ینابیع الموده لذوی القربی المجلد 1

اشارة

سرشناسه:قندوزی، سلیمان بن ابراهیم، ق 1294 - 1220

عنوان و نام پديدآور:ینابیع الموده لذوی القربی/ سلیمان بن ابراهیم القندوزی الحنفی؛ تحقیق علی جمال اشرف الحسینی

مشخصات نشر:[قم]: منظمه الاوقاف و الشئون الخیریه؛ دار الاسوه للطباعه و النشر، 1416ق. = - 1375.

شابک:45000ریال(دوره) ؛ 45000ریال(دوره)

وضعیت فهرست نویسی:فهرستنویسی قبلی

يادداشت:عربی

يادداشت:ج. 1416 :2ق = 1374

يادداشت:ج. 1416 :3ق = 1374

یادداشت:کتابنامه

موضوع:خاندان نبوت -- فضایل

علی بن ابی طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. -- مدایح و مناقب

علی بن ابی طالب(ع)، امام اول 23 قبل از هجرت - 40ق. -- فضایل

شناسه افزوده:حسین، علی جمال، محقق

شناسه افزوده:سازمان اوقاف و امور خیریه. انتشارات اسوه

رده بندی کنگره:BP36/ق 85ی 9

رده بندی دیویی:297/95

شماره کتابشناسی ملی:م 78-2645

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

الجزء الأول

مقدّمات هذا الطبع

مقدّمة المحقّق

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين،و صلّى اللّه على سيدنا و نبينا محمد و آله الطيبين الطاهرين، و صحبه الثابتين بالقول الثابت على صراط مستقيم.

و بعد:

فقد برز التدوين في المناقب منذ زمن مبكر من تاريخ الإسلام،بيد أنّه كان تدوينا عاما لكل ما نقله الرواة ضمن ما سمعوه أو شاهدوه،فجاءت موضوعا في مواضيع الموسوعات الحديثية،أو تسجيلا للسيرة في ثنايا التاريخ و التراجم،أو موسوعات خاصة تحت عنوان المناقب أو الفضائل.

فكان الحفّاظ و الكتّاب ينقلون ما سمعوه،بغثّه و سمينه،و صحيحه و سقيمه، و بصورة شاملة تضمّ الصحابة و التابعين-أحيانا-كلّما سجّل لأحدهم شهادة من الرسول الكريم أو وشّحه الكتاب العزيز بوسام من أوسمة الوحي.

و لهذا تجد في الموسوعات الحديثية أسماء الصحابة مدرجة تحت عنوان مناقب فلان أو فلان،و قد لا يقوم المعنون إلاّ بحديث أو خبر يستشمّ منه رائحة المدح أو الثناء أو حتّى التقرير على فعل-أحيانا-.

و لو أنّنا تتبّعنا كتب المناقب المفردة لأجل هذا الغرض،أو الكتب الاخرى المتضمنة لهذا الموضوع،وجدناها تنقسم بوضوح-من حيث المادة-إلى ثلاثة أقسام:

ص: 7

القسم الأوّل: ما يشمل مناقب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و معجزاته و سننه و صفاته و شمائله، و كثير ما تدخل مناقب أهل البيت عليهم السّلام في هذا القسم أيضا.

القسم الثاني: ما يشمل مناقب أهل البيت خاصة عليهم السّلام و قرابة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عامة.

القسم الثالث: ما يشمل مناقب الصحابة و التابعين عامة.

و ثمّة فوارق بيّنة بين القسم الثاني و الثالث،و هي كثيرة،نقتصر على ذكر بعضها فيما يلي:-

أوّلا- امتازت مناقب أهل البيت عليهم السّلام-و بالأخص الإمام علي عليه السّلام-عن سواها أنّها شكّلت مادّة ثرية انبرى لها الأعلام و احتشدوا من أجل تدوينها في كتب ضخمة تستوقف المتتبع و غيره،بخلاف غيرهم،فقد يترصّد لمناقبهم المتتبع و يتلقفها من صدور الرواة أو يتصيدها من بطون الكتب من هنا و هناك.

و كان هذا الكم الهائل-بنفسه-الذي تشهد له مجلدات الكتب المخطوطة و المطبوعة،بحيث أصبح بديهيا لا ينكره إلاّ مكابر،مبرّزا عن سواه في لفتتين:

الأولى: إنّها عبارة عن مفردات و نجوم و أوسمة منحها القرآن أو الرسول الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو كبير من أكابر الصحابة أو عظيم من عظماء التاريخ أو ما شاكل بحيث تكون المنقبة أو الشهادة متكثرة بتكثر المفردات و متعددة بتعدد الوقائع و المواقف،حتّى لكأنّ المفردة أو الموقف«شأن نزول»لذلك الوسام،و بكلمة تعدّ المناقب مفردات.

الثانية: كثرة الشهادات و الأوسمة القرآنية و النبوية و غيرها بدون وجود«شأن نزول»إن صحّ التعبير،أو تكررها لتأكيد الموقف السابق،بمعنى أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يبادر ابتداء في أحيان كثيرة للاعراب عن فضيلة من فضائلهم أو يتحيّن الفرص مهما كانت لإبداء عظيم مكانتهم و جليل قدرهم و علوّ شرفهم.

فيما تنحصر أو تكاد مناقب غيرهم في اللفتة الأولى فقط.

قال ابن حجر:و هي-أي مناقب الإمام علي عليه السّلام-كثيرة عظيمة شهيرة حتّى قال

ص: 8

أحمد:ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي.

و قال إسماعيل القاضي و النسائي و أبو علي النيسابوري:لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر ما جاء في علي.

و قال الذهبي في تلخيص الموضوعات:لم يرو لأحد من الصحابة في الفضائل أكثر ممّا روي لعلي رضي اللّه عنه.

و قال بعض المتأخرين من ذرية أهل البيت النبوي:و سبب ذلك-و اللّه أعلم-أنّ اللّه تعالى أطلع نبيّه على ما يكون بعده ممّا ابتلي به علي و ما وقع من الاختلاف لما آل إليه أمر الخلافة،فاقتضى ذلك نصح الأمّة باشهاره بتلك الفضائل لتحصل النجاة لمن تمسك به ممن بلغته،ثمّ لما وقع ذلك الاختلاف و الخروج عليه نشر من سمع من الصحابة تلك الفضائل و بثّها نصحا للأمّة أيضا،ثمّ لمّا اشتدّ الخطب و اشتغلت طائفة من بني أميّة بتنقيصه و سبّه على المنابر و وافقهم الخوارج(لعنهم اللّه)بل قالوا بكفره اشتغلت جهابذة الحفاظ من أهل السنة ببثّ فضائله حتّى كثرت،نصحا للأمّة و نصرة للحق.

و قال ابن أبي الحديد:فأمّا فضائله-يعني الإمام علي عليه السّلام-فانّها قد بلغت من العظم و الجلالة و الانتشار و الاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها و التصدّي لتفصيلها...

ثانيا- امتازت مناقب أهل البيت عليهم السّلام من حيث الصحة و الثبوت بأنّها ممّا تسالم عليه المسلمون و أجمعوا عليه،فأنت تسمع فضائلهم من أحبائهم و مناوئيهم حتّى بلغ الكثير منها حدّ الإجماع،بل تعدّاه إلى الضرورة،كما في حديث الثقلين و الغدير و المنزلة و...

قال ابن أبي الحديد في مقدمة شرح النهج:و ما أقول في رجل-يعني أمير المؤمنين عليه السّلام-أقرّ له أعداؤه و خصومه بالفضل،و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله.

ص: 9

و أنتج إجماع المسلمين عليها أنّها صارت محورا و عروة يتمسك بها الجميع على اختلاف مذاهبهم و مشاربهم،فهم القدر المتيقن المتفق عليه.

قال ابن أبي الحديد في مقدمة شرح النهج:و ما أقول في رجل تعزى إليه كلّ فضيلة، و تنتهي إليه كلّ فرقة،و تتجاذبه كلّ طائفة...و من ذا يدعي البقاء على شريعة اللّه و اعتناق ربقة الإسلام و الموالاة لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو يعادي آله و يتنكّر لهم،و هم الذين أوصى بهم و أكد أنّهم لحمه و دمه و نفسه و أذاهم أذاه و بغضهم بغضه و حبّهم حبّه؟!

فيما نجد المناقب المسجلة لغيرهم في كثير من المفردات موضع كلام بين فرقتين من المسلمين على الأقل.و إذا فتشت الفرق و الطوائف و العلماء و المصنفين وجدت هذا يغمض عين الرضا فيجرّح و يسقّط و قد يكفّر،و يميل من هنا فلا يرى فيه إلاّ ما يحبّ،فيروي له مناقب ينكرها العقل و يرفضها اللب...

المهم؛ان الذين حصل الإجماع على مناقبهم و تسالم عليهم الجميع هم أهل البيت فحسب،و إن كان ثمة اسم آخر فهو من خريجي مدرستهم و الذائبين فيهم عليهم السّلام،فهو منهم و صورة مصغّرة عنهم.

و لعلّ أبرز مصداق لتسليم الجميع بفضائلهم عليهم السّلام و كثرتها هو حديث المناشدة يوم الشورى (1).

ثالثا- تعرضت مناقب آل البيت عليهم السّلام دون غيرهم إلى حرب شعواء طول خط التاريخ،حيث كانت أجهزة الإعلام و التوجيه بيد الحكام الظالمين الذين ما فتئوا يكيدون لأهل البيت الغوائل،و يسعون لطمس كلّ مآثرهم و إيجاد الحواجز و السدود المنيعة بينهم و بين الناس،و لكن شاء اللّه أن يتمّ نوره و لو كره الكافرون.ب.

ص: 10


1- انظر:فرائد السمطين 319/1 باب 58 حديث 251 و 312.المناقب للخوارزمي:313 فصل 19 حديث 314.ترجمة الإمام علي لابن عساكر 113/3.المناقب لابن المغازلي:112 حديث 155.كفاية الطالب للكنجي الشافعي:386-387؛ و كذلك في مواضع مختلفة من هذا الكتاب.

قال ابن أبي الحديد:فقد علمت أنّه استولى بنو أميّة على سلطان الإسلام في شرق الأرض و غربها،و اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره-يعني أمير المؤمنين عليه السّلام-، و التحريض عليه،و وضع المعايب و المثالب له،و لعنوه على جميع المنابر،و توعّدوا مادحيه،بل حبسوهم و قتلوهم،و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة،أو يرفع له ذكرا،حتّى حظروا أن يسمّى أحد باسمه،فما زاده ذلك إلاّ رفعة و سموّا،و كان كالمسك كلّما ستر انتشر عرفه،و كلّما كتم تضوّع نشره،كالشمس لا تستر بالراح، و كضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة،أدركته عيون كثيرة.

فبرغم خوف المحب و استضراء العدو و فقدان وسائل الإعلام،بل عملها الدؤوب ضد أهل البيت و صلنا هذا الكم الهائل و بهذه الكيفية الرائعة.

رابعا- كانت مناقب أهل البيت عبارة عن تسجيل للسيرة الذاتية لهم،بمعنى:

أ- ان حياتهم كلّها كانت منقبة و فضيلة،فما تجد لهم زللا و لا خطلا،بل كل ما تجده خير و عطاء.

ب- ان الشهادات و الأوسمة الممنوحة لهم بكثرة تختلف اختلافا نوعيا عن غيرهم،حيث كانت عبارة عن لوائح تعريف بالآل،و كشف ستار عنهم،ليعرفهم الناس و يتمسكوا بهم.كما في حديث«خاصف النعل»و ما ورد في بيان قوله تعالى:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ...و غيرها على منوالها كثير،من قبيل:...«هذا علي خليفتي»،«هذا علي وصيّي»،«علي منّي و أنا منه»،«هذان ابناي...ريحانتاي...الحسن و الحسين سبطان من الأسباط...إمامان...»الخ.

و من هنا كانوا عليهم السّلام يتحدّثون عن أنفسهم لعلّ الناس يدركون شيئا من حقيقتهم، كما في خطبة أمير المؤمنين القاصعة و حديث الإمام الباقر عليه السّلام«نحن الفلك الجارية في اللجج الغامرة،يأمن من ركبها...».

ص: 11

و لم يجرأ غيرهم على الاعتماد على السيرة الذاتية لإثبات الأفضلية!!

فسيرتهم كانت تستنزل الوحي،و تستمطر الجواهر من فم الرسول؛لأنّ مواقفهم و حياتهم أكبر مثال و أبرز مصداق يمكن للكتاب و السنة اتخاذها نموذجا خصبا و صورة معبّرة عن أفكار و مفاهيم و أخلاق الإسلام.فهم في الواقع ميزان إلى صفّ ميزان الكتاب و السنة،لأنّهم منزّهون عن الرجس و مطهّرون تطهيرا إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً إضافة إلى أنّهم بضعة الرسول و جزء منه،يسخط لسخطهم و يرضى لرضاهم،و يحارب من حاربهم و يسالم من سالمهم كما سيتضح لك ممّا ستقرؤه في هذا الكتاب إن شاء اللّه.

و انطلاقا ممّا مرّ تبيّنت الضرورة في التعرف على مناقبهم و سيرتهم،فهم ميزان الحق،و الترجمان العملي للقرآن،و المجموع الكامل لمشروع الإسلام،و التجسيد الحي للسنة النبوية المطهرة،و التمسك بهم تمسك بحبل اللّه،و السير على نهجهم سير على سبل السلام المفضية إلى سعادة الدارين و رضوان من اللّه أكبر.

ص: 12

الكتاب و عملنا فيه

قال صاحب الذريعة رحمه اللّه:«ينابيع المودّة لذوي القربى»للشيخ سليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي البلخي(1220-1294)طبع في استنبول 1302 ثم طهران 1308 و بعدها مكرّرا.

أوّله: الحمد للّه ربّ العالمين الذي أبدع الوجود...و يظهر أن له في مسألة مودّة ذوي القربى كتاب آخر سمّاه«مشرق الأكوان».

و الينابيع على مقدمة و مائة باب(الذريعة 290/25).

و قال صاحب هدية العارفين(408/1):

القندوزي-سليمان بن خواجه كلان إبراهيم بن بابا خواجه القندوزي البلخي، الصوفي،الحسيني،نزيل القسطنطينية.ولد سنة 1220،و توفي 1294،له«أجمع الفوائد»،«مشرق الأكوان»،«ينابيع المودّة»في شمائل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أخبار أهل البيت في مجلد مطبوع.

و قال صاحب معجم المؤلفين(252/4):

سليمان بن إبراهيم القندوزي،البلخي،الحسيني،صوفي،من تصانيفه«أجمع الفوائد»«مشرق الأكوان»«ينابيع المودّة لذوي القربى».

كما ذكره صاحب معجم المطبوعات(586)و بروكلمان الالماني(831/2) و إيضاح المكنون(731/2).

و يبدو أن صاحب الينابيع رحمه اللّه كان ينوي تأليف موسوعة تضمّ مناقب أهل

ص: 13

البيت عليهم السّلام،بيد أنّه لم يصل إلى هدفه النهائي،و إن كان بشكله الحالي يكاد يكون موسوعة؛لأنّه احتوى كتبا عديدة،و جمع ما في كتب اخرى من مناقب،فهو ينقل كتاب«مودة القربى»و«مقتل أبي مخنف»،و أغلب ما في«ذخائر العقبى»و«الصواعق المحرقة»و«جواهر العقدين»و«المناقب»للخوارزمي و ابن المغازلي و«فرائد السمطين»و كل ما في«كنوز الحقائق»و«الفردوس»من مناقب تقريبا.

و امتاز الكتاب بعدّة نقاط نعرض لبعضها فيما يلي:

أ- اعتمد المؤلف على أمهات المصادر و له تخاريج جيدة.

ب- منهجة الكتاب منهجة فيها شيء من الارتباك و عدم الوضوح في توزيع الأحاديث على الأبواب.

ج- كثرة التكرار لمناسبة و غير مناسبة،حتّى أنّه في بعض الأحيان يكرّر الحديث الواحد من نفس المصدر و نفس الراوي و نفس اللفظ في نفس الباب بعد صفحة أو صفحتين-و إن كان هذا النمط من التكرار نادرا-.

و أمّا عملنا في الكتاب فيمكن تلخيصه في النقاط التالية:

1-لم يلتزم المصنف بنقل النص بدقة و بعين اللفظ من مصادره غالبا،ممّا اضطرنا إلى ترميم النص-على أساس المصدر-ما استطعنا إلى ذلك سبيلا،بالشكل الذي يبقي هوية الكتاب و يعكس بأمانة ما هو موجود في المصدر،و قد تركنا الترميم في بعض الأبواب من أواخر الكتاب؛و ذلك لاختصار المؤلف الشديد أحيانا أو تكررها و ما شاكل،بالإضافة إلى أنّنا أعطينا صورة عن طريقة نقل المصنف في الجزء الأوّل و حاولنا تجنب ما يؤدي إلى تضخيم الكتاب.

2-واجهنا في جميع النسخ المتوفرة لدينا أخطاء املائية و لغوية و اعرابية صححناها،و أعدنا الكتابة برسم الخط الحديث دون الإشارة إلى ذلك.

3-عملنا ترقيما للأحاديث كلاّ في بابه،عدا بعض الأبواب حيث كانت غير قابلة

ص: 14

للترقيم بطبيعتها،و جعلنا الأرقام بين معقوفين.

4-تركنا الارجاع في الهوامش حينما يتكرر الحديث اعتمادا على الفهرسة التي سنلحقها بالكتاب إن شاء اللّه.و من خلال الفهرسة يمكن تجميع مصادر الحديث الواحد في الكتاب.

5-كل ما بين معقوفين إنّما هو من المصادر التي اعتمدها المؤلف،سوى بعض الموارد كاضافة عنوان«خطبة الكتاب»و العناوين الفرعية في مقتل أبي مخنف و قد جعلناها بين معقوفين،و أشرنا إليها في الهامش.

6-عرضنا الآيات القرآنية على القرآن و صححناها دون الإشارة إلى ذلك في الهامش.

7-بناء على ما ذكره المؤلف في مقدمته من أدلة على إلحاق الآل بالنبي الكريم بالتصلية،فانّنا عمدنا إلى التصلية على الآل في كلّ مواضع الكتاب،سواء كان المؤلف ألحقهم بالتصلية أو لم يلحقهم.

8-أكثر المؤلف النقل عن«المناقب»حيث يقول:«و في المناقب»مثلا،و لم نجد ما أخرجه في كتاب واحد،فعمدنا إلى تخريجه من امهات المصادر حيث وجد،كما نقل عن كتب مخطوطة حصلنا على بعضها و خرّجنا ما في البعض الآخر من المصادر المتوفرة لدينا.

9-و ممّا يؤسف له أنّنا باشرنا العمل و لم نحصل على نسخة مخطوطة للينابيع،و قد لا يكون الأمر ذا أهمية قصوى؛لأنّ الكتاب ألّف في زمن الطباعة.

و قد اعتمدنا نسخة استنبول المطبوعة سنة 1302 ه،و يبدو أنّها الطبعة الأولى، و قابلناها مع النسخة الحجرية المطبوعة في مشهد سنة(1308)و رمزنا لها ب«ن»، و نسخة دار الكتب العراقية و رمزنا لها ب«أ»،و كانت الاختلافات قليلة؛لأنّ الظاهر أنّ النسخ جميعا مستنسخة عن طبعة استنبول.

ص: 15

10-ألحقنا الكتاب بفهارس فنية:

*الآيات القرآنية.

*الأحاديث الشريفة و الآثار.

*الأعلام.

*الأشعار.

*مصادر المؤلف.

*مصادر التحقيق.

*الموضوعات.

ص: 16

التعريف بالمؤلف

نكتفي بما ذكره سماحة السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان جزاه اللّه خيرا في مقدمته على الطبعة السابقة فيما يخص حياة المؤلف،قال سماحته:

هو العالم العابد الورع البارع التقي (1)الشيخ سليمان بن إبراهيم المعروف بخواجه كلان بن محمد معروف المشتهر ببابا خواجه بن إبراهيم بن محمد معروف ابن الشيخ السيد ترسون البافي الحسيني القندوزي البلخي (2).

ولد في سنة 1220 ه،و رقى مراقي العلوم و الآداب في بلخ،و أكمل التحصيل ببخارا و نال الإجازات من أعلامها،و سافر إلى البلاد الافغانية و الهندية،و صاحب كبار مشايخ الطريقة،فكمل في مقامات السلوك،و تفقّه في الدين لينذر قومه إذا رجع إليهم،فعاد إلى«قندوز»و أقام بها زمانا ينشر العلم و الآداب،و بنى بها جامعا و خانقاها و مدرسة، و أراد السفر إلى بلاد الروم حيث كان يرغب في استيطان مكة و مجاورة البيت الحرام، فبدا له أن ينصب بمكانه الخليفة محمد صلاح فيكون في مسند الارشاد خلفا عن أخيه محمد ميرزا خواجه بن مولانا خواجه كلان،و لأمر التدريس العالم الأفضل ملاّ عوض إذ كان هذا قد بزّ أقرانه من تلاميذ المترجم له و نال شرف الاجازة منه.

و هاجر الشيخ المترجم له من«قندوز»في سنة 1269 ه مستصحبا معه من تلاميذه نحوا من ثلاثمائة شخص من أهل الطلب و السلوك،و كان سفره عن طريق ايران فجاء إلى بغداد في سنة 1270 ه فأكرم والي بغداد مثواه،و أعزّ أصحاب الفضائل قدومه

ص: 17


1- كما في ترجمته ص 441 من كتابه طبعة الهند.
2- كما في مقدمة كتابه هذا ص 3.

فأخذوا عنه و ارتووا من نمير علومه ثمّ عزم على التوجه إلى دار الخلافة العلية -الآستانة-و كان طريقه على الموصل و ديار بكر و أورفة و حلب،و في هذه البلدان أطال المكث و ربّما كان ذلك أكثر من ثلاث سنين حتّى إذا وصل إلى قونية أقام بها ثلاث سنين و ستة أشهر،و في مدّة مكثه بها استنسخ بنفسه الفتوحات المكية،الفصوص، النصوص من النسخ التي كانت بخط مؤلفها الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي الحاتمى،و كانت تلك النفائس محفوظة بدار الكتب الكائنة في مقبرة الشيخ الكبير العارف صدر الدين القونوي.

و في شهر ذي الحجّة من سنة 1277 ه خرج من قونية متوجها نحو دار الخلافة، و لمّا حلّ بها شملته عواطف السلطان عبد العزيز فنال من الألطاف السنية من الحضرة العلية السلطانية،كما يقول بعض مترجميه،و بينما كان متهيئا للعزيمة على الخروج نحو بيت اللّه الحرام صدر الأمر العالي من جانب السلطان بتعيينه بمسند مشيخة تكية الشيخ مراد البخاري-و موقعها خارج باب أدرنة-فامتثل الأمر و باشر بالوظيفة فقام بالارشاد و نشر العلوم من حديث و تفسير،و كان لا يخلو في أيامه تلك من تأليف الكتب و الرسائل،و لم يصل إلينا من تآليفه سوى أسماء ثلاثة منها و هي التي أشار إليها في كتابه هذا(ينابيع المودّة)و هي:

1-أجمع الفوائد.

2-مشرق الأكوان.

3-ينابيع المودّة،و هذا هو الوحيد الذي وصل إلينا من تآليفه.

و كان الشيخ سليمان هذا من أعلام الحنفية في الفروع،و أساطين النقشبندية في الطريقة،و قد كتب ولده و خليفته الشيخ سيد عبد القادر أفندي إلى بعض الأفاضل الذين ترجموه أن والده كان حنفي المذهب نقشبندي المشرب...الخ.

كما أنّه ينتسب إلى السلالة الحسينية و لم نقف على تفصيل نسبه و مدى صحة دعواه.

ص: 18

توفي في القسطنطينية في يوم الخميس سادس شهر شعبان سنة 1294 ه و دفن في مقبرته الخاصة في خانقاه المرادية.

و قد اشتبه صاحب معجم المطبوعات-يوسف اليان سركيس-في لقب والده فذكر في صفحة 586 من كتابه انّه خواجه إبراهيم قبلان،و نبّه على وهمه ذلك في هامش إيضاح المكنون ج 2،و تبع الزركلي في الأعلام ج 3 ص 186 صاحب المعجم المشار إليه في خطأه ذلك،و تابعه في خطأ فاحش آخر و ذلك في سنة وفاته،فقد ذكر صاحب المعجم أنّه توفي سنة 1270 ه1853/ م فحذا الزركلي حذوه في ذلك،كلاهما تابع في الخطأ لفانديك في اكتفاء القنوع ص 491 حيث ذكر وفاته في سنة 1270 ه1853/ م،كما انّه ذكر خطأ أنّ لقب والده خوجه كيلان،و قد سبق أن عرفت أنّ لقبه(خواجه كلان).

و قد صرّح المؤلف نفسه بذلك في مقدمة كتابه فكان من اللازم على باحثي العصر كالزركلي و أضرابه التثبت ممّا يكتبون و لا يتبع بعضهم أثر بعض في الخطأ.

و من الغريب أن يذكر المترجم له في فهرس الخزانة التيمورية ج 2 ص 336 و انّه من علماء القرن الرابع عشر،مع أنّه من علماء القرن الثالث عشر،حيث أنّ المؤلف نفسه صرّح في خاتمة كتابه بتاريخ تأليفه و انّه كان سنة 1291 ه في أيام السلطان عبد العزيز العثماني،و ذكر مترجموه انّه توفي سنة 1294 ه،فهو لم يدرك القرن الرابع عشر،نعم طبع كتابه أوّل القرن الرابع عشر،فلعلّ مفهرس الخزانة اشتبه عليه الأمر،فلاحظ.

ص: 19

ص: 20

شكر و تقدير

نتقدّم بالشكر الجزيل إلى الاخوة و أصحاب الفضيلة الذين مدّوا لنا يد العون في مرحلة من مراحل العمل و نخص بالذكر:

العلاّمة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي دام ظله.

الأخ كريم عزاوي الخالصي حيث أعاننا مشكورا في تخريج الأحاديث.

الأخ السيد محمد معلم حيث أعاننا في العمل على الفهارس.

و الأخوة العاملين في«انتشارات أسوة».

راجيا من اللّه العليّ القدير أن يتقبّل منّا و منهم و يجزيهم خير جزاء المحسنين.

علي جمال أشرف الحسيني قم المقدسة 1413/10/23

ص: 21

ص: 22

[خطبة الكتاب]

الحمد للّه ربّ العالمين،الذي أبدع الوجود،و أفاض الجود،و أظهر شئونه،و أبرز نوره محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبل خلق خلقه،و علّمه بالقلم،و علّم الانسان ما لم يعلم.

و هو المتفضل المفيض بالامتنان،و المتطوّل المكرم بالاحسان،و إنّه بالجود الأعم على العالمين منّان،و بالرحمة الواسعة على الكلّ حنّان.

تقدّست أسماؤه،و تعالت آلاؤه.وحده لا شريك له،و لا له مثل و لا ضد، و لا له زوجة و لا ولد،بل هو اللّه الأحد الصمد، لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ .

و هو ذو المواهب السنية،و ذو الآلاء الجليلة،و ذو النعماء الجميلة، و صاحب الرحموت (1)الواسعة،و البركوت (2)النامية الكثيرة.

و هو الذي خلق أوّلا من نور ذاته الأقدس حقيقة المحمدية،التي هي جامعة للعوالم (3)الغيبية و الشهودية،و محيطة بالمقامات الملكوتية و الجبروتية.و جعل محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خير خلقه،و مبدأ العوالم في ايجاده؛فلهذا ختم به أنبياءه،و أبقى دينه و شرائعه الى يوم الدين،و بعثه الى كافة المكلّفين بالهداية الكاملة الموصلة الى النعم الدائمة الأبدية،و الى السعادات التامة

ص: 23


1- الرحموت:من الرحمة.
2- البركوت-من البركة-:و هي النماء و الزيادة و الخير الكثير في كل أمر.
3- في(أ):«للعلوم».

السرمدية،و أرسله رحمة عظيمة،و نعمة جزيلة الى الثقلين،و أكرمه تلطّفا، و شرّفه تعطفا بسيادة الكونين،و جعله برزخا بين الوجوب و الامكان،و علّة غائية في تكوين الأكوان.

13- و قال في حديثه القدسي: «لولاك لما خلقت الأفلاك».

و قال في كتابه: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (1).

و قال: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً (2).

و قال: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (3).

و قال: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى (4).

و للّه الحمد و الشكر على منّه،إذ جعلنا من أمّة نبيه و حبيبه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و من ذريته،و جعلنا من أهل الجماعة و سنّته،و من المحبّين الموادّين لأهل بيته و آله و صحبه،و من المتمسّكين بآدابهم و آثارهم،و من المهتدين بهداهم و أنوارهم،و حظظنا اللّه باشتياق تتبع تفاسير تنزيله،و مطالعة كتب أحاديث نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و وفقنا بالانقياد بأوامر اللّه و نواهيه،و بتعظيم أنبيائه و رسله عليهم السّلام، و باحترام أوليائه،و صلحاء عباده.

فللّه (5)الحمد بلا انقضاء،و له الشكر بلا انتهاء،دائمان بدوامه،و باقيان ببقائه.

و صلى اللّه على ملوك حظائر القدس،و رؤساء أبناء الجنس،من الرسل و الأنبياء،و الأوصياء و الأولياء،و الصديقين و الشهداء،و الأصفياء و الصالحين،لا سيّما على محمد و على آله الطيبين الطاهرين الهادين،».

ص: 24


1- الأنبياء107/.
2- سبأ28/.
3- الزخرف81/.
4- النجم3/ و 4.
5- في(ن):«فله».

و أصحابه الكاملين الناصرين،المتأدبين بآدابه،و المهذبين بأخلاقه، و العارفين بأسراره.

ثم صلوات اللّه و سلامه،و صلوات ملائكته و أنبيائه و رسله و جميع خلقه، على حبيبه و رسوله،و خير خلقه،و خاتم أنبيائه،سيدنا محمد،و على آله و أهل بيته و عترته و صحبه،دائمة بدوام اللّه،و باقية ببقاء اللّه،أبدا سرمدا.

اللهم اجعلنا من زمرتهم كما جعلتنا من ذريتهم؛آمين يا رب العالمين.

أمّا بعد:

إن اللّه-تبارك و تعالى-قال في كتابه لحبيبه:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (1) .

و قال جلّ جلاله و تعالت آلاؤه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2).

أوجب اللّه مودّة قربى نبيه،و أهل بيت نبيه(صلّى اللّه عليه و عليهم)على جميع المسلمين،و إنّه-تعالى-أراد تطهيرهم عن الرجس تطهيرا كاملا، لأنّه ابتدأ بكلمة إِنَّما التي هي مفيدة لانحصار إرادته-تعالى-على تطهيرهم،و أكّد بالمفعول المطلق.

و لمّا كانت مودّتهم على طريق التحقيق و البصيرة موقوفة على معرفة فضائلهم و مناقبهم،و هي موقوفة على مطالعة كتب التفاسير و الأحاديث التي هي المعتمد بين أهل السنة و الجماعة.و هي الكتب الصحاح الستة من:/.

ص: 25


1- الشورى23/.
2- الأحزاب33/.

البخاري (1).

و مسلم (2).

و النسائي (3).

و الترمذي (4).

و أبي داود (5)-باتفاق المحدثين المتأخرين-.3.

ص: 26


1- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري،أبو عبد اللّه(194-256 ه):حبر،حافظ،صاحب «الجامع الصحيح»المعروف بصحيح البخاري،و«التاريخ»و«الضعفاء»مطبوع في رجال الحديث، و«خلق أفعال العباد»مطبوع.و«الأدب المفرد».ولد في بخارى،و نشأ يتيما،و قام برحلة طويلة (سنة 210)في طلب الحديث فزار حواضر كثيرة و سمع من نحو الف شيخ و جمع نحو ستمائة الف حديث اختار منها في صحيحه ما وثق برواته.و أقام في بخارى،فتعصب عليه جماعة و رموه بالتهم،فاخرج الى قرية من قرى(سمرقند)يقال لها(خرتنك)فمات فيها.و يعد كتابه في الحديث من أوثق الصحاح الستة و أولها و أهمها عند أهل السنة-انظر:الأعلام للزركلي 34/6.
2- مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري،أبو الحسين(204-261 ه):حافظ من أئمة المحدثين. ولد بنيسابور،و رحل الى الحجاز و مصر و الشام و العراق و توفي بظاهر نيسابور.أشهر كتبه«صحيح مسلم»جمع فيه اثني عشر الف حديث،كتبها في خمس عشرة سنة،و هو أحد الصحيحين المعول عليهما عند اهل السنّة في الحديث و قد شرحه كثيرون.و من كتبه«المسند الكبير»رتبه على الرجال، و«الجامع»،و«الكنى و الأسماء»و غيرها-انظر:الأعلام للزركلى 221/7.
3- الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان بن دينار النسائي(214-303):ولد في مدينة«نساء»بلدة مشهورة بخراسان و قد خرج منها جماعة من أعيان العلماء و توفي في فلسطين و قيل في مكة.و يعد صحيحه بعد صحيح البخاري و مسلم.
4- محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمى البوغي الترمذي،أبو عيسى(209-279 ه):من أئمة علماء الحديث و حفاظه،من أهل ترمذ(على نهر جيحون)تتلمذ للبخاري،و شاركه في شيوخه.و قام برحلة الى خراسان و العراق و الحجاز و عمي في آخر عمره.مات بترمذ.من تصانيفه«الجامع الكبير»في الحديث (مجلدان)،و«الشمائل النبوية»و«التاريخ»و«العلل»في الحديث-انظر:أعلام الزركلي 322/6.
5- سليمان بن الأشعث بن اسحاق بن بشير الأزدي السجستاني،أبو داود(202-275 ه):إمام في الحديث أصله من سجستان،رحل رحلة كبيرة و توفي بالبصرة،له«السنن»(جزءان)،و هو أحد الكتب الستة،جمع فيه 4800 حديثا و له«المراسيل»صغير في الحديث و«كتاب الزهد»و غيرها...-انظر:الأعلام للزركلي 122/3.

و أمّا السادس من الصحاح،فابن ماجة (1)،أو الدارقطني[أو الدارمي] (2)، أو الموطأ (3)-فبالاختلاف-.

فجمع مناقب أهل البيت كثير من المحدثين و ألّفوها كتبا مفردة:

منهم:أحمد بن حنبل (4)،و النسائي،و سمّياه«المناقب».

و منهم:أبو نعيم الحافظ الاصفهاني (5)،و سمّاه ب«نزول القرآن في مناقب أهل البيت».

و منهم:الشيخ محمد بن إبراهيم الجويني الحمويني الشافعي الخراساني (6)،و سمّاه«فرائد السمطين في فضائل المرتضى و الزهراء و السبطين».1.

ص: 27


1- محمد بن يزيد الربعي القزويني،أبو عبد اللّه،ابن ماجه(209-273):أحد الأئمة في علم الحديث.من أهل قزوين رحل الى البصرة و بغداد و الشام و مصر و الحجاز و الري في طلب الحديث.و صنف كتابه«سنن ابن ماجه»(مجلدان).و له«تفسير القرآن»و كتاب في«تاريخ قزوين».انظر:الأعلام للزركلي 144/7.
2- الزيادة في(ن).عبد اللّه بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام التميمي الدارمي السمرقندي أبو محمد (181-255 ه):من حفاظ الحديث،سمع من خلق كثير في مواطن عدة و استقضي على سمرقند فقضى قضية واحدة و استعفى فعفي.و له«الجامع الصحيح»و يسمى«سنن الدارمي»،و غيره.
3- كتاب للامام مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري،أبو عبد اللّه(93-179):أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة،و إليه تنتسب المالكية،مولده و وفاته في المدينة.سأله المنصور العباسي أن يضع كتابا للناس يحملهم على العمل به،فصنف«الموطأ»و له كتب أخرى-انظر:الأعلام للزركلي 257/5.
4- أحمد بن محمد بن حنبل،أبو عبد اللّه،الشيباني الوائلي(164-241 ه):إمام المذهب الحنبلي،و أحد الأئمة الأربعة.أصله من مرو،و كان أبوه والي سرخس،و ولد ببغداد و سافر في سبيل طلب العلم أسفارا كثيرة و طلب الحديث و هو ابن ست عشرة سنة و له كتب كثيرة أيضا-انظر:الأعلام للزركلي 203/1؛و حلية الأولياء 161/9.
5- أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الاصبهاني،أبو نعيم(336-430 ه):حافظ،مؤرخ،ولد و مات في اصبهان. من تصانيفه«حلية الأولياء و طبقات الأصفياء»و غيره.
6- إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الجويني صدر الدين أبو المجامع ابن سعد الدين الصوفي (644-722 ه):سمع من كثيرين و في مواطن عديدة،و له رحلة واسعة،و عنى بهذا الشأن،و كتب و حصل.كان شيخ خراسان،و على يده أسلم غازان(الملك)-انظر:الدرر الكامنة 69/1.

و منهم:علي بن عمر الدارقطني (1)؛سمّاه«مسند فاطمة».

و منهم:أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم الحنفي (2)؛ سمّاه«فضائل أهل البيت».

و منهم:علي بن محمد الخطيب الفقيه الشافعي المعروف بابن المغازلي (3)؛سمّاه«المناقب».

و منهم:علي بن أحمد المالكي (4)؛سمّاه«الفصول المهمة»-رحمهم اللّه-.

و هؤلاء أخذوا الأحاديث عن مشايخهم بالسياحة و الأسفار،و بالجد و الجهد في طلب الحديث من أهل القرى و الأمصار.فكتبوا في كتبهم إسناد الحديث الى الصحابي السامع الراوي بقولهم:حدثنا،أو أخبرنا فلان،مثل أصحاب الصحاح الستة.

و منهم:من جمع فضائل أهل البيت في كتاب مفرد،و سمّاه «المناقب»،و لكن لم يظهر اسم المؤلف.5.

ص: 28


1- علي بن عمر بن احمد بن مهدي،أبو الحسن الدارقطني الشافعي(306-385 ه):إمام عصره في الحديث،ولد بدارقطن(من أحياء بغداد)،رحل الى مصر فساعد ابن خنرابة(وزير كافور الاخشيدي) على تأليف مسنده.و عاد الى بغداد و توفي بها.من تصانيفه«السنن»و«العلل الواردة في الأحاديث النبوية-مخطوط»و غيرها-انظر:الأعلام للزركلي 314/4.
2- الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي،أبو المؤيد(484-568 ه):أصله من مكة.أخذ العربية عن الزمخشري بخوارزم و تولى الخطابة بجامعها،و له خطب و شعر و كتاب«مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب»،و غيره-انظر:الأعلام للزركلي 333/7.
3- هو الحافظ أبو الحسن أو أبو محمد علي بن محمد الشهير بابن المغازلي(..-483 ه):ولد ببلدة واسط ثم انتقل في أواخر عمره الى بغداد و بها توفي و كان شافعيا فروعا،أشعريا اصولا،اخذ و روى عن جم غفير و أخذ و روى عنه عديدون.
4- علي بن محمد بن أحمد نور الدين بن الصباغ(784-855 ه):فقيه مالكي من أهل مكة مولدا و وفاة، أصله من سفاقس.له كتب منها«الفصول المهمة لمعرفة الأئمة»و«العبر فيمن شقّه النظر»-انظر:الأعلام للزركلي 8/5.

و منهم:من جمعها و كتب فيها كتابا مفردا آخذا عن كتب المفسرين و المحدثين المتقدمين:كصاحب«جواهر العقدين»،و هو الشريف العلامة السمهودي المصري (1)-رفع اللّه درجاته،و وهب لنا بركاته-، و صاحب (2)«ذخائر العقبى»،و صاحب«مودّة القربى»،و هو جامع الأنساب الثلاثة،مير سيد علي بن شهاب الهمداني-قدس اللّه سرّه،و وهب لنا بركاته و فتوحه-.

و منهم:من ذكر فضائلهم في كتبهم من غير إفراد كتاب لها:

كصاحب«الصواعق المحرقة»،و هو المحدّث،الفقيه،الفاضل، الشيخ ابن حجر الهيثمي الشافعي،الثقة و المعتمد بين علماء الشافعية (3).

و صاحب كتاب«الاصابة»و هو الشيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي (4)-رحمهما اللّه-.1.

ص: 29


1- علي بن عبد اللّه بن أحمد الحسيني الشافعي،نور الدين أبو الحسن(844-911 ه):مؤرخ المدينة المنورة و مفتيها.ولد في سمهود(بصعيد مصر)و نشأ في القاهرة و استوطن المدينة سنة 873 ه و توفي بها.من كتبه «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى»(في مجلدين)و«جواهر العقدين»في فضل العلم و النسب و غيرها- انظر:الأعلام للزركلي 307/4.
2- و هو محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن أبي بكر بن محمد الطبري شيخ الحرم المكي(615- 694 ه):ولد بمكة و سمع من جماعة.و أفتى و درس،له تصانيف كثيرة-انظر:ترجمة المؤلف له في الباب 56.
3- أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي السعدي الأنصاري،شهاب الدين أبو العباس(909-974 ه): فقيه،باحث مصري،مولده في محلّة أبي الهيثم(من إقليم الغربية بمصر)و إليها نسبته.و السعدي نسبة الى بني سعد من عرب الشرقية بمصر.تلقى العلم في الأزهر،و مات بمكة.له تصانيف كثيرة،منها«مبلغ الأرب في فضائل العرب»،و«الصواعق المحرقة على أهل البدع و الضلالة و الزندقة»و غيرها كثير-انظر: الأعلام للزركلي 234/1.
4- أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني،أبو الفضل شهاب الدين بن حجر(773-852 ه):من أئمة العلم و التاريخ،أصله من عسقلان بفلسطين و مولده و وفاته بالقاهرة.ولع بالأدب و الشعر ثم أقبل على الحديث و رحل الى اليمن و الحجاز و غيرهما لسماع الحديث و علت له شهرة و اشتهرت مصنفاته في حياته و هي كثيرة جدا-انظر:الأعلام للزركلي 178/1.

و صاحب كتاب«جمع الفوائد»الذي جمع فيه من الكتابين الكبيرين:

أحدهما:«جامع الأصول»الذي جمع فيه ما في الصحاح الستة للشيخ [الحافظ] (1)مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الأثير الجزري الموصلي (2).

و ثانيهما:كتاب«مجمع الزوائد»للحافظ نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (3)،جمع فيه ما في مسند الامام أحمد بن حنبل، و أبي يعلى الموصلي (4)،و أبي بكر البزار (5)،و معاجم الطبراني (6)الثلاثة.3.

ص: 30


1- الزيادة في(ن).
2- المبارك بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري،أبو السعادات مجد الدين (544-606 ه):المحدث اللغوي الأصولي.ولد و نشأ في جزيرة ابن عمر.و انتقل الى الموصل فاتصل بصاحبها،فكان من أخصائه.و أصيب بالنقرس فبطلت حركة يديه و رجليه،و لازمه هذا المرض الى أن توفي في إحدى قرى الموصل.قيل:إنّ تصانيفه كلّها ألّفها في زمن مرضه املاء على طلبته،و هم يعينونه بالنسخ و المراجعة.و له تصانيف كثيرة،و هو اخو ابن الاثير المؤرخ،و ابن الاثير الكاتب-انظر:الأعلام للزركلي 272/5.
3- علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي،أبو الحسن،نور الدين،المصري،القاهري(735-807 ه):حافظ له كتب و تخاريج في الحديث.منها«مجمع الزوائد و منبع الفوائد»(عشرة أجزاء)و كتب أخرى كثيرة-انظر: الأعلام للزركلي 266/4.و كذلك مقدمة مجمع الزوائد.
4- أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي،أبو يعلى(..-307 ه):حافظ،من علماء الحديث.عمّر طويلا حتى ناهز المائة.توفي في الموصل.له كتب منها«المعجم»(في الحديث)و«مسندان»كبير و صغير-انظر: الأعلام للزركلي 171/1.
5- أحمد بن عمرو بن عبد الخالق أبو بكر البزار(..-292 ه):حافظ من أهل البصرة.حدّث في آخر عمره باصبهان و بغداد و الشام،و توفي في الرملة.له مسندان كبير و صغير-انظر:الأعلام للزركلي 189/1.
6- سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي،أبو القاسم(260-360 ه):من كبار المحدثين. أصله من طبرية الشام،و إليها نسبته.ولد بعكا،و رحل الى حواضر كثيرة له ثلاثة معاجم في الحديث، منها«المعجم الصغير»رتب فيه أسماء المشايخ على الحروف.و له كتب في«التفسير»و«الأوائل» و«دلائل النبوة»و غير ذلك-انظر:الأعلام للزركلي 121/3.

و صاحب«كنوز الدقائق»،و هو الشيخ عبد الرءوف المناوي المصري (1).

و صاحب«الجامع الصغير»،و هو الشيخ جلال الدين السيوطي المصري (2).

و منهم:من جمع الأحاديث الواردة في قيام القائم المهدي(عليه الصلاة و السلام)،ك(علي القاري الخراساني الهروي) (3)و غيره.

فالمؤلف الفقير الى اللّه المنان،«سليمان بن إبراهيم»المعروف ب «خواجه كلان بن محمد معروف»المشتهر ب«بابا خواجه بن إبراهيم بن محمد معروف بن الشيخ السيد ترسون الباقي الحسيني البلخي القندوزي» -غفر اللّه لي و لهم و لآبائهم و أمّهاتهم و لمن ولدوا بلطفه و منّه-ألف هذا الكتاب اخذا من هؤلاء الكتب المذكورين،و من كتب علماء الحروف.5.

ص: 31


1- محمد بن عبد الرءوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري،زين الدين (952-1031 ه):عاش في القاهرة و توفي بها،له تصانيف كثيرة منها«كنوز الحقائق»و غيره كثير- انظر:الأعلام للزركلي 204/6. و من الجدير ذكره أن المصنف كرر اسم كتاب«كنوز الدقائق»و الصحيح هو«كنوز الحقائق»كما ذكره صاحب كشف الظنون و أعلام الزركلي و غيرهم.
2- عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضري السيوطي،جلال الدين(849-911 ه): حافظ مؤرخ أديب.له نحو 600 مصنف منها الكتاب الكبير و الرسالة الصغيرة نشأ في القاهرة يتيما،و لمّا بلغ أربعين سنة اعتزل الناس و خلا بنفسه في روضة المقياس على النيل منزويا عن أصحابه جميعا كأنّه لم يعرف أحدا منهم فألف أكثر كتبه و كان يلقّب بابن الكتب،و من كتبه«الاتقان في علوم القرآن»و «تفسير الجلالين»-انظر:أعلام الزركلي 301/3.
3- علي بن سلطان محمد،نور الدين الملاّ الهروي القاري(..-1014 ه)فقيه حنفي ولد في هراة و سكن مكة و توفي بها.قيل كان يكتب في كلّ عام مصحفا و عليه طرر من القراءات و التفسير فيبيعه فيكفيه قوته من العام الى العام.و له مصنفات كثيرة-انظر:أعلام الزركلي 12/5.

ملتجئا (1)الى اللّه و مستعيذا به من التعصب و الجهل المركب (2)،و كتم الحق، و إنكار الصدق،و إظهار الباطل،و قبول ما لا طائل تحته.و سائلا متضرعا ملتجئا الى اللّه الهادي أن يلهمنا الحق و الصدق،و يهب لنا البصيرة و الرشد، و يهدينا صراطه المستقيم،بفضله العظيم و منّه العميم.اللهم أرنا الحقّ حقّا و ارزقنا اتّباعه،و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه،يا مجيب،يا قريب؛ آمين يا ربّ العالمين،بعز ذاتك،و جميل صفاتك،و باسمك الأعظم، و رسولك الأكرم،سيدنا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.و سمّاه«ينابيع المودة»لذي القربى، و هم أهل العبا (3)،و وسائل السعادة العظمى،و معادن البركات الكبرى،طلبا لرضاء اللّه،و شفاعة رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و شفاعة أهل بيته.و ليكون معهم في جنات عدن

16- بحديث «المرء مع من أحبّ» (4). .فاللّه-تبارك و تعالى-أكرم المسئولين،و أجود الجوادين،و أرحم الراحمين،و هو حسبنا و نعم الوكيل، و نعم المولى و نعم النصير.

و رتّبته (5)على مقدمة و أبواب:».

ص: 32


1- في(أ):ملحا.
2- الجهل المركب:اصطلاح منطقي المراد منه أن يجهل الانسان و يجهل بأنّه جاهل،أي أن يكون جاهلا و يعتقد أنّه عالم-انظر المنطق للشيخ محمد رضا المظفر رحمه اللّه.
3- إشارة الى حديث الكساء الشريف و سيأتيك في تضاعيف الكتاب.
4- البخاري 112/7(كتاب الادب-باب 96).صحيح مسلم 546/2(كتاب البر و الآداب-باب 50) حديث 161-165.سنن الدارمي 321/2 باب 71.الترمذي 4(كتاب الزهد-باب 38)حديث 2492 و ما بعده.مسند أحمد 392/1 و 104/3،110،159،165،167،168،172،173،178، 192،198،200،202،207،208،213،222،226،227،228،255،268،276،283، 288،336،394،107/4،16،239-241،392،395،398،405.سنن أبي داود 503/2(كتاب الادب-باب 122).
5- في(أ):«و رتبه».

المقدمة

في أن التصلية و التسليمة على الآل و الأصحاب ثابت في كتاب اللّه و قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قول الأصحاب الكرام

في الشفاء:

قال تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ (1).

و قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ (2).

و قال اللّه تعالى: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ (3).

14- ([1])و قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللّهم صلّ على آل (4)أبي أوفى (5). .

ص: 33


1- الأحزاب43/.
2- التوبة103/.
3- البقرة157/.الشفاء 81/2(في الاختلاف في الصلاة على غير النبي و آله). ([1]) الشفاء 81/2.البخاري 157/7(كتاب الدعوات-باب 32).أبي داود 358/1(كتاب الزكاة- باب 7)حديث 1590.النسائي 31/5(كتاب الزكاة-باب 13).ابن ماجة 572/1(كتاب الزكاة- باب 8)حديث 1796 و ما بعده.مسند أحمد 353/4،355،381،383.صحيح مسلم 479/1 (كتاب الزكاة-باب 54).
4- لا يوجد في(ن):«آل».
5- أبو أوفى الأسلمي مشهور بكنيته و هو علقمة بن خالد بن الحرث بن أبي اسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم والد عبد اللّه.له صحبة.قال ابن مندة:كان أبو أوفى من أصحاب الشجرة-انظر:الاصابة 501/2 حرف(ع)القسم الأول.

14- (1)...و كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللّهم صلّ على آل فلان.

14- (2)عن أنس بن مالك قال: كنّا ندعو لأصحابنا بالغيب فنقول:اللّهم اجعل منك على فلان صلوات قوم أبرار الذين يقومون بالليل و يصومون بالنهار.

(انتهى الشفاء).

14- (3)و في جمع الفوائد:عبد اللّه بن أبي أوفى قال:كان أبي من أصحاب الشجرة،و كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: «اللّهم صلّ على فلان».فأتاه أبي بصدقته فقال:«اللّهم صلّ على آل أبي أوفى». (للشيخين،و أبي داود، و النسائي) .

14- (4)و في سنن أبي داود:عن جابر بن عبد اللّه: إنّ امرأة جاءت الى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالت:يا رسول اللّه صلّ عليّ و على زوجي.فقال:صلّى اللّه عليك و على زوجك.

16- (5)و في جمع الفوائد:في باب فضل الصلاة بالجماعة:أبو هريرة رفعه: فاذا صلّى).

ص: 34


1- الشفاء 81/2.
2- الشفاء 83/2.
3- جمع الفوائد 146/1(زكاة الفطرة).صحيح البخاري 136/2(كتاب الزكاة-باب 66)؛و 152/7؛ و(كتاب الدعوات-باب 18).سنن النسائي 31/5(كتاب الزكاة-باب 13).سنن أبي داود 358/1 (كتاب الزكاة-باب 7).
4- سنن أبي داود 342/1 باب 363(الصلاة على غير النبي)،الدارمي 19/1 المقدمة(باب ما أكرم به النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بركة طعامه).مسند أحمد 398/3 حديث 1533.
5- جمع الفوائد 88/1.البخاري 158/1(كتاب الأذان-باب 30)؛و 20/3(كتاب البيوع-باب 49). صحيح مسلم 294/1 الباب 49(فضل صلاة الجماعة و انتظار الصلاة).سنن الترمذي 206/1 باب 242 (ما جاء في القعود في المسجد و انتظار الصلاة)حديث 329.سنن النسائي 55/2(الترغيب في الجلوس في المسجد و انتظار الصلاة).سنن ابن ماجة 262/1 باب 19(لزوم المساجد و انتظار الصلاة)حديث 799.سنن أبي داود 134/1 باب 49(في فضل المشي الى الصلاة).

الرجل لم تزل الملائكة تصلّي عليه ما دام في مصلاّه:«اللّهم صلّ عليه،اللّهم ارحمه».و لا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة. (للستة إلاّ النسائي) .

14- (1)أبو أمامة[الباهلي قال]: ذكر للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رجلان عالم و عابد،فقال:فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم.إنّ اللّه و ملائكته و أهل السماوات و الأرض حتى النملة في جحرها،و الحيتان في البحر،يصلّون على معلّم الناس الخير. (للترمذي) .

16- (2)و في باب طاعة الامام:عوف[بن مالك]رفعه: خيار أئمتكم الذين تحبّونهم و يحبّونكم،و تصلّون عليهم و يصلّون عليكم.و شرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم،و تلعنونهم و يلعنونكم.

قلنا:أ فلا ننابذهم؟

قال:لا.ما أقاموا فيكم الصلاة... (لمسلم) .

(3) 14- و في كتاب الاصابة؛في ترجمة«سعد بن عبادة»:روى أحمد عن قيس بن سعد: زارنا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في منزلنا فقال:السلام عليكم و رحمة اللّه.ثم رفع يده فقال:اللّهم اجعل صلواتك و رحمتك على آل سعد بن عبادة (4). .ه.

ص: 35


1- جمع الفوائد 20/1(فضل العلم).سنن الترمذي 154/4(كتاب العلم-باب 19 فضل الفقه على العبادة) حديث 2826.الدارمي 98/1 باب فضل العلم و العالم.
2- جمع الفوائد 324/1 طاعة الامام و لزوم الجماعة.صحيح مسلم 202/2(كتاب الامارة-باب 17) حديث 65 و 66.مسند أحمد 24/6،28.الدارمي 324/2(كتاب الرقاق-باب 78 الطاعة و لزوم الجماعة)و فيها جميعا«أ فلا ننابذهم؟»و تتمة.
3- الاصابة 30/2 حرف(س)القسم الأول.
4- سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجي،أبو ثابت(..-14 ه):صحابي من أهل المدينة.كان سيد الخزرج،و أحد الأمراء الأشراف في الجاهلية و الاسلام.و كان يجيد الكتابة و الرمي و السباحة و شهد العقبة مع السبعين و كان أحد النقباء الاثني عشر.و لمّا توفي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طمع بالخلافة و لم يبايع أبا بكر. مات بحوران-انظر ترجمته.

14- (1)و روى أبو داود من حديث قيس بن سعد: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:اللّهم اجعل صلواتك و رحمتك على آل سعد بن عبادة.

17- (2)و في ترجمة«كدير القيسي»من الصحابة ...يقول في التشهد في الصلاة:اللّهم صلّ على النبي و الوصي.

17- (3)و في ترجمة«ميثم»-كان له صحبة- ...من عادته إذا ذكر عليا يصلّي عليه.

1- و في ديوان علي (4)(كرّم اللّه وجهه)؛قال: خطابا (5)لقريش في مدح عمه حمزة (صلّى اللّه عليه):

و من قتلتم على ما كان من عجب *** منا فقد صادفوا خيرا و قد سعدوا

لهم جنان من الفردوس طيبة *** لا يعتريهم بها حر و لا صرد (6)

صلّى الاله عليهم كلّما ذكروا *** فربّ مشهد صدق قبله شهدوا

قوم وفوا لرسول اللّه و احتسبوا *** شمّ العرانين منهم حمزة الأسد (7)

ليسوا كقتلى من الكفار أدخلهم نار *** الجحيم على أبوابها رصد

.

14,1- و في أوّل الفتوحات المكية-كتبها الشيخ الأكبر بيده: عند ذكر علي(صلّى اللّه عليه)-:

فمن هذه الآيات و الأحاديث علم أن لا تكون التصلية و التسليمة على الأنبياءه.

ص: 36


1- مسند أحمد 421/3(في حديث).
2- الاصابة 289/3 حرف(ك)القسم الأول(في حديث).
3- الاصابة 469/3 حرف(م)القسم الأول،و ميثم هذا غير منسوب كما في الاصابة.
4- ديوان الامام علي عليه السّلام:23 ط.بولاق سنة 1251 ه(في قصيدة طويلة).
5- في(أ):«خاطبا»
6- الفردوس:حديقة في الجنة،البستان،الروضة؛لا يعتريهم:لا يغشاهم و لا يصيبهم؛الصرد:البرد.
7- احتسبوا:الاحتساب من الحسبة و هو العمل طلبا لوجه اللّه تعالى و ثوابه؛العرانين-جمع عرنين-:و هو الانف كله،و قيل:هو ما صلب من عظمه.

و الملائكة مختصا لهم.و لدليل مشروعية التصلية و التسليمة في الصلاة بأمره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

قولوا:اللّهم صلّ على محمد و على آل محمد،و بارك على محمد و على آل محمد، و السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين.

و المشروعية«السلام عليكم و رحمة اللّه»حين الفراغ عن الصلاة،و حين الملاقاة،و تبليغ المسلم التسليمة الى أخيه المسلم برسول أو بالكتابة إليه.

و إنّما نشأ هذا القول-بأنّهما مختصان للأنبياء و الملائكة-من التعصب بعد افتراق الأمّة.نسأل اللّه أن يعصمنا عن التعصب.

6- (1)و عن جعفر الصادق قال في تفسير إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ :

الصلاة من اللّه(عزّ و جلّ)رحمة للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و من الملائكة تزكية و مدحهم له،و من المؤمنين دعاء منهم له.

14- (2)و في جواهر العقدين و الصواعق المحرقة:

روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء (3).

قالوا:و ما الصلاة البتراء يا رسول اللّه؟

قال:تقولون:اللّهم صلّ على محمد و تسكتون،بل قولوا:اللّهم صلّ على محمد و على آل محمد.

14- (4)و أخرج أبو نعيم الحافظ و جماعة المفسرين،عن مجاهد و أبي صالح،هما عني.

ص: 37


1- معاني الأخبار:367 و عنه تفسير البرهان للبحراني 335/3 ذيل الآية /56الأحزاب.
2- الصواعق المحرقة:146«في الآيات النازلة في أهل البيت-الآية الثانية-الأحزاب56/».جواهر العقدين 155/2.
3- البتراء-من البتر-:و هو استئصال الشيء قطعا،أو قطع الذنب و استئصاله.
4- الصواعق المحرقة:148«في الآيات النازلة في أهل البيت-الآية الثالثة».البرهان للبحراني 33/4 ذيل الآية /130الصافات.مجمع البيان للطبرسي.

ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال: آل ياسين آل محمد،و ياسين اسم من أسماء محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

8,14,1- (1)و في عيون الأخبار:عن الريان بن الصلت قال: إنّ الامام علي بن موسى الكاظم في مجلس المأمون و قد سأله عن تفسير قوله تعالى: سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (2).

قال:حدثني أبي،عن آبائه،عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام قال:ياسين محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و نحن آل ياسين.

فقالت العلماء الذين حوله:ياسين محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يشكّ فيه واحد.

ثم قال الامام:إنّ اللّه أعطى محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فضلا عظيما،و ذلك أنّه لم يسلّم على آل أحد من الأنبياء إلاّ آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ ؛إنّ اللّه -تبارك و تعالى-قال في قصة إلياس النبي عليه السّلام: سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ لو كان مراده تعالى هذا النبي لقال:سلام على إلياس.

و إن قيل إنّه-تعالى-سلّم على جمع إلياس.

فقلنا:إنّ إلياس واحد لا متعدد،و مع أنّه لو كان إلياس ثلاثة أو أكثر لقال سلام على الالياسين-بالمعرف باللام-،لأنّ قاعدة الجمع بالتعريف باللام.

و لما بشر اللّه الصابرين من المؤمنين بالصلوات و الرحمة قال:محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أليق و أجدر بالصلوات و الرحمة.و لما كانت تصلية المؤمنين الدعاء،فالأحسنة.

ص: 38


1- لم أعثر عليه في عيون أخبار الرضا عليه السّلام المطبوع بهذه الصورة،و إنّما نقله بلفظ آخر قريب من هذا بيد أنّه مختصر.و هو في 214/2 في باب ذكر مجلس الرضا عليه السّلام مع المأمون-الآية السابعة.
2- الصافات130/ و في الأصل:«آل ياسين»و لعلها قراءة.

و الأولى و الأكثر ثوابا أن يكمل المؤمن دعاءه للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بضمّ آله.

16- كما ورد عن الأئمة من أهل البيت في مناجاتهم و دعواتهم بضم الآل حيث قالوا: «اللّهم صلّ على محمد و على آل محمد». باعادة كلمة«على»أو بغير إعادتها اكتفاء بالعطف.

ثم إنّ العلماء اصطلحوا في التصلية و التسليمة على الأنبياء و الملائكة عليهم السّلام عند ذكرهم،و الترضية على الآل و الأصحاب(رضي اللّه عنهم)عند ذكرهم،فلا منازعة في الاصطلاح،لكن كثرة الثواب و جزيل الأجر في متابعة اللّه حيث سلّم على الآل في قوله: سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (1).

و في قوله: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ (2).

و في قوله: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ (3).

14- و في متابعة رسوله حيث قال بأمر ربّه: اللّهم صلّ على آل أبي أوفى و آل فلان.

فمن قال:اللّهم صلّ على حمزة،أو على علي،أو على غيرهما.أو قال:

صلوات اللّه عليه،أو قال:صلّى اللّه عليه،أو سلام اللّه عليه،أو عليه أو عليهم السلام بالافراد أو الجمع،فقد اتبع اللّه و رسوله اتباعا كاملا.مع أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمر أمته أن يضم آله عند التصلية له في التشهد في الصلاة،و نهاهم عن الصلاة البتراء (4).فمن أكمل دعائه للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بضم آله فقد استحصل كمال رضاء اللّه و رضاء رسوله،و أجزل اللّه أجره،لأنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منهم و هم منه،بدليل أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أدخل نفسه الكريمة المباركة في الآل.».

ص: 39


1- الصافات130/.
2- الأحزاب43/.
3- البقرة157/.
4- انظر:الصواعق المحرقة:146«في الآيات النازلة في أهل البيت-الآية الثانية-الأحزاب56/».

14- (1)في الاصابة:في ترجمة«مهران مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم»:

روى الثوري،عن عطا بن السائب قال:أتيت أمّ كلثوم بشيء من الصدقة فردّتها و قالت:حدثني مهران أنّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّا آل محمد لا تحلّ لنا الصدقة،و مولى القوم منهم.

14- (2)و في ترجمة«رشيد بن مالك»:قال: كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جاء رجل بطبق عليه تمر فقال:هذا صدقة.فقدمها الى القوم،و الحسن بين يديه،فأخذ تمرة فأدخلها في فيه،ثم أدخل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أصبعه في فيه فقذفها ثم قال:إنّا آل محمد لا نأكل الصدقة.

14,2- (3)و في جواهر العقدين:عن الحسن بن علي قال: كنت مع جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فمرّ على جريف (4)من الصدقة،فأخذت منها تمرة فألقيتها في فيّ،فأدخل جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده في فيّ فأخذها بلعابها،فقال لي:أ ما شعرت أنّا آل محمد لا تحلّ لنا الصدقة.

رواه أحمد،و الطحاوي،و اسناده قوي جيد . .

14,15,1,2,3- (5)أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي،عن أبي الطفيل و جعفر بن حبان قالا:

خطب الحسن بن علي(رضي اللّه عنهما)بعد وفاة أبيه قال:

أيّها الناس؛أنا ابن البشير،و أنا ابن النذير،و أنا ابن السراج المنير،و أنا ابنا.

ص: 40


1- الاصابة 467/3 حرف(م)القسم الأول.مسند أحمد 448/3.
2- الاصابة 516/1 حرف(ر)القسم الأول.
3- جواهر العقدين 147/2.مسند أحمد 200/1.الصواعق المحرقة:237 باب خصوصياتهم الدالة على عظيم كراماتهم.و فيها«جرين»بدل«جريف».و الجرين أصح و معناه:الموضع الذي يجفف فيه التمر و هو كالبيدر للحنطة.
4- مكيال ضخم.
5- نظم درر السمطين للزرندي:147-148،و الخطبة بطولها في أمالي الطوسي 174/2 و ما بعدها.

الذي أرسل رحمة للعالمين،و أنا ابن الداعي الى اللّه،و أنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و أنا من أهل البيت الذين كان جبرئيل ينزل عليهم،و أنا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودّتهم،فقال سبحانه و تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (1).و اقتراف الحسنة مودّتنا (2).

و لمّا نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (3).فقالوا:

يا رسول اللّه كيف الصلاة عليك؟فقال:قولوا اللّهم صلّ على محمد و على آل محمد.

فحقّ على كلّ مسلم أن يصلّي علينا فريضة واجبة.

و أحلّ اللّه خمس الغنيمة لنا كما أحلّ له،و حرّم الصدقة علينا كما حرّم عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فأخرج جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم المباهلة من الأنفس أبي،و من البنين أنا و أخي الحسين،و من النساء فاطمة أمّي،فنحن أهله و لحمه و دمه،و نحن منه و هو منّا.

و هو يأتينا كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول:الصلاة يرحمكم اللّه،و تلى إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4).

و قد قال اللّه تعالى: أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (5).

فجدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على بينة من ربّه،و أبي الذي يتلوه،و هو شاهد منه./.

ص: 41


1- الشورى23/.
2- الى هنا في فرائد السمطين 120/2 حديث 421.شرح النهج 30/16(عن هبيرة بن مريم).
3- الأحزاب56/.
4- الأحزاب33/.
5- هود17/.

و أمر اللّه رسوله أن يبلّغ أبي سورة البراءة في موسم الحج.و قال جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين قضى بينه و بين أخيه جعفر و مولاه زيد في ابنة عمه حمزة:

أمّا أنت يا علي فمنّي و أنا منك،و أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي.

فكان أبي أوّلهم إيمانا،فهو سابق السابقين،و فضّل اللّه السابقين على المتأخرين،كذلك فضّل سابق السابقين على السابقين،و ذلك إنّه لم يسبقه الى الايمان أحد غير جدتنا خديجة(عليها سلام اللّه جلّ و علا).

و إنّ اللّه(عزّ و جلّ)بمنّه و برحمته فرض عليكم الفرائض لا لحاجة منه إليها، بل برحمة منه لا إله إلاّ هو،ليميز الخبيث من الطيّب،و ليبتلي اللّه ما في صدوركم،و ليمحّص ما في قلوبكم،و لتتسابقوا الى رحمته،و لتتفاضلوا منازلكم في جنّته.

14- (1)أخرج أحمد في«المسند»و في«المناقب»،و موفق الخوارزمي،هما،عن عبد اللّه بن حنطب قال:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:لتنتهين يا بني وليعة (2)أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي،يمضي فيكم أمري،يقتل المقاتلة،و يسبي الذريّة.فالتفت الى علي، فأخذ بيده فقال:هو ذا.

أيضا أخرج ابن أحمد نحوه.

14,15,1,2,3,8- (3)و في عيون الأخبار:عن الريان بن الصلت: إنّ الامام علي الرضا تلا قوله).

ص: 42


1- الفضائل لأحمد 571/2.فضائل الامام علي عليه السّلام حديث 966.المناقب للخوارزمي:136 حديث 153.
2- بنو وليعة هم ملوك حضرموت حجدة و فحوس و مشرح و ابضعة،ذكره ابن سعد في طبقاته 349/1 في و فد حضرموت.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام 210/2 باب 23(في حديث طويل).

تعالى: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (1).فأبرز رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا و الحسن و الحسين و فاطمة (صلوات اللّه و سلامه عليهم).و عنى من قوله(أنفسنا)نفس علي. و ممّا يدلّ على ذلك

14,1- قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لتنتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي»يعني عليا. فهذه خصوصية لهم لا يلحقهم فيها بشر.

فمن هذه الدلائل ثبت انه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ادخل نفسه المقدسة المكرمة المباركة في آله، فمن صلّى أو سلم على آله كأنه صلّى و سلم عليه،لأنّه منهم و هم منه،و من صلّى أو سلم عليه بضم آله فقد أكمل الصلاة و السلام عليه./.

ص: 43


1- آل عمران61/.

ص: 44

الباب الأول

في سبق نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

قال اللّه تبارك و تعالى: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (1).

14- ([1])و في كتاب الاصابة؛ميسرة الفجر رضي اللّه عنه قال: قلت:يا رسول اللّه متى كنت نبيّا؟ قال:كنت نبيّا و آدم بين الروح و الجسد.

14- ([2])و في جمع الفوائد؛جابر بن عبد اللّه رفعه: الناس من أشجار (2)شتّى،أنا و علي من شجرة واحدة. (للأوسط) .

14- ([3])عن أبي هريرة:قالوا: يا رسول اللّه متى وجبت لك النبوة؟

قال:و آدم بين الروح و الجسد. (للترمذي) .

14- [4] و حديث: أوّل ما خلق اللّه روحي،و أوّل ما خلق اللّه نوري،و أوّل ما خلق اللّه العقل،و أوّل ما خلق اللّه القلم،و أوّل ما خلق اللّه نور نبيك،يا جابر.

ص: 45


1- الزخرف81/. ([1]) الاصابة 470/3 حرف(م)القسم الأول.مسند أحمد 59/5.مجمع الزوائد 233/8(كتاب علامات النبوة-باب قدم نبوته).كنز العمال 450/11 حديث 32117. ([2]) جمع الفوائد 21/2(كتاب السير و المغازي-باب كرامة أصل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).مجمع الزوائد 100/9 باب مناقب الامام علي عليه السّلام باب 1 نسبه.مناقب الخوارزمي:143 حديث 165.كنز العمال 608/11 حديث 32943.
2- في المصدر:«شجر». ([3]) جمع الفوائد 21/2.سنن الترمذي 245/5 حديث 3688.

المراد منها هو الحقيقة المحمدية التي كانت مشهورة بين الكملين،و هي روح نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

14- (1)و حديث: كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين.

كلّها دلائل على سبق نوره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

14- (2)و في المشكاة:عن الأباض (3)بن سارية،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّه قال:

إنّي عند اللّه لخاتم النبيين،و إنّ آدم لمنجدل في طينته،و سأنبئكم بتأويل ذلكم؛ دعوة[أبي]إبراهيم،و بشرى عيسى،و رؤيا أمّي التي رأت حين وضعتني و قد خرج منها نور أضاءت منه لها قصور الشام،و كذلك أمهات النبيين يرين (4).

رواه في شرح السنة،و رواه أحمد أيضا،و في جمع الفوائد قال:لأحمد،و الكبير، و البزار . .

14,2- (5)و في المناقب؛عن اسحاق بن إسماعيل النيسابوري،عن جعفر الصادق،عن أبيه،عن جدّه علي بن الحسين قال:

حدثنا عمّي الحسن قال: سمعت جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:خلقت من نور اللّه(عزّ و جلّ)،و خلق أهل بيتي من نوري،و خلق محبّيهم من نورهم،و سائر الناس في النار.5.

ص: 46


1- كنز العمال 450/11 حديث 32115.
2- مسند أحمد 127/4.كنز العمال 450/11 حديث 32114.مجمع الزوائد 223/8(كتاب علامات النبوة -باب قدم نبوته).جمع الفوائد 21/2(كتاب المغازي-باب كرامة أصل النبي).
3- هكذا في جميع النسخ،و الصحيح«العرباض».
4- لا يوجد في(ن):«يرين».
5- البحار 20/15.

14,1- (1)أخرج أبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن المغازلي الواسطي الشافعي في كتابه«المناقب»؛بسنده عن سلمان الفارسي قال:

سمعت حبيبي محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه(عزّ و جلّ) يسبّح اللّه ذلك النور و يقدّسه قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام (2)، فلمّا خلق آدم أودع (3)ذلك النور في صلبه فلم يزل أنا و علي[في]شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب،ففيّ النبوة و في علي الامامة (4).

أيضا الديلمي أخرج هذا الحديث في كتابه«الفردوس»عن سلمان. .

14,1- (5)أخرج ابن المغازلي أيضا؛عن سالم بن أبي الجعد،عن أبي ذر قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:كنت أنا و علي نورا عن يمين العرش بين يدي اللّه(عزّ و جلّ) (6)يسبح اللّه ذلك النور و يقدّسه قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام،فلم يزل (7)أنا و علي[في]شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب،فجزء أنا و جزء علي (8).

14,1- (9)أخرج الحمويني في كتابه«فرائد السمطين»:بسنده عن زياد بن المنذر،عن7.

ص: 47


1- المناقب لابن المغازلي:88 حديث 130.الفردوس 283/3 حديث 4851.
2- في المصدر:«بألف عام».
3- في المصدر:«ركب».
4- في المصدر:«الخلافة».
5- مناقب الامام علي لابن المغازلي:89 حديث 131.
6- لا يوجد في المصدر:«بين يدي اللّه عز و جل».
7- في المصدر:«ازل».
8- و ليس فيه«فجزء أنا و جزء علي»،و هذه العبارة وردت في مناقب الامام علي للخوارزمي:145 حديث 169؛و رواه أحمد بن حنبل في الفضائل 662/2.
9- فرائد السمطين 43/1 حديث 7.

أبي جعفر،عن أبيه،عن جدّه الحسين،عن علي بن أبي طالب(سلام اللّه عليه)، عن النبي(صلّى اللّه عليه و آله و عليهم)قال:

كنت أنا و أنت يا علي (1)نورا بين يدي اللّه-تبارك و تعالى-من قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام،فلمّا خلق[اللّه تعالى]آدم سلك ذلك النور في صلبه،فلم يزل اللّه[تعالى]ينقله من صلب الى صلب،حتى أقرّه في (2)صلب عبد المطلب.ثم[أخرجه من صلب عبد المطلب ف]قسمه قسمين،فأخرج (3)قسما في صلب أبي (4)(عبد اللّه)،و قسما في صلب عمي (5)(أبي طالب).فعلي مني و أنا منه،لحمه لحمي،و دمه دمي[فمن أحبّه فبحبّي أحبّه و من أبغضه فببغضي أبغضه] أيضا أخرج هذا الحديث بلفظه موفق الخوارزمي. .

14,1- (6)أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي؛بسنده عن الأعمش،عن أبي وائل،عن ابن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا[ان]خلق اللّه آدم و نفخ فيه من روحه،عطس [آدم]فقال:الحمد للّه.فأوحى اللّه[تعالى]إليه:إنّك حمدتني (7)،و عزّتي و جلالي،لو لا العبدان اللّذان (8)أريد أن أخلقهما[في دار الدنيا]ما خلقتك.».

ص: 48


1- في المصدر:«أنا و علي».
2- لا يوجد في المصدر:«في».
3- لا يوجد في المصدر:«فأخرج».
4- لا يوجد في المصدر:«أبي».
5- لا يوجد في المصدر:«عمي».
6- المناقب للخوارزمي:318 الفصل 19 حديث 320.
7- في المصدر:«حمدني عبدي».
8- في المصدر:«لو لا عبدان».

قال:إلهي أ يكونا (1)منّي؟

قال:نعم.

قال:يا آدم ارفع بصرك و انظر (2)،فنظر فاذا[هو]مكتوب على العرش:

«لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه،هو نبي الرحمة،و علي مقيم الحجة»...

14,1- (3)أخرج الحمويني:بسنده عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي:

خلقت أنا و أنت من نور اللّه(عزّ و جلّ).4.

ص: 49


1- في المصدر:«فيكونان».
2- في المصدر:«قال:نعم يا آدم ارفع رأسك فرفع رأسه...».
3- فرائد السمطين 40/1 حديث 4.

ص: 50

الباب الثاني

في شرف آباء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كونهم خير فرق،

و خير قبيلة،و خير قرون،و في طهارة نسبه،

و طهارة أهل بيته،و مدح العباس و حديث جابر

14,1- ([1])في نهج البلاغة:قال علي(كرّم اللّه وجهه)في خطبته في صفة آباء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

...فاستودعهم في أفضل مستودع،و أقرّهم في خير مستقر،تناسختهم (1)كرايم الأصلاب الى مطهرات الأرحام،كلّما مضى[منهم]سلف،قام منهم بدين اللّه خلف.حتى أفضت كرامة اللّه سبحانه[و تعالى]الى محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فأخرجه من أفضل المعادن منبتا،و أعزّ الأرومات (2)مغرسا،من الشجرة التي صدع (3)منها أنبياءه،و انتخب (4)منها أمناءه.عترته خير العتر،و أسرته خير الأسر،و شجرته خير الشجر،نبتت في حرم،و بسقت (5)في كرم،لها فروع طوال،و ثمر لا ينال،فهو إمام من اتقى،و بصيرة من اهتدى،سراج لمع ضوؤه،

ص: 51


1- تناسختهم:تناقلتهم.
2- الأرومات-جمع أرومة-بمعنى المصدر.
3- صدع فلانا:قصده لكرمه.
4- في المصدر:«انتجب».
5- بسقت:ارتفعت.

و شهاب سطع نوره،و زند برق لمعه،سيرته القصد (1)،و سنته الرشد،و كلامه الفصل،و حكمه العدل،أرسله اللّه (2)على حين فترة من الرسل،و هفوة من العمل،و غباوة من الأمم.

اعملوا-رحمكم اللّه-على أعلام بينة،فالطريق نهج تدعو (3)الى دار السلام، و أنتم في دار مستعتب (4)على مهل و فراغ،و الصحف منشورة،و الأقلام جارية،و الأبدان صحيحة،و الألسن مطلقة،و التوبة مسموعة،و الأعمال مقبولة.

14,1- ([2])و في سنن أبي عيسى الترمذي:في باب المناقب للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

عن واثلة بن الأسقع قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل،و اصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة،و اصطفى من بني كنانة قريشا،و اصطفى من قريش بني هاشم،و اصطفاني من بني هاشم.

(هذا حديث صحيح).

أيضا رواه مسلم،كما في جمع الفوائد. .

14,1- ([3])و عن عبد اللّه بن الحارث،عن العباس بن عبد المطلب قال:م.

ص: 52


1- القصد:الاستقامة.
2- لا يوجد في المصدر:«اللّه».
3- في المصدر:«يدعو».
4- مستعتب-بفتح التائين-:طلب العتبى،أي طلب الرضى من اللّه بالأعمال النافعة. ([2]) سنن الترمذي 243/5(كتاب المناقب-باب 20)حديث 3684.مسند أحمد 107/4.كنز العمال 424/11 حديث 31984.صحيح مسلم 394/2(كتاب الفضائل-باب فضل نسب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حديث 2276.جمع الفوائد 20/2(كتاب السير و المغازي-باب كرامة أصل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم). ([3]) سنن الترمذي 243/5(كتاب المناقب-باب 20)حديث 3685.جمع الفوائد 20/2.كنز العمال 424/11 حديث 31987-انظر:مجمع الزوائد 214/8 باب كرامة أصل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قلت:يا رسول اللّه إنّ قريشا جلسوا فيتذاكروا (1)أحسابهم بينهم،فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة (2)من الأرض؟!

فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:إن اللّه خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم،و خير الفريقين، ثم خير القبائل،فجعلني في خير القبيلة،ثم خير البيوت،فجعلني في (3)خير بيوتهم،فأنا خيرهم نفسا،و خيرهم بيتا.

(أيضا في جمع الفوائد مذكور). .

14- (4)و عن المطلب بن[أبي]وداعة قال: جاء العباس الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كأنّه سمع شيئا،فقام النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على المنبر،فقال:من أنا؟

فقالوا:أنت رسول اللّه[عليك السلام].

قال:أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب؛إنّ اللّه خلق الخلق فجعلني في خيرهم،ثم جعلهم فرقتين،فجعلني في خيرهم فرقة،ثم جعلهم قبائل، فجعلني في خيرهم قبيلة،ثم جعلهم بيوتا،فجعلني في خيرهم بيتا و خيرهم نفسا. (هذا حديث حسن).

أيضا في المشكاة مذكور. .

14- (5)و في باب مناقب أبي الفضل العباس؛عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم: إن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مغضبا و أنا عنده،فقال:ما أغضبك؟7.

ص: 53


1- في المصدر:«فتذاكروا».
2- كبوة:المزبلة،الكناسة و التراب يكنس من البيت.
3- في المصدر:«من»في كلّ المواضع بدل«في».
4- سنن الترمذي 244/5(كتاب المناقب-باب 20)حديث 3686.
5- سنن الترمذي 318/5 باب 102 حديث 3847.

قال:يا رسول اللّه مالنا و لقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة،و إذا لقونا لقونا بغير ذلك؟!

قال:فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى احمر وجهه.ثم قال:و الذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبّكم للّه و لرسوله.

ثم قال:[يا]أيها الناس من آذى عمّي فقد آذاني،فانّما عمّ الرجل صنو أبيه.

هذا حديث حسن صحيح.(انتهى الترمذي) .

14- (1)و في«جمع الفوائد»في أوّل باب السير و المغازي؛قال العباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه: يا رسول اللّه إنّي أريد أن أمدحك.

فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:هات لا يغضض اللّه فاك.فأنشد شعرا:

من قبلها طبت في الظلال و في *** مستودع،حيث يخصف الورق (2)

ثم هبطت البلاد لا بشر *** أنت و لا مضغة و لا علق (3)

بل نطفة تركب السفين و قد *** ألجمت نسرا و أهله الغرق (4)

وردت نار الخليل مكتتما *** تجول فيها و لست تحترق

تنقل من صالب (5)***الى رحم إذا مضى عالم بدا طبق (6)ا.

ص: 54


1- جمع الفوائد 20/2 باب السير و المغازي باب كرامة أصل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
2- الخصف:الضم و الجمع.و المراد طبت في الجنة حيث خصف آدم و حواء-عليهما السّلام-عليهما من ورق الجنة.
3- المضغة-جمعها مضغ-:و هي قطعة اللحم،فاذا صارت العلقة التي خلق منها الانسان لحمة فهي مضغة. و العلق:هو الدم،أو الدم الجامد قبل أن ييبس،و القطعة منه علقة.
4- النطفة:الماء القليل و به سمي المنيّ نطفة لقلته.و السفين:جمع سفينة.و نسر:صنم كان لذي الكلاع بأرض حمير و كان يغوث لمذحج و يعوق لهمدان من أصنام قوم نوح(على نبينا و عليه الصلاة و السلام)،و المراد هلاك الصنم و من يعبده من قوم نوح-عليه السّلام-.
5- في(أ):«صلب».
6- الطبق:انطباق الغيم في الهواء.و المراد:اذا مضى قرن ظهر قرن آخر؛و إنّما قيل للقرن طبق لأنّهم طبق للأرض ثم ينقرضون و يأتي طبق للارض آخر،و كذلك طبقات الناس كلّ طبقة طبقت زمانها.

حتى احتوى بيتك المهيمن من *** خندف علياء تحتها النطق (1)

و أنت لمّا ولدت أشرقت ال *** أرض و ضاءت بنورك الأفق

فنحن في ذلك الضياء و في *** النور و سبل الرشاد نخترق

للكبير(انتهى).

14,1- [7] و في المناقب:عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه خلق خلقه في ظلمة ثم رشّ عليهم من نوره؛فمن أصابه من النور شيء اهتدى و من أخطأه ضلّ.

ثم فسره علي(كرّم اللّه وجهه)فقال:إنّ اللّه(عزّ و جلّ)حين شاء تقدير الخليقة،و ذرء البرية،و إبداع المبدعات،ضرب الخلق في صور كالهباء،قبل وجود الأرض و السماء،و هو سبحانه في انفراد ملكوته،و توحد جبروته، فأشاع نورا من نوره فلمع،و قبا من ضيائه فسطع،ثم اجتمع ذلك النور في وسط تلك الصور الخفيّة،فوافق صور نبينا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال اللّه له:أنت المختار المنتخب و عندك ثابت نوري،و أنت كنوز هدايتي،ثم اخفى الخليقة في غيبه،و سرّها في مكنون علمه،ثم وسط العالم،و بسط الزمان،و موج الماء، و أثار الزبد،و أهاج الريح،فطغى عرشه على الماء،فسطح الأرض على ظهر الماء،ثم أنشأ الملائكة من أنوار ابتدعها و أنوار اخترعها،و قرن بتوحيده نبوة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ظاهرا،فهو أبو الأرواح و يعسوبها كما أنّ آدم عليه السّلام أبو الأجساد و سببها،ثم انتقل النور في جميع العوالم عالما بعد عالم،و طبقا بعد طبق،و قرناف.

ص: 55


1- النطق-جمع نطاق-:و هي اعراض من جبال بعضها فوق بعض،أي:نواح و أوساط منها شبهت بالنطق التي يشد بها أوساط الناس،ضربه مثلا له صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في ارتفاعه و توسطه في عشيرته،و جعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال،و أراد ببيته شرفه،و المهيمن نعته أي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسب خندف.

بعد قرن،إلى أن ظهر محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالصورة و المعنى في آخر الزمان،و يطابق هذا الكلام قول عمّي العباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه قال:يا رسول اللّه أريد أن أمدحك.

قال:قل لا يغضض اللّه فاك.

قال:

من قبلها طبت في الظلال و في *** مستودع حيث يخصف الورق

(الى آخرها).

ثم قال علي: إن نبينا بسرّ روحانيته يستمد من الفيض الأقدس الأعلى،و يمد العالم أجمع.و الى عبادته الاولى اشار اللّه(عزّ و جلّ)بقوله قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ فأوّل حقيقة ظهرت هادية جامعة محيطة نور محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و باقي الأنبياء عليهم السّلام هداية و منزلتهم عند اللّه-سبحانه-بحسب جامعيتهم وسعة دائرة كمالهم في الهداية،حتى كان لنبي مثلا ألف تابع،و لنبي أكثر،و لنبي أقل،فلو لا ما وقع هذا التسخير في علم الحق أزلا لما وقع في الوجود،و أي شيء لا يكون في الأصل لا يكون في الفرع.

14,1- (1)و في كتاب أبكار الأفكار:للشيخ صلاح الدين بن زين الدين بن أحمد الشهير بابن الصلاح الحلبي(قدس اللّه سره):قال جابر بن عبد اللّه الأنصاري(رضي اللّه عنهما): سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أول شيء خلقه اللّه-تعالى-.

قال:هو نور نبيك يا جابر،خلقه اللّه ثم خلق فيه كلّ خير،و خلق بعده كلّ شيء،و حين خلقه أقامه في مقام القرب اثني عشر ألف سنة،ثم جعله أربعة2.

ص: 56


1- البحار 21/25 و 22.

أقسام،فخلق العرش من قسم،و الكرسي من قسم،و حملة العرش و خزنة الكرسي من قسم.

و أقام القسم الرابع في مقام الحبّ اثني عشر ألف سنة،ثم جعله أربعة أقسام:

فخلق القلم من قسم،و اللوح من قسم،و الجنة من قسم.

و أقام الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة،ثم جعله أربعة أجزاء:

فخلق الملائكة من جزء،و الشمس من جزء،و القمر و الكواكب من جزء.

و أقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة،ثم جعله أربعة اجزاء:

فخلق العقل من جزء،و العلم و الحلم من جزء،و العصمة و التوفيق من جزء.

و أقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثني عشر ألف سنة،ثم نظر اللّه تعالى إليه فترشح ذلك النور عرقا قطرت (1)منه مائة ألف و عشرون ألفا و أربعة آلاف قطرة من النور،فخلق اللّه-سبحانه-من كلّ قطرة روح نبي و رسول،ثم تنفست أرواح الأنبياء،فخلق اللّه من أنفاسهم أرواح الأولياء و الشهداء و السعداء و المطيعين الى يوم القيامة.

فالعرش و الكرسي و حملة العرش و خزنة الكرسي من نوري،و القلم و اللوح و الكروبيون و الروحانيون من الملائكة و الجنة و ما فيها من النعيم من نوري، و ملائكة السماوات السبع و الشمس و القمر و الكواكب من نوري،و العقل و العلم و الحلم و العصمة و التوفيق من نوري،و أرواح الأنبياء و الرسل من نوري،و أرواح الاولياء و الشهداء و السعداء و الصالحين من نتائج نوري.

ثم خلق اللّه اثني عشر ألف حجاب،فأقام اللّه الجزء الرابع من نوري في كلّ».

ص: 57


1- في(أ):«فقطرت».

حجاب ألف سنة.

و هي:حجاب الكرامة،و السعادة،و الهيبة،و الرحمة،و الرفعة،و العلم، و الحلم،و الوقار،و السكينة،و الصبر،و الصدق،و اليقين.

فلما أخرجه من هذه الحجب أضاء نوري أرض من المشرق الى المغرب كالسراج في الليل المظلم.

ثم خلق آدم عليه السّلام و أودع نوري في صلبه فتلألأ في جبينه و في سبابته فسأل اللّه عن هذا النور.قال:انّه نور محمد ولدك.

ثم انتقل النور منه الى صلب شيث عليه السّلام،و هكذا ينقل اللّه نوري من طيب الى طيب،و من طاهر الى طاهر،الى أن أوصله اللّه الى صلب أبي عبد اللّه بن عبد المطلب،و منه أوصله اللّه الى رحم أمي آمنة،ثم أخرجني الى الدنيا فجعلني سيد المرسلين و خاتم النبيين و مبعوثا الى كافة الناس أجمعين و رحمة للعالمين و قائد الغرّ المحجلين.هذا كان بدء خلقة نبيك يا جابر.

و في شرح الكبريت الاحمر للشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه:قال الشيخ علاء الدولة السمناني قدّس سرّه في شرح«اللهم صل على محمد السابق للخلق نوره الرحمة للعالمين ظهوره».إنّ الأحاديث في سبق نور النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قدمه كثيرة أنا اكتفي بحديث واحد منها ثم ذكر الحديث المذكور عن جابر بن عبد اللّه الى آخره.

14- (1)و في شرح الكبريت الأحمر:قال روى الحكيم الترمذي و الطبراني و البيهقي و أبو نعيم الحافظ،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إنّ اللّه خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله تعالى:).

ص: 58


1- المعجم الكبير للطبراني 56/3 حديث 2674.سنن الترمذي 244/5 حديث 3686.الشفاء 165/1. مجمع الزوائد 214/8(كتاب علامات النبوة-باب 1).

أَصْحابُ الْيَمِينِ وَ أَصْحابُ الشِّمالِ فأنا من أصحاب اليمين،و أنا خير أصحاب اليمين،ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا،فذلك قوله تعالى: أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فأنا من السابقين،و أنا خير السابقين،ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة،و ذلك قوله تعالى: وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (1)فأنا أتقى ولد آدم و أكرمهم عند اللّه،و لا فخر،ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا،فذلك قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2)فأنا و أهل بيتي مطهّرون من الذنوب.

و في الشفاء هذا الحديث أيضا مذكور الى تَطْهِيراً عن الأعمش،عن عباية ابن ربعي،عن ابن عباس. .

14- (3)أخرج الثعلبي عن ابن عباس قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جمع الناس في رجب لثلاث عشر ليلة خلت منه فقال لهم:إني جمعتكم لأن أخبركم،فقال:إنّ اللّه خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما...ثم ساق الحديث مثل الحديث المذكور الى آخره.

و أيضا روى هذا الحديث حذيفة بن اليمان و سلمان. .).

ص: 59


1- الحجرات13/.
2- الأحزاب33/.
3- غاية المرام:388 باب 99 حديث 1(عن الثعلبي).

14- (1)و في الشفاء:و في حديث[عن]ابن عمر رواه الطبراني (2):انّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إنّ اللّه اختار خلقه فاختار منهم بني آدم ثم اختار بني آدم فاختار منهم العرب،ثم اختار العرب فاختار منهم قريشا،ثم اختار قريشا فاختار منهم بني هاشم،ثم اختار بني هاشم فاختارني منهم،فلم أزل خيارا من خيار،ألا من أحب العرب فبحبي أحبّهم و من أبغض العرب فببغضي أبغضهم.

17- (3)و في الشفاء:عن ابن عباس: انّ قريشا كانت نورا (4)بين يدي اللّه-تعالى- قبل أن يخلق آدم بألفي عام يسبّح ذلك النور،و تسبّح الملائكة بتسبيحه،فلما خلق اللّه آدم ألقى ذلك النور في صلبه.

14- (5)و عن ابن عباس قال:قال (6)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أهبطني (7)اللّه الى الارض في صلب آدم،و جعلني في صلب نوح في السفينة (8)،و قذف بي في صلب إبراهيم، ثم لم يزل اللّه ينقلني من الأصلاب الكريمة الى (9)الأرحام الطاهرة حتى أخرجني من بين أبويّ،لم يلتقيا على سفاح قط.».

ص: 60


1- الشفاء 82/1.مستدرك الصحيحين 73/4.كنز العمال 12 حديث 33918.مجمع الزوائد 215/8.
2- في المصدر:«الطبري».
3- الشفاء 83/1.
4- في«المصدر:»«ان النبي كانت روحه نورا...».
5- الشفاء 83/1.كنز العمال 427/12 حديث 35489.
6- في المصدر:«فقال رسول اللّه...»و ليس فيه«و عن ابن عباس قال...»فكأن النص و سابقه حديث واحد غير أن المصنف فصل بينهما بذكر الراوي مرة ثانية.
7- في المصدر:«فاهبطني».
8- لا يوجد في المصدر:«في السفينة».
9- في المصدر:«و»بدل«الى».

و يشهد بصحة هذا الخبر شعر العباس رضي اللّه عنه (1)في مدح النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المشهور.

14- (2)و في الشفاء:عن عائشة(رضي اللّه عنها)عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال (3): أتاني جبرئيل[عليه السّلام]فقال:قلبت مشارق الأرض و مغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد،و لم أر ابن (4)أب أفضل من بني هاشم.

(أخرجه في المناقب و المخلص الذهبي و المحاملي و غيرهم) .

14- (5)و في الشفاء:و روي عن علي[بن أبي طالب](كرّم اللّه وجهه) (6)عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في قوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ (7).

قال:نسبا و صهرا و حسبا،ليس في آبائي من لدن آدم عليه السّلام سفاح،كلّنا بنكاح (8).

14- قال الكلبي: كتبت للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحا و لا شيئا ممّا كان عليه أهل (9)الجاهلية (10).

16- (11)و عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما) في قوله تعالى: وَ تَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ (12)./.

ص: 61


1- في المصدر:«شعر العباس المشهور في مدح...».
2- الشفاء 166/1.مجمع الزوائد 217/8 علامات النبوة 1.كنز العمال 409/11 حديث 31913.
3- لا يوجد في المصدر:«قال».
4- في المصدر:«بني أب».
5- الشفاء 15/1.
6- في المصدر:«رضي اللّه عنه».
7- التوبة128/.
8- في المصدر:«كلّها نكاح».
9- لا يوجد في المصدر:«أهل».
10- الشفاء 15/1.
11- الشفاء 15/1.
12- الشعراء219/.

قال:من نبي الى نبي حتى أخرجتك نبيا. (انتهى الشفاء) .

14- (1)و في جمع الفوائد رفعه: خرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح من لدن آدم الى أن ولدني أبي و أمي (للاوسط) .

14- (2)ابن عباس رفعه: ما ولدني في سفاح الجاهلية شيء،و ما ولدني إلاّ نكاح كنكاح الاسلام (للكبير) .

14- (3)أبو هريرة رفعه: بعثت من خير قرون بني آدم،قرنا فقرنا،حتى كنت من القرن الذي كنت منه (للبخاري) .

14- (4)و في سنن الترمذي:عن ابن عمر قال سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:إنّ اللّه[تبارك و تعالى]خلق خلقه في ظلمة فالقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى و من أخطأه ضلّ،فلذلك أقول جفّ القلم على علم اللّه.

14- (5)و في الشفاء:قال جعفر بن محمد(رضي اللّه عنهما): علم اللّه[تعالى]عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك لكي يعلموا أنّهم لا ينالون الصفو من خدمته، فأقام بينه و بينهم مخلوقا من جنسهم في الصورة،ألبسه من نعته الرأفة و الرحمة،و أخرجه الى الخلق سفيرا صادقا،و جعل طاعته طاعته،و موافقته موافقته،فقال-تعالى-: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ (6)./.

ص: 62


1- جمع الفوائد 21/2.مجمع الزوائد 214/8 علامات النبوة 1.
2- جمع الفوائد 21/2.المعجم الكبير للطبراني 329/10 حديث 10812.مجمع الزوائد 214/8 علامات النبوة 1.
3- صحيح البخاري 166/4 المناقب 23.
4- سنن الترمذي 135/4(كتاب الايمان)حديث 2780(افتراق هذه الأمّة).مسند أحمد 176/2 و 179.
5- الشفاء 16/1.
6- النساء80/.

17- (1)قال أبو العالية و الحسن البصري:في أمّ الكتاب اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (2)هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خيار أهل بيته و أصحابه.

(3) قال اللّه-تبارك و تعالى-: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (4).

17- قال ابن عباس: ما خلق اللّه[تعالى]و ما ذرأ و ما برأ نفسا أكرم عليه من محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و ما سمعت اللّه أقسم بحياة أحد غيره.

(5) قال تعالى: وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ (6)في سورة آل عمران.

14,1- قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: لم يبعث اللّه تعالى نبيا من آدم فمن بعده إلاّ أخذ عليه العهد في محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم[لئن بعث و هو حي]ليؤمننّ به و لينصرنّه و يأخذون (7)العهد بذلك على قومهم (8).

قال تعالى: وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ المعنى:أخذ اللّه عليهم الميثاق إذ أخرجهم من ظهر آدم كالذر.».

ص: 63


1- الشفاء 22/1.
2- الفاتحة6/-7.
3- الشفاء 32/1.مجمع الزوائد 46/7.
4- الحجر72/.
5- الشفاء 44/1.
6- آل عمران81/.
7- في المصدر:«و يأخذن».
8- في المصدر:«قومه».

14- (1)قال قتادة:إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: كنت أنا (2)أوّل الأنبياء في الخلق و آخرهم في البعث فلذلك وقع ذكره مقدما هنا قبل نوح.

(3) و حكى السمرقندي عن الكلبي في قوله تعالى: وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (4):

إنّ الهاء عائدة على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أي[ان]من شيعة محمد لإبراهيم،أي على دينه و منهاجه.

و اختاره (5)الفراء و حكى (6)عنه المكي.

و كان[النبي]صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد ولد مختونا مقطوع السرة (7).

14- (8)و روي عن أمّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (9)انها قالت:ولدته نظيفا ما به قذر.

و رفع رأسه عند ما وضعته،و باسطا يديه (10)،شاخصا ببصره الى السماء.

و رأت أمّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من النور الذي خرج معه قصور الشام (11).

14,1- (12)و قال علي رضي اللّه عنه: غسلت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلم أجد فيه شيئا من القذر (13)،و سطعت».

ص: 64


1- الشفاء45/1.
2- لا يوجد في المصدر:«انا».
3- الشفاء 46/1.
4- الصافات83/.
5- في المصدر:«و أجازه».
6- المصدر:«و حكاه».
7- الشفاء 65/1.
8- الشفاء 66/1.
9- في المصدر:«آمنة»بدل«صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
10- لا يوجد في المصدر:«و باسطا يديه».
11- الشفاء 366/1.
12- الشفاء 64/1.
13- في المصدر:«غسلت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فذهبت انظر ما يكون من الميت فلم أجد شيئا فقلت:طبت حيا و ميتا».

منه ريح طيبة لم نجد مثلها قط.

14,1- (1)و عن علي رضي اللّه عنه: أوصاني النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ان لا يغسله غيري فانّه لا يرى أحد عورتي إلاّ طمست عيناه.

و قد قال وهب بن منبه:قرأت احدى (2)و سبعين كتابا من كتب الأنبياء السالفين رحمهم اللّه (3)فوجدت في جميعها أنّ نبينا محمدا (4)صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أرجح الناس عقلا و أفضلهم رأيا (5).

16- (6)و حكى أبو محمد المكي و أبو الليث السمرقندي و غيرهما: إنّ آدم عليه السّلام عند زلته (7)قال:اللهم بحقّ محمد اغفر لي خطيئتي.

فقال له تعالى (8):من أين عرفته (9)؟

قال:رأيت في كلّ موضع من الجنة مكتوبا«لا إله الاّ اللّه محمد رسول اللّه» فعلمت أنّه أكرم خلقك عليك،فتاب اللّه عليه و غفر له.

و هذا عند قائله تأويل قوله تعالى: فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ (10)./.

ص: 65


1- جواهر العقدين 254/2(عن الثعلبي).فرائد السمطين 255/2 حديث 524(كما أخرجه الزمخشري و الرازي في ذيل آية المودة).
2- في المصدر:«في أحد».
3- لا يوجد في المصدر:«من كتب الأنبياء السالفين رحمهم اللّه».
4- في المصدر:«أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
5- الشفاء 67/1.حلية الأولياء 26/4.
6- الشفاء 173/1.
7- في المصدر:«معصيته».
8- لا يوجد في المصدر:«تعالى».
9- في المصدر:«عرفت محمدا..».
10- البقرة37/.

16- و في رواية أخرى: قال آدم:لمّا خلقتني رفعت رأسي الى عرشك فاذا فيه مكتوب«لا إله الاّ اللّه محمد رسول اللّه»فعلمت انه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك.

فأوحى اللّه إليه:و عزّتي و جلالي إنّه لآخر النبيين من ذريّتك و لولاه ما خلقتك.

14- (1)و قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما نشأت بغضت إلي الأوثان،و بغض إلي الشعر،و لم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله.

و لمّا اختلفت قريش عند بناء الكعبة المكرمة فيمن يضع الحجر الأسود حكّموا أوّل داخل عليهم فاذا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم داخل عليهم فقالوا:هذا محمد،هذا أمين، قد رضينا به.و ذلك قبل نبوته.

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:انّي لأمين في السماء أمين في الأرض.

14,1- (2)و ذكر البزار عن علي[بن ابي طالب](كرّم اللّه وجهه) (3)قال: لمّا أراد اللّه -تبارك و تعالى-أن يعلّم رسوله الأذان جاءه جبرئيل بدابة يقال لها«البراق» فذهب يركبها فاستصعبت عليه،فقال لها جبرئيل:اسكني فو اللّه ما ركبك عبد أكرم على اللّه من محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فركبها حتى أتى بها الى الحجاب الذي يلي الرحمن-تبارك و تعالى-فبينا هو كذلك إذ خرج ملك من الحجاب،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:يا جبرئيل من هذا؟

قال:و الذي بعثك بالحق إنّي لأقرب الخلق مكانا،و إنّ هذا الملك ما رأيته منذ خلقت الى ساعتي هذه.».

ص: 66


1- الشفاء 100/1 و 134.
2- الشفاء 185/1.
3- في المصدر:«رضي اللّه عنه».

فقال الملك:اللّه أكبر،اللّه أكبر.

فقيل له من وراء الحجاب:صدق عبدي،أنا أكبر[أنا أكبر]من كلّ شيء (1).

فقال (2)الملك:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه،أشهد أن لا إله إلاّ اللّه (3).

فقيل له من وراء الحجاب:صدق عبدي،أنا اللّه لا إله إلاّ أنا.

فقال الملك:أشهد أنّ محمدا رسول اللّه،أشهد أنّ محمدا رسول اللّه.

فقيل له من وراء الحجاب:صدق عبدي إنّ محمدا رسولي (4).

و ذكر مثل هذا في بقية الأذان إلاّ أنّه لم يذكر جوابا عن قوله«حيّ على الصلاة،حيّ على الفلاح».

و قال:ثم أخذ الملك بيد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقدّمه،فأمّ أهل السماء فيهم آدم و نوح و غيرهما (5).

14,1- (6)قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين(رضي اللّه عنهم)رواية عن علي رضي اللّه عنه (7)قال:

أكمل اللّه لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الشرف و المنزلة (8)على أهل السموات و الأرض.».

ص: 67


1- لا يوجد في المصدر:«من كلّ شيء».
2- في المصدر:«ثم قال».
3- لا يوجد في المصدر:«شهادة التوحيد الثانية».
4- لا يوجد في المصدر:«فقال الملك:اشهد أن محمدا رسول-الى-إنّ محمدا رسولي».
5- لا يوجد في المصدر:«و غيرهما».
6- الشفاء 186/1.
7- لا يوجد في المصدر:«عن علي رضي اللّه عنه قال:».
8- لا يوجد في المصدر:«المنزلة».

14- (1)عن أم هانئ بنت أبي طالب(رضي اللّه عنهما) (2)قالت:

ما أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلاّ و هو في بيتي،و في (3)تلك الليلة صلّى العشاء الآخرة معنا (4)و نام بيننا،فلمّا كان قبيل الصبح (5)أيقظنا (6)فلمّا صلّى الصبح [و]صلينا معه و قال:يا أم هانئ،لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت،ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه،ثم صليت الغداة معكم الآن كما ترون.الحديث (7).

و هذا بيّن في أنه بجسمه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عرج (8).

14- (9)عن جعفر بن محمد الصادق(رضي اللّه عنهما)قال: أوحى اللّه (10)إليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بلا واسطة. (و نحوه عن الواسطي) .

14,6- (11)و قال جعفر بن محمد الصادق: أدناه ربّه منه حتى كان منه كقاب قوسين أو أدنى (12).

6- [و]قال[جعفر بن محمد]: الدنوّ من اللّه تعالى لا حدّ له،و من العباد بالحدود.

6-[ و قال أيضا: ]و انقطعت الكيفية عن الدنو،أ لا ترى كيف حجب جبرئيل عن».

ص: 68


1- الشفاء 190/1.
2- لا يوجد في المصدر:«بنت أبي طالب(رضي اللّه عنهما)».
3- لا يوجد في المصدر:«و في».
4- لا يوجد في المصدر:«معنا».
5- في المصدر:«الفجر».
6- في المصدر:«أهبّنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
7- لا يوجد في المصدر:«الحديث».
8- لا يوجد في المصدر:«عرج».
9- الشفاء 202/1.
10- لا يوجد في المصدر:«اللّه».
11- الشفاء 205/1.
12- لا يوجد في المصدر:«أدنى».

دنوه و دنا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى ما أودع قلبه من المعرفة و الايمان،فتدلّى بسكون قلبه الى ما أدناه،و زال عن قلبه الشكّ و الارتياب.

14- (1)و عن أنس في الصحيح: عرج به جبرئيل الى سدرة المنتهى،و دنا الجبار ربّ العزة فتدلّى،حتى كان منه قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى، فَأَوْحى إليه ما أَوْحى (2)، و أوحى[إليه]خمسين صلاة... و ذكر حديث الاسراء .

14,1- (3)و روى ابن قانع القاضي عن أبي الحمراء قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

لمّا أسري بي الى السماء إذا على العرش مكتوب«لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي».

(الى هنا من كتاب الشفاء).

14,1- (4)و في شرح الكبريت الأحمر للشيخ علاء الدولة السمناني قدّس سرّه:روى عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

لمّا خلق اللّه العرش على الماء اضطرب و لم يثبت فكتب عليه«لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه»استقر العرش.

و في رواية: كتب تحت هذه الكلمات«أيدته بعلي».

14,1,6- (5)أخرج أبو نعيم الحافظ باسناده عن أبي صالح،عن ابن عباس،و عن أبي هريرة1.

ص: 69


1- الشفاء 204/1.
2- في المصدر:«بما شاء»بدل«ما أوحى».
3- الشفاء:174/1.
4- شرح الكبريت الأحمر.
5- حلية الأولياء 27/3(عن أبي الحمراء).شواهد التنزيل للحسكاني 223/1 حديث 299.خصائص الوحي:178 حديث 132.ترجمة الامام علي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لابن عساكر 419/1 حديث 926.غاية المرام: 429 باب 89 حديث 3؛و 428 باب 89 حديث 1.

و جعفر الصادق(رضي اللّه عنهم)في: قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (1).

انهم قالوا:إنّها نزلت في علي لأنّهم قالوا:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:رأيت مكتوبا على العرش«لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له محمد عبدي و رسولي أيدته بعلي و نصرته بعلي».

و روي عن أنس بن مالك مثله./.

ص: 70


1- الأنفال62/.

الباب الثالث

في بيان أنّ دوام الدنيا بدوام أهل بيته(صلّى اللّه عليه و عليهم)

و بيان انّهم سبب لنزول المطر و النعمة

و بيان فضائلهم

14- (1)أخرج أحمد في المناقب:عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

النجوم أمان لأهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء،و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

أيضا أخرجه ابن أحمد في زيادات المسند،و الحمويني في فرائد السمطين عن علي(كرّم اللّه وجهه).

أيضا أخرجه الحاكم:عن محمد الباقر عن أبيه عن جدّه عن علي(رضي اللّه عنهم). .

14- (2)و أخرج أحمد:عن أنس رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون.

ص: 71


1- الفضائل لأحمد 671/2 حديث 1145.فرائد السمطين 253/2 حديث 522.
2- مقتضب الأثر في الائمة الاثني عشر 48/47(عن أحمد)؛و كذلك أخرجه السمهودي عن أحمد في جواهر العقدين 189/2.

17- و قال أحمد: إنّ اللّه خلق (1)الأرض من أجل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فجعل دوامها بدوام أهل بيته و عترته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

14- (2)أخرج الحمويني:عن سلمة بن الأكوع عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمّتي.

14- (3)أيضا أخرج الحمويني:عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء.

أيضا أخرج الحاكم عن قتادة عن عطاء عن ابن عباس .

14- (4)أخرج الحاكم:عن جابر بن عبد اللّه و أبي موسى الأشعري و ابن عباس(رضي اللّه عنهم)قالوا:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء و إذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

14- (5)و في نوادر الأصول:عن سلمة بن الأكوع قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي.

14- (6)و في الصواعق: النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي. (أخرجه جماعة) .».

ص: 72


1- في(أ):«خفق».
2- فرائد السمطين 241/2 حديث 515.
3- فرائد السمطين 45/1 و 252/2 حديث 521(عن غير أبي سعيد).كفاية الاثر:29.
4- المستدرك للحاكم 448/2 و 149/3،457(باختلاف لفظي).
5- مجمع الزوائد 174/9.كنز العمال 96/12 حديث 34155.عيون أخبار الرضا عليه السّلام 30/1 حديث 14.
6- الصواعق المحرقة:185 و 233.مناقب الامام أمير المؤمنين عليه السّلام للقاضي الكوفي 142/2 حديث 623. 14- و فيه مضان حديث «أهل بيتي أمان لأمتي...».

14,1,2,3- (1)أخرج الحمويني:بسنده عن محمد الباقر،عن أبيه،عن جدّه عن أمير المؤمنين (رضي اللّه عنهم)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أكتب ما أملي عليك.

قلت:يا رسول اللّه أ تخاف (2)عليّ النسيان؟!

قال:لا (3)[أخاف عليك النسيان]و قد دعوت اللّه(عزّ و جلّ)أن يجعلك حافظا (4)،و لكن أكتب لشركائك.

[قال:قلت:و من شركائي يا نبي اللّه؟

قال:]الأئمة من ولدك،بهم تسقى أمّتي الغيث،و بهم يستجاب دعاؤهم، و بهم يصرف اللّه عن الناس (5)البلاء،و بهم تنزل الرحمة من السماء،و هذا أوّلهم،و أشار (6)الى الحسن،ثم قال[عليه و آله السلام]:و هذا ثانيهم،و أشار الى الحسين (7)،ثم قال:و الأئمة من ولده(رضي اللّه عنهم) (8).

41,2- (9)و في المناقب:عن عبد اللّه بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي المرتضى عليهم السّلام،عن أبيه،عن جدّه الحسن السبط قال: خطب جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما فقال بعد ما حمد اللّه و أثنى عليه:1.

ص: 73


1- فرائد السمطين 259/2 باب 50 حديث 527.
2- في المصدر:«قال:يا نبي اللّه و تخاف...».
3- في المصدر:«فقال:لست...».
4- في المصدر:«يحفظك و لا ينسيك».
5- في المصدر:«عنهم».
6- في المصدر:«و أومأ بيده».
7- في المصدر:«ثم أومأ بيده الى الحسين عليه السّلام».
8- لا يوجد في المصدر:«رضي اللّه عنهم».
9- غاية المرام:219 باب 29 حديث 7.مجمع الزوائد 331/9.حلية الأولياء 63/1.

معاشر الناس إنّي أدعى فاجيب و إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي؛إن تمسكتم بهما لن تضلوا،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فتعلّموا منهم و لا تعلّموهم فانّهم أعلم منكم،و لا تخلو الأرض منهم،و لو خلت لانساخت بأهلها.

ثم قال:اللّهم إنّك لا تخلي الأرض من حجّة على خلقك لئلا تبطل حجّتك، و لا تضلّ أولياءك بعد إذ هديتهم،أولئك الأقلون عددا و الأعظمون قدرا عند اللّه(عزّ و جلّ)و لقد دعوت اللّه-تبارك و تعالى-أن يجعل العلم و الحكمة في عقبي و عقب عقبي،و في زرعي و زرع زرعي،الى يوم القيامة، فاستجيب لي.

14,2- (1)و في المناقب:عن هشام بن حسان قال: خطب الحسن بن علي عليهما السّلام بعد بيعة الناس له بالأمر فقال:

نحن حزب اللّه الغالبون،و نحن عترة رسوله الأقربون،و نحن أهل بيته الطيبون،و نحن أحد الثقلين الذين خلفهما جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أمته،و نحن ثاني كتاب اللّه فيه تفصيل كلّ شيء،لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، فالمعوّل علينا تفسيره،و لا أتظنا (2)تأويله،بل تيقّنا حقائقه فأطيعونا،فانّ طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللّه(عزّ و جلّ)و طاعة رسوله مقرونة،قال -جلّ شأنه-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3)و قال(عزّ و جلّ) وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ/.

ص: 74


1- أمالي الشيخ المفيد:348؛و عنه غاية المرام:267 باب 59 حديث 13.
2- في(أ):«نتظنا».
3- النساء59/.

لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (1) ،و احذروا الاصغاء لهتاف الشيطان فانّه لكم عدو مبين.

4- (2)أخرج الحمويني:بسنده عن الأعمش،عن جعفر الصادق،عن أبيه،عن جدّه علي بن الحسين(رضي اللّه عنهم)قال:

نحن أئمة المسلمين،و حجج اللّه على العالمين،و سادة المؤمنين،و قادة الغرّ المحجلين،و موالي المسلمين،و نحن أمان لأهل (3)الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء،و نحن الذين بنا تمسك السماء (4)أن تقع على الأرض إلاّ باذن اللّه (5)،[و بنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها]،و بنا ينزل الغيث،و تنشر (6)الرحمة و تخرج (7)بركات الأرض،و لو لا ما على (8)الأرض منا لانساخت بأهلها.

ثم قال:و لم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم عليه السّلام من حجة اللّه (9)فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور،و لا تخلو الى أن تقوم الساعة من حجّة فيها،و لو لا ذلك لم يعبد اللّه.

قال الأعمش (10):قلت لجعفر الصادق رضي اللّه عنه:كيف ينتفع الناس بالحجة».

ص: 75


1- النساء83/.
2- فرائد السمطين 45/1 باب 2 حديث 11.
3- في المصدر:«أهل».
4- في المصدر:«بنا يمسك اللّه السماء».
5- في المصدر:«إلاّ باذنه».
6- في المصدر:«ينشر».
7- في المصدر:«يخرج».
8- في المصدر:«في».
9- في المصدر:«للّه».
10- في المصدر:«قال سليمان:فقلت للصادق...».

الغائب المستور؟

قال:كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب.

4- [12] و قال علي بن الحسين(رضي اللّه عنهما): نحن الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها،و يغرق من تركها.

4- [13] و قال أيضا: إنّ اللّه(عزّ و جلّ)أخذ ميثاق من يحبّنا و هم في أصلاب آبائهم، فلا يقدرون على ترك ولايتنا؛لأن اللّه جعل جبلتهم على ذلك.

4- و قال أيضا:

إني لأكتم من علمي جواهره *** كيلا يرى الحقّ ذو جهل فيفتتنا

و قد تقدم في هذا أبو حسن *** الى الحسين و أوصى قبله الحسنا

و ربّ جوهر علم لو أبوح به *** لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا

و لاستحل رجال مسلمون دمي *** يرون أقبح ما يأتونه حسنا

.

كما في كتاب«التنزلات الموصليّة»للشيخ الأكبر،و في كتاب«سفينة راغب» الصدر الأعظم (1).

4- (2)و قال أيضا: نحن أبواب اللّه،و نحن الصراط المستقيم،و نحن عيبة علمه و تراجمة وحيه،و نحن أركان توحيده و موضع سرّه.

5- (3)أخرج الحمويني في فرائد السمطين:بسنده عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي قال:سمعت أبا جعفر محمد الباقر رضي اللّه عنه (4)يقول:».

ص: 76


1- سفينة راغب:76 ط.استنبول 1282 ه.
2- معاني الأخبار:35 باب معنى الصراط حديث 5.
3- فرائد السمطين 253/2 باب 48 حديث 523.
4- في المصدر:«عن أبي جعفر عليه السّلام سمعته يقول:».

نحن جنب اللّه و صفوته (1)،و[نحن]خيرته،و نحن مستودع مواريث الأنبياء، و نحن أمناء اللّه(عزّ و جلّ)،و نحن حجّة اللّه،و[نحن]أركان الايمان،و[نحن] دعائم الاسلام،و نحن من رحمة اللّه على خلقه،و[نحن من]بنا يفتح،و بنا يختم،و نحن الائمة الهداة (2)و الدعاة الى اللّه (3)،و نحن مصابيح الدجى،و[نحن] منار الهدى،[و نحن السابقون،و نحن الآخرون]،و نحن العلم المرفوع للحقّ، من تمسك بنا لحق،و من تأخر عنا غرق،و نحن قادة الغرّ المحجلين[و نحن خيرة اللّه]،و نحن الطريق الواضح و الصراط المستقيم الى اللّه،و نحن من نعمة اللّه(عزّ و جلّ)على خلقه،و نحن معدن النبوة،و[نحن]موضع الرسالة، و[نحن الذين]مختلف الملائكة،و نحن المنهاج،و[نحن]السراج لمن استضاء بنا،و نحن السبيل لمن اقتدى بنا،و نحن الأئمة (4)الهداة الى الجنّة،و[نحن] عرى الاسلام،و نحن الجسور و القناطر،من مضى عليها لحق،و من تخلّف عنها محق،و نحن السنام الأعظم،و[نحن الذين]بنا ينزل اللّه(عزّ و جلّ) الرحمة على عباده (5)،و بنا يسقون الغيث،و[نحن الذين]بنا يصرف عنكم العذاب،فمن عرفنا و نصرنا (6)،و عرف حقّنا،و يأخذ (7)بأمرنا،فهو منّا و إلينا.

14- (8)أخرج الحمويني في كتابه«فرائد السمطين»:رأيت بخط جدّي شيخ الاسلام2.

ص: 77


1- في المصدر:«صفوة اللّه».
2- في المصدر:«أئمة الهدى».
3- لا يوجد في المصدر:«و الدعاة الى اللّه».
4- لا يوجد في المصدر:«الأئمة».
5- لا يوجد في المصدر:«على عباده».
6- في المصدر:«و أبصرنا».
7- في المصدر:«أخذ».
8- فرائد السمطين 256/2 باب 49 حديث 525.جواهر العقدين 252/2.الشفاء 47/2.

أبي عبد اللّه محمد حموينه بن محمد الجويني،حدثنا الحسن بن أحمد السمرقندي، عن علي بن أحمد البخاري،عن أبي بكر محمد بن إبراهيم البخاري،عن الامام أبي بكر إسحاق الكلابادي البخاري،عن عبد اللّه بن محمد،عن محمد ابن عبيد اللّه،عن محمد بن عثمان البصري،عن محمد بن الفضل،عن محمد بن سعد أبي طيبة،عن المقداد بن الأسود قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: معرفة آل محمد براءة من النار،و حبّ آل محمد جواز على الصراط،و الولاية لآل محمد أمان من العذاب.

و هذا الحديث مذكور في جواهر العقدين،و مسطور في كتاب الشفاء لكن بغير إسناد.

14- (1)و في جواهر العقدين:عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

...يا أيّها الناس إنّه لم يعط أحد من ذريّة الأنبياء الماضين ما أعطي الحسين ابن علي خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السّلام.

يا أيّها الناس إنّ الفضل و الشرف و المنزلة و الولاية لرسول اللّه[صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] و ذريته فلا تذهبن بكم الأباطيل.

أخرجه[أبو الشيخ]ابن حبان في كتابه«التنبيه» (2)،و[قاله]الحافظ جمال الدين الزرندي في كتابه«درر السمطين» (3).».

ص: 78


1- جواهر العقدين 275/2(في حديث).
2- في المصدر:«السنة الكبير».
3- في المصدر:«في درره».

5- (1)و في جواهر العقدين للعلامة عالم مصر و الحجاز،الشريف السمهودي رحمه اللّه: إنّ رجلا قال:كنت بين مكة و المدينة فاذا[أنا ب]شبح يلوح في البريّة يظهر تارة و يغيب أخرى حتى قرب منّي فسلّم عليّ فرددته (2)و قلت له:من أين يا غلام (3)؟

قال:من اللّه.

قلت:[و]الى أين؟

قال:الى اللّه.

قلت:فما زادك؟

قال:التقوى.

قلت:فمن أنت؟

قال:أنا رجل عربي.

فقلت:عيّن لي؟

فقال:أنا رجل قرشي (4).

فقلت:عيّن لي عفاك اللّه؟

فقال:أنا رجل هاشمي.

فقلت:عيّن لي؟

فقال:أنا رجل علوي،ثم أنشد و قال (5):».

ص: 79


1- جواهر العقدين 258/2-259.
2- في المصدر:«فرددت عليه».
3- في(أ):«الغلام».
4- في المصدر:«من قريش».
5- في المصدر:«ثم أنشده:».

فنحن (1)***على الحوض روّاده نذود و نسعد و راده

فما فاز من فاز إلاّ بنا *** و ما خاب من حبّنا زاده

فمن سرّنا نال منّا السرور *** و من ساءنا ساء ميلاده

و من كان كاتما فضلنا (2)*** فيوم القيامة ميعاده

ثم قال:أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب[رضوان اللّه عليهم]،ثم التفتّ فلم اره،فلا أدري نزل في الأرض أم صعد في السماء.

1,6- [19] و أخرج الحافظ عمرو بن بحر في كتابه:حدثني أبو عبيدة عن جعفر الصادق عن آبائه(رضي اللّه عنهم):

إنّ عليا(كرّم اللّه وجهه)خطب بالمدينة بعد بيعة الناس له و قال:ألا إنّ أبرار عترتي و أطايب أرومتي،أحلم الناس صغارا،و أعلمهم كبارا،ألا و إنّا أهل بيت من علم اللّه علمنا،و بحكم اللّه حكمنا،و من قول الصادق سمعنا،فان تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا،و إن لم تفعلوا يهلككم اللّه،و معنا راية الحقّ،من تبعها لحق،و من تأخر عنها غرق،ألا و بنا يدرك كلّ مؤمن ثواب عمله،و بنا يخلع ربقة الذلّ من أعناقكم،و بنا فتح اللّه،و بنا يختم.

6- (3)و في المناقب:بسنده عن عبد الأعلى بن أعين قال:سمعت جعفر الصادق رضي اللّه عنه يقول:

قد ولدني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا أعلم كتاب اللّه،و فيه بدء الخلق و ما هو كائن الى يوم القيامة،و فيه خبر السماء،و خبر الأرض،و خبر الجنّة،و خبر النار،6.

ص: 80


1- في المصدر:«نحن».
2- في المصدر:«و من كان غاصبنا حقنا».
3- بصائر الدرجات:197 حديث 2؛و 127 حديث 2.غاية المرام:538 باب 44 حديث 6.

و خبر ما كان و ما يكون،و أنا أعلم ذلك كلّه كأنما أنظر الى كفّي،و إنّ اللّه يقول فيه تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ (1)،و يقول تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (2)،فنحن الذين اصطفانا اللّه-جل شأنه-و أورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كلّ شيء.

6- (3)و في المناقب:خطب الامام جعفر الصادق رضي اللّه عنه فقال: إنّ اللّه أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دينه،و أبلج بهم باطن ينابيع علمه،فمن عرف من الأمة واجب حقّ إمامه وجد حلاوة إيمانه و علم فضل طلاوة إسلامه،لأنّ اللّه نصب الامام علما لخلقه،و حجّة على أهل أرضه،ألبسه تاج الوقار،و غشاه نور الجبار،يمدّه بسبب من السماء،لا ينقطع مواده،و لا ينال ما عند اللّه إلا بجهة أسبابه،و لا يقبل اللّه معرفة العباد إلاّ بمعرفة الإمام،فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الوحي،و معميات السنن،و مشتبهات الفتن،فلم يزل اللّه -تبارك و تعالى-يختارهم لخلقه من ولد الحسين من عقب كلّ إمام يصطفيهم لذلك،و كلّ ما مضى منهم إمام نصّب اللّه لخلقه من عقبه إماما،علما بينا،و منارا نيرا،أئمة من اللّه يهدون بالحق و به يعدلون،و خيرة من ذريّة آدم و نوح و إبراهيم و إسماعيل عليهم السّلام،و صفوة من عترة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،اصطنعهم اللّه في عالم الذر قبل خلق جسمهم عن يمين عرشه،مخبوءا بالحكمة في علم الغيب عنده، و جعلهم اللّه حياة الأنام،و دعائم الاسلام.9.

ص: 81


1- النحل89/.
2- فاطر32/.
3- أصول الكافي 203/1 حديث 2(في حديث).الغيبة للنعماني:149.

8- (1)و في عيون الأخبار:عن أبي الصلت الهروي،قال الامام علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما السّلام:

الامام وحيد (2)دهره لا يدانيه أحد،و لا يعادله عالم،و لا يوجد منه بدل،و لا له مثل و لا نظير،مخصوص بالفضل (3)كلّه من غير طلب منه له و لا اكتساب، بل اختصاص من المفضل (4)الوهاب،فمن ذا الذي يبلغ معرفه حقيقة (5)الامام،و يمكنه اختياره،هيهات[هيهات]،ضلّت العقول،و تاهت الحلوم [و حارت الألباب،و حسرت العيون]،و تصاغرت العظماء،و تقاصرت الحكماء...و عميت (6)البلغاء عن وصف شأن من شئونه (7)،أو فضيلة من فضائله،[فأقرت بالعجز و التقصير]،و كيف يوصف[له]أو ينعت بكنهه،أو يفهم شيء من أمره؟...فأين الاختيار من هذا؟و أين إدراك (8)العقول من (9)هذا؟و أين يوجد مثل هذا؟.

1- (10)و في نهج البلاغة:قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام: في خطبته بعد انصرافه من صفين يذكر آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:2.

ص: 82


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام 197/2 باب 20 حديث 1(في حديث).
2- في المصدر:«واحد».
3- في المصدر:«بالفعل».
4- في المصدر:«الفضل».
5- لا يوجد في المصدر:«حقيقة».
6- في المصدر:«و عيّت».
7- في المصدر:«شأنه».
8- لا يوجد في المصدر:«إدراك».
9- في المصدر:«عن».
10- نهج البلاغة:46 الخطبة 2.

هم موضع سرّه،و لجأ (1)أمره،و عيبة (2)علمه،و موئل (3)حكمه،و كهوف كتبه،و جبال دينه،بهم أقام انحناء ظهره،و أذهب ارتعاد فرائصه (4)...

لا يقاس بآل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من هذه الأمة أحد،و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا،هم أساس الدين،و عماد اليقين،إليهم يفيء الغالي (5)،و بهم يلحق التالي،و لهم خصائص[حق]الولاية،و فيهم الوصية و الوراثة،الآن إذ رجع الحقّ الى أهله،و نقل الى منتقله.

1- (6)و من خطبته: و إنما الأئمة قوام اللّه على خلقه،و عرفاؤه على عباده،[و] لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه،و لا يدخل النار إلاّ من أنكرهم و أنكروه.

1- (7)و أيضا من خطبته: بنا اهتديتم في الظلماء،و تسنمتم (8)[ذروة]العلياء،و بنا انفجرتم (9)عن السرار (10)...

ما شككت في الحقّ مذ أريته،لم يوجس موسى[عليه السّلام]خيفة على نفسه،بل أشفق من غلبة الجهال،و دول الضلال.م.

ص: 83


1- اللجأ-محركة-:الملاذ و المعتصم.
2- العيبة-بالفتح-:الوعاء.
3- الموئل:المرجع.
4- الفرائص-جمع فريصة-:و هي اللحمة التي بين الجنب و الكتف لا تزال ترعد من الدابة.
5- الغالي:المبالغ.
6- نهج البلاغة:212 الخطبة 152.
7- نهج البلاغة:51 الخطبة 4.
8- تسنمتم العلياء:ركبتم سنامها و ارتقيتم الى اعلاها.
9- في المصدر:«أفجرتم»و معناه دخلتم الفجر.
10- السرار:آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر(المحاق)،و هو كناية عن الظلام.

1- (1)و من خطبته: فأين تذهبون؟و أنّى تؤفكون (2)؟و الأعلام قائمة،و الآيات واضحة،و المنار (3)منصوبة،فأين يتاه (4)بكم؟بل (5)كيف تعمهون (6)، و بينكم عترة (7)نبيكم،و هم أزمة الحقّ،[و أعلام الدين]،و ألسنة الصدق؟ فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن،و أوردوهم (8)ورود الهيم العطاش (9).

أيّها الناس،خذوها عن خاتم النبيين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:انّه يموت من مات منّا و ليس بميت،و يبلى من بلى منّا و ليس ببال،فلا تقولوا بما لا تعرفون،فان أكثر الحقّ فيما تنكرون،و أعذروا من لا حجّة لكم عليه،و أنا هو (10)،أ لم أعمل فيكم بالثقل الأكبر،و أ لم (11)أترك فيكم الثقل الأصغر،و[قد]ركزت فيكم راية الايمان،و وقفتكم على حدود الحلال و الحرام،و ألبستكم العافية من عدلي، و أفرشتكم (12)المعروف من قولي و فعلي،و أريتكم كرائم الاخلاق من نفسي،م.

ص: 84


1- نهج البلاغة:118 الخطبة 87.
2- تؤفكون-مبني للمجهول-:تقلبون و تصرفون.
3- المنار:جمع منارة.
4- يتاه بكم:من التيه بمعنى الضلال و الحيرة.
5- في المصدر:«و».
6- تعمهون:تتحيرون.
7- عترة الرجل:نسله و رهطه.
8- في المصدر:«ردوهم».
9- ردوهم ورود الهيم العطاش،أي:سارعوا الى الانتهال من بحار علومهم كما تسارع الابل العطشى الى الماء. و الهيم:الابل العطشى.
10- في المصدر:«و هو أنا».
11- لا يوجد في المصدر:«ألم».
12- في المصدر:«فرشتكم»أي:بسطت لكم.

فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر،و لا يتغلغل (1)إليه الفكر.

1- (2)و من كلامه أيضا: انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم (3)،و اتبعوا أثرهم،فلن يخرجوكم من هدى،و لن يعيدوكم في ردى،فان لبدوا (4)فالبدوا،و إن نهضوا فانهضوا،و لا تسبقوهم فتضلوا،و لا تتأخروا عنهم فتهلكوا.

1- (5)و من خطبته: نحن شجرة النبوة،و محط الرسالة،و مختلف الملائكة (6)، و معادن العلم،و ينابيع الحكم،ناصرنا و محبّنا ينتظر الرحمة،و عدوّنا و مبغضنا ينتظر السطوة.

1- (7)و من خطبته: و إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحقّ،و لا أظهر من الباطل،و لا أكثر من الكذب على اللّه و رسوله،و ليس عند [أهل]ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته،و لا أنفق (8)منه ثمنا (9)إذا حرّف عن مواضعه،و لا في البلاد شيء أنكر من المعروف و لا أعرف من المنكر...

و اعلموا أنكم لم (10)تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه،و لن تأخذوا بميثاق».

ص: 85


1- في المصدر:«تتغلغل».
2- نهج البلاغة:141 خطبة 97.
3- السمت-بالفتح-:طريقهم أو حالهم أو قصدهم.
4- لبد:أقام أي إن اقاموا فاقيموا.
5- نهج البلاغة:158 الخطبة 109.
6- مختلف الملائكة،أي:ورودهم بعضهم خلاف بعض.
7- نهج البلاغة:204 خطبة 147.
8- أنفق منه:أروج منه.
9- لا يوجد في المصدر:«ثمنا».
10- في المصدر:«لن».

الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه،و لن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه، فالتمسوا ذلك من عند أهله،فانّهم عيش العلم،و موت الجهل،هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم،و صمتهم عن منطقهم،و ظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين و لا يختلفون فيه،هو بينهم شاهد صادق و صامت ناطق.

(1) هم دعائم الاسلام،و ولايج (2)الاعتصام،بهم عاد الحقّ في (3)نصابه، و انزح (4)الباطل عن مقامه،و انقطع لسانه عن منبته،عقلوا الدين عقل وعاية و رعاية لا عقل سماع و رواية،و إن (5)رواة العلم كثيرة (6)و رعاته قليلة (7).

1- (8)و من خطبته: نحن الشعار (9)و الأصحاب،و الخزنة و الأبواب،و لا تؤتى البيوت إلا من أبوابها،فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا.

و منها:فيهم كرائم (10)الايمان (11)،و هم كنوز الرحمن،إن نطقوا صدقوا،و إن صمتوا لم يسبقوا.

1- (12)و من خطبته: استعملنا اللّه و إياكم بطاعته و طاعة رسوله،و عفى عنّا و عنكم0.

ص: 86


1- نهج البلاغة:357 خطبة 239.
2- ولائج-جمع وليجة-:و هي ما يدخل فيه السائر اعتصاما من مطر أو برد أو توقيا من مفترس.
3- في المصدر:«الى».
4- في المصدر:«انزاح».
5- في المصدر:«فان».
6- في المصدر:«كثير».
7- في المصدر:«قليل».
8- نهج البلاغة:215 خطبة 154.
9- الشعار:ما يلي البدن من الثياب،أي:أنّهم بطانة النبي الاكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
10- الكرائم-جمع كريمة-:أي ورود آيات كريمة في مدحهم عليهم السّلام.
11- في المصدر:«القرآن».
12- نهج البلاغة:280 خطبة 190.

بفضل اللّه و رحمته (1).الزموا الأرض و اصبروا على البلاء،و لا تحركوا بأيديكم و سيوفكم و (2)هوى ألسنتكم،و لا تستعجلوا ما لم يعجله اللّه لكم،فانّه من مات منكم على فراشه و هو على معرفة حق ربّه و حق رسوله و أهل بيته مات شهيدا و وقع أجره على اللّه،و استوجب ثواب ما نوى من صالح عمله،و قامت النية مقام إصلاته (3)بسيفه (4)،فان لكلّ شيء مدّة و أجلا.

1- (5)و من كتاب له عليه السّلام الى معاوية: فانّا صنائع ربّنا و الناس بعد صنائع لنا.

1- (6)و من كلامه لكميل بن زياد النخعي:قال كميل بن زياد: أخذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(صلوات اللّه عليه)بيدي فأخرجني الى الجبّانة،فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال:

يا كميل[بن زياد]إنّ هذه القلوب أوعية (7)فخيرها أوعاها (8)فاحفظ عني ما أقول لك:

الناس ثلاثة:عالم (9)ربّاني و متعلم على سبيل النجاة،و همج (10)رعاع (11)أتباعس.

ص: 87


1- في المصدر:«بفضل رحمته».
2- في المصدر:«في».
3- إصلات السيف:سلّه.
4- في المصدر:«لسيفه».
5- نهج البلاغة:385 كتاب 28.
6- نهج البلاغة:495 قصار الجمل 147.
7- أوعية-جمع وعاء-:و هو الاناء و ما شابهه.
8- أوعاها:أشدّها حفظا.
9- في المصدر:«فعالم».
10- الهمج:الحمقى من الناس.
11- الرعاع:الاحداث الطغام الذين لا منزلة لهم في الناس.

كلّ ناعق (1)،يميلون مع كلّ ريح،لم يستضيئوا بنور العلم،و لم يلجئوا الى ركن وثيق.

يا كميل العلم خير من المال،و (2)العلم يحرسك و أنت تحرس المال،و المال تنقصه النفقة و العلم يزكو (3)على الانفاق،و صنيع المال يزول بزواله.

يا كميل[بن زياد]معرفة العلم دين يدان به،[به]يكسب الانسان الطاعة في حياته،و جميل الأحدوثة بعد وفاته،و العلم حاكم و المال محكوم عليه.

يا كميل هلك خزّان الأموال و هم أحياء،و العلماء باقون و هم أموات (4)ما بقي الدهر،أعيانهم مفقودة،و أمثالهم في القلوب موجودة،ها إنّ هاهنا لعلما جمّا (و أشار بيده الى صدره المكرم المبارك)لو أصبت له حملة،بل أصيب (5)لقنا (6)غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا،و مستظهرا بنعم اللّه على عباده،و بحجته على أوليائه،أو منقادا لحملة الحقّ لا بصيرة له في أحنائه (7)ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة،ألا لا ذا و لا ذاك،أو منهوما (8)باللّذة سلس القياد للشهوة،أو مغرما بالجمع و الادخار،ليسا من رعاة الدين في شيء،أقرب[شيء]شبها بهما الأنعام السائمة (9)،كذلك يموت العلم بموتف.

ص: 88


1- الناعق:مجاز عن الداعي الى باطل أو حق.
2- لا يوجد في المصدر:«و».
3- يزكو:يزداد نماء.
4- لا يوجد في المصدر:«و هم أموات».
5- في المصدر:«بلى أصبت».
6- اللقن:من يفهم بسرعة.
7- في أحنائه،أي:جوانبه،و مفردها حنو.
8- المنهوم:المفرط في شهوة الطعام.
9- السائمة:الأنعام التي ترسل لترعى من غير أن تعلف.

حامليه.اللّهم بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة إمّا ظاهرا مشهورا أو (1)خائفا مغمورا (2)،لئلا تبطل حجج اللّه و بيناته و كم ذا؟و أين أولئك؟أولئك -و اللّه-الأقلّون عددا و الأعظمون[عند اللّه]قدرا،بهم يحفظ اللّه حججه (3)و بيناته،حتى يودعوها نظراءهم و يزرعوها في قلوب أشباههم،هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة،و باشروا روح اليقين،و استلانوا (4)ما استوعره (5)المترفون،و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون،و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى،أولئك خلفاء اللّه في أرضه،و الدعاة الى دينه،آه،آه، شوقا الى رؤيتهم.

يا كميل انصرف إذا شئت (6). (انتهى نهج البلاغة).

1- (7)و في غرر الحكم: إنّ ل«لا إله إلاّ اللّه»شروطا،و إني و ذريّتي من شروطها.

1- (8)إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ عبد امتحن اللّه قلبه للايمان، و لا تعي (9)حديثنا إلاّ صدور أمينة و أخلاق (10)رزينة.».

ص: 89


1- في المصدر:«و إمّا».
2- مغمورا:غمره الظلم حتى غطاه فهو لا يظهر.
3- في المصدر:«يحفظ اللّه بهم حججه».
4- استلانوا:عدّوا الشيء لينا.
5- استوعره:عدّه و عرا.
6- في المصدر:«انصرف يا كميل إذا شئت».
7- غرر الحكم 220/1 حديث 103.
8- غرر الحكم 227/1 حديث 177.
9- في المصدر:«يعي».
10- في المصدر:«احلام».

1- (1)إنّ اللّه سبحانه قد أوضح سبيل الحقّ و أنار طرقه (2)،فشقوة لازمة أو سعادة دائمة.

1- (3)أنا قسيم النار،و خازن الجنان،و صاحب الحوض،و صاحب الأعراف، و ليس منّا أهل البيت إمام إلا و هو عارف بأهل ولايته،و ذلك لقول اللّه تعالى (4): إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (5).

1- (6)أنا يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الفجار.

1- (7)إنّي لعلى بيّنة من ربّي،و بصيرة من ديني،و يقين من أمري.

1- (8)إنّي لعلى جادّة الحق و إنهم لعلى مزلة الباطل.

1- (9)أقول ما تسمعون و أستغفر اللّه لي و لكم.

1- (10)لا يفوز بالنجاة إلاّ من قام بشرائط الايمان.

14- (11)و أخرج أبو اسحاق الثعلبي في تفسيره:بسنده عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد اللّه البجلي قال:ة.

ص: 90


1- غرر الحكم 230/1 حديث 207.
2- في المصدر:«أنار سبيل الحق و اوضح طرقه».
3- غرر الحكم 255/1 حديث 1.
4- في المصدر:«لقوله تعالى».
5- الرعد7/.
6- غرر الحكم 256/1 حديث 6.
7- غرر الحكم 257/1 حديث 1.
8- غرر الحكم 257/1 حديث 5.
9- نهج البلاغة:311 الخطبة 197.
10- غرر الحكم 358/2 حديث 321.
11- جواهر العقدين 254/2(عن الثعلبي).فرائد السمطين 255/2 حديث 524.كما أخرجه الزمخشري و الرازي في ذيل آية المودة.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ألا و من مات على حبّ آل محمد مات شهيدا.

ألا و من مات على حبّ آل محمد مات مغفورا له.

ألا و من مات على حبّ آل محمد مات تائبا.

ألا و من مات على حبّ آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان.

ألا و من مات على حبّ آل محمد بشّره ملك الموت بالجنّة ثم منكر و نكير.

ألا و من مات على حبّ آل محمد يزفّ الى الجنّة كما تزفّ العروس الى بيت زوجها.

ألا و من مات على حبّ آل محمد جعل اللّه زوار قبره ملائكة الرحمة.

ألا و من مات على حبّ آل محمد مات على السنّة و الجماعة.

ألا و من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة اللّه.

ألا و من مات على بغض آل محمد مات كافرا.

ألا و من مات على بغض آل محمد لم يشمّ رائحة الجنّة.

أيضا أخرجه الحمويني بلفظه،و نقله فصل الخطاب و روح البيان .

ص: 91

ص: 92

الباب الرابع

اشارة

في حديث سفينة نوح و باب حطة بني اسرائيل

و حديث الثقلين و حديث يوم الغدير

14- (1)في مشكاة المصابيح:عن أبي ذر رضي اللّه عنه: انه قال و هو آخذ بباب الكعبة:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

[ألا]إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها هلك. (رواه أحمد) .

14- (2)و في جمع الفوائد:ابن الزبير رفعه:

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق. (للبزار).

و زاد في الاوسط: و إنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.

14- (3)أبو الطفيل عن أبي ذر،و هو آخذ بباب الكعبة رفعه:

إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك.

و إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.

أخرجه الطبراني في الاوسط و الصغير،و أبو يعلى،و أحمد بن حنبل عن أبي ذر.

ص: 93


1- مشكاة المصابيح 1742/3 حديث 6174.الفضائل لأحمد 785/2 حديث 1402(عن حنش الكناني).
2- جمع الفوائد 236/2(مناقب أهل البيت و أصهاره).مجمع الزوائد 168/9.المعجم الكبير للطبراني 45/3 حديث 2636(بأدنى اختلاف).منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 92/5.
3- مجمع الزوائد 168/9.الفضائل لأحمد 785/2 حديث 1402.

(انتهى جمع الفوائد).

أيضا أخرجه البزار و ابن المغازلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس،و عن سلمة بن الأكوع،و عن ابن المعتمر،عن أبي ذر،و عن سعيد بن المسيب،عن أبي ذر. .

14- (1)و أيضا أخرجه الحمويني:عن أبي سعيد الخدري بزيادة:

و إنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.

أيضا أخرجه أبو يعلى و البزار و الطبراني في الاوسط و الصغير عن أبي سعيد الخدري حديث السفينة و باب الحطة.

أيضا ابن المغازلي أخرجه عن أبي ذر حديث السفينة و الحطة.

أيضا الحمويني أخرجه عن حبيش بن المعتمر عن أبي ذر و أخرجه المالكي في الفصول المهمة عن رافع مولى أبي ذر.

و أخرج أيضا حديث السفينة الثعلبي و السمعاني. .

14- (2)أيضا عن سليم بن قيس الهلالي قال: بينا أنا و حبيش بن المعتمر بمكة إذ قام أبو ذر و أخذ بحلقة باب الكعبة فقال:

من عرفني فقد عرفني،فمن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبو ذر،فقال:أيّها الناس إني سمعت نبيكم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها هلك.

و يقول:مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.7.

ص: 94


1- فرائد السمطين 242/2 حديث 516(عن أبي سعيد)و 247/2.جواهر العقدين 190/2.المناقب لابن المغازلي:132 حديث 173 و 174 و 175 و 176 و 177.الفصول المهمة:26.
2- الاحتجاج للطبرسي 156/1-157.

و يقول:إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

14,1- (1)الحمويني في فرائد السمطين:بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنا مدينة العلم (2)و أنت بابها و لن تؤتى المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك؛لأنك منّي و أنا منك، لحمك[من]لحمي،و دمك من دمي،و روحك من روحي،و سريرتك من سريرتي،و علانيتك من علانيتي،[و أنت إمام أمّتي و خليفتي عليها بعدي]، سعد من أطاعك،و شقي من عصاك،و ربح من تولاّك،و خسر من عاداك، [و]فاز من لزمك،و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح،من ركبها (3)نجا و من تخلف عنها غرق،و مثلكم كمثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم الى يوم القيامة.

فصل:حديث الثقلين و حديث الغدير

14- (4)في صحيح مسلم:حدثني زهير بن حرب،و شجاع بن مخلد،جميعا،عن ابن عيينة؛قال زهير:حدثني إسماعيل بن إبراهيم قال:حدثني أبو حيان،حدثني

ص: 95


1- فرائد السمطين 423/2 حديث 517.
2- في المصدر:«الحكمة».
3- في المصدر:«من ركب فيها».
4- صحيح مسلم 450/2(كتاب الفضائل)حديث 2408.

يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا و حصين بن سبرة و عمر بن مسلم الى زيد بن أرقم فلمّا جلسنا إليه قال[له]حصين:لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا،رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سمعت حديثه،و غزوت معه،و صلّيت خلفه،حدثنا يا زيد ما سمعت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال:يا ابن أخي و اللّه لقد كبرت سنّي،و قدم عهدي،و نسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فما حدثتكم فاقبلوا،و ما لا فلا تكلفونيه.

ثم قال:قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكة و المدينة،فحمد اللّه و أثنى عليه،و وعظ و ذكر،ثم قال:

أما بعد ألا أيّها الناس فانّما أنا بشر يوشك أن يأتيني (1)رسول ربّي فأجيب و أنا تارك فيكم الثقلين:أوّلهما كتاب اللّه فيه الهدى و النور،فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به-فحث على كتاب اللّه و رغب فيه-ثم قال:و أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي،أذكركم اللّه في أهل بيتي[أذكركم اللّه في أهل بيتي].

فقال له حصين:و من أهل بيته يا زيد؟أ ليس نساؤه من أهل بيته؟

قال:نساؤه من أهل بيته،و لكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.

قال:و من هم؟

قال:هم آل علي،و آل عقيل،و آل جعفر،و آل عباس.

قال:قلت (2):كلّ هؤلاء حرم الصدقة عليهم (3)؟

قال:نعم.».

ص: 96


1- في المصدر:«يأتي».
2- لا يوجد في المصدر:«قلت».
3- لا يوجد في المصدر:«عليهم».

16- (1)حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:حدثنا محمد بن فضيل،و حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال:أنبأنا جرير،كلاهما،عن أبي حيان بهذا الاسناد نحو حديث إسماعيل.

و زاد في حديث جرير: كتاب اللّه فيه الهدى و النور،من استمسك به و أخذ به كان على الهدى و من أخطأه ضلّ.

14- (2)مسلم:حدثنا محمد بن بكار بن الريان،قال:حدثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد،و هو ابن مسروق،عن يزيد بن حيان،عن زيد بن أرقم قال:

دخلنا عليه فقلنا[له]:لقد رأيت خيرا،لقد صاحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و صلّيت خلفه... [و ساق]الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال:

ألا و إنّي تارك فيكم الثقلين:أحدهما كتاب اللّه(عزّ و جلّ)هو حبل اللّه من اتّبعه كان على الهدى،و من تركه كان على ضلالة،و عترتي أهل بيتي (3).

و فيه: فقلنا:من أهل بيته،نساؤه؟

قال:[لا]أيم اللّه إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلّقها فترجع الى أبيها و قومها،و أهل بيته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أصله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

14,1- (4)أحمد بن حنبل في مسنده:قال:حدثنا عفان،قال:حدثنا حماد بن سلمة،عن زيد بن علي بن ثابت (5)،عن البراء بن عازب،قال:

كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في سفره (6)فنزلنا بغدير خم و نودي فينا الصلاة».

ص: 97


1- صحيح مسلم 450/2(كتاب الفضائل)ذيل حديث 2408.
2- صحيح مسلم 450/2 ذيل الحديث 2408.
3- لا يوجد في المصدر:«و عترتي أهل بيتي».
4- مسند أحمد 281/4.
5- في المصدر:«أنبأنا علي بن زيد عن عدي بن ثابت».
6- في المصدر:«سفر».

جامعة،[و كسح لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تحت شجرتين]فصلّى الظهر و أخذ بيد علي [رضي اللّه عنه]فقال:

أ لستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قالوا:بلى.

قال:أ لستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟

قالوا:بلى.

آخذا (1)بيد علي فقال لهم (2):من كنت مولاه فعلي مولاه،اللّهم وال من والاه،و عاد من عاداه.

قال:فلقيه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه (3)فقال[له]:

هنيئا لك (4)يا ابن أبي طالب أصبحت[و أمسيت]مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.

أيضا أخرج الثعلبي هذا الحديث بلفظه عن البراء.

14,1- (5)و في مسند أحمد بن حنبل:قال:حدثنا عفان،قال:حدثنا أبي عوانة،قال:

حدثنا المغيرة،عن أبي عبيدة،عن ابن ميمون بن عبد اللّه،عن زيد بن أرقم قال:

نزلنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بوادي غدير خم (6)[فأمر بالصلاة فصلاّها بهجير قال:]فخطبنا[و ظلّل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بثوب على شجرة سمرة من الشمس]».

ص: 98


1- في المصدر:«فأخذ».
2- لا يوجد في المصدر:«لهم».
3- لا يوجد في المصدر:«بن الخطاب رضي اللّه عنه».
4- لا يوجد في المصدر:«لك».
5- مسند أحمد 372/4.
6- في المصدر:«بواد يقال له وادي خم».

فقال:أ لستم تعلمون[أ لستم تشهدون]أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟

قالوا:بلى.

قال:من كنت مولاه فعلي (1)مولاه،اللّهم وال من والاه،و عاد من عاداه (2).

14- (3)الترمذي في باب مناقب أهل البيت:حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي،قال:

حدثنا زيد بن الحسن،عن جعفر بن محمد،عن أبيه،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حجته يوم عرفة و هو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول:

[يا]أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي.

و في الباب:عن أبي ذر و أبي سعيد و زيد بن أرقم و حذيفة بن أسيد.

أيضا أخرجه محمد بن علي الحكم الترمذي في كتابه«نوادر الأصول»بلفظه. .

14- (4)الترمذي:حدثنا علي بن المنذر الكوفي،قال:حدثنا محمد بن الفضيل،قال:

حدثنا الأعمش عن عطية العوفي (5)عن أبي سعيد الخدري،و الأعمش أيضا، عن حبيب بن ثابت،عن زيد بن أرقم قالا (6):

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛».

ص: 99


1- في المصدر:«فان عليا».
2- في المصدر:«اللهم عاد من عاداه و والي من والاه».
3- سنن الترمذي 327/5-328 حديث 3874(مناقب أهل البيت).
4- سنن الترمذي 328/5 حديث 3876.الدر المنثور 7/5.
5- لا يوجد في المصدر:«العوفي».
6- في المصدر:«قال».

أحدهما أعظم من الآخر:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض، و عترتي أهل بيتي،و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

أيضا أخرج هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري. .

14- (1)و في نوادر الأصول:حدثنا أبي،قال:حدثنا زيد بن الحسين،قال:حدثنا معروف بن بوز المكّي،عن أبي الطفيل عامر بن واثلة،عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي اللّه عنه قال:

لما صدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من حجّة الوداع خطب فقال:

أيّها الناس إنّه قد أنبأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمر نبي إلاّ مثل نصف عمر النبي الذين يليه من قبل (2)،و إني أظن (3)أنّي يوشك أن أدعى فأجيب...و إنّي فرطكم على الحوض و إنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما:الثقل الأكبر كتاب اللّه(عزّ و جلّ)سبب طرفه بيد اللّه تعالى و طرف بأيديكم،فاستمسكوا به و لا تضلوا و لا تبدلوا؛و عترتي أهل بيتي، فانّه قد نبأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

14,1- (4)و في مشكاة المصابيح:عن البراء بن عازب[و زيد بن أرقم]قال:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا نزل بغدير خم أخذ بيد عليّ فقال:أ لستم تعلمون أنّي أولى2.

ص: 100


1- المعجم الكبير للطبراني 180/3 حديث 3052.مجمع الزوائد 164/9.
2- في المصدر:«قبله».
3- في المصدر:«لأظن».
4- مشكاة المصابيح 1723/3 حديث 6094(مناقب الامام علي عليه السّلام).مسند أحمد 281/4،368،370،372.

بكل مؤمن من نفسه (1)؟

قالوا:بلى.

فقال (2):اللّهم من كنت مولاه فعلي مولاه،اللّهم وال من والاه،و عاد من عاداه.

قال:فلقيه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه (3)قال[له]:

هنيئا لك (4)يا ابن أبي طالب أصبحت[و أمسيت]مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.

(رواه أحمد).

أيضا أخرجه أحمد في مسنده عن زيد بن أرقم بطريقين:عن عطية العوفي عن زيد بن أرقم،عن ابن ميمون عن زيد بن أرقم.

أيضا أخرجه أحمد عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه. .

14,1- (5)الترمذي:حدثنا محمد بن بشار،قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل،قال:

سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم-شك شعبة-عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه. (هذا حديث حسن غريب).

و روى شعبة هذا الحديث عن ميمون عن زيد بن أرقم عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نحوه.

و أبو سريحة و هو حذيفة بن أسيد[صاحب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]. .).

ص: 101


1- في المصدر:«بالمؤمنين من أنفسهم».
2- في المصدر:«قال».
3- في المصدر:«بعد ذلك»بدل«بن الخطاب رضي اللّه عنه».
4- لا يوجد في المصدر:«لك».
5- سنن الترمذي 297/5 حديث 3797(مناقب الامام علي عليه السّلام).

14- (1)و في مودة القربى:عن جبير بن مطعم رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي أوشك أن أدعى فأجيب و إنّي تارك فيكم الثقلين:

كتاب ربّنا و عترتي أهل بيتي،فانظروا كيف تحفظوني فيهما؟.

14- (2)ابن ماجة:بسنده عن البراء بن عازب قال:

أقبلنا مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حجّته التي حجّ فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة،فأخذ بيد علي فقال:أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قالوا:بلى.

فقال (3):أ لست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟

قالوا:بلى.

قال:فهذا وليّ من أنا مولاه،اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه.

14- (4)و في مشكاة المصابيح:عن زيد بن أرقم:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:من كنت مولاه فعلي مولاه. (رواه أحمد و الترمذي) .

14- (5)و في مسند أحمد بن حنبل:حدثنا ابن نمير،حدثنا عبد الملك بن سليمان،عن عطية العوفي،عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي أوشك أن أدعى فأجيب و إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا:الثقلين أحدهما أكبر من الآخر،أمّا الأكبر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض،و عترتي أهل بيتي،ألا إنّهما لن يفترقا حتى4.

ص: 102


1- مودة القربى:14.
2- سنن ابن ماجة 43/1 باب 11 حديث 116.
3- في المصدر:«قال».
4- مشكاة المصابيح 1720/3 حديث 6082.مسند أحمد 372/5.
5- مسند أحمد 59/3.كنز العمال 1 حديث 944.

يردا عليّ الحوض.

قال ابن نمير:قال بعض أصحابنا،عن الأعمش قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: انظروا كيف تخلفوني فيهما؟.

14- (1)و في زيادات المسند:قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،حدثني أبي،قال:حدثنا أسود بن عامر،قال:حدثنا إسرائيل بن عثمان بن المغيرة،عن علي بن ربيعة، قال:

لقد لقيت زيد بن أرقم و هو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له:

أنت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:إنّي تارك فيكم الثقلين؟قال:نعم.

14- (2)عبد اللّه بن أحمد في زيادات المسند:قال حدثني أبي،قال:حدثنا أسود بن عامر،قال:حدثنا شريك،عن الركين،عن القائم بن حسان،عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم الثقلين (3)كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الأرض،و عترتي أهل بيتي،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

أيضا رواه عبد اللّه بن أحمد عن أبي سعيد الخدري و عن زيد بن أرقم. .

14,1- (4)ابن المغازلي الشافعي:بسنده عن ابن امرأة زيد بن أرقم،عن زيد بن أرقم قال:

ص: 103


1- مسند أحمد 371/4.
2- مسند أحمد 181/5-182؛و 14/3،17،21،59؛و 366/4.
3- في المصدر:«خليفتين».
4- المناقب لابن المغازلي:18(مختصرا)و لفظة في المصدر: أخبرنا أبو يعلى عليّ بن عبيد اللّه بن العلاّف البزّار إذنا قال:أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزّار قال:أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عثمان قال:حدّثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق،حدّثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلّبيّ قال:حدّثني مسلم بن إبراهيم،حدّثنا نوح بن قيس الحدّانيّ،حدّثنا الوليد بن صالح عن ابن 14,1- امرأة زيد بن أرقم قالت: أقبل نبيّ اللّه من مكة في حجّة الوداع حتّى نزل صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بغدير الجحفة بين مكة و المدينة فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهنّ من شوك ثمّ نادى:الصلاة جامعة!فخرجنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في يوم شديد الحرّ و إنّ منّا لمن يضع رداءه على رأسه و بعضه على قدميه من شدّة الرمضاء حتّى انتهينا إلى رسول اللّه فصلّى بنا الظهر ثمّ انصرف إلينا فقال: الحمد للّه نحمده و نستعينه،و نؤمن به و نتوكّل عليه،و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا،و من سيّئات أعمالنا،الذي لا هادي لمن أضلّ،و لا مضلّ لمن هدى،و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمدا عبده و رسوله. أمّا بعد أيّها النّاس!فانّه لم يكن لنبيّ من العمر إلاّ نصف من عمر من قبله و إنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة و إنّي قد أسرعت في العشرين،ألاّ و إنّي يوشك أن أفارقكم،ألا و إنّي مسئول و أنتم مسئولون فهل بلّغتكم؟فما ذا أنتم قائلون؟فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون:نشهد أنك عبد اللّه و رسوله،قد بلّغت رسالته،و جاهدت في سبيله،و صدعت بأمره،و عبدته حتّى أتاك اليقين،جزاك اللّه عنّا خير ما جزى نبيّا عن أمّته. فقال:أ لستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه لا شريك له؟و أنّ محمدا عبده و رسوله؟و أنّ الجنّة حقّ و أنّ النّار حقّ و تؤمنون بالكتاب كلّه؟قالوا:بلى. قال:فانّي أشهد أن قد صدّقتكم،و صدّقتموني ألا و إنّي فرطكم،و إنّكم تبعي،توشكون أن تردوا عليّ الحوض،فأسألكم حين تلقونني عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما،قال:فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان،حتّى قام رجل من المهاجرين و قال:بأبي و أمّي أنت يا نبيّ اللّه ما الثقلان؟ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:الأكبر منهما كتاب اللّه تعالى:سبب طرف بيد اللّه و طرف بأيديكم،فتمسّكوا به و لا تضلّوا، و الأصغر منهما عترتي.من استقبل قبلتي و أجاب دعوتي!فلا تقتلوهم و لا تقهروهم و لا تقصروا عنهم فانّي قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني،ناصرهما لي ناصر،و خاذلهما لي خاذل،و وليّهما لي وليّ،و عدوّهما لي عدوّ. ألا و إنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتّى تتديّن بأهوائها و تظاهر على نبوّتها،و تقتل من قام بالقسط،ثمّ أخذ بيد عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام فرفعها ثمّ قال:من كنت مولاه فهذا مولاه و من كنت وليّه فهذا وليّه اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه.قالها ثلاثا-هذا آخر الخطبة.

أقبل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من مكة في حجّة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة...

و خطب:قال:أيّها الناس أسألكم عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما:الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه تعالى و طرفه بأيديكم،فتمسكوا به و لا تضلوا، و الآخر منهما عترتي،ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال:من كنت مولاه فعلية.

ص: 104

مولاه،اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه-قالها ثلاثا-.

14,1- (1)أيضا موفق بن أحمد الخوارزمي عن الأعمش قال:حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الفضيل عن زيد بن أرقم قال:

نزل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بغدير خم فقال فيه (2):[كأني قد دعيت فأجيب]إني قد تركت فيكم الثقلين،أحدهما أكبر من الآخر:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، فانظروا (3)كيف تخلفوني فيهما،فانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

[ثم قال:إنّ اللّه(عزّ و جلّ)مولاي و أنا وليّ كلّ مؤمن]،ثم أخذ بيد علي و قال (4):من كنت مولاه فعلي مولاه،و (5)من كنت وليّه فهذا وليّه،ثم قال (6):

اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

فقلت:أنت سمعت[من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]هذا؟

قال:[نعم و]ما كان هناك (7)أحد إلاّ و قد رآه بعينه و سمعه بأذنه.

14,1- (8)الثعلبي في تفسيره:بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

أيّها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين إن أخذتم بهما لن تضلوا،أحدهما أكبر من7.

ص: 105


1- المناقب للخوارزمي:154 حديث 182.
2- في المصدر:«لمّا رجع رسول اللّه من حجة الوداع و نزل غدير خم أمر بدوحات فقمّمن ثم قال:».
3- في المصدر:«فانظروني».
4- في المصدر:«فقال».
5- لا يوجد في المصدر:«من كنت مولاه فعلي مولاه و».
6- لا يوجد في المصدر:«ثم قال».
7- في المصدر:«في الدوحات»بدل«هناك».
8- إكمال الدين 238/1 حديث 57.

الآخر:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي،ألا و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

14,1- (1)و في مسند أحمد بن حنبل:عن الفضل بن دكين عن ابن أبي عيينة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال:

غزوت مع علي اليمن فرأيت منه شيئا فلمّا ذكرته على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نقصت عليا (2)فرأيت وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متغيرا (3)قال:يا بريدة أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قلت:بلى[يا رسول اللّه].

قال:من كنت مولاه فعلي مولاه. (أيضا أخرجه ابن المغازلي عن بريدة) .

فصل:استشهاد علي الناس في حديث يوم الغدير

14,1- (4)في مسند أحمد بن حنبل:بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

جمع علي رضي اللّه عنه الناس في رحبة مسجد الكوفة فقال:أنشد اللّه كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول يوم غدير خم ما سمع لقام.

فقام سبعة عشر رجلا و قالوا:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين أخذ بيدك قال

ص: 106


1- مسند أحمد 347/5.المناقب لابن المغازلي:21 حديث 28.
2- في المصدر:«فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول اللّه ذكرت عليا فتنقصته».
3- في المصدر:«يتغير».
4- مسند أحمد 370/4(عن أبي الطفيل).

للناس:أ تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قالوا:نعم.

قال:من كنت مولاه فهذا علي مولاه،اللّهم وال من والاه،و عاد من عاداه.

14,1- (1)أيضا أحمد بن حنبل أخرج في مسنده:عن عبد الملك عن أبي عبد الرحمن (2)عن زادان عن أبي عمر (3)قال:

سمعت عليا في الرحبة[و هو]ينشد الناس[من شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم غدير خم و هو يقول ما قال]،فقام ثلاثة عشر[رجلا]فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

من كنت مولاه فهذا علي مولاه،اللّهم وال من والاه،و عاد من عاداه.

أيضا عبد اللّه بن أحمد في زيادات المسند بسنده عن أبي الطفيل أخرج هذا حديث الاستشهاد.

أيضا ابن المغازلي و موفق بن أحمد أخرجا هذا حديث الاستشهاد. .

14,1- (4)أحمد في مسنده:عن يحيى بن آدم عن حبش بن الحارث بن لقيط عن رباح ابن الحارث قال:

جاء رهط الى علي(كرّم اللّه وجهه)بالرحبة فقالوا له:السلام عليك يا مولانا.

قال:كيف أكون مولاكم و أنتم قوم عرب؟

قالوا:سمعنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول يوم غدير خم:من كنت مولاه فهذا0.

ص: 107


1- مسند أحمد 84/1 و 370/4.المناقب للخوارزمي:156-157 حديث 185 و 186.المناقب لابن المغازلي:20 حديث 27.مجمع الزوائد 107/9.
2- في المصدر:«الرحيم».
3- في المصدر:«عن زادان بن عمر».
4- مسند أحمد 419/5.المناقب لابن المغازلي:22 حديث 30.

علي مولاه.

قال رباح:فلمّا[مضوا]اتّبعتهم و سألت من هم (1)؟قالوا:هم نفر من الأنصار فيهم أبي أيوب الأنصاري.

أيضا ابن المغازلي أخرج هذا الحديث .

14,1- (2)و في كتاب«الاصابة»للشيخ ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه اللّه في ترجمة«أبو قدامة الأنصاري»:ذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في كتاب «الموالاة»الذي جمع فيه طرق حديث«من كنت مولاه فعلي مولاه» [فأخرج فيه من]طريق[محمد بن كثير عن قطر]عن أبي الطفيل قال:

كنا عند علي رضي اللّه عنه في الكوفة فقال:أنشد اللّه من شهد يوم غدير خم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:من كنت مولاه فعلي مولاه فليقم و يشهد.فقام سبعة عشر رجلا فشهدوا كلّهم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال ذلك.

و طريق آخر عن يعلى بن مرة.

و طريق آخر عن أبي اسحاق قال: حدثني من لا أحصي.

14,1- و طريق آخر عن ذر بن حبيش قال: في رحبة مسجد الكوفة أنشد الناس علي(كرّم اللّه وجهه)فقام سبعة عشر رجلا و شهدوا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:من كنت مولاه فعلي مولاه.منهم قيس بن ثابت،و حبيب بن بديل1.

ص: 108


1- في المصدر:«هؤلاء».
2- الاصابة 577/1 ترجمة 2971؛و 542/3 ترجمة 8644؛159/4 ترجمة 926؛و 567/1 ترجمة 2906؛و 304/1 ترجمة 1567؛و 567/1 ترجمة 2906؛و 257/2 ترجمة 4422؛و 80/4 ترجمة 578؛و 408/2 ترجمة 5154؛و 372/1 ترجمة 1946؛و 257/2 ترجمة 4421.حلية الأولياء 355/1.

ابن ورقاء،و زيد بن شراحيل الأنصاري،و عامر بن ليلى الغفاري، و عبد الرحمن بن مدلج،و أبو أيوب الأنصاري،و أبو زينب الأنصاري،و أبو قدامة الأنصاري،و عبد الرحمن بن عبد ربّه،و ناجي بن عمرو الخزاعي.

14,1- و أما الذين أخبروا حديث«من كنت مولاه فعلي مولاه»بغير استشهاد علي (كرّم اللّه وجهه):

حبّة بن جوين البجلي،و حذيفة بن أسيد،و عامر بن ليلى بن ضمرة،و عبد اللّه ابن ياميل،قالوا:

لمّا كان يوم غدير خم دعا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الصلاة جامعة،فاخذ بيد علي فرفعه حتى نظرنا بياض ابطيه فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه.

14- (1)و في المناقب:في كتاب سليم بن قيس قال علي عليه السّلام: إنّ الذي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم عرفة على ناقته القصواء،و في مسجد خيف،و يوم الغدير،و يوم قبض،في خطبة (2)على المنبر:

أيّها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما:الأكبر منهما كتاب اللّه،و الأصغر عترتي أهل بيتي،و إنّ اللطيف الخبير عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين-أشار بالسبابتين-و لا أن أحدهما أقدم من الآخر،فتمسكوا بهما لن تضلوا و لا تقدموا منهم،و لا تخلفوا عنهم،و لا تعلموهم فانهم أعلم منكم.

17- (3)و في مسند أحمد بن حنبل:عن عمرو بن ميمون قال:1.

ص: 109


1- كتاب قيس الهلالي:121(باختلاف يسير).غاية المرام:226 باب 29 حديث 30.
2- في(أ):«خطبته».
3- مسند أحمد 330/1.

بينا أنا (1)جالس عند (2)ابن عباس إذ أتاه تسعة رجال (3)فقالوا:يا ابن عباس إمّا أن تقوم معنا و إمّا أن تخلو بنا عن هؤلاء.

قال:[فقال]ابن عباس:بل (4)أنا أقوم معكم.

[قال:و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى،قال:فابتدءوا]فتحدثوا فلا ندري ما قالوا[قال:]فجاء ابن عباس (5)ينفض ثوبه و يقول:أفّ و تفّ وقعوا في رجل له عشرة (6)خصال (7):

[وقعوا في رجل]قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا، يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله (8).

[قال:]فاستشرف لها من استشرف و قال (9):أين علي؟

قال:هو في الرحا (10)يطحن.

قال:و ما كان أحدكم ليطحن؟!

[قال:]فجاء و هو أرمد لا يكاد يبصر،فتفل (11)في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه،فجاء بصفية بنت حي.».

ص: 110


1- في المصدر:«إنّي»بدل«بينا أنا».
2- في المصدر:«الى».
3- في المصدر:«رهط».
4- لا يوجد في المصدر:«بل».
5- لا يوجد في المصدر:«ابن عباس».
6- في المصدر:«عشر».
7- ليس في المصدر:«خصال».
8- لا يوجد في المصدر:«و يحبّه اللّه و رسوله».
9- في المصدر:«قال».
10- في المصدر:«الرحل».
11- في المصدر:«قال:فنفث».

ثم قال:بعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أبا بكر (1)بسورة التوبة فبعث عليا مكة بسورة التوبة (2)و قال:لا يذهب بها إلاّ رجل منّي و أنا منه.

و قال لبني عمّه:أيّكم يواليني في الدنيا و الآخرة؟

قال:[و علي معه جالس،فأبوا].

[فقال]علي:أنا[أواليك في الدنيا و الآخرة].

قال[فقال]صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (3):[أنت وليي في الدنيا و الآخرة]و كان علي (4)أول من آمن (5)من الناس...

قال:و أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثوبه فوضعه على علي و فاطمة و الحسن و الحسين و قال اللّه تبارك و تعالى (6): إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7).

قال:و شرى علي نفسه و لبس (8)ثوب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فنام (9)مكانه ليلة الهجرة (10)...

و خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مع الناس (11)في غزاة تبوك فقال[له]علي:أخرج معك؟».

ص: 111


1- في المصدر:«قال:ثم بعث فلانا».
2- في المصدر:«فبعث عليا خلفه فأخذها منه».
3- ليس في المصدر:«صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
4- ليس في المصدر:«علي».
5- في المصدر:«أسلم».
6- في المصدر:«...حسن و حسين فقال:انما يريد».
7- الأحزاب33/.
8- في المصدر:«ليس».
9- في المصدر:«ثم نام».
10- لا يوجد في المصدر:«ليلة الهجرة».
11- في المصدر:«و خرج بالناس»بدل«و خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مع الناس».

[قال:]فقال له[نبي اللّه]:لا.

فبكى علي فقال[له]:أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّك لست بنبي؟إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي.

[قال:]و قال[له رسول اللّه]:أنت وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة (1)بعدي.

و سدّ (2)أبواب المسجد غير باب علي،و دخل علي (3)المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره.

[قال:]و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:من كنت مولاه فعلي مولاه (4)...

14- (5)و في المناقب:عن أحمد بن عبد اللّه بن سلام،عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال:

صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الظهر ثم أقبل بوجهه الكريم إلينا فقال:معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بطاعته،و إنّي أدعى فأجيب،و إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،إن تمسكتم بهما لن تضلوا،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،فتعلّموا منهم و لا تعلّموهم فانّهم أعلم منكم.

14- (6)عن عطاء بن السائب:عن أبي يحيى عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:يا معشر المؤمنين إنّ اللّه(عزّ و جلّ)أوحى إليّ8.

ص: 112


1- لا يوجد في المصدر:«و مؤمنة».
2- في المصدر:«و قال:سدّوا».
3- في المصدر:«فقال:فيدخل».
4- في المصدر:«فان مولاه علي».
5- غاية المرام:218 باب 29 حديث 2.
6- أمالي الصدوق:62 حديث 11.غاية المرام:219 باب 29 حديث 8.

أنّي مقبوض،أقول لكم قولا إن عملتم به نجوتم،و إن تركتموه هلكتم،إنّ أهل بيتي و عترتي هم خاصتي و حامّتي،و إنّكم مسئولون عن الثقلين:كتاب اللّه و عترتي،إن تمسكتم بهما لن تضلوا فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

14,1- (1)و عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:

قال علي عليه السّلام لطلحة و عبد الرحمن بن عوف و سعيد بن أبي وقاص:هل تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،و إنّكم لن تضلوا إن اتّبعتم و استمسكتم بهما؟قالوا:نعم. (انتهى المناقب) .

14,1,15,2,3- (2)الترمذي:بسنده عن زيد بن أرقم: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين:أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم.

أيضا أخرجه ابن ماجة بعينه عن زيد بن أرقم .

و في المناقب:أخرج محمد بن جرير الطبري-صاحب التاريخ-خبر غدير خم من خمسة و سبعين طريقا و أفرد له كتابا سماه«كتاب الولاية».

أيضا أخرج خبر غدير خم أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة و أفرد له كتابا و سماه«الموالاة»و طرقه من مائة و خمسة طريق.

حكى العلامة علي بن موسى،و علي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بامام الحرمين أستاذ أبي حامد الغزالي رحمهما اللّه يتعجب و يقول:

رأيت مجلدا في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوبا عليه).

ص: 113


1- مجالس الشيخ الطوسي 162/2.غاية المرام:224 باب 29 حديث 16.
2- سنن الترمذي 260/5 حديث 3962(فضائل فاطمة عليها السّلام).سنن ابن ماجة 52/1 حديث 145(فضائل الحسنين عليهما السّلام).

«المجلدة الثامنة و العشرون من طرق قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من كنت مولاه فعلي مولاه و يتلوه المجلدة التاسعة و العشرون».

و روى حديث الثقلين أمير المؤمنين علي،و الحسن بن علي عليهما السّلام،و جابر بن عبد اللّه الأنصاري،و ابن عباس،و زيد بن أرقم،و أبو سعيد الخدري،و أبو ذر، و زيد بن ثابت،و حذيفة بن اليمان،و حذيفة بن أسيد،و جبير بن مطعم، و سلمان الفارسي(رضي اللّه عنهم).

أيضا رواه الأئمة من أهل البيت عن آبائهم عن جدّهم أمير المؤمنين علي عليهم السّلام، و عن جابر،و أبي ذر،و أبي سعيد الخدري(رضي اللّه عنهم).

و لنورد ما في«جواهر العقدين»للشريف السمهودي المصري العلامة في بلاد مصر و الحجاز مصنف«تاريخ المدينة المنورة النبوية»على صاحبها آلاف آلاف التحية و التصلية:

الرابع:ذكر حثه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الأمة على التمسك بعده بكتاب ربّهم و أهل بيت نبيهم.

14- (1)عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض،و عترتي أهل بيتي،و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

أخرجه الترمذي في جامعه و قال:(حسن غريب) .

14- (2)و أخرج أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري و لفظه:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:4.

ص: 114


1- جواهر العقدين 166/2.سنن الترمذي 328/5 حديث 3874.
2- جواهر العقدين 166/2.مسند أحمد 17/3.كنز العمال 1 حديث 944.

إنّي أوشك أن أدعى فأجيب،و إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي،و إنّ اللطيف الخبير (1)أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،فانظروا بما (2)تخلفوني فيهما؟

و أخرجه أيضا الطبراني في الأوسط و أبو يعلى و غيرهما و سنده لا بأس به .

14- (3)و أخرجه الحافظ أبو محمد عبد العزيز الأخضر في«معالم العترة النبوية»و ذكر فيه طرقه و ذكر حديث«صحيح مسلم»عن زيد بن أرقم المذكور في هذا الكتاب آنفا (4)ثم قال:

و لفظ الطريق الأول:

لمّا رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من حجّة الوداع و نزل غدير خم ثم (5)قام فقال:

كأني قد دعيت فأجيب إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر:

كتاب اللّه(عزّ و جلّ)و عترتي،فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟فانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.ثم قال:إنّ اللّه[عزّ و جلّ]مولاي و أنا وليّ كلّ مؤمن...

14- و لفظ الطريق الثاني:

[نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين مكة و المدينة عند سمرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت السمرات ثم راح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عشّه فصلى،ثم قام خطيبا فحمد اللّه(عزّ و جلّ)و أثنى عليه،و ذكّر و وعظ،فقال ما شاء اللّه أن».

ص: 115


1- لا يوجد في المصدر:«الخبير».
2- في المصدر:«بم».
3- جواهر العقدين 167/2 و 168.مستدرك الصحيحين 109/3.مسند أحمد 17/3.الصواعق المحرقة: 150.
4- ذكر صاحب الجواهر هذه الأسانيد و متونها مفصلة.
5- في المصدر:«مرّ بدوحات فقمّت له ثم قام...».

يقول،ثم]قال:

أيها الناس إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتوهما،و هما:كتاب اللّه و أهل بيتي عترتي.

14- و لفظ الطريق الثالث:

إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و أهل بيتي،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

و أخرجه الطبراني و زاد: سألت ربّي ذلك لهما فأعطاني (1)،فلا تقدموهما فتهلكوا،و لا تقصروا عنهما فتهلكوا،و لا تعلموهم فانّهم أعلم منكم.

14- (2)و روى الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني في كتابه«نظم درر السمطين»حديثا...و لفظه:

روى زيد بن أرقم قال: أقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم حجّة الوداع فقال:إنّي فرطكم على الحوض و إنّكم تبعي و إنّكم توشكون أن تردوا عليّ الحوض فأسألكم عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما.

فقام رجل من المهاجرين فقال:ما الثقلان؟

قال:الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و[سبب]طرفه بأيديكم (3)، و الأصغر عترتي،فتمسكوا بهما (4).فمن استقبل قبلتي،و أجاب دعوتي، فليستوص بعترتي (5)خيرا.».

ص: 116


1- لا يوجد في المصدر:«فأعطاني».
2- جواهر العقدين 168/2-169.كنز العمال 188/1 الباب الثاني من الاعتصام بكتاب اللّه و السنّة.
3- في المصدر:«بأيديكم فتمسكوا به».
4- لا يوجد في المصدر:«فتمسكوا بهما».
5- في المصدر:«بهم».

[أو كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:] فلا تقتلوهم و لا تقهروهم و لا تقصروا عنهم، و إنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني أن يردا (1)عليّ الحوض كهاتين -و أشار بالمسبحتين-،ناصرهما لي ناصر،و خاذلهما لي خاذل،وليّهما لي وليّ، و عدوهما لي عدو.

و في الباب:زيادة على عشرين من الصحابة (2).

و أخرجه ابن عقدة في«الموالاة» .

14,1- (3)و عن حذيفة بن أسيد الغفاري[رضي اللّه عنه أو زيد بن أرقم]قال:

لمّا صدر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من حجّة الوداع...قال على المنبر:

يا أيّها الناس...إنّي مسئول و إنّكم مسئولون فما أنتم قائلون؟

قالوا:نشهد أنّك قد بلغت و جهدت و نصحت فجزاك اللّه خيرا.

فقال:أ ليس تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه،و أنّ محمدا عبده و رسوله،و أنّ جنته حق،و ناره حق،[و أنّ الموت حق]،و البعث بعد الموت حق (4)،[و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها،و أنّ اللّه يبعث من في القبور]؟

قالوا:بلى نشهد بذلك.

قال:اللّهم اشهد.

ثم قال:[يا]أيّها الناس إنّ اللّه مولاي،و أنا مولى المؤمنين،و أنا أولى بهم من أنفسهم،فمن كنت مولاه فهذا علي (5)مولاه،اللّهم وال من والاه،و عاد من عاداه.».

ص: 117


1- في المصدر:«يردوا».
2- انظر الصواعق المحرقة:150.
3- جواهر العقدين 170/2.المعجم الكبير للطبراني 180/3 حديث 3052.مجمع الزوائد 164/9(في حديث).
4- في المصدر:«و البعث حق بعد الموت».
5- لا يوجد في المصدر:«علي»و بدله«فهذا مولاه-يعني عليا».

ثم قال:[يا أيّها الناس]إنّي فرطكم و إنّكم واردون عليّ الحوض،حوض أعرض من ما بين بصرى الى صنعا،فيه عدد النجوم قدحان من فضة،و إنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين،فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟:الثقل الأكبر كتاب اللّه[عزّ و جلّ]سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم (1)،و عترتي أهل بيتي،فاستمسكوا بهما فلا تضلوا (2)،و إنّه[قد]نبأني اللطيف الخبير أنّهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض.

أخرجه الطبراني في الكبير و الضياء في المختارة. .

14,1- (3)و أخرج أبو نعيم في«الحلية»و غيره عن أبي الطفيل:

إنّ عليا[رضي اللّه عنه]قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:أنشد اللّه من شهد يوم غدير خم إلاّ قام،و لا يقوم رجل يقول:نبئت أو بلغني،إلاّ رجل سمعت أذناه و وعاه قلبه،فقام سبعة عشر رجلا منهم:خزيمة بن ثابت،و سهل بن سعد،و عدي بن حاتم،و عقبة بن عامر،و أبو أيوب الأنصاري،و أبو سعيد الخدري،و أبو شريح الخزاعي،و أبو يعلى الأنصاري (4)،و أبو الهيثم بن التيهان،و رجال من قريش.

فقال علي[رضي اللّه عنه و عنهم]:هاتوا ما سمعتم.

فقالوا:نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من حجّة الوداع،نزلنا بغدير خم (5)،ثم نادى بالصلاة فصلينا معه (6)ثم قام فحمد اللّه و أثنى عليه،ثم قال:».

ص: 118


1- في المصدر:«و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تبدّلوا».
2- لا يوجد في المصدر:«فاستمسكوا بهما فلا تضلوا».
3- جواهر العقدين 170/2-171.مسند أحمد 370/4.
4- في المصدر:«أبو ليلى».
5- في عبارة المصدر زيادة وصف.
6- لا يوجد في المصدر:«معه».

أيّها الناس ما أنتم قائلون؟

قالوا:قد بلغت.

قال:اللّهم اشهد-ثلاث مرات-.

ثم قال:إنّي أوشك أن أدعى فاجيب و إنّي مسئول و أنتم مسئولون...

ثم قال:أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،إن تمسكتم بهما لن تضلوا،فانظروا كيف تخلفوني فيهما (1)،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،نبأني بذلك اللطيف الخبير.

ثم قال:إنّ اللّه مولاي و أنا مولى المؤمنين،أ لستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم؟

قالوا:بلى.قال ذلك ثلاثا.

ثم أخذ بيدك يا أمير المؤمنين فرفعها و قال (2):من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللّهم وال من والاه،و عاد من عاداه.

فقال علي:صدقتم و أنا على ذلك من الشاهدين.

14- (3)و أخرج ابن عقدة في«الموالاة»من طريق محمد بن كثير،عن فطر،و أبي الجارود كليهما عن أبي الطفيل،عن زيد بن ثابت قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم خليفتين:كتاب اللّه(عزّ و جلّ)حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.2.

ص: 119


1- لا يوجد في المصدر:«إن تمسكتم-الى-تخلفوني فيهما».
2- لا يوجد في المصدر:«إنّ اللّه مولاي...-الى-فرفعها و قال:».
3- جواهر العقدين 171/2.

14- (1)و أخرج أحمد في مسنده:عن عبد بن حميد بسند جيد و لفظه:

إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

14- (2)و أخرج الطبراني في الكبير برجال ثقات و لفظه:

إنّي تارك فيكم خليفتين:كتاب اللّه و أهل بيتي،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

14- (3)و عن ضمرة الأسلمي:و لفظه:

إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،ألا و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟.

14,1- (4)و أخرج ابن عقدة في«الموالاة»عن عامر بن أبي ليلى بن ضمرة و حذيفة بن أسيد قالا:

قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أيّها الناس[أ لا تسمعون ألا ف]ان اللّه مولاي،و أنا أولى بكم من أنفسكم،ألا و من كنت مولاه فهذا مولاه.

و أخذ بيد علي فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون ثم قال:اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه.

ثم قال:...و إنّي سائلكم حين تردون عليّ الحوض (5)عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟».

ص: 120


1- جواهر العقدين 171/2.إكمال الدين 237/1 حديث 54.
2- جواهر العقدين 171/2.المعجم الكبير للطبراني 154/5 حديث 4922.
3- جواهر العقدين 171/2-172.
4- جواهر العقدين 172/2.
5- لا يوجد في المصدر:«الحوض».

قالوا:و ما الثقلان[يا رسول اللّه]؟

قال:الثقل الأكبر:كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم،[فتمسكوا به و لا تضلوا و لا تبدلوا]،و الأصغر عترتي،و قد (1)نبأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتى يلقياني،[و]سألت[اللّه]ربّي لهم ذلك فأعطاني،فلا تسبقوهم فتهلكوا،و لا تعلّموهم فانّهم أعلم منكم.

أيضا أخرجه ابن عقدة من طريق عبد اللّه بن سنان عن أبي الطفيل عن عامر و حذيفة بن أسيد نحوه.

14- (2)و عن علي رضي اللّه عنه:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا:كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم (3)و أهل بيتي.

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده:من طريق كثير بن زيد عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب،عن أبيه،عن جده،و هو سند جيد .

14- (4)و كذا روى الدولابي في«الذرية الطاهرة»،و روى الحافظ الجعابي عن عبد اللّه ابن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جدّه عن علي(رضي اللّه عنهم)و لفظه:

إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه حبل طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم،و عترتي أهل بيتي،و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

14- (5)و روى البزار و لفظه: [إنّي مقبوض و]إنّي قد تركت فيكم الثقلين يعني:2.

ص: 121


1- في المصدر:«فاني قد».
2- جواهر العقدين 173/2.
3- في المصدر:«سببه بيده و سببه بأيديكم».
4- جواهر العقدين 173/2.الذرية الطاهرة:168 حديث 228.
5- جواهر العقدين 173/2.

كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،و إنّكم لن تضلوا إن تمسكتم بهما (1).

14- (2)و عن أبي ذر:إنّه أخذ بحلقة باب الكعبة فقال:إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي،فانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. (أخرجه الترمذي في جامعه) .

14- (3)و أخرج ابن عقدة من طريق سعد بن ظريف عن الاصبغ بن نباتة عن علي، و عن أبي رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لفظه (4):

[قال: ]...أيّها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين:الثقل الأكبر و الثقل الأصغر، فأمّا[الثقل]الأكبر هو حبل (5)فبيد اللّه طرفه و الطرف الآخر بأيديكم،و هو كتاب اللّه،إن تمسكتم به ف[لن]تضلوا و لن تذلوا أبدا،و أمّا[الثقل]الأصغر فعترتي أهل بيتي،إن اللّه اللطيف (6)الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،و سألت (7)ذلك لهما فأعطاني (8)،و اللّه سائلكم كيف خلفتموني في كتاب اللّه (9)و أهل بيتي.

14- (10)و أخرج ابن عقدة:من طريق محمد بن عبد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه2.

ص: 122


1- في المصدر:«بعدهما»بدل«إن تمسكتم بهما».
2- جواهر العقدين 173/2.سنن الترمذي 328/5 حديث 3874.
3- جواهر العقدين 174/2.
4- لا يوجد في المصدر:«لفظه».
5- لا يوجد في المصدر:«هو حبل».
6- في المصدر:«هو».
7- في المصدر:«و سألته».
8- لا يوجد في المصدر:«فاعطاني».
9- في المصدر:«كتابه».
10- جواهر العقدين 174/2.

و عن أبي هريرة لفظه:

إنّي خلفت فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما (1)لن تضلوا[بعدهما]أبدا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

و في الصواعق المحرقة:روى هذا الحديث ثلاثون صحابيا و إنّ كثيرا من طرقه صحيح و حسن (2).

14- (3)و أخرج البزار في مسنده:عن أمّ هانئ بنت أبي طالب قالت:

رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من حجته حتى نزل (4)بغدير خم[أمر بدوحات (5)فقممن (6)]،ثم قام خطيبا بالهاجرة فقال:

[أمّا بعد]أيّها الناس إنّي أوشك (7)أن أدعى فأجيب و قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا (8)[بعده]أبدا:كتاب اللّه حبل طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم (9).و عترتي أهل بيتي،أذكّركم اللّه في أهل بيتي،ألا إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

14,1- (10)أخرج ابن عقدة:من طريق عمرو بن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة عن2.

ص: 123


1- في المصدر:«إنّي خلّقت فيكم اثنيين»بدل«الثقلين إن تمسكتم بهما».
2- الصواعق المحرقة:122 ذيل الحديث الرابع.
3- جواهر العقدين 174/2.
4- في المصدر:«حتى إذا كان بغدير...».
5- الدوحة:الشجرة العظيمة المتسعة.
6- قممن:قم البيت أي كنسه.
7- في المصدر:«يوشك».
8- في المصدر:«ما لم تضلوا بعده أبدا».
9- في المصدر:«كتاب اللّه طرف بيد اللّه و طرف بأيديكم».
10- جواهر العقدين 174/2.

أبيه عن جدّه عن أم سلمة قالت:

أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيد علي بغدير خم فرفعها حتى رأينا بياض ابطه فقال:

من كنت مولاه فعلي مولاه.

ثم قال:أيّها الناس إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي،و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

14,1,15- (1)و أخرج ابن عقدة:من طريق عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء(رضي اللّه عنها)قالت:

سمعت أبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مرضه الذي قبض فيه يقول،و قد امتلأت الحجرة من أصحابه:

أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا و قد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم،ألا و إنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي(عزّ و جلّ)و عترتي أهل بيتي،ثم أخذ بيد علي فقال:هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألكم ما تخلفوني فيهما.

14,1- (2)و أخرج ابن عقدة،و الحافظ أبو الفتوح العجلي في كتابه«الموجز»،و الديلمي، و ابن أبي شيبة،و أبو يعلى،عن عبد الرحمن بن عوف قال:

لمّا فتح اللّه برسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مكة (3)انصرف الى الطائف فحاصرها سبع عشرة ليلة أو تسع عشرة،ثم فتح اللّه الطائف (4)ثم قام خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:».

ص: 124


1- جواهر العقدين 174/2-175.
2- جواهر العقدين 173/2.
3- في المصدر:«لمّا فتح رسول اللّه مكة».
4- لا يوجد في المصدر:«ثم فتح اللّه الطائف».

أوصيكم بعترتي خيرا و إنّ موعدكم الحوض،و الذي نفسي بيده،لتقيمنّ الصلاة و لتؤتينّ الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يضرب أعناقكم،ثم أخذ بيد علي فقال:هو هذا (1).

14,1- (2)و أخرج السيد ابو الحسين يحيى بن الحسن في كتابه«أخبار المدينة»عن محمد ابن عبد الرحمن بن خلاد عن جابر بن عبد اللّه قال:

أخذ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيد علي و الفضل بن عباس في مرض وفاته فيعتمد (3)عليهما حتى جلس على المنبر[و عليه عصابة،فحمد اللّه و أثنى عليه]فقال:

[أمّا بعد]أيها الناس...قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه...و عترتي أهل بيتي،فلا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا و كونوا إخوانا كما أمركم اللّه،ثم اوصيكم بعترتي و أهل بيتي،ثم اوصيكم بهذا الحي من الأنصار.

14- (4)و عن جابر بن عبد اللّه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم عرفة و هو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول:

يا أيها الناس إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي. (أخرجه الترمذي و قال:حسن غريب) .

14,1- (5)أخرج ابن عقدة:عن جابر بن عبد اللّه قال:

كنّا مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حجّة الوداع فلمّا رجع الى الجحفة نزل ثم خطب الناس فقال:2.

ص: 125


1- في(أ):«هو ذا».
2- جواهر العقدين 169/2.
3- في المصدر:«قال:فخرج يعتمد...».
4- جواهر العقدين 169/2.سنن الترمذي 327/5 حديث 3874.
5- جواهر العقدين 169/2.

أيها الناس إنّي مسئول و أنتم مسئولون فما أنتم قائلون؟

قالوا:نشهد أنّك بلغت و نصحت و أديت.

قال:إنّي لكم فرط و أنتم واردون عليّ الحوض و إني مخلف فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،و انّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

ثم قال:أ لستم تعلمون أنّي أولى بكم من أنفسكم؟

قالوا:بلى.

فقال آخذا بيد علي:من كنت مولاه فعليّ مولاه.ثم قال:اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه.

14- (1)و أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن عبد اللّه بن زيد بن ثابت عن أبيه:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:من أحبّ أن ينسأ له-أي يتأخر في أجله-و أن يمتّع بما خوّله اللّه فليخلفني في أهلي خلافة حسنة،فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره و ورد عليّ يوم القيامة مسودا وجهه.

14- (2)و أخرجه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال:

آخر ما تكلم به النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أخلفوني في أهل بيتي خيرا. (انتهى جواهر العقدين) .2.

ص: 126


1- جواهر العقدين 148/2.
2- جواهر العقدين 173/2.

الباب الخامس

في بيان تطهير اللّه(عزّ و جلّ)نبيّه

مع أهل بيته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أوساخ الناس

14- ([1])في جمع الفوائد:عن عبد المطلب بن ربيعة رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إنّ هذه الصدقات إنّما هي أوساخ الناس،و إنّها لا تحلّ لمحمد و لا لآل محمد (1). (لمسلم و أبي داود و النسائي) .

14,2- ([2])و في المشكاة:[و]عن أبي هريرة قال:

أخذ الحسن بن علي(رضي اللّه عنهما)تمرة من تمر الصدقة،فجعلها في فيه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:كخ كخ،ليطرحها.ثم قال:

أ ما شعرت أنّا لا نأكل الصدقة. (متفق عليه) .

14- ([3])و في المشكاة:عن أبي هريرة قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا أوتي بطعام سأل عنه أ هدية أم صدقة؟فان قيل:صدقة

ص: 127


1- في المصدر حديث طويل و فيه:«إنّ هذه الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنّما هي أوساخ الناس». ([2]) مشكاة المصابيح 572/1 حديث 1822 باب من لا تحل عليه الصدقة.الاصابة 329/1 حرف(ح) القسم الأول.كنز العمال 609/6 حديث 17089. ([3]) مشكاة المصابيح 572/1 حديث 1824.صحيح مسلم 479/1 باب 53 حديث 175.

قال لأصحابه:كلوا و لم يأكل.و إن قيل:هدية ضرب بيده فأكل معهم. (متفق عليه) .

14- (1)و في جمع الفوائد:عن أبي رافع قال:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم استعمل رجلا من بني مخزوم على الصدقة،فأراد أبو رافع أن يتبعه فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إنّ الصدقة لا تحلّ لنا،و إنّ مولى القوم منهم. (لأصحاب السنن) .

14- (2)قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

لا أحلّ لكم أهل البيت من الصدقات شيئا،و لا غسالة الأيدي،إنّ لكم في خمس الخمس ما يكفيكم (3). (رواه الطبراني في الكبير) .

14- (4)و في جواهر العقدين:عن جعفر الصادق عن أبيه عليهما السّلام:

انّه شرب من سقايات بين مكة و المدينة فقيل له:أ تشربه من الصدقة؟

قال:إنّما حرم علينا الصدقة المفروضة.2.

ص: 128


1- جمع الفوائد 147/1 باب زكاة الفطر و عامل الزكاة.سنن الترمذي 84/1 باب 25 حديث 625.سنن أبي داود م373/1/ باب 30 حديث 1650.صحيح مسلم 475/1 باب 50.سنن النسائي 107/3 باب مولى القوم منهم.كنز العمال 610/6 حديث 17092.جواهر العقدين 147/2.
2- المعجم الكبير للطبراني 173/11 حديث 11543.مجمع الزوائد 91/3.جواهر العقدين 150/2.
3- 41- أخرجه الهيثمي و الطبراني عن ابن عباس بهذا اللفظ: عن ابن عباس قال: بعث نوفل بن الحارث ابنيه الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال لهما:انطلقا الى عمّكما لعلّه يستعين بكما على الصدقات لعلّكما تصيبان شيئا فتزوجان،فلقيا عليا،فقال:أين تأخذان؟فحدثاه بحاجتهما فقال لهما:ارجعا،فرجعا فلمّا أمسيا أمرهما أن ينطلقا الى نبي اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلمّا دفعا الى الباب استأذنا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعائشة:ارخي عليك سجفك،ادخل عليّ ابني عمي فحدثا نبي اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بحاجتهما فقال لهما نبي اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:لا يحل لكما أهل البيت من الصدقات شيء و لا غسالة الأيدي،إنّ لكم في خمس الخمس لما يغنيكم أو يكفيكم.
4- جواهر العقدين 147/2.

14,2- (1)و في جواهر العقدين:عن الحسن بن علي عليهما السّلام قال:

كنت مع جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فمرّ على جريف من الصدقة فأخذت منها (2)تمرة فألقيتها في فيّ فأدخل يده في فيّ (3)فأخذها بلعابها فقال لي:

أ ما شعرت (4)أنّا آل محمد لا تحلّ لنا الصدقة. (رواه أحمد و الطحاوي و قال:

اسناده قوي[و]جيد) .

14- (5)في الإصابة و في سنن النسائي:عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم قال:

لمّا قسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سهم ذي القربى بين بني هاشم و بني المطلب أتيته أنا و عثمان بن عفان فقلنا:يا رسول اللّه هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم لمكانك الذي جعلك اللّه به منهم،أ رأيت بني المطلب أعطيتهم و منعتنا و إنّما (6)نحن و هم منك بمنزلة واحدة (7)؟

فقال[رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]:إنّهم لم يفارقوني في الجاهلية و الاسلام (8)،إنّما بنو هاشم و بنو المطلب شيء واحد و شبك بين أصابعه.

14,2- (9)رشيد بن مالك رضي اللّه عنه قال:2.

ص: 129


1- جواهر العقدين 147/2.الاصابة 329/1 حرف(ح)القسم الاول.مجمع الزوائد 90/3 الزكاة.
2- في المصدر:«منه».
3- لا يوجد في المصدر:«فأدخل يده في في».
4- لا يوجد في المصدر:«لي:أ ما شعرت».
5- الاصابة 226/1 حرف(ج)القسم الاول.سنن النسائي 130/7 و 131 قسم الفيء.سنن أبي داود 25/3 حديث 2978 و 2980.
6- في المصدر:«فانّما».
7- لا يوجد في المصدر:«واحدة».
8- في المصدر:«في جاهلية و لا إسلام».و في باقي النسخ:«و لا الاسلام».
9- الاصابة 516/1 حرف(ر)القسم الأول.مجمع الزوائد 89/3.جواهر العقدين 150/2.

كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال:هذا صدقة،فقدّمها الى القوم و الحسن بن علي(رضي اللّه عنهما)[متعفر]بين يديه فأخذ تمرة فأدخلها في فيه (1)،فأدخل اصبعه في فيه فقذفها،ثم قال:

إنّا آل محمد لا نأكل الصدقة... (و روى البخاري و أبو داود نحوه).

16- (2)و في سنن أبي داود عن السدي قال في سهم القربى:

هم بنو عبد المطلب (3).

قال اللّه تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ (4).

و قال اللّه(عزّ و جلّ): وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى (5).

و قال اللّه-تبارك و تعالى-: ما أَفاءَ اللّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى (6).

(7) و في جواهر العقدين:إنّ اللّه-تعالى-جعل أهل بيت نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مطابقا له في أشياء كثيرة،عدّ فخر الدين الرازي منها خمسة أشياء:

إحداها (8):في السلام قال:«السلام عليك أيّها النبي و رحمة اللّه و بركاته»،».

ص: 130


1- لا يوجد في المصدر:«فأدخلها في فيه».
2- سنن أبي داود 26/3 حديث 2981.
3- الى هنا في سنن أبي داود.
4- التوبة60/.
5- الأنفال41/.
6- الحشر7/.
7- جواهر العقدين 166/2.
8- في المصدر:«قال الامام فخر الدين الرازي جعل اللّه أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مساوين له في خمسة أشياء و عدّها:في السلام...».

و قال لأهل بيته: سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (1).

و الثانية:في الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و على الآل،كما في التشهد و غيره،حيث لا تكون الصلاة عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الصلاة البتراء (2).

و الثالثة:في الطهارة قال اللّه(عزّ و جلّ): طه أي يا طاهر ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى. إِلاّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (3)،و قال لأهل بيت نبيه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4).

و الرابعة:تحريم الصدقة قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:لا تحلّ الصدقة لمحمد و لا لآل محمد.

و الخامسة:[المحبة]،قال اللّه(عزّ و جلّ): قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (5)،و قال لأهل بيته: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (6).

8,14,15- (7)و في عيون الأخبار:عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان.

فقال المأمون:أخبروني عن معنى هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (8)./.

ص: 131


1- الصافات130/.
2- لا يوجد في المصدر:«و غيره حيث لا تكون-الى-الصلاة البتراء».و العبارة هكذا في جميع النسخ، و يبدو انّه خطأ و الصحيح امّا:«حيث تكون...»أو«حتى لا تكون...».
3- طه1/-3.
4- الأحزاب33/.
5- آل عمران31/.
6- الشورى23/.
7- عيون أخبار الرضا عليه السّلام 207/1.نور الأبصار للشبلنجيّ:227.
8- فاطر32/.

فقالت العلماء:أراد اللّه(عزّ و جلّ)بذلك الأمة كلّها.

[فقال المأمون:ما تقول يا أبا الحسن؟]

فقال الرضا عليه السّلام:[لا أقول كما قالوا،و لكني أقول:]المراد (1)بذلك العترة الطاهرة.

[فقال المأمون:و كيف عني العترة من دون الأمة؟

فقال له الرضا عليه السّلام:]لأنّه لو كان المراد (2)الأمة لكانت بأجمعها (3)في الجنّة، لقول اللّه(عزّ و جلّ): فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (4).ثم جمعهم كلّهم في الجنّة فقال [عزّ و جلّ]: جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ (5)الآية.

فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.

[فقال المأمون:من العترة الطاهرة؟

فقال الرضا عليه السّلام:]و هم الذين نزل بشأنهم (6): إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7).

و هم الذين قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،ألا و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،فانظروا كيف تخلفوني/.

ص: 132


1- في المصدر:«أراد اللّه عز و جل بذلك...».
2- في المصدر:«انّه لو أراد الأمّة...».
3- في المصدر:«أجمعها».
4- فاطر32/.
5- فاطر33/.
6- في المصدر:«الذين وصفهم اللّه في كتابه فقال...».
7- الأحزاب33/.

فيهما؟أيّها الناس إنّكم (1)لا تعلّموهم فانّهم أعلم منكم.

[قالت العلماء:أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غير الآل؟

فقال الرضا عليه السّلام:هم الآل.

فقالت العلماء:فهذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يؤثر عنه انّه قال:أمّتي آلي،و هؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه«آل محمد أمّته».

فقال أبو الحسن عليه السّلام:]إنّ الصدقات تحرم عليهم دون غيرهم (2).[أخبروني فهل تحرم الصدقة على الآل؟

فقالوا:نعم.

قال:فتحرم على الأمة؟

قالوا:لا.

قال:هذا فرق بين الآل و الأمّة.ويحكم أين يذهب بكم.أ ضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون]أ ما علمتم أنه وقعت الوراثة و الطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم؟

[قالوا:و من أين يا أبا الحسن؟

فقال:]لقول اللّه تعالى (3): وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (4)فصارت وراثة النبوة، و الكتاب للمهتدين دون الفاسقين./.

ص: 133


1- لا يوجد في المصدر:«إنّكم».
2- لا يوجد في المصدر:«إنّ الصدقات تحرم عليهم دون غيرهم».
3- في المصدر:«فقال:من قول اللّه عز و جل...».
4- الحديد26/.

[أ ما علمتم أنّ نوحا حين سأل ربّه(عزّ و جلّ)فقال: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (1).و ذلك أنّ اللّه(عزّ و جلّ):وعده أن ينجيه و أهله فقال ربّه(عزّ و جل): يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ .

فقال المأمون:هل فضل العترة على سائر الناس؟

فقال أبو الحسن:]و فضل العترة على غيرهم ثابت (2).

[فقال له المأمون:و أين ذلك من كتاب اللّه؟

فقال له الرضا-عليه السّلام-:]لقول اللّه تعالى (3): إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ. ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (4).

[و قال(عزّ و جلّ):في موضع آخر:] أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (5).

ثم خاطب سائر المؤمنين بقوله (6)تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ يعني الذين قرنهم بالكتاب و الحكمة و حسد الناس عليهم (7).».

ص: 134


1- هود45/.
2- في المصدر:«إنّ اللّه عز و جل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه».
3- في المصدر:«في قول اللّه عز و جل».
4- آل عمران33/-34.
5- النساء54/.
6- في المصدر:«ثم ردّ المخاطبة في أثر هذه الى سائر المؤمنين فقال».
7- في المصدر:و حسدوا عليهما».

[فقوله(عزّ و جلّ): أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا هو الطاعة لهم.

فقالت العلماء:فأخبرنا هل فسر اللّه(عزّ و جلّ)الاصطفاء في الكتاب؟

فقال الرضا-عليه السّلام-:]و قد فسّر اللّه(عزّ و جلّ)اصطفاء العترة في الكتاب في اثني عشر موضعا (1):

أولها:قوله تعالى (2): وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (3)و رهطك المخلصين [هكذا]في قراءة أبيّ بن كعب،و هي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود، و هذه منزلة رفيعة[و فضل عظيم و شرف عال،حين عنى اللّه(عزّ و جلّ) بذلك الآل،فذكره لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.فهذه واحدة].

ثانيها (4): إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5).

[و هذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلاّ معاند ضال لأنّه فضل بعد طهارة تنتظر.

فهذه الثانية].

ثالثها (6):[فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه فأمر نبيه بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال(عزّ و جلّ):يا محمد] فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ».

ص: 135


1- في المصدر:«فقال الرضا عليه السّلام:فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا و موضعا».
2- في المصدر:«فأول ذلك قوله عز و جل».
3- الشعراء214/.
4- في المصدر:«الآية الثانية:في الاصطفاء قوله عز و جل...»،و في نسخة(أ):«و ثانيها».
5- الأحزاب33/.
6- في المصدر:«و أمّا الثالثة».

اَلْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فأبرز (1)النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا و الحسن و الحسين و فاطمة(صلوات اللّه و سلامه عليهم)[و قرن أنفسهم بنفسه.فهل تدرون ما معنى قوله: وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ؟

قالت العلماء:عنى به نفسه.

فقال أبو الحسن عليه السّلام:لقد غلطتم،إنّما]عنى في (2)قوله: أَنْفُسَنا (3)نفس علي[بن أبي طالب عليه السّلام]،و ممّا يدل على ذلك قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم[حين قال:] لتنتهين بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه).

[و عنى بالأبناء الحسن و الحسين عليهما السّلام،و عنى بالنساء فاطمة عليها السّلام].

فهذه خصوصية لا[يتقدّمهم فيها أحد،و فضل لا]يلحقهم فيه بشر، [و شرف لا يسبقهم إليه خلق،إذ جعل نفس علي عليه السّلام كنفسه.

فهذه الثالثة].

رابعها:إخراجه (4)صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الناس عن (5)مسجده ما خلا العترة،حتى تكلّم الناس و العباس في ذلك،فقال العباس (6):يا رسول اللّه تركت عليا و أخرجتنا؟ فقال[رسول اللّه]عليه السّلام:ما أنا تركته و أخرجتكم و لكن اللّه(عزّ و جلّ)تركه».

ص: 136


1- في المصدر:«فبرز».
2- في نسخة(أ):«من».
3- لا يوجد في المصدر:«من قوله:أنفسنا...».
4- في المصدر:«و أمّا الرابعة:فاخراجه».
5- في المصدر:«من».
6- في المصدر:«حتى تكلّم الناس في ذلك و تكلّم العباس فقال:...».

و أخرجكم.

و في هذا بيان (1)قوله[صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]لعلي[عليه السّلام]:أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.

[قالت العلماء:و أين هذا من القرآن؟

قال أبو الحسن:أوجدكم في ذلك قرآنا و أقرأه عليكم؟

قالوا:هات.

قال:]قال اللّه-تعالى- (2): وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (3).

ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى،و فيها[أيضا]منزلة علي[عليه السّلام]من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و مع هذا[دليل واضح]،قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (4):

ألا ان هذا المسجد لا يحلّ[لجنب]إلاّ لمحمد[صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]و آله.

قالت العلماء:[يا أبا الحسن هذا الشرح و]هذا البيان لا يوجد إلاّ عندكم [معاشر]أهل البيت (5).

[فقال:]و من ينكر[لنا]ذلك[و رسول اللّه يقول:أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها؟!ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة و الاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره إلاّ معاندو اللّه(عزّ و جلّ)و الحمد على ذلك.

فهذه الرابعة].».

ص: 137


1- في المصدر:«تبيان».
2- في المصدر:«قول اللّه عز و جل:...».
3- يونس87/.
4- في المصدر:«في قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين قال:...».
5- في المصدر:«أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».

خامسها (1):قول اللّه تعالى: وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ (2)خصوصية لهم (3)[خصهم اللّه العزيز الجبار بها و اصطفاهم على الأمة]،فلمّا نزلت هذه الآية [على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لفاطمة (4)عليها السّلام:

هذه فدك و هي ممّا لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين و قد جعلتها لك لما أمرني اللّه به فخذيها لك و لولدك.

[فهذه الخامسة].

سادسها:قول اللّه تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (5)

و هذه خصوصية[للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى يوم القيامة،و خصوصية]للآل دون غيرهم.

[و ذلك:أنّ اللّه(عزّ و جلّ)حكى في ذكر نوح في كتابه: وَ يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّ عَلَى اللّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (6).

و حكى(عزّ و جلّ)عن هود إنّه قال: يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ (7).

و قال(عزّ و جلّ)لنبيه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:قل يا محمد: لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ./.

ص: 138


1- في المصدر:«و الآية الخامسة».
2- الاسراء26/.
3- لا يوجد في المصدر:«لهم».
4- في المصدر:«قال:ادعوا لي فاطمة،فدعيت له فقال:يا فاطمة.قالت:لبيك يا رسول اللّه.فقال:هذه فدك...».
5- الشورى23/.
6- هود29/.
7- هود51/.

و لم يفرض اللّه تعالى مودتهم إلاّ و قد علم أنّهم لا يرتدون عن الدين أبدا،و لا يرجعون الى ضلال أبدا.و أخرى أن يكون الرجل و ادّا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له،فلا يسلّم له قلب الرجل فأحبّ اللّه(عزّ و جلّ)أن لا يكون في قلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على المؤمنين شيء ففرض عليهم اللّه مودّة ذوي القربى،فمن أخذ بها و أحبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أحبّ أهل بيته لم يستطع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يبغضه لأنّه قد ترك فريضة من فرائض اللّه(عزّ و جلّ)،فأيّ فضيلة و أي شرف يتقدّم هذا أو يدانيه؟

فأنزل اللّه(عزّ و جلّ)هذه الآية على نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أصحابه،فحمد اللّه و أثنى عليه و قال:

يا أيّها الناس إنّ اللّه(عزّ و جلّ)قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد.

فقال:يا أيها الناس انّه ليس من فضة و لا ذهب و لا مأكول و لا مشروب.

فقالوا:هات إذا.فتلا عليهم هذه الآية.

فقالوا:أمّا هذه فنعم،فما وفى بها أكثرهم و ما بعث اللّه(عزّ و جلّ)نبيا إلاّ أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأن اللّه(عزّ و جلّ)يوفيه أجر الأنبياء،و محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرض اللّه(عزّ و جلّ)طاعته و مودّة قرابته على أمّته،و أمره أن يجعل أجره فيهم ليؤدوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب اللّه-عزّ و جلّ-لهم فان المودة إنمّا تكون على قدر معرفة الفضل فلما أوجب اللّه تعالى ذلك ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعة،فتمسك بها قوم قد أخذ اللّه ميثاقهم على الوفاء،و عاند أهل الشقاق و النفاق و ألحدوا في ذلك،فصرفوه عن حدّه الذي حدّه اللّه(عزّ و جلّ)فقالوا:

ص: 139

القرابة هم العرب كلّها و أهل دعوته.

فعلى أي الحالتين كان،فقد علمنا أن المودّة هي للقرابة فأقربهم من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أولاهم بالمودّة،و كلّما قربت القرابة كانت المودّة على قدرها،و ما أنصفوا نبي اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حيطته و رأفته،و ما منّ اللّه به على أمته ممّا تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤذوه في ذريّته و أهل بيته،و أن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس،حفظا لرسول اللّه فيهم و حبّا لهم،فكيف و القرآن ينطق به و يدعو إليه،و الأخبار ثابتة بأنّهم أهل المودّة و الذين فرض اللّه تعالى مودّتهم و وعد الجزاء عليها،فما وفى أحد بها].

فهذه المودّة فريضة من اللّه تعالى على كافة المؤمنين لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلاّ استوجب الجنّة لقول اللّه تعالى في هذه الآية: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ. ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى مفسرا و مبينا لكن ما وفى بهذه الآية أكثرهم.

[ثم]قال أبو الحسن عليه السّلام:حدثني أبي،عن جدّي،عن آبائه،عن أمير المؤمنين علي (1)عليهم السّلام[قال:]

انه (2)اجتمع المهاجرون و الأنصار الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالوا:إنّ لك يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مئونة في نفقتك و فيمن يأتيك من الوفود،و هذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها،بارا مأجورا،أعط ما شئت و امسك ما شئت،من غير حرج.

[قال:]فأنزل اللّه(عزّ و جلّ)عليه الروح الأمين فقال:يا محمد: قُلْ».

ص: 140


1- في المصدر:«عن الحسين بن علي».
2- لا يوجد في المصدر:«انه».

لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى [يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي].

فخرجوا فقال المنافقون:ما حمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحثّنا على مودّة قرابته من بعده إن هو إلاّ شيء افتراه في مجلسه فهذا بهتان عظيم (1)[و كان ذلك من قولهم عظيما].

فأنزل اللّه(عزّ و جلّ)[هذه الآية]: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَ يَمْحُ اللّهُ الْباطِلَ وَ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (2).

فبعث إليهم (3)النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:هل من حديث (4)؟

قالوا (5):[إي و اللّه يا رسول اللّه]لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم [رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]هذه الآية،فبكوا و اشتدّ بكاؤهم،فأنزل(عزّ و جلّ):

وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (6) .

[فهذه السادسة].

سابعها:آية (7)إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (8).

قيل (9):يا رسول اللّه قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟».

ص: 141


1- لا يوجد في المصدر:«فهذا بهتان عظيم».
2- الشورى24/ و في المصدر أورد الآية 8 من سورة الاحقاف بدلا عن هذه الآية المباركة.
3- في المصدر:«عليهم».
4- في المصدر:«حدث».
5- في المصدر:«فقالوا».
6- الشورى25/.
7- في المصدر:«و أمّا الآية السابعة:فقول اللّه عز و جل:...».
8- الأحزاب56/.
9- في المصدر:«قالوا».

فقال:قولوا (1):اللهم صلّ على محمد و آل محمد كما صلّيت و باركت (2)على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

[فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟

فقالوا:لا.

فقال المأمون:هذا ممّا لا خلاف فيه أصلا و عليه إجماع الأمة،فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن؟

فقال أبو الحسن:نعم،أخبروني عن قول اللّه(عزّ و جلّ): يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ،فمن عني بقوله يس ؟

قالت العلماء: يس محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يشكّ فيه أحد.

قال أبو الحسن:فانّ اللّه(عزّ و جلّ)أعطى محمدا و آل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلاّ من عقله،و ذلك أنّ اللّه(عزّ و جلّ)لم يسلّم على أحد إلاّ على الأنبياء(صلوات اللّه عليهم)فقال اللّه-تبارك و تعالى-: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (3).

و قال: سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (4).

و قال: سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ (5).

و لم يقل:سلام على آل نوح.

و لم يقل:سلام على آل إبراهيم./.

ص: 142


1- في المصدر:«تقولون».
2- لا يوجد في المصدر:«و باركت».
3- الصافات79/.
4- الصافات109/.
5- الصافات120/.

و لا قال:سلام على آل موسى و هارون].

و قال اللّه تعالى: سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (1).يعني آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لم يسلّم على آل أحد من الأنبياء عليهم السّلام سواه (2).

[فقال المأمون:لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا و بيانه.

فهذه السابعة].

ثامنها:آية (3)أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى (4).

فقرن سهم ذي القربى بسهمه و بسهم رسوله (5)صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فهذا فضل أيضا للآل دون الأمّة (6)،[لأنّ اللّه تعالى جعلهم في حيّز و جعل الناس في حيّز دون ذلك، و رضي لهم ما رضي لنفسه و اصطفاهم فيه،فبدأ بنفسه،ثم ثنى برسوله،ثم بذي القربى،في كلّ ما كان من الفيء و الغنيمة و غير ذلك ممّا رضيه(عزّ و جلّ) لنفسه فرضي لهم فقال و قوله الحقّ: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى .فهذا تأكيد مؤكد و أثر قائم لهم الى يوم القيامة في كتاب اللّه الناطق الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ].

و أمّا قوله: وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ ،فان اليتيم إذا انقطع يتمه[خرج من».

ص: 143


1- الصافات130/.
2- لا يوجد في المصدر:«و لم يسلم...الخ».
3- في المصدر:«و أمّا الثامنة فقول اللّه عز و جل:...».
4- الأنفال41/.
5- في المصدر:«رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
6- في المصدر:«بين الآل و الأمة».

الغنائم و لم يكن له فيها نصيب]،و[كذلك]المسكين إذا انقطعت مسكنته،لم يكن له نصيب من المغنم[و لا يحلّ له أخذه]،و سهم ذي القربى الى يوم القيامة قائم (1)فيهم،الغني (2)و الفقير منهم سواء (3)[لأنّه لا أحد أغنى من اللّه (عزّ و جلّ)و لا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فجعل لنفسه منها سهما و لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سهما،فما رضيه لنفسه و لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رضيه لهم،و كذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه و لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رضيه لذي القربى،كما أجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه (جلّ جلاله)،ثم برسوله،ثم بهم]،فقرن سهمهم بسهمه (4).و كذلك في الطاعة،قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (5)[فبدأ بنفسه ثم برسوله،ثم بأهل بيته].

و قال اللّه تعالى (6): إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7)فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته،و كذلك ولايتهم مع ولاية الرسول مقرونة بولايته،كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة و الفيء[فتبارك اللّه و تعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت!]./.

ص: 144


1- في المصدر:«قائم الى يوم القيامة».
2- في المصدر:«للغني».
3- لا يوجد في المصدر:«سواء».
4- في المصدر:«و قرن سهمهم بسهم اللّه و سهم رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
5- النساء59/.
6- في المصدر:«كذلك آية الولاية».
7- المائدة55/.

فلمّا جاءت قصة الصدقة نزّه نفسه و رسوله و نزّه أهل بيت رسوله (1)فقال:

إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ (2) الآية.

[فهل تجد في شيء من ذلك انّه سمّى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى،لأنه لما نزّه نفسه عن الصدقة و نزّه رسوله و نزّه أهل بيته،لا بل حرّم عليهم،لأن] الصدقة محرّمة على محمد[صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]و آل محمد (3)،و هي أوساخ أيدي الناس لا تحل لهم لأنّهم مطهرون (4)من كلّ دنس و وسخ،فلمّا طهرهم اللّه[عزّ و جلّ] و اصطفاهم،رضي لهم ما رضي لنفسه و كره لهم ما كره لنفسه(عزّ و جلّ و تعالى و تقدس و تبارك و عظم شأنه و دام إحسانه) (5).

[فهذه الثامنة].

تاسعها:آية (6)فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ الآية (7).فنحن أهل الذكر[فاسألونا إن كنتم لا تعلمون.

فقالت العلماء:إنّما عنى اللّه بذلك اليهود و النصارى.

فقال أبو الحسن عليه السّلام:سبحان اللّه!و هل يجوز ذلك إذا يدعونا الى دينهم و يقولون:إنّه أفضل من دين الاسلام؟!/.

ص: 145


1- في المصدر:«أهل بيته».
2- التوبة60/.
3- في المصدر:«و آله».
4- في المصدر:«طهروا».
5- لا يوجد في المصدر:«و تعالى و تقدس-الى-و دام إحسانه».
6- في المصدر:«و أمّا التاسعة:فنحن أهل الذكر الذين قال اللّه عز و جل...».
7- لا يوجد في المصدر:«الآية»-النحل43/.

فقال المأمون:فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن؟

فقال أبو الحسن:نعم]لأن (1)الذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نحن أهله[و ذلك بيّن في كتاب اللّه(عزّ و جلّ)]حيث قال (2)تعالى في سورة الطلاق: فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً. رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ (3)[فالذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نحن أهله.

فهذه التاسعة].

عاشرها:آية (4)حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ (5)الآية.

[فاخبروني هل تصلح ابنتي و ابنة ابني و ما تناسل من صلبي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يتزوجها لو كان حيّا؟

قالوا:لا.

قال:فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها لو كان حيّا؟

قالوا:نعم.

قال:]ففي هذا بيان[لأني]أنا من آله و لستم من آله،و لو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم أن يتزوجها لو كان حيا كما حرم عليه بناتي لأنها ذريته (6).

[فهذا فرق بين الآل و الأمّة،لأن الآل منه و الأمة إذا لم تكن من الآل فليست منه.

فهذه العاشرة].».

ص: 146


1- لا يوجد في المصدر:«لأن».
2- في المصدر:«يقول».
3- الطلاق10/-11.
4- في المصدر:«و أمّا العاشرة:فقول اللّه عز و جل في آية التحريم:».
5- النساء23/.
6- في المصدر:«...لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لأني من آله و أنتم من أمته».

حادي عشرها:في سورة المؤمن (1)وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ (2)[الى]تمام الآية.

فكان ابن خال فرعون فنسبه الى فرعون بنسبه و لم يضفه إليه بدينه،و كذلك خصصنا نحن إذ كنّا من آله (3)بولادتنا منه،و تمم (4)الناس بالدين،فهذا فرق بين الآل و الأمة.

[فهذه الحادية عشرة].

ثاني عشرها:آية (5)وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها (6).

[فخصّصنا اللّه-تبارك و تعالى-بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة،ثم خصصنا من دون الأمة]،فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يجيء الى باب علي و فاطمة عليهما السّلام بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كلّ يوم عند حضور كلّ صلاة خمس مرات فيقول:الصلاة يرحمكم (7)اللّه.

[و ما أكرم اللّه أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها و خصصنا من دون جميع أهل بيتهم].

فقال أبو الحسن:الحمد للّه الذي خصصنا بهذه الكرامة العظمى (8).».

ص: 147


1- في المصدر:«و أمّا الحادية عشرة فقول اللّه عزّ و جلّ في سورة المؤمن حكاية قول رجل مؤمن من آل فرعون...».
2- غافر28/.
3- في المصدر:«آل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
4- في المصدر:«و عممنا».
5- في المصدر:«و أمّا الثانية عشرة فقوله عز و جل:...».
6- طه132/.
7- في المصدر:«رحمكم».
8- لا يوجد في المصدر:«فقال أبو الحسن:الحمد للّه-الى-الكرامة العظمى».

فقال المأمون و العلماء:جزاكم اللّه أنتم أهل البيت عن هذه الأمة خيرا،فما نجد الشرح و البيان فيما اشتبه علينا إلاّ عندكم.

14,1,15- (1)أيضا أخرج الثعلبي و الحمويني و المالكي في«الفصول المهمة»بأسانيدهم عن محمد بن سيرين قال:

نزلت هذه الآية وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (2)في النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فاطمة و علي(رضي اللّه عنهما).

14- (3)في المشكاة:عن أسامة بن زيد،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: في قول اللّه(عزّ و جلّ):

فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ (4) الآية.

قال:كلّهم في الجنّة. (رواه الترمذي) (5).

17- (6)و في جواهر العقدين:عن ابن عباس و زيد بن علي بن الحسين(رضي اللّه عنهم)

قالا: في قوله تعالى: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى :

إنّ من رضاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يدخل اللّه أهل بيته الجنّة.

17- (7)و في الصواعق:نقل القرظي عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

إنّ رضاء محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار.م.

ص: 148


1- الفصول المهمة:28.غاية المرام:375 باب 77 حديث 1(عن الثعلبي).شواهد التنزيل للحسكاني 414/1 حديث 574.فرائد السمطين 370/1 حديث 301(عن محمد بن سيرين).
2- الفرقان54/.
3- مشكاة المصابيح 735/2 باب سعة رحمة اللّه حديث 2380.سنن الترمذي 41/5 سورة الملائكة حديث 3278.
4- فاطر32/.
5- في المصدر:«رواه البيهقي في كتاب البعث و النشور».
6- جواهر العقدين 216/2.فرائد السمطين 295/2 حديث 553(عن زيد بن علي).
7- الصواعق المحرقة:159 باب 11 الفصل الأول في الآيات الواردة في أهل البيت عليهم السّلام.

الباب السادس

في ذكر الأحاديث الواردة في أن حبّ علي من الايمان

و حديث فتح خيبر و حديث المنزلة

14,1- ([1])في صحيح مسلم،في أول الجزء الثالث،في باب الدليل على أن حبّ الأنصار و علي من الايمان و علامته و أمّا بغضهم من علامات النفاق:

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،حدثنا وكيع و أبو معاوية عن الأعمش،و حدثنا يحيى بن يحيى(و اللفظ له)،أخبرنا أبو معاوية،عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن ذر (1)قال:

قال علي: و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة،إنّه لعهد النبي الأمّي إليّ أن لا يحبّني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق.

14,1- ([2])و في صحيح النسائي:عن الأعمش عن عدي بن ثابت،عن ذر (2)قال:

قال علي رضي اللّه عنه: إنّه لعهد النبي الأمي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إليّ أنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق. (أيضا رواه أحمد في مسنده،أيضا رواه الطبراني) .

ص: 149


1- في المصدر:«زر». ([2]) سنن النسائي 116/8(كتاب الايمان).أخرجه ابن المغازلي بأسانيد مختلفة في مناقبه ص 90 حديث 225-232.أحمد في مناقبه 563/2 حديث 948.
2- في المصدر:«زر».

14,1- (1)و في سنن الترمذي:عن الأعمش،عن عدي بن ثابت،عن ذر (2)بن حبيش، عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

لقد عهد إليّ النبي الأمّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

(هذا حديث حسن صحيح) .

14,1- (3)الترمذي:عن المساور الحميري عن أمه قالت:

دخلت على أمّ سلمة فسمعتها تقول:كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

لا يحبّ عليا منافق و لا يبغضه مؤمن.

و في الباب عن علي.(هذا حديث حسن غريب) .

1- (4)الترمذي:حدثنا قتيبة،حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي هارون[العبدي]عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: [إن]كنّا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب. (هذا حديث غريب).

قال الترمذي:روى هذا الحديث عن الأعمش،عن أبي صالح،عن أبي سعيد الخدري. .

1- (5)و في مسند أحمد:عن جابر بن عبد اللّه قال: ما كنّا نعرف منافقينا معشر1.

ص: 150


1- سنن الترمذي 306/5 باب 94 حديث 3819 فضائل الامام علي عليه السّلام.سنن ابن ماجة 42/1 حديث 114.الصواعق المحرقة:122.
2- في المصدر:«زر».
3- سنن الترمذي 299/5 باب 84 حديث 3801 فضائل الامام علي عليه السّلام.ذخائر العقبى:91.مسند أحمد 292/6.الفضائل لأحمد 619/2 حديث 1059.
4- سنن الترمذي 298/5 باب 83 حديث 3800 فضائل الامام علي عليه السّلام.الصواعق المحرقة:122.
5- الفضائل لأحمد 639/2 حديث 1086.مجمع الزوائد 133/9.المناقب للخوارزمي:332 حديث 353 باب فضائل له شتى.ذخائر العقبى:91.

الأنصار إلاّ ببغضهم عليا.

1- (1)و في مسند أحمد:عن الأعمش عن أبي صالح،عن أبي سعيد الخدري قال:

ما كنّا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلاّ ببغضهم عليا (2).

14,1- (3)في مسند أحمد:بسنده عن الأعمش،عن عدي بن ثابت عن ذر (4)بن حبيش عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

عهد النبي الأمّي إليّ (5)انّه لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

14- (6)عبد اللّه بن أحمد أخرج في زوائد المسند بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:من أبغضنا أهل البيت فهو منافق.

14,1- (7)و في الجمع بين الصحيحين:عن علي،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّه قال:

لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

14,1- (8)أبو نعيم الحافظ في«حلية الأولياء»:بسنده عن عدي بن ثابت،عن ذر (9)بن حبيش قال:سمعت علي بن أبي طالب يقول:

و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة و تردّى بالعظمة إنّه لعهد النبي[الأمّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] إليّ انّه لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.».

ص: 151


1- الفضائل لأحمد 579/2 حديث 979.
2- لفظه في المصدر:«إنّما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا».
3- مسند أحمد 84/1،95،128.المناقب للخوارزمي:326 حديث 336.
4- في المصدر:«عن زر».
5- في المصدر:«عهد إلي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...».
6- الفضائل لأحمد 661/2 حديث 1126؛و 685 حديث 1169.ذخائر العقبى:18.
7- مجمع الزوائد 133/9(عن ابن عباس و عمران بن حصين).
8- حلية الأولياء 185/4.
9- في المصدر:«زر».

قال أبو نعيم:هذا حديث صحيح[متفق عليه](رواه جماعة) (1).

14,1- (2)و في سنن ابن ماجة القزويني:عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن ذر بن حبيش،عن علي رضي اللّه عنه قال:

عهد إليّ النبي[الأمّي]صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:انّه لا يحبّني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق.

14,1- (3)و في مشكاة المصابيح:عن أم سلمة أمّ المؤمنين(رضي اللّه عنها)قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا يحبّ عليا منافق و لا يبغضه مؤمن. (رواه أحمد و الترمذي) .

14,1- (4)و عنها قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سبّ عليا فقد سبّني. (رواه أحمد) .

1- (5)و في نهج البلاغة:قال علي عليه السّلام:

لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني،و لو صببت الدنيا بحماتها (6)على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني،و ذلك انّه قضى فانقضى عن لسان النبي الأمّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال لي:[يا علي]لا يبغضك مؤمن و لا يحبّك منافق.ا.

ص: 152


1- ذكر أسماء الجماعة في الحلية.
2- سنن ابن ماجة 42/1 حديث 114 فضائل الامام علي عليه السّلام.
3- مشكاة المصابيح 1722/3 حديث 6091 مناقب الامام علي عليه السّلام.سنن الترمذي 299/5 باب 84 حديث 3801 فضائل الامام علي عليه السّلام.مسند أحمد 292/6(عن الحميري،عن أمه).
4- مشكاة المصابيح 1722/3 حديث 6092.المستدرك للحاكم 121/3.الفضائل لأحمد 594/2 حديث 1011.جمع الزوائد 130/9.الصواعق المحرقة:74.المناقب للخوارزمي:149 حديث 175.منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 30/5.فرائد السمطين 302/1 حديث 240.
5- نهج البلاغة:477 قصار الجمل 45.
6- في المصدر:«بجماتها»و الجمات-جمع جمة-:هو مجتمع الماء المترشح من الواحها و المراد:لو كفأت الدنيا بجليلها و حقيرها.

14- (1)عبد اللّه بن أحمد في زوائد المسند:بسنده عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:من أبغضنا أهل البيت أدخله اللّه النار.

14,1- (2)و في المشكاة:عن سهل بن سعيد (3)الساعدي رضي اللّه عنه: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال يوم خيبر:

لأعطين[هذه]الراية غدا رجلا يفتح اللّه على يديه،يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله،فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كلّهم يرجون أن يعطاها،فقال:أين علي بن أبي طالب؟

فقالوا:هو يا رسول اللّه يشتكي عن عينيه.قال:فأرسلوا إليه.

فأتي به،فبصق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في عينيه،فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي:يا رسول اللّه أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا.

قال:أنفذ على رسلك (4)حتى تنزل بساحتهم،ثم ادعهم الى الاسلام و أخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللّه فيه،فو اللّه لئن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. (متفق عليه (5)؛أي رواه البخاري و مسلم).

و روى البخاري و مسلم عن سلمة بن الأكوع نحوه.

14,1- (6)و روى مسلم عن أبي هريرة:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال يوم خيبر: لأعطين7.

ص: 153


1- الفضائل لأحمد 661/2 حديث 1126.
2- مشكاة المصابيح 1719/3 حديث 6080.صحيح البخاري 76/5(كتاب المغازي).صحيح مسلم 449/2(كتاب الفضائل)حديث 2406.
3- في المصدر:«سعد».
4- أي امض على رفقك و لينك.
5- انتهى المشكاة.
6- صحيح مسلم 449/2(كتاب الفضائل)حديث 2405.سنن ابن ماجة 43/1(كتاب الفضائل)حديث 117.

هذه الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله،و يحبّه اللّه و رسوله (1)،يفتح اللّه على يديه.

قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه:ما أحببت الامارة إلاّ يومئذ.قال:فتطاولت (2)لها رجاء أن أدعى لها.قال:فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها (3)و قال:امش و لا تلتفت حتى يفتح اللّه عليك.

قال:فسار علي ماشيا (4)ثم وقف[و لم يلتفت]فصرخ علي (5):يا رسول اللّه على ما ذا أقاتل الناس؟

قال:قاتلهم حتى يشهدوا«أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه»فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على اللّه،ففتح اللّه بيده (6).

أيضا ابن ماجة روى حديث فتح خيبر بيد علي. .

1- (7)و في جمع الفوائد: و كان ملك خيبر مرحب فخرج يقول:

قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح (8)بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب فقال علي:ح.

ص: 154


1- لا يوجد في المصدر:«و يحبّه اللّه و رسوله».
2- في المصدر:«فتساورت».
3- في المصدر:«فأعطاها إياه».
4- في المصدر:«شيئا».
5- لا يوجد في المصدر:«علي».
6- لا يوجد في المصدر:«ففتح اللّه بيده».
7- جمع الفوائد 212/2،و الحديث في المصدر طويل أوله:«خرج ملكهم مرحب يخطر».صحيح مسلم 173/2(كتاب المغازي-باب 45)حديث 132.البخاري 208/4 المناقب.
8- شاكي السلاح:تام السلاح.

أنا الذي سمتني أمي حيدرة *** ضرغام آجام و ليث قسورة

عبل الذراعين شديد القصرة *** كليث غابات كريه المنظرة

أكيلكم بالسيف كيل السندرة *** أضربكم ضربا يبين الفقرة (1)

فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يده. (لمسلم و لأبي داود) .

14,1- (2)عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في«زوائد المسند»بسنده عن بريدة قال:

حاصرنا خيبر مدّة (3)[فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف و لم يفتح له،ثم أخذ من الغد،فخرج فرجع]و لم يفتح[له،و أصاب الناس يومئذ شدّة و جهد]فقال [رسول اللّه]صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إنّي دافع الراية غدا الى رجل يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله،لا يرجع حتى يفتح له.

و بتنا طيّبة أنفسنا أنّ الفتح غدا لنا،فتطاولنا لها،ثم أقام عليا قائما و دعا باللواء له و فتح له (4).

[قال بريدة:]و أنا فيمن تطاول لها.

14,1- (5)و في صحيح البخاري:حدثنا مسدد،قال:حدثنا يحيى،عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:).

ص: 155


1- حيدرة:الأسد،و قيل:الحيدرة في الأسد مثل الملك في الناس؛و السندرة الجرأة،و قيل:السندرة مكيال كبير،و المعنى أقتلكم قتلا واسعا كبيرا ذريعا؛و القصرة:أصل العنق.
2- مسند أحمد 353/5.المناقب لمحمد بن سليمان الكوفي 508/2 حديث 1008.
3- لا يوجد في المصدر:«مدّة».
4- في المصدر:«فلمّا أن أصبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الغداة ثم قام قائما و الناس على مصافهم فدعا عليا و هو أرمد فتفل في عينيه و دفع إليه اللواء...».
5- صحيح البخاري 129/5(كتاب المغازي).

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خرج الى تبوك و استخلف عليا قال:أ تخلفني في الصبيان و النساء؟

فقال:أ لا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس نبي بعدي.

14,1- (1)و في صحيح البخاري:بسنده عن إبراهيم بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي:أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى.

14,1- (2)و في صحيح مسلم:بسنده عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي.

قال سعيد:فأحببت أن أشافه بها سعد،فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني به عامر فقال:أنا سمعته.

قلت (3):أنت سمعته؟!

فوضع إصبعيه على أذنيه فقال:نعم و إلاّ فاسكتا .

14,1- (4)مسلم بسنده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه (5)[سعد بن أبي وقاص]قال:

خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال:يا رسول اللّه».

ص: 156


1- صحيح البخاري 208/4 المناقب.
2- صحيح مسلم 448/2(كتاب الفضائل)حديث 2404/30.
3- في المصدر:«فقلت».
4- صحيح مسلم 448/2(كتاب الفضائل)حديث 2404/31.
5- لا يوجد في المصدر:«أبيه».

تخلفني (1)في النساء و الصبيان؟!

فقال:أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي.

14,1- (2)مسلم بسنده عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه (3)عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

انه قال لعلي:

أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى.

14,1- (4)أحمد بن حنبل في مسنده:بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي.

14,1- (5)و أيضا أخرجه أحمد:عن سعد بن أبي وقاص و عن أسماء بنت عميس و عن سعيد بن زيد الترمذي عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال:

انّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.

و قال:هذا حديث صحيح.

أيضا أخرجه الترمذي عن جابر بن عبد اللّه قال:و في الباب عن سعد و زيد بن أرقم و أبي هريرة و أم سلمة. .4.

ص: 157


1- في المصدر:«أ تخلفني».
2- صحيح مسلم 449/2(كتاب الفضائل)ذيل الحديث 2404/32.سنن ابن ماجة 42/1 حديث 115.
3- في المصدر:«سعد».
4- مسند أحمد 32/3.
5- الفضائل لأحمد:2 حديث 954 و 957 و 1030 و 1045 و 1091 و 1143.حلية الأولياء 194/7. المناقب لابن المغازلي:35 حديث 53.سنن الترمذي 304/5.المناقب:حديث 3814.

14,1- (1)ابن ماجة أخرجه عن سعد بن أبي وقاص،ابن المغازلي و موفق بن أحمد أخرجا عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:

[سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انه لا نبي بعدي]و لقد رأيت عليا بارزا يوم بدر و جعل يحجم كما يحجم الفرس و يقول:

قد عرف الحرب العوان أنّي *** بازل عامين حديث سنّي (2)

سنحنح الليل كأني جنّي *** لمثل هذا ولدتني أمي (3)

ابن المغازلي الشافعي أخرجه (4)عن جابر بن عبد اللّه و عن أنس و عن ابن عباس و عن أبي سعيد الخدري،و عن ابراهيم بن سعد بن أبي وقاص و عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص،عن أبيهما و عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص (5).

موفق بن أحمد الخوارزمي أخرج حديث المنزلة بسنده عن مخدوج بن زيد الالهاني (6).

14,1- (7)و أيضا أخرجه عن يحيى و عن مجاهد هما عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هذا علي لحمه[من]لحمي،و دمه[من]دمي،و هو3.

ص: 158


1- سنن ابن ماجة 42/1 حديث 115.المناقب لابن المغازلي:183 حديث 219 إعطاء الراية.المناقب للخوارزمي:157-158 حديث 187.
2- بازل عامين...:يقول عليه السّلام:أنا مستجمع الشباب مستكمل القوة.
3- سنحنح الليل،أي:لا أنام الليل أبدا فأنا متيقظ؛فالسنحنح:العريض الذي يسنح كثيرا و أضافه إلى الليل على معنى انّه يكثر السنوح فيه لأعدائه و التعرض لهم بجلادته.
4- يعني حديث المنزلة.
5- المناقب لابن المغازلي:29 حديث 42،43،44،45،46،49،55.
6- المناقب للخوارزمي:140 فصل 14 حديث 159.
7- المناقب للخوارزمي:142 حديث 163.

منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ (1)انه لا نبي بعدي.

14,1- (2)أيضا أخرج موفق بن أحمد:عن أم سلمة: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لها (3):يا أم سلمة اسمعي و اشهدي،هذا علي[أمير المؤمنين،و سيد المسلمين،و]عيبة علمي،و بابي الذي أوتى منه،و (4)أخي في الدنيا،و[خدني في]الآخرة، و معي في السنام الأعلى.

14,1,15- (5)أحمد بن حنبل و موفق بن أحمد،بسنديهما،عن زيد بن أبي أوفى قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في (6)مسجده و قد آخى بين أصحابه (7)فقال علي:يا رسول اللّه (8)[لقد ذهبت روحي و انقطعت ظهري حين رأيتك]فعلت بأصحابك و ما فعلت بي (9)[فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى].

فقال[رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]:و الذي بعثني بالحق نبيا (10)[ما]أخرتك[إلاّ] لنفسي فانّك (11)منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي،فأنت أخي و وارثي.».

ص: 159


1- في المصدر:«غير».
2- المصدر السابق.
3- لا يوجد في المصدر:«عن أم سلمة...قال لها:»و ذلك لأن الحديث و سابقه واحد في المصدر.
4- لا يوجد في المصدر:«و».
5- الفضائل لأحمد 638/2 حديث 1085.المناقب للخوارزمي:150 حديث 178(في حديث طويل). فرائد السمطين 112/1 حديث 80 و 83.
6- لا يوجد في المصدر:«في».
7- في المصدر:«فذكر قصة مواخاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين أصحابه».
8- في المصدر:«يعني للنبي».
9- في المصدر:«ما فعلت غيري».
10- لا يوجد في المصدر:«نبيا».
11- في المصدر:«أنت».

[قال:و ما أرث منك يا رسول اللّه؟

قال:ما ورّث الأنبياء قبلي.

قال:و ما ورّث الأنبياء قبلك؟

قال:كتاب اللّه و سنة نبيهم]،و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة (1)،و أنت[أخي و]رفيقي.ثم قرأ (2)[رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]: إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ المتحابون في اللّه ينظر بعضهم الى بعض.

أيضا ابن المغازلي و الحمويني أخرجاه(عن زيد بن أرقم). .

14,1- (3)أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي المكي بسنده عن جابر بن عبد اللّه[رضي اللّه عنه] قال:

[جاءنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نحن مضطجعون في المسجد و في يده عسيب رطب.

قال:ترقدون في المسجد،قد أجفلنا و أجفل علي معنا ف]قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:[تعال]يا علي إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي و إنّك (4)منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي (5)،و الذي نفسي بيده،إنّك تذود عن حوضي يوم القيامة رجالا (6)كما يذاد البعير الأجرب (7)عن الماء بعصا لك من عوسج،كأني أنظر الى مقامك من حوضي.».

ص: 160


1- في المصدر:«فاطمة ابنتي».
2- في المصدر:«تلا».
3- المناقب للخوارزمي:109 حديث 116.
4- في المصدر:«أ لا ترضى أن تكون...».
5- في المصدر:«إلاّ النبوة».
6- في المصدر:«إنّك لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالا».
7- في المصدر:«الضال».

14,1- (1)مسلم:حدثنا قتيبة بن سعيد و محمد بن عباد(و تقاربا في اللفظ)قال:حدثنا حاتم،و هو ابن إسماعيل،عن بكير بن مسمار،عن عامر بن سعد بن أبي وقاص،عن أبيه قال:

أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال:ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟

قال (2):أما[ما]ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلن أسبّه،لئن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول له حين (3)خلفه في بعض مغازيه فقال[له]علي:يا رسول اللّه خلفتني مع النساء و الصبيان؟ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبوة بعدي.

و سمعته يقول يوم خيبر:لأعطين الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله.

قال:فتطاولنا لها،فقال:ادعو[لي]عليا،فاتي به أرمد،فبصق في عينيه (4)و دفع الراية إليه ففتح اللّه عليه.

و لمّا نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا و فاطمة و حسنا و حسينا،فقال:اللهم هؤلاء أهلي.

الترمذي:حدثنا قتيبة قال:حدثنا حاتم بن إسماعيل،عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص،عن أبيه:و ساق الحديث المذكور بعينه الى».

ص: 161


1- صحيح مسلم 448/2(كتاب الفضائل)32-2404.
2- في المصدر:«فقال».
3- لا يوجد في المصدر:«حين».
4- في المصدر:«عينه».

آخره.قال:هذا حديث حسن غريب صحيح (1).

14,1- (2)ابن ماجة:بسنده عن سعد بن أبي وقاص قال:

قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه،فغضب سعد و قال:تقول هذا لرجل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

من كنت مولاه فعلي مولاه.

و سمعته يقول:أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي.

و سمعته يقول:لأعطين الراية اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله (3).

14,1,15- (4)البخاري:حدثنا عبد اللّه بن مسلمة،حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم،عن أبيه قال:

إنّ رجلا جاء الى سهل بن سعد الساعدي (5)فقال:هذا فلان لأمير المدينة (قال شارح القسطلاني:هو مروان بن الحكم) (6): يدعو عليا عند المنبر.

قال أبو حازم (7):فيقول سهل بن سعد (8):ما ذا قال؟

قال:يقول لعلي (9):أبو تراب».

ص: 162


1- سنن الترمذي 301/5(كتاب الفضائل)حديث 3808.
2- سنن ابن ماجة 45/1(كتاب الفضائل)حديث 121.
3- لا يوجد في المصدر:«و يحبّه اللّه و رسوله».
4- صحيح البخاري 207/4-208 المناقب.
5- لا يوجد في المصدر:«الساعدي».
6- من المصنف.
7- لا يوجد في المصدر:«أبو حازم».
8- لا يوجد في المصدر:«سهل بن سعد».
9- في المصدر:«له».

فضحك سهل (1)قال:و اللّه ما سمّاه إلاّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و ما كان له اسم أحبّ إليه منه،فاستطعمت الحديث سهلا-أي سألت سهلا عن الحديث- (2)و قلت:يا أبا العباس كيف؟

قال:دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أين ابن عمك؟

قالت:في المسجد.

فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره و خلص-أي وصل- (3)التراب الى ظهره،فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول:اجلس يا أبا تراب-مرتين-.

14,1,15- (4)مسلم:حدثنا قتيبة بن سعيد،حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم،عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي قال:

استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال:فدعا سهل بن سعد،فأمره أن يشتم عليا،فأبى سهل فقال له:أما إذا (5)أبيت فقل:رحم اللّه أبا تراب-و ما قال هذا لكن كاتب الحروف كتب مكان«لعن اللّه»«رحم اللّه»و هو أمره باللعن-.

قال (6)سهل: ما كان لعلي اسم أحبّ إليه من أبي تراب (7)و إن كان ليفرح إذا دعي بها.».

ص: 163


1- لا يوجد في المصدر:«سهل».
2- لا يوجد في المصدر:ما بين الشارحتين.
3- لا يوجد في المصدر:«أي وصل».
4- صحيح مسلم 451/2(كتاب الفضائل)حديث 2409/38.
5- في المصدر:«إذ».
6- في المصدر:«فقال».
7- في المصدر:أبي التراب».

فقال له:أخبرنا عن قصته لم سمّي أبا تراب؟!

قال:جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيت فاطمة و لم (1)يجد عليا فقال:أين ابن عمك؟

فقالت:كان بيني و بينه شيء فغاضبني،فخرج فلم يقل (2)عندي!!!

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لانسان:انظر أين هو؟

فجاء فقال:يا رسول اللّه هو في المسجد راقد.

فجاء (3)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يمسحه عنه و يقول:قم يا (4)أبا التراب،قم يا (5)أبا التراب.».

ص: 164


1- في المصدر:«فلم».
2- من القيلولة.
3- في المصدر:«فجاءه».
4- لا يوجد في المصدر:«يا».
5- لا يوجد في المصدر:«يا».

الباب السابع

في بيان أنّ عليا(كرّم اللّه وجهه)كنفس

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و حديث علي منّي و أنا منه

14,1,15,2,3- ([1])أخرج صاحب المناقب عن جعفر الصادق عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين:

إنّ الحسن بن علي عليهما السّلام قال في خطبته:قال اللّه تعالى لجدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين جحده كفرة أهل نجران و حاجّوه: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (1)، فأخرج جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم معه من الأنفس أبي،و من البنين أنا و أخي الحسين،و من النساء فاطمة أمّي،فنحن أهله،و لحمه،و دمه،و نفسه،و نحن منه و هو منّا.

8,14,1- ([2])و في عيون الأخبار:عن الريان بن الصلت قال الرضا رضي اللّه عنه:

عنى اللّه من أنفسنا نفس علي،و ممّا يدلّ على ذلك قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:لتنتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب،فهذه خصوصية لا يلحقهم فيه بشر.

و قد تقدّم في الباب الخامس.

ص: 165


1- آل عمران61/. ([2]) عيون أخبار الرضا عليه السّلام 210/2 باب 23 حديث 1 الآية الثالثة.

14,1- (1)أخرج أحمد بن حنبل في«المسند»و في«المناقب»:

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:لتنتهين يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي، يمضي فيكم أمري،يقتل المقاتلة،و يسبي الذرية،فالتفت الى علي فأخذ بيده و قال:هو هذا-مرتين- (2).

أيضا أخرجه موفق بن أحمد الخوارزمي. .

14,1- (3)أخرج أحمد في«المسند»:عن عبد اللّه بن حنطب قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لوفد ثقيف حين جاءوا:[و اللّه]لتسلمن أو لأبعثن إليكم كنفسي (4)ليضربن أعناقكم و ليسبينّ ذراريكم و ليأخذن أموالكم.

[قال عمر:فو اللّه ما اشتهيت الامارة إلاّ يومئذ جعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول هذا]،فالتفت الى علي و أخذ بيده فقال:هو هذا-مرتين-.

14,1- (5)و في المناقب:عن علي بن الحسن عن علي الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي(عليهم التحية و السلام)قال:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خطبنا فقال:

أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة و الرحمة و المغفرة...و ذكر فضل4.

ص: 166


1- الفضائل لاحمد 571/2 حديث 966.المناقب للخوارزمي:136 حديث 153.
2- و لفظ الفضائل هكذا: 14,1- «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يمضي فيهم أمري يقتل المقاتلة و يسبي الذرية قال:فقال أبو ذر:فما راعني إلاّ برد كف عمر في حجزتي من خلفي فقال:من تراه يعني؟ قلت:ما يعنيك و لكن يعني خاصف النعل». .
3- الفضائل لأحمد 593/2 حديث 1008.المناقب للخوارزمي:136 حديث 153.المناقب لابن المغازلي: 428 حديث 4.
4- في الفضائل:«منّي أو قال مثل نفسي فليضربن».
5- أمالي الصدوق:84 حديث 4.

شهر رمضان.

ثم بكى فقلت:يا رسول اللّه ما يبكيك؟

قال:يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر،كأني بك و أنت تريد أن تصلّي و قد انبعث أشقى الأولين و الآخرين،شقيق عاقر ناقة صالح،يضربك ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك.

فقلت:يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني؟

قال:في سلامة من دينك.

قلت:هذا من مواطن البشرى و الشكر.

ثم قال:يا علي من قتلك فقد قتلني،و من أبغضك فقد أبغضني،و من سبّك فقد سبّني،لأنّك منّي كنفسي،روحك من روحي،و طينتك من طينتي،و انّ اللّه -تبارك و تعالى-خلقني و خلقك من نوره،و اصطفاني و اصطفاك،فاختارني للنبوة و اختارك للامامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي.

يا علي أنت وصيّي و وارثي و أبو ولدي و زوج ابنتي،أمرك أمري و نهيك نهيي.

أقسم باللّه الذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البريّة إنك لحجة اللّه على خلقه و أمينه على سرّه و خليفة اللّه على عباده.

14,1- (1)أخرج ابن المغازلي الشافعي و موفق بن أحمد:عن مجاهد عن ابن عباس (رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:علي منّي مثل رأسي من بدني.

14,1- (2)و في سنن الترمذي:عن عمران بن حصين قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جيشا6.

ص: 167


1- المناقب لابن المغازلي:92 حديث 135.المناقب للخوارزمي:144 حديث 167.
2- سنن الترمذي 296/5 حديث 3796.

و استعمل عليهم علي بن أبي طالب،فمضى في البرية (1)فأصاب جارية، فأنكروا عليه و تعاقد أربعة من الصحابة (2)فقالوا:إذا (3)لقينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبرناه بما صنع علي.و كان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدءوا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسلموا عليه،ثم انصرفوا الى رحالهم،فلمّا قدمت السرية على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقام أحد الأربعة فقال:يا رسول اللّه أ لم تر أن عليا (4)صنع كذا و كذا؟فأعرض عنه[رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]،ثم قام الثاني و قال مثل مقالته، فأعرض عنه،ثم قام[إليه]الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه.ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا.

فأقبل إليهم (5)و الغضب يعرف في وجهه[فقال:]ما تريدون من علي-قالها أربعا (6)-إنّ عليا منّي و أنا منه و هو وليّ كلّ مؤمن[من]بعدي. (هذا حديث غريب) .

14,1- (7)الترمذي:عن البراء بن عازب (8)قال:

بعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جيشين و أمّر على أحدهما علي بن أبي طالب و على الآخر خالد بن الوليد[فقال:إذا كان القتال فعلي.قال:]فافتتح علي حصنا فأخذ».

ص: 168


1- في المصدر:«السرية».
2- في المصدر:«أصحاب رسول اللّه».
3- في المصدر:«ان».
4- في المصدر:«أ لم تر الى علي بن أبي طالب».
5- في المصدر:«إليه».
6- كرر العبارة ثلاث مرات في المصدر.
7- سنن الترمذي 302/5 حديث 3809.
8- لا يوجد في المصدر:«ابن عازب».

منها (1)جارية فكتب معي خالد كتابا الى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يشين عليا به (2)، فقدمته عليه (3)فقرأ الكتاب فتغيّر لونه فقال (4):

ما ترى في رجل يحبّ اللّه و رسوله،و يحبه اللّه و رسوله؟

قال:قلت:أعوذ باللّه من غضب اللّه و[من]غضب رسوله و إنّما أنا رسول، فسكت. (هذا حديث حسن غريب) .

14,1- (5)في الاصابة:وهب بن حمزة رضي اللّه عنه قال:

سافرت مع علي بن أبي طالب فرأيت منه بعض ما أكره فشكوته للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (6)فقال:لا تقولن هذا لعلي فانّه وليّكم بعدي.

14,1- (7)و في المشكاة:عن حبشي بن جنادة رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: علي منّي و أنا من علي و لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو علي.

(رواه الترمذي و رواه أحمد أيضا عن حبشي بن جنادة).

و قال الترمذي:هذا حديث حسن غريب صحيح.

أيضا رواه ابن ماجة عن ابن جنادة. .9.

ص: 169


1- في المصدر:«منه».
2- في المصدر و(أ):«يشي».
3- في المصدر:«فقدمت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
4- في المصدر:«ثم قال».
5- الاصابة 641/3 حرف(و)القسم الأول.
6- في المصدر:«فرأيت منه جفاء فقلت:لئن رجعت لأشكونّه فرجعت فذكرت عليا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فنلت منه».
7- مشكاة المصابيح 1720/3 حديث 6083.مسند أحمد 164/4،165.سنن الترمذي 300/5 حديث 3803.سنن ابن ماجة 44/1 حديث 119.

14,1- (1)و في المشكاة:عن عمران بن حصين رضي اللّه عنه قال:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إنّ عليا منّي و أنا منه،و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي (2).

(رواه الترمذي) .

14,1- (3)و في المشكاة:عن البراء بن عازب رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي:أنت منّي و أنا منك. (رواه الترمذي).

أيضا موفق بن أحمد و الحمويني أخرجاه عن البراء. .

14,1- (4)الحمويني في«فرائد السمطين»:بسنده عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

أهدي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قنو موز[فجعل]يقشر الموز بيده (5)و يجعلها في فمي فقال[له]قائل:يا رسول اللّه إنّك تحبّ عليا؟

قال:أو ما علمت أنّ عليا منّي و أنا من علي (6).

14,1- (7)أحمد بن حنبل في مسنده:عن حبشي بن جنادة السلولي قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:علي منّي و أنا منه و لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي.

14,1- (8)في الاصابة:وهب بن حمزة قال:).

ص: 170


1- مشكاة المصابيح 1720/3 حديث 6081.مسند أحمد 368/4،370،372.سنن الترمذي 296/5 حديث 3796.فرائد السمطين 56/1 حديث 21.
2- لا يوجد في المصدر:«بعدي».
3- مشكاة المصابيح 1720/3 ذيل الحديث 6080.فرائد السمطين 57/1 حديث 22(عن علي عليه السّلام). المناقب للخوارزمي:61 حديث 30(عن أبي ليلى في حديث).صحيح البخاري 168/2.
4- فرائد السمطين 59/1 باب 7 حديث 26.
5- لا يوجد في المصدر:«بيده».
6- في المصدر:«و أنا منه».
7- مسند أحمد 164/4.سنن الترمذي 300/5 حديث 3803.كنز العمال 603/11 حديث 32913.
8- الاصابة 641/3(مكرر).

سافرت مع علي بن أبي طالب فرأيت منه بعض ما أكره فرجعت فشكوته لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (1)فقال:لا تقولن هذا لعلي فانّه وليكم بعدي.

14,1,2- (2)و قال حسن بن علي(رضي اللّه عنهما)في خطبته:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين قضى بينه و بين اخيه جعفر و مولاه زيد في ابنة عمه حمزة:

أمّا أنت يا علي فمنّي و أنا منك و أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي.

و قد تقدّمت الخطبة بطولها.

14,1- (3)و في المناقب:عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: علي منّي و أنا منه.و قال جبرئيل:أنا منكما.

14,1- (4)و في زوائد المسند:عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،عن يحيى بن عيسى،عن الأعمش،عن عباية الأسدي،عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأم سلمة(رضي اللّه عنها):يا أم سلمة علي منّي و أنا من علي،لحمه من لحمي،و دمه من دمي،و هو منّي بمنزلة هارون من موسى.

يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي سيد المسلمين.

14,1- (5)و في المناقب:عن عطية بن سعد العوفي عن مخدوج بن يزيد الذهلي قال:ر.

ص: 171


1- في المصدر:«فرأيت منه جفاء فقلت:لئن رجعت لأشكونه فرجعت فذكرت عليا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فنلت منه فقال...».
2- أمالي الشيخ الطوسي 177/2.البرهان 316/3 ذيل الآية /34الأحزاب حديث 26-انظر الباب الأول.
3- أمالي الشيخ الطوسي 278/1 حديث 509.أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 114/6(عن أبي رافع).
4- مجمع الزوائد 111/9.المعجم الكبير للطبراني 14/12 حديث 12341.فرائد السمطين 149/1 حديث 113.ترجمة الامام علي لابن عساكر 365/1 حديث 406.كفاية الطالب:167 باب 37 حديث 506.
5- أمالي الطوسي 100/2.البرهان 319/4 حديث 3 ذيل آية /20الحشر.

نزلت آية أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (1)فقلنا:يا رسول اللّه من أصحاب الجنّة؟

قال:من أطاعني و والى عليا من بعدي.

و أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بكفّ علي فقال:إنّ عليا منّي و أنا منه فمن حادّه فقد حادّني و من حادّني أسخط اللّه(عزّ و جلّ).

ثم قال:يا علي حربك حربي و سلمك سلمي،و أنت العلم بيني و بين أمتي.

قال عطية:سألت زيد بن أرقم[عن] (2)حديث مخدوج قال:أشهد للّه لقد حدثنا به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

14,1- (3)و في«كنوز الحقائق»للمناوي: علي منّي و أنا منه،و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

(لأبي داود و الطيالسي) .

14,1- (4)علي منّي و أنا من علي و لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو علي. (لأحمد) .

14,1- (5)و في المناقب:عن جابر بن عبد اللّه(رضي اللّه عنهما)قال:

لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول في علي خصالا لو كانت واحدة منها في رجل اكتفى بها فضلا و شرفا:

قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:من كنت مولاه فعلي مولاه.

و قوله:علي منّي كهارون من موسى.1.

ص: 172


1- الحشر20/.
2- الزيادة يقتضيها السياق و في المصادر المذكورة:«دخلت على زيد بن أرقم فذكرت له حديث مخدوج...».
3- كنوز الحقائق:98.مسند أحمد 438/4.كنز العمال 608/11 حديث 32941.
4- كنوز الحقائق:98.مسند أحمد 164/4.الفضائل لأحمد 594/2 حديث 1010.سنن الترمذي 300/5 حديث 3803.
5- أمالي الصدوق:81 حديث 1.

و قوله:علي منّي و أنا منه.

و قوله:علي منّي كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي.

و قوله:حرب علي حرب اللّه و سلم علي سلم اللّه.

و قوله:وليّ علي وليّ اللّه و عدوّ علي عدوّ اللّه.

و قوله:علي حجّة اللّه على عباده.

و قوله:حبّ علي إيمان و بغضه كفر.

و قوله:حزب علي حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان.

و قوله:علي مع الحقّ و الحقّ معه لا يفترقان.

و قوله:علي قسيم الجنّة و النار.

و قوله:من فارق عليا فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه.

و قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة.

ص: 173

ص: 174

الباب الثامن

في حديث الطير المشوي

14,1- (1)في مسند أحمد بن حنبل:بسنده عن سفينة مولى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

أهدت امرأة من الأنصار[الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]طيرين مشويين بين رغيفين.

فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك و الى رسولك.فجاء علي فأكل معه من الطيرين حتى كفيا.

14,1- (2)الترمذي:عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال:

كان عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طير فقال:اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير،فجاء علي فأكل معه. (هذا حديث غريب) .

14,1- (3)موفق بن أحمد:بسنده عن داود بن علي بن عبد اللّه بن عباس(رضي اللّه عنهما) عن أبيه عن جدّه[عبد اللّه بن عباس]قال:

كان عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طير مشوي فقال:اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك و إليّ، فجاء علي[بن أبي طالب]فأكل معه.

أيضا أخرج موفق بن أحمد«حديث الطير»بطريقين عن أنس. .

ص: 175


1- الفضائل لأحمد 560/2 حديث 945.مجمع الزوائد 126/9.
2- سنن الترمذي 300/5 حديث 3805 الفضائل.
3- المناقب للخوارزمي:107 حديث 113-114 و 125.المناقب لابن المغازلي:156(حديث الطائر و طرقه).

و قد روى أربعة و عشرون رجلا«حديث الطير»عن أنس،منهم سعيد بن المسيب و السدي،و إسماعيل.

و لابن المغازلي«حديث الطير»من عشرين طريقا.

14,1- (1)و في سنن أبي داود:بسنده عن أنس قال:

كان عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طائر قد طبخ،فقال:اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي،فجاء علي فأكل معه.1.

ص: 176


1- رواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السّلام بأسانيد مختلفة في الجزء الثاني من حديث 612-645.كفاية الطالب:144-156 باب 33.ذخائر العقبى:61.حلية الأولياء 339/6.فرائد السمطين 212/1 حديث 166؛و 209 حديث 165.المستدرك للحاكم 130/3.الخوارزمي في مقتل الحسين:46. مناقب آل أبي طالب 59/3.تذكرة الخواص:44.النسائي في الخصائص:51.

الباب التاسع

في أحاديث المواخاة

14,1,15- ([1])أحمد في مسنده:بسنده عن زيد بن أبي أوفى قال: لمّا آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين أصحابه (1)فقال علي:يا رسول اللّه آخيت بين أصحابك و لم تواخ بيني و بين أحد (2)؟!

فقال:و الذي بعثني بالحقّ نبيا (3)ما أخرتك إلاّ لنفسي فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي.

[قال:و ما أرث منك يا رسول اللّه؟

قال:ما ورّث الأنبياء قبلي.

قال:و ما ورّث الأنبياء قبلك؟

قال:كتاب اللّه و سنة نبيّهم]،و أنت معي في قصري (4)في الجنّة مع ابنتي

ص: 177


1- في الفضائل:«قال:دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مسجده فذكر قصة مؤاخاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين أصحابه».
2- 14- في الفضائل: «فقال علي-يعني للنبي-:لقد ذهبت روحي و انقطعت ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى و الكرامة!».
3- لا يوجد في المصدر:«نبيا».
4- في الفضائل:«قصر».

فاطمة (1)و أنت أخي و رفيقي.ثم تلا[رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ .المتحابون في اللّه ينظر بعضهم الى بعض.

14,1- ([2])و في المشكاة:عن ابن عمر قال: آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه فقال:يا رسول اللّه (2)آخيت بين أصحابك و لم تؤاخ بيني و بين أحد.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أنت أخي في الدنيا و الآخرة. (رواه الترمذي و قال:

هذا حديث حسن غريب).

أيضا الترمذي أخرج هذا الحديث عن زيد بن أبي أوفى. .

14,1- ([3])عبد اللّه بن أحمد في زيادات المسند:بسنده عن سعيد بن المسيب قال:

آخى بين أصحابه في مكة،فآخى بين أبي بكر و عمر(رضي اللّه عنهما)و قال لعلي:أنت أخي.

14,1- ([4])أحمد في مسنده:بسنده عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال:

آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين المهاجرين و الأنصار و كان يؤاخي بين الرجل و نظيره،ثم أخذ بيد علي فقال:هذا أخي.

14,1,15- ([5])موفق بن أحمد:بسنده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: سمعت عليا0-

ص: 178


1- في الفضائل:«فاطمة ابنتي». ([2]) مشكاة المصابيح 1720/3 حديث 6084(مناقب علي عليه السّلام).سنن الترمذي 30/5 حديث 3804.
2- لا يوجد في المصدر:«يا رسول اللّه». ([3]) الفضائل لأحمد 598/2 حديث 1019. ([4]) المناقب لابن المغازلي:38 حديث 60.غاية المرام:33 باب 12 حديث 8(أخرجه عن أحمد). ([5]) المناقب للخوارزمي:157 فصل 14 حديث 186.فرائد السمطين 226/1 حديث 176.أحاديث المؤاخاة في المناقب للخوارزمي:72 حديث 49؛و 111 حديث 120؛و 112 حديث 121؛و 140-

يقول شعرا:

أنا أخو المصطفى لا شكّ في نسبي *** ربّيت معه و سبطاه هما ولدي

جدّي و جدّ رسول اللّه متّحد (1)*** و فاطم زوجتي لا قول ذي فند

صدّقته و جميع الناس في بهم *** من الضلالة و الاشراك في نكد

فالحمد للّه شكرا لا شريك له *** البرّ بالعبد و الباقي بلا أمد

أيضا أخرج موفق بن أحمد«احدى عشر»حديثا في المواخاة.

أيضا أخرج ابن المغازلي«ستة»أحاديث في المواخاة.

أيضا أخرج الحمويني«الحديثين»في المواخاة،كلّها بالاسناد عن مجاهد،عن ابن عباس،و عكرمة عن ابن عباس،و عن سعيد بن المسيب،و عن ابن عمر،و عن زيد بن أبي أوفى،و عن أنس،و عن زيد بن أرقم،و عن حذيفة ابن اليمان،و عن مخدوج بن زيد الهذلي،و عن أبي أمامة،و عن جميع بن عمير. .

14,1- (2)عبد اللّه بن أحمد في زوائد المسند:بسنده عن مخدوج بن زيد الهذلي:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آخى بين أصحابه ثم قال:

يا علي أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، و يدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد،أبشر يا علي أنا و أنت أوّل من يدعى،إنّك1.

ص: 179


1- في المصدر:«منفرد».
2- الفضائل لأحمد 663/2 حديث 1131.

تكسى إذا كسيت،و تدعى إذا دعيت،و تحيا إذا حييت،و الحسن و الحسين معك،حتى تقفوا بيني و بين إبراهيم في ظل العرش،ثم ينادي مناد:نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي.

14,1- (1)و في كتاب«المسامرة»للشيخ محي الدين العربي:رويناه من حديث محمد بن اسحاق المطلبي قال:

و آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين المهاجرين و الأنصار قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

تواخوا في اللّه أخوين.ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال:هذا أخي.

فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي أخوين.

و كان حمزة بن عبد المطلب عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخوين.

و كان معاذ بن جبل و جعفر بن أبي طالب أخوين.

و كان أبو بكر الصديق و خارجة بن أبي زهير أخوين.

و كان عمر بن الخطاب و عتبان بن مالك أخوين.

و كان عبد الرحمن بن عوف و سعد بن الربيع أخوين.

و كان الزبير بن العوام و سلمة بن سلامة بن وقشي أخوين(و يقال:بل الزبير و عبد اللّه بن مسعود أخوين).

و كان عثمان بن عفان و أوس بن ثابت بن المنذر أخوين.

و كان طلحة بن عبيد اللّه و كعب بن عدي أخوين.

و كان سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل و ابي بن كعب أخوين.1.

ص: 180


1- الرياض النضرة 15/1.

و كان مصعب بن عمير بن هاشم و أبو أيوب خالد بن زيد أخوين.

و كان أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة و عباد بن بشير بن قيس أخوين.

و كان عمّار بن ياسر و حذيفة بن اليمان أخوين.

و كان حاطب بن بلتعة و عويمر بن عامر أخوين.

و كان بلال و أبو رويحة عبد اللّه بن عبد الرحمن الخثعمي أخوين.

و قال ابن اسحاق: فهؤلاء من سمّي لنا ممّن كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آخى بينهم من أصحابه (رضي اللّه عنهم).

ص: 181

ص: 182

الباب العاشر

في حديث النجوى في الطائف

14,1- (1)أحمد في مسنده:بسنده عن جابر بن عبد اللّه(رضي اللّه عنهما)قال:

دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا في غزوة الطائف فانتجاه و أطال نجواه حتى كره قوم من أصحابه ذلك،فقال قائل منهم:لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه.فبلغه ذلك فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:إنّ قائلا قال:

لقد أطال اليوم نجوى ابن عمّه أما إنّي ما انتجيته و لكن اللّه انتجاه. (هذا حديث حسن غريب).

أيضا في المشكاة حديث النجوى مسطور.

أيضا ابن المغازلي«ستة»أحاديث في النجوى.

أيضا أخرج الحمويني حديثا واحدا في النجوى عن أبي الزبير،عن جابر. .

14,1- (2)و في المناقب:عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد،عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:

إنّ عليا عليه السّلام قال لأهل الشورى:أ تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ناجاني يوم

ص: 183


1- مشكاة المصابيح 1721/3 حديث 6088.المعجم الكبير للطبراني 186/2 حديث 1756.المناقب للخوارزمي:138 حديث 155.المناقب لابن المغازلي:124-126 حديث 162-166.كفاية الطالب:327 باب 92.
2- أمالي الشيخ الطوسي 342/1 في حديث.غاية المرام:527 باب 88 حديث 8.

الطائف فأطال ذلك فقال بعضكم:يا رسول اللّه إنّك انتجيته دوننا فقال:ما انتجيته،بل اللّه(عزّ و جلّ)انتجاه؟

قالوا:نعم.

14,1- (1)و في المناقب:عن حمران بن أعين قال:

قلت لجعفر الصادق عليه السّلام:بلغني أن نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ناجى عليا في الطائف؟

قال:أجل قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرئيل.

أيضا رواه أبو رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سلمة بن كهيل(رضي اللّه عنهما). .0.

ص: 184


1- بصائر الدرجات:410-411 حديث 1 و 5؛و عنه غاية المرام:527 باب 88 حديث 1.الاختصاص للمفيد:200.

الباب الحادي عشر

في حديث خاصف النعل

14,1- ([1])الترمذي:عن ربعي بن حراش قال:حدثنا علي بن أبي طالب بالرحبة.

قال:

لمّا كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهل (1)بن عمر و أناس من رؤساء المشركين فقالوا لرسول اللّه (2)صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:خرج إليك ناس من أبنائنا و إخواننا و أرقائنا،و ليس بهم فقه في الدين و إنّما خرجوا فرارا من أموالنا و ضياعنا فارددهم إلينا[فان لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم].

فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:يا معشر قريش لتنتهين أو ليبعثن اللّه عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن اللّه قلبه على الايمان.

قالوا:من هو يا رسول اللّه؟

و قال أبو بكر:من هو يا رسول اللّه؟

و قال عمر:من هو يا رسول اللّه؟

ص: 185


1- في المصدر:«سهيل».
2- في المصدر:«يا رسول اللّه».

قال:هو خاصف النعل.و كان أعطى نعله عليا (1)يخصفها.

قال:ثم التفت علي إلينا (2)فقال:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي.

أيضا أخرج هذا الحديث أبو داود،و أحمد بن حنبل،و موفق بن أحمد، بأسانيدهم عن ربعي بن خراش.

أيضا أخرجه الحافظ أبو نعيم و الخطيب في«التاريخ»و السمعاني في «الفضائل». .

14,1- ([2])أحمد في مسنده:عن علي(كرّم اللّه وجهه):

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لبني وليعة:يا بني وليعة لتنتهين أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي،يمضي فيكم أمري،يقتل المقاتلة،و يسبي الذرية،فأخذ بيد علي و قال:هو هذا-مرتين-.

14,1- ([3])جمع الفوائد:عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

قال أبو بكر:أنا هو؟0.

ص: 186


1- في المصدر:«أعطى عليا نعله».
2- في المصدر:«إلينا علي». ([2]) الفضائل لأحمد 571/2 حديث 966(نفس اللفظ عن زيد بن يشيع).المناقب للخوارزمي:136 حديث 153. ([3]) جمع الفوائد 324/1 ذكر الخلفاء الراشدين.مجمع الزوائد 186/5.خصائص النسائي:40.

قال:لا

قال عمر:أنا هو؟

قال:لا،و لكنه خاصف النعل،و كان أعطى عليا نعله يخصفها. (للموصلي) .

14,1- (1)و في الاصابة:عبد الرحمن بن بشير الأنصاري قال:

كنّا جلوسا عند (2)النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذ قال:ليضربنّكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله.

فقال أبو بكر:أنا هو يا رسول اللّه؟

قال:لا.

فقال عمر:أنا هو يا رسول اللّه؟

قال:لا،و لكن خاصف النعل.

فانطلقنا فاذا علي يخصف نعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حجرة عائشة،فبشرناه.».

ص: 187


1- الاصابة 392/2 حديث 5087 حرف(ع)-عبد الرحمن.
2- في المصدر:«مع».

ص: 188

الباب الثاني عشر

في سبق إسلام علي(كرّم اللّه وجهه)

14,1- ([1])الترمذي:بسنده عن أنس بن مالك قال:

بعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم الإثنين و صلّى عليّ يوم الثلاثاء. (هذا حديث غريب).

أيضا أخرجه الحمويني عن أنس.

و قال الترمذي:و قد روى هذا عن مسلم عن حبّة عن علي نحو هذا.

1- ([2])ابن ماجة القزويني و أحمد في مسنده و أبو نعيم الحافظ و الثعلبي و الحمويني:

أخرجوا جميعا بأسانيدهم عن عباد بن عبد اللّه قال:

قال علي: أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه،و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب و لقد (1)صليت قبل الناس سبع (2)سنين.

14,1- ([3])ابن المغازلي و الحمويني:أخرجا بسنديهما عن أبي أيوب الأنصاري قال:

ص: 189


1- لا يوجد في سنن ابن ماجة:«و لقد».
2- في سنن ابن ماجة:«لسبع». ([3]) المناقب لابن المغازلي:13 حديث 17.فرائد السمطين 242/1 حديث 187.المناقب للخوارزمي:52 حديث 17.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: صلّت الملائكة عليّ و على عليّ سبع سنين لأنّه لم يكن من الرجال غيره (1).

أيضا موفق بن أحمد أخرج هذا الحديث بسنده عن عكرمة عن ابن عباس و أيضا عن أنس. .

14,1- ([4])موفق بن أحمد و الحمويني:أخرجا بسنديهما عن أبي رافع مولى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: صلّيت (3)أنا أول يوم الاثنين،و صلّت خديجة آخر يوم الاثنين،و صلّى علي يوم الثلاثاء من الغد،و صلينا (4)مستخفيا قبل أن يصلّي معنا أحد سبع سنين و أشهرا.

1- ([5])موفق بن أحمد:بسنده عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما) قال:

أول من أسلم من الناس بعد خديجة علي بن أبي طالب[عليه السّلام].

17- قال[رضي اللّه عنه]: أنشد بعض أهل الكوفة[في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام]أيام صفين في مدحه شعرا (5):

أنت الامام الذي نرجو بطاعته *** يوم النشور من الرحمن غفرانا».

ص: 190


1- في المناقب لابن المغازلي:«و ذلك انّه لم يكن يصلّي معي أحد غيره». ([4]) المناقب للخوارزمي:57 حديث 24.فرائد السمطين 243/1 حديث 188.
2- لا يوجد في المصدرين:«مولى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
3- في المصدرين:«عن أبي رافع قال:صلّى النبي...».
4- في المصدرين:«صلّى». ([5]) المناقب للخوارزمي:58 حديث 27.
5- في المصدر:«قال رضي اللّه عنه:و لبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام أيام صفين:».

أوضحت من ديننا ما كان مشتبها *** جزاك ربّك منّا (1)فيه إحسانا

نفسي الفداء لأولى (2)***الناس كلّهم بعد النبي علي الحبر (3)مولانا

أخ النبي و مولى المؤمنين معا *** و أول الناس تصديقا و إيمانا

.

1- (4)عبد اللّه بن أحمد بن حنبل:بسنده عن مقسم عن ابن عباس قال:

إنّ عليا أول من أسلم.

1- (5)عبد اللّه:بسنده عن الحسن البصري و غيره قال:

إنّ عليا أوّل من أسلم بعد خديجة.

1- (6)عبد اللّه و موفق بن أحمد:بسنده عن زيد بن أرقم قال:

أوّل من صلّى مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي.

1- (7)عبد اللّه:بسنده عن عبد اللّه بن نجى عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

صلّيت مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثلاث سنين قبل أن يصلّي معه أحد.

1- (8)عبد اللّه عن حبّة العرني قال علي:

اللّهم إنّي لا أعرف (9)أن عبدا لك من هذه الأمّة عبدك قبل نبيك (10)-قال ذلك».

ص: 191


1- في المصدر:«عنا».
2- في المصدر:«لخير».
3- في المصدر:«الخير».
4- الفضائل لأحمد 589/2 حديث 997.المستدرك للحاكم 465/3.
5- الفضائل لأحمد 589/2 حديث 998.
6- الفضائل لأحمد 609/2 حديث 1040؛و 591 حديث 1004(في حديث).المناقب للخوارزمي:56 حديث 22.
7- الفضائل لأحمد 682/2 حديث 1167.
8- مسند أحمد 99/1.الفضائل لأحمد 681/2 حديث 1164(في حديث).كنز العمال 126/13 حديث 36400.
9- في المصدر:«اللهم لا أعترف».
10- في المصدر:«قبلي غير نبيك».

ثلاث مرات-ثم قال:لقد صلّيت قبل أن يصلّي أحد.

1- (1)ابن المغازلي:بسنده عن مجاهد عن ابن عباس: في قوله تعالى: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (2)قال:

سبق يوشع بن نون،و سبق مؤمن آل فرعون (3)الى موسى،و سبق صاحب «يس»الى عيسى،و سبق علي الى محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

أيضا موفق بن أحمد أخرجه عن مجاهد عن ابن عباس. .

14,1- (4)ابن المغازلي:بسنده عن عبد الرحمن مولى أبي أيوب الأنصاري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:صلّت الملائكة عليّ و على علي سبع سنين،و ذلك أنّه لم يصلّ معي أحد غيره.

14,1- (5)ابن المغازلي:بسنده عن سلمان قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أوّل الناس ورودا عليّ الحوض و (6)أولهم إسلاما علي ابن أبي طالب.

أيضا أخرج هذا الحديث يعني«حديث سلمان»موفق بن أحمد. .

14,1- (7)الثعلبي:بسنده عن عفيف الكندي قال:4.

ص: 192


1- المناقب لابن المغازلي:320 حديث 365.المناقب للخوارزمي:55 حديث 20.
2- الواقعة10/.
3- لا يوجد في المصدر:«و سبق مؤمن آل فرعون».
4- المناقب لابن المغازلي:14 حديث 17.
5- المناقب لابن المغازلي:16 حديث 22.المناقب للخوارزمي:52 حديث 15.
6- لا يوجد في المصدر:«و».
7- الاصابة 487/2.ذخائر العقبى:59.المستدرك للحاكم 183/3.الخصائص للنسائي:45.الفصول المهمة:34.

كنت تاجرا فقدمت مكة أيام الحج فنزلت في دار العباس بن عبد المطلب، فبينا أنا و العباس إذ جاء رجل شاب استقبل الكعبة،و جاءه غلام فقام عن يمينه،و جاءت امرأة فقامت خلفه،فركعوا و سجدوا،ثم رفعوا رءوسهم، فقلت:يا عباس أمر عظيم.

فقال:أمر عظيم،هذا محمد ابن أخي يقول:إنّ اللّه بعثه رسولا،و إنّ كنوز كسرى و قيصر ستفتح على يدي من آمن به،و هذا الغلام ابن أخي علي بن أبي طالب،و هذه زوجته خديجة بنت خويلد.

و أيضا هذا الحديث أي حديث«عفيف الكندي»في كتاب الاصابة،و في ذخائر العقبى مذكور .

1- (1)الثعلبي:بسنده عن عباد بن عبد اللّه قال: سمعت عليا يقول:أنا عبد اللّه و أخو رسوله،و أنا الصديق الأكبر،لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب مفتر،صلّيت قبل الناس سبع سنين.

14,1- (2)موفق بن أحمد:بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: صلّت الملائكة عليّ و على علي[بن أبي طالب]سبع سنين.

[قالوا:و لم ذلك يا رسول اللّه؟

قال:]لأنّه (3)لم يكن معي من[أسلم من]الرجال غيره،[و ذلك أنّه لم ترفع شهادة أن لا إله إلاّ اللّه الى السماء إلاّ منّي و من علي].».

ص: 193


1- فرائد السمطين 248/1 حديث 192(مكرر).
2- المناقب للخوارزمي:53 حديث 17.
3- لا يوجد في المصدر:«لانه».

14,1- (1)موفق بن أحمد:بسنده عن أبي معمر قال:سمعت أنس بن مالك يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: صلّت الملائكة عليّ و على علي[بن أبي طالب]سبع سنين،و ذلك إنّه لم ترفع شهادة«ان لا إله إلاّ اللّه»الى السماء إلاّ منّي و من علي.

14,1- (2)موفق بن أحمد:بسنده عن ابن مسعود قال: أوّل شيء علمته من أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم[أني]قدمت مكة فنزلت دار العباس بن عبد المطلب (3)،فبينا نحن عنده إذا (4)أقبل رجل من باب الصفا[تعلوه حمرة،له وفرة جعدة الى أنصاف أذنيه،أقنى الأنف،براق الثنايا،أدعج العينين،كث اللّحية،دقيق المسربة،شثن الكفين،حسن الوجه]و (5)معه مراهق[أو محتلم]و (6)امرأة، [قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر]،فاستلم الحجر (7)،ثم استلمه (8)الغلام ثم[استلمته]المرأة،ثم طافوا بالبيت سبعا (9)،فقلنا:يا عباس (10)إنّ هذا الدين لم[نكن]نعرفه فيكم[أو شيء حدث]؟

قال:هذا ابن أخي محمد[بن عبد اللّه]،و الغلام علي بن أبي طالب،و المرأة».

ص: 194


1- المناقب للخوارزمي:54 حديث 18.
2- المناقب للخوارزمي:56 حديث 21.
3- في المصدر:«انّي قدمت مكة في عمومة لي فأرشدونا على العباس بن عبد المطلب فانتهينا و هو جالس الى زمزم فجلسنا إليه...».
4- في المصدر:«إذ».
5- لا يوجد في المصدر:«و».
6- في المصدر:«تقفوه»بدل«و».
7- في المصدر:«فاستلمه».
8- في المصدر:«استلم».
9- في المصدر:«ثم طاف بالبيت سبعا و الغلام و المرأة يطوفان معه».
10- في المصدر:«يا أبا الفضل».

زوجته (1)خديجة بنت خويلد،ما على وجه الأرض أحد يعبد اللّه[تعالى] بهذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة.

14,1- (2)موفق بن أحمد:بسنده عن سلمة بن كهيل عن حبّة العرني قال:

سمعت عليا رضي اللّه عنه (3)يقول:أنا أوّل من أسلم.

14,1- (4)موفق بن أحمد و الحمويني:هما بسنديهما عن أبي رافع قال:

صلّى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أوّل يوم الإثنين،و صلّت خديجة آخر يوم الإثنين،و صلّى علي يوم الثلاثاء من الغد،و صلّوا (5)مستخفيا قبل الناس (6)سبع سنين و أشهرا.

1- (7)موفق بن أحمد:بسنده عن عروة قال: أسلم علي[عليه السّلام و صدّق بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] و هو ابن ثمان سنين.

14,1- (8)الحمويني:بسنده عن أبي رافع عن أبي ذر قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي:أنت أوّل من آمن بي،و أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة،و أنت الصديق الأكبر،و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل،و أنت يعسوب المسلمين و المال يعسوب الكفار.3.

ص: 195


1- في المصدر:«امرأته».
2- المناقب للخوارزمي:57 حديث 23.
3- في المصدر:«عليه السّلام».
4- المناقب للخوارزمي:57 حديث 24.فرائد السمطين 243/1 حديث 188.
5- في المصدر:«و صلّى».
6- في المصدر:«قبل أن يصلّي مع النبي أحد...».
7- المناقب للخوارزمي:58 حديث 25.
8- فرائد السمطين 139/1-140 حديث 102-103.

14,1- (1)الحمويني:بسنده عن أبي أيوب قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لقد صلّت الملائكة عليّ و على علي سبع سنين لأنّا كنّا نصلّي[و]ليس[معنا]أحد غيرنا يصلّي (2).

14,1- (3)الحمويني:بسنده عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما) [قال:] إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إن أوّل من صلّى معي علي.

14,1- (4)الديلمي في«الفردوس»في باب اللام في الجزء الثاني:عن أبي أيوب الأنصاري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الملائكة صلّت عليّ و على علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر.

14,1- (5)الديلمي في«الفردوس»من الجزء الأول في باب الألف:عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أوّل من صلّى معي علي بن أبي طالب.

14,1- (6)و في المناقب:عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد اللّه(رضي اللّه عنهما)قال:0.

ص: 196


1- فرائد السمطين 242/1 حديث 187.
2- في المصدر:«يصلّي غيرنا».
3- فرائد السمطين 245/1 حديث 190.
4- شواهد التنزيل للحسكاني 125/2 حديث 818(عن أبي ذر).
5- الفردوس 29/1 حديث 39.
6- أمالي الطوسي 257/1 حديث 453.شواهد التنزيل للحسكاني 362/2 حديث 1139.ترجمة الامام علي عليه السّلام لابن عساكر 442/2 حديث 958.كفاية الطالب:244 باب 62.فرائد السمطين 155/1 حديث 18.غاية المرام:327 باب 27 حديث 10.

كنّا عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأقبل علي فقال:قد أتاكم أخي.ثم التفت الى الكعبة فمسّها بيده.

ثم قال:و الذي نفسي بيده إنّ هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة.

ثم قال:إنّه أوّلكم إيمانا معي،و أوفاكم بعهد اللّه و أقومكم بأمر اللّه،و أعدلكم في الرعية،و أقسمكم بالسوية،و أعظمكم عند اللّه مزية.

قال:فنزلت إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1).

قال:فكان الصحابة إذا قيل:علي قالوا:قد جاء خير البرية.

14,1- (2)و في المناقب:بالاسناد عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري (رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه-تبارك و تعالى-اصطفاني و اختارني و جعلني رسولا و أنزل عليّ سيد الكتب.فقلت:إلهي و سيدي إنّك أرسلت موسى الى فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا يشدّ به عضده و يصدق به قوله،و إنّي أسألك يا سيدي و إلهي أن تجعل لي من أهلي وزيرا تشدّ به عضدي،فاجعل لي عليا وزيرا و أخا،و اجعل الشجاعة في قلبه و ألبسه الهيبة على عدوّه،و هو أول من آمن بي و صدّقني،و أول من وحّد اللّه معي،و إنّي سألت ذلك ربّي(عزّ و جلّ)فأعطانيه،فهو سيد الأوصياء،اللحوق به سعادة، و الموت في طاعته شهادة،و اسمه في التوراة مقرون الى اسمي،و زوجته الصديقة الكبرى ابنتي،و ابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي،و هو و هما الأئمة من بعدهم حجج اللّه على خلقه بعد النبيين،و هم أبواب العلم في أمتي،من تبعهم نجا من5.

ص: 197


1- البيّنة7/.
2- أمالي الصدوق:28 حديث 5.

النار،و من اقتدى بهم هدي الى صراط مستقيم،لم يهب اللّه محبّتهم لعبد إلاّ أدخله اللّه الجنّة.

2,1- (1)قال الحسن بن علي عليهما السّلام في خطبته-كما تقدمت-: فكان أبي أولهم إيمانا فهو سابق السابقين،و فضل اللّه السابقين على المتأخرين،كذلك فضل سابق السابقين على السابقين.ل.

ص: 198


1- أمالي الطوسي 175/2(في حديث)الباب الأول.

الباب الثالث عشر

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين

علي عليه السّلام و قوة توكّله

1- ([1])في نهج البلاغة: من كلام له عليه السّلام و قد سأله ذعلب اليماني فقال:يا أمير المؤمنين هل رأيت ربّك (1)؟

فقال:أ فأعبد من لا أرى؟

قال ذعلب (2):و كيف تراه؟

قال (3):لا تدركه العيون بمشاهدة العيان و لكن تدركه القلوب بحقائق الايمان (4).

14,1- ([2])موفق بن أحمد:قال:أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه

ص: 199


1- في المصدر:«هل رأيت ربّك يا أمير المؤمنين؟».
2- في المصدر:«فقال:»بدل«قال ذعلب:».
3- في المصدر:«فقال:».
4- - و باقي كلامه عليه السّلام هكذا: «قريب من الأشياء غير ملابس،بعيد منها غير مباين،متكلّم لا بروية،مريد لا بهمّة،صانع لا بجارحة،لطيف لا يوصف بالخفاء،كبير لا يوصف بالجفاء،بصير لا يوصف بالحاسة،رحيم لا يوصف بالرّقة،تعنو الوجوه لعظمته،و تجب القلوب من مخافته». ([2]) المناقب للخوارزمي:128 حديث 143.

الديلمي:بسنده عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن علي(رضي اللّه عنهم)قال:

قال لي (1)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم فتحت خيبر:لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم (2)مقالا بحيث (3)لا تمرّ على ملأ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك،ترثني و أرثك،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي.

يا علي (4)أنت تؤدي ديني،و تقاتل على سنتي،و أنت في الآخرة أقرب الناس منّي،و إنّك (5)على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين،و أنت أوّل من يرد عليّ الحوض،و أنت أوّل داخل في الجنّة من أمتي،و إنّ شيعتك على منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي،أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني،و إنّ أعداءك غدا ظماء مظمئين مسودة وجوههم مقمحون و مقمعون يضربون بالمقامع-و هي سياط من نار-مقتحمين (6)،حربك حربي و سلمك سلمي،و سرك سري و علانيتك علانيتي،و سريرة صدرك كسريرة صدري، و أنت باب علمي،و إنّ ولدك ولدي،و لحمك لحمي،و دمك دمي،و إنّ الحق معك و الحق على لسانك و في قلبك و بين عينيك،و الايمان مخالط لحمك و دمك».

ص: 200


1- لا يوجد في المصدر:«لي».
2- في المصدر:«لقلت اليوم فيك...».
3- لا يوجد في المصدر:«بحيث».
4- لا يوجد في المصدر:«يا علي».
5- في المصدر:«و أنت غدا».
6- لا يوجد في المصدر:«و مقمعون يضربون بالمقامع،و هي سياط من نار،مقتحمين».

كما خالط لحمي و دمي،و إنّ اللّه(عزّ و جلّ)أمرني أن أبشّرك:أنك أنت (1)و عترتك في الجنة،و[أنّ]عدوّك في النار.

[يا علي]لا يرد على الحوض مبغض لك،و لا يغيب عنه محبّ لك.

[قال:]قال علي:فخررت ساجدا للّه تعالى (2)و حمدته على ما أنعمه[به]عليّ من الاسلام و القرآن،و حببني الى خاتم النبيّين و سيد المرسلين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

14,1- ([3])موفق بن أحمد:بسنده عن أبي عبيد قال:

إنّ عمر بن عبد العزيز رأى قومه يسبّون عليا (3)رضي اللّه عنه فصعد المنبر[فحمد اللّه و أثنى و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]و ذكر فضل علي (4)و سابقته ثم قال: حدثني الثقة كأنه أسمعه من في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (5)،حدثني غزال (6)بن مالك الغفاري،عن أمّ سلمة(رضي اللّه عنها)قالت:

بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عندي إذ أتاه جبرئيل فكالمه (7)فتبسم[رسول اللّه]صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ضاحكا فلمّا سرّى عنه قلت:بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه ما أضحكك؟

قال:أخبرني جبرائيل أنه مرّ بعلي و هو يرعى ذودا (8)له و هو نائم قد أبدىن.

ص: 201


1- لا يوجد في المصدر:«أنت».
2- في المصدر:«فخررت له سبحانه و تعالى ساجدا». ([3]) المناقب للخوارزمي:130 حديث 144.
3- في المصدر:«قال:بلغ عمر بن عبد العزيز أن قوما تنقّصوا علي بن أبي طالب عليه السّلام».
4- في المصدر:«ذكر عليا و فضله».
5- لا يوجد في المصدر:«حدثني الثقة كأنّه اسمعه من في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
6- في المصدر:«عراك».
7- في المصدر:«فناداه».
8- الذود:ثلاثة أبعرة الى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين.

بعض جسده قال:[ف]رددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه و (1)قد وصل الى قلبي.

14,1,4- (2)أبو الحسن المعروف بابن المغازلي و صاحب المناقب:بسنديهما عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي بن أبي طالب:يا أبا الحسن لو وضع إيمان الخلائق و أعمالهم في كفة ميزان و وضع عملك يوم أحد على كفة أخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق،و إنّ اللّه باهى بك يوم أحد ملائكته المقربين و رفع الحجب من السموات السبع،و أشرفت إليك الجنة و ما فيها،و ابتهج بفعلك رب العالمين،و إنّ اللّه-تعالى-يعوضك ذلك اليوم ما يغبط كلّ نبي و رسول و صديق و شهيد.

14,1- (3)و في المناقب:عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أقدم أمّتي سلما،و أكثرهم علما،و أصحّهم دينا، و أفضلهم يقينا،و أكملهم حلما،و أسمحهم كفا،و أشجعهم قلبا،علي،و هو الامام على أمّتي.

6,1- (4)عن زيد الشحام عن جعفر الصادق عليه السّلام قال:

إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام جلس الى حائط مائل يقضي بين الناس فقال بعضهم:لا تقعد تحته،فقال:حرس امرأ أجله،فلمّا قام سقط الحائط.1.

ص: 202


1- لا يوجد في المصدر:«و».
2- لم أقف عليه في مناقب ابن المغازلي المطبوع.مائة منقبة لابن شاذان:106 المنقبة 47(عن علي عليه السّلام).
3- مائة منقبة لابن شاذان:76 المنقبة 25؛و عنه غاية المرام:512 باب 25 حديث 17.
4- أصول الكافي 58/2 حديث 5.كنز العمال 151/13 حديث 36471.

6,1- (1)عن جعفر الصادق عليه السّلام قال:

كان قنبر يحبّ عليا حبّا شديدا فاذا خرج علي عليه السّلام خرج على أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال:يا قنبر مالك؟قال:جئت لأمشي خلفك.

قال:من أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟و إنّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلاّ باذن اللّه من السماء،فارجع،فرجع.

1- (2)و من كلام له عليه السّلام: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا.

1,2- (3)و: كان يطوف بين الصفين بصفين فقال الحسن عليهما السّلام له:ما هذا زي الحرب.

فقال:يا بني إنّ أباك لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه.

1- (4)و: لما ضربه ابن ملجم قال:فزت و ربّ الكعبة.

1- (5)و من كلامه: ما شككت في الحقّ منذ أريته.

1- (6)و قال: عجبت لمن شكّ في اللّه و هو يرى خلق اللّه.

1- (7)و عجبت لمن أنكر النشأة الأخرى (8)و هو يرى النشأة الأولى.

1- (9)عن أسيد بن صفوان قال:4.

ص: 203


1- أصول الكافي 59/2 حديث 10.
2- غرر الحكم 142/2 حديث 1.
3- وقعة صفين:250.
4- ترجمة الإمام علي لابن عساكر 367/3 حديث 1424.
5- غرر الحكم 260/2 حديث 30.نهج البلاغة:502 قصار الجمل 184.المناقب لابن المغازلي:106 حديث 111.
6- غرر الحكم 35/2 حديث 1.
7- غرر الحكم 35/2 حديث 3.
8- في الغرر:«الآخرة».
9- أصول الكافي 454/1 حديث 4.

لما كان اليوم الذي قبض أمير المؤمنين جاء رجل باك يقول:اليوم انقطعت خلافة النبوة و قال:صلّى اللّه عليك يا أبا الحسن كنت أوّل القوم إسلاما، و أخلصهم إيمانا،و أشدّهم يقينا،و أخوفهم للّه(عزّ و جلّ)،و أعظمهم عناء، و أكثرهم ابتلاء،و أحوطهم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

ص: 204

الباب الرابع عشر

في غزارة علمه عليه السّلام

1- ([1])و في الدر المنظم لابن طلحة الحلبي الشافعي:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

لقد حزت علم الأولين و إنني *** ظنين بعلم الآخرين كتوم

و كاشف أسرار الغيوب بأسرها *** و عندي حديث حادث و قديم

و إنّي لقيوم على كلّ قيم *** محيط بكل العالمين عليم

ثم قال عليه السّلام: لو شئت لأوقرت من تفسير الفاتحة سبعين بعيرا.

14,1- ([2])قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا مدينة العلم و علي بابها،قال اللّه تعالى: وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها (1)فمن أراد العلم فعليه بالباب(انتهى).

1- ([3])و في نهج البلاغة: من كلامه عليه السّلام لأصحابه:

أما إنّه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق (2)البطن،يأكل ما يجد و يطلب ما لا يجد،فاقتلوه،و لن تقتلوه ألا و انّه سيأمركم بسبّي و البراءة منّي،فأمّا السبّ فسبّوني،فانه لي زكاة و لكم نجاة،و أمّا البراءة فلا تتبرءوا منّي

ص: 205


1- البقرة189/. ([3]) نهج البلاغة:92 خطبة 57.
2- مندحق البطن:أي واسعها كأن جوانبها قد بعد بعضها من بعض فاتسعت-لسان.

فاني ولدت على الفطرة،و سبقت الى الايمان و الهجرة.

1- (1)و لمّا عزم على الخوارج قيل له:إنّ القوم قد عبروا جسر النهروان.

قال:مصارعهم دون النطفة،و اللّه لا يفلت منهم عشرة و لا يهلك منكم عشرة.

شرح:فهرب منهم تسعة و قتل من أصحابه عليه السّلام ثمانية.و سمى ماء الفرات بالنطفة،فقتل من الخوارج أربعة آلاف دون الفرات و بقيتهم طلبوا الأمان، و كان مجموع المحاربين من الخوارج اثنا عشر ألفا.

1- (2)و من كلام له عليه السّلام: يومئ الى وصف الأتراك:كأني أراهم قوما كأنّ وجوههم المجان المطرقة،يلبسون السرق و الديباج (3)،و يعتقبون الخيل العتاق، و يكون هناك استحرار قتل حتى يمشي المجروح على المقتول و يكون المفلت أقل من المأسور.

فقال له بعض أصحابه:لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب.

فضحك عليه السّلام و قال للرجل-و كان كلبيا-:يا أخا كلب،ليس هو بعلم غيب و إنّما هو تعلم من ذي علم،و إنّما علم الغيب علم الساعة و ما عدده اللّه سبحانه بقوله إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ (4)الآية،فيعلم[اللّه]سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى،و قبيح أو جميل،و سخي أو بخيل،و شقي أو سعيد،و من يكون للنار (5)حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا،فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلاّ اللّه،و ما سوى ذلك فعلم علّمه اللّه نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعلمنيه،و دعا لي بأن يعيه».

ص: 206


1- نهج البلاغة:93 خطبة 59.
2- نهج البلاغة:185 خطبة 128.
3- في(ن):«و الديباجة».
4- لقمان34/.
5- في المصدر:«في النار».

صدري و تضطم عليه جوانحي.

1- (1)و من خطبته عليه السّلام: يومئ الى ذكر الملاحم:

يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى،و يعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي...

و تخرج له الأرض أفاليذ كبدها و تلقي إليه سلما مقاليدها،فيريكم كيف عدل السيرة،و يحيي ميت الكتاب و السنة.

1- (2)و من خطبته عليه السّلام:

...أين الذين زعموا[أنّهم]الراسخون في العلم دوننا كذبا و بغيا علينا،أن رفعنا اللّه و وضعهم،و أعطانا و حرمهم،و أدخلنا و أخرجهم،بنا يستعطى الهدى و بنا يستجلى العمى...

1- (3)و من خطبته عليه السّلام ...و اللّه لو شئت أن أخبر كلّ رجل منكم بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلت،و لكن أخاف أن تكفروا فيّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ألا و إنّي مفيضه (4)الى الخاصة ممّن يؤمن ذلك منه،و الذي بعثه بالحقّ و اصطفاه على الخلق،ما أنطق إلاّ صادقا،و لقد (5)عهد إليّ ذلك كلّه و بمهلك من يهلك و بمنجا (6)من ينجو و مآل هذا الأمر،و ما أبقى شيئا يمر على رأسي إلاّ أفرغه في أذني و أفضى به إليّ.».

ص: 207


1- نهج البلاغة:195 خطبة 138.
2- نهج البلاغة:200 خطبة 144.
3- نهج البلاغة:250 خطبة 175.
4- في المصدر:«مفضيه».
5- في المصدر:«و قد».
6- في المصدر:«و منجى».

أيّها الناس إنّي و اللّه،ما أحثكم على طاعة إلاّ و أسبقكم إليها،و لا أنهاكم عن معصية إلاّ و أتناهى قبلكم عنها...

1- (1)و من خطبته عليه السّلام ...[أيّها الناس]سلوني قبل أن تفقدوني،فلأنا بطرق السماء أعلم منّي بطرق الأرض،قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في خطامها و تذهب بأحلام قومها.

1- (2)و من خطبته عليه السّلام ...و قد علمتم موضعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالقرابة القريبة و المنزلة الخصيصة،وضعني في حجره و أنا وليد (3)،يضمني الى صدره، و يكنفني في فراشه،و يمسني جسده،و يشمني عرفه،و كان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه،و ما وجد لي كذبة في قول،و لا خطلة في فعل،و لقد قرن اللّه تعالى به صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته،يسلك به طرق المكارم،و محاسن أخلاق المعالم (4)،ليله و نهاره،و لقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل إثر أمّه،يرفع لي في كلّ يوم علما من أخلاقه (5)،و يأمرني بالاقتداء به.

و لقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء فأراه و لا يراه غيري و غير خديجة (6)،و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خديجة عليها السّلام (7)و أنا ثالثهما،أرى نور الوحي و الرسالة،و أشم ريح النبوة.».

ص: 208


1- نهج البلاغة:279 خطبة 189.
2- نهج البلاغة:300 خطبة 192.
3- في المصدر:«ولد».
4- في المصدر:«العالم».
5- في المصدر:«من أخلاقه علما».
6- لا يوجد في المصدر:«و غير خديجة».
7- لا يوجد في المصدر:«عليها السّلام».

و لقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقلت:يا رسول اللّه ما هذه الرنة؟

فقال:هذه رنّة (1)الشيطان قد آيس من عبادته،إنّك تسمع كما (2)أسمع و ترى كما (3)أرى إلاّ انّك لست بنبي و إنّك (4)لوزير و إنّك لعلى خير.

و لقد كنت معه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا أتاه الملأ من قريش،فقالوا له:يا محمد إنّك لقد (5)ادعيت أمرا (6)عظيما لم يدعه آباؤك و لا أحد من أهل (7)بيتك،و نحن نسألك أمرا إن[أنت]أجبتنا إليه و أريتناه علمنا أنّك نبي و رسول،و إن لم تفعل علمنا أنّك ساحر كذّاب.

فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لهم (8):و ما تسألون؟

فقالوا:تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها و تقف بين يديك.

فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:إن اللّه على كلّ شيء قدير فان فعل اللّه لكم[ذلك]أ تؤمنون و تشهدون بالحق؟

قالوا:نعم.

قال:فإنّي سأوريكم ما تطلبون،و إنّي لأعلم أنّكم لا تفيئون الى خير،و إنّ».

ص: 209


1- في المصدر:«هذا الشيطان).
2- في المصدر:«ما».
3- في المصدر:«ما».
4- في المصدر:«و لكنّك».
5- في المصدر:«قد».
6- لا يوجد في المصدر:«أمرا».
7- لا يوجد في المصدر:«أهل».
8- لا يوجد في المصدر:«لهم».

فيكم من يطرح في القليب،و منكم (1)من يحزّب الأحزاب.ثم قال[صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]:

يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين باللّه و اليوم الآخر و تعلمين أنّي رسول اللّه فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي باذن اللّه.

فو الذي بعثه بالحقّ لانقلعت بعروقها و جاءت و لها دويّ شديد و قصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مرفوفة،و ألقت بغصنها الأعلى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ببعض أغصانها على منكبي و كنت عن يمينه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فلمّا نظر القوم الى ذلك قالوا-علوا و استكبارا-:فأمرها فلتذهب الى مكانها، فأمرها بذلك،فذهبت الى مكانها الأول (2).

ثم قالوا-علوا و استكبارا-:فأمرها فليأتك نصفها و يبقى نصفها.فأمرها بذلك فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال و أشدّه دويا،فكادت تلتف برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فقالوا-كفرا و عتوا-:فمر هذا النصف فليرجع الى نصفه كما كان،فأمره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرجع.

فقلت أنا:لا إله إلاّ اللّه إنّي أوّل مؤمن بك يا رسول اللّه،و أول من آمن (3)بأنّ الشجرة فعلت ما فعلت بأمر اللّه-تعالى-تصديقا لنبوتك (4)،و إجلالا لكلمتك.

فقال القوم كلّهم:بل ساحر كذّاب عجيب السحر خفيف فيه،و هل يصدقك في أمرك إلاّ مثل هذا-يعنونني-.».

ص: 210


1- لا يوجد في المصدر:«منكم».
2- لا يوجد في المصدر:«قالوا-علوا و استكبارا-:فأمرها فلتذهب مكانها،فأمرها بذلك فذهبت الى مكانها الأول.ثم».
3- في المصدر:«أقر».
4- في المصدر:«بنبوتك».

و إنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم،سيماهم سيماء الصديقين،و كلامهم كلام الأبرار،عمّار الليل و منار النهار،متمسكون بحبل القرآن،يحيون سنن اللّه و سنن رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،لا يستكبرون و لا يعلون و لا يغلون و لا يفسدون، قلوبهم في الجنان و أجسادهم في العمل.

1- (1)و في غرر الحكم: في ذكر بني أمية:هي مجاجة من لذيذ العيش يتطعمونها برهة ثم يلفظونها جملة.

1- (2)و : سئل عن العالم العلوي فقال:صور عارية عن المواد،عالية عن القوة و الاستعداد،تجلى اللّه لها فأشرقت،و طالعها فتلألأت،و ألقى في هويتها مثاله فأظهر عنها أفعاله،و خلق الانسان ذا نفس ناطقة،إن زكّاها بالعلم و العمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها،و إذا اعتدل مزاجها و فارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد.

1- (3)و: سئل[عليه السّلام]عن القدر فقال:طريق مظلم فلا تسلكوه،و بحر عميق فلا تلجوه،و سر اللّه[سبحانه]فلا تتكلفوه (4).

1- (5)و قال عليه السّلام: فرض اللّه سبحانه الايمان تطهيرا من الشرك،و الصلاة تنزيها عن الكبر،و الزكاة تسبيبا للرزق،و الصيام (6)ابتلاء للاخلاص (7)،و الحج تقوية».

ص: 211


1- غرر الحكم 312/2 حديث 17.
2- غرر الحكم 417/1 حديث 75.
3- غرر الحكم 13/2 حديث 51.نهج البلاغة:526 قصار الجمل 287.
4- في المصدر:«تكلفوه».
5- غرر الحكم 64/2 حديث 82.نهج البلاغة:512 قصار الجمل 252.
6- في المصدر:«و الصيام ابتلاء...و الزكاة تسبيبا...».
7- في المصدر:«لإخلاص الخلق».

للدين،و الجهاد عزا للاسلام،و الأمر بالمعروف مصلحة للعوام،و النهي عن المنكر ردعا للسفهاء،و صلة الأرحام منماة للعدد،و القصاص حقنا للدماء، و إقامة الحدود إعظاما لعيب المحارم (1)،و ترك شرب الخمر تحصينا للعقل، و مجانبة السرقة إيجابا للعفة،و ترك الزنا تحصينا للأنساب (2)،و ترك اللواطة (3)تكثيرا للنسل،و الشهادات استظهارا على المجاهدات،و ترك الكذب تشريفا للصدق،و السلام أمانا من المخاوف،و الأمانة نظاما للأمة،و الطاعة تعظيما للأمانة (4).

1- و في الديوان (5)المنسوب إليه عليه السّلام:

لقد علم الأنام بأنّ سهمي *** من الاسلام يفضل كلّ سهم

و أحمد النبي أخي و صهري *** عليه اللّه صلّى و ابن عمّي

و إنّي قائد للناس طرّا *** الى الاسلام من عرب و عجم

و قاتل كلّ صنديد رئيس *** و جبار من الاسلام ضخم

و في القرآن ألزمهم ولائي *** و أوجب طاعتي فرضا بعزم

كما هارون من موسى أخوه *** كذاك أنا أخوه و ذاك اسمي

لذاك أقامني لهم إماما *** و أخبرهم به بغدير خم

فمن منكم يعادلني بسهمي *** و إسلامي و سابقتي و رحمي

فويل ثم ويل ثم ويل *** لمن يلقى الإله غدا بظلمي

و ويل ثم ويل ثم ويل *** لجاحد طاعتي و مريد هضميز.

ص: 212


1- في المصدر:«اعظاما للمحارم».
2- في المصدر:«النسب».
3- في المصدر:«اللواط».
4- في المصدر:«الامامة».
5- الديوان المنسوب للإمام علي عليه السّلام:الورق 57 ط.تبريز.

و ويل للذي يشقى سفاها *** يريد عداوتي من غير جرم

.

1- و قال عليه السّلام لحارث الهمداني لما رآه حزينا من كبر سنه من خوفه في آخرته.

-هذا النظم ليس لحضرته رضي اللّه عنه و إنّما هو للسيد الحميري(رحمه اللّه تعالى)نظم كلامه(كرّم اللّه وجهه) (1)-:

يا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا

يعرفني طرفه و أعرفه *** بنعته و اسمه و ما فعلا

و أنت عند الصراط معترضي *** فلا تخف عثرة و لا زللا

أقول للنار حين توقف للعرض *** ذريه لا تقربي الرجلا

ذريه لا تقربيه إنّ له *** حبلا بحبل الوصي متصلا

أسقيك من بارد على ظمأ *** تخاله في الحلاوة العسلا

قول عليّ لحارث عجب *** كم ثم أعجوبة له جملا

.

1- [15] و في الدر المنظم: اعلم أن جميع أسرار الكتب السماوية في القرآن،و جميع ما في القرآن في الفاتحة،و جميع ما في الفاتحة في البسملة،و جميع ما في البسملة في باء البسملة،و جميع ما في باء البسملة في النقطة التي هي تحت الباء.قال الامام علي(كرّم اللّه وجهه):أنا النقطة التي تحت الباء.

1- [16] و قال أيضا: العلم نقطة كثرها الجاهلون،و الألف وحدة عرفها الراسخون.

1- [17] و قال أيضا: سلوني عن أسرار الغيوب فانّي وارث علوم الأنبياء و المرسلين.

1- (2)و قال ابن عباس(رضي اللّه عنهما): أعطي الامام علي رضي اللّه عنه تسعة أعشار العلم و إنّه لأعلمهم بالعشر الباقي.م.

ص: 213


1- لا يوجد في(ن):«هذا النظم ليس لحضرته رضي اللّه عنه و إنّما للسيد الحميري(رحمه اللّه تعالى)نظم كلامه(كرم اللّه وجهه).»،و الأبيات موجودة في الديوان المنسوب له عليه السّلام الورق 48 ط.تبريز.
2- الاستيعاب بهامش الاصابة 40/3 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام.

1- [19] و قال أيضا: أخذ بيدي الامام علي ليلة مقمرة فخرج بي الى البقيع بعد العشاء و قال:اقرأ يا عبد اللّه،فقرأت بسم اللّه الرحمن الرحيم ،فتكلم لي في أسرار الباء الى بزوغ الفجر.(انتهى).

1- [20] و في المناقب: و لما أراد أهل الشام أن يجعلوا القرآن حكما بصفين قال الامام علي رضي اللّه عنه:أنا القرآن الناطق.

14,1- (1)أخرج أحمد بن المغازلي بسنده،عن أبي الصباح،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ...لما صرت بين يدي ربي كلّمني و ناجاني فما علمت (2)شيئا إلاّ علّمته (3)عليا فهو باب[مدينة]علمي...

1- (4)موفق بن أحمد:بسنده عن سليمان الأعمش (5)،عن أبيه،عن علي قال:

و اللّه ما نزلت آية إلاّ و قد علمت فيما نزلت؟و أين نزلت؟و على من أنزلت؟

و (6)إن ربّي وهب لي لسانا طلقا (7)و قلبا عقولا (8).

1- (9)موفق بن أحمد بسنده عن أبي الطفيل قال:

قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه (10): سلوني عن كتاب اللّه[عزّ و جل]فانّه ليس من».

ص: 214


1- المناقب لابن المغازلي:50 حديث 73.
2- في المصدر:«علمني».
3- في المصدر:«علمه».
4- المناقب للخوارزمي:94 حديث 92.
5- في المصدر:«الاحمسي»،و في(أ):«الأخمش».
6- لا يوجد في المصدر:«و على من أنزلت و».
7- في المصدر:«سئولا»و في(ن):«ناطقا».
8- في المصدر:«قلبا عقولا و لسانا سئولا».
9- المناقب للخوارزمي:94 حديث 92.
10- لا يوجد في المصدر:«بن أبي طالب رضي اللّه عنه».

آية إلاّ و قد عرفت بليل (1)نزلت أم نهار (2)،أم في سهل أم في جبل.

1- (3)الحمويني:بسنده عن شقيق عن ابن مسعود قال:

نزل القرآن (4)على سبعة أحرف[ما منها حرف إلاّ]له ظهر و بطن و إنّ عند علي عليه السّلام علم القرآن ظاهره و باطنه (5).

14,1- (6)و عن الكلبي:قال ابن عباس: علم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من علم اللّه،و علم علي من علم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و علمي من علم علي،و ما علمي و علم الصحابة في علم علي إلاّ كقطرة في سبعة أبحر.

14,1- (7)ابن المغازلي و موفق الخوارزمي:أخرجا بسنديهما،عن علقمة،عن[عبد اللّه] ابن مسعود رضي اللّه عنه قال:

كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسئل عن علم علي فقال:

قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزء واحدا و هو أعلم بالعشر الباقي (8). (أيضا أخرجه موفق بن أحمد عن ابن مسعود). .

14,1- (9)موفق بن أحمد:بسنده عن سلمان رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال:6.

ص: 215


1- في المصدر:«أ بليل».
2- في المصدر:«بنهار».
3- فرائد السمطين 355/1 حديث 281.
4- في المصدر:«إن القرآن أنزل».
5- في المصدر:«و إن علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر و الباطن».
6- مناقب ابن شهرآشوب 30/2.
7- المناقب لابن المغازلي:286 حديث 328.المناقب للخوارزمي:82 حديث 68.حلية الأولياء 65/1. مقتل الحسين للخوارزمي:43 حديث 79.
8- لا يوجد في المصدر:«و هو أعلم بالعشر الباقي».
9- المناقب للخوارزمي:82 حديث 67.فرائد السمطين 97/1 حديث 66.

أعلم أمتي[من بعدي]علي[بن أبي طالب].

1- (1)محمد بن علي الحكيم الترمذي في شرح الرسالة الموسومة«بالفتح المبين»:

قال ابن عباس(رضي اللّه عنهما)-هو إمام المفسرين-: العلم عشرة أجزاء لعلي تسعة أجزاء و للناس عشر الباقي و هو أعلمهم به.

و قال أيضا: يشرح لنا علي رضي اللّه عنه نقطة الباء من بسم اللّه الرحمن الرحيم ليلة فانفلق عمود الصبح و هو بعد لم يفرغ فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة في جنب البحر المسعنجر (2).

1- و قال علي(كرّم اللّه وجهه): لو ثنيت لي الوسادة و جلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم،و لأهل الانجيل بانجيلهم،و لأهل القرآن بقرآنهم.

و لهذا كانت الصحابة(رضي اللّه عنهم)يرجعون إليه في أحكام الكتاب، و يأخذون عنه الفتاوي.

1- كما قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في عدّة مواطن: لو لا علي لهلك عمر.

14,1- و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أعلم أمتي علي بن أبي طالب.(انتهى).

1- (3)و في شرح الكبريت الأحمر:قال علي رضي اللّه عنه: لو كسرت لي الوسادة و جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم،و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم،و بين أهل الفرقان بفرقانهم.الحديث.

فلينظر الى جامعيته بعلم خاتم الرسل و بعلوم شرائع الأنبياء السابقين و ليست له2.

ص: 216


1- غاية المرام:517 باب 27 حديث 2(عن الرسالة المذكورة).
2- في(ن)و(أ):«المثعنجر»،و هو أكثر موضع في البحر ماء،و الميم و النون زائدتان، 1- قال ابن منظور:«و في حديث ابن عباس: فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر. و القرارة:الغدير الصغير».
3- فرائد السمطين 338/1 حديث 261.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 136/6.بصائر الدرجات: 132 حديث 2.

هذه الجامعية بمطالعة كتبهم،بل جامعيته من الوارثة و العلم اللدني، و الالهامات الالهية،و هذه المرتبة للانسان الكامل،و هو آخر تنزلات الخمسة و يقال لها:الحضرات الخمسة عند الصوفية،و الانسان الكامل جامع جميع المظاهر الإلهية و هو نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و وارثه.(انتهى).

14,1- (1)أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي:بسنده من أبي الصباح،عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أتاني جبرئيل بدرنوك من الجنة،فجلست عليه،فلمّا صرت بين يدي ربّي كلّمني و ناجاني فما علمت شيئا إلاّ علمته عليا،فهو باب علمي،ثم دعاه إليه فقال:يا علي سلمك سلمي،و حربك حربي،و أنت العلم فيما بيني و بين أمتي.

1- (2)و في المناقب: سئل علي(كرّم اللّه وجهه):إنّ عيسى بن مريم كان يحيي الموتى، و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير،هل لكم هذه المنزلة؟

قال:إنّ سليمان بن داود عليهما السّلام غضب[من]الهدهد لفقده؛لأنّه يعرف الماء و يدلّ على الماء و لا يعرف سليمان الماء تحت الهواء،مع أنّ الريح و النمل و الإنس و الجن و الشياطين و المردة كانوا له طائعين،و إنّ اللّه يقول في كتابه: وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى (3)،و يقول تعالى: وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (4)و يقول تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (5)فنحن أورثنا هذا/.

ص: 217


1- المناقب لابن المغازلي:50 حديث 73.
2- غاية المرام:351 باب 52 حديث 4.بصائر الدرجات:47 حديث 1.أصول الكافي 226/1 حديث 7.
3- الرعد31/.
4- النمل75/.
5- فاطر32/.

القرآن الذي فيه ما يسير به الجبال و قطعت به البلدان و يحيي به الموتى،نعرف به الماء،و أورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كلّ شيء.

14,1- (1)الترمذي و الحمويني:بسنديهما عن سويد بن غفلة الصناعي (2)عن علي رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا دار الحكمة و علي بابها.

و في الباب:عن ابن عباس. .

14,1- (3)الحمويني:عن سلمة بن كهيل الصناعي (4)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا دار الحكمة و علي بابها.

14,1- (5)ابن المغازلي:بسنده عن مجاهد،عن ابن عباس،و أيضا عن سلمة بن كهيل الصناعي (6)عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (7): أنا دار الحكمة و علي بابها.

14,1- (8)و في المناقب:عن المعلّى بن محمد البصري،عن بسطام بن مرة،عن إسحاق بن حسان،عن الهيثم بن واقد،عن علي بن الحسن العبدي،عن سعد بن ظريف، عن الأصبغ بن نباتة-كاتب أمير المؤمنين علي عليه السّلام-قال:

أمرنا مولانا بالمسير معه الى المدائن من الكوفة،فسرنا يوم الأحد فتخلّف3.

ص: 218


1- سنن الترمذي 301/5 حديث 3807.فرائد السمطين 99/1 حديث 68.
2- في المصدر:«عن الصنابحي».
3- الفرائد 99/1 حديث 68.
4- في المصدر:«عن الصنابحي،عن علي».
5- المناقب لابن المغازلي:87 حديث 129.
6- في المصدر:«عن الصنابحي».
7- في المصدر:«عن علي عليه السّلام،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
8- بصائر الدرجات:306 حديث 15.الاختصاص للشيخ المفيد:283.

عمرو بن حريث مع سبعة نفر،فخرجوا يوم الأحد الى مكان بالحيرة يسمى «الخورنق»فقالوا:نتنزه هناك ثم نخرج يوم الأربعاء فنلحق عليا قبل صلاة الجمعة.فبينا هم يتغذون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب في كفه فقال لهم:بايعوا لهذا هذا أمير المؤمنين،فبايعه السبعة و عمرو ثامنهم،و ارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة و أمير المؤمنين عليه السّلام يخطب،و هم نزلوا على المسجد فنظر إليهم فقال:

أيّها الناس ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أسرّ (1)إليّ ألف حديث،في كل حديث ألف باب،و في كلّ باب ألف مفتاح،و إنّي أعلم بهذا العلم.و أيضا سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:قال اللّه(عزّ و جلّ) يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (2)و إني أقسم لكم باللّه ليبعثنّ يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم و هو ضبّ و لو شئت أسميهم.

قال الأصبغ:لقد رأيت عمرو بن حريث سقط رعبا و خجالة.

14,1- (3)ابن المغازلي:بسنده عن مجاهد،عن ابن عباس،و أيضا عن جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنهما)قالا: أخذ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعضد علي و قال:هذا أمير البررة، و قاتل الكفرة،منصور من نصره،مخذول من خذله-فمدّ بها صوته-ثم قال:

أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أيضا أخرج هذا الحديث موفق بن أحمد و الحمويني و الديلمي في«الفردوس» و صاحب كتاب المناقب عن مجاهد،عن ابن عباس. .9.

ص: 219


1- في(ن):«سرّ».
2- الاسراء71/.
3- المناقب لابن المغازلي:80 حديث 120 و 81 حديث 121.فرائد السمطين 98/1 حديث 67.المناقب للخوارزمي:82 حديث 69.كفاية الطالب:221 باب 58.المستدرك للحاكم 127/3 و 129.

14,1- (1)أيضا ابن المغازلي:أخرج عن حذيفة بن اليمان عن علي(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا مدينة العلم و علي بابها،و لا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها.

14,1- (2)ابن المغازلي:بسنده عن محمد بن عبد اللّه قال:حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه،عن آبائه،عن أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها (3)،كذب من زعم أنّه يصل الى المدينة إلاّ من قبل (4)الباب.

14,1,2,3- (5)عن الأصبغ بن نباتة قال: لمّا جلس علي عليه السّلام في الخلافة خطب خطبة ذكرها أبو سعيد البحتري إلى آخرها،ثم قال للحسن عليهما السّلام:يا بني فاصعد المنبر و تكلّم.

فصعد و بعد الحمد و التصلية قال:أيّها الناس سمعت جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:أنا مدينة العلم و علي بابها،و هل تدخل المدينة إلاّ من بابها،فنزل.

ثم قال للحسين عليه السّلام:فاصعد المنبر و تكلّم.

فصعد فقال بعد الحمد و التصلية:أيّها الناس سمعت جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:إنّ عليا مدينة هدى فمن دخلها نجا،و من تخلف عنها هلك،فنزل.

ثم قال علي عليه السّلام:أيّها الناس إنّهما ولدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و وديعته التي استودعهما على أمّته وسائل عنهما.1.

ص: 220


1- المناقب لابن المغازلي:82 حديث 123(عن مجاهد،عن ابن عباس)،و أخرجه ابن البطريق في العمدة عن ابن المغازلي،عن حذيفة.
2- المناقب لابن المغازلي:85 حديث 126.
3- في المصدر:«الباب».
4- لا يوجد في المصدر:«قبل».
5- أمالي الصدوق:280 حديث 1(في حديث).غاية المرام:521 باب 30 حديث 1.

1- (1)و عن سلمة بن كهيل قال:قال علي(كرّم اللّه وجهه):

لو استقامت لي الأمّة و ثنيت لي و سادة لحكمت في أهل التوراة و الانجيل بما أنزل اللّه فيهما حتى يزهرا الى السماء،و إنّي قد حكمت في أهل القرآن بما أنزل اللّه فيه.

14,1- (2)موفق بن أحمد:بسنده عن محمد بن كعب قال:

رأى أبو طالب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يتفل في فم (3)علي أي يدخل لعاب فمه في فم علي (4)فقال:ما هذا يا ابن أخي (5)؟فقال:إيمان و حكمة.

فقال أبو طالب لعلي:يا بني انصر ابن عمك و وازره (6).

14,1- (7)ابن المغازلي:بسنده عن محمد بن عبد اللّه قال:حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه،عن آبائه،عن إمام المتقين علي(رضي اللّه عنهم)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها (8)،كذب من زعم أنّه يدخل (9)المدينة بغير (10)الباب،قال اللّه(عزّ و جلّ): وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها (11)./.

ص: 221


1- بصائر الدرجات:134 حديث 6.غاية المرام:598 باب 43 حديث 12.
2- المناقب للخوارزمي:132 حديث 147.
3- في المصدر:«في».
4- لا يوجد في المصدر:«أي يدخل لعاب فمه في فم علي».
5- في المصدر:«يا محمد».
6- في المصدر:«و آزره».
7- المناقب لابن المغازلي:85 حديث 126.
8- في المصدر:«الباب».
9- في المصدر:«يصل الى».
10- في المصدر:«إلا من».
11- البقرة189/.

14,1- (1)و قال علي رضي اللّه عنه: علّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ألف باب من العلم فانفتح من كلّ واحد منها ألف باب.

14,1- (2)ابن المغازلي:بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا مدينة الجنة و علي بابها فمن أراد الجنة فليأتها من بابها.

1- (3)و في المناقب:عن الأعمش،عن عباية بن ربعي،قال:

كان علي رضي اللّه عنه كثيرا يقول:سلوني قبل أن تفقدوني،فو اللّه ما من أرض مخصبة و لا مجدبة،و لا فئة تضل مائة أو تهدي مائة،إلاّ و أنا أعلم قائدها و سائقها و ناعقها الى يوم القيامة.

أيضا عن جعفر الصادق رضي اللّه عنه نحوه.

1- (4)أيضا عن يحيى بن أم الطويل قال: سمعت عليا رضي اللّه عنه يقول:

ما بين لوحي المصحف من آية إلاّ و قد علمت فيمن نزلت؟و أين نزلت؟و إنّ بين جوانحي لعلما جما،فسلوني قبل أن تفقدوني.

و قال:إذا كنت غائبا عن نزول الآية كان يحفظ عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما كان ينزل عليه من القرآن،و إذا قدمت عليه أقرأنيه و يقول:يا علي أنزل اللّه عليّ بعدك كذا كذا و تأويله كذا و كذا،و يعلمني تأويله و تنزيله.

6- و في فصل الخطاب:قال الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي النيشابوري في تاريخ مشايخ الصوفية: انّ جعفر الصادق فاق جميع أقرانه في جميع أهل بيته.7.

ص: 222


1- فرائد السمطين 101/1 حديث 70.
2- المناقب لابن المغازلي:86 حديث 127.
3- الاختصاص للمفيد:279.غاية المرام:526.
4- أمالي الشيخ المفيد:152 حديث 3؛و عنه غاية المرام:526 باب 36 حديث 7.

و قال الشيخ جنيد: إنّ أمير المؤمنين عليا رضي اللّه عنه لو يفرغ عن الحروب لوصل إلينا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب،و صاحبنا في هذا الأمر الذي أشار إلى ما تضمنه القلوب و أومأ الى حقائقه بعد نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي بن أبي طالب(كرّم اللّه وجهه).

و في شرح التعرف: إنّ عليا رضي اللّه عنه رأس كلّ العرفاء باتفاق الأمّة،و له كلام ما قال أحد قبله و لا بعده،و صعد على المنبر و قال:سلوني فان ما بين جنبي علما جما هذا ما زقني النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم زقا زقا،فو الذي نفسي بيده لو أذن للتوراة و الانجيل فأخبرت بما فيهما فصدقاني على ذلك (1).

1- (2)و عن ابن مسعود قال: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلاّ له ظهر و بطن و إنّ علي بن أبي طالب علم الظاهر و الباطن. (انتهى فصل الخطاب).

1- (3)و في المناقب:بسنده عن عامر بن واثلة قال: خطبنا علي رضي اللّه عنه على منبر الكوفة فقال:

أيّها الناس سلوني سلوني فو اللّه لا تسألوني عن آية من كتاب اللّه إلاّ حدثتكم عنها،متى نزلت،بليل أو نهار،في مقام أو مسير،في سهل أم في جبل،و في من نزلت،في مؤمن أو منافق،و ما عنى اللّه بها،أم عام أم خاص.

فقال ابن الكواء:أخبرني عن قوله تعالى: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ؟

فقال:أولئك نحن و أتباعنا،و في يوم القيامة غرا محجلين رواء مرويين3.

ص: 223


1- فرائد السمطين 355/1 حديث 281.
2- فرائد السمطين 341/1 حديث 263.
3- غاية المرام:525 باب 36 حديث 3.

يعرفون بسيماهم.

1- (1)و في مسند أحمد:بسنده عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

إنّ عليا رضي اللّه عنه يعرف أصحابه ألف شيء و أراه و قال على المنبر:سلوني قبل أن تفقدوني،سلوني عن كتاب اللّه،و ما من آية إلاّ و أنا أعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل أرض،و سلوني عن الفتن فما من فتنة إلاّ و قد علمت من كسبها و من يقتل فيها.

و قال أحمد:روى عنه نحو هذا كثيرا .

1- (2)أحمد في مسنده،و موفق بن أحمد في«المناقب»:بسنديهما عن سعيد بن المسيب قال:

لم يكن أحد من الصحابة يقول:سلوني إلاّ علي بن أبي طالب.

14,1- (3)موفق بن أحمد و الحمويني:بسنديهما عن أبي سعيد البحتري قال:

رأيت عليا رضي اللّه عنه على منبر الكوفة و عليه مدرعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو متقلّد بسيفه و متعمم بعمامته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فجلس على المنبر فكشف عن بطنه و قال:

سلوني قبل أن تفقدوني فانّما بين الجوانح منّي علم جمّ،هذا سفط العلم،هذا لعاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،هذا ما زقني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم زقا زقا،فو اللّه لو ثنيت لي و سادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم و أهل الانجيل بانجيلهم،حتى ينطق اللّه التوراة و الانجيل فيقولان:صدق علي قد أفتاكم بما أنزل فيّ و أنتم تتلون الكتاب أ فلا تعقلون.).

ص: 224


1- غاية المرام:524 باب 36 حديث 1(عن مسند أحمد).
2- الفضائل لأحمد 646/2 حديث 1098.المناقب للخوارزمي:91 حديث 83.
3- فرائد السمطين 355/1 حديث 281.المناقب للخوارزمي:92 حديث 85.(بأدنى اختلاف).

14,1- (1)الحمويني:بسنده عن زادان قال:سمعت عليا رضي اللّه عنه يقول:

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو كسرت لي وسادة،الى آخرها...

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما من رجل من قريش جرت المواسي عليه (2)إلاّ و أنا أعلم (3)آية تسوقه الى جنة أو تقوده الى نار.

فقام رجل فقال:يا أمير المؤمنين أيّ شيء نزل فيك (4)؟

قال:قوله تعالى (5): أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (6)فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على بينة من ربّه و أنا التالي شاهد منه (7).

14,1- (8)موفق بن أحمد:بسنده عن أبي سعيد الخدري و سلمان الفارسي(رضي اللّه عنهما) (9)قالا (10):قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ أقضى أمتي علي بن أبي طالب.

14,1- (11)و في مسند أحمد:بسنده عن حميد بن عبد اللّه قال:

إنه ذكر عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قضاء قضى به علي بن أبي طالب فأعجب[النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] و قال:الحمد للّه الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت.3.

ص: 225


1- فرائد السمطين 338/1 حديث 261.
2- في المصدر:«عليه المواسي».
3- في المصدر:«أعرف له».
4- في المصدر:«ما آيتك يا أمير المؤمنين؟».
5- لا يوجد في المصدر:«قوله تعالى».
6- هود17/.
7- في المصدر:«و أنا الشاهد منه أتلوه:اتبعه».
8- المناقب للخوارزمي:81 حديث 66.
9- لا يوجد في المصدر:«و سلمان الفارسي(رضي اللّه عنهما)».
10- في المصدر:«قال:».
11- الفضائل لأحمد 654/2 حديث 1113.

14,1- (1)و في مسند أحمد:عن محمد بن جعفر،عن سعيد،عن قتادة،عن الحسن البصري:

إنّ عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أراد أن يرجم مجنونة فقال علي رضي اللّه عنه:ما لك،سمعت أنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

رفع القلم عن ثلاثة:عن النائم حتى يستيقظ،و عن المجنون حتى يبرأ و يعقل، و عن الطفل حتى يحتلم.قال:فخلا سبيلها.

14,1- (2)موفق بن أحمد:بسنده عن أبي حرب[عن أبي الأسود]قال: أوتي عند عمر ابن الخطاب رضي اللّه عنه امرأة (3)وضعت ولدا (4)لستة أشهر فهمّ برجمها،فقال علي (5)رضي اللّه عنه:ليس عليها رجم[فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه يسأله فقال علي:] بقوله تعالى: وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ (6)و قال تعالى (7): وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً (8)فحولين تمام الرضاعة،و هو أربعة و عشرون شهرا فبقيت ستة أشهر و هي مدة الحمل، فخلا سبيلها.

3,1- (9)موفق بن أحمد:بسنده عن الحسين بن علي(رضي اللّه عنهما)قال: أوتي عند عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه امرأة حاملة فسألها فاعترفت بالفجور،فأمر بها بالرجم،).

ص: 226


1- مسند أحمد 140/1،154.
2- المناقب للخوارزمي:95 حديث 94.
3- في المصدر:«إن عمر أوتي بامرأة».
4- ليس في المصدر و(ن):«ولدا».
5- لا يوجد في المصدر:«علي»و بدله:«فبلغ ذلك عليا فقال رضي اللّه عنه:».
6- البقرة233/.
7- لا يوجد في المصدر:«تعالى».
8- الاحقاف15/.
9- المناقب للخوارزمي:81 حديث 65(باختصار يسير).

فقال علي لعمر:سلطانك عليها فما سلطانك على الذي في بطنها،فخلا سبيلها، و قال:عجزت النساء أن يلدن عليا (1).

و لو لا علي لهلك عمر.

و قال:اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها علي حيّا.

1- (2)موفق بن أحمد:بسنده عن سعيد بن مسيب قال:

سمعت عمر رضي اللّه عنه يقول: اللّهم لا تبقني لمعضلة ليس لها علي[بن أبي طالب حيّا].

1- (3)و روي: أنّ رجلا من اليهود سأله حين وضع قدمه على الركاب:أي عدد له كسور التسعة له نصف و ثلث و ربع و خمس و سدس و سبع و ثمن و تسع و عشر كلّها صحيح؟

قال علي رضي اللّه عنه-على البديهة فورا-:اضرب أيام أسبوعك في أيام سنتك،فما حصل فهو مقصودك.فأسلم اليهودي.

و تسمى هذه المسألة المسألة الركابية.

6,14,1- (4)و في مسند أحمد:بسنده عن جعفر الصادق رضي اللّه عنه قال: قضى علي في ثلاثة رجال وقعوا على امرأة في طهر واحد،و ذلك في الجاهلية،فأقرع علي بينهم، الولد لمن وقعت له القرعة،و انقسم دية المولود على ثلاث،لأنهم اشتبهوا نسب المولود فكأنهم قتلوه،فجعل ثلث الدية على من وقعت القرعة،و ثلثي الدية على الآخرين،و قضى الدية لأم المولود،فضحك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى بدت5.

ص: 227


1- في المصدر:«تلدن مثل علي بن أبي طالب».
2- المناقب للخوارزمي:97 حديث 98.
3- البحار 187/40 باب 93 حديث 72(في حديث).
4- مسند أحمد 374/4(عن زيد بن أرقم).ذخائر العقبى:85.

نواجذه،قال:و ما أعلم فيها شيئا إلاّ ما قضى علي.

6,14,1- (1)و في مسند أحمد:بسنده عن مسمع بن عبد الملك،عن جعفر الصادق رضي اللّه عنه: إنّ قوما احتفروا زبية الأسد باليمن،فوقع فيهما،فازدحم الناس عليها ينظرون الى الأسد،فوقع فيها رجل فتعلق بالآخر،و تعلق الآخر بالآخر،و الآخر بالآخر،فماتوا من جراحة الأسد،فتشاجروا في ذلك،فقضى علي للأول ربع الدية لأنه أهلك من فوقه،و للثاني ثلث الدية،و للثالث نصف الدية،و للرابع الدية الكاملة،و جعل الدية على القبائل الذين ازدحموا،فرضي بعض و سخط بعض،و رفع الى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأجاز قضاء علي.

14,1- (2)و في مسند أحمد:بسنده عن سماك بن حبش،عن علي قال:

بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قاضيا الى اليمن،فقلت:يا رسول اللّه تبعثني الى قوم أسن منّي،فأنا حدث.

قال:فوضع يده على صدري و قال:اللهم ثبّت لسانه،و قال لي:إذا جلس الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع منهما ما قالا.

قال:فما أشكل عليّ قضاء بعد.

6,14,1- (3)و في المناقب:بسنده عن مصعب بن سلام التميمي،عن جعفر الصادق رضي اللّه عنه قال: إنّ ثورا قتل حمارا على عهد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و رفع ذلك إليه و هو في أناس من أصحابه فقال لهم:اقضوا بينهما.2.

ص: 228


1- مسند أحمد 77/1(عن حنش عن علي)؛و 128 و 152(عن حنش المعتمر).
2- مسند أحمد 111/1.
3- التهذيب للشيخ الطوسي 229/3 حديث 901.الفصول المهمة:34(عن أنس،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم). غاية المرام 529 باب 40 حديث 1؛و 530 باب 40 حديث 2.التهذيب 229/1 حديث 902.

فقالوا:يا رسول اللّه بهيمة قتلت بهيمة ما عليها شيء؟

فقال:يا علي اقض بينهما.

فقال:نعم يا رسول اللّه،إن كان الثور دخل على الحمار في مستراحه ضمن أصحاب الثور،و إن كان الحمار دخل على الثور في مستراحه فلا ضمان عليه.

قال:فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده الى السماء فقال:الحمد للّه الذي جعل منّي من يقضي بالقضاء البينة.

أيضا عن الباقر رضي اللّه عنه نحوه.

1- (1)و في مسند أحمد:بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال:

إنّ عليا قضى للمدعي بالشاهد مع اليمين بالحجاز و الكوفة.

14,1- (2)و في المناقب:عن الأصبغ بن نباتة قال:

كنت مع أمير المؤمنين عليه السّلام فأتاه رجل فقال:يا أمير المؤمنين إنّي أحبّك في اللّه.

قال:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حدّثني ألف حديث،و كلّ حديث ألف باب،و إنّ أرواح الناس تتلاقى بعضهم بعضا في عالم الأرواح،فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف،و بحقّ اللّه لقد كذبت،فما أعرف وجهك في وجوه أحبائي و لا اسمك في أسماء أحبائي.

ثم دخل عليه الآخر فقال:يا أمير المؤمنين إنّي أحبّك في اللّه.

فقال له:صدقت،و قال:إنّ طينتنا و طينة محبّينا مخزونة في علم اللّه، و مأخوذة،أخذ اللّه ميثاقها من صلب آدم عليه السّلام فلم يشذ منها شاذ و لا يدخل فيها غيرها،فأعدّ للفقر جلبابا فانّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:و اللّه الفقر6.

ص: 229


1- الفضائل لأحمد 673/2 حديث 1150.
2- بصائر الدرجات:391 حديث 2؛و عنه غاية المرام:519 باب 28 حديث 26.

الى محبّينا أسرع من السيل الى بطن الوادي.

3,1- (1)و في المناقب:بالسند عن أبي الجارود،عن محمد الباقر،عن أبيه،عن جدّه الحسين عليهم السّلام قال:

لمّا نزلت هذه الآية وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (2)قالوا:يا رسول اللّه هو التوراة أو الانجيل أو القرآن؟

قال:لا،فأقبل إليه أبي عليه السّلام فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:هو هذا الإمام الذي أحصى اللّه فيه علم كلّ شيء.

6,1- (3)أيضا عن صالح بن سهل عن جعفر الصادق عليه السّلام قال:

وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ :في أمير المؤمنين(صلوات اللّه عليه)نزلت.

1- (4)عن عمار بن ياسر(رضي اللّه عنهما)قال:

كنت مع أمير المؤمنين عليه السّلام سائرا فمررنا بواد مملوءة نملا فقلت:يا أمير المؤمنين ترى أحدا من خلق اللّه يعلم عدد هذا النمل؟ قال:نعم يا عمار أنا أعرف رجلا يعلم كم عدده و كم فيه ذكر و كم فيه أنثى.

فقلت:من ذلك الرجل؟

فقال:يا عمار ما قرأت في سورة يس وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ؟

فقلت:بلى يا مولاي.

قال:أنا ذلك الإمام المبين.0.

ص: 230


1- أمالي الصدوق:144 حديث 5.معاني الأخبار:95.
2- يس12/.
3- البرهان 6/4 حديث 7.
4- البرهان 7/4 حديث 10.

1- (1)عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:

كنت سائرا مع علي عليه السّلام إذ مررنا بواد نملة كالسيل فقلت:اللّه أكبر جلّ محصيه.

فقال عليه السّلام:لا تقل ذلك،و لكن قل جلّ بارئه،فو الذي صوّرني و صوّرك إنّي أحصي عددهم و أعلم الذكر منهم و الأنثى بإذن اللّه(عزّ و جلّ).

1- (2)عن الأصبغ بن نباتة قال:

سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علّمني ألف باب،و كلّ باب منها يفتح ألف باب،فذلك ألف ألف باب،حتى علمت ما كان و ما يكون الى يوم القيامة،و علمت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب.

14,1,4,5,6- (3)أيضا قال الامام زين العابدين،و الامام محمد الباقر،و الامام جعفر الصادق:

علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا عليه السّلام ألف باب،يفتح من كلّ باب ألف باب.

6,14,1- (4)محمد بن يعقوب:بسنده عن عبد الحميد بن أبي الديلم،عن جعفر الصادق عليه السّلام قال:

أوصى موسى الى يوشع بن نون عليهما السّلام و أوصى يوشع الى ولد هارون،و بشر موسى و يوشع بالمسيح عليه السّلام و نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فلمّا بعث اللّه(عزّ و جلّ)المسيح قال المسيح لأمّته:إنّه سوف يأتي من بعدي نبي اسمه«أحمد»من ولد إسماعيل عليه السّلام يجيء بتصديقي و تصديقكم،و جرت الوصية من ولد هارون الى المسيح بوسائط،و من بعده في الحواريين و في المستحفظين،و إنّما سماهم اللّه(عزّ و جلّ)4.

ص: 231


1- البرهان 7/4 حديث 9.
2- الاختصاص:283.غاية المرام:519 باب 28 حديث 20.
3- الاختصاص:282.غاية المرام:518 باب 28 حديث 1.
4- أصول الكافي 293/1 في حديث 3.بصائر الدرجات 469 حديث 4.

المستحفظين لأنّهم استحفظوا الاسم الأكبر و هو الكتاب الذي يعلم به كلّ شيء،و هو كان مع الأنبياء و الأوصياء عليهم السّلام يقول اللّه(عزّ و جلّ): لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ (1)الآية.

الكتاب الاسم الأكبر،فيه كتاب آدم و شيث و إدريس و نوح و إبراهيم و شعيب و موسى عليهم السّلام،و الميزان الشرائع و الأحكام قال اللّه(عزّ و جلّ) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى. صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى (2)و هما الاسم الأكبر،فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها الى محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و بعد بعثته سلّم له العقب من المستحفظين،فلمّا استكملت أيام نبوته أمره اللّه-تبارك و تعالى-:

اجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي،فانّي لم أترك الأرض إلاّ و فيها عالم تعرف به طاعتي،و تعرف به ولايتي،و يكون حجّة لمن يولد بين قبض النبي الى خروج النبي الآخر،فأوصى إليه بألف كلمة،و ألف باب،يفتح كلّ كلمة ألف كلمة و ألف باب.9.

ص: 232


1- الحديد25/.
2- الأعلى18/ و 19.

الباب الخامس عشر

في عهد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام

و جعله وصيّا

14,1- ([1])في جمع الفوائد:عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

كنّا نتحدّث معشر أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عهد الى علي سبعين عهدا لم يعهده (1)الى غيره. (للمعجم الصغير (2).

14,1- ([2])الحمويني في فرائد السمطين:بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، و أيضا بسنده عن المنهال بن عمرو[عن]التميمي عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

كنّا نتحدث معشر أصحاب رسول اللّه (3)صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عهد الى علي ثمانين عهدا لم يعهده الى غيره.

14,1- ([3])أبو نعيم في الحلية:بسنده عن أبي برزة الأسلمي رضي اللّه عنه قال:

ص: 233


1- في المصدر:«يعهدها».
2- في المصدر:«للصغير». ([2]) فرائد السمطين 360/1 و 361 حديث 286 و 287.
3- في المصدر:«أصحاب محمد». ([3]) حلية الأولياء 66/1-67.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه(عزّ و جلّ)عهد إليّ في علي عهدا:إنّ عليا راية الهدى،و إمام أوليائي،و نور من أطاعني،و هو الكلمة التي ألزمها (1)المتقين،من أحبّه أحبّني،و من أبغضه أبغضني،فبشره[بذلك]،فجاء علي فبشرته بذلك (2)،فقال:يا رسول اللّه أنا عبد اللّه و في قبضته،فان يعذبني فبذنبي،و إن يتمّ[لي]الذي بشرني (3)به فاللّه أولى به (4).

قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:قلت:اللّهم اجل قلبه و اجعله ربيعة الايمان (5).

فقال ربّي(عزّ و جلّ) (6):قد فعلت به ذلك.ثم قال تعالى:إنّي مستخصه بالبلاء (7).

فقلت:يا ربّ إنّه أخي و وصيّي (8).

فقال تعالى:إنّه (9)شيء قد سبق،إنّه مبتلى و مبتلى به (10).

14,1- ([4])في مسند أحمد بن حنبل:بسنده عن أنس بن مالك قال: قلنا لسلمان:سل).

ص: 234


1- في المصدر:«الزمتها».
2- لا يوجد في المصدر:«بذلك».
3- في المصدر:«بشرتني».
4- في المصدر:«بي».
5- في المصدر:«و اجعل ربيعه».
6- في المصدر:«فقال اللّه».
7- في المصدر:«ثم انّه رفع إليّ انّه سيخصه بالبلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي».
8- في المصدر:«و صاحبي».
9- في المصدر:«فقال:ان هذا...».
10- في(ن):«إنّه مبتلى به». ([4]) الفضائل لأحمد 615/2 حديث 1052؛و 651 حديث 1108 و 1136.فرائد السمطين 85/1 حديث 65.المناقب لابن المغازلي:210 حديث 238.غاية المرام:320 باب 15 حديث 3(عن الثعلبي).

النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن (1)وصيّه.

فقال[له]سلمان:يا رسول اللّه من وصيّك؟

فقال:يا سلمان من[كان]وصيّ موسى؟

فقال (2):يوشع بن نون.

قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (3):وصيّي و وارثي يقضي ديني و ينجز موعدي علي بن أبي طالب.

الثعلبي أخرج حديث الوصية لعلي عن البراء بن عازب في تفسير وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (4).

ابن المغازلي أخرج حديث الوصية لعلي بسنده عن ابن عباس،و عن جابر بن عبد اللّه،و عن بريدة،و عن أبي أيوب الأنصاري(رضي اللّه عنهم) .

14,1- (5)موفق بن أحمد:بسنده أخرج حديث الوصية لعلي(كرّم اللّه وجهه)عن بريدة قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لكلّ نبي وصيّ و وارث،و إنّ عليا وصيّي و وارثي.

14,1- (6)أيضا موفق بن أحمد:بسنده عن أم سلمة(رضي اللّه عنها)قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه اختار من كلّ[أمّة نبيا و اختار لكلّ]نبيّ وصيّا [فأنا نبيّ هذه الأمّة]و علي وصيّي في عترتي و أهل بيتي و أمّتي[من]بعدي.1.

ص: 235


1- في المصدر:«من».
2- في المصدر:«قال».
3- لا يوجد في المصدر:«صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
4- الشعراء214/.
5- المناقب للخوارزمي:84 حديث 74.المناقب لابن المغازلي:200 حديث 238.
6- المناقب للخوارزمي:147 حديث 171(في حديث طويل).فرائد السمطين 270/1 حديث 211.

أيضا موفق بن أحمد عن أنس نحوه.

أيضا الحمويني أخرج حديث الوصية عن علي الرضا بن موسى(رضي اللّه عنهما). .

14,1- (1)أيضا الحمويني أخرجه عن أبي ذر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا خاتم النبيين (2)و أنت يا علي خاتم الوصيّين (3)الى يوم الدين.

14,1- (4)موفق بن أحمد:بسنده عن غياث بن إبراهيم عن جعفر الصادق عن آبائه (رضي اللّه عنهم)عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

نزل[عليّ]جبرئيل[عليه السّلام]صبيحة يوم فرحا مستبشرا[فقلت:حبيبي مالي أراك فرحا مستبشرا؟].

فقال: (5)[يا محمد و كيف لا أكون كذلك و قد]قرّت عيني بما أكرم اللّه[به] أخاك و وصيّك و إمام أمّتك علي بن أبي طالب[عليه السّلام].

قلت:و بم أكرم اللّه أخي[و إمام أمّتي]؟

قال:باهى اللّه سبحانه (6)بعبادته البارحة ملائكته و حملة عرشه و قال:يا (7)ملائكتي انظروا الى حجتي في أرضي[على عبادي بعد نبيي]كيف (8)عفّر».

ص: 236


1- فرائد السمطين 147/1 حديث 110.
2- في المصدر:«الأنبياء».
3- في المصدر:«الأوصياء».
4- المناقب للخوارزمي:319 حديث 322.مائة منقبة:137 حديث 77.
5- في نسخة(ن):«و قال».
6- لا يوجد في المصدر:«اللّه سبحانه».
7- لا يوجد في المصدر:«يا».
8- في المصدر:«فقد».

خدّه في التراب تواضعا لعظمتي أشهدكم انّه إمام خلقي و مولى بريّتي.

14,1- ([9])موفق بن أحمد:بسنده عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ يوم القيامة ما فيه راكب إلاّ أربعة (1).

[فقال له العباس بن عبد المطلب عمه:فداك أبي و أمّي و من هؤلاء الأربعة؟

قال:]أنا على البراق،و أخي صالح عليه السّلام على ناقته (2)التي عقرها قومه،و عمّي حمزة أسد اللّه على ناقته (3)العضباء،و علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة،مدبجة (4)الجبين (5)،عليه حلّتان خضراوان من حلل الجنّة (6)من كسوة الرحمن،على رأسه تاج من نور،لذلك التاج سبعون ألف ركن،على كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء مسيرة ثلاثة أيام بسير الراكب (7)،و بيده لواء الحمد و (8)ينادي علي (9)«لا إله إلاّ اللّه محمدا رسول اللّه»فيقول الخلائق:من هذا؟أ هو (10)ملك مقرّب أم نبي مرسل أم حامل عرش رب العالمين (11)؟».

ص: 237


1- في المصدر:«يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلاّ نحن الأربعة».
2- في المصدر:«ناقة اللّه».
3- في المصدر:«ناقتي».
4- المدبج:ما زين أطرافه بالديباج.
5- في المصدر:«الجنبين».
6- لا يوجد في المصدر:«من حلل الجنة».
7- في المصدر:«تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام».
8- لا يوجد في المصدر:«و».
9- لا يوجد في المصدر:«علي».
10- لا يوجد في المصدر:«هو».
11- لا يوجد في المصدر:«رب العالمين».

فينادي مناد من[بطنان]العرش[ليس بملك مقرب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش]هذا علي[بن أبي طالب]وصيّ محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (1)[و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين في جنات النعيم].

14,1- (2)أبو نعيم الحافظ في«حلية الأولياء»:عن أبي برزة الأسلمي رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه[عزّ و جلّ]عهد إليّ في علي عهدا و قال(عزّ و جلّ):

إنّ عليا راية الهدى،و إمام أوليائي،و نور من أطاعني،و هو الكلمة التي ألزمتها (3)المتقين،من أحبّه أحبّني،و من أبغضه أبغضني،فبشره[بذلك]، فجاء علي فبشرته بذلك (4)،فقال:يا رسول اللّه،أنا عبد اللّه و في قبضته،فان يعذّبني فبذنبي،و إن يتمّ[لي]الذي بشّرني (5)به فاللّه أولى و أكرم بي (6).

قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:قلت:اللّهم اجل قلبه و اجعله ربيعة (7)الايمان.فقال[اللّه]-جلّ شأنه-:قد فعلت به ذلك.

ثم قال تعالى:إني مستخصه (8)بالبلاء.

فقلت:يا رب إنّه أخي و وصيّي (9).».

ص: 238


1- في المصدر:«رسول رب العالمين»بدل«محمد».
2- حلية الأولياء 66/1-67(مكرر).
3- في(ن):«ألزمها».
4- لا يوجد في المصدر:«بذلك».
5- في المصدر:«بشرتني».
6- في المصدر:«بي».و في(أ):«أولى به».
7- في المصدر:«و اجعل ربيعه».
8- في المصدر:«ثم انّه رفع إلي أنّه سيخصه بالبلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي»و في(ن):«انّ عليا مستخصن بشيء من البلاء لم يكن لأحد من أصحابك».
9- في المصدر:«و صاحبي».

فقال تعالى:إنّه (1)شيء قد سبق أنّه مبتلى و مبتلى به.

14,1- (2)و في المناقب:عن الحسن بن ابراهيم بن عبد اللّه بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن آبائه:

إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام كتب الى أهل مصر لمّا بعث محمد بن أبي بكر إليهم كتابا فقال فيه:

و إياكم دعوة ابن هند الكذّاب و اعلموا أنّه لا سواء إمام الهدى و إمام الهوى، و وصيّ النبي و عدوّ النبي.

14,1- (3)و في المناقب:عن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السّلام قال:

كان علي عليه السّلام يرى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبل الرسالة الضوء و يسمع الصوت، و قال له:لو لا انّي خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة،فان لم تكن نبيّا فانّك وصيّ نبي و وارثه،بل أنت سيد الأوصياء و إمام الأتقياء.

14,1- (4)و في المناقب:باسناده عن جابر الجعفي،عن محمد الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال:

خطب علي عليه السّلام بصفين و بعد الحمد و التصلية قال:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ترك فيكم كتاب اللّه يأمركم بطاعته و ينهاكم عن معصيته،و قد عهد إليّ عهدا فلست أحيد عنه،و قد حضرتم عدوّكم،و علمتم أن رئيسهم طليق يدعوهم الى النار،و ابن عمّ نبيّكم وصيّه و وارثه بين أظهركم،يدعوكم الى الجنة و الى0.

ص: 239


1- في المصدر:«فقال:إنّ هذا...»و في(ن):«انّه شيء قد سبق في علمي أنّه مبتلى به».
2- شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد 71/6،من كلامه(67).
3- شرح نهج البلاغة 210/13.
4- أمالي الصدوق:331 حديث 10.

طاعة ربّكم و العمل بسنة نبيكم،و اللّه أنا على الحقّ و إنّهم على الباطل،قاتلوهم.

فقال أصحابه:يا أمير المؤمنين انهض بنا الى عدوّنا فو اللّه ما نريد بك بدلا بل نموت معك و نحيا معك.

فقال لهم:و الذي نفسي بيده نظر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إليّ بسيفي هذا فقال:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتى إلاّ علي.و قال:يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي،و موتك و حياتك يا علي معي.

ثم قال أمير المؤمنين عليه السّلام:ما كذبت و لا ضللت و لا ضلّ بي أحد،و ما نسيت ما عهد إليّ،و إنّي على بينة من ربّي و على الطريق الواضح.

ثم نهضوا فقاتلوا يوم الخميس من طلوع الشمس حتى غاب الشفق،و ما كانت صلاة القوم في مواقيتها إلاّ تكبيرا،فقتل علي عليه السّلام يومئذ بيده خمسمائة و ستة نفر من أهل الشام،فأصبحوا و رفعوا المصاحف على الرماح.

14,1,15,12- (1)موفق بن أحمد:بسنده عن أبي أيوب الأنصاري رضي اللّه عنه قال:

إنّ فاطمة(رضي اللّه عنها)أتت في مرض أبيها صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بكت (2)فقال[لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]:يا فاطمة انّ لكرامة اللّه[عزّ و جلّ]إياك زوّجك من هو أقدمهم سلما،و أكثرهم علما،و أعظمهم حلما.إنّ اللّه(عزّ و جلّ)اطّلع (3)الى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا،ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك،فأوحى إليّ أن أزوّجه إياك و أتّخذه وصيّا.».

ص: 240


1- المناقب للخوارزمي:112 حديث 122.المناقب لابن المغازلي:101 حديث 144.فرائد السمطين 84/2 حديث 403.
2- في المصدر: 14,15-«إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مرض مرضة فأتته فاطمة فلمّا رأت ما برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الجهد و الضعف استعبرت فبكت حتى سالت الدموع على خدّيها».
3- في المصدر:«اطلع اطلاعة...».

و زاد ابن المغازلي: يا فاطمة إنّا أهل البيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين و لا يدركها أحد من الآخرين[غيرنا]،منّا (1)أفضل الأنبياء و هو أبوك،و وصيّنا خير الأوصياء و هو بعلك،و شهيدنا خير الشهداء و هو حمزة عمّك (2)،و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء و هو جعفر ابن عمّك،و منّا سبطان و سيّدا شبان أهل الجنة (3)[و هما]ابناك،و الذي نفسي بيده،إنّ مهدي هذه الأمة يصلّي عيسى بن مريم خلفه فهو من ولدك (4).

و زاد الحمويني: يملأ الأرض عدلا و قسطا بعد ما ملئت جورا و ظلما (5).

يا فاطمة لا تحزني و لا تبكي فانّ اللّه(عزّ و جلّ)أرحم بك و أرأف عليك منّي، و ذلك لمكانك و موقعك من قلبي،قد زوّجك اللّه زوجا و هو أعظمهم حسبا، و أكرمهم نسبا (6)،و أرحمهم بالرعية،و أعدلهم بالسوية،و أبصرهم بالقضية.

1- (7)و في المناقب:عن الأصبغ بن نباتة قال:

قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه: أيّها الناس أنا إمام البريّة،و وصيّ خير الخليقة،و أبو العترة الطاهرة الهادية،أنا أخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و وصيّه و وليّه و صفيّه و حبيبه،أنا أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و سيد الوصيّين،حربي حرب اللّه،و سلمي سلم اللّه،و طاعتي طاعة اللّه،و ولايتي ولاية اللّه،و أتباعي4.

ص: 241


1- في المصدر:«نبينا».
2- في المصدر:«و هو عمّ أبيك».
3- في المصدر:«و منّا سبطا هذه الأمّة و هما ابناك».
4- في المصدر:«و منّا و الذي نفسي بيده مهدي هذه الأمّة»فقط.
5- في المصدر:«يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا».
6- في المصدر:«منصبا».
7- أمالي الصدوق:484.

أولياء اللّه،و أنصاري أنصار اللّه.

4,14,1- (1)و في المناقب:بالسند عن جعفر الصادق عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين عليهم السّلام قال:

بلغ أم سلمة(رضي اللّه عنها)أن مولى لها ينتقص عليا(كرّم اللّه وجهه) فأرسلت إليه فأتى إليها و قالت له:يا بني أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يا أم سلمة،اسمعي و اشهدي،هذا علي أخي في الدنيا و الآخرة و حامل لوائي في الدنيا و حامل لواء الحمد غدا في القيامة،و هذا علي وصيّي و قاضي عداتي و الذائد عن حوضي المنافقين.

يا أم سلمة هذا علي سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين.

قلت:يا رسول اللّه من الناكثون؟

قال:الذين يبايعونه بالمدينة و ينكثون بالبصرة.

قلت:من القاسطون؟

قال:ابن أبي سفيان و أصحابه من أهل الشام.

قلت:من المارقون؟

قال:أصحاب النهروان.

فقال مولاها:فجزاك اللّه عنّي لا أسبّه أبدا.

14,1,15,2,3- (2)الحمويني:بسنده عن جميل بن صالح عن جعفر الصادق عن آبائه عن0.

ص: 242


1- أمالي الصدوق:311.
2- فرائد السمطين 66/2 حديث 390.

أمير المؤمنين علي(رضي اللّه عنهم) (1)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: فاطمة بهجة قلبي،و ابناها ثمرة فؤادي،و بعلها نور بصري،و الأئمة من ولدها أمناء ربّي و حبله الممدود بينه و بين خلقه،من اعتصم بهم (2)نجا،و من تخلّف عنهم هوى.

14,1- (3)الحمويني:بسنده عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: طاعة علي طاعتي (4)و معصيته معصيتي.

14,1- (5)موفق بن أحمد و الحمويني و أبو نعيم الحافظ:بأسانيدهم عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا عرج بي الى السماء انتهى بي السير مع جبرئيل الى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال جبرئيل:هذا البيت المعمور، قم يا محمد فصلّ إليه.

قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:جمع اللّه النبيين فصفوا ورائي صفا فصلّيت بهم،فلمّا سلّمت أتاني آت من عند ربّي فقال:يا محمد ربّك يقرئك السلام و يقول لك:سل الرسل على ما ذا أرسلهم من قبلك؟

فقلت:معاشر الرسل على ما ذا بعثكم ربّي قبلي؟

فقالت الرسل:عن نبوتك و ولاية علي بن أبي طالب.».

ص: 243


1- في المصدر:«عن جعفر الصادق قال:حدثني أبي،عن أبيه،عن علي بن الحسين بن علي عليهم السّلام».
2- في المصدر:«به».
3- فرائد السمطين 179/1 حديث 142.
4- في المصدر:«عليّ طاعته طاعتي...».
5- المناقب للخوارزمي:312 حديث 312.فرائد 81/1 حديث 62.كفاية الطالب:75(عن الاسود). مائة منقبة:143.و في الأولين:من«أتاني آت من عند...».

و هو قوله تعالى: وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (1)الآية.

أيضا رواه الديلمي عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما). .

14,1- (2)عن طلحة بن زيد عن جعفر الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين علي عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما قبض اللّه نبيا حتى أمره اللّه أن يوصي الى أفضل عشيرته من عصبته،و أمرني أن أوص الى ابن عمّك علي أثبتته في الكتب السالفة و كتبت فيها أنّه وصيّك،و على ذلك أخذت ميثاق الخلائق و ميثاق أنبيائي و رسلي،و أخذت مواثيقهم لي بالربوبية،و لك يا محمد بالنبوة،و لعلي ابن أبي طالب بالولاية و الوصيّة.

14,1- (3)و في كتاب الاصابة:أبو ليلى الغفاري قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: ستكون (4)من بعدي فتنة فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب،فانّه أوّل من آمن بي،و أول من يصافحني يوم القيامة،و هو الصديق الأكبر،و هو فاروق هذه الأمّة،و هو يعسوب المؤمنين و المال يعسوب المنافقين.

14,1- (5)يحيى بن عبد الرحمن الأنصاري قال:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من أحبّ عليا في حياته (6)و مماته كتب اللّه (7)له».

ص: 244


1- الزخرف45/.
2- أمالي الشيخ الطوسي 102/1 حديث 160؛و عنه غاية المرام:250 باب 45 حديث 5.
3- الاصابة 171/4 ترجمة 994.
4- في المصدر:«سيكون».
5- الاصابة 650/3 ترجمة 9222.
6- في المصدر:«محياه».
7- لا يوجد في المصدر:«اللّه».

الأمن و الأمان يوم القيامة (1).

14,1- (2)ليلى الغفارية،حديثها:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعائشة أمّ المؤمنين(رضي اللّه عنها) (3):هذا علي أوّل الناس إيمانا و آخرهم بي عهدا،و أوّل الناس في القيام (4)يوم القيامة.

14,1- (5)عن حارثة بن أبي الرجال؛عن عمرة قالت:

قالت معاذة الغفارية: كنت أنيسا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في[الأسفار أقوم على المرضى و أداوي الجرحى،فدخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]بيت عائشة و علي خارج الباب فقال لها (6):[إنّ]هذا أحبّ الرجال إليّ و أكرمهم عليّ فاعرفي له حقّه و أكرمي مثواه...و النظر الى علي عبادة.

14,1- (7)أم خالدة امرأة زيد بن ثابت قالت: أتانا (8)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حائط و معه أصحابه إذ قال:لأول (9)رجل يطلع عليكم فهو من أهل الجنّة،و كنّا ننظر من يدخل (10)فدخل علي بن أبي طالب.».

ص: 245


1- لا يوجد في المصدر:«يوم القيامة».
2- الاصابة 402/4 ترجمة 974.
3- لا يوجد في المصدر:«أم المؤمنين(رضي اللّه عنها)».
4- في المصدر:«لي لقيا».
5- الاصابة 403/4 ترجمة 974.
6- في المصدر:«و علي خارج من عندها فسمعته يقول لعائشة...».
7- الاصابة 446/4 ترجمة 1246.
8- في المصدر:«أتينا».
9- في المصدر:«أول».
10- 14- في المصدر: «فليس أحد منّا إلاّ و هو يتمنّى أن يكون من وراء الحائط قالت:فبينا نحن كذلك إذ سمعنا حسّا فرفعنا رأسنا ننظر من يدخل فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:عسى أن يكون عليا».

14,1- (1)شراحيل بن مرة الهمداني قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي:أبشر يا علي حياتك و موتك معي.

ذكره ابن أبي حاتم،و رواه جابر الجعفي عن شراحيل بن مرة .

14,1,15,2,3- (2)صبيح مولى أم سلمة قال:

كنت بباب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فجاء علي و فاطمة و الحسن و الحسين فجلسوا، فجللهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بكسائه الخيبري (3)الحديث.

14,1- (4)أخرج أحمد بن موفق الخوارزمي:قال حدثنا شهردار بن شيرويه الديلمي:

بسنده عن ابن عمر(رضي اللّه عنهما)قال:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد (5)سئل:بأي لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟

قال:خاطبني ربّي (6)بلغة علي[بن أبي طالب]و ألهمني (7)أن قلت:يا رب خاطبتني أنت أم علي؟

فقال:يا محمد (8)أنا شيء لا (9)كالاشياء،و لا أقاس بالناس،و لا أوصف بالشبهات،خلقتك من نوري،و خلقت عليا من نورك،و اطلعت (10)على».

ص: 246


1- الاصابة 142/2 ترجمة 3862.كنز العمال 615/11 حديث 32984.
2- الاصابة 175/2 ترجمة 4033.
3- 14- في المصدر: «فجاء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فجلّلهم بكساء له خيبري».
4- المناقب للخوارزمي:78 حديث 61.
5- لا يوجد في المصدر:«قد».
6- لا يوجد في المصدر:«ربّي».
7- في المصدر:«فألهمني».
8- في المصدر:«يا أحمد».
9- في المصدر:«ليس».
10- في المصدر:«فاطلعت».

[سرائر]قلبك فلم أجد في قلبك أحبّ إليك من علي[بن أبي طالب] فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك.

فلهذه الحكمة قال الشيخ العطار قدّس سرّه:

مصطفى اسرار حق از وى شنفت *** هم از او بشنود هم با او بگفت

ص: 247

ص: 248

الباب السادس عشر

في بيان كون علي عليه السّلام قسيم النار و الجنّة

14,1- ([1])أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي المكي:بسنده عن نافع عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي:إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي بسرير من نور و على رأسك تاج قد أضاء نوره و كاد يخطف أبصار أهل الموقف،فيأتي النداء من عند اللّه-جل جلاله-أين وصيّ محمد رسول اللّه؟فتقول:ها أنا ذا، فينادي المنادي أدخل من أحبّك الجنّة و أدخل من عاداك في النار،فأنت قسيم الجنّة و النار.

14,1- ([2])أخرج ابن المغازلي الشافعي:بسنده عن ابن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي إنك قسيم الجنة و النار،أنت (1)تقرع باب الجنّة و تدخلها أحباءك (2)بغير حساب.

([3]) و في جواهر العقدين:[و]قد أخرج الدارقطني عن أبي الطفيل عامر بن واثلة

ص: 249


1- في المصدر:«و إنّك»و في(أ):«و أنت».
2- لا يوجد في المصدر:«أحباءك». ([3]) جواهر العقدين 353/2.

14,1- الكناني: إنّ عليا قال حديثا طويلا في الشورى و فيه انه قال لأهل الشورى (1):

فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أنت قسيم النار و الجنة غيري؟

قالوا:اللّهم لا.

14,1- (2)أخرج الحمويني في كتاب فرائد السمطين:عن أبي سعيد الخدري قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:إذا سألتم اللّه(عزّ و جلّ)فاسألوه لي الوسيلة.

فسئل عنها فقال:هي درجة في الجنة و هي ألف مرقاة،ما بين المرقاة الى المرقاة يسير الفرس الجواد شهرا،مرقاة زبرجد،الى مرقاة لؤلؤ،الى مرقاة ياقوت،الى مرقاة زمرد،الى مرقاة مرجان،الى مرقاة كافور،الى مرقاة عنبر،الى مرقاة يلنجوج،الى مرقاة نور،و هكذا من أنواع الجواهر،فهي في بين درجات النبيين كالقمر بين الكواكب،فينادي المنادي هذه درجة محمد خاتم الأنبياء،و أنا يومئذ متّزر بريطة من نور على رأسي تاج الرسالة و إكليل الكرامة،و علي بن أبي طالب أمامي و بيده لوائي،و هو لواء الحمد،مكتوب عليه«لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه،علي ولي اللّه،و أولياء علي المفلحون الفائزون باللّه»حتى أصعد أعلى درجة منها و علي أسفل منّي بدرجة و بيده لوائي،فلا يبقى يومئذ رسول و نبي و لا صديق و لا شهيد و لا مؤمن إلاّ رفعوا أعينهم ينظرون إلينا و يقولون:طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على اللّه،1.

ص: 250


1- في المصدر:«...عامر بن واثلة الكناني حديثا طويلا في جعل عمر رضي اللّه عنه الأمر شورى بين الستة(رضوان اللّه عليهم)و فيه ان عليا رضي اللّه عنه قال لهم».
2- فرائد السمطين 106/1 حديث 76.أمالي الصدوق:102،علل الشرائع 197/1.

فينادي المنادي-يسمع نداءه جميع الخلائق-:هذا حبيب اللّه محمد،و هذا ولي اللّه علي،فيأتي«رضوان»خازن الجنّة فيقول:أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح الجنّة فأدفعها إليك يا رسول اللّه،فأقبلها أنا فأدفعها الى أخي علي،ثم يأتي«مالك»خازن النار فيقول:أمرني ربّي أن آتيك بمقاليد النار فأدفعها إليك يا رسول اللّه،فأقبلها أنا فأدفعها الى أخي علي،فيقف علي على عجزة جهنم و يأخذ زمامها بيده و قد علا زفيرها و اشتد حرّها،فتنادي جهنم:يا علي ذرني فقد أطفأ نورك لهبي فيقول لها علي:ذري هذا وليي و خذي هذا عدوّي، فلجهنم يومئذ أشدّ مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من رقّ أحدكم لصاحبه، و لذلك كان علي قسيم النار و الجنة.

أيضا أخرج هذا الحديث صاحب كتاب المناقب:عن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السّلام: إنّ أمير المؤمنين علي عليه السّلام قال على المنبر في الخطبة، و تسمى هذه «خطبة الوسيلة» .

14,1- (1)و في التفسير المنسوب الى الائمة من أهل البيت:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:يا علي أنت قسيم الجنة و النار تقول للنار:هذا لي و هذا لك.

14,1- (2)و عن أبي بصير،عن الباقر عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم و قد مدّ الصراط و قلت للناس:جوزوا و قلت لجهنم:هذا لي و هذا لك.

6,14,1- (3)و في المناقب:عن محمد بن حمران عن جعفر الصادق: في تفسير أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ7.

ص: 251


1- الصواعق المحرقة:126.تفسير الامام الحسن العسكري عليه السّلام:406 في أن عليا قسيم الجنة و النار.
2- أمالي الشيخ المفيد:328.
3- البحار 72/36 و 73 حديث 23.غاية المرام:391 باب 102 حديث 7.

كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1) .

قال:إذا كان يوم القيامة وقف محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي عليه السّلام على الصراط و ينادي مناد:يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كلّ كفّار بنبوتك يا محمد،و عنيد بولايتك يا علي.

14,1- (2)و عن جعفر الصادق عن آبائه عن علي عليهم السّلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

إذا جمع الناس في صعيد واحد كنت أنا و أنت يا علي يومئذ عن يمين العرش.ثم يقول ربّنا لي و لك:ألقيا في جهنم من أبغضكما و كذبكما.

أيضا روي عن أبي سعيد الخدري نحوه.

14,1- (3)و أخرج صاحب الأربعين:عن اسحاق بن محمد النخعي:

إنّ بعض الفقهاء من أهل الكوفة جاءوا عند الأعمش في مرضه و قالوا له:إنّك كنت تحدّث فضائل علي فلا تحدّثها من بعد؟

قال الأعمش:أسندوني فأسندوه،فقال:حدثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا كان يوم القيامة قال اللّه تعالى لي و لعلي بن أبي طالب:أدخلا النار من أبغضكما و أدخلا الجنة من أحبّكما،و ذلك قوله تعالى أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ أي كفّار بنبوتي و عنيد عن إطاعة علي.

14,1- (4)و في المناقب:عن أبي الطفيل عامر بن واثلة-و هو آخر من مات من الصحابة6.

ص: 252


1- ق24/.
2- مائة منقبة لابن شاذان:74 منقبة 23.أمالي الشيخ الطوسي 242/2؛و عنه غاية المرام:390 باب 102 حديث 3.
3- البحار 75/36 حديث 29.غاية المرام:391 باب 102 حديث 5.
4- البحار 335/36 و 336.غاية المرام:56 باب 13 حديث 56.

بالاتفاق-عن علي(رضي اللّه عنهما)قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنت وصيّي حربك حربي و سلمك سلمي و أنت الامام و أبو الائمة الاحدى عشر، الذين هم المطهرون المعصومون،و منهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا،فويل لمبغضيهم.

يا علي لو أن رجلا أحبّك و أولادك في اللّه لحشره اللّه معك و مع أولادك،و أنتم معي في الدرجات العلى،و أنت قسيم الجنة و النار،تدخل محبّيك الجنّة و مبغضيك النار.

8,14,1- (1)و في عيون الأخبار:عن أبي الصلت الهروي قال: قال المأمون[يوما]لعلي الرضا بن موسى الكاظم عليهما السّلام (2):[يا أبا الحسن]أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين علي عليه السّلام (3)بأي وجه هو قسيم الجنة و النار[و بأي معنى فقد كثر فكري في ذلك؟].

فقال له الرضا[عليه السّلام]:أ لم ترو عن آبائك (4)عن عبد اللّه بن عباس انه قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:حبّ علي إيمان و بغضه كفر؟

فقال:بلى.

فقال الرضا:لما كانت الجنة للمؤمن و النار للكافر (5)فقسمة الجنة و النار إذا كان (6)على حبّه و بغضه فهو قسيم الجنة و النار.».

ص: 253


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام 92/2 باب 32 حديث 30.جواهر العقدين 353/2.
2- في المصدر:«للرضا»فقط.
3- لا يوجد في المصدر:«علي عليه السّلام».
4- في المصدر:«عن أبيك عن آبائه».
5- لا يوجد في المصدر:«لمّا كانت الجنة للمؤمن و النار للكافر».
6- في المصدر:«كانت».

فقال المأمون:لا أبقاني اللّه بعدك[يا أبا الحسن أشهد]انّك وارث جدّك (1)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال أبو الصلت[الهروي]:[ف]لمّا انصرف الرضا عليه السّلام الى منزله[أتيته] فقلت له:جعلت فداك (2)يا بن رسول اللّه ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين! فقال:يا أبا الصلت إنّما كلّمته من حيث هو و لقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي عليهم السّلام انّه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:يا علي أنت قسيم الجنة و النار يوم القيامة،تقول للنار:

هذا لي و هذا لك.

أيضا في جواهر العقدين:قال الحافظ جمال الدين الزرندي المدني: قال المأمون لعلي الرضا:أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين علي بأي وجه هو قسيم الجنة و النار؟ ثم ساق الحديث المذكور الى آخره: «هذا لي و هذا لك».

1- (3)و في الشفاء،في باب المعجزات،فيما اطلع عليه من الغيوب:

إنّ عليا (4)قسيم الجنة و النار يدخل أولياءه الجنة و أعداءه النار.

و ممّا ينسب الى الامام الشافعي رضي اللّه عنه:

علي حبّه جنة *** قسيم النار و الجنة

وصيّ المصطفى حقا *** إمام الإنس و الجنة (5)1.

ص: 254


1- في المصدر:«علم»بدل«جدّك».
2- لا يوجد في المصدر:«جعلت فداك».
3- الشفاء 338/1(في حديث).
4- في المصدر:«و انه قسيم...».
5- فرائد السمطين 326/1.

14,1- (1)أخرج موفق بن أحمد:عن الحسن البصري عن ابن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا كان يوم القيامة يقعد علي[بن أبي طالب]على الفردوس و هو جبل قد علا على الجنة و فوقه عرش ربّ العالمين و من سفحه يتفجّر (2)أنهار الجنة و يتفرّق (3)في الجنان،و علي (4)جالس على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلاّ و معه سند (5)بولاية علي و ولاية أهل بيته[يشرف على الجنة]فيدخل محبّيه الجنة و مبغضيه النار.

14,1- (6)و في المناقب:عن مقاتل بن سليمان عن جعفر الصادق عن آبائه عن علي بن أبي طالب(رضي اللّه عنهم)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنت منّي بمنزلة شيث من آدم،و بمنزلة سام من نوح،و بمنزلة إسحاق من إبراهيم،كما قال تعالى: وَ وَصّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ (7)الآية،و بمنزلة هارون من موسى،و بمنزلة شمعون من عيسى، و أنت وصيّي و وارثي،و أنت أقدمهم سلما،و أكثرهم علما،و أوفرهم حلما، و أشجعهم قلبا،و أسخاهم كفّا،و أنت إمام أمّتي،و قسيم الجنّة و النار،بمحبّتك يعرف الأبرار من الفجّار،و يميز بين المؤمنين و المنافقين و الكفّار./.

ص: 255


1- المناقب للخوارزمي:71 حديث 48.
2- في المصدر:«تتفجر».
3- في المصدر:«و تتفرق».
4- في المصدر:«و هو».
5- في المصدر:«براءة».
6- أمالي الصدوق:47.
7- البقرة132/.

ص: 256

الباب السابع عشر

في سدّ أبواب المسجد إلاّ باب علي

14,1- ([1])في كنوز الحقائق للمناوي المصري:

لا ينبغي لأحد أن يجنب في المسجد إلاّ أنا و علي. (للبخاري و مسلم) .

14,1- ([2])و في سنن الترمذي:عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمر بسدّ الأبواب إلاّ باب علي.

14,1- ([3])و في الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:

قال:رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي:يا علي لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري و غيرك. (هذا حديث حسن غريب).

و في المشكاة هذان الحديثان مسطوران. .

14,1- ([4])و في مسند أحمد:عن زيد بن أرقم رضي اللّه عنه قال: كان لنفر من الصحابة (1)أبواب شارعة في المسجد[قال:]فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2):سدّوا هذه الأبواب إلاّ

ص: 257


1- في المصدر:«أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
2- في المصدر:«فقال يوما»بدل«فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».

باب علي.فقال بعضهم فيه،فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكن (1)أمرت بشيء فاتبعته.

أيضا موفق بن أحمد الخوارزمي:أخرجه عن زيد بن أرقم. .

14,1- (2)و في مسند أحمد بن حنبل:بسنده عن النسيم قال،سمعت رجلا من خثعم يقول:[سمعت أسماء بنت عميس تقول:]إنّي (3)سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

اللّهم إنّي (4)أقول كما قال أخي موسى«اللّهم اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به أزري و أشركه في أمري كي نسبحك كثيرا و نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا» (5).

أيضا في المناقب عن أسماء بنت عميس هذا الحديث. .

14,1- (6)ابن المغازلي:بسنده عن حذيفة بن أسيد الغفاري،و عن سعيد بن أبي وقاص، و عن البراء بن عازب،و عن ابن عباس،و عن ابن عمر(رضي اللّه عنهم)قال كلّهم:

خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى المسجد فقال:إنّ اللّه أوحى الى نبيّه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلاّ موسى و هارون[و ابنا هارون]،و إنّ اللّهة.

ص: 258


1- 14,1- في المصدر:«قال: فتكلّم في ذلك الناس فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال:أمّا بعد:فانّي أمرت بسدّ هذه الأبواب إلاّ باب علي و قال فيه قائلكم و إنّي و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكنّي...».
2- الفضائل لأحمد بن حنبل 678/2 حديث 1158.مناقب آل أبي طالب 57/3.شواهد التنزيل للحسكاني 269/1 حديث 511.
3- لا يوجد في المصدر:«إنّي».
4- لا يوجد في المصدر:«إنّي».
5- مؤوّل من الآية 29-35 من سورة طه.
6- المناقب لابن المغازلي:252 حديث 301،و ليس في المطبوع هؤلاء الرواة.

أوحى إليّ أن ابن مسجدا طاهرا لا يسكنه إلاّ أنا و أخي علي[و ابنا علي].

14,1- (1)أيضا موفق بن أحمد:عن أبي ذر و عن أبي الطفيل قالا:

إنّ عليا احتج على أهل الشورى بسدّ الأبواب إلاّ باب علي.

أيضا الحمويني:عن ابن مسعود،و عن بريدة الأسلمي،و عن ابن عباس، و عن ابن عمر،و عن أم سلمة(رضي اللّه عنها و عنهم).

أيضا أخرج هذا الحديث-أي سدّ الأبواب إلاّ باب علي رضي اللّه عنه-محمد بن إسحاق المطلبي صاحب المغازي،عن سعيد بن أبي وقاص و عن عامر الشعبي (رضي اللّه عنهما).

أيضا أخرجه صاحب المناقب عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما). .

14,1- (2)و في المناقب:عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري(رضي اللّه عنهما)قال:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قام خطيبا قال:إن رجالا يجدون في أنفسهم شيئا أن أسكنت عليا في المسجد و أخرجتهم،و اللّه ما أخرجتهم و أسكنته،بل اللّه أخرجهم و أسكنه،إن اللّه(عزّ و جلّ)أوحى إِلى مُوسى وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ (يونس87/).ثم أمر موسى أن لا يسكن مسجده و لا ينكح فيه و لا يدخله جنب إلاّ هارون و ذريّته،و إنّ عليا منّي بمنزلة هارون من موسى،و هو أخي،و لا يحلّ لأحد ينكح فيه النساء إلاّ علي و ذريته،فمن ساءه فهاهنا-و أشار بيده نحو الشام-1.

ص: 259


1- المناقب للخوارزمي:313 حديث 314(في حديث طويل).فرائد السمطين 205/1 حديث 160 و 161 و 162 و 163 و 164.أمالي الصدوق:274 حديث 7.
2- المناقب لابن المغازلي:253 حديث؛303(في حديث)؛و 261 حديث 309.علل الشرائع 238/1 حديث 2 و 3.غاية المرام:640 باب 99 حديث 5 و 11.

أيضا أخرجه صاحب المناقب عن أبي رافع مولى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. .

14,1- (1)و حديث أحمد في مسنده:عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس حديث طويل تقدم في باب«الاستشهاد بحديث الغدير»منه:

سدّ أبواب المسجد غير باب علي و دخل علي المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره.

14,1- (2)موفق بن أحمد:بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي (3)إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي،و إنّك (4)منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي (5)،و الذي نفسي بيده،إنّك تذود (6)عن حوضي يوم القيامة رجالا (7)كما يذاد البعير الأجرب (8)عن الماء بعصا لك من عوسج كأني أنظر الى مقامك من حوضي.».

ص: 260


1- مسند أحمد 330/1.
2- المناقب للخوارزمي:109 حديث 116.
3- 14,1- أوله في المصدر: «جاءنا رسول اللّه و نحن مضطجعون في المسجد و في يده عسيب رطب قال:ترقدون في المسجد؟قد أجفلنا و أجفل علي معنا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:تعال يا علي...».
4- في المصدر:«أ لا ترضى أن تكون مني...».
5- في المصدر:«إلاّ النبوة».
6- في المصدر:«لذائد».
7- في المصدر:«تذود عنه رجالا».
8- في المصدر:«الضال».

الباب الثامن عشر

في تبليغ علي عليه السّلام أهل مكة

بعض آيات سورة البراءة

14,1- ([1])في الترمذي عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: بعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال:لا ينبغي لأحد أن يبلّغ هذا إلاّ رجل من أهلي،فدعا عليا، فأعطاه إياها. (هذا حديث حسن غريب) .

14,1- ([2])جمع الفوائد:عن جابر قال: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين رجع من عمرة الجعرانة، بعث أبا بكر على الحج،فأقبلنا معه حتى إذا كنّا بالعرج ثوب بالصبح (1)،ثم استوى ليكبّر،فسمع الرغوة خلف ظهره،فوقف عن التكبير،فقال:هذه رغوة ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الجدعاء[لقد بدا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الحجّ]، فلعلّه يكون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فنصلّي معه،فاذا علي عليها،فقال له أبو بكر:

أمير أم رسول؟قال:لا بل رسول أرسلني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ببراءة أقرأها على الناس في مواقف الحج.

فقدمنا مكة،فلمّا كان قبل التروية بيوم خطب أبو بكر الناس،فحدّثهم عن

ص: 261


1- في المصدر:«للصبح».

مناسكهم،حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها،ثم كان يوم النحر كذلك،خطب أبو بكر و قرأ علي على الناس براءة،فلمّا كان يوم النفر الأول كذلك خطب أبو بكر و قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.

(للنسائي) .

14,1- ([3])الترمذي عن مقسم،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال: بعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أبا بكر و أمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات،ثم أتبعه عليا،فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم القصوى،فخرج أبو بكر فزعا،فظن أنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاذا علي،فدفع إليه كتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و أمر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (1)عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات.

فانطلقا فحجّا،فقام علي أيام التشريق،فنادى:ذمة اللّه و رسوله بريئة من كلّ مشرك،فسيحوا في الأرض أربعة أشهر،و لا يحجنّ بعد العام مشرك،و لا يطوف (2)بالبيت عريان،و لا يدخل الجنّة إلاّ مؤمن،و كان علي رضي اللّه عنه ينادي فاذا عيي قام أبو بكر رضي اللّه عنه فنادى بها. (هذا حديث حسن غريب) .

14,1- ([4])الترمذي:عن زيد بن يُثَيع (3)قال: سألنا عليا بأي شيء بعثت في الحجّة؟ قال:بعثت بأربع:أن لا يطوف (4)في البيت عريان.

و من كان بينه و بين النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عهد فهو الى مدّته و من لم يكن له عهد فأجله».

ص: 262


1- لا يوجد في المصدر:«صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
2- في المصدر:«يطوفن». ([4]) صحيح الترمذي 340/4 حديث 5087(كتاب التفسير-سورة التوبة).
3- في نسخة(أ):«تبيع».
4- في المصدر:«يطوفن».

أربعة أشهر.

و لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مؤمنة.

و لا يجتمع المشركون و المسلمون بعد عامهم هذا. [هذا]حديث حسن صحيح) .

ص: 263

ص: 264

الباب التاسع عشر

في اختصاصه بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كونه

سيد العرب و أن النظر الى علي عبادة

14,1- ([1])في نهج البلاغة:و من خطبته عليه السّلام: و لقد علم المستحفظون (1)من أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّي لم أردّ على اللّه،و لا على رسوله ساعة قط،و لقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص (2)فيه (3)الأبطال،و تتأخّر[فيها]الأقدام، نجدة (4)أكرمني اللّه بها.

و لقد قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إن رأسه الشريف (5)لعلى صدري،و[ل]قد سالت نفسه في كفّي،فأمررتها على وجهي،و لقد ولّيت غسله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و الملائكة أعواني،فضجّت الدار و الأفنية (6)،ملأ يهبط،و ملأ يعرج،و ما فارقت سمعي هينمة (7)منهم يصلّون عليه،حتى واريناه في ضريحه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فمن ذا أحقّ

ص: 265


1- المستحفظون-بفتح الفاء-اسم مفعول،أي:الذين أودعهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمانة سرّه و طالبهم بحفظها.
2- تنكص:تتراجع.
3- في المصدر:«فيها».
4- النجدة-بالفتح-:الشجاعة.
5- لا يوجد في المصدر:«الشريف».
6- الأفنية-جمع فناء-:ما اتسع أمام الدار.
7- الهينمة:الصوت الخفي.

به صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منّي حيّا و ميتا؟

فانفذوا على بصائركم،و لتصدق نيّاتكم في جهاد عدوّكم،فو الذي لا إله إلاّ هو إنّي لعلى جادة الحق،و إنّهم لعلى مزلة (1)الباطل.

أقول ما تسمعون و أستغفر اللّه لي و لكم.

14,1- ([2])و في سنن النسائي،عن عبد اللّه بن نجى،عن أبيه قال:قال[لي]علي:

كانت (2)لي منزلة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم تكن لأحد من الخلائق،فكنت آتيه كلّ سحر أقول (3):السلام عليك يا نبي اللّه،فان تنحنح انصرفت الى أهلي، و إلاّ دخلت عليه.

14,1- ([3])و[عن ابن نجى قال:قال علي]: كان لي[من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]مدخلان:

مدخل بالليل،و مدخل بالنهار،[فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي].

14,1- ([4])الترمذي،عن أم عطية قالت: بعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جيشا فيهم علي.قالت:

فسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو رافع يديه[و]يقول:

اللّهم لا تمتني حتى تريني عليا.

14,1- ([5])في جمع الفوائد:عن أنس قال:قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سيّد العرب؟

قالوا:أنت يا رسول اللّه.9.

ص: 266


1- المزلّة:مكان الزلل الموجب للسقوط في الهلكة. ([2]) سنن النسائي 12/2(كتاب السهو-باب التنحنح في الصلاة).
2- في المصدر:«كان».
3- في المصدر:«فأقول». ([3]) سنن النسائي 12/2(كتاب السهو-باب التنحنح في الصلاة). ([4]) سنن الترمذي 307/5 باب 94 حديث 3820 فضائل علي عليه السّلام. ([5]) جمع الفوائد 212/2 مناقب علي عليه السّلام.مجمع الزوائد 116/9.

قال:أنا سيّد ولد آدم و علي سيّد العرب. (للمعجم الاوسط) .

14,1- (1)في جمع الفوائد:عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

النظر الى علي عبادة. (للمعجم الكبير) .

14,1- (2)و في جمع الفوائد:عن طلق بن محمد قال: رأيت عمران بن حصين يحدّ النظر الى علي،فقيل له فقال:ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

النظر الى علي عبادة؟! (لأحمد بن حنبل) .

14,1- (3)ابن المغازلي بسنده عن عمران بن حصين،و عن واثلة بن الأسقع و عن أبي هريرة قالوا:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

النظر الى وجه علي عبادة.

أيضا موفق بن أحمد أخرج هذا الحديث بسنده عن هؤلاء المذكورين و عن ابن مسعود.

أيضا الحمويني أخرجه بسنده عن ثوبان،و أبي سعيد،و عمران بن حصين .2.

ص: 267


1- جمع الفوائد 212/2.كنز العمال 601/11 حديث 32895؛و 624 حديث 33039.
2- جمع الفوائد 212/2.مجمع الزوائد 119/9.
3- ابن المغازلي في المناقب:206 و 244 و ما بعدها.الخوارزمي في المناقب:361 حديث 373.فرائد السمطين 181/1.مستدرك الحاكم 141/3 و 142.حلية الأولياء 58/5؛و 183/2.

ص: 268

الباب العشرون

في كونه مع القرآن و بعض فضائله

14,1- ([1])في جمع الفوائد:أمّ سلمة(رضي اللّه عنها)قالت:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض.

(للاوسط و الصغير) .

14,1- ([2])الحمويني بسنده عن شهر بن حوشب قال: كنت عند أم سلمة(رضي اللّه عنها)فباذنها دخل البيت أبو ثابت مولى علي (1)فقالت:يا أبا ثابت أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟

قال:اتّبعت عليا.

قالت:وفقت بالحق،و الذي نفسي بيده،لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

علي مع[الحق و]القرآن و[الحق و]القرآن مع علي،و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

أيضا موفق بن أحمد و الزمخشري في كتابه«ربيع الابرار»أخرجا هذا الحديث بسنديهما عن أم سلمة(رضي اللّه عنها). .

ص: 269


1- 14,1- في المصدر: «اذ استأذن رجل فقالت له:من أنت؟قال:أنا أبو ثابت مولى علي بن أبي طالب عليه السّلام، فقالت أم سلمة:مرحبا بك أبو ثابت ادخل فدخل فرحّبت به ثم قالت...».

14,1- ([3])الحمويني بسنده عن الأزرق بن قيس عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الحقّ مع علي[بن أبي طالب]حيث دار.

14,1- ([4])موفق بن أحمد بسنده عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

حبّ علي[بن أبي طالب]حسنة لا تضر معها (1)سيئة،و بغضه سيئة لا تنفع معها (2)حسنة.

14,1- ([5])الحمويني في«فرائد السمطين»،و السمعاني في«الفضائل»بسنديهما،عن أبي الزبير المكّي،عن جابر بن عبد اللّه الانصاري(رضي اللّه عنهما)قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعرفات[و علي-عليه السّلام-تجاهه،فأومئ إليّ و الى علي-عليه السّلام-فأتيناه فقال:ادن منّي يا علي.فدنا].

فقال:يا علي ضع كفك في كفي (3).يا علي خلقت (4)أنا و أنت من شجرة،أنا أصلها،و أنت فرعها،و الحسن و الحسين أغصانها،فمن تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة (5).».

ص: 270


1- في المصدر:«لا يضر معه».
2- في المصدر:«لا ينفع معه». ([5]) فرائد السمطين 51/1 باب 4 حديث 16.المناقب لابن المغازلي:90 حديث 133؛و 297 حديث 340. مقتل الحسين للخوارزمي:108 حديث 250.المستدرك للحاكم 160/3.كفاية الطالب:318.ترجمة الامام علي لابن عساكر 143/1 حديث 179.
3- في المصدر:«فقال:اطرح خمسك في خمسي-يعني ضع كفك في كفي-».
4- لا يوجد في المصدر:«خلقت».
5- في المصدر:«أدخله اللّه-تعالى-الجنة».

يا علي،لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا،و صلّوا حتى كانوا (1)كالأوتار،ثم أبغضوك،لأكبّهم اللّه-تعالى-على وجوههم (2)في النار.

أيضا عبد الرحمن بن كثير،و أبو حمزة الثمالي سمعاه عن جعفر الصادق رضي اللّه عنه يحدثنا عن أبيه،عن آبائه،عن أمير المؤمنين(رضي اللّه عنهم) .

14,1- ([6])و في مسند أحمد بسنده عن الزهري،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى علي[بن أبي طالب]فجاء (3)فقال له (4):

أنت سيّد في الدنيا و سيّد في الآخرة،من أحبّك فقد أحبّني،و حبيبك حبيبي، و حبيبي (5)حبيب اللّه،و عدوّك عدوّي،و عدوّي عدوّ اللّه،طوبى لمن أحبّك (6)،و الويل لمن أبغضك.

14,1- ([7])عبد اللّه بن أحمد بسنده عن عمار بن ياسر قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

يا علي طوبى لمن أحبّك و صدق فيك،و الويل (7)لمن أبغضك و كذب فيك.

([8]) ابن المغازلي بسنده عن الزهري قال:سمعت أنس بن مالك يقول:2.

ص: 271


1- في المصدر:«يكونوا».
2- لا يوجد في المصدر:«على وجوههم». ([6]) الفضائل لأحمد 642/2 حديث 1092.المناقب لابن المغازلي:103 حديث 145 و 382 حديث 431.
3- لا يوجد في المصدر:«فجاء».
4- لا يوجد في المصدر:«له».
5- لا يوجد في المصدر:«حبيبي و حبيبي».
6- لا يوجد في المصدر:«طوبى لمن أحبّك». ([7]) الفضائل لأحمد 680/2 حديث 1162.المستدرك 135/3.ابن عساكر 211/2.كنز العمال 11 حديث 33030.الخوارزمي:70 الفصل 6(في حب الرسول له)حديث 45.
7- في المصدر:«و ويل». ([8]) المناقب لابن المغازلي:243 حديث 290.الجامع الصغير 145/2.

و اللّه الذي لا إله إلاّ هو سمعت (1)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي بن أبي طالب.

14,1- (2)موفق بن أحمد بسنده عن طاوس،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

لو اجتمع الناس على حبّ علي بن أبي طالب لما خلق اللّه(عزّ و جلّ)النار.

14,1- (3)جمع الفوائد:عن أبي رافع قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في شأن علي (4):

من أبغضه فقد أبغضني،و من أبغضني فقد أبغض اللّه،و من أحبّه فقد أحبّني، و من أحبّني فقد أحب اللّه (للبزار) .

14,1- (5)جمع الفوائد:[عن]أبي ذر:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يا علي من فارقني فارق اللّه،و من فارقك يا علي فارقني. (للبزار) .

14,1- (6)في الاصابة:معاوية بن ثعلبة الحماني قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يا علي من أحبّك فقد أحبّني.

و قد ذكره البخاري. .ع.

ص: 272


1- في المصدر:«لسمعت».
2- المناقب للخوارزمي:607 الفصل 6 حديث 39.الفردوس للديلمي 409/3.
3- جمع الفوائد 212/2 مناقب علي عليه السّلام.كنز العمال 622/11 حديث 33024.
4- في المصدر:«أبو رافع رفعه في شأن علي».
5- جمع الفوائد 212/2.كنز العمال 614/11 حديث 32976.
6- الاصابة 525/3 حرف(م)القسم الرابع.

الباب الحادي و العشرون

في تفسير قوله تعالى:

وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ و تفسير: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ...

14,1- ([1])موفق بن أحمد:بسنده عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين(رضي اللّه عنهما)قال:

إنّ أوّل (1)من شرى نفسه ابتغاء مرضاة اللّه علي بن أبي طالب(كرّم اللّه وجهه) و قال[علي-عليه السّلام-]عند مبيته على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شعرا (2):

وقيت بنفسي خير من وطئ الثرى *** و من طاف بالبيت العتيق و بالحجر

رسول إله خاف أن يمكروا به *** فنجّاه ذو الطول الإله من المكر

و بات رسول اللّه في الغار آمنا *** موقى و في حفظ الإله و في الستر

و بتّ أراعيهم و ما يبيتونني (3)*** و قد وطئت (4)نفسي على القتل و الأسر

ص: 273


1- لا يوجد في المصدر:«أول».
2- لا يوجد في المصدر:«شعرا».
3- في المصدر:«يثبتونني».
4- في المصدر:«وطنت».

أيضا الحمويني أخرجه بعينه. .

14,1- (1)أيضا الثعلبي:عن ابن عباس،و أبو نعيم الحافظ:بسنده عن ابن عباس قال:

بات علي على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليلة خروجه من مكة و نزلت وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ .(البقرة207/).

14,1- (2)الثعلبي في تفسيره:و ابن عقبة في ملحمته،و أبو السعادات في فضائل العترة الطاهرة و الغزالي في الاحياء:بأسانيدهم عن ابن عباس و عن أبي رافع و عن هند بن أبي هالة ربيب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمّه خديجة أم المؤمنين(رضي اللّه عنها) أنّه قالوا:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أوحى اللّه الى جبرئيل و ميكائيل انّي آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من صاحبه فأيّكما يوثر أخاه عمره؟!فكلاهما كرها الموت،فأوحى اللّه إليهما إنّي آخيت بين علي وليّي و بين محمد نبيّي فآثر علي حياته للنبي،فرقد على فراش النبي يقيه بمهجته،اهبطا الى الأرض و احفظاه من عدوّه،فهبطا فجلس جبرئيل عند رأسه و ميكائيل عند رجليه، و جعل جبرائيل يقول:بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب و اللّه(عزّ و جلّ) يباهي بك الملائكة فأنزل اللّه: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ .

14,1- (3)موفق بن أحمد و الحمويني و الثعلبي و المالكي و أبو نعيم الحافظ:بسندهم عن.-

ص: 274


1- ترجمة الامام علي لابن عساكر 153/1 حديث 187.خصائص الوحي:94 حديث 64(عن أبي نعيم). غاية المرام:345 باب 45 حديث 5.
2- شواهد التنزيل للحسكاني 96/1 حديث 133.نور الأبصار للشبلنجيّ:77(باختصار).مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 65/2.
3- فرائد السمطين 356/1 حديث 282.المناقب لابن المغازلي:280 حديث 325.مجمع الزوائد 324/6.-

مجاهد عن ابن عباس انه قال:

كان عند علي(كرّم اللّه وجهه)أربعة دراهم فتصدق بواحد ليلا و بواحد نهارا و بواحد سرا و بواحد علانية فنزل: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة274/).

14,1- (1)جمع الفوائد في تفسير سورة البقرة:عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قوله تعالى: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً نزلت في علي رضي اللّه عنه،كانت عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحدا،و بالنهار واحدا،و في السرّ واحدا و في العلانية واحدا. (للمعجم الكبير) .4.

ص: 275


1- جمع الفوائد 80/2.المعجم الكبير 80/11 حديث 11164.

ص: 276

الباب الثاني و العشرون

[ايضا في تفسير بعض الآيات]

في تفسير قوله تعالى: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ و قوله تعالى: وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ و قوله سبحانه: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ

14,1- (1)في الجزء الثاني من صحيح النسائي:قال:حدثنا محمد بن كعب القرطبي قال:

افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار و عباس بن عبد المطلب و علي بن أبي طالب(رضي اللّه عنهم)

فقال طلحة: معي مفتاح البيت.

و قال العباس:أنا صاحب السقاية.

و قال علي:لقد صليت الى القبلة ستة أشهر قبل الناس،و أنا صاحب الجهاد.

فأنزل اللّه تعالى: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (التوبة19/).

أيضا ابن المغازلي،و الحمويني،و أبو نعيم الحافظ،و المالكي في«الفصول المهمة»أخرجوا في كتبهم هذا الحديث .

ص: 277


1- المناقب لابن المغازلي:321 و 322 حديث 367 و 368.فرائد السمطين 203/1 باب 41 حديث 159. الفصول المهمة:125.الدر المنثور 218/3.المناقب لابن شهرآشوب 69/2.

14,1- (1)أبو نعيم الحافظ و الثعلبي:أخرجا بسنديهما عن أسماء بنت عميس قالت:

لما نزل قوله تعالى: وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (التحريم4/).قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي:

أ لا أبشّرك إنّك قرنت بجبرئيل،ثم قرأ هذه الآية.فقال:فأنت و المؤمنون من أهل بيتك الصالحون.

17- (2)البخاري و الموصلي:عن ابن عباس قال: سألت عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه عن المتظاهرتين؟!

فقال:حفصة و عائشة(رضي اللّه عنهما) (3).

موفق بن أحمد أخرج حديث المتظاهرتين«و هما حفصة و عائشة(رضي اللّه عنهما)»بسنده عن علي(كرّم اللّه وجهه و رضي اللّه عنه)و عن ابن عباس (رضي اللّه عنهما).

موفق بن أحمد:أخرجه بسنده عن مجاهد و عن أبي صالح و عن الضحاك هم جميعا عن ابن عباس .».

ص: 278


1- فرائد السمطين 363/1 حديث 290.المناقب لابن المغازلي:269 حديث 316.
2- صحيح البخاري 70/6 كتاب التفسير.شواهد التنزيل للحسكاني 351/2 حديث 395.مسند أحمد 33/1 و 48(في حديث).المناقب لابن شهرآشوب 77/3.فرائد السمطين 363/1 حديث 290. المناقب لابن المغازلي:269 حديث 316.كفاية الطالب:137 باب 30 و 138.الدر المنثور 244/6 (عن علي و ابن عباس و أسماء بنت عميس).
3- و لفظ البخاري هكذا: 17- «عبيد بن حنين قال:سمعت ابن عباس(رضي اللّه عنهما)يقول: أردت أن أسأل عمر رضي اللّه عنه فقلت:يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟فما أتممت كلامي حتى قال:عائشة و حفصة».

14,1,15,2,3- (1)أيضا الحمويني:أخرجه عن مجاهد عن ابن عباس: في قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً. وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً .(الدهر7/ و 8).

قال:مرض الحسن و الحسين(رضي اللّه عنهما)فعادهما جدّهما[رسول اللّه]صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عادهما بعض الصحابة،فقالوا:يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك[نذرا].

فقال علي رضي اللّه عنه:إن برء ولداي ممّا بهما صمت للّه ثلاثة أيام شكرا للّه.

و قالت فاطمة(رضي اللّه عنها)مثل ذلك.

و قالت جارية[لهم نوبية]يقال لها«فضة»مثل ذلك.

و قال الصبيان:نحن نصوم ثلاثة أيام.

فألبسهما اللّه العافية،و ليس عندهم قليل و لا كثير،فانطلق علي رضي اللّه عنه الى رجل من اليهود يقال له«شمعون بن حابا».فقال له:هل تأتيني جزّة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بثلاثة أصواع من شعير؟قال:نعم،فأعطاه،ثم قامت فاطمة(رضي اللّه عنها)الى صاع و طحنته و اختبزت منه خمسة أقراص،لكل واحد منهم قرص،و صلّى علي رضي اللّه عنه مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المغرب ثم أتى فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال:السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنا مسكين أطعموني شيئا،فأعطوه الطعام، و مكثوا يومهم و ليلتهم لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء القراح.

و في الليلة الثانية أتاهم يتيم فقال:أطعموني فأعطوه الطعام.8.

ص: 279


1- فرائد السمطين 53/2 حديث 383.المناقب للخوارزمي:267 حديث 250.تفسير البيضاوي 235/4 ط.المكتبة التجارية مصر.روح البيان 268/10 ط.استنبول 1928.

و في الليلة الثالثة أتاهم أسير فقال:أطعموني فأعطوه.

و مكثوا ثلاثة أيام و لياليها لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء القراح،فلمّا أن كان في اليوم الرابع و قد قضوا نذرهم،أخذ علي بيده اليمنى الحسن و بيده اليسرى الحسين (رضي اللّه عنهم)و أقبل نحو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هما يرتعشان كالفراخ من شدّة الجوع،فلمّا بصرهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انطلق الى ابنته فاطمة(رضي اللّه عنها) فانطلقوا إليها و هي في محرابها تصلّي و قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع و غارت عيناها،فلمّا رآها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:وا غوثاه!يا اللّه!أهل بيت محمد يموتون جوعا؟!فهبط جبرائيل عليه السّلام فأقرأه هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً الى آخر السورة.

و هذا الخبر مذكور في تفسير البيضاوي و روح البيان و المسامرة .

ص: 280

الباب الثالث و العشرون

[ بعض الآيات التي في علي عليه السلام]

في تفسير قوله تعالى: وَ كَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ

و قوله سبحانه: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ

و قوله(عزّ و جلّ): أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ

و قوله تعالى: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ

14,1- (1)قال الحافظ جلال الدين السيوطي:

في مصحف ابن مسعود «كفى اللّه المؤمنين القتال بعلي».

14,1- (2)في المناقب:عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال:

لمّا برز علي الى عمرو بن عبد ودّ قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:برز الإيمان كلّه الى الشرك كلّه.

فلمّا قتله قال له:أبشر يا علي،فلو وزن عملك اليوم بعمل أمّتي لرجح عملك بعملهم.

6,14,1- (3)أبو نعيم الحافظ:بسنده عن أبي هريرة،أيضا عن أبي صالح عن ابن عباس،

ص: 281


1- الدر المنثور 192/5.
2- البحار 1/39 أخرجه عن الطرائف عن الأوائل لأبي هلال العسكري.
3- شواهد التنزيل 223/1 حديث 299 و 224/1 حديث 300.خصائص الوحي:178 حديث 132.-

أيضا عن جعفر الصادق(رضي اللّه عنهم): في قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (1)قالوا:نزلت في علي،و إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:رأيت مكتوبا على العرش«لا إله إلاّ اللّه،وحده لا شريك له،محمد عبدي و رسولي، أيدته و نصرته بعلي بن أبي طالب».

و روي عن أنس بن مالك نحوه.

14,1- (2)و في كتاب الشفاء:روى ابن قانع القاضي،عن أبي الحمراء قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما أسري بي الى السماء،إذا على العرش مكتوب«لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي».

14,1- (3)و في المناقب:عن حذيفة رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ضربة علي في يوم الخندق أفضل من أعمال أمّتي الى يوم القيامة.

14,1- (4)ابن شيرويه الديلمي في كتابه«الفردوس»:بسنده عن عروة بن الزبير،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

لما قتل علي عمرو بن عبد ودّ العامري و جاء عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سيفه يقطر دما2.

ص: 282


1- الأنفال62/.
2- الشفاء 174/1.
3- شواهد التنزيل للحسكاني 8/2 حديث 636.فرائد السمطين 255/1 حديث 197.المستدرك للحاكم 37/3.
4- كفاية الطالب:77 باب 6.مائة منقبة:121 حديث 62.المناقب للخوارزمي:171 حديث 254.ثاقب المناقب:61 حديث 32.

فلمّا رأى عليا قال:اللّهم اعط عليا فضيلة لم تعطها أحد قبله و لا بعده،فهبط جبرائيل و معه أترجة الجنّة فقال:إنّ اللّه يقرؤك السلام و يقول:حيي هذه عليا،فدفعها إليه،فانفلقت في يده فلقتين،فاذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران:

تحفة من الطالب الغالب.

الى علي بن أبي طالب.

أيضا الخطيب الخوارزمي أخرجه عن ابن عباس.

أيضا صاحب روضة الفضائل و صاحب ثاقب المناقب أخرجاه عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد اللّه .

قال الشيخ العطار في كتابه«مظهر الصفات»:كنت عند شيخي و سندي الشيخ نجم الدين الكبرى قدّس سرّه فحدثني هذا الحديث فغلب عليه الوجد و الحال القوي فبكيت معه،فحقرت الدنيا في أعيننا و قلعنا حبّ الدنيا عن قلوبنا.

14,1- (1)أيضا و في المناقب:بالسند عن زياد بن مطرب قال:

كان ابن مسعود يقرأ: «و كفى المؤمنين القتال بعلي» ،و سبب نزوله أنّ عمرو بن عبد ودّ كان فارسا مشهورا يعدل بألف فارس،و كان قد شهد بدرا و لم يشهد أحدا،و يوم الخندق نادى هل من مبارز؟فلم يجبه أحد.

فقام علي عليه السّلام و قال:أنا يا رسول اللّه.

فقال:انه عمرو اجلس.2.

ص: 283


1- غاية المرام:420 باب 170 حديث 1 و 2.شواهد التنزيل 5/2 حديث 634؛و 3/2 حديث 629. تفسير القمي 183/2.

فنادى ثانية فلم يجبه أحد.

فقام علي عليه السّلام و قال:أنا يا رسول اللّه.

فقال:انه عمرو.

فقال:و ان كان عمرو،فاستأذن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال حذيفة بن اليمان:ألبسه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم درعه الفضول و عمّمه عمامته السحاب على رأسه تسعة أدوار و قال له:تقدم،فلمّا ولّى قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:برز الايمان كلّه الى الشرك كلّه،و قال:رب لا تذرني فردا،اللهم احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوق رأسه و من تحت قدميه.

فاستقبل علي عليه السّلام عمرو،فعمرو ضربه بسيفه فشجّ رأسه،ثم إنّ عليا عليه السّلام ضربه على حبل عاتقه فسقط الى الأرض فسمعنا تكبير علي عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:قتله علي،و قال:أبشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل أمّة محمد لرجح عملك بعملهم فنزلت آية: وَ كَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ بعلي.

أيضا محمد بن العباس:بسنده عن مرّة عن ابن مسعود أورد هذا الحديث بعينه .

6,1- (1)أيضا عن جعفر الصادق عليه السّلام:قال:

قوله تعالى: وَ كَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ بعلي،لأنه قتل عمرو بن عبد ودّ.

أيضا أبو نعيم الحافظ أخرج هذا الحديث نحوه.

1- (2)الحمويني:بسنده عن مجاهد،عن ابن عباس في قوله تعالى: أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ1.

ص: 284


1- مناقب آل أبي طالب 134/3.غاية المرام:421 باب 170 حديث 93.خصائص الوحي 219.كفاية الطالب:234.
2- فرائد السمطين 364/1.

وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ (1) .

قال:نزلت في علي و حمزة(رضي اللّه عنهما).

1- (2)أبو نعيم الحافظ:عن ابن عباس و عن جعفر الصادق(رضي اللّه عنهم)قالا:

قال علي(كرّم اللّه وجهه): كنّا عاهدنا اللّه و رسوله،أنا و حمزة و جعفر و عبيدة ابن الحارث،على أمر وفينا به للّه و لرسوله،فتقدّمني أصحابي و خلفت بعدهم، فأنزل اللّه سبحانه فينا: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ حمزة و جعفر و عبيدة وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (3)أنا المنتظر و ما بدّلت.

أيضا روى عن محمد الباقر رضي اللّه عنه هذا الحديث ./.

ص: 285


1- القصص61/.
2- المناقب للخوارزمي:279 حديث 270.شواهد التنزيل 2/2 حديث 628.
3- الأحزاب23/.

ص: 286

الباب الرابع و العشرون

في تفسير قوله تعالى: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ

و تفسير فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ

5,14,1- ([1])الثعلبي:بسنده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر الباقر رضي اللّه عنه قال:

سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قوله تعالى: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (1)فقال:هي شجرة في الجنة أصلها في داري و فرعها على أهل الجنّة.

فقيل له:يا رسول اللّه سألناك عنها فقلت:أصلها في دار علي و فرعها على أهل الجنّة؟

فقال:إنّ داري و دار علي واحد غدا في مكان واحد.

14,1- ([2])الثعلبي في تفسيره:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: طوبى شجرة غرسها اللّه تبارك و تعالى بيده و نفخ فيها من روحه تنبت بالحلي و الحلل،و إنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنّة.

ص: 287


1- الرعد29/. ([2]) غاية المرام:391 باب 105 حديث 1(عن الثعلبي)؛و 392 باب 106 حديث 5.تفسير العياشي 365/1.

أيضا عن الباقر عليه السّلام نحوه.

14,1- (1)أيضا عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام قال:

ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تفسير حروف أبجد فقال:و أمّا«الطا»:فطوبى و هي شجرة غرسها اللّه(عزّ و جلّ)بيده و نفخ فيها من روحه،و إنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنّة،تنبت الحلي و الحلل،و ثمارها متدلية على أفواههم، و تحمل لهم ما يشاؤون من حليّها و حللها و ثمارها،لا يؤخذ منها شيء إلاّ أعاده اللّه-تبارك و تعالى-كما كان.

14,1- (2)ابن المغازلي:بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

سئل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه.قال:سأله بحقّ محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين[إلاّ تبت عليّ]فتاب عليه و غفر له (3).

14,1,15,2,3- (4)الامام أبو محمد الحسن العسكري عليه السّلام في تفسيره:قال علي بن الحسين حدثني أبي عن أبيه علي عليهما السّلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

يا عباد اللّه إن آدم عليه السّلام لمّا رأى النور ساطعا من صلبه،إذ كان اللّه تعالى نقل أشباحنا من ذروة العرش الى ظهره،رأى النور و لم يتبين الأشباح،فقال:

يا ربّ ما هذه الأنوار؟2.

ص: 288


1- أمالي الصدوق:261.غاية المرام:393 باب 106 حديث 10.
2- المناقب لابن المغازلي:63 حديث 89.
3- لا يوجد في المصدر:«و غفر له».
4- تفسير الإمام العسكري عليه السّلام:219 حديث 102.

قال:أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع العرش الى ظهرك،و لذلك أمرت الملائكة بالسجود لك،إذ كنت وعاء لتلك الأشباح.

فقال آدم عليه السّلام:يا ربّ لو بيّنتها لي.

فقال اللّه(عزّ و جلّ):انظر يا آدم الى ذروة العرش.

فنظر آدم عليه السّلام و واقع أنوار (1)أشباحنا من ظهر آدم عليه السّلام على ذروة العرش، فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا[التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية.فرأى أشباحنا]فقال:ما هذه الأشباح يا ربّ؟

قال اللّه تعالى:يا آدم هذه الأشباح (2)أشباح أفضل خلائقي و بريّاتي.

هذا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا المحمود[الحميد]في أفعالي،شققت له اسما من اسمي.

و هذا علي و أنا العلي العظيم،شققت له اسما من اسمي.

و هذه فاطمة و أنا فاطر السموات و الأرض،فاطم اعدائي من (3)رحمتي يوم فصل القضاء،و فاطم أوليائي ممّا (4)يبيرهم و يشنيهم (5)،شققت (6)لها اسما من اسمي.و هذا الحسن و هذا الحسين (7)و أنا المحسن المجمل و منّي الاحسان (8)، شققت اسميهما من اسمي.».

ص: 289


1- في المصدر:«و وقع نور».
2- لا يوجد في المصدر:«الأشباح».
3- في المصدر:«عن».
4- في المصدر:«عمّا يعرهم».
5- في المصدر:«و يسيئهم».
6- في المصدر:«فشققت».
7- في المصدر:«و هذان الحسن و الحسين».
8- لا يوجد في المصدر:«و مني الاحسان».

و هؤلاء خيار خلقي و كرايم بريّتي،بهم آخذ و بهم أعطي و بهم أعاقب و بهم أثيب،فتوسل بهم إليّ (1)يا آدم،و إذا دهتك داهية فاجعلهم لي شفعائك فانّي آليت على نفسي قسما حقّا لا أخيب لهم (2)آملا و لا أردّ لهم (3)سائلا.

فذلك حين صدرت (4)منه الخطيئة دعا اللّه(عزّ و جلّ)[بهم]فتاب عليه و غفر له.

6,12- (5)و في المناقب:عن المفضل قال: سألت جعفر الصادق عليه السّلام عن قوله (عزّ و جلّ): وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ الآية.

قال:هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه،و هو انّه قال:يا ربّ أسألك بحقّ محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلاّ تبت عليّ،فتاب اللّه عليه انّه هو التواب الرحيم.

فقلت له:يا ابن رسول اللّه فما يعني بقوله فَأَتَمَّهُنَّ ؟

قال:يعني أتمهن الى القائم المهدي اثنى عشر إماما،تسعة من ولد الحسين عليهم السّلام.5.

ص: 290


1- في المصدر:«الي بهم».
2- في المصدر:«بهم».
3- في المصدر:«بهم».
4- في المصدر:«زلت».
5- معاني الأخبار للصدوق:125.

الباب الخامس و العشرون

في تفسير قوله تعالى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها

1- (1)أبو نعيم الحافظ و الحمويني و الثعلبي: في قوله(عزّ و جلّ): مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ. وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .(النمل89/ و 90):

أخرجوا بأسانيدهم عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:

قال لي علي(كرّم اللّه وجهه):يا أبا عبد اللّه أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله اللّه الجنة،و السيئة التي من جاء بها أكبّه اللّه في النار و لم يقبل معها عملا؟

قلت:بلى.

قال:الحسنة حبّنا و السيئة بغضنا.

1- (2)أيضا في المناقب:عن عبد الرحمن بن كثير عن جعفر الصادق عن أبيه عليهما السّلام قال هذا الحديث و زاد: الحسنة معرفة الولاية و حبّنا أهل البيت،و السيئة إنكار الولاية و بغضنا أهل البيت.

ص: 291


1- فرائد السمطين 297/2 حديث 554 و 555.شواهد التنزيل للحسكاني 426/1 حديث 582.
2- أصول الكافي 185/1 حديث 14؛عنه غاية المرام:330 باب 32 حديث 1.

5- (1)و في المناقب:بسنده عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السّلام: في قوله(عزّ و جلّ):

وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (الشورى23/).

قال:من توالى الأوصياء من آل محمد(صلّى اللّه عليه و عليهم)و اتّبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين و المؤمنين الأولين حتى تصل ولايتهم الى آدم عليه السّلام،و هو قول اللّه(عزّ و جلّ): مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (النمل89/)، و هو دخول الجنة،و هو قول اللّه(عزّ و جلّ): قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (سبأ47/)يقول:أجر المودّة التي لم أسألكم غيرها،فهو لكم تهتدون بها و تسعدون بها و تنجون من عذاب يوم القيامة.

6- (2)عن ابن كثير عن الصادق عليه السّلام قال:

قوله تعالى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (الأنعام160/).قال:هي للمسلمين عامة،و أمّا الحسنة التي من جاء بها فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون فهي ولايتنا و حبنا.

5,1- (3)عن محمد بن زيد بن علي عن أبيه قال:سمعت أخي محمد الباقر عليه السّلام يقول:

دخل أبو عبد اللّه الجدلي على أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له:يا أبا عبد اللّه أ لا أخبرك قول اللّه(عزّ و جلّ): مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ الى قوله: ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .

قال:بلى جعلت فداك.

قال:الحسنة حبنا أهل البيت،و السيئة بغضنا أهل البيت.1.

ص: 292


1- الكافي(الروضة)310/8.و عنه غاية المرام:330 باب 32 حديث 2.
2- تفسير القمي 131/2.غاية المرام:330 باب 32 حديث 3.
3- شواهد التنزيل للحسكاني 425/1 حديث 581.مجمع البيان 237/4؛و عنه غاية المرام:331 باب 32 حديث 11.

الباب السادس و العشرون

في تفسير هذه الآيات الثلاثة:و هي قوله تعالى:

فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ

1- ([1])أبو نعيم الحافظ:بسنده عن ذر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال:

قوله تعالى: فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ بعلي.

5,14,1- ([2])ابن المغازلي:بسنده عن محمد الباقر عن جابر بن عبد اللّه(رضي اللّه عنهما) قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حجة الوداع بمنى:لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض،فأنزل اللّه هذه الآية ثم أنزل اللّه فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (1)وَ إِنَّهُ أي عليا لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ (2)

ص: 293


1- الزخرف43/.
2- الزخرف61/.

... وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (1)عن حبّ علي[بن أبي طالب] (2).

و قول اللّه(عزّ و جلّ) أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (هود17/).

14,1- ([3])الحمويني في فرائد السمطين:أخرج بسنده عن ابن عباس و بسنده عن زادان، هما،عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان على بينة من ربّه و أنا التالي الشاهد منه (3).

أيضا الحمويني أخرجه بسنده عن جابر بن عبد اللّه،و بسنده عن البحتري هما عن علي بلفظه.

أيضا أخرجه موفق بن أحمد بسنده عن ابن عباس.

أيضا أبو نعيم و الثعلبي و الواقدي:أخرجوه بأسانيدهم عن ابن عباس و زادان و جابر كلّهم عن علي(كرّم اللّه وجهه) .».

ص: 294


1- الزخرف44/.
2- و لفظه في المصدر هكذا: 14,1- «علي الباقر،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و إنّي لأدناهم في حجّة الوداع بمنى،حتّى قال:لا ألفينّكم ترجعون بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض،و ايم اللّه إن فعلتموها لتعرفنّي في الكتيبة التي تضاربكم،ثم التفت إلى خلفه،ثمّ قال:أو عليّ أو عليّ ثلاثا،فرأينا أنّ جبريل غمزه و أنزل اللّه عزّ و جلّ على أثر ذلك: فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ بعليّ بن أبي طالب أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ثمّ نزلت قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ ،ثم نزلت فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ و إنّ عليّا لعلم للساعة [ وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ]لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ عن عليّ بن أبي طالب». ([3]) فرائد السمطين 338/1 حديث 261(جزء حديث)و 260؛و 340 حديث 262 و 263.المناقب للخوارزمي 278 حديث 267.
3- في المصدر:«و أنا الشاهد منه أتلوه:أتبعه».

14,1- ([4])أيضا ابن المغازلي:أخرج بسنده عن عباد بن عبد اللّه قال:

سمعت عليا(كرّم اللّه وجهه) (1)يقول في خطبته (2):ما نزلت آية من (3)كتاب اللّه[جلّ و عزّ]إلاّ و قد علمت متى أنزلت،و فيمن (4)أنزلت،و ما من قريش رجل إلاّ و (5)قد أنزلت (6)فيه آية من كتاب اللّه(عزّ و جلّ) (7)تسوقه الى جنة أو نار.

قال رجل (8):يا أمير المؤمنين فما نزل (9)فيك؟

قال (10):[لو لا انّك سألتني على رءوس الملأ]أ ما تقرأ: أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ الآية.فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على بينة من ربّه و أنا التالي (11)الشاهد منه[أتلوه و أتبعه،و اللّه لئن تعلمون ما خصنا اللّه(عزّ و جلّ)به أهل البيت أحبّ إليّ ممّا على الأرض من ذهبة حمراء أو فضة بيضاء].

أيضا عن زين العابدين و الباقر و الصادق عليهم السّلام ذكروا هذا الحديث.».

ص: 295


1- لا يوجد في المصدر:«كرم اللّه وجهه».
2- لا يوجد في المصدر:«في خطبته».
3- في المصدر:«في».
4- في المصدر:«فيم».
5- لا يوجد في المصدر:«و».
6- في المصدر:«نزلت».
7- لا يوجد في المصدر:«عزّ و جلّ».
8- في المصدر:«قام إليه رجل فقال:».
9- في المصدر:«نزلت».
10- في المصدر:«فقال:».
11- لا يوجد في المصدر:«التالي».

أيضا الحسن بن علي عليهما السّلام ذكر هذه الآية و يفسرها مثله في خطبته .

و قوله تعالى: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (الرعد7/).

14,1- (1)الثعلبي في الكشاف:عن عطاء بن السائب،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:

لمّا نزل قوله تبارك و تعالى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ وضع صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده على صدره و قال:أنا المنذر و علي الهادي و بك يا علي يهتدي المهتدون.

14,1- (2)أيضا الثعلبي:عن السدي عن عبد خير عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

المنذر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الهادي رجل من بني هاشم-يعني نفسه-.

أيضا الحمويني أخرجه بسنده عن أبي هريرة.

أيضا أخرجه صاحب المناقب عن الباقر و الصادق(رضي اللّه عنهما) نحوه.

14,1- (3)أيضا الحاكم أبو القاسم الحسكاني:بسنده عن الحكم بن جبير عن بريدة الأسلمي قال:

دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ماء الطهور (4)[و عنده علي بن أبي طالب]،فأخذ [رسول اللّه]بيد علي-بعد ما تطهّر-فألصق يده (5)بصدره فقال (6):أنا».

ص: 296


1- شواهد التنزيل للحسكاني 293/1 حديث 398.غاية المرام:235 باب 30 حديث 3.
2- شواهد التنزيل للحسكاني 399/1 حديث 412.الدر المنثور 45/4.مناقب آل أبي طالب 84/3. غاية المرام:235 باب 30 حديث 5.فرائد السمطين 148/1.تفسير العياشي 204/2 حديث 7 و 8 و 9.
3- شواهد التنزيل 301/1 حديث 414.مناقب آل أبي طالب 83/3.الفصول المهمة:123.
4- في المصدر:«بالطهور»بدل«ماء الطهور».
5- في المصدر:«فألزقها بصدره».
6- في المصدر:«ثم قال».

المنذر (1)،ثم ردّ يده (2)الى صدر علي فقال (3):أنت«لكلّ قوم هاد» (4)،ثم قال له (5):أنت مناد (6)الأنام،و غاية الهدى،و أمير الغر المحجلين (7)،أشهد على ذلك انّك كذلك.

أيضا المالكي أخرجه عن ابن عباس .

14,1- (8)أيضا كتبه السيد علي الهمداني الذي هو جامع الأنساب الثلاثة في كتابه «مشارب الأذواق»نفعنا اللّه بركاته و علومه-آمين-:

يا علي أنا المنذر و أنت الهادي و بك يهتدي المهتدون.

أيضا سمع أبو حمزة الثمالي عن الباقر عليه السّلام ما حدّثه الحاكم أبو القاسم الحسكاني .

6- (9)و في المناقب:عن محمد بن مسلم قال: سألت هذه الآية عن جعفر الصادق عليه السّلام قال:كلّ إمام هاد لكلّ قوم في زمانهم.

14,1- (10)و في المناقب:عن عبد الرحيم عن الباقر عليه السّلام:قال-في تفسير هذه الآية- رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

أنا المنذر و علي الهادي،أما و اللّه ما زالت فينا الى الساعة.4.

ص: 297


1- في المصدر:«إنّما أنت منذر».
2- في المصدر:«ثم ردّها».
3- في المصدر:«ثم قال».
4- في المصدر: «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» و ليس فيه«أنت».
5- لا يوجد في المصدر:«له».
6- في المصدر:«إنّك منارة».
7- في المصدر:«و أمير القراء».
8- شواهد التنزيل 293/1-303.
9- كمال الدين 667/2 باب 85 حديث 9.غاية المرام:235 باب 31 حديث 6.
10- أصول الكافي 192/1 حديث 4.بصائر الدرجات:31 حديث 9.غاية المرام:235 باب 31 حديث 4.

6- (1)عن أبي بصير عن جعفر الصادق عليه السّلام قال هذا الحديث و زاد:

إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية و مات الكتاب،لكنّه حيّ يجري فيمن بقى كما جرى فيمن مضى.3.

ص: 298


1- أصول الكافي 192/1 حديث 3.بصائر الدرجات:31 حديث 9.غاية المرام:235 باب 31 حديث 3.

الباب السابع و العشرون

في تفسير قوله تعالى: إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً

1- ([1])في الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في تفسير سورة المجادلة قال:

قال أبو عبد اللّه البخاري في تاريخه: في قوله تعالى: إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (1)نسختها هذه الآية: فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ (2).

قال علي(كرّم اللّه وجهه):ما عمل بهذه الآية غيري،و بي خفف اللّه تعالى عن هذه الأمة أمر هذه الآية بعد قوله تعالى: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (3).

أيضا ابن المغازلي أخرجه عن علي بن علقمة عن علي(كرّم اللّه وجهه).

ص: 299


1- المجادلة12/.
2- المجادلة13/.
3- المجادلة13/.

أيضا ابن المغازلي أخرجه عن مجاهد عن علي عليه السّلام.

أيضا الثعلبي أخرجه عن مجاهد و عن أبي عمر و هما عن علي(كرّم اللّه وجهه).

أيضا موفق بن أحمد و الحمويني أخرجاه عن ابن عباس و عن مجاهد عن علي(كرّم اللّه وجهه).

أيضا أبو نعيم الحافظ بسنده عن أبي صالح عن ابن عباس .

1- ([2])موفق بن أحمد عن علي(كرّم اللّه وجهه)انه قال (1):

إنّ في كتاب اللّه-تبارك و تعالى (2)-لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل [بها]أحد بعدي و هي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً [عملت بها]ثم نسخت.

1- ([3])و في المناقب:عن مكحول عن علي عليه السّلام قال:

و اللّه ما عمل بهذه الآية أحد غيري فنزلت هذه: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ (3)الآية،فلا تكون التوبة إلاّ من ذنب كان.

1- ([4])عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

كان لعلي عليه السّلام دينار فباعه بعشرة دراهم،فكان كلّما ناجاه قدم درهما حتى ناجاه عشر مرات،ثم نسخت،فلم يعمل بها أحد غيره.4.

ص: 300


1- لا يوجد في المصدر:«انّه قال».
2- لا يوجد في المصدر:«تبارك و تعالى». ([3]) غاية المرام:350 باب 50 حديث 2.
3- المجادلة13/. ([4]) مناقب آل أبي طالب 72/2.خصائص الوحي:234 حديث 178.غاية المرام:350 باب 50 حديث 4.

الباب الثامن و العشرون

في تفسير هاتين الآيتين: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (1)

5,6,1- ([1])الحاكم:بسنده عن الأعمش عن محمد الباقر و جعفر الصادق(رضي اللّه عنهما)قالا:

لمّا رأى المخالفون المحاربون لعلي(كرّم اللّه وجهه)أنّه عند اللّه من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا،أي كفروا نعمة اللّه التي هي إمامة علي وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ :إنّ مخالفة علي و محاربته و قتاله أمر لا ذنب له.

و في تفسير قوله تعالى: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ يقول أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ (الاعراف44/).

و تفسير وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (التوبة3/).

1- ([2])الحاكم أبو القاسم الحسكاني:أخرج بسنده عن محمد بن الحنفية رضي اللّه عنه عن أبيه (2)

ص: 301


1- الملك27/. ([1]) شواهد التنزيل للحسكاني 264/2-266 حديث 997-1001.و قد جمع بين عدة أحاديث و أخرجها بهذا اللفظ. ([2]) شواهد التنزيل للحسكاني 202/1 حديث 261.
2- لا يوجد في المصدر:«أبيه».

علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

[ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ ف]أنا ذلك المؤذن.

1- ([3])الحاكم بسنده عن أبي صالح عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)انّه قال علي رضي اللّه عنه (1):

في كتاب اللّه أسماء لي (2)لا يعرفها الناس منها (3)فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ يقول (4)أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ أي (5)الذين كذبوا بولايتي و استخفوا بحقّي.

1- ([4])و في المناقب:عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السّلام قال:

خطب أمير المؤمنين(صلوات اللّه عليه)بالكوفة عند انصرافه من النهروان و بلغه أن معاوية بن أبي سفيان يسبّه و يقتل أصحابه فقام خطيبا الى أن قال:

و أنا المؤذن في الدنيا و الآخرة،قال اللّه(عزّ و جلّ) فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ يقول:

أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ ،أنا ذلك المؤذن،و قال(عزّ و جلّ): وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ و أنا ذلك الأذان.

7,1- ([5])عن محمد بن الفضيل عن أحمد بن عمر الحلال عن أبي الحسن موسى عليه السّلام قال:

المؤذن أمير المؤمنين علي(صلوات اللّه عليه)يؤذن أذانا يسمع الخلائق،و الدليل على ذلك وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ قال أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا ذلك الأذان.1.

ص: 302


1- في المصدر:«ان لعلي بن أبي طالب...».
2- لا يوجد في المصدر:«لي».
3- في المصدر:«قوله».
4- في المصدر:«فهو المؤذن بينهم يقول...».
5- لا يوجد في المصدر:«على الظالمين أي»و المحصلة أن الحديث عن ابن عباس و اللفظ له و ليس لأمير المؤمنين عليه السّلام. ([4]) معاني الأخبار:58 حديث 9.غاية المرام:353 باب 54 حديث 3. ([5]) تفسير القمي 231/1.غاية المرام:353 باب 54 حديث 1.

الباب التاسع و العشرون

في تفسير قوله تعالى: وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (1)

1- ([1])الحاكم:بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال:

كنت[جالسا]عند علي رضي اللّه عنه (2)فأتاه[عبد اللّه]ابن الكواء فسأله عن هذه الآية فقال:

ويحك يا ابن الكواء نحن نقف (3)يوم القيامة بين الجنّة و النار،فمن أحبنا (4)عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة،و من أبغضنا عرفناه بسيماه فدخل (5)النار.

1- ([2])الثعلبي:عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال: الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس و حمزة و علي و جعفر، يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه و مبغضيهم بسواد الوجوه.

ص: 303


1- الاعراف46/. ([1]) شواهد التنزيل للحسكاني 198/1 حديث 256؛عنه غاية المرام:353.
2- لا يوجد في المصدر:«رضي اللّه عنه».
3- في المصدر:«نوقف».
4- في المصدر:«ينصرنا».
5- في المصدر:«فأدخلناه». ([2]) مناقب أمير المؤمنين للقاضي الكوفي 158/1 حديث 93.الصواعق المحرقة:169.غاية المرام:353 (عن الثعلبي).

14,1- (1)و في المناقب:بسنده عن زادان عن سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي أكثر من عشر مرات:يا علي إنّك و الأوصياء من ولدك أعراف بين الجنّة و النار،لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفكم و عرفتموه،و لا يدخل النار إلاّ من أنكركم و أنكرتموه.

6,1- (2)و في المناقب:بسنده عن مقرون قال:

سمعت جعفر الصادق عليه السّلام يقول: جاء ابن الكواء الى أمير المؤمنين(صلوات اللّه عليه)فسأل عن هذه الآية قال:

نحن الأعراف،و نحن نعرف أنصارنا بسيماهم،و نحن الأعراف الذين لا يعرف اللّه(عزّ و جلّ)إلاّ بسبيل معرفتنا،و نحن الأعراف يوقفنا اللّه(عزّ و جلّ)يوم القيامة على الصراط لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفنا و عرفناه و لا يدخل النار إلاّ من أنكرنا و أنكرناه.

إنّ اللّه-تبارك و تعالى-لو شاء لعرّف الناس نفسه و لكن جعلنا أبوابه و صراطه و سبيله و وجهه الذي يتوجه منه إليه،فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا،فانّهم عن الصراط لناكبون،فلا سواء من اعتصم الناس به،و لا سواء حيث ذهب الناس الى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض،و ذهب من ذهب إلينا الى عيون صافية تجري بأمر ربّها لا نفاد لها و لا انقطاع.9.

ص: 304


1- تفسير العياشي 18/2 حديث 44.غاية المرام:354 حديث 3.
2- أصول الكافي 184/1 حديث 9.غاية المرام:354 حديث 9.

الباب الثلاثون

في تفسير قوله تعالى: قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1)

5,1- ([1])الثعلبي و ابن المغازلي:بسنديهما عن عبد اللّه بن عطا قال:

كنت مع محمد الباقر رضي اللّه عنه في المسجد فرأيت ابن عبد اللّه بن سلام فقلت:هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟

قال:إنّما ذلك علي بن أبي طالب.

1- ([2])الثعلبي و أبو نعيم:بسنديهما عن زادان عن محمد بن الحنفية قال:

مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ علي بن أبي طالب.

1- ([3])عن الفضيل بن يسار عن الباقر عليه السّلام قال:

هذه الآية نزلت في علي عليه السّلام،إنّه عالم هذه الأمة.

1- ([4])و في رواية عنه قال:

ص: 305


1- الرعد43/. ([1]) المناقب لابن المغازلي:313 حديث 385.شواهد التنزيل للحسكاني 308/1 حديث 425.تفسير العياشي 220/2 حديث 77.غاية المرام:307 باب 59 حديث 1. ([2]) المناقب للقاضي الكوفي 191/1 حديث 115.شواهد التنزيل للحسكاني 308/1 حديث 422.غاية المرام:357 باب 59 حديث 2 و 5. ([3]) تفسير العياشي 221/2 حديث 79.و عنه غاية المرام:358 باب 60 حديث 10 و 16. ([4]) تفسير العياشي 220/2 حديث 76.و عنه غاية المرام:358 باب 60 حديث 13.

إيانا عنى،و علي أفضلنا و أوّلنا و خيرنا بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

1- ([5])عن عمر بن أذينة عن جعفر الصادق عليه السّلام قال:

قال أمير المؤمنين(صلوات اللّه عليه): ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم عليه السّلام من السماء الى الأرض و جميع ما فضلت به النبيون الى خاتم النبيّين في عترة خاتم النبيّين(صلّى اللّه عليهم).

6,1- ([6])و قال الصادق: علم الكتاب كلّه و اللّه عندنا و ما أعطي وزير سليمان بن داود عليهم السّلام،إنّما عنده حرف واحد من الاسم الأعظم،و علم بعض الكتاب كان عنده،قال تعالى: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ (1)أي بعض الكتاب أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (2).

[قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:إنّ اللّه تبارك و تعالى]قال لموسى: وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً (3)بمن التبعيض.و قال في عيسى عليه السّلام: وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ (4)بكلمة البعض.و قال في علي عليه السّلام: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ أي الكتاب،و قال: وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (5)و علم هذا الكتاب عنده./.

ص: 306


1- النمل40/.
2- النمل40/.
3- الأعراف145/.
4- الزخرف63/.
5- الأنعام59/.

14,1- (1)عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:

سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم عن هذه الآية اَلَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ؟ قال:ذاك وزير أخي سليمان بن داود عليهما السّلام.

و سألته عن قول اللّه(عزّ و جلّ) قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ؟

قال:ذاك أخي علي بن أبي طالب.

1- (2)صاحب المناقب:روى عن محمد بن مسلم و أبي حمزة الثمالي و جابر بن يزيد عن الباقر عليه السّلام.و روى علي بن فضال و الفضيل عن الرضا عليه السّلام،و قد روى عن موسى بن جعفر،و عن زيد بن علي عليه السّلام،و عن محمد بن الحنفية،و عن سلمان الفارسي،و عن أبي سعيد الخدري و إسماعيل السدي أنهم قالوا: في قوله تعالى:

قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ :

هو علي بن أبي طالب عليه السّلام.

1- (3)و في المناقب:سئل علي عليه السّلام: إنّ عيسى بن مريم كان يحيي الموتى،و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير،هل لكم هذه المنزلة؟

قال:إنّ سليمان بن داود عليهما السّلام غضب[من]الهدهد لفقده لأنه يعرف الماء و يدلّ على الماء و لا يعرف سليمان الماء تحت الهواء،مع أن الريح و النمل و الانس و الجن و الشياطين و المردة كانوا له طائعين،و إنّ اللّه يقول في كتابه وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى و يقول تعالى: وَ ما4.

ص: 307


1- شواهد التنزيل 307/1(مختصرا).أمالي الصدوق:453 حديث 3.غاية المرام:358 باب 60 حديث 12.
2- شواهد التنزيل 307/1 و 308.مناقب آل أبي طالب 29/2؛و عنه غاية المرام:357 باب 59 حديث 3.
3- بصائر الدرجات:47 حديث 1(أبي الحسن الأول).الكافي(أصول)362/3 حديث 4.

مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ،و يقول تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ،فنحن أورثنا هذا القرآن الذي فيه ما يسير به الجبال و قطعت به البلدان و يحيى به الموتى و نعرف به الماء،و أورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كلّ شيء.

17- (1)و: سئل سعيد بن جبير: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ عبد اللّه بن سلام؟ قال:لا،و كيف و هذه السورة مكية و عبد اللّه بن سلام أسلم في المدينة بعد الهجرة.

1- (2)و عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ إنما هو علي،لقد كان عالما بالتفسير و التأويل و الناسخ و المنسوخ.

1- (3)و عن محمد بن الحنفية رضى اللّه عنه قال:

عند أبي أمير المؤمنين علي(صلوات اللّه عليه)علم الكتاب الأول و الآخر.

14,1- (4)سليم بن قيس الهلالي في كتابه:عن قيس بن سعد بن عبادة قال:

وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ علي.

قال معاوية بن أبي سفيان:هو عبد اللّه بن سلام.

قال سعد:أنزل اللّه: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ،و أنزل أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ،فالهادي من الآية الأولى،و الشاهد من الثانية).

ص: 308


1- مناقب آل أبي طالب 29/2.تفسير البرهان 304/2 حديث 22.
2- مناقب آل أبي طالب 29/2.شواهد التنزيل 310/1 حديث 427(عن أبي صالح).
3- مناقب آل أبي طالب 29/2.
4- كتاب سليم بن قيس:201(في حديث).

علي،لانّه نصبه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوم الغدير،و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قال:

أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ إنّه لا نبي بعدي.

فسكت معاوية و لم يستطع أن يردّها.

قال بعض المحققين:إنّ اللّه تبارك و تعالى بعث خاتم أنبيائه و أشرف رسله و أكرم خلقه،بمنه و تحننه و فضله العظيم،بسابق علمه و لطفه بعد أخذه العهد و الميثاق على أنبيائه و عباده بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم بقوله: لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ ،و لما فتح اللّه أبواب السعادة الكبرى و الهداية العظمى برسالة حبيبه على العرب و قريش و خصوصا على بني هاشم بقوله تعالى: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ و رهطك المخلصين،اقتضى العقل أن يكون العالم بجميع أسرار كتاب اللّه لا بد أن يكون رجلا من بني هاشم بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم؛لأنّه أقرب له من سائر قريش،و أن يكون إسلامه أولا ليكون واقفا على أسرار الرسالة و بدء الوحي، و أن يكون جميع الأوقات عنده بحسن المتابعة ليكون خبيرا عن جميع أعماله و أقواله،و أن يكون من طفوليته منزها من أعمال الجاهلية ليكون متخلقا بأخلاقه و مؤدبا بآدابه و نظيرا بالرشيد من أولاده فلم يوجد هذه الشروط لأحد إلاّ في علي عليه السّلام.

و أمّا عبد اللّه بن سلام لم يسلم إلاّ بعد الهجرة فلم يعرف سبب نزول السور التي نزلت قبل الهجرة،و لمّا كان حاله هذا لم يعرف حقّ تأويلها بعد إسلامه مع أن سلمان الفارسي الذي صرف عمره الطويل-ثلاثمائة و خمسين سنة-في تعلّم أسرار الإنجيل و التوراة و الزبور و كتب الأنبياء السابقين و القرآن لم يكن مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ لفقده الشروط المذكورة،فكيف يكون مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ابن سلام الذي لم يقرأ الانجيل و لم يوجد فيه الشروط و لم يصدر منه مثل ما صدر من علي يعسوب الدين من الأسرار و الحقائق في الخطبات مثل

ص: 309

و أمّا عبد اللّه بن سلام لم يسلم إلاّ بعد الهجرة فلم يعرف سبب نزول السور التي نزلت قبل الهجرة،و لمّا كان حاله هذا لم يعرف حقّ تأويلها بعد إسلامه مع أن سلمان الفارسي الذي صرف عمره الطويل-ثلاثمائة و خمسين سنة-في تعلّم أسرار الإنجيل و التوراة و الزبور و كتب الأنبياء السابقين و القرآن لم يكن مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ لفقده الشروط المذكورة،فكيف يكون مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ابن سلام الذي لم يقرأ الانجيل و لم يوجد فيه الشروط و لم يصدر منه مثل ما صدر من علي يعسوب الدين من الأسرار و الحقائق في الخطبات مثل

1- قوله: «سلوني قبل أن تفقدوني فان بين جنبي علوما كالبحار الزواخر».

و مثل ما صدر من أولاده الأئمة الهداة(عليهم سلام اللّه و بركاته)من المعارف و الحكم في تأويلات كتاب اللّه و أسراره.

ص: 310

الباب الحادي و الثلاثون

في تفسير قوله تعالى: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ

14,1- ([1])في جمع الفوائد:

علي: لمّا نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1)جمع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم من بني عبد المطلب رهطا كلّهم يأكل الجذعة و يشرب الفرق،فصنع لهم مدّا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا و بقي الطعام كأنّه لم يمس،ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا (2)و بقي الشراب كأنّه لم يمس،فقال:يا بني عبد المطلب إنّي بعثت إليكم خاصة و الى الناس عامة،و (3)قد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم،فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي في الجنّة (4).

فلم يقم إليه أحد،فقمت إليه و كنت أصغر القوم،فقال لي (5):اجلس.قال

ص: 311


1- الشعراء214/.و الآية غير موجودة في المصدر.
2- في المصدر:«شبعوا».
3- لا يوجد في المصدر:«و».
4- لا يوجد في المصدر:«في الجنة».
5- لا يوجد في المصدر:«لي».

ذلك ثلاثا (1).كلّ ذلك أقوم إليه فيقول لي:اجلس،حتى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي و قال:هو أخي و صاحبي في الجنّة (2). (لأحمد في مناقبه) (3).

14,1- ([2])و في مسند أحمد:بسنده عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن علي رضى اللّه عنه قال:

لمّا نزلت[هذه الآية] وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (4)جمع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم[من] أهل بيته فاجتمع ثلاثون نفرا (5)فأكلوا و شربوا ثلاثا (6)،ثم قال لهم (7):من يضمن عنّي ديني و مواعيدي،[و]يكون معي في الجنة،و يكون خليفتي في أهلي...

فقال علي:أنا يا رسول اللّه.

أيضا الثعلبي ذكر هذا الحديث في تفسير هذه الآية .

14,1- ([3])و في الشفاء:عن علي بن أبي طالب رضى اللّه عنه:

جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم بني عبد المطلب و كانوا أربعين،منهم قوم يأكلون الجذعة و يشربون الفرق،فصنع لهم مدا من طعام،فأكلوا حتى شبعوا و بقي كما هو،ثم دعا بعس فشربوا حتى رووا و بقي كأنه لم يشرب[منه]./.

ص: 312


1- في المصدر:«ثلاث مرات».
2- لا يوجد في المصدر:«و قال:هو أخي...في الجنة».
3- لا يوجد في المصدر:«لأحمد في مناقبه». ([2]) مسند أحمد 111/1.
4- الشعراء214/.
5- لا يوجد في المصدر:«نفرا».
6- لا يوجد في المصدر:«ثلاثا».
7- في المصدر:«قال:فقال لهم:». ([3]) الشفاء293/.

17- ([4])و في صحيح مسلم:عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

نزلت: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1)و رهطك[منهم]المخلصين (2).

8- ([5])و في عيون الأخبار:عن الريان بن الصلت الهروي قال:

قال علي الرضا عليه السّلام: قوله تعالى: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ و رهطك المخلصين [هكذا]في قراءة أبيّ بن كعب،و هي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود،و هذه منزلة رفيعة...).

ص: 313


1- الشعراء214/.
2- أوله في المصدر:«لمّا نزلت هذه...». ([5]) عيون أخبار الرضا عليه السّلام 209/2 باب 23(في حديث).

ص: 314

الباب الثاني و الثلاثون

في تفسير قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى

14,1,15,2,3- (1)أخرج أحمد في مسنده:بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

لمّا نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين وجبت لنا مودّتهم؟

قال:علي و فاطمة و الحسن و الحسين.

أيضا أخرج هذا الحديث الطبراني في معجمه الكبير،و ابن أبي حاتم في تفسيره،و الحاكم في المناقب،و الواحدي في الوسيط،و أبو نعيم الحافظ في «حلية الأولياء»،و الثعلبي في تفسيره،و الحمويني في فرائد السمطين .

17- (2)و في صحيحي البخاري و مسلم: سئل ابن عباس عن هذه الآية فقال سعيد بن جبير:

هي قربى آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

ص: 315


1- الفضائل لأحمد 669/2 حديث 1141.حلية الأولياء 201/3.مجمع الزوائد 153/7.المعجم الكبير للطبراني 47/3 حديث 2641.شواهد التنزيل للحسكاني 134/2 حديث 828.غاية المرام:306 باب 5 حديث 4(عن الثعلبي).فرائد السمطين 13/2 حديث 359.
2- صحيح البخاري 37/6.قال في غاية المرام:من صحيح مسلم من الجزء الخامس في أوله في تفسير قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ...غاية المرام:306 باب 5 حديث 3.

1- ([3])و في جواهر العقدين:أخرج أبو الشيخ بن حبان في كتابه«الثواب»من طريق الواحدي عن أبي هاشم الزماني عن زادان عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

فينا آل (حم عسق) (1)آية[لا يحفظها]من مودّتنا إلاّ كلّ مؤمن،ثم قرأ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (2).

14,1- ([4])أخرج الملاّ في سيرته و قاله المحبّ الطبري:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:إنّ اللّه جعل أجري عليكم المودّة في القربى و إنّي سائلكم غدا عنها (3).

5- ([5])و في المناقب:عن محمد الباقر رضي اللّه عنه قال: في قوله تعالى: قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ يقول:

الأجر الذي هو المودّة في القربى التي لم أسألكم غيرها فهو لكم،تهتدون بها، و تسعدون بها،و تنجون من عذاب اللّه يوم القيامة.

فالمودّة مشتقة من الودّ،و هو الحبّ القوي الدائم الثابت.

14- ([6])أخرج أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي عن أبي هريرة (4)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و الذي نفسي بيده،لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل».

ص: 316


1- الشورى1/.
2- الشورى23/. ([4]) جواهر العقدين 245/2.ذخائر العقبى:26.
3- في المصدر:«عنهم». ([5]) روضة الكافي 310/8 حديث 574(في حديث).البرهان 354/3. ([6]) جواهر العقدين 246/2.المناقب للخوارزمي:77 حديث 59.سنن الترمذي 36/4 حديث 2532 أبواب صفة القيامة.
4- في جواهر العقدين و مناقب الخوارزمي:«أبي برزة».

عن عمره فيما أفناه،و عن ماله ممّ كسبه و فيم أنفقه،و عن حبّنا أهل البيت.

أيضا أخرجه جماعة منهم الترمذي عن بريدة الأسلمي و قال الترمذي:هذا حديث حسن صحيح(انتهى جواهر العقدين) .

أيضا وجوب المودة في القربى و تطهيرهم ذكرهما الحسن بن علي في خطبته (رضي اللّه عنهما)و هي تقدمت في مقدمة هذا الكتاب.

و أيضا تقدم ذكر هذه الآية و غيرها في كلام علي الرضا رضي اللّه عنه في الباب الخامس.

ص: 317

ص: 318

الباب الثالث و الثلاثون

في تفسير آية التطهير و حديث الكساء

14,1,15,2,3- ([1])في صحيح مسلم:عن عائشة أم المؤمنين(رضي اللّه عنها) (1)قالت:

خرج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غداة غد (2)و عليه مرط مرجل (3)من شعر أسود فجاء الحسن[بن علي]فأدخله،ثم جاء الحسين فأدخله (4)،ثم جاءت فاطمة فأدخلها،ثم جاء علي فأدخله،ثم قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5).

أيضا أخرج الحاكم هذا الحديث عن عائشة .

14,1,15,2,3- ([2])و في سنن الترمذي،في مناقب أهل البيت:حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا محمد بن سليمان الاصبهاني،عن يحيى بن عبيد،عن عطا،عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

نزلت[هذه الآية على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ

ص: 319


1- لا يوجد في المصدر:«أم المؤمنين(رضي اللّه عنها)».
2- لا يوجد في المصدر:«غد».
3- في المصدر:«مرحل».
4- في المصدر:«فدخل معه».
5- الأحزاب33/. ([2]) سنن الترمذي 328/5 حديث 3875.

اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً في بيت أم سلمة،فدعا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا (1)و فاطمة و حسنا و حسينا،فجلّلهم بكساء،و علي خلف ظهره فجلّلهم (2)بكساء،ثم قال:اللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

قالت أم سلمة:و أنا معهم يا نبي اللّه؟

قال:أنت على مكانك و أنت الى خير.

و في الباب:عن أم سلمة و معقل بن يسار و أبي الحمراء و أنس بن مالك .

14,1,15,2,3- ([3])و في سنن الترمذي بعد ذكر مناقب الأصحاب:عن أم سلمة:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جلّل على الحسن و الحسين و علي و فاطمة كساء ثم قال:اللّهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي (3)أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

فقالت أم سلمة:و أنا معهم يا رسول اللّه؟

قال:قفي مكانك (4)إنّك الى (5)خير.

هذا حديث حسن صحيح،و هو أحسن شيء روي في هذا الباب.

و في الباب:عن أنس و عمر بن أبي سلمة و أبي الحمراء.

و في شرح الكبريت الأحمر للشيخ علاء الدولة السمناني قدّس سرّه:أخرج البيهقي و الحاكم و صححه نحو حديث الترمذي عن أم سلمة .».

ص: 320


1- لا يوجد في المصدر:«عليا».
2- في المصدر:«فجلله». ([3]) سنن الترمذي 360/5 حديث 3963(فضائل فاطمة عليها السّلام).
3- في المصدر:«حامتي».
4- لا يوجد في المصدر:«قفي مكانك».
5- في المصدر:«على».

14,1,15,2,3- ([4])و أخرج الطبراني و ابن جرير و ابن المنذر عن أم سلمة(رضي اللّه عنها)قالت:

في بيتي نزلت إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1)فجاءت فاطمة ببرمة فيها ثريد فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لها:ادعي زوجك و حسنا و حسينا،فدعتهم،فبيناهم يأكلون إذ نزلت هذه الآية،فغشاهم بكساء خيبري كان عليه فقال:اللّهم هؤلاء أهل بيتي و حامتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا-ثلاث مرات-

أيضا أخرج هذا الحديث الحاكم عن سعيد بن أبي وقاص .

14,1,15,2,3- ([5])و أيضا أخرج أحمد و ابن أبي شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و الحاكم و البيهقي و الطبراني:عن واثلة بن الأسقع قال:

جاء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى بيت فاطمة و معه علي و حسن و حسين حتى دخل فأدنى عليا و فاطمة و أجلسهما بين يديه،و أجلس حسنا و حسينا كلّ واحد منهما على فخذه،ثم لفّ عليهم ثوبه و أنا مستدبرهم،ثم تلا هذه الآية و قال:اللّهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا.

فقلت:أنا من أهلك يا رسول اللّه؟

قال:و أنت من أهلي!!!

قال واثلة:إنّه لأرجى ما أرجوه.0.

ص: 321


1- الأحزاب33/. ([5]) الفضائل لأحمد 577/2 حديث 978.المستدرك للحاكم 147/3.المعجم الكبير للطبراني 55/3 حديث 2670.

1- (1)و أخرج ابن سعد عن الحسن بن علي(رضي اللّه عنهما)قال في خطبته:

نحن أهل البيت الذين قال اللّه سبحانه فينا إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2).

14,15- (3)و أخرج أحمد بن حنبل و ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك قال:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يمرّ بباب فاطمة إذا خرج الى صلاة الفجر يقول:

الصلاة يا أهل البيت يرحمكم اللّه-ثلاثا-مدّة ستة أشهر (انتهى شرح الكبريت الاحمر) .

و كلام علي الرضا في حديث الكساء،و حديث الصلاة يا أهل البيت تقدم في الباب الخامس.

14,1,15,2,3- (4)و في جواهر العقدين:أخرج أحمد في المناقب و ابن جرير و الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال:

نزلت[يعني]هذه الآية في خمسة:النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين(رضي اللّه عنهم).

17- و في رواية عن أم سلمة قال ...اللّهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على آل محمد كما جعلتها على إبراهيم و على آل ابراهيم إنّك حميد مجيد.

14- و في بعض الطرق قال ...اللّهم إنّهم منّي و أنا منهم فاجعل صلواتك و بركاتك0.

ص: 322


1- مجمع الزوائد 172/9.
2- الأحزاب33/.
3- الفضائل لأحمد 761/2 حديث 1340.سنن الترمذي 31/5 حديث 3259.المستدرك للحاكم 158/3.
4- جواهر العقدين 143/2،135،136،139.و هي عدة روايات نقلها أحمد في المناقب 632/2 حديث 1077.المعجم الكبير للطبراني 56/3 حديث 2673(باختصار و شيء من التصرف اليسير). المعجم الكبير للطبراني 55/3 حديث 2670.

و رحماتك و غفرانك و رضوانك عليّ و عليهم.

14- و في رواية قال ...اللّهم هؤلاء أهل بيتي حقا فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا،قال ثلاثا-.

14- و في رواية عقيب ذلك قال لهم: أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم.

14,1,15,2,3- و في رواية عن زينب: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا رأى الرحمة هابطة من السماء قال:من يدعو لي عليا و فاطمة و حسنا و حسينا؟قالت زينب:أنا يا رسول اللّه، فدعتهم فجعلهم في كسائه فنزل جبرئيل بهذه الآية و دخل معهم في الكساء (1).

و في رواية الحافظ جمال الدين الزرندي عن الحافظ ابن مردويه عن أم سلمة قالت: كان جبرئيل في الكساء معهم.

كما قال الحسين رضي اللّه عنه:

نحن و جبريل غدا سادسنا *** و لنا الكعبة ثم الحرمين

.

قال المحبّ الطبري: إنّ هذا الفعل منه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مكرر مرة في بيت أم سلمة و مرة في بيت فاطمة(رضي اللّه عنهما)كما جاء الحديث عن واثلة بن الأسقع في رواية أحمد في المناقب و الطبراني.

قال الشريف السمهودي: كلمة«إنّما»للحصر تدل على أن إرادته تعالى منحصرة على تطهيرهم،و تأكيده(بالمفعول المطلق)دليل على أن طهارتهم طهارة كاملة في أعلى مراتب الطهارة.

و في الشفاء حديث الكساء عن عمر بن أبي سلمة (2).2.

ص: 323


1- العمدة لابن البطريق:40 حديث 24.غاية المرام:289 باب 1 حديث 12.
2- الشفاء 48/2.

ص: 324

الباب الرابع و الثلاثون

في تفسير قوله تعالى: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ

17- ([1])في جمع الفوائد:ابن عباس رفعه:

إذا دخل الرجل الجنّة سأل عن أبويه و زوجته و ولده فيقال:إنّهم لم يبلغوا درجتك و عملك فيقول:يا ربّ قد عملت لي و لهم،فيؤمر بالحاقهم[به،و قرأ ابن عباس وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ الآية] (1). ( للكبير و الصغير ).

17- ([2])و في جواهر العقدين:أخرج الحاكم في صحيحه،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

إنّ اللّه يرفع ذريّة المؤمن معه في درجته في الجنّة و إن كانوا دونه في العمل.ثم قرأ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ

ص: 325


1- ما بين المعقوفين من المعجم الكبير للطبراني. ([2]) جواهر العقدين 218/2.المستدرك للحاكم 418/2.و كذا أخرجه المخلص الذهبي في التلخيص بهامش المستدرك.

عَمَلِهِمْ (1) يقول:و ما نقصنا من عملهم (2).

ثم قال الحاكم: فاذا كان هذا في ذريّة مطلق المؤمنين فبذريّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أولى و أجدر.».

ص: 326


1- الطور21/.
2- في المصدر:«و ما نقصناهم».

الباب الخامس و الثلاثون

في تفسير قوله تعالى: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (1)

1- ([1])أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي المكّي،عن زادان،عن علي رضي اللّه عنه قال:

تفترق هذه الأمّة على ثلاث و سبعين فرقة،اثنتان و سبعون في النار و واحدة في الجنّة،و هي (2)الذين قال اللّه(عزّ و جلّ)في حقّهم (3):

وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ و هم:أنا و محبّي و أتباعي (4).

14,1- ([2])أيضا أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي عن عمر بن أذينة،عن جعفر الصادق، عن آبائه عن علي(رضي اللّه عنهم)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي مثلك في أمّتي مثل[المسيح]عيسى بن مريم، افترق قومه ثلاث فرق:فرقة مؤمنون و هم الحواريون.و فرقة عادوه و هم

ص: 327


1- الأعراف181/. ([1]) المناقب للخوارزمي:331 حديث 351.
2- في المصدر:«و هم».
3- لا يوجد في المصدر:«في حقّهم».
4- في المصدر:«و هم أنا و شيعتي». ([2]) المناقب للخوارزمي:317 حديث 318.

اليهود.و فرقة غلوا فيه فخرجوا عن دين اللّه (1)و هم النصارى (2).

و انّ أمّتي ستفترق فيك ثلاث فرق:فرقة اتّبعوك و أحبّوك (3)،و هم المؤمنون.

و فرقة عادوك،و هم الناكثون و المارقون و القاسطون (4).و فرقة غلوا فيك و هم الضالّون (5).

يا علي أنت و أتباعك (6)في الجنّة،و عدوّك و الغالي فيك في النار.

14,1- ([3])و في مشكاة المصابيح:[و]عن علي رضي اللّه عنه قال:

قال لي النبي (7)صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:فيك مثل من عيسى،أبغضته اليهود حتى بهتوا أمّه، و أحبّته النصارى حتى أنزلوه بمنزلة (8)ليست له.

ثم قال (9):يهلك فيّ رجلان:محبّ مفرط يفرطني (10)بما ليس فيّ،و مبغض يحمله شنآني على أن يبهتني. (رواه أحمد) .

1- ([4])و في نهج البلاغة:قال أمير المؤمنين علي: هلك فيّ رجلان:محبّ غال و مبغض قال.7.

ص: 328


1- في المصدر:«الايمان».
2- لا يوجد في المصدر:«و هم النصارى».
3- في المصدر:«فرقة شيعتك».
4- لا يوجد في المصدر:«و المارقون و القاسطون».
5- في المصدر:«الجاحدون السابقون».
6- في المصدر:«فأنت يا علي و شيعتك». ([3]) مشكاة المصابيح 1722/3-1723 حديث 6093.الفضائل لأحمد 713/2 حديث 1221.مجمع الزوائد 133/9.
7- في المصدر:«قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
8- في المصدر:«بالمنزلة التي».
9- أي قال الامام أمير المؤمنين علي عليه السّلام.
10- في المصدر:«يقرظني». ([4]) نهج البلاغة:489 قصار الجمل 117.

الباب السادس و الثلاثون

في تفسير قوله تعالى: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى (1)

1- ([1])أخرج أبو نعيم الحافظ عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه،عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال في هذه الآية: اهتدى الى ولايتنا.

([2]) أيضا أخرج الحاكم بثلاثة طرق:

أولها:

5- عن داود بن كثير قال:

قلت لجعفر الصادق:جعلت فداك ما هذا الاهتداء في هذه الآية؟

قال:اهتدى الى ولايتنا بمعرفة الأئمة،إمام بعد إمام منّا.

ثانيها:

17- عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال في هذه الآية:

اهتدى الى ولاية أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

ثالثها:

5- عن محمد الباقر نحوه.

([3]) أيضا أخرجه صاحب المناقب من أربعة طرق:

ص: 329


1- طه82/. ([1]) نقله عن أبي نعيم في غاية المرام:333 باب 35 حديث 1. ([2]) شواهد التنزيل 376/1 حديث 520 و 521.غاية المرام:334 باب 36 حديث 11. ([3]) أمالي الشيخ الطوسي 265/1 حديث 473،غاية المرام:333 باب 36 حديث 3 و 4 و 7 و 8.تفسير القمي 61/2.تفسير البرهان 40/3.

أولها:

1- عن أبي سعيد الهمداني،عن الباقر،عن أبيه،عن جده،عن علي(رضي اللّه عنهم)قال:

و اللّه لو تاب رجل و آمن و عمل صالحا و لم يهتد الى ولايتنا و مودّتنا و معرفة فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئا.

ثانيها:

14,1- عن محمد بن الغيض بن المختار عن أبيه عن محمد الباقر عن أبيه عن جدّه عن علي(رضي اللّه عنهم)قال:

قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:يا علي ما خلقت إلاّ لتعبد ربّك،و ليشرف بك معالم الدين،و يصلح بك دارس السبيل،و لقد ضلّ من ضلّ عنك،و لن يهتدي الى اللّه من لم يهتد الى ولايتك،و هو قول ربّي-جلّ شأنه-: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى يعني:اهتدى الى ولايتك.

ثالثها:

5- عن الحارث بن يحيى عن الباقر رضي اللّه عنه قال:

يا حارث أ لا ترى كيف اشترط اللّه،و لم تنفع إنسانا التوبة و لا الايمان و لا العمل الصالح حتى يهتدي الى ولايتنا.

رابعها:

6- عن عيسى بن داود النجار عن موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق (رضي اللّه عنهما)قال في هذه الآية:

اهتدى الى ولايتنا.

ص: 330

الباب السابع و الثلاثون

في تفسير قوله تعالى: وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى (1)

1- ([1])في المناقب:عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس رضي اللّه عنه قال:

نزلت هذه الآية في علي،كان أول من أخلص للّه و هو محسن،أي مؤمن مطيع، فقد استمسك بالعروة الوثقى،هي قول«لا إله إلاّ اللّه»،و اللّه ما قتل علي بن أبي طالب إلاّ عليها.

1- ([2])عن حصين بن مخارق عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام قال: العروة الوثقى المودّة لآل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

أيضا عن هارون بن سعيد عن زيد بن علي بن الحسين عليهم السّلام نحوه.

و في تفسير وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (الانعام153/).

5,6- ([3])في المناقب:عن محمد الباقر و جعفر الصادق عليهم السّلام قالا:

ص: 331


1- لقمان22/. ([1]) شواهد التنزيل 444/1 حديث 609.مناقب آل أبي طالب 76/3. ([2]) غاية المرام:434 باب 108 حديث 2 و 3. ([3]) تفسير القمي 221/1.غاية المرام:434 باب 111 حديث 1.

الصراط المستقيم الامام،و لا تتبعوا السبل:يعني غير الامام،فتفرق بكم عن سبيله،و نحن سبيله.

و في تفسير يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ (البقرة208/).

1- (1)في المناقب:عن مسعدة بن صدقة،عن جعفر الصادق،عن أبيه،عن جدّه، عن الحسين عن أمير المؤمنين علي عليهم السّلام قال:

ألا[إنّ]العلم الذي هبط به آدم عليه السّلام و جميع ما فضلت به النبيون الى خاتم النبيّين في عترة خاتم النبيّين،فأين يتاه بكم و أين تذهبون؟و إنّهم فيكم كأصحاب الكهف،و مثلهم باب حطّة،و هم باب السلم في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ .

6,5,4- (2)أيضا الحاكم في صحيحه أخرج عن علي بن الحسين و محمد الباقر و جعفر الصادق عليهم السّلام إنّهم قالوا: السلم ولايتنا.

و في تفسير لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (التكاثر8/).

6,1- (3)أبو نعيم الحافظ:بسنده عن جعفر الصادق رضي اللّه عنه في هذه الآية قال:

النعيم ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(كرّم اللّه وجهه).3.

ص: 332


1- تفسير العياشي 102/1 حديث 300.غاية المرام:438 باب 124 حديث 10.
2- غاية المرام:438 باب 124 حديث 7.تفسير العياشي:102/1 حديث 297.
3- خصائص الوحي:147 حديث 112.غاية المرام:258 باب 48 حديث 3.

8- (1)أيضا الحاكم بن أحمد البيهقي قال:حدثنا محمد بن يحيى الصوفي،قال:

حدثنا أبو ذكوان القاسم بن اسماعيل،قال:حدثني إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب بالأهواز سنة سبع و عشرين و مائتين قال:

كنّا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا(رضي اللّه عنهما)قال له بعض الفقهاء:إنّ النعيم في هذه الآية هو الماء البارد.

فقال له بارتفاع صوته:كذا فسّرتموه أنتم و جعلتموه على ضروب،فقالت طائفة:هو الماء البارد،و قال آخرون:هو النوم،و قال غيرهم:هو الطعام الطيب.و لقد حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السّلام إذ أقوالكم هذه ذكرت عنده فغضب و قال:

إنّ اللّه(عزّ و جلّ)لا يسأل عباده عمّا تفضّل عليهم به و لا يمنّ بذلك عليهم، و هو مستقبح من المخلوقين كيف يضاف الى الخالق-جلت عظمته-ما لا يرضى للمخلوقين،و لكن النعيم حبّنا أهل البيت و موالاتنا،يسأل اللّه عنه بعد التوحيد للّه و نبوة رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛لأن العبد إذا وافى بذلك أداه الى نعيم الجنّة الذي لا يزول.

14,1- قال أبي موسى:لقد حدثني أبي جعفر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي ابن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي إنّ أوّل ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة«أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه و أنّك ولي المؤمنين»بما جعله اللّه و جعلته لك،فمن أقر بذلك و كان معتقده صار الى النعيم الذي لا زوال له.).

ص: 333


1- تفسير البرهان 502/4 حديث 5(نقلا عن ابن بابويه باللفظ).

1- (1)أيضا في المناقب:عن الأصبغ بن نباتة عنه قال:

نحن النعيم الذي كان في هذه الآية.

5- (2)أيضا عن الباقر عليه السّلام قال:

و اللّه ما هو الطعام و الشراب و لكن هو ولايتنا.

7- (3)أيضا عن الكاظم عليه السّلام قال:

نحن نعيم المؤمن و علقم الكافر.

و تفسير وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (4).

14,1- (5)الديلمي في كتابه«الفردوس»:أخرج بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال في هذه الآية:

إنّهم مسئولون عن ولاية علي بن أبي طالب.

14,1- (6)أيضا أبو نعيم:أخرج بسنده عن الشعبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في هذه الآية قال:

عن ولاية علي بن أبي طالب.3.

ص: 334


1- غاية المرام:259 باب 49 حديث 9.
2- غاية المرام:258 باب 49 حديث 6.
3- غاية المرام:259 باب 49 حديث 10.
4- الصافات24/.
5- فرائد السمطين 79/1 حديث 47.
6- شواهد التنزيل للحسكاني 108/2 حديث 789.المناقب للخوارزمي:275 حديث 256.تفسير فرات الكوفي:355 حديث 483.

16- (1)أيضا محمد بن إسحاق المطلبي صاحب كتاب«المغازي»و الأعمش و الحاكم و جماعة أهل البيت قالوا:

إنّهم مسئولون عن حبّ أهل البيت.

14,1- (2)الحمويني:بسنده عن مالك بن أنس عن جعفر الصادق عن آبائه عن علي بن أبي طالب(رضي اللّه عنهم)عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين يوم القيامة[و]نصب الصراط على[جسر] جهنم لم يجز عنها (3)أحد إلاّ من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب.

أيضا أخرج هذا الحديث موفق بن أحمد بسنده عن الحسن البصري عن ابن مسعود.

أيضا أخرجه موفق:بسنده عن مجاهد عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما).

أيضا ابن المغازلي أخرج هذا الحديث بسنده عن مجاهد عن ابن عباس و عن طاوس عن ابن عباس.

أيضا بسنده عن أنس بن مالك و بسنده عن أبي سعيد الخدري(رضي اللّه عنهم) .

14- (4)الحمويني:بسنده عن داود بن سليمان قال:حدثني علي الرضا عن أبيه عن3.

ص: 335


1- نص العبارة في مناقب آل أبي طالب 152/2.
2- فرائد السمطين 289/1 حديث 228.المناقب للخوارزمي:319 حديث 324.المناقب لابن المغازلي:131 حديث 172 و 289.أمالي الشيخ الطوسي 296/1 حديث 568.
3- في المصدر:«بها».
4- فرائد السمطين 301/2 حديث 557.المعجم الكبير للطبراني 83/11 حديث 11177.المناقب لابن المغازلي:119 حديث 157.كفاية الطالب:324 باب 91.مجالس الشيخ الطوسي 206/2.المناقب للخوارزمي:76 حديث 59.مجمع الزوائد 346/10.مناقب آل أبي طالب 153/2.غاية المرام:261 باب 52 حديث 3.

آبائه عن علي بن أبي طالب(رضي اللّه عنهم)عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتى يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه، و عن شبابه فيما أبلاه،و عن ماله من أين اكتسب و في ما ذا أنفقه،و عن حبّنا أهل البيت.

أيضا ابن المغازلي و الثعلبي أخرجا هذا الحديث بسنديهما عن مجاهد عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما).

أيضا موفق بن أحمد أخرجه بسنده عن أبي برزة الأسلمي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

أيضا الحاكم الحافظ أخرج هذا الحديث بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه .

1- (1)و في جواهر العقدين:أخرج أبو الشيخ بن حبان في كتابه«الثواب»من طريق الواحدي عن أبي هاشم الرماني عن زادان عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

فينا من آل حم عسق آية لا يحفظها من مودتنا إلاّ كلّ مؤمن ثم قرأ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (2).

14- (3)و في جواهر العقدين:أخرج الملاّ في سيرته و قال المحب الطبري:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إنّ اللّه(عزّ و جلّ)جعل أجري عليكم المودّة في القربى و إنّي سائلكم غدا عنها.

14,1- (4)و في جواهر العقدين:أخرج أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في كتابه «المناقب»عن أبي هريرة (5)قال:».

ص: 336


1- جواهر العقدين 238/2.الصواعق المحرقة:170 الآيات الواردة فيهم الفصل الأول.
2- الشورى23/.
3- جواهر العقدين 245/2.الصواعق المحرقة:171.
4- جواهر العقدين 246/2.سنن الترمذي 46/4 حديث 2532.المناقب للخوارزمي:76 حديث 59.
5- في المصدر:«أبي برزة».

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: [و نحن جلوس ذات يوم]:و الذي نفسي بيده،لا يزول قدم عبد عن قدم يوم القيامة حتى يسأل[اللّه تعالى الرجل]عن عمره فيما أفناه،و عن جسده فيما أبلاه،و عن ماله ممّ كسبه و فيما أنفقه،و عن حبّنا أهل البيت.

[فقال له عمر رضي اللّه عنه:يا نبي اللّه و ما آية حبّكم؟فوضع يده على رأس علي و هو جالس الى جانبه و قال:آية حبّي حبّ هذا من بعدي].

أيضا أخرجه جماعة،منهم الترمذي عن بريدة الأسلمي و قال الترمذي:هذا حديث حسن .

14,1- (1)موفق بن أحمد:بسنده عن الحسن البصري عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا كان يوم القيامة يقعد علي[بن أبي طالب]على الفردوس و هو جبل قد علا على الجنّة و فوقه عرش ربّ العالمين و من سفحه تتفجر أنهار الجنّة و تتفرق في الجنان و علي (2)جالس على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلاّ و معه سند (3)بولاية علي (4)و ولاية أهل بيته[يشرف على الجنة]فيدخل محبّيه الجنّة و مبغضيه النار.

14- (5)و في المناقب:بالسند عن أبي حمزة الثمالي عن محمد الباقر عليه السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا يزال قدم عبد يوم القيامة واقف حتى يسأل عن أربع:عمرك فيما أفنيته؟و جسدك فيما أبليته؟و مالك من أين اكتسبته،و أين0.

ص: 337


1- المناقب للخوارزمي:71 حديث 48.فرائد السمطين 292/1 حديث 230.
2- في المصدر:«و هو».
3- في المصدر:«براءة».
4- في المصدر:«بولايته».
5- أمالي المفيد:353 حديث 5.أمالي الشيخ الطوسي 124/1 حديث 193.غاية المرام:261 باب 53 حديث 1 و 2.أمالي الصدوق:42 حديث 10.

وضعته؟و عن حبّنا أهل البيت؟

أيضا عن إسحاق بن موسى الكاظم عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام نحوه.

14,1- (1)و في المناقب:عن ثمامة بن عبد اللّه بن أنس بن مالك عن أبيه عن جدّه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

إذا كان يوم القيامة و نصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلاّ من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب،و ذلك قوله تعالى: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (2)عن ولاية علي.

و في تفسير: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (المؤمنون74/).

1- (3)الحمويني:بسنده عن الأصبغ بن نباتة عن علي(كرّم اللّه وجهه)في هذه الآية قال:

الصراط ولايتنا أهل البيت (4).

1- (5)و في المناقب:عن زيد بن موسى الكاظم عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي عليهم السّلام في هذه الآية:1.

ص: 338


1- مناقب آل أبي طالب 165/2.المناقب لابن المغازلي:242 حديث 289.الصواعق المحرقة:149.غاية المرام:260 باب 51 حديث 3.
2- الصافات24/.
3- فرائد السمطين 300/2 حديث 556.
4- في المصدر: - «عن علي(كرّم اللّه وجهه) في قوله تعالى: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ قال:عن ولايتنا».
5- غاية المرام:263 باب 57 حديث 1.

قال:عن ولايتنا اهل البيت.

6- (1)و عن جعفر الصادق عليه السّلام: في هذه الآية:

قال:عن الامام لحائدون.

6,1- (2)و: في تفسير وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (3)قال جعفر الصادق عليه السّلام:

الصراط المستقيم ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام./.

ص: 339


1- تفسير القمي 92/2 و 93.غاية المرام:263 باب 57 حديث 4.
2- تفسير القمي 93/2.غاية المرام:263 باب 57 حديث 4.
3- المؤمنون73/.

ص: 340

الباب الثامن و الثلاثون

في تفسير قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ

14,1- ([1])في المناقب:في تفسير مجاهد: إنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي عليه السّلام حين خلفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالمدينة فقال:يا رسول اللّه أ تخلفني على النساء و الصبيان؟

فقال:أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى حين قال موسى:

اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ (1) .

6- ([2])في المناقب:عن الحسن بن صالح عن جعفر الصادق عليه السّلام في هذه الآية قال:

أولو الأمر هم الأئمة من أهل البيت عليه السّلام.

14,1- (2)الحمويني:بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال:

ص: 341


1- الأعراف142/. ([2]) مناقب آل أبي طالب 15/3.غاية المرام:264 باب 58 حديث 3. ([3]) فرائد السمطين 312/1 حديث 250.و اللفظ في المصدر هكذا: 14,1,15,2,3- «أنبأني النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي رحمه اللّه،قال:أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار الموسوي رحمه اللّه،إجازة بروايته عن شاذان بن جبرئيل القمي،عن جعفر بن محمد الدوريستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي،قال:حدثنا أبي و محمد بن الحسن(رضي اللّه عنهما)،قالا:حدثنا سعد بن عبد اللّه،قال:حدثنا يعقوب بن يزيد،عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة،عن أبان بن أبي عيّاش،عن سليم بن قيس الهلالي،قال . -
2- رأيت عليا عليه السّلام في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في خلافة عثمان رضي اللّه عنه و جماعة يتحدّثون و يتذاكرون العلم و الفقه،فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها و ما قال فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الفضل مثل قوله: الأئمة من قريش.و قوله:الناس تبع لقريش و قريش أئمة العرب.و قوله:لا تسبّوا قريشا.و قوله:إن للقرشي قوة رجلين من غيرهم.و قوله:من أبغض قريشا أبغضه اللّه.و قوله:من أراد هوان قريش أهانه اللّه. و ذكروا الأنصار و فضلها و سوابقها و نصرتها و ما أثنى اللّه عليهم في كتابه و ما قال فيهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ذكروا ما قال في سعد بن عبادة،و غسيل الملائكة،فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حيّ:منّا فلان و فلان. و قالت قريش:منّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و منّا حمزة و منّا جعفر و منّا عبيدة بن الحرث،و زيد بن حارثة،و أبو بكر،و عمر و عثمان و أبو عبيدة و سالم مولى أبي حذيفة و ابن عوف. فلم يدعوا من الحيّين أحدا من أهل السابقة إلاّ سمّوه!!و في الحلقة أكثر من مأتي رجل فيهم علي بن أبي طالب عليه السّلام،و سعد بن أبي وقّاص،و عبد الرحمن بن عوف،و طلحة،و الزبير،و المقداد،و أبو ذر،و هاشم بن عتبة،و ابن عمر،و الحسن و الحسين عليهما السّلام،و ابن عباس،و محمد بن أبي بكر،و عبد اللّه بن جعفر. و كان في الحلقة من الأنصار أبيّ بن كعب،و زيد بن ثابت،و أبو أيّوب الأنصاري،و أبو الهيثم بن التيهان، و محمد بن مسلمة،و قيس بن سعد بن عبادة،و جابر بن عبد اللّه،و أنس بن مالك،و زيد بن أرقم،و عبد اللّه بن أبي أوفى،و أبو ليلى و معه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد،فجاء أبو الحسن البصري و معه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة. قال سليم:فجعلت أنظر إليه و الى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيّهما أجمل غير أنّ الحسن أعظمهما و أطولهما. فأكثر القوم و ذلك من بكرة إلى حين الزوال،و عثمان في داره لا يعلم بشيء ممّا هم فيه،و علي بن أبي طالب ساكت لا ينطق هو و لا أحد من أهل بيته. فأقبل القوم عليه فقالوا:يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم؟فقال:ما من الحيّين إلاّ و قد ذكر فضلا و قال حقا،فأنا أسألكم يا معشر قريش و الأنصار بمن أعطاكم اللّه هذا الفضل؟أ بأنفسكم و عشائركم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم؟قالوا:بل أعطانا اللّه و منّ علينا بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عشيرته لا بأنفسنا و عشائرنا و لا بأهل بيوتاتنا.قال:صدقتم يا معشر قريش و الأنصار أ لستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصّة دون غيرهم؟و أن ابن عمّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:«إنّي و أهل بيتي كنّا نورا يسعى بين يدي اللّه تعالى قبل أن يخلق اللّه تعالى آدم عليه السّلام بأربعة عشر ألف سنة،فلمّا خلق اللّه تعالى آدم عليه السّلام وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه إلى الأرض،ثمّ حمله في السفينة في صلب نوح عليه السّلام،ثمّ قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السّلام،ثم لم يزل اللّه تعالى عزّ و جلّ ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة،و من الأرحام. الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء و الأمّهات،لم يلق واحد منهم على سفاح قطّ».فقال أهل السابقة و القدمة و أهل بدر و أهل أحد:نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. ثم قال علي عليه السّلام:أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّ عزّ و جلّ فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية و أنّي لم يسبقني إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أحد من هذه الأمّة؟قالوا:اللهم نعم.قال:فأنشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ [التوبة100/] وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [الواقعة10/-11]سئل عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:أنزلها اللّه تعالى ذكره في الأنبياء و أوصيائهم فأنا أفضل أنبياء اللّه و رسله و علي بن أبي طالب وصيّي أفضل الأوصياء.قالوا:اللهم نعم. قال:فأنشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء9/]و حيث نزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ [المائدة55/]و حيث نزلت: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً [التوبة16/]قال الناس:يا رسول اللّه خاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم؟فأمر اللّه عزّ و جلّ نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يعلّمهم ولاة أمرهم و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم و حجّهم.فينصبني للناس بغدير خمّ ثمّ خطب و قال: أيّها الناس إنّ اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أنّ الناس مكذّبي فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني!!ثمّ أمر فنودي بالصلاة جامعة ثمّ خطب فقال:أيّها الناس أ تعلمون أنّ اللّه عزّ و جلّ مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم؟قالوا:بلى يا رسول اللّه.قال:قم يا علي.فقمت فقال:من كنت مولاه فعليّ هذا مولاه اللهمّ وال من والاه و عاد من عاداه. فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه ولاءكما ذا؟فقال:ولاء كولايتي من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه.فأنزل اللّه تعالى ذكره: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة3/]فكبّر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:اللّه أكبر تمام نبوّتي و تمام دين اللّه ولاية علي بعدي. فقام أبو بكر و عمر فقالا:يا رسول اللّه هؤلاء الآيات خاصّة في علي؟قال:بل فيه و في أوصيائي إلى يوم القيامة.قالا:يا رسول اللّه بيّنهم لنا.قال:علي أخي و وزيري و وارثي و وصيّي و خليفتي في أمّتي و وليّ كلّ مؤمن بعدي،ثمّ ابني الحسن،ثم الحسين،ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد،القرآن معهم و هم مع القرآن،لا يفارقونه و لا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض. فقالوا كلّهم:اللهمّ نعم قد سمعنا ذلك و شهدنا كما قلت سواء.و قال بعضهم:قد حفظنا جلّ ما قلت و لم نحفظه كلّه،و هؤلاء الذين حفظوا أخيارنا و أفاضلنا. فقال علي عليه السّلام:صدقتم ليس كلّ الناس يستوون في الحفظ،أنشد اللّه عزّ و جلّ من حفظ ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا قام فأخبر به. فقام زيد بن أرقم،و البراء بن عازب،و سلمان،و أبو ذر،و المقداد،و عمّار فقالوا:نشهد لقد حفظنا قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو قائم على المنبر و أنت إلى جنبه و هو يقول:يا أيّها الناس إنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أنصب لكم إمامكم و القائم فيكم بعدي و وصيّي و خليفتي و الذي فرض اللّه عزّ و جلّ على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته و طاعتي و أمركم بولايته و إنّي راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني!! يا أيّها الناس إنّ اللّه أمركم في كتابه بالصلاة فقد بيّنتها لكم،و بالزكاة و الصوم و الحجّ فبيّنتها لكم و فسّرتها، و أمركم بالولاية و إنّي أشهدكم أنّها لهذا خاصّة-و وضع يده على علي بن أبي طالب عليه السّلام-ثم لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن و لا يفارقهم القرآن حتى يردوا عليّ حوضي. أيها الناس قد بيّنت لكم مفزعكم بعدي و إمامكم و دليلكم و هاديكم و هو أخي علي بن أبي طالب و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلّدوه دينكم و أطيعوه في جميع أموركم فإن عنده جميع ما علّمني اللّه من علمه و حكمته فسلوه و تعلّموا منه و من أوصيائه بعده،و لا تعلّموهم و لا تتقدّموهم و لا تخلّفوا عنهم فإنّهم مع الحقّ و الحقّ معهم لا يزايلوه و لا يزايلهم.ثم جلسوا. قال سليم:ثم قال علي عليه السّلام:أيّها الناس أ تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب33/]فجمعني و فاطمة و ابنيّ الحسن و الحسين ثم ألقى علينا كساء و قال:اللّهم هؤلاء أهل بيتي و لحمي يؤلمني ما يؤلمهم و يؤذيني ما يؤذيهم و يحرجني ما يحرجهم فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا.فقالت أم سلمة:و أنا يا رسول اللّه؟فقال:أنت إلى خير إنّما نزلت فيّ و في ابنتي و في أخي علي بن أبي طالب و في ابنيّ و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ليس معنا فيها لأحد شرك. فقالوا كلّهم:نشهد أنّ أم سلمة حدّثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فحدّثنا كما حدّثتنا أم سلمة. ثم قال علي عليه السّلام:أنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ [التوبة119/]فقال سلمان:يا رسول اللّه عامّة هذا أم خاصّة؟قال:أمّا المؤمنون فعامّة المؤمنين أمروا بذلك،و أمّا الصادقون فخاصّة لأخي علي و أوصيائي من بعده إلى يوم القيامة.قالوا:اللهم نعم. قال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّي قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في غزوة تبوك:لم خلّفتني؟فقال:إن المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبيّ بعدي.قالوا:اللهم نعم. فقال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّ اللّه أنزل في سورة الحجّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ . وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم شهداء على الناس؟الذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج و هم على ملّة أبيكم إبراهيم؟ قال:عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصّة دون هذه الأمّة.قال سلمان:بيّنهم لنا يا رسول اللّه؟فقال:أنا و أخي علي و أحد عشر من ولدي.قالوا:اللهم نعم.فقال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال:يا أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فتمسّكوا بهما لن تضلّوا فإن اللطيف الخبير أخبرني و عهد إليّ أنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض.فقام عمر ابن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه أ كلّ أهل بيتك؟قال:لا و لكن أوصيائي منهم أوّلهم أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمّتي و وليّ كل مؤمن بعدي هو أوّلهم ثم ابني الحسن،ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض،هم شهداء اللّه في أرضه و حجّته على خلقه و خزّان علمه و معادن حكمته،من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصى اللّه.فقالوا كلّهم:نشهد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال ذلك. ثم تمادى لعلي السؤال فما ترك شيئا إلاّ ناشدهم اللّه فيه و سألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه و ما قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كثيرا،(و كانوا في)كلّ ذلك يصدّقونه و يشهدون انّه حقّ».

ص: 342

ص: 343

ص: 344

رأيت عليا في مسجد المدينة في خلافة عثمان و إنّ جماعة المهاجرين و الأنصار يتذاكرون فضائلهم و علي ساكت،فقالوا:يا أبا الحسن تكلّم.

فقال:يا معشر قريش و الأنصار أسألكم ممّن أعطاكم اللّه هذا الفضل، أ بأنفسكم أو بغيركم؟

قالوا:أعطانا اللّه و منّ علينا بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال:أ لستم تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:إنّي و أهل بيتي كنّا نورا نسعى بين يدي اللّه-تعالى-قبل أن يخلق اللّه(عزّ و جلّ)آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلمّا خلق اللّه آدم عليه السّلام وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه الى الأرض،ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السّلام،ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السّلام ثم لم

ص: 345

يزل اللّه(عزّ و جلّ)ينقلنا من الأصلاب الكريمة الى الأرحام الطاهرة من الآباء و الأمهات،لم يكن واحد منّا على سفاح قط؟

فقال أهل السابقة و أهل بدر و أحد:نعم قد سمعناه.

ثم قال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّ اللّه(عزّ و جلّ)فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية و لم يسبقني أحد من الأمّة في الاسلام؟

قالوا:نعم.

قال:أنشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1)سئل عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:أنزلها اللّه(عزّ و جلّ)في الأنبياء و أوصيائهم،فأنا أفضل أنبياء اللّه و رسله و علي وصيّي أفضل الأوصياء؟

قالوا:نعم

قال:أنشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2)و حيث نزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3)و حيث نزلت وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (4)و أمر اللّه (عزّ و جلّ)نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم و أن يفسّر له من الولاية كما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم و حجّهم فنصبني للناس بغدير خم فقال:/.

ص: 346


1- الواقعة11/-12.
2- النساء59/.
3- المائدة55/.
4- التوبة16/.

أيّها الناس إنّ اللّه-جل جلاله-أرسلني برسالة ضاق بها صدري،و ظننت أنّ الناس يكذبني (1)،فأوعدني ربّي.

ثم قال:أ تعلمون أنّ اللّه(عزّ و جلّ)مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم؟

قالوا:بلى يا رسول اللّه.

فقال آخذا بيدي:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللّهم وال من والاه،و عاد من عاداه.

فقام سلمان و قال:يا رسول اللّه ولاء علي ما ذا؟

قال:ولاؤه كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه.

فنزلت اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (2)فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:اللّه أكبر باكمال الدين و إتمام النعمة،و رضاء ربّي برسالتي و ولاية علي بعدي.

قالوا:يا رسول اللّه هذه الآيات في علي خاصة.

قال:بلى فيه و في أوصيائي الى يوم القيامة.

قالوا:بيّنهم لنا.

قال:علي أخي و وارثي و وصيّي و ولي كلّ مؤمن بعدي،ثم ابني الحسن،ثم الحسين،ثم التسعة من ولد الحسين،القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه و لا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض.

قال بعضهم:قد سمعنا ذلك و شهدنا./.

ص: 347


1- في المصدر:«مكذبي».
2- المائدة3/.

و قال بعضهم:قد حفظنا جلّ ما قلت و لم نحفظ كلّه،و هؤلاء الذين حفظوا أخيارنا و أفاضلنا.

ثم قال:أ تعلمون أنّ اللّه أنزل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1)فجمعني و فاطمة و ابنيّ حسنا و حسينا،ثم ألقى علينا كساء و قال:

اللّهم هؤلاء أهل بيتي،لحمهم لحمي،يؤلمني ما يؤلمهم،و يجرحني ما يجرحهم، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

فقالت أم سلمة:و أنا يا رسول اللّه؟

فقال:أنت الى خير.

فقالوا:نشهد أنّ أم سلمة حدثتنا بذلك.

ثم قال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّ اللّه أنزل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2)فقال سلمان:يا رسول اللّه هذا عامة أم خاصة؟

قال:أمّا المأمورون فعامة المؤمنين،و أمّا الصادقون فخاصة أخي علي و أوصيائي من بعده الى يوم القيامة.

قالوا:نعم.

فقال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّي قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في غزاة تبوك:خلفتني على النساء و الصبيان؟

فقال:إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي./.

ص: 348


1- الأحزاب33/.
2- التوبة119/.

قالوا:نعم.

قال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّ اللّه أنزل فيّ سورة الحج يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ (1)الى آخر السورة،فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم شهداء على الناس،الذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملّة إبراهيم؟

قال:عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة.

قال سلمان:بيّنهم لنا يا رسول اللّه؟

قال:أنا و أخي علي و أحد عشر من ولدي.

قالوا:نعم.

قال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال-في خطبته-في مواضع متعددة،و في آخر خطبته لم يخطب بعدها:أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين:

كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،فتمسكوا بهما لن تضلوا،فان اللطيف الخبير أخبرني و عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

فقال كلّهم:نشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال ذلك.

14,1- (2)و في المناقب:بالسند المذكور عن سليم بن قيس الهلالي قال:

سمعت عليا(صلوات اللّه عليه)يقول،و أتاه رجل فقال:أرني أدنى ما يكون به العبد مؤمنا،و أدنى ما يكون به العبد كافرا،و أدنى ما يكون به العبد ضالا؟

فقال له:قد سألت فافهم الجواب،أما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا،أن يعرّفه اللّه-تبارك و تعالى-نفسه فيقرّ له بالطاعة،و يعرّفه نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيقرّ له4.

ص: 349


1- الحج77/.
2- كتاب سليم بن قيس الهلالي:101(في حديث).غاية المرام:266 باب 59 حديث 4.

بالطاعة،و يعرّفه إمامه و حجته في أرضه و شاهده على خلقه فيقرّ له بالطاعة.

قلت:يا أمير المؤمنين و إن جهل جميع الأشياء إلاّ ما وصفت.

قال:نعم إذا أمر أطاع و إذا نهي انتهى؟

و أدنى ما يكون العبد به كافرا،من زعم أنّ شيئا نهى اللّه عنه أن اللّه أمره به و نصبه دينا يتولّى عليه و يزعم أنّه يعبد اللّه الذي أمره به و ما يعبد إلاّ الشيطان.

و أمّا أدنى ما يكون العبد به ضالا أن لا يعرف حجة اللّه-تبارك و تعالى- و شاهده على عباده الذي أمر اللّه(عزّ و جلّ)عباده بطاعته و فرض ولايته.

قلت:يا أمير المؤمنين صفهم لي.

قال:الذين قرنهم اللّه-تعالى-بنفسه و بنبيه فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1).

فقلت له:جعلني اللّه فداك أوضح لي.

فقال:الذين قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مواضع و في آخر خطبة يوم قبضه اللّه (عزّ و جلّ)إليه:إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي إن تمسكتم بهما:كتاب اللّه(عزّ و جلّ)،و عترتي أهل بيتي،فان اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كهاتين-و جمع مسبحتيه-و لا أقول كهاتين -و جمع مسبحته و الوسطى-فتمسكوا بهما و لا تقدموهم فتضلوا.

6,14,1- (2)و في المناقب:بالسند عن عيسى بن السري قال:

قلت لجعفر الصادق عليه السّلام:حدثني عمّا ثبت عليه دعائم الاسلام إذا أخذت بها5.

ص: 350


1- النساء59/.
2- أصول الكافي 21/2 حديث 9 باب دعائم الاسلام.تفسير العياشي 252/1 حديث 175.تفسير فرات الكوفي 109 حديث 111.غاية المرام:266 باب 59 حديث 5.

زكى عملي و لم يضرني جهل ما جهلت.

قال:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه،و أنّ محمدا رسول اللّه،و الاقرار بما جاء به من عند اللّه،و حقّ في الأموال من الزكاة،و الاقرار بالولاية التي أمر اللّه بها،ولاية آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،قال اللّه(عزّ و جلّ): أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1)فكان علي(صلوات اللّه عليه)،ثم صار من بعده حسن،ثم حسين،ثم من بعده علي بن الحسين،ثم من بعده محمد بن علي،و هكذا يكون الأمر،إنّ الأرض لا تصلح إلاّ بامام،و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،و أحوج ما يكون أحدكم الى معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا-و أهوى بيده الى صدره-يقول حينئذ:لقد كان على أمر حسن.

5- (2)و في المناقب:عن ابن معاوية قال: تلا محمد الباقر عليه السّلام: «أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فان خفتم تنازعا في الأمر فارجعوه الى اللّه و الى الرسول و الى أولي الأمر منكم» (3):ثم قال:هكذا أنزلت،و كيف يأمر بطاعتهم و يرخص في منازعتهم و قال(عزّ و جلّ) وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (4)فردّ أمر الناس الى أولي الأمر منهم الذين أمر الناس بطاعتهم و بالرد إليهم./.

ص: 351


1- النساء59/.
2- روضة الواعظين:160 حديث 212.غاية المرام:266 باب 59 حديث 6.
3- تأويل من قوله تعالى في سورة النساء59/: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً .و هذا بيان للآية و تفصيل لما جاء فيها على فرض صحتها سندا،و لا يفهم منها القول بتحريف القرآن و العياذ باللّه.
4- النساء83/.

ص: 352

الباب التاسع و الثلاثون

في تفسير قوله تعالى: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

1- ([1])في المناقب:عن ثابت الثمالي،عن علي بن الحسين،عن أبيه،عن جدّه أمير المؤمنين علي عليهم السّلام قال:

فينا نزل قول اللّه(عزّ و جلّ) وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (1)أي جعل الإمامة في عقب الحسين الى يوم القيامة.

و تفسير: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ (2).

4- ([2])في المناقب:عن علي بن الحسين عليهما السّلام قال:

إنّ اللّه متمم الامامة و هي النور،و ذلك بقوله تعالى: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا (3)الآية.ثم قال:النور هو الامام.

ص: 353


1- الزخرف28/.
2- الصف8/. ([2]) أصول الكافي 432/1 حديث 91.
3- التغابن8/.

تفسير وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1).

2- (2)أحمد بن حنبل في مسنده،و ابن المغازلي في«المناقب»:بسنديهما عن الحسن ابن علي(رضي اللّه عنهما)قال:

فينا نزلت هذه الآية وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ .

أيضا عن جعفر الصادق عليه السّلام نحوه.

تفسير مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (3).

6,14,1,15,2,3- (4)أخرج أبو نعيم الحافظ،و الثعلبي و المالكي،بإسناديهم،و روى سفيان الثوري، هم جميعا،عن أبي سعيد الخدري،و ابن عباس،و أنس بن مالك(رضي اللّه عنهم)و روى سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق رضي اللّه عنه،في تفسير هذه الآية قالوا:

علي و فاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه،و بينهما برزخ هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان هما الحسن و الحسين(رضي اللّه عنهم).3.

ص: 354


1- الحجر47/.
2- أحمد في الفضائل 597/2 حديث 1018.
3- الرحمن19/-20.
4- مناقب آل أبي طالب 318/3.تفسير فرات الكوفي:460 حديث 600.غاية المرام:413 باب 153 حديث 4.الفصول المهمة:28.المناقب لابن المغازلي:339 حديث 390.المناقب للخوارزمي: 112 حديث 258.الدر المنثور 142/6 و 143.

6,14,1,15,2,3- (1)و في المناقب:عن جعفر الصادق عليه السّلام قال:

كان أبو ذر رضي اللّه عنه يقول:إنّ هذه الآية مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ. بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ. يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ نزلت في النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،فلا يحبّهم إلاّ مؤمن و لا يبغضهم إلاّ كافر،فكونوا مؤمنين بحبّهم و لا تكونوا كفارا ببغضهم فتلقون في النار.

تفسير وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (2).

17- (3)أخرج الثعلبي:بسنده عن ابن مالك،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

اقتراف الحسنة المودّة لآل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

2- (4)أيضا روى الحافظ جلال الدين الزرندي عن الحسن بن علي(رضي اللّه عنهما) قال في خطبته: اقتراف الحسنة مودّتنا. كما تقدم.

تفسير وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (5).

16- (6)أبو نعيم الحافظ و ابن المغازلي:أخرجا بسنديهما عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:).

ص: 355


1- تفسير فرات الكوفي 460 حديث 602(عن أبي ذر).غاية المرام:414 باب 154 حديث 5.
2- الشورى23/.
3- :غاية المرام:306 باب 5 حديث 6(عن الثعلبي).
4- مقاتل الطالبيين:33.غاية المرام:307 باب 11/5.
5- الفرقان54/.
6- نور الأبصار للشبلنجيّ:227.شواهد التنزيل للحسكاني 414/1 حديث 573(عن السدي). خصائص الوحي:230 حديث 174(لم أقف عليه بهذا اللفظ).

نزلت هذه الآية في الخمسة أهل العباء، ثم قال: المراد من الماء نور النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الذي كان قبل خلق الخلق،ثم أودعه في صلب آدم عليه السّلام،ثم نقله من صلب الى صلب الى أن وصل صلب عبد المطلب فصار جزءين:جزء الى صلب عبد اللّه فولد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و جزء الى صلب أبي طالب فولد عليا،ثم ألف النكاح فزوّج عليا بفاطمة فولدا حسنا و حسينا(رضي اللّه عنهم).

أيضا الثعلبي و موفق بن أحمد الخوارزمي أخرجاه عن أبي صالح عن ابن عباس .

17- (1)أيضا ابن مسعود،و جابر و البراء و أنس و أم سلمة(رضي اللّه عنهم)قالوا:

نزلت في الخمسة من أهل العباء.

تفسير وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (2).

6- (3)أخرج الثعلبي:بسنده عن أبان بن تغلب،عن جعفر الصادق رضي اللّه عنه قال:

نحن حبل اللّه الذي قال اللّه(عزّ و جلّ) وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا .

14,1- (4)أيضا أخرج صاحب كتاب«المناقب»:عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

كنّا عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذ جاء أعرابي فقال:يا رسول اللّه سمعتك تقول وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ فما حبل اللّه الذي نعتصم به؟3.

ص: 356


1- مناقب آل أبي طالب 181/2.غاية المرام:375 باب 77 حديث 3.
2- آل عمران103/.
3- شواهد التنزيل 130/1 حديث 178.غاية المرام:242 باب 36 حديث 1.الصواعق المحرقة:151.
4- تفسير فرات الكوفي:90 حديث 371.غاية المرام:243 باب 36 حديث 3.

فضرب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده في يد علي و قال:تمسكوا بهذا،هو حبل اللّه المتين.

تفسير فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1).

1- (2)أخرج الثعلبي:عن جابر بن عبد اللّه قال:

قال علي بن أبي طالب: نحن أهل الذكر.

8- (3)و في عيون الأخبار:قال علي الرضا بن موسى(رضي اللّه عنهما):

لا بدّ للأمّة أن يسألوا عنّا أمور دينهم لأنّا نحن أهل الذكر،و ذلك لأن الذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و نحن أهله حيث قال تعالى في سورة الطلاق: فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ (4).

6- (5)و في المناقب:عن عبد الحميد بن أبي ديلم عن جعفر الصادق عليه السّلام قال:

للذكر معنيان:القرآن و محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و نحن أهل الذكر بكلا معنيه.أما معناه القرآن فقوله تعالى وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ (6)و قوله تعالى وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (7).و ان (8)معناه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».

ص: 357


1- النحل43/.
2- شواهد التنزيل 335/1 حديث 460.
3- عيون أخبار الرضا 216/2 باب 23 ذكر مجلس الرضا عليه السّلام مع المأمون.
4- الطلاق10/-11.
5- غاية المرام:384 باب 92 حديث 8(باختلاف يسير).
6- النحل44/.
7- الزخرف44/.
8- في(أ):«و أما».

فالآية في سورة الطلاق فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ (1)الى آخرها.

و تفسير يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2).

17- (3)أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي:عن أبي صالح،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

الصادقون في هذه الآية محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته.

أيضا أبو نعيم الحافظ و الحمويني أخرجاه عن ابن عباس بلفظه.

أيضا أبو نعيم أخرجه عن جعفر الصادق رضي اللّه عنه .

5,8- (4)أيضا أبو نعيم و صاحب المناقب:أخرجا عن الباقر و الرضا(رضي اللّه عنهما)قالا:

الصادقون هم الأئمة من أهل البيت.

و تفسير وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ (5).

4- (6)أخرج الثعلبي في تفسيره:

قال علي بن الحسين(رضي اللّه عنهما)لرجل من أهل الشام:أنا ذو القرابة التي أمر اللّه أن يؤتى حقّه.3.

ص: 358


1- الطلاق10/.
2- التوبة119/.
3- الخوارزمي:280 حديث 273.فرائد السمطين 370/1 حديث 299 و 300.شواهد التنزيل 259/1 حديث 350 و 351.الدر المنثور 290/3.غاية المرام:248 باب 42 حديث 4 و 5.
4- الكافي 208/1 حديث 2(باختلاف).غاية المرام:248 باب 43 حديث 2.
5- الاسراء26/.
6- الدر المنثور 176/4.غاية المرام:323 باب 17 حديث 1(عن الثعلبي)؛و 323 باب 18 حديث 3.

14,15- (1)و في جمع الفوائد:أبو سعيد قال:

لمّا نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ (2)دعا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاطمة فأعطاها فدك (للكبير) .

8,14,15- (3)و في عيون الأخبار:قال الامام علي الرضا:

فلمّا نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لفاطمة عليها السّلام:هذه فدك قد جعلتها لك.

و تفسير يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (4).

5,1- (5)أخرج الثعلبي:عن أبي صالح،عن ابن عباس،و عن محمد الباقر(رضي اللّه عنهما)قالا:

نزلت هذه الآية في علي.

أيضا الحمويني في فرائد السمطين أخرجه عن أبي هريرة .

1- (6)أيضا المالكي أخرج في«الفصول المهمة»:عن أبي سعيد الخدري قال:

نزلت هذه الآية في علي في غدير خم (7).».

ص: 359


1- جمع الفوائد 98/2(تفسير سورة الاسراء).مجمع الزوائد 49/7 سورة الاسراء.
2- الاسراء26/.الروم38/.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام 211/2 الآية الخامسة باب 23.
4- المائدة67/.
5- الدر المنثور 298/2(عن أبي سعيد).غاية المرام:334 باب 37 حديث 2(عن الثعلبي).فرائد السمطين 158/1 حديث 120.
6- الفصول المهمة:42.
7- في المصدر:«قال:نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ يوم غدير خم في علي ابن أبي طالب».

هكذا ذكره الشيخ محيى الدين النووي .

و تفسير وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (1).

14,1- (2)أخرج موفق الخوارزمي:عن ذر بن حبيش،عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

ضمّني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال:أمرني ربّي أن أدنيك و لا أقصيك و أعلّمك، و أذنك تسمع و تعي،فنزلت هذه الآية.

14,1- (3)أيضا الثعلبي أخرجه:عن صالح بن هيثم،عن بريدة الأسلمي قال:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي:أمرني ربّي أن أدنيك و لا أقصيك و أعلمك، و أذنك تسمع و تعي فنزلت هذه الآية.

أيضا أبو نعيم الحافظ أخرجه عن عمر بن علي بن أبي طالب،عن أبيه.

أيضا أبو نعيم و المالكي أخرجاه عن مكحول عن علي(كرّم اللّه وجهه) .

14,1- (4)أخرج موفق الخوارزمي:عن ميمون بن مرهان (5)،عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال (6): سألت ربّي أن يجعلها في أذن علي.

قال علي:ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شيئا إلاّ وعيته و حفظته و لم أنسه.

6,14,1- (7)و في المناقب:عن يحيى بن سالم،عن جعفر الصادق قال:1.

ص: 360


1- الحاقة12/.
2- المناقب للخوارزمي:282 حديث 276.
3- الدر المنثور 260/6.تفسير فرات:501 حديث 659(و فيه صالح بن ميثم).الفصول المهمة:123.
4- المناقب للخوارزمي:282 حديث 277.
5- في المصدر:«مهران».
6- في المصدر:«لمّا نزلت وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
7- أصول الكافي 423/1 حديث 57.غاية المرام:367 باب 70 حديث 1.

لمّا نزلت هذه الآية قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أذنك يا علي.

1- (1)و في المناقب:عن جابر الجعفي،عن الباقر،عن أبيه،عن جدّه علي عليه السّلام قال:

أذني الأذن الواعية.

(2) و في شرح المواقف:قوله تعالى: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (3)أي حافظة[و]أكثر المفسرين على انّه علي...

1- و قول علي(كرّم اللّه وجهه): لو كسرت لي الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم،و بين أهل الانجيل بانجيلهم،و بين أهل القرآن بقرآنهم (4)...

1- و قوله: و اللّه ما من آية نزلت في برّ أو سهل أو جبل،في ليل أو نهار،إلاّ و أنا أعلم فيمن نزلت و في أيّ شيء نزلت.

1- (5)و في المناقب:عن الأصبغ بن نباتة قال:

لمّا قدم علي عليه السّلام الكوفة صلّى بالناس أربعين صباحا يقرأ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فعابه بعض فقال:إنّي لأعرف ناسخه و منسوخه،و محكمه و متشابهه، و ما حرف نزل إلاّ و أنا أعرف فيمن أنزل،و في أيّ يوم و أيّ موضع أنزل،أ ما تقرءون إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى. صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى (6)و اللّه هي عندي ورثتها من حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من إبراهيم و موسى،و اللّه أنا الذي9.

ص: 361


1- غاية المرام:367 باب 70 حديث 2.
2- شرح المواقف:616 ط.القسطنطينية 1239.
3- الحاقة12/.
4- في المصدر:«الفرقان بفرقانهم».
5- بصائر الدرجات 135/3 باب 10 حديث 3.غاية المرام:367 باب 70 حديث 8.
6- الاعلى18/-19.

أنزل اللّه فيّ وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ فانّا كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيخبرنا بالوحي فأعيه و يفوتهم،فاذا خرجنا قالوا: ما ذا قالَ آنِفاً (1)؟.

تفسير أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2).

14,1- (3)أخرج ابن المغازلي:عن أبي صالح،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

هذه الآية نزلت في النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و في علي رضي اللّه عنه.

5- (4)أيضا أخرج ابن المغازلي:عن جابر الجعفي،عن محمد الباقر رضي اللّه عنه في هذه الآية قال: نحن الناس المحسودون.0.

ص: 362


1- محمد16/.
2- النساء54/.
3- مناقب آل أبي طالب 213/3.غاية المرام:268 باب 60 حديث 2.
4- المناقب لابن المغازلي:267 حديث 314.تفسير فرات:106 حديث 99 و 100.

الباب الأربعون

في كون علي شبيها بالأنبياء عليهم السّلام

و كون فضائله كثيرة لا تحصى

14,1- (1)أخرج أحمد بن حنبل في مسنده،و أحمد البيهقي في صحيحه عن أبي الحمراء قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أراد أن ينظر الى آدم في علمه،و الى نوح في عزمه، و الى إبراهيم في حلمه،و الى موسى في هيبته،و الى عيسى في زهده،فلينظر الى علي بن أبي طالب.

و قد نقل هذا الحديث في شرح المواقف و الطريقة المحمدية.

17- (2)أخرج موفق بن أحمد:عن محمد بن منصور قال:سمعت أحمد بن حنبل يقول:

ما جاء لأحد من الصحابة من الفضائل مثل ما لعلي بن أبي طالب.

1- (3)و قال أحمد: قال رجل لابن عباس:سبحان اللّه ما أكثر فضائل علي بن أبي طالب و مناقبه،إنّي لأحسبها ثلاثة آلاف منقبة.

فقال ابن عباس:أولا تقول أنّها الى ثلاثين ألفا أقرب.

ص: 363


1- المناقب للخوارزمي:83 حديث 70.المناقب لابن المغازلي:212 حديث 256.فرائد السمطين 170/1 حديث 131.ترجمة الامام علي عليه السّلام لابن عساكر 280/2 حديث 811.
2- المناقب للخوارزمي:34 حديث 4.
3- المناقب للخوارزمي:33 حديث 3.

1- ([4])أيضا أخرج موفق بن أحمد:عن حرب بن عبد الحميد قال:حدثنا سليمان الأعمش بن مهران: إنّ المنصور الدوانيقي العباسي حال خلافته قال:

يا سليمان أخبرني كم من حديث ترويه في فضائل علي بن أبي طالب؟

قلت:يسيرا.

قال:ويحك،كم تحفظ؟

قلت:عشرة آلاف حديث أو ألف حديث.

فلمّا قلت أو ألف حديث استقلها فقال:ويحك،يا سليمان بل عشرة آلاف كما قلت أولا.

14,1- ([5])أيضا أخرج موفق بن أحمد:بسنده عن مجاهد عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لو أن الأشجار (1)أقلام،و البحر مداد،و الجن حسّاب، و الإنس كتّاب،ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب.

14,1- ([6])أيضا أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي:بسنده عن محمد بن عمارة،عن أبيه، عن جعفر الصادق،عن آبائه،عن أمير المؤمنين علي(رضي اللّه عنهم)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لرهط من أصحابه (2):إنّ اللّه تعالى (3)جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة (4)،فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّا بها غفر اللّه[له]ما».

ص: 364


1- في المصدر:«الغياض». ([6]) المناقب للخوارزمي:32 حديث 2.
2- لا يوجد في المصدر:«لرهط من أصحابه».
3- لا يوجد في المصدر:«تعالى».
4- في المصدر:«كثيرة».

تقدّم من ذنبه و ما تأخّر،و من كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لذلك الكتاب رسم،و من استمع الى فضيلة من فضائله غفر اللّه له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع،و من نظر الى كتاب من فضائله غفر اللّه له الذنوب التي اكتسبها بالنظر،ثم قال:النظر الى علي[بن أبي طالب]عبادة، و ذكره عبادة،لا يقبل اللّه إيمان عبد إلاّ بموالاته (1)و البراءة من أعدائه.

1- (2)و في المناقب:عن سماك بن حرب،عن سعيد بن جبير قال:

قلت لابن عباس(رضي اللّه عنهما):أسألك عن اختلاف الناس في علي رضي اللّه عنه؟ قال:يا ابن جبير تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، و هي ليلة القربة في قليب بدر،سلّم عليه ثلاثة آلاف من الملائكة من عند ربّهم و تسألني عن وصيّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و صاحب حوضه و صاحب لوائه في المحشر،و الذي نفس عبد اللّه بن العباس بيده،لو كانت بحار الدنيا مدادا، و أشجارها أقلاما،و أهلها كتابا،فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب و فضائله ما أحصوها.

1- (3)في جمع الفوائد:قال علي:

كنت على قليب بدر أميح و أمنح منه ماء،جاءت ريح شديدة،ثم جاءت ريح شديدة،ثم جاءت ريح شديدة،فكانت الأولى ميكائيل،و الثانية إسرافيل، و الثالثة جبرائيل،مع كلّ واحد منهم ألف من الملائكة،فسلموا عليّ (لأحمد و الموصلي) .).

ص: 365


1- في المصدر:«بولاته».
2- أمالي الصدوق:447 حديث 15.روضة الواعظين 127/1.غاية المرام:661 باب 22 حديث 3.
3- جمع الفوائد 42/2 غزوة بدر(باختصار).

14,1- (1)و في مسند أحمد بن حنبل:عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

لمّا كانت ليلة بدر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:من يستسقي لنا من الماء؟

فما أجاب الناس،فقال علي:أنا يا رسول اللّه فاحتضن قربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة،فانحدر فيها،فأوحى اللّه(عزّ و جلّ)الى جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل:تأهبوا لنصر محمد و حزبه.فهبطوا من السماء،فلمّا حاذوا البئر سلّموا على علي من عند ربّهم.

و أخرج صاحب المناقب هذا الحديث:عن محمد بن الحنفية،و عن جعفر الصادق،و عن ابن عباس،عن علي(رضي اللّه عنهم) .

فلهذا قال الشاعر:

أعني الذي سلّم عليه جبرائيل *** في ليلة بدر و ميكائيل و إسرافيل

1- (2)و في المناقب:بسنده عن الأعمش،عن سالم بن أبي الجعد،عن أبي ذر:

إنّ عليا قال لأصحاب الشورى:هل فيكم من سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة،و فيهم جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل،ليلة في قليب بدر مثلي لمّا جئت بالماء الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟

قالوا:لا.

نقله أيضا ابن مسعود .1.

ص: 366


1- الفضائل لأحمد 613/2 حديث 1049.فرائد السمطين 231/1 حديث 179.ذخائر العقبى:68. المناقب للخوارزمي:308 حديث 303.الاختصاص 159(في حديث).غاية المرام:661 باب 22 حديث 4.
2- مجالس الشيخ الطوسي 160/2(في حديث)؛و عنه غاية المرام:661 باب 22 حديث 2.بصائر الدرجات:95 حديث 1.

1- (1)و في المناقب:عن أبي الطفيل قال:

قال بعض الصحابة: لقد كان لعلي من السوابق ما لو قسمت سابقة منها بين الناس لوسعتهم خيرا.

14,1- (2)و في كتاب الاصابة:فائد مولى عبد اللّه بن سلام قال:

نزل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الجحفة في غزوة الحديبية فلم يجد بها ماء فبعث سعد بن أبي وقاص فرجع بلا ماء و اعتذر،و بعث عليا فلم يرجع حتى ملأ القربة من الماء.ل.

ص: 367


1- شواهد التنزيل 18/8 حديث 6.ترجمة الامام علي لابن عساكر 82/3 حديث 1116.
2- الاصابة 199/3 حرف(ف)القسم الأول.

ص: 368

الباب الحادي و الأربعون

في حديث«حقّ علي على المسلمين حقّ

الوالد على ولده»

14,1- (1)أخرج موفق الخوارزمي بثلاثة طرق عن جابر بن عبد اللّه،و عن عمار بن ياسر،و عن أبي أيوب الأنصاري،قالوا:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حقّ علي على المسلمين حقّ الوالد على ولده.

أيضا أخرجه الحمويني عن عمار عن أبي أيوب و عن أنس .

14,1- (2)أخرج ابن المغازلي عن علي قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي حقّك على المسلمين كحق الوالد على ولده.

14,1- (3)و في المناقب:عن علي بن الحسين عن ابيه عن جدّه أمير المؤمنين علي عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إنّ اللّه قد فرض عليكم طاعتي،و نهاكم عن معصيتي،و فرض عليكم طاعة علي بعدي و نهاكم عن معصيته،و هو وصيّي و وارثي،و هو منّي و أنا منه،حبّه

ص: 369


1- المناقب للخوارزمي:310 حديث 306.فرائد السمطين 296/1 حديث 234.
2- المناقب لابن المغازلي:47 حديث 70.
3- المناقب لابن شاذان:72 باب 22.

إيمان و بغضه كفر،محبّه محبّي،و مبغضه مبغضي،و هو مولى من أنا مولاه،و أنا مولى كلّ مسلم و مسلمة،و أنا و هو أبوا هذه الأمّة.

14,1- (1)و في المناقب:عن الأعمش عن جعفر الصادق،عن آبائه،عن أمير المؤمنين علي عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنت أخي و وارثي و وصيّي،محبّك محبّي، و مبغضك مبغضي.

يا علي أنا و أنت أبوا هذه الامّة.

يا علي أنا و أنت و الأئمة من ولدك سادات في الدنيا و ملوك في الآخرة،من عرفنا فقد عرف اللّه(عزّ و جلّ)،و من أنكرنا فقد أنكر اللّه(عزّ و جلّ).

1- (2)و في كنوز الحقائق للمناوي:

حقّ علي على هذه الأمّة كحقّ الوالد على ولده. (و رواه الديلمي في الفردوس) .

14,1- (3)و في المناقب:عن أبي سعيد بن عقيصا،عن سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السّلام عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنت أخي و أنا أخوك،أنا المصطفى للنبوة و أنت المجتبى للامامة،أنا و أنت أبوا هذه الأمّة،و أنت وصيّي و وارثي و أبو ولدي، أتباعك أتباعي،و أولياؤك أوليائي،و أعداؤك أعدائي،و أنت صاحبي على الحوض،و صاحبي في المقام المحمود،و صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا،و لقد سعد من تولاك و شقى من عاداك،و إنّ الملائكة لتتقرب6.

ص: 370


1- أمالي الصدوق:523 حديث 6؛عنه غاية المرام:487 باب 16 حديث 6.
2- كنوز الحقائق:69.الفردوس للديلمي 132/2 حديث 2674.فرائد السمطين 297/1 حديث 235.
3- أمالي الصدوق:272 حديث 13.غاية المرام عنه:489 باب 16 حديث 16.

الى اللّه بمحبّتك و ولايتك،و إنّ أهل مودّتك في السماء أكثر من أهل الأرض.

يا علي أنت حجّة اللّه على الناس بعدي،قولك قولي،أمرك أمري،نهيك نهيي و طاعتك طاعتي،و معصيتك معصيتي،و حزبك حزبي،و حزبي حزب اللّه.

ثم قرأ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (المائدة56/).

ص: 371

ص: 372

الباب الثاني و الأربعون

[في بعض فضائل امير المؤمنين عليه السلام]

في بيان الصديقين الثلاثة و بيان أنّ عليا(كرّم اللّه وجهه) إمام سبعين ألفا من الذين يدخلون الجنّة بغير حساب و بيان حديث:من يحبّك يا علي يختم اللّه له بالأمن و الايمان و بيان حبّه حسنة و بغضه سيئة و أمر اللّه بحبّه و عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي و لو اجتمع الناس على حبّه لما خلق اللّه النار و مثله قل هو اللّه أحد و نزل فيه أكثر من ثلاثمائة آية و نزل ربع القرآن في أهل البيت و حديث اشتياق الجنّة:

14,1- ([1])أحمد في مسنده،و أبو نعيم،و ابن المغازلي،و موفق الخوارزمي:أخرجوا بالاسناد،عن أبي ليلى،و عن أبي أيوب الأنصاري(رضي اللّه عنهما)قالا:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الصديقون ثلاثة:حبيب النجار و هو المؤمن الذي قال:

يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (1) و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ (2)،و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم.

ص: 373


1- يس20/.
2- غافر28/.

14,1- (1)أخرج ابن المغازلي:عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم،ثم التفت الى علي و قال:هم الذين جاهدوا و إمامهم هذا (2).

14,1- (3)و في مسند أحمد:عن أبي المغيرة عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:

طلبني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فوجدني في حائط نائما،فركضني برجله فقال:قم، و اللّه لأرضينك أنت أخي و أبو ولدي،تقاتل على سنتي،و من مات على عهدي فهو في كنز اللّه،و من مات على عهدك فقد قَضى نَحْبَهُ ،و من مات يحبّك بعد موتك يختم اللّه له بالأمن و الايمان ما طلعت الشمس أو غربت.

14,1- (4)و في الاصابة:يحيى بن عبد الرحمن الأنصاري قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من أحبّ عليا في محياه و مماته كتب اللّه له الأمن و الأمان.

14,1- (5)و في المناقب:عن محمد بن عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث عن أبيه عن جدّه عن أبي جدّه عمار قال:

سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آخذا بيد علي فيقول:

يا علي أنت أخي و صفيّي و وصيّي و وزيري و أميني مكانك منّي مكان هارون من موسى،إلاّ انّه لا نبي بعدي،من مات و هو يحبّك ختم اللّه(عزّ و جلّ)له2.

ص: 374


1- المناقب لابن المغازلي:293 حديث 335.
2- في المصدر:«هم من شيعتك و أنت امامهم».
3- الفضائل لأحمد 656/2 حديث 1118.مجمع الزوائد 121/9.
4- الاصابة 650/3 حرف(ي)القسم الأول.
5- مجالس الشيخ الطوسي 158/2.غاية المرام:491 باب 16 حديث 12.

بالأمن و الايمان،و من مات و هو يبغضك لم يكن له نصيب من الاسلام.

14,1- (1)أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي:عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه:قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حبّ علي حسنة لا تضرّ معها سيئة،و بغضه سيئة لا تنفع معها حسنة.

14,1- (2)أيضا أخرج موفق:عن أبي ذر عن علي(كرّم اللّه وجهه)عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

إنّ جبرائيل عليه السّلام نزل فقال:يا محمد إنّ اللّه يأمرك أن تحبّ عليا و تحب من يحبّه.

14,1- (3)أخرج أحمد،و الترمذي و ابن ماجة،و موفق الخوارزمي:عن ابن بريدة،عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه أمرني بحبّ أربعة،و أخبرني أنّه يحبّهم.

قيل:يا رسول اللّه من هم؟

قال:علي منهم-يقول ذلك ثلاثا-و أبو ذر،و سلمان،و المقداد بن الأسود الكندي.

14,1- (4)أخرج ابن المغازلي:عن الزهري قال:سمعت أنس بن مالك يقول: و اللّه الذي لا إله إلاّ هو سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:0.

ص: 375


1- المناقب للخوارزمي:76 حديث 56.
2- المناقب للخوارزمي:301 حديث 296(في حديث).
3- مسند أحمد 351/2.الفضائل لأحمد 689/2 حديث 1176.سنن ابن ماجة 53/1 حديث 149(فضل سلمان و أبي ذر و المقداد).المناقب للخوارزمي:75 حديث 54.سنن الترمذي 299/5 حديث 3802. المستدرك للحاكم 130/3.المناقب لابن المغازلي:290 حديث 331.حلية الأولياء 190/1.
4- المناقب لابن المغازلي:242 حديث 290.

عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي بن أبي طالب.

14,1- (1)أخرج موفق الخوارزمي:عن طاوس عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لو اجتمع الناس على حبّ علي بن أبي طالب لما خلق اللّه النار.

14,1- (2)أيضا أخرج موفق:عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي ما مثلك في الناس إلاّ كمثل سورة قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ في القرآن من قرأها مرة فكأنّما قرأ ثلث القرآن،و من قرأها مرتين فكأنّما قرأ ثلثي القرآن،و من قرأها ثلاث مرات فكأنّما قرأ القرآن كلّه،و كذا أنت يا علي،من أحبّك بقلبه فقد أخذ ثلث الايمان،و من أحبّك بقلبه و لسانه فقد أخذ ثلثي الايمان،و من أحبّك بقلبه و لسانه و يده فقد جمع الايمان كلّه، و الذي بعثني بالحق نبيا،لو أحبّك أهل الأرض كما يحبّك أهل السماء لما عذب اللّه أحدا منهم بالنار.

14,1- (3)أخرج ابن المغازلي:عن النعمان بن بشير قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّما مثل علي في هذه الأمّة كمثل سورة قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ .

14,1- (4)أخرج موفق بن أحمد:عن مجاهد و عكرمة،و هما،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما أنزل اللّه في القرآن آية يقول فيها يا أَيُّهَا الَّذِينَ1.

ص: 376


1- المناقب للخوارزمي:67 حديث 39.
2- أمالي الصدوق:37(عن أبي بصير).ذكر في هامش المناقب لابن المغازلي بهذا اللفظ ص 70.
3- المناقب لابن المغازلي:69 حديث 100.
4- المناقب للخوارزمي:266 حديث 249.حلية الأولياء 64/1.

آمَنُوا إلاّ و علي رئيسها و أميرها.

و قال أيضا:روته جماعة من الثقات هم:الأعمش و الليث و ابن أبي ليلى و غيرهم،عن مجاهد و عكرمة و عطا،و هم جميعا عن ابن عباس(رضي اللّه عنهم) .

1- (1)أخرج الطبراني،و ابن أبي حاتم:عن الأعمش عن أصحاب ابن عباس رضي اللّه عنه قال:

ما أنزل اللّه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلاّ و علي أميرها و شريفها،و لقد عاتب اللّه أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في غير مكان و ما ذكر عليا إلاّ بخير.

1- (2)أيضا أخرج الطبراني:عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

نزلت في علي أكثر من ثلاثمائة آية في مدحه.

و في ديوان الشريف قال:

أنا الدين لا شكّ للمؤمنين *** بايجاب و حي و آياتها

14- (3)و في غرر الحكم: إنّ ل«لا إله إلاّ اللّه»شروطا إنّي و ذريتي من شروطها.

1- (4)و في المناقب:عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السّلام قال:

نزل القرآن على أربعة أرباع:ربع فينا،و ربع في عدونا،و ربع سنن و أمثال، و ربع فرائض و أحكام،و لنا كرائم القرآن.

أيضا عن أبي الجارود،و أبي بصير،و خيثمة،هم جميعا،عن الباقر عليه السّلام قال هذا الحديث بلفظه .8.

ص: 377


1- المعجم الكبير للطبراني 210/11 و 211 حديث 11687.مجمع الزوائد 112/9.
2- نور الأبصار:164.كفاية الطالب:231 باب 62.
3- غرر الحكم 220/1 حديث 103.
4- أصول الكافي 628/2.شواهد التنزيل 43/1 حديث 58.

14,1- (1)و في المشكاة:عن الحسن البصري عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الجنّة تشتاق الى ثلاثة:علي و عمار و سلمان (رواه الترمذي) .1.

ص: 378


1- مشكاة المصابيح 1756/3 حديث 6225(جامع المناقب).سنن الترمذي 332 حديث 3884(مناقب سلمان).المناقب لابن المغازلي:436 حديث 21.

الباب الثالث و الأربعون

في الأحاديث الواردة في سعادة من أحب عليا

و من أحبّ أن يتمسك بالقضيب الأحمر

و حديث:لن يخرجوكم من باب الهدى الى الردى

و حديث الفئة الباغية

14,1- ([1])أخرج أحمد في مسنده،و موفق الخوارزمي:هما عن زيد بن أرقم قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أحبّ أن يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه اللّه (عزّ و جلّ)في جنة عدن بيمينه فليتمسك (1)بحبّ علي بن أبي طالب.

14,1- ([2])أخرج أبو نعيم الحافظ،و الحمويني:عن عكرمة،عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنات عدن التي غرس فيها قضيبا ربي (2)فليوال عليا[من بعدي]،و ليوال وليه، و ليقتد بالأئمة من ولده من بعده (3)،فانّهم عترتي،خلقوا من طينتي،و رزقوا

ص: 379


1- في المصدر:«فليستمسك». ([2]) حلية الأولياء 86/1.فرائد السمطين 53/1 حديث 18.
2- في المصدر:«التي غرسها ربّي».
3- في المصدر:«و ليقتد بالائمة من بعدي».

فهما و علما،و ويل للمكذبين بفضلهم من أمّتي،القاطعين فيهم صلتي،لا أنالهم اللّه شفاعتي.

14,1- ([3])و في كتاب الاصابة:زياد بن مطرف قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من أحبّ أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يدخل الجنة فليتولّ عليا و ذريته من بعده.

14,1- ([4])أخرج موفق الخوارزمي:عن غياث بن إبراهيم عن جعفر الصادق،عن آبائه(رضي اللّه عنهم)،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّه قال: نزل[عليّ]جبرئيل صبيحة يوم فرحا مستبشرا[فقلت:حبيبي ما لي أراك فرحا مستبشرا؟].

فقال (1):[و كيف لا أكون كذلك و قد]قرت عيني بما أكرم اللّه أخي (2)و أخاك و وصيّك و إمام أمّتك علي بن أبي طالب[عليه السّلام].

[فقلت:و بم أكرم اللّه أخي و إمام أمّتي؟

قال:]باهى اللّه سبحانه (3)بعبادته البارحة ملائكته و حملة عرشه و قال:يا (4)ملائكتي انظروا الى حجّتي في أرضي[على عبادي بعد النبي]كيف (5)عفر خدّه في التراب تواضعا لعظمتي أشهدكم أنه إمام خلقي و مولى بريّتي.».

ص: 380


1- في نسخ الينابيع:«و قال»و ما أثبتناه من المصدر.
2- لا يوجد في المصدر:«أخي».
3- لا يوجد في المصدر:«اللّه سبحانه».
4- لا يوجد في المصدر:«يا».
5- في المصدر:«فقد».

14,1- (1)أخرج ابن المغازلي:عن جعفر الصادق عن آبائه(رضي اللّه عنهم)عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

يا علي لو وضع أعمال أمّتي في كفّة و وضع عملك يوم أحد على كفّة أخرى لرجح عملك،و إنّ اللّه باهى بك يوم أحد ملائكته المقربين و رفعت الحجب من السموات السبع و أشرفت إليك الجنة و ما فيها و ابتهج بفضلك ربّ العالمين.

14,1,15- (2)و في مسند أحمد:كتب إلينا أبو جعفر الحضري،قال:حدثنا جندب بن والق، قال:حدثنا محمد بن عمر عن عباد الكلبي،عن جعفر الصادق،عن أبيه،عن علي بن الحسين و أيضا عن فاطمة بنت الحسين،هما،عن الحسين،عن أمّه فاطمة(رضي اللّه عنها و عنهم)قالت:

خرج أبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عشيّة عرفة و قال لنا:إنّ اللّه-جل شأنه-باهى [بكم]و غفر لكم عامة و لعلي خاصة،و أنا أرسلت الى الناس جميعا (3)غير مجاب لقرابتي (4)،إنّ السعيد كلّ السعيد و (5)حقّ السعيد من أحبّ عليا في حياته و بعد موته.

أيضا أخرجه موفق بن أحمد الخوارزمي بلفظه .

14,1- (6)أخرج الحمويني و موفق بن أحمد:عن زيد بن أرقم قال:5.

ص: 381


1- مائة منقبة لابن شاذان:106 المنقبة 47.
2- الفضائل لأحمد 658/2 حديث 1121.المناقب للخوارزمي:78 حديث 62.
3- في الفضائل:«و إنّي رسول اللّه إليكم».
4- في الفضائل:«غير محاب بقرابتي».
5- لا يوجد في الفضائل:«و».
6- فرائد السمطين 55/1 حديث 20.حلية الأولياء 349/4.مجمع الزوائد 108/9.المستدرك للحاكم 128/3.ترجمة الامام علي عليه السّلام لابن عساكر 99/2 حديث 605.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أحبّ أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي و غرس فيها قضيبا بيده فليتولّ عليا (1)،فانّه لن يخرجكم من هدى و لن يدخلكم في ردى (2).

14,1,3- (3)أخرج موفق الخوارزمي:عن أبي محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال:حدثني جعفر الصادق،عن أبيه،عن جدّه،عن الحسين(رضي اللّه عنهم)قال:

سمعت جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:من أحبّ أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يدخل الجنة التي وعدني ربّي فليتولّ عليا (4)و ذريته الطاهرين (5)،أئمة الهدى و مصابيح الدجى من بعده،فانّهم لن يخرجوكم من باب الهدى الى باب الضلالة.

14,1- (6)أخرج أحمد في مسنده و أبو نعيم الحافظ في«حليته»:عن أبي سعيد الخدري قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يتمسك بالقضيبة الحمراء الياقوتة غرسها اللّه تعالى بيده فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب.8.

ص: 382


1- 14- في المصدر: «و إنّ ربّي غرس فيها قضبانها بيده،فليوال علي بن أبي طالب».
2- في المصدر:«ضلال».
3- المناقب للخوارزمي:75 حديث 55.
4- في المصدر:«علي بن أبي طالب».
5- لا يوجد في المصدر:«الطاهرين».
6- حلية الأولياء 86/1 و 174/4(عن ابن عباس و حذيفة).المستدرك للحاكم 128/3(عن زيد بن أرقم).المناقب لابن المغازلي:215(بخمسة طرق).المناقب للخوارزمي:76 حديث 58(عن زيد). فرائد السمطين 186/1 حديث 148.

14,1,3- (1)أخرج موفق بن أحمد:عن الباقر،عن أبيه،عن جدّه الحسين(رضي اللّه عنهم) قال:

سمعت جدّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:من أحبّ أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يدخل جنة عدن التي وعدني ربّي و غرس فيها قضيبا بيده و نفخ فيها من روحه فليوال عليا و ذريته الطاهرين،أئمة الهدى و مصابيح الدجى من بعده،فانّهم لن يخرجوكم من باب الهدى الى باب الردى.

14,1- (2)أخرج الحمويني:بسنده عن الأعمش،عن إبراهيم النخعي،عن علقمة و الأسود قالا:

أتينا أبا أيوب الأنصاري[رضي اللّه عنه]فقلنا:يا أبا أيوب إنّ اللّه أكرم (3)بنبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و صفى لك من فضله (4)،أخبرنا بمخرجك مع علي تقاتل (5)أهل لا إله إلاّ اللّه؟ فقال أبو أيوب:[فانّي]أقسم لكما (6)باللّه لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم معي في هذا البيت الذي أنتما فيه معي و علي (7)جالس عن يمينه و أنا[جالس]عن يساره و أنس[قائم]بين يديه و ما في البيت غيرنا (8)إذ حرّك الباب فقال لأنس (9):افتح لعمار[الطيب المطيب]ففتح[أنس]الباب،و دخل عمار فسلم».

ص: 383


1- المناقب للخوارزمي:75 حديث 55.
2- فرائد السمطين 178/1 حديث 141.
3- في المصدر:«أكرمك».
4- 14- في المصدر: «فيا لك من فضيلة فضلك اللّه بها».
5- في(أ):«فقاتل».
6- في المصدر:«لكم».
7- 14- في المصدر: «و ما في البيت غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي...».
8- لا يوجد في المصدر:«و ما في البيت غيرنا».
9- 14- في المصدر: «فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:يا أنس افتح».

على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فردّ عليه السّلام و رحب به (1)ثم قال:

يا عمار (2)ستكون بعدي (3)في أمّتي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم و حتى يقتل بعضهم بعضا و حتى يتبرأ (4)بعضهم من بعض فاذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني-يعني عليا (5)-فان سلك الناس كلّهم واديا و سلك علي [ابن أبي طالب عليه السّلام]واديا فاسلك وادي علي و خلّ عن الناس.

يا عمار إنّ عليا لا يردّك عن هدى و لا يدخلك (6)على ردى.

يا عمار طاعة علي طاعتي و طاعتي طاعة اللّه-جل شأنه (7)-.

1- (8)و في جمع الفوائد:حذيفة: قال له بنو عبس:إنّ أمير المؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا؟

قال:آمركم أن تلزموا عمار.

قالوا:إنّ عمارا لا يفارق عليا؟

قال حذيفة:إنّ الحسد هو أهلك الجسد،و إنّما ينفركم من عمار قربه من علي فو اللّه لعلي أفضل من عمار بعد ما بين التراب و السحاب و إنّ عمار لمن الأخيار (للكبير) .7.

ص: 384


1- 14- في المصدر: «فسلم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرحب به».
2- في المصدر:«لعمار».
3- في المصدر:«انه سيكون من بعدي».
4- في المصدر:«يبرأ».
5- في المصدر:«علي بن أبي طالب».
6- في المصدر:«و لا يدلك».
7- في المصدر:«عز و جل».
8- مجمع الزوائد 243/7.

17- (1)أبو سعيد رفعه: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنّة و يدعونه الى النار (للبخاري) .

14- (2)أبو هريرة: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعمار:أبشرك (3)تقتلك الفئة الباغية (للترمذي).

و زاد رزين: و استسقى يوم صفين فأوتي بقعب فيه لبن فلمّا نظر إليه كبّر،ثم قال:أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّ آخر رزقي من الدنيا[ضياح]لبن في مثل هذا القعب،ثم حمل على العدو فلم ينثن حتى قتل.

14,1- (4): علي عهد إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في قتال الناكثين و القاسطين و المارقين (للبزار و الأوسط) .

14- (5)و في المشكاة:عن أبي قتادة: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعمار بن ياسر حين يحفر الخندق،فجعل يمسح رأسه و يقول:

بؤس ابن سمية،تقتلك الفئة الباغية (رواه مسلم) .

14- (6)أيضا روى مسلم عن أم سلمة أم المؤمنين:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعمار:تقتلك الفئة الباغية.

14- (7)و في سنن الترمذي:عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية.9.

ص: 385


1- جمع الفوائد 219/2(مناقب عمار).صحيح البخاري 115/1(التعاون في بناء المسجد).
2- جمع الفوائد 219/2.سنن الترمذي 333/5 حديث 3888.
3- في المصدر:«أبشر».
4- جمع الفوائد 219/2.
5- مشكاة المصابيح 1646/3 حديث 5878(باب المعجزات).صحيح مسلم 672/2 حديث 71.
6- صحيح مسلم 673/2 حديث 72.حلية الأولياء 197/7.
7- سنن الترمذي 333/5 حديث 3888.المناقب لابن المغازلي:437 حديث 22.مجمع الزوائد 296/9.

و في الباب:عن أم سلمة و عبد اللّه بن عمرو بن العاص و أبي اليسر و حذيفة.

هذا حديث حسن صحيح .

14,1- (1)و في جمع الفوائد:عن عبد اللّه بن الحارث:

إنّ عمرو بن العاص قال لمعاوية:أ ما سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول حين كان يبني المسجد لعمار:إنّك الحريص على الجهاد و إنّك لمن أهل الجنة و لتقتلنك الفئة الباغية؟

قال:بلى.

قال عمرو (2):فلم قتلتموه؟

قال:و اللّه ما تزال تدحض في قولك،أ نحن قتلناه؟إنّما قتله الذي جاء به و هو علي. (لأحمد) (3).

14- (4)عبد اللّه بن عمرو بن العاص رأى رجلين يختصمان في رأس عمار يقول كلّ واحد منهما:أنا قتلته.

فقال عبد اللّه:سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:تقتله الفئة الباغية.

فقال معاوية:فما بالك أنت معنا؟

قال:شكاني أبي الى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال لي:أطع أباك ما دام حيّا و لا تعصيه فأنا معكم و لست أقاتل. (لأحمد) .

17- (5)ابن عمر قال: لم أجدني آسى على شيء إلاّ أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي (للكبير) .2.

ص: 386


1- جمع الفوائد 219/2(مناقب عمار).
2- لا يوجد في المصدر:«قال عمرو:».
3- لا يوجد في المصدر:«و هو علي-لأحمد-».
4- جمع الفوائد 220/2.مسند أحمد 164/2.حلية الأولياء 198/7.مجمع الزوائد 297/9.
5- جمع الفوائد 220/2.

14- (1)و في الاصابة في ترجمة عمار:و قد تواترت الأحاديث عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّ عمارا تقتله الفئة الباغية و أجمعوا على انّه قد قتل بصفين»،و كان مع علي سنة سبع و ثلاثين في ربيع الأول،و له ثلاث و تسعون سنة.

14,1- (2)و في الاصابة في ترجمة أبي ليلى الغفاري:قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: ستكون من بعدي فتنة فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فانّه أوّل من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة،و هو الصديق الأكبر،و هو فاروق هذه الأمّة،و هو يعسوب المؤمنين و المال يعسوب المنافقين.4.

ص: 387


1- الاصابة 512/2 ترجمة 5704.
2- الاصابة 171/4 ترجمة 994.

ص: 388

الباب الرابع و الأربعون

في حديث لحمك لحمي و دمك دمي و حديث

لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي لقلت فيك مقالا

و حديث طوبى و حديث كون علي صاحب الحوض

و حديث طوبى لمن أحبك و حديث أول من أحبّه

حملة العرش و حديث إنّ عليا راية الهدى

14,1- ([1])أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي:عن يحيى و مجاهد،هما،عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أم سلمة (1)هذا علي لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي.

[و قال:]يا أم سلمة اسمعي و اشهدي (2)،هذا علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين،و هذا (3)عيبة علمي،و هذا (4)بابي الذي أؤتى منه،و هذا (5)أخي

ص: 389


1- لا يوجد في المصدر:«يا أم سلمة».
2- في المصدر:«اشهدي و اسمعي».
3- لا يوجد في المصدر:«هذا».
4- لا يوجد في المصدر:«هذا».
5- لا يوجد في المصدر:«هذا».

في الدنيا و[خدني في]الآخرة،و هذا (1)معي في السنام الأعلى.

14,1- ([2])أخرج الحمويني:عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود (2)قال:

خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من بيت زينب بنت جحش و أتى بيت أم سلمة،و كان يومها (3)فجاء علي،قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:يا أم سلمة هذا علي أحبّيه،لحمه من لحمي، و دمه من دمي،و هو عيبة علمي،و اسمعي و اشهدي إنّه قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين من بعدي،و هو قاصم أعدائي و محيي سنّتي.و اسمعي و اشهدي لو أنّ عبدا عبد اللّه ألف عام و ألف عام و ألف عام بين الركن و المقام و لقى اللّه تعالى مبغضا لعلي و عترتي أكبّه اللّه على منخريه في جهنّم يوم القيامة.

14,1- ([3])أيضا أخرج الحمويني:عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها،و لن تؤتى المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنّه يحبّني و[هو]يبغضك؛لأنّك منّي و أنا منك،لحمك من لحمي،و دمك من دمي،و روحك من روحي،و سريرتك من سريرتي،و علانيتك من علانيتي،و أنت إمام أمّتي و وصيّي (4)،سعد من أطاعك،و شقي من عصاك،و ربح من تولاك،و خسر من عاداك،[و]فاز من لزمك،و هلك من فارقك،و مثلك و مثل الأئمة من ولدك[بعدي]مثل سفينة».

ص: 390


1- لا يوجد في المصدر:«هذا». ([2]) فرائد السمطين 331/1 حديث 257.
2- في المصدر:«عن عبد اللّه قال:».
3- 14- في المصدر: «و كان يومها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلم يلبث أن جاء علي». ([3]) فرائد السمطين 243/2 حديث 517.
4- في المصدر:«و خليفتي عليها بعدي»بدل«و وصيّي».

نوح من ركبها (1)نجا و من تخلّف عنها غرق،و مثلكم مثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم الى يوم القيامة.

14,1- ([4])أخرج أبو المؤيد أخطب الخطباء موفق بن أحمد الخوارزمي المكي:عن سيد الحفاظ أبي منصور شهردار بن شيرويه الديلمي بسنده عن زيد بن علي ابن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين علي(رضي اللّه عنهم)قال:

قال لي (2)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم فتحت خيبر بقدرة اللّه (3):لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك[اليوم]مقالا لا تمر على ملأ من المسلمين إلاّ أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك،ترثني و أرثك،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي.

يا علي (4)أنت تؤدي ديني،و تقاتل على سنّتي،و أنت في الآخرة أقرب الناس منّي،و إنّك (5)غدا على الحوض خليفتي،و أنت أوّل من يرد على الحوض، و أنت تذود منافقين عن حوضي (6)،و أنت أوّل داخل في (7)الجنّة من أمّتي،».

ص: 391


1- في المصدر:«ركب فيها». ([4]) المناقب للخوارزمي:128 حديث 143.المناقب لابن المغازلي:237 حديث 285.روضة الواعظين 112/1.
2- لا يوجد في المصدر:«لي».
3- لا يوجد في المصدر:«بقدرة اللّه».
4- لا يوجد في المصدر:«يا علي».
5- في المصدر:«و أنت».
6- 14- في المصدر: «و أنت غدا على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين و أنت أول من يرد عليّ الحوض و أنت أول داخل...».
7- لا يوجد في المصدر:«في».

و إنّ محبّيك و أتباعك (1)على منابر من نور رواء مرويين،مبيضة وجوههم حولي،أشفع لهم فيكونون غدا[في الجنة]جيراني،و إن أعداءك (2)غدا ظماء مظمئين،مسودة وجوههم،يضربون بالمقامع-و هي سياط من نار (3)- مقمحين،و حربك حربي و سلمك سلمي،و سرّك سرّي،و علانيتك علانيتي، و سريرة صدرك سريرة (4)صدري،و أنت باب علمي،و إنّ ولدك ولدي، و لحمك لحمي،و دمك دمي،و إنّ الحقّ معك و الحقّ على لسانك و في قلبك و بين عينيك،و الايمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إنّ اللّه [عزّ و جلّ]أمرني أنّ أبشرك انّك و عترتك و محبّيك (5)في الجنّة،و[أنّ]عدوّك في النار[يا علي]لا يرد على الحوض مبغضك (6)و لا يغيب عنه محبّك (7).

قال[قال]علي:فخررت ساجدا للّه-تبارك و تعالى (8)-و حمدته على ما أنعم به[عليّ]من الاسلام و القرآن و حبّبني الى خاتم النبيين و سيد المرسلين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

أيضا أخرج هذا الحديث المذكور صاحب كتاب المناقب عن جابر بن عبد اللّه .

14,1- ([5])و في مسند أحمد:بسنده عن علي(كرّم اللّه وجهه)قال:3.

ص: 392


1- في المصدر:«و إنّ شيعتك على منابر...».
2- في المصدر:«عدوّك».
3- لا يوجد في المصدر:«يضربون بالمقامع و هي سياط من نار».
4- في المصدر:«كسريرة».
5- لا يوجد في المصدر:«و محبّيك».
6- في المصدر:«مبغض لك».
7- في المصدر:«محبّ لك».
8- في المصدر:«فخررت له سبحانه و تعالى ساجدا». ([5]) المناقب للخوارزمي:311 حديث 310.كفاية الطالب:264 باب 62.مجمع الزوائد 131/9.المستدرك للحاكم 136/3.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و الذي نفسي بيده لو لا أن تقول طوائف من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملإ من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة.

أيضا أخرج أحمد في مسنده هذا الحديث بلفظه عن ابن مسعود.

أيضا أخرج هذا الحديث موفق بن أحمد الخوارزمي .

14,1- (1)و في المناقب:عن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر عن آبائه عن أمير المؤمنين علي(رضي اللّه عنهم)قال:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نظر إليّ و أنا مقبل و أصحابه حوله و قال لي:أما انّ فيك شبها من عيسى بن مريم،و لو لا مخافة أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك يبغون فيه البركة و يستشفون به.

فقال المنافقون:لم يرض محمد إلاّ أن يجعل ابن عمه مثلا لعيسى بن مريم.

فأنزل اللّه تعالى وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ أي علي إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (2).

أيضا عن سلمان نحوه.

أيضا بطريق آخر عن أبي بصير عن جعفر الصادق نحوه.

6- (3)و يطابقه قول جعفر الصادق رضي اللّه عنه: في دعائه:7.

ص: 393


1- غاية المرام:426 باب 182 حديث 4 و 1 و 2.تفسير القمي 286/2.
2- الزخرف57/-59.
3- تهذيب الأحكام 144/3 و 145(في حديث).غاية المرام:426 باب 182 حديث 7.

اللّهم قد أجبنا داعيك المنذر النذير محمدا،صليت عليه،عبدك و رسولك الذي دعا الناس الى ولاية علي يوم الغدير الذي أنعمت عليه و جعلته مثلا لبني إسرائيل.

14,1,15- (1)أخرج الثعلبي:عن الباقر رضي اللّه عنه قال:

سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قوله تعالى: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (2)فقال:هي شجرة في الجنّة.أصلها في داري و فرعها على أهل الجنة.

فقيل له:يا رسول اللّه سألناك عنها فقلت:هي شجرة في الجنّة أصلها في دار علي و فاطمة و فرعها على أهل (3)الجنة؟

فقال:إنّ داري و دار علي و فاطمة واحد غدا في مكان واحد،و هي شجرة غرسها اللّه-تبارك و تعالى-بيده و نفخ فيها من روحه،تنبت الحلي و الحلل، و إنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنّة.

14,1- (4)و في المناقب:عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام قال:

ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تفسير حروف أبجد الى آخرها و قال في تفسير«طا»:

و أمّا«الطا»فطوبى،و هي شجرة غرسها اللّه-تبارك و تعالى-بيده و نفخ فيها من روحه و إنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنة،تنبت الحلي و الحلل، متدلية على أفواههم،و تحمل لهم ما يشاءون من حليّها و حللها و ثمارها،1.

ص: 394


1- المناقب لابن المغازلي:268 حديث 315.خصائص الوحي:231(مختصر).
2- الرعد29/.
3- لا يوجد في المصدر:«أهل».
4- أمالي الصدوق:261.

لا يؤخذ منها شيء إلاّ أعاده اللّه كما كان.

14,1- (1)أخرج أبو نعيم الحافظ:عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي رضي اللّه عنه:أنت يا علي على حوضي تذود عنه المنافقين، و إنّ أباريقه عدد نجوم السماء،و أنت و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين،و أنت و أتباعك معي ثم قرأ وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2).

2- (3)و في مسند أحمد:عن الحسن بن علي(رضي اللّه عنهما)قال:

نزلت فينا هذه الآية.

أيضا أخرجه ابن المغازلي .

14,1- (4)أخرج موفق الخوارزمي:عن جابر بن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي إنّ (5)من أحبّك و تولاّك أسكنه اللّه الجنة (6)معنا،ثم تلا[رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]:

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (7) .

16,1- (8)و في جمع الفوائد:جابر و أبو هريرة رفعاه:0.

ص: 395


1- مجمع الزوائد 173/9.فرائد السمطين 118/1 حديث 83(عن زين بن أبي أوفى).ترجمة الامام علي لابن عساكر 121/1 حديث 148.
2- الحجر47/.
3- الفضائل لأحمد 597/2 حديث 1018.خصائص الوحي:251.
4- المناقب للخوارزمي:276 حديث 259.
5- في المصدر:«قال لعلي:من أحبك...».
6- لا يوجد في المصدر:«الجنة».
7- القمر54/-55.
8- جمع الفوائد 212/2.مجمع الزوائد 367/10.

علي بن أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة (للأوسط) .

14,1- (1)أبو سعيد رفعه: يا علي معك يوم القيامة عصا من عصي الجنّة تذود بها المنافقين عن حوضي (للأوسط) .

14,1,2- (2)و في جواهر العقدين:أخرج الطبراني عن أبي كثير قال:

كنت جالسا عند الحسن بن علي(رضي اللّه عنهما)جاء رجل فقال له:إن معاوية بن خديج يسبّ أباك عند ابن أبي سفيان.

فقال له:إن رأيته من بعد أرنيه،فرآه يوما فأراه ذلك الرجل،فقال الحسن رضي اللّه عنه لابن خديج:أنت تسبّ أباي عند (3)ابن آكلة الأكباد،أما لئن وردت على (4)الحوض-و ما أراك ترده-لتجدن (5)أباي (6)مشمرا حاسرا [عن]ذراعيه يذود[الكفار]المنافقين عن حوض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هذا (7)قول الصادق المصدق (8)محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

14,1- (9)أيضا لأحمد في المناقب:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أعطيت في علي خمسا هنّ7.

ص: 396


1- جمع الفوائد 212/2.الصواعق المحرقة:174.
2- جواهر العقدين 258/2.مجمع الزوائد 130/9.
3- أوله في المصدر هكذا: 14,1,2- : «كنت جالسا عند الحسن بن علي فجاءه رجل فقال:لقد سبّ عند معاوية عليا(رضي اللّه عنهما)سبّا كثيرا قبيحا رجل يقال له معاوية بن خديج فلم يعرفه،فقال:فاذا رأيته فأتني به،قال:فرآه عند دار عمر ابن حرث فأراه إياه فقال:أنت معاوية بن خديج؟فسكت فلم يجبه ثلاثا ثم قال:أنت السابّ عليا...».
4- في المصدر:«عليه».
5- في المصدر:«لتجدنّه».
6- لا يوجد في المصدر:«أباي».
7- لا يوجد في المصدر:«و هذا».
8- في المصدر:«المصدوق».
9- الفضائل لأحمد 661/2 حديث 1127.

أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها-الى أن قال-:

و أمّا الثالثة:فهو واقف (1)على[عقر]حوضي يسقي من عرفه من أمّتي.

14,1- (2)و في المناقب:عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنت صاحب حوضي و صاحب لوائي و حبيب قلبي و وصيّي و وارث علمي،و أنت مستودع مواريث الأنبياء من قبلي،و أنت أمين اللّه في أرضه و حجة اللّه على بريّته،و أنت ركن الإيمان و عمود الاسلام، و أنت مصباح الدجى و منار الهدى و العلم المرفوع لأهل الدنيا.

يا علي من اتّبعك نجا و من تخلّف عنك هلك،و أنت الطريق الواضح و الصراط المستقيم،و أنت قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين،و أنت مولى من أنا مولاه و أنا مولى كلّ مؤمن و مؤمنة،لا يحبّك إلاّ طاهر الولادة و لا يبغضك إلاّ خبيث الولادة،و ما عرجني ربّي(عزّ و جلّ)الى السماء و كلّمني ربّي إلاّ قال:يا محمد اقرأ عليا منّي السلام و عرّفه انّه إمام أوليائي،و نور أهل طاعتي،و هنيئا لك هذه الكرامة.

8,14- (3)و في عيون الأخبار: سئل الرضا رضي اللّه عنه عن حديث«أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم»...فقال:هذا حديث (4)صحيح،لكن (5)يريد من لم يبدّل بعده و لم يغيّر...لأنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:ليذادن رجال من أصحابي يوم القيامة عن».

ص: 397


1- في المصدر:«و أما الثالثة:فواقف...».
2- أمالي الصدوق:252 حديث 14.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام 93/1 حديث 33.
4- لا يوجد في المصدر:«حديث».
5- لا يوجد في المصدر:«لكن».

حوضي كما تذاد غرائب الإبل عن الماء فأقول يا ربّي إنّهم (1)أصحابي أصحابي،فيقال[لي]:إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول بعدا لهم و سحقا لهم.

و الأحاديث الواردة في دفع بعض الأصحاب عن الحوض كثيرة:تسعة منها في مسلم،و ثمانية منها في البخاري،و أيضا في الترمذي و النسائي و ابن ماجة موجود،و في المشكاة حديثان (2).

14,1- (3)أخرج الحمويني:عن علي بن المهدي الرقي،عن علي الرضا،عن أبيه،عن آبائه،عن أمير المؤمنين علي(رضي اللّه عنهم)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي طوبى لمن أحبّك و صدّقك،و الويل لمن أبغضك و كذبك[يا علي]محبّوك معروفون بين أهل السموات،و هم أهل الدين و الورع،و السمت الحسن و التواضع،خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم،و قد عرفوا حقّ ولايتك،و ألسنتهم ناطقة بفضلك،و أعينهم ساكبة دموعها تحنّنا عليك و على الأئمة من ولدك،عاملون بما أمرهم اللّه في كتابه و بما أمرتهم أنا و بما تأمرهم أنت و بما يأمرهم أولو الأمر من الأئمة من ولدك بالقرآن و سنتي،و هم متواصلون متحابّون،و إنّ الملائكة لتصلّي عليهم و تؤمن على دعائهم و تستغفر للمذنب منهم.2.

ص: 398


1- لا يوجد في المصدر:«إنّهم».
2- صحيح مسلم 400/2(كتاب الفضائل-باب 9).صحيح البخاري 78/3.(كتاب المساقاة)؛و 86/7 (كتاب الفتن)؛و 206/7(الحوض).سنن ابن ماجة 1438/2 باب 36(ذكر الحوض).سنن النسائي 93/1.مشكاة المصابيح 1545/3 حديث 5568 و 5571.
3- فرائد السمطين 309/1-310 حديث 248.عيون أخبار الرضا عليه السّلام 236/2.

14,1- (1)أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي:عن الأعمش،عن أبي وائل،عن ابن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أوّل من اتخذ علي بن أبي طالب أخا من أهل السماء إسرافيل،ثم ميكائيل،ثم جبرائيل،و أوّل من أحبّه من أهل السماء حملة العرش،ثم رضوان خازن الجنان،ثم ملك الموت،و إنّه يترحّم على محبّي علي ابن أبي طالب كما يترحّم على الأنبياء عليهم السّلام.9.

ص: 399


1- المناقب للخوارزمي:71 حديث 49.

ص: 400

الباب الخامس و الأربعون

في الأحاديث الواردة على ابتلاء علي(كرّم اللّه وجهه)

14,1- ([1])أخرج أبو نعيم الحافظ في«حلية الأولياء»:بسنده عن أبي برزة الأسلمي رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه-تعالى-عهد إليّ في علي عهدا (1)[فقلت:يا ربّ بيّنه لي؟!

فقال:اسمع فقلت:سمعت.

فقال:]إنّ عليا راية الهدى،و إمام أوليائي،و نور من أطاعني،و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين،من أحبّه أحبّني،و من أبغضه أبغضني،فبشّره[بذلك]، فجاء علي فبشّرته بذلك (2).

فقال:يا رسول اللّه أنا عبد اللّه[و في قبضته]فان يعذّبني فبذنبي،و إن يتمّ[لي] الذي بشّرني (3)به،فاللّه أولى بي.

قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:قلت:اللّهم اجل قلبه و اجعله ربيع (4)الايمان.

ص: 401


1- في المصدر:«عهد إليّ عهدا في علي...».
2- لا يوجد في المصدر:«بذلك».
3- في المصدر:«بشرتني».
4- في المصدر:«و اجعل ربيعه».

فقال اللّه-تبارك و تعالى (1)-:قد فعلت به ذلك.

ثم قال تعالى:إنّي مستخصه بالبلاء (2).

فقلت:يا ربّ إنّه (3)أخي و وصيّي (4).

فقال تعالى:إنّه (5)شيء قد سبق فيه قضائي (6)أنّه مبتلى[و مبتلى به].

14,1- ([2])أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي و الحمويني:بالاسناد عن أبي عثمان السدي، عن علي(كرّم اللّه وجهه) (7)قال:

كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم[في بعض طرق المدينة]فأتينا على حديقة [فقلت:يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة!

فقال:ما أحسنها!و لك في الجنّة أحسن منها.

ثم أتينا على حديقة أخرى فقلت:يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة!

فقال:لك في الجنّة أحسن منها،حتى أتينا على سبع حدائق أقول:يا رسول اللّه ما أحسنها فيقول:لك في الجنّة أحسن منها.

فلمّا خلا له الطريق]فاعتنقني (8)و أجهش باكيا.».

ص: 402


1- لا يوجد في المصدر:«تبارك و تعالى».
2- 14- في المصدر: «ثم انه رفع إليّ إنّه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي».
3- لا يوجد في المصدر:«انه».
4- في المصدر:«و صاحبي».
5- في المصدر:«إنّ هذا».
6- لا يوجد في المصدر:«فيه قضائي». ([2]) المناقب للخوارزمي:65 حديث 35.فرائد السمطين 152/1 حديث 115.
7- في المصدر:«عليه السّلام».
8- في المصدر:«اعتنقني».

فقلت:ما يبكيك يا رسول اللّه (1)؟!

فقال:أبكي (2)لضغائن (3)في صدور قوم (4)لا يبدونها لك إلاّ بعدي.

فقلت:في سلامة من ديني؟

فقال:في سلامة من دينك.

14,1- ([3])أيضا أخرج موفق بن أحمد:عن أبي سعيد الخدري قال:

أخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا بما يلقى إليه من أعدائه من المقاتلة (5)[قال:] فبكى علي و قال:أسألك يا رسول اللّه (6)بحقّ قرابتي و بحقّ صحبتي،أن تدعو (7)اللّه[لي]أن يقبضني إليه (8).

فقال: (9)يا علي أنا أدعو اللّه لك (10)لأجل مؤجل.

[قال:]فقال:يا رسول اللّه على ما أقاتل القوم؟

قال:على الاحداث في الدين.

14,1,15,2,3- ([4])أخرج موفق بن أحمد:بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،عن أبيه قال:1.

ص: 403


1- 14- في المصدر: «يا رسول اللّه ما يبكيك؟».
2- لا يوجد في المصدر:«أبكي».
3- في المصدر:«ضغائن».
4- في المصدر:«أقوام». ([3]) المناقب للخوارزمي:175 حديث 211.
5- 14,1- في المصدر: «قال:ذكر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام ما يلقى بعده».
6- لا يوجد في المصدر:«يا رسول اللّه».
7- في المصدر:«إلاّ دعوت».
8- في المصدر:«اللّه».
9- في المصدر:«قال».
10- 14- في المصدر: «تسألني أن أدعو اللّه لأجل مؤجل». ([4]) المناقب للخوارزمي:61 حديث 31.

أعطى (1)النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الراية يوم خيبر الى علي[بن أبي طالب عليه السّلام]ففتح اللّه [تعالى]عليه (2)،و في (3)يوم غدير خم أعلم (4)الناس انّه:مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.

و قال له:أنت منّي و أنا منك.

و[قال له:]أنت (5)تقاتل على تأويل (6)القرآن (7)كما قاتلت على تنزيله (8).

و قال له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي (9).

و قال له:أنا سلم لمن سالمك (10)و حرب لمن حاربك (11).

و[قال له:]أنت العروة الوثقى.

و[قال له:]أنت تبين[لهم]ما اشتبه عليهم من بعدي.

و[قال له:]أنت[إمام كلّ مؤمن و مؤمنة و]وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي.

و[قال له:]أنت الذي أنزل اللّه فيك وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (12)./.

ص: 404


1- في المصدر:«دفع».
2- في المصدر:«على يده».
3- في المصدر:«و أوقفه يوم».
4- في المصدر:«فاعلم».
5- ليس في المصدر:«أنت».
6- في المصدر:«التأويل».
7- لا يوجد في المصدر:«القرآن».
8- في المصدر:«التنزيل».
9- لا يوجد في المصدر:«إلاّ أنّه لا نبي بعدي».
10- في المصدر:«سالمت».
11- في المصدر:«حاربت».
12- التوبة3/.

و[قال له:]أنت الآخذ بسنتي و الذابّ عن ملّتي.

و[قال له:]أنا و أنت (1)أوّل من تنشق الأرض عنه و أنت معي.

[و قال له:أنا عند الحوض و أنت معي]تدخل الجنّة (2)و الحسن و الحسين و فاطمة معنا (3).

[و قال له:]إنّ اللّه[تعالى]أوحى إليّ أن أبيّن فضلك،فقلت للناس (4)و بلغتهم ما أمرني اللّه-تبارك و تعالى (5)-بتبليغه،ثم (6)قال له:اتّق الضغائن التي كانت (7)في صدور قوم (8)لا تظهرها (9)إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون و (10)بكى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

[فقيل:ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟]

فقال (11):أخبرني جبرائيل[عليه السّلام]:إنّهم يظلمونك بعدي (12)و[أخبرني جبرئيل عن اللّه(عزّ و جلّ)]:إنّ ذلك الظلم لا (13)يزول بالكليّة عن عترتنا،».

ص: 405


1- لا يوجد في المصدر:«و أنت».
2- في المصدر:«و قال له:أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي تدخلها...».
3- لا يوجد في المصدر:«معنا».
4- في المصدر:«أوحى إليّ بأن أقوم بفضلك فقمت به في الناس».
5- لا يوجد في المصدر:«تبارك و تعالى».
6- في المصدر:«و».
7- في المصدر:«لك».
8- في المصدر:«من».
9- في المصدر:«يظهرها».
10- في المصدر:«ثم».
11- في الينابيع:«ثم قال».
12- 14- في المصدر: «انّهم يظلمونه و يمنعونه حقّه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده».
13- لا يوجد في المصدر:«لا».

حتى (1)إذا قام قائمهم،و علت كلمتهم،و اجتمعت الأمّة على مودّتهم (2)،و [كان]الشاني لهم قليلا،و الكاره لهم ذليلا،و المادح لهم كثيرا (3)،و ذلك حين تغيّر البلاد،و ضعف العباد،حين (4)اليأس من الفرج،فعند ذلك يظهر القائم مع أصحابه (5).

[قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:اسمه كاسمي...هو من ولد ابنتي فاطمة]فبهم يظهر اللّه الحقّ (6)،و يخمد الباطل بأسيافهم،و يتبعهم الناس راغبا إليهم و خائفا منهم.

[قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:معاشر الناس]أبشروا بالفرج،فانّ وعد اللّه حقّ (7)لا يخلف،و قضاءه لا يردّ،و هو الحكيم الخبير، و إنّ فتح اللّه قريب،اللّهم إنّهم أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، اللّهم اكلأهم و ارعهم و كن لهم،و انصرهم و أعزّهم و لا تذلّهم،و اخلفني فيهم، إنّك على ما تشاء قدير.

14,1- ([5])و في سنن ابن ماجة القزويني:عن ابن مسعود (8)رضي اللّه عنه قال:

بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذ أقبل فتية من بني هاشم فلمّا رآهم[النبي] اغرورقت عيناه و تغيّر لونه.».

ص: 406


1- لا يوجد في المصدر:«بالكليّة عن عترتنا حتى».
2- في المصدر:«محبّتهم».
3- في المصدر:«و كثر المادح لهم».
4- في المصدر:«و»بدل«حين».
5- في المصدر:«فيهم»بدل«مع أصحابه».
6- في المصدر:«يظهر اللّه الحق بهم».
7- لا يوجد في المصدر:«حقّ». ([5]) سنن ابن ماجة 1366/2 حديث 4082(كتاب الفتن-خروج المهدي).ذخائر العقبى:17.
8- في المصدر:«عبد اللّه»بدل«ابن مسعود».

[قال:]فقلت:ما نزال نرى في وجهك شيئا تكرهه؟

فقال:إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا و إنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء و تشريدا و تطريدا،حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود،فيسألون الخير فلا يعطونه،فيقاتلون فينصرون،فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه،حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتي،فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا،فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم و لو حبوا على الثلج.

1- [6] و قال علي(كرّم اللّه وجهه): كلّ حقد حقدته قريش على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أظهرته فيّ و ستظهره في ولدي من بعدي،مالي و لقريش،إنّما وترتهم بأمر اللّه و أمر رسوله أ فهذا جزاء من أطاع اللّه و رسوله إن كانوا مسلمين.

1- و في ديوانه (1):قال(كرّم اللّه وجهه):

تلكم قريش تمنّاني لتقتلني *** فلا و ربّك ما بزوا و لا ظفروا

أمّا بقيت فاني لست متخذا *** أهلا و لا شيعة في الدين إذ فجروا

قد بايعوني فلم يوفوا ببيعتهم *** و ماكروني في الأعداء إذ مكروا

.م.

ص: 407


1- ديوان الامام علي عليه السّلام:54-55 جمع و ترتيب عبد العزيز الكرم.

ص: 408

الباب السادس و الأربعون

في حديث النخل الصيحاني و حديث السفرجلة و حديث

ورقة الآس و حديث الأترجة و اللوزة

14,1- ([1])أخرج الحمويني في فرائد السمطين:بسنده عن جابر بن عبد اللّه(رضي اللّه عنهما)قال:

كنت يوما مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بعض حيطان المدينة و يد علي[عليه السّلام]في يده فمررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد سيد الأنبياء،و هذا علي سيد الأوصياء و أبو الأئمة الطاهرين.

ثم مررنا بنخل فصاح النخل:هذا المهدي و هذا الهادي (1).

ثم مررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد رسول اللّه،و هذا علي سيف اللّه.

فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2):يا علي سمّه الصيحاني،فسمي من ذلك اليوم الصيحاني.

14,1- ([2])قال أخرج موفق بن أحمد:بسنده عن داود بن سليمان،قال:حدثنا أبو الحسن

ص: 409


1- لا يوجد في المصدر:«ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا المهدي و هذا الهادي».
2- 14,1- في المصدر: «فالتفت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى علي صلوات اللّه عليه فقال:». ([2]) المناقب للخوارزمي:295 حديث 288.المناقب لابن المغازلي:401 حديث 457.أمالي الصدوق: 154.غاية المرام:615 باب 84 حديث 9.

علي بن موسى الرضا،عن أبيه،عن آبائه،عن علي بن أبي طالب(رضي اللّه عنهم)عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

لمّا أسري بي الى السماء أخذ جبريل بيدي و أقعدني على درنوك (1)من درانيك الجنّة و ناولني سفرجلة فأنا (2)أقلّبها فاذ (3)انفلقت،فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها فقالت:السلام عليك يا رسول اللّه (4).

قلت (5):من أنت؟

قالت:أنا الراضية المرضية،خلقت من أصناف ثلاثة (6):أسفلي من مسك، و وسطي من كافور،و أعلاي من عنبر،عجني (7)اللّه (8)من ماء الحيوان،ثم قال اللّه (9)الجبار:كوني فكنت،و (10)خلقني لأخيك و ابن عمك علي بن أبي طالب.

أيضا أخرج هذا الحديث الزمخشري في كتابه«ربيع الأبرار».

و في المناقب:بسنده عن الأعمش،عن عطية العوفي،عن أبي سعيد الخدري نحوه و لكن زاد: كأن أشفار عينها مقاديم النسور فقالت:السلام عليك يا أحمد،».

ص: 410


1- الدرنوك:نوع من البسط له خمل.
2- في المصدر:«و أنا».
3- في المصدر:«إذ».
4- في المصدر:«يا محمد»بدل«يا رسول اللّه».
5- في المصدر:«فقلت».
6- في المصدر:«خلقني الجبار من ثلاثة اصناف».
7- في المصدر:«عجنني».
8- لا يوجد في المصدر:«اللّه».
9- في المصدر:«لي»بدل«اللّه».
10- لا يوجد في المصدر:«و».

السلام عليك يا محمد.

14,1- ([3])أخرج موفق بن أحمد:بسنده عن محمد الباقر عن جابر بن عبد اللّه(رضي اللّه عنهم)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: جاءني جبرائيل[من عند اللّه(عزّ و جلّ)]بورقة آس خضراء من الجنّة (1)مكتوب عليها (2)ببياض«إنّي أنا اللّه (3)افترضت مودّة (4)علي[بن أبي طالب]على خلقي[عامة]فبلغهم يا حبيبي (5)ذلك عنّي».

14,1- ([4])أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي،و أيضا أخرج الحافظ ابن شيرويه الديلمي في كتابه«الفردوس»:عن عروة بن الزبير،عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

لمّا قتل علي عمرو بن عبد ود العامري الذي كان أشجع العرب يوم الخندق بعد طلبه المبارزة ثلاثا،و كان سيف علي يقطر دما،فلمّا رآه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

اللّهم أعط عليا فضيلة لم تعطاها أحدا.فهبط جبرائيل و معه أترجة الجنة فقال:يا رسول اللّه إنّ اللّه يقرئك السلام و يقول لك:أعط هذه عليا،فدفعها إليه،فأخذها علي فانفلقت في يده فلقتين فاذا فيها حريرة خضراء مكتوب).

ص: 411


1- لا يوجد في المصدر:«من الجنّة».
2- في المصدر:«فيها».
3- لا يوجد في المصدر:«أنا اللّه».
4- في المصدر:«محبة».
5- لا يوجد في المصدر:«يا حبيبي». ([4]) المناقب للخوارزمي:170 حديث 204.كفاية الطالب:77.ثاقب المناقب:61 حديث 32.(فيه أدنى اختلاف لفظي يسير مع المناقب).

فيها بسطرين:

تحفة اللّه الطالب الغالب

الى الولي علي بن أبي طالب

أيضا أخرجه صاحب«روضة الفضائل».و صاحب«ثاقب المناقب»:هما، عن سالم بن أبي الجعد،عن جابر بن عبد اللّه .

و في كتاب مظهر الصفات للشيخ فريد الدين عطار النيشابوري قدّس سرّه قال:كنت عند شيخي و سندي الشيخ نجم الدين الكبرى(قدس اللّه سره)ليلة حدثني هذا الحديث فغلب عليه الوجد و الحال القوي فبكى و بكيت فحقرت الدنيا في أعيننا.

14,1- (1)و في المناقب:عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ضربة علي يوم الخندق أفضل من أعمال أمّتي الى يوم القيامة.

1- (2)أخرج أبو نعيم الحافظ:عن ابن مسعود قال:

لمّا قتل علي عمرو بن عبد ود يوم الخندق أنزل اللّه تعالى وَ كَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ بعلي.

1- (3)و روى الحافظ جلال الدين السيوطي: إنّ هذه الآية وَ كَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ بعلي، في مصحف ابن مسعود .5.

ص: 412


1- سعد السعود:139.شواهد التنزيل 8/2 حديث 636(فيه اختلاف).فرائد السمطين 255/1 حديث 197.البحار 2/39.
2- انظر شواهد التنزيل 3/1-5.
3- الدر المنثور 192/5.

14,1- (1)أخرج ابن المغازلي:عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: نزل جبرائيل و معه لوزة فقال:يا رسول اللّه،إنّ اللّه يقرئك السلام و يقول لك:فكّ هذه اللوزة،فلمّا فكّها فاذا فيها ورقة خضراء مكتوب عليها«لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه،أيدته بعلي و نصرته به».ه.

ص: 413


1- المناقب لابن المغازلي:201 حديث 239.و لفظه في المصدر هكذا: 14,1- أخبرنا أبو نصر ابن الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي حدّثنا عمر بن الفتح البغدادي حدّثنا أبو عمارة المستملي حدّثنا ابن أبي الزعزاع الرقّي عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جوعا شديدا فأتى الكعبة فأخذ بأستارها و قال:اللّهمّ لا تجع محمدا أكثر ممّا أجعته،قال:فهبط عليه جبريل عليه السّلام و معه لوزة فقال:إنّ اللّه تبارك و تعالى يقرأ عليك السلام و يقول لك:فكّ عنها!ففكّ عنها فإذا فيها ورقة خضراء مكتوب فيها لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه أيّدته بعلي و نصرته به،ما أنصف اللّه من نفسه من اتّهمه في قضائه و استبطأه في رزقه.

ص: 414

الباب السابع و الأربعون

في رد الشمس بعد غروبها

14,1- ([1])في جمع الفوائد:أسماء بنت عميس قالت:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلّى الظهر بالصهباء،ثم أرسل عليا في حاجة،فرجع و قد صلّى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم العصر،فوضع رأسه في حجر علي فنام،فلم يحرّكه علي حتى غابت الشمس فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:اللّهم إنّ عبدك عليا احتبس بنفسه (1)على نبيك (2)فردّ عليه الشمس.

قالت أسماء:فطلعت عليه الشمس حتى[وقعت]على الجبال و على الأرض، و قال علي فتوضأ و صلّى العصر ثم غابت الشمس،و ذلك بالصهباء (للكبير) .

14,1- ([2])أيضا أخرج ابن المغازلي،و الحمويني،و موفق بن أحمد الخوارزمي:و هم جميعا بالاسناد عن أسماء بنت عميس قالت:

أوحى اللّه الى نبيه فتغشاه الوحي فستره علي بثوبه حتى غابت الشمس.

ص: 415


1- في المصدر:«حبس نفسه».
2- في المصدر:«نبيه». ([2]) المناقب لابن المغازلي:96 حديث 140 و 141،المناقب للخوارزمي:306 حديث 301 و 302.فرائد السمطين 183/1 حديث 146.(و فيه أدنى اختلاف لفظي يسير مع الأصول الثلاثة).

فلمّا سرى عنه قال:يا علي صلّيت العصر؟

قال:لا يا رسول اللّه شغلت عنها بك.

فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:اللّهم اردد الشمس الى علي.

قالت أسماء:فرجعت حتى بلغت حجرتي.

14,1- (1)و في كتاب الارشاد:إن أمّ سلمة و أسماء بنت عميس و جابر بن عبد اللّه .

ص: 416


1- الارشاد 182.و لفظه في المصدر هكذا: و كان من حديث رجوعها عليه في المرة الأولى 14,1- ما روته أسماء بنت عميس و أم سلمة زوجة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و جابر بن عبد اللّه الأنصاري و أبو سعيد الخدري و جماعة من الصحابة أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان ذات يوم في منزله و علي عليه السّلام بين يديه إذ جاء جبرئيل عليه السّلام يناجيه عن اللّه سبحانه فلمّا تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين عليه السّلام فلم يرفع رأسه عنه حتى غربت الشمس،فاضطر أمير المؤمنين عليه السّلام لذلك إلى صلاة العصر فصلى أمير المؤمنين جالسا يومي بركوعه و سجوده إيماء فلما أفاق من غشيته قال لأمير المؤمنين عليه السّلام:أ فاتتك صلاة العصر؟قال:لم استطع أن أصليها قائما لمكانك يا رسول اللّه و الحال التي كنت عليها في استماع الوحي،فقال له:ادع اللّه حتى يردّ عليك الشمس لتصليها قائما في وقتها كما فاتتك؛فان اللّه تعالى يجيبك لطاعتك للّه و لرسوله،فسأل أمير المؤمنين عليه السّلام اللّه في رد الشمس فردت عليه حتى صارت في موضعها من السماء وقت صلاة العصر فصلى أمير المؤمنين عليه السّلام صلاة العصر في وقتها ثم غربت فقالت أسماء:أم و اللّه لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب. و كان رجوعها عليه بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّه لما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم و رحالهم و صلّى عليه السّلام بنفسه في طائفة معه العصر فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس ففاتت الصلاة كثيرا منهم و فات الجمهور فضل الاجتماع معه فتكلموا في ذلك،فلمّا سمع كلامهم فيه سأل اللّه تعالى رد الشمس عليه ليجتمع كافة أصحابه على صلاة العصر في وقتها فأجابه اللّه تعالى في ردّها عليه و كانت في الأفق على الحال التي تكون عليه وقت العصر،فلما سلّم القوم غابت الشمس فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك فاكثروا من التسبيح و التهليل و الاستغفار و الحمد للّه على النعمة التي ظهرت فيهم و سار خبر ذلك في الآفاق و انتشر ذكره في الناس و في ذلك يقول السيد ابن محمد الحميري(رحمة اللّه عليه): ردت عليه الشمس لما فاته وقت الصلاة و قد دنت للمغرب حتى تبلج نورها في وقتها للعصر ثم هوت هوي الكوكب و عليه قد ردّت ببابل مرة أخرى و ما ردّت لخلق معرب .

و أبا سعيد الخدري و غيرهم من جماعة الصحابة(رضي اللّه عنهم)قالوا:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان في منزل،فلمّا تغشاه الوحي توسّد فخذ علي فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس و صلّى علي صلاة العصر بالايماء،فلمّا أفاق صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:اللّهم اردد الشمس لعلي،فردّت عليه الشمس حتى صارت في السماء وقت العصر،فصلّى علي العصر،ثم غربت فأنشأ حسان بن ثابت:

يا قوم من مثل علي و قد *** ردّت عليه الشمس من غائب

أخو رسول اللّه و صهره *** و الأخ لا يعدل بالصاحب

أيضا عن الباقر عن آبائه(رضي اللّه عنهم) نحوه.

14,1- (1)و في الشفاء:خرج الطحاوي في«مشكل الحديث»:عن أسماء بنت عميس من طريقين:

إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يوحى إليه و رأسه في حجر علي،فلم يصلّ العصر حتى غربت الشمس،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أ صليت يا علي؟

قال:لا.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2):اللّهم إنّه إن كان في طاعتك و طاعة رسولك فاردد عليه الشمس.

قالت أسماء:فرأيتها غربت،ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت،و وقفت على الجبال و الأرض،و ذلك بالصهباء في خيبر.

قال:و هذان الحديثان-أي شق القمر و رد الشمس (3)-ثابتان و رواتهما ثقات.ه.

ص: 417


1- الشفاء 284/1.
2- ليس في المصدر:«رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
3- ما بين الشارحتين من المؤلف رحمه اللّه.

14,1- (1)و في الصواعق المحرقة:و من كراماته الباهرة:

إنّ الشمس ردّت إليه (2)لمّا كان رأس النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حجره و الوحي ينزل عليه و علي لم يصلّ العصر،فغربت الشمس،فلمّا سرى الوحي عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (3)فقال:اللّهم إنّ عليا (4)في طاعتك و طاعة نبيك (5)فاردد عليه الشمس، فطلعت بعد ما غربت.

صحّحه الطحاوي و القاضي في الشفاء و حسنه شيخ الاسلام أبو زرعة و تبعه غيره.

و في الكبريت الأحمر: «اللّهم رددت له الشمس و شققت له القمر»، ذكر شارحه هذا الحديث المذكور في ردّ الشمس .

14,1- (6)و في المناقب:عن أبي جعفر الباقر،عن أبيه،عن جدّه الحسين عليهم السّلام قال: لمّا رجع أبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قتال النهروان سار في أرض بابل و حضرت صلاة العصر فقال:هذه أرض مخسوفة و قد خسفها اللّه ثلاثا و لا يحلّ لوصي نبي أن يصلّي فيها.

قال جويرية بن مسهر العبدي:صلّى القوم هنا و تبعت بمائة فارس أمير المؤمنين عليه السّلام الى أن قطعنا أرض بابل و الشمس غربت فنزل و قال لي:آتيني الماء فأتيته الماء فتوضأ و قال:يا جويرية أذّن للعصر.

فقلت في نفسي:كيف نصلّي العصر و قد غربت الشمس؟!فأذّنت.6.

ص: 418


1- الصواعق المحرقة:128(الفصل الرابع من كراماته عليه السّلام).
2- في المصدر:«عليه».
3- 14- في المصدر: «فما سرى عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلاّ و قد غربت الشمس». .
4- في المصدر:«انه»بدل«ان عليا».
5- في المصدر:«رسولك».
6- غاية المرام:630 باب 92 حديث 11.وقعة صفين:135-136.

و قال لي:أقم فأقمت.

و إذ أنا في الاقامة تحركت شفتاه،و إذا رجعت الشمس،و صلينا وراءه،فلمّا فرغنا من الصلاة غابت بسرعة كأنها سراج وقعت في طشت ماء،و اشتبكت النجوم.

و التفت إليّ و قال لي:أذّن للمغرب يا ضعيف اليقين.

1- (1)أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي:بسنده عن مجاهد قال:

قيل لابن عباس:ما تقول في شأن (2)علي بن أبي طالب؟

فقال:و اللّه هو أحد الثقلين (3)،سبق بالشهادتين،و صلّى القبلتين،و بايع البيعتين،و هو أبو السبطين الحسن و الحسين،و ردّت عليه الشمس مرّتين[بعد ما غابت عن الثقلين،و جرّد السيف تارتين،و هو صاحب الكرّتين]،فمثله في الأمّة مثل ذي القرنين،و هو (4)مولاي[علي بن أبي طالب عليه السّلام و مولى الثقلين].».

ص: 419


1- المناقب للخوارزمي:330 حديث 349.
2- لا يوجد في المصدر:«شأن».
3- في المصدر:«ذكرت و اللّه أحد الثقلين».
4- في المصدر:«ذاك»بدل«و هو».

ص: 420

الباب الثامن و الأربعون

في إصعاد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

عليا على سطح الكعبة

14,1- ([1])في جمع الفوائد:قال علي: انطلقت و النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى أتينا الكعبة فقال لي (1):

اجلس و صعد على منكبي،فذهبت لأنهض به فرأى منّي ضعفا،فنزل و جلس لي فقال لي (2):اصعد على منكبي،فصعدت على منكبه (3)فنهض بي،فانّه يخيل إليّ أنّي لو شئت لنلت أفق السماء،حتى صعدت على البيت و عليه تمثال صفر أو نحاس،فجعلت أزاوله عن يمينه و عن شماله و من بين يديه و من خلفه حتى استمكنت منه،فقال لي رسول اللّه (4)صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:اقذف به،فقذفت به فتكسر كما تنكسر القوارير،ثم نزلت فانطلقت أنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس (لأحمد و البزار و الموصلي) (5).

ص: 421


1- لا يوجد في المصدر:«لي».
2- لا يوجد في المصدر:«لي».
3- لا يوجد في المصدر:«فصعدت على منكبه».
4- لا يوجد في المصدر:«رسول اللّه».
5- لا يوجد في المصدر:«لأحمد و البزار و الموصلي».

6,1,14,2,3

17- (1)و في المناقب:عن محمد بن حرب الهلالي قال:

قلت لمولاي جعفر الصادق:لم لم يطق علي حمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند حطّ الصنم من سطح الكعبة مع قوته و قلعه باب خيبر و رميه على الخندق، و لا يطيق حمل الباب أربعون رجلا،و إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يركب بغلة أو حمارا فيحمله فكيف لا يحمله علي؟

قال:إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حينئذ يعلم ضعف علي لصباوته و لكن وضع قدمه على كتفي علي إشارة الى خلقتهما من نور واحد يحمل الجزء من النور الجزء الآخر كما قال علي:أنا من أحمد كالكفّ من اليد،و كالذراع من العضد،و كالضوء من الضوء،و إنّهما كانا نورا واحدا قبل خلق الخلق،و إنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور قد تلألأ قالوا:إلهنا ما هذا النور؟

قال تعالى:هذا نور من نوري لولاه لما خلقت الخلق.

ثم قال جعفر:أ ما علمت أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رفع يد علي بغدير خم حتى نظر الناس بياض ابطيه فجعله مولى المسلمين،و قد احتمل الحسن و الحسين يوم حديقة بني النجار كانا نائمين فيها و قال:نعم الراكبان و أبوهما خير منهما،و إنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يصلّي بأصحابه فأطال سجدته فيقول:إنّ ابني ركبني فكرهت أن أرفع رأسي حتى ينزل باختياره؛فعل ذلك إظهارا لشرفهم و عظيم قدرهم عند اللّه (عزّ و جلّ)و حمل عليا على ظهره إشارة الى أنّه أبو ولده و الأئمة من صلبه كما حوّل رداءه في الاستسقاء إعلاما أنّه تحول الجدب خصبا و إعلاما أنّ ما حمله المعصوم فهو معصوم و قال:يا علي إنّ اللّه حمل ذنوب أتباعك و محبّيك عليّ ثم1.

ص: 422


1- علل الشرائع 209/1.غاية المرام:650 باب 104 حديث 1.

غفرها لي و ذلك قوله تعالى لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ (1)و إعلاما أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أصل الشجرة و علي و الحسن و الحسين أغصانها.

ثم قال جعفر:بهذا السر قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:علي نفسي و أخي أطيعوه.

و الإمام الشافعي رحمه اللّه أنشأ هذه الأبيات.

قيل لي قل لعلي مدحا *** ذكره يخمد نارا موصده

قلت لا أقدم في مدح امرئ *** ضلّ ذو اللّب الى أن عبده

و النبي المصطفى قال لنا *** ليلة المعراج لما صعده

وضع اللّه بظهري يده *** فأحس القلب أن قد برده

و علي واضع أقدامه *** في محل وضع اللّه يده/.

ص: 423


1- الفتح2/.

ص: 424

الباب التاسع و الأربعون

في تكلّم الشمس عليا(كرّم اللّه وجهه)و حديث البساط

و حديث السطل و الماء و المنديل

14,1- ([1])أخرج الحمويني في«فرائد السمطين»،و موفق بن أحمد الخوارزمي:عن الامام الحسن العسكري،عن أبيه عن آبائه،عن أمير المؤمنين علي(رضي اللّه عنهم)قال:

قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أبا الحسن كلّم الشمس فانّها تكلّمك.

قلت:السلام عليك أيّها العبد المطيع للّه (1)(عزّ و جلّ).

فقالت الشمس:و (2)عليك السلام يا أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين.[يا علي أنت و شيعتك في الجنّة،يا علي أول من تنشق الأرض عنه محمد ثم أنت،و أول من يحيا محمد ثم أنت،و أول من يكسى محمد ثم أنت].

قال:فانكببت للّه ساجدا شكرا له.

فقال لي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:قم يا أخي و يا حبيبي باهى اللّه بك أهل سماواته (3).

ص: 425


1- في المصدر:«لربه».
2- لا يوجد في المصدر:«و».
3- 1- في المصدر: «قال:فانكب علي ساجدا و عيناه تذرفان الدموع فانكب عليه النبي و قال:يا أخي و يا حبيبي ارفع رأسك فقد باهى اللّه بك أهل سبع سماوات».

14,1- (1)أيضا أخرج ابن شيرويه الديلمي و عبدوس الهمداني و الخطيب الخوارزمي في كتبهم بطرق متعددة:عن سلمان و عمار و أبي ذر و ابن مسعود و ابن عباس و علي(رضي اللّه عنهم)أنّهم قالوا:

لمّا فتح اللّه مكة تهيأ الى غزوة هوازن قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:يا علي قم فانظر كرامتك على اللّه(عزّ و جلّ)و كلّم الشمس.

فقام علي و قال:السلام عليك أيّها العبد الدائر في طاعة ربّه.

فأجابته بقولها:و عليك السلام يا أخا رسول اللّه و وصيه و حجة اللّه على خلقه.

و انكبّ علي ساجدا شكرا للّه(عزّ و جلّ)فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم برأسه يقيمه و يمسح وجهه و يقول:يا حبيبي أبشرك أنّ اللّه باهى بك حملة عرشه و أهل سماواته.ثم قال:الحمد للّه الذي فضّلني على سائر الأنبياء و أيّدني بعلي سيد الأوصياء،ثم قرأ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً (2)الى آخرها.

1- (3)أيضا أخرج صاحب المناقب:عن أبي جعفر الباقر عن جابر بن عبد اللّه(رضي اللّه عنهم)قال: إنّ الشمس تكلّمت لعلي عليه السّلام سبع مرات.

14,1,12- (4)أخرج الثعلبي:عن أبان عن أنس،و أيضا عن مجاهد عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال:

أهدي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بساط من خندف فقال:يا أنس ابسطه،فبسطته.2.

ص: 426


1- المناقب للخوارزمي:113 حديث 123.فرائد السمطين 184/1 حديث 147.
2- آل عمران83/.
3- الصراط المستقيم 204/1 باب 7 فصل 15.غاية المرام:634 باب 94 حديث 6.
4- المناقب لابن المغازلي:232 حديث 280.غاية المرام:634 باب 95 حديث 1،3،4.البحار 217/41 حديث 31.سعد السعود:113.مناقب آل أبي طالب 337/2.

ثم قال لي:ادع العشرة من الأصحاب،فدعوتهم.

فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط،ثم دعا عليا فناجاه طويلا،ثم أمره بالجلوس على وسط البساط،فجلس علي على وسطه فقال:يا ريح احملينا فحملتنا الريح.

قال أنس:فاذا البساط،يدف بنا دفا.

ثم قال:يا ريح ضعينا،فوضعتنا في موضع،و قال علي:هل تدرون أنتم في أيّ مكان؟

قلنا:لا ندري.

قال:هذا موضع أصحاب الكهف و الرقيم،قوموا و سلّموا على إخوانكم، فسلّمنا عليهم فلم يردوا علينا السلام.

فقام علي و قال:السلام عليكم أيّها الصديقون.

فقالوا:و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته.

قال أنس:قال لهم علي:ما بالكم لم تردوا السلام على إخواني.

قالوا:نحن معشر الصديقين لا نكلّم إلاّ نبيا أو وصيا.

فصاروا الى رقدتهم الى خروج القائم المهدي عليه السّلام فيحييهم اللّه تعالى عند خروجه.

ثم جلسنا على البساط و قال علي:يا ريح احملينا،فحملتنا يدف بنا دفا دفا.

ثم قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا في الحرة.

فقال علي:ندرك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في آخر ركعة و أتينا و لحقنا في آخر ركعة.

أيضا أخرج هذا الحديث ابن المغازلي:عن معمر عن أنس بن مالك.

أيضا أخرجه صاحب المناقب:عن ثابت عن أنس،و أيضا عن الزهري عن

ص: 427

أنس،و أيضا عن قتادة البصري عن أنس .

17- (1)و في جمع الفوائد:في تفسير قوله تعالى: ما يَعْلَمُهُمْ إِلاّ قَلِيلٌ (2):عن ابن عباس(رضي اللّه عنهما)قال: أنا من أولئك القليل،و هم سبعة رجال:يمليخا و هو المبعوث بالورق الى المدينة،مكسلمينا،مرطولس،يتبونس،دردونس، كفاسطيطوس،منطيوسيسوس،و هو الراعي و الكلب اسمه قطمير.

قال أبو عبد الرحمن:قال:أبي:بلغني أنه من كتب هذه الأسماء في شيء و طرحه في حريق سكن الحريق (للأوسط) .

14,1- (3)أخرج ابن المغازلي الشافعي و صاحب المناقب:بالاسناد عن الأعمش،عن أبي سفيان،عن أنس بن مالك قال:

صلّى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلاة العصر و أبطأ في ركوعه في الركعة الاولى حتى ظننا انّهه.

ص: 428


1- جمع الفوائد 99/2(تفسير سورة الكهف).
2- الكهف22/.
3- المناقب لابن المغازلي:94 حديث 139.أمالي الصدوق:187 حديث 4.غاية المرام:638 حديث 2 المناقب للخوارزمي:304 حديث 300.و لفظه قريب جدا من لفظ الخوارزمي، 14,1- و أما لفظ ابن المغازلي: عن الأعمش،عن أبي سفيان،عن أنس بن مالك،قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأبي بكر و عمر:امضيا إلى علي يحدّثكما ما كان منه في ليلته و أنا على أثركما،قال أنس:فمضيا و مضيت معهم فاستأذن أبو بكر و عمر على علي فخرج إليهما فقال:يا با بكر!حدث شيء؟قال:لا،و ما حدث إلاّ خير،قال لي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لعمر:امضيا إلى علي يحدّثكما ما كان منه في ليلته. و جاء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال:يا علي حدّثهما ما كان منك في ليلتك!فقال:أستحي يا رسول اللّه،فقال: حدّثهما،إنّ اللّه لا يستحي من الحقّ،فقال علي:أردت الماء للطهارة و أصبحت و خفت أن تفوتني الصلاة، فوجّهت الحسن في طريق و الحسين في طريق في طلب الماء فأبطئا عليّ فأحزنني ذلك،فرأيت السقف قد انشقّ و نزل عليّ منه سطل مغطّى بمنديل،فلمّا صار في الأرض،نحّيت المنديل عنه و إذا فيه ماء فتطهّرت للصلاة و اغتسلت و صلّيت ثم ارتفع السطل و المنديل،و التأم السقف،فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي:أمّا السطل فمن الجنة،و أمّا الماء فمن نهر الكوثر،و أمّا المنديل فمن استبرق الجنة،من مثلك يا علي في ليلته و جبريل يخدمه.

سها،ثم رفع رأسه و أوجز في صلاته و سلّم،ثم أقبل علينا فنادى:يا علي أدن منّي،فما زال يتخطّى الصفوف من الصف الآخر حتى دنا.

فقال له:ما الذي خلفك عن الصف الأول؟

قال:كنت على غير وضوء فأتيت بيتي فلم أجد فيه ماء،فناديت:يا حسن و يا حسين،فلم يجبني أحد،فاذا هاتف يهتف يا أبا الحسن،فاذا رأيت أنا بسطل من ذهب فيه ماء و عليه منديل فتوضأت بالماء،و هو أطيب من المسك،فلا أدري من أتاهما و من أخذهما منّي.

فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ضمّه الى صدره و قبّل ما بين عينيه،ثم قال:إنّ السطل و الماء و المنديل من الجنّة،و الذي أتاك بالسطل بالماء جبرائيل،و الذي أتاك بالمنديل ميكائيل،و الذي نفس محمد بيده،ما زال إسرافيل قابضا بيده على ركبتي حتى لحقت بي الصلاة،و إنّ اللّه و ملائكته يحبّونك.

أيضا أخرج هذا الحديث موفق بن أحمد الخوارزمي بالاسناد عن حميد الطويل،عن أنس بن مالك بلفظه .

ص: 429

ص: 430

الباب الخمسون

في حديث:«نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك

علي»و في الأحاديث المذكورة في الشورى

14,1- ([1])أخرج أحمد بن حنبل في مسنده باسناده عن مخدوج بن زيد الهذلي رضي اللّه عنه قال:

إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آخى بين المسلمين ثم قال:

يا علي أنت أخي،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ (1)أنّه لا نبي بعدي، أ ما علمت يا علي أنا أوّل من يدعى به يوم القيامة،و أنا أقوم (2)عن يمين العرش[في ظلّه]،و أكسى (3)حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثم يدعى بأبينا إبراهيم(عليه الصلاة و السلام)فيقوم عن يمين العرش،ثم يدعى بالنبيين(عليهم الصلوات و السلام)بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين (4)عن يمين العرش،و يكسون حللا خضراء من حلل الجنّة.

ألا[و]إنّي أخبرك يا علي أن أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة.

ص: 431


1- في المصدر:«غير».
2- في المصدر:«انّه أول من يدعى بي فأقوم».
3- في المصدر:«فأكسى».
4- السماط:الجماعة من الناس و النخل،سماط القوم-بالكسر-:صفهم.

ثم أبشر يا علي أنا أوّل من يدعى به يوم القيامة،ثم يدعى بك،هذا لقرابتك (1)منّي و منزلتك عندي،فيدفع إليك لوائي،و هو لواء الحمد،فتسير به بين السماطين،و إنّ (2)آدم[عليه السّلام]و جميع من (3)خلق اللّه يستظلّون بظلّ لوائي يوم القيامة،و طوله مسيرة ألف سنة،سنانه ياقوتة حمراء،قصبته (4)فضة [بيضاء،زجّه درّة خضراء]،له ثلاث ذوائب من نور؛ذوابة في المشرق، و ذوابة في المغرب،و ذوابة في (5)وسط الدنيا،مكتوب عليها (6)ثلاثة أسطر:

السطر (7)الأول:بسم اللّه الرحمن الرحيم.

و الثاني:الحمد للّه ربّ العالمين.

و الثالث:لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه.

طول كلّ سطر مسيرة (8)ألف سنة و عرضه مسيرة ألف سنة.

فتسير باللواء و الحسن عن يمينك،و الحسين عن يسارك،حتى تقف بيني و بين إبراهيم في ظلّ العرش،فتكسى (9)حلّة خضراء من حلل (10)الجنّة،ثم ينادي».

ص: 432


1- 14,1- في المصدر: «يا علي أول ما يدعى بك لقرابتك مني».
2- لا يوجد في المصدر:«و إن».
3- لا يوجد في المصدر:«من».
4- في المصدر:«قضبه».
5- في المصدر:«و الثالثة وسط الدنيا».
6- في المصدر:«عليه».
7- لا يوجد في المصدر:«السطر».
8- لا يوجد في المصدر:«مسيرة».
9- في المصدر:«ثم تكسى».
10- لا يوجد في المصدر:«حلل».

المنادي من عند العرش (1):نعم الأب أبوك إبراهيم،و نعم الأخ أخوك علي.

ألا و إنّي أبشّرك يا علي انّك تدعى إذا دعيت،و تكسى (2)إذا كسيت،و تحيا إذا حييت.

14,1- ([2])أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي باسناده عن إبراهيم النخعي،عن علقمة،-.

ص: 433


1- في المصدر:«ثم ينادي مناد من تحت العرش».
2- في المصدر:«أبشر يا علي انك تكسى اذا كسيت و تدعى...». ([2]) المناقب للخوارزمي:299 حديث 296.و لفظه في المصدر هكذا: 14,1,15,2,3- و بهذا الاسناد عن أبي سعد هذا،أخبرني أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد الحمدوني بقراءتي عليه-سنة ست و ثمانين و ثلاث مائة-،حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان بن عبد الرحمن بن المرزبان الجلاب، حدثني أبو بكر محمد بن ابراهيم السوسي البصري-نزيل حلب-،حدثنا عثمان بن عبد اللّه القرشي الشامي بالبصرة قدم علينا،حدثنا يوسف بن اسباط،عن محل الضبي،عن إبراهيم النخعي،عن علقمة، عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال: لمّا كان أول يوم من البيعة لعثمان لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ،فاجتمع المهاجرون و الأنصار في المسجد و نظرت إلى أبي محمد عبد الرحمن ابن عوف و قد اعتجر بريطة و قد اختلفوا إذا جاء أبو الحسن بأبي هو و أمّي قال:فلمّا بصروا بأبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السّلام،سرّ القوم طرّا فانشأ علي و هو يقول:ان أحسن ما ابتدأ به المبتدءون و نطق به الناطقون و تفوّه به القائلون،حمد اللّه و الثناء عليه بما هو أهله و الصلاة على النبي محمد و آله الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء،المتوحد بالملك،الذي له الفخر و المجد و الثناء،خضعت له الآلهة بجلاله،و وجلت القلوب من مخافته فلا عدل له و لا ندّ،و لا يشبهه أحد من خلقه،و نشهد له بما شهد به لنفسه أولو العلم من خلقه:أن لا إله إلاّ اللّه،ليس له صفة تنال،و لا حدّ تضرب له الأمثال،المدرّ صوب الغمام ببنات نطاف و متهطل الرباب بوابل الطل،فرش الفيافي و الآكام بشقيق الدمن و أنيق الزهر و أنواع النبات،المبجّس بثق العيون الغزار من صمّ الاطواد،يبعث الزلال حياة للطير و الهوام و الوحش و سائر الأنعام و الأنام، فسبحان من يدان لدينه و لا يدان لغيره دينه دين،و سبحان الذي ليس لصفته نعت موجود و لا حد محدود، و نشهد أن محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبده المرتضى و نبيّه المصطفى و رسوله المجتبى،أرسله اللّه إلينا كافة و الناس أهل عبادة الأوثان و جموع الضلالة،يسفكون دمائهم و يقتلون أولادهم و يخيفون سبلهم،عيشهم الظلم و أمنهم الخوف و عزّهم الذل مع عنجهية عمياء و حميّة،حتى استنقذنا اللّه بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الضلالة و هدانا بمحمد من الجهالة،و انتاشنا بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الهلكة،و نحن معاشر العرب أضيق العرب معاشا،و أخشنهم رياشا،جلّ طعامنا الهبيد و جلّ لباسنا الوبر و الجلود مع عبادة الأوثان و النيران،فهدانا اللّه بمحمد إلى صالح-.

عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:

لمّا كان يوم الشورى قال علي لأهل الشورى:أنشدكم باللّه هل تعلمون أن جبرئيل قال:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتى إلاّ علي؟!

قالوا:نعم.

---

([2]) - الأديان،و انقذنا من عبادة الأوثان بعد أن أمكنه اللّه من شعلة النور،فأضاء لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مشارق الأرض و مغاربها،فقبضه اللّه إليه،فإنّا للّه و انّا إليه راجعون،فما اجلّ رزيّته،و أعظم مصيبته،فالمؤمنون فيه طرّا مصيبتهم واحدة.

ثم قال علي:ناشدتكم اللّه تعالى هل تعلمون معاشر المهاجرين و الأنصار ان جبرئيل عليه السّلام أتى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:يا محمد لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتى إلاّ علي؟هل تعلمون كان هذا؟قالوا:اللّهم نعم،قال:فانشدكم اللّه هل تعلمون أن جبرئيل نزل على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:يا محمد ان اللّه يأمرك أن تحب عليا و تحب من يحبه،فان اللّه تعالى يحب عليا؟قالوا:اللهم نعم،قال:فأنشدكم اللّه هل تعلمون ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:لما أسري بي إلى السماء السابعة رفعت إلى رفارف من نور ثم رفعت إلى حجب من نور،فوعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الجبار لا إله إلاّ اللّه أشياء فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب:نعم الأب أبوك إبراهيم،و نعم الأخ أخوك علي و استوص به،أ تعلمون معاشر المهاجرين و الأنصار كان هذا؟ فقال أبو محمد من بينهم-يعني عبد الرحمن بن عوف-:سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إلاّ فصمّتا ثم قال: هل تعلمون ان أحدا كان يدخل المسجد غيري جنبا؟قالوا:اللّهم لا،قال:فانشدكم اللّه هل تعلمون أن أبواب المسجد سدّها و ترك بابي؟قالوا:اللهم نعم،قال:هل تعلمون إنّي كنت إذا قاتلت عن يمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي؟قالوا:اللّهم نعم قال:فأنشدكم اللّه هل تعلمون انّ رسول اللّه أخذ الحسن و الحسين فجعل رسول اللّه يقول:هيّ يا حسن،فقالت فاطمة: يا رسول اللّه انّ الحسين أصغر و أضعف ركنا منه،فقال لها رسول اللّه:أ لا ترضين أن أقول أنا هيّ يا حسن، و يقول جبرئيل هيّ يا حسين،فهل لخلق منكم مثل هذه المنزلة؟نحن صابرون ليقضي اللّه في هذه البيعة أمرا كان مفعولا.

قال رضي اللّه عنه:يقال اعرابي فيه عنجهية،أي:جفا و كبر.و الهبيد:حبّ الحنظل،و قال أبو عبيد:الحنظل نفسه، و السخينة:التي ارتفعت عن الحساء و ثقلت أن تحصى،و قال ابن دريد:مثل الحريرة دقيق يليك بشحم، و المعدية تقرب من ذلك،و لعلّها سميت بذلك لغلظتها و صلابتها من قولهم تمعددوا:تشبهوا بمعد في خشونة المطعم و الملبس و تصلبوا و لذلك قيل:تمعدد الصبي أي:غلظ و ذهبت عنه رطوبة الصبيان.

ص: 434

قال:و هل تعلمون أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:إنّ جبرائيل قال:يا رسول اللّه إنّ اللّه يأمرك أن تحبّ عليا و تحبّ من يحبّه فانّ اللّه يحبّ عليا و يحبّ من يحبّه؟

قالوا:نعم.

قال:و هل تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:لمّا أسري بي الى السماء السابعة رفعت الى رفارف من نور،ثم رفعت إلى حجب من نور؛كلّمني الجبار و قال لي أشياء،فلمّا رجعت من عنده نادى مناد من وراء الحجب:نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي و استوص به؟

قالوا:نعم.

[ثم قال:]هل تعلمون أنّ أبواب المسجد سدّ[ها]و ترك بابي،فلا يدخل أحدكم المسجد جنبا غيري؟

قالوا:نعم.

قال:هل تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان عنده الحسن و الحسين و هما يلعبان فيقول:إيه يا حسن.

فقالت فاطمة:يا أبا إنّ الحسين أصغر و أضعف ركنا من الحسن.

فقال:يا فاطمة أ لا ترضين أن أقول إيه يا حسن و يقول جبرائيل:إيه يا حسين؟

قالوا:نعم.

ثم قال علي لهم:هل لأحدكم مثل هذا الفضل و هذه المنزلة؟

قالوا:لا.

ص: 435

ص: 436

الباب الحادي و الخمسون

في بيان علوّ همة علي عليه السّلام

و زهده في الدنيا

1- ([1])في نهج البلاغة:من خطبته عليه السّلام: و اللّه لقد رقعت مدرعتي (1)هذه حتى استحييت من راقعها و لقد قال لي قائل:أ لا تنبذها[عنك]؟فقلت:اعزب (2)عني[ف]عند الصباح يحمد القوم السرى (3).

1- ([2])و من كلامه عليه السّلام: و اللّه لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق (4)خنزير في يد مجذوم (5).

1- ([3])و من خطبته ...فلمّا نهضت بالأمر نكثت طائفة،و مرقت أخرى،و فسق (6)آخرون،كأنّهم لم يسمعوا اللّه سبحانه يقول: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ

ص: 437


1- المدرعة:ثوب من صوف.
2- في المصدر:«أغرب عني»أي اذهب و أبعد.
3- السرى-بضم ففتح-:السير ليلا و معنى المثل:إذا أصبح النائمون و قد رأوا السارين واصلين إلى مقاصدهم حمدوا سراهم و ندموا على نوم أنفسهم. ([2]) نهج البلاغة:510 قصار الجمل 236.
4- العراق-بكسر العين-:هو من الحشا ما فوق السرّة معترضا البطن.
5- المجذوم:المصاب بمرض الجذام. ([3]) نهج البلاغة:49 الخطبة 3.
6- في المصدر:«و قسط».

لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .بلى و اللّه لقد سمعوها و وعوها و لكنّهم حليت الدنيا في أعينهم و راقهم زبرجها (1).

أما و الذي فلق الحبة،و برأ النسمة،لو لا حضور الحاضر،و قيام الحجة بوجود الناصر،و ما أخذ اللّه على العلماء ألاّ يقارّوا (2)على كظّة (3)ظالم و لا سغب (4)مظلوم،لألقيت حبلها على غاربها،و لسقيت آخرها بكأس أولها،و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة (5)عنز.

1- ([4])و من خبر ضرار بن ضمرة الضبائي: فأشهد باللّه (6)لقد رأيت عليا (7)في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله،و هو قائم في محرابه قابض على لحيته، يتململ تململ السليم،و يبكي بكاء الحزين،و يقول:

يا دنيا يا دنيا،إليك عنّي،أ بي تعرضت؟ (8)أم إليّ تشوقت؟لا حان حينك، هيهات!غرّي غيري،لا حاجة لي فيك،قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيها، فعيشك قصير،و خطرك يسير،و أملك حقير.آه من قلّة الزاد،و طول الطريق،و بعد السفر،و عظيم المورد،و خشونة المضجع (9).».

ص: 438


1- الزبرج:الزينة من وشي أو جوهر.
2- ألاّ يقارّوا:ألاّ يوافقوا مقرّين.
3- الكظّة:ما يعتري الآكل من الثقل و الكرب عند امتلاء البطن بالطعام.
4- السغب:شدّة الجوع.
5- عفطة العنز:ما تنثره من أنفها. ([4]) نهج البلاغة:480 قصار الجمل 77.حلية الأولياء 84/1.
6- لا يوجد في المصدر:«باللّه».
7- في المصدر:«لقد رأيته».
8- تعرضه:تصدّى له و طلبه.
9- لا يوجد في المصدر:«و خشونة المضجع».

1- ([5])و من مكتوبه عليه السّلام: الى عثمان بن حنيف الأنصاري:و هو عامله على البصرة، و قد بلغه انّه دعي الى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها:

أما بعد،يا ابن حنيف فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك الى مأدبة (1)،فأسرعت إليها،تستطاب (2)لك الألوان،و تنقل إليك الجفان (3)،و ما ظننت أنّك تجيب الى طعام قوم،عائلهم مجفو (4)،و غنيهم مدعو،فانظر الى ما تقضمه من هذا المقضم (5)،فما اشتبه عليك علمه فالفظه (6)،و ما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه.

ألا و إنّ لكلّ مأموم إمام يقتدي به و يستضيء بنور علمه،ألا و إنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه (7)بطمريه (8)،و من طعمه بقرصيه (9)،ألا و إنّكم لا تقدرون على ذلك،و لكن أعينوني بورع و اجتهاد،و عفة و سداد،فو اللّه ما كنزت من دنياكم تبرا (10)،و لا ادخرت من غنائمها وفرا (11)،و لا أعددت لبالي ثوبيل.

ص: 439


1- المأدبة-بفتح الدال و ضمها-:الطعام يصنع لدعوة أو عرس.
2- تستطاب لك:يطلب لك طيبها.
3- الجفان-جمع جفنة-:و هي القصعة.
4- عائلهم:محتاجهم،و مجفو:أي مطرود من الجفاء.
5- قضم:أكل بطرف أسنانه،و المراد الأكل مطلقا،و المقضم:المأكل.
6- الفظه:اطرحه.
7- في(أ):«دنياكم».
8- الطمر-بالكسر-:الثوب الخلق البالي.
9- طعمة-بضم الطاء-:ما يطعمه و يفطر عليه.و قرصيه:تثنية قرص و هو الرغيف.
10- التبر:فتات الذهب و الفضة قبل أن يصاغ.
11- الوفر:المال.

طمرا،و لا أحرزت (1)من أرضها شبرا،و لا أخذت منها إلاّ كقوت أتان دبرة (2)،و لهي في عيني أهون من عصفة مقرة (3)...

و إنّما هي نفسي أروضها (4)بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر[و تثبت على جوانب المزلق (5)،و لو شئت لاهتديت الطريق الى مصفى هذا العسل،و لباب هذا القمح،و نسائج هذا القزّ (6)،و لكن هيهات أن يغلبني هواي و يقودني جشعي (7)الى تخيّر الأطعمة]،و لعلّ بالحجاز أو باليمامة (8)من لا طمع له في القرص و لا عهد له بالشبع[أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى (9)و أكباد حرّى (10)،أو أكون كما قال القائل:

حسبك داء أن تبيت ببطنة (11)*** و حولك أكباد تحنّ الى القدّ (12)

أ أقنع من نفسي بأن يقال:هذا أمير المؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر،أو أكون أسوة لهم في جشوبة (13)العيش]،فما خلقت ليشغلني أكل الطيباتة.

ص: 440


1- في المصدر:«و لا حزت».
2- أتان دبرة:هي التي عقر ظهرها فقلّ أكلها.
3- مقرة:أي مرّة.
4- أروضها:أذللها.
5- المزلق:موضع الزلل،و هو المكان الذي يخشى فيه أن تزلّ القدمان.
6- القزّ:الحرير.
7- الجشع:شدّة الحرص.
8- في المصدر:«اليمامة».
9- بطون غرثى:جائعة.
10- أكباد حرّى-مؤنث حران-:أي عطشان.
11- البطنة-بكسر الباء-:البطر و الأشر.
12- القدّ-بالكسر-:سير من جلد غير مدبوغ.
13- الجشوبة:الخشونة.

كالبهيمة[المربوطة]همّها علفها...

و كأني بقائلكم يقول:إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران و منازلة الشجعان،ألا و إن الشجرة البرية (1)أصلب عودا.

[و الرواتع الخضرة (2)أرقّ جلودا،و النباتات العذية (3)أقوى وقودا (4)و أبطأ خمودا]،و أنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كالصنو من الصنو (5)،و الذراع من العضد، و اللّه لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها...

إليك عني يا دنيا،فحبلك على غاربك (6)،فقد (7)انسللت من مخالبك،و أفلت من حبائلك (8)[و اجتنبت الذهاب في مداحضك (9)]،أين القرون الذين غررتهم بمداعبك (10)؟أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك[فها هم رهائن القبور و مضامين اللحود (11)]و اللّه لو كنت شخصا مرئيا،و قالبا حسيا (12)،لأقمت عليك حدود اللّه في عباد غررتهم بالأماني،و أمم ألقيتهم في المهاوي،و ملوك أسلمتهم الى التلف و أوردتهم موارد البلاء...».

ص: 441


1- الشجرة البرية:التي تنبت في البر الذي لا ماء فيه.
2- الرواتع الخضرة:الأشجار و الأعشاب الغضة الناعمة التي تنبت في الأرض الندية.
3- النباتات العذية:التي تنبت عذيا،و العذي-بسكون الذال-:الزرع الذي لا يسقيه إلاّ ماء المطر.
4- الوقود:اشتعال النار.
5- في المصدر و(أ):«كالضوء من الضوء».
6- الغارب:ما بين السنام و العنق،و المراد:انّي سرحتك فاذهبي حيث شئت.
7- في المصدر:«قد».
8- الحبائل-جمع حبالة-:و هي شبكة الصيّاد.
9- المداحض:المساقط و المزالق.
10- المداعب:جمع مدعبة من الدعابة و هي المزاح.
11- مضامين اللحود:أي الذين تضمنتهم القبور.
12- في(أ):«جنسيا».

طوبى لنفس أدّت الى ربّها فرضها،و[عركت بجنبها بؤسها (1)،و هجرت في الليل غمضها (2)،حتى إذا غلب الكرى (3)عليها]افترشت أرضها،و توسّدت كفّها (4)في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم،و تجافت عن مضاجعهم (5)جنوبهم،و همهمت (6)بذكر ربّهم شفاههم،و تقشعت جلودهم (7)بطول استغفارهم ذنوبهم أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8).

فاتق اللّه يا ابن حنيف،و لتكفف أقراصك،ليكون من النار خلاصك.

1- ([6])و كلامه عليه السّلام: و اللّه لإن أبيت على حسك السعدان مسهّدا،أو أجرّ في الأغلال مصفدا،أحبّ إليّ من أن ألقى اللّه و رسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد، و غاصبا لشيء من الحطام...

و اللّه لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته،و إنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها.ما لعلي و نعيم يفنى،و لذة لا تبقى،نعوذ باللّه من سبات العقل، و قبح الزلل،و به نستعين.4.

ص: 442


1- البؤس:الضر،و عرك البؤس بالجنب:الصبر عليه.
2- الغمض-بالضم-:النوم.
3- الكرى:النعاس.
4- توسّدت كفها:جعلته كالوسادة.
5- تجافت:تباعدت و نأت،و المضاجع جمع مضجع:موضع النوم.
6- الهمهمة:الصوت الخفي يتردد في الصدر.
7- لا يوجد في المصدر:«جلودهم».
8- المجادلة22/. ([6]) نهج البلاغة:324 الخطبة 224.

1- ([7])و من كلامه عليه السّلام بالبصرة: و قد دخل على العلاء بن زياد الحارثي يعوده،فلمّا رأى سعة داره قال:

ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا،أما (1)و أنت إليها في الآخرة[كنت] أحوج،و بلى إن شئت بلغت بها الآخرة تقري فيها الضيف،و تصل فيها الرحم،و تطلع منها الحقوق مطالعها،فاذا أنت قد بلغت بها الآخرة.

فقال له العلاء:يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد.

قال:و ماله؟

قال:لبس العباء[ة]و تخلّى من الدنيا.

فقال:ادعه لي (2).

فلما جاء قال:يا عدو (3)نفسه،لقد استهام بك الخبيث،أ ما رحمت أهلك و ولدك؟أ ترى اللّه أحلّ لك الطيبات و هو يكره أن تأخذها؟[أنت أهون على اللّه من ذلك].

قال:يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك،و جشوبة مأكلك.

قال:ويحك إنّي لست كأنت،إنّ اللّه[تعالى]فرض على أئمة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيّغ بالفقير فقره.

1- ([8])و من كتابه عليه السّلام الى عبد اللّه بن العباس(رضي اللّه عنهما):

أما بعد،فان المرء قد يسرّه درك ما لم يكن ليفوته،و يسوؤه فوت ما لم يكن2.

ص: 443


1- لا يوجد في المصدر:«أما».
2- في المصدر:«عليّ به».
3- في المصدر:«يا عديّ». ([8]) نهج البلاغة:378 الكتاب 22.

ليدركه،فليكن سرورك بما نلت من آخرتك،و ليكن أسفك على ما فاتك منها،و ما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحا،و ما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا،و ليكن همّك فيما بعد الموت.

14,1- ([9])أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي:عن أبي مريم قال:سمعت عمار بن ياسر يقول:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: يا علي إنّ اللّه[تعالى]زيّنك[زينة لم يزيّن العباد] بزينة هي أحبّ إليه من الدنيا و ما فيها (1):زهدك في الدنيا،و حبّك الفقراء (2)، فرضيت بهم أتباعا،و رضوا بك إماما.

يا علي طوبى لمن أحبّك و صدقك (3)،و الويل (4)لمن أبغضك و كذبك (5)،فأمّا (6)من أحبّك و صدقك (7)فاخوانك في الدين (8)و شركاؤك في الجنّة (9)،و أمّا من أبغضك و كذبك (10)فحقيق على اللّه-تعالى-يوم القيامة أن يقيمه مقام الكذّابين.

14,1- ([10])أخرج موفق الخوارزمي:عن عدي بن ثابت قال:1.

ص: 444


1- في المصدر:«هي أحبّ إليه منها».
2- في المصدر:«زهدك فيها و بغضها إليك و حبّب إليك الفقراء».
3- في المصدر:«و صدق بك».
4- في المصدر:«و ويل».
5- في المصدر:«و كذب عليك».
6- في المصدر:«أمّا».
7- في المصدر:«صدق بك».
8- في المصدر:«في دينك».
9- في المصدر:«في جنتك».
10- في المصدر:«كذب عليك». ([10]) المناقب للخوارزمي:119 حديث 131.حلية الأولياء 81/1.

أوتي علي بن أبي طالب(كرّم اللّه وجهه) (1)بفالوذج فأبى أن يأكل منه و قال:

إنّه (2)شيء لم يأكل منه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا أحبّ أن آكل منه.

1- (3)و في المناقب:عن صالح بياع الأكيسة قال:

لقيت أمير المؤمنين عليا عليه السّلام بالكوفة و معه تمر يحمله،قلت له:أعطني يا أمير المؤمنين هذا التمر أحمله عنك الى بيتك.

فقال:ذو العيال أحقّ بحمله.

فما أعطاني،فانطلقت به الى منزله فدخل به في البيت،ثم رجع بتلك الشملة و فيها قشور،فصلّى بالناس الجمعة.

6,14,1,4,5- (4)و عن جعفر الصادق عليه السّلام: كان أمير المؤمنين عليه السّلام يجلس جلسة العبد،و يأكل أكلة العبد،و يطعم الناس خبز البر و اللحم،و يرجع الى أهله فيأكل خبز الشعير بالزيت أو بالخل،و يشتري القميص من الكرابيس السنبلاني و يعطي خيرها لغلامه قنبر فيلبس رديها،فاذا جاوز أصابعه و كعبه قطعه.

و ما ورد عليه أمران قط كلاهما رضاء اللّه إلاّ أخذ بأشدّهما على بدنه،و لا نزلت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شديدة قط إلاّ وجهه فيها ثقة به.

و لقد ولي قرب خمس سنين فما وضع آجرة على آجرة،و لا لبنة على لبنة،و لا أورث بيضاء و لا صفراء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع0.

ص: 445


1- في المصدر:«عليه السّلام».
2- لا يوجد في المصدر:«انّه».
3- ترجمة الإمام علي عليه السّلام لابن عساكر 249/3 حديث 1266.شرح نهج البلاغة 202/2.البحار 138/41.
4- أمالي الصدوق:232(عن الباقر عليه السّلام).كنز العمال 339/4 حديث 25.أمالي الشيخ 73.البحار 340/40.

لأهله بها خادما.

و لقد كان يعمل عمل رجل كأنّه ينظر الى الجنّة و النار،و لقد أعتق ألف مملوك من ماله الذي يجفى فيه يداه،و يعرق فيه جبينه،التماس وجه اللّه(عزّ و جلّ) و رضائه.

و كان علي بن الحسين عليهما السّلام قد جهد في العبادة ما لا يفعله بعده أحد،فدخل ابنه أبو جعفر محمد الباقر عليهما السّلام فرآه قد اصفرّ لونه من السهر و الجوع، و عمصت عيناه من البكاء،و صارت جبهته كركبة البعير،و انخرم أنفه من كثرة السجود،و ورمت ساقاه و قدماه من طول القيام في الصلاة،فيقول الباقر عليه السّلام:

لم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال،فبكيت رحمة عليه،و إذا هو يفكّر، فالتفت إليّ بعد حينة من دخولي فقال:يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة جدّي أمير المؤمنين عليه السّلام،فأعطيته،فقرأ فيها شيئا يسيرا ثم تركها من يده تضجرا و قال:من يطيق عبادته.

و قال الصادق:و إذا أتى بيت المال جمع المستحقين ثم ضرب يده بالمال و يقول:

يا صفرا و يا بيضا غرّي غيري،غرّي غيري،فلا يخرج حتى يفرق المال و يعطي كلّ ذي حقّ حقّه،ثم يأمر أن يرشّ الماء فيه و يكنسه،ثم يصلّي فيه ركعتين،ثم يقول:يا دنيا أ بي تتعرضين؟أم إليّ تتشوّقين؟فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك.

1- (1)في فصل الخطاب:في مسند أحمد:قال علي(كرّم اللّه وجهه):

لقد رأيتني إنّي لأربط الحجر على بطني من الجوع،و إنّ صدقتي تبلغ اليوم1.

ص: 446


1- مسند أحمد 159/1.

أربعة آلاف دينار، و في رواية: أربعين ألف درهم.

فقال العلماء:لم يرد به زكاة مال يملكه،بل أراد الأوقاف التي تصدق بها و جعلها صدقة جارية،و كان الحاصل من غلّتها يبلغ هذا القدر.

و كان عليه إزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم،و الأحاديث الواردة في فضله كثيرة جدا.

1- (1)و عن أبي الحسن علي بن أحمد،عن علقمة قال:

دخلنا على علي(كرّم اللّه وجهه)و بين يديه طبق من خوص،عليه قرص أو قرصان من خبز شعير،نخالته تبين في الخبز،و هو يكسره على ركبتيه و يأكله،فقلت لجارية سوداء يقال لها فضة:أ لا نخلت هذا الدقيق؟

فقالت:هو يأكله المهنا و يكون الوزر في عنقي.فتبسم و قال:أنا أمرتها أن لا تنخله.

فقلنا:لم يا أمير المؤمنين؟

قال:ذلك أحرى أن يذلّ النفس،و يقتدي بي المؤمنون،و ألحق برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بأصحابي.

ثم قال:إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأكل أيبس من هذه.

1- (2)و عن عدي بن حاتم الطائي قال: رأيت عليا(كرّم اللّه وجهه)و بين يديه ماء قراح و كسيرات خبز شعير و ملح،فقلت:يا أمير المؤمنين لتظلّ في النهار طاويا مجاهدا،و في الليل ساهرا مكابدا،ثم هذا فطورك؟!

قال:إذهاب علل النفس بالقنوع و إلاّ طلبت فوق ما يكفيها.

1- [16] و عن الأحنف بن قيس قال: دخلت على علي(كرّم اللّه وجهه)وقت إفطاره إذ2.

ص: 447


1- شرح نهج البلاغة:201/2(اختلاف يسير).
2- مناقب آل أبي طالب 98/2.

دعا بجراب مختوم فيه سويق الشعير،قلت له:يا أمير المؤمنين خفت أن يؤخذ منه فختمت فيه؟

قال:لا،و لكنّي خفت أن يلينه الحسن أو الحسين بسمن أو زيت.

قلت:هما حرام عليك؟

قال:لا،و لكن يجب على الائمة أن يغتذوا بغذاء ضعفاء الناس و أفقرهم،كيلا يشكو الفقير من فقره،و لا يطغى الغني لغناه.

1- (1)و في كتاب«ذخيرة الملوك»للسيد علي الهمداني(قدس اللّه سرّه و وهب لنا بركاته و فتوحاته):

إنّ عليا(كرّم اللّه وجهه)كان معتكفا في مسجد الكوفة،جاء اعرابي وقت إفطاره فأخرج علي من جراب سويق شعير فأعطاه منه شيئا،فلم يأكله الاعرابي،فعقده في طرف عمامته،فجاء الى دار الحسنين(رضي اللّه عنهما) فأكل معهما فقال لهما:رأيت شيخا غريبا في المسجد لا يجد غير هذا السويق فترحمت عليه،فاحمل من هذا الطعام إليه ليأكله،فبكيا و قالا:إنّه أبونا أمير المؤمنين علي يجاهد نفسه بهذه الرياضة.

و في شرح نهج البلاغة:فأمّا فضائله(كرّم اللّه وجهه)فانّها قد بلغت في الاشتهار و الانتشار،أقرّ لها أعداؤه بنو أميّة،و اجتهدوا بكلّ حيلة في إطفاء نوره،و لعنوه على جميع المنابر،فما زاده ذلك إلاّ رفعة (2).ل.

ص: 448


1- ذخيرة الملوك:112-113.
2- شرح النهج:16/1 و 17.نقل المصنف مقتطفات من كلام ابن أبي الحديد باختصار و تصرف يسير أحيانا بيد أنّه غير مخل.

فأمّا علمه كان بالوراثة و الالهام،و إنّ ابن عباس كان تلميذه قيل له:أين علمك من علم ابن عمك علي؟

فقال:كنسبة قطرة من المطر الى البحر المحيط.

فعلم القرآن و الطريقة و الحقيقة،و أحوال التصوف و النحو و الصرف كلّها منه (1).

و أمّا شجاعته،فهي مشهورة يضرب بها الأمثال،و إنّه لمّا دعا معاوية الى المبارزة ليستريح الناس من الحرب،يقتل أحدهما الآخر،قال عمرو بن العاص لمعاوية:لقد أنصفك علي.

فقال معاوية:ما غششتني منذ نصحتني إلاّ اليوم،أ تأمرني بمبارزة أبي الحسن و أنت تعلم أنّه الشجاع المطرق،أراك طمعت في إمارة الشام بعدي.

قالت أخت عمرو بن عبد ودّ ترثيه:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله *** لكنت أبكي عليه آخر الأبد

لكن قاتله من لا نظير له *** و كان يدعى أبوه بيضة البلد (2)

و أمّا القوة و الأيد،فضرب المثل فيهما،و هو الذي قلع باب خيبر،و اجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه،و هو اقتلع الصخرة العظيمة بيده أيام خلافته في مسيره الى صفين بعد عجز الجيش كلّه عن قلع الصخرة، فأنبط الماء من تحتها.

و أمّا السخاء و الجود،فكان يصوم و يؤثر بزاده،و كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة،حتى مجلت يده،و يتصدّق بالأجرة،و يشدّ على بطنه حجرا.

و قال الشعبي:ما قال لسائل قط لا.1.

ص: 449


1- شرح النهج:19/1.
2- شرح النهج:20/1 و 21.

و قال مبغضه الذي يجتهد في عيبه معاوية بن أبي سفيان:لو ملك بيتا من تبر ذهب و بيتا من تبن لأنفد تبره قبل تبنه.

1- و: كان يكنس بيت المال و يصلّي فيها و يقول:يا صفراء و يا بيضاء غرّي غيري.

و لم يخلف ميراثا و الدنيا كلّها كانت بيده إلاّ الشام (1).

و أمّا الحلم و الصفح،فحيث ظفر يوم الجمل بمروان بن الحكم[و]كان أعدى الناس له و أشدّهم بغضا فصفح عنه.

1- و: كان عبد اللّه بن الزبير يشتمه على رءوس الأشهاد،و خطب ابن الزبير يوم البصرة فقال:قد أتاكم الوغب (2)اللئيم علي بن أبي طالب،فظفر به يوم الجمل فأخذه أسيرا فصفح عنه و قال له:اذهب فلا أرينّك، و قال علي عليه السّلام: ما زال الزبير منّا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشؤوم عبد اللّه.

1- و: ظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة،و كان له عدوا،فأعرض عنه و لم يقل له شيئا.

1- و: لمّا ظفر بعائشة أم المؤمنين أكرمها و بعث معها الى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس،عمّمهن بالعمائم،و قلّدهن بالسيوف،فلمّا وصلت المدينة ألقت النساء عمائمهن و قلن لها:نحن نسوة.

1- و: لمّا ظفر بأهل البصرة رفع السيف عنهم و نادى مناديه:لا يتبع مولّ،و لا يقتل جريح و لا أسير،و من ألقى سلاحه فهو آمن،و من تحيز الى عسكر الامام فهو آمن.و لم يأخذ أموالهم و لا سبى ذراريهم،و تابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم فتح مكة.

1- و: لمّا ملك عسكر معاوية شريعة الفرات و قالت رؤساء الشام لمعاوية:اقتلهمد.

ص: 450


1- شرح النهج 21/1.
2- الوغب:الوغد.

بالعطش كما قتلوا عثمان عطشا،فالتمس منهم أصحاب علي أن يسوغوا لهم شرب الماء،فقالوا:لا و اللّه و لا قطرة حتى تموتوا عطاشا كما مات عطشا ابن عفان،فلمّا رأى علي عليه السّلام ذلك حمل بأصحابه على عسكر معاوية حملات كثيفة حتى أزالهم عن مراكزهم،و ملكوا الماء.

فقال أصحاب علي:نمنعهم من الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك و منعونا،و لا نسقيهم منه قطرة،و هم يموتون بالعطش،فلا حاجة لنا الى الحرب.

فقال:لا و اللّه لا أكافيهم بمثل فعلهم،افسحوا لهم عن بعض الشريعة ففي حدّ السيف ما يغني عن ذلك (1).

و أمّا جهاده في سبيل اللّه،فمعلوم عند جميع الناس،من المعلومات الضرورية، كالعلم بوجود مكة و مصر،فقتل في بدر سبعون من المشركين،قتل علي عليه السّلام ستة و ثلاثين منهم،و قتل المسلمون و الملائكة أربعة و ثلاثين.

و إذا رجعت الى مغازي محمد بن عمر الواقدي و تاريخ الأشراف ليحيى بن جابر البلاذري و مغازي محمد بن إسحاق المطلبي و غيرهم علمت صحة ذلك، دع من قتله في غيرها كأحد و الخندق و حنين و خيبر (2).

و أمّا الفصاحة،فهو عليه السّلام إمام الفصحاء،و سيد البلغاء.

قال عبد الحميد بن يحيى:حفظت سبعين خطبة من خطب علي عليه السّلام ففاضت ثم فاضت.

و قال الأصبغ بن نباتة:حفظت من خطابة علي عليه السّلام كنزا لا يزيده الانفاق إلاّ سعة و كثرة،و حفظت مائة فصل من مواعظه عليه السّلام.1.

ص: 451


1- شرح النهج 22/1-24.
2- شرح النهج 24/1.

و حسبك انّه لم يدوّن لأحد من فصحاء الصحابة عشر ممّا دوّن له،و كفاك في هذا الباب ما يقوله أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في مدحه في كتاب«البيان و التبيين»،و في غيره من كتبه.

و أمّا سماحة الأخلاق،و بشرى الوجه و طلاقته،و التبسم،فهو المضروب به المثل.

1- قال صعصعة بن صوحان و غيره من شيعته و أصحابه: كان فينا كأحدنا،لين جانب،و شدّة تواضع،و كنّا نهاب منه مهابة الأسير من السياف الواقف (1)على رأسه (2).

و أمّا الزهد في الدنيا،فهو سيد الزهاد،ما شبع من طعام قط،و كان أخشن الناس مأكلا و ملبسا.

1- قال عبد اللّه بن أبي رافع: دخلت إليه يوم العيد فقدّم جرابا مختوما فيه خبز شعير يابس مرضوض فأكل.

فقلت:فكيف تختمه؟

قال:خفت هذين الولدين أن يليناه بسمن أو زيت.

و كان ثوبه مرقوعا بجلد تارة،و بليف أخرى،و كان نعلاه من ليف،و يلبس الكرباس (3)الغليظ،فاذا وجد كمّه طويلا قطعه.و أدامه خل أو ملح،فان ترقّى عن ذلك فببعض نبات الأرض،فان ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الابل،و لا يأكل اللحم إلاّ قليلا،و يقول:لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان.

و هو الذي طلّق الدنيا و كانت الأموال تجيء إليه من جميع بلاد الاسلام إلاّ من).

ص: 452


1- في(أ):«الواقع».
2- شرح النهج 25/1.
3- الكرباس-بالكسر-:ثوب من القطن الأبيض(معرب).

الشام،

1- : فكان يفرّقها و يقول:

هذا جناي و خياره فيه *** إذ كل جان يده الى فيه (1)

.

5,1- و في كتاب المناقب: و إنّ قميصه الذي قتل فيه كان عند الباقر(رضي اللّه عنهما) طوله اثنا عشر شبرا و عرضه ثلاثة اشبار،و فيه أثر دمه رضي اللّه عنه.

و أمّا العبادة،فكان أعبد الناس و أكثرهم صلاة و صوما،و منه تعلّم الناس صلاة الليل و ملازمة الأوراد،و ليلة الهرير تقع السهام بين يديه و تمر على صماخيه يمينا و شمالا فلا يرتاع لذلك،و كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده.

و إذا تأملت دعواته و مناجاته،و وقفت على ما فيها من تعظيم اللّه سبحانه و إجلاله،و الخضوع لهيبته،و الخشوع لعزّته سبحانه و تعالى،عرفت إخلاصه و عبوديته.

4,1- و: قيل لعلي بن الحسين عليهما السّلام-و كان في غاية العبادة-:أين عبادتك من عبادة جدك؟

قال:عبادتي عند عبادة جدّي كعبادة جدّي عند عبادة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2).

و أمّا قراءة القرآن و الاشتغال به،فالمتفق عليه الكلّ أنّه يحفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لم يكن غيره يحفظه،ثم هو أول من جمعه (3).

و أمّا الرأي و التدبير،فكان من أشدّهم رأيا،و أصحّهم تدبيرا.1.

ص: 453


1- شرح النهج 26/1.و البيت أنشده عمرو بن عدي حينما كان غلاما حيث كان يخرج مع الخدم يجتنون للملك(جذعة الأبرش)الكمأة،فكانوا إذا وجدوا كمأة خيارا أكلوها و أتوا بالباقي إلى الملك،و كان عمرو لا يأكل منه،و يأتي به كما هو،و ينشد البيت.و قد ورد حديث الامام علي عليه السّلام مفصلا في حلية الأولياء 81/1.
2- شرح النهج:27/1.
3- شرح النهج:27/1.

و قال أعداؤه:لا رأي لعلي لأنّه كان متقيّدا بالشرع لا يرى خلافها.

و لهذا

1- قال: لو لا الدين و التقى لكنت أدهى العرب.

1- و قال: و اللّه ما معاوية بأدهى منّي،و لكنّه يغدر و يفجر،و لو لا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس،و لكن كلّ غدرة فجرة و كلّ فجرة كفرة،و لكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة،و اللّه ما أستغفل بالمكيدة و لا أستغمز بالشديدة.

1- و قال: لا سواء إمام الهدى و إمام الردى،و وليّ النبي و عدو النبي (1).

و أمّا السياسة،فانه كان خشنا في ذات اللّه...و أحرق قوما بالنار (2)...

و ما أقول في رجل يحبّه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة،و تعظّمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملّة،و تصوّر ملوك الافرنج و الروم صورته في بيوت عبادتها،حاملا سيفه مشمّرا للحرب،و تصوّر ملوك الترك و الديلم صورته على أسيافهم،و كانت صورته على سيف عضد الدولة بن بويه،و سيف ابنه ركن الدولة،و كانت صورته على سيف ألب أرسلان و ابنه ملكشاه،إنّهم يتبركون بها و يتفألون بها النصر و الظفر.

و ما أقول في رجل أحبّ كلّ أحد أن يتجمّل و يتزيّن بالانتساب إليه،حتى الفتوة التي كانت صفة و مدحا له بالبيت المشهور المروي

1- انه سمعوا من السماء يوم أحد:

لا سيف إلاّ ذو الفقار *** و لا فتى إلاّ علي

.

و ما أقول في رجل أبوه أبو طالب،سيد البطحاء،و شيخ قريش،و رئيس مكة.

14,1- و في حديث عفيف الكندي: أنه رأى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يصلّي في مبدأ النبوة و معه1.

ص: 454


1- شرح النهج:28/1.
2- المصدر:28/1.

غلام و امرأة.قال:فقلت للعباس:أي رجل هذا؟

قال:هذا ابن أخي محمد،يدّعي أنّه رسول اللّه،و لم يتبعه إلاّ هذا الغلام علي، و هو ابن أخي أيضا،و هذه المرأة و هي زوجته خديجة.

قال:فقلت:فما الذي تقولونه أنتم؟

قال:ننتظر ما يفعل الشيخ-يعني أبا طالب-و هو كفل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صغيرا،و حماه كبيرا،و قام بنصره،و دفع عنه أذيّة أعدائه.

14,1- و جاء في الخبر انّه لمّا توفّي أبو طالب أوحى إليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أخرج من مكة فقد مات ناصرك.

و لعلّ مع شرف أبيه أنّ ابن عمّه محمدا سيد الأولين و الآخرين،و أنّ أخاه جعفر ذو الجناحين،و أنّ زوجته سيدة نساء العالمين،و أنّ ابنيه سيدا شباب أهل الجنّة،في الآباء و الأمهات متّحد برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و في الأولاد أيضا متّحد،و كانا متّحدين في الأصول و الفروع،و منوط لحمه و دمه بلحمه و دمه، و لم يفارق نورهما منذ خلقه اللّه الى أن افترق بين الأخوين عبد اللّه و أبي طالب،و أمّهما واحدة،فكان من عبد اللّه سيد الأنبياء،و من أبي طالب سيد الأوصياء،و هذا الأول و هذا التالي،و هذا المنذر و هذا الهادي.

1- و ذهب أكثر أهل الحديث: أنّ عليا عليه السّلام أول الناس إيمانا بعد خديجة(رضي اللّه عنها).

1- و قد قال علي عليه السّلام: أنا الصديق الأكبر،و أنا الفاروق الأعظم الأول،أسلمت قبل إسلام الناس،و صلّيت قبل صلاتهم.

و من وقف على كتب الحديث علمه واضحا.و إليه ذهب الواقدي و ابن جرير

ص: 455

الطبري،و هو القول الذي رجّحه صاحب كتاب الاستيعاب (1).

و أسلمت فاطمة بنت أسد،أم علي و جعفر و عقيل و أم هانئ،بعد عشر من المسلمين،فكانت الحادية عشر،

14- و: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يكرمها و يدعوها أمّي،و صلّى على جنازتها،و نزل في لحدها،و اضطجع معها فيه،و قال:لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها (2).

14,1- و ذكر أحمد بن يحيى البلاذري و علي بن الحسين الاصفهاني: أنّ قريشا أصابها قحط فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعمّه حمزة:أ لا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل،فأخذ حمزة جعفرا،و أخذ محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا،و كان سنّه ست سنين، و أحسن تربيته و برّه كالمكافأة لصنع أبي طالب به،حيث مات عبد المطلب جعله في حجره.

و هذا القول يطابق

1- قول علي عليه السّلام: لقد عبدت اللّه قبل الأمّة سبع سنين.

1- و قوله: كنت أسمع الصوت و أبصر الضوء سبع سنين قبل التبليغ و الإنذار.

و ذلك لأنّه كان سنه يوم إظهار النبوة ثلاث عشرة سنة،و تسليمه الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من أبيه و هو ابن ست،فقد صحّ انّه عبد اللّه قبل الناس بأجمعهم سبع سنين (3).

و أمّ عبد اللّه و أبي طالب و الزبير،فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم،و سائر ولد عبد المطلب لأمّهات شتى (4)(انتهى الشرح).1.

ص: 456


1- شرح النهج 28/1-30.
2- شرح النهج 14/1.
3- شرح النهج 15/1.
4- شرح النهج 14/1.

الباب الثاني و الخمسون

في إيراد رسالة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري

المعتزلي الذي كان من العلماء المحقّقين و من

الأعيان المتقدّمين صاحب كتاب«البيان و التبيين»رحمه اللّه

قال (1):

إنّ الخصومات نقصت العقول السليمة،و أفسدت الأخلاق الحسنة،من المنازعة في فضل أهل البيت على غيرهم،فالواجب علينا طلب الحقّ و اتّباعه،و طلب مراد اللّه في كتابه،و ترك التعصّب و الهوى،و طرح تقليد السلف و الأساتيذ و الآباء (2).

ص: 457


1- عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء،الليثي،أبو عثمان،الشهير بالجاحظ(163-255 ه)،كبير أئمة الأدب،و رئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة،مولده و وفاته في البصرة،فلج في آخر عمره،و كان مشوّه الخلقة.و مات و الكتاب على صدره.قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه.له تصانيف كثيرة،منها: «الحيوان-أربعة مجلّدات»و«البيان و التبيين»و«البخلاء»و«المحاسن و الأضداد»و كتب و رسائل أخرى كثيرة-انظر:الأعلام للزركلي 74/5. و لم أجد هذه الرسالة في المجموعة التي طبعت لتضم جميع رسائله و وجدتها في غاية المرام في خاتمة الكتاب حيث صرّح هناك انه نقلها من أول كشف الغمة للإربلي فرجعنا الى كشف الغمة 29/1 و قابلنا النص معه،و الغاية و كشف الغمة متطابقان في الجملة.
2- في كشف الغمة و غاية المرام: قال:اعلم-حفظك اللّه-أنّ أصول الخصومات معروفة بيّنة،و أبوابها مشهورة،كالخصومة بين الشعوبية-

و اعلم أنّ اللّه لو أراد أن يسوّي بين بني هاشم و بين الناس لما اختصّهم (1)بسهم ذوي القربى،و لما قال: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (2)،و قال-تعالى-:

وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (3) .

فاذا (4)كان لقومه[في ذلك]ما ليس لغيرهم،فكلّ من كان أقرب منه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (5)كان أرفع قدرا (6).

و لو سوّاهم اللّه (7)بالناس لما حرّم عليهم الصدقة،و ما هذا التحريم إلاّ».

ص: 458


1- في كشف الغمة:«أبانهم»بدل«اختصهم».
2- -و العرب،و الكوفي و البصري،و العدناني و القحطاني،فهذه الأبواب الثلاثة أنقض للعقول السليمة.و أفسد للأخلاق الحسنة من المنازعة في القدر و التشبيه،و في الوعد و الوعيد،و في الأسماء و الأحكام،و في الآثار و تصحيح الأخبار.و أنقض من هذه للعقول تمييز الرجال و ترتيب الطبقات،و ذكر تقديم علي و أبي بكر. فأولى الأشياء بك القصد و ترك الهوى،فانّ اليهود نازعت النصارى في المسيح،فلجّ بهما القول حتى قالت اليهود:انّه ابن يوسف النجّار،و انّه لغير رشدة،و انّه صاحب نيرنج(النيرنج:فارسي معرب:مكر،حيلة) و خدع و مخاريق،و ناصب شرك،و صياد سمك و صاحب شص و شبك،فما يبلغ من عقل صيّاد،و ربيب نجار.و زعمت النصارى انّه ربّ العالمين،و خالق السموات و الأرضين و إله الأولين و الآخرين. فلو وجدت اليهود أسوأ من ذلك القول لقالته فيه،و لو وجدت النصارى أرفع من ذلك القول لقالته فيه و على هذا 1- قال علي عليه السّلام: يهلك فيّ رجلان:محبّ مفرط و مبغض مفرط. و الرأي أن لا يدعوك حبّ الصحابة الى بخس عترة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حقوقهم و حظوظهم،فان عمر لما كتبوا الدواوين و قدّموا ذكره أنكر ذلك و قال:ابدءوا بطرفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و ضعوا آل الخطاب حيث وضعهم اللّه،قالوا:فأنت أمير المؤمنين،فأبى إلا تقديم بني هاشم و تأخر نفسه،فلم ينكر عليه منكر، و صوّبوا رأيه و عدّوا ذلك من مناقبه.
3- الزخرف44/.
4- في كشف الغمة:«و إذا».
5- لا يوجد في كشف الغمة:«منه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
6- لا يوجد في كشف الغمة:«قدرا».
7- لا يوجد في كشف الغمة:«اللّه».

لكرامتهم (1)على اللّه و طهارتهم (2).

14- [و لذلك قال للعباس حيث طلب ولاية الصدقات:

«لا أولّيك غسالات خطايا الناس و أوزارهم،بل أولّيك سقاية الحاج و الإنفاق على زوّار اللّه».

و لهذا كان رباه أول ربا وضع،و دم ربيعة بن حارث أول دم أهدر،لأنّهما القدوة في النفس و المال].

1- و لهذا قال علي(كرّم اللّه وجهه)على منبر الجماعة:

«نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد».

و صدق علي (3)[صلوات اللّه عليه]كيف يقاس أحد من الناس (4)بقوم منهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و الأطيبان:علي و فاطمة.

و السبطان:الحسن و الحسين.

و الشهيدان:أسد اللّه حمزة،و ذو الجناحين جعفر.

و سيّد الوادي،و مطعم الطير (5):عبد المطلب.

و ساقي الحجاج (6):العباس.

و حامي النبي و معينه،و محبّه أشد حبّا،و كفيله و مربّيه،و المقرّ بنبوته،و المعترف».

ص: 459


1- في كشف الغمة:«لاكرامهم على اللّه».
2- لا يوجد في كشف الغمة:«و طهارتهم».
3- لا يوجد في كشف الغمة:«علي».
4- لا يوجد في كشف الغمة:«أحد من الناس».
5- لا يوجد في كشف الغمة:«و مطعم الطير».
6- في كشف الغمة:«الحجيج».

برسالته،و المنشد في مناقبه أبياتا كثيرة،و شيخ قريش أبو طالب (1).

[و حليم البطحاء و النجدة و الخير فيهم.و الأنصار أنصارهم،و المهاجر من هاجر إليهم و معهم،و الصدّيق من صدّقهم،و الفاروق من فرّق بين الحقّ و الباطل فيهم،و الحواري حواريّهم،و ذو الشهادتين لأنّه شهد لهم،و لا خير إلاّ فيهم و لهم،و منهم و معهم].

14- و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم[فيما أبان به أهل بيته]:

«إنّي تارك فيكم الثقلين (2)؛أحدهما أكبر من الآخر:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض،و عترتي أهل بيتي،و نبأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». [و لو كانوا كغيرهم لما قال عمر حين طلب مصاهرة علي:

14- إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]يقول (3):

«كلّ سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي و نسبي».

و الحمد للّه الذي جعلنا من الذين يحبّون أبناء نبيّنا و قرباه،لأنّا مأمورون بمحبّتهم،و فرض اللّه علينا مودّتهم بقوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (4).

و نحن مسئولون عن ودّهم بقوله تعالى: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (5)،أي مسئولون عن ودّهم (6).:-

ص: 460


1- لا توجد هذه العبارة في كشف الغمة و لا غاية المرام و بدلها عبارة أثبتناها في المتن بعد هذه العبارة.
2- في كشف الغمة:«الخليفتين».
3- في الينابيع:«و قال»و ما أثبتناه من كشف الغمة.
4- الشورى23/.
5- الصافات24/.
6- بدل العبارة:«و الحمد للّه...أي مسئولون عن ودّهم»الواردة في الينابيع قال في كشف الغمة و غاية المرام:-

فأمّا علي بن أبي طالب:

فلو أفردنا لفضائله (1)الشريفة،و مقاماته الكريمة،و درجاته الرفيعة (2)، و مناقبه السنيّة،لأفنينا في ذلك الطوامير الطوال،و الدفاتر العراض (3):

العرق صحيح من آدم عليه السّلام،و النسب صريح،و المولد مكان معظّم (4)،و المنشأ مبارك مكرم (5)،و الشأن عظيم،و العمل جسيم،و العلم كثير،و ليس له نظير، و الهمّة عالية،و القوة كاملة (6)،و البيان عجيب،و اللسان خطيب،و الصدر رحيب،فأخلاقه وفق أعراقه،و حديثه يشهد على تقديمه (7)،[و ليس التدبير في وصف مثله إلاّ ذكر جميل قدره]و لا يسعني استقصاء جميع فضله،و يتعذّر لنا تبيان كلّ حقّه (8)،و إذا كان كتبنا لا تحتمل (9)تفسير جميع أمره ففي هذه».

ص: 461


1- في كشف الغمة:«أيامه».
2- لا يوجد في كشف الغمة:«و درجاته الرفيعة».
3- لا يوجد في كشف الغمة:«و الدفاتر العراض».
4- لا يوجد في كشف الغمة:«من آدم عليه السّلام و النسب صريح،و المولد مكان معظم»و يقصد بالمولد مكان معظم،مولد الامام عليه السّلام»في الكعبة الشريفة.
5- في كشف الغمة:«و المنشأ كريم»،لعله يقصد نشأة الإمام عليه السّلام في ظل رسول اللّه و رعايته منذ طفولته كما أكد التاريخ الصحيح ذلك.
6- -و اعلم أن الرجل قد ينازع في تفضيل ماء دجلة على ماء الفرات،فان لم يتحفظ وجد في قلبه على شارب ماء دجلة رقة لم يكن يجدها،و وجد في قلبه غلظة على شارب ماء الفرات لم يكن يجدها.فالحمد للّه الذي جعلنا لا نفرّق بين أبناء نبيّنا و رسلنا،نحكم لجميع المرسلين بالتصديق،و لجميع السلف بالولاية، و نخصّ بني هاشم بالمحبّة،و نعطي كلّ امرئ قسطه من المنزلة.
7- في كشف الغمة:«لقديمه»بدل«على تقديمه».
8- لا يوجد في كشف الغمة:«و لا يسعني استقصاء...تبيان كلّ حقه».
9- في كشف الغمة:«كتابنا لا يحتمل».

الجملة بلاغ لمن أراد معرفة فضله.

و أمّا الحسن و الحسين[عليهما السّلام:فمثلهما مثل الشمس و القمر،فمن أعطى ما في الشمس و القمر من المنافع العامة،و النعم الشاملة التامة،و لو لم يكونا ابني علي من فاطمة عليهم السّلام،و رفعت من دهمك كلّ رواية،و كلّ سبب توجبه القرابة،لكنت لا تقرن بهما أحدا من أجلّة من أولاد المهاجرين و الصحابة،إلاّ أراك فيهما الإنصاف]من[تصديق]

14,2,3- قول جدّهما (1)صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّهما سيدا شباب أهل الجنّة». [و جميع من هما سادته سادة،و الجنّة لا تدخل إلاّ بالصدق و الصبر، و إلاّ بالحلم و العلم،و إلاّ بالطهارة و الزهد،و إلاّ بالعبادة و الطاعة الكثيرة، و الأعمال الشريفة،و الاجتهاد و الاثرة،و الاخلاص في النية،فدلّ على أن] حظّهما (2)في الأعمال المرضية،و العلوم (3)الزكية فوق كلّ ذي (4)حظ.

و أمّا محمد بن الحنفية (5):فقد أقرّ الأنام انّه كان فريد دهره (6)،و شجاع (7)عصره،و كان أتمّ الناس تماما و كمالا.».

ص: 462


1- في كشف الغمة:«قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم».
2- في الينابيع:«و حظهما».
3- في كشف الغمة:«و المذاهب».
4- لا يوجد في كشف الغمة:«ذي».
5- محمد بن علي بن أبي طالب(21-81 ه)الهاشمي القرشي،أبو القاسم المعروف بابن الحنفية:أحد الأبطال الأشداء في صدر الاسلام و هو أخو الحسن و الحسين،غير أنّ أمهما فاطمة الزهراء عليها السّلام و أمه خولة بنت جعفر الحنفية،ينسب إليها تمييزا له عنهما عليهما السّلام.و كان يقول:الحسن و الحسين أفضل مني...كان واسع العلم،ورعا،و أخبار قوته و شجاعته كثيرة.و كانت الكيسانية(من فرق الاسلام)تزعم انه لم يمت و أنه مقيم برضوى.مولده و وفاته في المدينة-انظر:الاعلام للزركلي 270/6.
6- في كشف الغمة:«فقد أقرّ الصادر و الوارد و الحاضر و البادي أنّه كان واحد دهره».
7- في كشف الغمة:«و رجل عصره».

و أمّا علي بن الحسين:فالناس على اختلاف مذاهبهم مجتمعون على فضله (1)[لا يمتري أحد في تدبيره]،و لا يشكّ أحد في تقديمه و إمامته (2).

و كان أهل الحجاز يقولون:لم نر ثلاثة في دهر يرجعون الى أب قريب كلّهم يسمّى عليا،و كلّهم يصلح للخلافة لتكامل خصال الخير فيهم؛يعنون:

علي بن الحسين بن علي.

و علي بن عبد اللّه بن جعفر الطيّار (3).

و علي بن عبد اللّه بن العباس (4).

و ولد كلّ واحد منهم يسمّى محمدا،و هم أيضا مثل آبائهم في الفضل و الشرف و الخير،و كلّ واحد منهم يصلح للخلافة لتكامل الخير فيهم:

محمد الباقر بن علي بن أبي عبد اللّه الحسين.

و محمد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الطيار.

و محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس (5)(رضي اللّه عنهم).6.

ص: 463


1- في كشف الغمة:«مجمعون عليه».
2- لا يوجد في كشف الغمة:«و إمامته».
3- لا يوجد في كشف الغمة:«الطيّار».
4- علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب(40-118 ه)،أبو محمد،جد الخلفاء العباسيين،من أعيان التابعين.كان كثير العبادة و الصلاة،و كان جميلا و سيما،قيل للوليد بن عبد الملك:انّه يقول بأن الخلافة ستصير الى أبنائه،فأمر به فضرب بالسياط و أهين.و اعتقله هشام بن عبد الملك في البلقاء فمات معتقلا-انظر: الاعلام للزركلي 303/4.
5- محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب،الهاشمي القرشي،(62-125 ه):أول من قام بالدعوة العباسية،و هو والد السفاح و المنصور،كان مقامه بأرض الشراة بين الشام و المدينة،و مولده بها في قرية تعرف بالحميمة،و بدأ دعوته سنة 100 ه،و عمله نشر الدعوة و تسيير الرجال الى الجهات للتنفير من بني أمية و الدعوة الى بني العباس،و كان جميلا و سيما مات بالشراة-انظر:الاعلام للزركلي 271/6.

و هذا من أعجب الاتفاقات في الاسلام (1).

و أمّا (2)النجدة و الشجاعة (3):فقد علم أصحاب الأخبار و حمّال الآثار أنّهم لم يسمعوا بمثل نجدة علي بن أبي طالب و حمزة،و[لا بصبر]جعفر الطيّار(رضوان اللّه عليهم)،و ليس في الأرض قوم أثبت جنانا في الحرب (4)،و لا أكثر قتيلا (5)تحت [ظلال]السيوف،[و لا أجدر أن يقاتلوا و قد فرت الأخيار،و ذهبت الصنائع، و خام ذو البصيرة،و جاد أهل النجدة من رجالات بني هاشم،و هم كما قيل:

و خام الكمي و طاح اللواء *** و لا تأكل الحرب إلاّ سمينا (6)

و كذلك قال دغفل (7)حين وصفهم:أنجاد أمجاد ذوو ألسنة حداد] (8).

[و كذلك]

1- قال علي(كرّم اللّه وجهه): حين سئل عن بني هاشم و بني أميّة:نحن أنجد و أمجد و أجود،و هم أنكر و أمكر و أغدر.

1- و قال أيضا: و الذي نفس علي بن أبي طالب بيده،لألف ضربة بالسيف أهون من ميتة على الفراش في غير طاعة اللّه تعالى (9).».

ص: 464


1- بدل«و ولد كل واحد منهم-إلى-الاتفاقات في الاسلام»قال في كشف الغمة:«و لو عزونا لكتابنا هذا ترتيبهم لذكرنا رجال أولاد علي لصلبه،و ولد الحسين و علي بن الحسين و محمد بن عبد اللّه بن جعفر و محمد ابن علي بن عبد اللّه بن العباس،إلاّ انّا ذكرنا جملة من القول فيهم فاقتصرنا من الكثير على القليل.
2- في كشف الغمة:«فأمّا».
3- لا يوجد في كشف الغمة:«الشجاعة».
4- لا يوجد في كشف الغمة:«في الحرب».
5- في كشف الغمة:«مقتولا».
6- خام:جبن،و الكمي:الشجاع،و طاح الشيء:ذهب و فنى.
7- و هو دغفل بن حنظلة النسابة،أحد بني شيبان.
8- في الينابيع:«إلاّ بني هاشم»بدل ما بين المعقوفين الذي أثبتناه من كشف الغمة.
9- لا يوجد في كشف الغمة:«و قال أيضا:و الذي نفس...في غير طاعة اللّه تعالى».

1- [و قال أيضا: نحن أطعم للطعام و أضرب للهام (1).

و قد عرفت جفاء المكيين و طيش المدنيين،و أعراق بني هاشم مكية و مناسبهم مدنية،ثم ليس في الأرض أحسن أخلاقا،و لا أطهر بشرا،و لا أدوم دماثة (2)و لا ألين عريكة،و لا أطيب عشيرة،و لا أبعد من كبر منهم،و الحدّة لا يكاد يعدمها الحجازي و التهامي،إلاّ أن حليمهم لا يشقّ غباره،و ذلك في الخاص و الجمهور على خلاف ذلك،حتى تصير الى بني هاشم،فالحلم في جمهورهم، و ذلك يوجد في الناس كافة،و لكنّا نضمن أنّهم أتمّ الناس فضلا و أقلّهم نقصا، و حسن الخلق في البخيل أسرع،و في الذليل أوجد،و فيهم مع فرط جودهم، و ظهور عزّهم،من البشر الحسن و الاحتمال و كرم التفاضل،ما لا يوجد مع البخيل الموسر،و الذليل المكثر،اللذين يجعلان البشر وقاية دون المال.

و ليس في الأرض خصلة تدعو الى الطغيان و التهاون بالأمور،و تفسد العقول و تورث السكر،إلاّ و هي تعتريهم و تعرض لهم دون غيرهم،إذا قد جمعوا من الشرف العالي و المغرس الكريم،العزّ و المنعة،مع إبقاء الناس عليهم،و الهيبة لهم،و هم في كلّ أوقاتهم،و جميع أعصارهم فوق من هم على مثلا ميلادهم،في الهيئة الحسنة،و المروة الظاهرة،و الأخلاق المرضية.

و قد عرفت الحدث العزيز من فتيانهم،و ذوو الغرامة من شبّانهم،انّه إن افترى لم يفتر عليه،و إن ضرب لم يضرب.ثم لا تجده إلاّ قوي القلب،بعيد الهمة،كثير المعرفة مع خفّة ذات اليد،و تعذر الأمور.ق.

ص: 465


1- الهام-جمع الهامة-:رأس كلّ شيء.
2- الدماثة:سهولة الخلق.

ثم لا تجد عند أفسدهم شيئا من المنكر إلاّ رأيت في غيره من الناس أكثر منه،من مشايخ القبائل و جمهور العشائر،و إذا كان فاضلهم فوق كلّ فاضل، و ناقصهم أنقص نقصانا من كلّ ناقص،فأيّ دليل أدلّ،و أيّ برهان أوضح ممّا قلته؟!]

و قد علمت أن الرجل منهم[ينعت بالتعظيم،و]يدخل الجنّة (1)بغير حساب، [و يتأوّل القرآن له،و يزاد في طمعه بكلّ حيلة،و ينقص من خوفه،و يحتجّ له بأن النار لا تمسّه]و انّه ليشفع في كثير (2)مثل ربيعة و مضر،و أنت تجد لهم مع ذلك الشرف،العبادة الكثيرة،لا يماثل بهم أحد (3).

و (4)كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب (5)يصلّي في كلّ ليلة ألف ركعة،و كذلك (6)علي بن الحسين[بن علي]يصلّي في كلّ ليلة ألف ركعة (7)، و كذلك (8)علي بن عبد اللّه بن جعفر الطيّار (9)،و علي بن عبد اللّه بن العباس(رضي».

ص: 466


1- في كشف الغمة:«و الرواية في دخول...».
2- لا يوجد في كشف الغمة:«كثير».
3- في كشف الغمة:«و أنت تجد لهم مع ذلك العدد الكثير من الصوّام و المصلّين و التالين الذين لا يجارهم أحد و لا يقاربهم».
4- لا يوجد في كشف الغمة:«و».
5- المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو سفيان الهاشمي القرشي(...-20 ه)أحد الأبطال الشعراء في الجاهلية و الاسلام،و هو أخو رسول اللّه من الرضاع.هجا النبي و أصحابه أول إظهار الدعوة و أسلم بعد أن قوي المسلمون،لمّا سمع بخبر تحرك النبي لفتح مكة خرج فنزل بالأبواء،ثم تنكر و أتى الرسول فأعرض عنه فأدرك أنّه مقتول فأسلم.مات بالمدينة و صلّى عليه عمر-انظر:الأعلام للزركلي 276/7.
6- في كشف الغمة:«و كذا».
7- لا يوجد في كشف الغمة:«يصلّي في كل ليلة ألف ركعة».
8- لا يوجد في كشف الغمة:«كذلك».
9- لا يوجد في كشف الغمة:«الطيار».

اللّه عنهم)مع اتصافهم بالعلم و الحلم (1)و كظم الغيظ و الصفح الجميل و الاجتهاد التام (2)،و الجد و الجهد الكثير (3)،فلو أن خصلة من خصالهم (4)[أو داعية من هذه الدواعي]عرضت لغيرهم لهلك و أهلك.

و اعلم أنّهم لم يمتحنوا بهذه المحن إلاّ و هم يزدادون على شدّة المحن خيرا كثيرا،و على كشف الضرّ شكرا للّه و تهذيبا،لكي ينالوا عليا درجات الجنّة، و ليفوزوا جوار ربّ العزّة (5).

و جملة أخرى ممّا لعلي بن أبي طالب(كرّم اللّه وجهه)خاصة:

الأب:أبو طالب.

[و]الجدّ:عبد المطلب.

أبو الجدّ (6):هاشم بن عبد مناف بن قصي (7).

و الأم:فاطمة بنت أسد بن هاشم (8).ع.

ص: 467


1- في كشف الغمة:«مع الحلم و العلم».
2- في كشف الغمة:«المبرّز».
3- لا يوجد في كشف الغمة:«و الجد و الجهد الكثير».
4- في كشف الغمة:«هذه الخصال».
5- في كشف الغمة:«اعلم أنّهم لم يمتحنوا بهذه المحن و لم يتحملوا هذه البلوى إلاّ لما قدموا من العزائم التامة و الأدوات الممكنة،و لم يكن اللّه ليزيدهم في المحنة إلاّ و هم يزدادون على شدّة المحن خبرا و على التكشف تهذيبا».
6- في كشف الغمة:«بن»بدل«أبو الجدّ».
7- لا يوجد في كشف الغمة:«بن عبد مناف بن قصي».
8- فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية:و هي أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و اخوته، تزوجت من أبي طالب(عبد مناف بن عبد المطلب) 14- و: كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يزورها و يقيل في بيتها،ثم هاجرت مع ابنها الى المدينة و ماتت بها(نحو 5 ه)فكفنها النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بقميصه و اضطجع في قبرها و قال:لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها،و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أيضا:جزاك اللّه من أم خيرا،و قبرها في البقيع.

و الأخ:جعفر (1)الطيّار ذو الجناحين يطير مع الملائكة (2)في الجنّة،و عقيل (3)

14- الذي: قال له النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:يا عقيل إنّي أحبّك حبّين:حبّا لقرابتك و حبّا لحبّ عمّي أبي طالب إياك.

و الأخت:أم هانئ (4)التي

14- خرج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من بيتها الى المسجد الأقصى، الى السماوات العلى،الى سدرة المنتهى،الى قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (5).

و العم:حمزة أسد اللّه و سيد الشهداء[في الجنّة]،و العباس ساقي الحجاج، و المتكلم ليلة العقبة للرجال من أهل المدينة من طرف النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و المؤمن».

ص: 468


1- جعفر بن أبي طالب(عبد مناف)بن عبد المطلب بن هاشم(..-8 ه)،صحابي هاشمي من شجعانهم،يقال له«جعفر الطيار».و هو أخو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،و كان أسن من الامام عليه السّلام بعشر سنين.و هو من السابقين الى الاسلام،هاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية،فلم يزل هنالك الى أن هاجر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى المدينة.فقدم عليه جعفر و هو بخيبر(سنة 7 ه)فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:بأيهما أنا أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر، و حضر وقعة مؤتة بالبلقاء من أرض الشام،حمل الراية و تقدّم صفوف المسلمين،فقطعت يمناه،فحمل الراية باليسرى فقطعت أيضا،فاحتضن الراية الى صدره و صبر حتى وقع شهيدا و في جسمه نحو تسعين طعنة و رمية 14- فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه عوضه عن يديه جناحين يطير بهما في الجنّة.
2- لا يوجد في كشف الغمة:«ذو الجناحين يطير مع الملائكة».
3- عقيل بن أبي طالب(عبد مناف)بن عبد المطلب(..-60 ه)،الهاشمي القرشي،و كنيته أبو يزيد:أعلم قريش بأيامها و مآثرها و مثالبها و أنسابها.صحابي فصيح اللسان،شديد الجواب،و هو أخو أمير المؤمنين علي عليه السّلام و جعفر الطيار و كان أسن منهما،شهد غزوة مؤته،و ثبت يوم حنين،وفد الى معاوية في دين لحقه أيام خلافة الإمام علي عليه السّلام،و عمي في أواخر أيامه،و كان الناس يأخذون عنه الأنساب و الأخبار في مسجد المدينة.و توفي في أول أيام يزيد و قيل:في خلافة معاوية.
4- فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب(..-بعد 40 ه)،الهاشمية القرشية،المشهورة بأم هانئ،أخت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و بنت عم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،اختلف المؤرخون في اسمها:فاختة،أو عاتكة،أو فاطمة،هرب زوجها الى نجران ففرّق الإسلام بينهما فعاشت أيما،و ماتت بعد أخيها الإمام عليه السّلام و روت عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 46 حديثا-الأعلام للزركلي:126/5.
5- لا يوجد في كشف الغمة:«و الأخت أم هانئ...قاب قوسين أو ادنى».

بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حال تكلمه ليلة العقبة (1).

و العمّة:صفية (2)[بنت عبد المطلب]،و عاتكة (3)،أسلمتا و هاجرتا الى المدينة (4).

و ابن العم:رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و الزوجة:فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنّة (5).

و أم الزوجة:خديجة الكبرى سيدة نساء أهل الجنّة (6).

و الولد:الحسن و الحسين،سيدا شباب أهل الجنّة (7)(رضوان اللّه عليهم).

و هو هاشمي ولد من هاشميين[كان في الأرض ولد أبي طالب (8)].

و الأعمال التي يستحق بها الخير الكثير و الثواب الكبير (9)أربعة:

السبق (10)في الاسلام.».

ص: 469


1- في كشف الغمة:«و العم العباس و حمزة سيد الشهداء في الجنّة»بدل«و العم حمزة أسد اللّه...حال تكلمه ليلة العقبة».
2- صفية بنت عبد المطلب بن هاشم(..-20 ه)سيدة قرشية،شاعرة باسلة،و هي عمّة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،أسلمت قبل الهجرة و هاجرت الى المدينة،ماتت بالمدينة.
3- عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم،و هي من عمّات النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،لها في ديوان«الحماسة»أبيات مختارة.قال ابن سعد:أسلمت و هاجرت الى المدينة.
4- لا يوجد في كشف الغمة:«و عاتكة اسلمتا و هاجرتا الى المدينة».
5- موضعها بعد و الام فاطمة بنت أسد في كشف الغمة.
6- لا يوجد في كشف الغمة:«و أم الزوجة...نساء أهل الجنّة».
7- موضعها بعد و الأم فاطمة بنت أسد في كشف الغمة.
8- في كشف الغمة:«و أول هاشمي بين هاشميين»فقط.
9- لا يوجد في كشف الغمة:«الكثير و الثواب الكبير».
10- في كشف الغمة:«التقدم»بدل«السبق».

و الجهاد في الدين،و دفع الأعداء عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عن الدين (1).

و العلم الكثير،و الفقه في أحكام اللّه و أسرار القرآن (2).

و الزهد في الدنيا.

و هي مجتمعة في علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه و (3)متفرقة في غيره (4).

1- و قال علي(كرّم اللّه وجهه): إنّ أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاءوا (5).

و قيل في مدحه:قد بلغ منه على حداثة سنّه ما لم يبلغ في عشره ذوو الأسنان (6):

[في كلّ مجمع غاية أخزاكم *** جذع ابرّ على المذاكى القرحى] (7)

[للّه درّكم أ لمّا تنكروا *** قد ينكر الضيم الكريم و يستحى] (8)

هذا ابن فاطمة[الذي]أفناكم *** ذبحا و يمسي آمنا لم يجرح

ابن الفحول (9)***و ابن كلّ دعامة في المعضلات و ابن (10)زين الأبطح (11)م.

ص: 470


1- في كشف الغمة:«و الذبّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عن الدين»بدل«و الجهاد في الدين...و عن الدين».
2- في كشف الغمة:«و الفقه في الحلال و الحرام»بدل«و العلم الكثير...و أسرار القرآن».
3- لا يوجد في كشف الغمة:«و».
4- في كشف الغمة:«الصحابة».
5- لا يوجد في كشف الغمة:«و قال علي...بما جاءوا».
6- في كشف الغمة:«و في علي يقول أسد بن رقيم يحرض عليه قريشا و انّه قد بلغ منهم على سنّه ما لم يبلغه ذوو الأسنان».
7- الجذع-بفتحتين-:الشاب الحدث.و أبرّ عليه-بتشديد الراء-:غلبه و فاق عليه.و المذاكى-جمع المذكى-: الرجل المسن الذي تقدّم أقرانه في العمر.و القرح-بتشديد الراء-:جمع القارح،و هو من الفرس الذي كمل سنّه و انتهت أسنانه.
8- الضيم:الظلم.
9- في كشف الغمة و نسخة(أ):«الكهول».
10- في كشف الغمة:«أين»بدل«ابن»في المواضع كلّها.
11- دعامة القوم:سيدهم.

[أفناهم ضربا بكل مهنّد *** صلت و حدّ غزاره لم يصفح] (1)

و أمّا الجود:فليس[على ظهر الأرض]جواد[جاهلي و لا إسلامي،و لا عربي و لا عجمي]،إلاّ جوده يكاد أن يبصر (2)بخلا إذا ذكر جود علي بن أبي طالب(كرّم اللّه وجهه)،و جود (3)عبد اللّه بن جعفر (4)،وجود (5)عبيد (6)اللّه ابن العباس (7)،[و المذكورون بالجود منهم كثير،لكنّا اقتصرنا].

و (8)ليس في الأرض قوم أنطق خطيبا و لا أكثر بليغا من غير تكلّف و[لا] تكسّب من بني هاشم.

[و]قال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب (9):

لقد علمت قريش غير فخر *** بأنّا نحن أجودهم حصانا

و أكثرهم دروعا سابغات *** و أمضاهم إذا طعنوا سنانا (10)ة.

ص: 471


1- المهند:السيف المطبوع من حديد الهند.و الصلت من السيوف:الصقيل الماضي.و الغزار:بمعنى الكثرة.
2- في كشف الغمة:«يصير».
3- لا يوجد في كشف الغمة:«جود».
4- عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب(1-80 ه)الهاشمي القرشي صحابي،ولد بأرض الحبشة لمّا هاجر أبواه إليها.و هو أول من ولد بها من المسلمين،و أتى البصرة و الكوفة و الشام و كان كريما يسمى بحر الجود و للشعراء فيه مدائح،و كان صهر الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام و زوج ابنته العظيمة زينب عليها السّلام،و كان أحد الأمراء في جيش الإمام علي عليه السّلام يوم صفين،و مات بالمدينة.
5- لا يوجد في كشف الغمة:«جود».
6- في كشف الغمة:«عبد».
7- عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب(1-87 ه)الهاشمي القرشي،أبو محمد،كان أصغر من أخيه عبد اللّه بسنة.استعمله الامام علي عليه السّلام على اليمن،فحج بالناس سنة 36 و سنة 37 ه،و كان على مقدمة جيش الامام الحسن بن علي عليه السّلام الى معاوية و مات بالمدينة.
8- في كشف الغمة:«ثم»بدل«و».
9- في كشف الغمة:«الحرث»و لا يوجد فيه:«بن عبد المطلب».
10- درع سابغة:أي واسعة.

و أرفعهم عن الضراء فيهم *** و أبينهم (1)إذا نطقوا لسانا

و ممّا يضمّ الى جملة القول في فضل علي(كرّم اللّه وجهه)انّه أطاع اللّه و رسوله قبل الأصحاب و معهم و بعدهم (2)،و امتحن بما لم يمتحن به ذو عزم،و ابتلي بما لم يبتل به ذو صبر،و بلغ به أشرف المنازل و أرفع الدرجات في جوار ربّ العزّة (3).

و أمّا جملة القول في ولد علي(رضي اللّه عنهم):فهم معظّمون مكرّمون عند الناس بدون اختيارهم،و المؤمنون بتعظيمهم و تكريمهم واثقون و موقنون، فلهم سرّ كريم،و كمال جسيم،و شيم عجيب،و عرق طيب،و فضل مبين، و وقار متين،و عرق تام،و غصن باق،و أصل ثابت،و فرع نابت،فلهذا لم يكتفوا و لم يقنعوا بذلك التعظيم و التكريم،و اشتغلوا بالتكاليف الشداد، و المحن الغلاظ،و العبادات الشاقة،و المجاهدات التامّة (4).

[و أمّا المنطق و الخطب:]فقد علم الناس كيف كان كلام (5)علي[بن أبي طالب](كرّم اللّه وجهه)[عند التفكير و التحبير،و عند الارتجال و البدأة، و عند الإطناب و الايجاز في وقتيهما،و كيف كان كلامه]قاعدا و قائما،و في».

ص: 472


1- في كشف الغمة:«و أثبتهم».
2- في كشف الغمة:«انّه أطاع قبلهم و معهم و بعدهم».
3- لا يوجد في كشف الغمة:«و بلغ به أشرف...ربّ العزة».
4- في كشف الغمة:«و امّا جملة القول في ولد علي(عليه و عليهم السلام):فان الناس لا يعظمون أحدا من الناس الاّ بعد ان يصيبوا منهم و ينالوا من فضلهم،و إلاّ بعد أن تظهر قدرتهم،و هم معظمون قبل الاختبار،و هم بذلك واثقون و به موقنون،فلو لا ان هناك سرّا كريما و خيما عجيبا و فضلا مبينا و عرقا ناميا لا كتفوا بذلك التعظيم،و لم يعانوا تلك التكاليف الشداد و المحن الغلاظ».
5- لا يوجد في كشف الغمة:«كلام».

الجماعات و منفردا،[مع الخبرة]في الشرائع و الأحكام (1)،و[العلم ب]الحلال و الحرام،و أخبار الأكوان،و تأويلات القرآن،و أنباء الحوادث بما كان و ما يكون،بالتعليم من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو بالكشف الجلي،أو بالجفر و الميراث،أو بالوهب اللّدني (2).

و كيف كان عبد اللّه بن العباس (3)[رضوان اللّه عليه]الذي[كان]يقال له الحبر و البحر،و[مثل]عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يقول له:غص يا غوّاص، و يقول أيضا له (4):[شنشنة أعرفها من أخزم] (5)قلب عقول،و لسان قئول، و ابن مسعود و غيره يقول:نعم ترجمان القرآن ابن عباس (6).

و لو لم يكن لجماعتهم إلاّ لسان زيد بن علي بن الحسين (7)(رضي اللّه عنهم)،..

ص: 473


1- في كشف الغمة:«مع الخبرة بالاحكام».
2- لا يوجد في كشف الغمة:«و أخبار الأكوان...أو بالوهب اللدني».
3- عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب(3 ق ه-68 ه)،القرشي الهاشمي،أبو العباس:حبر الأمة،الصحابي الجليل ولد بمكة و نشأ في بدء عصر النبوة فلازم رسول اللّه و روى عنه و شهد مع علي عليه السّلام الجمل و صفين و كف بصره في أخر عمره فسكن الطائف و توفي بها.
4- لا يوجد في كشف الغمة:«يقول أيضا له».
5- الشنشنة:الطبيعة و الخليقة و السجية،و هو بيت رجز تمثّل به لأبي أخزم الطائي و هو: ان بني زمّلوني بالدم شنشنة أعرفها من أخزم من يلق آساد الرجال يكلم و كان أخزم عاقّا لأبيه فمات و ترك بنين عقّوا جدّهم و ضربوه و أدموه فقال ذلك.و مراد عمر:إني أعرف فيك مشابه من أبيك في رأيه و حزمه-لسان العرب بتصرف.
6- لا يوجد في كشف الغمة:«و ابن مسعود...ابن عباس».
7- زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(79-122 ه):أبو الحسين العلوي الهاشمي القرشي. و يقال له:«زيد الشهيد».كانت اقامته بالكوفة.ضيق عليه هشام بن عبد الملك و ثار على ظلم الامويين و نشبت معارك انتهت بشهادته في الكوفة...

[و عبد اللّه بن معاوية بن جعفر] (1)،و قرعت (2)[جميع]البلغاء به (3)، و علت (4)به على جميع الخطباء.

و كذلك قالوا:إنّ بني هاشم أجواد و أمجاد و أنجاد،و ذو ألسنة حداد (5).

و لقد ألقيت إليك جملة من ذكر آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليستدلّ (6)بالقليل[منها] على الكثير،و بالقطرة على الغدير (7)،و بالبعض على الكلّ.

و[البغية في ذكرهم أنّك]متى عرفت منازلهم،و منازل طاعاتهم،و مراتب أعمالهم،و أقدار أفعالهم،و مكارم أخلاقهم،و محاسن أعراقهم،و جمائل أنعامهم،و جلائل إحسانهم (8)،و شدّة محنهم (9)،و كثرة همّهم في السعادات الأبدية،و البركات السرمدية (10)،عرفت حقّهم و حقّ قرابتهم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.و أدنى ما يجب علينا و عليكم الاحتجاج لفضائلهم (11)،و[جعلت بدل التوقّف في أمرهم]الردّ على من أضاف إليهم ما لا يليق بهم.».

ص: 474


1- عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب(..-129 ه)من شجعان الطالبيين و أجوادهم و شعرائهم و هو صاحب البيت المشهور: و عين الرضا عن كل عيب كليلة و لكن عين السخط تبدي المساويا
2- في كشف الغمة:«لقرعوا».
3- لا يوجد في كشف الغمة:«به».
4- في كشف الغمة:«و علوا».
5- في كشف الغمة:«و لذلك قالوا:أجواد أمجاد و السنة حداد».
6- في كشف الغمة:«يستدلّ».
7- لا يوجد في كشف الغمة:«و بالقطرة على الغدير».
8- لا يوجد في كشف الغمة:«و مكارم أخلاقهم...و جلائل إحسانهم».
9- في كشف الغمة:«محنتهم».
10- لا يوجد في كشف الغمة:«و كثرة همهم...و البركات السرمدية».
11- في كشف الغمة:«و أضفت ذلك الى حقّ القرابة كان أدنى ما يجب علينا و عليك الاحتجاج لهم».

و قد تقدّم من قولنا فيهم متفرّقا و مجملا لا يسعني استقصاء جميع فضلهم (1)في هذا الكتاب.

تمّت الرسالة و هي كتبت من الكتاب المسمّى ب«غاية المرام» (2)قال فيه:

كتبت هذه الرسالة من النسخة التي كتبت بخط عبد اللّه بن الحسن الطبري من مجموعة الأمير الحسن بن الأمير عيسى بن المقتدر باللّه الخليفة العباسي (3).ط.

ص: 475


1- في كشف الغمة:«ما أغنى عن الاستقصاء».
2- غاية المرام في حجة الخصام عن طريق الخاص و العام:717 ط.دار القاموس الحديث و مؤلفه السيد هاشم بن السيد سلمان بن السيد اسماعيل بن سيد عبد الجواد الحسيني البحراني المتوفى سنة 1107 أو 1109 ه.و قد صرّح السيد في كتابه غاية المرام انه نقل هذه الرسالة و رسالة أخرى لأبي عثمان الجاحظ في تفضيل علي و بني هاشم عن كتاب كشف الغمة لأبي الحسن بن علي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي المتوفى سنة(693 ه)،و بالفعل وجدنا الرسالتين في كشف الغمة الجزء الأول ص 29 و ما بعدها ط.دار الكتاب الاسلامي-بيروت.
3- في كشف الغمة و غاية المرام:«تمت الرسالة و هي بخط عبد اللّه بن الحسن الطبري»فقط.

ص: 476

فهرس ما في هذا الجزء

الموضوع الصفحة

مقدّمة المحقّق 7

الكتاب و عملنا فيه 13

التعريف بالمؤلف 17

شكر و تقدير 21

خطبة الكتاب 23

المقدمة:

في أن التصلية و التسليمة على الآل و الأصحاب ثابت في كتاب اللّه و قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قول

الأصحاب الكرام 33

الباب الأول:

في سبق نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 45

الباب الثاني:

في شرف آباء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كونهم خير فرق،و خير قبيلة،و خير قرون،و في طهارة نسبه،و طهارة

أهل بيته،و مدح العباس و حديث جابر 51

ص: 477

الباب الثالث:

في بيان أنّ دوام الدنيا بدوام أهل بيته:و بيان انّهم سبب لنزول المطر و النعمة و بيان فضائلهم 71

الباب الرابع:

في حديث سفينة نوح و باب حطة بني اسرائيل و حديث الثقلين و حديث يوم الغدير 93

فصل:حديث الثقلين و حديث الغدير 95

فصل:استشهاد علي الناس في حديث يوم الغدير 106

الباب الخامس:

في بيان تطهير اللّه(عزّ و جلّ)نبيّه مع اهل بيته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أوساخ الناس 127

الباب السابع:

في بيان أنّ عليا(كرّم اللّه وجهه)كنفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و حديث علي منّي و أنا منه 165

الباب الثامن:

في حديث الطير المشوي 175

الباب التاسع:

في أحاديث المواخاة 177

الباب العاشر:

في حديث النجوى في الطائف 183

الباب الحادي عشر:

في حديث خاصف النعل 185

الباب الثاني عشر:

في سبق إسلام علي(كرّم اللّه وجهه)189

ص: 478

الباب الثالث عشر:

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين علي عليه السّلام و قوة توكّله 199

الباب الرابع عشر:

في غزارة علمه عليه السّلام 205

الباب الخامس عشر:

في عهد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام و جعله وصيّا 233

الباب السادس عشر:

في بيان كون علي عليه السّلام قسيم النار و الجنّة 249

الباب السابع عشر:

في سدّ أبواب المسجد إلاّ باب علي 257

الباب الثامن عشر:

في تبليغ علي عليه السّلام أهل مكة بعض آيات سورة البراءة 261

الباب التاسع عشر:

في اختصاصه بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كونه سيد العرب و أن النظر الى علي عبادة 265

الباب العشرون:

في كونه مع القرآن و بعض فضائله 269

الباب الحادي و العشرون:

في تفسير قوله تعالى وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ و تفسير اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ... 273

الباب الثاني و العشرون:

في تفسير قوله تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ و قوله تعالى وَ إِنْ تَظاهَرا

ص: 479

عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ و قوله سبحانه يُوفُونَ بِالنَّذْرِ 277

الباب الثالث و العشرون:

في تفسير قوله تعالى وَ كَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ و قوله سبحانه هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ و قوله(عزّ و جلّ) أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ و قوله تعالى رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ 281

الباب الرابع و العشرون:

في تفسير قوله تعالى اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ و تفسير فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ 287

الباب الخامس و العشرون:

في تفسير قوله تعالى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها 291

الباب السادس و العشرون:

في تفسير هذه الآيات الثلاثة:و هي قوله تعالى فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ و قول اللّه(عزّ و جلّ) أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ و قوله تعالى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ 293

الباب السابع و العشرون:

فى تفسير قوله تعالى إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً 299

الباب الثامن و العشرون:

في تفسير هاتين الآيتين فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ و في تفسير قوله تعالى فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ و تفسير وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ 310

ص: 480

الباب التاسع و العشرون:

في تفسير قوله تعالى وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ 303

الباب الثلاثون:

في تفسير قوله تعالى قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ 305

الباب الحادي و الثلاثون:

في تفسير قوله تعالى وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 311

الباب الثاني و الثلاثون:

في تفسير قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى 315

الباب الثالث و الثلاثون:

في تفسير آية التطهير و حديث الكساء 319

الباب الرابع و الثلاثون:

في تفسير قوله تعالى وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ 325

الباب الخامس و الثلاثون:

في قوله تعالى وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ 327

الباب السادس و الثلاثون:

في تفسير قوله تعالى وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى 329

الباب السابع و الثلاثون:

في تفسير قوله تعالى وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى و في تفسير قوله تعالى وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ و تفسير يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ و تفسير لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ و تفسير وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ و في تفسير وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ و في تفسير وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 331

ص: 481

في تفسير قوله تعالى وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى و في تفسير قوله تعالى وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ و تفسير يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ و تفسير لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ و تفسير وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ و في تفسير وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ و في تفسير وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 331

الباب الثامن و الثلاثون:

في تفسير قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و بعض مناشدات علي عليه السّلام 341

الباب التاسع و الثلاثون:

في تفسير قوله تعالى وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ و تفسير يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ و تفسير وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ و تفسير مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ و تفسير وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً و تفسير وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً و تفسير وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا و تفسير فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ و تفسير يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ و تفسير وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ و تفسير يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ و تفسير وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ و تفسير أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ 353

الباب الأربعون:

في كون علي شبيها بالأنبياء،و كون فضائله كثيرة لا تحصى 363

الباب الحادي و الأربعون:

في حديث«حق علي على المسلمين حقّ الوالد على ولده»369

الباب الثاني و الأربعون:

في بيان الصديقين الثلاثة،و بيان أنّ عليا(كرّم اللّه وجهه)إمام سبعين ألفا من الذين يدخلون الجنّة بغير حساب،و بيان حديث:«من يحبّك يا علي يختم اللّه له بالأمن و الايمان»،و بيان أنّ حبّه حسنة و بغضه سيئة،و أمر اللّه بحبّه و«عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي»و«لو اجتمع الناس على حبّه لما

ص: 482

خلق اللّه النار»و«مثله كمثل قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ »،و أنه نزل فيه أكثر من ثلاثمائة آية،و نزل ربع القرآن في أهل البيت،و حديث اشتياق الجنّة 373

الباب الثالث و الأربعون:

في الأحاديث الواردة في سعادة من أحب عليا و«من أحبّ أن يتمسك بالقضيب الأحمر»،و حديث «لن يخرجوكم من باب الهدى الى الردى»و حديث«الفئة الباغية»379

الباب الرابع و الأربعون:

في حديث«لحمك لحمي و دمك دمي»،و حديث«لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي لقلت فيك مقالا»،و حديث«طوبى»،و حديث كون علي صاحب الحوض،و حديث«طوبى لمن أحبّك»، و حديث«أوّل من أحبّه حملة العرش»،و حديث«إنّ عليا راية الهدى»389

الباب الخامس و الأربعون:

في الأحاديث الواردة على ابتلاء علي عليه السّلام 401

الباب السادس و الأربعون:

في حديث النخل الصيحاني،و حديث السفرجلة،و حديث ورقة الآس،و حديث الأترجة و اللوزة 409

الباب السابع و الأربعون:

في ردّ الشمس بعد غروبها 415

الباب الثامن و الأربعون:

في إصعاد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا على سطح الكعبة 421

الباب التاسع و الأربعون:

في تكلّم الشمس عليا(كرّم اللّه وجهه)،و حديث البساط،و حديث السطل و الماء و المنديل 425

الباب الخمسون:

في حديث:«نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي»و في الأحاديث المذكورة في الشورى 431

ص: 483

الباب الحادي و الخمسون:

في بيان علوّ همة علي و زهده في الدنيا 437

الباب الثاني و الخمسون:

في إيراد رسالة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري المعتزلي الذي كان من العلماء المحقّقين و من الأعيان المتقدّمين صاحب كتاب«البيان و التبيين»457

ص: 484

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.