الصحیح من سیرة الإمام الحسین بن علي علیه السلام المجلد 3

اشارة

الصحیح من سیرة الإمام الحسین بن علي علیه السلام

نویسنده: سید هاشم بحرانی - علامه سید مرتضی عسکری و سید محمد باقر شریف قرشی

ناشر: مؤسسة التاريخ العربي

مکان نشر: لبنان - بيروت

سال نشر: 2009م , 1430ق

چاپ:1

موضوع:اسلام، تاریخ

زبان :عربی

تعداد جلد: 20

کد کنگره : /ع5ص3 41/4 BP

ص: 1

اشارة

ص: 2

[الجزء الثالث(النصوص على الإمام الحسين عليه السلام)]

النص على الإمام الحسين عليه السلام

النص على الحسين من رسول اللّه عليهما السلام

جاء في خطبة الغدير بعد تنصيب علي إماما:«إنهما لسيدا شباب أهل الجنة و إنهما لإمامان بعد أبيهما علي» (1).

و اشتهر عنه صلّى اللّه عليه و اله:«الحسن و الحسين إمامان قاما أو قعدا» (2).

و في لفظ:«بأبي أنتما من إمامين صالحين اختاركما اللّه مني و من أبيكما و أمكما و اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة» (3).

و عن علي بن موسى الرضا عن آبائه:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«الحسن و الحسين اماما أمتي بعد أبيهما و سيدا شباب أهل الجنة» (4).

و منها قوله صلّى اللّه عليه و اله في حقهما:«...و اما الحسن فإنه ابني و ولدي و بضعة مني و قرة عيني و ضياء قلبي و ثمرة فؤادي و هو سيد شباب أهل الجنة و حجة اللّه على الامة، أمره أمري و قوله قولي من تبعه فإنه مني و من عصاه فليس مني.

و أما الحسين فإنه مني و هو ابني و ولدي و خير الخلق بعد أخيه و هو إمام

ص: 3


1- -روضة الواعظين:98 مجلس في ذكر الامامة.
2- -أهل البيت لتوفيق أبو علم:195 ذكر أولاده-و صرح بأنه متواتر،و الطرائف:196/1، و مناقب آل ابي طالب:368/3،و الارشاد:30/2،و اعلام الورى:208،و كفاية الاثر:38-117 ،و كشف الغمة:159/2،و العوالم:174/15،روضة الواعظين:156 مجلس في ذكر امامتهما، و البحار:325/36-289-319.
3- -اعلام الورى:382.
4- -كمال الدين:260/1 ح 6 من الباب 24.

المسلمين و مولى المؤمنين و خليفة رب العالمين و غياث المستغيثين و كهف المستجيرين،و حجة اللّه على خلقه أجمعين و هو سيد شباب أهل الجنة و باب نجاة الأمة أمره أمري و طاعته طاعتي من تبعه فإنه مني و من عصاه فليس مني..» (1).

و قال صلّى اللّه عليه و اله في حقه عليه السّلام:«انت سيد ابن سيد أخو سيد و أنت إمام ابن إمام أخو إمام و أنت حجة ابن حجة أخو حجة...» (2).

و قال صلّى اللّه عليه و اله:«و الذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الارض و أنه مكتوب على يمين عرش اللّه:الحسين مصباح هاد و سفينة نجاة و إمام غير وهن و عز و فخر و علم و ذخر» (3).

و عن ابن بابويه في كتاب النصوص قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني، و القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي،و الحسين (4)بن محمد بن سعيد، و الحسن بن علي بن الحسين (5)الرازي،جميعا قالوا:حدّثنا أبو علي محمد بن همان بن سهل الكاتب،قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن جمهور القميّ (6)عن أبيه محمد بن جمهور قال:حدثني عثمان بن عمر قال:حدّثنا شعبة بن سعيد بن إبراهيم عن عبد الرّحمن الأعرج،عن أبي هريرة قال:كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و اله و أبو بكر و عمر و الفضل بن العباس و زيد بن حارثة و عبد اللّه بن مسعود إذ دخل الحسين بن علي عليه السّلام فأخذه النبي صلّى اللّه عليه و اله و قبله ثم قال:«حزقة حزقة،ترق عين بقة»و وضع فمه على فمه ثم قال:ي.

ص: 4


1- -امالي الصدوق:100،و ارشاد القلوب:296/2،و فرائد السمطين:35/2.
2- -كمال الدين:262/1،و كفاية الاثر:45-28،و البحار:372/36-290 نقلا عن كفاية الاثر و المقتضب،و كشف الغمة:349 و قريب منه ما في ينابيع المودة:258/1 ط.استانبول 1301 ه و 308 ط.النجف باب 56 عن مودة القربى.
3- -اعلام الورى:378.
4- في البحار:الحسن.
5- في البحار:الحسن.
6- في البحار:العمي.

«اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه،يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة،تسعة من ولدك أئمة أبرار».

فقال له عبد اللّه بن مسعود:ما هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم في صلب الحسين؟ فأطرق مليا،ثم رفع رأسه فقال:«يا عبد اللّه سألت عظيما و لكني أخبرك أن ابني هذا- و وضع يده على كتف الحسين عليه السّلام-يخرج من صلبه ولد مبارك سمي جده علي عليه السّلام يسمى العابد و نور الزهاد،و يخرج اللّه من صلب عليّ ولدا اسمه اسمي،و أشبه الناس بي،يبقر العلم بقرا و ينطق بالحق و يأمر بالصواب،و يخرج اللّه من صلبه كلمة الحق، و لسان الصدق».

فقال له ابن مسعود:فما اسمه يا نبي اللّه؟

فقال:«يقال له:جعفر صادق في قوله و فعله،الطاعن عليه كالطاعن عليّ،و الراد عليه كالراد عليّ».ثم دخل حسان بن ثابت و أنشد في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله شعرا و انقطع الحديث.

فلما كان من الغد صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله ثم دخل بيت عائشة و دخلنا معه أنا و علي بن أبي طالب و عبد اللّه بن العباس،و كان من دأبه صلّى اللّه عليه و اله إذا سئل أجاب و إذا لم يسأل ابتدأ فقلت له:بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه ألا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين؟

قال:«نعم يا أبا هريرة.و يخرج اللّه من صلب جعفر مولودا نقيّا طاهرا أسمر ربعة (1)سمي موسى بن عمران؟ثم قال له ابن عباس:ثم من يا رسول اللّه؟

قال:يخرج من صلب موسى علي ابنه يدعي بالرضا،موضع العلم،و معدن الحلم ثم قال عليه السّلام بأبي المقتول في أرض الغربة،و يخرج من صلب علي ابنه محمد المحمود أطهر الناس خلقا و أحسنهم خلقا؛و يخرج من صلب محمد علي إبنه،طاهر الحسب،صادق اللهجة؛و يخرج من صلب علي الحسن،الميمون النقي الطاهر الناطق عن اللّه،و أبو حجةة.

ص: 5


1- الربعة:الوسيط القامة.

اللّه؛و يخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت،يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،له هيبة موسى،و حكم داود،و بهاء عيسى.ثم تلا: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)».

فقال له علي بن أبي طالب:«بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه من هؤلاء الذين ذكرتهم؟»

قال:«يا علي أسماء الأوصياء من بعدك،و العترة الطاهرة و الذرية المباركة»،ثم قال:

«و الذي نفس محمد بيده لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام ثم ألف عام بين الركن و المقام،ثم أتاني جاحدا لولايتهم لأكبه اللّه في النار كائنا من كان».

قال أبو علي بن همام:العجب كل العجب من أبي هريرة يروي هذه الأخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت عليهم السّلام (2).

ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب أخبرهم قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن زياد،حدّثنا أحمد بن الخليل ببلخ،حدثني محمد بن أبي محمود قال:حدّثنا يحيى بن أبي معروف قال:

حدّثنا محمد بن سهل البغدادي،عن موسى بن القاسم،عن علي بن جعفر قال:

سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (3)قال:

«المشكاة فاطمة عليها السّلام،و المصباح الحسن.و الحسين الزجاجة كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (4)قال:كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (5)الشجرة المباركة إبراهيم لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (6)لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها6.

ص: 6


1- آل عمران:34.
2- رواه المجلسي في البحار:312/36-314 عن كفاية الاثر.
3- النور:36.
4- النور:36.
5- النور:36.
6- النور:36.

يُضِيءُ (1) وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ (2) قال:فيها إمام بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (3)قال:يهدي اللّه عز و جل لولايتنا من يشاء» (4).

ابن المغازلي قال:أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسين قال:

أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الحنوطي (5)إذنا قال:حدثني أبو الطيب محمد بن حبيش بن عبد اللّه بن هارون النيلي في الطراز بواسط سنة إحدى و ثلاثين و أربع مائة (6)قال:حدّثنا المشرف بن سعيد الذارع، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي،حدّثنا سفيان بن حمزة الأسلمي،عن كثير بن زيد قال:دخل الأعمش على المنصور و هو جالس للمظالم فلما بصر به قال له:

يا سليمان تصدر قال:أنا صدر حيث جلست،ثم قال:حدثني الصادق قال:حدثني الباقر قال:حدثني السجاد قال:حدثني الشهيد قال:حدثني التقي و هو الوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:حدثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«أتاني جبرائيل عليه السّلام آنفا فقال تختّموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد للّه بالوحدانية ولي بالنبوة و لعلي بالوصية و لولده بالإمامة،و لشيعته بالجنة».

قال فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له:تذكر قوما فتعلم من لا نعلم فقال:

الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،و الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،و السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،و الشهيد الحسين بن علي و الوصي و هو التقي علي بن أبي طالب عليهم السّلام (7).1.

ص: 7


1- في بعض المصادر:قال:يكاد العلم أن ينطق منها.
2- النور:36.
3- النور:36.
4- المناقب لابن المغازلي:316-317.
5- في بعض المصادر:علي بن جعفر بن المعلى الخيوطي.
6- في بعض المصادر:و ثلاثمائة.
7- المناقب لابن المغازلي:281.

ما رواه صدر الأئمة عند الجمهور أخطب الخطباء أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في كتابه في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة،أخبرني محمد بن الحسين بن علي البزاز،أخبرني أبو منصور محمد بن عبد العزيز (1)أخبرني هلال بن محمد بن جعفر،حدثني أبو بكر محمد بن عمر (2)الحافظ،حدثني أبو الحسن علي بن محمد الخزاز من كتابه،حدّثنا الحسن بن علي الهاشمي،حدثني إسماعيل بن أبان، حدثني أبو مريم،عن ثوير بن أبي فاختة،عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.

قال:قال أبي:دفع النبي صلّى اللّه عليه و اله الراية يوم خيبر الى علي بن أبي طالب ففتح اللّه تعالى عليه،و أوقفه يوم غدير خم فأعلم أنه (3)مولى كل مؤمن و مؤمنة.و قال له:«أنت مني و أنا منك،و قال له:تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل.و قال له:أنت مني بمنزلة هارون من موسى.و قال له:أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت.و قال له:أنت العروة الوثقى (4).و قال له:أنت تبين لهم ما اشتبه (5)عليهم من بعدي.و قال له:أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة،و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي.و قال له:أنت الذي أنزل اللّه فيه (6).

و أذان من اللّه و رسوله الى الناس يوم الحج الأكبر.و قال له:أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي.

و قال له:أنا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي.و قال له:أنا عند الحوض و أنت معي.

و قال له:أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي،تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة.ك.

ص: 8


1- في بعض المصادر:محمد بن علي بن عبد العزيز.
2- في بعض المصادر:عمرو.
3- في المصدر:فأعلم الناس أنه.
4- بعض المصادر:أنت العروة الوثقى التي لا انفصام لها.
5- في بعض المصادر:ما يشتبه.
6- في بعض المصادر:أنزل اللّه فيك.

و قال له:إن اللّه أوحى إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلّغتهم ما أمرني اللّه تعالى بتبليغه.و قال له:إتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعدي (1)أولئك يلعنهم اللّه (2)،ثم بكى صلّى اللّه عليه و اله فقيل له:مم بكاؤك يا رسول اللّه؟

قال:أخبرني جبرائيل عليه السّلام أنهم يظلمونه،و يمنعونه حقه،و يقاتلونه و يقتلون ولده، و يظلمونهم بعده.

و أخبرني جبرائيل (3)أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم،و علت كلمتهم،و اجتمعت الأمة على محبتهم،و كان الشاني (4)لهم قليلا،و الكاره لهم ذليلا،و كثر المادح لهم و ذلك حين تغير البلاد،و ضعف العباد،و اليأس من الفرج،فعند ذلك يظهر القائم فيهم».

فقال النبي صلّى اللّه عليه و اله:«إسمه كاسمي«و إسم أبيه كاسم أبي»هو من ولد إبنتي (5)يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم،و يتبعهم الناس راغبا إليهم و خائفا منهم قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله ثم قال:معاشر المسلمين (6)أبشروا بالفرج فإن وعد اللّه حق لا يخلف،و قضاؤه لا يرد،و هو الحكيم الخبير (7).

اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهرم تطهيرا.اللهم اكلأهم وارعهم،و كن لهم،و انصرهم،و أعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير» (8).ف.

ص: 9


1- في بعض المصادر:إلا بعد موتي.
2- في بعض المصادر:و يلعنهم اللاعنون.
3- في بعض المصادر:و أخبرني جبرائيل عن اللّه عز و جل.
4- شنأ شنأ:أبغضه مع عداوة و سوء خلق.
5- بعض المصادر:ابنتي فاطمة. أقول:و جملة«و اسم أبيه كاسم أبي»لا تطابق مع ما ثبت من أن اسم والد الحجة سلام اللّه عليه هو «الحسن العسكري»و اسم والد النبي صلّى اللّه عليه و اله هو«عبد اللّه»و قد أجاب عن هذا ارباب الحديث و السير باجوبة وافية راجع كتاب الغيبة لشيخ الطائفة الطوسي ص:112 ط النجف،و كشف الغمة:228/3 -235 و 266-267،البحار:103/51،كفاية الطالب للكنجي:483-485.
6- في بعض المصادر:معاشر الناس.
7- في بعض المصادر:و ان فتح اللّه قريب.
8- المناقب للخوارزمي:23-25 ط النجف.

موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني أبي شيرويه،أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمد بن خالد (1)الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من أصل سماعه (2)أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن بن مخلد بن طلحة الصيداوي (3)، حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي بمصر،حدّثنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر العكي (4)،حدثني علي بن العباس المقانعي،حدثني سعيد بن مؤيد الكندي (5)حدثني عبد اللّه بن حازم الخزاعي،عن إبراهيم بن موسى الجهني،عن سلمان الفارسي أن النبي صلّى اللّه عليه و اله قال لعلي:«يا علي تختّم باليمين تكن من المقربين،قال:يا رسول اللّه و ما المقربون؟

قال جبرائيل و ميكائيل قال:فبما أتختّم يا رسول اللّه؟

قال:بالعقيق الأحمر فإنه جبل أقر للّه بالوحدانية (6)ولي بالنبوة،و لك بالوصية، و لولدك بالإمامة،و لمحبيك بالجنة،و لشيعة ولدك بالفردوس» (7).

موفق بن أحمد بن أحمد في كتابه قال:حدثني فخر القضاة نجم الدين بن أبي منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي قال:أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان قال:حدّثنا أبو محمد الحسن بن علي العلوي الطبري،عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه (8)قال:حدثني جدي أحمد بن محمد،عن أبيه،ه.

ص: 10


1- في بعض المصادر:خال.
2- في بعض المصادر:من أصل سماعه في مسجد الشونيزية.
3- في بعض المصادر:عبد الرّحمن بن محمد بن طلحة الصعداني.
4- في بعض المصادر:الملي.
5- في المصدر:سعد بن مزيد الكندي،و في المخطوطة:سعيد بن مزيد.
6- في بعض المصادر:بالعبودية.
7- المناقب للخوارزمي:233-234.
8- في بعض المصادر:أحمد بن عبد اللّه.

عن حماد بن عيسى،عن عمر بن أذينة قال:حدثني أبان ابن أبي عياش،عن سليم بن قيس الهلالي،عن سلمان المحمدي قال:دخلت على النبي و إذا الحسين على فخذه و هو يقبّل عينيه و يلثم فاه و يقول:«أنت سيد ابن سيد أخو سيد أبو سادة،أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة،أنت حجة ابن حجة أخو حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (1).

ابن بابويه عن علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن الحكم الكوفي ببغداد قال:حدثني الحسين بن حمدان الحصيبي قال:حدّثنا عثمان ابن سعيد العمري.

قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل الحسني (2)قال:حدثني خلف بن المغلس قال:حدثني نعيم بن جعفر قال:حدثني أبو حمزة الثمالي،عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين،عن أبيه الحسين عليهما السّلام قال:«دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و هو متفكر مغموم،فقلت:يا رسول اللّه مالي أراك متفكرا فقال:يا بني إن الروح الأمين قد أتاني فقال:يا رسول اللّه العلي الأعلى يقرئك السلام و يقول لك:إنك قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك،فاجعل الاسم الاكبر و ميراث العلم و آثار النبوة عند علي بن أبي طالب فإني لا أترك الأرض إلا و فيها عالم يعرف بطاعتي (3)و تعرف به ولايتي فإني لم أقطع علم النبوة من العقب من ذريتك (4)،كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم،فقلت:يا رسول اللّه فمن يملك هذا الأمر بعدك؟

قال:أبوك علي بن أبي طالب أخي و خليفتي و يملك بعد علي الحسن ثم تملكه أنت و تسعة من صلبك،يملكه اثنا عشر إماما،ثم يقوم قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا كماك.

ص: 11


1- أخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين:146/1 بلفظ:إنك سيد ابن سيد أبو سادة،انك إمام ابن إمام أبو أئمة،إنك حجة ابن حجة.
2- في كفاية الاثر و البحار:أبو عبد اللّه محمد بن مهران،عن محمد بن إسماعيل الحسني.
3- في كفاية الاثر و البحار:تعرف به طاعتي.
4- في كفاية الاثر و البحار:من الغيب من ذريتك.

ملئت جورا و ظلما و يشفي صدور قوم مؤمنين من شيعته» (1).

موفق بن أحمد قال:حدثني فخر القضاة نجم الدين بن أبي منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي قال:أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد ابن شاذان (2)قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا علي بن سنان الموصلي،عن أحمد بن محمد بن صالح،عن سليمان (3)بن محمد عن زياد بن مسلم،عن عبد الرّحمن بن زيد،عن زيد بن جابر (4)،عن سلامة،عن أبي سلمى راعي ابل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«ليلة اسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (5)؟فقلت و المؤمنون، قال:صدقت يا محمد من خلفت في امتك؟

قلت:خيرها.

قال:علي بن أبي طالب؟

قلت:نعم يا رب.

قال:يا محمد إني إطلعت إلى الأرض إطلاعة فاخترتك منها،فشققت لك إسما من أسمائي،فلا اذكر في موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت عليا و شققت له إسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو علي؛يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نوري و عرضت ولايتكم على أهل السماوات و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين،و من جحدها5.

ص: 12


1- رواه السيد البحراني في الانصاف ص 58-59،عن الغيبة لابن بابويه.و ذكره الخزاز في كفاية الأثر ص 24،و المجلسي في البحار:345/36-346.
2- هذه القطعة رواها عن الخوارزمي السيد ابن طاوس في الطرائف.
3- في بعض المصادر:سلمان.
4- في بعض المصادر:عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.
5- البقرة:285.

كان عندي من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم.

يا محمد أ تحب أن تراهم؟

قلت:نعم يا رب فقال:إلتفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي،و فاطمة،و الحسن، و الحسين،و علي بن الحسين،و محمد بن علي و جعفر بن محمد،و موسى بن جعفر، و علي بن موسى،و محمد بن علي،و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح (1)من نور قياما يصلّون و هو في وسطهم«يعني المهدي»كأنه كوكب دري.

قال:يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك،و عزتي و جلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي» (2).

موفق بن أحمد أيضا بالاسناد السابق،عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال:حدّثنا محمد بن علي بن الفضل،عن محمد بن القاسم،عن عباد بن يعقوب،عن موسى بن عثمان،عن الاعمش،حدثني أبو إسحاق عن الحرث و سعيد ابن بشير عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«أنا واردكم على الحوض،و أنت يا علي الساقي،و الحسن الذائد،و الحسين الآمر،و علي بن الحسين الفارط،و محمد بن علي الناشر،و جعفر بن محمد السائق،و موسى بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين،و علي بن موسى مزين المؤمنين،و محمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم،و علي بن محمد خطيب شيعته و مزوجهم الحور العين،و الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به،و المهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن اللّه إلا لمن يشاء و يرضى» (3).ف.

ص: 13


1- الضحضاح:القريب القعر.
2- مقتل الحسين:95/1-96.ط النجف.
3- مقتل الحسين:94/1-95 ط النجف.

إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني الخطيب نجم الدين عبد اللّه بن (1)أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات الناصري (2)بقراءتي عليه ببغداد بجامع المنصور أنبأنا (3)الشيخ الإمام أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه المارستاني سماعا عليه قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الأصبهاني قال:أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا محمد بن المظفر قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن عمران بن أبي ليلى أخو محمد بن عمران قال:حدّثنا يعقوب بن موسى الهاشمي، عن ابن أبي رواد،عن إسماعيل بن امية،عن عكرمة،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«من سره أن يحيى حياتي،و يموت مماتي،و يسكن جنة عدن غرسها ربي؛ فليوال عليا من بعدي و ليوال وليه،وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي،رزقوا فهما و علما.و ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي،القاطعين فيهم صلتي،لا أنالهم اللّه شفاعتي» (4).

قلت:و روى هذا الحديث من العامة أيضا ابن أبي الحديد في شرج نهج البلاغة- و هو من مشايخ المعتزلة-رواه عن أبي نعيم الحافظ أحمد بن عبد اللّه الاصفهاني في كتاب حلية الاولياء (5).

إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أنبأني السيد الإمام نسابة عهده جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن معد (6)بن أحمدر.

ص: 14


1- في بعض المصادر:نجم الدين بن عبد اللّه.
2- في بعض المصادر:البابصري.
3- في بعض المصادر:قال:أخبرنا.
4- فرائد السمطين 1:/53ح 18.
5- حلية الاولياء:86/1.
6- في بعض المصادر:بن فخار.

ابن محمد بن أبي الغنائم محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم المجاب برد السلام بن محمد الصالح بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن أبي عبد اللّه الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب-رضي اللّه عنهم أجمعين-قال:أخبرنا والدي الإمام شمس الدين شيخ الشرف معد-رحمه اللّه-إجازة قال:أخبرنا شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر بن محمد الدروستي،عن أبيه قال:أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن علي بن ماجيلويه-رحمه اللّه-قال:أنبأنا علي بن إبراهيم عن أبيه،عن علي بن معبد،عن الحسن بن خالد،عن علي بن موسى الرضا،عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«من أحب أن يتمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب و ليعاد عدوه،و ليوال وليه فإنه وصيي و خليفتي على أمتي في حياتي و بعد وفاتي،و هو إمام كل مسلم،و أمير كل مؤمن بعدي،قوله قولي،و أمره أمري،و نهيه نهيي،و تابعه تابعي،و ناصره ناصري،و خاذله خاذلي»،ثم قال عليه السّلام:«من فارق عليا بعدي لم يرني،و لم أره يوم القيامة،و من خالف عليا حرّم اللّه عليه الجنة،و جعل مأواه النار،و من خذل عليا خذله اللّه يوم يعرض عليه،و من نصر عليا نصره اللّه يوم يلقاه و لقنه حجته عند المسألة».

ثم قال عليه السّلام:«و الحسن و الحسين إماما أمتي بعد أبيهما،و سيدا شباب أهل الجنة، أمهما سيدة نساء العالمين و أبوهما سيد الوصيين،و من ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي،طاعتهم طاعتي،و معصيتهم معصيتي،إلى اللّه أشكو المنكرين لفضلهم و المضيعين لحرمتهم بعدي و كفى باللّه وليا و ناصرا لعترتي و أئمة أمتي، و منتقما من الجاحدين حقهم؛ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ» (1).

أقول:انظر أيها الأخ إلى ما يرويه المخالفون النواصب ما هو عين مذهب الامامية الإثني عشرية و هذا يعطيك أن المخالفين العامة على ضلال مبين،7.

ص: 15


1- فرائد السمطين 1:/54ح 19،و الاية في سورة الشعراء:227.

و خسران عظيم،بعد العلم منهم و المعرفة بصحة معتقد الإمامية الإثني عشرية؛ فتأمل هذا الحديث و أضرابه مما يرويه الخاسرون و يحكم بصحته المخالفون (1).

الحمويني قال:أخبرني المشايخ الجلة من أهل الحلة،السيدان الامامان جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس الحسيني،و جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي،و الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن الحسين بن يحيى بن سعيد-رحمهم اللّه-بروايتهم،عن السيد الإمام شمس الملة و الدين شيخ الشرف فخار بن محمد الدورستي عن أبيه (2)،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي-رحمه اللّه-قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي،عن أبيه عن جده أحمد بن عبد اللّه،عن أبيه محمد بن خالد،عن غياث بن إبراهيم (3)،عن ثابت بن دينار،عن سعد بن طريف،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله لعلي بن أبي طالب:«يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها،و لن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنّك مني و أنا منك،لحمك من لحمي،و دمك من دمي،و روحك من روحي، و سريرتك من سريرتي،و علانيتك من علانيتي،و أنت إمام أمتي،و خليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك و شقي من عصاك،و ربح من تولاك،و خسر من عاداك،و فاز من لزمك، و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي (4)مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا،و من تخلّف عنها غرق،و مثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة» (5).7.

ص: 16


1- فرائد السمطين 1:/55ح 20.
2- في بعض المصادر:فخار بن معد بن فخار الموسوي،عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدروستي.
3- في بعض المصادر:عتاب بن إبراهيم.
4- في بعض المصادر:و مثل الأئمة من بعدي.
5- أمالي الطوسي:130/2-131.و فرائد السمطين 2:/243ح 517.

الحمويني بإسناده عن أبي جعفر بن بابويه قال:ثنا أبي قال:نبأنا سعد بن عبد اللّه،عن أحمد بن محمد بن عيسى،عن العباس بن معروف،عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري،عن أبي المعزا حميد بن المثنى (1)العجلي،عن أبي بصير،عن خيثمة الجعفي،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:«نحن جنب اللّه،و نحن صفوته، و نحن خيرته،و نحن مستودع مواريث الأنبياء،و نحن أمناء اللّه عز و جل،و نحن حجة اللّه، و نحن أركان الإيمان،و نحن دعائم الإسلام،و نحن من رحمة اللّه على خلقه،و نحن بنا يفتح و بنا يختم،و نحن أئمة الهدى،و نحن مصابيح الدجى،و نحن منار الهدى،و نحن السابقون،و نحن الآخرون،و نحن العلم المرفوع للحق من تمسك بنا لحق،و من تأخر عنا غرق،و نحن قادة الغر المحجلين،و نحن خيرة اللّه،و نحن الطريق الواضح و الصراط المستقيم إلى اللّه،و نحن من نعمة اللّه عز و جل على خلقه،و نحن المنهاج،و نحن معدن النبوة و نحن موضع الرسالة،و نحن إلينا مختلف الملائكة،و نحن السراج لمن استضاء بنا،و نحن السبيل لمن اقتدى بنا،و نحن الهداة إلى الجنة،و نحن عرى الإسلام،و نحن الجسور و القناطر من مضى عليها لم يسبق،و من تخلف عنها محق،و نحن السنام الاعظم،و نحن بنا ينزل اللّه الرحمة و بنا يسقون الغيث،و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب،فمن عرفنا و أبصرنا و عرف حقنا و أخذ بأمرنا فهو منا و إلينا» (2).

الحمويني قال:أخبرني الإمام نجم الدين عيسى بن الحسين الطبري رحمه اللّه إجازة بجميع كتاب مقتل أمير المؤمنين عن الحسين بن علي قال:أخبرني السيد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيى بن الحسن الحسيني البطحائي، عن الإمام جمال الدين بن معين،عن مصنفه أخطب خوارزم أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي-رحمه اللّه-قال فيه:و ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان،ب.

ص: 17


1- في بعض المصادر:أحمد بن المثنى.
2- فرائد السمطين 2:/253ح 523 و مر ذكرها في ص 116 من هذا الكتاب.

عن محمد بن زياد (1)عن جميل بن صالح،عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:حدثني أبي، عن أبيه،عن الحسين بن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فاطمة بهجة قلبي،و إبناها ثمرة فؤادي،و بعلها نور بصري،و الأئمة من ولدها امناء ربي و حبله الممدود بينه و بين خلقه.من اعتصم بهم نجا،و من تخلّف عنهم هوى» (2).

الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال:أنبأني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي-رحمه اللّه-قال:أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار-رحمه اللّه-إجازة بروايته عن شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر بن محمد الدورستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن-رضي اللّه عنه-قالا:أنبأنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا يعقوب بن يزيد،عن حماد بن عيسى،عن عمر بن اذينة،عن أبان ابن أبي عيّاش،عن سليم بن قيس الهلالي قال:رأيت عليا عليه السّلام في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و اله في خلافة عثمان-رضي اللّه عنه-و جماعة يتحدثون و يتذاكرون العلم و الفقه، فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها،و ما قال فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله من الفضل،مثل قوله«الأئمة من قريش»و قوله:«الناس تبع لقريش و قريش أئمة العرب».

و قوله:«لا تسبّوا قريشا»و قوله:«إنّ للقرشي قوة رجلين من غيرهم»و قوله:«من أبغض قريشا أبغضه اللّه»و قوله:«من أراد هوان قريش أهانه اللّه»و ذكروا الأنصار و فضلها،و سوابقها،و نصرتها،و ما أثنى اللّه عليهم في كتابه،و ما قال فيهم النبي صلّى اللّه عليه و اله من الفضل؛و ذكروا ما قال في سعد بن عبادة،و غسيل الملائكة فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي منا فلان و فلان،و قالت قريش:منّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و منّا حمزة،و منا جعفر،و منا عبيدة بن الحرث،و زيد بن حارثة و أبو بكر،و عمر،0.

ص: 18


1- في بعض المصادر:أحمد بن علي بن شاذان،أخبرني الحسن بن حمزة،عن علي بن محمد بن قتيبة،عن الفضل بن شاذان،عن محمد بن زياد.
2- مقتل الحسين:59/1،فرائد السمطين 2:/66ح 390.

و عثمان،و أبو عبيدة،و سالم و عبد الرّحمن بن عوف،فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سمّوه،و في الحلقة أكثر من مائتي رجل،منهم علي بن أبي طالب، و سعد بن أبي وقاص،و عبد الرّحمن بن عوف،و طلحة،و ابن الزبير،و المقداد،و أبو ذر،و هاشم بن عتبة،و ابن عمر،و الحسن،و الحسين عليهما السّلام و ابن عباس،و محمد بن أبي بكر،و عبد اللّه بن جعفر،و من الأنصار أبي بن كعب،و زيد بن ثابت (1)و أبو الهيثم بن التيهان،و محمد بن سلمة،و قيس بن سعد بن عبادة،و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك،و زيد بن أرقم،و عبد اللّه بن أبي أوفى،و أبو ليلى و معه ابنه عبد الرّحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد فجاء أبو الحسن البصري و معه ابنه الحسن البصري،و الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة فجعلت أنظر إليه و إلى عبد الرّحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل غير أن الحسن أعظمهما و أطولهما.

فأكثر القوم و ذلك من بكرة إلى حين الزوال و عثمان في داره لا يعلم بشيء مما هم فيه و علي بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق بكلمة و لا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه فقالوا:يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟

فقال:«ما من الحيين إلا و قد ذكر و قال حقا (2)،فأنا أسألكم يا معشر قريش و الأنصار بمن أعطاكم اللّه هذا الفضل؟أ بأنفسكم،و عشائركم،و أهل بيوتاتكم أم بغيركم؟».

قالوا:بل أعطانا اللّه و منّ به علينا بمحمد صلّى اللّه عليه و اله لا بأنفسنا و عشائرنا،و لا بأهل بيوتاتنا.

قال:«صدقتم يا معشر قريش و الأنصار.ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا و الآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم؟و أن ابن عمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:إني و أهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي اللّه تعالى قبل أن يخلق اللّه عز و جل آدم عليه السّلام بأربعة عشرا.

ص: 19


1- في بعض المصادر:و أبو أيوب الأنصاري.
2- في بعض المصادر:إلا قد ذكر فصلا و قال حقا.

ألف سنة فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه إلى الأرض،ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السّلام،ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السّلام ثم لم يزل اللّه عز و جل ينقلنا من الاصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة،و من الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء و الامهات،لم يكن منهم على (1)سفاح قط».

فقال أهل السابقة و القدمة،و أهل بدر،و أهل أحد:نعم،قد سمعنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله.

ثم قال:«أنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه عز و جل فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية،و إني لم يسبقني إلى اللّه عز و جل و إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله أحد من هذه الأمة؟»

قالوا:اللهم نعم.

قال:«فأنشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (2)وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (3)سئل عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فقال أنزلها اللّه تعالى ذكره في الأنبياء و أوصيائهم.فأنا أفضل أنبياء اللّه و رسله،و علي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟»

قالوا:اللهم نعم.

قال:«فأنشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (4)و حيث نزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (5)و حيث نزلت وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (6)قال الناس يا رسول اللّه أ خاصة في بعض6.

ص: 20


1- في بعض المصادر:لم يلق واحد منهم.
2- التوبة:100.
3- الواقعة:10.
4- النساء:59.
5- المائدة:55.
6- التوبة:16.

المؤمنين أم عامة في جميعهم فأمر اللّه عز و جل نبيه صلّى اللّه عليه و اله أن يعلمهم ولاة أمرهم،و أن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم و زكاتهم،و حجهم،و نصبني للناس بغدير خم».

ثم خطب فقال:«أيها الناس إن اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري،و ظننت ان الناس مكذّبي فأوعدني لأبلّغها أو ليعذبني،ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة،ثم خطب فقال:أيها الناس أ تعلمون أن اللّه عز و جل مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم قالوا بلى يا رسول اللّه.

قال:قم يا علي فقمت فقال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم و ال من والاه و عاد من عاداه.

فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه ولاية ما ذا؟

فقال:ولاء كولاء من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه.فأنزل اللّه تعالى ذكره: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1)فكبّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فقال:اللّه أكبر على تمام نبوتي،و تمام دين اللّه ولاية علي بعدي».

فقام أبو بكر و عمر فقالا:يا رسول اللّه هؤلاء الآيات خاصة في علي؟

قال:«بلى فيه و في أوصيائي إلى يوم القيامة».

قالا:يا رسول اللّه بيّنهم لنا.

قال:«علي أخي،و وزيري،و وارثي،و وصيي،و خليفتي في أمتي،و ولي كل مؤمن بعدي،ثم ابني الحسن،ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد القرآن معهم و هم مع القرآن،لا يفارقونه و لا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض».فقالوا كلهم،اللهم نعم قد سمعنا ذلك و شهدنا كما قلت سواء.

و قال بعضهم:قد حفظنا جل ما قلت و لم نحفظ كله و هؤلاء الذين حفظوا اخيارنا و افاضلنا،فقال علي عليه السّلام:«صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ.أنشد اللّه عز و جل3.

ص: 21


1- المائدة:3.

من حفظ ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا قام و أخبر به».

فقام زيد بن أرقم،و البراء بن عازب،و سلمان،و أبو ذر،و المقداد،و عمار فقالوا نشهد لقد حفظنا قول رسول اللّه و هو قائم على المنبر و أنت إلى جانبه و هو يقول:

«أيها الناس إن اللّه عز و جل أمرني أن أنصب لكم امامكم و القائم فيكم بعدي،و وصيّي، و خليفتي و الذي فرض اللّه عز و جل على المؤمنين في كتابه طاعته،فقرنه بطاعته و طاعتي،و أمركم بولايته،و إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني.

أيها الناس إن اللّه أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم،و الزكاة،و الصوم و الحج فبينتها لكم و فسرتها،و أمركم بالولاية و إني اشهدكم أنها لهذا خاصة و وضع يده على عليّ بن أبي طالب،ثم قال لابنيه بعده،ثم للاوصياء من بعدهم،و من ولدهم لا يفارقون القرآن و لا يفارقهم القرآن،حتى يردوا عليّ حوضي.

أيها الناس:قد بينت لكم مفزعكم بعدي و إمامكم،و دليلكم،و هاديكم،و هو أخي علي بن أبي طالب و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم،و أطيعوه في جميع اموركم فإن عنده جميع ما علّمني اللّه من علمه و حكمته فسلوه و تعلموا منه و من أوصيائه بعده و لا تعلموهم،و لا تتقدموهم و لا تخلّفوا عنهم،فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلوه و لا يزايلهم،ثم جلسوا».

قال سليم ثم قال علي عليه السّلام:«أيها الناس أ تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1)فجمعني و فاطمة و إبني حسنا و الحسين ثم ألقى علينا كساء و قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي و لحمي يؤلمني ما يؤلمهم (2)و يجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا».

فقالت أم سلمة:و انا يا رسول اللّه؟م.

ص: 22


1- الاحزاب:33.
2- في بعض المصادر:يؤذيني ما يؤذيهم.

فقال:«أنت إلى خير،إنما نزلت فيّ،و في أخي علي بن أبي طالب،و في إبني (1)و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصة،و ليس معنا فيها أحد غيرنا»؟

فقالوا كلهم:نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.

ثم قال علي عليه السّلام:«أنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2)».

فقال سلمان يا رسول اللّه عامة هذا أم خاصة؟

قال:«أمّا المأمورون فعامة المؤمنين امروا بذلك،و أما الصادقون فخاصة لأخي علي و أوصيائي من بعده إلى يوم القيامة».

قالوا:اللهم نعم.

قال:«أنشدكم اللّه تعالى أ تعلمون أني قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله في غزوة تبوك لم خلّفتني؟

فقال:إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟».

قالوا:اللهم نعم.

فقال:«أنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل في سورة الحج يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ (3)إلى آخر السورة فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم شهداء على الناس،الذين اجتباهم اللّه،و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟

قال:عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة قال:سلمان بيّنهم لنا7.

ص: 23


1- في الاحتجاج للطبرسي:و في ابنتي فاطمة،و في ابني.
2- التوبة:119.
3- الحج:77.

يا رسول اللّه؟

قال:أنا،و أخي علي،و أحد عشر من ولدي».

قالوا:اللهم نعم.

قال:«أنشدكم باللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال:يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف أخبرني و عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه أكل أهل بيتك؟

فقال:لا و لكن أوصيائي منهم،أولهم أخي،و وزيري،و وارثي،و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي،هو أولهم.ثم إبني الحسن،ثم إبني الحسين،ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء للّه في أرضه،و حجته على خلقه،و خزان علمه،و معادن حكمته،من أطاعهم فقد أطاع اللّه و من عصاهم فقد عصى اللّه؟».

فقالوا كلهم:نشهد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال ذلك،ثم تمادى بعلي السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم اللّه فيه و سألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه و ما قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله كثيرا،كل ذلك يصدقونه و يشهدون أنه حقّ (1).

الحمويني قال:أنبأني الإمام صدر الدين (2)محمد بن أبي الكرام عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر،أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحقيقي الأبهري كتابة قال:أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل اللّه بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة قال:أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني (3)، أنبأنا الشيخ أبو جعفر الطوسي-قدس اللّه روحه-أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن محمدي.

ص: 24


1- فرائد السمطين 1:/312ح 250.
2- في بعض المصادر:بدر الدين.
3- في بعض المصادر:محمد بن معضد الحسني.

بن النعمان-روّح اللّه روحه-و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه،و أبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القمي،و أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني قالوا كلهم:

أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:أخبرنا علي بن عبد اللّه الوراق الرازي قال:أنبأنا سعد بن عبد اللّه قال:أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي،عن الحسن بن علوان،عن عمر بن خالد،عن سعيد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة،عن عبد اللّه بن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين (2)،قال:حدّثنا محمد بن الحسين الكوفي، قال:حدّثنا محمد بن محمود،قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهلالي (3)قال:حدّثنا أبو حفص الأعشى،عن عنبسة بن الأزهر،عن يحيى بن عقيل،عن يحيى بن النعمان، قال:كنت عند الحسين عليه السّلام إذ دخل عليه من العرب (4)متلثم اسمرّ شديد السمرة فسلّم عليه فرد الحسين عليه السّلام فقال:يابن رسول اللّه مسألة،فقال:هات،فقال:كم بين الإيمان و اليقين؟

قال:«أربع اصابع».

قال:كيف؟

قال:«الإيمان ما سمعناه و اليقين ما رأيناه،و بين السمع و البصر أربع أصابع».

قال:كم بين السماء و الأرض؟

قال:«دعوة مستجابة».

قال:فكم بين المشرق و المغرب؟ب.

ص: 25


1- فرائد السمطين 2:/132ح 430.
2- في كفاية الاثر:علي بن الحسن.
3- في كفاية الاثر:الذهلي.
4- في كفاية الاثر:رجل من العرب.

قال:«مسيرة يوم للشمس».

قال:فما غنى المرء؟

قال:«استغناؤه عن الناس».

قال:فما أقبح شيء؟

قال:«الفسق في الشيخ قبيح،و الحدّة في السلطان قبيحة،و الكذب في ذي الحسب قبيح،و البخل في ذي الغنى قبيح،و الحرص في العالم»:قال:صدقت يابن رسول اللّه فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:«اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل».

قال:سمّهم لي،فأطرق الحسين عليه السّلام رأسه مليا ثم رفع رأسه فقال:«نعم اخبرك يا أخا العرب،إن الإمام و الخليفة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله أمير المؤمنين (1)علي بن أبي طالب و الحسن و أنا و تسعة من ولدي،منهم علي ابني،و بعده محمد ابنه،و بعده جعفر ابنه، و بعده موسى ابنه،و بعده علي ابنه،و بعده محمد ابنه،و بعده علي ابنه،و بعده الحسن، و بعده الخلف المهدي التاسع من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان».

قال:فقام الأعرابي و هو يقول:

مسح النبي جبينه فله بريق في الخدود

أبواه من أعلا قريش و جدّه خير الجدود (2)

الحمويني أيضا بإسناده هذا قال:قال أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه، أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني،عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكة،أنبأنا أبو حاتم المهلبي،عن المغيرة بن محمد،أنبأنا عبد الغفار بن كثير الكوفي،عن هيثم بن حميد،عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال:قدم يهودي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقال له:نعثل فقال له:

يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين،فإن أجبتني عنها أسلمت5.

ص: 26


1- في البحار:أبي أمير المؤمنين.
2- كفاية الاثر ص 31،الانصاف ص 326-327،البحار:384/36-385.

على يدك؟

قال:«سل يا أبا عمارة».

قال:يا محمد صف لي ربك،فقال صلّى اللّه عليه و اله:«إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، و كيف يوصف الخالق الذي تعجز الأوصاف أن تدركه (1)،و الاوهام أن تناله،و الخطرات أن تحده،و الأبصار الإحاطة به،جلّ عما يصفه الواصفون،ناء في قربه و قريب في نأيه، كيّف الكيف فلا يقال له كيف،و أيّن الأين فلا يقال له أين،هو منقطع الكيفية فيه و الاينونية (2)،فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه،و الواصفون لا يبلغون نعته، لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» .

قال:صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك:إنه واحد لا شبيه له.أ ليس اللّه تعالى واحد و الانسان واحد؟فوحدانيته أشبهت وحدانية الانسان؟

فقال عليه السّلام:«اللّه تعالى واحد أحدي المعنى،و الانسان واحد ثنوي المعنى جسم و عرض،و بدن و روح،و إنما التشبيه في المعاني لا غير».

قال:صدقت يا محمد،فأخبرني عن وصيك من هو؟فما من نبي إلا وله وصي، و إن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون،فقال:«نعم إن وصيي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب،و بعده سبطاي الحسن و الحسين،يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار».

قال:يا محمد فسمهم لي؟

قال:«نعم إذا مضى الحسين فابنه علي،فإذا مضى علي فابنه محمد،فإذا مضى محمد فابنه جعفر،فإذا مضى جعفر فابنه موسى،فإذا مضى موسى فابنه علي،فإذا مضى علي فابنه محمد،ثم ابنه علي،ثم ابنه الحسن ثم الحجة بن الحسن فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل».ة.

ص: 27


1- في البحار:تعجز الحواس أن تدركه.
2- في البحار:هو منقطع الكيفوفية و الاينونية.

قال:فأين مكانهم في الجنة،قال:«معي في درجتي».

قال:أشهد ان لا إله إلا اللّه و أنك رسول اللّه،و أشهد أنهم الأوصياء بعدك،و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة،و فيما عهد إلينا موسى بن عمران عليه السّلام أنه إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال له«أحمد»خاتم الأنبياء لا نبي بعده،فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط،فقال:«يا أبا عمارة أ تعرف الأسباط؟».

قال:نعم يا رسول اللّه!إنهم كانوا اثني عشر،قال:«إن أولهم لاوي بن برخيا (1)، و هو الذي غاب عن بني اسرائيل غيبة طويلة ثم عاد فأظهر اللّه شريعته بعد اندراسها، و قاتل مع قرسطتا الملك حتى قتله،فقال صلّى اللّه عليه و اله كائن في أمتي ما كان في بني اسرائيل، حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة،و ان الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى،و يأتي على أمتي زمن لا يبقى من الإسلام إلاّ اسمه،و لا من القرآن إلاّ رسمه،فحينئذ يأذن اللّه تعالى له بالخروج،فيظهر الإسلام و يجدد الدين،ثم قال عليه الصلاة و السلام:طوبى لمن أحبهم و الويل لمبغضهم و طوبى لمن تمسك بهم»فانتفض نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و أنشأ يقول:

صلى العلي ذو العلا عليك يا خير البشر

أنت النبي المصطفى و الهاشمي المفتخر

بك اهتدانا ربنا و فيك نرجو ما أمر

و معشر سميتهم أئمة إثني عشر

حباهم رب العلى ثم صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم و خاب من عادى الزهر

آخرهم يشفي الظما و هو الإمام المنتظر

عترتك الاخيار لي و التابعون ما أمرا.

ص: 28


1- في البحار:فإن فيهم لاوي بن أرحيا.

من كان عنهم معرضا فسوف يصلى في سقر (1)

الحمويني،أنبأني المشايخ الكرام السيد الإمام جمال الدين رضي الإسلام أحمد ابن طاووس الحسيني و السيد الإمام النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي،و علامة زمانه نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحليون رحمهم اللّه كتابة،عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي،عن شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر ابن محمد الدورستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رحمه اللّه قال:حدثني أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قال:

نبأنا سعد بن عبد اللّه،و عبد اللّه بن جعفر الحميري جميعا،عن أبي الخير صالح بن أبي حماد و الحسن بن طريف جميعا،عن بكر بن صالح.

ح-و حدّثنا أبي و محمد بن موسى بن المتوكل،و محمد بن علي ماجيلويه، و أحمد بن علي بن إبراهيم،و الحسن بن إبراهيم بن ناتانة،و أحمد بن زياد الهمداني رضي اللّه تعالى عنهم قالوا:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم-روّح اللّه روحهما-عن بكر بن صالح،عن عبد الرّحمن بن سالم،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد اللّه الأنصاري:«إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها».

فقال له جابر:في أي الأوقات شئت،فخلا به أبي عليه السّلام فقال:«يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و ما أخبرتك به ان في ذلك اللوح مكتوبا،قال جابر:أشهد اللّه أني دخلت على أمك فاطمة عليها السّلام في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله أهنيها بولادة الحسين فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه زمرد،و رأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس،فقلت أنا:بأبي و أمي يا بنت رسول اللّه ما هذا اللوح؟

فقالت:هذا اللوح أهداه اللّه إلى رسوله فيه إسم أبي،و إسم بعلي،و إسم إبني و أسماء1.

ص: 29


1- فرائد السمطين 2:/132ح 431.

الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليبشرني بذلك،قال جابر فأعطتنيه أمك فاطمة فقرأته و انتسخته،فقال أبي:فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟

قال:نعم،فمشى معه أبي حتى انتهى إلى منزل جابر و اخرج أبي صحيفة من رق، فقال:يا جابر أنظر في كتابك لأقرأ عليك،فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا،فقال جابر فأشهد باللّه أني رأيته هكذا في اللوح مكتوبا:بسم اللّه الرّحمن الرحيم:هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمد نوره،و سفيره،و حجابه،و دليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين.

عظّم يا محمد أسمائي،و اشكر نعمائي،و لا تجحد آلائي،إني أنا اللّه لا إله إلا أنا قاصم الجبارين،و مذل الظالمين،و ديان الدين،إني أنا اللّه لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي،أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين،فإياي فاعبد،و علي فتوكل،إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه،و انقضت مدته،إلا جعلت له وصيا،و إني فضلتك على الأنبياء،و فضلت وصيك على الأوصياء،و أكرمتك،بشبليك بعده، و سبطيك حسن و حسين،فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه،و جعلت حسينا خازن و حيي و أكرمته بالشهادة،و ختمت له بالسعادة فهو أفضل ممن استشهد، و أرفع الشهداء درجة،جعلت كلمتي التامة معه،و الحجة البالغة عنده،بعترته اثيب و اعاقب،أولهم سيد العابدين،و زين أوليائي الماضين و ابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمي،سيهلك المرتابون في جعفر،الراد عليه كالراد عليّ،حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر،و لأسرنه في أشياعه و أنصاره و أوليائه و انتجبت بعده موسى و انتجبت بعده فتنة عمياء حندس (1)لان خيط فرضي لا ينقطع (2)و حجتي لا تخفى،و ان أوليائي لا يشقون،ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي،و من غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ،و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبديع.

ص: 30


1- حندس:الشديد الظلمة.
2- في كمال الدين:لان حفظه فرض لا ينقطع.

موسى و حبيبي و خيرتي،إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي،و عليّ وليي و ناصري،و من أضع عليه أعباء النبوة و أمنحه بالاضطلاع (1)يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح،إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأقرن عينه بمحمد إبنه و خليفته من بعده،فهو وارث علمي،و معدن حكمي،و موضع سري، و حجتي على خلقي،جعلت الجنة مأواه (2)و شفّعته في سبعين ألفا من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار؛و أختم بالسعادة لابنه علي وليي و ناصري،و الشاهد في خلقي و أميني على وحيي،و أخرج منه الداعي إلى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن،ثم اكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين،عليه كمال موسى،و بهاء عيسى،و صبر أيوب،و سيذل أوليائي في زمانه،و يتهادون رؤوسهم كما يتهادون رؤوس الترك و الديلم،فيقتلون،و يحرقون، و يكونون خائفين،مرعوبين،وجلين و تصبغ الأرض بدمائهم،و يفشو الويل و الرنين (3)في نسائهم،أولئك أوليائي حقا،بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس،و بهم أكشف الزلازل، و أدفع الآصار (4)و الأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون».

قال عبد الرّحمن بن سالم:قال أبو بصير:لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك،فصنه إلا عن أهله (5).

الحمويني بإسناده هذا،عن ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين المؤدب، و أحمد ابن هارون الفامي قالا:أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن أبيه،6.

ص: 31


1- اضطلع:نهض به و قوي عليه.
2- في عيون الاخبار:لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه.
3- الرنين:الصوت الحزين.
4- الاصر::-آصار:الثقل،الذنب.
5- فرائد السمطين 2:/136ح 432،كمال الدين:308/1-311،عيون اخبار الرضا:34/1- 36.

عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي،عن محمد بن نعمة السلولي (1)،عن درست بن عبد الحميد،عن عبد اللّه بن القاسم،عن عبد اللّه بن جبلة عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي،عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و قدامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار،فيه اثنا عشر إسما ثلاثة في ظاهره و ثلاثة في باطنه و ثلاثة أسماء في آخره،و ثلاثة أسماء في طرفه،فعددتها فإذا هي إثنا عشر إسما،فقلت:

أسماء من هذا؟

قالت:«هذه أسماء الأوصياء أولهم ابن عمي و أحد عشر من ولدي،آخرهم القائم».

قال جابر:فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع،و عليا عليا عليا عليا في أربعة مواضع (2).

الحمويني بإسناده عن أبي جعفر بن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال:حدّثنا أبي،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود،عن أبي جعفر عليه السّلام،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

دخلت على فاطمة عليها السّلام و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم،ثلاثة منهم محمد،و أربعة منهم عليّ صلوات اللّه عليهم (3).

الحمويني بالاسناد إلى أبي جعفر بن بابويه قال:أنبأنا محمد بن إبراهيم ابن إسحاق الطالقاني رضى اللّه عنه قال:حدّثنا الحسن بن إسماعيل قال:حدّثنا أبو عمرو سعيد ابن محمد بن نصر القطان قال:حدّثنا عبيد اللّه بن محمد السلمي قال:حدّثنا محمد ابن عبد الرحيم قال:حدّثنا محمد بن سعيد بن محمد قال:حدّثنا العباس بن أبي4.

ص: 32


1- في بعض المصادر،و كمال الدين:محمد بن مالك الفزاري الكوفي،عن مالك السلولي عن درست.
2- فرائد السمطين 2:/139ح 133.
3- فرائد السمطين 2:/139ح 134.

عمرو،عن صدقة بن أبي موسى،عن أبي نضرة قال:لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام عند الوفاة دعا بابنه الصادق عليه السّلام ليعهد إليه عهدا فقال له أخوه زيد بن علي بن الحسين:لو امتثلت في تمثال الحسن و الحسين عليهما السّلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا،فقال له:يا أبا الحسن إن الأمانات ليست بالتمثال،و لا العهود بالرسوم، و إنما هي أمور سابقة عن حجج اللّه تبارك و تعالى،ثم دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له يا جابر حدّثنا بما عاينت من الصحيفة؟

فقال له جابر:نعم يا أبا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول اللّه لأهنئها بمولد الحسين عليه السّلام فإذا بيدها صحيفة من درة بيضاء،فقلت يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟

قالت:«فيها أسماء الولاة من ولدي».

فقلت لها:ناوليني لأنظر فيها،قالت:«يا جابر لو لا النهي لكنت أفعل لكنه نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبي،أو أهل بيت نبي،و لكنه مأذون لك أن تنظر إلى بطنها من ظاهرها».

قال جابر فقرأت فإذا فيها:أبو القاسم محمد بن عبد اللّه المصطفى،امه آمنة بنت وهب،و أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى،امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.أبو محمد الحسن بن علي.و أبو عبد اللّه الحسين بن علي التقي،امهما فاطمة بنت محمد.أبو محمد علي بن الحسين العدل،أمه شاه بانويه بنت يزدجرد ابن شاهنشاه.أبو جعفر محمد بن علي الباقر،امه ام عبد اللّه بنت الحسن بن علي بن أبي طالب.أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق،امه ام فروة بنت القاسم بن محمد ابن أبي بكر،أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة،أمه جارية إسمها حميدة.أبو الحسن علي بن موسى الرضا،امه جارية اسمها نجمة.أبو جعفر محمد بن علي الزكي،امه جارية اسمها خيزران.أبو الحسن علي بن محمد الامين،امه جارية اسمها سوسن،أبو محمد الحسن بن علي الرفيق،امه جارية اسمها سمانة،أبو

ص: 33

القاسم محمد بن الحسن هو حجة اللّه القائم،امه جارية اسمها نرجس صلوات اللّه عليهم أجمعين.

قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه:جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليه السّلام و الذي أذهب إليه ما روي من النهي عن تسميته (1).

الحمويني أحد مشايخ العامة قال:أنبأني الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي رحمه اللّه عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد اللّه بن أبي الفرج بن بردة السلمي (2)رحمه اللّه بروايته،عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد، عن والده،عن جده محمد،عن أبيه،عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسن الجوزي العلوي،و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المقري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم الفاني بروايتهم،عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه اللّه جميع مصنفاته و رواياته قال:حدّثنا محمد ابن علي ماجيلويه-رضى اللّه عنه-قال:حدثني عمي محمد بن أبي القاسم،عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدثني محمد بن علي القرشي قال:حدثني أبو الربيع الزهراني قال:حدّثنا جرير،عن ليث بن أبي سليم،عن مجاهد قال:قال ابن عباس:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«إن اللّه تبارك و تعالى ملكا يقال له:دردائيل،كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء و الهواء كما بين السماء إلى الأرض،فجعل يوما يقول في نفسه:أ فوق ربنا جل جلاله شيء؟فعلم اللّه تبارك و تعالى ما قال،فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان و ثلاثون ألف جناح ثم أوحى اللّه عز و جل إليه أن طر،فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش،فلما علم اللّه عز و جل إتعابه أوحى إليه أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم فوق كل عظيم و ليس فوقي شيء و لا أوصف بمكان،فسلبه اللّه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،فلما ولد الحسين بن علي عليه السّلامي.

ص: 34


1- فرائد السمطين 2:/140ح 435،كمال الدين:305/1-307.
2- في بعض المصادر:النبلي.

و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى اللّه عز و جل إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا،و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان و طيبها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى حور العين أن تزينوا و تزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا،و أوحى اللّه عز و جل إلى الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح و التحميد و التكبير لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا،و أوحى اللّه عز و جل لجبرئيل أن اهبط إلى نبيي محمد في ألف قبيل-و القبيل ألف ألف من الملائكة-على خيول بلق،مسرجة ملجمة،عليها قباب الدر و الياقوت،و معهم ملائكة يقال لهم:

الروحانيون،بأيديهم حراب من نور (1)أن هنئوا محمدا بمولوده،و أخبره يا جبرائيل إني قد سميته الحسين،فهنئه و عزه و قل له:يا محمد يقتله شر أمتك على شر الدواب، فويل للقاتل،و ويل للسائق،و ويل للقائد.

قاتل الحسين أنا منه بريء و هو مني بريء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد إلا و قاتل الحسين أعظم جرما منه.قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون ان مع اللّه إلها آخر،و النار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع اللّه إلى الجنة.

قال:فبينا جبرائيل عليه السّلام يهبط من السماء إلى الدنيا (2)إذ مرّ بدردائيل فقال له دردائيل:

يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة على أهل الدنيا قال:لا و لكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا و قد بعثني اللّه عز و جل إليه لأهنئه بمولوده،فقال له الملك:

يا جبرائيل بالذي خلقني و خلقك إن هبطت إلى محمد فأقرئه مني السلام و قل له:بحق هذا المولود عليك إلاّ ما سألت ربك أن يرضى عني و يرد عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة،فهبط جبرائيل عليه السّلام على النبي صلّى اللّه عليه و اله فهنأه كما أمره اللّه عز و جل و عزاه، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و اله تقتله أمتي؟ض.

ص: 35


1- في بعض المصادر:أطباق من نور.
2- في بعض المصادر:الى الأرض.

فقال له:نعم يا محمد،فقال النبي صلّى اللّه عليه و اله ما هؤلاء بأمتي أنا بريء منهم و اللّه عز و جل بريء منهم،قال جبرائيل:و أنا بريء منهم يا محمد،فدخل النبي صلّى اللّه عليه و اله على فاطمة عليها السّلام فهنأها و عزاها فبكت فاطمة عليها السّلام،ثم قالت:يا ليتني لم ألده،قاتل الحسين في النار،فقال النبي صلّى اللّه عليه و اله:و أنا أشهد بذلك يا فاطمة و لكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية،قال عليه السّلام و الأئمة بعدي الهادي علي،و المهتدي الحسن،و الناصر الحسين، و المنصور علي بن الحسين،و الشافع محمد بن علي،و النفاع جعفر بن محمد،و الأمين موسى بن جعفر،و الرضا علي بن موسى،و الفعال محمد بن علي،و المؤتمن علي بن محمد،و العلام الحسن بن علي،و من يصلي خلفه عيسى ابن مريم عليه السّلام القائم عليه السّلام، فسكنت فاطمة عليها السّلام من البكاء.

ثم أخبر جبرائيل عليه السّلام النبي صلّى اللّه عليه و اله بقصة الملك و ما أصيب به،قال ابن عباس:فأخذ النبي صلّى اللّه عليه و اله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرقة من صوف فأشار به إلى السماء،ثم قال:

اللهم بحق هذا المولود عليك،لا بل بحقك عليه و على جده محمد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب إن كان للحسين بن علي ابن فاطمة عندك قدرا فارض عن دردائيل ورد عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة (1)فالملك ليس يعرف في الجنة إلا بأن يقال هذا مولى الحسين بن علي،و ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله» (2).

الحمويني من علماء العامة بإسناده قال:روى الشيخ الجليل أبو جعفر بن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام،حدّثنا محمد ابن الفضل،حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي،حدّثنا علي بن عاصم،عن محمد بن علي بن موسى،عن أبيه علي بن موسى بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن6.

ص: 36


1- في كمال الدين:فاستجاب اللّه دعاءه،و غفر للملك،ورد عليه أجنحته،ورده الى صفوف الملائكة،فالملك لا يعرف.
2- فرائد السمطين 2:/151ح 446.

علي عليهم السّلام قال:دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و عنده أبي بن كعب فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:

«مرحبا بك يا أبا عبد اللّه،يا زين السماوات و الأرض».

قال ابي و كيف يكون يا رسول اللّه زين السماوات و الأرض أحد غيرك؟

قال:«يا ابيّ و الذي بعثني بالحق نبيا إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض،و إنه مكتوب على يمين عرش اللّه مصباح هدى و سفينة نجاة و إمام غير وهن، و عزّ و فخر،و علم و ذخر،و إن اللّه عز و جل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام،أو يجري ماء في الأصلاب،أو يكون ليل أو نهار، و لقد لقن دعوات ما يدع بهن مخلوق إلا حشره اللّه عز و جل معه،و كان شفيعه في آخرته، و فرّج اللّه عنه كربه،و قضى اللّه بهادينه،و يسر أمره،و أوضح سبيله،و قواه على عدوه،و لم يهتك ستره».

فقال له ابي بن كعب:ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟

قال:«إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد:اللهم إني أسألك بكلماتك،و معاقد عرشك،و سكّان سماواتك،و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر،فأسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي من عسري يسرا،فإن اللّه عز و جل،يسهل أمرك و يشرح صدرك و يلقنك شهادة أن لا إله إلا اللّه عند خروج نفسك».

قال له ابي:يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب الحسين؟

قال:«مثل هذه النطفة كمثل القمر و هي نطفة تبيين و بيان يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه غويا».

قال:فما إسمه و ما دعاؤه؟

قال:«إسمه عليّ،و دعاؤه يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم يا فارج الهم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد.و من دعى بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل مع علي بن الحسين و كان قائده إلى الجنة».

ص: 37

قال له ابي:يا رسول اللّه فهل له من خلف أو وصي؟

قال:«نعم له مواريث السماوات و الأرض».

قال:و ما معنى مواريث السماوات و الأرض يا رسول اللّه؟

قال:«القضاء بالحق،و الحكم بالديانة،و تأويل الأحكام،و بيان ما يكون».

قال:ما اسمه؟

قال:«اسمه محمد،و إنّ الملائكة لتستأنس به في السماوات و يقول في دعائه:اللهم إن كان لك عندي رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني و شيعتي و طيّب ما في صلبي،فركّب اللّه عز و جل في صلبه نطفة مباركة زكية و أخبرني جبرائيل عليه السّلام أن اللّه تبارك و تعالى طيّب هذه النطفة و سمّاها عنده جعفرا،و جعله هاديا مهديا و راضيا مرضيا يدعو ربه فيقول في دعائه:يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء،و لهم عندك رضى،فاغفر لهم ذنوبهم،و يسر امورهم و اقض ديونهم،و استر عوراتهم،و اغفر لهم الكبائر التي بينك و بينهم،يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم،اجعل لي من الغم فرجا.و من دعى بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة.

يا ابي و إن اللّه تبارك و تعالى ركّب على هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة و سماها عنده موسى».

قال له ابي:يا رسول اللّه كلهم يتواضعون و يتناسلون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا،قال:«وصفهم لي جبرائيل عليه السّلام عن رب العالمين جل جلاله».

قال فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟

قال:«نعم يقول في دعائه:يا خالق الخلق،و يا باسط الرزق و يا فالق الحب،و يا باريء النسم و محيي الموتى و مميت الأحياء،و دائم الثبات،و مخرج النبات،افعل بي ما أنت أهله.من دعى بهذا الدعاء قضى اللّه له حوائجه و حشره اللّه يوم القيامة مع موسى ابن جعفر،و إن اللّه ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سماها عنده عليا يكون للّه

ص: 38

في خلقه رضيا في علمه و حكمه،و يجعله حجّة لشيعته يحتجون به يوم القيامة و له دعاء يدعو به:اللهم صل على محمد و آل محمد و اعطني الهدى،و ثبتني عليه،و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع،إنك أهل التقوى و أهل المغفرة.

و إنّ اللّه عز و جل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها محمد بن علي فهو شفيع شيعته و وارث علم جده،له علامة بينة و حجة ظاهرة إذا ولد يقول:لا إله الاّ اللّه محمد رسول اللّه يقول في دعائه:يا من لا شبيه له و لا مثال،أنت اللّه لا إله إلا أنت و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقى أنت،حلمت عمن عصاك و في المغفرة رضاك.من دعى بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة.

و إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية،بارة مبارك طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد،فألبسها السكينة و الوقار،و أودعها العلوم و كل سر مكتوم، من لقيه و في صدره شيء أنبأه و حذره من عدوه،و يقول في دعائه:يا نور يا برهان يا منير و يا مبين،يا رب إكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور.من دعى بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلى الجنة.

و إن اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلبه نطفة و سماها عنده الحسن و جعله نورا في بلاده و خليفته في أرضه،و عزّا لأمة جدّه،و هاديا لشيعته،و شفيعا لهم عند ربه و نقمة لمن خالفه،و حجّة لمن والاه،و برهانا لمن اتخذه إماما،يقول في دعائه:يا عزيز العز في عزه، يا عزيز أعزني بعزك،و أيدني بنصرك،و أبعد عني همزات الشياطين،و ادفع عني بدفعك،و امنع عني بمنعك،و اجعلني من خيار خلقك،يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد.

من دعى بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل معه و نجّاه من النار و لو وجبت عليه.

و إن اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن ممن قد أخذ اللّه ميثاقه في الولاية و يكفر بها كل جاحد.و هو إمام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي يحكم بالعدل و يأمر به،يصدق اللّه عز و جل و يصدقه اللّه في قوله،يخرج من تهامة حين تظهر الدلائل و العلامات،و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا

ص: 39

فضة إلا خيول مطهمة،و رجال مسومة يجمع اللّه له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و صنايعهم و طبايعهم و كلامهم و كناهم كرارون مجدون في طاعته»،فقال له:

و ما دلالته و علامته يا رسول اللّه؟

قال:«له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه اللّه عز و جل فناداه العلم أخرج يا ولي اللّه و اقتل أعداء اللّه،و له رايتان و علامتان و له سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه إقتلع ذلك السيف من غمده،و أنطقه اللّه عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي اللّه فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّه،فيخرج و يقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّه و يحكم بحكم اللّه،يخرج جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن ميسرته و شعيب بن صالح على مقدّمه،و سوف تذكرون ما أقول لكم و افوض امري إلى اللّه عز و جل.

يا ابي طوبى لمن لقيه،و طوبى لمن أحبه،و طوبى لمن قال به،و لو بعد حين،ينجيهم من الهلكة بالإقرار باللّه و برسوله و بجميع الأئمة،يفتح اللّه لهم الجنة،مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا،و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا».

قال ابي:يا رسول اللّه كيف جاءك بيان هؤلاء الأئمة عن اللّه عز و جل؟

قال:«إن اللّه أنزل عليّ اثني عشر خاتما و اثنتي عشر صحيفة إسم كل إمام على خاتمه،و صفته في صحيفته و الحمد للّه رب العالمين» (1).

الحموي قال:أخبرني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد،عن أبيه الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر بن محمد الدورستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن8.

ص: 40


1- فرائد السمطين 2:/155ح 447. و ذكره الشيخ ابن بابويه في كمال الدين:264/1-268.

بابويه رحمه اللّه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى،عن الحسين بن سعيد،عن حماد بن عيسى،عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله لأمير المؤمنين:«أكتب ما املي عليك».

قال:«يا نبي اللّه أ تخاف عليّ النسيان؟».

قال:«لست أخاف عليك النسيان،و قد دعوت اللّه تعالى لك أن يحفظك و لا ينسيك، و لكن اكتب لشركائك».

قال:«قلت:و من شركائي يا نبي اللّه؟».

قال:«الأئمة من ولدك،بهم تسقى امتي الغيث،و بهم يستجاب دعاؤهم،و بهم يصرف اللّه عنهم البلاء،و بهم تنزل الرحمة من السماء،و هذا أولهم-و أومأ بيده إلى الحسن عليه السّلام-ثم أومأ بيده إلى الحسين عليه السّلام،ثم قال عليه السّلام:الأئمة من ولده» (1).

الحمويني من أهل السنة و الخلاف قال:أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنايم بن الجهم الحلي إجازة قال:أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي،عن عمه زين الدين عبد الجبار عن أبيه،عن الصفي أبي تراب بن الداعي الحسيني،عن أبي محمد جعفر بن محمد الدورستي،عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور- رضي اللّه عنه-قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر،عن المعلى بن محمد البصري،عن جعفر بن سليمان،عن عبد اللّه بن الحكم،عن أبيه،عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي اثنا عشر،أوّلهم أخي،و آخرهم ولدي».ف.

ص: 41


1- فرائد السمطين 2:/259ح 527. و ذكره الشيخ بن بابويه في كمال الدين:206/1،و الأمالي ص 358 ط النجف.

قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟

قال:«علي بن أبي طالب»،قيل:فمن ولدك؟

قال:«المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسى ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها،و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

الحمويني بإسناده إلى ابن بابويه قال:نبأنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال:نبأنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:نبأنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية،عن الأعمش،عن عباية بن ربعي،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«أنا سيد النبيين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين،و إن أوصيائي بعدي إثنا عشر،أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم المهدي» (2).

الحمويني قال:أخبرني الشيخ الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم (3)جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي كتابة في شهور سنة احدى و سبعين و ستمائة بروايته،عن السيد النسابة فخار بن معد بن فخار الموسوي،عن شاذان بن جبرائيل،عن جعفر بن محمد الدورستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال:حدثني محمد بن علي ماجيلويه قال:نبأنا محمد بن أبي القاسم محمد عن حيان السراج (4)عن داود بن سليمان الكسائي،عن أبي الطفيل قال:شهدت جنازة أبي بكر يوم مات،و شهدت عمر حين بويع و علي عليه السّلام جالس ناحية إذ أقبلج.

ص: 42


1- فرائد السمطين-السمط الثاني،في باب ذكر احوال المهدي./312/2ح 562.
2- فرائد السمطين 2:/313ح 564. و رواه الشيخ ابن بابويه في كمال الدين:280/1،و في عيون الاخبار:52/1 ط النجف.
3- في بعض المصادر:أبو القسم.
4- في بعض المصادر:محمد بن أبي القسم،عن أحمد بن محمد بن خالد،عن أبيه،عن عبد اللّه بن القسم،عن حيان السراج.

عليه غلام يهودي،عليه ثياب حسان.و هو من ولد هارون،حتى قام على رأس عمر فقال:يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم و أمر نبيهم؟

قال:فطأطأ عمر رأسه،فقال:إياك أعني،و أعاد عليه القول،فقال له عمر:ما ذاك (1)؟

قال:إني جئتك مرتادا لنفسي،شاكّا في ديني،فقال:دونك هذا الشاب قال:و من هذا الشاب قال:هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و هو أبو الحسن و الحسين إبني رسول اللّه و هذا زوج فاطمة ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فأقبل اليهودي على عليّ فقال أ كذلك أنت؟

قال:«نعم».

قال:فإني اريد أن أسألك عن ثلاث و ثلاث و واحدة،قال:فتبسم عليّ عليه السّلام ثم قال:

«يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا».

قال:أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألت عمّا بعدهن،و إن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم علم.

قال علي عليه السّلام:«فإنني أسألك بالإله الذي تعبد لئن أنا أجبتك في كلّ ما تريد لتدعن دينك و لتدخلن في ديني»؟

قال:ما جئت إلا لذاك،قال:«فاسأل».

قال:فأخبرني عن أوّل قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي؟و أوّل عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟و أوّل شيء إهتز على وجه الأرض أي شيء هو؟فأجابه أمير المؤمنين عليه السّلام قال:فاخبرني عن الثلاث الاخر:أخبرني عن محمد صلّى اللّه عليه و اله كم بعده من إمام عدل؟و في أي جنة يكون؟و من الساكن معه في جنته؟.

فقال:«يا هاروني إن لمحمد من الخلفاء اثني عشر إماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم،و لا يستوحشون بخلاف من خالفهم،و إنهم أرسب في الدين من الجبالك.

ص: 43


1- في كمال الدين:ما شأنك.

الرواسي في الأرض،و مسكن محمد صلّى اللّه عليه و اله في جنته مع أولئك (1)الاثني عشر إماما العدول».

قال:صدقت و اللّه الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده و املاء موسى (2).

قال:فأخبرني عن الواحدة،أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده؟و هل يموت أو يقتل؟

قال:«يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما و لا ينقص يوما ثم يضرب ضربة ههنا-يعني قرنه-فتخضب هذه من هذا».

قال:فصاح الهاروني و قطع تسبيحه و هو يقول:أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله،و أنّك وصيه الذي ينبغي أن تفوق و لا تفاق،و أن تعظم و لا تستضعف،ثم مضى به علي عليه السّلام إلى منزله فعلّمه معالم الدين (3).

انظر أيها الأخ إلى هذه الأخبار و أنها نص في صحة معتقد الامامية،و هو أن الأئمة بعد رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين بنص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله إثنا عشر و أنهم أوصياؤه،و هذه الأخبار كلها من طرق العامة المخالفين و الحمد للّه رب العالمين.

و رويت هذه الأخبار أيضا من طرق الامامية و معناها،فعملت بمضمونها الامامية دون العامة المخالفين مع روايتهم لها و لغيرها التي تطابقها من طرقهم فماذا بعد الحق إلا الضلال (4).ف.

ص: 44


1- في كمال الدين:في جنة عدن معه أولئك.
2- في بعض المصادر:و املاء موسى عمي عليهما السّلام،و في كمال الدين:و املاء عمي موسى عليه السّلام.
3- فرائد السمطين 1:/354ح 280.
4- المناقب للخوارزمي:129-130،ط النجف.

من طريق العامة المخالفين ما رواه الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة في فضائل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب و الأئمة من ولده صلوات اللّه عليهم اجمعين عن جعفر ابن محمد،عن أبيه،عن علي بن الحسين،عن أبيه،عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«يا علي أنت أمير المؤمنين،و إمام المتقين،يا علي أنت سيد الوصيين، و وارث علم النبيين،و خير الصديقين،و أفضل السابقين،يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين،و خليفة خير المرسلين،يا علي أنت مولى المؤمنين،يا علي أنت الحجة بعدي على الناس أجمعين،إستوجب الجنة من تولاّك،و استحق النار من عاداك،يا علي و الذي بعثني بالنبوة،و اصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام ما قبل اللّه ذلك منه إلا بولايتك و ولاية الأئمة من ولدك (1)بذلك أخبرني جبرائيل فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر» (2).

أبو الحسن بن شاذان عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«و اللّه لقد خلفني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله في امته،فأنا حجة اللّه عليهم بعد نبيه،و إن ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض،و إن الملائكة لتتذاكر فضلي و ذلك تسبيحها عند اللّه.أيها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل،و لا تأخذوا يمينا و شمالا فتضلوا،أنا وصي نبيكم،و خليفته،و إمام المؤمنين و أميرهم،و مولاهم،و أنا قائد شيعتي إلى الجنة و سائق أعدائي إلى النار،و أنا سيف اللّه على أعدائه،و رحمته على أوليائه،و أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و لوائه، و صاحب مقام شفاعته،و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في أرضه، و حجج اللّه على بريته» (3).2.

ص: 45


1- في كنز الفوائد و البحار:و ان ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك و أعداء الأئمة من ولدك بذلك أخبرني...
2- البحار:6/27؛و كنز الفوائد:185.
3- مائة منقبة:/59ح 32.

أبو الحسن بن شاذان،عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«معاشر الناس إعلموا أن للّه تعالى بابا من دخله أمن من النار،و من الفزع الأكبر»،فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه إهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه،قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين،و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين،و خليفة اللّه (1)على الناس أجمعين.

معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفطام (2)لها فليستمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي،و طاعته طاعتي.

معاشر الناس:من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب.

معاشر الناس من سرّه اللّه ليقتدي بي فعليه أن يتولى ولاية علي بن أبي طالب (3)و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي».

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدة الأئمة؟

فقال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه،عدتهم عدة الشهور،و هي عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض،و عدتهم عدّة العيون التي انفجرت منه لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، و عدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل،قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (4)فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما،أوّلهم علي ابن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم» (5).

أبو الحسن بن شاذان،عن جعفر بن محمد،عن أبيه،ن الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«فاطمة بهجة قلبي،و إبناها ثمرة فؤادي،و بعلها نورن.

ص: 46


1- في البحار:و خليفته.
2- في بعض المصادر:لا انفصام.
3- في البحار:من سره أن يتولى ولاية اللّه فليقتد بعلي بن أبي طالب.
4- المائدة:12.
5- البحار:263/36 عن اليقين.

بصري،و الأئمة من ولدها أمناء ربي و حبله الممدود بينه و بين خلقه،من اعتصم بهم نجا و من تخلّف عنهم هوى» (1).

أبو الحسن بن شاذان،عن سلمان المحمدي قال:دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و اله و إذا الحسين بن علي على فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و يقول:«أنت سيد ابن سيد أبو سادة،أنت إمام ابن إمام أبو أئمة،أنت حجّة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (2).

أبو الحسن بن شاذان،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:

«قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:حدثني جبرائيل،عن رب العزة جل جلاله أنه قال:من علم أن لا إله إلا أنا وحدي،و أن محمدا عبدي و رسولي،و أن علي بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي،و نجيته من النار بعفوي،و أبحت له جواري، و أوجبت له كرامتي،و أتممت عليه نعمتي،و جعلته من خاصتي و خالصتي:إن ناداني لبيته،و إن دعاني أجبته،و إن سألني أعطيته،و إن سكت ابتدأته،و إن أساء رحمته،و إن فر مني دعوته،و إن رجع إليّ قبلته،و إن قرع بابي فتحته.

و من لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي،و صغّر عظمتي،و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته،و إن سألني حرمته،و إن ناداني لم أسمع نداءه،و إن دعاني لم أستجب دعاءه،و إن رجاني خيبت رجاءه مني.و ما أنا بظلاّم للعبيد».

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن1.

ص: 47


1- ذكره مسندا الخوارزمي في مقتل الحسين:59/1 قال: و ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان،أخبرني الحسن بن حمزة،عن علي بن محمد بن قتيبة،عن الفضل بن شاذان،عن محمد بن زياد،عن حميد بن صالح،عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال: حدثني أبي.
2- مر الحديث عن مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي:146/1.

أبي طالب؟

فقال:«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين،ثم الباقر محمد بن علي-ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرئه مني السلام-ثم الصادق جعفر بن محمد،ثم الكاظم موسى بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسى،ثم التقي محمد بن علي،ثم النقي علي بن محمد،ثم الزكي الحسن بن علي،ثم إبنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

هؤلاء يا جابر خلفائي،و أوصيائي،و أولادي،و عترتي،من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني،و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،بهم يمسك اللّه السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه،و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد (1)بأهلها» (2).

أبو الحسن بن شاذان،عن جعفر بن محمد الصادق،عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام،عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه كان جالسا في الرحبة و الناس حوله مجتمعون فقام إليه رجل فقال:يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك اللّه تعالى و أبوك معذب في النار؟!فقال له:«مه فض اللّه فاك،و الذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه اللّه فيهم فتقول:أبي معذب في النار و ابنه قسيم الجنة و النار؟و الذي بعث محمدا بالحق نبيا،إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار:نور محمد،و نوري،و نور فاطمة و نور الحسن،و نور الحسين، و نور ولده من الأئمة،ألا إن نوره من نورنا الذي خلقه اللّه من قبل خلق آدم بالفي عام».

و روي هذا الحديث من طريق الخاصة الشيخ الطوسي في كتاب مجالسه بالاسناد المتصل إلى المفضل بن عمر،عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام عن أبيه،عن2.

ص: 48


1- ماد يميد:اي اضطرب و تحرك.
2- رواه بهذا اللفظ الشيخ الصدوق في كمال الدين:258/1،و الطبرسي في الاحتجاج:87/1- 89 ط النجف الاشرف،و المجلسي في البحار:251/36،252.

أمير المؤمنين عليه السّلام (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن أبي القاسم (2)عن محمد بن علي الكوفي،عن محمد بن سنان،عن المفضل بن عمر عن جابر بن يزيد،عن سعيد بن المسيب،عن عبد الرّحمن بن سمرة قال:قلت:يا رسول اللّه أرشدني إلى النجاة.

فقال لي:«يا بن سمرة إذا اختلفت الأهواء،و تفرقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب فإنه إمام أمتي و خليفتي عليهم من بعدي و هو الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل.من سأله أجابه،و من استرشده أرشده و من طلب الحق من عنده وجده،و من التمس الهدى لديه صادقه،و من لجأ إليه أمنه،و من إستمسك به نجاه،و من اقتدى به هداه،يابن سمرة (3)إن عليا مني روحه من روحي و طينته من طينتي،و هو أخي و أنا أخوه،و هو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين،و إن منه إمامي أمتي،و سيدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمتي،يملأ الأرض قسطا و عدلا،كما ملئت جورا و ظلما» (4).

ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال:حدثني أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن ثابت (5)،عن عطاء بن السائب،عن أبي يحيى،عن ابن عباس قال:ب.

ص: 49


1- رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج:340/1،و المجلسي في البحار:69/35. و رواه الشيخ الطوسي في أماليه:311/1 بسنده قال:أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه قال:أخبرنا أبو محمد،قال:حدّثنا محمد بن همام،قال:حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال:حدثني محمد بن خالد البرقي،قال:حدّثنا محمد بن سنان،عن المفضل بن عمر،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام،عن..
2- في بعض المصادر:عمي محمد بن أبي القاسم.
3- في بعض المصادر:يابن سمرة سلم من سلم له و والاه،و هلك من رد عليه و عاداه،يابن سمرة ان عليا.
4- أمالي الصدوق ص 23.
5- في بعض المصادر:ثابت كنانة قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن العباس أبو جعفر الخزاعي، قال:حدّثنا حسن بن الحسين العرني قال:حدّثنا عمرو بن ثابت عن عطاء بن السايب.

صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله المنبر فخطب و اجتمع الناس إليه فقال:«يا معاشر المؤمنين إن اللّه أوحى إلي أني مقبوض و أن ابن عمي عليّا مقتول،و اني أيها الناس اخبركم خبرا إن عملتم به سلمتم،و إن تركتموه هلكتم،إن ابن عمي عليا هو أخي و هو وزيري،و هو خليفتي،و هو المبلغ عني،و هو إمام المتقين و قائد الغر المحجلين.إن استرشد تموه أرشدكم،و إن اتبعتموه نجوتم،و إن خالفتموه ضللتم،و إن أطعتموه فاللّه أطعتم،و إن عصيتموه فاللّه عصيتم،و إن بايعتموه فاللّه بايعتم،و إن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم.إن اللّه عز و جل أنزل عليّ القرآن و هو الذي من خالفه ضل،و من ابتغى علمه عند غير عليّ فقد هلك.

أيها الناس إسمعوا قولي و اعرفوا حق نصيحتي،و لا تخلفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي أمرتم به.من حفظهم فإنهم حامتي و قرابتي و اخوتي و اولادي،و إنكم مجموعون و مساءلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما،إنهم أهل بيتي فمن آذاهم آذاني، و من ظلمهم ظلمني،و من أذلهم أذلني،و من أعزهم أعزني،و من أكرمهم أكرمني،و من نصرهم نصرني،و من خذلهم خذلني،و من طلب الهدي في غيرهم فقد كذبني.أيها الناس إتقوا اللّه و انظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه فإني خصم لمن آذاهم،و من كنت خصمه خصمته.أقول قولي هذا و استغفر اللّه لي و لكم» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسى بن عمران النخعي،عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي،عن الحسن بن علي بن أبي حمزة،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه السّلام فلما رآه بكى، ثم قال:«إليّ إليّ»يا بني،فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى.ثم أقبل الحسين عليه السّلام فلما رآه بكى،ثم قال:«إليّ إليّ يا بنيّ»،فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى.ثم أقبلت فاطمة عليها السّلام فلما رآها بكى،ثم قال:«إليّ إليّ يا بنية»فاجلسها9.

ص: 50


1- أمالي الصدوق ص 58-59.

بين يديه،ثم أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام فلما رآه بكى و قال:«إليّ إليّ يا أخي»فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن.

فقال له أصحابه:يا رسول اللّه ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت أو ما فيهم من تسر برؤيته؟

فقال صلّى اللّه عليه و اله:«و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني على جميع البرية إني و إياهم لأكرم الخلق على اللّه عز و جل،و ما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم.

أما علي بن أبي طالب فإنه أخي،و شقيقي،و صاحب الأمر بعدي،و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة،و صاحب شفاعتي و حوضي،و هو مولى كل مسلم،و إمام كلّ مؤمن، و قائد كل تقي،و هو وصيي،و خليفتي على أهلي و أمتي في حياتي و بعد موتي.محبه محبي و مبغضه مبغضي،و بولايته صارت أمتي مرحومة،و بعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة،و إني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي،حتى أنه ليزال عن مقعدي،و قد جعله اللّه له بعدي،ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ (1).

و أما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين،و هي بضعة مني، و هي نور عيني،و هي ثمرة فؤادي،و هي روحي التي بين جنبي،و هي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما تزهر نور الكواكب لأهل الأرض،و يقول اللّه عز و جل لملائكته:يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة نساء إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي و قد أقبلت على عبادتي (2)اشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار،و إني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها و قد دخل الذل بيتها،و انتهكت حرمتها،و غصب حقها،و منعت ارثهاي.

ص: 51


1- البقرة:185.
2- في بعض المصادر:و قد أقبلت بقلبها على عبادتي.

و كسر جنبها و أسقطت جنينها و هي تنادي يا محمداه فلا تجاب،و تستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية فتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة و تتذكر فراقي أخرى،و تستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي الذي كانت تسمعه إذا تهجدت بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة،فعند ذلك يؤنسها اللّه تعالى ذكره بالملائكة فينادونها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول:يا فاطمة إِنَّ اللّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (1).

يا فاطمة اُقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرّاكِعِينَ (2)ثم يبتدي بها الوجع فتمرض فيبعث اللّه عز و جل لها مريم بنت عمران تمرضها،و تؤنسها في علتها،فتقول عند ذلك:يا رب إني قد سئمت الحياة،و تبرّمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي،فيلحقها اللّه عز و جل بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي،فتقدم عليّ محزونة مكروبة،مهمومة، مغصوبة،مقتولة،فأقول عند ذلك:اللهم العن من ظلمها،و عاقب من غصبها،و أذل من أذلها،و خلّد في النار من ضرب جنبها،حتى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمين.

و أما الحسن فإنه ابني و ولدي،و مني،و قرّة عيني،و ضياء قلبي،و ثمرة فؤادي،و هو سيّد شباب أهل الجنة،و حجة اللّه على الأمة،أمره أمري،و قوله قولي،من تبعه فإنه مني، و من عصاه فليس مني،و إني لمّا نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم مظلوما (3)فعند ذلك تبكي الملائكة و السبع الشداد لموته،و يبكيه كلّ شيء حتى الطير في جو السماء و الحيتان في جوف الماء،فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون،و من حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن فيه القلوب،و من زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.ا.

ص: 52


1- آل عمران:42-43.
2- آل عمران:42-43.
3- في بعض المصادر:يقتل بالسم ظلما و عدوانا.

و أمّا الحسين فإنّه منّي،و هو ولدي و ابني،و خير الخلق بعد أخيه،و هو إمام المسلمين،و مولى المؤمنين،و خليفة رب العالمين،و غياث المستغيثين،و كهف المستجيرين و حجة اللّه على خلقه أجمعين،و هو سيّد شباب أهل الجنة،و باب نجاة الأمة،أمره أمري و طاعته طاعتي،من تبعه فإنه مني و من عصاه فليس مني،و إني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي،كأني به و قد استجار بحرمي و قبري (1)فلا يجار،فأضمه في منامه إلى صدري،و آمره بالرحلة عن دار هجرتي،و أبشره بالشهادة،فيرتحل عنها إلى أرض مقتله،و موضع مصرعه،أرض كرب و بلاء،و قتل و فناء،تنصره عصابة من المسلمين،أولئك سادة شهداء أمتي يوم القيامة،كأني أنظر إليه و قد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا،ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما»،ثم بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و بكى من حوله،و ارتفعت الأصوات بالضجيج،ثم قام صلّى اللّه عليه و اله و هو يقول:«اللهم إني اشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي»،ثم دخل منزله (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال:حدّثنا الحسين بن محمد ابن عامر عن عمه عبد اللّه بن عامر،عن ابن أبي عمير،عن حمزة بن حمران،عن أبيه،عن أبي حمزة،عن علي بن الحسين،عن أبيه،عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم أنّه جاء إليه رجل فقال له:يا أبا الحسن إنك تدعى أمير المؤمنين فمن أمّرك عليهم قال:«اللّه جل جلاله أمّرني عليهم»،فجاء الرجل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فقال:

يا رسول اللّه أ يصدق عليّ فيما يقول إن اللّه أمّره على خلقه؟فغضب النبي صلّى اللّه عليه و اله و قال:

«إنّ عليّا أمير المؤمنين،بولاية من اللّه عز و جل عقدها له فوق عرشه،و أشهد على ذلك ملائكته،إن عليا خليفة اللّه،و حجة اللّه،و إنه لإمام المسلمين،طاعته مقرونة بطاعة اللّه، و معصيته مقرونة بمعصية اللّه،فمن جهله فقد جهلني،و من عرفه فقد عرفني و من أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي،و من جحد إمرته فقد جحد رسالتي،و من دفع فضله فقد2.

ص: 53


1- في بعض المصادر:و قربي.
2- أمالي الصدوق ص 99-102.

تنقصني،و من قاتله فقد قاتلني،و من سبه فقد سبني،لأنه مني،خلق من طينتي،و هو زوج فاطمة ابنتي،و أبو ولدي الحسن و الحسين»،ثم قال صلّى اللّه عليه و اله:«أنا و علي،و فاطمة، و الحسن،و الحسين،و تسعة من ولد الحسين حجج اللّه على خلقه.أعداؤنا أعداء اللّه و أولياؤنا أولياء اللّه» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال:حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي،عن إبراهيم بن موسى ابن اخت الواقدي قال:حدّثنا أبو قتادة الحراني،عن عبد الرّحمن بن العلاء الحضرمي،عن سعيد بن المسيب،عن ابن عباس قال:إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله كان جالسا يوما و عنده علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال:«اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي و أكرم الناس عليّ فأحب من أحبهم،و أبغض من أبغضهم و وال من والاهم،و عاد من عاداهم (2)و اجعلهم مطهرين من كل رجس،معصومين من كل ذنب،و أيدهم بروح القدس» (3).

ثم قال صلّى اللّه عليه و اله:«يا علي أنت إمام أمتي،و خليفتي عليها بعدي،و أنت قائد المؤمنين إلى الجنة،و كأني أنظر الى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور،عن يمينها سبعون ألف ملك،و عن يسارها سبعون ألف ملك،و بين يديها سبعون ألف ملك،و من خلفها سبعون ألف ملك تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة،فأيما إمرأة صلّت في اليوم و الليلة خمس صلوات،و صامت شهر رمضان،و حجّت بيت اللّه،و زكّت مالها،و أطاعت زوجها،و والت عليا بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة،و أنها لسيدة نساء العالمين».

فقيل له يا رسول اللّه أ هي سيدة نساء عالمها؟ك.

ص: 54


1- أمالي الصدوق:ص 116.
2- في بعض المصادر:و أعن من أعانهم.
3- في بعض المصادر:بروح القدس منك.

فقال صلّى اللّه عليه و اله:«تلك مريم بنت عمران،و أما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و إنها لتقوم في محرابها فيسلّم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين،و ينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون:يا فاطمة إِنَّ اللّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (1)»ثم التفت الى علي عليه السّلام فقال:«يا علي إن فاطمة بضعة مني،و هي نور عيني،و ثمرة فؤادي،يسوؤني ما ساءها،و يسرني ما سرها، و إنها أول من يلحقني من أهل بيتي فأحسن اليها بعدي،و أما الحسن و الحسين فهما ابناي،و ريحانتاي،و هما سيدا شباب أهل الجنة،فليكونا عليك كسمعك و بصرك»،ثم رفع صلّى اللّه عليه و اله يده الى السماء فقال:«اللهم إني اشهدك أني محبّ لمن أحبهم،و مبغض لمن أبغضهم،و سلم لمن سالمهم،و حرب لمن حاربهم،و عدوّ لمن عاداهم،و وليّ لمن والاهم» (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا أبو محمد هارون ابن موسى،قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عيسى بن المنصور الهاشمي (3)،قال:حدّثنا عمار بن محمد الثوري قال:حدّثنا سفيان،عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف،عن الحسن بن علي عليهما السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول لعلي عليه السّلام:«أنت وارث علمي،و معدن حكمي،و الإمام بعدي،فإذا استشهدت فابنك الحسن،فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين،و إذا استشهد الحسين فابنه علي يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة اطهار،فقلت:يا رسول اللّه فما أسماؤهم؟

قال:علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و المهدي من صلب الحسين،يملأ اللّه به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (4).ر.

ص: 55


1- آل عمران:42.
2- أمالي الصدوق ص 436-437.
3- في البحار:محمد بن أحمد بن عبد اللّه الهاشمي،عن عيسى بن أحمد.
4- ذكره المجلسي في البحار:340/36 عن كفاية الاثر.

ابن بابويه قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب قال:حدّثنا أبو السيد أحمد ابن محمد بن السيد المدني باصبهان،قال:حدّثنا عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر، عن عبد الوهاب بن عيسى المروزي،قال:حدّثنا الحسن بن علي (1)البلوي قال:

حدّثنا عبد اللّه بن يحيى (2)عن علي بن هاشم،عن حزور،عن الأصبغ بن نباتة قال:

سمعت عمران بن حصين يقول:سمعت النبي صلّى اللّه عليه و اله يقول لعلي:«أنت الإمام (3)و الخليفة بعدي،تعلّم الناس (4)ما لا يعلمون،و أنت أبو سبطي و زوج ابنتي،و من ذريتكم العترة الأئمة المعصومون»،فسأله سلمان عن الأئمة فقال:«هم عدد نقباء بني إسرائيل» (5).

ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي المعافي بن زكريا قال:حدّثنا علي بن عقبة،عن ابيه قال:حدثني الحسين بن علوان،عن أبي علي الخراساني،عن معروف بن خربوذ،عن أبي الطفيل،عن علي عليه السّلام قال:«قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي،و الخليفة على الأحياء من أمتي،حربك حربي،و سلمك سلمي، أنت الإمام أبو الأئمة،أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون،و منهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا،فالويل لمبغضيهم (6).

يا علي لو أن رجلا أحب في اللّه حجرا لحشره اللّه معه،إن محبيك و شيعتك و محبي أولادك و الأئمة بعدك يحشرون معك،و أنت معي في الدرجات العلى،و أنت قسيم الجنة و النار،تدخل محبيك الجنة و مبغضيك النار» (7).5.

ص: 56


1- في البحار:الحسين بن علي بن محمد البلوي.
2- في البحار:عبد اللّه بن نجيح.
3- في البحار:أنت وارث علمي،و أنت الإمام.
4- في البحار:تعلم الناس بعدي.
5- رواه المجلسي في البحار:330/36-331،عن كفاية الاثر.
6- في البحار:فالويل لمبغضكم.
7- البحار:325/36-325.

ابن بابويه قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني،قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن هارون الدينوري،قال:حدّثنا محمد بن العباس المصري قال:حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم الغفاري قال:حدّثنا حريز بن عبد اللّه الحذاء قال:حدّثنا إسماعيل ابن عبد اللّه قال:قال الحسين بن علي عليه السّلام:«لما أنزل اللّه تبارك و تعالى هذه الآية:

وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (1) سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله عن تأويلها فقال:و اللّه ما يعني بها غيركم،و أنتم أولو الأرحام،فإذا مت فأبوك عليّ أولى بي و بمكاني،فإذا مضى أبوك فاخوك الحسن أولى به،فإذا مضى الحسن فأنت أولى به.

فقلت:يا رسول اللّه فمن بعدي؟

قال:ابنك من بعدك (2)فإذا مضى فابنه محمد أولى به من بعده،فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى به و بمكانه من بعده،فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى به من بعده،فإذا مضى موسى فابنه علي أولى به من بعده،فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى به من بعده، فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك،فهذه الأئمة التسعة من صلبك، أعطاهم اللّه علمي و فهمي،طينتهم من طينتي،ما لقوم يؤذونني فيهم؟لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة» (3).

الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة:عن جماعة،عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان البزوفري،عن علي بن سنان الموصلي العدل،عن علي بن الحسن (4)،عن أحمد ابن محمد بن الخليل،عن جعفر بن محمد المصري (5)عن عمه الحسن بن علي،عن أبيه،عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد،عن أبيه الباقر،عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين،عن أبيه الحسين الزكي الشهيد،عن أبيه أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«قالد.

ص: 57


1- الاحزاب:6.
2- في البحار:ابنك علي أولى بك من بعدك.
3- رواه المجلسي في البحار:343/36-344 عن كفاية الاثر.
4- في بعض المصادر:الحسين.
5- في بعض المصادر:جعفر بن أحمد.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله-في الليلة التي كانت فيها وفاته-لعلي عليه السّلام:يا أبا الحسن أحضر صحيفة و دواة فأملى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله وصيّته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال:يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما،و من بعدهم اثنا عشر مهديا فأنت يا علي أول الاثني عشر الإمام، سمّاك اللّه تعالى في سمائه عليا المرتضى،و أمير المؤمنين و الصديق الأكبر،و الفاروق الأعظم،و المأمون و المهدي،فلا تصلح هذه الأسماء لأحد غيرك،يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم و ميتهم،و على نسائي،فمن ثبّتها لقيتني غدا،و من طلقتها فأنا منها بريء و لم ترني،و لم أرها في عرصة القيامة و أنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد باقر العلم،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد التقي (1)فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى إبنه الحسن الفاضل،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبنه المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماما،ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى إبنه أول المقربين ثلاثة أسماء (2)إسم كاسمي و اسم أبي و هو عبد اللّه و أحمد و الاسم الثالث المهدي،هو أول المؤمنين» (3).

ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الصفواني قال:حدّثنا أبو هاشم عمر بن1.

ص: 58


1- في بعض المصادر:محمد الثقة التقي.
2- في بعض المصادر:له ثلاثة اسام.
3- الغيبة ص 96-97،ط النجف الاشرف،و ذكره المجلسي في البحار:/36ص 260-261.

عبد اللّه المقري قال:حدّثنا أسد بن موسى (1)قال:حدّثنا عبد اللّه بن حكيم الهمداني عن أبي بكر الرهني (2)عن الحجاج بن أرطاة،عن عطية العوفي،عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول للحسين بن علي:«أنت الإمام ابن الإمام و أخو الإمام تسعة من صلبك أئمة أبرار و التاسع قائمهم» (3).

ابن بابويه قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني قال:حدثني محمد بن يحيى العطار،عن سلمة بن الخطاب،عن محمد بن خالد الطيالسي،عن سيف بن عميرة،و صالح بن عقبة جميعا عن علقمة الحضرمي (4)،عن الصادق عليه السّلام قال:«الأئمة اثنا عشر»قلت (5):يابن رسول اللّه فسمهم لي فقال:«من الماضين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي ثم أنا»،قلت:فمن بعدك يابن رسول اللّه؟

قال:«إني قد أوصيت إلى ابني موسى و هو الإمام بعدي»،قلت:فمن بعد موسى؟

قال:«علي إبنه يدعى الرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان،ثم بعد علي إبنه محمد،ثم بعد محمد إبنه علي و بعد علي ابنه الحسن،و المهدي من ولد الحسن،ثم قال عليه السّلام:حدثني أبي عن أبيه عن جده،عن علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:

يا علي إن قائمنا إذا خرج تجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود يناديه السيف:قم يا ولي اللّه فاقتل أعداء اللّه» (6).

ابن بابويه قال:حدثني علي بن الحسين بن محمد بن مندة قال:حدّثنا محمد بن0.

ص: 59


1- في المخطوطة:إسماعيل بن موسى.
2- في البحار:الراهبي.
3- مناقب آل أبي طالب:295/1.كفاية الاثر ص 4-5،البحار:/36ص 291.
4- في كفاية الاثر:علقمة بن محمد الحضرمي.
5- في كفاية الاثر:قال:قلت:.
6- كفاية الاثر ص 36 ط ايران،البحار:409/36-410.

الحسين الكوفي المعروف بأبي الحكم قال:حدّثنا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم قال:حدّثنا سليمان بن حبيب،قال:حدثني شريك،عن حكيم بن جبير،عن إبراهيم النخعي،عن علقمة بن قيس قال:خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة،فقال فيما قال في آخرها:«ألا و إني ظاعن عنكم عن قريب، و منطلق إلى مغيب،فارتقبوا الفتنة الأموية و المملكة الكسروية،و إماتة ما أحياه اللّه، و إحياء ما أماته اللّه،و اتخذوا صوامعكم بيوتكم،و عضوا على مثل جمر الغضا (1)، و اذكروا اللّه كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون.

ثم قال:و تبنى مدينة يقال لها الزوراء،بين دجلة و دجيل و الفرات،فلو رأيتموها مشيّدة بالجص و الآجر،مزخرفة بالذهب و الفضة،و اللازورد المستسقى و المرمر و الرخام و أبواب العاج و الآبنوس،و الخيم و القباب و الستارات،و قد عليت بالساج و العرعر و الصنوبر (2)و الشب،و شيدت بالقصور،و توالت عليها بنو الشيصبان (3)أربعة».

ص: 60


1- عضن عضا:أمسكنه باسنانه.الغضا:شجر من الاثل خشبه من أصلب الخشب و جمره يبقى زمنا طويلا لا ينطفي.
2- الساج:شجر عظيم صلب الخشب(معرب كاج).و العرعر:شجر يشبه السرو ينبت في الجبال. و الصنوبر:شجر رفيع العورق دائم الخضرة.
3- في الانصاف:ملوك بني الشيبان،و في البحار:ملوك بني الشيصبان. «الشيصبان اسم الشيطان،و انما عبر عنهم بذلك لأنهم كانوا شرك شيطان.و المشهور أن عدد خلفاء بني العباس كان سبعة و ثلاثين،و لعله عليه السّلام انما عد منهم من استقر ملكه و امتد،لا من تزلزل سلطانه و ذهب ملكه سريعا،كالامين و المنتصر و المستعين و المعتز و أمثالهم. و الكديد إما كناية عن المعتز فالمراد بسنيه أعوام عمره فإن عمره حين مات كان أربعا و عشرين سنة، فيكون ما ذكره عليه السّلام عند العد على خلال فالترتيب؛أو كناية عن المقتدر و يكون المراد بسنيه مدة خلافته و كانت أربعة و عشرين سنة و أحد عشر شهرا و ثمانية عشر يوما و كان ثامن عشرهم و في العد أيضا الكديد هو الثامن عشر و المتقي أيضا كانت مدّة خلافته أربعا و عشرين سنة و أشهرا،فيحتمل أن يكون اشارة إليه بناء على سقوط جماعة قبله لعدم تمكنهم كما مر.و في بعض النسخ«على عدد سني الملك»أي على عدد سني ملكهم و سلطنهم،أهملها و لم يذكرها،و في روايات هذه الخطبة اختلافات كثيرة».

و عشرون ملكا على عدد سني الملك (1)،فيهم السفاح و المقلاص و الجموع و الخدوع و المظفر و المؤنث و النظار و الكبش و المهتور و العيار و الصلعم و المستسغب و العلام و الرهبان و الخليع و السيار و المترف و الكديد و الاكتب و المسرف و الكلب و الوشمي و الصلام و الغسوق (2)،و تعمل القبة الغبراء ذات الفلاة الحمراء،و في عقبتها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحته الأقاليم كالقمر (3)المضيء بين الكواكب الدرية،ألا و ان لخروجه علامات عشرة أولها:طلوع الكوكب ذي الذنب،و يقارب من الجاري،و يقع فيه هرج و مرج و شغب،و تلك علامات الخصب،و من علامة إلى علامة عجب،فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر منا القمر الأزهر و تمت كلمة الاخلاص للّه على التوحيد».

فقال له رجل يقال له عامر بن كثير:يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر و خلفاء الباطل فأخبرنا عن أئمة الحق و ألسنة الصدق بعدك،قال:«نعم لعهد عهده إلي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله إن هذا الأمر يملكه إثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين و قد قال النبي صلّى اللّه عليه و اله:لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب فيه لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي،و رأيت اثني عشر نورا فقلت:يا رب انوار من هذه؟فنوديت يا محمد هذه أنوار الأئمة من ذريتك فقلت:يا رسول اللّه أ فلا تسميهم لي؟

فقال:نعم أنت الإمام و الخليفة بعدي،تقضي ديني،و تنجز عداتي،و بعدك ابناك الحسن و الحسين،و بعد الحسين ابنه علي بن الحسين زين العابدين،و بعد علي ابنه محمد يدعى بالباقر،و بعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق و بعد جعفر ابنه موسىء.

ص: 61


1- في كفاية الاثر:على عدد سني الملك الكديد،و في البحار:على عدد سني الكديد.
2- في الانصاف:و المهتور و العثار و المضطلم و المستصعب و العلام و الرهبان و الخليع و السيار و المترف و الكديد و الاكبت و المثرب و الاكلب و الوثيم و الظلام و العينوق.
3- في الانصاف:يسفر عن وجهه بين الاقاليم كالقمر.و أسفر الصبح:أي أضاء.

يدعى بالكاظم،و بعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا،و بعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي،و بعد محمد ابنه علي و يدعى بالتقي و بعد علي ابنه الحسن يدعي بالامين القائم من ولد الحسين سميي و أشبه الناس بي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما».

قال الرجل:يا أمير المؤمنين فما بال قوم و عوا ذلك من رسول اللّه ثم دفعوكم عن هذا الأمر و انتم الاعلون نسبا بالنبي صلّى اللّه عليه و اله و فهما بالكتاب و السنة؟

قال:«أرادوا قلع أوتاد الحرم،و هتك سور أشهر الحرم من بطون البطون و نور نواظر العيون،بالظنون الكاذبة،و الأعمال البائرة،بالاعوان الجائرة،في البلدان المظلمة، و البهتان المهلكة،بالقلوب الجريّة فراموا هتك الستور الزكية،و كسرانية التقية (1)و مشكاة يعرفها الجميع،عين الزجاجة و مشكاة المصباح و سبل الرشاد،و خيرة الواحد القهار،حملة بطون القرآن،فالويل لهم من طمطام النار،و من رب كريم متعال،بئس القوم من خفضني و حاولوا الإدهان في دين اللّه،فإن يرفع عنا محن البلوى حملناهم من الحق على محضه،و إن يكن الاخرى فلا تأس على القوم الفاسقين» (2).

ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال:حدّثنا أبو سليمان (3)أحمد بن أبي هراسة قال:حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي،عن عبد اللّه ابن حماد الأنصاري قال:حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس،عن أبيه،عن عبد الحميد الأعرج،عن عطاء قال:دخلنا على عبد اللّه بن عباس و هو عليل بالطائف و قد ضعف (4)فسلمنا عليه و جلسنا،فقال لي:يا عطاء من القوم؟وخ

ص: 62


1- في البحار:و كسرانية اللّه النقية.
2- رواه السيد البحراني في كتابه الانصاف ص 232-237-ط ايران 1386 ه عن النصوص على الأئمة الاثني عشر لابن بابويه،و رواه الشيخ الخزاز القمي في كفاية الاثر ص 28-29 ط ايران،و عنه الشيخ المجلسي في البحار:354/36-356.و قال بعد ذكر الحديث.
3- في كفاية الاثر:أبو سليمان.
4- في كفاية الاثر،و البحار:بالطائف-في العلة التي توفي فيها و نحن زهاء ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف-و قد ضعف...

فقلت:يا سيدي هم شيوخ هذا البلد،منهم:عبد اللّه بن سلمة بن حضرم الطائفي، و عمارة بن الأجلح،و ثابت بن مالك،فما زلت أذكر له واحدا بعد واحد ثم تقدّموا إليه و قالوا:يابن عم رسول اللّه إنك رأيت رسول اللّه و سمعت منه ما سمعت،فأخبرنا عن اختلاف هذه الأمة فقوم قدّموا عليا على غيره و قوم جعلوه بعد ثلاثة؟

قال:فتنفس ابن عباس فقال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«علي مع الحق و الحق مع علي (1)و هو الإمام و الخليفة بعدي،فمن تمسك به فاز و نجا،و من تخلف عنه ضل و غوى،يلي تكفيني و غسلي،و يقضي ديني،و أبو سبطي الحسن و الحسين،و من صلب الحسين تخرج الأئمة التسعة،و منا (2)مهدي هذه الأمة».

فقال له عبد اللّه بن سلمة الحضرمي:يابن عم رسول اللّه فهلا كنت تعرفنا قبل؟

فقال:و اللّه قد اديت ما سمعت و نصحت لكم و لكن لا تحبون الناصحين،ثم قال:

إتقوا اللّه عباد اللّه تقية من اعتبر تمهيدا،و بقي في و جل (3)و كمش في مهل (4)،و رغب في طلب،و هرب في هرب.فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم،و تمسّكوا بالعروة الوثقى من عترة نبيكم،فإني سمعته يقول:«من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين».

ثم بكى بكاء شديدا فقال له القوم:أ تبكي و مكانك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله مكانك؟

فقال لي:يا عطاء إنما أبكي لخصلتين:هول المطلع و فراق الأحبة؛ثم تفرق القوم فقال:يا عطاء خذ بيدي و احملني إلى صحن الدار،فأخذنا بيده أنا و سعيد و حملناه إلى صحن الدار ثم رفع يديه إلى السماء و قال:اللهم إني أتقرب إليك بمحمد و آل محمد،اللهم إني أتقرب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب.ر.

ص: 63


1- في كفاية الاثر:و الحق معه.
2- في المخطوطة:و منها.
3- في كفاية الاثر:و اتقى في وجل.و الوجل:الخوف.
4- أي أسرع في الخير.

فما زال يكررها حتى وقع على الأرض فصبرنا عليه ساعة (1)ثم أقمناه فإذا هو ميت رحمة اللّه عليه (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:أخبرنا محمد بن محمد (3)الهمداني قال:حدّثنا محمد بن هشام قال:حدّثنا علي بن الحسن السائح قال:سمعت الحسن بن علي العسكري يقول:حدثني أبي عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله لعلي بن أبي طالب:يا علي لا يحبك إلا من طابت ولادته،و لا يبغضك إلا من خبثت ولادته،و لا يواليك إلا مؤمن و لا يعاديك إلا كافر».

فقام إليه عبد اللّه بن مسعود فقال:يا رسول اللّه قد عرفنا علامة خبث الولادة و الكافر في حياتك ببغض علي و عداوته،فما علامة خبث الولادة و الكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه و أخفى مكنون سريرته؟

فقال صلّى اللّه عليه و اله:«يابن مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي و خليفتي عليكم،فإذا مضى فابني الحسن إمامكم بعده و خليفتي عليكم،فإذا مضى فابني الحسين إمامكم بعده و خليفتي عليكم ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد أئمتكم و خلفائي عليكم،تاسعهم قائم أمتي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما؛لا يحبهم إلا من طابت ولادته و لا يبغضهم إلا من خبثت ولادته،و لا يواليهم إلا مؤمن،و لا يعاديهم إلا كافر،و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،و من أنكرني فقد أنكر اللّه عز و جل،و من جحد واحدا منهم فقد جحدني و من جحدني فقد جحد اللّه عز و جل،لأن طاعتهم طاعتي و طاعتي طاعة اللّه،و معصيتهم معصيتي و معصيتي معصية اللّه عز و جل،يابن مسعود إياك أن تجد في نفسك حرجا مما قضي (4)فتكفر بعزة ربي،و ما أنا متكلف و لاى.

ص: 64


1- في المخطوطة:فمر بنا عليه ساعة.
2- رواه الخزاز في كفاية الاثر ص 3-4،و المجلسي في البحار 287/36-288.
3- في كمال الدين:أحمد بن محمد.
4- في كمال الدين:أقضى.

ناطق (1)عن الهوى في عليّ و الأئمة من ولده،ثم قال صلّى اللّه عليه و اله:-و هو رافع يديه إلى السماء- اللهم وال من والى خلفائي،و أئمة أمتي بعدي،و عاد من عاداهم،و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم،و لا تخل الأرض من قائم منهم بحجتك ظاهرا أو خافيا مغمورا لئلا يبطل دينك و حجتك و برهانك (2)ثم قال عليه السّلام:يابن مسعود قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم،و إن تمسكتم به نجوتم،و السلام على من اتبع الهدى» (3).

ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام قال:

حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي (4)قال:حدّثنا علي بن عاصم،عن محمد ابن علي بن موسى،عن أبيه علي بن موسى بن جعفر،عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:«دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و عنده ابي بن كعب فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السماوات و الأرض،فقال له ابي:و كيف يكون يا رسول اللّه زين السماوات و الأرض أحد غيرك؟

فقال له يا ابي و الذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض فإنه مكتوب عن يمين العرش مصباح هاد و سفينة نجاة و إمام غير وهن و عز و فخر،و بحر علم،ألا يكون (5)كذلك؟و إن اللّه عز و جل ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الأصلاب،أو يكون ليل أو نهار و لقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره اللّه عز و جل معه و كان شفيعه في آخرته،و فرج اللّه عنه كربه،و قضى به دينه،و يسر أمره،و أوضح سبيله،و قوّاه على عدوه،و لم يهتك ستره»،فقال أبي:و ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟ك.

ص: 65


1- في كمال الدين:فتكفر،فوعزة ربي ما أنا متكلف و لا ناطق.
2- في كمال الدين:و برهانك و بيناتك.
3- كمال الدين:261/1-262،البحار:246/36-247.
4- في كمال الدين:حدّثنا محمد بن الفضل النحوي قال:حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد.
5- في كمال الدين:و بحر علم و ذخر فلم لا يكون كذلك.

قال:«إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد:اللهم إني أسألك بملكك و معاقد عزك و سكان سماواتك (1)و أنبيائك و رسلك قد رهقني (2)من أمري عسر،فأسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي من عسري يسرا،فإن اللّه عز و جل يسهل أمرك و يشرح صدرك (3)و يلقنك شهادة أن لا إله إلا اللّه عند خروج نفسك».

قال له ابي بن كعب:يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب الحسين (4)؟

قال:«مثل هذه النطفة كمثل القمر و هي نطفة تبيين و بيان،يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه غويا».

قال:فما اسمه و ما دعاؤه؟

قال:«اسمه علي و دعاؤه:يا دائم يا ديموم،يا حي يا قيوم،يا كاشف الغم،و يا فارج الهم،و يا باعث الرسل،و يا صادق الوعد،من دعى بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل مع علي بن الحسين عليه السّلام و كان قائده إلى الجنة».

قال له ابي:يا رسول اللّه فهل له من خلف و وصي (5)؟

قال:«نعم له مواريث السماوات و الأرض».

قال:فما معنى مواريث السماوات و الأرض يا رسول اللّه؟

قال:«القضاء بالحق،و الحكم بالديانة،و تأويل الأحكام (6)،و بيان ما يكون».

قال:فما اسمه؟

قال:«اسمه محمد و إن الملائكة تستأنس به في السماوات و الأرض،و يقول في دعائه:اللهم إن كان لي عندك رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن اتبعني من إخواني و شيعتيم.

ص: 66


1- في كمال الدين:أسألك بكلماتك و معاقد عرشك و سكان سماواتك و أرضك.
2- في كمال الدين:أن تستجيب لي فقد رهقني.
3- في كمال الدين:و يشرح لك صدرك.
4- في كمال الدين:في صلب حبيبي الحسين.
5- في كمال الدين:أو وصي.
6- في كمال الدين:تأويل الاحلام.

و طيّب ما في صلبي،فركّب اللّه في صلبه نطفة مباركة (1)زكية فأخبرني (2)أن اللّه عز و جل طيب هذه النطفة و سمّاها عنده جعفرا،و جعله هاديا مهديا،و راضيا مرضيا،يدعو ربه فيقول في دعائه:يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء و لهم عندك رضى،فاغفر لهم ذنوبهم،و يسر امورهم و اقض ديونهم،و استر عوراتهم،و اغفر لهم الكبائر (3)التي بينك و بينهم،يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم،اجعل لي من الغم فرجا (4)و من دعى بهذا الدعاء حشره اللّه عنده أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة.

يا ابي و إن اللّه تبارك و تعالى ركب على هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة و سمّاها عنده موسى و جعله إماما».

قال له ابي:يا رسول اللّه كلهم يتواصفون و يتناسلون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا؟

قال:«وصفهم لي جبرائيل عليه السّلام عن رب العالمين جل جلاله».

فقال:فهل لموسى دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟

قال:«نعم يقول في دعائه:يا خالق الخلق،و يا باسط الرزق،و يا فالق الحب و النوى، و يا بارئ النسم و محيي الموتى و مميت الاحياء،و دائم الثبات،و مخرج النبات،إفعل بي ما أنت أهله.من دعى بهذا الدعاء قضى اللّه عز و جل حوائجه و حشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر،و إن اللّه ركب في صلبه نطفة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده عليا،و كان اللّه عز و جل في خلقه رضيا في علمه و حلمه و حكمه،و جعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة،و له دعاء يدعو به:اللهم أعطني الهدى،و ثبتني عليه،و احشرني عليه آمناا.

ص: 67


1- في كمال الدين:مباركة طيبة.
2- في كمال الدين:فأخبرني جبرائيل عليه السّلام.
3- في كمال الدين:وهب لهم الكبائر.
4- في كمال الدين:من كل هم و غم فرجا.

أمن من لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و لا جزع (1)إنك أهل التقوى و أهل المغفرة،و إن اللّه عز و جل ركب في صلبه نطفة مباركة زكية (2)مرضية و سمّاها عنده محمد بن علي، فهو شفيع شيعته و وارث علم جده،له علامة بينّة،و حجة ظاهرة إذا ولد يقول:لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و يقول في دعائه:يا من لا شبيه له و لا مثال،أنت اللّه لا إله إلا أنت،و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقى أنت،حلمت عمن عصاك،و في المغفرة رضاك.

من دعى بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة،و إن اللّه تبارك و تعالى ركب في صلبه نطفة زكية نائرة مباركة طيبة طاهرة سمّاها عنده علي بن محمد فألبسه السكينة و الوقار،و أودعه العلوم (3)و كل شيء مكتوم،من لقيه و في صدره شيء أنبأه به، و حذره من عدوه،و يقول في دعائه:يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب أكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور.من دعى بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلى الجنة.

و إن اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلبه نطفة و سماها عنده الحسن بن علي فجعله نورا في بلاده،و خليفة في أرضه،و عزا لامته،و هاديا لشيعته،و شفيعا لهم عند ربهم،و نقمة على من خالفه و حجة لمن والاه،و برهانا لمن اتخذه إماما.يقول في دعائه:يا عزيز العز في عزه أعزني (4)بعزك،و أيدني بنصرك،و أبعد عني همزات الشياطين،و ادفع عني بدفعك و امنع عني بمنعك،و اجعلني من خيار خلقك،يا واحد يا أحد،يا فرد يا صمد.

من دعى بهذا الدعاء حشره اللّه-عز و جل-معه،و له نجاة من النار (5)و لو وجبت عليه.ر.

ص: 68


1- في المخطوطة:و كمال الدين:أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع.
2- في كمال الدين:مباركة طيبة زكية.
3- في كمال الدين:ركب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية،بارة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده عليا،فألبسها السكينة و الوقار،و أودعها العلوم و الاسرار.
4- في كمال الدين:يا عزيز اعزني بعزك.
5- في كمال الدين:و نجاه من النار.

و إن اللّه عز و جل ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة،يرضى بها كل مؤمن ممّن أخذ اللّه ميثاقه في ولايته (1)،و يكفر بها كل جاحد،فهو إمام نقي تقي بار مرضي هاد مهدي،أول العدل و آخره.يصدق اللّه عز و جل و يصدقه اللّه عز و جل في قوله،يخرج من تهامة حين تظهر الدلائل و العلامات و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلا خيول مطهمة (2)،و رجال مسومة (3)يجمع اللّه عز و جل له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و صنائعهم و كلامهم و كناهم،كرارون،مجدون في طاعته».

فقال له ابي:و ما دلائله و ما علاماته يا رسول اللّه؟

قال:«له علم إذا حان وقت خروجه إنتشر ذلك العلم فقال:اخرج يا ولي (4)اللّه فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّه فيخرج و يقتل أعداء اللّه حيث ينتقم (5)و يقيم حدود اللّه و يحكم بحكم اللّه،فيخرج جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و شعيب بن صالح على مقدمته،فستذكرون ما أقول لكم و افوض أمري إلى اللّه عز و جل و لو بعد حين.

يا ابي طوبى لمن قال به (6)،ينجيهم اللّه من الهلكة بالاقرار به و برسول اللّه و بجميع الأئمة،يفتح لهم الجنة،مثلهم في الأرض كمثل المسك يسطع ريحه فلا يتغير أبدا، و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا».ه.

ص: 69


1- في كمال الدين:أخذ ميثاقه في الولاية.
2- المطهم:التام البارع الجمال من كل شيء؟و منه«جواد مطهم»أي تام الحسن.
3- المسموم:الحسن الخلق،المعلم بعلامة يعرف بها.
4- في كمال الدين:له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه اللّه تبارك و تعالى فناداه العلم اخرج يا ولي اللّه فاقتل أعداء اللّه،و له رايتان و علامتان،و له سيف مغمد،فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده،و أنطقه اللّه عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي اللّه.
5- في كمال الدين:حيث ثقفهم.(و ثقفهم:أي ظفر بهم أو أدركهم).
6- في كمال الدين:يا أبي طوبى لمن لقيه،و طوبى لمن أحبه،و طوبى لمن قال به.

قال ابي:يا رسول اللّه كيف بيان هؤلاء الأئمة (1)عن اللّه عز و جل؟

قال:«إن اللّه تبارك و تعالى أنزل عليّ اثني عشر خاتما،و اثنتي عشر صحيفة اسم كل إمام على خاتمه و صفته في صحيفته» (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي،قال:حدّثنا هارون بن موسى،قال:

حدّثنا محمد بن إسماعيل الفزاري،قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح كاتب الليث،قال:

حدّثنا رشيد بن سعد (3)قال:حدّثنا أبو يوسف الحسين بن يوسف الأنصاري-من بني الخزرج-عن سهل بن سعد الأنصاري،قال:سألت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله عن الأئمة فقالت:«كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول لعلي:يا علي أنت الإمام و الخليفة بعدي، و أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى الحسين فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى على فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضى الحسن فابنه القائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم يفتح اللّه به مشارق الأرض و مغاربها» (4).

ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن علي قال:حدّثنا هارون بن موسى قال:أخبرنا محمد بن الحسن الصفار،عن يعقوب بن يزيد،عن محمد بن أبي عمير،عن».

ص: 70


1- في كمال الدين:كيف حال هؤلاء الأئمة.
2- كمال الدين:264/1-269،عيون الاخبار:48/1-52،البحار:204/36-209.
3- في البحار:رشد بن سعد.
4- كفاية الاثر ص 313،البحار:351/36-352،و آخر الحديث فيها:«يفتح اللّه به مشارق الأرض و مغاربها،فهم أئمة الحق،و ألسنة الصدق،منصور من نصرهم،مخذول من خذلهم».

هشام (1)قال:كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب و عبد الملك بن أعين،فقال له معاوية بن وهب:يابن رسول اللّه ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله رأى ربه،على أي صورة رآه؟و عن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة؟على أي صورة يرونه؟

فتبسم عليه السّلام ثم قال:«يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك اللّه و يأكل من نعمة اللّه (2).ثم لا يعرف اللّه حق معرفته!».

ثم قال عليه السّلام:«يا معاوية إن محمدا صلّى اللّه عليه و اله لم ير الرب تبارك و تعالى بمشاهدة العيان،و إن الرؤية على وجهين رؤية القلب و رؤية البصر،فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب،و من عنى برؤية البصر فقد كفر و كذب باللّه و آياته،لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:من شبه اللّه بخلقه فقد كفر.و لقد حدثني أبي،عن أبيه،عن الحسين بن علي قال:سئل أمير المؤمنين عليه السّلام فقيل (3):يا أخا رسول اللّه هل رأيت ربك؟

فقال:كيف أعبد من لم أره،لم تره العيون بمشاهدة العيان،و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان» (4).

و إذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر فإن كل من جاز عليه البصر و الرؤية فهو مخلوق،و لا بد للمخلوق من خالق،فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا و من شبهه بخلقه فقد اتخذ مع اللّه شريكا،ويلهم (5)ألم يسمعوا قول اللّه تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (6)و قوله لموسى: لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ3.

ص: 71


1- في البحار:عن هشام بن سالم.
2- في الانصاف:و يأكل من نعمه.
3- في الانصاف و البحار:فقيل له.
4- راجع لفظ الحديث في اصول الكافي:95/1،التوحيد ص 109 و 309،البحار:27/4 و 304.
5- في الانصاف:ويل لهم،و في البحار:ويلهم أو لم يسمعوا.
6- الانعام 103/3.

اُنْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا و إنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط فدكدكت الأرض وضعضعت الجبال وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً أي ميتا،فلما أفاق و ردّ عليه روحه قال:

سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ من قول من زعم أنك ترى و رجعت إلى معرفتي بك أن الأبصار لا تدركك وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (1)و أول المقرين بأنك ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى.

ثم قال عليه السّلام:«إن أفضل الفرائض و أوجبها على الانسان معرفة الرب و الاقرار له بالعبودية،و حدّ المعرفة (2)أن يعرف أن لا إله غيره و لا شبيه له و لا نظير له،و أن يعرف إنه قديم مثبت،موجود غير فقيد موصوف من غير شبيه له و لا نظير له و لا مثيل،ليس كمثله شيء و هو السميع البصير؛و بعده معرفة الرسول و الشهادة له بالنبوة،و أدنى معرفة الرسول الاقرار بنبوته،و أن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك عن اللّه عز و جل؛و بعده معرفة الإمام الذي قام بنعته (3)و صفته و اسمه في حال اليسر و العسر، و أدنى معرفة الإمام أنه عدل (4)النبي إلا درجة النبوة و وارثه،و أن طاعته طاعة اللّه و طاعة رسول اللّه،و التسليم له في كل أمر،و الردّ إليه،و الأخذ بقوله،و يعلم أن الإمام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله علي بن أبي طالب،و بعده الحسن،ثم الحسين،ثم علي بن الحسين،ثم محمد بن علي،ثم أنا،ثم بعدي موسى ابني،ثم بعده علي إبنه،و بعد علي محمد ابنه،و بعد محمد علي إبنه،و بعد علي الحسن إبنه،و الحجة من ولد الحسن.

ثم قال:يا معاوية جعلت لك في هذا أصلا فاعمل عليه،فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الأحوال،فلا يغرنك قول من زعم أن اللّه يرى بالبصر،و قد قالوال.

ص: 72


1- الاعراف:143.
2- في الانصاف:أن يقر.
3- في البحار:الإمام الذي به يأتم بنعته.
4- العدل:النظير و المثل.

أعجب من هذا،أو لم ينسبوا أبي آدم إلى المكروه،أو لم ينسبوا إبراهيم إلى ما نسبوه؟ أو لم ينسبوا داود عليه السّلام إلى ما نسبوه من حديث الطير؟أو لم ينسبوا يوسف الصديق إلى ما نسبوه من حديث زليخا؟أو لم ينسبوا موسى عليه السّلام إلى ما نسبوه من القتل؟أو لم ينسبوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله إلى ما نسبوه من حديث زيد؟أو لم ينسبوا علي بن أبي طالب إلى ما نسبوه من حديث القطيفة؟إنهم أرادوا بذلك توبيخ الإسلام ليرجعوا على أعقابهم، أعمى اللّه أبصارهم،كما أعمى قلوبهم،تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن (2)قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسى قال:حدثني محمد بن همام قال:حدثني عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدثني عمر ابن علي العبدي،عن داود بن كثير الرقي،عن يونس بن ظبيان قال:دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام فقلت:يابن رسول اللّه إنّي دخلت على مالك و أصحابه فسمعت بعضهم (3)يقول:إن اللّه وجها كالوجوه،و بعضهم يقول:له يدان و احتجّوا في ذلك بقوله تعالى: قالَ:يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ*أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (4)و بعضهم يقول هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة!فما عندك في هذا يابن رسول اللّه؟-و كان متّكئا فاستوى جالسا-فقال:«اللهم عفوك عفوك»ثم قال:«يا يونس من زعم أن اللّه وجها كالوجوه فقد أشرك،و من زعم أن للّه جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر باللّه فلا تقبلوا شهادته و لا تأكلوا ذبيحته،تعالى اللّه عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين،فوجه اللّه أنبياؤه و أولياؤه،و قوله: خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ فاليد القدرة كقوله: وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ (5)فمن زعم أن اللّه في شيء،أو6.

ص: 73


1- الانصاف ص 313-316 عن النصوص على الأئمة الاثني عشر لابن قولويه،كفاية الاثر للخزاز ص 35،البحار:54/4-55،و ج 406/36-408.
2- في البحار:علي بن الحسين،و في الانصاف:محمد بن علي بن علي بن الحسين.
3- في البحار:دخلت على مالك و أصحابه و عنده جماعة يتكلمون في اللّه فسمعت.
4- ص:75.
5- الانفال:26.

على شيء،أو يحول من شيء إلى شيء،أو يخلو منه شيء أو يشتغل (1)به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين،و اللّه خالق كلّ شيء،لا يقاس بالمقياس (2)،و لا يشبه بالناس، و لا يخلو منه مكان (3)قريب في بعده،بعيد في قربه،ذلك اللّه ربنا لا إله غيره،فمن أراد اللّه و أحبه بهذه الصفة فهو من الموحدين،و من أحبه بغير هذه الصفة فاللّه منه بريء و نحن منه براء.

ثم قال عليه السّلام:إن اولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حبّ اللّه فإن حب اللّه إذا ورثته القلوب استضاء به و أسرع إليه (4)اللّطف،فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوائد،فإذا صار من أهل الفوائد تكلّم بالحكمة،فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة،فإذا نزل منزلة الفطنة عمل بها في القدرة (5)فإذا عمل بها في الاطباق السبعة (6)فإذا بلغ هذه المنزلة يتقلّب في لطف (7)و حكمة و بيان،فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبّته في خالقه،فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى،فعاين ربه في قلبه،و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء.و ورث العلم بغير ما ورث العلماء،و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون،إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب،و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة،فمن أخذ بهذه السيرة إما أن يسفل و إما أن يرفع،و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع،فإذا لم يرع حق اللّه،و لم يعمل بما امر به فهذه صفة من لم يعرف اللّه حق معرفته،و لم يحبه حق محبّته،فلا يغرنّك صلاتهم و صيامهم،و رواياتهم و علومهم،فإنهم حمر مستنفرة.ف.

ص: 74


1- في البحار:يشغل.
2- في البحار:لا يقاس بالقياس.
3- في البحار و الانصاف:و لا يخلو منه مكان،و لا يشغل به مكان.
4- في البحار:ورثه القلب و استضاء به أسرع إليه.
5- في الانصاف و البحار:عمل في القدرة.
6- في البحار:فإذا عمل في القدرة عرف الاطباق السبعة،و في الانصاف:عمل في الاطباق السبعة.
7- في البحار:صار يتقلب في فكره بلطف.

ثم قال:يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت،فانّا ورثناه و اوتينا شرح الحكمة،و فصل الخطاب»،فقلت:يابن رسول اللّه أكلّ (1)من كان من أهل البيت ورث ما ورثتم؟من كان من ولد علي و فاطمة عليهما السّلام؟

فقال:«ما ورثه إلا الأئمّة الاثنا عشر»،فقلت:سمهم (2)يابن رسول اللّه؟

فقال:«أوّلهم علي بن أبي طالب،و بعده الحسن و الحسين،و بعده علي بن الحسين، و بعده محمد بن علي الباقر ثم أنا،و بعدي موسى ولدي،و بعد موسى علي إبنه،و بعد علي محمد إبنه،و بعد محمد علي إبنه و بعد علي الحسن إبنه،و بعد الحسن الحجّة صلوات اللّه عليهم إصطفانا اللّه و طهّرنا و آتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين».

ثم قلت:يابن رسول اللّه إن عبد اللّه بن مسعود (3)دخل عليك بالأمس فسألك عما سألتك فأجبته بخلاف هذا،فقال:«يا يونس كل امريء و ما يحتمله،و لكل وقت حديثه، و إنك لأهل لما سألت فاكتمه إلا عن أهله» (4).

ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أبو طالب عبد اللّه (5)بن أحمد بن يعقوب بن نضر الأنباري قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال:حدّثنا عبد اللّه بن شعيب (6)قال:حدّثنا محمد بن زياد التميمي (7)قال:

حدّثنا سفيان بن عيينة قال:حدّثنا عمران بن داود قال:حدّثنا محمد بن الحنفية قال:

قال أمير المؤمنين عليه السّلام:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«قال اللّه تبارك و تعالى:لاعذبني.

ص: 75


1- في الانصاف،و البحار:و كل.
2- في البحار:سمهم لي.
3- في كفاية الاثر،و البحار:عبد اللّه بن سعد.
4- الانصاف ص 330-334 عن النصوص على الأئمة الاثني عشر لابن قولويه،كفاية الاثر ص 34،البحار:403/36-405.
5- في البحار:عبيد اللّه.
6- في البحار:عبد اللّه بن شبيب.
7- في كفاية الاثر،و البحار:محمد بن زياد السهمي.

كل رعية دانت (1)بطاعة إمام ليس مني و إن كانت الرعية في نفسها برة،و لأرحمن كل رعية دانت بامام عادل مني و إن كانت الرعية في نفسها غير برة و لا نقية،ثم قال:يا علي أنت الإمام و الخليفة بعدي،حربك حربي و سلمك سلمي،و أنت أبو سبطي و زوج ابنتي،من ذريتك الأئمة المطهرون،فأنا سيد الأنبياء و أنت سيد الأوصياء،و أنا و أنت من شجرة واحدة،و لولانا لم يخلق اللّه الجنة و لا النار و لا الأنبياء و لا الملائكة.

قال:قلت:يا رسول اللّه فنحن أفضل من الملائكة (2)؟

قال:يا علي نحن خير خليقة اللّه على بسيطة الأرض،و نحن خير من الملائكة المقربين،و كيف لا نكون خيرا منهم و قد سبقناهم إلى معرفة اللّه و توحيده،فبنا عرفوا اللّه،و بنا عبدوا اللّه،و بنا اهتدوا السبيل إلى معرفة اللّه،يا علي أنت مني و أنا منك،و أنت أخي و وزيري فإذا مت ظهرت لك ضغاين في صدور قوم،و ستكون بعدي فتنة صمّاء صيلم (3)يسقط فيها كلّ وليجة و بطانة،و ذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك يحزن لفقده أهل السماء و الأرض،فكم مؤمن و مؤمنة متأسف و متلهف حيران عند فقده.

ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه و قال:بأبي و أمي سمّيي و شبيهي،و شبيه موسى بن عمران عليه جيوب النور-أو قال:جلابيب النور-يتوقّد من شعاع القدس كأني بهم آيس ما كانوا،ثم ينادي بنداء يسمعه من البعيد كما يسمعه من القريب،يكون رحمة على المؤمنين و عذابا على المنافقين:قلت:و ما ذاك النداء؟

قال:ثلاثة أصوات في رجب:أوّلها ألا لعنة اللّه على الظالمين،و الثاني أزفت الآزفة، و الثالث يرون بدنا بارزا مع قرن الشمس،ينادي:ألا إن اللّه قد بعث فلان ابن فلان حتى ينسبه إلى علي،فيه هلاك الظالمين،فعند ذلك يأتي الفرج،و يشفي اللّه صدورهمة.

ص: 76


1- دان دينا:اتخذ له دينا.
2- في البحار:أم الملائكة.
3- الصيلم:الداهية.الامر الشديد.وقعة صيلمة:أي مستأصلة.

و يذهب غيظ قلوبهم؛قلت:يا رسول اللّه فكم يكون بعدي من الأئمة؟

قال صلّى اللّه عليه و اله:بعد الحسين تسعة و التاسع قائمهم» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه،عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه،عن أبيه محمد بن خالد،عن محمد بن داود، عن محمد بن الجارود العبدي،عن الأصبغ بن نباتة قال:خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم و يده في يد إبنه الحسن عليه السّلام و هو يقول:«خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و يدي في يده (2)هكذا و هو يقول:خير الخلق بعدي و سيّدهم أخي هذا، و هو إمام كل مسلم،و مولى كلّ مؤمن بعد وفاتي،و إني (3)أقول:إن خير الخلق بعدي و سيّدهم ابني هذا و هو إمام كل مؤمن و مولى كل مؤمن بعد وفاتي،ألا و إنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و خير الخلق و سيّدهم بعد الحسن إبني أخوه الحسين المظلوم،بعد أخيه،المقتول في أرض كربلاء،أما و إنه و أصحابه من سادات (4)الشهداء يوم القيامة،و من بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه و حججه على عباده،و أمناؤه على وحيه،و أئمة المسلمين،و قادة المؤمنين،و سادة المتّقين، و تاسعهم القائم الذي يملأ اللّه به الأرض نورا بعد ظلمتها،و عدلا بعد جورها،و علما بعد جهلها،و الذي بعث محمدا أخي بالنبوّة و اختصني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الامين جبرائيل،و لقد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و أنا عنده عن الأئمة بعده فقال للسائل:و السماء ذات البروج إن عددهم بعدد البروج،و رب الليالي و الأيام و الشهور إن عدتهم كعدة الشهور (5).ر.

ص: 77


1- الانصاف ص 280-282 عن كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر،كفاية الاثر ص 21، البحار:337/36-338.و مر بلفظه في ص 42-34 من هذا الجزء.
2- في كمال الدين:ذات يوم و يدي في يده.
3- في كمال الدين:ألا واني.
4- في كمال الدين:من سادة.
5- في كمال الدين:ان عددهم كعدد الشهور.

فقال السائل:فمن هم يا رسول اللّه؟فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يده على رأسي فقال:أوّلهم هذا و آخرهم المهدي،من والاهم فقد والاني،و من عاداهم فقد عاداني،و من أحبّهم فقد أحبّني،و من أبغضهم فقد أبغضني،و من أنكرهم فقد أنكرني،و من عرفهم فقد عرفني،بهم يحفظ اللّه دينه،و بهم يعمر بلاده،و بهم يرزق عباده،و بهم ينزل القطر من السماء،و بهم يخرج بركات الأرض،و هؤلاء أصفيائي و خلفائي و أئمّة المسلمين و موالي المؤمنين» (1).

الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في كتاب الاختصاص،عن محمد بن علي ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل،عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن موسى بن عمران،عن عمّه الحسين بن يزيد،عن علي بن سالم،عن أبيه،عن سالم ابن دينار،عن سعد بن طريف،عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت ابن عباس يقول:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«ذكر اللّه عز و جل عبادة،و ذكري عبادة،و ذكر علي عبادة و ذكر الأئمة من ولده عبادة،و الذي بعثني بالنبوّة و جعلني خير البرية إن وصيي لأفضل الأوصياء،و إنه لحجة اللّه على عباده،و خليفته على خلقه،و من ولده الأئمة الهداة بعدي،بهم يحبس اللّه العذاب عن أهل الأرض،و بهم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه،و بهم يمسك الجبال أن تميد بهم،و بهم يسقي خلقه الغيث،و بهم يخرج النبات،أولئك أولياؤه حقّا،و خلفاؤه صدقا (2)عدّتهم عدة الشهور و هي اثنا عشر شهرا،و عدّتهم عدة نقباء موسى بن عمران،ثم تلا هذه الآية: وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (3)ثم قال:أ تقدر يابن عبّاس أنّ اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها،قلت:يا رسول اللّه فما ذاك؟

قال:فاما السماء فأنا و أما البروج فالائمة بعدي أوّلهم عليّ و آخرهم المهدي1.

ص: 78


1- كمال الدين:259/1-260،البحار:253/36-254.
2- في بعض المصادر:أولئك أولياء اللّه حقا و خلفائي صدقا.
3- البروج:1.

صلوات اللّه عليهم اجمعين» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي،عن أبيه،عن عبد اللّه بن القاسم، عن حيّان السراج،عن داود بن سليمان الكسائي (2)عن أبي الطفيل قال:شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع و علي عليه السّلام جالس ناحية إذ أقبل غلام يهودي عليه ثياب حسان و هو من ولد هارون حتى وقف على رأس عمر فقال:

يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بدينهم (3)و أمر نبيّهم؟فطأطأ رأسه،فقال:إياك أعني،و أعاد عليه القول،فقال له عمر:ما شأنك؟و ما ذاك؟

فقال:إني جئتك مرتادا لنفسي،شاكّا في ديني فقال (4):دونك هذا الشاب (5)قال:

و من هذا الشاب؟

قال:هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و هو أبو الحسن و الحسين ابني رسول اللّه،و هذا زوج فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فأقبل اليهودي على (6)علي عليه السّلام فقال:

كذلك أنت؟

فقال:«نعم»،فقال اليهودي:إني اريد أن أسألك عن ثلاث و ثلاث و واحدة،فتبسم علي عليه السّلام ثم قال:«يا هاروني ما يمنعك أن تقول:سبعا» (7)قال:أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألتك عمّا بعدهنّ و إن لم تعلمهن علمت أنه ليس لك علم (8)،قال علي عليه السّلام:م.

ص: 79


1- الاختصاص:ص 223-224.
2- في كمال الدين:الغساني،و في اعلام الورى:الكناني.
3- في كمال الدين و اعلام الورى:بكتابهم.
4- في اعلام الورى:شاكا في ديني اريد الحجة و اطلب البرهان. فقال له عمر.
5- في اعلام الورى:و أشار الى أمير المؤمنين.
6- في اعلام الورى:و أعلم الناس بالكتاب و السنة،فقام الغلام الى علي.
7- في اعلام الورى:ما منعك أن تقول:عن سبع.
8- في اعلام الورى:ليس فيكم عالم.

«فإني أسألك بالآله الذي تعبده إن أنا أجبتك في كل ما تريد (1)لتدعنّ دينك و لتدخلنّ في ديني»؟

قال ما جئت إلا لذلك قال:«سل».

قال:فاخبرني عن اوّل قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي؟و أوّل عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟و أوّل شيء إهتز على وجه الأرض أيّ شيء هو؟ (2)فأجابه أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:أخبرني عن الثلاث الاخر،عن محمدكم بعده من إمام عدل؟و في أيّ جنة يكون؟و من الساكن معه في جنته؟

قال:«يا هاروني إن لمحمد صلّى اللّه عليه و اله من الخلفاء اثنا عشر إماما عدلا لا يضرّهم من خذلهم (3)و لا يستوحشون لخلاف من خالفهم،و إنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي (4)في الأرض،و مسكن محمد صلّى اللّه عليه و اله في جنّة عدن مع (5)أولئك الاثنا عشر الأئمة العدول»،فقال:صدقت و اللّه الذي لا إله إلا هو إني لاجدها في كتب أبي هارون كتبهه.

ص: 80


1- في اعلام الورى:لئن أجبتك عما تسألني.
2- في اعلام الورى:و أول شجرة اهتزت على وجه الأرض أي شجرة هي؟ فقال:يا هاروني أما أنتم فتقولون:أول قطرة قطرت على وجه الأرض حيث قتل أحد ابني آدم و ليس كذلك،و لكنه حيث طمثت حواء و ذلك قبل أن تلد ابنيها؛و أما أنتم تقولون:أول عين فاضت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس و ليس هو كذلك،و لكنها عين الحياة التي وقف عليها موسى و فتاه و معهما النون المالح فسقط فيها فحيى و هذه الماء لا يصيب ميتا إلا حيي.و أما أنتم فتقولون: أول شجرة اهتزت على وجه الأرض التي كانت منها سفينة نوح عليه السّلام و ليس كذلك،و لكنها النخلة التي اهبطت من الجنة و هي العجوة،و منها تفرع كلما ترى من أنواع النخلة،فقال:صدقت و اللّه الذي لا إله إلاّ هو،إني لأجد هذا في كتب أبي هارون كتابته بيده و املاء عمي موسى عليه السّلام ثم قال:أخبرني عن الثلاث الاخر:عن أوصياء محمدكم بعده من أئمة عدل؟و أين منزله في الجنة؟و من يكون ساكنا معه في الجنة في منزله؟.
3- في كمال الدين و اعلام الورى:لا يضرهم خذلان من خذلهم.
4- الراسي:الثابت.
5- في اعلام الورى:جنة عدن التي ذكرها اللّه عز و جل،و غرسها بيده،و معه في مسكنه.

بيده و إملاء موسى عليه السّلام (1)قال:فأخبرني عن الواحدة فقال:«و ما هي»؟

قال:فأخبرني عن وصي محمدكم يعيش بعده؟و هل يموت أو يقتل؟

قال:«يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما و لا ينقص يوما (2)ثم يضرب ضربة هاهنا (3)-يعني قرنه-فتخضب هذه من هذا».

قال:فصاح الهاروني و قطع كشحته (4)و هو يقول:أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له،و أن محمدا عبده و رسوله،و أنك وصيّه ينبغي أن تفوق و لا تفاق،و أن تعظّم و لا تستضعف،قال:ثم مضى به علي عليه السّلام إلى منزله فعلّمه معالم الدين (5).

و قد تقدم هذا الحديث من طريق العامة فيما رواه الحمويني،و هو الحديث السادس و الأربعون في الباب الثاني عشر السابق،و هو أيضا متكرّر في كتب أصحابنا الاماميّة رواه الكليني في الكافي (6).د،

ص: 81


1- في اعلام الورى:و املاء عمي موسى.
2- قال الشيخ المجلسي في البحار:/377/36«أقول:فيه اشكال لان وفاة الرسول صلّى اللّه عليه و اله كان في صفر و شهادته عليه السّلام في شهر رمضان و كان ما بينهما ثلاثين سنة إلا خمسة أشهر و أياما فكيف يستقيم قوله عليه السّلام؟و يمكن دفعه بأن مبنى الثلاثين على التقريب،أي«لا يزيد يوما و لا ينقص»على الموعد الذي وعدت لذلك و أعلمه،و الغرض أن لشهادتي وقتا معينا لا يتقدم و لا يتأخر.أو يقال:الكلام مبنى على ما هو المعروف عند أهل الحساب من أنهم يسقطون ما هو أقل من النصف و يتكلمون بما هو أزيد منه،فكل حد بين تسع و عشرين و نصف و بين ثلاثين و نصف من جملة مصداقاته العرفية، فلا يكون شيء منهما زائدا على ثلاثين سنة عرفية و لا ناقصا عنها أصلا و انما يحكم بالزيادة و النقصان إذا كان خارجا عن الحدين و ليس فليس؛و فيما سيأتي«لا يزيد يوما و لا ينقص»فالضميران اما راجعان الى الثلاثين أو الى الوصي نظير قوله تعالى: لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ و هذا الخبر يؤيد الاخير،و على الوجه الأول يحتمل ارجاعهما الى اللّه تعالى.
3- في أعلام الورى:و وضع يده على قرنه و أومأ الى لحيته.
4- في اعلام الورى:و قطع كستيجه. (الكستيج):بضم الكاف و السين المهملة،خيط غليظ يشد فوق الثياب دون الزنار.
5- كمال الدين:299/1-300،اعلام الورى:ص 368-369،البحار:375/36-376.
6- أصول الكافي:529/1-530،و كمال الدين:299/1،و أعلام الورى:367-369 ط طهران -1338 ه،و البحار:378/36.و قال في«ذيل الحديث:«أقول:و روى في الكافي أيضا بهذا السند،لكن الجوابات ساقطة كما في رواية الصدوق،و لعل الطبرسي ألحقها من كتاب آخر للكليني أو غيره».

و روى ابن بابويه في كتاب كمال الدين و تمام النعمة قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:

حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن محمد بن عيسى،عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم،عن أبي يحيى المدايني عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:جاء يهودي إلى عمر يسأله عن مسائل،فأرشده إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام ليسأله فقال علي عليه السّلام:«سل»،فقال:

أخبرني كم بعد نبيّكم من إمام عادل؟و في أي جنّة هو؟و من يسكن معه في جنّته قال له علي عليه السّلام:«يا هاروني لمحمد صلّى اللّه عليه و اله بعده اثنا عشر إماما عادلا،لا يضرهم خذلان من خذلهم،و لا يستوحشون بخلاف من خالفهم،أثبت في دين اللّه من الجبال الرواسي، و منزل محمد صلّى اللّه عليه و اله في جنّة عدن و الذين يسكنون معه هؤلاء الإثنا عشر إماما»،فأسلم الرجل و قال:أنت أولى بهذا المجلس من هذا،أنت الذي تفوق و لا تفاق و تعلو و لا تعلى (1).

ثم قال ابن بابويه:حدثني أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا:حدّثنا سعد ابن عبد اللّه،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،عن الحكم بن مسكين الثقفي،عن صالح (2)عن الإمام جعفر بن محمد عليه السّلام قال:لما هلك أبو بكر و إستخلف عمر رجع عمر إلى المسجد فقعد فدخل عليه رجل فقال:يا أمير المؤمنين إني رجل من اليهود،و أنا علامتهم و قد أردت أن أسألك عن مسائل إن أجبتني عنها أسلمت، قال:ما هي؟

قال:ثلاث و ثلاث و واحدة،فإن شئت سألتك و إن كان في قومك أحد أعلم منك فأرشدني إليه قال:عليك بذاك الشاب-يعني علي بن أبي طالب عليه السّلام-فأتى عليا فقال له:لم قلت:«ثلاث و ثلاث و واحدة،ألا قلت سبعا»؟ة.

ص: 82


1- كمال الدين:300/1،البحار:380/36.
2- في كمال الدين:صالح بن عقبة.

قال:إن لم تجبني (1)في الثلاث اكتفيت،قال:«إن اجبتك تسلم»؟

قال:نعم قال:«سل»،فقال:أسألك عن اوّل حجر وضع على وجه الأرض،و أول عين نبعت،و اوّل شجرة (2)نبتت قال:«يا يهودي أنتم تقولون:أول حجر وضع على وجه الأرض الذي في بيت المقدس و كذبتم،هو الحجر الذي نزل به آدم من الجنة».

قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و إملاء موسى،قال:«و أنتم تقولون:إن أوّل عين نبعت على وجه الأرض العين التي نبعت ببيت المقدس و كذبتم هي عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة التي (3)شرب منها الخضر و ليس يشرب منها أحد إلا حيى».

قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و املاء موسى قال:«و أنتم تقولون:إن أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتون و كذبتم،هي العجوة التي نزل بها آدم عليه السّلام من الجنة».

قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و املاء موسى عليهما السّلام قال:فالثلاث الأخرى:كم لهذه الأمة من إمام هدى لا يضرّهم من خالفهم،قال:«إثنا عشر اماما».

قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و إملاء موسى عليهما السّلام قال:و أين يسكن نبيكم من الجنة؟

قال:«في أعلاها درجة،و أشرفها مكانا،في جنات عدن».

قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و إملاء موسى عليهما السّلام (4)قال:السابعة و أسألك كم يعيش وصيّه بعده؟

قال:«ثلاثين سنة،ثم مه»؟ل:

ص: 83


1- في كمال الدين و الخصال:أنا إذن جاهل إنك إن لم تجبني.
2- في كمال الدين:نبتت على وجه الأرض،فقال عليه السّلام:يا يهودي.
3- في كمال الدين:و هي العين التي شرب.
4- في الخصال و كمال الدين:ثم قال:فمن ينزل بعده في منزله؟ قال:اثنا عشر اماما،قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و املاء موسى،ثم قال:

قال:يموت أو يقتل؟

قال:«يقتل،يضرب على قرنه فتخضب لحيته».

قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و إملاء موسى (1).

و روى ابن بابويه أيضا في هذا الكتاب قال:أخبرنا أبو سعيد محمد بن الفضل ابن محمد بن إسحاق المذكّر بنيسابور قال:حدّثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحرث (2)البزّاز قال:حدّثنا عبد اللّه بن مسلم الدمشقي قال:حدّثنا إبراهيم بن يحيى الأسلمي المديني،عن عمّار بن حريز (3)،عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال:شهدنا الصلاة على أبي بكر ثم اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه و أقمنا أيّاما نختلف إلى المسجد حتّى سمّوه أمير المؤمنين فبينا نحن جلوس عنده يوما إذ جاءه يهودي من يهود المدينة و هم يزعمون أنه من ولد هارون أخي موسى عليهما السّلام حتى وقف على عمر فقال له:يا أمير المؤمنين أيّكم أعلم بعلم نبيّكم و بكتاب ربكم حتى أسأله عمّا أريد؟

قال:فأشار عمر إلى علي عليه السّلام فقال له اليهودي:أ كذلك أنت يا عليّ؟

قال (4):«سل عما تريد».

قال:إنّي أسألك عن ثلاث و عن ثلاث و عن واحدة،فقال له علي عليه السّلام:«لم لا تقول إني أسألك عن سبع؟».

فقال له اليهودي:أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن الثلاث الاخر،فإن أصبت فيهن سألتك عن الواحدة،و إن أخطأت في الثلاث الأول لم أسألك عن شيء، فقال له علي عليه السّلام:«و ما يدريك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت؟».د.

ص: 84


1- الخصال:476/2-477،كمال الدين:300/1-302.
2- في كمال الدين:الحارث.
3- في كمال الدين:عمارة بن جوني.
4- في كمال الدين:قال:نعم،سل عما تريد.

فقال:فضرب يديه إلى كمّه فأخرج كتابا عتيقا فقال:هذا ورثته عن آبائي و أجدادي إملاء موسى بن عمران و خطّ هارون،و فيه الخصال التي اريد أن أسألك عنها،فقال علي عليه السّلام:«على أنّ لي عليك إن اجبتك فيهن بالصواب أن تسلم»،فقال اليهودي:و اللّه إن أجبتني فيهنّ بالصواب لأسلمن الساعة على يديك،قال له علي عليه السّلام:

«سل».

قال:أخبرني عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض؟و أخبرني عن أول شجرة نبتت على وجه الأرض؟و أخبرني عن أوّل عين نبعت على وجه الأرض؟

فقال له علي عليه السّلام:«يا يهودي أمّا أوّل حجر وضع على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنّها صخرة بيت المقدس،و كذبوا و لكنه الحجر الاسود الذي نزل به آدم عليه السّلام معه من الجنة فوضعه في ركن البيت و الناس يتمسحون به و يقبّلونه و يجددون العهد و الميثاق فيما بينهم و بين اللّه عز و جل».

قال له اليهودي:أشهد باللّه لقد صدقت،قال له علي عليه السّلام:«و أمّا أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنّها الزيتونة و كذبوا و لكنّها نخلة من العجوة،نزل بها آدم عليه السّلام معه من الجنة،فأصل النخلة كلّه من العجوة».

قال له اليهودي:اشهد باللّه لقد صدقت قال له علي عليه السّلام:«و أمّا أوّل عين نبعت على وجه الأرض فانّ اليهود يزعمون أنّها العين التي نبعت تحت صخرة بيت المقدس و كذبوا و لكنّها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة فلمّا أصابها ماء العين عاشت و سربت (1)فأتبعها موسى عليه السّلام و صاحبه فلقيه الخضر».

قال اليهودي:أشهد باللّه لقد صدقت،قال له علي عليه السّلام:«سل عن الثلاث الاخر».

قال:أخبرني عن هذه الامّة كم لها بعد نبيّها من إمام عدل؟و أخبرني عن منزل محمد أين هو من الجنة؟و من يسكن معه في منزله؟

قال له علي عليه السّلام:«يا يهودي يكون لهذه الأمة بعد نبيّها إثنا عشر إماما عدلا،لاه.

ص: 85


1- سرب:اي ذهب على وجهه.

يضرّهم خلاف من خالفهم»؛قال له اليهودي:أشهد باللّه لقد صدقت،قال له علي عليه السّلام:

«و منزل محمد صلّى اللّه عليه و اله من الجنّة في جنة عدن و هي وسط الجنان و أقربها من عرش الرّحمن جلّ جلاله».

قال له اليهودي:أشهد باللّه لقد صدقت،قال له علي عليه السّلام:«و الذين يسكنون معه في الجنة هؤلاء الأئمة الإثنا عشر».

قال له اليهودي:أشهد باللّه لقد صدقت قال له علي عليه السّلام:«سل عن الواحدة».

قال:أخبرني عن وصي محمد في أهله كم يعيش بعده،و هل يموت موتا أو يقتل قتلا؟

قال له علي عليه السّلام:«يا يهودي:يعيش بعده ثلاثين سنة،و تخضب منه هذه من هذا- و أشار إلى لحيته و رأسه-».

قال:فوثب إليه اليهودي فقال:أشهد أن لا إله إلا اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه و أنّك وصي رسول اللّه (1).

أحاديث اللوح-ابن بابويه في كتاب كمال الدين و تمام النعمة قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري جميعا،عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد،و الحسن بن طريف جميعا عن بكر بن صالح.

و حدّثنا أبي و محمد بن موسى بن المتوكل،و محمد بن علي ماجيلويه،و أحمد ابن علي بن إبراهيم،و الحسن بن إبراهيم ماثانة (2)،و أحمد بن زياد الهمداني رضي اللّه عنهم قالوا جميعا:حدّثنا علي بن إبراهيم،عن أبيه إبراهيم بن هاشم،عن بكر بن صالح،عن عبد الرّحمن بن سالم،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد اللّه الأنصاري:«إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بكة.

ص: 86


1- كمال الدين:294/1-296.
2- في بعض المصادر:ابن ناتانة.

فأسألك عنها».

قال له جابر:في أي الاوقات شئت،فخلا به (1)فقال له:«يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد امي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و ما أخبرتك به أنّه في ذلك اللوح مكتوبا».

قال جابر:أشهد باللّه أني لمّا دخلت على أمك فاطمة عليها السّلام في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله اهنيها بولادة الحسين عليه السّلام فرأيت في يدها لوحا اخضر ظننت أنّه من زمرد،و رأيت فيه كتابة أبيض مثل نور يشبه الشمس (2)فقلت لها:بأبي أنت و أمي يا بنت رسول اللّه ما هذا اللوح؟

فقالت:«هذا اللوح أهداه اللّه جل جلاله إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و أسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي يبشرني بذلك» (3)فقال له:يا جابر هل لك أن تعرضه عليّ (4)؟

قال نعم:فمشى معه أبي عليه السّلام حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رقّ،فقال له أبي:«يا جابر أنظر أنت في كتابك لأقرأه أنا عليك»،فنظر جابر في نسخته فقرأ عليه أبي عليه السّلام فو اللّه ما خالف حرف حرفا،فقال جابر:فإني اشهد باللّه أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز العليم لمحمد نوره و سفيره و حجابه و دليله،نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين،عظّم يا محمد أسمائي، و اشكر نعمائي،و لا تجحد آلائي،إني أنا اللّه لا إله إلا أنا قاصم الجبارين و مذل الظالمين،و مبير المتكبّرين،و ديّان يوم الدين،إني أنا اللّه لا إله إلا أنا فمن رجا غير؟.

ص: 87


1- في بعض المصادر:فخلا به أبو جعفر عليه السّلام.
2- في بعض المصادر:كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس.
3- في بعض المصادر:ليسرني بذلك.
4- في بعض المصادر:قال جابر:فأعطتنيه امك فاطمة عليها السّلام فقرأته و انتسخته،فقال له أبي:فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟.

فضلي،أو خاف غير عدلي،عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين،فإياي فاعبد، و عليّ فتوكل،إني لم أبعث نبيا فأكملت أيّامه،و انقضت مدّته،إلا جعلت له وصيا، و إني فضلتك على الأنبياء،و فضلت وصيّك على الأوصياء و أكرمته بعدك بسبطيك (1)الحسن و الحسين،فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه، و جعلت حسينا خازن وحيي،و أكرمته بالشهادة،و ختم له بالسعادة،فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة،جعلت كلمتي التامة معه،و الحجة البالغة عنده، بعترته أثيب و أعاقب،أوّلهم علي سيد العابدين،و زين أوليائي الماضين،و ابنه سمي جده المحمود،محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمتي،سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد عليّ،حق القول مني لأكرمن جعفرا (2)و لأسرنه في أشياعه و أنصاره و أوليائه،و انتجبت بعده موسى،و انتجبت بعده فتاه (3)،لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجّتي لا تخفى،و أن أوليائي لا يشقون أبدا،ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي،و من غير آية من كتابي فقد افترى عليّ،و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى و حبيبي و خيرتي،ان المكذب (4)للثامن مكذب بجميع أوليائي،و علي وليي و ناصري،أضع عليه أعباء النبوّة و أمتحنه بالإضطلاع،يقتله عفريت مستكبر،يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح (5)إلى جنب شر خلقي،حق القول مني لأقرن عينه بمحمد إبنه و خليفته من بعده،فهو وارث علمي،و معدن حكمي،و موضع سري،و حجتي على خلقي،و جعلت الجنة مثواه،و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار،و أختم بالسعادة لابنه علي وليي و ناصري،و الشاهد في خلقي،و أميني على وحيي،أخرج منه الداعي إلى سبيلي،ن.

ص: 88


1- في بعض المصادر:و اكرمتك بشبليك بعده و بسبطيك.
2- في بعض المصادر:لاكرمن مثوى جعفر.
3- في بعض المصادر:و انتحبت بعد موسى فتنة عمياء حندس،لان.
4- في بعض المصادر:ألا ان المكذبين.
5- في بعض المصادر:العبد الصالح ذو القرنين.

و الخازن لعلمي الحسن،ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين،عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر أيوب،ستذل أوليائي في زمانه و يتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك و الديلم فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين وجلين،تصبغ الأرض بدمائهم،و ينشأ الويل (1)و الرنين في نسائهم،أولئك أوليائي حقا،بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس،و بهم أكشف الزلازل،و أدفع عنهم الآصار و الأغلال،أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون.

قال عبد الرّحمن بن سالم،قال أبو بصير:لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك،فصنه إلا عن أهله (2).

ثم قال ابن بابويه:و حدّثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسين (3)ابن درست السروري،عن جعفر بن محمد بن مالك قال:

حدّثنا محمد بن عمران الكوفي،عن عبد الرّحمن بن أبي نجران،عن صفوان بن يحيى،عن إسحاق بن عمار،عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام أنّه قال:«يا إسحاق ألا ابشرك؟»قلت:بلى جعلت فداك يابن رسول اللّه فقال:«وجدنا صحيفة بإملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و خط أمير المؤمنين،فيها:بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم».و ذكر الحديث مثله سواء إلا أنّه قال في آخره:ثم قال الصادق عليه السّلام:«يا إسحاق هذا دين الملائكة و الرسل فصنه عن غير أهله يصنك اللّه و يصلح بالك،ثم قال:

من آمن بهذا أمن من عقاب اللّه عز و جل» (4).6.

ص: 89


1- في بعض المصادر:و يفشو الويل.
2- كمال الدين:308/1-311،و ذكره الشيخ الكليني في اصول الكافي:527/1-528، و الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة:93-95،و الطبرسي في اعلام الورى ص 371-373،و في الاحتجاج للشيخ أبي علي الطبرسي:84/1-87 ط النجف الاشرف،و البحار:196/36-197.
3- في اعلام الورى:محمد بن الحسن.
4- كمال الدين:312/1 و فيه:«من دان بهذا أمن من عقاب اللّه»،عيون الاخبار:36/1 ط النجف،اعلام الورى ص 373،البحار:200/36.

ثم قال ابن بابويه:و حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني- رضي اللّه عنه-قال:حدّثنا الحسن بن إسماعيل،قال:حدّثنا سعيد بن محمد القطان (1)قال:حدّثنا عبد اللّه بن موسى الروياني أبو تراب،عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني،عن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام، قال:حدثني عبد اللّه بن محمد بن جعفر،عن أبيه،عن جده أن محمد بن علي باقر العلم عليهما السّلام جمع ولده و فيهم زيد بن علي (2)ثم اخرج كتابا إليهم بخط علي عليه السّلام و إملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله مكتوب فيه:«هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم».و ذكر حديث اللّوح إلى الموضع الّذي يقول فيه:أولئك هم المهتدون.

ثم قال في آخره قال عبد العظيم:العجب كلّ العجب لمحمّد بن جعفر و خروجه إذ سمع أباه عليه السّلام يقول هكذا و يحكيه،ثم قال:«هذا سر اللّه و دينه و دين ملائكته فصنه إلا عن أهله و أوليائه» (3).

ثم قال ابن بابويه:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب،و أحمد بن هارون الفامي (4)-رضي اللّه عنهما-قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن أبيه،عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي،عن مالك السلولي،عن درست عن عبد الحميد (5)،عن عبد اللّه بن القاسم،عن عبد اللّه بن جبلة، عن أبي السفاتج،عن جابر الجعفي،عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت على مولاتي فاطمة عليها السّلام و قدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشى الأبصار،فيه اثنا عشر إسما ثلاثة في ظاهره،و ثلاثة في باطنه، و ثلاثة اسماء في آخره و ثلاثة أسماء في طرفه،فعددتها فإذا هي اثنا عشر اسماد.

ص: 90


1- في كمال الدين:محمد بن القطان.
2- في كمال الدين:و فيهم عمهم زيد بن علي.
3- كمال الدين:312/1-33،عيون الاخبار:37/1،اعلام الورى ص 374،البحار:201/36.
4- في كمال الدين:القاضي.
5- في كمال الدين:عن درست بن عبد الحميد.

فقلت:أسماء من هؤلاء؟

قالت:«هذه أسماء الأوصياء أوّلهم ابن عمي و أحد عشر من ولدي،آخرهم المهدي».

قال جابر:فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع،و عليّا و عليّا و عليّا و عليّا في أربعة مواضع (1).

ثم قال ابن بابويه:و حدّثنا أحمد بن محمد العطار (2)رحمه اللّه قال:حدّثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،عن الحسن بن محبوب،عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السّلام،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت على فاطمة عليها السّلام و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء،فعددت اثني عشر إسما آخرهم القائم،ثلاثة منهم محمد،و أربعة منهم عليّ صلوات اللّه عليهم (3).

قلت:حديث اللوح متكرر بالأسانيد الكثيرة متأوّل بين العلماء مستفيض الرواية؛و قد ذكره الحمويني-و هو أحد أعيان علماء العامة-و قد تقدّم من طريقه في الباب الثاني عشر السابق و هو الحديث السابع و الثلاثون (4).

الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني-من أعيان علماء العامة-في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى و البتول و السبطين،قال:أنبأني السيّد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي،قال:أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار بروايته،عن شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر بن محمد الدورسي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي- رحمة اللّه عليه-قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن-رضي اللّه عنه-قالا:حدّثنا سعدء.

ص: 91


1- كمال الدين:311/1،عيون الأخبار:37/1،اعلام الورى ص 373-374،البحار:/36 201.
2- في كمال الدين:أحمد بن محمد بن يحيى العطار.
3- كمال الدين:213/1.
4- راجع ص 164-166 من هذا الجزء.

ابن عبد اللّه،قال:حدّثنا يعقوب بن يزيد،عن حماد بن عيسى،عن عمر بن اذينة،عن أبان بن أبي عياش،عن سليم بن قيس الهلالي قال:رأيت عليا عليه السّلام في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله في خلافة عثمان-رضي اللّه عنه-و جماعة يتحدثون و يتذاكرون العلم و الفقه،فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها،و ما قال فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله من الفضل.و ساق الحديث بما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله في قريش من الفضل إلى أن قال:

و علي بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق و لا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه فقالوا:يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم؟

فقال:«ما من الحيين(يعني:المهاجرين من قريش و الأنصار)إلا و قد ذكر فضلا و قال حقّا فأنا أسألكم يا معشر قريش و الأنصار بمن أعطاكم اللّه هذا الفضل؟أ بأنفسكم، و عشائركم،و أهل بيوتاتكم أم بغيركم»؟

قالوا:بل أعطانا اللّه و منّ به علينا بمحمد صلّى اللّه عليه و اله لا بأنفسنا و عشائرنا،و لا بأهل بيوتاتنا.

قال:«صدقتم يا معشر قريش و الأنصار،أ لستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصة دون غيرهم؟و أن ابن عمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:إني و أهل بيتي كنّا نورا يسعى بين يدي اللّه تعالى قبل أن يخلق اللّه عز و جل آدم عليه السّلام بأربعة عشر ألف سنة فلمّا خلق اللّه آدم وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه إلى الأرض،ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السّلام،ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السّلام ثم لم يزل اللّه عز و جل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة،و من الأرحام الطاهرة الى الأصلاب الكريمة من الآباء و الامهات،لم يكن منهم واحد على سفاح قط».

فقال أهل السابقة و القدمة،و أهل بدر،و أهل احد:نعم،قد سمعنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله.

ثم قال:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه عز و جل فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية،و إني لم يسبقني إلى اللّه عز و جل و إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله أحد من هذه الأمة»؟

ص: 92

قالوا:اللهم نعم.

قال:«فانشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (1)وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (2)سئل عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فقال:أنزلها اللّه تعالى ذكره في الأنبياء و أوصيائهم.

فأنا أفضل أنبياء اللّه و رسله،و علي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء»؟

قالوا:اللهم نعم.

قال:«فأنشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3)و حيث نزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (4)و حيث نزلت وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ.. ..وَلِيجَةً (5)قال الناس:يا رسول اللّه أ خاصة في بعض المؤمنين أم عامة بجميعهم؟فأمر اللّه عز و جل نبيه صلّى اللّه عليه و اله أن يعلمهم ولاة أمرهم،و أن يفسر لهم من ولاة أمرهم ما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم،و حجهم،و نصبني للناس بغدير خم،ثم خطب فقال:

أيها الناس إن اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري،و ظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني،ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة،ثم خطب فقال:أيها الناس أ تعلمون أن اللّه عز و جل مولاي و أنا مولى المؤمنين،و أنا أولى بهم من أنفسهم؟

قالوا:بلى يا رسول اللّه؛قال:قم يا علي فقمت فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه ولاء ما ذا؟6.

ص: 93


1- التوبة:100.
2- الواقعة:10.
3- النساء:59.
4- المائدة:55.
5- التوبة:16.

فقال:ولاء كولائي،من كنت أولى به من نفسه،فعلي أولى به من نفسه،فأنزل اللّه تعالى ذكره: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1)فكبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و قال:اللّه أكبر على تمام نبوتي و تمام دين اللّه ولاية عليّ بعدي.

فقام أبو بكر و عمر فقالا:يا رسول اللّه هؤلاء الآيات خاصة في علي؟

قال:بلى فيه و في أوصيائي إلى يوم القيامة.

قالا:يا رسول اللّه بيّنهم لنا.

قال صلّى اللّه عليه و اله:علي أخي و وزيري،و وارثي،و وصيي،و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي،ثم ابني الحسن،ثم الحسين،ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد؛ القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه،و لا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض»؛فقالوا كلهم:أللهم نعم قد سمعنا ذلك و شهدنا كما قلت سواء.

و قال بعضهم:قد حفظنا جل ما قلت لم نحفظ كلّه و هؤلاء الذين حفظوا أخيارنا و افاضلنا؛فقال علي عليه السّلام:«صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ،انشد اللّه عز و جل من حفظ ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله لمّا قام و أخبر به»؛فقام زيد بن أرقم،و البراء بن عازب،و سلمان،و أبو ذر،و المقداد،و عمار فقالوا:نشهد لقد حفظنا قول رسول اللّه و هو قائم على المنبر و أنت إلى جنبه و هو يقول:«أيها الناس إن اللّه عز و جل أمرني أن أنصب لكم إمامكم و القائم فيكم بعدي،و وصيي و خليفتي،و الذي فرض اللّه عز و جل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته و طاعتي،و أمركم بولايته،و إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني.

أيها الناس إن اللّه أمركم في كتابه بالصلاة فقد بيّنتها لكم،و الزكاة،و الصوم،و الحج فبيّنتها لكم و فسّرتها،و أمركم بالولاية و إني اشهدكم أنها لهذا خاصة و وضع يده على علي بن أبي طالب،ثم قال لابنيه بعده،ثم للأوصياء من بعدهم،من ولدهم لا يفارقون القرآن،و لا يفارقهم القرآن،حتى يردوا علي حوضي.3.

ص: 94


1- المائدة:3.

أيها الناس قد بيّنت لكم مفزعكم بعدي و إمامكم،و دليلكم،و هاديكم،و هو أخي علي بن أبي طالب،و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم و أطيعوه في جميع أموركم فإن عنده جميع ما علّمني اللّه من علمه و حكمته،فسلوه،و تعلّموا منه و من أوصيائه بعده،و لا تعلموهم و لا تتقدموهم و لا تخلّفوا عنهم فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلوه و لا يزايلهم،ثم جلسوا».

قال سليم:ثم قال علي عليه السّلام:«أيها الناس أ تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1)فجمعني و فاطمة و ابني حسنا و الحسين،ثم ألقى علينا كساء و قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي و لحمي يؤلمني ما يؤلمهم (2)و يجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا:فقالت ام سلمة:و أنا يا رسول اللّه؟

فقال:أنت إلى خير؛إنما نزلت في و في أخي علي بن أبي طالب و في إبني (3)،و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصة،و ليس معنا فيها أحد غيرنا»،فقالوا كلهم:نشهد أن ام سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فحدّثنا كما حدثتنا ام سلمة.

ثم قال علي عليه السّلام:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (4)فقال سلمان:يا رسول اللّه عامة هذا أم خاصة؟

قال:أما المأمورون فعامة المؤمنين امروا بذلك،و أما الصادقون فخاصة لأخي علي و أوصيائي من بعده إلى يوم القيامة».

قالوا:اللهم نعم.

قال:«انشدكم اللّه أ تعلمون أني قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله في غزوة تبوك:لم خلفتني؟9.

ص: 95


1- الاحزاب:33.
2- في بعض المصادر:يؤذيني ما يؤذيهم.
3- في الاحتجاج للطبرسي:و في ابنتي فاطمة،و في ابني.
4- التوبة:199.

فقال:إن المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»؟

قالوا:اللهم نعم.

فقال:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل في سورة الحج: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ (1)إلى آخر السورة-فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم شهداء على الناس الذين إجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟

قال:عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة،قال سلمان:بيّنهم لنا يا رسول اللّه؟

قال:أنا و أخي علي،و أحد عشر من ولدي».

قالوا:اللهم نعم.

قال:«انشدكم باللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال:يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فتمسّكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف أخبرني و عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض:فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه أكل أهل بيتك؟

فقال:لا،و لكن أوصيائي منهم،أوّلهم أخي،و وزيري،و وارثي،و خليفتي في أمتي، و ولي كل مؤمن بعدي،و هو أوّلهم،ثم ابني الحسن،ثم ابني الحسين،ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض شهداء للّه في أرضه،و حجته على خلقه؛و خزان علمه،و معادن حكمته،من أطاعهم فقد أطاع اللّه،و من عصاهم فقد عصى اللّه،فقالوا كلهم:نشهد ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال ذلك،ثم تمادى بعلي السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم اللّه فيه،و سألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه،و ما قال له رسول7.

ص: 96


1- الحج:77.

اللّه صلّى اللّه عليه و اله كثيرا،كل ذلك يصدقونه و يشهدون أنّه حق» (1).

أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامة-و كلّما ذكرته عنه هنا فهو من طريقهم-عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«و اللّه لقد خلفني رسول اللّه في امته؛فأنا حجة اللّه عليهم بعد نبيه،و إن ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض،و ان الملائكة لتتذاكر فضلي و ذلك تسبيحها عند اللّه.أيها الناس إتبعوني أهدكم سواء السبيل و لا تأخذوا يمينا و لا شمالا فتضلّوا،و أنا وصي نبيّكم و خليفته،و إمام المؤمنين و أميرهم و مولاهم،و أنا قائد شيعتي إلى الجنة،و سائق أعدائي إلى النار،أنا سيف اللّه على أعدائه و رحمته على أوليائه،أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و لوائه و صاحب مقام شفاعته، و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في أرضه و أمناؤه على وحيه، و أئمة المسلمين بعد نبيه،و حجج اللّه على بريته» (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه اللّه،قال:حدّثنا الحسين ابن محمد بن عامر،عن المعلى بن خالد البصري،عن جعفر بن سليمان (3)عن عبد اللّه بن الحكم،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«إنّ عليا وصيي و خليفتي،و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي،و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي،من والاهم فقد والاني،و من عاداهم فقد عاداني،و من ناوأهم فقد ناوأني،و من جفاهم فقد جفاني،و من برّهم فقد برّني،وصل اللّه من وصلهم،و قطع من قطعهم و نصر من أعانهم (4)،و خذل من خذلهم،اللهم من كان له من أنبيائك ثقل و أهل بيت فعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهبم.

ص: 97


1- الاحتجاج:210/1،و مر بكامل لفظه هنا.
2- مائة منقبة:/59ح 32.
3- في بعض المصادر:حدّثنا أبي رحمه اللّه،قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر،عن المعلى بن محمد البصري،عن جعفر بن سليمان.
4- في بعض المصادر:و نصر من نصرهم،و أعان من أعانهم.

عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا» (1).

الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد(يعني المفيد)قال:حدّثنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري،قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي المرزباني قال:

حدّثنا جعفر بن محمد الحنفي قال:حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار قال:حدّثنا عمرو ابن شمر قال:حدّثنا حماد،عن أبي الزبير،عن جابر بن عبد اللّه بن خزام (2)قال:أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فقلت:يا رسول اللّه من وصيك؟

قال:«فأمسك عني عشرا لا يجيبني،ثم قال:يا جابر ألا اخبرك عما سألتني؟فقلت:

بأبي أنت و أمي أم و اللّه لقد سكت عني حتى ظننت إنك وجدت عليّ.

فقال:ما وجدت عليك يا جابر،و لكن كنت أنتظر ما يأتني من السماء،فأتاني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد ربك يقول:إن علي بن أبي طالب وصيك و خليفتك على أهلك و أمتك و الذائد عن حوضك و هو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنة.

فقلت:يا رسول اللّه أ رأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟

قال:نعم.يا جابر ما وضع هذا الوضع إلا ليبايع عليه،فمن بايعه كان معي غدا،و من خالفه لم يرد عليّ الحوض أبدا» (3).

الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد(يعني المفيد)قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد(يعني ابن قولويه)قال:حدثني أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه،عن أبي الجوزاء المنبه بن عبد اللّه،عن الحسين بن علوان،عن عمرو بن خالد،عن زيد بن علي،عن أبيه،عن الحسين بن علي،عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:

قال:رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«يا علي إن اللّه تعالى أمرني أن أتخذك أخا و وصيا،فأنت أخي1.

ص: 98


1- أمالي الصدوق ص 423.
2- في بعض المصادر:حزام.و الصحيح جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي كما في المعاجم.
3- أمالي الطوسي:193/1.

و وصيي و خليفتي على أهلي في حياتي و بعد موتي،من تبعك فقد تبعني و من تخلّف عنك فقد تخلّف عني،و من كفر بك فقد كفر بي،و من ظلمك فقد ظلمني.يا علي أنت مني و أنا منك،يا علي لو لا أنت لما قوتل أهل النهر.

قال:فقلت:يا رسول اللّه و من أهل النهر؟

قال:قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية» (1).

الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن الوليد (2)قال:حدثني محمد بن أبي القاسم،عن محمد بن علي الصيرفي،عن محمد بن سنان،عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد اللّه الصادق،عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:بلغ أم سلمة زوجة النبي صلّى اللّه عليه و اله أن مولى لها(يتنقص)ينتقص عليا و يتناوله،فأرسلت إليه فلما صار إليها قالت له:

يا بني بلغني انّك(تتنقص)تتنقص عليّا و تتناوله؟

قال نعم يا أماه،قالت له:اقعد ثكلتك امك حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله ثم اختر لنفسك،إنا كنا عند رسول اللّه تسع نسوة و كانت ليلتي و يومي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله..فأتيت الباب فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟

قال لا،قالت:فكبوت كبوة،و ساق الحديث بطوله و فيه يا أم سلمة إسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي و خليفتي من بعدي (3).

و الحديث تقدم بطوله في الباب الثالث عشر من طريق ابن بابويه بالإسناد عن الصادق عليه السّلام (4).

ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور،قال:حدّثنا الحسين بن محمد ابن عامر،عن المعلى بن محمد البصري،عن جعفر بن سليمان،عن عبد اللّه بنء.

ص: 99


1- أمالي الطوسي:203/1.
2- في بعض المصادر:محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.
3- أمالي الصدوق ص 340-341.أمالي الطوسي:38/2-40.
4- راجع ص 208-209 من هذا الجزء.

الحكم،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:

«إن خلفائي و أوصيائي،و حجج اللّه على الخلق بعدي إثنا عشر:أولهم أخي و آخرهم ولدي.

قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟

قال:علي بن أبي طالب قيل:فمن ولدك؟

قال المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق نبيا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي،فينزل روح اللّه عيسى ابن مريم فيصلّي خلفه،و تشرق الأرض بنوره،و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة،عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة،و محمد بن همام بن سهل،و عبد العزيز،و عبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس، عن رجالهم،عن عبد الرزاق بن همام،قال:حدّثنا معمر بن راشد،عن أبان بن أبي عياش،عن سليم بن قيس الهلالي قال:لما أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين عليه السّلام ننزل قريبا من دير نصراني إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل الوجه حسن الهيئة و السمت،معه كتاب في يده حتى أتى أمير المؤمنين عليه السّلام فسلّم عليه فقال (2):إني من نسل حواري عيسى (3)،و كان أفضل حواريه الإثني عشر (4)،و أحبهم إليه،و آثرهم عنده،و إن عيسى أوصى إليه،و دفع إليه كتبه و علمه و حكمته،فلم يزل أهل هذا البيت على دينه،و متمسكين عليه،لم يكفروا و لم يرتدّوا،و لم يغيّروا،و تلك الكتب عندي،إملاء عيسى (5)و خط أبينا بيده،فيها كل شيء يفعل الناس من بعده،و اسمم.

ص: 100


1- كمال الدين:280/1.
2- في بعض المصادر:ثم قال.
3- في بعض المصادر:أحد حواري عيسى ابن مريم.
4- في بعض المصادر:و كان افضل حواري عيسى من الاثني عشر.
5- في بعض المصادر:املاء عيسى ابن مريم.

كل ملك ملك منهم،و إن اللّه تبارك و تعالى يبعث رجلا من العرب من ولد إسماعيل من إبراهيم خليل اللّه (1)،من أرض يقال لها تهامة،من قرية يقال لها مكّة يقال له أحمد،له اثنا عشر إسما،و ذكر مبعثه و مولده و مهاجرته،و من يقاتله،و من ينصره، و من يعاديه،و ما يعيش،و ما تلقى امته بعده إلى أن ينزل عيسى ابن مريم من السماء،و في ذلك الكتاب ثلاث عشر رجلا من ولد إسماعيل ابن إبراهيم خليل اللّه من خلقه (2)و أحبّ من خلق اللّه إلى اللّه،و اللّه ولي لمن والاهم،و عدو لمن عاداهم،من أطاعهم اهتدى و من عصاهم ضل،طاعتهم للّه طاعة،و معصيتهم للّه معصية، مكتوبة أنسابهم و أسماؤهم و نعوتهم،و كم يعش كل واحد منهم (3)واحدا بعد واحد،و كم رجل منهم يستر دينه (4)و يكتمه من قومه،و من الذي يظهر منهم و ينقاد له الناس،حتى ينزل عيسى ابن مريم على آخرهم فيصلّي عيسى خلفه و يقول:إنكم الأئمة لا ينبغي لأحد أن يتقدمكم،فيتقدم و يصلي بالناس و عيسى خلفه في الصف الأول،أوّلهم أفضلهم و خيرهم،و له مثل أجورهم و أجور من أطاعهم و اقتدى بهم (5)،و اسمه محمد،و عبد اللّه،و الفتاح،و يس،الخاتم،و الحاشر،و العاقب، و الماحي،و القائد،و نبي اللّه،و صفي اللّه،و حبيب اللّه،و إنه يذكر إذا ذكر،من أكرم خلق اللّه (6)و أحبّهم إلى اللّه لم يخلق اللّه ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا من آدم فمن سواه خيرا عند اللّه و لا إلى اللّه أحب منه،يقعده يوم القيامة على عرشه،و يشفعه في كل من يشفع فيه،باسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ محمد رسول اللّه،و بصاحب اللواء يوم الحشر الأكبر أخيه و وصيه و وزيره و خليفته في امته و أحب من خلق اللّهه.

ص: 101


1- في بعض المصادر:من ولد إبراهيم خليل اللّه.
2- في بعض المصادر:من خير خلقه.
3- في بعض المصادر:كل رجل منهم.
4- في بعض المصادر:يستتر بدينه.
5- في بعض المصادر:اهتدى بهم،رسول اللّه و اسمه...
6- في بعض المصادر:من أكرم خلق اللّه على اللّه.

إليه بعده علي ابن عمه لأبيه و امه،و ولي كل مؤمن و مؤمنة من بعده،ثم أحد عشر من ولده (1)أوّلهم يسمى باسم ابني هارون شبرا و شبيرا،و تسعة من صلب أصغرهما،واحدا بعد واحد آخرهم الذي يصلّي خلفه عيسى ابن مريم (2)،و في الحديث طول.

قلت:هذا الحديث ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه،و كتابه عندي في السنة الحادية و المائة و الألف (3).

ابن بابويه:قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن علي بن أحمد الهمداني قال:حدثني أبو الفضل العباس بن عبد اللّه البخاري قال:حدّثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد اللّه بن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال:حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا عليه السّلام عن أبيه موسى بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«ما خلق اللّه خلقا أفضل مني و لا أكرم مني عليه».

قال علي عليه السّلام،فقلت:«يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرائيل»؟

قال عليه السّلام:«يا علي إن اللّه تبارك و تعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، و فضلني على جميع النبيين و المرسلين،و الفضل بعدي لك يا علي و للأئمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا و خدّام محبينا،يا علي اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا (4)بولايتنا.يا علي لو لا نحن ما خلق اللّه7.

ص: 102


1- في بعض المصادر:ثم أحد عشر رجلا من ولد محمد و ولده.
2- كتاب الغيبة للنعماني ص 35-36،البحار:210/36-212.
3- انظر سليم بن قيس ص 152-156 ط-دار الكتب الاسلامية-قم.
4- غافر:7.

آدم و لا حواء،و لا الجنة و لا النار،و لا الأرض،و كيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم إلى التوحيد و معرفة ربنا عز و جل و تسبيحه و تقديسه و تهليله لأن أوّل ما خلق اللّه عز و جل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده و تمجيده،ثم خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون و أنه منزه عن صفاتنا،فسبحت الملائكة لتسبيحنا و نزّهته عن صفاتنا،فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا اللّه (1)فلما شاهد و اكبر محلّنا كبّرنا (2)لتعلم الملائكة أن اللّه أكبر من أن ينال،و إنه عظيم المحل،فلمّا شاهدوا ما جعل اللّه لنا من القدرة و القوة (3)قلنا:لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم،لتعلم الملائكة ان لا حول و لا قوة إلا باللّه (4)، فلما شاهدوا ما أنعم اللّه به علينا و أوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا:الحمد للّه لتعلم الملائكة ما يحق للّه تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه،فقالت الملائكة:الحمد للّه، فبنا اهتدوا إلى معرفة اللّه تعالى و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده،ثم إن اللّه تعالى خلق آدم عليه السّلام و أودعنا صلبه و أمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا و إكراما و كان سجودهم للّه عز و جل عبودية و لآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لأدم كلهم أجمعون.

و إنه لما عرج بي إلى السماء:أذّن جبرائيل مثنى مثنى (5)ثم قال:تقدّم يا محمد، فقلت:يا جبرائيل أ تقدم عليك؟

قال:نعم لأن اللّه تبارك و تعالى اسمه فضّل أنبيائه على ملائكته أجمعين و فضّلك خاصة،فتقدّمت و صلّيت بهم و لا فخر،فلمّا انتهيت إلى حجب النور قال ليى.

ص: 103


1- في بعض المصادر:و انا عبيد و لسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا لا إله إلاّ اللّه.فلما شاهدوا.
2- في بعض المصادر:كبرنا اللّه.
3- في بعض المصادر:من العزة و القوة.
4- في بعض المصادر:فقالت الملائكة:لا حول و لا قوة إلا باللّه،فلما شاهدوا.
5- في بعض المصادر:و أقام مثنى مثنى.

جبرائيل عليه السّلام:تقدّم يا محمد (1)إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه اللّه لي في هذا المكان، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله،فزج (2)بي زجة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء اللّه عز و جل من ملكوته،فنوديت يا محمد أنت عبدي (3)و أنا ربك فإياي فاعبد،و علي فتوكل فإنك نوري في عبادي،و رسولي إلى خلقي، و حجتي في بريتي،لمن تبعك خلقت جنتي،و لمن خالفك خلقت ناري،و لأوصيائك أوجبت كرامتي،و لشيعتك أوجبت ثوابي،فقلت:يا رب و من أوصيائي؟فنوديت:يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق العرش،فنظرت-و أنا بين يدي ربي-إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا،في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه إسم كل وصي من أوصيائي،أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم مهدي امتي،فقلت:يا رب أ هؤلاء أوصيائي من بعدي؟فنوديت:يا محمد هؤلاء أحبائي و أوليائي و أصفيائي و حججي بعدك على بريتي،و هم أوصياؤك و خلفاؤك،و خير خلقي بعدك.و عزتي و جلالي لاظهرنّ بهم ديني،و لأعلين بهم كلمتي،و لأطهّرنّ الأرض بآخرهم من أعدائي، و لأملكنه (4)مشارق الأرض و مغاربها،و لأسخرن له الرياح،و لاذلن له الرقاب الصعاب، و لأرقينه في الأسباب،و لأنصرنه بجندي،و لامدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي و يجمع الخلق على توحيدي،ثم لأديمن ملكه و لأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة» (5).

ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب،و أبو عبد اللّه أحمد بن محمد ابن عبد اللّه بن الحسن بن عياش الجوهري،جميعا قال:حدّثنا محمد بن لاحق6.

ص: 104


1- في بعض المصادر:و تخلف عني،فقلت:يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال:يا محمد ان هذا.
2- في بعض المصادر:زخ.
3- في بعض المصادر:فنوديت يا محمد،فقلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت،فنوديت يا محمد أنت عبدي.
4- في المخطوط:و لأمكنه.
5- كمال الدين:254/1-256.

اليماني،عن ادريس بن زياد (1)الكفرثوثي قال:حدّثنا إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السيفي،عن جعفر بن الزبير،عن القاسم (2)،عن سلمان الفارسي-رضي اللّه عنه-قال:خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فقال:«معاشر الناس إني راحل عن قريب (3)، و منطلق إلى مغيب،أوصيكم في عترتي خيرا،و إياكم و البدع فإن كل بدعة ضلالة و كل ضلالة و أهلها في النار.

معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر،و من افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين،فإذا فقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزاهرة».

فقال سلمان:يا رسول اللّه فما الشمس و القمر (4)؟و ما الفرقدان؟و ما النجوم الزاهرة؟

فقال:«أنا الشمس و علي القمر (5)فإذا افتقدتموني فتمسكوا به بعدي،و أما الفرقدان الحسن و الحسين،فإذا افتقدتموا القمر فتمسكوا بهما،و أما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين عليهم السّلام و التاسع مهديهم.ثم قال صلّى اللّه عليه و اله:إنهم الأوصياء و الخلفاء بعدي،أئمة أبرار،عدد أسباط يعقوب،و حواري عيسى،قلت:فسمهم لي يا رسول اللّه، قال:أوّلهم و سيّدهم علي بن أبي طالب،و بعده سبطاي،و بعدهما علي بن الحسين زين العابدين،و بعده محمد بن علي باقر علم النبيين،و الصادق جعفر بن محمد،و ابنه الكاظم سمي موسى بن عمران،و الذي يقتل بأرض الغربة علي ابنه،ثم ابنه محمد،ي.

ص: 105


1- في الانصاف:و كفاية الاثر:ادريس بن زياد السبيعي.
2- في الانصاف:القاسم بن سليمان،و في كفاية الاثر:القسم بن سليمان.
3- في كفاية الاثر:راحل عنكم عن قريب.
4- في كفاية الاثر:و من افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي،اقول قولي و استغفر اللّه لي و لكم. قال فلما نزل عن منبره عليه السّلام تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت عليه و قلت:بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه سمعتك تقول:إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر،و إذا افتقدتم القمر فتمسكوا بالفرقدين،و إذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة،فما الشمس؟و ما القمر؟.
5- في كفاية الاثر:اما الشمس فأنا،و أما القمر فعلي.

و الصادقان علي و الحسن،و الحجة القائم المنتظر في غيبته،فإنهم عترتي من لحمي و دمي،علمهم علمي،و حكمهم حكمي،من آذاني فيهم لا أناله اللّه شفاعتي» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق-رضي اللّه عنه- قال:حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي،قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري،قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات،قال:حدّثنا محمد بن زياد الأزدي،عن المفضل بن عمر،عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام قال:سألته عن قول اللّه عز و جل: وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ (2)هذه الكلمات التي (3)تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه،و هو أنّه قال:«يا رب أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت عليّ»،فتاب اللّه عليه إنه هو التواب الرحيم،فقلت:يابن رسول اللّه فما يعني عز و جل بقوله: فَأَتَمَّهُنَّ ؟

قال:«يعني أتمهن إلى القائم عليه السّلام إثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليه السّلام».

قال المفضل:فقلت له:يابن رسول اللّه فأخبرني عن قول اللّه عز و جل: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (4)قال:«يعني بذلك الإمامة جعلها اللّه في عقب الحسين عليه السّلام إلى يوم القيامة».قال:فقلت له:يابن رسول اللّه فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين و هما جميعا ولدا رسول اللّه و سبطاه،و سيّدا شباب أهل الجنة؟

فقال عليه السّلام:«إن موسى و هارون كانا نبيّين مرسلين أخوين فجعل اللّه النبوة في صلب هارون دون صلب موسى،و لم يكن لأحد أن يقول:لم فعل اللّه ذلك؟فإن الإمامة خلافة اللّه عز و جل ليس لأحد أن يقول:لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن،لأن اللّه تبارك و تعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعله و هم يسألون» (5).7.

ص: 106


1- الانصاف ص 261-262،عن النصوص لابن بابويه،و رواه الخزاز في كفاية الاثر ص 6.
2- البقرة:124.
3- في بعض المصادر:قال:هي الكلمات التي.
4- الزخرف:27.
5- معاني الاخبار ص 126-127.

النص على الحسين من أبيه أمير المؤمنين عليهما السلام

و النص من الامام السابق مما أجمع عليه الفريقان أنه يثبت الامامة (1).

قال في اثبات الوصية:إن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«إني أوصي الى الحسن و الحسين فاسمعوا لهما و أطيعوا أمرهما» (2).

و نص المدائني على ذلك في حديث ابن عباس:«أن أمير المؤمنين عليه السّلام توفّي و قد ترك خلفا فإن أحببتم خرج اليكم» (3).

و قال في مروج الذهب و أنساب الاشراف:و قد ذكرت طائفة من الناس أن عليا أوصى الى ابنيه الحسن و الحسين لأنهما شريكاه في آية التطهير،و هذا قول كثير ممن ذهب الى القول بالنص (4).

و قال عليه السّلام:«أنتما إمامان بعدي سيدا شباب أهل الجنة و المعصومان حفظكما اللّه و لعنة اللّه على من عاداكما» (5).

و قال سليم بن قيس الهلالي (6):شهدت أمير المؤمنين حين أوصى الى ابنه

ص: 107


1- -كما صرح بذلك القاضي اللايجي في مواقفه المقصد الثالث عنه الغدير:141/7 و كذلك الروزبهان كما في احقاق الحق:336/2.
2- -اثبات الوصية:131.
3- -شرح النهج لابن ابي الحديد:22/16 كتاب 29 ترجمة الحسن،و جواهر المطالب:195/2 باب 68.
4- -مروج الذهب:42/2 ط.مصر 1346 و 413/2 ط.الاندلس-بيروت،و انساب الاشراف:/2 504-497 امر ابن ملجم و قتل علي مع تفاوت و عدم ذكر الحسين.
5- -كفاية الاثر:221.
6- -رورى عن جابر عن الباقر.

الحسن عليه السّلام و أشهد على وصيته الحسين عليه السّلام و محمدا و جميع ولده و رؤساء شيعته و أهل بيته ثم دفع اليه الكتاب و السلاح و قال له:

«يا بني إنه أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله أن أوصي إليك و أدفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصى اليّ و دفع اليّ كتبه و سلاحه،و أمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها الى أخيك الحسين عليه السّلام» (1).

و في حديث الاصبغ بن نباتة:قال خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو يقول:«...إن خير الخلق بعدي و سيدهم ابني هذا إمام كل مسلم و ولي كل مؤمن بعد وفاتي،ألا و انه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله،و خير الخلق و سيدهم بعد الحسن ابني الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول بأرض كربلاء» (2).

و في رواية:«الحسن و الحسين من عترتي و أوصيائي و خلفائي» (3).

و نحو ذلك من النصوص (4).0.

ص: 108


1- -اعلام الورى:207.
2- -اعلام الورى:377.
3- -كفاية الاثر:221،و اثبات الهداة:139/5.
4- -راجع اصول الكافي:297/1-300.

النص على الحسين من أخيه الحسن صلوات اللّه عليهما

عن الكليني،عن علي،عن أبيه،عن بكر بن صالح،عن محمد بن سليمان الديلمي،عن هارون بن الجهم قال:سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام يقول:لما احتضر الحسن عليه السّلام قال للحسين:يا أخي إني أوصيك بوصية إذا أنا مت فهيئني و وجهني إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله لأحدث به عهدا،ثم اصرفني إلى أمي فاطمة عليها السّلام ثم ردني فادفني بالبقيع إلى آخر الخبر (1).

و عن الكليني بإسناده،عن المفضل بن عمر،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:لما حضرت الحسن الوفاة قال:يا قنبر أنظر هل ترى وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد،فقال:اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم،قال:إمض فادع لي محمد بن علي، قال:فأتيته فلما دخلت عليه قال:هل حدث إلا خير؟

قلت:أجب أبا محمد،فعجّل عن شسع نعله فلم يسوه،فخرج معي يعدو (2).

فلما قام بين يديه سلّم فقال له الحسن:إجلس فليس يغيب مثلك عن سماع كلام يحيى به الأموات،و يموت به الأحياء كونوا أوعية العلم،و مصابيح الدجى فإن ضوء النهار بعضه أضوأ من بعض أما علمت أن اللّه عز و جل جعل ولد إبراهيم أئمة و فضّل بعضهم على بعض،و آتى داود زبورا،و قد علمت بما استأثر اللّه محمدا صلّى اللّه عليه و اله.

يا محمد بن علي إني لا أخاف عليك الحسد،و إنما وصف اللّه تعالى به الكافرين

ص: 109


1- بحار الأنوار:23/40 ح 1،و رواه في الكافي:300/1.
2- بحار الأنوار:1/40-5 ح 2.

فقال: كُفّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ (1)و لم يجعل اللّه للشيطان عليك سلطانا،يا محمد بن علي ألا أخبرك بما سمعت من أبيك عليه السّلام فيك؟

قال:بلى،قال:سمعت أباك يقول يوم البصرة:من أحب أن يبرني في الدنيا و الآخرة فليبر محمدا،يا محمد بن علي لو شئت أن أخبرك و أنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك يا محمد بن علي أما علمت أن الحسين بن علي بعد وفاة نفسي و مفارقة روحي جسمي إمام من بعدي و عند اللّه في الكتاب الماضي وراثة النبي أصابها في وراثة أبيه و امه علم اللّه أنكم خير خلقه،فاصطفى منكم محمدا و اختار محمد عليا و اختارني علي للامامة و اخترت أنا الحسين.

فقال له محمد بن علي:أنت إمامي و سيدي (2)و أنت وسيلتي إلى محمد و اللّه لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ألا و إن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء،و لا تغيّره بعد الرياح (3)كالكتاب المعجم،في الرق المنمنم،أهم بابدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل،و ما جاءت به الرسل و إنه لكلام يكل به لسان الناطق،و يد الكاتب (4)و لا يبلغ فضلك،و كذلك يجزي اللّه المحسنين و لا قوة إلا باللّه.

الحسين أعلمنا علما،و أثقلنا حلما،و أقربنا من رسول اللّه رحما،كان إماما قبل أن يخلق،و قرأ الوحي قبل أن ينطق،و لو علم اللّه أن أحدا خير منا (5)ما اصطفى محمدا صلّى اللّه عليه و اله فلما اختار محمدا و اختار محمد عليا إماما،و اختارك علي بعده و اخترت الحسين بعدك،سلمنا و رضينا بمن هو الرضا،و بمن نسلم به من المشكلات (6).ر.

ص: 110


1- سورة البقرة:109.
2- كذا في نسخة الأصل نسخة المصنف قدس سره و في الكافي و أنت امام و أنت وسيلتي.
3- في بعض المصادر:نغمة الرياح.
4- زاد في بعض المصادر:حتى لا يجد قلما و يؤتوا بالقرطاس حمما.
5- في هامش نسخة المصنف نقلا عن الكافي:و لو علم اللّه في أحد غير محمد خيرا لما اصطفى.
6- الكافي ج 1 ص 301 و 302 مع اختلاف يسير.

بيان:قوله:«فقال:اللّه»أي لا تحتاج إلى أن أذهب و أرى فإنك بعلومك الربانية أعلم بما أخبرك بعد النظر،و يحتمل أن يكون المراد بالنظر النظر بالقلب،بما علموه من ذلك،فإنه كان من أصحاب الأسرار فلذا قال:أنت أعلم به مني من هذه الجهة، و لعل السؤال لأنه كان يريد أولا أن يبعث غير قنبر لطلب ابن الحنفية فلما لم يجد غيره بعثه.

و يحتمل أن يكون أراد بقوله«مؤمنا»ملك الموت عليه السّلام،فإنه كان يقف و يستأذن للدخول عليهم فلعله أتاه بصورة بشر فسأل قنبرا عن ذلك ليعلم أنه يراه أم لا، فجوابه حينئذ أني لا أرى أحدا و أن أعلم بما تقول،و ترى ما لا أرى فلما علم أنه الملك بعث إلى أخيه.

«فعجل عن شسع نعله»أي صار تعجيله مانعا عن عقد شسع النعل،قوله:«عن سماع كلام»أي النص على الخليفة،فإن السامع إذا أقر فهو حي بعد وفاته،و إذا أنكر فهو ميت في حياته،أو المعنى أنه سبب لحياة الأموات بالجهل و الضلالة بحياة العلم و الايمان،و سبب لموت الأحياء بالحياة الظاهرية أو بالحياة المعنوية إن لم يقبلوه،و قيل يموت به الأحياء أي بالموت الإرادي عن لذات هذه النشأة الذي هو حياة أخروية في دار الدنيا و هو بعيد.

«كونوا أوعية العلم»تحريص على استماع الوصية،و قبولها و نشرها،أو على متابعة الامام و التعلم منه،و تعليم الغير،قوله عليه السّلام«فإن ضوء النهار»أي لا تستنكفوا عن التعلم و إن كنتم علماء فإن فوق كل ذي علم عليم،أو عن تفضيل بعض الأخوة على بعض.

و الحاصل أنه قد استقر في نفوس الجهلة بسبب الحسد أن المتشعبين من أصل واحد في الفضل سواء،و لذا يستنكف بعض الأخوة و الأقارب عن متابعة بعضهم و كان الكفار يقولوه للانبياء: ما أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا (1)فأزال عليه السّلام تلك الشبهة5.

ص: 111


1- سورة يس:15.

بالتشبيه بضوء النهار في ساعاته المختلفة فإن كله من الشمس،لكن بعضه أضوأ من بعض كأول الفجر،و بعد طلوع الشمس،و بعد الزوال و هكذا،فباختلاف الإستعداد و القابليات تختلف إفاضة الأنوار على المواد.

و قوله:«أما علمت أن اللّه»تمثيل لما ذكر سابقا و تأكيد له،و قوله:«فجعل ولد إبراهيم أئمة»إشارة إلى قوله تعالى: وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ* وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا (1)و قوله«و فضل»الخ إشارة إلى قوله سبحانه وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَ آتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (2).

«و قد علمت بما استأثر»أي علمت بأي جهة استأثر اللّه محمدا أي فضّله،إنما كان لوفور علمه،و مكارم أخلاقه،لا بنسبه و حسبه،و أنت تعلم أن الحسين أفضل منك بجميع هذه الجهات،و يحتمل أن تكون"ما"مصدرية و الباء لتقوية التعدية أي علمت استيثار اللّه إياه.

قوله«إني لا أخاف»فيما عندنا من نسخ الكافي"إني أخاف"و لعل ما هنا أظهر.

قوله عليه السّلام:«و لم يجعل اللّه»الظاهر أن المراد قطع عذره في ترك ذلك،أي ليس للشيطان عليك سلطان يجبرك على الإنكار،و لا ينافي ذلك قوله تعالى: إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ (3)لأن ذلك بجعل أنفسهم لا بجعل اللّه،أو السلطان في الآية محمول على ما لا يتحقق معه الجبر،أو المعنى أنك من عباد اللّه الصالحين و قد قال تعالى إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ (4)و يحتمل أن تكون جملة دعائية.

قوله عليه السّلام«و عند اللّه»في الكافي:«و عند اللّه جل اسمه في الكتاب وراثة من النبي صلّى اللّه عليه و اله أضافها اللّه عز و جل له في وراثة أبيه و أمه صلى اللّه عليهما،فعلم اللّه»أي2.

ص: 112


1- سورة الأنبياء:73.
2- سورة الإسراء:55.
3- سورة النحل:100.
4- سورة الحجر:42.

كونه إماما مثبت عند اللّه في اللوح أو في القرآن،و قد ذكر اللّه وراثته مع وراثة أبيه و أمه كما سبق في وصية النبي صلّى اللّه عليه و اله،فيكون«في»بمعنى«إلى»أو«مع»و يحتمل أن تكون«في»سببية كما أن الظاهر مما في فضائلك و مناقبك"لا تنزفه الدلاء"أي لا تفنيه كثرة البيان،من قولك نزفت ماء البئر،إذا نزحت كله،"و لا تغيره بعد الرياح" كناية عن عذوبته و عدم تكدره بقلة ذكره،فإن ما لم تهب عليه الرياح تتغير،و في الكافي"نغمة الرياح"و إن ذلك أيضا قد يصير سببا للتغير أي لا يتكرر و لا يتكدر بكثرة الذكر و مرور الأزمان،أو كنى بالرياح عن الشبهات التي تخرج من أفواه المخالفين الطاعنين في الحق كما قال تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ (1).

قوله كالكتاب المعجم:من الاعجام بمعنى الاغلاق يقال:أعجمت الكتاب خلاف أعربته،و باب معجم كمكرم مقفل،كناية عن أنه من الرموز و الاسرار،أو من التعجيم،أو الاعجام بمعنى إزالة العجمة بالنقط و الإعراب،أشار به إلى إبانته عن المكنونات"و الرق"و يكسر جلد رقيق يكتب فيه،و الصحيفة البيضاء،و يقال:

نمنمه أي زخرفه،و رقشه،و النبت المنمنم الملتف المجتمع،و في بعض نسخ الكافي المنهم من النهمة بلوغ الهمة في الشيء كناية عن كونه ممتلئا أو من قولهم:

إنهم البرد و الشحم،أي ذابا كناية عن إغلاقه كأنه قد ذاب و محي.

قوله:فأجدني:أي كلما أهم أن أذكر من فضائلك شيئا أجده مذكورا في كتاب اللّه و كتب الأنبياء،و قيل:أي سبقتني إليه أنت و أخوك لذكره في القرآن و كتب الأنبياء،و علمها عندكما،و الظاهر أن"سبق"مصدر و يحتمل أن يكون فعلا ماضيا على الاستئناف،و على التقديرين سبقت على صيغة المجهول و"إنه"أي ما في رأسي.

و في بعض نسخ الكافي بعد قوله و يد الكاتب:«حتى لا يجد قلما و يؤتى بالقرطاس حمما»و ضمير يجد للكاتب و كذا ضمير يؤتى أي يكتب حتى تفنى8.

ص: 113


1- سورة الصف:8.

الاقلام و تسود جميع القراطيس،و الحمم بضم الحاء و فتح الميم جمع الحممة كذلك أي الفحمة يشبه بها الشيء الكثير السواد،و ضمير يبلغ للكاتب.

أعلمنا علما:علما تميز للنسبة على المبالغة و التأكيد.كان إماما،و في الكافي كان فقيها قبل أن يخلق:أي بدنه الشريف كما مر أن أرواحهم المقدسة قبل تعلقها بأجسادهم المطهرة كانت عالمة بالعلوم اللدنية و معلمة للملائكة.

قبل أن ينطق:أي بين الناس كما ورد أنه عليه السّلام أبطأ عن الكلام أو مطلقا إشارة إلى علمه في عالم الارواح و في الرحم.

و في الكافي في آخر الخبر:من بغيره يرضى و من كنا نسلم به من مشكلات أمرنا فقوله"من بغيره يرضى"الإستفهام للإنكار،و الظرف متعلق بما بعده و ضمير يرضى راجع إلى من،و في بعض النسخ بالنون و هو لا يستقيم إلا بتقدير الباء في أول الكلام أي بمن بغيره نرضى،و في بعضها من بعزه نرضى أي هو من بعزه و غلبته نرضى،أو الموصول مفعول رضينا"و من كنا نسلم به"أيضا إما استفهام إنكار بتقدير غيره،و نسلم إما بالتشديد فكلمة من تعليلية أو بالتخفيف أي نصير به سالما من الابتلاء بالمشكلات،و على الإحتمال الأخير في الفقرة السابقة معطوف على الخبر أو على المفعول و يؤيد الأخير فيهما ما هنا (1).2.

ص: 114


1- بحار الأنوار:180/40 ح 2.

النص على الإمام الحسين في حديث اللوح

إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أنبأني المشايخ الكرام السيد جمال الدين رضي الإسلام أحمد بن طاووس الحسني و السيد الإمام النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي و علامة زمانه نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلّيّون(رضي اللّه عنهم)كتابة عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضى اللّه عنه قال:حدّثني أبي و محمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما)قالا:حدثّنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري جميعا عن أبي الخير (1)صالح بن أبي حماد و الحسن بن طريف جميعا عن بكر بن صالح، و حدّثنا أبي و محمد بن موسى بن المتوكل و محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن علي بن إبراهيم و الحسين بن إبراهيم بن ناتانه و أحمد بن زياد الهمداني(رضي اللّه عنهم)قالوا:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم روّح اللّه روحيهما عن بكر بن صالح عن عبد الرّحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه الصلاة و السلام قال:«قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد الأنصاري:إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فاسألك عنها؟

فقال له جابر:في أي الاوقات شئت،فخلا به أبي عليه السّلام فقال له:يا جابر،أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي أمي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و ما أخبرتك به أنّ في ذلك

ص: 115


1- في بعض المصادر:عن أبي الحسن.

اللوح مكتوبا فقال جابر:أشهد اللّه أني دخلت على أمك فاطمة عليها السّلام في حياة رسول اللّه أهنيها بولادة الحسين فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه زمرّد و رأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس فقلت لها:بأبي أنت و امي يا بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله ما هذا اللوح؟

فقالت:هذا اللوح أهداه اللّه إلى رسوله صلّى اللّه عليه و اله فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و اسم الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليبشرني (1)بذلك،قال جابر:فأعطتنيه أمك فاطمة فقرأته و انتسخته فقال أبي:فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟

قال:نعم،فمشى معه أبي حتى انتهى إلى منزل جابر و أخرج إلى أبي صحيفة من رقّ فقال:يا جابر أنظر إلى كتابك لأقرأ عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا،فقال جابر:فأشهد باللّه أني رأيته هكذا في اللوح مكتوبا.

بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمد نوره و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين،عظّم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد الآئي فإني أنا اللّه لا إله إلاّ أنا قاصم الجبارين و مذل الظالمين و مبير المتكبرين و ديان الدين إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا فمن رجا غير فضلي و خاف غير عدلي عذّبته عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين،فإياي فاعبد و عليّ فتوكل.

إني لم أبعث نبيّا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيّا و إني فضلتك على الأنبياء و فضلت وصيّك على الأوصياء و أكرمتك بشبليك بعده و بسبطيك حسن و حسين،فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة،فهو أفضل من استشهد و ارفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه و الحجة البالغة عنده،بعترته أثيب و أعاقب،أولهم سيّد العابدين و زين أوليائي الماضين،و ابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر،الرادّ عليه كالراد عليّ،حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر و لأسرّنّه في أشياعه و أنصاره و أوليائه و انتجبت بعده موسى،ي.

ص: 116


1- في بعض المصادر:ليسرني.

و لأتيحن فتنة عمياء حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفى و ان أوليائي لا يشقون،ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي،و من غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ،و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى و حبيبي و خيرتي،ألا إن المكذب للثامن مكذب بكل أوليائي،و علي وليي و ناصري أضع عليه أعباء النبوّة و أمنحه بالاضطلاع بها،يقتله عفريت مستكبر،يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح[ذو القرنين] (1)إلى جنب شر خلقي،حق القول مني لأقرنّ عينه بمحمد ابنه و خليفته من بعده فهو وارث علمي و معدن حكمتي و موضع سري و حجتي على خلقي،جعلت الجنة مثواه و شفّعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار و أختم بالسعادة لابنه علي وليّي و ناصري و الشاهد في خلقي و أميني على وحيي، و أخرج منه الداعي إلى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر أيوب و سيذل أوليائي في زمانه و يتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك و الديلم،فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الأرض بدمائهم و ينشأ الويل و الرنين في نسائهم،أولئك أوليائي حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس و بهم أكشف الزلازل و أدفع الآصار و الأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون».

قال عبد الرّحمن بن سالم:قال أبو بصير:لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلاّ عن أهله (2).

إبراهيم بن محمد الحمويني قال ابن بابويه و حدّثنا علي بن الحسين المؤدب و أحمد بن هارون القاضي قالا:أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي عن مالك السلولي عن درست عن عبد الحميد عن عبد اللّه بن القاسم عن عبد اللّه بن جبلة عن أبي السفاتج عن جابر الجعفي3.

ص: 117


1- زيادة من بعض المصادر.
2- كمال الدين و تمام النعمة:308،الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي:113.

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و قدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشى الأبصار،فيه اثنا عشر اسما:ثلاثة في ظاهره و ثلاثة في باطنه و ثلاثة أسماء في آخره و ثلاثة أسماء في طرفه فعددتها فإذا هي إثنا عشر،فقلت:أسماء من هذا؟

قالت:«هذه اسماء الأوصياء أولهم ابن عمي و أحد عشر من ولدي آخرهم القائم»

قال جابر:فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع و عليّا و عليا و عليا و عليا في أربعة مواضع (1).

الحمويني هذا قال و بالاسناد إلى أبي جعفر بن بابويه-رضي اللّه عنهما-قال:

أنبأنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني-رضي اللّه عنهم-قال:حدّثنا الحسن ابن إسماعيل،قال:أنبأنا أبو عمر سعيد بن محمد بن نصر العطار (2)قال أنبأنا عبد اللّه بن محمد السلمي قال:أنبأنا محمد بن عبد الرحيم قال:أنبأنا محمد بن سعيد ابن محمد قال:أنبأنا العباس بن أبي عمر عن صدقة بن أبي موسى عن أبي نضرة قال:لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي[الباقر صلوات اللّه عليهما] (3)عند الوفاة دعا بابنه الصادق عليه السّلام ليعهد إليه عهدا،و قال له أخوه زيد بن علي:لو امتثلت في تمثال الحسن و الحسين عليهما السّلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا فقال له:«يا أبا الحسن إن الامانات ليس بالمثال و لا العهود بالسّوم،و إنما هي أمور سابقة عن حجج اللّه تبارك و تعالى»،ثم دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له:«يا جابر،حدّثنا بما عاينت من الصحيفة».

فقال له جابر:نعم يا أبا جعفر،دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله لأهنّيها بمولد الحسين عليه السّلام فإذا بيدها صحيفة من درّة بيضاء فقلت:يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي اراها معك؟ر.

ص: 118


1- كمال الدين و تمام النعمة:311.
2- في بعض المصادر:القطان.
3- زيادة ليس في بعض المصادر.

قالت:«فيها اسماء الأئمة من ولدي».

فقلت لها:ناوليني لأنظر فيها،قالت:«يا جابر لو لا النهي لكنت أفعل لكنّه قد نهى أن يمسها إلاّ نبي أو وصي نبي،أو أهل بيت نبي و لكنه مأذون لك أن تنظر إلى بطنها من ظاهرها».

قال جابر:فقرأت فإذا أبو القاسم محمد بن عبد اللّه المصطفى و أمه آمنة،أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أبو محمد الحسن بن علي،و أبو عبد اللّه الحسين بن علي النقي أمهما فاطمة بنت محمد،أبو محمد علي بن الحسين العدل أمّه شاه بانويه (1)بنت يزدجر بن شاهنشاه،أبو جعفر محمد بن علي الباقر أمه أم عبد اللّه بنت الحسن بن علي بن أبي طالب،أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر،أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة أمه جارية اسمها حميدة،أبو الحسن علي ابن موسى الرضا أمه جارية اسمها نجمة،أبو جعفر محمد بن علي الزكي أمه جارية اسمها خيرزان،أبو الحسن علي بن محمد الامين أمه جارية اسمها سوسن، أبو محمد الحسن بن علي الرفيق أمه جارية اسمها سمانة،أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة اللّه القائم أمه جارية اسمها نرجس صلوات اللّه عليهم أجمعين.

قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه جاء هذا الحديث هكذا بتسميته القائم عليه الصلاة و السلام و الذي أذهب إليه ما روي من النهي في تسميته (2).

إبراهيم بن محمد الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال:أنبأني الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي رضى اللّه عنه عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج بن ردّة[السلمي]رضى اللّه عنه (3)بروايته عن محمد بن الحسين بني.

ص: 119


1- في بعض المصادر:شاه بانو.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:48/2.
3- في بعض المصادر:النيلي.

علي بن عبد الصمد عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المعمري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القايني بروايتهم عن الشيخ الفقيه جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي-قدس اللّه أرواحهم الشريفة-قال:حدّثنا ابن ماجيلويه رضى اللّه عنه قال:حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا محمد بن علي القرشي قال:حدثنا أبو الربيع الزهراني قال:حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال:قال ابن عباس:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و اله يقول:«إن للّه تبارك و تعالى ملكا يقال له دردائيل كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء،و الهواء كما بين السماء إلى الأرض فجعل يوما يقول في نفسه أ فوق ربنا جل جلاله شيء؟فعلم اللّه ما قال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان و ثلاثون ألف جناح،ثم أوحى اللّه جل جلاله إليه أن طر فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش فلما علم اللّه أتعابه أوحى إليه:أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم كل عظيم و ليس فوقي شيء عظيم و لا أوصف بمكان،فسلبه اللّه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة.

فلما ولد الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما و آلهما و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة،أوحى اللّه عز و جل إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد صلّى اللّه عليه و اله في دار الدنيا،و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان و طيبها لكرامة مولود ولد لمحمد صلّى اللّه عليه و اله في دار الدنيا،و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى حور العين أن تزينوا و تزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد صلّى اللّه عليه و اله في دار الدنيا و أوحى اللّه عز و جل إلى جبرائيل أن اهبط إلى نبيي محمد صلّى اللّه عليه و اله في ألف قبيل و القبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق مسرجة ملجمة،عليها قباب الدرّ و الياقوت و معهم ملائكة يقال لهم الروحانيون،بأيديهم حراب من نور أن يهنّئوا محمدا صلّى اللّه عليه و اله بمولوده، و أخبره يا جبرائيل أنه قد سميته الحسين فهنّئه و عزّه و قل له:يا محمد يقتله شر أمتك

ص: 120

على شر الدواب،فويل للقاتل و ويل للسائق و ويل للقائد،قاتل الحسين أنا منه بريء و هو مني برىء،و لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد من المذنبين إلا و قاتل الحسين أعظم جرما منه،قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع اللّه إلها آخر، و النار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع اللّه الى الجنة.

قال:فبينا جبرئيل عليه السّلام يهبط من السماء إلى الأرض إذ مرّ بدردائيل فقال له دردائيل:

يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة على أهل الدنيا؟

قال:لا و لكن ولد لمحمد صلّى اللّه عليه و اله مولود في دار الدنيا و قد بعثني اللّه عز و جل إليه لأهنّيه بمولوده،فقال له الملك:يا جبرائيل بالذي خلقني و خلقك إذا هبطت إلى محمد فأقرئه مني السلام و قل له بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضى عني و يرد عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة،فهبط جبرائيل عليه السّلام على النبي صلّى اللّه عليه و اله فهنّاه كما أمره اللّه عز و جل و عزّاه فقال له النبي صلّى اللّه عليه و اله:تقتله أمتي،فقال له:نعم يا محمد،فقال النبي صلّى اللّه عليه و اله:

ما هؤلاء بأمتي،أنا منهم بريء و اللّه منهم بريء،قال جبرائيل عليه السّلام:و أنا بريء منهم يا محمد،فدخل النبي صلّى اللّه عليه و اله على فاطمة عليها السّلام فهنّاها و عزاها فبكت فاطمة عليها السّلام ثم قالت:يا ليتني لم ألده،قاتل الحسين في النار،فقال النبي صلّى اللّه عليه و اله:و أنا أشهد بذلك يا فاطمة،و لكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية،قال عليه السّلام:و الأئمة بعدي عليهم السّلام:الهادي علي و المهتدي الحسن و الناصر الحسين و المنصور علي بن الحسين،و الشافع (1)محمد بن علي و النفاع جعفر بن محمد،و الأمين موسى بن جعفر و الرضا علي بن موسى،و الفعال محمد بن علي و المؤتمن علي بن محمد و العلاّم الحسن بن علي،و من يصلي خلفه عيسى ابن مريم عليه السّلام ابن الحسن بن علي القائم عليه السّلام» (2)،فسكتت فاطمة عليها السّلام من البكاء ثم أخبر جبرائيل عليه السّلام النبي صلّى اللّه عليه و اله بقصة الملك و ما أصيب به،قال ابن عباس:

فأخذ النبي صلّى اللّه عليه و اله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرقة من صوف فأشار به إلى السماءط.

ص: 121


1- عن هامش بعض المصادر:في بعض النسخ:الشفاع و في بعضها النفاح.
2- في ترتيب الأسماء و الصفات اختلاف عن المخطوط.

ثم قال:«اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه و على جده محمد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب،إن كان للحسين بن علي و ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل و ردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،فاستجاب اللّه دعاءه و غفر للملك فالملك لا يعرف في الجنة إلا بأن يقال:هذا مولى الحسين بن علي و ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله» (1).3.

ص: 122


1- كمال الدين و تمام النعمة:282 ح 36،و مجمع النورين:163،و البحار:248/43.

النص على الإمام الحسين من ناحية العدد و المكان

أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه في الجزء الثامن من أجزاء ثمانية على حد ثلثه الأخير قبل باب إخراج الخصوم قال:حدّثنا محمد بن المثنى قال:حدّثنا غندر قال:حدّثنا شعبة عن عبد الملك قال:سمعت جابر بن سمرة قال:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و اله يقول:«يكون بعدي إثنا عشر أميرا».

فقال كلمة لم أسمعها،قال (1)إنه قال:«كلهم من قريش» (2).

البخاري يرفعه إلى ابن عيينة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلّم النبي صلّى اللّه عليه و اله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:ماذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله؟

فقال:قال:كلهم من قريش.

البخاري قال:حدّثنا أحمد بن يونس قال:حدّثنا عاصم بن محمد قال:سمعت أبي يقول قال ابن عمر:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان» (3)و رواه الفقيه مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري في صحيحه في أول كراسه من الجزء الرابع من أجزاء ستة قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس،حدّثنا عاصم بن محمد عن أبيه قال:قال عبد اللّه بن عمر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال هذا

ص: 123


1- في بعض المصادر:فقال أبي.
2- صحيح البخاري:127/8.
3- صحيح البخاري:105/8.

الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان» (1)

أقول:صاحب العمدة جعل هذا الحديث في جملة النصوص في أن الأئمة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله إثنا عشر (2).و وجه الدلالة أن الإمامة إذا كانت منصوصة فهي في الأئمة الإثني عشر كما جاءت به الروايات عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله.

مسلم في صحيحه قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا جرير عن حصين عن جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و حدّثنا رفاعة عن الهيثم الواسطي و اللفظ له قال:حدّثنا خالد يعني بن عبد اللّه الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي على النبي فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيه اثنا عشر خليفة»

قال:ثم تكلّم بكلام خفي عليّ قال:فقلت لأبي:ما قال؟

قال:كلهم من قريش (3).

مسلم في صحيحه قال:حدّثنا ابن أبي عمر قال:حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّى اللّه عليه و اله يقول:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي صلّى اللّه عليه و اله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي،ماذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله؟

فقال:قال:كلهم من قريش (4).

مسلم في صحيحه قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا أبو عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي صلّى اللّه عليه و اله بهذا الحديث،و لم يذكر لي:لا يزال أمر الناس ماضيا (5).ر.

ص: 124


1- صحيح مسلم:3/6.
2- انظر:العمدة لابن البطريق:/417ح 859.
3- صحيح مسلم:3/6.
4- صحيح مسلم:3/6.
5- نفس بعض المصادر.

مسلم في صحيحه قال:حدّثنا هذاب بن خالد الازدي،حدّثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة»ثم قال كلمة لم أسمعها فقلت لأبي:ما قال؟

فقال:قال:كلهم من قريش (1).

مسلم في صحيحه قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،حدّثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:قال:كلهم من قريش.

مسلم في صحيحه قال:حدّثنا نصر بن علي الجهضي،حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا أحمد بن عثمان النوفلي و اللفظ له،حدّثنا أزهر،حدّثنا أحمد بن عون بن عثمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:إنطلقت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و معي أبي فسمعته يقول:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة».

فقال كلمة صمّنيها الناس،فقلت لأبي ما قال؟

قال:كلهم من قريش (2).

مسلم في صحيحه قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة،حدّثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كتبت إلى ابن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله،فكتب إليّ:سمعت رسول اللّه يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول:«لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة،و يكون (3)عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» و سمعته يقول:«عصبة (4)من المسلمين يفتتحون البيت الابيض،بيت كسرى و آل كسرى»و سمعته يقول:«إذا أعطى اللّه أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته»و سمعتهة.

ص: 125


1- نفس بعض المصادر.
2- نفس بعض المصادر.
3- في بعض المصادر:أو يكون.
4- في بعض المصادر:عصيبة.

يقول:«أنا الفرط على الحوض» (1).

في صحيحه قال:حدّثنا محمد بن نافع،حدّثنا ابن أبي فديا،أخبرنا عن ابن أبي دويب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد أنّه أرسل إلى ابن أبي سمرة العدوي،حدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول،فذكر نحو حديث حاتم (2).

قال الحميدي:و في رواية مسلم عن حديث عامر بن أبي وقاص قال:كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فكتب إلي:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يوم جمعة عشية رجم الأسلمي قال:«لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم»و سمعته يقول:«إذا أعطى أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته»و سمعته يقول:«أنا الفرط على الحوض» (3).

قال و في رواية مسلم أيضا من حديث سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أنه عليه السّلام قال:«ليفتحن عصابة من المسلمين بيت كسرى و آل كسرى الذي في البيت الابيض» (4)و نحو هذا في المتفق عليه من مسند عدي بن حاتم،و في رواية مسلم أيضا عن سماك عن جابر بن سمرة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«يكون بين يدي الساعة كذا بون» (5).

قال و في روايته أيضا عن حصين بن عبد الرّحمن عن جابر بن سمرة قال دخلت مع أبي على النبي صلّى اللّه عليه و اله فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا يزال عزيزا حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة»ثم قال:ثم تكلم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي:ما قال؟6.

ص: 126


1- صحيح مسلم:4/6.
2- بعض المصادر السابق.
3- صحيح مسلم:4/6.
4- صحيح مسلم:187/8،و فيه:كنز آل كسرى الذي في الأبيض.
5- صحيح مسلم:4/6.

فقال:قال:كلهم من قريش (1).

قال و في رواية سماك عن جابر بن سمرة عنه عليه السّلام قال:«لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة»ثم ذكر مثله و عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن النبي صلّى اللّه عليه و اله قال لي:«لن يبرح هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة» (2).

ما رواه أبو الحسن دزيز بن معاوية بن عمار العبدي من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثاني من اجزاء ثلاثة من المصنف في باب إن أكرمكم عند اللّه اتقاكم،و ذكر مناقب قريش من سنن أبي داود قال جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي على النبي صلّى اللّه عليه و اله فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة».

قال:ثم تكلم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي:ما قال؟

قال:قال:كلهم من قريش (3).

و عنه أيضا قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش» (4).

ما رواه أبو الحسن أيضا من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثاني من اجزاء اثنين من المصنف في آخره على حد أربعة كراريس من صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كتبت إلى جابر بن سمرة:أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فكتب اليّ أنه سمعته يقول يوم جمعة عشية رجم الأسلمي:«لا يزال الدين ظاهرا حتى تقوم الساعة و يكون0.

ص: 127


1- انظر:صحيح مسلم:4/6.
2- بعض المصادر السابق.
3- سنن أبي داود:/309/2ح 4280.
4- مسند أبي داود الطيالسي:180.

عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«عصابة من المسلمين يفتتحون البيت الابيض بيت كسرى»و سمعته يقول:«إذا هلك كسرى فلا كسرى، و الذي نفسي بيده لتنفقنّ كنوز كسرى في سبيل اللّه»و سمعته يقول:«إن بين يدي الساعة كذّابين فاحذروهم»و سمعته يقول:«إذا أعطى أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته»و سمعته يقول:«أنا الفرط على الحوض» (1).

ما رواه أبو نعيم الاصفهاني في كتاب حلية الأولياء عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:جئت مع أبي إلى المسجد و النبي صلّى اللّه عليه و اله يخطب قال:فسمعته يقول:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة»ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول،فقلت لأبي:ما يقول؟

قال:كلهم من قريش (2).

أبو نعيم أيضا قال روى هذا الحديث عمر بن عبد اللّه بن رزين عن سفيان مثله، قال أبو نعيم:و رواه عن الشعبي جماعة (3).

ما رواه ابن مردويه في الجزء الثاني من كتاب الفردوس في باب لا قال عن جابر بن سمرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال هذا الأمر قائما حتى يمضي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش» (4).

أقول:قد ذكر يحيى بن الحسن البطريق في كتاب المستدرك أنه ذكر في كتاب العمدة من طريق العامة عشرين طريقا في أنّ الخلفاء بعده صلّى اللّه عليه و اله اثنا عشر خليفة، كلها من الصحاح،من صحيح البخاري ثلاثة طرق و من مسلم تسعة و من صحيح أبي داود ثلاثة و في الجمع بين الصحاح الستة طريقان و منها من الجمع بين الصحيحين للحميدي ثلاثة،كل ذلك ينطق بأنه لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشره.

ص: 128


1- صحيح مسلم:4/6.
2- المعجم الكبير للطبراني:197/2.
3- نقله عن ابن شهر اشوب في مناقب آل أبي طالب:251/1.
4- لم يحضرنا كتاب الفردوس،و لكن النص المذكور قد مرت مصادره.

خليفة،و ما وليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (1).

ما رواه أبو علي الطبرسي الفضل بن الحسن في كتاب إعلام الورى من طريق المخالفين،و هو عدّة روايات قال الطبرسي:فيما جاء في الأخبار الذي نقلتها أصحاب الحديث غير الامامية في ذلك و صححوها ما رواه الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي محدث خراسان قال:أخبرنا أبو العباس المستغفري قال:

حدّثنا نصر بن أحمد بن إسماعيل الكشاني،أخبرنا قتيبة بن سعد.

قال:و أخبرنا أبو القاسم الكاتب،أخبرنا أبو حامد الصائغ،أخبرنا أبو العباس الثقفي،حدّثنا قتيبة.

و أخبرنا أبو سلمة القاضي،أخبرنا أبو القاسم النسوي أخبرنا أبو العباس النسوي،حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا:حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فكتب الي:إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول:«لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة و يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«انا الفرط على الحوض»رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن شيبة و قتيبة بن سعد (2).

ما رواه السمرقندي أيضا قال:أخبرنا أبو القاسم الكاتب،أخبرنا أبو حامد الصائغ،أخبرنا أبو العباس الثقفي،حدّثنا ابن رافع،حدّثنا ابن أبي فديك،أخبرنا ابن أبي دويب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد أنّه أرسل الى أبي سمرة العدوي فقال:حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللّه فكتب:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«لا يزال الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش،ثم يخرج كذابون بين2.

ص: 129


1- العمدة لابن البطريق:16.
2- إعلام الورى:158/2.

يدي الساعة،و أنا الفرط على الحوض»رواه مسلم عن محمد بن رافع (1).

السمرقندي أيضا قال:أخبرنا أبو سلمة القاضي،حدّثنا أبو القاسم النسوي، [أخبرنا أبو العباس النسوي] (2)حدّثنا أبو الحصين عبد اللّه بن محمد أحمد بن عبد اللّه اليربوعي،حدّثنا عندر (3)،حدّثنا حصين عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فقال لي:«إن هذا الأمر لن يقضي أو لن يمضي حتى يكون فيكم اثنا عشر خليفة»ثم قال شيئا لم أسمعه فسألتهم فقالوا:قال:كلهم من قريش (4).

عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي صلّى اللّه عليه و اله قال:«يكون بعدي اثنا عشر» فلم أفهمها قال:فسألت القوم فزعموا أنه قال:كلهم من قريش،رواه مسلم عن قتيبة (5).

السمرقندي أيضا،أخبرنا أبو سلمة القاضي قال:أخبرنا أبو القاسم النسوي، أخبرنا أبو العباس النسوي،حدّثنا أبو عمارة،حدّثنا الفضل بن موسى عن وهب عن أبي خالد الوالبي قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«لا يضر هذا الدين من ناوأه حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (6).

السمرقندي أيضا قال:أخبرنا أبو سلمة القاضي،حدّثنا أبو القاسم النسوي، حدّثنا أبو العباس النسوي،حدّثنا جعفر بن حميد العبسي،حدّثنا يونس بن أبي يعفور عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (7).2.

ص: 130


1- إعلام الورى:158/2.
2- زيادة من بعض المصادر.
3- في بعض المصادر:عنبر.
4- إعلام الورى:159/2.
5- إعلام الورى:159/2.
6- إعلام الورى:159/2.
7- إعلام الورى:159/2.

ما رواه من طريق المخالفين الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان المفيد عن محمد بن عثمان الذهبي،حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الرقي قال:حدّثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال:كنّا عند عبد اللّه بن مسعود فقال له رجل:أحدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟

فقال له:نعم من الخلفاء عدة خليفة كلهم من قريش (1).

ما رواه عثمان بن أبي شيبة و أبو سعيد الاشج و أبو كريب و محمود بن غيلان و علي بن محمد و ابراهيم بن سعيد جميعا عن أبي أسامة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق مثل الأول (2).

ما رواه أبو أسامة عن أشعث عن عامر الشعبي عن عمه قيس بن عبد اللّه بن مسعود،و ذكر نحوه (3).

ما رواه حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عبد اللّه،و زاد فيه قال:كنّا جلوسا عند عبد اللّه يقرينا القرآن فقال له رجل:يا عبد الرّحمن،هل سألتم رسول اللّه كم يملك هذه الأمة من خليفة بعده؟

فقال له عبد اللّه:ما سألني بها أحد منذ قدمت العراق،نعم سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فقال:«اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل» (4).

ما رواه عبد اللّه بن أبي أمية مولى مجاشع عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش فإذا مضوا هاجت الأرض بأهلها»و ساق الحديث (5).

ما رواه أبو بكر بن أبي خيثمة عن علي بن الجعدي عن زهير بن معاوية عن زياد2.

ص: 131


1- إعلام الورى:160/2.
2- إعلام الورى:160/2.
3- إعلام الورى:160/2.
4- إعلام الورى:161/2.
5- إعلام الورى:161/2.

بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه يقول:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة من قريش».

فقالوا له:ثم يكون ماذا؟

قال:«ثم يكون الهرج» (1).

ما رواه سماك بن حرب و زياد بن علاقة و حصين بن عبد الرّحمن عن جابر بن سمرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله مثله (2).

ما رواه سليمان بن أحمر قال:حدّثنا أبو (3)عون عن السمعي عن جابر بن سمرة أن النبي صلّى اللّه عليه و اله قال:«لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناوأهم إلى اثني عشر خليفة»فجعل الناس يقومون و يقعدون،و تكلم بكلمة لم أفهمها فقلت لأبي أو لاخي:

أي شيء قال؟

قال:كلهم من قريش (4).

ما رواه قطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة عن النبي صلّى اللّه عليه و اله مثله (5).

ما رواه سهل حماد عن يونس بن أبي يعفور قال:حدّثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و عمي جالس بين يديه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»إسم أبي جحيفة وهب بن عبد اللّه (6).

ما رواه الليث بن سعد عن خالد بن زيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن2.

ص: 132


1- إعلام الورى:161/2.
2- إعلام الورى:162/2.
3- في بعض المصادر:ابن عون.
4- إعلام الورى:162/2.
5- إعلام الورى:162/2.
6- إعلام الورى:162/2.

سيف قال:كنّا عند شقيق الأصبحي فقال:سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«يكون خلفي اثنا عشر خليفة» (1).

ما رواه حماد بن سلمة عن أبي الطفيل قال:قال لي عبد اللّه بن عمر:يا أبا الطفيل عدّد اثني عشر خليفة بعد النبي صلّى اللّه عليه و اله ثم يكون المقت و النفاق (2).

ما رواه الشيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن أحمد الدورستي في كتابه في الرد على الزيدية قال:أخبرني أبي قال:أخبرنا الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن خلف بن حماد الاسدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال:سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله حين حضرته وفاته فقلت:إذا كان ما نعوذ باللّه منه فإلى من؟فأشار إلى عليّ فقال لي:«هذا،فإنه مع الحق و الحق معه ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته» (3).

ما رواه الدورستي أيضا قال:أخبرنا المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان قال:أخبرني محمد بن علي قال:حدّثني حمزة بن محمد العلوي،حدّثنا أحمد بن يحيى الشحام،حدّثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي،حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين،حدّثنا سويد بن سعد الانباري،حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن بن شردين الصنعاني عن ابن مثنى عن أبيه عن عائشة قال:سألتها:كم خليفة يكون لرسول اللّه؟

فقالت:أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة فقلت لها:من؟

فقالت:أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله،فقلت لها:فأعرضيه2.

ص: 133


1- إعلام الورى:163/2.
2- إعلام الورى:163/2.
3- إعلام الورى:164/2.

فأبت (1).

الدورستي أيضا قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن وهبان قال:حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد العتمي قال:أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي، حدّثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس قال:حدّثني أبي قال:كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي و ما ذكر من عدله فأطنب في ذلك فقال الرشيد:إني أحسبكم أنكم تحسبونه أبي المهدي،حدّثني عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلّى اللّه عليه و اله قال:«يا عم تملّك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم تكون أمور كريهة و شدة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثم يخرج الدجال» (2).2.

ص: 134


1- إعلام الورى:164/2.
2- إعلام الورى:165/2.

النص على الإمام الحسين ضمن الأئمة عليهم السلام

قال أبو علي الطبرسي عقيب هذه الاخبار:هذا بعض ما جاء من الاخبار من طريق المخالفين و رواياتهم في النص على عدد الأئمة الإثني عشر عليهم السّلام،و إذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك كما نقلته الشيعة الإمامية و لم ينكر ما تضمّنه الخبر فهو أدلّ دليل على أن اللّه تعالى هو الذي سخّر لروايته اقامة لحجته و إعلاء لكلمته، و ما هذا الأمر إلا كالخارق للعادة،و الخارج عن الأمور المعتادة،و لا يقدر عليها إلا اللّه تعالى الذي يذلل الصعب و يقلّب القلب و يسهّل العسير،و هو على كل شيء قدير.

انتهى كلامه (1).

صدر الأئمة عند المخالفين أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:حدّثنا فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد الزيني قال:أخبرنا إمام الأئمة أحمد بن محمد بن شاذان قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا علي بن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد بن صالح عن سلمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرّحمن بن يزيد عن جابر عن سلامة عن أبي سليمان الراعي راعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«ليلة اسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله:آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه فقلت:و المؤمنون فقال:صدقت يا محمد، من خلفت في أمتك؟فقلت:خيرها،قال:علي بن أبي طالب؟

ص: 135


1- إعلام الورى:165/2.

قلت:نعم يا رب قال:يا أحمد إني اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها فاشتققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي،فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا فشققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو عليّ،يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نور من نوري و عرضت ولايتكم على أهل السموات و الأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم،ما غفرت له حتى يلقاني بولايتكم يا محمد تحب أن تراهم؟

قلت:نعم يا رب.

قال:فالتفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد ابن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحصاح من نور قيام يصلّون، و هو في وسطهم يعني المهدي كأنه كوكب دريّ و قال:يا محمد هؤلاء الحجج و هذا الثائر من عترتك،و عزتي و جلالي إنه الحجّة الواجبة و المنتقم[من أعدائي و الممد لأوليائي]» (1).

قلت:و روى هذا الحديث جماعة من الخاصة و العامة،رواه الشيخ الطوسي في الغيبة و أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة و رواه صاحب المقتضب و صاحب الكنز الخفي و الحمويني من العامة.

إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى و فاطمة و الحسن و الحسين قال:أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلي إجازة قال:أنبأنا القاضي خطير الدين3.

ص: 136


1- ينابيع المودة:381/3،و مقتل الحسين للخوارزمي:95 ح 203.

محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي عن عمه زين الدين عبد الجبار عن أبيه عن الصفي أبي تراب بن الداعي عن[أبي]محمد جعفر بن محمد الدورستي عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رضي اللّه عنهم قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى ابن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكيم عن أبيه عن سعيد ابن جبير عن عبد اللّه بن العباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي لاثنا عشر،أولهم أخي و آخرهم ولدي»قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟

قال:«علي بن أبي طالب»قيل:فمن ولدك؟

قال:«المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسى ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

إبراهيم بن محمد الحمويني أيضا بالاسناد المتقدّم إلى أبي جعفر ابن بابويه رضى اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن محمد بن عبد اللّه الوراق الرازي قال:حدّثنا سعيد بن عبد اللّه قال:

نبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمر بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون» (2).

الحمويني العامي هذا بالاسناد إلى ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن3.

ص: 137


1- فرائد السمطين:/312/2با /61ح 562.
2- فرائد السمطين:/312/2با /61ح 563.

القطان قال:حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«أنا سيد النبيين و علي ابن أبي طالب سيد الوصيين و إن أوصيائي بعدي اثنا عشر،أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم» (1).

الحمويني هذا قال:أخبرني شيخنا نجم الدين عثمان بن الموفق بقراءتي عليه قال:أنبأنا عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة،أنبأنا أبو العلا أحمد ابن الحسن العطار الهمداني حدّثنا أو (2)نبأنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي كتابة،أنبأنا الإمام ضياء الدين أخطب الخطباء أبو المؤيد الموفق ابن أحمد المكي الخوارزمي إجازة ان لم يكن سماعا،أنبأنا قاضي القضاة نجم الدين فخر الإسلام محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان، أنبأنا الشريف الإمام نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان عن علي بن الفضل عن محمد بن أبي القاسم عن عباد بن يعقوب عن موسى بن عثمان عن الأعمش،حدثنا أبو إسحاق عن الحارث عن سعيد بن بشر عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«أنا واردكم على الحوض و أنت يا علي الساقي و الحسن الرائد و الحسين الآمر و علي بن الحسين الفارض و محمد بن علي الناشر و جعفر بن محمد السائق و موسى بن جعفر محصى المحبين و المبغضين و قامع المنافقين و علي بن موسى معين المؤمنين و محمد ابن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم و علي بن محمد خطيب شيعته و مزوجهم الحور العين و الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به و المهدي شفيعهم يوم القيامةه.

ص: 138


1- فرائد السمطين:/312/2با /61ح 564.
2- ليست في بعض المصادر،و يوجد مكانها:أنبأنا الشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب الخازن المعروف بابن الساعي رحمه اللّه.

حيث لا يأذن اللّه إلاّ لمن يشاء و يرضى» (1).

الحمويني هذا قال:أخبرني الإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي فيما كتب لي بخطّه رحمة اللّه عليه أن الشيخ الفقيه الفاضل شهاب الدين أبا عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج بن النيلي أنبأه عن الحسن بن أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي إجازة بروايته عن والده جميع رواياته و تصانيفه قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن وهبان قال:حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد القمّي قال:

نبأنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي،حدّثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس قال:حدّثني أبي قال:كنت يوما عند الرشيد فذكر المهديّ و ما ذكر من عدله فأطنب في ذلك فقال الرشيد:أنا أحسبكم أنكم تحسبونه أبي المهدي،حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلّى اللّه عليه و اله قال له:«يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم يكون أمور كثيرة و شدّة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي،يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثم يخرج الدجال» (2).

الحمويني هذا بإسناده إلى أبي جعفر بن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال:سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول:أنشدت مولاي الرضا عليه السّلام قصيدتي التي أولها:

مدارس ايات خلت من تلاوة

فلما انتهيت إلى قولي:

خروج إمام لا محالة خارج يقوم على اسم اللّه و البركات

يميز فيها بين حق و باطل و يجزي على النعماء و النقمات9.

ص: 139


1- فرائد السمطين:/321/2باب /61ح 572.
2- فرائد السمطين:/329/2ب /61ح 579.

بكى الرضا عليه السّلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال:«يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين،فهل تدري من هذا الإمام؟و متى يقوم؟».

فقلت:لا يا مولاي إلا إني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد و يملأها عدلا فقال:«يا دعبل،الإمام بعدي محمد ابني و بعد محمد ابنه علي و بعد علي ابنه الحسن و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره،لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا،و اما متى فإخبار عن الوقت،فقد حدّثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام أنّ النبي صلّى اللّه عليه و اله قيل له:متى يخرج القائم من ذرّيتك؟

فقال:مثله كمثل الساعة لا يجلّيها لوقتها إلا هو عز و جل ثقلت في السماوات و الأرض لا تأتيكم إلا بغتة» (1).

الحمويني هذا:أنبأني الإمام بدر الدين محمد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر،أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحنيفي الابهري كتابة قال:أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل اللّه بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة، أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معد الحسني،أنبأنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس اللّه روحه،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان روّح اللّه روحه و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه و أبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القمّي و أبو زكريا محمد بن سليمان الحرّاني قالوا كلهم:أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رضى اللّه عنه قال:أخبرنا علي بن[محمد بن] (2)عبد اللّه الوراق الرازي،أنبأنا سعد بن عبد اللّه،أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسينر.

ص: 140


1- فرائد السمطين:/337/2ب /61ح 591.
2- زيادة من بعض المصادر.

و تسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون» (1).

أقول:هذا الحديث قد تقدم،و كرره الحمويني في كتابه لقوة هذا الإسناد.

الحمويني بعد هذا الحديث السابق و اسناده و قال أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه قال:أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكّة،أنبأنا أبو حاتم المهلبي المغيرة بن محمد،أنبأنا عبد الغفّار بن كثير الكوفي عن هيثم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال:قدم يهودي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقال له نعثل فقال له:يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن أجبتني عنها أسلمت على يدك قال:«سل يا أبا عمارة»

قال:يا محمد صف لي ربّك فقال عليه السّلام:«إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، و كيف يوصف الخالق الذي يعجز الأوصاف أن تدركه و الاوهام أن تناله و الخطرات أن تحدّه و الابصار الإحاطة به،جل عمّا يصفه الواصفون،نأى في قربه و قرب في نأيه،كيّف الكيف فلا يقال له:كيف،و أيّن الأين فلا يقال له:أين،هو منقطع الكيفوفية و الاينونية، فهو الواحد الصمد كما وصف نفسه،و الواصفون لا يبلغون نعته، لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» .

قال:صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك إنّه واحد لا شبيه له أ ليس اللّه تعالى واحدا و الإنسان واحد فوحدانيته قد أشبهت وحدانية الإنسان؟

فقال عليه السّلام:«اللّه تعالى واحد أحدي المعنى و الإنسان واحد ثنائي المعنى جسم و عرض و بدن و روح،و إنما التشبيه في المعاني لا غير».

قال:صدقت يا محمد،فأخبرني عن وصيك من هو فما من نبي إلا و له وصي و ان نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون؟

فقال:«نعم،إن وصيّي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام و بعده سبطاي0.

ص: 141


1- فرائد السمطين:/132/2ب /31ح 430.

الحسن ثم الحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار».

قال:يا محمد فسمّهم لي قال:«نعم،إذا مضى الحسين فابنه علي فإذا مضى علي فابنه محمد فإذا مضى محمد فابنه جعفر فإذا مضى جعفر فابنه موسى فإذا مضى موسى فابنه علي فإذا مضى علي فابنه محمد ثم ابنه علي ثم ابنه الحسن،ثم الحجّة بن الحسن فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل».

قال:فأين مكانهم في الجنة؟

قال:«معي في درجتي».

قال:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و أشهد أنهم الأوصياء من بعدك، و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدّمة،و فيما عهد إلينا موسى بن عمران أنه إذا كان في آخر الزمان يخرج نبيّ يقال له أحمد خاتم الأنبياء،لا نبي بعده فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط قال:فقال:«يا أبا عمارة أ تعرف الأسباط؟».

قال:نعم يا رسول اللّه،إنهم كانوا اثني عشر،أولهم لاوى بن برخيا و هو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة ثم عاد فأظهر اللّه شريعته بعد دراستها و قاتل قرشطيا الملك حتى قتله فقال عليه السّلام:«كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذّة بالقذّة،و إن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى،و يأتي على أمتي زمن لا يبقي من الإسلام إلا اسمه و من القرآن إلا رسمه،فحينئذ يأذن اللّه تعالى له بالخروج فيظهر الإسلام و يجدد الدين،ثم قال عليه و آله الصلاة و السلام:طوبى لمن أحبهم و الويل لمبغضهم و طوبى لمن تمسك بهم»فانتقض نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و أنشأ يقول:

صلى العليّ ذو العلا عليك يا خير البشر

أنت النبي المصطفى و الهاشمي المفتخر

بكم هدانا ربنا و فيك نرجو ما أمر

و معشر سميتهم أئمة إثنا عشر

ص: 142

حباهم رب العلى ثم صفّاهم من كدر

قد فاز من والاهم و خاب من عادى الزهر

آخرهم يشفي الظما و هو الإمام المنتظر

عترتك الاخيار لي و التابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا فسوف تصلاه سقر (1)

الحمويني هذا قال:أخبرنا شيخنا الإمام أبو عمرو عثمان بن الموفق الأذكاني بقراءتي عليه صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري بقصبة اسفرايين في مجالس أولها بكرة يوم السبت العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس و ستين و ستمائة و آخرها ضحوة يوم الجمعة خامس شهر رجب من السنة قال:أنبأنا الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي سماعا عليه قال:

أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي سماعا،أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي سماعا عليه،أنبأنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قراءة عليه في شهور سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة قال:سمعت إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سفيان يقول:سمعت مسلم ابن الحجاج القشيري قال:نبأنا قتيبة بن سعيد نبأنا جرير بن حصين عن جابر بن سمرة سمعت النبي صلّى اللّه عليه و اله يقول.

ح،و حدّثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي و اللفظ له،نبأنا خالد بن أبي عبد اللّه الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيها اثنا عشر خليفة».

قال:ثم تكلّم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي:ما قال؟

قال:كلهم من قريش (2).2.

ص: 143


1- فرائد السمطين:/132/2ب /31ح 431،و فيه:يصلى بالسقر.
2- فرائد السمطين:/147/2ب /33ح 442.

الحمويني هذا بعد هذا الإسناد قال:حدّثنا ابن أبي عمر،حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّى اللّه عليه و اله يقول:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي صلّى اللّه عليه و اله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:ماذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله؟

فقال:كلهم من قريش (1).

الحمويني هذا بعد هذا الإسناد و حدّثنا هدبة بن خالد الازدي حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة»ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي:

ما قال؟

فقال:كلهم من قريش (2).

الحمويني هذا بعد هذا الإسناد و حدّثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة قال:حدثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:فكتب إليّ:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يوم جمعة عشيّة رجم الأسلمي يقول:«لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة و يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (3).

إبراهيم الحمويني هذا من رجال العامة قال:أنبأني الشيخ سديد الدين يوسف ابن علي بن المطهر الحلي رضى اللّه عنه عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج بن ردة[السلمي] (4)بروايته عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمدي.

ص: 144


1- فرائد السمطين:/148/2ب /33ح 443.
2- فرائد السمطين:/149/2ب /33ح 444.
3- فرائد السمطين:/149/2ب /33ح 445.
4- في بعض المصادر:النيلي.

عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسن الجوري العلوي و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المعمري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القايني بروايتهم عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قدس اللّه ارواحهم الشريفة جميع مصنفاته و رواياته قال:حدّثنا علي بن ماجيلويه رضى اللّه عنه قال:حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا محمد بن علي القرشي قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال:حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال:قال ابن عباس سمعت النبي صلّى اللّه عليه و اله يقول:«إن للّه تبارك و تعالى ملكا يقال له دردائيل كان له ست عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء،و الهواء ما بين السماء إلى الأرض، فجعل يوما يقول في نفسه:أ فوق ربنا جل جلاله شيء؟فعلم اللّه ما قال،فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان و ثلاثون ألف جناح،ثم أوحى اللّه جل جلاله إليه أن طر فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش.

فلما علم اللّه اتعابه أوحى إليه:أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم كل عظيم و ليس فوقي شيء و لا أوصف بمكان،فسلب اللّه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،فلما ولد الحسين بن علي عليه السّلام و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى اللّه عز و جل إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا، و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان و طيّبها لكرامة مولود ولد لمحمد صلّى اللّه عليه و اله في دار الدنيا،و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى الحور العين أن تزينوا و تزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد صلّى اللّه عليه و اله في دار الدنيا،و أوحى اللّه إلى الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح و التحميد و التكبير لكرامة مولود ولد لمحمد صلّى اللّه عليه و اله في دار الدنيا، و أوحى اللّه عز و جل إلى جبرائيل أن اهبط إلى نبيّي محمد صلّى اللّه عليه و اله في ألف(قبيل و القبيل ألف ألف)من الملائكة على خيول بلق مسرجة ملجمة عليها قباب الدرّ و الياقوت و معهم ملائكة يقال لهم الروحانيون بأيديهم حراب من نور أن يهنّئوا محمدا بمولوده،

ص: 145

و أخبره يا جبرائيل أني قد سميته الحسين فهنئه و عزّه،و قل له:يا محمد يقتله شر أمتّك على شرّ الدواب فويل للقاتل و ويل للسائق و ويل للقائد،قاتل الحسين أنا منه بريء و هو مني بريء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد[من المذنبين] (1)إلا و قاتل الحسين أعظم منه جرما،قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع اللّه إلها آخر و النار أشوق إلى قاتل الحسين ممن اطاع اللّه إلى الجنة.

قال:فبينا جبرائيل يهبط من السماء الدنيا إذ مر بدردائيل فقال له دردائيل:يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء؟هل قامت القيامة على أهل الدنيا؟

قال:لا و لكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا و بعثني اللّه عز و جل إليه لأهنئه بمولوده فقال له الملك:يا جبرائيل بالذي خلقك و خلقني إن هبطت إلى محمد فأقرئه مني السلام و قل له:بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضى عني و يرد عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة،فهبط عليه السّلام على النبي صلّى اللّه عليه و اله فهنّاه كما أمره اللّه عز و جل و عزاه،فقال له النبي صلّى اللّه عليه و اله:تقتله أمتي؟

فقال له:نعم يا محمد،فقال النبي صلّى اللّه عليه و اله:ما هؤلاء بأمتي،انا بريء منهم و اللّه بريء منهم،قال جبرائيل عليه السّلام:و انا منهم بريء يا محمد،فدخل النبي صلّى اللّه عليه و اله على فاطمة عليها السّلام فهنّأها و عزّاها فبكت فاطمة عليها السّلام ثم قالت:يا ليتني لم ألده،قاتل الحسين في النار فقال النبي صلّى اللّه عليه و اله:و أنا أشهد بذلك يا فاطمة،و لكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية،ثم قال عليه السّلام:و الأئمة بعدي هم:الهادي عليّ،و المهتدي الحسن،و العدل الحسين،و الناصر عليّ بن الحسين،و السفّاح محمد بن عليّ،و النفّاع جعفر بن محمد، و الأمين موسى بن جعفر،و المؤتمن عليّ بن موسى،و الإمام محمد بن علي،و الفعّال عليّ بن محمد،و العلاّم الحسن بن عليّ،و من ؟؟؟ عيسى ابن مريم عليه السّلام.

فسكنت فاطمة عليها السّلام من البكاء ثم أخبر جبرائيل النبي صلّى اللّه عليه و اله بقصة الملك و ما أصيب به،قال ابن عباس:فأخذ النبي صلّى اللّه عليه و اله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرق من صوف فأشار بهر.

ص: 146


1- زيادة من بعض المصادر.

إلى السماء،ثم قال:اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه و على جده محمد و إبراهيم و إسماعيل و اسحاق و يعقوب،إن كان للحسين بن علي و ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل و ردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،[فردّ اللّه تعالى أجنحته و مقامه]،فالملك ليس يعرف في الجنة إلا بأن يقال:هذا مولى الحسين بن علي و ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله» (1).

الحمويني هذا بعد هذا الإسناد قال:روى الشيخ الجليل أبو جعفر بن بابويه رضى اللّه عنه قال:حدّثنا الحسن أحمد بن ثابت الدواليسي بمدينة السلام قال:حدّثنا محمد بن الفضل،حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي،حدّثنا علي بن عاصم عن محمد بن علي بن موسى عن أبيه علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال:دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و عنده أبي بن كعب فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السموات و الأرض،قال ابي:و كيف يكون يا رسول اللّه زين السموات و الأرض أحد غيرك؟

قال:يا أبي و الذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض و إنه المكتوب على يمين عرش اللّه أنه مصباح هدى و سفينة نجاة و إمام غير و هن و عز و فخر و علم و ذخر،و إن اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الاصلاب أو يكون ليل أو نهار،و لقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره اللّه عز و جل معه و كان شفيعه في آخرته و فرج اللّه عنه كربه و قضى بها دينه و يسر أمره و أوضح سبيله و قواه على عدوه و لم يهتك سره».

فقال له أبي بن كعب:ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟

قال:تقول إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد:«اللهم إني أسألك بكلماتك و معاقد6.

ص: 147


1- فرائد السمطين:/154/2ب /34ح 446.

عرشك و سكان سماواتك و أرضك و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقتني من أمري عسر فأسألك أن تصلي على محمد[و آل محمد] (1)و ان تجعل لي من أمري يسرا، فإن اللّه عز و جل يسهل أمرك و يشرح صدرك و يلقنك شهادة أن لا إله إلاّ اللّه عند خروج نفسك».

قال له أبي:يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين عليه السّلام؟

قال:«مثل هذه النطفة كمثل القمر تبيين و بيان،يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه هويّا،قال:فما اسمه؟و ما دعاؤه؟

قال:اسمه عليّ و دعاؤه:يا دائم يا ديّوم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم و يا فارج الهم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد.من دعى بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل مع علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما،و كان قائده إلى الجنة».

قال له أبي:يا رسول اللّه فهل من خلف أو وصي؟

قال:«نعم،له مواريث السموات و الأرض».

قال:و ما معنى مواريث السموات و الأرض يا رسول اللّه؟

قال:«القضاء بالحق و الحكم بالديانة و تأويل الاحكام و بيان ما يكون».

قال:و ما اسمه؟

قال:«اسمه محمد و ان الملائكة لتستأنس به في السموات،و يقول في دعائه:إن كان لك عندي رضوان وود فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني و شيعتي،و طيّب ما في صلبي، فركّب اللّه عز و جل في صلبه نطفة مباركة زكية،و أخبرني أن اللّه تبارك و تعالى طيّب هذه النطفة و سمّاها عنده جعفرا و جعله هاديا مهديا راضيا مرضيا يدعو ربه و يقول في دعائه:يا ديان غير متوان،يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء و لهم عندك رضى و اغفر ذنوبهم و يسر أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم،ذهب لي الكبائر التي بينك و بينهم،يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من كل غمّر.

ص: 148


1- زيادة ليست في بعض المصادر.

فرجا.من دعى بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد[عليهما صلوات اللّه و سلامه]إلى الجنة.

يا أبي إن اللّه تعالى ركّب على هذه النطفة نطفة زكية مباركة أنزل عليها الرحمة و سمّاها عنده موسى».

قال أبي:يا رسول اللّه،كلهم يتواضعون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا، قال:«وصفهم لي جبرائيل عليه السّلام عن رب العالمين جل جلاله».

قال:فهل لموسى دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه قال:نعم يقول في دعائه:«يا خالق الخلق يا باسط الرزق و فالق الحب و بارئ النسم و محيي الموتى و مميت الأحياء و دائم الثبات و مخرج النبات إفعل بي ما أنت أهله،من دعى بهذا الدعاء قضى اللّه له حوائجه و حشره اللّه يوم القيامة مع موسى بن جعفر عليهما السّلام،و ان اللّه تعالى ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده عليا يكون للّه في خلقه رضيا في علمه و حكمه و يجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة و له دعاء يدعو به:اللهم صل على محمد و آل محمد و أعطني الهدى و ثبتني عليه و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع،إنك أهل التقوى و أهل المغفرة.

و ان اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده محمد ابن علي فهو شفيع شيعته و وارث علم جده،له علامة بيّنة و حجة ظاهرة،إذا ولد يقول:

لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،و يقول في دعائه:يا من لا شبيه له و لا مثال أنت اللّه لا إله إلاّ أنت و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقى أنت،حلمت عن من عصاك و في المغفرة رضاك.من دعى بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة،و ان اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية بارّة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد فألبسها السكينة و الوقار و أودعها العلوم و كل سرّ مكتوم،من لقيه و في صدره شيء نبّأه و حذره من عدوه،يقول في دعائه:يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور.من دعى

ص: 149

بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلى الجنة.

و إن اللّه تبارك و تعالى ركب في صلبه نطفة و سمّاها عنده الحسن عليه السّلام و جعله نورا في بلاده و خليفة في أرضه و عز الأمة جده و هاديا لشيعته و شفيعا لهم عند ربه و نقمة لمن خالفه و حجّة لمن والاه و برهانا لمن اتخذه إماما،يقول في دعائه:يا عزيز العز في عزه يا أعز عزيز العز في عزه يا عزيز أعزني بعزك و أيدني بنصرك و ابعد عني همزات الشياطين و ادفع عني بدفعك و امنع عني بمنعك و اجعلني من خيار خلقك،يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد،من دعى بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل معه و نجّاه من النار و لو وجبت عليه.

و ان اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة في الولاية و يكفر به كل جاحد و هو القائم تقي نقي سار مرضيّ هاد مهدي،يحكم بالعدل و يأمر به،يصدق اللّه عز و جل و يصدقه في قوله،يخرج من تهامة حتى تظهر الدلائل و العلامات،و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلا خيول مطهمة و رجال مسومة،يجمع اللّه له من أقصى البلاد على عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و صنايعهم و طبايعهم و كلامهم و كناهم كدادون،مجدّون في طاعته».

فقال له أبيّ:و ما دلالته و علامته يا رسول اللّه؟

قال صلّى اللّه عليه و اله:«له علم،إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه اللّه عز و جل فناداه العلم:أخرج يا ولي اللّه،أقتل أعداء اللّه،و هما رايتان و علامتان،و له سيف مغمد،فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده و أنطقه اللّه عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي اللّه،فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّه فيخرج يقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّه و يحكم بحكم اللّه،يخرج جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن ميسرته و شعيب بن صالح على مقدمته و سوف تذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلى اللّه عز و جل.

ص: 150

يا أبيّ طوبى لمن لقيه و طوبى لمن أحبه و طوبى لمن قال به و لو بعد حين،و ينجيهم من الهلكة و الإقرار باللّه و برسوله و بجميع الأئمة،يفتح اللّه لهم الجنة مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا،و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا».

قال أبي:يا رسول اللّه كيف حال بيان هؤلاء الأئمة عن اللّه عز و جل قال:«إن اللّه عز و جل أنزل عليّ اثني عشر خاتما و اثنتي عشرة صحيفة،اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته،و الحمد للّه رب العالمين».

علي بن أحمد المالكي من أعيان علماء العامة في الفصول المهمة عن زرارة قال:

قال:سمعت أبا جعفر يقول:«الأئمة الاثنا عشر كلهم من آل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله،علي بن أبي طالب و أحد عشر من ولده» (1).

محمد بن أحمد بن شاذان أبو الحسن الفقيه في المناقب المائة و الفضائل لأمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة المخالفين عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«و اللّه لقد خلفني رسول اللّه في أمته فأنا حجة اللّه عليهم بعد نبيه و إن ولايتي تلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض و ان الملائكة لتتذاكر فضلي و ذلك تسبيحها عند اللّه،أيها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل و لا تأخذوا يمينا و لا شمالا فتضلوا،أنا وصي نبيكم و خليفته و إمام المؤمنين و أميرهم و مولاهم،و أنا قائد شيعتي إلى الجنة و سائق أعدائي إلى النار،أنا سيف اللّه على أعدائه و رحمته على أوليائه،أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و لوائه و صاحب مقام شفاعته،و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في ارضه،و أمناء اللّه على وحيه و أئمة المسلمين بعد نبيه و حجج اللّه على بريته» (2).

ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:

«معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالى بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر».2.

ص: 151


1- كشف الغمة:246/3.
2- مائة منقبة:/59منقبة 32.

فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه،اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيّين و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين و خليفة اللّه على الناس أجمعين،معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي يا معاشر[الناس]من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب،معاشر الناس من سرّه أن يقتدي بي فعليه أن يتولى ولاية علي بن أبي طالب بعدي (1)و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي».

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدّة الأئمة؟

فقال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه عدتهم عدّة الشهور و هو عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السموات و الأرض،و عدتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،و عدّة نقباء بني إسرائيل قال اللّه تعالى:و لقد اخذنا ميثاق بني إسرائيل و بعثنا منهم اثني عشر نقيبا،فالأئمة يا جابر اثنا عشر اماما،أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم» (2).

ابن شاذان هذا من طريق العامة عن سلمان المحمدي قال دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و اله إذا الحسين بن علي على فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و هو يقول:«أنت سيد و ابن سيد و أبو السادات (3)،أنت إمام بن إمام أبو الأئمة،أنت حجة ابن الحجة أبو الحجج، تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (4).

ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن8.

ص: 152


1- في بعض المصادر:من أراد أن يتولى اللّه و رسوله فليقتد بعلي بن أبي طالب بعدي.
2- مائة منقبة:/72منقبة 41.
3- في بعض المصادر:أبو السادة.
4- مائة منقبة:/124منقبة 58.

آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله،حدّثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال:

«من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي و أن محمدا عبدي و رسولي و أن علي بن أبي طالب خليفتي و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي و نجيته من النار بعفوي و أبحت له جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي،إن ناداني لبيته و ان دعاني أجبته و ان سألني أعطيته و ان سكت ابتدأته و ان أشار رحمته و ان فرّ عنّي دعوته و ان رجع إليّ قبلته و ان قرع بابي فتحته،و من لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته و ان سألني حرمته و ان ناداني لم اسمع نداءه و ان دعاني لم استجب دعاءه و ان رجاني خيبت رجاءه مني،و ما انا بظلام للعبيد».

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟

قال:«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي،ستدركه يا جابر فإذا ادركته فاقرئه مني السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد ثم الكاظم موسى بن جعفر ثم الرضا علي بن موسى ثم التقي محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و هؤلاء يا جابر خلفائي و أصفيائي و أولادي و عترتي من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني و بهم يمسك اللّه السماء أن تقع على الأرض و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها» (1)و قد تقدم أحاديث اللوح المنزل من اللّه سبحانه على رسوله فيه اسماء الأوصياء الاثني عشر الذي رآه جابر بن2.

ص: 153


1- مائة منقبة:/167منقبة 92.

عبد اللّه الأنصاري في يد فاطمة عليها السّلام،و هو يدخل في هذا الباب و هو مروي من طريق العامة تقدم في الباب الثاني عشر،و حديثه متكرر الروايات في طرق العامة و من طريق الخاصة،قدم في الباب الثالث عشر.

ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي بالري في ربيع الأول سنة اثنتين و ثلاثمائة قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة الثامنة و الثلاثين و مائتين و هو المعروف بإسحاق بن راهويه قال:حدّثنا يحيى بن يحيى قال:حدّثنا هيثم عن مجالد عن الشعبي عن مسرور قال:بينا نحن عند عبد اللّه بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتي شاب:هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟

قال،إنك لحدث السن و إن هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك،نعم عهد إلينا نبينا صلّى اللّه عليه و اله أنه يكون اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا أبو علي[ابن] (2)أحمد بن الحسن بن علي بن عبدويه قال:

حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرحال البغدادي قال:حدّثنا محمد بن عبدوس الحراني قال:حدّثنا عبد الغفار بن الحكم قال:حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد قال:كنّا جلوسا في حلقة فيها عبد اللّه بن مسعود فجاء أعرابي فقال:أيّكم عبد اللّه بن مسعود؟

قال عبد اللّه بن مسعود:أنا عبد اللّه،قال:هل حدّثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟

قال:نعم،إثنا عشر عدد (3)نقباء بني إسرائيل(4).

ص: 154


1- أمالي الصدوق:/386المجلس /51ح 4.
2- ليست في بعض المصادر.
3- في بعض المصادر:عدة.
4- أمالي الصدوق:/386المجلس /51ح 5.

ابن بابويه قال:حدّثنا عتاب بن محمد بن عتاب الوراميني قال:حدّثنا يحيى ابن محمد بن صاعد قال:حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضل و محمد بن عبد اللّه بن سوار قالا:حدّثنا عبد الغفار بن الحكم قال:حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي و حدّثنا عتاب بن محمد قال:حدّثنا إسحاق بن محمد الانماطي عن سيف (1)بن موسى قال:حدّثنا جرير عن أشعث بن سوار عن الشعبي قال الحسين بن محمد الحراني قال:حدّثنا أيوب بن محمد الوزان قال:حدّثنا سعيد بن سلمة قال:حدّثنا أشعث بن سوار عن الشعبي كلهم قالوا:عن عمه قيس بن عبد قال عتاب:و هذا حديث مطرف قال:كنّا جلوسا في المسجد و معنا عبد اللّه بن مسعود فجاء أعرابي فقال:أ فيكم عبد اللّه؟

قال:نعم أنا عبد اللّه،فما حاجتك؟

قال:يا عبد اللّه أخبركم نبيكم كم فيكم من خليفة؟

قال لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد مذ قدمت العراق،نعم إثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل،قال أبو عروبة في حديثه[قال] (2):نعم عدة بني إسرائيل (3).

و قال جرير عن اشعث عن ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و اله قال:الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل (4).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدة النيسابوري قال:حدّثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق قال:حدّثني عمي إبراهيم بن محمد عن زياد بن علاقة و عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:كنت مع أبي عند النبي صلّى اللّه عليه و اله فسمعته يقول:«يكون بعدي إثنا عشر أميرا»ثم أخفى7.

ص: 155


1- في المصدر:يوسف.
2- زيادة من بعض المصادر.
3- أمالي الصدوق:/387المجلس /51ح 6.
4- بعض المصادر السابق:ح 7.

صوته فقلت لأبي ما الذي اخفى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله؟

قال:قال:كلهم من قريش (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد الصانع قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى الفضراني قال:حدّثنا أبو علي الحسين بن الليث بن بهلول الموصلي قال:

حدّثنا غسان بن الربيع قال:حدّثنا سليم بن عبد اللّه مولى عامر الشعبي عن جابر إنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال أمر الدين (2)ظاهرا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (3).

ابن بابويه في النصوص قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد الرازي الكوفي قال:حدّثني محمد بن عبد الرّحمن ابن محمد قال:حدّثني أبو أحمد الطوسي و أحمد بن محمد المقري[قال:حدّثنا محمد بن يحيى] (4)قال:حدّثنا داود بن الحسين قال:حدثّنا حزام بن يحيى الشامي عن عتبة بن تيهان عن مكحول عن واثلة بن الأصقع قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت،و أن اللّه تبارك و تعالى عهد اليّ أنه لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي،و لا يبغضنا إلا منافق شقي،طوبى لمن تمسك بي و بالأئمة الاطهار من ذريتي»فقيل:يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟

قال:«عدد نقباء بني إسرائيل» (5).

محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال:أخبرنا محمد بن عثمان قال:حدّثنا ابن أبي خيثمة قال:حدّثنا زهير بن معاوية عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:«يكون بعدي إثنا عشر خليفة»ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقال0.

ص: 156


1- أمالي الشيخ الصدوق:/387مجلس /51ح 8.
2- في بعض المصادر:أمتي.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/388مجلس /51ح 9.
4- زيادة ليست في بعض المصادر.
5- كفاية الأثر:110.

بعضهم:فسألت القوم،فقالوا:كلهم من قريش (1).

قلت:و روى هذا الحديث الشيخ في كتاب الغيبة عن محمد بن عثمان و ساق حديثه.

ابن بابويه في الخصال قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو الحسين الطاهر بن إسماعيل الخثعمي قال:حدّثنا أبو كريب يعني محمد بن علاء الهمداني قال:حدّثنا عمي يعني ابن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«كان بعدي اثنا عشر أميرا»ثم تكلم فخفي عليّ ما قال فسألت أبي:ما قال؟

فقال:قال:كلهم من قريش (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:أخبرنا علي بن الحسن بن سالم قال:حدّثنا محمد بن الوليد يعني البسري قال:حدّثنا محمد بن جعفر يعني غندر قال:حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب قال:[سمعت جابر بن سمرة يقول] (3)سمعت النبي صلّى اللّه عليه و اله يقول:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»و قال كلمة لم أسمعها،فقال القوم:قال:كلهم من قريش (4).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال:حدّثنا العلاء بن سالم قال:حدّثنا يزيد[بن الحسن] (5)بن هارون قال:

أخبرنا شريك عن سماك[و عبد اللّه بن عمير و حصين بن عبد الرحمن قالوا:

سمعنا] (6)جابر بن سمرة يقول:دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله مع أبي فقال:«لا يزالر.

ص: 157


1- كتاب الغيبة للنعماني:/103ح 32 مع اختصار في الرواة من المصنف.
2- كتاب الخصال للشيخ الصدوق:/469ح 14.
3- زيادة من بعض المصادر.
4- كتاب الخصال للشيخ الصدوق:/470ح 15.
5- زيادة من بعض المصادر.
6- زيادة من بعض المصادر.

هذه الأمة أمرها صالحا ظاهرة على عدوها حتى يمضي اثنا عشر ملكا-أو قال اثنا عشر خليفة»ثم قال كلمة خفيت عليّ فسألت أبي فقال:قال:كلهم من قريش (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال:حدّثنا علي بن الجعد قال:أخبرنا زهير عن سماك ابن حرب[و زياد بن علاقة و حصين بن عبد الرحمن كلهم] (2)عن جابر بن سمرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»غير أنه قال في حديثه:ثم تكلم بشيء لم أفهمه قال بعضهم في حديثه:فسألت أبي،و قال بعضهم:فسألت القوم فقالوا:[قال:] (3)كلهم من قريش (4).

ابن بابويه قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد قال:حدّثنا أبو الحسين أحمد ابن محمد بن يحيى العطار القصراني قال:حدّثنا أبو علي بن بشر بن موسى بن صالح قال:حدّثنا أبو الوليد خلف بن الوليد القصري (5)عن إسرائيل عن سماك قال:

سمعت جابر بن سمرة السوائي يقول سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«يكون من بعدي إثنا عشر أميرا»ثم تكلم بكلمة لم أفهمها فسألت القوم فقالوا:قال:كلهم من قريش (6).

محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال:حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة و أخبرنا يحيى بن جعفر (7)قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح قال:حدّثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن[أبي]هلال عن ربيعة بن سيف قال:كنّا عند شفي الاصبحي قال:سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«يكونن.

ص: 158


1- كتاب الخصال للشيخ الصدوق:/471ح 19.
2- زيادة من بعض المصادر.
3- زيادة من المصدر.
4- الخصال للشيخ الصدوق:/471ح 21.
5- في بعض المصادر:الجوهري.
6- الخصال للصدوق:/475ح 36.
7- في بعض المصادر:يحيى بن معين.

خلفي إثنا عشر خليفة» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثني أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل اليشكري المروزي قال:حدّثنا سهل بن عمار النيسابوري قال:

حدّثنا عمر بن عبد اللّه بن رزين قال:حدّثنا سفيان عن سعيد بن عمرو[بن أشوع] (2)عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:جئت مع أبي إلى المسجد و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يخطب فسمعته يقول:«يكون من بعدي اثنا عشر،يعني أميرا»ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول فقلت لأبي:ما قال؟

قال:كلهم من قريش (3).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن سلمان بن الاشعث قال:حدّثنا علي بن حشرم قال:حدّثنا[عيسى]بن يونس عن عمران يعني ابن سلمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّى اللّه عليه و اله يقول:«لا يزال أمر هذه الأمة غالبا (4)على من ناوأها حتى يملك اثنا عشر خليفة»ثم قال كلمة خفيّة لم افهمها،فسألت من هو أقرب إلى النبي صلّى اللّه عليه و اله مني فقال:كلهم من قريش (5).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب السمين البغوي قال:حدّثنا ابن غلية عن ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:كنت مع أبي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا سنيّا،ينصرون على من ناوأهم إلى اثني عشر خليفة»ثم تكلم كلمة أصمنيها الناس فقلت لأبي:ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟2.

ص: 159


1- غيبة النعماني:/105ح 34.
2- زيادة من بعض المصادر.
3- الخصال للصدوق:/469ح 13.
4- في بعض المصادر:عاليا.
5- الخصال للصدوق:/471ح 22.

فقال:كلهم من قريش (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الاشعث قال:حدّثنا أحمد بن يوسف بن سالم السليمي قال:حدّثنا عمر ابن عبد اللّه بن رزين قال:حدثّنا سفيان بن حسين عن سعيد بن عمرو بن أشرع عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:كنت مع أبي في المسجد و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يخطب فسمعته يقول:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة»ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول،فقلت لأبي:ما يقول؟

قال:كلهم من قريش (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا[عبد الرحمن] (3)عبد اللّه بن سعدان بن سهل اليشكري قال:حدّثنا أحمد بن المقدام قال:حدّثنا بريد ابن بزيع قال:حدّثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ينصرون على من ناوأهم إلى اثني عشر خليفة».

قال:ثم قال كلمة أصمنيها الناس فقال:قلت لأبي:ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟

قال:قال:كلهم من قريش (4).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال:حدّثنا أحمد بن سلمة بن عبد اللّه النيسابوري قال:حدّثنا الحسين بن منصور قال:حدّثنا ميسر بن عبد اللّه بن رزين قال:حدّثنا سفيان بن حسين عن سعيد بن عمر بن أشوع عن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة السوايي قال:كنت مع أبي في المسجد و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يخطب فسمعته يقول:«يكون من بعدي اثنا عشر7.

ص: 160


1- الخصال للصدوق:/470ح 17.
2- الخصال للصدوق:/472ح 25.
3- زيادة من بعض المصادر.
4- الخصال للصدوق:/470ح 17.

أميرا»ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول،فقلت لأبي ما قال؟

قال:كلهم من قريش (1).

محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال:حدّثني أحمد قال:حدّثنا عبد اللّه (2)بن عمر قال:حدّثنا سليمان بن أحمد قال:حدّثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال:ذكر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:«لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناوأهم إلى اثني عشر خليفة»فجعل الناس يقومون و يقعدون،و تكلم بكلمة لم افهمها فقلت لأبي أو لاخي:أي شيء قال؟

فقال:كلهم من قريش (3).

ابن بابويه في كتاب النصوص قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:

حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسني قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال:حدّثنا المفضل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام الباقر عليه السّلام قال سألته عن الأئمة قال:«و اللّه لعهد عهده إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله أن الأئمة بعده اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه السّلام،و منا المهدي الذي يقوم بالدين في آخر الزمان،من أحبنا حشر من حفرته معنا و من أبغضنا أو ردنّا أو رد واحدا منا حشر من حفرته إلى النار،و قد خاب من افترى» (4).

ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن عتبة القاضي قال:حدّثنا محمد (5)بن إسحاق الأنصاري قال:

حدّثنا عبد اللّه بن مروان بن معاوية قال:حدّثني شداد بن عبد الرّحمن من أهل بيت المقدس قال:حدّثني إبراهيم بن أبي عيلة عن واثلة بن الاصفع قال:قال رسولى.

ص: 161


1- الخصال للصدوق:/472ح 24.
2- في بعض المصادر:عبيد اللّه.
3- غيبة النعماني:/103ح 33.
4- كفاية الأثر:245.
5- في بعض المصادر:موسى.

اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«حبي و حب أهل بيتي نافع في سبعة مواضع أهو الهنّ عظيمة:عند الوفاة و القبر و عند النشور و عند الكتاب و عند الحساب و عند الميزان و عند الصراط،فمن أحبني و أحب أهل بيتي و استمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة».

فقيل:يا رسول اللّه و كيف الإستمساك بهم؟

فقال:«إن الأئمة من بعدي اثنا عشر فمن أحبهم و اقتدى بهم فاز و نجا،و من تخلف عنهم ضل و غوى» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضى اللّه عنه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا أبو القاسم قال:كتبت من كتاب أحمد الدهقان (2)عن القاسم بن حمزة عن ابن أبي عمير قال:أخبرنا أبو إسماعيل السراج عن خيثمة الجعفي قال:حدّثنا أبو أيوب المخزومي قال ذكر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام أسماء (3)الخلفاء الإثني عشر الراشدين،فلما بلغ إلى آخرهم قال:

الثاني عشر الذي يصلّي عيسى ابن مريم عليه السّلام خلفه بسنّة يس و القرآن الكريم (4)(5).

ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضى اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم عليهم السّلام» (6).

ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا أبي محمد بن الحسين بن محمد بن أخي طاهر قال:حدّثنا أحمد بن علي قال:حدّثني عبد العزيز بن الخطاب عن علي بن هاشم و عن محمد بن أبي رافع عن سلمة بن شبيب عن0.

ص: 162


1- كفاية الأثر:109.
2- في المصدر:الدهان.
3- في بعض المصادر:سير.
4- في بعض المصادر:بسنته و القرآن الكريم،و المراد بيس النبي الأعظم.
5- كمال الدين و تمام النعمة:332.
6- كمال الدين و تمام النعمة:480.

القعنبي عبد اللّه بن مسلم المديني عن أبي الأسود عن أم سلمة(رضي اللّه عنها)قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل،تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه علمي و فهمي و الويل لمبغضهم» (1).

ابن بابويه بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله لعلي عليه السّلام:«يا علي إن اللّه تبارك و تعالى وهب لك حب المساكين و المستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك اماما،فطوبى لك إماما و لمن أحبك و صدق فيك،و ويل لمن أبغضك و كذب عليك،يا علي أنا المدينة و أنت بابها و ما تؤتى المدينة إلا من بابها،يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ و أهل ولايتك كل أشعث ذي طمرين،لو أقسم على اللّه عز و جل لأبرّ قسمه،يا علي إخوانك في أربعة مواضع فرحون:عند خروج أنفسهم و أنا و أنت شاهدهم،و عند المساءلة في قبورهم و عند العرض،و عند الصراط،يا علي حربك حربي و حربي حرب اللّه،و سلمك سلمي و سلمي سلم اللّه،من حاربك فقد حاربني و من حاربني فقد حارب اللّه،من سالمك فقد سالمني و من سالمني فقد سالم اللّه،يا علي بشر شيعتك أن اللّه قد رضي عنهم و رضيك لهم قائدا و رضوا بك وليا،يا علي أنت مولى المؤمنين و قائد الغر المحجلين و أنت أبو سبطيّ و أبو الأئمة التسعة من صلب الحسين،و منا مهدي هذه الأمة،يا علي شيعتك المنتجبون و لو لا أنت و شيعتك ما قام للّه دين» (2).

ابن بابويه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن العباسي قال:

حدّثني جدي عبد اللّه (3)بن الحسن عن أحمد بن عبد الجبار قال:حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن المخزومي قال:حدّثنا عمرو بن حماد الأبح قال:حدّثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال:حدّثني أبو سعيد التميمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر عن أم سلمة،قالت:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لما أسري بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب علىه.

ص: 163


1- كفاية الأثر:182،و فيه:فالويل لمبغضيهم.
2- كفاية الأثر:184.
3- في بعض المصادر:عبيد اللّه.

العرش:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،أيدته بعلي و نصرته بعلي،و رأيت أنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أنوار علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي، و رأيت نور الحجة يتلألأ بينهم كأنّه كوكب دري فقلت:يا رب من هذا؟و من هؤلاء؟ فنوديت:يا محمد هذا نور علي و فاطمة،و هذا نور سبطيك الحسن و الحسين و هذه أنوار الأئمة بعدك من ولد الحسين،مطهرون معصومون،و هذا نور الحجة يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن بن محمد قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسى قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أبو موسى عيسى بن أحمد قال:حدثّنا عمار بن محمد الثوري قال:حدّثنا سفيان عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف عن الحسن بن علي عليهما السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول لعلي:«أنت وارث علمي و معدن حكمي و الإمام بعدي،و إذا استشهدت فابنك الحسن،فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين،فإذا استشهد الحسين فابنه،علي يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة اطهار».

فقلت:يا رسول اللّه فما اسماؤهم؟

قال:«عليّ و محمد و جعفر و موسى و عليّ و محمد و عليّ و الحسن و المهدي من صلب الحسين،يملأ اللّه قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (2).

ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي الأسدي قال:حدّثنا إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا موسى بن عمران النخعي قال:حدّثنا شعيب بن إبراهيم التميمي قال:حدّثنا سيف بن عميرة عن أبان بن إسحاق الاسدي عن الصباح بن7.

ص: 164


1- كفاية الأثر:185.
2- كفاية الأثر:167.

محمد عن أبي حازم عن سلمان قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«الأئمة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول،و منّا مهدي هذه الأمة،له غيبة موسى و بهاء عيسى و حكم داود و صبر أيوب».

قال الشيخ أبو عبد اللّه:و هذا حديث غريب قوله عليه السّلام:عدد شهور الحول (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدّثنا محمد ابن رياح الاشجعي قال:حدّثنا محمد بن غالب بن الحارث قال:حدّثنا إسماعيل بن عمر البجلي قال:حدّثنا عبد الكريم عن أبي الحسن عن أبي الحرث عن أبي ذر قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«من أحبني و أهل بيتي كنّا و هو كهاتين-و أشار بالسبابة و الوسطى-»ثم قال عليه السّلام:«أخي خير الأوصياء و سبطي خير الاسباط،و سوف يخرج اللّه تبارك و تعالى من صلب الحسين أئمة أبرار،و منا مهدي هذه الأمة»قيل:يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك؟

قال:«عدد نقباء بني إسرائيل» (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد قال:حدّثنا أبو بكر القاضي محمد بن عمر قال:حدّثنا[أبو]عبد اللّه محمد بن أحمد بن ثابت القيسي قال:حدّثنا محمد بن إسحاق بن أبي عمارة قال:حدّثني حبش بن معاد عن مسلم قال:حدّثني حكيم بن جبير عن أبيه عن الشعبي عن أبي جحيفة وهب السوائي عن حذيفة بن أسيد قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول على المنبر و سألوه عن الأئمة،إلا أنه لم يذكر سلمان فقال:«الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ألا إنهم مع الحق و الحق معهم» (3).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن قال:حدّثنا محمد بن الحسين البزوفري قال:حدّثنا عبد اللّه بن عامر الكوفي بالكوفة قال:حدّثني محمد بن مسروق النهدي0.

ص: 165


1- كفاية الأثر:43.
2- كفاية الأثر:35.
3- كفاية الأثر:130.

عن خالد بن الياس عن صالح بن أبي حنان عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن سلمان الفارسي قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، و كانوا اثني عشر-ثم وضع يده على صلب الحسين قال:-تسعة من صلبه و التاسع مهديهم،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،فالويل لمبغضهم» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدّثني عمي محمد بن[أبي] القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن محمد بن علي القرشي عن ابن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي حمزة الثمالي عن محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام قال:«دخلت أنا و أخي على جدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فأجلسني على فخذه و أجلس أخي على فخذه الأخرى،ثم قبّلنا و قال:بأبي أنتما من إمامين اختاركما اللّه مني و من أبيكما و أمكما،و اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة، تاسعهم قائمهم،و كلهم في الفضل و المنزلة عند اللّه سواء» (2).

محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة قال:أخبرنا علي بن الحسين قال:

حدّثنا محمد بن يحيى العطار قال:حدّثنا محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن إبراهيم بن محمد بن يوسف عن محمد بن عيسى[عن عبد الرزاق] عن محمد بن سنان عن فضيل الرسان عن أبي حمزة الثمالي قال:كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام ذات يوم،فلما تفرّق من كان عنده قال لي:«يا أبا حمزة،من المحتوم الذي لا تبديل له عند اللّه قيام قائمنا،فمن شك فيما أقول لقي اللّه و هو به كافر و له جاحد ثم قال:بأبي و أمي المسمى باسمي و المكنى بكنيتي،السابع من بعدي بأبي من يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا-ثم قال:-يا أبا حمزة من أدركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمد و علي،و قد حرّم اللّه عليه الجنة و مأواه النار و بئس مثوى الظالمين،و أوضح من هذا بحمد اللّه و أنور و أزهر لمن هداه اللّه و أحسن9.

ص: 166


1- كفاية الأثر:47.
2- كمال الدين و تمام النعمة:269.

إليه قول اللّه عز و جل في كتابه إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (1)و معرفة الشهور المحرم و صفر و ربيع و ما بعده،و الحرم منها رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم،لا تكون دينا قيما؛لأن اليهود و النصارى و المجوس و سائر الملل و الناس جميعا من الموافقين و المخالفين يعرفون هذه الشهور و يعدونها بأسمائها،و إنما هم الأئمة القوامون بدين اللّه عليهم السّلام منها أمير المؤمنين علي الذي اشتق اللّه اسما من اسمه العلي كما اشتق لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله اسما من اسمه المحمود،و ثلاثة من ولده أسماؤهم علي:علي بن الحسين و علي بن موسى و علي بن محمد فصار هذا الاسم المشتق من اسم اللّه جل و عز حرمة به،صلوات اللّه على محمد و آله المكرمين المنتجبين» (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضى اللّه عنه قال:حدّثني أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفري عن عمرو ابن ثابت عن أبي حمزة قال:سمعت علي بن الحسين يقول:إن اللّه تبارك و تعالى خلق محمدا و عليا و الأئمة الأحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق،يسبحون اللّه عز و جل و يقدسونه،و هم الأئمة الهادية من آل محمد عليهم السّلام.

قلت:قال محمد بن علي بن بابويه قال مصنف هذا الكتاب:قد روي هذا الخبر بغير هذا اللفظ إلا أن مسموعي ما قد ذكرته (3).

أقول:و روى هذا الحديث محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى و ساق الحديث إلاّ أن فيه أشباحا مقام أرواحا و هم الأئمة من ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله عوض و هم الأئمة الهادية من آل محمد صلّى اللّه عليه و اله.8.

ص: 167


1- التوبة:36.
2- غيبة النعماني:/87ح 17.
3- كمال الدين و تمام النعمة:318.

ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي رضى اللّه عنه قال:حدّثنا هارون بن موسى قال:حدّثنا الحسين بن حمدان عن عثمان بن سعيد عن أبي عبد اللّه محمد بن مهران عن محمد بن إسماعيل الحسيني عن خالد بن المفلس قال:حدّثني نعيم بن جعفر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي قال:دخلت على علي بن الحسين عليه السّلام و هو جالس في محرابه فجلست حتى انتهى و أقبل عليّ بوجهه و مسح يده على لحيته فقلت:يا مولاي،أخبرني كم تكون الأئمة بعدك قال:قال:«ثمانية»قلت و كيف ذلك قال:«لان الأئمة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله إثنا عشر عدد الأسباط:ثلاثة من الماضين و أنا الرابع،و ثمانية من ولدي أئمة أبرار من أحبّنا و عمل بأمرنا كان معنا في السنام الأعلى،و من أبغضنا أو ردّنا أو رد واحدا منا فهو كافر باللّه و بآياته» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه الوراق قال:حدّثنا محمد بن هارون الصوفي عن عبد اللّه بن موسى عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال:حدّثنا صفوان بن يحيى عن إبراهيم بن أبي البلاد (2)عن أبي حمزة الثمالي عن خالد الكابلي قال:دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام فقلت له:يابن رسول اللّه أخبرني بالذين فرض اللّه طاعتهم و مودتهم و أوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله،فقال لي:«يا كابلي إن أولي الأمر الذين جعلهم اللّه أئمة للناس و أوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ثم انتهى الأمر إلينا»ثم سكت فقلت:يا سيدي روي لنا أن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:إن الأرض لا تخلو من حجة للّه على عباده،فمن الحجة و الإمام بعدك؟

فقال:«ابني محمد اسمه في التوراة باقر،يبقر العلم بقرا،هو الإمام و الحجة بعدي و من بعد محمد ابنه جعفر و اسمه عند أهل السماء الصادق».

فقلت له:يا سيدي فكيف صار اسمه الصادق و كلكم صادقون؟د.

ص: 168


1- كفاية الأثر:237.
2- في بعض المصادر:بن أبي زياد.

فقال:«حدّثني أبي عن أبيه عليه السّلام أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال:إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام فسمّوه الصادق،فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراء على اللّه عز و جل و كذبا عليه،فهو عند اللّه جعفر الكذاب المفتري على اللّه و المدّعي ما ليس له المخالف على أبيه و الحاسد لأخيه الذي يروم كشف سر اللّه عند غيبة ولي اللّه عز و جل،ثم بكى علي بن الحسين عليه السّلام بكاء شديدا ثم قال:كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي اللّه و المغيّب في حفظ اللّه و الموكل بحرم أبيه جهلا منه بولادته و حرصا منه على قتله إن ظفر به و طمعا في ميراث أخيه حتى يأخذه بغير حق».

قال أبو خالد:فقلت له:يابن رسول اللّه و ان ذلك لكائن قال:«أي و ربي إنه مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله».

قال أبو خالد:يابن رسول اللّه ثم ماذا يكون؟

قال:«تمتد الغيبة بولي اللّه عز و جل الثاني عشر من أوصياء رسول اللّه و الأئمة بعده عليهم السّلام،يا أبا خالد،أهل زمان غيبته القائلون بإمامته،المنتظرون لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأن اللّه تبارك و تعالى أعطاهم من العقول و الأفهام و المعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة،و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله بالسيف،أولئك هم المخلصون حقا و شيعتنا صدقا و الدعاة إلى دين اللّه عز و جل سرا و جهرا»و قال عليه السّلام:«انتظار الفرج من أفضل العمل»ثم قال ابن بابويه:

و حدّثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن محمد و محمد بن خالد القناني (1)و علي بن عبد اللّه الوراق عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد الادمي عن عبد العظيم بن عبد اللّه عن صفوان عن إبراهيم بن البلاد (2)عن أبي حمزة الثمالي عن أبيد.

ص: 169


1- في بعض المصادر بدل هذا:و محمد بن أحمد الشيباني.
2- في بعض المصادر:بن أبي زياد.

خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليهما السّلام (1).

ابن بابويه قال علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا محمد بن الحكم الكوفي ببغداد قال:حدّثني الحسين بن حمدان الحصيني قال:حدّثني عثمان بن سعيد العموي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه[محمد بن مهران،قال:حدثني]محمد بن إسماعيل قال:حدّثني خلف بن المفلس قال:حدّثني نعيم بن جعفر قال:حدّثني أبو حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و هو متفكر مغموم فقلت:يا رسول اللّه ما لي أراك متفكرا؟

فقال:«يا بني إن الروح الأمين قد أتاني فقال:يا رسول اللّه،العلي الأعلى يقرئك السلام و يقول لك:إنك قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب،فإني لا أترك الأرض إلا و فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي،فإني لم اقطع علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم اقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم قلت:يا رسول اللّه فمن يملك هذا الأمر بعدك؟

قال أبوك علي بن أبي طالب أخي و خليفتي،و يملك بعد علي الحسن،ثم تملك أنت و تسعة من صلبك،يملكه اثنا عشر اماما،ثم يقوم قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و يشفي صدور قوم مؤمنين من شيعته» (2).

ابن بابويه قال:حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن سعيد بن علي الخزاعي قال:

حدّثنا أحمد بن سعيد بالكوفة قال:حدّثني جعفر بن علي بن يحيى (3)الكندي قال:

حدّثني إبراهيم بن محمد بن ميمون قال:حدّثني المسعودي أبو عبد الرّحمن عن محمد بن عبد اللّه الفزاري عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي قال:حدّثني أبيح.

ص: 170


1- كمال الدين و تمام النعمة:319.
2- كفاية الأثر:179.
3- في بعض المصادر:نجيح.

عن علي بن الحسين بن علي قال:قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«أنت الإمام ابن الإمام أخو الإمام،تسعة من ولدك أمناء معصومون،و التاسع مهديهم فطوبى لمن أحبهم و الويل لمن أبغضهم» (1).

محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة عن محمد بن عثمان قال:حدّثنا أحمد قال:

حدّثنا المقدمي عن عاصم بن عمر عن علي بن مقدام أبي يونس قال:حدّثنا أبي عن قطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي قال:حدّثنا جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول:«لا يزال هذا الدين ظاهرا لا يضره من ناوأه حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (2).

قلت:و روى هذا الحديث الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده إلى محمد بن عثمان عن أحمد قال:حدّثنا المقدمي...و ساق الحديث (3).

محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال:حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال:حدّثنا الفضل بن دكين قال:حدّثنا فطر قال:حدّثني أبو خالد الوالبي قال:

سمعت جابر بن سمرة السوائي قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يضر هذا الدين من ناوأه حتى يمضي اثنا عشر خليفة،كلهم من قريش» (4).

ابن بابويه قال حدّثني علي بن الحسن قال:حدّثني هارون بن موسى قال:

حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال:حدّثنا أبو عمر أحمد ابن علي الفيدي قال:حدثنا سعد بن مسروق قال:حدّثنا عبد الكريم بن هلال المكي عن أبي الطفيل عن أبي ذر رضى اللّه عنه قال:سمعت فاطمة عليها السّلام تقول:«سألت أبي عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالى: وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (5)قال:هم الأئمة بعدي6.

ص: 171


1- كفاية الأثر:302.
2- غيبة النعماني:/106ح 36.
3- غيبة الطوسي:/33ح 96.
4- غيبة النعماني:/107ح 38.
5- الأعراف:46.

عليّ و سبطاي و تسعة من صلب الحسين،فهم رجال الاعراف،لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم و يعرفونه،و لا يدخل النار إلا من أنكرهم و ينكرونه،لا يعرف اللّه تعالى إلا بسبيل معرفتهم» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال:حدّثنا الحسين ابن علي البزوفري عن عبد اللّه بن مسلمة قال:أخبرنا عقبة بن مكرم قال:حدّثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يعقوب بن خالد عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و قال:«معاشر الناس من أراد أن يحيى حياتي و يموت ميتتي فليتولّ علي بن أبي طالب و ليقتد بالائمة من بعده».

فقيل:يا رسول اللّه،فكم الأئمة بعدك؟

فقال:«عدد الأسباط» (2).

محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال:حدّثنا عبد الواحد بن عبد اللّه قال:

أخبرنا محمد بن جعفر القرشي قال:حدّثنا محمد بن الحسين أبي الخطاب عن عمر ابن أبان الكلبي عن أبي الصامت قال:قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام:«الليل اثنا عشر ساعة و النهار اثنا عشر ساعة و الشهور اثنا عشر شهرا و الأئمة اثنا عشر اماما و النقباء اثنا عشر نقيبا،و إنّ عليا ساعة من اثنا عشر ساعة و هو قول اللّه جل و عز: بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً (3)» (4).

ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد[قال حدّثنا محمد]بن أحمد الصفواني قال:

حدّثنا فيض بن المفضل الحبلي قال:حدّثنا مسعود بن كرام (5)عن سلمة بن كهيل عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«الأئمةم.

ص: 172


1- كفاية الأثر:195.
2- كفاية الأثر:86.
3- الفرقان:11.
4- غيبة النعماني:15/85،و فيه بدل اثني:اثنتا.
5- في بعض المصادر:سعر بن كدام.

بعدي اثنا عشر،تسعة من صلب الحسين،و المهدي منهم» (1).

ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي المعافى بن زكريا قال:حدّثنا علي بن عتبة عن أبيه قال:حدّثني الحسين بن علوان عن أبي علي الخراساني عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي،و الخليفة على الأحياء من أمتي،و حربك حربي و سلمك سلمي،أنت الإمام أبو الأئمة،أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون،و منهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا فالويل لمبغضيهم،يا علي لو أن رجلا أحب في اللّه حجرا لحشره اللّه معه،إن محبيك و شيعتك و محبي أولادك و الأئمة بعدك يحشرون معك،و أنت معي في الدرجات العلى،و أنت قسيم الجنة و النار،تدخل محبيك الجنة و مبغضيك النار» (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن إسحاق الهاشمي قال:حدّثني أبي عن عبد اللّه بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن الطفيل عامر بن واثلة عن زيد بن ثابت قال:سمعت رسول اللّه يقول:«علي بن أبي طالب قائد البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول من خذله،الشاك في عليّ كالشاك في الإسلام،و خير من أخلف بعدي و خير أصحابي علي، لحمه لحمي و دمه دمي و أبو سبطيّ،و من صلب الحسين يخرج الأئمة التسعة،و منه مهدي هذه الأمة» (3).

ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي رحمه اللّه[قال حدثنا هارون بن موسى]قال:

حدّثنا محمد بن صدقة الرقي بمصر قال:حدّثني أبي قال:حدّثني أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثنا داود بن عمر بن زاهر بن المسيب قال:حدّثنا صالح بن أبي الأسود عن الحسين بن عبد اللّه عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال:خطبنا7.

ص: 173


1- كفاية الأثر:34.
2- كفاية الأثر:151.
3- كفاية الأثر:97.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فقال بعد ما حمد اللّه و أثنى عليه:«أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه الذي لا تستغني عنه العباد،فإن من رغب في التقوى زهد في الدنيا،و اعلموا أن الموت سبيل العالمين و مصير الباقين،يختطف المقيمين و لا يعجزه لحاق الهاربين،يهدم كل لذة و يزيل كل نعمة و يشبع كل بهجة،و الدنيا دار الفناء و لأهلها منها الجلاء،و هي حلوة خضرة قد عجلت للطالب،فارتحلوا عنها يرحمكم اللّه بخير ما يحضر بكم من الزاد،و لا تطلبوا منها أكثر من البلاغ،و لا تمدوا أعينكم منها إلى ما متّع به المترفون.

ألا إن الدنيا قد تنكرت و أدبرت و اخلولقت و أذنت بوداع،و ان الآخرة قد رحلت و أقبلت باطلاع،معاشر الناس كأني على الحوض يرد قوم عليّ منكم و ستؤخر أناس من دوني فأقول:يا رب مني و من أمتي،فيقال:هل شعرت بما عملوا بعدك؟و اللّه ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم،أيها الناس أوصيكم في عترتي و أهل بيتي خيرا فإنهم مع الحق و الحق معهم،و هم الأئمة الراشدون بعدي و الأمناء المعصومون».

فقام إليه عبد اللّه بن العباس فقال:يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك قال:«عدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى تسعة من صلب الحسين،و منهم مهدي هذه الأمة» (1).

ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:حدّثنا صالح بن أحمد بن[أبي]مقاتل عن زكريا عن سليمان بن جعفر الجعفري قال:حدّثنا مسكين ابن عبد العزيز عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«إن الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي».

فقلنا:يا رسول اللّه و من أهل بيتك قال:«أهل بيتي عترتي من لحمي و دمي،هم الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل» (2).

ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال:

حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا جبرائيل بن أحمد عن موسى

ص: 174


1- كفاية الأثر:104.
2- كفاية الأثر:89.

ابن جعفر البغدادي قال:حدّثنا الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم عن أبيه عن أبي سعيد عقيصا قال:لما صالح الحسن بن علي ابن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال:«و يحكم ما تدرون ما عملت،و اللّه الذي عملت خيرا لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت،ألا تعلمون أني إمامكم و مفترض الطاعة عليكم و أحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّ؟».

قالوا:بلى قال:«أو ما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة و أقام الجدار و قتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران أن خفي عليه وجه الحكمة في ذلك،و كان ذلك عند اللّه تعالى حكمة و صوابا،أفما علمتم أنه ما منا أحد إلا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلّي خلفه روح اللّه عيسى ابن مريم عليه السّلام،فإن اللّه عز و جل يخفي ولادته و يغيب شخصه لئلاّ يكون لأحد في عنقه بيعة،إذا خرج ذلك التاسع من ولد الحسين ابن سيدة الإماء يطيل عمره في غيبته،ثم يظهر بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أن اللّه على كل شيء قدير» (1).

و هذا الباب وسيع الذيل من طريق الخاصة يطيل بالكثير منه الكتاب،نقتصر في هذا الباب على هذا القدر،و من أراد الزيادة فعليه بكتابنا كتاب الانصاف و النص على الأئمة الاثني عشر من آل محمد صلّى اللّه عليه و اله الاشراف،فقد اشتمل على ما يزيد على أربعمائة حديث من طريق الخاصة و العامة من النبي صلّى اللّه عليه و اله.5.

ص: 175


1- كفاية الأثر:225.

الفهرس

النصوص على الإمام الحسين عليه السلام 1

النص على الإمام الحسين عليه السلام 3

النص على الحسين من رسول اللّه عليهما السلام 3

النص على الحسين من أبيه أمير المؤمنين عليهما السلام 107

النص على الحسين من أخيه الحسن صلوات اللّه عليهما 109

النص على الإمام الحسين في حديث اللوح 115

النص على الإمام الحسين من ناحية العدد و المكان 123

النص على الإمام الحسين ضمن الأئمة عليهم السلام 135

ص: 176

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.