مستدرك سفينة البحار المجلد 8

اشارة

سرشناسه: نمازی شاهرودی، علی، 1293 - 1363.

عنوان قراردادی: بحارالانوار

سفینه البحار و مدینه الحکم و الاثار.

عنوان و نام پديدآور: مستدرک سفینه البحار/ علی النمازی الشاهرودی؛ بتحقیق و تصحیح حسن بن علی النمازی.

مشخصات نشر: قم: جماعه المدرسین فی الحوزه العلمیه بقم، موسسه النشر الاسلامی، 1418ق.= 1377.

مشخصات ظاهری: 10ج.

فروست: جماعه المدرسین بقم المشرفه، موسسه النشر الاسلامی؛ 991، 992، 993، 994، 995، 996، 997، 998، 999، 1000.

شابک: دوره 964-470-203-4: ؛ ج. 1 964-470-730-3: ؛ ج. 2 964-470-731-1: ؛ ج.2، چاپ سوم 978-964-470-731-5: ؛ ج.3، چاپ دوم 978-964-470-732-2: ؛ ج.4، چاپ دوم 978-964-470-733-9: ؛ ج. 5 964-470-734-5: ؛ ج.5، چاپ سوم 978-964-470-734-6: ؛ ج. 6 964-470-734-5: ؛ ج. 7 964-470-736-2: ؛ ج.7، چاپ چهارم 978-964-470-736-0: ؛ ج. 8 964-470-737-0: ؛ ج.8، چاپ سوم 978-964-470-737-7: ؛ ج. 9 964-470-738-9: ؛ ج. 10 964-470-739-7: ؛ ج.10، چاپ سوم 978-964-470-739-1:

يادداشت: کتاب حاضر مستدرک "سفینه البحار" عباس قمی است که خود فهرست "بحار الانوار" مجلسی است.

يادداشت: چاپ قبلی: تهران، موسسه البعثه، قسم الدراسات الاسلامیه، 1363.

يادداشت: ج. 1 - 10(چاپ دوم: 1427ق. = 1384).

يادداشت: ج.2 و 10 (چاپ سوم:1437 ق. = 1395).

يادداشت: ج.3 (چاپ دوم: 1437 ق. = 1395).

يادداشت: ج.4 (چاپ دوم: 1437 ق. = 1395).

يادداشت: ج.5 (چاپ سوم: 1437 ق. = 1395).

يادداشت: ج. 6 (چاپ سوم: 1427ق. = 1385).

يادداشت: ج.7 (چاپ چهارم: 1437 ق = 1395).

يادداشت: ج.8 (چاپ سوم: 1437 ق. = 1395).

یادداشت: کتابنامه.

مندرجات: ج. 6. شفع - طین

موضوع: مجلسی، محمدباقربن محمدتقی، 1037 - 1111 ق . بحارالانوار -- فهرست مطالب

موضوع: قمی، عباس 1254-1319. سفینه البحار و مدینه الحکم و الاثار -- فهرستها

موضوع: احادیث شیعه -- نمایه ها

شناسه افزوده: نمازی شاهرودی، حسن، 1319 -، مصحح

شناسه افزوده: مجلسی، محمد باقر بن محمد تقی، 1037 - 1111ق. بحارالانوار

شناسه افزوده: قمی، عباس، 1254-1319. سفینه البحار و مدینه الحکم و الاثار

شناسه افزوده: جامعه مدرسین حوزه علمیه قم. دفترانتشارات اسلامی

رده بندی کنگره: BP135/م 3ب 30185 1378

رده بندی دیویی: 297/212

شماره کتابشناسی ملی: م 78-13716

ص: 1

اشارة

ص: 2

شابك 4 - 203 - 470 - 964

مستدرك سفينة البحار

(ج 8)

المؤلف: المحدث الجليل الحاج الشيخ علي النمازي الشاهرودي قدس سره الموضوع: الحديث

الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي

المطبوع: 1000 نسخة

التاريخ: 1419 ه.

مؤسسة النشر الإسلامي

التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

ص: 3

بقية باب الغين

اشارة

ص: 4

غفل:

الكفاية: في مواعظ مولانا الإمام السجاد لمولانا الباقر صلوات الله عليهما: يا بني إن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين: إصلاح شأن المعايش ملؤ مكيال، ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل، لأن الانسان لا يتغافل إلا عن شئ قد عرفه ففطن له (1). وتقدم في " عيش " ما يتعلق بذلك.

دعوات الراوندي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أشرف خصال الكرم غفلتك عما تعلم (2). نهج البلاغة: نحوه (3).

العلوي (عليه السلام): وعظموا أقداركم بالتغافل عن الدني من الأمور، وأمسكوا من الضعيف بجاهكم (4).

عن مجموعة الشهيد قال: قال جعفر الصادق (عليه السلام): أعظموا أقداركم بالتغافل فقد قال الله عز وجل: * (عرف بعضه وأعرض عن بعض) *.

فظهر مما تقدم حسن التغافل عن الأمور الدنية التي منها تقصيرات الناس وإسائاتهم إليه.

وأما التغافل عن الله وعن دين الله والأمور الأخروية فمذموم، كما سيأتي.

قال تعالى: * (ولا تكن من الغافلين) *، وقال: * (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها - إلى قوله: - أولئك هم الغافلون) *.

ص: 5


1- (1) ط كمباني ج 11 / 65. ونحوه ص 83، وجديد ج 46 / 231 و 289.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 131.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 131، وكتاب الأخلاق ص 219، وجديد ج 75 / 49، و ج 71 / 427.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 133، وجديد ج 78 / 64.

مصباح الشريعة: في الصادقي (عليه السلام): وكثرة الذكر بلا غفلة، فإن الغفلة مصطاد الشيطان، ورأس كل بلية، وسبب كل حجاب - الخ (1).

ومن كلمات الحسن المجتبى (عليه السلام): الغفلة تركك المسجد، وطاعتك المفسد (2).

ثواب الأعمال: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: إياكم والغفلة، فإنه من غفل فإنما يغفل عن نفسه، وإياكم والتهاون بأمر الله عز وجل، فإنه من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة. المحاسن: مثله (3).

العلوي (عليه السلام): ثلاث من عمل الأبرار: إقامة الفرائض، واجتناب المحارم، واحتراس من الغفلة في الدين - الخبر (4).

وفيما أوحى إلى عيسى: يا عيسى كم أجمل النظر وأحسن الطلب والقوم في غفلة لا يرجعون، تخرج الكلمة من أفواههم لا تعيها قلوبهم، يتعرضون لمقتي، ويتحببون بي إلى المؤمنين - إلى أن قال: - ولا تله فإن اللهو يفسد صاحبه، ولا تغفل فإن الغافل مني بعيد - الخبر (5).

العلوي (عليه السلام) في حديث الإيمان على أربع دعائم قال: ومن غفل غرته الأماني، وأخذته الحسرة، إذا انكشف الغطاء وبدا له من الله ما لم يكن يحتسب (6).

باب الغفلة واللهو - الخ (7).

الخصال، أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام): إن كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا وإن كان الموت حقا فالفرح لماذا (8).

أقول: وفي حديث إحياء عيسى (عليه السلام) واحدا من أهل قرية ما توا بسخطة،

ص: 6


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 51 وجديد ج 70 / 110.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 148 وجديد ج 78 / 115.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 34، وجديد ج 72 / 227.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 138، وجديد ج 78 / 81.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 402 و 14 / 291.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 4، وجديد 72 / 90.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 104، وجديد ج 73 / 154، وص 157.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 104، وجديد ج 73 / 154، وص 157.

وسؤاله إياه عن أعمالهم، قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا، مع خوف قليل، وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب - الخ.

أورد هذا الحديث شيخنا البهائي في أربعينه وذكر نقلا عن كمال الدين تشبيه الإنسان في اغتراره وغفلته عن الموت، وما بعده من الأهوال، وانهماكه في اللذات العاجلة الفانية الممتزجة بالكدورات، بشخص مدلي في بئر مشدود وسطه بحبل وفي أسفل ذلك البئر ثعبان عظيم متوجه إليه، منتظر سقوطه، فاتح فاه لالتقامه. وفي أعلى ذلك البئر جرذان أبيض وأسود، لا يزال يقترضان ذلك الحبل شيئا فشيئا، ولا يفترقان عن قرضه آنا من الآنات، وذلك الشخص مع أنه يرى ذلك الثعبان، ويشاهد انقراض الحبل آنا فآنا، قد أقبل على قليل عسل، قد لطخ به جدار ذلك البئر، وامتزج ترابه واجتمع عليه زنابير كثيرة، وهو مشغول بلطعه، منهمك فيه، ملتذ بما أصاب منه، مخاصم لتلك الزنابير عليه، قد صرف باله بأجمعه إلى ذلك، غير ملتفت إلى ما فوقه وما تحته.

فالبئر هو الدنيا، والحبل هو العمر، والثعبان الفاتح فاه هو الموت، والجرذان الليل والنهار القارضان للأعمار والعسل المختلط بالتراب هو لذات الدنيا الممتزجة بالكدورات والآلام، والزنابير هم أبناء الدنيا المتزاحمون عليها.

ولعمري إن هذا المثل من أشد الأمثال انطباقا على الممثل له، نسأل الله البصيرة والهداية، ونعوذ به من الغفلة والغواية. إنتهى.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال.

وروي: أن الديك يقول في ذكره: أذكروا الله يا غافلين.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام.

وتقدم في " سوق ": بكائه (عليه السلام) في سوق البصرة لما رأى غفلة أهله. وتقدم في " غرر ": ما يناسب ذلك.

وعن لب اللباب: وفي الخبر أن أهل الجنة لا يتحسرون على شئ فاتهم من الدنيا كتحسرهم على ساعة مرت من غير ذكر الله.

ص: 7

وتقدم في " بلس ": ساعتا غفلة، والأمر باكثار ذكر الله فيهما.

النبوي (صلى الله عليه وآله): من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين (1).

غلب:

معاني الأخبار: عن مولانا الإمام السجاد (عليه السلام): ويل لمن غلبت آحاده عشراته. يعني غلبت سيئاته التي تجزى بكل واحد واحدا عشراته، أي حسناته لأنه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها. وتقدم في " أحد ": مواضع الرواية.

ويأتي في " غمي ": أن قوله: كلما غلب الله عليه فالله أعذر لعبده. وهذا من الأبواب التي يفتح كل باب منها ألف باب. وتقدم في " أصل ".

تغلب والد أبان، يروي عنه ابنه أبان، كما في البحار رواية شريفة تدل على حسنه وكماله، فراجع إليه (2).

وسائر رواياته التي تدل على كماله وعلمه في البحار (3).

غالب بن فهر: من أجداد رسول الله (صلى الله عليه وآله). كان أفضل ولد أبيه وأظهرهم مجدا وشرفا. وجملة من أحواله في منتهى الآمال (4).

أبو غالب الزراري: هو أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن جهم المذكور في رجالنا (5).

غلظ:

قرب الإسناد: عن جعفر، عن أبيه، عن علي صلوات الله عليهم قال: لا غلظ على مسلم في شئ (6). ويأتي في " وسع " ما يتعلق بذلك.

والأصل في ذلك قوله تعالى: * (ما جعل عليكم في الدين من حرج) *، وقوله:

ص: 8


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 50، وجديد ج 92 / 196.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 159، وجديد ج 44 / 257.
3- (3) جديد ج 5 / 330، وط كمباني ج 3 / 90.
4- (4) منتهى الآمال ص 5.
5- (5) مستدركات علم رجال الحديث ج 1 / 473.
6- (6) جديد ج 5 / 300، وط كمباني ج 3 / 83.

* (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) *، وقوله: * (يريد الله أن يخفف عنكم) *، وقوله:

* (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) * إلى غير ذلك.

وفي حديث تشييع الرسول (صلى الله عليه وآله) جنازة سعد وقوله مثل سعد يضم، فقال: إن سعدا كان في لسانه غلظ على أهله (1).

غلف:

ذم الأغلف، تقدم في " ختن ": ذم الأغلف، وأنه تضج الأرض من بوله أربعين صباحا، وأنه لا يؤم القوم، لأنه ضيع من السنة أعظمها، ولا تقبل له شهادة، ولا تصلي عليه إذا مات، كما في البحار (2).

تفسير قوله تعالى: " وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم " (3).

غلل:

قال تعالى: * (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) *. يعنون أن الله فرغ من أمر الخلق، لا يحدث شيئا. وتقدم في " بدء ": ما يناسب ذلك.

باب السرقة والغلول وحدهما (4).

قال تعالى: * (وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة) * نزلت في حرب بدر، حين فقدت قطيفة حمراء من الغنائم، فزعم رجل من الأصحاب أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذها، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فجاء رجل فقال: إن فلانا قد غل قطيفة واحتفرها هنالك، فأمر رسول الله بحفر ذلك الموضع فأخرج القطيفة (5).

وفي رواية أبي الجارود عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية قال: ومن غل شيئا رآه يوم القيامة في النار، ثم يكلف أن يدخل إليه فيخرجه من النار (6).

ص: 9


1- (1) جديد ج 6 / 217، وط كمباني ج 3 / 152.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 171، وجديد ج 81 / 344.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 86، وجديد ج 9 / 320.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 140، وجديد ج 79 / 180.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 463 و 491، وجديد ج 19 / 268، و ج 20 / 35.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 497، وجديد ج 20 / 61.

مذمة من غل، وأنه في النار (1).

تفسير العياشي: عن مولانا الصادق صلوات لله عليه: إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس في سبعين غلا وسبعين كبلا، فينظر الأول إلى زفر في عشرين ومائة غل، فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعفه الله العذاب، وأنا أغويت الخلق جميعا؟ فيقال: هذا زفر - الخ (2)، وتقدم في " بلس " و " زمم " ما يتعلق بذلك.

خبر درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة. تقدم إجماله في " درع ".

الكافي: عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث قال: إن عليا (عليه السلام) كان قاعدا في مسجد الكوفة، فمر به عبد الله بن قفل التميمي ومعه درع طلحة، فقال له علي (عليه السلام):

هذه درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقال له عبد الله بن قفل: فاجعل بيني وبينك قاضيك الذي رضيته للمسلمين، فجعل بينه وبينه شريحا، فقال علي (عليه السلام):

هذه درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقال له شريح: هات على ما تقول بينة، فأتاه الحسن فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقال: هذا شاهد فلا أقضي بشهادة شاهد حتى يكون معه آخر، قال: فدعا قنبرا فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقال شريح: هذا مملوك ولا أقضي بشهادة مملوك، قال فغضب علي (عليه السلام) وقال: خذها فإن هذا قضى بجور ثلاث مرات.

قال: فتحول شريح ثم قال: لا أقضي بين اثنين حتى تخبرني من أين قضيت بجور ثلاث مرات.

فقال له: ويلك - أو ويحك - إني لما أخبرتك أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقلت: هات على ما تقول بينة وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حيث ما وجد غلول اخذ بغير بينة، فقلت: رجل لم يسمع الحديث، فهذه واحدة.

ثم أتيتك بالحسن فشهد، فقلت: هذا واحد ولا أقضي بشهادة واحد حتى يكون معه آخر، وقد قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشهادة واحد ويمين، فهذه ثنتان.

ص: 10


1- (1) ط كمباني ج 3 / 382، وجديد ج 8 / 316.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 220، وجديد ج 30 / 232.

ثم أتيتك بقنبر فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقلت: هذا مملوك ولا أقضي بشهادة مملوك، وما بأس بشهادة مملوك إذا كان عدلا.

ثم قال: ويلك - أو ويحك - إمام المسلمين يؤمن من أمورهم على ما هو أعظم من هذا (1).

في حديث البخاري في تقسيم غنائم حنين قال: ثم قام (صلى الله عليه وآله) إلى جنب بعير وأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين إصبعيه فقال: يا أيها الناس والله ما لي من فيئكم هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخياط والمخيط، فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة، فجاءه رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر فقال: يا رسول الله أخذت هذا لأخيط بها برذعة بعير لي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما حقي منها فلك.

فقال الرجل: أما إذا بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي بها ورمى بها من يده (2).

أقول: قال الله تعالى في آل عمران: " وما كان لنبي أن يغل " قالوا: أي وما صح لنبي أن يخون في الغنائم، فإن النبوة تنافي الخيانة، والغلول أخذ الشئ من المغنم في خفية.

وفي الصادقي (عليه السلام): إن رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط ألم ينسبوا يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتى أظهره الله على القطيفة، وبرأ نبيه من الخيانة، وأنزل في كتابه: * (وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة) * قالوا: يحمله على عنقه.

وعن أبي جعفر (عليه السلام): ومن غل شيئا رآه يوم القيامة في النار، ثم يكلف أن يدخل إليه، فيخرجه من النار. وتقدم في سفيان الثوري خبر ثلاث لا يغل عليهن.

وفي أمر ابن زياد بعلي بن الحسين (عليهما السلام) أن يغل بغل في عنقه لما سرح بهم

ص: 11


1- (1) ط كمباني ج 9 / 495، و ج 24 / 16، وجديد ج 40 / 302، و ج 104 / 299.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 615، وجديد ج 21 / 174.

إلى يزيد وقول علي (عليه السلام) ليزيد: ما ظنك برسول الله لو رآني في الغل (1).

غلم:

الكافي: عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: إذا كان الغلام ملتاث الإدرة، صغير الذكر، ساكن النظر، فهو ممن يرجى خيره، ويؤمن شره. قال: وإذا كان الغلام شديد الأدرة، كبير الذكر، حاد النظر، فهو ممن لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره.

بيان: " ملتاث الإدرة " يعني مسترخي الخصية، متدليها (2).

الكافي: عن صالح بن عقبة قال: سمعت العبد الصالح صلوات الله عليه يقول:

تستحب عرامة الغلام في صغره ليكون حليما في كبره، ثم قال: ما ينبغي أن يكون إلا هكذا، وروي: إن أكيس الصبيان أشدهم بغضا للكتاب.

بيان: العرامة: سوء الخلق والفساد والمرح. والمراد ميله إلى اللعب. وبغضه للكتاب: أي عرامته في صغره علامة عقله وحلمه في كبره. وينبغي أن يكون الطفل هكذا، فأما إذا كان منقادا ساكنا حسن الخلق في صغره، يكون بليدا في كبره كما هو المجرب، والكتاب بالتشديد المكتب (3).

العلوي (عليه السلام): إذا نظرت إلى الغلام فرأيته حلو العينين، عريض الجبهتين، نامي الوجنتين، سليم الهيئة، مسترخي العزلة فارجه لكل يمن وبركة، وإن رأيته غائر العينين، ضيق الجبهة، نامي الوجنتين، مجدد الأرنبة، كأنما جبينه صلابه فلا ترجه (4).

وفي الكافي (5) روايات في نشأ الغلام وخصوصياته.

الكافي: بإسناده عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه صلوات الله عليهما

ص: 12


1- (1) ط كمباني ج 10 / 224، وجديد ج 45 / 130.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 379، و ج 9 / 465، وجديد ج 40 / 169، و ج 60 / 361.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 379، وجديد ج 60 / 361.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 114، وجديد ج 104 / 96. وفيه ما يناسب ذلك فراجع.
5- (5) الكافي ج 6 باب النشأ ص 46.

قال: الغلام لا يلقح بتفلك ثدياه، وبسطح ريح إبطيه (1).

بيان: لا يلقح: لا يجامع، كناية عن البلوغ. والتفلك: الاستدارة.

بيان: لا يلقح: لا يجامع، كناية عن البلوغ. والتفلك: الاستدارة.

خبر غلام اليهودي الذي يجئ عند النبي (صلى الله عليه وآله)، وربما أرسله في حاجة، فمرض فعاده النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في حال الاحتضار فأسلم على يديه ومات (2).

خبر الغلام الذي أنكرته أمه وأرشت سبعة من النساء، كل واحدة عشرة دنانير، فشهدن أنها بكر فأشكل على عمر، ففزعوا إلى مفزع المشكلات وملجئ الملمات، مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فأمر باحضار قابلة، فلما دخلت بها أعطتها سوارا بأن تشهد أنها بكر، فلما خرجت شهدت بالبكارة.

فقال (عليه السلام): كذبت، يا قنبر فتش العجوز وخذ منها السوار فأخذ منها، فضج الخلائق فقال للمرأة: إني أريد أن أزوجك هذا الغلام المدعي عليك فأقرت (3).

خبر الغلام الذي كشف أمير المؤمنين (عليه السلام) عن اتكائه على راحتيه حين القيام أنه ولد الشيخ. وذلك حين واقع الشيخ امرأته، ومات على بطنه، فأنكر بنوه أنه ابنه (4).

خبر غلام ضربه مولاه، فادعى كل منهما أني أنا مولاك وأنت عبدي، فترافعا إلى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وتكاذبا وتحالفا، فلما كان من الغد أمر (عليه السلام) أن يدخل كل رأسه في ثقب، فدعا بالسيف وقال: اضرب رقبة العبد، فأخرج فكشف الأمر (5).

عفو مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام) عن غلامه الذي جنى جناية فقرأ:

* (والعافين عن الناس) * - الآية (6) ونحوه صدر من مولانا الحسين صلوات الله عليه (7).

ص: 13


1- (1) جديد ج 60 / 361.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 688، وجديد ج 22 / 73.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 487، ونحوه مع اختلاف ص 496، وجديد ج 40 / 268 و 304.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 496.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 497، وجديد ج 40 / 308.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 97، وجديد ج 43 / 352،.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 145، وجديد ج 44 / 195.

ويأتي في " هود ": ذكر غلام اليهودي الذي أعتق ووهب له المال ببركة الحسين (عليه السلام).

خبر غلام الترك الذي كان لمولانا الحسين (عليه السلام)، فوهبه لمولانا السجاد (عليه السلام) ونال شرف الشهادة (1).

خبر الغلام الذي كان لمولانا الإمام السجاد (عليه السلام) فأراد أن يضربه، فقرأ الغلام:

" قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) * فعفا عنه (2).

خبر الغلام الذي كان لمولانا الإمام الصادق صلوات الله عليه يمسك بغلته، فجاء خراساني يتمنى مكانه، فقال للغلام: أنا أقيم مكانك، وأجعل لك مالي كله (3).

خبر جلوس مولانا الصادق (عليه السلام) عند رأس غلامه الذي بعثه في حاجة فأبطأ ونام، وترويحه إياه حتى ينتبه (4).

عفو مولانا أبي الحسن (عليه السلام) عن غلامه الذي أخذ كارة من تمر (5).

وتقدم في " صفر ": خبر الغلام الأصفر الساقين اسمه أحمد.

غلا:

النبوي (صلى الله عليه وآله): صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام: الغلاة والقدرية (6).

باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليهم وبيان معنى التفويض (7).

النساء: * (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تقولوا على الله إلا الحق) *.

أمالي الطوسي: عن فضيل بن يسار، قال: قال الصادق (عليه السلام): إحذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدوهم، فإن الغلاة شر خلق الله يصغرون عظمة الله، ويدعون

ص: 14


1- (1) ط كمباني ج 10 / 199، وجديد ج 45 / 30.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 79، وجديد ج 23 / 384.
3- (3) ط كمباني 12 / 121، وجديد ج 50 / 88.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 213، وجديد ج 71 / 405، وص 402.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 213، وجديد ج 71 / 405، وص 402.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 4، وجديد ج 5 / 8.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 244، وجديد ج 25 / 261.

الربوبية لعباد الله، وإن الغلاة لشر من اليهود والنصارى والمجوس، والذين أشركوا - الخ (1).

توقيع مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه ردا على الغلاة (2).

رجال الكشي: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه وذكر الغلاة وقال: إن فيهم من يكذب حتى أن الشيطان ليحتاج إلى كذبه (3).

الصادقي (عليه السلام): لعن الله الغلاة والمفوضة، فإنهم صغروا عصيان الله وكفروا به، وأشركوا وضلوا وأضلوا، فرارا من إقامة الفرائض وأداء الحقوق (4).

وتقدم في " غرر ": ما يتعلق بذم الغلاة.

الروايات الواردة في ذم الغلاة الذين زعموا الربوبية في الأئمة صلوات الله عليهم (5).

رجال الكشي: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: السلام عليك يا ربي. فقال: مالك لعنك الله، ربي وربك الله - الخبر (6).

الروايات الواردة في ذم عبد الله بن سبأ حيث ادعى الربوبية والألوهية لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وذم جمع ادعوا له الإلوهية في البحار (7).

دخول عشرة على أمير المؤمنين (عليه السلام) وقولهم: إنك ربنا وأنت الذي خلقتنا أو أنت الذي رزقتنا، ومنعه إياهم (8).

رجال الكشي: في الصحيح عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا با

ص: 15


1- (1) ط كمباني ج 7 / 245 و 249، وجديد ج 25 / 265. ونحوه ص 284.
2- (2) ج 25 / 266.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 252، وجديد ج 25 / 296.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 162، وجديد ج 44 / 271.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 134 و 147 و 207 و 219، و ج 12 / 141، و ج 7 / 244 - 264، وجديد ج 25 / 261، و ج 47 / 107 و 148 و 341 و 341 و 378، و ج 50 / 177 - 180.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 252، وجديد ج 25 / 297.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 249 و 250، وجديد ج 25 / 285 - 288.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 253، وجديد ج 25 / 299.

محمد إبرأ ممن يزعم أنا أرباب، قلت: برئ الله منه. فقال: إبرأ ممن يزعم أنا أنبياء. قلت: برئ الله منه (1).

لعن الصادق (عليه السلام) من قال: إن الإمام هو الذي خلق ورزق (2).

ومن دعاء الرضا (عليه السلام): اللهم من زعم أنا أرباب فنحن منه براء، ومن زعم أن إلينا الخلق وإلينا الرزق، فنحن براء منه كبراءة عيسى بن مريم من النصارى - الخبر (3).

أمالي الطوسي: عن ابن نباتة قال: قال: أمير المؤمنين صلوات الله عليه: اللهم إني برئ من الغلاة، كبراءة عيسى بن مريم من النصارى - الخ (4).

الإحتجاج: في التوقيع الخارج عن صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه:

ليس نحن شركاء في علمه ولا في قدرته - إلى أن قال: - أنا وجميع آبائي عبيد الله عز وجل - إلى أن قال -: إني برئ ممن يقول: إنا نشارك الله في ملكه، أو يحلنا محلا سوى المحل الذي نصبه الله لنا وخلقنا له - الخ (5).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): قال المأمون لمولانا الرضا صلوات الله عليه: بلغني أن قومك يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد. فقال الرضا (عليه السلام): حدثني أبي، عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تبارك وتعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا.

قال الله تعالى: * (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله - إلى أن قال: - ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) * - إلى أن قال:

وإنا لنبرأ إلى الله عز وجل: ممن يغلو فينا، فيرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن

ص: 16


1- (1) ط كمباني ج 7 / 253، وجديد ج 25 / 297، وص 291.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 253، وجديد ج 25 / 297، وص 291.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 263، وجديد ج 25 / 343.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 245، وجديد ج 25 / 266.
5- (5) جديد ج 25 / 267.

مريم من النصارى، قال الله عز وجل: * (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) * - الآية - إلى أن قال:

فمن ادعى للأنبياء ربوبية، وادعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة، فنحن براء منه في الدنيا والآخرة (1).

معاني الغلو الذي زعمه الشيعة والفضل بن شاذان أنه غلو، وما كتبوا منه إلى الإمام الهادي (عليه السلام) أو الإمام الجواد (عليه السلام)، وما أجاب في ذلك وينفتح من هذا الخبر ما كانوا ينسبون إلى الرواة من الغلو (2) ورواه رجال الكشي (3).

وتقدم في " عبد ": تحذير الشيعة عن الغلو، والقول فيهم بعبوديتهم ومخلوقيتهم، والقول بفضائلهم ما شاؤوا. كلام المجلسي في معنى الغلو والتفويض قال: إعلم أن الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليهم إنما يكون بالقول بألوهيتهم، أو بكونهم شركاء الله تعالى في المعبودية، أو في الخلق والرزق، أو أن الله تعالى حل فيهم أو اتحد بهم، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي، أو إلهام من الله تعالى، أو بالقول في الأئمة أنهم كانوا أنبياء، أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض، أو القول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات ولا تكليف معها بترك المعاصي.

والقول بكل منها إلحاد وكفر وخروج عن الدين، كما دلت عليه الأدلة العقلية والآيات والأخبار السالفة وغيرها، وقد عرفت أن الأئمة (عليهم السلام) تبرؤوا منهم وحكموا بكفرهم وأمروا بقتلهم، وإن قرع سمعك شئ من الأخبار الموهمة لشئ من ذلك فهي إما مأولة أو هي من مفتريات الغلاة.

ولكن أفرط بعض المتكلمين والمحدثين في الغلو لقصورهم عن معرفة الأئمة (عليهم السلام)، وعجزهم عن إدراك غرائب أحوالهم وعجائب شؤونهم، فقدحوا في كثير الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتى قال بعضهم: من الغلو نفي

ص: 17


1- (1) جديد ج 25 / 271.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 220، وجديد ج 25 / 161.
3- (3) رجال الكشي ص 334.

السهو عنهم، أو القول بأنهم يعلمون ما كان وما يكون وغير ذلك، مع أنه قد ورد في أخبار كثيرة " لا تقولوا فينا ربا وقولوا ما شئتم ولن تبلغوا ". وورد " أن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ". وورد " لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله "، وغير ذلك مما مر وسيأتي.

فلا بد للمؤمن المتدين أن لا يبادر برد ما ورد عنهم من فضائلهم ومعجزاتهم ومعالي أمورهم إلا إذا ثبت خلافه بضرورة الدين أو بقواطع البراهين أو بالآيات المحكمة أو بالأخبار المتواترة (1).

الصادقي (عليه السلام): لعن الله الغلاة والمفوضة، فإنهم صغروا عصيان الله وكفروا به وأشركوا وضلوا وأضلوا فرارا من إقامة الفرائض وأداء الحقوق (2).

بعض ما روي عن الغلاة في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) (3). مثل أنه صعد إلى السماء على فرس، وينظر إليه أصحابه. إلى غير ذلك (4).

وقد تقدم ما يتعلق بالغلاة في " خطب " عند ذكر أبي الخطاب، وفي " سعر ": ما يتعلق بغلاء الأسعار، وفي " مسك ": ما يتعلق بالغالية.

غمر:

إبراهيم الغمر ابن الحسن المثنى. ذكرناه في رجالنا (5).

قال تعالى: * (قلوبهم في غمرة من هذا) * يعني في شك، كما قاله الصادق (عليه السلام) في رواية تفسير القمي.

غمز:

باب الغمز والهمز الصادق (عليه السلام) في رواية تفسير القمي.

غمز:

باب الغمز والهمز واللمز (6).

ص: 18


1- (1) ط كمباني ج 7 / 264، وجديد ج 25 / 346.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 162، وجديد ج 44 / 271.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 605، وجديد ج 42 / 34.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 605، وجديد ج 42 / 34.
5- (5) مستدركات علم رجال الحديث ج 1 / 135.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 198، وجديد ج 75 / 292.

المطففين: * (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون) * - الآيات.

صحيفة الرضا (عليه السلام): عن مولانا الرضا، عن آبائه، عن النبي صلوات الله عليهم إن موسى بن عمران سأل ربه ورفع يديه، فقال: يا رب أين ذهبت، أوذيت؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى إن في عسكرك غمازا. فقال: يا رب دلني عليه، فأوحى الله إليه: إني أبغض الغماز، فكيف أغمز؟ (1).

وفي " نمم " و " عيب " و " لمز " ما يتعلق بذلك.

في فوائد غمز البدن:

فقه الرضا (عليه السلام): وأروي أنه لو كان شئ يزيد في البدن، لكان الغمز يزيد اللين من الثياب، وكذلك الطيب ودخول الحمام، ولو غمز الميت فعاش لما أنكرت ذلك (2).

وفي طب الأئمة (عليهم السلام) قال الرضا (عليه السلام): ولو غمز الميت فعاش لما أنكرت ذلك.

بسط الإمام الصادق (عليه السلام) رجليه إلى عمر بن يزيد وقوله: إغمزهما يا عمر.

قال: فغمزت رجله (3). وتقدم في " رجل " ما يتعلق بذلك.

غمم:

تأويل الغمام في قوله تعالى: * (يوم تشقق السماء بالغمام) * بمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه (4).

ذكر الغمامة التي خلقت لمحمد (صلى الله عليه وآله) قبل خلق آدم بألفي عام، جاء بها جبرئيل ونشرها على رأسه (5).

ص: 19


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 198، و ج 5 / 218، وجديد ج 13 / 12.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 545، وجديد ج 62 / 261.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 123، و ج 7 / 309، و ج 15 كتاب العشرة ص 42، وجديد 74 / 146، و ج 47 / 67، و ج 26 / 139.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 119، وجديد ج 36 / 190.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 106 و 110، وجديد ج 16 / 30.

باب فيه إظلال الغمامة عليه (صلى الله عليه وآله) (1).

الإحتجاج: في حديث بيان علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه فضائل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن الغمامة كانت تظلله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره وأسفاره (2).

خبر غمامة أخرى تظلله في طريق الشام (3).

في أن على رأس الحجة المنتظر (عليه السلام) غمامة تظلله من الشمس تدور معه حيثما دار تنادي بصوت فصيح: هذا المهدي (4).

إظلال الغمامة على رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما (5).

وفيه رواية أخرى قريبة من ذلك، وقال فيها: والذي خلق ما يشاء لقد أكل من تلك الغمامة ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا وثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا ما فيهم نبي أكرم على الله مني، ولا فيهم وصي أكرم على الله تعالى من علي (عليه السلام).

باب ما يورث الهم والغم والتهمة ودفعها (6).

الخصال: عن أبي عبد الله صلوات عليه قال: اغتم أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما فقال من أين أتيت؟ فما أعلم أني جلست على عتبة باب، ولا شققت بين غنم، ولا لبست سراويلي من قيام، ولا مسحت يدي ووجهي بذيلي (7).

وروي عنهم صلوات عليهم قالوا: إن أحد عشر شيئا يورث الغم: المشي بين الأغنام، ولبس السراويل قائما، وقبض (قص - خ ل) شعر اللحية بالأسنان، والمشي على قشر البيض، واللعب بالخصية، والاستنجاء باليمين، والقعود على عتبة الباب، والأكل بالشمال، ومسح الوجه بالأذيال، والمشي فيما بين القبور،

ص: 20


1- (1) ط كمباني ج 6 / 282، وجديد ج 17 / 355.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 265، و ج 4 / 101، وجديد ج 10 / 39، و ج 17 / 287.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 270 و 282، وجديد ج 17 / 308 و 355 و 360 و 361.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 6، وجديد ج 51 / 24.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 283.
6- (6) ط كمباني ج 16 / 92، وجديد ج 76 / 321.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 92، وجديد ج 76 / 321.

والضحك بين المقابر (1).

واعلم أنه قد ورد واشتهر أيضا أن المشي بين المرأتين، والاجتياز بينهما، وخياطة الثوب على البدن، والتعمم قاعدا، والبول في الماء راكدا، والنوم في الحمام، والنوم على الوجه منبطحا تورث الغم والهم (2).

جنة الأمان: قال: رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخصه: إن رجلا جاء إلى النبي وقال: يا رسول الله إني كنت غنيا فافتقرت، وصحيحا فمرضت، وكنت مقبولا عند الناس فصرت مبغوضا، وكنت خفيفا على قلوبهم فصرت ثقيلا، وكنت فرحانا فاجتمعت علي الهموم، وقد ضاقت علي الأرض - إلى أن قال: - فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): يا هذا لعلك تستعمل مثيرات الهموم؟ فقال: وما مثيرات الهموم؟ قال: لعلك تتعمم من قعود، أو تتسرول من قيام، أو تقلم أظفارك بسنك، أو تمسح وجهك بذيلك، أو تبول في ماء راكد، أو تنام منبطحا على وجهك (3). ونحوه تمسح وجهك بذيلك، أو تبول في ماء راكد، أو تنام منبطحا على وجهك (3). ونحوه إلا أنه ذكر ميراث الهموم (4).

وتقدم في " عنب ": أن العنب يذهب بالغم خصوصا الأسود منه، وفي " درج ":

أن من كثر غمه فليأكل الدراج، وفي " زبب ": أن أكل الزبيب يذهب بالغم، وفي " حزن " ما يتعلق بذلك، وكذا في " همم "، وفي " عول ": مدح غم العيال.

التمحيص: عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من اغتم كان للغم أهلا، فينبغي للمؤمن أن يكون بالله وبما صنع راضيا (5).

التمحيص: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله بعدله وحكمته وعلمه جعل الروح والفرج في اليقين والرضا عن الله، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط، فارضوا عن الله وسلموا لأمره (6).

ص: 21


1- (1) ط كمباني ج 16 / 92، وجديد ج 76 / 321، وص 322.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 92، وجديد ج 76 / 321، وص 322.
3- (3) جديد ج 76 / 323، و ج 80 / 195، و ج 87 / 279، و ج 95 / 203.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 46، وكتاب الصلاة ص 59. و ج 19 كتاب الدعاء ص 238.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 159، وجديد ج 71 / 152.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 159، وجديد ج 71 / 152.

دعوات الراوندي: قال الصادق (عليه السلام): يصبح المؤمن حزينا ويمسي حزينا ولا يصلحه إلا ذاك، وساعات الغموم كفارات الذنوب (1).

فقه الرضا (عليه السلام): روي أنه سئل العالم عن الرجل يصبح مغموما لا يدري سبب غمه. فقال: إذا أصابه ذلك فليعلم أن أخاه مغموم، وكذلك إذا أصبح فرحان لغير سبب يوجب الفرح، فبالله نستعين على حقوق الإخوان (2).

تفسير العياشي: عن الصادق (عليه السلام) قال: ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده، فيركع ركعتين، فيدعو الله فيها، أما سمعت الله عز وجل يقول: * (واستعينوا بالصبر والصلاة) * (3).

غمي:

بصائر الدرجات: عن موسى بن بكر، قال: قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه: الرجل يغمى عليه اليوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر ذلك كم يقضي من صلاته؟ فقال: ألا أخبرك بما ينتظم هذا وأشباهه؟ فقال: كلما غلب الله عليه من أمر، فالله أعذر لعبده. وزاد فيه غيره، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): وهذا من الأبواب التي يفتح كل باب منها ألف باب (4).

الكافي: عن مرازم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المريض لا يقدر على الصلاة. قال: فقال: كلما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر (5).

الكافي: في الصحيح عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول في المغمى عليه: ما غلب الله عليه، فالله أولى بالعذر (6).

وسائر الروايات والكلمات في حكم المغمى عليه في البحار (7).

ص: 22


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 222، وجديد ج 82 / 133.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 62، وجديد ج 74 / 227.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 5، وجديد ج 69 / 342.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 153، و ج 3 / 83، وجديد ج 2 / 272، و ج 5 / 300.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 154، وجديد ج 2 / 273.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 154، وجديد ج 2 / 273.
7- (7) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 676 و 677، وجديد ج 88 / 295 و 296.

غنم:

باب قصة نفش الغنم (1).

الأنبياء: * (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم) * - الآية.

التهذيب: عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية، قال: لا يكون النفش إلا بالليل، إن على صاحب الحرث أن يحفظ الحرث بالنهار، وليس على صاحب الماشية حفظها بالنهار، إنما رعيها وإرزاقها بالنهار، فما أفسدت فليس عليها، وعلى صاحب الماشية حفظ الماشية بالليل عن حرث الناس، فما أفسدت بالليل فقد ضمنوا، وهو النفش، وإن داود حكم للذي أصاب زرعه رقاب الغنم، وحكم سليمان الرسل والثلة وهو اللبن والصوف في العام (2).

كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) مائة من الغنم (3).

تكلم الغنم مع ولده عند الإمام السجاد صلوات الله عليه، وبيان الإمام كلامه (4).

في الرسالة الذهبية قال مولانا الرضا صلوات الله عليه: وأكل كلية الغنم وأجواف الغنم يغير المثانة - الخبر (5).

فوائد اتخاذ الغنم وبركاته، وما بعث الله نبيا إلا وقد رعى الغنم، وأنه قال (صلى الله عليه وآله): عليكم بالغنم والحرث، فإنهما يروحان بخير ويغدوان بخير - الخ (6).

المحاسن: عن النبي (صلى الله عليه وآله) نظفوا مرابض الغنم، وامسحوا رغامهن فإنهن من دواب الجنة.

ص: 23


1- (1) ط كمباني ج 5 / 364، وجديد ج 14 / 130.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 364، وجديد ج 14 / 131.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 124، و ج 14 / 683، وجديد ج 16 / 108، و ج 64 / 116.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 8، وجديد ج 46 / 24.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 558، وجديد ج 62 / 321.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 683 و 682 و 684 و 688، و ج 23 / 19، وجديد ج 64 / 116 و 117 و 114، و ج 103 / 64.

بيان: الرغام ما يخرج من أنوفها. وفي رواية أخرى: صلوا في مراحها (1).

وتقدم في " شوه " و " ضأن " ما يتعلق بذلك، وفي " صفر ": قوله: لا تصفر بغنمك ذاهبة.

فضائل الشيعة: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أنا الراعي راعي الأنام، أفترى الراعي لا يعرف غنمه؟ قال: فقام إليه جويرية وقال: يا أمير المؤمنين فمن غنمك؟ قال: صفر الوجوه، ذبل الشفاه من ذكر الله (2).

النبوي (صلى الله عليه وآله): إغتنم خمسا قبل خمس - الخ (3).

باب كيفية قسمة الغنائم، وحكم أموال المشركين والمخالفين والنواصب (4).

جملة من أحكام الغنائم في البحار (5).

أبو الغنائم: هو محمد بن علي بن ميمون البرسي، المذكور في الرجال (6).

قصة غانم بن أبي غانم، والحصاة التي كانت معه، ختم عليها علي والحسنان صلوات لله عليهم وجاء إلى المدينة ليختم عليها علي بن الحسين (عليه السلام)، فذهب إلى علي بن عبد الله بن العباس فكذبه وضربه وأخذ منه الحصاة، فرأى الحسين (عليه السلام) في المنام، فقال: هاك الحصاة يا غانم، وامض إلى علي ابني، فهو صاحبك (7).

ومن أحفاده مهجع بن الصلت الذي ذكرناه في رجالنا (8).

غنى:

تحقيق في الفقر والغنى، وسيأتي الإشارة إليه في " فقر ".

ص: 24


1- (1) ط كمباني ج 14 / 691، وجديد 64 / 150 مكررا.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 149، وجديد ج 68 / 176.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 23، وجديد ج 77 / 75.
4- (4) ط كمباني ج 21 / 106، وجديد ج 100 / 54.
5- (5) جديد ج 19 / 180، وط كمباني ج 6 / 443.
6- (6) مستدركات علم رجال الحديث ج 7 / 248.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 12، وجديد ج 46 / 35.
8- (8) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 38.

أمالي الصدوق: الصادق (عليه السلام) في بيان وقوف الغني الذي كان من أهل الجنة حتى يسيل منه العرق ما لو شربه أربعون بعيرا لكفاها، ثم يدخل الجنة. بخلاف الفقير فإنه ليس له الوقوف (1).

النوادر: النبوي (صلى الله عليه وآله): ما قرب عبد من سلطان إلا تباعد من الله تعالى، ولا كثر ما له إلا اشتد حسابه، ولا كثر تبعه إلا كثر شياطينه (2).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): المال مادة للشهوات (3). والنبوي (صلى الله عليه وآله): الغنى عقوبة (4).

تقدم في " جهل ": أن الله يبغض الغني الظلوم.

الصادقي (عليه السلام): لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء، نعمة، والرخاء مصيبة (5).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: النبوي (صلى الله عليه وآله): ليس الغني في كثرة العرض، وإنما الغنا غنا النفس (6).

العلوي (عليه السلام): من كساه الغنى ثوبه خفي عن العيون عيبه (7).

باب الغنا والكفاف (8).

المؤمنون: * (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون) *.

العلق: * (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) *.

ما يظهر منه ذم كثرة المال والغنا ومدح الكفاف:

أوحى الله تعالى إلى موسى: يا موسى لا تفرح بكثرة المال، ولا تدع ذكري

ص: 25


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 229، وجديد ج 72 / 36.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 236، وجديد ج 72 / 67.
3- (3) نهج البلاغة ص 236.
4- (4) نهج البلاغة ص 236، وجديد ج 72 / 67 و 68.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 189، وجديد ج 78 / 262.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 8، وجديد ج 103 / 20.
7- (7) ط كمباني ج 23 / 8، وجديد ج 103 / 20.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 233 وجديد ج 72 / 56.

على كل حال، فإن كثرة المال تنسي الذنوب، وإن ترك ذكري يقسي القلوب (1).

المحاسن: الباقري (عليه السلام): ليس من شيعتنا من له مائة ألف ولا خمسون ألفا ولا أربعون ألفا. ولو شئت أن أقول ثلاثون ألفا لقلت، وما جمع رجل قط عشرة آلاف من حلها (2).

التمحيص: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر خير للمؤمن من الغنا، إلا من حمل كلا وأعطى في نائبة. قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أحد يوم القيامة غني ولا فقير إلا يود أنه لم يؤت منها إلا القوت (3).

التمحيص: عن الصادق (عليه السلام) قال: ما أعطى الله عبدا ثلاثين ألفا وهو يريد به خيرا. وقال: ما جمع رجل قط عشرة آلاف من حل، وقد جمعهما الله لأقوام إذا أعطوا القريب ورزقوا العمل الصالح، وقد جمع الله لقوم الدنيا والآخر (4)، ويأتي في " مول " ما يتعلق بذلك.

النبوي (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافا وقوله سدادا (وقواه سدادا أو شدادا) (5).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم ارزق محمدا وآل محمد، ومن أحب محمدا وآل محمد العفاف والكفاف، وارزق من أبغض محمدا وآل محمد كثرة المال والولد (6).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): المال مادة الشهوات. وقال: لا ينبغي للعبد أن يثق بخصلتين: العافية والغنى، بينا تراه معافى إذ سقم، وبينا تراه غنيا إذا افتقر (7).

نهج البلاغة: وقال (عليه السلام): الدنيا دار منى، لها الفناء ولأهلها منها الجلاء، وهي حلوة خضرة قد عجلت للطالب والتبست بقلب الناظر، فارتحلوا عنها بأحسن ما بحضرتكم من الزاد، ولا تسألوا فيها فوق الكفاف، ولا تطلبوا منها أكثر من البلاغ (8).

وتقدم في " دنى " ما يتعلق بذلك.

ص: 26


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 235، وجديد ج 72 / 63، وص 66.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 235، وجديد ج 72 / 63، وص 66.
3- (3) جديد ج 72 / 66، وص 67 و 68.
4- (4) جديد ج 72 / 66، وص 67 و 68.
5- (5) جديد ج 72 / 66، وص 67 و 68.
6- (6) جديد ج 72 / 67، ونحوه ص 59.
7- (7) جديد 72 / 68.
8- (8) جديد 72 / 68.

ومن شعره (عليه السلام):

دليلك أن الفقر خير من الغنى * وأن قليل المال خير من المثرى لقائك مخلوقا عصى الله بالغنى (1) * ولم تر مخلوقا عصى الله للفقر (2) تفسير علي بن إبراهيم: ذكر رجل عند أبي عبد الله صلوات الله عليه الأغنياء ووقع فيهم، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اسكت فإن الغنى إذ كان وصولا لرحمه بارا بإخوانه أضعف الله تعالى له الأجر ضعفين لأن الله تعالى يقول: * (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون) * (3).

باب ما يورث الفقر أو الغناء (4).

وفي " رزق " و " فقر ": ما يناسب ذلك، وفي " خرف): أن فقراء المؤمنين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا.

باب غنى النفس والاستغناء عن الناس واليأس عنهم (5).

أمالي الصدوق: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): خير الغنى غنى النفس (6).

أمالي الصدوق: قال الصادق صلوات الله عليه: ثلاثة هن فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة: الصلاة في آخر الليل، ويأسه مما في أيدي الناس، وولاية الإمام من آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم (7).

أمالي الطوسي: قال الصادق صلوات الله عليه: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله عز وجل، فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه، لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه - الخبر (8).

النبوي (صلى الله عليه وآله): لمن جاءه يسأله شيئا ثلاث مرات في كل ذلك يقول: من سألنا

ص: 27


1- (1) (للغني - خ ل).
2- (2) ط كمباني ج 17 / 139، وجديد ج 78 / 85.
3- (3) ط كمباني ج 23 / 4، وجديد ج 102 / 2.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 89، وجديد ج 76 / 314.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 146، وجديد ج 75 / 105، وص 106.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 146، وجديد ج 75 / 105، وص 106.
7- (7) جديد ج 75 / 107، وص 107 و 108 و 109.
8- (8) جديد ج 75 / 107، وص 107 و 108 و 109.

أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله (1)، والكافي مثله (2).

الدرة الباهرة: عن مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه: ما استغنى أحد بالله إلا افتقر الناس إليه، ومن اتكل على حسن اختيار الله عز وجل له لم يتمن أنه في غير الحال التي اختارها الله تعالى له.

وقال (عليه السلام): الكريم يبتهج بفضله، واللئيم يفتخر بملكه (3) والجملة الأولى فيه (4).

فقه الرضا (عليه السلام): وأروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه، ومروته في نفسه، وشرفه في دنياه، وعظمته في أعين الناس، وجلالته في عشيرته، ومهابته عند عياله، وهو أغنى الناس عند نفسه، وعند جميع الناس (5).

فقه الرضا (عليه السلام): وروي سخاء النفس عما في أيدي الناس أكثر من سخاء البذل (6).

واعلم أن بعض العلماء سمع رجلا يدعو الله أن يغنيه عن الناس، فقال: إن الناس لا يستغنون عن الناس، ولكن أغناك الله عن دناء الناس (7).

قال رجل عند مولانا السجاد (عليه السلام): اللهم أغنني من خلقك. فقال: ليس هكذا إنما الناس بالناس، ولكن قل: اللهم أغنني عن شرار خلقك (8). ونحوه (9).

الكافي: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم، فيكون افتقارك

ص: 28


1- (1) جديد ج 75 / 108، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 147.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر: ص 109، و ج 23 / 7، و ج 6 / 325 و 702. ويقرب منه في ج 20 / 41، وجديد ج 96 / 154، و ج 18 / 115، و ج 22 / 128، و ج 73 / 177، و ج 103 / 14، و ج 96 / 154.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 155، وص 160، وجديد ج 78 / 142، وص 161.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 155، وص 160، وجديد ج 78 / 142، وص 161.
5- (5) جديد ج 75 / 108، وص 109، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 147.
6- (6) جديد ج 75 / 108، وص 109، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 147.
7- (7) جديد ج 75 / 108، وص 109، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 147.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 153، وص 163، وجد ج 78 / 135، وص 172.
9- (9) ط كمباني ج 17 / 153، وص 163، وجد ج 78 / 135، وص 172.

إليهم في لين كلامك وحسن بشرك، ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك (1).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: النبوي (صلى الله عليه وآله): ثلاث خصال من صفات أولياء الله: الثقة بالله في كل شئ، والغنى به عن كل شئ، والافتقار إليه في كل شئ.

قال رسول الله: ليس الغنى في كثرة العرض، وإنما الغنى غنى النفس.

قال رجل للصادق (عليه السلام): عظني. فقال: لا تحدث نفسك بفقر ولا بطول عمر.

وأنشد لأمير المؤمنين (عليه السلام):

إدفع الدنيا بما اندفعت * واقطع الدنيا بما انقطعت يطلب المرء الغنى عبثا * والغنى في النفس لو قنعت (2) في وصية مولانا أمير المؤمنين لمولانا الحسن صلوات الله عليهما: وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل، فإنك مدرك قسمك وآخذ سهمك، وإن اليسير من الله أكرم وأعظم من الكثير من خلقه وإن كان كل منه، فإن نظرت فلله المثل الأعلى فيما تطلب من الملوك ومن دونهم من السفلة لعرفت أن لك في يسير ما تصيب من الملوك افتخارا، وإن عليك في كثير ما تطلب من الدناة عارا (3).

تحف العقول: عن مولانا الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: من رزق ثلاثا نال ثلاثا وهو الغنى الأكبر: القناعة بما أعطي، واليأس مما في أيدي الناس، وترك الفضول (4).

وترك الفضول (4).

أقول: وعن الشيخ في التهذيب عن الحسن بن محبوب، عن حريز، قال:

ص: 29


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 148، وجديد ج 75 / 112.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 8، وجديد ج 103 / 20.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 61، وجديد ج 77 / 215.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 181، وجديد ج 78 / 231.

سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول: اتقوا الله وصونوا أنفسكم بالورع، وقووه بالتقية، والاستغناء بالله عن طلب الحوائج إلى صاحب سلطان، وأعلم أنه من خضع لصاحب سلطان أو لمن يخالفه على دينه طالبا (طلبا - خ ل) لما في يده من دنياه أخمله الله، ومقته عليه، ووكله إليه، فإن هو غلب على شئ من دنياه فصار إليه منه شئ نزع الله البركة منه، ولم يأجره على شئ ينفقه في حج ولا عتق ولا بر.

قال شيخنا البهائي فيما حكي عنه بعد هذا الحديث الشريف: قد صدق (عليه السلام) فإنا قد جربنا ذلك وجربها المجربون قبلنا، واتفقت الكلمة منا ومنهم على عدم البركة في تلك الأموال وسرعة نفادها واضمحلالها، وهو أمر ظاهر محسوس يعرفه كل من حصل شيئا من تلك الأموال الملعونة، نسأل الله تعالى رزقا حلالا طيبا يكفينا ويكف أكفنا عن مدها إلى هؤلاء وأمثالهم، إنه سميع الدعاء لطيف لما يشاء.

باب الغناء (1).

الآيات: الحج: قال تعالى: * (واجتنبوا قول الزور) *.

الفرقان (في وصف عباد الرحمن): * (والذين لا يشهدون الزور) *.

تقدم في " زور ": تفسير الزور بالغناء.

تفسير علي بن إبراهيم: * (والذين لا يشهدون الزور) * قال: الغناء ومجالس اللغو.

وقال في قوله: * (والذين هم عن اللغو معرضون) * قال: يعني عن الغناء والملاهي (2).

وقال في قوله تعالى: * (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) * الغناء وشرب الخمر وجميع الملاهي (3).

سأل علي بن جعفر أخاه موسى صلوات الله عليه عن الرجل يتعمد الغناء،

ص: 30


1- (1) ط كمباني ج 16 / 147، وجديد ج 79 / 239، وص 240، وص 241.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 147، وجديد ج 79 / 239، وص 240، وص 241.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 147، وجديد ج 79 / 239، وص 240، وص 241.

يجلس إليه؟ قال: لا (1).

تفسير العياشي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إبليس أول من تغنى وأول من حدا - الخبر (2). وتقدم في " حدا " ما يتعلق بذلك.

قرب الإسناد: الريان بن الصلت قال: قلت للرضا صلوات الله وسلامه عليه:

إن العباس أخبرني أنك رخصت في سماع الغناء. فقال: كذب الزنديق ما هكذا، كان إنما سألني عن سماع الغناء، فأعلمته أن رجلا أتى أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) فسأله عن سماع الغناء وقال له: أخبرني إذا جمع الله تبارك وتعالى بين الحق والباطل مع أيهما يكون الغناء؟ فقال الرجل: مع الباطل. فقال له أبو جعفر: حسبك فقد حكمت على نفسك، فهكذا كان قولي له.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن الريان مثله (3).

الأربعمائة، قال (عليه السلام): الغناء نوح إبليس على الجنة (4).

روي أن الغناء عش الخطايا.

علل الشرائع: عن أبي بكر الحضرمي، عن أحدهما صلوات الله عليهما: قال:

الغناء عش النفاق، والشرب مفتاح كل شر - الخبر (5).

وفي رواية المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم قال (صلى الله عليه وآله): ومن تغنى بغناء حرام يبعث فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه (6).

خبر جار أبي بصير الذي كان له جواري مغنيات تؤذين أبا بصير وشكايته إليه وقول الصادق (عليه السلام) له: دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله الجنة، مذكور في الكافي (7). وتقدم في " طبل ": ذم المغنين.

ص: 31


1- (1) ط كمباني ج 4 / 153، وجديد ج 10 / 268.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 58، و ج 14 / 615 و 619، وجديد ج 11 / 212، و ج 63 / 199 و 219.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 78، وجديد ج 49 / 263.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 117، وجديد ج 10 / 109.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 133 و 134، وجديد ج 9 / 133 و 140.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 339، و ج 17 / 149، وجديد ج 8 / 167، و ج 79 / 262.
7- (7) الكافي ج 1 باب مولد الإمام الصادق (عليه السلام) ص 474.

تفسير علي بن إبراهيم: عن عاصم بن حميد، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في حديث قال: قلت: جعلت فداك إني أردت أن أسألك عن شئ أستحيي منه.

قلت: في الجنة غناء؟ قال: إن في الجنة شجرا يأمر الله رياحها فتهب فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها حسنا، ثم قال: هذا عوض لمن ترك السماع في الدنيا من مخافة الله (1).

وروى العامة عن صفوان بن أمية قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ جاء عمر بن قرة فقال: يا رسول الله إن الله كتب علي الشقوة فلا أراني ارزق إلا من دفي بكفي، فأذن في الغناء من غير فاحشة، فقال: لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة أي عدو الله لقد رزقك الله طيبا فاخترت ما حرم عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله، أما إنك لو قلت بعد هذه المقالة ضربتك ضربا وجيعا (2).

النبوي (صلى الله عليه وآله): ما من عبد يدخل الجنة إلا ويجلس عند رأسه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت (3)(3) ط كمباني ج 3 / 347، وجديد ج 8 / 195.(4).

باب كسب النائحة والمغنية (5).

الخصال: عن الصادق (عليه السلام) قال: المنجم ملعون، والكاهن ملعون، والساحر ملعون، والمغنية ملعونة، ومن آواها ملعون، وآكل كسبها ملعون (6).

في التوقيع الشريف الصادر عن الناحية المقدسة: وثمن المغنية حرام (7).

رد الكاظم صلوات الله عليه ثمن المغنية وقوله: لا حاجة لي فيها، إن ثمن الكلب والمغنية سحت (8).

ص: 32


1- (1) ط كمباني ج 3 / 327، وجديد ج 8 / 127.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 42، وجديد ج 5 / 150.
3-
4- ط كمباني ج ج 8 / 127. (2) ط كمباني ج 3 / 42، وجديد ج 5 / 150.
5- (4) ط كمباني ج 23 / 18، وجديد ج 103 / 58.
6- (5) ط كمباني ج 23 / 18، و ج 16 / 145، و ج 14 / 145، وجديد ج 79 / 211، و ج 58 / 226.
7- (6) ط كمباني ج 13 / 245، وجديد ج 53 / 181.
8- (7) ط كمباني ج 23 / 14، وجديد ج 103 / 42.

تفسير العياشي: عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبد الله صلوات الله عليه فقال له رجل: بأبي وأمي إني أدخل كنيفا لي ولي جيران وعندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود، فربما أطلت الجلوس استماعا مني لهن. فقال: لا تفعل. فقال الرجل: والله ما هو شئ آتيه برجلي، إنما هو سماع أسمعه بأذني. فقال له: أنت أما سمعت الله: * (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) *. قال: بلى والله، فكأني لم أسمع هذه الآية قط من كتاب الله من عجمي ولا من عربي، لا جرم إني لا أعود إن شاء الله، وإني استغفر الله. فقال له: قم فاغتسل وصل ما بدا لك، فإنك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوء حالك لو مت على ذلك - الخبر (1).

باب ما جوز من الغناء وما يوهم ذلك (2).

تقدم في " خطا ": خبر أبي ولاد، عن الصادق (عليه السلام)، عن رجل من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلاة، قد ابتلي بحب اللهو وهو يسمع الغناء.

قال علي بن جعفر وسألته (يعني أخاه موسى صلوات الله عليه) عن الغناء أيصلح في الفطر والأضحى والفرح؟ قال: لا بأس ما لم يزمر به (3).

وفي نسخة قرب الإسناد: قال: لا بأس ما لم يعص به (4).

ورواه في الوسائل باب تحريم كسب المغنية إلا لزف العرائس إذا لم يدخل عليها الرجال، ذكر خمس روايات لذلك، والخامسة رواية قرب الإسناد هذه إلى قوله: ما لم يعص به، ثم قال: ورواه علي بن جعفر في كتابه إلا أنه قال: ما لم يؤمر به، وذكر في المستدرك ثلاث روايات لذلك.

ذم التغني بالقرآن (5).

ص: 33


1- (1) ط كمباني ج 3 / 101، وجديد ج 6 / 34.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 149، وجديد ج 79 / 254.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 154، وجديد ج 10 / 271.
4- (4) جديد ج 79 / 255.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 173، وجديد ج 52 / 275.

ذكر معنى قوله (صلى الله عليه وآله): ليس منا من لم يتغن بالقرآن، وبيان أن المراد منه من لم يستغن به، ولا يذهب به الصوت (1).

وهذه الرواية مذكورة في كتاب التاج في باب آداب القراءة. والبحار مثله مع زيادة، وقد روي أن من قرأ القرآن فهو غني لا فقر بعده (2).

حكم الخليفة في المرأة المغنية في كتاب الغدير (3).

والأخبار في ذم الغناء وحرمته من طرق العامة في كتاب الغدير (4)، وفي كتاب التاج الجامع لأصول العامة (5).

في المجمع: الغناء ككساء: الصوت المشتمل على الترجيع المطرب، أو ما يسمى بالعرف غناء وإن لم يطرب، سواء كان في شعر أو قرآن أو غيرهما، واستثني منه الحداء للإبل، وقيل: وفعله للمرأة في الأعراس مع عدم الباطل.

غوث:

باب نصر الضعفاء والمظلومين وإغاثتهم (6).

ثواب الأعمال، قرب الإسناد: عن مولانا الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: لا يحضرن أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما وعدوانا، ولا مقتولا ولا مظلوما إذا لم ينصره، لأن نصرة المؤمن على المؤمن فريضة واجبة إذا حضره، والعافية أوسع ما لم يلزمك الحجة الظاهرة (7).

نوادر الراوندي: عن موسى بن جعفر، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس من الإسلام في شئ، ومن شهد رجلا ينادي: يا للمسلمين، فلم يجبه فليس من المسلمين (8). وتقدم في " خذل " و " ضعف " و " عون " ما يتعلق بذلك.

ص: 34


1- (1) ط كمباني ج 16 / 100، وجديد ج 76 / 342.
2- (2) جديد ج 79 / 255.
3- (3) الغدير ط 2 ج 6 / 119.
4- (4) الغدير ج 8 / 67 - 81.
5- (5) التاج، ج 2 / 209، و ج 3 / 143، و ج 4 / 202، و ج 5 / 287 و 286 و 339.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123، وجديد ج 75 / 17، وص 21.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123، وجديد ج 75 / 17، وص 21.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123، وجديد ج 75 / 17، وص 21.

وفي رسالة مولانا الصادق (عليه السلام) إلى النجاشي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من أغاث لهفانا من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظل إلا ظله، وآمنه يوم الفزع الأكبر، وآمنه من سوء المنقلب (1).

وتقدم في " ربع ": الأربعة الذين ينظر الله إليهم يوم القيامة، منهم من أغاث لهفانا.

الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده فنفس كربته أو أجابه على نجاح حاجته، كانت له بذلك سبعون رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله (2).

خبر تعذيب رجل في قبره وامتلائه نارا لأنه مر يوما بعبد لله ضعيف مسكين مقهور، فاستغاث به فلم يغثه، ولم يدفع عنه (3).

ويكفي في فضل الاستغاثة بالله ما سيأتي في " فرعن ": أن فرعون لو استغاث بالله حين أدركه الغرق لأغاثه الله تعالى.

وفي " قرن ": أن قارون حين يخسف به، لو دعا الله واستغاث به لأجابه الله تعالى.

غور:

حديث الغار في باب الهجرة (4).

باب فيه احتجاج الشيخ السديد المفيد على الثاني في الرؤيا في آية الغار (5).

وما أفاده في ذلك أيضا في البحار (6).

إحتجاج المأمون على المخالفين في آية الغار (7).

ص: 35


1- (1) ط كمباني ج 17 / 55 و 191، و ج 15 كتاب العشرة ص 216، وجديد ج 77 / 192، و ج 78 / 275، و ج 75 / 363.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 277، وجديد ج 7 / 299.
3- (3) ط كمباني 5 / 449، وجديد ج 14 / 493.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 409، وجديد ج 19 / 31 - 77.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 428، وجديد ج 27 / 327.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 190، وجديد ج 10 / 418.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 16، و ج 12 / 59، وجديد ج 72 / 143، و ج 49 / 198.

إغارة المشركين على ماشية المدينة (1).

باب ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على عمال علي (عليه السلام) (2).

من الذين بعثهم معاوية للغارة بسر بن أرطأة إلى الحجاز، كما تقدم في " بسر "، وفي البحار (3).

ومنهم عبد الله عامر الحضرمي إلى البصرة، قتله جارية بن قدامة، كما تقدم في " جرى "، وفي البحار (4).

ومنهم النعمان بن بشير إلى عين التمر (5).

ومنهم الضحاك بن قيس، كما تقدم في " ضحك "، وفي البحار (6).

ومنهم سفيان بن عوف الغامدي إلى الأنبار والمدائن (7).

غوص:

قول عمر لأمير المؤمنين (عليه السلام): غص يا غواص (8).

غوط:

علة الغائط ونتنه (9).

باب علة الغائط ونتنه، وعلة نظر الإنسان إلى أسفله حين التغوط (10) وتقدم في " خلا " ما يتعلق بذلك.

غوغاء:

أمالي الطوسي: النبوي (صلى الله عليه وآله): الغوغاء قتلة الأنبياء (11).

ص: 36


1- (1) جديد ج 19 / 170 و 188، وط كمباني ج 6 / 441.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 669، وجديد ج 34 / 7.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 670، وجديد ج 34 / 9.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 677، وجديد ج 34 / 40.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 675، وجديد ج 34 / 32، وص 30.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 675، وجديد ج 34 / 32، وص 30.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 679، وجديد ج 34 / 52.
8- (8) ط كمباني ج 8 / 201، و ج 9 / 471، وجديد ج 40 / 195، و ج 30 / 102.
9- (9) ط كمباني ج 14 / 615، وجديد ج 63 / 200.
10- (10) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 38، وجديد ج 80 / 163.
11- (11) ط كمباني ج 1 / 62، و ج 17 / 210، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 27 مكررا، وجديد ج 1 / 195، و ج 78 / 352، و ج 70 / 11، وأمالي الشيخ ج 2 / 226.

نهج البلاغة: قال (عليه السلام) في صفة الغوغاء: هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا، وإذا تفرقوا لم يعرفوا.

وقال أيضا: هم الذين إذا اجتمعوا ضروا، وإذا تفرقوا نفعوا.

فقيل: قد عرفنا مضرة اجتماعهم فما منفعة افتراقهم، فقال: يرجع أصحاب المهن إلى مهنتهم فينتفع الناس بهم، كرجوع البناء إلى بنائه، والنساج إلى منسجه، والخباز إلى مخبزه.

وأتي بجان ومعه غوغاء، فقال: لا مرحبا بوجوه لا ترى إلا عند كل سوأة.

غول:

مجئ الغول على هيئة السنور في بيت أبي أيوب يأخذ الطعام من السلة، وشكايته إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقوله: تلك الغول إذا جاءت فقل: عزم عليك رسول الله أن لا تبرحي، فلما جاءت قال لها، فقالت: يا أبا أيوب دعني هذه المرة فوالله لا أعود، فتركها، فعلمته كلمات إذا قال لا يقرب بيته الشيطان ليلته ويومه وغده، وهي قراءة آية الكرسي، فأتى رسول الله وأخبره، فقال: صدقت (1).

الحديث النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا تغولت بكم الغيلان فأذنوا بأذان الصلاة. رواه البرقي في المحاسن مسندا عن جابر الجعفي، عن مولانا الباقر (عليه السلام). ورواه الصدوق في الفقيه عن مولانا الصادق (عليه السلام). ورواه في الجعفريات أيضا. ورواه العامة. والغول أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، وغير ذلك من الكلمات في ذلك في البحار (2).

ومما يدفع الغول قراءة سورة يس، كما في البحار (3).

ص: 37


1- (1) ط كمباني ج 14 / 594، وجديد ج 63 / 111 - 113. ورواه في كتاب التاج في فضل آية الكرسي.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 631 و 643، و ج 18 كتاب الصلاة ص 176، و ج 19 كتاب الدعاء ص 221، وجديد ج 63 / 267 و 268 و 315 - 317، و ج 95 / 148، و ج 76 / 253.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 72، وجديد ج 92 / 292.

وحكي من كتاب زيد الزراد ما يتعلق بذلك، وكذا تقدم في " جنن " ما يتعلق بذلك.

حديث ابنة غيلان الثقفية وبيانه في البحار (1). وإجماله كما قاله الإمام (عليه السلام) في رواية الكافي: كان بالمدينة رجلان يسمى أحدهما هيت والآخر مانع، فقالا لرجل - ورسول الله يسمع -: إذا افتتحتم الطائف فعليك بابنة غيلان الثقفية، فإنها شموع نجلاء، مبتلة هيفاء شنباء، إذا جلست تثنت، وإذا تكلمت غنت - إلى أن قال -: فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا أراكما من أولي الإربة من الرجال - الخ.

- الخ.

الشموع: المرأة المزاحة. عين نجلاء: أي واسعة. مبتلة: أي تامة الخلق.

الهيف: ضمر البطن والكشح، ودقة الخاصرة. الشنب: البياض، والبريق. تثنت: أي ترد بعض أعضائها على بعض كناية عن سمنها.

غوى:

تفسير قوله تعالى: * (إن كان الله يريد أن يغويكم) * (2).

تفسير قوله تعالى: * (فكبكبوا فيها هم والغاوون) * بأنهم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره، كما قاله الصادق (عليه السلام) في رواية أبي بصير المروية في الكافي وغيره، وفي خبر آخر: هم بنو أمية. و * (الغاوون) * بنو فلان أي بنو العباس.

وكلمات المفسرين مع هذه الروايات في البحار (3).

وفي رواية أخرى عن الصادق (عليه السلام) قال: الغاوون هم الذين عرفوا الحق وعملوا بخلافه (4).

وقال تعالى: * (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات

ص: 38


1- (1) ط كمباني ج 6 / 692، وجديد ج 22 / 88.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 54، وجديد ج 5 / 194.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 34، و ج 21 / 114، و ج 8 / 378، و ج 1 / 78 و 80، وجديد ج 2 / 26 و 30 و 35، و ج 72 / 225، و ج 100 / 83، وفيه بيانه، و ج 31 / 514.
4- (4) جديد ج 2 / 37، وط كمباني ج 1 / 80.

فسوف يلقون غيا) *.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن مولانا الكاظم صلوات الله عليه في هذه الآية قال: هو جبل من صفر يدور في وسط جهنم (1).

غيب:

قال تعالى: * (وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء) *.

وقال تعالى: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) * ومحمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو المجتبى والمرتضى من الرسل، لأنه أفضل الرسل، بالضرورة من المسلمين.

وسائر الآيات الدالة على إثبات علم الغيب له ولأوصيائه المعصومين (عليهم السلام) قريبة إلى الثلاثين، ذكرناها في كتابنا " رسالة ء علم غيب " فراجع إليه.

وفي المنجد: غاب الشئ في الشئ: بطن فيه واستتر، والغيب: كل ما غاب عنك، وسمعت صوتا من وراء الغيب: أي من موضع لا أراه.

وقال العلامة المجلسي في المرآة باب نادر في علم الغيب: والغيب ما غاب عن الشخص إما باعتبار زمان وقوعه كالأشياء الماضية والآتية، أو باعتبار مكان وقوعه كالأشياء الغائبة عن حواسنا في وقتنا، وإما باعتبار خفائه في نفسه كالقواعد التي ليست ضروريات، ولا مستنبطة منها بالفكر. وضد الغيب الشهادة - الخ.

قال تعالى: * (عالم الغيب والشهادة) * واستعمل لفظ الغيب في الآيات بما ذكر.

فصل في معنى الغيب واشتمال القرآن على المغيبات (2).

باب أنهم لا يعلمون الغيب ومعناه (3).

ص: 39


1- (1) ط كمباني ج 7 / 46 و 172، وجديد ج 23 / 224، و ج 24 / 374.
2- (2) جديد ج 92 / 169، وط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 44.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 299، وجديد ج 26 / 98.

قال الطبرسي في قوله تعالى: * (ولله غيب السماوات والأرض) * ما حاصله: إنا لا نعلم أحدا من الشيعة استجاز الوصف بعلم الغيب لأحد من الخلق، وإنما يستحق الوصف بذلك من يعلم جميع المعلومات، لا بعلم مستفاد يعني العلم الذاتي، وهذا صفة القديم سبحانه العالم لذاته لا يشركه فيه أحد، ومن اعتقد أن غير الله يشركه في هذه الصفة فهو خارج عن ملة الإسلام.

وأما ما نقل عن أمير المؤمنين وأئمة الهدى صلوات الله عليهم من الأخبار بالغائبات في خطب الملاحم وغيرها فإن جميع ذلك متلقى من النبي (صلى الله عليه وآله) مما اطلعه الله عليه - الخ.

وقال في قوله تعالى: * (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) *:

الغيب هو ما غاب علمه عن الخلق مما يكون في المستقبل (لا يعلمه) إلا الله وحده أو من أعلمه الله.

وقال في قوله تعالى: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا) *: ثم استثنى فقال: * (إلا من ارتضى من رسول) * يعني الرسل، فإنه يستدل على نبوتهم بأن يخبروا بالغيب ليكون آية ومعجزة لهم، ومعناه أن من ارتضاه واختاره للنبوة والرسالة فإنه يطلعه على ما شاء من غيبه - الخ (1).

وصريح كلامه أن ما أنكره هو العلم الذاتي لا العلم المستفاد من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله).

قال العلامة المجلسي: قد عرفت مرارا أن نفي علم الغيب عنهم معناه أنهم لا يعلمون ذلك من أنفسهم بغير تعليمه تعالى بوحي أو إلهام، وإلا فظاهر أن عمدة معجزات الأنبياء والأوصياء من هذا القبيل. وأحد وجوه إعجاز القرآن أيضا اشتماله على الأخبار بالمغيبات، ونحن نعلم أيضا كثيرا من المغيبات بأخبار الله تعالى ورسوله والأئمة صلوات الله عليهم كالقيامة وأحوالها والجنة والنار والرجعة وقيام القائم (عليه السلام) ونزول عيسى وغير ذلك من أشراط الساعة، والعرش

ص: 40


1- (1) جديد ج 26 / 100 و 101، وط كمباني ج 7 / 299.

والكرسي والملائكة.

وأما الخمسة التي وردت في الآية (آخر سورة لقمان) فتحتمل وجوها:

الأول: أن تلك الأمور لا يعلمها على علم اليقين (التعيين - خ ل) والخصوص إلا الله تعالى، فإنهم إذا أخبروا بموت شخص في اليوم الفلاني فيمكن أن لا يعلموا خصوص الدقيقة التي تفارق الروح الجسد فيها مثلا، ويحتمل أن يكون ملك الموت أيضا لا يعلم ذلك.

الثاني: أن يكون العلم الحتمي بها مختصا به تعالى، وكل ما أخبر الله به من ذلك كان محتملا للبداء.

الثالث: أن يكون المراد عدم علم غيره تعالى بها إلا من قبله، فيكون كسائر الغيوب، ويكون التخصيص بها لظهور الأمر فيها أو لغيره.

الرابع: ما أومأنا إليه سابقا وهو أن الله تعالى لم يطلع على تلك الأمور كلية أحدا من الخلق على وجه لا بداء فيه، بل يرسل عليها على وجه الحتم في زمان قريب من حصولها كليلة القدر أو أقرب من هذا، وهذا وجه قريب تدل عليه الأخبار الكثيرة إذ لا بد من علم ملك الموت بخصوص الوقت كما ورد في الأخبار، وكذا ملائكة السحاب والمطر بوقت نزول المطر، وكذا المدبرات من الملائكة بأوقات وقوع الحوادث (1).

رواية ابن عمر في هذه الآية، وأن هذه الخمسة مفاتيح الغيب، وكلمات الجاهل الغافل فيها في كتاب التاج الجامع للأصول العامة (2)، ونقله في صحيح البخاري في كتاب التوحيد.

كلمات الشيخ المفيد في أن الأئمة (عليهم السلام) يعرفون الضمائر، وما يكون قبل كونه، وأن ذلك من لطف الله وإحسانه، وثبوت ذلك من جهة السماع لا من جهة العقل، وأن علم الغيب المنفي هو العلم بالأشياء بأنفسهم الطيبة الطاهرة لا العلم

ص: 41


1- (1) جديد ج 26 / 103.
2- (2) التاج، ج 4 / 202.

المستفاد من الله تعالى، فلا علم لهم إلا ما علمهم الله تعالى ونسب ذلك إلى جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم، فراجع لكلماته الشريفة (1).

وقال العلامة الكامل ميرزا تقي الطباطبائي التبريزي في حاشيته على القوانين في مبحث العموم والخصوص: كيف يشك في علمهم بالمغيبات واطلاعهم على السرائر والخفيات، مع ما ثبت ضرورة من كونهم مخازن علم الله وحملة كتابه، وفيه تبيان كل شئ وهم الإمام المبين، وكل شئ أحصاه الله فيه، وقد تظافرت الأخبار وتواترت بأن عندهم علم ما كان وعلم ما يكون، ولو أردنا إيراد الأخبار الواردة في هذا الباب لخرجنا عن مقصد الكتاب - إلى آخر ما أفاده.

وذكرنا كلامه الشريف في كتاب " اثبات ولايت " في " رسالة علم غيب امام (عليه السلام) " (2).

علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمغيبات بتعليم الله تبارك وتعالى بما شاء الله تعالى من ضروريات الدين مستفاد من القرآن الكريم والروايات التي تزيد عن درجة التواتر بأضعاف درجة، روتها العامة والخاصة في كتبهم الصحيحة.

فها أنا ذا أشير إلى جملة من مواضعها في كتب الخاصة أولا ثم نتبعها بمواضعها من كتب العامة.

منها في الكافي أبواب النصوص والمواليد والزيارات وغيرها.

ومنها في البصائر للثقة الجليل الصفار.

ومنها في البحار باب معجزات رسول الله (صلى الله عليه وآله) في إخباره بالمغيبات (3)، وفيه 42 خبرا في ذلك.

باب ما أخبر بوقوعه بعده (صلى الله عليه وآله) (4).

وغير ذلك من أبواب البحار مثل باب أشراط الساعة وباب علامات الظهور

ص: 42


1- (1) جديد ج 26 / 104.
2- (2) اثبات ولايت ص 387.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 323، وجديد ج 18 / 105.
4- (4) ط كمباني 6 / 332، وجديد 18 / 144.

وباب غزوة بدر من إخباره عن واقعة بدر قبل وقوعه بشهر، ومن يقتل مثل أبي جهل وعتبة وشيبة.

باب إخباره أمته بما يجري على أهل بيته من الظلم والعدوان.

باب إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) فلانة الخاطئة عن مقاتلة علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ونهيها عن ذلك.

باب ما أمر عليا (عليه السلام) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. قال ابن أبي الحديد: وهذا الخبر من دلائل نبوته لأنه إخبار صريح بالغيب لا يحتمل التمويه والتدليس (1).

باب ما أخبر بقتال الخوارج وكفرهم.

أبواب النصوص من الرسول والأئمة صلوات الله عليهم على الأئمة الذين من بعدهم، وعلى خصوص القائم (عليه السلام).

باب ما أخبر الرسول وأمير المؤمنين والحسن صلوات الله عليهم بشهادة الحسين (عليه السلام).

ويأتي في " كتب ": مكاتبة الرضا (عليه السلام) إلى عبد الله بن جندب الشاهدة على ذلك.

وأما الروايات الواردة من طرق العامة في علم الرسول (صلى الله عليه وآله) بالمغيبات فكثيرة:

منها في كتاب التاج الجامع للأصول من العامة طبع مصر في المجلد الثالث باب معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) (2) ذكر علمه (صلى الله عليه وآله) بالغيب والمغيبات وذكر الروايات في ذلك.

ومنها في كتاب الفضائل الخمسة للعلامة الفيروزآبادي (3) فصل الكلام في علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذكر الروايات من طرق العامة، كما فيه (4).

ص: 43


1- (1) ط كمباني ج 8 / 457، وجديد ج 32 / 309.
2- (2) التاج، ج 3 / 287.
3- (3) الفضائل الخمسة ج 1 / 90، وص 92 - 99.
4- (4) الفضائل الخمسة ج 1 / 90، وص 92 - 99.

جملة من المغيبات التي أخبر عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله):

منها إخباره عن عاقبة أمر أبي ذر، وقوله لفاطمة (عليها السلام): إنك أول أهل بيتي لحاقا بي، وقوله لأزواجه: أطولكن يدا أسرعكن بي لحوقا، فماتت زينب بنت جحش.

إخباره عن زيد بن صوحان بأنه يسبق منه عضو إلى الجنة، فقطعت يده يوم نهاوند في سبيل الله.

إخباره عن محمد بن الحنفية ونحله اسمه وكنيته.

إخباره عن عائشة ونباح كلاب الحوأب عليها، كما في البحار (1).

إخباره عن عمار بأنه يقتله الفئة الباغية، وعن ذي الثدية، وعن بناء بغداد ونزول بني قنطوراء ببصرة (2).

إخباره عن شهادة علي (عليه السلام)، وعن قتاله مع الناكثين والقاسطين والمارقين، وعن وقعة الحرة وموت النجاشي، وعن مقتل الأسود الكذاب العنسي ليلة قتله، وعن نصرة العرب على العجم، وعن شهادة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة، وقوله لسراقة بن مالك: كيف بك إذا لبست بعدي سواري كسرى؟ وقوله لسلمان: سيوضع على رأسك تاج كسرى، فوضع التاج على رأسه عند فتح فارس، وألبس سراقة سواري كسرى (3).

إخباره العباس بالمال الذي خلفه عند أم الفضل بمكة (4).

إخباره أسماء بنت عميس بأنها تتزوج من أمير المؤمنين (عليه السلام) وتلد له غلاما (5).

إخباره عن مصرع أبي جهل وعتبة وشيبة وغيرهم قبل واقعة بدر بشهر (6).

ص: 44


1- (1) جديد ج 18 / 112 و 113، وص 113، وط كمباني ج 6 / 325.
2- (2) جديد ج 18 / 112 و 113، وص 113، وط كمباني ج 6 / 325.
3- (3) جديد ج 18 / 131، وط كمباني ج 6 / 329.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 461 - 472، وجديد ج 19 / 258.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 41، وجديد ج 43 / 141.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 451 و 457 و 463، وجديد ج 19 / 218 و 248 و 267.

إخباره بشهادة زيد بن علي بن الحسين، كما في البحار (1).

وارثية مولانا أمير المؤمنين وذريته الأئمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم جميع علوم الأنبياء والمرسلين ومحمد خاتم النبيين وكمالاتهم وآثارهم من أوضح الواضحات عند المتمسكين بالقرآن والعترة الطاهرة (ثقلي رسول الله وخليفتيه في الأمة) المطلعين الفاحصين عن أخبار الأخيار وزيارات المأثورة للأئمة الأبرار وقد فصلنا الكلام في ذلك مع ذكر الأدلة من الآيات والروايات أكثر من ألف رواية في ذلك، في كتاب " رسالة علم غيب إمام (عليه السلام) " والحمد لله رب العالمين كما هو أهله، ولا إله غيره وما توفيقي إلا بالله ومن الله تعالى، وتقدم في " أثر " و " صحف " و " عطا " و " علم " و " ايي " (يعني الآيات) ما يدل على ذلك.

وعن السيد ابن طاووس في كتاب الفتن والملاحم الباب 48 فيما نذكره من معجزة النبي (صلى الله عليه وآله) لما يجري على جامع براثا - الخ. ثم ذكر إخباره (صلى الله عليه وآله) بهدم مسجد براثا وإبطال الحج وظهور صدق كلامه في سنة 312 من هدمه وتعطيل الحج وما وقع في ذلك.

ونزيدك بيانا ما تقدم في " أمم ": أنه صلوات الله عليه هو الإمام المبين في قوله تعالى: * (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) *، وما يأتي في " كتب ": بأن المراد بالكتاب المبين في قوله تعالى: * (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) * أمير المؤمنين صلوات الله عليه في باطن القرآن وهو الكتاب المبين الناطق وفي ظاهر القرآن الكتاب المبين هذا القرآن العربي الصامت، وعلم الكتاب كله عند الأئمة صلوات الله عليهم بالضرورة من مذهب الشيعة وبصريح الروايات المتواترة ولا تنافي بين معنى الظاهر ومعنى الباطن، فإن إطلاق اسم الكتاب عليهم بعناية إطلاق اسم الحال على المحل، كقولك: زيد عدل.

وفي رواية فتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن (عليه السلام) وأما الذي اختلج

ص: 45


1- (1) ط كمباني ج 11 / 46 و 53 و 57 مكررا و 60، وجديد ج 46 / 168 و 185 و 200.

في صدرك ليلتك، فإن شاء العالم أنبأك بإذن الله لم يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول، فكلما كان عند العالم وكلما اطلع عليه الرسول فقد اطلع أوصياءه عليه كيلا يخلو أرضه من حجة - الخ (1).

ويشهد على ذلك أيضا روايات الجفر المذكور في باب جهات علومهم، خصوصا ما في البحار (2). وتقدم في " خطب ": خطبة الرسول في علم غيب العترة.

باب معجزات كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه من إخباره بالغائبات وعلمه باللغات (3).

وذكر العلامة المعتمد عند الفريقين ابن شهرآشوب في كتابه المناقب (4) مقدارا من إخبارات أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمغيبات. ومن علمه (عليه السلام) بالمنايا والبلايا والأعمال (5).

وذكر المحدث القمي في كتاب منتهى الآمال جملة من أخباره بالمغيبات فراجع إليه (6).

قال تعالى: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) *.

قال القمي في تفسيره: يعني علي المرتضى من الرسول وهو منه.

وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه لسلمان في حديث سيرهما الآفاق: وأنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله عز وجل على غيبه في قوله: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) * - الخ (7).

ص: 46


1- (1) ط كمباني ج 17 / 215، وجديد ج 78 / 367.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 281، وجديد ج 26 / 26.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 577، وجديد ج 41 / 283.
4- (4) المناقب ج 2 / 257 - 269، وص 269 - 279.
5- (5) المناقب ج 2 / 257 - 269، وص 269 - 279.
6- (6) منتهى الآمال ص 116.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 610، و ج 14 / 84، وجديد ج 42 / 53، و ج 57 / 339 - 341.

وفي كتاب إحقاق الحق (1) عن العلامة محمد صالح الترمذي في المناقب المرتضوية (2) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) كرم الله وجهه: أنا الذي عندي مفاتيح الغيب لا يعلمها بعد محمد غيري.

ذكر فيه روايات إخبار مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمغيبات (3).

تفسير فرات بن إبراهيم: بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أنا أورث (أؤدي - خ ل) من النبيين إلى الوصيين، ومن الوصيين إلى النبيين - إلى أن قال: - وأعطاني مفاتيح الغيب - الخ (4)، وتقدم في " نبأ ".

وفي دعاء يوم الغدير في وصف الأمير صلوات الله وسلامه عليه قال: علما لدين الله، وخازنا لعلمه، وعيبة غيب الله، وموضع سر الله، وأمين الله على خلقه، وشاهده في بريته - الخ.

وفي الزيارة المروية عن الإمام الصادق صلوات الله عليه لأمير المؤمنين (عليه السلام): السلام عليك يا مخبرا بما غبر وبما هو آت - الخ.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن الشيخ الطوسي بإسناده عن كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن الشيخ الطوسي بإسناده عن مولانا الكاظم صلوات الله عليه في حديث بيان خلقة محمد وعلي صلوات الله عليهما - إلى أن قال: - جعلهما الله تعالى امناء له، وشهداء على خلقه، وخلفاء وخلفاء على خليقته. وعينا له عليهم ولسانا له إليهم، قد استودع فيهما علمه وعلمهما البيان، واستطلعهما على غيبه، وبهما فتح بدء الخلائق، وبهما يختم الملك والمقادير - الخبر (5).

تفسير فرات بن إبراهيم: عن الفضل بن يونس القصباني معنعنا، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: أيها الناس إن أهل بيت نبيكم شرفهم الله بكرامته، وأعزهم بهداه، واختصهم لدينه، وفضلهم بعلمه، واستحفظهم وأودعهم علمه على

ص: 47


1- (1) الإحقاق ج 7 / 608.
2- (2) ص 132 ط بمبئي.
3- (3) الإحقاق ج 8 / 87 - 182.
4- (4) جديد ج 39 / 350، وط كمباني ج 9 / 425.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 7، وجديد ج 35 / 28.

غيبه، فهم عماد دينه - الخ (1).

باب كفر من سبه أو تبرأ منه صلوات الله عليه، وما أخبر بوقوع ذلك بعد - الخ (2).

الطرائف: روى مسلم في صحيحه في أول كراس من جزء منه في النسخة المنقول فيها في تأويل * (غافر الذنب) * أعني * (حم تنزيل الكتاب) * عن ابن عباس قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعرف بها الفتن، قال: وأراه زاد في الحديث:

وكل جماعة كانت في الأرض أو تكون في الأرض ومن كل قرية كانت أو تكون في الأرض.

وروى أن عليا (عليه السلام) قال على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني.... وسلوني عن الفتن فما من فتنة إلا وقد علمت كونها ومن يقتل فيها. قال: وقد روي عنه نحو هذا كثير.

ورواه مسلم في صحيحه في الجزء الخامس منه.

وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن سعيد قال: لم يكن أحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " سلوني " إلا علي بن أبي طالب.

وروى ابن المغازلي بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتاني جبرئيل بدرنوك من الجنة فجلست عليه، فلما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني، فما علمني شيئا إلا وعلمت عليا فهو باب علم مدينتي - الخبر (3).

نهج البلاغة: والله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت، ولكن أخاف أن تكفروا في برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ألا وإني مفضية إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه، والذي بعثه بالحق، واصطفاه على الخلق، ما أنطق إلا صادقا، ولقد عهد إلي بذلك كله، وبمهلك من يهلك ومنجا من ينجو، ومآل هذا

ص: 48


1- (1) ط كمباني ج 7 / 335، وجديد ج 26 / 255 و 250.
2- (2) جديد 39 / 311، وط كمباني ج 9 / 416.
3- (3) جديد ج 40 / 189، وط كمباني ج 9 / 470.

الأمر، وما أبقى شيئا يمر على رأسي إلا أفرغه في أذني وأفضى به إلي - الخ.

قال ابن أبي الحديد في قوله: " إني أخاف أن تكفروا في برسول الله (صلى الله عليه وآله) " أي أخاف عليكم الغلو في أمري وأن تفضلوني على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: وقد ذكرنا فيما تقدم من إخباره عن الغيوب طرفا صالحا. ومن عجيب ما وقفت عليه من ذلك قوله في الخطبة التي يذكر فيها الملاحم وهو يشير إلى القرامطة - الخ. ثم ذكر أخباره الراجعة إلى القرامطة، وقضايا الحجر الأسود وانتقاله إلى الكوفة وقضايا البحرين (1).

إخبارات مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالمغيبات، فكثيرة.

منها: في كتابه إلى معاوية عن قتله وشهادة ابنيه وولاية معاوية وابنه وسبعة من ولد أبي العاص وعن السفياني وجيشه (2).

منها: إخباره عن شهادته قبل موت معاوية وأن معاوية يتلاعب بالرياسة والخلافة (3).

منها: إخباره عن عدم عبور الخوارج النهروان مصارعهم دون النطفة، فكان كما قال (4).

منها: قوله لأصحابه عند حرب الخوارج: احملوا عليهم فوالله لا يقتل منكم عشرة ولا يسلم منهم عشرة فحمل وحملوا عليهم وطحنوا طحنا قتل من أصحابه تسعة وأفلت من الخوارج ثمانية (5).

قال ابن أبي الحديد: هذا الخبر من الأخبار التي تكاد تكون متواترة لاشتهاره ونقل الناس كافة له. وهو من معجزاته وإخباره المفصلة عن الغيوب التي لا يحتمل

ص: 49


1- (1) جديد ج 40 / 190، وط كمباني ج 9 / 470.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 559، وجديد ج 33 / 157.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 585، وجديد ج 33 / 280.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 601، و ج 9 / 578 و 585، وجديد ج 33 / 348، و ج 41 / 284 و 312 و 339.
5- (5) جديد ج 33 / 349، و 41 / 307 و 339 و 348.

التلبيس لتقييده بالعدد المعين في أصحابه وفي الخوارج، ووقوع ذلك بعد الحرب من غير زيادة ولا نقصان، ولقد كان له في هذا الباب ما لم يكن لغيره، ولمشاهدة الناس من معجزاته وأحواله المنافية لقوى البشر غلا فيه من غلا - الخ (1).

منها: إخباره عن فتنة بني أمية وعن خضاب لحيته الشريفة بدم رأسه الشريف وغير ذلك وقوله: والذي نفسي بيده لا تسألوني عن فتنة تبلغ ثلاثمائة فما فوقها مما بينكم وبين قيام الساعة، إلا أنبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها، وبخراب العرصات، متى تخرب، ومتى تعمر بعد خرابها إلى يوم القيامة (2).

منها: إخباره عن سنان بن أنس، وعن خالد بن عرفطة، وحبيب بن حماد بخروجهم إلى حرب الحسين صلوات الله عليه. وإخباره عن قتل عمرو بن الحمق، وعن الحجاج وقتله أعشى باهلة (3).

ومنها: إخباره عن بناء الزوراء وسلطنة العباسيين في خطبة اللؤلؤة (4).

منها: إخباره عن القرامطة في الخطبة التي يذكر فيها الملاحم، وقوله فيهم:

ينتحلون لنا الحب والهوى، ويضمرون لنا البغض والقلى، وآية ذلك قتله وراثنا وهجرهم أجداثنا.

وقوله: كأني بالحجر الأسود منصوبا هاهنا، ويشير إلى السارية التي كان يستند إليها في مسجد الكوفة، ويحهم إن فضيلته ليست في نفسه بل في موضعه، والله يمكث هاهنا برهة، ثم هاهنا برهة وأشار إلى البحرين، ثم يعود إلى مأواه وأم مثواه.

وقوله لتميم بن أسامة والد حصين وقد سأله، كم في رأسي طاقة شعر: إن في بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله، أو يحض على قتله (5).

ص: 50


1- (1) جديد ج 41 / 348، وط كمباني ج 9 / 594.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 723 و 730، وجديد ج 33 / 259 و 297.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 730، وجديد 33 / 298 و 299.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 157 و 589، وجديد ج 41 / 330، و ج 36 / 354.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 470، وجديد ج 40 / 191.

باب معجزات كلام أمير المؤمنين من إخباره بالغائبات وعلمه باللغات - الخ (1).

إخباره عن حفر نهر بظهر الكوفة يجري فيه الماء والسفن، وإخباره عن ذي الثدية (2).

الإرشاد: إخباره سلام الله عليه عن قتل مزرع بن عبد الله وصلبه بين شرفتين من شرف مسجد الكوفة.

وعن شهداء كربلاء، وعن بيعة ثمانية من أصحابه للضب.

وعن مجئ الناس لزيارة قبر الحسين، وقوله: كأني بالقصور قد شيدت حول قبر الحسين (عليه السلام)، وكأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين، ولا تذهب الليالي والأيام حتى يسار إليه من الآفاق (3).

وإخباره عن سوء عاقبة خالد بن عرفطة وحبيب بن حماد، وكونهما في جيش عبيد الله بن زياد.

وإخباره المرأة المستعدية بأنها سلفع وسلقلق (4).

وإخباره كما في الخرائج، عن أرض كربلاء بأنها مناخ ركاب، ومصارع عشاق، شهداء ما لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم (5).

وإخباره عن ذبح ابنه عبد الله في فسطاطه لا يدري من قتله (6).

وإخباره جبير الخابور صاحب بيت مال معاوية عما قال له معاوية (7).

وقوله: لكأني أنظر إلى ضليل قد نعق بالشام، فحص براياته في ضواحي كوفان - الخ، والضليل لعله معاوية أو السفياني (8).

وإخباره عن اجتماع الناس على معاوية اللعين، قاله حين قالوا: إن معاوية

ص: 51


1- (1) ط كمباني ج 9 / 577، وجديد ج 41 / 283.
2- (2) جديد ج 41 / 283 و 339 - 341.
3- (3) جديد ج 41 / 285 - 287.
4- (4) جديد ج 41 / 288 و 290 - 293 و 313.
5- (5) جديد ج 41 / 286 و 295. ونحوه في ص 337 - 339.
6- (6) جديد ج 41 / 296.
7- (7) جديد ج 41 / 296.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 594، وجديد ج 41 / 356.

هلك، فقال: كلا والذي نفسي لن يهلك حتى يجتمع عليه هذه الأمة (1).

وإخباره عن إمارة الحجاج عشرين سنة (2).

وإخباره بعد بيعته بأنه مأمور بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. يعني الجمل وصفين والنهروان.

وإخباره عن غدر طلحة والزبير، وقوله لهما حين استأذناه في الخروج إلى العمرة: لا والله ما تريدان العمرة ولكن تريدان البصرة وغير ذلك (3).

وإخباره حين جلس بذي قار لأخذ البيعة: يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل لا يزيدون ولا ينقصون، يبايعوني على الموت، وكان آخر العدد أويس القرني، وأنه يموت على الشهادة فكان كما قال (4).

وإخباره عن شهادته وعن خضاب لحيته الشريفة بدم رأسه في شهر رمضان (5).

وإخباره لجويرية بن مسهر عن قطع يده ورجله وصلبه وشهادته (6).

وإخباره عن أمر خولة الحنفية واللوح الذي كان في عضدها (7).

وإخباره الشامي الحميري الذي أرسله معاوية لقتل علي بن أبي طالب بكل ما جرى بينه وبين معاوية (8).

وإخباره عن عاقبة أمر الأشعث اللعين (9).

وإخباره الحسن بن ذكردان المعمر في الدنيا 325 سنة عن موته بالمدائن (10).

وإخباره عن بناء بغداد وعن مسجد السوط (11).

وإخباره جاثليق النصارى بما أضمر وأخفى وبما رأى في النوم (12).

ص: 52


1- (1) جديد ج 41 / 298 و 304، وص 299.
2- (2) جديد ج 41 / 298 و 304، وص 299.
3- (3) جديد ج 41 / 299 و 310، وص 300.
4- (4) جديد ج 41 / 299 و 310، وص 300.
5- (5) جديد ج 41 / 300 و 301 و 315، وط كمباني ج 9 / 581.
6- (6) جديد ج 41 / 301 و 343.
7- (7) جديد ج 41 / 302 و 303 و 326.
8- (8) جديد ج 41 / 306، وص 307، وص 308.
9- (9) جديد ج 41 / 306، وص 307، وص 308.
10- (10) جديد ج 41 / 306، وص 307، وص 308.
11- (11) جديد ج 41 / 306، وص 307، وص 308.
12- (12) جديد ج 41 / 306، وص 307، وص 308.

وإخباره عن خروج أبي مسلم المروزي، وقتله بني أمية وسلبه عنهم ملكه (1).

وإخباره عن ظلم العيون العين (2). وتقدم في " عين ".

وإخباره عن عمر بن سعد أنه يقتل الحسين صلوات الله عليه (3).

وإخباره عن عدم تمكن الحسين (عليه السلام) لإتمام الحج وذهابه إلى العراق، وقتله به وعدم نصرة البراء بن عازب للحسين صلوات الله وسلامه عليه (4).

وإخباره عن قتل حجر بن عدي ورشيد الهجري وكميل وميثم ومحمد بن أكثم وخالد بن مسعود وحبيب بن مظاهر وجويرية وعمرو بن الحمق وقنبر ومزرع وغيرهم، ووصف قاتلهم وكيفية قتلهم.

وعن قتل سبعة من أهل العراق بعذراء دمشق، وهم حجر وأصحابه. وعن غلبة رجل رحب البلعوم، مندحق البطن على أصحابه. وعن غلام ثقيف. وعن بني العباس. وعن الملتجي والمستكفي، والملتجي هو المتقي لما التجأ إلى بني حمدان، سماه بذلك. وعن غلام أصفر الساقين اسمه أحمد.

وغلبة أندلس على أطراف أفريقية، وغلبة الحبشة على اليمن، وغلبة الترك على خراسان، والروم على الشام، وغير ذلك في البحار (5).

وذكر صلوات الله عليه في خطبة الأقاليم ما يجري في كل إقليم بعد كل عشر سنين من موت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى تمام ثلاثمائة وعشر سنين (6).

وفي خطبة اللؤلؤية إخبار عن الفتن الأموية والمملكة الكسروية، ومملكة بني العباس.

وفي خطبة القصية وخطبة الملاحم المعروفة بالزهراء أخبار كثيرة عن الغيب.

وقوله: إن ملك ولد العباس من خراسان يقبل ومن خراسان يذهب.

وقوله حين ولد علي بن عبد الله بن العباس، وجاء به أبوه إلى مولانا أمير

ص: 53


1- (1) جديد ج 41 / 310، وص 312.
2- (2) جديد ج 41 / 310، وص 312.
3- (3) جديد ج 41 / 313 - 315.
4- (4) جديد ج 41 / 314 و 315، وص 316 - 319، وص 319.
5- (5) جديد ج 41 / 314 و 315، وص 316 - 319، وص 319.
6- (6) جديد ج 41 / 314 و 315، وص 316 - 319، وص 319.

المؤمنين (عليه السلام) وأخذه وحنكه: خذ إليك أبا الأملاك (يعني إن هذا المولود والد الملوك العباسية).

وقوله في المعتصم: ويدعى له على المنابر بالميم والعين والصاد، فذلك رجل صاحب فتوح ونصر وظفر، وهو الذي تخفق راياته بأرض الروم - الخ، وذكر جملة من البلاد، وأورد فيها من العجائب، وألغز ببعض وصرح ببعض، وأشار إلى بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن وبني العباس.

مناقب ابن شهرآشوب: ومن خطبة له (عليه السلام): ويل هذه الأمة من رجالهم الشجرة الملعونة التي ذكرها الله تعالى، أولهم خضراء وآخرهم هزماء، ثم يلي بعدهم أمر أمة محمد رجال أولهم أرأفهم، وثانيهم أفتكهم، وخامسهم كبشهم، وسابعهم أعلمهم، وعاشرهم أكفرهم يقتله أخصهم به، وخامس عشرهم كثير العناء قليل الغناء، سادس عشرهم أقضاهم للذمم وأوصلهم للرحم، كأني أرى ثامن عشرهم تفحص رجلاه في دمه بعد أن يأخذ جنده بكظمه، من ولده ثلاث رجال، سيرتهم سيرة الضلال، الثاني والعشرون منهم الشيخ الهرم، تطول أعوامه وتوافق الرعية أيامه، السادس والعشرون منهم يشرد الملك منه شرود النقنق، ويعضده الهزرة المتفيهق، لكأني أراه على جسر الزوراء قتيلا * (ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد) * (1).

بيان: قال العلامة المجلسي قوله " أولهم خضراء ": لما شبهوا في القرآن الكريم بالشجرة الملعونة شبههم أمير المؤمنين (عليه السلام) في بدو أمرهم لقوة ملكهم وطراوة عيشهم بالشجرة الخضراء، وفي أواخر دولتهم لكونهم بعكس ذلك بالشجرة الهزماء من قولهم: " تهزمت العصا " أي تشققت. والقربة: يبست وتكسرت، أو من الهزيمة.

وأما بنو العباس فلا يخفى على من راجع التواريخ أن أولهم وهو السفاح كان أرأفهم، وأن ثانيهم وهو المنصور كان أفتكهم أي أجرأهم وأشجعهم وأكثرهم قتلا

ص: 54


1- (1) جديد ج 41 / 322، وط كمباني ج 9 / 587.

للناس خدعة وغدرا، وأن خامسهم وهو الرشيد كان كبشهم إذ لم يستقر ملك أحد منهم كاستقرار ملكه، وأن سابعهم وهو المأمون كان أعلمهم، واشتهار وفور علمه من بينهم يغني عن البيان، وأن عاشرهم وهو المتوكل أكفرهم بل أكفر الناس، لشدة نصبه وإيذائه لأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم وسائر الخلق، وإن من قتله كان من غلمانه الخاصة، وخامس عشرهم المعتمد أحمد بن المتوكل، وهو وإن كان زمان خلافته ثلاثا وعشرين سنة لكن كان في أكثر عمره مشتغلا بحرب صاحب الزنج وغيره، فلذا وصفه (عليه السلام) بكثرة العناء وقلة الغناء.

وسادس عشرهم المعتضد بالله، رأى في النوم رجلا أتى دجلة فمد يده إليها فاجتمع جميع مائها فيها، ثم فتح كفه ففاض الماء، فسأل المعتضد أتعرفني؟ فقال:

لا، فقال: أنا علي بن أبي طالب، فإذا جلست على سرير الخلافة فأحسن إلى أولادي، فلما وصلت إليه الخلافة أحب العلويين وأحسن إليهم، فلذا وصفه (عليه السلام) بقضاء العهد وصلة الرحم.

وثامن عشرهم هو جعفر الملقب بالمقتدر بالله، وخرج مؤنس الخادم من جملة عسكره وأتى الموصل واستولى عليه، وجمع عسكرا ورجع وحارب المقتدر في بغداد وانهزم عسكر المقتدر، وقتل هو في المعركة، واستولى على الخلافة من بعده ثلاثة من أولاده: الراضي بالله محمد بن المقتدر، والمتقي بالله إبراهيم بن المقتدر، والمطيع لله فضل بن المقتدر.

وأما الثاني والعشرون منهم فهو المكتفي بالله عبد الله، ادعى الخلافة بعد مضي إحدى وأربعين من عمره في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، واستولى أحمد بن بويه في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة على بغداد وأخذ المكتفي وسمل عينه وتوفي في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ويقال: إنه كان أيام خلافته سنة وأربعة أشهر.

ويحتمل أن يكون من خطأ المؤرخين أو رواة الحديث بأن يكون في الأصل الخامس والعشرون أو السادس والعشرون، فالأول هو القادر بالله أحمد بن إسحاق وقد عمر ستا وثمانين سنة، وكانت مدة خلافته إحدى وأربعين سنة،

ص: 55

والثاني القائم بأمر الله كان عمره ستا وسبعين سنة، وخلافته أربعا وأربعين سنة وثمانية أشهر.

ويحتمل أن يكون (عليه السلام) إنما عبر عن القائم بأمر الله بالثاني والعشرين لعدم اعتداده بخلافة القاهر بالله والراضي بالله والمقتدر بالله والمكتفي بالله، لعدم استقلالهم، وقلة أيام خلافتهم.

فعلى هذا يكون السادس والعشرون الراشد بالله فإنه حرب في حماية عماد الدين الزنجي، ثم قتله بعض الفدائيين. لكن فيه أنه قتل في أصفهان.

ويحتمل أن يكون المراد بالسادس والعشرين المستعصم فإنه قتل كذلك، وهو آخرهم، وإنما عبر عنه كذلك مع كونه السابع والثلاثين منهم، لكونه السادس والعشرين من عظمائهم، لعدم استقلال كثير منهم وكونهم مغلوبين للملوك والأتراك.

ويحتمل أيضا أن يكون المراد السادس والعشرون من العباس وأولاده، فإنهم اختلفوا في أنه هل هو الرابع والعشرون من أولاد العباس أو الخامس والعشرون منهم، وعلى الأخير يكون بانضمام العباس السادس والعشرون، وعلى الأخيرين يكون مكان يعضده " يقصده ".

وقال الفيروزآبادي: النقنق، كزبرج: الظليم أو النافر، أو الخفيف. وقال: هزره بالعصا، يهزره: ضربه بها على ظهره وجنبه شديدا، وطرد ونفي فهو مهزور وهزير، والهزرة ويحرك: الأرض الرقيقة. قال: وتفيهق في كلامه: تنطق وتوسع، كأنه ملا به فمه (1).

ومنها قوله: سيخرب العراق بين رجلين يكثر بينهما الجريح والقتيل.

وقوله: ويل للعرب من مخالطة الأتراك، ويل لامة محمد إذا لم تحمل أهلها البلدان، وعبر بنو قنطورة نهر جيحان وشربوا ماء دجلة، هموا بقصد البصرة

ص: 56


1- (1) ط كمباني ج 9 / 587، وجديد ج 41 / 322.

والإيلة (1).

مناقب ابن شهرآشوب: إخباره عن خراب البلدان (2).

قال ابن شهرآشوب: وهذه كلها إخبار بالغيب أفضى إليه النبي (صلى الله عليه وآله) بالسر مما اطلعه الله عز وجل عليه، كما قال عز وجل: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) * - الآيات، ولم يشح النبي (صلى الله عليه وآله) أحدا إلا من ارتضى من رسول) * - الآيات، ولم يشح النبي (صلى الله عليه وآله) على وصيه بذلك، كما قال تعالى: * (وما هو على الغيب بضنين) * ولا ضن على الأئمة من ولده (عليهم السلام).

وأيضا لا يجوز أن يخبر بمثل هذا إلا من أقامه رسول الله (صلى الله عليه وآله) مقامه من بعده (3).

إعلام الورى: من معجزاته ما اشتهرت به الرواية أنه خطب فقال في خطبته:

سلوني قبل أن تفقدوني فوالله ما تسألوني عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة - الخ. ثم ذكر قيام رجل وسؤاله كم في رأسه ولحيته من طاقة شعر؟ وإخباره إن ابنه الصغير يقتل الحسين (عليه السلام)، فكان كما قال (4) وتمام هذه الرواية في البحار (5).

جملات من خطبة اللؤلؤة وإخباره عن الفتنة الأموية والمملكة الكسروية.

وإخباره عن بناء الزوراء (يعني بغداد) وملك بني العباس وخروج القائم صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين (6).

ومنها: إخباره عن صاحب الزنج وابتلاء أهل البصرة بالموت الأحمر والجوع الأغبر، وعن الحجاج، وأنه أبا وذحة (7).

ومنها: إيمائه إلى وصف الأتراك، وقوله: كأني أراهم قوما كان وجوههم المجان المطرقة - الخ (8).

ص: 57


1- (1) جديد ج 41 / 314 و 315، وص 316 - 319، وص 319.
2- (2) جديد ج 41 / 314 و 315، وص 316 - 319، وص 319.
3- (3) جديد ج 41 / 322، وص 325، وص 327، وط كمباني ج 9 / 588.
4- (4) جديد ج 41 / 327، و ج 10 / 125.
5- (5) جديد ج 10 / 117 - 121، وط كمباني ج 9 / 589، و ج 4 / 120.
6- (6) جديد ج 41 / 330، وص 331 و 332.
7- (7) جديد ج 41 / 330، وص 331 و 332.
8- (8) جديد ج 41 / 335، وط كمباني ج 9 / 591.

ومنها: ما جرى بينه وبين ميثم التمار، وإخباره بالمغيبات (1).

ومنها: إخباره عن شهادة مزرع (2).

نهج البلاغة: ومن خطبة له صلوات الله عليه: أما بعد أيها الناس فأنا فقأت عين الفتنة، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري بعد أن ماج غيهبها، واشتد كلبها، فاسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا، ويموت منهم موتا - إلى آخر الخطبة الشريفة (3).

كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي بسندين، عن زر بن حبيش قال:

خطب علي (عليه السلام) بالنهروان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

أيها الناس أما بعد أنا فقأت عين الفتنة، لم يكن أحد ليجترئ عليها غيري.

وفي حديث ابن أبي ليلى: لم يكن ليفقأها أحد غيري - ولو لم أك فيكم ما قوتل أصحاب الجمل وأهل النهروان، وأيم الله لولا أن تتكلوا وتدعوا العمل لحدثتكم بما قضى الله على لسان نبيكم لمن قاتلهم مبصرا لضلالتهم، عارفا للهدى الذي نحن عليه.

ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عما شئتم سلوني قبل أن تفقدوني، إني ميت أو مقتول بل قتلا، أما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم؟ - وضرب بيده إلى لحيته -.

والذي نفسي بيده لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا نبأتكم بناعقها وسائقها - الخ (4).

كتاب سليم بن قيس، عن أبان، عنه أنه قال: صعد أمير المؤمنين (عليه السلام) المنبر

ص: 58


1- (1) جديد ج 41 / 343 - 346، وص 346.
2- (2) جديد ج 41 / 343 - 346، وص 346.
3- (3) جديد ج 41 / 348، و ج 34 / 116، وط كمباني ج 9 / 594، و ج 8 / 693.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 606، وجديد ج 33 / 366.

فحمد الله وأثنى عليه، وقال:

أيها الناس أنا الذي فقأت عين الفتنة، ولم يكن ليجترئ عليها غيري.

وأيم الله لو لم أكن فيكم لما قوتل أهل الجمل، ولا أهل صفين، ولا أهل النهروان - وساقه إلى قوله:

سلوني عما شئتم قبل أن تفقدوني، فوالله إني بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض.

أنا يعسوب المؤمنين، وأول السابقين، وإمام المتقين، وخاتم الوصيين، ووارث النبيين، وخليفة رب العالمين.

أنا ديان الناس يوم القيامة، وقسيم الله بين أهل الجنة والنار.

وأنا الصديق الأكبر، والفاروق الذي أفرق بين الحق والباطل، وإن عندي علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب، وما من آية نزلت إلا وقد علمت فيما نزلت وعلى من نزلت.

أيها الناس! إنه وشيك أن تفقدوني، إني مفارقكم، وإني ميت أو مقتول، ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها؟! وفي رواية أخرى: ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من دم هذا؟! يعني لحيته من دم رأسه.

والذي فلق الحبة وبرأ النسمة - وفي نسخة أخرى: والذي نفسي بيده - لا تسألوني عن فئة تبلغ ثلاثمائة فما فوقها مما بينكم وبين قيام الساعة، إلا أنبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها، وبخراب العرصات، متى تخرب، ومتى تعمر بعد خرابها إلى يوم القيامة - الخ (1).

قال ابن أبي الحديد في شرح هذه الخطبة:

إعلم أنه أقسم في هذا الفصل بالله الذي نفسه بيده أنهم لا يسألون عن أمر يحدث بينهم وبين القيامة إلا أخبرهم به، وأنه ما من طائفة من الناس تهتدي بها

ص: 59


1- (1) ط كمباني ج 8 / 723، وجديد ج 33 / 258.

مائة وتضل بها مائة إلا وهو مخبر لهم إن سألوه برعاتها وقائدها وسائقها، ومواضع نزول ركابها وخيولها، ومن يقتل منها قتلا ومن يموت منها موتا. وهذه الدعوى ليست منه ادعاء الربوبية ولا ادعاء النبوة، ولكنه كان يقول:

إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبره بذلك، ولقد امتحنا أخباره فوجدناه موافقا فاستدللنا بذلك على صدق الدعوى المذكورة، كإخباره عن الضربة التي يضرب في رأسه فتخضب لحيته، وإخباره عن قتل الحسين (عليه السلام) ابنه، وما قاله في كربلاء حيث مر بها، وإخباره بملك معاوية الأمر من بعده، وإخباره عن الحجاج وعن يوسف بن عمر، وما أخبر به من أمر الخوارج بالنهروان، وما قدمه إلى أصحابه من إخباره بقتل من يقتل منهم وصلب من يصلب، وإخباره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، وإخباره بعدة الجيش الوارد إليه من الكوفة، لما شخص (عليه السلام) إلى البصرة لحرب أهلها، وإخباره عن عبد الله بن الزبير وقوله فيه: " خب ضب (يعني خداع خبيث) يروم أمرا ولا يدركه، ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا وهو بعد مصلوب قريش ". وكإخباره عن هلاك البصرة بالغرق وهلاكها تارة أخرى بالزنج، وهو الذي صحفه قوم فقالوا: بالريح.

وكإخباره عن الأئمة الذين ظهروا من ولده وطعن (لعن كذا في كمبا) بطبرستان كالناصر والداعي وغيرهما في قوله: " وإن لآل محمد بالطالقان لكنزا سيظهره الله إذا شاء، دعاة حق (حتى كذا في كمبا) تقوم بإذن الله فتدعوا إلى دين الله ".

(هنا سقط من نسخة، وأما نسخة الخوئي في شرحه على النهج هكذا بعد هذه الكلمة: وكإخباره عن ظهور الرايات السود من خراسان، وتنصيصه على قوم من أهلها يعرفون ببني رزيق - بتقديم المهملة - وهم آل مصعب، منه: طاهر بن الحسين وإسحاق بن إبراهيم، كانوا هم وسلفهم دعاة الدولة العباسية. إنتهى ما سقط).

وكإخباره عن مقتل النفس الزكية بالمدينة وقوله: " إنه يقتل عند أحجار الزيت "، وكقوله عن أخيه إبراهيم المقتول بباخمرا: " يقتل بعد أن يظهر ويقهر بعد

ص: 60

أن يقهر "، وقوله فيه أيضا: " يأتيه سهم غريب (غرب - في ط جديد وخوئي) يكون فيه منيته فيا بؤس الرامي شلت يده ووهن عضده ".

وكإخباره عن قتلى فخ، وقوله فيهم: " وهم خير أهل الأرض أو من خير أهل الأرض ".

وكإخباره عن المملكة العلوية بالغرب وتصريحه بذكر كتامة، وهم الذين نصروا أبا عبد الله الداعي المعلم. وكقوله وهو ينسير (يشير - في ط جديد) إلى عبيد الله المهدي وهو أولهم: " ثم يظهر صاحب القيروان الفض البض، ذو النسب المحض، المنتجب من سلالة ذي البداء، المسجى بالرداء " وكان عبيد الله المهدي أبيض مترفا مشربا حمرة رخص البدن تار الأطراف وذو البداء إسماعيل بن جعفر بن محمد (عليه السلام) وهو المسجى بالرداء، لأن أباه أبا عبد الله جعفرا (عليه السلام) سجاه بردائه لما مات، وأدخل إليه وجوه الشيعة يشاهدونه ليعلموا موته وتزول عنهم الشبهة في أمره.

وكإخباره عن بني بويه وقوله فيهم: " ويخرج من ديلمان بنو الصياد " إشارة إليهم، وكان أبوهم صياد السمك يصيد منه بيده ما يتقوت هو وعياله بثمنه فأخرج الله تعالى من ولده لصلبه ملوكا ثلاثة، ونشر ذريتهم حتى ضربت الأمثال بملكهم.

وكقوله فيهم: " ثم يستقوي أمرهم حتى يملكوا الزوراء ويخلعوا الخلفاء "، فقال له قائل: فكم مدتهم يا أمير المؤمنين؟ فقال: مائة أو تزيد قليلا.

فيهم: " والمترف ابن الأجذم يقتله ابن عمه على دجلة "، وهو إشارة إلى عز الدولة بختيار بن معز الدولة أبي الحسين، وكان معز الدولة أقطع اليد قطعت يده النكوص في الحرب، وكان ابنه عز الدولة بختيار مترفا صاحب لهو وشرب (وطرب - خ ل)، وقتله عضد الدولة فنا خسرو ابن عمه بقصر الجص (الجفن، كذا في البحار) على دجلة في الحرب وسلبه ملكه.

فأما خلعهم للخلفاء فإن معز الدولة خلع المستكفي ورتب في الحرب وسلبه ملكه.

فأما خلعهم للخلفاء فإن معز الدولة خلع المستكفي ورتب عوضه المطيع، وبهاء الدولة أبا نصر بن عضد الدولة خلع الطائع ورتب عوضه القادر، وكانت مدة

ص: 61

ملكهم كما أخبر (عليه السلام) به.

وكإخباره لعبد الله بن العباس عن انتقال الأمر إلى أولاده، فإن علي بن عبد الله لما ولد أخرجه أبوه عبد الله إلى علي (عليه السلام) فأخذه وتفل في فيه وحنكه بتمرة قد لاكها ودفعه إليه وقال: " خذ إليك أبا الأملاك "، هكذا الرواية الصحيحة وهي التي ذكرها أبو العباس المبرد في الكتاب الكامل، وليست الرواية التي يذكر فيها العدد بصحيحة ولا منقولة في كتاب معتمد عليه.

وكم له من الأخبار عن الغيوب الجارية هذا المجرى مما لو أردنا استقصاءه لكرسنا كراريس كثيرة، وكتب السير تشتمل عليها مشروحة.

ثم قال: وهذا الكلام إخبار عن ظهور المسودة وانقراض ملك بني أمية، ووقع الأمر بموجب إخباره، حتى لقد صدق قوله: " تود قريش " - إلى آخره.

فإن أرباب السيرة كلهم نقلوا أن مروان بن محمد قال يوم الزاب لما شاهد عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بإزائه في صف خراسان: " لوددت أن علي بن أبي طالب تحت هذه الراية بدلا من هذا الفتى ". والقصة طويلة مشهورة.

وهذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السيرة، وهي متداولة منقولة مستفيضة خطب بها علي (عليه السلام) بعد انقضاء أمر النهروان، وفيها ألفاظ لم يوردها الرضي من قوله: " ولم يكن ليجترئ عليها غيري ولو لم أك فيكم " - الخ. إنتهى ما أردنا نقله من كلمات ابن أبي الحديد (1).

أقول: وتدبير مدبر الليل والنهار ومفلك الأفلاك على نحو يقع طبق ما أخبر به ولي الله الأعظم وصراطه الأقوم، تصديق وشهادة بحقانية رسوله الأكرم وخليفته في السماوات والأرضين كما وعد رسوله الشهادة له في قوله: * (قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم) * وقوله: * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) *.

قال العلامة المجلسي: قد أثبتنا إخباره بالمغيبات في باب علمه، وباب

ص: 62


1- (1) جديد ج 41 / 351، وط كمباني ج 9 / 593.

إخباره بسبه، وأبواب شهادته، وباب جوامع معجزاته، وأبواب شهادة الحسين (عليه السلام)، وأبواب أحوال أصحابه (1).

أقول: بل ذكرها في أبواب جهات علومه وأبواب شهادات أئمة الهدى وزياراتهم وأبواب المعجزات وغيرها وفصلنا الكلام في ذلك في كتابنا " رسالة علم غيب امام (عليه السلام) ".

إثبات مولانا الباقر صلوات الله عليه لهشام بن عبد الملك علم الغيب لمولانا أمير المؤمنين بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية بحيث لم يستطع إنكاره مع عداوته، فراجع لتفصيل ذلك إلى البحار (2). ونقله في كتاب دلائل الإمامة (3).

وتقدم في " خبر ": جملات وأبواب يتعلق بذلك.

علم فاطمة الزهراء صلوات الله عليها بالمغيبات: فكفانا للاستدلال على ذلك ما تقدم في " حدث ": من كونها محدثة، وفي " صحف ": في ذكر مصحف فاطمة (عليها السلام)، ورواية محمد بن سنان عن مولانا الجواد (عليه السلام) المروية في الكافي باب مولد النبي (صلى الله عليه وآله)، وفي البصائر، وفي كتاب (اثبات ولايت) مع التشريح.

ويأتي في " فطم " قولها: لأمير المؤمنين (عليه السلام): أدن لأحدثك بما كان وبما هو كائن، وبما لم يكن إلى يوم القيامة - الخ.

إخبارات مولانا الحسن المجتبى صلوات الله عليه بالمغيبات فكثيرة:

منها: قوله لمعاوية: والله لتدعن زيادا ولتقتلن حجرا ولتحملن إليك الرؤوس من بلد إلى بلد، فادعى زيادا وقتل حجرا وحمل إليه رأس عمرو بن الحمق الخزاعي (4).

ومنها: قوله للأعرابي الذي كلم النبي (صلى الله عليه وآله) فأغلظ في كلامه وطلب منه برهان

ص: 63


1- (1) جديد ج 41 / 360، وط كمباني ج 9 / 593.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 88 و 87، و ج 15 كتاب الكفر ص 24 - 26، وجديد ج 46 / 306، و ج 72 / 181.
3- (3) دلائل الإمامة للطبري باب معجزات مولانا الباقر (عليه السلام) ص 104.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 91، وجديد ج 43 / 330.

نبوته، فقال الحسن صلوات الله عليه:

ما غبيا سألت وابن غبي * بل فقيها إذن وأنت الجهول فإن تك قد جهلت فإن عندي * شفاء الجهل ما سأل السؤول وبحرا لا تقسمه الدوالي * تراثا كان أورثه الرسول ثم أخبره بأنه سيؤمن وما جرى عليه في سفره، فقال الأعرابي: ولقد كنت كأنك شاهدتني وما خفي عليك شئ من أمري، وكأنه علم الغيب، فأسلم وحسن إسلامه (1).

ومنها: قوله لأخيه الحسين (عليه السلام) ولعبد الله بن جعفر: إن معاوية بعث إليكم بجوائزكم، وهي تصل إليكم يوم كذا المستهل الهلال، فكان كما قال (2).

ومنها: قوله كما في الخرائج، حين خرج من مكة ماشيا إلى المدينة وتورمت قدماه إنه يستقبلنا أسود معه دهن، يصلح لهذا الورم، فكان كما قال. وقال الأسود:

يا بن رسول الله إني مولاك لا آخذ له ثمنا، ولكن ادع الله أن يرزقني ولدا سويا ذكرا يحبكم أهل البيت، فإني خلفت امرأتي تمخض، فقال: انطلق إلى منزلك، فإن الله تعالى قد وهب لك ولدا ذكرا سويا، فرجع إلى بيته ورأي كما قال.

وفي رواية الكافي مع زيادة قوله (عليه السلام): وهو من شيعتنا (3).

ومثله منسوبا إلى مولانا الحسين (عليه السلام) فيه (4).

ومنها: إخباره عن شهادته بالسم ومن يقتله (5).

ومنها: قوله لما مرت به بقرة: هذه حبلى بعجلة أنثى لها غرة في جبينها، ورأس ذنبها أبيض فانطلقوا إلى القصاب فذبحوها فكان كما قال، فقالوا له: أوليس الله عز وجل يقول: * (ويعلم ما في الأرحام) * فكيف علمت؟ فقال: ما يعلم المخزون

ص: 64


1- (1) ط كمباني ج 10 / 91، وجديد ج 43 / 334.
2- (2) جديد ج 43 / 323، وط كمباني ج 10 / 90.
3- (3) جديد ج 43 / 324، وط كمباني ج 10 / 90.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 143، وجديد ج 44 / 185.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 91، وجديد ج 43 / 328.

المكنون المجزوم المكتوم، الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد وذريته (1).

ومنها: إخباره لمعاوية عدد ما على النخلة من البسرة بعد قول معاوية: إن شيعتكم يزعمون أنه لا يعزب عنكم علم شئ في الأرض ولا في السماء (2).

ومنها: قوله لرجل: إنك حدثت البارحة فلانا بحديث كذا وكذا. فقال الرجل:

إنه ليعلم ما كان وعجب من ذلك. فقال: إنا لنعلم ما يجري في الليل والنهار، ثم قال: إن الله تعالى علم رسوله الحلال والحرام والتنزيل والتأويل، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا علمه كله (3).

إخبارات مولانا الحسين صلوات الله عليه بالمغيبات، فكثيرة:

منها: إخباره للوالي بمن قطع الطريق وقتل مواليه (4).

ومنها: إخباره عن قتلته في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وقوله: والله ليجتمعن على قتلي طغاة بني أمية، ويقدمهم عمر بن سعد. فقال له حذيفة: أنبأك بهذا رسول الله؟ فقال:

لا. فقال: فأتيت النبي فأخبرته، فقال: علمي علمه وعلمه علمي، لأنا نعلم بالكائن قبل كينونته (5).

ومنها: إخباره الأعرابي بخضخضته في الخلوة ومجيئه عنده جنبا، كما في البحار (6).

إخبارات مولانا زين العابدين صلوات الله عليه بالمغيبات، فكثيرة:

منها: إخباره عليه عن إمارة عمر بن عبد العزيز، وأنه لن يموت حتى يلي الناس (7).

ومنها: إخباره عن شهادة ابنه زيد وكذا جده وعدة من الأئمة صلوات الله

ص: 65


1- (1) ط كمباني ج 10 / 91، وجديد ج 43 / 328، وص 329.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 91، وجديد ج 43 / 328، وص 329.
3- (3) جديد ج 43 / 330.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 142، وجديد ج 44 / 181.
5- (5) جديد ج 44 / 186 و 181، وط كمباني ج 10 / 143.
6- (6) جديد ج 44 / 186 و 181، وط كمباني ج 10 / 143.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 94، وجديد ج 46 / 327.

عليهم أخبروا بذلك، فراجع (1).

ومنها: لما كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان: إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين (عليه السلام) فكتب عبد الملك إليه: أما بعد فجنبني دماء بني هاشم - الخ، وبعث بالكتاب سرا. فكتب علي بن الحسين (عليه السلام) إلى عبد الملك في الساعة التي أنفذ فيها الكتاب إلى الحجاج: وقفت على ما كتبت في دماء بني هاشم وقد شكر الله لك ذلك وثبت لك ملكك، وزاد في عمرك وبعث به مع غلام له بتاريخ الساعة التي أنفذ فيها عبد الملك كتابه إلى الحجاج، فلما قدم الغلام وأوصل الكتاب إليه فنظر عبد الملك في تاريخ الكتاب فوجده موافقا لتاريخ كتابه فلم يشك في صدق زين العابدين، ففرح بذلك وبعث إليه بوقر دنانير، وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجه وحوائج أهل بيته ومواليه - الخ، رواه في الخرائج، وكذا كشف الغمة مع اختلاف، فراجع (2).

إخبارات مولانا الباقر صلوات الله وسلامه عليه بالمغيبات، فكثيرة:

منها: الخرائج: عن أبي بصير، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال لرجل من أهل خراسان: كيف أبوك؟ قال: صالح. قال: قد مات أبوك بعد ما خرجت إلى جرجان، ثم قال: كيف أخوك؟ قال: تركته صالحا. قال: قد قتله جار له يقال له:

صالح، يوم كذا في ساعة كذا، فبكى الرجل وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون بما صالح، يوم كذا في ساعة كذا، فبكى الرجل وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون بما أصبت. قال: أسكن فقد صاروا إلى الجنة، والجنة خير لهم. فقال الرجل: خلفت ابني وجعا شديد الوجع ولم تسألني عنه. قال (عليه السلام): قد برئ وزوجه عمه ابنته، وأنت تقدم عليه وقد ولد له غلام واسمه علي وهو لنا شيعة. وأما ابنك فليس لنا شيعة، بل هو لنا عدو - الخ (3).

ومنها: إخباره بملك عمر بن عبد العزيز، وأنه يلي الناس ويظهر العدل

ص: 66


1- (1) ط كمباني ج 11 / 51 - 57، وجديد ج 46 / 183.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 10 و 14، وجديد ج 46 / 28 و 44.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 70، وجديد ج 46 / 247.

ويعيش أربع سنين - الخ (1).

ومنها: إخباره عن خروج أخيه زيد بالكوفة، وكيفية شهادته وصلبه، وإخباره عن خروج محمد بن عبد الله الحسن وقتله في حال مضيقة (2).

ومنها: إخباره بما يجري على أهل المدينة في السنة الآتية من تسلط نافع بن الأزرق عليهم مع أربعة آلاف وقتله إياهم ثلاثة أيام وما فضح نساءهم (3).

ومنها: إخباره بأنه بقي من أجله خمس سنين فكان كما قال:

ومنها: إخباره عمن يلد لبعض شيعته بعد عشرين سنة.

ومنها: إخباره حين بناء دار هشام بن عبد الملك بهدمها، وما يصنع بها (4).

ومنها: إخباره أبا بصير أنه سيولد لك ولد تسميه عيسى وولد آخر تسميه محمدا وهما من شيعتنا. ونسب ذلك إلى الصادق (عليه السلام) أيضا، كما في البحار (5).

ومنها: أنه رأى شابا يضحك في المسجد، فقال له: تضحك وأنت بعد ثلاثة أيام من أهل القبور، فمات في اليوم الثالث (6).

ومنها: إخباره عن ملك منصور الدوانيقي وداود بن علي وبني العباس (7).

وهذا في روضة الكافي (8).

وإخباره بزوال سلطنة بني العباس. تقدم في " عبس ". وغير ذلك في البحار (9).

وإخباره عن سرقة السارقين، وما سرقا، وأين وضعا، وما جرى منهما وعليهما (10).

ص: 67


1- (1) ط كمباني ج 11 / 71، وجديد ج 46 / 251، وص 251 مكررا و 252.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 71، وجديد ج 46 / 251، وص 251 مكررا و 252.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 72، وجديد ج 46 / 254.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 76، وجديد ج 46 / 268.
5- (5) جديد ج 47 / 143.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 78، وجديد ج 46 / 274.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 97 و 156 و 70، وجديد ج 46 / 341 و 249، و ج 47 / 176.
8- (8) روضة الكافي ح 256.
9- (9) ط كمباني ج 11 / 170، وجديد ج 47 / 218.
10- (10) ط كمباني ج 11 / 77، وجديد ج 46 / 272.

إخبارات مولانا الصادق صلوات الله وسلامه عليه بالمغيبات، فكثيرة:

منها: إخباره زيد الشحام بقرب أجله، وإخباره عن موت المفضل بالكوفة بعد ثلاثة أيام.

وإخباره أبا بصير بأنه إذا رجعت فأقرأ أبا حمزة السلام، وأعلمه أنه يموت كذا وكذا من شهر كذا وكذا، فكان كما قال (1).

وإخبار مولانا الصادق (عليه السلام) بما في الضمائر (2).

ومنها: إخباره في المدينة لرجل من شيعته ابتداء: (قوفه ما نامت). قلت:

جعلت فداك متى؟ قال: في الساعة. قال: فكتبت اليوم والساعة، فلما قدمت الكوفة سألت عنه، فقال لي: (قوفه ما نامت) وهي بالنبطية يعني: قرد القرية، فقلت:

متى مات؟ قالوا: يوم كذا وكذا، وساعة كذا، فكان في الوقت الذي أخبر أبو عبد الله صلوات الله عليه (3).

ومنها: إخباره عن قتل المعلى بن خنيس وسببه، وكيفيته قبله بسنة وأكثر (4).

ومنها: إخباره عن خيانة البلخي بجارية غيره عند نهر بلخ، والخراساني والهندي عند نهر بلخ، وغيره في جارية كانت عندهم أمانة (5).

ومنها: إخباره بخيانات قريبة من ذلك في البحار (6).

ومنها: إخباره عن قتل عمه زيد (7).

ومنها: إخباره إسحاق بن عمار بقرب موته، وأمره أن يجمع أمواله إلى شهر

ص: 68


1- (1) ط كمباني ج 11 / 126، وجديد ج 47 / 77 مكررا و 78 مكررا و 143.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 123 - 125، وجديد ج 47 / 67.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 127، وجديد ج 47 / 82.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 128 و 135 و 141 و 157، وجديد ج 47 / 87 و 91 و 109 و 129.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 136 و 131 و 144 و 149. وتفصيله ص 125، وجديد ج 47 / 112 و 113 و 97 و 72 و 140 و 156.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 124 مكررا و 131 و 70، وجديد ج 46 / 284، و ج 47 / 156 و 75 و 71 و 101.
7- (7) جديد ج 47 / 148.

ربيع فمات في شهر الربيع (1).

ومنها: إخباره عن قتل عمه زيد في الساعة التي قتل. قال الراوي فكتبت قوله في تلك الساعة وفي ذلك الشهر، فلما رجعنا أخبرت أنه قتل في الوقت الذي أخبر به مولانا أبو عبد الله صلوات الله وسلامه عليه (2).

ومنها: إخباره عن خروج أبي مسلم الخراساني صاحب الرايات السود (3).

ومنها: إخباره عن قتل محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن حين أرادوا الخروج.

وإخباره عن سلطنة السفاح ومنصور الدوانيقي (4).

ومنها: إخباره سماعة عما جرى بينه وبين جماله في الطريق (5).

ومنها: إخباره الشامي الذي جاء للمناظرة ما جرى عليه في سفره من الشام (6).

ومنها: إخباره الجاسوس الذي جاء لكشف أحوال بني هاشم وأسمائهم من جانب المنصور، فأخبره مولانا الصادق صلوات الله عليه بكل ما جرى بينه وبين المنصور (7).

وفي المناقب (8) ذكر إخباراته بالغيب.

وسائر مواضع إخباراته بالغائبات (9) وإخباره بما في الضمائر (10).

ص: 69


1- (1) ط كمباني ج 11 / 134 و 144، وجديد ج 47 / 108 و 140.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 134 و 147، وجديد ج 47 / 108.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 135 و 142 و 186، وجديد ج 47 / 109 و 132 و 133.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 138 و 142 و 147 مكررا و 148 و 150 مكررا و 187، وجديد ج 47 / 120 و 131 و 149 و 151 و 160.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 141، وجديد ج 47 / 128.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 149، وجديد ج 47 / 157.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 125 و 154، وجديد ج 47 / 74 و 172.
8- (8) المناقب ج 4 / 217 - 230.
9- (9) ط كمباني ج 11 / 129 و 130 - 150 و 156 و 161.
10- (10) ط كمباني ج 11 / 123 - 125، وجديد ج 47 / 67 - 162 و 192.

ومنها: في دلائل الإمامة (1) للطبري بإسناده عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك قال: كان لي صديق وكان يكثر الرد على من قال إنهم يعلمون الغيب قال: فدخلت على أبي عبد الله صلوات الله عليه فأخبرته بأمره فقال: قل له: إني والله لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما دونهما.

وفيه بإسناده عن حذيفة بن منصور، عن يونس، قال: سمعته وقد مررنا بجبل فيه دود، فقال: أعرف من يعلم إناث هذا الدود من ذكرانه، وكم عدده، ثم قال: نعلم ذلك من كتاب الله، وفي كتاب الله تبيان كل شئ.

إخبارات مولانا الكاظم صلوات الله وسلامه عليه بالمغيبات، فكثيرة:

منها: قوله سلام الله عليه لشعيب العقرقوفي: يا شعيب غدا يلقاك رجل من أهل المغرب يسألك عني فقل: هو والله الإمام، وإذا سألك عن الحلال والحرام فأجبه مني. فقال شعيب: جعلت فداك ما علامته؟ قال: رجل طويل جسيم يقال له يعقوب. فوقع كما قال، فلما دخل على الإمام أخبره بما جرى بينه وبين أخيه وقال له: إن أخاك سيموت في سفره قبل أن يصل إلى أهله، وستندم على ما كان منك وتقاطعتما، فبتر الله أعماركما. فقال الرجل: متى أجلي؟ فقال: إن أجلك قد حضر فوصلت عمك في منزل كذا وكذا فزيد في أجلك عشرون، فكان كما قال (2).

ومنها: إخباره عبد الله بن يحيى الكاهلي عن موته (3).

ومنها: إخباره بعض شيعته ورفقائه عن المنزل الذي دخلوا فيه وقال لهم:

أخرجوا الساعة، فلما خرجوا خربت الدار (4).

ومنها: إخباره مرازم عما فعل بجارية غيره في الليلة (5).

ومنها: قوله: إن أبا جعفر (يعني الدوانيقي) لا يرى بيت الله أبدا فما وفق لحج أبدا، فمات في الطريق (6).

ص: 70


1- (1) دلائل الإمامة ص 128.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 241، وجديد ج 48 / 35، وص 37.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 241، وجديد ج 48 / 35، وص 37.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 243 و 244، وجديد ج 48 / 44 و 45 و 46، وص 45.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 243 و 244، وجديد ج 48 / 44 و 45 و 46، وص 45.
6- (6) جديد ج 48 / 45.

ومنها: إخباره: عن موت رجل موكل عليه من قبل السندي بن شاهك، وذلك حين قال لموسى الكاظم (عليه السلام): إن نوبتي قد انقضت، وأريد أن أنصرف هل لك حاجة؟ فقال: مالي حاجة، فلما خرج قال: ما أعجب هذا يسألني أن أكلفه حاجة من حوائجي وهو يموت في هذه الليلة فكان كما قال (1).

ومنها: إخباره عن موت إسحاق بن منصور وأخيه بعده بشهر، وأخبره بتفرق أهل بيته وفقرهم، فكان كما قال واحتاجوا إلى الصدقة (2).

ومنها: أن يعقوب السراج ولدت له بنت سميها بالحميراء، فدخل في غده على مولانا الصادق (عليه السلام) فأمره أن يسلم على ابنه موسى الكاظم (عليه السلام) وهو صغير في المهد، فدني منه وسلم عليه فرد الكاظم (عليه السلام) وقال بلسان فصيح: غير اسم ابنتك التي سميتها أمس، فإنه اسم يبغضها الله تعالى. فقال الصادق (عليه السلام): انته إلى أمره ترشد. رواه في الكافي وغيره (3).

ومنها: إرساله من المدينة أربعين درهما إلى شطيطة مع شقة من أكفانه وأمر أن يقول لها: إنك تعيشين تسعة عشر يوما من يوم وصول الشقة والدراهم، وأنفقي على نفسك منها ستة عشر درهما، والباقي صدقة عنك وما يلزم عنك، وأنا أتولى الصلاة عليك. فلما رجع إلى نيسابور وقع ما قال، وجاء على بعير له وحضر تجهيزها وصلى عليها ورجع. وقال:

أبلغ أصحابك مني السلام وقل لهم: إني ومن جرى مجراي من الأئمة (عليهم السلام) لابد لنا من حضور جنائزكم في أي بلد كنتم - الخ (4).

وذكر في المناقب (5) جملة من إخباراته بالمغيبات.

وسائر إخباراته بذلك في البحار (6).

ص: 71


1- (1) جديد ج 48 / 64.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 251. ويقرب منه في ص 246 مكررا و 251، وجديد ج 48 / 68 و 54.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 253، وجديد ج 48 / 73.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 253، وجديد ج 48 / 73.
5- (5) المناقب ج 4 / 287 - 295.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 239 مكررا - 253، وجديد ج 48 / 31 - 73.

وإخباره بموت موسى بن المهدي (1).

إخبارات مولانا الرضا صلوات الله وسلامه عليه بالمغيبات، فكثيرة:

قد ذكر الصدوق في العيون باب المعجزات ودلالاته أكثر من أربعين رواية في ذلك. ونقلها مع غيرها في البحار.

منها: لما مرض عمه محمد بن جعفر وأشد مرضه بحيث يئسوا منه، زعموا أنه مات وربطوا لحياء وذقنه، وجعلوا يبكونه عليه، وعمه الآخر إسحاق بن جعفر أشد بكاء، فجاء علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عند رأس عمه المريض وتبسم وخرج وسأل عن ذلك، فقال: تعجبت من بكاء إسحاق وهو والله يموت قبله ويبكيه محمد، فبرء محمد ومات إسحاق قبله (2).

ومنها: إخباره بني هاشم حين مر عليهم جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة فقير الحال، فقال لترونه عن قليل كثير المال كثير التبع فما مضى إلا شهر أو نحوه حتى ولى المدينة وحسنت حاله (3).

ومنها: إخباره البزنطي عما أضمر في نفسه من الثلاثة آيات (4).

ومنها: إخباره عما أضمر ابن كثير (5).

ومنها: إخباره عما في بطن جاريتي الحسن بن موسى بن بزيع، وقوله: يولد لك غلام سمه محمدا وجارية سمها فاطمة، فوقع كما قال.

ومنها: إخباره رجلا بقوله: أوص بما تريد واستعد لما لا بد منه، فمات بعد ثلاثة أيام (6).

ومنها: إخباره عن قتل عبد الله بن هارون الذي بخراسان أخاه محمد بن زبيدة (7).

ص: 72


1- (1) ط كمباني ج 11 / 278، وجديد ج 48 / 152.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 10، وجديد ج 49 / 31 و 32، وص 33، وص 36 و 48، وص 38.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 10، وجديد ج 49 / 31 و 32، وص 33، وص 36 و 48، وص 38.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 10، وجديد ج 49 / 31 و 32، وص 33، وص 36 و 48، وص 38.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 10، وجديد ج 49 / 31 و 32، وص 33، وص 36 و 48، وص 38.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 13 و 17، وجديد ج 49 / 43 و 59.
7- (7) جديد ج 49 / 34.

ومنها: إخباره في منى عما يجري على آل برمك، وكون قبره عند قبر هارون.

ومنها (1): إخباره عن مسائل الوشاء قبل أن يسأل (2).

ومنها: إخباره عن حسن حال عبد الله بن الحسين بن يحيى (3).

ومنها: إخباره أحمد بن عمرة أنه يولد له من زوجته ذكر، وقال: سمه عمر، وذلك كان بخراسان، وأنه أوصى أهله عند خروجه من الكوفة أن يسمونه عليا إن كان ذكرا. فلما رجع إلى الكوفة غير اسمه بأمر مولاه وسماه عمر، فنجى من شر جيرانه حيث زعموا أنه رافضي (4).

ومنها: إخباره أهله حين الخروج من المدينة إلى خراسان ألا يرجع إليهم أبدا (5).

ومنها: إخباره عن شهادته ودفنه بخراسان في جنب هارون (6).

ومنها: إخباره المأمون بغلام يولد له من الزاهرية، أشبه الناس بأمه، وله خنصر زائدة في يده اليمنى، وخنصر زائدة في رجله اليسرى، فكان كما قال (7).

ومنها إخباراته بما في الضمائر (8).

وذكر في المناقب (9)، جملة من إخبارات مولانا الرضا (عليه السلام) بالمغيبات.

وسائر إخباراته بذلك في البحار (10).

إخبارات مولانا الجواد صلوات الله وسلامه عليه بالمغيبات، فكثيرة:

منها: إخباره بالمدينة بشهادة أبيه بخراسان في الساعة التي توفي أبوه (11).

ومنها: قوله في خطبته الشريفة حين عرض على القافة وهو ابن خمس

ص: 73


1- (1) جديد ج 49 / 44 و 56 و 63، وص 44 و 68، وص 51، وص 52.
2- (2) جديد ج 49 / 44 و 56 و 63، وص 44 و 68، وص 51، وص 52.
3- (3) جديد ج 49 / 44 و 56 و 63، وص 44 و 68، وص 51، وص 52.
4- (4) جديد ج 49 / 44 و 56 و 63، وص 44 و 68، وص 51، وص 52.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 33، وجديد ج 49 / 117.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 83 و 84، وجديد ج 49 / 283.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 9، وجديد ج 49 / 29 و 30.
8- (8) جديد ج 49 / 38.
9- (9) المناقب ج 4 / 333 - 342.
10- (10) ط كمباني ج 12 / 9 - 24 و 33 مكررا.
11- (11) ط كمباني ج 12 / 99 و 114، وجديد ج 50 / 2 و 63 و 64.

وعشرون شهرا: إني والله لأعلم ما في سرائرهم وخواطرهم، وإني والله لأعلم الناس أجمعين بما هم إليه صائرون - الخ (1).

ومنها: إخباره صالح بن عطية لا تخرج من الحرم حتى تشتري جارية ترزق منها ابنا، فكان كما قال، وسماه محمدا (2).

ومنها: قوله لجماعة أرادوا السفر: أما إنكم ستضلون الطريق بمكان كذا، وتجدونه في مكان كذا بعدما يذهب من الليل كذا، فكان كما قال (3).

ومنها: كتابه إلى محمد بن الفضيل بحوائجه ومسائله، مع أن محمد بن الفضيل كتب إليه كتابا فيه حوائج ومسائل ونسي أن يرسل الكتاب، فجاء الجواب بعين حوائجه ومسائله من دون إرسال كتابه (4).

ومنها: إخباره إبراهيم بن سعيد حين مر بهما فرس أنثى قال: هذه تلد الليلة أبيض الناصية في وجهها غرة، فشك فذهب حتى يرى ما أخبره، فرأى صحة ما أخبره، فلما رجع إليه قال: شككت فيما قلت لك أمس، إن التي في منزلك حبلى بابن أعور، فولدت له أعور (5).

إخبارات مولانا الإمام الهادي صلوات الله عليه بالمغيبات، فكثيرة:

منها: قوله لأخيه موسى المبرقع حين طلبه المتوكل للفضيحة، ومنعه الإمام عن الذهاب إليه فلم يقبل، قال: إنك لا تجتمع أنت معه أبدا، فأقام موسى ثلاث سنين ليحضر عند المتوكل فلم يتهيأ له الاجتماع مع المتوكل حتى قتل المتوكل، كما رواه المفيد والكليني (6).

ومنها: قوله لعبد الرحمن الأصفهاني مخبرا عن ضميره: استجاب الله دعاءك وطول عمرك وكثر مالك وولدك، وذلك حين أمر المتوكل باحضار الإمام

ص: 74


1- (1) ط كمباني ج 12 / 100، وجديد ج 50 / 8.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 109 و 113، وجديد ج 50 / 43، وص 45، وص 53.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 109 و 113، وجديد ج 50 / 43، وص 45، وص 53.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 109 و 113، وجديد ج 50 / 43، وص 45، وص 53.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 113، وجديد ج 50 / 58. وغير ذلك فيه ص 37 - 61 و 85.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 99 و 137، وجديد ج 50 / 3. ورواه الكافي، كما في ج 50 / 158.

الهادي (عليه السلام)، فلما رآه عبد الرحمن في الطريق جعل يدعو للإمام في نفسه بأن يدفع عنه شر المتوكل. قال عبد الرحمن: فلما صار إلي أقبل بوجهه إلي وقال:

ذلك. قال: فلما انصرفنا إلى أصفهان، فتح الله علي وجوها من المال وكثر الأموال ورزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الآن من عمري نيفا وسبعين سنة وأنا أقول بإمامته، على الذي علم ما في قلبي، واستجاب الله دعاءه في ولي (1).

ومنها: إخباره عن موت المتوكل قبل وقوعه بثلاثة أيام. ومرة أخرى بخمسة عشر يوما، ومرة قبله بيومين فراجع البحار (2).

ومنها: إخباره في المدينة عن موت الواثق وقتل ابن الزيات بعد أربعة أيام (3).

ومنها: إخباره جماعة جاؤوا ليسألوا عن الأيام التي تصام في السنة، فأجابهم قبل سؤالهم (4)، وتقدم في " صوم ": هذه الرواية ومواضعها.

ومنها: إخباره من أتاه يرتعد وقال: إن ابني أخذوه في محبتك يريدون إهلاكه في هذه الليلة. قال صلوات الله وسلامه عليه لا بأس عليك، إذهب فإن ابنك يجئ غدا، فلما أصبح أتاه ابنه. ونقل أنه لما حفروا القبر له وشدوا أيديه اشتد بكاؤه، أتاه عشر أنفس مطهرة، معطرة أخذوا الحاجب وأهلكوهم عوضه ونجوه - الخ (5).

ومنها: إخباره في حائر الحسين (عليه السلام) عن شهادة والده في الساعة التي توفي (6).

ومنها: إخباره في الليلة التي ولد جعفر الكذاب وكان أهل البيت مسرورين وهو غير مسرور، فقال: سيضل به خلق كثير (7).

ومنها: إخباره أيوب بن نوح حين شكى إليه عن القاضي، أنه تكفي أمره إلى شهرين، قال أيوب: فعزل عن الكوفة في شهرين واسترحت منه (8).

ص: 75


1- (1) ط كمباني ج 12 / 132، وجديد ج 50 / 141.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 134 و 143 و 144 و 145 و 147 و 149، وجديد ج 50 / 147 و 189 - 210.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 135 و 137، وجديد ج 50 / 151 و 158، وص 157.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 135 و 137، وجديد ج 50 / 151 و 158، وص 157.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 139، وجديد ج 50 / 174.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 140، كمباني ج 12 / 139، وجديد ج 50 / 174. ط كمباني ج 12 / 140، وجديد ج 50 / 176، وص 177.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 140، كمباني ج 12 / 139، وجديد ج 50 / 174. ط كمباني ج 12 / 140، وجديد ج 50 / 176، وص 177.
8- (8) ط كمباني ج 12 / 140، كمباني ج 12 / 139، وجديد ج 50 / 174. ط كمباني ج 12 / 140، وجديد ج 50 / 176، وص 177.

ومنها: إخباره من يضحك منه، أنه يموت بعد ثلاثة أيام، فمات في اليوم الثالث (1).

ومنها: إخباره لجماعة حين رأوا قائد السلطان فرحا مستبشرا بطرا. قال لهم:

هو فرح بما فيه وغدا يدفن قبل الصلاة، فكان كما قال (2).

وإخباره بما في الضمائر (3).

قول الطبيب النصراني تلميذ بختيشوع في حق الإمام الهادي (عليه السلام): إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو (4).

إخبارات مولانا الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بالمغيبات، فكثيرة:

منها: ما جمعه الثقة الجليل أبو هاشم الجعفري الموجه عند ستة من الأئمة من الكاظم إلى مولانا صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين مما رآه وشاهده من معجزات الأئمة ودلائلهم وإخباراتهم بالمغيبات، ونقل عنه أنه قال:

ما وردت على الإمام الهادي والعسكري صلوات الله عليهما مرة إلا وقد شاهدت برهانا ودليلا على إمامتهم. ونقل إخباراتهم عما حدث في نفسه، وعما أراد وقضائهم حوائجه من دون أن يسأل، وجمع في ذلك كتابا ونقل عنه أركان حملة علم أحاديث النبي والعترة الطيبة الطاهرة صلوات الله عليهم.

منهم ثقة الإسلام الكليني في الكافي أبواب المواليد والإشارات، والصدوق في العيون وكمال الدين وغيرهما، والصفار في البصائر، والشيخ المفيد في الإرشاد، والشيخ الطوسي في غيبته، والراوندي في الخرائج، وابن شهرآشوب في المناقب، والطبرسي في إعلام الورى، وغيرهم في غيرها.

جملة منها في البحار (5).

ص: 76


1- (1) ط كمباني ج 12 / 142، وجديد ج 50 / 182.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 143. وغير ذلك فيه ص 128 - 149، وجديد ج 50 / 186 و 124 - 212.
3- (3) جديد ج 50 / 140 - 189.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 137، وجديد ج 50 / 161.
5- (5) ط كمباني 12 / 157 و 158 مكررا و 159 مكررا و 160 و 162 و 164 - 166 و 169 و 170 مكررا و 172، وجديد ج 50 ص 247 - 315.

ومنها: إخباره عن خلع المستعين عن السلطنة بعد ثلاثة، فخلع في اليوم الثالث وجلس المعتز بعده (1).

ومنها: إخباره عن خلع المعتز، فخلع في اليوم الثالث (2).

ومنها: إخباره خدمه بما فعلوا وكتموا (3).

ومنها: إخباره جعفر بن الشريف الجرجاني، حين أراد أن يسأله إلى من يدفع ماله، فقال قبل أن يسأل: إدفع ما معك إلى المبارك خادمي.

وإخباره إياه أن يصل إلى جرجان من يومه هذا بعد مائة وسبعين يوما، ويدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع الآخر في أول النهار، ثم قال له: واعلم موالي جرجان إني آتيهم في ذلك اليوم في آخر النهار، وتدخل جرجان سالما أنت وما معك، وتقدم على أهلك وولدك وقد ولد لولدك الشريف ابن، فسمه الصلت ويكون من أوليائنا.

وأخبره الإمام أنه يرزق إبراهيم بن إسماعيل الكثير: المعروف إلى الشيعة ذكرا سويا، وقل له: يقول لك الحسن بن علي: سم ابنك أحمد.

قال جعفر: فوافيت جرجان كما قال، وجاءني أصحابي يهنوني، فوعدتهم أن الإمام وعدني أن يوافيكم آخر النهار، فأعدوا مسائلكم وحوائجكم، فلما صلوا الظهر والعصر اجتمعوا في داري فجاء الإمام وقال: صليت الظهر والعصر بسر من رأى وصرت إليكم فاسألوا. فأول من سأل النضر بن جابر وقال: يا بن رسول الله إن ابني جابرا أصيب ببصره منذ شهر، فقال: هاته، فمسح بيده الشريفة على عينيه فعاد بصيرا، ثم تقدم رجل رجل فسألوه وأجابهم وقضى حوائجهم وانصرف في يومه (4).

ص: 77


1- (1) ط كمباني ج 12 / 157 و 172 مكررا، وجديد ج 50 / 249 و 312.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 158 و 168. ونحوه في 169، وجديد ج 50 / 251 و 295 و 297.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 160 و 168، وجديد ج 50 / 259 و 295.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 161، وجديد ج 50 / 262.

ومنها: إخباره علي بن زيد بن علي عن موت جاريته، وكانت صحيحة سالمة حين خرج عن الدار وإعطائه إياه مائتي دينار ليشتري جارية (1).

ومنها: إخباره ابن الفرات عن موت ابن عمه بعد جمعة، فكان كما قال (2).

ومنها: إخباره عن قتل محمد بن داود بعد عشرة أيام، فقتل يوم العاشر (3).

ومنها: إخباره وإعطائه محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى (عليه السلام) وابنه كما قالا في الطريق عند أنفسهما وجرى بينهما (4).

ومنها: إخباره من حلف كاذبا أنه لا شئ له، قال له: إنك دفنت مائتي دينار، وإنك تحرمها فحرمها (5).

ومنها: إخباره في كتابه إلى من كتب: أن أخاه محبوس، أن أخاك يخرج من الحبس يوم يصلك كتابي هذا، فكان كما قال (6).

ومنها: إخباره محمد بن الربيع بعد ما ناظر بعض الثنوية بالأهواز، وتعلق بقلبه من مقالته شئ قال: فلما قدمت سر من رأى وأني جالس على باب أحمد بن الخضيب، أقبل أبو محمد (عليه السلام) إلي فنظر إلي وأشار بسبابته أحد أحد فوحده. قال:

فسقطت مغشيا علي (7).

ومنها: إخباره عملا من شك في إمامته حين قال في نفسه: إن رجع وجاء وأخذ القلنسوة من رأسه قلت بإمامته قال: فلما قرب منا وقف ومد يده إلى قلنسوته فأخذها عن رأسه وأمسكها بيده الأخرى وضحك في وجه هذا الرجل الشاك، فقال الرجل مبادرا، أشهد أنك حجة الله وخيرته (8).

ومنها: إخباره الهمداني الذي جاء إلى سر من رأى، فقال له: أنت فلان بن فلان؟ قال: نعم. قال: أوصى إليك أبوك وأوصى لنا بوصية، فجئت تؤديها ومعك

ص: 78


1- (1) ط كمباني ج 12 / 161، وجديد ج 50 / 264، وص 270.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 161، وجديد ج 50 / 264، وص 270.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 164، وجديد ج 50 / 277 و 278، وص 278، وص 280.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 164، وجديد ج 50 / 277 و 278، وص 278، وص 280.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 164، وجديد ج 50 / 277 و 278، وص 278، وص 280.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 166، وجديد ج 50 / 288.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 167، وجديد ج 50 / 293، وص 294.
8- (8) ط كمباني ج 12 / 167، وجديد ج 50 / 293، وص 294.

أربعة آلاف دينار هاتها، فقال الرجل: نعم، فدفع إليه المال. ثم نظر إلى العلوي الذي كان دليلا إنك خرجت إلى الجبل تطلب الفضل فأعطاك هذا الرجل خمسين دينارا فرجعت معه ونحن نعطيك خمسين دينارا فأعطاه (1).

ومنها: إخباره عن قتل المهتدي العباسي بعد خمسة أيام، وأنه يقتل في اليوم السادس، فكان كما قال (2).

ومنها: إخباره عن شهادته وغيرها مما يكون بعد وفاته لأبي الأديان (3).

وغير ذلك فيه (4).

إخبارات مولانا الإمام الحجة المنتظر صلوات الله عليه أكثر من أن تحصى، وكانت في زمن الغيبة الصغرى أموره إخباره تجري على أيدي سفرائه الكرام البررة.

ومنها: كانت للناحية المقدسة خمسمائة دينار على محمد بن هارون الهمداني، فأراد أن يجعل حوانيته التي اشترى بخمسمائة دينار وثلاثين للناحية المقدسة، فكتب (عليه السلام) إلى محمد بن جعفر: إقبض الحوانيت من محمد بن هارون بخمسمائة دينار التي لنا عليه (5).

ومنها: إخباره أحمد بن محمد الدينوري عما حمل إليه الأموال صرة فصرة مع تعيين الصرة ولونه ومقداره ومالكه شيئا شيئا، فأدى الأموال إلى من أمر فحمل بأمره إلى نائبه الخاص أبي جعفر العمري وعثمان بن سعيد، فرجع إلى بغداد وسلم جميع الأموال إليه (6).

ص: 79


1- (1) ط كمباني ج 12 / 167، وجديد ج 50 / 295.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 171، وجديد ج 50 / 308.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 177 و 178، وجديد ج 50 / 332.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 173 و 176 و 177، و ج 13 / 2، وجديد ج 50 / 314 - 331، و ج 51 / 6 - 11.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 77 و 89، وجديد ج 51 / 294 و 331.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 79. ونحوه كتابه إلى أحمد بن الحسن ص 80، وجديد ج 51 / 300.

ومنها: إخباره والد الصدوق بأنه سترزق ولدين ذكرين خيرين، فكان كما قال. والمراد الصدوق وأخوه (1).

ومنها: منعه وكلائه عن قبض أمواله حين هم السلطان أن يأخذ وكلائه بدسيسته (2).

ومنها: كتابه إلى علي بن زياد يسأله كفنا، فكتب: إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين، فمات في سنة ثمانين وبعث إليه بالكفن قبل موته (3).

وفي رواية أخرى: تحتاج إليه سنة إحدى وثمانين (يعني بعد المائتين) (4).

ومنها: إخباره عن موت القاسم بن العلاء بعد أربعين، وأرسل إليه سبعة أثواب لكفنه (5).

ومنها: كتابه إلى رجل فيه شرح ما جرى بينه وبين أصحابه مجتمعين (6).

ولقد كتبت مفصلا أكثر ما ذكرته من إخبارات الأئمة صلوات الله عليهم بالمغيبات في كتابنا: " مقام قرآن وعترت در اسلام "، فراجع إليه والحمد لله رب العالمين كما هو أهله. وفصلت الكلام في " رسالة ء علم غيب " المطبوعة مع إثبات ولايت الطبع الثاني وطبع سبع مرات إلى الآن.

وذكر العلامة الجليل الورع الثقة النبيل السيد هاشم البحراني في كتابه الشريف مدينة المعاجز أكثر من ستمائة رواية في إخبارات الأئمة الاثني عشر صلوات الله وسلامه عليهم بالمغيبات، أزيد من ثمانين عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وأزيد من العشرة عن مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام)، وكذا أزيد من العشرة عن مولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه، وأزيد من

ص: 80


1- (1) ط كمباني ج 13 / 79، وجديد ج 51 / 306.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 82، وجديد ج 51 / 310، وص 312.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 82، وجديد ج 51 / 310، وص 312.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 84، وجديد ج 51 / 317 و 335.
5- (5) جديد ج 51 / 313.
6- (6) جديد ج 51 / 334. وغير ذلك ص 343 - 393.

خمس عشرة عن مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه، وأزيد من ثلاثين عن مولانا الباقر صلوات الله عليه، وأزيد من ستين عن مولانا الصادق سلام الله عليه، وأزيد من الخمسين عن مولانا الكاظم صلوات الله عليه، وأزيد من تسعين عن مولانا الرضا صلوات الله وسلامه عليه، وأزيد من الثلاثين عن مولانا الجواد صلوات الله وسلامه عليه، وأزيد من الخمسين عن مولانا الهادي صلوات الله عليه، وأزيد من مائة عن مولانا الحسن العسكري (عليه السلام)، وأزيد من ثمانين عن مولانا الحجة المنتظر صلوات الله وسلامه عليه.

وذكر الشيخ المفيد في الإرشاد في فصول جملة مما استفاض عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه من إخباره عن الغائبات والكائن قبل كونه، فراجع إليه.

باب أنه لا يحجب عنهم (يعني أئمة الهدى صلوات الله عليهم) شئ من أحوال شيعتهم، وما تحتاج إليه الأمة من جميع العلوم، وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها، ولو دعوا الله في رفعها لأجيبوا، وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم المنايا والبلايا، وفصل الخطاب والمواليد (1). ويثبت ذلك ما في البحار (2).

قول المنصور الدوانيقي لمولانا الصادق صلوات الله وسلامه عليه: أنت الذي تعلم الغيب؟ فقال: لا يعلم الغيب إلا الله (3).

أقول: يظهر من هذه الرواية أن الثبوت كان مشهورا حتى سمعه الأعداء، والمراد من قوله: لا يعلم الغيب إلا الله، أنه لا يعلمه بذاته من ذاته إلا الله تعالى، أو المراد من الغيب علم الساعة، كما في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في النهج المروي في البحار (4).

ص: 81


1- (1) ط كمباني ج 7 / 308، وجديد ج 26 / 137.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 314 - 322، وجديد ج 26 / 159.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 159 و 168، وجديد ج 47 / 187 - 212، وأمالي الشيخ ج 2 / 76.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 446، و ج 9 / 591، و ج 7 / 300، وجديد ج 32 / 250، و ج 41 / 335، و ج 26 / 103.

وهكذا الكلام في الآيات الكريمة والروايات الشريفة التي توهم خلاف ما أثبتنا، فإنها محمولة على نفي العلم الذاتي عن المخلوق، فإن العلم الذاتي هو الله تعالى، هو علم كله، قدرة كله، وعلم المخلوق موهوب من الله وموروث من الرسول. وفي بعضها محمول على نفي علم الساعة أو التقية. ويشهد على ذلك مضافا إلى ما تقدم قوله تعالى: * (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) * فإن المثبت لله تعالى هو العلم الذاتي وهو المنفي عن المخلوق لا العلم الموهوب من عند الله تعالى، كما شرحناه مفصلا في كتابنا " اثبات ولايت ".

تأويل الغيب في قوله تعالى: * (يؤمنون بالغيب) * بالحجة الغائب صلوات الله عليه كما قاله الصادق (عليه السلام) واستشهد بقوله تعالى: * (ويقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين) * (1). ومثله مع زيادة قوله: فأخبر أن الآية هي الغيب، والغيب هو الحجة - الخ (2).

وفي رواية أخرى تأويل قوله: * (يؤمنون بالغيب) * الإقرار بقيام القائم (عليه السلام) (3).

كلمات القمي في هذه الآية (4).

في كيفية الإخبار عن الغيب (5).

كلمات العلامة الخوئي حول الأمور الخمسة المذكورة في الآية الشريفة في شرحه على نهج البلاغة (6) في ظهور الخطبة في أن العلم بالأمور الخمسة المعدودة في الآية علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله، وأن ما أخبر به من خبر الأتراك ونحوه من الأمور الآتية ليس من علم الغيب، وإنما علم الغيب هو العلم بالأمور

ص: 82


1- (1) ط كمباني ج 13 / 12، وجديد ج 51 / 52.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 136، وجديد ج 52 / 124.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 12 و 136، وجديد ج 52 / 124.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 176، وجديد ج 68 / 273.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 444، وجديد ج 61 / 201.
6- (6) شرح نهج البلاغة ج 8 / 212، ذيل خطبة 128.

الخمسة. ونقل الإشكال بوجهين:

أحدهما: كيف يمكن نفي علم الغيب عما أخبر به، مع أنك قد عرفت أن الغيب عبارة عما غاب عن الخلق علمه وخفي مأخذه زمانا أو مكانا أو نفسا.

وثانيهما: كيف يصلح حصر علم الغيب في الأمور الخمسة، فإنه بعد ما كان المدار على التعلم من ذي علم فلا تفاوت بين تلك الأمور وغيرها، فشرع في تحقيق المقام وجعل الأدلة على ثلاث طوائف:

الأولى: ما دل على اختصاص علم الغيب بالله ونفيه عمن سواه مثل عدة من الآيات والروايات.

والثانية: مثل ما دل بعلم المدبرات من الملائكة بأوقات وقوع الحوادث، وما دل بعلم ملك الموت بأوقات الآجال، وما دل على إخبار الأنبياء بالمغيبات، وما دل على علم النبي والأئمة بما كان وما يكون وما هو كائن وغير ذلك.

والثالثة: ما يستفاد منه التفصيل، وبه يجمع بين الطائفتين ويقيد إطلاقهما أو يخصص عمومهما، ووجه الجمع أمور ثلاثة:

الأول: أن يكون المراد بالأدلة الحاصرة للغيب في الله سبحانه النافية عن غيره، أنه سبحانه عالم به بذاته لا يعلمه غيره كذلك. فيكون المراد بالأدلة الثانية أن غيره تعالى يعلم الغيب بعلم مستفاد منه بوحي أو إلهام أو نكت في القلوب ونقر في الأسماع. أو غير ذلك من جهات العلم. واستدل على ذلك بقوله سبحانه: * (وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء) * و * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) *. ثم ذكر عدة من الروايات الواردة في تفسير الآية، وما يناسب ذلك. وقد ذكرنا في كتابنا " اثبات ولايت " الطبع الثاني أكثر وأوفر وأبسط مما ذكر.

قال: الوجه الثاني (من وجوه الجمع) أن يقال: إن الغيب على قسمين: قسم هو غيب عند الكل مخفي مكفوف عن الكل. وقسم هو غيب عند بعض وشهادة عند آخر.

ص: 83

والأول قد يعبر عنه بالعلم بالمكفوف المخزون، وعليه يحمل الأدلة الدالة على الاختصاص بالله تعالى.

والثاني بالعلم المبذول إلى الملائكة والأنبياء والمرسلين والأوصياء المرضيين، وعليه يحمل الأدلة المثبتة لعلمهم بالغيب، ثم ذكر جملة من الروايات الواردة في أن لله علمين، وذكر بعض الكلمات في ذلك.

الوجه الثالث أن يحمل الأدلة الحاصرة لعلم الغيب بالله على الخمسة المذكورة في الآية، والأدلة المثبتة له على غيره تعالى على ما سوى الخمسة. ثم استدل لهذا على كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الخطبة ومرسلة القمي ورواية الخصال عن أبي أسامة عن الصادق (عليه السلام) ورواية البصائر عن الأصبغ المذكورات في كتاب " اثبات ولايت ".

ثم قال: هذا الجمع يشكل من وجهين: أحدهما أن أشياء كثيرة أخبروا بأنهم لا يعلمونها وليست من هذه الخمسة. وثانيهما أنهم كثيرا ما أخبروا بكثير من هذه الأمور الخمسة، كما هو واضح لمن تتبع الأخبار والآثار.

ثم ذكر جملة من إخبارات أمير المؤمنين (عليه السلام)، وجملة من أخبار إخبارهم بآجال الناس، والأخبار الدالة على علمهم بالمنايا والبلايا والأنساب، وعلمهم بأنهم متى يموتون، وبعلمهم بما في الأرحام وبما يصيبون ويكتسبون، وبنزول المطر فوق حد الإحصاء.

وروى أبو بصير عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن الإمام لو لم يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير فليس ذلك بحجة الله على خلقه.

قال: ويمكن التفصي عن هذين الإشكالين:

أما عن الأول فبحمل ما أخبروا بأنهم لا يعلمونه، على أنهم لا يعلمونه من تلقاء أنفسهم على ما تقدم.

وعن الثاني بنقل كلمات العلامة المجلسي في البحار باب أنهم لا يعلمون الغيب، ومعناه في آخر الباب بعد نقل الآيات والأخبار. ونقلناه بتمامه في كتاب

ص: 84

" اثبات ولايت ".

وبالجملة قوله في خطبة 128 من النهج في وصف الأتراك حين قال له رجل: لقد أعطيت علم الغيب؟ قال: ليس هو بعلم غيب، وإنما هو تعلم من ذي رجل: لقد أعطيت علم الغيب؟ قال: ليس هو بعلم غيب، وإنما هو تعلم من ذي علم - الخ. فبقرينة المقابلة العلم الغيب المنفي هو الذاتي الذي ليس بالتعلم، والمثبت هو العلم الحاصل من التعلم. والمراد من نفي العلم بالأمور الخمسة نفي العلم الذي ليس من التعلم.

والعلامة الأميني في كتاب الغدير ذكر عنوان الكلام هكذا: علم أئمة الشيعة بالغيب، ثم ذكر كلمات بعض النصاب في الطعن على الشيعة في ذلك وأجاب عنه بأحسن جواب وأثبت إمكانه بالآيات، ونقل الكلمات في ذلك، وأن مدار التكليف على العلم من الأسباب الظاهرية وعدم جواز العمل على وفق علم الغيب.

ثم ذكر قضايا علم الأنبياء بالمغيبات حسب الآيات النازلة في ذكر قصصهم، وكذا الحال في علم الملائكة، ثم بين عدم لزوم المشاركة من أحد لعلمه تعالى، فإن علمه تعالى ذاتي مطلق بلا حد ولا نهاية، وغيره محدود عرضي له بدء ونهاية. ثم ذكر الآيات في ذلك وأن الجاهل بجهله توهم الشرك. ثم ذكر روايات أئمة العامة على علم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بما كان وما يكون إلى يوم القيامة، ثم ذكر روايات وحكايات من كتبهم للإثبات ورفع الاستبعاد، فراجع إليه (1).

والعلامة الشيخ محمد باقر المحمودي في كتابه نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة (2)، ورد في إثبات علم الغيب لهم بالآيات والروايات، وأجاب عن الشبهات، فراجع إليه فإنه فصل وأجاد.

كلمات الحكماء في كيفية الإخبار عن الغيب (3).

في إثبات الغيبة:

باب ذكر الأدلة التي ذكرها شيخ الطائفة على إثبات الغيبة (4).

ص: 85


1- (1) الغدير ط 2 ج 2 ص 52 - 65.
2- (2) نهج السعادة ج 1 / 133 - 148.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 444، وجديد ج 61 / 201.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 40، وجديد ج 51 / 167.

إعلام الورى: مما يدل على صحة إمامة مولانا صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه النص عليه (من الأنبياء والأوصياء) بذكر غيبته، وصفتها التي يختصها، ووقوعها على الحد المذكور من غير اختلاف حتى لم يخرم منه شيئا.

وليس يجوز في العادات أن يقول جماعة كثيرة كذبا يكون خبرا عن كائن يأتي، فيتفق ذلك على حسب ما وصفوه.

وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجة (عليه السلام) بل زمان أبيه وجده حتى تعلقت الكيسانية والناووسية والممطورة بها، وأثبتها المحدثون من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر والصادق (عليهما السلام)، وأثروها عن النبي والأئمة صلوات الله عليهم واحد بعد واحد، صح بذلك القول في إمامة صاحب الزمان بوجود هذه الصفة له والغيبة المذكورة، في دلائله وأعلام إمامته، وليس يمكن أحدا دفع ذلك.

ومن جملة ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد.

وقد صنف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة فوافق المخبر، وحصل كلما تضمنه الخبر بلا اختلاف.

ومن جملة ذلك ما رواه عن إبراهيم الخادقي (الحارثي ط جديد)، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: لآل محمد غيبتان واحدة طويلة والأخرى قصيرة؟ قال: فقال لي: نعم يا أبا بصير، إحداهما أطول من الأخرى، ثم لا يكون ذلك يعني ظهوره حتى يختلف ولد فلان، وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني، ويشتد البلاء، ويشمل الناس موت وقتل، ويلجؤون منه إلى حرم الله تعالى وحرم الرسول (صلى الله عليه وآله).

ومن جملتهم الذين صنفوا في الغيبة كتابا الفضل بن شاذان النيشابوري الذي هو من أجلاء أصحاب الرضا والجواد والهادي والعسكري صلوات الله عليهم.

فانظر كيف قد حصلت الغيبتان لصاحب الأمر (عليه السلام) على حسب ما تضمنه

ص: 86

الأخبار السابقة لوجوده عن آبائه وجدوده (عليهم السلام).

أما غيبته القصرى منهما فهي التي كانت سفراؤه فيها موجودين وأبوابه معروفين، لا تختلف الإمامية القائلون بإمامة الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) فيهم.

فمنهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، ومحمد بن علي بن بلال، وأبو عمر وعثمان بن سعيد السمان، وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنهما، وعمر الأهوازي، وأحمد بن إسحاق، وأبو محمد الوجنائي، وإبراهيم بن مهزيار، ومحمد بن إبراهيم في جماعة اخر ربما يأتي ذكرهم عند الحاجة. وكان مدة هذه الغيبة أربعا وسبعين سنة.

أقول: ثم ذكر أحوال السفراء الأربعة نحوا مما مر (1).

والروايات الواردة بأن له (عليه السلام) غيبتين: إحداهما أطول، وأن الأولى يعلم بمكانه فيها الخواص. والأخرى لا يعلم بمكانه ويشهد المواسم يرى الناس ولا يرونه (2). وما يقرب منه في البحار (3).

باب فيه الاستدلال بغيبات الأنبياء على غيبة القائم صلوات الله عليه (4).

باب علة الغيبة وكيفية انتفاع الناس به في غيبته (5).

باب فيه رفع الاستبعاد عن طول الغيبة (6).

باب فضل انتظار الفرج، ومدح الشيعة في زمان الغيبة، وما ينبغي فعله في ذلك الزمان (7).

ص: 87


1- (1) ط كمباني ج 13 / 99، وجديد ج 51 / 364. وأحوالهم فيه ص 343 - 366.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 142 و 143، وجديد ج 52 / 151 - 157.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 34، وجديد ج 51 / 135.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 56، وجديد ج 51 / 215.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 128، وجديد ج 52 / 90.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 59، وجديد ج 51 / 225.
7- (7) ط كمباني ج 13 / 135، وجديد ج 52 / 122.

باب من ادعى الرؤية في الغيبة الكبرى (1).

باب ما ينبغي أن يدعى به في زمان الغيبة (2). وتقدم في " دعا " ما يتعلق بذلك.

باب الغيبة (3).

الحجرات: * (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) *. فجعل المؤمن أخا، وعرضه كلحمه، والتفكه به أكلا، وعدم شعوره بذلك بمنزلة حالة موته.

وقوله تعالى: * (ويل لكل همزة لمزة) *.

وقوله تعالى: * (لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم) *، وغير ذلك.

الكافي: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في جوفه.

قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الجلوس في المسجد انتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث. قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الإغتياب.

الكافي: قال أبو الحسن (عليه السلام): من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته، وفي معناه غيره.

وفي حديث مناهي النبي (صلى الله عليه وآله): ونهى عن الغيبة وقال: من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوؤه، وجاء يوم القيامة يفوح منه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف، فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله - إلى أن قال: - ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس، رد الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا والآخرة، فان هو لم يردها كان عليه كوزر من اغتابه

ص: 88


1- (1) ط كمباني ج 13 / 141، وجديد ج 52 / 151.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 276، وجديد ج 95 / 326.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 177، وجديد ج 75 / 220.

سبعين مرة - الخبر (1). ونحوه في الخطبة النبوية المفصلة فيه (2).

نوادر الراوندي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رد عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة البتة.

وفي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): يا علي من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا والآخرة (3).

تحف العقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما (4).

وفي وصاياه (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: يا أبا ذر إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا.

قلت: يا رسول الله ولم ذاك بأبي أنت وأمي؟ قال: لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها - إلى أن قال -: قلت: يا رسول الله وما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره. قلت: يا رسول الله فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به؟ قال: إعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته وإذا ذكرته بما ليس فيه بهته.

يا أبا ذر من ذب عن أخيه المسلم الغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار.

يا أبا ذر من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره نصره الله عز وجل في الدنيا والآخرة، فإن خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا والآخرة (5).

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لنوف البكالي: إجتنب الغيبة فإنها إدام كلاب النار، ثم قال: قال: يا نوف كذب من زعم أنه ولد من حلال، وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة - الخبر (6).

ص: 89


1- (1) ط كمباني ج 16 / 96، و 108 وجديد ج 76 / 334. والخطبة ص 359.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 96، و 108 وجديد ج 76 / 334. والخطبة ص 359.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 18، وجديد ج 77 / 58 مكررا.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 43، وجديد ج 77 / 150.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 27، وجديد ج 77 / 89.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 100، وجديد ج 77 / 383.

وفي وصايا الباقر (عليه السلام): قال: من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، فأما الأمر الظاهر منه مثل الحدة والعجلة فلا بأس أن تقوله. وإن البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه (1).

نوادر الراوندي: بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربعة ليست غيبتهم غيبة:

الفاسق المستعلن بفسقه، والإمام الكذاب إن أحسنت لم ليست غيبتهم غيبة:

الفاسق المستعلن بفسقه، والإمام الكذاب إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر، والمتفكهون بالأمهات، والخارج عن الجماعة الطاعن على أمتي، الشاهر عليها بسيفه (2).

الدرة الباهرة: قال علي بن الحسين (عليه السلام): من رمى الناس بما فيهم رموه بما ليس فيه (3).

دعوات الراوندي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ترك الغيبة أحب إلى الله عز وجل من عشرة آلاف ركعة تطوعا (4). ويأتي في " وقى ": بعض عذاب المغتاب.

جامع الأخبار: في النبوي: إياكم والغيبة، فإنها شبه بالكفر، واعلموا أن القذف والغيبة يهدمان عمل مائة سنة (5).

قد أطال المجلسي الكلام في معنى الغيبة والمواضع المستثناة منها، ونحن نذكر في هذا المقام ما ذكره شيخنا البهائي في الأربعين:

قال: وقد عرفت الغيبة بأنها التنبيه حاصل غيبة الإنسان المعين أو بحكمه على ما يكره نسبته إليه مما هو حال فيه ويعد نقصا بحسب العرف قولا أو إشارة أو كتابة تعريضا أو تصريحا. والتقييد بالمعين لإخراج المبهم من جمع غير محصور كأحد أهل البلد، وبحكمه لإدراج المبهم من محصور كأحد قاضي البلد فاسق مثلا. فإن الظاهر أنه غيبته ولم أجد أحدا تعرض له. وقولنا بما هو فيه لاخراج البهت. وفائدة القيود الباقية ظاهرة.

ص: 90


1- (1) ط كمباني ج 17 / 165، وجديد ج 78 / 178.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 189، وجديد ج 75 / 261.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 189، وجديد ج 75 / 261.
4- (4) جديد ج 75 / 261.
5- (5) ط كمباني ج 23 / 58، وجديد ج 103 / 248.

وقد جوزت الغيبة في عشرة مواضع: الشهادة، والنهي عن المنكر، وشكاية المتظلم، ونصح المستشير، وجرح الشاهد والراوي، وتفضيل العلماء والصناع على بعض، وغيبة المتظاهر بالفسق الغير المستنكف على قول، وذكر المشتهر بوصف مميز له كالأعور والأعرج مع عدم قصد الاحتقار والذم، وذكره عند من يعرفه بذلك، بشرط عدم سماع غيره على قول، والتنبيه على الخطأ في المسائل العلمية ونحوها بقصد أن لا يتبعه أحد فيها. إنتهى.

قال المحقق الشيخ حسن بن الشهيد الثاني ما ملخصه: أنه لا ريب في اختصاص تحريم الغيبة بمن يعتقد الحق، فإن أدلة الحكم غير متناولة لأهل الضلال، لأن الحكم فيها منوط بالمؤمن أو بالأخ، والمراد إخوة الإيمان. وفي بعض الأخبار أيضا تصريح بالإذن في سب أهل الضلال والوقيعة فيهم. - ثم ذكر الخبر الذي ذكرناه في " بدع " - إلى أن قال:

فكما أن في التعرض لإظهار عيوب الناس خطرا أو محذورا فكذا في جسم مادته وسد بابه فإنه مغر لأهل النقائص ومرتكبي المعاصي بما هم عليه. فلا بد من تخصيص الغيبة بمواضع معينة يساعدها الاعتبار، وتوافق مدلول الأخبار.

ثم نقل كلام السيد ضياء الدين في شرحه على الشهاب في تفسير قوله (صلى الله عليه وآله):

" ليس لفاسق غيبة ": أن الاعتبار يقتضي اختصاص الحكم بالمستور الذي لا يترتب على معصيته أثر في غيره، ويحتمل حالهم عدم الإصرار عليها إن كانت صغيرة، والتوبة منها إن كانت كبيرة، أو يرتجى له ذلك قبل ظهورها عنه واشتهاره بها، ولا يكون في ذكرها صلاح له، كما إذا قصد تقريعه وظن انزجاره. وكان القصد خالصا من الشوائب. والأدلة لا تنافي هذا، فلا وجه للتوقف فيه. إنتهى ملخصا (1).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأل النبي (صلى الله عليه وآله): ما كفارة الاغتياب؟ قال:

تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته.

ص: 91


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 183، وجديد ج 75 / 237 - 239.

بيان: ظاهر الخبر عدم وجوب الاستحلال ممن اغتابه، وبه قال جماعة بل منعوا منه، ولا ريب أن الاستحلال منه أولى وأحوط إذا لم يصر سببا لمزيد إهانته ولإثارة فتنة لا سيما إذا بلغه ذلك، ويمكن حمل هذا الخبر على ما إذا لم يبلغه، وبه يجمع بين الأخبار.

قال المحقق الطوسي في التجريد عند ذكر شرائط التوبة: ويجب الاعتذار إلى المغتاب مع بلوغه. وقال العلامة في شرحه: المغتاب إما أن يكون بلغه اغتيابه أم لا، ويلزم على الفاعل للغيبة في الأول الاعتذار إليه لأنه أوصل إليه ضرر الغم فوجب عليه الاعتذار منه، والندم عليه، وفي الثاني لا يلزمه الاعتذار، ولا استحلال منه لأنه لم يفعل به ألما، وفي كلا القسمين يجب الندم لله تعالى لمخالفته في النهي، والعزم على ترك المواعدة. إنتهى. ونحوه قال شارح الجديد لكنه قال في الأول: ولا يلزمه تفصيل ما اغتاب إلا إذا بلغه على وجه أفحش. إنتهى (1).

قال الشهيد الثاني: ولا فرق بين غيبة الصغير والكبير، والحي والميت، والذكر والأنثى، وليكن الاستغفار والدعاء له على حسب ما يليق بحاله، فيدعو للصغير بالهداية وللميت بالرحمة والمغفرة، ونحو ذلك ولا يسقط الحق بإباحة الإنسان عرضه للناس، لأنه عفو عما لم يجب، وقد صرح الفقهاء بأن من أباح قذف نفسه لم يسقط حقه من حده.

وما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم، كان إذا خرج من بيته قال: اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس، معناه أني لا أطلب مظلمة في القيامة، ولا أخاصم عليها، لا أن غيبته صارت بذلك حلالا وتجب النية لها كباقي الكفارات. والله الموفق (2).

وتقدم في " جلس ": المنع عن مجلس يسب فيه إمام أو يغتاب فيه مسلم.

أمالي الصدوق: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: لا تغتب فتغتب،

ص: 92


1- (1) ج 75 / 242، وص 244.
2- (2) ج 75 / 242، وص 244.

ولا تحفر لأخيك حفرة فتقع فيها، فإنك كما تدين تدان. وعنه (عليه السلام) إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة.

إعلم أنه قد عبر عمن عاب أخاه المؤمن بالكلب:

ففي تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): من حضر مجلسا قد حضره كلب يفترس عرض أخيه أو إخوانه واتسع جاهه فاستخف به، ورد عليه وذب عن أخيه الغائب قيض الله الملائكة المجتمعين عند البيت المعمور لحجهم، وهم شطر ملائكة السماوات وملائكة الكرسي والعرش، وهم شطر ملائكة الحجب فأحسن كل واحد بين يدي الله محضره يمدحونه ويقربونه ويقرظونه ويسألون الله تعالى له الرفعة والجلالة - الخ (1).

وورد أيضا: اجتنب الغيبة فإنها إدام كلاب النار (2)، وغير ذلك. ونزه سمعك عن استماع الغيبة، واجتنب أن يفرغ المغتاب أخبث ما في وعائه في وعائك. فسامع الغيبة أحد المغتابين.

نهج البلاغة: من كلام لمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في النهي عن غيبة الناس، فإنما ينبغي لأهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية ويكون الشكر هو الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم - الخ (3).

العدة: فيما أوحى الله إلى داود: يا داود نح على خطيئتك كالمرأة الثكلى على ولدها، لو رأيت الذين يأكلون الناس بألسنتهم وقد بسطتها بسط الأديم وضربت نواحي ألسنتهم بمقامع من نار، ثم سلطت عليهم موبخا لهم يقول: يا أهل النار هذا فلان السليط فاعرفوه (4).

غيبة الرجلين سلمان ونزول قوله تعالى: * (ولا يغتب بعضكم بعضا) * (5).

أمالي الصدوق: عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث علقمة: من اغتاب مؤمنا بما فيه لم

ص: 93


1- (1) جديد ج 75 / 258.
2- (2) جديد ج 75 / 248، وص 260.
3- (3) جديد ج 75 / 248، وص 260.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 342، وجديد ج 14 / 43.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 683، وجديد ج 22 / 54.

يجمع الله بينهما في الجنة أبدا. من اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير (1).

وتقدم في " ربع ": أن المغتاب من الأربعة الذين يؤذون أهل النار وعليهم عذاب شديد. وتقدم في " عيب ": ما يناسب ذلك.

غيث:

الإحتجاج: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: - إلى أن قال -: غيث: الإحتجاج: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: - إلى أن قال -: ومن السماء ينزل الغيث الذي فيه حياة كل شئ من الزرع والنبات والأنعام، وكل الخلق لو حبس عنهم لما عاشوا - الخبر (2).

معاني الأخبار: عن مولانا الإمام السجاد (عليه السلام) في حديث أقسام الذنوب وأثارها قال: والذنوب التي تحبس غيث السماء جور الحكام في القضاء، وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، ومنع الزكاة والقرض والماعون، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة وظلم اليتيم والأرملة، وانتهار السائل ورده بالليل (3)، وتقدم في " مطر " ما يتعلق بذلك.

غير:

قال تعالى: * (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) *، الروايات الواردة في تفسيره الظاهرة في تعميم الآية وأنه تعالى لا يغير نعمة على قوم ولا يأخذها منهم حتى يعملوا شيئا يستوجبوا تغيير النعمة، فراجع (4).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما زالت نعمة عن قوم ولا غضارة عيش إلا بذنوب اجترحوها، إن الله ليس بظلام للعبيد (5).

وفي رواية الأربعمائة نحوه مع زيادة: ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لما تنزل، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم، فزعوا إلى

ص: 94


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 24، وجديد ج 70 / 2 و 3.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 131، وجديد ج 10 / 175.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 162، وجديد ج 73 / 376.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 108، و ج 8 / 443، وجديد ج 6 / 56 و 57، و ج 32 / 234.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 142، وجديد ج 78 / 93.

الله عز وجل بصدق من نياتهم، ولم يهنوا ولم يسرفوا، لأصلح الله لهم كل فاسد، ولرد عليهم كل صالح (1).

وما يدل على التعميم في هذا وأنه يجري في النعمة والنقمة والشدة والراحة (2).

الكافي: في الصادقي (عليه السلام) إن الله قضى قضاء حتما أن لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة، وفي معناه غيره (3).

باب المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث (4).

وفيه الروايات الدالة على أن أسماء الرب وألفاظ صفاته تعالى مخلوقة محدثة والمعنى هو الله تعالى شأنه، فمن عبد الاسم فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه فذاك التوحيد (5).

باب الغيرة والشجاعة (6).

تفسير العياشي: في النبوي (صلى الله عليه وآله): ما من أحد أغير من الله تعالى، ومن أغير ممن حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن (7).

قصص الأنبياء: عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتي النبي (صلى الله عليه وآله) بأسارى، فأمر بقتلهم ما خلا رجلا من بينهم، فقال الرجل: كيف أطلقت عني من بينهم؟ فقال: أخبرني جبرئيل عن الله تعالى ذكره إن فيك خمس خصال يحبه الله ورسوله: الغيرة الشديدة على حرمك، والسخاء، وحسن الخلق، وصدق اللسان، والشجاعة. فأسلم الرجل وحسن اسلامه (8).

ص: 95


1- (1) جديد ج 10 / 102، وط كمباني ج 4 / 115.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 136، و ج 15 كتاب الكفر ص 153، وجديد ج 78 / 75، و ج 73 / 339 مكررا.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 151 مكررا و 153 و 159، وجديد ج 73 / 334 و 335 و 339 و 364.
4- (4) ط كمباني ج 2 / 148، وجديد ج 4 / 153.
5- (5) ط كمباني ج 2 / 149 و 151، وجديد ج 4 / 157 و 166.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 198، وجديد ج 71 / 342.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 123، و ج 16 / 96، وجديد ج 6 / 110، و ج 76 / 332.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 324، وجديد ج 18 / 108.

أمالي الصدوق: مسندا عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتي النبي (صلى الله عليه وآله). وساقه الخ مع زيادة في آخره: وقاتل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قتالا شديدا حتى استشهد. الخصال، قصص الأنبياء مثله (1).

مكارم الأخلاق: قال النبي (صلى الله عليه وآله): كان إبراهيم أبي غيورا وأنا أغير منه وأرغم الله أنف من لا يغار من المؤمنين (2).

نوادر الراوندي: بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغيرة من الإيمان، والبذاء من الجفاء (3).

وبهذا الإسناد قال (صلى الله عليه وآله): كتب الله الجهاد على رجال أمتي، والغيرة على نساء أمتي، فمن صبر منهم واحتسب أعطاه أجر شهيد (4).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام) غيرة المرأة كفر، وغيرة الرجل إيمان (5).

علل الشرائع: عن سعد الجلاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل لم يجعل الغيرة للنساء، إنما تغار المنكرات منهن، فأما المؤمنات فلا، وإنما جعل الله عز وجل الغيرة للرجال لأنه قد أحل الله عز وجل له أربعا وما ملكت يمينه، ولم يجعل للمرأة إلا زوجها وحده، فإن بغت غيره كانت زانية (6).

وتقدم في " ديك ": أن الغيرة من خصال الديك التي هي من خصال الأنبياء.

المحاسن: عن غياث، عن أبي عبد الله، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: قال علي صلوات الله عليه: إن الله يغار للمؤمن فليغر، من لا يغار فإنه منكوس القلب (7).

المحاسن: في رواية غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله قال: قال علي (عليه السلام):

يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يوافين الرجال في الطريق، أما تستحيون، وقال:

لعن الله من لا يغار (8).

ص: 96


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 16 و 209، وجديد ج 69 / 383، و ج 71 / 384.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 58، و ج 16 / 129، ونحوه في جديد 79 / 115، و ج 103 / 248.
3- (3) ط كمباني ج 23 / 58، وجديد ج 103 / 250، وص 252، وص 247.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 58، وجديد ج 103 / 250، وص 252، وص 247.
5- (5) ط كمباني ج 23 / 58، وجديد ج 103 / 250، وص 252، وص 247.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 58، وجديد ج 103 / 250، وص 252، وص 247.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 129، وجديد ج 79 / 115.
8- (8) ط كمباني ج 16 / 129، وجديد ج 79 / 115.

المحاسن: في النبوي الصادقي (عليه السلام) كان إبراهيم غيورا، وجدع الله أنف من لا يغار (1).

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام): وإياك والتغاير في غير موضع الغيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم. ولكن أحكم أمرهن فإن رأيت عيبا فعجل النكير على الكبير والصغير - الخ (2).

وعن ابن عباس قال: إن موسى كان رجلا غيورا، لا يصحب الرفقة لئلا ترى امرأته (3).

قصة إبراهيم وكان غيورا مع العاشر والملك، وغيرته على زوجته سارة وانقباض يد الملك في ذلك (4).

في أنه كان غيورا وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه، ومن موارد ظهور غيرته في البحار (5).

قال الصادق (عليه السلام): إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن (6).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا غيرة في الحلال بعد قول رسول الله: لا تحدثا شيئا حتى أرجع إليكما، فلما أتاهما أدخل رجليه بينهما في الفراش (7).

النبوي المروي من طريق العامة: الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغضها الله. فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير الريبة.

النبوي: إن الغيراء لا تبصر أعلى الوادي من أسفله. قاله حين جاءت امرأة عريانة وقال: إني فجرت فطهرني. قالت ذلك: لأنها رأت زوجها خلا بجاريته

ص: 97


1- (1) ط كمباني ج 16 / 129، وجديد ج 79 / 115.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 61، وجديد ج 77 / 214.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 241، وجديد ج 13 / 88.
4- (4) جديد ج 12 / 46 و 154، وص 5، وط كمباني ج 5 / 124 و 154، وص 111.
5- (5) جديد ج 12 / 46 و 154، وص 5، وط كمباني ج 5 / 124 و 154، وص 111.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 182، وجديد ج 78 / 236.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 42، وجديد ج 43 / 144.

فبعثته الغيرة على ذلك (1).

غيرة عظيمة من شاب أنصاري بحيث قصد بالرمح زوجته لخروجها من بيتها (2).

مناقب ابن شهرآشوب: قال أبو عبيدة في غريب الحديث: أن امرأة جاءت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فذكرت أن زوجها يأتي جاريتها. فقال: إن كنت صادقة رجمناه وإن كنت كاذبة جلدناك. فقالت: ردوني إلى أهلي - غيري نغرة - معناه: إن جوفها يغلي من الغيظ والغيرة (3).

المغيرية: أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي الذي ادعى أن الإمامة بعد مولانا الباقر (عليه السلام) لمحمد بن عبد الله بن الحسن، وزعم أنه حي لم يمت (4).

غيض:

تفسير قوله تعالى: * (وما تغيض الأرحام) * بما تسقط دون تسعة أشهر، أو بما يكون أقل الحمل، أو بمن لا تحمل، كما في الروايات (5).

وفي المنجد: الغيض الغضب أو أشده، والغياض الغم والمحنة والمشقة.

وقوله تعالى: * (وغيض الماء) * أي نقص.

غيظ:

باب كظم الغيظ (6).

قال في المجمع: الغيظ: الغضب المحيط بالكبد، ولا يكون الغيظ إلا بوصول مكروه إلى المغتاظ. وقوله: " تغيظا وزفيرا " التغيظ: الصوت الذي يهمهم به المغتاظ، والزفير: صوت يخرج من الصدر. إنتهى.

وتقدم في " غضب " ما يتعلق به، ويأتي في " كظم ".

ص: 98


1- (1) ط كمباني ج 6 / 706، وجديد ج 22 / 145.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 720 و 718، وجديد ج 64 / 281 و 271.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 481، وجديد ج 40 / 240.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 71، و ج 15 كتاب الإيمان ص 54، وجديد ج 46 / 250، و ج 67 / 231.
5- (5) جديد ج 4 / 91 مكررا و 81، و ج 60 / 343، وط كمباني ج 2 / 131 و 128، و ج 14 / 375.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 211، وجديد ج 71 / 397.

باب الفاء

اشارة

ص: 99

ص: 100

فاء:

ففي النبوي (صلى الله عليه وآله): كل فاء من آفة، وكل سورة من القرآن فيها فاء ما خلا سورة الحمد، فإنه ليس فيها فاء. وإن قراءة الحمد شفاء من كل داء إلا السام (1).

فئد:

الفؤاد: القلب، جمع أفئدة. ويقال له: الفؤاد إذ اعتبر فيه معنى التفؤد، أي التوقد.

قال تعالى: * (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) * يظهر من الروايات أن حرف " من " في هذه الآية للتبعيض، فالمراد أفئدة بعض الناس وذلك البعض هم الشيعة، تهوي أفئدتهم إلى الأئمة صلوات الله عليهم (2).

فأر:

الفأر بالهمزة، جمع فأرة وهي أصناف: الجرذ والفأر المعروفان، ومنها: اليرابيع، والزباب صم، والخلد أعمى.

واليربوع حيوان طويل اليدين جدا، وله ذنب كذنب الجرذ يرفعه صعدا، لونه كلون الغزال، ويسكن بطن الأرض لتقوم رطوبتها له مقام الماء، وهو يؤثر النسيم، يتخذ حجرة في نشز من الأرض ثم يحفر بيته في مهب الرياح الأربع ويتخذ فيه كوى.

ص: 101


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 66، و ج 14 / 512، وجديد ج 92 / 261، و ج 62 / 104.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 125 مكررا، وجديد ج 68 / 86.

وقيل: إنه من الحيوان الذي له رئيس، فإن قصر الرئيس في حفظهم حتى صيد منهم اجتمعوا على الرئيس فقتلوه وولوا غيره.

والزباب، جمع الزبابة بالفتح: الفأرة البرية تسرق كل ما تحتاج إليه. وقيل:

هي فأرة عمياء صماء، يشبه بها الرجل الجاهل.

والخلد دويبة عمياء صماء لا تعرف ما بين يديها إلا بالشم.

وليس في الحيوانات أفسد من الفأر، ولا أعظم أذى منه، ومن شأنه أنه يأتي القارورة الضيقة الرأس فيحتال حتى يدخل فيها ذنبه، فكلما ابتل بالدهن أخرجه وامتصه حتى لا يدع فيها شيئا.

والفأرة هي التي ذهبت بالفتيلة وألقتها على خمرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأحرقت منها موضع درهم. والخمرة السجادة التي يصلي عليها المصلي سميت بذلك لأنها تخمر الوجه أي تغطيه (1).

حيلتها في ادخال ذنبها قارورة الدهن ولحسه (2).

وسئل أبو سعيد الخدري لم سميت الفأرة فويسقة؟ قال: استيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) ذات ليلة وقد أخذت فأرة فتيلة السراج لتحرق على رسول الله البيت. فقام إليها وقتلها وأحل قتلها للحلال والحرام (3).

في تعريف فأرة البيش، وفأرة الإبل، وفأرة المسك، وذات النطاق (4).

مبدأ عداوة الفأرة والهرة (5).

قصص الأنبياء: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن قوم نوح شكوا إلى نوح الفأرة فأمر الله تعالى الفهد فعطس فطرح السنور فأكل الفأر، وشكوا إليه العذرة فأمر الله الفيل أن يعطس فسقط الخنزير (6).

ص: 102


1- (1) جديد ج 64 / 256، وط كمباني ج 14 / 714.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 676، وجديد ج 64 / 89.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 714، وجد ج 64 / 256، وص 258.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 714، وجد ج 64 / 256، وص 258.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 89، وجديد ج 11 / 322، و ج 64 / 256.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 747، وجديد ج 11 / 323، و ج 65 / 64.

والروايات في بدء خلق الفأرة وأنه مسح نوح جبين الخنزير فعطس فسقط من أنفه زوج فأرة فتناسلوا وكثروا، ثم شكوا إليه الفأرة - الخ (1).

علل الشرائع: في الرضوي (عليه السلام): كان سبطا من اليهود غضب الله عز وجل عليهم فمسخهم فأرا - الخبر (2).

ويجوز قتل الفأرة لرواية أبي سعيد الخدري المذكورة. ولرواية الكافي الصحيح عن الحلبي، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: يقتل في الحرم والإحرام الأفعى والأسود الغدر وكل حية سوء والعقرب والفأرة وهي الفويسقة، وترجم الغراب والحدأة رجما فإن عرض لك لصوص امتنعت منهم (3).

العلل: في الصحيح عن معاوية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أحرمت فاتق قتل الدواب كلها إلا الأفعى والعقرب والفأرة. فأما الفأرة فإنما توهي السقاء وتحرق على أهل البيت - الخبر (4).

وأما ما لاقاه الفأرة حيا رطبا كان أو يابسا فليس بنجس على المشهور، وهو المؤيد المنصور. ويدل عليه الروايات منها في البحار (5) لكن مع كراهة في سؤر الفأر لنهي النبي (صلى الله عليه وآله) عنه، كما في البحار (6). ويأتي في " نسي ": أنه يورث النسيان، كما في البحار (7).

وأما إذا لاقى مائعا وكان ميتا فلا يجوز أكل ذلك المائع ولا شربه ولا الوضوء منه إلا إذا كان جامدا فيؤخذ ما حوله ويؤكل ما بقي، لما في البحار (8).

ص: 103


1- (1) ط كمباني ج 5 / 84 و 89، وجديد ج 11 / 303 و 322.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 785، وجديد ج 65 / 221.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 713 - 715، وجديد ج 64 / 248.
4- (4) ط كمباني ج 21 / 35، وجديد ج 99 / 154.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 13 و 14 و 17، وجديد ج 80 / 54 - 71.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 871، وجديد ج 66 / 311.
7- (7) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 13، وجديد ج 80 / 54.
8- (8) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 14 و 17 - 19 و 28، و ج 23 / 20، و ج 4 / 152 و 158، و ج 11 / 14 و 43 و 61، وجديد ج 10 / 261 مكررا و 264 و 288 مكررا، و ج 80 / 59 - 80 و 122، و ج 103 / 71، و ج 46 / 43 و 148 و 214.

وأما خرء الفأرة فخبيث نجس لما في البحار (1).

فأق:

فأق يفئق من باب منع أخذه الفئاق، والفئاق والفواق. وهو الريح التي تخرج من المعدة إلى فوق.

فأل:

تقدم في " عدى ": أن الفأل حق.

وفي النهاية فيه يعني في الحديث أنه كان يتفأل ولا يتطير، الفأل مهموز فيما يسر ويسوء، والطيرة لا يكون إلا فيما يسوء. وربما استعملت فيما يسر - الخ (2).

وتقدم في " سمى ": تفأل الإمام السجاد (عليه السلام) بالقرآن لتعيين اسم زيد الشهيد.

وفي الكافي باب نوادر كتاب القرآن عن الصادق (عليه السلام) قال: لا تتفأل بالقرآن.

النبوي (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يحب الفال الحسن (3).

تفأل عبد المطلب بالحليمة السعدية بالحلم والسعد وقوله: بخ بخ خلتان حسنتان: حلم وسعد (4).

إعلام الورى: عن أنس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب، فأولت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب (5).

تفأل رسول الله (عليه السلام) باسم سهيل بن عمرو لسهولة الأمر في غزوة الحديبية (6).

وعن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان لا يتطير وكان يتفأل - الخ (7).

ص: 104


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 26 مكررا. وتمامه في ج 4 / 155، وجديد ج 10 / 276، و ج 80 / 108 و 110.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 572، وجديد ج 63 / 18.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 47، وجد ج 77 / 165.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 92، وجديد ج 15 / 388.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 327، وجديد ج 18 / 122.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 557، وجديد ج 20 / 333.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 412، وجديد ج 19 / 40.

تفأل حبيب بن ذويب حين بايع طلحة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد قتل عثمان وقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، أول من بدأ بالبيعة يد شلاء لا يتم هذا الأمر (1).

تفأل شداد بن ربيعة بكبشين ينتطحان، فجاء رجلان نحوهما فأخذ كل واحد منهما كبشا بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفين لا يغلب ولا يغلب (2).

أقول: قال في كشف الظنون: علم الفال وهو علم يعرف به بعض الحوادث الآتية، من جنس الكلام المسموع من الغير، أو بفتح المصحف، أو كتب المشايخ كديوان حافظ والمثنوي ونحوهما. وقد اشتهر ديوان حافظ بالتفأل حتى صنفوا فيه كما مر. وأما التفأل بالقرآن فجوزه بعضهم لما روي عن الصحابة، وكان عليه الصلاة والسلام يحب الفال وينهى عن الطير. ومنعه آخرون. إنتهى.

روى الكليني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تتفأل بالقرآن.

قال المحقق المحدث الكاشاني في الوافي ما ملخصه: أنه لا ينافي هذا ما اشتهر اليوم بين الناس من الاستخارة بالقرآن على النحو المتعارف بينهم، لأن التفأل غير الاستخارة، فإن التفأل إنما يكون فيما سيقع ويتبين الأمر فيه كشفاء مريض أو موته، ووجدان الضالة أو عدمه، ومآله إلى تعجيل تعرف علم الغيب وقد ورد النهي عنه وعن الحكم فيه بتة لغير أهله.

بخلاف الاستخارة فإنه طلب لمعرفة الرشد الذي أريد فعله أو تركه وتفويض الأمر إلى الله سبحانه في التعيين. وإنما منع من التفأل بالقرآن وإن جاز بغيره إذا لم يحكم بوقوع الأمر على البت. لأنه إذا تفأل بغير القرآن ثم تبين خلافه فلا بأس بخلاف القرآن فإنه يقضي إلى إساءة الظن بالقرآن. ولا يتأتى ذلك في الاستخارة به لبقاء الإبهام فيه بعد، وإن ظهر السوء، لأن العبد لا يعرف خيره من شره في شئ، قال الله تعالى: * (عسى أن تكرهوا) * - الآية. إنتهى. وتقدم في " طير ": ما يناسب ذلك.

ص: 105


1- (1) ط كمباني ج 8 / 390، وجديد ج 32 / 7.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 481، وجديد ج 32 / 428.

فأم:

في الخطبة العلوية التي أنشأها أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يوم الغدير قيل: ما الفئام؟ قال: مائة ألف نبي وصديق وشهيد (1).

ويأتي في " فطم ": في النبوي (صلى الله عليه وآله) تفسيره بألف ألف.

الكافي: في الصادقي (عليه السلام) تفسيره بمائة ألف من الناس (2).

فأي:

مهموز العين والناقص فأي يفأى رأس فلان: فلقه بالسيف.

وتفأى القدح أي تصدع. والفئة: الجماعة والطائفة عن الصادق (عليه السلام) قال لا يخرج القائم (عليه السلام) في أقل من الفئة، ولا تكون عليه السلام) قال لا يخرج القائم (عليه السلام) في أقل من الفئة، ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف.

فتح:

تفسير قوله تعالى: * (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا) * وقضايا استفتاح اليهود قبل البعث (3).

دعاء الاستفتاح ووصفه في النصف من رجب (4).

تفسير قوله تعالى: * (ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) * (5).

وقوله تعالى: * (ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم يستعتبون) *. ولعل يوم الفتح يوم الرجعة، فراجع البحار (6).

تفسير القمي عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (نصر من الله وفتح قريب) *

ص: 106


1- (1) ط كمباني ج 20 / 132، وجديد ج 97 / 118.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 107، وجديد ج 74 / 376 و 384 و 385، ومعاني الأخبار ص 110.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 52 و 53 و 686، وجديد ج 15 / 225 و 231، و ج 22 / 63.
4- (4) ط كمباني ج 20 / 345، وجديد ج 98 / 397.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 211، وجديد ج 45 / 80.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 222، وجديد ج 53 / 86.

قال: يعني في الدنيا بفتح القائم (عليه السلام).

باب فتح مكة (1).

الفتح: * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) * - الآيات.

بعض ما يتعلق بنزول هذه الآية في البحار (2).

تفسير علي بن إبراهيم: سبب نزول هذه السورة (3).

كلام الطبرسي في هذه الآية (4) وكلمات غيره في نزول هذه السورة (5).

إعلام الورى: وكان فتح مكة لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان (6). وقيل:

في يوم العشرين منه (7).

إعلام الورى: قال الباقر (عليه السلام): خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة الفتح فصام وصام الناس حتى نزل كراع الغميم، فأمر بالافطار فأفطر وأفطر الناس، وصام قوم فسموا العصاة لأنهم صاموا. ثم سار حتى نزل مر الظهران ومعه نحو من عشرة آلاف رجل، ونحو من أربعمائة فارس، وقد عميت الأخبار عن قريش، فخرج في تلك الليلة أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء هل يسمعون خبرا، وقد كان العباس بن عبد المطلب خرج يتلقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه أبو سفيان بن الحارث و عبد الله بن أبي أمية، وقد تلقاه بثنية العقاب.

ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في قبته وعلى حرسه يومئذ زياد بن أسيد، فاستقبلهم زياد فقال: أما أنت يا أبا الفضل فامض إلى القبة، وأما أنتما فارجعا فمضى العباس حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسلم عليه، وقال: بأبي أنت وأمي هذا ابن عمك قد جاء تائبا، وابن عمتك، قال: " لا حاجة لي فيهما، إن ابن عمي انتهك عرضي، وأما

ص: 107


1- (1) ط كمباني ج 6 / 593، وجديد ج 21 / 91.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 158، وجديد ج 24 / 320.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 561، وجديد ج 20 / 347.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 560 و 573. وبيانه الاختلاف فيه ص 594، وجديد ج 20 / 345، و ج 21 / 8 و 91.
5- (5) جديد ج 20 / 363.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 605، وص 599. وجديد ج 21 / 133، وص 111.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 605، وص 599. وجديد ج 21 / 133، وص 111.

ابن عمتي فهو الذي يقول بمكة: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا.

فلما خرج العباس كلمته أم سلمة وقالت: بأبي أنت وأمي، ابن عمك قد جاء تائبا لا يكون أشقى الناس بك، وأخي ابن عمتك وصهرك فلا يكونن شقيا بك، ونادى أبو سفيان بن الحارث النبي (صلى الله عليه وآله): كن لنا كما قال العبد الصالح: " لا تثريب عليكم " فدعاه وقبل منه، ودعا عبد الله بن أبي أمية فقبل منه.

وقال العباس: هو والله هلاك قريش إلى آخر الدهر إن دخلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنوة، قال: فركبت بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) البيضاء، وخرجت أطلب الحطابة، أو صاحب لبن لعلي أمره أن يأتي قريشا فيركبون إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستأمنون إليه، إذ لقيت أبا سفيان وبديل بن ورقاء وحكيم بن حزام، وأبو سفيان يقول لبديل: ما هذه النيران؟ قال: هذه خزاعة، قال: خزاعة أقل وأقل من أن تكون هذه نيرانهم، ولكن لعل هذه تميم أو ربيعة، قال العباس: فعرفت صوت أبي سفيان، فقلت: أبا حنظلة! قال: لبيك فمن أنت؟ قلت: أنا العباس.

قال: فما هذه النيران فداك أبي وأمي؟ قلت: هذا رسول الله في عشرة آلاف من المسلمين، قال: فما الحيلة؟ قال: تركب في عجز هذه البغلة فاستأمن لك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: فأردفته خلفي، ثم جئت به، فكلما انتهيت إلى نار قاموا إلي فإذا رأوني قالوا: هذا عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلوا سبيله، حتى انتهيت إلى باب عمر، فعرف أبا سفيان فقال: عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك، فركضت البغلة حتى اجتمعنا على باب القبة، ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هذا أبو سفيان قد أمكنك الله منه بغير عهد ولا عقد، فدعني أضرب عنقه.

قال العباس: فجلست عند رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: بأبي أنت وأمي أبو سفيان وقد أجرته، قال: أدخله، فدخل فقام بين يديه، فقال: " ويحك يا با سفيان أما آن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ " قال: بأبي أنت وأمي ما أكرمك وأوصلك وأحلمك؟ أما الله لو كان معه إله لأغنى يوم بدر ويوم أحد، وأما أنك رسول الله فوالله إن في نفسي منها لشيئا.

ص: 108

قال العباس: يضرب والله عنقك الساعة أو تشهد أن لا إله إلا الله، وأنه رسول الله، قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله تلجلج بها فوه، فقال أبو سفيان للعباس: فما نصنع باللات والعزى؟ فقال له عمر: أسلح عليهما، قال أبو سفيان: أف لك، ما أفحشك؟ ما يدخلك يا عمر في كلامي وكلام ابن عمي؟ فقال له رسول الله: " عند من تكون الليلة؟ " قال: عند أبي الفضل، قال:

" فاذهب به يا أبا الفضل فأبته عندك الليلة، واغد به علي "، فلما أصبح سمع بلالا يؤذن، قال: ما هذا المنادي يا أبا الفضل؟ قال: هذا مؤذن رسول الله قم فتوضأ وصل، قال: كيف أتوضأ؟ فعلمه، قال: ونظر أبو سفيان إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يتوضأ وأيدي المسلمين تحت شعره فليس قطرة يصيب رجلا منهم إلا مسح بها وجهه.

فقال: بالله إن رأيت كاليوم قط كسرى ولا قيصر، فلما صلى غدا به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إني أحب أن تأذن لي إلى قومك فأنذرهم وأدعوهم إلى الله ورسوله فأذن له، فقال للعباس: كيف أقول لهم؟ بين لي من ذلك أمرا يطمئنون إليه.

فقال (صلى الله عليه وآله): " تقول لهم: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له وشهد أن محمدا رسول الله، وكف يده فهو آمن، ومن جلس عند الكعبة ووضع سلاحه فهو آمن ".

فقال العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فلو خصصته بمعروف، فقال (صلى الله عليه وآله): " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " قال أبو سفيان: داري؟ قال: دارك، ثم قال: " ومن أغلق بابه فهو آمن ".

ولما مضى أبو سفيان قال العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل من شأنه الغدر، وقد رأى من المسلمين تفرقا، قال: فأدركه واحبسه في مضايق الوادي حتى يمر به جنود الله، قال: فلحقه العباس، فقال: أبا حنظلة! قال: أغدرا يا بني هاشم؟ قال: ستعلم أن الغدر ليس من شأننا، ولكن أصبح حتى تنظر إلى جنود الله.

قال العباس: فمر خالد بن الوليد، فقال أبو سفيان: هذا رسول الله؟ قال: لا

ص: 109

ولكن هذا خالد بن الوليد في المقدمة، ثم مر الزبير في جهينة وأشجع، فقال أبو سفيان: يا عباس هذا محمد؟ قال: لا هذا الزبير، فجعلت الجنود تمر به حتى مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الأنصار، ثم إنتهى إليه سعد بن عبادة بيده راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا با حنظلة.

اليوم يوم الملحمة * اليوم تسبى الحرمة يا معشر الأوس والخزرج ثاركم يوم الجبل، فلما سمعها من سعد خلى العباس وسعى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزاحم حتى مر تحت الرماح فأخذ غرزه فقبلها، ثم قال: بأبي أنت وأمي أما تسمع ما يقول سعد؟ وذكر ذلك القول، فقال (صلى الله عليه وآله): " ليس مما قال سعد شئ ".

ثم قال لعلي (عليه السلام): " أدرك سعدا فخذ الراية منه، وأدخلها إدخالا رفيقا " فأخذها علي وأدخلها كما أمر.

قال: وأسلم يومئذ حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وجبير بن مطعم، وأقبل أبو سفيان يركض حتى دخل مكة وقد سطح الغبار من فوق الجبال، وقريش لا تعلم، وأقبل أبو سفيان من أسفل الوادي يركض فاستقبله قريش وقالوا: ما وراؤك؟ وما هذا الغبار؟ قال: محمد في خلق، ثم صاح: يا آل غالب البيوت البيوت، من دخل داري فهو آمن، فعرفت هند فأخذت تطردهم.

ثم قالت: اقتلوا الشيخ الخبيث، لعنه الله من وافد قوم، وطليعة قوم، قال: ويلك إني رأيت ذات القرون، ورأيت فارس أبناء الكرام، ورأيت ملوك كندة وفتيان حمير يسلمن آخر النهار، ويلك اسكتي، فقد والله جاء الحق ودنت البلية.

قال: وكان قد عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المسلمين أن لا يقتلوا بمكة إلا من قاتلهم سوى نفر كانوا يؤذون النبي (صلى الله عليه وآله)، منهم مقيس بن صبابة، و عبد الله بن سعد بن أبي سرح، و عبد الله بن خطل، وقينتين كانا تغنيان بهجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: " اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ".

فأدرك ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث

ص: 110

وعمار بن ياسر، فسبق سعيد عمارا فقتله، وقتل مقيس بن صبابة في السوق، وقتل علي (عليه السلام) إحدى القينتين، وأفلتت الأخرى، وقتل (عليه السلام) أيضا الحويرث بن نفيل بن كعب وبلغه أن أم هانئ بنت أبي طالب قد آوت ناسا من بني مخزوم، منهم الحارث بن هشام وقيس بن السائب فقصد نحو دارها مقنعا بالحديد فنادى: أخرجوا من آويتم، فجعلوا يذرقون كما يذرق الحبارى خوفا منه.

فخرجت إليه أم هانئ وهي لا تعرفه، فقالت: يا عبد الله أنا أم هانئ بنت عم رسول الله، وأخت علي بن أبي طالب، انصرف عن داري، فقال علي: أخرجوهم، فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله، فنزع المغفر عن رأسه فعرفته، فجاءت تشتد حتى التزمته، فقالت: فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لها:

فاذهبي فبري قسمك. فإنه بأعلى الوادي.

قالت أم هانئ: فجئت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في قبة يغتسل، وفاطمة (عليها السلام) تستره، فلما سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلامي قال: " مرحبا بك يا أم هانئ " قلت: بأبي أنت وأمي ما لقيت من علي اليوم؟ فقال (صلى الله عليه وآله): " قد أجرت من أجرت " فقالت فاطمة: إنما جئت يا أم هانئ تشكين عليا في أنه أخاف أعداء الله وأعداء رسوله؟ فقلت: احتمليني فديتك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قد شكر الله تعالى سعيه، وأجرت من أجارت أم هانئ لمكانها من علي بن أبي طالب ".

قال أبان: وحدثني بشير النبال عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما كان فتح مكة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " عند من المفتاح؟ " قالوا: عند أم شيبة. فدعا شيبة فقال:

" اذهب إلى أمك فقل لها: ترسل بالمفتاح ". فقالت: قل له: قتلت مقاتلنا وتريد أن تأخذ منا مكرمتنا؟ فقال: لترسلن به أو لأقتلنك، فوضعته في يد الغلام، فأخذه ودعا عمر فقال: " هذا تأويل رؤياي من قبل ".

ثم قام (صلى الله عليه وآله) ففتحه وستره، فمن يومئذ يستر، ثم دعا الغلام فبسط رداءه فجعل فيه المفتاح، وقال: ردة إلى أمك، قال: ودخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) البيت وأخذ بعضادتي الباب

ص: 111

ثم قال: " لا إله إلا الله أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده ". ثم قال:

" ما تظنون؟ وما أنتم قائلون؟ " فقال سهيل بن عمرو: نقول خيرا ونظن خيرا، أخ كريم وابن عم.

قال: " فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، ألا إن كل دم ومال ومأثرة كان في الجاهلية فإنه موضوع تحت قدمي إلا سدانة الكعبة وسقاية الحاج فإنهما مردودتان. ألا إن مكة محرمة بتحريم الله لم تحل لأحد كان قبلي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار فهي محرمة إلى أن تقوم الساعة، لا يختلى خلاها، ولا يقطع شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد ".

ثم قال: " ألا لبئس جيران النبي كنتم، لقد كذبتم وطردتم، وأخرجتم وفللتم، ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني، فاذهبوا فأنتم الطلقاء ". فخرج القوم كأنما نشروا من القبور، ودخلوا في الإسلام (1).

كشف الغمة: من دلائل الحميري عن فتح بن يزيد الجرجاني قال: صحبت أبا الحسن (عليه السلام) طريق منصرفي إلى خراسان وهو سائر إلى العراق فسمعته وهو يقول: من اتقى الله يتقى ومن أطاع الله يطاع - الخ (2).

يقول: من اتقى الله يتقى ومن أطاع الله يطاع - الخ (2).

كشف الغمة: من كتاب الدلائل عن أيوب عنه مثله (3).

أقول: قال العلامة: الفتح - بالتاء المنقطة فوقها نقطتين -: ابن يزيد الجرجاني صاحب المسائل لأبي الحسن (عليه السلام). واختلفوا أيهم هو الرضا (عليه السلام) أم هو الثالث (عليه السلام) والرجل مجهول والإسناد إليه مدخول. إنتهى. ولكن يظهر من بعض روايات المسائل أنه الثالث (عليه السلام)، كما أنه يظهر من مسائله في الكافي والتوحيد وغيرهما، أنه كان فاضلا. ويظهر غاية رأفة الإمام وشفقته (عليه السلام)، وأنه قد اعتمد

ص: 112


1- (1) ط كمباني ج 6 / 603 - 605، وجديد ج 21 / 127 - 132.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 214، وجديد ج 78 / 366.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 140، وجديد ج 50 / 177.

المشايخ على روايته. فمما يظهر أنه (عليه السلام) أبو الحسن الهادي. قول المسعودي في كتاب إثبات الوصية في ذكر دلائل أبي الحسن الهادي (عليه السلام) في الطريق عند خروجه من المدينة إلى سر من رأى لما استدعاه المتوكل.

روى الحميري، قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني وأبا الحسن (عليه السلام) الطريق لما قدم به من المدينة، فسمعته في بعض الطريق يقول: من اتقى الله يتقى ومن أطاع الله يطاع. فلم أزل ائتلف حتى قربت منه ودنوت فسلمت عليه فرد علي السلام فأول ما ابتدأني أن قال لي:

يا فتح من أطاع الخالق فلم يبال بسخط المخلوقين.

يا فتح إن الله جل جلاله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، فأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والأبصار أن تحيط به، جل عما يصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه، وقرب في نأيه، بعيد في قربه، وقريب في بعده، كيف الكيف ولا يقال: كيف؟ وأين الأين فلا يقال: أين؟ إذ هو منقطع الكيفية والأينية.

الواحد الأحد جل جلاله، كيف يوصف محمد (صلى الله عليه وآله) وقد قرن الجليل اسمه باسمه، وأشركه في طاعته، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته فقال: * (وما نقموا منهم إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) *، فقال تبارك اسمه: يحكي قول من ترك طاعته: * (يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) *. أم كيف يوصف من قرن الجليل طاعته بطاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * وقال: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم) *.

يا فتح: كما لا يوصف الجليل جل جلاله ولا يوصف الحجة، فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا. فنبينا أفضل الأنبياء ووصينا أفضل الأوصياء. ثم قال بعد كلام: فاردد الأمر إليهم وسلم لهم. ثم قال لي: إن شئت فانصرف عنه.

فلما كان في الغد تلطفت في الوصول إليه فسلمت فرد السلام فقلت: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تأذن لي في كلمة اختلجت في صدري الليلة الماضية؟ فقال لي:

ص: 113

سل. واصغ إلى جوابها سمعك فإن العالم والمتعلم شريكان في الرشد مأموران بالنصيحة.

فأما الذي اختلج في صدرك فإن يشأ العالم أنبأك أن الله لم يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول، وكلما عند الرسول فهو عند العالم، وكلما أطلع الرسول عليه فقد أطلع أوصياؤه عليه.

يا فتح: عسى الشيطان أراد اللبس عليك، فأوهمك في بعض ما أودعتك، وشكك في بعض ما أنبأتك حتى أراد إزالتك عن طريق الله وصراطه المستقيم، وقلت: في نفسي متى أيقنت أنهم هكذا؟ فقال: معاذ الله إنهم مخلوقون مربوبون مطيعون لله داخرون راغمون، فإذا جاءك الشيطان بمثل ما جاءك به فاقمعه بمثل ما أنبأتك به.

قال فتح: فقلت له: جعلني الله فداك فرجت عني وكشفت ما لبس الملعون علي، فقد كان أوقع في خلدي أنكم أرباب. فسجد (عليه السلام) فسمعته يقول في سجوده: راغما لك يا خالقي داخرا خاضعا.

ثم قال: يا فتح كدت أن تهلك، وما ضر عيسى إن هلك من هلك إذا شئت رحمك الله، قال: فخرجت وأنا مسرور بما كشف الله عني من اللبس، فلما كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متكئ وبين يديه حنطة مقلوة بها، وقد كان الشيطان أوقع في خلدي أنه لا ينبغي أن يأكلوا ولا يشربوا.

فقال: إجلس يا فتح فإن لنا بالرسل أسوة، كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق، وكل جسم يتغذى إلا خالق الأجسام الواحد الأحد، منشئ الأشياء ومجسم الأجسام وهو السميع العليم تبارك الله عما يقول الظالمون وعلا علوا كبيرا. ثم قال: إذا شئت رحمك الله. إنتهى.

ذكر بعض الروايات الدالة على جلالته وقابليته لأخذ العلم (1).

ص: 114


1- (1) ط كمباني ج 2 / 154 و 197، وجديد ج 4 / 173 و 290.

في أن كل حق وصواب وقضاء وعلم مفتاحه مولانا علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه (1).

في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطى أمير المؤمنين (عليه السلام) مفاتيح الجنة والنار (2).

الشيخ أبو الفتوح الرازي: هو جمال الدين الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري، الشيخ الإمام السعيد قدوة المفسرين ترجمان القرآن المبين عالم واعظ مؤرخ فقيه أديب، صاحب شرح الشهاب وتفسير روض الجنان وغيرهما. وكان من أحفاد عبد الله بن بديل الخزاعي، وقبره في صحن حمزة بن موسى الكاظم (عليه السلام) في مزار عبد العظيم الحسني، وعليه اسمه ونسبه بخط قديم.

وهو أحد مشائخ ابن شهرآشوب. يروي عن جماعة، منهم: والده الشيخ علي وكان من أجلة الفضلاء عن أبيه الشيخ الجليل أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري وكان كما عن المنتجب ثقة عين حافظ له تصانيف عن والده أحمد عن الشيخ والسيدين رضي الله عنهم أجمعين. ومنهم: عم والده الشيخ الجليل المفيد الحافظ عبد الرحمن ابن أحمد النيسابوري شيخ الأصحاب بالري.

ومنهم: الشيخ أبو علي الطوسي رحمه الله ومنهم: الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار الرازي.

وأما أبو الفتوح المدفون بأصفهان، فهو أبو الفتوح العجلي الشافعي الصوفي، كما عن حديقة الشيعة.

أبو الفتح البستي: مذكور في السفينة في " بست ".

فتر:

باب فيه زمان الفترة (3).

ص: 115


1- (1) ط كمباني ج 1 / 94 و 116، و ج 7 / 313، وجديد ج 26 / 175، و ج 2 / 94 و 95 و 179.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 285 و 287، وجديد ج 7 / 326 و 327 و 335.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 414، وجديد ج 14 / 345.

إكمال الدين: عن النبي (صلى الله عليه وآله): كانت الفترة بين عيسى ومحمد أربعمائة سنة وثمانين سنة (1).

وعن مولانا الباقر صلوات الله عليه ستمائة سنة (2).

وفي كتاب التاج الجامع للأصول الستة عند العامة (3) عن سلمان قال: فترة ما بين عيسى ومحمد ستمائة سنة.

باب فيه ذكر بعض المؤمنين في الفترة (4).

حكم من مات في زمن الفترة (5).

فتش:

ومن كلمات مولانا الصادق (عليه السلام): لا تفتش الناس عن أديانهم فتبقى بلا صديق (6).

فتق:

قال الصدوق في الفقيه: وروي من جلس وهو متنور خيف عليه الفتق. ونقله في البحار (7).

قال في المجمع بعد نقل هذا الحديث: الفتق بالتحريك انفتاق المثانة، وقيل:

انفتاق الصفاق لداء دخل في مراق البطن.

وعن المغرب أنه داء يصيب الإنسان في أمعائه وهو أن ينفتق بين أمعائه وخصيته ويجمع ريحا بينها. إنتهى.

فتك:

رواية مسلم بن عقيل عن النبي (صلى الله عليه وآله): أن الإيمان قيد الفتك، فلا يفتك مؤمن (8).

ص: 116


1- (1) ط كمباني ج 5 / 414. وتمام الحديث فيه ص 455، وجديد ج 14 / 513.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 102، وجديد ج 46 / 355.
3- (3) التاج، ج 3 / 406.
4- (4) جديد ج 15 / 174، وط كمباني ج 6 / 41.
5- (5) جديد ج 5 / 293، وط كمباني ج 3 / 81.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 186، وجديد ج 78 / 253.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 10، وجديد ج 76 / 92.
8- (8) جديد ج 44 / 344، وط كمباني ج 10 / 215.

أقول: قوله " لا يفتك " على صيغة المعلوم والمؤمن فاعله، يعني أن المؤمن لا يفتك قيده إيمانه.

وعن الصادق (عليه السلام): أن الإسلام قيد الفتك. قاله حين استأذنه رجل لقتل رجل.

بيان: قال الجزري فيه: الإيمان قيد الفتك، أي الإيمان يمنع من الفتك كما يمنع القيد عن التصرف. والفتك أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل فيشد عليه فيقتله (1).

رجال الكشي: بإسناده عن إسحاق الأنباري، عن الجواد (عليه السلام) في حديث:

وإياك والفتك، فإن الإسلام قد قيد الفتك (2).

فتل:

الفتال النيسابوري، الشيخ الأجل السعيد الشهيد الفقيه العالم الورع الزاهد الواعظ، الحافظ أبو علي محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي، صاحب كتاب روضة الواعظين والتنوير في التفسير. قتله رئيس نيسابور وهو أحد مشائخ ابن شهرآشوب، يروي عن الشيخ الطوسي وغيره.

فتن:

معاني الفتنة المستفادة من كتاب الله عز وجل المذكورة في تفسير النعماني عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وسائر الروايات:

الأول: بمعنى الامتحان والاختبار، كقوله تعالى: * (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم) * - الآية. وقوله تعالى لموسى: * (وفتناك فتونا) *، ومنه قول موسى: * (إن هي إلا فتنتك) *.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن الحسين بن علي، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: لما نزلت: * (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) * قال: قلت: يا رسول الله، ما هذه الفتنة؟ قال: يا علي، إنك مبتلى

ص: 117


1- (1) ط كمباني ج 11 / 143، وجديد ج 47 / 137.
2- (2) رجال الكشي ط جديد ص 529.

بك وإنك مخاصم فأعد للخصومة (1).

الثاني: فتنة الكفر، كقوله تعالى: * (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور) *، وقوله: * (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا) *.

الثالث: فتنة العذاب، كقوله تعالى: * (يوم هم على النار يفتنون) * أي يعذبون، وقوله تعالى: * (ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون) * أي ذوقوا عذابكم، وقوله: * (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) * أي عذبوا المؤمنين.

الرابع: فتنة المحبة للمال والولد، كقوله تعالى: * (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) *.

الخامس: فتنة المرض، كقوله تعالى: * (أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين) * أي يمرضون ويقتلون. إنتهى ما نقلنا من تفسير النعماني ملخصا، فراجع البحار (2).

وعن الصدوق إن الفتنة على عشرة أوجه: الضلال والاختبار، ثم ذكر الآيات المذكورة في الأول.

قال: والثالث: الحجة وهو قوله عز وجل: * (ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) *.

والرابع: الشرك وهو قوله تعالى: * (والفتنة أشد من القتل) * (في تفسير البرهان عن نهج البيان عن أبي جعفر (عليه السلام): الفتنة هنا الشرك، يعني في قوله: والفتنة أكبر من القتل).

والخامس: الكفر، والسادس: الإحراق بالنار وهو قوله: * (إن الذين فتنوا المؤمنين) * - الآية.

والسابع: العذاب - ثم ذكر الآيتين مع قوله عز وجل: * (ومن يرد الله فتنته) * يعني عذابه * (فلن تملك له من الله شيئا) *.

والثامن: القتل، وهو قوله تعالى: * (إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) * يعني إن

ص: 118


1- (1) ط كمباني ج 7 / 137، وجديد ج 24 / 228.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 49. وتمامه في ج 19 كتاب القرآن ص 98، وجديد ج 93 / 17، و ج 5 / 174.

خفتم أن يقتلوكم، وقوله: * (فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأهم أن يفتنهم) * يعني أن يقتلهم.

والتاسع: الصد، وهو قوله: * (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك) * يعني ليصدونك.

والعاشر: شدة المحنة، وهو قوله عز وجل: * (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) *، وقوله: * (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) * أي محنة فيفتتنوا بذلك.

قال: وقد زاد علي بن إبراهيم بن هاشم على هذه الوجوه العشرة وجها آخر، فقال: من وجوه الفتنة ما هو المحبة، وهو قوله: * (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) * أي محبة، والذي عندي في ذلك أن وجه الفتنة عشرة وأن الفتنة في هذا الموضع أيضا المحنة بالنون لا المحبة بالباء. إنتهى ملخصا (1).

ويشهد على القول الأول من تفسير النعماني في الآية الأولى للامتحان والاختبار ما في البحار (2).

وسائر الروايات الواردة في تفسير هذه الآية الأولى: * (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا) * - الآية (3).

تفسير قوله تعالى حكاية عن إبراهيم: * (ربنا لا تجعلنا فتنة) * - الآية:

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما كان من ولد آدم مؤمن إلا فقيرا ولا كافر إلا غنيا حتى جاء إبراهيم، فقال: * (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) * فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة وفي هؤلاء أموالا وحاجة (4). كلمات الطبرسي في

ص: 119


1- (1) ط كمباني ج 3 / 32، وجديد ج 5 / 108 - 110.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 61، و ج 13 / 134، وجديد ج 5 / 219، و ج 52 / 115.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 799، و ج 7 / 137، و ج 8 / 15 و 17 و 18 و 21 و 59 و 147 و 444، و ج 9 / 118 و 509، و ج 15 كتاب الكفر ص 14، وجديد ج 22 / 519، و ج 24 / 228، و ج 29 / 429، و ج 32 / 241 و ج 36 / 181، و ج 41 / 7، و ج 28 / 68 و 76 و 97 و 307، و ج 72 / 138.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 222، وجديد ج 72 / 12.

هذه الآية (1).

وفي بعض الروايات يعني لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا.

تفسير العياشي: رواه عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم (2).

ويشهد بنا.

تفسير العياشي: رواه عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم (2).

ويشهد لذلك قوله تعالى: * (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون) * - الآية.

وما ورد في نزوله وتفسيره (3).

وقال تعالى: * (وحسبوا أن لا تكون فتنة) *، قال الصادق (عليه السلام) في رواية العياشي: حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أظهرهم، ثم عموا وصموا حيث قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله). ثم تاب عليهم حيث قام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ثم عموا وصموا إلى الساعة (4).

تفسير علي بن إبراهيم: في الرواية النبوية: * (وحسبوا أن لا تكون فتنة فعموا وصموا) * أي لا يكون اختبار ولا يمتحنهم الله بأمير المؤمنين (عليه السلام)، فعموا وصموا حيث كان رسول الله بين أظهرهم - الخ (5).

الكلام في تفسير قوله تعالى: * (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * وأنهم أصحاب الجمل. وفتنة غصب الخلافة وظلم أمير المؤمنين (عليه السلام) عن حقه، فراجع البحار (6).

وفي صحيح البخاري (7) ذكر فيه اختلاف المهاجرين والأنصار بعد النبي (صلى الله عليه وآله) وقول الأنصار: منا أمير ومنكم أمير. وقول أبي بكر: نحن الامراء وأنتم الوزراء، وقول حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل، منا أمير ومنكم أمير.

ص: 120


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 222، وجديد ج 72 / 12.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 240 و 246، و ج 3 / 60، وجديد ج 13 / 85 و 106، و ج 5 / 216.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 18، وجديد ج 28 / 81.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 155. والكافي مثله ج 8 / 50، وجديد ج 24 / 308، و ج 28 / 251.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 259، وجديد ج 37 / 345.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 418 و 453، و ج 9 / 106 و 297، وجديد ج 36 / 123، و ج 38 / 155 و 156، و ج 32 / 123 و 282.
7- (7) صحيح البخاري ج 5 / 8.

فقال أبو بكر: لا ولكنا الامراء وأنتم الوزراء - الخ.

وأما قوله تعالى: * (فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون) * نزل يوم الولاية حين نصبه للخلافة، فقالوا: فتن رسول (صلى الله عليه وآله) بعلي (عليه السلام). وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعرض به على الثلاثة وبني أمية وأتباعهم (1).

وقوله تعالى: * (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك) * يعني يصدونك عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

وقوله تعالى: * (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) * - الآية، تأويلها عند ظهور الحجة المنتظر صلوات الله وسلامه عليه يقاتل أهل الكفر والشرك حتى لا يكون في الدنيا كفر وشرك، فراجع البحار (3).

والطبرسي في هذه الآية: يعني بالفتنة الشرك، قال: وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام).

ومنه قوله تعالى: * (والفتنة أشد من القتل) *، و * (والفتنة أكبر من القتل) *.

قوله تعالى: * (يوم هم على النار يفتنون) * أي يكسرون في الكرة كما يكسر الذهب حتى يرجع كل شئ إلى شبهه يعني إلى حقيقته، كذا في رواية منتخب البصائر عن الصادق (عليه السلام) (4).

البصائر عن الصادق (عليه السلام) (4).

وروى العامة أنه (صلى الله عليه وآله) في حال مرضه الذي توفي فيه قال: أيها الناس سعرت النار، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، إني والله ما تمسكون علي بشئ، إني لم أحل إلا ما أحل القرآن ولم أحرم إلا ما حرم القرآن - الخ، فراجع السيرة الحلبية (5).

ص: 121


1- (1) ط كمباني ج 8 / 209 و 210 و 225، و ج 9 / 102 و 110 و 115 و 216 و 403، وجديد ج 36 / 102 و 144 و 166، و ج 39 / 254، و ج 30 / 258 و 165 و 161.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 98 و 110، و ج 6 / 213، وجديد ج 36 / 81 و 142، و ج 17 / 83.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 189 و 197 و 208، وجديد ج 52 / 345 و 378، و ج 53 / 34.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 211، وجديد ج 53 / 44.
5- (5) السيرة الحلبية ج 3 / 350.

المفتونون الذين كتب الله على أمير المؤمنين صلوات الله عليه جهادهم كما كتب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) جهاد المشركين، أصحاب الجمل وصفين والنهروان، كما في الرواية النبوية المذكورة في البحار (1).

قصص الأنبياء: عن الصادق (عليه السلام) - فيما ناجى الله تعالى موسى: - واعلم أن كل فتنة بذرها حب الدنيا - الخ (2). وفيه في رواية الكافي: بدؤها حب الدنيا - الخ، وفي قصص الأنبياء مثله (3).

كلام مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع - الخ (4).

مجالس المفيد: عن مولانا السجاد صلوات الله عليه: لتأتين فتن كقطع الليل المظلم، لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم، ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة - الخ (5).

وسائر ما يدل على وقوع الفتن المظلمة في زمان الغيبة: العلوي (عليه السلام) في البحار (6). والرضوي (عليه السلام) فيه (7). والباقري (عليه السلام) فيه (8).

والنبوي (صلى الله عليه وآله) من طرق العامة (9). قال: ادخلوا بيوتكم واخملوا ذكركم. قاله بعدما أخبر بوقوع الفتن المظلمة بعده.

ومن طريق الخاصة عن أمير المؤمنين (عليه السلام): وإن من ورائكم فتنة مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا النومة. قيل: يا أمير المؤمنين (عليه السلام) وما النومة؟ قال:

ص: 122


1- (1) ط كمباني ج 8 / 457، وجديد ج 32 / 308.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 308، و ج 15 كتاب الكفر ص 85 و 93، وجديد ج 13 / 354، و ج 73 / 73.
3- (3) جديد ج 73 / 105.
4- (4) جديد ج 2 / 290 و 315، وط كمباني ج 1 / 159 و 166. وتمامه في ج 8 / 705، وجديد ج 34 / 172.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 34، وجديد ج 51 / 135.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 28.
7- (7) ص 38 مكررا و 175.
8- (8) ص 172 وجديد ج 51 / 135 و 109 - 130 و 155، و ج 52 / 289 و 271.
9- (9) كتاب البيان والتعريف ج 1 / 43.

يعرف الناس ولا يعرفونه - الخ (1). ويأتي في " نوم " ما يتعلق بذلك.

نهج البلاغة: ومن خطبة له (عليه السلام): فتن كقطع الليل المظلم لا تقوم لها قائمة ولا ترد لها راية - الخ (2).

كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة - الخ (3).

الخصال: العلوي الصادقي (عليه السلام) عشرة يفتنون أنفسهم وغيرهم - الخ. وفي البحار ذكر هذه الرواية هكذا: عشرة يعنتون أنفسهم - الخ. وذكرناه في " عنت " بالعين المهملة.

العلوي (عليه السلام): أنا فقأت عين الفتنة، ولولا أنا ما قوتل أهل النهروان ولا أصحاب الجمل - الخ (4).

وتقدم في " غيب ": هذه الخطبة مع صدرها وذيلها مفصلة بكيفيات متعددة.

باب فيه الاستدراج والافتنان (5).

الخصال: عن الأصبغ قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الفتن ثلاث، حب النساء وهو سيف الشيطان، وشرب الخمر وهو فخ الشيطان، وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان - الخبر (6).

نهج البلاغة: العلوي (عليه السلام): كن في الفتنة كابن اللبون، لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب (7).

ص: 123


1- (1) ط كمباني ج 13 / 28، وجديد ج 51 / 112.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 446، و ج 9 / 590، وجديد ج 41 / 331، و ج 32 / 248.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 46 و 96، و ج 17 / 88، وجديد ج 77 / 332، و ج 28 / 233، و ج 29 / 140.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 603. ونحوه ص 606 و 693، وجديد ج 33 / 356 و 366، و ج 34 / 116.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 162، وجديد ج 73 / 377.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 98، و ج 23 / 52، و ج 16 / 132، و ج 15 كتاب الكفر ص 101، وجديد ج 2 / 107، و ج 103 / 225، و ج 79 / 128، و ج 73 / 140.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 23، وجديد ج 69 / 408.

باب المكر والخديعة والسعي في الفتنة (1) وتقدم قريبا أنه لا ينجو من الفتنة إلا النومة.

تفسير العياشي: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه في حديث يوسف قال:

لما عزل له عزيز مصر عن مصر لبس ثوبين جديدين - أو قال: نظيفين - وخرج إلى فلاة من الأرض وصلى ركعات ودعا: رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض، أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال:

فهبط إليه جبرئيل فقال له: يا يوسف ما حاجتك؟ فقال: رب توفني مسلما وألحقني، بالصالحين فقال أبو عبد الله (عليه السلام): خشي الفتن (2).

كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في جواب من قال له: أخبرنا عن الفتنة، وهل سألت عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).

أمالي الطوسي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تمنوا الفتنة، ففيها هلاك الجبابرة وطهارة الأرض من الفسقة (4).

في أنه قام إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين حدثنا عن الفتن. قال: إن الفتنة إذا أقبلت شبهت - إلى أن قال: - ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية (5).

باب الفتن الحادثة بمصر - الخ (6).

باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على عمال علي (عليه السلام) (7).

ص: 124


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 195، وجديد ج 75 / 283.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 196، وجديد ج 12 / 320.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 444، وجديد ج 32 / 248.
4- (4) جديد ج 93 / 326، وط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 45.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 606 و 723، و ج 15 كتاب الكفر ص 14، وجديد ج 74 / 138، و ج 33 / 367، و ج 34 / 260.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 643، وجديد ج 33 / 533.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 669، وجديد ج 34 / 7.

الإحتجاج: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كيف أنتم إذا ألبستكم الفتنة - الخ (1).

كتاب الفتن لنعيم بن حماد، وكذا كتاب الفتن لأبي يحيى زكريا بن يحيى، نقل منهما السيد في كتابه الملاحم كثيرا.

فتى:

تفسير العياشي: عن سليمان بن جعفر النهدي أو الهزلي أو الهمداني، عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: يا سليمان، من الفتى؟ قال: قلت:

جعلت فداك، الفتى عندنا الشاب، قال لي: أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا، فسماهم الله فتية بإيمانهم. يا سليمان، من آمن بالله واتقى فهو الفتى.

ونقله أيضا في البحار (2).

الروايات الواردة في نداء المنادي من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي. وذلك المنادي ملك اسمه رضوان أو جبرئيل (3).

ومعنى النبوي (صلى الله عليه وآله): أنا الفتى ابن الفتى (يعني إبراهيم)، أخو الفتى (يعني أخو أمير المؤمنين (عليه السلام)) (4).

خبر القصور السبعة التي رآها النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة المعراج في السماوات، وتقول الملائكة: هي لفتى من بني هاشم وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) (5).

باب ما به كمال الإنسان ومعنى المروة والفتوة (6).

معاني الأخبار: في الصادقي (عليه السلام): أتظنون أن الفتوة بالفسق والفجور؟! إنما

ص: 125


1- (1) ط كمباني ج 8 / 704 و 705، وجديد ج 34 / 167 و 173.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 434، وجديد ج 14 / 428.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 496 و 500 و 503 و 507 - 509 و 513 و 516 و 581، و ج 9 / 613، وجديد ج 20 / 54 و 73 - 144.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 613، وجديد ج 20 / 129 و 144، و ج 42 / 64.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 373، وجديد ج 18 / 312.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 25، وجديد ج 70 / 4.

الفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول، وبشر (بر - خ ل) معروف، وأذى مكفوف.

فأما تلك فشطارة (أي خبث) وفسق. ثم قال: ما المروة؟ قلنا: لا نعلم. قال: المروة والله أن يضع الرجل خوانه في فناء داره (1).

باب معنى الفتوة والمروة (2).

أمالي الصدوق: عن أبان الأحمر، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الناس تذاكروا عنده الفتوة، فقال: أتظنون أن الفتوة، بالفسق والفجور - الخبر (3).

قال ابن أبي الحديد: أحسن ما قيل في حد الفتوة: أن لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك (4). ويأتي في " لعب ": مدح الفتاة.

باب النهي عن القول بغير علم والإفتاء بالرأي (5).

قال تعالى: * (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه) * - الآية. ولا حق إلا ما أخذ من النبي وأئمة الهدى صلوات الله عليهم، وكلما لم يخرج من بيتهم فهو باطل، ودرس القرآن بأخذ علومه وتفسيره من النبي والعترة (عليهم السلام) حملة علوم القرآن.

قال تعالى: * (فلينظر الإنسان إلى طعامه) *. قال الإمام (عليه السلام): يعني إلى علمه عمن يأخذه.

وقال تعالى: * (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم) * - الآية.

الخصال: عن ابن الحجاج قال: قال لي أبو عبد الله صلوات الله عليه: إياك وخصلتين، فيهما هلك من هلك، إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم (6).

ص: 126


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 25 و 115، و ج 16 / 153، وجديد ج 70 / 5 و 373، و ج 79 / 300.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 88، وجديد ج 76 / 311.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 88، وجديد ج 76 / 311.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 543، وجديد ج 41 / 150.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 99، وجديد ج 2 / 111.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 100. ونحوه في ج 17 / 186، وجديد ج 78 / 252.

قرب الإسناد: عن الصادق (عليه السلام): من أفتى الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم، ومن دان بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم (1).

في أن مكانه في الدرك السادس من النار (2).

الروايات الشريفة بأن من أفتى بغير علم، لعنته ملائكة السماوات والأرض (3).

وتقدم في " رأى " و " علم " ما يتعلق بذلك. وتقدم في " جرء ": أن أجرأكم على الفتوى، هو أجرأكم على النار.

قال الشيخ سليمان القطيفي في وصيته للشيخ شمس الدين محمد بن ترك:

وإياك ثم إياك والمسارعة إلى الفتيا وحبها، فإنه ورد في الخبر أن أسرع الناس إلى اقتحام جراثيم جهنم أسرعهم إلى الفتوى، وناهيك بقوله تعالى: * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين) *، وقوله: * (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام) * إلى غير ذلك (4).

وفي وصية مولانا الصادق (عليه السلام) لعنوان البصري: فاسأل العلماء ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة، وإياك أن تعمل برأيك شيئا، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا، واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك للناس جسرا (5).

ذكر نبذ من فتاوى الثاني كقوله: لا يصلي الجنب حتى يجد الماء ولو سنة.

وقضى في رجل غاب عن أهله أربع سنين أنها تتزوج إن شاءت، وغير ذلك (6).

نهج البلاغة: وفي كتاب له صلوات الله عليه إلى قثم بن عباس: واجلس لهم

ص: 127


1- (1) ط كمباني ج 1 / 162، وجديد ج 2 / 299.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 98، و ج 3 / 380، وجديد ج 2 / 108، و ج 8 / 310.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 100 - 102، و ج 9 / 128، و ج 17 / 42، وجديد ج 2 / 116 - 122، و ج 36 / 227، و ج 77 / 144.
4- (4) كتاب الإجازات ص 75.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 69، وجديد ج 1 / 226.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 145، وجديد ج 10 / 230.

العصرين فأفت المستفتي وعلم الجاهل وذاكر العالم - الخ (1).

أقول: يظهر منه أن الفتوى غير التعليم، وأن المستفتي هو المقلد وهو غير المتعلم، وعلى ذلك فطرة العقلاء في حق من يرجع إليهم في كل صنعة وعلم. مثلا من يراجع إلى الطبيب تارة يريد رفع حاجته الفعلية ودفع مرضه، وتارة يريد أن يتعلم الطب. ففي مقام الأول لا يجوز التعويل فيما يقوله على القرينة المنفصلة لأنه في مقام الحاجة، فيقول له شيئا عاما أو مطلقا، ويعول في تخصيصه وتقييده على المنفصل، فيكون اللفظ عاما أو مطلقا ويريد الخاص والمقيد، ويعتمد على القرينة المنفصلة في زمان آخر منه فضلا عن غيره، فينفتح باب الاجتهاد والتقليد.

وأن الرسول والإمام إما في مقام التعليم وإما في مقام الإفتاء.

ففي مقام الإفتاء لا يجوز التعويل على القرينة المنفصلة لقبح تأخير البيان عن وقت الحاجة، بخلاف التعليم فإنه أسس على التدريج. ولهذا الإجمال تفاصيل أفرد الأستاذ الأعظم رسالة مفردة في ذلك وجمع الأدلة من الآيات والروايات فيها، فمن أراد راجع إليها.

موارد إفتاء الأئمة صلوات الله عليهم:

في كتاب الوصية للأئمة (عليهم السلام) النازل من السماء، المروية في الكافي باب أن الأئمة لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون - الخ، فلما إنتهى الكتاب إلى الباقر (عليه السلام) ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وأفتهم - إلى أن قال -: ثم دفعه إلى ابنه جعفر (عليه السلام) ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك - الخبر.

ورواه في علل الصدوق باب 135 وفيه أن حدث الناس وأفتهم وانشر علم آبائك - الخ.

قول المنصور لمولانا الصادق (عليه السلام): فاقعد غير محتشم وأفت الناس - الخ (2).

ص: 128


1- (1) ط كمباني ج 8 / 635، و ج 24 / 7، وجديد ج 33 / 497، و ج 104 / 268.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 157، وجديد ج 47 / 180.

جملة من الروايات التي صرحت فيها بإفتاء الأئمة (عليهم السلام) واستفتاء الشيعة عنهم مضافا إلى صريح الآيات الكريمة في ذلك. منها في الفقيه باب الدين والقرض (1). وفي الوسائل (2).

تنبيه الخاطر: ابن أبي سمال، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه استفتاه رجل من أهل الجبل فأفتاه بخلاف ما يحب، فرأى أبو عبد الله الكراهة فيه، فقال:

يا هذا اصبر على الحق - الخبر. تمامه في " حقق " (3).

فتوى الحسن والحسين صلوات الله عليهما (4).

ويأتي في " قرأ ": أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه.

مهج الدعوات: في أدعية مولانا الكاظم (عليه السلام) قال: كان جماعة من خاصة أبي الحسن (عليه السلام) من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف وأميال (جمع ميل: المكحلة) فإذا نطق أبو الحسن (عليه السلام) بكلمة أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك - الخبر (5)، ويأتي في " معا ": ذم الفتوى بغير المشهور.

فثر:

الفاثور الطست أو الخوان، عن سويد بن غفلة، قال: دخلت عليه - يعني علي - أمير المؤمنين (عليه السلام) - فإذا عنده فاثور عليه خبز السمراء - الخبر (6).

ص: 129


1- (1) الفقيه ص 361 حديث 24.
2- (2) الوسائل ج 2 باب 4 ص 285 حديث 2، وط كمباني ج 11 / 138، و ج 7 / 119، و ج 14 / 801، و ج 1 / 140 و 142 - 148، و ج 19 كتاب القرآن ص 13 و 22، وجديد ج 2 / 228 و 233، و ج 47 / 118، و ج 24 / 138، و ج 65 / 290، و ج 92 / 46 و 82.
3- (3) جديد ج 70 / 107، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 51.
4- (4) جديد ج 43 / 318، وط كمباني ج 10 / 88.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 157، وجديد ج 94 / 320.
6- (6) جديد ج 40 / 326، وط كمباني ج 9 / 500.

فجأ:

العلوي (عليه السلام): أول من مات فجأة داود على منبره (1).

الكافي: في النبوي (صلى الله عليه وآله): مات داود النبي يوم السبت مفجوءا، فأظلته الطير مفجوءا، فأظلته الطير بأجنحتها (2).

أمالي الصدوق: النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا ظهر الزنا كثر موت الفجأة (3) والكافي نحوه (4).

وعن مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه قال: موت الفجأة تخفيف المؤمن وأسف على الكافر - الخبر (5).

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): من أشراط الساعة أن يفشوا الفالج وموت الفجأة (6).

وفي وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله): يا علي موت الفجأة راحة المؤمن وحسرة الكافر - الخ (7).

والنبوي (صلى الله عليه وآله): موت الفجأة رحمة للمؤمنين وعذاب للكافرين (8).

باب فيه موت الفجأة (9).

فجر:

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: قال أبو عبد الله صلوات الله عليه: اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنها سورة الحسين (عليه السلام) وارغبوا فيها رحمكم الله. فقال له أبو أسامة - وكان حاضر المجلس -: كيف صارت هذه السورة للحسين (عليه السلام) خاصة؟ فقال: ألا تسمع إلى

ص: 130


1- (1) ط كمباني ج 4 / 111، وجديد ج 10 / 80.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 333، وجديد ج 14 / 2.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 161، وص 160، وجديد ج 73 / 372، وص 369.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 161، وص 160، وجديد ج 73 / 372، وص 369.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 9، وجديد ج 46 / 27.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 180، وجديد ج 6 / 312.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 16، وجديد ج 77 / 54.
8- (8) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 143، وجديد ج 81 / 213.
9- (9) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 143، وجديد ج 81 / 213.

قوله تعالى: * (يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي) * - السورة، إنما يعني الحسين بن علي صلوات الله عليه فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية وأصحابه من آل محمد (عليهم السلام) الراضون عن الله يوم القيامة وهو راض عنهم. وهذه السورة في الحسين بن علي وشيعته وشيعة آل محمد خاصة فمن أدمن من قراءة الفجر كان مع الحسين (عليه السلام) في درجته في الجنة، إن الله عزيز حكيم (1). ويؤيده ما في البحار (2).

ولا ينافيه ما في رواية أخرى من تأويل النفس المطمئنة بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وكذا لا ينافيه ما في خبر آخر من أنه يقال للمؤمن الكامل عند موته: يا أيتها النفس المطمئنة إلى آل محمد وأهل بيته إرجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي يعني محمدا وأهل بيته - الخبر (3).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: قوله تعالى: * (والفجر) * هو القائم، (والليالي العشر) الأئمة من الحسن إلى الحسن، و * (الشفع) * أمير المؤمنين وفاطمة صلوات الله عليهم، و * (الوتر) * هو الله وحده لا شريك له، * (والليل إذا يسر) * هي دولة حبتر، فهي تسري إلى قيام القائم (عليه السلام) (4).

قال المجلسي: لعل التعبير بالليالي عنهم لبيان مغلوبيتهم واختفائهم خوفا من المخالفين.

تفسير علي بن إبراهيم: الشفع: ركعتان، والوتر: ركعة. وفي حديث آخر قال:

الشفع: الحسن والحسين، والوتر: أمير المؤمنين صلوات الله عليهم (5).

ص: 131


1- (1) ط كمباني ج 7 / 110، و ج 10 / 150، وجديد ج 24 / 93، و ج 44 / 218 و 219.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 166، وجديد ج 24 / 350.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 110، وجديد ج 24 / 93 و 94.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 107، وجديد ج 24 / 78.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 166، وجديد ج 24 / 349.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن أبي عبد الله (عليه السلام): الشفع:

هو رسول الله وعلي صلوات الله عليهما، والوتر: هو الله الواحد عز وجل (1).

كلمات المفسرين في ظاهر هذه الآيات (2).

قوله تعالى: * (إن قرآن الفجر كان مشهودا) * يعني صلاة الفجر تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، كما قاله الصادق (عليه السلام) (3).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في قوله: * (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) * قال: الأبرار نحن هم، والفجار هم عدونا، ونحوه غيره (4).

باب فيه أن أعداءهم الفجار والأشرار (5).

وكذا قوله تعالى: * (أم نجعل المتقين كالفجار) * (6)، المتقون علي وشيعته، والفجار حبتر ودلام وأصحابهما، كما عن الصادق (عليه السلام) (7).

تفسير قوله: * (إن كتاب الفجار لفي سجين) * بالذين فجروا في حق الأئمة (عليهم السلام) واعتدوا عليهم، كما قاله الكاظم (عليه السلام) في رواية الكافي (8). تقدم في " سجن " ما يتعلق بذلك.

تفسير قوله تعالى: * (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) * أي يفجر أمير المؤمنين (عليه السلام) يعني يكيده (9) ويقرب منه في البحار (10).

قلت: لعله (عليه السلام) قرأ " إمامه " بكسر الهمزة.

ص: 132


1- (1) ط كمباني ج 7 / 166، وجديد ج 24 / 350.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 123، وجديد ج 58 / 139 و 140.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 88، و ج 18 كتاب الصلاة ص 63 و 64، وجديد ج 5 / 321، و ج 83 / 72.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 82، وجديد ج 24 / 2، وص 1.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 82، وجديد ج 24 / 2، وص 1.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 65، وجديد ج 35 / 366.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 65، وجديد ج 35 / 366.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 163، وجديد ج 24 / 340.
9- (9) ط كمباني ج 7 / 160 وجديد ج 24 / 327.
10- (10) ط كمباني ج 9 / 255، وجديد ج 37 / 328.

وصف الفاجر: العلوي (عليه السلام): الفاجر إن سخط ثلب، وإن رضي كذب، وإن طمع خلب (1).

أقول: " ثلب " أي عاب ولام وسب، و " خلب " بظفره: خدشه وجرحه وسلبه وفتنه وخدعه بلطيف الكلام.

فجع:

المفجع: هو محمد بن أحمد بن عبد الله الكاتب النحوي المذكور في رجالنا (2).

المفجع البصري: له أشعار في أشرفية مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) من الأنبياء، كما في البحار (3).

فجل:

باب الفجل (4).

أمالي الطوسي: عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: الفجل أصله يقطع البلغم، ويهضم الطعام، وورقه يحدر البول (5).

الخصال: عن حنان بن سدير، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) على المائدة، فناولني فجلة، وقال: يا حنان، كل الفجل، فإن فيه ثلاث خصال: ورقه يطرد الرياح، ولبه يسربل (يسيل - خ ل) البول، وأصوله تقطع البلغم (6).

الفردوس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إذا أكلتم الفجل، وأردتم أن لا يوجد لها ريح، فاذكروني عند أول قضمه (7).

ص: 133


1- (1) ط كمباني ج 17 / 111، وجديد ج 77 / 419.
2- (2) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 542.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 359، وجديد ج 39 / 53 و 55 و 49 و 50 و 58 و 62 و 63 - 77. وغيره في هذا الباب.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 861، وجديد ج 66 / 230.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 861. ونحوه ص 551، وجديد ج 62 / 285.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 861.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 861. وفي معناه ص 553، وجديد ج 62 / 299.

فحش:

تقدم في " بغى ": تأويل الفحشاء في قوله تعالى: * (وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) * بالأول.

رجال الكشي: عن الصادق (عليه السلام) قال: عدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش - الخبر (1).

وقوله تعالى: * (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) * - الآية، يجري في أئمة الجور، ادعوا أن الله أمرهم بالائتمام بقوم لم يأمر الله بالائتمام بهم، فسمى الله ذلك منهم فاحشة (2).

غيبة النعماني: عن مولانا بالائتمام بهم، فسمى الله ذلك منهم فاحشة (2).

غيبة النعماني: عن مولانا العبد الصالح صلوات الله عليه في قوله تعالى: * (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) * قال: فقال: إن القرآن له ظاهر وباطن، فجميع ما حرم الله في القرآن فهو حرام على ظاهره كما هو في الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الجور. وجميع ما أحل الله في الكتاب، فهو حلال وهو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الهدى (3). بصائر الدرجات وتفسير العياشي (4).

أقول: ورواه الكليني في باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل مسندا، عن محمد بن منصور، عنه (عليه السلام) مثله.

باب فيه أن أعداءهم الكفر والفسوق والعصيان والفحشاء والمنكر والبغي (5).

باب فيه أن أعداءهم الفواحش والمعاصي في بطن القرآن (6).

بصائر الدرجات: عن المفضل في مكاتبته إلى مولانا الإمام الصادق صلوات الله عليه فأجاب إلى أن قال: فمعرفة الرسل ولايتهم وطاعتهم هو الحلال، فالمحلل ما أحلوا، والمحرم ما حرموا. وهم أصله، ومنهم الفروع الحلال،

ص: 134


1- (1) ط كمباني ج 7 / 153. ونحو ذلك في ص 154، وجديد ج 24 / 299.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 389، و ج 7 / 129، وجديد ج 31 / 583، ج 24 / 189.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 129، وص 153، وجديد ج 24 / 189، وص 301.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 129، وص 153، وجديد ج 24 / 189، وص 301.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 129، وجديد ج 24 / 187.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 150، وجديد ج 24 / 286.

وذلك سعيهم، ومن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولا يتهم بالحلال: من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت والعمرة - إلى أن قال -:

وجميع البر.

ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه: * (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) * - الآية. فعدوهم هم الحرام المحرم، وأولياؤهم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة، فهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والخمر والميسر والزنا والربا والدم والميتة ولحم الخنزير.

فهم الحرام المحرم، وأصل كل حرام، وهم الشر وأصل كل شر، ومنهم فروع الشر كله إلى أن قال -:

والنهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالباطن منه ولاية أهل الباطل والظاهر منه فروعهم - إلى أن قال: - وإنه من عرف أطاع ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه، ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر، إنما حرم الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معا جميعا، ولا يكون الأصل والفرع وباطن الحرام حرام وظاهره حلال - الخبر. والمكاتبة مفصلة، فراجع البحار (1).

وتقدم في " خير " و " شرر " ما يتعلق بذلك، وكذا في " خبث " و " حرم ". وفي " شجر ": إمكان تأويل شجرة الزقوم بأعدائهم والشرور أغصانها.

وفي ترجمة سعد الإسكاف في رجالنا: قول الباقر (عليه السلام): إن الفحشاء والمنكر رجال (2)، وكذا في البحار (3).

تفسير قوله تعالى: * (إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق) *، وأن * (ما ظهر منها) * يعني الزنا المعلن، ونصب الرايات التي

ص: 135


1- (1) ط كمباني ج 7 / 150، وجديد ج 24 / 289.
2- (2) مستدركات علم رجال الحديث ج 4 / 34.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 130، وجديد ج 24 / 190.

ترفعها الفواجر، * (وما بطن) * يعني ما نكح من زوجات الآباء، * (والإثم) * الخمر والميسر، * (والبغي) * الزنا سرا (1).

تفسير الفاحشة المبينة في قوله تعالى في حق المعتدة الرجعية: * (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) * - الآية.

ففي التوقيع الصادر عن مولانا صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه: تلك الفاحشة السحق - الخ.

وقال القمي: معنى الفاحشة أن تزني أو تشرف على الرجال، ومن الفاحشة أيضا السلاطة على زوجها - الخ، فراجع البحار (2)، وتمام التوقيع في البحار (3).

تفسير قوله تعالى: * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم) * - الآية.

الكافي: الصحيح عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه، فهو من الذين قال الله عز وجل: * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) * - الآية (4).

أمالي الصدوق: عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن الصادق (عليه السلام):

من قال في أخيه المؤمن - الخ.

تفسير علي بن إبراهيم: عنه، عن هشام، عنه (عليه السلام) مثله (5).

وفي رسالة الصادق (عليه السلام) إلى النجاشي مثله مع زيادة قوله: " ما يشينه ويهدم مروته " بعد قوله: " أذناه " (6).

ثواب الأعمال: عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى صلوات الله

ص: 136


1- (1) ط كمباني 16 / 135، وجديد ج 79 / 145.
2- (2) ط كمباني 23 / 137 مكررا، وجديد ج 104 / 185.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 126، وجديد ج 52 / 80.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 184، وجديد ج 75 / 240، وص 248.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 184، وجديد ج 75 / 240، وص 248.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 217، وجديد ج 75 / 360.

عليه قال: قلت له: جعلت فداك، الرجل من إخواني يبلغني عنه الشئ الذي أكره له، فأسأله عنه فينكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم ثقات، فقال لي: يا محمد، كذب سمعك وبصرك عن أخيك، فإن شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قولا، فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئا تشينه به وتهدم به مروته، فتكون من الذين قال الله:

* (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) * - الآية (1). وتقدم في " عيب " و " عير " و " غيب " ما يتعلق بذلك.

ذم الفحش والفاحش المفتحش:

أمالي الطوسي، مجالس المفيد: النبوي (صلى الله عليه وآله): ما كان الفحش في شئ قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شئ قط إلا زانه (2).

وتقدم في " شرر ": ذم المتفحش اللعان، وكذا في " سبب " و " طعن ".

الخصال: النبوي (صلى الله عليه وآله): إياكم والفحش، فإن الله عز وجل لا يحب الفاحش المتفحش - الخبر (3).

وفي وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله): يا علي، حرم الله الجنة على كل فاحش بذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل له - الخ (4). ونحوه مع زيادة تقدمت في " بذي " (5).

النبوي (صلى الله عليه وآله): أبعدكم بي شبها البخيل البذي الفاحش (6).

الباقري (عليه السلام): إن الله يبغض الفاحش المتفحش (7).

وعن الباقر (عليه السلام): سلاح اللئام قبيح الكلام (8).

ص: 137


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 188، وجديد ج 75 / 255.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 197، وجديد ج 71 / 334.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 143، وكتاب العشرة ص 202، وجديد ج 73 / 303، و ج 75 / 309.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 14.
5- (5) وكذا في ص 200 و 43، وكذا في ج 14 / 616، وجديد ج 77 / 48 و 147، و ج 78 / 310، و ج 63 / 207.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 43، وجديد ج 77 / 147.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 164، وجديد ج 78 / 176.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 167، وجديد ج 78 / 185.

والنبوي: إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء (1).

وفي معنى ما ذكرنا في البحار (2).

باب القذف والبذاء والفحش (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله): إن من شرار عباد الله من يكره مجالسته لفحشه (4).

وفي حديث المناهي قال (صلى الله عليه وآله): ومن عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عز وجل، حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله: * (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * الخبر (5).

من لا يحضره الفقيه: عن النبي (صلى الله عليه وآله) مثله إلى قوله: الأكبر (6).

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): من أذاع فاحشة كان كمبتدئها، ومن عير مؤمنا بشئ لم يمت حتى يركبه.

قال المجلسي: الفاحشة كلما نهى الله عنه (7).

وفي حديث المناهي قال (صلى الله عليه وآله): ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها، فهو كالذي أتاها (8). ومثله في الخطبة النبوية (9) (صلى الله عليه وآله).

في أنه ما سمع من مولانا الحسن بن علي (عليه السلام) كلمة فحش إلا وقوله لعمرو بن عثمان في خصومة في أرض ليس له عندنا إلا ما أرغم أنفه. فإن هذا أشد

ص: 138


1- (1) ط كمباني ج 6 / 157، وجديد ج 16 / 258.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 8 - 10، وكتاب العشرة ص 45، و ج 17 / 44، و ج 20 / 40 و 41، وجديد ج 72 / 107 - 115، و ج 74 / 161، و ج 77 / 151، و ج 96 / 151 و 155.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 129، وجديد ج 79 / 103.
4- (4) جديد ج 16 / 281، و ج 22 / 131، وط كمباني ج 6 / 161، والكافي مثله ص 702.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 96، وجديد ج 76 / 333.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 278، وجديد ج 7 / 303.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 164، وجديد 73 / 384. (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 164، وجديد 73 / 384.
8- (8) ط كمباني ج 16 / 97.
9- (9) ط كمباني ج 16 / 109، و ج 17 / 43، وجديد ج 77 / 150، و ج 76 / 335 و 365.

وأفحش كلمة سمعت منه (1).

فحص:

وجوب الفحص عن أحكام المولى على العبيد من المستقلات العقلية، كما تقدم في " حجج " في تفسير قوله تعالى: * (قل فلله الحجة البالغة) * - الآية. وكذا في " سأل " فراجع.

فحم:

الفحام: أستاذ الشيخ الطوسي، قد أكثر الشيخ من الرواية عنه، واسمه أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود، توفي سنة 408، وروى النجاشي عنه أيضا.

فخت:

روى البرسي في المشارق خبرا عن أبي جعفر صلوات الله عليه في العصافير والقنابر، وفي آخره قال: عادنا من كل شئ حتى من الطيور الفاختة ومن الأيام الأربعاء (2).

وروى الكليني وغيره أنه كان في دار أبي جعفر (عليه السلام) فاختة فسمعها وهي تصيح فقال: تقول: فقدتكم فقدتكم، فقال: لنفقدنها قبل أن تفقدنا، ثم أمر بذبحها (3).

وروى مثل ذلك عن الصادق (عليه السلام) (4).

باب الحمام وأنواعه من الفواخت والقماري وغيرها (5). وفيه الروايات أنها تقول: فقدتكم فقدتكم، فافقدوها قبل أن تفقدكم.

وعن البيضاوي أن الفاختة تقول: ليت الخلق لم يخلقوا (6).

ص: 139


1- (1) ط كمباني ج 10 / 99، وجديد ج 43 / 358.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 417، و ج 14 / 196 و 736. وتمامه فيه ص 726، وجديد ج 27 / 272، و ج 59 / 45، و ج 64 / 303، و ج 65 / 16.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 77 و 86، وجديد ج 46 / 270 و 300، و ج 65 / 22.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 128 و 140، وجديد ج 47 / 86 و 125.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 735، وجديد ج 65 / 12.
6- (6) جديد ج 14 / 95، وكمباني ج 5 / 355.

وعن لب اللباب عن علي (عليه السلام) في حديث أن الفاختة تقول: سبحان من يرى ولا يرى، وهو بالمنظر الأعلى، اللهم العن من ترك الصلاة متعمدا.

وقال الدميري: الفاختة واحدة الفواخت من ذوات الأطواق، زعموا أن الحيات تهرب من صوتها، وهي عراقية وليست حجازية، وفيها فصاحة وحسن صوت، وفي طبعها الأنس بالناس وتعيش في الدور، والعرب تصفها بالكذب، فإن صوتها عندهم هذا أوان الرطب تقول ذلك والنخل لم تطلع، وتعمر وقد ظهر منه ما عاش خمسة وعشرين سنة وما عاش أربعين سنة (1).

أبو فاختة: مولى أم هاني كان ممن شهد مع أمير المؤمنين (عليه السلام) (2) واسمه سعيد بن علاقة المذكور في رجالنا (3).

فخخ:

الفخ بفتح أوله وتشديد ثانيه، بئر قريبة من مكة على نحو ستة أميال منها، قتل به في أيام موسى الهادي الحسين بن علي بن الحسن المثلث وجماعة من أهل بيته وأقاربه، كما ذكرناه في رجالنا في " حسن "، وفيه دفن عبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة، وفيه تجرد الصبيان للإحرام بالحج.

جملة مما يتعلق بكيفية خروجه وشهادته في البحار (4).

فخذ:

باب الدعاء لوجع الفخذين (5) تجلس في تور أو طست في الماء المسخن، وتضع يدك عليه، وتقرأ: * (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض - إلى قوله - يؤمنون) *. كذا عن أمير المؤمنين (عليه السلام).

وفي " عور ": أن الفخذ ليس بعورة.

ص: 140


1- (1) ط كمباني ج 14 / 735.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 725، وجديد ج 34 / 272.
3- (3) مستدركات علم رجال الحديث ج 4 / 70.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 281، وجديد ج 48 / 160.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 201، وجديد ج 95 / 69.

فخر:

" الفاخر " من أسمائه تعالى، كما في دعاء ليلة الفطر (1).

باب العصبية والفخر والتكاثر في الأموال والأولاد (2).

التكاثر: * (ألهيكم التكاثر حتى زرتم المقابر) *. ومن كلام مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قاله بعد تلاوة * (ألهيكم التكاثر) * - الآيات: يا له مراما ما أبعده وزورا ما أغفله وخطرا ما أفزعه، أفبمصارع آبائهم يفتخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون، يرتجعون منهم أجسادا خوت وحركات سكنت، ولئن يكونوا عبرا أحق من أن يكونوا مفتخرا، ولأن يهبطوا بهم جناب ذلة أحجى من أن يقوموا بهم مقام عزة - الخطبة (3). وتقدم في " ربع ": أن الفخر بالأحساب من الأربعة التي لا تزال في هذه الأمة.

الخصال: عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه قال: أهلك الناس اثنان، خوف الفقر وطلب الفخر (4).

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): آفة الحسب الافتخار والعجب (5).

الكافي: عن أبي جعفر (عليه السلام): عجبا للمختال الفخور، وإنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة، وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به (6).

ثواب الأعمال: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من صنع شيئا للمفاخرة، حشره الله يوم القيامة أسود (7).

الإختصاص: روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: المفتخر بنفسه أشرف من

ص: 141


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 897، وجديد ج 91 / 120.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 138، وجديد ج 73 / 281.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 113، و ج 18 كتاب الطهارة ص 228، وجديد ج 77 / 432، و ج 82 / 156.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 229، و ج 15 كتاب الكفر ص 141، وجديد ج 72 / 39، و ج 73 / 290.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 123، وجديد ج 73 / 228.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 124، وجديد ج 73 / 229.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 254، و ج 15 كتاب الكفر ص 141، وجديد ج 7 / 216، و ج 73 / 292.

المفتخر بأبيه، لأني أشرف من أبي والنبي (صلى الله عليه وآله) أشرف من أبيه وإبراهيم أشرف من تارخ. قيل: وبم الافتخار؟ قال: بإحدى ثلاث، مال ظاهر أو أدب بارع أو صناعة لا يستحي المرء منها (1).

مناقب ابن شهرآشوب: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إفتخر رجلان عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أتفتخران بأجساد بالية وأرواح في النار؟! إن يكن له عقل فإن لك خلفا وإن لم يكن له تقوى فإن لك كرما، وإلا فالحمار خير منكما ولست بخير من أحد (2).

إفتخار العباس في قوله: أنا عم محمد (صلى الله عليه وآله)، وأنا صاحب سقاية الحجيج، فأنا أفضل من علي بن أبي طالب.

وقال شيبة أو غيره: أنا أعمر بيت الله الحرام وصاحب حجابته، فأنا أفضل.

وسمعها علي (عليه السلام) وهما يذكران ذلك فقال: أنا أفضل منكما لقد صليت قبلكما ست سنين. وفي رواية: سبع سنين، وأنا أجاهد في سبيل الله (3).

الروايات الكثيرة في إفتخار العباس وشيبة على علي (عليه السلام) بالسقاية والحجابة ونزول قوله تعالى: * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله) * - الآيات (4).

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: أصل المرء دينه، وحسبه خلقه، وكرمه تقواه، وإن الناس من آدم شرع سواء (5).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): ما لابن آدم والفخر، أوله نطفة، وآخره جيفة، لا يرزق

ص: 142


1- (1) ط كمباني ج 17 / 125، وجديد ج 78 / 31.
2- (2) جديد ج 41 / 55، وط كمباني ج 9 / 520.
3- (3) جديد ج 41 / 63، وط كمباني ج 9 / 522.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 91 و 89 و 522، وجديد ج 36 / 34.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 141، وجديد ج 73 / 293.

نفسه، ولا يدفع حتفه (1).

فضائل، كتاب الروضة: عن سلمان ومقداد وأبي ذر قالوا: إن رجلا فاخر عليا (عليه السلام)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! فاخر أهل الشرق والغرب والعرب والعجم، فأنت أقربهم نسبا، وابن عمك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأكرمهم نفسا، وأعلاهم رفعة، وأكرمهم ولدا، وأكرمهم أخا، وأكرمهم عما، وأعظمهم حلما، وأقدمهم سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم عزا في نفسك ومالك، وأنت أقرأهم لكتاب الله عز وجل وأعلاهم نسبا، وأشجعهم قلبا في لقاء الحرب، وأجودهم كفا، وأزهدهم في الدنيا، وأشدهم جهادا، وأحسنهم خلقا، وأصدقهم لسانا، وأحبهم إلى الله وإلي، وستبقى بعدي ثلاثين سنة تعبد الله وتصبر على ظلم قريش لك، ثم تجاهد في سبيل الله إذا وجدت أعوانا تقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله، ثم تقتل شهيدا تخضب لحيتك من دم رأسك. قاتلك يعدل قاتل ناقة صالح في البغضاء لله والبعد من الله.

يا علي! إنك من بعدي مغلوب مغصوب تصبر على الأذى في الله وفي محتسبا أجرك غير ضائع، فجزاك الله عن الإسلام خيرا (2).

الإحتجاج: ما يقرب منه (3).

ذم التفاخر بالأنساب في ذيل قوله تعالى: * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) * وفي حديث جويبر (4) والكافي (5).

وتقدم في " خلق ": ذم المفتخر بالآباء.

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن مولانا أبي جعفر (عليه السلام) قال:

لما كان يوم فتح مكة قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الناس خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه،

ص: 143


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 141، وجديد ج 73 / 294.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 154، وجديد ج 29 / 461.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 426 و 449، وجديد ج 40 / 1 و 68 و 93.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 684، وص 699، وجديد ج 22 / 54، وص 117.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 684، وص 699، وجديد ج 22 / 54، وص 117.

ثم قال: أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب: إن الله تبارك وتعالى قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية، والتفاخر بآبائها وعشائرها. أيها الناس إنكم من آدم وآدم من طين، ألا وإن خيركم عند الله وأكرمكم عليه اليوم أتقاكم وأطوعكم له (1).

الكافي نحوه (2).

إظهار هارون الرشيد الفخر حين خاطب قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: " السلام عليك يا ابن عم " فتقدم الكاظم صلوات الله عليه وقال: " السلام عليك يا أبتاه " (3).

أشعار أمير المؤمنين صلوات الله عليه في المفاخرة:

مناقب ابن شهرآشوب: تذاكروا الفخر عند عمر، فأنشأ أمير المؤمنين صلوات الله عليه:

الله أكرمنا بنصر نبيه * وبنا أقام دعائم الإسلام وبنا أعز نبيه وكتابه * وأعزنا بالنصر والإقدام إلى آخر ما تقدم في " شعر "، وراجع البحار (4).

منها في المفاخرة:

أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي * معه ربيت وسبطاه هما ولدي جدي وجد رسول الله متحد * وفاطم زوجتي لا قول ذي فند صدقته وجميع الناس في ظلم * من الضلالة والإشراك والنكد إلى آخره (5).

ومنها في المفاخرة:

نحن نؤم النمط الأوسطا * لسنا كمن قصر أو أفرطا (6)

ص: 144


1- (1) ط كمباني ج 6 / 606، وجديد ج 21 / 138.
2- (2) جديد 21 / 137، و ج 73 / 293، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 141.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 262 و 273، وجديد ج 48 / 135 و 103.
4- (4) جديد ج 39 / 347، وط كمباني ج 9 / 425.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 751، وجديد ج 34 / 410.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 754، وجديد ج 34 / 423.

ومنها في المفاخرة وإظهار الفضائل عند اجتماع جماعة من الصحابة وتذاكرهم فضائلهم فأنشأ صلوات الله عليه هذه الأبيات:

لقد علم الأناس بأن سهمي * من الإسلام يفضل كل سهم وأحمد النبي أخي وصهري * عليه الله صلى وابن عمي وإني قائد للناس طرا * إلى الإسلام من عرب وعجم وقاتل كل صنديد رئيس * وجبار من الكفار ضخم وفي القرآن ألزمهم ولائي * وأوجب طاعتي فرضا بعزم كما هارون من موسى أخوه * كذاك أنا أخوه وذاك اسمي لذاك أقامني لهم إماما * وأخبرهم به بغدير خم فمن منكم يعادلني بسهمي * وإسلامي وسابقتي ورحمي فويل ثم ويل ثم ويل * لمن يلقى الإله غدا بظلمي وويل ثم ويل ثم ويل * لجاحد طاعتي ومريد هضمي وويل للذي يشقى سفاها * يريد عداوتي من غير جرمي (1) ورواها العامة، كما في كتاب الغدير (2) وسائر أشعاره صلوات الله عليه في المفاخرة (3).

وله (عليه السلام) خطبة الافتخار (4).

تفاخر المهاجرين والأنصار بإظهار فضائلهم، ومفاخرة أمير المؤمنين (عليه السلام) عليهم بما اتفقوا في يوم الشورى وغيره في البحار (5).

في أنه افتخر علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) بفضائلهما، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لك حلاوة الولد وله ثمر الرجال وهو أحب إلي منك، فقالت فاطمة (عليها السلام): والذي اصطفاك

ص: 145


1- (1) ط كمباني ج 8 / 757، وجديد ج 34 / 441.
2- (2) الغدير ط 2 ج 2 / 32.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 753 و 758.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 278، وجديد ج 38 / 78.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 360، وجديد ج 31 / 407.

واجتباك وهداك وهدى بك الأمة، لا زلت مقرة له ما عشت (1).

مفاخرة أمير المؤمنين مع الحسين صلوات الله عليهما في مجمع النورين للمرندي (2). ونسخة أخرى في مفاخرتهما في كتاب حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني (3).

وفيه (4) مفاخرته (عليه السلام) مع زوجته فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقوله لها: يا فاطمة إن النبي يحبني أكثر منك، فقالت: واعجبا يحبك أكثر مني وأنا ثمرة فؤاده وعضو من أعضائه وليس له ولد غيري، فقال لها علي (عليه السلام): يا فاطمة إن لم تصدقيني فامضي بنا إلى أبيك محمد (صلى الله عليه وآله).

قال: فمضينا إلى حضرته فتقدمت فاطمة فقالت: يا رسول الله أينا أحب إليك أنا أم علي؟ قال النبي: أنت أحب وعلي أعز منك، فعندها قال الإمام علي بن أبي طالب: ألم أقل لك إني ولد ذات التقي؟ قالت فاطمة: وأنا بنت خديجة الكبرى.

قال علي: وأنا ابن الصفا. قالت: وأنا بنت سدرة المنتهى.

قال علي: وأنا فخر اللوى. قالت فاطمة: أنا ابنة من دنى فتدلى، وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى.

قال علي: أنا ولد المحصنات. قالت فاطمة: أنا بنت الصالحات.

قال علي: أنا خادمي جبرئيل. قالت فاطمة: وأنا خاطبني في السماء راحيل وخدمتني الملائكة جيلا بعد جيل.

قال علي: ولدت في المحل البعيد المرتقى. قالت فاطمة: وأنا زوجت في الرفيع الأعلى وكان ملاكي في السماء.

قال علي: أنا حامل اللواء. قالت فاطمة: وأنا بنت من عرج به إلى السماء.

قال علي: وأنا صالح المؤمنين. قالت فاطمة: وأنا بنت خاتم النبيين.

قال علي: وأنا الضارب على التأويل. قالت فاطمة: وأنا جنة التأويل.

ص: 146


1- (1) ط كمباني ج 10 / 13، وجديد ج 43 / 38.
2- (2) مجمع النورين ص 192.
3- (3) حلية الأبرار ص 285، وص 45.
4- (4) حلية الأبرار ص 285، وص 45.

قال علي: وأنا شجرة تخرج من طور سيناء. قالت فاطمة: وأنا الشجرة التي تأتي اكلها كل حين.

قال علي: وأنا مكلم الثعبان. قالت فاطمة: وأنا ابنة النبي الكريم.

قال علي: وأنا النبأ العظيم. قالت فاطمة: وأنا ابنة الصادق الأمين.

قال علي: وأنا حبل الله المتين. قالت فاطمة: وأنا بنت خير الخلق أجمعين.

قال علي: وأنا ليث الحروب. قالت فاطمة: أنا بنت من يغفر الله به الذنوب.

قال علي: وأنا المتصدق بالخاتم. قالت فاطمة: أنا بنت سيد العالم.

قال علي: وأنا سيد بني هاشم. قالت فاطمة: وأنا بنت محمد المصطفى.

قال علي: أنا سيد الوصيين. قالت فاطمة: أنا بنت النبي العربي.

قال علي: وأنا الشجاع المكي. قالت فاطمة: وأنا ابنة أحمد النبي.

قال علي: أنا البطل الأورع. قالت فاطمة: أنا ابنة الشفيع المشفع.

قال علي: أنا قسيم الجنة والنار. قالت فاطمة: أنا ابنة محمد المختار.

قال علي: أنا قاتل الجان. قالت فاطمة: انا ابنة رسول الله الملك الديان.

قال علي: أنا خيرة الرحمن. قالت فاطمة: انا خيرة النسوان.

قال علي: وأنا مكلم أصحاب الرقيم. قالت فاطمة: وأنا ابنة من أرسل رحمة للمؤمنين وبهم رؤوف رحيم.

قال علي: وأنا الذي جعل الله نفسي نفس محمد حيث يقول في كتابه العزيز:

* (أنفسنا وأنفسكم) *. قالت فاطمة: * (وأبناءنا وأبناءكم) *.

قال علي: أنا من شيعتي من علمي يسطرون. قالت فاطمة: أنا بحر من علمي يغترفون.

قال علي: أنا اشتق الله تعالى اسمي من اسمه فهو العالي وأنا علي. قالت فاطمة: وأنا كذلك فهو الفاطر وأنا فاطمة.

قال علي: أنا حياة العارفين. قالت فاطمة: أنا فلك نجاة الراغبين.

قال علي: أنا الحواميم. قالت: أنا ابنة الطواسين.

ص: 147

قال علي: أنا كنز الغنى. قالت فاطمة وأنا كلمة الحسنى.

قال علي: أنا بي تاب الله على آدم في خطيئته. قالت فاطمة: وأنا بي قبل قال علي: أنا بي تاب الله على آدم في خطيئته. قالت فاطمة: وأنا بي قبل الله توبته.

قال علي: أنا كسفينة نوح من ركبها نجى. قالت فاطمة: وأنا أشاركه في دعوته.

قال علي: وأنا طوفانه. قالت فاطمة: وأنا سورته.

قال علي: وأنا النسيم إلى حفظه. قالت فاطمة: وأنا مني أنهار الماء والخمر والعسل في الجنان.

قال علي: أنا علم النبيين. قالت فاطمة: وأنا بنت سيد المرسلين الأولين والآخرين.

قال علي: أنا البئر والقصر المشيد. قالت فاطمة: أنا مني شبر وشبير.

قال علي: أنا بعد الرسول خير البرية. قالت فاطمة: أنا البرة الزكية.

فعندها قال النبي: لا تكلمي عليا فإنه ذو البرهان. قالت فاطمة: أنا ابنة من انزل إليه القرآن.

قال علي: أنا الأمين الأصلع. قالت فاطمة: أنا الكوكب الذي يلمع.

قال النبي: فهو صاحب الشفاعة يوم القيامة. قالت فاطمة: أنا خاتون يوم القيامة.

فعند ذلك قالت فاطمة لرسول الله: يا رسول الله لا تحامي لابن عمك ودعني وإياه. وقال علي: يا فاطمة أنا من محمد عصبته ونجيبه. قالت فاطمة: وأنا لحمه ودمه.

قال علي: وأنا الصحف. قالت فاطمة: وأنا الشرف.

قال علي: وأنا ولي الزلفى. قالت فاطمة: وانا الخمصأ الحسنى.

قال علي: وأنا نور الورى. قالت فاطمة: وأنا فاطمة الزهراء.

فعندها قال النبي: يا فاطمة قومي وقبلي رأس ابن عمك، هذا فاطمة الزهراء.

فعندها قال النبي: يا فاطمة قومي وقبلي رأس ابن عمك، هذا جبرئيل

ص: 148

وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل مع أربعة آلاف من الملائكة يحامون مع علي، وهذا أخي راحيل وروائيل مع أربعة آلاف من الملائكة ينظرون.

قال: فقامت فاطمة الزهراء فقبلت رأس الإمام علي بن أبي طالب بين يدي النبي - الخ.

ونقل هذه الرواية من كتاب جنة العاصمة تأليف العلامة المعاصر الميرجهاني (1) نقلا عن كتاب الفضائل.

تفاخر فاطمة الزهراء صلوات الله عليها مع عائشة في البحار (2).

مفاخرة الحسن بن علي صلوات الله عليه مع معاوية ومروان والمغيرة والوليد وعتبة بن أبي سفيان (3)، ومع معاوية فيه (4).

مفاخرة جبرئيل مع إسرافيل (5).

الكافي: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: أتى النبي (صلى الله عليه وآله) رجل فقال: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، حتى عد تسعة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنك عاشرهم في النار (6).

أمالي الصدوق: عن الصادق، عن أبيه، عن جده صلوات الله عليهم قال: وقع بين سلمان الفارسي وبين رجل كلام وخصومة، فقال له الرجل: من أنت يا سلمان؟ فقال: أما أولي وأولك فنطفة قذرة، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة ووضعت الموازين فمن ثقل ميزانه فهو الكريم ومن خف ميزانه فهو اللئيم (7).

الكافي: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في

ص: 149


1- (1) جنة العاصمة ص 70.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 187، وجديد ج 37 / 63.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 122، وص 124، وجديد ج 44 / 93، وص 103.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 122، وص 124، وجديد ج 44 / 93، وص 103.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 179، وجديد ج 16 / 364.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 702، وجديد ج 22 / 131.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 124، وجديد ج 73 / 231.

المسجد فأقبلوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى بلغوا سلمان. فقال له عمر بن الخطاب: أخبرني من أنت ومن أبوك وما أصلك؟ قال: أنا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز وجل بمحمد (صلى الله عليه وآله)، وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد (صلى الله عليه وآله)، وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد (صلى الله عليه وآله)، هذا نسبي وهذا حسبي (1).

في أنه افتخر ثعلبة بن غنم الأوسي على أسعد بن زرارة الخزرجي، فقال:

منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، ومنا حنظلة غسيل الملائكة، ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح حمى الديار، ومنا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن له ورضي الله بحكمه في بني قريظة.

فقال الخزرجي: منا أربعة أحكموا القرآن أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، ومنا سعد بن عبادة خطيب الأنصار. فجرى الحديث تعصبا وتفاخرا. فجاء الأوس إلى الأوسي والخزرج إلى الخزرجي ومعهما السلاح، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فركب حمارا وأتاهم فأنزل الله: * (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) * - الآية. فقرأها عليهم فاصطلحوا (2).

خبر في مفاخرة الأرض والحوت والجبال والحديد والنار والماء وغيرها (3) ونحوه (4).

يأتي ما يتعلق بالتفاخر والتواضع في " كربل ".

كلمات الفخر الرازي الدالة على تعصبه ونصبه ورد العلامة المجلسي لها بوجوه حسنة في البحار (5).

قوله في ذيل قوله تعالى: * (وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى) * في تفسيره أن هذا الأتقى هو أبو بكر، واستدل على ذلك بأمور واهية وما نسجه أوهن

ص: 150


1- (1) ط كمباني ج 6 / 764، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 95، وجديد ج 22 / 381، و ج 70 / 289.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 335، وجديد ج 18 / 156.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 20.
4- (4) ط كمباني 14 / 23 و 334، و ج 1 / 41، وجديد ج 1 / 123، و ج 57 / 87 و 99، و ج 60 / 198.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 254، وجديد ج 30 / 418.

من بيت العنكبوت. وسائر الكلمات في ذمه ونصبه في سفينة البحار.

فخر الدين وفخر المحققين: هو الشيخ الأجل العالم الكامل، وحيد عصره فريد دهره، محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي، وجه من وجوه هذه الطائفة عظيم الشأن جليل القدر، كثير العلم جيد التصانيف، وكان والده العلامة يعظمه ويثني عليه.... وأمره باتمام ما نقص من كتبه، بعد حلول الأجل وإصلاح ما وجد فيه من الخلل. وقيل: فاز بدرجة الاجتهاد في السنة العاشرة من عمره الشريف. يروي عن والده ويروي عنه شيخنا الشهيد. توفي سنة 771.

الشيخ فخر الدين الطريحي تقدم في " طرح ".

السيد فخار: هو السيد السند والحبر المعتمد فخار بن المعد الموسوي، من أعاظم العلماء والفقهاء، مؤلف كتاب الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب.

تقدم في " طلب ": بعض ما يتعلق به، وذكرناه في رجالنا (1).

فخم:

باب تفخيم النبي (صلى الله عليه وآله) وتوقيره في حياته وبعد مماته (2).

قال معاوية لأمد بن لبد المعمر: فهل رأيت محمدا (صلى الله عليه وآله)؟ قال: من محمد؟ قال:

رسول الله (صلى الله عليه وآله). قال: ويحك أفلا فخمته كما فخمه الله؟! فقلت رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).

وتقدم في " حمد " عند ذكر النبي (صلى الله عليه وآله): أن مولانا الصادق صلوات الله عليه لما سمع اسم محمد أقبل بخده نحو الأرض وهو يقول: محمد محمد محمد حتى كاد يلصق خده بالأرض، إلى غير ذلك.

وعن مالك بن أنس أن الصادق صلوات الله عليه إذا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اخضر مرة واصفر أخرى حتى ينكره من كان يعرفه، ولنعم ما قيل:

هزار مرتبه شستن دهان بمشك وگلاب * هنوز نام تو بردن كمال بي أدبي است

ص: 151


1- (1) مستدركات علم رجال الحديث ج 6 / 193.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 195، وجديد ج 17 / 15.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 584، وجديد ج 33 / 276.

فدك:

باب غزوة خيبر وفدك (1).

فدك بفتحتين، قرية من قرى اليهود بينها وبين المدينة يومان وبينها وبين خيبر دون مرحلة، وهي مما أفاء الله على رسوله وكانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) خاصة لأنه فتحها هو وأمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن معهما أحد، فليس لأحد فيها حق، فلما نزل قوله تعالى: * (فلت ذا القربى حقه) * أعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة الزهراء بأمر من الله تبارك وتعالى، فراجع البحار (2).

الخرائج: في أنه طويت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الأرض حتى إنتهى إلى فدك، وأخذ جبرئيل مفاتيح فدك وفتح أبواب مدينتها، ودار النبي (صلى الله عليه وآله) في بيوتها وقراها.

وقال جبرئيل: هذا ما خصك الله به وأعطاكه، وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام) قد كان لامك خديجة على أبيك محمد مهر وإن أباك قد جعلها أي فدك لك بذلك وأنحلتكها تكون لك ولولدك بعدك، وكتب كتاب النحلة علي (عليه السلام) في أديم وشهد (عليه السلام) على ذلك وأم أيمن ومولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).

باب نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه (4).

قال السيد ابن طاووس في كشف المحجة فيما أوصى إلى ابنه: قد وهب جدك محمد (صلى الله عليه وآله) أمك فاطمة (عليها السلام) فدكا والعوالي.

وكان دخلها في رواية الشيخ عبد الله بن حماد الأنصاري أربعة وعشرين ألف دينار في كل سنة. وفي رواية غيره سبعين ألف دينار (5).

الموسوية في الحدود الأربعة لفدك (6).

الرواية المفصلة المنقولة عن اختصاص المفيد في أمر فدك (7).

ص: 152


1- (1) ط كمباني ج 6 / 571، وجديد ج 21 / 1 و 22.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 577 و 573.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 287، وجديد ج 17 / 378.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 91، وجديد ج 29 / 105.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 94، وجديد ج 29 / 123.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 106، و ج 11 / 276 و 280، وجديد ج 29 / 200، و ج 48 / 144 و 156.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 104، وجديد ج 29 / 189.

ذكر من رد فدكا على ولد فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها مثل عمر بن عبد العزيز وغيره من الخلفاء (1).

في أنه انتزعها منهم بعد عمر بن عبد العزيز يزيد بن عبد الملك، ثم دفعها السفاح إلى الحسن بن الحسن المجتبى (عليه السلام)، ثم أخذها المنصور، ثم أعادها المهدي، ثم قبضها الهادي، ثم ردها المأمون. قال دعبل الخزاعي:

أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشما فدكا (2) وحكي أن المعتصم والواثق قالا: كان المأمون أعلم منا به فنحن نمضي على ما مضى هو عليه، فلما ولى المتوكل قبضها وأقطعها حرملة الحجام، وأقطعها بعده لفلان النازيار من أهل طبرستان، وردها المعتضد والمنتصر (كما يأتي في " نصر ") وحازها المكتفي، وقيل: إن المقتدر ردها عليهم (3).

ويأتي في " كتب ": كتاب أبي بكر لرد فدك.

أقول: تعداد من رد فدك ومن غصب في تتمة المنتهى (4).

كلام ابن أبي الحديد في فدك (5).

خطبة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها في أمر فدك (6) ورواها العامة، كما في إحقاق الحق (7) وخطبة أخرى لها فيه (8).

وسائر كلماتها (عليها السلام) في ذلك من طريق العامة، وكلمات العامة فيه، ورد عمر بن الخطاب فدكا على ورثة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإقطاع مروان بن الحكم فدكا في أيام عثمان، ولما ولى معاوية أقطع مروان بن الحكم ثلث فدك وأقطع لعمرو بن عثمان ثلثها وليزيد ثلثها، وذلك بعد موت الحسن بن علي، فلم يزالوا يتداولونها

ص: 153


1- (1) ط كمباني ج 8 / 107 و 108، و ج 6 / 742، وجديد ج 29 / 208، و ج 22 / 295.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 131، وجديد ج 29 / 347.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 108، وجديد ج 29 / 209.
4- (4) تتمة المنتهى ص 293 و 294.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 480، وجديد ج 19 / 349.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 109، وجديد ج 29 / 216.
7- (7) الإحقاق ج 10 / 296، وص 306.
8- (8) الإحقاق ج 10 / 296، وص 306.

حتى خلصت لمروان بن الحكم أيام خلافته، فوهبها لابنه عبد العزيز، فوهبها عبد العزيز لابنه عمر بن عبد العزيز، ولما ولى عمر بن عبد العزيز الخلافة خطب وردها إلى أولاد فاطمة، كما تقدم (1). وخطبة عمر بن عبد العزيز (2). وأسامي من غصب بعده ومن رد فيه (3). ومكاتبة المأمون في رد فدك سنة 210 (4) وما فعل المتوكل في ذلك (5).

في أنه مما نقم الناس على عثمان إقطاعه فدك لمروان. والكلمات في ذلك في الغدير (6).

باب العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين صلوات الله عليه فدكا لما ولى الناس (7).

نهج البلاغة: العلوي (عليه السلام): بلى، كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين، ونعم الحكم الله.

وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها وتغيب أخبارها - الخطبة (8).

أقول: وعن مكارم الأخلاق عن الصادق (عليه السلام): إن الله عز وجل عوض فاطمة (عليها السلام) عن فدك طاعة الحمى لها، فأيما رجل أحبها وأحب ولدها فأصابته الحمى فقرأ ألف مرة قل هو الله أحد، ثم سأل بحق فاطمة زالت عنه الحمى إن شاء الله تعالى.

فدى:

عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، أمالي الصدوق: عن الفضل قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: لما أمر الله عز وجل إبراهيم أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش

ص: 154


1- (1) الغدير ط 2 ج 7 / 191 - 195، وص 195.
2- (2) الغدير ط 2 ج 7 / 191 - 195، وص 195.
3- (3) الغدير ط 2 ج 7 / 195 و 196، وص 196، وص 197.
4- (4) الغدير ط 2 ج 7 / 195 و 196، وص 196، وص 197.
5- (5) الغدير ط 2 ج 7 / 195 و 196، وص 196، وص 197.
6- (6) الغدير ج 8 / 236 - 238.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 141، وجديد ج 29 / 395.
8- (8) ط كمباني ج 8 / 629، و ج 9 / 503، وجديد ج 33 / 474، و ج 40 / 340.

الذي أنزله عليه، تمنى إبراهيم أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده، وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده عليه بيده، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب.

فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم من أحب خلقي إليك؟ فقال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد (صلى الله عليه وآله)، فأوحى الله إليه: أفهو أحب إليك أم نفسك؟ قال: بل هو أحب إلي من نفسي. قال: فولده أحب إليك أم ولدك؟ قال:

بل ولده. قال: فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي.

قال: يا إبراهيم فإن طائفة تزعم أنها من أمة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي. فجزع إبراهيم لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي، فأوحى الله عز وجل: يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل - لو ذبحته بيدك - بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله عز وجل: * (وفديناه بذبح عظيم) *.

بيان: قد أورد على هذا الخبر إعضال، وهو أنه إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين (عليه السلام) لا يكون المفدى عنه أجل رتبة من المفدى به، فإن أئمتنا صلوات الله عليهم أشرف من أولي العزم فكيف من غيرهم؟ مع أن الظاهر من استعمال لفظ الفداء، التعويض عن الشئ بما دونه في الخطر والشرف.

وأجيب بأن الحسين (عليه السلام) لما كان من أولاد إسماعيل، فلو كان ذبح إسماعيل لم يوجد نبينا وكذا سائر الأئمة وسائر الأنبياء (عليهم السلام) من ولد إسماعيل فإذا عوض من ذبح إسماعيل بذبح واحد من أسباطه وأولاده وهو الحسين (عليه السلام) فكأنه عوض عن ذبح الكل وعدم وجودهم بالكلية بذبح واحد من الأجزاء بخصوصه، ولا شك في أن مرتبة كل السلسلة أعظم وأجل من مرتبة الجزء بخصوصه.

أقول: ليس في الخبر أنه فدى إسماعيل بالحسين، بل فيه أنه فدى جزع

ص: 155

إبراهيم على إسماعيل، بجزعه على الحسين (عليه السلام)، وظاهر أن الفداء على هذا ليس على معناه، بل المراد التعويض، ولما كان أسفه على ما فات منه من ثواب الجزع على ابنه، عوضه الله بما هو أجل وأشرف وأكثر ثوابا، وهو الجزع على الحسين (عليه السلام) (1).

في أنه يفدى المقصرون من الشيعة بالنصاب في يوم القيامة، فيقال لهم:

هؤلاء النصاب فداؤكم من النار، فيدخل المقصرون من الشيعة في الجنة وأولئك النصاب في النار (2).

إنالة علي صلوات الله عليه الفداء لشيعته من ثواب نفس من أنفاسه ليلة المبيت من الظلامات يوم القيامة (3).

فداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنه إبراهيم بالحسين صلوات الله عليه (4).

جملة من قضايا فداء المشركين يوم بدر من أنفسهم (5).

فرت:

يأتي في " نهر ": أن نهر فرات من الأنهار التي من الجنة. الروايات في فضل ماء الفرات، وأنه يصب فيه ميزابان من ميازيب الجنة، وأن ملكا يهبط من السماء في كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل مسك من مسك الجنة فيطرحها في الفرات، وما من نهر في شرق الأرض ولا غربها أعظم بركة منه، وأن الولد الذي يحنك به يحب أهل البيت صلوات الله عليهم.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما إن أهل الكوفة لو حنكوا أولادهم بماء الفرات لكانوا لنا شيعة.

ص: 156


1- (1) ط كمباني ج 10 / 151، وجديد ج 44 / 225.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 302. ونحوه ص 252، وجديد ج 7 / 210، و ج 8 / 44. ونحوه في ط كمباني ج 9 / 603، وجديد ج 42 / 28.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 307، و ج 15 كتاب الإيمان ص 130، وجديد ج 8 / 60، و ج 68 / 108.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 708، وجديد ج 22 / 153.
5- (5) جديد ج 19 / 240 و 241، و ج 20 / 77، وكمباني ج 6 / 457 و 501.

وهذه الروايات في البحار (1).

وهذه الروايات في البحار (1).

وتقدم في " بلخ ": أن نهر الفرات من النهرين المؤمنين، والأمر بتحنيك الأولاد بماء الفرات فيه وفي البحار (2).

وعن جعفر الصادق صلوات الله عليه أنه شرب من ماء الفرات ثم استزاد وحمد الله تعالى وقال: ما أعظم بركته، لو علم الناس ما فيه من البركة، لضربوا على حافتيه القباب، وما انغمس فيه ذو عاهة إلا برئ (3).

وقوله (عليه السلام): لو كان بيني وبينه أميال لأتيناه نستشفي به (4).

الرواية في أنه لو عدل في الفرات لسقى ما على الأرض كله (5).

وعن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: لو أني عندكم لأتيت الفرات كل يوم فاغتسلت (6).

يمكن أن يقال باستحباب الغسل كل يوم لأهل كربلاء ومن في جوانبه تأسيا به (عليه السلام). وتقدم في " بقع " و " زمزم " ما يتعلق به، وكذا في " موه ".

جملة من قضايا أمير المؤمنين صلوات الله عليه مع الفرات وضربه قضيبه عليه، وانقياده له، وتكلم ما فيه معه (7).

الكافي: عن ضريس الكناسي قال سألت أبا جعفر صلوات الله عليه أن الناس يذكرون أن فراتنا يخرج من الجنة، فكيف هو وهو يقبل من المغرب وتصب فيه العيون والأودية؟ قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام): وأنا أسمع أن لله جنة خلقها الله في المغرب، وماء

ص: 157


1- (1) ط كمباني ج 14 / 291 و 290 و 292 و 903، و ج 23 / 118، وجد ج 60 / 35 و 41 و 42 و 45، و ج 66 / 447 و 448.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 118 مكررا، وجديد ج 104 / 114.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 292، وجديد ج 60 / 41.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 903، وجديد ج 66 / 447.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 293.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 903.
7- (7) جديد ج 41 / 237 و 249 و 250 و 251 مكررا و 268 و 269، وط كمباني ج 9 / 565 - 574.

فراتكم هذه يخرج منها، وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء، فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيما بين السماء والأرض، تطير ذاهبة وجائية، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس، وتتلاقى في الهواء، وتتعارف - الخبر (1).

فرج:

باب أدعيه الفرج ودفع الأعداء والشدائد - الخ (2).

ومن أدعية الفرج أن يلزم ما ورد عن أبي جعفر الثاني صلوات الله عليه: يا من يكفي من كل شئ ولا يكفي منه شئ إكفني ما أهمني (3).

دعاء الفرج الذي دعا به يوسف في السجن فخلص من السجن: اللهم إن كانت الذنوب قد أخلقت وجهي - الدعاء.

قال الراوي: أندعو نحن بهذا الدعاء: فقال (عليه السلام): ادع بمثله: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك، فإني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم (4).

مجالس المفيد، أمالي الطوسي: في الصحيح عن الريان قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يدعو بكلمات فحفظتها عنه، فما دعوت بها في شدة إلا فرج الله عني، وهي: اللهم أنت ثقتي في كل كرب وأنت رجائي في كل شدة - الخ (5).

وتقدم في " إبل ": دعاء لرفع الشدائد.

دعاء الفرج للحسين بن علي (عليه السلام) علمه الصادق (عليه السلام) للربيع وهو: يا عدتي عند شدتي ويا غوثي في كربتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام. قال الربيع: فحفظت هذا الدعاء فما نزلت بي شدة قط إلا دعوت

ص: 158


1- (1) ط كمباني ج 3 / 174، وجديد ج 6 / 289.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 231، وجديد ج 95 / 180.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 240، وجديد ج 95 / 208 و 195.
4- (4) جديد ج 95 / 185، و ج 12 / 231، وط كمباني ج 5 / 173.
5- (5) جديد ج 95 / 187 و 202، وط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 238.

به ففرج (1).

وقد نقل هذا الدعاء بكيفيات مختلفة، فراجع (2).

ومن أدعية الفرج: إلهي طموح الآمال - الخ (3).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه من لحقته شدة أو نكبة أو ضيق فقال ثلاثين مرة: أستغفر الله وأتوب إليه. إلا فرج الله تعالى عنه. قال الراوندي: هذا خبر صحيح وقد جرب.

قاله السيد ابن طاووس في محكي مهج الدعوات.

كلمات الفرج: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن، وما تحتهن، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين.

هكذا في صحيحة زرارة المروية في الكافي باب تلقين الميت.

دعوات الراوندي مثله مع إسقاط " وما تحتهن " (4).

وفي رواية صحيحة الحلبي، عن الصادق (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحوه مع اختلاف قليل. وكذا في رواية عبد الله بن ميمون القداح، عن الصادق (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وليس فيها وسلام على المرسلين. وتقدم في " دعا " بدون كلمة وما فيهن وما بينهن وما تحتهن.

ورواها في فقه الرضا، وكتاب الهداية للصدوق مثله مع زيادة: " وسلام على المرسلين " بعد قوله: " ورب العرش العظيم "، كما في البحار (5).

فلاح السائل: قال: يقول في قنوته: لا إله إلا الله الحليم الكريم - إلى آخره مع زيادة: " وسلام على المرسلين ". وكذا عن المقنعة مع زيادة أخرى في آخره.

ص: 159


1- (1) ط كمباني ج 11 / 155، وجديد ج 47 / 174.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 143 - 156 و 236، وجديد ج 95 / 197، و ج 94 / 270.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 590، و ج 19 كتاب الدعاء ص 238، وجديد ج 95 / 203، و ج 87 / 277 - 280.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 149، وجديد ج 81 / 240.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 147 و 149، وجديد ج 81 / 233 و 239.

قال المجلسي: وردت كلمات الفرج بطرق مختلفة قد سبق بعضها في كتاب الجنائز، وفي رواية أبي بصير في قنوت الجمعة " لا إله إلا الله رب السماوات " مكان " سبحان الله ". وكذا في المصباح، وليس في الرواية وفي بعض نسخ المصباح " وما تحتهن "، وليس في الرواية ولا في المصباح " وسلام على المرسلين ". والأحوط تركه.

وقد ورد النهي عن قوله في قنوت الجمعة عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، ثم نقل عن الذكرى جواز أن يقول فيها: * (وسلام على المرسلين) *. ونقله أيضا عن جماعة من الأصحاب، ثم قال: وقد عرفت خلو ما وصل إلينا من النصوص عنه.

ثم أن الأصحاب ذكروا أن أفضل القنوت كلمات الفرج ولم أره مرويا إلا في قنوت الجمعة وقنوت الوتر - الخ (1).

تلقين أمير المؤمنين (عليه السلام) كلمات الفرج ونقله عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه أمره أن يقولها عند الكرب والشدة وهي: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله وتبارك وتعالى رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين (2).

ونقل أنه دعا موسى بن عمران عند دخوله على فرعون كلمات الفرج: لا إله إلا الله الحليم الكريم - الخ. كما نقلنا عن فقه الرضا وكتاب الهداية مع زيادة:

" وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، اللهم إني أدرئك في نحره، وأعوذ بك من شره، وأستعينك عليه فاكفنيه بما شئت " (3). وفيه فوائد الدعاء.

وتقدم في " دعا ".

ومن أدعية الفرج، دعاء: يا من أظهر الجميل وستر القبيح - الخ. علمه مولانا الحجة لأبي الحسين بن أبي البغل، كما في البحار (4).

ص: 160


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 379، وجديد ج 85 / 206.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 236، وجديد ج 95 / 195.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 256، وجديد ج 13 / 144.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 960، و ج 19 كتاب الدعاء ص 237 مكررا و 225، و ج 13 / 80، وجديد ج 95 / 198 - 200 و 164، و ج 51 / 304، و ج 91 / 349.

صلاة الفرج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) تصلي ركعتين، تقرأ في الأولى الحمد وقل هو الله أحد ألف مرة، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد مرة واحدة، ثم تتشهد وتسلم وتدعو بدعاء الفرج وتقول: اللهم يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون - الدعاء (1).

مهج الدعوات: دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) وهو دعاء الفرج: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك يا الله يا الله يا الله، يا من علا فقهر، ويا من بطن فخبر، ويا من ملك فقدر - الخ (2).

فضل انتظار الفرج:

اشارة

في رواية الأربعمائة قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج - الخ (3).

باب فضل انتظار الفرج (4). ويأتي في " نظر " ما يتعلق بذلك.

النبوي (صلى الله عليه وآله): أضيق الأمر أدناه من الفرج (5).

قال معمر بن خلاد للرضا (عليه السلام): عجل الله فرجك، فقال: يا معمر ذاك فرجكم أنتم، فأما أنا فوالله ما هو إلا مزود فيه كف سويق مختوم بخاتم (6).

الجوادي (عليه السلام): الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا (7).

سؤال معمر بن يحيى عن أبي جعفر صلوات الله عليه عن أشياء من الفروج لم

ص: 161


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 962، وجديد ج 91 / 355.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 264، وجديد ج 95 / 281.
3- (3) جديد ج 10 / 94، و ج 52 / 123، وط كمباني ج 4 / 113.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 135، وجديد ج 52 / 122.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 47، وجديد ج 77 / 165.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 207، وجديد ج 78 / 339.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 115، وجديد ج 50 / 64.

يكن أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأمر بها ولا ينهى عنها إلا نفسه وولده (1).

حديث الفروج المحرمة في الكتاب والسنة البالغة عددا إلى أربعة وثلاثين فرجا مذكور في الخصال كما في البحار (2).

تشريح الفرج وآلات التناسل في البحار (3) وكذا في توحيد المفضل (4) وتقدم في " رحم " ما يتعلق بذلك.

باب الدعاء لوجع الفرج (5).

طب الأئمة: رواية شكاية المعلى إلى مولانا الصادق (عليه السلام) من وجع الفرج وقوله: إن هذا لكشف عورتك في موضع، ثم علمه أن يضع يده اليسرى عليه ويقول: بسم الله وبالله، بلى من أسلم وجهه لله - إلى قوله -: يحزنون. اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك لا ملجأ ولا منجا إلا إليك - ثلاث مرات - فإنك تعافي إن شاء الله تعالى.

باب العفاف وعفة البطن والفرج (6) وتقدم في " عفف " ما يتعلق بذلك.

معنى العلوي (عليه السلام): انفرجتم عن علي بن أبي طالب انفراج الرأس وانفراج المرأة عن قبلها (7).

فرج الله بن محمد بن درويش الحويزي: فاضل محقق شاعر أديب معاصر صاحب كامل الزيارة: له مؤلفات كثيرة، منها كتاب الرجال وكتاب كبير في الكلام يشتمل على الفرق الثلاث والسبعين وغيرهما.

أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب مقاتل الطالبيين: علي بن الحسين بن

ص: 162


1- (1) ط كمباني ج 1 / 148، وجديد ج 2 / 252.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 85، وجديد 103 / 367.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 498 و 499، وجديد ج 62 / 47 - 50.
4- (4) ط كمباني ج 2 / 19 و 20، 14 / 498 و 499، وجديد ج 62 / 47 - 50. (4) ط كمباني ج 2 / 19 و 20، وجديد ج 3 / 62.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 204، وجديد ج 95 / 83.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 183، وجديد ج 71 / 268.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 156، وجديد ج 29 / 473.

محمد المذكور في رجالنا (1) والسفينة.

أبو الفرج ابن الجوزي. تقدم في " جوز ".

أبو الفرج النهرواني القاضي: المعافي بن زكريا، ذكرناه في الرجال (2).

فرح:

نهج البلاغة: ومن كتاب له صلوات الله عليه: أما بعد، فإن العبد ليفرح بالشئ الذي لم يكن ليفوته، ويحزن على الشئ الذي لم يكن ليصيبه، فلا يكن أفضل ما نلت في نفسك من دنياك بلوغ لذة أو شفاء غيظ، ولكن إطفاء باطل أو إحياء حق، وليكن سرورك بما قدمت وأسفك على ما خلفت، وهمك فيما بعد الموت والسلام (3).

باب الغفلة واللهو وكثرة الفرح (4) وتقدم في " غفل " ما يتعلق بذلك، وكذا في " سرر " و " حزن ".

النبوي (صلى الله عليه وآله): مع كل ترحة فرحة (5). والترح بفتحتين الحزن والهم. ولعله مستفاد من قوله تعالى: * (إن مع العسر يسرا) *.

تفسير علي بن إبراهيم: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي، ما من دار فيها فرحة إلا يتبعها ترحة، وما من هم إلا وله فرج إلا هم أهل النار، فإذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة تمحها سريعا، وعليك بصنائع الخير فإنها تدفع مصارع السوء - الخبر (6).

ومن كلمات أبي محمد العسكري (عليه السلام): ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون (7).

ص: 163


1- (1) مستدركات علم رجال الحديث ج 5 / 355، و ج 8 / 433.
2- (2) ج 7 / 441.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 633. ونحوه ص 634، وجديد ج 33 / 492 و 495.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 104، وجديد ج 73 / 154.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 46، وجديد ج 77 / 164.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 35، وجديد ج 77 / 116.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 217، وجديد ج 78 / 374.

الخصال: عن الصادق صلوات الله عليه: للصائم فرحتان، فرحة عند الافطار، وفرحة عند لقاء الله عز وجل (1).

الخصال: النبوي الصادقي (عليه السلام): يا علي، ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا:

لقى الإخوان، والافطار من الصيام، والتهجد من آخر الليل (2).

في المجمع في قوله تعالى: * (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) * أي الأشرين والبطرين، وأما الفرح بمعنى السرور فليس بمكروه. ويستعمل الفرح في معان: في الرضا والسرور والأشر والبطر - إنتهى. ومما ذكر ظهر الكلام في قوله تعالى:

* (ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون) * أي الإضلال بسبب الفرح بغير حق والمرح. ويأتي في " مرح ".

فرد:

" الفرد " من أسماء الله تبارك وتعالى، ومعناه أنه المتفرد بالربوبية والأمر، ولا شئ معه، وكل شئ مصنوع ومخلوق له، وبه لا معه ولا من دونه، وهو مشيئ الشئ ليس كمثله شئ، فهو الفرد الحي القيوم رب العالمين، لا شريك له.

المفردات من مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).

تقدم في " ثنى ": تفسير فرادى في قوله تعالى: * (أن تقوموا لله مثنى وفرادى) *.

إفريدون العادل عد من المعمرين. عاش فوق الألف سنة (4).

في أن موسى بن عمران كان في ملك إفريدون ومنوچهر، كما في البحار (5).

وكذا الخضر كان في أيام إفريدون، كما فيه (6).

ص: 164


1- (1) ط كمباني ج 20 / 64. ونحوه ص 65 مكررا، وجديد ج 96 / 248 و 249 - 251 و 258.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 64، وجديد ج 96 / 248.
3- (3) جديد ج 39 / 82، وكمباني ج 9 / 364.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 77، وجديد ج 51 / 290.
5- (5) جديد ج 13 / 170، وط كمباني ج 5 / 262.
6- (6) جديد ج 13 / 281، وط كمباني ج 5 / 291.

فردس:

نزول قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) * في أبي ذر والمقداد وسلمان وعمار بن ياسر (1). وفي رواية أخرى عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: نزلت في آل محمد (2).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن الحارث، عن علي صلوات الله عليه أنه قال: لكل شئ ذروة وذروة الجنة الفردوس. وهي لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس، وهو جبل قد علا على الجنة، وفوقه عرش رب العالمين، ومن سفحه تنفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنة، وهو جالس على كرسي من نور تجري بين يديه التسنيم - الخبر (4).

وفي حديث المعراج وفيه جوامع المناقب، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثم عرج بي إلى السماء السادسة، فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربي تعرفونا حق معرفتنا؟ قالوا: ولم لا نعرفكم، وقد خلق الله جنة الفردوس وعلى بابها شجرة وليس فيها ورقة إلا وعليها حرف مكتوب بالنور: لا إله إلا الله ومحمد رسول الله وعلي بن أبي طالب عروة الله الوثقى وحبل الله المتين وعينه على الخلائق أجمعين، فاقرأ عليا منا السلام - الخ (5).

تزيين الفردوس بالحسن والحسين صلوات الله عليهما في البحار (6).

وتقدم في " عين ": وصف الفردوس وعينه، فراجع.

ص: 165


1- (1) ط كمباني ج 6 / 749، وجديد ج 22 / 323.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 146، وجديد ج 24 / 269.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 146، وجديد ج 24 / 269.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 397، وجديد ج 39 / 230.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 440، وجديد ج 40 / 58.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 85 و 88، وجديد ج 43 / 306 و 316.

فرر:

* (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) * قابيل يفر من أخيه هابيل، وموسى من أمه، وإبراهيم من أبيه، ولوط من صاحبته، ونوح من ابنه كنعان، كما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) في جواب الشامي (1) وتمام الحديث في البحار (2).

وفي رواية أخرى في هذه الآية: * (يوم يفر) * - الآية: إلا من كان على ولاية علي بن أبي طالب، فإنه لا يفر ممن والاه ولا يعادي من أحبه ولا يحب من أبغضه (3).

أبغضه (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله): الفرار في وقته ظفر (4).

الفرار مما لا يطاق (5).

فرار أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) في يوم أحد إلا علي صلوات الله عليه.

وقد تركوا المختار في الحرب مفردا * وفرت جميع الصحب عنه وأجمعوا وكان علي غايصا في جموعهم * لهاماتهم بالسيف يفري ويقطع (6) الفراء: هو أبو زكريا يحيى بن زياد الأسلمي الكوفي، تلميذ الكسائي وصاحبه، حكي أنه كان أبرع الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب.

ومما رفع قدره وجمع الأدباء حوله خطوته عند المأمون الخليفة، فإنه كان يقدمه وعهد إليه تعليم ابنيه النحو، واقترح عليه أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو وما سمع من العربية، وأمر أن تفرد له حجرة من الدار، ووكل بها جواري وخدما للقيام بما يحتاج إليه، وصير إليه الوراقين يكتبون ما يمليه حتى صنف كتاب

ص: 166


1- (1) ط كمباني ج 5 / 88 و 63 و 121 و 153 و 216، وجديد ج 11 / 317، و ج 12 / 36 و 151، و ج 13 / 6.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 111 و 110، و ج 3 / 220، و ج 10 / 75 - 80، و ج 7 / 105.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 246 و 261، و ج 9 / 398، وجديد ج 7 / 186 و 242، و ج 39 / 233.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 46، وجديد ج 77 / 165، وص 164.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 46، وجديد ج 77 / 165، وص 164.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 527، وجديد ج 41 / 83.

الحدود في سنتين، وعظم قدر الفراء في الدولة حتى تسابق تلميذاه ابنا المأمون إلى تقديم نعله إليه لما نهض للخروج، ثم اصطلحا على أن يقدم كل منهما فرده، وبلغ المأمون ذلك فاستدعاه وقال له بذلك، فقال: لقد أردت منعهما ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها أو أكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها، ففرح المأمون وقال: لو منعتهما عن ذلك لما وجعتك لوما. توفي سنة 207 في طريق مكة.

وليعلم أنه غير معاذ بن مسلم الفراء النحوي الكوفي من أصحاب الصادقين الثقة المذكور في رجالنا (1) الذي كان يقعد في الجامع ويفتي الناس.

رجال الكشي: عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟ قلت: نعم، وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، إني أقعد في المسجد فيجئ الرجل فيسألني عن الشئ، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل أعرفه بمودتكم وحبكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجئ الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو، فأقول: جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا، فأدخل قولكم فيما بين ذلك. فقال لي: إصنع كذا، فإني كذا أصنع.

فرز:

فيروز آباد، قرية من قرى شيراز بناها فيروز ملك الفرس وينسب إليها صاحب القاموس وجده. جملة مما يتعلق به في الروضات (2).

إسلام فيروز الديلمي الخرائج: روي أن كسرى كتب إلى فيروز الديلمي وهو من بقية أصحاب سيف بن ذي يزن: أن أحمل إلي هذا العبد الذي يبدأ باسمه قبل اسمي، فاجترأ علي ودعاني إلى غير ديني. فأتاه فيروز وقال له (صلى الله عليه وآله): إن ربي أمرني أن آتيك به. فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن ربي خبرني أن ربك قتل البارحة.

فجاء الخبر أن ابنه شيرويه وثب عليه فقتله في تلك الليلة، فأسلم فيروز ومن معه.

ص: 167


1- (1) مستدركات علم رجال الحديث ج 7 / 440.
2- (2) الروضات ط 2 ص 717.

فلما خرج الكذاب العنسي أنفذه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليقتله فتسلق سطحا فلوى عنقه فقتله.

بيان: فتسلق أي صعد (1) ويقرب منه فيه (2). وفي " كسر " ما يتعلق بذلك.

إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) عن قتل الأسود العنسي بيد فيروز وقوله: فاز فيروز (3).

الفيروزآبادي صاحب القاموس في اللغة، الفاضل المتبحر. مات سنة 817 في زبيد كأمير بلد باليمن.

فرزج:

ومن صفات الداعي أن يكون في يده خاتم فصه فيروزج، فقد روي عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله سبحانه: إني لأستحيي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فصه فيروزج فأردها خائبة (4).

ورواه في الوسائل عن السيد ابن طاووس في مهج الدعوات عنه مثله.

وفي الروايات كان في يد موسى الكاظم صلوات الله عليه خاتم فصه فيروزج، نقشه: الله الملك.

وقال: هذا حجر أهداه جبرئيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من الجنة فوهبه لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام).

وقال: اسمه بالفارسية فيروزج وبالعربية الظفر (5).

وملفق الروايات المذكورة في الوسائل أنه ما افتقرت كف فيها خاتم فيروزج، وأن من لا يولد له يتخذ خاتما فصه فيروزج، يكتب عليه: " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين " فإنه يولد له إن شاء الله.

ص: 168


1- (1) ط كمباني ج 6 / 567، وجديد ج 20 / 377، وص 382.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 567، وجديد ج 20 / 377، وص 382.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 670، وجديد ج 21 / 412.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 52، وجديد ج 93 / 353.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 615 مكررا، و ج 6 / 127، وجديد ج 16 / 122، و ج 42 / 70.

فرزق:

فرزدق الشاعر: مادح مولانا السجاد صلوات الله عليه عده مناقب ابن شهرآشوب من أصحاب السجاد صلوات الله عليه (1).

مكالمته مع مولانا الحسين (عليه السلام) حين خروجه من مكة إلى العراق، وكان حج مع أمه (2).

قصيدة الفرزدق في مدح مولانا السجاد صلوات الله عليه في محضر هشام بن عبد الملك حين سأل عن الإمام فقال: لا أعرفه، فقال الفرزدق: وأنا أعرفه فأنشأ هذه، وتمام القصيدة في البحار (3).

نتبرك بذكر بعضها متفرقة:

يا سائلي أين حل الجود والكرم؟ * عندي بيان إذا طلابه قدموا هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا الذي أحمد المختار والده * صلى عليه إلهي ما جرى القلم إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم وفي رواية الخرائج، فحبسه هشام ومحى اسمه من الديوان، فبعث إليه علي بن الحسين (عليه السلام) بدنانير فردها وقال: ما قلت ذلك إلا ديانة، فبعث بها إليه أيضا وقال: قد شكر الله لك ذلك. فلما طال الحبس عليه وكان يوعده بالقتل، شكى إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فدعا له، فخلصه الله فجاء إليه وقال: يا بن رسول الله إنه محى اسمي من الديوان، فقال: كم كان عطاؤك؟ قال: كذا. فأعطاه لأربعين سنة، وقال: لو علمت أنك تحتاج إلى أكثر من هذا لأعطيتك. فمات الفرزدق بعد أن مضي أربعون سنة (4).

ص: 169


1- (1) ط كمباني ج 11 / 38، وجديد ج 46 / 125.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 184، وجديد ج 44 / 365.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 36، وجديد ج 46 / 125.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 41، وجديد ج 46 / 141.

قال السيد علي خان في أنوار الربيع في صنعة الانسجام: " فمنه قول الفرزدق في مدح علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وهي قصيدة مشهورة لا يسقط منها بيت واحد، وأما انسجامها فغاية لا تدرك وعقيلة لا تملك، قد جنبها حواشي الكلام وجاء فيها ببديع الانسجام. ومن رأى سائر شعر الفرزدق ورأي هذه القصيدة، ملك نفسه العجب فإنه لا مناسبة بينها وبين سائر قوله نسبا ومدحا وهجاء، على أنه نظمها بديهة وارتجالا، ولا شك أن الله سبحانه أيده في مقالها وسدده حال ارتجالها، ومع شهرة هذه القصيدة فقد آثرنا إيرادها هنا تبركا بها وبممدوحها (عليه السلام) لئلا يخلو هذا الكتاب منها ".

ثم ذكرها برواية الشيخ الأجل أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني وساق السند إلى ابن عائشة عبيد الله بن محمد قال: حدثني أبي وغيره، قال: حج هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك أو الوليد، فطاف بالبيت فجهد إلى الحجر ليستلمه فلم يقدر عليه، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس، ومعه أهل الشام إذ أقبل علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) وعليه أزار ورداء من أحسن الناس وجها وأطيبهم أريجا، فطاف بالبيت فكلما بلغ إلى الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه، فقال رجل من أهل الشام: من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه، مخافة أن يرغب فيه أهل الشام، وكان الفرزدق حاضرا فقال:

لكني أعرفه، قال الشامي: من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم...

أقول: الفرزدق: هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي، كان أبوه من سراة قومه. روي عن معاوية بن عبد الكريم، عن أبيه قال: دخلت على الفرزدق فتحرك فإذا في رجليه قيد، قلت: ما هذا يا أبا فراس؟ قال: حلفت أن لا أخرجه من رجلي حتى أحفظ القرآن. توفي سنة 110.

قال السيد علي خان: كان أبوه من أجلة قومه وسراتهم سيد بادية تميم، وله مناقب مشهورة ومحامد مأثورة، فمن ذلك أنه أصاب أهل الكوفة مجاعة، فخرج

ص: 170

أكثر الناس إلى البوادي فكان هو رئيس قومه وكان سحيم ابن وثيل رئيس قومه، فاجتمعوا بمكان يقال له صوار في طرف السجاوة من بلاد كلب على مسيرة يوم من الكوفة، فعقر غالب لأهله ناقة وصنع منها طعاما وأهدى إلى قومه من بني تميم جفانا من ثريد ووجه إلى سحيم جفنة، فكفأها وضرب الذي أتى بها، وقال: أنا مفتقر إلى طعام غالب؟ إذا نحر ناقة نحرت أخرى. فوقعت المنافرة ونحر سحيم لأهله ناقة. فلما كان من الغد عقر غالب لأهله ناقتين، فعقر سحيم لأهله ناقتين.

فلما كان اليوم الثالث نحر غالب ثلاثا فنحر سحيم ثلاثا. فلما كان اليوم الرابع عقر غالب مائة ناقة فلم يكن عند سحيم هذا القدر فلم يعقر وأسرها في نفسه، فلما انقضت المجاعة ودخلت الناس الكوفة، قال بنو رياح لسحيم: جررت علينا عار الدهر، هلا نحرت مثل ما نحر، نعطيك مكان كل ناقة ناقتين فاعتذر أن إبله كانت غائبة وعقر ثلاثمائة وقال للناس: شأنكم والأكل وكان ذلك في خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستفتي في الأكل منها فقضى بتحريمها. وقال: هذه ذبحت لغير مأكلة ولم يكن المقصود منها إلا المفاخرة والمباهات، فألقيت لحومها على كناسة الكوفة، فأكلتها الكلاب والعقبان والرخم - إنتهى. وقد تقدم في " إبل " ما يتعلق بذلك.

وجد الفرزدق صعصعة بن ناجية، عده علماء رجال العامة من الصحابة وقالوا: كان من أشرف بني تميم ووجوه بني مجاشع، وكان في الجاهلية يفتدي الموؤدات، أعني البنات اللواتي كانوا يدفنوهن حياة وقد أحيى ثلاثمائة وستين موؤدة، اشترى كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل، ووعده رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يؤجر عليها حيث أسلم، وفي كامل المبرد قال الفرزدق:

ألم تر إنا بني دارم * زرارة منا أبو معبد ومنا الذي (1) منع الوائدات * وأحيى الوئيد، فلم توأد

ص: 171


1- (1) (يعني جده صعصة).

ألسنا الذين تميم بهم * تسامي وتفخر في المشهد وناجية الخير والأقرعان * وقبر بكاظمة المورد إذا ما أتى قبره عائذ * أناخ على القبر بالأسعد قوله: وقبر بكاظمة - الخ، يعني قبر أبيه غالب بن صعصعة، وكان الفرزدق يجير من استجار بقبر أبيه، وكان أبوه جوادا شريفا. فممن استجار بقبر غالب فأجاره الفرزدق امرأة من بني جعفر بن كلاب، خافت لما هجا الفرزدق بني جعفر بن كلاب أن يسميها ويسبها فعاذت بقبر أبيه فلم يذكر لها اسما ولا نسبا، و لكن قال في كلمته التي يهجو فيها بني جعفر بن كلاب:

عجوز تصلي الخمس عاذت بغالب * فلا والذي عاذت به لا أضيرها ومن ذلك أن الحجاج لما ولى تميم بن زيد القيني السند، دخل البصرة فجعل يخرج من أهلها من شاء، فجاءت عجوز إلى الفرزدق فقالت: إني استجرت بقبر أبيك، وأتت منه بحصيات. فقال لها: وما شأنك؟ فقالت: إن تميم بن زيد خرج بابن لي معه ولا قرة لعيني ولا كاسب لي غيره، فقال لها: وما اسم ابنك؟ فقالت: خنيس، فكتب إلى تميم بن زيد:

تميم بن زيد لا تكونن حاجتي * بظهر فلا يعبأ علي جوابها وهب لي خنيسا واحتسب فيه منة *............

إلى آخر الأشعار المذكورة في السفينة.

فلما ورد الكتاب على تميم تشكك في الاسم، فقال: أحبيش أم خنيس؟ ثم قال: انظروا من له مثل هذا الاسم في عسكرنا، فأصيب ستة ما بين حبيش وخنيس فوجه بهم إليه.

فرس:

نوادر الراوندي: كان رجل من نجران مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزاة ومعه فرس وكان رسول الله يستأنس إلى صهيله ففقده فبعث إليه فقال: ما

ص: 172

فعل فرسك؟ فقال: اشتد علي شغبه فخصيته، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): مثلث به - الخبر (1).

ثواب الأعمال: عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من ارتبط فرسا عتيقا محيت عنه ثلاث سيئات، في كل يوم وكتبت له إحدى وعشرون حسنة، ومن ارتبط هجينا محيت عنه في كل يوم سيئتان وكتبت له سبع حسنات، ومن ارتبط برذونا يريد به جمالا أو قضاء حوائج أو دفع عدو، محيت عنه في كل يوم سيئة وكتبت له ست حسنات، ورواه في المحاسن والفقيه والكافي.

بيان: العتيق هو الذي أبواه عربيان، والهجين هو الذي أبوه عتيق، والبرذون هو الذي ليس أبواه عربيا (2).

وسائر الروايات المربوطة بأحوال الفرس فيه (3). كلمات الدميري فيه (4).

وتقدم في " خيل " ما يتعلق به.

ذكر أفراس رسول الله (صلى الله عليه وآله) (5).

خبر الفرس الذي كان هدية من الله تعالى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فركبه (6).

خبر الفرس الذي قتل رجلا قال لأقتلن محمدا في البحار (7).

وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) صعد إلى السماء على فرس وينظر إليه أصحابه (8). وفيه خبر نطق الفرس له (عليه السلام) (9).

خبر الفرس الذي قتل برجله رجلا من أهل اليمن وحكم أمير المؤمنين في ذلك (10).

حكم أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل في فرس يدعيه بلا بينة بعلمه الغيبي (11).

ص: 173


1- (1) ط كمباني ج 14 / 707، وجديد ج 64 / 224.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 694، وص 691 - 696، وص 697 و 698، وجديد ج 64 / 165 و 152 - 188.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 694، وص 691 - 696، وص 697 و 698، وجديد ج 64 / 165 و 152 - 188.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 694، وص 691 - 696، وص 697 و 698، وجديد ج 64 / 165 و 152 - 188.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 123 و 127 و 128، وجديد ج 16 / 107 و 125 و 127.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 374، وجديد ج 39 / 126.
7- (7) جديد ج 18 / 65، وط كمباني ج 6 / 312.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 605، وجديد ج 42 / 34، وص 35.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 605، وجديد ج 42 / 34، وص 35.
10- (10) ط كمباني ج 9 / 498، وجديد ج 40 / 316.
11- (11) جديد ج 41 / 288، وط كمباني ج 9 / 578.

خبر فرس أبي الحسن صلوات الله عليه وأنه حين البول والروث يخرج من عند الإمام فيبول ويروث ثم يرجع (1).

خبر الفرس الصعب لا يقدر أحد أن يدنو منه فذل لمولانا أبي محمد العسكري (عليه السلام) (2).

خبر فرس الذي يركبه مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) إذا ظهر، وأنه أبلق وبين عينيه شمراخ ينتفض به، لا يبقى أهل بلد إلا أتاهم نور ذلك الشمراخ حتى تكون آية له (3).

وفي رواية أبي ذر عن النبي (صلى الله عليه وآله): إذا تمعك الفرس دعا بدعوتين فيستجاب له يقول: " اللهم اجعلني أحب ماله إليه " والدعوة الثانية: " اللهم ارزقه على ظهري الشهادة " ودعوتاه مستجابتان (4).

خبر الفرس الصعب الذي لا يجسر أحد أن يركبه وإن ركبه لم يجسر أن يسير به فاستجاز صبي له سبع سنين عن مولانا الرضا (عليه السلام) أن يركبه فأذن له فركبه وسار به لأنه صلى على محمد وآل محمد مائة مرة وجدد الإقرار بالولاية (5).

مجئ أفراس أرض العرب إلى إبراهيم الخليل وتذللهم له (6).

أمالي الطوسي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من ارتبط فرسا في سبيل الله كان علفه وروثه وشرابه في ميزانه يوم القيامة (7).

تكلم الصادق (عليه السلام) بالفارسية لأهل خراسان: از باد آيد بدم بشود (8).

ص: 174


1- (1) ط كمباني ج 12 / 17، وجديد ج 49 / 57.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 158. ونحوه في ص 161، وجديد ج 50 / 252 و 265.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 200 مكررا، وجديد ج 52 / 391.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 661، وجديد ج 64 / 38.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 230، وجديد ج 75 / 416.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 141 و 143، وجديد ج 12 / 104 و 114.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 278، وجديد ج 7 / 303.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 128، وجديد ج 47 / 84.

وتكلم الرضا (عليه السلام) بالفارسية (1). وكذا الإمام الهادي (عليه السلام) بها (2).

النبوي (صلى الله عليه وآله): لو كان العلم منوطا بالثريا لتناولته رجال من فارس (3).

وفي روايات العامة: لو كان الإيمان أو الدين - الخ (4).

النبوي (صلى الله عليه وآله) في فارس: ضربتموهم على تنزيله ولا تنقضي الدنيا حتى يضربوكم على تأويله (5).

سوء عزم عمر في الفرس وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): هؤلاء الفرس حكماء كرماء (6).

النبوي (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى النبوي (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى (7).

ورواه العامة، كما في كتاب التاج (8) ذكره في ذيل قوله تعالى: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) *.

أبو الفوارس الشاعر: حسن العقيدة، كما يظهر من البحار (9). ولد سنة 320 - 321. وتوفي 357.

جملة من أحواله وأشعاره وفضائله في كتاب الغدير (10).

أبو الفوارس بن غالب بن محمد بن فارس. روى في كتاب الطب عنه، عن أحمد بن حماد البصري، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، كما

ص: 175


1- (1) ط كمباني ج 12 / 26، وجديد ج 49 / 89.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 130 و 131، وجديد ج 50 / 131.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 47، و ج 1 / 61، وجديد ج 1 / 195، و ج 67 / 174.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الايمان ص 17، و ج 6 / 683، وجديد ج 22 / 52، و ج 67 / 61، وكتاب التاج الجامع لأصول العامة ج 3 / 423، و ج 4 / 235.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 47، وجديد ج 67 / 174.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 277، وجديد ج 45 / 330.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 278، و ج 15 كتاب الإيمان ص 18 و 21، وفيه باب أن المؤمن ينظر بنور الله، وجديد ج 38 / 79، و ج 67 / 61 و 73.
8- (8) التاج، ج 4 / 155.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 28، وجديد ج 35 / 135.
10- (10) الغدير ط 2 ج 3 / 399 - 416.

في البحار (1).

أبو فراس: هو الحارث بن سعيد بن حمدان فارس ميدان العقل والفراسة والشجاعة والرئاسة، كان ابن عم السلطان ناصر الدولة. وسيف الدولة بن حمدان وقلادة وشاع محامد آل حمدان، وكان فرد دهره وشمس عصره أدبا وفضلا وكرما ونبلا ومجدا، وفصاحة وبلاغة وبراعة وفروسية، وشعره مشهور، قال الصاحب بن عباد: " بدئ الشعر بملك وختم بملك " يعني امرء القيس وأبا فراس، وعد من شعراء أهل البيت (عليهم السلام).

وله القصيدة الميمية في مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) وظلم بني العباس، المعروفة بالشافية، أولها:

الحق مهتضم والدين مخترم * وفئ آل رسول الله مقتسم ومنها قوله:

يا للرجال أما لله منتصر * من الطغاة وما للدين منتقم بنو علي رعايا في ديارهم * والأمر يملكه النسوان والخدم محلئون فأصفى شربهم وشل * عند الورود وأوقى وردهم لمم فالأرض الأعلى ملاكها سعة * والمال إلا على أربابه ديم وهي قصيدة بليغة جليلة، وقد شرحها بعض الفضلاء من أهل الحائر شرحا جيدا.

حكي أنه دخل بغداد وأمر أن يشهر خمسمائة سيف خلفه وقيل أكثر، ووقف في المعسكر وأنشد القصيدة وخرج من باب آخر، وله وقائع كثيرة. قتل سنة 357.

وقد يطلق أبو فراس على الفرزدق الشاعر همام بن غالب البصري الذي تقدم ذكره من قريب.

أبو علي الفارسي: هو حسن بن أحمد الفسوي النحوي المشهور المرجوع إلى

ص: 176


1- (1) ط كمباني ج 14 / 532، وجديد ج 62 / 201، والطب ص 101.

تحقيقاته الرشيقة في الكتب العربية، صحب عضد الدولة الديلمي، وعلت منزلته عنده وصنف له التكملة والمسائل الشيرازيات، وهي مشتملة على ثلاثة عشر أجزاء رأيتها في مشهد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت بخط أحمد بن سابور وعلى ظهرها خط أبي علي هكذا: قرأ علي أبو غالب أحمد بن سابور هذا الكتاب، وكتب الحسن بن أحمد الفارسي بخطه.

حكي أنه لما خرج عضد الدولة لقتال ابن عمه دخل عليه أبو علي، فقال له:

ما رأيك في صحبتنا؟ فقال له: أنا من رجال الدعاء لا من رجال اللقاء. فخار الله للملك في عزيمته وأنجح قصده في نهضته وجعل العافية زاده والظفر تجاهه والملائكة أنصاره، ثم أنشد:

ودعته حيث لا وجعل العافية زاده والظفر تجاهه والملائكة أنصاره، ثم أنشد:

ودعته حيث لا تودعه * نفس ولكن تسير معه ثم تولى وفي الفؤاد له * ضيق محل وفي الدموع سعة فقال له عضد الدولة: بارك الله فيك فإني واثق بطاعتك وأتيقن صفاء طويتك.

قلت: إن لم يكن أبو علي الفارسي من فرسان الهيجا ورجال اللقاء، فلا ضير: فإنه كان من فرسان العلم وأي فارس، ولرياض الأدب جان وفارس، فجرى في ميدانه طلق عنانه، وجنى من رياض فنونه أزهار أفنانه. توفي ببغداد سنة 377 ودفن بالشونيزي.

ابن فارس أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي الإمامي ظاهرا، النحوي اللغوي كان إماما في علوم شتى وخصوصا اللغة، فإنه أتقنها وألف كتاب الجمهرة والجمل وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) وغير ذلك، أخذ منه بديع الزمان الهمداني ويروي عنه الخطيب التبريزي والصاحب بن عباد والشيخ الصدوق.

قال الصدوق في كمال الدين: سمعنا شيخا من أصحاب الحديث يقال له أحمد بن فارس الأديب، يقول: سمعت بهمدان حكاية. ثم نقل منه حكاية تشيع بني راشد بهمدان، وأن جدهم تشرف بخدمة الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) لما ضل

ص: 177

في طريق مكة والحكاية في البحار (1).

فرسخ:

قال العلامة المجلسي: والفرسخ ثلاثة أميال بالاتفاق، وكل ميل أربعة آلاف ذراع عند المحدثين وثلاثة آلاف عند القدماء، وكل ذراع أربع وعشرون أصبعا عند المحدثين واثنان وثلاثون عند القدماء، وكل إصبع بالاتفاق مقدار ست شعيرات مضمومة، بطون بعضها إلى ظهور بعض من الشعيرات المعتدلة (2).

ونقل بعض الثقات الأجلاء عن كتاب مدائن العلوم مرسلا عن سلمان، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سأله عن مقدار المسافة بين المشرق والمغرب من الفراسخ، فقال: (227400) سبعة وعشرين ومائتين ألف فرسخ وأربعمائة فرسخ ثم شرع في التفصيل والعلم عند الله تعالى.

فرش:

وصف فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).

باب آداب الفرش والتواضع فيها (4).

أقول: وفي الخصال (5) مسندا عن الصادق (عليه السلام) أنه نظر إلى فرش في دار رجل فقال: فراش للرجل، وفراش لأهله، وفراش لضيفه، والفراش الرابع للشيطان. ونحوه النبوي المذكور فيه. وتقدم في " بسط " و " وسد " ما يتعلق بذلك.

أقول: ويأتي في " ولد ": روايات الولد للفراش.

فرص:

ومن كلمات الحسن المجتبى (عليه السلام): الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود.

ص: 178


1- (1) ط كمباني ج 13 / 115، وجديد ج 52 / 40.
2- (2) ط كمباني 14 / 307، وجديد ج 60 / 97.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 155، وجديد ج 16 / 252.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 157، وجديد ج 79 / 321.
5- (5) الخصال ج 1 / 59.

ومنها قوله (عليه السلام): والحزم أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك (1).

في اغتنام الفرصة كما يظهر من أول حديث عنوان البصري وآخره في البحار (2).

أقول: وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): إضاعة الفرصة غصة.

وفي المثل: إنتهضوا الفرص فإنها تمر مر السحاب. ويقرب منه ما تقدم في " حيا "، فراجع.

ومن كلام بعض الأكابر: إن فوت الوقت أشد عند أصحاب الحقيقة من فوت الروح، لأن فوت الروح انقطاع عن الخلق وفوت الوقت انقطاع عن الحق.

أشعار سعدي در أين موضع كه در سفينة نقل فرموده، مناسب است.

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): ترك الفرص غصص، الفرص تمر مر السحاب (3).

فرض:

في المجمع قوله تعالى: " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ": أي أوجب عليه تلاوته بتبليغه والعمل بما فيه، والفرض التوقيت، ومنه قوله: " فمن فرض فيهن الحج " أي وقته أو أوجبه - إلى أن قال: - وفرض الله علينا كذا وافترض أي أوجب. والاسم الفريضة وسمي ما أوجبه الله تعالى الفرض، لأن له معالم وحدودا.

ومنه قوله تعالى حكاية عن الشيطان: * (لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا) * أي مقتطعا محدودا.

وفي الحديث: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.

قال بعض شراح الحديث: قد أكثر الناس الأقاويل فيه وضربوا يمينا وشمالا، والمراد به العلم الذي فرض على العبد معرفته في أبواب المعارف، وتحقيقه هو أن

ص: 179


1- (1) ط كمباني ج 17 / 147، وجديد ج 78 / 113 و 112.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 69، وجديد ج 1 / 224.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 47، وجديد ج 77 / 165.

مراتب العلم الشرعي ثلاثة: فرض عين، وفرض كفاية، وفرض سنة. فالأول ما لا يتأدى الواجب إلا به، وعليه حمل طلب العلم فريضة على كل مسلم وهو يرجع إلى اعتقاد وفعل وتركه، فالأول اعتقاد كلمتي الشهادة وما يجب لله ويمتنع، والإذعان بالإمامة للإمام، والتصديق بما جاء به النبي من أحوال الدنيا والآخرة، مما ثبت عنه تواتر كل ذلك بدليل تسكن النفس إليه، ويحصل به الجزم، وما زاد على ذلك من أدلة المتكلمين فهو فرض كفاية، وأما الفعل فتعلم واجب الصلاة وأمثالها، وأما الترك فيدخل في بعض ما ذكر - إلى أن قال: - والفرق بين الفريضة والواجب هو أن الفريضة أخص من الواجب، لأنها الواجب الشرعي والواجب إذا كان مطلقا يجوز حمله على العقلي والشرعي، والفريضة فعلية بمعنى مفعولة، قيل اشتقاقها من الفرض الذي هو التقدير، لأن الفرائض مقدرات - إنتهى.

العلوي (عليه السلام): أنا فريضة من الله ومن رسوله عليكم، بل أفضل الفرائض وأعلاها، وأجمعها للحق، وأحكمها لدعائم الإيمان - الخ (1).

تفسير علي بن إبراهيم: عن مولانا الباقر صلوات الله عليه قال: آخر فريضة أنزلها الله الولاية، ثم لم ينزل بعدها فريضة - الخ (2).

سؤال هارون عن موسى بن جعفر صلوات الله عليه: ما الفرض؟ فقال: إن الفرض واحد وخمسة وسبعة عشر وأربع وثلاثون - الخ (3).

كبار حدود الفرائض (4).

وتقدم في " عرف ": العشر فرائض التي فرضها الله تعالى على عباده.

أشد الفرائض إنصاف المرء من نفسه، حتى لا يرضى لأخيه من نفسه إلا ما يرضى لنفسه، ومواساة الإخوان في المال، وذكر الله على كل حال ليس سبحان

ص: 180


1- (1) ط كمباني ج 8 / 197، وجديد ج 30 / 78.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 199 و 206، وجديد ج 37 / 112، وتفسير العياشي ص 138.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 275، وجديد ج 48 / 141.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 210، وجديد ج 68 / 387.

الله والحمد لله، ولكن عندما حرم الله عليه فيدعه (1).

باب أداء الفرائض واجتناب المحرمات (2).

بيان: الرخصة في الجملة في الفرائض الأربعة الصلاة والزكاة والصوم والحج دون الخامسة وهي الولاية (3).

وفي " قرب ": لا قربة للنوافل إذا أضرت بالفرائض.

وفي وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل: يا كميل لا رخصة في فرض ولا شدة في نافلة (4).

ابن الفارض: هو عمر بن الفارض الحموي المصري العارف المشكور والشاعر المشهور، صرح جمع بتشيعه ونسب إليه هذه الأبيات:

بآل محمد عرف الصواب * وفي أبياتهم نزل الكتاب وهم حجج الإله على البرايا * بهم وبجدهم لا يستراب ولا سيما أبو حسن علي * له في الحرب مرتبة تهاب طعام سيوفه مهج الأعادي * وفيض دم الرقاب لها شراب وضربته كبيعته بخم * معاقدها من القوم الرقاب علي الدر والذهب المصفى * وباقي الناس كلهم تراب هو البكاء في المحراب ليلا * هو الضحاك إذا اشتد الضراب هو النبأ العظيم وفلك نوح * وباب الله وانقطع الخطاب قيل: كان إذا مشى في المدينة ازدحم الناس عليه يلتمسون منه البركة والدعاء، وكان وقورا إذا حضر مجلسا استولى السكون على أهله، جاور بمكة زمنا، وكان يسيح في أودية مكة وجبالها واستأنس بالوحوش ليلا ونهارا. وقال

ص: 181


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 67، وجديد ج 74 / 242.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 168، وجديد ج 71 / 194.
3- (3) جديد ج 40 / 47، وط كمباني ج 9 / 437.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 75، وجديد ج 77 / 273.

في هذا:

فلي بعد أوطاني سكون إلى الفلا * وبالوحش انسي إذ من الانس وحشتي توفي بالقاهرة سنة 632.

فرط:

أمالي الطوسي: عن حبة العرني قال: سمعت عليا صلوات الله عليه يقول: نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، حزبنا حزب الله، والفئة الباغية حزب الشيطان، من ساوى بيننا وبين عدونا فليس منا.

بيان: الفرط بالتحريك، الذي يتقدم الواردة، ومنه قيل للطفل إذا مات: إنه فرط، فالمعنى أن أولادنا أولاد الأنبياء، والمعنى أن من يموت منا يتقدم الأنبياء ويسبقهم إلى المراتب العالية، كما قال النبي (صلى الله عليه وآله): أنا فرطكم على الحوض (1).

وفي رواية الأربعمائة قال (عليه السلام): إياكم والتفريط، فتقع الحسرة حين لا تنفع الحسرة (2).

وكان افريطون وظهوره في سنة 5098 من الهبوط، كان من أجلة حكماء اليونان، وهو مع أفلاطون من تلامذة سقراط، كما في الناسخ وكان ميلاد عيسى 5585.

فرعن:

باب فيه أحوال فرعون وأصحابه وغرقهم وما نزل عليهم من العذاب (3).

يونس: * (وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين) *. وقال تعالى:

* (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق) * - الآية.

ص: 182


1- (1) ط كمباني ج 9 / 423، وجديد ج 39 / 341.
2- (2) جديد ج 10 / 95، وط كمباني ج 4 / 114.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 234، وجديد ج 13 / 67.

قصص الأنبياء: عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال:

إن فرعون بنى سبع مدائن فتحصن فيها من موسى (أقول: وفي رواية العياشي:

وجعل فيما بينها آجاما وغياضا وجعل فيها الأسد ليتحصن بها من موسى)، فلما أمره الله أن يأتي فرعون، جاءه ودخل المدينة، فلما رأته الأسود بصبصت بأذنابها، ولم يأت مدينة إلا انفتح له، حتى إنتهى إلى التي هو فيها، فقعد على الباب وعليه مدرعة من صوف ومعه عصاه، فلما خرج الآذن قال له موسى: إني رسول رب العالمين إليك، فلم يلتفت، فضرب بعصاه الباب، فلم يبق بينه وبين فرعون باب إلا انفتح، فدخل عليه وقال: أنا رسول رب العالمين، فقال: ائتني بآية. فألقى عصاه، وكان لها شعبتان فوقعت إحدى الشعبتين في الأرض، والشعبة الأخرى في أعلى القبة، فنظر فرعون إلى جوفها وهي تلتهب نارا وأهوت إليه، فأحدث فرعون وصاح:

يا موسى خذها، ولم يبق أحد من جلساء فرعون إلا هرب. فلما أخذ موسى العصا ورجعت إلى فرعون نفسه، هم بتصديقه، فقام إليه هامان وقال: بينا أنت إله تعبد إذ أنت تابع لعبد؟! واجتمع الملأ وقالوا: هذا ساحر عليم، فجمع السحرة لميقات يوم معلوم. فلما ألقوا حبالهم وعصيهم ألقى موسى عصاه فالتقمتها كلها، وكان في السحرة اثنان وسبعون شيخا خروا سجدا، ثم قالوا لفرعون: ما هذا سحر، لو كان سحرا لبقيت حبالنا وعصينا.

ثم خرج موسى ببني إسرائيل يريد أن يقطع بهم البحر فأنجى الله موسى ومن معه، وغرق فرعون ومن معه. فلما صار موسى في البحر اتبعه فرعون وجنوده فتهيب فرعون أن يدخل البحر، فمثل جبرئيل على ما ديانة، وكان فرعون على فحل، فلما رأى قوم فرعون الماديانة إتبعوها فدخلوا البحر وغرقوا، وأمر الله البحر فلفظ فرعون ميتا حتى لا يظن أنه غائب وهو حي.

ثم إن الله تعالى أمر موسى أن يرجع ببني إسرائيل إلى الشام. فلما قطع البحر بهم مر على قوم يعكفون على أصنام لهم، قالوا: يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة

ص: 183

قال إنكم قوم تجهلون.

ثم ورث بنو إسرائيل ديارهم وأموالهم، فكان الرجل يدور على دور كثيرة، ويدور على النساء (1).

وقال مولانا الحسن بن علي صلوات الله عليه لمغيرة بن شعبة في احتجاجه عليه: وأما قولك في شأن الإمارة وقول أصحابك في الملك الذي ملكتموه، فقد ملك فرعون مصر أربعمائة سنة، وموسى وهارون نبيان مرسلان يلقيان ما يلقيان، وهو ملك الله يأتيه البر والفاجر (2).

في أن فرعون كان حسن الخلق سهل الحجاب، فكافأه الله تعالى بإمهاله أربعمائة سنة (3) علل الشرائع، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): في علة غرق فرعون، قال الرضا صلوات الله عليه: لأنه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى في السلف والخلف قال الله عز وجل: * (فلما رأوا بأسنا) * - الآيتين - إلى أن قال: - ولعلة أخرى أغرقه الله عز وجل، وهي أنه استغاث بموسى لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله، فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى لم تغث فرعون لأنك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته - الخبر (4).

والكلمات في عدم قبول توبته (5).

وبعض هذا الحديث في البحار (6).

دعاؤه لإجراء النيل، ثم حكمه على نفسه بالغرق، وكتابه في ذلك وختمه ودفعه الكتاب إلى جبرئيل، فلما كان يوم البحر أتاه بالكتاب (7).

ص: 184


1- (1) ط كمباني ج 5 / 247 و 254، وجديد ج 13 / 109 و 137.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 119، وجديد ج 44 / 84.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 252، وجديد ج 13 / 129.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 252، وجديد ج 13 / 130، وص 131.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 252، وجديد ج 13 / 130، وص 131.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 15، وجديد ج 67 / 47.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 253، وجديد ج 13 / 133.

خضابه بالوسمة (1).

كيفية ضيافته لموسى وقومه بالطعام المسموم (2).

كيفية ضيافته لموسى وقومه بالطعام المسموم (2).

باب أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون (3).

وتقدم في " أمن " و " حزبل " و " أسى " ما يتعلق به وبها.

تأويل فرعون في قوله تعالى: * (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) * بالثالث وامرأته رقية بنت الرسول (صلى الله عليه وآله). وكذا في قوله: * (ونجني من فرعون وعمله) * يعني من الثالث وعمله. وقوله: * (ونجني من القوم الظالمين) * يعني من بني أمية. وهذا في كلام مولانا الصادق صلوات الله عليه (4).

وكذا روي عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في قوله تعالى: * (وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة) * يعني الثالث جاء * (ومن قبله) * يعني الأولين * (والمؤتفكات) * أهل البصرة * (بالخاطئة) * هي عائشة (5).

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): لكل أمة فرعون وعثمان فرعون هذه الأمة (6).

وتأويل فرعون وهامان في قوله تعالى: * (ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) * بالأول والثاني وجنودهما الذين غصبوا آل محمد، من آل محمد في الرجعة ما كانوا يحذرون (7).

وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن معاوية كان فرعون هذه الأمة.

وفي خبر المفضل بن عمر المفصل عن الصادق (عليه السلام) قال: من دعى إلى عبادة نفسه، فهو كفرعون، إذ قال: أنا ربكم الأعلى.

ص: 185


1- (1) ط كمباني ج 5 / 256، وجديد ج 13 / 146.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 542، وجديد ج 62 / 249.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 259، وجديد ج 13 / 157.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 225، وجديد ج 30 / 258.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 225، وجديد ج 30 / 260.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 341، وجديد ج 31 / 298.
7- (7) ط كمباني ج 13 / 204 و 207 و 213، وجديد ج 53 / 17 و 26 و 54.

فرغ:

ابن المفرغ: هو أبو عثمان يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، لقب جده مفرغا لأنه راهن على سقاء لبن أن يشربه كله، فشربه حتى فرغ، فلقب به. وكان ابن مفرغ شاعرا وهجا عباد بن زياد وعبيد الله بن زياد وقد نكلا به وحبساه، ولولا قومه وعشيرته التي كانوا مع يزيد بن معاوية لقتلاه. ومن شعره في لحية عباد وكان عظيم اللحية كأنها جوالق:

ألا ليت اللحى كانت حشيشا * فتعلفها خيول المسلمينا وله في هجاء زياد:

فاشهد أن أمك لم تباشر * أبا سفيان واضعة القناع ولكن كان أمر فيه لبس * على وجل شديد وامتناع وله:

ألا أبلغ معاوية بن حرب * مغلغلة عن الرجل اليماني أتغضب أن يقال أبوك عف * وترضى أن يقال أبوك زان وله في هجاء عبيد الله بن زياد:

وقل لعبيد الله مالك والد * بحق ولا يدري امرؤ كيف ينسب وله فيه ويرميه بالابنة:

ولولا أنه من أعداء الله لما ذكرته * أبلغ قريشا قضها وقضيضها إلى قوله:

فإذا أمية صلصلت أحشائها * فبنو زياد في الكلاب النالجة قالوا بناك فقلت في جوف استه * وبذاك خبرني الصدوق الفاضحة لم يبق أير أبيض أو أسود * إلا له استك في الخلاء مصافحة حكي أن ابن زياد أمر به فسقي نبيذا حلوا قد خلط معه الشبرم. فأسهل بطنه وطيف به وهو في تلك الحال وقرن بهرة وخنزيرة فكان الصبيان يهزؤون به في أسواق البصرة وألح عليه الإسهال حتى أضعفه فسقط، فعرف ابن زياد ذلك فأمر

ص: 186

أن يغسل ثم رده إلى الحبس. فقال قصيدة يصف فيها حاله فمنها خطابه لابن زياد:

أيها المالك المرهب بالقتل * بلغت النكال كل النكال فاخش نارا تشوي الوجوه ويوما * يقذف الناس بالدواهي الثقال قد تعديت في القصاص وأدركت * ذحولا لمعشر أقيال وكسرت السن الصحيحة مني * لا تذلل فمنكرا ذلالي وقرنتم مع الخنازير هرا * ويميني مغلولة وشمالي وكلابا ينهشني من ورائي * عجب الناس ما لهن ومالي يغسل الماء ما صنعت وقولي * راسخ منك في العظام البوالي سئل السيد المرتضى الفراغ له نهاية والقديم تعالى يعلم منتهى نهايته؟ (1).

فرفخ:

باب الرجلة والفرفخ (2).

الفرفخ معرب پرپهن، وهي بالفارسية خرفه، وهي باردة دافعة للحمى يدق بزره دقا ناعما ويخلط بالماء ويؤكل، يرفع أنواع الحمى بإذن الله تعالى.

المحاسن: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالفرفخ وهي المكيسة، فإنه إن كان شئ يزيد في العقل فهي (3).

المحاسن: قال أبو عبد الله صلوات الله عليه: ليس على وجه الأرض بقلة أشرف ولا أنفع من الفرفخ، وهي بقلة فاطمة (عليها السلام)، ثم قال: لعن الله بني أمية، هم سموها بقلة الحمقاء بغضا لنا وعداوة لفاطمة (عليها السلام) (4).

الكافي: عنه (عليه السلام) مثله (5). وتقدم في " بذرج ": أن بقلة فاطمة الفرفخ، وكذا في " رجل ".

ص: 187


1- (1) ط كمباني ج 14 / 308، وجديد ج 60 / 99.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 862، وجديد ج 66 / 234.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 862، وجديد ج 66 / 234.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 862. ويقرب منه فيه ص 550، وجديد ج 62 / 285.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 27، وجديد ج 43 / 89 و 90.

فرق:

الكافي: عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في قوله تعالى:

* (جائكم رسول بما لا تهوى أنفسكم) * يعني قال: جاءكم محمد بما لا تهوى أنفسكم بموالاة علي، فاستكبرتم ففريقا من آل محمد كذبتم وفريقا تقتلون (1).

مناقب ابن شهرآشوب: عنه (عليه السلام) مثله (2).

تفسير قوله تعالى: * (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) * - الآية، وأن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقرأه: إن الذين فارقوا دينهم - (3).

قال الطبرسي في هذه الآية: قرأ حمزة والكسائي: فارقوا، وهو المروي عن علي (عليه السلام) (4).

روايات القمي في ذلك (5).

تفسير قوله تعالى: * (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان) * من كلام العسكري (عليه السلام) في تفسيره وأن المراد بالكتاب التوراة وبالفرقان ما يفرق به بين الحق والباطل وبين المحقين والمبطلين وهو الإقرار بعد الإيمان بالله، الإيمان بأن محمدا خير البشر وسيد المرسلين، وأن أخاه ووصيه علي خير الوصيين، وأن أولياءه الذين يقيمهم سادة الخلق، وأن شيعته المنقادين له المسلمين له أوامره ونواهيه، ولخلفائه نجوم الفردوس الأعلى وملوك جنات عدن - الخبر (6).

الروايات بأن الفرقان المحكمات من القرآن التي يجب العمل بها، والقرآن جملة الكتاب كله (7) وهذه الروايات في الباب الذي فيه الفرق بين القرآن والفرقان فيه (8)، كما يأتي في " قرأ ".

ص: 188


1- (1) ط كمباني ج 7 / 77 و 155، وجديد ج 23 / 374، و ج 24 / 307 مكررا.
2- (2) جديد ج 39 / 262، وط كمباني ج 9 / 404.
3- (3) في كمباني ج 8 / 389، و ج 15 كتاب الكفر ص 13، وجديد ج 31 / 584، و ج 72 / 131.
4- (4) جديد ج 9 / 93، وط كمباني ج 4 / 29.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 29 و 58، وجديد ج 9 / 208.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 278، وجديد ج 13 / 233.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 5 و 8، وص 2، وجديد ج 92 / 15.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 5 و 8، وص 2، وجديد ج 92 / 15.

باب فيه أنه يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو الصديق والفاروق (1).

الروايات المتواترة من طرق العامة في أنه (عليه السلام) هو الصديق والفاروق بين الحق والباطل في كتاب الغدير (2).

ويشهد على ذلك الروايات المتواترة من طرق العامة المروية عن علي (عليه السلام) أنه قال: عهد إلي النبي (صلى الله عليه وآله) أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ولذلك الذي سمعوه عن النبي (صلى الله عليه وآله) يعرفون المنافقين في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) وبعده ببغضهم عليا (عليه السلام)، فراجع كتاب الغدير (3)، والتاج الجامع لأصول العامة (4).

ويشهد على ذلك أيضا الروايات النبوية المتواترة من طريق العامة: علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة، فراجع كتاب الغدير (5).

وتقدم في " حقق ": تفصيل مواضع الرواية من طرق الخاصة والعامة، ويأتي في " فضل ": بعضها الآخر.

الروايات النبوية من طريق العامة أن من فارق عليا (عليه السلام) فقد فارق الله ورسوله في كتاب إحقاق الحق (6).

ورواها أيضا العلامة نجم الدين العسكري في كتاب مقام أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث 39 رواها من أعلام العامة.

وكل هذه الروايات المتواترة عند الفريقين مؤيدا بعضها ببعض، إذا ضمت إلى الروايات النبوية الواردة المتواترة عند العامة والخاصة أنه ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة وواحدة منها ناجية. تتعين بالضرورة أن الفرقة الناجية من لم يفارق عليا ويكون معه، فتكون على الحق لأن الحق مع علي يدور معه

ص: 189


1- (1) ط كمباني ج 9 / 309، وجديد ج 38 / 201.
2- (2) الغدير ط 2 ج 2 / 312 و 313 و 314، و ج 3 / 187.
3- (3) الغدير ط 2 ج 3 / 183 و 182 - 186.
4- (4) التاج، ج 1 / 26. ونحوه فيه ج 3 / 335.
5- (5) الغدير ط 2 ج 3 / 177 - 180.
6- (6) الإحقاق ج 6 / 395 - 400.

حيثما دار ولن يفترقا إلى يوم القيامة، وهم الشيعة المتمسكون بالقرآن وعلي وعترته المعصومين في حديث الثقلين المتفق عليه عند الفريقين.

مضافا إلى الروايات النبوية الواردة من طريق العامة أن الفرقة الناجية شيعة علي (عليه السلام)، كما في إحقاق الحق (1).

باب افتراق الأمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) على ثلاث وسبعين فرقة وأنه يجري فيهم ما جرى في غيرهم من الأمم (2).

الأحزاب: * (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) *.

الخصال: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن أمة موسى افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية وسبعون في النار، وافترقت أمة عيسى بعده على اثنتين وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية وإحدى وسبعون في النار، وأن أمتي ستفترق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النار. وبمضمونها روايات كثيرة (3)، ورواه العامة، كما في كتاب التاج الجامع للأصول (4).

وفي بعض الروايات عنه (عليه السلام) مثله قال في آخره: فقلت: يا رسول الله وما الناجية؟ فقال: المتمسك بما أنت عليه وأصحابك (5).

كتاب الغارات: عن أبي عقيل، عن علي (عليه السلام) قال: اختلفت النصارى على كذا وكذا، واختلفت اليهود على كذا وكذا، ولا أراكم أيتها الأمة إلا ستختلفون كما اختلفوا، وتزيدون عليهم فرقة. ألا وإن الفرق كلها ضالة إلا أنا ومن تبعني (6).

وتقدم في " أمم ": ذكر سائر مواضع هذه الروايات، وفي " جرى ": أنه يجري في هذه الأمة كلما جرى في الأمم السالفة.

ص: 190


1- (1) الإحقاق ج 7 / 184، وكذا في كتاب فضائل الخمسة ج 2 / 228.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 2، وجديد ج 28 / 2، وص 4.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 2، وجديد ج 28 / 2، وص 4.
4- (4) التاج، ج 1 / 46.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 239، وجديد ج 30 / 337.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 740، وجديد ج 34 / 360.

افتراق بني إسرائيل بعد عيسى في البحار (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله) في افتراق الأمة عن ثلاث فرق بالنسبة إلى علي (عليه السلام): شيعته وأعداؤه، والغلاة (2).

وقريب منه في البحار (3).

افتراق الناس بعد وفاة العسكري (عليه السلام) على عشرين فرقة (4).

كلمات المفيد في ذلك وانقراض الفرق كلها في البحار (5).

بيان الفرق بين الآل والأمة في كلام مولانا الرضا صلوات الله عليه وغيره، وأن الصدقة محرمة على الآل دون الأمة، وكذا لا يجوز له (صلى الله عليه وآله) الازدواج في ذراري آله بخلافه في ذراري أمته إلى غير ذلك (6).

باب فيه الفرق بينهم وبين الأنبياء (7).

بيان أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الفرق بين الحب والبغض، وبين الحفظ والنسيان، وبين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة في البحار (8).

دخول رجل من الإفريقيا على مولانا الباقر صلوات الله عليه (9).

وجه تسمية الثاني بالفاروق بأنه فرق بين الحق والباطل، وأخذ الناس بالباطل (10).

ص: 191


1- (1) ط كمباني ج 4 / 56، و ج 5 / 414، وجديد ج 9 / 198، و ج 14 / 346.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 245، وجديد ج 25 / 264.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 4 و 6 و 216، وجديد ج 28 / 10 و 16، و ج 30 / 205.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 178، و ج 13 / 40، وجديد ج 50 / 334 و 336، و ج 51 / 161.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 176، وجديد ج 37 / 20.
6- (6) فراجع ط كمباني ج 7 / 235 - 240، وجديد ج 25 / 220.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 291 - 295، وجديد ج 26 / 66.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 476، وجديد ج 40 / 222.
9- (9) ط كمباني ج 11 / 69 و 75، وجديد ج 46 / 243 و 266.
10- (10) ط كمباني ج 13 / 219، وجديد ج 53 / 75.

نهج البلاغة: وفي كلام له للخوارج: والزموا السواد الأعظم فإن يد الله على الجماعة، وإياكم والفرقة فإن الشاذ من الناس للشيطان كما أن الشاذة من الغنم للذئب (1).

وتقدم في " عذب ": أن فراق الأحبة هو العذاب الأدنى.

في أن فرق شعر الرأس سنة، وبيان ما فعله النبي (صلى الله عليه وآله) من ذلك في البحار (2).

وفي خبر سعد بن عبد الله القمي عند تشرفه بلقاء الحجة المنتظر صلوات الله عليه قال: وعلى رأسه - يعني الحجة المنتظر - فرق بين وفرتين كأنه ألف بين واوين - الخبر (3).

باب الحلق وجز شعر الرأس والفرق وتربيته - الخ (4).

الروايات في أن من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من النار (5).

فرقد:

تأويل الفرقدين في الروايات بالحسن والحسين صلوات الله عليهما (6).

قال النبي (صلى الله عليه وآله): والحسين صلوات الله عليهما (6).

قال النبي (صلى الله عليه وآله): معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين، ومن افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي، وتأويله الشمس به والقمر بأمير المؤمنين، والفرقدين بالحسن والحسين، والنجوم بأئمة الهدى صلوات الله عليهم (7).

فرن:

تقدم في " خبص ": ذكر من الفراني، والفرني فارسي ويقال له

ص: 192


1- (1) ط كمباني ج 8 / 607، وجديد ج 33 / 373.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 142 مكررا، و ج 14 / 435، و ج 16 / 7 و 8، وجديد ج 16 / 189، و ج 61 / 169، و ج 76 / 82.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 126، وجديد ج 52 / 80.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 7، وجديد ج 76 / 82.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 7 و 8 و 153، وجديد ج 79 / 297.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 106 و 107، وجديد ج 24 / 75 و 74.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 141، وجديد ج 36 / 289.

المهلبية، وهو طعام يؤخذ من دقيق الأرز مع اللبن والسكر، وله فوائد مذكورة في " تحفهء حكيم مؤمن ".

جبل فاران: جبل من جبال مكة المعظمة.

فرا:

شهادة فروة التي يلبسها الهندي بخيانة صاحبها على الجارية التي أرسلها ملك الهند إلى مولانا الصادق (عليه السلام) (1).

وفي الصادقي (عليه السلام): أن الفرو إذا غسل بالماء فسد (2).

فروة بن نوفل الأشجعي: روى عن أبيه أنه أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: جئت يا رسول الله لتعلمني شيئا أقوله عند منامي - الخ، كما في المستدرك (3) عن الطبرسي.

فزع:

وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله) للفزع الأكبر لعمرو بن معد يكرب وإسلامه (4).

تفسير قوله تعالى: * (وهم من فزع يومئذ آمنون) * من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) للأصبغ، وأن الشيعة هم الآمنون من الفزع الأكبر (5).

وأما ما يؤمن من الفزع الأكبر بحسب النصوص الكريمة:

توقير ذي شيبة في الإسلام، والدفن في الحرم، والموت في طريق مكة ذاهبا أو جائيا، والموت في أحد الحرمين (مكة أو المدينة)، وإتيان قبر الأخ في الله ووضع اليد على القبر وقراءة سورة القدر سبع مرات، ومقت المؤمن نفسه دون الناس، واجتناب الفاحشة أو الشهوة من مخافة الله عز وجل إذا عرضت له. وكل ذلك صريح الروايات المذكورة في البحار (6).

ص: 193


1- (1) ط كمباني ج 11 / 136، وجديد ج 47 / 113.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 124 و 138، وجديد ج 47 / 71 و 118.
3- (3) المستدرك ج 1 / 298.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 221، وجديد ج 7 / 110.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 260، وجديد ج 7 / 241.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 278، وجديد ج 7 / 302 و 303.

الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أغاث أخاه المؤمن اللهفان - إلى آخر ما تقدم في " غوث " هو وغيره.

ومنها: دمع العينين من خشية الله فإنه يؤمن من الفزع الأكبر، كما تقدم في " بكى ".

كلمات الطبرسي في تفسير قوله تعالى: * (لا يحزنهم الفزع الأكبر) * ونقله الحديث النبوي (صلى الله عليه وآله): ثلاثة على كثبان من مسك لا يحزنهم الفزع الأكبر ولا يكترثون للحساب: رجل قرأ القرآن محتسبا، ثم أم قوما محتسبا، ورجل أذن يكترثون للحساب: رجل قرأ القرآن محتسبا، ثم أم قوما محتسبا، ورجل أذن محتسبا، ومملوك أدى حق الله عز وجل وحق مواليه (1).

قوله تعالى: * (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) * - الآية.

الكلام في هذه الآية في البحار (2).

وفي الروايات أنه من صوت السماء قبل ظهور الحجة المنتظر (عليه السلام)، كما في البحار (3).

ما يتعلق بقوله تعالى: * (حتى إذا فزع عن قلوبهم) * قال الطبرسي: أي كشف الفزع عن قلوبهم (4).

وتقدم في " حسن ": تفسير الحسنة في قوله تعالى: * (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) *. وفي " عرف ": العاشرة من الفرائض التي يؤمن من الفزع الأكبر.

علل الشرائع: قول النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) في حديث: من أحبك في حياة مني فقد قضي له بالجنة، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم له بالأمن والإيمان، ومن أحبك بعدك ولم يرك ختم الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع الأكبر (5).

ص: 194


1- (1) ط كمباني ج 3 / 234، وجديد ج 7 / 149.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 151، وجديد ج 52 / 185.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 151، أو خسف البيداء، كما في ص 173 و 182 و 189، وجديد ج 52 / 273 و 316 و 342.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 361، وجديد ج 18 / 259.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 11، وجديد ج 35 / 50.

فسح:

قال تعالى: * (إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا) * يعني وسعوا في المجالس للواردين، كما في البحار (1).

فسخ:

العلوي (عليه السلام): عرفت الله بفسخ العزائم - الخ (2).

فسد:

باب الفساد (3).

وتقدم في " صلح ": ذم الإفساد ومدح الإصلاح.

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): فساد الظاهر من فساد الباطن، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن خاف الله في السر لم يهتك ستره في العلانية، وأعظم الفساد أن يرضى العبد بالغفلة عن الله، وهذا الفساد يتولد من طول الأمل والحرص والكبر، كما أخبر الله عز وجل في قصة قارون في قوله: * (ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) *. وكانت هذه الخصال من صنع قارون واعتقاده. وأصلها من حب الدنيا وجمعها، ومتابعة النفس وهواها، وإقامة شهواتها، وحب المحمدة، ومرافقة الشيطان، واتباع خطواته، وكل ذلك يجتمع تحت الغفلة عن الله ونسيان مننه.

وعلاج ذلك الفرار من الناس ورفض الدنيا، وطلاق الراحة والانقطاع عن العادات، وقلع عروق منابت الشهوات، بدوام الذكر لله، ولزوم الطاعة له واحتمال جفاء الخلق، وملازمة القربى، وشماتة العدو من الأهل والقرابة، فإذا فعلت ذلك فقد فتحت عليك باب عطف الله، وحسن نظره إليك بالمغفرة والرحمة، وخرجت من جملة الغافلين، وفككت قلبك من أسر الشيطان، وقدمت باب الله في معشر الواردين إليه، وسلكت مسلكا رجوت الاذن بالدخول على الكريم، الجواد الملك الرحيم، واستيطاء بساطه على شرط الأدب، ولا تحرم سلامته وكرامته لأنه

ص: 195


1- (1) ط كمباني ج 6 / 199، وجديد ج 17 / 28.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 55 وجديد ج 5 / 197.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 165، وجديد ج 73 / 395.

الملك الكريم الجواد الرحيم (1).

باب الظلم وأنواعه والفساد في الأرض (2).

الخصال: عن يحيى بن عمران الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول: سبعة يفسدون أعمالهم: الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم الذي يدبر ماله كل كاذب منكر لما يؤتى إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيد الفظ الذي لا رحمة له، والام التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة إخوانه، والذي يجادل أخاه مخاصما له (3).

تفسير المفسدين في قوله تعالى: * (وربك أعلم بالمفسدين) * بأعداء محمد وآله (عليهم السلام)، كما في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام). وذلك لغصبهم حقوق آل محمد صلوات الله عليهم، وبهم ظهر الفساد في البر والبحر، فراجع البحار (4).

وكذلك في قوله تعالى: * (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض) * هم حبتر وزريق في أصحابهما، كما قاله مولانا الصادق (عليه السلام) (5).

وفي قوله تعالى: * (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) * قال الباقر (عليه السلام)، كما في رواية الكافي: يا ميسر إن الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله بنبيه (صلى الله عليه وآله)، فقال: * (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) * (6).

تفسير علي بن إبراهيم: في هذه الآية: أصلحها برسول الله وبأمير المؤمنين،

ص: 196


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 165، وجديد ج 73 / 395.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 201، وجديد ج 75 / 305.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 83، و ج 17 / 170، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 198، وكتاب الكفر ص 27، وكتاب العشرة ص 113 و 137، وجديد ج 2 / 50، و ج 78 / 194، و ج 71 / 340، و ج 72 / 194، و ج 74 / 397، و ج 75 / 70.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 77، وجديد ج 23 / 371.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 65، وجديد ج 35 / 336.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 50 و 44، وجديد ج 28 / 227، والكافي ص 250.

فأفسدوها حين تركوا أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

وقال تعالى: * (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) *، قال الباقر صلوات الله عليه في رواية القمي: ذلك والله يوم قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، كما في البحار (2).

وعن كعب الأحبار أن مصيبة الحسين (عليه السلام) هي الفساد الذي ذكره الله تعالى في كتابه: * (ظهر الفساد) * - الآية، وإنما فتح الفساد بقتل هابيل وختم بقتل الحسين (عليه السلام) (3).

وقال القمي: في البر فساد الحيوان إذا لم يمطروا، وكذلك هلاك دواب البحر بذلك. وقال الصادق (عليه السلام): حياة دواب البحر بالمطر، فإذا كفت المطر ظهر الفساد في البر والبحر، وذلك إذا كثرت الذنوب والمعاصي (4).

ما يتعلق بقوله تعالى: * (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) * (5).

أقول: يمكن إجراء الآية في زماننا بالفساد الذي وقع في الأرض ويقال له إصلاح الأرضين.

تأويل قوله تعالى: * (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين) * قتل مولانا أمير المؤمنين وطعن الحسن المجتبى (عليهما السلام) * (ولتعلن علوا كبيرا) * قتل الحسين (عليه السلام) - الخبر (6).

تفسير القمي في هذه الآية (7).

ص: 197


1- (1) ط كمباني ج 9 / 111، وجديد ج 36 / 147.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 44، وجديد ج 28 / 220 و 250، والكافي مثله ص 50.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 273، وجديد ج 45 / 315.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 156، وجديد ج 73 / 348.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 453، وجديد ج 32 / 283.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 268، و ج 13 / 13، وجديد ج 45 / 297، و ج 51 / 56.
7- (7) ط كمباني ج 13 / 11، وجديد ج 51 / 45.

أقول: ومن الفساد قطع أشجار الغير بغير الحق (1).

وفي رواية الأعمش في شرائع الدين قال الصادق (عليه السلام) - إلى أن قال -: ولا يحل قتل أحد من الكفار والنصاب في دار التقية إلا قاتل أو ساعي في فساد، وذلك إذا لم تخف على نفسك ولا على أصحابك - الخ (2).

ومثله في مكاتبة الرضا (عليه السلام) للمأمون (3). هذا في نسخة العيون. وفي نسخة تحف العقول: ولا يحل قتل أحد من الكفار في دار التقية إلا قاتل أو باغ، ذلك إذا لم تحذر على نفسك - الخ.

فسر:

في المنجد: فسر الأمر: أوضحه ولينه، المغطى: كشف عنه، فسره:

أوضحه وبينه، والتفسير: التأويل - الكشف - الايضاح - البيان - الشرح، جمع تفاسير.

وفي المجمع: فسرت الشئ، من باب ضرب بينته وأوضحته، والتشديد مبالغة، وقوله تعالى: * (أحسن تفسيرا) * التفسير في اللغة كشف معنى اللفظ وإظهاره مأخوذ من الفسر وهو مقلوب السفر يقال: أسفرت المرأة عن وجهها، إذا كشفته، وأسفر الصبح إذا ظهر - الخ. ولا وجه للاصطلاح لا فيما نحن فيه ولا في غيره، لأن الواجب على الفقيه حمل الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة وأخبار العترة الطاهرة على معناها اللغوي الحقيقي، أو المجازي لكن مع وجود القرينة الصارفة عن معناها الحقيقي.

الأخبار الدالة على عدم جواز تفسير القرآن بالرأي كثيرة:

منها: الحديث القدسي المروي عن الرضا، عن آبائه صلوات الله عليهم قال الله جل جلاله: ما آمن بي من فسر برأيه كلامي، وما عرفني من شبهني بخلقي، ولا

ص: 198


1- (1) ط كمباني ج 4 / 143، وجديد ج 10 / 226.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 522، وجديد ج 20 / 169.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 175، وجديد ج 10 / 355.

على ديني من استعمل القياس في ديني. رواه الطبرسي في الاحتجاج والصدوق في التوحيد وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) وأمالي الصدوق (1).

والنبوي (صلى الله عليه وآله) في حديث: ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب - الخبر (2).

الكافي: في رواية قتادة بن دعامة البصري عن مولانا الباقر (عليه السلام) قال له أبو جعفر (عليه السلام): بلغني أنك تفسر القرآن؟ قال له قتادة: نعم. فقال له أبو جعفر (عليه السلام):

بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا بعلم، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك - إلى أن قال -: بعد السؤال عن آيات وعجزه وتبين جهله: - ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت - إلى أن قال -: ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به (3)، وهذا في روضة الكافي (4).

باب تفسير القرآن بالرأي (5). وتقدم في " رأى " و " شبه " ما يتعلق بذلك.

تفسير سورة الحمد، والعلوي (عليه السلام): لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا في تفسير فاتحة الكتاب (6). وتقدم في حرف " الباء " و " بسمل " ما يتعلق بذلك.

وتقدم في " أجر ": تفسير أمير المؤمنين (عليه السلام) كلام الرسول وبيانه باطنه وتأويله، فراجع (7).

فضل العلم بكتاب الله وتأويله وأنه أفضل نعم الله على عباده بعد الإيمان، وبه يرفع درجاته، فراجع (8). ويأتي في " قرأ " ما يتعلق بذلك.

ص: 199


1- (1) ط كمباني ج 2 / 91، و ج 1 / 161، وجديد ج 2 / 297، و ج 3 / 291.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 128، وجديد ج 36 / 227.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 100، وجديد ج 46 / 349.
4- (4) روضة الكافي ح 485.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 28، وجديد ج 92 / 107.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 25 و 27 و 28 مكررا، وجديد ج 92 / 103 و 93.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 67، وجديد ج 1 / 216 و 217.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 437 و 441 و 650، وجديد ج 42 / 205، و ج 40 / 45 و 59.

نهج البلاغة: من وصيته لابن عباس: لا تخاصمهم بالقرآن فإن القرآن حمال ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكن حاجهم بالسنة، فإنهم لن يجدوا عنها محيصا (1).

في المجمع: أي معان مختلفة.

أقول: يستفاد منه عدم جواز الاحتجاج بالقرآن في غير النصوص والمحكمات التي لا يحتمل إلا وجها واحدا.

وفي رسالة النعماني عن مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث ذم الغاصبين قال:

وذلك أنهم ضربوا بعض القرآن ببعض، واحتجوا بالمنسوخ، وهم يظنون أنه الناسخ، واحتجوا بالمتشابه، وهم يرون أنه المحكم، واحتجوا بالخاص، وهم يقدرون أنه العام، واحتجوا بأول الآية، وتركوا السبب في تأويلها. ولم ينظروا إلى ما يفتح الكلام وإلى ما يختمه، ولم يعرفوا موارده ومصادره، إذ لم يأخذوه عن أهله، فضلوا وأضلوا.

واعلموا رحمكم الله أنه من لم يعرف من كتاب الله عز وجل الناسخ من المنسوخ، والخاص من العام، والمحكم من المتشابه، والرخص من العزائم، والمكي والمدني، وأسباب التنزيل، والمبهم من القرآن في ألفاظه المنقطعة والمؤلفة، وما فيه من علم القضاء والقدر، والتقديم والتأخير، والمبين والعميق، والظاهر والباطن، والابتداء والانتهاء، والسؤال والجواب، والقطع والوصل، والمستثنى منه والجاري فيه، والصفة لما قبل مما يدل على ما بعد - إلى أن قال -:

فليس بعالم في القرآن، ولا هو من أهله، ومتى ما ادعى معرفة هذه الأقسام مدع بغير دليل، فهو كاذب مرتاب، مفتر على الله الكذب ورسوله، ومأواه جهنم وبئس المصير.

ثم نقل عن أمير المؤمنين أقسام الآيات وأبلغها إلى أزيد من مائة، فراجع (2).

وأول كاتب في التفسير سعيد بن جبير، من أجلاء أصحاب أمير

ص: 200


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 95، وجديد ج 93 / 3.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 145، وجديد ج 2 / 245.

المؤمنين (عليه السلام). قتله الحجاج في سنة 94. ثم السدي إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي القرشي، من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام). توفي سنة 127. ثم محمد بن السائب الكلبي، من خواص أصحاب السجاد والباقر (عليهما السلام). توفي سنة 146. ثم جابر الجعفي.

فسق:

قال تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا) * - الآية. قال الطبرسي: نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في صدقات بني المصطلق، فخرجوا يتلقونه فرحا به، وكانت بينهم عداوة في الجاهلية فظن أنهم هموا بقتله، فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: إنهم منعوا صدقاتهم وكان الأمر بخلافه. فغضب النبي (صلى الله عليه وآله) وهم أن يغزوهم، فنزلت هذه الآية (1).

وكذا نزل فيه قوله تعالى: * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) *، وكذا قوله: * (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار) *، كما ورد عن ابن عباس في تفسير فرات بن إبراهيم (2) ويدل على ذلك ما في البحار (3).

تفسير علي بن إبراهيم: إنها (يعني قوله تعالى: إن جائكم فاسق) نزلت في عائشة، حيث قالت للنبي (صلى الله عليه وآله): إن إبراهيم ليس منك، إنما هو من جريح القبطي، فغضب وأمر عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) بقتله فبان كذبها (4)، ويمكن نزول الآية مكررا فلا تنافي.

وأما قوله تعالى: * (وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان) * يعني الأول والثاني والثالث، كما قاله مولانا الصادق (عليه السلام) في رواية الكافي (5).

ص: 201


1- (1) ط كمباني ج 6 / 683 و 691، و ج 8 / 320، و ج 9 / 263، وجديد ج 22 / 53 و 85، و ج 31 / 153، و ج 38 / 13.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 702، وجديد ج 22 / 129.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 79، و ج 8 / 320، و ج 9 / 316، وجديد ج 38 / 234، و ج 23 / 382، و ج 31 / 154.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 708، وجديد ج 22 / 153.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 79، و ج 8 / 210، و ج 9 / 65، وجديد ج 35 / 336، و ج 23 / 380، و ج 30 / 171.

قال الشهيد: اعلم أن الفاسق المتظاهر بفسقه لا حرمة له، لما روي عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا جاهر الفاسق بفسقه، فلا حرمة له ولا غيبة. وفي بعض الأخبار: من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب. وفي الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم - الخ (تقدم في " بدع ").

وقال الشهيد: الفسق في اللغة الخروج عن الطاعة مطلقا، لكن يطلق غالبا في الكتاب والسنة على الكفر وارتكاب الكبائر العظيمة، ثم نقل كلام المصباح والراغب في معنى الفسق، ثم قال: وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به، ثم أخل بجميع أحكامه أو ببعضه، قال تعالى: * (ففسق عن أمر ربه * ففسقوا فيها فحق عليها القول * وأكثرهم الفاسقون * أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) * فقابل به الإيمان وقال: * (ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) *.

الآيات في ذلك (1).

أقول: وعن إرشاد القلوب للديلمي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من زوج كريمته بفاسق، نزل عليه كل يوم ألف لعنة، ولا يصعد له عمل إلى السماء، ولا يستجاب له دعاءه، ولا يقبل منه صرف ولا عدل.

ونهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم (2). وتمام الخبر في البحار (3).

وفي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذر لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي، ولا تأكل طعام الفاسقين (4).

حكم فساق الشيعة يوم القيامة:

ص: 202


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 161، وجديد ج 75 / 161.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 218 و 221، وجديد ج 75 / 369 و 382. (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 218 و 221، وجديد ج 75 / 369 و 382.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 94، وجديد ج 76 / 330.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 26، وجديد ج 77 / 84.

تفسير علي بن إبراهيم: سئل العالم عن مؤمني الجن يدخلون الجنة؟ فقال: لا، ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنو الجن. وفساق الشيعة (1).

الخصال: قال مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث شرائع الدين: أصحاب الحدود فساق لا مؤمنون ولا كافرون، لا يخلدون في النار، يخرجون منها يوما ما، والشفاعة جائزة لهم (2).

وعن تفسير فرات، عن الباقر (عليه السلام) أنه قال في قوله تعالى: * (وما يضل به) * يعني بعلي * (إلا الفاسقين) * يعني من خرج عن ولايته، فإنه هو الفاسق.

وعن الصادق (عليه السلام) في قوله: * (إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) * قال: يعني الظالمين وصيك.

فشا:

باب تتبع عيوب الناس وإفشائها - الخ (3).

تقدم في " عيب " ما يتعلق بذلك، وفي " فحش ": أن من أفشا وأذاع فاحشة فهو كمن أتاها.

فصح:

باب فصاحة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبلاغته (4).

وفي حديث السحابة قالوا: يا رسول الله ما أفصحك؟! وما رأينا الذي هو أفصح منك، فقال: وما يمنعني من ذلك، وبلساني نزل القرآن بلسان عربي مبين، وقال أيضا: وأنا أفصح العرب بيد أني من قريش، وربيت في الفخر من هوازن بني سعد بن بكر (5).

فصاحة القرآن الكريم (6).

ص: 203


1- (1) ط كمباني ج 3 / 388، و ج 14 / 590 و 637، وجديد ج 8 / 335، و ج 63 / 95 و 291.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 144، وجديد ج 10 / 228.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 175، وجديد ج 75 / 212.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 231، وجديد ج 17 / 156.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 231، و ج 14 / 276، وجديد ج 59 / 374.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 234، وجديد ج 17 / 165.

قال النيشابوري بعد كلام له في فصاحة القرآن: ثم إنه قد اجتمع في القرآن وجوه كثيرة يقتضي نقصان الفصاحة، ومع ذلك فإنه قد بلغ في الفصاحة النهاية، فدل ذلك على كونه معجزا.

منها: أن فصاحة العرب أكثرها في وصف المشاهدات كبعير أو فرس أو جارية أو ملك أو ضربة أو طعنة أو وصف حرب، وليس في القرآن من هذه الأشياء مقدار كثير.

ومنها: أنه تعالى راعى طريق الصدق وتبرأ عن الكذب وقد قيل: إن أحسن الشعر أكذبه، ولهذا فإن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت لما أسلما وتركا سلوك سبيل الكذب والتخييل أرك شعرهما.

ومنها: أن الكلام الفصيح والشعر الفصيح إنما يتفق في بيت أو بيتين من قصيدة، والقرآن كله فصيح بكل جزء منه.

ومنها: أن الشاعر الفصيح إذا كرر كلامه لم يكن الثاني في الفصاحة بمنزلة الأول، وكل مكرر في القرآن فهو في نهاية الفصاحة وغاية الملاحة:

أعد ذكر نعمان لنا أن ذكره * هو المسك ما كررته يتضوع ومنها: أنه اقتصر على إيجاب العبادات وتحريم المنكرات والحث على مكارم الأخلاق والزهد في الدنيا والاقبال على الآخرة، ولا يخفى ضيق عطن البلاغة في هذه المواد.

ومنها: أنهم قالوا: إن شعر امرئ القيس يحسن في وصف النساء وصفة الخيل، وشعر النابغة عند الحرب، وشعر الأعشى عند الطرب ووصف الخمر، وشعر زهير عند الرغبة والرجاء، والقرآن جاء فصيحا في كل فن من فنون الكلام (1).

فصاحة سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها تظهر من خطبتها الشريفة الغراء التي تحير من العجب منها والإعجاب بها أحلام الفصحاء والبلغاء، وأوردها أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر في كتاب بلاغات النساء، وذكر أن مشايخ

ص: 204


1- (1) ط كمباني ج 6 / 234، وجديد ج 17 / 165.

آل أبي طالب يروونها عن آبائهم ويعلمونها أبناءهم، كما في البحار (1).

وكذا تظهر فصاحتها من كلامها مع عائشة بنت طلحة (2).

وكذا تظهر من شكايتها من أهل المدينة في حال مرضها (3).

وكذا من كلماتها مع أمير المؤمنين (عليه السلام) حين انصرفت من عند أبي بكر: يا بن أبي طالب اشتملت شملة (شيمة - خ ل) الجنين، وقعدت حجرة الظنين - الخ (4).

باب فيه بلاغة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وفصاحته (5).

كلام ابن أبي الحديد في بيان فصاحة أمير المؤمنين (عليه السلام) وما نقله عن أبي عثمان، عن جعفر بن يحيى - وكان من أبلغ الناس وأفصحهم للقول والكتابة بضم اللفظة إلى أختها - ألم تسمعوا قول شاعر لشاعر وقد تفاخرا: أنا أشعر منك لأني أقول البيت وأختها، وأنت تقول البيت وابن عمه ثم قال: وناهيك حسنا بقول علي بن أبي طالب (عليه السلام):

" هل من مناص أو خلاص؟ أو معاذ أو ملاذ؟ أو قرار أو محار؟ " قال أبو عثمان: وكان جعفر يتعجب بقول علي صلوات الله عليه: أين من جد واجتهد، وجمع واحتشد، وبنى فشيد، وفرش فمهد، وزخرف فنجد؟ قال: ألا ترى أن كل لفظة منها آخذة بعنق قرينتها، جاذبة إلى نفسها، دالة عليه بذاتها؟ قال أبو عثمان: فكان جعفر يسميه فصيح قريش.

قال ابن أبي الحديد: واعلم أننا لا يتخالجنا الشك في أنه أفصح من كل ناطق بلغة العرب من الأولين والآخرين إلا ما كان من كلام الله سبحانه وكلام

ص: 205


1- (1) ط كمباني ج 8 / 112، وجديد ج 29 / 235.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 102، وجديد ج 29 / 182.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 45، وجديد ج 43 / 158.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 43، وجديد ج 43 / 148.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 577، وجديد ج 41 / 283.

رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك لأن فضيلة الخطيب أو الكاتب في خطابته وكتابته، يعتمد على أمرين هما مفردات الألفاظ ومركباتها:

أما المفردات، فأن يكون سهلة سلسلة، غير وحشية ولا معقدة، وألفاظه (عليه السلام) كلها كذلك.

وأما المركبات، فحسن المعنى وسرعة وصوله إلى الأفهام، واشتماله على الصفات التي باعتبارها فضل بعض الكلام على بعض، وتلك الصفات هي الصناعة التي سماها المتأخرون البديع، من المقابلة والمطابقة وحسن التقدم (التقسيم - كذا في ط جديد)، ورد آخر الكلام على صدره، والترصيع والتسهيم، والتوشيح والمماثلة والاستعارة، ولطافة استعمال المجاز، والموازنة والتكافؤ، والتسميط والمشاكلة، ولا شبهة أن هذه الصفات كلها موجودة في خطبه وكتبه، مبثوثة متفرقة في فرش كلامه، وليس يوجد هذان الأمران في كلام لأحد غيره.

فإن كان تعملها وأفكر فيها وأعمل رويته في وضعها ونثرها فلقد أتى بالعجب العجاب، ووجب أن يكون إمام الناس كلهم في ذلك، لأنه ابتكره ولم يعرف من قبله، وإن كان اقتضبها ابتداء، وفاضت عليها لسانه مرتجلة وجاش بها طبعه بديهة من غير روية ولا اعتمال فأعجب، وأعجب على كلا الأمرين، فلقد جاء مجليا والفصحاء ينقطع أنفاسهم على أثره، ويحق ما قاله معاوية لمحقن الضبي جاء مجليا والفصحاء ينقطع أنفاسهم على أثره، ويحق ما قاله معاوية لمحقن الضبي حين قال:

" جئتك من عند أعيى الناس ": يا بن اللخناء لعلي تقول هذا؟ وهل سن الفصاحة لقريش غيره؟ واعلم أن تكلف الاستدلال على أن الشمس مضيئة يتعب، وصاحبه منسوب إلى السفه، وليس جاحد الأمور المعلومة علما ضروريا بأشد سفها ممن رام الاستدلال بالأدلة النظرية عليها (1).

أيضا كلامه في فصاحته وقوله: فهو (عليه السلام) إمام الفصحاء - الخ (2).

ص: 206


1- (1) ط كمباني ج 9 / 595، وجديد ج 41 / 358.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 542، وجديد ج 41 / 146.

يأتي في " لسن " ما يتعلق بذلك.

أمالي الطوسي: سئل علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أفصح الناس، قال: المجيب المسكت عند بديهة السؤال (1).

فصاحة الحسن بن علي صلوات الله عليه في كلامه مع الأعرابي (2).

وتقدم في " شعر ": أشعاره مجيبا للعرب الفصيح، وجملة وافرة من الأشعار الفصيحة من الفصحاء.

فصاحة الحسين صلوات الله عليه تعلم من دعائه يوم عرفة، ومن خطبه يوم عاشوراء، فورد لم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه. ولهذا لما خطب الخطبة التي أولها: الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته والشقي من فتنته - الخ. قال عمر بن سعد: ويلكم كلموه فإنه ابن أبيه، والله لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا لما انقطع ولما حصر. فكلموه - الخ (3).

فصاحة مولانا علي بن الحسين صلوات الله عليه تظهر من الصحيفة الكاملة.

حكي أنها ذكرت عند بليغ في البصرة فقال: خذوا عني حتى أملي عليكم، وأخذ القلم وأطرق رأسه، فما رفعه حتى مات (4).

فصاحة أم سلمة رضي الله عنها تعلم من احتجاجها على عائشة ومنعها من الخروج إلى البصرة، وقد تقدم في " عيش ".

وفي السفينة لغة " حسن ": حسن بن أبي الحسن البصري، أن فصاحته كانت من بركة أم سلمة.

قصة رجل من أهل مجلس معاوية نطق بفضائل علي (عليه السلام) في محضر معاوية

ص: 207


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 187، وجديد ج 71 / 290.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 92، وجديد ج 43 / 331.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 193، وجديد ج 45 / 5.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 12، وجديد ج 46 / 37.

بعبارات فصيحة، فأمر معاوية باخراجه (1).

كان صعصعة بن صوحان من أفصح الناس، كما أشرنا إليه في " صعصع ".

فصاحة ظهرت من أعرابي في مجلس الوليد في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام)، ذكرناها عند ذكر يونس بن حبيب النحوي في رجالنا (2).

ومن الفصحاء البلغاء المختار بن أبي عبيدة الثقفي، له كلمات فصيحة (3).

ومنها قوله عند خروجه: والذي أنزل القرآن، وبين الفرقان، وشرع الأديان، وكره العصيان، لأقتلن العصاة من أزد عمان، ومذحج وهمدان، ونهد وخولان، وبكر وهران، وثعل وبنهان، وقبائل قيس عيلان، غضبا لابن بنت نبي الرحمن. نعم يا صقعب وحق السميع العليم، العلي العظيم، العدل الكريم، العزيز الحكيم، الرحمن الرحيم، لأعركن عرك الأديم بني كندة وسليم، والأشراف من تميم - الخ (4).

ومنها قوله: أما ورب البحار، والنخل والأشجار، والمهامة القفار، والملائكة الأبرار، والمصطفين الأخيار، لأقتلن كل جبار، بكل لدن خطار، ومهند بتار، في جموع من الأنصار - الخ (5).

ومنها خطبته: الحمد لله الذي وعد وليه النصر، وعدوه الخسر، وعدا مأتيا وأمرا مفعولا، وقد خاب من افترى، أيها الناس! مدت لنا غاية، ورفعت لنا راية، فقيل في الراية ارفعوها ولا تضيعوها، وفي الغاية خذوها ولا تدعوها، فسمعنا دعوة الداعي، وقبلنا قول الراعي، فكم من باغ وباغية، وقتلى في الراعية، ألا فبعدا لمن طغى وبغى وجحد ولغى وكذب وتولى - الخ (6).

ص: 208


1- (1) ط كمباني ج 8 / 585، وجديد ج 33 / 278.
2- (2) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 299.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 283 - 290، وجديد ج 45 / 350 - 374.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 284، وجديد ج 45 / 353، وص 357.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 284، وجديد ج 45 / 353، وص 357.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 288، وجديد ج 45 / 369.

فصد:

ذكر العروق التي تفصد: قيفال، أكحل، باسليق، حبل الذراع، اسيلم، إبطي، صافن، عرق النساء، مابض، (كذا في النسخة، والأظهر " نابض " بالنون يعني العصب)، وچهار رگ:

" قيفال " را سر ورو گويند، ووى برابر ابهام يعنى سرانگشت وعلتهاى سر و رو را نافع.

" أكحل " را هفت اندام ونهر البدن گويند، ووى برابر سبابه واقع است و علتهاى جمله بدن را مفيد باشد.

" باسليق " برابر انگشت وسطى است وعلتهاى فروتر از گردن را كه تنوره ء بدن گويند سودمند وأمراض بطن را مفيد، وبدانند كه زير أين شريان است و جهيدنش محسوس مى شود، به احتياط بايد گشود تا نيش نيشتر به شريان نرسد.

" حبل الذراع " در بعضي دستها با رگ با سليق آميخته گفته اند، منفعت وى چون منفعت قيفال است، اما به قياس وتجربه نفع آنرا به نفع با سليق قريب يافته.

" إبطي " برابر خنصر است وآنرا اسيلم نيز گويند بر وزن افعيل، ووى علتهاى احشاء وأمراض سفلى را نافع واسيلم تصغير أسلم است، واز إبطي متصل، گويا شعبه آن است، وآنرا ما بين خنصر وبنصر ميزنند، وبعد گشادن دست در آب گرم ميگذارند از دست راست امراض واز دست چپ امراض طحال ودل را نافع است وشش را از هر دو طرف كه باشد وچون از أين رگ خون از جگر ودل بيشتر مى آيد منع كرده اند كه خون بيشتر نبايد گرفت.

" صافن " بر شتالنك واقع است برابر انگشت حيض را بگشايد وجراحت و خارش ران وخصيه وقضيب را سود دهد وماده را از سر فرود آورد.

" مابض " زير زانو است ونافع تر از صافن است ودرد احشاء وپشت را مفيد ودرد مقعد وبواسير ورحم را نافع.

" عرق النساء " رگى است گره دار كه از بستن پاى معلوم مى شود اگر بر

ص: 209

ساق پاى يابند بهتر وإلا ما بين بنصر وخنصر پشت پاى بگشايند از برأي مرض عرق النساء نفع دارد وقريب به منافع صافن است.

چهار رگ عبارت از آن چهار رگ است كه دو بر لب زير ودو بر لب بالا واقع است، در باطن لبها ميگشايند از نيشتر كردن وسر وأمراض دهان ولثه را نافع اند. وديگر رگها كه زير زبان وبر سر بيني وپس گوش ودر گوشه ء چشم واقع اند، چون كمتر مى گشايند، مفصل مرقوم نكرديم.

وروزيكه فصد مى كنند غذاي غليظ ندهند پس اگر گرم مزاج است سردى بدهند تا صفرا را فرو نشاند واگر سرد مزاج است گرمى به أو دهند تا قوت يابد.

في أن مولانا أبا جعفر الجواد صلوات الله عليه أمر فصادا يفصده في العرق الزاهر، ففصده فخرج ماء أصفر حتى امتلأ الطست، ثم خرج أيضا دون ذلك. فقيل ذلك ليوحنا بن بختيشوع، فذكره لأسقف، فقال: يوشك أن يكون هذا الرجل نبيا أو من ذرية نبي (1).

الفصد الذي اتفق لمولانا أبي محمد العسكري صلوات الله عليه فامتلأ ثلاث طساس من الدم ومن شئ مثل اللبن الحليب، فأسلم بذلك راهب دير العاقول (2).

عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن الذي خلق الأدواء جعل لها دواء، وإن خير الدواء الحجامة والفصاد والحبة السوداء يعني الشونيز.

بيان: الفصد والفصاد بالكسر شق العرق (3).

الروايات الواردة في الفصد وبعض ما يفصد وأمر الأئمة (عليهم السلام) به (4).

قال المجلسي: وقد أومأنا إلى علة تخصيص الحجامة في أكثر الأخبار بالذكر وعدم التعرض للفصد فيها، لكون الحجامة في تلك البلاد أنفع وأنجح من الفصد -

ص: 210


1- (1) ط كمباني 12 / 112، وجديد ج 50 / 57.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 160، و ج 14 / 518، وجديد ج 50 / 260، و ج 62 / 132.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 505، وجديد ج 62 / 73.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 517، و ج 12 / 25، وجديد ج 62 / 131، و ج 49 / 86.

الخ، وقد تقدم في " حجم ".

في أن الفصد ينفع لمن يفزع في النوم مطلقا، ومع ماء الشبت المطبوخ بالعسل فيسقى ثلاثة أيام، ويأتي في " نوم " (1).

فصص:

الفص مثلثة الفاء حدقة العين، ذم الأزرق كالفص وأنه ممن لا ينجب، كما عن الباقر والصادق صلوات الله عليهما. وفي الصادقي (عليه السلام) ذم المفصص بالخضرة من الرجال، فراجع البحار (2).

وفي القاموس: التفصيص حملقة الإنسان بعينه، وحملاق العين باطن أجفانها الذي يسود بالكحلة أو ما غطته الأجفان من بياض المقلة أو باطن الجفن الأحمر الذي إذا قلب للكحل رأيت حمرته أو ما لزق بالعين من موضع الكحل من باطن، جمع حماليق، وحملق: فتح عينيه ونظر شديدا - إنتهى.

وفي المنجد: فصص بعينه: حدق بها.

فصل:

فصل الخطاب مما أعطاه الله تعالى أئمة الهدى صلوات الله عليهم، كما في الروايات المتواترة التي هي أكثر من أن تحصى.

قال المجلسي: وفصل الخطاب أي الخطاب الفاصل بين الحق والباطل، أو الخطاب المفصول الواضح الدلالة على المقصود، أو ما كان من خصائصه (عليه السلام) من الحكم المخصوص في كل واقعة، والجوابات المسكتة للخصوم في كل مسألة.

وقيل: هو القرآن وفيه بيان الحوادث من ابتداء الخلق إلى يوم القيامة (3).

كلام البيضاوي في معنى فصل الخطاب في قوله تعالى: * (وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) * (4).

ص: 211


1- (1) ط كمباني ج 16 / 43، وجديد ج 76 / 190.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 77، و ج 15 كتاب الكفر ص 31، وجديد ج 5 / 279، و ج 72 / 211.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 310، وجديد ج 26 / 142.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 422، وجديد ج 39 / 337.

العيون والمناقب: عن الرضا صلوات الله عليه في حديث معرفته باللغات قال: أو ما بلغك قول أمير المؤمنين (عليه السلام): أوتينا فصل الخطاب، فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات (1).

باب معالجة أوجاع المفاصل وعرق النساء (2).

فضخ:

مسجد الفضيخ من مساجد المدينة يستحب الصلاة فيها لأنه صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).

ورد الشمس فيه لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في البحار (4).

فضض:

الصادقي (عليه السلام) كان القميص الذي نزل به على إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة (5).

ونحوه حرز مولانا الجواد صلوات الله عليه حيث يجعل في قصبة من فضة منقوشة، قال العلامة الطباطبائي:

وجاز في الفضة ما كان وعاء * لمثل تعويذ وحرز ودعاء فقد أتى فيه صحيح من خبر * عاضده حرز الجواد المعتبر مدح فضة جارية فاطمة الزهراء (عليها السلام) في تصدقها على المسكين واليتيم والأسير مع أهل بيت النبوة، ونزول هل أتى فيهم وهي معهم (6).

والأسير مع أهل بيت النبوة، ونزول هل أتى فيهم وهي معهم (6).

رواية البرسي أن فضة كانت بنت ملك الهند، وكانت عندها ذخيرة من الإكسير، فصنعت النحاس سبيكة ذهب لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فأراها أمير المؤمنين

ص: 212


1- (1) ط كمباني ج 12 / 25، وجديد ج 49 / 87.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 530، وجديد ج 62 / 190.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 430، وجديد ج 19 / 120، و ج 100 / 214.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 552، و ج 22 / 32، وجديد ج 41 / 182، و ج 100 / 216.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 186، وجديد ج 12 / 279.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 45 - 48، وجديد ج 35 / 237.

كنوز الأرض (1).

في أنها رضي الله عنها ما تكلمت عشرين سنة إلا بالقرآن، منها: قصتها في السفر وتكلمها بآيات القرآن (2).

رواية ورقة بن عبد الله عن فضة كيفية وفاة فاطمة الزهراء (عليها السلام) (3).

وفيها قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: فلما هممت أن أعقد الرداء ناديت:

يا أم كلثوم، يا زينب، يا سكينة، يا فضة، يا حسن، يا حسين، هلموا تزودوا من أمكم - الخ (4).

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أخذت علي فاطمة صلوات الله عليها عهد الله ورسوله إنها إذا توفت لا أعلم أحدا إلا أم سلمة زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأم أيمن وفضة، ومن الرجال ابنيها - الخ (5).

خبر فضة والأسد في كربلاء (6).

جلالة شهرة بنت مسكة بنت فضة وطوافها وقصتها الدالة على كمالها وفضلها (7).

قضايا الراجعة في تزويج فضة الخادمة وأولادها في البحار (8).

جملة من قضاياها مع أمير المؤمنين (عليه السلام) ونخلها دقيقه، ومنعه إياها عن ذلك (9).

فضل:

قال تعالى: * (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) * - الآية.

ص: 213


1- (1) ط كمباني ج 9 / 575، وجديد ج 41 / 273.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 26، وجديد ج 43 / 86.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 50، وجديد ج 43 / 174، وص 179.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 50، وجديد ج 43 / 174، وص 179.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 59، وجديد ج 43 / 208.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 235، وجديد ج 45 / 169.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 15، وجديد ج 43 / 46.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 478، وجديد ج 40 / 227.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 500 و 501، وجديد ج 40 / 325 و 331.

وقال تعالى: * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) * - الآية.

ففي الروايات الشريفة أن الفضل في هذه الآيات رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورحمته ولاية الأئمة صلوات الله عليهم.

والباقري (عليه السلام) في قوله تعالى: * (ويزيدهم من فضله) * الولاية لآل محمد صلوات الله عليهم (1).

باب فيه أنهم صلوات الله عليهم فضل الله ورحمته - الخ (2).

باب أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو الفضل والرحمة والنعمة (3).

وقوله تعالى: * (ويؤت كل ذي فضل فضله) * يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) (4).

أمالي الطوسي: عن محمد بن سماعة، قال: سأل بعض أصحابنا الصادق صلوات الله عليه فقال له: أخبرني أي الأعمال أفضل؟ قال: توحيدك لربك، قال:

فما أعظم الذنوب؟ قال: تشبيهك لخالقك (5) وتقدم في " عمل " ما يتعلق بذلك.

باب فضائل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخصائصه وما امتن الله به على عباده (6).

باب نادر في اللطائف في فضل نبينا في الفضائل والمعجزات على الأنبياء صلوات الله عليهم (7).

بيان مولانا الكاظم (عليه السلام) وهو طفل خماسي في أفضلية نبينا على سائر الأنبياء ببيان جوامع معجزاته (8).

ص: 214


1- (1) ط كمباني ج 7 / 103 و 104، و ج 9 / 285 و 109، و ج 4 / 32 و 55، وجديد ج 9 / 102 و 194، و ج 36 / 139، و ج 38 / 106، و ج 24 / 61.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 100، وجديد ج 24 / 48.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 81، وجديد ج 35 / 423.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 105، وجديد ج 36 / 117.
5- (5) ط كمباني ج 2 / 89، وجديد ج 3 / 287.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 165، وجديد ج 16 / 299.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 188، وجديد ج 16 / 402.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 249، وجديد ج 17 / 225.

ويشهد على ذلك ما في البحار (1).

الروايات في أن محمدا وآله المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أفضل خلق الله تعالى في البحار (2).

وتقدم ما يدل على ذلك في " خلق " و " عرف " و " علم ".

روى الصدوق في العيون والعلل وكمال الدين مسندا عن أبي الصلت الهروي، عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما خلق الله عز وجل خلقا أفضل مني، ولا أكرم عليه مني.

قال علي صلوات الله عليه: فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أو جبرئيل؟ فقال: يا علي إن الله تعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من ولدك، وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا.

يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.

يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه، لأن أول ما خلق الله عز وجل: خلق أرواحنا، فأنطقنا بتوحيده وتحميده، ثم خلق الملائكة.

فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا، فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون، وأنه منزه عن صفاتنا، فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا.

فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وأنا عبيد لسنا بآلهة يجب أن يعبد معه، أو دونه، فقالوا: " لا إله إلا الله ".

ص: 215


1- (1) ط كمباني ج 6 / 225، وجديد ج 17 / 130.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 345، وجديد ج 26 / 297.

فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال عظم المحل إلا به.

فلما شاهدوا ما جعله لنا من العزة والقوة، قلنا: " لا حول ولا قوة إلا بالله "، لتعلم الملائكة أن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله.

فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة، قلنا: " الحمد لله " لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته (نعمه - خ ل)، فقالت الملائكة: الحمد لله، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده.

ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما، وكان سجودهم لله عز وجل عبودية، ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون؟ وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، ثم قال لي: تقدم يا محمد، فقلت له: يا جبرائيل أتقدم عليك؟ فقال: نعم، لأن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين، وفضلك خاصة، فتقدمت فصليت بهم ولا فخر.

فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل: تقدم يا محمد، وتخلف عني، فقلت: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عز وجل فيه إلى هذا المكان، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله.

فزخ بي في النور زخة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه، فنوديت: يا محمد، فقلت: لبيك ربي وسعديك، تباركت وتعاليت. فنوديت: يا محمد أنت عبدي وأنا ربك، فإياي فاعبد، وعلي فتوكل، فإنك نوري في عبادي، ورسولي إلى خلقي، وحجتي على بريتي، لك ولمن اتبعك خلقت جنتي، ولمن

ص: 216

خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتهم أوجبت ثوابي.

فقلت: يا رب، ومن أوصيائي؟ فنوديت: يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي، فنظرت - وأنا بين يدي ربي جل جلاله - إلى ساق العرش، فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم مهدي أمتي.

فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت: يا محمد هؤلاء أوليائي وأوصيائي وأصفيائي وحجتي (حججي - خ ل) بعدك على بريتي، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك، وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني، ولأعلين بهم كلمتي، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأمكننه (ولأملكنه - خ ل) مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح، ولأذللن له السحاب الصعاب، ولأرقينه في الأسباب، فلأنصرنه بجندي، ولأمدنه بملائكتي، حتى تعلو دعوتي، وتجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه، ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة (1).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): في الحديث المفصل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) - إلى أن قال: - قال ربي: يا محمد إن فضلك على جميع النبيين والمرسلين والملائكة المقربين كفضلي - وأنا رب العزة - على سائر الخلق أجمعين. وكذلك قال الله تعالى لموسى لما ظن أنه قد فضل على جميع العالمين - الخبر (2).

التوحيد، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، أمالي الصدوق: عن الهروي قال: قلت لعلي بن موسى الرضا صلوات الله عليه: يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ فقال: يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمدا على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدنيا والآخرة

ص: 217


1- (1) ط كمباني ج 6 / 382، و ج 7 / 353، وجديد ج 18 / 345، و ج 26 / 335.
2- (2) جديد ج 9 / 309، وط كمباني ج 4 / 83.

زيارته، فقال عز وجل: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * وقال: * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) *.

وقال النبي: من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله، ودرجة النبي في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره إلى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى - الخبر. وذكر في آخر الخبر تأويل حديث: أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله، وأن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم، بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته (1).

وتقدم في " ظلم " و " غضب " ما يتعلق بذلك.

إحتجاج رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أربعين يهوديا في إثبات أفضليته على الأنبياء (2).

رواية أخرى منه (صلى الله عليه وآله) في إثبات أفضليته (3).

وفي باب أسمائه (صلى الله عليه وآله) في القرآن وأخبار فضائله في البحار (4).

إثبات أمير المؤمنين صلوات عليه أفضلية رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الأنبياء والمرسلين (5). رواه عن الإحتجاج للطبرسي، كما في البحار (6) ورواه عن إرشاد القلوب أيضا، كما في البحار (7).

خبر الذي يدل على تكرمة فتى بني إسرائيل في قضية ذبح البقرة لكثرة صلواته على محمد وآله وتفضيله إياهم على جميع الخلق (8).

ص: 218


1- (1) ط كمباني ج 2 / 105 و 114، وجديد ج 4 / 3 و 31.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 78، و ج 6 / 172، وجديد ج 9 / 289، و ج 16 / 327.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 180، وجديد ج 16 / 366.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 122 و 123، وجديد ج 16 / 101.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 98، وجديد ج 10 / 28.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 261 و 262، وجديد ج 17 / 273 - 298.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 174، وجديد ج 16 / 341.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 288، وجديد ج 13 / 269.

تحف العقول: في حديث مناجاة موسى بن عمران وما أوحى الله تعالى إليه في فضائل النبي (صلى الله عليه وآله): قال تعالى: به أفتح الساعة وبأمته أختم مفاتيح الدنيا - إلى أن قال: - وحبه لي حسنة وأنا معه وأنا من حزبه وهو من حزبي (1).

في حديث المعراج قالت الملائكة لرسول الله (صلى الله عليه وآله): فما نزل من الله فإليكم، وما صعد إلى الله فمن عندكم (2).

ويقرب منه مع مناقب فاخرة في الزيارة التي أنشأها مولانا الصادق (عليه السلام) لمولانا الحسين صلوات الله عليه المروية في الكافي والتهذيب وكامل الزيارة وغيرها، فراجع البحار (3).

وقد ذكرناها مع ما يناسبها في كتاب " إثبات ولايت ".

باب فيه اشتراك أمير المؤمنين صلوات الله عليه مع نبينا في جميع الفضائل سوى النبوة وفيه بيان تفضيله على الأنبياء والمرسلين (4).

إثبات حرة بنت حليمة السعدية تفضيل مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) على سبعة من الأنبياء والمرسلين آدم ونوح ولوط وإبراهيم وداود وسليمان وعيسى في مجلس الحجاج بن يوسف الثقفي واستدلالها بالقرآن، وفي كل ذلك قال الحجاج:

أحسنت يا حرة، فراجع البحار (5).

في الاستدلال على أفضلية مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه من جميع الأنبياء والمرسلين سوى محمد (صلى الله عليه وآله) بقوله تعالى في آية المباهلة: * (وأنفسنا) *، فراجع البحار (6).

وفي النبوي الباقري (عليه السلام) المروي في دلائل الإمامة للطبري قال: واختار من

ص: 219


1- (1) ط كمباني ج 5 / 303، وجديد ج 13 / 332.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 4. وتمامه في ج 9 / 440، وجديد ج 15 / 8، و ج 40 / 55.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 151، وجديد ج 101 / 174.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 355، وجديد ج 39 / 35.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 39، وجديد ج 46 / 134.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 640، وجديد ج 22 / 282.

صلبك يا حسين تسعة، تاسعهم قائمهم، وكلهم في المنزلة والفضل عند الله واحد (1).

باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنهم في الفضل سواء (2)، ويدل عليه ما في البحار (3). وتقدم في " جرى " ما يتعلق بذلك.

ويأتي في " فوض ": ما يدل على ذلك.

فيه أن أمير المؤمنين أفضلهم، ثم الحسن ثم الحسين، صلوات الله عليهم، وأفضل الباقين بعد الحسين (عليه السلام) مولانا المهدي الحجة بن الحسن (عليه السلام)، كذا عده الكراجكي من عقائد الإمامية (4).

باب في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) على سائر الأئمة (عليهم السلام) (5).

كلمات الصدوق في كتاب الاعتقادات مفاد ما تقدم (6).

وعن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: كلما كان لمحمد (صلى الله عليه وآله) فلنا مثله إلا النبوة والأزواج (7).

وقال الصدوق في أول الهداية في باب الإمامة: ويجب أن يعتقد أن كل فضل آتاه الله عز وجل نبيه فقد آتاه الله الإمام إلا النبوة - الخ.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: روى الصدوق بإسناده إلى محمد بن الفيض بن المختار، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم - إلى أن قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): - وما أكرمني الله بكرامة إلا وأكرمك بمثلها، وخصني الله تعالى بالنبوة والرسالة وجعلك وليي في ذلك، تقوم في حدوده وصعب أموره. والذي بعثني بالحق نبيا ما آمن بي من

ص: 220


1- (1) دلائل الإمامة ص 237.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 265، وجديد ج 25 / 352.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 424، وجديد ج 39 / 344.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 268، وجديد ج 25 / 362.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 366، وجديد ج 39 / 90.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 345، وجديد ج 26 / 297.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 349، وجديد ج 26 / 317.

أنكرك ولا أقر بي من جحدك - الخ. ورواه الصدوق في الأمالي (1). ورواه فرات في تفسيره، كما في البحار (2)، وفي بشارة المصطفى (3).

وفي الكافي باب إنا أنزلناه في الرواية الشريفة المفصلة عن مولانا الباقر صلوات الله عليه قال: لا يستخلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا من يحكم بحكمه، وإلا من يكون مثله إلا النبوة - الخ.

وفيه باب ما جاء في الاثني عشر الأئمة (عليهم السلام) مسندا عن الحسن بن العباس بن الجريش، عن مولانا الجواد، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما في حديث إراءته رسول الله لأبي بكر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا بكر آمن بعلي و بأحد عشر من ولده إنهم مثلي إلا النبوة وتب إلى الله - الخبر. ورواه في البحار (4).

وفيه باب أن الأئمة بمن وتب إلى الله - الخبر. ورواه في البحار (4).

وفيه باب أن الأئمة بمن يشبهون، مسندا عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الأئمة بمنزلة رسول الله، إلا أنهم ليسوا بأنبياء، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي، فأما ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول الله. ونقله في البحار (5).

وتقدم في " عرف ": رواية مفصلة في معرفة الإمام عن الصادق (عليه السلام) قال:

وأدنى معرفة الإمام أنه عدل النبي (صلى الله عليه وآله) إلا درجة النبوة ووارثه، وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله - الخ (6).

وتقدم في " حمل ": العلوي (عليه السلام) ولقد حملت على مثل حمولته وهي حمولة الرب تبارك وتعالى، وفي " خصص " ما يتعلق بذلك.

وفي الكافي باب مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) مسندا عن ابن مسكان، عن مولانا مولانا أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث عن جده أبي طالب قال لفاطمة بنت أسد: إصبري سبتا

ص: 221


1- (1) الأمالي ص 296. ونقله في ط كمباني ج 9 / 285 و 109، وجديد ج 38 / 105.
2- (2) جديد ج 36 / 139.
3- (3) بشارة المصطفى ص 179.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 193، وجديد 25 / 51.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 178، وجديد ج 16 / 360.
6- (6) ط كمباني ج 2 / 121، وجديد ج 4 / 55.

أبشرك بمثله إلا النبوة، وقال: السبت ثلاثون سنة - الخبر.

أقول: يمكن أن يقال: إن هذه الروايات موافق لقوله تعالى: * (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) * فأعظم الآيات رسول الله إذا ذهب الله به لا بد أن يأتي بمثله.

باب فضائل أهل البيت والنص عليهم وجملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها (1).

باب في معرفتهم بالنورانية وفيه ذكر جمل من فضائلهم (2).

باب ثواب ذكر فضائلهم (3).

باب عقاب من كتم شيئا من فضائلهم أو جلس في مجلس يعابون أو فضل غيرهم عليهم من غير تقية، وتجويز ذلك عند التقية والضرورة (4).

باب النهي عن أخذ فضائلهم من مخالفيهم (5).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا (عليه السلام):

يا بن رسول الله إن عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضلكم أهل البيت، وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عنكم، أفندين بها؟ فقال: يا بن أبي محمود لقد أخبرني أبي، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من أصغى (اصتغى - خ ل) إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله عز وجل فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس.

ثم قال الرضا (عليه السلام): يا بن أبي محمود إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلاثة: أحدها الغلو، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا. فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا، ونسبوهم إلى

ص: 222


1- (1) ط كمباني ج 7 / 22، وجديد ج 23 / 104.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 274، وجديد ج 26 / 1.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 329، وجديد ج 26 / 227.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 331، وجديد ج 26 / 232، وص 239.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 331، وجديد ج 26 / 232، وص 239.

القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عز وجل: * (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) *.

يا بن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فالزم طريقتنا، فإنه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه، إن أدنى ما يخرج الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك، ويبرأ ممن خالفه. يا بن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة.

بيان: النهي عن الاعتقاد بما تفرد به المخالفون من فضائلهم، لا ينافي جواز الاحتجاج عليهم بأخبارهم، فإنه لا يتأتى إلا بذلك، ولأذكر ما ورد في طريق أهل البيت من طريق المخالفين أيضا، تأييدا وتأكيدا (1).

باب جوامع مناقبهم وفضائلهم (2).

باب تفضيلهم على الأنبياء وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم (3).

أقول: وذكرت في المستدركات (4) أن للعالم الجليل النبيل ولي بن نعمة الله الفاضل كتاب في تفضيل أمير المؤمنين (عليه السلام) على أولي العزم.

بصائر الدرجات: عن عبد الله بن الوليد قال: قال لي أبو عبد الله صلوات الله عليه: أي شئ تقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين (عليه السلام). قلت: يقولون إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين (عليه السلام). قال: فقال: يزعمون أن أمير المؤمنين قد علم ما علم رسول الله؟ قلت: نعم، ولكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحدا. قال أبو عبد الله (عليه السلام): فخاصمهم بكتاب الله. قال: قلت: وفي أي موضع أخاصمهم؟ قال: قال الله تعالى لموسى: * (وكتبنا له في الألواح من كل

ص: 223


1- (1) ط كمباني ج 7 / 332، وجديد ج 26 / 239، وص 240.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 332، وجديد ج 26 / 239، وص 240.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 338، و ج 11 / 39، وجديد 26 / 267، و ج 46 / 134.
4- (4) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 112.

شئ) * علمنا أنه لم يكتب لموسى كل شئ، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى:

* (ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه) *، وقال تبارك وتعالى لمحمد (صلى الله عليه وآله):

* (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) *.

بصائر الدرجات بسند آخر، والاحتجاج بسند آخر ما يقرب منه (1).

رسالة محمد بن بحر الشيباني في قول مفضلي الأنبياء والرسل والأئمة والحجج صلوات الله عليهم على الملائكة (2).

باب احتجاج السيد المرتضى في تفضيل الأئمة (عليهم السلام) على جميع الخلق (3).

باب فضل النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته على الملائكة - الخ (4).

ويدل على ذلك أيضا الأخبار الواردة في البحار (5).

باب فضائل أصحاب الكساء (6).

أبواب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومناقبه وثواب ذكر فضائله والنظر إليها واستماعها (7).

ذكر جملة من الأحاديث في فضائله (عليه السلام):

منها: حديث المناشدة يوم الشورى بما اتفق منهم (8).

ومنها: جوامع الأخبار الدالة على إمامته، كما في البحار (9).

باب ما يعاين من فضله ورفعة درجاته عند الموت وفي القبر وقبل الحشر

ص: 224


1- (1) ط كمباني ج 9 / 82، وجديد ج 35 / 432 و 433 و 429.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 365، وجديد ج 60 / 308.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 429، وجديد ج 27 / 332.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 353، وجديد ج 26 / 335.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 363 - 368، وجديد ج 60 / 300 - 315.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 180، وجديد ج 37 / 35.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 307، وجديد ج 38 / 195.
8- (8) ط كمباني ج 8 / 344، وجديد ج 31 / 315.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 281، وجديد ج 37 / 90.

وبعده (1).

ومنها: ما في رسالة الإمام الهادي (عليه السلام) في الرد على أهل الجبر والتفويض، فإن فيها جملة من أخبار الفضائل المتفقة بين الفريقين (2).

ومنها: الحديث المفصل العلوي (عليه السلام) في فضائله، وبدء خلقته، وأخذ الميثاق من الأنبياء بالإيمان به، ونصرته في الرجعة، وأن له رجعات وكرات، وفيه بيان صفاته وأسمائه، فراجع البحار (3).

ومنها: خطبته في بيان فضائله وأسمائه في البحار (4).

جملة من الفضائل في رواية الأربعمائة (5).

الخطبة العلوية المفصلة في يوم الغدير، وفيها فضائله العظيمة ومناقبه الكريمة (6).

منها: ما قاله مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام) في فضل أبيه بمحضر معاوية (7).

ومنها: خطبته المفصلة في فضائل أبيه (عليه السلام) بمحضر معاوية، - إلى أن قال: - أيها الناس لو قمت سنة أذكر الذي أعطانا الله وخصنا به من الفضل في كتابه وعلى لسان نبيه لم أحصه كله (8).

إثبات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومحبه ومحب محبه (9).

وتقدم في " صنع " ما يتعلق بذلك، وكذا في " فوض ": ما يدل على التفويض إليه.

ص: 225


1- (1) ط كمباني ج 9 / 395، وجديد ج 39 / 220.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 20، وجديد ج 5 / 68.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 10، و ج 13 / 211 و 212، وجديد ج 53 / 46، و ج 35 / 45.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 10، وجديد ج 35 / 45.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 115، وجديد ج 10 / 104 و 109.
6- (6) ط كمباني ج 20 / 131، وجديد ج 97 / 113.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 97، وجديد ج 43 / 353.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 17 - 19، وجديد ج 72 / 151.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 396، و ج 9 / 430، وجديد ج 18 / 397، و ج 40 / 18.

باب ما بين من مناقب نفسه القدسية (1).

إثبات أمير المؤمنين (عليه السلام) فضائله على أبي بكر وإتمامه الحجة عليه (2).

وكثير من الفضائل العظيمة والمناقب الكريمة في الزيارات المأثورة، فراجع (3).

السؤال عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أفضل مناقبه، فأجاب بقوله تعالى:

* (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * وأنه الشاهد من رسول الله، وبآية * (من عنده علم الكتاب) *، فإنه شاهد رسول الله، وآية الولاية، وآية إطاعة أولي الأمر، وحديث الغدير - الخ (4).

إثبات هشام فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) بما اتفق بين الخاصة والعامة من الرباعيات في مجلس الرشيد ومسمع منه (5).

باب إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين (عليه السلام) وخلافته بعد الغصب (6).

ما ذكره المأمون من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) بمحضر جماعة من العلماء المخالفين (7).

في أن ظهور فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وتسخير الجمهور بنقلها مع كثرة المنحرفين عنه، وتوفر دواعيهم إلى كتمان فضله وجحد حقه، معجزة باهرة وآية ظاهرة له، وكذلك أمر أولاده مع ما جرى عليهم من ضروب النكال (8).

ذكر جملة من الكتب التي صنفها المخالفون في مناقبه وفضائله (9)، وفيه

ص: 226


1- (1) ط كمباني ج 9 / 422، وجديد ج 39 / 335.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 79، وجديد ج 29 / 3.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 70 - 73 وغيره، وجديد ج 100 / 335 - 354.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 426، وجديد ج 40 / 1.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 160، وجديد ج 10 / 297.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 91، وجديد ج 29 / 99.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 15، و ج 12 / 57، وجديد ج 49 / 189، و ج 72 / 139.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 600، وجديد ج 42 / 18.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 606 و 444 - 449، وجديد ج 40 / 72 - 93، و ج 42 / 37.

كلمات ابن أبي الحديد المعتزلي وأحاديثه في ذلك (1).

ذكر أسامي أئمة علماء العامة الذين كتبوا الكتب وألفوها في الفضائل والمناقب في إحقاق الحق (2).

وذكر العلامة المعاصر في كتاب " شبهاى پيشاور " (3) جملة من أسامي كتبهم في ذلك.

قول المنصور الدوانيقي للأعمش: يا سليمان كم حديثا ترويه في فضائل علي (عليه السلام)؟ قال الأعمش: فقلت: يسيرا يا أمير المؤمنين. قال: كم؟ قلت: عشرة آلاف حديث وما زاد. فقال: يا سليمان والله لأحدثنك بحديث في فضائل علي تنسي كل حديث سمعته - الخ (4).

كلمات الوليد بن عبد الملك في فضائله (5).

ذكر ما قال الأعرابي في مجلس الوليد بن يزيد بن عبد الملك في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضائله بعبارات فصيحة بليغة بحيث ملأ قلب الوليد غما وأغمي عليه يوما وليلة. وقد ذكرناه في رجالنا (6)، عند ذكر يونس بن حبيب، وكذا في البحار (7).

كلمات ابن عباس في كثرة فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وأن له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة، وقوله: والذي نفس ابن عباس بيده، لو كانت بحار الدنيا مدادا والأشجار أقلاما وأهلها كتابا، فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عز وجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى (8).

ص: 227


1- (1) ط كمباني ج 9 / 606 و 444 - 449، وجديد ج 40 / 72 - 93، و ج 42 / 37.
2- (2) الإحقاق ج 9 / 676 - 679.
3- (3) شبهاى پيشاور ص 61.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 193، وجديد ج 37 / 89.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 600، وجديد ج 42 / 19 - 21.
6- (6) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 299.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 92، وجديد ج 46 / 321.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 428، وجديد ج 40 / 7.

ونسب ابن عباس ما في معنى ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).

وعن مدينة المعاجز للسيد الأجل السيد هاشم البحراني، عن محمد بن عمر الواقدي، قال: كان هارون الرشيد يقعد للعلماء في يوم عرفة، فقعد يوما وحضره الشافعي وكان هاشميا، فقعد إلى جنبه وغص المجلس بأهله فيهم سبعون رجلا من أهل العلم، كل منهم يصلح أن يكون إمام صقع من الأصقاع، فقال الرشيد للشافعي: يا بن عم كم تروي في فضائل علي بن أبي طالب؟ فقال: أربعمائة حديث وأكثر. فقال: قل ولا تخف. قال: تبلغ خمسمائة وتزيد.

فأقبل إلى أبي يوسف، فقال: كم تروي أنت يا كوفي من فضائله أخبرني ولم تخش؟ قال: يا أمير المؤمنين لولا الخوف لكانت روايتنا أكثر من أن تحصى. قال:

مم تخاف؟ قال: منك ومن عمالك وأصحابك. قال: أنت آمن، فتكلم وأخبرني كم فضيلة تروي فيه؟ فقال: خمسة عشر ألف خبر مسند، وخمسة عشر ألف حديث مرسل.

قال الواقدي: فأقبل علي فقال: ما تعرف في ذلك؟ فقلت مثل مقالة أبي يوسف - الخ.

ونقله في إحقاق الحق (2)، وفي آخره قال هارون: أخبركم بما رأيت. فذكر حديث الشاتم الخطيب ومسخه بصورة الكلب وإحراقه بالصاعقة، فراجع إليه.

وروايات العامة في كتبهم فضائل أمير المؤمنين صلوات الله عليه أكثر من أن تحصى:

منها: أربعون حديثا نبويا من طرق العامة في كتاب الغدير (3).

ومنها: ستة وعشرون حديثا نبويا في ذلك في كتاب الغدير (4).

وتقدم في " عبد ": قولهم: قولوا إنا عبيد مخلوقون، وقولوا في فضلنا ما شئتم.

ص: 228


1- (1) ط كمباني ج 9 / 438 - 444، وجديد ج 40 / 49 و 70 و 74 و 75.
2- (2) الإحقاق ج 8 / 758.
3- (3) الغدير ط 2 ج 10 / 278 - 280.
4- (4) الغدير ج 7 / 176 و 177. وغير ذلك فيه ص 182.

وجملة من الأحاديث الواردة من طرق العامة في فضائل أهل البيت مع ذكر أسمائهم الشريفة في إحقاق الحق (1).

ذكر الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين صلوات الله عليهما من طرق العامة في إحقاق الحق (2).

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله) مشيرا إلى الحسين (عليه السلام): أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم (3).

ومن كتب العامة كتاب التاج الجامع للأصول (أي صحاح الخمسة للعامة) في أحاديث الرسول تأليف الشيخ منصور علي ناصف، من علماء الجامع الأزهر الشريف، الطبعة الرابعة في مصر في مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، وعليه سبعة تقاريظ من كبار علماء العامة، شرع في التأليف في رجب 1341 وختمه في ذي الحجة 1347 وطبع في خمس مجلدات، واشتريته من مكة المعظمة سنة 1391 ه. ففي الجزء الثالث منه في كتاب الفضائل (4).

باب مناقب علي بن أبي طالب - الخ، وباب مناقب أهل البيت.

باب مناقب السيدة فاطمة بنت النبي، وباب مناقب الحسن والحسين.

أقول: ملخص الروايات المذكورة المنقولة من الصحاح فيه وملفقها:

حديث الراية يوم خيبر، قال الرسول (صلى الله عليه وآله): لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فأعطاها عليا (عليه السلام). وكان رمدا فبصق في عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع. وقال عمر: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ.

وقول النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.

ص: 229


1- (1) الإحقاق ج 9 / 145 و 376 - 523.
2- (2) الإحقاق ج 10 / 488.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 160، وجديد ج 36 / 372.
4- (4) التاج، ج 3 / 330 - 337.

ولما أمر معاوية سعد بن أبي وقاص أن يلعن أبا تراب عليا، امتنع من ذلك لثلاث فضائل لعلي وقال: لأن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم. ثم ذكر حديث الراية وحديث المنزلة المذكورتين، ونزول آية المباهلة ودعاء الرسول عليا وفاطمة والحسن والحسين في ذلك وقوله: اللهم هؤلاء أهلي.

والنبوي: من كنت مولاه فعلي مولاه، وإنه أول من أسلم.

وقول النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني وأنا منك. وإنه يضرب الرقاب بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان. وغضب رسول الله على الأربعة الذين شكوا عن علي فقال: ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.

والنبوي: لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن.

والنبوي: أمرني الله بحب أربعة، فذكر عليا وسلمان وأبا ذر والمقداد.

والنبوي: علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.

والنبوي لعلي حين المؤاخاة: أنت أخي في الدنيا والآخرة.

وعن علي: كنت إذا سألت النبي أعطاني وإذا سكت ابتدأني.

ويوم الطائف انتجاه النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: لقد طال نجواه مع ابن عمه، فقال رسول الله: ما انتجيته ولكن الله انتجاه.

والنبوي: يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك.

وحديث الطير من قوله (صلى الله عليه وآله): اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي هذا الطير. فجاء علي وأكل معه.

والنبوي في حق علي: اللهم أدر الحق معه حيث دار.

والنبوي في حق علي: اللهم أدر الحق معه حيث دار.

والنبوي: أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الترمذي والطبراني وصححه الحاكم.

والروايات الكثيرة إنه من أهل الجنة (1).

ص: 230


1- (1) ص 345 و 346.

قال الشارح في حديث اللهم أدر الحق معه حيث دار: فكان الحق دائما مع علي رضي الله عنه تحقيقا لدعوة النبي (صلى الله عليه وآله). وقال في ذيل حديث الطير: إن عليا رضي الله عنه أحب الخلق إلى الله.

أقول: واضح من هذه الروايات الصحيحة التي نقلوها أن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أحب الخلق إلى الله ورسوله وأقربهم وأولاهم برسول الله من أبي بكر. فيتعين هو للخلافة لقوله تعالى: * (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) *، فمع الأولى لا يصل النوبة إلى غير الأولى. وبإجماع المسلمين لا تخرج الخلافة من علي أو أبي بكر وينحصر فيهما، وأولوية علي (عليه السلام) من أبي بكر من البديهيات.

وروى حديث المنزلة في كتاب التاج في فصل غزوة تبوك.

وفي صحيح مسلم باب فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) روى حديث المنزلة:

أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وحديث سعد ونقله لمعاوية خبر المنزلة، وحديث الراية، ونزول آية المباهلة، ودعاء رسول الله عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم وقوله: اللهم هؤلاء أهلي، وحديث الثقلين وغير ذلك.

وفي باب فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام) قول الرسول للحسن: اللهم إني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه.

وفي باب فضائل أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) حديث عائشة، خرج النبي (صلى الله عليه وآله) وعليه مرط مرحل (يعني كساء)، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله. ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. ونقل عن الأزهري أن الرجس اسم لكل مستقذر من عمل.

باب ما يعاين من فضله (عليه السلام) ورفعة درجاته عند الموت وفي القبر وقبل الحشر وبعده (1).

ص: 231


1- (1) ط كمباني ج 9 / 395، وجديد ج 39 / 220.

وفي التاج (1) الفصل الرابع في مناقب أهل البيت ملخصها وملفقها:

نزول آية مودة ذي القربى في قربى آل محمد.

ونزول آية التطهير عليه في علي وفاطمة والحسن والحسين، جمعهم النبي (صلى الله عليه وآله) تحت ثوب من شعر أسود وهو الكساء، فلما جمعهم النبي (صلى الله عليه وآله) قال:

اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا: فنزلت الآية وكانت في بيت أم سملة، فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت على مكانك وأنت إلى خير.

وفيه (2) حديث الثقلين، خليفتي رسول الله كتاب الله وعترته أهل بيته الذين حرمت الصدقة عليهم، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

والنبوي (صلى الله عليه وآله): أحبوا أهل بيتي لحبي.

والنبوي: أخذ بيد الحسن والحسين وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.

وفي جامع الترمذي باب مناقب أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) روي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

وفيه عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجه يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

والعترة الذين هم أهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين، كما هو صريح مورد نزول آية التطهير وآية المباهلة.

ص: 232


1- (1) التاج، ج 3 / 347، وص 348.
2- (2) التاج، ج 3 / 347، وص 348.

وفيه (1) في مناقب السيدة فاطمة بنت النبي قال النبي (صلى الله عليه وآله) في حق فاطمة:

ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها. رواه الخمسة ولفظ البخاري:

فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.

والنبوي الآخر: إن فاطمة بنت محمد مضغة مني - الخ.

وإنه لما نعاها النبي نفسه حين الوفاة بكى فسارها فضحكت، فسئلت عن بكائها وضحكها، فقالت: لما أخبرني أبي بموته بكيت، ولما قال: إنك أول أهلي لحوقا بي، ضحكت. وفي رواية قال لها: ألا ترضين أن تكون سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة، قالت: فضحكت لذلك.

وفاطمة أحب الناس إلى رسول الله، ومن الرجال أحبهم زوجها لأنه كان صواما قواما.

رواه الترمذي بسند حسن، وفي صحيح البخاري (2) باب ما ذكر من درع النبي (صلى الله عليه وآله) وعصاه - الخ في حديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن فاطمة مني - الخ.

وفي صحيح البخاري (3) كتاب الفضائل باب مناقب علي بن أبي طالب.

وفيه (4) مناقب الحسن والحسين. ومناقب الزهراء فاطمة (5). وفيه: أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وقوله (صلى الله عليه وآله): فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.

وفيه (6) في مناقب الحسن والحسين النبوي: هما ريحانتاي من الدنيا.

النبوي: اللهم إني أحبه - يعني الحسن - فأحبه وأحب من يحبه.

والنبوي: اللهم إني أحبهما فأحبهما.

والنبوي: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

وفيه (7) في النبوي (صلى الله عليه وآله): حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب

ص: 233


1- (1) التاج، ج 3 / 353.
2- (2) صحيح البخاري ج 4 / 101
3- (3) ج 5 / 22.
4- (4) ص 32.
5- (5) ص 36.
6- (6) ص 356.
7- (7) ج 3 / 359.

حسينا، حسين سبط من الأسباط.

وسئل رسول الله: أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين. وكان يقول لفاطمة: ادعي ابني فيشمهما ويضمهما إليه.

والعجب أنه فيه (1) ذكر فضل معاوية وترضى عليه، مع أنه كان يأمر بسب علي بن أبي طالب، كما فيه (2).

وفي جامع الترمذي كتاب المناقب باب مناقب علي بن أبي طالب بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار، ببغضهم علي بن أبي طالب.

وفي صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل فاطمة بنت النبي نقل أحاديث في ذلك لا يهمنا نقلها إلا ما يرتبط منها بمحل الكلام:

منها: قول النبي (صلى الله عليه وآله) فإنما ابنتي (يعني فاطمة) بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها.

ومنها: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها.

ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله) وإن فاطمة بنت محمد مضغة مني - الخ، وغير ذلك.

وفي جامع الترمذي كتاب المناقب باب فضل فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) (3) روايات منطوقها ملفقا قول النبي (صلى الله عليه وآله): فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها. قال: وهذا حديث حسن صحيح وكان أحب النساء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة ومن الرجال علي.

وعن زيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين:

أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.

وعن أم سلمة: أن النبي (صلى الله عليه وآله) جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي. أذهب عنهم الرجس وطهرهم

ص: 234


1- (1) ص 375.
2- (2) ص 333.
3- (3) جامع الترمذي ج 5 باب 61 ص 698.

تطهيرا. فقالت أم سملة: وأنا معهم يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: إنك إلى خير.

وعن عائشة: فاطمة أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن الرجال أحبهم إليه زوجها إن كان ما علمت صواما قواما.

ويأتي في " نقب ": جملة وافرة من الفضائل والمناقب.

وتقدم في " عمل ": النبوي: أفضل الأعمال أحمزها، وفي " علم ": فضيلة العلم والعلماء، وفي " أمن ": فضيلة المؤمن، وفي " سود " و " على ": فضائل السادات والعلويين، وفي " حسن ": فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام)، وفي " فطم ": فضائل فاطمة الزهراء، وبعض فضائل الأئمة في أبواب تاريخهم، وفي " شيع ": فضائل الشيعة.

العلوي (عليه السلام): الفضائل أربعة أجناس: أحدها الحكمة وقوامها في الفكرة.

والثاني العفة وقوامها في الشهوة، والثالث القوة وقوامها في الغضب، والرابع العدل وقوامه في اعتدال قوى النفس (1).

الكافي: عن الثمالي عن مولانا السجاد (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة. جمع الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون: ما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا ونعطي فتلقاهم الملائكة فيقولون: ما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا. قال: فيقال لهم:

صدقتم ادخلوا الجنة.

بيان المجلسي في شرافة هذه الخصال ونقله الروايات في أن هذه الخصال خير أخلاق الدنيا والآخرة (2).

باب فضل الانسان وتفضيله على الملك (3).

ص: 235


1- (1) ط كمباني ج 17 / 138، وجديد ج 78 / 81.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 212. وما يقرب منه فيه ص 217، وكتاب العشرة ص 112، وجديد ج 71 / 400 و 419، و ج 74 / 393.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 354، وجديد ج 60 / 268.

تفسير قوله تعالى: * (ولقد كرمنا بني آدم - إلى قوله - وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) * (1).

وفي " نوى ": قصة لطيفة راجعة إلى قوله: * (واسئلوا الله من فضله) *.

أم الفضل لبابة بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب، جملة مما تفيد مدحها في البحار (2).

رؤياها كأن قطعة من لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قطعت ووضعت في حجرها، وتأويلها بحضانة الحسين (عليه السلام) فأرضعته بلبن قثم بن العباس (3).

باب تزويج مولانا الجواد (عليه السلام) أم الفضل بنت المأمون (4).

فطح:

الفطحية: فرقة قالوا بإمامة عبد الله الأفطح ابن مولانا الصادق (عليه السلام) بعد أبيه، واعتلوا في ذلك بأنه كان أكبر ولد أبي عبد الله (عليه السلام)، وأن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: الإمامة لا تكون إلا في الأكبر من ولد الإمام. وسموا بذلك لأن رئيسا لها يقال له عبد الله بن أفطح، ويقال أنه كان أفطح الرجلين، ويقال بل كان أفطح الرأس، ويقال إن عبد الله كان هو الأفطح (5).

روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال لموسى: يا بني إن أخاك سيجلس مجلسي ويدعي الإمامة بعدي، فلا تنازعه بكلمة، فإنه أول أهلي لحوقا بي.

وروي أنه مات بعد أبيه بتسعين يوما (6).

قال الشيخ المفيد في رد الفطحية: إن عبد الله كانت به عاهة في الدين، وورد أن الإمامة تكون في الأكبر ما لم يكن به عاهة، وكان عبد الله يذهب إلى مذاهب

ص: 236


1- (1) ط كمباني ج 14 / 356، وجديد ج 60 / 274.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 16، وجديد ج 28 / 70.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 155 و 157 و 68، وجديد ج 43 / 242، و ج 44 / 238 و 246.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 117، وجديد ج 50 / 73.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 173، وجديد ج 37 / 11.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 182، وجديد ج 47 / 261.

المرجئة الذين يقفون في علي وعثمان. وأن أبا عبد الله (عليه السلام) قال - وقد خرج من عنده عبد الله -: هذا مرجئ كبير، وأنه دخل عليه يوما وهو يحدث أصحابه، فلما رآه سكت حتى خرج، فسئل عن ذلك فقال: أو ما علمتم أنه من المرجئة؟ هذا، مع أنه لم يكن له من العلم ما يتخصص به من العامة، ولا روي عنه شئ من الحلال والحرام، ولا كان بمنزلة من يستفتى في الأحكام.

ثم ذكر الشيخ قلة علمه حتى أنه امتحن بالمسائل الصغار فلم يجب عنها (1).

وذكرناه في رجالنا (2).

فطر:

باب فطرة الله سبحانه وصبغته (3).

الروم: * (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها) * - الآية.

الروايات الكثيرة بأنه فطر الله عز وجل الناس على التوحيد والرسالة والولاية (4).

وفي تعقيب صلاة العشاء تقرأه فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، كما في فلاح السائل للسيد ابن طاووس (5) قالت: اللهم داحي المدحوات وبارئ المسموكات وجبال القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها - الخ.

ويشرح الفطرة في الجملة قوله تعالى: * (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) * يعني جعل في النفوس وفطرها وجبلها على موجبات الكمال والتقوى وقبح القبائح العقلية.

وفي الخطبة الرضوية على منشئها آلاف السلام والتحية: وبالفطرة تثبت

ص: 237


1- (1) ط كمباني ج 9 / 175، وجديد ج 37 / 14.
2- (2) مستدركات علم رجال الحديث ج 4 / 485.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 35، و ج 2 / 87، وجديد ج 67 / 130، و ج 3 / 276.
4- (4) ط كمباني ج 2 / 87، و ج 9 / 102، و ج 3 / 62، و ج 15 كتاب الإيمان ص 14، وجديد ج 3 / 276، و ج 5 / 223، و ج 36 / 103، و ج 67 / 43 و 44.
5- (5) فلاح السائل ص 253.

حجته (1).

ولا ينافي ما تقدم ما في كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في قوله تعالى: * (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها) * قال: هي الولاية (2)، فإن الولاية وصاحبها مفتاح معالم الدين أصوله وفروعه وهو الدليل عليها، وبهم عرف الله و عبد الله، فكان كلها الولاية (كل الصيد في جوف الفراء).

ويشهد على ذلك ما في الاختصاص عن مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه قال: ليس على فطرة الإسلام غيرنا وغير شيعتنا، وسائر الناس من ذلك براء (3).

وتقدم في " دين " و " ذرر ": كيفية عالم الذر وثبوت المعرفة في القلوب، وفي " صبغ " و " عرف ": ما يشرح ذلك، وكذا في " حنف "، وفي " طفل ": فطرة الأطفال على التوحيد.

ومما ذكرنا معنى الحديث النبوي المشهور المروي عن طريق الخاصة والعامة: كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه (4).

علل الشرائع: عن فضيل بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما من مولد (مولود - ظ) ولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه - الخ (5).

ورواه العامة، كما في البحار (6) وكتاب التاج الجامع للأصول الخمسة

ص: 238


1- (1) ط كمباني ج 2 / 169، وجديد ج 4 / 228.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 75 و 78، وجديد ج 23 / 365 و 375.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 224، وجديد ج 47 / 393.
4- (4) ط كمباني ج 2 / 88، وجديد ج 3 / 281.
5- (5) ط كمباني ج 21 / 109، وجديد ج 100 / 65.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 82، وجديد ج 5 / 296.

العامية (1).

ورواه في صحيح البخاري (2).

بيان: ذكر السيد المرتضى هذا الخبر في كتاب الغرر والدرر وذكر في تأويله احتمالين:

الأول: أن يكون الفطرة هاهنا الدين، وعلى بمعنى اللام، فكأنه قال (صلى الله عليه وآله): كل مولد يولد للدين ومن أجل الدين.

والثاني: أن يكون المراد به الخلقة، وعلى بمعناها، ويكون المعنى كل مولود يولد على الخلقة الدالة على وحدانية الله وعبادته والإيمان به. وقوله: أبواه يهودانه وينصرانه، خص الأبوين، لأن الأولاد في الأكثر ينشأون على مذاهب آبائهم، ويألفون أديانهم ونحلهم، ويكون الغرض تنزيه الله تعالى عن ضلال العباد وكفرهم.

ويحتمل معناه أي يلحقانه بأحكامهما، لأن أطفال أهل الذمة قد ألحق الشرع أحكامهم بأحكامهم. فكأنه قال: لا تتوهموا من حيث لحقت أحكام اليهود والنصارى أطفالهم أنهم خلقوا لدينهم، بل لم يخلقوا إلا للإيمان والدين الصحيح.

إنتهى ملخصا (3).

إنتهى ملخصا (3).

أقول: قال المطرزي: الفطرة الخلقة، ثم إنها جعلت للخلقة القابلة لدين الحق على الخصوص، وعليه الحديث المشهور. وقد تقدم في " دين ": ما يناسب ذلك.

تفسير علي بن إبراهيم: عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى حكاية عن عيسى:

* (وأوصاني بالصلاة والزكاة) * قال: زكاة الرؤوس لأن كل الناس ليست لهم أموال، وإنما الفطرة على الغني والفقير والصغير والكبير (4).

ص: 239


1- (1) التاج، ج 4 / 201، و ج 5 / 196.
2- (2) صحيح البخاري ج 8 في باب القدر ص 153.
3- (3) ط كمباني ج 2 / 88، وجديد ج 3 / 281.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 383، وجديد ج 14 / 210.

أقول: تقدمت زكاة الفطرة في " زكا ".

المحاسن: عن أبي بصير قال: أكلنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) فأتانا بلحم جزور، وظننت أنه من بدنته. فأكلنا ثم أتينا بعس من لبن، فشرب منه، ثم قال لي: اشرب يا با محمد. فذقته فقلت: أيش جعلت فداك؟ قال: فقال: إنها الفطرة، ثم أتانا بتمرة فأكلنا (1). وفي الكافي مثله.

باب أدعية عيد الفطر (2).

خبر لا وفقكم الله لصوم ولا فطر. وفي رواية أخرى: لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر:

أمالي الصدوق: قال الصادق (عليه السلام) لما ضرب الحسين بن علي (عليه السلام) ثم ابتدر ليقطع رأسه، نادى مناد من قبل رب العزة تبارك وتعالى من بطنان العرش، فقال:

أيتها الأمة المتحيرة الظالمة بعد نبيها، لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون أبدا حتى يقوم ثائر الحسين (عليه السلام).

بيان: عدم توفيقهم للفطر والأضحى إما لاشتباه الهلال في كثير من الأزمان من هذين الشهرين، كما فهمه الأكثر، أو لأنهم لعدم ظهور أئمة الحق وعدم استيلائهم، لا يوفقون للصلاتين إما كاملة أو مطلقا، بناء على اشتراط الإمام، أو يخص الحكم بالعامة كما هو الظاهر، والأخير عندي أظهر، والله يعلم (3).

باب أدعية الإفطار والسحور، وثواب من فطر مؤمنا، وقد تقدم في " رمض ".

طب النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من وجد التمر فليفطر عليه، ومن لم يجد فليفطر على الماء فإنه طهور (4).

فطرس:

خبر فطرس في البحار (5) وكذا في الدعاء المروي عن الناحية

ص: 240


1- (1) ط كمباني ج 14 / 833، وجديد ج 66 / 97.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 865، وجديد ج 91 / 1.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 248، وجديد ج 45 / 217.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 552، وجديد ج 62 / 296.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 354، و ج 10 / 142، و 69، وجديد ج 26 / 340، و ج 43 / 243 و 244، و ج 44 / 182.:: (1) ط كمباني ج 10 / 71، وجديد ج 43 / 250.

المقدسة المذكورة في المفاتيح وغيره.

السرائر: في جامع البزنطي عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن فطرس ملك كان يطوف بالعرش فتلكأ في شئ من أمر الله تعالى، فقص جناحه ورمي به على جزيرة من جزائر البحر. فلما ولد الحسين (عليه السلام) هبط جبرئيل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهنيه بولادة الحسين (عليه السلام)، فمر به فعاذ بجبرئيل فقال: قد بعثت إلى محمد (صلى الله عليه وآله) لأهنيه بمولود ولد له، فإن شئت حملتك إليه، فقال: قد شئت. فحمله فوضعه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبصبص بأصبعه إليه، فقال له رسول الله: امسح جناحك بحسين. فمسح جناحه بحسين فعرج.

بيان: تلكأ عن الأمر تباطأ عنه وتوقف (1).

قول محمد بن سنان لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): يا شبيه صاحب فطرس (1).

فطس:

الأفطس: هو الحسن بن علي الأصغر ابن مولانا السجاد (عليه السلام) ذكرناه في رجالنا (2).

فطم:

أبواب تاريخ سيدة نساء العالمين، بضعة سيد المرسلين، زوجة أمير المؤمنين (عليه السلام) فاطمة الزهراء صلوات الله عليها (3).

باب ولادة فاطمة الزهراء وحليتها وشمائلها (4).

كيفية ولادة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وملخص الرواية أن الله تعالى أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يعتزل أربعين صباحا يصوم النهار ويقوم الليل، وبعث إلى خديجة بعمار بن ياسر قال: قل لها: يا خديجة لا تظني أن انقطاعي عنك هجرة ولا قلى، ولكن ربي أمرني بذلك، فلا تظني إلا خيرا، وإني في منزل فاطمة بنت

ص: 241


1- (2) ط كمباني ج 12 / 115 و 116، وجديد ج 50 / 66.
2- (3) مستدركات علم رجال الحديث ج 2 / 439.
3- (4) ط كمباني ج 10 / 2، وجديد ج 43 / 2.
4- (5) ط كمباني ج 10 / 2، وجديد ج 43 / 2.

أسد. فلما تم ميقات ربه الأربعين هبط الأمين جبرئيل وقال: العلي الأعلى يقرئك السلام وهو يأمرك أن تتأهب لتحيته وتحفته.

فهبط ميكائيل ومعه طبق مغطى بمنديل من سندس الجنة، فأكل النبي (صلى الله عليه وآله) منه شبعا، وشرب من الماء، ومد يده للغسل، فأفاض الماء عليه جبرئيل وغسل يده ميكائيل وتمندله إسرافيل، ثم قام النبي (صلى الله عليه وآله) ليصلي فأقبل عليه جبرئيل وقال: الصلاة محرمة عليك في وقتك، حتى تأتي خديجة فتواقعها، فإن الله عز وجل آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة.

فوثب رسول الله إلى منزل خديجة وواقعها. قالت خديجة: والذي سمك السماء وأنبع الماء، ما تباعد عني النبي (صلى الله عليه وآله) حتى حسست بثقل فاطمة في بطني.

وكانت فاطمة تحدث أمها في بطنها، وبشرها رسول الله أنها أنثى وأنها الطاهرة الميمونة وأن نسله منها، ومن نسلها أئمة الهدى، خلفاء الله في خلقه.

فلما حضرت ولادتها وجهت إلى نساء قريش، فأبين ولم يجئن، فأرسل الله إليها سارة وآسية ومريم وبنت شعيب لخدمتها. فلما ولدت أشرق منها النور، وغسلتها إحداهن بماء الكوثر، واستنطقتها، فنطقت فاطمة بشهادة أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الأوصياء وولدي سيد الأسباط، ثم سلمت عليهن، وسمت كل واحده منهن باسمها، وضحكن إليها، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، فلذلك سميت الزهراء.

وأخذتها خديجة فرحة مستبشرة فألقمتها ثديها، فشربت فدر عليها. وكانت تنمي في كل يوم كما ينمي الصبي في شهر، وفي شهر كما ينمي الصبي في سنة، فراجع للتفصيل البحار (1).

وولدت فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد المبعث في مكة بخمس سنين في العشرين من جمادي الآخرة (2).

ص: 242


1- (1) ط كمباني ج 6 / 117 و 118، وجديد ج 16 / 78 - 81.
2- (2) جديد ج 43 / 6 و 7 و 9.

وتوفيت ولها ثمانية عشرة سنة وخمسة وسبعون يوما، وبقيت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما (1).

باب أسمائها وبعض فضائلها (2).

وتقدم في " خلق ": بدء خلقتها مع أبيها وبعلها وبنيها، والحديث القدسي مخاطبا للنبي (صلى الله عليه وآله): لولاك لما خلقت الأفلاك، وزاد بعض: ولولا علي لما خلقتك، وزاد بعض: ولولا فاطمة لما خلقتكما.

وفي " حبب ": فضل محبتها، وفي " صلى ": فضل الصلاة عليها.

وتقدم في " حدث ": أنها محدثة، وفي " صحف ": وصف مصحف فاطمة (عليها السلام)، وفي " سمى ": أسمائها.

عيون المعجزات: عن سلمان، عن عمار في حديث: إن فاطمة الزهراء (عليها السلام) نادت أمير المؤمنين (عليه السلام): أدن لأحدثك بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة - الخبر (3).

وفيه: رجوعه إلى النبي في ذلك، ثم رجوعه إلى فاطمة (عليها السلام) ووصفها خلقتها من نور محمد وآله المعصومين، وقولها: وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن - الخ.

وروى الصدوق في كتبه مثل العيون والعلل والمعاني وغيرها، وغيره في غيرها، أنها سميت فاطمة فاطمة لأن الله عز وجل فطمها وشيعتها ومن أحبها من النار (4).

وفي " قتب ": كلام ابن قتيبة وغيره في ما جرى على فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من إحراق بيتها وغيره.

باب فضائلها ومناقبها وبعض أحوالها ومعجزاتها (5).

ص: 243


1- (1) جديد ج 43 / 7 و 9.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 5، وجديد ج 43 / 10، وص 8.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 5، وجديد ج 43 / 10، وص 8.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 137، وجديد ج 43 / 12 و 13 - 16، و ج 68 / 133.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 7، وجديد ج 43 / 19.

عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني، ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعز الناس إلي (1).

أمالي الطوسي: عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: ما رأيت من الناس أحدا أشبه كلاما وحديثا برسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة (عليها السلام). كانت إذا دخلت عليه رحب بها وقبل يديها، وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبلت يديه، ودخلت عليه في مرضه فسارها فبكت، ثم سارها فضحكت، فقلت كنت أرى لهذه فضلا على النساء، فإذا هي امرأة من النساء بينما هي تبكي إذ ضحكت، فسألتها، فقالت: إذا إني لبذرة. فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) سألتها فقالت:

إنه أخبرني أنه يموت، فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به، فضحكت.

بيان: البذر: الذي يفشي السر ويظهر ما سمعه (2).

مناقب ابن شهرآشوب: عن فاطمة (عليها السلام) لما نزلت: * (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) * رهبت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أقول له: يا أبة، فكنت أقول: يا رسول الله، فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال: يا فاطمة إنها لم تنزل فيك ولا في أهلك ولا في نسلك، وأنت مني وأنا منك، إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش في أصحاب البذخ والكبر، قولي: يا أبة، فإنها أحيى للقلب وأرضى للرب (3).

وفي الحديث أن آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد يمشين أمام فاطمة (عليها السلام) كالحجاب لها إلى الجنة (4).

فضائل شهر رمضان عن الرضا (عليه السلام) في حديث: كانت فاطمة (عليها السلام) إذا طلع هلال شهر رمضان يغلب نورها الهلال ويخفى، فإذا غابت عنه ظهر (5).

كانت فاطمة (عليها السلام) من أهل العبا والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت، وورد فيها آية التطهير، وافتخر جبرئيل بكونه منهم، وشهد الله لهم بالصدق، ولها أمومة

ص: 244


1- (1) جديد ج 43 / 23، وص 25، وص 33، وص 37.
2- (2) جديد ج 43 / 23، وص 25، وص 33، وص 37.
3- (3) جديد ج 43 / 23، وص 25، وص 33، وص 37.
4- (4) جديد ج 43 / 23، وص 25، وص 33، وص 37.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 18، وجديد ج 43 / 56.

الأئمة (عليهم السلام) إلى يوم القيامة، وعقب الرسول وهي سيدة نساء العالمين (1).

روي أن أبا جعفر الباقر (عليه السلام) إذا وعك استعان بالماء البارد، ثم ينادي حتى يسمع صوته على باب الدار: فاطمة بنت محمد.

قال المجلسي: لعل النداء كان استشفاعا بها للشفاء (2).

أقول: قد ذكر ما يتعلق بهذا الحديث الشريف في كتاب بيت الأحزان وليس مقام نقله هاهنا.

مناقب ابن شهرآشوب: كان أبو جعفر الجواد (عليه السلام) يجئ في كل يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل إلى الصخرة ويمر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويسلم عليه، ويرجع إلى بيت فاطمة (عليها السلام) ويخلع نعله، فيقوم فيصلي (3).

في أنه إذا خلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعلي (عليه السلام) لم تقم عنه فاطمة ولا ابناها (4).

في حلمها وحسن أخلاقها في جواب المرأة التي سألها عن شئ من أمر الصلاة، فأجابتها فاطمة صلوات الله عليها، ثم تثنت المرأة فأجابت، ثم ثلثت إلى أن عشرت وأجابت (5).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن أبي ذر قال: رأيت سلمانا وبلالا يقبلان إلى النبي (صلى الله عليه وآله) إذا انكب سلمان على قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبلها، فزجره النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك، ثم قال: يا سلمان، لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها، أنا عبد من عبيد الله، آكل مما يأكل العبد، وأقعد كما يقعد العبد.

فقال سلمان: يا مولاي سألتك بالله إلا أخبرتني بفضل فاطمة يوم القيامة.

قال: فأقبل النبي عليه ضاحكا مستبشرا ثم قال: والذي نفسي بيده إنها الجارية

ص: 245


1- (1) ط كمباني ج 10 / 32، وجديد ج 43 / 170.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 511، وجديد ج 62 / 102.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 113، وجديد ج 50 / 59.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 141، وجديد ج 2 / 130.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 70، وجديد ج 2 / 3.

التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله - إلى أن قال:

جبرئيل عن يمينها وميكائيل عن شمالها وعلي أمامها والحسن والحسين (عليهم السلام) وراءها، والله تعالى يكلؤها ويحفظها.

فيجوزون في عرصة القيامة، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: " معاشر الخلائق، غضوا أبصاركم، ونكسوا رؤوسكم، هذه فاطمة بنت محمد نبيكم، زوجة علي إمامكم، أم الحسن والحسين " فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوان. فإذا دخلت الجنة ونظرت إلى ما أعد الله لها من الكرامة، قرأت: " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ".

قال: فيوحي الله عز وجل إليها: يا فاطمة، سليني أعطك، وتمني علي أرضك.

فتقول: إلهي أنت المنى وفوق المنى، أسألك أن لا تعذب محبي ومحبي عترتي بالنار. فيوحى الله إليها: يا فاطمة، وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني، لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار (1).

ومن فضائلها ما قال أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حقها، كما في رواية أمالي الصدوق: وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية. متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله، زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي، قائمة بين يدي ترتعد فرايصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار - الخبر.

ثم ذكر (صلى الله عليه وآله) ما يجري عليها بعده، وأن الله يبعث مريم بنت عمران إليها

ص: 246


1- (1) ط كمباني ج 7 / 387، وجديد ج 27 / 139.

تمرضها وتؤنسها في علتها - الخ (1).

الروايات النبوية أنه يقبل فاطمة الزهراء (عليها السلام) ويقول: هي ثمرة من شجرة طوبى، وما قبلتها إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها (2).

النبوي لأمير المؤمنين (عليه السلام): فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله): يا علي، أنت معي في قصري في الجنة، مع فاطمة بنتي وهي زوجتك في الدنيا والآخرة - الخ (4).

وتقدم في " صحف ": وصف مصحف فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأنها مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة.

وفي باب مناقب أصحاب الكساء وفضلهم، وباب ما نزل لهم من السماء دلالات على عظم شأنها وفضائلها، فراجع (5).

باب سيرها ومكارم أخلاقها وسير بعض خدامها (6).

خدمتها وطلبها من أبيها خادما في البحار (7).

باب تزويجها (8).

وتقدم في " زوج " ما يتعلق بذلك، وفي " جهز ": جهاز فاطمة سلام الله عليها، وكان تزويجها في السنة الأولى من الهجرة، وكان لها يومئذ تسع سنين.

جملة مما يتعلق بكيفية تزويجها في البحار (9).

ص: 247


1- (1) ط كمباني ج 10 / 49. وتمام الحديث فيه ج 8 / 9، وجديد ج 43 / 172، و ج 28 / 37.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 374 و 383 و 387، وجديد ج 18 / 315 و 350 و 364.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 98، وجديد ج 36 / 72.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 98، وجديد ج 36 / 72.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 180 - 198، وجديد ج 37 / 35 - 107.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 24، وجديد ج 43 / 81.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 44، وجديد ج 76 / 193.
8- (8) ط كمباني ج 10 / 27، و ج 23 / 112، وجديد ج 43 / 92، و ج 104 / 87.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 428، وجديد ج 19 / 112 و 113 و 116.

روايات العامة في كتابة أسماء فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها في ظل العرش، وأنه كتبت على باب الجنة، وفي كيفية تزويجها وعرسها في كتاب الغدير (1).

وأما مهرها ففي كتاب مجمع النورين للمرندي (2) عن كتاب المناقب المرتضوي أنه قال: إن الله تعالى أمهر فاطمة ربع الدنيا فربعها لها، وأمهر لها الجنة والنار تدخل أعداءها النار وأولياءها الجنة، وهي الصديقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى (3).

الروايات من طرق العامة المتعلقة بأحوال فاطمة الزهراء (عليها السلام) المأخوذة من كتاب إحقاق الحق، في تذييلاته لسماحة العلامة السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دام ظله العالي.

الروايات في انعقاد نطفة فاطمة الزهراء من ثمار الجنة في إحقاق الحق (4).

تكلم فاطمة مع أمها في بطنها (5).

وحضور حواء وآسية وكلثوم ومريم عند ولادة فاطمة (6).

في أنها لم ترتضع من غير خديجة (7).

في أنها سميت فاطمة لأن الله قد فطمها ومحبيها وذريتها من النار.

النبوي: ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث (8).

وسميت بتولا لتبتلها عن الحيض والنفاس ولتبتلها كل ليلة بكرا (9).

في أنها سيدة نساء العالمين (10).

خير نساء العالمين أربع، وعد منهن فاطمة (11).

سيدة نساء العالمين أربع، وعد منهن فاطمة (12).

أفضل نساء العالمين أربع، منهن فاطمة (13).

ص: 248


1- (1) الغدير ط 2 ج 2 / 314 - 318.
2- (2) مجمع النورين ص 34، وفي ص 40 مثله.
3- (3) مجمع النورين ص 34، وفي ص 40 مثله.
4- (4) الإحقاق ج 10 / 1 - 12، وص 12، وص 13، وص 14، وص 16 - 24.
5- (5) الإحقاق ج 10 / 1 - 12، وص 12، وص 13، وص 14، وص 16 - 24.
6- (6) الإحقاق ج 10 / 1 - 12، وص 12، وص 13، وص 14، وص 16 - 24.
7- (7) الإحقاق ج 10 / 1 - 12، وص 12، وص 13، وص 14، وص 16 - 24.
8- (8) الإحقاق ج 10 / 1 - 12، وص 12، وص 13، وص 14، وص 16 - 24.
9- (9) الإحقاق ج 10 / 25، وص 27 - 42.
10- (10) الإحقاق ج 10 / 25، وص 27 - 42.
11- (11) ص 43.
12- (12) ص 49.
13- (13) ص 52.

حسبك من نساء العالمين أربع، منهن فاطمة (1).

فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وغيرها (2).

إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها (3).

فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار (4).

وهذه الرواية النبوية رواها جمع من أعلام العامة منهم سبعة ذكرهم في كتاب الغدير (5).

إباء النبي (صلى الله عليه وآله) عن تزويج فاطمة لأبي بكر وعمر وتزويجها من علي (عليه السلام) في الإحقاق (6). وفي كتاب التاج الجامع للأصول العامية (7).

إن الله لا يعذب فاطمة ولا ولدها في إحقاق الحق (8).

وسائر فضائلها فيها (9).

فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها (10).

وأحوالها وما جرى بينها وبين أبيها في مرضه الذي قبض فيه وفيها فضائلها وفضائل بعلها وبنيها في الإحقاق (11).

النبوي (صلى الله عليه وآله): المهدي من ولد فاطمة (عليها السلام) (12).

كيفية وفاتها ووصاياها لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) (13).

وغسلها ودفنها ليلا (14).

في أنه ينادي مناد يوم القيامة: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر

ص: 249


1- (1) ص 58.
2- (2) ص 69 - 116.
3- (3) ص 116 - 122.
4- (4) ص 123.
5- (5) الغدير ط 2 ج 3 / 175.
6- (6) الإحقاق ج 10 / 326 و 336 - 426.
7- (7) التاج، ج 2 / 287.
8- (8) الإحقاق ج 10 / 132.
9- (9) إلى 138 و 161 - 186 و 212 - 326.
10- (10) الإحقاق ج 10 / 178 - 200 و 203 - 219.
11- (11) الإحقاق ج 9 / 262 - 266.
12- (12) ج 10 / 240 - 244.
13- (13) ج 10 / 453.
14- (14) ج 10 / 467 - 480.

فاطمة (عليها السلام) (1).

في أنها تبعث يوم القيامة أمام الرسول (صلى الله عليه وآله) (2).

وتبعث على الناقة الغضباء (3)، كما تقدم أيضا في " ركب ".

كيفية حشرها (وتبعث على الناقة الغضباء (3)، كما تقدم أيضا في " ركب ".

كيفية حشرها (4).

الحديث النبوي (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك، له أسناد معروف عند الحفاظ والأعلام، صححه بعضهم وحسنه آخر، وأنهوه إلى النبي الأقدس.

ذكر ستة عشر منهم العلامة الأميني طاب ثراه في كتاب الغدير (5) والعلامة النجفي في تذييلاته على إحقاق الحق (6).

وتقدم في " فضل ": روايات كتاب التاج في ذلك.

وفي كتاب التاج الجامع للأصول الستة العامية (7) عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله من فاطمة كرم الله وجهها، فكانت إذا دخلت عليه، قام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها. قال: ورواه أصحاب السنن بسند حسن.

وفيه (8) روي أن فاطمة جاءت إلى أبي بكر تطلب منه فدك فنقل أبو بكر عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنا لا نورث، قال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت. ويقرب منه فيه (9).

ورواه في كتاب الغدير (10) عن البخاري في باب فرض الخمس (11) ما يقرب

ص: 250


1- (1) ج 10 / 139 - 154.
2- (2) ج 10 / 154.
3- (3) ج 10 / 155.
4- (4) ج 10 / 160.
5- (5) الغدير ط 2 ج 3 / 181.
6- (6) الإحقاق ج 10 / 116 - 122.
7- (7) التاج، ج 5 / 254.
8- (8) التاج، ج 2 / 263.
9- (9) ج 4 / 381.
10- (10) الغدير ط 2 ج 7 / 226.
11- (11) رأيته في صحيح البخاري ج 4 في باب فرض الخمس ص 96. ورواه فيه ج 5 / 177 مع زيادة: فلما توفيت، دفنها زوجها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر - الخ.

منه، وفي آخره قال: فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرة حتى توفيت.

وسائر الروايات في ذلك وأن فاطمة كانت غضباء على أبي بكر، وأنه دفنها زوجها ليلا، ولم يصل عليها أبو بكر، وأن رواتها تبلغ عشرة من أعلام العامة، كما فيه (1).

اعتذار الخليفة إلى الصديقة الطاهرة، وما تشهد على صحة ذلك فيه (2).

والروايات النبوية: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.

وفي لفظة: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها. وفي معناه غيره يبلغ ثمانية رواية نبوية، رواها أعلام العامة، وأبلغ العلامة الأميني أسماءهم وأسماء كتبهم إلى تسعة وخمسين، فراجع كتاب الغدير (3).

وفي صحيح مسلم كتاب المناقب باب فضائل فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله) روى بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث: فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها.

وفي حديث آخر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها. وفي أخرى: فاطمة بنت محمد مضغة مني - الخ.

وروي في سنن الترمذي كتاب المناقب باب 61 في فضل فاطمة مثل الحديث الأول والثاني، مع زيادة في آخر الثاني: وينصبني ما أنصبها.

وتقدم في " فضل ": جملة من فضائلها.

في أنه ملأ الأسماع قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني.

وقوله: إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها، أو: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. قاله لفاطمة.

ص: 251


1- (1) ص 227.
2- (2) ص 228 - 231.
3- (3) الغدير ط 2 ج 7 / 231 - 235، و ج 3 / 21.

ومصادر هذه الروايات من كتب العامة في كتاب الغدير (1).

وفي عددها ستة عشر كتابا (2).

وسائر روايات العامة في فضائلها الكريمة العظيمة فيه (3).

كلمات العامة في ما جرى عليها من الظلم والعدوان في كتاب الغدير (4).

في وصايا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وأنه لما حضرتها الوفاة، كانت قد ذابت من الحزن وذهب لحمها، فأمرت أسماء بنت عميس أو أم أيمن أن تصنع لها نعشا، كما في البحار (5).

وفي رواية العلل سئل الصادق (عليه السلام): لأي علة دفنت فاطمة بالليل؟! قال:

لأنها أوصت أن لا يصلي عليها الرجلان الأعرابيان (6).

وفيه عدة من الأخبار التي تتعلق بأحوالها في أيام مرضها ووفاتها.

مصباح الأنوار: عن جعفر بن محمد، عن آبائه صلوات الله عليهم قال:

أوصت فاطمة (عليها السلام) أن لا يصلي عليها الرجلان، فلما توفيت أتاه العباس فقال: ما تريد أن تصنع؟ فقال: أخرجها ليلا. قال: فذكر كلمة خوفه بها العباس منهما. قال:

فأخرجها ليلا. فدفنها ورش الماء على قبرها - الخ (7).

دعائم الإسلام: عن الصادق، عن أبيه (عليهما السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسر إلى فاطمة (عليها السلام) أنها أول من تلحق به من أهل بيته، فلما قبض ونالها من القوم ما نالها لزمت الفراش ونحل جسمها وذاب لحمها وصارت كالخيال، وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبعين يوما - الخ (8).

ص: 252


1- (1) الغدير ط 2 ج 3 / 20.
2- (2) الغدير ج 7 / 236 و 174.
3- (3) في ج 3 / 18 - 21.
4- (4) الغدير ط 2 ج 7 / 77 و 86 و 174، و ج 3 / 102 - 104.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 152 و 157، وجديد ج 81 / 282 و 249.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 59، وجديد ج 43 / 206.
7- (7) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 152، وجديد ج 81 / 254 و 250 - 256.
8- (8) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 157، وجديد ج 81 / 282.

وصية فاطمة الزهراء إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليهما لما احتضرت، وكلام أمير المؤمنين (عليه السلام) عند دفنها وجلوسه عند قبرها باكيا حزينا حتى أخذ العباس بيده وانصرف به (1).

باب تظلمها في القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر (2).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): النبوي (صلى الله عليه وآله) قال: إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين والآخرين نادى منادي ربنا: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد، فتغض الخلائق فتجوز على الصراط، لا يبقى أحد إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي والحسن والحسين والطاهرين من أولادهم فإنهم محارمها. فإذا دخلت الجنة بقي مرطها ممدودا على الصراط، طرف منه بيدها في الجنة، وطرف في عرصات القيامة.

فينادي منادي ربنا: أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب مرط فاطمة. فلا يبقى محب إلا تعلق بهدبة أي طرف من أهداب مرطها، حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام وألف فئام. قالوا: وكم فئام واحد يا رسول الله؟ قال: ألف ألف ينجون من النار. إنتهى ملخصا (3).

أمالي الصدوق: في النبوي (صلى الله عليه وآله): وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة (عليها السلام) قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون ألف ملك (وبين يديها سبعون ألف ملك - خ ل) وعن يسارها سبعون ألف ملك، وخلفها سبعون ألف ملك، تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة - الخ (4).

تفسير فرات بن إبراهيم: الحسين بن سعيد معنعنا، عن جعفر، عن أبيه قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا معشر

ص: 253


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 193، وجديد ج 82 / 26.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 62، وجديد ج 43 / 219.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 254، و ج 3 / 309، وجديد ج 17 / 243، و ج 8 / 68.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 9، وجديد ج 43 / 24، و ج 8 / 58.

الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها، فاطمة ابنتي عليها ريطان خضراوان حواليها سبعون ألف حوراء.

فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما والحسين نائما مقطوع الرأس، فتقول للحسن: من هذا؟ فيقول: هذا أخي، إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه.

فيأتيها النداء من عند الله: يا بنت حبيب الله إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك لأني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه، إني جعلت تعزيتك اليوم، إني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخل الجنة أنت وذريتك وشيعتك ومن أولاكم معروفا ممن ليس هو من شيعتك، قبل أن أنظر في محاسبة العباد.

فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن أولاها معروفا ممن ليس شيعتها فهو قول الله: * (لا يحزنهم الفزع الأكبر) * قال: هول يوم القيامة * (وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون) * هي والله فاطمة وذريتها وشيعتها ومن أولاهم معروفا ممن ليس هو من شيعتها (1).

وسائر الروايات التي وردت في كيفية مجيئها إلى المحشر في البحار (2).

في زيارة آدم ومن دونه من النبيين إياها، إذا دخلت الجنة واستقر أولياء الله فيها (3).

وتقدم في " زهد ": زهدها، وفي " زور ": فضل زيارتها، وأن من زارها كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن زار أمير المؤمنين كمن زار فاطمة الزهراء صلوات الله عليهما، وفي " فدك " و " قنفذ " ما يتعلق بها.

وفي كتاب مجمع النورين للمرندي: ان ابنة سليمان خادمة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، في الجنة. إنتهى (4).

ص: 254


1- (1) ط كمباني ج 10 / 19. وتمامه في ج 3 / 287، و ج 15 كتاب الإيمان ص 118، وجديد ج 43 / 62، و ج 7 / 335 و 336، و ج 68 / 59.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 9 و 16 و 20، و ج 3 / 227 و 304 مكررا و 309 و 340، وجديد ج 7 / 127، و ج 8 / 51 و 53 و 68 و 172.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 341، وجديد ج 8 / 172.
4- (4) مجمع النورين ص 32.

باب أولادها وذريتها وأحوالهم وفضلهم وإثبات أنهم أولاد الرسول (صلى الله عليه وآله) حقيقة (1).

وتقدم في " بنا ": الإشارة إلى الاحتجاجات في ذلك منها: قوله في آية المباهلة: * (وأبنائنا وأبنائكم) *. ومنها: الآية التي الحق عيسى بذرية نوح من قبل أمه، وحرمة بناتهم وحلائلهم على رسول الله بالاتفاق، وحرمة أزواج النبي عليهم لأنهن منكوحات الأب. وغير ذلك مما تقدم في " خمس ".

وأما أولاد فاطمة من بطنها فالحسن والحسين ومحسن السقط وزينب وأم كلثوم (2).

باب تسبيح فاطمة صلوات الله عليها وفضله وأحكامه (3). وتقدم في " سبح " ما يتعلق به.

في أنه لا يخرج فاطمي من الدنيا حتى يقر للإمام بإمامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف، للروايات المذكورة في البحار (4).

وعن الصادق (عليه السلام): إنا أهل بيت لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقر لكل ذي فضل فضله (5). وتقدم في " أمن " و " سود " و " صفا " ما يتعلق بذلك.

والاستغاثة للحوائج إلى فاطمة الزهراء (عليها السلام) في البحار (6).

والنبوي المروي مرسلا: فاطمة خير نساء أمتي إلا ما ولدته مريم. قوله: إلا بمعنى الواو العاطفة، كما صرح به في محكي المغني. فالمعنى: فاطمة خير نساء أمتي وأمة من ولدته مريم. يعني عيسى.

زوجة عبد المطلب فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومي جدة الرسول (صلى الله عليه وآله).

ص: 255


1- (1) ط كمباني ج 10 / 65، وجديد ج 43 / 228.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 8، وجديد ج 96 / 222 و 223.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 413، وجديد ج 85 / 327.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 55، و ج 5 / 195، و ج 11 / 46 و 49.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 52، وجديد ج 9 / 195، و ج 12 / 315، و ج 46 / 168 و 185.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 71، وجديد ج 94 / 30.

قضاياها في تزويج ابنها عبد الله بآمنة بنت وهب (1).

فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف زوجة أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أم مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام). كانت أول امرأة بايعت حين نزل قوله تعالى:

* (يا أيها النبي إذا جائك المؤمنات يبايعنك) * - الآية.

وهي الحجر التي كفل رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما هو صريح الروايات التي فيها أن الله أوحى إلى النبي (صلى الله عليه وآله): إني حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك وأهل بيت آووك، فالصلب عبد الله والبطن آمنة بنت وهب، والحجر الذي كفله فاطمة بنت أسد، وأهل بيت الذي آووه فأبو طالب. وفي رواية وثدي أرضعتك، حليمة بنت أبي ذؤيب.

وأمر الصادق (عليه السلام) رجلا له على آخر دين يخاف فوته أن يطوف ويصلي عن عبد المطلب وأبي طالب وعبد الله وآمنة وفاطمة بنت أسد.

وفي السنة الرابعة توفيت فاطمة بنت أسد، وكانت صالحة وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يزورها ويقيل في بيتها، ولما توفت نزع رسول الله قميصه فألبسها إياه.

ومصادر ما قلنا في البحار (2).

ومصادر ما قلنا في البحار (2).

وبالجملة جلالة فاطمة بنت أسد يعلم من ولادتها أمير المؤمنين (عليه السلام) في جوف الكعبة، وأنها كانت من السابقات إلى الإيمان، أسلمت بعد عشرة فكانت الحادية عشر، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكرمها ويعظمها ويدعوها أمي (3).

وروي أنها لما ماتت رضي الله عنها بكى عليها النبي (صلى الله عليه وآله) وكفنها بثيابه، وصلى عليها، وكبر عليها أربعين تكبيرة، ودخل في قبرها وتمدد فيه (4).

خدماتها لرسول الله (صلى الله عليه وآله) (5).

ص: 256


1- (1) ط كمباني ج 6 / 24، وجديد ج 15 / 99.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 106 و 23 و 24، و ج 6 / 525، وجديد ج 20 / 185، و ج 35 / 109 و 108 و 113، و ج 36 / 122.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 33، وجديد ج 35 / 182.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 15 - 17 و 33، وجديد ج 35 / 70 - 77 و 81 و 180 - 182.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 159، وجديد ج 35 / 83، و ج 6 / 241.

الفصول المهمة: فاطمة بنت أسد بن هاشم تجتمع هي وأبو طالب في هاشم.

أسلمت وهاجرت مع النبي (صلى الله عليه وآله)، وكانت من السابقات إلى الإيمان، بمنزلة الام من النبي (صلى الله عليه وآله). فلما ماتت كفنها النبي (صلى الله عليه وآله) بقميصه وأمر أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر وغلاما أسود فحفروا قبرها، فلما بلغوا لحدها حفره النبي (صلى الله عليه وآله) بيده وأخرج ترابه، فلما فرغ رسول الله اضطجع فيه - الخ، وفي آخره قال: إنها كانت من أحسن خلق الله تعالى صنعا إلي بعد أبي طالب (1).

بصائر الدرجات: لما ماتت بكى عليها النبي (صلى الله عليه وآله) وكفنها في ثوبه، وصلى عليها صلاة لم يصل قبلها ولا بعدها على أحد مثلها، واضطجع في قبرها، وناداها:

يا فاطمة. قالت: لبيك. فقال: فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ قالت: نعم فجزاك الله خيرا. وطالت مناجاته في القبر (2).

تفصيل قضايا موتها مضافا إلى ما تقدم في البحار (3).

باب فيه زيارة فاطمة بنت أسد (4).

وأختها خالدة خالة أمير المؤمنين، وأخوها حنين خال أمير المؤمنين (عليه السلام) ذكرتهما في محل اسمها في رجالنا.

فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب من رواة حديث الغدير، كما في كتاب الغدير (5).

فاطمة بنت مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) تزوجها أبو سعيد بن عقيل، فولدت له حميدة (6).

ومد في عمرها حتى رآها مولانا الإمام الصادق (عليه السلام)، كما في قرب

ص: 257


1- (1) ط كمباني ج 9 / 33، وجديد ج 35 / 179 و 115.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 299، و ج 3 / 157، و ج 18 كتاب الطهارة ص 173، وجديد ج 81 / 350، و ج 6 / 232، و ج 18 / 6.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 159، وجديد ج 6 / 241.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 31، وجديد ج 100 / 212.
5- (5) الغدير ط 2 ج 1 / 58.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 620 و 621، وجديد ج 42 / 74 و 92 و 94.

الإسناد (1).

في أن أم موسى خادمة علي (عليه السلام) كانت حاضنة فاطمة بنته (2).

ويظهر من جملة من الأخبار أنها كانت مع أختها زينب الكبرى في وقائع عاشوراء، وكانت حيث نقلت ظلم يزيد على أهل بيت الحسين (عليه السلام) في الشام، كما في البحار (3).

ولما وردوا في المدينة قالت لأختها زينب: قد وجب علينا حق هذا (تعني الرسول الذي كان معهن من الشام) لحسن صحبته لنا، فهل لك أن تصله؟ قالت:

فقالت: والله مالنا ما نصله به إلا أن نعطيه حلينا. فأخذت سواري ودملجي وسوار أختي ودملجها، فبعثنا بها إليه واعتذرنا من قلتها - الخ (4).

وروي عنها أنها قالت: لما أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية رق لنا أول شئ وألطفنا، ثم نقلت كلام الشامي الذي قال ليزيد: هب لي هذه الجارية، قالت:

يعنيني - إلى آخر ما جرى بينهن (5).

وهي التي لما رأت عبادة ابن أخيها مولانا الإمام السجاد (عليه السلام) شكت إلى جابر لكي يأتيه ويدعوه إلى إبقاء نفسه - الخ (6).

ويروي الكليني في الكافي عن أبي بصير عنها، كما في البحار (7) والمحاسن (8) روى أبو بصير عنها، عن أمامة.

وسائر رواياتها في أمالي الشيخ (9) والبحار (10)، وأمالي المفيد (11) عنها

ص: 258


1- (1) قرب الإسناد ص 76. ونقله في كمباني ج 9 / 624، وجديد ج 42 / 106.
2- (2) جديد ج 42 / 225.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 227، وجديد ج 45 / 156.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 229.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 232.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 11. وتمام الخبر فيه ص 19 و 24، وجديد ج 46 / 32 و 60 و 78.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 546، وجديد ج 41 / 158.
8- (8) المحاسن ج 2 / 527.
9- (9) أمالي الشيخ ج 2 / 249.
10- (10) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 166، وجديد ج 71 / 185.
11- (11) أمالي المفيد مجلس 11.

حديث رد الشمس.

فاطمة بنت مولانا الحسن المجتبى صلوات الله عليه تكنى أم عبد الله.

تزوجت مع مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه فولدت منه مولانا أبو جعفر الباقر (عليه السلام) و عبد الله الباهر.

دعوات الراوندي: روى عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كانت أمي قاعدة عند جدار، فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة، فقالت بيدها: لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقي معلقا حتى جازته فتصدق عنها أبي بمائة دينار.

وذكرها مولانا الصادق (عليه السلام) يوما فقال: كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن مثلها (1).

والكافي مسندا عن أبي الصباح، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله (2).

وتقدم في " حسن ": عند ذكر أولاد الحسن المجتبى (عليه السلام) ما يتعلق بها.

وفاطمة بنت الحسين صلوات الله عليه وعليها الكبرى، خطبتها في الكوفة (3).

قضاياها في مجلس يزيد (4).

تزوجها الحسن المثنى ابن الحسن المجتبى (عليه السلام). زوجه إياها عمه الحسين (عليه السلام) فولد له منها إبراهيم الغمر والحسن المثلث و عبد الله المحض وزينب وأم كلثوم، ذكرناهم عند ذكر أبيهم مع أولادها وأحفادها في رجالنا، وله منها ذرية طيبة خرجوا وقتلوا.

روي عن مولانا أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه قال: حدثني أبي، عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) قالت: سمعت أبي يقول: يقتل منك أو يصاب منك، نفر بشط الفرات، ما سبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون، وأنه لم يبق من ولدها غيرهم. وقريب منه غيره في البحار (5).

ص: 259


1- (1) ط كمباني ج 11 / 61، وص 105، وجديد ج 46 / 215، وص 366.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 61، وص 105، وجديد ج 46 / 215، وص 366.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 218، وجديد ج 45 / 110.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 226، وجديد ج 45 / 136.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 196، وجديد ج 47 / 302.

رواية فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) عن أبيها وعمها الحسن (عليه السلام)، وصف شجرة طوبى (1).

رواية ابنها عبد الله بن الحسين، عنها في فضل آية الكرسي تأتي في " كرس ".

وسائر روايات ابنها عنها ذكرناها في رجالنا في ترجمة عبد الله.

ذكر ما كانت عندها من آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).

وسائر رواياتها في البحار (3).

وروى أبو حمزة الثمالي، عن عبد الله بن الحسن، عنها، عن أبيها، عن النبي (صلى الله عليه وآله) (4).

وبالجملة لا نظير لها في التقوى والكمال والفضائل والجمال، ولذلك تسمى بالحور العين. ماتت سنة 117 في المدينة. وهذه التي في كربلاء فاطمة الكبرى أودعتها الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة وباطنة، ثم دفعت الكتاب إلى مولانا علي بن الحسين (عليه السلام)، كما تقدم في " جرد " في روايات أبي الجارود. وهي أكبر من سكينة جملة من أحوالها في منتخب التواريخ (5).

وفاطمة الصغرى بنت مولانا الحسين (عليه السلام) بقيت في المدينة لكونها مريضة.

نعي الغراب لها بعد شهادة الحسين (عليه السلام) في المدينة (6).

فاطمة بنت مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه. تقدمت عند ذكر أبيها، وذكرنا في رجالنا (7) روايتها.

فاطمة بنت مولانا الباقر (عليه السلام). تقدمت عند ذكر أبيها. وفي رجالنا (8) روايتها.

ص: 260


1- (1) ط كمباني ج 3 / 330، و ج 7 / 383، وجديد ج 8 / 139، و ج 27 / 119.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 326، وجديد ج 26 / 214.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 441، و ج 15 كتاب الإيمان ص 79، وكتاب الأخلاق ص 21 و 202، وجديد ج 40 / 59، و ج 67 / 300، و ج 69 / 404، و ج 71 / 358.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 125، وجديد ج 75 / 28.
5- (5) منتخب التواريخ ص 146 و 192 و 193.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 236، وجديد ج 45 / 171.
7- (7) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 594.
8- (8) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 594.

وفاطمة بنت مولانا الصادق (عليه السلام). تزوجها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. وماتت عنده، كما في البحار (1).

جملة مما تتعلق بها في الوسائل (2).

فاطمة الصغرى بنت الإمام الصادق (عليه السلام)، كما في البحار (3).

فاطمة بنت موسى الكاظم صلوات الله عليه ثلاثة مسميات بفاطمة، كما في البحار (4).

منهن فاطمة المعصومة المولودة في غرة ذي القعدة سنة 173.

وردت بقم في سنة إحدى ومائتين وتوفت بها. روى صاحب تاريخ قم عن مشايخ قم أنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو في سنة مائتين، خرجت فاطمة أخته في سنة إحدى ومائتين تطلبه، فلما وصلت إلى ساوة مرضت، فسألت: كم بيني وبين قم؟ قالوا: عشرة فراسخ. فأمرت خادمها، فذهب بها إلى قم وأنزلها في بيت موسى بن خزرج بن سعد.

والأصح أنه لما وصل الخبر إلى آل سعد اتفقوا وخرجوا إليها أن يطلبوا منها النزول في بلدة قم. فخرج من بينهم موسى بن خزرج، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى قم وأنزلها في داره. فكانت فيها ستة عشر يوما، ثم مضت إلى رحمة الله ورضوانه، فدفنها موسى بعد التغسيل والتكفين في أرض له، وهي التي الآن مدفنها، وبنى على قبرها سقفا من البواري إلى أن بنت زينب بنت الجواد (عليه السلام) عليها قبة.

وقال: حدثني الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أنه لما توفيت فاطمة رضي الله عنها وغسلوها وكفنوها، ذهبوا بها إلى بابلان، ووضعوها على سرداب حفروه لها، فاختلف

ص: 261


1- (1) ط كمباني ج 11 / 177، وجديد ج 47 / 241.
2- (2) الوسائل ج 3 باب 126 ص 30.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 177.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 316 و 317، وجديد ج 48 / 283 - 288.

آل سعد بينهم في من يدخل السرداب ويدفنها فيها، فاتفقوا على خادم لهم شيخ كبير صالح يقال له قادر.

فلما بعثوا إليها رأوا راكبين سريعين متلثمين يأتيان من جانب الرملة. فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها، ودخلا السرداب وأخذا الجنازة فدفناها، ثم خرجا وركبا وذهبا ولم يعلم أحد من هما.

والمحراب الذي كانت فاطمة تصلي إليه موجود إلى الآن في دار موسى بن الخزرج. ثم ماتت أم محمد بنت موسى بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام) فدفنوها في جنب فاطمة رضي الله عنها (1).

ونقل أن فاطمة بنت مولانا الكاظم (عليه السلام) توفت في 12 من ربيع الثاني سنة 201.

روى القاضي نور الله في كتاب مجالس المؤمنين عن الصادق (عليه السلام) قال: إن لله حرما وهو مكة، ألا إن لرسول الله حرما وهو المدينة، ألا وإن لأمير المؤمنين (عليه السلام) حرما وهو الكوفة، ألا وإن قم الكوفة الصغيرة، ألا إن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قم. تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى (عليه السلام)، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم.

وعن سعد، عن الرضا (عليه السلام) قال: يا سعد، من زارها فله الجنة (2).

وروي أن زيارتها تعادل الجنة (3).

باب زيارة فاطمة بنت موسى (عليهما السلام) بقم (4).

ثواب الأعمال، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليه السلام)، فقال: من زارها فله الجنة (5).

ص: 262


1- (1) ط كمباني ج 14 / 340، و ج 11 / 317، وجديد ج 60 / 219.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 343.
3- (3) جديد ج 60 / 228.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 296، وجديد ج 102 / 265.
5- (5) ط كمباني ج 22 / 296، وجديد ج 102 / 265.

كامل الزيارة: علي بن بابويه، عن علي، عن أبيه، عنه مثله (1).

كامل الزيارة: عن ابن الرضا (عليه السلام) قال: من زار قبر عمتي بقم فله الجنة (2).

قال المجلسي: رأيت في بعض كتب الزيارات حدث علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن سعد، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: قال: يا سعد عندكم لنا قبر.

قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى (عليه السلام)؟ قال: نعم، من زارها عارفا بحقها فله الجنة، فإذا أتيت القبر، فقم عند رأسها مستقبل القبلة، وكبر أربعا وثلاثين تكبيرة، وسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وأحمد الله ثلاثا وثلاثين تحميدة، ثم قل:

السلام على آدم صفوة الله - الزيارة (3).

الروايات في فضل زيارتها بقم (4). ويأتي في " قمم " ما يتعلق بذلك.

خبر المسلسل بالفواطم وهي رواية فاطمة بنت الرضا، عن فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن فاطمة بنت جعفر بن محمد (عليه السلام) - الخ. تقدم في " شيع ".

وفاطمة بنت مولانا الرضا صلوات الله عليه قالت: حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر (عليه السلام)، قلن: حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد (عليه السلام)، قالت: حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي (عليه السلام)، قالت: حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين (عليه السلام)، قالت: حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي (عليه السلام)، عن أم كلثوم بنت علي (عليه السلام) عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) - إلى آخر ما تقدم في " شيع ".

رواية بكر بن أحمد بن محمد عن فاطمة بنت الرضا (عليه السلام)، عن أبيها، عن أبيه - الخ (5).

ص: 263


1- (1) ط كمباني ج 22 / 296، وجديد ج 102 / 265.
2- (2) ط كمباني ج 22 / 296، وجديد ج 102 / 265.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 296، وجديد ج 102 / 265.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 339 و 340، وجديد ج 60 / 216.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 209، وكتاب الكفر ص 133، وجديد ج 71 / 388، و ج 73 / 263.

وروايتها الأخرى عن أبيها (1).

وفي كتاب الغدير من طريق العامة عن بكر بن أحمد القصري قال: حدثتنا فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر (عليه السلام)، قلن: حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي (عليه السلام)، حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين (عليه السلام)، عن فاطمة وسكينة بنتي الحسين بن علي، عن أم كلثوم بنت فاطمة احتجاج فاطمة الزهراء بحديث الغدير وحديث المنزلة (2).

وفاطمة بنت مولانا الجواد صلوات الله عليه، كما قاله المفيد في البحار (3).

وفاطمة بنت الحسن المثنى تزوجها معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار، وولد له منها يزيد وصالح وحماد وحسين وزينب. ولهم أولاد وأعقاب.

وفاطمة بنت الحسين الأثرم ابن الحسن بن علي زوجة الإمام الصادق (عليه السلام)، كما ذكرناها في " صدق ".

وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب من الفواطم التي كن مع أمير المؤمنين (عليه السلام) حين الهجرة (4).

ومنهن فاطمة بنت عتبة من الفواطم التي هاجرن مع علي (عليه السلام)، كما في السيرة الحلبية.

وفاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم بن الحسين ابن الإمام السجاد (عليه السلام). جملة من رواياتها في البحار (5).

وهي أم داود صاحبة عمل الاستفتاح في النصف من رجب (6).

وفاطمة بنت الناصر أم السيدين الكاملين الرضي والمرتضى تقدمت في " رضى ".

ص: 264


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 157، وجديد ج 75 / 147.
2- (2) الغدير ج 1 / 197.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 99، وجديد ج 50 / 3.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 418، وجديد ج 19 / 66.
5- (5) ط كمباني ج 20 / 111، وجديد ج 97 / 43.
6- (6) جديد ج 98 / 397، وط كمباني ج 20 / 345.

وفاطمة بنت حبابة الوالبية: روت عن الحسن والحسين صلوات الله عليهما كما عن سعد بن عبد الله، كما في رجال الشيخ باب النساء في أصحاب الحسن (عليه السلام).

الحسن (عليه السلام).

فاطمة ابنة الهيثم كانت في دار أبي الحسن الهادي (عليه السلام) عند ولادة ابنه جعفر، وسر به أهل الدار ولم تر سرور الإمام، فقالت له في ذلك: فأخبر أنه سيضل به خلق كثير (1).

وذكرها في إكمال الدين باب 31 عن فاطمة بنت محمد بن الهيثم - الخ.

فاطمة بنت هارون بن موسى بن الفرات روى عنها التلعكبري قالت: سمعت جدي موسى يقول: حدثني محمد بن أبي عمير بكتاب عبيد الله بن علي الحلبي، كما في جامع الرواة.

فطن:

تقدم في " غفل ": قول الإمام السجاد (عليه السلام): إصلاح شأن المعايش ملأ مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل - الخ. الفطنة: الفهم والذكاء والحذاقة.

فعل:

وفي الدعاء النبوي المروي في دلائل الإمامة (2) قال (صلى الله عليه وآله): يا من فعله قول وقوله أمر وأمره ماض على ما يشاء.

وفي الروايات الشريفة أن أفعال العباد مخلوقة، خلق تقدير لا خلق تكوين، فراجع إلى البحار (3).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: روى حديثا ملخصه: إن أبا حنيفة وابن أبي ليلى سألا موسى الكاظم (عليه السلام) عن أفاعيل العباد ممن هي؟ فقال

ص: 265


1- (1) ط كمباني ج 12 / 140، وجديد ج 50 / 176.
2- (2) دلائل الإمامة ص 6.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 10 و 9، و ج 4 / 144 و 175 و 178، و ج 17 / 207، و ج 15 كتاب الإيمان ص 173 و 215، وجديد ج 5 / 30 مكررا و 29، و ج 10 / 227 و 356 و 364، و ج 78 / 338، و ج 68 / 262، و ج 69 / 9، ومعاني الأخبار ص 396.

لهما: إن كانت أفاعيل العباد من الله دون خلقه، فالله أعلى وأعز وأعدل من أن يعذب عبيده على فعل نفسه، وإن كانت من الله ومن خلقه، فإنه أعلا وأعز من أن يعذب عبيده على فعل قد شاركهم فيه، فيكون الأفاعيل من العباد، فإن عذب فبعد له وإن غفر فهو أهل التقوى وأهل المغفرة، فراجع للتفصيل البحار (1). وتقدم في " عصى ": نحو ذلك.

الدرة الباهرة: قال الرضا (عليه السلام): من شبه الله بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر. أعلام الدين. مثله (2).

ومن مسائل الزنديق عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: فالعمل الصالح من العبد هو فعله، والعمل الشر من العبد هو فعله.

قال (عليه السلام): العمل الصالح العبد يفعله والله به أمره، والعمل الشر العبد يفعله والله عنه نهاه. قال: أليست فعله بالآلة التي ركبها فيه؟ قال: نعم، ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر بها على الشر الذي نهاه عنه.

قال: فإلى العبد من الأمر شئ؟ قال: ما نهاه الله عن شئ إلا وقد علم أنه يطيق تركه، ولا أمره بشئ إلا وقد علم أنه يستطيع فعله. لأنه ليس من صفته الجور والعبث والظلم وتكليف العباد ما لا يطيقون - الخ (3).

وعن مولانا الصادق صلوات الله عليه وقد سئل عن أفعال العباد، فقال: كل ما وعد الله وتواعد عليه فهو من أفعال العباد (4).

والنبوي الصادقي (عليه السلام): إنما هي أعمالكم ترد إليكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه (5).

وقال الصادق (عليه السلام) في رسالة الإهليلجة: فعز من جل عن الصفات ومن نزه

ص: 266


1- (1) ط كمباني ج 4 / 149، و ج 11 / 285، وجديد ج 10 / 248، و ج 48 / 175.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 212، وجديد ج 78 / 356.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 130، وجديد ج 10 / 170.
4- (4) جديد ج 10 / 453.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 201، وجديد ج 10 / 454.

نفسه عن أفعال خلقه (1).

وتقدم في " جهم " و " عصى " و " عمل " ما يتعلق بذلك، ما ربما يفيد أن من أمر أميرا كان شريكا في أفعاله وأعماله (2).

وذكرنا في " اثبات ولايت " (3) ما يتعلق بأفعال الملائكة والمصطفين من العباد من نسبته إلى الله وإليهم.

فعى:

خبر مجئ الأفعى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومسارته معه (4).

وتقدم في " أذى ": بعض منافعه، وكذا في " حيى " ما يتعلق به.

قال الدميري: قال الزبيدي: الأفعى حية رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأس وربما كانت ذات قرنين، وحكي أنها نهشت غلاما في رجله فانصدعت جبهته.

قال القزويني: هي حية قصيرة الذنب من أخبث الحيات، إذا فقأت عينها تعود ولا تغمض حدقتها البتة، تختفي في التراب أربعة أشهر في البرد، ثم تخرج وقد أظلمت عيناها فتقصد شجر الرازيانج فتحك عينها به فيرجع إليها ضوؤها.

وقال الزمخشري: يحكى أن الأفعى إذا أتت عليها ألف سنة عميت، وقد ألهمها الله تعالى أن تمسح العين بورق الرازيانج الرطب يرد إليها بصرها، وإذا قطع ذنبها عاد كما كان. وبقر الوحش يأكلها أكلا ذريعا، وإذا مرضت أكلت ورق الزيتون فتشفى. ومن الأفاعي ما تتسافد بأفواهها وإذا وطأ الذكر الأنثى وقع مغشيا عليه فتعمد الأنثى إلى موضع مذاكيره فتقطعها نهشا فيموت من ساعته.

وفي الصحيحين أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر بقتل الأسودين العقرب والحية (5).

في ذكر جماعة كانوا في الصلاة فدخلت الأفعى في ثيابهم أو تطوقت على

ص: 267


1- (1) ط كمباني ج 2 / 61، وجديد ج 3 / 194.
2- (2) كتاب الغدير ط 2 ج 9 / 86 و 87.
3- (3) اثبات ولايت ص 167.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 567، وجديد ج 41 / 241.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 713، وجديد ج 64 / 248.

أعناقهم فلم يتغيروا من حالهم حتى انفصلت الأفعى (1).

فقد:

المفقودون عن فرشهم هم أصحاب القائم (عليه السلام)، وهم المعنيون بقوله تعالى: * (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) *، كما تقدم في " أتى ".

وحكم المفقود عنها زوجها تقدم في " طلق ".

فقر:

باب فضل الفقر والفقراء وحبهم ومجالستهم والرضا بالفقر وثواب إكرام الفقراء وعقاب من استهان بهم (2).

تقدم في " حقر " و " خفف ": حرمة تحقير الفقراء والاستخفاف بهم.

الكهف: * (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم) * - الآية.

معنى الحديث المشهور: من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا (3). وفي " جلب ": خبر: فاتخذ للفقر جلبابا (4).

الكافي: عن علي بن أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الفقر الموت الأحمر. فقلت لأبي عبد الله: الفقر من الدينار والدرهم؟ فقال: لا، ولكن من الدين (5).

ومما كتب في التوراة: الفقر هو الموت الأكبر، كما قاله الصادق (عليه السلام) (6).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إن الله جعل الفقر أمانة عند خلقه فمن ستره أعطاه الله مثل أجر الصائم القائم. ومن أفشاه

ص: 268


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 293، وجديد ج 69 / 285.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 219، وجديد ج 72 / 1.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 65، وجديد ج 67 / 247.
4- (4) جديد ج 72 / 4 و 43 و 44.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 220، وجديد ج 72 / 5.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 306 و 309، و ج 17 / 13، وجديد ج 13 / 348 و 357، و ج 72 / 45، و ج 77 / 43.

إلى من يقدر على قضاء حاجته، فلم يفعل، فقد قتله. أما أنه ما قتله بسيف ولا رمح، ولكنه قتله بما نكى من قلبه (1).

الكافي: عن المفضل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كلما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته، وقال: لولا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها (2).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس لمصاص (يعني خالصي) شيعتنا في دولة الباطل إلا القوت، شرقوا إن شئتم أو غربوا لن ترزقوا إلا القوت (3).

الكافي: عنه (عليه السلام) قال: ما كان من ولد آدم مؤمن إلا فقيرا ولا كافر إلا غنيا حتى جاء إبراهيم فقال: * (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) * فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة وفي هؤلاء أموالا وحاجة (4).

الكافي: عنه (عليه السلام) قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نقي الثوب، فجلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله). فجاء رجل معسر درن الثوب، فجلس إلى جنب الموسر. فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أخفت أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا. قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا. قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن وقد جعلت له نصف مالي. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمعسر: أتقبل؟ قال: لا.

فقال له الرجل: لم؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك (5).

الكافي: عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: في مناجاة موسى: يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبا بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل: ذنب عجلت عقوبته (6).

ص: 269


1- (1) جديد ج 72 / 8. ونحوه فيه ص 10 و 49.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 221، وجديد ج 72 / 9 و 24 و 49.
3- (3) جديد ج 72 / 10 و 50.
4- (4) جديد ج 72 / 12، وص 13، وص 15.
5- (5) جديد ج 72 / 12، وص 13، وص 15.
6- (6) جديد ج 72 / 12، وص 13، وص 15.

تحف العقول: في مناجاة موسى - إلخ (1).

تفسير علي بن إبراهيم: عنه عن أبي عبد الله (عليه السلام) - الخ، مع زيادة: فما فتح الله على أحد هذه الدنيا إلا بذنب لينسيه ذلك الذنب فلا يتوب، فيكون إقبال الدنيا عليه عقوبة لذنوبه (2).

وقريب منه مع اختلاف (3).

الكافي: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى مناديا ينادي بين يديه: أين الفقراء؟ فيقوم عنق من الناس كثير، فيقول: عبادي، فيقولون: لبيك ربنا، فيقول: إني لم أفقركم لهوان بكم علي، ولكن إنما اخترتكم لمثل هذا اليوم، تصفحوا وجوه الناس، فمن صنع إليكم معروفا لم يصنعه إلا في، فكافوه عني بالجنة (4).

ويقرب منه مع زيادة في آخره، فراجع (5).

الكافي: عن محمد بن الحسين بن كثير الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: أما تدخل السوق أما ترى الفاكهة تباع والشئ مما تشتهيه؟ فقلت: بلى. فقال:

أما إن لك بكل ما تراه فلا تقدر على شراه حسنة (6).

الكافي: عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله جل ثناؤه ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه، فيقول:

وعزتي وجلالي ما أحوجتك في الدنيا من هوان كان بك علي فارفع هذا السجف فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا. قال: فيرفع فيقول: ما ضرني ما منعتني مع ما

ص: 270


1- (1) ط كمباني ج 5 / 304. ونحوه ص 309، و ج 17 / 11 و 28، وجديد ج 13 / 336 و 361، و ج 77 / 38 و 94.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 304، و ج 15 كتاب الإيمان ص 53.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 89، وجديد ج 67 / 199، و ج 73 / 87.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 249، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 225، وجديد ج 72 / 24، و ج 7 / 200، وثواب الأعمال نحوه ص 42 و 50.
5- (5) جديد ج 72 / 11.
6- (6) جديد ج 72 / 25، وثواب الأعمال ص 42.

عوضتني (1). وبعض شرح ما عوض فيه (2).

الكافي: قال أبو عبد الله (عليه السلام): مياسير شيعتنا أمناؤنا على محاويجهم، فاحفظونا فيهم يحفظكم الله.

بيان: فاحفظونا، أي ارعوا حقنا فيهم لكونهم شيعتنا وبمنزلة عيالنا، يحفظكم الله، أي في أنفسكم وأموالكم في الدنيا ومن عذابه في الآخرة.

قيل: يدل على أن الأغنياء إذا لم يراعوا الفقراء سلبت عنهم النعمة، لأنه إذا ظهرت الخيانة من الأمين يؤخذ ما في يده، كما قال مولانا علي أمير المؤمنين (عليه السلام): إن لله عبادا يخصهم بالنعم لمنافع العباد، فيقرها في أيديهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، ثم حولها إلى غيرهم (3).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الفقر أزين للمؤمنين من العذار على خد الفرس (4). التمحيص مع زيادة فيه (5).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): المقل غريب في بلدته.

الكافي: عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): كاد الفقر أن يكون كفرا، وكاد الحسد أن يغلب القدر.

بيان: هذه الفقرة تحتمل وجوها - الخ (6).

أمالي الصدوق: عن هشام بن سالم، عنه (عليه السلام) قال: كاد الفقر - الخ، مثله (7).

الشهاب: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كاد - الخ (8).

الخصال، كتاب الإمامة: مثله (9).

ص: 271


1- (1) جديد ج 72 / 25، وص 11.
2- (2) جديد ج 72 / 25، وص 11.
3- (3) ج 72 / 27، وص 28.
4- (4) ج 72 / 27، وص 28.
5- (5) جديد ج 72 / 52، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 226.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 129، وجديد ج 73 / 246. وفيه تحقيق من المجلسي والغزالي والراوندي في ذلك.
7- (7) جديد ج 72 / 29.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 131. بيان الضوء فيه ص 132، وجديد ج 73 / 257.
9- (9) جديد ج 72 / 30.

توضيح: هذه الرواية من المشهورات بين الخاصة والعامة، وفيها ذم عظيم للفقر ويعارضها الأخبار السالفة: وما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): الفقر فخري وبه أفتخر.

وقوله (صلى الله عليه وآله): اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين.

ويؤيد هذه الرواية ما رواه العامة عنه (صلى الله عليه وآله): الفقر سواد الوجه في الدارين. ويمكن الجمع بينها بأن يقال: الفقر على أربعة أوجه:

1 - وجود الحاجة الضرورية، وذلك عام للإنسان في دار الدنيا، بل عام للموجودات كلها، قال الله تعالى: * (أنتم الفقراء إلى الله) *.

2 - عدم المقتنيات، وهو المذكور في قوله تعالى: * (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله) *.

3 - فقر النفس وهو الشره المعني بقوله (عليه السلام): كاد الفقر أن يكون كفرا.

4 - الفقر إلى الله تعالى المشار إليه بقوله: اللهم أغنني بالافتقار إليك، ولا تفقرني بالاستغناء عنك.

وأصل الفقر المكسور الفقار. ومنهم من حمل سواد الوجه على المدح، أي أنه كالخال الذي على وجه المحبوب فإنه يزينه ولا يشينه. وقيل غير ذلك (1).

أقول: قال في المجمع: وفي الخبر أنه (صلى الله عليه وآله) تعوذ من الفقر وأنه قال: الفقر فخري وبه أفتخر على سائر الأنبياء، وقد جمع بين القولين بأن الفقر الذي تعوذ منه الفقر إلى الناس، والذي دون الكفاف، والذي افتخر به هو الفقر إلى الله تعالى. وإنما كان هذا فخر له على سائر الأنبياء مع مشاركتهم له فيه، لأن توحيده واتصاله بالحضرة الإلهية وانقطاعه إليه كان في الدرجة التي لم يكن لأحد مثلها في العلو، ففقره إليه كان أتم وأكمل من فقر سائر الأنبياء. إنتهى.

تحقيق في الفقر والغنى ومقتضى الجمع بين الأخبار أن كلا منهما نعمة من نعم الله تعالى يعطي كلا منهما من شاء من عباده بحسب ما يعلم من مصالحه الكاملة، وعلى العبد أن يصبر على الفقر بل يشكره، ويشكر الغناء إن أعطاه ويعمل

ص: 272


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 227، وجديد ج 72 / 30.

بمقتضاه. فالغالب أن الفقير الصابر أكثر ثوابا من الغني الشاكر، لكن مراتب أحوالهما مختلفة غاية الاختلاف ولا يمكن الحكم الكلي من أحد الطرفين.

والظاهر أن الكفاف أسلم وأقل خطرا من الجانبين، ولذا ورد في أكثر الأدعية طلبه، وسأله النبي (صلى الله عليه وآله) لآله وعترته، والله يعلم (1) ذكر ما يناسب ذلك (2).

في أن استخفاف الفقير المسلم استخفاف بحق الله:

أمالي الصدوق: قال النبي (صلى الله عليه وآله): من أكرم فقيرا مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عنه راض (3).

أمالي الصدوق: عن الرضا (عليه السلام) من لقى فقيرا مسلما، فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقى الله عز وجل يوم القيامة وهو عليه غضبان (4).

علل الشرائع: قال الصادق (عليه السلام) لحمران: يا حمران، انظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة، فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك (5).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الفقر الموت الأكبر.

شكاية أحمد بن عمر الحلبي إلى الرضا (عليه السلام) عن فقره، وقوله له: ما أحسن حالك أيسرك أنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا مملوءة ذهبا.

وذكرنا في مستدركات علم رجال الحديث في " أحمد " ما يناسب ذلك.

ذكر الروايات في مدح الفقر وذمه (6).

جامع الأخبار: روي أن أحدا من الصحابة شكى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من الفقر والسقم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إذا أصبحت وأمسيت فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك

ص: 273


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 228.
2- (2) ص 234، وجديد ج 72 / 34 و 46 و 47 - 49.
3- (3) ج 72 / 38.
4- (4) ص 38.
5- (5) ص 42.
6- (6) ج 72 / 46 - 50.

في الملك. قال: فوالله ما قلته إلا أياما حتى أذهب عني الفقر والسقم (1).

وغير ذلك مما يدفع الفقر في باب أدعية الرزق في البحار (2).

التمحيص: عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أكرم ما يكون العبد إلى الله تعالى أن يطلب درهما فلا يقدر عليه. قال عبد الله بن سنان: قال أبو عبد الله (عليه السلام): هذا الكلام وعندي مائة ألف وأنا اليوم ما أملك درهما (3).

التمحيص: عنه (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: لولا أنني أستحيي من عبدي المؤمن، ما تركت له خرقة يتوارى بها إلا أن العبد إذا تكامل فيه الإيمان ابتليته في قوته، فإن جزع رددت عليه قوته، وإن صبر باهيت به ملائكتي، فذاك الذي تشير إليه الملائكة بالأصابع (4).

التمحيص: عن الصادق (عليه السلام) قال: المصائب منح من الله والفقر عند الله مثل الشهادة ولا يعطيه من عباده إلا من أحب (5).

كنز الكراجكي: قال لقمان لابنه: اعلم اي بني إني قد ذقت الصبر وأنواع المر فلم أر أمر من الفقر، فان افتقرت يوما فاجعل فقرك بينك وبين الله، ولا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم، ثم سل في الناس هل من أحد دعا الله فلم يجبه أو سأله فلم يعطه (6).

قلت: ولنعم ما قيل في هذا المقام:

لا تظهرن لعاذل أو عاذر * حاليك في السراء والضراء فلرحمة المتوجعين مضاضة * في القلب مثل شماتة الأعداء نهج البلاغة: قال (عليه السلام): الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة (7).

وقال: الفقر يخرس الفطن عن حجته، والمقل غريب في بلدته (8).

وقال: العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى (9).

ص: 274


1- (1) جديد ج 72 / 49، و ج 95 / 294، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 232.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 267، وجديد ج 95 / 292.
3- (3) ج 72 / 49، وص 50، وص 53.
4- (4) ج 72 / 49، وص 50، وص 53.
5- (5) ج 72 / 49، وص 50، وص 53.
6- (6) ج 72 / 49، وص 50، وص 53.
7- (7) جديد 72 / 53.
8- (8) جديد 72 / 53.
9- (9) جديد 72 / 53.

وفي خطبة الوسيلة مثله (1).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ضيق عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك حسن نظر من الله له، فقد ضيع مأمولا، ومن وسع عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك استدراج من الله، فقد أمن مخوفا (2).

باب ما يورث الفقر أو الغنى (3).

أما ما يورث الفقر فورد هي: ترك نسج العنكبوت في البيوت، والبول في الحمام، والأكل على الجنابة، والتخلل بالطرفاء، والتمشط من قيام، وترك القمامة في البيت، واليمين الفاجرة، والزنا، وإظهار الحرص، والنوم بين العشاءين وقبل طلوع الشمس، واعتياد الكذب، وكثرة الاستماع إلى الغناء، ورد السائل الذكر بالليل، وترك التقدير في المعيشة، وقطيعة الرحم. كذا عن علي (عليه السلام).

وروي أيضا القيام من الفراش للبول عريانا، وأكل الطعام جنبا، وترك غسل اليدين عند الأكل، وإهانة الكسرة من الخبز، وإحراق قشر الثوم والبصل، والقعود على أسكفة البيت، وكنس البيت بالليل وبالثوب، وغسل الأعضاء في موضع الاستنجاء، ومسح الأعضاء المغسولة بالذيل والكم، ووضع القصاع والأواني غير مغسولة، ووضع أواني الماء غير مغطاة الرؤوس، والاستخفاف بالصلاة، وتعجيل الخروج من المسجد، والبكور إلى السوق، وتأخير الرجوع عنه إلى العشي، وشراء الخبز من الفقراء، واللعن على الأولاد، وخياطة الثوب على البدن، وإطفاء السراج بالنفس (4).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: الفقر من خمسة وعشرين شيئا، وذكر منها: التقدم على المشايخ، ودعوة الوالدين باسمهما، والتخليل بكل خشب، وتغسيل اليدين بالطين، وترك القصارة، وخياطة الثوب على النفس، ومسح الوجه بالذيل، والأكل

ص: 275


1- (1) ط كمباني ج 17 / 79، وجديد ج 77 / 280.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 128، وجديد ج 72 / 51، و ج 78 / 43.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 89، وجديد ج 76 / 314.
4- (4) جديد ج 76 / 314 و 315.

قائما، ودعاء السوء على الوالدين، وقص الأظفار بالأسنان (1).

قال المجلسي: منع الخياطة على النفس في غاية الشهرة بين الناس أيضا ولا سيما فيما بين النسوان من غير ذكر سبب للنهي أو العلة أنها تورث الغم أو الهلاك، إلا أن المشهور المنع منها مطلقا سواء كان الخياط نفسه أو غيره، ويقولون أيضا بزوال الكراهة إن أخذ الإنسان شيئا بأسنانه أو في فيه حال الخياطة، والمذكور في هذا الخبر خياطة الإنسان نفسه ثوبه على نفسه خاصة. فتدبر (2).

وذكر المحقق الطوسي في آداب المتعلمين فيما يورث الفقر: كثرة النوم، ثم النوم عريانا، والمشي قدام المشايخ، والجلوس على العتبة والعقبة، والاتكاء على أحد زوجي الباب، والكتابة بالقلم المعقود، والامتشاط بالمشط المكسور، وترك الدعاء للوالدين، والتعمم قاعدا، والتسرول قائما، والبخل والتقتير والإسراف والكسل والتواني والتهاون في الأمور (3).

الأربعمائة: وليقرأ قل هو الله أحد حين يدخل منزله فإنه ينفي الفقر (4).

ذكر دعاء بعد صلاة العشاء لزوال الفقر وضيق المعيشة وهو: اللهم إنه ليس لي علم بموضع رزقي - الدعاء (5).

وورد أن التختم بالياقوت ينفي الفقر وكذا العقيق والفيروزج، وأن من كتب على خاتمه: ما شاء الله لا قوة إلا بالله استغفر الله، أمن من الفقر المدقع، وقد تقدم في " رزق ": ذكر بعض الأشياء التي تنفي الفقر.

حكاية الرجل الذي بنى قصرا ثم صنع طعاما، فدعا الأغنياء وترك الفقراء فإذا جاء الفقير قيل له: إن هذا طعام لم يصنع لك ولا لأشباهك، فجاء ملكان في زي الفقراء فقيل لهما ذلك. ثم جاءا في زي الأغنياء فأدخلا وأكرما وأجلسا في

ص: 276


1- (1) جديد ج 76 / 316، وص 317.
2- (2) جديد ج 76 / 316، وص 317.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 91، وجديد ج 76 / 318.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 34، وجديد ج 76 / 166.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 453، وجديد ج 86 / 124.

الصدر فأمرهما الله أن يخسفا المدينة ومن فيها (1).

أقول: قد تقدم في " أوب ": أنه نزل رسول (صلى الله عليه وآله) على أبي أيوب ولم يكن بالمدينة أفقر منه لما نزل به.

في أنه ينبغي الاهتمام بالفقراء وملاحظة أحوالهم (2).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد: يا بني إني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه، فإن الفقر منقصة للدين مدهشة للعقل داعية للمقت (3).

وتقدم في " جهل ": أن الله يبغض الفقير المختال، وكذا في البحار (4).

وفي " عذر ": إعتذار الله من الفقراء يوم القيامة.

خبر الفقير الذي سأل مولانا الصادق صلوات الله عليه فأعطاه أربعمائة درهم، فأخذ وولى شاكرا فاسترده الإمام وأعطاه خاتمه (5).

ويقرب منه (6).

شكاية رجل إلى مولانا الحسن بن علي (عليهما السلام) عن فقره بقوله: أنصفني من خصمي، فإنه غشوم ظلوم لا يوقر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير، وأراد منه الفقر فأعطاه ألف درهم، وقال: متى أتاك خصمك جائرا ائتني متظلما. إنتهى ملخصا (7).

شكاية رجل إلى مولانا الصادق (عليه السلام) من فقره، فقال: ليس الأمر كما ظننت وما أعرفك فقيرا. ثم كرر الشكاية والصادق (عليه السلام) يكذبه. ثم ذكر أنه لو أعطي مائة دينار أو ألوف دنانير على البراءة، أتأخذ، فحلف أنه لا يأخذ. فقال: من معه

ص: 277


1- (1) ط كمباني ج 5 / 449، وجديد ج 14 / 493.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 26، وجديد ج 43 / 85 - 90.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 739، وجديد ج 34 / 348.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 42، وجديد ج 77 / 145.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 121، وجديد ج 47 / 61.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 116، وجديد ج 47 / 42.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 67، و ج 10 / 96، وجديد ج 77 / 235، و ج 43 / 350.

سلعة يعطي بها هذا المال لا يبيعها، هو فقير؟ (1).

وتقدم في " صلح " في الحديث القدسي: إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر.

وفي حديث المناهي قال (صلى الله عليه وآله): ألا ومن استخف بفقير مسلم، فقد استخف بحق الله، والله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب، ومن أكرم فقيرا مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عنه راض (2).

وفي الخطبة النبوية المفصلة: ومن أهان فقيرا مسلما من أجل فقره واستخف به، فقد استخف بحق الله، ولم يزل في مقت الله عز وجل وسخطه حتى يرضاه، ومن أكرم فقيرا مسلما لقى الله يوم القيامة وهو يضحك إليه - إلى أن قال: - ومن بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره حشره الله يوم القيامة مثل الذرة في صورة رجل حتى يدخل النار (3).

وفي الحديث القدسي في ليلة المعراج المروي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: يا أحمد إن المحبة لله هي المحبة للفقراء، والتقرب إليهم. قال: يا رب ومن الفقراء؟ قال: الذين رضوا بالقليل، وصبروا على الجوع، وشكروا على الرخاء، ولم يشكوا جوعهم ولا ظمأهم، ولم يكذبوا بألسنتهم، ولم يغضبوا على ربهم، ولم يغتموا على ما فاتهم، ولم يفرحوا بما آتاهم.

يا أحمد محبتي محبة الفقراء، فادن الفقراء، وقرب مجلسهم منك أدنك، وبعد الأغنياء، وبعد مجلسهم منك، فإن الفقراء أحبائي.

يا أحمد، لا تتزين بلين اللباس، وطيب الطعام، ولين الوطاء، فإن النفس مأوى كل شر، وهي رفيق كل سوء تجرها إلى طاعة الله، وتجرك إلى معصيته وتخالفك في طاعته، وتطيعك فيما تكره (يكره - ظ)، وتطغى إذا شبعت، وتشكو إذا جاعت، وتغضب إذا افتقرت، وتتكبر إذا استغنت، وتنسى إذا كبرت، وتغفل إذا

ص: 278


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 40، وجديد ج 67 / 147.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 96، وجديد ج 76 / 333.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 108، وجديد ج 76 / 362.

أمنت وهي قرينة الشيطان، ومثل النفس كمثل النعامة تأكل الكثير وإذا حمل عليها لا تطير، ومثل الدفلي لونه حسن وطعمه مر (1).

وتقدم في " خمس ": أن الهيبة من الفقير محال.

أمالي الطوسي: عن الصادق (عليه السلام) في حديث: يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا، فإن الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر - الخبر (2).

وفي مكاتبة الصادق (عليه السلام) الآتية في " كتب ": وأكرم كل من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا، ثم ليس عليك صادقا كان أو كاذبا، إنما لك نيتك وعليه كذبه (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله): أغبط أوليائي عندي من أمتي رجل خفيف الحال ذو حظ من صلاح، أحسن عبادة ربه في الغيب، وكان غامضا في الناس وكان رزقه كفافا، فصبر عليه، إن مات قل تراثه وقل بواكيه (4).

النبوي (صلى الله عليه وآله): سائلوا العلماء، وخاطبوا الحكماء، وجالسوا الفقراء (5).

النبوي (صلى الله عليه وآله): من تفاقر افتقر (6) ومن كلمات لقمان كما نقلها الإمام الصادق (عليه السلام): وذقت المرارات كلها، فما ذقت شيئا أمر من الفقر - الخ (7).

أمالي الطوسي: عن داود الرقي، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: لولا أني أستحيي من عبدي المؤمن، ما تركت عليه خرقة يتوارى بها، وإذا كملت له الإيمان ابتليته بضعف في قوته وقلة في رزقه، فإن هو حرج أعدت عليه فإن صبر باهيت به ملائكتي - الخبر (8).

النبوي (صلى الله عليه وآله): ألا إنه سيكون بعدي أقوام لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا يستقيم لهم الغنى إلا بالبخل - إلى أن قال: - ألا فمن أدرك ذلك فصبر

ص: 279


1- (1) ط كمباني ج 17 / 6 و 7، وجديد ج 77 / 23.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 170، وجديد ج 78 / 196، وص 195.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 170، وجديد ج 78 / 196، وص 195.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 42، وجديد ج 77 / 141، وص 144، وص 145.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 42، وجديد ج 77 / 141، وص 144، وص 145.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 42، وجديد ج 77 / 141، وص 144، وص 145.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 323. وجديد ج 13 / 421.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 402، وجديد ج 39 / 253.

على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على الذل وهو يقدر على العز، وصبر على البغضاء وهو يقدر على المحبة، لا يريد بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة أعطاه الله ثواب خمسين صديقا (1).

في أن ذا الفقار كان سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطاه مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم أحد (2).

في أن ذا الفقار كان وزنه سبعة أمنان وثلثي من مكي (3).

مناقب ابن شهرآشوب: عن ابن عباس في قوله تعالى: * (وأنزلنا الحديد) * قال: أنزل الله آدم من الجنة معه ذو الفقار، خلق من ورق آس الجنة. ثم قال: * (فيه بأس شديد) * فكان به يحارب آدم أعداءه من الجن والشياطين - إلى أن قال:

وقد روى كافة أصحابنا أن المراد بهذه الآية ذو الفقار، انزل من السماء على النبي (صلى الله عليه وآله) فأعطاه عليا.

وسئل الرضا (عليه السلام) من أين هو؟ فقال: هبط به جبرئيل من السماء، وكان حليه من فضة، وهو عندي.

ثم ذكر الأقوال فيه وفي وجه تسميته بذي الفقار، وأن طوله كان سبعة أشبار، وعرضه شبر، في وسطه كالفقار.

وأنه نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جبرئيل بين السماء والأرض على كرسي من ذهب وهو يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.

سئل الصادق (عليه السلام) لم سمي ذو الفقار، فقال: لأنه ما ضرب به أمير المؤمنين (عليه السلام) أحدا إلا افتقره في الدنيا من الحياة وفي الآخرة من الجنة (4).

وعن الباقر (عليه السلام) أنه سمي به لأنه ما ضرب به أحدا من خلق الله إلا أفقره

ص: 280


1- (1) ط كمباني 17 / 46، وجديد ج 77 / 163.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 496 - 508، وجديد ج 20 / 54.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 490، وجديد ج 40 / 277.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 611، وجديد ج 42 / 57 و 58 و 65 - 67.

من هذه الدنيا من أهله وولده، وأفقره في الآخرة من الجنة (1).

بصائر الدرجات: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: جاء جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن باليمن صنما من حجارة مقعد في حديد، فابعث إليه حتى يجاء به.

قال: فبعثني النبي (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن فجئت بالحديد، فدفعت إلى عمر الصيقل، فضرب عنه سيفين ذا الفقار ومخذما، فتقلد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مخذما، وقلدني ذا الفقار، ثم أنه صار إلي بعد المخذم (2).

في أنه عند الأئمة (عليهم السلام) وكان ينطق مع أمير المؤمنين (عليه السلام) كما تقدم، وكما في مجمع النورين للمرندي (3).

جملة مما يتعلق به في البحار (4).

أقول: قال شيخنا في المستدرك في ذكر مشايخ السيد ضياء الدين الراوندي، التاسع عشر السيد عماد الدين أبو الصمصام وأبو الوضاح ذو الفقار ابن محمد بن سعيد بن الحسن بن أبي جعفر، الملقب بحميدان، أمير اليمامة ابن إسماعيل، قتيل القرامطة ابن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيصر بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن السبط الزكي الحسن بن علي (عليه السلام) المروزي في الدرجات، حسام المجد القاطع، وقمر الفضل الساطع، والإمام الذي عرف فضله الإسلام، وأوجبت حقه العلماء الأعلام، ونطقت بمدحه أفواه المحامد وألسن الأقلام، وسعى جهده في بث أحاديث أجداده الكرام. قلما خلت إجازة من روايته لسعة علمه ودرايته والثقة بورعه وديانته، كان فقيها عالما متكلما، وكان ضريرا.

ص: 281


1- (1) ط كمباني ج 9 / 247 و 614، وجديد ج 42 و 58، و ج 37 / 294.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 326، وجديد ج 26 / 211.
3- (3) مجمع النورين ص 189.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 501 و 539، وجديد ج 20 / 78. ونطقه فيه ص 249.

وفي المنتجب: عالم دين يروي عن السيد الأجل المرتضى أبي القسم علي ابن الحسين الموسوي، والشيخ الموفق أبي جعفر محمد بن الحسن وقد صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشر سنة.

ووصفه صاحب عمدة الطالب بقوله: الفقيه العالم المتكلم الضرير - الخ. إنتهى.

وهذا السيد الجليل يروي عن جماعة غير الشيخ الطوسي والسيد المرتضى كالنجاشي والشيخ محمد بن علي الحلواني تلميذ السيد المرتضى وسلار بن عبد العزيز وغيرهم.

فقع:

فضل اللعن على يزيد وآله عند النظر إلى الفقاع أو الشطرنج (1).

وفى الصادقي (عليه السلام): إياك وشرب الماء البارد والفقاع في الحمام، فإنه يفسد فإنه يفسد المعدة - الخ (2).

وفي التوقيع الصادر من الناحية المقدسة: وأما الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب (3).

فقه:

الأمر والترغيب في التفقه في أمور الدين، وبيان فضله وفضل الفقيه. قال تعالى: * (فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين) * - الآية.

النبوي (صلى الله عليه وآله): أفضل العبادة الفقه (4).

تحف العقول: ومن كلمات مولانا الكاظم صلوات الله عليه: تفقهوا في دين الله، فإن الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب،

ص: 282


1- (1) ط كمباني ج 10 / 167 و 237، و ج 14 / 911 - 915، وجديد ج 44 / 299. وتمام الرواية في ج 45 / 176، وفيه غيرها، و ج 66 / 482 - 497.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 2 و 5، وجديد ج 76 / 70 و 77.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 245، وجديد ج 53 / 180.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 54 - 66، وجديد ج 1 / 167 - 217.

ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا (1).

فقه الرضا (عليه السلام): تفقهوا في دين الله فإنه أروي من لم يتفقه في دينه ما يخطئ أكثر مما يصيب، فإن الفقه مفتاح البصيرة. وساقه الخ، وفي آخره: ومن لم يتفقه في دينه لم يزك الله له عملا.

وأروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: لو وجدت شابا من شبان الشيعة لا يتفقه، لضربته ضربة بالسيف. وروى غيري: عشرون سوطا، وأنه قال: تفقهوا وإلا أنتم أعراب جهال.

وروي أنه قال: منزلة الفقيه في هذا الوقت، كمنزلة الأنبياء في بني إسرائيل.

وروي أن الفقيه يستغفر له ملائكة السماء وأهل الأرض والوحش والطير وحيتان البحر (2).

الدرة الباهرة: ومن كلمات مولانا الجواد (عليه السلام): الفقه ثمن لكل غال وسلم إلى كل عال (3).

بصائر الدرجات: في الصحيح عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجلين أحدهما فقيه راوية للحديث، والآخر ليس له مثل روايته، فقال: الراوية للحديث المتفقه في الدين أفضل من ألف عابد لا فقه له ولا رواية (4).

الكافي: في الرسالة التي كتبها أبو جعفر صلوات الله عليه إلى سعد الخير: يا أخي إن الله عز وجل جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون معهم على الأذى يجيبون داعي الله ويدعون إلى الله فأبصرهم - رحمك الله - فإنهم في منزلة رفيعة، وإن أصابتهم في الدنيا وضيعة، إنهم يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله من العمى، كم من قتيل لإبليس قد

ص: 283


1- (1) ط كمباني ج 17 / 203، و ج 4 / 149، وجديد ج 10 / 247، و ج 78 / 321.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 208، وجديد ج 78 / 346.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 214، و ج 1 / 67، وجديد ج 1 / 218. وفيه: التفقه ثمن - الخ، و ج 78 / 364 وفيه: الثقة بالله - الخ.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 108، وجديد ج 2 / 145.

أحيوه، وكم من تائه ضال قد هدوه، يبذلون دماءهم دون هلكة العباد، وما أحسن أثرهم على العباد وأقبح آثار العباد عليهم (1).

وفي وصية المفضل عن الصادق (عليه السلام) قال: تفقهوا في دين الله ولا تكونوا أعرابا، فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة - الخ (2).

ويأتي إن شاء الله تعالى في " كرم ": مدح إكرام الفقيه.

الروايات الآمرة بالتفقه وفضله وأن من لم يتفقه فهو من الأعراب وأن متفقها في الدين أشد على الشيطان من عبادة ألف عابد (3).

بصائر الدرجات: عن الصادق (عليه السلام) ركعة يصليها الفقيه أفضل من سبعين ألف ركعة يصليها العابد (4).

غوالي اللئالي: النبوي (صلى الله عليه وآله): الفقهاء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل:

وما دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان (5).

نوادر الراوندي: بإسناده عنه (صلى الله عليه وآله) مثله، وزاد: فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم (6).

والرضوي (عليه السلام): من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت إلى آخر ما تقدم في " صمت ". الاختصاص مثله (7).

معاني الأخبار: عن الثمالي، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ألا أخبركم بالفقيه حقا؟ قالوا بلى يا أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير

ص: 284


1- (1) ط كمباني ج 17 / 214، وجديد ج 78 / 363.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 119، و ج 3 / 256، وجديد ج 7 / 223، و ج 78 / 381.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 65 - 68، وجديد ج 1 / 209.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 75، وجديد ج 2 / 19.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 98، وجديد ج 2 / 110.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 221، و ج 1 / 80، وجديد ج 75 / 380، و ج 2 / 36.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 84، وجديد ج 2 / 55.

في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه.

منية المريد: روى الحلبي في الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وساقه إلى قوله: ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكر (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي، قيل: يا رسول الله ومن هم؟ قال: الفقهاء والأمراء (2). وتقدم في " أمر ":

مواضع الرواية، وفي " طبب ": احتياج أهل كل بلد بثلاث، منهم فقيه عالم ورع.

الخصال: الصادقي (عليه السلام): لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل وبما سد فورة الجوع.

بيان: إبتذال الثوب إمتهانه، والمراد أن لا يبالي أي ثوب لبس رفيعا أو خسيسا جديدا أو خلقا (3).

المحاسن: عن الفضل بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أبا جعفر (عليه السلام) سئل عن مسألة فأجاب فيها، فقال الرجل: إن الفقهاء لا يقولون هذا.

فقال له أبي: ويحك إن الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المتمسك بسنة النبي (4).

أقول: وروي: الفقه وعاء العمل.

أمالي الطوسي: النبوي العلوي (عليه السلام): من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه (5).

غيبة النعماني: الصادقي (عليه السلام) إنا والله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتى يلحن له فيعرف اللحن (6).

ص: 285


1- (1) ط كمباني ج 1 / 83. ويقرب منه في ج 17 / 127 و 136 و 142، و ج 19 كتاب القرآن ص 54، وجديد ج 2 / 48، و ج 92 / 210، و ج 78 / 40 و 74. ومختصره فيه ص 94.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 44، وجديد ج 77 / 154.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 83، وجديد ج 2 / 49.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 84، وجديد ج 2 / 51، وص 55.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 84، وجديد ج 2 / 51، وص 55.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 134، و ج 13 / 28، وجديد ج 2 / 208، و ج 51 / 112.

معاني الأخبار: قوله (عليه السلام): لا يكون فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا - الخ (1). وتقدم في " عرض ".

قوله: هذا فقه عراقي فيه بخل (2). وفي رواية الكافي رواية علائم الظهور وذم آخر الزمان: ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة - الخبر (3).

وتقدم في " خلص " و " زمن " ما يتعلق بذلك.

العدة: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائه: قل للذين يتفقهون لغير الدين، ويتعلمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا لغير الآخرة، يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب، ألسنتهم أحلى من العسل وأعمالهم أمر من الصبر: إياي يخادعون؟ وبي يستهزئون؟ لأتيحن لهم فتنة تذر الحكيم حيرانا (4).

الصادقي (عليه السلام): فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه (5).

في أن فقهاء شيعتهم هم القرى الظاهرة، كما يأتي في " قرى ".

تفسير قوله تعالى: * (ليتفقهوا في الدين) * يأتي في " نفر ".

الكافي: عن الرضا (عليه السلام) قال: من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت - الخ.

بيان: كأن المراد بالفقه العلم المقرون بالعمل، فلا ينافي كون مطلق العلم من علاماته، أو المراد بالفقه التفكر والتدبر في الأمور.

ويظهر من بعض الأخبار أن الفقه هو العلم الرباني المستقر في القلب الذي يظهر آثاره على الجوارح (6).

ص: 286


1- (1) ط كمباني ج 1 / 118، وجديد ج 2 / 184.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 173، وجديد ج 78 / 205.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 169، وجديد ج 52 / 258.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 69، وجديد ج 1 / 224.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 92، وجديد ج 2 / 88.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 188، وجديد ج 71 / 294.

أقول: قال في المجمع: قال بعض الأعلام: الفقه هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد، ويسمى العلم بالأحكام فقها، والفقيه الذي علم ذلك واهتدى به إلى استنباط ما خفي عليه. إنتهى.

وفي الحديث: من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما. قال بعض الشارحين: ليس المراد به الفقه بمعنى الفهم، فإنه لا يناسب المقام، ولا العلم بالأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية، فإنه مستحدث، بل المراد البصيرة في أمر الدين. والفقيه أكثر ما يأتي في الحديث بهذا المعنى، فالفقيه هو صاحب البصيرة وإليها أشار (عليه السلام) بقوله: لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله، وحتى يرى للقرآن وجوها كثيرة، ثم يقبل على نفسه فيكون لها أشد مقتا.

ثم قال: هذه البصيرة إما موهبية - وهي التي دعا بها النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) حين أرسله إلى اليمن حيث قال: اللهم فقهه في الدين - أو كسبية، وهي التي أشار إليها أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال لولده الحسن (عليه السلام): وتفقه يا بني في الدين. إنتهى كلامه.

ولا يخفى أن ما أراده من معنى الفقه لا يخلو من غموض. ولعل المراد منه علم الشريعة كما نبه عليه الجوهري، فيكون المعنى في من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما يحتاجون إليه في أمر دينهم، وإن لم يكن فقيها عالما بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما داخلا في زمرة الفقهاء، وثوابه كثوابهم بمجرد حفظ تلك الأحاديث، وإن لم يتفقه في معانيها.

قال ابن الجوزي في نقد العلماء في تلبيس إبليس على الفقهاء: كان الفقهاء في قديم الزمان هم أهل القرآن والحديث فما زال الأمر يتناقص حتى قال المتأخرون: يكفينا أن نعرف آيات الأحكام من القرآن، وأن نعتمد على الكتب المشهورة في الحديث كسنن أبي داود ونحوها، ثم أهونوا بهذا الأمر أيضا وصار أحدهم يحتج بآية لا يعرف معناها وبحديث لا يدري أصحيح هو أم لا، وربما اعتمد على قياس يعارضه حديث صحيح ولا يعلم لقلة التفاته إلى معرفة النقل،

ص: 287

وإنما الفقه استخراج من الكتاب والسنة، فكيف يستخرج من شئ لا يعرفه، ومن القبيح تعليق حكم على حديث لا يدري أصحيح هو أم لا. إنتهى.

النبوي (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة الفقه وعلي بابها (1).

فكر:

باب قول الخير والقول الحسن والتفكر فيما يتكلم (2).

أمالي الصدوق: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من لم يرع في كلامه أظهر هجره (3).

تحف العقول: عن أبي محمد صلوات الله عليه قال: قلب الأحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه (4).

علل الشرائع: الصادقي (عليه السلام): إذا أفلتت من أحدكم كلمة جفاء يخاف منها على نفسه فليتبعها بكلمة تعجب منها تحفظ عليه وتنسى تلك (5).

أقول: هذا مستفاد من عموم قوله تعالى: * (إدفع بالتي هي أحسن السيئة) * - الآية.

باب التفكر والاعتبار والاتعاظ بالعبر (6).

البقرة: * (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة) *.

آل عمران: * (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا) *.

الرعد وغيره: * (أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) *.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا عبادة مثل التفكر (7).

وفي وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) مثله (8).

ص: 288


1- (1) إحقاق الحق ج 5 / 505، وكتاب الغدير ج 6 / 81.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 192، وجديد ج 71 / 309، وص 311، وص 312.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 192، وجديد ج 71 / 309، وص 311، وص 312.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 192، وجديد ج 71 / 309، وص 311، وص 312.
5- (5) جديد ج 71 / 311، وص 314.
6- (6) جديد ج 71 / 311، وص 314.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 76، وجديد ج 2 / 22.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 18 و 19 و 21، وجديد ج 2 / 22، و ج 77 / 59 و 61 و 68.

وفي خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) مثله (1).

الخصال: عن الصادق (عليه السلام) كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والاعتبار (2).

تحف العقول: قال مولانا الرضا صلوات الله عليه: ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله (3).

وعن أبي محمد العسكري صلوات الله عليه مثله فيه (4).

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال بعد وصف القرآن الكريم: فليرع رجل بصره وليبلغ النصفة نظره، ينجو من عطب ويتخلص من نشب، فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات والنور بحسن التخلص وبعد التربص (5).

وفي خطبة الوسيلة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ومن تفكر اعتبر ومن اعتبر اعتزل ومن اعتزل سلم - إلى أن قال: - وعمل الفكر يورث نورا (6).

ومن كلمات الحسن المجتبى (عليه السلام): التفكر حياة قلب البصير.

وقال (عليه السلام): عليكم بالفكر فإنه حياة قلب البصير، ومفاتيح أبواب الحكمة (7).

وفي خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام): وبالفكر تثبت حجته - الخ (8).

وقال (عليه السلام) فيما أوصى به الحسن (عليه السلام): لا عبادة كالتفكر في صنعة الله عز وجل (9).

ص: 289


1- (1) ط كمباني ج 17 / 78، وجديد ج 77 / 280.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 777، وجديد ج 22 / 431.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 206.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 216، وجديد ج 71 / 322 و ج 78 / 335، وص 373.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 40، و ج 19 كتاب القرآن ص 5، وجديد ج 77 / 135، و ج 92 / 17.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 79، وجديد ج 77 / 280.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 148، وجديد ج 78 / 115.
8- (8) جديد ج 4 / 253، وط كمباني ج 2 / 186.
9- (9) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 194، وجديد ج 71 / 324.

الكافي: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: نبه بالتفكر قلبك، وجاف عن الليل جنبك، واتق الله ربك.

بيان: إعلم أن حقيقة التفكر طلب علم غير بديهي من مقدمات موصلة إليه كما إذا تفكر أن الآخرة باقية والدنيا فانية، فإنه يحصل له العلم بأن الآخرة خير من الدنيا، وهو يبعثه على العمل للآخرة، فإن التفكر سبب لهذا العلم والعمل.

وقيل: التفكر سير الباطن من المبادي إلى المقاصد، وهو قريب من النظر. ولا يرتقي أحد من النقص إلى الكمال إلا بهذا السير. ومبادئه الآفاق والأنفس، بأن يتفكر في أجزاء العالم وذراته، وفي الأجرام العلوية، وفي الأجرام السفلية، وفي أجزاء الإنسان وأعضائه. وغير ذلك مما لا يحصى كثرة. ويستدل بها وبما فيها من المصالح والحكم والتغيير على كمال الصانع وعظمته وعلمه وقدرته وعدم ثبات ما سواه.

ومن هذا القبيل التفكر في أحوال الماضين، وانقطاع أيديهم عن الدنيا وما فيها، ورجوعهم إلى دار الآخرة، فإنه يوجب قطع المحبة عن غير الله، والانقطاع إليه بالتقوى والطاعة، ولذا أمر بهما بعد الأمر بالتفكر، ويمكن تعميم التفكر بحيث يشمل التفكر في معاني الآيات القرآنية والأخبار النبوية والآثار المروية عن الأئمة الأطهار والمسائل الدينية والأحكام الشرعية. وبالجملة كلما أمر الشارع بالخوض فيه والعلم به.

قوله: " وجاف عن الليل جنبك " أي جاف عن الفراش بالليل أو جاف عن فراش الليل. وعلى التقديرين كناية عن القيام بالليل للعبادة (1).

الكافي: عن الحسن الصيقل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يروي الناس أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قلت: كيف يتفكر؟ قال: يمر بالخربة أو بالدار فيقول:

أين ساكنوك وأين بانوك؟ مالك لا تتكلمين؟ بيان: خير من قيام ليلة، لأن التفكر من أعمال القلب وهو أفضل من أعمال

ص: 290


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 193، وجديد ج 71 / 318.

الجوارح، وأيضا أثره أعظم وأدوم، إذ ربما صار تفكر ساعة سببا للتوبة عن المعاصي ولزوم الطاعة تمام العمر (1).

الكافي: عنه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): التفكر يدعو إلى البر والعمل به (2).

أقول: ينبغي أن يعلم طريق التفكر الممدوح من تمليخا أحد أصحاب الكهف ولا بأس بالإشارة إلى قصتهم.

إعلم أن أصحاب الكهف كما يظهر من العلوي الوارد في قصص الأنبياء كانوا ستة نفر، اتخذهم دقيانوس وزراءه، فأقام ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن يساره، واتخذ لهم عيدا في كل سنة مرة، فبينا هم ذات يوم في عيد والبطارقة عن يمينه والهراقلة عن يساره إذ أتاه بطريق فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته، فاغتم لذلك حتى سقط التاج عن رأسه، فنظر إليه أحد الثلاثة الذين كانوا عن يمنيه يقال له تمليخا، فقال في نفسه: لو كان دقيانوس إلها كما يزعم إذا ما كان يغتم، وما كان يبول، ولا يتغوط، وما كان ينام، وليس هذا من فعل الإله.

قال: وكان الفتية الستة كل يوم عند أحدهم، وكانوا ذلك اليوم عند تمليخا، فاتخذ لهم من طيب الطعام، ثم قال لهم: يا إخوتاه قد وقع في قلبي شئ منعني الطعام والشراب والمنام. قالوا: وما ذاك يا تمليخا؟ قال: أطلت فكري في هذا السماء، فقلت: من رفع سقفها محفوظة بلا عمد ولا علاقة من فوقها؟ ومن أجرى فيها شمسا وقمرا آيتان مبصرتان؟ ومن زينها بالنجوم؟ ثم أطلت الفكر في الأرض فقلت: من سطحها على صميم الماء الزخار؟ ومن حبسها بالجبال أن تميد على كل شئ؟ وأطلت فكري في نفسي من أخرجني جنينا من بطن أمي؟ ومن غذاني؟ ومن رباني؟ إن لها صانعا ومدبرا غير دقيوس الملك، وما هو إلا ملك الملوك، وجبار السماوات.

ص: 291


1- (1) جديد ج 71 / 320، وص 322.
2- (2) جديد ج 71 / 320، وص 322.

فانكبت الفتية على رجليه يقبلونها، وقالوا: بك هدانا الله تعالى من الضلالة إلى الهدى، فأشر علينا.

قال: وقالوا: بك هدانا الله تعالى من الضلالة إلى الهدى، فأشر علينا.

قال: فوثب تمليخا فباع تمرا من حائط له بثلاثة آلاف درهم وصرها في ردنه (ردائه - خ ل)، وركبوا خيولهم وخرجوا من المدينة. فلما ساروا ثلاثة أميال قال لهم تمليخا: يا إخوتاه جاءت مسكنة الآخرة وذهب ملك الدنيا، أنزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم، لعل الله أن يجعل لكم من أمركم فرجا ومخرجا.

فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ في ذلك اليوم، فجعلت أرجلهم تقطر دما.

قال: فاستقبلهم راع فقالوا: يا أيها الراعي هل من شربة لبن أو ماء؟ فقال الراعي: عندي ما تحبون ولكن أرى وجوهكم وجوه الملوك، وما أظنكم إلا هرابا من دقيوس الملك. قالوا: يا أيها الراعي لا يحل لنا الكذب أفينجينا منك الصدق؟ فأخبروه بقصتهم، فانكب الراعي على أرجلهم يقبلها، ويقول: يا قوم لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم، ولكن أمهلوني حتى أرد الأغنام على أربابها وألحق بكم، فتوقفوا له فرد الأغنام وأقبل يسعى يتبعه الكلب له.

قال: فوثب اليهودي فقال: يا علي ما كان اسم الكلب؟ وما لونه؟ فقال علي (عليه السلام): لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أما لون الكلب فكان أبلقا بسواد، وأما اسم الكلب فقمطير (فقطمير - خ ل)، فلما نظر الفتية إلى الكلب، قال بعضهم:

إنا نخاف أن يفضحنا بنباحه، فألحوا عليه بالحجارة. فأنطق الله تعالى جل ذكره الكلب: ذروني حتى أحرسكم من عدوكم.

فلم يزل الراعي يسير بهم حتى علاهم (بهم - خ ل) جبلا فانحط بهم على كهف يقال له الوصيد، فإذا بفناء الكهف عيون وأشجار مثمرة، فأكلوا من الثمر وشربوا من الماء وجنهم الليل، فآووا إلى الكهف، وربض الكلب على باب الكهف ومد يديه عليه. فأوحى الله تعالى عز وعلا إلى ملك الموت بقبض أرواحهم (1).

ص: 292


1- (1) ط كمباني ج 5 / 431، وجديد ج 14 / 413.

باب النهي عن التفكر في ذات الله تعالى - الخ (1).

وفي خطبة الوسيلة قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ومن فكر في ذات الله تزندق (2).

المنع عن التفكر في الخالق، والأمر بالتفكر في المخلوق (3).

شرحه والبيان فيه (4).

وتقدم في الآيات أن موضع التفكر الدنيا والآخرة وخلق السماوات والأرض، ولا تصل إليه عميقات الأفكار من أولي الأبصار.

تفكر مولانا الجواد (عليه السلام) فيما فعل بأمه فاطمة (عليها السلام) (5).

فكك:

كتاب فضائل الشيعة (للصدوق) عن ابن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك * (فلا اقتحم العقبة) * قال: فقال: من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ونحن تلك العقبة من اقتحمها نجى. قال: فسكت ثم قال:

هلا أفيدك حرفا خيرا من الدنيا وما فيها؟ قال: قلت: بلى جعلت فداك. قال: قوله تعالى: * (فك رقبة) * الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك، فإن الله عز وجل فك رقابهم من النار بولايتنا أهل البيت (6).

وتقدم في " عقب ": مواضع الرواية، وفي تفسير البرهان وتفسير نور الثقلين في سورة البلد روايات بمفاد ذلك.

فكه:

باب الفواكه وعدد ألوانها وآداب أكلها وجوامع ما يتعلق بها (7).

ص: 293


1- (1) ط كمباني ج 2 / 81، وجديد ج 3 / 257.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 78، جديد ج 77 / 280.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 85 و 86، وجديد ج 57 / 348.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 423، وجديد ج 61 / 126.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 113، وجديد ج 50 / 59.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 140، وجديد ج 68 / 143. ورواه في الكافي باب نكت ونتف في الولاية.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 836، وجديد ج 66 / 114.

الأنعام: * (وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا اكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر) *.

الخصال: عن الصادق (عليه السلام): لما أهبط الله عز وجل آدم من الجنة أهبط معه عشرين ومائة قضيب، منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها، وأربعون منها يؤكل داخلها ويرمي بخارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها وغرارة فيها بذر كل شئ.

بيان: الغرارة بالكسر الجوالق (1).

المحاسن: عن مولانا الباقر (عليه السلام) قال: الفاكهة عشرون ومائة لون سيدها الرمان (2).

غضب مولانا الرضا (عليه السلام) على الغلمان حيث أكلوا فاكهة لم يستقصوا أكلها ورموا بها (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله): عليكم بالفواكه في إقبالها فإنها مصحة للأبدان مطردة للأحزان، وألقوها في إدبارها فإنها داء الأبدان (4).

عن الصادق (عليه السلام): خمسة من فاكهة الجنة في الدنيا: الرمان الأمليسي والتفاح والسفرجل والعنب والرطب المشان (5).

وتقدم في " جنن ": ذكر مواضع الرواية.

باب الدعاء عند رؤية الفاكهة الجديدة (6).

وتقدم في " فقر ": ثواب من رأى الفاكهة ولم يقدر على شرائها.

ص: 294


1- (1) ط كمباني ج 5 / 56، و ج 14 / 837، وجديد ج 11 / 204.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 846، وجديد ج 66 / 156.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 30، و ج 14 / 837. ونحوه ص 899، وجديد ج 49 / 102، و ج 66 / 118 و 432.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 552، وجديد ج 62 / 296.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 328، وجديد ج 8 / 130.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 282، وجديد ج 95 / 347.

السجادي (عليه السلام): لكل شئ فاكهة وفاكهة السمع الكلام الحسن (1).

وتقدم في " بطخ ": ما يتعلق بالفاكهة.

رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنصاريا يأكل قشور الفاكهة وقد أخذها من المزبلة فأعرض عنه لئلا يخجل، ثم أعطاه قرصي شعير من فطوره وقال: أصب من هذا كلما جعت. فامتحنه فوجد فيه لحما وشحما وحلوا ورطبا وبطيخا وفواكه الشتاء وفواكه الصيف (2).

علل الشرائع: عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى (عليه السلام) قال: سألته عن القران بين التين والتمر وسائر الفواكه، قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن القران، فإن كنت وحدك فكل كيف أحببت وإن كنت مع قوم مسلمين فلا تقرن (3).

المحاسن: عن الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما أنه كان يكره تقشير الثمرة (4).

وفيه رواية فرات في الأمر بامساس الثمرة بالماء وغمسها في الماء لأن لكل ثمرة سماما.

المحاسن: نروي أن الثمار إذا أدركت، ففيها الشفاء لقوله جل وعز: * (كلوا من ثمره إذا أثمر) * (5).

مكارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا اتي بفاكهة حديثة قبلها ووضعها على عينيه ويقول: اللهم أريتنا أولها فأرنا آخرها.

وفي رواية ابن بابويه: اللهم كما أريتنا أولها في عافية، أرنا آخرها في عافية.

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أكل الفاكهة وبدأ ببسم الله لم تضره. وقال: لما اخرج آدم من الجنة، زوده الله تعالى من ثمار الجنة، وعلمه صنعة كل شئ، فثماركم من ثمار الجنة، غير أن هذه تغيرت وتلك لا تتغير (6).

ص: 295


1- (1) ط كمباني ج 17 / 160، وجديد ج 78 / 160.
2- (2) كمباني ج 9 / 573، وجديد ج 41 / 267.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 837، وجديد ج 66 / 118، وص 119.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 837، وجديد ج 66 / 118، وص 119.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 837، وجديد ج 66 / 118، وص 119.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 837، وجديد ج 66 / 118، وص 119.

دعائم الإسلام: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه نهى عن القران بين التمرتين في فم، وعن سائر الفاكهة كذلك. قال أبو جعفر (عليه السلام): إنما ذلك إذا كان مع الناس في طعام مشترك، فأما من أكل وحده فليأكل كيف أحب.

بيان: القران الجمع بينهما في الأكل (1).

فلت:

قال ابن الأثير في النهاية لغة " فلت ": ومنه حديث عمر أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها، أراد بالفلتة الفجأة، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة، فعصم الله من ذلك ووقى، والفلتة كل شئ فعل من غير روية، وإنما بودر بها خوف انتشار الأمر. وقيل: أراد بالفلتة الخلسة أي أن الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليها الأنفس. ولذلك كثر فيها التشاجر، فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعا من الأيدي واختلاسا - الخ.

أقول: هذا الكلام من عمر مع الشرح والبيان الموضح لما ذكر في صحيح البخاري (2)، وكذا في سيرة ابن هشام (3)، وكذا في السيرة الحلبية (4).

تفصيل الكلام في هذا الحديث ومدركه ومعناه (5).

كلمات العامة والخاصة فيه (6).

كلمات مولانا الرضا صلوات الله عليه في هذا الحديث وأمثاله (7).

فلج:

في المجمع: الفالج داء معروف يحدث في أحد شقي البدن طولا فيبطل إحساسه وحركته، وربما كان في الشقين ويحدث بغتة، وفي كتب الطب

ص: 296


1- (1) جديد ج 66 / 120.
2- (2) صحيح البخاري كتاب الحدود ج 8 باب رجم الحبلى ص 208 فراجع.
3- (3) سيرة ابن هشام ج 4 / 308.
4- (4) السيرة الحلبية ج 3 باب مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووفاته ص 360.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 203. وكلام النهاية فيه ص 204، وجديد ج 30 / 121 و 125.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 259 - 264، وجديد ج 30 / 443.
7- (7) ط كمباني ج 4 / 173، وجديد ج 10 / 348.

أنه في السابع خطر، فإذا جاوز السابع انقضت حدته، فإذا جاوز الرابع عشر صار مرضا مزمنا. إنتهى.

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): من أشراط الساعة أن يفشو الفالج وموت الفجأة (1).

وتقدم في " بطخ ": أن أكل البطيخ على الريق يولد الفالج ويورثه.

الخصال: عن الصادق (عليه السلام) قال: أكل التمر البرني على الريق يورث الفالج (2).

وتقدم في " سعل ": أن السعال أمان من الفالج.

خبر الرجل الفالج الذي شفي عند قبر الحسين (عليه السلام) (3).

خبر الفالج الذي شفى ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه (4).

باب الدعاء للفالج والخدر (5).

باب الدعاء للحصاة والفالج (6).

ويأتي في " كرس ": أن آية الكرسي عند النوم أمان من الفالج (7).

فلح:

أفلح: مولى أبي جعفر الباقر (عليه السلام) خرج معه حاجا، ثم نقل عبادة مولانا الباقر (عليه السلام) وبكاءه ودعاءه (8).

أفلح بن سعيد: لم يذكروه: وقع في طريق الثقة الجليل الخزاز في كتابه النصوص على الأئمة الاثني عشر باب 1 عن الأجلح الكندي العدوي، عنه، عن محمد بن كعب، عن طاووس اليماني - الخ.

أفلح بن كثير: روى دعاء " يا من أظهر الجميل " وشرحه، كما في التوحيد (9).

ص: 297


1- (1) ط كمباني ج 3 / 180، وجديد ج 6 / 312.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 839، وجديد ج 66 / 125.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 300، وجديد ج 45 / 408.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 124 مكررا، وجديد ج 52 / 73 و 74.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 202، وجديد ج 95 / 74، وص 75.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 202، وجديد ج 95 / 74، وص 75.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 46، وجديد ج 76 / 200.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 83، وجديد ج 46 / 290.
9- (9) التوحيد ص 154.

فلذج:

ولقد جاءه (صلى الله عليه وآله) بعض أصحابه بفالوذج، فأكل منه وقال: مم هذا يا أبا عبد الله؟ فقال: بأبي أنت وأمي نجعل السمن والعسل في البرمة (ديك) ونضعها على النار، ثم نغليه، ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه على السمن والعسل، ثم نسوطه حتى ينضج، فيأتي كما ترى. فقال: إن هذا الطعام لطيب (1).

وأتي أمير المؤمنين (عليه السلام) بفالوذج، فأبى أن يأكله (2) وتقدم في " زهد ".

وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله) يأكل الدجاج والفالوذج، وكان يعجبه الحلو والعسل - الخ (3).

والأمر بأكل الفالوذج فيه (4).

مكارم الأخلاق: روي أن الحسن بن علي صلوات الله عليه رأى رجلا يعيب الفالوذج، فقال: فتات البر بلعاب النحل بخالص السمن ما عاب هذا مسلم (5).

الدعائم: عن الصادق (عليه السلام) أنه كان يعجبه الفالوذج وكان إذا أراده قال:

اتخذوه لنا وأقلوا. ورواه البرقي إلى هنا. وزاد الدعائم أنه كان يتقي الإكثار منه لئلا يضره (6).

فلس:

تاريخ قم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله اختار من جميع البلاد كوفة وقم وتفليس (7).

في المجمع:

تفليس من بلاد الأرامنة.

فلسف:

ذم الفلسفة قال مولانا الصادق صلوات الله عليه في رواية توحيد

ص: 298


1- (1) ط كمباني ج 6 / 153، و ج 14 / 865، وجديد ج 16 / 243، و ج 66 / 287.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 739. وتفصيله في ج 9 / 500، وجديد ج 34 / 353، و ج 40 / 327.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 759، وجديد ج 65 / 113.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 916، وجديد و ج 66 / 288 و 501.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 865، وجديد ج 66 / 287.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 865، وجديد ج 66 / 286 و 288.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 339، وجديد ج 60 / 214.

المفضل: فتبا وتعسا وخيبة لمنتحلي الفلسفة - الخ (1).

وقال مولانا الحسن العسكري صلوات لله عليه لأبي هاشم الجعفري في رواية شريفة: علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض، لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف. وأيم الله إنهم من أهل العدول والتحرف - الخ. وتمام الحديث في كتابنا " تاريخ فلسفه وتصوف " (2).

وحيث أنه جاء محمد رسول الله وأوصياؤه المرضيون صلوات الله عليهم لإبطال الفلسفة اليونانية والحكمة البشرية كما نسب ذلك إلى قمر سماء الفقاهة صاحب الجواهر قال: ما بعث رسول الله إلا لإبطال الفلسفة، كما سيأتي.

بين القرآن والعترة الطاهرة خليفتا رسول الله (صلى الله عليه وآله): المعارف الحقة الإلهية في الخطب والأدعية والأحاديث الواردة عن النبي والعترة، حفظها أهلها وعلموها طالبها، واقتبسوها من أهلها، وبينوها في كتبهم، وقاموا برد الفلسفة البشرية، واقتبسوا الحكمة الإلهية من بيوت النبوة والرسالة، ومعدن العلوم الإلهية الربانية.

الربانية.

فمن أصحاب الأئمة صلوات الله عليهم الذين اقتبسوا العلوم الإلهية من مواليهم، وقاموا تبعا لمواليهم في الرد على الفلسفة البشرية:

هشام بن الحكم: الثقة الجليل يطعن على الفلاسفة، كما نقله الكشي في كتابهم، وذكره في البحار (3)، وهو من أجلاء أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام).

ولهشام هذا كتب كثيرة. منها: كتاب الدلالات (الدلالة - جش) على حدوث الأجسام، وكتاب الرد على الزنادقة. وكتاب الرد على أصحاب الطبائع، وكتاب الرد على أرسطا طاليس، كما ذكرها النجاشي في رجاله (4) والشيخ في كتاب فهرسته (5) وغيرهما.

ص: 299


1- (1) ط كمباني ج 2 / 23، و ج 14 / 483، وجديد ج 3 / 75، و ج 61 / 327.
2- (2) تاريخ فلسفه وتصوف ص 83.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 288، وجديد ج 48 / 189.
4- (4) رجال النجاشي ص 304.
5- (5) فهرست الشيخ ص 204.

ومنهم الفضل بن شاذان النيشابوري: الثقة الجليل والفقيه المتكلم النبيل، صنف مائة وثمانين كتابا. منها: كتاب الرد على الفلاسفة، كما نقله النجاشي في رجاله (1). ونحوه الشيخ في ست ص 150. وهو من أجلاء أصحاب الرضا والجواد والهادي صلوات الله عليهم. توفي سنة 260.

ومنهم علي بن أحمد الكوفي المتوفى سنة 352، له كتب. منها: كتاب الرد على أرسطا طاليس، وكتاب الرد على من يقول أن المعرفة من قبل الموجود، كما قاله النجاشي (2).

ومنهم علي بن محمد بن العباس: ذكر النجاشي (3) كتبه وعد منها: كتاب الرد على أهل المنطق، وكتاب الرد على الفلاسفة، وكتاب الرد على العروض.

ومنهم هلال بن إبراهيم: ثقة، وله كتاب الرد على من رد آثار الرسول واعتمد نتائج العقول، كما ذكره النجاشي (4).

ومنهم الحسن بن موسى النوبختي: قال في الروضات: هو صاحب الأبحاث الواردة الغفيرة على حكماء اليونان.

ومنهم ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس فصل 52، كما في السفينة. ثم ذكر كلماته وسيأتي قريبا.

ومنهم الصدوق في مفتتح كمال الدين حيث طعن عليهم.

ومنهم قطب الدين الراوندي: له كتاب تهافت الفلاسفة، كما نقله فهرست منتجب الدين.

ومنهم الشيخ المفيد: له كتب. منها: كتاب جوابات الفيلسوف في الاتحاد، وكتاب الرد على أصحاب الحلاج.

ومنهم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني: له كتاب في نقض شبه الفلاسفة، كما نقله العلامة المامقاني عن العلامة الشيخ الحر العاملي.

ص: 300


1- (1) ص 217.
2- (2) ص 189.
3- (3) ص 191.
4- (4) النجاشي ص 308.

ومنهم المولى محمد طاهر القمي العلامة المحقق: له كتب. منها: كتاب جليل القدر والمرتبة في الرد على حكمة الفلاسفة وغيرها من الكتب، ورسالة في الرد على الصوفية، كما ذكره في جامع الرواة (1).

ومنهم الحسن بن محمد بن عبد الله الطيبي: كان شديد الرد على الفلاسفة مظهرا فضائحهم مع استيلائهم حينئذ، كما ذكره في الروضات (2).

ومنهم العلامة الكامل والعالم العامل جامع المعقول والمنقول المولى محمد باقر بن محمد باقر الهزار جريبي الغروي في إجازته المبسوطة للعلامة بحر العلوم قال: وأوصيه بالكد في تحصيل المقامات العالية الأخروية، سيما الجد في نشر أحاديث أهل بيت النبوة والعصمة صلوات الله وسلامه عليهم، ورفض العلائق الدنية الدنيوية، وإياه وصرف نقد العمر العزيز في العلوم المموهة الفلسفية، فإنها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء - الخ.

ومنهم - كما قال العلامة النوري في مستدرك الوسائل (3) بعد نقل ذلك من الإجازة الموجودة عنده - بحر العلوم: له كلام في التحذر عنهم وعن طائفة أخرى تعد من إخوتهم، قال في إجازته للعالم العامل السيد عبد الكريم سبط المحدث الجزائري بعد كلام له في اعتناء السلف بالأحاديث ورعايتها دراية ورواية وحفظا ما لفظه.

فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات وجانبوا العلم والعلماء وباينوا الفضل والفضلاء - إلى أن قال: - فهم بين من اتخذ العلم ظهريا، والعلماء سخريا، وأولئك هم العوام - إلى أن قال: - وبين من سمى جهالة اكتسبها من رؤساء الكفر والضلالة، المنكرين للنبوة والرسالة حكمة وعلما، واتخذ من سبقه إليها أئمة وقادة، يقتفي آثارهم ويتبع منارهم، يدخل فيها، دخلوا وإن خالف نص الكتاب، ويخرج عما خرجوا وإن كان ذلك هو الحق الصواب، فهذا من أعداء

ص: 301


1- (1) جامع الرواة ج 2 / 133.
2- (2) الروضات ط 2 ص 223.
3- (3) مستدرك الوسائل ج 3 / 486.

الدين والسعاة في هدم شريعة سيد المرسلين - الخ.

ومنهم العلامة أبو محمد الخوارزمي، كما في معجم البلدان (1)، فإن له كلاما في ذم الشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل - إلى أن قال بعد ذلك: - وليس ذلك إلا لإعراضه عن نور الشريعة، واشتغاله بظلمات الفلسفة، وقد كان بيننا محاورات ومفاوضات، فكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذب عنهم، وقد حضرت عدة مجالس من وعظه، فلم يكن فيها لفظ " قال الله " ولا " قال رسول الله " ولا جواب من المسائل الشرعية، فراجع كتاب الغدير (2).

ومنهم العلامة الكامل ركن الفقهاء صاحب الجواهر في الفقه كما في كتاب السلسبيل (3) للعلامة الجليل الحاج ميرزا أبو الحسن الإصطهباناتي قال: سمعت عن بعض تلامذة صاحب الجواهر أنه في مجلس درسه جاء بعض أهل العلم وفي يده كتاب من الفلسفة، فسأل عنه عما في يده، فلما رآه صاحب الجواهر قال:

والله ما جاء محمد من عند الله إلا لإبطال هذه الخرافات والمزخرفات. إنتهى.

ومنهم العلامة المجلسي في مواضع كثيرة من البحار، كما سيأتي. قال في أول المرآة بعد ذكر الآراء المتشتة والأهواء المختلفة: فمنهم من سمى جهالة أخذها من حثالة (بالضم: الردي من كل شئ) من أهل الكفر والضلالة، المنكرين لشرائع النبوة وقواعد الرسالة حكمة، واتخذ من سبقه في تلك الحيرة والعمى أئمة، يوالي من والاهم ويعادي من عاداهم، ويفدي بنفسه من اقتفى آثارهم، ويبذل نفسه في إذلال من أنكر آراءهم وأفكارهم - الخ.

ومنهم الفيض الكاشاني صاحب الوافي وغيره في كتاب قرة العين المطبوعة في سنة 1378 قال: اعلموا إخواني - هداكم الله كما هداني - إني ما اهتديت إلا بنور الثقلين وما اقتديت إلا بالأئمة المصطفين، وبرئت إلى الله مما سوى هدى الله، فإن الهدى هدى الله.

ص: 302


1- (1) معجم البلدان ج 5 / 315.
2- (2) الغدير ط 2 ج 3 / 146.
3- (3) السلسبيل ص 386.

نه متكلمم ونه متفلسف ونه متصوف ونه متكلف، بلكه مقلد قرآن وحديث پيغمبر، وتابع أهل بيت آن سرور، از سخنان حيرت افزاى طوائف أربع ملول وكرانه، واز ما سواي قرآن مجيد وحديث أهل بيت وآنچه به أين دو آشنا نباشد بيگانه.

من هرچه خوانده أم همه از ياد من برفت * إلا حديث دوست كه تكرار مى كنم - الخ وبمفاد أين كلمات در رسالة ء اتصاف نيز فرموده است.

قال العلامة الجليل المرجع الديني السيد أبو الحسن الأصفهاني في كتاب الوسيلة في كتاب الوقف: لو وقف على العلماء انصرف إلى علماء الشريعة فلا يشمل غيرهم كعلماء الطب والنجوم والحكمة. يظهر منه أن في نظره أن علماء الحكمة كعلماء النجوم ليسوا بعلماء الشريعة، وكتبهم ليست كتب الشريعة المقدسة.

ومنهم العلامة الجليل الحاج شيخ مجتبى القزويني في كتابه بيان الفرقان خصوصا في المجلد الرابع منه في الخاتمة (1) نقل كلمات العلماء في ذم الفلاسفة والعرفاء المتصوفة والكتب التي صنفت في ردهم وذمهم، فراجع إليه.

ومنهم الطبرسي في تفسير سورة الفيل، كما تقدم كلامه في " طبع ".

ومنهم العلامة الخوئي المرجع الديني في مقدمته على تفسير القرآن المسمى بالبيان الطبعة الثانية (2)، فراجع إليه وإلى كتاب " خاطرات وزندگانى آقاى حكيم " (3).

إعلامية آية الله الخوئي، فرمودند: حزب توده مثل عقيدة فلسفه كه ضد أصول اسلام است ميباشد. پس أين عقيدة كفر وشرك است. ودر كتاب تاريخ فلسفه وتصوف كيفيت ورود علم فلسفه را در اسلام نوشتم.

وفي البحار (4) ذم التصوف والفلسفة وقال: إن من سلك غير الآل ألحد،

ص: 303


1- (1) بيان الفرقان ج 4 / 154.
2- (2) البيان ص 431.
3- (3) ص 1 - 16.
4- (4) جديد ج 108 / 185.

وتزندق من بغير طريقهم تعبد - الخ.

وفي البحار عن ابن أبي الحديد في تفصيله فضائل مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) - إلى أن قال: - وما أقول في رجل يحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة - الخ (1).

والروايات في ذمهم أكثر من أن تحصى، ذكرنا جملة وافرة منها في كتابنا " تاريخ فلسفه وتصوف ".

وتقدم بعضها في " أخذ " و " أمر " و " تبع " و " دين " و " بطل " و " مسك " و " علم " و " صوف "، فراجع إليها وإلى " هدى " و " شبه " و " فسر " و " سين ".

منها: الروايات التي صرحت بأن من طلب العلم والهداية من غير القرآن أضله الله، ومن طلب علوم القرآن من غير العترة الطاهرة فقد هلك وأهلك.

قال النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبته: إن الله عز وجل أنزل علي القرآن، وهو الذي من خالفه ضل ومن ابتغى علمه عند غير علي هلك - إلى أن قال: - ومن طلب الهدى في غيرهم (يعني أهل بيته) فقد كذبني - الخ. رواه الصدوق وغيره، فراجع البحار (2). وفي " هدى " ما يتعلق بذلك.

وفي كتاب السلسبيل (3) روى أن أناسا من المسلمين أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكتف فيها كتب بعض ما يقوله اليهود، فقال: كفى بها ضلالة قوم أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم.

فيثاغوروث كان قائلا بالتناسخ ويقول كنت قبل فاحشة، فظهرت بهذه الصورة، كما في دائرة المعارف تأليف مهرداد مهرين (4).

ومنقول است كه أرسطو بخدمت حضرت عيسى نوشت كه اگر كسى از وطن مألوف خود دور افتد وبخواهد بسوى آن برگردد چه كند؟ جواب فرمود: باعقل

ص: 304


1- (1) ط كمباني ج 9 / 543، وجديد ج 41 / 150.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 282 و 296، وجديد ج 38 / 94 و 152.
3- (3) السلسبيل ص 386.
4- (4) دائرة المعارف ص 762.

بمتابعت شرع.

همانا أين قوم گمان كرده اند كه بعضي از علوم دينية هست كه در قران وحديث يافت نمى شود واز كتب فلاسفه ومتصوفه ميتوان آنرا يافت. بيچاره ندانسته كه قصور در فهم حديث است با أين كه أصل حكمت وفهميدن حقائق أشياء، بنورانيت دل است " والعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء "، وسبب وباب آن تقوى است " واتقوا الله ويعلمكم الله "، وقال: " قل أطيعوا الله والرسول فإن تطيعوه تهتدوا ".

پس نقل فرموده قضية ء ورود فلسفه را از يونان در اسلام وآن كه مقصود بني عباس از أين كار اطفاى نور خدا وسد باب هدى بوده، كه مردم را از توجه باهل بيت نبوت دور نمايند ومنصرف سازند وبه أين مطالب مشغول شوند، ودكاني مقابل دستگاه محمدي باز نمايند.

سپس شروع فرموده بمذمت متصوفه وآنكه بني عباس آنها را ترويج نمودند، وبكرامات باطله نسبت دادند، وعامه ء مردم به حكم " الناس على دين ملوكهم " روبايشان كردند...

حقير ميگويد: در روز 27 ع 1 سنه 1389 منزل عالم جليل ثقة ء نبيل الحاج شيخ على أصغر ابرسجى شاهرودى امام جماعت در شاهرود بودم، فرمودند از علامه جليل آقا ميرزا جعفر شهرستانى (1) شنيدم كه: يكسال طلاب در ماه رمضان از من درس خواستند ومن قبول كردم.

تباني شد كه در حديث لا جبر ولا تفويض بحث نمائيم، وبحث را سه قسمت نمائيم، هشت روز در اثبات جبر وهشت روز در تفويض وهشت روز در اثبات أمر بين الأمرين.

ص: 305


1- (1) مرحوم سيد جعفر شهرستانى از علماء برجسته ومدرسين طراز أول مشهد بوده، در مسجد گوهر شاد در إيوان بزرگ مقصوره امام جماعت بوده، ومعروف ومشهور بزهد و ورع وتقوى وعلم وعمل بوده بطورى كه عند الكل مقبول بوده است.

پس روز 17 كه شروع در قسمت سوم نموديم، قبل از درس بخواب رفتم، ديدم كسى وارد مدرس شد ونزديك من نشست وعمامه را بزمين گذاشت. در بين فهميدم أين عمر است، باو گفتم: حق اشكال ندارى، اگر اشكالي داشتي بعد از درس باشد. قبول كرده، من وارد درس شدم. اشكال كرد. من گفتم: قرار بود ساكت باشى، گفت: ببخشيد فراموش كردم. باز وارد درس شدم اشكال نمود، گفتم: قرار سكوت بود، گفت: معذرت ميخواهم. ساكت شد وهم چنين تا سه مرتبه. مرتبه سوم چند مشت بر سر أو زدم، ساكت شد واز خواب بيدار شدم، ديدم وقت درس است.

رفتم بمدرس مشغول درس شدم، ديدم شخصي غريبى وارد در كنار من نشست، وعمامه را بزمين گذاشت وهمان جريان بين خواب واقع شد، ودر مرتبه سوم كه اشكال كرد گفتم: ساكت شو نفست قطع شود. ساكت شد، بعد از درس از حال أو تفتيش كردم، گفتند: مردى فيلسوف است.

وتوفى الحاج شيخ علي أصغر المذكور في ليلة الجمعة في حال الصلاة مع الجماعة في السجدة في 19 شعبان سنة 1397.

كلمات العلامة المجلسي في البحار في ذم الفلاسفة السجدة في 19 شعبان سنة 1397.

كلمات العلامة المجلسي في البحار في ذم الفلاسفة وعقائدهم.

منها: كلماتهم في حقيقة العقل وأنه بزعمهم جوهر مجرد قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا ولا فعلا، قال:

والقول به كما ذكروه مستلزم لإنكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم وغيره، وبعض المنتحلين منهم للاسلام أثبتوا عقولا حادثة، وهي أيضا على ما أثبتوها مستلزمة لإنكار كثير من الأصول المقررة، مع أنه لا يظهر من الأخبار وجود مجرد سوى الله تعالى - إلى غير ذلك، فراجع البحار (1).

ومنها: كلماتهم في علم الحق المتعال من نفي العلم عنه تعالى بالجزئيات، وغيره مما زعموه، فراجع إلى البحار (2).

ص: 306


1- (1) ط كمباني ج 1 / 34 و 35، وجديد ج 1 / 101 - 104.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 130.

وكلماتهم في صفات الرب (1).

كلام المجلسي في شرح قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: لم يخلق الأشياء من أصول أزلية، رد على الفلاسفة القائلين بالعقول والهيولا القديمة (2).

ومنها: كلماتهم في القضاء والقدر (3).

ومنها: كلماتهم في الأنفس، وزعمهم أنها لا يلحقها الكون والفساد، وأنها باقية وإنما تفنى وتفسد الأجسام المركبة - الخ (4).

وكلماتهم في باب فناء الخلق (5).

وكلماتهم في المعاد الجسماني وإعادة الأجساد، وزعموا عدم إمكانها تمسكا بامتناع إعادة المعدوم، مع أن المعاد الجسماني مما اتفق عليه جميع المليين وهو من ضروريات الدين (6).

وقال العلامة المجلسي: إعلم أن الإيمان بالجنة والنار على ما وردتا في الآيات والأخبار من غير تأويل من ضروريات الدين، ومنكرهما أو مؤولهما بما أولت به الفلاسفة، خارج من الدين، وأما كونهما مخلوقتان الآن فقد ذهب إليه جمهور المسلمين - الخ (7).

وقال المجلسي بعد ذكر أحوال الجنة والنار من الآيات والأخبار المتواترة:

فلنشر إلى بعض ما قاله في ذلك الفرقة المخالفة للدين من الحكماء والمتفلسفين، لتعرف معاندتهم للحق المبين، ومعارضتهم لشرائع المسلمين - إلى أن قال بعد ذكر كلماتهم: - ولا يخفى على من راجع كلامهم وتتبع أصولهم أن جلها لا يطابق ما

ص: 307


1- (1) ط كمباني ج 2 / 123، وجديد ج 4 / 87، وص 63.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 198، و ج 14 / 7، وجديد ج 4 / 296، و ج 57 / 28.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 37، وجديد ج 5 / 128.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 162، وجديد ج 6 / 252.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 185، وجديد ج 6 / 331.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 202، وجديد ج 7 / 47.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 349، وجديد ج 8 / 205.

ورد في شرائع الأنبياء، وإنما يمضغون ببعض أصول الشرائع وضروريات الملل على ألسنتهم في كل زمان، حذرا من القتل والتكفير من مؤمني أهل زمانهم، فهم يؤمنون بأفواههم وتأبى قلوبهم، وأكثرهم كافرون.

ولعمري من قال: بأن الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد، وكل حادث مسبوق بمادة، وما ثبت قدمه امتنع عدمه، وبأن العقول والأفلاك وهيولى العناصر قديمة، وأن الأنواع المتوالدة كلها قديمة، وأنه لا يجوز إعادة المعدوم، وأن الأفلاك متطابقة ولا تكون العنصريات فوق الأفلاك، وأمثال ذلك.

كيف يؤمن بما أتت به الشرائع ونطقت به الآيات، وتواترت به الروايات، من اختيار الواجب، وأنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وحدوث العالم، وحدوث آدم، والحشر الجسماني، وكون الجنة في السماء مشتملة على الحور والقصور والأبنية والمساكن والأشجار والأنهار، وأن السماوات تنشق وتطوى، والكواكب تنتثر وتتساقط بل تفنى، وأن الملائكة أجسام ملئت منهم السماوات ينزلون ويعرجون، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد عرج إلى السماء - الخ (1).

وكلماتهم في الخلود (2).

كلماتهم في الهيولي والصور (3).

كلماتهم في المعراج الجسماني وتسويلاتهم، واعتذارهم بعدم قبول الفلك للخرق والالتيام في البحار (4).

ذم مولانا السجاد صلوات الله عليه لعلماء ينطبق عليهم (5).

وكذا كلام مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك، فراجع (6).

ص: 308


1- (1) ط كمباني ج 3 / 385، وجديد ج 8 / 326 - 329.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 393، وجديد ج 8 / 350.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 134، وجديد ج 10 / 186.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 368، وجديد ج 18 / 289.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 399، وجديد ج 27 / 193.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 85، وجديد ج 2 / 57.

وإلى " تاريخ فلسفه وتصوف " (1).

كلمات العلامة المجلسي في ذم الفلاسفة، وقوله: هل رأيت في كلام أحد من الصحابة والتابعين أو بعض الأئمة الراشدين لفظ الهيولي أو المادة أو الصورة أو الاستعداد أو القوة؟ - الخ (2).

كلمات العلامة المجلسي دليلا على حدوث العالم وأن له بدء حقيقة من الخطب والروايات مضافا إلى الآيات.

الخطب والروايات مضافا إلى الآيات.

في ذم الفلاسفة وكلماتهم في حدوث العالم وقدمه (3).

وفيه (4) نقل عن المحقق الدواني في أنموذجه وقد خالف في الحدوث الفلاسفة أهل الملل الثلاث فإن أهلها مجمعون على حدوثه، بل لم يشذ من الحكم بحدوثه من أهل الملل مطلقا إلا بعض المجوس.

وأما الفلاسفة، فالمشهور أنهم مجمعون على قدمه على التفصيل الآتي، ونقل عن أفلاطون القول بحدوثه، وقد أوله بعضهم بالحدوث الذاتي - إلى أن قال: - وذهب جمهور الفلاسفة إلى أن العقول والأجرام الفلكية ونفوسها قديمة، ومطلق حركاتها وأوضاعها وتخيلاتها أيضا قديمة - الخ (5). ويأتي في " قدم " ما يتعلق بذلك.

ثم شرع في دفع شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين القاطعين لطريق الطالبين للحق واليقين (6).

كلماتهم في اللوح والقلم وشطحياتهم في ذلك في البحار (7).

ص: 309


1- (1) تاريخ فلسفه وتصوف ص 104.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 466، وجديد ج 40 / 173.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 57، وجديد ج 57 / 233.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 60 و 61، وجديد ج 57 / 252.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 60 و 61، وجديد ج 57 / 252.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 67، وجديد ج 57 / 278.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 89، وجديد ج 57 / 365.

كلماتهم في جرم القمر، وأنه جرم مظلم كثيف يقبل من الشمس الضوء لكثافته وينعكس عنه لصقالته (1).

وكلماتهم في الكسوف والخسوف فيه (2).

وكلماتهم في وصف الشمس (3).

كلماتهم في الملائكة، وقولهم بتجرد الملائكة، وتأويلهم بالعقول والنفوس الفلكية والقوى والطبايع، وذم العلامة المجلسي إياهم بذلك في البحار (4).

كلماتهم في الرياح وأنها بتحريك الله الهواء. قالت الفلاسفة: هاهنا سبب آخر وهو أنه يرتفع من الأرض أجزاء أرضية لطيفية مسخنة تسخنا شديدا، فبسبب تلك السخونة الشديدة ترتفع وتتصاعد - الخ.

بيان المجلسي في إبطاله في البحار (5).

كلماتهم في الجبال وأنها من البحار بأنه يتولد من البحر طين لزج، ثم يقوى تأثير الشمس فيها، فينقلب حجرا. وكلام المجلسي في رده - الخ (6).

كلماتهم في حقيقة النفس والروح. وبيان المجلسي في ضعفها (7).

وفي حقيقة الرؤيا (8).

وفي الجن والشياطين (9).

كلمات المجلسي في ذمهم، ونقله كلام جالينوس وما قاله في الفرق بين إيمانه وإيمان موسى بن عمران (10) وفيه كيفية ورود الفلسفة في الإسلام بسعي

ص: 310


1- (1) ط كمباني ج 14 / 125، وص 126، وص 131، وجديد ج 58 / 150، وص 151، وص 174.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 125، وص 126، وص 131، وجديد ج 58 / 150، وص 151، وص 174.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 125، وص 126، وص 131، وجديد ج 58 / 150، وص 151، وص 174.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 233، وجديد ج 59 / 202 و 209 و 216.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 282 و 287، وجديد ج 59 / 397، و ج 60 / 21 و 2.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 297، وجديد ج 60 / 61.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 406 - 422، وجديد ج 61 / 68 و 92 و 97 و 100.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 443، وجديد ج 61 / 196.
9- (9) ط كمباني 14 / 636، وجديد ج 63 / 286.
10- (10) ط كمباني ج 14 / 333 و 334.

المأمون العباسي (1).

كلمات العلامة المجلسي في شرح قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقوم مكان ريبة " يحتمل أن يكون المراد به المنع عن مجالسة أرباب الشكوك والشبهات الذين يوقعون الشبه في الدين ويعدونها كياسة ودقة، فيضلون الناس عن مسالك أصحاب اليقين، كأكثر الفلاسفة والمتكلمين. فمن جالسهم وفاوضهم لا يؤمن بشئ بل يحصل في قلبه مرض الشك والنفاق، ولا يمكنه تحصيل اليقين في شئ من أمور الدين - إلى أن قال: - وأكثر أهل زماننا سلكوا هذه الطريقة وقلما يوجد مؤمن على الحقيقة - الخ (2).

وللعلامة المجلسي رسالة في الرد على الفلسفة والتصوف رأيتها مخطوطة في مكتبة الوزيري في يزد.

كلمات الراوندي في ذمهم وأن الفلاسفة أخذوا أصول الإسلام ثم أخرجوها على آرائهم - الخ (3).

خبر الفيلسوف الذي أخذ في تأليف تناقض القرآن أبي إسحاق الكندي يعقوب بن إسحاق، فردعه الإمام العسكري (عليه السلام) عن ذلك (4).

وفي كتاب السلسبيل (5) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في جواب اليهودي المعترض عليه بأنه لا يعلم الفلسفة، قال: أليست الفلسفة من اعتدلت طباعه، ومن اعتدلت طباعه صفي مزاجه، ومن صفي مزاجه قوى أثر النفس فيه، ومن قوى أثر النفس فيه سما إلى ما يرتقيه، ومن سما إلى ما يرتقيه فقد تخلق بالأخلاق النفسانية، ومن تخلق بالأخلاق النفسانية فقد صار موجودا بما هو إنسان دون أن يكون موجودا بما هو حيوان.

ص: 311


1- (1) جديد ج 60 / 191 - 197.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 59، وجديد ج 74 / 214.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 46، وجديد ج 92 / 174.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 184، و ج 12 / 172، وجديد ج 10 / 392، و ج 50 / 311. ونقله من مناقب ابن شهرآشوب ج 4 / 424 مع زيادة.
5- (5) السلسبيل ص 261.

ولقد أجاد فيما فصل وأفاد العلامة المرجع الديني في هذا الزمان شهاب الدين المرعشي في تذييلاته الشريفة على إحقاق الحق (1) في ذم المتصوفة وفرقهم: والفلاسفة حوكة الآراء الفاسدة والموهومات الكاسدة قطاع طريق الأنبياء والمرسلين وخلفائهم المرضيين، عصمنا الله تعالى من مضلات الفتن، فراجع إليه.

قال ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس فصل 52: وقد لبس إبليس على أقوام من أهل ملتنا فدخل عليهم من باب قوة ذكائهم وفطنتهم، فأراهم أن الصواب اتباع الفلاسفة، لكونهم حكماء قد صدرت منهم أفعال وأقوال دلت على نهاية الذكاء وكمال الفطنة، كما ينقل من حكمة سقراط وبقراط وأفلاطون وأرسطا طاليس وجالينوس، وهؤلاء، قد كانت لهم علوم هندسية ومنطقية وطبيعية، واستخرجوا بفطنهم أمورا خفية، إلا أنهم لما تكلموا في الإلهيات خلطوا، ولذلك اختلفوا فيها ولم يختلفوا في الحسيات والهندسيات.

وقد حكي لهؤلاء المتأخرين في أمتنا أن أولئك الحكماء كانوا ينكرون الصانع، ويدفعون الشرائع، ويعتقدونها نواميس وحيلا، فصدقوا فيما حكي لهم عنهم، ورفضوا شعار الدين، وأهملوا الصلوات، ولابسوا المحذورات، واستهانوا بحدود الشرع، وخلعوا ربقة الإسلام.

فاليهود والنصارى أعذر منهم لكونهم أولئك متمسكين بشرائع دلت عليها معجزات. إنتهى. وقد تقدم في " جلس ": ما يشبه ذلك.

قال الآغا محمد باقر بن محمد باقر الهزار جريبي الغروي في آخر إجازته المبسوطة لبحر العلوم: وأوصيه - أيده الله - بالكد في تحصيل المقامات العالية الأخروية، سيما الجد في نشر أحاديث أهل بيت النبوة والعصمة صلوات الله عليهم، ورفض العلائق الدنية الدنيوية، وإياه وصرف نقد العمر العزيز في العلوم المموهة الفلسفية، فإنها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. إنتهى.

ص: 312


1- (1) الإحقاق ج 1 / 183 - 192 و 202.

قال شيخنا الأجل صاحب دار السلام: حدثني العالم الفاضل وقدوة أرباب الفضائل الثقة النقه الصالح الزكي المولى النبيل الرباني السيد أبو القاسم ابن السيد معصوم الحسيني الإشكوري الجيلاني - أصلح الله تعالى شأنه وصانه عما شانه - قال: كنت في عنفوان الشباب في بلدة قزوين منذ أربع سنين مشغولا بتحصيل الكلام وحكمة اليونانيين مجتنبا عن كتب الفقهاء والأصوليين، إلى أن ساعدني التوفيق إلى زيارة سيدي ومولاي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فحضرت مجالس بحث الفقهاء والأصوليين، وكنت أرى مطالبهم أوهن من بيت العنكبوت.

فعزمت العود ثانيا على قراءة الحكمة، فقرأت أياما إلهيات الأسفار للمولى صدرا عند بعض المتألهين، ثم ترددت في أمري فتفألت بالقرآن المبين، فكان أول ما رأيت منه قوله تعالى: * (قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا) * فوهن عزمي أياما من قراءتها.

ثم أردت العود ثالثا فرأيت في عالم الطيف أن القيامة قد قامت، ورأيت لمة من الناس حيارى وأخرى معذبين بأنواع العذاب، وتبين أنه لا بأس علي وعلى صاحب كان معي، فقلت لصاحبي: أريد أن أنظر إلى الجحيم وعذابها الأليم.

قال: إني أخاف منها ولا أصاحبك، فبادرت عليها وسرت في الحشر حتى رأيت الجحيم كبئر عميق في أطرافها الأربعة أربعة من الملائكة على عواتقهم أعمدة تشتعل منها النار، فدنوت إلى واحد منهم، فصاح علي وقال: تنح عن الدار فليست هي مقامك. فاقشعر جلدي وقلت: أريد أن آخذ منها جذوة لرفع حاجة.

قال: لا تقدر على استخراجها منها، وإنما كان غرضي النظر إليها والاطلاع على من كان فيها، فسعى معي في حاجتي فما قدرنا على إنجاحها، ثم صاح علي ثانيا، فرجعت قهقرى لهيبته إلى مسافة، ثم استدبرته مقدارا آخر، ثم استقبلتهم لأنظر ما يصنعون، فرأيتهم أخرجوا من جهنم رجلا أسود طويلا مشوه الخلقة يخرج من منافذ أعضائه شعلات من نار، ثم أسندوه إلى حائط وضربوا على رأسه وصدره ويده وسائر أعضائه مسامير من حديدة محماة، ثم شقوا صدره وأدخلوا

ص: 313

إحدى يديه فيه، وأخرجوها من ظهره وناولوه من ظهره كتابا.

فقالوا له: إقرأ. فقال لهم: كيف أقرأ والكتاب على ظهري. فوجأ عنقه واحد وقلبه إلى ظهره فشرع في قراءة الكتاب. فدنوت منه فسمعت منه حكاية الوجود والماهية، ثم ضربوا على رأسه أعمدة من نار وأسقطوه فيها.

فقلت لهم: من كان هذا الرجل الخبيث؟ قالوا: هو بهمنيار. فانتقلت إلى المراد، وهجرت مموهات أهل الفساد، وشرعت في تحصيل زاد المعاد، ومعرفة كلام شفعاء يوم التناد، أعاذنا الله تعالى من الجحد والعناد.

ونقل عن كتاب الحبل المتين في معجزات أمير المؤمنين (عليه السلام) للسيد شمس الدين محمد الرضوي من علماء الدولة الصفوية عن ثقة (1).

قال: ورد في أصبهان رجل من أهل گيلان لتحصيل العلم، فصرف عمره في كتاب الإشارات مدة اثنتي عشرة سنة، فرأى ليلة أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: بأي عمل يتقبل الله دعاءك وأنت لم تهاجر لتحصيل العلم، وأي علم استفدته ولم يبق من عمرك إلا سبعة أيام؟ فانتبه من نومه مذعورا ومات بعد السبعة.

تو در أين يكهفته مشغول كدام * علم خواهى گشت أي مرد تمام فلسفه يا نحو يا طب يا نجوم * هندسه يا رمل يا اعداد شوم وعنه، عن ثقة فاضل قال: صرفت شطرا من عمري في تحصيل الفلسفة، وكان طبعي متنفرا عن علم الحديث جدا، وكنت أطالع ليلة، فعثرت على مسألة من الفلسفة فأجلت فكري فيها، فلم أجد إليها سبيلا إلى أن ضاق صدري، فنظرت إلى الأرض فرأيت ورقة من علم الشرائع، فقلت: سبحان الله هذا سبب عدم إدراكي المسألة، فأخذت سكينا فمحوته.

فرأيت تلك الليلة في المنام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد أعرض وجهه المبارك عني، فسألته عن شئ فقال ما معناه: إني لا أتقبل شيئا ممن يعرض عن الشرائع،

ص: 314


1- (1) الحبل المتين ص 195.

فانتبهت فزعا تائبا ولم يكن شئ أحب إلي من علم الحديث، وأعرضت عن الفلسفة. إنتهى.

قال شيخنا البهائي في كشكوله سانحة: من أعرض عن مطالعة العلوم الدينية، وصرف أوقاته في إفادة الفنون الفلسفية، فعن قريب لسان حاله يقول عند شروع شمس عمره في الأفول:

تمام عمر با اسلام در داد وستد بودم * كنون ميميرم واز من بت وزنار ميماند وفيه أيضا نقلا عن الخاقاني:

جدلى فلسفي است خاقاني * تا بفلسى نگيرى احكامش فلسفه در جدل كند پنهان * وانگهى فقه برنهد نامش مس بدعت بزر بيالايد * پس فرو شد بمردم خامش دام دم افكند مشعبدوار * پس بپوشد بخار وخس دامش علم دين پيش آورد وآنگه * كفر باشد سخن بفرجامش كار أو وتو همچو وقت طهور * كار طفل است وكار حجامش شكرش در دهان نهد وآنگه * ببرد پاره أي ز اندامش الفيلسوف المعاصر الطباطبائي، المروج للفلسفة، صاحب كتاب تفسير الميزان الذي أخطأ فيه كثيرا: مثل ترجيحه قول المجوس في تزويج الإخوة مع الأخوات من أولاد آدم، فراجع إليه أول سورة النساء، وراجع لتحقيق ما هو الحق من ذلك إلى غواص بحار أنوار كلمات الأنوار الإلهية في البحار باب تزويج أولاد آدم وكيفية بدء النسل.

ومثل قوله في تفسير سورة الحمد (1) في قوله: * (اهدنا الصراط المستقيم) * إنه تعالى قريب من عباده، والطريق الأقرب إليه تعالى طريق عبادته ودعائه، والذين لا يؤمنون سبيلهم بعيد. فتبين أن السبيل إلى الله سبيلان، سبيل قريب وهو سبيل المؤمنين، وسبيل بعيد وهو سبيل غيرهم. إنتهى ملخصا.

ص: 315


1- (1) الميزان ج 1 / 26.

وقال فيه (1) في بحث الجبر والتفويض: وأن مالكية الخلق مالكية ناقصة تصحح بعض التصرفات، بخلاف ملكه تعالى للأشياء - إلى أن قال: - فكل تصرف متصور فيها فهو له تعالى، فأي تصرف تصرف فيه في عباده وخلقه فله ذلك من غير أن يستتبع قبحا ولا ذما ولا لوما في ذلك - إلى أن قال: - وأما هو تعالى فكل تصرف تصرف به فهو تصرف من مالك وتصرف في مملوك، فلا قبح ولا ذم ولا غير ذلك - الخ.

أقول: وهذا إنكار للحسن والقبح العقلي وبالنسبة إليه تعالى، وإن كل ممكن متصور يحسن منه تعالى، ومن ذلك تعذيب أشرف خلقه وظلم عباده، وعلى أساسه لا موضوع للظلم ولا للقبيح في حقه تعالى.

وقال فيه (2) في قصة آدم: يشبه أن تكون هذه القصة التي قصها الله تعالى في كتابه من إسكان آدم وزوجته الجنة، ثم إهباطهما لأكل الشجرة كالمثل يمثل به - الخ.

وأما مختلقاته في تذييله على البحار المطبوع بالطبع الجديد، وغيره، فكثيرة.

منها: تعاريضه على العلامة المجلسي المذكورة في البحار (3).

ومنها: إنكاره لتحريف القرآن، كما في الميزان (4) مع ما بينا من أن الحق عدم الدخول في هذا البحث نفيا وإثباتا لمصالح كثيرة.

ومنها: انكاره للتفويض إلى الأئمة صلوات الله عليهم، كما في ذيل البحار (5)، مع أنه ثبوته مدلول الروايات القريبة بالتواتر، كما سيأتي في " فوض ". وتقدم في " أدب ": الإشارة إلى مواضعها، وكتبنا في ذلك رسالة مفردة وطبعت.

ومنها: رده كلام العلامة المجلسي في شرح رسالة الصادق (عليه السلام) إلى أصحاب الرأي والقياس. قال المجلسي: ولا يخفى عليك بعد التدبر في هذا الخبر وأضرابه أنهم سدوا باب العقل بعد معرفة الإمام، وأمروا بأخذ جميع الأمور عنهم، ونهوا

ص: 316


1- (1) الميزان ج 1 / 93، وص 134، وص 135.
2- (2) الميزان ج 1 / 93، وص 134، وص 135.
3- (3) جديد ج 1 في ذيل ص 104.
4- (4) الميزان ج 1 / 93، وص 134، وص 135.
5- (5) جديد ج 2 في ذيل ص 175.

عن الإتكال على العقول الناقصة في كل باب، فراجع (1).

والتحقيق أن في غير التعبديات لابد من تذكر الشارع والأئمة صلوات الله عليهم إلى الأحكام العقلية، ولابد من إرشادهم إليها. وهم المذكرون والمرشدون إليها، يثيرون دفائن العقول إلى العباد، كما ذكرناه مفصلا في محله.

نعم في الواضحات العقلية التي لا تختلف عقلاء الدنيا فيها إذا عرض عليهم، وتعرف العقول حسنه وقبحه لا نحتاج إليهم.

ومنها: قوله بدخول المخالفين الجنة إذا لم يكونوا ناصبين، كما في الميزان (2).

وهذا مردود بالروايات الكثيرة في الأبواب المتفرقة في غير المستضعفين منهم، وقد عرفت في " ضعف " معنى المستضعف وأحكامه.

ومنها: قوله بتجرد النفس وتجرد أمور أخرى، فراجع (3) مع أنه تقدم في " روح ": إثبات المادة والمدة له.

ومنها: قوله: إنه تعالى علمه بنفسه، فهو معلوم لعلم نفسه مستقر فيه، فهو مكانه، لا يسعه علم غير علمه بنفسه، فراجع الإختصاص (4).

وجملة من موهوماته في البحار (5).

مات (رحمه الله) في 19 محرم الحرام 1402 ه.

فلط:

أفلاطون الإلهي من أعاظم الحكماء المشهورين المشار إلى آرائه وكلماته في مصنفات القوم، وهو أستاذ المعلم الأول، أعني أرسطا طاليس وزير إسكندر بن فيلقوس الرومي.

والمعلم الثاني: الفارابي أبو نصر محمد بن طرخان، المتوفى حدود سنة 340 من الهجرة.

ص: 317


1- (1) جديد ج 2 / 314.
2- (2) جديد ج 3 / 8، وص 151.
3- (3) جديد ج 3 / 8، وص 151.
4- (4) الإختصاص ذيل ص 60.
5- (5) جديد ج 2 / 314، و ج 4 / 148، و ج 5 / 257، و ج 6 / 158 و 280، و ج 7 / 45.

وكان أفلاطون قبل المسيح عيسى، وظهوره في سنة 5179 من الهبوط، كما في الناسخ، وميلاد عيسى كان سنة 5585.

وتلامذة أفلاطون ثلاث فرق: الإشراقيون، والرواقيون، والمشائيون، فراجع المجمع لبيان الثلاثة نقلا عن الشيخ البهائي.

فلفل:

ذكر الفلفل وأنه داء (1). وتقدم في " ثوم ".

فلق:

قال تعالى: * (قل أعوذ برب الفلق) * روى الصدوق في معاني الأخبار عن معاوية بن وهب قال: كنا عند أبي عبد الله صلوات الله عليه فقرأ رجل: * (قل أعوذ برب الفلق) * فقال الرجل: وما الفلق؟ قال: صدع في النار فيه سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف بيت، في كل بيت سبعون ألف أسود، في جوف كل أسود سبعون ألف جرة سم، لابد لأهل النار أن يمروا عليها (2).

التوحيد: وصف الفلق وهو نار أشد شئ في نار جهنم عذابا، تنفخ يوم القيامة في وجوه الخلائق، ويأمر الله تعالى أطفال المشركين أن يلقوا أنفسهم في تلك النار (3).

تفسير علي بن إبراهيم: * (قل أعوذ برب الفلق) * قال: الفلق جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره سأل الله تعالى أن يأذن له أن يتنفس، فأذن له فتنفس فأحرق جهنم، قال: وفي ذلك الجب صندوق من نار ويتعوذ أهل تلك الجب من حر ذلك الصندوق، وهو التابوت، وفي ذلك التابوت ستة من الأولين وستة من الآخرين - الخبر (4).

تفسير هذه الآية من كلام الطبرسي (5).

ص: 318


1- (1) ط كمباني ج 5 / 351، وجديد ج 14 / 80.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 374، وجديد ج 8 / 287.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 81، وجديد ج 5 / 291.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 252، و ج 3 / 377، وجديد ج 30 / 406، و ج 8 / 296.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 372، وجديد ج 8 / 279.

جملة من الروايات في تفسير هذه الآية بمعنى ما تقدم في البحار (1).

شأن نزول هذه السورة (2).

ذكر الراهب الذي كان ذا عقل وكمال، يقال له الفيلق بن اليونان، قد قرأ الكتب وعنده سفر فيه صفة النبي (صلى الله عليه وآله) من عهد عيسى، وكان يبكي إذا قرأ صفات النبي (صلى الله عليه وآله)، فتشرف بلقائه في طريق الشام، وأخبر برسالته لما رأى من المعجزات، وأضاف النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه وعمي من كثرة بكائه، فدعا الله بجاه محمد فرد عليه بصره (3).

فلك:

الروايات المستفيضة التي رواها الكليني في الكافي والصدوق في العلل والعياشي وغيرهم في أنه إذا أراد الله تعالى إفناء قوم لم يبلغوا مدتهم ولم تتم أيامهم وسنوهم وشهورهم المقدرة لهم، أمر الفلك أن يسرع في السير بهم حتى يبلغوا أجلهم، بخلاف ما إذا أراد إبقاءهم أمر الفلك أن يبطئ بإدارته، فراجع (4).

الروايات في دوران الفلك (5).

الروايات في حركة الفلك (6)، وكلمات الناس فيها (7).

الروايات الواردة في أن عند ظهور ولي العصر صلوات الله وسلامه عليه يأمر الله الفلك في زمانه أن يبطئ في دوره وسيره في البحار (8).

ص: 319


1- (1) ط كمباني ج 3 / 375، و ج 17 / 76، وجديد ج 8 / 287 و 290، و ج 77 / 274.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 571 و 573 و 574، وجديد ج 63 / 13 و 22 - 24.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 108، وجديد ج 16 / 39.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 114 مكررا و 156، و ج 2 / 139 و 134، و ج 8 / 382، و ج 11 / 80، و ج 15 كتاب العشرة ص 211، وجديد ج 4 / 103 و 120، و ج 58 / 98 و 271، و ج 46 / 281 و 282، و ج 75 / 342، و ج 31 / 534.
5- (5) ط كمباني ج 2 / 160، و ج 4 / 120، جديد ج 3 / 190 و 191 و 193، و ج 10 / 126.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 114 و 125، وص 121، وجديد ج 58 / 94 - 146.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 114 و 125، وص 121، وجديد ج 58 / 94 - 146.
8- (8) ط كمباني ج 13 / 186 - 188، و ج 14 / 112، وجديد ج 58 / 92، و ج 52 / 332 - 339.

وفي بعض الروايات قال الراوي: إنهم يقولون إن الفلك إذا تغير فسد؟ قال:

ذلك قول الزنادقة، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، وقد شق الله القمر لنبيه، ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة - الخ (1).

بعض الكلمات في حركة الأفلاك وأفلاك النجوم (2).

ومن كتب الحسن بن موسى النوبختي كتاب في الرد على من زعم أن الفلك حي ناطق (3).

الأحاديث في علة خلقة الأفلاك من طريق العامة في الغدير (4).

وتقدم في " خلق ": قوله: " لولاك لما خلقت الأفلاك ".

قال شيخنا البهائي في شرح الصحيفة السجادية ذيل قوله (عليه السلام) في دعاء الهلال: " المتصرف في فلك التدبير ": المراد بفلك التدبير أقرب الأفلاك التسع إلى عالم العناصر، أي الفلك الذي يتدبر بعض مصالح عالم الكون والفساد. وقد ذكر بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى: * (فالمدبرات أمرا) * أن المراد بها الأفلاك.

ويمكن أن يكون على ضرب من المجاز كما يسمى ما يقطع به الشئ قاطعا.

وربما يوجد في بعض النسخ " المتصرف في فلك التدوير " - إلى أن قال:

ولا يبعد أن يكون الإضافة في فلك التدبير من قبيل إضافة الظرف إلى المظروف، كقولهم: " مجلس الحكم " و " دار القضاء " أي الفلك الذي هو مكان التدبير ومحله، نظرا إلى أن ملائكة سماء الدنيا يدبرون أمر العالم السفلي فيه - إلى أن قال:

خطابه (عليه السلام) للقمر ونداؤه له ووصفه بالطاعة والجد والتعب والتردد في المنازل والتصرف في الفلك، ربما يعطي بظاهره كونه ذا حياة وإدراك، ولا استبعاد

ص: 320


1- (1) ط كمباني ج 13 / 188، وجديد ج 52 / 339.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 243، وجديد ج 59 / 242.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 178، وجديد ج 37 / 29.
4- (4) الغدير ج 5 / 435.

في ذلك نظرا إلى قدرة الله تعالى.... وقد يستند في ذلك بظاهر قوله تعالى: * (كل في فلك يسبحون) * فإن الواو والنون لا يستعملان حقيقة لغير العقلاء.

وقد أطبق الطبيعيون على أن الأفلاك بأجمعها حية ناطقة عاشقة مطيعة لمبدعها وقد أطبق الطبيعيون على أن الأفلاك بأجمعها حية ناطقة عاشقة مطيعة لمبدعها وخالقها - إلى أن قال:

وذهب جم غفير منهم إلى أنه لا ميت في شئ من الكواكب أيضا، حتى أثبتوا لكل واحد منها نفسا على حدة تحركه حركة مستديرة على نفسه، وابن سينا في الشفاء مال إلى هذا القول ورجحه، وحكم به في النمط الخامس من الإشارات.

ولو قال به قائل لم يكن مجازفا، وكلام ابن سينا وأمثاله، وإن لم يكن حجة يركن إليه الديانيون في أمثال هذه المطالب، إلا أنه يصلح للتأييد، ولم يرد في الشريعة المطهرة ما ينافي هذا القول، ولا قام دليل عقلي على بطلانه.

وإذا جاز أن يكون لمثل البعوضة والنملة فما دونها حياة فأي مانع من أن يكون لتلك الأجرام الشريفة أيضا ذلك؟ وقد ذهب جماعة إلى أن لجميع الأشياء نفوسا مجردة ونطقا، وجعلوا قوله تعالى: * (وإن من شئ إلا يسبح بحمده) * محمولا على ظاهره.

وليس غرضنا من هذا الكلام ترجيح القول بحياة الأفلاك، بل كسر سورة استبعاد المصرين على إنكاره ورده. إنتهى (1).

والمجلسي زيف هذا الكلام وقال: ولم أر أحدا من المتكلمين من فرق المسلمين قال بذلك، إلا بعض المتأخرين الذين يقلدون الفلاسفة في عقائدهم، ويوافقون المسلمين فيما لا يضر بمقاصدهم (2).

قال السيد المرتضى في الغرر والدرر: قد دلت الدلالة الصحيحة الواضحة على أن الفلك وما فيه من شمس وقمر ونجوم غير متحرك لنفسه ولا طبعه على ما يهدي به القوم، وإن الله تعالى هو المحرك له والمتصرف باختياره فيه.

وقال في موضع آخر: لا خلاف بين المسلمين في ارتفاع الحياة عن الفلك

ص: 321


1- (1) ط كمباني ج 14 / 135، وجديد ج 58 / 183، وص 186.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 135، وجديد ج 58 / 183، وص 186.

وما يشتمل عليه من الكواكب، فإنها مسخرة مدبرة مصرفة وذلك معلوم من دين رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضرورة (1). ويتعلق بذلك في البحار (2).

الأمر بسرعة الفلك وبطئه عند جور من جعل له سلطان، وعدله (3). وقد تقدم.

فنى:

باب نفخ الصور وفناء الدنيا (4).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو المفني لها بعد وجودها حتى يصير موجودها كمفقودها، وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها واختراعها - الخطبة (5).

وفي رواية هشام في مسائل الزنديق عن الصادق (عليه السلام): فعند ذلك (يعني نفخ الصور) تبطل الأشياء وتفنى، فلا حس ولا محسوس، ثم أعيدت الأشياء كما بدأها مدبرها - الخ (6).

ذكر أقوال المتكلمين في فناء المخلوقات (7).

ومن دعاء مولانا الجواد (عليه السلام): يا ذا الذي كان قبل كل شئ ثم خلق كل شئ ثم يبقى ويفنى كل شئ - الخ.

وفي دعاء الجوشن فصل 16: يا من هو يبقى ويفنى كل شئ.

والذنوب التي تعجل الفناء كما في كلام مولانا السجاد (عليه السلام): قطيعة الرحم، واليمين الفاجرة، والأقوال الكاذبة، والزنا، وسد طريق المسلمين، وادعاء الإمامة بغير حق. وما يقرب من ذلك في البحار (8).

ص: 322


1- (1) ط كمباني ج 14 / 135، وجديد ج 58 / 186.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 159، وجديد ج 58 / 282.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 156، وجديد ج 58 / 271.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 181، وجديد ج 6 / 316.
5- (5) جديد ج 6 / 330.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 134، وجديد ج 6 / 330. وتمامه ج 10 / 185.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 185، وجديد ج 6 / 331.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 162، وكتاب العشرة ص 39 و 40، وجديد ج 74 / 132 - 138، و ج 73 / 375.

دعوات الراوندي: قال (يعني النبي (صلى الله عليه وآله)): إذا أحب الله عبدا ابتلاه، فإذا أحبه الله الحب البالغ افتناه. قالوا: وما افتناؤه؟ قال: لا يترك له مالا وولدا (1).

فوت:

العلوي (عليه السلام): لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا، فإذا استووا هلكوا (2).

فوج:

تفسير قوله تعالى: * (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) * من كلام النبي (صلى الله عليه وآله) وأنه يحشر عشرة أصناف من أمته أشتاتا على صور مختلفة وعذاب مخصوص (3).

جريان هذه الآية في الرجعة وأن أول من يرجع الحسين (عليه السلام)، ثم فوج بعد فوج وقوم بعد قوم، ولعله يشير إليه قوله: * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) * فإنه في الرجعة (4).

فوض:

التفويض في أمر الدين إلى رسول الله وإلى الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم قطعي من الآيات الشريفة المفسرة من كلام الرسول والعترة الطاهرة والروايات المتواترة.

قال تعالى: * (ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا) *.

وقال تعالى: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) *.

وقال تعالى: * (هذا عطائنا فامنن أو أمسك بغير حساب) *.

واستدل العترة الطاهرة بها لثبوت التفويض للرسول والأئمة (عليهم السلام).

روى ثقة الإسلام الكليني في الكافي باب التفويض إلى رسول الله وإلى

ص: 323


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 136، وجديد ج 81 / 188.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 101، وجديد ج 77 / 383.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 215، وجديد ج 7 / 89.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 226، وجديد ج 53 / 103.

الأئمة صلوات الله عليهم اثنتي عشرة رواية معتبرة فيها الصحاح بالاتفاق.

ورواية أخرى في باب معرفتهم أوليائهم والتفويض إليهم.

منها: في الصحيح عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله صلوات الله عليهما يقولان: إن الله عز وجل فوض إلى نبيه أمر خلقه، لينظر كيف طاعتهم، ثم تلا هذه الآية: * (ما آتيكم الرسول فخذوه) * - الآية.

ورواه بسندين آخرين صحيحين عن ثعلبة مثله.

ورواه في البصائر بسندين صحيحين عنه مثله.

ومنها: في الكافي الصحيح عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لبعض أصحاب قيس الماصر: إن الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه، فلما أكمل له الأدب قال: * (وإنك لعلى خلق عظيم) * ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده، فقال عز وجل: * (ما آتيكم الرسول فخذوه) * - الآية. وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس، لا يزل ولا يخطئ في شئ مما يسوس به الخلق، فتأدب بآداب الله تعالى.

ثم أن الله عز وجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات، فأضاف رسول الله إلى الركعتين ركعتين وإلى المغرب ركعة، فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهن إلا في السفر، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر، فأجاز الله له ذلك فصارت الفريضة سبع عشر ركعة - الخبر.

ثم ذكر جعل الرسول (صلى الله عليه وآله) النوافل أربعا وثلاثين ركعة مثلي الفريضة، وصوم النافلة صوم شعبان وثلاثة أيام في كل شهر (العشرة أشهر الباقية) مثلي الفريضة، فأجاز الله له ذلك، وحرم الله الخمر بعينه، وحرم الرسول كل مسكر، فأجاز الله له ذلك.

ثم بين (عليه السلام) أن أوامر الرسول ونواهيه إلزامي أعني إيجابي أو تحريمي، وغير إلزامي أعني استحبابي أو كراهة، كما يأتي إن شاء الله تعالى في البيان.

وفي رواية أخرى: إن الله تعالى فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا،

ص: 324

ورسول الله (صلى الله عليه وآله) أطعمه السدس، فأجاز الله له ذلك.

ومنها: في الكافي عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله وإلى الأئمة - الخبر.

ورواه في البصائر قال: وجدت في نوادر محمد بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)، وساقه مثله. ومحمد بن سنان وجلالة شأنه ذكرناه في رجالنا.

وممن روى التفويض إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) في أمر الدين من العامة موفق بن أحمد. روى عن جابر، عن الرسول (صلى الله عليه وآله)، وكذا الفقيه ابن شاذان في كتاب مناقبه المائة، كما في إحقاق الحق (1).

وعن العياشي أنه ذهب إلى إسحاق بن محمد البصري فأخرج له أحاديث المفضل بن عمر في التفويض - الخ، كما في رجال الكشي (2).

وزرارة كان يقول بالتفويض.

وممن كتب في التفويض أحمد بن داود بن سعيد فإنه عد الشيخ في الفهرست (3)، والنجاشي من كتبه كتاب التفويض (4). ففيه عن جابر الأنصاري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث: ثم خلق الخلق وفوض إلينا أمر الدين، فالسعيد من سعد بنا، والشقي من شقي بنا، نحن المحللون لحلاله والمحرمون لحرامه.

ومنها: في الكافي مسندا عن محمد بن الحسن الميثمي، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: سمعته يقول: إن الله عز وجل أدب رسوله حتى قومه على ما أراد، ثم فوض إليه دينه، فقال عز ذكره: * (ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا) * فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا.

ورواه في البصائر بسندين آخرين عنه مثله.

أقول: هذه اللفظة الشريفة: " ما فوض إلى رسول الله فقد فوضه إلينا " مذكورة

ص: 325


1- (1) إحقاق الحق ج 7 / 253.
2- (2) رجال الكشي ص 329.
3- (3) الفهرست ص 59.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 420، وجديد ج 27 / 284.

في روايات كثيرة.

وذكرها في رواية موسى بن أشيم المروية في الكافي وغيره، كما تقدم في " شيم ".

مضافا إلى ما تقدم في " فضل ": من اشتراك الأئمة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الكمالات.

وروايات أخرى تقدم في " فضل ": في أن كل ما ثبت للرسول (صلى الله عليه وآله) فهو ثابت في حق الإمام (عليه السلام) إلا ما خرج بالدليل مثل النبوة والزواج.

باب أن فيه (يعني أمير المؤمنين (عليه السلام)) خصال الأنبياء واشتراكه مع نبينا (صلى الله عليه وآله) في جميع الفضائل سوى النبوة (1).

باب فيه بيان معاني التفويض وما ينسب إليهم (2).

باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله، وأنهم في الفضل سواء (3). وتقدم في " فضل " ما يتعلق بذلك، وأنهم مثله إلا النبوة والزواج.

وتقدم في " عبد ": روايات أنهم قالوا: إجعلونا مخلوقين وقولوا في فضلنا ما شئتم ولن تبلغوا، فراجع فإنها بإطلاقها وعمومها شمل إثبات التفويض.

وروى الثقة الجليل بالاتفاق محمد بن الحسن الصفار في كتابه بصائر الدرجات (4) التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسعة عشر خبرا في ذلك. وفي الرواية التاسعة: في كل شئ والله في كل شئ.

وفيه باب 5 في أن ما فوض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد فوض إلى الأئمة صلوات الله عليهم ذكر ثلاثة عشر خبرا في إثبات ذلك.

منها: عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)

ص: 326


1- (1) ط كمباني ج 9 / 355، وجديد ج 39 / 35.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 244، وجديد ج 25 / 261.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 265، وجديد ج 25 / 352.
4- (4) بصائر الدرجات الجزء 8 باب 4.

يقول: من أحللنا له شيئا أصابه من أعمال الظالمين فهو له حلال، لأن الأئمة منا مفوض إليهم، فما أحلوا فهو حلال وما حرموا فهو حرام. كتاب الإختصاص، بصائر الدرجات عنه مثله (1).

باب وجوب طاعة النبي (صلى الله عليه وآله) والتفويض إليه (2).

وعن مولانا الإمام السجاد (عليه السلام) في حديث مفصل في معرفتهم بالنورانية - إلى أن قال: - اخترعنا من نور ذاته، وفوض إلينا أمور عباده، فنحن نفعل بإذنه ما نشاء، ونحن إذا شئنا شاء الله وإذا أردنا أراد الله - الخبر (3).

قرب الإسناد: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البزنطي، عن الرضا (عليه السلام) أنه كتب إليه: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا يستكمل عبد الإيمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لأولهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواء، ولمحمد (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) فضلهما (4).

وروى البرقي في المحاسن (5) عن ابن فضال عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق النحوي، عن الصادق (عليه السلام).

التفويض إلى رسول الله وإلى أمير المؤمنين صلوات الله عليهما (6).

ورواه العياشي عن أبي إسحاق النحوي مثله (7).

وفي الكافي باب مولد النبي (صلى الله عليه وآله) مسندا عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني صلوات الله عليه فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: يا محمد إن الله تعالى لم يزل متفردا بوحدانيته، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورها

ص: 327


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 221، وجديد ج 75 / 383. (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 221، وجديد ج 75 / 383.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 192، وجديد ج 17 / 1 - 14.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 277، وجديد ج 26 / 14.
4- (4) جديد ج 16 / 363، وط كمباني ج 6 / 179.
5- (5) المحاسن ج 1 / 162.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 94، وجديد ج 2 / 95.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 61، وجديد ج 23 / 295.

إليهم فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى. ثم قال: يا محمد، هذه الديانة التي من تقدمها مرق ومن تخلف عنها محق ومن لزمها لحق، خذها إليك يا محمد. ونقله في البحار (1). وفيه بيان المجلسي لهذه الرواية. ونحوه في البحار (2).

أقول: وقد ذكرنا هذه الرواية مع الشرح في كتاب " اثبات ولايت ".

الكافي: مسندا عن المفضل، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: ما جاء به علي آخذ به، وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الفضل ما جرى لمحمد، ولمحمد الفضل على جميع من خلق الله - الخبر.

وبسند آخر عنه مثله، وبسند آخر عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (3).

الكافي: مسندا عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) ما جاء به آخذ به، وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الطاعة بعد رسول الله ما لرسول الله، والفضل لمحمد - الخبر (4).

وهذه الروايات الثلاثة في الكافي باب أن الأئمة (عليهم السلام) أركان الأرض (5).

في التوحيد باب تفسير قوله تعالى: * (كل شئ هالك إلا وجهه) * بسند صحيح عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز، عن ابن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله واحد أحد متوحد بالوحدانية متفرد بأمره خلق خلقا ففوض إليهم أمر دينه، فنحن هم يا بن أبي يعفور، نحن حجة الله في عباده وشهداؤه على خلقه، وامناؤه على وحيه، وخزانه على علمه، ووجهه الذي يؤتى منه، وعينه في بريته، ولسانه الناطق، وقلبه الواعي، وبابه الذي يدل عليه، نحن العاملون بأمره،

ص: 328


1- (1) ط كمباني ج 6 / 6، و ج 14 / 47، و ج 7 / 262.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 186 و 262، وجديد ج 15 / 19، و ج 57 / 195، و ج 25 / 340 و 339 و 25.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 178، وجديد ج 16 / 358.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 178، وجديد ج 16 / 358.
5- (5) الكافي ج 1 / 196.

والداعون إلى سبيله، بنا عرف الله وبنا عبد الله، نحن الأدلاء على الله، ولولانا ما عبد الله. ونقله في البحار (1).

ورواه في الكافي باب أن الأئمة ولاة أمر الله بسند آخر صحيح عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن أبي يعفور مع اختلاف.

وروى العياشي في تفسيره في المائدة (2) عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله فوض إلى الناس في كفارة اليمين كما فوض إلى الإمام في المحاريب أن يصنع ما شاء. وقال كل شئ في القرآن أو (أي لفظة " أو ") فصاحبه فيه بالخيار.

أمالي الطوسي: في رواية ميلاد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد نداء الهاتف:

يا فاطمة سميه عليا وإني خلقته من قدرتي وعز جلالي وقسط عدلي، واشتققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، وفوضت إليه أمري، ووقفته على غامض علمي - الخبر.

وسائر الروايات الواردة في إثبات التفويض في أمر الدين إليهم (3).

وفي الخطبة النبوية الغديرية المفصلة في وصف الحجة المنتظر صلوات الله عليه: ألا إنه المفوض إليه - الخطبة. ونقله في البحار (4). ورواه غيره.

رواية تفسير العسكري (عليه السلام) في إثبات التفويض لهم وتشبيهه ذلك بتفويض بعض الملوك لمن يثق بعلمه وكماله وأمانته (5).

ص: 329


1- (1) ط كمباني ج 7 / 337، وجديد ج 26 / 260.
2- (2) تفسير العياشي ص 338.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 38 و 116 و 150 - 154 و 186 و 314، و ج 9 / 450، و ج 14 / 912، و ج 17 / 147، و ج 24 / 28 مكررا، ورواية الكافي في ج 15 كتاب العشرة ص 251، و ج 18 كتاب الصلاة ص 42، و ج 19 كتاب القرآن ص 29، وجديد ج 23 / 185، و ج 24 / 124 و 286، و ج 25 / 25، و ج 26 / 159، و ج 40 / 96، و ج 76 / 30، و ج 78 / 114، و ج 79 / 158، و ج 82 / 359، و ج 92 / 111، و ج 66 / 485 و 486، و ج 104 / 342 و 343، واختصاص المفيد ص 306 و 309 و 310.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 227، وجديد ج 37 / 214.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 607، وجديد ج 42 / 40.

وفي الصلوات المروية عن الشيخ أنشأها مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) في الصلوات على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: المرتجى للشفاعة المفوض إليه دين الله - الخ (1).

والروايات الواردة في إجراء أمير المؤمنين (عليه السلام) الحدود حيث عفى عن بعضها (2).

وما يأتي في " كوف ": أن عليا (عليه السلام) حرم من الكوفة ما حرم إبراهيم من مكة، وما حرم محمد (صلى الله عليه وآله) من المدينة.

وما ورد أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه (3).

وفي زيارة أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون - إلى أن قال: - واسترعاكم الأنام، وفوض إليكم الأمور، وجعل إليكم التدبير، وعرفكم الأسباب والأنساب، وأورثكم الكتاب، وأعطاكم المقاليد وسخر لكم ما خلق - الخ، فراجع البحار (4).

ولعله لما تقدم قال الصدوق في كتاب اعتقادات الإمامية: وقد فوض الله إلى نبيه أمر دينه فقال عز وجل: * (ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا) * وقد فوض ذلك إلى الأئمة (عليهم السلام) - الخ. وصرح بذلك في العلل (5).

ونقل في الحدائق (6) عن المحدث الأمين الأسترآبادي قال: لنص كثير من الروايات أن خصوصيات كثير من الأحكام مفوضة إليهم كما كانت مفوضة إليه (صلى الله عليه وآله) ليعلم المسلم لأمرهم من غيره - الخ. والكليني قائل بهذا التفويض، كما يظهر من عنوان بابه، وكذا الصفار في البصائر.

ص: 330


1- (1) ط كمباني ج 13 / 109، وجديد ج 52 / 20.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 125 مكررا و 137 - 139، وجديد ج 79 / 71 - 74 و 158.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 13 و 22، وجديد ج 92 / 49 و 83.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 71، وجديد ج 100 / 344.
5- (5) العلل ج 2 / 68.
6- (6) الحدائق ص 3.

أقول: يظهر من رواية العيون عن مولانا الرضا صلوات الله عليه وغيره أنه إذا حكم الله تعالى بحرمة شئ أو حليته أو فرضه، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكن ليحرم ما أحل الله ولا ليحلل ما حرم الله عز وجل ولا ليغير فرائض الله تعالى، كان متبعا مؤديا وذلك قول الله تعالى: * (إن أتبع إلا ما يوحى) *، وفي غير تلك الموارد يوحي إليه أن يحكم هو (صلى الله عليه وآله) بحرمة شئ آخر، مثل ما حكم الله بحرمة الخمر بعينه، وحرم رسول الله بوحي الله إليه كل مسكر، وفرض الله عشر ركعات، وفرض النبي (صلى الله عليه وآله) سبع ركعات وأضافها إلى العشر فصارت سبع عشرة ركعة وهكذا.

وهكذا الأئمة المعصومون يكونون بالنسبة إلى الرسول كما يكون الرسول بالنسبة إلى الله تعالى، لا يرخصون فيما حرم رسول الله ولا فيما فرضه، بل في غير الموارد الإلزامية من الله والرسول لهم الأمر والنهي في الموسعات لا في المضيقات التي صدر التضييق والإلزام من الله أو من الرسول، فراجع البحار (1).

ولا ينافي قوله تعالى: * (ما فرطنا في الكتاب من شئ) * وقوله: * (تبيانا لكل شئ) * ما ورد في إثبات التفويض لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنه من أنحاء البيان الآيات التي وردت في إيجاب إطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) مثل قوله تعالى: * (ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا) *.

كما لا ينافي قوله (صلى الله عليه وآله): ما من شئ يقربكم إلى الله تعالى إلا وقد أمرتكم به، وما من شئ يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه، مع ما ورد في إثبات التفويض لأئمة الهدى (عليهم السلام). لأنه من أنحاء البيان إيجابه تعالى إطاعة أولي الأمر في قوله:

* (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *، وقد نصب (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) علما لخلقه، وأمر بطاعته، وجعله الله بمنزلة نفس رسول الله في آية المباهلة، ولا يثبت البيان من الرسول لكل واحد واحد من المخاطبين بل يكفي البيان لبعضهم وإرجاع سائر الناس إليه كما أرجع في يوم الغدير.

ص: 331


1- (1) ط كمباني ج 1 / 142، وجديد ج 2 / 233.

ومثل النبوي في ذلك قول فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خطبتها في المسجد بعد النبي (صلى الله عليه وآله): أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه وحملة دينه ووحيه وأمناء الله على أنفسكم وبلغاؤه إلى الأمم - الخ. فإنه من الواضح عدم اتصاف كل واحد واحد لكل ما وصفت.

وفي روايات الضمان صحيحة الحلبي عن الصادق (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يضمن القصار والصائغ احتياطا للناس، وكان أبي يتطول عليه إذا كان مأمونا فإن هذا لا يناسب إلا مع التفويض.

جملة من موارد التفويض إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) المستفاد من روايات الكافي والبصائر وغيرهما:

منها: عدد ركعات الصلاة، عشر منها فرض الله تعالى وسبع فرض النبي (صلى الله عليه وآله).

والفرق بين الفرضين سقوط ست ركعات من فرض النبي (صلى الله عليه وآله) في السفر دون فرض الله، وتعين القراءة في فرض الله والتخيير بين القراءة والتسبيح في فرض النبي (صلى الله عليه وآله)، وفرض الله تعالى لا يدخله الشك بخلاف فرض النبي (صلى الله عليه وآله) فإنه يدخله الشك.

وسن رسول الله النوافل أربع وثلاثين ركعة مثلي الفريضة.

وفرض الله تعالى الصلاة وسن رسول الله عشرة أوجه، كما في صحيحة المروية في باب فرض الصلاة.

وفرض الله الزكاة في الأموال، ووضعها رسول الله في تسعة وعفى عما سواهن، كما في روايات باب الزكاة في الوسائل باب وجوب الزكاة في تسعة أشياء. وبعضها في البحار (1).

وفرض الله صيام شهر رمضان، وسن رسول الله مثليه صوم شعبان وثلاثة أيام من كل شهر غيرهما، فأجاز الله له ذلك.

وحرم الله الخمر بعينه وحرم رسول الله كل مسكر.

ص: 332


1- (1) ط كمباني ج 20 / 9، وجديد ج 96 / 30.

وفرض الله الفرائض في الإرث ولم يقسم للجد شيئا وأن رسول الله أطعمه السدس.

وحرم الله مكة، وحرم رسول الله المدينة فأجاز الله له ذلك، ويشهد على الثلاثة الأخيرة مضافا إلى ما تقدم ما في البحار (1).

ولعله منها الروايات الواردة في صلاة المسافر وصومه في وقت يكون بعضه في السفر وبعضه في الحضر ذهابا أو إيابا، فإن الأقوال فيها ثمانية ولكل منها رواية تدل أو تشهد له.

وكذا الروايات الواردة في تحديد ضيق الوقت الذي يعدل معه عن حج التمتع إلى حج الإفراد، فإنها تبلغ إلى ثمانية أنواع. بعضها جعله بعد صلاة الصبح من يوم التروية، وبعضها زوال الشمس يوم التروية، وبعضها إلى غروبه، وبعضها إلى سحر عرفة، وبعضها زوال الشمس من يوم عرفة وغيرها، فإنه يتخير المكلف في العمل بكلها ويتفاوت الفضل فيها فإن الشيخ جمع بين الروايات بدرجات الفضل فيها، واختاره في المدارك وغيرهما على ما حكي عنهم في كتاب الحج من تقريرات الشاهرودي.

وكذا اختلاف روايات منزوحات البئر، فإنه يحسنها أمر التفويض.

وكذا روايات تقدم المرأة حال الصلاة أو تساويهما، فإن اختلافها واختلاف حدودها شاهد على ذلك.

وكذا في محرمات الحيوان، حرم الله الخنزير بعينه وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير وغير ذلك.

ومثل الروايات الواردة في تحديد ماء الكثير، فإنه لو كان حد الكثرة معينا من الله والرسول لم يكن وجه للاختلاف، فيقول: الكر نحو حبي هذا، أو يقول:

قلتان، أو يقول: ثلاثة في ثلاثة في ثلاثة، أو ثلاثة ونصف كذلك، أو ذراعان وشبر - الخ.

ص: 333


1- (1) جديد ج 79 / 158، وط كمباني ج 16 / 137.

فصل في بيان التفويض ومعانيه (1). وكلمات العلماء في ذلك (2). وفيه ذم المفوضة (3).

أقول: التفويض يطلق على معان بعضها مثبت لهم، وبعضها منفي عنهم:

الأول: التفويض في أمر الدين على التفصيل المذكور فإنه ثابت.

الثاني: تفويض أمور الخلق إليهم من سياستهم وتأديبهم وتكميلهم وتعليمهم وتربيتهم وأمرهم ونهيهم.

الثالث: تفويض بيان العلوم والأحكام بما أرادوا ورأوا المصلحة فيها بسبب اختلاف عقولهم، أو بسبب التقية، فيفتون بالواقع أو بالتقية أو لا يجيبون.

الرابع: الاختيار في أن يحكموا بظاهر الشريعة أو بعلمهم أو بما يلهمهم الله من الواقع.

الخامس: التفويض في العطاء والمنع وهذا كله حق ثابت.

السادس: وهو المنفي عنهم التفويض في الخلق والرزق والتربية والإماتة والإحياء بقدرتهم وإرادتهم من عند أنفسهم من دون أمر من الرب سبحانه وتعالى وهذا كفر وتكذيب، وقد فصلنا الكلام في ذلك في كتاب " اثبات ولايت ".

ومن القائلين بالتفويض المفضل بن عمر، له كتاب فيه أحاديثه في التفويض، فأخرج إسحاق بن محمد البصري هذا الكتاب للعياشي، فلم يرغب في كتابته لزعمه الغلو فيه، كما في رواية الكشي في ترجمة إسحاق.

وممن كتب في التفويض أحمد بن داود بن سعيد، كما في الفهرست والنجاشي، ومنهم زرارة.

ويدل على ثبوت التفويض إطلاق كلمات الأئمة (عليهم السلام): قولوا إنا عبيد مربوبون وقولوا في حقنا ما شئتم، كما تقدم في " عبد " روايات ذلك.

ولا ينافي ما تقدم توقيع ولي العصر صلوات الله عليه قال لكامل بن إبراهيم

ص: 334


1- (1) ط كمباني ج 7 / 244 و 259 - 262، وص 263 - 265، وجديد ج 25 / 328 - 350.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 244 و 259 - 262، وص 263 - 265، وجديد ج 25 / 328 - 350.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 244 و 259 - 262، وص 263 - 265، وجديد ج 25 / 328 - 350.

وجئت تسأله عن مقالة المفوضة: كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله، فإذا شاء شئنا، والله يقول: * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) * - الخ (1).

باب إبطال الجبر والتفويض وإثبات الأمر بين الأمرين (2).

رسالة الإمام الهادي صلوات الله عليه في ذلك (3).

كلام العلامة المجلسي في ذلك (4).

ومن كلمات مولانا الرضا صلوات الله وسلامه عليه: من شبه الله بخلقه فهو مشرك ومن نسب إليه ما نهي عنه فهو كافر.

وقال له بعض أصحابه: روي لنا عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: " لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين " فما معناه؟ قال: من زعم أن أنه قال: " لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين " فما معناه؟ قال: من زعم أن الله فوض أمر الخلق والرزق إلى عباده، فقد قال بالتفويض، قلت: يا بن رسول الله والقائل به مشرك؟ فقال: نعم، ومن قال بالجبر فقد ظلم الله تعالى، فقلت: يا بن رسول الله فما أمر بين أمرين؟ فقال: وجود السبيل إلى إتيان ما أمروا به، وترك ما نهوا عنه.

وقال له رجل: إن الله تعالى فوض إلى العباد أفعالهم؟ فقال: هم أضعف من ذلك وأقل، قال: فجبرهم؟ قال: هو أعدل من ذلك وأجل، قال: فكيف تقول؟ قال:

نقول إن الله أمرهم ونهاهم وأقدرهم على ما أمرهم به ونهاهم عنه.

وسأله الفضل: الخلق مجبورون؟ قال: الله أعدل من أن يجبر ويعذب، قال:

فمطلقون؟ قال: الله أحكم أن يمهل عبده ويكله إلى نفسه (5).

وتقدم في " جبر " و " عدل " و " عمل " و " فعل " ما يتعلق بذلك.

مشكاة الأنوار: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): إن المؤمن ليفوض الله إليه يوم القيامة فيصنع ما يشاء، قلت: حدثني في كتاب الله أين قال؟

ص: 335


1- (1) ط كمباني ج 13 / 117، و ج 7 / 261، وجديد ج 52 / 50.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 2، وجديد ج 5 / 2.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 20، وجديد ج 5 / 68، وص 82.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 20، وجديد ج 5 / 68، وص 82.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 211، وجديد ج 78 / 353 و 354.

قال: قوله تعالى: * (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد) *، فمشية الله مفوضة إليه والمزيد من الله تعالى ما لا يحصى - الخ.

ومنه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله فوض إلى المؤمن أمره كله ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا. أما تسمع قول الله عز وجل يقول: * (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) *. فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا.

بيان: ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا، أي نهاه عن أن يذل نفسه ولو كان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر القرب (1).

باب التوكل والتفويض (2).

المؤمن: * (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا) *.

أمالي الصدوق: عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله جل جلاله: يا بن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلمني ما يصلحك (3).

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): المفوض أمره إلى الله في راحة الأبد والعيش الدائم الرغد، والمفوض حقا هو العالي عن كل همة دون الله، كقول أمير المؤمنين (عليه السلام): رضيت بما قسم الله لي * وفوضت أمري إلى خالقي * كما أحسن الله فيما مضى * كذلك يحسن فيما بقي.

وقال الله عز وجل في المؤمن من آل فرعون. * (وأفوض أمري إلى الله) * - الآية (4). معاني حروف الخمسة للتفويض فيه (5).

قال الإمام الجواد (عليه السلام): كيف يضيع من الله كافله؟ وكيف ينجو من الله طالبه؟ (6).

ص: 336


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 20، وجديد ج 67 / 72.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 147، وجديد ج 71 / 98.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 155، وجديد ج 71 / 135. (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 155، وجديد ج 71 / 135.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 158، وجديد ج 71 / 148، وص 149.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 158، وجديد ج 71 / 148، وص 149.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 160، وجديد ج 71 / 155.

الكافي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الإيمان له أربعة أركان، التوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله عز وجل (1).

فوم:

فوم لغة في الثوم وتقدم في " ثوم ".

فوه:

باب معالجات علل أجزاء الوجه والأسنان والفم (2).

وفيه تعليم الرضا صلوات الله عليه في المنام واليقظة رجلا انفسد فمه ولسانه، أن يأخذ الكمون والسعتر والملح، ويدقه، ويأخذ منه في فمه مرتين أو ثلاثا.

فاستعمله الرجل فعوفي. ونقله أيضا في البحار (3).

وتقدم في " سعد ". وفي ترجمة إبراهيم بن بسطام في رجالنا (4) ما يتعلق بذلك، وفي " دعا " ما يتعلق بذلك.

مص علي بن جعفر ريق فم مولانا الجواد صلوات الله عليه (5).

ورواه في الكافي باب الإشارة والنص على الجواد (عليه السلام).

تدل هذه الرواية على جواز شرب ريق الغير، كما تقدم في " ريق "، ويأتي في " لقم " ما يتعلق بذلك.

غوالي اللئالي: النبوي (صلى الله عليه وآله): خذوا العلم من أفواه الرجال (6).

وضع أمير المؤمنين (عليه السلام) فاه على فم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته، فأخبره بما هو كائن إلى يوم القيامة (7).

ص: 337


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 196، وكتاب الأخلاق ص 160، وجديد ج 68 / 341.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 523، وجديد ج 62 / 159.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 35، و ج 14 / 523، وجديد ج 62 / 159، و ج 49 / 124.
4- (4) مستدركات علم رجال الحديث ج 1 / 128.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 870، وجديد ج 66 / 310.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 97، وجديد ج 2 / 105.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 474، وجديد ج 40 / 213.

فهد:

فهد نوع من السباع بين الكلب والنمر، قوائمه أطول من قوائم النمر، وهو منقط بنقط سود، جمع فهود وأفهد، وآنرا به فارسي يوز وبه تركي پارس نامند. ومانند پلنگ است أو را رام ميكنند. مانند سگان شكارى وبا أو صيد حيوان وحشى مينمايند، ودر خواص نظير پلنگ است.

ويقال: إذا سقي الدواء المعروف بخانق الفهد، طلب زبل الإنسان فأكله (1).

وعدم تعرض الفهد للغزال الذي التجأ إلى قبر مولانا الرضا (عليه السلام) (2).

الفهد كثير النوم والتمرد ويضرب به المثل في كثرة النوم. وهو ثقيل الجثة يحطم ظهر الحيوان في ركوبه. ومن خلقه الغضب، وذلك أنه إذا وثب على فريسته لا يتنفس حتى ينالها. فيحمي لذلك وتمتلئ رئته من الهواء الذي حبسه، فإذا أخطأ صيده رجع مغضبا، وربما قتل سائسه.

وزعم أرسطو أنه يتولد بين نمر وأسد ومزاجه كمزاج النمر.

ويقال: إن الفهدة إذا أثقلت بالحمل حن عليها كل ذكر يراها من الفهود ويواسيها من صيده، فإذا أرادت الولادة هربت إلى موضع قد أعدته لذلك. كذا عن الدميري.

ابن فهد: هو الشيخ الأجل الثقة الفقيه الزاهد العالم العامل الكامل، أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي، صاحب المقامات العالية والمصنفات الفائقة، كالمهذب البارع وعدة الداعي والتحصين وغير ذلك. ولد سنة 757 وتوفي 841، ودفن في كربلاء وقبره مزار مشهور.

فهر:

فهر: من أجداد النبي (صلى الله عليه وآله) واسمه قريش، كما تقدم في " أبي " عند ذكر آباء النبي (صلى الله عليه وآله). وجملة من أحواله في المنتهى (3).

ص: 338


1- (1) ط كمباني ج 14 / 676، وجديد ج 64 / 92.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 97، وجديد ج 49 / 334.
3- (3) المنتهى ص 5.

في المجمع: وفي الخبر نهي عن الفهر، والفهر مثل نهر ونهر، وهو أن يجامع الرجل امرأة ثم يتحول عنها قبل الفراغ إلى أخرى فينزل. إنتهى.

والفهر: الحجر مطلقا، وعند الأطباء حجر رقيق تسحق به الأدوية.

وفي مجمع النورين للمرندي (1) في حديث عيادة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه لصعصعة، ثم نظر إلى فهر في وسط داره، فقال لأحد أصحابه:

ناولنيه، فأخذه وأداره في كفه، فإذا صار سفرجلة رطبة، فدفعها إلى أحد أصحابه وقال: قطعها قطعا وادفع إلى كل واحد منا قطعة وإلى صعصعة قطعة وإلي قطعة.

ففعل ذلك، فأدار مولانا القطعة من السفرجل في كفه فإذا بها تفاحة، فدفعها إلى ذلك الرجل وقال له: قطعها وادفع إلى كل واحد قطعة وإلى صعصعة قطعة وإلي قطعة. ففعل الرجل فأدار مولانا القطعة من التفاحة فإذا هي حجر فهر، فرمي به إلى صحن الدار، فأكل صعصعة القطعتين واستوى جالسا وقال: شفيتني وازددت في إيماني وإيمان أصحابك.

ورواه في مدينة المعاجز (2) عن السيد المرتضى بسنده عن الحسن العسكري عن آبائه، عن الرضا (عليهم السلام) وذكر الحديث.

فيأ:

فاء يفئ فيئا أي رجع، وأفاء أي أرجع، * (وما أفاء الله على رسوله) * أي أرجعه إليه، وإنما سمي الفئ فيئا لأنه تبارك وتعالى جعل الدنيا كلها لخليفته، فتكون الدنيا كلها وما فيها لخلفائه المعصومين صلوات الله عليهم، فما غلب عليه أعداؤهم ثم رجع إليهم بحرب أو غلبة أو غير ذلك سمي فيئا، لأنه رجع إلى صاحبه الأصلي بعد ما كان في أيدي الغاصبين.

شأن نزول قوله تعالى: * (وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) * - الآية (3).

رسالة مولانا الصادق صلوات الله عليه في الغنائم والفئ والأنفال (4).

ص: 339


1- (1) مجمع النورين ص 181.
2- (2) مدينة المعاجز ص 71 في معجزة 179.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 439، وجديد ج 19 / 161.
4- (4) ط كمباني ج 20 / 53، وجديد ج 96 / 204.

ويأتي في " نفل " ما يتعلق بذلك.

تفسير فرات بن إبراهيم: عن الثمالي، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال:

قال الله تبارك وتعالى: * (وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى) * فما كان للرسول فهو لنا وشيعتنا حللناه لهم وطيبناه لهم: يا أبا حمزة والله لا يضرب على شئ من الأشياء في شرق الأرض ولا غربها إلا كان حراما سحتا على من نال منه شيئا ما خلانا وشيعتنا، فإنا طيبناه لكم وجعلناه لكم. والله يا أبا حمزة لقد غصبونا ومنعونا حقنا (1).

الكافي: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ما في معناه، وفيها قوله: يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا - إلى أن قال: - فنحن أصحاب الخمس والفئ، وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا - الخ (2).

الكافي: في باب من يجب عليه الجهاد مسندا عن أبي عمرو الزبيري، عن مولانا الصادق صلوات الله عليه في حديث مفصل قال: وذلك أن جميع ما بين السماء والأرض لله عز وجل ولرسوله ولأتباعهما من المؤمنين (يعني الأئمة (عليهم السلام)) من أهل هذه الصفة، فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والمولي عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات وغلبوهم عليه مما أفاء الله على رسوله، فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم (3).

وإنما معنى الفئ كل ما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان قد غلب عليه أو فيه. فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء، مثل قول الله عز وجل: * (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم) *، وقال: * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى

ص: 340


1- (1) ط كمباني ج 20 / 55، وجديد ج 96 / 212.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 156، وجديد ج 24 / 311.
3- (3) الكافي ج 5 / 16.

فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله) * أي ترجع، * (فإن فائت) * أي رجعت * (فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) * يعني بقوله * (تفئ) * ترجع، فذلك الدليل على أن الفئ كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه.

ويقال للشمس إذا زالت: قد فاءت الشمس، حين يفئ الفئ عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار فإنما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار إياهم - الخبر.

والفئة: مشتق من فأي، كما في المنجد وتقدم.

فيد:

إفادات الشيخ في شرح كلمات الصدوق في النفس والروح، وبيانه معاني النفس والروح (1). وتقدم في " روح " ما يتعلق بذلك.

إفاداته في شرح كلماته في الإرادة والمشية والقضاء والقدر (2).

إفاداته في عذاب القبر وفي سؤال القبر (3).

وفي قوله تعالى: * (لمن الملك اليوم) * وأنه خطاب لمعدوم (4).

إفاداته في عقبات القيامة (5). وفي الحساب (6). وفي الجنة (7). وفي النار (8).

إفاداته في الباب الآخر من البحار (9).

نقلا من كتاب الفصول للسيد المرتضى ما أفاده في قوله تعالى: * (وشاورهم في الأمر) * (10).

ص: 341


1- (1) ط كمباني ج 3 / 162، و ج 14 / 409 و 410 و 411 و 428، وجديد ج 6 / 251، و ج 61 / 78 و 144.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 27 و 29، وجديد ج 5 / 91 و 98.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 168 و 171.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 183، وجديد ج 6 / 272 و 280 و 325.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 227، وص 264، وص 348، وص 385، وجديد ج 7 / 129، وص 252، و ج 8 / 201، وص 325.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 227، وص 264، وص 348، وص 385، وجديد ج 7 / 129، وص 252، و ج 8 / 201، وص 325.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 227، وص 264، وص 348، وص 385، وجديد ج 7 / 129، وص 252، و ج 8 / 201، وص 325.
8- (8) ط كمباني ج 3 / 227، وص 264، وص 348، وص 385، وجديد ج 7 / 129، وص 252، و ج 8 / 201، وص 325.
9- (9) ط كمباني ج 4 / 189، وجديد ج 10 / 408، وص 414.
10- (10) ط كمباني ج 4 / 189، وجديد ج 10 / 408، وص 414.

ما أفاده في جواب من قال: إن جلوس الرجلين في العريش كان أفضل من جهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

ما أفاده في آية الغار، وفي آية التطهير، وفي حديث الطير، وفي رد من قال أن أبا بكر كان من شجعان العرب، وفي الاعتماد على المنامات، وفي زيارة القبور، وغير ذلك (2).

ما أفاده في أن فقهاء العامة يرون الخلاف على أمير المؤمنين ويخالفونه في الأحكام، وأن الشافعي كان سيئ الرأي في علي (3).

ما أفاده في زيد بن علي بمسجد الكوفة حيث اجتمع إليه من أهلها وغيرهم أكثر من خمسمائة، فقال في جواب الزيدي الذي أراد الفتنة والشناعة فقال له:

بأي شئ استجزت إنكار إمامة زيد؟ فقال الشيخ: إنك قد ظننت علي ظنا باطلا وقولي في زيد لا يخالفني عليه أحد من الزيدية. إن زيدا كان إماما في العلم والزهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنفي عنه الإمامة الموجبة لصاحبها العصمة والنص والمعجز، وهذا ما لا يخالفني أحد من الزيدية، فلم يتمالك جميع من حضر من الزيدية أن شكروه ودعوا له، وبطلت حيلة الرجل فيما أراد من الفتنة (4).

ما أفاده المفيد في عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) في البحار (5). وفي سهوه فيه (6). ورسالته في ذلك (7).

ما أفاده في شرح كلمات الصدوق في كيفية نزول الوحي (8). وفي كيفية نزول القرآن (9).

ما أفاده أيضا في تزويج النبي (صلى الله عليه وآله) ابنتيه زينب ورقية من عثمان، وأنه ليس

ص: 342


1- (1) ط كمباني ج 4 / 191، وجديد ج 10 / 417.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 192 - 196، وجديد ج 10 / 418 - 442، وص 443.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 192 - 196، وجديد ج 10 / 418 - 442، وص 443.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 201، و ج 11 / 53، وجديد ج 10 / 451، و ج 46 / 190.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 216، وص 220، وص 223، وجديد ج 17 / 96، وص 110، وص 122.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 216، وص 220، وص 223، وجديد ج 17 / 96، وص 110، وص 122.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 216، وص 220، وص 223، وجديد ج 17 / 96، وص 110، وص 122.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 358، وص 359، وجديد ج 18 / 248، وص 251.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 358، وص 359، وجديد ج 18 / 248، وص 251.

ذلك بأعجب من لوط حين قال للكفار: * (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) *. وزوجه النبي على ظاهر الإسلام (1).

ما أفاد في إثبات إمامة العترة بحديث الثقلين (2).

في الاتفاق على أن من أنكر واحدا من الأئمة (عليهم السلام)، وأصحاب البدع كلهم في النار مع الكفار (3).

في معاني الوحي وإلهامات الأئمة من عند الله تعالى (4).

في علم غيبهم صلوات الله عليهم (5).

في أن الإمام هل يحكم بعلمه أو بظاهر الشهادات (6).

في معرفة الأئمة بجميع الصنائع وجميع اللغات (7).

في أفضلية الأئمة (عليهم السلام) من الأنبياء والمرسلين سوى نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) (8).

إفاداته في معجزات الأئمة صلوات الله عليهم (9).

في أحوال الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم بعد وفاتهم، وأنهم يسكنون في الجنة ويلحق بهم الصلحاء، ويعلمون أحوال شيعتهم في دار الدنيا (10).

باب احتجاج الشيخ السديد المفيد على عمر في الرؤيا (في آية الغار) (11).

ما أفاده في علة أخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) عطاءهم، وصلاته خلفهم، ونكاحه

ص: 343


1- (1) ط كمباني ج 6 / 710، وجديد ج 22 / 164.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 24، وجديد ج 23 / 112.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 81، وجديد ج 23 / 390.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 295، وجديد ج 26 / 83.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 300، وجديد ج 26 / 104.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 318، وجديد ج 26 / 177.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 322، وجديد ج 26 / 192.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 345، وجديد ج 26 / 298.
9- (9) ط كمباني ج 7 / 364، وجديد ج 27 / 31.
10- (10) ط كمباني ج 7 / 423، وجديد ج 27 / 301.
11- (11) ط كمباني ج 7 / 428، وجديد ج 27 / 327.

سبيهم (1).

كلامه في إيمان أبي طالب (2).

في إثباته حقية مذهب التشيع بقوله تعالى: * (وكونوا مع الصادقين) * (3).

في مبيت أمير المؤمنين (عليه السلام) على فراش النبي (صلى الله عليه وآله)، وما فيه من الحجج على أهل الخلاف (4).

كلامه في ذكر مذاهب الذين خالفوا الفرقة الحقة الاثني عشرية، كالكيسانية والناووسية والقرامطة والسبطية والفطحية، إلى غير ذلك (5).

كلامه في سبق إيمان أمير المؤمنين (عليه السلام) على كافة الناس، وإبطال سبق إسلام أبي بكر في كلام طويل. ومنه يعلم أنه كان ملهما بالخير والصواب، ويتبين كثرة علمه ووفور اطلاعه (6).

ما أفاد به من رد كلام من قال: إن خبر الطير خبر واحد ينتهي إلى أنس وحده (7).

كلامه في رد من تعلق من ضعفة العامة بقول أمير المؤمنين (عليه السلام): علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألف باب يفتح كل باب ألف باب، على صحة الإجتهاد والقياس (8).

ما أفاده في شجاعة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعظم بلائه في الجهاد، ونكايته في الأعداء بذكر نظم الشعراء (9).

ص: 344


1- (1) ط كمباني ج 8 / 151، وجديد ج 29 / 447.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 36، وجديد ج 35 / 173.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 79، وجديد ج 35 / 419.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 93، وجديد ج 36 / 45.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 171 - 178، وجديد ج 37 / 1 - 28.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 323، وجديد ج 38 / 262.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 346، وجديد ج 38 / 360.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 456، وجديد ج 40 / 127.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 530، وجديد ج 41 / 97.

كلامه في جواب من سأل ما بال أمير المؤمنين (عليه السلام) خرج إلى المسجد وهو يعلم أنه مقتول؟ وعرف قاتله؟ والوقت والزمان؟ وكذا في خروج الحسين (عليه السلام) وهدنة الحسن (عليه السلام) (1).

كلامه في تزويج أمير المؤمنين (عليه السلام) بنته أم كلثوم بعمر (2).

جوابه لبعض المعتزلة في الرد على الرجعة بقوله: ما يؤمنك أن يتوب يزيد وشمر وابن ملجم، ورجعوا عن كفرهم وضلالهم (3).

ما أفاده في قوله تعالى: * (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) *، وقوله بالموت والحياة في الرجعة (4).

كلام المفيد في علم النجوم (5).

كلامه في سماع الأئمة (عليهم السلام) كلام الملائكة، ورؤية المحتضر الملائكة (6).

كلامه في العالم وما فيه من الجواهر والأعراض (7).

كلامه في المنامات وحقيقتها (8).

رسالته في ذبائح أهل الكتاب (9).

كلامه في مرتكبي الكبائر من أهل المعرفة (10).

الإحتجاج: ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة في أيام بقيت من صفر سنة 410 على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من

ص: 345


1- (1) ط كمباني ج 9 / 663، وجديد ج 42 / 257.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 624، وجديد ج 42 / 107.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 233، وجديد ج 53 / 132، وص 137.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 233، وجديد ج 53 / 132، وص 137.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 158، وجديد ج 58 / 278.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 235، وجديد ج 59 / 211.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 307، وجديد ج 60 / 99. (7) ط كمباني ج 14 / 307، وجديد ج 60 / 99.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 447، وجديد ج 61 / 209.
9- (9) ط كمباني ج 14 / 813، وجديد ج 66 / 9.
10- (10) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 172، وجديد ج 68 / 256.

مستودع العهد المأخوذ على العباد.

بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، سلام عليك أيها المولى (الولي - خ ل) المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا نبينا محمد وآله الطاهرين، ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحق، وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق، أنه قد اذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك، أعزهم الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته.

فقف - أمدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه - على ما نذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله.

نحن - وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أرانا الله تعالى لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين - فإنا يحيط علمنا بأنبائكم، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم، ومعرفتنا بالزلل الذي أصابكم، مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.

إنا غير مهملين لمراعاتكم - الخ (1).

الإحتجاج: ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، نسخته:

من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله.

بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك أيها الناصر للحق الداعي إلى كلمة الصدق، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، إلهنا وإله آبائنا الأولين، ونسأله الصلاة على نبينا وسيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

وبعد فقد كنا نظرنا مناجاتك، عصمك الله بالسبب الذي وهبه لك من أوليائه وحرسك من كيد أعدائه - إلى آخر التوقيع الشريف (2).

ص: 346


1- (1) ط كمباني ج 13 / 243، وجديد ج 53 / 174، وص 176.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 243، وجديد ج 53 / 174، وص 176.

أقول: الشيخ المفيد: هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام ابن جابر بن نعمان بن سعيد بن جبير التابعي الشهيد في ولاء مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بيد الشقي اللعين حجاج الثقفي - وذكره النجاشي إلى هنا وبعده إلى يعرب بن قحطان - البغدادي، شيخ مشايخ الحلة، ورئيس رؤساء الملة، فخر الشيعة ومحيي الشريعة، ملهم الحق ودليله ومنار الدين وسبيله، اجتمعت فيه خلال الفضل، وانتهت إليه رئاسة الكل، واتفق الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته.

كان كثير المحاسن، جم المناقب، حديد الخاطر، حاضر الجواب، واسع الرواية، خبيرا بالأخبار والرجال والأشعار.

وكان أوثق أهل زمانه بالحديث، وأعرفهم بالفقه والكلام. وكل من تأخر عنه استفاد منه.

وقال علماء العامة في حقه: هو شيخ مشايخ الإمامية، رئيس الكلام والفقه والجدل.

وكان يناظر أهل كل عقيدة. وكان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، خشن اللباس. وكان شيخا ربعة نحيفا أسمر.

عاش ستا وسبعين سنة، وله أكثر من مائتي مصنف. كانت جنازته مشهورة شيعه ثمانون ألفا من الرافضة والشيعة، وأراح الله منه أهل السنة.

وكان كثير التقشف والتخشع والإكباب على العلم. وكان يقال له على كل إمامي منة.

وقال الشريف أبو يعلى الجعفري، كان تزوج بنت المفيد: ما كان المفيد ينام من الليل إلا هجعة، ثم يقوم يصلي أو يطالع أو يدرس أو يتلو.

وقال ابن النديم: في عصرنا انتهت رئاسة متكلمي الشيعة إليه، مقدم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه، دقيق الفطنة ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعا. إنتهى.

ص: 347

توفي ليلة الثالث من شهر رمضان ببغداد سنة 413.

كان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة 336، وقيل 333، وقيل 338، وصلى عليه الشريف المرتضى بميدان الأشنان.

قال الشيخ الطوسي: وكان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، وكثرة البكاء من المخالف والمؤالف.

قلت: وقبره في البقعة الكاظمية في طرف الرجل مشهور.

يروي عن الشيخ أبي القاسم جعفر بن قولويه، والشيخ الصدوق، والشيخ أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد القمي، وأبي غالب الزراري، وشيخ الطائفة محمد بن أحمد بن داود القمي، والصفواني، وأبي محمد الحسن بن حمزة الطبري المرعشي، والجعابي، إلى غير ذلك مما يبلغ خمسين شيخا.

قال شيخنا في المستدرك: وأما وجه تسميته بالمفيد، ففي معالم العلماء في ترجمته، ولقبه المفيد صاحب الزمان صلوات الله عليه وقد ذكرت ذلك في مناقب آل أبي طالب (عليهم السلام). إنتهى. ولا يوجد هذا الموضع من مناقبه، ولكن اشتهر أنه لقبه به بعض علماء العامة.

ففي تنبيه الخواطر للشيخ الزاهد ورام إن الشيخ المفيد لما انحدر مع أبيه وهو صبي من عكبرا إلى بغداد للتحصيل، اشتغل بالقراءة على الشيخ أبي عبد الله المعروف بالجعل، ثم على أبي ياسر، وكان أبو ياسر ربما عجز عن البحث معه الخروج عن عهدته، فأشار إليه بالمضي إلى علي بن عيسى الرماني الذي هو من أعاظم علماء الكلام، وأرسل معه من يدله على منزله. فلما مضى وكان مجلس الرماني مشحونا من الفضلاء، جلس الشيخ في صف النعال، وبقي يتدرج للقرب كلما خلى المجلس شيئا فشيئا لاستفادة بعض المسائل من صاحب المجلس.

فاتفق أن رجلا من أهل البصرة دخل وسأل الرماني وقال: ما تقول في خبر الغدير وقصة الغار؟ فقال الرماني. خبر الغار دراية، وخبر الغدير رواية، والرواية لا تعارض الدراية. ولما كان ذلك الرجل البصري ليس له قوة المعارضة

ص: 348

سكت وخرج.

وقال الشيخ: إني لم أجد صبرا عن السكوت عن ذلك، فقلت: أيها الشيخ عندي سؤال. فقال: قل. فقلت: ما تقول فيمن خرج على الإمام العادل فحاربه؟ فقال: كافر. ثم استدرك فقال: فاسق. فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ فقال: إمام. فقلت: ما تقول في حرب طلحة وزبير له في حرب الجمل؟ فقال: إنهما تابا. فقلت له: خبر الحرب دراية والتوبة رواية.

فقال: وكنت حاضرا عند سؤال الرجل البصري؟ فقلت: نعم، فقال: رواية برواية وسؤالك متجه وارد.

ثم إنه سأله: من أنت، وعند من تقرأ من علماء هذه البلاد؟ فقلت له: عند الشيخ أبي علي جعل. ثم قال له: مكانك، ودخل منزله وبعد لحظة خرج وبيده رقعة ممهورة فدفعها إلي.

وقال: إدفعها إلى شيخك أبي عبد الله. فأخذت الرقعة من يده ومضيت إلى مجلس الشيخ المذكور ودفعت إليه الرقعة، ففتحها وبقي مشغولا بقراءتها وهو يضحك. فلما فرغ من قراءتها قال: إن جميع ما جرى بينك وبينه قد كتب إلي به، وأوصاني بك ولقبك بالمفيد.

ونقل ابن إدريس هذه الحكاية مختصرا في آخر السرائر.

وقال القاضي في المجالس نقلا عن مصابيح القلوب قال: بينما القاضي عبد الجبار ذات يوم في مجلسه في بغداد ومجلسه مملو من علماء الفريقين، إذ حضر الشيخ وجلس في صف النعال، ثم قال للقاضي: إن لي سؤالا فإن أجزت بحضور هؤلاء الأئمة. فقال له القاضي: سل.

فقال: ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة: " من كنت مولاه فعلي مولاه " أهو مسلم صحيح عن النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير؟ فقال: نعم خبر صحيح.

فقال الشيخ: ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟ فقال: هو بمعنى خبر صحيح.

فقال الشيخ: ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟ فقال: هو بمعنى أولى.

فقال الشيخ: فما هذا الخلاف والخصومة بين الشيعة والسنة؟ فقال الشيخ: أيها

ص: 349

الأخ هذه رواية وخلافة أبي بكر دراية، والعادل لا يعادل الرواية بالدراية.

فقال الشيخ: ما تقول في قول النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): حربك حربي وسلمك سلمي. قال القاضي: الحديث صحيح. فقال: ما تقول في أصحاب الجمل؟ فقال القاضي: أيها الأخ إنهم تابوا. فقال الشيخ: أيها القاضي الحرب دراية والتوبة رواية، وأنت قررت في حديث الغدير أن الرواية لا تعارض الدراية.

فبهت الشيخ القاضي ولم يحر جوابا، ووضع رأسه ساعة ثم رفع رأسه وقال:

من أنت؟ فقال خادمك محمد بن محمد بن النعمان الحارثي. فقام القاضي من مقامه وأخذ بيد الشيخ وأجلسه على مسنده، وقال: أنت المفيد حقا.

فتغيرت وجوه علماء المجلس فلما أبصر القاضي ذلك منهم، قال: أيها الفضلاء إن هذا الرجل ألزمني وأنا عجزت عن جوابه. فإن كان أحد منكم عنده جواب عما ذكره فليذكر، ليقوم الرجل ويرجع مكانه الأول.

فلما انفصل المجلس شاعت القصة واتصلت بعضد الدولة، فأرسل إلى الشيخ فأحضره وسأله عما جرى، فحكى له ذلك فخلع عليه خلعة سنية وأخذ له بفرس محلي بالزينة وأمر له بوظيفة تجري عليه.

المفيد الثاني: هو الشيخ الأجل العالم الفاضل الكامل الفقيه المحدث الثقة الشيخ حسن بن محمد بن الحسن الطوسي أبو علي ابن شيخ الطائفة، صاحب كتاب شرح النهاية وكتاب الأمالي، الدائر بين سدنة الأخبار وغيرهما، ينتهي إليه أكثر الإجازات.

المفيد الرازي: عز العلماء أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري النيسابوري ثم الرازي، فقيه الأصحاب بالري، قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي جميع تصانيفه، وقرأ على سالار وابن البراج. يروي عنه السيد فضل الله الراوندي.

المفيد النيسابوري: هو الشيخ الأجل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري نزيل الري، شيخ أصحابنا الإمامية في الري الحافظ الواعظ الثقة صاحب التصانيف الكثيرة، عم والد الشيخ أبي الفتوح الرازي، حسين

ص: 350

ابن علي بن محمد بن أحمد. تلمذ على السيدين والشيخ الكراجكي وابن البراج وغيرهم.

قال شيخنا في المستدرك في ذكر مشايخ أبي الفتوح الرازي: الثالث عم والده الشيخ الجليل المفيد الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر أحمد النيسابوري الخزاعي، نزيل الري الفاضل الكامل العالم المتبحر.

قال في المنتجب: شيخ الأصحاب بالري حافظ واعظ ثقة، سافر في البلاد شرقا وغربا، وسمع الأحاديث من المؤالف والمخالف، وله تصانيف. منها: سفينة النجاة في مناقب أهل البيت، الرضويات، الأمالي، عيون الأخبار، مختصرات في الزواجر والمواعظ.

أخبرنا بها جماعة. منهم: السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسني وابن أخيه الشيخ الإمام أبو الفتوح الخزاعي. إنتهى.

مفيد الدين: هو الشيخ الجليل محمد بن علي بن محمد بن جهم الأسدي أحد المشايخ الفقهاء الأجلة، وهو الذي لما سأل الأعظم الخواجة نصير الدين الطوسي المحقق نجم الدين - لما حضر عنده بالحلة واجتمع عنده فقهائها الجلة - عن أعلم الجماعة بالأصولين، أشار المحقق في الجواب إليه وإلى والد العلامة. وقال:

هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام وأصول الفقه. وهو أحد مشايخ العلامة يروي عن السيد فخار.

ذكر فوائد مذكورة في إجازات البحار (1).

فيض:

الفيض بن المختار الجعفي الكوفي: روى عن الصادقين وعن أبي الحسن (عليهم السلام). ثقة عين، عده الشيخ المفيد من شيوخ أصحاب أبي عبد الله وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين.

روى نص أبي عبد الله (عليه السلام) على موسى (عليه السلام) ابنه بالإمامة (2).

ص: 351


1- (1) ط كمباني ص 14 - 20.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 182 و 234 و 238، وجديد ج 47 / 260، و ج 48 / 15.

أقول: الفيض لقب العالم الفاضل الكامل العارف المحدث المحقق المدقق الحكيم المتأله محمد بن المرتضى المدعو بالمولى محسن الكاشاني، صاحب التصانيف الكثيرة كالوافي والصافي والمفاتيح وغيرها. أمره في الفضل وطول الباع وكثرة الاطلاع وجودة التعبير وحسن التحرير أشهر من أن يخفى. تفرق الناس فرقا في مدحه والقدح فيه والتعصب له أو عليه، وذلك دليل على وفور فضله وتقدمه على أقرانه، والكامل من عدت سفطاته والسعيد من حسبت هفواته.

يروي عن جماعة من المشايخ وأساتيد الدين كالشيخ البهائي، والمولى محمد صالح، والسيد ماجد، والمولى محمد طاهر القمي، والمولى خليل، والشيخ محمد بن صاحب المعالم، والمولى صدرا وغيرهم. توفي سنة 1091 في بلدة كاشان ودفن بها.

وكان ختنا للمولى صدرا كما أن الفياض وهو العالم الفاضل الحكيم المدقق المحقق المولى عبد الرزاق اللاهيجي الجيلاني القمي ختنا له على ابنته الأخرى.

والمولى عبد الرزاق المذكور هو صاحب الشوارق وگوهر مراد وغيرهما، توفي سنة 1051 بقم، وكان مدرسا بها. وهو غير المولى عبد الرزاق الكاشي صاحب تأويل الآيات وشرح الفصوص وشرح منازل السائرين وغيرها، المتوفى سنة 730.

الأمير فيض الله بن عبد القاهر الحسيني التفرشي. نقل الأستاذ الأكبر في التعليقة عن نقد الرجال أنه قال في ترجمته: سيدنا الطاهر كثير العلم عظيم الحلم فقيه ثقة عين، مولده في تفرش وتحصيله في مشهد الرضا (عليه السلام) واليوم من سكان المشهد المقدس الغروي مد الله تعالى في عمره، حسن الخلق سهل الخليقة لين العريكة كل صفات الصلحاء والأتقياء مجتمعة فيه. له كتب. منها: حاشية على المخلف وشرح الاثني عشرية. إنتهى.

أقول: والاثني عشرية هو في الصلاة لصاحب المعالم. يروي عنه السيد الأجل الأمير شرف الدين الشولتاني المتوطن في الغري، وهو يروي عن الشيخ

ص: 352

محمد بن صاحب المعالم، وعن صاحب المعالم، كما نقل ذلك صاحب الروضات وعن السيد ابن الصائغ رضي الله عنهم. والحمد لله كما هو أهله.

فيل:

في أنه صنع مولانا الباقر (عليه السلام) فيلا من طين فركبه وطار في الهواء، كما نقله جابر الجعفي عنه. قال الراوي: فذهبت إلى الباقر (عليه السلام) وأخبرته بما رواه جابر، فركبني وحملني معه إلى مكة وردني (1).

العلوي (عليه السلام) في تعيين وزن الفيل لمن حلف أن يزن الفيل (2).

والنبوي نظيره (3).

رواية الكافي عن مولانا الكاظم صلوات الله عليه في جواز بيع عظام الفيل وشرائه الذي يجعل منه الأمشاط (4).

والفيل من المسوخ كان رجلا جبارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا، وكان ينكح البهائم (5).

وفي توحيد المفضل قال الصادق (عليه السلام): تأمل مشفر الفيل وما فيه من لطيف التدبير، فإنه يقوم مقام اليد في تناول العلف والماء وازدرادهما إلى جوفه، ولولا ذلك ما استطاع أن يتناول شيئا من الأرض لأنه ليست له رقبة يمدها كسائر الأنعام. فلما عدم العنق أعين مكان ذلك بالخرطوم الطويل ليسدله فيتناول به حاجته، فمن ذا الذي عوضه مكان العضو الذي عدمه ما يقوم مقامه إلا الرؤوف بخلقه. وكيف يكون هذا بالإهمال كما قالت الظلمة.

فإن قال قائل: فما باله لم يخلق ذا عنق كسائر الأنعام؟ قيل له: إن رأس الفيل وأذنيه أمر عظيم وثقل ثقيل ولو كان ذلك على عنق عظيمة لهدها وأوهنها، فجعل رأسه ملصقا بجسمه لكيلا ينال منه ما وصفنا، وخلق له مكان العنق هذا المشفر

ص: 353


1- (1) مدينة المعاجز ص 324، ودلائل الطبري ص 96.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 465، وص 498، وجديد ج 40 / 166، وص 316.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 465، وص 498، وجديد ج 40 / 166، وص 316.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 120، وجديد ج 47 / 57.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 784 - 786، وجديد ج 65 / 220.

ليتناول به غذاءه، فصار مع عدمه العنق مستوفيا ما فيه بلوغ حاجته. انظر الآن كيف حياء الأنثى من الفيلة في أسفل بطنها فإذا هاجت للضراب ارتفع وبرز حتى يتمكن الفحل من ضربها، فاعتبر كيف جعل حياء الأنثى من الفيلة على خلاف ما عليه في غيرها من الأنعام، ثم جعلت فيه هذه الخلة ليتهيأ للأمر الذي فيه قوام النسل ودوامه - الخ (1).

الفيل معروف قال الدميري: الفيل وزند فيل وهما كالبخاتي والعراب، أو هما كالذكر والأنثى؟ والفيل إذا اغتلم أشبه الجمل في ترك الماء والعلف حتى تتورم رأسه ولم يكن لسواسه غير الهرب منه. والذكر ينزو إذا مضى من عمره خمس سنين في وقت الربيع، والأنثى تحمل سنتين وتضع ولدها في النهر قائمة، والذكر عند ذلك يحرسها وولدها من الحيات.

ويقال: إن الفيل يحقد كالجمل، فربما يقتل سائسه حقدا عليه. ويعظم ناباه وربما بلغ الواحد منهما مائة من، وخرطومه من غضروف، وهو أنفه ويده التي يوصل بها الطعام والشراب إلى فيه، ويقاتل بها.

وفيه من الفهم ما يقبل به التأديب.

وبينه وبين السنور عداوة طبيعية حتى أنه يهرب من السنور، كالسبع من الديك الأبيض، وكما أن العقرب متى أبصرت الوزغة ماتت.

ولأبي عبد الله القلانسي حكاية مع الفيلة التي أهلكت الجماعة الذين أكلوا ولدها وأبو عبد الله امتنع من أكله. إنتهى ملخصا (2).

قصة أصحاب الفيل ونزول السورة (3).

أقول: ومختصر قصتهم أنه نزل جماعة من أهل مكة بأرض الحبشة في تجارة، فدخلوا في كنيسة من كنائس النصارى، وأوقدوا بها نارا يصطلون عليها

ص: 354


1- (1) ط كمباني ج 14 / 666، وتمامه في ج 2 / 30، وجديد ج 64 / 57، و ج 3 / 96.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 787. وجديد ج 65 / 230.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 16 - 37، وجديد ج 15 / 65 و 132 - 145.

ويصلحون بها طعاما لهم، ورحلوا ولم يطفؤوها، فهبت به ريح فأحرقت جميع ما في الكنيسة. فلما دخلوا قالوا: من فعل هذا؟ قالوا: كان بها تجار من عرب مكة.

فأخبروا بذلك ملكهم قال: ما أحرق معبدنا إلا العرب، فغضب لذاك غضبا شديدا وقال: لأحرقن معبدهم فأرسل وزيره أبرهة بن الصباح وأرسل معه الفيل يهدم البيت. فسار القوم وجعل في مقدمة الجيوش رجلا يقال له الأسود بن مقصود.

فأجلبوا برجلهم والخيل * وأقبلوا كقطع من ليل وقد أتى الأسود نحو الحرم * واستاق ما كان به من نعم قام ذاك الوقت عبد المطلب * أبرهة والسعي في الخير طلب فمذ رأى أبرهة وجها سما * معابة عظمه رب السما الخط عن سريره منهبطا * وقعدا على بساط بسطا وقال سل ما شئت من أمور * فقال رد مائتي بعير قد أخذت من جملة الأموال * فقال قد هونت في السؤال لو قلت لي لا تهد من البيتا * وارجع وعد من حيث ما أتيتا قابلت ما قلت بالامتثال * من غير إمهال ولا إهمال فقال هذا إبلي وهذا * بيت له خالقا أعاذا لا أسأل اليوم سواه فيه * إن له ربا على يحميه فجاءهم أبرهة بالفيلة * وبجيوش أقبلت محتفلة فأرسل الله على الذي فجر * طيرا أبابيل رمت جنس الحجر مهيأ للقوم من سجيل * فهم كعصف بعدها مأكول وكان عام الفيل عام المولد * لأحمد خير الورى محمد (صلى الله عليه وآله) الكافي: عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لما أن وجه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بإبل لعبد المطلب فساقوها. فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال: هذا عبد المطلب بن هاشم، قال: وما يشاء؟ قال الترجمان: جاء في إبل له ساقوها يسألك ردها. فقال

ص: 355

ملك الحبشة لأصحابه: هذا رئيس قوم وزعيمهم، جئت إلى بيته الذي يعبده لأهدمه وهو يسألني إطلاق إبله، أما لو سألني الإمساك عن هدمه لفعلت، ردوا عليه إبله.

فقال عبد المطلب لترجمانه: ما قال الملك؟ فأخبره، فقال عبد المطلب: أنا رب الإبل، ولهذا البيت رب يمنعه. فردت عليه إبله، فانصرف عبد المطلب نحو نحو منزله، فمر بالفيل في منصرفه فقال له: يا محمود. فحرك الفيل رأسه، فقال له:

أتدري لم جاؤوا بك؟ فقال الفيل برأسه: لا، فقال عبد المطلب: جاؤوا بك لتهدم بيت ربك، أفتراك فاعل ذلك؟ فقال برأسه: لا. فانصرف عبد المطلب إلى منزله.

فلما أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى وامتنع عليهم، فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك: أعل الجبل فانظر ترى شيئا؟ فقال: أرى سوادا من قبل البحر، فقال له: يصيبه بصرك أجمع؟ فقال له: لا، ولأوشك أن يصيب. فلما أن قرب قال: هو طير كثير لا أعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف أو دون حصاة الخذف.

فقال عبد المطلب: ورب عبد المطلب ما يريد إلا القوم، حتى لما صاروا فوق رؤوسهم أجمع ألقت الحصاة، فوقعت كل حصاة على هامة رجل فخرجت من دبره فقتلته، فما انفلت منهم إلا رجل واحد يخبر الناس، فلما أن أخبرهم ألقت عليه حصاة فقتلته (1). تقدم في " طبع ": ما يتعلق بقصة الفيل.

قال الدميري: إذا دخل انسان على من يخاف شره فليقرأ كهيعص حمعسق، وعدد حروف الكلمتين عشرة بعقد، لكل حرف أصبعا من أصابعه يبدأ بإبهام يده اليمنى ويختم بإبهام يده اليسرى، فإذا فرغ عقد جميع الأصابع، قرأ في نفسه سورة الفيل، فإذا وصل إلى قوله تعالى ترميهم كرر لفظ ترميهم عشر مرات، يفتح في كل مره أصبعا من الأصابع المعقودة، فإذا فعل ذلك أمن شره وهو عجيب مجرب - إنتهى.

ص: 356


1- (1) ط كمباني ج 6 / 37، وجديد ج 15 / 158.

وقال في المجمع: الفيل معروف وجمعه أفيال وفيول، وعام الفيل قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله) بأربعين سنة.

وباب الفيل هي أحد أبواب مسجد الكوفة، وكانت تسمى بباب الثعبان، وقصتها مشهورة.

وفي الحديث كان الفيل ملكا زانيا فمسخ.

وأصل فيل فعل، فكسر لأجل الياء. والفول: الباقلي. ويقال الحمص. إنتهى.

أقول: أشرنا إلى قصة الثعبان في " ثعب " وإلى الباقلي في " بقل " والحمد لله.

وكان ولادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في السابع عشر من ربيع الأول بعد خمس وخمسين يوما من هلاك أصحاب الفيل (1).

ص: 357


1- (1) ط كمباني ج 20 / 276، وجديد ج 98 / 193.

ص: 358

باب القاف

اشارة

ص: 359

قبا:

مسجد قبا بضم القاف موضع بقرب المدينة المشرفة من جهة الجنوب نحوا من ميلين، وهو المسجد الذي أشار إليه تعالى في كتابه العزيز:

* (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا) * - الآية.

فضله وأنه أول مسجد صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنه المسجد الذي أسس على التقوى.

الكافي: في الصحيح عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال: مسجد قبا (1).

الكافي: في رواية أخرى قال الصادق (عليه السلام): إبدأ بقبا فصل فيه وأكثر، فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذه العرصة - الخبر (2).

وسائر الروايات التي بمضمون ما ذكر مع تفسير الآية (3).

كامل الزيارة: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

من أتى مسجدي مسجد قبا فصلى فيه ركعتين رجع بعمرة (4)، ورواه في المستدرك مرسلا.

ص: 360


1- (1) ط كمباني ج 6 / 430، وجديد ج 19 / 121 و 120.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 430 و 634 و 709، وجديد ج 21 / 256، و ج 22 / 157.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 634، و ج 22 / 32، وجديد ج 21 / 256، و ج 100 / 214 - 216.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 32 و 34، وجديد ج 100 / 215 و 222.

أقول: ومن طريق العامة، كما في كتاب التاج (1)، قال النبي (صلى الله عليه وآله): الصلاة في مسجد قبا كعمرة. رواه الترمذي والنسائي.

ملاقاة أبي بكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد موته بمسجد قبا، وأمره برد الامر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

وقريب من ذلك إراءة مولانا الحسين صلوات الله عليه للأصبغ رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما مخاطبين إياه في قبا (3).

قبب:

تفسير فرات بن إبراهيم: عن الصادق (عليه السلام): نحن القبة التي طالت أطنابها واتسع فناؤها، من ضوي إلينا نجى إلى الجنة، ومن تخلف عنا هوى إلى النار.

بيان: ضوي إليه كرمى أومى إليه وانضم (4). وتمام الرواية ذكرناها في رجالنا في ترجمة قبيصة بن يزيد.

الدعوات: عن الأعمش قال: خرجت حاجا فرأيت في البادية أعرابيا أعمى وهو يقول: اللهم إني أسألك بالقبة التي اتسع فناؤها وطالت أطنابها الخ (5).

أمالي الطوسي: عن حذيفة، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة ضرب لي عن يمين العرش قبة من ياقوتة حمراء، وضرب لإبراهيم من الجانب الآخر قبة من درة بيضاء، وبينهما قبة من زبرجدة خضراء لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فما ظنكم بحبيب بين خليلين؟ (6).

ص: 361


1- (1) التاج، ج 1 باب مسجد قبا.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 156 و 161، و ج 8 / 80 - 87 و 212، و ج 9 / 563، وجديد 6 / 231 و 247، و ج 41 / 228، و ج 29 / 17، و ج 30 / 182.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 142، وجديد ج 44 / 184.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 180، وجديد ج 25 / 3.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 74، وجديد ج 94 / 40.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 289. ونحوه في ج 9 / 398 و 399، وجديد ج 7 / 339، و ج 39 / 234 و 237.

ذكر القبة التي أخرجها جبرئيل من جنة عدن خلقت قبل آدم بألفي عام فنشرها على رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين مراجعته من الشام ورأتها خديجة الكبرى (1).

ويأتي في " كوف ": أن الكوفة قبة الإسلام.

ذكر القبة التي فيها رأس الحسين (عليه السلام)، ونزلت من السماء عدة من الأنبياء لزيارة رأس الحسين (عليه السلام) (2).

خبر القباب التي للأئمة صلوات الله عليهم يدخلون فيها حين يخرجون من الدنيا (3). وتقدم في " خيم ": نظيره.

خبر القبة التي أنزلها الله تعالى لآدم وأضاء له الحرم، فلم تزل قائمة إلى أيام الطوفان، فرفعها الله تعالى وغرقت الدنيا (4).

في أن هذه قبة آدم يعني كان آدم تحت هذا السماء وفوق هذه الأرض ولله قباب كثيرة غيرها (5).

وفي الجعفريات بسنده الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قول الله عز وجل:

* (ويخلق ما لا تعلمون) * قال الله تبارك وتعالى: إحدى وثلاثين قبة، منها واحدة أنتم فيها، وثلاثون قبة أنتم لا تعلمون بها، فذلك قوله: * (ويخلق ما لا تعلمون) * (6).

وفي روضة الكافي حديث القباب بسند صحيح عن أبي حمزة قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) ليلة وأنا عنده ونظر إلى السماء فقال: يا أبا حمزة هذه قبة أبينا آدم وإن لله عز وجل سواها تسع وثلاثين قبة فيها خلق ما عصوا الله طرفة عين (7).

ص: 362


1- (1) ط كمباني ج 6 / 110، وجديد ج 16 / 48.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 240، وجديد ج 45 / 187.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 150، وجديد ج 47 / 159.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 139، وجديد ج 12 / 99.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 214، و ج 14 / 82، وجديد ج 57 / 335، و ج 30 / 198.
6- (6) الجعفريات ص 242.
7- (7) روضة الكافي ح 300.

ونحوه فيه (1). ونقلهما في البحار (2).

قبج:

باب الدراج والقبج (3).

الكافي: في رواية محمد بن حكيم عن أبي الحسن الأول صلوات الله عليه قال: أطعموا المحموم لحم القباج فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمى طردا (4).

الخرائج: روي أنه بعث الله قبجة فباضت على باب الغار الذي دخله رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين الهجرة، والعنكبوت نسجت على باب الغار (5).

القبج كفلس الحجل، والقبجة اسم جنس يقع على الذكر والأنثى حتى تقول يعقوب فيختص بالذكور، وكذلك النحلة حتى تقول يعسوب، والذكر يوصف بالقوة على السفاد، ولكثرة سفاده يقصد موضع البيض فيكسره لئلا تشتغل الأنثى بحضنه عنه، ولهذا الأنثى إذا أتى أوان بيضها تهرب وتختبئ رغبة في الفراخ. والقبج يغير صوته بأنواع شتى بقدر حاجته إلى ذلك، ويعمر خمس عشرة سنة.

ومن عجيب أمرها أنها إذا قصدها الصياد خبأت رأسها تحت الثلج وتحسب أن الصياد لا يراها. وذكورها شديد الغيرة على إناثها، والأنثى تلقح من رائحة الذكر. وهذا النوع كله يحب الغناء والأصوات الطيبة، وربما وقعت من أوكارها عند سماع ذلك فيأخذها الصياد. قاله الدميري (6).

يحكى أنه إذا قرب الصائد من مكان فرخ القبجة ظهرت له القبجة وقربت منه مطيعة لأجل أن يتبعها ثم يذهب إلى جانب آخر سوى جانب فراخها (7).

ويصيح القبجة تقول: قرب الحق قرب (8).

ص: 363


1- (1) روضة الكافي ح 301.
2- (2) جديد 57 / 335.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 742، وجديد ج 65 / 43.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 742، وجديد ج 65 / 43.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 420، وجديد ج 19 / 74.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 743، وجديد ج 65 / 45.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 677، وجديد ج 64 / 93.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 659، وجديد ج 64 / 28.

قبح:

ومن مسائل رجل من العرب عن مولانا الحسين صلوات الله عليه قال: فما عز المرء؟ قال: استغناؤه عن الناس. قال: فما أقبح شئ؟ قال: الفسق في الشيخ قبيح، والحدة في السلطان قبيحة، والكذب في ذي الحسب قبيح، والبخل في ذي الغناء، والحرص في العالم. قال: صدقت يا بن رسول الله - الخبر (1).

وتقدم في " سمع ": قول مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث: إنه تعالى لا يكره إلا القبيح، والقبيح دعه لأهله فإن لكل أهلا (2).

قبر:

باب أحوال البرزخ والقبر وسؤاله وعذابه (3).

أحوال القبر والبرزخ وسؤال الملكين من روايات العامة في كتاب التاج الجامع للأصول (4).

أمالي الطوسي: فيما كتب مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه لمحمد بن أبي بكر: يا عباد الله ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت، القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وغربته، إن القبر يقول كل يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، والقبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.

وإن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض: مرحبا وأهلا، قد كنت ممن أحب أن تمشي على ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك. فيتسع له مد البصر.

وإن الكافر إذا دفن قالت له الأرض: لا مرحبا بك ولا أهلا، لقد كنت من أبغض من يمشي على ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك. فتضمه حتى تلتقي أضلاعه.

وإن المعيشة الضنك التي حذر الله منها عدوه، عذاب القبر، إنه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنينا، فينهش لحمه، ويكسرن عظمه، يترددن عليه

ص: 364


1- (1) ط كمباني ج 9 / 163، جديد ج 36 / 384.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 101، جديد ج 6 / 34.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 147، وجديد ج 6 / 202.
4- (4) التاج، ج 5 / 208 - 212.

كذلك إلى يوم يبعث. لو أن تنينا منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعا.

يا عباد الله إن أنفسكم الضعيفة وأجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم وأنفسكم بما لا طاقة لكم به ولا صبر لكم عليه فاعملوا بما أحب الله واتركوا ما كره الله - الخ (1).

وقوله (عليه السلام): القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، منقول عن النبي (صلى الله عليه وآله) وعن مولانا السجاد (عليه السلام) (2).

والمسألة في القبر من القطعيات في الدين، ومن أنكرها فليس من الشيعة، كما تقدم في " ربع " و " عرج ".

والكلمات في ذلك وأنها اتفاقي المسلمين في البحار (3).

لكن يظهر من الروايات أنها ليست لكل أحد، منها:

الإختصاص: مسندا عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: لا يسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضا، أو محض الكفر محضا. فقلت له: فسائر الناس؟ فقال: يلهى عنهم (4).

ورواه في الكافي بسند صحيح عن أبي بكر الحضرمي مثله. وبسند آخر عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما يسأل في قبره من محض الإيمان والكفر محضا، وأما ما سوى ذلك فيلهى عنه.

وبسند آخر عن ابن بكير، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله.

وبسند آخر صحيح عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لا يسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضا، أو محض الكفر محضا.

ص: 365


1- (1) ط كمباني ج 3 / 153. ويقرب منه ص 166، و ج 17 / 102، وجديد ج 6 / 218 و 266 و 267، و ج 77 / 385.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 157، و ج 9 / 568، و ج 18 كتاب الطهارة ص 233، وجديد ج 41 / 249، و ج 78 / 148، و ج 82 / 173.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 169، وجديد ج 6 / 274.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 158، وجديد ج 6 / 235.

وهذه الروايات المنقولة من الكافي في البحار (1) والكلمات في ذلك (2).

وتقدم في " صبر ": نفع الصبر في القبر إذا جاء الملكان للسؤال، وفي " روم ":

ذكر رومان فتان القبور الذي يجئ قبل منكر ونكير، وفي " نكر " ما يتعلق بذلك.

الروايات في ضغطة القبر، يأمر الله الأرض بذلك، ولو كان مصلوبا يأمر الله الهواء بذلك، إن رب الأرض والهواء واحد، وكذلك الماء (3).

في النبوي الصادقي (عليه السلام): ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم (4).

علل الشرائع: العلوي (عليه السلام): عذاب القبر يكون من النميمة، والبول، وعزب الرجل عن أهله (5).

المحاسن، وثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام) قال: إن جل عذاب القبر في البول (6). وتقدم في " بول ": روايات في معنى ذلك مع ذكر مواضعها.

رواية من جلد في القبر جلدة واحدة فامتلأ قبره نارا، لأنه صلى بغير وضوء، ومر على ضعيف فلم ينصره (7).

وأما ما يؤمن من ضغطة القبر، فأمور. منها: قراءة سورة النساء في كل جمعة، كما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) في رواية الصدوق والعياشي (8).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام): من قرأ سورة ن والقلم في فريضة أو نافلة

ص: 366


1- (1) ط كمباني ج 3 / 164، وجديد ج 6 / 260. ونحوه ص 262.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 167، وجديد ج 6 / 278 - 282.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 165 و 166، وجديد ج 6 / 260 و 261 و 266 مكررا.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 135، و ج 3 / 153، وجديد ج 6 / 221، و ج 71 / 50.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 190، و ج 23 / 67، وجديد ج 75 / 265، و ج 103 / 286، و ج 6 / 222.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 42، وجديد ج 80 / 176.
7- (7) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 55، و ج 5 / 449، وجديد ج 6 / 221، و ج 14 / 493، و ج 80 / 233.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 69 و 78، وجديد ج 92 / 273 و 316.

آمنه الله من أن يصيبه فقر أبدا، وأعاذه الله إذا مات من ضمة القبر (1).

ومنها: إدمان قراءة حم الزخرف، كما في رواية ثواب الأعمال عن أبي 1).

ومنها: إدمان قراءة حم الزخرف، كما في رواية ثواب الأعمال عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من أدمن قراءة حم الزخرف، آمنه الله في قبره من هوام الأرض، ومن ضمة القبر حتى يقف بين يدي الله عز وجل، ثم جاءت حتى تدخله الجنة بأمر الله تبارك وتعالى (2).

ومنها: ما في الصحيح عن أبان بن تغلب، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من مات بين زوال الشمس من يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه الله من ضغطة القبر (3).

المحاسن: عن الصادق (عليه السلام) قال: من مات يوم الجمعة كتب له براءة من ضغطة القبر (4). وتقدم في " جمع " ما يتعلق بذلك.

ومنها: الحج، كما يأتي.

وأما ما يوقي من عذاب القبر أمور منها: سورة تبارك الذي بيده الملك، فإنه قرأها رجل عند قبر فسمع صالحا يقول: هي المنجية، فذكر ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هي المنجية من عذاب القبر، كما في البحار (5).

ومنها: إتمام الركوع، قال أبو جعفر (عليه السلام): من أتم ركوعه، لم يدخله وحشة في القبر (6).

ومنها: قراءة سورة التكاثر عند النوم، فإنه نقل الصدوق في ثواب الأعمال

ص: 367


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 78.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 74، و ج 18 كتاب الصلاة ص 522، وجديد ج 92 / 299، و ج 78 / 3.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 233، وكتاب الصلاة ص 744. وبمفاده ص 745، وجديد ج 6 / 221 و 242، و ج 82 / 175، و ج 89 / 265 و 271.
4- (4) جديد ج 6 / 230.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 77، و ج 22 / 301، وجديد ج 92 / 313، و ج 102 / 296.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 202، وجديد ج 82 / 64.

عن درست، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ ألهيكم التكاثر عند النوم وقي من فتنة القبر.

دعوات الراوندي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) مثله مع زيادة: وكفاه الله شر منكر ونكير (1).

ومنها: ما في النبوي الباقري (عليه السلام): من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة رفع عنه عذاب القبر (2). وشرطه معرفة الولاية وعرفان حقهم (3). وتقدم في " جمع " ما يتعلق بذلك.

علل الشرائع: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن رش الماء على القبر، قال: يتجافى عنه العذاب ما دام الندى في التراب (4).

جملة من آداب القبر وأحكامه في البحار (5). وما يوجب التخلص من شدة الموت وعذاب القبر بعده (6).

الصادقي (عليه السلام): والرش بالماء على القبر حسن، يعني في كل وقت (7).

النبي (صلى الله عليه وآله) رش قبر عثمان بن مظعون بالماء بعد أن سوى عليه التراب.

أمر مولانا الرضا صلوات الله عليه أن يرش على قبر يونس بن يعقوب أربعين شهرا أو أربعين يوما في كل يوم، والترديد من الراوي (8).

كشف الغمة: قال رسول الله (عليه السلام): من قال في كل يوم مائة مرة: لا إله إلا الله الملك الحق المبين. كان له أمان من الفقر ومن وحشة القبر، واستجلب الغنى،

ص: 368


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 82، و ج 18 كتاب الصلاة ص 562، و ج 16 / 47، وجديد ج 92 / 336، و ج 87 / 176، و ج 76 / 201.
2- (2) جديد ج 6 / 230.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 745، وجديد ج 89 / 271.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 191، وجديد ج 82 / 23.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 199 و 200.
6- (6) ج 18 كتاب الطهارة ص 201، وجد ج 82 / 51 - 60، وص 58.
7- (7) ج 18 كتاب الطهارة ص 201، وجد ج 82 / 51 - 60، وص 58.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 292، وجديد 69 / 282.

وفتحت له أبواب الجنة.

البلد الأمين: عنه (صلى الله عليه وآله): من قال في كل يوم عشر مرات: أعددت لكل هول لا إله إلا الله - الخ. غفر الله له أربعة آلاف كبيرة، ووقاه من شر الموت وضغطة القبر - الخ (1).

روضة الواعظين: قال الرضا (عليه السلام): عليكم بصلاة الليل فما من عبد يقوم آخر الليل فيصلي ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر، واستغفر الله في قنوته سبعين مرة، إلا أجير من عذاب القبر ومن عذاب النار، ومد له في عمره، ووسع عليه في معيشته (2).

الخصال: عن الصادق (عليه السلام) قال: من حج أربع حجج، لم تصبه ضغطة القبر أبدا، وإذا مات صور الله الحج الذي حج في صورة حسنة من أحسن ما يكون من الصور بين عينيه تصلي في جوف قبره حتى يبعثه الله من قبره، ويكون ثواب تلك الصلاة له. واعلم أن الصلاة من تلك الصلوات تعدل ألف ركعة من صلاة الآدميين (3).

وروي عن الصادق (عليه السلام) هذا الدعاء: اللهم بارك لي في الموت، اللهم أعني على سكرات الموت، اللهم أعني على غم القبر، اللهم أعني على ضيق القبر، اللهم أعني على ظلمة القبر، اللهم أعني على وحشة القبر، اللهم زوجني من الحور العين (4).

ويأتي في " نجف ": أن من خواص تربته إسقاط عذاب القبر وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك، وكذا تقدم في " فزع ".

وأما زيارة القبور، فهي مرغوبة مستحبة في روايات الخاصة والعامة، فقد زار

ص: 369


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 522، وجديد ج 87 / 4 و 5.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 559، وجديد ج 87 / 161.
3- (3) ط كمباني ج 21 / 4، وجديد ج 99 / 20.
4- (4) ط كمباني ج 20 / 265، وجديد ج 98 / 135.

رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبر أمه في عمرة الحديبية، وأصلح قبرها وبكى عندها (1).

وروى أبو هريرة قال: زار النبي (صلى الله عليه وآله) قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله. رواه مسلم في صحيحه، وابن ماجة في سننه، وأبو داود في سننه، والنسائي، قالوا:

وهؤلاء الذين رووا عنهم كلهم ثقات.

العلوي (عليه السلام) قال عند القبور: يا أهل التربة ويا أهل الغربة، أما المنازل فقد سكنت، وأما المواريث فقد قسمت، وأما الأزواج فقد نكحن، هذا خبر ما عندنا. ثم قال بعد الحلف بالله: لو اذن للقوم في الكلام لقالوا: إنا وجدنا خير الزاد التقوى (2).

معاني الأخبار: عن موسى بن جعفر صلوات الله عليه قال عند قبر: إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وأن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره (3).

كامل الزيارة: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس، سمعوا وأجابوكم، وإذا زرتموهم بعد طلوع الشمس، سمعوا ولم يجيبوكم (4).

دعوات الراوندي: عن داود الرقي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يقوم الرجل على قبر أبيه وقريبه وغير قريبه، هل ينفعه ذلك؟ قال: نعم، إن ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهدية يفرح بها (5).

كامل الزيارة: عن صفوان الجمال قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج في ملأ من الناس من أصحابه كل عشية خميس إلى بقيع المدنيين فيقول: السلام عليكم أهل الديار - ثلاثا - رحمكم الله ثلاثا - الخبر (6).

كامل الزيارة: عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف أسلم على أهل القبور؟ قال: نعم، تقول: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا فرط ونحن إن شاء الله بكم لاحقون (7).

ص: 370


1- (1) ط كمباني ج 6 / 38، وجديد ج 15 / 162.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 93، وجديد ج 73 / 101.
3- (3) جديد ج 73 / 103.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 301، وجديد ج 102 / 297، وص 296، وص 297.
5- (5) ط كمباني ج 22 / 301، وجديد ج 102 / 297، وص 296، وص 297.
6- (6) ط كمباني ج 22 / 301، وجديد ج 102 / 297، وص 296، وص 297.
7- (7) ط كمباني ج 22 / 301، وجديد ج 102 / 297، وص 296، وص 297.

كامل الزيارة: عن الأشعري قال: كنت بفيد فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: فقال لي علي بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر، عن الرضا (عليه السلام) قال: من أتى قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات، أمن يوم الفزع الأكبر أو يقوم الفزع. وبسند آخر مثله إلا أن فيه: واستقبل القبلة ووضع يده - الخ (1).

مصباح الزائر: إذا أردت زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون يوم الخميس، وإلا ففي أي وقت شئت، وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك على القبر وتقول: اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، وآمن روعته، واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك، وألحقه بمن كان يتولاه. ثم اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات.

وروي في صفة زيارتهم عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):

نزور الموتى؟ فقال: نعم. قلت فيعلمون بنا إذا أتيناهم؟ قال: إي والله، ليعلمون بكم ويفرحون بكم، ويستأنسون إليكم. قال: قلت: فأي شئ نقول إذا أتيناهم؟ قال:

قل: " اللهم جاف الأرض عن جنوبهم، وصاعد إليك أرواحهم، ولقهم منك رضوانا وأسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم، وتؤنس به وحشتهم، إنك على كل شئ قدير ". وإذا كنت بين القبور فاقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة وأهد ذلك لهم. فقد روي أن الله يثيبه على عدد الأموات (2).

في مجموعة الشهيد: قال النبي (صلى الله عليه وآله): ما من أحد يقول عند قبر ميت ثلاث مرات: " اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن لا تعذب هذا الميت " إلا رفع الله عنه العذاب يوم القيامة.

من لا يحضره الفقيه: كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) تأتي قبور الشهداء كل غداة سبت، فتأتي قبر حمزة فتترحم عليه وتستغفر له (3).

ص: 371


1- (1) ط كمباني ج 22 / 301، وجديد ج 102 / 295.
2- (2) جديد ج 102 / 299 و 300، وص 300.
3- (3) جديد ج 102 / 299 و 300، وص 300.

عن أبي ذر: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذر أوصيك فاحفظ، لعل الله ينفعك به، جاور القبور تذكر بها الآخرة، وزرها أحيانا بالنهار ولا تزرها بالليل، واغسل الميت يتحرك قلبك، فإن الجسد الخاوي موعظة بالغة.

دعوات الراوندي: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): ما شأنك جاورت المقبرة؟ فقال:

إني أجدهم جيران صدق، يكفون السيئة ويذكرون الآخرة (1).

فضل حفر القبر للمسلم محتسبا وأنه يحرمه الله على النار، ويبوأه بيتا في الجنة، كما في الخطبة النبوية (صلى الله عليه وآله)، فراجع (2).

نهى النبي (صلى الله عليه وآله) أن يعمق القبر فوق ثلاثة أذرع، كما في رواية الجعفريات.

وعن علي (عليه السلام) أنه كره أن يعمق القبر فوق ثلاثة أذرع، وأن يزاد عليه تراب غير ما خرج منه. وعنه (عليه السلام) أنه لما دفن رسول الله ربع قبره.

دفن شهداء أحد كل رجلين في قبر إلا حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله) فإنه دفن وحده، كما في البحار (3).

أمر النبي بدفن الشهداء كذلك في البحار (4).

وكذلك شهداء كربلاء دفنوا في مكان واحد.

أقول: عن دعوات الراوندي قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا يزال الميت يسمع الأذان ما لم يطين قبره.

وعن كتاب النهاية للعلامة الحلي عن النبي (صلى الله عليه وآله): نهى أن يجصص القبر، أو يبنى عليه، أو يكتب عليه، لأنه من زينة الدنيا فلا حاجة بالميت إليه.

نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يجصص المقابر ويصلى فيها.

قال الشيخ في من لا يحضره الفقيه: ويكره تجصيص القبور، والتظليل عليها، والمقام عندها، وتجديدها بعد إندراسها، ولا بأس بتطيينها ابتداء (5).

ص: 372


1- (1) ط كمباني ج 9 / 539، وجديد ج 41 / 132.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 112، و ج 18 كتاب الطهارة ص 212، وجديد ج 76 / 371، و ج 82 / 94.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 501 و 513، وجديد ج 20 / 78.
4- (4) جديد ج 20 / 131 و 132.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 196 و 195، وجديد ج 82 / 37.

وروى الكليني رواية فيها أمر مولانا الكاظم (عليه السلام) بعض مواليه أن يجصص قبر ابنة له دفنت بفيد ويكتب على لوح اسمها ويجعله في القبر (1).

قال في المعتبر بعد إيراد تلك الرواية: الوجه حمل هذه على الجواز والأولى على الكراهة.

قال العلامة المجلسي يمكن حمل التجصيص المنهي عنه على تجصيص داخل القبر، وهذا الخبر على تجصيص خارجه. ويمكن أن يقال: هذا من خصائص الأئمة وأولادهم، لئلا يندرس قبورهم الشريفة، ولا يحرم الناس من فضل زيارتهم، كما قال السيد في المدارك.

وكيف كان فيستثنى من ذلك قبور الأنبياء والأئمة لإطباق الناس على البناء على قبورهم الشريفة واستفاضة الروايات بالترغيب في ذلك، بل لا يبعد استثناء قبور العلماء والصلحاء أيضا استضعافا لسند المنع، والتفاتا إلى أن في ذلك تعظيما لشعائر الإسلام وتحصيلا لكثير من المصالح الدينية كما لا يخفى. ويؤيد ما ذكرنا ما سيأتي في كتاب المزار من استحباب تعمير قبور النبي والأئمة صلوات الله عليهم. إنتهى ملخصا (2).

باب ثواب تعمير قبور النبي والأئمة صلوات الله عليهم وتعاهدها وزيارتها، وأن الملائكة يزورونهم (3).

النبوي الصادق (عليه السلام): يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها، فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس (4).

أمر هارون الرشيد أن يبنى قبة على قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) لها أربعة أبواب وبقي إلى أيام عضد الدولة، ثم عضد الدولة صرف أموالا كثيرة وعمر عمارة جليلة حسنة (5).

ص: 373


1- (1) ط كمباني ج 11 / 317، وجديد ج 48 / 289.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 195، وجديد ج 82 / 38.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 6، وجديد ج 100 / 116، وص 121.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 6، وجديد ج 100 / 116، وص 121.
5- (5) ط كمباني ج 22 / 41، وجديد ج 100 / 252.

أقول: من الواضحات أن العمل بألف رواية تقريبا في ترغيب المؤمنين في زيارة النبي والأئمة صلوات الله عليهم يتوقف على إبقاء قبورهم الشريفة والبناء عليها والإسراج فيها، مضافا إلى أن ذلك من تعظيم شعائر الله تعالى وحرماته، كما فصلناه في كتاب " مقام قرآن وعترت در اسلام " والحمد لله رب العالمين كما هو أهله ولا إله غيره.

النبوي (صلى الله عليه وآله): لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا قبوركم مساجد، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي حيث كنتم، فإن صلواتكم تبلغني وتسليمكم يبلغني (1).

وتقدم في السفينة والمستدرك في لغة " فرزدق " التجاء الناس إلى قبر أبيه غالب فيقضي الفرزدق حوائجهم، فإذا كان حال رجل من العرب كذلك فما حال من التجأ إلى قبر النبي والإمام صلوات الله عليهم.

فرحة الغري للسيد ابن طاووس مسندا عن صفوان الجمال في رواية زيارته مع مولانا الصادق صلوات الله عليه قبر مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وبيانه ثواب الزيارة، قال: قلت يا سيدي تأذن لي أن أخبر أصحابنا من أهل الكوفة به؟ فقال الصادق صلوات الله عليه: نعم. وأعطاني دراهم وأصلحت القبر.

وروى هذه الزيارة في المزار الكبير (2).

وأما المشي على القبور:

من لا يحضره الفقيه: قال أبو الحسن موسى بن جعفر صلوات الله عليه:

إذا دخلت المقابر فطأ القبور، فمن كان مؤمنا استروح إلى ذلك، ومن كان منافقا وجد ألمه (3).

وعن النهاية للعلامة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لأن أطأ على جمرة أو سيف أحب إلي من أن أطأ على قبر مسلم.

ص: 374


1- (1) ط كمباني ج 8 / 736، وجديد ج 34 / 332.
2- (2) ط كمباني ج 22 / 50، وجديد ج 100 / 279.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 302، وجديد ج 102 / 300.

وعن العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم، عن النبي (صلى الله عليه وآله): من وطأ قبرا فكأنما وطئ جمرا. وتمام الرواية الأخيرة في البحار (1).

قال في المستدرك: ظاهر الفقهاء كراهة الإتكاء والمشي على القبور، ونسبه في المعتبر إلى العلماء. وحمل في الذكرى الكاظمي المروي (المذكور) على القاصد زيارتهم بحيث لا يتوصل إلى القبر إلا بالمشي على آخر، أو يقال يختص الكراهية بالقعود، لما فيه من اللبث المنافي للتعظيم. إنتهى.

المحاسن: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من جدد قبرا أو مثل مثالا فقد خرج من الإسلام (2). وهذا مع بيان الحديث مفصلا (3).

وفي " صور " ما يتعلق بذلك، وفي " نسي ": أن قراءة كتابة القبور تورث النسيان، وفي " ضحك ": ذم الضحك على الجنازة وفي المقابر، وفي " كلم ": تكلم القبر كل يوم.

وأما جعل العلامة على القبور وجعل فرش فيها، فقد تقدم أن النبي (صلى الله عليه وآله) زار قبر أمه وأصلحها.

وتقدم أن مولانا الكاظم (عليه السلام) أمر بتجصيص قبر ابنته وكتابة اسمها على لوح وجعله في القبر (4).

وعن علي (عليه السلام) أنه فرش في لحد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن علي (عليه السلام) أنه فرش في لحد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قطيفة، لأن الموضع كان نديا سبخا.

وعنه (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما دفن عثمان بن مظعون دعا بحجر فوضعه عند رأس القبر، وقال: يكون علما ليدفن إليه قرابته (5).

ص: 375


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 122، وجديد ج 83 / 328.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 152، وجديد ج 79 / 285.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 190، وجديد ج 82 / 16.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 317، وجديد ج 48 / 289.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 484، وجديد ج 20 / 8.

إكمال الدين: عن جارية لأبي محمد العسكري (عليه السلام) أن أم المهدي (عليه السلام) ماتت في حياة أبي محمد (عليه السلام) وعلى قبرها لوح مكتوب عليه: هذا قبر أم محمد (1).

وفيه كلمات العلامة المجلسي في استحباب جعل العلامة ليزار.

العلوي (عليه السلام): ليس من الأرض بقعة إلا وهي قبر أو سيكون قبرا. وتصديق ذلك في البحار (2).

خبر الغلام الذي طلب مال أبيه فأنكروه، فتظلم إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأمر بنبش قبر والده واستخرجوا ضلعا من أضلاعه، فدفعه إلى الغلام وقال: شمه. فلما شمه انبعث الدم من منخريه، فقال: إنه ولده. والحاضرون شموه ولم ينبعث الدم من واحد منهم (3). ويأتي في " نبش ": حكم نبش القبور، وفي " حيا " و " زور ": ما يتعلق بالقبور.

ذكر جمع من شهداء أحد لم تتغير أجسامهم (4).

ذكر عدة أخرى من الأبدان لم تبل في القبور في وقايع الأيام للبيرجندي (5).

في أن القبر الذي سار بصاحبه حوت يونس (6).

في مستدرك الوسائل (7) عن الراوندي في لب اللباب روي لا تبلى عشرة:

الغازي، والمؤذن، والعالم، وحامل القرآن، والشهيد، والنبي، والمرأة إذا ماتت في نفاسها، ومن قتل مظلوما، ومن مات يوم الجمعة أو ليلتها.

ذكر الاختلاف في قبر آدم (8).

الكافي: عن جابر، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: إن ما بين الركن

ص: 376


1- (1) إكمال الدين باب 42 ح 7، وط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 198، وجديد ج 82 / 47.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 132، وجديد ج 50 / 142.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 477، و ج 24 / 16، وجديد ج 40 / 225 و 230، و ج 104 / 300.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 513، وجديد ج 20 / 131 و 132.
5- (5) وقايع الأيام ص 37.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 477، وجديد ج 40 / 224.
7- (7) مستدرك الوسائل ج 1 / 79.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 67 - 74، وجديد ج 11 / 247 - 269.

والمقام لمشحون من قبور الأنبياء، وإن آدم لفي حرم الله عز وجل (1).

وعن إثبات الوصية للمسعودي قال: ودفن آدم بمكة في جبل أبي قبيس ثم إن نوحا حمل بعد الطوفان عظامه في تابوت فدفنه في ظاهر الكوفة، فقبره هناك مع قبر نوح في الغري، وتابوت أمير المؤمنين (عليه السلام) فوق تابوته في موضع واحد.

الاختلاف في قبر هود (2).

قبر يهودا في النخيلة (3).

قبر هود وصالح في ظهر الكوفة مشهور.

التهذيب: عن أبي مطر قال: لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين (عليه السلام) قال له الحسن (عليه السلام): أقتله؟ قال لا، ولكن إحبسه فإذا مت فاقتلوه، وإذا مت فادفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود وصالح (4).

في أنه قبض إبراهيم بالشام، وتوفي بعده إسماعيل وهو ابن ثلاثين ومائة سنة، فدفن في الحجر مع أمه (5).

قيل في تفسير قوله تعالى في إبراهيم: * (وآتيناه أجره في الدنيا) *: بقاء ضيافته عند قبره (6).

علل الشرائع: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن إسماعيل دفن أمه في الحجر وجعله عليا، وجعل عليها حائطا لئلا يوطأ قبرها (7).

قصص الأنبياء: وكان عمر إسماعيل مائة وسبعا وثلاثين، ومات ودفن في الحجر وفيه قبور الأنبياء (8).

ص: 377


1- (1) ط كمباني ج 5 / 71، وجديد ج 11 / 260.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 100، وجديد ج 11 / 360.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 100، و ج 8 / 478، وجديد ج 32 / 416.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 105، وجديد ج 11 / 379.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 134 و 143، وجديد ج 12 / 79 و 113.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 137، وجديد ج 12 / 91.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 140، وجديد ج 12 / 104.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 143 و 144، وجديد ج 12 / 113 و 117.

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحجر بيت إسماعيل وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل (1).

الكافي: قال أبو عبد الله (عليه السلام): دفن في الحجر مما يلي الركن الثالث عذارى بنات إسماعيل (2).

الباقري (عليه السلام): إن ما بين الركن والمقام لمشحون من قبور الأنبياء (3).

الصادقي (عليه السلام): دفن ما بين الركن اليماني والحجر الأسود سبعون نبيا، أماتهم الله جوعا وضرا (4).

قبر الإسكندر ابن فيلقوس اليوناني بشهرزور لأنه مات بها (5).

في أن يعقوب توفي بالشام ونقل إلى بيت المقدس، ووافق ذلك يوم مات عيص بن إسحاق فدفنا في قبر واحد، وكانا ولدا في يوم واحد في بطن واحد.

وتوفي يوسف بمصر ثم أخرج موسى عظامه فحمله حتى دفنه عند أبيه (6).

قال الطبرسي: قال المفسرون: لما جمع الله سبحانه ليوسف شمله، وأقر له عينه، وأتم له رؤياه، ووسع عليه في ملك الدنيا ونعيمها، علم أن ذلك لا يبقى له ولا يدوم، فطلب من الله عز وجل نعيما لا يفنى، وتاقت نفسه إلى الجنة، فتمنى الموت ودعا به، ولم يتمن ذلك قبله ولا بعده أحد.

قيل: فتوفاه الله بمصر وهو نبي، فدفن في الليل في صندوق من رخام، وذلك أنه لما مات تشاح الناس عليه كل ليحب أن يدفن في محلته لما كانوا يرجون من بركته. فرأوا أن يدفنوه في النيل فيمر الماء عليه ثم يصل إلى جميع مصر، فيكون كلهم فيه شركاء وفي بركته شرعا سواء، فكان قبره في النيل إلى أن حمله موسى حين خرج من مصر (7).

ص: 378


1- (1) جديد ج 12 / 117، وص 118.
2- (2) جديد ج 12 / 117، وص 118.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 443، وجديد ج 14 / 464.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 443، وجديد ج 14 / 464.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 168، وجديد ج 12 / 208.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 179 و 251، وجديد ج 12 / 252، و ج 13 / 127.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 196، وجديد ج 12 / 320 في الذيل.

في أن قبر شعيب بن صالح كان في رصافة عبد الملك، وهو رسول شعيب النبي إلى قومه، فضربوه وطرحوه في الجب وهالوا عليه التراب. كشف عنه في أيام هشام بن عبد الملك وكان كفه اليمنى على رأسه على موضع ضربة برأسه، فإذا نحيت كفه عن رأسه سالت الدماء (1).

وذكروا قبر حسان بن سنان الأوزاعي رسول شعيب أيضا بإفريقية، والحارث ابن شعيب الغساني رسول شعيب أيضا في وادي القرى (2).

قيل: قبر شعيب النبي ما بين المقام وزمزم (3).

تفسير علي بن إبراهيم: مات هارون وموسى في التيه، فروي أن الذي حفر قبر موسى هو ملك الموت في صورة آدمي، ولذلك لا يعرف بنو إسرائيل موضع قبر موسى.

وسئل النبي (صلى الله عليه وآله) عن قبره فقال: عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر، والأخير ذكر مكررا (4).

علل الشرائع: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن ملك الموت أتى موسى بن عمران فسلم عليه فقال: من أنت؟ فقال: أنا ملك الموت. فقال له: ما حاجتك؟ فقال له:

جئت أقبض روحك. فقال له موسى: من أين تقبض روحي؟ قال: من فمك. قال له موسى: كيف وقد كلمت ربي عز وجل؟ قال: فمن يديك. فقال له موسى: كيف وقد حملت بهما التورية؟ فقال: من رجليك. فقال: وكيف وقد وطأت بهما طور سيناء؟ قال: وعد أشياء غير هذا. قال: فقال له ملك الموت: فإني أمرت أن أتركك حتى تكون أنت الذي تريد ذلك. فمكث موسى ما شاء الله. ثم مر برجل وهو يحفر قبرا، فقال له موسى: ألا أعينك على حفر هذا القبر؟ فقال له الرجل: بلى. قال: فأعانه حتى حفر القبر ولحد اللحد، فأراد الرجل أن يضطجع في القبر لينظر كيف هو، فقال له موسى: أنا أضطجع فيه. فاضطجع موسى فأري مكانه من الجنة، أو قال: منزله

ص: 379


1- (1) ط كمباني ج 5 / 214، وجديد ج 12 / 383، وص 384.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 214، وجديد ج 12 / 383، وص 384.
3- (3) جديد ج 13 / 21.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 310، وجديد ج 13 / 363.

من الجنة. فقال: يا رب اقبضني إليك. فقبض ملك الموت روحه ودفنه في القبر وسوى عليه التراب. قال: وكان الذي يحفر القبر ملك الموت في صورة الآدمي، فلذلك لا يعرف قبر موسى (1).

قبر طالوت في الأردن (2).

قبر حنظلة بن صفوان النبي (عليه السلام) في جهينة في وهدة من وهاد الأرض (3).

قبر حبيب بن ناجز صاحب رسول الله موسى بن عمران بمصر (4).

قبر تبع الأول بغلسان بلد من بلاد الهند، وقد تقدم في " تبع ".

قبر هاشم بن عبد مناف بغزة الشام (5).

قبر عبد المطلب بمكة (6).

قبر عبد الله والد النبي (صلى الله عليه وآله) بالمدينة على ما في المناقب وغيره، ودفن في دار النابغة بن إسحاق (7).

ويظهر من رواية تفسير علي بن إبراهيم أن قبره بمكة (8).

قال المجلسي: اعلم أن هذه الأخبار مخالفة لما اشتهر من أن والديه (صلى الله عليه وآله) ماتا في غير مكة، ويمكن الجمع بينهما بأن يكونوا نقلوهما بعد موتهما إلى مكة، كما ذكره بعض أهل السير، أو انتقلا بعد ندائه (صلى الله عليه وآله) بإعجازه إليها (9).

في أن آمنة أم الرسول (صلى الله عليه وآله) ماتت بالأبواء. وقبرها هناك (10).

ص: 380


1- (1) ط كمباني ج 5 / 310، وجديد ج 13 / 366.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 332، وجديد ج 13 / 457.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 371، وجديد ج 14 / 160.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 454، وجديد ج 14 / 512.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 13 و 28، وجديد ج 15 / 52 و 53 و 122.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 36، وجديد ج 15 / 153.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 28.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 26، وجديد ج 15 / 125 و 110 و 115.
9- (9) جديد ج 15 / 111.
10- (10) ط كمباني ج 6 / 27 و 28 و 38، وجديد ج 15 / 111 و 115 و 162.

قول المجلسي: وأما آمنة و عبد الله فلم نطلع على قبريهما (1). كذا في السفينة ولم أظفر به، وظفرت به في البحار (2).

أقول: ولم أجد هذا القول منه في طبع الجديد، نعم وجدته في البحار (3).

قبر خديجة أجد هذا القول منه في طبع الجديد، نعم وجدته في البحار (3).

قبر خديجة بالحجون بمكة (4).

قبر ذي اليدين بذي خشب، كانت وفاته بعد النبي (صلى الله عليه وآله) في أيام معاوية (5).

قبر أبي أيوب في جنب سور القسطنطنية يزار، وقد تقدم في " أوب ".

قبر براء بن معرور بالمدينة، وهو الذي صلى النبي (صلى الله عليه وآله) على قبره، وقد تقدم في " برء ".

قبر عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بالصفراء قرب بدر بقرب الربذة (6).

قبر عثمان بن مظعون بالبقيع، جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رأس قبره حجرا علامة لقبره (7).

قبر حمزة وشهداء أحد بأحد (8).

قبر جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وحارثة بن مالك بن النعمان وجمع من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) بمؤتة، ويأتي ذلك في " موت ".

قبر إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالبقيع (9).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان على قبر إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عذق يظله من الشمس يدور حيث دارت الشمس، فلما يبس العذق درس القبر

ص: 381


1- (1) ط كمباني ج 6 / 34.
2- (2) ط كمباني ج 22 / 34، وجديد ج 100 / 222.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 34، وجديد ج 100 / 222.
4- (4) ط كمباني 22 / 34، و ج 6 / 102، وجديد ج 100 / 222، و ج 16 / 13.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 220، وجديد ج 17 / 112.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 465 و 482، وجديد ج 19 / 280 و 360.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 484، وجديد ج 20 / 8.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 501، وجديد ج 20 / 78.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 707، وجديد ج 22 / 152.

فلم يعلم مكانه (1).

قبر ميمونة بنت الحارث زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) بسرف على عشرة أميال من مكة كان تزويجها وزفافها وموتها وقبرها بسرف (2).

قبر عائشة بالبقيع توفيت سنة 57 (3).

ما ورد في الأشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) (4).

قبر سعد بن عبادة بحوران، وتقدم في " سعد ".

قبر خباب بن الأرت بالكوفة (5).

روي أنه لما أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) من صفين ودخل الكوفة فجاز دور بني عوف. فرأى قبورا سبعة أو ثمانية، فقال: ما هذه القبور؟ فقيل: إن خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك فأوصى أن يدفن في الظهر وكان الناس يدفنون في دورهم وأفنيتهم فدفن الناس إلى جنبه، فقال: رحم الله خبابا، فقد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي في جسده أحوالا ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا.

ثم جاء حتى وقف عليهم وقال: عليكم السلام يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، أنتم لنا سلف وفرط، ونحن لكم تبع وبكم عما قليل لاحقون. اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم. ثم قال: الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا. الحمد لله الذي جعل منها خلقنا وفيها يعيدنا وعليها يحشرنا، طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله بذلك (6).

ص: 382


1- (1) ط كمباني ج 6 / 708، وجديد ج 22 / 152.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 718 و 721، وجديد ج 22 / 192 و 203.
3- (3) ط كمباني 6 / 729، وجديد ج 22 / 236.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 807، وجديد ج 22 / 552.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 506، وجديد ج 32 / 553.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 506، وجديد ج 32 / 553.

قبر سهل بن حنيف بالكوفة، وتقدم في " سهل ".

ذكر أسامي الحجج الطاهرة وموضع قبورهم الشريفة في الكتاب الذي وجد تحت الكعبة المعظمة في أيام ابن الزبير حين بنى الكعبة (1).

قبر جندل بن جنادة الخيبري الذي أسلم على يد النبي (صلى الله عليه وآله) بالطائف في الموضع المعروف بالكورا (2).

قبر رضوى وحبا بنتي تبع الملك بساحل عدن.

مناقب ابن شهرآشوب: أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أراد قوم على عهد أبي بكر أن يبنوا مسجدا بساحل عدن، فكان كلما فرغوا من بنائه سقط، فعادوا إليه فسألوه، فخطب وسأل الناس وناشدهم إن كان عند أحد منكم علم هذا فليقل.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): احتفروا في ميمنته وميسرته في القبلة فإنه يظهر لكم قبران مكتوب عليهما: أنا رضوى وأختي حبا، متنا لا نشرك بالله العزيز الجبار. وهما مجردتان فاغسلوهما وكفنوهما وصلوا عليهما وادفنوهما، ثم ابنوا مسجدكم فإنه يقوم بناؤه. ففعلوا ذلك فكان كما قال (عليه السلام).

ابن حماد: وقال للقوم:

امضوا الآن فاحتفروا * أساس قبلتكم تفضوا إلى خزن عليه لوح من العقيان محتفر * فيه بخط من الياقوت مندفن نحن ابنتا تبع ذي الملك من يمن * حبا ورضوى بغير الحق لم ندن متنا على ملة التوحيد لم نك من * صلى إلى صنم كلا ولا وثن (3) قبر حجر وأصحابه بعذراء دمشق. كذا في السفينة ولم نظفر به.

قبر عبيد الله بن علي من أولاد عباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام) بمصر، وكان هو من العلماء، مات بها سنة 312 (4).

ص: 383


1- (1) ط كمباني ج 9 / 125، وجديد ج 36 / 217.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 145، وجديد ج 36 / 306.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 476 و 580، وجديد ج 40 / 221، و ج 41 / 297.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 616، وجديد ج 42 / 75.

قبر عبيد الله بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالمذار: أقول: قال في المراصد ما ملخصه: المذار بين واسط والبصرة، بينها وبين البصرة نحو من أربعة أيام، وبها مشهد عظيم به قبر عبيد الله بن علي بن أبي طالب (1).

إخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه إخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه تقبر بظاهر الكوفة قتلا بين الغريين والذكوات البيض (2).

أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) بأن يخفى قبره لما عرف من بني أمية وعداوتهم فيه، إلى أن أظهره الصادق (عليه السلام). ثم إن محمد بن زيد الحسني أمر بعمارة الحائر بكربلاء والبناء عليهما، وبعد ذلك زيد فيه وبلغ عضد الدولة الغاية في تعظيمهما والأوقاف عليهما (3). وتقدم في " حير ": تواريخ عمارات الحائر الشريف.

لم يزل كان قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) مخفيا حتى دل عليه جعفر بن محمد (عليه السلام) في أيام الدولة العباسية (4).

في أن الصادق (عليه السلام) أظهر تربة أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخبر المنصور بذلك وهو في الرصافة، فقال: هذا هو الصادق، فليزر المؤمن بعد هذا إن شاء (5).

ذهابه (عليه السلام) إلى قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) (6). تقدم في " حمز " ما يتعلق بذلك.

روى أبو الفرج بن الجوزي عن أبي الغنائم قال: مات بالكوفة ثلاثمائة صحابي ليس قبر أحد منهم معروفا إلا قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو القبر الذي تزوره الناس الآن، جاء جعفر بن محمد وأبوه محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) فزاراه ولم يكن إذ ذاك قبر ظاهر (7).

باب موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وموضع رأس الحسين (عليه السلام) ومن دفن

ص: 384


1- (1) ط كمباني ج 10 / 201، وجديد ج 45 / 39.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 648، وجديد ج 42 / 197، وص 200.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 648، وجديد ج 42 / 197، وص 200.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 655 - 684، وجديد ج 42 / 224 - 330.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 113، وجديد ج 47 / 33.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 130، وجديد ج 47 / 93.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 686، وجديد ج 42 / 339.

عنده من الأنبياء (1).

في أن صفوان الجمال مكث عشرين سنة يصلي عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

إعلم أنه كان اختلاف بين الناس في موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، هل هو في بيته أو في رحبة المسجد أو في كرخ بغداد، ولكن اتفقت الشيعة نقلا عن أئمتهم أنه لم يدفن إلا في الغري في الموضع المعروف الآن، والأخبار بذلك متواترة وقد كتب السيد عبد الكريم بن طاووس في ذلك كتابا سماه فرحة الغري، ونقل الأخبار والقصص الكثيرة الدالة على المذهب المنصور. وقد ذكر الديلمي والمجلسي كثيرا من المعجزات التي ظهرت عند قبره (عليه السلام).

ثم اعلم أنه يظهر من الأخبار أن رأس الحسين صلوات الله عليه وجسد آدم ونوح وهود وصالح مدفونون عنده، فينبغي زيارتهم جميعا.

وفي الصادقي (عليه السلام) في باب فضل الكوفة أن فيها قبر نوح وإبراهيم وقبر ثلاثمائة نبي وسبعين نبيا وستمائة وصي وقبر سيد الأوصياء، فلو زار إبراهيم وسائر الأنبياء والأوصياء الذين حلوا بجواره كان أحسن (3).

كلام الديلمي: أن الرشيد أمر أن يبنى على قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) قبة بأربعة أبواب، فبنى وبقي إلى أيام عضد الدولة، فأتى بالصناع والأستادية من الأطراف وخرب تلك العمارة وصرف أموالا كثيرة وعمر عمارة جميلة حسنة (4).

فرحة الغري: الصادقي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس (5).

باب نادر فيما ظهر عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) (6).

ص: 385


1- (1) ط كمباني ج 22 / 37، وجديد ج 100 / 235.
2- (2) ط كمباني ج 22 / 40، وجديد ج 100 / 244.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 41، وجديد ج 100 / 251.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 42، وجديد ج 100 / 252.
5- (5) ط كمباني ج 22 / 7، وجديد ج 100 / 121.
6- (6) ط كمباني ج 22 / 26، وجديد ج 100 / 191.

أمالي الطوسي: عن أبي الجارود قال: حفر عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) عند رأسه وعند رجليه أول ما حفر فأخرج مسك أزفر لم يشكوا فيه (1).

الصادقي (عليه السلام) في أن معاوية أمر صاحب المدينة أن يقلع منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويجعلوه على قدر منبره بالشام. فلما نهضوا ليقلعوه انكسفت الشمس وزلزلت الأرض فكفوا (2).

قبر فاطمة (عليها السلام) وما يتعلق بها (3).

حفر النبي (صلى الله عليه وآله) قبر الحسين (عليه السلام) وأصحابه (4).

أمالي الطوسي: قال الصادق (عليه السلام) لشيخ قد انحنى من الكبر من أهل سواد الكوفة: أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين (عليه السلام)؟ قال: أني لقريب منه. قال:

كيف إتيانك له؟ قال: إني لآتيه وأكثر. قال: يا شيخ ذلك دم يطلبه الله تعالى، ما أصيب ولد فاطمة (عليها السلام) ولا يصابون بمثل الحسين (عليها السلام) (5).

باب جور الخلفاء على قبر الحسين (عليه السلام) وما ظهر من المعجزات عند ضريحه ومن تربته وزيارته (6).

أمالي الطوسي: عن إبراهيم الديزج وكان بعثه المتوكل لتغيير قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نبشت فوجدت بارية جديدة وعليها بدن الحسين بن علي (عليه السلام)، ووجدت منه رائحة المسك، فتركت البارية على حالها وبدن الحسين (عليها السلام) على البارية، وأمرت بطرح التراب عليه وأطلقت عليه الماء، وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه، فلم تطأه البقر، وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه، فحلفت لغلماني بالله وبالأيمان المغلظة لئن ذكر أحد هذه لأقتلنه.

ص: 386


1- (1) ط كمباني ج 6 / 807، وجديد ج 22 / 553.
2- (2) ط كمباني ج 22 / 26، وجديد ج 22 / 553، و ج 100 / 191.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 52 - 61، وجديد ج 43 / 180.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 251، وجديد ج 45 / 230.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 272، وجديد ج 45 / 313.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 294، وجديد ج 45 / 390.

بيان: مخرت الأرض: أي أرسلت فيه الماء (1).

مناقب ابن شهرآشوب: أخذ المسترشد من مال الحائر وكربلاء، وقال: إن القبر لا يحتاج إلى الخزانة، وأنفق على العسكر. فلما خرج قتل هو وابنه الراشد (2).

الراوندي عن شيخه أبي جعفر النيسابوري أنه زار الحسين (عليه السلام) وكان معهم رجل أصابه الفالج بقرب المشهد، فجاؤوا به إلى الحضرة ورفعوه إلى القبر الشريف، فلاذ به، فعوفي كأنما نشط من عقال (3).

أقول: في الدر النظيم: وجدت محمد بن زكريا قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك، قال: حدثنا هشام بن محمد، قال: لما أجري الماء على قبر الحسين (عليه السلام) نضب بعد أربعين يوما وامتحى أثر القبر، فجاء أعرابي من بني أسد، فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين (عليه السلام) فبكى حين شمه وقال: بأبي وأمي ما كان أطيبك وأطيب قبرك وتربتك. ثم أنشأ يقول:

أرادوا ليخفوا قبر من وليه * وطيب تراب القبر دل على القبر أقول: فما أحقه صلوات الله عليه بهذه الفقرة المنيفة في زيارته الشريفة: أشهد لقد طيب الله بك التراب وأوضح بك الكتاب (4).

قال شيخنا البهائي في الكشكول: روي أن الحسين (عليه السلام) اشترى النواحي التي فيها قبره من أهل نينوى والغاضرية بستين ألف درهم وتصدق بها عليهم، وشرط أن يرشدوا إلى قبره ويضيفوا من زاره ثلاثة أيام.

وقال الصادق (عليه السلام): حرم الحسين (عليه السلام) الذي اشتراه أربعة أميال في أربعة أميال، فهو حلال لولده ومواليه، حرام على غيرهم ممن خالفهم، وفيه البركة.

ذكر السيد الجليل السيد رضي الدين ابن طاووس: أنها إنما صارت حلالا بعد الصدقة لأنهم لم يفوا بالشرط. قال: وقد روى محمد بن داود عدم وفائهم بالشرط في باب نوادر الزيارات. إنتهى.

ص: 387


1- (1) ط كمباني ج 10 / 296، وجديد ج 45 / 395، وص 401، وص 408.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 296، وجديد ج 45 / 395، وص 401، وص 408.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 296، وجديد ج 45 / 395، وص 401، وص 408.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 52 و 167، وجديد ج 100 / 287، و ج 101 / 224.

قبر محسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) في حلب في جبل يقال له جوشن، وهو مطل على حلب. قال القمي: وقد تشرفت بزيارته في السنة الماضية التي هي سنة 1342.

قبر يحيى بن أم الطويل باب علي بن الحسين (عليه السلام) بواسط، قتله الحجاج.

وتقدم في " حيا ". وتقدم في " سعد ": أن سعيد بن جبير أيضا قتله الحجاج بواسط.

قبر إسماعيل بن الصادق (عليه السلام) بالمدينة. قال الشيخ المفيد: مات في حياة أبيه بالعريض وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع (1).

قبر حماد بن عيسى بسياله، كما في السفينة لغة " قبر ".

الكافي: عن يونس بن يعقوب قال: لما رجع أبو الحسن (عليه السلام) موسى من بغداد ومضى إلى المدينة ماتت له ابنة بفيد. فدفنها وأمر بعض مواليه أن يجصص قبرها ويكتب على لوح اسمها ويجعلها في القبر (2).

قبر محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) بجرجان. وقيل: إنه بمرو (3).

قبر دعبل بشوش، وتقدم ما يتعلق به في " دعبل ".

فيما ظهر من قبر أبي الحسن الرضا (عليه السلام) من الماء والحوت قبل دفنه، وأن قبره كان في قبلة قبر هارون (4).

أقول: كان قبر الرشيد ظاهرا في السابق ولكن الآن محي أثره، وتقدم في " رثا ": شعر دعبل: قبران في طوس - الأبيات.

ما ظهر من قبر الرضا (عليه السلام) من المعجزات (5).

ما يظهر منه أن الناس كانوا يقصدون قبر الرضا (عليه السلام) لحوائجهم ولرفع كربهم

ص: 388


1- (1) ط كمباني ج 11 / 177، وجديد ج 47 / 242.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 317، وجديد ج 48 / 289.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 10، وجديد ج 49 / 32 و 33.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 86، وجديد ج 49 / 293.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 95، وجديد ج 49 / 326.

وأحزانهم (1).

قبر موسى المبرقع ابن محمد الجواد (عليه السلام) بقم مشهور، وكذا قبر أخواته زينب وأم محمد وميمونة بنات الجواد (عليه السلام)، وهن عند فاطمة بنت موسى (عليه السلام) (2).

قبر الحسين بن الحسن بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بقم قرب مزار فاطمة (3).

أقول: ليس بقبره اليوم أثر معلوم.

الخرائج: من معجزاته أي العسكري (عليه السلام) أن قبور الخلفاء من بني العباس بسر من رأى عليها من زرق الخفافيش والطيور ما لا يحصى، وينفى منها كل يوم ومن الغد تكون القبور مملوءة زرقا، ولا يرى على رأس قبة العسكريين ولا على قباب مشاهد آبائهما (عليهم السلام) زرق طير فضلا على قبورهم، إلهاما للحيوانات إجلالا لهم (4).

كان على قبر نرجس بسامراء لوح عليه مكتوب: هذا قبر أم محمد (عليه السلام) (5).

قبر عثمان بن سعيد رضي الله عنه بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في مسجد الذرب. والقبر في نفس قبلة المسجد.

قال الشيخ الطوسي وكنا ندخل إليه ونزوره مشاهرة، وكذلك من وقت دخولي إلى بغداد وهي سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة نيف وثلاثين وأربعمائة.

وقال: وعمل الرئيس أبو منصور محمد بن الفرج عليه صندوقا ويتبرك جيران المحلة بزيارته ويقولون: هو رجل صالح، وربما قالوا: هو ابن داية الحسين (عليه السلام) ولا يعرفون حقيقة الحال فيه (6).

ص: 389


1- (1) ط كمباني ج 12 / 97، وجديد ج 49 / 330 - 336.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 137، وجديد ج 50 / 160.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 175، وجديد ج 50 / 324.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 163، وجديد ج 50 / 275.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 2، وجديد ج 51 / 5.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 94، وجديد ج 51 / 347.

قبر أبي جعفر محمد بن عثمان عليه الرحمة ببغداد عند والدته في شارع باب الكوفة في الموضع الذي كانت دوره ومنازله. وهو القبر الذي حفره لنفسه (1). وفي " سوج ": الساجة التي هيأها محمد بن عثمان لقبره.

قبر الحسين بن روح رضي الله عنه ببغداد في النوبختية في الدرب الذي كانت فيه دار علي بن أحمد النوبختي النافذ إلى التل وإلى الدرب الآخر وإلى قنطرة الشوك (2).

قبر أبي الحسن علي بن محمد السمري في بغداد في الشارع المعروف بشارع الخلنجي قريب من شاطئ نهر أبي عتاب (3).

قبر أحمد بن إسحاق القمي بحلوان (4).

قبر محمد بن عيسى البحريني الذي تشرف بخدمة القائم (عليه السلام) في قضية الرمان، كان معروفا في البحرين فيزوره الناس (5).

قبر نبي من الأنبياء على جبل السيلان بأرمنية وآذربيجان، وعليه عين عظيمة (6).

قبر عبد الله بن الحسن المثنى وأهل بيته على شاطئ الفرات (7).

تفسير قوله تعالى: * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) * يعني لا تصل على أحد من المنافقين ولا تقم على قبره تدعو له. وسائر الكلام في ذلك (8).

ابن المقبرة: هو علي بن محمد بن الحسن القزويني من مشايخ الصدوق،

ص: 390


1- (1) ط كمباني ج 13 / 95، وص 97، وجديد ج 51 / 352، وص 357.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 95، وص 97، وجديد ج 51 / 352، وص 357.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 98، وجديد ج 51 / 362.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 128، وجديد ج 52 / 87.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 150، وجديد ج 52 / 180.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 314، وجديد ج 60 / 122.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 148، وجديد ج 47 / 151.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 621، وجديد ج 21 / 199.

وروى عنه في الخصال (1) وغيره، كما ذكرناه في رجالنا.

باب القبرة والعصفور (2).

تقدم في " عصفر ": ذكر العصفور، ويأتي في " قنبر ": ذكر القبرة.

قبض:

رواية قبض العلم بقبض العلماء (3).

الروايات الواردة في تفسير قوله تعالي: * (والأرض جميعا قبضته يوم القيمة) * يعني ملكه. وقوله تعالى: * (يقبض ويبسط) * يعني يمنع ويضيق ويوسع (4).

وتقدم في " بسط " ما يتعلق بذلك.

وعن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم بيد واحدة ويقبض منهم عنه أيد كثيرة (5).

قبط:

القبط بالكسر هم أهل مصر.

وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في القبط: مناقب ابن شهرآشوب: قال (صلى الله عليه وآله): إنكم ستفتحون مصر فإذا فتحتموها فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم رحما وذمة. يعني أن أم إبراهيم منهم (6).

قبقب:

الفردوس: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من وقي شر لقلقه وقبقبه وذبذبه، فقد وجبت له الجنة.

بيان: اللقلق اللسان، والقبقب البطن، والذبذب الفرج (7).

ص: 391


1- (1) الخصال ج 2 / 50.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 725، وجديد ج 64 / 300.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 90 و 101، وجديد ج 2 / 83 و 121.
4- (4) ط كمباني ج 2 / 105، وجديد ج 4 / 1 و 2.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 464، وجديد ج 40 / 163.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 330. وقريب منه ص 332، وجديد ج 18 / 131 و 144.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 871، وجديد ج 66 / 315.

قبل:

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): خبر تقبيل أبي قرة صاحب الجاثليق بساط مولانا الرضا صلوات الله عليه وقوله: هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف أهل زماننا (1).

تقبيل العابد وجه إبراهيم الخليل على نبينا وآله وعليه السلام (2).

تقبيل إسماعيل النبي الحجر الذي وضع إبراهيم الخليل قدميه عليه حين رجع إلى مكة وعلم ذلك (3).

تقبيل يوسف كتاب أبيه يعقوب ووضعه على وجهه وبكاؤه بكاء شديدا (4).

وتقبيله أباه حين ورد مصر فيه (5).

تقبيل الفقيه الذي يوحى إليه قدمي موسى بن عمران لما عرفه، ثم بعد الرسالة ورجوعه من مدين قام إليه فقبل يده (6).

تقبيل شيعة موسى رجليه (7).

تقبيل أصحاب الكهف رجلي رئيسهم تمليخا. تقبيل الراعي أرجلهم، وتقبيل بعض ولده تمليخا، وتقبيل سائر الناس يديه ورجليه (8).

تقبيل ملك الهند كتاب النبي (صلى الله عليه وآله) (9).

تقبيل بحيرا رجلي النبي (صلى الله عليه وآله) ويديه (10).

ص: 392


1- (1) ط كمباني ج 4 / 172، وجديد ج 10 / 341.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 134، وجديد ج 12 / 81.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 143، وجديد ج 12 / 112.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 177 و 188 و 195.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 196، وجديد ج 12 / 245 و 288 و 314 و 318.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 225. ونحوه فيه ص 226، وجديد ج 13 / 36 و 40.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 226، وجديد ج 13 / 40.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 431 و 432، وجديد ج 14 / 415 و 416 و 418.
9- (9) ط كمباني ج 5 / 456، وجديد ج 14 / 521. (9) ط كمباني ج 5 / 456، وجديد ج 14 / 521.
10- (10) ط كمباني ج 6 / 46، وجديد ج 15 / 196.

تقبيل راهب رأسه (صلى الله عليه وآله) (1).

تقبيل سواد بن قارب وجنات النبي (صلى الله عليه وآله) في المهد (2).

تقبيل أم مسكين رأسه (صلى الله عليه وآله) (3).

تقبيل نسطور الراهب يدي النبي (صلى الله عليه وآله) (4).

تقبيل ملجا يدي النبي ورجليه (صلى الله عليه وآله) (5).

علة تقبيله (صلى الله عليه وآله) ابنته فاطمة الزهراء سلام الله عليها (6).

تقبيل سلمان خاتم النبوة وقدم النبي (صلى الله عليه وآله) (7).

تقبيل الأنصار يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورجليه (8).

تقبيل بلال قدم النبي (صلى الله عليه وآله) (9).

تقبيل زيد بن حارثة يده (صلى الله عليه وآله) ورجله (10).

تقبيل النبي (صلى الله عليه وآله) بين عيني أمير المؤمنين (عليه السلام) (11).

تقبيله (صلى الله عليه وآله) بين عيني جعفر الطيار (12).

ص: 393


1- (1) ط كمباني ج 6 / 47، وجديد ج 15 / 202.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 69، وجديد ج 15 / 293.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 80، وجديد ج 15 / 341.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 100، وجديد ج 16 / 4.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 355، وجديد ج 18 / 236.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 374 و 383 و 386، وجديد ج 18 / 315 و 350 و 364.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 427 و 758 - 760، و ج 15 كتاب العشرة ص 260، وجديد ج 19 / 106، و ج 22 / 358 - 367، و ج 76 / 63.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 611 و 614، وجديد ج 21 / 159 و 172.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 689، وجديد ج 22 / 78.
10- (10) ط كمباني ج 6 / 690، وجديد ج 20 / 115.
11- (11) ط كمباني ج 6 / 589 و 593، و ج 9 / 332 - 337 و 551، وجديد ج 21 / 73 و 90، و ج 38 / 298 - 320، و ج 41 / 181.
12- (12) ط كمباني ج 6 / 573 و 577، و ج 15 كتاب العشرة ص 243، وجديد ج 21 / 23 و 8، و ج 75 / 467.

تقبيله (صلى الله عليه وآله) رأس زيد (1).

تقبيل الرسول (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السلام) وقول الأقرع: لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم، فقال: من لا يرحم لا يرحم. إحقاق الحق (2).

تقبيل الرسول (صلى الله عليه وآله) عثمان بن مظعون بعد موته، نقله الخاصة والعامة.

تقبيل الرسول (صلى الله عليه وآله) الركن الأسود والركن اليماني ووضعه خده عليهما، وكذا مولانا الباقر (عليه السلام)، كما في الكافي باب الطواف واستلام الأركان. وفيه باب نوادر الطواف بسند صحيح عن الصادق: وطاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ناقته العضباء، وجعل يستلم الأركان بمحجنه ويقبل المحجن. ورواه الصدوق في الفقيه.

قيام النبي (صلى الله عليه وآله) عند إقبال أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) وتقبيله إياهم (3).

تقبيل علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قدمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4).

تقبيل أمير المؤمنين (عليه السلام) بين عيني الحسن المجتبى (عليه السلام) (5).

تقبيله (عليه السلام) الحسنين (عليهما السلام) (6).

تقبيل عبد الله بن رواحة رجل النبي (صلى الله عليه وآله) ويده (7).

تقبيل جابر بن عبد الله يدي الحسن والحسين صلوات الله عليهما (8).

تقبيل حمزة عيني رسول الله (صلى الله عليه وآله) (9).

ص: 394


1- (1) ط كمباني ج 6 / 690، و ج 20 / 115، وجديد ج 22 / 79، و ج 97 / 55.
2- (2) الإحقاق ج 10 / 756، وجديد ج 43 / 282، وكمباني ج 10 / 79.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 379، وجديد ج 27 / 104.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 591، وجديد ج 21 / 81.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 442، وجديد ج 32 / 229.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 93 و 97، وجديد ج 43 / 338 و 350 و 351 و 355.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 690، و ج 20 / 115، وجديد ج 22 / 79، و ج 97 / 55.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 697، وجديد ج 22 / 110.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 738، وجديد ج 22 / 289.

تقبيل سليم رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

تقبيل عباية يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) ورجليه (2).

تقبيل محمد بن الحنفية رجل مولانا السجاد (عليه السلام) (3).

تقبيل المهدي العباسي كتاب الكاظم (عليه السلام) (4).

تقبيل أبي هاشم الجعفري وجه العسكري (عليه السلام) (5).

تقبيل جبرئيل يدي ولي العصر صلوات الله عليه، وكذا الملائكة يده (6).

تقبيل أبي حمزة الثمالي قدمي الإمام السجاد صلوات الله عليه (7).

إن أم سلمة زوجة علي بن عبيد الله بن الحسين بن الإمام السجاد (عليه السلام) لما دخل مولانا الرضا (عليه السلام) بيت زوجها عائدا إياه، وأم سلمة تنظر إلى مولانا الرضا (عليه السلام) من وراء الستر. فلما خرج صلوات الله عليه انكبت على موضع جلوس الرضا (عليه السلام) تقبله فلما خرج صلوات الله عليه انكبت على موضع جلوس الرضا (عليه السلام) تقبله وتتمسح به. فلما أخبر بذلك مولانا الرضا (عليه السلام) قال: إن علي بن عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنة - الخ. الإختصاص (8).

تقبيل مولانا الصادق (عليه السلام) بين عيني الكاظم (عليه السلام) (9).

تقبيل منصور بن حازم رأس الصادق (عليه السلام) مكررا (10).

تقبيل المفضل موسى الكاظم (عليه السلام) (11).

ص: 395


1- (1) ط كمباني ج 7 / 18، وجديد ج 23 / 83.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 8 و 23، وجديد ج 5 / 24 و 75.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 10، وجديد ج 46 / 29.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 149، وجديد ج 10 / 245.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 171، وجديد ج 50 / 307.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 202، وجديد ج 53 / 8.
7- (7) ط كمباني ج 22 / 40، وجديد ج 100 / 245.
8- (8) الإختصاص ص 89، وط كمباني ج 12 / 66، وجديد ج 49 / 223.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 252، وجديد ج 17 / 235.
10- (10) ط كمباني ج 7 / 5، وجديد ج 23 / 17.
11- (11) ط كمباني ج 7 / 357، وجديد ج 26 / 355.

تقبيل جابر كتاب مولانا الباقر (عليه السلام)، كما في الكافي باب الجن يأتيهم. تقبيل جماعة من الشيعة القميين الأرض بين يدي مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) (1).

تقبيل القاسم بن العلاء الهمداني وكيل الناحية المقدسة، كتاب صاحب الزمان صلوات الله عليه، كما رواه الشيخ في كتاب الغيبة وغيره (2).

تقبيل التركي حافر دابة أبي الحسن الهادي (عليه السلام) وهو راكب على الدابة (3).

انكباب سلمان على قدم النبي (صلى الله عليه وآله) وتقبيله إياه، فزجره النبي (صلى الله عليه وآله) من ذلك، ثم قال له: يا سلمان لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها. أنا عبد من عبيد الله - الخ (4).

تقبيل كميل قدمي أمير المؤمنين (عليه السلام) (5). وذكرناه في رجالنا.

تقبيل أبي مريم الأنصاري يد الباقر (عليه السلام) ورجله (6).

تقبيل جابر رأس الباقر (عليه السلام) ويديه (7).

تقبيله صدر الباقر (عليه السلام) (8).

قول الشيخ لمولانا الصادق صلوات الله عليه: ناولني يدك أقبلها. فأعطاه يده فقبلها (9).

تقبيل محمد بن مسلم يد الباقر (عليه السلام) ورأسه (10).

ص: 396


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 260. وتمامه في ج 13 / 117، وجديد ج 76 / 63، و ج 52 / 49، وإكمال الدين باب 43 أواخر الباب.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 83، وجديد ج 51 / 313.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 128، وجديد ج 50 / 124.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 387، و ج 15 كتاب العشرة ص 260، وجديد ج 76 / 63، و ج 27 / 139.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 614، وجديد ج 33 / 399.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 158، وجديد ج 36 / 359، وص 360.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 158، وجديد ج 36 / 359، وص 360.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 19. وقدميه فيه ص 63. ورأسه ص 64، وجديد ج 46 / 60 و 223.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 168، وجديد ج 36 / 408. وقريب منه في ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 108، وجديد ج 68 / 22.
10- (10) ط كمباني ج 11 / 73، وجديد ج 46 / 257.

تقبيل إبراهيم بن مهزيار يد مولانا الهادي (عليه السلام) (1).

تقبيل إدريس بن زياد قدم أبي محمد العسكري (عليه السلام) وفخذه وهو راكب (2).

تقبيل أبي بكر وعمر رأس علي (عليه السلام) حين قتل عمرو بن عبد ود (3).

روى رجال الكشي تشرف خيران الخادم عند مولانا الجواد (عليه السلام)، فلما دخل عليه قال: سلمت فرد السلام علي ومد يده إلي، فأخذتها وقبلتها ووضعتها على وجهي - الخ.

روى رجال الكشي: في ترجمة إبراهيم بن أبي محمود أن مولانا الجواد (عليه السلام) وضع كتاب أبيه على عينيه وبكى حتى سالت دموعه على خديه، ونقل أن إبراهيم ابن أبي محمود أخذ رجل مولانا الجواد (عليه السلام) وقبلها.

الحسني (عليه السلام): إذا لقي أحدكم أخاه فليقبل موضع النور من جبهته (4).

أقول: يدل على استحباب التقبيل عند الملاقاة.

تحف العقول: عن الكاظم صلوات الله عليه: ليس القبلة على الفم إلا للزوجة والولد الصغير (5).

تحف العقول: عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال: لا يقبل الرجل يد الرجل فإنه قبلة يده كالصلاة له. وقال: قبلة الام عن الفم وقبلة الأخت على الخد، وقبلة الإمام بين عينيه (6).

أقول: قد عرفت عدم وجوب مراعاة الانحصار، فيحمل على استحباب الانحصار، ويحمل المنع على مورد توهم الريبة أو الكراهة.

وسأل علي بن جعفر أخاه موسى (عليه السلام) عن الرجل أيصلح له أن يقبل الرجل؟

ص: 397


1- (1) ط كمباني ج 12 / 130، وجديد ج 50 / 131.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 165، وجديد ج 50 / 284.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 530، وجديد ج 20 / 206.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 146، وجديد ج 78 / 110.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 149، و ج 17 / 203، وجديد ج 10 / 246، و ج 78 / 321.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 208، وجديد ج 78 / 345.

أو المرأة تقبل المرأة؟ قال: الأخ والابن والأخت والابنة ونحو ذلك فلا بأس (1).

الكافي: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قبل ولده كتب الله له حسنة - الخبر (2).

مكارم الأخلاق: قال (عليه السلام): أكثروا من قبلة أولادكم، فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة ما بين كل درجة خمسمائة عام (3).

وسائر الروايات في استحباب تقبيل الولد (4)، وفيه قوله (صلى الله عليه وآله) لرجل قال ما قبلت صبيا قط: هذا رجل عندنا إنه من أهل النار (5). وتقدم في " طفل ": ما يتعلق بذلك.

وعن الصادق: إذا بلغت الجارية ست سنين فلا تقبلها، والغلام لا يقبل المرأة إذا جاز سبع سنين (6).

وفيه قوله في حق جارية لها ست سنين: لا تضعها في حجرك ولا تقبلها.

وعن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): قبلة الولد رحمة، وقبلة المرأة شهوة، وقبلة الوالدين عبادة، وقبلة الرجل أخاه دين. وزاد عنه الحسن البصري: وقبلة الإمام العادل طاعة (7).

الكافي: عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لكم لنورا تعرفون به في الدنيا حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه قبله في موضع النور من جبهته.

بيان: قوله: " تعرفون " على بناء المجهول كأنه إشارة إلى قوله تعالى:

* (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) * ولا يلزم أن يكون المعرفة عامة، بل يعرفهم بذلك الملائكة والأئمة صلوات الله عليهم كما ورد في قوله تعالى: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) * هم الأئمة (عليهم السلام) ويمكن أن يعرفهم بذلك بعض الكمل

ص: 398


1- (1) ط كمباني ج 4 / 156، وجديد ج 10 / 280.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 278، وجديد ج 7 / 304.
3- (3) ط كمباني ج 23 / 113، وجديد ج 104 / 92.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 113 مكررا وص 114، وجديد ج 104 / 92 - 100، وص 96، وص 93.
5- (5) ط كمباني ج 23 / 113 مكررا وص 114، وجديد ج 104 / 92 - 100، وص 96، وص 93.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 113 مكررا وص 114، وجديد ج 104 / 92 - 100، وص 96، وص 93.
7- (7) ط كمباني ج 23 / 113 مكررا وص 114، وجديد ج 104 / 92 - 100، وص 96، وص 93.

من المؤمنين أيضا، وإن لم يروا النور ظاهرا، وتفرس أمثال هذه الأمور قد يحصل لكثير من الناس بمجرد رؤية سيماهم، بل لبعض الحيوانات أيضا، كما أن الشاة إذا رأت الذئب تستنبط من سيماه العداوة، وإن لم تره أبدا، ومثل ذلك كثير.

وقوله (صلى الله عليه وسلم): حتى أن أحدكم يحتمل وجهين: الأول: أن الله تعالى إنما جعل موضع القبلة المكان الخاص من الجبهة. والثاني: أن المؤمن يختار هذا الموضع لكونه موضع النور واقعا، وإن لم ير النور ولم يعرفه. ويدل على أن موضع التقبيل في الجبهة. ما رواه الكافي مسندا عن رفاعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو من أريد به رسول الله (صلى الله عليه وآله).

تبيان: قوله: " أو من أريد به رسول الله " من الأئمة إجماعا وغيرهم من السادات والعلماء على الخلاف، وإن لم أر في كلام أصحابنا تصريحا بالحرمة.

قال بعض المحققين: لعل المراد بمن أريد به رسول الله، الأئمة المعصومون (عليهم السلام) كما يستفاد من الحديث الآتي، ويحتمل شمول الحكم للعلماء بالله وبأمر الله العاملين بعلمهم والهادين للناس ممن وافق قوله فعله، وهؤلاء ورثة الأنبياء فلا يبعد دخولهم فيمن يراد بهم رسول الله.

قال الشهيد في قواعده: يجوز تعظيم المؤمن بما جرت به العادة وإن لم يكن منقولا عن السلف، لدلالة العمومات عليه. قال تعالى: * (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) * وقال: * (ومن يعظم حرمات الله) *. ولقول النبي (صلى الله عليه وآله) لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا.

فعلى هذا يجوز القيام والتعظيم بانحناء وشبهه، وربما وجب إذا أدى تركه إلى التباغض والتقاطع أو إهانة المؤمن. وقد صح أن النبي (صلى الله عليه وآله) قام إلى فاطمة (عليها السلام) وإلى جعفر الطيار لما قدم من الحبشة، وقال للأنصار: قوموا إلى سيدكم.

ونقل أنه قام لعكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحا بقدومه.

فإن قلت: قد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار، ونقل أنه (صلى الله عليه وآله) كان يكره أن يقام له، فكان إذا قدم لا يقومون

ص: 399

لعلمهم كراهته ذلك، فإذا فارقهم قاموا حتى يدخل منزله لما يلزمهم من تعظيمه.

قلت: تمثل الرجال قياما هو ما تصنعه الجبابرة من إلزامهم الناس بالقيام في حال قعودهم إلى أن ينقضي مجلسهم، لا هذا القيام المخصوص القصير زمانه.

سلمنا لكن يحمل على من أراد ذلك تجبرا وعلوا على الناس، فيؤاخذ من لا يقوم له بالعقوبة، أما من يريده لدفع الإهانة عنه والنقيصة له، فلا حرج عليه، لأن دفع الضرر عن النفس واجب.

وأما كراهيته (صلى الله عليه وآله) فتواضع لله وتخفيف على أصحابه، وكذا ينبغي للمؤمن أن لا يحب ذلك، وأن يؤاخذ نفسه بمحبة تركه إذا مالت إليه، ولأن الصحابة كانوا يقومون كما في الحديث، ويبعد عدم علمه (صلى الله عليه وآله) بهم مع أن فعلهم يدل على تسويغ ذلك.

وأما المصافحة فثابتة من السنة، وكذا تقبيل موضع السجود وتقبيل اليد - إلى أن قال: - وأما المعانقة فجائزة لما ثبت من معانقة النبي (صلى الله عليه وآله) جعفرا، وتقبيله بين عيني جعفر.

وأما تقبيل المحارم على الوجه فجائز ما لم يكن لريبة أو تلذذ، كما في الكافي مسندا عن علي بن مزيد صاحب السابري، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فتناولت يده فقبلتها، فقال: أما إنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي.

بيان: يدل على المنع من تقبيل يد غير المعصومين صلوات الله عليهم، لكن الخبر مع جهالته ليس بصريح في الحرمة بل ظاهره الكراهة. إنتهى ملخصا (1).

باب المصافحة والمعانقة والتقبيل (2).

أقول: وتقدم ما يدل على جواز تقبيل وجه النبي والأئمة صلوات الله عليهم وأيديهم وأرجلهم، وتقبيل ما ينسب إليهم تعظيما واحتراما لهم، بل مطلق

ص: 400


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 253 و 254. وفي معناه ص 243، وجديد ج 76 / 37 - 39، و ج 75 / 467.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 248، وجديد ج 76 / 19.

شعائر الله وحرماته.

النوادر: بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال كل واعظ قبلة (1).

وأما استقبال المؤمن القادم فيدل عليه العمومات من عمومات حسن إكرام المؤمن وتعظيمه واحترامه، كما تقدم في " عظم " و " حرم " و " زور ". ويأتي في " كرم ".

استقبال رسول الله لجعفر بعد رجوعه من الحبشة، وتعليمه صلاة الحبوة (2).

استقباله لأمير المؤمنين (عليه السلام) في مرجعه من غزوة ذات السلاسل على ثلاثة أميال من المدينة (3).

مقبولة عمر بن حنظلة المعروفة في جعل الحكومة الشرعية (4).

باب فيه قصة قابيل (5).

المائدة: * (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك - إلى قوله -: من النادمين) *.

ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك - إلى قوله -: من النادمين) *.

في عذاب قابيل بحر الشمس في الصيف وبالماء البارد في الشتاء، موكل به عشرة، كما أخبر عنه مولانا الباقر (عليه السلام) (6).

وموضع دمه من الأرض فيه قبلة مسجد الجامع في البصرة (7).

باب فيه عرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) نفسه على القبائل (8).

ص: 401


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 243، وجديد ج 75 / 467.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 577، وجديد ج 21 / 23 و 24.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 589 و 591، و ج 9 / 530، وجديد ج 21 / 73 و 81، و ج 41 / 93.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 138، و ج 24 / 5، وجديد ج 2 / 220، و ج 104 / 261.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 59، وجديد ج 11 / 218.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 63 و 13، و ج 3 / 174، و ج 4 / 60 و 126، و ج 11 / 68 و 72، و ج 7 / 270، وجديد ج 11 / 229 - 232 و 43، و ج 6 / 291، و ج 9 / 215، و ج 10 / 151، و ج 46 / 242 و 256، و ج 25 / 370.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 62، وجديد ج 11 / 228.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 402، وجديد ج 19 / 1.

ذم قبيلة غنى وباهلة (1).

كتاب الغارات عن علي صلوات الله عليه أنه قال: ادعوا إلي غنيا وباهلة - وحيا آخر قد سماهم - فليأخذوا عطاياهم، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة مالهم في الإسلام نصيب، وإني لشاهد لهم في منزلي عند الحوض وعند المقام المحمود أنهم أعدائي في الدنيا والآخرة.

ولئن ثبت قدماي لأردن قبائل إلى قبائل وقبائل إلى قبائل، ولأبهرجن ستين قبيلة ما لهم في الإسلام نصيب.

بيان: البهرج: الباطل، وبهرجه: أي جعل دمه هدرا (2).

باب قريش وسائر القبائل ممن يحبه الرسول (صلى الله عليه وآله) ويبغضه (3).

باب تحول القبلة (4).

صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيت المقدس ثلاث عشرة سنة وبعد الهجرة إلى المدينة تسعة عشر شهرا، ثم عيرته اليهود فصرفهم الله تعالى عنه إلى الكعبة (5).

وفي " حكم " و " كعب " و " بيت " ما يتعلق بذلك.

باب القبلة وأحكامها (6).

فقه القرآن للراوندي: روى عنهما (عليهما السلام) أن قوله تعالى: * (وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) * في الفرض، وقوله تعالى: * (فأينما تولوا فثم وجه الله) * قالا (عليهما السلام): هو في النافلة (7).

روايات تتعلق بالقبلة (8).

ص: 402


1- (1) ط كمباني ج 8 / 704، وجديد ج 34 / 172.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 732، وجديد ج 34 / 307.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 746، وجديد ج 22 / 313.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 445، وجديد ج 19 / 195.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 447 و 428، وجديد ج 19 / 201، ونحوه فيه ص 113.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 143، وجديد ج 84 / 28.
7- (7) جديد ج 84 / 49. ونحوه كلام القمي ص 47.
8- (8) ط كمباني ج 2 / 135، وجديد ج 4 / 105 - 107.

نهاية الشيخ قال: من توجه إلى القبلة من أهل العراق والمشرق قاطبة فعليه أن يتياسر قليلا ليكون متوجها إلى الحرم. بذلك جاء الأثر عنهم (1).

كلام العلامة المجلسي في أن الأمر بالانحراف، لأن محاريب الكوفة وسائر بلاد العراق أكثرها كانت منحرفة عن خط نصف النهار كثيرا مع أن الانحراف في أكثرها يسير بحسب القواعد الرياضية كمسجد الكوفة، فإن انحراف قبلته إلى اليمين أزيد مما تقتضيه القواعد بعشرين درجة تقريبا، وكذا مسجد السهلة ومسجد يونس.

ولما كان أكثر تلك المساجد مبنية في زمن عمر وسائر خلفاء الجور لم يمكنهم القدح فيها تقية فأمروا بالتياسر - الخ (2).

وقال مثل ذلك في كتاب المزار في باب أعمال مسجد الكوفة، ثم قال:

ويؤيده ما سيأتي في وصف مسجد غنى وأن قبلته لقاسطة فهو يومي إلى أن سائر المساجد في قبلتها شئ. وأغرب من جميع ذلك أن مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) محرابه على خط نصف النهار مع أنه أظهر المحاريب انتسابا إلى المعصوم، وهو مخالف للقواعد لانحراف قبلة المدينة عن يسار نصف النهار، أي من نقطة الجنوب إلى المشرق بسبع وثلاثين درجة، وأيضا مخالف لما هو المشهور من أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: محرابي على الميزاب، ومن يقف في المسجد الحرام بإزاء الميزاب يقع الجدي خلف منكبه الأيسر، بل قريبا من رأس المنكب - إلى أن قال: - فظهر أن محراب المسجد أيضا مما حرف في زمن سلاطين الجور (3).

كلام المجلسي أيضا في أنه يظهر من الآية والأخبار الواردة في القبلة أن فيها إتساعا كثيرا، وأنه يكفي فيها التوجه إلى ما يصدق عليه عرفا أنه جهة الكعبة، وناحيتها، لقولهم: " ما بين المشرق والمغرب قبلة ". وقولهم: " ضع الجدي على قفاك وصل ". فإن بناء الأمر على هذه العلامة التي تختلف بحسب البلاد

ص: 403


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 148، وجديد ج 84 / 51، وص 53.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 148، وجديد ج 84 / 51، وص 53.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 100، وجديد ج 100 / 433.

اختلافا فاحشا، يرشد إلى توسعة عظيمة. وخلو الأخبار عما زاد على ذلك، وكذا كتب الأقدمين مع شدة الحاجة، وتوفر الدواعي على النقل والمعرفة، وعظم إشفاقهم على الشيعة. مما يؤيد ذلك (1).

فلاح السائل: قال السيد: رأيت في الأحاديث المأثورة، أن الله تعالى أمر آدم أن يصلي إلى المغرب، ونوحا أن يصلي إلى المشرق، وإبراهيم يجمعهما وهي الكعبة: فلما بعث موسى أمره أن يحيي دين آدم. ولما بعث عيسى أمره أن يحيي دين نوح. ولما بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) أمره أن يحيي دين إبراهيم (2).

رسالة الشيخ الأجل أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي في القبلة (3).

في ذكر قبلة البلاد وانحرافها عن نقطة الجنوب إلى المغرب (4).

وعن العياشي في تفسيره عن الصادق (عليه السلام) قال: نحن قبلة الله ونحن كعبة الله - الخبر.

كتاب البيان والتعريف: من طريق العامة، سئل الرسول (صلى الله عليه وآله) عن قول الناس:

تقبل الله منا ومنكم، قال: ذلك فعل أهل الكتابين أكرهه (5).

ما يتعلق بقبالة الأرضين (6). وتقدم في " أرض " ما يتعلق بذلك.

قتب:

كلام ابن قتيبة ورواياته في كتاب الإمامة والسياسة فيما جرى على أمير المؤمنين (عليها السلام) وفاطمة (عليها السلام) من الرجلين (7).

أقول: ابن قتيبة من أعاظم رواة المخالفين، وهو أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة بن مسلم بن عمرو الباهلي الدينوري المروزي اللغوي النحوي صاحب كتاب المعارف في التاريخ، وأدب الكاتب، والإمامة والسياسة، وغريب القرآن

ص: 404


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 148، وجديد ج 84 / 54، وص 57.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 148، وجديد ج 84 / 54، وص 57.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 153، وجديد ج 84 / 74.
4- (4) جديد ج 84 / 86.
5- (5) البيان والتعريف ج 2 / 54.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 40، وجديد ج 103 / 166.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 180، وجديد ج 29 / 626.

وغير ذلك. وكان قاضيا بالدينور مدة فنسب إليها. توفي منتصف رجب سنة 276.

كانت وفاته فجأة، صاح صيحة سمعت من بعيد ثم أغمي عليه ومات. ومسلم ابن عمرو الباهلي جده كان حامل عهد يزيد لابن زياد. والدينور بكسر الدال وفتح النون بلدة من بلاد جبل عند قرميسين.

وليعلم أن كتاب الإمامة والسياسة طبع بمصر. قال في أوائله: كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؟ قال: وإن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه. فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا. فدعا بالحطب، وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها.

فقيل له: يا أبا حفص: إن فيها فاطمة، فقال: وإن. فخرجوا فبايعوا إلا عليا - الخ (1).

وليعلم أن خبر الإحراق قد رواه غير ابن قتيبة ممن لا يحتمل التشيع في حقه، منهم: أبو عمر أحمد بن محمد القرطبي المالكي المشهور بابن عبد ربه الأندلسي المتوفي سنة 328، وهو من أكابر علماء السنة في المجلد الثاني من كتاب العقد الفريد وهو من الكتب الممتعة ما هذا لفظه: الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر علي والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم. فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب جئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلت به الأمة فخرج علي حتى دخل على أبي بكر فبايعه. إنتهى (2).

قال المسعودي في مروج الذهب في أخبار عبد الله بن الزبير، وحصره بني هاشم في الشعب، وجمعه لهم الحطب ما هذا لفظه: وحدث النوفلي في كتابه في الأخبار عن ابن عائشة، عن أبيه، عن حماد بن سلمة، قال: كان عروة بن الزبير

ص: 405


1- (1) الإمامة والسياسة ص 13.
2- (2) العقد الفريد ج 2 / 205.

يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وجمعه الحطب لتحريقهم، ويقول: إنما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته كما أرهب بنو هاشم، وجمع لهم الحطب لإحراقهم إذ هم أبوا البيعة فيما سلف، وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا وقد أتينا على ذكره في كتابنا في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتاب حدائق الأذهان. إنتهى.

قتت:

القتات: هو النمام ولا يدخل الجنة، كما هو صريح الروايات.

ويأتي الكلام فيه في " نمم ".

قتد:

اضطراب قتادة بن دعامة فقيه أهل البصرة قدام مولانا الباقر (عليه السلام) وسؤاله عن الجبن (1). ذكرناه في الرجال، وتقدم في " جبن ".

قتادة بن النعمان: كان بدريا صحابيا جليلا، شهد المشاهد كلها مع النبي (صلى الله عليه وآله)، وكان أخا أبي سعيد الخدري لامه، وكان معه راية بني ظفر يوم الفتح. ومات سنة 23، وأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عرجونا يضئ له في الليلة المظلمة، وأصيب عينه يوم أحد حتى وقعت على وجنته، فأخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وردها إلى موضعها بحيث كانت أقوى عينيه وأحسنها، ولقب لذلك بذي العينين، فراجع لسائر أحواله في السفينة والرجال.

إنكار أبي قتادة الأنصاري على خالد بن الوليد قتله مالك بن نويرة (2).

أقول: أبو قتادة اسمه الحارث بن ربعي أو النعمان، ذكرناه في رجالنا (3) وكان بدريا روى عنه ابنه عبد الله وابن المسيب. مات بالمدينة سنة 54. قيل: مات

ص: 406


1- (1) ط كمباني ج 11 / 102، و ج 4 / 126، و ج 7 / 68، وجديد ج 46 / 357، و ج 10 / 154، و ج 23 / 329.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 265 و 267، وجديد ج 30 / 477 و 485.
3- (3) مستدركات علم رجال الحديث ج 2 / 268.

بالكوفة وصلى عليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وكبر عليه سبعا.

وروي أن وضوء النبي (صلى الله عليه وآله) كان عنده في سفر، فتوضأ رسول الله وفضلت فضلة، فاشتد العطش بالقوم، فابتدروا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يقولون: الماء الماء. فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقدح وقال لأبي قتادة: أسكب. فسكب في القدح، فكان رسول الله يسقي وأبو قتادة يسكب حتى شرب الناس أجمعون.

وأصابت عينه يوم أحد طعنة فبدرت حدقته فأخذها بيده ثم أتى بها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إن امرأتي تبغضني الآن، فأخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من يده ثم وضعها مكانها فلم تكن تعرف إلا بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الأخرى (1).

قول عمر لعلي صلوات الله عليه: دون ما تروم من علو هذا المنبر خرط القتاد (2).

إكمال الدين: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد.

بيان: القتاد: شجر عظيم له شوك مثل الإبر، وخرط القتاد مثل يضرب للأمور الصعبة (3).

قتر:

مكارم الإخلاق: في رواية شريفة عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال الراوي: قلت: فما الإقتار؟ قال: أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره، قلت: فالقصد؟ قال: الخبز واللحم واللبن والزيت والسمن مرة ذا ومرة ذا (4).

قتل:

باب عقوبة قتل النفس وعلة القصاص وعقاب من قتل نفسه

ص: 407


1- (1) ط كمباني ج 4 / 103، وجديد ج 10 / 46.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 84 و 81، وجديد ج 29 / 18.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 133، وجديد ج 52 / 111.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 201، و ج 16 / 7، وجديد ج 76 / 82، و ج 75 / 303.

وكفارة قتل الخطأ والعمد (1).

النساء: * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) * - الآية. وقال: * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه) * - الآية.

بيان: روي في تفسير هذه الآية: إنه من قتل مؤمنا متعمدا على دينه لا الذي يقع بينه وبين رجل شئ فيضربه بسيفه فيقتله.

أقول: هذه الرواية المنقولة بمعناها في البحار (2) ورواه في الفقيه عن سماعة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وفي الوسائل باب أن من قتل مؤمنا على دينه فليست له توبة وإلا صحت توبته، ذكر خمس روايات لعنوان الباب.

معاني الأخبار: عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه: قول الله عز وجل: * (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) * وإنما قتل واحدا فقال: يوضع في موضع من جهنم إليه منتهى شدة عذاب أهلها لو قتل الناس جميعا، كان إنما يدخل ذلك المكان ولو كان قتل واحدا، كان إنما يدخل ذلك المكان. قلت: فإنه قتل آخر قال: يضاعف عليه.

تفسير العياشي: عن حمران مثله، وزاد في آخره: قلت: فمن أحياها؟ قال:

نجاها من غرق أو حرق أو سبع أو عدو. ثم سكت، ثم التفت إلي فقال: تأويلها الأعظم دعاها فاستجابت له. ثواب الأعمال: مثله (3). وتقدم في " حيى " ما يتعلق بذلك.

ثواب الأعمال: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في رجل قتل رجلا مؤمنا، قال يقال له: مت أي ميتة شئت إن شئت يهوديا وإن شئت نصرانيا وان شئت

ص: 408


1- (1) ط كمباني ج 24 / 35، وجديد ج 104 / 368.
2- (2) جديد 104 / 375 و 379.
3- (3) جديد ج 104 / 374. وقريب منه ص 380. وكذا في ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 114، وجديد ج 74 / 401 - 404.

مجوسيا (1) ورواه في الفقيه مسندا عنه مثله.

ثواب الأعمال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من قتل مؤمنا متعمدا أثبت الله عز وجل على قاتله جميع الذنوب، وبرئ المقتول منها، وذلك قول الله عز وجل: * (إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين) * (2).

تفسير العياشي: عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما. وقال: لا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة (3). ورواه في الفقيه عنه مثله.

روضة الواعضين: قال النبي (صلى الله عليه وآله): لزوال الدنيا أيسر على روضة الواعضين: قال النبي (صلى الله عليه وآله): لزوال الدنيا أيسر على الله من قتل المؤمن. وقال: لو أن أهل السماوات السبع وأهل الأرضين السبع اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله جميعا في النار. وقال: أول ما يقضى يوم القيامة الدماء (4).

وفي رواية لشرائع الدين المنقولة عن الصدوق في الخصال قال الصادق (عليه السلام):

ولا يحل قتل أحد من الكفار والنصاب في دار التقية إلا قاتل أو ساع في فساد، وذلك إذا لم تخف على نفسك ولا على أصحابك - الخ. ومثله في كلام مولانا الرضا (عليه السلام) في مكاتبته للمأمون في ذلك، كما في رواية العيون قال: ولا يجوز قتل أحد - وساقه إلى آخره مثله. ويظهر منهما جواز قتل الساعي في الفساد.

روضة الواعظين: قال الصادق (عليه السلام): أوحى الله عز وجل إلى موسى بن عمران: يا موسى قل للملأ من بني إسرائيل إياكم وقتل النفس الحرام بغير حق، فمن قتل منكم نفسا في الدنيا قتله الله في النار مائة قتلة صاحبه (5).

ثواب الأعمال: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من نفس تقتل برة ولا فاجرة إلا وهي تحشر يوم القيامة معلقة بيده اليمني أوداجه تشخب دما، يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟ فإن كان قتله في طاعة الله تعالى، أثيب القاتل وذهب المقتول إلى

ص: 409


1- (1) جديد ج 104 / 377، وص 378.
2- (2) جديد ج 104 / 377، وص 378.
3- (3) جديد ج 104 / 377، وص 378.
4- (4) ط كمباني ج 24 / 38، وجديد ج 104 / 382.
5- (5) ط كمباني ج 24 / 38، وجديد ج 104 / 382.

النار، وإن قال في طاعة فلان قيل له: اقتله كما قتلك - الخبر (1).

الإختصاص: للمفيد مثله لكن في آخره هكذا: قتلته في النار مائة ألف قتلة مثل قتلة صاحبه (2)، ثواب الأعمال والمحاسن مسندا مثل الإختصاص (3)، والبحار (4). وتقدم في " أثم ": أن عذاب القاتل في أثام.

علل الشرائع: أوحى الله عز وجل إلى موسى وعزتي لو أن النفس التي قتلت أقرت لي طرفة عين أني لها خالق ورازق، أذقتك طعم العذاب، وإنما عفوت عنك أمرها لأنها لم تقر بي طرفة عين أني لها خالق ورازق (5).

وفي الخطبة العلوية في ذكر أصحاب الجمل: فوالله لو لم يصيبوا من المسلمين إلا رجلا واحدا معتمدين لقتله بلا جرم جره، لحل لي قتل ذلك الجيش كله إذ حضروه فلم ينكروه ولم يدفعوا بلسان ولا يد - الخ (6).

ذكر ما يعلم شدة القتل بغير حق حيث أن الأرض لفظت محلم الليثي لقتله عامرا بغير حق، فراجع (7).

وذكرنا في رجالنا في ترجمة عبد الله بن خباب: أن الخوارج قتلوه، فلما أقروا به قال أمير المؤمنين (عليه السلام): والله لو أقر أهل الدنيا كلهم بقتله هكذا وأنا أقدر بقتله هكذا وأنا أقدر على قتلهم لقتلتهم - الخ (8).

العلوي (عليه السلام): القتل يقل القتل، وذلك مستفاد من قوله تعالى: * (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) * (9).

حكم من ضربه بقصد القتل قصاصا فاتفق أنه برأ بعد مدة (10).

ص: 410


1- (1) ط كمباني ج 3 / 254، وجديد ج 7 / 217.
2- (2) جديد ج 13 / 356، و ج 104 / 381، وص 377، وط كمباني ج 5 / 308، و ج 24 / 38.
3- (3) جديد ج 13 / 356، و ج 104 / 381، وص 377، وط كمباني ج 5 / 308، و ج 24 / 38.
4- (4) جديد ج 13 / 356، و ج 104 / 381، وص 377، وط كمباني ج 5 / 308، و ج 24 / 38.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 224، وجديد ج 13 / 32.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 411، وجديد ج 32 / 92.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 436، وجديد ج 19 / 148.
8- (8) مستدركات علم رجال الحديث ج 5 / 8.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 464، وجديد ج 40 / 164.
10- (10) ط كمباني ج 9 / 479، وجديد ج 40 / 233.

في أن ولي الدم الولد الأكبر، كما يدل عليه روايات شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) ووصاياه وقوله للحسن (عليه السلام): يا بني أنت ولي الأمر بعدي وولي الدم - الخ. منها في البحار (1).

باب من أعان على قتل مؤمن أو شرك في دمه (2).

ثواب الأعمال: عن مولانا الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: يجئ يوم القيامة رجل إلى رجل حتى يلطخه بدم والناس في الحساب، فيقول: يا عبد الله مالي ولك؟ فيقول: أعنت علي يوم كذا وكذا بكلمة فقتلت (3) ورواه في الفقيه عن حماد بن عثمان، عنه (عليه السلام) مثله، وكذا في البحار (4).

ثواب الأعمال: النبوي الباقري أو الصادقي صلوات الله عليهم في قتيل بين المسلمين لا يدري من قتله: والله الذي بعثني بالحق لو أن أهل السماوات والأرض شركوا في دم امرئ مسلم ورضوا به لأكبهم الله على مناخرهم في النار، أو قال: على وجوههم (5). ورواه في الفقيه عنه مثله.

مجالس المفيد: مسندا عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (عليه السلام) نحوه، وفي آخره: والذي نفسي بيده لو أن أهل السماوات والأرض اجتمعوا على قتل مؤمن أو رضوا به، لأدخلهم الله في النار - الخبر (6). وتقدم في " رضى " و " عون " و " ظلم " ما يتعلق بذلك، وكذا في " سبب " و " روع ".

وفي مكاتبة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى محمد بن أبي بكر:

إياك والدماء وسفكها بغير حلها، فإنه ليس شئ أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها، والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة، فلا تقوين سلطانك بسفك

ص: 411


1- (1) جديد ج 42 / 250، وط كمباني ج 9 / 661.
2- (2) ط كمباني ج 24 / 38، وجديد ج 104 / 383.
3- (3) ط كمباني ج 24 / 38، وجديد ج 104 / 383.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 254، وجديد ج 7 / 217.
5- (5) ط كمباني ج 24 / 39، وجديد ج 104 / 383، وص 384.
6- (6) ط كمباني ج 24 / 39، وجديد ج 104 / 383، وص 384.

دم حرام، فأن ذلك مما يضعفه ويوهنه بل يزيله وينقله - الخبر (1). ونحوه في مكاتبته للأشتر.

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث: والإسراف في القتل أن تقتل غير قاتلك فقد نهى الله عنه وذلك هو الغشم - الخ. قاله بعد ذكره الآية: * (ومن قتل مظلوما) * - الخ. فراجع كتاب صفين (2).

الأخبار النبوية من طرق العامة في ذم القتل بغير حق في كتاب الغدير (3).

حكم القتل بجدار مائل سقط على بيت لجارهم فقتلهم، وضمانه على فرض توجهه بذلك (4).

ثواب الأعمال: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من آمن رجلا على دم ثم قتله، جاء يوم القيامة يحمل لواء غدر (5).

في شدة حرمة قتل المؤمن نفسه قال تعالى: * (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا) * - الآية.

وروي في صحيح البخاري قول النبي (صلى الله عليه وآله) لرجل إنه من أهل النار، وذلك أنه كثرت به الجراح في القتال في سبيل الله، فقتل نفسه.

كتاب سليم في خطبة أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن المؤمن يموت كل ميتة غير أنه لا يقتل نفسه، فمن قدر على حقن دمه ثم خلى عمن يقتله فهو قاتل نفسه - الخ (6).

الكافي: عن ناجية عن مولانا أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه في حديث قال: إن المؤمن يبتلى بكل بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه (7).

قال المجلسي: يدل على أن قاتل نفسه ليس بمؤمن، سواء قتلها بحربة،

ص: 412


1- (1) ط كمباني ج 8 / 663، وجديد ج 33 / 611.
2- (2) كتاب صفين ص 4.
3- (3) الغدير ط 2 ج 11 / 59 و 60.
4- (4) كتاب الجعفريات ص 119.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 254، وجديد ج 7 / 217.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 154، وجديد ج 29 / 466.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 53، وجديد ج 67 / 201.

أو بشرب السم، أو بترك الأكل والشرب، أو ترك مداواة جراحة أو مرض علم نفعها، أما لو أحرق العدو السفينة فألقى من فيها نفسه في البحر، فمات، فالظاهر أنه أيضا داخل في هذا الحكم خلافا لبعض العامة، فإنه أخرجه منه لأنه من موت إلى موت وهو ضعيف. وربما يحمل على من استحل قتل نفسه. والظاهر أن المراد بالمؤمن الكامل (1).

أقول: روى الصدوق في الفقيه بطريق صحيح عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من قتل نفسه متعمدا، فهو في نار جهنم خالدا فيها.

ورواه في موضع آخر مرسلا مع زيادة: قال الله عز وجل: * (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا) * - الآية.

ويؤيد ذلك ما في البحار (2).

تأويل قوله تعالى: * (ولا تقتلوا أنفسكم) * أي أهل بيت نبيكم، كما قاله الصادق (عليه السلام) (3) ونحوه كلام ابن عباس (4). ورواه العامة عن ابن عباس، كما في شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني (5).

نزول الآية فيمن يحمل على المشركين وحده، فيقتل، كما في روايات (6).

باب فيه عقاب من قاتلهم أو ظلمهم أو خذلهم ولم ينصرهم (7).

باب ذم مبغضهم وأنه كافر حلال الدم - الخ (8).

ص: 413


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 53، وجديد ج 67 / 206.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 324، وجديد ج 18 / 111.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 156، وص 178، وجديد ج 24 / 310، وص 399.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 156، وص 178، وجديد ج 24 / 310، وص 399.
5- (5) شواهد التنزيل ص 142.
6- (6) ط كمباني ج 21 / 98، وجديد ج 100 / 25 و 26.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 401، وجديد ج 27 / 202.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 405، وجديد ج 27 / 218.

باب عقاب من قتل نبيا أو إماما وأنه لا يقتلهم إلا ولد زنا (1).

ذكر في ستة أخبار عن الباقر والصادق (عليهما السلام) أنه لا يقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء إلا أولاد الزنا، ويدل على ذلك ما في البحار (2).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن الهروي عن الرضا (عليه السلام) قال: ما منا إلا مقتول - الخبر (3).

وعن الصادق (عليه السلام): والله ما منا إلا مقتول شهيد (4) والرضوي (عليه السلام) مثله (5).

الكفاية: في روايتين عن الحسن المجتبى (عليه السلام) قال: ما منا إلا مقتول أو مسموم، كما في البحار (6).

الروايات في أنه لم يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلا أولاد الزنا وأن قاتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا (7).

تفسير قوله تعالى: * (وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم) * نزلت في ثلاثمائة منافق قيل لهم: قاتلوا، فقالوا ذلك (8).

وعن الإحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله: * (قاتلهم الله) * أي لعنهم الله، وقال في قوله: * (قتل الإنسان ما أكفره) * أي لعن الإنسان.

تفسير قوله تعالى: * (ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جائتهم البينات) * ونزوله في أصحاب الجمل، كما في البحار (9).

ص: 414


1- (1) ط كمباني ج 7 / 410، وجديد ج 27 / 239.
2- (2) جديد ج 42 / 303، و ج 13 / 132 و 137، وط كمباني ج 9 / 677، و ج 5 / 253.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 404، و ج 12 / 84، وجديد ج 27 / 214.
4- (4) جديد ج 27 / 209.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 84، وجديد ج 49 / 283.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 405، و ج 10 / 100 و 132، وجديد ج 27 / 217، و ج 43 / 364، و ج 44 / 139.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 376، و ج 9 / 677، و ج 10 / 168 و 247، وجديد ج 14 / 182، و ج 42 / 303، و ج 44 / 302 و 303، و ج 45 / 212 و 213.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 497، وجديد ج 20 / 62.
9- (9) ط كمباني ج 8 / 147 و 152 و 436 و 459 و 495، وجديد ج 29 / 426 و 455، و ج 32 / 202 و 320 و 493.

تأويل قوله تعالى: * (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) * - الآية. يعني الحسين (عليه السلام) قتل مظلوما، والأئمة أولياء الدم، والقائم (عليه السلام) ينصره ويأخذ بثاره ولا يسرف في القتل، وسمي المهدي (عليه السلام) منصورا (1).

تأويل قوله تعالى: * (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) * وأنهم علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم. وهم الذين يقاتلون ويظلمون (2).

وتفسير آخر لهذه الآية وأنه اذن وحكم بالجهاد (3).

تفسير قوله تعالى: * (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم) * وأنه ما من مؤمن وله قتلة وميتة، وأنه من قتل ينشر حتى يموت، ومن مات ينشر حتى يقتل (4).

وسبيل الله علي وأولاده المعصومون صلوات الله عليهم (5). وسائر مواضع الرواية في " موت ".

تفسير قوله تعالى: * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم) * وكلمات المفيد في هذه الآية (6).

رواية القمي في هذه الآية، وأنهم الشيعة (7).

تفسير قوله تعالى: * (يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه) * وكلمات الطبرسي في هذه الآية (8).

تفسير قوله تعالى: * (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) * من كلام

ص: 415


1- (1) ط كمباني ج 10 / 150 مكررا و 268، و ج 13 / 7 و 8، وجديد ج 44 / 218، و ج 45 / 298، و ج 51 / 30 و 35.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 268، و ج 13 / 11 و 14، وجديد ج 51 / 47 و 58، و ج 45 / 297.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 443 و 441، وجديد ج 19 / 183، و 172.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 210، و ج 9 / 70، وجديد ج 53 / 40 و 64 و 71، و ج 35 / 371 و 368.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 210، و ج 9 / 70، وجديد ج 53 / 40 و 64 و 71، و ج 35 / 371 و 368.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 168 و 169، وجديد ج 6 / 273 و 274.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 105، وجديد ج 68 / 10.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 434، وجديد ج 19 / 140.

الطبرسي وأنه نزلت هذه الآية حين تثاقل أصحابه عن الخروج إلى بدر الصغرى (1).

تفسير قوله تعالى: * (من قتل نفسا بغير نفس) * (2).

باب النحل والنمل وسائر ما نهي عن قتله من الحيوانات، وما يحل قتله منها من الحيات والعقارب والغربان وغيرها، والنهي عن حرق الحيوانات وتعذيبها (3).

الخصال: عن داود الرقي، عن مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث الخطاف:

أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن قتل ستة: النحلة والنملة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف - الخبر (4).

والخصال مسندا عنه مثله مع زيادة شرح علله (5).

وتقدم في " خمس ": في النبوي الرضوي (عليه السلام): نهى عن قتل خمسة: الصرد والصوام والهدهد والنحلة والنملة والضفدع، وأمر بقتل خمسة: الغراب والحداء والحية والعقرب والكلب العقور. والصرد والصوام واحد، كما يظهر من كلام الدميري وأكثر اللغويين.

ومن طريق العامة عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى عن قتل النحلة والنملة والهدهد والصرد (6). وقد ذكرنا كل واحد منها في محله فراجع.

النبوي (صلى الله عليه وآله): لا تقتلوا في الحرب إلا من جرت عليه المواسي (7).

بيان: من جرت عليه المواسي أي نبتت عانته (8). وفي معناه في البحار (9).

ص: 416


1- (1) ط كمباني ج 6 / 524، وجديد ج 20 / 181.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة 114، وجديد ج 74 / 401 - 404.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 708، وجديد ج 64 / 229.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 415، وجديد ج 27 / 261.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 717، وجديد ج 64 / 266.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 723.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 440.
8- (8) جديد ج 19 / 167.
9- (9) جديد ج 20 / 246 و 247، وط كمباني ج 6 / 538.

وأما الدفاع عن النفس والأهل والمال. فحسن بل قد يجب، لقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في رواية الأربعمائة: من قتل دون ماله فهو شهيد، كما في البحار (1).

وفي الفقيه وروى العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهما صلوات الله عليهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قتل دون ماله فهو شهيد. قال: وقال: لو كنت أنا لتركت المال ولم أقاتل. وفي " حرب " و " دفع " ما يتعلق بذلك.

وفي مكاتبة الرضا (عليه السلام) شرائع الدين للمأمون: والجهاد مع إمام عادل، ومن قاتل فقتل دون ماله ورحله ونفسه فهو شهيد، ولا يحل قتل أحد من الكفار في دار التقية إلا قاتل أو باغ، ذلك إذا لم تحذر على نفسك - الخ (2).

وتقدم في " خرب ": خبر من أخذ من خربة فيها قتيل وبيده سكين ملطخة بالدم.

وفي " فرس ": قتل الفرس رجلا وحكم مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام).

وفي " اسم ": خبر قتل أسامة رجلا أظهر الإسلام ونزول الآية في حقه.

وفي " ضلل ": الإضلال أشد من القتل، وفي " فسد ": جواز قتل الساعي في الفساد في الجملة.

باب ما عجل الله به قتلة الحسين (عليه السلام) من العذاب (3).

نشر قتلة الحسين صلوات الله عليه يوم القيامة، فيقتلهم الحسين صلوات الله عليه كلهم، ثم ينشرون فيقتلهم مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ثم ينشرون فيقتلهم مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام)، وهكذا ينشرون ويقتلون حتى يقتلهم كل واحد من ذريتهم (4).

باب أنه يقتل أصحاب الكبائر في الثالثة والرابعة (5).

ص: 417


1- (1) جديد ج 10 / 100.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 177، وجديد ج 10 / 364.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 268، وجديد ج 45 / 300.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 63، وجديد ج 43 / 221.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 144، وجديد ج 79 / 204.

باب فيه أحكام قتل الخوارج والمخالفين (1).

وذكرنا في رجالنا في ترجمة إسحاق الأنباري روايته عن الإمام الجواد (عليه السلام) (2). وفيه المنع عن الفتك، يعني القتل جهارا، لعدم وقوع المؤمن في المهلكة، وعليه بالاغتيال، وفي " سبب " و " نصب " ما يتعلق بذلك.

باب فيه أحوال قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).

وتقدم في " جمع ": قول أمير المؤمنين (عليه السلام): فمن سأل عن قاتلي، فمن زعم أنه مؤمن فقد قتلني (4).

في رواية نهج البلاغة: قوله (عليه السلام): أنا ألف الهدى وعيناه، فلا تستوحشوا من طريق الهدى لقلة من يغشاه، من زعم أن قاتلي مؤمن فقد قتلني - الخ (5).

الروايات من طرق العامة أن قاتل علي أشقى الأولين والآخرين في إحقاق الحق (6). وسائر ذمومه فيه (7).

خبر الرجل الذي جاء من الشام لقتل مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام). تقدم في " رجل "، وفي البحار (8).

خبر الغلام الذي قتل مولاه، لأن مولاه لاط به، وحكم أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك (9).

عفو مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه عمن قتل ابنه غير متعمد (10).

ونظيره أمره (عليه السلام) رجلا بالعفو عن قاتل أبيه لتعليمه توحيد الله ورسالة

ص: 418


1- (1) ط كمباني ج 16 / 145، وجديد ج 79 / 215.
2- (2) مستدركات علم رجال الحديث ج 1 / 551.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 677، وجديد ج 42 / 302.
4- (4) ط كمباني 8 / 740. ونحوه ص 701، وجديد ج 34 / 359، وص 153.
5- (5) ط كمباني 8 / 740. ونحوه ص 701، وجديد ج 34 / 359، وص 153.
6- (6) الإحقاق ج 7 / 341 - 360، وص 360 و 361.
7- (7) الإحقاق ج 7 / 341 - 360، وص 360 و 361.
8- (8) جديد ج 41 / 306، وط كمباني ج 9 / 583.
9- (9) ط جديد ج 40 / 230، وط كمباني ج 9 / 478.
10- (10) ط كمباني ج 11 / 28، و ج 18 كتاب الطهارة ص 224، وجديد ج 46 / 99، و ج 82 / 142.

رسول الله وإمامة علي والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم، وقوله: بلى والله هذا يفي بدماء أهل الأرض كلهم من الأولين والآخرين سوى الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) (1).

السلام) (1).

أمر المنصور بقتل مولانا الصادق (عليه السلام) وابنه إسماعيل وهما محبوسان، فجاء سيافه ففعل ما أمره وجاء إلى المنصور، فقال: قد قتلتهما وأرحتك منهما. فلما أصبح وجدهما سالمين وجاء إلى الموضع الذي قتلهما، فوجد جزورين منحورين، فبهت ورجع وكان كقوله تعالى في عيسى: * (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) * (2).

قرب الإسناد: في الرضوي (عليه السلام): قدام هذا الأمر قتل بيوح. قلت: وما البيوح؟ قال: دائم لا يفتر (3).

ذكر المدائن التي تقاتل الحجة المنتظر صلوات الله عليه (4) ويأتي في " مدن " ذكرهم.

خبر بقرة قتلت حمارا فاختصم في ذلك رجلان فترافعا إلى أبي بكر وعمر فقالا: بهيمة قتلت بهيمة لا شئ على ربهما، فأرجعهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فقال: إن كانت البقرة دخلت على الحمار في مأمنه، فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه، وإن كان الحمار دخل على البقرة في مأمنها فقتلته، فلا غرم على صاحبها (5).

خبر الثلاثة الذين حلفوا أن يقتلوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) في طلبهم فقتل واحدا منهم، وجاء بالأخيرين أسيرين فعرض عليهما الإسلام فأبيا، فقتل الثاني. فلما أراد قتل الثالث نزل جبرئيل (عليه السلام)، فقال: لا تقتله فإنه

ص: 419


1- (1) ط كمباني ج 1 / 73، وجديد ج 2 / 12.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 133، وجديد ج 47 / 102.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 150، وجديد ج 52 / 182.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 193، وجديد ج 52 / 363.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 482، وجديد ج 40 / 246.

حسن الخلق، سخي في قومه، فأسلم (1).

قثد:

القثد لغة وقسم من القثاء، كما يأتي في " قثا ".

قثم:

القثم والقثوم: الجموع للخير. القثم أيضا: المعطاء معدول عن قاثم أي المعطي، ومن أسمائه (صلى الله عليه وآله) القثم أي كثير العطاء، أو بمعنى الجمع يعني جامع كل الخير (2).

وفي حديثه (صلى الله عليه وآله) قال: " أتاني ملك فقال لي: أنت قثم " أي مجتمع والقثوم الجامع للخير (3).

وبهذا سمي مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (4). وهو كزفر: الكثير العطاء والجموع للخير (5).

قثم بن العباس: وله من أمير المؤمنين كتب (6)، وبعضها في " كتب "، وجملة من أحواله في السفينة.

قثا:

كان (صلى الله عليه وآله) يأكل القثاء بالرطب والقثاء بالملح (7).

وروى الشهيد: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأكل القثاء بالملح، ويؤكل عن أسفله فإنه أعظم لبركته (8).

النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا أكلتم القثاء فكلوه من أسفله (9).

ص: 420


1- (1) ط كمباني ج 9 / 525، وجديد ج 41 / 74.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 126 و 123، وجديد ج 16 / 118.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 129، وجديد ج 16 / 130.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 495، وجديد ج 20 / 52.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 499، وجديد ج 20 / 67.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 633، وجديد ج 33 / 491.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 154، و ج 14 / 866، وجديد ج 16 / 244.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 551. ونحوه ص 553 و 866، وجديد ج 62 / 285 و 298.
9- (9) ط كمباني ج 14 / 553 و 866، وجديد ج 62 / 298.

المحاسن: عن الصادق (عليه السلام) مثله مع زيادة قوله: فإنه أعظم لبركته (1).

باب القثاء (2).

بيان: القثاء بكسر القاف وضمها ممدودا، من الثمار المعروفة. وفي المغرب: إن الخيار مرادف للقثاء، وصرح به الجوهري. ويظهر من بعض الأطباء أن القثاء هو الطويل المعوج، والقثد والخيار هو القصير المعروف ببادرنگ في لغة العجم. ثم شرع بنقل كلمات جامع البغدادي في أن الخيار بارد رطب، وبذره أبرد، وجرمه أغلظ وأثقل، وأبرد من القثاء، فهو لذلك أشد تطفئة وتبريدا - الخ.

ثم نقل أنه روى العامة في صحاحهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يأكل الرطب بالقثاء - إلى أن قال -: قال القرطبي: يؤخذ منه جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبايعها، واستعمالها على الوجه اللائق بها، على قاعدة الطب لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة، فإذا اكلا معا اعتدلا. وهذا أصل كبير في المركبات من الأدوية (3).

قحط:

ذكر ما وقع في أيام يوسف من القحط والغلاء. وقد تقدم في " سعر " و " صبر " و " غلا " ما يتعلق بذلك.

أقول: وفي القاموس في لغة " شفر ": قال ابن هشام: حفر السيل عن قبر باليمن فيه امرأة في عنقها سبع مخانق من در، وفي يديها ورجليها من الأسورة والخلاخيل والدماليج سبعة سبعة، وفي كل أصبع خاتم فيه جوهرة مثمنة، وعند رأسها تابوت مملوء مالا، ولوح فيه مكتوب: باسمك اللهم إله حمير أنا تاجة بنت ذي شفر، بعثت مائرنا إلى يوسف فأبطأ علينا، فبعثت لاذتي (ثوب حرير أحمر) بمد من ورق لتأتيني بمد من طحين فلم تجده، فبعثت بمد من ذهب فلم تجده، فبعثت بمد من بحري فلم تجده، فأمرت به فطحن فلم أنتفع به، فاقتفلت فمن سمع

ص: 421


1- (1) ط كمباني ج 14 / 866.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 866، وجديد ج 66 / 252.
3- (3) جديد ج 66 / 253.

بي فليرحمني وأية امرأة لبست حليا من حليي فلا ماتت إلا ميتتي.

ذكر القحط الذي ابتلى به مضر بدعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).

قال الآبي: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام): لم صار الناس يكلبون أيام الغلاء على الطعام، ويزيد جوعهم على العادة في الرخص؟ قال: لأنهم بنو الأرض فإذا قحطت قحطوا وإذا خصبت خصبوا (2).

قحف:

عن ابن أبي الحديد قال: قيل لأبي قحافة يوم ولي الأمر ابنه: قد ولى ابنك الخلافة، فقرأ: * (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) * ثم قال: لم ولوه؟ قالوا: لسنه. قال: فأنا أسن منه (3).

باب فيه أحوال أبي قحافة (4).

إرشاد القلوب: في أنه كان مناديا لعبد الله بن جذعان على مائدته واجرته أربعة دوانيق (5).

أبو قحافة: اسمه عثمان بن عامر القرشي التيمي، قيل: أسلم يوم فتح مكة وبلغ من العمر سبع وتسعين سنة، وأمره النبي (صلى الله عليه وآله) بالخضاب، كما عن أسد الغابة لابن الأثير.

كلام العلامة الأميني في إسلام والدي أبي بكر وما اختلق فيه، في كتاب الغدير (6).

قدح:

تقدم في " أنى " و " شأم ": مدح الأقدح الشامي وأن الرسول (صلى الله عليه وآله)

ص: 422


1- (1) ط كمباني ج 6 / 261، وجديد ج 17 / 271.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 173، وجديد ج 78 / 205 - 206.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 63، وجديد ج 28 / 329.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 90، وجديد ج 29 / 91.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 245، وجديد ج 30 / 366.
6- (6) الغدير ط 2 ج 7 / 312 و 313.

يعجبها ويشرب منها.

وأنواع الأقداح الأكبر فالأكبر مذكورة في النهاية في لغت " تبن ".

قدد:

خبر الجبلي الذي أهدى إلى مولانا الصادق (عليه السلام) جرابا من قديد وحش، وقول الإمام: خذها وأطعمها الكلاب لأنه ليس بذكي.

تكلم القديد بمعجزة الصادق صلوات الله عليه بأن ليس مثلي يأكله الإمام ولا أولاد الأنبياء لست بذكي (1) يأتي ما يتعلق بأكل القديد في في " لحم ".

باب فضائل سلمان وأبي ذر ومقداد وعمار رحمهم الله تعالى (2).

باب أحوال المقداد وما يخصه من الفضائل - الخ (3).

وفيه تزويجه بضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ونسبه فيه (4).

تقدم في " ردد ": أنه من الأركان الذين لم يرتدوا بعد النبي (صلى الله عليه وآله).

عده الصادق والرضا صلوات الله عليهما من الذين تجب ولايتهم والبراءة من أعدائهم، كما تقدم في " أمن ".

وهو من الحواريين، كما في " حور ".

وفي " سبع ": أنه من السبعة الذين وفوا الرسول (صلى الله عليه وآله) في مودة ذوي القربى، وشهدوا الصلاة على فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.

وفي " حبب ": أنه من الأربعة الذين أمر الله تعالى بحبهم.

وفي " سلم ": في ترجمة سلمان مدائحه.

الإختصاص: عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبد الله صلوات الله عليه: إنما منزلة المقداد بن الأسود في هذه الأمة كمنزلة عبد الله صلوات الله عليه: إنما منزلة المقداد بن الأسود في هذه الأمة كمنزلة ألف في القرآن لا يلزق بها شئ (5).

ص: 423


1- (1) ط كمباني ج 11 / 130، وجديد ج 47 / 95.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 747، وجديد ج 22 / 315.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 778، وجديد ج 22 / 437.
4- (4) جديد ج 22 / 438، وص 439.
5- (5) جديد ج 22 / 438، وص 439.

قول المقداد لرسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أمرتنا أن نخوض جمر الغضى وشوك الهراس لخضناه معك. قاله حين شاور النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه في وقعة بدر (1).

أقول: يشبه قوله قول هلال بن نافع في أصحاب الحسين (عليه السلام)، وكذا قول حبيب بن عفيف الأزدي في أصحاب علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه، كما ذكرناهما في رجالنا في ترجمتهما وفي البحار (2).

الإختصاص: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن سلمان كان منه إلى ارتفاع النهار، فعاقبه الله أن وجى في عنقه حتى صيرت كهيئة السلعاء حمراء، وأبو ذر كان منه إلى وقت الظهر، فعاقبه الله إلى أن سلط عليه عثمان حتى حمله على قتب وأكل لحم أليته وطرده عن جوار رسول الله (صلى الله عليه وآله). فأما الذي لم يتغير منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى فارق الدنيا طرفة عين، فالمقداد بن الأسود لم يزل قائما قابضا على قائم السيف عيناه في عيني أمير المؤمنين (عليه السلام) ينتظر متى يأمره فيمضي (3).

وفي رواية أخرى: كان المقداد أعظم الناس إيمانا تلك الساعة (4).

إخباره عن نصرته لأمير المؤمنين (عليه السلام) وقوله: يا علي بما تأمرني؟ والله إن أمرتني لأضربن بسيفي وإن أمرتني كففت. وقول علي (عليه السلام): كف يا مقداد واذكر عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أوصاك به (5).

نكيره على عثمان، وروي أنه: لم يكن عمار ولا المقداد بن الأسود يصليان خلف عثمان ولا يسميانه أمير المؤمنين (6).

مجالس المفيد: عن حبيب بن ثابت قال: لما حضر القوم الدار للشورى، جاء

ص: 424


1- (1) ط كمباني ج 6 / 451 و 458، وجديد ج 19 / 217 و 247.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 680، وجديد ج 34 / 55.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 52، وجديد ج 28 / 259 - 261.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 52، وجديد ج 28 / 259 - 261.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 54، وجديد ج 28 / 275.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 339، وجديد ج 31 / 285.

المقداد بن الأسود الكندي رحمه الله، فقال: أدخلوني معكم، فإن لله عندي نصحا ولي بكم خيرا. فأبوا، فقال: ادخلوا رأسي واسمعوا مني. فأبوا عليه ذلك، فقال: أما إذا أبيتم فلا تبايعوا رجلا لم يشهد بدرا، ولم يبايع بيعة الرضوان، وانهزم يوم أحد، ويوم التقى الجمعان. فقال عثمان: أم والله لئن وليتها لأردنك إلى ربك الأول، فلما نزل بالمقداد الموت، قال: أخبروا عثمان أني قد رددت إلى ربي الأول والآخر.

فلما بلغ عثمان موته جاء حتى أتى قبره، فقال: رحمك الله إن كنت وإن كنت، يثني عليه خيرا. فقال له الزبير.

لأعرفنك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي فقال: يا زبير تقول هذا؟ أتراني أحب أن يموت مثل هذا من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) وهو علي ساخط؟! (1).

وقد ذكرنا في مستدركات الرجال جملة مما يتعلق به فارجع إليه.

قدر:

باب القدرة والإرادة (2).

الآيات: * (إن الله على كل شئ قدير) * و * (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم) * - الآيات.

التوحيد: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لما صعد موسى إلى الطور فناجى ربه عز وجل قال: يا رب أرني خزائنك. قال: يا موسى إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له كن، فيكون (3). وتقدم في " خزن ": ذكر مواضع الرواية.

وأما قدرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلفائه المعصومين صلوات الله عليهم فقد ظهرت مما تقدم في " أصف " و " حرف ": من أن حروف الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا. منها واحد مخزون مكنون لا يعلمه إلا الله، والباقي مبذول.

واحد منه أعطاه الله لآصف وهو المعني بقوله تعالى: * (قال الذي عنده علم

ص: 425


1- (1) ط كمباني ج 8 / 352، وجديد ج 31 / 360.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 143، وجديد ج 4 / 134، وص 135.
3- (3) ط كمباني ج 2 / 143، وجديد ج 4 / 134، وص 135.

من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) *، وبهذا الحرف الواحد جاء بعرش بلقيس في أقل من طرفة عين عند سليمان.

واثنان من حروف الاسم الأعظم عند عيسى كان يحيي بهما الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فيكون طيرا بإذن الله تعالى.

وكل المبذول عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورثه الأئمة المعصومون صلوات الله عليهم.

وعلم آصف الذي قدر به على ذلك بالنسبة إلى علم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم الذين عندهم علم الكتاب كله كقطرة بالنسبة إلى البحار، كما تقدم في " علم " و " صحف " و " عطا " و " طوع " و " شئ " و " رود " و " عجز " و " دنى ".

وروى الثقة الجليل المتفق على وثاقته وجلالته وعظم شأنه، محمد بن الحسن الصفار، وهو من أصحاب مولانا العسكري صلوات الله عليه في كتابه الشريف بصائر الدرجات في الجزء الثامن باب 12 ما أعطي الأئمة من القدرة أن يسيروا في الأرض، ذكر فيه خمس عشرة رواية في ذلك، وفي باب 13 في الأئمة أنهم يسيرون في الأرض من شاؤوا من أصحابهم بالقدرة التي أعطاهم الله تعالى، ذكر إحدى عشرة رواية في ذلك، وفي باب 14 في قدرة الأئمة وما أعطوا من ذلك، ذكر أربع روايات في ذلك، وفي باب 15 في ركوب أمير المؤمنين (عليه السلام) السحاب وترقيه في الأسباب والأفلاك، ذكر أربعة أخبار شريفة في ذلك.

وفي الصادقي المروي عن كامل الزيارة في وصف الإمام (عليه السلام): كيف يكون حجة على قوم لا يقدر عليهم - الخ. يظهر منه الملازمة بين ثبوت الحجية وثبوت القدرة له على المحجوج. وذكرنا هذه الرواية في كتاب " مقام قرآن وعترت در اسلام " (1).

وقال الباقر صلوات الله عليه في رواية شريفة: إن الله تعالى أقدرنا على ما

ص: 426


1- (1) مقام قرآن وعترت ص 72.

نريد ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمتها لسقناها (1).

في قدرة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في ضرب رجله من الكوفة إلى صدر معاوية بالشام وقلبه عن سريره على أم رأسه (2). وتقدم في " أصف " ما يتعلق بذلك.

قد ورد خبر عن بعض تأليفات القدماء ما حاصله: إن أصحاب أمير المؤمنين صلوات الله عليه اجتمعوا في جامع الكوفة وخطب بهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم أشار بيده إلى الجو فدمدم وأقبلت غمامة فركبها مع عمار، ثم غابا ورجعا بعد ساعة، ثم صعد أمير المؤمنين (عليه السلام) المنبر وأخذ بالخطبة الشقشقية. قال الناس له:

يا أمير المؤمنين أعطاك الله هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض الناس لقتال معاوية، فقال: إن الله تعبدهم بمجاهدة الكفار والمنافقين والناكثين والقاسطين والمارقين، والله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة وضربت بها صدر معاوية بالشام وأخذت بها من شاربه - أو قال: من لحيته - فمد يده وردها وفيها شعرات كثيرة. ثم وصل الخبر بما جرى على معاوية (3).

باب أن الله تعالى أقدر أمير المؤمنين على سير الآفاق وسخر له السحاب وهيأ له الأسباب (4).

وفي روايات المعجزات صريحات في تثبيت ذلك لأئمة الهدى صلوات الله عليهم وشرحنا ذلك في كتابنا " اثبات ولايت " الطبع الثاني فراجع، وكذا في " حبس ": تسيير مولانا الجواد (عليه السلام) محبوسا من الشام إلى الكوفة ومكة والمدينة في ليلة واحدة.

بصائر الدرجات: في الخبر الوارد عن المفضل في خمسة أرواح قال: قلت

ص: 427


1- (1) ط كمباني ج 11 / 67، وجديد ج 46 / 240.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 586، و ج 5 / 360، و ج 9 / 609، و ج 7 / 364، وجديد ج 33 / 282، و ج 42 / 50، و ج 14 / 115، و ج 27 / 28.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 85، وجديد ج 57 / 346.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 376، و ج 14 / 84، وجديد ج 39 / 136، و ج 57 / 339.

لأبي عبد الله صلوات الله عليه: جعلت فداك يتناول الإمام ما ببغداد؟ قال: نعم وما وما دون العرش (1).

وسيأتي في " هلك ": أن هذه القدرة التي ذكرناها ليس مناط التكاليف الظاهرية العامة للمكلفين، وتقدم في " روح " ما يتعلق بذلك.

وأما قدرة العباد بما كلفوا به فواضح من الأدلة الأربعة، وهي شرط ثبوت التكليف، والقدرة مع العمل حال العمل، والله تعالى يملك عباده القدرة على الفعل والترك، وهو المالك لما ملكهم، بحول الله وقوته يفعلون ما يعملون وكلا يمد هؤلاء وهؤلاء.

قال الصادق صلوات الله عليه: الناس في القدرة على ثلاثة أوجه: رجل يزعم أن الأمر مفوض إليه، فقد وهن الله في سلطانه فهو هالك، ورجل يزعم أن الله جبر العباد على المعاصي وكلفهم ما لا يطيقون، فقد ظلم الله في حكمته فهو هالك، ورجل يزعم أن الله كلف العباد ما يطيقون ولم يكلفهم ما لا يطيقون فإذا أحسن حمد الله وإذا أساء استغفر الله، فهذا مسلم بالغ (2). وتقدم في " جبر " و " عصى " و " عمل " و " فعل " و " طوع " ما يتعلق بذلك.

وذكرنا في رجالنا في ترجمة الحارث الهمداني ما يظهر منه: أن الممنوع شرعا غير مقدور شرعا (3).

ذم القدرية: قرب الإسناد: عن البزنطي، عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه إذا ناجى ربه قال: يا رب قويت على معصيتك بنعمتك. قال: وسمعته يقول في قول الله تعالى: * (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له) * فقال: إن القدرية يحتجون بأولها وليس كما يقولون، ألا ترى أن الله تبارك وتعالى يقول: * (وإذا أراد

ص: 428


1- (1) ط كمباني ج 6 / 219، وجديد ج 17 / 106.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 187، وجديد ج 78 / 255.
3- (3) مستدركات علم رجال الحديث ج 2 / 259.

الله بقوم سوءا فلا مرد له) * وقال نوح: * (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) * قال: الأمر إلى الله يهدي من يشاء.

بيان: اعلم أن لفظ القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى التفويضي، والمراد في هذا الخبر هو الثاني، وقد أحال كل من الفريقين ما ورد في ذلك على الآخر.

قال شارح المقاصد: لا خلاف في ذم القدرية. وقد ورد في صحاح الأحاديث: لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيا، والمراد بهم القائلون بنفي كون الخير والشر كله بتقدير الله ومشيته، سموا بذلك لمبالغتهم في نفيه. وقيل: لإثباتهم للعبد قدرة الإيجاد، وليس بشئ لأن المناسب حينئذ القدري بضم القاف.

وقالت المعتزلة: القدرية هم القائلون بأن الخير والشر كله من الله وبتقديره ومشيته لأن الشايع نسبة الشخص إلى ما يثبته ويقول به كالجبرية والحنفية والشافعية، لا إلى ما ينفيه، ورد بأنه صح عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: " القدرية مجوس أمتي " وقوله: " إذا قامت القيامة نادى مناد: أهل الجمع أين خصماء الله؟ فتقوم القدرية ".

ولا خفاء في أن المجوس هم الذين ينسبون الخير إلى الله والشر إلى الشيطان، ويسمونها " يزدان وأهرمن " وأن من لا يفوض الأمور كلها إلى الله تعالى ويفرز بعضها فينسبه إلى نفسه يكون هو المخاصم لله تعالى. وأيضا من يضيف القدر إلى نفسه ويدعي كونه الفاعل والمقدر أولى باسم القدري ممن يضيفه إلى ربه. إنتهى (1). وكلماته الأخرى في ذلك (2).

وفي كتاب التاج الجامع لأصول العامة (3).

جملة من الروايات الشريفة في ذمهم ولعنهم (4).

ص: 429


1- (1) ط كمباني ج 3 / 3، وص 34، وجديد ج 5 / 5، وص 116.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 3، وص 34، وجديد ج 5 / 5، وص 116.
3- (3) التاج، ج 1 باب 4 ص 36 في الإيمان بالقدر. وذم القدرية فيه ص 39.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 3 - 6 و 12 و 14 - 17 و 34 و 35 و 55، وجديد ج 5 / 5 - 17 و 54 و 55 و 47 و 120 و 197.

الروايات الواردة في بيان المراد بهم، ففي رواية نبوية أنهم قوم يزعمون أن الله سبحانه قدر عليهم المعاصي وعذبهم عليها (1).

والمراد عدم قدرة العباد على ترك المعاصي وعدم قدرتهم على فعل الطاعات كما يظهر من رواية التوحيد، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، الطرائف فراجع البحار (2).

إطلاق القدرية على المفوضة (3).

ويظهر من رواية أن القدري يقول: لا يكون ما شاء الله تعالى ويكون ما شاء إبليس، فراجع (4).

إحتجاج الصادق (عليه السلام) على القدري الذي أعيى علماء الشام، فقال له الصادق (عليه السلام): إقرأ سورة الحمد. فلما بلغ إلى قوله: * (إياك نستعين) * قال له: قف، من تستعين وما حاجتك إلى المعونة، إن الأمر إليك؟! فبهت الذي كفر - الخ (5).

باب القضاء والقدر والمشية (6).

النهي عن سلوك طريق القدر بأنه بحر عميق فلا تلجه، وطريق مظلم فلا تسلكه، وأنه سر الله فلا تتكلفه (7).

كتاب سلام بن أبي عمرة - وهو خراساني ثقة -، عن معروف بن خربوذ المكي، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: دخلت عليه فأنشأت الحديث فذكرت باب القدر، فقال: لا أراك إلا هناك اخرج عني. قال: قلت: جعلت فداك إني أتوب منه. فقال: لا والله حتى تخرج إلى بيتك وتغتسل وتتوب منه إلى الله، كما

ص: 430


1- (1) ط كمباني ج 3 / 3، وص 34، وجديد ج 5 / 5، وص 116.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 17، وجديد ج 5 / 56 - 59.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 55، وجديد ج 5 / 197.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 215، وجديد ج 47 / 366.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 59، و ج 3 / 16، وجديد ج 5 / 55، و ج 92 / 239.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 26، وجديد ج 5 / 84.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 33 و 36، و ج 1 / 68، وجديد ج 5 / 110 و 123، و ج 1 / 218.

يتوب النصراني من نصرانيته. قال: ففعلت (1).

ومن كلمات مولانا الإمام الهادي (عليه السلام): المقادير تريك ما لم يخطر ببالك.

وفي الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديت وقني شر ما قدر وقضيت.

تفسير قوله تعالى: * (قدر فهدى) * من كلام القمي قال: قدر الأشياء في التقدير الأول، ثم هدى إليها من يشاء (2).

تحف العقول: قال (صلى الله عليه وآله): إن الله لا يطاع جبرا، ولا يعصى مغلوبا، ولم يهمل العباد من المملكة، ولكنه القادر على ما أقدرهم عليه، والمالك لما ملكهم إياه، فإن العباد إن استمروا بطاعة الله لم يكن منها مانع، ولا عنها صاد، وإن عملوا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبينها فعل، وليس من إن شاء أن يحول بينك وبين شئ فعل ولم يفعله، فأتاه الذي فعله كان هو الذي أدخله فيه (3).

العلوي (عليه السلام): لكل طالب حاجة وقت يحركه القدر (4).

وتقدم في " طوع " و " عمل " و " شئ " ما يتعلق بذلك.

ومن أشعار أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم صفين حين وقف بين الصفين:

أي يومي من الموت أفر * يوم لا يقدر أو يوم قدر يوم لا يقدر لا أرهبه * ومن المقدور لا ينجي الحذر ويشهد لذلك ما يأتي في " قنبر " و " يقن ".

وفي مناجاة أمير المؤمنين والأئمة من ولده صلوات الله عليهم في شعبان المروية في المفاتيح وغيره قال: ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواي، وما أريد أن أبدأ به من منطقي وأتفوه به من طلبتي وأرجوه لعاقبتي وقد جرت مقاديرك علي يا سيدي فيما يكون مني إلى آخر عمري من سريرتي وعلانيتي، وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصي ونفعي وضري - إلى أن قال: - إلهي لم يكن لي حول فأنتقل

ص: 431


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 93، وجديد ج 81 / 14.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 28، وجديد ج 5 / 95.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 41، وجديد ج 77 / 140.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 128، وجديد ج 78 / 45.

به عن معصيتك إلا في وقت أيقظتني لمحبتك وكما أردت أن أكون كنت فشكرتك بادخالي في كرمك - الخ.

عدة الداعي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر - إلي أن قال: - وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، ولو أن الخلق كلهم جهدوا على أن ينفعوك بما لم يكتبه الله لك ما قدروا عليه (1).

وفي وصاياه هذا مع زيادة في أوله وآخره (2). وتقدم في " شئ " و " صيب ".

التوحيد: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة (3). ورواه العامة في صحاحهم، كما في كتاب التاج الجامع لأصولهم (4).

التوحيد: عن مولانا الرضا (عليه السلام) في حديث: قال: الخلق إلي ما علم منقادون، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ماضون، لا يعلمون خلاف ما علم منهم ولا غيره يريدون - الخ (5).

في حسن من عرف قدره ولزومه.

باب الأدب ومن عرف قدره ولم يتعد طوره (6).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، أمالي الصدوق: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ما هلك امرؤ عرف قدره (7).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: العالم من عرف قدره، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره - الخ (8).

ص: 432


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 42 و 48، وجديد ج 93 / 314 و 339.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 26، وجديد ج 77 / 87.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 34، وجديد ج 5 / 192 و 295.
4- (4) التاج، ج 1 / 38.
5- (5) ط كمباني ج 2 / 92 و 200، و ج 7 / 247، وجديد ج 3 / 297، و ج 4 / 302، و ج 25 / 275.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 136، وجديد ج 75 / 66.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 101، وجديد ج 77 / 384.
8- (8) ط كمباني ج 1 / 85، وجديد ج 2 / 58.

وقال (عليه السلام): قدر الرجل قدر همته (1).

وتقدم في " صلح ": أن حسن التقدير في المعيشة مما يصلح الرجل.

العلوي (عليه السلام): وفرض علي التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس كي يقتدي الفقير بفقري ولا يطغى الغني غناه (2).

الكافي: عن أبي عبد الله أنه دخل عليه بعض أصحابه فرأى عليه قميصا فيه قب قد رقعه، فجعل ينظر إليه، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): مالك تنظر؟ فقال: قب يلقى في قميصك. قال: فقال: اضرب يدك إلى هذا الكتاب فاقرأ ما فيه. وكان بين يديه كتاب أو قريب منه. فنظر الرجل فيه فإذا فيه: لا إيمان لمن لا حياء له، ولا مال لمن لا تقدير له، ولا جديد لمن لا خلق له.

بيان: القب ما يدخل في جيب القميص من الرقاع (3).

باب فيه نزول سورة القدر فيهم صلوات الله عليهم (4).

في أن كثيرا من علومهم كان جملا يأتي تفسيره في ليلة القدر (5).

وقال مولانا الحسن المجتبى صلوات الله عليه في رواية شريفة: ليلة القدر خير من ألف شهر تملكه بنو أمية (6).

عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: قال أبي محمد بن علي الباقر صلوات الله عليه: قرأ علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر وعنده الحسن والحسين صلوات الله عليهما، فقال له الحسين (عليه السلام): يا أبتاه كأن بها من فيك حلاوة، فقال له: يا بن رسول الله وابني إني أعلم فيها ما لم تعلم، أنها لما

ص: 433


1- (1) ط كمباني ج 17 / 120، وجديد ج 78 / 14.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 502، وجديد ج 40 / 336.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 117، وجديد ج 47 / 45.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 192 - 206، وجديد ج 25 / 47.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 226، وجديد ج 17 / 135.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 328، وجديد ج 18 / 127.

نزلت بعث إلي جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقرأها علي - الخ (1).

في أن الرجلين كانا يعرفان ليلة القدر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من شدة ما يداخلهما من الرعب (2).

قال مولانا الصادق صلوات الله عليه: إنا أنزلناه نور كهيئة العين على رأس النبي والأوصياء صلوات الله عليهم لا يريد أحد منا علم أمر من أمر الأرض أو من أمر السماء إلى الحجب التي بين الله وبين العرش إلا رفع طرفه إلى ذلك النور فرأى تفسير الذي أراد فيه مكتوبا (3).

بصائر الدرجات: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه: * (إنا أنزلناه) * نور عند الأنبياء والأوصياء، لا يريدون حاجة من السماء ولا من الأرض إلا ذكروها لذلك النور فأتاهم بها (4).

باب في فضل ليلة القدر (5).

قال تعالى: * (ليلة القدر خير من ألف شهر) *.

أقول: مقتضى الجمع بين قوله تعالى: * (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن) * وبين قوله تعالى: * (إنا أنزلناه في ليلة القدر) * أن ليلة القدر في شهر رمضان وعليه علماء المسلمين ولا تخرج من ليلة 19 و 21 و 23 كما عليه اتفاق علماء الإمامية ونطقت به الروايات الشريفة المذكورة في البحار (6).

وفي عدة من الروايات الشريفة أنها لا تخرج عن ليلة إحدى وعشرين وثلاثة وعشرين.

منها: رواية الشيخ عن علي بن أبي حمزة وسؤال أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)

ص: 434


1- (1) ط كمباني ج 7 / 198، وجديد ج 25 / 71.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 198، و ج 20 / 105، وجديد ج 97 / 22، و ج 25 / 71.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 308، وجديد ج 26 / 135.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 82، و ج 7 / 193، وجديد ج 29 / 30، و ج 25 / 51.
5- (5) ط كمباني ج 20 / 99، وجديد ج 97 / 1، وص 1 - 25.
6- (6) ط كمباني ج 20 / 99، وجديد ج 97 / 1، وص 1 - 25.

عنها، رواها المشائخ الثلاثة في كتبهم الثلاثة الكافي والتهذيب والفقيه المذكورة في البحار (1).

ومنها: روايتا الشيخ عن سماعة، وعن زرارة، عن مولانا الباقر صلوات الله عليه - المذكورتين فيه (2).

ومنها رواية الصدوق عن حسان بن مهران، عن الصادق (عليه السلام)، كما فيه (3).

إلى غير ذلك، فراجع.

ويظهر من روايات كثيرة أنها ليلة ثلاث وعشرين، وهي ليلة الجهني، وفيها تنزل الملائكة والروح من كل أمر تكون في السنة إلى مثلها، ما يصيب العباد وما يقع في عالم الخلق، وفيها تثبت البلايا والمنايا والآجال والأرزاق والقضايا، كما هو صريح الروايات المتواترة المذكورة في الكتب الأربعة والوسائل والمستدرك. وذكر في البحار (4) أكثر من ستين رواية في ذلك.

والروايات الدالة على أنها ليلة الثالثة والعشرين كثيرة مذكورة فيه (5) مرسلة دعوات الراوندي عن الصادق (عليه السلام)، وحديث 11 مرسلة الصدوق في الهداية، وحديث 12 مرسلة الدعائم، وحديث 28 صحيحة الصدوق، وحديث 37 مسندة الصدوق عن علي بن سالم، عن الصادق (عليه السلام).

ويظهر من ذيل حديث 31 كما نقل الصدوق عن مشائخه أنها اتفاقي بينهم، وحديث 50 وغير ذلك.

بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الحسن بن العباس بن جريش، عن أبي جعفر الثاني صلوات الله عليه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال علي (عليه السلام) في صبح أول ليلة القدر التي كانت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله): فاسألوني، فوالله لأخبرنكم بما يكون إلى ثلاثمائة وستين يوما من الذر فما دونها فما فوقها، ثم لا أخبرنكم بشئ

ص: 435


1- (1) جديد ج 97 / 2 حديث 4، وص 3 و 4.
2- (2) جديد ج 97 / 2 حديث 4، وص 3 و 4.
3- (3) جديد ج 97 / 16 حديث 32.
4- (4) جديد ج 97 / 1 - 25.
5- (5) جديد ج 97 / 4 حديث 5.

من ذلك بتكلف ولا برأي ولا بادعاء في علم إلا من علم الله وتعليمه - الخ (1).

قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): أخبرنا عن ليلة القدر! قال: ما أخلو من أن أكون أعلمها ولست أشك أن الله إنما يسترها عنكم نظرا لكم لأنكم لو أعلمكموها عملتم فيها وتركتم غيرها، وأرجوا أن لا تخطئكم إن شاء الله (2).

قول معاوية لمولانا الحسن المجتبى (عليه السلام): أخبرنا عن ليلة القدر. قال: نعم، عن مثل هذا فاسأل، إن الله خلق السماوات سبعا والأرضين سبعا والجن من سبع والإنس من سبع، فتطلب من ليلة ثلاث وعشرين إلى ليلة سبع وعشرين.

ثم نهض (3).

أمالي الطوسي: عن يحيى بن العلاء: كان أبو عبد الله (عليه السلام) مريضا مدنفا، فأمر فاخرج إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكان فيه حتى أصبح ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان (4).

في تفسير مفاتيح الغيب للفخر الرازي في سورة القدر المسألة الرابعة: القدر مصدر قدرت أقدر قدرا، والمراد به ما يمضيه الله من الأمور. قال: * (إنا كل شئ خلقناه بقدر) * والقدر والقدر واحد إلا أنه بالتسكين مصدر وبالفتح اسم - إلى أن قال في وجه التسمية بليلة القدر: - إنها ليلة تقدير الأمور والأحكام.

قال عطا عن ابن عباس: إن الله قدر ما يكون في كل تلك السنة من مطر ورزق وإحياء وإماتة إلى مثل هذه الليلة من السنة الآتية. ونظيره قوله تعالى:

* (فيها يفرق كل أمر حكيم) *. واعلم أن تقدير الله لا يحدث في تلك الليلة، فإنه تعالى قدر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض في الأزل، بل المراد إظهار تلك المقادير للملائكة في تلك الليلة بأن يكتبها في اللوح المحفوظ. وهذا القول اختيار عامة العلماء - الخ.

ص: 436


1- (1) جديد ج 97 / 20.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 738، وجديد ج 34 / 346.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 109، وجديد ج 44 / 41.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 119، وجديد ج 47 / 53.

ثم نقل عن الجمهور أنها باقية ومختصة برمضان، واختلفوا في تعيينها من ثم نقل عن الجمهور أنها باقية ومختصة برمضان، واختلفوا في تعيينها من رمضان على ثمانية أقوال. ثم نقل عن أكثر المفسرين نزول الملائكة إلى الأرض - إلى أن قال في قوله: * (من كل أمر) *: - قول الأكثرين يعني من أجل كل أمر قدر في تلك السنة من خير أو شر. وعم لفظ الأمر ليعم خير الدنيا والآخرة - الخ.

في تفسير أبي السعود العمادي من تفاسير العامة في وجه تسمية ليلة القدر، قال: أما لتقدير الأمور وقضائها فيها لقوله تعالي: * (فيها يفرق كل أمر حكيم) *، أو لخطرها وشرفها - إلى أن قال: - " من كل أمر " أي من أجل كل أمر قضاه الله عز وجل لتلك السنة إلى قابل كقوله تعالى: * (فيها يفرق كل أمر حكيم) * - الخ. إلى غير ذلك من كلمات العامة.

رأي الخليفة في ليلة القدر، وعجزه وسؤاله عن ابن عباس وأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وما جرى بينهم في ذلك (1).

وفي حديث المعراج عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في وصف صلاته (صلى الله عليه وآله) في المعراج وتعليم الله تعالى إياه الصلاة أمره الله تعالى أن يقرأ في الركعة الأولى بالحمد والتوحيد وقال له: هذه نسبتي، وفي الثانية بالحمد وسورة القدر وقال: يا محمد هذه نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة - الخ (2). وتمام الخبر في البحار (3)، وفيه قوله تعالى في حق سورة التوحيد: فإنها نسبتي ونعتي (4).

فقد ظهر لك مما تقدم اتفاق العامة والخاصة على بقاء ليلة القدر إلى يوم القيامة، وعليه ظاهر القرآن حيث قال تعالى: * (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) *، وقوله: * (تعالى: * (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) *، وقوله: * (فيها يفرق كل أمر حكيم) * وأنها في شهر رمضان وتنزل الملائكة والروح فيها إلى الأرض لبيان كل أمر يقع في السنة من الحوادث كلها فيعلم المتنزل عليه كلما يكون في السنة.

ص: 437


1- (1) الغدير ج 6 / 156.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 206، وجديد ج 18 / 354.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 385.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 15، وجديد ج 25 / 98، و ج 82 / 237.

ومن الواضحات عند المسلمين أنه في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تنزل الملائكة والروح عليه، وبعده لم يدع أحد، بل لم يكن لأحد ادعاء نزول الملائكة والروح عليه وعلمه بالحوادث الآتية إلا من أدبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأكمله وعلمه علمه كله بحيث جعله الله بمنزلة نفس رسول الله في آية المباهلة في قوله: * (وأنفسنا) *، ونزل فيه وفي زوجته وولديه آية التطهير، ونزل فيه آية الولاية وسورة هل أتى وغير ذلك من الآيات النازلة في مدائحه وفضائله المتفقة بين الفريقين.

ونقل العامة والخاصة إخباراته (عليه السلام) بالحوادث الآتية، وتقدم في " غيب ":

جمة وافرة في ذلك، ولذلك تكون هذه السورة نسبة أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) ونعتهم ووصفهم، وبه يثبت وجود إمام من آل محمد على الأرض وعدم خلو الأرض عنه.

ولذلك أمر العترة الطاهرة بالاحتجاج بهذه السورة الشريفة على المخالفين، فراجع الكافي باب تفسير إنا أنزلناه، وفي البحار (1).

باب أدعية ليالي القدر (2).

التهذيب: ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: ليلة القدر في كل سنة ويومها مثل ليلتها (3).

باب فضائل سورة القدر (4).

قول أبي محمد العسكري صلوات الله عليه لحكيمة عند ولادة الحجة المنتظر صلوات الله عليه: إقرئي عليها أي على نرجس * (إنا أنزلناه في ليلة القدر) * (5).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): في حديث عن بعض أصحاب الرضا صلوات الله عليه قال: صلينا خلفه أشهرا فما زاد في الفرائض على الحمد وإنا أنزلناه في ليلة القدر في الأولى والحمد وقل هو الله أحد في الثانية (6).

ص: 438


1- (1) ط كمباني ج 7 / 198 - 201، وجديد ج 25 / 71 - 83.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 260، وجديد ج 98 / 121.
3- (3) ط كمباني ج 20 / 260، وجديد ج 98 / 121.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 79، وجديد ج 92 / 327.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 2، وجديد ج 51 / 13.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 33، وجديد ج 49 / 116.

وفي خبر رجاء بن أبي الضحاك في وصف عبادة مولانا الرضا صلوات الله عليه قال: وكانت قراءته في جميع المفروضات في الأولى الحمد وإنا أنزلناه، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد إلا في صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة - الخبر (1).

قال الصدوق: إنما يستحب قراءة القدر في الأولى والتوحيد في الثانية، لأن القدر سورة النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم فيجعلهم المصلي وسيلة إلى الله تعالى لأنه بهم وصل إلى معرفته، وأما التوحيد فالدعاء على أثره مستجاب (2).

أقول: لكن في الأخبار المعراجية في وصف صلاته (صلى الله عليه وآله) في المعراج، أمره الله تعالى بقراءة التوحيد بعد الحمد في الركعة الأولى، وفي الثانية أمره بقراءة سورة القدر بعد الحمد، كما عرفت.

وفي التوقيع الشريف في جواب الحميري: إذا ترك سورة مما فيها الثواب وقرأ قل هو الله أحد أو إنا أنزلناه لفضلهما أعطي ثواب ما قرأ وثواب السورة التي ترك (3).

قال العلامة الطباطبائي في كتابه الدرة:

القدر والتوحيد في الفرائض * أفضل ما يتلى لغير عارض تزكو الصلاة بهما وتقبل * والدين من أيهما يستكمل يجوز من إليهما قد عدلا * أجر التي هم بها وما تلى فلاح السائل: عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام): من قرأ سورة القدر سبع مرات بعد عشاء الآخرة كان في ضمان الله تعالى حتى يصبح (4).

كيفية تقسيم سورة القدر ستا وسبعين على كل يوم وليلة (5). ويأتي في " قرأ "

ص: 439


1- (1) ط كمباني ج 12 / 27، وجديد ج 49 / 91 و 92.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 338، وجديد ج 85 / 31.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 238، وجديد ج 85 / 31، و ج 53 / 153.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 453، وجديد ج 86 / 125.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 464، وجديد ج 86 / 161 و 162.

ما يتعلق بذلك.

خبر القدر الذي نزل من السماء على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأكل منها، فزاده قوة أربعين رجلا في البطش والجماع (1). ويأتي في " هرس ": ما يناسب ذلك.

قدس:

باب فضل بيت المقدس (2).

الأسرى: * (إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) *.

أمالي الطوسي: عن مولانا الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد بيت المقدس ومسجد الكوفة (3).

ثواب الأعمال: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: صلاة في بيت المقدس ألف صلاة (4).

تفسير العياشي: عن جابر الجعفي قال: قال محمد بن علي صلوات الله عليه:

يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تعالى أن نتخذها مصلى - الخ.

قال المجلسي: الظاهر أن المراد بالعبد النبي (صلى الله عليه وآله) حيث وضع قدمه الشريف عليه ليلة المعراج وعرج منه، كما هو المشهور، ويحتمل غيره من الأنبياء والأوصياء. وعلى أي حال يدل على استحباب الصلاة عليه (5).

أقول: ويحتمل قويا كون المراد بالحجر مقام إبراهيم، وضع خليل الرحمن قدمه عليه، فأثر قدماه فيه وأمر الله في القرآن أن يتخذ مصلى في قوله تعالى:

* (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * - الآية.

وتقدم في " طين ": أن الله عز وجل خلق الأئمة من عشر طينات إحداها طينة

ص: 440


1- (1) ط كمباني ج 6 / 150، وجديد ج 16 / 225.
2- (2) ط كمباني ج 22 / 297، وجديد ج 102 / 270.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 297، وجديد ج 102 / 270.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 297، وجديد ج 102 / 270.
5- (5) ط كمباني ج 22 / 297، وجديد ج 102 / 270.

بيت المقدس. وفي " أرض ": أن الأرض المقدسة في الآية أرض فلسطين. وفي " أيد ": بيان ما كتب على صخرة بيت المقدس.

وفي خبر الدجال في وصف آخر الزمان: خير المساكن يومئذ بيت المقدس ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه (1).

وخرج داود إلى موضع بيت المقدس، ووقف الصخرة، ودعا الله في كشف الطاعون، فاستجاب الله تعالى له، فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا، وكان الشروع في بنائه لإحدى عشرة سنة مضت من ملكه، وتوفي قبل أن يستتم بناؤه وأوصى إلى سليمان بإتمامه (2).

وفي رواية المعراج قال جبرئيل: هذا بيت المقدس بيت الله الأقصى، فيه المحشر والمنشر - إلى آخر ما تقدم في " بيت ".

وفي " صفح ": مصافحته (صلى الله عليه وآله) للأنبياء بعد صلاته في بيت المقدس جماعة.

جملة من قضاياه ليلة المعراج في البحار (3). وفي " بيت ": ذكر مواضع الروايات، وفي " كعب " ما يتعلق بذلك.

في أن بيت المقدس لما خربه بخت نصر بقي خرابا حتى بناه عمر بن الخطاب على ما قيل (4).

لما غلبت الروم على الفرس استردت بيت المقدس، فمشى ملك الروم إليه شكرا، بسطت له الرياحين فمشى عليها (5).

عن وهب بن منبه قال: أوحى الله تعالى إلى موسى أن يتخذ مسجدا لجماعتهم، وبيت المقدس للتوراة ولتابوت السكينة - الخ (6).

ص: 441


1- (1) ط كمباني ج 13 / 153، وجديد ج 52 / 192.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 336 و 350، وجديد ج 14 / 14 و 76.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 375 و 378 و 379 و 390، وجديد ج 18 / 138.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 416، وجديد ج 14 / 354.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 242، وجديد ج 17 / 199.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 268، وجديد ج 13 / 192.

في مسائل عبد الله بن سلام قال للنبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرني عن وسط الدنيا في أي موضع هو؟ قال: بيت المقدس. قال: وكيف ذلك؟ قال: لأن فيه المحشر والمنشر والصراط والميزان (1). وفي " كعب ": ما يتعلق بوسط الدنيا.

تاريخ قم: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه إن رجلا دخل عليه فقال: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني أريد أن أسألك عن مسألة لم يسألك أحد قبلي ولا يسألك أحد بعدي. فقال: عساك تسألني عن الحشر والنشر؟ فقال الرجل: إي والذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحق بشيرا ونذيرا ما أسألك إلا عنه، فقال: محشر الناس كلهم إلى بيت المقدس إلا بقعة بأرض الجبل يقال لها قم، فإنهم يحاسبون في حفرهم ويحشرون من حفرهم إلى الجنة (2).

رأي الخليفة في بيت المقدس، والروايات بأنها من الثلاثة المساجد التي تشد إليها الرحال، كما في كتاب الغدير (3). وما يتعلق به في الناسخ (4).

باب مواعظ الله تعالى في الحديث القدسي (5).

جملة من الأحاديث القدسية تذكر في باب ما ناجى به موسى ربه (6).

" بانقاهي " القادسية. وما والاها من أعمالها. سميت بالقادسية لدعوة إبراهيم بأنه قال: كوني مقدسة، كما قاله ابن إدريس (7).

تقدم في " حمد ": عند ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) قول الصادق (عليه السلام): ليس في الأرض دار فيها اسم محمد إلا وهي تقدس كل يوم، وفي " شوه ": ما يناسب ذلك.

المقدس الأردبيلي: هو الشيخ الأجل العالم الرباني والمحقق الفقيه الصمداني المولى أحمد بن محمد الأردبيلي المضروب بزهده الأمثال.

ص: 442


1- (1) ط كمباني ج 14 / 349، وجديد ج 60 / 251.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 340، وجديد ج 60 / 218.
3- (3) الغدير ط 2 ج 6 / 278.
4- (4) الناسخ ج 2 / 81.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 5، وجديد ج 77 / 18.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 301، وجديد ج 13 / 323.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 538، وجديد ج 41 / 129.

حديث المقدسي الذي دعته امرأة إلى نفسه فلم يجبها، فاتهمته بالسرقة وغيرها (1).

قدف:

المقدفان موضع قرب كربلاء على ميلين أو ميل. قتل فيها مائتا نبي ومائتا سبط كلهم شهداء، كما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

قدم:

قال تعالى: * (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله) * قال مولانا العسكري (عليه السلام): وما تقدموا لأنفسكم من مال تنفقونه في طاعة الله، فإن لم يكن لكم مال فمن جاهكم تبذلونه لإخوانكم المؤمنين، تجرون به إليهم المنافع وتدفعون به عنهم المضار تجدوه عند الله - الخ (3).

وقوله تعالى: * (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) * أي يتقدم في طاعة الله أو يتأخر عنها بالمعصية.

روى محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن صلوات الله عليه أنه قال: كل من تقدم إلى ولايتنا تأخر عن سقر، وكل من تأخر عن ولايتنا تقدم إلى سقر (4).

وقوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) * نزل في الرجلين، كما في البحار (5) وفيه نقل البخاري ذلك في صحيحه وغيره في غيره، وكذا فيه (6).

وفي الروايات الشريفة أن المراد بقدم صدق في الآية الشريفة: * (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق) * - الآية، رسول الله. وفي بعضها هو شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله).

ص: 443


1- (1) ط كمباني ج 9 / 488، وجديد ج 40 / 270، وإحقاق الحق ج 8 / 189.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 580، وجديد ج 41 / 295.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 277، وجديد ج 7 / 299.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 370، وجديد ج 8 / 273.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 228.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 248، و ج 6 / 197 و 199، وجديد ج 30 / 276 و 278، وص 380، و ج 17 / 20 و 28.

وفي بعضها الولاية، فراجع (1).

ومن أسمائه (صلى الله عليه وآله) قدم صدق، كما في البحار (2).

تفسير علي بن إبراهيم: عن مولانا الصادق صلوات عليه في قوله تعالى:

* (قدم صدق عند ربهم) * قال: هو رسول الله والأئمة صلوات الله عليهم. تفسير العياشي والكافي: مثله (3).

باب في تأويل قوله تعالى: * (إن لهم قدم صدق عند ربهم) * (4).

تفسير العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام): * (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين) * قال: هم المؤمنون من هذه الأمة (5).

وفي المجمع في لغة " قدم " قوله: * (قدم صدق) * يعني عملا صالحا قدموه.

وقيل: المنزلة الرفيعة. والقدم أيضا السابقة في الأمر، يقال لفلان قدم صدق أي أثرة حسنة. إنتهى.

إرشاد القلوب: في حديث عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال:

أليس يجب على القادم أن لا يصير إلى الناس في إجابتهم إلا بعد دخوله في منزله - الخ (6).

باب نادر في إكرام القادم من الزيارة (7).

باب آداب القادم من مكة وآداب لقائه (8).

ومن أوصى بإعتاق كل عبد قديم في ملكه، فإنه يعتق عنه كل عبد ملكه ستة أشهر، كما قضى به أمير المؤمنين (عليه السلام) وتلا قوله تعالى: * (والقمر قدرناه منازل

ص: 444


1- (1) ط كمباني ج 9 / 95، و ج 3 / 302، وجديد ج 9 / 212، و ج 36 / 57.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 129، وجديد ج 16 / 130.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 89.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 89، وجديد ج 24 / 40.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 263، وجديد ج 69 / 174.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 100، وجديد ج 29 / 169.
7- (7) ط كمباني ج 22 / 302، وجديد ج 102 / 302.
8- (8) ط كمباني ج 21 / 88، وجديد ج 99 / 374.

حتى عاد كالعرجون القديم) * (1).

وقضى به موسى الكاظم (عليه السلام) (2). وكذلك قضى به الرضا (عليه السلام) (3).

باب إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه (4).

معاني الأخبار: عن أبي عبد الله (عليه السلام) وقد سئل عن قوله جل وعز: * (هو الأول والآخر) * فقال: الأول لا عن أول قبله، ولا عن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفات المخلوقين، ولكن قديم أول آخر، لم يزل ولا يزال بلا بدء ولا نهاية، لا يقع عليه الحدوث، ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شئ (5).

التحقيق في معنى قدمه تعالى في شرح النهج للعلامة الخوئي (6).

نقل كلمات الأساطين في كفر القائلين بقدم العالم:

منهم العلامة، قال في جواب السيد مهنى في سؤاله عمن يقول بالتوحيد والعدل ولكنه يقول بقدم العالم: الجواب: من اعتقد قدم العالم فهو كافر بلا خلاف، لأن الفارق بين المسلم والكافر ذلك، وحكمه في الآخرة حكم باقي الكفار بالاجماع.

وقال المحقق الدواني في أنموذجه: وقد خالف في الحدوث الفلاسفة أهل الملل الثلاث - أي المسلمين واليهود والنصارى - فإن أهلها مجمعون على حدوثه بل لم يشذ من الحكم بحدوثه من أهل الملل مطلقا إلا بعض المجوس، وأما الفلاسفة فالمشهور أنهم مجمعون على قدمه على التفصيل الآتي، ونقل عن أفلاطون القول بحدوثه، وقد أوله بعضهم بالحدوث الذاتي - إلى أن قال: - والحدوث الذاتي مجرد اصطلاح من الفلاسفة (7). وتقدم في " فلسف " ما يتعلق بذلك.

ص: 445


1- (1) ط كمباني ج 9 / 486، وجديد ج 40 / 265.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 253، و ج 23 / 147.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 313، و ج 12 / 80، و ج 14 / 129 و 179، و ج 23 / 49، وجديد 48 / 74 و 271، و ج 49 / 270، و ج 58 / 166 و 374، و ج 103 / 208، و ج 104 / 203.
4- (4) ط كمباني ج 2 / 88، وجديد ج 3 / 283، وص 284.
5- (5) ط كمباني ج 2 / 88، وجديد ج 3 / 283، وص 284.
6- (6) شرح النهج ج 7 / 166.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 59، وجديد ج 57 / 246 - 252.

قذر:

الحديث بأن الله يبغض من الرجال القاذورة (1). وتقدم في " أكل " ما يتعلق بذلك.

وفي الجعفريات (2) بسنده الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: بئس العبد القاذورة.

ورواه في الكافي كتاب الزي باب 1 مثله.

وفي رواية الأربعمائة، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

تنظفوا بالماء من المنتن الريح الذي يتأذى به تعهدوا أنفسكم، فإن الله عز وجل يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به من جلس إليه (3).

قذف:

الكافي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ولو أن إنسانا قال: يا بن الزانية، يجلد الحد (4).

قذق العواتق مريم، وقول عيسى: لأضربن كل امرأة منكن حدا (5)، وتقدم في " رمى " و " عسى " ما يتعلق بذلك.

رواية مولانا الباقر (عليه السلام): إن عند قيام القائم صلوات الله عليه يجلد عائشة الحد لفريتها بأم إبراهيم (6). وتقدم في " افك " ما يتعلق بذلك.

باب القذف والبذاء والفحش (7).

باب حد القذف (8).

وسائر الروايات في ذم القذف وأحكامه (9).

ص: 446


1- (1) ط كمباني ج 16 / 154، وجديد ج 79 / 303.
2- (2) الجعفريات ص 157.
3- (3) جديد ج 10 / 99، وط كمباني ج 4 / 114.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 706، وجديد ج 22 / 145.
5- (5) جديد ج 14 / 215، وط كمباني ج 5 / 384.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 730، و ج 13 / 181 و 223، وجديد ج 22 / 242، و ج 52 / 314.
7- (7) جديد ج 79 / 103، وط كمباني ج 16 / 129.
8- (8) جديد ج 79 / 117.
9- (9) ط كمباني ج 3 / 253، و ج 9 / 481، و ج 16 / 108 و 119، ج 17 / 160، و ج 23 / 58، وجديد 7 / 215، و ج 40 / 240، و ج 76 / 364، و ج 79 / 35، و ج 78 / 160، و ج 103 / 248.

قذى:

الكافي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة، وصرفه القذى عنه حسنة، وما عبد الله بشئ أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن. بيان: القذى يحتمل الحقيقة وأن يكون كناية عن دفع كل ما يقع عليه من الأذى - الخ (1).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة، كتب الله عز وجل له عشر حسنات، ومن تبسم في وجه أخيه، كانت له حسنة (2).

باب ثواب إماطة الأذى عن وجه المؤمن والتبسم في وجهه، وما يقول الرجل إذا أميط عنه القذى - الخ (3).

الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا أخذت منك قذاة فقل: أماط الله عنك ما تكره (4).

قرأ:

باب فضل القرآن وإعجازه وأنه لا يتبدل بتغير الأزمان، والفرق بين القرآن والفرقان (5).

البقرة: * (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) * إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن مولانا الرضا، عن أبيه صلوات الله عليهما أنه سئل أبو عبد الله صلوات الله عليه: ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضا؟ فقال: لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة (6).

ص: 447


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 80، وجديد ج 74 / 288.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 83. وفي معناه ص 155، وجديد ج 74 / 297.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 155.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 155، وجديد ج 75 / 139.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 2، وجديد ج 92 / 1.
6- (6) جديد ج 92 / 15، وط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 5.

الكافي: عن أبي بصير، عن الصادق في حديث قال: يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل، ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية، مات الكتاب، لكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى (1).

تفسير العياشي: عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث: أن القرآن حي لا يموت والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام ماتوا ماتت الآية، لمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين. وقال عبد الرحيم: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن القرآن حي لم يمت، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار وكما يجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا (2). وفي معناه في البحار (3).

الروايات بأن القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الذي يعمل به، وكل محكم فرقان (4).

تفسير العياشي: عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها الناس إنكم في زمان هدنة، وأنتم على ظهر السفر والسير بكم سريع. فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد، ويأتيان بكل موعود، فأعدوا الجهاز لبعد المفاز.

فقام المقداد فقال: يا رسول الله ما دار الهدنة؟ قال: دار بلاء وانقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع وما حل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل، وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكمة، وباطنه علم. ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم، وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، فيه

ص: 448


1- (1) ط كمباني ج 9 / 76، وجديد ج 35 / 401، وص 403.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 76، وجديد ج 35 / 401، وص 403.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 30، و ج 7 / 160، وجديد ج 92 / 115، و ج 24 / 328.
4- (4) جديد ج 92 / 15 و 16 و 28.

مصابيح الهدى، ومنار الحكمة، ودليل على المعروف لمن عرفه (1). ما يقرب منه في البحار (2).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه:

اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار، ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة - الخ (3).

ومن كلمات مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام): إن هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور، فليجل جال بضوئه وليلجم الصفة، فإن التلقين حياة القلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور (4).

الباقري صلوات الله عليه: تعلموا القرآن، فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة - الخ. وتحقيق المجلسي له (5).

الروايات في أن درجات الجنان على عدد آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: إقرأ وارق (6).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين والنور المبين (7).

أقول: لعله إشارة إلى قوله تعالى: * (واعتصموا بحبل الله جميعا) * وقوله: * (قد جائكم من الله نور وكتاب مبين) * - الآية.

النبوي (صلى الله عليه وآله) في فضل قراءة القرآن: القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم.

إن هذا القرآن هو حبل الله وهو المنذر المبين والشفاء النافع، فاقرأوه، فإن الله عز

ص: 449


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 5، وجديد ج 92 / 17.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 50، وجديد ج 77 / 177.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 159، وجديد ج 68 / 212.
4- (4) جديد ج 78 / 112، وط كمباني ج 17 / 147.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 283، وجديد ج 7 / 319.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 345، وجديد ج 8 / 186.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 7، و ج 8 / 444، وجديد ج 92 / 23، و ج 32 / 241.

وجل يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول ألم حرف واحد ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة (1) وتقدم في " أدب " ما يتعلق بذلك.

النبوي (عليه السلام): فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه (2).

قال الحسين بن علي صلوات الله عليه: كتاب الله على أربعة أشياء: على العبارة والإشارة واللطائف والحقايق، فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقايق للأنبياء (3).

إعلام الدين وكتاب الأربعين: عن مولانا الصادق (عليه السلام) مثله (4).

الدرة الباهرة: عن الصادق مثله (5).

باب إعجاز أم المعجزات القرآن الكريم وفيه إخباره عن الغائبات (6).

في أن القرآن لا يقدر على الإتيان به إلا الله، وبيان الوجوه الدالة على ذلك وأنه مشتمل على جميع العلوم في البحار (7).

باب وجوه إعجاز القرآن وما أفاده القطب الراوندي في ذلك مفصلا (8).

وتقدم في " فصح ": كلام في فصاحة القرآن.

وجوه إعجاز القرآن (9).

وجوه سلامة القرآن عن الاختلاف (10).

وجوه نفي العوج عن القرآن (11).

تفسير قوله تعالى: * (لولا نزل هذا القرآن جملة واحدة) * (12).

ص: 450


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 6، وجديد ج 92 / 19، وص 20.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 6، وجديد ج 92 / 19، وص 20.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 6، وجديد ج 92 / 19، وص 20.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 192، وجديد ج 78 / 278.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 27، وجديد ج 92 / 103.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 232، وجديد ج 17 / 159.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 239، وجديد ج 17 / 186.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 31 - 46، وجديد ج 92 / 121.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 233 و 234، و ج 4 / 32، وجديد ج 9 / 104، و ج 17 / 165.
10- (10) ط كمباني ج 6 / 236، وجديد ج 17 / 174.
11- (11) ط كمباني ج 6 / 240، وجديد ج 17 / 191، وص 195.
12- (12) ط كمباني ج 6 / 240، وجديد ج 17 / 191، وص 195.

تعظيم الرضا (عليه السلام) حجية القرآن وكلماته فيه (1)، وكذا الكاظم (عليه السلام) فيه (2).

باب فضل كتابة المصحف وآدابه والنهي عن محوه بالبزاق (3).

وفيه أن المصحف الذي كتبه المؤمن ويقرأ منه من الست خصال التي ينتفع بها المؤمن بعد الموت، وأنه لا بأس أن يكتب المصحف بالأجر، وأن من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فجوده تعظيما لله غفر الله له (4).

ويظهر مما في الكافي (5) كراهة كتابة القرآن بالذهب وبغير السواد.

باب كتاب الوحي وما يتعلق بأحوالهم (6). ووضع أبو الأسود الدؤلي النقطة للقرآن في زمن زياد بن أبيه.

وفيه ذم عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومعاوية.

باب ضرب القرآن بعضه ببعض ومعناه (من كلام الصدوق) (7).

باب أول سورة نزلت من القرآن وآخر سورة نزلت منه (8).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن مولانا الرضا، عن أبيه صلوات الله عليهما قال:

أول سورة نزلت: * (بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك) * - الخ، وآخر سورة نزلت: * (إذا جاء نصر الله والفتح) * (9).

وفي رسالة النعماني قال أمير المؤمنين: أول ما أنزل الله من القرآن بمكة * (اقرأ باسم ربك) * وأول ما أنزل بالمدينة سورة البقرة (10).

باب عزائم القرآن (11).

الخصال: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن العزائم أربع: اقرأ باسم

ص: 451


1- (1) ط كمباني ج 6 / 245، وص 246، وجديد ج 17 / 210 - 214.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 245، وص 246، وجديد ج 17 / 210 - 214.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 9، وجديد ج 92 / 34، وص 35.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 9، وجديد ج 92 / 34، وص 35.
5- (5) الكافي ج 2 باب نوادر كتاب القرآن ص 629.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 10، وجديد ج 92 / 35، وص 39.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 10، وجديد ج 92 / 35، وص 39.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 10، وجديد ج 92 / 35، وص 39.
9- (9) جديد ج 92 / 39.
10- (10) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 97، وجديد ج 93 / 11.
11- (11) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 11، وجديد ج 92 / 40.

ربك الذي خلق، والنجم، وتنزيل السجدة، وحم السجدة (1).

في أن المشهور عدم جواز قراءة العزائم في الفرائض في البحار (2). وما يفيد الجواز فيه (3).

قوارع القرآن ومنافعها، ولعله منها آية الكرسي وأم الكتاب والمعوذتان (4).

في المجمع: قوارع القرآن الآيات التي يقرؤها الإنسان إذا فزع من الجن والإنس نحو آية الكرسي، لأنها تقرع الشيطان وتهلكه. ونحوه في القاموس.

سنام القرآن: غوالي اللئالي: في النبوي (صلى الله عليه وآله): لكل شئ سنام وسنام القرآن سورة البقرة (5).

باب ما جاء في كيفية جمع القرآن وما يدل على تغييره. وفيه رسالة سعد بن عبد الله الأشعري في أنواع آيات القرآن (6).

مناقب ابن شهرآشوب: عن علي صلوات الله عليه قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي حتى جمعت القرآن.

وفي أخبار أهل البيت أنه آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلا للصلاة حتى يؤلف القرآن ويجمعه، فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه - الخ.

ولهذا قرأ ابن مسعود أن عليا جمعه وقرأ به وإذا قرأ فاتبعوا قراءته (7).

ذكر جملة مما سقط من القرآن المجيد، وذكر آية الكرسي على التنزيل (8).

ص: 452


1- (1) جديد ج 92 / 40.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 334، وص 346، وجديد ج 85 / 14، وص 61.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 334، وص 346، وجديد ج 85 / 14، وص 61.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 30، و ج 19 كتاب القرآن ص 52، وكتاب الدعاء ص 185، وجديد ج 49 / 103، و ج 92 / 203، و ج 95 / 4 و 5.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 46، وجديد ج 77 / 164.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 11، وجديد ج 92 / 40.
7- (7) جديد ج 92 / 52 و 53، وص 54 و 57.
8- (8) جديد ج 92 / 52 و 53، وص 54 و 57.

باب تأليف القرآن وأنه على غير ما أنزل الله عز وجل (1).

السؤال عن الشيخ المفيد عن القرآن أهو ما بين الدفتين أم هل ضاع منه شئ أم لا؟ وجوابه إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شئ من كلام البشر - الخ (2).

ذكر ما رواه البخاري والترمذي في أن أبا بكر وعمر أمرا زيد بن ثابت بعد مقتل أهل اليمامة، بجمع القرآن، فجمعه من الرقاع والعسب واللخاف أي الخزف، ومن صدور الرجال حتى وجد آخر سورة التوبة * (لقد جائكم رسول من أنفسكم) * مع خزيمة. فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي ثم عند حفصة بنت عمر. فلما كان زمان عثمان قدم حذيفة على عثمان وكان يغازي أهل الشام فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها بالمصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها إليه، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث ابن هشام فنسخوها في المصاحف.

وقال عثمان للرهط القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق (3).

الروايات من طرق العامة أن عليا (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع القرآن كما انزل وألفه وكتبه وحفظه وعلمه كله، وهكذا عدة من روايات الخاصة في البحار (4).

الروايات بأنه إذا قام القائم صلوات الله وسلامه عليه يعلم الناس القرآن كما انزل (5).

ص: 453


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 18، وجديد ج 92 / 66، وص 74.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 18، وجديد ج 92 / 66، وص 74.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 20، وجديد ج 92 / 75.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 462 و 463، وجديد ج 40 / 155 - 157.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 188 و 196، وجديد ج 52 / 339 و 375.

في أن القرآن نزل جملة واحدة إلى البيت المعمور، ثم منه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في طول عشرين سنة (1).

في أنه ما نزل من القرآن آية إلا ومعه أربعة من الملائكة مع جبرئيل يحفظونها حتى يؤدونها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) (2).

رأي الخليفة في القراءات وأخبار العامة في قراءة الصلاة ووجوب فاتحة الكتاب في الصلاة وحكم القراءة خلف الإمام في كتاب الغدير (3).

وفي سيرة ابن هشام كلمات عمر في أن الرجم كان في كتاب الله ويقرأ فيما يقرؤون: لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم (4).

كتاب التاج الجامع لأصول العامة: عن ابن عباس قال: قال عمر وهو على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله قد بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان مما انزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها. فرجم رسول الله ورجمنا بعده، فأخشى إن طالب الناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى - الخ.

قال: ورواه الخمسة يعني البخاري ومسلم وغيرهما خمسة من الصحاح. وقال في الذيل: هي (يعني آية الرجم): الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم (5).

ينابيع المودة: عن السيوطي إن في مصحف ابن مسعود: وكفى الله المؤمنين القتال بعلي - الخ (6).

وفي كتاب التاج كتاب النكاح في فصل الرضاع عن عائشة قالت: كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات

ص: 454


1- (1) ط كمباني ج 4 / 65، وجديد ج 9 / 237.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 232، وجديد ج 59 / 201.
3- (3) الغدير ط 2 ج 6 / 302، و ج 8 / 173 - 184.
4- (4) سيرة ابن هشام ج 4 / 308.
5- (5) التاج، ج 3 كتاب الحدود ص 24. (5) التاج، ج 3 كتاب الحدود ص 24.
6- (6) ينابيع المودة ط اسلامبول سنة 1302 ص 94.

فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن. قال: رواه الخمسة إلا البخاري (1).

وفيه (2) نقل إحراق عثمان ما وجد في كل صحيفة أو مصحف من القرآن غير ما جمعه منه، ذكره في خاتمة التفسير (3).

وفي سنن أبي داود كتاب الصلاة باب وقت صلاة العصر أن عائشة أملت على كاتبه قوله تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. قالت: سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) هكذا أملت على كاتبه حين أمرته أن يكتب لها مصحفا.

محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني: عن ابن عباس قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب، فقال: أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان علي فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر - الخ (4).

أقول: فأين هذه الآية التي فيها ذكر علي بن أبي طالب التي قرأها عمر بن الخطاب.

باب أن للقرآن ظهرا وبطنا وأن علم كل شئ في القرآن وأن علم ذلك عند الأئمة (عليهم السلام) ولا يعلمه غيرهم إلا بتعليمهم (5).

وفي تفسير الصافي المقدمة الرابعة عنه (يعني الصادق (عليه السلام)) إن للقرآن ظهرا وبطنا ولبطنه بطن إلى سبعة أبطن.

وفي المقدمة الثامنة عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن القرآن نزل على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حرف حد ومطلع. وفي رواية أخرى: إن للقرآن ظهرا وبطنا، ولبطنه بطنا إلى سبعة أبطن.

أمالي الطوسي: عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن عليا مع القرآن والقرآن مع علي (عليه السلام) لا يفترقان حتى يردا علي الحوض (6).

ص: 455


1- (1) التاج، ج 2 / 290.
2- (2) التاج، ج 4 / 34.
3- (3) التاج، ج 4 / 34.
4- (4) محاضرات الأدباء ج 2 / 213 ط مصر.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 21، وجديد ج 92 / 78، وص 80.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 21، وجديد ج 92 / 78، وص 80.

في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) علم ابن عباس تفسير حروف الحمد ليلة من أولها إلى آخرها، وقول ابن عباس: وقد وعيت كلما قال، ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي (عليه السلام) كالقرارة في المتفجر.

القرارة: الغدير، المتفجر: البحر (1)، وفيه: كالقرارة في المثعنجر.

وفي رواية أخرى قال ابن عباس: علي علم علما علمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورسول الله علمه الله، فعلم النبي من علم الله، وعلم علي من علم النبي، وعلمي من علم علي (عليه السلام)، وما علمي وعلم أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر (2).

تفسير النقاش (للعامة) قال ابن عباس: جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب وابن مسعود. إن القرآن انزل على سبعة أحرف ما منها إلا وله ظهر وبطن، وإن علي بن أبي طالب علم الظاهر والباطن (3).

باب فضل التدبر في القرآن (4).

وصف قراءة مولانا الرضا (عليه السلام) للقرآن وأنه يختمه في كل ثلاث ويقول: لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت، ولكني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها وفي أي شئ أنزلت وفي أي وقت، فلذلك صرت أختم في كل ثلاثة أيام (5).

عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا من كان يقرؤنا من الصحابة إنهم كانوا يأخذون من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الاخر حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل.

وروي أن رجلا تعلم من النبي (صلى الله عليه وآله) القرآن، فلما إنتهى إلى قوله تعالى: * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * قال: يكفيني هذه، وانصرف، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انصرف الرجل وهو فقيه (6).

ص: 456


1- (1) جديد ج 92 / 104، وص 105.
2- (2) جديد ج 92 / 104، وص 105.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 463، وجديد ج 40 / 157.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 28، وجديد ج 92 / 106.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 26، وجديد ج 49 / 90.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 28، وجديد ج 92 / 106 و 107.

وفي رواية همام عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتقين: أما الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن، يرتلونه ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم. فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وتطلعت نفوسهم إليها شوقا، وظنوا أنها نصب أعينهم. وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم - الخبر (1).

باب تفسير القرآن بالرأي وتغييره (2).

الروايات في المنع عن تفسير القرآن بالرأي والقول فيه بغير علم في كتاب التاج الجامع لأصول العامة (3). تقدم ما يتعلق بذلك في " رأي "، وكذا في " فسر " و " شبه " و " علم " ما يتعلق بذلك.

باب كيفية التوسل بالقرآن (4).

فيه تعليم الصادق (عليه السلام) رجلا لقضاء دينه وكفاية ظلم سلطانه أن يصلي ركعتين إذا جنه الليل، في الأولى الحمد وآية الكرسي وفي الثانية الحمد وآخر الحشر: * (لو أنزلنا هذا القرآن) *، ثم يأخذ المصحف فيضعه على رأسه ويقول: بهذا القرآن وبحق من أرسلته، وبحق كل مؤمن مدحته فيه، فبحقك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك، بك يا الله، عشرا. ثم يقول: يا محمد، عشرا، يا علي، عشرا، يا فاطمة يا حسن يا حسين يا علي بن الحسين إلى يا أيها الحجة، كل واحد عشرا، ثم يسأل الله تعالى حاجته (5).

باب أنواع آيات القرآن وناسخها ومنسوخها وما نزل في الأئمة (عليهم السلام) (6)

ص: 457


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 83. وبيانه ص 85، وجديد ج 67 / 315 و 322.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 28، وجديد ج 92 / 107.
3- (3) التاج، ج 4 / 36.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 29، وجديد ج 92 / 112.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 29، وجديد ج 92 / 112.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 30، وجديد ج 92 / 114.

وتقدم في " اني " ما يتعلق بذلك.

تفسير فرات بن إبراهيم: عن خيثمة عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث: يا خيثمة أن القرآن نزل أثلاثا، فثلث فينا، وثلث في عدونا، وثلث فرائض وأحكام. ولو أن آية نزلت في قوم ثم ماتوا أولئك ماتت الآية، إذا ما بقي من القرآن شئ. إن القرآن يجري من أوله إلى آخره ما قامت السماوات والأرض، فلكل قوم آية يتلونها - الخبر (1). تفسير العياشي: عنه ما يقرب منه (2).

الإحتجاج: في النبوي العلوي (عليه السلام): ثلثي القرآن فينا وفي شيعتنا، فما كان من خير فلنا ولشيعتنا. وثلث الباقي أشركنا فيه الناس، فما كان من شر فلعدونا - الخبر (3).

تفسير العياشي: عن ابن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: نزل القرآن أثلاثا: ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام (4).

تفسير العياشي: عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: نزل القرآن على أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرائض وأحكام، وربع سنن وأمثال ولنا كرائم القرآن (5).

وعدة روايات في معنى الأخير (6). وتقدم في " ربع ": ما في معناه.

وجملة من موارد الآيات الناسخة والمنسوخة في رسالة النعماني (7).

باب ما عاتب الله به اليهود (8).

ص: 458


1- (1) ط كمباني ج 7 / 160، وجديد ج 24 / 328.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 30، وجديد ج 92 / 115.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 23، و ج 9 / 423، وجديد ج 92 / 85، و ج 39 / 342.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 30.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 30.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 154، وجديد ج 24 / 305.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 95، وجديد ج 93 / 6.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 30، وجديد ج 92 / 116.

باب أن القرآن مخلوق (1).

مناقب ابن شهرآشوب: قال أبو هاشم (الجعفري): خطر ببالي أن القرآن مخلوق أم غير مخلوق، فقال أبو محمد (عليه السلام): يا أبا هاشم الله خالق كل شئ وما سواه مخلوق (2).

وفي مكاتبة الصادق (عليه السلام) إلى عبد الملك بن أعين: القرآن كلام الله محدث غير مخلوق وغير أزلي مع الله تعالى - الخ. بيان: عن الصدوق: غير مخلوق يعني غير مكذوب (3).

التوحيد، أمالي الصدوق: عن ابن خالد قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق؟ فقال: ليس بخالق، ولكنه كلام الله عز وجل (4).

التوحيد، أمالي الصدوق: عن الجعفري قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام):

يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما تقول في القرآن، فقد اختلف فيه من قبلنا، فقال قوم: إنه مخلوق، وقال قوم: إنه غير مخلوق؟ فقال: أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون، ولكني أقول إنه كلام الله عز وجل.

تحقيق من الشيخ الصدوق في ذلك (5).

إثبات مولانا الرضا (عليه السلام) أن القرآن وكل ما أنزله الله محدث غير أزلي بالآيات والروايات (6).

الإحتجاج: عن صفوان بن يحيى في حديث مسائل أبي قرة عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال: فما تقول في الكتب؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام) التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب انزل كان كلام الله تعالى أنزله للعاملين نورا

ص: 459


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 31، وجديد ج 92 / 117.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 159، وجديد ج 50 / 258.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 20، و ج 3 / 10، وجديد ج 5 / 30، و ج 57 / 84.
4- (4) جديد ج 92 / 117.
5- (5) جديد ج 92 / 118 و 119.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 172، وجديد ج 10 / 344.

وهدى، وهي كلها محدثة، وهي غير الله حيث يقول أو يحدث لهم ذكرا وقال: * (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) * والله أحدث الكتب كلها التي أنزلها.

فقال أبو قرة: فهل يفني؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام) أجمع المسلمون على أن ما سوى الله فان، وما سوى الله فعل الله - إلى أن قال: - ألم تسمع الناس يقولون رب القرآن - إلى أن قال:

كلها محدثة مربوبة أحدثها من ليس كمثله شئ هدى لقوم يعقلون. فمن زعم أنهن لم يزلن فقد أظهر أن الله ليس بأول قديم ولا واحد وأن الكلام لم يزل معه وليس له بداء وليس باله - الخبر. ويدل على ذلك قوله تعالى: * (الله نزل أحسن الحديث) *.

باب المسافرة بالقرآن إلى أرض العدو (1) فيه النهي عن ذلك مخافة أن يناله العدو (2).

باب الحلف بالقرآن وفيه النهي عن الحلف بغير الله تعالى (3). وتقدم في " حلف " ما يتعلق بذلك.

باب فوائد آيات القرآن والتوسل بها (4).

فيه أن القرآن هو الدواء وأن فيه شفاء من كل داء، وأن من لم يستشف به فلا شفاه الله، ومن قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال سبع مرات: يا الله، فلو دعا على الصخور قلعها (فلقها) (5).

وعن أبي الحسن (عليه السلام): إذا خفت أمرا فاقرأ مائة آية من القرآن حيث شئت ثم قل: اللهم اكشف عني البلاء، ثلاث مرات (6).

باب فضل حامل القرآن وحافظه والعامل به ولزوم إكرامهم وإرزاقهم (7).

ثواب الأعمال، أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام) قال: الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة (8).

ص: 460


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 46، وجديد ج 92 / 175.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 46، وجديد ج 92 / 175.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 46، وجديد ج 92 / 175.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 46، وجديد ج 92 / 175.
5- (5) جديد ج 92 / 176، وص 177.
6- (6) جديد ج 92 / 176، وص 177.
7- (7) جديد ج 92 / 176، وص 177.
8- (8) جديد ج 92 / 176، وص 177.

معاني الأخبار، أمالي الصدوق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل (1).

أمالي الطوسي: عنه (عليه السلام) قال: لا يعذب الله قلبا وعى القرآن (2).

نوادر الراوندي: بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حملة القرآن عرفاء أهل الجنة - الخ (3).

كنز الكراجكي: جاء في الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما آمن بالقرآن من أستحل محارمه (4).

أسرار الصلاة: عنه (صلى الله عليه وآله) قال: كم من قارئ القرآن والقرآن يلعنه (5).

النبوي (صلى الله عليه وآله): رب تال القرآن والقرآن يلعنه (6).

وفي حديث المناهي، قال (صلى الله عليه وآله): من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حبا للدنيا وزينتها، استوجب عليه سخط الله، إلا أن يتوب (7). وقريب منه في الخطبة النبوية فيه (8).

ثواب الأعمال: العلوي الصادقي (عليه السلام): من قرأ القرآن يأكل به الناس، جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه (9).

الروايات في أن القراء ثلاثة في البحار (10).

باب ثواب تعلم القرآن وتعليمه ومن يتعلمه بمشقة، وعقاب من حفظه ثم نسيه (11).

طه: * (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك

ص: 461


1- (1) جديد ج 92 / 177.
2- (2) جديد ج 92 / 177.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 348، وجديد ج 8 / 199.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 48، وجديد ج 92 / 185.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 48، وجديد ج 92 / 185.
6- (6) جديد ج 92 / 184.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 95.
8- (8) ط كمباني ج 16 / 107، و ج 3 / 253، وجديد ج 7 / 215، و ج 76 / 332، وص 361.
9- (9) ط كمباني ج 3 / 255، وجديد ج 7 / 222.
10- (10) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 47، وجديد ج 92 / 179، وص 185.
11- (11) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 47، وجديد ج 92 / 179، وص 185.

آياتنا فنسيتها) *.

النبوي (صلى الله عليه وآله): تعلموا القرآن، وتعلموا غرائبه، وقال: ألا ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا، لقي الله يوم القيامة مغلولا ويسلط الله عليه بكل آية فيها حية تكون قرينه إلى النار، إلا أن يغفر له (1).

العدة: عن يعقوب الأحمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك إنه قد أصابني هموم وأشياء لم يبق من الخير إلا وقد تفلت مني منه طائفة حتى القرآن، لقد تفلت مني طائفة منه.

قال: ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن، ثم قال: إن الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتى تشرف عليه من درجة من بعض الدرجات، فيقول:

السلام عليك، فيقول: وعليك السلام من أنت؟ فيقول: أنا سورة كذا وكذا ضيعتني وتركتني أما لو تمسكت بي بلغت بك هذه الدرجة - الخ (2).

عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: عرضت علي الذنوب فلم أصب أعظم عن رجل حمل القرآن ثم تركه (3).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل لينسى سورة من القرآن فيأتيه يوم القيامة حتى يشرف عليه من درجة من بعض الدرجات فتقول: السلام عليك، فيقول: وعليك السلام من أنت؟ فتقول: أنا سورة كذا وكذا ضيعتني، أما لو تمسكت بي بلغت بك هذه الدرجة - الخبر (4).

عقاب من تعلم القرآن رياء وسمعة أو نسيه أو لم يعمل به (5).

الإختصاص: عن الباقر (عليه السلام) قال: من دخل على إمام جائر فقرأ عليه القرآن

ص: 462


1- (1) ط كمباني ج 16 / 95. ونحوه ص 107، و ج 3 / 253، وجديد ج 92 / 187، و ج 7 / 215، و ج 76 / 332 و 361.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 222، وجديد ج 92 / 189.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 49، وجديد ج 92 / 190.
4- (4) جديد ج 7 / 222.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 253 و 255، وجديد ج 7 / 215 و 222.

يريد بذلك عرضا من عرض الدنيا، لعن القارئ بكل حرف عشر لعنات، ولعن المستمع بكل حرف لعنة (1).

المستمع بكل حرف لعنة (1).

ثواب الأعمال: عن الصادق، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال علي (عليه السلام):

من قرأ القرآن يأكل به الناس، جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه (2).

باب قراءة القرآن بالصوت الحسن (3).

جامع الأخبار: النبوي (صلى الله عليه وآله): إقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتهم، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين: وسيجئ قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم. مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم (4).

وعنه (صلى الله عليه وآله): زينوا القرآن بأصواتكم. وقال، لكل شئ حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن (5).

الدعوات: قال الصادق (عليه السلام): إن الله تعالى أوحى إلى موسى: إذا وقفت بين يدي فقف وقوف الذليل الفقير، وإذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين. وكان موسى إذا قرأ كانت قراءته حزنا وكأنما يخاطب إنسانا (6).

مجمع البيان: في قوله تعالى: * (ورتل القرآن ترتيلا) * روي عن أبي عبد الله قال: هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك (7) وتقدم في " رتل " ما يتعلق بذلك.

معاني الأخبار: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس منا من لم يتغن بالقرآن. معناه:

ليس منا من لم يستغن به ولا يذهب به إلى الصوت - الخ (8).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني أخاف عليكم استخفافا بالدين وبيع الحكم وقطيعة الرحم، وأن تتخذوا القرآن مزامير تقدمون أحدكم

ص: 463


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 220، وجديد ج 75 / 378.
2- (2) جديد ج 7 / 222 و 215، و ج 75 / 378.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 49، وجديد ج 92 / 190.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 49، وجديد ج 92 / 190، وص 191.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 49، وجديد ج 92 / 190، وص 191.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 49، وجديد ج 92 / 190، وص 191.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 49، وجديد ج 92 / 190، وص 191.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 49، وجديد ج 92 / 190، وص 191.

وليس بأفضلكم في الدين (1).

باب كون القرآن في البيت وذم تعطيله (2).

قرب الإسناد: الصادق، عن أبيه (عليهما السلام) أنه كان يستحب أن يعلق المصحف في البيت يتقي به من الشياطين قال: ويستحب أن لا يترك من القراءة فيه (3).

باب فضل قراءة القرآن على ظهر القلب وفي المصحف وثواب النظر إليه، وآثار القراءة وفوائدها (4).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في حديث: والله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلا وله بكل حرف مائة حسنة، ولا قرأ في صلاته جالسا إلا وله بكل حرف خمسون حسنة، ولا في غير صلاة إلا وله بكل حرف عشر حسنات (5).

أمالي الصدوق: عن النبي (صلى الله عليه وآله): من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين - الخ (6).

وروي أن عمر بن الخطاب دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو موقوذ، فقال له: يا رسول الله ما أشد وعكك. فقال: ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال (7).

وعنه (صلى الله عليه وآله): نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن، ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى - صلوا في البيع والكنائس وعطلوا بيوتهم - فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره وأمتع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الدنيا (8).

وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: ليس شئ على الشيطان أشد من القراءة في المصحف نظرا،

ص: 464


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 50، وجديد ج 92 / 194، وص 195.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 50، وجديد ج 92 / 194، وص 195.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 50، وجديد ج 92 / 195، وص 196.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 50، وجديد ج 92 / 195، وص 196.
5- (5) جديد ج 68 / 81، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 124.
6- (6) جديد ج 92 / 196، وص 198، وص 200.
7- (7) جديد ج 92 / 196، وص 198، وص 200.
8- (8) جديد ج 92 / 196، وص 198، وص 200.

والمصحف في البيت يطرد الشيطان (1).

وفي المسلسلات مسلسل حديث النبوي (صلى الله عليه وآله): أدم النظر في المصحف لمن شكى إليه من رمده (2).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام): من قرأ في المصحف نظرا متع ببصره وخفف بوالديه وإن كانا كافرين (3).

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في آخر عمره الشريف: ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وتفقها في الدين كان له من الثواب مثل جميع ما يعطى الملائكة والأنبياء والمرسلين (4).

الكافي: في الصادقي (عليه السلام): فضائل من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن وأنه يختلط القرآن بلحمه ودمه ويجعله الله مع السفرة الكرام، وبيان ما يعطى يوم القيامة وغير ذلك (5).

باب في كم يقرأ القرآن ويختم ومعنى الحال المرتحل وفضل ختم القرآن (6).

فيه أنه كان الرضا (عليه السلام) يختم القرآن في كل ثلاث (7).

وعن الزهري قال: قلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): أي الأعمال أفضل؟ قال:

الحال المرتحل. قلت: وما الحال المرتحل؟ قال: فتح القرآن وختمه كلما حل في أوله ارتحل في آخره (8).

وروي أنه سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله): أي الناس خير؟ قال: الحال المرتحل، أي الفاتح الخاتم الذي يفتح القرآن ويختمه، فله عند الله دعوة مستجابة (9).

في الحث على تلاوة القرآن في شهر رمضان وما ينبغي أن يقرأ فيه (10).

ص: 465


1- (1) جديد ج 92 / 201.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 52، وجديد ج 92 / 201، وص 202 و 204.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 52، وجديد ج 92 / 201، وص 202 و 204.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 112، وجديد ج 76 / 372.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 379، وجديد ج 7 / 305.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 52، وجديد ج 92 / 204، وص 205.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 52، وجديد ج 92 / 204، وص 205.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 52، وجديد ج 92 / 204، وص 205.
9- (9) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 52، وجديد ج 92 / 204، وص 205.
10- (10) ط كمباني ج 20 / 225 و 92.

الخطبة النبوية المشتملة على ذلك (1).

باب أدعية التلاوة (2). فيه دعاء ختم القرآن والدعاء عند أخذ المصحف ودعاء لمن أراد أن لا (2). فيه دعاء ختم القرآن والدعاء عند أخذ المصحف ودعاء لمن أراد أن لا ينسى القرآن.

مصباح الأنوار: عن زر بن حبيش، قال: قرأت القرآن من أوله إلى آخره في المسجد الجامع بالكوفة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فلما بلغت الحواميم، قال لي أمير المؤمنين (عليه السلام) قد بلغت عرائس القرآن. فلما بلغت رأس العشرين من حمعسق: * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير) * بكى أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى ارتفع نحيبه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: يأزر أمن على دعائي. ثم قال: اللهم إني أسألك إخبات المخبتين - إلى آخر الدعاء. ثم قال: يا زر إذا ختمت فادع بهذه، فإن حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن (3).

الدعاء عند أخذ المصحف: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا قرأ القرآن قال قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف: اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، كلامك الناطق على لسان نبيك، جعلته هاديا منك إلى خلقك، وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك. اللهم إني نشرت عهدك وكتابك، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة، وقراءتي فيه فكرا، وفكري فيه اعتبارا واجعلني ممن أتعظ ببيان مواعظك فيه، وأجتنب معاصيك، ولا تطبع عند قراءتي على سمعي، ولا تجعل على بصري غشاوة، ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها، بل اجعلني أتدبر آياته وأحكامه آخذا بشرائع دينك، ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا قراءتي هذرا، إنك أنت الرؤوف الرحيم (4).

ص: 466


1- (1) جديد ج 98 / 5، و ج 96 / 356.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 52، وجديد ج 92 / 206.
3- (3) جديد ج 92 / 206.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 53، وجديد ج 92 / 207.

الدعاء عند الفراغ من قراءة القرآن: اللهم إني قد قرأت ما قضيت من كتابك الذي أنزلت فيه على نبيك الصادق فلك الحمد ربنا. اللهم اجعلني ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه، واجعله لي انسا في قبري وأنسا في حشري، واجعلني ممن ترقيه بكل آية قرأها درجة في أعلى عليين، آمين رب العالمين (1).

ما يقرب منه من ذكر الدعاء عند نشر القرآن وعند الفراغ منه (2).

باب آداب القراءة وأوقاتها وذم من يظهر الغشية عندها (3).

النحل: * (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) *. وتقدم في " تلا ": آداب القراءة، وفي " رتل ": تفسير قوله تعالى: * (ورتل القرآن ترتيلا) *.

وفي احتجاج موسى بن جعفر صلوات الله عليه على هارون الرشيد لما أراد أن يستشهد بآية قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ الآية (4).

الدعوات: قال الصادق (عليه السلام): اغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية (5).

باب ما ينبغي أن يقال عند قراءة بعض الآيات والسور (6).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن رجاء بن أبي الضحاك قال: كان الرضا (عليه السلام) في طريق خراسان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن. فإذا مر بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى، وسأل الله الجنة وتعوذ به من النار. وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلاته بالليل والنهار. وكان إذا قرأ * (قل هو الله أحد) * قال: سرا:

الله أحد، فإذا فرغ منها قال: كذلك الله ربنا ثلاثا. وكان إذا قرأ سورة الجحد قال في

ص: 467


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 53، وجديد ج 92 / 207.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 225، وجديد ج 98 / 5.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 53، وجديد ج 92 / 209، وص 210، وص 216، وص 217.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 53، وجديد ج 92 / 209، وص 210، وص 216، وص 217.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 53، وجديد ج 92 / 209، وص 210، وص 216، وص 217.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 53، وجديد ج 92 / 209، وص 210، وص 216، وص 217.

نفسه سرا * (يا أيها الكافرون) * فإذا فرغ منها قال: ربي الله وديني الإسلام ثلاثا.

وكان إذا قرأ * (والتين والزيتون) * قال عند الفراغ منها: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. وكان إذا قرأ * (لا أقسم بيوم القيمة) * قال عند الفراغ منها: سبحانك اللهم وبلى. وكان يقرأ في سورة الجمعة: قل: ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين. وكان إذا فرغ من الفاتحة قال: الحمد لله رب العالمين. وإذا قرأ * (سبح اسم ربك الأعلى) * قال سرا: سبحان ربي الأعلى. وإذا قرأ * (يا أيها الذين آمنوا) * قال: لبيك اللهم لبيك، سرا (1).

باب فضل استماع القرآن ولزومه وآدابه (2).

الأعراف: * (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) * يعني في الفريضة خلف الإمام، كما قاله مولانا الباقر صلوات الله عليه في الصحيح (3).

سكوت مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في صلاة يؤم بالناس لقراءة ابن الكواء في البحار (4).

تفسير العياشي: عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول:

يجب الإنصات للقرآن في الصلاة وفي غيرها، وإذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الإنصات والاستماع (5).

أقول: محمول على شدة الاستحباب، كما عليه علماؤنا رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ولما رواه العلاء بن رزين في كتابه عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: يستحب الانصات والاستماع في الصلاة وغيرها للقرآن.

ورواه في مستدرك الوسائل عنه مثله.

ص: 468


1- (1) جديد ج 92 / 218، و ج 85 / 32 و 59، و ج 49 / 91، وط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 339. ونحوه ص 346، و ج 12 / 26 و 27.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 55، وجديد ج 92 / 220، وص 221.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 55، وجديد ج 92 / 220، وص 221.
4- (4) جديد ج 42 / 162، وط كمباني ج 9 / 639.
5- (5) جديد ج 92 / 221. ويقرب منه فيه ص 222.

أبواب فضائل سور القرآن وآياته:

باب فضل سورة الفاتحة وتفسيرها، وفضل البسملة وتفسيرها، وكونها جزءا من الفاتحة ومن كل سورة، وفيه فضل المعوذتين (1).

مناقب ابن شهرآشوب: أبين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين فأخذ علي صلوات الله عليه يده وقرأ شيئا وألصقها، فقال: يا أمير المؤمنين ما قرأت؟ قال: فاتحة الكتاب. كأنه استقلها فانفصلت يده نصفين، فتركه علي (عليه السلام) ومضى (2).

أقول: فظهر من هذا الخبر أن كثيرا من الذين يستعملون التربة الحسينية ولا ينتفعون بها لعل سرها استقلالهم إياها.

تفسير علي بن إبراهيم: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بسم الله الرحمن الرحيم أحق ما اجهر به، وهي الآية التي قال الله عز وجل: * (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) * (3).

المحاسن: عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما نزل كتاب من السماء إلا وأوله بسم الله الرحمن الرحيم (4).

تفسير العياشي: عن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال لأبي حنيفة، ماسورة أولها تحميد وأوسطها إخلاص وآخرها دعاء؟ فبقي متحيرا ثم قال: لا أدري.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): السورة التي أولها تحميد وأوسطها إخلاص وآخرها دعاء سورة الحمد (5).

الروايات الكثيرة في أن قراءة الحمد سبع مرات مذهب العلة، فإن لم تذهب فليقرأ سبعين مرة (6).

ص: 469


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 55، وجديد ج 92 / 223.
2- (2) جديد ج 92 / 223، و ج 41 / 211، وط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 56، و ج 9 / 559.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 57، وجديد ج 92 / 229.
4- (4) جديد ج 92 / 234.
5- (5) جديد ج 92 / 235، وص 237 و 257.
6- (6) جديد ج 92 / 235، وص 237 و 257.

تفسير العياشي: سئل الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: * (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) * قال: إن ظاهرها الحمد وباطنها ولد الولد، والسابع منها القائم (عليه السلام) (1).

مكارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السلام) قال: لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة، ثم ردت فيه الروح ما كان عجبا (2).

في أنه ينفع الشفاء العليل أن يقرأ الحمد أربعين مرة على قدح من ماء ثم يصب عليه (3).

تفسير سورة الحمد (4).

ومن مسائل اليهودي عن النبي (صلى الله عليه وآله). فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله بعدد كل آية أنزلت من السماء فيجزى بها ثوابها (ثواب تلاوتها) - الخبر (5).

باب فضائل سورة البقرة وآية الكرسي وخواتيم البقرة وسورة آل عمران (6).

فضائل قراءة سورة البقرة وتعليمها وتعلمها في البحار (7).

في أن قراءة آية الكرسي تصرف ألف مكروه ومن مكروه الدنيا والآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر (8).

الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ آية الكرسي وليضمر في نفسه أنها تبرأ، فإنه يعافى إن شاء الله تعالى (9).

ص: 470


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 59، وجديد ج 92 / 236.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 65، وجديد ج 92 / 257.
3- (3) جديد ج 92 / 261.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 123، وكتاب العشرة ص 62، و ج 4 / 106، وجديد ج 10 / 60 و 61، و ج 68 / 78، و ج 74 / 227.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 81، وجديد ج 9 / 300.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 66، وجديد ج 92 / 262.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 251، وجديد ج 7 / 208.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 66، وجديد ج 92 / 262.
9- (9) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 66، وجديد ج 92 / 262.

الخصال: عن النبي (صلى الله عليه وآله): من قرأ آية الكرسي مائة، كان كمن عبد الله طول حياته (1).

ثواب الأعمال: عن النبي (صلى الله عليه وآله): من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاث آيات من آخرها، لم ير في نفسه وماله شيئا يكرهه ولا يقربه شيطان ولا ينسى القرآن (2). وتفسير العياشي: مثله.

ثواب الأعمال: عن الرضا (عليه السلام) من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج، ومن قرأها دبر كل صلاة لم يضره ذو حمة (3).

نقل من خط الشهيد عن الحسن (عليه السلام) أنه قال: أنا ضامن لمن قرأ العشرين آية أن يعصمه الله من كل سلطان ظالم، ومن كل شيطان مارد، ومن كل لص عاد، ومن كل سبع ضار، وهي: آية الكرسي، وثلاث آيات من الأعراف: * (إن ربكم الله ومن كل سبع ضار، وهي: آية الكرسي، وثلاث آيات من الأعراف: * (إن ربكم الله - إلى - المحسنين) *، وعشر من أول الصافات، وثلاث من الرحمن: * (يا معشر الجن والإنس - إلى - تنتصران) *، وثلاث من آخر سورة الحشر: * (هو الله) * - إلى آخرها (4).

ويأتي في " كرس ": أيضا ما يتعلق بآية الكرسي.

وسائر الروايات في فضائل آية الكرسي في البحار (5).

باب فضائل سورة النساء (6).

أقول: ذكر المجلسي أبوابا في فضائل السور، ونحن نكتفي من الأبواب بذكر بعض فضائلها ملخصا وهي العلوي (عليه السلام): سورة النساء في كل جمعة أمان من ضغطة القبر، وأن سورة المائدة نسخت ما قبلها ولم ينسخها شئ.

الرضوي (عليه السلام): نزلت سورة الأنعام جملة واحدة، شيعها سبعون ألف ملك لهم

ص: 471


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 66، وجديد ج 92 / 263، وص 265.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 66، وجديد ج 92 / 263، وص 265.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 67، وجديد ج 92 / 266، وص 271.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 67، وجديد ج 92 / 266، وص 271.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 44 - 55، وجديد ج 76 / 194 - 221.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 69، وجديد ج 92 / 273.

زجل بالتسبيح والتهليل والتكبير، فمن قرأها سبحوا له إلى يوم القيامة (1).

تفسير العياشي: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول:

إن سورة الأنعام نزلت جملة، وشيعها سبعون ألف ملك حين أنزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فعظموها وبجلوها، فإن اسم الله تبارك وتعالى فيها في سبعين موضعا ولو يعلم الناس ما في قراءتها من الفضل ما تركوها (2).

الصادقي (عليه السلام): عليكم بسورة الأنعام، فإن فيها اسم الله تعالى في سبعين موضعا، فمن كانت له إلى الله تعالى حاجة فليصل أربع ركعات بالحمد والأنعام وليقل إذا سلم: يا كريم يا كريم - الدعاء (3).

الدروع الواقية: عن الصادق (عليه السلام): من صلى أول ليلة من الشهر ركعتين يقرأ فيهما بسورة الأنعام بعد الحمد وسأل الله أن يكفيه كل خوف ووجع، آمنه الله في ذلك الشهر مما يكره (4).

وختم سورة الأنعام: يقرؤها في ركعتين يوم الأحد، ويدعو في موارد منصوصة من آياتها بالمأثور، وفيما بين الجلالين ب " سل الله، الله " يدعو بما ورد في البحار (5).

وعن مولانا الصادق صلوات الله عليه: من قرأ الأنفال وبراءة في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا، وكان من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) (6).

ومن أكثر قراءة سورة الرعد، لم يصبه الله بصاعقة أبدا ولو كان ناصبا.

ومن قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى (7).

ص: 472


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 69، وجديد ج 92 / 274.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 959، وجديد ج 91 / 348.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 965، وجديد ج 91 / 376، وص 382.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 965، وجديد ج 91 / 376، وص 382.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 857، وجديد ج 90 / 341 و 342.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 69، وجديد ج 92 / 277، وص 280.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 69، وجديد ج 92 / 277، وص 280.

ومن قرأ بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم (عليه السلام) فيكون من أصحابه.

والعلوي (عليه السلام): ما من عبد يقرأ: * (قل إنما أنا بشر مثلكم) * - إلى آخر السورة، إلا كان له نورا من مضجعه إلى بيت الله الحرام، فإن كان من أهل بيت الله الحرام كان له نورا إلى بيت المقدس.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): من قرأها عند منامه سطع له نور إلى مسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح (1).

أقول: وروي عن الصادق (عليه السلام): ما من عبد يقرأ آخر الكهف عند نومه إلا تيقظ في الساعة التي يريد.

الصادقي (عليه السلام): من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة كانت كفارة له ما بين الجمعة إلى الجمعة (2).

وعنه (عليه السلام): من قرأ سورة الحج في كل ثلاثة أيام لم يخرج سنته حتى يخرج إلى بيت الله الحرام، وإن مات في سفره ادخل الجنة (3).

وعنه (عليه السلام): من قرأ سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة، إذا كان يدمن قراءتها في كل جمعة، وكان منزله في الفردوس الأعلى مع النبيين والمرسلين (4).

وعنه (عليه السلام): حصنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النور، وحصنوا بها نساءكم (5).

وقال: من قرأ الطواسين الثلاثة في ليلة الجمعة، كان من أولياء الله وفي جوار الله وفي كنفه، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا - الخ (6).

وقال: من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين، فهو والله من أهل الجنة ولا أستثني فيه أبدا.

وقال: من قرأ سورة لقمان في كل ليلة، وكل الله به في ليلته ملائكة يحفظونه

ص: 473


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 70، وجديد ج 92 / 281 و 282، وص 283.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 70، وجديد ج 92 / 281 و 282، وص 283.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 71، وجديد ج 92 / 285، وص 286، وص 287.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 71، وجديد ج 92 / 285، وص 286، وص 287.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 71، وجديد ج 92 / 285، وص 286، وص 287.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 71، وجديد ج 92 / 285، وص 286، وص 287.

من إبليس وجنوده حتى يصبح، فإذا قرأها بالنهار لم يزالوا يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يمسي.

وعنه (عليه السلام): من قرأ سورة السجدة في كل ليلة جمعة أعطاه الله تعالى كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم (1).

وما ورد في فضل سورة يس أكثر من أن يذكر، وهو قلب القرآن، ويقرأ للدنيا والآخرة للحفظ من كل آفة وبلية في النفس والأهل والمال.

جامع الأخبار: وقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي، إقرأ يس، فإن في يس عشرة بركات، ما قرأها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روي، ولا عار إلا كسي، ولا عزب إلا تزوج، ولا خائف إلا أمن، ولا مريض إلا برئ، ولا محبوس إلا اخرج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا يقرؤون عند ميت إلا خفف الله عنه، ولا قرأها رجل له ضالة إلا وجدها (2).

ما قال الصادق (عليه السلام): علموا أولادكم يس، فإنها ريحانة القرآن (3).

وعنه (عليه السلام): من قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سأل الله أعطاه سؤله (4).

والصادقي (عليه السلام): من قرأ سورة الصافات في كل يوم جمعة، لم يزل محفوظا من كل آفة، مدفوعا عنه كل بلية في الحياة الدنيا، مرزوقا في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق، ولم يصبه الله في ماله ولا ولده ولا بدنه بسوء من شيطان رجيم ولا من جبار عنيد، وإن مات في يومه أو ليلته، بعثه الله شهيدا أو أدخله الجنة مع الشهداء في درجة من الجنة (5). مكارم الأخلاق: عنه مثله.

وسائر ما ورد في فضائل سورة يس والصافات في البحار (6).

وفي رواية: يقرأ للشرف والجاه في الدنيا والآخرة (7).

ص: 474


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 71، وجديد ج 92 / 285، وص 286، وص 287.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 72، وجديد ج 92 / 290، وص 291، وص 296.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 72، وجديد ج 92 / 290، وص 291، وص 296.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 72، وجديد ج 92 / 290، وص 291، وص 296.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 72، وجديد ج 92 / 290، وص 291، وص 296.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 149، وجديد ج 81 / 238 - 240.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 73، وجديد ج 92 / 296.

عن أبي جعفر (عليه السلام): من قرأ سورة ص في ليلة الجمعة أعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يعط أحد من الناس إلا نبي مرسل أو ملك مقرب، وأدخله الله الجنة وكل من أحب من أهل بيته حتى خادمه الذي يخدمه، وإن لم يكن في حد عياله ولا في حد من يشفع فيه (1).

وعنه (عليه السلام): من أدمن قراءة حم الزخرف، آمنه الله تعالى في قبره من هوام الأرض ومن ضمه القبر حتى يقف بين يدي الله عز وجل، ثم جاءت حتى تدخله الجنة بأمر الله تبارك وتعالى (2).

الباقري (عليه السلام): من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونوافله، بعثه الله من الآمنين يوم القيامة، وأظله تحت عرشه، وحاسبه حسابا يسيرا، وأعطاه كتابه بيمينه (3).

وورد في الدر المنثور لقراءة حم الدخان في ليلة الجمعة ثواب عظيم (4).

الصادقي (عليه السلام) في فضل سورة محمد (صلى الله عليه وآله): من قرأها لم يزل محفوظا من الشك والكفر أبدا حتى يموت.

وقال (عليه السلام): حصنوا أموالكم ونساءكم وما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة إنا فتحنا (5).

وعن أبي جعفر (عليه السلام): من أدمن في فرائضه ونوافله قراءة سورة ق، وسع الله عليه رزقه وأعطاه كتابه بيمينه، وحاسبه حسابا يسيرا (6).

وعن الصادق (عليه السلام): من قرأ سورة والذاريات في يومه أو في ليلته، أصلح الله له معيشته وأتاه برزق واسع، ونور له في قبره بسراج يزهر إلى يوم القيامة (7).

وروي من قرأ والطور، جمع الله له خير الدنيا والآخرة (8).

ويستحب أن يقرأ في دبر الغداة يوم الجمعة الرحمن كلها، وأن يقول عند كل

ص: 475


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 73، وجديد ج 92 / 297، وص 299.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 73، وجديد ج 92 / 297، وص 299.
3- (3) جديد ج 92 / 299.
4- (4) جديد ج 92 / 300.
5- (5) جديد ج 92 / 303.
6- (6) جديد ج 92 / 304.
7- (7) جديد ج 92 / 304.
8- (8) جديد ج 92 / 304.

* (فبأي آلاء ربكما تكذبان) *: لا بشئ من آلاءك يا رب أكذب (1).

وعن الصادق (عليه السلام): من قرأ الواقعة كل ليلة جمعة، أحبه الله تعالى وأحبه إلى الناس أجمعين، ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا، وكان من رفقاء أمير المؤمنين (عليه السلام).

وهذه السورة لأمير المؤمنين (عليه السلام) خاصة لم يشركه فيها أحد (2).

ثواب الأعمال: عن أبي جعفر (عليه السلام): من قرأ الواقعة كل ليلة قبل أن ينام، لقي الله عز وجل ووجهه كالقمر ليلة البدر (3).

وروي في فضل الحشر أن من قرأها، يصلي عليه كل شئ واستغفروا له. ومن قال بكرة: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر الحشر، وكل الله عليه سبعة آلاف من الملائكة يحافظونه ويصلون عليه إلى الليل، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا (4).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام) قال: من الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الأعلى، وفي صلاة الظهر بالجمعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك كأنما يعمل بعمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة (5).

ثواب الأعمال: عن أبي جعفر (عليه السلام): من قرأ المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم (عليه السلام)، وإن مات كان في جوار النبي (صلى الله عليه وآله).

وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات (6).

وورود من قرأ تبارك الملك في المكتوبة قبل أن ينام، لم يزل في أمان الله حتى يصبح، وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة (7).

وروي أن هذه السورة هي المنجية من عذاب القبر.

ص: 476


1- (1) جديد ج 92 / 306.
2- (2) جديد ج 92 / 307.
3- (3) جديد ج 92 / 307، وص 308، وص 311.
4- (4) جديد ج 92 / 307، وص 308، وص 311.
5- (5) جديد ج 92 / 307، وص 308، وص 311.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 76، وجديد ج 92 / 312، وص 313.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 76، وجديد ج 92 / 312، وص 313.

وفي الدر المنثور ذكر لها فضلا عظيما (1).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام): من قرأ سورة ن والقلم في فريضة أو نافلة، آمنه الله تعالى من أن يصيبه فقر أبدا، وأعاذه الله إذا مات من ضمة القبر (2).

وورد من أكثر قراءة سورة الجن، لم يصبه في الحياة الدنيا شئ من أعين الجن، ولا نفثهم ولا سحرهم ولا من كيدهم (3).

وروى: الفضل في قراءة المزمل في عشاء الآخرة أو في آخر الليل.

ومن قرأ هل أتي في كل غداة خميس، زوجه الله من الحور ثمان مائة عذراء وأربعة آلاف ثيب، وحوراء من الحور العين وكان مع محمد (صلى الله عليه وآله).

ومن قرأ عم يتسائلون، لم يخرج سنته إذا كان يدمنها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام، إن شاء الله تعالى (4).

ومن قرأ والنازعات، لم يمت إلا ريانا ولم يبعثه إلا ريانا ولم يدخله الجنة إلا ريانا (5).

ثواب الأعمال: عن أبي عبد الله (عليه السلام): من قرأ في الفريضة. ويل للمطففين، أعطاه الله الأمن يوم القيامة من النار، ولم تره ولا يراها، ولا يمر على جسر جهنم، ولا يحاسب يوم القيامة (6).

مكارم الأخلاق: روي لمن سقي سما أو لدغته ذو جمة من ذوات السموم، تقرأ على الماء * (والسماء ذات البروج) * ويسقى، فإنه لا يضره إن شاء الله تعالى (7).

ومن قرأ الأعلى في فريضة أو نافلة قيل له يوم القيامة: ادخل من أي أبواب الجنان شئت (8).

وقال الصادق (عليه السلام): اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنها سورة الحسين بن علي (عليه السلام)، من قرأها كان مع الحسين (عليه السلام) يوم القيامة في درجة من

ص: 477


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 77، وجديد ج 92 / 313، وص 316.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 77، وجديد ج 92 / 313، وص 316.
3- (3) جديد ج 92 / 318، وص 319، وص 320، وص 321، وص 322.
4- (4) جديد ج 92 / 318، وص 319، وص 320، وص 321، وص 322.
5- (5) جديد ج 92 / 318، وص 319، وص 320، وص 321، وص 322.
6- (6) جديد ج 92 / 318، وص 319، وص 320، وص 321، وص 322.
7- (7) جديد ج 92 / 318، وص 319، وص 320، وص 321، وص 322.
8- (8) جديد ج 92 / 318، وص 319، وص 320، وص 321، وص 322.

الجنة، إن الله عزيز حكيم (1).

ثواب الأعمال: عنه (عليه السلام) من قرأ في يومه أو ليلته إقرأ باسم ربك ثم مات في يومه أو في ليلته مات شهيدا، وبعثه الله شهيدا، وأحياه شهيدا، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل الله مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).

وروي فضائل كثيرة لسورة القدر إذا قرأت في الفريضة، وإذا قرأت بعد العصر يوم الجمعة مائة مرة (3). ومن جهر بها صوته، كان كالشاهر سيفه في سبيل الله. ومن قرأها سرا كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله (4).

كتب إسماعيل بن سهل إلى أبى جعفر (عليه السلام): علمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة. فكتب (عليه السلام) إليه: أكثر من تلاوة إنا أنزلناه، ورطب شفتيك بالاستغفار (5).

وروي قراءة إنا أنزلناه، على ما يدخر ويخبئ حرز له (6).

وروي عن الجواد (عليه السلام) فضلا كثيرا لمن قرأ سورة القدر في كل يوم وليلة ستا وسبعين مرة، كما وظفه في سبعة أوقات:

1 - بعد طلوع الفجر وقبل صلاة الصبح سبعا ليصلي عليه الملائكة ستة أيام.

2 - بعد صلاة الغداة عشرا ليكون في ضمان الله عز وجل إلى المساء.

3 - إذا زالت الشمس قبل النافلة عشرا لينظر الله تعالى إليه ويفتح له أبواب السماء.

4 - بعد نوافل الزوال إحدى وعشرين.

5 - بعد العصر عشرا لتمر على مثل أعمال الخلايق يوما.

6 - بعد العشاء سبعا ليكون في ضمان الله إلى أن يصبح.

7 - حين يأوي إلى فراشه إحدى عشر مرة.

وروى الشيخ في متهجده قراءتها بعد نافلة الليل ثلاثا، ويوم الجمعة بعد

ص: 478


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 79، وجديد ج 92 / 323، وص 326، وص 327، وص 328، وص 329.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 79، وجديد ج 92 / 323، وص 326، وص 327، وص 328، وص 329.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 79، وجديد ج 92 / 323، وص 326، وص 327، وص 328، وص 329.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 79، وجديد ج 92 / 323، وص 326، وص 327، وص 328، وص 329.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 79، وجديد ج 92 / 323، وص 326، وص 327، وص 328، وص 329.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 79، وجديد ج 92 / 323، وص 326، وص 327، وص 328، وص 329.

العصر يستغفر الله سبعين مرة ثم يقرأها عشرا (1).

وذكر ابن فهد في عدته قراءتها في الثلث الأخير من ليلة الجمعة خمس عشرة، فمن قرأها كذلك ثم دعا استجيب له (2).

وعن الباقر (عليه السلام) من قرأها بعد الصبح عشرا وحين تزول الشمس عشرا وبعد العصر، أتعب ألفي كاتبه ثلاثين سنة.

وعنه (عليه السلام): ما قرأها عبد سبعا بعد طلوع الفجر إلا صلى عليه سبعون صفا سبعين صلاة، وترحموا عليه سبعين رحمة (3).

وروي من قرأ إذا زلزلت أربع مرات، كان كمن قرأ القرآن كله (4).

وفي الأخبار العامية: أنها تعدل نصف القرآن، وقل هو الله ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون ربع القرآن (5).

ومن أكثر قراءة القارعة، آمنه الله من فتنة الدجال.

ومن قرأ التكاثر في الفريضة كتب له أجر مائة شهيد، ومن قرأها في نافلة كتب له ثواب خمسين شهيدا، ومن قرأها عند النوم وقي من فتنة القبر، وكفاه الله شر منكر ونكير.

وورد يقرأ سورة الفيل في وجه العدو.

ومن قرأ الكوثر في فرائضه ونوافله، سقاه الله من الكوثر يوم القيامة (6).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال:

عليهم السلام) قال:

صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة السفر فقرأ في الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الأخرى قل هو الله أحد، ثم قال: قرأت لكم ثلث القرآن وربعه (7).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام): من قرأ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد في فريضة من الفرائض، غفر الله له ولوالديه وما ولدا، وإن كان شقيا محي من ديوان الأشقياء وأثبت في ديوان السعداء، وأحياه الله سعيدا، وأماته شهيدا، وبعثه شهيدا (8).

ص: 479


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 80، وجديد ج 92 / 330، وص 333، وص 335 - 338.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 80، وجديد ج 92 / 330، وص 333، وص 335 - 338.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 80، وجديد ج 92 / 330، وص 333، وص 335 - 338.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 80، وجديد ج 92 / 330، وص 333، وص 335 - 338.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 80، وجديد ج 92 / 330، وص 333، وص 335 - 338.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 80، وجديد ج 92 / 330، وص 333، وص 335 - 338.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 82، وجديد ج 92 / 339، وص 340.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 82، وجديد ج 92 / 339، وص 340.

وروي أن الدعاء بعد الجحد عشر مرات عند طلوع الشمس من يوم الجمعة مستجاب.

وروي من قرأ سورة النصر في نافلة أو في الشمس من يوم الجمعة مستجاب.

وروي من قرأ سورة النصر في نافلة أو في فريضة، نصره الله على جميع أعدائه.

وعن الصادق (عليه السلام): من مضى به يوم واحد فصلى فيه خمس صلوات، ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد، قيل له: يا عبد الله لست من المصلين (1).

باب فضائل سورة التوحيد (2). وقال: من مضت له جمعة، ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد، ثم مات، مات على دين أبى لهب (3).

وسورة التوحيد أمان من الأخطار وغيرها (4).

ومن قرأ سورة التوحيد في دبر الفريضة، جمع الله له خير الدنيا والآخرة وغفر له - الخ (5).

وعن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: لما نزلت قل هو الله أحد خلق لها أربعة ألف جناح، فما كانت تمر بملأ من الملائكة إلا خشعوا لها، وقال: هذه نسبة الرب تبارك وتعالى (6).

الروايات بأن من قرأ قل هو الله أحد، فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله (7).

وتقدم في " سلم ": قول سلمان أن أختم القرآن كله بقراءته التوحيد ثلاث مرات.

وفي رواية الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ومن قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه، وكل الله عز وجل به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته (8).

ص: 480


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 83، وجديد ج 92 / 344 و 351.
2- (2) جديد ج 92 / 344 - 363.
3- (3) جديد ج 92 / 344.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 68، وجديد ج 76 / 256.
5- (5) جديد ج 92 / 345.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 159، وجديد ج 92 / 350، و ج 50 / 254.
7- (7) ط كمباني ج 13 / 60، و ج 16 / 40، و ج 9 / 319، وجديد ج 76 / 181، و ج 39 / 258 و 270 و 288 مكررا، و ج 51 / 228، و ج 92 / 348 - 359.
8- (8) ط كمباني ج 16 / 43، وجديد ج 76 / 192.

ومن قرأ التوحيد حين أراد سفرا أخذا بعضادتي باب منزله إحدى عشر مرة، كان الله له حارسا حتى يرجع، كما عن النبي (صلى الله عليه وآله) (1).

العدة: قال الصادق (عليه السلام) يا مفضل احتجز من الناس كلهم ببسم الله الرحمن الرحيم وبقل هو الله أحد، إقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك (2).

التوحيد، أمالي الصدوق: في النبوي الصادقي (عليه السلام): من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه، غفر الله له ذنوب خمسين سنة. وفي رواية أخرى: مائة مرة (3).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام): من آوى إلى فراشه فقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، حفظه الله في داره ودويرات حوله (4).

ثواب الأعمال: عن أبي الحسن (عليه السلام): من قدم قل هو الله أحد بينه وبين جبار، منعه الله منه. يقرؤها بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فإذا فعل ذلك رزقه الله خيره ومنعه شره - الخبر (5).

وسائر الروايات في فضائل السور أكثرها المربوطة بالنجاة يوم الحشر في البحار (6).

وفي باب القراءة في الصلاة (7).

باب فضائل المعوذتين وأنهما من القرآن (8).

ص: 481


1- (1) ط كمباني ج 16 / 62، وجديد ج 76 / 242.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن 85، وجديد ج 92 / 351.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 44. ومثل الأول فيه ص 45، وجديد ج 92 / 348 و 349.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 47، و ج 19 كتاب القرآن ص 84، وجديد ج 92 / 349، و ج 76 / 201.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 243، وكتاب القرآن ص 85، وجديد ج 92 / 349، و ج 95 / 217.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 275 - 277 و 346، وجديد ج 7 / 292 - 298، و ج 8 / 191.
7- (7) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 339 - 341، وجديد ج 85 / 28.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 88، وجديد ج 92 / 363.

ثواب الأعمال: عن الباقر صلوات الله عليه قال: من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد، قيل له: يا عبد الله إبشر فقد قبل الله وترك (1).

طب الأئمة: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين، ثم يمسح بهما وجهه، فيذهب عنه ما كان يجد (2).

في خواص الآيات المتفرقة (3).

الكافي: عن الأصبغ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه قال: والذي بعث محمدا بالحق وأكرم أهل بيته، ما من شئ يطلبونه من حرز أو حرق أو غرق أو سرق أو إفلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق إلا وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسألني عنه. قال: فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين (عليه السلام) أخبرني عما يؤمن من الحرق والغرق.

فقال: إقرأ هذه الآيات: * (الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين وما قدروا الله حق قدره - إلى قوله سبحانه - وتعالى عما يشركون) * فمن قرأها فقد أمن من الحرق والغرق - الخبر.

وفيه لدفع استصعاب الدابة يقرأ في اذنها اليمنى * (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون) *، ولدفع السباع يقرأ * (لقد جائكم رسول من أنفسكم) * - إلى آخر سورة البراءة، ولشفاء البطن من الماء الأصفر يكتب على بطنه آية الكرسي ويغسلها ويشربها، وللضالة يقرأ يس في ركعتين ويقول:

يا هادي الضالة رد علي ضالتي، ولدفع السرق يقرأ * (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) * - إلى آخر السورة.

ثم قال أمير المؤمنين: من بات بأرض قفر فقرأ هذه الآية: * (إن ربكم الله الذي

ص: 482


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 88، وجديد ج 92 / 364.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 89، وجديد ج 92 / 364.
3- (3) جديد ج 92 / 392.

خلق السماوات والأرض في ستة أيام - إلى قوله - تبارك الله رب العالمين) * حرسته الملائكة وتباعدت عنه الشياطين. وتمام الخبر في البحار (1).

ويقرب من ذلك ما في وصاياه (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فراجع (2). وفي " حرق " و " غرق " و " سرق " و " دبب " و " ضلل " و " سبع " و " صفر " وغيره ما يتعلق بذلك.

ذكر السور المكية والمدنية:

عن ابن عباس قال: أول ما انزل بمكة إقرأ باسم ربك، ثم ذكر السور المكية بتمامها خمسة وثمانين سورة، ثم أنزلت بالمدينة البقرة، الأنفال، آل عمران، الأحزاب، الممتحنة، النساء، إذا زلزلت، الحديد، سورة محمد (صلى الله عليه وآله)، الرعد، الرحمن، هل أتى، الطلاق، لم يكن، الحشر، إذا جاء نصر الله، النور، الحج، المنافقون، المجادلة، الحجرات، التحريم، الجمعة، التغابن، الصف، الفتح، المائدة، التوبة. فهذه ثمانية وعشرون سورة (3).

أقول: والنسختان هكذا والأظهر ستة وثمانين سورة. وتفصيل هذه في تفسير مجمع البيان سورة هل أتى، وفيه أيضا بعد قوله: التوبة: فهذه ثمان وعشرون سورة.

باب الدعاء عند ختم القرآن زايدا على ما أوردنا في أبواب الدعاء في هذا المجلد (4).

باب الدعاء لحفظ القرآن (5).

باب متشابهات القرآن وتفسير المقطعات وأنه نزل بإياك أعني واسمعي

ص: 483


1- (1) ط كمباني ج 9 / 468، وجديد ج 40 / 182.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 18، وجديد ج 77 / 58.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 49، وجديد ج 35 / 256. وسائر الكلمات في ذلك فيه وفي ص 257.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 90، وجديد ج 92 / 369.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 281، وجديد ج 95 / 341.

يا جارة، وأن فيه عاما وخاصا وناسخا ومنسوخا ومحكما ومتشابها (1).

وما يناسب ذلك في البحار (2).

وتقدم في " ألم ": ما يتعلق بتفسير حروف المقطعة وأنها من أسماء خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله).

باب ما ورد عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أصناف آيات القرآن وأنواعها وتفسير بعض آياتها برواية النعماني، وهي رسالة مفردة مدونة كثيرة الفوائد ذكرها المجلسي من فاتحتها إلى خاتمتها (3).

باب احتجاجات أمير المؤمنين (عليه السلام) على الزنديق المدعي للتناقض في القرآن وأمثاله (4). وبعض ذلك في البحار (5).

وتقدم في " فلسف ": ردع الإمام العسكري صلوات الله عليه الفيلسوف الكندي الذي زعم التناقض في القرآن فراجع البحار (6).

باب النوادر وتفسير بعض الآيات أيضا (7). وفيه (8) علة قوله: إياك أعني واسمعي يا جارة.

وروى القمي في أول تفسيره سورة الأحزاب في قوله: * (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين) * قال: هذا هو الذي قال الصادق (عليه السلام): إن الله بعث نبيه بإياك أعني واسمعي يا جارة، فالمخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله) والمعنى للناس. وتقدم في " جور " ما يتعلق بذلك. وهذا آخر أبواب القرآن.

ص: 484


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 91، وجديد ج 92 / 373.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 21، و 30، و ج 18 كتاب الصلاة ص 867، و ج 1 / 143، وجديد ج 2 / 238، و ج 92 / 78 و 117، و ج 91 / 7.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 94، وجديد ج 93 / 1.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 119.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 281، وجديد ج 93 / 98، و ج 7 / 313.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 184، و ج 12 / 172، وجديد ج 10 / 392، و ج 50 / 311.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 130، وجديد ج 93 / 142، وص 145.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 130، وجديد ج 93 / 142، وص 145.

كلام الشيخ الصدوق في أن القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلى البيت المعمور، ثم نزل من البيت المعمور في مدة عشرين سنة. وكلام الشيخ المفيد في شرحه وإنكاره على هذا الكلام، وكلام المجلسي في رده وانتصاره للصدوق (1).

تفسير العياشي: عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: كان القرآن ينسخ بعضه بعضا، وإنما كان يؤخذ من أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بآخره. فكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها ولم ينسخها شئ، فلقد نزلت عليه وهو على بغلته الشهباء، وثقل عليها الوحي حتى وقف وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض وأغمي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى وضع يده على ذؤابة منبه بن وهب الجمحي، ثم رفع ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقرأ علينا سورة المائدة، فعمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعملنا (2).

باب أنهم أهل علم القرآن والذين أوتوه (3). تقدم في " علم " ما يتعلق بذلك.

في أن عليا (عليه السلام) علم هام بن الهيم سورا من القرآن وقال: قليل القرآن كثير (4).

في مسائل عبد الله بن سلام، قال النبي (صلى الله عليه وآله): فأخبرني ما ابتداء القرآن وما ختمه؟ قال: يا بن سلام ابتداؤه بسم الله الرحمن الرحيم وختمه صدق الله العلي العظيم.

قال المجلسي: يعني ينبغي أن يختم بدلا أنه جزءه (5).

قراءة الرجل الرازي الشيعي تمام القرآن عند قبر الرضا (عليه السلام) واستماعه صوت القرآن من القبر الشريف كما يقرأ حتى بلغ آخر سورة مريم فقرأ: * (يوم

ص: 485


1- (1) ط كمباني ج 6 / 359، وجديد ج 18 / 250 و 251.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 363، وجديد ج 18 / 271.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 38، وجديد ج 23 / 188.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 362، وجديد ج 27 / 15.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 347، وجديد ج 60 / 243.

نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين) * - الآية. فسمع من القبر: يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا ويساق المجرمون. فسأل المقرئين عن هذه القراءة، فقيل: هذه قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله) من رواية أهل البيت (1).

كشف الغمة: ما يقرب من ذلك وفيه: أنه سأل أبا القاسم العباس بن فضل بن شاذان عن هذه القراءة، فأجابه بأنه قراءة النبي (صلى الله عليه وآله) (2).

المحاسن: عن سليمان بن خالد قال: كنت في محملي أقرأ إذ ناداني أبو عبد الله (عليه السلام): اقرأ يا سليمان فإنا في هذه الآيات التي في آخر تبارك: * (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر) * - الخ (3).

في أن نبينا (صلى الله عليه وآله) فضل بفاتحة الكتاب، وبخواتيم سورة البقرة، والمفصل (4).

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أعطيت مكان التوراة السبع الطول، ومكان الإنجيل المثاني، ومكان الزبور المئين، وفضلت بالمفصل.

وفي رواية واثلة بن الأصقع: وأعطيت مكان الإنجيل المئين، ومكان الزبور المثاني، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي، وأعطاني ربي المفصل نافلة.

قال الطبرسي روح الله روحه: فالسبع الطول البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال مع التوبة، لأنهما تدعيان القرينتين ولذلك لم يفصل بينهما بالبسملة، وقيل: إن السابعة سورة يونس. والطول جمع الطولي تأنيث الأطول، وإنما سميت هذه السور الطول، لأنها أطول سور القرآن.

وأما المثاني فهي السور التالية للسبع الطول، أولها يونس وآخرها النحل.

وإنما سميت المثاني لأنها ثنت الطول أي تلتها، وكان الطول هي المبادي،

ص: 486


1- (1) ط كمباني ج 12 / 96، وجديد ج 49 / 329.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 98، وجديد ج 49 / 337.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 141، وجديد ج 68 / 148.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 189، وجديد ج 68 / 317.

والمثاني لها ثواني، وواحدها مثني مثل المعني والمعاني، وقال الفراء: واحدها مثناة. وقيل: المثاني سور القرآن كلها طوالها وقصارها، من قوله تعالى: * (كتابا متشابها مثاني) *.

وأما المئون، فهي كل سورة تكون نحوا من مائة آية أو فويق ذلك أو دوينه، وهي سبع سور أولها سورة بني إسرائيل وآخرها المؤمنون. وقيل: إن المئين ما ولي السبع الطول، ثم المثاني بعدها، وهي التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل، وسميت مثاني لأن المئين مباديها.

وأما المفصل فيما بعد الحواميم من قصار السور إلى آخر القرآن سميت مفصلا لكثرة الفصول بين سورها ببسم الله الرحمن الرحيم - إنتهى (1).

أقول: اختلف في أول المفصل فقيل: من سورة ق، وقيل: من سورة محمد (صلى الله عليه وآله)، وقيل: من سورة الفتح.

وعن النووي: مفصل القرآن من محمد (صلى الله عليه وآله) إلى آخر القرآن، وقصاره من الضحى إلى آخره. ومطولاته إلى عم ومتوسطاته إلى الضحى.

وفي الخبر: المفصل ثمان وستون سورة. إنتهى (2). ويأتي رواية الاحتجاج المناسبة لذلك.

باب أن الغشية التي يظهرها الناس عند قراءة القرآن والذكر من الشيطان (3).

باب آداب القراءة وأوقاتها وذم من يظهر الغشية عندها (4).

أمالي الصدوق: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: إن قوما إذا ذكروا بشئ من القرآن أو حدثوا به صعق أحدهم حتى يرى أنه لو قطعت يداه ورجلاه لم يشعر بذلك، فقال: سبحان الله ذاك من الشيطان ما بهذا أمروا، إنما هو اللين

ص: 487


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 191، وجديد ج 68 / 323.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 191.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 52، وجديد ج 70 / 112.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 53، وجديد ج 92 / 209.

والرقة والدمعة والوجل (1).

وتقدم في " أمن ": أن ما كان في القرآن * (أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي (عليه السلام) سابقهم ورأسهم وأميرهم وشريفهم.

كلام ابن أبي الحديد في أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يحفظ القرآن ولم يكن غيره يحفظه، ثم هو أول من جمعه، نقلوا كلهم أنه تأخر عن بيعة أبي بكر تشاغلا بجمع القرآن (2).

في ذكر زمان لا يعمل بالقرآن ويصير القرآن وأهله طريدين منفيين (3).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه، ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته حتى تعرفوا الذي حرفه، ولن تعرفوا الضلالة حتى تعرفوا الهدى، ولن تعرفوا التقوى حتى تعرفوا الذي تعدى.

فإذا عرفتم ذلك، عرفتم البدع والتكلف، ورأيتم الفرية على الله ورسوله والتحريف لكتابه، ورأيتم كيف هدى الله من هدى. فلا يجهلنكم الذين لا يعلمون علم القرآن، إن علم القرآن ليس يعلم ما هو إلا من ذاق طعمه، نعلم بالعلم جهله، وبصر به عماه، ، وسمع به صممه، وأدرك به علم ما فات، وحيي به بعد إذ مات، وأثبت عند الله عز ذكره الحسنات، ومحي به السيئات، وأدرك به رضوانا من الله تبارك وتعالى.

فاطلبوا ذلك من عند أهله خاصة فإنهم خاصة نور يستضاء به، وأئمة يقتدى بهم، وهم عيش العلم وموت الجهل، هم الذين يخبركم حكمهم من علمهم وصمتهم عن منطقهم وظاهرهم عن باطنهم - الخ (4).

قيل في أعداد آيات القرآن شعر:

ص: 488


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 52.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 543، وجديد ج 41 / 149.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 96.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 97، وجديد ج 77 / 365 - 370.

آية ء قرآن كه خوب دلكش است * شش هزار وششصد وشصت وشش است يكهزار أمر ويك نهى شديد * يكهزارش وعد ويك ديگر وعيد يكهزار أو قصاص واختبار * يكهزار أو مثال واعتبار پانصد باب حلال است وحرام * صد دعا تسبيح وورد صبح وشام شصت وشش منسوخ وناسخ در كتاب * ضبط كن والله أعلم بالصواب عيون أخبار الرضا (عليه السلام): في النبوي (صلى الله عليه وآله) إني أخاف عليكم استخفافا بالدين، وبيع (منع - خ ل) الحكم، وقطيعة الرحم، وأن تتخذوا القرآن مزامير تقدمون أحدهم (كم - خ ل) وليس بأفضلكم في الدين (1).

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع آخذا بباب الكعبة في وصف آخر الزمان، إلى أن قال: فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله، ويتخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقهون لغير الله، ويكثر أولاد الزنا، ويتغنون بالقرآن ويتهافتون بالدنيا - الخبر (2).

أقول: مزامير جمع مزمار وهو الآلة التي يزمر فيها، وزمر يعني غنى بالنفخ في القصب، كذا في المنجد. وقال في المجمع: زمر الرجل يزمر من باب ضرب زمرا، إذا ضرب المزمار، وهو بالكسر قصبة يزمر بها، والجمع مزامير، ومنه

ص: 489


1- (1) ط كمباني ج 6 / 782، و ج 15 كتاب الكفر ص 34، وكتاب العشرة ص 27، و ج 18 كتاب الصلاة ص 626، و ج 19 كتاب القرآن ص 50، وجديد ج 22 / 452، و ج 72 / 227، و ج 74 / 92، و ج 88 / 72، و ج 92 / 194.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 178، وجديد ج 6 / 305.

الحديث: إن الله بعثني لأمحق المعازف والمزامير - الخ. قال المجلسي: يتخذونه مزامير، أي يتغنون به، وهذا الحديث في البحار (1).

نهج البلاغة: من وصيته لعبد الله بن العباس: لا تخاصمهم بالقرآن، فإن القرآن حمال ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكن حاجهم بالسنة، فإنهم لن يجدوا عنها محيصا (2).

الأمر بطلب علوم القرآن:

قال تعالى: * (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) *.

وقال: * (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه) * - الآية.

وفي احتجاج الصادق (عليه السلام) مع سفيان الثوري المروي عن الكافي ذم الجهل بكتاب الله تعالى وسنة نبيه وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل، وذم ردها وترك النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ، والمحكم والمتشابه، والأمر والنهي - الخ (3).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام) في بعض خطبه: وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث، وتفقهوا فيه، فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص - الخ (4). وتقدم في باب فضل القرآن. وفي " فقه " ما يتعلق بذلك.

الخصال: عن السكوني، عن الصادق، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال علي صلوات الله عليه: سبعة لا يقرؤن القرآن: الراكع والساجد وفي الكنيف وفي

ص: 490


1- (1) جديد ج 79 / 250، وط كمباني ج 16 / 148.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 608، وجديد ج 33 / 376.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 176، وجديد ج 47 / 232.
4- (4) جديد ج 2 / 36، وط كمباني ج 1 / 80.

الحمام والجنب والنفساء والحائض (1).

أقول: النهي محمول على الكراهة بقرينة سائر الروايات إلا العزائم للجنب والنفساء والحائض فإنها محرمة عليهم.

الخصال: عن حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه: إن الأحاديث تختلف عنكم؟ قال: فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه. ثم قال: هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب.

تفسير العياشي: عن حماد مثله (2). ما يتعلق بذلك في البحار (3).

تفسير قوله تعالى: * (إقرأ باسم ربك الذي خلق) * - الآيات، ظاهرها وباطنها، في البحار (4).

الإحتجاج: في احتجاج مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) على اليهودي بذكر فضائل النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له اليهودي: فهذا موسى بن عمران آتاه الله التوراة التي فيها حكمه. قال له علي صلوات الله عليه: لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) أعطي ما هو أفضل منه، أعطي محمد (صلى الله عليه وآله) سورة البقرة والمائدة بالإنجيل، وطواسين وطه ونصف المفصل والحواميم بالتوراة، وأعطي نصف المفصل والتسابيح بالزبور، وأعطي سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم وصحف موسى، وزاد الله عز ذكره محمدا (صلى الله عليه وآله) السبع الطوال، وفاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وأعطي الكتاب والحكمة - الخبر (5).

فوائد ظريفة في بعض كتب أصحابنا رضوان الله تعالى عليهم:

الأولى: آيتان في القرآن جمع في كل منهما حروف التهجي كلها: إحداهما

ص: 491


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 41 و 101، وكتاب الصلاة ص 355، و ج 19 كتاب القرآن ص 54، وجديد ج 80 / 174، و ج 81 / 50، و ج 85 / 105، و ج 92 / 212.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 22.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 328، وجديد ج 92 / 83، و ج 31 / 210.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 68، و ج 9 / 117، و ج 14 / 359 و 383، وجديد ج 9 / 252، و ج 36 / 176، و ج 60 / 285 و 376.
5- (5) جديد ج 17 / 280، وط كمباني ج 6 / 263.

في سورة آل عمران: * (ثم انزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا - إلى قوله - بذات الصدور) *. ثانيهما في سورة الفتح: * (محمد رسول الله والذين معه) * - الآية.

الثانية: ست آيات يحفظ قاريها من شرور الأعداء وفي كل منها عشرة قافات: إحداها في سورة البقرة: * (ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم - إلى قوله: - بالظالمين) *. ثانيتها في آل عمران: * (لقد سمع الله قول الذين قالوا - إلى قوله: - الحريق) *. ثالثتها في النساء: * (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم - إلى قوله: - فتيلا) *. رابعتها في المائدة: * (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق - إلى قوله: - من المتقين) *. خامستها في الرعد: * (قل من رب السماوات والأرض قل الله - إلى قوله: - القهار) *. سادستها في المزمل: * (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل - إلى قوله: - رحيم) *.

الثالثة: تقدم في " الفاء " أن كل سورة فيها فاء إلا سورة الحمد فإنه ليس فيها فاء (1).

الرابعة: كلمات القرآن 76445 كلمة، وحروفه 722332 حرفا، وآياته 6666.

فائدة: ليس في سورة الحمد سبعة حروف: ث، ج، خ، ز، ش، ظ، ف. وليس في سورة الكوثر: ج، خ، د، ذ، ز، س، ظ، غ، ق، م.

وروى الطبرسي في تفسيره سورة هل أتى عن النبي (صلى الله عليه وآله) جميع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة (114)، وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وست وثلاثون آية (6236)، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وواحد وعشرون ألف ومائتان وخمسون حرفا (321250) لا يرغب في تعلم القرآن إلا السعداء ولا يتعهد قراءته إلا أولياء الرحمن.

باب فيه أسماء الله تعالى المذكورة في القرآن (2).

وفي " كتب ": في خطبة الوسيلة لإطلاق القرآن على مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)

ص: 492


1- (1) جديد ج 92 / 261.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 22 - 32، وجديد ج 93 / 236.

كاطلاق الكتاب المبين والذكر عليه.

خبر الأربعة الذين اتفقوا على معارضة القرآن إلى العام القابل، فلما اجتمعوا في المقام وأظهروا العجز عن ذلك وكانوا يسرون ذلك، فمر بهم مولانا الصادق (عليه السلام) والتفت إليهم وقرأ: * (قل لئن اجتمعت الإنس والجن) * - الآية (1).

السور التي تقرأ عند النوم (2).

قرب:

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال:

من أحب عاصيا فهو عاص، ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، ومن خذل عادلا فهو خاذل، أنه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة (3). وتقدم في " حبب ".

باب الإخلاص ومعنى قربه تعالى (4).

والنبوي (صلى الله عليه وآله) في خطبته: ما أعلم من عمل يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، ولا أعلم من عمل يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه - الخ (5).

سؤال أبي قرة عن الرضا (عليه السلام): من أقرب إلى الله؟ فقال ما معناه: إن كنت تقول بالشبر والذراع فالكل سواء، وإن كان المراد أقرب في الوسيلة فأطوعهم له، فراجع البحار (6).

وفي الوسائل (7) أبواب أعداد الفرائض ونوافلها عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث: إن الله جل جلاله قال: ما يتقرب إلي عبد من عبادي بشئ

ص: 493


1- (1) ط كمباني ج 6 / 246، و ج 11 / 137، وجديد ج 17 / 213، و ج 92 / 16، و ج 47 / 117.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 46 و 47 و 50 و 51، وجديد ج 76 / 196 - 212.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 49، وجديد ج 46 / 177.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 77، وجديد ج 70 / 213.
5- (5) جديد ج 20 / 126، وط كمباني ج 6 / 512.
6- (6) جديد ج 10 / 346، وط كمباني ج 4 / 173.
7- (7) الوسائل ج 1 باب 17 حديث 6.

أحب إلي مما افترضت عليه. وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته. قال: ورواه الكليني مسندا عنه مثله، وبسندين آخرين عن حماد بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله، ورواه البرقي في المحاسن عن عبد الرحمن بن حماد، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله، وكما في البحار (1).

أقول: ورواه في البحار عن الكافي، كما في البحار مثله، فراجع (2) وفيه بيان العلامة المجلسي له.

ورواه العامة، كما في كتاب التاج الجامع لأصول العامة (العلامة المجلسي له.

ورواه العامة، كما في كتاب التاج الجامع لأصول العامة (3) عن النبي (صلى الله عليه وآله).

قال: رواه البخاري والإمام أحمد.

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا قربة للنوافل إذا أضرت بالفرائض.

وقال: وإذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها (4).

باب أن مودة ذي القربى أجر الرسالة (5). والمراد قرابة النبي (صلى الله عليه وآله)، كما في روايات العامة والخاصة المذكورة في مصباح الهداية وغاية المرام.

ما يتعلق بآية ذي القربى (6).

باب فيه تأويل ذوي القربى بهم صلوات الله عليهم (7).

نقل مولانا العسكري صلوات الله عليه كلمات الرسول وفاطمة والأئمة صلوات الله عليهم في فضل الإحسان بذوي قرابته وبذوي قرابة الرسول (8).

ص: 494


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 529، وجديد ج 87 / 31.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 159، وجديد ج 75 / 155.
3- (3) التاج، ج 5 / 207.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 529، وجديد ج 87 / 30.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 46، وجديد ج 23 / 228.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 139 و 105، وجديد ج 29 / 382 و 195.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 53، وجديد ج 23 / 257.
8- (8) جديد ج 23 / 259.

تفسير قوله تعالى: * (وإيتاء ذي القربى) * بالحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) (1).

تفسير المقربين في الآية بالرسول والأئمة صلوات الله عليهم وبالشيعة (2).

باب أنهم صلوات الله عليهم الأبرار والمتقون والسابقون والمقربون (3).

قرب الإسناد: عن الصادق (عليه السلام) قال: صحبة عشرين سنة قرابة (4).

ونحوه الرضوي (عليه السلام) (5). والنبوي (صلى الله عليه وآله)، والباقري (عليه السلام) فيه مثل الأول (6).

عن الصادق (عليه السلام): صحبة عشرين يوما قرابة (7).

نهج البلاغة: العلوي (عليه السلام): مودة الآباء قرابة بين الأبناء (8).

النبوي (صلى الله عليه وآله): أقربكم غدا مني في الموقف، أصدقكم للحديث وأداء الأمانة، وأوفاكم بالعهد وأحسنكم خلقا - الخبر (9).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): القرابة إلى المودة أحوج من المودة إلى القرابة (10).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: قال (عليه السلام): المودة قرابة مستفادة (11).

ويأتي في " ودد " ما يتعلق بذلك.

حمل أمير المؤمنين (عليه السلام) قربة الماء التي كانت لامرأة إلى بيتها (12).

ص: 495


1- (1) ط كمباني ج 7 / 129، وجديد ج 24 / 188.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 82، و ج 15 كتاب الإيمان ص 105، وجديد ج 68 / 9 و 10.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 81، وجديد ج 24 / 1 - 8.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 44، و ج 17 / 184، وجديد ج 74 / 157، و ج 78 / 240.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 48.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 163، وجديد ج 78 / 172.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 175، وجديد ج 74 / 175، و ج 78 / 210.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 74، وجديد ج 74 / 264.
9- (9) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 14. ونحوه ص 16، وجديد ج 69 / 375 و 381.
10- (10) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 46.
11- (11) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 46، وجديد ج 74 / 164 و 165.
12- (12) جديد ج 41 / 52، وط كمباني ج 9 / 520.

كيفية قربان قابيل وقتل هابيل:

إكمال الدين: عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في حديث آدم وهبوطه وتوليد أولاده، قال: ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا، وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع، فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق. وكان كبش هابيل من أفضل غنمه، وكان زرع قابيل غير منقى. فقبل قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل، وهو قوله عز وجل: * (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا) * - الآية. وكان القربان إذا قبل تأكله النار. فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا، وكان أول من بنى للنار البيوت، وقال: لأعبدن هذه النار حتى تقبل قرباني ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل: إنه قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك، وإن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك، فقتله قابيل (1).

قرح:

استدعاء طبيب خنفساء لدفع قرح رجل، فأحرقه وذرر رمادها على قرحته، فبرئ بإذن الله تعالى (2). وتقدم في " جرح " و " ذبب " ما يتعلق بذلك.

تفسير قوله تعالى: * (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله) * (3).

قرد:

القرد والقراد: دويبة تتعلق بالبعير ونحوه، وهي كالقمل للإنسان.

الواحدة قردة وقرادة، جمع قردان.

باب فيه القملة والقرد والحلم وأشباهها (4).

والقرد حيوان معروف من المسوخ، والأنثى قردة، جمع أقراد وقردة وقرد.

قال تعالى في أصحاب السبت: * (كونوا قردة خاسئين) *. تقدم ما يتعلق بها في " سبت ".

ص: 496


1- (1) ط كمباني ج 5 / 13 و 62، وجديد ج 11 / 43 و 227 و 239.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 728، وجديد ج 64 / 313.
3- (3) جديد ج 20 / 65، وط كمباني ج 6 / 498.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 727، وجديد ج 64 / 310.

القرد حيوان معروف ذكي سريع الفهم يتعلم الصنعة. أهدى ملك النوبة إلى المتوكل قردا خياطا وآخر صائغا. وأهل اليمن يعلمون القردة القيام بحوائجهم حتى أن البقال والقصاب يعلم القردة حفظ الدكان حتى يعود صاحبه، ويعلم السرقة فيسرق.

وعن أحمد بن طاهر قال: شهدت بالرملة قردا صائغا، فإذا أراد أن ينفخ أشار إلى رجل حتى ينفخ له (1).

وفي كتاب صفين (2) عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: عذرت القردان فما بال الحلم. قاله حين هرب مخنف بالمال.

ذكر عجائب خلقة القردة في توحيد المفضل قال الصادق صلوات الله وسلامه عليه: تأمل خلق القرد وشبهه بالإنسان في كثير من أعضائه، أعني الرأس والوجه والمنكبين والصدر، وكذلك أحشائه شبيهة أيضا بأحشاء الإنسان، وخص مع ذلك بالذهن والفطنة التي بها يفهم عن سائسه ما يومي إليه. ويحكي كثيرا مما يرى الإنسان يفعله، حتى أنه يقرب من خلق الإنسان وشمائله في التدبير في خلقته على ما هي عليه أن يكون عبرة للإنسان في نفسه، فيعلم أنه من طينة البهائم وسنخها إذ كان يقرب من خلقها هذا القرب، ولولا أنه فضيلة فضله الله بها في الذهن والعقل والنطق، كان كبعض البهائم. على أن في جسم القرد فضولا أخرى يفرق بينه وبين الإنسان كالخطم والذنب المسدل والشعر المجلل للجسم كله.

وهذا لم يكن مانعا للقرد أن يلحق بالإنسان لو أعطي مثل ذهن الإنسان وعقله ونطقه، والفصل الفاصل بينه وبين الإنسان بالصحة هو النقص في العقل والذهن ونطقه، والفصل الفاصل بينه وبين الإنسان بالصحة هو النقص في العقل والذهن والنطق (3).

مسخ جليس موسى بن عمران بالقرد، وكان في عنقه سلسلة لتضييعه علما

ص: 497


1- (1) ط كمباني ج 14 / 670 و 789، وجديد ج 64 / 73، و ج 65 / 238.
2- (2) كتاب صفين ص 11.
3- (3) ط كمباني ج 2 / 31، و ج 14 / 666، وجديد ج 3 / 97، و ج 64 / 59.

حمله الله وركونه إلى غيره في البحار (1).

قرر:

باب أن الإيمان مستقر ومستودع (2). يأتي ما يتعلق بذلك في " ودع ".

النبوي العلوي (عليه السلام): لأحد على معترف بعد بلاء أنه من قيدت أو حبست أو تهددت، فلا إقرار له. قاله حين أقرت امرأة حاملة على الزنا، فأمر عمر برجمها، فخلى عمر عنها، وقال: لولا علي لهلك عمر (3).

وفي باب حد الزنا، قرب الإسناد: عن الصادق، عن أبيه، أن عليا صلوات الله عليهم قال: من أقر عند تجريد أو حبس أو تخويف أو تهدد، فلا حد عليه (4).

وقاعدة الإقرار ونفوذ إقرار العقلاء على أنفسهم في عوائد الأيام للنراقي (5).

غوالي اللئالي: نقلا من مجموعة أبي العباس بن فهد، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:

إقرار العقلاء على أنفسهم جائز، وقال: لا إنكار بعد إقرار.

أبو قرة: من أصحاب الرضا (عليه السلام)، كما قاله العلامة المامقاني في فصل الكنى.

ونقل عن بعض الفضلاء أن اسمه علي. إنتهى.

أقول: هو أبو قرة المحدث، وله مسائل واحتجاجات مع مولانا الرضا صلوات الله عليه نقل تمامها الطبرسي وبعضها الكليني والصدوق.

منها ما في العيون (6)، ويظهر منه أنه نصراني صاحب الجاثليق، وهذه الرواية في البحار (7). ويظهر منه أن اسمه يوحنا. وبعضه فيه (8).

ص: 498


1- (1) جديد ج 2 / 40، وط كمباني ج 1 / 81.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 274، وجديد ج 69 / 212.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 490، وجديد ج 40 / 277.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 118، وجديد ج 79 / 32.
5- (5) عوائد الأيام للنراقي ص 171.
6- (6) العيون ج 2 باب 56 ص 230.
7- (7) جديد ج 10 / 341، وط كمباني ج 4 / 172 مكررا.
8- (8) ط كمباني ج 2 / 115 و 148، و ج 14 / 9 و 95، وجديد ج 4 / 36 و 152، و ج 57 / 36، و ج 58 / 14.

واحتجاجه الآخر معه (عليه السلام) في التوحيد وغيره (1)، وفيه وصفه بأبي قرة المحدث صاحب شبرمة، ويستفاد من مسائله تلك فساد عقيدته.

ابن قرة النصراني: إحتجاج الرضا (عليه السلام) معه حين قال: المسيح من الله، قال:

ما ملخصه: " من " على أربعة أوجه: البعض من الكل، أو كالخل من الخمر على سبيل الاستحالة، أو كالولد من الوالد على سبيل المناكحة، أو كالصنعة من الصانع على سبيل المخلوق من الخالق. فانقطع (2). ولعله مصحف أبي قرة.

قرش:

باب قريش وسائر القبائل ممن يحبه الرسول ويبغضه (3). تقدم في " عرب ": النهي عن سب قريش.

في كتاب نثر الدرر لمنصور بن الحسن الآبي، قال: وروى لنا الصاحب عن أبي محمد الجعفري، عن عمه جعفر، عن أبيه، قال: قال رجل لعلي بن الحسين صلوات الله عليه: ما أشد بغض قريش لأبيك. قال: لأنه أورد أولهم النار وألزم آخرهم العار (4).

نهج البلاغة: سئل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن قريش، فقال:

أما بنو مخزوم فريحانة قريش، تحب حديث رجالهم والنكاح في نسائهم، وأما بنو عبد شمس فأبعدها رأيا وأمنعها لما وراء ظهورها، وأما نحن فأبذل لما في أيدينا، وأسمح عند الموت بنفوسنا، وهم أكثر وأمكر وأنكر، ونحن أفصح وأنصح وأصبح (5).

معاني الأخبار: عن ضريس، قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه: يقول:

نحن قريش، وشيعتنا العرب، وعدونا العجم.

بيان: وشيعتنا العرب، أي العرب الممدوح شيعتنا، وإن كان عجما، والعجم

ص: 499


1- (1) جديد ج 10 / 343.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 174، وجديد ج 10 / 349.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 746، وجديد ج 22 / 313.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 160، وجديد ج 78 / 158.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 738، وجديد ج 34 / 343.

المذموم عدونا وإن كان عربا (1).

وفي خطبة النبي المروية من طرق العامة: أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها، قوة رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم - الخ (2).

وقريش لقب نضر بن كنانة من أجداد النبي (صلى الله عليه وآله)، كما تقدم في " أبي "، سمي بالنضر لنضارة وجهه. واختلف المؤرخون في وجه لقبه، فقيل: إن قريش اسم دابة بحري أكبر دوابها، فلقب نضر به لكبارته في قومه وسيادته عليهم، وقيل: قريش مشتق من التقرش بمعنى التكسب والتجارة لكونه أهل ذلك، وقيل: باشتقاقه من التقرش بمعنى التجمع لأنه كان يجمع قومه على طعامه. وبالجملة من انتهى نسبه إليه فهو قرشي لا غيره. وظهوره، كما في الناسخ سنة 5282 بعد الهبوط، وبينه وبين ميلاد عيسى بن مريم 290 سنة، لأنه كان ميلاد عيسى سنة 5572.

وتقدم في " عرب ": أن الله تعالى اختار من العرب مضر، ثم اختار من مضر قريشا، واختار من قريش هاشم.

قريش بن السبيع بن المهنا بن السبيع، السيد السعيد الفقيه العلوي الحسيني، عالم جليل محدث، له مؤلفات. منها: كتاب فضل العقيق والتختم به، ينقل منه السيد ابن طاووس. وهو أحد مشايخ السيد فخار بن معد الموسوي.

قرص:

تقدم في " برك ": بركات قرص شعير مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) وقرصي مولانا السجاد صلوات الله وسلامه عليه.

خبر إعطاء أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلا قرصي شعير من فطوره، وقال: أصب من هذا كلما جعت. فيأخذ منه اللحم والشحم والحلوا والرطب والفاكهة (3).

ص: 500


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 47، وجديد ج 67 / 176.
2- (2) جديد ج 40 / 84، وط كمباني ج 9 / 447.
3- (3) جديد ج 41 / 267، وط كمباني ج 9 / 573.

وخبر قرصة أخرى له (عليه السلام) كسر قطعة منها وألقاها في الماء، فصار فخذ طائر مشوي، وألقى قطعة أخرى منها في الماء فإذا هي قطعة من الحلواء، فراجع البحار (1). وتقدم في " سفر ": ما يتعلق بقريص.

قرض:

أبواب الدين والقرض: باب ثواب القرض وذم من منعه من المحتاجين (2).

تفسير علي بن إبراهيم: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: على باب الجنة مكتوب: القرض بثمانية عشر، والصدقة بعشرة. وذلك أن القرض لا يكون إلا في يد المحتاج والصدقة ربما وقعت في يد غير محتاج (3).

أمالي الصدوق: في خبر المناهي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من احتاج إليه أخوه المسلم في قرض، وهو يقدر عليه، فلم يفعل، حرم الله عليه ريح الجنة (4).

وفي خطبة التي خطبها في آخر عمره (صلى الله عليه وآله) قال: ومن أقرض ملهوفا فأحسن طلبته، استأنف العمل وأعطاه الله بكل درهم ألف قنطار من الجنة - إلى أن قال: - ومن أقرض أخاه المسلم كان له بكل درهم أقرضه وزن جبل أحد وجبال رضوى وجبال طور سيناء حسنات، فإن رفق به في طلبته بعد أجله جاز على الصراط كالبرق الخاطف اللامع بغير حساب ولا عذاب. ومن شكى إليه أخوه المسلم، فلم يقرضه، حرم الله عز وجل عليه الجنة يوم يجزي المحسنين - الخ (5). وتقدم في " دين " ما يتعلق بذلك، وفي " حبس ": ذم حبس حقوق الناس.

الإختصاص: عن الصادق (عليه السلام): وما من مؤمن يقرض مؤمنا يلتمس به وجه الله إلا حسب الله له أجره بحساب الصدقة (6).

ص: 501


1- (1) جديد ج 41 / 273، وط كمباني ج 9 / 575.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 34، وجديد ج 103 / 138.
3- (3) ط كمباني ج 23 / 34، وجديد ج 103 / 138.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 97، وجديد ج 76 / 335.
5- (5) جديد ج 76 / 368 و 369، وط كمباني ج 16 / 110 و 111.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 88، وجديد ج 74 / 311.

الخصال: في النبوي الصادقي (عليه السلام) قال الله جل جلاله: إني أعطيت الدنيا بين عبادي فيضا، فمن أقرضني منها قرضا، أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك - الخبر (1).

ورواه الكليني في الصحيح، كما في البحار (2).

قال تعالى: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) * ففي رواية الكافي عن مولانا الكاظم (عليه السلام) في هذه الآية قال: صلة الإمام في دولة الفسقة (3).

وسائر الروايات في أن هذه الآية في صلة الإمام (عليه السلام) في البحار (4).

استقراض أمير المؤمنين (عليه السلام) من اليهودي (5).

استقراض الحسن المجتبى (عليه السلام) (6).

استقراض السجاد (عليه السلام) (7).

قرط:

الصادقي (عليه السلام): فكأني أنظر إلى قرط في اذنها حين نقف - الخبر.

أي كسر، يعني بذلك جدتها فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها حين غصب فدك، فلطمها فلان، فراجع البحار (8).

قال في المجمع: القرط بالضم والسكون، هو الذي يعلق في شحمة الأذن، والجمع قراط كرمح ورماح. والقيراط: نصف نصف دانق، وقيل: نصف عشرة في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين، والقيراط الذي جاء

ص: 502


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 112، وجديد ج 74 / 395.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 221، وجديد ج 82 / 126.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 148، وجديد ج 24 / 278.
4- (4) ط كمباني ج 20 / 56، وجديد ج 96 / 215.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 380، و ج 9 / 197، و ج 10 / 10، و ج 20 / 39، وجديد ج 14 / 197، و ج 37 / 103، و ج 43 / 29، و ج 96 / 147.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 97، وجديد ج 43 / 351.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 42، وجديد ج 46 / 146.
8- (8) ط كمباني ج 8 / 104، وجديد ج 29 / 192.

في الحديث جاء في تفسيره أنه مثل جبل أحد - إنتهى.

أقول: في مستدرك الوسائل (1) عن مولانا أبي جعفر صلوات الله عليه قال:

القيراط مثل جبل أحد.

وفيه في رواية أخرى: أثقل من أحد، والأولى مذكورة في البحار (2).

قرطب:

قرطبة بلدة عظيمة بالمغرب كما عن القاموس. وعن تلخيص الآثار أنها مدينة عظيمة في وسط بلاد الأندلس، كانت سرير ملك بني أمية دورها أربعة عشر ميلا وعرضها ميلان على النهر الكبير وعليه جسران، ومسجدها الجامع من أكبر مساجد الإسلام - إلى آخر ما في الروضات (3).

ونقل عن كامل البهائي قضايا عنهم تدل على نصب أهلها وعداوتهم لأهل بيت الرسول، صلى الله عليه وعليهم أجمعين، ولعنة الله على أعدائهم من الآن إلى يوم الدين، فراجع إليه.

قرطس:

ذكر مولانا الصادق صلوات الله عليه في توحيد المفضل منافع النبات النابت في الصحاري والبراري حيث لا إنس ولا أنيس، قال: فتظن أنه فضل لا حاجة إليه، وليس كذلك، بل هو طعم لهذه الوحوش وحبة علف للطير، وعوده وأفنانه حطب، فيستعمله الناس، وفيه بعد أشياء تعالج به الأبدان، وأخرى تدبغ به الجلود، وأخرى تصبغ به الأمتعة وأشباه هذا من المصالح. ألست تعلم أن من أخس النبات وأحقره هذا البردي وما أشبهها ففيها مع هذا من ضروب المنافع؟ فقد يتخذ من البردي القراطيس التي يحتاج إليه الملوك والسوقة والحصر التي يستعملها كل صنف من الناس، وليعمل منه الغلف التي يوقى بها الأواني - الخ (4).

ص: 503


1- (1) مستدرك الوسائل ج 1 / 119.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 153، وجديد ج 81 / 268.
3- (3) الروضات ط 2 ص 270.
4- (4) ط كمباني ج 2 / 42، وجديد ج 3 / 135.

بيان: البردي نبت رخو، ينبت في ديار المصر كثيرا، يمضغ أصله ويتخذ منه القرطاس.

يستفاد منه أن القرطاس الذي في زمن الأئمة (عليهم السلام) يتخذ من نبات البردي ولذلك يجوز عليه السجدة، كما هو صريح الروايات.

وفي الكافي آخر كتاب العشرة باب النهي عن إحراق القراطيس المكتوبة، بسند صحيح، عن عبد الملك بن عتبة، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال: سألته عن القراطيس تجتمع هل تحرق بالنار وفيها شئ من ذكر الله؟ قال: لا، تغسل بالماء أولا قبل.

وفي الصحيح عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تحرقوا القراطيس ولكن امحوها وخرقوها. ورواية أخرى نهي أن يحرق كتاب الله - الخ.

وربما يستفاد من رواية العيون (1) جواز إحراق القراطيس وإن كان فيها ذكر الله والأسماء المحترمة، لكن فيه إشكال لاختلاف النسخة حرقتها أو خرقتها، فيسقط عن الاستدلال.

قرظ:

باب غزوة الأحزاب وبني قريظة (2).

بيان: قريظة كجهينة حي من يهود خيبر.

عرضت بنو قريظة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن كانت له عانة قتله، ومن لم تكن له عانة تركه (3). ونحوه على نحو أوضح (4).

جئ ببني قريظة أسارى ورجالهم كانوا تسعمائة، فخندق في موضع السوق خنادق، وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) عليا أن يضرب أعناقهم في الخندق (5).

ص: 504


1- (1) العيون ج 2 / 219.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 525، وجديد ج 20 / 186.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 538.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 39، وجديد ج 20 / 246 و 247، و ج 103 / 161.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 542، وجديد ج 20 / 262 و 263.

قرع:

باب القرع والدباء (1).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): في النبوي الرضوي (عليه السلام): إذا طبختم، فأكثر القرع فإنه يسر قلب الحزين.

وفي رواية أخرى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: عليكم بالقرع، فإنه يزيد في الدماغ (2).

روي أن أكل القرع يزيد في العقل وينفع الدماغ (3).

مكارم الأخلاق: في حديث، كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأكل الثريد بالقرع واللحم.

وكان يحب القرع ويقول: إنها شجرة أخي يونس. وكان يعجبه الدباء ويلتقطه من الصفحة - الخ (4). وفي البحار (5) مثله إلا أنه فيه يلتقطه من الصحفة، وهو الصحيح (6).

المحاسن: عن الصادق (عليه السلام): إن عليا (عليه السلام) سئل عن القرع هل يذبح؟ قال:

القرع ليس شئ يذكى، فكلوه ولا تذبحوه، ولا يستهوينكم الشيطان. وعن الحسين (عليه السلام) عنه (عليه السلام) نحوه (7).

بيان: قال المجلسي: يظهر منه ومن أمثاله أن بعض المخالفين كانوا يشرطون في حل القرع قطع رأسه أولا ويعدونه تذكية له، ولم أر ذلك في كتبهم (8).

وعن ابن الأعسم:

والقرع وهو ما يسمى بالدبا * قد كان يعجب النبي المجتبى فإنه قد جاء في المنقول * يزيد في الدماغ والعقول وتقدم في " دبا " ما يتعلق بذلك.

ص: 505


1- (1) ط كمباني ج 14 / 860، وجديد ج 66 / 225.
2- (2) جديد ج 66 / 225، و ج 62 / 298، وط كمباني ج 14 / 553.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 548، وجديد ج 62 / 274.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 827، وجديد 66 / 72.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 154، وجديد ج 16 / 245.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 154، وجديد ج 16 / 245.
7- (7) جديد ج 66 / 227 و 226.
8- (8) جديد ج 66 / 226.

باب القرعة (1).

فقه الرضا (عليه السلام): كلما لم يتهيأ فيه الإشهاد عليه فإن الحق فيه أن يستعمل فيه القرعة، وقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: فأي قضية أعدل من القرعة، إذا فوض الأمر إلى الله تعالى، لقوله تعالى: * (فساهم فكان من المدحضين) * (2).

المحاسن: ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن منصور بن حازم، قال: سأل بعض أصحابنا أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة، فقال: هذه تخرج في القرعة. ثم قال:

فأي قضية أعدل من القرعة، وساقه مثله (3). وبسند آخر عنه مثله (4).

وروي هذه الرواية في مورد ميراث الخنثى، ولعله كانت المسألة تلك.

أقول: وفي الوسائل في كتاب القضاء باب الحكم بالقرعة - الخ، عن الشيخ (في التهذيب) عن محمد بن حكيم، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن شئ، فقال لي:

فقال لي:

كل مجهول ففيه القرعة. قلت له: إن القرعة تخطئ وتصيب؟ قال: كلما حكم الله به فليس بمخطئ. ورواه الصدوق (في الفقيه) عن محمد بن حكيم مثله.

إقتراع بني يعقوب ليخرج القرعة على واحد فيحبسه يوسف عنده (5).

إستعلام موسى بن عمران النمام الذي كان في أصحابه بالقرعة بتعليم الله سبحانه إياه (6).

إقتراع أحبار بيت المقدس لتخرج القرعة على من يكفل مريم (7). ويأتي في " قلم " ما يتعلق بذلك.

إقتراع أهل سفينة يونس ووقوع القرعة على يونس (8).

ص: 506


1- (1) ط كمباني ج 24 / 22، وجديد ج 104 / 323.
2- (2) ط كمباني ج 24 / 23، وجديد ج 104 / 325.
3- (3) جديد ج 104 / 324، وص 325.
4- (4) جديد ج 104 / 324، وص 325.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 180، وجديد ج 12 / 256.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 307، و ج 24 / 23، وجديد ج 13 / 353، و ج 104 / 325.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 379، وجديد ج 14 / 196.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 428، وجديد ج 14 / 400.

قرعة عبد المطلب لتعيين من يذبح من ولده وفاء بنذره (1).

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج اسمها خرج بها (2).

إقتراع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أهل الصفة لتخرج القرعة إلى من يبعثهم إلى غزوة ذات السلاسل (3).

إقتراع رسول الله في غنائم حنين ليخرج سهم عيينة والأقرع (4).

إقتراع أمير المؤمنين (عليه السلام) في الولد الذي كان بين ثلاثة (5).

إعمال القرعة لتعيين الشاة الموطوءة التي دخلت بين الغنم واشتبهت فلم تعلم من غيرها، كما أمر به مولانا الإمام الهادي (عليه السلام) في رواية تحف العقول (6).

قرعة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في تقسيم الرغيف الذي كسره سبع قطعات (7).

وتقدم في " سهم " ما يتعلق بذلك، فراجع إليه وإلى عوائد الأيام للنراقي (8).

الأقرع، كما في المجمع، الذي ذهب شعر رأسه من آفة. إنتهى.

ذمه وأنه هماز لماز مشاء بالنميمة (يعني في الغالب) (9).

وأرض قرعاء يعني لا نبات فيها، كما في المجمع.

معاني الأخبار: في مسائل الأعرابي عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن الصليعاء والقريعاء

ص: 507


1- (1) ط كمباني ج 6 / 19 - 22 و 27، وجديد ج 15 / 78 - 90 و 111 - 113 و 126 - 129.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 551، وجديد ج 20 / 310.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 590، وجديد ج 21 / 77.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 615، وجديد ج 21 / 173.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 477 و 482، وجديد ج 40 / 222 و 246.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 792. وتمامه ج 12 / 138، و ج 4 / 184، وجديد ج 65 / 254، و ج 50 / 162، و ج 10 / 389.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 739، و ج 9 / 535، وجديد ج 41 / 118، و ج 34 / 349.
8- (8) عوائد الأيام ص 222.
9- (9) ط كمباني ج 3 / 77، و ج 15 كتاب الكفر ص 31، وجديد ج 5 / 279، و ج 72 / 210.

وخير بقاع الأرض وشر بقاع الأرض، فأخبره أن الصليعاء: الأرض السبخة التي لا تروى ولا يشبع مرعاها، والقريعاء: الأرض التي لا تعطي بركتها ولا يخرج نبتها ولا يدرك ما أنفق فيها، وخير البقاع: المساجد وشرها الأسواق (1).

وفي رواية أخرى: وأما القريعاء: فالأرض التي يزرعها أهلها فتنبت هاهنا طاقة وهاهنا طاقة، فلا يرجع إلى أهلها نفقاتهم (2).

القارعة: من أسماء القيامة، تفسير الآيات الشريفة (3).

الأقرع بن حابس: من أشراف تميم (4).

ابن القريعة، القاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن البغدادي، كان قاضيا بسندية قرية بين بغداد وأنبار، وكان فصيحا شاعرا مزاحا لطيف الطبع. توفي سنة 367، وله الأشعار المعروفة: يا من يسائل دائبا عن كل مسألة سخيفة - الخ.

وقد تقدمت في " شعر " وتدل على تشيعه.

قرقر:

ومما يدفع قراقر البطن الحبة السوداء مع العسل، كما قاله مولانا الصادق صلوات الله عليه، فراجع البحار (5).

باب الدعاء لقراقر البطن (6). وتقدم في " بطن "، فراجع.

القرقارة: طويل العنق وحسن الصوت، وهو لقب أبي نعيم نصر بن عصام الذي ذكرناه في كتاب الرجال.

قرمط:

القرامطة: فرقة من الخوارج، وعن الشيخ البهائي أنه في سنة

ص: 508


1- (1) ط كمباني ج 23 / 26، وجديد ج 103 / 97.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 76، وجديد ج 9 / 281.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 218، وجديد ج 7 / 98. ج 4 / 76، وجديد ج 9 / 281. (3) ط كمباني ج 3 / 218، وجديد ج 7 / 98.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 197، وجديد ج 17 / 20 و 21.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 527، وجديد ج 62 / 177.
6- (6) جديد ج 95 / 78، وط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 203.

عشر وثلاثمائة دخلت القرامطة مكة أيام الموسم، وأخذوا الحجر الأسود، وبقي عندهم عشرين سنة، وقتلوا خلقا كثيرا. منهم: علي بن بابويه حال الطواف، ضربوه بالسيوف فوقع إلى الأرض. كذا في المجمع.

وقيل: هم المباركية والإسماعيلية، وهم فرقتان، فرقة قالت بإمامة إسماعيل ابن جعفر وأنه القائم المنتظر (عليه السلام)، وقالت فرقة أخرى أن إسماعيل توفي في حياة أبيه غير أنه قبل وفاته نص على ابنه محمد وهو الإمام بعده (1).

إخبار مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) عن القرامطة، وأخذهم الحجر، ونصبهم بالكوفة (2). جملة من ذلك في البحار (3).

قرنفل:

قضية قلادة القرنفل بين يدي مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقول أم ولد له: هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة. فقال: هذا للمسلمين أولا، فاصبري حتى يأتينا حظنا منه فنهب لابنتك قلادة (4).

قرن:

تأويل قوله تعالى: * (فبئس القرين) * في قوله تعالى: * (حتى إذا جائنا) * يعني فلان وفلان، يقول أحدهما لصاحبه: * (يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) * (5).

تفسير علي بن إبراهيم: * (وقال قرينه) * أي شيطانه وهو الثاني: * (هذا ما لدي عتيد) * (6).

النبوي (صلى الله عليه وآله): القرون أربعة أنا في أفضلها قرنا ثم الثاني ثم الثالث، فإذا كان الرابع اتقى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فقبض الله كتابه من صدور بني آدم

ص: 509


1- (1) ط كمباني ج 9 / 173، وجديد ج 37 / 10.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 470، وجديد ج 40 / 191.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 179، وجديد ج 50 / 338.
4- (4) جديد ج 41 / 115، وط كمباني ج 9 / 535.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 208، وجديد ج 30 / 156، وص 159.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 208، وجديد ج 30 / 156، وص 159.

فيبعث الله ريحا سوداء - الخبر (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): أوحش الوحشة قرين السوء (2). ونحوه فيه (3) وفيه النبوي (صلى الله عليه وآله):

الوحدة خير من قرين السوء (4).

تفسير علي بن إبراهيم: مقارنة نفوس الكفار بالشياطين في النار (5).

خبر القرين الذي يدفن معه، وهو عمله الصالح (6). ويقرب منه الأشعار المذكورة في مستدرك السفينة (7).

باب قصة قارون (8). القصص: * (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم) * - الآيات. سؤال قارون عن يونس عن موسى وهارون وكلثم وإخبار يونس إياه بموتهم، وتأسف قارون لهم، ورفع العذاب عنه أيام الدنيا (9). وتقدم في " أثر " و " أنس " ما يتعلق بذلك.

قول قارون ليونس: إن توبتي جعلت إلى موسى، وقد تبت إلى موسى ولم يقبل مني. وأنت لو تبت إلى الله لوجدته عند أول قدم ترجع بها إليه (10).

قصة قارون وتعيير الله تعالى موسى في عدم إجابته له، وقوله تعالى له: لو دعاني لأجبته (11).

قيل: إنه كان ابن عم موسى، وقيل: ابن خالته. قال الطبرسي: وروي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام). وقيل: كان عمه (12).

ص: 510


1- (1) ط كمباني ج 3 / 181، وفي ج 6 / 745 مثله، وفيه: التقى الرجال - الخ، وجديد ج 6 / 315، و ج 22 / 309.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 46.
3- (3) ص 54، و ج 17 / 49.
4- (4) جديد ج 74 / 167 و 199، و ج 77 / 173.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 382، وجديد ج 8 / 313.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 163، وجديد ج 71 / 171.
7- (7) مستدرك السفينة ج 5 / 421.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 282، وجديد ج 13 / 249.
9- (9) ط كمباني ج 5 / 283 و 423، وجديد ج 13 / 253، و ج 14 / 382 و 391 و 400.
10- (10) ط كمباني ج 5 / 285، وجديد ج 13 / 258.
11- (11) ط كمباني ج 5 / 283 و 284، وجديد ج 13 / 251 و 257.
12- (12) ط كمباني ج 5 / 283، وجديد ج 13 / 252 و 253.

باب قصص ذي القرنين (1).

الكهف: * (يسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا) *.

روي عن مولانا علي صلوات الله عليه في قوله: * (إنا مكنا) * - الخ، أنه سخر الله له السحاب فحمله عليها ومد له في الأسباب وبسط له النور، فكان الليل والنهار عليه سواء (2).

المحاسن: عن مولانا الكاظم صلوات الله عليه في حديث قال: ملك ذو القرنين وهو ابن اثني عشر، ومكث في ملكه ثلاثين سنة (3).

تفسير علي بن إبراهيم: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا؟ فقال: لا نبيا ولا ملكا، بل عبدا أحب الله فأحبه الله، ونصح لله فنصح له، فبعثه الله تعالى إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن، فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الله الثانية، فضربوه على قرنه الأيسر، فغاب عنهم ما شاء الله، ثم بعثه الثالثة، فمكن الله له في الأرض، وفيكم مثله، يعني نفسه - الخ (4).

واشتهر في الحديث أنه (عليه السلام) ذو قرني هذه الأمة وفيه وجوه، فراجع البحار (5).

الروايات في أن الله تعالى خير ذا القرنين بين السحابين، فاختار الذلول، وهو ما ليس فيه برق ولا رعد، وذخر الصعب للإمام (عليه السلام) (6). وتقدم في " سحب " ما يتعلق بذلك.

ص: 511


1- (1) ط كمباني ج 5 / 158، وجديد ج 12 / 172.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 158 و 164. ونحوه ص 165، وجديد ج 12 / 172 و 194 و 198.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 16 و 165، وجديد ج 11 / 56، و ج 12 / 196.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 160 و 161 و 164 و 165، و ج 9 / 491 و 356، و ج 13 / 227 و 184، و ج 4 / 120، وجديد ج 10 / 124، و ج 12 / 178 و 180 و 194 و 196 و 197، و ج 39 / 39، و ج 40 / 284، و ج 52 / 322، و ج 53 / 107.
5- (5) جديد ج 39 / 40 - 44.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 183، وجديد ج 52 / 321.

الكافي: في إحتجاج مولانا الصادق (عليه السلام) على الصوفية: ثم ذو القرنين عبد أحب الله فأحبه الله، طوى له الأسباب وملكه مشارق الأرض ومغاربها - الخ (1).

جملة من قضاياه وبنائه السد (2). وتقدم في " أجج " ما يتعلق بذلك.

مرور ذي القرنين بشيخ يصلي فلم يروعه جنوده، فسأله عن ذلك، فقال: كنت أناجي من هو أكثر جنودا منك، وأعز سلطانا، وأشد قوة، ولو صرفت وجهي إليك لم أدرك حاجتي قبله.

ثم مر بشيخ يقلب جماجم الموتى، فقال: أيها الشيخ لأي شئ تقلب هذه الجماجم؟ قال: لأعرف الشريف من الوضيع فما عرفت، وإني لأقلبها عشرين سنة.

فانطلق ذو القرنين فبينا هو يسير إذ وقع إلى الأمة العالمة الذين منهم قوم موسى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، فوجد أمة مقسطة عادلة يقسمون بالسوية، ويحكمون بالعدل، ويتواسون ويتراحمون، حالهم واحدة، وكلمتهم واحدة، وقلوبهم مؤتلفة، وطريقتهم مستقيمة، وسيرتهم جميلة، وقبور موتاهم في أفنيتهم وعلى أبواب دورهم، ليس لبيوتهم أبواب، وليس عليهم أمراء، إلى غير ذلك، وسؤال ذي القرنين عن ذلك وأخبارهم إياه لخبرهم (3).

في أنه ضربه قومه على قرنه الأيمن فأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه، ثم ضرب على قرنه الأيسر وأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه وملكه مشارق الأرض ومغاربها، فبنى السد. وكان ذو القرنين إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر الأسد المغضب، فيبعث في القرية ظلمات ورعد وبرق وصواعق يهلك من ناواه وخالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق والمغرب، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ذلك قول الله عز وجل: * (إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا) * أي دليلا.

ص: 512


1- (1) ط كمباني ج 11 / 176، وجديد ج 47 / 237.
2- (2) جديد ج 6 / 295 - 298، وط كمباني ج 3 / 175.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 163، وجديد ج 12 / 191 و 192 و 175.

فقيل له: إن لله في أرضه عينا يقال لها عين الحياة، لا يشرب منها ذو روح إلا لم يمت حتى الصيحة، فدعا ذو القرنين الخضر، وكان أفضل أصحابه عنده، ودعا ثلاثمائة وستين رجلا، ودفع إلى كل واحد منهم سمكة وقال لهم: اذهبوا إلى موضع كذا وكذا، فإن هناك ثلاثمائة وستين عينا، فليغسل كل واحد منهم سمكته في عين غير عين صاحبه فذهبوا يغسلون، وقعد الخضر يغسل فانسابت السمكة منه في العين وبقي الخضر متعجبا مما رأى، وقال في نفسه: ما أقول لذي القرنين.

ثم نزع ثيابه يطلب السمكة، فشرب من مائها واغتمس فيه ولم يقدر على السمكة، فرجعوا إلى ذي القرنين، فأمر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه. فلما إنتهوا إلى الخضر لم يجدوا معه شيئا فدعاه وقال له: ما حال السمكة؟ فأخبره الخبر. فقال له: ماذا صنعت؟ قال: اغتمست فيها فجعلت أغوص وأطلبها فلم أجدها. قال: فشربت من مائها؟ قال: نعم. قال: فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها فقال للخضر: كنت أنت صاحبها (1).

كان ذو القرنين واسمه عياش عبدا أحب الله فأحبه (2).

وتقدم في " سحب ": أنه قد خير السحابين الذلول والصعب فاختار الذلول، ولو اختار الصعب لم يكن له ذلك، لأن الله تعالى ادخره للقائم (عليه السلام).

أول اثنين تصافحا على وجه الأرض ذو القرنين وإبراهيم الخليل (3).

المسجد الذي بناه بالإسكندرية، كان طوله أربعمائة ذراع وعرضه مائتي ذراع وعرض حائطه اثنين وعشرين ذراعا، وعلوه إلى السماء مائة ذراع، وكبسه بالتراب مع الذهب والفضة، ثم سقفه، ثم دعا الفقراء لنقل التراب، فسارعوا فيه من أجل ما فيه من الذهب والفضة فأخرجوا التراب، وقد استقل السقف، فاستغنى المساكين، فجندهم أربعة أجناد في كل جند عشرة آلاف، ثم نشرهم في البلاد (4).

ص: 513


1- (1) ط كمباني ج 5 / 160 و 165، وجديد ج 12 / 178 - 180 و 197 و 198.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 161، وجديد ج 12 / 181، وص 182.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 161، وجديد ج 12 / 181، وص 182.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 161، وجديد ج 12 / 184.

تعزية دهقان إسكندرية أم إسكندروس بفراق ابنها وما ظهر منها وحسن عزائها وصبرها (1).

ذكر سيره في البلاد، وكانت جنوده الفقراء، وسخر له النور والظلمة، حتى وصل إلى جبل محيط بالدنيا وإلى يأجوج ومأجوج (2).

في أن القائم (عليه السلام) يكون على سنة ذي القرنين (3).

في أنه حج ذو القرنين في ستمائة ألف فارس، ولاقى إبراهيم، فمشى مع أصحابه إليه. قال إبراهيم: بم قطعت الدهر؟ قال: بإحدى عشرة كلمة:

" سبحان من هو باق لا يفنى، سبحان من هو عالم لا ينسى، سبحان من هو حافظ لا يسقط، سبحان من هو بصير لا يرتاب، سبحان من هو قيوم لا ينام، سبحان من هو ملك لا يرام، سبحان من هو عزيز لا يضام، سبحان من هو محتجب لا يرى، سبحان من هو واسع لا يتكلف، سبحان من هو قائم لا يلهو، سبحان من هو دائم لا يسهو " (4).

دخوله الظلمات وما جرى بينه وبين الطير الأسود كأنه الخطاف المعلق بين السماء والأرض على حديدة في قصر من السؤال والجواب، ورؤيته صاحب الصور ورميه إلى ذي القرنين حجرا أو شبيه بحجر، وقوله: يا ذا القرنين خذها، فإن جاع جعت وإن شبع شبعت، فارجع. ورجع ورأي من الحجر الثقل العجيب الذي تحير منه، وكشف له الأمر الخضر، ووصوله إلى وادي الزبرجد الذي من أخذ منه ندم ومن تركه ندم (5).

كلام الفخر الرازي في أن ذا القرنين من هو؟ واختياره أنه هو الإسكندر بن

ص: 514


1- (1) ط كمباني ج 5 / 162، وجديد ج 12 / 185.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 162، وجديد ج 12 / 186 و 187.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 164، وجديد ج 12 / 195.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 165، و ج 19 كتاب الدعاء ص 9، وجديد ج 12 / 195، و ج 93 / 182.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 167، وجديد ج 12 / 203.

فيلقوس اليوناني، وهو الذي بلغ أقصى المشرق والمغرب والشمال، وبنى الإسكندرية وغزا الأمم البعيدة، ورجع إلى خراسان وبنى المدن الكثيرة، ورجع إلى العراق ومرض بشهرذور ومات بها، وذكروا في وجه تسميته ذا القرنين وجوها (1).

وتقدم في " عفرت ": أنه بنى بلدة خراسان، ويأتي في " مرا ": أنه بنى بلدة مرو.

بناؤه مسجد الإسكندرية وتدبيره في سعته، وسيره في البلاد، وبناؤه السد، وسيره إلى الظلمات، براوية أخرى (2).

وجه تشبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي القرنين وقول الجزري في النهاية: فيه أنه قال لعلي (عليه السلام): " إن لك بيتا في الجنة وإنك ذو قرنيها " أي طرفي الجنة وجانبيها.

قال أبو عبيد: وأنا أحسب أنه أراد ذو قرني الأمة فأضمر (3).

روي أنه أتى ذو القرنين جزيرة عظيمة، فرأى بها قوما لباسهم ورق الشجر وبيوتهم كهوف في الصخر والحجر، فسألهم على مسائل في الحكمة، فأجابوه بأحسن جواب وألطف خطاب، فقال لهم: سلوا حوائجكم لتقضى. فقالوا له:

نسألك الخلد في الدنيا. فقال: لا نقدر. فقالوا: نسألك صحة في أبداننا ما بقينا. فقال:

لا أقدر. قالوا: فعرفنا بقية أعمارنا. فقال: لا أعرف ذلك لروحي فكيف لكم. قالوا:

فدعنا نطلب ذاك ممن يقدر على ذلك وأعظم من ذلك.

وجعل الناس ينظرون إلى كثرة جنوده وعظمة موكبه وبينهم شيخ صعلوك وجعل الناس ينظرون إلى كثرة جنوده وعظمة موكبه وبينهم شيخ صعلوك لا يرفع رأسه، فقال له ذو القرنين: مالك لا تنظر إلى ما ينظر إليه الناس؟ قال الشيخ:

ما أعجبني الملك الذي رأيته قبلك حتى أنظر إليك وإلى ملكك. فقال وما ذاك؟ قال الشيخ: كان عندنا ملك وآخر صلعوك فماتا في يوم واحد، فغبت عنهما مدة، ثم جئت إليهما واجتهدت أن أعرف الملك من الصعلوك فلم أعرفه. فتركهم ذو القرنين

ص: 515


1- (1) ط كمباني ج 5 / 168، وجديد ج 12 / 208، وفي جديد ج 60 / 117: زور، فراجع.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 310، وجديد ج 60 / 107.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 356، وجديد ج 39 / 40.

وانصرف عنهم (1).

قرى:

تأويل قوله تعالى: * (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة) * القرى التي بارك الله فيها أئمة الهدى صلوات الله عليهم. والقرى الظاهرة رواة أخبارهم وفقهاء شيعتهم، والسير بالعلم آمنين من الشك والضلال (2).

ويقرب من ذلك قوله (عليه السلام) في تفسير: * (يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) * (3).

تفسير قوله تعالى: * (ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله) * - الآية (4).

تفسير قوله تعالى: * (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة) * وأن أمة محمد (صلى الله عليه وآله) من الأمم، ومن مات فقد هلك، كما قاله الباقر والصادق صلوات الله عليهما، فراجع البحار (5).

السؤال عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن هذه الآية وبيانه خراب البلدان وهلاكتهم وأسماء هذه البلدان (6).

جملة من القرى وأسمائهم وأوصافهم في مجمع النورين للمرندي (7).

باب ما ورد في سكنى الأمصار والقرى (8).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيما كتب إلى الحارث

ص: 516


1- (1) ط كمباني ج 14 / 343، وجديد ج 60 / 230.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 138، و ج 4 / 125، و ج 13 / 93 و 246، و ج 14 / 335، وجديد ج 24 / 233، و ج 10 / 145، و ج 51 / 343، و ج 53 / 184، و ج 60 / 203.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 94، وجديد ج 70 / 280 و 281.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 308، وجديد ج 18 / 49.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 184، وجديد ج 6 / 329.
6- (6) جديد ج 41 / 325 و 321، وط كمباني ج 9 / 588.
7- (7) مجمع النورين ص 359.
8- (8) ط كمباني ج 16 / 31، وجديد ج 76 / 156.

الهمداني: واسكن الأمصار العظام فإنها جماع المسلمين واحذر منازل الغفلة والجفاء (1). وتقدم في " رستق " و " دور " و " مصر " ما يتعلق بذلك.

قزح:

الإحتجاج: عن الأصبغ قال: سأل ابن الكواء مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قوس قزح؟ قال: ثكلتك أمك يا بن الكواء، لا تقل قوس قزح، فإن قزح اسم الشيطان، ولكن قل: قوس الله إذا بدت يبدو الخصب والريف (2). وتمامه في البحار (3).

وفي رواية مع زيادة قوله: وهو أمان لأهل الأرض من الغرق.

بيان: الريف أرض فيها زرع وخصب.

وقزح كصرد اسم جبل بالمزدلفة يستحب الصعود عليه، كما عن الشيخ.

وقزح اسم الشيطان جمع قزحة كغرفة وغرف.

قزع:

ذم القزع وهو الصبي الذي يحلق بعض رأسه ويترك بعضه، وفي رواية: إحلقوه كله أو اتركوه كله. وتقدم في " حلق " ما يتعلق بذلك.

قزم:

قزمان هو الرجل الفاجر الذي قتل نفسه بعد أن قتل ستة أو سبعة من المشركين، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): إنه من أهل النار (4). وفيه أنه لما بشروه قال: والله ما قتلت إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلت.

قزون:

في النبوي الكاظمي (عليه السلام) المروي عن أصل عتيق من أصول أصحابنا أن قزوين باب من أبواب الجنة (5).

ص: 517


1- (1) ط كمباني ج 16 / 31، وجديد ج 76 / 156.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 277 و 276 و 278، وجديد ج 59 / 377 - 384.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 120 و 121، و ج 8 / 575، و ج 10 / 90، و ج 14 / 115، وجديد ج 10 / 121، و ج 43 / 325، و ج 58 / 105، و ج 33 / 239.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 506، وجديد ج 20 / 98.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 343، وجديد ج 60 / 229.

معجم البلدان: عن جعفر الصادق (عليه السلام): أن الري وقزوين وساوة ملعونات شؤمات (1). وتقدم في " ريي " ما يتعلق بذلك.

غيبة الشيخ: روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن يملأ الجبال خوفا (2).

غيبة الشيخ: في رواية عن محمد بن الحنفية في علائم الظهور: انى يكون ذلك، ولم يقم الزنديق من قزوين فيهتك ستورها، ويكفر صدورها، ويغير سورها، ويذهب ببهجتها، من فر منه أدركه ومن حاربه قتله ومن اعتزله افتقر ومن بايعه كفر - الخبر (3).

جملة مما يتعلق به في الروضات (4). قيل: ليس بلد أكثر فيه العزاب من إصفهان وقزوين. وقيل: إنه بناه شاپور ذو الأكتاف، وسوره من أبنية زبيدة زوجة هارون. ذكرنا في رجالنا (5) في إبراهيم بن محمد بن عبيد الله أنه من أحفاد أبي الفضل العباس (عليه السلام) قتل بقزوين، وقبره بها.

وفي " شجر ": ذكر شجرة عجيبة أطراف قزوين.

وفي كتاب بهجة الآمال في شرح زبدة المقال عن حمد الله المستوفي صاحب " تاريخ گزيده " عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

قزوين باب من أبواب الجنة، هي اليوم في أيدي المشركين وسيفتح على يد أمين من بعدي، المفطر فيها كالصائم في غيرها، والقاعد فيها كالمصلي في غيرها (6).

وعنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لولا أن الله أقسم بيمينه وعهد أن لا يبعث بعدي نبيا لبعث من قزوين ألف نبي.

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال (صلى الله عليه وآله): صلوات على أهل قزوين، فإن الله

ص: 518


1- (1) ط كمباني ج 14 / 343، وجديد ج 60 / 229.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 158، وجديد ج 52 / 213. وفي غيبة الشيخ ص 285.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 158، وجديد ج 52 / 212.
4- (4) الروضات ص 267.
5- (5) مستدركات علم رجال الحديث ج 1 / 197.
6- (6) بهجة الآمال في شرح زبدة المقال ص 567.

ينظر إليهم في الدنيا فيرحم بهم أهل الأرض. إنتهى.

قسس:

قس بن ساعدة الأيادي: من أعاظم الحكماء، آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل البعثة وظهوره، كما في الناسخ سنة 6130 من الهبوط قبل ولادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاث وثلاثين سنة، فإن ولادته (صلى الله عليه وآله) كانت في سنة 6163.

عاش ستمائة سنة كما عد من المعمرين المذكورين في البحار (1). وتقدم في " حقق ": دعائه وتوسله بمحمد وآله الطيبين قبل النبوة بعشر سنين.

وقيل: عمر خمسمائة سنة، أدرك رأس الحواريين شمعون ولوقا ويوحنا.

وكان يلبس المسوح ويقفر في البراري، يضج بالتسبيح على منهاج المسيح، لا يقره قرار ولا يكنه جدار، ولا يفتر من الرهبانية ويدين الله بالوحدانية، يضرب بحكمته الأمثال. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسأل من يقدم عليه من أياد عن حكمته ويصغي إليها، بل يسأل من شعره أيضا.

وهو قس بن ساعدة بن حداق بن زهر بن أياد بن نزار، أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية، وأول من توكأ على عصا، ويقال: إنه عاش ستمائة سنة.

وكان يعرف النبي (صلى الله عليه وآله) باسمه ونسبه ويبشر الناس بخروجه، وكان يستعمل التقية ويأمر بها في خلال ما يعظ به الناس. وكان يتكلم بما يخفى معناه على العوام ولا يستدركه إلا الخواص. وهذا ملتقط مما في البحار (2).

إكمال الدين: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم بفناء الكعبة يوم افتتح مكة، إذ أقبل إليه وفد فسلموا عليه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من القوم؟ قالوا: وفد من بكر بن وائل. قال: فهل عندكم علم من خبر قس بن ساعدة الأيادي؟ قالوا: نعم يا رسول الله؟ قال: فما فعل؟ قالوا: مات. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

الحمد لله رب الموت ورب الحياة، كل نفس ذائقة الموت، كأني أنظر إلى قس بن

ص: 519


1- (1) ط كمباني ج 13 / 67، وجديد ج 51 / 252.
2- (2) جديد ج 15 / 243 - 247، وط كمباني ج 6 / 56.

ساعدة الأيادي وهو بسوق عكاظ على جمل له أحمر، وهو يخطب الناس ويقول:

اجتمعوا أيها الناس، فإذا اجتمعتم فانصتوا، فإذا أنصتم فاستمعوا، فإذا سمعتم فعوا، فإذا وعيتم فاحفظوا، فإذا حفظتم فاصدقوا، ألا إن من عاش مات، ومن مات فات، ومن فات فليس بآت، إن في السماء خبرا وفي الأرض عبرا، سقف مرفوع ومهاد موضوع ونجوم تمور وليل يدور وبحار ماء لا تغور، يحلف قس ما هذا بلعب وأن من وراء هذا لعجبا، مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا فناموا؟! يحلف قس يمينا غير كاذبة أن لله دينا هو خير من الدين الذي أنتم عليه.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رحم الله قسا يحشر يوم القيامة أمة واحدة (1).

مجالس المفيد: عن ابن عباس قال: لما قدم على النبي (صلى الله عليه وآله) وفد أياد قال لهم:

ما فعل قس بن ساعدة، كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل أورق وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة - الخبر (2).

وهو قريب من السابق، ثم قال رجل من القوم: يا رسول الله لقد رأيت من قس عجبا. قال: وما الذي رأيت؟ قال: بينما أنا يوما بجبل في ناحيتنا يقال له سمعان في يوم غائظ (3) شديد الحر، إذا أنا بقس بن ساعدة في ظل شجرة عندها عين ماء (4) وإذا حواليه سباع كثيرة، وقد وردت حتى تشرب من الماء وإذا زأر سبع منها على صاحبه ضربه بيده وقال: كف حتى يشرب الذي ورد قبلك.

فلما رأيته وما حوله من السباع هالني ذلك ودخلني رعب شديد، فقال لي: لا بأس عليك لا تخف، إن شاء الله. وإذا أنا بقبرين بينهما مسجد، فلما آنست به قلت:

ما هذان القبران؟ قال: قبر أخوين كانا لي يعبدان الله في هذا الموضع معي، فماتا فدفنتهما في هذا الموضع واتخذت فيما بينهما مسجدا أ عبد الله فيه حتى ألحق بهما.

ص: 520


1- (1) ط كمباني ج 6 / 43 و 54، وجديد ج 15 / 183 و 184. ويقرب منه فيه ص 234.
2- (2) جديد ج 15 / 227، وط كمباني ج 6 / 53.
3- (3) كذا في الأصل والمنجد.
4- (4) كذا في الأصل.

ثم ذكر أيامهما وفعالهما فبكى (1). ويأتي في " موت ".

قلت: ويناسب في هذا المقام ذكر هذه الأشعار:

زنده دلى در صف افسردگان * رفت بهمسايگى مردگان - الأبيات وكان من دعاء قس: اللهم رب هذه السبعة الأرقعة والأرضين الممرعة، بمحمد والثلاثة المحامدة معه، والعليين الأربعة وسبطيه النبعة، الأرفعة، والسري اللامعة، وسمي الكليم الضرعة، أولئك النقباء الشفعة، والطريق المهيعة، درسة الإنجيل وحفظة التنزيل، على عدد النقباء من بني إسرائيل، محاة الأضاليل، ونفاة الأباطيل الصادقو القيل - الخ (2). وفيه نقل سلمان جملة من أحواله.

قال العلامة المجلسي: سقط من النسخ العسكري أو من الرواة (3).

وفي مناقب ابن شهرآشوب بعد العليين الأربعة قال: وفاطمة والحسنان الأبرعة، وجعفر وموسى التبعة، سمي الكليم الضرعة - الخ.

قال المجلسي: والأظهر الحسنين على المجرور ليشمل العسكري (عليه السلام)، ويؤيده تأنيث الأبرعة باعتبار الجماعة أي كل منهم أبرع الخلق وأعلاهم في الكمال (4). وقد تقدم في " جرد " ما يتعلق بذلك.

مناقب ابن شهرآشوب: قال سعد بن أبي وقاص: إن قس بن ساعدة الأيادي قال قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله):

تخلف المقدار منهم عصبة * ثاروا بصفين وفي يوم الجمل والزم الثار الحسين بعده * واحتشدوا على ابنه حتى قتل بيان: " تخلف المقدار " أي جازوا قدرهم وتعدوا طورهم، أو كثروا حتى لا يحيط بهم مقدار وعدد. قوله: " ثاروا " من الثوران أو من الثار، من قولهم ثأرت

ص: 521


1- (1) ط كمباني ج 6 / 53. وقريب منه في ص 54، وجديد ج 15 / 227 و 234.
2- (2) جديد ج 15 / 246، و ج 38 / 43، و ج 18 / 296، و ج 26 / 300، وط كمباني ج 6 / 57، و ج 6 / 369، و ج 9 / 269، و ج 7 / 345.
3- (3) جديد ج 18 / 300.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 270، وجديد ج 38 / 45.

القتيل أي قتلت قاتله، فإنهم كانوا يدعون طلب دم عثمان ومن قتل منهم في غزوات الرسول (صلى الله عليه وآله)، ويؤيده قوله: " والزم الثار " أي طلبوا الثأر بعد ذلك من الحسين (عليه السلام) لأجل من قتل منهم في الجمل وصفين وغير ذلك، أو لمعنى أنهم قتلوه حتى لزم ثأره (1).

وصية قس لولده. منها: قوله: لا تشاورن مشغولا وإن كان حازما، ولا جائعا وإن كان فهما، ولا مذعورا وإن كان ناصحا، ولا تضعن في عنقك طوقا لا يمكنك نزعه إلا بشق نفسك، وإذا خاصمت فأعدل، وإذا قلت فاقتصد. وتمامها في البحار (2).

تفسير قوله تعالى: * (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) * وأنهم كانوا قوما بين عيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله) ينتظرون مجئ محمد (صلى الله عليه وآله)، كما قاله مولانا الصادق (عليه السلام) (3).

قسط:

الممتحنة: * (إن الله يحب المقسطين) * قال الطبرسي: أي العادلين.

وقيل: أي الذين يجعلون لقراباتهم قسطا مما في بيوتهم من المطعومات (4).

مناقب ابن شهرآشوب: عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في قوله تعالى:

* (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم) * - إلى أن قال: - وأما قوله:

* (وأولوا العلم قائما بالقسط) * فإن أولي العلم أن قال: - وأما قوله:

* (وأولوا العلم قائما بالقسط) * فإن أولي العلم الأنبياء والأوصياء وهم قيام بالقسط. والقسط هو العدل في الظاهر. والعدل في الباطن أمير المؤمنين (عليه السلام) (5).

وذكره في البحار (6). وتقدم في " عدل " ما يتعلق بذلك.

تفسير قوله تعالى: * (وأما القاسطون، فكانوا لجهنم حطبا) * - الآيات، وأنهم

ص: 522


1- (1) ط كمباني ج 10 / 155، وجديد ج 44 / 240.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 246، وجديد ج 78 / 450.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 56، وجديد ج 9 / 199.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 595، وجديد ج 21 / 97.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 41، و ج 9 / 108.
6- (6) جديد ج 23 / 204 وفيه تفسير العياشي بدل مناقب ابن شهرآشوب، و ج 36 / 132.

معاوية وأصحابه (1).

باب أمر الله تعالى ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين (2).

والضابط أن يقال: إن ما كان من أقسط باب الأفعال فهو بمعنى العدل، وما كان من قسط فهو بمعنى الجور. كذا قيل.

قسطس:

قال تعالى في سورة بني إسرائيل: * (وزنوا بالقسطاس المستقيم) * ومثل هذه الآية في سورة الشعراء عن القمي، أي بالاستواء، قال:

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: القسطاس المستقيم الميزان الذي له لسان.

وعن البصائر قال علي (عليه السلام): أنا قسطاس الله - الخبر.

أقول: يمكن أن يقال: إن لهذه الرواية ظاهرا وهو ظاهر وباطن وهو أمير المؤمنين، فإنه الميزان الذي له لسان يبين لكل أحد ما يريد ويشهد له قوله (عليه السلام) في خطبته في أسمائه: وأنا صراط ربي المستقيم وقسطاسه - الخ (3).

كنز الكراجكي: عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (وزنوا بالقسطاس المستقيم) * قال: أما القسطاس فهو الإمام وهو العدل من الخلق أجمعين وهو حكم الأمة.

قسطنطن:

في أن القائم صلوات الله عليه يعقد ثلاث رايات: لواء إلى القسطنطينية يفتح الله له، ولواء إلى الصين فيفتح له، ولواء إلى جبال الديلم فيفتح له (4). ويشهد لذلك ما فيه (5). وتقدم في " صين " ما يتعلق بذلك.

ص: 523


1- (1) ط كمباني ج 9 / 99، وجديد ج 36 / 89.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 454، وجديد ج 32 / 289.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 212، وجديد ج 53 / 48.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 199.
5- (5) ص 186 و 194، وجديد ج 52 / 388، وص 333 و 365.

قسم:

الروايات في وجه تكنية الرسول (صلى الله عليه وآله) بأبي القاسم. ففي رواية قال: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي، أنا أبو القاسم، الله يعطي وأنا أقسم (1).

وفي حديث المعراج فنوديت: يا أحمد إنما كنيتك أبا القاسم لأنك تقسم الرحمة مني بين عبادي يوم القيامة - الخ (2). وتقدم في " حمد ": في تاريخ محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

تفسير قوله تعالى: * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت) * وإن هذا القسم من المخالفين يوم ظهور الحجة المنتظر صلوات الله عليه لا المشركين فإنهم يقسمون باللات والعزى لا بالله تعالى، كما صرح بذلك في الروايات، فراجع البحار (3).

البحار (3).

تفسير آخر لهذه الآية في البحار (4).

قال تعالى في سورة والذاريات: * (فالمقسمات أمرا) * روى الصدوق في الفقيه باب كراهية النوم بعد الغداة، وقال الرضا (عليه السلام) في قول الله تعالى:

* (فالمقسمات أمرا) * قال: الملائكة تقسم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن ينام (نام - خ ل) فيما بينهما ينام (نام - خ ل) عن رزقه.

وفي تفسير البرهان عن الشيخ في التهذيب: مرسلا عن الصادق (عليه السلام) مثله، وفي روايتين أخريين أن المقسمات الملائكة، فراجع إليه وإلى الوسائل أبواب تعقيب الصلاة (5).

الخصال: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه لم يقسم بين العباد أقل من الخمس: اليقين والقنوع والصبر والشكر والذي يكمل به هذا كله العقل (6).

ص: 524


1- (1) جديد ج 16 / 114، وط كمباني ج 6 / 125 و 121.
2- (2) جديد ج 18 / 315، وط كمباني ج 6 / 374.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 223 و 217، وجديد ج 53 / 92 و 71.
4- (4) جديد ج 36 / 109، وط كمباني ج 9 / 103.
5- (5) الوسائل باب 35.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 30، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 14 و 67، وجديد ج 1 / 87 و ج 69 / 372، و ج 70 / 173.

تقسيم رسول الله (صلى الله عليه وآله) غنائم حنين (1).

تقسيم مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما في بيت المال على الناس بالسوية نصيب كل منهم ثلاثة دنانير (2).

جملة من موارد تقسيماته صلوات الله عليه بالعدل والسوية في البحار (3).

باب ما صدر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في العدل في القسمة ووضع الأموال في مواضعها (4).

تقسيم عمر مالا بين المسلمين فزاد منه شئ فاستشار، فقال بعض: خذه لنفسك، فقال علي صلوات الله عليه: اقسمها، أصابهم ما أصابهم، فالقليل في ذلك والكثير سواء (5).

باب أن عليا (عليه السلام) قسيم الجنة والنار، وجواز الصراط (6).

وما يتعلق بذلك في البحار (7).

كشف الغمة: قال المأمون للرضا (عليه السلام): أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب بأي وجه هو قسيم الجنة والنار؟ فقال: يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك، عن آبائه، عن عبد الله بن عباس أنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: حب علي إيمان وبغضه كفر؟ فقال: بلى. قال الرضا (عليه السلام): فقسم الجنة والنار. فقال المأمون:

لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن أشهد أنك وراث علم رسول الله (8).

ص: 525


1- (1) ط كمباني ج 6 / 611، وجديد ج 21 / 158.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 393، وجديد ج 32 / 18.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 452 و 499 و 533 و 532 - 540، وجديد ج 40 / 107 و 321، و ج 41 / 102 - 136.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 142، وجديد ج 78 / 94.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 478، وجديد ج 40 / 230.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 389، وجديد ج 39 / 193.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 121، و ج 3 / 287، و ج 15 كتاب الإيمان ص 132، و ج 10 / 43، وجديد ج 16 / 95، و ج 7 / 335 - 338، و ج 68 / 12، و ج 43 / 148.
8- (8) ط كمباني ج 12 / 51، وجديد ج 49 / 172.

وفي مناقب ابن شهرآشوب: وقد صنف محمد بن سعد كتاب من روى في علي أنه قسيم النار (1).

ورواه العامة في كتبهم، كما في إحقاق الحق (2).

جملة من أحكام قسمة الأموال، تظهر من رواية سعد بن عبد الله القمي وتشرفه بلقاء الحجة المنتظر صلوات الله عليه وفيها عدم قبوله ثمن حنطة حاف صاحبها على أكاره في المقاسمة، فقبض سهمه بكيل واف، وكال ما خص الأكار بكيل بخس، فراجع البحار (3).

باب القسمة بين النساء والعدل فيها (4).

ومن مسائل علي بن جعفر، عن أخيه (عليه السلام) قال: سألته عن رجل له امرأتان قالت إحداهما: ليلتي ويومي لك يوما أو شهرا، وما كان نحو ذلك، قال: إذا طابت نفسها أو اشترى ذلك منها فلا بأس (5).

الذنوب التي تدفع القسم، كما عن مولانا السجاد (عليه السلام): إظهار الافتقار، والنوم عن العتمة، وعن صلاة الغداة، واستحقار النعم، وشكوى المعبود عز وجل (6).

باب إبرار القسم والمناشدة (7).

باب القسامة (8).

أمر موسى بني إسرائيل بالقسامة حيث وجد قتيل لم يعلم قاتله (9).

ص: 526


1- (1) ط كمباني ج 9 / 391، وجديد ج 39 / 204.
2- (2) إحقاق الحق ج 4 / 259 - 264، وكتاب الغدير ج 3 / 299 و 300.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 126، وجديد ج 52 / 82.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 103، وجديد ج 104 / 50.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 156، وجديد ج 10 / 279.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 162، وجديد ج 73 / 375.
7- (7) ط كمباني ج 23 / 143، وجديد ج 104 / 212.
8- (8) ط كمباني ج 24 / 44، وجديد ج 104 / 402.
9- (9) ط كمباني ج 5 / 287، وجديد ج 13 / 266.

والقسامة بالفتح: حلف المدعي للقتل مع اللوث إن لم يكن له بينة خمسين حلفة، فإن حلف ثبت الدعوى وإلا يحلف المتهم كذلك ما قتلنا وما علمنا، فإن أبوا أغرموا الدية، والتفصيل إلى الكتب الفقهية.

قسا:

تفسير قوله تعالى: * (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة) * (1).

وأما ما يقسي القلوب:

الخصال: في النبوي الصادقي (عليه السلام): يا علي ثلاث يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان - الخبر (2). ويأتي في " قلب " ما يتعلق بذلك.

باب القسوة والخرق والمراء - الخ (3).

الكافي: عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لمتان لمة من الشيطان ولمة من الملك، فلمة الملك الرقة والفهم، ولمة الشيطان السهو والقسوة. بيان: اللمة: الهمة والخطرة، تقع في القلب. الرقة والفهم، أي هما ثمرتها أو علامتها (4).

الكافي: في مناجاة موسى: يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك والقاسي القلب مني بعيد (5).

الصادقي (عليه السلام): أنهاكم أن تطرحوا التراب على ذوي الأرحام، فإن ذلك يورث القسوة، ومن قسا قلبه بعد من ربه عز وجل (6).

قشر:

تقدم في " ثمر " و " فكه ": أنه يكره تقشير الثمرة.

ص: 527


1- (1) ط كمباني ج 6 / 277، و ج 4 / 84، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 65، وجديد ج 17 / 335، و ج 9 / 312، و ج 70 / 161.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 799، و ج 17 / 17، وجديد ج 65 / 282. وتمام الخبر ج 77 / 46 - 60.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 165، وجديد ج 73 / 396، وص 397، وص 398.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 165، وجديد ج 73 / 396، وص 397، وص 398.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 165، وجديد ج 73 / 396، وص 397، وص 398.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 195، وجديد ج 82 / 35.

قصب:

قصة القصاب والجارية مع مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ورفع يده على أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما عرفه قطع يده وأخذها وخرج إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) معتذرا نادما، فدعا له، فصلحت يده (1). وتقدمت في " جرى ".

قصة أخرى لجارية اشترت لحما من قصاب تستزيده، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): زدها فإنه أعظم للبركة (2).

المنع عن التخلل بالقصب (3). وتقدم في " خلل "، وفي " سكر ": قصب السكر.

قصد:

قال تعالى: * (واقصد في مشيك) *.

وفي وصية مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): " واقتصد في معيشتك، واقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالأمر الدائم الذي تطيقه " (4).

ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام): الإقتصاد ينمي اليسير. وقال: لن يهلك من اقتصد (5). وقال: التقدير نصف العيش.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما عال امرؤ اقتصد وما عطب امرؤ استشار (6).

والأربعمائة مثله (7).

والنبوي مثل الجملة الأولى (8).

ومن كلمات أبي محمد العسكري صلوات الله عليه: وللإقتصاد مقدارا، فإن زاد عليه فهو بخل (9).

ص: 528


1- (1) ط كمباني ج 9 / 557، وجديد ج 41 / 203.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 538، وجديد ج 41 / 129.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 900 و 901، وجديد ج 66 / 436 - 441.
4- (4) جديد ج 42 / 203، و ج 71 / 214، و ج 78 / 98، وط كمباني ج 17 / 143، و ج 9 / 649، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 173.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 61، وجديد ج 77 / 212.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 130، وجديد ج 78 / 53.
7- (7) ط كمباني ج 4 / 114، وجديد ج 10 / 99.
8- (8) ط كمباني ج 23 / 9، وجديد ج 103 / 21.
9- (9) ط كمباني ج 17 / 218، وجديد ج 78 / 377.

في رواية الأربعمائة: وعليكم بالقصد، تزلفوا وتؤجروا (1).

قرب الإسناد: العلوي (عليه السلام): لا يذوق المرء من حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال: الفقه في الدين، والصبر على المصائب، وحسن التقدير في المعاش (2).

الخصال: الصادقي (عليه السلام): ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر (3).

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذر حرمه الله - الخبر (4). وتقدم في " قتر ": معنى الاقتصاد، وفي " بذر " و " سرف " و " عيش " ما يتعلق بذلك، وفي " نجى ": أنه من المنجيات، وفي " عيش ": أن الكسب كله في الاقتصاد والتدبير في المعيشة.

باب الاقتصاد في العبادة والمداومة عليها وفضل التوسط في جميع الأمور (5).

باب الاقتصاد وذم الاسراف والتبذير والتقتير (6).

قصر:

باب فيه تأويل القصر المشيد (7). وفيه الروايات في تأويل القصر المشيد بالإمام الناطق الظاهر (8). وغير ذلك في البحار (9).

وفي حديث معرفة أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى: * (وبئر معطلة وقصر مشيد) * قال: فالقصر محمد (صلى الله عليه وآله) والبئر المعطلة ولايتي، عطلوها أو جحدوها - الخ (10).

خبر القصر الذي كان من ياقوت أحمر يرى باطنه من ظاهره، رآه النبي ليلة المعراج فقال: يا جبرئيل لمن هذا القصر؟ قال: هو لمن أطاب الكلام وأدام الصيام

ص: 529


1- (1) ط كمباني ج 4 / 114، وجديد ج 10 / 97.
2- (2) جديد ج 71 / 346.
3- (3) جديد ج 71 / 346.
4- (4) جديد ج 16 / 265، وط كمباني ج 6 / 158.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 172، وجديد ج 71 / 209.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 199، وجديد ج 71 / 344.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 111، وجديد ج 24 / 100، وص 101 - 103.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 111، وجديد ج 24 / 100، وص 101 - 103.
9- (9) ط كمباني ج 7 / 208، وجديد ج 25 / 107.
10- (10) ط كمباني ج 7 / 274، وجديد ج 26 / 3.

وأطعم الطعام وتهجد بالليل والناس نيام. فقال ما محصوله: أن المراد بإطابة الكلام التسبيحات الأربعة، وبإدامة الصيام صيام شهر رمضان، وبإطعام الطعام الطلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس، وبالتهجد صلاة العشاء الآخرة (1). وفي " غرف " ما يتعلق بذلك.

موعظة أمير المؤمنين صلوات الله عليه ووصفه المقصرين: لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل (2).

النبوي (صلى الله عليه وآله): رحم الله المقصرين، مرتين بعد قوله: رحم الله المحلقين (3).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له بعد التحكيم: أما بعد، فإن معصية الناصح الشفيق العالم المجرب تورث الحسرة وتعقب الندامة، وقد كنت أمرتكم في هذه الحكومة أمري ونخلت لكم مخزون رأيي لو كان يطاع لقصير أمر.

بيان: لو كان يطاع لقصير أمر، مثل يضرب لمن حالف ناصحه، وأصل المثل أن قصيرا كان مولى لجذيمة بن الأبرش بعض ملوك العرب، وقد كان جذيمة قتل أبا الزبا ملكة الجزيرة، فبعثت إليه ليتزوج بها خدعة وسألته القدوم عليها، فأجابها إلى ذلك وخرج في ألف فارس وخلف باقي جنوده مع ابن أخته، وقد كان قصير أشار عليه بأن لا يتوجه إليها فلم يقبل. فلما قرب من الجزيرة استقبلته جنود الزبا بالعدة ولم ير منهم إكراما له، فأشار عليه قصير: بالرجوع وقال: من شأن النساء الغدر، فلم يقبل فلما دخل عليها قتلته، فعندها قال قصير، لا يطاع لقصير أمر. فصار مثلا لكل ناصح عصي (4). بيان: نخلت أي أخلصت وصفيت، من نخلت الدقيق بالمنخل.

ص: 530


1- (1) ط كمباني ج 6 / 381، و ج 3 / 346، و ج 16 / 41، و ج 23 / 108، و ج 20 / 94. ونحوه ص 127، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 17، و ج 18 كتاب الصلاة ص 58، و ج 19 كتاب الدعاء ص 5، وجديد ج 18 / 342، و ج 8 / 190، و ج 76 / 184، و ج 104 / 70، و ج 96 / 367، و ج 97 / 99، و ج 69 / 388، و ج 83 / 49، و ج 93 / 168.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 108، وجديد ج 77 / 410.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 562، وجديد ج 20 / 353.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 595، وجديد ج 33 / 322.

باب ترك العجب والاعتراف بالتقصير (1).

الكافي: عن الفضل بن يونس، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال: أكثر من أن تقول: اللهم لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير. قلت: أما المعارون فقد عرفت أن الرجل يعار الدين ثم يخرج منه. فما معنى لا تخرجني من التقصير؟ فقال (عليه السلام): كل عمل تريد به الله عز وجل، فكن فيه مقصرا عند نفسك فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصرون، إلا من عصمه الله عز وجل (2).

الكافي: عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) أنه قال لبعض ولده: يا بني عليك بالجد لا تخرجن نفسك عن حد التقصير في عبادة الله عز وجل وطاعته، فإن الله لا يعبد حق عبادته (3).

الكافي: عن جابر، قال: قال لي أبو جعفر صلوات الله عليه: لا أخرجك الله من النقص ولا التقصير. بيان: أي وفقك الله تعالى لأن تعد عبادتك ناقصة ونفسك مقصرة أبدا (4).

طلب قيصر ملك الروم أبا سفيان وسؤاله عن نسب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعض آثاره وأوصافه صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين.

الخرائج: روي أن دحية الكلبي قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكتاب إلى قيصر.

فأرسل إلى الأسقف فأخبره بمحمد (صلى الله عليه وآله) وكتابه، فقال: هذا النبي الذي كنا ننتظره بشرنا به عيسى بن مريم، وقال الأسقف: أما أنا فمصدقه ومتبعه. فقال قيصر: أما أنا إن فعلت ذلك ذهب ملكي. ثم قال قيصر: التمسوا إلي من قومه هاهنا أحدا أسأله عنه، وكان أبو سفيان وجماعة من قريش دخلوا الشام تجارا، فأحضرهم وقال:

ليدن مني أقربكم نسبا به، فأتاه أبو سفيان، فقال: أنا سائل عن هذا الرجل الذي يقول: إنه نبي ثم قال لأصحابه: إن كذب فكذبوه.

قال أبو سفيان: لولا حيائي أن يأثر أصحابي عني الكذب لأخبرته بخلاف

ص: 531


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 176، وجديد ج 71 / 228، وص 233.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 176، وجديد ج 71 / 228، وص 233.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 178، وجديد ج 71 / 235.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 178، وجديد ج 71 / 235.

ما هو عليه. فقال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: ذو نسب. قال: هل قال هذا القول منكم أحد؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل؟ قلت: لا. قال: فأشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهم؟ قلت: ضعفاؤهم. قال: فهل يزيدون أو ينقصون؟ قلت:

يزيدون. قال: يرتد أحد منهم سخطا لدينه؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا.

قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف حربكم وحربه؟ قلت: ذو سجال مرة له ومرة عليه.

قال: هذا آية النبوة. قال: فما يأمركم؟ قلت: يأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا، وينهانا عما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والصوم والعفاف والصدق وأداء الأمانة والوفاء بالعهد. قال: هذه صفة نبي وقد كنت أعلم أنه يخرج ولم أظن أنه منكم، فإنه يوشك أن يملك ما تحت قدمي هاتين، ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لقبلت قدميه.

وأن النصارى اجتمعوا على الأسقف ليقتلوه، فقال: إذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه سلامي وأخبره أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن النصارى أنكروا ذلك علي. ثم خرج إليهم فقتلوه. بيان: أثرت الحديث إذا ذكرته عن غيرك (1). وهذا الحديث بوجه أبسط فيه (2) وأن قيصر هرقل ملك الروم.

دعاؤه (صلى الله عليه وآله) لقيصر، فقال: ثبت الله ملكه كما كان (3).

قصص:

باب أقسام الجنايات وأحكام القصاص (4). وفيه كثير من قضايا قصص: باب أقسام الجنايات وأحكام القصاص (4). وفيه كثير من قضايا مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.

قال تعالى: * (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) * - الآية.

كلمات مولانا السجاد صلوات الله عليه في هذه الآية، وأن من هم بالقتل

ص: 532


1- (1) ط كمباني ج 6 / 567، وجديد ج 20 / 378 - 380، وص 384.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 567، وجديد ج 20 / 378 - 380، وص 384.
3- (3) جديد ج 18 / 17، وط كمباني ج 6 / 301.
4- (4) ط كمباني ج 24 / 39، وجديد ج 104 / 384.

فعرف أن يقتص منه فكف لذلك عن القتل، فيكون حياة لمن هم بقتله وحياة لهذا الجاني وحياة لغيرهما من الناس (1). وذيل هذه الرواية في البحار (2).

ولما قال معاوية لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام): إدفع علينا قتلة عثمان، أو مكنا منهم، فقال: إن القوم تأولوا عليه القرآن، ووقعت الفرقة، وقتلوه في سلطانه وليس على ضربهم قود - الخبر (3).

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع: والعمد قود، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر، وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من الجاهلية - الخ (4).

ومن كلمات مولانا الباقر (عليه السلام) لجابر: القصاص والحدود حقن الدماء - الخ (5).

وفي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) - إلى أن قال: - وسن عبد المطلب في القتل مائة من الإبل فأجرى الله عز وجل ذلك في الإسلام - إلى أن قال: - ولا حد في التعريض ولا شفاعة في حد - إلى أن قال: - يا علي لا يقتل والد بولده - إلى أن قال: - يا علي أعتى الناس على الله عز وجل القاتل غير قاتله والضارب غير ضاربه - الخبر (6).

إشارة مولانا السجاد (عليه السلام) إلى الناقة بالقضيب وقوله: آه لولا القصاص، ورد يده عنها (7).

وفي الكاظمي (عليه السلام) في بيان الرجعة: وليقتصن يوم يقوم ومن عذب يقتص بعذابه ومن أغيظ أغاظ بغيظه، ومن قتل اقتص بقتله، ويرد لهم أعداؤهم معهم حتى يأخذوا بثأرهم - الخبر (8). وتقدم في " جنى " و " حدد " و " قتل " ما يتعلق

ص: 533


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 33، وجديد ج 72 / 220.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 76. وبعضها في جديد ج 2 / 23.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 485، وجديد ج 32 / 450.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 102، وجديد ج 76 / 349.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 166، وجديد ج 78 / 182.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 17 و 18، وجديد ج 77 / 55 و 57 و 60.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 705، و ج 11 / 23، وجديد ج 46 / 76، و ج 64 / 215.
8- (8) ط كمباني ج 13 / 211، وجديد ج 53 / 44.

بذلك، وكذا في " ضرب ": ضرب المملوك.

وفي عجائب المخلوقات عن موسى بن عمران أنه اجتاز بعين ماء في سفح جبل فتوضأ منها. ثم ارتقى الجبل ليصلي إذ أقبل فارس فشرب من ماء العين وترك عنده كيسا فيه دراهم وذهب مارا. فجاء بعده راعي غنم فرأى الكيس فأخذه ومضى. ثم جاء بعده شيخ عليه أثر البؤس وعلى رأسه حزمة حطب، فوضعها هناك ثم استلقى ليستريح. فما كان إلا قليلا حتى عاد الفارس فطلب كيسه. فلم يجده، فأقبل على الشيخ يطالبه به، فأنكر فلم يزالا كذلك حتى ضربه ولم يزل يضربه حتى قتله.

فقال موسى: يا رب كيف العدل في هذه الأمور؟ فأوحى الله إليه: أن الشيخ كان قتل أبا الفارس وكان على أب الفارس دين لأب الراعي مقدار ما في الكيس، فجرى بينهما القصاص وقضى الدين وأنا حكم عدل (1).

رأي الخليفة في القصاص والدية في كتاب الغدير (2). وأحدوثة معاوية في الديات فيه (3).

باب استماع اللغو والكذب والباطل والقصة (4).

العقائد: ذكر القصاصون عند الصادق (عليه السلام) فقال: لعنهم الله أنهم يشيعون علينا. وسئل الصادق (عليه السلام) عن القصاص أيحل الاستماع لهم، فقال: لا. وقال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده - إلى آخر ما تقدم في " صغى " و " سمع " وفي البحار (5).

وسئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله تعالى: * (والشعراء يتبعهم الغاوون) * قال: هم القصاص (6).

الكافي: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) رأى قاصا في المسجد فضربه (بالدرة) وطرده. التهذيب عنه مثله (7). وروى هذه

ص: 534


1- (1) ط كمباني ج 14 / 683، وجديد ج 64 / 117.
2- (2) كتاب الغدير ج 8 / 167 - 173.
3- (3) ج 10 / 199 و 200.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 43، وجديد ج 72 / 264، وص 265.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 43، وجديد ج 72 / 264، وص 265.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 43، وجديد ج 72 / 264، وص 265.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 43، وجديد ج 72 / 264، وص 265.

الروايات في الوسائل باب 56 من أبواب ما يكتسب به.

وفي مستدرك الوسائل باب 25 من الأبواب عن العياشي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: * (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) * قال: الكلام في الله والجدال في القرآن، فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، قال: منه القصاص. ورواه في البحار (1).

وعن العيون مسندا عن أبي الصلت الهروي، عن الرضا (عليه السلام) في حديث، قال:

قلت له: يا بن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو ليقبل به وجوه الناس إليه، فهو في النار، فقال: صدق جدي أفتدري من السفهاء؟ فقلت: لا يا بن رسول الله. فقال: قصاص مخالفينا - الخبر. وتمامه عن المعاني والعيون في البحار (2).

ورواية العياشي في البحار (3). وفيه قال: منهم القصاص. وكذا فيه (4).

منع المعتضد القصاص عن القعود على الطرقات (5).

الكافي: عن عباد بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه: إني مررت بقاص يقص وهو يقول: هذا المجلس الذي لا يشقى به جليس. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هيهات هيهات أخطأت إستاهم الحفرة - الخ. وقد تقدم في " جلس ".

بيان: القاص راوي القصص، والمراد به هنا القصص الكاذبة الموضوعة، وظاهر أكثر الأصحاب تحريم استماعها كما يدل عليه قوله تعالى: * (سماعون للكذب) * ويمكن أن يكون المراد هنا وعاظ العامة ومحدثوهم، فإن رواياتهم كذلك (6).

أقول: قال الطيبي في الخلاصة: قال جعفر بن محمد الطالبي: صلى أحمد بن

ص: 535


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 29، وجديد ج 92 / 111.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 78، وجديد ج 2 / 30.
3- (3) ط كمباني ج 2 / 82، وجديد ج 3 / 260.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 58، وجديد 9 / 205.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 568، وجديد ج 33 / 203.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 72، وجديد ج 74 / 259.

حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهما قاص فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طائر منقاره من ذهب وريشه مرجان، وأخذ في قصة من نحو عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى ينظر إلى أحمد، فقال: أنت حدثته بهذا؟ فقال:

ما سمعت بهذا إلا هذه الساعة.

قال: فسكتا جميعا حتى فرغ فقال يحيى بيده أن تعال، فجاء متوهما لنوال يجيزه، فقال له يحيى: من حدثك بهذا؟ فقال له: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، فقال: أنا ابن معين وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن كان ولابد لك من الكذب فعلى غيرنا.

فقال له: أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم. قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق وما علمته إلا هذه الساعة. قال له يحيى: وكيف علمت أني أحمق؟ قال:

كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما، كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا. قال: فوضع وأحمد بن حنبل غيركما، كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا. قال: فوضع أحمد كمه على وجهه وقال: دعه يقوم. فقام كالمستهزئ بهما. إنتهى.

ويشبهه ما نقل في السفينة عن المبرد في الكامل في قصة هرم بن حيان.

قصع:

ذكر الخطبة القاصعة بتمامها مع البيان (1).

خبر القصعة السوداء التي كانت لمولانا الباقر (عليه السلام) مكتوب في وسطها بصفرة:

قل هو الله أحد، وأكلوا منها في البحار (2). وتقدم في " أنى ".

ص: 536


1- (1) ط كمباني ج 5 / 433، وبعضها في ج 8 / 715، و ج 14 / 618، وجديد ج 14 / 465. و ج 63 / 214، و ج 34 / 223.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 85، و ج 14 / 869 و 874 و 893 و 924، وجديد ج 46 / 297، و ج 66 / 304 و 324.

طب النبي (صلى الله عليه وآله): القصعة تستغفر لمن يلحسها (1).

المحاسن: عن مولانا الصادق (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يلطع القصعة. قال:

ومن لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها (2). وفيه روايات في مدح ذلك. وتقدم في " أكل " ما يتعلق بذلك.

خبر قصعة التي كانت لمولانا الباقر صلوات الله عليه وكانت من خشب، فوضعها في النار ولم يحترق في مدينة المعاجز (3).

قصم:

تقدم في " عضب ": معنى الأقصم.

قصى:

الكافي: عن أبي بصير قال: كانت ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) القصواء إذا نزل عنها علق عليها زمامها، فتخرج فتأتي المسلمين فيناولها الرجل الشئ ويناولها هذا الشئ، فلا تلبث أن تشبع، فأدخلت رأسها في خباء سمرة بن جندب فتناول عنزة، فضرب بها على رأسها فشجها، فخرجت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فشكته (4).

بعض خطبة القصية (5).

ذم الاستقصاء في الحساب وأن من استقصى فقد أساء (6).

قصي بن كلاب جد النبي (صلى الله عليه وآله) والد عبد مناف. تقدم في " أبى ": جملة من أحواله في دائرة المعارف والمنتهى والناسخ (7).

قضب:

علل الشرائع: في الصحيح عن ابن أبي عمير، عمن ذكره، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لما أهبط الله عز وجل آدم من الجنة أهبط معه

ص: 537


1- (1) ط كمباني ج 14 / 552، وجديد ج 62 / 291.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 893، وجديد ج 66 / 406.
3- (3) مدينة المعاجز ص 324.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 127، وجديد ج 16 / 124.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 587، وجديد ج 41 / 320.
6- (6) جديد ج 78 / 256، وط كمباني ج 17 / 187.
7- (7) الناسخ ج 2 / 67.

عشرون ومائة قضيب، منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها، وأربعون منها ما يؤكل داخلها ويرمى بخارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها، وغرارة فيها بذر كل شئ. بيان: الغرارة التي للتين (1).

روايات قضيب الجنة وأن من تمسك به دخل الجنة، وتأويله بأمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

قضم:

القضم: الأكل بأطراف الأسنان، ومنه حديث علي (عليه السلام) كانت قريش إذا رأته قالت: إحذروا الحطم إحذروا القضم، أي الذي يقضم الناس فيهلكهم (3). وشرح ذلك ووجه اشتهاره بذلك (4).

العلوي (عليه السلام): أنا القضم، أنا علي بن أبي طالب (5).

قضى:

باب القضاء والقدر (6). معنى القضاء والقدر (7).

في أنه كل قضاء الله خير للمؤمن، كما قاله مولانا الباقر (عليه السلام) (8).

التمحيص: عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: في قضاء الله كل خير للمؤمن (9).

التمحيص: عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

عجبا للمؤمن، لا يقضي الله عليه قضاء إلا كان خيرا له، سره أو ساءه، إن ابتلاه كان

ص: 538


1- (1) ط كمباني ج 5 / 56، وجديد ج 11 / 204.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 404 - 408، و ج 15 كتاب الإيمان ص 110 و 117، وجديد ج 39 / 259 و 260 و 267 و 269 و 276، و ج 68 / 31 و 58.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 498، وجديد ج 20 / 67.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 495، وجديد ج 20 / 52.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 13، وجديد ج 35 / 60.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 26، وجديد ج 5 / 84.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 29، وجديد ج 5 / 96 و 97.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 164، وجديد ج 78 / 173.
9- (9) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 159، وجديد ج 71 / 152.

كفارة لذنبه، وإن أعطاه وأكرمه كان قد حباه (1).

وتقدم في " شيئا ": في زيارة الحجة المنتظر (عليه السلام): والقضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم - الخ.

قال الشيخ المفيد: القضاء على أربعة أضراب: أحدها الخلق، والثاني الأمر، والثالث الأعلام، والرابع القضاء بالحكم. فأما شاهد الأول فقوله تعالى:

* (فقضاهن سبع سماوات) *. وشاهد الثاني قوله: * (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) *. وشاهد الثالث قوله تعالى: * (وقضينا إلى بني إسرائيل) *. والرابع قوله:

* (والله يقضي بالحق) * يعني يفصل بالحكم بالحق، وقوله: * (وقضى بينهم بالحق) *.

وقيل: إن له معنى خامسا وهو الفراغ من الأمر، وشاهده قوله: * (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) * يعني فرغ منه (2).

أقول: ويشهد للخامس قوله تعالى: * (فإذا قضيت الصلاة) * وقوله: * (فإذا قضيتم مناسككم) * * (فإذا قضيتم الصلاة) *، * (قضى موسى الأجل) * وغير ذلك.

ويشهد للثالث قوله: * (وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) *.

ويجئ القضاء بمعنى الإتمام، كما في قوله: * (ثم ليقضوا تفثهم) *. وبمعنى الموت، كما في قوله: * (فوكزه موسى فقضى عليه) *.

وقال بعض أهل العلم: إن القضاء على عشرة أوجه: العلم والأعلام والحكم والقول والحتم والأمر والخلق والفعل والإتمام والفراغ من الشئ، ثم استشهد لكل بالآيات، فراجع البحار (3).

وفي تفسير النعماني عن أمير المؤمنين (عليه السلام): هو عشرة أوجه مختلفة المعنى، فمنه قضاء فراغ وقضاء عهد، ومنه قضاء إعلام، ومنه قضاء فعل، ومنه قضاء

ص: 539


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 159، وجديد ج 71 / 152.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 29. ونحوه في 36، وجديد ج 5 / 98 و 124.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 32، وجديد ج 5 / 107.

إيجاب، ومنه قضاء كتاب، ومنه قضاء إتمام، ومنه قضاء حكم وفصل، ومنه قضاء خلق، ومنه قضاء نزول الموت، ثم ذكر الآيات لكل واحد، فراجع البحار (1).

قول مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه للشيخ الذي شهد وقعة صفين:

ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدره (2).

الروايات الكثيرة في فضل الرضا بقضاء الله تعالى في باب التوكل والرضا والصبر.

التمحيص: قال الصادق (عليه السلام): الرضا بمكروه القضاء من أعلى درجات اليقين.

وقال: ما قضى الله لمؤمن قضاء فرضي به، إلا جعل الله له الخيرة فيما يقضي (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا جاء القضاء ضاق الفضاء (4).

قضاء داود على نبينا وآله وعليه السلام بما هو عند الله تعالى:

قصص الأنبياء: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن داود كان يدعو أن يلهمه الله القضاء بين الناس بما هو عنده تعالى الحق، فأوحى إليه: يا داود إن الناس لا يحتملون ذلك، وإني سأفعل، وارتفع إليه رجلان، فاستعداه أحدهما على الآخر، فأمر المستعدى عليه أن يقوم إلى المستعدي فيضرب عنقه، ففعل فاستعظمت بنو إسرائيل ذلك وقالت: رجل جاء يتظلم من رجل فأمر الظالم أن يضرب عنقه؟.

فقال: رب أنقذني من هذه الورطة. قال: فأوحى الله تعالى إليه: يا داود سألتني أن ألهمك القضاء بين عبادي بما هو عندي الحق وأن هذا المستعدي قتل أبا هذا المستعدى عليه، فأمرت فضربت عنقه قودا بأبيه وهو مدفون في حائط كذا وكذا تحت شجرة كذا، فأته فناده باسمه، فإنه سيجيبك، فسله.

ص: 540


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 99، وجديد ج 93 / 18.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 5 و 20 و 29 و 36، وجديد ج 5 / 13 و 75 و 95 و 125.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 159، وجديد ج 71 / 152.
4- (4) جديد ج 77 / 165، وط كمباني ج 17 / 47.

قال: فخرج داود وقد فرح فرحا شديدا لم يفرح مثله، فقال لبني إسرائيل: قد فرج الله. فمشى ومشوا معه فانتهى إلى الشجرة فنادى: يا فلان، فقال: لبيك يا نبي الله. قال: من قتلك؟ قال: فلان. فقالت بنو إسرائيل: لسمعناه يقول يا نبي الله، فنحن نقول كما قال. فأوحى الله تعالى إليه يا داود إن العباد لا يطيقون الحكم بما هو عندي الحكم، فسل المدعي البينة وأضف المدعى عليه إلى اسمي (1). وحكمه في بقرة تعارضت البينتان، فيه (2).

حكم أمير المؤمنين (عليه السلام) لفتى قتلوا أباه في السفر وأنكروا ماله بقضاء داود (عليه السلام) فيه (3).

خبر القاضيين اللذين عشقا امرأة عابدة، فشهدا زورا بأنها بغت وأفتيا برجمها فكشف الحال ببركة دانيال وجملة من قضاياه (4).

الكافي: في الصحيح عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال علي صلوات الله عليه: إن دانيال كان يتيما لا أم له ولا أب، وإن امرأة من بني إسرائيل عجوز كبيرة ضمته فربته، وإن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان، وكان لهما صديق، وكان رجلا صالحا، وكانت له امرأة بهية جميلة، وكان يأتي الملك ويحدثه، واحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض أموره، فقال للقاضيين: اختارا رجلا أرسله في بعض أموري، فقالا: فلان.

فوجهه الملك، فقال الرجل للقاضيين: أوصيكما بامرأتي خيرا، فقالا: نعم.

فخرج الرجل، فكان القاضيان يأتيان باب الصديق، فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها، فأبت، فقالا لها: والله لئن لم تفعلي لنشهدن عليك عند الملك بالزنا نفسها، فأبت، فقالا لها: والله لئن لم تفعلي لنشهدن عليك عند الملك بالزنا ثم لنرجمنك. فقالت: إفعلا ما أحببتما، فأتيا الملك فأخبراه وشهدا عنده أنها بغت، فدخل الملك من ذلك أمر عظيم واشتد بها غمه، وكان بها معجبا. فقال لهما: إن قولكما مقبول ولكن ارجموها بعد ثلاثة أيام. ونادى في البلد الذي هو فيه:

ص: 541


1- (1) ط كمباني ج 5 / 334، وجديد ج 14 / 5. ويقرب منه فيه ص 6، وص 7، وص 11.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 334، وجديد ج 14 / 5. ويقرب منه فيه ص 6، وص 7، وص 11.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 334، وجديد ج 14 / 5. ويقرب منه فيه ص 6، وص 7، وص 11.
4- (4) جديد ج 14 / 375 و 503، وط كمباني ج 5 / 421 و 452.

احضروا قتل فلانة العابدة، فإنها قد بغت، فإن القاضيين قد شهدا عليها بذلك. فأكثر الناس في ذلك.

وقال الملك لوزيره: ما عندك في هذا من حيلة؟ فقال: ما عندي في ذلك من شئ.

فخرج الوزير يوم الثالث وهو آخر أيامها: فإذا هو بغلمان عراة يلعبون وفيهم دانيال لا يعرفه. فقال دانيال: يا معشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك وتكون أنت يا فلان العابدة، ويكون فلان وفلان القاضيين شاهدان عليها. ثم جمع ترابا وجعل سيفا من قصب، وقال للصبيان: خذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا وكذا، وخذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا وكذا.

ثم دعا بأحدهما وقال له: قل حقا فإنك إن لم تقل حقا قتلتك، والوزير قائم ينظر ويسمع. فقال: إنها بغت. فقال: متى؟ فقال: يوم كذا وكذا. قال: مع من؟ قال:

مع فلان بن فلان. قال: وأين؟ قال: موضع كذا وكذا. قال: ردوه إلى مكانه وهاتوا الآخر، فردوه إلى مكانه وجاؤوا بالآخر. فقال له: بما تشهد؟ فقال: أشهد أنها بغت. قال: متى؟ قال: يوم كذا وكذا. قال: مع من؟ قال: مع فلان بن فلان. قال:

وأين؟ قال: موضع كذا وكذا. فخالف أحدهما صاحبه.

فقال دانيال: الله أكبر شهدا بزور، يا فلان ناد في الناس أنهما شهدا على فلانة بزور، فاحضروا قتلهما.

فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره الخبر. فبعث الملك إلى القاضيين فاختلفا كما اختلف الغلامان، فنادى الملك في الناس وأمر بقتلهما (1).

كلام مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في ذم بعض القضاة الذي أقدم بغير علم فهو خائض عشوات ركاب شبهات خباط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم. يذري الروايات ذرو الريح

ص: 542


1- (1) ط كمباني ج 5 / 421، و ج 9 / 497، وجديد ج 14 / 375، و ج 40 / 309.

الهشيم. تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، ويستحل بقضائه الفرج الحرام، ويحرم به الحلال (1).

خبر القاضي الذي عشق زوجة أخيه فأخبر الملك أنها فجرت، فقال له الملك: طهرها. فرجمها، فخرجت من الحفيرة ومشت إلى دير فيه ديراني - الحكاية (2).

خبر القاضي الإسرائيلي الذي كان يقضي بالحق، فلما مات جعلت دودة تقرض من منخره، لأنه جاء أخو زوجته يوما إليه مع خصمه، فقال: اللهم اجعل الحق له. فلما اختصما كان الحق له، ففرح بذلك (3).

خبر القاضي الذي قضى بين ثلاثة نفر في تركة أبيهم بقوله: بعثروا قبر أبيكم واستخرجوا عظامه وأحرقوه، ثم جيئوا حتى أقضي بينكم (4).

قول المرأة المستعدية على زوجها لأمير المؤمنين (عليه السلام) في قضائه لزوجها عليها: ما الحق فيما قضيت وما تقضي بالسوية ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية وقوله لها: كذبت يا جرية يا بذية يا سلفع يا سلقلقية (5).

باب قضايا أمير المؤمنين (عليه السلام) (6).

مجالس المفيد: قال الصادق (عليه السلام): ما رأيت عليا قضى قضاء إلا وجدت له أصلا في السنة. وذكرنا في رجالنا في الحسن بن ظريف موارد الرواية (7).

قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في أربعة نفر اطلعوا على زبية أسد فخروا فيها.

ص: 543


1- (1) ط كمباني ج 1 / 95 و 96، وجديد ج 2 / 99 و 100.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 452، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 121، وجديد ج 70 / 395، و ج 14 / 503.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 448، وجديد ج 14 / 489.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 449، و ج 23 / 54، و ج 24 / 15، وجديد ج 14 / 490، و ج 103 / 233، و ج 104 / 296.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 117، و ج 9 / 579، وجديد ج 41 / 290 و 291، و ج 24 / 126.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 475، وجديد ج 40 / 218.
7- (7) وجديد ج 2 / 171، و ج 40 / 242، وط كمباني ج 1 / 115، و ج 9 / 481.

وفيمن قتل بالسيف قصاصا وبه رمق، ثم برئ في عهد عمر، وغير ذلك (1).

قضاؤه في أربعة نفر شربوا الخمر، فسكروا فاقتتلوا (2).

قضاوة أمير المؤمنين (عليه السلام) في اليمن وقوله: ما ورد علي قضية إلا حكمت فيها بحكم الله ورسوله، وذلك لأنه كان يتلقاه به روح القدس (3).

قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) بين مؤمن وبين يهودي لم يرض بقضاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: جاف. ومال بقتله (4).

ذكر جملة من قضاياه صلوات الله عليه (5).

أقول: وجدت في ملحقات كتاب الفتن للسيد ابن طاووس ما هذا لفظه: فصل، ومن المجموع قال شريح القاضي: كنت أقضي لعمر بن الخطاب، فأتاني يوما رجل فقال: يا أبا أمية إن رجلا أودعني امرأتين إحداهما حرة مهيرة والأخرى سرية، فجعلتهما في دار وأصبحت اليوم وقد ولدتا غلاما وجارية، وكلتاهما تدعي الغلام وتنتفي من الجارية، فاقض بينهما بقضائك. فلم يحضرني شئ فيهما.

فأتيت عمر فقصصت عليه القصة، فقال: فما قضيت بينهما؟ قلت: لو كان عندي قضاؤهما ما أتيتك. فجمع عمر جميع من حضره من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وأمرني فقصصت عليهم ما جئت به وشاورهم فيه وكلهم رد الرأي إلي وإليه.

فقال عمر: لكني أعرف حيث مفزعها وأين منتزعها. قالوا: كأنك أردت ابن أبي طالب؟ قال: نعم، وأين المذهب عنه؟ قالوا: فابعث إليه يأتك، فقال: لا له شمخة من هاشم وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي، وفي بيته يؤتى الحكم، فقوموا بنا إليه.

فأتينا أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدناه في حائط له يركل فيه على مسحاة ويقرأ:

ص: 544


1- (1) ط كمباني ج 24 / 39، وجديد ج 104 / 385 و 386.
2- (2) ط كمباني ج 24 / 40، وجديد ج 104 / 386.
3- (3) جديد ج 39 / 151. وقريب منه في ج 38 / 101، وط كمباني ج 9 / 379 و 284.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 602، وجديد ج 42 / 24.
5- (5) ط كمباني ج 24 / 47 و 50، وجديد ج 104 / 410 - 413 و 420.

* (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) * ويبكي، فأمهلوه حتى سكن، ثم استأذنوا عليه، فخرج إليهم وعليه قميص قد نصف أردانه.

فقال: يا أمير المؤمنين ما الذي جاء بك؟ فقال: أمر عرض وأمرني فقصصت عليه القصة فقال: فبم حكمت فيها؟ قلت: لم يحضرني فيها حكم. فأخذ بيده من الأرض شيئا ثم قال: الحكم فيها أهون من هذا. ثم استحضر المرأتين وأحضر قدحا، ثم دفعه إلى إحداهما فقال: إحلبي فيه، فحلبت فيه. ثم وزن القدح ودفعه إلى الأخرى، فقال: إحلبي فيه، فحلبت فيه. ثم وزنه فقال لصاحبة اللبن الخفيف:

خذي ابنتك، ولصاحبة اللبن الثقيل: خذي ابنك. ثم التفت إلى عمر فقال: أما علمت أن الله تعالى حط المرأة عن الرجل فجعل عقلها وميراثها دون عقله وميراثه، وكذلك لبنها دون لبنه؟! فقال له عمر: لقد أرادك الحق يا أبا الحسن ولكن قومك أبوا. فقال خفض عليك أبا حفص إن يوم الفصل كان ميقاتا. إنتهى.

وجه الاختلاف في ما نقل من قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في البحار (1).

نبذة من قضاياه في كتاب ملتقى الأصفياء لعبد الفتاح المكي العامي (2).

قضاء شريح في قصة درع طلحة وما أخذ عليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قضائه. وقد تقدم في " درع " و " علل ".

قضاء أبي حنيفة في حديث أبي ولاد بقضاء قال الصادق (عليه السلام): في مثل هذا القضاء وشبهه تحبس السماء ماءها وتمنع الأرض بركتها (3).

غيبة النعماني: قال مولانا الصادق صلوات الله عليه: إذا قام القائم صلوات الله عليه بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجالا يقول: عهدك كفك، فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها. قال:

ويبعث جندا إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا إلى الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا

ص: 545


1- (1) جديد ج 10 / 266، وط كمباني ج 4 / 153.
2- (2) ملتقى الأصفياء ص 26.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 218، وجديد ج 47 / 375.

ومشوا على الماء. قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء، فكيف هو، فعند ذلك يفتحون لهم باب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها بما يريدون (1).

في أن القائم (عليه السلام) إذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود، لا يسأل البينة، كما قاله أبو محمد العسكري (عليه السلام) (2).

القضاء والحكم بين الناس أمر خطير وللشيطان فيه تسويلات، ولذا وقع التحذير عنه في كثير من الأخبار، مثل قوله: لا يجلس فيه إلا نبي أو وصي أو شقي، وقوله تعالى في ثلاث آيات متوالية: * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون، والكافرون، والظالمون) *. وتقدم في " حكم " ما يتعلق بذلك.

وللمجلسي كلام في الممدوح منه والمذموم منه (3).

وقال مولانا الصادق صلوات الله عليه: القضاة أربعة، ثلاثة في النار وواحد في الجنة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بحق وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بحق وهو يعلم فهو في الجنة (4).

أبواب القضايا والأحكام:

باب أصناف القضاة وحال قضاة الجور والترافع إليهم (5). وفيه مقبولة عمر بن حنظلة في جعل الحكومة الشرعية ومنع الترافع إلى غير الحاكم الشرعي.

تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: سمعته يقول: من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فهو كافر بالله العظيم (6). وبمعناه روايات كثيرة.

ص: 546


1- (1) ط كمباني ج 13 / 194، وجديد ج 52 / 365.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 161، وجديد ج 50 / 264.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 103، وجديد ج 73 / 146.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 185. وفي معناه ج 24 / 6، وجديد ج 78 / 247، و ج 104 / 263.
5- (5) ط كمباني ج 24 / 5، وجديد ج 104 / 261، وص 266.
6- (6) ط كمباني ج 24 / 5، وجديد ج 104 / 261، وص 266.

الخصال: في رواية جوامع أحكام النساء عن الباقر (عليه السلام) ولا تولى المرأة القضاء (1). وفي " حكم " و " رأى " ما يتعلق بذلك.

تفسير قوله تعالى: * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة) * - الآية (2).

باب أحكام الولاة والقضاة وآدابهم (3).

الخصال: عن الصادق، عن آبائه صلوات الله عليهم قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

خمسة أشياء يجب على القاضي (4).

باب جوامع أحكام القضاء (5).

باب نوادر القضاء (6).

باب الحكم على الغائب (7).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن (8).

قضاء مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه دين رسول الله وعداته (9). تقدم في " دين " ما يتعلق بذلك.

وتقدم في " حقق ": قوله: من قضى حق من لا يقضي حقه فقد عبده.

قصة عمرة القضاء في البحار (10). وتقدم في " عمر " ما يتعلق بذلك.

القاضي يطلق على جماعة:

منهم: القاضي ابن البراج، عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج أبو

ص: 547


1- (1) ط كمباني ج 23 / 59، وجديد ج 103 / 254.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 724، وجديد ج 22 / 218.
3- (3) ط كمباني ج 24 / 9، وجديد ج 104 / 274.
4- (4) جديد ج 104 / 291.
5- (5) ط كمباني ج 24 / 13، وجديد ج 104 / 289، وص 296، وص 292.
6- (6) ط كمباني ج 24 / 13، وجديد ج 104 / 289، وص 296، وص 292.
7- (7) ط كمباني ج 24 / 13، وجديد ج 104 / 289، وص 296، وص 292.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 46، وجديد ج 74 / 164.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 277، وجديد ج 38 / 73.
10- (10) ط كمباني ج 6 / 583، وجديد ج 21 / 46.

القاسم، عز المؤمنين وجه الأصحاب وفقيههم. كان قاضيا في طرابلس عشرين سنة أو ثلاثين، له المهذب والموجز والكامل والجواهر وغيرها. قرأ على السيد والشيخ رحمهم الله تعالى. توفي 9 شعبان سنة 481.

ومنه: القاضي أبو بكر، محمد بن الطيب البصري البغدادي الباقلاني، ناصر طريقة أبي الحسن الأشعري. كان مشهورا بالمناظرة. ناظر شيخنا المفيد فغلب، فقال للشيخ: ألك في كل قدر مغرفة؟ فقال المفيد: نعم، ما تمثلت بأدوات أبيك.

توفي سنة 403.

ومنهم: القاضي أبو بكر ابن قريعة المذكور في " قرع ".

ومنهم: القاضي البيضاوي المفسر المشهور، ناصر الدين عبد الله بن عمر الفارسي الأشعري الشافعي المتكلم الأصولي، صاحب التفسير الذي لخص فيه ما أخذه من الكشاف والتفسير الكبير وتفسير الراغب الأصفهاني، وسماه أنوار التنزيل. توفي بتبريز سنة 685.

ومنهم: القاضي سعيد، محمد بن محمد مفيد القمي، من أعاظم علماء الحكمة والأدب والحديث، من تلامذة الفيض الكاشاني، له مصنفات. وأخوه محمد حسين الحكيم صاحب تفسير كبير بالفارسية. وابنه المولى صدر الدين بن محمد سعيد كان يدرس أصول الكافي بقم الطيبة.

ومنهم: القاضي عياض المذكور في " عيض " صاحب كتاب الشفاء في تعريف حقوق المصطفى (صلى الله عليه وآله).

كلامه فيه في ذكر عادة الصحابة في توقير النبي (صلى الله عليه وآله) (1).

وكلامه في أن الأنبياء والرسل ظواهرهم وأجسادهم وبنيتهم متصفة بأوصاف البشرية طارئ عليها ما يطرأ عليهم من الأمراض والأسقام والموت والفناء، وأرواحهم وبواطنهم متصفة بأعلى من أوصاف البشر متعلقة بالملأ الأعلى متشبهة

ص: 548


1- (1) ط كمباني ج 6 / 200، وجديد ج 17 / 32.

بصفات الملائكة سليمة من التغيير والآفات، كما قال: تنام عيناي ولا ينام قلبي (1).

وقد ذكرت شرحا من ذلك في كتاب " اثبات ولايت " عند تفسير قوله تعالى:

* (قل إنما أنا بشر مثلكم) *.

ومنهم: القاضي أبو عبد الله، محمد بن سلامة القضاعي، المحدث المعروف، المعاصر للشيخ الطوسي، صاحب كتاب الشهاب في الأحاديث النبوية وشرحها، وقد شرحه عدة من علماء الفريقين، فراجع إلى السفينة لغة " شهب ".

ومنهم: القاضي معز الدين، محمد بن تقي الدين الأصفهاني، القاضي بأصبهان في عصر السلطان شاه عباس. كان من الفقهاء والمتكلمين والماهرين في العلوم الرياضية. أحد مشائخ المجلسي الأول.

يحكى عنه أنه قال: رأيت ليلة أحد الأئمة صلوات الله عليهم فقال لي: اكتب كتاب مفتاح الفلاح وداوم العمل بما فيه. فلما استيقظ سأل العلماء عن الكتاب المزبور. قالوا: لم نسمع اسمه. وكان الشيخ البهائي في السفر. فلما قدم سأله القاضي عنه. قال: صنفت في هذا السفر دعاء وسميته مفتاح الفلاح ولم أذكر اسمه لأحد. فذكر للشيخ المنام فبكى الشيخ وناوله نسخته، فهو أول من انتسخ الكتاب من خطه.

ومنهم: القاضي نعمان المصري، أبو حنيفة الشيعة، كان مالكيا، ثم اهتدى وصار إماميا، وصنف على طريق الشيعة كتبا، منها: كتاب دعائم الإسلام ينقل منه العلامة المجلسي في البحار والعلامة النوري في المستدرك، وشرح حاله في المستدرك (2). توفي سنة 363. وراجع إلى السفينة لغة " حنف ".

ومنهم: القاضي نور الله، فراجع السفينة.

قطب:

ما أفاده القطب الراوندي في الخرائج من تفصيل معجزات

ص: 549


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 66، وجديد ج 67 / 251.
2- (2) المستدرك ج 3 / 313.

النبي (صلى الله عليه وآله)، وتفضيل كراماته على كرامات الأنبياء (1).

وما أفاده من آيات مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعجزاته (2). وفيه نقل ذلك عن إرشاد المفيد.

وما أفاده في وجوه إعجاز القرآن (3). وتقدم في " قرء " و " عجز " ما يتعلق بذلك.

كلام قطب الدين الكيدري في تهجين أحكام النجوم (4).

أقول: قطب الدين يطلق على جماعة كثيرة حتى أنه قد يشتبه بعضهم ببعض.

فمنهم: الشيخ قطب الدين الراوندي، سعيد أو سعد بن هبة الله بن الحسن، العالم الكامل المتبحر، الفقيه المحدث، المفسر المحقق، الحبر المعتمد، الثقة الجليل صاحب الخرائج وقصص الأنبياء ولب اللباب وشرح النهج وغيره. توفي 14 شوال سنة 573، وقبره ببلدة قم.

ومنهم: قطب الدين الكيدري، أبو الحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيسابوري. الشيخ الفقيه الفاضل الماهر، صاحب كتب شريفة، وله أشعار كثيرة، وكان معاصرا للقطب الراوندي.

ومنهم: قطب الدين الرازي، محمد بن محمد البويهي، الحكيم الفقيه المتأله، صاحب شرح الشمسية والمطالع وغيرهما. أجازه العلامة في شعبان سنة 713، وعن الشهيد أنه اجتمع معه في أواخر شعبان سنة 776. وقال الشهيد: إنه بحر لا ينزف، وأجازني جميع ما يجوز عنه روايته. ثم توفي 12 ذي القعدة السنة المذكورة ودفن بالصالحية. قال: وكان إمامي المذهب بغير شك. وراجع لتفصيل أحواله إلى السفينة.

ص: 550


1- (1) ط كمباني ج 6 / 255، وجديد ج 17 / 250.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 600، وجديد ج 42 / 18.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 31، وجديد ج 92 / 121.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 158، وجديد ج 58 / 279.

ومنهم: قطب الدين، محمد الإشكوري اللاهيجي صاحب كتاب محبوب القلوب.

ومنهم: قطب الدين، المشهور بالقطب المحيي محمد كوشكناري أستاذ ملا جلال الدواني.

ومنهم: العلامة الشيرازي محمود بن مصلح الشافعي خال السعدي، وله كتب.

قطبة بن ميمون: روى الحجال عنه، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في المستدرك (1).

قطر:

قال تعالى: * (وأسلنا له عين القطر) * بالكسر فالسكون، أي أذبنا له معدن النحاس، كما في المجمع. وقال القمي: عين القطر: الصفر (2).

وقال تعالى: * (سرابيلهم من قطران) * السرابيل القميص.

تفسير علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله:

* (سرابيلهم من قطران) * هو الصفر الحار الذائب. يقول إنتهى حره يقول الله * (وتغشى وجوههم النار) * وسربلوا ذلك الصفر فتغشى وجوههم النار (3).

والنبوي السجادي (عليه السلام): ما من جرعة أحب إلى الله من جرعتين - إلى أن والنبوي السجادي (عليه السلام): ما من جرعة أحب إلى الله من جرعتين - إلى أن قال: - وما من قطرة أحب إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمع في سواد الليل من خشية الله (4). وتقدم في " جرع " و " خطا ": باقي الرواية ومواضعها.

وما يتعلق بالقنطار يذكر في " قنطر ".

قطع:

النبوي (صلى الله عليه وآله): يا علي لا قطع في ثمر ولا كثر (5).

ص: 551


1- (1) المستدرك ج 1 / 296.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 330، وجديد ج 60 / 180.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 375، وجديد ج 8 / 288.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 15، و ج 17 / 158، و ج 21 / 95، وجديد ج 69 / 377، و ج 78 / 152، و ج 100 / 14.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 17، وجديد ج 77 / 57.

أقول: أي ليس قطع اليد في سرقة الثمر ما دام في رأس النخلة. ولعل الحكم مخصوص بما إذا كان معلقا على النخل قبل أن يجد ويحرز. وقوله: ولا كثر، بفتح الكاف والمثلثة، هو جمار النخل.

وعن النهاية هو شحمه الذي في وسط النخلة. وعن المناوي وتمامه إلا ما آواه الجرين. فبين الحالة التي فيها القطع وهو كون المال في حرز.

وعنون في الوسائل بابا أنه لا يقطع إلا من سرق من حرز.

وقال في الرياض: ولا يقطع في سرقة الثمر وهو على الشجر، ويقطع سارقه بعد صرمه وإحرازه بلا خلاف في الأخير. ثم ذكر من النصوص القوي لا قطع في ثمرة ولا كثر. والكثر شحم النخل - الخ.

قطف:

خبر القطيفة التي جاء بها جعفر الطيار من أرض الحبشة إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: لأدفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فأعطاها عليا (عليه السلام)، فباعها بألف مثقال ذهب وفرقها في الفقراء (1).

خبر قطيفة أخرى كانت في غنائم بدر ففقدت، فقال رجل: أخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).

الكفاية: في رواية مفصلة عن الصادق (عليه السلام) قال: - إلى أن قال: - أو لم ينسبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى ما نسبوه من حديث زيد؟ أو لم ينسبوا علي بن أبي طالب إلى ما نسبوه من حديث القطيفة؟ - الخبر (3).

قطم:

قطامة بنت الأخضر: من أعداء مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، أعانت ابن ملجم في قتله. قضاياهما في البحار (4).

ص: 552


1- (1) ط كمباني ج 6 / 576، و ج 9 / 198 و 515، و ج 10 / 23، وجديد ج 21 / 19، و ج 37 / 105، و ج 41 / 31، و ج 43 / 76.
2- (2) جديد ج 19 / 268، وط كمباني ج 6 / 463.
3- (3) ط كمباني ج 2 / 121، وجديد ج 4 / 55.
4- (4) جديد ج 42 / 229 و 264، وط كمباني ج 9 / 656 و 665.

قطن:

قال تعالى: * (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) * قال (صلى الله عليه وآله): كل اليقطين، فلو علم الله تعالى شجرة أخف من هذا لأنبتها على أخي يونس (1).

وقصته في البحار (2). وتقدم في " دبا " ما يتعلق به.

لباس القطن أفضل فإنه لباس رسول الله والأئمة صلوات الله عليهم.

اليقطيني: محمد بن عيسى بن عبيد، الثقة الجليل المذكور هو ويقطان أولاده في الرجال.

الدارقطني: هو علي بن عمر بن أحمد البغدادي الشافعي الفقيه الحافظ المحدث. يروي عنه أبو نعيم الحافظ. توفي سنة 385، ودفن ببغداد قرب قبر معروف الكرخي. ودار قطن محلة كبيرة ببغداد.

ابن قطان: هو الشيخ شمس الدين محمد بن شجاع القطان الأنصاري الحلي، العالم الكامل صاحب كتاب معالم الدين في فقه آل يس، المنقول فتاويه في كتب الأصحاب.

قطا:

باب الدراج والقطا (3).

حياة الحيوان: القطا معروف، واحده قطاة. وهو نوعان كدري وجوني:

فالجونية تغرغر بصوت في حلقها، والكدرية فصيحة تنادي باسمها. وفي طبعها أنها إذا أرادت الماء ارتفعت من أفاحيصها عند طلوع الفجر، فتقطع إلى طلوع الشمس سبع مراحل، فحينئذ تقع على الماء فتشرب نهلا. والعرب تصف القطا بحسن المشي، وتشبه مشي النساء الخفرات بمشيها.

روى جابر أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من بنى لله مسجدا، ولو كمفحص قطاة، بنى الله تعالى له بيتا في الجنة. مفحص القطاة بفتح الميم موضع الذي تجثم فيه وتبيض.

ص: 553


1- (1) ط كمباني ج 14 / 553.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 423، وجديد ج 62 / 297، و ج 14 / 382 و 383.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 742، وجديد ج 65 / 43.

وقيل في وجه التشبيه وجوها، فراجع البحار (1).

والحسيني (عليه السلام): لو ترك القطا لنام (2).

وفي المجمع: قطا ضرب من الحمام يشبه الفاختة والقماري. وفي المثل أهدى من القطا. قيل: إنه يطلب الماء عشرة أيام وأكثر، فترجع ولا تخطئ صادرة ولا واردة. ويأتي في " يرق ": نفعه لصاحب اليرقان (3).

قعد:

أبواب ما يتعلق بشهر ذي القعدة (4).

باب صوم يوم دحو الأرض (5).

وفيه الرضوي (عليه السلام): ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم وولد فيها عيسى بن مريم. وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة. ومن صام يومها كمن صام ستين شهرا. وتقدم في " حجج ": أنه من أشهر الحج، وفي " حرم ": أنه من أشهر الحرم.

وفي أول ذي القعدة اخرج آدم من الجنة، وفي الثالث والعشرين وفاة مولانا أبي الحسن الرضا (عليه السلام) على قول، والمشهور في آخر صفر (6).

وأما وقائع ذي القعدة:

اليوم الأول: خروج آدم صفي الله من الجنة، وواعد الله موسى ثلاثين ليلة وأتمها بعشر، وواقعة بدر الصغرى ورجوعهم بغير قتال، وخروج النبي إلى العمرة، ووقوع الصلح في الحديبية، ومات أبو طالب وبعده خديجة بثلاثة أيام، وقيل غير ذلك، وفيه شهادة مولانا الجواد (عليه السلام) أو في آخره، ومحاصرة الحجاج ابن الزبير بمكة، وفيه ولادة مولاتنا المعصومة بنت الكاظم (عليه السلام).

ص: 554


1- (1) ط كمباني ج 14 / 743.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 203، وجديد ج 45 / 47.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 742، وجديد ج 65 / 43.
4- (4) ط كمباني ج 20 / 281، وجديد ج 98 / 211.
5- (5) ط كمباني ج 20 / 133، وجديد ج 97 / 122.
6- (6) ط كمباني ج 20 / 275 و 278، وجديد ج 98 / 189 و 198.

اليوم الثاني: رفع عيسى إلى السماء، وقتل الشلمغاني.

اليوم الثالث: خروج آدم وحواء من الجنة.

اليوم الرابع: سنة 64، وقعت البيعة لمروان.

اليوم الخامس: فيه رفع إبراهيم وإسماعيل قواعد البيت الشريف. وتوفي السيد علي بن طاووس سنة 664.

اليوم السادس: فيه غزوة الأحزاب على قول.

اليوم السابع: فيه يبس يقطين يونس.

اليوم الثامن: فيه قتل عمرو بن عبد ود بيد أمير المؤمنين (عليه السلام).

اليوم التاسع: دعاؤه (صلى الله عليه وآله) على الأحزاب، فأرسل عليهم الرعب، وفيه كتاب مسلم بن عقيل إلى مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وكذا كتاب أهل الكوفة إليه.

اليوم العاشر: توفي أحمد بن طولون، وتوفي الشيخ الجليل الشيخ محمد بن الحسن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني.

اليوم الحادي عشر: ميلاد مولانا الرضا (عليه السلام) على قول، وفيه وفاة مولانا الجواد (عليه السلام) على قول، وميلاد الشيخ المفيد سنة 8 - 333.

اليوم الثاني عشر: فيه حاصر النبي (صلى الله عليه وآله) بني قريظة إلى ثلاثة أيام، وتوفي قطب الدين الرازي تلميذ العلامة.

اليوم الثالث عشر: مات المكتفي بالله العباسي سنة 290، والميرزا محمد الرجالي سنة 1028، وبيعة المقتدر، ورفع إدريس إلى السماء.

اليوم الرابع عشر: بلغ يونس إلى قومه، ودعاهم فأجابوه، وفيه قتل الحلاج اللعين الصوفي، سنة 309، وفيه خلع الراشد.

اليوم الخامس عشر: ميلاد مولانا الرضا (عليه السلام) على قول.

اليوم السادس عشر: قتل المسترشد (خليفة 30 عباسي).

اليوم السابع عشر: فيه نزل العذاب على أصحاب الرس، وقتل ابن هبيرة والي العراقين.

ص: 555

اليوم الثامن عشر: رأى الراهب صومعته في الحركة، ورأي الخط في المحراب في الشهر السادس من حمل النبي (صلى الله عليه وآله).

اليوم التاسع عشر: ولد إسحاق النبي، وخروج الرسول من جعرانة.

اليوم الواحد والعشرون: مات أبو الفضل المقتدر.

اليوم الثاني والعشرون: توفي علي بن محمد المعروف بابن عصفور، سنة 669.

اليوم الثالث والعشرون: قتل إرميا النبي (عليه السلام)، واستحباب زيارة مولانا الرضا (عليه السلام)، وفيه شهادته على قول.

اليوم الرابع والعشرون: فيه غزوة السويق، وفيه توفي العالم العامل والورع النبيل الحاج ملا محمد باقر درودي النيشابوري.

اليوم الخامس والعشرون: فيه دحو الأرض من تحت الكعبة، وفيه ولد إبراهيم وعيسى على قول، وفيه استقرار السفينة على الجودي، وفيه خروج الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو، وفيه بناء آدم الكعبة، وفيه ولد محمد ابن أبي بكر وأمه أسماء بنت عميس.

وفيه أو بعده، خروج الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى حجة الوداع.

اليوم السادس والعشرون: تكلم عيسى بعد ولادته.

اليوم السابع والعشرون: أوتي عيسى الكتاب.

اليوم الثامن والعشرون: تحريض القاضي المعتصم لقتل مولانا الجواد (عليه السلام).

اليوم التاسع والعشرون: سم مولانا الجواد (عليه السلام) في ضيافة بعض كتاب المعتصم.

اليوم الثلاثون: قبض مولانا الجواد (عليه السلام) مسموما.

قعدد:

قعدد بني هاشم: لقب عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، يعني قريب الآباء إلى الجد الأكبر، يطلق على البعيد منه عكسه، وهو من الأضداد.

ذكرناه في الرجال.

قعس:

معاني الأخبار: في النبوي: اللهم عليك بالأقيعس. يعني معاوية،

ص: 556

وهو تصغير الأقعس، وهو الملتوي العنق. والقعاس التواء يأخذ في العنق من ريح، كأنما يكسره (1).

قعقع:

معنى المثل المعروف: لا يقعقع لي بالشنان. قال الميداني: القعقعة تحريك الشئ اليابس الصلت مع صوت مثل السلاح وغيره، والشنان جمع شن، وهي القربة اليابسة، وهم يحركونها إذا أرادوا حث الإبل على السير لتفزع فتسرع.

قال النابغة:

كأنك من جمال بني أقيس * يقعقع خلف رجليه بشن يضرب لمن لا يتضع لما تنزل به من حوادث الدهر، ولا يروعه ما لا حقيقة له (2).

قعا:

أقعى الكلب جلس على استه. في المجمع: نهي عن الإقعاء في الصلاة بين السجدتين، وهو أن يضع ألييه على عقبيه. قاله الجوهري. وهذا تفسير الفقهاء فأما أهل اللغة: فالإقعاء عندهم أن يلصق الرجل ألييه بالأرض وينصب ساقيه ويتساند إلى ظهره، من أقعى الكلب إذا جلس على استه مفترشا رجليه، وناصبا يديه. إنتهى. وبعض الكلام فيه (3).

الروايات الناهية عن الإقعاء في الصلاة مطلقا:

منها: رواية زرارة عن الباقر (عليه السلام): لا تقع على قدميك، ولا تفترش ذراعيك (4).

ورواية أبي بصير عن الصادق (عليه السلام): لا تقع بين السجدتين إقعاء (5). قال الصدوق: الإقعاء أن يضع الرجل ألييه في عقبيه (6).

الكلمات والاختلاف فيها وفي حكمه، ومعناه والرخصة فيه من النصوص، وذهب الأكثر إلى كراهته، ونقل الإجماع عليه، فراجع البحار (7).

ص: 557


1- (1) ط كمباني ج 8 / 560، وجديد ج 33 / 164.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 487، وجديد ج 32 / 459.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 230، وجديد ج 45 / 151.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 186، وص 185، وجديد ج 84 / 202، وص 198.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 186، وص 185، وجديد ج 84 / 202، وص 198.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 186، وص 185، وجديد ج 84 / 202، وص 198.
7- (7) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 373 و 372، وجديد ج 85 / 186.

قفع:

ذكر ما جرى بين ابن المقفع وابن أبي العوجاء في المسجد الحرام:

التوحيد: عن أبي منصور المتطبب قال: أخبرني رجل من أصحابي قال: كنت أنا وابن أبي العوجاء و عبد الله بن المقفع في المسجد الحرام، فقال ابن المقفع: ترون هذا الخلق؟ - وأومى بيده إلى موضع الطواف - ما منهم أحد أوجب له اسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس، يعني جعفر بن محمد، فأما الباقون فرعاع وبهائم.

فقال له ابن أبي العوجاء: وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟ قال: لأني رأيت عنده ما لم أر عندهم.

فقال ابن أبي العوجاء: ما بد من اختبار ما قلت فيه منه. فقال له ابن المقفع:

لا تفعل فإني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك. فقال: ليس ذا رأيك ولكنك تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه المحل الذي وصفت.

فقال ابن المقفع: أما إذا توهمت علي هذا فقم إليه وتحفظ ما استطعت من الزلل، ولا تثن عنانك إلى استرسال يسلمك إلى عقال، وسمه مالك أو عليك.

قال: فقام ابن أبي العوجاء وبقيت وابن المقفع، فرجع إلينا وقال: يا بن المقفع ما هذا ببشر، وإن كان في الدنيا، روحاني يتجسد إذا شاء ظاهرا ويتروح إذا شاء باطنا فهو هذا.

فقال له: وكيف ذاك؟ قال: جلست إليه، فلما لم يبق عنده غيري ابتدأني فقال:

إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء وهو على ما يقولون - يعني أهل الطواف - فقد سلموا وعطبتم، وإن لم يكن الأمر كما تقولون - وليس كما تقولون - فقد استويتم وهم.

فقلت له: يرحمك الله وأي شئ نقول وأي شئ يقولون؟ ما قولي وقولهم إلا واحدا. فقال: كيف يكون قولك وقولهم واحدا، وهم يقولون أن لهم معادا وثوابا وعقابا، ويدينون بأن للسماء إلها وأنها عمران، وأنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد.

قال: فاغتنمتها منه فقلت له: ما منعه إن كان الأمر كما تقول أن يظهر لخلقه

ص: 558

ويدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف منهم اثنان؟ ولما احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل؟ ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به؟ فقال لي: ويلك وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك؟! نشؤك ولم تكن، وكبرك بعد صغرك، وقوتك بعد ضعفك، وضعفك بعد قوتك، وسقمك بعد صحتك، وصحتك بعد سقمك، ورضاك بعد غضبك، وغضبك بعد رضاك، وحزنك بعد فرحك، وفرحك بعد حزنك، وحبك بعد بغضك، وبغضك بعد حبك، وعزمك بعد إبائك، وإباؤك بعد عزمك، وشهوتك بعد كراهتك، وكراهتك بعد شهوتك، ورغبتك بعد رهبتك، ورهبتك بعد رغبتك، ورجاؤك بعد يأسك، ويأسك بعد رجائك، وخاطرك بما لم يكن في وهمك وعزوب ما أنت معتقده من ذهنك. وما زال يعد علي قدرته التي في نفسي التي لا أدفعها حتى ظننت أنه سيظهر فيما بيني وبينه (1).

أقول: ابن المقفع: هو أبو الحسن عبد الله بن المقفع الفارسي، الفاضل المشهور الماهر في صنعة الإنشاء والأدب، كان مجوسيا أسلم على يد عيسى بن علي عم المنصور بحسب الظاهر، وكان كابن أبي العوجاء وابن طالوت وابن الأعمى على طريق الزندقة، وهو الذي عرب كتاب " كليلة ودمنة " وصنف الدرة اليتيمة، وكان كاتبا لعيسى. قتله سفيان بن معاوية عامل المنصور بالبصرة في سنة 143 بأمر المنصور.

وكيفية قتله أنه كان سفيان عليه ساخطا لأنه قال يوما له: يا بن المغتلمة، فدخل ابن المقفع يوما على سفيان وعنده غلمانه وتنور نار يسجر، فقال سفيان:

أتذكر يوما قلت لي كذا وكذا؟ أمي مغتلمة إن لم أقتلك قتلة لم يقتل بها أحد. ثم قطع أعضاءه عضوا عضوا وألقاها وهو ينظر إليها، حتى أتى على جميع جسده، ثم أطبق التنور عليه. ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح قول أمير المؤمنين (عليه السلام): رب عالم قد قتله جهله وعلمه معه لم ينفعه.

ص: 559


1- (1) ط كمباني ج 2 / 14، وجديد ج 3 / 42.

قلب:

باب القلب وصلاحه وفساده (1). والآيات فيه (2).

البقرة: * (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم) * - الآية، وقال: * (في قلوبهم مرض) * - الآية، و * (ثم قست قلوبكم) *.

آل عمران: * (في قلوبهم زيغ) *.

وقال تعالى: * (وجعلنا قلوبهم قاسية) *. وقال: * (كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين) *. وقال: * (نطبع على قلوب المعتدين) *. وقال تعالى: * (لاهية قلوبهم) * - الآية. وقال تعالى: * (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) * وقال تعالى: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) *. وقال تعالى: * (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) *.

وقال تعالى: * (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) *. وقال تعالى: * (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) *.

في أنه يطلق القلب على اللحم الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر، وهو لحم مخصوص، وهذا القلب موجود للبهائم وللميت أيضا. ويطلق القلب على اللطيفة الربانية الروحانية، لها بهذا القلب الجسماني تعلق (3). وتقدم في " روح " ما يتعلق بذلك.

في بيان مثال القلب وتسلط الشيطان على القلب (4).

في بيان مثال القلب وتسلط الشيطان على القلب (4).

الكافي: في الصحيح عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من قلب إلا وله أذنان على إحداهما ملك مرشد وعلى الأخرى شيطان مفتن، هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها - الخبر (5).

الكافي: في الصحيح عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن

ص: 560


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 30، وجديد ج 70 / 27، إلى ص 33.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 30، وجديد ج 70 / 27، إلى ص 33.
3- (3) جديد ج 70 / 35، وص 38.
4- (4) جديد ج 70 / 35، وص 38.
5- (5) جديد ج 70 / 33، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 176. ونحوه ص 264 و 270، و ج 14 / 616. ونحوه فيه ص 616، وجديد ج 63 / 205، و ج 68 / 274، و ج 69 / 178 و 198.

إلا ولقلبه أذنان في جوفه: اذن ينفث فيها الوسواس الخناس، وأذن ينفث فيها الملك، فيؤيد الله المؤمن بالملك، وذلك قوله: * (وأيدهم بروح منه) * (1).

وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله سبحانه خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس (2).

الخصال: عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في الإنسان مضغة إذا هي سلمت وصحت سلم بها سائر الجسد، فإذا سقمت سقم بها سائر الجسد وفسد، وهي القلب (3). ورواه في أوائل كتاب صحيح البخاري (4) نحوه.

الخصال: في النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا طاب قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد (5).

كتاب مطالب السؤول، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال يوما: أعجب ما في الإنسان قلبه. فيه مواد من الحكمة وأضداد لها من خلافها، فإن سنح له الرجاء ولهه الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف، وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ، وإن أسعد بالرضا نسي التحفظ، وإن ناله الخوف شغله الحزن، وإن أصابته مصيبة قصمه الجزع، وإن وجد مالا أطغاه الغنى، وإن عضته فاقة شغله البلاء، وإن أجهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط به الشبع كظته البطنة، فكل تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد - الخبر (6).

علل الشرائع: عنه (عليه السلام) نحوه (7). نهج البلاغة نحوه (8).

علل الشرائع: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه: إن منزلة القلب من الجسد

ص: 561


1- (1) جديد ج 70 / 47 و 48، و ج 63 / 194، و ج 69 / 199، وط كمباني ج 14 / 614، و ج 15 كتاب الإيمان ص 270.
2- (2) جديد ج 70 / 48 و 61، و ج 63 / 246. ويقرب منه ط كمباني ج 14 / 626. وبمعناه في ج 15 كتاب الأخلاق ص 39.
3- (3) جديد ج 70 / 50، و ج 61 / 23، وط كمباني ج 14 / 394.
4- (4) صحيح البخاري ج 1 / 20.
5- (5) جديد ج 70 / 50.
6- (6) جديد ج 5 / 56، وط كمباني ج 3 / 17.
7- (7) جديد ج 70 / 52، وص 60.
8- (8) جديد ج 70 / 52، وص 60.

بمنزلة الإمام من الناس الواجب الطاعة عليهم، ألا ترى أن جميع جوارح الجسد شرط للقلب وتراجمة له مؤدية عنه: الأذنان والعينان والأنف والفم واليدان والرجلان والفرج. فإن القلب إذا هم بالنظر فتح الرجل عينيه - الخبر (1).

وفي احتجاج هشام بن الحكم مع عمرو بن عبيد في إثبات الإمامة قال: قلت:

ألك قلب؟ قال: نعم. قلت: وما تصنع به؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح - الخبر فراجع البحار (2).

وتقدم في " روح ": كلمات مولانا الصادق (عليه السلام) في رسالة الإهليلجة في أحوال القلب في المنام وأن الحواس لا تعرف شيئا إلا بالقلب، والقلب في أفعاله لا يحتاج إلى الحواس الظاهرة.

حلية الأولياء: روى عن سلمان قال: مثل القلب والجسد مثل الأعمى والمقعد، قال المقعد: أرى ثمرة ولا أستطيع القيام فاحملني، فحمله فأكل وأطعمه (3).

كشف اليقين: العلوي (عليه السلام): يا بن عباس! وكيف تنام وعينا قلب مشغول، يا بن عباس! ملك جوارحك قلبك فإذا أرهبه أمر طار النوم عنه - الخبر (4).

أقول: يمكن أن يقرأ ملك على وزن " خشن " يعني سلطان جوارحك قلبك، أو يجعل فعل الماضي والجوارح مفعوله والقلب فاعله، أو يجعل فعل أمر من باب التفعيل، أي اجعل قلبك ملكا ومالكا للجوارح فيكون ملكت القلب على الجوارح.

في أن القلب هو المخاطب في الحقيقة، وهو موضع التميز والاختيار، والأعضاء مسخرة له، استدل عليه بالقرآن والحديث والعقل.

ص: 562


1- (1) جديد ج 70 / 53، و ج 61 / 249 و 304، وط كمباني ج 14 / 459 و 477.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 3، و ج 14 / 459، وجديد ج 23 / 7، و ج 61 / 248.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 416، وجديد ج 61 / 103.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 167، وجديد ج 29 / 550.

أما القرآن فقوله تعالى: * (نزله على قلبك) *. وقوله تعالى: * (نزل به الروح الأمين على قلبك) *. وقوله: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) *. وقوله:

* (ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) * وغير ذلك، والحديث ما تقدم.

وأما العقل فوجوه: الأول: أن القلب إذا غشي عليه، فلو قطع سائر الأعضاء لم يشعر به، وإذا أفاق يشعر بجميع ما ينزل بالأعضاء من الآفات، فدل على أن الأعضاء تبع للقلب، ولذلك إذا فرح أو حزن فإنه يتغير حال الأعضاء عند ذلك.

والثاني: أن القلب منبع المشيئات الباعثة على الأفعال الصادرة من سائر الأعضاء، وإذا كانت المشيئات مبادئ الأفعال، ومنبعها هو القلب، فالآمر المطلق هو القلب. وغير ذلك، فراجع البحار (1).

تشريح القلب (2).

ويشهد لذلك الروايات الواردة في أن الإيمان ما استقر في القلب وعقد به وصدقه العمل بالطاعات، فراجع البحار (3).

تفسير قوله تعالى: * (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) * وأنه نزل في أبي معمر حميد بن معمر بن حبيب الظهري (الفهري - كذا في ط جديد)، كان لبيبا حافظا لما يسمع، وكان يقول: في جوفي قلبان أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد، وكانت قريش تسميه ذا القلبين - الخبر (4).

تفسير مولانا الصادق (عليه السلام) لهذه الآية وتقسيمه الناس بمحبهم ومبغضهم ولا يجتمع الحب والبغض في قلب واحد، وأن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا ويبغض بهذا، وعلى المحب أن يخلص الحب لهم، ومن أراد أن يمتحن قلبه فلينظر، فإن شارك في حبهم عدوهم فليس منهم وليسوا منه.

ص: 563


1- (1) ط كمباني ج 14 / 393 و 394، وجديد ج 61 / 22.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 494، وجديد ج 62 / 34.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 170 و 171 - 176، وجديد ج 68 / 251.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 682، وجديد ج 22 / 49.

وقال علي (عليه السلام): لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان، ثم قرأ هذه الآية. فراجع للتفصيل إلى البحار (1).

واعلم أن بدن الإنسان بمنزلة مدينة كبيرة لها حصن منيع هو القلب، بل هو العالم الصغير من جهة والعالم الكبير من جهة أخرى، والله سبحانه هو سلطان القلب ومدبره، بل القلب عرشه، وحصنه بالعقل والملائكة، ونوره بالأنوار الملكوتية، واستخدمه القوى الظاهرة والباطنة، والجوارح والأعضاء الكثيرة.

ولهذا الحصن أعداء كثيرة من النفس الأمارة، والشياطين الغدارة، وأصناف الشهوات النفسانية، والشبهات الشيطانية.

فإذا مال العبد بتأييده سبحانه إلى عالم الملكوت، وصفى قلبه بالطاعات والرياضات عن شوك الشكوك والشبهات وقذارة الميل إلى الشهوات، استولى عليه حبه تعالى ومنعه عن حب غيره، فصارت القوى والمشاعر وجميع الآلات البدنية مطيعة للحق منقادة له، ولا تأتي شئ منها بما ينافي رضاه.

وإذا غلبت عليه الشقوة وسقط في مهاوي الطبيعة، استولى الشيطان على قلبه وجعله مستقر ملكه، ونفرت عنه الملائكة، وأحاطت به الشياطين وصارت أعماله كلها للدنيا وإرادته كلها للهوى، فيدعي أنه يعبد الله وقد نسي الرحمن وهو يعبد النفس والشيطان.

فظهر أنه لا يجمع حب الله وحب الدنيا ومتابعة الله ومتابعة الهوى في قلب واحد، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه (2).

كلام من العلامة المجلسي في مراعاة القلب، فإن رآه مقبلا شكر الله وطلب الزيادة لئلا يزيغ، وإلا تاب وتدارك (3).

تفسير قوله: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) *:

ص: 564


1- (1) ط كمباني ج 7 / 157. ونحوه فيه ص 368، وجديد ج 24 / 317، و ج 27 / 51.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 174، وجديد ج 75 / 208.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 277، وجديد ج 69 / 221.

في خطبة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان أسمائه وفضائله قال: وأنا ذو القلب، يقول الله عز وجل: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) * - الخ (1).

نزول هذه الآية في حقه (عليه السلام) حيث صلى ركعتين ولم يحدث نفسه بشئ من أمور الدنيا، وأعطاه الرسول (صلى الله عليه وآله) الناقتين اللتين جعلهما لمن صلى كذلك، كما في " نوق "، فراجع إليه وإلى البحار (2).

وفي كلمات موسى الكاظم (عليه السلام) لهشام المروية في الكافي باب العقل:

يا هشام إن الله تعالى يقول في كتابه * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) * يعني عقل - الخبر.

تفسير قوله تعالى: * (إلا من أتى الله بقلب سليم) *:

عن الطبرسي قال: روي عن مولانا الصادق (عليه السلام) الله بقلب سليم) *:

عن الطبرسي قال: روي عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: هو القلب الذي سلم من حب الدنيا. وهذا مع سائر كلمات الطبرسي في هذه الآية في البحار (3).

وفي رواية أخرى قال: السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه (4).

والكافي عن الصادق (عليه السلام) مثله (5).

تفسير قوله تعالى: * (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم) * - الآية:

كلمات الإمام العسكري في تفسيره في هذه الآية (6).

تفسير قوله تعالى: * (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) * في البحار (7).

وفي حديث علة قول يوسف لإخوانه حين اعترفوا بخطاهم: * (لا تثريب عليكم اليوم) *. وقولهم لأبيهم: * (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا) * قال: * (سوف أستغفر

ص: 565


1- (1) ط كمباني ج 9 / 10، و ج 8 / 586، وجديد ج 35 / 46، و ج 33 / 284، والبرهان ج 2 / 1043.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 114، وجديد ج 36 / 161.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 235، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 84، وجديد ج 7 / 152، و ج 70 / 239.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39 و 37.
5- (5) فيه ص 84، وجديد ج 70 / 59 و 54 و 239.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 66، وجديد ج 70 / 170.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 16 و 171، وجديد ج 67 / 55، و ج 68 / 255.

لكم) * أخر الاستغفار لهم لأن قلب الشاب أرق من قلب الشيخ (1).

الروايات المتعلقة بالقلب (2).

فيما أوحى الله تعالى إلى داود: كم ركعة طويلة فيها بكاء بخشية قد صلاها صاحبها لا تساوي عندي فتيلا حين نظرت في قلبه، فوجدته إن سلم من الصلاة وبرزت له امرأة وعرضت عليه نفسها أجابها، وإن عامله مؤمن خانه (3).

وتقدم في " حضر ": ما يتعلق بحضور القلب، وفي " صحب ": وصف أصحاب القائم (عليه السلام) كأن قلوبهم القناديل.

وعن الفضائل عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه رأى مكتوبا على الباب السابع من الجنة هذه الكلمات: لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي ولي الله، بياض القلب في أربع خصال: عيادة المريض، واتباع الجنائز، وشراء أكفان الموتى، ورد القرض (4).

خبر أن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء:

علل الشرائع: عن حمران قال: سمعت أبا جعفر صلوات الله عليه يقول: إذا كان الرجل على يمينك على رأي ثم تحول إلى يسارك، فلا تقل إلا خيرا، ولا تبرأ منه، حتى تسمع منه ما سمعت وهو على يمينك، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء، ساعة كذا وساعة كذا، وأن العبد ربما وفق للخير. قال الصدوق: قوله (عليه السلام): بين إصبعين من أصابع الله، يعني بين طريقين من طرق الله، ويعني بالطريقين طريق الخير وطريق الشر، إن الله عز وجل لا يوصف بالأصابع ولا يشبه بخلقه، تعالى عن ذلك علوا كبيرا (5).

أقول: الإصبع كاليد كناية عن القدرة، يعني أن القلوب مقهورة تحت قدرة الله واختياره يقلبها إلى ما شاء، وهذا معنى قوله: مقلب القلوب.

ص: 566


1- (1) ط كمباني ج 5 / 186، وجديد ج 12 / 280.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 303 و 304 و 400 و 307 و 309، وجديد ج 13 / 332 - 340 و 350 - 361.
3- (3) ط كمباني 5 / 342، وجديد ج 14 / 43.
4- (4) جديد ج 8 / 145، وط كمباني ج 3 / 332.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 131، وجديد ج 75 / 48.

وروى العامة دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله: يا مقلب القلوب، وقوله: يا أم سلمة أنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله، فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ، فراجع كتاب التاج (1) في باب أن القلوب في قبضة الرحمن.

الكافي: عن كليب بن معاوية الصيداوي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إياكم والناس، إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة فتركه وهو يجول لذلك ويطلبه - الخبر (2).

الروايات في معنى ذلك وأنه نكت في قلبه نكتة بيضاء فأضاء لها سمعه وقلبه في البحار (3).

الكافي: عن الباقر (عليه السلام) في حديث: إنما هي القلوب مرة تصعب ومرة تسهل - الخبر. وتقدم في " حول ": تفسير قوله تعالى: * (إن الله يحول بين المرء وقلبه) *.

وعن مولانا الصادق (عليه السلام) في قوله: * (ونقلب أفئدتهم) * قال: يقول: ننكس قلوبهم فيكون أسفل قلوبهم أعلاها.

وقال علي: من لم يعرف قلبه معروفا ولم ينكر منكرا نكس قلبه وجعل أعلاه أسفله فلم يقبل خيرا أبدا - الخبر.

إكمال الدين: عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في حديث وصاياه لكميل: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها - الخ (4). تحف العقول: عنه مثله (5)، وأمالي الطوسي ونهج البلاغة وغيرهما مثله (6).

أقول: وحيث أنه صلوات الله عليه أفضل الخلائق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقلبه أوعى القلوب كلها، فقلبه خير القلوب كلها فيكون قلب الله الواعي، ولشرافته نسب إلى الله تعالى.

ص: 567


1- (1) التاج، ج 5 / 121. ويقرب منه فيه ص 196.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 158، وجديد ج 68 / 207، وص 210.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 158، وجديد ج 68 / 207، وص 210.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 10، و ج 17 / 136، وجديد ج 78 / 76، و ج 23 / 45.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 60، وجديد ج 1 / 188، وص 189.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 60، وجديد ج 1 / 188، وص 189.

بصائر الدرجات، التوحيد: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أنا علم الله وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق وعين الله الناظرة، وأنا جنب الله، وأنا يد الله (1).

الإختصاص: عن الصادق (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال فيما يقول:

أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني. أيها الناس أنا قلب الله الواعي ولسانه الناطق وأمينه على سره وحجته على خلقه وخليفته على عباده، وعينه الناظرة في بريته ويده المبسوطة بالرأفة والرحمة - الخبر (2).

التوحيد: في الصحيح عن الصادق (عليه السلام) في حديث تقدم في " فوض " في وصف الأئمة (عليهم السلام): ولسانه الناطق وقلبه الواعي. تمامه في البحار (3).

وفي زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) المطلقة: فكنت أول من في الذر برءا، فعلمت ما علا ودنا وقرب ونأى، فأنت عينه الحفيظة التي لا تخفى عليها خافية، واذنه السميعة التي حازت المعارف العلوية، وقلبه الواعي البصير المحيط بكل شئ، ونوره الذي أضاء به البرية - الخبر، فراجع البحار (4).

وفي النبوي: إن القلب خزانة الله تعالى (5).

النبوي: إن لله آنية في الأرض فأحبها إلى الله ما صفا منها ورق وصلب، وهي القلوب - الخبر (6). وسيأتي قريبا.

وتقدم في " شيئا ": أن قلوبهم (عليهم السلام) أوعية لمشية الله سبحانه.

باب فيه أن القلب يهدي إلى القلب (7).

مجالس المفيد: عن الفضيل، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: انظر قلبك

ص: 568


1- (1) ط كمباني ج 7 / 131، وجديد ج 24 / 198.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 336، وجديد ج 26 / 257، وص 260.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 336، وجديد ج 26 / 257، وص 260.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 73، وجديد ج 100 / 349. وتمامها في ص 347 - 352.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، وجديد ج 70 / 59، وص 60.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، وجديد ج 70 / 59، وص 60.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 50، وجديد ج 74 / 181.

فإن أنكر صاحبك فقد أحدث أحدكما (1). ورأيت في أمالي المفيد مثله (2).

الدرة الباهرة: قال أبو الحسن صلوات الله عليه للمتوكل: لا تطلب الصفا ممن كدرت عليه، ولا النصح ممن صرفت سوء ظنك إليه، فإنما قلب غيرك لك كقلبك له (3).

وفي وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام): يا بني إن القلوب جنود مجندة تتلاحظ بالمودة وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض. فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه (4).

وتقدم في " بغض " ما يتعلق بذلك، وفي " نزل ".

كشف الغمة: قال (عليه السلام): اعرف المودة لك في قلب أخيك بما له في قلبك (5).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): قلوب الرجال وحشية، فمن تألفها أقبلت إليه (6).

في موت القلب: تقدم في " حيى ": العلوي (عليه السلام): ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار.

المكارم: قال (صلى الله عليه وآله): لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلوب تموت كالزروع إذا كثر عليها الماء (7).

الخصال: عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربع يمتن القلب: الذنب على الذنب، وكثرة مناقشة النساء، يعني محادثتهن، ومماراة الأحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى خير، ومجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله وما الموتى؟ قال: كل غني مترف (8).

ص: 569


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 50، وجديد ج 74 / 182.
2- (2) أمالي المفيد ص 5.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 50، وجديد ج 74 / 182.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 661. ونحوه فيه ص 662، و ج 14 / 430، وجديد ج 42 / 247 و 253، (4) ط كمباني ج 9 / 661. ونحوه فيه ص 662، و ج 14 / 430، وجديد ج 42 / 247 و 253، و ج 61 / 149.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 83، و ج 17 / 164، وجديد ج 46 / 291، و ج 78 / 174.
6- (6) جديد ج 74 / 178، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 49.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 875، وجديد ج 66 / 331.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 156، وكتاب العشرة ص 53، و ج 1 / 103، و ج 23 / 56، وجديد ج 2 / 128، و ج 103 / 242، و ج 73 / 349، و ج 74 / 194.

الخصال: عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال:

قال النبي (صلى الله عليه وآله) - إلى أن قال: - ثلاث مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأنذال، ومجالسة الأغنياء، والحديث مع النساء (1). ومثله فيما أوصى به إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

في المجمع: في الحديث: مجالسة الأنذال تميت القلوب. الأنذال جمع نذل والنذل الخسيس المحتقر في جميع أحواله.

ومن كلمات الصادق (عليه السلام): إن القلب يحيى ويموت. فإذا حيى فأدبه بالتطوع، وإذا مات فاقصره على الفرائض (3).

في ما يفسد القلوب:

الخصال: عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو والبذاء، وإتيان باب السلطان، وطلب الصيد. بيان: البذاء: الفحش والكلام القبيح (4).

أمالي الصدوق: عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: كان أبي يقول: ما شئ أفسد للقلب من الخطيئة. إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أسفله أعلاه وأعلاه أسفله. علل الشرائع: مثله (5).

وهذا معنى قوله تعالى: * (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) *. وبهذا تصير قلوبهم لا يفقهون بها يطبع الله عليها فلا تعقل (6).

ص: 570


1- (1) ط كمباني ج 23 / 56.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 56، و ج 15 كتاب العشرة ص 52.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 193، و ج 18 كتاب الصلاة ص 532، وجديد ج 78 / 278، و ج 87 / 47.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 799، و ج 16 / 149 و 129، و ج 15 كتاب العشرة ص 218، و ج 18 كتاب الصلاة ص 700، وجديد ج 65 / 282، و ج 79 / 110 و 252، و ج 75 / 370، و ج 89 / 73.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 38، وكتاب الكفر ص 156، وجديد ج 70 / 54، و ج 73 / 348.
6- (6) جديد ج 5 / 197، وط كمباني ج 3 / 55.

أمالي الطوسي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربعة مفسدة للقلوب: الخلوة بالنساء، والاستمتاع منهن، والأخذ برأيهن، ومجالسة الموتى. فقيل: يا رسول الله وما مجالسة الموتى؟ قال: مجالسة كل ضال عن الإيمان وجائر عن الأحكام (1).

فيما يقسي القلوب:

قال تعالى: * (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة) * - الآية.

الخصال: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي ثلاث يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان - الخبر (2).

وفي مناجاة موسى: وإن ترك ذكري يقسي القلوب (3).

علل الشرائع: عن ابن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب (4).

ومما يقسي القلوب إكثار الكلام، كما في كلام المسيح المروي عن الصادق (عليه السلام) (5).

ومما يرق القلوب العدس وهو يكثر الدمعة، كما تقدم في " عدس ".

المكارم: في الحديث: من أراد أن يرق قلبه فليدمن أكل البلس وهو التين (6).

في خلقة القلوب: تقدم في " روح ": مبدأ خلقة القلوب والأرواح.

ومن مسائل ابن أبي العوجاء عن الصادق صلوات الله عليه: لم يميل القلب إلى الخضرة أكثر مما يميل إلى غيرها؟ قال: من قبل أن الله تعالى خلق القلب

ص: 571


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 52، و ج 23 / 52، وجديد ج 103 / 226، و ج 74 / 192.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 799، و ج 16 / 149. وتمامه ج 17 / 17، و ج 15 كتاب العشرة ص 218، وجديد ج 65 / 282، و ج 79 / 252، و ج 75 / 370، و ج 77 / 56.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 38، وجديد ج 70 / 55.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 38، وجديد ج 70 / 55.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 411، وجديد ج 14 / 331.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 852، وجديد ج 66 / 186.

أخضر، ومن شأن الشئ أن يميل إلى شكله (1).

في أن العقل مسكنه القلب:

علل الشرائع: عن مولانا أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه قال: إن الغلظة في الكبد، والحياء في الريح، والعقل مسكنه القلب. والكافي قريب منه وفيه: العقل مسكنه في القلب (2).

أقول: ويشهد له قوله تعالى: * (لهم قلوب لا يفقهون بها) *.

وفي رواية الكفاية عن محمد بن مسلم، عن مولانا الصادق (عليه السلام): العقل من القلب (3).

أسرار الصلاة: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قلب المؤمن أجرد فيه سراج يزهر، وقلب الكافر أسود منكوس. وقال (صلى الله عليه وآله): لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت (4).

النوادر: النبوي (صلى الله عليه وآله): القلوب أربعة: قلب فيه إيمان وليس فيه قرآن، وقلب فيه إيمان وقرآن، وقلب فيه قرآن وليس فيه إيمان، وقلب لا إيمان فيه ولا قرآن - الخبر (5). والباقري (عليه السلام): القلوب أربعة (6).

النوادر: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن لله آنية في الأرض، فأحبها إلى الله ما صفا منها ورق وصلب، وهي القلوب. فأما مارق منها فالرقة على الأخوان، وأما ما صلب منها فقول القصد إلى الله تعالى بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال (7).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): إرعوا قلوبكم بذكر الله عز وجل، واحذروا النكت، فإنه يأتي على القلب تارات أو ساعات ليس فيه إيمان ولا كفر شبه الخرقة البالية والعظم النخر - الخبر.

ص: 572


1- (1) ط كمباني ج 14 / 398، وجديد ج 61 / 42.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 477، وجديد ج 61 / 304 و 305، وص 305.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 477، وجديد ج 61 / 304 و 305، وص 305.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، وجديد ج 70 / 59، وص 60، وص 51، وص 60.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، وجديد ج 70 / 59، وص 60، وص 51، وص 60.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، وجديد ج 70 / 59، وص 60، وص 51، وص 60.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، وجديد ج 70 / 59، وص 60، وص 51، وص 60.

أقول: وفي كتاب السلسبيل (1) عن مولانا الباقر صلوات الله عليه قال: إن القلوب ثلاثة: قلب منكوس لا يعي شيئا من الخير وهو قلب الكافر، وقلب الخير والشر فيه يعتجلان فأيهما كان منه غلب عليه، وقلب مفتوح فيه مصابيح تزهر لا يطفى نوره إلى يوم القيامة.

أقول: والمنكوس هو الذي أشار إليه في قوله: * (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم) * - الآية، وأشار إلى هذا اللعن في قوله: * (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) *.

النوادر: قال الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه: إذا نشطت القلوب فأودعوها، وإذا نفرت فودعوها (2).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): إن للقلوب شهوة وإقبالا وإدبارا فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها، فإن القلب إذا أكره عمي (3).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): لقد علق بنياط هذا الإنسان بضعة وهي أعجب ما فيه، وذلك القلب، وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها - الخ (4). ونحوه في خطبة الوسيلة (5).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة (6).

وعن مولانا الرضا (عليه السلام): إن للقلوب إقبالا وإدبارا ونشاطا وفتورا، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلت وملت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها (7).

ص: 573


1- (1) كتاب السلسبيل ص 263.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، و ج 17 / 218، وجديد ج 78 / 379.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، وجديد ج 70 / 61، وص 60.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، وجديد ج 70 / 61، وص 60.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 78، وجديد ج 77 / 280. و ج 70 / 60.
6- (6) جديد ج 70 / 61.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 211 و 212، و ج 18 كتاب الصلاة ص 532، وجديد ج 78 / 354 و 357، و ج 87 / 47.

كلمات الغزالي في الإحياء: القلب مثل قبة لها أبواب تنصب إليها الأحوال من كل باب - الخ (1).

نهج البلاغة، مشكاة الأنوار: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن للقلوب إقبالا وإدبارا: فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض (2). وعن مولانا الحسن العسكري (عليه السلام) نحوه (3).

وفي الروايات الشريفة أن الكمثرى يجلو القلب ويسكن أوجاع الجوف، إن شاء الله تعالى، ويدفع وجع القلب والغطاء الذي يكون عليه. والسفرجل يشجع الجبان ويجلو عن الفؤاد ويذهب بالضعف وينبت المودة في القلب، وهو قوة القلب وحياة الفؤاد ويجم القلب ويذكي القلب.

وهذه ألفاظ الروايات، وكلها في البحار (4). وفي الحديث: من أراد أن يرق قلبه فليدمن من أكل البلس وهو التين (5).

واللبان يمسح الحزن عن القلب، كما في النبوي (6).

باب الدعاء لوجع القلب (7).

مكارم الأخلاق: رقية لوجع القب، تقرأ هذه الآيات على الماء ويشربه: * (لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين سيهزم الجمع ويولون الدبر - إلى قوله: - أدهى وأمر إن الله يمسك السماوات والأرض - إلى قوله: - غفورا) * (8).

مدح قلوب المؤمنين:

ففي خطبة المخزون قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قلوب المؤمنين مطوية على

ص: 574


1- (1) ط كمباني ج 14 / 648، وجديد ج 63 / 333.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 529، ص 532، وجديد ج 87 / 30، وص 47.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 529، ص 532، وجديد ج 87 / 30، وص 47.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 850 و 852، وجديد ج 66 / 174 - 177 و 186.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 850 و 852، وجديد ج 66 / 174 - 177 و 186.
6- (6) ط كمباني ج 16 / 92، وجديد ج 76 / 321.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 209، وجديد ج 95 / 102.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 209، وجديد ج 95 / 102.

الإيمان، إذا أراد الله إظهار ما فيها فتحها بالوحي وزرع فيها الحكمة - الخ (1).

ما يتعلق بالقلب وأحواله في رسالة الإهليلجة، فراجع إلى البحار (2).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن قلوب الجهال يستفز عنها (ها - خ ل) الأطماع، وترهنها المنى، وتقلقها الخدائع (3).

قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) في وصيته لجابر: وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض، واطلب راحة البدن بإجمام القلب، وتخلص إلى إجمام القلب بقلة الخطأ، وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات، واستجلب نور القلب بدوام الحزن، وتحرز من إبليس بالخوف الصادق (4).

أبو قلابة: اسمه عبد الملك بن محمد، وقد روى الصدوق في كتاب العلل عن الطالقاني، عن أحمد بن إسحاق الماذراني بالبصرة، عنه، عن غانم بن الحسن السعدي، عن مسلم بن خالد المكي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه صلوات الله عليهما - الخ (5)، وقد ذكرنا في رجالنا في محل اسمه. وفي اسم الغانم جملة من رواياته.

أبو قلابة: من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله). روى أيوب السجستاني عنه، عنه (صلى الله عليه وآله)، حديث جوامع المكارم، كما في البحار (6).

بشارة المصطفى: بإسناده عن أيوب السجستاني، عنه، قال: سألت أم سلمة رضي الله عنها عن شيعة علي، فقالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: شيعة علي

ص: 575


1- (1) ط كمباني ج 13 / 220، وجديد ج 53 / 79.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 51 - 53، وجديد ج 3 / 161 - 169.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 132، وجديد ج 78 / 58.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 161، وجديد ج 78 / 164.
5- (5) العلل ج 1 / 120.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 16، و ج 17 / 36، و ج 15 كتاب العشرة ص 109 و 150، وجديد ج 69 / 382، و ج 77 / 120، و ج 74 / 383، و ج 75 / 120.

هم الفائزون يوم القيامة (1).

قلج:

القولنج داء مؤلم معروف. مما يدفعه أكل التين، كما تقدم في " تين ". وفي بعض الموارد يابسه أنفع من رطبه، وراجع باب التين (2).

المحاسن: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه: من بات وفي جوفه سبع ورقات من الهند باء أمن من القولنج ليلته تلك إن شاء الله (3).

المحاسن: عنه (عليه السلام) قال: الجزر أمان من القولنج والبواسير وتعين على الجماع (4).

طب الأئمة (عليهم السلام): عن الصادق (عليه السلام) في الدبا قال: إنه جيد لوجع القولنج (5).

وفي " دعا " ما يتعلق بذلك.

قلد:

باب فيه ذم تقليد غير الأهل (6).

الأعراف: * (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آبائنا) *. وقال تعالى: * (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا) *.

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)، الإحتجاج: في تفسير قوله تعالى: * (ومنهم أميون) * - الآية، في حديث طويل في ذم اليهود في تقليدهم أحبارهم ورهبانهم، وذم تقليد من لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه في حكايته ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لا يشاهدوه، قال الصادق (عليه السلام): أما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه - الخبر (7).

ص: 576


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 139، وجديد ج 68 / 138.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 852، وجديد ج 66 / 184 و 185 و 186.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 857، وجديد ج 66 / 208.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 859، وجديد ج 66 / 219.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 861، وجديد ج 66 / 228.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 90، وجديد ج 2 / 81.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 92، وجديد ج 2 / 88.

المحاسن: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) * فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون (1). وفي رواية أخرى بعد قوله وحرموا عليهم حلالا، فاتبعوهم (2)، وفي أخرى: ولكن أطاعوهم في معصية الله (3).

قرب الإسناد: عن ابن عيسى، عن البزنطي، عن مولانا الرضا صلوات الله عليه في حديث منعه من استجازه أن يقيس، قال: فأين التقليد الذي كانوا يقلدون جعفرا وأبا جعفر صلوات الله وسلامه عليهما (4).

وفي حديث الكافي من استجاز عن الصادق (عليه السلام) أن يأكل النبيذ لمرضه وقراقر بطنه، قال له: قد قلدتك ديني (5). وتقدم في " تبع " ما يتعلق بذلك، وكذا في " صعصع " في ترجمة صعصعة بن صوحان: حقيقة التقليد وكلماته في ذلك، وفي " فتى ".

وقال تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد) * يعني ذوات القلائد من الهدي. القلائد جمع القلادة: ما يجعل في العنق، وما يجعل ويقلد به الهدي من نعل وغيره ليعلم بها أنها هدي إلى الحج فلا يتعرض له. ونحو ذلك كلام الطبرسي في الآية (6).

وما يتعلق بالهدي والقلائد في البحار (7).

وقال تعالى: * (له مقاليد السماوات والأرض) * أي مفاتيحها. واحدها مقلد ومقلاد. ويقال: هو جمع لا واحد له. ومنه الحديث المذكور في " سيف ": أن السيوف مقاليد الجنة والنار. أي يتوصل بها إليهما.

ص: 577


1- (1) ط كمباني ج 1 / 95، وجديد ج 2 / 98، وص 97.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 95، وجديد ج 2 / 98، وص 97.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 95، وجديد ج 2 / 98، وص 97.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 162، وجديد ج 2 / 299.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 508، وجديد ج 62 / 88. ونحوه في ص 85.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 436، وجديد ج 19 / 149.
7- (7) ط كمباني ج 21 / 64، وجديد ج 99 / 277.

تفسير المقاليد بذكر الذي يقال في الصباح والمساء (1).

إنفاق فاطمة الزهراء صلوات الله عليها قلادتها في سبيل الله تعالى (2).

وقضايا المربوطة بقلادتها في البحار (3). وتقدم في " برك ": بركاتها.

نوادر الراوندي: بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قلدوا النساء ولو بسبر (4).

أقول: والسبر لعله شئ يؤخذ من ثياب السابري.

قلس:

القلنسوة مفرد جمعها قلانس. ذكر قلانس الرسول (صلى الله عليه وآله) (5) ووصف عمامته وقلنسوته فيه (6).

قرب الإسناد: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا ظهرت القلانس المتركة (المشركة - خ ل) ظهر الرياء (الزناء - خ ل) (7). وفي ذيله بيان اختلاف النسخ ومعانيها.

خ ل) ظهر الرياء (الزناء - خ ل) (7). وفي ذيله بيان اختلاف النسخ ومعانيها.

الكافي: عن الحسين بن المختار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إعمل لي قلانس بيضاء ولا تكسرها، فإن السيد مثلي لا يلبس المكسر (8).

خبر قلنسوة الإمام العسكري (عليه السلام) (9).

حرز القلنسوة، بعثه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى النجاشي لدفع الصداع (10).

قلل:

إن الله تعالى مدح القلة في كتابه، كما في وصية مولانا الكاظم

ص: 578


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 496، وجديد ج 86 / 281.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 8 و 10 و 24 - 26، وجديد ج 43 / 27 و 20 و 18 - 86.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 86 و 241، وجديد ج 43 / 309، و ج 45 / 191.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 61، وجديد ج 103 / 261.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 127، وجديد ج 16 / 121 و 122.
6- (6) جديد 16 / 250، وط كمباني ج 6 / 155.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 333، وجديد ج 18 / 145.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 117، وجديد ج 47 / 45.
9- (9) ط كمباني ج 12 / 167، وجديد ج 50 / 294.
10- (10) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 196، وجديد ج 95 / 48.

صلوات الله عليه لهشام، قال: يا هشام ثم ذم الكثرة فقال * (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) *. وقال: * (أكثر الناس لا يعقلون) *، * (وأكثرهم لا يشعرون) *. يا هشام ثم مدح القلة فقال: * (وقليل من عبادي الشكور) *، * (وقليل ما هم) *، * (وما آمن معه إلا * (وقليل من عبادي الشكور) *، * (وقليل ما هم) *، * (وما آمن معه إلا قليل) * (1).

في أن القليل الذي لم يشربوا من نهر طالوت ولم يغترفوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، كما قاله الصادق (عليه السلام) (2).

والقليل في قوله تعالى: * (فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم) * ستون ألفا، كما في المعاني (3). ونقله عنه وعن العياشي، عن الباقر (عليه السلام) في البحار (4).

وقوله تعالى: * (وما آمن معه إلا قليل) * يجري في شيعة آل محمد، كما نقله خيثمة وغيره عن مولانا الباقر (عليه السلام) (5).

روى الصدوق في المعاني بإسناده عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وما آمن معه إلا قليل) * قال: كانوا ثمانية (6).

في قلة أهل الحق والمؤمنين في كل أمة (7).

روى أبو عمر النهدي قال: سمعت علي بن الحسين صلوات الله عليه يقول: ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا (8).

الكافي: عن سدير الصيرفي، عن الصادق (عليه السلام) في حديث أشار إلى جداء ترعى: والله لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود. قال سدير: فعددت

ص: 579


1- (1) ط كمباني ج 1 / 44 و 45، وجديد ج 1 / 135.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 328. ونحوه في ص 327، وجديد ج 13 / 441 و 438 و 437.
3- (3) المعاني ص 152.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 329، وجديد ج 13 / 443.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 117، وجديد ج 68 / 56.
6- (6) المعاني ص 151.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 152 و 582، و ج 10 / 123، و ج 11 / 217، وجديد ج 44 / 97 - 102، و ج 47 / 373، و ج 29 / 451، و ج 33 / 268.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 42، وجديد ج 46 / 143.

الجداء فإذا هي سبعة عشر (1).

أمالي الطوسي: في أنه لما بويع عثمان قال جندب بن عبد الله لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام): والله إنك لصبور. قال: فأصنع ماذا؟ قال: تقوم في الناس وتدعوهم إلى نفسك وتسألهم النصر، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة على المائة فقال: أتراه يا جندب يبايعني عشرة من مائة؟ فقلت: أرجوا ذلك. فقال: لكني لا أرجو ولا من كل مائة اثنان (2). ومضى في " خطب ": ما يناسب ذلك.

في أنه كان أصحاب الحسن المجتبى (عليه السلام) يقولون له: يا مذل المؤمنين ويا مسود الوجوه، معك مائة ألف كلهم يموت دونك. ومع ذلك لما دعاهم إلى الجهاد لم يجبه أحد.

وفي حديث المفضل بن عمر: فكأنما ألجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة إلا عشرون رجلا، فقال الحسن (عليه السلام): فنظرت يمنة ويسرة فلم أر أحدا غيرهم - إلى أن قال ما حاصله: - لو كان معي أربعون جاهدت في الله حق جهاده (3).

باب قلة عدد المؤمنين، وأنه ينبغي أن لا يستوحشوا لقلتهم، وأنس المؤمنين بعضهم ببعض (4).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله، فإن الناس اجتمعوا على مائدة شبعها قصير وجوعها طويل (5).

الكافي: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: المؤمنة أعز من المؤمن، والمؤمن أعز من الكبريت الأحمر. فمن رأى منكم الكبريت الأحمر؟! (6).

الكافي: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال لأبي بصير: أما والله لو أني أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي، ما استحللت أن أكتمهم شيئا.

ص: 580


1- (1) ط كمباني ج 11 / 217، و ج 15 كتاب الإيمان ص 43، وجديد ج 47 / 372، و ج 67 / 160.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 148، وجديد ج 29 / 432.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 116، وجديد ج 44 / 67.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 42، وجديد ج 67 / 157، وص 158، وص 159.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 42، وجديد ج 67 / 157، وص 158، وص 159.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 42، وجديد ج 67 / 157، وص 158، وص 159.

بيان: دل الحديث على أنهم كانوا يتقون من أكثر الشيعة، لأنهم كانوا يذيعون، فيصل ذلك إما إلى خلفاء الجور فيتضررون منهم أو إلى نواقص العقول الذين لا يمكنهم فهمها فيصير سببا لضلالتهم. ويمكن أن يقال: سبب تعيين الثلاثة أن الواحد منهم لا يمكنه ضبط السر، وكذا الاثنان، وأما إذا كانوا ثلاثة فيأنس بعضهم ببعض ويذكرون ذلك فيما بينهم، فلا يضيق صدرهم ويخف عليهم الاستتار عن غيرهم، كما هو المجرب (1).

تفسير العياشي: عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: * (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) * قال: أما إنه لم يعن الناس كلهم، أنتم أولئك ونظراؤكم. إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض - الخبر (2).

قلم:

باب من رفع عنه القلم (3). وفيه رفع القلم عن ثلاث عن الصبي والمجنون والنائم. وتقدم في " رفع " ما يتعلق بذلك.

التمحيص: عن زكريا بن آدم قال: دخلت على أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه فقال: يا زكريا بن آدم شيعة علي (عليه السلام) رفع عنهم القلم. قلت: جعلت فداك فما العلة في ذلك؟ قال: لأنهم أخروا في دولة الباطل يخافون على أنفسهم ويحذرون على إمامهم. يا زكريا بن آدم ما أحد من شيعة علي (عليه السلام) أصبح صبيحة أتى بسيئة أو ارتكب ذنبا إلا أمسى وقد ناله غم حط عنه سيئته، فكيف يجري عليه القلم؟! (4).

وروي في العيون باب 58 مسندا عن علي بن موسى القرشي، عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: رفع القلم عن شيعتنا. فقلت: يا سيدي كيف ذلك؟

ص: 581


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 43، وجديد ج 67 / 160.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 125، وجديد ج 68 / 85.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 82، وجديد ج 5 / 298.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 141، وجديد ج 68 / 146.

وساقه قريبا منه. ونقله في البحار (1).

عدة ممن لا يجري عليهم القلم (2).

تقدم في " سهم ": قصة إلقاء الأقلام لكفالة مريم ابنة عمران.

باب القلم واللوح المحفوظ (3)، قال تعالى: * (ن والقلم وما يسطرون) *.

قال الطبرسي: اختلفوا في معنى * (ن) * فقيل: هو اسم من أسماء السورة - إلى أن قال: - وقيل: هو لوح من نور. وروي مرفوعا إلى النبي (صلى الله عليه وآله).

وقيل: هو نهر في الجنة، قال الله له: كن مدادا، فجمد وكان أبيض من اللبن وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام).

وقيل: المراد به الحوت، وهو من آيات الله إذ خلقها من الماء، فإذا فارق الماء مات، كما أن حيوان البر إذا خالط الماء مات.

و * (القلم) * هو الذي يكتب به. أقسم الله تعالى به لمنافع الخلق وهو أحد لساني الإنسان يؤدي عنه ما في جنانه، ويبلغ البعيد عنه ما يبلغ القريب بلسانه، وبه يحفظ أحكام الدين، وبه تستقيم أمور العالمين.

وقد قيل: إن البيان بيانان بيان اللسان وبيان البنان، وبيان اللسان تدرسه الأعوام وبيان الأقلام باق على مر الأيام.

و * (ما يسطرون) * ما تكتبه الملائكة مما يوحى إليهم وما يكتبونه من أعمال بني آدم. وقيل: ما مصدرية. إنتهى (4). وقريب من ذلك في البحار (5).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: بإسناده عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى صلوات الله عليه قال: سألته عن قوله تعالى: * (ن والقلم وما

ص: 582


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 156، وجديد ج 68 / 199.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 122، وجديد ج 97 / 81.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 87 - 91، وجديد ج 57 / 357.
4- (4) جديد ج 57 / 361، و ج 16 / 209، و ج 60 / 93، وط كمباني 6 / 146، و ج 14 / 306.
5- (5) جديد ج 57 / 361، و ج 16 / 209، و ج 60 / 93، وط كمباني 6 / 146، و ج 14 / 306.

يسطرون) * قال: * (ن) * اسم لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، و * (القلم) * اسم لأمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

ومثله في مقدمة تفسير البرهان.

وفي غرر الحكم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عقول الفضلاء في أطراف أقلامها (2).

وروى القمي في تفسيره سورة القلم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: سألته عن * (ن والقلم) * قال: إن الله خلق القلم من شجرة في الجنة، يقال لها الخلد. ثم قال لنهر في الجنة:

كن مدادا، فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد. ثم قال للقلم:

اكتب. قال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.

فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة، وأصفى من الياقوت. ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم، فلم ينطق بعد، ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها - الخبر. ونقله في البحار (3).

فظهر مما تقدم أن * (ن) * اسم رسول الله، و * (القلم) * أمير المؤمنين خلق من شجرة الخلد التي هي مقام الرسول، كما تقدم في " شجر ". ويشهد عليه آية * (أنفسنا) *.

وفي تفسير القمي سورة سبأ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة. ونقله في البحار (4).

العلل: عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث بدء النسل: إن الله عز وجل أمر القلم، فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق آدم بألفي عام، وأن كتب الله كلها فيما جرى فيه القلم - الخبر (5).

ص: 583


1- (1) ط كمباني ج 9 / 115، وجديد ج 36 / 165.
2- (2) باب العين فصل 55 ص 502.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 89. ونقله في جديد ج 57 / 366.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 89. ونقله في جديد ج 57 / 366.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 61، جديد ج 11 / 223.

وفي رواية أخرى في مسائل ابن سلام عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: النون: اللوح المحفوظ، والقلم: نور ساطع - الخبر (1).

وفي معنى ما تقدم رواية العلل عن مولانا الصادق (عليه السلام) (2). وكذا رواية معاني الأخبار فيه وفي ذيله قال (عليه السلام): فالمداد مداد من نور، والقلم قلم من نور، واللوح لوح من نور - إلى أن قال: - فنون ملك يؤدي إلى القلم وهو ملك، والقلم يؤدي إلي اللوح وهو ملك - الخبر.

ويشهد لذلك ما في معاني الأخبار بإسناده عن إبراهيم الكرخي قال: سألت جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن اللوح والقلم، فقال: هما ملكان (3).

العياشي: عن محمد بن مروان، عن الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما في قوله تعالى: * (ن والقلم وما يسطرون) * قال: " ن " نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن. قال: فأمر الله القلم فجرى بما هو كائن وما يكون، فهو بين يديه موضوع، ما شاء منه زاد فيه، وما شاء نقص منه، وما شاء كان، وما شاء لا يكون (4).

في الخصال في أبواب العشرة بسند صحيح، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرة أسماء، خمسة منها في القرآن - إلى أن قال: - فأما التي في القرآن فمحمد وأحمد وعبد الله ويس ون - الخبر (5).

معاني الأخبار، أمالي الصدوق، التوحيد: عن الأصبغ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث تفسير أبجد - إلى أن قال: - وأما النون، فنون والقلم وما يسطرون، فالقلم قلم من نور، وكتاب من نور في لوح محفوظ - الخبر (6).

في رسالة نور الأنوار عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ما محصوله: إن الله خلق من نور

ص: 584


1- (1) ط كمباني ج 4 / 91، وجديد ج 9 / 342.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 29، وجديد ج 11 / 108، ج 57 / 368.
3- (3) جديد ج 57 / 369.
4- (4) ط كمباني ج 21 / 46 و 45، جديد ج 57 / 369، و ج 99 / 204.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 121، وجديد ج 16 / 96.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 167، وجديد ج 2 / 318.

محمد (صلى الله عليه وآله) جوهرة قسمها قسمين، فنظر إلى القسم الأول بعين الهيبة فصار ماء عذبا، ونظر إلى القسم الثاني بعين الشفقة فخلق منه العرش فاستوى على وجه الماء، فخلق الكرسي من نور العرش، وخلق من نور الكرسي اللوح، وخلق من نور اللوح القلم، وقال له: اكتب توحيدي - إلى أن قال: - اكتب قضائي وقدري، وما أنا خالقه إلى يوم القيامة - الخبر (1).

وفي مسائل ابن سلام عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما يتعلق بالقلم (2).

جف القلم بما فيه، قاله النبي (صلى الله عليه وآله) لعمه العباس حين قال له: يا عم ويل لولدي من ولدك. فقال يا رسول الله أفأجب نفسي؟ قال: جف القلم بما فيه (3). ورواه في الفقيه (4).

في وصاياه (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: يا با ذر وإذا سألت فاسأل الله عز وجل، وإذا استعنت فاستعن بالله، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو أن الخلق كلهم جهدوا أن ينفعوك بشئ لم يكتب لك ما قدروا عليه، ولو جهدوا أن يضروك بشئ لم يكتبه الله عليك، ما قدروا عليه - الخبر (5).

وفي النبوي الآخر: جف القلم - الخبر (6) تفسير علي بن إبراهيم: عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سبق العلم، وجف القلم، ومضى القضاء، وتم القدر، بتحقيق الكتاب وتصديق الرسل، وبالسعادة من الله لمن آمن واتقى، وبالشقاء لمن كذب وكفر، وبالولاية من الله للمؤمنين، وبالبراءة منه للمشركين - الخبر (7).

ص: 585


1- (1) ط كمباني ج 14 / 49، وجديد ج 57 / 200.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 348، و ج 5 / 61، و ج 4 / 91، وجديد ج 60 / 247، وكذا في ج 11 / 223 و ج 9 / 342.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 11، وجديد ج 28 / 48.
4- (4) الفقيه ج 1 باب لباس المصلي ص 163.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 26، و ج 19 كتاب الدعاء ص 42 و 48، وجديد ج 77 / 87، و ج 93 / 314 و 339.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 51، وجديد ج 77 / 179.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 28، وجديد ج 5 / 93 و 94.

قرب الإسناد: بالإسناد قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: جف القلم بحقيقة الكتاب من الله بالسعادة لمن آمن واتقى، والشقاوة من الله تبارك وتعالى لمن كذب وعصى (1).

خطبة الأقاليم في وصف ما يجري في كل إقليم بعد كل عشر سنين من موت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى تمام ثلاثمائة وعشر سنين (2).

ما يتعلق بالأقاليم (3).

باب في قسمة الأرض إلى الأقاليم (4).

أقول: تقليم الأظفار تقدم في " ظفر "، وتقدم في " خطط ": ما يتعلق بالأقلام.

قمر:

باب الشمس والقمر وأحوالهما (5).

الآيات: يونس: * (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) *. نوح: * (وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) *. الفرقان: * (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) *. فوصف تعالى القمر في هذه الآيات بأنه نور ومنير.

في رواية الكافي وغيره مسندا عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر صلوات الله عليه في حديث خلق الشمس والقمر، قال: إن الله تعالى ذكره خلق القمر من ضوء نور النار، وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا، حتى إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء - الخبر (6).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: سلوني قبل أن تفقدوني - إلى أن قال في

ص: 586


1- (1) ط كمباني ج 3 / 43، وجديد ج 5 / 154.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 587، وجديد ج 41 / 319.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 193، وجديد ج 52 / 363.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 308. بيان ذلك ص 316، وجديد ج 60 / 100 و 130.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 117، وجديد ج 58 / 113.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 127، وجديد ج 58 / 155.

خلقة الشمس والقمر ومحو آية الليل: - أن الله عز وجل خلق من نور عرشه شمسين فأمر جبرئيل فأمر جناحه الذي سبق من علم الله جلت عظمته لما أراد أن يكون من اختلاف الليل والنهار، والشمس والقمر، وعدد الساعات والأيام والشهور، والسنين والدهور - الخبر. بيان: قوله: " الذي سبق " أي على الذي سبق في علم الله أن يكون قمرا - الخ (1).

العيون، العلل: سئل النبي (صلى الله عليه وآله): ما بال الشمس والقمر لا يستويان في الضوء والنور؟ قال: لما خلقهما الله أطاعا ولم يعصيا شيئا، فأمر الله عز وجل جبرئيل أن يمحو ضوء القمر، فمحاه، فأثر المحو في القمر خطوطا سوداء، ولو أن القمر ترك على حاله بمنزلة الشمس لم يمح لما عرف الليل، ولا النهار من الليل، ولا علم الصائم كم يصوم، ولا عرف الناس عدد السنين، وذلك قول الله عز وجل:

* (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل) * - الآية (2).

تحف العقول: من مسائل الشامي عن مولانا الحسن المجتبى صلوات الله عليه قال: وأما المحو الذي في القمر، فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه الله وقال في كتابه: * (فمحونا آية الليل) * - الآية (3).

وسائر الروايات والكلمات في محو القمر في البحار (4).

وفيما تقدم غنى وكناية في رد الفلاسفة حيث ذهبوا إلى جرم القمر مظلم كثيف صقيل يقبل من الشمس الضوء لكثافته وينعكس عنه لصقالته (5).

وقال تعالى: * (والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) *. الكلمات في ذلك في البحار (6). وتقدم في " قدم " ما يتعلق بذلك.

ص: 587


1- (1) ط كمباني ج 14 / 127، وجديد ج 58 / 163.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 81، وجديد ج 58 / 158، و ج 9 / 304.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 575، وجديد ج 33 / 239.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 120، و ج 14 / 31 و 21 و 120 و 127 - 129 و 137، وجديد ج 10 / 123، و ج 57 / 131 و 93، و ج 58 / 124 و 155 - 166 و 192 - 195.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 135. وخواص القمر ص 138، وجديد ج 58 / 150 - 162.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 179 و 122. وتوضيحه فيه ص 133، وجديد ج 58 / 373 - 377 و 135 و 181.

وفي مدينة المعاجز (1) عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن للقمر وجهين: وجه يضئ به أهل السماوات، ووجه يضئ به أهل الأرض - الخبر.

الإحتجاج: في الحديث المفصل في مسائل الزنديق عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال في القمر: هو نور الليل، وبه يعلم عدد السنين والحساب والشهور والأيام، ولو حبس لحار من عليها وفسد التدبير - الخبر (2).

وتقدم في " خسف ": آثار خسوف القمر، وكذا في " صلى " ما يتعلق به.

يكره الجماع ليلة خسوف القمر فإنه إن رزق ولدا لا يرى ما يحب.

عن الصادق (عليه السلام): من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى (3).

ويكره السفر والتزويج في محاق الشهر أو كان القمر في العقرب (4).

الرسالة الذهبية عن الرضا (عليه السلام): إعلم أن جماعهن والقمر في برج الحمل أو الدلو من البروج أفضل، وخير من ذلك أن يكون في برج الثور لكونه شرف القمر (5).

مهج الدعوات: في حرز الجواد (عليه السلام): وينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب (6).

وتقدم في " عجز ": خبر احتباس القمر عن بني إسرائيل، ووحي الله تعالى إلى موسى أن يخرج عظام يوسف من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه.

فدله عجوز على موضعه، فلما أخرجه طلع القمر، فراجع إليه.

يحكى أن أعرابيا نام عن جمله ليلا ففقده، فلما طلع القمر وجده فنظر إلى القمر وقال: إن الله صورك ونورك وعلى البروج دورك، فإذا شاء نورك وإذا شاء كورك، فلا أعلم مزيدا أسأله لك، فإن أهديت إلي سرورا فقد أهدى الله إليك نورا.

ص: 588


1- (1) مدينة المعاجز ص 158.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 131، وجديد ج 10 / 175.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 138 و 156، و ج 23 / 62 و 65 مكررا.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 152، وجديد ج 58 / 199 و 254 و 268، و ج 103 / 268 و 276 و 277.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 155، وجديد ج 58 / 268.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 155، وجديد ج 58 / 268.

ثم أنشد في ذلك أبياتا (1).

باب فيه انشقاق القمر (2).

أقول: انشقاق القمر بمعجزة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) مجمع عليه، ودل عليه الكتاب الكريم والأخبار الكثيرة من الفريقين. اجتمع المشركون وقالوا له: إن كنت صادقا فشق لنا القمر. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إن فعلت تؤمنون؟ قالوا: نعم. وكانت ليلة بدر أربعة عشر من ذي الحجة في مكة المكرمة. فهبط جبرئيل وقال: العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: إني قد أمرت كل شئ بطاعتك. فرفع رأسه وأمر القمر أن ينقطع فلقتين حتى نظروا إليه ثم التم (3). وتقدم في " شقق " ما يتعلق بذلك.

تأويل القمر في عدة من الآيات بمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (4).

تقدم في " شمس ": ما يتعلق بالقمر وقوله: وراء قمر كم هذا أربعون قمرا.

تأويل القمر في قوله تعالى: * (والقمر إذا تليها) * بأمير المؤمنين (عليه السلام)، كما تقدم في " شمس "، وبالحسن والحسين (عليهما السلام)، كما في رواية الحلبي عن الصادق (عليه السلام)، وبالأئمة المعصومين، كما في الأدعية والزيارات مثل قوله (عليه السلام):

يا بن البدور المنيرة.

باب القمار (5) تفسير علي بن إبراهيم: كل قمار ميسر (6).

العياشي: عن الرضا (عليه السلام) قال: الميسر هو القمار (7).

وما يتعلق بالقمار (8).

الروايات في ذم القمار وأنه فسر قوله تعالى: * (لا تأكلوا أموالكم بينكم

ص: 589


1- (1) ط كمباني ج 14 / 296، وجديد ج 60 / 59.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 280، وجديد ج 17 / 347.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 280 - 282.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 105 و 106 و 107، وجديد ج 24 / 70 - 79.
5- (5) جديد ج 79 / 228، وص 235، وط كمباني ج 16 / 146.
6- (6) جديد ج 79 / 228، وص 235، وط كمباني ج 16 / 146.
7- (7) جديد ج 79 / 228، وص 235، وط كمباني ج 16 / 146.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 266. وجديد ج 48 / 117.

بالباطل) * بالقمار (1). وتقدم في " شطرج ": ما يناسب ذلك، وكذا في " نرد ".

باب فيه القماري (من أنواع الحمام) (2).

قمص:

قال تعالى حكاية عن يوسف: * (إذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) *. وبحسب الروايات الكثيرة أنه كان من ثياب الجنة أتى به جبرئيل إلى إبراهيم الخليل حين أوقدت له النار، فألبسه إياه، فلم يضره معه حر ولا برد، وانتقل منه إلى إسحاق، ومن إسحاق إلى يعقوب، ومن يعقوب إلى يوسف، ثم أمر يوسف بإلقائه على وجه أبيه فارتد بصيرا، وانتقل إلى محمد وآله صلوات الله عليهم لأنهم ورثة الأنبياء، كما تقدم في " أثر " و " صحف " و " عطا " و " حرف " و " أيى ". وهذه الروايات في البحار (3).

تقدم في " عصا ": أنه خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) في ليلة وعليه قميص آدم وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى.

خبر قميص هارون بن عمران وأنه أهداه الله تعالى إلى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (4).

خبر القميص الذي اشتراه أمير المؤمنين (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله) باثني عشر درهما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): غير هذا أحب إلي (5).

إعطاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) قميصه للسائل (6).

في قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن أصله من ستة أشياء، وأنجى الله تعالى الأنبياء

ص: 590


1- (1) ط كمباني ج 21 / 98، وجديد ج 100 / 25، و ج 79 / 234 و 235.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 735، وجديد ج 65 / 12.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 123 و 178 و 186 و 195، و ج 6 / 228، و ج 7 / 327، و ج 13 / 185، وجديد 12 / 43 و 248 و 279 و 316، و ج 17 / 143، و ج 26 / 214، و ج 52 / 327.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 374، وجديد ج 39 / 126.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 148، وجديد ج 16 / 214.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 160، وجديد ج 16 / 271.

من المهالك به، كما في الخبر العلوي الصادقي (عليه السلام)، فراجع (1).

تقدم في " شقق ": خبر الإسرائيلي الذي شق قميصه عند استماع موعظة موسى، وحكم شق القميص في المصيبة.

خبر قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي شمته فاطمة (عليها السلام) بعد رسول الله فغشي عليها (2).

خبر قميص أمير المؤمنين (عليه السلام) يتروح به على المنبر وهو يخطب يجففه لأنه غسله وكان رطبا ولم يكن له غيره (3).

وابتاع قميصا بأربعة دراهم، ثم دعا الخياط فمد كم القميص فقطع ما جاوز الأصابع.

وفي رواية أخرى: ابتاع قميصا كرابيس ثلاثة دراهم فصلى بالناس فيه الجمعة (4). وسائر الأخبار المربوطة بقميصه فيه (5).

وصف مولانا الصادق (عليه السلام) لمعلى بن خنيس ثياب أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه اشترى ثلاثة أثواب بدينار: القميص إلى فوق الكعب، والإزار إلى نصف الساق، والرداء من بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه إلى ألييه، وأنه حمد الله على ذلك، ثم قال: هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه. قال أبو عبد الله (عليه السلام): ولكن لا يقدرون أن يلبسوا هذا اليوم ولو فعلنا لقالوا مجنون - إلى أن قال: - فإذا قام قائمنا كان هذا اللباس. رواه في الكافي كما في البحار (6).

إراءة مولانا الصادق (عليه السلام) للحسن الصيقل ولزرارة قميص مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي ضرب فيه، وأراهما أثر الدم فيه، وكان أسفله اثنا عشر شبرا

ص: 591


1- (1) ط كمباني ج 6 / 3، وجديد ج 15 / 5.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 45، وجديد ج 43 / 157.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 739، وجديد ج 34 / 352.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 740، و ج 9 / 500.
5- (5) إلى 503 و 546 و 499 و 532 و 533، وجديد ج 34 / 335، و ج 40 / 322 - 325 و 330 - 333 و 339، و ج 41 / 107 و 108 و 159 - 161.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 546، وجديد ج 41 / 159.

وبدنه ثلاثة أشبار، كما في روايات الكافي (1).

وصف ثياب الرسول وأئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين في باب التجمل وإظهار النعمة ولبس الثياب الفاخرة (2).

خبر قميص مولانا الصادق صلوات الله عليه ورقعه ولبسه (3).

إراءة الصادق (عليه السلام) ليعقوب بن شعيب قميص القائم صلوات عليه القميص الذي يقوم عليه وفي كمه الأيسر دم، فقال: هذا قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي عليه يوم ضربت رباعيته (4). وتقدم في " أزر " و " ثوب " و " لبس " ما يتعلق بذلك، وفي " بكى ": ذكر قميص عثمان.

مناقب ابن شهرآشوب: في حديث المفضل في بيان اجتماع خصال الأنبياء ومكارمهم في أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ويعقوب ارتد بصيرا بقميص ابنه، وكان لعلي (عليه السلام) قميص من غزل فاطمة (عليها السلام) يتقي به نفسه في الحروب (5).

في أن قميص الحسين صلوات الله عليه يكون عند فاطمة الزهراء (عليها السلام) يوم القيامة مضمخا بدمه، وتقول: يا رب هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به (6).

وكان قميص الحسين (عليه السلام) عند فاطمة (عليها السلام) أيضا على ما رأته سكينة في المنام بدمشق، وقالت لها: هذا قميص أبيك الحسين (عليه السلام) لا يفارقني حتى ألقى الله (7).

مكارم الأخلاق: عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يكون للمؤمن عشرة أقمصة؟ قال: قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يكون للمؤمن عشرة أقمصة؟ قال: نعم. قلت: وعشرين؟ قال: نعم، وليس ذلك من

ص: 592


1- (1) ط كمباني ج 9 / 546، و ج 16 / 155، وجديد ج 41 / 159 و 160، و ج 79 / 311.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 969، و ج 16 / 155 - 157، وجديد ج 79 / 298 و 300 و 302 و 304 - 316، و ج 91 / 386.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 117، وجديد ج 47 / 45.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 192، وجديد ج 52 / 355.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 359، وجديد ج 39 / 54.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 64، وجديد ج 43 / 224.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 227، وجديد ج 45 / 140.

السرف، إنما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك.

وعن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله. قال: قلت: ويكون للمؤمن مائة ثوب؟ قال: نعم (1).

مكارم الأخلاق: عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي إبراهيم الكاظم صلوات الله عليه الرجل يكون له عشرة أقمصة، أيكون ذلك من السرف؟ فقال: لا، ولكن ذلك أبقى لثيابه، ولكن السرف أن تلبس ثوب صونك في المكان القذر (2).

أقول: رواه في مكارم الأخلاق باب 6 في الفصل الأول في عنوان كثرة الثياب.

قمط:

خبر قطع مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أقمطته التي قمطته أمه حين ولادته (3).

قمع:

الدروع: من كتاب زهد النبي (صلى الله عليه وآله) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده لو أن مقماعا (مقمعا - خ ل) واحدا مما ذكره الله تعالى في كتابه وضع على جبال الأرض لساخت إلى أسفل سبع أرضين، ولما أطاقته، فكيف بمن يقع عليه يوم القيامة في النار؟ (4).

والنبوي (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى: * (ولهم مقامع من حديد) * قال: لو وضع مقمع من حديد في الأرض ثم اجتمع عليه الثقلان ما أقلوه من الأرض. وهذا مع سائر الكلمات في هذه الآية في البحار (5).

قمل:

شرح القمي القمل الذي سلط على فرعون وقومه، وأنه أول ما

ص: 593


1- (1) جديد ج 79 / 317.
2- (2) جديد ج 79 / 317.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 9 و 575، وجديد ج 35 / 38، و ج 41 / 274.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 379، وجديد ج 8 / 302.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 363 و 376، وجديد ج 8 / 252 و 292.

خلق الله القمل في ذلك الزمان (1). وذكر الاختلاف فيه (2). وتقدم في " أيي ": ذكر آيات موسى وأنه منها.

ونظيره خبر المنافقين الذين هلكوا بالقمل بمعجزة النبي (صلى الله عليه وآله)، فراجع البحار (3).

باب فيه ذكر القملة والقرد وجواز قتله (4).

علل الشرائع: في الرضوي (عليه السلام): إن القملة من الجسد وأن سفيها استهزأ بنبي من أنبياء بني إسرائيل كان قائما يصلي، فمسخه الله قملة (5).

الكلمات في القمل وأنه يتولد من العرق والوسخ (6).

ويأتي في " نسي ": أن طرحه حيا يورث النسيان.

ويظهر من روايات المانعة عن قتله للمحرم أنه يتكون من الجسد، فراجع.

ونقل خالي أنه حبس بول حماره، فأدخل القمل في إحليل الحمار فأطلق عنه.

وفي القاموس: وإذا وضعت قملة رأس في ثقب فولة وسقيت صاحب حمى الربع، نفعت، مجرب. إنتهى. وقال: الفول بالضم حب كالحمص والباقلا عند أهل الشام. الواحدة فولة.

در تحفهء طب گويد: فول باقلى است، ودر فوائد قمل مفاد كلام قاموس را گفته وفرموده: وچون زنده أو را در سوراخ إحليل بدوانند رافع احتباس بول است. وچون مريض نزديك موت أو رسد از آن ميگريزند. وچون زن حامله در كفت دست گذارد وشير بدان بدوشد، اگر در ميان شير حركت كند آن حمل پسر است، وگر حركت نكند دختر است. وگفته از مجربات دانسته اند. إنتهى.

ص: 594


1- (1) ط كمباني ج 5 / 247، وص 248، وجديد ج 13 / 112.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 247، وص 248، وجديد ج 13 / 112.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 260 و 190، وجديد ج 17 / 268، و ج 16 / 409.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 727، وجديد ج 64 / 310.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 785، وجديد ج 65 / 222.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 790، وجديد ج 65 / 241.

قمم:

علل الشرائع: عن عيسى بن عبد الله الأشعري، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الأيمن، فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك. فإذا فيها شيخ على رأسه برنس، فقلت لجبرئيل: ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك؟ قال: بقعة شيعتك وشيعة وصيك علي. فقلت: من الشيخ صاحب البرنس؟ قال: إبليس. قلت: فما يريد منهم؟ قال: يريد أن يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه ويدعوهم إلى الفسق والفجور. فقلت: يا جبرئيل أهو بنا إليهم. فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف والبصر اللامح. فقلت: قم يا ملعون، فشارك أعداءهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم، فإن شيعتي وشيعة علي ليس لك عليهم سلطان.

فسميت " قم " (1).

الإختصاص: روي عن علي بن محمد العسكري (عليه السلام) عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي إلى السماء الرابعة، نظرت إلى قبة من لؤلؤ، لها أربعة أركان وأربعة أبواب، كلها من من إستبرق أخضر. قلت يا جبرئيل ما هذه القبة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها؟ فقال: حبيبي محمد هذه صورة مدينة يقال لها قم تجتمع فيها عباد الله المؤمنين ينتظرون محمدا وشفاعته للقيامة والحساب. يجري عليهم الغم والهم والأحزان والمكاره. قال: فسألت علي بن محمد العسكري (عليه السلام) متى ينتظرون الفرج؟ قال: إذا ظهر الماء على وجه الأرض (2) تاريخ قم عنه (عليه السلام) مثله (3).

وروى القاضي نور الله التستري في كتاب مجالس المؤمنين، عن مولانا

ص: 595


1- (1) ط كمباني ج 6 / 398، و ج 14 / 337 و 624، وجديد ج 18 / 407، و ج 60 / 207، و ج 63 / 238.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 373، وجديد ج 18 / 311.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 337، وجديد ج 60 / 207.

الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن لله حرما وهو مكة. ألا إن لرسول الله حرما وهو المدينة ألا وإن لأمير المؤمنين (عليه السلام) حرما وهو الكوفة. وألا إن قم الكوفة الصغيرة. ألا إن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قم. تقبض فيها امرأة هي من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى (عليه السلام) وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم.

وعن سعد بن سعد، عن الرضا (عليه السلام) قال: يا سعد من زارها فله الجنة. وعنه قال: إذا عمت البلدان الفتن والبلايا، فعليكم بقم وحواليها ونواحيها فإن البلايا مدفوع عنها.

عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: صلوات الله على أهل قم ورحمة الله على أهل قم. سقى الله بلادهم الغيث - الخبر (1). وتقدم في " قدس ": في ذكر بيت المقدس فضل قم.

وفي مجمع النورين للمرندي (2) فضل قم وكونه مأوى العلم.

مدح أهل قم في ضمن إسحاق بن سعد في رجالنا (3)، وتتمة المنتهى (4).

ذكر الروايات الكثيرة المنقولة عن تاريخ قم في مدح قم وأهلها وأنها مما سبقت إلى قبول الولاية فزينها الله تعالى بالعرب وفتح إليه بابا من أبواب الجنة (5).

وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد. واحتج ببلدة قم على سائر البلاد، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس. ولم يدع الله قم وأهلها مستضعفا بل وفقهم وأيدهم، ثم قال: إن الدين وأهله بقم ذليل، ولولا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم وبطل أهلها - إلى أن قال:

وإن البلايا مدفوعة عن قم وأهلها، وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة

ص: 596


1- (1) جديد ج 60 / 228، وط كمباني ج 14 / 343.
2- (2) مجمع النورين ص 329.
3- (3) مستدركات علم رجال الحديث ج 1 / 564.
4- (4) تتمة المنتهى ص 71.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 338، وجديد ج 60 / 212.

على الخلائق، وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره صلوات الله عليه ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها. وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهلها، وما قصدها جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين، وشغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدو، وينسي الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهلها كما نسوا ذكر الله.

ثم قال: وروى بأسانيد عن الصادق (عليه السلام) أنه ذكر الكوفة وقال: ستخلو الكوفة من المؤمنين ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في حجرها. ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم وتصير معدنا للعلم والفضل - الخ.

عن أبي مقاتل الديلمي نقيب الري قال: سمعت علي بن محمد الهادي (عليه السلام) يقول: إنما سمي قم بها لأنه لما وصلت السفينة إليها في طوفان نوح قامت. وهي قطعة من بيت المقدس (1).

تاريخ قم: قال الصادق (عليه السلام): إذا عمت البلدان الفتن فعليكم بقم وحواليها ونواحيها فإن البلاء مدفوع عنها (2).

عن أحمد بن خزرج بن سعد، عن أخيه قال: قال لي أبو الحسن الرضا (عليه السلام):

أتعرف موضعا يقال له وراردهار؟ قلت: نعم، ولي فيه ضيعتان. فقال: ألزمه وتمسك به. ثم قال ثلاث مرات: نعم الموضع وراردهار. بيان: وراردهار اسم بعض رساتيق قم.

قال الصادق (عليه السلام): أهل خراسان أعلامنا، وأهل قم أنصارنا، وأهل الكوفة أوتادنا، وأهل هذا السواد منا ونحن منهم (3).

قال أبو الحسن الأول (عليه السلام): قم عش آل محمد ومأوى شيعتهم، ولكن سيهلك جماعة من شبابهم بمعصية آبائهم والاستخفاف والسخرية بكبرائهم ومشايخهم، ومع ذلك يدفع الله عنهم شر الأعادي وكل سوء.

عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا أصابتكم بلية وعناء فعليكم بقم، فإنها مأوى الفاطميين ومستراح المؤمنين. وسيأتي زمان ينفر أولياؤنا ومحبونا عنا ويبعدون

ص: 597


1- (1) ط كمباني ج 14 / 338، وجديد ج 60 / 213، وص 214.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 338، وجديد ج 60 / 213، وص 214.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 338، وجديد ج 60 / 213، وص 214.

منا، وذلك مصلحة لهم لكيلا يعرفوا بولايتنا ويحقنوا بذلك دماؤهم وأموالهم. وما أراد أحد بقم وأهلها سوء إلا أذله الله وأبعده من رحمته (1).

عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إن للجنة ثمانية أبواب، ولأهل قم واحد منها، فطوبى لهم، ثم طوبى لهم، ثم طوبى لهم.

وقال الصادق (عليه السلام): إنما سميت قم لأن أهلها يجتمعون مع قائم آل محمد (عليه السلام) ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه.

عن سليمان بن صالح قال: كنا ذات يوم عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكر فتن بني العباس وما يصيب الناس منهم، فقلنا جعلنا فداك فأين المفزع والمفر في ذلك الزمان؟ فقال: إلى الكوفة وحواليها، وإلى قم ونواحيها. ثم قال: في قم شيعتنا وموالينا وتكثر فيها العمارة ويقصدها الناس ويجتمعون فيها حتى يكون الجمر بين بلدتهم.

أقول: الجمر اسم نهر منه معروف الآن وفي بعض روايات الشيعة: أن قم تبلغ من العمارة إلى أن يشترى موضع فرس بألف درهم.

في خطبة الملاحم لأمير المؤمنين (عليه السلام) التي خطب بها بعد وقعة الجمل بالبصرة قال: ليخرج الحسني صاحب طبرستان مع جم كثير من خيله ورجله، حتى يأتي نيسابور فيفتحها ويقسم أبوابها، ثم يأتي إصبهان، ثم إلى قم، فيقع بينه وبين أهل قم وقعة عظيمة يقتل فيها خلق كثير، فيهزم أهل قم فينهب الحسني أموالهم ويسبي ذراريهم ونساءهم ويخرب دورهم. فيفزع أهل قم إلى جبل يقال له وراردهار. فيقيم الحسني ببلدهم أربعين يوما، ويقتل منهم عشرين رجلا، ويصلب منهم رجلين ثم يرحل عنهم.

عن علي بن عيسى، عن أيوب بن يحيى بن الجندل، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق. يجتمع معه قوم كزبر

ص: 598


1- (1) جديد ج 60 / 215.

الحديد لا تزلهم الرياح العواصف، ولا يملون من الحرب، ولا يجبنون، وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين (1).

وفي الروايات أن للجنة ثمانية أبواب وواحد منها لأهل قم.

روي عن عدة من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله (عليه السلام) وقالوا: نحن من أهل الري. فقال: مرحبا بإخواننا من أهل قم. فقالوا: نحن من أهل الري. فأعاد الكلام. قالوا ذلك مرارا وأجابهم بمثل ما أجاب به أولا، فقال: إن لله حرما وهو مكة، وإن للرسول (صلى الله عليه وآله) حرما وهو المدينة، وإن لأمير المؤمنين (عليه السلام) حرما وهو الكوفة، وإن لنا حرما وهي بلدة قم. وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة. قال الراوي: وكان هذا الكلام منه قبل أن يولد الكاظم (عليه السلام).

روي عن الأئمة (عليهم السلام): لولا القميون لضاع الدين.

تقدم في " ذكر ": أن البلاء يدفع بزكريا بن آدم عن أهل قم، كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم (عليه السلام).

قال الصادق (عليه السلام): ان لعلى قم ملكا رفرف عليها بجناحيه لا يريدها جبار بسوء إلا أذابه الله كذوب الملح في الماء ثم أشار إلى عيسى بن عبد الله. فقال:

سلام الله على أهل قم. يسقي الله بلادهم الغيث، وينزل الله عليهم البركات، ويبدل الله سيئاتهم حسنات. هم أهل ركوع وسجود وقيام وقعود، هم الفقهاء العلماء الفهماء، هم أهل الدراية والرواية وحسن العبادة (2).

روي أن بقم موضع قدم جبرئيل، وهو الموضع الذي نبع منه الماء الذي من شرب منه أمن من الداء. ومن ذلك الماء عجن الطين الذي عمل منه كهيئة الطير ومنه يغتسل الرضا (عليه السلام).

تقدم في " قدس ": الصادقي (عليه السلام): إن أهل قم يحاسبون في حفرهم

ص: 599


1- (1) جديد ج 60 / 215.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 339، وجديد ج 60 / 216 و 217.

ويحشرون من حفرهم إلى الجنة. ثم قال: أن أهل قم مغفور لهم.

وقال: تربة قم مقدسة، وأهلها منا ونحن منهم، لا يريدهم جبار بسوء إلا عجلت عقوبته نار جهنم. وقال: قم بلدنا وبلد شيعتنا مطهرة مقدسة، قبلت ولايتنا أهل البيت، لا يريدهم أحد بسوء إلا عجلت عقوبته ما لم يخونوا إخوانهم. فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم جبابرة سوء. أما إنهم أنصار قائمنا ورعاة حقنا. ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم اعصمهم من كل فتنة ونجهم من كل هلكة (1).

مفاخر أهل قم كثيرة:

منها: أنهم وقفوا المزارع والعقارات الكثيرة على الأئمة (عليهم السلام).

ومنها: أنهم أول من بعث الخمس إليهم.

ومنها: أنهم (عليهم السلام) أكرموا جماعة كثيرة منهم بالهدايا والتحف والأكفان، كأبي جرير زكريا بن إدريس، وزكريا بن آدم، وعيسى بن عبد الله بن سعد، وغيرهم ممن يطول بذكرهم الكلام، وشرفوا بعضهم بالخواتيم والخلع.

وأنهم اشتروا من دعبل ثوب الرضا (عليه السلام) بألف دينار من الذهب، إلى غير ذلك (2).

ومنها: قبر فاطمة بنت موسى (عليه السلام) وثواب زيارتها. وقد تقدم في " فطم ": ذكر مجيئها إلى قم ووفاتها بها، وفضل زيارتها، والمحراب الذي كانت فاطمة تصلي إليها موجود إلى الآن في دار موسى بن الخزرج.

وبقم قبور كثيرة من أولاد الأئمة. وقد أشير إلى بعضهم في " قبر ".

وفي تاريخ قم ذكر مقابر كثيرة من السادات الرضوية، وكثير من أولاد محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام)، وكثير من أحفاد علي بن جعفر، وقبور كثيرة من السادات الحسينية بقم.

ص: 600


1- (1) ط كمباني ج 14 / 340، وجديد ج 60 / 218.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 341، وجديد ج 60 / 220.

عيون أخبار الرضا: عن أبي الصلت الهروي قال: كنت عند الرضا (عليه السلام) فدخل عليه قوم من أهل قم، فسلموا عليه، فرد عليهم وقربهم. ثم قال لهم: مرحبا بكم وأهلا، فأنتم شيعتنا حقا، فسيأتي عليكم يوما تزورون فيه تربتي بطوس. ألا فمن زارني وهو على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

وتقدم في " أوى ": أن أهل قم وأهل آبة مغفور لهم، لزيارتهم الرضا (عليه السلام)، كما في البحار (1).

أقول: قال السيد عبد الكريم بن طاووس في الفرحة: وإنما لم يزر الرضا (عليه السلام) أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه لما طلبه المأمون من خراسان توجه من المدينة إلى البصرة ولم يصل الكوفة، ومنها توجه على طريق الكوفة إلى بغداد، ثم إلى قم.

ودخلها وتلقاه أهلها وتخاصموا فيمن يكون ضيفه منهم.

فذكر (عليه السلام) أن الناقة مأمورة. فما زالت حتى بركت على باب وصاحب ذلك الباب رأى في منامه أن الرضا (عليه السلام) يكون ضيفه في غد، فما مضى إلا يسيرا حتى صار ذلك الموضع مقاما شامخا وهو في اليوم مدرسة مطروقة. إنتهى.

قول المأمون لريان بن الصلت في حديث: ما أجد أحدا يعينني على هذا الأمر، أي اتخاذ علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ولي عهده. ثم قال: لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري.

ومن ذلك يعلم شدة تصلبهم في ولاية الأئمة (عليهم السلام) (2).

ما اتفق لدعبل الخزاعي في قم. ينبغي أن نذكر قصته بتمامها هاهنا وإن كانت طويلة، لكثرة فائدتها.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن أبي الصلت الهروي قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي على علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بمرو فقال له: يا بن رسول الله، إني قد قلت فيك قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك، فقال: هاتها فأنشده:

ص: 601


1- (1) ط كمباني ج 14 / 344، وجديد ج 60 / 231.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 40، وجديد ج 49 / 138.

مدارس آيات خلت عن تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات أرى فيأهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيأهم صفرات فلما بلغ إلى قوله هذا بكى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) وقال له: صدقت يا خزاعي.

فلما بلغ إلى قوله:

إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات جعل أبو الحسن (عليه السلام) يقلب كفيه ويقول: أجل والله منقبضات. فلما بلغ إلى قوله:

لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي قال الرضا (عليه السلام): آمنك الله يوم الفزع الأكبر. فلما إنتهى إلى قوله:

وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات قال له الرضا (عليه السلام): أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ فقال: بلى يا بن رسول الله. فقال (عليه السلام):

وقبر بطوس يا لها من مصيبة * توقد بالأحشاء في الحرقات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات فقال دعبل: يا بن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟ فقال: قبري! ولا تنقضي الأيام والليالي حتى يصير طوس مختلف شيعتي وزواري. ألا فمن زارني في غربتي بطوس، كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له.

ثم نهض الرضا (عليه السلام) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة، وأمره أن لا يبرح من موضعه، ودخل الدار، فلما كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار رضوية، فقال له: يقول لك مولاي اجعلها في نفقتك.

فقال دعبل: والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شئ يصل إلي.

ورد الصرة، وسأل ثوبا من ثياب الرضا (عليه السلام) ليتبرك به ويتشرف به. فأنفذ إليه الرضا (عليه السلام) جبة خز مع الصرة وقال للخادم: قل له: خذ هذه الصرة فإنك ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها.

ص: 602

فأخذ دعبل الصرة والجبة، وانصرف وسار (صار - خ ل) من مرو في قافلة.

فلما بلغ ميان قوهان وقع عليهم اللصوص فأخذوا القافلة بأسرها وكتفوا أهلها، وكان دعبل فيمن كتف، وملك اللصوص القافلة وجعلوا يقسمونها بينهم. فقال رجل من القوم متمثلا بقول دعبل في قصيدته:

أرى فيأهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيأهم صفرات فسمعه دعبل فقال لهم دعبل: لمن هذا البيت؟ فقال: لرجل من خزاعة يقال له دعبل بن علي. قال دعبل: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة التي منها هذا البيت. فوثب الرجل إلى رئيسهم وكان يصلي على رأس تل وكان من الشيعة وأخبره. فجاء بنفسه حتى وقف على دعبل وقال له: أنت دعبل؟ فقال: نعم، فقال له: أنشد القصيدة. فأنشدها فحل كتافه وكتاف جميع أهل القافلة ورد إليهم جميع ما أخذوا منهم لكرامة دعبل.

وسار دعبل حتى وصل إلى قم فسأله أهل قم أن ينشدهم القصيدة، فأمرهم أن يجتمعوا في المسجد الجامع. فلما اجتمعوا صعد المنبر فأنشدهم القصيدة، فوصله الناس من المال والخلع بشئ كثير، واتصل بهم خبر الجبة فسألوه أن يبيعها منهم بألف دينار فامتنع من ذلك. فقالوا له: فبعنا شيئا منها بألف دينار. فأبى عليهم وسار عن قم. فلما خرج من رستاق البلد لحق به قوم من أحداث العرب وأخذوا الجبة منه. فرجع دعبل إلى قم وسألهم رد الجبة عليه. فامتنع الأحداث من ذلك وعصوا المشايخ في أمرها، فقالوا لدعبل: لا سبيل لك إلى الجبة، فخذ ثمنها ألف دينار، فأبي عليهم. فلما يئس من ردهم الجبة عليه، سألهم أن يدفعوا إليه شيئا منها. فأجابوه إلى ذلك وأعطوه بعضها ودفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار. وانصرف دعبل إلى وطنه فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما كان في منزله. فباع المائة دينار التي كان الرضا (عليه السلام) وصله بها من الشيعة كل دينار بمائة درهم، فحصل في يده عشرة آلاف درهم، فذكر قول الرضا (عليه السلام): إنك ستحتاج إلى الدنانير.

وكانت له جارية لها من قلبه محل فرمدت رمدا عظيما. فأدخل أهل الطب

ص: 603

عليها، فنظروا إليها فقالوا: أما العين اليمنى فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبت، وأما اليسرى فنحن نعالجها ونجتهد ونرجو أن تسلم. فاغتم لذلك دعبل غما شديدا وجزع عليها جزعا عظيما. ثم ذكر ما كان معه من فضلة الجبة، فمسحها على عيني الجارية وعصبها بعصابة منها من أول الليل. فأصبحت وعيناها أصح مما كانت قبل ببركة أبي الحسن الرضا (عليه السلام) (1).

قول الصدوق: وعلامة المفوضة والغلاة وأصنافهم نسبة مشايخ قم وعلمائهم إلى القول بالتقصير، وكلام الشيخ المفيد في ذلك (2).

المناقب: كتب أبو محمد (عليه السلام) إلى أهل قم وآبة: إن الله تعالى بجوده ورأفته قد من على عباده بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) بشيرا ونذيرا، ووفقكم لقبول دينه، وأكرمكم بهدايته، وغرس في قلوب أسلافكم الماضين وأصلابكم الباقين - تولى كفايتهم وعمرهم طويلا في طاعته - حب العترة الهادية. فمضى من مضى على وتيرة الصواب ومنهاج الصدق وسبيل الرشاد، فوردوا موارد الفائزين، واجتنبوا ثمرات ما قدموا ووجدوا غب ما أسلفوا (3).

ما قدموا ووجدوا غب ما أسلفوا (3).

قنوت مولانا أبي محمد العسكري (عليه السلام) وأمره أهل قم بذلك لما شكوا من موسى بن بغا (4).

في أن من ينسب إلى قم فكأنما ينسب إلى التشيع والرفض، فيقولون قمي رافضي (5).

غيبة الشيخ: عن سلامة بن محمد قال: أنفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه كتاب التأديب إلى قم وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم: انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شئ يخالفكم. فكتبوا إليه أنه كله صحيح وما فيه شئ

ص: 604


1- (1) ط كمباني ج 12 / 71، وجديد ج 49 / 239.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 263، وجديد ج 25 / 344.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 174، وجديد ج 50 / 317.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 386، وجديد ج 85 / 229.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 76، وجديد ج 51 / 298.

يخالف إلا قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من طعام، والطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع (1).

أبو القمقام: كنية رجل بالمدينة محارفا، فأتى أبا الحسن (عليه السلام) فشكى إليه حرفته وأخبره أنه لا يتوجه في حاجة فتقضى له، فقال له أبو الحسن (عليه السلام): قل في آخر دعائك من صلاة الفجر: * (سبحان الله العظيم وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه وأسأله من فضله) * عشر مرات. فلزم ذلك وعمل به ففرج الله عنه، فراجع الكافي، والبحار (2).

قنبر:

باب أحوال رشيد وقنبر - الخ (3).

تفسير فرات بن إبراهيم: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في حديث قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لقنبر: يا قنبر إبشر وبشر واستبشر، والله لقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ساخط على جميع أمته إلا الشيعة - الحديث (4).

الكافي: عن مولانا الباقر (عليه السلام) حديث قضاء شريح في درع طلحة ورده شهادة قنبر حين جاء به أمير المؤمنين (عليه السلام) للشهادة، وقوله: إنه مملوك، وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): هذا قضى بجور، ثلاث مرات، وبيانه الجور وقوله: ثم أتيتك بقنبر فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقلت: هذا مملوك، ولا أقضي بشهادة مملوك. وما بأس بشهادة مملوك إذا كان عدلا - الخبر (5). ويقرب منه فيه (6).

التوحيد: عن العرزمي، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: كان لعلي (عليه السلام)

ص: 605


1- (1) ط كمباني ج 13 / 98 و 97، وجديد ج 51 / 359.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 284، وجديد ج 48 / 173.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 628، وجديد ج 42 / 121.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 381، وجديد ج 27 / 109.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 496.
6- (6) ص 521، وجديد ج 40 / 302، و ج 41 / 57.

غلام اسمه قنبر، وكان يحب عليا حبا شديدا. فإذا خرج علي خرج على أثره بالسيف. فرآه ذات ليلة، فقال: يا قنبر مالك؟ قال: جئت لأمشي خلفك، فإن الناس كما تراهم يا أمير المؤمنين، فخفت عليك. فقال: ويحك أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟ قال: لا، بل من أهل الأرض. قال: إن أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئا إلا بإذن الله عز وجل من السماء، فارجع فرجع (1).

أقول: ويشهد على ذلك قوله تعالى: * (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) * الآية.

روى رجال الكشي وتفسير العياشي عن أبي الحسن الهادي صلوات الله عليه: أن قنبرا مولى أمير المؤمنين (عليه السلام) ادخل على الحجاج فقال: ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ قال: كنت أوضيه. فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟ فقال: كان يتلوا هذه الآية: * (فلما نسوا ما ذكروا به - إلى قوله: - الحمد لله رب العالمين) *. فقال الحجاج أظنه كان يتأولها علينا؟ قال: نعم (2).

بيان: أوضيه بمعناه العام اللغوي.

مجالس المفيد: عن جابر، قال: سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلا يشتم قنبرا وقد رام قنبر أن يرد عليه، فناداه أمير المؤمنين: مهلا يا قنبر دع شاتمك مهانا ترضي الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك. فوالذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه (3).

روى أصحاب السير أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: أحب أن أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى الله بدمه! فقيل له: ما نعلم أحدا كان أطول صحبة لأبي تراب من فأتقرب إلى الله بدمه! فقيل له: ما نعلم أحدا كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه. فبعث في طلبه فاتي به، فقال له: أنت

ص: 606


1- (1) ط كمباني ج 3 / 31، و ج 9 / 508 و 629، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 69، والكافي ص 63، وجديد ج 70 / 182 و 158، و ج 5 / 104، و ج 41 / 1، و ج 42 / 122.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 53، و ج 9 / 632، وجديد ج 42 / 135، و ج 67 / 199.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 218، وجديد ج 71 / 424.

قنبر؟ قال: نعم. قال: أبو همدان؟ قال: نعم. قال: مولى علي بن أبي طالب؟ قال: الله مولاي وأمير المؤمنين علي ولي نعمتي. قال: أبرأ من دينه. قال: فإذا برئت من دينه تدلني على دين غيره أفضل منه؟ قال: إني قاتلك فاختر أي قتلة أحب إليك؟ قال: قد صيرت ذلك إليك. قال: ولم؟ قال: لأنك لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها، وقد أخبرني أمير المؤمنين (عليه السلام) أن ميتتي تكون ذبحا ظلما بغير حق. قال: فأمر به فذبح (1).

الإختصاص، رجال الكشي: سئل قنبر: مولى من أنت؟ فقال: مولاي من ضرب بسيفين، وطعن برمحين، وصلى القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ولم يكفر بالله طرفة عين. أنا مولى صالح المؤمنين، ووارث النبيين، وخير الوصيين، وأكبر المسلمين، ويعسوب المؤمنين، ونور المجاهدين، ورئيس البكائين، وزين العابدين، وسراج الماضين - الخبر (2).

وتقدم في " سلم ": في ترجمة سلمان، وفي " سكت ": في ترجمة ابن السكيت، بعض فضائل قنبر.

قيام رجل لقنبر في محضر جبار متكبر إجلالا له، وقول الجبار المتكبر له.

أتقوم لهذا بحضرتي؟ فقال: وما بالي لا أقوم وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه فعليها يمشي. فقام الجبار إلى قنبر وضربه وشتمه... فلهذا سقطت عليك الحية فأصابك ما أصابك، كما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) له.

وقال له: فإن أردت أن يعافيك الله من هذا، فاعتقد أن لا تفعل بنا ولا بأحد من موالينا بحضرة أعدائنا ما يخاف علينا وعليهم منه - إلى آخر ما يأتي في " قوم " (3).

كتاب الغارات: عن زاذان قال: انطلقت مع قنبر إلى علي (عليه السلام) فقال: قم يا أمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئة. قال: فما هو؟ قال: قم معي. فقام فانطلق إلى بيته،

ص: 607


1- (1) ط كمباني ج 9 / 630، وجديد ج 42 / 126.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 632، وجديد ج 42 / 133.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 332، وجديد ج 26 / 238.

فإذا باسنة مملوءة جامات من ذهب وفضة. فقال: يا أمير المؤمنين إنك لا تترك شيئا إلا قسمته فادخرت هذا لك. قال علي (عليه السلام): لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا كثيرة؟ فسل سيفه فضربها، فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه أو ثلثه. ثم قال:

اقسموه بالحصص. ففعلوا، وجعل يقول:

هذا جناي وخياره فيه * إذ كل جان يده إلى فيه بيان: الباسنة: جوالق غليظ من مشاقة الكتان. وفي رواية ابن أبي الحديد:

" فإذا بغرارة ": وهي الجوالق (1).

نصر بن مزاحم: من شعر أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفين:

إني إذا الموت دنا وحضرا * شمرت ثوبي ودعوت قنبرا قدم لوائي لا تؤخر حذرا * لا يدفع الحذار ما قد قدرا (2) ويعلم جلالة قنبر من إنه كان في مجلس وصية الحسن المجتبى (عليه السلام) إلى أخيه الحسين (عليه السلام)، وما كان غائبا عن سماع كلام يحيى به الأموات (3).

ما يدل على حسنه وكماله وإراءة أمير المؤمنين (عليه السلام) إياه الشيطان اللعين، ونقله ما سأل الله تعالى أن يريه أشقى منه، فأراه إياهما في النار (4).

وابنه أحمد، وحفيده قنبر بن أحمد بن قنبر، ذكرناهما في الرجال.

القنبري من ولد قنبر الكبير، لقب محمد بن صالح المذكور في الرجال، وكذا أسامي قنبر.

باب القنبرة ويقال لها القبرة (5).

الكافي: عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا صلوات الله عليه يقول: لا تقتلوا القبرة، ولا تأكلوا لحمها، فإنها كثيرة التسبيح، وتقول في آخر

ص: 608


1- (1) ط كمباني ج 8 / 732. ونحوه في ج 9 / 534 و 540، وجديد ج 41 / 113 و 135، و ج 34 / 312.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 265، وجديد ج 38 / 24.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 140، وجديد ج 44 / 174.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 227، وجديد ج 30 / 274.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 725، وجديد ج 64 / 300.

تسبيحها: لعن الله مبغضي آل محمد (1).

أمالي الطوسي: عنه، عنه، عن آبائه (عليهم السلام): لا تأكلوا القنبرة، ولا تسبوها، ولا تعطوها الصبيان يلعبون بها، فإنها كثيرة التسبيح، وتسبيحها: لعن الله مبغضي آل محمد (2).

الكافي: عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): القنزعة التي هي على رأس القنبرة (القبرة) من مسحة سليمان بن داود. وذلك أن الذكر أراد أن يسفد أنثاه فامتنعت عليه، فقال لها: لا تمتنعي ما أريد إلا أن يخرج الله عز وجل مني نسمة يذكر ربه. فأجابته إلى ما طلب. فلما أرادت أن تبيض قال لها: أين تريدين أن تبيضي؟ فقالت له: لا أدري أنحيه عن الطريق. فقال لها: إني خائف أن يمر بك مار الطريق، ولكني أرى لك أن تبيضي قرب الطريق، فمن رآك قربه توهم أنك تعرضين للقط الحب من الطريق.

فأجابته إلى ذلك وباضت وحضنت حتى أشرفت على النقاب.

فبينما هما كذلك إذ طلع سليمان بن داود في جنوده، والطير تظله، فقالت له:

هذا سليمان قد طلع علينا في جنوده ولا آمن أن يحطمنا ويحطم بيضنا. فقال لها:

إن سليمان لرجل رحيم بنا فهل عندك شئ هيأته لفراخك إذا نقبن؟ قالت: نعم عندي جرادة خبأتها منك لفرخنا، أنتظر بها فراخي إذا نقبن فهل عندك أنت شئ؟ قال: نعم عندي تمرة خبأتها منك لفراخنا.

فقالت: خذ أنت تمرتك وآخذ أنا جرادتي ونعرض لسليمان فنهديهما له فإنه رجل يحب الهدية. فأخذ التمرة في منقاره، وأخذت هي الجرادة في رجليها، ثم تعرضا لسليمان. فلما رآهما وهو على عرشه، بسط يديه لهما. فأقبلا فوقع الذكر على اليمنى ووقعت الأنثى على اليسرى. فسألهما عن حالهما، فأخبراه. فقبل هديتهما، وجنب جنوده عن بيضهما، فمسح على رأسهما ودعا لهما بالبركة،

ص: 609


1- (1) ط كمباني ج 14 / 725، وجديد ج 64 / 300.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 417، وجديد ج 27 / 273، و ج 64 / 303.

فحدثت القنزعة على رأسهما من مسحة سليمان.

بيان: قال المحقق الأردبيلي بعد هذه الرواية: فيها أحكام مثل قصد النسل من النكاح، والتجنب عن كسر بيض الطيور وأخذها، والهدية وقبولها، وإن كان قليلا جدا، وكان لصاحبها طلب من المهدي إليه والدعاء له بالبركة وغيرها - الخبر (1).

في أن القنابر، كما قاله ابن عباس، تقول في السحر: اللهم العن مبغضي علي اللهم أبغض من أبغضه وأحب من أحبه (2). ورواه أنس عن النبي قريبا منه (3).

وعن مولانا الباقر صلوات الله عليه: أما القنابر، فإنهم من موالينا أهل البيت وإنهم يقولون في صفيرهم: بوركتم أهل البيت، وبوركت شيعتكم، ولعن الله أعداءكم - الخبر (4).

وفي رواية أخرى، يقول القنبر: اللهم العن مبغضي محمد وآل محمد (5).

في أن القنابر والبزاة البيض أول من آمن بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) (6).

أمالي الطوسي، الكافي: عن مولانا السجاد (عليه السلام) قال: ما أزرع الزرع لطلب الفضل فيه، وما أزرعه إلا ليتناوله الفقير، وذو الحاجة، وليتناول منه القنبرة خاصة من الطير (7).

كلام العلامة المجلسي في حب بعض الحيوانات لهم وبغض بعضها لهم.

وحاصله أنه للأشياء الحسنة الطيبة ارتباط واقعي منسوب لبعضها إلى بعض، وللأجناس الخبيثة ربط واقعي لبعضها إلى بعض، سواء كانت من الإنسان أو الحيوان أو الجمادات أو الأعمال أو الأفعال أو الأخلاق أو غيرها (8).

ص: 610


1- (1) ط كمباني ج 5 / 351، و ج 14 / 725، وجديد ج 64 / 300 - 302، و ج 14 / 82.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 415.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 417، و ج 9 / 414 و 402، وجديد ج 27 / 262 و 273، و ج 39 / 251 و 300.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 417، و ج 14 / 726، وجديد ج 27 / 272، و ج 64 / 303.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 430، وجديد ج 14 / 411.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 58، و ج 9 / 568، وجديد ج 23 / 281، و ج 41 / 245.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 726، وجديد ج 64 / 304.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 726، وجديد ج 64 / 304.

أقول: ويشهد له عموم قوله تعالى: * (الطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين) *.

وتقدم في " خبث ".

قنت:

باب القنوت وآدابه (1).

القنوت في اللغة بمعنى الدعاء والطاعة والسكون والقيام في الصلاة والإمساك من الكلام والخشوع وغير ذلك، وفي اصطلاح الفقهاء الدعاء في أثناء الصلاة في محل معين سواء كان معه رفع اليدين أم لا، وربما يطلق على الدعاء مع رفع اليد (2).

وفي رواية الأعمش عن الصادق (عليه السلام) في حديث شرائع الدين قال: القنوت في جميع الصلوات سنة واجبة في الركعة الثانية قبل الركوع وبعد القراءة - الخبر (3).

تحف العقول: عن الرضا (عليه السلام) فيما كتب للمأمون قال: كل القنوت قبل الركوع وبعد القراءة (4). وتقدم في " خمس ": أن القنوت قبل الركوع من علامات الشيعة.

في أنه ليس في القنوت دعاء مؤقت، كما قاله أبو جعفر الباقر (عليه السلام) (5).

باب في القنوتات الطويلة المروية عن الأئمة صلوات الله عليهم (6).

قنوت مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في الصبح والمغرب، يلعن معاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى وأبا الأعور وأصحابهم (7).

وفيه القنوت الذي أمر مولانا أبو محمد العسكري (عليه السلام) أهل قم لما شكوا من موسى بن بغا.

وفيه أيضا دعاء صنمي قريش الذي كان يقنت به علي أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: إن الدعي به كالرامي مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بدر واحد وحنين بألف ألف سهم،

ص: 611


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 376، وجديد ج 85 / 195، وص 197.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 376، وجديد ج 85 / 195، وص 197.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 376، وجديد ج 85 / 195، وص 197.
4- (4) جديد ج 85 / 198، وص 200 و 203.
5- (5) جديد ج 85 / 198، وص 200 و 203.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 380، وجديد ج 85 / 211.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 565 و 566، وجديد ج 33 / 185، وكتاب الغدير ط 2 ج 10 / 157.

كما في البحار (1). وتقدم في " صنم ": مداركه من العامة.

ويستحب طول القنوت لما رواه الصدوق عن أبي عبد الله، عن آبائه صلوات الله عليهم، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أطولكم قنوتا في دار الدنيا أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف (2).

روي أنه صلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد بني كاهل الفجر، ثم قنت فقال:

اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونستهديك ونؤمن بك - الدعاء (3).

ما علمه أمير المؤمنين (عليه السلام) أهل القنوت أن يقولوا: اللهم لك أخلصت القلوب، وإليك شخصت الأبصار، وأنت دعيت بالألسن، وإليك تحوكم في الأعمال، فافتح بيننا وبين قومنا بالحق. اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وهواننا على الناس، وشدة الزمان، ووقوع الفتن بنا. اللهم ففرج ذلك بعدل تظهره، وسلطان حق تعرفه (4).

قال الشهيد في الذكرى: واختار ابن أبي عقيل الدعاء بما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في القنوت: اللهم إليك شخصت الأبصار ونقلت الأقدام ورفعت الأيدي ومدت الأعناق، وأنت دعيت بالألسن وإليك سرهم ونجواهم في الأعمال. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين. اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة إمامنا وقلة عددنا وكثرة أعدائنا وتظاهر الأعداء علينا ووقوع الفتن بنا، ففرج ذلك. اللهم بعدل تظهره وإمام حق نعرفه. إله الحق آمين رب العالمين. قال: وبلغني أن الصادق (عليه السلام) كان يأمر شيعته أن يقنتوا بهذا بعد كلمات الفرج. إنتهى.

وقال الشيخ في المصباحين في سياق عمل قنوت الوتر: ويستحب أن يذكر

ص: 612


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 396، وجديد ج 85 / 260.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 278، وجديد ج 7 / 303.
3- (3) ط كمباني ج 22 / 106، وجديد ج 100 / 452.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 185، وجديد ج 30 / 14.

أربعين نفسا، فما زاد عليهم. فإن من فعل ذلك استجيبت دعوته إن شاء الله تعالى.

ويدعوا بما أحب، ثم يستغفر الله سبعين مرة، وروي مائة مرة، فيقول: أستغفر الله الله وأتوب إليه، ويقول سبع مرات: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لجميع ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وأتوب إليه. ثم يقول: رب أسأت وظلمت وبئس ما صنعت، وهذه يداي يا رب جزاء بما كسبت، وهذه رقبتي خاضعة لما أتيت، وها أنا ذا بين يديك فخذ لنفسك من نفسي الرضا حتى ترضى، لك العتبى، لا أعود. ثم يقول: العفو العفو ثلاثمائة مرة، ويقول: رب اغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم.

باب قوله تعالى: * (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما) * (1). وفيه: أنها نزلت في مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

قندل:

عن الصادق (عليه السلام) في وصف أصحاب القائم صلوات الله وسلامه عليه: كان قلوبهم القناديل (2). وتقدم في " زيت ": إطلاق القنديل على الإمام (عليه السلام).

قنط:

الحجر: * (قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) *. والقنوط من رحمة الله من المعاصي الكبيرة، كما عده الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث شرائع الدين من الكبائر المحرمة، وكذا الإمام الثامن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه في مكاتبته إلى المأمون، فراجع البحار (3).

نوادر الراوندي: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يبعث الله المقنطين يوم القيامة مغلبة وجوههم. يعني غلبة السواد على البياض. فيقال لهم: هؤلاء المقنطون من

ص: 613


1- (1) ط كمباني ج 9 / 71 و 510، وجديد ج 35 / 375، و ج 41 / 13.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 180، وجديد ج 52 / 308.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 144 و 176 و 178، وجديد ج 10 / 229 و 359 و 366.

رحمة الله تعالى (1). وتقدم في " فقه ": أن الفقيه حقا من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من عذاب الله.

قنطر:

المناقب: إخبار أمير المؤمنين (عليه السلام) عن بني قنطوراء بقوله: ويل لأهل الزوراء من بني قنطورة. وقوله: ويل لامة محمد (صلى الله عليه وآله) إذا لم تحمل أهلها البلدان وعبر بنو قنطرة نهر جيحان وشربوا ماء دجلة، هموا بقصد البصرة والإيلة (2).

قال الجزري في حديث حذيفة: يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم. قيل: إن قنطوراء كانت جارية لإبراهيم الخليل ولدت له أولادا منهم الترك والصين.

ومنه حديث عمرو بن العاص: يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم من أرض البصرة (3).

القنطار: ألف أوقية، كما في النبوي العامي المذكور في كتاب البيان والتعريف (4).

وفي بعض روايات الخاصة، القنطار: خمسون ألف مثقال ذهب، والمثقال أربعة وعشرون قيراطا. وفي أخرى، القنطار ألف ومائتا أوقية، فراجع البحار (5)، وعن مجمع البيان عنهما صلوات الله عليهما: القنطار ملء مسك ثور ذهبا.

وقال الفيروزآبادي: القنطار بالكسر وزن أربعين أوقية من ذهب، أو ألف ومائتا دينار، أو ألف ومائتا أوقية، أو سبعون ألف دينار، أو غير ذلك، فراجع البحار (6).

ص: 614


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 62، وجديد ج 72 / 338.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 587، وجديد ج 41 / 322.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 588، وجديد ج 41 / 325.
4- (4) البيان والتعريف ج 2 / 136.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن باب فضل قراءة القرآن ص 50 و 51، وجديد ج 92 / 197.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 71، و ج 7 / 330، وجديد ج 2 / 5، و ج 26 / 228.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن ابن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث في وصف القيامة والصراط ثم يأمر الله تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر، طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلى كل قنطرة سبعون ألف ملك، يسألون هذه الأمة نساءهم ورجالهم، على القنطرة الأولى عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وحب أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله). فمن أتى به جاز القنطرة الأولى كالبرق الخاطف، ومن لا يحب أهل بيته سقط على أم رأسه في قعر جهنم، ولو كان معه من أعمال البر عمل سبعين صديقا (1). وتقدم في " رصد ": قنطرة المرصاد.

قنع:

باب الطمع والتذلل لأهل الدنيا، وفضل القناعة (2).

الكافي: عن زيد الشحام، عن عمرو بن هلال، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك، فكفى بما قال الله عز وجل لنبيه: * (ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم) * وقال: * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منه زهرة الحياة الدنيا) * فإن دخلك من ذلك شئ فاذكر عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنما كان قوته الشعير، وحلواه التمر، ووقوده السعف إذا وجده (3).

بيان: قد شدد العلماء من أهل التقوى في وجوب غض البصر عن أبنية الظلمة وعدد الفسقة في اللباس والمراكب وغير ذلك، لأنهم إنما اتخذوا هذه الأشياء لعيون النظارة، فالناظر إليها محصل لغرضهم وكالمغري لهم على اتخاذها (4).

الكافي: عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكتوب في التوراة: ابن آدم كن كيف شئت، كما تدين تدان. من رضي من الله بالقليل من الرزق، قبل الله منه اليسير من العمل. ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته، وزكت مكسبته وخرج من حد الفجور (5).

ص: 615


1- (1) ط كمباني ج 7 / 381، و ج 3 / 286. وقريب منه ج 9 / 313، وجديد ج 27 / 111، و ج 7 / 331، و ج 39 / 209.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 107، وجديد ج 73 / 168، وص 172، وص 173، وص 175.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 107، وجديد ج 73 / 168، وص 172، وص 173، وص 175.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 107، وجديد ج 73 / 168، وص 172، وص 173، وص 175.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 107، وجديد ج 73 / 168، وص 172، وص 173، وص 175.

وفي خطبة الوسيلة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): القناعة مال لا ينفد (1).

نهج البلاغة: مثله، وقال: كفى بالقناعة ملكا وبحسن الخلق نعيما (2).

وتقدم في " ثوب " و " غنى ": النبوي (صلى الله عليه وآله): من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله تعالى. وفي " خمس ": مدح القناعة.

قيل لبعض الحكماء، أرأيت شيئا أفضل من الذهب؟ قال: نعم القناعة. وإلى هذا ينظر من قال: استغناؤك عن الشئ خير من استغنائك به.

نقل أن الإسكندر دعا حكيما إلى مجلسه، فقال للرسول: قل له: إن الذي منعك من المسير إلينا هو الذي منعنا من المسير إليك، منعك استغناؤك عنا بسلطانك ومنعني استغنائي عنك بقناعتي. ولقد أجاد النووي في أشعاره: وجدت القناعة أصل الغنى - إلى آخر ما في السفينة.

وسئل صلوات الله عليه عن قوله تعالى: " فلنحيينه حياة طيبة " فقال: هي القناعة. تقدم في " حيى ": روايتان في ذلك.

قال الصادق (عليه السلام): لا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي (3).

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): لو حلف القانع بتملكه الدارين لصدقه الله بذلك ولأبره لعظم شأن مرتبة القناعة - إلى أن قال: - ومن قنع بالمقسوم استراح من الهم والكذب والتعب، وكلما نقص من القناعة زاد في الرغبة، والطمع والرغبة في الدنيا أصلان لكل شر، وصاحبهما لا ينجو من النار إلا أن يتوب، ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله): القناعة ملك لا يزول، وهو مركب رضا الله، تحمل صاحبها إلى داره، فأحسن التوكل فيما تعط والرضا بما أعطيته واصبر على ما أصابك، فإن ذلك من عزم الأمور (4).

ونروي: من رضي من الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه. ومن لم يرض

ص: 616


1- (1) ط كمباني ج 17 / 79، وجديد ج 77 / 289، و ج 71 / 344.
2- (2) جديد ج 71 / 345.
3- (3) ط جديد ج 71 / 345 و 346، وص 349.
4- (4) ط جديد ج 71 / 345 و 346، وص 349.

من الدنيا بما يجزيه، لم يكن شئ منها يكفيه (1).

رجال الكشي: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له ومعهما مائتا دينار، فقال لهما: انطلقا إلى أبي ذر فقولا له: إن عثمان يقرئك السلام ويقول: لك هذه مائتا دينار فاستعن بها على ما نابك.

فقال أبو ذر: هل أعطى أحدا من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا: لا. قال:

إنما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسع المسلمين. قالا له: إنه يقول: هذا من صلب مالي وبالله الذي لا إله إلا هو ما خالطها حرام ولا بعث (بعثت) بها إليك إلا من حلال.

فقال: لا حاجة لي فيها، وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغنى الناس. فقالا له: عافاك الله وأصلحك، ما نرى في بيتك قليلا ولا كثيرا مما يستمتع به، فقال:

بلى، تحت هذا الأكاف الذي ترون رغيفا شعير قد أتى عليهما أيام، فما أصنع بهذه الدنانير؟! لا والله حتى يعلم الله أني لا أقدر على قليل ولا كثير.

وقد أصبحت غنيا بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين الذين يهدون بالحق وبه يعدلون. وكذلك سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا ". فرداها عليه واعلماه أني لا حاجة لي فيها ولا فيما عنده، حتى ألقى الله ربي، فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه (2).

أقول: تقدم في " خلل ": قناعة خليل بن أحمد. وفي " قصد ": ما يناسب ذلك.

الباقري (عليه السلام): من يئس مما فات أراح بدنه، ومن قنع بما أوتي قرت عينه (3).

فقه الرضا (عليه السلام): روي أنه قال جبرئيل في تفسير القناعة: تقنع بما تصيب من الدنيا، تقنع بالقليل وتشكر اليسير. أروي: من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع.

ص: 617


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 199، وجديد ج 71 / 348.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 768، وجديد ج 22 / 398.
3- (3) جديد ج 71 / 345.

فقه الرضا (عليه السلام): أروي أن جبرئيل هبط إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك: إقرأ بسم الله الرحمن الرحيم * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به) * - الآية. فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) مناديا ينادي: من لم يتأدب بأدب الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.

وفي خبر الهدية التي أرسلها الله تعالى إلى رسوله - المذكور بعضه في " صبر " وتمامه يأتي في " هدى " - قال: قلت: فما تفسير القناعة؟ قال: تقنع بما تصيب من الدنيا، تقنع بالقليل وتشكر اليسير - الخبر (1).

من كلمات مولانا السجاد صلوات الله عليه من قنع بما قسم الله له، فهو من أغنى الناس (2).

من كلمات مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: أوحى الله إلى داود: يا داود تريد وأريد، فإن اكتفيت بما أريد، فما تريد كفيتك ما تريد، وإن أبيت إلا ما تريد، أتعبتك فيما تريد، وكان ما أريد (3).

وعن مولانا الرضا صلوات الله عليه: القناعة تجمع إلى صيانة النفس وعز القدرة وطرح مؤنة الإستكثار والتعبد لأهل الدنيا. لا يسلك طريق القناعة إلا رجلان، إما متعبد يريد أجر الآخرة أو كريم يتنزه عن لئام الناس (4). وتقدم في " رضي " و " رزق " ما يتعلق بذلك، وفي " شعر ": أشعار الأمير (عليه السلام) في الكفاف والقناعة.

قنفذ:

قنفذ كبرثن دويبة ذات ريش حاد في أعلاها تقي به نفسها إذ تجتمع مستديرة تحته. هكذا في المنجد. جمعه قنافذ.

علل الشرائع: عن مولانا الصادق عن أبيه، عن جده صلوات الله عليهم في

ص: 618


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 14، وجديد ج 69 / 373.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 159، وجديد ج 78 / 158.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 187، وجديد ج 78 / 259.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 211، وجديد ج 78 / 353.

حديث المسوخ قال: وأما القنفذ، فكان رجلا سئ الخلق، فمسخه الله عز وجل قنفذا (1).

الإختصاص: في النبوي (صلى الله عليه وآله) في حديث المسوخ: وأما القنفذ، فإنه كان رجلا من صناديد العرب فمسخ، لأنه إذا نزل به الضيف رد الباب في وجهه ويقول لجاريته: أخرجي إلى الضيف فقولي له: إن مولاي غايب عن المنزل. فيبيت الضيف بالباب جوعا ويبيت أهل البيت شباعا مخصبين (2).

القنفذ صنفان: قسم يكون بأرض مصر ويكون قدر الفأر، وصنف يكون بأرض الشام والعراق وهو أكبر مما في مصر. والفرق بينهما كالفرق بين الفأر والجرد. وهو لا يظهر إلا ليلا، وهو مولع بأكل الأفاعي ولا يتألم بها وإذا لذعته الحية أكل السعتر البري فيبرأ (3).

قال الرازي في أدلة القائلين بأن للحيوانات قوة عقلية: إن القنافذ قد تحس ريح الشمال والجنوب قبل الهبوب فتغير المدخل إلى حجرتها. يحكى أنه كان بالقسطنطينية رجل قد جمع مالا كثيرا بسبب أنه كان ينذر بالرياح قبل هبوبها وينتفع الناس بذلك الإنذار، وكان السبب فيه قنفذ في داره يفعل الفعل المذكور (4).

وأما قنفذ مولى فلان وابن عمه: كان رجلا فظا غليظا جافا من الطلقاء، أحد بني عدي بن كعب. أرسل إلى باب فاطمة الزهراء صلوات الله عليها فضربها بالسوط فماتت حين ماتت، وإن في عضدها مثل الدملج من ضربته (5).

وروي أنه ألجأها إلى عضادة الباب ودفعها، فكسر ضلعا من جنبها فألقت جنينها من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت صلوات الله عليها (6).

ص: 619


1- (1) ط كمباني ج 14 / 785، وجديد ج 65 / 223.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 786، وجديد ج 65 / 228.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 790، وجديد ج 65 / 243.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 677، وجديد ج 64 / 92.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 53، وجديد ج 28 / 268.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 53 و 55، و ج 10 / 56، وجديد ج 28 / 268 - 271 و 283، و ج 43 / 198.

في أنه لم يغرمه مولاه كما غرم جميع عماله شكرا له، لضربة ضربها فاطمة صلوات الله عليها بالسوط (1).

وعن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: كان سبب وفاتها أن قنفذا مولى فلان نكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسنها ومرضت منها مرضا شديدا (2).

كامل الزيارة: عن مولانا الصادق (عليه السلام): وأول من يحكم فيه محسن بن علي (عليه السلام) في قاتله، ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه، فيضربان بسياط من نار لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا، فيضربان بها (3).

قنا:

باب فيه استحباب حفر القنوات (4). ويأتي في " موت ": أن حفر القناة صدقة جارية ينتفع به المؤمن بعد موته.

تأويل القناة في الرؤيا، فلو كان الرجل رآها ومعها زج يولد له غلام، ولو لم يكن لها زج يولد له جارية. كذا قاله الصادق (عليه السلام) له غلام، ولو لم يكن لها زج يولد له جارية. كذا قاله الصادق (عليه السلام) ثم قال له: كم في القناة من كعب؟ قال: اثنا عشر كعبا. قال: تلد الجارية اثني عشر بنتا (5).

وقنواء: بنت رشيد الهجري تقدمت في " رشد ".

قوب:

قاب قوسين مقدار ما بين نصف وتر القوس وطرفه، وفي الآية الشريفة كناية عن قربه (صلى الله عليه وآله) بربه تعالى.

والقوباء بالضم والمد داء في الجسد يتقشر منه الجلد ويعرف عند العامة

ص: 620


1- (1) ط كمباني ج 8 / 233، وجديد ج 30 / 302.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 49، وجديد ج 43 / 170.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 15، وجديد ج 28 / 64.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 18، وجديد ج 103 / 63.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 433، و ج 11 / 111، وجديد ج 61 / 159، و ج 47 / 22.

بالحزاز بالحاء المهملة ثم الزاء المعجمة. وتقدم في " جرب " و " جرح ": ما يعالجه.

شفاء رجل بوجهه قوباء ببركة النبي (عليه السلام) (1).

قوت:

العلوي (عليه السلام) قوت الأجساد الطعام وقوت الأرواح الإطعام (2).

قود:

القود بالتحريك القصاص، وتقدم في " قصص " و " حدد ".

والقواد بالفتح والتشديد هو الذي يجمع بين الذكر والأنثى حراما.

في خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله): ومن قاد بين رجل وامرأة حراما، حرم الله عليه الجنة ومأواه جهنم وساءت مصيرا، ولم يزل في سخط الله حتى يموت (3). ويقرب منه في آخر الخطبة (4).

باب الدياثة والقيادة (5). تأويل لعن الله الواصلة والموصولة بمن تقود النساء (6).

في حديث المعراج قال (صلى الله عليه وآله): رأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعاءها وأنها كانت قوادة (7). وتمام هذه الرواية في البحار (8).

قوس:

باب السحاب والمطر والقوس (9).

يظهر من الأخبار أنه ما دام يظهر القوس في الجو لا يصيب الناس الطوفان والغرق (10).

تقدم في " قزح ": العلوي (عليه السلام): لا تقل قوس قزح، فإن قزح اسم شيطان تقدم في " قزح ": العلوي (عليه السلام): لا تقل قوس قزح، فإن قزح اسم شيطان ولكن

ص: 621


1- (1) ط كمباني ج 6 / 300، وجديد ج 18 / 13.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 241، وجديد ج 75 / 456.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 109، وجديد ج 76 / 365.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 109، وجديد ج 76 / 365.
5- (5) ط كمباني 16 / 129، وجديد ج 79 / 114.
6- (6) جديد ج 79 / 115، وص 114.
7- (7) جديد ج 79 / 115، وص 114.
8- (8) ط كمباني ج 3 / 380، وجديد ج 8 / 309.
9- (9) ط كمباني ج 14 / 268، وجديد ج 59 / 344.
10- (10) ط كمباني ج 14 / 277، و ج 5 / 88، وجديد ج 11 / 319، و ج 59 / 377، و 378 و 384.

قل:

قوس الله.

العلوي (عليه السلام) في جواب مسائل ملك الروم: والقوس أمان لأهل الأرض كلها عند الغرق ما دام يرى في السماء والمجرة أبواب - الخبر (1).

التحقيق في ألوان القوس (2).

ذكر قسي رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).

في أنه أهدي إليه (صلى الله عليه وآله) قوس عليه تمثال عقاب، فوضع يده عليه فأذهبه الله (4).

إلقاء مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قوسه، فإذا هي ثعبان مبين، فأقبل إلى فلان الثاني ليبتلعه. فصاح فلان وجعل يتضرع إليه، فضرب يده إلى الثعبان فعادت القوس (5). ورواه في مدينة المعاجز (6).

قوف:

قيافة بعض الأعراب في خبر رفيد الذي أرسله وأجاره مولانا الصادق (عليه السلام) فقال لرفيد: أرى وجه مقتول. ونظر إلى يده، فقال: يد مقتول. ثم قال له: أخرج لسانك. ففعل، فقال: امض، فلا بأس عليك، فإن في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال لانقادت لك - إلى آخر ما تقدم في " رفد " (7).

في عرض مولانا الجواد (عليه السلام) على القافة، لأنه كان شديد الأدمة فشك فيه المرتابون، وهو بمكة، فعرضوه على القافة. فلما نظروا إليه خروا لوجوههم سجدا ثم قاموا وقالوا: ويحكم أمثل هذا الكوكب الدري والنور الزاهر تعرضون على

ص: 622


1- (1) ط كمباني ج 4 / 111 و 121، وجديد ج 10 / 84 و 122 و 130.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 281، وجديد ج 59 / 395.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 124، وجديد ج 16 / 110.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 288، وجديد ج 17 / 382.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 82. ونحوه ج 9 / 570 و 573 و 608، وجديد ج 29 / 32، و ج 41 / 256 و 268، و ج 42 / 43.
6- (6) مدينة المعاجز ص 77 و 79 و 201.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 157، وجديد ج 47 / 179.

القافة؟! وهذا والله الحسب الزكي والنسب المهذب الطاهر ولدته النجوم الزواهر والأرحام الطواهر - الخبر. ثم خطب (عليه السلام) خطبته الشريفة المذكورة في " خطب " و " صغر " (1).

أمالي الصدوق: في الصادقي (عليه السلام) وقد سأله أبو بصير عن القيافة قال: ما أحب أن تأتيهم وقل ما يقولون شيئا إلا كان قريبا مما يقولون. وقال: القيافة فضلة من النبوة ذهبت في الناس (2). وتقدم في " قرأ ": الآيات التي في كل واحدة منها عشر قافات.

وقوله تعالى: * (ق والقرآن المجيد) * في المجمع: قاف جبل محيط بالدنيا من وراء يأجوج ومأجوج. ومثله كلام القمي (3).

وتقدم في " ألم ": ما يدل على أن كلمة قاف في هذه الآية من أسماء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفي " حمعسق ": أن قاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر، فخضرة السماء من ذلك الجبل.

الروايات والكلمات في وصف قاف (4).

قول: باب قول الخير والقول الحسن والتفكر فيما يتكلم (5).

البقرة: * (وقولوا للناس حسنا) *. تفسير: قال الإمام: قولوا للناس كلهم حسنا مؤمنهم ومخالفهم. أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه وبشره، وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم - إلى آخر ما تقدم في " حسن ".

الكافي، تفسير العياشي: عن مولانا الباقر (عليه السلام) في هذه الآية، قال: قولوا

ص: 623


1- (1) ط كمباني ج 12 / 100، وجديد ج 50 / 8.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 144، وجديد ج 79 / 210.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 313، وجديد ج 60 / 119.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 314 و 315 و 351 و 83 و 86، و ج 3 / 201، وجديد ج 7 / 45، و ج 60 / 121 - 127، و ج 57 / 336 و 348.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 192، وجديد ج 71 / 309.

للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم (1).

وفي رواية أخرى بزيادة قوله: فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين، الفاحش المتفحش السائل الملحف، ويحب الحليم العفيف المتعفف (2).

وفيه تفسير هذه الآية من كلام الطبرسي (3). وتقدم في " خير ": فضل قول الخير.

الخصال، أمالي الصدوق: عن الثمالي، عن علي بن الحسين صلوات الله عليه قال: القول الحسن يثري المال وينمي الرزق وينسي في الأجل ويحبب إلى الأهل ويدخل الجنة (4).

أمالي الصدوق: عن سليمان بن مهران، قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) وعنده نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول (5).

علل الشرائع: عن إبراهيم بن الخطاب، رفعه إلى أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إذا أفلتت من أحدكم كلمة جفاء يخاف منها على نفسه، فليتبعها بكلمة تعجب منها تحفظ عليه وتنسي تلك (6). وتقدم في " فكر " و " كلم " و " طيب " و " صمت " و " حقق " ما يتعلق بذلك.

الخصال: عن ابن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أنفق مؤمن نفقة هي أحب إلى الله عز وجل من قول الحق في الرضا والغضب (7).

في وصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه لابنه: ولا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما علمت مما لا تحب أن يقال لك - إلى أن قال: - وقل للناس حسنا - إلى أن

ص: 624


1- (1) جديد ج 71 / 309.
2- (2) جديد ج 74 / 340 و 341، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 97.
3- (3) جديد ج 74 / 340 و 341، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 97.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 186 و 192، جديد ج 71 / 310، وص 310 و 286، وص 311.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 186 و 192، جديد ج 71 / 310، وص 310 و 286، وص 311.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 186 و 192، جديد ج 71 / 310، وص 310 و 286، وص 311.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 201، وجديد ج 71 / 358.

قال: - خير المقال ما صدقه الفعال (1).

العلوي (عليه السلام): كل قول ليس لله فيه ذكر فلغو (2).

تفسير قوله تعالى: * (إنه لقول رسول كريم) * قال مولانا الكاظم (عليه السلام): يعني جبرئيل عن الله تعالى في ولاية علي (عليه السلام) (3).

تفسير قوله تعالى: * (أم يقولون تقوله) * يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) * (بل لا يؤمنون) * إنه لم يتقوله ولم يقمه برأيه * (فليأتوا بحديث مثله) * أي رجل مثله (4).

باب أنه إذا قيل في الرجل شئ فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده، فإنه هو الذي قيل فيه (5).

قوم: تأويل القوم في قوله تعالى: * (فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها كافرين) * وفي قوله: * (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * بأصحاب القائم (عليه السلام) (6).

وسائر الروايات في تفسير هذه الآية وما يقرب منها (7).

باب قوله تعالى: * (من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * (8).

الكلمات في قوله تعالى: * (ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد) * (9).

ص: 625


1- (1) ط كمباني ج 17 / 59 - 61، وجديد ج 77 / 203 - 213.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 110، وجديد ج 77 / 419.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 102، وجديد ج 36 / 101.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 98، وجديد ج 36 / 85.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 328، وجديد ج 26 / 223.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 195، وجديد ج 52 / 370.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 47 و 48، وجديد ج 36 / 32، و ج 67 / 180 و 174.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 89، وجديد ج 36 / 32.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 243، وجديد ج 17 / 201.

باب أنهم السبيل والصراط، وهم وشيعتهم المستقيمون عليها (1). وتقدم في " سبل " و " صرط " ما يتعلق بذلك.

باب في أن الاستقامة إنما هي على الولاية (2).

وفيه تفسير قوله تعالى: * (وأن لو استقاموا على الطريقة) * بالولاية، وقوله تعالى: * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * على الأئمة واحدا بعد واحد.

قال الطبرسي: * (وأن لو استقاموا على الطريقة) * أي على طريقة الإيمان - إلى أن قال: - وفي تفسير أهل البيت، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول الله تعالى: * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * قال: هو والله ما أنتم عليه ولو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا.

وعن بريد العجلي، عن أبي عبد الله صلوات عليه قال: معناه لأفدناهم علما كثيرا يتعلمونه من الأئمة (عليهم السلام) (3).

تفسير آخر لهذه الآية في الروايات بجريانها في أئمة الهدى (عليهم السلام) تتنزل عليهم الملائكة (4).

الجمع بين التفسيرين في البحار (5).

العلوي (عليه السلام): السلامة مع الاستقامة (6).

قال الطبرسي: قال ابن عباس: ما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) آية كانت أشد عليه ولا أشق من قوله تعالى: * (فاستقم كما أمرت) * ولذلك قال لأصحابه: - حين قالوا له: أسرع إليك الشيب يا رسول الله -: شيبتني هود والواقعة (7).

ص: 626


1- (1) ط كمباني ج 7 / 83، وجديد ج 24 / 9.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 86، وجديد ج 24 / 25.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 85 و 113، و ج 3 / 132، و ج 9 / 98 و 110، و ج 1 / 109، وجديد ج 24 / 29 و 28، و ج 6 / 148 و 166، و ج 36 / 85 و 143، و ج 2 / 151.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 356 - 358، و ج 11 / 113، و ج 14 / 229 مكررا، وجديد ج 26 / 352، و ج 47 / 33، و ج 59 / 186 و 185.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 133، وجديد ج 2 / 202.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 61، وجديد ج 77 / 213.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 205، وجديد ج 17 / 52.

كلام الطبرسي فيما يتعلق بمقام إبراهيم (1).

وحديث كيف صار مقام إبراهيم عن يسار العرش وتوضيحه، تقدم في " حجر " و " حجج ".

الكلام في المقام المحمود للنبي (صلى الله عليه وآله):

أمالي الصدوق: عن مولانا الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي (2).

النبوي (صلى الله عليه وآله): لو قمت المقام المحمود لشفعت في علوجكم. وفي بعض النسخ لشفعت في حاء وحكم.

بيان: قال في النهاية: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي حتى حكم وحاء... هما قبيلتان (3).

تفسير المقام المحمود بالشفاعة وأنه تل من مسك أذفر بحيال العرش، يأتيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقضي عليه (4).

تفسير المقام المحمود بالمنبر الذي ينصب له ألف درجة فيصعده ويوضع لواء الحمد في يده، ويأتيه رضوان بمفاتيح الجنة ومالك بمفاتيح النار فيضعها في يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهناك قول الله تعالى: * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * (5).

الإختصاص: عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * قال: يجلسه على العرش (6).

ص: 627


1- (1) ط كمباني ج 5 / 135، وجديد ج 12 / 84.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 300، وجديد ج 8 / 37.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 207، وجديد ج 30 / 147.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 303، وجديد ج 8 / 46 و 48.
5- (5) ط كمباني 3 / 287، وجديد ج 7 / 335.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 183، وجديد ج 16 / 377.

تفسيره بالشفاعة (1).

باب أنهم الصافون والمسبحون وصاحب المقام المعلوم (2).

تفسير علي بن إبراهيم: عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: * (وما منا إلا له مقام معلوم) * قال: نزلت في الأئمة والأوصياء من آل محمد (عليهم السلام) مناقب ابن شهرآشوب وتفسير فرات بن إبراهيم مثله (3).

وفي دعاء رجب الوارد عن الناحية المقدسة: اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك - إلى أن قال في وصفهم: - وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك - الخبر.

وفي دعاء إذن الدخول في الحرم الشريف: الحمد لله الذي من علينا بحكام يقومون مقامه لو كان حاضرا في المكان - الخبر.

وفي خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير ما يناسب هنا. فراجع إلى الإقبال للسيد (4).

باب الآيات المؤولة بقيام القائم صلوات الله عليه (5).

باب فيه سائر ما ورد في قيام القائم (عليه السلام) (6)، وتقدم في " أيي ".

ويأتي في " هدى ": وجه تسمية مولانا الحجة بن الحسن صلوات الله عليه بالقائم (7).

ويستحب القيام عند ذكر هذا اللقب، لما روي في كتاب إلزام الناصب (8) عن

ص: 628


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 133، وجديد ج 68 / 117.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 108، وجديد ج 24 / 87.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 108، وجديد ج 24 / 87.
4- (4) الإقبال ص 461، وط كمباني ج 20 / 131، وجديد ج 97 / 113.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 11، وجديد ج 51 / 44.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 124، وجديد ج 24 / 163.
7- (7) ط كمباني ج 13 / 7، وجديد ج 51 / 28.
8- (8) إلزام الناصب ص 81.

تنزيه الخاطر: سئل مولانا الصادق صلوات الله عليه عن سبب القيام عند ذكر لفظ القائم (عليه السلام) من ألقاب الحجة. قال: لأن له غيبة طولانية ومن شدة الرأفة إلى أحبته ينظر إلى كل من يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته، ومن تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع عند نظر المولى الجليل إليه بعينه الشريفة فليقم وليطلب من الله جل ذكره تعجيل فرجه.

وروي أيضا عن مولانا الرضا (عليه السلام) في مجلسه بخراسان، قام عند ذكر لفظة القائم ووضع يديه في رأسه الشريف وقال: اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه.

وذكر المحدث النوري في كتابه النجم الثاقب ما ترجمته بالعربية: هذا القيام والتعظيم سيرة تمام أبناء الشيعة في كل البلاد - الخ.

وروى العلامة المامقاني في رجاله في دعبل، عن محمد بن عبد الجبار في مشكاة الأنوار أنه لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة على الرضا (عليه السلام) وذكر الحجة (عليه السلام) إلى قوله:

خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات وضع الرضا (عليه السلام) يده على رأسه وتواضع قائما ودعا له بالفرج.

خبر الرجل الذي تشرف بلقائه في الغري في مقام القائم وكانت رجلاه يبست ولا يقدر على المشي، فشفي ببركة مولانا الحجة (عليه السلام) (1).

باب أسماء القيامة وأنه لا يعلم وقتها إلا الله تعالى (2).

الأعراف: * (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة) * - الآية.

الخصال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بر ولا بحر، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة (3).

قصص الأنبياء: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم متى قيام

ص: 629


1- (1) ط كمباني ج 13 / 149، وجديد ج 52 / 177.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 204، وجديد ج 7 / 54، وص 59.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 204، وجديد ج 7 / 54، وص 59.

الساعة؟ فانتفض جبرئيل انتفاضة أغمي عليه منها. فلما أفاق قال: يا روح الله ما المسؤول بأعلم من السائل وله من في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة (1).

باب مواقف القيامة - الخ (2).

مشكلات العلوم: روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: شر الناس من قامت القيامة وهو حي، وإذا مات ثم قامت القيامة، فهو خير الناس. الظاهر أن المراد هو الموت الإرادي، كما في قوله: " موتوا قبل أن تموتوا ومن مات فقد قامت قيامته " فالمعنى: من قامت قيامته بموته ولم يمت نفسه بتزكيته فهو شر الناس بخلاف من أمات نفسه قبل موته فهو خير الناس.

أمات نفسه قبل موته فهو خير الناس.

المعارج: * (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) *. الحج: * (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) *.

أمالي الطوسي، الكافي: عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإن في القيامة خمسين موقفا كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون. ثم تلا هذه الآية: * (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) * (3).

باب الخصال التي توجب التخلص من شدائد يوم القيامة وأهوالها (4). وتقدم في " فزع ": الخصال التي تؤمن من الفزع الأكبر.

دعوات الراوندي: قال: إذا كان يوم القيامة ينادي كل من يقوم من قبره: اللهم ارحمني. فيجابون: لئن رحمتم في الدنيا لترحمون اليوم (5).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القرب ليس له إلا موضع قدمه - الخبر (6).

ص: 630


1- (1) ط كمباني ج 3 / 204، وجديد ج 7 / 62.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 225، وجديد ج 7 / 121.
3- (3) جديد ج 7 / 126.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 274، وجديد ج 7 / 290.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 225، وجديد ج 7 / 121.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 222، وجديد ج 7 / 111.

أمالي الطوسي: عن المفضل، قال: جاز مولانا جعفر بن محمد (عليه السلام) بالقائم المائل في طريق الغري، فصلى عنده ركعتين. فقيل له: ما هذه الصلاة؟ قال: هذا موضع رأس جدي الحسين (عليه السلام) وضعوه هناك. بيان: عن خط الشهيد قال: ولعل موضع القائم المائل هو المسجد المعروف الآن بمسجد الحنانة قرب النجف، ولذا يصلي الناس فيه (1) تقدم ما يتعلق بذلك في " رأس ".

مناقب ابن شهرآشوب: سأل ابن مسكان الصادق (عليه السلام) عن القائم المائل في طريق الغري فقال: نعم إنهم لما جاؤوا بسرير أمير المؤمنين (عليه السلام) انحنى أسفا وحزنا على أمير المؤمنين (2).

في استحباب القيام للمؤمن لإيمانه خصوصا للسادات:

المحاسن: عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): من قام من مجلسه تعظيما لرجل؟ قال: مكروه إلا لرجل في الدين (3). تقدم الكلام في القيام من المجلس بقصد التعظيم في " قبل " و " عظم ".

وفي روضات الجنات (4) نقلا من كتاب رياض الأبرار للسيد الأجل كمال الدين فتح الله بن هيبة الله بن عطاء الله الحسني الحسيني نقلا من كتاب الأربعين، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من رأى أحدا من أولادي ولم يقم إليه تعظيما له، قد جفاني، ومن جفاني فهو منافق. وروي أيضا عن سلمان الفارسي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من رأى واحدا من أولادي ولم يقم إليه قياما كاملا تعظيما له، ابتلاه الله ببلاء ليس له دواء. إنتهى.

وفي ذخيرة العباد للفقيه المرجع في زمانه المازندراني، في باب القراءة: وفي الخبر أن الحسين (عليه السلام) كان قارئا للقرآن فدخلت عليه أخته زينب المكرمة

ص: 631


1- (1) ط كمباني ج 22 / 107، وجديد ج 100 / 454 و 455.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 657، وجديد ج 42 / 234.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 72، و ج 15 كتاب العشرة ص 243، وجديد ج 2 / 43، و ج 75 / 466.
4- (4) الروضات ص 486.

فقام (عليه السلام) إجلالا لها.

وفي كتاب سليم بن قيس، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث ذكره بدع عمر، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته، قال: أيها الناس عظموا أهل بيتي في حياتي ومن بعدي وأكرموهم وفضلوهم، فإنه لا يحل لأحد أن يقوم من مجلسه لأحد إلا لأهل بيتي - الخبر (1). ورواه العامة، كما في إحقاق الحق (2).

وفي المستدرك (3) عن عوالي اللئالي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه كان يقوم لابنته فاطمة (عليها السلام) إذا دخلت إليه تعظيما لها، وأنه قام لجعفر بن أبي طالب لما قدم من الحبشة فرحا بقدومه وتعظيما له، وقام للأنصار لما وفدوا عليه، وقام إلى عكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمين.

ونقل عنه (صلى الله عليه وآله) أنه كان يكره أن يقام له، فكانوا إذا قدم لا يقومون له لعلمهم كراهته ذلك، فإذا قام قاموا معه حتى يدخل منزله.

وفيه (4) عن زيد الزراد في أصله قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج ذات يوم من بعض حجراته إذا قوم من أصحابه مجتمعون.

فلما بصروا برسول الله قاموا. قال لهم: اقعدوا ولا تفعلوا كما يفعل الأعاجم تعظيما - الخبر.

وفي مكارم الأخلاق قال (صلى الله عليه وآله): لا تقوموا كما تقوم الأعاجم بعضهم لبعض.

نقله في البحار (5).

النهي بعد حمله على الكراهة إلا لرجل في الدين لرواية إسحاق بن عمار المذكورة، مخصوص بغير السادات.

ولا ينافي ما قلنا، قوله: من أحب أن يتمثل (يمثل - خ ل) له الرجال قياما فيتبوأ (فليتبوء - بحار) مقعده من النار، كما في الوسائل والمستدرك والبحار (6).

ص: 632


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 243، و ج 9 / 142. وتمامها في ج 8 / 235، وجديد ج 36 / 295، و ج 30 / 313.
2- (2) الإحقاق ج 9 / 484.
3- (3) المستدرك ج 2 / 113.
4- (4) المستدرك ج 2 / 97.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 153، وجديد ج 16 / 240.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 153، وجديد ج 16 / 240.

ورواه العامة، كما في سنن أبي داود.

أقول: ليس كلمة قياما في مكارم الأخلاق.

في وصاياه (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: من أحب أن يتمثل له الرجال قياما، فليتبوأ مقعده من النار (1). ورواه العامة، كما في كتاب التاج (2). لأن حب ذلك كاشف عن تكبره وإعجابه ورضاه عن نفسه وفي ذلك الهلاكة. وفي معنى ما تقدم في البحار (3).

موارد قيام رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه (4)، وفيه أنه لا يفعل ذلك عند الأعداء (5).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث تقدم في " قنبر ": أما إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مع تفضيله لي لم يكن يقوم لي عن مجلسه، كما كان يفعله ببعض - إلى أن قال: - لأنه علم أن ذلك يحمل بعض أعداء الله على ما يغمه ويغمني ويغم المؤمنين، وكان يقوم لقوم لا يخاف على نفسه ولا عليهم مثل ما خافه علي لو فعل ذلك بي (6).

قيامه (صلى الله عليه وآله) لفاطمة الزهراء صلوات الله عليها (7).

قيام فاطمة الزهراء (عليها السلام) له ومعانقتها له وتقبيلها ما بين عينه (8).

قيام الناس عند ورود النبي (صلى الله عليه وآله) في منزل خديجة للزواج، وأمر حمزة بذلك (9).

كراهته لقيام الناس له لكثرة تواضعه (10).

ص: 633


1- (1) ط كمباني ج 17 / 27، وجديد ج 77 / 90.
2- (2) التاج، ج 5 / 254.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 117، وجديد ج 73 / 206.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 287، و ج 7 / 332 و 379، و ج 9 / 335 و 551، وجديد ج 7 / 333، و ج 26 / 238.
5- (5) جديد ج 38 / 313، و ج 41 / 181، و ج 27 / 104.
6- (6) ط كمباني 7 / 332، وجديد ج 26 / 238.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 13، وجديد ج 43 / 40.
8- (8) ط كمباني ج 10 / 13، وجديد ج 43 / 40.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 115 و 199، وجديد ج 16 / 67، و ج 17 / 28.
10- (10) ط كمباني ج 6 / 151، وجديد ج 16 / 229.

قيام الصحابة وأمير المؤمنين (عليه السلام) له (صلى الله عليه وآله) (1).

قيام الدهاقين لأمير المؤمنين (عليه السلام) وكلامه في ذلك (2).

قيام الناس لمولانا الكاظم (عليه السلام) (3).

قيام المأمون وبني هاشم لمولانا الرضا صلوات الله وسلامه عليه (4).

النبوي المنقول من طرق العامة أنه لا يقم أحد لأحد إلا للحسن والحسين وذريتهما (5).

وعن بعض الكتب المعتبرة أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقوم الرجل للرجل إلا بني هاشم فإنهم لا يقومون لأحد. رواه أبو المؤيد الخوارزمي في كتاب مقتله على ما حكي عنه.

وعن الراغب الأصفهاني في محاضراته عن النبي (صلى الله عليه وآله): لا يقومن أحد لأحد إلا لهاشمي. أقول: مضافا إلى ضعف السند يحمل النهي على الكراهة لما تقدم.

خروج النور من أصابع يوسف لعدم قيامه لأبيه يعقوب (6).

روضة الواعظين: قال النبي (صلى الله عليه وآله): قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له (7).

العلوي (عليه السلام): قوام الدنيا بأربعة - إلى آخر ما تقدم في " دنا " (8)(8) ط كمباني ج 1 / 80، و ج 15 كتاب العشرة ص 118، وجديد ج 2 / 36، و ج 74 / 417.(9).

روضة الواعضين: عن الباقر، عن أمير المؤمنين (عليهما السلام): قوام الدين بأربعة - الخبر (10).

ص: 634


1- (1) ط كمباني ج 9 / 312، وجديد ج 38 / 215.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 520، وجديد ج 41 / 55.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 41، وجديد ج 80 / 172.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 52، وجديد ج 49 / 175.
5- (5) في إحقاق الحق ج 10 / 748.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 179، و ج 15 كتاب الكفر ص 121، وجديد ج 12 / 251، و ج 73 / 223.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 32، وجديد ج 1 / 94.
8-
9- ط كمباني ج 1 / / 223. (7) ط كمباني ج 1 / 32، وجديد ج 1 / 94.
10- (9) ط كمباني ج 1 / 571، وجديد ج 1 / 179.

باب ما به قوام بدن الإنسان - الخ (1).

ما جرى بين ابن قياما الواقفي ومولانا الرضا (عليه السلام) (2) ويأتي في " ملي ": ذمه.

باب الأذان والإقامة (3) وتقدم في " اذن " ما يتعلق بذلك.

وقال العلامة النوري في المستدرك: إن الأذان للإعلام من المستحبات الكفائية وإن المكلف به متحد وإن كان المكلف عاما. وبعد تحقق الفعل من البعض يرتفع الخطاب لعدم بقاء محله أو العينية، ولكن يسقط عن الباقي مع فعل البعض - إلى أن قال: - ويؤيد ما ذكرناه تشريع حكاية الأذان لكل مكلف أن يؤذن في أول الوقت إعلاما بأن يؤذنوا جميعا.

قوى:

باب قوى النفس ومشاعرها وسائر القوى البدنية (4).

باب فيه قوة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وشوكته في صغره وكبره (5).

وفيه نتره (عليه السلام) القماط، وقتله الحية في مهده، وإمساكه على ولد ظئره حين تعلق بالقليب حتى جاءت أمه فأدركته، وغلبته على كل من صارعه في حال طفوليته، وربما يلحق الحصان الجاري فيصدمه فيرده على عقبه. ومن قوته حمله الأشياء الثقيلة التي لا يقدر جمع على تحريكه. ولم يمسك بذراع أحد إلا مسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس، وضرب يده في الأسطوانة حتى دخل إبهامه في الحجر.

قال ابن شهرآشوب: هو باق وكذلك مشهد الكف بتكريت والموصل وغير ذلك. وأثر سيفه في صخرة جبل ثور، وأثر رمحه في بعض الجبال، وختمه الحصا، ولوى لوائه قطب الرحى في عنق خالد بن وليد، وعصره خالدا بإصبعه السبابة

ص: 635


1- (1) ط كمباني ج 14 / 471، وجديد ج 61 / 286.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 20، وجديد ج 49 / 68.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 160، وجديد ج 84 / 103.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 458، وجديد ج 61 / 245.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 575، وجديد ج 41 / 274.

والوسطى بحيث صاح خالد صيحة منكرة وأحدث في ثيابه، وقلعه الصخرة الواقعة على الماء في طريقه إلى صفين، وقلعه باب خيبر.

مناقب ابن شهرآشوب: وكان يأخذ من رأس الجبل حجرا ويحمله بفرد يده ثم يضعه بين يدي الناس، فلا يقدر الرجل والرجلان والثلاثة على تحريكه، حتى قال أبو جهل فيه:

يا أهل مكة إن الذبح عندكم * هذا علي الذي قد جل في النظر ما إن له مشبه في الناس قاطبة * كأنه النار ترمي الخلق بالشرر كونوا على حذر منه فإن له * يوما سيظهره في البدو والحضر (1) مناقب ابن شهرآشوب: قال أبو رافع: سقط من شماله ترسه فقلع بعض أبواب خيبر وتترس بها. فلما فرغ عجز خلق كثير عن تحريكها.

روض الجنان: نقل حديثا ملخصه أنه أخذ باب خيبر وإحدى طرفيه على يده، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) كلاما ما معناه: يا هذا نظرت إلى يده فانظر إلى رجليه. قال:

فنظرت فوجدتهما معلقين رجلاه على الهواء فقال: إنما هما على جناحي جبرئيل الخبر (2).

ومن قوته أنه صعد على الكعبة وقلع الأصنام بحيث يهتز حيطان البيت، فرمى بها (3).

أمالي الطوسي: العلوي (عليه السلام) أعطاني الله من القوة ما لو قسم على جميع ضعفاء الدنيا لصاروا به أقوياء (4).

الرضوي (عليه السلام): إن القائم صلوات الله عليه إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشباب قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها. يكون معه عصا موسى وخاتم

ص: 636


1- (1) ط كمباني ج 9 / 575 و 576.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 577، وجديد ج 41 / 281.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 277، وجديد ج 38 / 76.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 422، وجديد ج 19 / 83.

سليمان (1). وتقدم قوة داود في " دود ".

وكان من قوة مسلم بن عقيل أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت (2).

تفسير قوله تعالى: * (ذي قوة عند ذي العرش مكين) * وأنه جبرئيل * (مطاع ثم أمين) * يعني رسول الله هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة - الخ (3).

تفسير قوله تعالى: * (خذوا ما آتيناكم بقوة) * بقوة الأبدان والقلوب، كما في الصادقي (عليه السلام) (4).

وتقدم في " ركن ": تفسير قوله تعالى حكاية عن لوط: * (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) *.

قهرمن:

العلوي (عليه السلام) فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة (5).

قها:

القهوة لها معان في اللغة: منها الخمر، ومنه النبوي في خطبته (صلى الله عليه وآله) في ذم شرب القهوات، كما في البحار (6).

قياء:

باب فيه السعوط والقئ (7). وتقدم في " طبب ": فوائد القئ.

الطب: عن مولانا الباقر (عليه السلام) من تقيأ قبل أن يتقيأ كان أفضل من سبعين دواء، ويخرج القئ على هذا السبيل كل داء وعلة (8).

ص: 637


1- (1) ط كمباني ج 13 / 183، وجديد ج 52 / 322.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 181، وجديد ج 44 / 354.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 116، وجديد ج 36 / 175.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 68، و ج 5 / 270 و 277، وجديد ج 70 / 178، و ج 13 / 200 و 226.
5- (5) ط كمباني 17 / 61، و ج 23 / 58 و 59، وجديد ج 77 / 214، و ج 103 / 252 و 253.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 170، وجديد ج 52 / 262.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 513، وجديد ج 62 / 108.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 516، وجديد ج 62 / 123.

بيان: قبل أن يتقيأ: أي قبل أن يسبقه القئ بغير اختياره.

قيد:

خبر العبد المقيد وقضاوة أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان وزن قيده (1).

قيس:

باب فيه ذم القياس في الدين (2).

الأخبار في ذم القياس في الدين والمنع عنه، وأن أول من قاس إبليس اللعين (3).

علل الشرائع: عن الصادق (عليه السلام) قول الخضر: إن القياس لا مجال له في علم الله وأمره (4).

وفيه ذم الصادق (عليه السلام) وقوله: إن أمر الله تعالى لا يحمل على المقائيس، ومن حمل أمر الله على المقائيس هلك وأهلك (5). ويأتي في " ودي ": حديث أبان في ذم القياس.

امرؤ القيس: أشعر الشعراء. جملة من أحواله في السفينة وهو الملك الضليل.

قيل:

باب القيلولة (6).

قرب الإسناد: روي أن أعرابيا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إني كنت رجلا ذكورا فصرت نسيا، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): لعلك اعتدت القائلة فتركتها؟ فقال:

ص: 638


1- (1) ط كمباني ج 9 / 465، وجديد ج 40 / 165.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 157، وجديد ج 2 / 283.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 37 - 40، و ج 11 / 118 و 172، و ج 14 / 479 و 480 و 615 و 633 و 686، (3) ط كمباني ج 5 / 37 - 40، و ج 11 / 118 و 172، و ج 14 / 479 و 480 و 615 و 633 و 686، و ج 4 / 138 - 142، و ج 17 / 176، وجديد ج 10 / 204 و 212 - 222، و ج 11 / 141، و ج 47 / 50 و 227، و ج 61 / 312 و 314، و ج 63 / 198، و 274 و ج 64 / 127، و ج 78 / 214.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 292.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 293، وجديد ج 13 / 286 - 289.
6- (6) ط كمباني ج 16 / 41، وجديد ج 76 / 185.

أجل. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): فعد يرجع إليك حفظك إن شاء الله (1).

ورواه في الوسائل عن قرب الإسناد، وعن الصدوق في الفقيه قال: قال الصدوق: وروي: قيلوا فإن الله يطعم الصائم في منامه ويسقيه. قال: وروي: قيلوا فإن الشيطان لا يقيل. وفي " نوم " ما يتعلق بذلك.

الأمر بإقالة البيع (2).

قين:

تقدم في " خربز ": أن القين يهني الحداد، وفي " مسخ " و " لها ": ذم القينة وأنها الأمة المغنية والماشطة.

ومن مواعظ مولانا الكاظم (عليه السلام) قال: اتخذوا القيان، فإن لهن فطنا وعقولا - الخبر. كأنه أراد النجابة في أولادهن. والقيان جمع القينة وهي الأمة مغنية كانت أو غير مغنية - الخبر (3).

ص: 639


1- (1) ط كمباني ج 16 / 41، وجديد ج 76 / 185.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 502، وجديد ج 40 / 332.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 204، وجديد ج 78 / 327.

فهرس الآيات

سورة الحمد (1)

1 - سورة الحمد 439 و 438 و 437 و 430 و 197 و 101

472 و 470 و 469 و 468 و 457 و 456

492 و 491 و 486

1 - بسم الله الرحمن الرحيم 469 و 467 و 451

5 - إياك نعبد وإياك نستعين 430

سورة البقرة (2)

- سورة البقرة 491 و 486 و 483 و 471 و 470 و 451

2 - 1 - ألم... للمتقين 447

3 - الذين يؤمنون بالغيب 82

7 - ختم الله على قلوبهم 560

10 - في قلوبهم مرض 560

11 - وإذا قيل لهم لا تفسدوا 196

20 - إن الله على كل شئ قدير 425

26 - وما يضل به إلا الفاسقين 203

45 - واستعينوا بالصبر والصلاة 22

53 - وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان 188

ص: 641

63 - خذوا ما آتيناكم بقوة 637

65 - فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين 496

74 - ثم قست قلوبكم 571 و 560 و 527

78 - ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب 576

83 - وقولوا للناس حسنا 623

87 - جائكم رسول بما لا تهوى أنفسكم 188

88 - وقالوا قلوبنا غلف 573 و 565 و 9

89 - وكانوا من قبل يستفتحون 106

97 - نزله على قلبك 563

106 - ما ننسخ من آية أو ننسها 222

110 - وما تقدموا لأنفسكم من خير 443

115 - فأينما تولوا فثم وجه الله 402

125 - واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى 440

144 - وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره 402

148 - أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا 268

153 - يا أيها الذين آمنوا 488

170 - وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله 576

179 - ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب 532 و 410

185 - شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن 434

185 - يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر 9

188 - ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل 589

191 - والفتنة أشد من القتل 121 و 118

193 - وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة 121

197 - فمن فرض فيهن الحج 179

216 - عسى أن تكرهوا شيئا 105

ص: 642

217 - يسئلونك عن الشهر الحرام 415

217 - والفتنة أكبر من القتل 118 و 121

219 - كذلك يبين الله لكم الآيات 288

225 - ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم 563

226 - للذين يؤلون من نسائهم 340

232 - والله يعلم وأنتم لا تعلمون 82

238 - حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى 455

245 - من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا 502

245 - يقبض ويبسط 391

246 - ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل 492

246 - فلما كتب عليهم القتال تولوا 579

253 - ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم 414

255 - آية الكرسي 482 و 471 و 470 و 457 و 452 و 37

273 - للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله 272

285 - لا يكلف الله نفسا إلا وسعها 9

سورة آل عمران (3)

- سورة آل عمران 486 و 483 و 470

7 - الذين في قلوبهم زيغ 560

8 - ربنا لا تزغ قلوبنا 560

18 - شهد الله أنه لا إله إلا هو 522

26 - قل اللهم مالك الملك 422

61 - فمن حاجك فيه... (آية المباهلة) 232 و 231 و 230 و 219

583 و 438 و 331 و 255

79 - ما كان لبشر أن... 16

79 - ولكن كونوا ربانيين 490

ص: 643

80 - ولا يأمركم أن تتخذوا 16

83 - وله أسلم من في السماوات والأرض 482

103 - واذكروا نعمة الله عليكم 150

103 - واعتصموا بحبل الله جميعا 449

110 - وأكثرهم الفاسقون 202

134 - والعافين عن الناس 13

140 - إن يمسسكم قرح 496

154 - ثم أنزل عليكم من بعد الغم 492

157 - ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم 415

159 - وشاورهم في الأمر 341

161 - وما كان لنبي أن يغل 11 و 9

167 - وقيل لهم تعالوا قاتلوا 414

169 - ولا تحسبن الذين قتلوا 415

179 - وما كان الله ليطلعكم على الغيب 83 و 39

181 - لقد سمع الله قول الذين قالوا 492

191 - ويتفكرون في خلق السماوات والأرض 288

سورة النساء (4)

- سورة النساء 486 و 483 و 471

30 - 29 - ولا تقتلوا أنفسكم... نصليه نارا 412

31 - واسئلوا الله من فضله 236

41 - وجئنا بك على هؤلاء شهيدا 224

59 - أطيعوا الله وأطيعوا الرسول 331 و 226 و 113

77 - ألم تر إلى الذين قيل لهم 492

80 - من يطع الرسول فقد أطاع الله 323 و 218

84 - فقاتل في سبيل الله 415

ص: 644

92 - وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا 408

93 - ومن يقتل مؤمنا متعمدا 408

101 - إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا 118

103 - فإذا قضيتم الصلاة 539

118 - لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا 179

148 - لا يحب الله الجهر بالسوء 88

173 - ويزيدهم من فضله 214

سورة المائدة (5)

- سورة المائدة 492 و 486 و 485 و 483 و 471

2 - يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله 577

13 - وجعلنا قلوبهم قاسية 560

15 - قد جائكم من الله نور وكتاب مبين 449

31 - 27 - واتل عليهم نبأ... من النادمين 401

29 - إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك 496 و 492 و 409

32 - من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل 408

32 - من قتل نفسا بغير نفس 416

38 - نكالا من الله والله عزيز حكيم 454

41 - ومن يرد الله فتنته 118

42 - سماعون للكذب 535

42 - إن الله يحب المقسطين 522

44 - فأولئك هم الكافرون 546

45 - فأولئك هم الظالمون 546

47 - فأولئك هم الفاسقون 546

54 - من يرتد منكم عن دينه 625

55 - إنما وليكم الله ورسوله (آية الولاية) 438 و 226

ص: 645

64 - وقالت اليهود يد الله مغلولة 9

71 - وحسبوا ألا تكون فتنة 120

77 - يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم 14

82 - ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا 522

116 - يا عيسى بن مريم إني متوفيك 17

سورة الأنعام (6)

- سورة الأنعام 486 و 472 و 471

19 - قل أي شئ أكبر شهادة 62

21 - ومن أظلم ممن افترى على الله 126

23 - ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا 118

38 - ما فرطنا في الكتاب من شئ 331

44 - فلما نسوا ما ذكروا به 606

50 - إن أتبع إلا ما يوحى إلي 331

68 - وإذا رأيت الذين يخوضون 535

73 - عالم الغيب والشهادة 39

89 - فقد وكلنا بها قوما 625

108 - ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله 223

110 - ونقلب أفئدتهم 573 و 570 و 567

116 - وإن تطع أكثر من في الأرض 579

141 - وهو الذي أنشأ جنات معروشات 294

149 - قل فلله الحجة البالغة 139

159 - إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا 188

160 - من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها 8

سورة الأعراف (7)

28 - وإذا فعلوا فاحشة قالوا 576 و 134

ص: 646

33 - قل إنما حرم ربي الفواحش 135 و 134

54 - إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض 484 و 483

56 - 54 - إن ربكم الله... المحسنين 471

56 - ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها 196

96 - ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا 106

101 - كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين 560

138 - قالوا يا موسى اجعل لنا إلها 183

145 - وكتبنا له في الألواح من كل شئ 223

155 - إن هي إلا فتنتك 117

169 - ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب 490 و 126

179 - ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا 5

179 - لهم قلوب لا يفقهون بها 572

187 - يسألونك عن الساعة... 629

196 - الله الذي نزل الكتاب 482

204 - وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له 468

205 - ولا تكن من الغافلين 5

سورة الأنفال (8)

- سورة الأنفال 486 و 483 و 472

24 - إن الله يحول بين المرء وقلبه 567

25 - واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا 120

28 - إنما أموالكم وأولادكم فتنة 119 و 118

75 - وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض 231

سورة التوبة (9)

- سورة التوبة (براءة) 491 و 486 و 483 و 472

19 - أجعلتم سقاية الحاج 142

ص: 647

30 - قاتلهم الله أنى يؤفكون 414

31 - اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا 577

40 - إلا تنصروه فقد نصره الله (آية الغار) 343 و 342

48 - لقد ابتغوا الفتنة من قبل 118

49 - ومنهم من يقول ائذن لي 118

51 - قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا 606

74 - وما نقموا إلا أن أغناهم الله 113

84 - ولا تصل على أحد منهم مات أبدا 390

85 - ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم 615

108 - لمسجد أسس على التقوى 360

119 - كونوا مع الصادقين 344

122 - ليتفقهوا في الدين 284 و 282

126 - أولا يرون أنهم يفتنون 118

129 - 128 - لقد جائكم رسول... العظيم 482 و 453

سورة يونس (10)

- سورة يونس 486

2 - وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق 444 و 443

5 - هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا 586

20 - ويقولون لولا انزل عليه آية 82

22 - لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين 574

40 - وربك أعلم بالمفسدين 196

58 - قل بفضل الله وبرحمته 213

74 - نطبع على قلوب المعتدين 560

83 - فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه 119

83 - وإن فرعون لعال في الأرض 182

ص: 648

85 - ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين 119

90 - وجاوزنا ببني إسرائيل البحر 182

سورة هود (11)

3 - ويؤت كل ذي فضل فضله 214

17 - أفمن كان على بينة من ربه 226

34 - ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم 429

34 - إن كان الله يريد أن يغويكم 38

40 - وما آمن معه إلا قليل 579

44 - وغيض الماء 98

80 - لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد 637

112 - فاستقم كما أمرت 626

123 - ولله غيب السماوات والأرض 40

سورة يوسف (12)

41 - قضى الأمر الذي فيه تستفتيان 539

92 - لا تثريب عليكم اليوم 565 و 112 و 108

93 - إذهبوا بقميصي هذا 590

97 - يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا 565

100 - هذا تأويل رؤياي من قبل 111

101 - رب قد آتيتني من الملك 124

سورة الرعد (13)

- سورة الرعد 483 و 472

3 - إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 288

8 - وما تغيض الأرحام 98

11 - إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم 428 و 94

16 - قل من رب السماوات والأرض

ص: 649

43 - قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم 62

سورة إبراهيم (14)

- سورة إبراهيم 472

37 - فاجعل أفئدة من الناس 581 و 101

50 - سرابيلهم من قطران 551

سورة الحجر (15)

- سورة الحجر 472

24 - ولقد علمنا المستقدمين منكم 444

55 - قالوا بشرناك بالحق 613

66 - وقضينا إليه ذلك الأمر 539

75 - إن في ذلك لآيات للمتوسمين 398 و 175

87 - ولقد آتيناك سبعا من المثاني 470

سورة النحل (16)

- سورة النحل 486

8 - ويخلق ما لا تعلمون 362

38 - وأقسموا بالله جهد أيمانهم 524

89 - تبيانا لكل شئ 331 و 224

90 - إن الله يأمر بالعدل والإحسان 135

90 - وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي 134

90 - إيتاء ذي القربى 495

97 - فلنحيينه حياة طيبة 616

98 - فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله 467

112 - ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة 516

116 - ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب 127

ص: 650

سورة الإسراء (17)

- سورة الإسراء (بني إسرائيل) 491 و 487 و 473

1 - سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام 440

4 - وقضينا إلى بني إسرائيل 539 و 197

12 - وجعلنا الليل والنهار آيتين 587

16 - ففسقوا فيها فحق عليها القول 202

23 - وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه 539

34 - 33 - ومن قتل مظلوما... في القتل 415 و 412

35 - وزنوا بالقسطاس المستقيم 523

36 - إن السمع والبصر والفؤاد 33

44 - وإن من شئ إلا يسبح بحمده 321

46 - وإذا ذكرت ربك في القرآن 469

58 - وإن من قرية إلا نحن مهلكوها 516

60 - والشجرة الملعونة 54

70 - ولقد كرمنا بني آدم 236

73 - وإن كادوا ليفتنونك 121 و 119

78 - إن قرآن الفجر كان مشهودا 132

79 - عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا 627

88 - قل لئن اجتمعت الإنس والجن 493

90 - وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا 108

111 - 110 - قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن... تكبيرا 482

سورة الكهف (18)

- سورة الكهف 473

28 - واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم 268

50 - ففسق عن أمر ربه 202

ص: 651

83 - يسئلونك عن ذي القرنين 511

83 - إنا مكنا له في الأرض 512

107 - إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات 165

110 - قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي 549 و 473

سورة مريم (19)

- سورة مريم 356

31 - وأوصاني بالصلاة والزكاة 239

59 - فخلف من بعدهم خلف 38

86 - 85 - يوم نحشر المتقين... ونسوق المجرمين 486 و 485

سورة طه (20)

- سورة طه (صلى الله عليه وآله وسلم) 491

40 - وفتناك فتونا 117

126 - 125 - قال رب... فنسيتها 461

131 - ولا تمدن عينيك 618

سورة الأنبياء (21)

2 - ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث 460

3 - لاهية قلوبهم 560

30 - أولم ير الذين كفروا 140

78 - وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث 23

103 - لا يحزنهم الفزع الأكبر 254 و 194

سورة الحج (22)

- سورة الحج 483 و 473

10 - ذلك بما قدمت يداك 54

21 - ولهم مقامع من حديد 593

29 - ثم ليقضوا تفثهم 539

ص: 652

30 - ومن يعظم حرمات الله 399

30 - واجتنبوا قول الزور 30

32 - ومن يعظم شعائر الله 399

39 - أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا 415

45 - وبئر معطلة وقصر مشيد 529

47 - وإن يوما عند ربك كألف سنة 630

78 - ما جعل عليكم في الدين من حرج 8

سورة المؤمنون (23)

- سورة المؤمنون 487 و 473

3 - والذين هم عن اللغو معرضون 30

55 - أيحسبون أنما نمدهم به 25

63 - بل قلوبهم في غمرة من هذا 18

96 - إدفع بالتي هي أحسن السيئة 288

سورة النور (24)

- سورة النور 483 و 473

19 - إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة 136

21 - ولولا فضل الله عليكم ورحمته 214

26 - الخبيثات للخبيثين... والطيبات للطيبين 611

55 - ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون 202

63 - لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم 244

سورة الفرقان (25)

20 - وجعلنا بعضكم لبعض فتنة 120

25 - يوم تشقق السماء بالغمام 19

32 - وقال الذين كفروا... جملة واحدة 450

33 - أحسن تفسيرا 198

ص: 653

61 - تبارك الذي جعل في السماء بروجا 586

68 - والذين لا يدعون مع الله إلها آخر 486

72 - والذين لا يشهدون الزور 30

سورة الشعراء (26)

- سورة الشعراء 491 و 473

38 - فجمع السحرة لميقات يوم معلوم 183

89 - 88 - يوم لا ينفع... بقلب سليم 565 و 560

94 - فكبكبوا فيها هم والغاوون 38

195 - 194 - نزل به الروح الأمين على قلبك 560

224 - والشعراء يتبعهم الغاوون 534

سورة النمل (27)

- سورة النمل 491 و 473

40 - قال الذي عنده علم من الكتاب 425

65 - قل لا يعلم من في السماوات... إلا الله 40

75 - وما من غائبة في السماء والأرض 45

83 - ويوم نحشر من كل أمة فوجا 323

89 - من جاء بالحسنة فله خير منها 194

89 - وهم من فزع يومئذ آمنون 193

سورة القصص (28)

- سورة القصص 491 و 473

6 - ونري فرعون وهامان 185

15 - فوكزه موسى فقضى عليه 539

29 - فلما قضى موسى الأجل 539

76 - إن قارون كان من قوم موسى 510

76 - لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين 164

ص: 654

77 - ولا تبغ الفساد في الأرض 195

85 - إن الذي فرض عليك القرآن 179

88 - كل شئ هالك إلا وجهه 328

سورة العنكبوت (29)

- سورة العنكبوت 473

2 - أحسب الناس أن يتركوا 119 و 117

27 - وآتيناه أجره في الدنيا 377

سورة الروم (30)

- سورة الروم 473

30 - فأقم وجهك للدين حنيفا 237

38 - وآت ذا القربى حقه 152

41 - ظهر الفساد في البر والبحر 197

سورة لقمان (31)

- سورة لقمان 473

6 - ومن الناس من يشتري لهو الحديث 30

19 - واقصد في مشيك 528

34 - إن الله عنده علم الساعة... 64 و 41

سورة السجدة (32)

- سورة السجدة 474 و 452

18 - أفمن كان مؤمن كمن كان فاسقا 202 و 201

20 - وأما الذين فسقوا فمأواهم النار 201

28 - ويقولون متى هذا الفتح 106

سورة الأحزاب (33)

- سورة الأحزاب 483

1 - يا أيها النبي اتق الله 484

ص: 655

4 - ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه 563

33 - إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (آية التطهير) 244 و 232 و 231

438 و 342

36 - وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله 547

38 - سنة الله في الذين خلوا من قبل 190

66 - يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا 113

67 - ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا 313

سورة سبأ (34)

12 - وأسلنا له عين القطر 551

13 - وقليل من عبادي الشكور 579

18 - وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها 516

23 - حتى إذا فزع عن قلوبهم 194

37 - وما أموالكم ولا أولادكم 27

46 - أن تقوموا لله مثنى وفرادى 164

51 - ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت 194

سورة فاطر (35)

15 - أنتم الفقراء إلى الله 272

34 - الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن 246

41 - إن الله يمسك السماوات... غفورا 574

سورة يس (36)

- سورة يس (صلى الله عليه وآله وسلم) 584 و 474 و 37

12 - وكل شئ أحصيناه في إمام مبين 45

39 - والقمر قدرناه منازل 587 و 444

81 - أوليس الذي خلق... مثلهم 425

ص: 656

سورة الصافات (37)

- سورة الصافات 474 و 471

107 - وفديناه بذبح عظيم 155

141 - فساهم فكان من المدحضين 506

146 - وأنبتنا عليه شجرة من يقطين 553

164 - وما منا إلا له مقام معلوم 628

سورة ص (38)

- سورة ص 475

20 - آتيناه الحكمة وفصل الخطاب 211

24 - وقليل ما هم 579

28 - أم نجعل الذين آمنوا... كالفجار 196 و 132

39 - هذا عطائنا فامنن أو أمسك 323

سورة الزمر (39)

9 - أمن هو قانت آناء الليل 613

23 - الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني 487 و 460

63 - له مقاليد السماوات والأرض 577

67 - وما قدروا الله حق قدره 482

67 - والأرض جميعا قبضته 391

69 - وقضى بينهم بالحق 539

سورة المؤمن (40)

- سورة المؤمن (غافر) 48

11 - ربنا أمتنا اثنتين 345

16 - لمن الملك اليوم 341

20 - والله يقضي بالحق 539

44 - أفوض أمري إلى الله 336

ص: 657

75 - ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض 164

84 - فلما رأوا بأسنا 184

سورة فصلت (41)

- سورة فصلت (حم سجدة) 452

12 - فقضاهن سبع سماوات 539

30 - إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا 626

سورة الشورى (42)

- سورة الشورى (حمعسق) 356

22 - والذين آمنوا وعملوا الصالحات 466

23 - قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى 494 و 232

سورة الزخرف (43)

- سورة الزخرف (حم زخرف) 475 و 367 و 365

38 - حتى إذا جائنا... فبئس القرين 509

46 - إني رسول رب العالمين 183

63 - ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه 224

سورة الدخان (44)

- سورة الدخان (حم دخان) 475

4 - فيها يفرق كل أمر حكيم 437 و 436

سورة الجاثية (45)

- سورة الجاثية 491 و 487

14 - قل للذين آمنوا يغفروا 14

سورة الأحقاف (46)

- سورة الأحقاف 491 و 487

سورة محمد (صلى الله عليه وآله) (47)

- سورة محمد (صلى الله عليه وآله) 475

ص: 658

سورة الفتح (48)

- سورة الفتح (إنا فتحنا) 487 و 483 و 475 و 107

1 - إنا فتحنا لك فتحا مبينا 107

10 - إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله 218

16 - ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد 625

29 - محمد رسول الله والذين معه 492 و 398

سورة الحجرات (49)

- سورة الحجرات 483

1 - يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا 443

6 - إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا 201

7 - وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان 201

9 - وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا 340

12 - ولا يغتب بعضكم بعضا 93 و 88

14 - يا أيها الناس إنا خلقناكم 143

سورة ق (50)

- سورة ق 487 و 475

2 - 1 - ق والقرآن المجيد 623

23 - وقال قرينه هذا ما لدي عتيد 509

24 - ألقيا في جهنم كل كفار عنيد 627

35 - لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد 336

37 - إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب 565 و 564 و 563 و 560

سورة الذاريات (51)

- سورة الذاريات 475

4 - فالمقسمات أمرا 524

13 - يوم هم على النار يفتنون 121 و 118

ص: 659

14 - ذوقوا فتنتكم 118

سورة الطور (52)

- سورة الطور 475

33 - أم يقولون تقوله 625

سورة النجم (53)

- سورة النجم 452

9 - قاب قوسين أو أدنى 620

سورة القمر (54)

47 - 45 - سيهزم الجمع... وأمر 574

49 - إنا كل شئ خلقناه بقدر 436

سورة الرحمن (55)

- سورة الرحمن 483 و 476

34 - 33 - يا معشر الجن والإنس... تنتصران 471

46 - ولمن خاف مقام ربه جنتان 138

سورة الواقعة (56)

- سورة الواقعة 476

سورة الحديد (57)

- سورة الحديد 483

3 - هو الأول والآخر 445

25 - وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد 280

سورة المجادلة (58)

- سورة المجادلة 483

11 - إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس 195

22 - وأيدهم بروح منه 561

ص: 660

سورة الحشر (59)

- سورة الحشر 483 و 476

7 - ما آتيكم الرسول فخذوه 331 و 330 و 325 و 324 و 323

21 - ما أفاء الله على رسوله 340

21 - لو أنزلنا هذا القرآن على جبل 457

24 - 22 - هو الله... الحكيم 476 و 471

سورة الممتحنة (60)

- سورة الممتحنة 483

5 - ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا 269 و 119

12 - إذا جائك المؤمنات يبايعنك 256

سورة الصف (61)

- سورة الصف 483

5 - فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم 560

13 - نصر من الله وفتح قريب 106

سورة الجمعة (62)

- سورة الجمعة 483 و 476 و 368

10 - فإذا قضيت الصلاة 539

11 - قل ما عند الله خير من اللهو 468

سورة المنافقون (63)

- سورة المنافقون 483 و 476

6 - إن الله لا يهدي القوم الفاسقين 203

8 - ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين 336

سورة التغابن (64)

- سورة التغابن 483 و 476

11 - ومن يؤمن بالله يهد قلبه 565 و 560

ص: 661

سورة الطلاق (65)

- سورة الطلاق 483

1 - لا تخرجوهن من بيوتهن 136

3 - يجعل له مخرجا ويرزقه 516

سورة التحريم (66)

- سورة التحريم 483

2 - عرف بعضه وأعرض عن بعض 5

11 - وضرب الله مثلا 185

سورة الملك (67)

- سورة الملك 476 و 367

سورة القلم (68)

- سورة القلم 582 و 477 و 366

2 - 1 - ن والقلم وما يسطرون 584 و 583 و 582

4 - وإنك لعلى خلق عظيم 324

7 - 6 - فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون 121

سورة الحاقة (69)

9 - وجاء فرعون ومن قبله 185

46 - 44 - ولو تقول علينا... الوتين 127

سورة المعارج (70)

4 - تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة 630

سورة نوح (71)

16 - وجعل القمر فيهن نورا 586

سورة الجن (72)

- سورة الجن 477

15 - وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا 522

ص: 662

16 - وأن لو استقاموا على الطريقة 626

26 - عالم الغيب فلا يظهر... من رسول 83 و 57 و 46 و 40 و 39

سورة المزمل (73)

- سورة المزمل 477

4 - ورتل القرآن ترتيلا 467

20 - إن ربك يعلم أنك تقوم 492

سورة المدثر (74)

37 - لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر 443

سورة القيمة (75)

- سورة القيمة 468

5 - بل يريد الانسان ليفجر أمامه 132

36 - أيحسب الانسان أن يترك سدى 545

سورة الدهر (76)

- سورة الدهر - الانسان (هل أتى) 483 و 492 و 477 و 438

سورة النبأ (78)

- سورة النبأ (عم يتساءلون) 477

18 - يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا 323

سورة النازعات (79)

- سورة النازعات 477

24 - فقال أنا ربكم الأعلى 185

سورة عبس (80)

17 - قتل الانسان ما أكفره 414

24 - فلينظر الانسان إلى طعامه 126

36 - 34 - يوم يفر المرء... وبنيه 166

ص: 663

سورة التكوير (81)

19 - إنه لقول رسول كريم 625

21 - 20 - ذي قوة... أمين 637

24 - وما هو على الغيب بضنين 57

29 - وما تشاؤون إلا أن يشاء الله 335

سورة الانفطار (82)

15 - 14 - إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم 132

سورة المطففين (83)

- سورة المطففين 477

8 - إن كتاب الفجار لفي سجين 132

31 - 30 - إن الذين أجرموا... يتغامزون 19

سورة البروج (85)

- سورة البروج 477

10 - إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات 118

سورة الأعلى (87)

- سورة الأعلى 477 و 476

1 - سبح اسم ربك الأعلى 468

3 - قدر فهدى 431

سورة الفجر (89)

- سورة الفجر 478 و 131

4 - 1 - والفجر... والليل إذا يسر 131

28 - يا أيتها النفس المطمئنة 131

سورة البلد (90)

- سورة البلد 293

13 - 11 - فلا اقتحم العقبة... رقبة 293

ص: 664

سورة الشمس (91)

2 - والقمر إذا تليها 589

9 - 8 - ونفس وما سويها... وتقويها 237

سورة الليل (92)

18 - 17 - وسيجنبها الأتقى... يتزكى 150

سورة الضحى (93)

- سورة الضحى 487

سورة الإنشراح (94)

6 - إن مع العسر يسرا 163

سورة التين (95)

- سورة التين 468

سورة العلق (96)

- سورة العلق 483 و 478 و 452 و 451

1 - إقرأ باسم ربك الذي خلق 491

7 - 6 - إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى 25

سورة القدر (97)

- سورة القدر 435 و 434 و 371 و 193

478 و 439 و 438 و 437 و 436

4 - تنزل الملائكة والروح فيها 438 و 437

سورة البينة (98)

- سورة البينة (لم يكن) 483

سورة الزلزال (99)

- سورة الزلزال (إذا زلزلت) 483 و 479

8 - 7 - فمن يعمل مثقال ذرة... يره 456

ص: 665

سورة القارعة (101)

- سورة القارعة 479

1 - القارعة 508

سورة التكاثر (102)

- سورة التكاثر 479 و 367

1 - ألهيكم التكاثر 141

سورة الهمزة (104)

1 - ويل لكل همزة لمزة 88

سورة الفيل (105)

- سورة الفيل 479 و 357 و 354 و 303

سورة الكوثر (108)

- سورة الكوثر 492 و 479

سورة الكافرون (109)

- سورة الكافرون (الجحد) 480 و 479 و 468

سورة النصر (110)

- سورة النصر 483 و 480 و 451

سورة التوحيد (112)

- سورة التوحيد (الإخلاص) 437 و 371 و 276 و 154

481 و 480 و 479 و 439 و 438

1 - قل هو الله أحد 536 و 467

سورة الفلق (113)

- سورة الفلق 481 و 469 و 452

1 - قل أعوذ برب الفلق 319 و 318

سورة الناس (114)

- سورة الناس 481 و 469 و 452

4 - الوسواس الخناس 561

ص: 666

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.