غاية المرام و حجة الخصام في تعيين الامام من طريق الخاص و العام المجلد 6

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

خيرانديش ديجيتالي : جناب آقاي سيد علي بحريني به نيابت از مرحومه حاجيه خانم كسايي _گروه هم پيمانان موعود غدير.

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

الجزء السادس

تتمة الفصل في فضل علي و اهل البيت عليهم السلام

اشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الباب الحادي و الستّون

في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا أولي بالأمر من أبي بكر و عمر و عثمان

و احتجاجه عليهم و قوله عليه السّلام:انّ لنا حقّا إن نعطه نأخذه

و انّ الإمامة و الخلافة له عليه السّلام دونهم،و لم يبايع حتّي راموا قتله عليه السّلام

من طرق العامّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا الحافظ أبو عليّ بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد باصبهان فيما أذن في الرواية عنه،أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزّاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الاصبهاني،حدّثنا الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد اللّه الهمداني،و أخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصفهاني في كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،حدّثنا سليمان بن أحمد بن علي بن سعيد الرازي حدّثنا محمد بن حميد حدّثنا زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال:كنت علي الباب يوم الشوري فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليّا عليه السّلام يقول:بايع الناس أبا بكر و أنا و اللّه أولي بالأمر منه و أحقّ به منه، فسمعت و أطعت مخافة أن يرجع الناس كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف،ثمّ بايع أبو بكر لعمر و أنا و اللّه أولي بالأمر منه،فسمعت و أطعت مخافة أن يرجع الناس كفّارا،ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذ لا أسمع و لا أطيع،إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا في الصلاح و لا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء،و أيم اللّه لو أشاء أن أتكلّم بأشياء لا يستطيع عربهم لا عجمهم و لا المعاهد منهم و لا المشرك أن يردّ خصلة منها ثمّ قال:

ص: 5

أنشدكم اللّه أيّها الخمسة أمنكم أخو رسول اللّه غيري؟ قالوا:لا،قال:أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:لا، قال:أمنكم أحد له ابن عم مثل ابن عمّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قالوا:لا،قال:أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزيّن بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنّة؟

قالوا:لا،قال:أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء هذه الامّة؟قالوا:

لا،قال:أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن و الحسين سبطا هذه الامّة ابنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم غيري؟ قالوا:لا،قال:أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد وحّد اللّه قبلي؟ قالوا:لا،قال:أمنكم أحد صلّي القبلتين غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد أمر اللّه سبحانه و تعالي بمودّته غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد غسّل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها حتّي صلّي صلاة العصر غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قرب إليه الطير ليأكله فقال:اللّهم ايتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير،فجئت و أنا لا أعلم ما كان من قوله فدخلت قال:و إليّ يا ربّ و إليّ يا ربّ،غيري؟قالوا:لا، قال:أ فيكم أحد كان قتل المشركين عند كلّ شدّة تنزل برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مني؟قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد كان أعظم عناء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي اضطجعت علي فراشه و وقيته بنفسي و بذلت له مهجتي غيري؟

قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري و غير فاطمة؟قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد كان له سهم في الخاصّ و سهم في العامّ غيري؟قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد يطهّره كتاب اللّه غيري حتّي سدّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أبواب المهاجرين جميعا و فتح بابي إليه حتّي قام إليه عمّاه حمزة و العبّاس و قالا:يا رسول اللّه سددت أبوابنا و فتحت باب عليّ فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما فتحت بابه و لا سددت أبوابكم،بل اللّه فتح بابه و سدّ أبوابكم.قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد أتمّ اللّه نوره حين قال: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (1) ؟ قالوا:اللّهم لا،قال:أ فيكم أحد ناجي رسول اللّه ستّ عشرة مرّة غيري حين نزل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (2) غيري؟قالوا:اللّهم لا،قال:أ فيكم أحد ولي غمض عيني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:أ فيكم أحد آخر عهده برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين وضعه في حفرته غيري؟قالوا:اللّهم لا (3).

الثاني: ابن أبي الحديد من علماء السنّة في شرح نهج البلاغة قال:روي أبو جعفر ما قاله

ص: 6


1- سوره 17 - آيه 26
2- سوره 58 - آيه 12
3- المناقب:/313ح 314.

عليّ عليه السّلام في يوم الشوري و هو:الحمد للّه الذي اختار محمّدا منّا نبيّا و ابتعثه إلينا رسولا فنحن أهل بيت النبوّة و معدن الحكمة،أمان لأهل الأرض و نجاة لمن طلب،إنّ لنا حقّا إن نعطه نأخذ و ان نمنعه نركب أعجاز الإبل و إن طال السّري،لو عهد إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأنفذنا عهده و لو قال لنا قولا لجالدنا عليه حتّي نموت،لن يسرع أحد قبلي إلي دعوة حقّ و صلة رحم و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، اسمعوا كلامي وعوا منطقي،عسي أن تروا هذا الأمر بعد الجمع تنتضي فيه السيوف و تخان فيه العهود حتّي لا تكون لكم جماعة و حتّي يكون بعضكم أئمّة لأهل الضلالة و شيعة لأهل الجهالة (1).

الثالث: ابن أبي الحديد قال عوانة:حدّثني يزيد بن جرير عن الشعبي عن شقيق بن مسلمة أنّ عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام لما انصرف إلي رحله يعني في قصّة الشوري قال لبني هاشم:يا بني عبد المطّلب إنّ قومكم عادوكم بعد وفاة النبيّ كعداوتهم النبيّ في حياته،إن يطمع قومكم لا تؤمروا أبدا،و اللّه لا يثبت هؤلاء إلي الحقّ إلاّ بالسيف،قال عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب كان داخلا عليهم قد سمع الكلام كلّه فدخل فقال:يا أبا الحسن اريد أن يضرب بعضهم بعضا فقال:اسكت ويحك فو اللّه لو لا أبوك و ما ركب منّي قديما و حديثا،ما نازعني ابن عفّان و لا ابن عوف فقام عبد اللّه فخرج (2).

الرابع: ابن أبي الحديد قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:و اعجبا أن تكون الخلافة بالصحابة و لا تكون بالصحابة و القرابة قال الرضيّ رحمه اللّه:و قد روي له شعر قريب من هذا المعني و هو:

فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم فكيف بهذا و المشيرون غيّب

و إن كنت بالقربي حججت خصيمهم فغيرك أولي بالنبيّ و أقرب

و قال ابن أبي الحديد في الشرح:حديثه عليه السّلام في النثر و النظم المذكورين مع أبي بكر و عمر،أمّا النثر فإلي عمر توجيهه لأنّ أبا بكر لما قال لعمر:امدد يدك قال له عمر:أنت صاحب رسول اللّه في المواطن كلّها شدّتها و رخاؤها فامدد أنت يدك،فقال عليّ عليه السّلام:إذا احتججت لاستحقاقه الأمر بصحبته إيّاه في المواطن كلها،فهلاّ سلّمت الأمر إلي من قد شركه في ذلك و زاد عليه بالقرابة،و أمّا النظم فموجّه إلي أبي بكر لأنّ أبا بكر حاجّ الأنصار في السقيفة فقال:نحن عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بيضته التي تفقأت عنه،فلمّا بويع احتجّ علي الناس بالبيعة و انّما صدرت عن أهل الحلّ و العقد فقال عليّ:امّا احتجاجك علي الأنصار بأنّك من بيضة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و من قومه فغيرك أقرب نسبا منك إليه و أمّا احتجاجك بالاختيار و رضا الجماعة بك فقد كان قوم من جلّة الصحابة غائبين لم

ص: 7


1- شرح نهج البلاغة:195/1.
2- شرح نهج البلاغة:54/9.

يحضروا العهد فكيف ثبت (1)؟.

الخامس: ابن أبي الحديد قال:قال عليه السّلام:ما زلت مدفوعا منذ قبض اللّه نبيّه حتّي يوم الناس هذا (2).

السادس: ابن أبي الحديد قال:قال عليه السّلام:ما زلت مظلوما منذ قبض اللّه نبيّه حتّي يوم الناس هذا، و لقد كنت أظلم من قبل ظهور الإسلام،لقد كان يجيء أخي عقيل بذنب أخي جعفر فيضربني (3).

السابع: ابن أبي الحديد في الشرح قال:نحن نذكر ما استفاض من الروايات من مناشدته أصحاب الشوري و تعديده فضائله و خصائصه التي بان بها منهم و من غيرهم،قد روي الناس ذلك فأكثروا،و الذي صحّ عندي أنّه لم يكن الأمر كلّما روي من تلك التعديدات الطويلة و لكنّه قال لهم بعد أن بايع عبد الرحمن و الحاضرون عثمان و تلكأ هو عليه السّلام عن البيعة قال:إنّ لنا حقّا أن نعطه نأخذه و إن نمنعه نركب أعجاز الإبل و إن طال السّري،في كلام قد ذكره أهل السيرة و قد أوردنا بعضه فيما تقدّم ثمّ قال لهم:أنشدكم اللّه أ فيكم أحد آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بينه و بين نفسه حيث و اخي بين بعض المسلمين و بعض غيري؟فقالوا:لا،قال:أ فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فهذا مولاه غيري؟فقالوا:لا،فقال:أ فيكم أحد قال له رسول اللّه:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ انّه لا نبيّ بعدي غيري؟قالوا:لا،قال:أ فيكم من اؤتمن علي سورة براءة و قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي،غيري؟قالوا:لا،قال:ألا تعلمون أنّ أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرّوا عنه في مواطن الحرب في غير موطن و ما فررت قطّ؟قالوا:بلي،قال:ألا تعلمون أنّي أوّل الناس إسلاما؟قالوا:لي،قال:فأيّنا أقرب إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نسبا؟قالوا:أنت،فقطع عليه عبد الرحمن بن عوف كلامه و قال:يا عليّ قد أبي الناس إلاّ علي عثمان فلا تجعلنّ علي نفسك سبيلا ثمّ قال:يا أبا طلحة ما الذي أمرك به عمر قال:ان اقتل من شقّ عصا الجماعة،فقال عبد الرحمن لعليّ:بايع إذا و إلاّ كنت متبعا عن سبيل المؤمنين و أنفدنا فيك ما أمرنا به فقال:لقد علمتم أنّي أحقّ بها من غيري و اللّه لأسلمنّ الفضل إلي غيره،ثمّ مدّ يده فبايع (4).

الثامن: البلاذري و هو من أعيان العامّة و ثقاتهم في كتابه عن الكلبي عن أبيه عن أبي مخنف في إسناده له أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال:لمّا بايع عبد الرّحمن عثمان كان قائما فقعد فقال له عبد الرحمن:بايع و إلاّ ضربت عنقك،و لم يكن مع أحد يومئذ سيف غيره فيقال:إنّ عليّا عليه السّلام خرج

ص: 8


1- شرح نهج البلاغة:416/18.
2- شرح نهج البلاغة:223/1.
3- شرح نهج البلاغة:283/20.
4- شرح نهج البلاغة:167/6.

مغضبا فلحقه أصحاب الشوري فقالوا:بايع و إلاّ جاهدناك،فأقبل معهم يمشي حتّي بايع عثمان (1).

قال السيّد المرتضي عقيب ذكره هذا الحديث في الشافي فأيّ رضا هاهنا و أيّ إجماع؟و كيف يكون مختارا من يهدّد بالقتل و الجهاد؟و هذا المعني-يعني حديث التهديد بضرب العنق-لو روته الشيعة لتضاحك المخالفون منه و لتغامزوا و قالوا:هذا من جملة ما يدّعونه من المحال و يروونه من الأحاديث،و قد أنطق اللّه به رواتهم و أجراه علي أفواه ثقاتهم.إلي هاهنا كلام السيّد المرتضي (2).

أقول:إنّه قد صحّ في أخبار العامّة و أهل السنّة و الجماعة من الأخبار المتقدّمة في الباب السادس و الخمسين و في هذا الباب أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام إنّما بايع و صالح المتقدّمين عليه الذين أخذوا الإمامة و الخلافة منه أبو بكر و عمر و عثمان ما وقع الصلح منه عليه السّلام لهم إلاّ بعد أن هدّد عليه السّلام بالقرآن لم يبايعهم،فإذا كان الأمر علي ذلك فمما صالحهم إلاّ لخوف القتل منهم له عليه السّلام،و بيعته عليه السّلام وقعت منه علي سبيل التقيّة و الخوف،فلا تكون بيعته عليه السّلام حجّة للعامّة كما هو واضح بيّن؛لأنّ من هدّد بالقتل و اكره علي أمر ففعله لا يكون فعله له باختيار منه،و ما وقع علي غير اختيار لا يكون صاحبه ينسب إليه الفعل الاختياري و يكون حجّة عليه و علي أوليائه الموافقين له في أمره،من ذلك يعلم أنّ مذهب العامّة علي شفا جرف هار فانهار به في نار جهنّم ألا ذلك هو الخسران المبين.

ص: 9


1- نقله عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج:265/12.
2- شرح نهج البلاغة:265/12.

الباب الثاني و الستّون

في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا أولي بالأمر ممّن تقدّم عليّ

و احتجاجه عليه السّلام عليهم،و أنّ الخلافة و الإمامة له عليه السّلام دونهم

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: الشيخ الطوسي في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال:حدّثنا الحسن بن علي الزعفراني قال:حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا المسعودي قال:حدّثنا محمّد بن كثير عن يحيي بن حمّاد القطّان قال:حدّثنا أبو محمد الحضرمي عن[أبي]عليّ الهمداني أنّ عبد الرحمن بن أبي ليلي قام إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:يا أمير المؤمنين إنّي سائلك لآخذ عنك،و قد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئا فلم تقله،ألا تحدّثنا عن أمرك هذا كان بعهد من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو شيء رأيته فإنّا قد أكثرنا فيك الأقاويل،و أوثقه عندنا ما نقلناه عنك و سمعناه من فيك؟إنّا كنّا نقول:لو رجعت إليكم بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم ينازعكم فيها أحد،و اللّه ما أدري إذا سئلت ما أقول،أ أزعم أنّ القوم كانوا أولي بما كانوا فيه منك؟فإن قلت ذلك فعلام نصبك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد حجّة الوداع فقال:أيّها الناس من كنت مولاه فعليّ مولاه،و إن كنت أولي منهم لما كانوا فيه فعلام نتولاّهم؟

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:يا أبا عبد الرحمن إنّ اللّه تعالي قبض نبيّه عليه السّلام و أنا يوم قبضه أولي الناس منّي بقميصي هذا،و قد كان من نبي اللّه إليّ عهد لو خزمتموني بأنفي لأقررت سمعا للّه و طاعة،و إنّ أوّل ما انتقصنا بعده إبطال حقّنا في الخمس،فلمّا دقّ أمرنا طمعت رعيان قريش فينا،و قد كان لي علي الناس حقّ لو ردّوه إليّ عفوا قبلته و قمت به،و كان إلي أجل معلوم و كنت كرجل له علي الناس حقّ إلي أجل فإن عجلوا ماله أخذه و حمدهم عليه و إن أخّروه أخذه غير محمودين،و كنت كرجل يأخذ السّهولة و هو عند الناس محزون،و إنّما يعرف الهدي بقلّة من يأخذه من الناس،فإذا سكت فاعفوني فإنّه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلي الجواب أجبتكم،فكفّوا عنّي ما كففت عنكم فقال عبد الرحمن:يا أمير المؤمنين فأنت لعمرك كما قال الأوّل:

ص: 10

لعمري لقد ايقظت من كان نائما و أسمعت من كانت له اذنان (1)

الثاني: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال:أخبرنا الحسن بن عليّ بن عبد الكريم قال:حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:

أخبرني أبو نعيم الفضل بن دكين قال:حدّثنا أبو عاصم عن قيس بن مسلم قال:سمعت طارق بن شهاب يقول:لمّا نزل عليّ بالربذة سألت عن قدومه إليها فقيل:خالف عليه طلحة و الزبير و عائشة و صاروا إلي البصرة،فخرج يريدهم فصرت إليه فجلست حتّي صلّي الظهر و العصر،فلمّا فرغ من صلاته قام إليه ابنه الحسن بن عليّ عليهما السّلام فجلس بين يديه ثمّ بكي و قال:يا أمير المؤمنين إنّي لا أستطيع أن اكلّمك،و بكي فقال له أمير المؤمنين:لا تبك يا بنيّ و تكلّم و لا تحنّ حنين الجارية.

فقال:يا أمير المؤمنين انّ القوم حصروا عثمان يطلبونه بما يطلبونه إمّا ظالمون أو مظلومون، فسألتك أن تعتزل الناس و تلحق بمكّة حتّي تئوب العرب و تعود إليها أحلامها و يأتيك وفودها، فو اللّه لو كنت في جحر ضبّ لضربت إليك العرب آباط الإبل حتّي تستخرجك منه ثمّ خالفك طلحة و الزبير فسألتك ألا تتبعهما و تدعهما،فإن اجتمعت الامّة فذاك و إن اختلفت رضيت بما قسم اللّه،و أنا اليوم أسألك ألا تقدم العراق و أذكّرك باللّه أن لا تقتل بمضيعة،فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:أمّا قولك:إنّ عثمان حصر فما ذاك؟و ما عليّ منه؟و كنت بمعزل عن حصره،و أمّا قولك ائت مكة فو اللّه ما كنت لأكون الرجل الذي تستحلّ به مكة،و أمّا قولك اعتزل العراق ودع طلحة و الزبير، فو اللّه ما كنت لأكون كالضبع ينتظر حتّي يدخل عليها طالبها فيضع الحبل في رجلها حتّي يقطع عرقوبها فيمزّقها إربا إربا،و لكن أباك يضرب بالمقبل إلي الحقّ المدبر عنه،و بالسامع المطيع العاصي المخالف أبدا حتّي يأتي عليّ يومي،فو اللّه ما زال أبوك مدفوعا عن حقّه مستأثرا عليه منذ قبض اللّه نبيّه عليه السّلام حتّي يوم الناس هذا،فكان طارق بن شهاب-أيّ وقت حدّث بهذا الحديث يبكي (2).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال:

حدّثني أحمد التغلبي قال:حدّثني أحمد بن عبد الحميد قال:حدّثني حفص بن منصور العطّار قال:حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال:لمّا كان من أمر أبي بكر و بيعة الناس له و فعلهم بعليّ بن أبي طالب عليه السّلام ما كان،لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط

ص: 11


1- أمالي الطوسي:/9مجلس /1ح 9.
2- أمالي الطوسي:/52مجلس /2ح 37.

و يري منه انقباضا،فكبر ذلك علي أبي بكر فأحبّ لقاه و استخراج ما عنده و المعذرة إليه لمّا اجتمع الناس عليه و تقليدهم إيّاه أمر الامّة و قلّة رغبته في ذلك و زهده فيه،أتاه في وقت غفلة و طلب منه الخلوة و قال له:و اللّه يا أبا الحسن ما كان هذا الأمر مواطأة منّي و لا رغبة فيما وقعت فيه و لا حرصا عليه و لا ثقة بنفسي فيما يحتاج إليه الامّة و لا قوّة لي بمال و لا كثرة العشيرة و لا ابتزاز له دون غيري، فمالك تضمر عليّ ما لم استحقّه منك،و تظهر لي الكراهة فيما صرت إليه،و تنظر إليّ بعين السّئامة منّي؟قال:فقال له عليّ عليه السّلام:فما حملك عليه إذا لم ترغب فيه و لا حرصت عليه و لا وثقت بنفسك في القيام به و بما يحتاج منك فيه؟

فقال أبو بكر:حديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّ اللّه لا يجمع أمّتي علي ضلال،و لمّا رأيت اجتماعهم اتّبعت حديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أحلت أن يكون اجتماعهم علي خلاف الهدي و أعطيتهم قود الإجابة،و لو علمت أنّ أحدا يتخلّف لامتنعت،قال:فقال عليه السّلام:أمّا ما ذكرت من حديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّ اللّه لا يجمع أمّتي علي ضلال،أ فكنت من الامّة أو لم أكن؟قال:بلي،و كذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان و عمّار و المقداد و أبي ذرّ و ابن عبادة و من معه من الأنصار؟قال:كلّ من الامّة فقال علي عليه السّلام:فكيف تحتجّ بحديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أمثال هؤلاء قد تخلّفوا عنك و ليس للامّة فيهم طعن و لا صحبة الرسول و نصيحته منهم تقصير؟قال:ما علمت بتخلّفهم إلاّ من بعد إبرام هذا الأمر و خفت إن دفعت عنّي الأمر أن يتفاقم إلي أن يرجع الناس مرتدّين من الدين و كان ممارستكم إلي أن أجبتهم أهون مئونة علي الدين و أبقي لهم.و في نسخة بقي له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعوا كفّارا،و علمت أنّك لست بدوني في الابقاء عليهم و علي أديانهم.

فقال عليّ عليه السّلام:أجل و لكن أخبرني عن هذا الذي يستحقّ هذا الأمر بما يستحقه؟ فقال أبو بكر:بالنصيحة و الوفاء و رفع المداهنة و المحاباة و حسن السيرة و إظهار العدل و العلم بالكتاب و السنّة و فصل الخطاب،مع الزهد في الدنيا و قلة الرغبة فيها و انصاف المظلوم من الظالم القريب و البعيد،ثم سكت فقال علي عليه السلام:أنشدتك باللّه يا أبا بكر أ في نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ؟

قال:بل فيك يا أبا الحسن،فقال:أنشدتك باللّه أنا المجيب لرسول اللّه قبل ذكران المسلمين أم أنت؟

قال:بل أنت،قال:أنشدك باللّه أنا الأذان لأهل الموسم و جميع الأمة بسورة براءة أم أنت؟قال:

بل أنت،قال:أنشدك باللّه أنا وقيت رسول اللّه بنفسي يوم الغار أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك

ص: 12

باللّه أ لي الولاية من اللّه مع ولاية رسول اللّه في آية زكاة الخاتم أم لك؟قال:بل لك،قال:فأنشدك باللّه أنا المولي لك و لكل مسلم بحديث النبي صلّي اللّه عليه و آله يوم الغدير أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أ لي الوزارة من رسول اللّه و المثل هارون من موسي أم لك؟قال:بل لك،قال:فأنشدك باللّه أبي برز رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بأهل بيتي و ولدي في مباهلة المشركين من النصاري أم بك و بأهلك و ولدك؟ قال:بل بكم.

قال:فأنشدك باللّه أ لي و لأهلي و ولدي آية التطهير من الرجس أم لك و لأهل بيتك؟قال:بل لك و لأهل بيتك،قال:فأنشدك باللّه أنا صاحب دعوة رسول اللّه و أهلي و ولدي يوم الكساء:اللّهمّ هؤلاء أهلي إليك لا إلي النار أم أنت؟قال:بل أنت و أهلك و ولدك،قال:فأنشدك باللّه أنا صاحب الآية يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (1) أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الفتي الذي نودي من السماء:لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتي إلاّ علي أم أنا؟قال:بل أنت،قال:

فأنشدك باللّه أنت الذي ردّت له الشمس لوقت صلاته و صلاها ثم توارت أم أنت؟قال:بل أنت، قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حباك رسول اللّه برايته يوم خيبر ففتح اللّه له أم أنا؟قال:بل أنت،قال:

فأنشدك باللّه أنت الذي نفّس (2)عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كربته و عن المسلمين بقتل عمرو بن عبد ود أم أنا؟قال:بل أنت قال:فأنشدك باللّه أنت الذي ائتمنك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي رسالته إلي الجن فأجابت أم أنا؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي طهّرك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من السفاح من أبيك آدم إلي أبيك بقوله:أنا و أنت من نكاح لا من سفاح من آدم إلي عبد المطلب،أم أنا؟قال:بل أنت،قال:

فأنشدك باللّه أنا الذي اختار لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوجني ابنته فاطمة و قال صلّي اللّه عليه و آله،اللّه زوجك،أم أنت؟ قال:أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا والد الحسن و الحسين ريحانتيه اللذين يقول فيهما:هذان سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أخوك الذي بجناحين في الجنة يطير بهما مع الملائكة أم أخي؟قال:بل أخوك،قال:فأنشدك باللّه أنا ضمنت دين رسول اللّه و ناديت في الموسم بإنجاز موعده أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا الذي دعاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الطير (3)عنده يريد أكله،فقال:اللّهمّ ائتني بأحب خلقك إليك بعدي،أم أنت؟قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي بشرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين علي تأويل القرآن أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا الذي شهدت آخر كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 13


1- سوره 76 - آيه 7
2- في المصدر:نفّست.
3- في المصدر:لطير.

و ولّيت غسله و دفنه أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا الذي دل عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعلم القضاء بقوله:عليّ أقضاكم أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا الذي أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أصحابه بالسلام عليه بالإمرة في حياته أم أنت؟قال:فأنشدك باللّه أنت الذي سبقت له القرابة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أم أنا؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حباك اللّه عز و جل بدينار عند حاجته و باعك جبرائيل و اضفت محمّدا صلّي اللّه عليه و آله و أطعمت ولده أم أنا؟

قال:فبكي أبو بكر و قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حملك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي كتفيه في طرح صنم الكعبة و كسره حتي لو شاء أن ينال أفق السماء لنالها أم أنا؟قال:بل أنت،قال:

فأنشدك باللّه أنت الذي،قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة أم أنا؟قال:

بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفتح بابه في مسجده حين أمر بسد جميع أبواب أصحابه و أهل بيته و أحل له فيه ما أحلّ اللّه له أم أنا؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قدّم بين يدي نجوي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صدقة فناجاه أم أنا إذ عاتب اللّه عز و جل قوما فقال:

أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (1) الآية؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لفاطمة عليها السلام:زوّجتك أوّل الناس إيمانا و أرجحهم إسلاما في كلام له أم أنا؟قال:بل أنت.

قال:فلم يزل عليه السّلام يعد عليه مناقبه التي جعل اللّه عز و جل له دونه و دون غيره و يقول له أبو بكر:

بل أنت.قال:بهذا و شبهه يستحق القيام بامور أمّة محمّد،فقال له علي:فما الذي غرك عن اللّه و عن رسوله و عن دينه و أنت خلو مما يحتاج إليه أهل دينه،قال:فبكي أبو بكر فقال:صدقت يا أبا الحسن أنظرني يومي هذا فأدبّر ما أنا فيه و ما سمعت منك،قال:فقال له علي:لك ذلك يا أبا بكر فرجع من عنده و خلي بنفسه يومه و لم يأذن لأحد إلي الليل،و عمر يتردّد في الناس لما بلغه من خلوته بعلي عليه السّلام فبات في ليلته فرأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامه متمثلا له في مجلسه،فقام إليه أبو بكر ليسلم[عليه]فولّي وجهه،فقال أبو بكر:يا رسول اللّه هل أمرت بأمر فلم أفعل،فقال[رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله]:أردّ السلام عليك و قد عاديت من ولاّه اللّه و رسوله (2)؟ردّ الحقّ إلي أهله،فقلت:من أهله؟ قال:من عاتبك عليه و هو علي.

قال:فقد رددت عليه يا رسول اللّه بأمرك،قال:فأصبح و بكي و قال لعلي عليه السّلام:أبسط يدك فبايعه و سلّم إليه الأمر و قال له:اخرج إلي مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاخبر الناس بما رأيت في ليلتي و ما جري

ص: 14


1- سوره 58 - آيه 13
2- في المصدر:عاديت اللّه و رسوله و عاديت من و إلي اللّه و رسوله.

بيني و بينك فاخرج نفسي من هذا الأمر و أسلّم عليك بالإمرة،قال:فقال علي:نعم فخرج من عنده متغيرا لونه،فصادفه عمر و هو في طلبه فقال ما:حالك يا خليفة رسول اللّه؟فأخبره بما كان منه و ما رأي و ما جري بينه و بين علي عليه السّلام فقال:أنشدك باللّه يا خليفة رسول اللّه أن تغتر بسحر بني هاشم، فليس هذا بأول سحر منهم،فما زال به حتي ردّه عن رأيه و صرفه عن عزمه و رغبه فيما هو فيه و أمره بالثبات عليه و القيام به،قال:فأتي علي عليه السّلام المسجد للميعاد فلم ير فيه[منهم]أحدا فأحسّ بالشرّ منهم فقعد إلي منبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فمرّ عمر فقال له:يا علي دون ما تروم خرط القتاد،فعلم بالأمر و قام و رجع إلي بيته (1).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي الفضل قال:حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن حفص الخثعمي الاسناني قال:حدّثنا عباد بن يعقوب السدي قال:أخبرنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه عن عبد اللّه بن مخارق عن هاشم بن مساحق عن أبيه أنه شهد يوم الجمل،و إن الناس لمّا انهزموا اجتمع هو و نفر من قريش فيهم مروان فقال بعضهم لبعض:و اللّه لقد ظلمنا هذا الرجل و نكثنا بيعته علي غير حدث كان منه،ثم لقد ظهر علينا فما رأينا رجلا قط كان أكرم سيرة و لا أحسن عفوا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه فتعالوا فلندخل عليه و لنعتذر مما صنعنا،قال:

فدخلنا عليه فلمّا ذهب متكلّمنا يتكلم قال:انصتوا أكفكم إنما أنا رجل منكم،فإن قلت حقا فصدّقوني و إن قلت غير ذلك فردّوه علي،أنشدكم باللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبض و أنا أولي برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بالناس؟قالوا:اللّهمّ نعم قال:فبايعتم أبا بكر و عدلتم عنّي فبايعت أبا بكر كما بايعتموه و كرهت أن أشقّ عصا المسلمين و أن أفرق بين جماعتهم،ثم إنّ أبا بكر جعلها لعمر من بعده و أنتم تعلمون أني أولي الناس برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بالناس من بعده فبايعت عمر كما بايعتموه فوفيت له ببيعته حتي لما قتل جعلني سادس ستة فدخلت حيث أدخلني،فكرهت أن أفرق جماعة المسلمين و أشق عصاهم فبايعتم عثمان فبايعته ثم طغيتم علي عثمان فقتلتموه و أنا جالس في بيتي،ثم أتيتموني غير داع لكم و لا مستكره لأحد منكم فبايعتموني كما بايعتم كما بايعتم أبا بكر و عمر و عثمان،فما جعلكم أحق أن تفوا لأبي بكر و عمر و عثمان ببيعتهم منكم ببيعتي؟قالوا له:يا أمير المؤمنين كن كما قال العبد الصالح: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ (2) (3)، فقال:كذلك أقول: يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ (4) مع أنّ فيكم رجلا لو بايعني بيده لنكث

ص: 15


1- الخصال:548 ج30/،و الاحتجاج:163/1.
2- سوره 12 - آيه 92
3- يوسف:92.
4- سوره 12 - آيه 92

باسته،يعني مروان (1).

الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد بن محمّد ابن سعيد إجازة قال:حدّثنا علي بن محمّد بن حبيبته الكندي قال:حدّثنا حسن بن حسين قال:

حدّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني عن أبي إسحاق عن أبي الطفيل قال:كنت في البيت يوم الشوري و سمعت عليا عليه السّلام يقول:انشدتكم باللّه جميعا أ فيكم أحد صلي القبلتين مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:أنشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي؟قالوا:اللهم لا،قال:

فأنشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟غيري قالوا:اللّهمّ لا،قال أنشدكم باللّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر؟قالوا:اللّهمّ لا،قال أنشدكم باللّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنة؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطيّ الحسن و الحسين ابني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيدي شباب أهل الجنة؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:

فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقدّم بين يدي نجواه صدقة غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال:له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنت مني بمنزلة هارون من موسي غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد أتي النبي صلّي اللّه عليه و آله بطير فقال:اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فدخلت عليه فقال:اللّهمّ و إليّ،فلم يأكل معه أحد غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:اللّهمّ اشهد (2).

ص: 16


1- أمالي الطوسي:1109/507.
2- أمالي الطوسي:667/333.

الباب الثالث و الستون

في سبب تركه عليه السّلام جهاد من تقدّم عليه في الإمامة من خوفه الردّة علي الأمة

حيث لم يجد أعوانا،و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالجلوس في بيته

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مثل الكعبة»و غير ذلك،و تظلّمه عليه السّلام منهم

من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا الأوّل: ابن أبي الحديد و هو من أفاضل علماء العامة المعتزلة في شرح نهج البلاغة قال:روي عن علي عليه السّلام أن فاطمة عليها السّلام حرضته علي النهوض و الوثوب فسمع صوت المؤذّن:أشهد أن محمدا رسول اللّه فقال لها:أ يسرك زوال هذا النداء من الأرض،قالت:لا،قال:فإنه ما أقول (1).

قال:ابن أبي الحديد عقيب ذلك:و هذا المذهب هو أقصد المذاهب و أصحّها و إليه يذهب أصحابنا المتأخرون و به نقول،و اعلم أن حال علي في هذا المعني أشهر من أن يحتاج في الدلالة عليها إلي الإسهاب و الإطناب،فقد رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها حين بويع بالخلافة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بخمس و عشرين سنة،و في دون هذه المدة تنسي الاحقاد و تموت الترات و تبرد الاكباد الحامية و تسلو القلوب الواجدة و يعدم قرن من الناس و يوجد قرن و لا يبقي من أرباب تلك الشّحناء و البغضاء إلا الأقل فكانت حاله بعد هذه المدّة الطويلة مع قريش كأنها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمّه عليه السّلام من إظهار ما في النفوس و هيجان ما في القلوب حتي إن الاخلاف من قريش و الاحداث و الفتيان الذين لم يشهدوا وقائعه و فتكاته في أسلافهم و آبائهم فعلوا به ما لو كانت الأسلاف احياء لقصرت عن فعله و تقاعست عن بلوغ شأوه،فكيف كانت تكون حاله لو جلس علي منبر الخلافة و سيفه بعد يقطر دما من مهج العرب،لا سيّما قريش الذين بهم كان ينبغي لو دهمه خطب أن يعتضد بهم،و عليهم كان يجب أن يعتمد؟

إذن كانت تدرس أعلام الملة و تعفي رسوم الشريعة و تعود الجاهلية الجهلاء إلي حالها و يفسد ما أصلحه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في ثلاث و عشرين سنة في شهر واحد،فكان من عناية اللّه تعالي بهذا الدين أن ألهم الصحابة ما فعلوه و اللّه متمّ نوره و لو كره المشركون.إلي هنا كلام ابن أبي الحديد (2).

أقول:هذا السبب القويّ و الحال الأضلعي و العذر الواضح في أن أمير المؤمنين عليه السّلام لو طلب

ص: 17


1- شرح نهج البلاغة:113/11.
2- شرح نهج البلاغة:114/11.

حقه الذي جعله اللّه تعالي له علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رجعت الملة المحمدية إلي الجاهلية الجهلاء فلذلك ترك أمير المؤمنين عليه السّلام جهادهم و لم يحمل علي عاتقه السيف لما يؤول إلي فساد الدّين و إطفاء الحق المستبين،فالعذر له و لا عذر للرعية؛إذ الواجب عليهم تسليم الأمة و الخلافة له عليه السّلام عفوا لما نص عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالإمامة و الخلافة،كما هو معلوم عند العامّ و الخاص فعذره عليه السّلام واضح و ما فعلته الجماعة من بيعة أبي بكر و عمر و عثمان فعلهم واضح حيث انقلبوا علي اعقابهم كما قال:اللّه تعالي وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (1) (2).

الثاني: ابن أبي الحديد قال:قال أحمد بن عبد العزيز الجوهري و حدّثنا أحمد قال:حدّثنا ابن عفير قال:حدّثنا أبو عون عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام أن عليا حمل فاطمة علي حمار و سار بها ليلا إلي بيوت الأنصار يسألهم النصرة و تسألهم فاطمة الانتصار له و كانوا يقولون:يا ابنة رسول اللّه قد مضت بيعتنا لهذا الرجل،لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به،فقال علي عليه السّلام:أكنت أترك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ميتا في بيته لا أجهزه و أخرج إلي الناس أنازعهم في سلطانه؟

و قالت فاطمة عليها السّلام:ما صنع أبو حسن إلا ما كان ينبغي له و صنعوا هم ما كان اللّه حسيبهم عليه (3).

الثالث: ابن أبي الحديد قال:في كتاب معاوية المشهور إلي علي عليه السّلام:و عهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا علي حمار و يداك في يدي ابنيك حسن و حسين يوم بويع أبو بكر الصديق،فلم تدع أحدا من أهل بدر و السوابق إلا دعوتهم إلي نفسك و مشيت إليهم بامرأتك و أدليت عليهم بابنيك و استنصرتهم علي صاحب رسول اللّه فلم يجبك منهم إلاّ أربعة أو خمسة،و لعمري لو كنت محقا لأجابوك و لكنّك ادّعيت باطلا و قلت ما لا تعرف و رمت ما لم يدرك،و مهما نسيت فلا أنسي قولك لأبي سفيان لما حركك و هيجك:لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم،فما يوم المسلمين منك بواحد و لا بغيك علي الخلفاء بظريف و لا مستبدع (4).

الرابع: ابن أبي الحديد قال:و روي أبو جعفر الطبري عن الشعبي يقال:إن عليا عليه السّلام لما استنجد بالمسلمين عقيب يوم السقيفة و ما جري فيه و كان يحمل فاطمة عليها السّلام ليلا علي حمار و ابناها بين يدي الحمار و علي عليه السّلام يسوقه فيطرق بيوت الأنصار و غيرهم و يسألهم النصرة و المعونة أجابه

ص: 18


1- سوره 3 - آيه 144
2- آل عمران:144.
3- شرح نهج البلاغة:13/6.
4- شرح نهج البلاغة:47/2.

أربعون رجلا،فبايعهم علي الموت و أمرهم أن يصبحوا بكرة محلقي رءوسهم و معهم سلاحهم فاصبح لم يوافه عليه السّلام منهم إلاّ أربعة الزبير و المقدار و أبو ذر و سلمان،ثم أتاهم من الليل فناشدهم فقالوا نصبحك غدوة فما جاء منهم إلا أربعة،و كذلك في الليلة الثالثة و كان الزبير أشدّهم له نصرة و أنفذهم في طاعته بصيرة،حلق رأسه و جاءه مرارا و في عنقه سيفه،و كذلك الثلاثة الباقون إلاّ أن الزبير هو كان الرأس فيهم،و قد نقل الناس خبر الزبير لمّا هجم عليه ببيت فاطمة عليها السّلام و كسر سيفه في صخرة ضربت به،و نقلوا اختصاصه بعلي عليه السّلام و خلواته به (1).

الخامس: ابن أبي الحديد و قد روي كثير من المحدثين أن عليا عقيب يوم السقيفة تظلم و تألم و استنجد و استصرخ حيث ساموه إلي الحضور و البيعة و أنه قال و هو يشير إلي القبر:«يا ابن أمّ إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني»و أنه قال:وا جعفراه و لا جعفر لي ، وا حمزتاه و لا حمزة لي اليوم (2).

السادس: ابن أبي الحديد قال:روي كثير من المحدثين عن علي عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال له:

إن اللّه قد كتب عليك جهاد المفتونين كما كتب علي جهاد المشركين قال:قلت:يا رسول اللّه ما هذه الفتنة التي كتب علي فيها الجهاد؟قال:قوم يشهدون أن لا إله إلا اللّه و أني رسول اللّه،و هم مخالفون للسنّة فقلت:يا رسول اللّه فعلام أقاتلهم و هم يشهدون كما أشهد؟قال:علي الإحداث في الدين و مخالفة الأمر فقلت:يا رسول اللّه إنّك كنت وعدتني الشهادة فاسأل اللّه أن يعجلها إلي بين يديك قال:فمن يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين،أما إنّي وعدتك الشهادة و ستستشهد، تضرب علي هذه فتخضب هذه،فكيف صبرك إذا؟فقلت:يا رسول اللّه ليس ذا بموطن صبر،هذا موطن شكر،قال:أجل،أصبت فأعد للخصومة فإنّك مخاصم،فقلت:يا رسول اللّه لو بينت لي قليلا،فقال:إن أمتي ستفتتن من بعدي فتتناول القرآن و تعمل بالرأي و تستحل الخمر بالنبيذ و السّحت بالهدية و الربا بالبيع،و تحرف الكتاب عن مواضعه و تغلب كلمة الضلال،فكن جليس بيتك حتي تقلّدها،فإذا قلّدتها جاشت عليك الصدور و قلبت لك الأمور،تقاتل حينئذ علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله،فليست حالهم الثانية بدون حالهم الأولي،فقلت:يا رسول اللّه فبأي المنازل أنزل هؤلاء المفتونين من بعدك أ بمنزلة فتنة أم بمنزلة ردّة؟فقال:بمنزلة فتنة يعمهون فيها إلي أن يدركهم العدل،فقلت:يا رسول اللّه أ يدركهم العدل منا أم من غيرنا؟قال:بل منّا،بنا فتح اللّه و بنا يختم و بنا ألّف اللّه بين القلوب بعد الشرك،و بنا يؤلّف القلوب بعد الفتنة،

ص: 19


1- شرح نهج البلاغة:14/11.
2- شرح نهج البلاغة:111/11.

فقلت:الحمد للّه علي ما وهب لنا من فضله.

و قوله عليه السّلام:ليس هذا من مواطن الصبر،كلام عال جدا يدل علي يقين عظيم و عرفان تام،و نحوه قوله عليه السلام و قد ضربه ابن ملجم:فزت و رب الكعبة (1).

قال:مؤلّف هذا الكتاب:قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و تغلب كلمة الضلال فكن جليس بيتك حتي تقلدها نص صريح في أن خلافة أبي بكر و عمر و عثمان وقت تغلب كلمة الضلال فكن جليس بيتك حتي تقلدها،حيث جعل الغاية حتي تقلدها و هو واضح بيّن لمن تأمل أدني تأمل.

السابع: ابن أبي الحديد فقال:إنّه عليه السّلام لما استنجد بالمسلين و ما جري فيه و كان يحمل فاطمة عليها السّلام ليلا علي حمار و ابناها بين يدي الحمار و هو عليه السّلام يسوقه فيطرق بيوت الأنصار و غيرهم و يسألهم النصرة و المعونة أجابه أربعون فبايعهم علي الموت،فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقي رءوسهم و معهم سلاحهم،فأصبح لم يوافه منهم إلاّ أربعة الزبير و المقداد و أبو ذر و سلمان،ثم أتاهم من الليل فناشدهم فقالوا:نصبحك غدوة فما جاء منهم إلاّ أربعة،و كذلك في الليلة الثالثة، و كان الزبير أشدهم له نصرة و أنفذهم في طاعته بصيرة حلق رأسه و جاء مرارا و في عنقه سيفه، و كذلك الثلاثة الباقون إلاّ أن الزبير كان هو الرأس (2).

الثامن: ابن أبي الحديد قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:إن الأنصار لما فاتها ما طلبت من الخلافة قالت أو قال بعضها:لا نبايع إلا عليا.و ذكر نحو هذا علي بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه قال:فأمّا قوله لم يكن لي معين إلاّ أهل بيتي فضننت بهم عن الموت فقوله ما زال عليه السّلام يقوله،و لقد قاله عقيب وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لو وجدت أربعين ذوي عزم،ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتاب صفين (3).

التاسع: ابن أبي الحديد قال:روي يونس بن حباب عن أنس بن مالك قال:كنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب معي فمررنا بحديقة و قال علي عليه السّلام:يا رسول اللّه ألا تري ما أحسن هذه الحديقة فقال:إن حديقتك في الجنة أحسن منها،حتي مررنا بسبع حدائق يقول علي ما قال، و يجيبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما أجابه،ثم إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وقف فوقفنا فوضع رأسه علي رأس علي فبكي فقال علي:ما يبكيك يا رسول اللّه؟قال ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتي يفقدوني فقال:يا رسول اللّه أ فلا أضع سيفي علي عاتقي فأبيد خضراءهم قال:بل تصبر،قال:فإن صبرت؟

ص: 20


1- شرح نهج البلاغة:206/9.
2- شرح نهج البلاغة:14/11.
3- شرح نهج البلاغة:22/2.

قال:تلاق جهدا قال:في سلامة من ديني؟قال:نعم،قال:فإذا لا أبالي (1).

العاشر: روي أبو مخنف عن عبد الرّحمن بن حبيب عن أبيه قال:دخلنا علي أمير المؤمنين و كنت حاضرا بالمدينة فإذا هو واجم كئيب فقلت:ما أصاب قوم صرفوا هذا الأمر عنكم؟فقال:

صبر جميل:فقلت سبحان اللّه إنك لصبور،قال:فان لم أصبر فما ذا أصنع؟فقلت:تقوم في الناس فتدعوهم إلي نفسك و تخبرهم أنك أولي بالنبي صلّي اللّه عليه و آله بالعمل و السابقة و تسألهم[النصرة]علي هؤلاء المتظاهرين عليك فإن اجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة فإن دانوا لك كان لك ما أحببت و إن أبوا قاتلتهم،فإن ظهرت عليهم فهو سلطان اللّه الذي آتاه نبيه عليه السلام و كنت أولي به منهم،ذهبوا بذلك فردّه اللّه إليك،و أن قتلت في طلبه قتلت شهيدا و كنت أولي بالعذر عند اللّه تعالي في الدنيا و الآخرة فقال:أو تراه كان تابعي من كل مائة عشرة؟فقلت له:أرجو ذلك،فقال:

لكني لا أرجو و لا و اللّه من كل مائة اثنان،و سأخبرك من أين ذلك،إن الناس إنما ينظرون إلي قريش فيقولون:هم قوم محمّد صلّي اللّه عليه و آله و قبيلته،و إن قريشا تنظر إلينا فيقولون:إن لهم بالنبوة فضلا علي سائر قريش،و إنّهم أولياء هذا الأمر من دون قريش و الناس،و إنهم إن ولّوه لم يخرج هذا السلطان منهم إلي أحد أبدا،و متي كان في غيرهم تداولتموه بينكم فلا و اللّه لا تدفع هذا السلطان قريش طائعة إلينا أبدا فقلت:أ فلا أرجع إلي المصر فأخبر الناس مقالتك هذه و ادعوا الناس إليك؟فقال:يا جندب ليس هذا زمان ذلك،فرجعت فكلّما ذكرت للناس شيئا من فضل علي عليه السّلام زبروني و قهروني حتي رفع ذلك من أمري إلي الوليد بن عقبة فبعث إليّ فحبسني (2).

الحادي عشر: روي أبو مخنف أن عمارا رضي اللّه عنه قال في ذلك اليوم الذي بويع لعثمان:

يا ناعي الإسلام قم فانعه قد مات عرف و أتي منكر

أما و اللّه لو أن لي أعوانا لقاتلتهم،و قال لأمير المؤمنين عليه السّلام:لئن قاتلتهم بواحد لأكوننّ ثانيا، فقال عليه السّلام:و اللّه ما أجد عليهم أعوانا و لا أحب أن أعرضكم لما لا تطيقون (3).

الثاني عشر: محمّد بن علي الحكيم الترمذي من أكابر العامة في كتابه قال:روي عنه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي عليه السّلام:إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتي و لا تأتي،فإن أتاك هؤلاء القوم فسلّموا لك (4)هذا الأمر فاقبله منهم،و إن لم يأتوك فلا تأتهم،ثم قال عقيب ذلك:فانصح منه إن ذلك كان عنه عليه السّلام بإشارة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله لا لخوف و لا لعجز (5).

ص: 21


1- شرح نهج البلاغة:107/4.
2- الارشاد 242/1،شرح نهج البلاغة 266/12.
3- شرح نهج البلاغة 55/9 و 265/12.
4- في لفظ:فمكّنوا لك.
5- الفردوس للديلمي:315/5 ح8300/ ط دار الكتب العملية و 406 ح8309/ ط دار الكتاب العربي.

الباب الرابع و الستون

في سبب تركه جهاد من تقدم عليه في الإمامة و الخلافة

من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمّه عبد اللّه بن عامر عن محمّد بن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:ما بال أمير المؤمنين عليه السّلام لم يقاتل فلانا و فلانا؟قال:لآية في كتاب اللّه عز و جل لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) قال:قلت:و ما يعني بتزايلهم؟قال:ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين، و كذلك القائم عليه السّلام لن يظهر أبدا حتي يخرج ودائع اللّه عز و جل فإذا خرجت ظهر علي من ظهر من أعداء اللّه فقتلهم (2).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه عن علي بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخي قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام-و قال له رجل-أصلحك اللّه أ لم يكن علي عليه السّلام قويا في دين اللّه؟قال:بلي،قال فكيف ظهر عليه القوم؟و كيف لم يدفعهم؟و ما منعه من ذلك؟قال:آية في كتاب اللّه عز و جل منعته،قال:قلت:و أي آية؟قال:قوله لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (3) إنّه كان للّه عز و جل ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و منافقين فلم يكن علي عليه السّلام ليقتل الآباء حتي تخرج الودائع فلما خرج الودائع،ظهر علي علي من ظهر فقاتله،و كذلك قائمنا أهل البيت لم يظهر أبدا حتي تظهر ودائع اللّه عز و جل،فإن ظهرت ظهر علي من ظهر[من أعداء اللّه] فقتله (4).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي(ره)قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا جبرائيل بن أحمد قال:حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد عن يونس بن عبد الرّحمن عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: لَوْ (5)

ص: 22


1- سوره 48 - آيه 25
2- كمال الدين:641.
3- سوره 48 - آيه 25
4- كمال الدين:642.
5- سوره 48 - آيه 25

تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) (2) لو اخرج[اللّه]ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين و ما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذب الذين كفروا (3).

الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن علي قال:حدّثنا الحسين بن عبد اللّه السعدي قال:حدّثنا الحسن بن موسي الخشاب عن عبد اللّه بن الحسن عن بعض أصحابه عن فلان الكرخي،قال رجل لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أ لم يكن علي قويا في بدنه،قويا بأمر اللّه،قال أبو عبد اللّه عليه السلام:بلي،قال:فما منعه أن يدفع أو يمنع؟قال:سألت فافهم الجواب،منع عليا من ذلك آية من كتاب اللّه،قال:و أية آية؟فقرأ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (4) إنّه كان للّه ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين و منافقين،فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتي يخرج الودائع،فلمّا خرج ظهر علي من ظهر و قتله،و كذلك قائمنا أهل البيت لم يظهر أبدا حتي يخرج ودائع اللّه،فإذا خرجت ظهر علي من ظهر[من أعداء اللّه]فيقتله (5).

الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن الحسن البغدادي قال:حدّثنا الحسين بن عمر المقري عن علي بن الازهر عن علي بن صالح المكي عن محمّد بن عمر بن علي عنه أبيه عن جدة قال:لما نزلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ (6) (7)قال لي:يا علي لقد جاء نصر اللّه و الفتح فإذا رأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجا فسبح بحمد ربك و استغفره إنّه كان توابا،يا علي إن اللّه تعالي قد كتب علي المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي فقلت:يا رسول اللّه و ما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟قال فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلاّ اللّه و أني رسول اللّه و هم مخالفون لسنتي و طاعنون في ديني،فقلت فعلام نقاتلهم يا رسول اللّه و هم يشهدون أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه فقال:علي إحداثهم في دينهم و فراقهم لأمري و استحلالهم دماء عتري،قال:فقلت:يا رسول اللّه إنك كنت وعدتني الشهادة فاسأل اللّه تعجيلها لي فقال:أجل قد كنت وعدتك الشهادة،فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا فأومأ إلي رأسي و لحيتي فقلت:يا رسول اللّه إذا ثبت لي ما ثبت فليس بموطن صبر لكنه موطن بشري و شكر، فقال:أجل فأعد للخصومة فإنّك تخاصم أمتي،قلت:يا رسول اللّه أرشدني الفلج قال:إذا رأيت قومك عدلوا عن الهدي إلي الضّلال فخاصمهم فإن الهدي من اللّه،و الضّلال من الشيطان.

ص: 23


1- سوره 48 - آيه 25
2- الفتح:25.
3- كمال الدين و تمام النعمة:641-641.
4- سوره 48 - آيه 25
5- تفسير القمي:317/2.
6- سوره 110 - آيه 1
7- النصر:1.

يا علي إن الهدي اتباع أمر اللّه دون الهوي و الرأي،و كأنك بقوم قد تأولوا القرآن و أخذوا بالشبهات فاستحلوا الخمر و النبيذ و البخس بالزكاة و السحت بالهدية قلت:يا رسول اللّه فما هم إذا فعلوا ذلك؟أهم بأهل فتنة أم أهل ردة؟فقال:هم أهل فتنة يعمهون فيها إلي أن يدركهم العدل فقلت:يا رسول اللّه العدل منّا أم من غيرنا؟فقال:بل منا،بنا فتح اللّه و بنا يختم اللّه،و بنا الّف اللّه بين القلوب بعد الشرك،و بنا يؤلف بين القلوب بعد الفتنة،فقلت الحمد للّه علي ما وهب لنا من فضله (1).

السادس: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال:قال رسول اللّه:علي أخي أفضل أمتي،و حمزة و جعفر هذان أفضل أمتي بعد علي و بعد ابني و سبطي الحسن و الحسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا،و أشار بيده إلي الحسين عليه السّلام منهم المهدي،إنّا أهل بيت اختار اللّه عز و جل لنا الآخرة علي الدنيا،ثم نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي فاطمة عليها السلام و إلي بعلها و الي ابنيها فقال:يا سلمان أشهد اللّه أني حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم،أما إنّهم معي في الجنة،ثم أقبل النبي صلّي اللّه عليه و آله علي علي عليه السلام فقال:يا أخي إنك ستلقي بعدي من قريش شدّة من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك،فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك،و إن لم تجد أعوانا فاصبر و كف يدك و لا تلق بها إلي التهلكة،فإنك بمنزلة هارون من موسي و لك بهارون أسوة حسنة أنّه قال لأخيه موسي: إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي (2) (3)(4).

السابع: سليم بن قيس الهلالي قال:قال أشعث بن قيس لأمير المؤمنين:فهلاّ فعلت فعل ابن عفان،فقال علي عليه السّلام أو كما فعل ابن عفان رأيتموني فعلت؟أنا أعوذ باللّه من شر ما تقول يا ابن قيس،و اللّه إن الذي فعل ابن عفان و حمله علي ذلك من لا دين له،فكيف أفعل ذلك و أنا علي بينة من ربي و حجة في يدي و الحق معي؟و اللّه إن امرأ يمكّن عدوه من نفسه يأكل من لحمه و يفري جلده و يهشم عظمه و يسفك دمه،و هو يقدر علي أن يمنعه لعظيم وزره ضعيف عقله أو ما ضمت عليه جوانح صدره،فكن أنت ذلك يا ابن قيس،فأما أنا فدون،و اللّه إن أعطي بيدي ضرب بالمشرفي تطير له فراش إلهام و تطير منه الأكف و المعاصم و يفعل اللّه بعد ذلك ما شاء،ويلك يا ابن قيس إن المؤمن يموت بكل ميتة غير أنه لا يقتل نفسه فمن قدر علي حقن دمه،ثم خلا بينه و بين قاتله فهو قاتل نفسه،يا ابن قيس إن هذه الأمة تفترق ثلاثا و سبعين فرقة منها واحدة في الجنة و اثنتان

ص: 24


1- أمالي الطوسي 96/66.
2- سوره 7 - آيه 150
3- الأعراف:150.
4- كتاب سليم بن قيس:567/2-/568ح 1.

و سبعون في النار و شرها و أبغضها إلي اللّه عز و جل و ابعدها منه السامرة الذين يقولون(لا قتال)، كذبوا قد أمر اللّه بقتال الباغين في كتابه و سنة نبيه صلّي اللّه عليه و آله و خذلك المارقة،فغضب ابن قيس من قوله و قال:يا ابن أبي طالب ما منعك حين بويع أخو بني تيم بن مرة و أخو بني عدي و أخو بني أمية بعدهما أن تقاتل و تضرب بسيفك،فإنك لن تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلا قلت فيها و اللّه إنّي أولي الناس بالناس و ما زلت مظلوما منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فما منعك أن تضرب بسيفك دون من ظلمك؟قال:قد قلت فاسمع الجواب،لم يمنعني من ذلك الجبن و لا كراهة للقاء ربي و لا أن أكون أعلم بأنّ ما عند اللّه خير لي من الدنيا بما فيها و لكن منعني من ذلك أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عهده إليّ،أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما الأمة صانعة بي بعده فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني به و لا أشد يقينا به مني قبل ذلك،بل أنا بقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أشد يقينا لما عاينت و شاهدت،فقلت يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟قال:إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم،و إن لم تجد أعوانا فاكفف يدك و احقن دمك حتي تجد علي اقامة الدين و كتاب اللّه و سنتي أعوانا، و أخبرني أن الأمة ستخذلني و تبايع غيري،و تتبع غيري و أخبرني أني منه بمنزلة هارون من موسي و أن الأمة سيصيرون من بعده بمنزلة هارون و من تبعه،و منزلة العجل و من تبعه إذ قال له موسي يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي (1) قالَ:اِبْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي (2) و قال: يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (3) (4)و إنما يعني أن موسي أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا ثم وجد أعوانا أن يجاهدهم،و إن لم يجد أعوانا أن يكف يده و يحقن دمه و لا يفرق بينهم،و إنّي خشيت أن يقول عني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرقت بين الأمة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا أن تكفّ يدك و تحقن دمك و دم أهل بيتك و شيعتك،فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مال الناس لأبي بكر فبايعوه و أنا مشغول بغسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثم شغلت بالقرآن و آليت علي نفسي أن لا أرتدي برداء إلاّ للصلاة حتي أجمعه في كتاب،ثم حملت فاطمة و أخذت بيد ابنيّ الحسن و الحسين عليهما السّلام فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السابقة من المهاجرين و الأنصار إلاّ ناشدتهم اللّه في حقي و دعوتهم إلي نصرتي،فلم يستجب لي من الناس إلا أربعة رهط الزبير و سلمان و أبو ذر و المقداد و لم يبق معي من أهل بيتي أحد أصول به و أقوي،أما حمزة فقتل يوم أحد،و جعفر قتل يوم مؤتة و بقيت بين جلفين جافيين ذليلين حقيرين العباس و عقيل و هما حديثا عهد بالإسلام،و أكرهوني و قهروني فقلت كما

ص: 25


1- سوره 20 - آيه 92
2- سوره 7 - آيه 150
3- سوره 20 - آيه 94
4- الأعراف:150.

قال هارون لأخيه: اِبْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي (1) فلي بهارون أسوة،و لي بعهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حجة قوية قال:فقال الاشعث كذلك صنع عثمان،استغاث الناس فدعاهم الي نصرته فلم يجد أعوانا فكف يده حتي قتل مظلوما،قال:ويلك يا ابن قيس إن القوم حين قهروني و استضعفوني و كادوا يقتلونني فلو قالوا لي نقتلك ما استغثت عن قتلهم إياي و لا أجد غير نفسي و لكنهم قالوا:إن بايعت كففنا عنك و أكرمناك و قربناك و وصلناك،و إن لم تفعل قتلناك،فلم أجد أعوانا فبايعتهم و بيعتي إياهم لا تحق لهم باطلا،و لا توجب لهم حقا،فلو كان عثمان حين قال له الناس اخلعها و نكف عنك و خلعها لم يقتلوه و لكنه قال:لا أخلعها،قالوا:إنا قاتلوك فكف يده عنهم حتي قتلوه،و لعمري لخلعه إياها كان خيرا له لأنه أخذها بغير حق و لم يكن له فيها نصيب،ادّعي ما ليس له و تناول غير حقه (2).

الثامن: سليم بن قيس الهلالي عن سلمان في حديث مبايعة أبي بكر و عدولهم عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال سلمان عقيب ذلك:فلمّا كان الليل حمل فاطمة علي حمار و أخذ بيد الحسن و الحسين عليهما السّلام فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين و لا من الأنصار إلا أتاه في منزله و ذكّره حقه و دعاه إلي نصرته،فما استجاب له إلا أربعة و أربعون رجلا فأمرهم أن يصبحوا محلقين رءوسهم معهم سلاحهم علي أن يبايعوه علي الموت،فأصبحوا لم يوافقه منهم إلاّ أربعة قال:أنا و أبو ذر و المقداد و الزبير بن العوام،ثم عاودهم ليلا يناشدهم فقالوا:نصبحك بكرة فما أتاه منهم أحد غيرنا،فلما رأي علي غدرهم و قلة وفائهم لزم بيته و أقبل علي القرآن يؤلفه و يجمعه فلم يخرج من بيته حتي جمعه[و كان في الصحف و الشظاظ و الأسيار و الرقاع] (3).

التاسع: سليم بن قيس الهلالي قال:و حدّثني أبو ذر و سلمان و المقداد،ثم سمعته من علي عليه السّلام قالوا:إن رجلا فاخر علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أخي فاخر العرب فأنت أكرمهم أخا و أكرمهم ولدا و أكرمهم عما و أكرمهم ابن عم و أكرمهم أبا و أكرمهم نفسا و أكرمهم نسبا و أطهرهم زوجة و أعظمهم حلما و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم عناء بنفسك و مالك،و أنت أقرأهم لكتاب اللّه و أعلمهم بسنن اللّه و أشجعهم قلبا و أجودهم كفا و أزهدهم في الدنيا و أشدهم اجتهادا و أحسنهم خلقا و أصدقهم لسانا و أحبهم إلي اللّه عز و جل و إليّ،و ستبقي بعدي ثلاثين سنة تعبد اللّه و تصبر علي ظلم قريش،ثم تجاهد في سبيل اللّه عز و جل إذا وجدت أعوانا،تقاتل علي تأويل

ص: 26


1- سوره 7 - آيه 150
2- كتاب سليم بن قيس:663-/666ح 12.
3- كتاب سليم:146،و الاشظاظ بمعني العيدان المتفرقة و الأسيار جمع السير و هو قدة من الجلد مستطيلة.

القرآن كما قاتلت علي تنزيله ثم تقتل شهيدا تخضب لحيتك من دم رأسك،و قاتلك يعدل عاقر الناقة في البغض و البعد من اللّه و مني،و يعدل قاتل يحيي بن زكريا،و فرعون ذا الاوتاد،قال أبان يعني أبان بن عيّاش راوي كتاب سليم:حدثت بهذا الحديث الحسن البصري عن أبي ذر فقال:

صدق سليم و صدق أبو ذر،لعلي عليه السّلام السابقة في الدين و العلم و الحلم و الفقه و الرأي و الزهد و الصحبة و الفضل و حسن البلاء في الإسلام،إن عليا عليه السّلام كان في كل فن عالما،فرحم اللّه عليا و صلي اللّه عليه قال:قلت:يا أبا سعيد أ تقول لأحد غير النبي(صلّي اللّه عليه و آله)إذا ذكرته؟فقال:

ترحم علي المسلمين إذا ذكرتهم،و صل علي محمّد و علي آل محمّد و أن عليا خير آل محمّد.

و اعلم أن في كتاب سليم بهذا المعني كثير تركنا بعضه طلبا للاختصار،و من أراد الزيادة وقف عليه من كتابه (1).

العاشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني مظفر ابن محمّد قال:حدّثني أبو بكر بن أبي الثلج قال:حدّثنا أحمد بن موسي الهاشمي قال:حدّثنا علي ابن الحسن الميثمي عن ربعي عن زرارة قال:قلت:لأبي عبد اللّه عليه السّلام ما منع أمير المؤمنين عليه السّلام أن يدعو الناس إلي نفسه و يجرد في عدوه سيفه؟فقال:تخوف أن يرتدّوا و لا يشهدوا أن محمّدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (2).

ص: 27


1- كتاب سليم بن قيس:/602/2ح 6(الطبعة الجديدة).
2- أمالي الطوسي:/230ح 406.

الباب الخامس و الستون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«ستغدر بك الأمة بعدي»

و الضغائن في صدور قوم و الشدّة،

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم»

من طريق العامة و فيه خمسة عشر حديثا الأوّل: ابن أبي الحديد من العامة المعتزلة في شرح نهج البلاغة قال:روي عثمان بن سعيد عن عبد اللّه العنوي أن عليا عليه السّلام خطب الناس بالرحبة فقال:أيها الناس إنكم قد أبيتم إلاّ أن أقولها:و ربّ السماء و الأرض إن من عهد النبي صلّي اللّه عليه و آله الأمي إليّ أن الأمة ستغدر بك بعدي (1).

الثاني: ابن أبي الحديد قال:روي الهيثم ابن بشير عن إسماعيل بن سالم مثله،و قد روي أكثر هذا الخبر بهذا اللفظ أو قريب منه (2).

الثالث: ابن أبي الحديد قال:قال أبو بكر و حدّثنا علي بن حرب الطائي قال:حدّثنا ابن فضيل عن الاجلح عن حبيب عن ثعلبة بن يزيد قال:سمعت عليا يقول:أما و رب السماء و الأرض ثلاثا إنّه لعهد النبي صلّي اللّه عليه و آله الأمي:لتغدرن بك الأمة من بعدي (3).

الرابع: ابن أبي الحديد قال روي يونس بن حبّاب عن أنس بن مالك قال:كنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب معنا فمررنا بحديقة فقال علي:يا رسول اللّه ألا تري ما أحسن هذه الحديقة؟ فقال:إن حديقتك في الجنة أحسن منها،حتي مررنا بسبع حدائق يقول عليّ ما قاله و يجيبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما أجابه،ثم إن رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله وقف فوقفنا فوضع رأسه علي رأس علي و بكي،فقال علي:ما يبكيك يا رسول اللّه؟قال:ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتي يفقدوني قال:يا رسول اللّه أ فلا أضع سيفي علي عاتقي فأبيد خضراءهم؟قال:بل تصبر،قال:فإن صبرت؟قال:تلاق جهدا قال:أ في سلامة من ديني؟قال:نعم،قال:فإذا لا أبالي (4).

الخامس: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في

ص: 28


1- شرح نهج البلاغة:106/4.
2- شرح نهج البلاغة:106/4.
3- شرح نهج البلاغة:45/6.
4- شرح نهج البلاغة:108/4.

تاريخه قال أبو جعفر:روي أبو مويهبة مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أرسل إليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في جوف الليل فقال:يا أبا مويهبة إنّي قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي،فانطلقت معه فلمّا وقف بين أظهرهم،قال:السلام عليكم يا أهل المقابر،ليهن لكم ما أصبحتهم فيه مما أصبح الناس فيه،أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أوّلها،الآخرة أشر من الاولي،ثم أقبل عليّ و قال:يا أبا مويهبة إنّي قد اتيت مفاتيح خزائن الدنيا و الخلد فيها و خيرت بينها و بين الجنة فاخترت الجنة فقلت:بأبي أنت و أمي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا و الخلد فيها و الجنة جميعا، فقال:يا أبا مويهبة اخترت لقاء ربي،ثم استغفر لأهل البقيع و انصرف فبدأ بوجعه الذي قبض فيه (1).

السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد بن أعيان علماء العامة قال:أنبأني صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني قال:أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه،أخبرني أبو القاسم عيسي بن علي بن عيسي بن داود بن الجراح،أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي،حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري،حدّثنا حرمي بن عمارة قال:حدّثني الفضل بن عميرة القيسي أبو قتيبة، حدّثني ميمون الكردي أبو نصير عن أبي عثمان النهدي عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:كنت أمشي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرق المدينة فأتينا علي حديقة فقلت:يا رسول اللّه ما احسنها من حديقة!فقال:ما أحسنها و لك في الجنة مثلها،ثم أتينا علي حديقة أخري فقلت:يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة!فقال:لك في الجنة أحسن منها حتي انتهينا إلي سبع حدائق و أقول:يا رسول اللّه ما أحسنها!و يقول:لك في الجنة أحسن منها،فلمّا خلاله الطريق اعتنقني و أجهش باكيا فقلت:

يا رسول اللّه ما يبكيك؟قال:ضغاين في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا بعدي،فقلت:في سلامة من ديني؟فقال:في سلامة من دينك (2).

السابع: إبراهيم بن محمّد الحمويني من العامة قال:أنبأني:الشيخ عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر عن الشيخ جمال الدين الديني إجازة عن ناصر بن أبي المكارم المطرزي بإسناده عن أبي عثمان النهدي عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:كنت أمشي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرق المدينة فأتينا علي حديقة،و ساق الحديث إلي آخره (3).

ص: 29


1- شرح نهج البلاغة:27/13.
2- مناقب الخوارزمي:35/65.
3- فرائد السمطين 1:115/152.

الثامن: ابن أبي الحديد في الشرح عن أبي الفرج قال:حدّثني محمّد بن جرير الطبري بإسناد ذكره في الكتاب عن أبي عبد الرّحمن السليمي قال:قال الحسن بن علي عليه السّلام خرجت و أبي يصلي في المسجد فقال لي:يا بني إنّي بت الليلة أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة يوم بدر لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان فملكتني عيناي فسنح لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت:يا رسول اللّه ما ذا لقيت من أمتك من الأود و اللدد؟فقال لي:ادع عليهم،فقلت:اللّهمّ أبدلني بهم من هو خير لي منهم و أبدلهم بي من هو شر لهم مني فقال الحسن بن علي عليه السّلام:و جاء ابن أبي النباح فأذّنه بالصلاة فخرج و خرجت خلفه فاعتوره الرجلان فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق،و أما الآخر فاثبتها في الرأس (1).

التاسع: ابن أبي الحديد يرفعه إلي سدير الصيرفي عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السّلام قال:

اشتكي علي شكاية فعاده أبو بكر و عمر و خرجا من عنده فأتيا النبي صلّي اللّه عليه و آله فسألهما:من أين جئتما؟ قالا:عدنا عليا،قال:كيف رأيتماه؟قالا:رأيناه يخاف عليه لما به،فقال:كلا إنه لن يموت حتي يوسع غدرا و بغيا و ليكونن في هذه الأمة عبرة يعتبر به الناس من بعده (2).

العاشر: ابن أبي الحديد قال روي أبو جعفر الاسكافي أيضا أن النبي صلّي اللّه عليه و آله دخل علي فاطمة عليها السّلام فوجد عليا نائما فذهبت تنبهه فقال:دعيه فربّ سهر له بعدي طويل،و رب جفوة لأهل بيتي من أجله شديدة،فبكيت،فقال:لا تبكي فإنّكما معي و في موقف الكرامة بعدي (3).

الحادي عشر: ابن أبي الحديد قال:روي جابر الجعفي عن محمّد بن علي عليه السّلام قال:قال علي عليه السّلام:ما رأيت منذ بعث اللّه محمّدا عليه السّلام رخاء،لقد أخافتني قريش صغيرا و أنصبتني كبيرا حتي قبض اللّه رسوله فكانت الطامة الكبري و اللّه المستعان علي ما يصفون (4)

الثاني عشر: ابن أبي الحديد قال روي جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:ذكر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما لعلي ما يلقي بعده من العنت فأطال له فقال له عليّ:

أنشدك اللّه و الرحم يا رسول اللّه لما دعوت اللّه أن يقبضني إليه قبلك فقال:كيف أسأله في أجل مؤجل؟قال:يا رسول اللّه فعلام أقاتل من أمرتني؟قال:علي الحدث و الدين (5).

الثالث عشر: ابن أبي الحديد قال:روي الأعمش عن عمار الدهني عن أبي صالح الحنفي عن علي عليه السّلام قال:قال لنا يوما:لقد رأيت الليلة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام فشكوت إليه ما لقيت حتي

ص: 30


1- شرح نهج البلاغة:121/6.
2- شرح نهج البلاغة:106/4.
3- شرح نهج البلاغة:107/4.
4- شرح نهج البلاغة:108/4.
5- شرح نهج البلاغة:108/4.

بكيت،فقال لي:انظر فنظرت فإذا جلاميد و إذا رجلان مصفدان،قال الأعمش:هما معاوية و عمرو ابن العاص فجعلت أرضخ رءوسهما ثم تعود ثم أرضخ ثم تعود حتي انتبهت (1).

الرابع عشر: ابن أبي الحديد قال:روي نحو هذا الحديث عمرو بن مرة عن عبد اللّه بن مسلمة عن علي عليه السّلام قال:رأيت الليلة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فشكوت إليه فقال:هذه جهنم فانظر من فيها فإذا معاوية و عمرو بن العاص معلقين بأرجلهما منكسين،ترضخ رءوسهما بالحجارة أو قال:تشدخ (2).

الخامس عشر: صدر الأئمة عند المخالفين موفق بن أحمد بإسناده عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال أبي رفع النبي صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي علي بن أبي طالب عليه السّلام و ساق حديثه بطوله إلي أن قال له-يعني أمير المؤمنين عليه السّلام-:اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون،ثم بكي صلي اللّه عليه و آله فقيل له:مما بكاؤك يا رسول اللّه؟ قال:أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده، و أخبرني جبرئيل عن اللّه عز و جل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمة علي محبتهم،و كان الشاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و ساق الحديث بطوله (3)،و سيأتي الحديث بتمامه إن شاء اللّه تعالي في الباب التاسع و الثلاثين و مائة في أنه حامل اللواء يوم القيامة و إلي آخره.

ص: 31


1- شرح نهج البلاغة:109/4.
2- شرح نهج البلاغة:109/4.
3- مناقب الخوارزمي:31/62.

الباب السادس و الستون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي ستغدر بك الأمة من بعدي

و ما يلاقيه عليه السّلام من الشدة من بعده و أمره له بالصبر

و أمره له بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: السيد المرتضي رضي اللّه عنه في كتاب الشافي قال:روي إبراهيم الثقفي عن يحيي بن عبد الحميد الحماني عن عمرو بن حريث عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني عن علي عليه السّلام قال:

سمعته يقول:كان فيما عهد إليّ النبي الأمي أن الأمة ستغدر بك الأمة بعدي (1).

الثاني: السيد أيضا في الشافي قال:روي إبراهيم بن إسماعيل بن عمرو البجلي قال:حدّثنا هشام بن بشر الواسطي عن إسماعيل عن أبي إدريس الاودي عن علي عليه السّلام قال:لئن أخرّ من السماء إلي الأرض فتخطفني الطير أحب إليّ من أن أقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم أسمعه قال لي:يا علي ستغدر بك الأمة بعدي (2).

الثالث: السيد في الشافي قال:و روي زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام كان علي عليه السّلام يقول:بايع الناس أبا بكر،و أنا أولي بهم مني بقميصي هذا،فكظمت غيظي و انتظرت أمري و ألصقت كلكلي بالارض،ثم إن أبا بكر هلك و استخلف عمر و قد و اللّه علم أني أولي الناس بهم منّي بقميصي هذا، و كظمت غيظي و انتظرت أمري و ألزقت كلكلي بالأرض،ثم إن عمر هلك و جعلها شوري و جعلني فيهم،ثم كان من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان،سادس ستة كسهم الجدة فقال:اقتلوا الأقل[و ما أراد غيري]فكظمت غيظي و انتظرت أمري و ألصقت كلكلي بالأرض حتي ما وجدت إلا القتال أو كفرت باللّه (3).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا بإسناده عن محمّد بن الحسن بن الوليد قال:حدّثني محمّد ابن أبي القاسم عن محمّد بن علي الصيرفي عن محمّد بن سنان عن المفضل بن عمرو عن أبي عبد

ص: 32


1- الغارات:487/2.
2- بحار الأنوار:375/28،و تلخيص الشافي:44/3.
3- بحار الأنوار:579/29،و الأمالي للمفيد:154.

اللّه الصادق عليه السّلام عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:بلغ أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أن مولي لها ينتقص عليا و يتناوله فأرسلت إليه،فلمّا صار إليها قالت له:يا بني بلغني إنك تنتقص عليا و تتناوله،قال:نعم يا أماه،قالت له:اقعد ثكلتك أمك حتي أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم اختر لنفسك، إنا كنا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليلة تسع نسوة،و كانت ليلتي و يومي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتيت الباب فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟قال:لا،قالت:فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردّني من سخطة أو نزل في شيء من السماء،ثم لم ألبث حتي أتيت الباب الثانية فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟

فقال:لا،فكبوت كبوة أشد من الأولي،ثم لم ألبث حتي أتيت الباب الثالثة فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟فقال:ادخلي يا أم سلمة،فدخلت و علي جالس بين يديه و هو يقول:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه إذا كان كذا و كذا فما تأمرني؟قال آمرك بالصبر،ثم أعاد عليه القول ثانية فأمره بالصبر فأعاد عليه القول ثالثة فقال له:يا علي،يا أخي إذا كان ذلك منهم فسلّ سيفك وضعه علي عاتقك و اضرب قدما قدما حتي تلقاني و سيفك شاهر يقطر من دمائهم،ثم التفت عليه السّلام إليّ فقال:لي تاللّه ما هذه الكآبة يا أم سلمة؟قلت:الذي كان من ردّك إياي يا رسول اللّه،فقال لي:و اللّه ما رددتك من موجدة و إنك لعلي خير من اللّه و رسوله،و لكن اتيتني و جبرائيل يخبرني بالأحداث التي تكون بعدي،فأمرني أن أوصي بذلك عليا،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي،هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا و أخي في الآخرة.

يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وزيري في الدنيا و وزيري في الآخرة،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا و حامل لواء الحمد غدا في القيامة،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي و خليفتي من بعدي و قاضي عداتي و الذائد عن حوضي،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين قلت:يا رسول اللّه من الناكثون؟قال:الذين يبايعونه بالمدينة و ينكثون بالبصرة قلت:و من القاسطون؟ قال:معاوية و أصحابه من أهل الشام،قلت:من المارقون؟قال أصحاب النهروان،فقال مولي أم سلمة:فرجت عني فرج اللّه عنك و اللّه لا سببت عليا أبدا (1).

و روي هذا الحديث من طريق العامة موفق بن أحمد من أعيان العامة بإسناده عن أبي بكر أحمد ابن موسي بن مردويه،أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن السري بن يحيي التميمي حدّثنا المنذر

ص: 33


1- أمالي الطوسي:952/425،أمالي الصدوق:619/463.

ابن محمّد بن المنذر بن محمّد بن المنذر،و حدّثنا أبي،حدّثنا عمي الحسين بن سعيد بن محمّد ابن المنذر بن أبي الجهم،حدّثني أبي عن أبان بن تغلب عن علي عن محمّد بن المنكدر عن أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله و كانت ألطف نسائه و أشدّهن له حبا قال:و كان لها مولي يحضنها و رباها و كان لا يصلي صلاة إلا سبّ عليا و شتمه فقالت له:يا أبة ما حملك علي سب علي؟قال:لأنه قتل عثمان و شرك في دمه.

قالت:إنه لو لا أنك مولاي ربيتني و أنت عندي بمنزلة والدي ما حدثتك بسر رسول للّه صلّي اللّه عليه و آله، و لكن اجلس حتي أحدّثك عن علي و ما رأيته منه،اعلم أني رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كان يومي و إنما كان نصيبي في تسعة أيام يوم واحد فدخل النبي صلّي اللّه عليه و آله مخللا أصابعه في أصابع علي عليه السّلام واضعا يده عليه و قال:يا أم سلمة اخرجي من البيت و اخليه لنا، فخرجت و أقبلا يتناجيان و أسمع الكلام و لا أدري ما يقولان حتي إذا قلت:قد انتصف النهار أقبلت فقلت:السلام عليكم ألج؟فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:لا تلجي و ارجعي مكانك،ثم تناجيا طويلا حتي قام عمود الظهر فقلت:ذهب يومي،و شغله عليّ عني،فأقبلت أمشي حتي وقفت علي الباب فقلت:

السلام عليكم،ألج؟قال النبي صلّي اللّه عليه و آله لا تلجي فرجعت و جلست مكاني حتي إذا قلت:قد زالت الشمس الآن يخرج إلي الصلاة و يذهب يومي و لم أرقط أطول منه،فأقبلت أمشي حتي وقفت و قلت:السلام عليكم،ألج؟فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:فنعم فلجي،فدخلت و علي واضع يده علي ركبتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قد أدني فاه من اذن النبي صلّي اللّه عليه و آله و فم النبي علي أذن علي يتسارّان و علي يقول:

أ فأمضي و أفعل؟و النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:نعم فدخلت و علي معرض وجهه حتي دخلت و خرج و أخذني النبي صلّي اللّه عليه و آله و أقعدني في حجره و ألزمني فأصاب ما يصيب الرجل من أهله من اللطف و الاعتذار،ثم قال:يا أم سلمة لا تلوميني فإن جبرائيل أتاني من اللّه تعالي يأمر أن أوصي به عليا من بعدي و كنت بين جبرائيل و علي،و جبرائيل عن يميني و علي عن شمالي،فأمرني جبرائيل أن آمر عليا بما هو كائن بعدي إلي يوم القيامة فاعذريني و لا تلوموني،إن اللّه عز و جل اختار من كل أمة نبيا و اختار لكل نبي وصيا،فأنا نبي هذه الأمة و عليّ وصيي في عترتي و أهل بيتي و أمتي من بعدي.

و هذا ما شاهدت من عليّ الآن يا أبتاه فسبه أو فدعه فأقبل أبوها يناجي الليل و النهار و يقول:

اللّهمّ اغفر لي ما جهلت من أمر علي فإنّ وليي ولي علي و عدوّي عدو علي،و تاب المولي توبة نصوحا و أقبل فيما بقي من دهره يدعو اللّه تعالي أن يغفر له (1).

ص: 34


1- مناقب الخوارزمي:146-171/147.

الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل،حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن عمار أبي العباس قال:حدّثنا إسحاق بن اسرائيل قال:حدّثنا جعفر بن أبي سليمان يعني الضبعي قال:حدّثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:أخبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام بما يلقي بعده فبكي عليه السّلام و قال:يا رسول اللّه أسألك بحقي عليك و حق قرابتي و حق صحبتي لما دعوت اللّه عز و جل أن يقبضني إليه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ تسألني أن أدعو ربي لأجل مؤجل، قال:فعلي ما أقاتلهم؟قال:علي الإحداث في الدين (1).

و روي هذا الحديث من طريق العامة موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ و الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمرودي فيما كتب إليّ من همدان، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه، حدّثنا الاديب أبو يعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسي بن أحمد بن مردويه الاصفهاني،قال أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمرودي،و أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصفهاني في كتابه إليّ من اصفهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،حدّثنا محمّد بن علي بن دحيم حدّثنا أحمد بن حازم،أخبرنا بنهان بن عياد،أخبرنا جعفر بن سليمان عن أبي هارون عن أبي سعيد قال ذكر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام ما يلقي بعده قال:فبكي و قال:أسألك بحق قرابتي و بحق صحبتي إلا ما دعوت اللّه أن يقبضني إليه،فقال له:يا علي تسألني أن أدعو اللّه لأجل مؤجل،قال:فقال:يا رسول اللّه علي ما أقاتل القوم؟قال:علي الإحداث في الدين (2).

ص: 35


1- أمالي الطوسي:1098/50.
2- مناقب الخوارزمي:211/175.

الباب السابع و الستون

في الردة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و الحق مع علي عليه السّلام

من طريق العامة و فيه خمسة عشر حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز،حدّثنا أحمد بن منصور و علي بن مسلم و غيرهما قالوا:حدّثنا عمر بن طلحة القتاد،حدّثنا اسباط عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنه أن عليا عليه السّلام كان يقول في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه عز و جل قال: أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (1) و اللّه لا ننقلب علي أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه،و لئن مات أو قتل لأقاتلنّ علي ما قاتل حتي أموت،و اللّه إنّي لأخوه و وليّه و ابن عمّه و وارثه،من أحق به مني (2)؟.

الثاني: و من صحيح البخاري في الجزء الخامس علي حد ثلثه الأخير في تفسير قوله تعالي وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ (3) قال:حدّثنا شعبة قال:أخبرنا المغيرة بن النعمان قال:سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:أيها الناس إنكم محشورون إلي اللّه حفاة عزلا ثم قال كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنّا كُنّا فاعِلِينَ (4) (5)إلي آخر الآية،ثم قال:ألا و إنّ أوّل الخلائق يكسي يوم القيامة إبراهيم،ألا و إنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال،فأقول:يا رب أصحابي فيقال:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك،فأقول كما قال العبد الصالح: وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتَ عَلي كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) (7)فقال:إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم (8).

الثالث: و من صحيح البخاري في الجزء الثامن في آخره من باب قول النبي صلّي اللّه عليه و آله«لتتبعنّ سنن من قبلكم»قال:حدّثنا أحمد بن يونس قال:حدّثنا ابن أبي زيد عن المقيري عن أبي هريرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:لا تقوم الساعة حتي تأخذ أمتي مأخذ القرون قبلها شبرا بشبر و ذراعا بذراع،فقيل:

يا رسول اللّه كفارس و الروم؟قال:و من الناس إلا أولئك (9).

ص: 36


1- سوره 3 - آيه 144
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:652/2 ح 1110.
3- سوره 5 - آيه 117
4- سوره 21 - آيه 104
5- الأنبياء:104.
6- سوره 5 - آيه 117
7- المائدة:117.
8- صحيح البخاري:192/5.
9- صحيح البخاري:151/8.

الرابع: و من صحيح مسلم في الجزء الثالث من أجزاء ثلاثة في ثلثه الأخير قال:حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال:حدّثنا وكيع،و حدّثنا عبد اللّه بن معاد،و حدّثنا أبي كلاهما عن شعبة،و حدّثنا محمّد بن مثني و محمّد بن بشار و اللفظ لابن مثني قال:حدّثنا محمّد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال قام فينا خطيبا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بموعظة فقال:يا أيها الناس إنكم محشورون إلي اللّه عراة عزّلا كما بدأنا أوّل خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين،ألا و إن أول الخلائق يكسي يوم القيامة إبراهيم عليه السّلام،ألا و إنّه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول:يا رب أصحابي،فيقال:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح: وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (1) -إلي قوله- إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ (2) قال:فيقال لي:إنّهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم قال:و في حديث وكيع و معاذ:فيقال:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (3).

الخامس: و من الجمع بين الصحيحين للحميدي في الجزء الثالث منه في أجزاء ثلاثة في الحديث و السابع و الستين بعد المائتين من مسند أبي هريرة من المتفق عليه في الصحيحين من البخاري و مسلم قال:عن محمّد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:و الذي نفسي بيده لأذودنّ رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الابل عن الحوض (4).

السادس: البخاري من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة كان يحدّث عن بعض أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:يرد علي الحوض رجال من أمتي فيجلون عنه فأقول:يا رب أصحابي فيقول:إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك،إنّهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري (5).

السابع: البخاري أخرجه أيضا تعليقا من حديث بن سهل عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه كان يحدّث أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يرد عليّ الحوض يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقول:إنّه لا علم لك بما أحدثوا بعدك،إنّهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري (6).

الثامن: البخاري قال:فقال شعيب عن الزهري عن محمّد بن علي عن ابن أبي رافع عن أبي هريرة يحدث عن النبي صلّي اللّه عليه و آله بهذا قال:و قال ابن مسعود:حديث عقيل مرسل هو عن الزهري عن أبي هريرة و لم يبينه (7).

ص: 37


1- سوره 5 - آيه 117
2- سوره 5 - آيه 118
3- صحيح مسلم:157/8.
4- الجمع بين الصحيحين:194/3 ح 2434.
5- صحيح البخاري:208/7.
6- صحيح البخاري:208/7.
7- المصدر السابق.

التاسع: البخاري اخرجه أيضا من حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:بينا أنا قائم إذ أقبلت زمرة حتي إذا عرفتهم خرج بيني و بينهم فقال:هلم فقلت:إلي أين فقال إلي النار و اللّه،قلت:ما شأنهم؟قال:ارتدوا بعدك علي ادبارهم القهقري،فلا أراه أن يخلص منهم الامثل همل النعم (1).

العاشر: و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثاني من جزءين اثنين قريبا من آخره من موطأ مالك قال عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يهلك أمتي هذا الحي من قريش، قال:فما تأمرنا يا رسول اللّه؟قال:لو أن الناس اعتزلوهم (2).

الحادي عشر: موفق بن أحمد قال:روي السيد بإسناده عن أبي طالب عن علقمة و الاسود قالا:

أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا:أبا أيوب إن اللّه أكرمك بنبيّه إذ أوحي إلي راحلته فبركت علي بابك، و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ضيفا لك فضيلة من اللّه فضلك بها،أخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب،قال أبو أيوب فاني أقسم لكما لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في هذا البيت الذي أنتما فيه و ما في البيت غير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و علي جالس عن يمينه و أنا جالس عن يساره و أنس بن مالك قائم بين يديه إذ تحرك الباب فقال صلّي اللّه عليه و آله:انظر من بالباب فخرج أنس و نظر فقال:هذا عمار بن ياسر فقال صلّي اللّه عليه و آله:

افتح له الطيب المطيب ففتح أنس و دخل عمار،فسلم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرحّب به و قال لعمار:

إنّه سيكون في أمّتي هنات من بعدي حتي يختلف السيف فيما بينهم و حتي يقتل بعضهم بعضا و حتي يبرأ بعضهم من بعض،فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع الذي عن يميني و هو علي بن أبي طالب و اذا سلك كلهم واديا و سلك علي واديا فاسلك وادي علي بن أبي طالب و خلّ الناس، إن عليا لا يردّك عن هدي و لا يدلك علي ردي،يا عمّار و طاعة عليّ طاعتي و طاعة اللّه.

يقال:فيه هنات و هنوات و هنيات:خصال سوء قال لبيد:إن البريء من الهنات سعيد (3).

الثاني عشر: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:جاء في الأسانيد الصحيحة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي لو دخلوا حجر ضبّ لدخلتموه،فقيل:يا رسول اللّه اليهود و النصاري؟قال:فمن إذا،قال.و من الاخبار الصحيحة:

أ متهوّكون أنتم كما تهوّكت اليهود و النصاري (4).

الثالث عشر: ابن أبي الحديد قال:و في صحيح مسلم و البخاري رحمهما اللّه إنّه سيجاء برجال

ص: 38


1- صحيح البخاري:209/7 ط.دار الفكر،بيروت.
2- مسند أحمد:301/2،و صحيح مسلم:186/8 ط.دار الفكر بيروت.
3- مناقب الخوارزمي:232/194.
4- شرح نهج البلاغة:284/9.

يوم القيامة من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال،فإذا رأيتهم اختلجوا دوني قلت:أي ربي أصحابي فيقال لي:إنك لا تدري ما عملوا بعدك فأقول ما قال العبد الصالح:«و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت علي كل شيء شهيد»الإسناد في هذا الحديث عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه (1).

الرابع عشر: ابن أبي الحديد قال:في الصحيحين أيضا عن زينب بنت جحش قال:استيقظ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما من نومه،محمرا وجهه و هو يقول:لا إله إلا اللّه،ويل للعرب من شر قد اقترب، فقلت:يا رسول اللّه أ نهلك و فينا الصالحون!فقال:نعم إذا كثر الخبث.

و في الصحيحين أيضا:يهلك أمتي هذا الحي من قريش.

قالوا:يا رسول اللّه فما تأمرنا؟قال:لو أن الناس اعتزلوهم.رواه أبو هريرة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (2).

الخامس عشر: ابن أبي الحديد قال نصر يعني بن مزاحم،و حدّثنا يحيي بن يعلي عن الأصبغ ابن نباته قال:جاء رجل إلي علي عليه السّلام فقال:يا أمير المؤمنين هؤلاء الذين نقاتلهم،الدعوة واحدة و الرسول واحد و الصلاة واحدة و الحج واحد فما ذا نسمّيهم؟فقال:سمهم بما سمّاهم اللّه في كتابه،قال:ما كل ما في الكتاب أعلمه،قال:أ ما سمعت اللّه تعالي يقول تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ (3) إلي قوله وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (4) فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولي باللّه و بالكتاب و بالنبي و بالحق،فنحن الذين آمنوا و هم الذين كفروا و شاء اللّه قتالهم،فقتالهم بمشيئته و إرادته (5).

ص: 39


1- شرح نهج البلاغة:284/9.
2- شرح نهج البلاغة:287/9.
3- سوره 2 - آيه 253
4- سوره 2 - آيه 253
5- شرح نهج البلاغة:258/5.

الباب الثامن و الستّون

في الردّة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحق مع علي عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الأوّل: محمّد بن يعقوب بإسناده عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال كان الناس أهل ردة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله إلا ثلاثة فقلت و من الثلاثة فقال:المقداد بن الاسود و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي رحمة اللّه و بركاته عليهم،ثم عرف الناس بعد يسير و قال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحي و أبوا أن يبايعوا حتي جاءوا بأمير المؤمنين عليه السّلام مكرها فبايع و ذلك قول اللّه عز و جل وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (1) (2)(3).

الثاني: ابن يعقوب أيضا بإسناده عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا اللّه عز ذكره و ما كان اللّه ليفتن أمة محمّد صلّي اللّه عليه و آله من بعده فقال أبو جعفر عليه السّلام:أو ما يقرءون كتاب اللّه؟أو ليس يقول وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (4) قال:فقلت له:إنّهم يفسرون علي وجه آخر فقال:

أو ليس قد أخبر اللّه عز و جل عن الذين من قبلهم من الأمم إنّهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البيّنات حيث قال وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (5) (6)(7).

الثالث: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قراءة قال:حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء و حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي الري قال:حدّثني أبو زرعة عبد اللّه بن عبد الكريم قالا:حدّثنا عمرو بن حماد بن طلحة القياد قال:

ص: 40


1- سوره 3 - آيه 144
2- آل عمران:144.
3- الكافي 8:341/245.
4- سوره 3 - آيه 144
5- سوره 2 - آيه 253
6- البقرة:253.
7- الكافي 8:398/270.

حدّثنا اسباط بن نصر عن سماك يعني بن حرب عن عكرمة عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه أن عليا عليه السّلام كان يقول في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه عز و جل يقول وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (1) و اللّه ما نقلب علي أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه و لئن مات أو قتل قاتلت علي ما قاتل عليه حتي أموت،و اللّه إنّي لأخوه و ابن عمه و وارثه فمن أحق به مني (2)؟.

الرابع: العيّاشي في تفسيره بإسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال كان الناس أهل ردة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله إلا ثلاثة،فقلت:و من الثلاثة؟قال:المقداد و أبو ذر و سلمان الفارسي، ثم عرفت الناس بعد يسير (3)،و ساق الحديث المتقدم أوّل الباب.

الخامس: العيّاشي بإسناده عن الفضل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام قال:إن رسول اللّه 9 لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلاّ أربعة:علي و المقداد و سلمان و أبو ذر فقلت:فعمار؟فقال:أنت كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء هؤلاء الثلاثة (4).

السادس: العيّاشي بإسناده عن الأصبغ بن نباته قال:سمعت أمير المؤمنين يقول في كلام له يوم الجمل يا أيها الناس إن اللّه تبارك اسمه و عز جنده لم يقبض نبيّا قط حتي يكون له في أمته من يهدي بهداه و يقصد سيرته،و يدلّ علي معالم سبيل الحق الذي فرض اللّه علي عباده ثم قرأ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ... (5) (6)(7).

السابع: العيّاشي بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:إن العامة تزعم أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا اللّه،و ساق الحديث الثاني في الباب إلي قوله تعالي وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (8) و زاد فيه الآية،ففي هذا ما يستدل به علي أن أصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن و منهم من كفر (9).

الثامن: العيّاشي بإسناده عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:تدرون مات النبي صلّي اللّه عليه و آله أو قتل إن اللّه يقول أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (10) فسمّ قبل الموت،إنهما سقتاه فقلنا:إنّهما و أبواهما شر من خلق اللّه (11).

التاسع: العيّاشي بإسناده عن الحسين بن المنذر قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (12) القتل و الموت قال:يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا (13).

ص: 41


1- سوره 3 - آيه 144
2- أمالي الطوسي:1099/502.
3- تفسير العياشي 1:148/199.
4- تفسير العياشي 1:149/199.
5- سوره 3 - آيه 144
6- آل عمران:144.
7- تفسير العياشي 1:150/199.
8- سوره 2 - آيه 253
9- تفسير العياشي 1:151/200.
10- سوره 3 - آيه 144
11- تفسير العياشي 1:152/200.
12- سوره 3 - آيه 144
13- تفسير العياشي 1:153/200.

العاشر: ابن شهرآشوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالي أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (1) يعني بالشاكرين علي بن أبي طالب و المرتدين علي أعقابهم الذين ارتدوا عنه (2).

الحادي عشر: الكشي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال:قال أبو جعفر عليه السّلام ارتد الناس إلاّ ثلاثة:نفر سلمان و أبو ذر و المقداد،قلت:فعمّار؟قال:و كان جاض جيضة ثم رجع فقال:إن أردت الذي لم يشك و لم يدخله شيء فالمقداد (3).

ص: 42


1- سوره 3 - آيه 144
2- مناقب آل أبي طالب 1:385.
3- اختيار معرفة الرجال:1:51.

الباب التاسع و الستون

في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة

منها فرقة ناجية،الناجية شيعة علي عليه السّلام في الجنة،و حديث ثلاث فرق

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمرقدي فيما كتب إليّ من همدان، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الاديب أو يعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الظهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الاصفهاني، أخبرنا أحمد بن محمّد السري حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر حدّثني عمي الحسين بن سعد حدّثني أبي عن أبان بن تغلب عن فضل عن عبد الملك الهمداني عن زاذان عن علي رضي اللّه عنه قال:تفترق هذه الأمة علي ثلاث و سبعين فرقة،اثنتان و سبعون في النار و واحدة في الجنة و هم الذين قال اللّه عز و جل في حقهم وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (1) (2)و هم أنا و شيعتي (3).

الثاني: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان،حدّثني أحمد بن محمّد بن سليمان عن جعفر بن محمّد بن يعقوب عن صفوان بن يحيي عن داود بن الحصين عن عمر بن أذينة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليه السّلام قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي مثلك في أمتي مثل عيسي ابن مريم افترق قومه ثلاث فرق، فرقة مؤمنون و هم الحواريون و فرقة عادوه و هم اليهود و فرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان،و إن أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق شيعتك و هم المؤمنون،و فرقة أعداؤك و هم الناكثون،ففرقة غلوا فيك و هم الجاحدون السابقون،و أنت يا علي و شيعتك في الجنة،و عدوّك و الغالي فيك في

ص: 43


1- سوره 7 - آيه 181
2- الأعراف:181.
3- مناقب الخوارزمي:351/331.

النار (1).

الثالث: أسند ابن مردويه و هو من ثقات العامة إلي أبان بن تغلب عن مسلم قال:سمعت أبا ذر و المقداد و سلمان يقولون كنا قعودا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبل ثلاثة من المهاجرين فقال صلّي اللّه عليه و آله:تفترق أمتي بعدي ثلاث فرق:أهل حق لا يشوبونه بباطل مثلهم كالذهب كلّما فتنته النار زاد وجوده و إمامهم هذا،و أشار إلي أحد الثلاثة،و هو الذي أمر اللّه في كتابه إماما و رحمة،و فرقه أهل باطل لا يشوبونه بحق مثلهم كخبث الحديد كلما فتنته النار زاد خبثا،و إمامهم هذا،فسألتهم عن أهل الحق و إمامهم فقالوا:علي بن أبي طالب و امسكوا عن الآخرين،فجهدت في الآخرين أن يسموهما فلم يفعلوا،هذه رواية أهل المذهب (2).

ص: 44


1- مناقب الخوارزمي:318/317.
2- الصراط المستقيم:270/1.

الباب السبعون

في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة

واحدة ناجية و النّاجية شيعة علي عليه السّلام و اتباعه

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد الشيخ في أماليه:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد الشعراني البيهقي بجرجان حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعي قال:حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد عليهما السّلام قال:حدّثنا أبي أبو عبد اللّه عليه السّلام،قال المجاشعي:و حدّثنا الرضا علي بن موسي عليه السّلام عن أبيه موسي عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عن آبائه عن علي عليه السّلام قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول لرأس اليهود:علي كم افترقتم؟فقال:علي كذا و كذا فرقة فقال علي عليه السّلام:كذبت،ثم أقبل علي الناس و قال:و اللّه لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم و بين أهل القرآن بقرآنهم،أيها الناس افترقت اليهود علي إحدي و سبعين فرقة،سبعون منها في النار و واحدة ناجية في الجنة و هي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسي،و افترقت النصاري علي اثنتين و سبعين فرقة،احدي و سبعين فرقة في النار و واحدة منها في الجنة و هي التي اتبعت شمعون وصي عيسي عليه السّلام،و ستفترق هذه الأمة علي ثلاث و سبعين فرقة،اثنتان و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنة و هي التي اتبعت وصي محمّد صلّي اللّه عليه و آله،و ضرب بيده علي صدره،ثم قال:ثلاث عشرة فرقة من الثلاث و سبعين فرقة كلها تنتحل مودّتي و حبي واحدة منها في الجنة،و هم النمط الاوسط،و اثنتا عشرة في النار (1).

ص: 45


1- أمالي الطوسي:523-1159/524.

الباب الحادي و السبعون

في فضل محبي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و موالي الأئمة عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه خمسة و تسعون حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني من سمع من أبي عوف،و حدّثنا سويد بن سعيد قال:حدّثنا زكريا بن عبد اللّه الصبهاني عن عبد المؤمن عن أبي المغيرة عن علي بن أبي طالب عليه السّلام:طلبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فوجدني في حائط نائما فضربني برجله و قال:قم و اللّه لأرضينك،أنت أخي و أبو ولدي،تقاتل علي سنتي،من مات علي عهدي فهو في كنز اللّه،و من مات علي عهدك فقد قضي نحبه،و من مات يحبّك بعد موتك ختم اللّه له بالامن و الإيمان ما طلعت شمس أو غربت (1).

الثاني: من مسند أحمد بن حنبل قال كتب إلينا أبو جعفر الحضرمي قال:حدّثنا جندب بن و الف قال:حدّثنا محمّد بن عمر عن عباد الكلبي عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن فاطمة الصغري عن حسين بن علي عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قالت:خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عشيّة عرفة و قال:إن اللّه عز و جل باهي بكم و غفر لكم عامة و لعلي خاصة و إني رسول اللّه إليكم جميعا،غير محاب لقرابتي،إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحبّ عليا عليه السّلام في حياته و بعد موته (2).

الثالث: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الحسن بن علي البصري قال:حدّثنا محمّد بن يحيي قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي صالح قال لما حضرت عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنه الوفاة قال:اللّهمّ إنّي أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام (3).

الرابع: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا شريك قال:حدّثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن الفضل بن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أحب أن

ص: 46


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:656/2 ح 1118.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:658/2 ح 1121.
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:662/2 ح 1129.

يستمسك بالقضيب الاحمر الذي غرسه اللّه عز و جل في جنّه عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليه السّلام (1).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا نصر بن علي بن حسين بن علي الجهضمي قال:أخبرني علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن حسين بن علي بن علي قال:أخبرني أخي عن جده أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ بيد حسن و حسين عليهما السّلام فقال:من أحبّني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة (2).

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا عبد اللّه بن نمير عن شريك قال:

حدّثنا أبو ربيعة عن ابن بريدة عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه يحب من أصحابي أربعة، و أخبرني أنه يحبهم و أمرني بحبهم قالوا:و من هم يا رسول اللّه؟قال:إنّ عليا منهم (3).

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا يحيي بن عبد الحميد المحمدي قال:حدّثنا شريك عن أبي ربيعة الايادي عن ابن بريدة عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أمرني اللّه بحب أربعة و أخبرني أنه يحبهم،إنك يا علي منهم،إنك يا علي منهم (4).

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:أخبرنا شريك عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال أمرني اللّه عز و جل بحب أربعة من أصحابي،أري شريكا قال:و أخبرني أنه يحبهم، علي منهم،علي منهم و أبو ذر و سلمان و المقداد الكندي (5).

التاسع: من صحيح البخاري في الجزء السابع في الوسط الجزء سواء (6).

العاشر: و في باب علامة الحب في اللّه لقوله عز و جل قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (7) قال:حدّثني بشر بن خالد قال:حدّثنا محمّد بن جعفر عن سعيد بن سليمان عن أبي وابل عن عبد اللّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:المرء مع من أحب (8).

الحادي عشر: قال:حدّثنا قتيبة قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال:قال عبد اللّه بن مسعود جاء رجل إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه كيف تقول في رجل أحبّ قوما و لم يلحق بهم؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المرء مع من أحب.قال:و تابعة جرير بن حازم و سليمان بن قرم و أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله (9).

ص: 47


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:664/2 ح 1132.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:693/2 ح 1185.
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:691/2 ح 1181.
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:648/2 ح 1103.
5- مسند أحمد:356/5.
6- تاريخ دمشق:175/60 ط دار الفكر.
7- سوره 3 - آيه 31
8- صحيح البخاري 7:112.
9- صحيح البخاري 7:113.

الثاني عشر: قال:حدّثنا أبو نعيم قال:حدّثنا سفيان قال:حدّثنا الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسي قال:قيل للنبي صلّي اللّه عليه و آله:الرجل يحب القوم و لما يلحق بهم،قال:المرء مع من أحب.تابعه أبو معاوية و محمّد بن عبيد (1).

الثالث عشر: قال:حدّثنا عبدان قال:أخبرنا أبي عن شعبة عن عمر بن مرة عن سالم بن أبي الحجد عن أنس بن مالك أن رجلا سأل النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:متي الساعة؟قال:و ما أعددت لها؟قال:ما اعددت لها من كثير صلاة و لا صيام و لا صدقة لكنني أحب اللّه و رسوله،فقال:أنت مع من أحببت (2).

الرابع عشر: و من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع و الخمسون من المتفق من البخاري و مسلم من مسند عبد اللّه بن مسعود عن عبد اللّه بن مسعود قال:جاء رجل إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه كيف تري في رجل أحبّ قوما و لما يلحق بهم؟فقال رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله:المرء مع من أحبّ (3).

الخامس عشر: الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في الجزء الثالث في باب مناقب الحسن و الحسين عليهما السّلام من سنن أبي داود عن علي عليه السّلام قال:كنت إذا سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعطاني و إذا سكتّ ابتداني،و أخذ بيد حسن و حسين عليهما السّلام يوما و قال:من أحب هذين و أباهما و أمهما و مات متبعا لسنتي كان معي في الجنّة (4).

السادس عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمّد بن معلي الحنوطي قال:حدّثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن جوزي،حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهران بالرملة،حدّثنا ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب قال:حدّثنا عارم بن الفضل أبو النعمان،حدّثنا قدامة بن النعمان عن الزهري قال:سمعت أنس بن مالك يقول:و اللّه الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي بن أبي طالب (5).

السابع عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلوي قال:حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقاء قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن علي الرازي،حدّثنا علي بن الحسن بن عبيد الرازي قال:حدّثنا إسماعيل بن

ص: 48


1- صحيح البخاري 7:113.
2- صحيح البخاري 7:113.
3- صحيح البخاري 7:113.
4- العمدة:461/283.
5- مناقب ابن المغازلي:290/243.

أبان الازدي عن عمرو بن حريث عن داود بن السليل عن أنس بن مالك قال:قال رسول للّه صلّي اللّه عليه و آله:

يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم،ثم التفت إلي علي عليه السّلام فقال:هم من شيعتك و أنت إمامهم (1).

الثامن عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار الفقيه الشافعي قال:أخبرنا عبد اللّه بن أحمد المزني الملقب بابن السقاء الحافظ،حدّثنا عبد اللّه بن مريدان قال:حدّثنا علي بن يونس العطار قال:حدّثني محمّد بن علي الكندي قال:حدّثني محمّد ابن مسلم قال:حدّثني جعفر بن محمّد قال:حدّثني علي بن الحسين قال:حدّثني الحسين بن علي قال:حدّثني علي بن أبي طالب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا علي إن شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة علي ما هم به من العيوب و الذنوب،وجوههم كالقمر ليلة البدر و قد فرجت عنهم الشدائد و سهلت عليهم الموارد و أعطوا الأمن و الإيمان و ارتفعت عنهم الاحزان،يخاف الناس و لا يخافون و يحزن الناس و لا يحزنون،شرك نعالهم تتلألأ نورا،علي نوق بيض لها أجنحة قد ذللت من غير مهانة و نجبت من غير رياضة،أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم علي اللّه عز و جل (2).

التاسع عشر: موفق بن أحمد من فضلاء العامة أخبرنا:الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاء إسماعيل بن أحمد الواعظ حدّثني والدي شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن محمّد الحسن البيهقي الحافظ،أخبرني أبو عبد اللّه،أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا الاسود بن عامر و عبد اللّه بن نمير قالا:حدّثنا شريك عن أبي ربيعة الايادي عن أبي بريدة عن أبيه قال:قال رسول اللّه:إن اللّه تعالي أمرني بحب أربعة عن أصحابي،و أخبرني أنه يحبهم،قلنا:يا رسول اللّه من هم؟و كلنا يحب أن يكون منهم،فقال:ألا و إن عليا منهم ثم سكت،ثم قال:ألا و إن عليا منهم،ثم سكت (3).

العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا،أخبرنا أبو سعيد الماليني،أخبرني أبو أحمد بن عبدي عبد اللّه بن سليمان بن الاشعث قال:حدّثني عبّاد ابن يعقوب،حدّثنا علي بن هاشم عن أبي الحجّار عن معاوية بن ثعلبة قال:جاء رجل إلي أبي ذر

ص: 49


1- مناقب ابن المغازلي:335/293.
2- مناقب المغازلي:339/296.
3- مناقب الخوارزمي:42/69.

و هو جالس في المسجد و علي يصلي أمامه فقال:يا أبا ذر ألا تحدثني بأحب الناس إليك فو اللّه لقد علمت أن أحبهم إليك أحبهم إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:أجل و الذي نفسي بيده إنّ أحبهم إليّ أحبهم إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو ذلك الشيخ،و أشار بيده إلي علي رضي اللّه عنه (1).

الحادي و العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا، أخبرني أبو عبد اللّه الحافظ قال:أخبرني أحمد بن عثمان بن يحيي المقري ببغداد،حدّثني أبو بكر ابن أبي العوام الرياحي،حدّثني أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري حدّثني عوف بن أبي عثمان النهدي قال رجل لسلمان،ما أشد حبك لعلي قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني (2).

الثاني و العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا، أخبرنا أبو علي الرودباري و أبو عبد اللّه بن برهان و أبو الحسن بن الفضل القطان قال:أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفار،حدّثني سعيد بن محمّد الورّاق و أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي،حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،حدّثني سعيد بن محمّد الورّاق عن علي بن حزور قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:يا علي طوبي لمن أحبّك و صدق فيك،ويل لمن أبغضك و كذب فيك (3).

الثالث و العشرون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرني أبي،أخبرنا أبو الحسن الميداني الحافظ،أخبرنا أبو محمّد الخلال حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب،حدّثني أبو محمّد،ابن الحسن بن نعيم بالطائف،حدّثنا عقبة بن المنهال بن بحر أبو زياد،حدّثنا عبد اللّه بن حميد،حدّثني موسي بن إسماعيل بن موسي عن أبيه عن جده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جاءني جبرائيل عليه السّلام من عند اللّه عز و جل بورقة آس خضراء مكتوب فيها بياض:إنّي افترضت محبة علي بن أبي طالب عليه السّلام علي خلقي عامة فبلّغهم ذلك عني (4).

الرابع و العشرون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرني أبي،حدّثني أبو طالب الحسيني،حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر الفقيه الطبري حدّثني أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه الشيباني،حدّثنا ناصر بن الحسن بن علي،حدّثني محمّد بن منصور عن يحيي بن طاهر

ص: 50


1- مناقب الخوارزمي:43/69.
2- مناقب الخوارزمي:44/70.
3- مناقب الخوارزمي:45/70.
4- مناقب الخوارزمي:37/66.

اليربوعي،حدّثني أبو معاوية عن ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لو اجتمع الناس علي حبّ علي بن أبي طالب لما خلق اللّه عز و جل النار (1).

الخامس و العشرون: موفق بن أحمد قال ذكر محمّد بن أحمد بن علي بن شاذان،أخبرني محمّد بن حماد التستري عن محمّد بن أحمد بن إدريس عن محمّد بن عبد اللّه الاصفهاني عن أبيه عن هيثم عن يونس عن عبيد عن الحسن البصري عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب علي الفردوس،و هو جبل قد علا علي الجنّة و فوقه عرش رب العالمين و من سفحه يتفجر أنهار الجنة و يتفرق في الجنان،و هو جالس علي كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم،لا يجوز أحد الصراط إلا و معه براءة بولايته و ولاية أهل بيته،يشرف علي الجنّة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار (2).

السادس و العشرون: موفق بن أحمد قال ذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،أخبرني الحسين بن أحمد بن سختويه المجاور عن محمّد بن أحمد البغدادي عن عيسي بن مهران عن يحيي بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أوّل من اتخذ علي بن أبي طالب أخا من أهل السماء إسرافيل ثم ميكائيل ثم جبرائيل،و أوّل من أحبّه من أهل السماء حملة العرش ثم رضوان خازن الجنّة ثم ملك الموت،و إن ملك الموت يترحم علي محبي علي بن أبي طالب كما يترحم علي الأنبياء (3).

السابع و العشرون: موفق بن أحمد قال:ذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،حدّثني أحمد بن محمّد بن موسي عن عروة عن محمّد بن عثمان المعدّل عن محمّد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام فقال رسول اللّه:

يا أنس ما حملك علي أن لا تؤدي ما سمعت مني في حق علي بن أبي طالب حتي ادركتك العقوبة؟و لو لا استغفار علي لك ما شممت رائحة الجنّة أبدا و لكن انشر في بقيّة عمرك أن أولياء علي و ذريته و محبيهم السابقون الاوّلون إلي الجنّة،و هم جيران أولياء اللّه،و أولياء اللّه حمزة و جعفر و الحسن و الحسين،و أما علي فهو الصديق الأكبر،لا يخشي يوم القيامة من أحبّه (4).

الثامن و العشرون: موفق بن أحمد قال:ذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،حدّثني القاضي أبو

ص: 51


1- مناقب الخوارزمي:39/67.
2- مناقب الخوارزمي:48/71،مائة منقبة لابن شاذان 52/85.
3- مناقب الخوارزمي:49/72،مائة منقبة 64/132.
4- مناقب الخوارزمي:50/72.

محمّد الحسين بن محمّد بن موسي عن علي بن ثابت عن حفص بن عمر عن يحيي بن جعفر عن عبد الرّحمن بن إبراهيم عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أحب عليا قبل اللّه صلاته و صيامه و قيامه و استجاب دعاءه،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة،ألا و من أحبّ آل محمّد أمن من الحساب و الصراط و الميزان،إلا و من مات علي حب آل محمّد فانا كفيله بالجنّة مع الأنبياء،ألا و من أبغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه:آيس من رحمة اللّه (1).

قال مؤلّف هذا الكتاب أمّا موفق بن أحمد فهو عامي المذهب،و مالك بن أنس هو الذي تنسب إليه الفرقة المالكيّة إحدي الفرق الأربع من العامة،و نافع هو الازرق مولي عمر بن الخطاب و هو من الخوارج و ابن عمر هو عبد اللّه و هو من رءوس النواصب الذين لم يبايعوا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين،و هذه الرواية من عجيب روايتهم لأنهم أعداؤه عليه السلام،و أنا أذكر هذا الحديث بزيادة من طريق العامة.

التاسع و العشرون: ذكر محمّد بن أحمد بن علي بن شاذان في المائة الرواية من طريق العامة في مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام قال:روي عبد اللّه بن عمر قال:سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن علي بن أبي طالب فغضب فقال:ما بال أقوام يذكرون من له منزلة عند اللّه كمنزلتي و مقام كمقامي إلاّ النبوة،إلا من أحبّ عليا فقد أحبني و من رضي اللّه عنه كافأه بالجنة،ألا و من أحب عليا استغفرت له الملائكة و فتحت له أبواب الجنّة يدخل من أي باب شاء بغير حساب،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه كتابه بيمينه و حاسبه حسابا يسيرا،حساب الأنبياء،ألا و من أحبّ عليا لا يخرج من الدنيا حتي يشرب من الكوثر و يأكل من شجرة طوبي و يري مكانه في الجنّة،ألا و من أحب عليا يهوّن اللّه عليه سكرات الموت و جعل قبره روضة من رياض الجنّة،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه في الجنّة بكل عرق في بدنه حوراء و شفّعه في ثمانين من أهل بيته،و له بكل شعرة علي بدنه مدينة في الجنّة،ألا و من عرف عليا و أحبّه بعث اللّه إليه ملك الموت كما يبعث إلي الأنبياء،و رفع عنه أهوال منكر و نكير و نوّر قبره و فسحه مسيرة سبعين عاما و بيّض وجهه يوم القيامة،ألا و من أحب عليا أظله اللّه في ظل عرشه مع الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و آمنه من الفزع الأكبر و أهوال الصاخة،ألا و من أحب عليا تقبل اللّه حسناته و تجاوز عن سيئاته و كان في الجنّة رفيق حمزة سيد الشهداء،ألا و من أحبّ عليا أثبت اللّه الحكمة في قبله و أجري علي لسانه الصواب و فتح اللّه عليه أبواب الرحمة،ألا

ص: 52


1- مناقب الخوارزمي:51/73.

و من أحب عليا سمي أسير اللّه في الأرض و باهي اللّه به ملائكته و حملة عرشه،ألا و من أحبّ عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبد اللّه استأنف العمل قد غفر اللّه لك الذنوب كلها،ألا و من أحب عليا جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر،ألا و من أحب عليا وضع اللّه علي رأسه تاج الكرامة و ألبسه حلل العز،ألا و من أحب عليا مرّ علي الصراط كالبرق الخاطف و لم ير صعوبة المرور،ألا و من أحبّ عليا كتب اللّه له براءة من النار و براءة من النفاق و جوازا علي الصراط و أمانا من العذاب، ألا و من أحبّ عليا لا ينشر له ديوان و لا ينصب له ميزان و قيل له:ادخل الجنة بغير حساب،ألا و من أحبّ آل محمد أمن من الحساب و الميزان و الصراط،ألا و من مات علي حب آل محمّد صافحته الملائكة و زارته أرواح الأنبياء و قضي اللّه له كل حاجة كانت له عند اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمّد مات كافرا،ألا و من مات علي حب آل محمّد مات علي الإيمان و كنت أنا كفيله بالجنة (1).

الثلاثون: موفق بن أحمد قال ذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن أيوب بن علي بن محمّد بن عنبسة بن رويدة عن بكر بن أحمد،حدّثني و حدّثني أحمد ابن الجراح قال:حدّثنا أحمد بن المفضل الاهوازي،حدّثني بكر بن أحمد عن محمّد بن علي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها و عمها الحسن بن عليّ رضي اللّه عنهم قالا:حدّثنا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أدخلت الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي و الحلل،أسفلها خيل بلق و أوسطها حور عين و في أعلاها الرضوان قلت:يا جبرائيل لمن هذه الشجرة؟قال:هذه لابن عمك علي بن أبي طالب،إذا أمر اللّه الخليقة بالدخول إلي الجنة يؤتي بشيعة علي حتي ينتهي بهم إلي هذه الشجرة فيلبسون الحلي و الحلل و يركبون الخيل البلق و ينادي مناد،هؤلاء شيعة علي صبروا في الدنيا علي الاذي فحبوا اليوم (2).

الحادي و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الإمام عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي(ره)،حدّثنا القاضي الإمام الأجلّ شمس القضاة جمال الدين أحمد ابن عبد الرّحمن بن إسحاق،حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الاسدي،حدّثني أبو بكر محمّد ابن الحسن المقري،حدّثنا محمّد بن الحسين الحنفي و أبو الطيّب الورّاق قالا:حدّثنا محمّد بن الوليد و أبان بن حيان العقيلي،حدّثنا علي بن سليمان بن أبي الرقاع المصري،حدّثنا عيّاش بن لهيعة عن الحرث بن يزيد عن أبي علقمة مولي بني هاشم قال:صلّي بنا النبي صلّي اللّه عليه و آله الصبح،ثم التفت إلينا و قال معاشر أصحابي رأيت البارحة عمي حمزة بن عبد المطلب و أخي جعفر بن أبي

ص: 53


1- مائة منقبة:/52المنقبة:26.
2- مناقب الخوارزمي:52/73.

طالب رضي اللّه عنه و بين أيديهما طبق من نبق فأكلا ساعة،ثم تحول النبق عنبا فأكلا ساعة،ثم تحول العنب رطبا فأكلا ساعة فدنوت منهما و قلت:بأبي أنتما و أمي أي الاعمال وجدتما أفضل؟فقالا:فديناك بالآباء و الأمهات،وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك و سقي الماء و حب علي بن أبي طالب عليه السّلام (1).

الثاني و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الاستاذ عمار الدين أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الوبري الخوارزمي،حدّثنا الشيخ الإمام أبو القاسم ميمون بن علي الميموني،حدّثنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمّد إسماعيل بن الحسن بن علي،حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن جنب،حدّثنا أبو جعفر محمّد بن مسلمة الواسطي سنة خمس و سبعين و مائتين،حدّثنا يزيد بن هارون،حدّثنا شريك عن أبي ربيعة عن أبي بريدة عن أبيه رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم:إن اللّه تعالي أمرني أن أحب أربعة من أصحابي،أخبرني أنه يحبهم،قال:فقلنا:من هم يا رسول اللّه؟قال:

إن عليا منهم،ثم قال ذلك في اليوم الثاني مثل ما قال في اليوم الأول فقلنا:من هم يا رسول اللّه؟ قال:إن عليا منهم،ثم قال مثل ذلك في اليوم الثالث فقلنا:من هم يا رسول اللّه؟فقال:إن عليا منهم و أبا ذر الغفاري و مقداد بن الاسود الكندي و سلمان الفارسي (2).

الثالث و الثلاثون: موفق بن أحمد و أخبرنا الإمام أخي شمس الأئمة أبو الفرج محمّد بن أحمد المكي،أخبرنا الإمام الزاهد أبو محمّد إسماعيل بن علي إجازة،حدّثنا السيد الإمام الأجلّ المرشد باللّه أبو الحسين يحيي بن الموفق،أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف الواعظ بن العلاف،أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمود بن حماد المعروف بأبي هيثم،أخبرنا أبو محمّد القاسم بن جعفر بن محمّد بن أعبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب،حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين بن علي الشهيد رضي اللّه عنهم أجمعين قال:سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من أحب أن يحيي حياتي و يمون مماتي و يدخل الجنّة التي وعدني ربي فليتولّ علي بن أبي طالب و ذريته الطاهرين أئمة الهدي و مصابيح الدجي من بعده،فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدي إلي باب الضلالة (3).

الرابع و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن

ص: 54


1- مناقب الخوارزمي:53/74.
2- مناقب الخوارزمي:54/75.
3- مناقب الخوارزمي:55/75.

محمّد الهمداني،أخبرني أحمد بن مضر بن أحمد،حدّثني الحسين بن علي بن العباس الفقيه، أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الهروي بنهاوند،أخبرني سليمان بن أحمد الطبراني،حدّثني محمّد بن يونس الظبي،حدّثني محمّد بن سعيد الخزاعي،حدّثني عمر بن حمزة،حدّثني أبو اسيد بن عيسي،حدّثني خلف بن مهران أبو الربيع عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه:حب علي بن أبي طالب حسنة،لا يضر معها سيئة و بغضه سيئة لا ينفع معها حسنة (1).

الخامس و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:انبأني مهذب الأئمة هذا،أخبرنا محمّد بن الحسين المستعمل،أخبرنا الحسين بن علي بن محمّد بن العباس بن محمّد بن زكريا،أخبرني أبو سعيد الحسن بن علي بن الحسين بن راشد،حدّثني شريك عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن الفضل أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أحب أن يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه اللّه في جنة عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليه السّلام (2).

السادس و الثلاثون: موفق بن أحمد قال في معجم الطبراني بإسناده إلي فاطمة الزهراء عليها السّلام قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه باهي بكم و غفر لكم عامة و لعلي خاصة،و إني رسول اللّه إليكم غير هائب لقومي و لا محاب لقرابتي،هذا جبرئيل يخبرني أن السعيد كل السعيد من أحبّ عليا في حياته و بعد مماته،و إن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته و بعد مماته (3).

السابع و الثلاثون: موفق بن أحمد أنبأني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهر الديلمي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا عبدوس بن عبدوس الهمداني كتابة،حدّثني الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد البزاز ببغداد،و حدّثني القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون ابن محمّد الظبي حدّثني أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ أن محمّد بن أحمد القطواني حدثهم قال:حدثني إبراهيم بن الأنصاري،حدّثني إبراهيم بن جعفر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلمة عن أبي الزبير عن جابر قال:كنا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قد أتاكم أخي،ثم التفت إلي الكعبة فضربها بيده و قال:و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة،ثم قال:إنّه أوّلكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه تعالي و أقومكم بأمر اللّه و اعدلكم في الرعية و أقسمكم بالسوية و أعظمكم عند اللّه مزية قال:و نزلت فيه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) (5)قال:و كان أصحاب النبي صلي اللّه عليه و سلم إذا

ص: 55


1- مناقب الخوارزمي:56/76.
2- مناقب الخوارزمي:57/76.
3- مناقب الخوارزمي:62/79.
4- سوره 98 - آيه 7
5- البينة:7.

أقبل علي عليه السّلام قالوا:قد جاء خير البرية (1).

الثامن و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:روي الناصر للحق بإسناده في حديث طويل:قال لما قدم علي عليه السّلام علي رسول اللّه لفتح خيبر قال صلّي اللّه عليه و آله:لو لا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصاري في المسيح عليه السّلام لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملإ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك و من فضل طهورك يستشفون بهما،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك،ترثني و أرثك،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي و إنّك تبرئ ذمتي و تقاتل علي سنتي و إنك غدا في الآخرة أقرب الناس مني،و إنك أول من يرد علي الحوض و أول من يكسي معي و أول داخل في الجنة من أمتي،و إن شيعتك علي منابر من نور،و إن الحق علي لسانك و في قلبك و بين عينيك (2).

التاسع و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار المتقدم إجازة،أخبرني عبدوس هذا كتابة،أخبرني الشيخ أبو الفرج محمّد بن سهل،حدّثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن بركان، حدّثني زكريا الغلابي حدّثني الحسين بن موسي بن محمّد بن عباد الجرار،حدّثني عبد الرّحمن ابن القاسم الهمداني،حدّثنا أبو حاتم محمّد بن محمّد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الناصح علي بن محمّد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين،عن الثقة محمّد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الرضا علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الامين موسي ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الصادق جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الباقر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام،عن البر الحسن بن علي ابن أبي طالب،عن المرتضي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،عن المصطفي محمّد الامين سيد المرسلين الاولين و الآخرين صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي بن أبي طالب:يا أبا الحسن كلّم الشمس فإنها تكلمك،قال علي رضي اللّه عنه:السلام عليك أيها العبد المطيع للّه تعالي فقالت الشمس:و عليك السلام يا أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين،يا علي أنت و شيعتك في الجنة،يا علي أوّل من تنشق الأرض عنه محمّد،ثم أنت و أول من يحيي محمّد،ثم أنت و أول من يكسي

ص: 56


1- مناقب الخوارزمي:120/112.
2- مناقب الخوارزمي:188/159.

محمد ثم أنت،قال:فانكب علي ساجدا و عيناه تذرفان بالدموع فانكب عليه النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا أخي و حبيبي ارفع رأسك فقد باهي اللّه بك أهل سبع سماوات (1).

الأربعون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي(ره)،حدّثنا القاضي الأجلّ شمس القضاة جمال الدين أحمد بن عبد الرّحمن بن إسحاق،أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمّد بن الحسين الجعفي الهرواني،حدّثنا أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن خالد بن يعقوب الحميري،حدّثنا القاسم بن خليفة بن سوار،حدّثنا حماد ابن سوار عن عيسي بن عبد الرّحمن عن علي بن حرور عن أبي مريم قال:سمعت عمار بن ياسر رضي اللّه عنه يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:يا علي إن اللّه زينك بزينة لم يزيّن العباد بزينة هي أحب إليه منها،زهدك فيها و بغضها إليك،و حبب إليك الفقراء و رضيت بهم اتباعا و رضوا بك إماما،يا علي طوبي لمن أحبّك و صدّق عليك،و الويل لمن أبغضك و كذب عليك،أمّا من أحبك و صدق بك فإخوانك في الدين و شركاؤك في الجنة،و أما من أبغضك و كذب عليك فحقيق علي اللّه تعالي يوم القيامة أن يقيمه مقام الكذابين (2).

الحادي و الأربعون: موفق بن أحمد قال أخبرنا أبو منصور بن شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،أخبرنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة رضي اللّه عنه من مسند يزيد بن علي رضي اللّه عنه،حدّثنا الفضل بن الفضل بن العباس،حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن سهل قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه البلوي،حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء،حدّثني أبي عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله يوم فتح خيبر:لو لا أن تقول طوائف من أمتي ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر علي ملأ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون مني و أنا منك، ترثني و أرثك،و أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي،يا علي أنت تؤدّي ديني و تقاتل علي سنتي و أنت في الآخرة أقرب الناس مني،و أنت يا علي غدا علي الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين،و أنت أول من يرد علي الحوض،و أنت أول داخل في الجنة من أمتي و إن شيعتك علي منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي،أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني،و إن أعداءك غدا ظماء مظمئون،مسودة وجوههم مقمحون-مقمحون:يضربون

ص: 57


1- مناقب الخوارزمي:123/114.
2- مناقب الخوارزمي:126/116.

بالمقامع و هي سياط من نار مقتحمين-حربك حربي و سلمك سلمي و سرك سري و علانيتك علانيتي و سريرة صدرك كسريرة صدري،و أنت باب علمي،و إن ولدك ولدي و لحمك لحمي و دمك دمي،و إن الحق معك و الحق علي لسانك و في قلبك و بين عينيك،و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إن اللّه عز و جل أمرني أن أبشرك أنك و عترتك في الجنة و عدوك في النار،لا يرد علي الحوض مبغض لك و لا يغيب عنه محب لك،قال علي:فخررت ساجدا للّه تعالي و حمدته علي ما أنعم به علي من الإسلام و القرآن و حبّبني إلي خاتم النبيين و سيد المرسلين (1).

الثاني و الأربعون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الصالح العالم الاوحد أبو الفتح عبد الملك ابن أبي القاسم بن أبي سهل الكرخي الهروي عن مشايخه الثلاثة:القاضي أبي عامر محمود بن القاسم الازدي و أبي نصر عبد العزيز بن محمّد الترياقي و أبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغروجي، ثلاثتهم عن أبي محمّد بن عبد الجبار بن محمّد الجراحي عن أبي العباس محمّد بن أحمد المحبوبي عن الإمام الحافظ أبي عيسي محمّد بن عيسي الترمذي،أخبرنا نصر بن علي الجهضمي،حدّثني علي بن جعفر بن محمّد،حدّثني أخي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن جده علي بن أبي طالب أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ بيد حسن و حسين و قال:من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة،قال:أخرج هذا الحديث أبو عيسي في جامعه (2).

الثالث و الأربعون: موفق بن أحمد قال:أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه بن نصر بن البزاغوني،حدّثنا أبو الحسين محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد النافرجي، حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن الحسين بن علي بن بندار،حدّثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان،حدّثني أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي،حدّثني أبي أحمد بن عامر بن سليمان،حدّثنا أبو الحسن علي بن موسي الرضا،حدّثني أبي موسي بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد،حدّثني أبي علي بن الحسين،حدّثني أبي الحسين،حدّثني أبي علي ابن أبي طالب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:يا علي إن اللّه قد غفر لك و لأهلك و لشيعتك و محبي شيعتك فابشر فإنك الأنزع البطين،منزوع من الشرك بطين من العلم (3).

ص: 58


1- مناقب الخوارزمي:143/129.
2- مناقب الخوارزمي:156/138،صحيح الترمذي 5:3816/305.
3- مناقب الخوارزمي:284/294.

الرابع و الأربعون: موفق بن أحمد بالاسناد السابق عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:يا علي إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة اللّه،و أخذت أنت بحجزتي،و أخذ ولدك بحجزتك،و أخذ شيعة ولدك بحجزتهم،فتري أين يؤمر بنا (1)؟.

الخامس و الأربعون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعيد السمان هذا،أخبرني أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني بقراءتي عليه،حدّثني أبو بكر محمّد بن حسان الديرعاقولي،حدّثني محمّد بن الحسين بن حفص الاشناني،حدّثني محمّد بن يحيي الفارسي عن سليمان بن حرب عن يونس بن سليمان التيمي عن أبيه عن يزيد بن تبيع قال:سمعت أبا بكر رضي اللّه عنه يقول:

رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خيّم خيمة و هو متكئ علي قوس عربية،و في الخيمة علي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي اللّه عنهم،ثم قال:يا معاشر المسلمين أنا سلم من سالم أهل الخيمة و حرب لمن حاربهم و ولي لمن والاهم و عدو لمن عاداهم،لا يحبّهم إلا سعيد الجد طيب المولد،و لا يبغضهم إلا شقي الجد رديء المولد،فقال رجل:يا زيد باللّه أنت سمعت هذا من أبي بكر؟قال:أي و رب الكعبة (2).

السادس و الأربعون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا،أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الحمدوني بقراءتي عليه سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة،حدّثني أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمدان بن عبد الرّحمن بن المزرجان الحلان،حدّثني أبو بكر محمّد بن إبراهيم السوسي البصري نزيل حلب،حدّثني عثمان بن عبد اللّه القرشي الشامي بالبصرة قدم علينا، حدّثنا يوسف بن أسباط عن محمّد الظبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر رضي اللّه عنه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:إن جبرائيل نزل علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمّد إن اللّه يأمرك أن تحبّ عليّا و تحبّ من يحبّه،فإن اللّه تعالي يحب عليا و يحب من يحبه (3).

السابع و الأربعون: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان،أخبرنا الشريف الحسن بن حمزة العلوي عن علي عن الزهري عن عروة عن أبي عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صافح عليا فكأنما صافحني،و من صافحني فكأنما صافح أركان العرش،و من عانقه فكأنما عانقني و من عانقني فكأنما عانق الأنبياء كلهم،و من صافح محبا لعلي

ص: 59


1- مناقب الخوارزمي:289/296.
2- مناقب الخوارزمي:291/297،الرياض النضرة:154/2.
3- مناقب الخوارزمي:296/301.

غفر له الذنوب و أدخله الجنّة بغير حساب (1).

الثامن و الأربعون: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن شاذان،أخبرنا أبو محمّد ابن هارون بن موسي التلعكبري عن عبد العزيز بن عبد اللّه عن جعفر بن محمّد عن عبد اللّه الكريم قال:حدّثني فيجان العطار أبو نصر عن أحمد بن محمّد بن الوليد عن ربيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لما خلق اللّه تعالي آدم و نفخ فيه من روحه عطس آدم فقال:الحمد للّه فأوحي اللّه تعالي إليه:حمدني عبدي و عزتي و جلالي لو لا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك،قال:إلهي فيكونان مني؟قال:نعم يا آدم،ارفع رأسك و انظر فرفع رأسه فإذا مكتوب علي العرش:لا إله إلا اللّه محمّد رسول اللّه نبي الرحمة،علي مقيم الحجة و من عرف حق علي زكا و طاب و من أنكر حقه لعن و خاب،أقسمت بعزي و جلالي أن أدخل الجنة من إطاعة و إن عصاني،و أقسمت بعزتي أن أدخل النار من عصاه و إن أطاعني (2).

التاسع و الأربعون: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين الصالح عن محمّد بن علي الاعرج عن محمّد بن الحسن بن عبد الوهاب عن علي بن الحسن عن الربيع بن يزيد الرقاشي عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة ينادون علي بن أبي طالب بسبعة أسماء:يا صدّيق يا دال يا عابد يا هادي يا مهدي يا فتي يا علي،مرّ أنت و شيعتك إلي الجنة بغير حساب (3).

الخمسون: موفق بن أحمد قال أنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد المقري،أخبرنا أحمد ابن عبد اللّه،حدّثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمّد المرمي،حدّثني أبي،حدّثني إسماعيل بن موسي حدّثني محمّد بن فضل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة أقام اللّه عز و جل جبرائيل و محمّدا عليهما السلام علي الصراط فلا يجوزه أحد إلا من كان معه براءة علي بن طالب كرم اللّه وجهه (4).

الحادي و الخمسون: موفق بن أحمد قال:أخبرني سيد الحفّاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمّد بن ظاهر الجعفري باصبهان عن الحافظ أبي بكر محمّد بن موسي بن مردويه بن فورك الاصبهاني،حدّثني عبد اللّه بن

ص: 60


1- مناقب الخوارزمي:317/316،مائة منقبة:39/69.
2- مناقب الخوارزمي:320/318،مائة منقبة:50/82.
3- مناقب الخوارزمي:323/319،مائة منقبة:83/150.
4- مناقب الخوارزمي:324/320،ذخائر العقبي:71.

محمّد بن يزيد،حدّثني محمّد بن أبي يعلي،حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن شاذان،حدّثني زكريا ابن يحيي أبو علي الجزار البصري،حدّثني مندل بن علي عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه بالغداة،و كان يحب أن لا يسبق إليه أحد،فدخل فإذا النبي صلّي اللّه عليه و آله في صحن البيت،فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال:السلام عليك،كيف أصبح رسول اللّه؟فقال:بخير يا أخا رسول اللّه فقال علي:

جزاك اللّه عنا أهل البيت خيرا،قال له:دحية إنّي لأحبك و إن لك عندي مدحة أزفها إليك،أنت أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين،أنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين و المرسلين،لواء الحمد بيدك يوم القيامة،تزف أنت و شيعتك مع محمّد و حزبه إلي الجنان زفا زفا،قد أفلح من تولاك و خسر من عاداك،فبحب محمّد حبّوك،و مبغضوك لن تنالهم شفاعة محمّد صلّي اللّه عليه و آله،ادن مني صفوة اللّه فأخذ رأس النبي صلّي اللّه عليه و آله فوضعه في حجره فقال النبي:ما هذه الهمهمة؟فأخبره علي بما جري،فقال:يا علي لم يكن دحية و لكن كان جبرائيل،سمّاك باسم سماك اللّه به و هو الذي ألقي محبتك في صدور المؤمنين و رهبتك في صدور الكافرين (1).

الثاني و الخمسون: موفق بن أحمد بالاسناد السابق عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه هذا،حدّثني محمّد بن أحمد بن ماشي الهروي،حدّثني محمّد بن الفضل بن العباس الفاريابي،حدّثني حمزة بن نوح،حدّثنا وكيع بن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنة من تعلق بها دخل الجنة (2).

الثالث و الخمسون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرني أبو علي الحسن ابن أحمد بن مهرة الحداد الاصفهاني بأصفهان،أخبرني الحافظ أبو نعيم عن محمّد بن حميد عن علي بن سراج المضري عن محمّد بن فرور عن أبي عمر طاهر بن عبد اللّه بن مغنم قال:حب علي ابن أبي طالب شجرة فمن تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة (3).

الرابع و الخمسون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرني أبي شيرويه، أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمّد بن خالد الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من أصل سماعه في مسجد الشوينزية رحمه اللّه،أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن طلحة الصيداوي بها،

ص: 61


1- مناقب الخوارزمي:329/323.
2- مناقب الخوارزمي:331/324.
3- مقتل الحسين للخوارزمي:108 ح 250 بتفاوت.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الحبي بمصر،حدّثنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر العكي،حدّثنا علي بن العباس المقانعي،حدّثنا سعيد بن فريد الكندي،حدّثنا عبد اللّه بن حازم الخزاعي عن إبراهيم بن موسي الجهني عن سلمان الفارسي عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي:يا علي تختّم باليمين تكن من المقربين قال:يا رسول اللّه و من المقربون؟قال:جبرائيل و ميكائيل،قال:فبم أتختّم يا رسول اللّه؟قال:بالعقيق الاحمر فإنه جبل أقر للّه بالوحدانية ولي بالنبوة و لك بالوصية و لولدك بالامامة و لمحبيك بالجنة و لشيعة ولدك بالفردوس (1).

الخامس و الخمسون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي ابن أحمد العاصي الخوارزمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق، حدّثنا والدي أبو العباس السراج،أخبرنا أبو معمر،حدّثنا جرير عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبش عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا يحبك إلاّ كلّ مؤمن تقي، و لا يبغضك إلاّ كل فاجر رديء (2).

السادس و الخمسون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا السيد أبو الحسين محمّد بن الحسن داود العلوي،حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي إملاء من حفظه،حدّثني أبو الازهر أحمد بن الازهر بن منيع السليطي،حدّثني عبد الرزاق حدّثني معمر عن الزهري عن عبد اللّه بن عبد اللّه عن ابن عباس أن النبي صلّي اللّه عليه و آله نظر إلي علي بن أبي طالب فقال له:أنت سيد في الدنيا و سيد في الآخرة،من أحبك فقد أحبني،و حبيبك حبيب اللّه،و من أبغضك فقد أبغضني و بغيضك بغيض اللّه،و الويل لمن أبغضك بعدي (3).

السابع و الخمسون: موفق بن أحمد قال:روي جعفر بن محمّد عن آبائه عن علي عليه السّلام:أن النبي عليه السّلام قال له:إن في السماء حرسا و هم الملائكة،و في الأرض حرسا و هم شيعتك (4).

الثامن و الخمسون: موفق بن أحمد،روي الناصر للحق بإسناده عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:يدخل من أمتي الجنة سبعون الفا بغير حساب فقال عليّ:من هم يا رسول اللّه؟قال:هم شيعتك و أنت إمامهم (5).

التاسع و الخمسون: موفق بن أحمد بإسناده عن محمّد بن الحسين،أخبرنا أبو سعيد الماليني

ص: 62


1- مناقب الخوارزمي:335/326.
2- مناقب الخوارزمي:336/326.
3- مناقب الخوارزمي:337/327.
4- مناقب الخوارزمي:342/328.
5- مناقب الخوارزمي:343/328.

أخبرني أبو أحمد بن عدي،أخبرنا أبو يعلي و أحمد بن الحسن الصوفي،حدّثني أبو سعيد الاشج حدّثني بليد بن سليمان عن أبي الحجاج عن محمد بن عمرو الهاشمي عن زينب بنت علي عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:أما إنك يا ابن أبي طالب و شيعتك في الجنة و سيجيء أقوام ينتحلون حبّك،ثم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية،لهم نبر يقال لهم:الخارجة،فإن لقيتهم فاقتلهم فإنّهم مشركون (1).

الستّون: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان العامة قال:أخبرني المشايخ الثلاثة بهاء الدين محمّد أبو محمّد الحسن بن الشريف،ثم ساق الحديث عن مشايخه الثلاثة بذكر اسمائهم إلي أن قال باتصال السند:أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن عامر الطائي،حدّثني أبي سنة ستين و مائتين عن علي بن موسي الرضا عليهما التحية و الثناء سنة أربع و أربعين و مائتين،حدّثني أبي موسي بن جعفر عليه السّلام،حدّثني أبي جعفر بن محمّد صلوات اللّه عليهما،حدّثني أبي محمّد بن علي صلوات اللّه عليهما حدّثني أبي علي بن الحسين عليهما السّلام،حدّثني أبي علي بن الحسين بن علي عليهما التحية و الثناء،حدّثني أبي علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أتاني جبرئيل عن ربي عز و جل و هو يقول:ربي يقرئك السلام و يقول لك:بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات و يؤمنون بك و بأهل بيتك بالجنة،فلهم عندي جزاء الحسني و سيدخلون الجنة (2).

الحادي و الستون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء المعتزلة قال:قال صاحب كتاب المغارات قال:روي يونس بن أرقم عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة مولي أم هاني قال:كنت عند علي عليه السّلام و قد أتاه رجل عليه زي السفر فقال:يا أمير المؤمنين إنّي أتيتك من بلدة ما رأيت لك بها محبا قال:من أين أتيت؟قال:من البصرة قال:أما إنّهم لو يستطيعون أن يحبوني لأحبوني،إنّي و شيعتي في ميثاق اللّه لا يزداد فينا رجل و لا ينقص إلي يوم القيامة (3).

الثاني و الستون: ابن أبي الحديد قال روي أبو غسان النهدي قال دخل قوم من الشيعة علي علي عليه السّلام في الرحبة و هو علي حصير خلق فقال:ما جاء بكم؟قالوا:حبك يا أمير المؤمنين قال:أما إنّه من أحبني رآني حيث يحب أن يراني،و من أبغضني رآني حيث يكره أن يراني،ثم قال:ما عبد اللّه أحد قبلي إلا نبيه عليه السّلام،و لقد هجم أبو طالب علينا و أنا و هو ساجدان فقال:أو فعلتموها،ثم قال لي و أنا غلام:ويحك انصر ابن عمّك،ويحك لا تخذله،و جعل يحثني علي موازرته و مكانفته فقال

ص: 63


1- مناقب الخوارزمي:367/356.
2- فرائد السمطين 1:246/308.
3- شرح نهج البلاغة:95/4.

له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ فلا تصلي أنت يا عم معنا؟فقال:لا أفعله لا أجفي،لا تعلوني استي،ثم انصرف (1).

الثالث و الستون: ابن أبي الحديد قال:روي جعفر الاحمر عن مسلم بن الاعور عن حبة العرني قال:قال علي عليه السّلام:من أحبّني كان معي،أما إنك لو صمت الدهر كله و قمت الليل كله ثم قتلت بين الصفا و المروة-أو قال:بين الركن و المقام-لما بعثك اللّه إلا مع هواك بالغا ما بلغ إن في جنة ففي جنة و إن في نار ففي نار (2).

الرابع و الستون: ابن أبي الحديد قال:روي حمّاد بن صالح عن أيوب عن أبي كهمس عن علي عليه السّلام قال:يهلك فيّ ثلاثة:اللاعن و المستمع المقر و حامل الوزر و هو الملك المترف الذي يتقرب إليه بلعني و يبرأ عنده من ديني و ينتقص عنده حسبي،و إنما حسبي حسب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ديني دينه،و ينجو فيّ ثلاثة:من أحبّني و أجب محبّي و من عادي عدوّي،و من اشرب قلبه بغضي و ألّب علي أو انتقصني فليعلم أن اللّه عدوّه و جبرئيل،و اللّه عدوّ للكافرين (3).

الخامس و الستون: ابن أبي الحديد عن أحمد بن حنبل في المسند قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله النظر إلي وجهك يا علي عبادة،أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة،من أحبّك أحبّني و حبيبي حبيب اللّه،و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه،الويل لمن أبغضك (4).

السادس و الستون: ابن أبي الحديد عن أحمد بن حنبل قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أوصيكم بحب أقربها أخي و ابن عمي علي بن أبي طالب،لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق من أحبّه فقد أحبّني و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني عذبه اللّه بالنّار (5).

السابع و الستون: ابن أبي الحديد قال:قال علي عليه السّلام لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا علي أن يبغضني ما أبغضني،و لو صببت الدنيا بجملتها علي منافق علي أن يحبني ما أحبني،و ذلك أنه قضي ما قضي علي لسان النبي الأمي أنه قال:لا يبغضك مؤمن (6).

الثامن و الستون: أبو نعيم في حلية الاولياء في الجزء الثالث بإسناده عن عدي بن ثابت عن زر رضي اللّه عنه قال:سمعت علي بن أبي طالب عليه السّلام يقول:و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة و تردي بالعظمة إنّه لعهد النبي صلّي اللّه عليه و آله إليّ أنه لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.قال أبو نعيم:هذا

ص: 64


1- شرح نهج البلاغة:105/4.
2- شرح نهج البلاغة:105/4.
3- شرح نهج البلاغة.
4- شرح نهج البلاغة.
5- شرح نهج البلاغة.
6- شرح نهج البلاغة.

حديث صحيح متّفق عليه رواه جماعة (1).

التّاسع و الستون: أبو نعيم في حلية الاولياء يلي الحديث الاوّل بلا فاصلة عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب عليه السّلام أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:إن ابنتي فاطمة ليشترك في حبّها البرّ و الفاجر،و إني كتب إليّ أو عهد إليّ أنه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.قال الحافظ أبو نعيم روي هذا الحديث جماعة من أهل الكوفة و غيرهم (2).

السبعون: و من الجزء الثاني من كتاب الفردوس بالاسناد عن سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:يا علي محبّك محبي،مبغضك مبغضي (3).

الحادي و السبعون: و من الجمع بين الصحيحين في المجلد الاوّل من مسند علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق (4).

الثاني و السبعون: و من الجزء الأول من كتاب حلية الاولياء قال أبو نعيم بإسناده عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من سرّه أن يحيي حياتي و يموت ميتتي و يتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها اللّه بيده،ثم قال:كوني فكانت،فليتولّ علي بن أبي طالب (5).

الثالث و السبعون: و من حليه الاولياء يلي الحديث السابق من الجزء المذكور أيضا بإسناده عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من سرّه أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن التي غرسها اللّه،فليوال عليا من بعدي،و ليوال وليّه و ليقتد بالأئمة من بعدي فانّهم عترتي،خلقوا من طينتي رزقوا فهما و علما،ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي،القاطعين فيهم صلتي،لا أنالهم اللّه شفاعتي (6).

مطرف عن زيد بن ارقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أحبّ أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يسكن جنّة الخلد التي وعدني ربي عزّ و جلّ،غرس قضبانها بيده فليتولّ علي بن أبي طالب فانه لن يخرجهم من هدي و لن يدخلكم في ضلالة (7).

الخامس و السبعون: أبو الحسن الفقيه محمّد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بإسناده عن ابن عباس عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال له:أ ينفعني حب علي ابن أبي طالب؟قال:لا أعلم حتي أسأل جبرائيل،فأتاه جبرائيل في سرعة فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:أ ينفع

ص: 65


1- حلية الأولياء:185/4.
2- حلية الأولياء:185/4.
3- الفردوس بمأثور الخطاب:316/5 ح 8304.
4- الجمع بين الصحيحين:172/1 ح 153.
5- حلية الأولياء:86/1 و 174/4.
6- حلية الأولياء:86/1.
7- حلية الأولياء:350/4.

هذا الرجل حب علي بن أبي طالب؟فقال:لا أعلم حتي أسأل إسرافيل فارتفع جبرئيل فقال لإسرافيل:أ ينفع حب علي أبي طالب؟قال:لا أعلم حتي أناجي رب العزة،فأوحي اللّه تعالي الي إسرافيل فقال:قل لجبرئيل يقرئ محمّدا السلام و يقول:أنت منّي حيث شئت،و أنا و علي منك حيث أنت منّي،و محبو علي منّي حيث علي منك،خلق اللّه تعالي من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له و لمحبيه إلي يوم القيامة.

السادس و السبعون: ابن شاذان هذا بإسناده عن ابن عباس قال:جاء رجل إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله.

السابع و السبعون: ابن شاذان هذا بإسناده عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه قد فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي و أوجب عليكم اتباع أمري،و فرض عليكم من طاعة علي بن أبي طالب بعدي كما فرض عليكم من طاعتي و نهاكم عن معصيته كما نهاكم عن معصيتي و جعله أخي و وزيري و وصي و وارثي،و هو مني و أنا منه،حبه إيمان و بغضه كفر،محبه محبي و مبغضه مبغضي،هو مولي من أنا مولاه،و أنا مولي كل مسلم و مسلمة،و أنا و هو أبوا هذه الأمة (1).

الثامن و السبعون: ابن شاذان هذا من طريق العامة و كلما ذكرته عنه فهو من طريق العامة بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله جالسا إذ أقبل علي بن أبي طالب فادناه و مسح وجهه ببردة و قال:يا أبا الحسن ألا أبشّرك بما بشّرني به جبرئيل؟فقال:بلي يا رسول اللّه قال:إن في الجنّة عينا يقال لها تسنيم يخرج منها نهران لو أن بهما سفن الدنيا لجرت،قضبانها من اللؤلؤ و المرجان الرطب،و حشيشها من الزعفران،علي حافتيهما كراس من نور،عليها أناس جلوس مكتوب علي جباههم بالنور:هؤلاء المؤمنون،هؤلاء محبّو علي بن أبي طالب عليه السّلام (2).

التاسع و السبعون: ابن شاذان هذا بإسناده عن عبد اللّه ابن العباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي ابن أبي طالب عليه السّلام:يا علي إن جبرئيل عليه السّلام أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني و فرح به قلبي قال:يا محمّد،إن اللّه تعالي قال لي:اقرأ محمّدا مني السلام و أعلمه أن عليا إمام الهدي و مصابيح الدّجي و الحجة علي أهل الدنيا فإنّه الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم،آليت بعزتي لا أدخل النار أحدا تولاه و سلّم له و للأوصياء من بعده،و لا أدخل الجنة من ترك ولايته و التسليم له و للأوصياء من بعده،حق القول مني لأملأنّ جهنّم و أطباقها من أعدائه،و لأملأنّ الجنة من أوليائه و شيعته (3).

ص: 66


1- مائة منقبة:/46منقبة:22(بتفاوت).
2- مائة منقبة:/56منقبة:29.
3- مائة منقبة:/57منقبة:30.

الثمانون: ابن شاذان هذا عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما مررت في ليلة أسري بي بشيء من ملكوت السماء،و لا علي شيء من الحجب فوقها إلا وجدتها مشحونة بملائكة اللّه تعالي يقولون:هنيئا لك يا محمّد فقد أعطيت ما لم يعط أحد قبلك و لا يعطاه أحد بعدك،أعطيت علي بن أبي طالب أخا و فاطمة زوجته بنتا و الحسن و الحسين أولادا و محبيهم شيعة،يا محمّد إنك أفضل النّبيّين و علي أفضل الوصيّين و فاطمة سيدة نساء العالمين و الحسن و الحسين أكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين و شيعتهم أفضل من تضمّنه عرصات القيامة، يشتملون علي غرف الجنان و قصورها و تنزهها،فلم يزالوا يقولون في مصدري و مرجعي،فلولا أن اللّه تعالي حجب عنها آذان الثقلين لما بقي أحد إلا سمعها (1).

الحادي و الثمانون: ابن شاذان هذا عن الأصبغ بن نباتة قال:سئل سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام و فاطمة فقال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليكم بعلي بن أبي طالب فإنّه مولاكم فأحبّوه،و كبيركم فاتبعوه،و عالمكم فأكرموه،و قائدكم إلي الجنّة فعزروه،و إذا دعاكم فأجيبوه و إذا أمركم فأطيعوه،و أحبّوه بحبّي و أكرموه بكرامتي،ما قلت لكم في علي إلاّ ما أمرني به ربّي (2).

الثاني و الثمانون: ابن شاذان هذا بإسناده عن موسي بن جعفر عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دخلت الجنّة فرأيت علي بابها مكتوبا بالنور:لا إله إلاّ اللّه،محمّد حبيب اللّه،علي بن أبي طالب ولي اللّه،فاطمة أمة اللّه،الحسن و الحسين صفوة اللّه،علي محبّيهم رحمة اللّه و علي مبغضيهم لعنة اللّه (3).

الثالث و الثمانون: ابن شاذان هذا عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أراد التوكل علي اللّه فليحب أهل بيتي،و من أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحب أهل بيتي،و من أراد أن يدخل الجنّة بغير حساب فليحب أهل بيتي،فو اللّه ما أحبّهم أحد إلا ربح في الدنيا و الآخرة (4).

الرابع و الثمانون ابن شاذان بإسناده عن حذيفة بن اليمان قال:قام النبي صلّي اللّه عليه و آله و قبّل بين عيني علي بن أبي طالب و قال:يا أبا الحسن أنت عضو من أعضائي،تنزل حيث نزلت،و إن لك في الجنّة درجة الوسيلة فطوبي لك و لشيعتك من بعدك (5).

الخامس و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:العلم

ص: 67


1- مائة منقبة:/62منقبة:35.
2- مائة منقبة:/63منقبة:36.
3- مائة منقبة:/87منقبة:54.
4- مائة منقبة:84-/85منقبة:51.
5- مائة منقبة:/86منقبة:53.

خمسة أجزاء اعطي علي بن أبي طالب من ذلك أربعة أجزاء و اعطي سائر الناس واحدا،و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا علي بجزء الناس أعلم من الناس يجزئهم. (1)قال:حدّثني قنبر بن أحمد قال:حدّثنا كعب بن نوفل عن بلال بن حمامة قال:طلع علينا النبي صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و وجهه مشرق كدارة القمر فقام عبد الرّحمن بن عوف فقال:يا رسول اللّه ما هذا النور؟فقال:بشارة أتتني من ربي في أخي و ابن عمي و ابنتي،و إن اللّه زوّج عليا بفاطمة و أمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبي فحملت رقاعا-يعني صكاكا-بعدد محبي أهل بيتي و أنشأ من تحتها ملائكة من نور و دفع إلي كل ملك صكا،فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق،فلا يبقي محبّا لنا أهل البيت إلا دفعت إليه صكا فيه فكاكه من النّار،بأخي و ابن عمي و ابنتي فكاك رجال و نساء من أمتي من النار (2).

السادس و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن أيّوب السجستاني قال:كنت أطوف فاستقبلني في الطواف أنس بن مالك فقال:ألا أبشرك بشيء تفرح به؟فقلت له:بلي فقال:كنت واقفا بين يدي النبي صلّي اللّه عليه و آله في مسجد المدينة و هو قاعد في الروضة فقال:اسرع و ائتني بعلي بن أبي طالب، فذهبت فإذا علي و فاطمة عليهما السّلام فقلت له:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله يدعوك فجاء علي عليه السّلام فقال:يا علي سلّم علي جبرائيل فقال علي عليه السّلام:السلام عليك يا جبرائيل،فرد عليه السلام،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:هذا جبرئيل يقول:إن اللّه يقرأ عليك السلام و يقول:طوبي لك و لشيعتك و محبّيك،و الويل ثم الويل لمبغضيك، إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش:أين محمّد و علي؟فيرفع بكما إلي السماء حتي توقفا بين يدي اللّه فيقول لنبيّه:أورد عليا الحوض و هذا الكأس أعطه حتي يسقي محبيه و شيعته و لا يسقي أحدا من مبغضيه و يأمر لمحبيه أن يحاسبوا حسابا يسيرا،و يؤمر بهم إلي الجنّة (3).

السابع و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن عمر بن الخطاب قال:سمعت أبا بكر بن أبي قحافة يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إن اللّه تعالي خلق من نور وجه علي بن أبي طالب عليه السّلام ملائكة يسبحون و يقدسون و يكتبون ثواب ذلك لمحبيه و محبي ولده (4).

الثامن و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا كان يوم القيامة ينادي علي بن أبي طالب بسبعة أسماء:يا صديق يا دال يا عابد يا هادي يا مهدي يا فتي يا علي مرّ أنت و شيعتك إلي الجنة بغير حساب (5).

ص: 68


1- مائة منقبة:/146منقبة:78.
2- مائة منقبة:/166منقبة:92.
3- مائة منقبة:/147منقبة:79.
4- مائة منقبة:/148منقبة:80.
5- مائة منقبة:/151منقبة:83.

التاسع و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه خلق في السماء الرابعة مائة ألف ملك و في السماء الخامسة ثلاثمائة الف ملك و في السماء السابعة ملكا رأسه تحت العرش و رجلاه تحت الثّري و ملائكة أكثر من ربيعة و مضر ليس لهم طعام و لا شراب إلاّ الصلاة علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و محبيه،و الاستغفار لشيعته المذنبين و مواليه (1).

التسعون: ابن شاذان بإسناده عن موسي بن جعفر عن أبيه عن آبائه قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه تعالي لما خلق جنّة عدن قال لها:تزيّني،فتزينت و ماست فقال لها:قرّي،بعزتي و جلالي ما خلقتك إلاّ للمؤمنين،فطوبي لك و لساكنيك،ثم قال:يا علي ما خلقت عدن إلا لك و لشيعتك (2).

الحادي و التسعون: ابن شاذان بإسناده عن سعيد بن جنادة عمن يذكر أيضا سمع النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:علي بن أبي طالب سيد العرب،فقيل:أ لست أنت سيد العرب؟فقال:أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب،من أحبّه و تولاه أحبه اللّه و هداه،و من أبغضه و عاداه أصمّه اللّه و أعماه،علي حقه كحقي و طاعته كطاعتي غير أنه لا نبي بعدي،من فارقه فارقني و من فارقني فارق اللّه تعالي، أنا مدينة الحكمة و هي الجنّة و علي بابها فكيف يهتدي المهتدي إلي الجنّة إلا من بابها؟علي خير البشر من أبي فقد كفر (3).

الثاني و التسعون: ابن شاذان بإسناده عن محمّد التقي عن أبيه عن جده موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها و عمها الحسن بن علي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما دخلت الجنّة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي و الحلل،أسفلها خيل بلق و أوسطها الحور العين،و في أعلاها الرضوان فقلت لجبرئيل:لمن هذه الشجرة؟قال:هذه لابن عمك أمير المؤمنين إذا أمر اللّه الخليقة بدخول الجنّة يؤتي بشيعة علي بن أبي طالب حتي ينتهي بهم إلي هذه الشجرة،فيلبسون الحلي و الحلل و يركبون الخيل البلق و ينادي مناد:هؤلاء شيعة علي ابن أبي طالب،صبروا في الدنيا علي الأذي فأكرموهم اليوم.و هذا الحديث قد تقدم في الباب و أعدناه لتغاير بعض السند (4).

الثالث و التسعون: ابن شاذان بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حدّثني جبرئيل عن رب العزة جلّ جلاله أنّه قال:من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي،و أنّ محمّدا عبدي و رسولي،و أن علي بن أبي طالب خليفتي،و الأئمة من ولده حججي

ص: 69


1- مائة منقبة:/163منقبة:88.
2- مائة منقبة:/165منقبة:90.
3- مائة منقبة:/170منقبة:94.
4- مائة منقبة:/172منقبة:96.

أدخلته الجنّة برحمتي و نجيّته من النار بعفوي و أبحت له جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي،إن ناداني لبّيته و إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته و إن فرّ منّي دعوته و إن رجع إليّ قبلته و إن قرع بابي فتحته.

و من لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمّدا عبدي و رسولي، أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أنّ الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته و إن سألني حرمته و إن ناداني لم أسمع نداءه و إن دعاني لم استجب دعاءه و إن رجاني خيّبت رجاءه،و ذلك جزاؤه مني و ما أنا بظلام للعبيد.

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال:الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة،ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمّد بن علي ستدركه يا جابر،فإذا ادركته فاقرأه منّي السلام،ثم الصادق جعفر بن محمّد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسي،ثم التقي محمّد بن علي،ثم النقي علي بن محمّد،ثم الزكي الحسن بن علي،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،هؤلاء خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي،من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،بهم يمسك اللّه عزّ و جلّ السماء أن تقع علي الأرض بإذنه،و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها (1).

الرابع و التسعون: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الشيخ الصالح المسند شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة اللّه بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن الحسن ابن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه بها قال:أنبأنا الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد محمّد ابن علي الطوسي إجازة قال:أنبأنا جدّي لأمي أبو العباس محمّد بن العباس القصاري المعروف بعبّاسة سماعا عليه قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمّد بن سعيد الفرخزادي قال:أنبأنا الإمام أحمد ابن محمّد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي قال:أنبأنا عبد اللّه بن حامد،نبأ أبو عبد اللّه محمّد بن علي ابن الحسين البلخي،أنبأنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق،نبأ محمّد بن أسلم الطوسي،نبأ يعلي بن عبيد اللّه البلخي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من مات علي حبّ آل محمّد مات شهيدا و من مات علي حبّ آل محمّد مات مغفورا له،ألا و من مات علي حبّ آل محمد مات تائبا،ألا و من مات

ص: 70


1- كمال الدين:259 ح 3 باب:24.

علي حبّ آل محمد مات مؤمنا استكمل الإيمان،ألا و من مات علي حبّ آل محمد بشّره ملك الموت بالجنّة،ثم منكر و نكير،ألا و من مات علي حب آل محمّد يزف إلي الجنة كما تزف العروس إلي بيت زوجها،ألا و من مات علي حب آل محمّد جعل اللّه زوّار قبره ملائكة الرّحمن، ألا و من مات علي حبّ آل محمّد مات علي السنة و الجماعة،ألا و من مات علي بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه:آيس من رحمة اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمّد مات كافرا،ألا و من مات علي بغض آل محمّد لم يشم رائحة الجنّة (1).

الخامس و التسعون: الحمويني هذا قال:رأيت بخط جدي شيخ الإسلام جمال السنة أبي عبد اللّه محمّد بن حمويه بن محمّد الجويني،أخبرنا الحافظ أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد السمرقندي قال:أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن جناح بن يونس بن عبيد التميمي البخاري قال:أنبأنا الإمام أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن يعقوب البخاري قال:أنبأنا الإمام الكلابي يعرف بأبي بكر بن إسحاق قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد،أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه بن خالد،أنبأنا محمّد بن عثمان البصري،نبأني محمد بن الفضل عن محمّد بن سعد أبي طيبة عن المقداد بن الأسود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«معرفة آل محمّد براءة من النار،و حب آل محمّد جواز علي الصراط و الولاية لآل محمّد أمان من العذاب» (2).

ص: 71


1- فرائد السمطين:255/2-256 ح 524.
2- فرائد السمطين:257/1 ح 525.

الباب الثاني و السبعون

في فضل محبي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و موالي الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه اثنان و خمسون حديثا الأوّل: الشيخ الطوسي في أماليه قال أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعاني قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال:أخبرني عمر بن أسلم قال:حدّثنا سعيد بن يوسف البصري عن خالد بن عبد الرّحمن المدائني عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبي ذر الغفاري رحمه اللّه قال:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد ضرب كتف علي بن أبي طالب بيده و قال:يا علي من أحبّنا فهو العربي و من أبغضنا فهو العلج،شيعتنا أهل البيوتات و المعادن و الشرف و من كان مولده صحيحا،و ما علي ملة إبراهيم عليه السّلام إلاّ نحن و شيعتنا،و سائر الناس منها براء و إن اللّه و ملائكة يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القوم البنيان (1).

الثاني: أمالي الشيخ بإسناده المتصل عن جابر قال:سمعت ابن مسعود يقول:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:

حرمت النار علي من آمن بي و أحبّ عليا و تولاه،و لعن اللّه من ماري عليا و ناواه،علي مني كجلدة ما بين العين و الحاجب (2).

الثالث: الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:

من أحب أن يجاور الخليل في داره و يأمن من حر ناره فليتولّ علي بن أبي طالب (3).

الرابع: أمالي الشيخ بإسناده قال:دخل سماعة بن مهران علي الصادق عليه السّلام قال له:يا سماعة من شرّ الناس؟قال:نحن يا ابن رسول اللّه،قال:فغضب حتي احمرت وجنتاه،ثم استوي جالسا و كان متكئا فقال:يا سماعة من شر الناس؟فقلت:و اللّه ما كذبتك يا ابن رسول اللّه نحن شر الناس عند الناس لأنهم سمونا كفارا أو رافضة،فنظر إليّ ثم قال:كيف بكم إذا سيق بكم إلي الجنة و سيق بهم إلي النار فينظرون إليكم فيقولون: ما لَنا لا نَري رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (4) (5)يا سماعة بن مهران إنه و اللّه من أساء منكم إساءة مشينا إلي اللّه تعالي يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفّع،و اللّه لا

ص: 72


1- أمالي الطوسي:322/191.
2- أمالي الطوسي:579/295.
3- أمالي الطوسي:580/295.
4- سوره 38 - آيه 62
5- سورة ص:62.

يدخل النار منكم عشرة رجال،و اللّه لا يدخل النار منكم خمسة رجال،و اللّه لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال،و اللّه لا يدخل النار منكم رجل واحد،فتنافسوا في الدرجات و اكمدوا عدوكم بالورع (1).

الخامس: أمالي الشيخ عن الفحام قال:حدّثني عمي قال:حدّثني محمّد بن جعفر،حدّثنا محمّد ابن المثني عن أبيه عن ثمان بن يزيد عن جابر بن يزيد الجعفي قال:خدمت سيّدنا الإمام أبا جعفر محمّد بن علي عليه السّلام ثمانية عشر سنة فلما أردت الخروج ودّعته و قلت له:أفدني فقال:بعد ثمانية عشر سنة يا جابر؟قلت:نعم،إنكم بحر لا ينزف و لا يبلغ قعره،قال:يا جابر بلّغ شيعتي عني السلام و أعلمهم أنه لا قرابة بيننا و بين اللّه عز و جل و لا يتقرب إليه إلا بالطاعة له،يا جابر من أطاع اللّه و أحبّنا فهو و لينا و من عصي اللّه لم ينفعه حبنا،يا جابر من هذا الذي يسأل اللّه فلم يعطه أو توكل عليه فلم يكفه أو وثق به فلم ينجه؟يا جابر أنزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه،و هل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت و أنت علي فراشك غير راكب و لا آخذ بعنانها،أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها،يا جابر إن الدنيا عند ذوي الالباب كفيء الظلال،لا إله إلاّ اللّه إعزاز لأهل دعوته،الصلاة تثبيت الاخلاص و تنزيه عن الكبر،و الزكاة تزيد في الرزق،و الصيام و الحج تسكين القلوب،و القصاص و الحدود حقن الدماء،و حبنا أهل البيت نظام الدين،و جعلنا اللّه و اياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب و هم من الساعة مشفقون (2).

السادس: أمالي الشيخ بإسناده قال:قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:إذا حشر الناس يوم القيامة نادي مناد:يا رسول اللّه إن اللّه عز و جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبّيك و محبي أهل بيتك الموالين لهم فيك و المعادين لهم فيك فكافئهم بما شئت فأقول:

يا رب الجنة فولّهم منها حيث شئت،فذلك المقام المحمود الذي وعدت به (3).

السابع: أمالي الشيخ عن أبي محمّد الفحّام قال:حدّثنا عمي قال:حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه الكنجي عن أبي عاصم عن الصادق عليه السّلام قال:شيعتنا جزء خلقوا من فضل طينتنا يسوؤهم ما يسوؤنا و يسرهم ما يسرنا،فإذا أرادنا أحد فليقصدهم فإنّهم الذين يوصل منه إلينا (4).

الثامن: أمالي الشيخ حدّثنا أبو منصور اليشكري قال:حدّثني جدي علي بن عمر قال:حدّثنا أبو العباس إسحاق بن مروان القطان قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبيد بن مهران العطار قال:حدّثنا

ص: 73


1- أمالي الطوسي:295-581/296.
2- أمالي الطوسي:582/296.
3- أمالي الطوسي:586/298.
4- أمالي الطوسي:588/299.

يحيي بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه و عن جعفر بن محمّد عليه السّلام عن أبيهما عن جدهما قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن في الفردوس لعينا أحلي من الشهد و ألين من الزبد و أبرد من الثلج و أطيب من المسك،فيها طينة خلقنا اللّه عز و جل منها و شيعتنا،فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا و لا من شيعتنا،و هي الميثاق الذي أخذ اللّه عز و جل عليه ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام.

قال عبيد:فذكرت ذلك لمحمد بن علي بن الحسين بن علي هذا الحديث فقال:صدقك يحيي ابن عبد اللّه،هكذا أخبرني أبي عن جدي عن النبي صلّي اللّه عليه و آله (1).

التاسع: أمالي الشيخ قال:حدّثنا أبو منصور اليشكري قال:حدّثنا جدي علي بن عمر قال:

حدّثني محمّد بن محمّد الباغندي قال:حدّثنا أبو ثور هاشم بن ناجة قال:حدّثنا عطاء بن مسلم الخفاف قال:سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن ميثم عن أبيه ميثم قال:شهدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو يجود بنفسه فسمعته يقول:يا حسن،قال الحسن:لبيك يا أبتاه قال:إن اللّه تعالي أخذ ميثاق أبيك-و ربما قال:-أعطي ميثاق كل مؤمن علي بغض كل منافق و فاسق و أخذ ميثاق كل منافق فاسق علي بغض أبيك (2).

العاشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا أبو منصور اليشكري قال:حدّثني علي بن عمر قال:حدّثنا أبو الأزهر أحمد بن الازهر قال:حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد اللّه بن عبد اللّه عن عباس قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:يا علي أنت سيّد في الدنيا و سيد في الآخرة،من أحبّك فقد أحبّني و من أحبني فقد أحب اللّه،و من أبغضك فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه عز و جل (3).

الحادي عشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا محمّد بن علي بن خنيس قال:حدّثنا أبو الحسين يحيي ابن الحسين بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن المغيرة بن العلاء بن أبي ربيعة بن علقمة بن عبد المطلب بن عبد مناف في منزله بمدينة الرسول عليه السّلام قال:حدّثنا أبو طاهر أحمد بن عمر المديني قال:حدّثنا يونس بن عبد الاعلي الصوفي قال:حدّثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك أن رجلا سأل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن الساعة فقال:ما اعددت لها؟قال:حب اللّه و رسوله قال:أنت مع من أحببت (4).

الثاني عشر: أمالي الشيخ بإسناده عن أبي قتادة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال:حقوق شيعتنا

ص: 74


1- أمالي الطوسي:620/308.
2- أمالي الطوسي:429/246.
3- أمالي الطوسي:623/309.
4- أمالي الطوسي:635/312.

علينا أوجب من حقوقنا عليهم،قيل له:و كيف ذلك يا ابن رسول اللّه؟فقال لأنهم يصابون فينا و لا نصاب فيهم (1).

الثالث عشر: أمالي الشيخ قال أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني أبو عبيد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي المغيرة قال:حدّثنا أبو أحمد جندب بن محمّد قال:حدّثنا ابن عمر و محمّد بن عمر و الكشي قال:حدّثنا جعفر بن أحمد عن أيوب بن نوح عن نوح بن درّاج عن إبراهيم المحاربي قال:و صفت لأبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السّلام ديني فقلت:أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له،و انّ محمّدا صلّي اللّه عليه و آله رسول اللّه،و إن عليا إمام عدل بعده،ثم الحسن و الحسين، ثم علي بن الحسين،ثم محمّد بن علي الباقر،ثم أنت فقال رحمك اللّه،ثم قال:اتقوا اللّه،اتقوا اللّه، اتقوا اللّه،عليكم بالورع و صدق الحديث و اداء الامانة و عفة البطن و الفرج تكونوا معنا في الرفيق الاعلي (2).

الرابع عشر: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ابن قولويه قال:حدّثنا أبي قال:أخبرنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن يونس بن عبد الرّحمن عن كليب بن معاوية الاسدي قال:سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السّلام يقول:

أما و اللّه إنكم لعلي دين اللّه و ملائكته فأعينونا علي ذلك بورع و اجتهاد،عليكم بالصلاة و العبادة، عليكم بالورع (3).

الخامس عشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا محمّد بن محمّد رحمه اللّه قال:أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال:حدّثنا أبو القاسم علي بن الحسن الكوفي قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن محمّد ابن مروان قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا شيخ بن محمّد قال:حدّثني أبو علي بن أبي عمر الخراساني عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي إسحاق السبعي قال:دخلنا علي مسروق الأجدع فإذا عنده ضيف له لا نعرفه و هما يطعمان من طعام لهما فقال الضيف:كنت مع النبي صلّي اللّه عليه و آله بحنين فلمّا قالها عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:جاءت صفيّه بنت حي بن أخطب إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقالت:يا رسول اللّه إنّي لست كأحد نسائك،قتلت الأب و الأخ و العم،فإن حدث بك حدث فالي من؟فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إلي هذا و أشار إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثم قال:ألا أحدثكم بما حدّثني به الحرث الأعور؟قال:قلنا:بلي قال:دخلت علي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:ما جاء بك يا أعور؟

ص: 75


1- أمالي الطوسي:609/304.
2- أمالي الطوسي:384/222.
3- أمالي الطوسي:33/33.

قال:قلت:حبّك يا أمير المؤمنين،قال:اللّه فناشدني ثلاثا ثم قال:أما إنه ليس عبد من عباد اللّه ممن امتحن اللّه قلبه بالإيمان إلاّ و هو يجد مودّتنا علي قلبه فهو يحبّنا،و ليس عبد من عباد اللّه ممن سخط الله عليه إلاّ و هو يجد بغضنا علي قلبه فهو يبغضنا،فأصبح محبّنا ينتظر الرحمة و كأنّ أبواب الرحمة فتحت له،و أصبح مبغضنا علي شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم،فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم،و تعسا لأهل النار مثواهم (1).

السادس عشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا محمّد بن محمّد قال:أخبرني أبو علي الحسن بن علي ابن الفضل الرازي قال:حدّثنا علي بن أحمد بن بشر العسكري قال:حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون بن عيسي الهاشمي قال:حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الايلي قال:حدّثنا إسحاق بن سليمان الهاشمي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا هارون الرشيد قال:حدّثني أبي المهدي قال:حدّثنا أمير المؤمنين المنصور أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي قال:حدّثني أبي محمّد بن علي قال:

حدّثني علي بن عبد اللّه بن العباس عن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:يا أيها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا.فقال له قائل:بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه من الركبان؟قال:أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و ابنتي فاطمة علي ناقتي العضباء،و عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة خطمها من اللؤلؤ الرطب و عيناها من ياقوتتين حمراوتين و بطنها من زبرجد أخضر،عليها قبة من لؤلؤ بيضاء يري باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها،ظاهرها من رحمة اللّه و باطنها من عفو اللّه،إذا أقبلت زفت و إذا أدبرت زفت،و هو أمامي علي رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع،ذلك التاج له سبعون ركنا كل ركن يضيء كالكوكب الدري في أفق السماء و بيده لواء الحمد و هو ينادي في القيامة لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،فلا يمر بملإ من الملائكة إلاّ قالوا:نبي مرسل،و لا يمر نبي إلاّ يقول:ملك مقرب،فينادي مناد من بطنان العرش:يا أيها الناس ليس هذا ملكا مقربا و لا نبيّا مرسلا و لا حامل عرش،هذا علي ابن أبي طالب،و تجيء شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته:من أنتم؟ فيقولون:نحن العلويون فيأتيهم النداء:أيّها العلويّون أنتم آمنون،ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون (2).

السابع عشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا محمّد بن محمّد رحمه اللّه قال:أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا محمّد بن يحيي العطار عن الحسن بن موسي

ص: 76


1- أمالي الطوسي:34/34.
2- أمالي الطوسي:35/35.

الخشاب عن علي بن النعمان عن بشير الدهان قال:قلت:لأبي جعفر عليه السّلام:جعلت فداك أيّ الفصوص أفضل أركبه علي خاتمي؟

فقال:يا بشر،أين أنت عن العقيق الاحمر و العقيق الاصفر و العقيق الابيض؟فإنها ثلاثة جبال في الجنّة:فأمّا الأحمر فمطلّ علي دار رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أمّا الأصفر فمطلّ علي دار فاطمة عليها السّلام،و أمّا الأبيض فمطل علي دار أمير المؤمنين عليه السّلام،و الدور كلّها واحدة يخرج منها ثلاثة أنهار،من تحت كلّ جبل نهر أشد بردا من الثلج و أحلي من العسل و أشد بياضا من اللبن،لا يشرب منها إلا محمّد و آله و شيعتهم،و مصبّها كلّها واحد و مجراها من الكوثر،و إن هذه الثلاثة جبال تسبح اللّه و تقدسه و تمجده و تستغفر لمحبي آل محمّد صلّي اللّه عليه و آله،فمن تختم بشيء منها من شيعة آل محمّد لم ير إلاّ الخير و الحسني و السعة في رزقه و السلامة من جميع أنواع،البلاء و هو أمان من السلطان الجائر و من كل ما يخافه الإنسان و يحذره (1).

الثامن عشر: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر محمّد بن مسرور رحمه اللّه قال:حدّثنا الحسين ابن محمّد بن عامر عن عمّه عبد اللّه بن عامر قال:حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي عن أبان ابن عثمان قال:حدّثنا أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من سرّه أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن منزلي و يمسك قضيبا غرسه ربي عز و جل ثم قال له:

كن فكان فليتولّ علي بن أبي طالب و ليأتمّ بالأوصياء من ولده فإنّهم عترتي،خلقوا من طينتي،الي اللّه أشكو أعداءهم من أمتي،المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي،و أيم اللّه ليقتلن الحسين بعدي لا أنالهم اللّه شفاعتي (2).

التاسع عشر: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن يزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع و ثلاثمائة قال:حدّثني أبي علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت أخي و وزيري و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة،و أنت صاحب حوضي،من أحبّك؟أحبّني و من أبغضك أبغضني (3).

العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ قال:حدّثنا عبد اللّه بن يزيد قال:حدّثنا محمّد بن أيوب قال:حدّثنا إسحاق بن منصور عن كادح أبي جعفر البجلي عن

ص: 77


1- أمالي الطوسي:38-41/39.
2- أمالي الصدوق:60/88.
3- أمالي الصدوق:101/116،عيون أخبار الرضا:1:47/293.

عبد اللّه بن لهيعة عن عبد اللّه-يعني ابن زياد-عن سلمة عن يسار عن جابر بن عبد اللّه قال:لمّا قدم علي عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفتح خيبر قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصاري في المسيح ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملإ إلا أخذوا التّراب من تحت رجليك،و من فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك،ترثني و أرثك،و إنّك منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي،و إنك تبرئ ذمتي و تقاتل علي سنتي و إنك غدا علي الحوض خليفتي و إنك أول من يرد علي الحوض،و إنك أوّل من يسكن معي،و إنك أوّل داخل الجنة من أمتي،و إن شيعتك علي منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم و يكونون غدا في الجنة جيراني،و إن حربك حربي و سلمك سلمي،و إن سرك سري و علانيتك علانيتي،و إن سريرة صدرك كسريرتي،و إن ولدك ولدي،و إنّك تنجز عداتي،و إن الحق معك و إن الحق علي لسانك و قلبك و بين عينيك،الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إنه لن يرد عليّ الحوض مبغض لك و لن يغيب عنه محب لك حتي يرد الحوض معك.

قال:فخر عليّ ساجدا للّه و قال:الحمد للّه الذي هداني للاسلام و علمني القرآن و حبّبني إلي خير البرية خاتم النبيّين و سيّد المرسلين إحسانا منه عليّ قال:فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله لو لا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي (1).

الحادي و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب قال:حدّثنا أحمد بن علي الاصفهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثني جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن موسي العبسي عن محمّد بن علي السلمي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا:قوله عليه السّلام:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مني كهارون من موسي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مني و أنا منه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مني كنفسي،طاعته طاعتي و معصيته معصيتي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حرب علي حرب اللّه و سلم علي سلم اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:وليّ علي وليّ اللّه و عدّو علي عدو اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي حجة اللّه و خليفته علي عباده،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حب علي إيمان و بغضه كفر،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حزب علي حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مع الحق و الحق معه لا يفترقان حتي يردا علي الحوض،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي قسيم الجنة و النار، و قوله صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليا فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه عز و جل،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:شيعة علي

ص: 78


1- أمالي الصدوق:150/157.

هم الفائزون يوم القيامة (1).

الثاني و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثني أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا أحمد بن إدريس قال:

حدّثنا يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن محمّد القبطي قال:قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام:أغفل الناس قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي بن أبي طالب عليه السّلام يوم مشربة أم إبراهيم كما أغفلوا قوله يوم غدير خم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان في مشربة أم إبراهيم و عنده أصحابه،إذ جاء علي عليه السّلام فلم يفرجوا له،فلمّا رآهم لا يفرجون له قال:يا معاشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم و أنا حي بين ظهرانيكم،أما و اللّه لئن غبت عنكم فإن اللّه لا يغيب عنكم،إن الرّوح و الراحة و البشر و البشارة لمن ائتم بعليّ و تولاه و سلّم له و للاوصياء من ولده،حقّ عليّ أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي،فمن تبعني فإنه منّي،سنة جرت فيّ من إبراهيم لأني من إبراهيم و إبراهيم مني و فضلي له فضل و فضله فضلي و أنا أفضل منه،تصديق ذلك قول ربّي ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) (3)و كان رسول اللّه و ثبت رجله في مشربة أم إبراهيم حتي عاده الناس (4).

الثالث و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد الحسيني قال:حدّثني محمّد بن إبراهيم بن محمّد الفزاري قال:حدّثني عبد اللّه ابن يحيي الاهوازي قال:حدّثني أبو الحسن علي بن عمرو قال:حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور قال:حدّثني علي بن بلال عن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن موسي بن جعفر عن جعفر بن محمّد عن محمّد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللّوح عن القلم قال:يقول اللّه عز و جل:علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من ناري (5).

الرابع و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد ابن محمّد بن عيسي عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قلت للصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام:من آل محمّد؟قال:ذريته،قلت:من أهل بيته؟قال:الأئمة الأوصياء فقلت:من عترته؟قال:أصحاب العباء فقلت:من أمته؟قال:المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند اللّه عز و جل،المتمسكون بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما:كتاب اللّه و عترته أهل بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و هما الخليفتان علي الأمّة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (6).

ص: 79


1- أمالي الصدوق:146/150.
2- سوره 3 - آيه 34
3- آل عمران:34.
4- أمالي الصدوق:176/173.
5- أمالي الصدوق:350/306.
6- أمالي الصدوق:362/312،معاني الأخبار:3/94.

الخامس و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر عن عبد اللّه بن عامر عن محمّد بن أبي عمير عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت مني و أنا منك،يا علي أنت وصيي و خليفتي و حجة اللّه علي أمتي بعدي،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك (1).

السادس و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه اللّه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريّان بن الصّلت عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال عليه السّلام:شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة (2).

السابع و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا أبو رجا قتيبة بن سعيد عن حماد بن زيد عن عبد الرّحمن السراج عن نافع عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب:إذا كان يوم القيامة يؤتي بك يا علي علي نجيب من نور و علي رأسك تاج قد أضاء نوره و كاد يخطف أبصار أهل الموقف،فيأتي النّداء من عند اللّه جل جلاله:أين خليفة محمّد رسول اللّه؟فتقول:ها أنا ذا فينادي المنادي:يا علي ادخل من أحبّك الجنة،و من عاداك النار،فأنت قسيم الجنة و أنت قسيم النار (3).

الثامن و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا حمزه بن محمّد العلوي رضي اللّه عنه قال:حدّثني أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن القاسم الحسيني قال:حدّثني أبو خضر محمّد بن الحسين الوارعي القاضي قال:حدّثنا أحمد بن صبيح عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه قال:قال علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام قال:قال سلمان رحمه اللّه كنت ذات يوم جالسا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال له:ألا أبشرك؟قال:بلي يا رسول اللّه.قال:هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن اللّه جل جلاله أنه قد أعطي محبيك و شيعتك سبع خصال:الرّفق عند الموت و الأنس عند الوحشة و النور عند الظلمة و الأمن عند الفزع و القسط عند الميزان و الجواز علي الصراط و دخول الجنة قبل سائر الناس من الأمم بثمانين عاما (4).

ص: 80


1- أمالي الصدوق:588/442.
2- أمالي الصدوق:589/442.
3- أمالي الصدوق:590/442.
4- أمالي الصدوق:548/416.

التاسع و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال:أخبرنا المنذر بن محمّد قال:حدّثنا جعفر بن سليمان عن عبد اللّه ابن الفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه:أيها الناس اسمعوا قولي و اعقلوه عني فإن الفراق قريب،أنا إمام البرية و وصي خير الخليقة و زوج سيدة نساء هذه الأمة و أبو العترة الطاهرة الهادية،أنا أخو رسول اللّه و وصيّه و وليّه و وزيره و صاحبه و صفيّه و حبيبه و خليله،أنا أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و سيد الوصيّين،حربي حرب اللّه و سلمي سلم اللّه،و طاعتي طاعة اللّه،و ولايتي ولاية اللّه،و شيعتي أولياء اللّه و أنصاري أنصار اللّه،و الذي خلقني و لم أك شيئا،لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون علي لسان النبي الأمي و قد خاب من افتري (1).

الثلاثون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال:قال أبو جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السّلام:أ يكفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ فو اللّه ما شيعتنا إلاّ من اتقي اللّه و أطاعه،و ما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع و التخشع و الأمانة و كثرة ذكر اللّه و الصوم و الصلاة و برّ الوالدين و التعهّد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام و صدق الحديث و تلاوة القرآن و كف الألسن عن الناس إلاّ من خير،و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء،فقال جابر:فقلت:يا ابن رسول اللّه لست أعرف أحدا بهذه الصفة،فقال عليه السّلام:يا جابر لا تذهبن بك المذاهب،حسب الرجل أن يقول أحبّ عليّا و أتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا،فلو قال:إني أحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرسول اللّه خير من علي ثم لا يعمل بعلمه و لا ينفع بسنته فما نفعه حبه إياه شيئا،فاتقوا اللّه و اعملوا لما عند اللّه،ليس بين اللّه و بين أحد قرابة،أحب العباد إلي اللّه و أكرمهم عليه اتقاهم و أعملهم بطاعته،و اللّه ما يتقرب إلي اللّه جل ثناؤه إلا بالطاعة،فما معنا براءة من النار و لا علي اللّه لأحد من حجة،من كان للّه مطيعا فهو لنا ولي،و من كان للّه عاصيا فهو لنا عدو، و لا تنال ولايتنا إلاّ بالورع و العمل (2).

الحادي و الثلاثون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة

ص: 81


1- أمالي الصدوق:961/703.
2- أمالي الصدوق:991/725،أمالي الطوسي:1535/735.

عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قال:خرجت أنا و أبي عليه السلام حتي إذا كنا بين القبر و المنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم فردوا عليه السلام قال:إني و اللّه لأحب ريحكم و أرواحكم فاعينوني علي ذلك بورع و اجتهاد،و اعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالعمل و الاجتهاد، و من ائتمّ منكم بعبد فليعمل بعمله،أنتم شيعة اللّه و أنتم أنصار اللّه و أنتم السابقون الاولون و السابقون الآخرون،السابقون في الدنيا إلي ولايتنا و السابقون في الآخرة إلي الجنة،قد ضمنا لكم الجنة بضمان اللّه و ضمان رسوله،ما علي درجات الجنّة أحد أكثر أزواجا منكم،فتنافسوا في فضائل الدرجات،أنتم الطيبون و نساؤكم الطيبات،كل مؤمنة حوراء عين و كل مؤمن صدّيق،و لقد قال أمير المؤمنين عليه السّلام لقنبر:يا قنبر أبشر و استبشر فلقد مات رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمّته ساخط إلاّ علي الشيعة،ألا و إنّ لكل شيء عروة و عروة الإسلام الشيعة ألا و إن لكل شيء دعامة و دعامة الإسلام الشيعة،ألا و إن لكلّ شيء شرفا و شرف الإسلام الشيعة،ألاّ و إنّ لكلّ شيء سيّدا و سيّد المجالس مجالس الشيعة،ألا و إنّ لكل شيء إماما و إمام الأرض أرض تسكنها الشيعة،و اللّه لو لا ما في الأرض منكم لما أنعم اللّه علي أهل خلافكم و لا أصابوا الطيّبات،ما لهم في الدنيا و ما لهم في الآخرة من نصيب،كلّ ناصب و ان تعبد و اجتهد فمنسوب إلي هذه الآية عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلي ناراً حامِيَةً تُسْقي مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاّ مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (1) (2)و كلّ ناصب مجتهد فعمله هباء،شيعتنا ينظرون بنور اللّه و من خالفهم ينقلب بسخط اللّه،و اللّه ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد اللّه عزّ و جلّ بروحه إلي السماء فإن كان قد أتي عليه أجله جعله في كنوز رحمته و في رياض جنته و في ظل عرشه،و إن كان أجله متأخّرا عنه بعث اللّه أمينه من الملائكة ليؤدّيه إلي الجسد الذي خرج منه ليسكن فيه،و اللّه إن حجّاجكم و عمّاركم لخاصة اللّه و إن فقراءكم لأهل الغني و إن أغنياءكم لأهل القنوع و إنكم كلكم لأهل دعوة اللّه و أهل إجابته (3).

الثاني و الثلاثون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيي عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي عبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي منبره:

يا علي إن اللّه عزّ و جلّ وهب لك حب المساكين و المستضعفين في الأرض،فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك إماما،فطوبي لمن أحبك و صدق عليك و ويل لمن أبغضك و كذب عليك،يا علي أنت العالم لهذه الأمة،من أحبك فاز و من أبغضك هلك،يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و هل

ص: 82


1- سوره 88 - آيه 3
2- الغاشية:3-7.
3- أمالي الصدوق:725-992/726.

تؤتي المدينة إلا من بابها؟يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ و كل ذي طهر لو اقسم علي اللّه لبرّ قسمه.

يا علي إخوانك كل طاهر و زاك مجتهد يحب فيك و يبغض فيك محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عند اللّه عز و جل،يا علي محبوك جيران اللّه عز و جل في دار الفردوس لا يأسفون علي ما خلّفوا من الدنيا،يا علي أنا ولي لمن واليت و أنا عدو لمن عاديت،يا علي من أحبّك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضني،يا علي إخوانك ذبل الشفاه تعرف الرهبانية في وجوههم،يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن:عند خروج أنفسهم و أنا شاهدهم و أنت،و عند المساءلة في قبورهم،و عند العرض الأكبر،و عند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا،يا علي حربك حربي و سلمك سلمي و حربي حرب اللّه و من سالمك فقد سالمني و من سالمني فقد سالم اللّه عزّ و جلّ،يا علي بشّر إخوانك فإن اللّه عزّ و جل قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا و رضوا بك وليّا،يا علي أنت أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين،يا علي شيعتك المنتجبون و لو لا أنت و شيعتك ما قام للّه عزّ و جلّ دين،و لو لا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها.

يا علي لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها،شيعتك تعرف بحزب اللّه عز و جل،يا علي أنت و شيعتك القائمون بالقسط و خيرة اللّه من خلقه،يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه و أنت معي ثم سائر الخلق،يا علي أنت و شيعتك علي الحوض تسقون من أحببتم و تمنعون من كرهتم، و أنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس و لا تفزعون و يحزن الناس و لا تحزنون فيكم نزلت هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْني أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (1) (2)و فيكم نزلت لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (3) (4).

يا علي أنت و شيعتك تطلبون في الموقف و أنتم في الجنان تتنعّمون،يا علي إن الملائكة و الخزّان يشتاقون إليكم و إن حملة العرش و الملائكة المقربين ليخصّونكم بالدعاء و يسألون اللّه لمحبّيكم و يفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة،يا علي شيعتك الذين يخافون اللّه في السر و ينصحونه في العلانية،يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون اللّه عزّ و جلّ و ما عليهم من ذنب،يا علي أعمال شيعتك ستعرض عليّ في كل جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم و استغفر لسيئاتهم.

يا علي ذكرك اللّه في التوراة و ذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير و كذلك في الإنجيل،فسل

ص: 83


1- سوره 21 - آيه 101
2- الأنبياء:101.
3- سوره 21 - آيه 103
4- الأنبياء:103.

أهل الإنجيل و أهل الكتاب عن إليا يخبروك مع علمك بالتوراة و الإنجيل و ما أعطاك اللّه عزّ و جلّ من علم الكتاب،و أن أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا و ما يعرفونه و ما يعرفون شيعته و إنّما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم،يا علي إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر و أعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير،فليفرحوا بذلك و ليزدادوا اجتهادا،يا علي إن أرواح شيعتك لتصعد الي السماء في رقادهم و وفاتهم فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلي الهلال شوقا إليهم و لما يرون من منزلتهم عند اللّه عز و جل،يا علي قل لاصحابك العارفين بك يتنزّهون عن الاعمال التي يقارفها عدوّهم فما من يوم و ليلة إلا و رحمة من اللّه تبارك و تعالي تغشاهم فليجنبوا الدّنس،يا علي اشتد غضب اللّه عز و جل علي من قلاهم و برئ منك و منهم و استبدل بك و بهم،و مال إلي عدوك و تركك و شيعتك و اختار الضلال و نصب الحرب لك و لشيعتك و أبغضنا أهل البيت و أبغض من والاك و نصرك و اختارك و بذل مهجته و أمواله فينا.

يا علي اقرأهم منّي السلام من لم أر منهم و لم يرني و أعلمهم أنّهم إخواني الذين أشتاق إليهم فليلقوا علمي إلي من يبلّغ القرون من بعدي،و ليتمسّكوا بحبل اللّه و ليعتصموا به و ليجتهدوا في العمل فإنّا لن نخرجهم من هدي إلي ضلالة،و أخبرهم أن اللّه عزّ و جلّ عنهم راض و أنّه يباهي بهم ملائكته و ينظر إليهم في كل جمعة برحمته و يأمر الملائكة أن تستغفر لهم،يا عليّ لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبّي إيّاك،و دانوا للّه عزّ و جلّ بذلك و أعطوك صفوة المودة في قلوبهم و اختاروك علي الآباء و الأخوة و الأولاد و سلكوا طريقك و قد حملوا علي المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا و بذل المهج فينا مع الأذي و سوء القول و ما يقاسونه من مضاضة ذلك فكن بهم رحيما و اقنع بهم فإنّ اللّه تبارك و تعالي اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق و خلقهم من طينتنا و استودعهم سرّنا و ألزم قلوبهم معرفة حقّنا،و شرح صدورهم و جعلهم متمسكين بحبلنا لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدّنيا عنهم و ميل الشيطان بالمكاره عليهم،و أيّدهم اللّه و سلك بهم طريق الهدي فاعتصموا به و الناس في غمرة الضلال متحيرون في الأهواء،عموا عن الحجّة و ما جاء من عند اللّه عزّ و جلّ،فهم يصبحون و يمسون في سخط اللّه، و شيعتك علي منهاج الحقّ و الاستقامة لا يستأنسون إلي من خالفهم و ليست الدّنيا منهم و ليسوا منها أولئك مصابيح الدّجي (1).

الثالث و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرنا محمّد أبو القاسم جعفر

ص: 84


1- أمالي الصدوق:655-891/658،و بحار الأنوار:309/35 ح 122.

ابن محمّد قال:حدّثني أبي عن سعيد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن صفوان بن يحيي عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم التمّار رحمه اللّه قال:وجدت في كتاب ميثم رضي اللّه عنه يقول:

تمسّينا ليلة عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال لنا:ليس من عبد امتحن اللّه قلبه بالإيمان إلاّ أصبح يجد مودّتنا علي قلبه و لا أصبح عبد ممن سخط اللّه عليه إلاّ أصبح يجد بغضنا علي قلبه،فأصبحنا نفرح بحبّ المحبّ لنا و نعرف ببغض المبغض لنا و أصبح محبّنا مغتبطا بحبّنا برحمة من اللّه ينتظرها كلّ يوم،و أصبح مبغضنا يؤسّس بنيانه علي شفا جرف هار فكأن ذلك الشّفا قد انهار به في نار جهنّم،و كأنّ أبواب الرحمة قد فتحت لأهل أصحاب الرحمة، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم و تعسا لأهل النار مثواهم،إنّ عبدا لم يقصر في حبّنا لخير جعله اللّه في قلبه،و لن يحبّنا من يحبّ مبغضنا إنّ ذلك لن يجتمع في قلب واحد ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ (1) (2)يحبّ بهذا قوما و يحبّ بالآخر عدوّهم،و الذي يحبّنا فهو يخلص حبّنا كما يخلص الذهب الذي لا غشّ فيه،و نحن النجباء و أفراطنا افراط الأنبياء و أنا وصيّ الأوصياء و أنا حزب اللّه و رسوله و الفئة الباغية حزب الشيطان،فمن أحبّ أن يعلم حاله في حبّنا فليمتحن قلبه فإن وجد فيه حبّ من ألّب علينا فليعلم أنّ اللّه عدوّه و جبرئيل و ميكائيل فإنّ اللّه عدوّ للكافرين (3).

الرابع و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمّد بن محمد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي عن سعيد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن محمد بن خالد عن فضالة عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن عليّ عليهما السّلام قال:إنّا و شيعتنا خلقنا من طينة من عليّين و خلق عدوّنا من طينة خبال من حماء مسنون (4).

الخامس و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمّد بن محمد قال:أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعاني قال:حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال:حدّثنا محمد بن أبي القاسم الحارثي قال:حدّثنا أحمد بن صبيح قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل الهمداني عن الحسين ابن مصعب قال:سمعت جعفر بن محمّد عليهما السّلام يقول:من أحبّنا للّه و أحبّ محبّينا لا لغرض دنيا يصيبها منه و عادي عدوّنا لا لأحنة (5)كانت بينه و بينه ثمّ جاء يوم القيامة و عليه من الذنوب مثل رمل عالج و زبد البحر غفرها اللّه تعالي له (6).

ص: 85


1- سوره 33 - آيه 4
2- الأحزاب:4.
3- أمالي الطوسي:148-149 ح 243،و بشارة المصطفي:143.
4- أمالي الطوسي:149 ح 244.
5- الاحنة:العداوة و الحقد.
6- أمالي الطوسي:157 ح 259.

السادس و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسين البصري البزّاز قال:حدّثنا أبو علي أحمد بن عليّ بن مهدي عن أبيه عن الرضا عليّ بن موسي عن أبيه عن جدّه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب و يضاعف الحسنات،و إنّ اللّه تعالي ليتحمل عن محبّينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد إلاّ ما كان منهم فيها علي إضرار أو ظلم للمؤمنين فيقول للسيئات كوني حسنات (1).

السابع و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال:حدّثنا أبو عليّ محمد بن همّام قال:حدّثنا عليّ بن محمد بن مسعدة قال:حدّثني جدّي مسعدة بن صدقة قال:سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السّلام يقول:و اللّه لا يهلك هالك علي حبّ عليّ عليه السّلام إلاّ رآه في أحبّ المواطن له (2).

الثامن و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمد بن عليّ بن خنيس عن القاضي يزيد بن جناح ابن إسحاق المحاربي قال:حدّثنا عبد اللّه بن زيد بن أبي يزيد البجلي قال:حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال:أخبرنا يوسف بن كليب عن هارون بن الحسن عن أبي سالم مولي قيس قال:خرجت مع مولاي المدائن قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:ما من عبد و لا أمة يموت و في قلبه مثقال حبّة من خردل من حبّ عليّ عليه السّلام إلاّ أدخله اللّه عزّ و جلّ الجنّة (3).

التاسع و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال:

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن علي الدعبلي،قال:حدّثني أبي الحسن عليّ بن عليّ بن دعبل بن عثمان بن عبد اللّه بن بديل بن ورقا أخو دعبل بن عليّ الخزاعي رضي اللّه عنه ببغداد سنة اثنتين و سبعين و مائتين قال:حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس سنة ثمان و تسعين و مائة قال:حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال:حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال:حدّثنا أبي محمد بن علي قال:حدّثنا أبي علي بن الحسين قال؛حدّثنا أبي الحسين بن عليّ قال:حدّثنا أبي عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يقول اللّه عزّ و جلّ:من آمن بي و بنبيّي و تولّي عليّ بن أبي طالب أدخلته الجنّة علي ما كان من عمله (4).

الأربعون: أمالي الشيخ بهذا الاسناد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة:

المكرم لذرّيتي من بعدي و القاضي لهم حوائجهم و السّاعي لهم في امورهم عند اضطرارهم إليه

ص: 86


1- أمالي الطوسي:146 ح 274.
2- أمالي الطوسي:164 ح 273.
3- أمالي الطوسي:330 ح 660.
4- أمالي الطوسي:366 ح 778.

و المحبّ لهم بقلبه و لسانه (1).

الحادي و الأربعون: أمالي الشيخ بهذا الاسناد عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة و فرغ اللّه من حساب الخلائق دفع الخالق عزّ و جلّ مفاتيح الجنّة و النار إليّ فأدفعها إليك فأقول لك:احكم،قال علي:و اللّه إنّ للجنّة إحدا و سبعين بابا يدخل من سبعين منها شيعتي و أهل بيتي و من باب واحد سائر الناس (2).

الثاني و الأربعون: الشيخ في كتاب المجالس قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي الكوفي ببغداد قال:حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن عبد اللّه بن جعفر العلوي المحمّدي قال:حدّثنا نوح بن درّاج القاضي عن ثابت بن أبي صفية قال:حدّثني يحيي بن أمّ الطويل أنّه أخبره عن نوف بن عبد اللّه البكالي قال:قال لي عليّ عليه السّلام:

يا نوف خلقنا من طينة طيّبة و خلق شيعتنا من طينتنا فإذا كان يوم القيامة ألحقوا بنا.

قال نوف:فقلت له:صف شيعتك يا أمير المؤمنين؟فبكي لذكري شيعته ثم قال:يا نوف شيعتي و اللّه الحكماء العلماء باللّه و دينه العاملون بطاعته و أمره المهتدون بحبّه أنضاء عبادة، أحلاس زهادة (3)صفر الوجوه من التهجّد عمش العيون من البكاء ذبل الشفاه من الذّكر خمص البطون من الطّوي،تعرف الرهبانيّة في وجههم و الرهبانيّة في سمتهم مصابيح كلّ ظلمة و ريحان كلّ قبيل،لا يثنون من المسلمين سلفا و لا يقفون لهم خلفا،شرورهم مكنونة و قلوبهم محزونة و أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة،أنفسهم منهم في عناء و الناس منهم في راحة فهم الكاسة الألبّاء و الخاصّة النجباء،و هم الروّاغون فرارا بدينهم إن شهدوا لهم لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا،أولئك شيعتي الأطيبون و اخواني الأكرمون ألا ها شوقا إليهم (4).

الثالث و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:أخبرنا عمر بن أحمد بن حمدان القشيري قال:حدّثنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال:حدّثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي عن عمرو بن ثابت عن جابر بن أبي جعفر محمد بن علي عن عليّ ابن الحسين عن أبيه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حبّي و حبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهنّ عظيمة:عند الوفاة و في القبر و عند النشور و عند الكتاب و عند الحساب و عند الميزان و عند الصراط (5).

ص: 87


1- أمالي الطوسي:366 ح 779.
2- أمالي الطوسي:369 ح 784.
3- الانضاء:جمع نضو و هو المهزول،و الزهادة:الملازم للزهد في بيته.
4- أمالي الطوسي:576 ح 1189.
5- أمالي الصدوق:60 ح 17.

الرابع و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرحمن ابن محمد الحسيني قال:أخبرنا أبو جعفر عن أحمد بن عيسي عن أبي موسي العجلي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن زياد العزرمي قال:حدّثنا عليّ بن حاتم المنقري قال:حدّثنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:يا علي شيعتك هم الفائزون يوم القيامة فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك و من أهانك فقد أهانني و من أهانني أدخله اللّه تعالي نار جهنّم خالدا فيها و بئس المصير،يا عليّ أنت منّي و أنا منك روحك من روحي و طينتك من طينتي و شيعتك خلقوا من فضل طينتنا فمن أحبّهم فقد أحبّنا و من أبغضهم فقد أبغضنا و من عاداهم فقد عادانا و من ودّهم فقد ودّنا،يا عليّ إنّ شيعتك مغفور لهم علي ما كان فيهم من ذنوب و عيوب،يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت للمقام المحمود فبشّرهم بذلك،يا علي شيعتك شيعة اللّه و أنصارك أنصار اللّه و أولياؤك أولياء اللّه و حزبك حزب اللّه،يا علي سعد من تولاّك و شقي من عاداك،يا علي لك كنز في الجنّة و أنت ذو قرنيها (1).

الخامس و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم قال:حدّثنا أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري قال:حدّثني أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الخزّاز قال:حدّثني إسماعيل بن علي السّدي عن منيع بن الحجّاج عن عيسي بن موسي عن جعفر الأحمر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهم السّلام قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة عليها السّلام علي ناقة من نوق الجنّة مدبجة الجنبين خطامها من لؤلؤ رطب قوائمها من الزّمرّد الأخضر ذنبها من المسك الأذفر عيناها ياقوتتان حمراوان،عليها قبّة من نور يري باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها،داخلها عفو اللّه و خارجها رحمة اللّه،علي رأسها تاج من نور للتاج سبعون ركنا كلّ ركن مرصّع بالدّر و الجوهر و الياقوت يضيء كما يضيء الكوكب الدرّي في افق السماء،و عن يمينها سبعون ألف ملك و عن يسارها سبعون ألف ملك و جبريل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلي صوته:غضّوا أبصاركم حتّي تجوز فاطمة بنت محمّد،فلا يبقي يومئذ نبيّ و لا رسول و لا صدّيق و لا شهيد إلاّ غضّوا أبصارهم حتّي تجوز فاطمة فتسير حتّي تحاذي عرش ربّها جلّ جلاله فترمي بنفسها عن ناقتها و تقول:إلهي و سيّدي احكم بيني و بين من ظلمني اللّهمّ احكم بيني و بين من قتل أولادي فإذا النداء من قبل اللّه عزّ و جلّ:حبيبتي و ابنة حبيبي سليني تعطي و اشفعي تشفعي فو عزّتي و جلالي لا جازني ظلم ظالم،فتقول:إلهي

ص: 88


1- أمالي الصدوق:66 ح 32.

و سيّدي ذرّيتي و شيعتي و شيعة ذرّيتي و محبّي و محبّي ذرّيتي فإذا النداء من قبل اللّه عزّ و جلّ:أين ذرّية فاطمة و شيعتها و محبّوها و محبّوا ذريّتها،فيقبلون و قد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدّمهم فاطمة عليها السّلام حتّي تدخلهم الجنّة (1).

السادس و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب قال:أخبرنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أحبّ أن يركب سفينة النجاة و يستمسك بالعروة الوثقي و يعتصم بحبل اللّه المتين فليوال عليّا بعدي و ليعاد عدوّه و ليأتمّ بالأئمّة الهداة من ولده،فإنّهم خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي و سادة أمّتي و قادة الأتقياء إلي الجنّة،حزبهم حزبي و حزبي حزب اللّه و حزب أعدائهم حزب الشيطان (2).

السابع و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد ابن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّة الحسين بن يزيد عن عليّ ابن سالم عن أبيه عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قال اللّه جلّ جلاله:لو اجتمع الناس كلّهم علي ولاية عليّ لما خلقت النار (3).

الثامن و الأربعون: كتاب تحفة الاخوان نقل عن كتاب بشارة المصطفي لشيعة عليّ المرتضي بحذف الاسناد قال:دخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فرحا مسروا مستبشرا فسلّم عليه فردّ عليه السّلام فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه ما رأيتك أقبلت عليّ مثل هذا اليوم؟

فقال:حبيبي و قرّة عيني أتيتك أبشّرك:اعلم أنّ هذه الساعة نزل عليّ جبرئيل الأمين و قال:

الحقّ جلّ جلاله يقرئك السّلام و يقول لك:بشّر عليّا عليه السّلام أنّ شيعته الطائع و العاصي«منهم»من أهل الجنّة،فلمّا سمع مقالته خرّ للّه ساجدا فلمّا رفع رأسه رفع يديه إلي السماء ثمّ قال:اشهدوا اللّه علي أنّي قد وهبت لشيعتي نصف حسناتي،فقالت فاطمة الزهراء:يا ربّ اشهد عليّ بأنّي قد وهبت لشيعة عليّ بن أبي طالب نصف حسناتي،قال الحسن عليه السّلام:يا ربّ اشهد عليّ أنّي قد وهبت لشيعة عليّ بن أبي طالب نصف حسناتي،قال الحسين عليه السّلام:يا ربّ اشهد انّي قد وهبت لشيعة عليّ بن أبي طالب نصف حسناتي،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما أنتم بأكرم منّي اشهد عليّ يا ربّ

ص: 89


1- أمالي الصدوق:69 ح 36.
2- أمالي الصدوق:70 ح 37.
3- أمالي الصدوق:755 ح 1016.

أنّي قد وهبت لشيعة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام نصف حسناتي فهبط الأمين جبرئيل عليه السّلام و قال:يا محمّد إنّ اللّه تعالي يقول:ما أنتم أكرم منّي إنّي قد غفرت لشيعة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و محبّيه ذنوبهم جميعا و لو كانت مثل زبد البحر و رمل البرّ و ورق الشجر (1).

التاسع و الأربعون: أيضا في تحفة الاخوان قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:إذا كان يوم القيامة يؤتي بك علي نجيب من نور و علي رأسك تاج قد أضاء نوره يكاد يخطف أبصار أهل الجمع و الموقف و إذا النداء من قبل اللّه تعالي العليّ الأعلي:أين خليفة محمّد المصطفي؟فتقول أنت:ها أنا،قال:فينادي مناد من قبل اللّه تعالي:يا علي ادخل من أحبّك الجنّة و ادخل من عاداك النار:يا علي أنت قسيم الجنّة و النار (2).

الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال:حدّثنا المفضّل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السّلام قال:سألته عن الأئمّة عليهم السّلام قال:و اللّه لعهد عهده إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّ الأئمّة بعده اثني عشر تسعة من صلب الحسين عليه السّلام،و منّا المهدي الذي يقيم الدّين في آخر الزمان،من أحبّنا حشر من حفرته معنا و من أبغضنا أو ردّنا أو ردّ واحدا منّا حشر من حفرته إلي النار (3).

الحادي و الخمسون: ابن بابويه قال:أخبرني القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال:

حدّثني أبو الحسن علي بن عقبة القاضي قال:حدّثنا محمد بن إسحاق الأنصاري قال:حدّثنا عبد اللّه بن مروان بن معاوية قال:حدّثني سدّاد بن عبد الرحمن من أهل بيت المقدس قال:حدّثني إبراهيم بن أبي عيلة عن واثلة بن الأصقع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حبّي و حبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهنّ عظيمة:عند الوفاة و القبر و عند النشور و عند الكتاب و عند الحساب و عند الميزان و عند الصراط فمن أحبّني و أحبّ أهل بيتي و استمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة،فقيل:يا رسول اللّه و كيف الاستمساك بهم؟فقال:إنّ الأئمّة من بعدي اثنا عشر فمن أحبّهم و اقتدي بهم فاز و نجا و من تخلّف عنهم ضلّ و غوي (4).

الثاني و الخمسون: تفسير الإمام العسكري عليه السّلام أبي محمد في تفسير قوله تعالي: اَلرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (5) قال:قوله (الرَّحِيمِ) (6) فإن أمير المؤمنين قال:رحيم بعباده المؤمنين و من رحمته أنّه خلق

ص: 90


1- كتاب الأربعين للماحوزي:107،و المناقب المرتضوية:206،و مستدرك سفينة البحار:116/6.
2- البحار:358/32 ح 227.
3- أمالي الصدوق:442 ح 590.
4- البحار:322/32 ح 177.
5- سوره 1 - آيه 1
6- سوره 1 - آيه 1

مائة رحمة و جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلّهم فيما يتراحم الناس و ترحّم الوالدة ولدها و تحنو الامّهات من الحيوانات علي أولادها،فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلي تسعة و تسعين رحمة فيرحم بها أمّة محمّد صلّي اللّه عليه و آله ثمّ يشفعهم فيمن يحبّون له الشفاعة من أهل الملّة،حتّي أنّ الواحد ليجيء إلي المؤمن من الشيعة فيقول له اشفع لي،فيقول و أيّ حقّ لك عليّ؟فيقول:سقيتك يوما ماء،فيذكر ذلك فيشفع له،و يجيء آخر فيقول:إن لي عليك حقا فيقول:استظللت بظلّ جداري ساعة في يوم حار فيشفع له فيشفّع فيه،و لا يزال يشفع حتّي يشفع في جيرانه و خلطائه و معارفه،فإنّ المؤمن أكرم علي اللّه ممّا تظنّون (1).

و ما ذكرنا في هذا الباب من طريق الأصحاب فيه كفاية و من أراد الزيادة في ذلك فعليه بكتابنا كتاب:فضل الشيعة و كتاب:بشارات الشيعة لابن بابويه فإنّ فيهما ما لا مزيد عليه.

ص: 91


1- تفسير الإمام العسكري:13/38.

الباب الثالث و السبعون

في جرأة عمر بن الخطّاب علي رسول اللّه

حين علم عمر انّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أن ينصّ علي عليّ عليه السّلام

بأنّه صاحب الأمر بعده صلّي اللّه عليه و آله في مرضه و قال انّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر

من طريق العامّة و فيه سبعة عشر حديثا الأوّل: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامّة من المعتزلة قال:روي ابن عبّاس رحمه اللّه قال:دخلت علي عمر في أوّل خلافته و قد ألقي له صاع من تمر علي خصفة فدعاني إلي الأكل فأكلت تمرة واحدة و أقبل يأكل حتي أتي عليه،ثمّ شرب من جرّة كانت عنده و استلقي علي مرفقة له و طفق يحمد اللّه يكرّر ذلك ثمّ قال:من أين جئت يا عبد اللّه؟قلت:من المسجد،قال:

كيف خلفت ابن عمّك؟فظننته يعني عبد اللّه بن جعفر،قلت:خلفته يلعب مع أترابه،قال:لم أعن ذلك إنّما عنيت عظيمكم أهل البيت،قلت:خلّفته يمتح بالغرب علي نخيلات من فلان و يقرأ القرآن،قال:يا عبد اللّه عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟قلت:

نعم،قال:أ يزعم أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نصّ عليه؟قلت:نعم و أزيدك سألت أبي عمّا يدّعيه فقال:

صدق،فقال عمر:لقد كان من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أمره زورا من قول لا يثبت حجّة و لا يقطع عذرا، و لقد كان يرتع في أمره وقتا ما و لقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا و حيطة علي الإسلام،لا و ربّ هذه البنيّة لا تجتمع عليه قريش أبدا و لو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها فعلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك و أبي اللّه إلاّ إمضاء ما حتم.

ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب تاريخ بغداد في كتابه مسندا.إلي هاهنا كلام ابن أبي الحديد (1).

الثاني: ابن أبي الحديد قال في الشرح قال:روي ابن عبّاس قال:خرجت مع عمر إلي الشام في إحدي خرجاته فانفرد يوما يسير علي بعيرة فاتبعته فقال لي:يا ابن عبّاس أشكو إليك ابن عمّك سألته أن يخرج معي فلم يفعل و لم أزال أراه واجدا فما تظنّ موجدته؟قلت:يا أمير المؤمنين إنّك

ص: 92


1- شرح نهج البلاغة:20/12.

لتعلم،قال:أظنّه لا يزال كئيبا لفوت الخلافة،قلت:هو ذلك إنّه يزعم أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أراد الأمر له فقال:يا ابن عبّاس و أراد رسول اللّه الأمر له فكان ما ذا إذا لم يرد اللّه تعالي ذلك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أمرا و أراد اللّه غيره فنفذ أمر اللّه و لم ينفذ مراد رسوله أو كلّما أراده رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان أراده اللّه إنه كان أراد إسلام عمّه و لم يرده اللّه فلم يسلم.

و قد روي معني هذا الخبر بغير هذا اللفظ و هو قوله:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أن يذكر له الأمر في مرضه فصددته عنه خوفا من الفتنة و انتشار أمر الإسلام فعلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما في نفسي فأمسك و أبي اللّه إلاّ إمضاء ما حتم إلي هنا كلام ابن أبي الحديد (1).

قال مؤلّف هذا الكتاب:الذي رواه ابن أبي الحديد و رواه عن غيره يدلّ علي كفر عمر بن الخطّاب حيث جعل مراد اللّه عزّ و جلّ غير مراد رسوله و مراد رسوله غير مراد اللّه تعالي لأنّ كلّ ما أراده اللّه أراده رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمر اللّه تعالي و أمر رسوله واحد و طاعتهم واحدة،قال اللّه تعالي:

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ (2) (3) و قال تعالي: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ (4) (5).

و قال سبحانه: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (6) (7)و قال جلّ و علا: وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (8) (9)فكيف عمر بن الخطّاب يفرّق بين اللّه تعالي و رسوله صلّي اللّه عليه و آله فكفر عمر بذلك.قال اللّه جلّ جلاله: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (10) (11).

الثالث: ابن أبي الحديد في الشرح بعد أن ذكر أحاديث فيها النصّ علي أمير المؤمنين عليه السّلام بالإمامة و الخلافة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال ابن أبي الحديد:سألت النقيب أبا جعفر يحيي بن محمد ابن أبي زيد و قد قرأت عليه هذه الأخبار فقلت له:ما أراها إلاّ تكاد تكون دالّة علي النصّ و لكنّي أستبعد أن يجتمع الصحابة علي دفع نصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي شخص بعينه،كما استبعدنا من الصحابة علي ردّ نصّه علي الكعبة و شهر رمضان و غيرهما من معالم الدين،فقال رحمه اللّه:أبيت إلاّ ميلا إلي المعتزلة (12).

ثمّ نقل ابن أبي الحديد عن أبي جعفر هذا أحاديث ممّا ردّه عمر بن الخطّاب علي رسول

ص: 93


1- شرح نهج البلاغة:78/12.
2- سوره 4 - آيه 80
3- النساء:80.
4- سوره 48 - آيه 10
5- الفتح:10.
6- سوره 53 - آيه 3
7- النجم:3.
8- سوره 59 - آيه 7
9- الحشر:7.
10- سوره 4 - آيه 150
11- النساء:150-151.
12- شرح نهج البلاغة:82/12.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحاديث كثيرة إلي أن قال أبو جعفر في الأحاديث التي أنكرها عمر علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و انكاره يعني عمر أمره عليه السّلام بالنداء من قال لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة إلي غير ذلك من امور كثيرة يشتمل عليها كتب الحديث،و لو لم يكن إلاّ إنكاره قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه:ائتوني بدواة و كتف أكتب لكم ما لا تضلّون بعده،و قوله ما قال (1)و سكوت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عنه،و أعجب الأشياء أنّه قال ذلك اليوم:حسبنا كتاب اللّه فافترق الحاضرون من المسلمين في الدار فبعضهم يقول القول ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بعضهم يقول القول ما قال عمر،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد كثر اللغط و علت الأصوات:قوموا عنّي فما ينبغي لنبيّ أن يكون عنده هذا التنازع،فهل بقي للنبوّة مزيّة أو فضل إذا كان الاختلاف قد وقع بين القول و ميل المسلمين بينهما مرجّح قوم هذا و قوم هذا،أ فليس ذلك دالاّ علي أنّ القوم سوّوا بينه و بين عمر و جعلوا القولين مسألة خلاف،ذهب كلّ فريق منهم إلي نصرة واحد منهما كما يختلف اثنان من عرض المسلمين في بعض الأحكام فينصر هذا قوم و ينصر ذلك آخرون،فمن بلغت قوّته و همّته إلي هذا كيف ينكر منه أن يبايع أبا بكر لمصلحة يراها و يعدلان عن النفر و من الذي كان ينكر عليه ذلك و هو في القول الذي قاله للرسول صلّي اللّه عليه و آله في وجهه غير خائف من الإنكار و لا أنكر عليه أحد لا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لا غيره،و هو أشدّ من مخالفة النصّ في الخلافة و أفضع و أشنع.

قال ابن أبي الحديد عقيب ذلك:و قد ذكرت في هذا الفصل خلاصة ما حفظت عن النقيب أبي جعفر و لم يكن إمامي المذهب و لا كان يبرأ من السلف الصالح و لا يرتضي قول المسرفين من الشيعة و لكنّه كلام أجراه علي لسانه البحث و الجدل بيني و بينه،علي أنّ العلوي لو كان كراميّا لا بدّ أن يكون عنده نوع من تعصّب و ميل علي الصحابة،و كان النقيب أبو جعفر رحمه اللّه غريز العلم صحيح العقل منصفا في الجدال غير متعصّب للمذهب و إن كان علويّا و كان يعترف بفضل الصحابة و يثني علي الشيخين (2).

قال مؤلّف هذا الكتاب:انظر إلي ما ذكرناه عن أبي الحديد و ما نقله عن أبي جعفر يطلعك علي فساد ما أصّلوا عليه من مذهب العامّة من إنكارهم النصّ علي أمير المؤمنين عليه السّلام من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع علمهم بالنصّ عليه بالإمامة و الخلافة و اتّبعوا أهوائهم فبعدا للقوم الظالمين.

الرابع: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال:حدّثنا الحسن بن الربيع عن عبد الرحمن عن معمر عن الزهري عن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس عن أبيه

ص: 94


1- أي قول عمر الآتي:إنه يهجر.
2- شرح نهج البلاغة:90/12.

قال:لمّا حضرت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الوفاة و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ائتوني بدواة و صحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده،فقال عمر كلمة معناها أنّ الوجع قد غلب علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:عندنا القرآن حسبنا كتاب اللّه،فاختلف من في البيت و اختصموا فمن قائل يقول:القول ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و من قائل يقول:القول ما قال عمر،فلمّا أكثروا اللغط و اللغو و الاختلاف غضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:قوموا إنّه لا ينبغي لنبيّ أن يختلف عنده هكذا، فقاموا فمات رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في ذلك اليوم فكان ابن عبّاس يقول:الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا و بين كتاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يعني الاختلاف و اللّغط.

قال ابن أبي الحديد:قلت هذا الحديث قد خرجه الشيخان محمّد بن إسماعيل البخاري و مسلم بن الحجّاج القشيري في صحيحهما (1)و اتّفق المحدّثون كافة علي روايته.

إلي هنا كلام ابن أبي الحديد (2).

الخامس: ابن أبي الحديد في الشرح قال:في الصحيحين خرجاه معا رحمهما اللّه عن ابن عبّاس انّه كان يقول يوم الخميس و ما يوم الخميس ثمّ بكي حتّي بل دمعه الحصي،فقلنا:يا ابن عبّاس ما يوم الخميس؟قال:اشتدّ علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجعه فقال:ائتوني بكتاب أكتبه لكم لا تضلّوا بعدي أبدا فتنازعوا فقال انّه لا ينبغي عندي تنازع فقال قائل:ما شأنه أهجر استفهموه،فذهبوا يعيدون عليه فقال:دعوني بالذي أنا فيه خير من الذي أنتم فيه،ثمّ أمر بثلاثة أشياء فقال:اخرجوا المشركين من جزيرة العرب و أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم،و سئل ابن عبّاس عن الثالثة فقال:إمّا أن لا يكون تكلّم بها و إمّا أن يكون قالها فنسيت (3).

السادس: ابن أبي الحديد في الشرح قال:و في الصحيحين أيضا خرجاه معا عن ابن عبّاس رحمه اللّه قال:لمّا احتضر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في البيت رجال منهم عمر بن الخطّاب فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده أبدا،فقال عمر:إنّ رسول اللّه قد غلب عليه الوجع و عندكم القرآن حسبنا كتاب اللّه،فاختلف القوم و اختصموا فمنهم من يقول قربوا إليه يكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده،و منهم من يقول:القول ما قاله عمر،فلمّا أكثروا اللّغو و الاختلاف عنده صلّي اللّه عليه و آله قال لهم:قوموا،فقاموا و كان ابن عبّاس يقول:الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول اللّه و بين أن يكتب لهم ذلك الكتاب (4).

ص: 95


1- صحيح البخاري:138/5 و 9/7 كتاب المرض و الطب ط.دار الفكر بيروت المصورة عن استانبول 1401 ه، و صحيح مسلم بشرح النووي:76/5 و 89/11 ط.دار الكتاب العربي 1407 ه.
2- شرح نهج البلاغة:51/6.
3- شرح نهج البلاغة:54/2-55.
4- شرح نهج البلاغة:55/2.

السابع: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال أبو جعفر الطبري و روي سعيد بن جبير قال:كان ابن عبّاس رحمه اللّه يقول:يوم الخميس و ما يوم الخميس ثمّ يبكي حتّي تبلّ دموعه الحصباء،فقلنا له:و ما يوم الخميس؟قال:يوم اشتدّ برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجعه فقال:ائتوني باللّوح و الدّواة-أو قال-بالكتف و الدواة أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي أبدا،فتنازعوا فقال:اخرجوا لا ينبغي عند نبيّ أن يتنازع.

قالوا:ما شأنه أهجر استفهموه،فذهبوا يعيدون عليه فقال:دعوني فما أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه،ثمّ أوصي بثلاث قال:اخرجوا المشركين من جزيرة العرب و أجيزوا الوفد ممّا كنت أجيزهم،و سكت عن الثالثة عمدا أو قالها و نسيتها (1).

الثامن: ابن أبي الحديد قال:و كان في ألفاظ عمر و أخلاقه جفاء و عنجهيّة ظاهرة يحسب لها السامع أنّه أراد بها ما لم يكن قد أراد،و يتوهّم من يحكي له أنّه قصد بها ظاهرا ما لم يقصد،فمنها الكلمة التي قالها في مرض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معاذ اللّه أن يقصد بها ظاهرها،و لكنّه أرسلها علي مقتضي خشونة غريزته و لم يتحفّظ منها،و كان الأحسن أن يقول مغمور أو مغلوب بالمرض، و حاشاه أن يعني بها غير ذلك (2).

قال:و ما روي من قول عمر:كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه قال:اعلم أنّ هذه اللفظة من عمر مناسبة للفظات كثيرة كان رضي اللّه عنه يقولها بمقتضي ما جبله اللّه تعالي عليه من غلظ الطّينة و جفاء الطبيعة و لا حيلة له فيها،لأنّه مجبول عليها لا يستطيع تغييرها و لا ريب عندنا أنّه كان يتعاطي أن يتلطّف و أن يخرج ألفاظه مخارج حسنة لطيفة فينزع به الطبع الجاسي و الغريزة الغليظة إلي أمثال هذه اللفظات و لا يقصد بها شرّا و لا يريد به ذمّا و لا تخطئة كما قدّمنا من قبل في اللفظة التي قالها في مرض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كاللّفظات التي قالها عام الحديبية و غير ذلك، و اللّه تعالي لا يجازي المكلّف إلاّ بما نواه،و لقد كانت نيّته من أطهر النيّات و أخلصها للّه تعالي (3).

قال مؤلّف هذا الكتاب:لقد غلا ابن أبي الحديد في عمر بن الخطّاب و تعصّب فيه أتمّ التعصّب و خرج عن مذهب الاعتزال من أنّ فعال العباد منهم لا من اللّه و دخل في مذهب المجبرة أنّ العبد لا فعل له و لا قدرة له علي فعله،و عندهم أنّ المكلّف لا اختيار له في أفعاله كالحجر إن حرّكته تحرّك،و إنّما قلنا ذلك في ابن أبي الحديد لأنّه قال في الاعتذار عن عمر في قوله لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 96


1- شرح نهج البلاغة:30/13.
2- شرح نهج البلاغة:180/1.
3- شرح نهج البلاغة:27/2.

يهجر قالها عمر بمقتضي ما جبله اللّه تعالي عليه من غلظ الطينة و جفاء الطبيعة و لا حيلة له فيها لأنّه مجبول عليها لا يستطيع تغييرها و هذا بعينه قول المجبرة و ليت شعري ما الذي أوجب خروجه من مذهبه و هل هذا إلاّ محض تعصّب لعمر،أعوذ باللّه تعالي من الحميّة الجاهلية و العجب من ابن أبي الحديد بين تعصّبه هنا لعمر و بين قوله في عمر و ذمّه له حيث جعل الخلافة شوري في ستّة.

قال ابن أبي الحديد في الشرح بعد طعن أبي لؤلؤة من أمر الشوري:فإنّ ذلك كان سبب كلّ فتنة وقعت و تقع إلي أن تنقضي الدّنيا و قد شرحنا ما أدّي إليه من أمر الشوري من الفساد بما حصل في نفس كلّ واحد من الستّة من ترشيحه للخلافة.إلي هنا كلام ابن أبي الحديد بلفظه (1).

التاسع: و من كتاب سير الصحابة لبعض رجال العامّة ما هذا لفظه في مطلع كتابه:بسم اللّه الرحمن الرحيم ما جاء في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و من أخبار النبيّ صلوات اللّه عليهما و علي عترتهما أجمعين قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:سيظهر في الإسلام من الفرق ما ظهر في الأديان من قبلها فأمّا اليهود فإنّها افترقت علي إحدي و سبعين فرقة و افترقت النصاري اثنتين و سبعين فرقة و ستفترق أمّتي من بعدي ثلاثا و سبعين فرقة جميعها في النار غير واحدة ناجية.

فقيل له:يا رسول اللّه من الفرقة الناجية؟ فقال:من كان علي ما أنا عليه و أهل بيتي و من قام علي عهدي بعد وفاتي،فقال حذيفة بن اليمان:يا رسول اللّه هل يتّبعون شيئا غيرك؟قال:نعم يا حذيفة تظهر من بعدي طوائف ثلاث و هم الناكثون و القاسطون و المارقون فهؤلاء و أتباعهم-و أيم اللّه تعالي-أهل النار،و هم اثنان و سبعون فرقة و ستختلف أصحابي من طرق شتّي،ثمّ أخذ المصنّف في ذكر الاختلاف إلي أن قال:

و الخلاف الثاني في بيت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فيما أخبر به محمّد بن أبي عمر قال؛حدّثني سفيان بن عيينة عن عمر بن دينار عن عكرمة قال:سمعت عبد اللّه بن عبّاس يقول:يوم الاثنين و ما يوم الاثنين و هملت عيناه فقيل له:يا ابن عبّاس و ما يوم الاثنين؟قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غمرات الموت فقال:ائتوني بصحيفة و دواة أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي أبدا فتنازعوا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يجز عنده التنازع،و قال رجل من القوم:إنّ الرجل ليهجر،فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمر بإخراجه و إخراج صاحبه ثمّ أتوه بالصحيفة و الدواة فقال:بعد ما قال قائلكم ما قال!؟ثمّ قال:ما أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه (2).

العاشر: صاحب كتاب سير الصحابة أيضا عن أبي إسحاق أخبرنا سعيد بن منصور البلخي قال:

ص: 97


1- شرح نهج البلاغة:27/2.
2- مكاتيب الرسول:697/3 عن المصنف.

حدّثنا سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير قال:قال ابن عبّاس يوم الخميس و ما يوم الخميس،ثمّ بكي حتّي بلّ دموعه الحصي،فقلت له:يا ابن عبّاس و ما يوم الخميس؟فقال:

اشتدّ المرض برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:ائتوني بدواة و بياض أكتب لكم كتابا لئلاّ تضلّوا بعدي أبدا،قال:

فتنازعوا و لا ينبغي التنازع عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قال رجل منهم:ما شأنه يهجر استفهموه،فسمع فقال:دعوني فالذي أنا فيه خير (1).

الحادي عشر: صاحب سير الصحابة قال:حدّثنا حمّاد بن عبد اللّه عن هشام بن سعيد عن بريد ابن أسلم قال حمّاد:لا أعلم إلاّ عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ائتوني بصحيفة و دواة أكتب لكم كتابا لن تضلّون بعدي،فقالت النسوة:ائتوا رسول اللّه بما طلب فقام إنسان ليأتي به إذ غمي عليه فلمّا أفاق قال(عمر):تبكون!إذا صحّ ركبتم عنقه عند مرضه و خالفتموه في حياته (2)،و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون و النسوة كنّ فاطمة عليها السّلام و أمّ سلمة و عائشة و فضّة (3).

الثاني عشر: صاحب سير الصحابة قال:و حدّثني عبد الرحمن بن أبي هاشم قال:حدّثني عمرو ابن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير قال:كان ابن عبّاس إذا ذكر ليلة الخميس بكي فقيل له:يا ابن عبّاس ما يبكيك؟قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا بني عبد المطّلب اجلسوني و سندوني أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي أبدا،فقال بعض أصحابه:إنّه يهجر،قال:و أبي أن يسمّي الرجل،فجئناه بعد ذلك فأبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكتبه لنا ثمّ سمعناه يقول:عدي العدوي و سينكث البكري (4).

الثالث عشر: صاحب سير الصحابة قال:حدّثنا محمّد بن علي قال:حدّثني أبو إسحاق بن يزيد عن فضيل بن يسار عن عبد اللّه بن محمد قال:سمعت عكرمة يقول عن ابن عبّاس قال:إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:ائتوني بكتف و دواة أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي فمنعه رجل فقلت لعكرمة:من الرجل؟فقال:إنّكم لتعرفونه مثلي هو و اللّه المعذول (5).

الرابع عشر: صاحب سير الصحابة قال:حدّثني محمّد بن علي قال:حدّثنا عاصم بن عامر عن الحسين بن عيسي عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه:ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا،فقال المعذول:إنّ النبيّ هجر كما

ص: 98


1- الإيضاح لابن شاذان:359،و صحيح البخاري:66/4 ط.دار الفكر بيروت،و مسند أحمد:222/1.
2- في المصادر:قال عمر:إذا مرض عصرتن أعينكن و إذا صحّ أخذتن بعنقه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هنّ خير منكم. كنز العمال:243/7 ح 18771.
3- راجع مكاتيب الرسول:695/3 عن المصنف.
4- لم نجده في المصادر.
5- مكاتيب الرسول:698/3.

يهجر المريض،فغضب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنتم لا أحلام لكم،قال:إنّما قلت من الورم (1)، قال:إنّكم قوم تجهلون بهذا أخبرني أخي جبرئيل عن ربّي جل جلاله فاخرجوه،فأخرجنا،و اللّه لقد مضي في الحال (2)إلي أبي بكر فأخرجه إلي السقيفة و جمع فيها من جمع و بايع علي ما بايع (3).

الخامس عشر: صاحب سير الصحابة قال:و حدّثني محمّد بن عليّ قال:سمعت أبا إسحاق يزيد الفرّاء عن الصباح المزني عن أبان بن أبي عيّاش قال:سمعت الحسن بن أبي الحسن قال:

سمعت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثمّ سمعته بعينه من عبد اللّه بن عبّاس بالبصرة و هو عامل عليها فكأنّما ينطقان بفم واحد و كأنّما يقرءانه من نسخة واحدة و الذي عقلته و حفظته قول ابن عبّاس و المعني واحد غير أنّ حديث ابن عبّاس أحفظه قال:سمعته يقول:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال في مرضه الذي قبض فيه:ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي أبدا،فقام بعضهم ليأتي به فمنعه رجل من قريش و قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر،فسمعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فغضب و قال:إنّكم تختلفون و أنا حيّ،قد أعلمت أهل بيتي بما أخبرني به جبرئيل عن ربّ العالمين انّكم ستعملون بهم من بعدي و أوصيتهم كما أوصاني ربّي فاصبروا صبرا جميلا،فبكي ابن عبّاس حتّي بلّ لحيته ثمّ قال:

لو لا مقالته لكتب لنا كتابا لم تختلف أمّته بعده و لم تفترق (4).

السادس عشر: صاحب كتاب سير الصحابة قال:و حدّثني محمّد بن مروان قال:حدّثنا زيد بن معدّل عن أبان بن عثمان عن بعض أصحابه أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال في المرض الذي قبض فيه:ائتوني بصحيفة و دواة لأكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي،فدعا العبّاس بصحيفة و دواة،فقال بعض من حضر:إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يهجر،ثمّ أفاق النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال له العبّاس:هذه صحيفة و دواة قد آتينا بها يا رسول اللّه،فقال:بعد ما قال قائلكم ما قال،ثمّ أقبل عليهم و قال:احفظوني في أهل بيتي و استوصوا بأهل الذمّة خيرا و اطعموا المساكين و اكثروا من الصلاة و استوصوا بما ملكت أيمانكم،و جعل يردّد ذلك صلّي اللّه عليه و آله:و إنّي لأعلم أنّ منكم ناقض عهدي و الباغي علي أهل بيتي (5).

السابع عشر: صاحب سير الصحابة قال:أخبرنا الشيخ أبو الحسن عليّ قال:حدّثني أبي قال:

حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن الجرمي قال:حدّثني أبو حبيش الهروي قال:حدّثنا عبد الرزاق عن أبيه عن جدّه عن أبي سعيد الخدري في حديث مكاتبة أبي بكر إلي أسامة بن زيد بعد استخلاف

ص: 99


1- لعله من قول عمر فتأمل.
2- أي عمر.
3- مكاتيب الرسول:698/3 عن المصنف الي قوله:أنتم لا أحلام لكم.
4- البحار بتفاوت:498/22 ح 44،و مكاتيب الرسول:699/3.
5- لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ.

أبي بكر و الحديث طويل فكان في جواب اسامة له في جواب طويل لأبي بكر قال اسامة:و أنت في كلّ الامور علي خلاف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أ لم يأمرك بالخروج معي؟!أ لم يبعثك إلي المسير في حملتي،أ لم تدخل أنت و عمر لعيادته فلمّا رآكما أنكر تخلّفكما عن الخروج إلي معسكري حتّي اعتذرتما بالاستعداد و سألتماني النظرة يومين أو ثلاثة ثمّ أنفذت إليكما من يزعجكما فأجبتما بمثل ذلك و كلّما دخلتما إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:نفّذوا جيش اسامة،يكرّر ذلك في الساعة الواحدة دفعات حتّي خرج أحدكما في بعض ذلك و هو يقول:إنّ محمّدا ليهجر،فكيف تدّعي أنّك لا تخالف أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنت تخالف أوامره أو ما تستحي علي أهل بيته و هو يقدمهم و يؤخّرك بفضلهم و بقصرك،و يؤمرهم عليك و لا يؤمّرك عليهم،و ساق الحديث بطوله و هو جواب حسن بذكر فضائل عليّ عليه السّلام و أهل البيت عليهم السّلام و إظهار نقض أبي بكر (1).

ص: 100


1- راجع دعائم الإسلام:41/1،و اعلام الوري:263/1.

الباب الرابع و السبعون

في قول عمر:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر

و انّه صلّي اللّه عليه و آله أخبر أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام بما أراد أن يكتب و أشهد علي ذلك شهودا

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: كتاب سليم بن قيس الهلالي و من كتابه نسخته قال:رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في مسجد رسول اللّه في خلافة عثمان و المهاجرين و الأنصار يتحدّثون فيه و يتذاكرون الفقه و العلم فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيها من الفضل مثل قوله:

«الأئمّة من قريش»،و قوله:«الناس تبع لقريش»«و قريش أئمّة العرب»،و قوله:«ألا لا تسبّوا قريشا»، و قوله:«للقرشي قوّة رجلين من غيرهم»،«أبغض اللّه من أبغض قريشا»،و قوله:«من أراد قريشا بهوان أهانه اللّه»،و ذكرت الأنصار فخرها و فضلها و سوابقها و نصرتها و ما أثني اللّه عليهم في كتابه و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيهم من الفضل،و ذكروا ما قال في سعد بن معاذ في جنازته،و حنظلة بن الراهب غسيل الملائكة،و الذي حمته الدبر (1)و لم يدعوا شيئا من فضلهم فقال كلّ حيّ:منّا فلان و فلان،و قالت قريش:منّا رسول اللّه و منّا حمزة و منّا جعفر و منّا عبيدة بن الحرث و زيد بن حارثة و أبو بكر و عمر و عثمان و سعد و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم و ابن عوف فلم يدعوا من الحيّين أحدا من أهل السابقة إلاّ عدّوه (2)في الحلقة أكثر من مائتي رجل منهم مسانيد إلي القبلة و منهم في الحلقة و كان ممّن حفظت من قريش عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و سعد و ابن عوف و الزبير و طلحة و عمّار و المقداد و أبو ذرّ و هاشم بن عتبة و عبد اللّه بن عمر و عبد اللّه بن عبّاس و الحسن و الحسين و محمد بن أبي بكر و عبد اللّه بن جعفر الطيّار و عبيد اللّه بن عبّاس.

و من الأنصار ابيّ بن كعب و زيد بن ثابت و أبو أيّوب و أبو الهيثم بن التيهان و محمّد بن مسلمة و قيس بن سعد و جابر بن عبد اللّه و أبو مريم و أنس بن مالك و زيد بن أرقم و عبد اللّه بن أبي أوفي و أبو ليلي و معه ابنه عبد الرحمن قاعد إلي جنبه غلام أمرد صبيح الوجه و جاء أبو الحسن البصري

ص: 101


1- الدبر بالفتح:جماعة النحل و الزنابير و أراد به:عاصم بن ثابت الأنصاري.
2- في المصدر المطبوع:سمّوه.

و معه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة،فجعلت أنظر إليه و إلي عبد الرحمن بن أبي ليلي و لا أدري أيّهما أجمل غير أنّ الحسن أعظمهما و أطولهما،و أكثر القوم و ذلك من بكرة إلي أن حضرت الصلاة و عثمان في داره لا يعلم بشيء ممّا هم فيه و عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق و لا أحد من أهل بيته فقالوا له:يا أبا الحسن ما لك لا تتكلّم،فقال عليه السّلام ما في الحيين أحد إلاّ و قد ذكر فضلا و قال حقّا.

ثمّ قال عليّ عليه السّلام:يا معشر قريش و الأنصار ممّن أعطاكم اللّه عزّ و جلّ هذا الفضل فبعشائركم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم؟فقالوا:أعطانا اللّه و منّ علينا برسوله صلّي اللّه عليه و آله إذا أدركنا ذلك و قبلناه لأنفسنا (1)و عشائرنا و أهل بيوتاتنا،قال:صدقتم،ثمّ قال:يا معشر قريش أ تقرّون أنّ الذي نلتم به خير الدّنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصّة دونكم جميعا و أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا و أخي عليّ بن أبي طالب لطينة(واحدة)إلي آدم عليه السّلام؟فقال أهل بدر و أهل احد و أهل السابقة و أهل القدمة:نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

و في رواية اخري:إني و أهل بيتي كنّا نورا نسعي بين يدي اللّه عزّ و جلّ قبل أن يخلق اللّه آدم عليه السّلام بأربعة عشر ألف سنة،فلمّا خلق اللّه آدم عليه السّلام وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه الي الارض ثم حمله في السفينة في صلب نوح ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليهم السّلام،ثمّ لم يزل ينقلنا اللّه في الأصلاب الكريمة إلي الأرحام الطاهرة من الآباء و الامّهات لم يلتق واحد منهم علي سفاح قط؟

قالوا جميعا:سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

فقال:يا معشر قريش و الأنصار أ تقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين كلّ رجلين من أصحابه و آخي بيني و بينه فقال:أنت أخي و أنا أخوك في الدّنيا و الآخرة؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ تقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اشتري موضع المسجد و منازله فابتناه ثمّ بني فيه عشرة منازل تسعة له و جعل لي عاشرها في وسطها و سدّ كلّ باب شارع إلي المسجد غير بابي،فتكلّم في ذلك من تكلّم فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه و لكنّ اللّه أمرني أن أسدّ أبوابكم و أفتح بابه؟قالوا:نعم،قال:

أ فتقرّون أيّها الناس أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نهي الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري فكنت أبيت في المسجد و منزلي و منزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله(واحد)في المسجد يولد لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ولي فيه الأولاد؟قالوا:نعم،قال:أ فتقرّون أنّ عمر حرص علي كوة قدر عينيه من منزله إلي المسجد فأبي ذلك عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:إنّ اللّه جلّ اسمه أمر موسي أن يبني مسجدا طاهرا و لا يسكنه غيره

ص: 102


1- هنا تفاوت مع المصدر.

و غير هارون و ابنيه و إنّ اللّه أمرني ببناء مسجد طاهر و لا يسكنه غيري و غير أخي عليّ بن أبي طالب و فتياه؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني فنصّبني يوم غدير خمّ فنادي لي بالولاية ثمّ قال:ليبلغ الشاهد منكم الغائب؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لي في غزاة تبوك:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي و أنت وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي؟

قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين دعا أهل نجران للمباهلة لم يأت إلاّ بي و بصاحبتي و ابني؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّه دفع لي اللواء يوم خيبر ثمّ قال:لأدفعنّ الراية غدا إلي رجل يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله ليس بجبان و لا فرّار يفتحها اللّه علي يديه؟

فقالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعثني ببراءة ورد غيري بعد أن كان بعثه بوحي من اللّه و قال إن العلي الأعلي يقول:إنه لا يبلغ عنّي إلاّ رجل منّي؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تنزل به شديدة إلاّ قدّمني إليها ثقة بي و إنّه لم يدع باسمي قط إلاّ أن يقول يا أخي و ادعوا لي أخي؟

قالوا:اللّهم نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قضي بيني و بين في ابنة جعفر و زيد و حمزة فقال لي:يا علي انّك منّي و أنا منك و أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون انّه كانت لي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّ يوم دخلة و خلوة إن سألته أعطاني و إن سكتّ ابتدأني؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فضّلني علي حمزة و جعفر فقال لفاطمة:إنّي زوّجتك خير أهلي و خير أمّتي أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما؟قالوا:اللّهم نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:

أنا سيّد ولد آدم و عليّ أخي سيّد العرب و فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة و ابناي الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمرني أن أغسله و أخبرني أن جبرائيل يعينني علي غسله؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال في آخر خطبة خطبها:أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل بيتي؟قالوا:اللّهم نعم، (1)قال:و لم يدع شيئا أنزل اللّه فيه خاصّة و في أهل بيته من القرآن و لا علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ ناشدهم فيه فمنهم من يقول نعم و منهم من يسكت و يقول بعضهم:اللّهمّ نعم،و يقول الذين سكتوا للذين أقروا :أنتم عندنا ثقاة و قد حدّثنا غيركم ممّن نثق به من هؤلاء و غيرهم انّهم سمعوا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك فقال عليّ عليه السّلام حين فرغ:اللّهم اشهد عليهم،قالوا:

ص: 103


1- في المصدر زيادة بذكر بقية المناشدة للقوم و هي كثيرة.

اللّهمّ نعم اشهد أنّا لم نقل إلاّ حقّا و ما سمعنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله انّه قال لي عليّ عليه السّلام حين فرغ اللّهم إنّه من زعم أنّه يحبّني و يبغض عليّا فقد كذب ليس ممن يحبّني،و وضع يده علي رأسي فقال له قائل:و كيف ذلك يا رسول اللّه؟قال:لأنّه منّي و أنا منه فمن أحبّه فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحبّ اللّه و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه،فقال له عشرون من أفاضل القوم:اللّهمّ نعم و سكت بقيّتهم،فقال عليّ عليه السّلام للسكوت:ما لكم سكوت؟قالوا:هؤلاء الذين شهدوا عندنا ثقاة و فضلهم و سابقتهم فقال:اللّهمّ اشهد عليهم.

فقال طلحة بن عبد اللّه:-و كان يقال له داهية قريش-فكيف نصنع بما ادّعاه أبو بكر و عمر و أصحابهما الذين شهدوا و صدّقوه علي مسألته يوم أتوا بك تعتل و في عنقك الحبل فما احتججت به من شيء إلاّ صدّقوا حجّتك فادّعي أبو بكر أنّه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إنّ اللّه أبا أن يجمع لنا أهل البيت النبوّة و الخلافة فصدّقوه و شهدوا به منهم عمر و أبو عبيدة و سالم و معاذ بن جبل ثمّ أقبل طلحة فقال:كلّ الذي ادّعيت و ذكرته و احتججت به من السابقة و الفضل نحن نعترف بذلك،و أمّا الخلافة فقد شهدوا أولئك(الخمسة)لما سمعوه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال عند ذلك عليّ عليه السّلام و قد غضب من مقالة طلحة و أخرج شيئا كان يكتمه و فسّر شيئا كان قد قاله و هو أنّه كان قاله يوم مات عمر و لم يدروا ما عني به عليه السّلام ثمّ أقبل علي طلحة و الناس يسمعون ثمّ قال:يا طلحة أما و اللّه ما من صحيفة ألقي اللّه بها يوم القيامة أحبّ إليّ من صحيفة هؤلاء الخمسة الذين تعاهدوا علي الوفاء بها في الكعبة في حجّة الوداع إن قتل(اللّه)محمّدا أو مات أن يتوازروا عليّ و يتظاهروا عليّ فلا تصل الخلافة إليّ،و الدليل يا طلحة علي باطل ما شهدوا عليه قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خمّ:من كنت أولي به من نفسه فعليّ أولي به من نفسه،فكيف أكون أولي بهم من أنفسهم و هم الامراء و الحكّام،و علي قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير النبوّة، (أ لستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة)فلو كان مع النبوّة غيرها لاستثناه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قوله:إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي لا تتقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلّموهم فانّهم أعلم منكم،فينبغي أن لا تكون الخلافة علي الامّة إلاّ لأعلمهم بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و قد قال اللّه عزّ و جلّ: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (1) و قال: وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (2) و قال: أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (3) و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت قط أمّة أمرها رجلا و فيهم أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،فما الولاية غير الإمارة،و الدليل علي كذبهم و باطلهم

ص: 104


1- سوره 10 - آيه 35
2- سوره 2 - آيه 247
3- سوره 46 - آيه 4

و فجورهم أنّهم سلّموا عليّ بإمرة المؤمنين بأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هي الحجّة عليهم و عليك خاصّة و علي هذا الذي معك-يعني الزبير-و علي الامّة و علي هذين-و أشار إلي سعد و ابن عوف-و علي خليفتكم هذا الظالم-يعني عثمان-.

و إنّا معشر الشوري ستّة أحياء كلّنا فلم جعلني عمر في الشوري إن كان قد صدّق هو أصحابه علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:ليس لنا في الخلافة شيء،أ ليس أمرنا شوري في الخلافة أم في غيرها؟ و إن زعمتم إنّما جعلها في غير إمارة فليس لعثمان إمارة علينا لأنّه أمرنا أن نتشاور في غيرها (1)،و إن كانت المشورة فيها فلم أدخلني فيكم؟فهلاّ أخرجني و قد كان شهد أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخرج أهل بيته من الخلافة و أخبر أنّه لا نصيب لهم فيها،و لم قال عمر حين دعانا رجلا رجلا فقال لابنه و كان شاهدا:يا عبد اللّه بن عمر أنشدك اللّه ما قال لك حين خرجنا،قال ابن عمر:أما إذ ناشدتني فإنه قال:

إن بايعوا أصلع بني هاشم يحملهم علي المحجّة البيضاء هو أقواهم علي كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فقال عليّ عليه السّلام له:ما قلت له حين قال لك ذلك؟

قال:قلت:ما يمنعك أن تستخلفه؟قال(علي):فما ردّ عليك؟ قال(ابن عمر):ردّ عليّ شيئا أكتمه.

قال عليّ:فإنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخبرني به (2)قبل موته بثلاثة أيّام،و ليلة مات فيها أبوك رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامي-و من رأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامه فقد رآه في اليقظة-فقال له ابن عمر:

فما أخبرك؟

فقال له عليّ:أنشدك اللّه يا ابن عمر أنّي إن أخبرتك به لتصدقني.

قال ابن عمر:أو أسكت.

قال:فإنّه حين قال لك قلت له أنت:فما يمنعك أن تستخلفه؟قال(عمر):الصحيفة التي كتبناها و العهد في الكعبة في حجّة الوداع،قال:فسكت ابن عمر و قال:أسألك بحقّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا أمسكت عنّي.

قال أبان عن سليم:فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس قد خنقته العبرة و عيناه تسيلان دموعا.

ثمّ أقبل علي علي طلحة و الزبير و ابن عوف و سعد فقال:و اللّه إن كان أولئك الخمسة كذبوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما يحلّ لكم ولايتهم،و إن كانوا صدقوا فما حلّ لكم أن تدخلوني معكم في الشوري،لأنّ ادخالكم إيّاي فيها خلاف علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رغبة عنه،ثمّ أقبل علي الناس فقال:

ص: 105


1- أي بناء علي تفسير الشوري بغير الامارة.
2- في المصدر:قد أخبرني بكل ما قال لك و قلت له.

أخبروني عن منزلتي فيكم و ما تعرفوني به أ صدوق عندكم أم كذّاب؟ فقالوا:صادق صدوق مصدق ما علمنا و اللّه أنك كذبت في جاهلية و لا إسلام.

قال(علي عليه السّلام):فو الذي أكرمنا أهل البيت بالنبوة فجعل منّا محمدا و أكرمنا من بعده بأن جعلنا أئمة المؤمنين من بعده و لا يبلّغ عنه غيرنا و لا تصلح الخلافة و الإمامة إلاّ فينا و لم يجعل لأحد من الناس فيها نصيبا و لا حقا،أما رسول اللّه فخاتم النبيّين ليس بعده نبيّ و لا رسول،ختم به الأنبياء إلي يوم القيامة و ختم بالقرآن الكتب إلي يوم القيامة و جعلنا اللّه خلفاء محمد في أرضه و شهدائه علي خلقه،و فرض طاعتنا في كتابه و قرننا بنفسه و بنبيه في الطاعة في غير آية من القرآن، و اللّه جعل محمدا نبيّا حبيبا و جعلنا[خلفاء من بعده]في كتابه المنزل،ثمّ اللّه حين أشهد نبيه صلّي اللّه عليه و آله أن يبلّغ ذلك عنه فبلّغهم كما أمره،فأينا أحق بمجلس رسول اللّه و بمكانه،أو ما سمعتم حين بعثني ببراءة فقال:لا يصلح أن يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي فلم يصلح لصاحبكم أن يبلّغ عنه صحيفه قدر أربعة أصابع و لن يصلح أن يكون المبلّغ لها غيري،فأيّهما أحقّ بمجلسه و بمكانه،الذي سمّاه خاصّته أنّه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو من خصّه من بين الأمّة أنّه ليس من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.قال طلحة:قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففسّر لنا كيف لا يصلح لأحد أن يبلّغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سمعناه قال لنا و لسائر الناس ليبلّغ الشاهد منكم الغائب عنّي،و قال بعرفة حين حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حجّة الوداع فقال:رحم اللّه من سمع مقالتي فوعاها،ثمّ بلّغها غيره فربّ حامل فقه و لا فقه له و ربّ حامل فقه إلي من هو أفقه منه،ثلاثة لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم:إخلاص العمل للّه،و السمع و الطاعة، و المناصحة لولاة الأمر و لزوم جماعتهم،فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم.و قال في غير موطن:

فليبلّغ الشاهد الغائب؛فقال عليّ عليه السّلام:إنّ الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم و في حجّة الوداع، و يوم قبض في آخر خطبة خطبها حين قال:تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما:كتاب اللّه و أهل بيتي،و إن اللطيف الخبير عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض كهاتين الاصبعين[و أشار باصبعيه السبحتين،و لا أقول كهاتين-و أشار بالمسبّحة و الوسطي لأنّ إحداهما قدّام الاخري]فتمسّكوا بهما لا تضلّوا و لا تزلّوا و لا تتقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم،و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».

إنّما أمر من يقول من العامّة باجابة طاعة الأئمّة من آل محمد و إيجاب حقهم،و لم يقل في ذلك شيئا من الأشياء غير ذلك.فلمّا أمر العامّة أن يبلّغوا العامّة من لا يبلّغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما بعثه اللّه به غيرهم.ألا تري يا طلحة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لي و أنتم تسمعون:إنّه لا يقضي ديني و يبرئ ذمّتي

ص: 106

و يؤدّي ديني و أمانتي،و يقاتل عن سنّتي غيري.فلمّا ولي أبو بكر ما قضي عن رسول اللّه دينه و لا عداته فاتبعتهما جميعا فقضيتهما عنه.و أخبرني أنّه لا يقضي دينه و لا عداته غيري،فلم يكن ما أعطاهم أبو بكر قضاء لدينه و عداته و إنّما كان قضائي دينه و عداته هو الذي أبرأ ذمّته و قضي أمانته؛و إنّما يبلّغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جميع ما جاء به من بعده،الأئمّة الذين افترض اللّه في الكتاب طاعتهم و أمر بولايتهم،الذين من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه.فقال طلحة:فرّجت عنّي ما كنت أدري ما عني بذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي فسّرتها إليّ فجزاك اللّه يا أبا الحسن عن جميع الامّة.

يا أبا الحسن شيء أريد أن أسألك عنه:رأيتك خرجت بثوب مختوم فقلت:أيّها الناس إنّي لم أزل مشغولا برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-بتكفينه و دفنه-ثمّ شغلت بكتاب اللّه عزّ و جلّ حتّي جمعته،و هذا كتاب اللّه عندي مختوم لم يسقط عليّ منه حرف واحد،فلم أر ذلك الكتاب الذي كنت كتبت و ألّفت فيه،و قد رأيت عمر بعث إليك حين استخلف أن تبعث به إليه،فأبيت أن تفعل،فدعا عمر الناس فإذا شهد رجلان علي آية[أنّها]قرآن كتبها،و إن لم يشهد عليها إلاّ واحد رماها و لم يكتبها.

و قد قال عمر و أنا أسمع:إنّه قد قتل يوم اليمامة قوما كانوا يقرءون قرآنا لا يقرأه غيرهم فذهب.و قد جاءت غنيمة إلي صحيفة و كتّاب عمر يكتبون فأكلتها فذهب ما فيها،و الكتاب يومئذ كتاب عثمان.

و سمعت عمر و أصحابه الذين كتبوا ما ألّفوا علي عهد عمر و عهد و عثمان يقولون:إن الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة،و النور ستّون و مائة آية،و الحجرات ستون آية.فما هذا،و ما يمنعك رحمك اللّه أن تخرج ما ألّفت للناس و قد عهد عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع إليه الكتاب و حمل الناس علي قراءة واحدة،و مزّق مصحف أبي بن كعب و مصحف ابن مسعود و حرقهما بالنيران،فما هذا؟ قال عليّ:يا طلحة إن كلّ آية أنزلها اللّه عزّ و جلّ علي محمد صلّي اللّه عليه و آله عندي،املاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خطّي بيدي،و تأويل كل آية أنزلها اللّه علي محمد صلّي اللّه عليه و آله،و كل حلال و كل حرام و حدّ و حكم،و كل شيء تحتاج إليه الأمّة حتّي أرش الخدش.قال طلحة:كل شيء من صغير و كبير أو خاص أو عام أو كان أو يكون إلي يوم القيامة فهو عندك مكتوب؟

فقال عليّ عليه السّلام:نعم و سوي ذلك أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أسرّ إليّ في مرضه الذي مات فيه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كلّ باب ألف باب،و لو أن الأمّة منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اتّبعوني و أطاعوني لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم،يا طلحة أ ليس قد شهدت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين دعا بالكتف ليكتب فيها،لئلاّ تضل الامّة و لا تختلف فقال صاحبك ما قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر،فغضب

ص: 107

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و تركها؟ قال:بلي قد شهدت.

قال:فإنّكم لمّا خرجتم أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالذي أراد أن يكتب فيها و يشهد عليها العامّة، فأخبره جبرائيل عليه السّلام بأنّ اللّه عزّ و جلّ قد علم أن الامّة ستختلف و تفترق،ثمّ دعا بصحيفة و أملي عليّ ما أراد أن يكتب في الكتف و أشهد علي ذلك ثلاثة رهط سلمان و أبا ذر و المقداد،و سمّي من يكون من أئمّة الهدي الذين أمر اللّه المؤمنين بطاعتهم إلي يوم القيامة،فسمّاني أوّلهم و ابني هذين الحسن و الحسين،كذلك كان يا أبا ذر و أنت يا مقداد؟

فقالا:نشهد بذلك.

فقال طلحة:و اللّه لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لأبي ذر:ما أقلّت الغبراء و لا أظلّت الخضراء علي ذي لهجة أصدق و ابرّ عندي من أبي ذر.و أنا أشهد أنّهما لم يشهدا إلاّ بالحق و أنت أصدق و أبرّ عندي منهما.ثمّ أقبل علي طلحة فقال:اتق اللّه و أنت يا زبير و أنت يا سعد و أنت يا ابن عوف اتقوا اللّه و ابتغوا رضوانه و اختاروا،عنده،و لا تخافوا في اللّه لومة لائم.

فقال طلحة:ما بالي لا أزال يا أبا الحسن تجيبني عمّا سألتك عنه من القرآن (1)و لا تظهره للناس.

فقال:يا طلحة عمدا كففت عنك و عن جوابك.

قال:فأخبرني عمّا كتب عثمان و عمر أ قرآن كلّه أم فيه ما ليس بقرآن؟ فقال:بل قرآن كلّه إن أخذتم بمعانيه نجوتم من النار و دخلتم الجنّة،فإنّ حجّتنا فيه و حقّنا و فرض طاعتنا.

فقال طلحة:ما إن كان قرآنا فأخبرني عمّا بيديك من القرآن و تأويله و علم الحلال و الحرام إلي من تدفعه؟و من صاحبه بعدك؟ فقال:إلي الذي أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن أدفعه إليه.

قال:و من هو؟ قال:وصيّي و أولي الناس بالناس،ابني هذا الحسن،ثمّ يرفعه ابني عند موته إلي ابني الحسين عليهم السّلام،ثمّ يصير إلي واحد بعد واحد من ولد الحسين عليه السّلام حتّي يردوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حوضه،هم مع القرآن لا يفارقونه و القرآن معهم لا يفارقهم (2).

ص: 108


1- في المصدر:قال طلحة:ما أراك يا أبا الحسين أجبتني عمّا سألتك عنه من أمر القرآن
2- كتاب سليم بن قيس:212/204،و الاحتجاج للطبرسي:220-225.مع تفاوت بالنقص و الزيادة.

الثاني: صاحب كتاب«صراط المستقيم»قال:قد حدّث عليّ بن طلحة بأنّه لمّا خرج عمر حدّثه -يعني عليّا عليه السّلام-النبيّ بما أراد أن يكتب و منه أنّه سيلي الأمر اثنا عشر إمام ضلالة عليهم مثل أوزار الامّة إلي يوم القيامة،و أوصي إليه بالإمامة و أن يدفعها إلي أولاده إلي تكملة اثني عشر إمام هدي (1).

ص: 109


1- الصراط المستقيم:5/3.

الباب الخامس و السبعون

في جيش أسامة و فيه أبو بكر و عمر و عثمان

و أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير و غيرهم

و لعن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من تاخّر عن جيش اسامة

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:إذا بويع الخليفتين فاقتلوا الأخير منهما و روي ذلك في أبي بكر

من طريق العامّة و فيه اثنا عشر حديثا الأوّل: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامّة من المعتزلة قال ابن أبي الحديد قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري و قد أثني ابن أبي الحديد علي هذا الرجل عند أهل الحديث بقبول الحديث،و ثقته و هو صاحب كتاب«السقيفة».

قال:حدّثنا أحمد بن إسحاق ابن صالح عن أحمد بن سيّار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد اللّه بن عبد الرحمن:ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر في مرض موته أسامة بن زيد بن حارثة علي جيش فيه جلّة المهاجرين و الأنصار منهم أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجرّاح و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير،و أمره أن يغير علي«مؤتة»حيث قتل أبوه زيد،و أن يغمروا وادي فلسطين،فتثاقل أسامة و تثاقل الجيش بتثاقله،و جعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه يثقل و يخف، و يؤكّد القول علي تنفيذ ذلك البعث حتّي قال له أسامة بابي أنت و أمّي أ تأذن لي أن أمكث أيّاما حتّي يشفيك اللّه فقال:أخرج و سر علي بركة اللّه.

فقال:يا رسول اللّه إن خرجت و أنت علي هذا الحال خرجت و في قلبي قرحة منك.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:سر علي النصر و العافية.

فقال:يا رسول اللّه إني أكره أن أسأل عنك الركبان.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:انفد لما أمرتك به،ثمّ أغمي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.و قام أسامة فتجهز للخروج،فلمّا أفاق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سأل عن أسامة و البعث فأخبر أنّهم يتجهزون،فجعل يقول:أنفدوا بعث أسامة لعن اللّه من تخلّف،عنه و يكرر ذلك،فخرج أسامة و اللّواء علي رأسه و الصحابة بين يديه،حتّي إذا

ص: 110

كان بالجرف نزل و معه أبو بكر و عمر و أكثر المهاجرين و من الأنصار أسيد بن خضير و بشير بن سعد و غيرهما من الوجوه،فجاءه رسول أمّ أيمن يقول له ادخل فإن رسول اللّه يموت فقام من فوره فدخل المدينة و اللواء علي رأسه فجاء به حتّي ركزه في باب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد مات صلّي اللّه عليه و آله في تلك الساعة.

قال:فما كان أبو بكر و عمر يخاطبان أسامة إلي أن ماتا إلاّ بالأمير (1).

الثاني: ابن أبي الحديد في الشرح قال:لمّا مرض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرض الموت دعا أسامة بن زيد بن حارثة فقال سر إلي مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد ولّيتك علي هذا الجيش فإن أظفّرك اللّه بالعدوّ فأقلل اللبث و بث العيون و قدّم الطلائع فلم يبق أحق من وجوه المهاجرين و الأنصار إلاّ كان في ذلك الجيش منهم أبو بكر و عمر،فتكلّم قوم فقالوا يستعمل هذا الغلام علي جلّة المهاجرين و الأنصار فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا سمع ذلك و خرج عاصبا رأسه فصعد المنبر و عليه قطيفة فقال:

أيّها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة،لأن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله و ايم اللّه إنّه كان لخليقا بالإمارة و إن ابنه من بعده لخليق بها و إنّهما لمن أحبّ الناس إلي فاستوصوا به خيرا فإنّه من خياركم،ثمّ نزل فدخل بيته و جاء المسلمون يودّعون رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يمضون إلي عسكر أسامة بالجرف؛و ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و اشتدّ ما يجده فارسل بعض نسائه إلي أسامة و بعض من كان معه يعلمونهم ذلك،فدخل أسامة من عسكره و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مغمور و هو اليوم الذي كدّوه فيه فطأطأ أسامة عليه و قبّله و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد اسكت فهو لا يتكلّم، فجعل يرفع يديه إلي السماء ثمّ يضعها علي أسامة كالداعي له،ثمّ أشار إليه بالرجوع إلي عسكره و التوجّه إلي ما بعثه فيه،و رجع أسامة إلي عسكره ثمّ ارسل نساء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أسامة يأمرنّه بالدخول و يقلن أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد اصبح بارئا؛فدخل أسامة من عسكره يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل فوجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مفيقا فامره بالخروج و تعجيل التعود و قال:اغد علي بركة اللّه،و جعل يقول:أنفذوا بعث أسامة،و يكرر ذلك،فودّع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خرج و معه أبو بكر و عمر فلمّا ركب جاءه رسول أم أيمن فقال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يموت،فأقبل و معه أبو بكر و عمر و أبو عبيدة فانتهوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي زالت الشمس من هذا اليوم و هو يوم الاثنين و قد مات و اللواء مع بريدة بن الحصيب،فدخل باللواء فركزه عند باب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو مغلق و عليّ عليه السّلام و بعض

ص: 111


1- شرح نهج البلاغة:52/6.

بني هاشم مشتغلون بإعداد جهازه و غسله فقال العباس لعليّ عليه السّلام و هما في الدار:امدد يدك أبايعك فيقول الناس عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بايع ابن عمّ رسول اللّه فلا يختلف عليك اثنان.

فقال له:أو يطمع فيها يا عمّ طامع غيري؟! قال:ستعلم،فلم يلبث أن جاءتهما الأخبار بأن الأنصار أقعدت سعدا لتبايعه و أن عمر جاء بأبي بكر فبايعه و سبق الأنصار بالبيعة،فندم عليّ عليه السّلام علي تفريطه في أمر البيعة و تقاعده عنها و أنشده العباس قول دريد:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوا فلم يستبينوا النصح إلا ضحي الغدر

(1) .

الثالث: ابن أبي الحديد قال:تزعم الشيعة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان يعلم موته و أنّه سيّر أبا بكر و عمر في بعث أسامة لتخلوا دار الهجرة منهما فيصفو الأمر لعليّ عليه السّلام و يبايعه من تخلّف من المسلمين بالمدينة علي سكون و طمأنينة فإذا جاءهما الخبر بموت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بيعة الناس لعليّ عليه السّلام بعده كانا من المنازعة و الخلاف أبعد؛لأن العرب كانت تلتزم باتمام تلك البيعة و يحتاج في نقضها إلي حروب شديدة فلم يتم له ما قدّر و تثاقل أسامة بالجيش أياما مع شدّة حب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي نفوذه و خروجه بالجيش حتّي مات صلّي اللّه عليه و آله و هما بالمدينة،فسبقا عليّ إلي البيعة و جري ما جري (2).

الرابع: عبد الجبار قاضي القضاة في كتاب«المغني»و هو من المتعصبين من العامّة روي في السبب في كون عمر من جملة جيش أسامة،أن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي قال عند ولاية أسامة،يولّي علينا شاب حدث و نحن مشيخة قريش.فقال عمر:يا رسول اللّه مرني حتّي أضرب عنقه فقد طعن في تأميرك إياه،ثمّ قال عمر:أنا اخرج في جيش أسامة (3).

الخامس: روي البلادري في تاريخه و هو معروف بالثقة و الضبط و برئ من ممالأة الشيعة و مقاربتها،أن أبا بكر و عمر كانا معا في جيش أسامة (4).

السادس: ابن أبي الحديد بعد أن ذكر أحاديث في الشرح تدلّ علي النص علي أمير المؤمنين بالخلافة و الإمامة قال:إني سألت النقيب أبا جعفر يحيي بن محمد بن أبي زيد و قد قرأت عليه هذه الأخبار فقلت له:ما أراها إلاّ تكاد تكون دالة علي النص و لكني استبعد أن يجتمع الصحابة علي

ص: 112


1- شرح نهج البلاغة:159/1.
2- شرح نهج البلاغة:161/1.
3- شرح نهج البلاغة:177/17.
4- شرح نهج البلاغة:177/17.

دفع نصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي شخص بعينه كما استبعدنا من الصحابة علي ردّ نصّه علي الكعبة و شهر رمضان و غيرهما من معالم الدين.فقال رضي اللّه عنه:أبيت إلاّ ميلا إلي المعتزلة،ثمّ قال:إن القوم لم يكونوا يذهبون في الخلافة إلي أنها من معالم الدين،و أنها جارية مجري العبادات الشرعية، كالصلاة و الصوم،و لكنهم كانوا يجرونها مجري الأمور الدنيوية،و يذهبون هذا مثل تأمير الأمراء و تدبير الحروب و سياسة الرعيّة و ما كانوا يبالون في أمثال هذا من مخالفة نصوصه صلّي اللّه عليه و آله إذا رأوا المصلحة في غيرها،ألا تراه كيف نصّ علي إخراج أبي بكر و عمر في جيش أسامة لم يخرجا لمّا رأيا في مقامهما مصلحة للدولة و الملة و حفظا للبيضة و دفعا للفتنة،و قد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يخالف و هو حيّ في أمثال ذلك فلا ينكره و لا يري به باسا (1).

قال مؤلف هذا الكتاب:إن قوله:إن أبا بكر و عمر خالفا نصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلا شك و لا ريب فيه،و أما اعتذاره عنهما و لم يخرجا لمّا رأيا إلي آخره،فاعتذار باطل؛لأن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنصح للملّة و أحفظ للبيضة فكيف يريان المصلحة للاسلام دونه صلّي اللّه عليه و آله و حفظا للبيضة بقعودهما،و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأمرهما بالخروج و الحث عليه،لأن اللّه تعالي و رسوله أعلم بمصالح الإسلام و العباد لا أبو بكر و لا عمر و لا غيرهما من الطّغام و الجهال ممن يقدم بين يدي اللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله.

السابع: صاحب كتاب«سير الصحابة»قال:أوّل خلف وجد فيما قاله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيما أخبرني به أبو عمر محمد بن أبي عمر قال:حدّثني سفيان بن عيينة عن عمر بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي إلي«مؤتة»و هي الأرض التي قتل فيها جعفر الطيار ابن أبي طالب(رض)و تقدم إلي اسامة بالقتل و التحريق،و الخبر طويل فيما وصّاه به و أمّره علي أهل السوابق من المهاجرين و غيرهم من الوجوه، و عقد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الراية بكفّه و أمر أبا بكر و عمر و عثمان أن يسيروا معه و لا لهما أمر،فلمّا علما أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد ثقل في مرضه فارقا أسامة و تخلّفا عنه و رجعا إلي المدينة،و سار اسامة و لم يتبعاه فصعب ذلك علي المسلمين و قالوا:هذا و هو حيّ ناطق قد خالفاه في أمره دون الصحابة فكيف يكون الحال إذا مات (2).

الثامن: صاحب سير الصحابة قال:أخبرنا الشيخ أبو الحسن عليّ قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن الجرمي قال:حدّثني أبو جيش الهروي قال:حدّثنا عبد الرزاق عن أبيه عن

ص: 113


1- شرح نهج البلاغة:82/12.
2- بمضمونه في مكاتيب الرسول:681/3.

جدّه عن أبي سعيد الخدري قال:لما دخل عمر علي أبي بكر قال له:اكتب الآن إلي المواضع و ابدأ بأرض«مؤتة»إلي اسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أمره في أمر فيه علي أهل السوابق من وجوه الصحابة و خرج معه أبو بكر و عمر و كانا من جملة أتباعه و هو المؤمّر عليهما و أمره أن يسير إلي«مؤتة»و هي الأرض التي قتل فيها جعفر ابن أبي طالب عليه السّلام و تقدّم إليه بالقتل و التحريق في خبر طويل و رواه عمر بن شيبة؛و قد سمعنا هذا الحديث و الرسالة أيضا من طرق شتي أنهم قالوا:لما علم أبو بكر و عمر بن الخطاب أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في صورة الموت تشاوروا في التخلّف عن أسامة فاستأذن اسامة أن يقضيا في المدينة اشغالا يوما و قيل ثلاثة أيام و يلحقا به فأذن لهما ثمّ رحل ممثلا لأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هذا أوّل خلف منهما،فلمّا خرج عليّ من عند أبي بكر إلي اسامة،كتب أبو بكر بسم اللّه الرّحمن الرحيم من خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبي بكر:

يا أسامة فإن المسلمين اجتمعوا عليّ و فوّضوا أمرهم إليّ فاختاروني للإمامة عليهم و النظر في امورهم و حراسة أبنائهم لما عرفوه عندي من الرأفة بهم و إيثار الحسني فيهم و إن المسلمين لن يعدموا ذلك مني بالإحسان إليهم و التسوية في الحقّ من ضعيفهم و قويهم،و قد عرف ما كان من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيما أمرك به المسير إلي«مؤتة»و ما يجاورها من البلاد و ما أوعز إليك من النهب و التحريق و القتل،و لو لا أنّه أمرك به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ندبه إليك لأحببت أن أردّك عن هذا الوجه الذي سلّطك عليه لتكون أنت و من تبعك من المسلمين في جملة من عندي من المهاجرين و الأنصار،فإن العرب قد ارتدّ أكثرها و رجعت عما عاهدت اللّه عليه و رسوله،فادخل فيما دخل فيه المسلمون و اكتب إليّ به و امض إلي ما أمرك به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لبئس الشيء التشنّع علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عند فراقه مما يخالف أمره و نهيه،و بئس الرأي ما بعد يستأثر به دونه،إن رأيه صلّي اللّه عليه و آله يعان بالتوفيق،و رأينا شوب بالظن معقود علي الوهم،و مع ذلك اريدك أن تأذن لعمر (1)في مقامه عندي و استظهر به علي أمري و ما أحتاج إلي قيامه فيه،فلا يعترضك معترض فيخرجك عما فيه المسلمون أو يزيّن لك الشيطان بعض الغرور فنقول كما قال أهل الغفلة:

لقد حنّ قدح ليس منها و الظن داب للبعيد عنها (2)

و اجر الامور علي ظاهرها و لا تجاهرنا بما في نفسك فإن اللجاجة تجلب الغلبة و رأيي لك خير

ص: 114


1- مصنف عبد الرزاق:482/5 ح 9777،و سيرة ابن حبان:427.
2- في شرح النهج و غيره:و طفق يحكم فيها من عليه الحكم.

من ظنك و اللّه ولي كل خير،ثمّ امض علي بركة اللّه تعالي و اكتب إليّ بما تستمده من جهتي في رأي و مئونة فاني متشوّق إلي ما يصلني من خبرك حفظك اللّه و نصرك و أحسن العون لمن معك.

فأجابه:بسم اللّه الرحم الرحيم من أسامة بن زيد مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أبي بكر ابن أبي قحافة أما بعد،فإن كتابك جاءني بما ينقض فيه الاخير الأوّل و يخالف القول فيه الفعال،فتصفّحته تصفّح معجب مسلما إلي مشيئة اللّه تعالي في ساير الامور،فسبحان اللّه من عجيب الغيب و لا عجب من أمر اللّه تعالي،يا عجبا لك أ تكتب في صدر كتابك من خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و تشهد أن المسلمين استخلفوك و ما كان لك أن تستخلف بأمر المسلمين فإن الخلافة ليست بمردودة إلي المسلمين ليستخلفوا عليهم من يريدون،إنّما ذلك بالنص و برضي الشوري،فإذ اجتمعوا علي واحد منهم كان للّه فيه رضي و إذا وقع النصّ سقطت الشوري،فإن كنت قد نسيت نصّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي غيرك فقد كان يجب عليك أن تجتمع مع إخوانك المشاركين لك في هذا الأمر و تشاورهم حتّي يستقر لك علي ما تريد منهم و منك،فإن لم تكن فعلت ذلك فقد غششت نفسك و خنت أمانتك و دينك فكيف يستخلفك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو قد نفذك معي في البعث إلي«مؤتة»و يؤمّرني عليك و يأمرك بالسمع لي و الطاعة،تري أ لم يعلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه يموت و قد قال:اكتب لكم ما لا تختلفون بعدي،و قد نصّها في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو الآمر عليك لا يحلّ لك أن تتطاول لها،فكيف و أنت تحت أمري و كتابك يشهد عليك،و قد سألتني في أن آذن لعمر في القعود عندك و يا سبحان اللّه تعالي ما أعجب قولك إنك لا تحب أن تفتح نظرك فيما يخالف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنت في كل الامور علي خلاف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أ لم يأمرك بالخروج معي؟!

أ لم يبعثك إلي المسير في حملتي؟! أ لم تدخل أنت و عمر لعيادته فلمّا راكما أنكر تخلفكما عن الخروج إلي معسكري حتّي اعتذرتما بالاستعداد و سألتماني النظرة يومين أو ثلاثة،ثمّ أنفذت إليكما من يزعجكما بمثل ذلك و دخلتما إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول:نفّذوا جيش اسامة،يكرر ذلك في الساعة الواحدة دفعات، حتّي خرج أحدكما في بعض ذلك و هو يقول:إن محمدا ليهجر؟!

فكيف تدّعي أنّك لا تخالف أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنت تخالف أوامره صلّي اللّه عليه و آله لك؟أو ما تستحيي من تقدّمك علي أهل بيته و هو يقدّمهم و يؤخّرك بفضلهم و تقصيرك،و يؤمّرهم عليك و لا أهل بيته يؤمّرك عليهم؟!

ص: 115

أ لم يسدّ بابك إلي المسجد و لم يسد بابهم؟أ لم[يقل و هو]يخطب:لا احلّ المسجد لجنب و لا حائض إلاّ لمحمد و أزواجه و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين؟

أ لم يخرج إليكم و أنتم نيام في المسجد فيضربكم بقضيب كان في يده و قال:لا تناموا في مسجدي،فهل جعل عليّا معكم؟

أ ليس قال له:يا عليّ إنك لست منهم إنك يحلّ لك في المسجد ما يحل لي؟ أ لم يواخ بينكم و بين الأنصار واحدا بعد واحد و قال لعليّ:أنت أخي في الدنيا و الآخرة و لم يؤاخ أحدا منكم غير عليّ؟

أولم يقل و هو يخطب و يقل و هو غير خاطب:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و في أسباب اخري أفرده بفضائل لم يكن له فيها مشارك؟

و كيف استجرأت أن تخالف اللّه و رسوله في هذا التخلف عن المسير معي؟ و اللّه ما رجعتما عن المسير معي إلاّ لهذا و لا شيء أعجب من إكراهك أهل السوابق و الفضل من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ما لا يؤثرون،و هجومك علي بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هتك ستر بيته مستخرجا من لجأ إليها ممن لا قوة لك بأمره و انتهاكك حرمة ذلك البيت المبارك و حرمة ابنته و حرمة سبطيه،كأنك لا تعلم أن ذلك مهبط الوحي و الروح الامين و منزل الكتاب و موسي النبيّ و قواعد الرسالة و كأنك تطلب ثارا لك أو تعاند وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أو ما تذكر ما كنت مجتهدا فيه من طاعة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صحبتك إياه فثنتك نفسك و صدّك الشيطان عما رغبته فيه من طلب الرئاسة التي أرهقتك؟أ ما تعلم أنك في ذلك بمنزلة من كان يرصد بفعله فرصة ينتهزها حتّي أخبر عن أنّه قال لابنة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا إن بلغني أنك إن آويت أحدا من هؤلاء لأحرقنّ عليك البيت و عليهم،فقالت:أنت محرق عليّ بيتي يا عمر؟

فقال لها:نعم،أ ليس كان ذلك كلّه يا أبا بكر خديعة منك علي الدنيا و شرّ من ذلك تقدمك علي من هو خير منك؟و هل في ذلك إلاّ مقام تقوم فيه و أنت كثير الأعداء كثير التعب في مطعمك و مشربك و مرقدك غير مشكر من جميع المسلمين في ساير أعمالك،كثير التعب بعد الراحة شديد الخوف قليل النوم و أعظم من ذلك خاتمة أمرك التي تقصر بك عن معاينة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في يوم لا يقبل عذرك و لا ترحم عبرتك،و قد كنت عن ذلك غنيا و منه بريا فاذهب بها شنيعة المنتظر قبيحة

ص: 116

المخبر عند من تعلم غدا فأنت و اللّه الناكث لعهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرّة بغصبك ما كان لعليّ بن أبي طالب و هو مولي عليك،و مرّة عصيانك أمر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لتأميري عليك،و اقسم باللّه لا متّ إلاّ و أنت نادم علي ذلك متأسف علي ما صنعته حزين لما فرطت فيه،و ما أقول بهذا اريد عطفك و لا أبغي صرفك و لكنه حقّ للمسلمين في تقويمك إذا ذللت و إرشادك إذا ضللت،و أما ما ضربت مثل اللقاح و الناقة الضجور فكن في ذلك بردا و سلاما غلست بالنبي تضرب للمسلمين بعضهم من بعض،و لكني إذا رجعت اجتمعت مع إخواني المسلمين فاحدث ما أحدثوا و أترك ما تركوا و لا يضحك إليك سبق و لا تخلص إليك طويتي،و علي يقين أقول لك:لقد اسقطت بعملك هذا ما سبق من علمك و لو لا خبابه ما كنت عصيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حياته و نكثت عهده بعد وفاته صلّي اللّه عليه و آله و أما ما التمسته منّي من الإذن لعمر فقد أذن هو لنفسه و غدا احاججك يا أبا بكر عند ملك حكيم تأمر عمر بالجلوس عن المسير معي بغير إذني و لا عقل لك منعك عن السؤال لي في حقّه،فكيف يرضي المسلمون هذا؟

لم لم تحكم علي عمر و هو مثلك عبدا مأمورا فكيف يحكم علي مولاه،و أنا اليوم مولاك الأصغر باستئذانك لي؛لأنه لا يستأذن العبد إلاّ مولاه و قد استأذنتني لعمر و ما أذنت لك،و أمير المؤمنين عليه السّلام مولاي و مولاكما الأكبر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون مع الاجتماع سترون عما يكون،فلعن اللّه عبدا عق مولاه و صلّي اللّه علي سيّدنا محمد النبيّ عليّ بن أبي طالب و آلهما أجمعين.و ختم الكتاب و أنفذه إلي أبي بكر و عمر و قالا:لندبرنّ في غيره حتّي يراه و مكانه.

قال صاحب الحديث:فلمّا تم لأبي بكر و عمر و سمعا من اسامة ما سمعا شرع أبو بكر في أخذ فدك و العوالي،و هما حديقتان أخذتهما فاطمة عليها السّلام بحقها من الغنائم قبل وفاة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعامين و أربعة أشهر فأبرز أبو بكر سيّدة نساء العالمين عن خدرها،و ساق الحديث بذكر فدك و العوالي و الحديث طويل (1).

فصل في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخير منهما،و روي ذلك في أبي بكر.

التاسع: من الجزء الرابع من صحيح مسلم في ثاني كراسة قال:حدّثني[وهب بن]بقية قال:

حدّثني خالد بن عبد اللّه عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا

ص: 117


1- لم نجده في المصادر.

بويع لخليفتين فاقتلوا الأخير منهما (1).

العاشر: قال صاحب كتاب«سير الصحابة»الخلف الخامس في التقدم و الإمامة:فاظهر اللّه الضغائن الخفيّة في بواطنهم عند الموت و تركوا وصيّة نبيهم صلّي اللّه عليه و آله في يوم الغدير و غيره منها في تبوك قوله صلّي اللّه عليه و آله:هذا عليّ خير البشر من شك فيه فقد كفر،و منها في يوم الأحزاب و في يوم خيبر قوله صلّي اللّه عليه و آله:لأعطينّ الراية غدا رجلا كرارا غير فرار يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله،و في يوم الأبطح و سلام الشمس عليه،و مخاطبته بامرة المؤمنين،و تأميره علي العساكر التي نفذت إلي اليمين،و يوم المباهلة،و يوم بئر ذات العلم،و في يوم الوادي إلي الجنّ و قد بعث أبا بكر فعاد ناكصا و عمر و عثمان و خمسة عشر نفرا من الصحابة و كلّهم رجعوا ناكصين إلاّ عليّا عليه السّلام،و في يوم البساط و هو قطيف الارجوان و أبو بكر و عمر و الجماعة معه،و يوم بيت أبي بكر يوم البرمة و القول لأبي بكر و عائشة خاصة لأن الكلم كان في بيتهم،و في يوم سلام الجنّ،و في ليلة خالد بن الوليد و خطاب عليّ عليه السّلام النخلة اليابسة فأينعت الجنيّ من الرطب،و في كلام اللّه تعالي مما حذفوه و ما بقي،و في يوم التزويج و الآيات التي ظهرت يوم فاطمة عليها السّلام في مواضع أعجز عن إحصائها مثل قوله صلّي اللّه عليه و آله:

ظالمو أهل بيتي في النار،و بالصدقة في مناجاة الرسول و لم يوفق لها أحد إلاّ عليّ عليه السّلام،و صدقة الخاتم و توليته الحكومة.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:من سبّ عليّا فقد سبني و من سبني فقد سبّ اللّه و من سبّ اللّه أكبّه اللّه علي منخريه في النار،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ سيّد الأوصياء و أنا سيّد الأنبياء فأهملوا اللّه و رسوله و ركبوا الهوي و تنازعوا في التقديم حتّي قالت الأنصار:منا أمير و منكم أمير،فلمّا قال الجماعة لسعد بن عبادة ذلك،بعث إلي أمير المؤمنين عليه السّلام و قال له:و اللّه رمتها و لا يكون أحد أحق منك بها،فبعث إليه الإمام عليه السّلام و قال:إني لفي شغل عنها فشأنك و القوم سيقضي اللّه أمرا كان مفعولا،و أراد الإمام أن يعلمهم بما تريد فتساهمت المهاجرون و الأنصار مع الأوس و الخزرج فوقعت ثلاث مرات علي الأوس و الخزرج فخرج أبو بكر إلي سعد،و تساهموا ثلاث مرات فتقع علي سعد،فأول من بايع لسعد أبو بكر و عمر و عثمان و المهاجرون و الأنصار و صلّي بالناس سعد ثلاث صلوات الفجر و الظهر و العصر و تفرّق عنه أصحابه،فكان قد كتب سبعين كتابا إلي المواضع التي كان قد ولاّها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لكل واحد منهم:إنك علي ما ولاّك عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فإنّه مات و وليت الأمر،

ص: 118


1- صحيح مسلم:23/6.

و أحضر سعد ما كان في بيت المسلمين فعزل الخمس منه و أنفذه إلي عليّ عليه السّلام و قال:بذلك أمرنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قسم الباقي علي المسلمين كما كان يقسمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ أحضر من ماله مائتي ألف دينار ثيابا و غنما و نفذ الخمس منه إلي عليّ عليه السّلام ثمّ قسم الباقي علي سائر الصحابة كما كان يفعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فشق ذلك علي أقوام و دخلوا عليه المسجد و قد تفرّقت عنه أصحابه و بنو عمه و سبّوه و ثاروا عليه و داسوه بأرجلهم حتّي اختنق،و في حديث آخر أنه بقي أياما و لكزوا عليه رجلين فكمنّا له في ظاهر المدينة ثمّ رمياه بسهمين فقتلاه،و ذكروا بزعمهم (1)أن الجنّ قتلوه و انشدوا هذا الشعر:

قد قتلنا ملك الخزرج سعد بن عبادة و رميناه بسهمين فلم يخط فؤاده

و الحديث الأوّل أصح عندي و عند أهل التواريخ،و ماج الناس من أصحاب السقيفة و تحالفوا نوبة ثانية علي أن كل من خالف أبا بكر قتلوه،ثمّ خرج أبو بكر طالبا المسجد خاطبا لنفسه في اليوم الذي بايع فيه لسعد بن عبادة،و اجتمع الناس لها من كل مكان و أكثروا القال و القيل،و أنكر عليه اثنا عشر رجلا ستة من المهاجرين و ستة من الأنصار.

الحادي عشر: صاحب«سير الصحابة»قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن موسي الهمداني عن محمد بن عليّ الطالقاني عن جعفر الكناني عن أبان بن تغلب قال:قلت لسيدي جعفر الصادق عليه السّلام جعلت فداك هل في أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أنكر عليه؟قال:نعم يا أبان الذي أنكر علي الأوّل اثنا عشر رجلا ستة من المهاجرين و ستة من الأنصار فمنهم خالد بن سعيد بن العاص الأموي و سلمان الفارسي و أبو ذر الغفاري و عمّار بن ياسر و المقداد بن الاسود الكندي و بريدة الاسلمي و من الأنصار قيس بن سعد بن عبادة و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و سهل بن حنيف و أبو الهيثم التيهان و ابيّ بن كعب و أبو أيوب الأنصاري هؤلاء اجتمعوا و تشاوروا و عزموا أنّهم إن صعد أبو بكر منبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يحطونه،و الحديث طويل ليس هنا موضع ذكره؛لأن كل من هؤلاء الاثني عشر احتجّ علي أبي بكر مما لا ينكره من النصوص عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي عليّ عليه السّلام بالامامة و الخلافة و احتجوا علي أبي بكر بها 2.

ص: 119


1- ذكر في العقد الفريد:247/4 ط.دار الاحياء أن الذي قتل سعد هو عمر بارسال شخص و قيل أنّه خالد،و ذكره البلاذري في انساب الاشراف:589/1 ح 1193 ط.مصر. تصريح الصحابة بأحقيّة عليّ عليه السّلام تصريح الإمام الحسن بن عليّ عليه السّلام: أخرجه أبو الفرج الأصفهاني في«مقاتل الطالبيين»:قال عليه السّلام في رسالته لمعاوية:«فلمّا توفي صلّي اللّه عليه و آله و سلم تنازعت سلطانه العرب،فقالت قريش:نحن قبيلته و اسرته و أولياؤه...ثمّ حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاجت به العرب فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها...و استولوا بالاجتماع علي ظلمنا و مراغمتنا و العنت منهم لنا،فالموعد اللّه و هو الولي النصير.و قد تعجبنا لتوثّب المتوثبين علينا في حقّنا و سلطان نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله و سلم و إن كانوا ذوي فضيلة و سابقة في الإسلام فأمسكنا عن منازعتهم مخافة علي الدين أن يجد المنافقون و الأحزاب بذلك مغمزا يثلمونه به،أو يكون لهم بذلك سبب لما أرادوا به من فساده،فاليوم فليعجب المتعجّب من توثبك يا معاوية علي أمر لست من أهله»(مقاتل الطالبيين:65 ذكر الخبر في بيعة الحسن بعد وفاة أمير المؤمنين،و أهل البيت لتوفيق أبي علم:313 رسالة الإمام إلي معاوية). *أقول:و للإمام الحسن مقولة مشهورة لأبي بكر:«انزل عن منبر أبي»(السقيفة:66،و شرح النهج:42/6 الخطبة 66،و أنساب الأشراف:27/3،و مقتل الخوارزمي:93/1،و كنز العمال:616/5 ح 14085 و 654/13 ح 37662،و كفاية الطالب:424). تصريح الحسين بن عليّ عليهما السّلام و ذلك في قوله لعمر:«انزل عن منبر أبي»(تاريخ دمشق:175/14 ترجمة الحسين عليه السّلام،و كنز العمال: 616/5 ح 14085 و 654/13 ح 37662). تصريح فاطمة بنت محمد عليها السّلام كانت فاطمة بنت محمد المدافع الأوّل عن نبوّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثمّ عن خلافته التي قضي عمره الشريف في تبليغ الاسلام و بالخلافة يحفظ الاسلام،فكانت صلوات اللّه عليها تخرج مع عليّ عليه السّلام تدعو لنصرته(الإمامة و السياسة:29/1). و قد أبرزت ذلك بقولها في مواقف عدة،من ذلك ما قالته صلوات اللّه عليها في خطبتها في مجلس أبي بكر بعد وفاة النبيّ الأعظم صلّي اللّه عليه و آله جاء فيها: «...حتّي إذا اختار اللّه لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم دار أنبيائه ظهرت حسكة النفاق و سمل جلباب الدين و نطق كاظم الغاوين،و نبغ خامل الأقلين،و هدر فنيق المبطلين،فخطر في عرصاتكم،و أطلع الشيطان رأسه صارخا بكم فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين،و للغرّة ملاحظين،ثمّ استنهضكم فوجدكم خفافا و أحمشكم فألفاكم غضابا،فوسمتم غير إبلكم و أوردتم غير شربكم هذا و العهد قريب؟!و الكلم رحيب،و الجرح لما يندمل،بما ذا زعمتم:خوف الفتنة؟ ألاّ في الفتنة سقطوا...»(التذكرة الحمدونية:257/6 ح 628،و بلاغات النساء:25 كلام فاطمة،و أهل البيت لتوفيق أبي علم:159،و مقتل الحسين للخوارزمي:78 الفصل الخامس). و قالت عليها رضوان اللّه تعالي:«...و نحن بقية استخلفنا عليكم و معنا كتاب اللّه بيّنة بصائره،و آي فينا،منكشفة سرائره و برهان منجلية ظواهره..»(بلاغات النساء:28 كلام فاطمة عليها السّلام). و قالت عليها السلام في مرض وفاتها للنساء الذين دخلن عليها: «...و ويحهم أنّي زحزحوها عن رواسي الرسالة و قواعد النبوّة و مهبط الروح الأمين الطبن بأمور الدنيا و الدين، ألا ذلك هو الخسران المبين،و ما الذي نقموا من أبي الحسن؟!نقموا و اللّه منه نكير سيفه و شدّة وطأته،و نكال وقعته و تنمّره في ذات اللّه،و يا للّه لو تكافئوا علي زمام نبذه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم لسار بهم سيرا سجحا(سهلا)،لا يكلم خشاشه و لا يتعتع راكبه،و لأوردهم منهلا رويّا...و لفتحت عليهم بركات من السماء..إلي أي لجأ لجئوا و أسندوا، و بأيّ عروة تمسّكوا،و لبئس المولي و لبئس العشير،استبدلوا و اللّه الذنابي بالقوادم و العجز بالكاهل،فرغما لمعاطس قوم يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ ويحكم : أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ... أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (بلاغات النساء:32-33 كلام فاطمة،و السقيفة للجوهري:117-118، و شرح النهج لابن أبي الحديد:233/16 كتاب 45،و أهل البيت لتوفيق أبي علم:176-177). و منه ما قالته عليها السّلام في مجلس الأنصار: «ألا و قد قلت الذي قلته علي معرفة منّي بالخذلان الذي خامر صدوركم و استشعرته قلوبكم،و لكن قلته فيضة النفس و نفثة الغيظ و بثّة الصدر و معذرة الحجّة،فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر ناقبة الخفّ،باقية العار، موسومة بشنار الأبد...»(التذكرة الحمدونية:259/6 ح 628،و بلاغات النساء:31 كلام فاطمة،و السقيفة للجوهري:100،و شرح النهج لابن أبي الحديد:211/16 كتاب 45). و زاد الجوهري:«...أ فتأخّرتم بعد الإقدام،و نكصتم بعد الشدّة،و جبنتم بعد الشجاعة عن قوم نكثوا إيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم،فقاتلوا أئمة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون»(السقيفة:100،و شرح النهج لابن أبي الحديد:211/16 كتاب 45). و زاد الطبري الإمامي من طريق أهل البيت::«...فما جعل اللّه لأحد بعد غدير خم من حجّة و لا عذر»(دلائل الإمامة:38). و أخرج الجزري بسنده عن فاطمة عليها السّلام انّها قالت لهم: «أنسيتم قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم يوم غدير خم:«من كنت مولاه فعلي مولاه»و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي عليهما السّلام؟!...». و قال:و هكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسي المديني في كتابه المسلسل بالأسماء(أسمي المناقب في تهذيب أسني المطالب:33 ح 5). *أقول:هذه جملة ما وصل إلينا من تصريحات فاطمة عليها السّلام،و قد ذكر أصحابنا الكثير منها،أغمضنا عن ذكرها لأن الفضل ما شهدت به غيرنا(راجع دلائل الإمامة:38-40،و الاحتجاج:97/1 إلي 109). تصريح أبي بكر بن أبي قحافة أخرجه الجوهري عن المغيرة قال:مرّ المغيرة بأبي بكر و عمر و هما جالسان علي باب النبيّ حين قبض،فقال: و ما يقعدكما؟ قالا:ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه،يعنيان عليّا. فقال:أ تريدون أن تنظروا حبل الحبلة من أهل هذا البيت و سموها في قريش تتسع. قال:فقاما إلي سقيفة بني ساعدة،أو كلاما هذا معناه(السقيفة:68،و شرح النهج لابن أبي الحديد:43/6 الخطبة 66). تصريح عمر بن الخطاب قال في أثناء حواره لابن عباس:أما و اللّه إن كان صاحبك هذا أولي الناس بالأمر بعد وفاة رسول اللّه إلاّ إنّا خفناه علي اثنتين:حداثة سنّه و حبّه بني عبد المطلب(السقيفة:52 و 73 و 129،و شرح النهج لابن أبي الحديد:57/2 الخطبة 27،و 50/6 الخطبة 66). و قال له يوما:يا ابن عبّاس ما أظنّ صاحبك إلاّ مظلوما. قال:فقلت:يا أمير المؤمنين عليه السّلام فاردد عليه ظلامته. قال:فانتزع يده من يدي و قال:يا ابن عباس ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلاّ إنّهم استصغروه. قال:فقلت:و اللّه ما استصغره اللّه حين أمره أن يأخذ براءة من أبي بكر(السقيفة:70،و شرح النهج لابن أبي الحديد:45/6 خطبة 66). و قال له يوما:يا ابن عبّاس ما يمنع قومكم منكم و أنتم أهل البيت خاصة؟ قال:قلت:لا أدري. قال:لكنّي أدري،إنّكم فضلتموهم بالنبوّة فقالوا:إن فضّلوا بالخلافة مع النبوّة لم يبقوا لنا شيئا(العقد الفريد: 265/4 كتاب الخلفاء-أمر الشوري). تصريح عثمان بن عفّان ذلك ما قد يستفاد من ضمن حواره مع ابن عبّاس حول الخلافة حيث قال: إنّي أعوذ باللّه منكم يا بني عبد المطلب إن كان لكم حق تزعمون انّكم غلبتم عليه،فقد تركتموه في يدي من فعل ذلك بكم،و أنا أقرب إليكم رحما منه(تاريخ المدينة لابن شبة:1046/3 حياة عثمان). تصريح معاوية قال معاوية في رد رسالة محمد بن أبي بكر: «فكان أبوك و فاروقه أوّل من ابتزّه حقّه و خالفه علي ذلك اتفقا و اتسقا،ثمّ دعواه إلي أنفسهم فأبطأ عنهما و تلكأ عليهما،فهمّا به الهموم و أرادا به العظيم فبايع و سلّم لهما،لا يشركانه في أمرهما و لا يطلعانه علي سرّهما حتّي قبضا و انقضي أمرهما. إلي أن قال:أبوك مهّد مهاده و بني ملكه و شاده،فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوّله،و إن يك جورا فأبوك أسّسه،و نحن شركاؤه و بهداه أخذنا و بفعله اقتدينا،و لو لا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن أبي طالب و أسلمنا له، و لكنّا رأينا أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله رأينا أباك فعل ما فعل فاحتذينا مثاله و اقتدينا بفعاله،فعب أباك ما بدا لك أودع و السلام علي من أناب و رجع عن غوايته و تاب(وقعة صفين لنصر بن مزاحم:120-121 الجزء الثاني -كتاب معاوية إلي محمد بن أبي بكر،و مروج الذهب:12/3-13 ذكر خلافة معاوية). و أخرجه نصر بن مزاحم و المسعودي و البلاذري بطوله مع تفاوت في بعض الألفاظ(أنساب الأشراف: 165/3-166 أمر مصر في خلافة عليّ ط.دار الفكر). *أقول:اعترف عمر بمضمون كلام معاوية عند ما قال لابن عباس:أما و اللّه إن كان صاحبك هذا أولي الناس بالأمر بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم...ان أوّل من ريثكم عن هذا الأمر أبو بكر. (شرح النهج:57/2 خطبة 26). تصريح سلمان الفارسي أنبأنا عليّ بن عبد اللّه،أنبأنا أبو زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن سهلويه،أنبأنا أبو بكر الدينوري إجازة:سمعت أبا منصور عبد اللّه بن عليّ الأصبهاني ببروجرد سمعت أبا القاسم الطبراني،حدّثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة عن أشياخه قال:لما كان يوم السقيفة اجتمعت الصحابة علي سلمان الفارسي فقالوا:يا أبا عبد اللّه إن لك سنّك و دينك و علمك و صحبتك من رسول اللّه،فقل في هذا الأمر قولا يخلّد عنك فقال:«گويم اگر شنويد». ثمّ غدا عليهم فقالوا:ما صنعت يا أبا عبد اللّه فقال:«گفتم اگر بكار بريد»ثمّ أنشأ يقول: ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن هاشم ثمّ منهم عن أبي الحسن أو ليس أوّل من صلّي لقبلته و أعلم بالقول بالأحكام و السنن ما فيهم من صنوف الفضل يجمعها و ليس في القوم ما فيه من الحسن يقال ليس لسلمان غير هذه الأبيات(التدوين في أخبار قزوين:78/1-79 القول في بيان من ورد قزوين من الصحابة-سلمان). أقول:سوف أذكر أن هذه الأبيات من تصريح ابن أبي لهب و العباس. و أخرج البلاذري و ابن أبي شيبة اللفظ للأول:«كردان و ناكردان»أي عملتم و ما عملتم،لو بايعوا عليّا لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم(أنساب الأشراف:587/1 ح 1188 ط.مصر و 274/2 ط.دار الفكر،أمر السقيفة). و لفظ الثاني:أخطأتم و أصبتم أمّا لو جعلتموها في أهل بيت نبيّكم لأكلتموها رغدا(المصنف:443/7 ح 37083 كتاب المغازي-خلافة عليّ-). و ذكره سبط ابن الجوزي بلفظ:«كردي نكردي»أي فعلتموها فوجئت عنقه(تذكرة الخواص:63 الباب الرابع). و أخرجها الجوهري بلفظ ابن أبي شيبة(السقيفة:43،و شرح النهج:49/2 خطبة 26 و 43/6 خطبة 66). و أخرج عنه أيضا قوله:«أصبتم الخير و لكن أخطأتم المعدن»(السقيفة:67،و شرح النهج:43/6 خطبة 66). تصريح العباس أخرج الحموي عن عليّ قال:قال العبّاس بن عبد المطلب حين بويع لأبي بكر: ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن أ ليس أوّل من صلّي لقبلتكم و أعلم الناس بالآثار و السنن و أقرب الناس عهدا بالنبي و من جبريل عون له في الغسل و الكفن من فيه ما في جميع الناس كلّهم و ليس في الناس ما فيه من الحسن ما ذا الذي ردّكم عنه فنعرفه ها إنّ بيعتكم من أوّل الفتن (فرائد السمطين:82/2 ح 401). و أخرج ابن شبة قوله لعليّ:«و احذر هؤلاء الرهط فانّهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتّي يقوم لنا به غيرنا»(تاريخ المدينة:926/3 تفصيل عمر لصفات الصحابة). و في رواية قال:«ما أحد أولي بمقام رسول اللّه منه(عليّ)(أهل البيت لتوفيق أبي علم:236). أقول:أخرج الطبري الإمامي كلاما للعبّاس عند ما استسقي عمر به و توسل: «يستسقون بنا و يتقدّمونا،فإذا قحطوا استسقوا بنا،و إذا ذكروا الخلافة تمنّوا سالما مولي أبي حذيفة و الجارود العبدي»(المسترشد للطبري:692 ح 359). تصريح أبو سفيان أخرج عبد الرزاق و ابن المبارك و ابن عبد البر و البلاذري و ابن أبي شيبة و اليعقوبي و غيرهم قول أبي سفيان: غلبكم علي هذا الأمر أرذل بيت في قريش،امّا و اللّه لأملأنّها خيلا و رجالا(المصنف لعبد الرزاق:451/5 ح 9767 بيعة أبي بكر،و الاستيعاب:254/2 ترجمة أبو بكر و 87/4 ترجمة أبو سفيان،و تاريخ اليعقوبي: 126/2 خبر السقيفة،و الثقات لابن حبان:287/2 ترجمة،و شرح النهج:45/2 خطبة 26 عن الجوهري و 40/6 عنه أيضا خطبة 66،و أنساب الأشراف:271/2 أمر السقيفة ط.دار الفكر.). و قال يوم السقيفة أيضا:...فامّا عليّ بن أبي طالب فأهل و اللّه أن يسود علي قريش و تطيعه الأنصار(الأخبار الموفقيات:585 ح 382). و زاد البلاذري في لفظ:إني لأري فتقا لا يرتقه إلاّ الدم(أنساب الأشراف:271/2 أمر السقيفة ط.دار الفكر). و أنشد يوم السقيفة: بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم و لا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلاّ فيكم و إليكم و ليس لها إلاّ أبو حسن عليّ (تاريخ اليعقوبي:126/2 خبر السقيفة،و الاخبار الموفقيات:577 ح 376،و شرح النهج:17/6 خطبة 66). تصريح عبد اللّه بن عبّاس أخرجه ابن قتيبة في العيون قال:قال ابن عبّاس لمعاوية:ندعي هذا الأمر بحق من لو لا حقّه لم تقعد مقعدك هذا،و نقول كان ترك الناس أن يرضوا بنا و يجتمعوا علينا حقّا ضيّعوه و حظّا حرموه...أمّا الذي منعنا من طلب هذا الأمر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم فعهد منه إلينا قبلنا فيه قوله و دنّا بتأويله،و لو أمرنا أن نأخذه علي الوجه الذي نهانا عنه لأخذناه أو أعذرنا فيه،و لا يعاب أحد علي ترك حقّه،إنّما المعيب من يطلب ما ليس له،و كل صواب نافع و ليس كل خطأ ضارا(عيون الأخبار لابن قتيبة:6/1 كتاب السلطان-محل السلطان و سيرته و سياسته). و له تصريحات اخري و هي المحاورات التي جرت بينه و بين عمر حتّي قال له عمر يوما:إن أوّل من راثكم عن هذا الأمر أبو بكر. فأجابه ابن عبّاس:امّا قولك يا أمير المؤمنين اختارت قريش لأنفسها فأصابت و وفقت،فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار اللّه عزّ و جلّ لها لكان الصواب بيدها غير مردود و لا محسود(شرح النهج لابن أبي الحديد: 160/20 عن الجوهري،و السقيفة:129). و قال له عمر يوما آخر:لعلّك تري صاحبك لها؟ قال:فقلت:القربي في قرابته و صهره و سابقته أهلها؟ قال:بلي و لكنّه امرؤ فيه دعابة(تاريخ المدينة لابن شبة:880/3 مقتل عمر). و قال عمر له يوما ثالثا:أ تري صاحبكم لها موضعا؟ قال:فقلت:و أين يبتعد من ذلك مع فضله و سابقته و قرابته و علمه؟ قال:هو كما ذكرت،و لو وليهم تحمّلهم علي منهج الطريق فأخذ المحجة الواضحة،إلاّ إنّ فيه خصالا:الدعابة في المجلس،و استبداد الرأي،و التبكيت للناس مع حداثة السن. قال:قلت:يا أمير المؤمنين هلاّ استحدثتم سنّه يوم الخندق إذ خرج عمرو ابن عبد الود و قد كعم عنه الأبطال و تأخّرت عنه الأشياخ؟!و يوم بدر إذ كان يقط الأقران قطّا،و لا سبقتموه بالإسلام إذ كان جعلته الشعب و قريش يستوفيكم؟!(تاريخ اليعقوبي:158/2-159 ذيل أيام عمر). تصريح المقداد أخرجه ابن أبي الحديد عن الجوهري بلفظ:و اعجبا من قريش و استئثارهم بهذا الأمر علي أهل هذا البيت، معدن الفضل و نجوم الأرض و نور البلاد،و اللّه إن فيهم لرجلا ما رأيت رجلا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم أولي منه بالحق و لا أقضي بالعدل(شرح النهج:21/9 خطبة 135،و السقيفة:81). و بلفظ آخر له:و إنّي لأعجب من قريش و تطاولهم علي الناس بفضل رسول اللّه ثمّ انتزاعهم سلطانه من أهله (شرح النهج:49/9-58 خطبة 135،و السقيفة للجوهري:89). و أخرجه ابن شبّه بألفاظ قريبة(تاريخ المدينة:931/3 ذيل أخبار عمر). تصريح عمّار بن ياسر قال:يا معشر قريش إلي متي تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيّكم تحوّلونه هاهنا مرّة و هاهنا مرّة،و ما أنا آمن أن ينزعه اللّه منكم و يضعه في غيركم،كما نزعتموه من أهله و وضعتموه في غير أهله(شرح النهج لابن أبي الحديد:49/9-58 خطبة 135 عن الجوهري،السقيفة:90). و ذكر في«العقد الفريد»باختصار و لكن أوّله:فأنّي تصرفون هذا الأمر عن بيت نبيّكم(العقد الفريد:264/4 كتاب الخلفاء-أمر الشوري). هذا تصريح عمّار الذي قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق»(جامع الأحاديث: 149/1 ح 904). و قال صلّي اللّه عليه و آله:«عمّار ما خيّر بين أمرين إلاّ اختار أرشدهما»(جامع الأحاديث:46/1 ح 175). تصريح أبا ذر قال أبو ذر لمّا توفي النبيّ و بويع لأبي بكر:أصبتم قناعه و تركتم قرابه،لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيّكم لما اختلف عليكم اثنان(شرح النهج:13/6 خطبة 66 عن الجوهري،و السقيفة:62). و أخرج اليعقوبي قوله:أيّتها الامّة المتحيّرة بعد نبيّها أما لو قدّمتم من قدّم اللّه و أخّرتم من أخّر اللّه،و أقررتم للولاية و الوراثة في أهل بيت نبيّكم،لأكلتم من فوق رءوسكم و من تحت أقدامكم(تاريخ اليعقوبي:171/2 أيّام عثمان،و أهل البيت للشرقاوي:145). تصريح عبد اللّه بن جعفر قال لمعاوية:...أيم اللّه لو ولّوه بعد نبيّهم لوضعوا الأمر موضعه لحقّه و صدقه،و لاطيع الرحمن و عصي الشيطان و ما اختلف في الامة سيفان(الإمامة و السياسة:195/1 حرب صفين ط.بيروت.و 149 ط.مصر 1378،و أهل البيت لتوفيق:399). تصريح عتبة بن أبي لهب أخرج ابن سيّد الناس في«المدح»و اليعقوبي و الزبير بن بكار و غيرهم قوله: ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا عن هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن أ ليس أوّل من صلّي لقبلته(لقبلتكم) و أعلم الناس بالقرآن و السنن (اقرب)و آخر الناس عهدا بالنبي و من جبريل عون له في الغسل و الكفن من فيه ما فيهم لا يمترون به و ليس في القوم ما فيه من الحسن ما ذا الذي ردّهم عنه فنعلمه ها أن ذا غبننا من أعظم الغبن (منح المدح:287 ذكر ابن أبي لهب،و تاريخ اليعقوبي:124/2 خبر السقيفة،و شرح النهج 21/6 شرح خطبة 66،و اسد الغابة:40/4 ترجمته،و المواهب اللدنية:242/1 ط.مصر،و شرح النهج:21/6 خطبة 66، و الاخبار الموفقيات:580 ح 380 ط.بغداد،و تاريخ أبي الفداء:156/1 أخبار أبي بكر،و الجوهرة:122). *أقول:تقدّمت هذه الأبيات و نسبت تصريحا لسلمان و أيضا للعباس،و هنا لعتبة،و المهم أنّها صدرت منهم جميعا أو رددوا هذه الكلمات فصح كونها تصريحا لهم،و أيضا يأتي عن ابن عبد البر نسبتها إلي والد عتبة و هو الفضل بن عبّاس. تصريح الفضل بن عباس قال:يا معشر قريش إنّه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه و نحن أهلها دونكم و صاحبنا أولي بها منكم.هذا لفظ اليعقوبي. و ذكره ابن أبي الحديد عن الزبير بن بكار بلفظ:يا معشر قريش و خصوصا يا بني تيم انّكم إنّما أخذتم الخلافة بالنبوّة و نحن أهلها دونكم..و إنّا لنعلم أن عند صاحبنا عهدا هو ينتهي إليه(الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار: 580 ح 380،و تاريخ اليعقوبي:124/2 خبر السقيفة،و شرح النهج:21/6 شرح خطبة 66). *أقول:و في«الاستيعاب»و«الجوهرة»نسب الأبيات المتقدمة إليه(الاستيعاب بهامش الإصابة:67/3 ذيل ترجمة عليّ،و الجوهرة:122). تصريح حسّان بن ثابت قال يوم السقيفة: جزي اللّه خيرا و الجزاء بكفّه أبا حسن عنّا و من كأبي حسن سبقت قريشا بالذي أنت أهله فصدرك مشروح و قلبك ممتحن تمنّت رجال من قريش أعزّة مكانك هيهات الهزال من السمن و كنت المرجّي من لؤي بن غالب لما كان منهم و الذي بعد لم يكن حفظت رسول اللّه فينا و عهده إليك و من أولي به منك من و من أ لست أخاه في الإخاء و وصيّه و أعلم فهر منهم بالكتاب و السنن (تاريخ اليعقوبي:128/2 أيام أبي بكر،و الاخبار الموفقيات:598 ح 388 و ما بين المعكوفين منه). تصريح البراء بن عازب قال:لم أزل لبني هاشم محبّا،فلمّا قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم خفت أن تتمالأ قريش علي إخراج هذا الأمر عنهم. (شرح النهج:219/1 الخطبة الثالثة عن الجوهري،و السقيفة:46). تصريح زيد بن أرقم قال يوم السقيفة:إنّا لا ننكر فضل من ذكرت يا عبد الرحمن..إنّا لنعلم أن ممّن سميت من قريش من لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد:عليّ بن أبي طالب(شرح النهج لابن أبي الحديد:20/6 شرح خطبة 66،و الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار:579 ح 378،و تاريخ اليعقوبي:125/2 خبر السقيفة عن المنذر بن أرقم). تصريح النعمان بن العجلان الزرقي الأنصاري قال: و أهل أبو بكر لها خير قائم و ان عليّا كان أخلق للأمر و كانا هوانا في عليّ و إنّه لأهل لها من حيث ندري و لا ندري و رواه الزبير بلفظ: لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري (الاستيعاب:550/3 ترجمته،و الاخبار الموفقيات للزبير بن بكار:593 ح 384 و ما بين المعكوفين منه). تصريح خالد بن سعيد أخرج الطبري و عبد الرزاق و ابن عساكر و البلاذري قوله:لما قدم خالد من اليمن بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم تربّص ببيعته شهرين و لقي عليّ بن أبي طالب و عثمان و قال:يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم. فأمّا أبو بكر فلم يحض بها،و أمّا عمر فاضطغنها عليه فلمّا بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميرا علي ربع من أرباع الشام فجعل عمر يقول:أبو مرة و قد قال ما قال. فلم يزل بأبي بكر حتّي عزله و ولي يزيد بن أبي سفيان(الاستيعاب:255/2 ترجمة أبو بكر،و انساب الأشراف:270/2 أمر السقيفة ط.دار الفكر،و تاريخ الطبري:586/2 سنة 13،و المصنف لعبد الرزاق:454/5 ح 9770،و تاريخ دمشق:78/16 رقم الترجمة:188). و أخرج اليعقوبي عنه قوله لعليّ عليه السّلام:هلم ابايعك فو اللّه ما في الناس أحد أولي بمقام محمّد منك(تاريخ اليعقوبي:126/2 خبر سقيفة بني ساعدة،و تاريخ دمشق:78/16 رقم الترجمة 1880). تصريح هزيل بن شرحبيل أخرجه البزار و الحميدي و ابن ماجة و أبو نعيم و أحمد،قال:كان أبو بكر يتأمّر علي وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم،ودّ أبو بكر لو وجد من رسول اللّه في ذلك عهدا فخرم أنفه بخرامة(مسند البزار:298/8 ح 3370 و بالهامش أخرجه ابن ماجة:900/2 ح 2696،و الحميدي:315/2). و أخرجه أبو نعيم صحّحه و أحمد بلفظ:لو وجد مع رسول اللّه-فخزم أنفه بخزامة(مسند أحمد:382/4 ط. م و 516/5 ح 18918 ط.ب،و حلية الأوّل ياء:21/5 ترجمة طلحة بن مصرف رقم 285). تصريح الخليفة المأمون و ذلك ضمن مناظرته المشهورة في فضل عليّ عليه السّلام و تفضيله علي الصحابة بحضور فقهاء عصره جاء فيها:إن أمير المؤمنين يدين اللّه علي أن عليّ بن أبي طالب خير الخلق بعد رسوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم و أولي الناس بالخلافة له(العقد الفريد:77/5 كتاب أخبار زياد و الحجاج و الطالبيين و البرامكة-احتجاج المأمون). تصريح داود بن عليّ خطب في أوّل خلافة أبي العباس فقال:و اللّه قسما برّا لا اريد إلاّ اللّه به،ما قام هذا المقام أحد بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم أحقّ به من عليّ بن أبي طالب و أمير المؤمنين هذا،فليظن ظانّكم و ليهمس هامسكم(عيون الأخبار لابن قتيبة:252/2 كتاب العلم و البيان-الخطب). تصريح يزيد بن معاوية أخرج البلاذري في تاريخه قال:لما قتل الحسين بن عليّ كتب عبد اللّه ابن عمر إلي يزيد بن معاوية:امّا بعد فقد عظمت الرزية و جلّت المصيبة،و حدث في الإسلام حدث عظيم،و لا يوم كيوم الحسين. فكتب إليه يزيد:يا أحمق إنّا جئنا إلي بيوت منجّدة،و فرش ممهّدة،و وسائد منضّدة فقاتلنا عنها،فإن يكن الحق لنا فعن حقّنا،و إن يكن لغيرنا فأبوك أوّل من سنّ هذا و ابتزه و استأثر بالحق علي أهله(الأنوار النعمانية: 53/1 عن البلاذري). *-أقول:هذه جملة من تصريحات الصحابة من أمهات كتب القوم،و هناك تصريحات اخري من كتب أصحابنا لم نذكرها خشية الإطالة(الاحتجاج:76/1 إلي 79 و 87 إلي 89،و مناقب آل أبي طالب:252/2).

ص: 120

ص: 121

ص: 122

ص: 123

ص: 124

ص: 125

ص: 126

ص: 127

ص: 128

ص: 129

ص: 130

ص: 131

الثاني عشر: صاحب كتاب«سير الصحابة»:و أما شرح أحوال محمد بن أبي بكر و عبد اللّه بن عمر،فإنّهما يتحابان في اللّه،و كان عبد اللّه بن عمر فقيها عارفا بالشرع من لفظ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا ساعد أبا بكر و عمر أكثر الناس علي ما فعلا،تأخرا عن أبويهما فبعث أبو بكر و عمر إلي محمد و عبد اللّه،فلمّا أتيا قال لهما عمر:لما ذا تأخرتما؟فقال عبد اللّه لمحمد:كن أنت علي ما أنت عليه قابضا علي حسامك فأيهما اعتدي عليّ في الكلام فأنا له و أيهما اعتدي علينا في الفعال فكن أنت له.

فقال محمد:سمعا و طاعة،ثمّ التفت عبد اللّه بن عمر و قال:ما تريد منا؟قال:لم لا تصليان خلف أبي بكر؟قال عبد اللّه:قد سألتكما علي شرط لا تكتما في خلوتكما حقا،قالا:لا فاسأل عمّا بدا لك،فقال عبد اللّه:يا عمر هل لاسمعتك و أنت تقول لعليّ عليه السّلام:بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة؟قال له عمر:يا عبد اللّه أ ما تخاف اللّه في أبيك أنا أقول لك يا بني و أنت تقول يا عمر.فقال عبد اللّه:السؤال فأجبني و اسال بعد ذلك.

فقال عمر:بلي أنا القائل لعليّ:بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كلّ مؤمن و مؤمنة.

فقال:يا عمر هل أنت و أبو بكر مؤمنان أم لا؟ قال:بلي.

قال عبد اللّه:فما جزاء عبد عق مولاه و خالف أمره و عاق عليه،أ تخوّفني بالعقوبة و العقوبة يا عمر إذا عق العبد مولاه عق الولد أباه و الحجة معي ولي في كتاب اللّه تعالي قوله: وَ إِنْ جاهَداكَ عَلي أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما (1) .

يا عمر أ ما سمعت قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي عبد عق مولاه لعنه اللّه قولوا آمين،فقال الصحابة:آمين؟ فقال عمر:يا بني أ ما سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يلعن عاق والديه؟فقال عبد اللّه:أينا أسبق إلي العقوق نحن أم أنتما،دع العقوق حتّي ندع العقوق،يا عمر إنك أ لم تعلم بعينيك أنت إذا أوذت واحدة هاجت الأخري عليك،لا تسم ذلك إلينا ثمّ سمّ ذلك إليك لا تعلمني عقوقا و لا تحرمني عليك يا عمر إذا ملت إلي شهوتك طرقت غير دينك،يا عمر قال اللّه تعالي: فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ (2) الآية يا عمر كما برّأ اللّه نوحا من ولده برّأني منك،يا عمر هذا أبو بكر إيمانه أوفي من إيمانك أم لا؟

قال عمر:بلي.

قال عبد اللّه:افتريد طاعته لعليّ أكثر من طاعتك،إن زعمت أنه أرادكما فقد اتفقتما علي الباطل

ص: 132


1- سوره 31 - آيه 15
2- سوره 23 - آيه 101

و أثمتما علي خلق كثير،فإن عليّا مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة،و أنت يا أبا بكر أ ما سمعت قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم السّلام إذا بويع خليفتان في يوم واحد فاقتلوا الأخير منهما؟

قال:بلي.

يا عبد اللّه،فلم بايعتم سعد بن عبد اللّه و نقضتم بيعته و بايعتم أبا بكر،فهل تجوز الصلاة خلف إمام وجب قتله شرعا.يا أبا بكر و يا عمر إننا لا نحضر معكما بعدها مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أيّ صلاة كانت فلا يدعنا منكم أحد قبل الصلاة خوفا أن نخرج من المسجد عند وجوب الصلاة.

فقال محمد بن أبي بكر:لقد صدقكما عبد اللّه،ثمّ خرجا من عندهما و أقاما علي ذلك إلي أن مات أبواهما و استشهد محمد بن أبي بكر في طاعة اللّه و رضوانه و رضا أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام قتله معاوية بمصر و أمر مكانه عمرو بن العاص.

ص: 133

الباب السادس و السبعون

في تأخر أبي بكر و عمر عن جيش أسامة

من طريق الخاصة و فيه حديث و احد سليم بن قيس الهلالي في كتابه في الأمور التي خالفا فيها-أبو بكر و عمر-رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رواه سليم عن أمير المؤمنين عليه السّلام و الحديث فيه طول،و في الحديث قال:ثمّ تركه من الأذان حيّ علي خير العمل،فاتخذوه سنة و تابعوه علي ذلك،و قضيته علي المفقود أن أجل امرأته أربع سنين،ثمّ تتزوّج امرأته،فإن جاء زوجها خيّر بين امرأته و بين الصداق،فاستحسنه الناس و اتخذوه سنة و قبلوه عنه جهلا و قلّة علم بكتاب اللّه و سنة نبيّه،و اخراجه من المدينة كل أعجمي و ارساله إلي عمّاله بالبصرة بحبل طوله خمسة أشبار و قوله:من بلغكم من الأعاجم طوله طول هذا الحبل فاقطعوه،و أعجب من ذلك أن كذابا رجم بكذبه فقبلها و قبل الجهّال،و زعم أن الملك ينطق علي لسانه بلغته و يعدله (1)،و اعتاقه سبايا أهل اليمن،و تخلّفه و صاحبه عن جش أسامة بن زيد مع تسليمهما بالإمارة،ثمّ أعجب ذلك أنه قد علم و علم الناس أنه هو الذي منع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن الكتف التي دعا بها،فلم يضرّه ذلك عندهم و لم ينقضه.و ساق الحديث بطوله قبل النقول هنا و بعده (2).

ص: 134


1- مناقب الخوارزمي:329 ح 347.
2- في المصدر:و يلقنه.

الباب السابع و السبعون

في عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه حديث واحد موفّق بن أحمد يرفعه إلي ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يحشر الشاك في عليّ من قبره و في عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعلة علي كل شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّي يوقفه للحساب،و في رواية:يكلح في وجهه (1).

ص: 135


1- مناقب الخوارزمي:329 ح 347.

الباب الثامن و السبعون

في عقاب من شك في أمير المؤمنين و أشرك به أو شك في الأئمّة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الأوّل: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا حذيفة حجة اللّه عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب الكفر به كفر باللّه،و الشرك به شرك باللّه،و الشك فيه شك في اللّه،الإلحاد فيه إلحاد في اللّه، و الانكار له انكار للّه،و الإيمان به ايمان باللّه؛لأنه أخو رسول اللّه و وصيه و إمام امته و مولاهم و هو حبل اللّه المتين و عروته الوثقي التي لا انفصام لها،و سيهلك فيه اثنان و لا ذنب له:محبّ غال و مقصّر.

يا حذيفة لا تفارقن عليّا فتفارقني و لا تخالفن عليّا فتخالفني،إن عليّا مني و أنا منه من أسخطه فقد أسخطني و من أرضاه فقد أرضاني (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عليّ رضي اللّه عنه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن عليّ الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المخالف علي عليّ بن أبي طالب بعدي كافر و المشرك به مشرك،و المحب له مؤمن و المبغض له منافق و المقتفي لأثره لاحق،و المحارب له مارق و الرادّ عليه زاهق،علي نور اللّه في بلاده و حجته علي عباده و سيف اللّه علي أعدائه و وارث علم أنبيائه،علي كلمة اللّه العليا و كلمة اعدائه السفلي،عليّ سيّد الأوصياء و وصي سيّد الأنبياء،علي أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجلين و إمام المسلمين لا يقبل اللّه الإيمان إلاّ بولايته و طاعته (2).

الثالث: أمالي الشيخ الطوسي قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن-يعني ابن الوليد-قال:حدّثني أبي عن سعيد بن عبد اللّه قال:

ص: 136


1- أمالي الصدوق:265 ح 282 المجلس:22 ح 4.
2- أمالي الصدوق:61 ح 20 المجلس 2 ح 6.

حدّثنا عبد اللّه بن هارون قال:حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن العرزمي قال:حدّثنا المعلّي بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أعطاني اللّه خمسا و أعطي عليّا خمسا،أعطاني جوامع الكلم و أعطي عليّا جوامع العلم،و جعلني نبيّا و جعل عليّا وصيّا،و أعطاني الكوثر و أعطي عليّا السلسبيل،و أعطاني الوحي و أعطا عليّا الإلهام،و أسري بي إليه و فتحت له أبواب السماء[و الحجب]حتّي رأي ما رأيت و نظر إلي ما نظرت إليه (1).

ثمّ قال:يا ابن عباس خالف من خالف عليّا و لا تكونن له (2)ظهيرا و لا وليا،فو الذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلاّ غيّر اللّه ما به من نعمة و شوّه خلقه قبل إدخاله النار،يا ابن عباس لا تشكّ في عليّ فإن الشّك فيه كفر يخرج عن الإيمان و يوجب الخلود في النار (3).

الرابع: شرف الدين النجفي في«تأويل الآيات الباهرة»قال:و روي أبو عمر الزاهد في كتابه بإسناده إلي محمد بن مسلم عن أحدهما عليهم السّلام قال:قلت له:إنّا نري الرجل من المخالفين عليكم له عبادة و اجتهاد و خشوع فهل ينفعه ذلك؟فقال:يا محمد إنّما مثلهم كمثل أهل بيت بني اسرائيل كان إذا اجتهد واحد منهم أربعين ليلة و دعا اللّه اجيب و إن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا اللّه فلم يستجب له فأتي عيسي ابن مريم يشكو إليه ما هو فيه و سأله الدعاء له،قال:فتطهّر عيسي عليه السّلام ثمّ دعا اللّه فأوحي اللّه إليه:يا عيسي عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه،إنه دعاني و في قلبه شكّ منك فلو دعاني حتّي ينقطع عنقه و تنتثر أنامله ما استجبت له،قال:فالتفت عيسي عليه السّلام و قال له:تدعو ربك و في قلبك شك من نبيه؟فقال:يا روح اللّه و كلمته قد كان ما قلت فأسال اللّه أن يذهب به عنّي،فدعا له عيسي عليه السّلام فتقبل اللّه منه و صار الرجل من جملة أهل بيته، و كذلك نحن أهل البيت لا يقبل اللّه عمل عبد و هو يشك فينا (4).

الخامس: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمد بن الزبير الكوفي إجازة قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن فضّال قال:حدّثنا عليّ بن أسباط عن محمد بن يحيي أخي مغلس عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام قال:قلت:أ ما تري الرجل من المخالفين عليكم له عبادة و اجتهاد و خشوع فهل ينفع ذلك شيئا؟ فقال:يا محمد إن مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني اسرائيل و كان لا يجتهد أحد منهم

ص: 137


1- في المصدر للحديث تكملة كبيرة لعل المصنف اختصره.
2- في المصدر:لهم.
3- أمالي الطوسي:7 ح 19 و:188 ح 317 و:104 ح 161 المجلس 4 ح 15 بتفاوت.
4- تأويل الآيات:87/1 ح 73.

أربعين ليلة إلاّ دعا فاجيب،و إن رجلا اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا فلم يستجب له،فأتي عيسي ابن مريم يشكو إليه ما هو فيه و يسأله الدعاء له،فتطّهر عيسي و صلّي ثمّ دعا فأوحي اللّه:يا عيسي إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه إنه دعاني و في قلبه شك منك،فلو دعاني حتّي ينقطع عنقه و تنتثر أنامله ما استجبت له،فالتفت عيسي عليه السّلام فقال:أ تدعو ربك و في قلبك شك من نبيه، قال:يا روح اللّه و كلمته قد كان و اللّه ما قلت فاسأل اللّه تعالي أن يذهب به عني،فدعا له عيسي عليه السّلام فتقبّل اللّه منه و صار في حدّ أهل بيته،و كذلك نحن أهل البيت لا يقبل اللّه عمل عبد و هو يشك فينا (1).

و هذا لحديث و الذي قبله واحد و ذكرناهما علي التعدد لتغاير السند.

السادس: أمالي المفيد هذا قال:أخبرني محمد بن عمران المرزباني قال:حدّثنا أبو الفضل عبد اللّه بن محمد الطوسي(ره)قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عليّ بن حكيم الادمي قال:أخبرنا شريك بن عثمان بن أبي زرعة عن سالم بن أبي الجعد قال:سئل جابر بن عبد اللّه الأنصاري و قد سقط حاجباه علي عينيه فقيل له:أخبرنا عن عليّ بن أبي طالب؟فرفع حاجبيه بيديه ثمّ قال:ذاك خير البرية لا يبغضه إلاّ منافق و لا يشك فيه إلاّ كافر (2).

السابع: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(رض)قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب عن أحمد بن عليّ الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال:خرجت مع الحسن البصري و أنس بن مالك حتّي أتينا باب أمّ سلمة(رض)و قعد أنس علي الباب و دخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن و هو يقول:السلام عليك يا أمّاه و رحمة اللّه و بركاته،فقالت له:و عليك السلام من أنت يا بنيّ؟فقال:أنا الحسن البصري،فقالت:

فيما جئت يا حسن؟

فقال لها:جئت لتحدّثيني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقالت أم سلمة:و اللّه لاحدثنك بحديث سمعته اذناي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إلاّ فصمتا و رأته عيناي و إلاّ فعميتا و وعاه قلبي و إلاّ فطبع اللّه عليه و أخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ ابن أبي طالب عليه السّلام:يا عليّ ما من عبد لقي اللّه عزّ و جلّ يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلاّ لقي اللّه بعبادة صنم أو وثن.قال:فسمعت الحسن البصري و هو يقول:اللّه أكبر أشهد أن عليّا مولاي و مولي المؤمنين،فلمّا خرج قال له أنس بن مالك:ما لي أراك تكبّر؟

ص: 138


1- أمالي المفيد:2-3 المجلس الأوّل ح 2.
2- أمالي المفيد:62 ح 7.

قال:سألت أمّنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عليّ عليه السّلام فقالت لي:

كذا و كذا،فقلت:اللّه أكبر أشهد أن عليّا مولاي و مولي كلّ مؤمن،فسمعت عند ذلك أنس بن مالك و هو يقول:أشهد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات (1).

الثامن: أبو الحسن عليّ بن محمد بن جمهور في كتاب«الواحدة»عن الحسن بن عبد اللّه الأطروش قال:حدّثني محمد بن إسماعيل الأحمسي السرّاج قال:حدّثنا وكيع بن الجرّاح قال:

حدّثنا الأعمش عن مورق العجلي عن أبي ذر الغفاري(رض)قال:كنت جالسا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم في منزل أمّ سلمة و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يحدّثني و أنا أسمع إذ دخل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فأشرق وجهه نورا فرحا بأخيه و ابن عمّه،ثمّ ضمّه إليه و قبّل ما بين عينيه ثمّ التفت إليّ فقال:يا أبا ذرّ تعرف هذا الداخل علينا حق معرفته؟قال أبو ذر:فقلت:يا رسول اللّه هذا أخوك و ابن عمك و زوج فاطمة البتول و أبو الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أبا ذر هذا الإمام الأزهر و رمح اللّه الأطول و باب اللّه الأكبر،فمن أراد اللّه فليدخل الباب،يا أبا ذر هذا القائم بقسط اللّه و الذاب عن حريم اللّه[و الناصر اللّه] (2)و الناصر لدين اللّه و حجّة اللّه علي خلقه إن اللّه عزّ و جلّ لم يزل يحتج علي خلقه في الامم كل أمة يبعث فيها نبيّا،يا أبا ذر إن اللّه عزّ و جلّ جعل علي ركن من أركان عرشه سبعين ألف ملك ليس لهم تسبيح و لا عبادة إلاّ الدعاء لعليّ و شيعته و الدعاء علي أعدائه.

يا أبا ذر لو لا عليّ ما بان حق من باطل و لا مؤمن من كافر و لا عبد اللّه،لأنه ضرب رءوس المشركين حتّي أسلموا و عبد اللّه و لو لا ذلك لم يكن ثوابا و لا عقابا و لا يستره من اللّه ساتر و لا يحجبه من اللّه حجاب و هو الحجاب و الستر،ثمّ قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّي بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي وَ عِيسي أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (3) (4).

يا أبا ذر إنّ اللّه تبارك و تعالي تفرّد بملكه و وحدانيته و فردانيته في وحدانيته فعرف عباده المخلصين لنفسه و أباح لهم جنته فمن أراد أن يهديه عرف ولايته و من أراد أن يطمس علي قلبه أمسك عنه معرفته،يا أبا ذر هذا راية الهدي و كلمة التقوي و العروة الوثقي و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة التي ألزمها اللّه المتقين فمن أحبّه كان مؤمنا[و من أبغضه كان كافرا]و من ترك

ص: 139


1- أمالي الصدوق:393 ح 506 المجلس 51 ح 15.
2- ليست في مدينة المعاجز.
3- سوره 42 - آيه 13
4- الشوري:13.

ولايته كان ضالا مضلا و من جحد ولايته كان مشركا،يا أبا ذر يؤتي بجاحد ولاية عليّ يوم القيامة أصمّ أعمي أبكم فيكبكب في ظلمات القيامة و في عنقه طوق من نار لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة، علي كل شعبة منها شيطان يتفل في وجهه و يكلح في جوف قبره الي النار.

فقال أبو ذر:فقلت:زدني بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه؟ فقال:نعم،إنّه لما عرج بي إلي السماء فنظرت إلي سماء الدنيا أذّن ملك من الملائكة و أقام الصلاة و أخذ بيدي جبرائيل عليه السّلام فقدّمني و قال:يا محمد صل[بالملائكة فقد طال شوقهم إليك فصليت]بسبعين صفّا من الملائكة الصف ما بين المشرق و المغرب لا يعلم عددهم إلاّ[اللّه]الذي خلقهم عزّ و جلّ،فلمّا قضيت الصلاة أقبل إليّ شرذمة من الملائكة يسلّمون عليّ و يقولون لنا إليك حاجة فظننت أنهم سألوني الشفاعة؛لأنّ اللّه عزّ و جلّ فضّلني بالحوض و الشفاعة علي جميع الأنبياء،فقلت:ما حاجتكم ملائكة ربّي؟

قالوا:إذا رجعت إلي الأرض فاقرأ عليّا منّا السلام و أعلمه بأنا قد طال شوقنا إليه،فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟فقالوا:يا رسول اللّه و لم لا نعرفكم و أنتم أوّل خلق خلقه اللّه من نور، خلقكم اللّه أشباح نور من نور في نور من نور اللّه،و جعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح و تقديس و تكبير له،ثمّ خلق الملائكة مما أراه من أنوار شتي،و كنا نمر بكم و أنتم تسبحون اللّه و تقدسون و تكبّرون و تحمّدون و تهللون فنسبح و نقدّس و نحمد و نهلل و نكبّر بتسبيحكم و تقديسكم و تحميدكم و تهليلكم و تكبيركم،فما نزل من اللّه عزّ و جلّ فاليكم و ما صعد إلي اللّه تبارك و تعالي فمن عندكم فلم لا نعرفكم.

ثمّ عرج بي إلي السماء الثانية فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم،فقلت:ملائكة ربّي هل تعرفوننا حق معرفتنا؟قالوا:و لم لا نعرفكم و أنتم صفوة اللّه من خلقه و خزّان علمه و العروة الوثقي و الحجة العظمي و أنتم الجنب و الجانب و أنتم الكراسي و اصول العلم (1)فاقرأ عليّا منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء الثالثة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟قالوا و لم لا نعرفكم و أنتم باب المقام و حجّة الخصام و عليّ دابة الأرض و فصل القضاء و صاحب العصا و قسيم النار غدا و سفينة النجاة من ركبها نجي و من تخلّف عنها في النار يتردي،ثمّ يوم القيامة أنتم الدعائم من تخوم الأقطار و الأعمدة،و فساطيط السجاف الأعلي كواهل أنواركم فلم لا نعرفكم فاقرأ عليّا منا السلام.

ص: 140


1- في مدينة المعاجز:القلم.

ثمّ عرج بي إلي السماء الرابعة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟

قالوا:و لم لا نعرفكم و أنتم شجرة النبوّة و بيت الرحمة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة و عليكم ينزل جبرائيل بالوحي من السماء فاقرأ عليّا منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء الخامسة فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟

قالوا:و لم لا نعرفكم و نحن نمرّ عليكم بالغداة و العشيّ بالعرش و عليه مكتوب:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه أيّده اللّه بعلي بن أبي طالب[ولي]فعلمنا[عند]ذلك أن عليّا وليّ من أولياء اللّه عزّ و جلّ فاقرأه منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء السادسة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟

قالوا:و لم لا نعرفكم و قد خلق اللّه جنة الفردوس و علي بابها شجرة ليس فيها ورقة إلاّ و عليها مكتوب بالنور:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه عليّ بن أبي طالب عروة اللّه الوثقي و حبل اللّه المتين، و عينه علي الخلائق أجمعين،فاقرأه منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء السابعة فسمعت الملائكة يقولون:الحمد للّه الذي صدقنا وعده،فقلت:

و بما ذا وعدكم؟قالوا:يا رسول اللّه لما خلقتم أشباح نور[في نور]من نور اللّه عرضت علينا ولايتكم فقبلناها و شكونا محبتكم إلي اللّه عزّ و جلّ،و أما أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء و قد فعل و أمّا عليّ فشكونا محبته إلي اللّه عزّ و جلّ فخلق لنا صورته[في]ملكا و أقعده عن يمين العرش علي سرير من ذهب مرصع بالدرّ و الجواهر عليه قبة من لؤلؤة بيضاء يري باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها بلا دعامة من تحتها و لا علاقة من فوقها قال لها صاحب العرش:قومي بقدرتي،فقامت فكلما اشتقنا إلي رؤية عليّ نظرنا إلي ذلك الذي في السماء فاقرأ عليّا منّا السلام (1).

ص: 141


1- مدينة المعاجز:395/2-401 ح 428،و تأويل الآيات:871/2-875.

الباب التاسع و السبعون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل عليّ عليه السّلام في هذه الامّة مثل قل هو اللّه أحد»

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب«المناقب»قال:أخبرنا أبو طالب محمد ابن أحمد بن عثمان البغدادي-قدم علينا واسط-قال:أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن لؤلؤ إذنا قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة قال:حدّثنا محمد بن يحيي قال:حدّثنا محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن الطفيل عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا دار الحكمة و عليّ بابها،فمن أراد الحكمة فليات الباب.ابن المغازلي هذا قال:أخبرنا أبو القاسم واصل بن حمزة البخاري-قدم علينا واسط-قال:

حدّثنا عبد الحميد بن محمد بن داود قال:حدّثنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسماعيل بن أبي عامد القاضي قال:حدّثنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر بن المبارك قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن نصر قال:حدّثنا أحمد ابن عبيد قال:حدّثنا إسحاق بن بشر عن عمرو بن أبي المقدام عن سماك عن النعمان بن بشير قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّما مثل عليّ في هذه الامّة مثل قل هو اللّه أحد (1).

الثاني: الموفق بن أحمد-من أعيان علماء العامّة-بإسناده يرفعه إلي عبد اللّه بن العباس قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ ما مثلك في الناس إلاّ كمثل قل هو اللّه أحد في القرآن من قراها مرّة فكأنّما قرأ ثلث القرآن و من قرأها مرّتين فكانّما قرأ ثلثي القرآن و من قرأها ثلاث مرّات كمن قرأ القرآن،و كذا أنت يا عليّ من أحبّك بقلبه فقد أحبّ ثلث الإيمان و من أحبك بقلبه و لسانه فقد أحبّ ثلثي الإيمان و من أحبّك بقلبه و لسانه و يده فقد أحبّ الإيمان كله و الذي بعثني بالحق نبيّا لو أحبّك أهل الأرض كما يحبّك أهل السماء لما عذّب اللّه أحدا منهم بالنار (2).

ص: 142


1- مناقب ابن المغازلي:74 ح 128 و كذلك جاء الحديث الثاني في/62/ح 100.
2- لم نجده في مناقب الموفق الخوارزمي،و الظاهر أن في نقله عنه سهوا و الحديث موجود في:مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب:4/3.و في الفضائل لابن شاذان القمي:112.و ممن رواها من العامّة القندوزي في ينابيع المودة:376/1.

الباب الثمانون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل عليّ عليه السّلام مثل قل هو اللّه أحد»و مراتب المحبة

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأوّل: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة-في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام في القرآن- عن سعيد بن عجب الأنباري عن عليّ بن سهر عن حكيم بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:«إنّما مثلك مثل قل هو اللّه أحد»فإنّه من قرأها مرة فكانما قرأ ثلث القرآن،و من قرأها مرّتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن،و من قرأها ثلاث مرّات فكمن قرأ القرآن كلّه، و كذلك أنت من أحبّك بقلبه كان له ثلث ثواب العباد،و من أحبّك بقلبه و لسانه كان له ثلثا ثواب العباد،و من أحبّك بقلبه و لسانه و يده كان له ثواب العباد أجمع (1).

الثاني: محمد بن العباس-أيضا-عن عليّ بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد عن إسحاق بن بشر الكاهلي عن عمرو بن أبي المقدام عن سماك بن حرب عن نعمان بن بشير قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

من قرأ «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» (2) مرّة فكأنّما قرأ ثلثا القرآن،و من قرأها مرّتين كمن قرأ ثلثي القرآن،و من قرأها ثلاثا فكمن قرأ القرآن كله،كذلك من أحبّ عليّا بقلبه أعطاه اللّه ثلث ثواب هذه الامّة،و من أحبّه بقلبه و لسانه أعطاه اللّه ثلثي ثواب هذه الامّة،و من أحبّه بقلبه و لسانه و يده أعطاه اللّه ثواب هذه الامّة كلّها (3).

الثالث: محمد بن العباس عن عليّ بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد عن الحكم بن سليمان عن محمد بن كثير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ إن فيك مثلا من(قل هو اللّه أحد)» من قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن،و من قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن،و من قرأها ثلاثا فقد قرأ القرآن كله.يا عليّ و من أحبّك بقلبه كان له أجر ثلث الامّة،و من أحبّك بقلبه و أعانك بلسانه كان له مثل أجر ثلثي هذه الامّة،و من أحبّك بقلبه و أعانك بلسانه و نصرك بسيفه كان له مثل أجر هذه الامّة (4).

ص: 143


1- البحار:288/39 ح 81،و تفسير البرهان:521/4.
2- سوره 112 - آيه 1
3- البحار:288/39 ح 82،و البرهان:522/4.
4- البحار:288/39 ح 83.

الرابع: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطّار قال:حدّثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن نوح بن شعيب النيسابوري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن عروة بن أبي شعيب العقرقوفي عن شعيب عن أبي بصير قال:سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام يحدّث عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما لأصحابه:أيكم يصوم الدهر؟

فقال سلمان رضي اللّه عنه:أنا يا رسول اللّه.

قال:فأيكم يحيي الليل؟ قال سلمان:أنا يا رسول اللّه.

قال:فأيّكم يختم القرآن في كل يوم؟ قال سلمان:أنا يا رسول اللّه.

فغضب بعض أصحابه فقال:يا رسول اللّه إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش.

قلت:أيّكم يصوم الدهر؟ قال:أنا و هو أكثر أيامه يأكل و قلت:أيّكم يحيي الليل قال أنا و هو أكثر ليله نائم،قلت:و أيّكم يختم القرآن في كلّ يوم قال:أنا و هو أكثر يومه صامت،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:مه يا فلان و أين لك بمثل لقمان الحكيم سله فإنّه ينبئك،فقال الرجل لسلمان:يا أبا عبد اللّه أ ليس زعمت أنك تصوم الدهر فقال:نعم،فقال:رأيتك في أكثر نهارك تأكل،فقال:ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر و ما قال اللّه عزّ و جلّ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (1) و أصل شهر شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر.

فقال:أ ليس زعمت أنّك تحيي الليل؟ فقال:نعم.

فقال:أنت أكثر ليلك نائم.

فقال:ليس حيث تذهب و لكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من بات علي طهر فكأنّما أحيي الليل كلّه و أنا أبيت علي طهر.

فقال:أ ليس زعمت أنّك تختم القرآن في كلّ يوم؟ قال:نعم.

قال:فإنّك أكثر أيامك صامت.

ص: 144


1- سوره 6 - آيه 160

فقال:ليس حيث تذهب و لكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:يا أبا الحسن مثلك في أمّتي مثل[سورة التوحيد]قل هو اللّه أحد فمن قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن و من قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن و من قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن،فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان و من أحبّك بلسانه و قلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان و من أحبّك بلسانه و قلبه و نصرك بيده فقد استكمل الإيمان،و الذي بعثني بالحق يا عليّ لو أحبّك أهل الأرض كمحبة أهل السماء[لك]لما عذّب اللّه أحدا بالنار،و أنا أقرأ قلّ هو اللّه أحد في كلّ يوم ثلاث مرّات.فقام و كأنّه قد ألقم القوم حجرا (1).

الخامس: المفيد في أماليه قال:أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة قال:حدّثنا أحمد ابن عبد اللّه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن داود بن النعمان عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن الحسن بن عليّ عليه السّلام أنّه قال:من أحبنا بقلبه و نصرنا بيده و لسانه فهو معنا في الغرفة التي نحن فيها،و من أحبنا بقلبه و نصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة،و من أحبنا بقلبه و كفّ يده و لسانه فهو في الجنّة (2).

السادس: المفيد في أماليه قال:أخبرنا الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة الطبري قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حاتم القزويني قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن جعفر المخزومي قال:حدّثنا محمد بن شمون البصري عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن قال:حدّثني الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السّلام قال:من أعاننا بلسانه علي عدوّنا أنطقه اللّه بحجته يوم موقفه بين يديه عزّ و جلّ (3).

ص: 145


1- أمالي الصدوق:87 ح 54 المجلس:8 ح 5.
2- أمالي المفيد:34 ح 8 المجلس 4.
3- أمالي المفيد:33 ح 7.

الباب الحادي و الثلاثون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام«لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق»

من طريق العامّة و فيه ستة عشر حديثا الأوّل: مسند أحمد بن حنبل:روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا وكيع حدّثنا الأعمش عن عديّ بن ثابت عن رزين بن حبيش عن عليّ عليه السّلام قال:عهد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إليّ أنّه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:حدّثنا إسرائيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال:ما كنّا نعرف منافقي الأنصار إلاّ ببغضهم عليّا عليه السّلام (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عليّ بن مسلم قال:أخبرنا عبيد اللّه بن موسي قال:أخبرنا محمد بن عليّ السلمي عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه قال:ما كنّا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلاّ ببغضهم عليّا (3).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن عبد الجبار و قال:حدّثنا محمد بن عباد قال:حدّثنا محمد بن الفضيل عن أبي نضر عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن مساور الحميري عن أبيه قال:دخلت علي أمّ سلمة فسمعتها تقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:لا يبغضك مؤمن و لا يحبّك منافق (4).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الهيثم بن خلف قال:حدّثنا عبد الملك بن عبد ربّه أبو إسحاق الطائي قال:حدّثنا معاوية بن عمار عن أبي الزبير قال:قلت لجابر:كيف كان عليّ عليه السّلام فيكم؟

قال:ذاك من خير البشر ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم إيّاه (5).

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبه

ص: 146


1- مسند أحمد:95/1-128.
2- فضائل الصحابة:579/2 ح 979.
3- فضائل الصحابة لأحمد:639/2 ح 1086.
4- فضائل الصحابة:619/2 ح 1059.
5- فضائل الصحابة:671/2 ح 1146.

و سمعته أنا من عثمان بن محمد قال:حدّثنا محمد بن فضيل عن ابن عبد الرّحمن أبي نصر قال:

حدّثنا مساور الحميري عن أبيه قال:سمعت أمّ سلمة(رض)تقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:لا يبغضك مؤمن و لا يحبّك منافق (1).

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا سعيد بن محمد الورّاق عن عليّ بن خيرود قال:سمعت أبا مريم الثقفي يقول:سمعت عمّار بن ياسر يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:يا عليّ طوبي لمن أحبّك و صدّق فيك و ويل لمن أبغضك و كذّب فيك (2).

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن رنجويه القطان قال:حدّثنا هشام بن عمّار الدمشقي قال:حدّثنا أسد عن الحجاج بن أرطاة عن عطية العوفي قال:حدّثنا أبو سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أبغضنا أهل البيت فهو منافق (3).

التاسع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الفضل بن الحبّاب البصري-بالبصرة-قال:

حدّثنا القعنبي عبد اللّه بن سلمة قال:حدّثنا ابن لهيع عن أبي الأسود عن عروة-و هو ابن الزبير:أن رجلا وقع في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بمحضر عمر فقال عمر:تعرف صاحب هذا القبر؟

هو محمد بن عبد اللّه ابن عبد المطلب و عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب،فلا تذكر عليّا إلاّ بخير فإنّك إن أبغضته آذيت هذا في قبره (4).

العاشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا أبو نمير قال:حدّثنا الأعمش عن عدي بن ثابت الأنصاري عن ذرّ بن حبيش قال:قال عليّ:و اللّه إنّما[لما]عهد إلي النبيّ الامي:

أنه لا يبغضني إلاّ منافق و لا يحبني إلاّ مؤمن (5).

الحادي عشر: و من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع من مسند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من أفراد مسلم عن ذرّ بن حبيش قال:قال عليّ عليه السّلام:و الذي فلق الحبّة و برء النسمة لعهد النبيّ الامّي صلّي اللّه عليه و آله إليّ أنه لا يحبني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق (6).

الثاني عشر: و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدي من الجزء الثاني علي حدّ ثلثيه في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من سنن أبي داود السجستاني قال:عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّ بن أبي طالب (7).

ص: 147


1- مسند أحمد:292/6.
2- مسند أبي يعلي:179/3 ح 1602.
3- فضائل الصحابة:641/2 ح 1089.
4- فضائل الصحابة:641/2 ح 1089.
5- مسند أحمد:84/1،و الفضائل:570/2 ح 961.
6- صحيح مسلم:61/1 ط.دار الفكر.
7- تاريخ دمشق:286/42 ط.دار الفكر و ذكر طرقه.

الثالث عشر: و من الجمع بن الصحاح الستة من الباب أيضا من صحيح البخاري عن أمّ سلمة(رض)قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا يحب عليّا منافق و لا يبغضه مؤمن (1).

الرابع عشر: و من صحاح الستة من الباب من سنن أبي داود عن ذرّ بن حبيش قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إليّ أنّه لا يحبني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق (2).

الخامش عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمد بن يونس قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن السموءل المخزومي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن عمر بن أبي عمرو عن المطلب عن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم جمعة فقال:قدموا قريشا و لا تتقدّموها و تعلّموا منها و لا تعلّموها و لقوة رجل من قريش يعدل قوة رجلين من غيرهم،و أمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم،يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربيها (3)أخي و ابن عمي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فإنّه لا يحبه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق فمن أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني عذّبه اللّه عزّ و جل (4).

السادس عشر: موفق بن أحمد-من أعيان علماء العامّة-قال:أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك ابن عليّ بن محمد الهمداني أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر الحافظ أخبرني أبو الحسين عاصم بن الحسين بن محمد بن عليّ أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد ابن مهدي حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد عن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع،حدّثني عمر بن إبراهيم بن سوار بن مصعب الهمداني عن الحكم بن عيينة عن يحيي بن الجزّار عن عبد اللّه بن مسعود قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من زعم أنه آمن بي و بما جئت به و هو يبغض عليّا فهو كاذب ليس بمؤمن (5).

و الأحاديث بهذا المعني من طرق العامّة كثيرة و قد تقدّم من ذلك من طرقهم في الأبواب السالفة و فيما ذكرناه كفاية.

ص: 148


1- سنن الترمذي:299/5 ح 3801،و تاريخ دمشق:398/12.
2- صحيح مسلم:61/1 و 64/2،و السنن الكبري للنسائي:47/5.
3- في بعض المصادر:قرنيها.
4- تاريخ دمشق:279/42 ط.دار الفكر،و كنز العمال:81/14 ح 37996.
5- المناقب:/76ح 57.

الباب الثاني و الثمانون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ«المحب له مؤمن و المبغض له منافق»

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأوّل: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عليّ(ره)عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن عليّ الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المخالف علي عليّ بن أبي طالب بعدي كافر،و المشرك به مشرك، و المحب له مؤمن،و المبغض له منافق،و المقتفي لأثره لاحق،و المحارب له مارق،و الراد عليه زاهق،عليّ نور اللّه في بلاده و حجته علي عباده،عليّ سيف اللّه علي أعدائه و وارث علم أنبيائه، عليّ كلمة اللّه العليا و كلمة أعدائه السفلي،عليّ سيّد الأوصياء و وصي سيّد الأنبياء،عليّ أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين و إمام المسلمين لا يقبل اللّه الإيمان إلاّ بولايته و طاعته (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(ره)قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين ذات يوم علي منبر الكوفة:أنا سيّد الوصيين و وصي سيّد النبيين،أنا إمام المسلمين و قائد المتقين و ولي (2)المؤمنين و زوج سيّدة نساء العالمين،أنا المتختم باليمين و المعفّر للجبين،أنا الذي هاجرت الهجرتين و بايعت البيعتين،أنا صاحب بدر و حنين،أنا الضارب بالسيفين و الحامل علي فرسين،أنا وارث علم الأوّلين و حجّة اللّه علي العالمين بعد الأنبياء و محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين،أهل موالاتي مرحومون و أهل عداوتي ملعونون،و لقد كان حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كثيرا ما يقول لي:يا عليّ حبك تقوي و إيمان و بغضك كفر و نفاق،و أنا بيت الحكمة و أنت مفتاحه كذب من زعم أنّه يحبني و يبغضك (3).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد عن العباس بن معروف عن محمد بن يحيي الخزاز عن طلحة بن زيد عن الصادق

ص: 149


1- أمالي الصدوق:61 ح 20 المجلس 3 ح 6.
2- في المصدر:و مولي.
3- أمالي الصدوق:78 ح 44 مجلس 7 ح 2.

جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أتاني جبرائيل من قبل ربّي جلّ جلاله فقال:يا محمد إن اللّه عزّ و جلّ يقرؤك السلام و يقول لك:بشّر أخاك عليّا بأني لا أعذّب من تولاه و لا أرحم من عاداه (1).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(رض)قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال:حدّثنا أحمد بن عليّ الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثني جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن موسي العبسي عن محمد بن عليّ السلمي عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إن في عليّ خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا قوله صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ مني كهارون من موسي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ مني و أنا منه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ مني كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي،و قوله:حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:ولي عليّ ولي اللّه و عدو عليّ عدو اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ حجّة اللّه و خليفته علي عباده،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حب عليّ إيمان و بغضه كفر،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حزب عليّ حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ مع الحق و الحق معه لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ قسيم الجنّة و النار،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليّا فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه عزّ و جلّ،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة (2).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(ره)قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا سلمة بن الخطاب قال:حدّثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الورّاق عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم لأصحابه:معاشر أصحابي إن اللّه جلّ جلاله يأمركم بولاية عليّ بن أبي طالب و الاقتداء به و هو وليّكم و إمامكم من بعدي،لا تخالفوه فتكفروا و لا تفارقوه فتضلّوا إن اللّه جلّ جلاله جعل عليّا علما بين الإيمان و النفاق فمن أحبه كان مؤمنا و من أبغضه كان منافقا،إن اللّه جل جلاله جعل عليّا وصيي و منار الهدي بعدي،هو موضع سري و عيبة علمي و خليفتي في أهلي،إلي اللّه أشكو ظالميه من أمتي [من بعدي] (3).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عليّ ما جيلويه قال:حدّثنا أبي عن أحمد بن محمد

ص: 150


1- أمالي الصدوق:93 ح 69 مجلس 10 ح 9.
2- أمالي الصدوق:150 ح 146 مجلس 20 ح 1.
3- أمالي الصدوق:359 ح 443 المجلس 47 ح 20.

ابن خالد عن أبيه عن خلف بن حمّاد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال:سئل جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:ذاك خير خلق اللّه من الأوّلين و الآخرين ما خلا النبيين و المرسلين،إن اللّه عزّ و جلّ لم يخلق خلقا بعد النبيين و المرسلين أكرم عليه من عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و الأئمّة من ولده بعده.

قلت:ما تقول فيمن يبغضه و ينتقصه؟فقال:لا يبغضه إلاّ كافر و لا ينتقصه إلاّ منافق؟قلت:فما تقول فيمن يتولاّه و يتولي الأئمّة من ولده بعده؟

فقال:إن شيعة عليّ و الأئمّة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة،ثمّ قال:ما ترون لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلي ضلالة من كان أقرب الناس منه؟

قالوا:شيعته و أنصاره.

قال:فكذلك عليّ عليه السّلام بيده لواء الحمد يوم القيامة أقرب الناس منه شيعته و أنصاره (1).

و الروايات في ذلك كثيرة تقدم منها في الأبواب السابقة و ما ذكرناه فيه كفاية إن شاء اللّه تعالي.

ص: 151


1- أمالي الصدوق:586 ح 807 المجلس 75 ح 4.

الباب الثالث و الثمانون

في أن عليّا عليه السّلام وزير رسول اللّه و وارثه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق العامّة و فيه أحد عشر حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا حسين بن محمد الزارع قال:حدّثنا عبد المؤمن بن عبّاد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن زيد ابن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فذكر مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه فقال عليّ-يعني لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري،فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة.فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق نبيّا ما أخّرتك إلاّ لنفسي فأنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي و أنت أخي و وارثي.

قال:قال:ما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال:ما ورث الأنبياء قبلي؟ قال:و ما ورث الأنبياء قبلك؟ قال:كتاب اللّه و سنّة نبيّهم،و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي،ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اخوانا علي سرر متقابلين المتحابون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض» (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي قال:

حدّثنا أبو الحسين محمد بن السعدي البصري في جمادي الأوّل سنة احدي و ثلاثين و مائتين قال:

حدّثنا عبد المؤمن بن عبّاد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن ابن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فقال:أين فلان ابن فلان،فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتّي توافوا عنده،فحمد اللّه و أثني عليه و آخي بينهم و ذكر الحديث حديث المؤاخاة بينهم؛فقال عليّ عليه السّلام:لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما

ص: 152


1- فضائل الصحابة لأحمد:538/2 ح 1085 و الآية في سورة الحجر:47.

فعلت غيري،فإن كان هذا عن سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق نبيّا ما أخرتك إلاّ لنفسي،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبي بعدي و أنت أخي و وارثي،قال:ما أرث يا رسول اللّه؟

قال عليه السّلام:ما ورّث الأنبياء من قبلي.

قال صلّي اللّه عليه و آله:ما ورث الأنبياء من قبلك؟ قال:كتاب اللّه و سنّة نبيه و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي، ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اخوانا علي سرر متقابلين المتحابون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض» (1).

الثالث: ابن المغازلي الشافعيّ قال:أخبرنا أبو نصر ابن الطحّان إجازة عن أبي الفرج الخيوطي حدّثنا عبد الحميد بن موسي حدّثنا محمد بن أحمد بن سعيد حدّثنا محمد بن حميد الرازي حدّثنا سلمة بن الفضل عن ابن اسحاق عن شريك بن عبد اللّه عن أبي ربيعة الأيادي عن عبد اللّه بن بريدة قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لكل نبي وصيّ و وارث و إنّ وصيي و وارثي عليّ بن أبي طالب (2).

الرابع: و من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:و فيما كتب إلينا عبد اللّه بن عامر الكوفي يذكر أن عبّادة بن يعقوب حدّثهم قال:حدّثنا عليّ بن عابس عن الحرث بن حضيرة عن النسيم قال:سمعت رجلا من خثعم يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

اللّهمّ إني أقول كما قال أخي موسي:اللّهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أخي أشدد به أزري و اشركه في أمري كي نسبّحك كثيرا و نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا (3).

الخامس: عليّ بن أحمد المالكي في كتابه«الفصول (4)المهمّة»قال:نقل أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال:بينا عبد اللّه بن عباس جالسا قريبا من زمزم يقول:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يحدّث الناس،إذ أقبل رجل متلثّم فوقف،فجعل ابن عباس لا يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال ابن عباس:باللّه من أنت؟

فقال:أيّها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا أعرّفه بنفسي أنا أبو ذر الغفاري سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بهاتين و إلاّ صمتا يقول في عليّ رضي اللّه عنه إنّه قائد البررة قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله و صلّيت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده إلي السماء و قال:اللّهمّ أشهد إنّي سألت في مسجد نبيّك صلّي اللّه عليه و آله

ص: 153


1- فضائل الصحابة:666/2 ح 1137.
2- مناقب ابن المغازلي:/141ح 238.
3- فضائل الصحابة:678/2 ح 1158.
4- الفصول المهمة:117.

فلم يعطني أحد شيئا،و كان عليّ في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمني و فيها خاتم،فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره و ذلك بمرأي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و هو في المسجد فرفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طرفه إلي السماء و قال:اللّهمّ إن أخي موسي سألك فقال: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (1) فانزلت عليه قرانا ناطقا: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا (2) اللّهمّ و إني محمد نبيك و صفيّك،اللّهمّ فاشرح لي صدري،و يسر لي أمري و اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا اشدد به ظهري.

قال أبو ذر:فما أتمّ دعائه حتّي نزل جبرائيل من عند اللّه عزّ و جلّ فقال:يا محمد قل: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) (4) .

السادس: أبو نعيم الحافظ بإسناده عن رجاله عن ابن عباس قال:أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و بيدي و نحن بمكّة و صلّي أربع ركعات،ثمّ مدّ يديه إلي السماء و قال:اللّهمّ إن نبيك موسي بن عمران سألك فقال: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي (5) و أنا محمد نبيّك أسألك:

ربّ اشرح لي صدري و يسّر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي و اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أخي أشدد به أزري و اشركه في أمري.

قال ابن عباس:فسمعت مناديا ينادي قد أوتيت ما سألت (6).

السابع: أبو الحسن الفقيه من طريق العامّة بإسناده عن الباقر عليه السّلام عن أبيه عن جده الحسين بن عليّ بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عليّ بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي و حجّة اللّه و حجتي و باب اللّه و بابي و صفي اللّه و صفيّي و حبيب اللّه و حبيبي و خليل اللّه و خليلي و سيف اللّه و سيفي،و هو أخي و صاحبي و وزيري و محبّه محبي و مبغضه مبغضي و وليه وليّي و عدوه عدوي، و زوجته ابنتي و ولده ولدي و حزبه حزبي و قوله قولي و أمره أمري،و هو سيّد الوصيّين و خير أمتي (7).

الثامن: ابن شاذان:هذا من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه قد فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي و أوجب

ص: 154


1- سوره 20 - آيه 25
2- سوره 28 - آيه 35
3- تفسير الثعلبي المخطوط:74،و العمدة لابن بطريق:121،و الآيات في سورة طه:32،و القصص:35، و المائدة:55.
4- سوره 5 - آيه 55
5- سوره 20 - آيه 25
6- شواهد التنزيل:56/1،و مناقب آل أبي طالب:256/2.
7- مائة منقبة:34 المنقبة 14.

عليكم اتباع أمري،و فرض عليكم طاعة عليّ بن أبي طالب بعدي كما فرض عليكم طاعتي، و نهاكم عن معصيته كما نهاكم عن معصيتي،و جعله أخي و وزيري و وصيي و وارثي و هو منّي و أنا منه،حبّه إيمان و بغضه كفر،محبّه محبّي و مبغضه مبغضي،و هو مولي من أنا مولاه و أنا مولي كلّ مسلم و مسلمة،و أنا و هو أبوا هذه الامّة (1).

التاسع: ابن شاذان-هذا من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن سعيد بن المسيب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ اجعل لي وزيرا من أهل السماء و وزيرا من أهل الأرض،فأوحي اللّه تعالي إليه إني قد جعلت وزيرك من أهل السماء جبرائيل و وزيرك من أهل الأرض عليّ بن أبي طالب (2).

العاشر: إبراهيم ابن محمد الحمويني-من أعيان علماء العامّة-من كتاب«السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين».

قال:أخبرني الشيخ مجد الدين محمد بن يحيي بن الحسين الكرخي بقراءتي عليه في داره بقزوين،و أنبأني الشيخ الشريف بهاء الدين أبو محمد الحسن بن الشريف مردود بن الحسن بن يحيي الحسني العلوي التبريزي بروايتهما عن المؤيّد بن محمد الطوسي إجازة،أنبأنا جدّي لأمّي أبو العباس محمد بن العباس العصاري سماعا،أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد،أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم قال:أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين حدثني موسي بن محمد بن عليّ بن عبد اللّه،أنبأنا الحسن بن عليّ بن شبيب المعمري،حدثني عباد بن يعقوب أنبأنا عليّ بن هاشم عن صباح بن يحيي المزني عن زكريا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البرّاء قال:

لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (3) جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة و يشرب الفرق فامر عليّا برجل شاة فادمها،ثمّ قال:ادنوا بسم اللّه، فدني القوم عشرة عشرة فأكلوا حتّي صدروا،ثمّ دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثمّ قال لهم:

اشربوا بسم اللّه،فشربوا حتّي رووا،فبدرهم أبو لهب فقال:هذا ما سحركم به الرجل،فسكت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يومئذ فلم يتكلّم،ثمّ دعاهم من الغد علي مثل ذلك من الطعام و الشراب ثمّ أنذرهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا بني عبد المطلب إني أنا النذير لكم من اللّه عزّ و جلّ و البشير لما لم يجئ به أحد،جئتكم بالدنيا و الآخرة فأسلموا و أطيعوني تهتدوا،و من يؤاخيني و يوازرني و يكون وليي و وصيي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني،فسكت القوم،و أعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم

ص: 155


1- ينابيع المودة:370/1،و الفردوس:132/2،و مائة منقبة:47 المنقبة 23.
2- مائة منقبة:145،المنقبة 76.
3- سوره 26 - آيه 214

و يقول عليّ عليه السّلام:أنا،فقال:أنت،فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمر عليك (1).

الحادي عشر: ابن أبي الحديد-من أعيان المعتزلة-في شرح نهج البلاغة قال:قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي:قد ورد في الخبر الصحيح أنّه كلّف عليّا في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة الإسلام و انتشارها بمكّة أن يصنع له طعاما و أن يدعو له بني عبد المطلب،فصنع له الطعام و دعاهم له، فخرجوا ذلك اليوم و لم ينذرهم صلّي اللّه عليه و آله لكلمة قالها عمّه أبو لهب و كلّفه اليوم الثاني أن يصنع له مثل ذلك الطعام و أن يدعوهم ثانية،فصنعه و دعاهم فأكلوا،ثمّ كلّمهم صلّي اللّه عليه و آله فدعاهم إلي الدين و دعاه معهم لأنّه من بني عبد المطلب،ثمّ ضمن لمن يؤازره منهم و ينصره علي قوله أن يجعله أخاه في الدين و وصيّه بعد موته و خليفته من بعده،فأمسكوا كلهم و أجابه هو وحده و قال:أنا أنصرك علي ما جئت به و أوازرك،فقال لهم لما رأي منهم الخذلان و منه النصر و شاهد منهم المعصية و منه الطاعة و عاين منهم الإباء و منه الإجابة:هذا أخي و وصيي و خليفتي من بعدي،فقاموا يسخرون و يضحكون و يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمّره عليك (2).

قال ابن أبي الحديد رضي اللّه عنه:و يدل علي أنّه وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من نص الكتاب و السنة قول اللّه تعالي: وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (3) و قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في الخبر المجمع علي روايته بين سائر فرق الإسلام:أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.فاثبت له جميع مراتب هارون و منازله من موسي،فإذا هو وزير رسول اللّه و شاد أزره و لو لا أنّه خاتم النبيين لكان شريكا في أمره (4).

و قد مضي من ذلك في أنّه عليه السّلام وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الباب الرابع عشر من هذا الكتاب في المقصد الأوّل.

ص: 156


1- فرائد السمطين:/85/1ب /16ح 65،و نهج الإيمان لابن جبر:238.
2- شرح نهج البلاغة:344/13.
3- سوره 20 - آيه 29
4- شرح نهج البلاغة:211/13.

الباب الرابع و الثمانون

في أنّ عليّا عليه السّلام وزير رسول اللّه و وارثه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصة و فيه أحد و عشرون حديثا الأوّل: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:حدّثنا محمد بن الحسن الخثعمي عن عبّاد بن يعقوب عن عليّ بن هاشم بن عمر بن حارث عن عمران ابن سليمان عن حصير الثعلبي عن أسماء بنت عميس قالت:رأيت رسول اللّه بإزاء بيتي و هو يقول:

«اشرق ثبير أشرق ثبير (1)اللّهمّ إني أسألك ما سألك أخي موسي أن تشرح لي صدري،و أن تيسّر لي أمري و أن تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي و اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أخي أشدد به أزري و اشركه في أمري كي نسبّحك كثيرا و نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا (2)».

الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا أبو سعيد البصري قال:حدّثنا محمد بن صدقة العنبري قال:حدّثنا موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليّ عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما صلاة الفجر ثمّ انفتل و أقبل علينا يحدثنا ثمّ قال:أيّها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر و من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين،قال:فقمت أنا و أبو أيوب الأنصاري و معنا أنس بن مالك فقلنا يا رسول اللّه من الشمس؟قال:أنا،فإذا هو صلّي اللّه عليه و آله قد ضرب لنا مثلا فقال:إن اللّه تعالي خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم،فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر.

قلنا:فمن القمر؟ قال:أخي و وصي و وزيري و قاضي ديني و أبو ولدي و خليفتي في أهلي،قلنا:فمن الفرقدان؟ قال:الحسن و الحسين،ثمّ مكث مليا فقال:هؤلاء و فاطمة هي الزهرة عترتي و أهل بيتي هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض (3).

ص: 157


1- كان أهل الجاهلية يقولون و يعنون الشمس كما تسفر فأفاض رسول اللّه خلافهم.
2- شواهد التنزيل:480/1،و تفسير الدر المنثور:295/4.
3- أمالي الطوسي:517 ح 1131 المجلس 18 ح 38.

الثالث: الشيخ أيضا في كتاب«المجالس»قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل عن محمد بن جعفر الرّزاز أبي العباس القرشي قال:حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج قال:حدّثنا محمد بن سعيد بن زائدة عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن محمد بن عليّ و عن يزيد بن عليّ كليهما عن أبيهما عليّ ابن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:لما ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه،كان رأسه في حجري و البيت مملوء من أصحابه من المهاجرين و الأنصار،و العباس بين يديه يذبّ عنه بطرف ردائه،فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغمي عليه ساعة و يفيق أخري،ثمّ وجد خفة فأقبل علي العباس فقال:يا عباس يا عمّ النبيّ أقبل وصيتي في أهلي و في أزواجي و اقض ديني و انجز عداتي و ابرأ ذمّتي.

فقال العباس:يا نبي اللّه أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود و أنت أجود من السحاب الهاطل و الريح المرسلة فلو صرفت ذلك عني إلي من هو أطوق له مني،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها و من لا يقول مثل ما تقول،يا عليّ هاكها خالصة لا يحاقك فيها أحد،يا عليّ اقبل وصيتي و انجز مواعيدي و أدّ ديني،يا عليّ اخلفني في أهلي و بلّغ عني من بعدي.

قال عليّ عليه السّلام:فلمّا نعي إليّ نفسه رجف فؤادي و ألقي علي لقوله البكاء،فلم أقدر أن أجيبه بشيء،ثمّ عاد لقوله فقال:يا عليّ أو تقبل وصيتي؟

قال:فقلت:و قد خنقتني العبرة و لم أكد أن أبيّن:نعم يا رسول اللّه.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:يا بلال ائتني بسوادي ائتني بذي الفقار و درعي ذات الفضول ائتني بمغفري ذي الجبين،و رايتي العقاب،ائتني بالعنزة و الممشوق (1)فأتي بلال بذلك إلاّ درعه كانت يومئذ مرتهنة،ثمّ قال:ائتني بالمرتجز و الغضباء و اليعفور و الدلول (2)،فأتي بهما فوقفهما في الباب،ثمّ قال:ائتني بالأتحمية و السحاب،فأتاه بهما فلم يزل يدعو بشيء شيء فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب فطلبها فأتي بها و البيت غاصّ يومئذ بمن فيه من المهاجرين و الأنصار،ثمّ قال:

يا عليّ قم فاقبض هذا،و مدّ اصبعه و قال:في حياة مني و شهادة من في البيت لكيلا ينازعك أحد من بعدي،فقمت و ما أكاد أمشي علي قدم حتّي استودعت ذلك جميعا منزلي،فقال:يا عليّ أجلسني،فأجلسته و أسندته إلي صدري،قال عليّ عليه السّلام:فلقد رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إن رأسه ليثقل ضعفا و هو يقول:يسمع أقصي أهل البيت و أدناهم:إن أخي و وصيي و وزيري و خليفتي في أهلي

ص: 158


1- العنزة:العكازة،و الممشوق من القضبان:الطويل الدقيق،و المرتجز:الفرس.
2- اليعفور:حماره،و الدلول:بغلة شهباء كانت له عليه السّلام،و الا تحمية:ضرب من البرود.

عليّ بن أبي طالب يقضي ديني و ينجز موعدي،يا بني هاشم يا بني عبد المطلب لا تبغضوا عليّا و لا تخالفوا عن أمره فتضلوا،و لا تحسدوه و ترغبوا عنه فتكفروا،أضجعني يا عليّ،فاضجعته فقال:يا بلال ائتني بولدي الحسن و الحسين،فانطلق،فجاء بهما فاسندهما إلي صدره فجعل صلّي اللّه عليه و آله يشمهما،قال عليّ عليه السّلام:فظننت أنهما قد غماه-قال الجارودي يعني أكرباه-فذهبت لآخذهما عنه، فقال:دعهما يا عليّ يشمّاني و أشمّهما و يتزوّدا منّي و أتزود منهما فسيلقيان من بعدي[زلزلا] (1)و أمرا عضالا فلعن اللّه من يخيفهما اللّهمّ إنّي استودعكهما و صالح المؤمنين (2).

الرابع: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدّب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن مسعد بن طريف الخفّاف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا خليفة رسول اللّه و وزيره و وارثه، أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و حبيبه،أنا صفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صاحبه،أنا ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوج ابنته و أبو ولده،أنا سيّد الوصيين،أنا الحجّة العظمي و الآية الكبري و المثل الأعلي و باب النبيّ المصطفي،أنا العروة الوثقي و كلمة التقوي و أمين اللّه-تعالي ذكره-علي أهل الدنيا (3).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:أخبرنا محمد بن أحمد الهمداني قال:حدّثنا أحمد بن صالح عن حكيم بن عبد الرّحمن قال:حدّثني مقاتل بن سليمان عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:[يا عليّ]أنت مني بمنزلة هبة اللّه من آدم،و بمنزلة سام بن نوح،و بمنزلة إسحاق بن إبراهيم،و بمنزلة هارون من موسي،و بمنزلة شمعون من عيسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي،يا عليّ أنت وصيي و خليفتي،فمن جحد وصيّتك و خلافتك فليس مني و لست منه و أنا خصمه يوم القيامة،يا عليّ أنت أفضل أمتي فضلا و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أوفرهم حلما و أشجعهم قلبا و أسخاهم كفّا،يا عليّ أنت الإمام بعدي و الأمير و أنت الصاحب بعدي و الوزير،و مالك في أمتي من نظير،يا عليّ أنت قسيم الجنّة و النار بمحبتك تعرف الأبرار من الفجّار و يميّز بين الأخيار و الأشرار و بين المؤمنين و الكفّار (4).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام قال:أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع و ثلاثمائة

ص: 159


1- ليس في المصدر.
2- أمالي الطوسي:600 ح 1244 المجلس:27 ح 1.
3- أمالي الصدوق:92 ح 67 المجلس 10 ح 7.
4- أمالي الصدوق:101 ح 77 المجلس 11 ح 4.

قال:حدّثني أبي عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت أخي و وزيري و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة و أنت صاحب حوضي من أحبك أحبني و من أبغضك أبغضني (1).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال:حدّثني أبو عبد اللّه محمد ابن أحمد بن ثابت-من كنانة-قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن العباس أبو جعفر الخزاعي قال:

حدّثنا حسن بن الحسين العرني قال:حدّثنا عمرو بن ثابت عن عطاء بن السائب عن أبي يحيي عن ابن عباس قال:صعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنبر فخطب و اجتمع الناس إليه فقال:يا معاشر المؤمنين إن اللّه أوحي إليّ أنّي مقبوض و أن ابن عمي عليّا مقتول و إني أيّها الناس أخبركم خبرا إن عملتم به سلمتم و إن تركتموه هلكتم:إن ابن عمي عليّا هو أخي و وزيري و هو خليفتي و هو المبلّغ عني و هو إمام المتقين و قائد الغرّ المحجلين،إن استرشدتموه أرشدكم و إن اتبعتموه نجوتم و إن خالفتموه ضللتم و إن أطعتموه فاللّه أطعتم،و إن عصيتموه فاللّه عصيتم،و إن بايعتموه فاللّه بايعتم، و إن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم،إن اللّه عزّ و جلّ أنزل عليّ القرآن و هو الذي من خالفه ضلّ و من ابتغي علمه عند غير عليّ فقد هلك.

أيها الناس اسمعوا قولي و اعرفوا حق نصيحتي و لا تخلفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي أمرتم به من حفظهم فإنهم حامتي و قرابتي و إخوتي و أولادي،و إنكم مجموعون و مسائلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما إنهم أهل بيتي،فمن آذاهم آذاني و من ظلمهم ظلمني و من أذلهم أذلني و من أعزّهم أعزّني و من أكرمهم أكرمني و من نصرهم نصرني و من خذلهم خذلني،و من طلب الهدي في غيرهم فقد كذّبني،أيّها الناس اتقوا اللّه و انظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه،فإنّي خصم لمن آذاهم و من كنت خصمه خصمته،أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم (2).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(رض)قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب عن أحمد بن عليّ الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا محمد بن عليّ الكوفي عن سليمان بن عبد اللّه الهاشمي عن محمد بن سنان عن المفضّل عن جابر قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:يا عليّ أنت أخي و وصيي و وارثي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي و محبك محبي و مبغضك مبغضي و عدوّك

ص: 160


1- أمالي الصدوق:116 ح 101 المجلس 14 ح 11.
2- أمالي الصدوق:122 ح 112،المجلس 15 ح 11.

عدوي و وليك وليي (1).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن حمدان المكتّب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن الصفّار قال:حدّثنا محمد بن عيسي الدّمغاني قال:حدّثنا يحيي بن المغيرة قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ليلة أسري بي إلي السماء أخذ جبرائيل بيدي فأدخلني الجنّة و أجلسني علي درنوك (2)من درانيك الجنّة،فناولني سفرجلة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء كأن أشفار عينيها مقاديم (3)النسور،فقالت:

السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول اللّه السلام عليك يا محمد،فقلت:من أنت يرحمك اللّه؟قالت:أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أنواع:أسفلي من المسك و أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر،و عجنت بماء الحيوان،قال الجليل:كوني،فكنت، خلقت لابن عمك و وصيك و وزيرك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (4).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهري(رض)قال:حدّثنا أحمد ابن يحيي بن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليه خميصة (5)قد اشتمل بها،فقيل:يا رسول اللّه من كساك هذه الخميصة؟قال:كساني حبيبي و صفيي و خاصتي و خالصتي و المؤدّي عني و وصيي و وارثي و أخي و أوّل المؤمنين إسلاما و أخلصهم إيمانا و أسمح الناس كفّا سيّد الناس بعدي قائد الغرّ المحجّلين إمام أهل الأرض عليّ بن أبي طالب،فلم يزل يبكي حتّي ابتل الحصي من دموعه شوقا (6).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهيرة قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن أخي يونس البغدادي-ببغداد-قال:حدّثنا محمد بن يعقوب النهشلي قال:حدّثنا عليّ ابن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللّه جلّ جلاله أنّه قال:أنا اللّه لا إله إلا أنا خلقت الخلق

ص: 161


1- أمالي الصدوق:187 ح 194 المجلس 26 ح 5.
2- الدرنوك:ماله خمل من بساط أو ثوب.
3- المقاديم:الريش في مقدم جناح الطائر.
4- أمالي الصدوق:250 ح 274 المجلس 33 ح 12.
5- الخميصة:كساء أسود مربع له علمان.
6- أمالي الصدوق:250 ح 275 المجلس 34 ح 13.

بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي و اخترت من جميعهم محمدا صلّي اللّه عليه و آله حبيبا و خليلا و صفيّا،فبعثته رسولا إلي خلقي و اصطفيت له عليّا،فجعلته أخا و وصيّا و وزيرا و مؤدّيا عنه من بعده إلي خلقي و خليفتي علي عبادي،ليبيّن لهم كتابي و يسير فيهم بحكمي،و جعلته العلم الهادي من الضلالة و بابي الذي أوتي منه و بيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري،و حصني الذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا و الآخرة،و وجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه، و حجّتي في السماوات و الأرضين علي جميع من فيهنّ من خلقي،لا أقبل عمل عامل منهم إلاّ بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي،و هو يدي المبسوطة علي عبادي،و هو النعمة التي أنعمت بها علي من أحببته من عبادي،فمن أحببته من عبادي و توليته عرّفته ولايته و معرفته،و من أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته و ولايته،فبعزتي حلفت و بجلالي أقسمت أنّه لا يتولي عليّا عبد من عبادي إلاّ زحزحته عن النار و أدخلته الجنّة،و لا يبغضه عبد من عبادي و يعدل عن ولايته إلاّ أبغضته و أدخلته النار و بئس المصير (1).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال:حدّثني هارون بن إسحاق الهمداني قال:حدّثني عبدة بن سليمان قال:حدّثنا كامل بن العلاء قال:حدّثنا حبيب بن ثابت عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب:يا عليّ أنت صاحب حوضي و صاحب لوائي و منجز عداتي و حبيب قلبي و وارث علمي،و أنت مستودع مواريث الأنبياء،و أنت أمين اللّه في أرضه،و أنت حجّة اللّه علي بريته،و أنت ركن الإيمان،و أنت مصباح الدجي،و أنت منار الهدي،و أنت العلم المرفوع لأهل الدنيا،من تبعك نجي و من تخلّف عنك هلك،و أنت الطريق الواضح،و أنت الصراط المستقيم، و أنت قائد الغرّ المحجّلين،و أنت يعسوب المؤمنين،و أنت مولي من أنا مولاه و أنا مولي كل مؤمن و مؤمنة،لا يحبك إلاّ طاهر الولادة و لا يبغضك إلاّ خبيث الولادة،و ما عرج بي ربّي عزّ و جلّ إلي السماء قطّ و كلّمني ربّي إلاّ قال:يا محمد اقرأ عليّا مني السلام و عرّفه أنّه إمام أوليائي و نور أهل طاعتي فهنيئا لك[يا عليّ]هذه الكرامة (2).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال:حدّثنا الحضرمي قال:

حدّثنا عباد بن يعقوب عن ثابت بن حمّاد عن موسي ابن صهيب عن عبادة بن نسي عن عبد اللّه بن أبي أوفي قال:آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه و ترك عليّا عليه السّلام فقال له:آخيت بين أصحابك

ص: 162


1- أمالي الصدوق:292 ح 326 المجلس 39 ح 10.
2- أمالي الصدوق:383 ح 489 المجلس 50 ح 14.

و تركتني،فقال:و الذي نفسي بيده ما أخّرتك إلاّ لنفسي،أنت أخي و وصيي و وارثي،قال:ما أرث منك يا رسول اللّه؟قال:ما أورث النبيّون قبلي،أورثوا كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم،و أنت و ابناك معي في قصري في الجنّة (1).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد الصانع رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو حاتم محمد بن عيسي بن محمد الوسقندي قال:أخبرنا أبي قال:حدّثنا إبراهيم بن دويل قال:حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمد قال:حدّثنا عليّ بن هاشم عن مطير بن ميمون أنه سمع أنس بن مالك يقول:حدّثني سلمان الفارسي أنه سمع نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إن أخي و وزيري و خير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم المكتب(رض)قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي قال:حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه عن المأمون عن أبيه الرشيد بن المهدي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت وارثي (3).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه عن أيوب بن نوح عن ابن أبي عمير عن أبان الأحمر عن سعد الكناني عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي،و أنت مني كشيت من آدم و كسام من نوح و كإسماعيل من إبراهيم و كيوشع من موسي و كشمعون من عيسي،يا عليّ أنت وصيي و وارثي و غاسل جثتي و أنت الذي تواريني في حفرتي و تؤدي ديني و تنجز عداتي،يا عليّ أنت أمير المؤمنين و إمام المسلمين و قائد الغرّ المحجلين و يعسوب المتقين،يا عليّ أنت زوج سيّدة النساء فاطمة ابنتي و أبو سبطي الحسن و الحسين،يا عليّ إن اللّه تبارك و تعالي جعل ذرية كل نبي من صلبه و جعل ذريتي من صلبك،يا عليّ من أحبك و والاك أحببته و واليته و من أبغضك و عاداك أبغضته و عاديته،لأنك مني و أنا منك،يا عليّ إن اللّه طهّرنا و اصطفانا و لم يلتق لنا أبوان علي سفاح قط من لدن آدم،فلا يحبنا إلاّ من طابت ولادته،يا عليّ أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي و مقتول.

فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني،قال:في سلامة من دينك يا عليّ إنك لن تضل و لن تزل و لولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي (4).

ص: 163


1- أمالي الصدوق:427 ح 563 المجلس 55 ح 4.
2- أمالي الصدوق:427 ح 564 المجلس 55 ح 5.
3- أمالي الصدوق:447 ح 598 المجلس 58 ح 8.
4- أمالي الصدوق:450 ح 609 المجلس 58 ح 19.

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد ابن عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عبابة ابن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أسري به إلي السماء انتهي إلي نهر يقال له النور و هو قول اللّه عزّ و جلّ: جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ (1) فلمّا انتهي إلي ذلك النهر قال له جبرائيل:يا محمد اعبر علي بركة اللّه قد نوّر اللّه لك بصرك و مدّ لك أمامك فإن هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب و لا نبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثمّ أخرج منه فأنفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلاّ خلق اللّه تبارك و تعالي منها ملكا مقرّبا له عشرون ألف وجه و أربعون الف لسان كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر،فعبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي انتهي إلي الحجب، و الحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلي الحجاب مسيرة خمسمائة عام،ثمّ قال:تقدّم يا محمد،فقال لجبرائيل:و لم لا تكون معي؟ قال:ليس لي أن أجوز هذا المكان،فتقدّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما شاء اللّه أن يتقدّم حتّي سمع ما قال الربّ تبارك و تعالي:أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك بتلته،انزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك،و إني لم أبعث نبيّا إلاّ جعلت له وزيرا و إنك رسولي و إن عليّا وزيرك.فهبط رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكره أن يحدّث الناس بشيء كراهية أن يتهموه؛ لأنّهم كانوا حديثي عهد بجاهلية حتّي مضي لذلك ستة أيام،فأنزل اللّه تبارك و تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ (2) (3)فاحتمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي كان يوم الثامن فأنزل اللّه تبارك و تعالي عليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (4) (5)فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:تهديد بعد وعيد لأمضين لأمر اللّه عزّ و جلّ فإن يتهموني و يكذبوني فهو أهون عليّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة،قال:و سلم جبرائيل علي عليّ عليه السّلام بإمرة المؤمنين،فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه أسمع الكلام و لا أحس الرؤية؟ فقال:يا عليّ هذا جبرائيل أتاني من قبل ربّي بتصديق ما وعدني،ثمّ أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رجلا رجلا من أصحابه حتّي سلموا عليه بإمرة المؤمنين،ثمّ قال:يا بلال ناد في الناس أن لا يبقي غدا أحد إلاّ عليل إلاّ خرج إلي غدير خم،فلمّا كان من الغد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بجماعة أصحابه فحمد اللّه و أثني عليه،ثمّ قال:أيّها الناس إن اللّه تبارك و تعالي أرسلني إليكم برسالة و إني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذّبوني حتّي أنزل اللّه عليّ وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي

ص: 164


1- سوره 6 - آيه 1
2- سوره 11 - آيه 12
3- هود:12.
4- سوره 5 - آيه 67
5- المائدة:67.

أيسر[عليّ]من عقوبة اللّه إياي،إن اللّه تبارك و تعالي أسري بي و أسمعني و قال:يا محمد أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك بتلته (1)،انزل إلي عبادي فاخبرهم بكرامتي إياك و إني لم أبعث نبيّا إلاّ جعلت له وزيرا و إنك رسولي و إن عليّا وزيرك،ثمّ أخذ صلّي اللّه عليه و آله بيدي عليّ بن أبي طالب فرفعهما حتّي نظر الناس إلي بياض إبطيهما و لم ير قبل ذلك،ثمّ قال:أيّها الناس إن اللّه تبارك و تعالي مولاي و أنا مولي المؤمنين،فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.فقال:الشكّاك و المنافقون و الذين في قلوبهم مرض و زيغ:نبرأ إلي اللّه من مقالته ليس بحتم،و لا نرضي أن يكون عليّ وزيره هذه منه عصبية،و قال سلمان و المقداد و أبو ذر و عمّار بن ياسر:و اللّه ما برحنا العرصة حتّي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (2) فكرر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا ثمّ قال:إن (3)كمال الدين و تمام النعمة و رضي الربّ بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعليّ بن أبي طالب (4).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رض)قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:أخبرنا المنذر بن محمد قال:حدّثنا جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه:أيها الناس اسمعوا قولي و اعقلوه عنّي فإن الفراق قريب،أنا إمام البرية و وصيّي خير الخليقة و زوج سيّدة نساء هذه الامّة و أبو العترة الطاهرة و الائمة الهادية،أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه و وليه و وزيره و صاحبه و صفيّه و حبيبه و خليله،أنا أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين و سيّد الوصيين،حزبي حزب اللّه و سلمي سلم اللّه،و طاعتي طاعة اللّه و ولايتي ولاية اللّه،و شيعتي أولياء اللّه و أنصاري أنصار اللّه،و الذي خلقني و لم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول اللّه محمد صلّي اللّه عليه و آله أن الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون علي لسان النبيّ الاميّ و قد خاب من افتري (5).

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن عيسي القمّي رضي اللّه عنه قال:حدّثني عليّ بن محمد ما جيلويه قال:حدّثني أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبيدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت أخي و وارثي و وصيي و خليفتي في أهلي و أخي في

ص: 165


1- في نسخة:بتكته و المعني واحد.
2- سوره 5 - آيه 3
3- في بعض المصادر:الحمد للّه علي.
4- أمالي الصدوق:437 ح 575 المجلس 56 ح 9.
5- أمالي الصدوق:703 ح 961 المجلس 88 ح 9.

حياتي و بعد مماتي،محبي محبك و مبغضك مبغضي،يا عليّ أنا و أنت أبوا هذه الامّة،يا عليّ أنا و أنت و الأئمّة من ولدك سادات في الدنيا و ملوك في الآخرة،من عرفنا فقد عرف اللّه و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ (1).

العشرون: الشيخ في كتاب«المجالس»قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا سلمة بن الفضل الأبرش قال:حدثني محمد بن اسحاق عن عبد الغفار بن القاسم قال أبو الفضل:

و حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي في الصباح و اللفظ له قال:حدّثنا محمد بن الخرطومي (2)قال:حدثني سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش و أبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل عن عبد اللّه بن عباس عن عليّ بن أبي طالب قال:

لمّا نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:يا عليّ إن اللّه تعالي أمرني أن انذر عشيرتك الأقربين قال:فضقت بذلك ذرعا و عرفت أنّي متي اناديهم بهذا الأمر أري منهم ما أكره،فصمت عن ذلك و جاءني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إنّك إنّ لم تفعل ما امرت به عذبك ربّك عزّ و جلّ، فقال لي:اصنع لنا يا عليّ صاعا من طعام و أجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسّا من لبن و أجمع لنا بني عبد المطلب حتّي اكلّمهم و ابلّغهم ما امرت به،ففعلت ما أمرني به،ثمّ دعوتهم أجمع و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا و ينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلمّا اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلمّا وضعته تناول رسول اللّه جذمة من اللحم فشقّها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال:خذوا بسم اللّه،فأكل القوم حتّي صدروا ما لهم بشيء من الطعام حاجة و ما أري إلاّ مواضع أيديهم و أيم اللّه الذي نفس عليّ بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت لجميعهم ثمّ جئتهم بذلك العس (3)فشربوا حتّي رووا جميعا،و أيم اللّه إنّ كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله،فلما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلّمهم بدره أبو لهب بكلام فقال:لشدّ ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم و لم يكلّمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

فقال لي من الغد:يا عليّ إن هذا لرجل قد سبقني الي ما قد سمعت من القول فتفرّق القوم قبل أن أكلّمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثمّ اجمعهم لي،قال:ففعلت ثمّ جمعتهم فدعاني بالطعام فقرّبته لهم ففعل كما فعل بالأمس و أكلوا حتّي ما لهم به من حاجة،ثمّ قال:اسقهم،فجئتهم

ص: 166


1- أمالي الصدوق:755 ح 1016 المجلس 93 ح 7.
2- في المصدر الجرجاني.
3- العس:القدح الكبير.

بذلك العس فشربوا حتّي رووا منه جميعا،ثمّ تكلّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا بني عبد المطلب إنّي و اللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به كإنّي قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد أمرني ربّي عزّ و جلّ أن أدعوكم إليه فأيكم يؤمن بي و يؤازرني علي أمري فيكون أخي و وصيّي و وزيري و خليفتي في أهلي من بعدي،قال:فأمسك القوم و أحجموا عنها جميعا.

قال:فقمت و إنّي لأحدّثهم سنا و أرمصهم (1)عينا و أعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا فقلت:أنا يا نبيّ اللّه أكون وزيرك و علي ما بعثك اللّه به،قال:فأخذ بيدي ثمّ قال:إن هذا أخي و وصيّي و وزيري و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا،قال:فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع (2).

الحادي و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد السناني(رض)قال:حدّثنا محمد ابن جعفر الكوفي الأسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت أخي و أنا أخوك،أنا المصطفي للنبوة و أنت المجتبي للإمامة،أنا صاحب التنزيل و أنت صاحب التأويل،و أنا و أنت أبوا هذه الامّة،يا عليّ أنت وصيي و خليفتي و وزيري و وارثي و أبو ولدي و شيعتك شيعتي و أنصارك أنصاري و أولياؤك أوليائي و اعداؤك أعدائي،يا عليّ أنت صاحبي علي الحوض غدا و أنت صاحبي في المقام المحمود، و أنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك،و إن الملائكة لتتقرب إلي اللّه تقدس ذكره بمحبتك و ولايتك،و إن أهل مودتك في السماء لأكثر منهم في الأرض،يا عليّ أنت أمين أمتي و حجّة اللّه عليها بعدي،قولك قولي و أمرك أمري و طاعتك طاعتي و زجرك زجري و نهيك نهيي و معصيتك معصيتي،حزبك حزبي و حزبي حزب اللّه وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (3) (4) .

ص: 167


1- الأرمص:و هو لون أبيض يتجمع في موق العين.و أحمش الساق:دقيقهما.
2- أمالي الطوسي:583،ح 1206،باب 24،ح 11.
3- أمالي الصدوق:411 ح 533 المجلس 53 ح 13.
4- سوره 5 - آيه 56

الباب الخامس و الثمانون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام إنه سيّد المرسلين و سيّد العرب

و سيّد في الدنيا و الآخرة و سيّد الأوصياء و سيّد الخلائق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق العامّة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا الأوّل: من مناقب الفقيه ابن المغازلي بالإسناد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت سيّد المسلمين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين و يعسوب المؤمنين قال:قال أبو القاسم الطائي:

سألت أحمد بن يحيي ثعلبا عن اليعسوب،فقال:هو الذكر من النحل الذي يقدمها.و إسناد هذا الخبر يرويه ابن المغازلي عن أبي إسحاق إبراهيم بن غسان البصري إجازة:أن أبا عليّ الحسين بن عليّ بن أحمد بن محمد بن أبي زيد قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال:

حدّثني أحمد بن عامر قال:حدّثنا عليّ بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر قال:

حدّثني أبي جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي محمد بن عليّ قال:حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال:حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال:حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

يا عليّ إنّك سيّد المسلمين.الخبر بتمامه (1).

الثاني: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قال:حدّثنا أحمد بن الأزهر قال:حدّثنا عبد الرزاق،أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد اللّه بن عباس قال:بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:أنت سيّد في الدنيا سيّد في الآخرة من أحبك فقد أحبني و حبيبي حبيب اللّه،و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه،الويل لمن أبغضك بعدي (2).

الثالث: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسين بن أبي صالح المقري و أبو غالب الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن اللّكّاف الواسطيان قالا:أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل ابن مردويه البزاز قال:حدّثنا أبو الازهر أحمد بن الأزهر قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:أخبرنا معمر

ص: 168


1- مناقب ابن المغازلي:/60ح 93.
2- فضائل الصحابة لأحمد:642/2 ح 1092،و المستدرك علي الصحيحين:128/3.

عن الزهري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن بن عباس رضي اللّه عنه قال:نظر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب فقال:أنت سيّد في الدنيا و سيّد في الآخرة،من أحبك فقد أحبني و حبيبي حبيب اللّه،و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه عزّ و جلّ،ويل لمن أبغضك (1).

الرابع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد البيع البغدادي فيما كتب به إليّ يخبرني أن أبا محمد عبد اللّه بن أبي مسلم الفرضي حدثهم قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق قال:حدّثنا محمد بن عديس قال:حدّثنا جعفر الأحمر قال:حدّثنا هلال الصّوّاف عن عبد اللّه بن كثير-أو كثير بن عبد اللّه-عن ابن خطب عن محمد بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لمّا كان ليلة اسري بي إلي السماء إذا قصر أحمر من ياقوتة حمراء يتلألأ نورا فأوحي اللّه لي في عليّ أنّه سيّد المسلمين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين (2).

الخامس: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز-إجازة-قال:حدّثنا ابن أبي داود حدّثنا إبراهيم بن عباد الكرماني قال:حدّثنا يحيي بن أبي بكر أخبرنا جعفر بن زياد عن هلال الوزّان عن أبي كثير الأسدي عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:انتهيت ليلة اسري بي إلي سدرة المنتهي فأوحي اللّه إليّ في عليّ ثلاث:أنّه إمام المتّقين،و سيّد المسلمين،و قائد الغرّ المحجّلين إلي جنّات النعيم (3).

السادس: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان-إجازة-قال:أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد اللّه بن عمر بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن يونس قال:حدّثنا محمد بن يحيي الزيادي قال:حدّثنا محمد بن شعيب أبو يوسف قال:حدّثنا عبد اللّه بن عمر الفزاري قال:حدّثنا يعقوب بن عبد اللّه و أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت:أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:من سرّه أن ينظر إلي سيّد شباب العرب فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب.

فقلت:يا رسول اللّه الست سيّد شباب العرب؟ فقال صلّي اللّه عليه و آله:أنا سيّد ولد آدم،و عليّ سيّد شباب العرب (4).

ص: 169


1- مناقب ابن المغازلي:/82ح 145.
2- مناقب ابن المغازلي:/83ح 146.
3- مناقب ابن المغازلي:/83ح 147.
4- مناقب ابن المغازلي:/148ح 258.

السابع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه بن عمر بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن يونس قال:حدّثنا محمد بن يزيد قال:حدّثنا محمد بن النعمان،قال:حدّثنا عمر بن الحسن قال:حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

أنا سيّد ولد آدم،و عليّ سيّد العرب (1).

الثامن: إبراهيم بن محمد الحمويني-من أعيان علماء العامّة-في كتاب«السمطين»قال:

أخبرني الشيخان أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن أبي الفرج و شمس الدين يوسف بن محمد بن عليّ بن سرور الوكيل البغداديان-إذنا-قالا:أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب -إجازة بجميع مروياته-أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصبهاني-إجازة بجميع مروياته.

التاسع: الشيخ عبد الحافظ بن بدران-بقراءتي-و جماعة كثيرون من مشايخي-إجازة- بروايتهم عن شيخ الإسلام شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد اللّه السهروردي -إجازة-قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي سماعا،أنبأنا أحمد بن أحمد الأصبهاني قال:

أنبأنا أحمد بن عبد اللّه أبو نعيم قال:أنبأنا عمر بن أحمد القاضي القصباني،أنبأنا عليّ بن العباس البجلي،أنبأنا أحمد بن يحيي،أنبأنا الحسن بن الحسين،أنبأنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن الشعبي قال:قال عليّ عليه السّلام:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:مرحبا بسيد المسلمين و إمام المتّقين،فقيل لعليّ عليه السّلام:فأي شيء كان من شكرك:قال حمدت اللّه عزّ و جلّ علي ما آتاني و سألته الشكر علي ما أولاني و أن يزيدني مما أعطاني (2).

العاشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ المتقي المتقن كمال الدين أحمد بن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي ابن الدخيصي-كتابة من كرماني-أنبأنا الشيخ العدل الرضي الصدوق أبو عليّ الحسين بن صباح المصري-قراءة عليه-قال:أنبأنا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن رفاعة بن غدير السعدي المصري،أنبأنا القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن أبو الحسين الخلعي -قراءة عليه و أنا أسمع-قال:أنبأنا الشيخ أبو العباس أحمد بن الحسين بن جعفر العطّار-قراءة عليه و أنا أسمع-في سنة احدي عشرة و أربعمائة،أنبأنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن رزين بن جامع المدني سنة سبع و سبعين و مائتين،أنبأنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي.

الحادي عشر: القاضي الإمام بهاء الدين عبد الغفار بن عبد الحميد بن وهودان الزنجاني

ص: 170


1- مناقب ابن المغازلي:/148ح 259.
2- حلية الأولياء:66/1،و اليقين لابن طاوس:471.

بقراءتي عليه قال:أنبأنا الإمام ضياء الدين أبو حامد محمد بن الحسن بن محمد العربوني الأصل -إجازة-أنبأنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد ابن إسماعيل الطالقاني قال:أنبأنا زاهر بن طاهر السحامي قال:أنبأنا أبو بكر البيهقي-إذنا-قال:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال:أنبأنا محمد بن عليّ الأسفرايني،أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي،أنبأنا مذكور بن سليمان،أنبأنا أبو الصلت الهروي قالا:أنبأنا عليّ بن هاشم،أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ:أنت أوّل من آمن بي و صدقني،و أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة،و أنت الصديق الأكبر،و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل،و أنت يعسوب المسلمين و المال يعسوب الكفار (1).

الثاني عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الزاهد جمال الدين محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خليل الصوفي الخليلي القزويني-بقراءتي عليه ببحزآباذ-في شهر ربيع الآخر سنة سبع و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ أبو حفص عمر بن أبي بكر بن محمد بن عامر التميمي في منزلنا برباط الغزاونة الملاصق بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة في العشر الأخير من شوال سنة سبع و ثلاثين و ستمائة-بقراءتي عليه-عن أبي الهدي عيسي بن يحيي بن أحمد الصوفي السبي الأنصاري قال:أنبأنا الشيخ أبو عبد اللّه يعلي بن أبي مسلم بن يعلي الصوفي القزويني-بقراءته علينا-في السادس من رجب سنة ثمان و ستمائة بالحرم الشريف قال:أخبرني أبو الهدي صواب ابن عبد اللّه الحبشي خادم الضريح النبوي صلّي اللّه عليه و آله بالحرم الشريف تجاه الكعبة المعظمة-زادها اللّه شرفا-عند باب الخرورة في التاسع و العشرين من ذي القعدة سنة ست و ستمائة بقراءتي عليه قال:أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني بدمشق قال:أنبأنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب قال:أنبأنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه قال:نبأنا عثمان بن طالوت قال:أنبأنا كثير بن بشر ابن أبي عمرو بن العلاء النحوي قال:حدّثني أبي عمرو بن العلاء القارئ عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كنت يوما مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في بعض حيطان المدينة و يد عليّ عليه السّلام في يده، فمررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد سيّد الأنبياء و هذا عليّ سيّد الأوصياء و أبو الأئمّة الطاهرين،ثمّ مررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هذا عليّ سيف اللّه،فالتفت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ عليه السّلام فقال:يا عليّ سمّه الصيحاني،فسمّي من ذلك اليوم بالصيحاني (2).

ص: 171


1- مجمع الزوائد:102/9،و تاريخ دمشق:41/42،و اليعسوب:السيد و الرئيس.
2- فرائد السمطين:/137/1ب /23ح 101.

الثالث عشر: الحمويني هذا قال:أنبأني المشايخ عبد الرّحمن بن أبي عمرو محمد بن قدامة و عبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الملك بن إبراهيم بن عليّ بن أحمد الواسطي و إبراهيم بن إسماعيل الحنفي الدرجي و غيرهم بروايتهم عن أبي المجد زاهر بن أحمد بن حامد بن أحمد الثقفي الأصبهاني-إجازة-قال:أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه بن أحمد الجوزدانية،أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم بن ريدة الأصفهاني،أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني قال:أنبأنا محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري الأصبهاني، أنبأنا مجاشع بن عمرو بهمدان سنة ثلاثين و مائتين،نبأنا عيسي بن سوادة الرازي،أنبأنا هلال بن أبي حميد الوزان عن عبد اللّه بن حكيم الجهني قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إليّ في عليّ ثلاثة أشياء ليلة اسري بي:أنّه سيّد المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغرّ المحجّلين قال.

الطبراني:لم يروه عن هلال،إلاّ عيسي بن سوادة،تفرّد به مجاشع بن عمرو (1).

الرابع عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن عمر بن أبي القاسم المقري بقراءتي عليه ببغداد-إجازة-بروايته عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي قال:أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان سماعا،أنبأنا أحمد بن عبد اللّه قال:أنبأنا محمد بن أحمد بن عليّ،أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،أنبأنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، أنبأنا عليّ بن محمد بن عايش عن الحرث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس اسكب لي وضوء،ثمّ قام فصلّي ركعتين،ثمّ قال:يا أنس أوّل من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و قائد الغرّ المحجّلين و خاتم الوصيين.

قال أنس:قلت:اللّهمّ أجعله رجلا من الأنصار و كتمته إذ جاء عليّ عليه السّلام فقال صلّي اللّه عليه و آله:من هذا يا أنس؟ فقلت:عليّ،فقام مستبشرا فاعتنقه ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه و يمسح عرق وجه عليّ بوجهه عليه السّلام فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل،قال:و ما يمنعني و أنت تؤدّي عني و تسمعهم صوتي و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي.

قال أحمد بن عبد اللّه بروايته عن جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس:نحوه (2).

الخامس عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر و الخطيب نجم الدين خطيب باب البصرة-إذنا-بروايتهما عن أحمد بن يعقوب عن عبد اللّه بن عبد الواحد المارستاني القيّم،و الأنجب بن أبي السعادات بن محمد الحمامي-إجازة-

ص: 172


1- فرائد السمطين:/143/1ب /25ح 107.
2- فرائد السمطين:/145/1ب /27ح 109.

و القاضي بهاء الدين عبد الغفار بن عبد الحميد بن وهسوذان الزناتي الزنجاني-مشافهة-بروايته عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد الغزنوي-إجازة-بروايتهم عن الشيخ أبي محمد لاحق بن عليّ بن منصور بن كاود الخزيمي المقري قال الغزنوي سماعا عليه قال:أنبأنا الرئيس العالم أبو عليّ محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب،أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان،أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله في درب الزعفراني يوم السبت من رجب سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة و أنا أسمع،أنبأنا أبو يوسف بن سفيان العنوي أنبأنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي،أنبأنا حسن بن حسين العرني،أنبأنا يحيي بن عيسي الرملي عن الأعمش عن حبيب عن ابن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأم سلمة:هذا عليّ بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي،يا أم سلمة هذا عليّ أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و وصيي و عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه أخي في الدنيا و الآخرة و معي في السنام الأعلي يقتل القاسطين و الناكثين و المارقين (1).

السادس عشر: من الجزء الأوّل من كتاب حلية الأوّل ياء لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ الأصفهاني بالإسناد عن ابن أبي ليلي عن الحسن بن عليّ عليهما السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ادعوا إليّ سيّد العرب-يعني عليّا عليه السّلام-فقالت عائشة:أ لست سيّد العرب؟قال:أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب،فلمّا جاء عليّ أرسل إلي الأنصار فأتوه فقال لهم:يا معشر الأنصار ألا أدلكم علي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا؟قالوا:بلي يا رسول اللّه،قال:هذا عليّ فأحبوه بحبي و أكرموه بكرامتي فإن جبرائيل أمرني بالذي قلت،قال أبو نعيم:و رواه أيضا أبو بشر عن سعيد بن جبير نحوه في السّؤدد مختصرا (2).

السابع عشر: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان في فضائل عليّ عليه السّلام و بنيه الأئمّة و هي مائة منقبة من طريق العامّة،قال ابن شاذان هذا:فأوّل منقبة ما حدّثني بها الحسين بن أحمد بن سختويه بالكوفة في سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة بإسناده عن حبّة العرني عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا سيّد الأوّلين و الآخرين و أنت يا عليّ سيّد الخلائق بعدي و أولنا كآخرنا و آخرنا كأولنا (3).

ص: 173


1- فرائد السمطين:/149/1ب /29ح 113.
2- حلية الأوّل ياء:63/1،و ينابيع المودة:160/2،و ذخائر العقبي:70.
3- مائة منقبة:18.

الثامن عشر: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي و العرش و لا دار الفلك و لا قامت السموات و الأرض إلاّ بأن كتب عليها لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه عليّ أمير المؤمنين،و إن اللّه تعالي لمّا عرج بي إلي السماء و اختصّني بلطيف ندائه قال:يا محمد،قلت:لبيك ربّي و سعديك،فقال:أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي و فضّلتك علي جميع بريّتي،فانصب أخاك عليّا علما[لعبادي]يهديهم إلي ديني،يا محمد إني جعلت عليّا أمير المؤمنين فمن تأمّر عليه لعنته و من خالفه عذّبته و من أطاعه قرّبته،يا محمد إني قد جعلت عليّا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته و من عصاه استجفيته،إن عليّا سيّد الوصيين و قائد الغرّ المحجّلين و حجّتي علي جميع خلقي أجمعين (1).

التاسع عشر: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:معاشر الناس اعلموا أن اللّه تعالي بابا من دخله آمن من النار و من الفزع الأكبر.

فقال له أبو سعيد الخدري:يا رسول اللّه اهدنا إلي هذا الباب حتّي نعرفه؟ قال صلّي اللّه عليه و آله:هو عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيين و أمير المؤمنين و أخو رسول ربّ العالمين و خليفة اللّه علي الناس أجمعين معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية عليّ بن أبي طالب،فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي،يا معاشر الناس من سرّه اللّه ليقتدي بي فعليه أن يتوالي ولاية عليّ بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي.يا معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بعدي و الأئمّة من ذريتي فإنهم خزان علمي.فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدة الأئمّة؟

فقال:يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه عدّتهم عدة الشهور،و هي عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض،و عدّتهم عدة العيون التي انفجرت لموسي بن عمران حين ضرب بعصاه[الحجر]فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،[و عدتهم]و عدة نقباء بني اسرائيل قال اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (2) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما أولهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم (3).

ص: 174


1- مائة منقبة:50 المنقبة 24.
2- سوره 5 - آيه 12
3- مائة منقبة:72 المنقبة:41،و الآية من المائدة:11.

العشرون: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن رافع مولي عائشة:فكنت إذا كان عندها قريبا فأعاطيهم،فبينما النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عندها ذات يوم إذ أحد يدق الباب فخرجت عليه فإذا جارية معها طبق مغطي،قال:فرجعت إلي عائشة و أخبرتها قالت:أدخلها،فدخلت فوضعته بين يدي عائشة،فوضعته بين يدي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فجعل يتناول منها و يأكل و خرجت الجارية،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ليت أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و إمام المتّقين يأكل معي.

فقالت عائشة:و من أمير المؤمنين و سيّد المسلمين؟فسكت ثمّ أعاد الكلام مرّة اخري،فقالت عائشة:مثل ذلك،فسكت فجاء رجل فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو عليّ بن أبي طالب،قالت:

فرجعت فقلت:هذا عليّ بن أبي طالب،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:مرحبا و أهلا لقد تمنيتك مرتين حتّي إذا أبطأت عليّ سألت اللّه عزّ و جلّ أن يأتيني بك اجلس و كل،فجلس و أكل معه ثمّ قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

قاتل اللّه من قاتلك و عادي من عاداك.

فقالت عائشة:و من يقاتله و يعاديه؟ قال صلّي اللّه عليه و آله:أنت و من معك مرّتين (1).

الحادي و العشرون: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:نظر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:هذا خير الأوّلين من أهل السماوات و الأرضين،هذا سيّد الصديقين،هذا سيّد الوصيين و إمام المتقين و قائد الغرّ المحجلين،إذا كان يوم القيامة جاء علي ناقة من نوق الجنّة قد أضاءت القيامة من ضيائها (2)علي رأسه تاج مرصّع بالزبرجد و الياقوت،فتقول الملائكة هذا ملك مقرب،و يقول النبيّون هذا نبي مرسل فينادي مناد من بطنان العرش:هذا الصديق الأكبر هذا وصي حبيب اللّه هذا عليّ بن أبي طالب،فيقف علي متن (3)جهنم فيخرج منها من يحب و يدخل فيها من يبغض،و يأتي أبواب الجنّة فيدخل أوليائه بغير حساب (4).

الثاني و العشرون: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن سلمان المحمدي قال:

دخلت علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذا الحسين بن عليّ علي فخذه و هو يقبّل عينيه و يلثم فاه و هو يقول:أنت سيّد ابن السيد و أبو السادات،أنت إمام ابن إمام،أنت حجّة ابن حجّة أبو الحجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم (5).

ص: 175


1- مائة منقبة:75 المنقبة:43 و فيه تفاوت و زيادة.
2- في المصدر:ضوئها.
3- في المصدر:ظهر.
4- مائة منقبة:89 المنقبة:55.
5- مائة منقبة:124 المنقبة:58.

الثالث و العشرون: ابن شاذان هذه-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي من تمسك بالعروة الوثقي، فقيل:يا رسول اللّه و من عروة الوثقي؟قال:ولاية سيّد الوصيين،قيل:يا رسول اللّه و من سيّد الوصيين؟قال:أمير المؤمنين.قيل:يا رسول اللّه و من أمير المؤمنين؟قال:مولي المسلمين و إمامهم بعدي،قيل:يا رسول اللّه و من مولي المسلمين و إمامهم بعدك؟قال:أخي عليّ بن أبي طالب (1).

ص: 176


1- مائة منقبة:149 المنقبة:81.

الباب السادس و الثمانون

في أن عليّا عليه السّلام سيّد الوصيين و سيّد العرب

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدّب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست ابن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف الخفاف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا خليفة رسول اللّه و وزيره و وارثه،و أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه[و حبيبه]و أنا صفي رسول اللّه و صاحبه،أنا ابن عمّ رسول اللّه و زوج ابنته و أبو ولده،أنا سيّد الوصيين،أنا الحجّة العظمي و الآية الكبري و المثل الأعلي و باب النبيّ المصطفي،أنا العروة الوثقي و كلمة التقوي و أمين اللّه تعالي ذكره علي أهل الدنيا (1).

الثاني: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن المفلس قال:حدّثنا عبد اللّه بن يوسف الخيبري قال:حدّثنا عمر بن عبد العزيز قال:حدّثنا خاقان ابن عبد الأهشم عن حميد عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من سيّد العرب؟

قالوا:أنت يا رسول اللّه.

قال:أنا سيّد ولد آدم،و عليّ سيّد العرب (2).

الثالث: أمالي الشيخ أيضا:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال:حدّثنا أحمد بن يحيي الصوفي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثني جعفر بن ميسرة عن أبي عبد اللّه عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن اليشكري عن أنس بن مالك قال:بينا أنا أوضئ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ دخل عليّ عليه السّلام فجعل يأخذ من وضوئه و يغسل به وجهه ثمّ قال:أنت سيّد العرب،فقال:يا رسول اللّه أنت رسول اللّه و سيّد العرب،قال:يا عليّ أنا رسول اللّه و سيّد ولد آدم و أنت أمير المؤمنين و سيّد العرب (3).

ص: 177


1- أمالي الصدوق:92 ح 67 المجلس 10 ح 7.
2- أمالي الطوسي:510 ح 1913 المجلس 18 ح 20.
3- أمالي الطوسي:510 ح 1114 المجلس 18 ح 21.

الرابع: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم قال:حدّثني عليّ ابن إسماعيل أبو الحسن الاطروش قال:حدّثنا محمد بن خلف المقري قال:حدّثنا حسين الأشقر قال:حدّثنا قيس بن ربيع عن أبيه عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس ادع لي سيّد العرب،فقال:يا رسول اللّه أ لست سيّد العرب؟قال:أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب،فدعا عليّا فلمّا جاء عليّ قال:يا أنس ادع لي الأنصار،فجاءوا،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا معشر الأنصار هذا عليّ سيّد العرب فأحبوه لحبي و أكرموه لكرامتي فإن جبرائيل عليه السّلام أخبرني عن اللّه جل و عزّ ما أقول لكم (1).

الخامس: أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في كتاب«الاحتجاج»قال:روي عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليه السّلام قال:إن عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة و اجمع علي الشّوري بعث إلي ستة نفر من قريش،إلي عليّ بن أبي طالب،و إلي عثمان بن عفّان،و إلي الزبير بن العوّام،و إلي طلحة بن عبد اللّه،و عبد الرّحمن بن عوف،و سعد بن أبي وقاص و أمرهم أن يدخلوا إلي بيت و لا يخرجوا منه حتّي يبايعوا لأحدهم،فإن اجتمعت الأربعة علي واحد و أبي واحد أن يبايعهم قتل،و إن امتنع اثنان و بايعه ثلاثة قتلا،فأجمع رأيهم علي عثمان،فلمّا رأي أمير المؤمنين و ما هم به من البيعة لعثمان قام فيهم ليتخذ عليهم الحجة فقال لهم:اسمعوا منّي فإن يك ما أقول حقا فاقبلوا و إن يك باطلا فانكروا،ثمّ قال لهم:أنشدكم باللّه هل الذي يعلم صدقكم إن صدقتم و يعلم كذبكم إن كذبتم هل فيكم أحد صلّي القبلتين كلتيهما غيري؟

قالوا:لا.

قال:فهل فيكم من بايع البيعتين كلتيهما بيعة الفتح و بيعة الرضوان غيري؟ قال:و ساق الحديث يذكّرهم مناقبه و فضائله فيصدقونه في قوله لهم إلي أن قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أوّل طالع يطلع عليكم من هذا الباب-يا أنس-فإنّه أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و خير الوصيين و أولي بالناس؟ فقال أنس:اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار،فكنت أنا الطالع،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأنس:ما أنت يا أنس بأول رجل أحب قومه،غيري؟

قالوا:لا (2).

ص: 178


1- أمالي المفيد:45 ح 4 المجلس 6.
2- الاحتجاج:192-202 و الحديث طول اختصره المصنف،و البحار:331/31 ح 10.

السادس: الطبرسي في«الاحتجاج»أيضا عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:خطب الناس سلمان الفارسي رضي اللّه عنه بعد أن دفن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بثلاثة أيام فقال فيها:ألا يا أيها الناس اسمعوا عني حديثي ثمّ اعقلوه[عني]ألاّ أنّه أتيت علما كثيرا فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام لقالت طائفة منكم:هو مجنون و قالت طائفة أخري:اللّهمّ اغفر لقاتل سلمان،ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا،ألا و عند عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه علم المنايا و البلايا و ميراث الوصايا و فصل الخطاب و أصل الأنساب علي منهاج هارون بن عمران و موسي عليهما السّلام،إذ يقول له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت وصيي في أهل بيتي و خليفتي في أمتي و أنت مني بمنزلة هارون من موسي، و لكنكم أخذتم سنة بني اسرائيل فأخطأتم الحق،فأنتم تعلمون و لا تعلمون،أما و اللّه لتركبن طبقا عن طبق علي سنة بني اسرائيل حذو القذة بالقذة و النعل بالنعل،أما و الذي نفس سلمان بيده لو وليتموها عليّا لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم،و لو دعوتم الطير في جو السماء لأجابتكم، و لو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم،و لما عال ولي اللّه و لا طاش لكم سهم من فرائض اللّه، و لا اختلف اثنان في حكم اللّه،و لكن أبيتم فوليتموها غيره فابشروا بالبلاء و اقنطوا من الرجاء و قد نابذتكم علي سواء،فانقطعت العصمة بيني و بينكم من الولاء.

عليكم بآل محمد صلّي اللّه عليه و آله القادة إلي الجنّة و الدعاة إليها يوم القيامة،عليكم بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فو اللّه لقد سلّمنا عليه بالولاية و إمرة المؤمنين مرارا جمة مع نبيّنا كل ذلك يأمرنا به و يؤكده علينا فما بال القوم؟عرفوا بفضله فحسدوه و قد حسد قابيل هابيل فقتله،إن كفارا قد ارتدت أمة موسي بن عمران،فأمر هذه الامّة كأمر بني اسرائيل،فأين يذهب بكم أيها الناس؟! ويحكم ما لنا و أبو فلان[و فلان]أ جهلتم أو تجاهلتم؟أم حسدتم أم تحاسدتم و اللّه لترتدن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد علي الناجي بالهلكة،و يشهد الشاهد علي الكافر بالنجاة،ألا و إني أظهرت أمري و سلمت لنبيي و اتبعت مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة عليّ أمير المؤمنين و سيّد الوصيين و قائد الغرّ المحجلين و إمام الصديقين و الشهداء و الصالحين (1).

ص: 179


1- الاحتجاج:152/1 ط.دار النعمان،و البحار:79/29 ح 1 باب 8.

الباب السابع و الثمانون

في أن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من أصول الإسلام

و الأئمّة الاثني عشر أركان الإيمان و من أحبهم استكمله

من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء علماء العامّة قال:أخبرنا جعفر بن محمد،أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن محمد البيع،أخبرني محمد بن عليّ بن دحيم الشيباني نبأنا أحمد بن حازم أنبأنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبيه عن أبي صادق قال:قال عليّ عليه السّلام:أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهنّ دون صاحبتها الصلاة و الزكاة و الموالاة.

قال الواحدي و هذا منتزع من قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) و ذلك أن اللّه تعالي أثبت الموالاة بين المؤمنين ثمّ لم يصفهم إلاّ باقامة الصلاة و ايتاء الزكاة فقال: اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ (2) فمن والي عليّا فقد والي اللّه و رسوله و قال اللّه تعالي في آية أخري إن أحببه إلي عباده المؤمنين فقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (3) (4).

الثاني: الواحدي:أنبأنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الحرثي،أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد الجرجرائي أنبأنا أبو محمد الحسن بن عبد اللّه العبيدي أنبأنا عبد اللّه بن سلمة،أنبأنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطا عن ابن عباس في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (5) قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه ما من مسلم إلاّ و لعليّ عليه السّلام في قلبه محبة (6).

قال الواحدي:أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم ابن حمويه،أنبأنا يحيي بن محمد العلوي،أنبأنا أبو عليّ الصواف ببغداد،أنبأنا الحسن بن عليّ بن الوليد بن النعمان الفارس،أنبأنا إسحاق بن بشر عن خالد بن يزيد عن حجرة الزيات عن أبي إسحاق عن البرّاء قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ صلوات اللّه عليه:يا عليّ قل:اللّهمّ اجعل لي عندك عهدا و أجعل لي في صدور المؤمنين مودّة.فنزّل اللّه

ص: 180


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 19 - آيه 96
4- فرائد السمطين:/79/1ب /14ح 49.
5- سوره 19 - آيه 96
6- ذخائر العقبي:89،و جواهر العقدين:246/2.

تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (1) قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و آله (2).

الثالث: الحمويني هذا قال:أخبرنا أبو إبراهيم بن أبي القاسم الصوفي،أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ،أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمد بن عفر،أنبأنا أحمد بن الفرات، حدّثنا عبد الحميد الحماني بإسناده عن قيس بن عطية عن أبي سعيد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،في قوله عزّ و جلّ: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) قال:عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،و المعني أنهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاهم به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و روي عن عليّ صلوات اللّه عليه جعل الموالاة أصلا من أصول الدين (4).

الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا بإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه قال:أنبأنا أبي قال:

أنبأنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن العباس بن معروف عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المغراء حميد بن المثني[العجلي]عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:نحن أمناء اللّه عزّ و جلّ،و نحن حجّة اللّه،و نحن أركان الإيمان، و نحن دعائم الإسلام (5).

الخامس: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الصالح السيد شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة اللّه ابن أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه قال:

أنبأنا الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن عليّ الطوسي-إجازة-قال:أنبأنا جدّي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة-سماعا-قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد قال:أنبأنا الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي أنبأنا عبد اللّه بن حامد،حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عليّ بن الحسين البلخي أنبأنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق،أنبأنا محمد بن أسلم الطوسي،أنبأنا يعلي بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن حازم عن جرير بن عبيد اللّه البجلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من مات علي حب آل محمد مات شهيدا،و من مات علي حب آل محمد مات مغفورا له،ألا و من مات علي حب آل محمد مات تائبا،ألا و من مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان،ألا و من مات علي حب آل محمد بشّره ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر و نكير،ألا و من مات علي حب آل محمد يزف إلي

ص: 181


1- سوره 19 - آيه 96
2- تفسير الدر المنثور:287/4،و العمدة:289 عن الثعلبي.
3- سوره 37 - آيه 24
4- فرائد السمطين:/79/1ب /14ح 47-48.
5- فرائد السمطين:253/2 باب 48 ح 523،و كمال الدين:206 ح 20 باب 21 و الحديث طويل.

الجنّة كما تزف العروس إلي بيت زوجها،ألا و من مات علي حب آل محمد جعل اللّه زوّار قبره ملائكة الرّحمن،ألاّ و من مات علي حب آل محمد مات علي السّنّة و الجماعة،ألاّ و من مات علي بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمد مات كافرا،ألا و من مات علي بغض آل محمد لم يشمّ رائحة الجنّة (1).

ص: 182


1- فرائد السمطين:255/2،ح 524،باب 49،و تفسير الكشّاف للزمخشري:467/3 مورد آية المودّة،و العمدة عن الثعلبي:54،ح 52 بسند مغاير،و رشفة الصادي:45،باب 4.

الباب الثامن و الثمانون

في أن ولاية الأئمّة عليهم السّلام مما بني عليها الإسلام و عماده

من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا الأوّل: محمد بن يعقوب قال:حدّثني الحسين بن محمد الأشعري عن معلي بن محمد الزيادي عن الحسن بن عليّ الوشاء قال:حدّثني أبان بن عثمان عن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس:علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الولاية و لم يناد بشيء كما نودي بالولاية (1).

الثاني: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس بن عبد الرّحمن عن عجلان أبي صالح قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أوقفني علي حدود الإيمان؟

فقال:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه،و الإقرار بما جاء به من عند اللّه،و صلاة الخمس و أداء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت،و ولاية وليّنا و عداوة عدوّنا،و الدخول مع الصادقين (2).

الثالث: ابن يعقوب عن أبي عليّ الأشعري عن الحسن بن عليّ الكوفي عن عباس بن عامر عن أبان بن عثمان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس:علي الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية،و لم يناد بشيء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع و تركوا هذه- يعني الولاية (3).

الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن ابن العرزمي عن أبيه عن الصادق قال:أثافي (4)الإسلام ثلاثة:الصلاة و الزكاة و الولاية،لا تصلح واحدة منهن إلاّ بصاحبتيها (5).

الخامس: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عبد اللّه بن الصلت جميعا عن حماد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمسة أشياء:علي

ص: 183


1- الكافي:18/2 ح 1 باب دعائم الاسلام.
2- الكافي:18/2 ح 2 باب دعائم الاسلام.
3- الكافي:18/2 ح 3.
4- الاثافي:الاحجار التي توضع عليها القدر.
5- الكافي:18/2 ح 4.

الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية،قال زرارة:فقلت:و أي شيء من ذلك أفضل؟ فقال:الولاية أفضل؛لأنّها مفتاحهن و الوالي هو الدليل عليهن.

قلت:ثمّ الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال:الصلاة؛إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:الصلاة عمود دينكم.

قلت:ثمّ الذي يليها في الفضل؟ قال:الزكاة؛لأنّه قرنها بها و بدأ بالصلاة قبلها،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الزكاة تذهب الذنوب.

قال:قلت:و الذي يليها في الفضل؟ قال:الحج،قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لِلّهِ عَلَي النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (1) (2).

و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لحجّة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة،و من طاف بهذا البيت طوافا أحصي فيه أسبوعه و أحسن ركعتيه غفر له.

و قال:في يوم عرفة و يوم المزدلفة ما قال،قلت:فما ذا يتبعه؟ قال:الصوم.

قلت:و ما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟ قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصوم جنّة من النار.

قال:ثمّ قال:أفضل الأشياء ما إذا فاتك لم يكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه،إن الصلاة و الزكاة و الحج و الولاية ليس ينفع شيء مكانها دون أدائها،و إن الصوم إذا فاتك أو قصّرت أو سافرت فيه أدّيت مكانه أياما غيرها و جزيت ذلك الذنوب (3)بصدقة و لا قضاء عليك،و ليس من تلك الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره.

قال:ثمّ قال:ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضا الرّحمن الطاعة للإمام بعد معرفته،إن اللّه عزّ و جلّ يقول: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَ مَنْ تَوَلّي فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (4) (5)أمّا لو أن رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدّق بجميع ماله و حج جميع دهره و لم يعرف ولاية وليّ فيواليه و يكون جميع أعماله بدلالته عليه (6)،ما كان له علي اللّه حق في ثوابه و لا كان من أهل الإيمان،ثمّ قال:أولئك المحسن منهم يدخله اللّه الجنّة بفضل منه (7).

ص: 184


1- سوره 3 - آيه 97
2- آل عمران:97.
3- في المصدر:الذنب.
4- سوره 4 - آيه 80
5- النساء:80.
6- في المصدر:إليه.
7- الكافي:19/2 ح 5.

السادس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيي عن عيسي السرّي أبي اليسع قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحد التقصير عن معرفة شيء منها،الذي من قصّر عن معرفة شيء منها فسد دينه و لم يقبل[اللّه]منه عمله،و من عرفها و عمل بها صلح له دينه و قبل منه عمله و لم يضق مما هو فيه بجهل (1)شيء من الأمور جهله؟

فقال:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه،و الإيمان بأن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الإقرار بما جاء به من عند اللّه،و حق في الأموال من الزكاة،و الولاية التي أمر اللّه عزّ و جلّ بها ولاية آل محمد صلّي اللّه عليه و آله.

قال:فقلت له:هل في الولاية شيء دون شيء فضل يعرف لمن أخذ به؟ قال:نعم قال اللّه عزّ و جلّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) (3).

و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من مات و لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كان عليّا عليه السّلام و قال آخرون و كان معاوية ثمّ كان الحسن ثمّ كان الحسين،و قال آخرون يزيد بن معاوية و حسين بن عليّ عليه السّلام و لا سواء و لا سواء،قال:ثمّ سكت،ثمّ قال:أزيدك؟

فقال له حكم الأعور:نعم جعلت فداك،قال:ثمّ كان عليّ بن الحسين ثمّ كان محمد بن عليّ أبا جعفر و كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر و هم لا يعرفون مناسك حجهم و حلالهم و حرامهم حتّي كان أبو جعفر ففتح لهم و بيّن لهم مناسك حجهم و حلالهم و حرامهم حتّي صار الناس يحتاجون إليهم بعد ما كانوا يحتاجون إلي الناس،و هكذا يكون الأمر و الأرض لا تكون إلاّ بإمام و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،و أحوج ما تكون إلي ما أنت عليه إذا بلغت نفسك هذه-و أهوي بيده إلي حلقه-و انقطعت عنك الدنيا تقول:لقد كنت علي أمر حسن (4).

السابع: ابن يعقوب عن أبي عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن عيسي بن السريّ أبي اليسع عن أبي عبد اللّه عليه السّلام مثله (5).

الثامن: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن مثني الحنّاط عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس:الولاية و الصلاة و الزكاة و الحج و صوم شهر رمضان (6).

التاسع: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشر عن أبان عن

ص: 185


1- في المصدر:لجهل.
2- سوره 4 - آيه 59
3- النساء:59.
4- الكافي:20/2 ح 6.
5- الكافي:21/2 ح 7.
6- المصدر السابق.

الفضيل عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس[علي] (1)الولاية و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و لم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير (2).

العاشر: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس عن حمّاد بن عثمان عن عيسي بن السري قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:حدّثني عمّا بنيت عليه دعائم الإسلام إذا أنا أخذت بها زكي عملي و لم يضرني جهل ما جهلت بعده؟فقال:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الإقرار بما جاء به من عند اللّه،و حق في الأموال من الزكاة،و الولاية التي أمر اللّه بها ولاية آل محمد،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،قال اللّه عزّ و جلّ: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) فكان عليّ عليه السّلام ثمّ صار من بعده حسن ثمّ من بعده حسين ثمّ من بعده عليّ بن الحسين،ثمّ من بعده محمد بن عليّ،و هكذا يكون الأمر،إن الأرض لا تصلح إلاّ بامام،و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،و أحوج ما يكون أحدكم إلي معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا قال:و أهوي بيده إلي صدره،يقول حينئذ:لقد كنت علي أمر حسن (4).

الحادي عشر: ابن يعقوب بإسناده عن أبي الجارود قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام عليهم السّلام يا ابن رسول اللّه هل تعرف مودتي لكم و انقطاعي إليكم و موالاتي إياكم؟قال:فقال:نعم،قال:قلت:فإني أسألك عن مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي فلا أستطيع زيارتكم كل حين،قال:هات حاجتك،قلت:أخبرني بدينك الذي تدين اللّه عزّ و جلّ به أنت و أهل بيتك لأدين اللّه عزّ و جلّ به؟ قال:إن كنت اقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة و اللّه لأعلمنك (5)ديني و دين آبائي الذي ندين اللّه عزّ و جلّ به:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و الاقرار بما جاء به من عند اللّه، و الولاية لولينا و البراءة من عدونا و التسليم لأمرنا و انتظار قائمنا و الاجتهاد و الورع (6).

الثاني عشر: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عليّ ابن أبي حمزة عن أبي بصير قال:سمعته يسأل أبا عبد اللّه عليه السّلام فقال له:جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض اللّه عزّ و جلّ علي العباد فلا (7)يسعهم جهله و لا يقبل منهم غيره ما هو؟فقال:

أعد عليّ،فأعاد عليه،فقال:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه،و إقام الصلاة،و إيتاء الزكاة،و حج البيت من استطاع إليه سبيلا،و صوم شهر رمضان،ثمّ سكت قليلا ثمّ قال:و الولاية

ص: 186


1- ليست في المصدر.
2- الكافي:21/2 ح 8.
3- سوره 4 - آيه 59
4- الكافي:21/2 ح 9.
5- في المصدر:لأعطينك.
6- الكافي:22/2 ح 10.
7- في المصدر:مالا.

و الولاية مرتين،ثمّ قال:هذا الذي افترض اللّه عزّ و جلّ علي العباد و لا يسأل الرب العباد يوم القيامة فيقول:ألا زدتني علي ما افترضت عليك،و لكن من زاد زاده اللّه،إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سنّ سننا حسنة جميلة ينبغي للناس الأخذ بها (1).

الثالث عشر: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن أبي زيد الحلاّل عن عبد الحميد بن أبي العلاء الأزدي قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:إن اللّه عزّ و جلّ فرض علي عباده خمسا فرخّص في أربع و لم يرخّص في واحدة (2).

الرابع عشر: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن أبان عن إسماعيل الجعفي قال:دخل رجل علي أبي جعفر عليه السّلام و معه صحيفة فقال له أبو جعفر عليه السّلام:هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل،فقال:رحمك اللّه هذا الذي أريد،فقال أبو جعفر عليه السّلام:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله،و تقرّ بما جاء من عند اللّه،و الولاية لنا أهل البيت و البراءة من عدّونا و التسليم لأمرنا،و الورع و التواضع و انتظار قائمنا،فإن لنا دولة إذا شاء اللّه جاء بها (3).

الخامس عشر: ابن يعقوب عن عليّ ابن إبراهيم عن أبيه و أبي عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن صفوان عن عمرو بن حريث قال:دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام و هو في منزل أخيه عبد اللّه بن محمد فقلت له:جعلت فداك ما حوّلك إلي هذا المنزل؟ فقال:طلب النزهة.

فقلت:جعلت فداك ألا أقصّ عليك ديني؟ فقال:بلي.

قلت:أدين اللّه بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله،و أن الساعة آتية لا ريب فيها،و أن اللّه يبعث من في القبور،و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت،و الولاية لعليّ أمير المؤمنين بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الولاية للحسن و الحسين و الولاية لعليّ بن الحسين و الولاية لمحمد بن عليّ و لك من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين و أنكم أئمتي عليه أحيا و عليه أموت و أدين اللّه به،فقال:يا عمرو هذا دين اللّه و دين آبائي الذي أدين اللّه به في السر و العلانية،فاتق اللّه و كفّ لسانك إلاّ من خير،و لا تقل إني هديت نفسي بل اللّه هداك،فأدّ شكر ما

ص: 187


1- الكافي:22/2 ح 11.
2- المصدر السابق:ح 12.
3- المصدر السابق:ح 13.

أنعم اللّه عزّ و جلّ به عليك و لا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينيه و اذا أدبر طعن في قفاه،و لا تحمّل الناس علي كاهلك فإنك أوشك إن حملت الناس علي كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك (1).

السادس عشر: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن عليّ بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السّلام قال:ألا أخبرك بالإسلام أصله و فرعه و ذروة سنامه،قلت:بلي جعلت فداك،قال:أما أصله فالصلاة و فرعه الزكاة و ذروة سنامه الجهاد،ثمّ قال:إن شئت أخبرتك بأبواب الخير،قلت:نعم جعلت فداك،قال:الصوم جنّة من النار،و الصدقة تذهب الخطيئة،و قيام الرجل في جوف الليل يذكر اللّه ثمّ قرأ تَتَجافي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ (2) (3).

السابع عشر: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكّل رضي اللّه عنه قال:حدّثني عليّ بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس دعائم:علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمّة من ولده صلوات اللّه عليهم (4).

الثامن عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة قال:حدّثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال:حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبو موسي المجاشعي قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه أبي عبد اللّه عليه السّلام.

قال المجاشعي:و حدّثنا الرضا عليّ بن موسي عن أبيه موسي عن أبيه جعفر بن محمد قالا جميعا عن آبائه عن عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:بني الإسلام علي خمس خصال علي الشهادتين و القرينتين،قيل له:أما الشهادتين فقد عرفناها فما القرينتان؟قال:

الصلاة و الزكاة،فإنّه لا يقبل أحدهما إلاّ بالأخري و الصيام و حج بيت اللّه من استطاع إليه سبيلا، و ختم ذلك بالولاية فأنزل اللّه عزّ و جلّ: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) (6).

التاسع عشر: المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلبي قال:حدّثنا عبد اللّه بن أسد (7)الأصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال:

حدّثنا سالم بن أبي سالم المصري عن أبي هارون العبيدي قال:كنت أري رأي الخوارج لا رأي لي

ص: 188


1- المصدر السابق:ح 14.
2- سوره 32 - آيه 16
3- الكافي:24/2 ح 15.
4- أمالي الصدوق:340 ح 404 المجلس 45 ح 14.
5- سوره 5 - آيه 3
6- أمالي الطوسي:518 ح 1134 المجلس 18 ح 41.
7- في المصدر:راشد.

غيره حتّي جلست إلي أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه فسمعته يقول:امر الناس بخمس فعملوا بأربع و تركوا واحدة،فقال له رجل:يا أبا سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها؟ قال الصلاة و الزكاة و الحج و صوم شهر رمضان،قال:فما الواحدة التي تركوها؟ قال:ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،قال الرجل:و إنها لمفترضة معهن؟ قال أبو سعيد:نعم و رب الكعبة،قال الرجل:فقد كفر الناس إذا،قال أبو سعيد:فما ذنبي (1).

العشرون: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطّار رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان القندي عن عليّ بن سعيد عن عبد اللّه بن القاسم عن مبارك بن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللّه الصادق عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

الإسلام عريان،فلباسه الحياء و زينته الوفاء و مروءته العمل الصالح و عماده الورع،و لكل شيء أساس و أساس الإسلام حبنا أهل البيت (2).

الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرني محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال:حدّثني أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليهما السّلام قال:

بني الإسلام علي خمس دعائم:إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت الحرام و الولاية لنا أهل البيت (3).

و روي هذا الحديث المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال:

حدّثني أبي عن سعد بن عبد اللّه،و ساق الحديث بباقي السند و المتن (4).

الثاني و العشرون: الشيخ في«التهذيب»بإسناده عن الحسين بن محمد بن سماعة قال:حدّثني ابن رباط عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:جاء رجل إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه أخبرني عن الإسلام أصله و فرعه و ذروته و سنامه؟ فقال:أصله الصلاة و فرعه الزكاة و ذروته و سنامه الجهاد في سبيل اللّه تعالي،قال:يا رسول اللّه أخبرني عن أبواب الخير؟قال:الصيام جنّة و الصدقة تذهب الخطيئة و قيام الرجل في جوف الليل يناجي ربّه ثمّ قال: تَتَجافي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (5) (6).

ص: 189


1- أمالي المفيد:139 المجلس 17 ح 3.
2- أمالي الصدوق:341 ح 406 المجلس 45 ح 16.
3- أمالي الطوسي:124 ح 192 المجلس 5 ح 6.
4- أمالي المفيد:353 المجلس 42 ح 4.
5- سوره 32 - آيه 16
6- تهذيب الأحكام:242/2 ح 958،و الآية في سورة السجدة:16.

الثالث و العشرون: الشيخ في«التهذيب»عن محمد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمسة أشياء:علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الولاية،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصوم جنّة من النار (1).

الرابع و العشرون: الشيخ في التهذيب بإسناده عن يعقوب عن محمد بن محمد بن يحيي عن ابن فضال عن ثعلبة عن عليّ بن عبد العزيز قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام:ألا أخبرك بأصل الإسلام و فرعه و ذروته و سنامه؟قلت:بلي،قال:أصله الصلاة و فرعه الزكاة و ذروته و سنامه الجهاد في سبيل اللّه،ألا أخبرك بأبواب الخير؟الصوم جنّة من النار (2).

ص: 190


1- تهذيب الأحكام:151/4 ح 418.
2- تهذيب الأحكام:151/4-152 ح 419.

الباب التاسع و الثمانون

في أن النظر إلي عليّ عليه السّلام عبادة و ذكره عبادة

من طريق العامّة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا الأوّل: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بن طاوان السمسار قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن الحسين العلوي العدل الواسطي قال:حدّثنا أحمد بن محمد الحداد المعروف ببكير قال:حدّثنا محمد بن يونس الكريمي قال:حدّثنا عبد الحميد بن بحر البصري قال:حدّثنا سواد بن مصعب عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن معاذ بن جبل قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ عبادة (1).

الثاني: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا القاضي أبو جعفر العلوي أخبرنا أبو محمد بن السقاء، حدّثنا عبد اللّه،حدّثنا يحيي بن صابر،حدّثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«النظر إلي وجه عليّ عبادة» (2).

الثالث: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال:حدّثنا الحسين ابن محمد بن الحسين العدل قال:حدّثنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا أبو مسلم الكجّي و أنا سألته قال:حدّثنا أبو نجيد عمران بن خالد بن طليق عن أبيه عن جده عن عمر بن الحصين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ عبادة (3).

الرابع: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا الحسين بن محمد عن الحسين العدل يرفعه.إلي أبي سعيد الخدري عن عمران بن الحصين قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي عليّ عبادة (4).

الخامس: ابن المغازلي قال:حدّثنا الكريمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن معاذ بن جبل عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مثله (5).

السادس: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمد بن محمود قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد السلام قال:

ص: 191


1- مناقب ابن المغازلي:/144ح 244.
2- مناقب ابن المغازلي:/144ح 245.
3- مناقب ابن المغازلي:144 ح 246
4- مناقب ابن المغازلي:145 ح 247
5- مناقب ابن المغازلي:145 ح 247

حدّثنا محمد بن موسي الحرشي قال:حدّثنا عمران بن الحصين قال:سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:

النظر إلي وجه عليّ عبادة (1).

السابع: ابن المغازلي قال:أخبرنا إبراهيم ابن مهدي الابلي يرفعه إلي واثلة بن الأسقع عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مثله (2).

الثامن: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد اللّه الأصفهاني قدم علينا واسطا في شهر رمضان سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم قال:

حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم قال:حدّثنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا محمد بن حماد الطهراني قال:أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:رأيت أبا بكر يكثر النظر إلي وجه عليّ فقلت:يا أبة أراك تكثر النظر إلي وجه عليّ فقال:يا بنية سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يقول النظر إلي وجه عليّ عبادة (3).

التاسع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العباس البزاز قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه ابن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن تميم القاضي،حدّثنا أحمد بن محمد بن الحسن بمصر،حدّثنا محمد بن حماد الطهراني أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:رأيت أبا بكر يكثر النظر إلي وجه عليّ،فقلت له:يا أبة أراك تكثر النظر إلي وجه عليّ،فقال:يا بنية سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة (4).

العاشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو البركات محمد بن عليّ بن محمد التمار الواسطي بقراءتي عليه فأقرّ به،قلت له:حدثكم أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسن بن خزفة الصيدلاني يرفعه إلي عمران بن حصين عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بمثله (5).

الحادي عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسي الغندجاني -قدم علينا واسط-قال:أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد أبو أحمد الفرضي-إجازة-قال:حدّثنا محمد ابن عمرو بن البختري قال:حدّثنا أبو عوف البزوري (6)سنة خمس و ستين قال:حدّثنا كثير بن هشام قال:حدّثنا جعفر بن برقان قال:بلغني أن عائشة كانت تقول:زينوا مجالسكم بذكر عليّ عليه السّلام (7).

ص: 192


1- مناقب ابن المغازلي:145 ح 250.
2- مناقب ابن المغازلي:145 ح 251.
3- مناقب ابن المغازلي:146 ح 252.
4- مناقب ابن المغازلي:146 ح 253.
5- مناقب ابن المغازلي:146 ح 254.
6- في الأصل:الزهري.
7- مناقب ابن المغازلي:147 ح 255.

الثاني عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فاقرّ به،قلت له:أخبركم أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السّقاء الحافظ الواسطي قال:حدّثني محمد بن عليّ بن معمّر الكوفي قال:حدّثنا حمدان بن المعافي قال:حدّثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ذكر عليّ عبادة (1).

الثالث عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن الحسين العدل العلوي الواسطي قال:حدّثنا محمد بن محمود قال:حدّثنا إبراهيم بن مهدي الأبلّيّ قال:حدّثنا إبراهيم بن سليمان بن رشيد قال:حدّثنا زيد بن عطية قال:حدّثنا أبان بن فيروز عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أراد أن ينظر إلي علم آدم و فقه نوح،فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الرابع عشر: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيي المغازي،حدّثنا المسيب بن زهير الضبي حدّثنا عاصم بن عليّ،حدّثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ عبادة (3).

الخامس عشر: موفق بن أحمد-بهذا الإسناد-عن أحمد بن الحسين هذا قال:أخبرنا أبو عليّ ابن شاذان البغدادي بها،أخبرنا عبد اللّه بن جعفر،حدّثنا يعقوب بن سفيان،حدّثنا عمران بن خالد ابن طليق بن محمد بن عمران بن حصين أبو نجيد،حدثني أبي عن أبيه عن جده قال:مرض عمران بن حصين مرضة شديدة فدخل عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال له:إني لأبتئس عليك من شدة علتك فقال له:لا تفعل ذلك بأبي و أمّي أنت فاني أحب ذلك إلي أحبه إلي اللّه،فوضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده علي رأسه فقال له:لا بأس عليك يا عمران،فعوفي من تلك العلة و انصرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتاه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله اعدت أخاك قال:لا قال:لم أعلم،قال:عزمت عليك لما لم تقعد حتّي تمضي إليه،قال:فلمّا قصد إلي عمران نظر عمران إليه و لم يصرف بصره

ص: 193


1- مناقب ابن المغازلي:144 ح 243.
2- مناقب ابن المغازلي:147 ح 256.
3- المناقب /361ح 373.

منه حتّي جلس بين يديه و أهوي إليه،ثمّ قام منصرفا فاتبعه بصره حتّي غاب عنه،فقال أصحابه:

لقد رأيناك و ما صنعت،قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة (1).

السادس عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرنا العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري أخبرنا-الاستاذ الأمين أبو الحسن بن مروك الرازي الحافظ أخبرنا أبو سعد إسماعيل ابن عليّ بن الحسين السمّان أخبرنا عبيد اللّه بن محمد بن بدر الكرخي بقراءتي عليه،حدّثنا أحمد ابن محمد بن عبد اللّه بن زياد العطّار،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن سراج المصري،حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:كان أبو بكر رضي اللّه عنه يديم النظر إلي عليّ، فقيل له في ذلك،فقال:سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي عليّ عبادة (2).

السابع عشر: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان حدّثني القاضي المعافي بن زكريا-من حفظه-عن إبراهيم عن الفضل بن يوسف عن الحسن بن صابر عن وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ذكر عليّ عبادة (3).

الثامن عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني ابن عمّي الشيخ الإمام نظام الدين محمد بن عليّ بن المؤيد الحمويني و الشيخ الإمام استاذي عماد الدين محمد ابن أحمد الخطيب الجاجرمي و نجم الدين محمد بن أبي بكر بيرّانه و الشيخ الإمام أبو عمرو بن الموفق بقراءتي عليه بروايتهم عن والدي شيخ الإسلام محمد بن المؤيد الحمويني بروايته عن الشيخ العارف المحقق صديق عبده أبي الحبّاب أحمد بن عمر بن محمد الصوفي قال:أنبأنا محمد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيشابور،أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل الشعاني،أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي،أنبأنا أبو القاسم السراج-إملاء-أنبأنا أبو عليّ حامد بن محمد الهروي،أنبأنا محمد بن يونس القرشي،أنبأنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي،أنبأنا عبد اللّه بن عبد ربّه،أنبأنا شعبة عن قتادة عن حميد بن عبد الرّحمن عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ بن أبي طالب عبادة (4).

التاسع عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الصالح أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن أبي الفرج الحنبلي-إجازة-قال:أنبأنا الشيخ يحيي بن أسعد بن يونس التاجر-إجازة-قال:أنبأنا الشيخ الثقة أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف-قراءة عليه و نحن نسمع-في شعبان سنة ست

ص: 194


1- المناقب /361ح 374.
2- المناقب /362ح 375.
3- المناقب /362ح 376.
4- فرائد السمطين:/181/1ب /37ح 144.

عشرة و خمسمائة قال:أنبأنا الشيخ الجليل أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري بسماعه عليه قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس بن بيطر العاقولي بقراءتي عليه في صفر سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة قال:أنبأنا عبد اللّه بن زيدان قال:أنبأنا عليّ بن المثني قال:حدّثني الحسن بن عطية قال:حدّثني بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن سالم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي البيت عبادة و النظر إلي وجه عليّ عبادة (1).

العشرون: و من كتاب«الفردوس»من الجزء الثاني في باب النون بالإسناد عن معاذ بن جبل قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ عبادة (2).

الحادي و العشرون: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامّة عن عائشة قالت:دخل عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام علي أبي بكر في مرضه الذي قبضه اللّه فيه فجعل أبو بكر ينظر إليه فما يرفع (3)بصره عنه فلمّا خرج عليّ عليه السّلام قلت:يا ابه رأيتك تنظر إلي عليّ بن أبي طالب فما يزيغ بصرك عنه قال:يا بنية إن أفعل هذا فقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة (4).

الثاني و العشرون: صاحب«المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة»عن شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:رأيت أبي أبا بكر يطيل النظر إلي وجه عليّ فقلت:يا أبه أراك تطيل النظر إلي عليّ؟

فقال لي:بنية و كيف لا أطيل النظر و قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ بن أبي طالب عبادة (5).

ص: 195


1- فرائد السمطين:/182/1ب /37ح 145.
2- تاريخ دمشق:352/42 و ذكر طرقه.
3- في المصدر:يزيغ.
4- مائة منقبة:151 المنقبة:84،و البحار:229/26.
5- إيضاح دفائن النواصب:50.

الباب التسعون

في أن النظر إلي عليّ عليه السّلام عبادة

من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد الملك بن أحمد بن هارون قال:حدّثنا عمّار بن رجاء قال:حدّثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة:أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جاءه رجل فقال:يا رسول اللّه أما رأيت فلانا ركب البحر ببضاعة يسيرة و خرج الي الصين فأسرع الكرّة و أعظم الغنيمة حتّي قد حسده أهل ودّه و أوسع قراباته و جيرانه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:مال الدنيا كلما ازداد كثرة و عظما ازداد صاحبه بلاء، فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلاّ بمن جاد بماله في سبيل اللّه،و لكن أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة و أسرع منه كرّة و أعظم منه غنيمة،و ما أعد له من الخيرات محفوظة له في ذخائر عرش الرّحمن،قالوا:بلي يا رسول اللّه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:انظروا إلي هذا المقبل إليكم، فنظروا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئة فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلي العلوّ من الخيرات و الطاعات ما لو قسم علي جميع أهل السماوات و الأرض لكان يصيب أقلهم منه غفران ذنوبه و وجوب الجنّة له قالوا:يا رسول اللّه بما ذا فقال صلّي اللّه عليه و آله:سلوه يخبركم عن ما صنع في هذا اليوم،فأقبل عليه أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قالوا له:هنيا لك ما بشّرك به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما صنعت في يومك هذا حتّي كتب لك ما كتب،فقال الرجل:ما أعلم أنّي صنعت شيئا غير أنّي خرجت من بيتي و أردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت أن تكون فاتتني فقلت في نفسي لاعتاض منها النظر إلي وجه عليّ بن أبي طالب،قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة.

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عبادة أي عبادة إنّك-يا عبد اللّه-ذهبت تبتغي ان تكتسب دينارا لقوت عيالك ففاتك ذلك،فاعتضت منه النظر إلي وجه عليّ و أنت له محب و لفضله معتقد و ذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلها ذهبة حمراء فانفقتها في سبيل اللّه و لتشفعن بعدد كلّ نفس تنفسته

ص: 196

في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم اللّه من النار بشفاعتك (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار عن إبراهيم بن هاشم عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام قال:[قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله]النظر إلي ذريتنا عبادة،فقيل له يا رسول اللّه (2)النظر إلي الأئمّة منكم عبادة أم النظر إلي جميع ذرية النبيّ فقال:بل النظر إلي جميع ذرية النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عبادة (3).

الثالث: أمالي الشيخ قال:أخبرنا الحفار قال:حدّثني أبو الفضل عيسي بن موسي عن أبي محمد بن المتوكل علي اللّه قال:حدّثني أبو بكر بن المرزبان قال:حدّثني محمد بن موسي القرشي قال:حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجعفي قال:حدّثنا عبد اللّه[بن عبد اللّه] (4)البجلي قال:حدّثنا شعبة عن قتادة عن حميد بن عبد الرّحمن عن أبي سعيد الخدري عن عمران بن حصين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ بن أبي طالب عبادة (5).

الرابع: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر قال:حدّثني أحمد بن عيسي أبو جعفر البجلي قال:حدّثنا مسعر بن يحيي المهلبي قال:حدّثنا شريك عن أبيه عن عبد اللّه بن مسعود قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالسا في جماعة من أصحابه إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه و إلي نوح في حكمه و إلي إبراهيم في حلمه فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (6).

الخامس: أمالي الشيخ قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو الليث محمد بن معاذ بن سعيد الحضرمي بالحجاز قال:حدّثنا أحمد بن المنذر أبو بكر الصنعاني قال:حدّثنا عبد الوهاب بن همام عن أبيه همام عن همام بن نافع بن منبه عن حجر يعني المددي قال:قدمت مكة و بها أبو ذر(رض)جندب بن جنادة و قدم في ذلك العام عمر بن الخطاب حاجّا و معه طائفة من المهاجرين و الأنصار فيهم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فبينا أنا في المسجد الحرام مع أبي ذر جالس إذ مرّ بنا عليّ عليه السّلام و وقف يصلّي بإزائنا فرماه أبو ذر ببصره،فقلت:رحمك اللّه يا أبا ذر إنك لتنظر إلي عليّ عليه السّلام فما تقلع عنه؟

ص: 197


1- أمالي الصدوق:443 ح 591 المجلس 58 ح 1.
2- في المصدر:يا ابن رسول اللّه.
3- أمالي الصدوق:370 ح 461 المجلس 49 ح 2،و عيون أخبار الرضا:55/1 ح 196 و فيهما الحديث عن الرضا لا عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الطوسي:350 ح 722 المجلس 12 ح 62.
6- أمالي الطوسي:417 ح 938 المجلس 13 ح 86.

قال:إنّي أفعل ذلك فقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي عليّ بن أبي طالب عبادة، و النظر إلي الوالدين برأفة و رحمة عبادة،و النظر في الصحيفة-يعني بالصحيفة القرآن-عبادة، و النظر إلي الكعبة عبادة (1).

السادس: أمالي الشيخ قال:أخبرنا جماعة قالوا:أبو المفضّل قال:حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي قال:حدّثنا أيوب بن نوح بن درّاج قال:حدّثنا صفوان بن يحيي عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهم عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي العالم عبادة،و النظر إلي الإمام المقسط عبادة،و النظر إلي الوالدين برأفة و رحمة عبادة،و النظر إلي الأخ تودّه في اللّه عزّ و جلّ عبادة (2).

السابع: محمد بن الحسن الصفّار في«بصائر الدرجات»قال:روي عن أبي بكر أنّه كان إذا حضر عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يطيل النظر إليه،فقيل له:تطيل النظر إلي وجه عليّ إذا حضر،فقال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة (3).

الثامن: المفيد في كتاب«الاختصاص»عن محمد بن عليّ بن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن موسي بن عمران عن عمه الحسين بن يزيد عن عليّ بن سالم عن أبيه عن سالم بن دينار عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:

سمعت ابن عباس يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم السّلام ذكر اللّه عزّ و جلّ عبادة و ذكري عبادة و ذكر عليّ عبادة و ذكر الأئمّة من ولده عبادة،و الذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية إن وصيي لأفضل الأوصياء و إنّه لحجّة اللّه علي عباده و خليفته علي خلقه،و من ولده الأئمّة الهداة بعدي،بهم يحبس اللّه العذاب عن أهل الأرض و بهم يمسك السماء أن تقع علي الأرض إلاّ بإذنه،و بهم يمسك الجبال أن تميد بهم،و بهم يسقي خلقه الغيث،و بهم يخرج النبات،أولئك أولياء اللّه حقا و خلفاؤه (4)صدقا،عدّتهم عدة الشهور و هي اثنا عشر شهرا و عدّتهم عدّة نقباء موسي بن عمران،ثمّ تلا صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (5) ثمّ قال:أ تقدر يا ابن عباس أن اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها،قلت:يا رسول اللّه فما ذاك؟قال:أمّا السماء فأنّا و أمّا البروج فالأئمّة بعدي،و أوّلهم عليّ و آخرهم المهدي صلوات اللّه عليهم (6).

التاسع: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:

ص: 198


1- أمالي الطوسي:55 ح 1016 المجلس 16 ح 22.
2- أمالي الطوسي:454 ح 1015 المجلس 16 ح 21.
3- تاريخ دمشق:350/42 ط.دار الفكر.
4- في المصدر:خلفائي.
5- سوره 85 - آيه 1
6- الاختصاص:224 حديث في الأئمّة.

حدّثنا الحسن بن مثيل الدقّاق قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي خطاب قال:حدّثنا محمد بن سنان عن جعفر بن سليمان النهدي قال:حدّثنا ثابت بن دينار الثمالي عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليه السّلام عن أبيه قال:نظر رسول اللّه ذات يوم إلي عليّ عليه السّلام و قد أقبل و حوله جماعة فقال:من أحب أن ينظر إلي يوسف في جماله و إلي إبراهيم في سخائه و إلي سليمان في بهجته و إلي داود في قوته فلينظر إلي هذا (1).

العاشر: أمالي المفيد قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمير بن سالم قال:حدّثني أبو جعفر محمد ابن عيسي العجلي قال:حدّثنا مسعود بن يحيي النهدي قال:حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبيه قال:بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالس في جماعة من أصحابه اذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام نحوه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أراد أن ينظر إلي آدم في خلقه و إلي نوح في حكمته و إلي إبراهيم في حلمه فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

ص: 199


1- أمالي الصدوق:757 ح 1020 المجلس 94 ح 11.
2- أمالي المفيد:14 المجلس 2 ح 3.

الباب الحادي و التسعون

في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: ابن المغازلي الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن الحسن العلوي في جمادي الأوّل سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة بقراءتي عليه فأقر به قال له:أخبركم أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ قال:حدّثنا محمود بن محمد و هو الواسطي قال:حدّثنا عثمان حدّثنا عبيد اللّه موسي قال:حدّثنا فضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوحي إليه و رأسه في حجر عليّ فلم يصلّ العصر حتّي غربت الشمس فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:صلّيت يا عليّ؟

قال:لا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إنّ عليّا كان علي طاعتك و طاعة رسولك فاردد عليه الشمس،فرأيتها غربت ثمّ رأيتها طلعت بعد ما غربت (1).

الثاني: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الطاهر محمد بن عليّ البيّع البغدادي فيما كتب به إلي أن أبا أحمد بن عبيد اللّه بن أبي مسلم القرضي البغدادي حدّثهم قال:حدّثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني قال:حدّثنا الفضل بن يوسف الجعفي قال:حدّثنا محمد بن عقبة عن محمد بن الحسين عن عون بن عبد اللّه عن أبيه عن أبي رافع قال:رقد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي فخذ عليّ و حضرت صلاة العصر و لم يك عليّ صلّي و كره أن يوقظ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حتّي غابت الشمس،فلمّا استيقظ قال:ما صليت يا أبا الحسن العصر؟

قال:لا يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فدعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فردّت الشمس عليه بعد ما غابت حتّي رجعت الصلاة العصر علي الوقت فقام عليّ فصلاّها العصر و لما قضي صلاة العصر غابت الشمس فإذا النجوم مشتبكة (2).

الثالث: موفق أحمد-من فضلاء العامّة-قال:أخبرنا الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ

ص: 200


1- مناقب ابن المغازلي:/80ح 140.
2- مناقب ابن المغازلي:/80ح 141.

أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي-فيما كتب إليّ من همدان- أخبرنا الحافظ أبو عليّ بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان-فيما اذن لي في الرواية عنه-أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة:أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الأصبهاني حدّثني الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد اللّه الهمداني.

الرابع: و أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من أصبهان في سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،حدّثني سليمان بن أحمد بن عليّ بن سعيد الرازي حدثني محمد بن حميد،حدّثني زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد بن أبي الطفيل عامر بن واثلة في حديث احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام علي أهل الشوري من مناقبه و فضائله و هم يصدّقونه فيما ذكر،فكان فيما قال:أمنكم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها حتّي صلّي صلاة العصر غيري؟

قالوا:لا (1).

الخامس: موفق بن أحمد أيضا قال:أخبرني جمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد أخبرني والدي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عليّ بن بندار أخبرنا والدي الإمام أبو ذر أحمد بن عليّ بن بندار أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن مالك المالكي القصّار،حدّثنا أبو بكر محمد بن عليّ الآملي الأصبهاني حدّثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة الرعيني بمصر حدّثنا الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلمة بن سلامة الازدي المعروف بالطّحاوي أخبرنا أبو أميّة حدّثنا عبيد اللّه بن موسي العبيسي،حدّثنا الفضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن بن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوحي إليه و رأسه في حجر عليّ فلم يصل العصر حتّي غربت الشمس،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:صلّيت يا عليّ؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:لا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إنه كان في طاعتك و طاعة رسولك فاردد عليهم الشمس،قالت أسماء فرأيتها و قد غربت ثمّ رأيتها و قد طلعت بعد ما غربت (2).

السادس: الموفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي جعفر الطحاوي هذا أخبرنا عليّ بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدّثنا أحمد بن صالح حدّثنا ابن أبي فديك أخبرني محمد بن موسي عن عون بن محمد عن أمه أم جعفر عن أسماء بنت عميس:أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله صلّي الظهر

ص: 201


1- المناقب:/313ح 314.
2- المناقب:/306ح 301.

بالصهباء ثمّ أرسل عليّا في حاجة فرجع و قد صلّي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله العصر،فلمّا عاد و لم يلحق الصلاة فوضع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله رأسه في حجر عليّ فلم يتحرك عليّ حتّي غابت الشمس،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ صليت العصر؟

قال:لا،قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إنّ عبدك عليّا أحتسب بنفسه علي نبيك فردّ عليه شرفها فقالت أسماء:فطلعت الشمس حتّي وقفت علي الجبال و علي الأرض،ثمّ قام عليّ فتوضأ ثمّ صلّي العصر،ثمّ غابت الشمس،و ذلك بصهباء في غزاة خيبر (1).

السابع: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن بابويه الأصبهاني بنيسابور عن حامد بن محمد الهروي عن عليّ بن محمد بن عيسي عن محمد بن عكاشة عن محمد بن الحسين عن محمد بن سلمة عن خصيف عن مجاهد قال:قيل لابن عباس:ما تقول في عليّ-كرّم اللّه وجهه-فقال:ذكرت و اللّه أحد الثقلين سبق بالشهادتين و صلّي القبلتين و بايع البيعتين و هو أبو السبطين الحسن و الحسين،و ردّت عليه الشمس مرّتين من بعد ما غابت عن القبلتين،و جرّد السيف تارتين و هو صاحب الكرّتين فمثله في الامّة مثل ذي القرنين ذلك مولاي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الثامن: إبراهيم بن محمد الحمويني-من علماء العامّة-قال:أنبأني الشيخ شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة اللّه بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر بروايته عن أم المؤيد بنت أبي القاسم بن الحسن-إجازة-قال:أنبأنا أبو القاسم بن طاهر العدل-إجازة-و أخبرنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس،أنبأنا القاضي عبد الصمد بن محمد بن الفضل الأنصاري إجازة،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل العزاوي قال:أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا الإمام الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيّع قال:أنبأنا أبو زكريا القشيري،أنبأنا أبو عمرو أحمد ابن نصر،أنبأنا عباد بن يعقوب الرواجني،أنبأنا عليّ بن هاشم بن البريد عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار عن عليّ بن حسن بن حسن بن فاطمة بنت عليّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم عن أسماء بنت عميس:أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان في حجر عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فكره أن يحرّكه حتّي غابت الشمس و لم يصلّ العصر،فدعا رسول اللّه أن يردّ عليه الشمس فاقبلت الشمس لها خوار حتّي ارتفعت علي قدر ما كان في وقت العصر،قال:فصلي ثمّ رجعت (3).

ص: 202


1- المناقب:/306ح 302.
2- المناقب:/329ح 349.
3- فرائد السمطين:/183/1ب /37ح 146.

الباب الثاني و التسعون

في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا الأوّل: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن عمران المرزباني قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسي المكي قال:حدّثنا الشيخ الصالح أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد (1)بن حنبل قال:أخبرت عن عبد الرّحمن بن شريك عن أبيه قال:حدّثنا عروة بن عبد اللّه بن قشير الجعفي قال:دخلت علي فاطمة عليها السّلام بنت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هي عجوز كبيرة و في عنقها خرز و في يدها مسكتان فقالت:يكره للنساء أن يتشبهن بالرجال،ثمّ قالت:حدّثتني أسماء بنت عميس قالت:أوحي اللّه إلي نبيه محمد صلّي اللّه عليه و آله فتغشّاه الوحي فستره عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بثوبه حتّي غابت الشمس فلمّا سري عنه عليه السّلام قال:يا عليّ[ما]صلّيت العصر؟

قال:لا يا رسول اللّه شغلت عنها بك،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ رد (2)الشمس إلي عليّ بن أبي طالب،و قد كانت غابت فرجعت حتّي بلغت[الشمس]حجرتي و نصف المسجد (3).

الثاني: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن يسار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه في حديث الشوري و مناشدة عليّ عليه السّلام في مناقبه و احتجاجه عليهم و يعترفون بصحتها،فكان فيما احتج عليهم قال عليه السّلام:فهل فيكم أحد ردت عليه الشمس بعد ما غربت أو كادت حتّي صلّي العصر في وقتها غيري؟

قالوا:لا (4).

الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن موسي بن جعفر عن عمرو بن سعيد عن الحسين بن صدقة عن عمّار بن موسي قال:دخلت أنا و أبو عبد اللّه عليه السّلام مسجد

ص: 203


1- في المصدر:محمد.
2- في المصدر:أردد.
3- أمالي المفيد:94 المجلس 11 ح 3.
4- أمالي الطوسي:548 ح 1168 المجلس 20 ح 4.

الفضيخ فقال:يا عمّار تري هذه الوهدة (1)قلت:نعم،قال:كانت امرأة جعفر التي خلّف عليها أمير المؤمنين عليه السّلام قاعدة في هذا الموضع و معها ابناها من جعفر فبكت فقال لها ابناها:ما يبكيك يا أمه؟

قالت:بكيت لأمير المؤمنين عليه السّلام،فقالا لها:تبكين لأمير المؤمنين عليه السّلام و لا تبكين لأبينا؟ قالت:ليس هذا هكذا،و لكن ذكرت حديثا حدّثني به أمير المؤمنين عليه السّلام في هذا الموضع فأبكاني،قالا:و ما هو؟

قالت:كنت أنا و أمير المؤمنين في هذا المسجد،فقال:ترين هذه الوهدة.

قلت:نعم،قال:كنت أنا و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثمّ خفق حتّي غط و حضرت صلاة العصر و كرهت أن أحرّك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي ذهب الوقت و فاتت فانتبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا عليّ صلّيت؟

قلت:لا،قال:و لم ذلك؟ قلت:كرهت أن أوذيك،قال:فقام و استقبل القبلة و مد يديه كلتيهما و قال:اللّهمّ ردّ الشمس إلي وقتها حتّي يصلّي عليّ،فرجعت الشمس إلي وقت العصر حتّي صلّيت العصر ثمّ انقضّت انقضاض الكواكب (2).

الرابع: السيد المرتضي في«عيون المعجزات»قال:روي أن الشمس ردّت علي أمير المؤمنين عليه السّلام في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمكة و قد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله موعوكا فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين عليه السّلام[و حضر]وقت صلاة العصر فلم يبرح من مكانه و موضعه حتّي استيقظ فقال صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إن عليّا عليه السّلام كان في طاعتك فرد عليه الشمس ليصلي العصر،فردها اللّه عليه بيضاء [نقيّة]حتّي صلّي ثمّ غربت (3).

الخامس: صاحب«ثاقب المناقب»قال:و لقد رجعت له الشمس-يعني أمير المؤمنين عليه السّلام-في عهد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله نام عشية و رأسه في حجر عليّ-صلوات اللّه عليهما-و لم يكن عليّ صلّي العصر و قد دنت المغرب فقال له:يا عليّ أ صلّيت العصر؟

قال:لا،قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إن عليّا كان في طاعة رسولك فاردد عليه الشمس،فعادت

ص: 204


1- الوهدة:الأرض المنخفضة أو الهوة من الأرض.
2- الكافي:562/4 ح 7 باب إتيان المشاهد و قبور الشهداء.
3- عيون المعجزات:2 ط.النجف و طبع باسم غير المرتضي:حسين بن عبد الوهاب من معاصريه.

[الشمس]إلي موضعها وقت العصر (1).

السادس: ابن شهرآشوب في كتاب«المناقب»قال:روت أم سلمة و أسماء بنت عميس و جابر الأنصاري و أبو ذر و ابن عباس و الخدري و أبو هريرة و الصادق عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي بكراع الغميم فلمّا سلّم نزل عليه الوحي و جاء عليّ عليه السّلام و هو علي تلك الحال فأسنده إلي ظهره فلم يزل بتلك (2)الحال حتّي غابت الشمس و القرآن ينزل علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فلمّا تم الوحي قال:يا عليّ صليت؟

قال:لا،و قصّ عليه،فقال:ادع اللّه ليردّ علينا (3)الشمس،فسأل عليّ (4)فردت عليه الشمس بيضاء نقية (5).

السابع: ابن شهرآشوب قال:في رواية الطحاوي أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:اللّهمّ إن عليّا كان في طاعتك و طاعة رسولك فاردد[عليه]الشمس،فردّت،فقام عليّ فصلّي،فلمّا فرغ من صلاته وقعت الشمس و بدت الكواكب (6).

الثامن: ابن شهرآشوب قال في رواية أبي بكر بن مهرويه قالت أسماء:أما و اللّه لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب،و قالت:ذلك بالصهباء في غزوة خيبر،و روي أنه عليه السّلام صلّي إيماء فلمّا ردّت الشمس أعاد[الصلاة بأمر رسول اللّه]فأمر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حسان أن ينشد في (7)ذلك فأنشأ:

لا يقبل التوبة من تائب إلاّ بحب ابن أبي طالب

أخي رسول اللّه بل صهره و الصهر لا يعدل بالصاحب

يا قوم من مثل عليّ و قد ردّت عليه الشمس من غائب (8)

التاسع: أبو عليّ الطبرسي في كتاب«أعلام الوري»و الشيخ المفيد في إرشاده عن أم سلمة و أسماء بنت عميس و جابر بن عبد اللّه و أبو سعيد الخدري في جماعة من الصحابة أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله كان ذات يوم في منزله و عليّ بين يديه إذ جاءه جبرائيل يناجيه عن اللّه عزّ و جلّ،فلمّا تغشّاه الوحي توسّد فخذ أمير المؤمنين عليه السّلام فلم يرفع رأسه عنه حتّي غابت الشمس[فاضطر أمير

ص: 205


1- تاريخ دمشق:314/42 ط.دار الفكر،و الثاقب في المناقب:254 ح 220 الفصل 6 ح 2.
2- في المصدر:علي تلك.
3- في المصدر:عليك.
4- في المصدر:فسأل اللّه.
5- مناقب آل أبي طالب:144/2.
6- مناقب آل أبي طالب:144/2.
7- في المصدر:و سئل الصاحب أن ينشد.
8- المصدر السابق،و للحديث فيه صلة.

المؤمنين عليه السّلام لذلك] (1)و صلّي صلاة العصر جالسا بالإيماء،فلمّا أفاق النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال له:ادع اللّه ليرد عليك الشمس،فإن اللّه يجيبك لطاعتك اللّه و رسوله،فسأل اللّه عزّ و جلّ أمير المؤمنين في ردّ الشمس فردّت عليه حتّي صارت في موضعها من السماء وقت العصر،فصلّي أمير المؤمنين عليه السّلام الصلاة في وقتها ثمّ غربت،قالت أسماء بنت عميس:أما و اللّه لقد سمعنا لها عند غروبها كصرير المنشار في الخشب (2).

العاشر: ابن بابويه في كتاب الخصال قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال:حدّثني أحمد بن التغلبي قال:حدّثني محمد بن عبد الحميد قال:حدّثني حفص ابن منصور العطّار،و قال:حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده صلّي اللّه عليه و آله في حديث مناشدة عليّ عليه السّلام أبا بكر لما بايعه الناس قال صلّي اللّه عليه و آله في عدّة خصال له يذكرها له و مناقب يحتج بها عليه و يقول له أبو بكر:بل أنت،فكان فيما قال له عليه السّلام:فانشدتك باللّه أنت الذي ردّت له الشمس لوقت صلاته فصلاّها ثمّ توارت أم أنا؟

قال:بل أنت (3).

الحادي عشر: السيد المرتضي في«عيون المعجزات»قال:حدّثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين العطّار قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب«الكافي»قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن رزين القلاّء عن الفضيل بن يسار عن الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهم قال:لما رجع أمير المؤمنين عليه الصلاة من قتال أهل النهروان أخذ علي النهروانات و أعمال العراق و لم يكن يومئذ بنيت بغداد، فلمّا وافي ناحية براثا صلّي بالناس الظهر و رحلوا و دخلوا في أرض بابل و قد وجبت صلاة العصر، فصاح المسلمون:يا أمير المؤمنين عليه السّلام هذا وقت العصر قد دخل.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:هذه أرض مخسوف بها و قد خسف اللّه بها ثلاثا و عليه تمام الرابعة و لا يحل لوصي أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصل،فقال المنافقون:نعم هو لا يصلّي و يقتل من يصلّي،يعنون أهل النهروان،قال جويرية بن مسهر العبدي:فتبعته في مائة فارس و قلت:

ص: 206


1- عن الارشاد.
2- اعلام الوري:350/1،و الارشاد:346/1.
3- الخصال:550 ح 30 احتجاجه علي أبي بكر 43 خصلة من أبواب الأربعين.

و اللّه لا أصلّي أو يصلّي هو و لأقلّدنّه (1)صلاتي اليوم،قال:و سار أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه إلي أن قطع أرض بابل و تدلّت الشمس للغروب ثمّ غابت و احمرّ الافق قال:فالتفت إليّ أمير المؤمنين عليه السّلام و قال:يا جويرية هات الماء فقدّمت إليه الأداوة فتوضّأ ثمّ قال:أذّن يا جويرية.

فقلت:يا أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد،فقال عليه السّلام:أذّن للعصر،فقلت في نفسي:أذّن للعصر و قد غربت الشمس و لكن عليّ الطاعة،فأذّنت فقال لي:أقم ففعلت و إذ أنا في الإقامة إذ تحرّكت شفتاه بكلام كأنّه منطق الخطاطيف لم أفهم ما هو،فرجعت الشمس بصرير عظيم حتّي وقفت في مركزها من العصر،فقام عليه السّلام و كبّر و صلّي و صلّينا وراءه فلمّا فرغ من صلاته وقعت كأنّها سراج في طست و غابت و اشتبكت النجوم فالتفت و قال:أذّن أذان العشاء يا ضعيف اليقين (2).

الثاني عشر: ابن بابويه فيمن لا يحضره فقيه عن أبيه و محمّد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا:

حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد اللّه القروي عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري و عن أمّ المقدام الثقفية عن جويرية بن مسهر قال:أقبلنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من قتل الخوارج حتّي إذا قطعنا أرض بابل حضرت صلاة العصر،فنزل أمير المؤمنين عليه السّلام و نزل الناس فقال علي عليه السّلام:أيّها الناس إنّ هذه أرض ملعونة قد عذبت في الدّهر ثلاث مرّات،و في خبر أنّها مرّتين و هي تتوقّع الثالثة،و هي إحدي المؤتفكات،و هي أوّل أرض عبد فيها وثن،و إنّه لا يحلّ لنبيّ و لا وصيّ نبيّ أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ،فمال الناس عن جنبي الطريق يصلّون فركب هو بغلة رسول اللّه و مضي.

قال جويرية:فقلت:و اللّه لأتبعنّ أمير المؤمنين عليه السّلام و لأقلّدنه صلاتي اليوم،فمضيت خلفه فو اللّه ما جزنا جسر سوري حتّي غابت الشمس فشككت فالتفت إليّ و قال:يا جويرية أ شككت؟ فقلت:نعم يا أمير المؤمنين فنزل عن ناحية فتوضّأ ثمّ قام فنطق بكلام لا أحسنه إلاّ كأنّه بالعبراني،ثمّ نادي:الصلاة فنظرت و اللّه إلي الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير،فصلّي العصر و صلّيت معه فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إليّ فقال:يا جويرية بن مسهر إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (3) و إنّي سألت اللّه عزّ و جلّ باسمه العظيم فردّ عليّ

ص: 207


1- في المصدر:لا قلدته.
2- عيون المعجزات:2 ط.النجف،و مدينة المعاجز:195/1.
3- سوره 56 - آيه 74

الشمس.و روي أنّ جويرية لمّا رأي ذلك قال:وصيّ نبيّ و ربّ الكعبة (1).

الثالث عشر: السيّد الرضيّ في الخصائص قال:روي محمّد بن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد اللّه عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري عن أبي المقدام الثقفي قال:قال لي جويرية بن مسهر قطعنا مع أمير المؤمنين عليه السّلام جسر الصّراة في وقت العصر فقال:إنّ هذه أرض معذّبة لا ينبغي لنبيّ و لا وصيّ أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ قال:فتفرّق الناس يصلّون يمنة و يسرة و قلت أنا:لأقلدن هذا الرجل ديني و لا اصلّي حتّي يصلّي قال:فسرنا و جعلت الشمس تستقل قال:و جعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتّي وجبت الشمس و قطعت الأرض قال:فقال:يا جويرية أذّن،فقلت:أذّن و قد غابت الشمس؟قال:فأذّنت ثمّ قال لي:أقم فأقمت فلمّا قلت قد قامت الصلاة رأيت شفتيه تتحرّكان و سمعت كلاما كأنّه كلام العبرانية قال:فرجعت الشمس حتّي صارت في مثل وقتها في العصر فصلّي،فلمّا انصرف هوت إلي مكانها و اشتبكت النجوم.

و في حديث آخر عن جويرية بن مسهر أنّه قال:فلمّا انقضت صلاتنا سمعت الشمس و هي تنحط و لها صرير كصرير رحي البزر حتّي غابت و أنارت قال:فقلت:أنا أشهد أنّك وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال:يا جويرية أ ما سمعت اللّه يقول: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (2) ؟ فقلت:بلي،فقال:إنّي سألت ربّي باسمه العظيم فردّها عليّ (3).

الرابع عشر: محمد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن عبد اللّه بن يحيي عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير عن أبي المقدام عن جويرية بن مسهر قال:أقبلنا مع أمير المؤمنين بعد قتل الخوارج حتّي إذا صرنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر،فنزل أمير المؤمنين عليه السّلام فنزلت الناس فقال أمير المؤمنين:أيّها الناس إنّ هذه أرض ملعونة قد عذّبت من الدّهر ثلاث مرّات و هي إحدي المؤتفكات و هي أوّل أرض عبد عليها وثن،و إنّه لا يحلّ لنبيّ و لا وصيّ نبيّ أن يصلّي بها فأمر الناس فمالوا إلي جنبي الطريق يصلّون و ركب بغلة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فمضي عليها،فقال جويرية:فقلت:و اللّه لأتبعن أمير المؤمنين و لأقلّدنه صلاتي اليوم فمضيت خلفه فو اللّه ما جزنا جسر سوري حتّي غابت الشمس قال:فسببته أو هممت أن أسبّه قال:فالتفت إليّ و قال:جويرية،

ص: 208


1- من لا يحضره الفقيه:/204/1ح 611.
2- سوره 56 - آيه 74
3- خصائص الأئمة 57.

قلت:نعم يا أمير المؤمنين قال:فنزل ناحية فتوضّأ ثمّ قام فنطق الكلام لا أحسبه إلاّ بالعبرانية ثمّ نادي بالصلاة فنظرت و اللّه إلي الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير فصلّي العصر فصلّيت معه،فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إليّ فقال:يا جويرية إنّ اللّه تبارك و تعالي يقول: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (1) و إنّي سألت اللّه سبحانه باسمه الأعظم فردّ عليّ الشمس (2).

الخامس عشر: ثاقب المناقب عن داود بن كثير الرّقي عن جويرية بن مسهر قال:لمّا رجعنا من قتال أهل النهروان مررنا ببابل فقال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه:إنّ هذه أرض معذّبة قد عذّبت مرّتين،و قد هلك فيها مائة ألف و مائتان فلا يصلّي فيها نبيّ و لا وصيّ نبيّ فمن أراد منكم فليصلّ العصر،قال جويرية:فقلت و اللّه لأقلّدنّ الليلة ديني و أمانتي قال:فسرنا إلي أن غابت الشمس و اشتبكت النجوم و دخل وقت العشاء الآخرة،فلمّا خرجنا من أرض بابل نزل صلوات اللّه عليه عن البغلة ثمّ نفض التراب عن حوافرها ثمّ قال لي:يا جويرية انفض التراب عن حوافر دابّتك قال:

ففعلت،ثمّ قال لي:يا جويرية أذّن للعصر قال:فقلت:ثكلتك أمّك يا جويرية ذهب النهار و هذا الليل،و أذّنت للعصر فرجعت الشمس فسمعت لها صريرا كصرير البكرة حتّي عادت إلي موضعها للعصر بيضاء نقيّة قال:فصلّي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ثمّ قال:أذّن للمغرب يا جويرية فأذّنت فرأيت الشمس راجعة كالفرس الجواد ثمّ صلّيت المغرب ثمّ قال:أذّن للعشاء الآخرة ثمّ قلت:وصيّ محمّد و ربّ الكعبة ثلاث مرّات،لقد ضلّ و هلك و كفر من خالفك (3).

السادس عشر: أبو علي الطبرسي في كتاب اعلام الوري،و المفيد في إرشاده رويا أنّه لما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من الصحابة بتعبير دوابّهم و رحالهم و صلّي عليه السّلام بنفسه في طائفة معه العصر،فلم يفرغ الناس من عبورهم حتّي غربت الشمس ففاتت الصلاة كثيرا منهم و فات الجمهور فضل الاجتماع معه فتكلّموا في ذلك،فلمّا سمع كلامهم فيه سأل اللّه تعالي عزّ اسمه ردّ الشمس عليه لتجتمع كافّة الصحابة علي صلاة العصر في وقتها،فأجابه اللّه تعالي إلي ردّها عليه و كانت في الأفق علي الحال التي تكون عليها وقت العصر،فلمّا سلّم بالقوم غابت،فسمع لها و جيب شديد هال الناس ذلك و أكثروا من التسبيح و التهليل و الاستغفار،و الحمد للّه علي نعمته التي ظهرت فيهم و سار خبر ذلك في الآفاق و انتشر ذكره في الناس (4).

ص: 209


1- سوره 56 - آيه 74
2- نقله عنه المجلسي في البحار:/440/33ح 647.
3- الثاقب في المناقب /253فصل /6ح 1.
4- الإرشاد:346/1.إعلام الوري:351/1.

السابع عشر: ابن شهرآشوب في كتاب المناقب عن كتاب ابن بابويه و أبي القاسم البستي و القاضي أبي عمرو بن أحمد عن جابر و أنس أنّ جماعة نقصوا عليّا عليه السّلام عند عمر فقال سلمان:

أو ما تذكر يا عمر اليوم الذي كنت و أبو بكر و أنا و أبو ذرّ عند رسول اللّه و بسط لنا شملة و أجلس كلّ واحد منّا علي طرف و أخذ بيد عليّ و أجلسه وسطها ثمّ قال:قم يا أبا بكر و سلّم علي عليّ بالإمامة و خلافة المسلمين و هكذا كلّ واحد منّا ثم قال:يا عليّ سلّم علي هذا النور-يعني الشمس-فقال أمير المؤمنين:أيتها الآية المشرقة السلام عليك فأجابت القرصة و ارتعدت و قالت:و عليك السلام يا وليّ اللّه و وصيّ رسوله (1).

و سيأتي الحديث به بتمامه إن شاء اللّه تعالي في الباب السادس و التسعين من باب تكليم الشمس عليّا عليه السّلام و السلام عليه من طريق الخاصّة و هو الحديث الرابع.

ص: 210


1- مناقب آل أبي طالب:161/2.

الباب الثالث و التسعون

في تكليم الشمس عليّا أمير المؤمنين عليه السّلام و سلامها عليه

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: صدر الأئمّة عند المخالفين موفق بن أحمد الخوارزمي الخطيب في كتاب فضائل أمير المؤمنين قال:أنبأني سيّد الحفّاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همذان،أخبرنا عبدوس بن عبدوس الهمداني كتابة،حدّثنا الشيخ أبو الفرج حمّد بن سهل حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن تركان،حدّثنا زكريا بن هاني أبو القاسم ببغداد،حدثنا محمد بن زكريا الغلابي،حدّثنا الحسن بن موسي بن محمد بن عباد الجزار،حدّثنا عبد الرّحمن بن القاسم الهمداني،حدّثنا أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن الناصح عليّ بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الثقة محمّد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن الرضا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن الأمين موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الصادق جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن البرّ الحسين بن علي بن أبي طالب عن المرتضي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام عن المصطفي محمّد الأمين سيّد المرسلين الأوّلين و الآخرين صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه:يا أبا الحسن كلّم الشمس فانّها تكلّمك،قال عليّ رضي اللّه عنه:السلام عليك أيها العبد المطيع للّه تعالي،فقالت الشمس:

و عليك السلام يا أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين،يا علي أنت و شيعتك في الجنّة،يا علي أوّل من تنشق الأرض عنه محمّد ثمّ أنت و أوّل من يحبي محمّد ثمّ أنت و أوّل من يكسي محمّد ثمّ أنت،قال:فانكبّ عليّ ساجدا و عيناه تذرفان بالدموع فانكبّ عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله

ص: 211

و قال:يا أخي و حبيبي ارفع رأسك فقد باهي اللّه بك أهل سبع سماوات (1).

الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان العامّة قال:أنبأني العدل عليّ بن أنجب بن عبد اللّه عن الإمام ناصر بن أبي المكارم المطرزي عن الإمام أخطب خوارزم الموفّق بن أحمد المكّي إجازة،حدّثنا و أنبأني العدل صفيّ الدين بن المليحاني البزاز عن الشيخ موفق الدين داود بن معمر القرشي إجازة قالا:ابنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال:أنبأني الشيخ أبو الفرج حمد بن سهل،نبّأنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن بركان،نبّأنا محمد بن زكريا الغلابي،نبّأنا الحسن بن موسي بن محمد بن عبّاد الخزّاز،نبّأنا عبد الرّحمن بن القاسم الهمداني،نبّأنا أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين عن الناصح عليّ بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم عن الثقة محمّد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات للّه عليهم عن الرضا علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين عن الأمين الكاظم موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين عن البرّ الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن المرتضي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و أولاده أجمعين عن المصطفي محمّد الأمين سيّد الأوّلين و الآخرين صلّي اللّه عليه و عليهم أجمعين قال لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه:يا أبا الحسن كلّم الشمس فانّها تكلّمك،قال عليّ عليه السّلام:السلام عليك أيّها العبد المطيع للّه و لرسوله فقالت الشمس:و عليك السلام يا أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين،يا علي أنت و شيعتك في الجنّة،يا علي أوّل من تنشق عنه الأرض محمّد ثمّ أنت،و أوّل من يحيي محمد ثمّ أنت و أوّل من يكسي محمّد ثمّ أنت،فسجد عليّ عليه السّلام للّه تعالي و عيناه تذرفان بالدموع فانكبّ عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا أخي و حبيبي ارفع رأسك فقد باهي اللّه بك أهل سبع سماوات (2).

و هذا الحديث هو الأوّل و ذكرناهما حديثين لاختلاف السند.

ص: 212


1- المناقب /113ح 123.
2- فرائد السمطين:/184/1ب /38ح 147.

الثالث: محمد بن علي بن شهرآشوب في كتاب الفضائل من طريق العامّة و الخاصّة رواه عن ابن شيرويه الديلمي و عبدوس الهمداني و الخطيب الخوارزمي من كتبهم،و أجازني جدي المكنّي شهرآشوب من كتب أصحابنا عن ابن قولويه و الكشي و العبدكي و محمد الفتال و اللفظ له عن سلمان و أبي ذرّ و ابن عبّاس و علي بن أبي طالب عليه السّلام أنّه لمّا فتح اللّه مكّة و انتهينا إلي هوازن قال النبيّ عليه السّلام:يا علي قم فانظر إلي كرامتك علي اللّه تعالي،كلّم الشمس إذا طلعت فقام عليّ و قال:

السلام عليك أيّتها العبد الذائب في طاعة ربّه،فأجابته الشمس و هي تقول:و عليك السلام يا أخا رسول اللّه و وصيّه و حجّته علي خلقه،و انكبّ عليّ ساجدا شكرا للّه تعالي و أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله برأسه يقيمه و يمسح وجهه و يقول:قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك و باهي اللّه بك حملة العرش ثمّ قال:الحمد للّه الذي فضّلني علي سائر الأنبياء و أيّدني بوصيّي سيّد الأوصياء ثمّ قرأ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً (1) الآية (2).

ص: 213


1- سوره 3 - آيه 83
2- مناقب آل أبي طالب:149/2.

الباب الرابع و السبعون

في تكليم الشمس عليا عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه ستّة أحاديث الأوّل: محمد بن العبّاس بن عليّ بن مروان بن ماهيار ثقة ثقة المعروف بابن الحجّام بضمّ الجيم في تفسيره ما نزل في أهل البيت من القرآن عن محمد بن سهل العطّار عن أحمد بن محمّد عن أبي زرعة عبد اللّه بن عبد الكريم عن قبيصة بن عقبة عن سفيان بن يحيي عن جابر بن عبد اللّه قال:لقيت عمّارا في بعض سكك المدينة فسألته عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فأخبر أنّه في مسجده في ملأ من قومه و أنّه لما صلّي الغداة أقبل علينا فبينما نحن كذلك و قد بزغت الشمس إذ أقبل عليّ عليه السّلام فقام إليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قبّل ما بين عينيه و أجلسه إلي جنبه حتّي مست ركبتاه ركبتيه ثمّ قال:يا علي قم للشمس فكلّمها فانّها تكلّمك فقام أهل المسجد فقالوا:أ تري عين الشمس تكلّم عليّا؟و قال بعضهم:لا يزال يرفع حسيسة ابن عمّه و ينوّه باسمه إذ خرج عليّ عليه السّلام فقال للشمس:كيف أصبحت يا خلق اللّه؟ فقالت:بخير يا أخا رسول اللّه،يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكلّ شيء عليم،فرجع عليّ عليه السّلام إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي تخبرني أو أخبرك؟فقال:منك أحسن يا رسول اللّه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أمّا قولها لك:يا أوّل فأنت أوّل من آمن باللّه،و قولها لك:يا آخر فأنت آخر من يعاينني علي مغسلي،و قولها:يا ظاهر فأنت أوّل من يظهر علي مخزون سرّي،و قولها:يا باطن فأنت المستبطن لعلمي،و أمّا العليم بكلّ شيء فما أنزل اللّه علما من الحلال و الحرام و الفرائض و الأحكام و التنزيل و التأويل و الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه و المشكل إلاّ و أنت به عليم،و لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصاري في عيسي لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به،قال جابر:فلمّا فرغ عمّار من حديثه أقبل سلمان فقال عمّار:و هذا سلمان كان معنا،فحدّثني سلمان كما حدّثني عمّار (1).

الثاني: محمّد بن العبّاس هذا عن عبد العزيز بن يحيي عن محمد بن زكريا عن علي بن حكيم عن الربيع بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن الحسن عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال:بينما النبيّ ذات

ص: 214


1- نقله عنه المجلسي في البحار:/181/41ح 17.

يوم و رأسه في حجر علي عليه السّلام إذ نام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و لم يكن علي عليه السّلام صلّي العصر فقامت الشمس تغرب فانتبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فذكر له عليّ عليه السّلام شأن صلاته فدعا اللّه فردّ اللّه الشمس كهيئتها،و ذكر حديث ردّ الشمس فقال له:يا عليّ قم فسلّم علي الشمس و كلّمها فانّها تكلّمك فقال له:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكيف أسلّم عليها؟فقال:قل:السلام عليك يا خلق اللّه،فقام عليّ عليه السّلام و قال:السلام عليك يا خلق اللّه فقالت:عليك السلام يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن،يا من ينجي محبّيه و يوبق مبغضيه فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما ردّت عليك الشمس،فكان علي كاتما عنه فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:قل ما قالت لك الشمس،فقال له ما قالت،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:إنّ الشمس قد صدقت،و عن أمر اللّه نطقت أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أنت آخر الوصيّين،ليس بعدي نبي و لا بعدك وصيّ،و أنت الظاهر علي أعدائك، و أنت الباطن في العلم الظاهر عليه و لا فوقك فيه أحد،أنت عيبة علمي و خزانة وحي ربّي و أولادك خير الأولاد،و شيعتك هم النجباء (1).

الثالث: السيّد المرتضي في عيون المعجزات قال:حدّثني ابن عبّاس الجوهري قال:حدّثني أبو طالب عبيد اللّه بن محمد الأنباري قال:حدّثني أبو الحسين محمد بن زيد التستري قال:حدّثني أبو سمينة محمد بن علي الصيرفي قال:حدّثني إبراهيم بن عمر اليماني عن حمّاد بن عيسي الجهني المعروف بغريق الجحفة قال:حدّثني عمر بن اذينة عن أبان ابن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال:سمعت أبا ذرّ جندب بن جنادة الغفاري قال:رأيت السيّد محمّدا صلّي اللّه عليه و آله و قد قال لأمير المؤمنين ذات ليلة:إذا كان غدا اقصد إلي جبال البقيع وقف علي نشز من الأرض،فإذا بزغت الشمس فسلّم عليها فإنّ اللّه تعالي قد أمرها أن تجيبك بما فيك،فلمّا كان من الغد خرج أمير المؤمنين عليه السّلام و معه أبو بكر و عمر و جماعة من المهاجرين و الأنصار حتّي وافي البقيع و وقف علي نشز من الأرض،فلمّا طلعت الشمس قال عليه السّلام:السلام عليك يا خلق اللّه الجديد المطيع له،فسمعوا دويّا من السماء و جواب قائل يقول:و عليك السلام يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن،يا من هو بكلّ شيء عليم،فلمّا سمع أبو بكر و عمر و المهاجرون و الأنصار كلام الشمس صعقوا ثمّ أفاقوا بعد ساعات و قد انصرف أمير المؤمنين عن المكان،فوافوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع الجماعة و قالوا:أنت تقول إنّ عليّا بشر مثلنا و قد خاطبته الشمس بما خاطب البارئ به نفسه،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:و ما سمعتموه منها؟فقالوا:سمعناها تقول:السلام عليك يا أول،قال:صدقت،هو أول من آمن بي،فقالوا:

سمعناها تقول:يا آخر قال:صدقت،هو آخر الناس عهدا بي يغسّلني و يكفنني و يدخلني قبري

ص: 215


1- بحار الأنوار:/181/41ح 18.

و قالوا:سمعنا تقول:يا ظاهر قال:صدقت،ظهر علمي كلّه له فقالوا:سمعناها تقول:يا باطن قال:

صدقت،بطن سري كلّه،قالوا:سمعناها تقول يا من هو بكلّ شيء عليم قال:صدقت هو عالم بالحلال و الحرام و الفرائض و السنن و ما شاكل ذلك،فقاموا كلّهم و قالوا:لقد وقعنا محمد في طخياء،و خرجوا من باب المسجد (1).

الرابع: صاحب ثاقب المناقب يرفعه إلي عبد اللّه بن مسعود قال:كنّا مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذ دخل عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أبا الحسن أ تحبّ أن نريك كرامتك علي اللّه؟قال:نعم بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه،قال:فإذا كان غدا فانطلق إلي الشمس معي فإنّها ستكلّمك بإذن اللّه تعالي،قال:فماجت قريش و الأنصار بأجمعهم،فلمّا أصبح صلّي الغداة و أخذ بيد عليّ بن أبي طالب و انطلقا ثمّ جلسا ينتظران طلوع الشمس،فلمّا طلعت قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي كلّمها فإنّها مأمورة و إنّها ستكلّمك،فقال عليه السّلام:السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته أيّها الخلق السامع المطيع فقالت الشمس:و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته يا خير الأوصياء،لقد أعطيت في الدنيا و الآخرة ما لا عين رأت و لا اذن سمعت،فقال عليّ عليه السّلام:ما ذا أعطيت؟فقالت:لم يؤذن لي أن أخبرك فيفتتن الناس و لكن هنيئا لك العلم و الحكمة في الدنيا و الآخرة،و أما في الآخرة فأنت ممّن قال اللّه فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (2) و أنت ممّن قال اللّه تعالي فيه: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (3) فأنت المؤمن الذي خصّك اللّه بالايمان.

و روي أنّ الشمس كلّمته ثلاث مرّات (4).

الخامس: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا القاسم بن عبّاس قال:حدّثنا أحمد بن يحيي الكوفي قال:حدّثنا أبو قتادة الحراني عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن زاذان عن ابن عبّاس قال:لما فتح اللّه عزّ و جلّ مكّة خرجنا و نحن ثمانية آلاف رجل فلمّا أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين فرفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الهجرة و قال:لا هجرة بعد فتح مكّة ثمّ انتهينا إلي هوازن فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:يا علي قم فانظر كرامتك علي اللّه عزّ و جلّ كلّم الشمس إذا طلعت قال ابن عبّاس:و اللّه ما حسدت أحدا إلاّ عليّ بن أبي طلب ذلك اليوم و قلت للفضل:قم ننظر كيف يكلّم عليّ بن أبي طالب الشمس،فلمّا طلعت الشمس قام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة ربّه فأجابته الشمس و هي

ص: 216


1- بحار الأنوار:/181/41ح 16.كتاب سليم بن قيس 453.عيون المعجزات 4.
2- سوره 32 - آيه 17
3- سوره 32 - آيه 18
4- الثاقب في المناقب /255ح 3.

تقول:و عليك السلام يا أخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و حجّة اللّه علي خلقه قال:فانكبّ علي عليه السّلام ساجدا شكرا للّه عزّ و جلّ قال:فو اللّه لقد رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام فأخذ برأس عليّ عليه السّلام يقيمه و يمسح وجهه و يقول:قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك،و باهي اللّه عزّ و جلّ بك حملة عرشه (1).

السادس: الشيخ عليّ بن يونس النباطي العاملي في كتاب الصراط المستقيم قال:روي محمد ابن مسلم عن الباقر عن جابر أنّ الشمس كلّمت عليا سبع مرّات:الأول قالت:يا أمير المؤمنين اشفع لي عند ربّي لا يعذّبني،الثاني:مرني بأن أحرق مبغضيك،الثالث:لما قال لها ببابل ارجعي قالت:لبّيك،الرابع:قال لها:هل تعرفين لي خطيئة؟قالت:و عزّة ربّي لو خلق اللّه الخلق مثلك لم يخلق النار،الخامس:لما اختلفوا في الصلاة في عهد أبي بكر فخالفوا عليّا فقالت:الحقّ له و بيده و معه،و سمعها قريش و من حضر،السادس:لمّا جاءته بالسطل فتوضّأ و قال:من أنت؟قالت:

الشمس المضيئة،السابع:لما دنت وفاته جاءته فسلّمت عليه و عهد إليها و عهدت إليه (2).

ص: 217


1- أمالي الصدوق /685مجلس /86ح 14.
2- الصراط المستقيم:204/1.

الباب الخامس و التسعون

في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي،قدم علينا واسطا قال:أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد ابن محمد بن عبد اللّه بن خالد الكاتب،أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال:حدّثنا عمر بن أحمد قال:حدّثنا الحسن بن إدريس بن أبي الربيع الجرجاني قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال:حدّثنا معمر عن أبان عن أنس بن مالك قال:أهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بساط من بهندف فقال لي:يا أنس ابسطه فبسطته ثمّ قال:ادع العشرة فدعوتهم فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس علي البساط،ثمّ دعا عليا فناجاه طويلا ثمّ رجع عليّ فجلس علي البساط ثمّ قال:يا ريح احملينا فحملتنا الريح قال:فإذا البساط يدف بنا دفّا ثمّ قال:يا ريح ضعينا ثمّ قال:تدرون في أيّ مكان أنتم؟قلنا:لا قال:هذا موضع الكهف و الرقيم قوموا فسلّموا علي اخوانكم،فقمنا رجل رجل فسلّما عليهم فلم يردّوا علينا،فقام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:السلام عليكم معاشر الصدّيقين و الشهداء قال:فقالوا:عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته قال:فقلنا:ما بالهم ردّوا عليك و لم يردّوا علينا؟قال:فقال:ما بالكم لم تردّوا علي اخواني؟فقالوا:انّا معاشر الصدّيقين و الشهداء لا نكلّم بعد الموت إلاّ نبيّا أو وصيّا،قال:يا ريح احملينا فحملتنا يدفّ بنا دفّا ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا فإذا نحن بالحرّة قال:فقال علي:ندرك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في آخر ركعة فطوينا و أتينا و إذا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقرأ في آخر ركعة أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (1) (2).

الثاني: الثعلبي قد ذكر خبر البساط و زاد فيه قال:فصاروا إلي رقدتهم إلي آخر الزمان عند خروج القائم المهدي عليه السّلام يسلّم عليهم فيحييهم اللّه تعالي له ثمّ يرجعون إلي رقدتهم فلا يقومون إلي يوم القيامة (3).

الثالث: مجاهد عن ابن عبّاس أنه قال:دعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم فقال:يا

ص: 218


1- سوره 18 - آيه 9
2- مناقب ابن المغازلي/155/ح280/.
3- نقله عنه المجلسي في البحار:150/39.

علي ائتني ببساط فأتي به فبسطه ثمّ دعا بأبي بكر فأقعده علي العروة الأولي،ثمّ دعا عمر فأقعده علي العروة الثانية ثمّ دعا عمّار بن ياسر فأقعده علي العروة الثالثة ثمّ دعا سلمان فأقعده علي العروة الرابعة ثمّ دعا علي بن أبي طالب فأقعده علي وسطه ثمّ رفع يده إلي السماء فقال:اللّهمّ إنّك أمرت الريح أن تطيع سليمان بن داود فأطاعت فأذن لها ترفع هذا البساط في الهواء،فجاءت ريح غير مؤذية فرفعت البساط في الهواء فوضعته في بلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربّهم قال:فالتفت القوم بعضهم إلي بعض فقال لهم علي بن أبي طالب:ما لي أراكم بالتفات بعضكم إلي بعض؟قالوا:يا أبا الحسن أين نحن؟فقال:أنتم ببلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربهم فقام أبو بكر و دنا إلي باب الكهف و أصغي بإذنه طويلا فسمع من أهل الكهف همهمة شديدة فقال:

السلام عليكم يا أصحاب الكهف،أ فتية آمنتم بربّكم،فلم يجبه أحد فانصرف أبو بكر و جلس مجلسه،فقام عمر هكذا و عمّار و سلمان علي هذا الرسم،ثمّ قام عليّ المرتضي عليه السّلام و دنا إلي الكهف و أصغي بإذنه فسمع من أهل الكهف همهمة شديدة فقال:السلام عليكم يا أصحاب الكهف،فتية آمنتم بربّكم فقالوا:عليك السلام يا وصيّ رسول اللّه،إنّا أمرنا أن لا نجيب داعيا إلاّ لنبيّ أو وصيّ نبيّ فعليك السلام،اقرأ محمّدا منّا السلام،فانصرف عليّ و جلس مجلسه ثمّ رفع يده إلي السماء فقال:اللّهم استجب دعوة نبيّك و دعا بدعوات فجاءت ريح غير مؤذية فردّت البساط إلي المدينة حتّي وضعته بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:يا رسول اللّه إنّهم يقرءونك السلام و يقولون:إنّا امرنا أن لا نجيب داعيا إلاّ لنبيّ أو وصيّ نبيّ فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

أبشر يا علي فو الذي بعثني بالحقّ نبيّا لقد فضّلك اللّه و كرمك علي جميع الامّة (1).

الرابع: أبو القاسم علي بن موسي بن طاوس في كتاب سعد السعود نقله من طريق العامّة قال:

و من تفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني من تفسير سورة الكهف بإسناده عن محمد بن أبي يعقوب الجوال الدينوري قال:حدّثني جعفر بن نصر بحمص قال:حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال:أهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بساط من قرية يقال لها الجندب (2)فقعد عليه عليّ عليه السّلام و أبو بكر و عمر و عثمان و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

يا عليّ قل:يا ريح احملينا فقال عليّ عليه السّلام:يا ريح احملينا فحملتهم حتّي أتوا أصحاب الكهف فسلّم أبو بكر و عمر فلم يردّوا عليهما السلام،ثمّ قام عليّ فسلّم فردّوا عليه السلام فقال أبو بكر:يا علي ما بالهم ردّوا عليك و ما ردّوا علينا؟فقال لهم عليّ فقالوا:إنّا لا نردّ بعد الموت إلاّ علي نبيّ أو وصيّ

ص: 219


1- لم نجده في المصادر.
2- في المصدر:بهبدت.

نبيّ ثمّ قال عليّ:يا ريح احملينا فحملتنا ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا فركز برجله الأرض فتوضّأ علي و توضّأنا ثمّ قال:يا ريح احملينا فحملتنا فوافينا المدينة و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في صلاة الغداة و هو يقرأ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (1) فلمّا قضي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الصلاة قال:يا علي أخبروني عن مسيركم أم تحبّون أن أخبركم قالوا:بل تخبرنا يا رسول اللّه،فقال أنس:فقصّ القصّة كأنّه معنا (2).

الخامس: صاحب ثاقب المناقب من طريق العامّة قال:حدّث معمر عن الزهري عن قتادة عن أنس قال:كنّا جلوسا في المسجد عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قد كان أهدي إليه بساط فقال:ادع عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فدعوته ثمّ أمرني أن أدعو أبا بكر و عمر و جميع الصحابة فدعوتهم كما أمرني نبيّ اللّه و أمرني أن أبسط البساط فبسطته،ثمّ أقبل علي عليّ عليه السّلام فأمره بالجلوس علي البساط و أمر أبا بكر و عمر و عثمان بالجلوس مع أمير المؤمنين و جلست مع من جلس فلما استقر بنا المجلس أقبل علي علي عليه السّلام و قال:يا أبا الحسن قل:يا ريح الصبا احمليني،و اللّه خليفتي عليك و هو حسبي و نعم الوكيل.

قال أنس:فنادي أمير المؤمنين عليه السّلام كما أمره النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فو الذي بعث محمّدا بالحقّ نبيّا ما كان إلاّ هنيئة حتّي صرنا في الهواء ثمّ نادي:يا ريح الصبا ضعيني فإذا نحن في الأرض،فأقبل عليّ علينا و قال:يا معاشر الناس أ تدرون أين أنتم؟و بمن قد حللتم؟فقلنا:لا،فقال أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام:

أنتم عند أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من آياتنا عجبا فمن أحبّ أن يسلّم علي القوم فليقم، فأوّل من قام أبو بكر فسلّم علي القوم فلم يردوا عليه الجواب،ثمّ قام عمر فسلّم عليهم فلم يردّوا عليه الجواب فلم يزل القوم يقومون واحدا بعد واحد و يسلّمون و لم يردوا عليهم الجواب إلي أن قام أمير المؤمنين عليه السّلام فنادي:السلام عليكم أيّها الفتية،فتية أهل الكهف و الرقيم الذين كانوا من آياتنا عجبا فقالوا:و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته أيّها الإمام و أخا سيّد الأنام محمّد،فلمّا سمع القوم كلامهم لأمير المؤمنين قالوا:يا أبا الحسن بحقّ ابن عمك محمّد صلّي اللّه عليه و آله سل القوم ما بالهم سلّمنا عليهم فلم يردّوا علينا السلام؟فقال عليه السّلام:أيّتها الفتية ما بالكم لم تردّوا السلام علي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قالوا:يا أبا الحسن قد امرنا أن لا نسلّم إلاّ علي نبيّ أو وصيّ نبي،و أنت خير الوصيّين و ابن عمّ خير النبيّين و أنت أبو الائمّة المهديّين و زوج فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين و الآخرين

ص: 220


1- سوره 18 - آيه 9
2- سعد السعود 112.

و قائد الغرّ المحجّلين إلي جنّات النعيم فلمّا استتم القوم كلامهم أمرنا بالجلوس علي البساط ثمّ نادي:يا ريح الصبا احمليني فإذا نحن في الهواء ما شاء اللّه ثمّ قال:يا ريح ضعيني فإذا نحن في الأرض فوكز الأرض برجله فإذا نحن بعين ماء فقال:معاشر الناس توضئوا للصلاة فإنّكم تدركون صلاة العصر مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:فتوضّأنا ثمّ أمرنا بالجلوس علي البساط فجلسنا ثمّ قال:يا ريح الصبا احمليني فإذا نحن في الهواء،ثمّ قال:يا ريح الصبا ضعيني فإذا نحن في مسجد رسول اللّه و قد صلّي ركعة واحدة فصلّينا معه ما بقي من الصلاة و ما فات بعده و سلّمنا علي النبيّ فأقبل بوجهه علينا و قال:يا أنس تحدّثني أم احدّثك؟فقلت:الحديث منك أحسن،فحدّثني حتّي كأنّه معنا ثمّ قال عقيب ذكره هذا الحديث:قال عليّ بن موسي بن طاوس:هذا الحديث رويناه من عدّة طرق مذكورات و إنّما ذكرناه هنا لأنّه من رجال الجمهور و هم غير متّهمين فيما ينقلونه لمولانا عليّ عليه السّلام من الكرامات (1).

ص: 221


1- الثاقب في المناقب /176ح 4.

الباب السادس و التسعون

في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: ابن طاوس عقيب ذكره الحديث السابق (1)قال:فصل فيما نذكره من مجلّد آخر من ترجمة كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و تفسير معانيها من القرآن العظيم،و أوّله خطبة أوّلها الحمد للّه المستحقّ للحمد بآلائه و لم يذكر اسم مصنّفه فنذكر منه حديث البساط برواية وجدناها في هذا الكتاب فيحتمل أن يكون رواية واحدة فرواها أنس بن مالك مختصرة و رواها جابر بن عبد اللّه مشروحة،و يحتمل أن يكون حمل البساط لهم دفعتين روي كلّ واحد ما رآه،و هو من الوجهة الثانية من القائمة السادسة من الكرّاس السادس منه بلفظة،حدّثنا أحمد بن محمد (2)قال:حدّثنا أحمد بن الحسين قال:حدّثنا الحسن بن دينار عن عبد اللّه بن موسي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عليهما السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري رحمة اللّه عليه قال:خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما و نحن في مسجده فقال:من هاهنا؟ فقلت:أنا يا رسول اللّه و سلمان الفارسي فقال:يا سلمان اذهب فادع مولاك عليّ بن أبي طالب.

قال جابر:فذهب سلمان ينتدب به حتّي استخرج عليّا من منزله،فلمّا دنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام إليه فخلا به و أطال مناجاته و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ و يتهلهل حسنا ثمّ انصرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من مناجاته فجلس فقال له:أسمعت يا علي و وعيت؟قال:نعم يا رسول اللّه.

قال جابر:ثمّ التفت إليّ و قال:يا جابر ادع لي أبا بكر و عمر و عبد الرّحمن بن عوف الزهري فذهبت مسرعا فدعوتهم فلمّا حضروا قال:يا سلمان اذهب إلي منزل أمّك أمّ سلمة و ايتني ببساط الشعر الخيبري قال جابر:فذهب سلمان فلم يلبث أن جاء بالبساط فأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سلمان فبسطه ثمّ قال لأبي بكر و عمر و عبد الرّحمن:اجلسوا،كلّ واحد منكم علي زاوية من البساط فجلسوا كما أمرهم ثمّ خلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسلمان فناجاه فأسرّ إليه شيئا ثمّ قال له:اجلس في الزاوية الرابعة فجلس سلمان ثمّ أمر عليّا أن يجلس في وسطه ثمّ قال له:قل ما أمرتك فو الذي

ص: 222


1- و هو الحديث الرابع في الباب السابق.
2- في المصدر:محمد بن أحمد.

بعثني بالحقّ نبيّا لو قلت علي الجبل لسار،فحرّك علي عليه السّلام شفتيه فاختلج البساط فمرّ بهم،قال جابر:فسألت سلمان فقلت:أين مرّ بكم البساط؟

قال:و اللّه ما شعرنا بشيء حتّي انقض بنا البساط في ذروة جبل شاهق و صرنا إلي باب كهف، قال سلمان:فقمت و قلت لأبي بكر:يا أبا بكر قد أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن تصرخ في هذا الكهف بالفتية الذين ذكرهم اللّه في كتابه،فقام أبو بكر و صرخ بهم بأعلي صوته فلم يجبه أحد،ثمّ قلت لعمر:قم و اصرخ بهم في هذا الكهف كما صرخ أبو بكر فصرخ عمر فلم يجبه أحد،ثمّ قلت لعبد الرّحمن:قم و اصرخ كما صرخ أبو بكر و عمر فصرخ فلم يجبه منهم أحد،ثمّ قمت أنا فصرخت بأعلي صوتي فلم يجبني أحد،ثمّ قلت لعليّ بن أبي طالب:قم يا أبا الحسن و اصرخ في هذا الكهف فإنّه أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن آمرك كما أمرتهم فقام عليّ عليه السّلام فصاح بهم بصوت خفيّ فانفتح باب الكهف و نظرنا إلي داخله يتوقّد نورا و يتألق إشراقا و سمعنا ضجّة و وجبة شديدة و ملئنا رعبا و ولي القوم هاربين فناديتهم:مهلا يا قوم فارجعوا،فرجعوا فقالوا:ما هذا يا سلمان؟قلت:هذا الكهف الذي ذكره اللّه عزّ و جلّ في كتابه،و الذين رأيتم هم الفتية الذين ذكرهم اللّه عزّ و جلّ الفتية المؤمنون،و عليّ عليه السّلام واقف يكلّمهم فعادوا إلي موضعهم.

قال سلمان:و أعاد عليّ عليه السّلام عليهم السلام فقالوا كلّهم:و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته،و علي محمّد رسول اللّه خاتم النبوّة منّا السلام أبلغه منّا و قل له:قد شهدنا لك بالنبوّة التي أمرنا اللّه قبل وقت مبعثك بأعوام كثيرة و لك يا علي بالوصية،فأعاد عليّ عليه السّلام سلامه عليهم فقالوا كلّهم:و عليك و علي محمّد منّا السلام،نشهد بأنّك مولانا و مولي كلّ من آمن بمحمّد صلّي اللّه عليه و آله،قال سلمان:فلمّا سمع القوم أخذوا بالبكاء و النحيب و فزعوا و اعتذروا إلي أمير المؤمنين عليه السّلام و قاموا كلّهم إليه يقبّلون رأسه و يقولون:قد علمنا ما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مدّوا أيديهم و بايعوه بإمرة المؤمنين و شهدوا له بالولاية بعد محمّد صلّي اللّه عليه و آله،فجلس كلّ واحد مكانه من البساط و جلس عليّ عليه السّلام في وسطه ثمّ حرّك شفتيه فاختلج البساط فلم نشعر كيف مرّ بنا أ في البرّ أم في البحر حتّي انفضّ بنا علي باب مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:كيف رأيتم يا أبا بكر؟

قالوا:نشهد يا رسول اللّه كما شهد أهل الكهف و نؤمن كما آمنوا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّه أكبر لا تقولوا سكّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون و لا تقولوا يوم القيامة انّا كنّا عن هذا غافلين،و اللّه لئن فعلتم لتهتدوا و ما علي الرسول إلاّ البلاغ المبين و إن لم تفعلوا تختلفوا،و من وفي وفي اللّه له، و من يكتم ما سمعه فعلي عقبه ينقلب فلن يضرّ اللّه شيئا،أ فبعد الحجّة و البيّنة و المعرفة خلف؟

ص: 223

و الذي بعثني بالحقّ لقد أمرت أن آمركم ببيعته و طاعته فبايعوه و أطيعوه بعدي ثمّ تلا هذه الآية:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قالوا:يا رسول اللّه قد بايعناه و شهد علينا أهل الكهف،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:إن صدقتم فقد أسقيتم ماء غدقا و أكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم،أو يلبسكم شيعا و تسلكون طريق بني إسرائيل فمن تمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب لقيني يوم القيامة و أنا عنه راض،قال سلمان:و القوم ينظر بعضهم إلي بعض فأنزل اللّه في ذلك اليوم أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ وَ أَنَّ اللّهَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ (2) قال سلمان:فاصفرّت وجوههم و ينظر كلّ واحد إلي صاحبه و أنزل اللّه هذه الآية يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ اللّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ (3) فكان ذهابهم إلي الكهف و مجيئهم من زوال الشمس إلي وقت العصر (4).

الثاني: السيّد المرتضي رضي اللّه عنه في كتاب عيون المعجزات عن أبي عليّ يرفعه إلي الصادق عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:جري بحضرة السيّد محمّد صلّي اللّه عليه و آله ذكر سليمان بن داود عليه السّلام و البساط و حديث أصحاب الكهف و إنّهم موتي أو غير موتي فقال صلّي اللّه عليه و آله:من أحبّ منكم أن ينظر باب الكهف و يسلّم عليهم؟فقال أبو بكر و عمر و عثمان:نحن يا رسول اللّه فصاح يا درحان بن مالك و إذا بشاب قد دخل بثياب عطرة فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ايتنا ببساط سليمان عليه السّلام،فذهب و وافي به بعد لحظة و معه بساط طوله أربعون في أربعين من الشعر الأبيض فألقاه في صحن المسجد و غاب،فقال النبيّ لبلال و ثوبان مولييه أخرجا هذا البساط إلي باب المسجد و ابسطاه ففعلا ذلك و قام صلّي اللّه عليه و آله و قال لأبي بكر و عثمان و أمير المؤمنين عليه السّلام و سلمان:قوموا و ليقعد كل واحد منكم علي طرف من البساط و ليقعد أمير المؤمنين عليه السّلام في وسطه ففعلوا و نادي:يا منشبة و إذا بريح قد دخلت تحت البساط فرفعته حتّي وضعته بباب الكهف الذي فيه أصحاب الكهف فقال أمير المؤمنين لأبي بكر:تقدّم فسلّم عليهم فإنّك شيخ قريش فقال:يا علي ما أقول؟

فقال عليه السّلام:قل:السلام عليكم أيّها الفتية الذين آمنوا بربّهم،السلام عليكم يا نجباء اللّه في أرضه، فتقدّم أبو بكر إلي باب الكهف و هو مسدود فنادي بما قال له أمير المؤمنين عليه السّلام ثلاث مرّات فلم يجبه أحد فجاء و جلس فقال:يا أمير المؤمنين ما أجابوني فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:قم يا عمر ثم قل كما قال صاحبك،فقام و قال مثل قوله ثلاث مرّات فلم يجب أحد مقالته فجاء و جلس و قال أمير المؤمنين عليه السّلام لعثمان:قم أنت و قل مثل قولهما فقام و قال فلم يكلّمه أحد فجاء و جلس فقال أمير

ص: 224


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 9 - آيه 78
3- سوره 40 - آيه 19
4- سعد السعود 114-116.

المؤمنين عليه السّلام لسلمان:تقدّم أنت و سلّم عليهم فقام و تقدّم فقال مثل مقالة الثلاثة و إذا بقائل يقول من داخل الكهف:و أنت عبد امتحن اللّه قلبك بالايمان،و أنت من خير و إلي خير و لكنّا أمرنا أن لا نردّ إلاّ علي الأنبياء و الأوصياء فجاء و جلس فقام أمير المؤمنين عليه السّلام و قال:السلام عليكم يا نجباء اللّه في أرضه،الموفين بعهده،نعم الفتية أنتم،و إذا بأصوات جماعة:و عليك السلام يا أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين،فاز و اللّه من والاك و خاب من عاداك فقال أمير المؤمنين:لم لا تجيبون أصحابي؟فقالوا:يا أمير المؤمنين انّا نحن أحياء محجوبون عن الكلام و لا نجيب إلاّ نبيّا أو وصيّ نبيّ،و عليك السلام و علي الأوصياء من بعدك حتّي يظهر حقّ اللّه علي أيديهم،ثمّ سكتوا و أمر أمير المؤمنين عليه السّلام المنشبة فحملت البساط ثمّ ردّته المدينة و هم عليه كما كانوا و أخبروا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما جري عليهم،قال اللّه تعالي إِذْ أَوَي الْفِتْيَةُ إِلَي الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (1) (2).

الثالث: محمد بن العبّاس بن ماهيار في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن هودة الباهلي عن إبراهيم ابن إسحاق النهاوندي عن عبد اللّه بن حمّاد عن عمرو بن شمر قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر و عمر و عليّا عليه السّلام أن يمضوا إلي الكهف و الرقيم فيسبغ أبو بكر الوضوء و يصفّ قدميه و يصلّي ركعتين و ينادي ثلاثا فإن أجابوه و إلاّ فليقل مثل ذلك عمر فإن أجابوه و إلاّ فليقل مثل ذلك عليّ عليه السّلام،فمضوا و فعلوا ما أمرهم به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يجيبوا أبا بكر و لا عمر،فقام عليّ عليه السّلام و فعل ذلك فأجابوه فقال:لبيك لبيك ثلاثا فقال لهم:ما لكم لم تجيبوا الصوت الأوّل و الثاني و أجبتم الثالث؟فقالوا:إنّما امرنا أن لا نجيب إلاّ نبيّا أو وصيّ نبيّ،ثمّ انصرفوا إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فسألهم ما فعلوا فأخبروه فأخرج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله صحيفة حمراء و قال لهم اكتبوا شهاداتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم و سمعتم فأنزل اللّه عزّ و جلّ: سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ (3) يوم القيامة (4).

الرابع: ابن شهرآشوب في كتاب المناقب عن كتاب ابن بابويه و أبي القاسم البستي و القاضي أبي عمر بن أحمد عن جابر و أنس أنّ جماعة نقصوا عليّا عليه السّلام عند عمر فقال سلمان:أو ما تذكر يا عمر اليوم الذي كنت و أبو بكر و أنا و أبو ذرّ عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بسط لنا شملة و أجلس كلّ واحد منّا علي طرف و أخذ بيد عليّ و أجلسه وسطها ثمّ قال:قم يا أبا بكر و سلّم[علي علي]بالإمامة و خلافة المسلمين،و هكذا كلّ واحدة منّا ثمّ قال:قم يا علي و سلّم علي هذا النور يعني الشمس

ص: 225


1- سوره 18 - آيه 10
2- عيون المعجزات 8،بحار الأنوار:/146/39ح 11.
3- سوره 43 - آيه 19
4- بحار الأنوار:/153/36ح 133.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:أيّها الآية المشرقة،السلام عليك فأجابت القرصة و ارتعدت و قالت:

و عليك السلام يا وليّ اللّه و وصيّ رسوله ثمّ رفع رسول اللّه يده إلي السماء فقال:اللّهم إنّك أعطيت لأخي سليمان صفيّك ملكا و ريحا غدوّها شهر و رواحها شهر،اللهمّ أرسل تلك لتحملهم إلي أصحاب الكهف،و أمرنا أن نسلّم علي أصحاب الكهف فقال عليّ:يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء اللّه ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا عند الكهف فقام كلّ واحد منّا و سلّم فلم يردّوا الجواب فقام عليّ فقال:السلام عليكم أصحاب الكهف فسمعنا:و عليك السلام يا وصيّ محمّد إنّا قوم محبوسون هاهنا من زمن دقيانوس فقال لهم:لم لا تردّوا علي أصحابي سلاما؟ فقالوا:نحن فتية لا نردّ إلاّ علي نبيّ أو وصيّ نبيّ و أنت وصيّ خاتم النبيّين و خليفة رسول ربّ العالمين ثمّ قال:خذوا مجالسكم فأخذنا مجالسنا ثمّ قال:يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء اللّه ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا ثمّ ركض برجله الأرض فنبعت عين ماء فتوضأ و توضّأنا ثمّ قال:ستدركون الصلاة مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أو بعضها ثمّ قال:يا ريح احملينا ثمّ قال:ضعينا فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد صلّي من الغداة ركعة،و البساط أهداه أهل هربوق،و الكهف في بلاد الروم في موضع يقال له اركدي و كان في ملك باهندق (1)،و هو اليوم اسم الضيعة،و في خبر إنّ الكساء كان أتي به حظي بن الأشرف أخو كعب،فلمّا رأي معجزات عليّ عليه السّلام أسلم.

و قال العوني:

و من حملته الريح فوق بساطه فأسمع أهل الكهف حين تكلّما (2)

الخامس: ابن شهرآشوب قال:و في رواية اخري بالاسناد يرفعه إلي سالم بن أبي جعدة قال:

حضرت مجلس أنس بن مالك بالبصرة و هو يحدّث فقام إليه رجل من القوم،و قال:يا صاحب رسول اللّه،ما هذه الشيمة التي أراها بك فإنّه حدّثني أبي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:البرص و الجذام لا يبلي اللّه به مؤمنا قال:فعند ذلك أطرق أنس بن مالك إلي الأرض و عيناه تذرفان بالدموع ثمّ رفع رأسه و قال:دعوة العبد الصالح عليّ بن أبي طالب عليه السّلام نفذت فيّ،قال:فعند ذلك قام الناس من حواليه و قصدوه و قال:يا أنس،حدّثنا ما كان السبب؟قال لهم:انتهوا عن هذا،قالوا له:لا بدّ لك أن تخبرنا بذلك،فقال:اقعدوا علي مواضعكم و اسمعوا منّي حديثا كان هو السبب عن عليّ عليه السّلام،اعلموا أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله كان قد اهدي له بساط شعر من قرية كذا و كذا من قري المشرق يقال لها هندف،فأرسلني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أبي بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و سعد و سعيد و عبد

ص: 226


1- في المصدر:باهتدت.
2- مناقب آل أبي طالب:162/2.

الرّحمن بن عوف الزهري فأتيته بهم و عنده ابن عمّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال لي:أنس ابسط البساط و أجلسهم عليه،ثم قال:يا أنس اجلس حتّي تخبرني بما يكون منهم ثمّ قال:يا علي قل:

يا ريح احملينا فقال الإمام عليّ عليه السّلام:يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فقال:سيروا علي بركة اللّه قال:فسرنا ما شاء اللّه ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا فقال:أ تدرون أين أنتم؟

قلنا:اللّه و رسوله و عليّ أعلم قال:هؤلاء أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من آيات اللّه عجبا،قوموا بنا يا أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي تسلّموا عليهم،فعند ذلك قام أبو بكر و عمر فقالا:

السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم قال:فلم يجبهما أحد،قال:فقام طلحة و الزبير فقالا:

السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم فلم يجبهما أحد قال أنس:فقمت أنا و عبد الرّحمن بن عوف فقلت:أنا أنس خادم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم فلم يجاوبني أحد،قال:فعند ذلك قام الإمام و قال:السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من آيات اللّه عجبا فقالوا:و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته يا وصيّ رسول اللّه فقال:يا أصحاب الكهف ألا رددتم علي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقالوا:يا خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّا فتية آمنوا بربّهم و زادهم اللّه هدي و ليس معنا إذن أن نردّ السلام إلاّ علي نبيّ أو وصيّ نبيّ،و أنت وصيّ خاتم النبيين و أنت سيّد الوصيّين ثمّ قال:أسمعتم يا أصحاب رسول اللّه؟

قالوا:نعم يا أمير المؤمنين،قال:فخذوا مواضعكم و قوموا في مجالسكم قال:فقعدنا في مجالسنا،ثمّ قال عليه السّلام:يا ريح احملينا فحملتنا و سرنا ما شاء اللّه إلي أن غربت الشمس ثمّ قال:يا ريح ضعينا فإذا نحن في أرض كالزعفران ليس فيها حسيس و لا أنيس،نباتها الشيع و ليس بها ماء فقلنا له:يا أمير المؤمنين وقت الصلاة و ليس بها لنا ماء نتوضأ به ثمّ قام و جاء إلي موضع من تلك الأرض فرفس برجله فنبعت عين ماء عذب فقال:دونكم و ما طلبتم و لو لا طلبتكم لجاءنا جبرائيل بماء من الجنّة قال:فتوضّينا و صلّينا و وقف يصلّي إلي أن انتصف الليل ثمّ قال عليه السّلام:خذوا مواضعكم ستدركون الصلاة مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو بعضها ثمّ قال:يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء ثمّ سرنا ما شاء اللّه فإذا بمسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد صلّي من صلاته الغداة ركعة واحدة فقضينا ما كان قد سبقنا بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ التفت إلينا فقال لي:يا أنس تحدّثني أم احدّثك؟

قلت:بل من فيك أحلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فابتدأ بالحديث من أوّله إلي آخره كأنّه كان معنا، قال:يا أنس تشهد لابن عمّي بها إذا استشهدك؟فقلت:نعم يا رسول اللّه،فلمّا ولي أبو بكر الخلافة أتي عليّ إليّ و كنت حاضرا عند أبي بكر و الناس من حوله فقال لي:يا أنس أ لست تشهد لي بفضيلة

ص: 227

البساط و يوم عين الماء و يوم الجبّ؟فقلت:قد نسيت يا علي لكبري،فعندها قال لي:يا أنس إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصيّة رسول اللّه لك رماك اللّه ببياض في وجهك و لظي في جوفك و عمي في عينك،فما قمت من مقامي حتّي برصت و عميت و أنا الآن لا أقدر علي الصيام في شهر رمضان و لا غيره لأنّ الزاد لا يبقي في جوفي،و لم يزل علي ذلك حتّي مات بالبصرة (1).و روي الكشّي أنّه لمّا أصابته دعوة أمير المؤمنين عليه السّلام فبرص فحلف أن لا يكتم منقبة لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام و لا فضلا أبدا (2).

ص: 228


1- لم نعثر عليه في مناقب ابن شهرآشوب،و نقله المجلسي عن كتابي الروضة و الفضائل.انظر البحار:/217/41 ح 31.
2- رجال الكشي /45ح 95.

الباب السابع و التسعون

في السطل و المنديل و القدس

من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الشافعي بقراءتي عليه فأقرّ به قلت:أخبركم أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان الملقّب بابن السّقاء الحافظ الواسطي،قال:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عيسي الرازي بالبصرة قال:حدّثنا محمد بن منده الاصفهاني قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأبي بكر و عمر:امضيا إلي عليّ حتّي يحدّثكما ما كان منه في ليلته،و أنا علي أثركما،قال أنس:فمضينا و مضيت معهما فاستأذن أبو بكر و عمر علي عليّ فخرج إليهما فقال:يا أبا بكر حدث شيء؟قال:لا و ما يحدث إلاّ خيرا،قال لي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و لعمر أيضا:امضيا إلي عليّ يحدّثكما ما كان منه في ليلته و جاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي حدّثهما ما كان منك في ليلتك فقال:استحي يا رسول اللّه فقال:حدّثهما إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ فقال عليّ عليه السّلام:أردت الماء للطهارة و أصبحت و خفت أن تفوتني الصلاة فوجّهت الحسن في طريق و الحسين في طريق في طلب الماء فأبطآ عليّ،فأحزنني ذلك فرأيت السقف قد انشقّ و نزل عليّ منه سطل مغطّي بمنديل فلمّا صار في الأرض نحيت المنديل عنه فإذا فيه ماء فتطهرت للصلاة و اغتسلت و صلّيت ثمّ ارتفع السطل و المنديل و التأم السقف،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعلي:أمّا السطل فمن الجنّة و أمّا الماء فمن نهر الكوثر،و أمّا المنديل فمن استبرق الجنّة،فمن مثلك يا علي في ليلته و جبرئيل يخدمه (1)؟

الثاني: صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فأقرّ به،قلت له:أخبركم عبد اللّه بن محمد بن عثمان الملقّب بابن السقاء الحافظ الواسطي قال:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عيسي الرازي البصري عن محمد بن عبيدة الأصفهاني عن محمد بن حميد الرازي عن حريز بن عبد الحميد عن

ص: 229


1- مناقب ابن المغازلي/79/ح 139.

الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأبي بكر و عمر:امضيا إلي عليّ عليه السّلام حتّي يحدّثكما ما كان منه في ليلته و أنا علي إثركما قال:فمضيا فاستأذنّا علي عليّ عليه السّلام فخرج إلينا فقال:أحدث شيء؟قلنا:لا بل قال لنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،امضيا إلي عليّ يحدّثكما ما كان منه في ليلته،فجاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا عليّ حدّثهما ما كان منك في ليلتك،فقال:إنّي لأستحيي يا رسول اللّه فقال:حدّثهما فإنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ،فقال علي:إنّي البارحة أردت الماء للطهارة و قد أصبحت و خفت أن تفوتني الصلاة فوجّهت الحسن في طريق و الحسين في اخري فأبطيا عليّ فأحزنني ذلك،فبينما أنا كذلك فإذا السقف قد انشق و نزل منه سطل مغطّي بمنديل فلمّا صار في الأرض نحيت المنديل فإذا فيه ماء فتطهّرت للصلاة و اغتسلت بباقيه و صلّيت ثمّ ارتفع السطل و المنديل و التأم السقف،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ و لهما:أمّا السطل فمن الجنّة و الماء من نهر الكوثر و المنديل من استبرق الجنّة،من مثلك يا عليّ و جبرئيل في ليلتك يخدمك (1)؟.

الثالث: موفّق بن أحمد قال:أنبأني مهذّب الأئمّة،أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن علي ابن أبي عثمان الدقّاق،حدّثنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن يوسف بن محمد بن الحجّاج الطبري بسارية طبرستان،حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني،حدّثنا أبو عيسي إسماعيل[بن اسحاق]بن سليمان النصيبي،حدّثنا محمد بن علي الكفرتوثي،حدّثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:صلّي بنا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله صلاة العصر و أبطأ في ركوعه في الركعة الاولي حتّي ظننا أنّه قدسها و غفل ثمّ رفع رأسه و قال:سمع اللّه لمن حمده ثمّ أوجز في صلاته و سلّم ثمّ أقبل علينا بوجهه كأنّه القمر ليلة البدر في وسط النجوم،ثمّ جثا علي ركبتيه و بسط قامته حتّي تلألأ المسجد بنور وجهه صلوات اللّه عليه،ثمّ رمي بطرفه إلي الصفّ الأوّل يتفقّد أصحابه رجلا رجلا،ثمّ رمي بطرفه إلي الصفّ الثاني،ثمّ رمي بطرفه إلي الصف الثالث يتفقّدهم رجلا رجلا،ثمّ كثرت الصفوف علي رسول اللّه،ثمّ قال ما لي لا أري عليّ بن أبي طالب، يا ابن عمّي،فأجابه عليّ كرّم اللّه وجهه من آخر الصفوف و هو يقول:لبّيك لبّيك يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فنادي النبيّ بأعلي صوته:يا علي ادن منّي قال:فما زال يتخطّي الصفوف و أعناق المهاجرين و الأنصار ممتدّة إليه حتّي دنا المرتضي من المصطفي فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما الذي خلّفك عن الصفّ الأوّل؟

قال:شككت أنّي علي غير طهور فأتيت منزل فاطمة فناديت يا حسن و يا حسين يا فضّة فلم

ص: 230


1- مناقب ابن المغازلي /92ح.

يجبني أحد فإذا بهاتف يهتف بي من ورائي و هو ينادي:يا أبا الحسن يا ابن عمّ النبي التفت،فالتفتّ فإذا أنا بسطل من ذهب فيه ماء و عليه منديل فأخذت المنديل و وضعته علي منكبي الأيمن و أومأت إلي الماء فإذا الماء يفيض علي كفيّ،فتطهّرت و أسبغت الوضوء و لقد وجدته في لين الزبد و طعم الشهد و رائحة المسك،ثمّ التفتّ فلا أدري من وضع السطل و المنديل و لا أدري من أخذه فتبسّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في وجهه و ضمّه إلي صدره و قبّل ما بين عينيه ثمّ قال:يا أبا الحسن ألا أسرّك أنّ السطل من الجنّة و الماء و المنديل من الفردوس الأعلي و الذي حيّاك للصلاة جبرئيل و الذي مندلك ميكائيل عليهما السّلام،و الذي نفس محمّد بيده ما زال إسرافيل قابضا بيده علي ركبتي حتّي لحقت معي الصلاة أ فيلومني الناس علي حبّك و اللّه تعالي و ملائكته يحبّونك من فوق السماء (1).

الرابع: الفقيه أبو الحسن بن شاذان في مناقب المائة من طريق العامّة عن ابن عبّاس قال:صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صلاة العصر ثمّ قام علي قدميه فقال:من يحبني و يحبّ أهل بيتي فليتّبعني، فاتّبعناه بأجمعنا حتّي أتي منزل فاطمة عليها السّلام فقرع الباب قرعا خفيفا فخرج إليه عليّ بن أبي طالب و عليه شملة و يده ملطّخة بالطين فقال له:حدّث الناس بما رأيت أمس،فقال عليّ عليه السّلام:نعم فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه،بينا أنا في وقت الظهر أردت الطهور فلم يكن عندي الماء فوجّهت الحسن و الحسين في طلب الماء فأبطيا عليّ فإذا بهاتف يهتف:يا أبا الحسن أقبل علي يمينك، فالتفتّ فإذا أنا بقدس من ذهب معلّق فيه ماء أشدّ بياضا من الثلج و أحلي من العسل،فوجدت فيه رائحة الورد فتوضّأت منه و شربت جرعات ثمّ قطرت علي رأسي قطرة وجدت بردها علي فؤادي،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هل تدري من أين ذلك القدس؟قال:اللّه و رسوله أعلم قال:القدس من أقداس الجنّة و الماء من شجرة طوبي-أو قال:من نهر الكوثر-و أمّا القطرة من تحت العرش، ثمّ ضمّه إلي صدره و قبّل بين عينيه ثمّ قال:حبيبي من كان خادمه جبرئيل بالأمس (2).

ص: 231


1- المناقب /304ح 300.
2- مائة منقبة /74المنقبة 42.

الباب الثامن و التسعون

في حديث السطل و الإبريق

من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا صالح بن عيسي العجلي قال:حدّثنا محمد بن علي قال:حدّثنا محمد بن منده الاصفهاني قال:حدّثنا محمّد بن حميد قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال:كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رجلان من أصحابه في ليلة مظلمة مكفهرّة إذ قال لنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ائتوا باب عليّ،فأتينا باب عليّ عليه السّلام فنقر أحدنا الباب نقرا خفيفا إذ خرج إلينا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام متّزرا بإزار من صوف مرتديا بمثله،في كفّه سيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لنا:أحدث حدث؟قلنا:خير،أمرنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن نأتي بابك و هو بالأثر إذ أقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي، قال:لبّيك،قال:أخبر أصحابي بما أصابك البارحة؟قال علي عليه السّلام:يا رسول اللّه إنّي لأستحيي فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ،قال علي:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول اللّه فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء،فبعثت الحسن كذا و الحسين كذا فأبطآ عليّ فاستلقيت علي قفاي فإذا أنا بهاتف من سواد البيت:قم يا علي خذ السطل و اغتسل فإذا أنا بسطل من ماء مملوء،عليه منديل من سندس فأخذت السطل و اغتسلت و مسحت بدني بالمنديل و رددت المنديل علي رأس السطل فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي فوجدت بردها علي فؤادي،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت و خادمك جبرائيل، أمّا الماء فمن الكوثر و أمّا السطل و المنديل فمن الجنّة،كذا أخبرني جبرائيل،كذا أخبرني جبرائيل، كذا أخبرني جبرائيل (1).

الثاني: الشيخ البرسي أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام[كان]في بعض غزواته و قد دنت الفريضة و لم يجد ماء يسبغ به الوضوء فرمق بطرفه إلي السماء و الناس قيام ينظرون فنزل جبرائيل و ميكائيل عليهما السّلام و مع جبرائيل سطل فيه ماء و مع ميكائيل منديل،فوضع السطل و المنديل بين يدي أمير المؤمنين عليه السّلام فأسبغ وضوءه من ذلك الماء و مسح وجهه الكريم بالمنديل،فعند ذلك عرجا إلي السماء و الخلق

ص: 232


1- أمالي الصدوق /296مجلس /40ح 4.

ينظرون إليهما (1).

الثالث: ثاقب المناقب عن عاصم بن شريك عن أبي البختري عن أبي عبد اللّه الصادق عن آبائه عليهم السّلام قال:أتي أمير المؤمنين منزل عائشة فنادي:يا فضّة ايتنا بشيء من ماء نتوضّأ،فلم يجبه أحد فولّي عن الباب يريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمة عليها السّلام فإذا هو بهاتف يهتف و يقول:يا أبا الحسن دونك الماء فتوضّأ به فإذا هو بإبريق من ذهب مملوّ ماء عن يمينه فتوضّأ ثمّ عاد الإبريق إلي مكانه فلمّا نظر إليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا علي ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنّه الجمان؟قلت:بأبي و أمّي أتيت منزل عائشة فدعوت فضّة تأتينا بماء للوضوء ثلاثا فلم يجبني أحد فولّيت فإذا بهاتف يهتف و هو يقول:يا علي دونك الماء فالتفتّ فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوّ ماء فقال:يا علي تدري من الهاتف؟و من أين كان الإبريق؟فقلت:اللّه و رسوله أعلم،فقال:أمّا الهاتف فحبيبي جبرئيل،و أمّا الابريق فمن الجنّة،و أمّا الماء فثلث من المشرق و ثلث من المغرب و ثلث من الجنّة،و هبط جبرائيل عليه السّلام فقال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اللّه يقرئك السلام و يقول لك:اقرأ عليّا السلام و قل:إنّ فضّة كانت حائضا فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:منه السلام و إليه يعود مرد السلام و إليه طيب الكلام، ثمّ التفت إلي عليّ فقال:حبيبي عليّ هذا جبرئيل أتانا من عند ربّ العالمين و هو يقرئك السلام و يقول:إنّ فضّة كانت حائضا فقال عليّ:اللّهمّ بارك لنا في فضّتنا (2).

الرابع: ابن شهرآشوب في المناقب عن ابن عبّاس و حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:صلّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا ركع أبطأ في ركوعه حتّي ظننا أنّه نزل عليه وحي فلمّا سلّم و استند بالمحراب نادي:أين عليّ بن أبي طالب،و كان في آخر الصفّ يصلّي فأتاه فقال:يا علي ألحقت الجماعة فقال:يا نبيّ اللّه عجّل بلال الإقامة فناديت الحسن بوضوء فلم أر أحدا فإذا بهاتف يهتف:يا أبا الحسن أقبل عن يمينك فالتفتّ فإذا أنا بقدس من الذهب مغطّي بمنديل أخضر معلّقا فرأيت ماء أشدّ بياضا من الثلج و أحلي من العسل و ألين من الزبد و أطيب ريحا من المسك،فتوضّأت و شربت و قطرت علي رأسي قطرة وجدت بردها علي فؤادي فمسحت وجهي بالمنديل بعد ما كان الماء يصبّ علي يدي و لم أر شخصا ثمّ جئت نبيّ اللّه و لحقت الجماعة فقال النبي:القدس من أقداس الجنّة و الماء من الكوثر و القطرة من تحت العرش و المنديل لمن الوسيلة،و الذي جاء به جبرائيل، و الذي ناولك المنديل ميكائيل،و ما زال جبرائيل واضعا يده علي ركبتي يقول:يا محمّد قف قليلا

ص: 233


1- انظر الفضائل لشاذان بن جبرائيل القمي 111.
2- الثاقب في المناقب /280ح 12.

حتّي يجيء علي فيدرك معك الجماعة (1).

و الأحاديث في معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام في أنواع المعاجز لا تحصي من طريق العامّة و الخاصّة،و كذا معاجز بنيه الأئمّة الأحد عشر عليهم السّلام من أراد الوقوف علي كثير منها فعليه بكتابنا الموسوم بمدينة المعاجز فإنّ فيه كفاية للطالب ممّا لا مزيد عليه،و لكثرتها تركنا ذكرها في هذا الكتاب لأنه يطول بذكرها الكتاب.

ص: 234


1- مناقب آل أبي طالب:81/2.

الباب التاسع و التسعون

في سدّ الأبواب من المسجد إلاّ باب عليّ عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه تسعة و عشرون حديثا الأوّل: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا عوف عن ميمون بن عبد اللّه عن زيد بن أرقم قال:كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبواب شارعة في المسجد فقال يوما:سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ قال:فتكلّم في ذلك اناس،قال:فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:أمّا بعد فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ عليه السّلام فقال فيه قائلكم،و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكنّي أمرت بشيء فاتبعته (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا علي بن طيفور قال:حدّثنا قتيبة قال:حدّثنا يعقوب بن سهيل بن أبي صالح عن أبيه أنّ عمر بن الخطّاب قال:لقد اوتي عليّ بن أبي طالب ثلاثا لئن أكون اوتيتها أحبّ إليّ من أن أعطي حمر النعم:جوار رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المسجد و الراية يوم خيبر و الثالثة نسيها سهيل (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال:كنّا نقول:خير الناس أبو بكر و لقد اوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم:زوّجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ابنته و ولدت له و سدّ الأبواب إلاّ بابه في المسجد و إعطاء الراية يوم خيبر (3).

الرابع: ابن المغازلي الفقيه الشافعي في كتابه المناقب قال:أخبرنا أحمد بن محمد إجازة قال:

أخبرنا عمر بن شوذب قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال:حدّثنا علي بن عياش عن الحارث بن حصيرة عن عدي بن ثابت قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي المسجد فقال:إنّ اللّه أوحي إلي نبيّه موسي أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلاّ موسي و هارون و ابنا هارون،و إنّ اللّه أوحي

ص: 235


1- مسند أحمد:369/4.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/659/2ح 1123.
3- مسند أحمد 12/2.

إليّ أن ابن مسجدا طاهرا لا يسكنه إلاّ أنا و عليّ و ابنا عليّ (1).

الخامس: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع قال:حدّثنا جعفر بن عبد اللّه بن محمد أبو عبد اللّه قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا سلام ابن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:لمّا قدم أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد فقال لهم النبي صلّي اللّه عليه و آله:لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا،ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتا حول المسجد و جعلوا أبوابها إلي المسجد و إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بعث إليهم معاذ بن جبل فنادي أبا بكر فقال:إنّ اللّه تعالي أمرك أن تخرج من المسجد فقال:سمعا و طاعة فسدّ بابه طاعة و خرج من المسجد،ثمّ أرسل إلي عمر فقال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأمرك أن تسدّ بابك في المسجد و تخرج منه فقال:سمعا و طاعة للّه و لرسوله غير أنّي أرغب إلي اللّه في خوخة إلي المسجد فأبلغه معاذ ما قال عمر،ثمّ أرسل إلي عثمان و عنده رقيّة فقال:سمعا و طاعة للّه و لرسوله صلّي اللّه عليه و آله،فسدّ بابه و خرج من المسجد،ثمّ أرسل إلي حمزة فسدّ بابه و قال:سمعا و طاعة،و عليّ علي ذلك يتردّد لا يدري ما هو فيمن يقيم أو فيمن يخرج،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قد بني له بيتا في المسجد بين أبياته فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اسكن طاهرا مطهرا،فبلغ حمزة قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ فقال:يا محمّد تخرجنا و تمسك غلمان بني عبد المطلب،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لو كان الأمر إليّ ما جعلت من دونكم من أحد،و اللّه ما أعطاه إيّاه إلاّ اللّه و إنّك لعلي خير من اللّه و رسوله أبشر،فبشّره النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقتل يوم أحد شهيدا،و معه من ذلك رجال علي عليّ فوجدوا في أنفسهم و تبيين فضله عليهم و علي غيرهم من أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فبلغ ذلك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقام خطيبا فقال:إنّ رجالا لا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليّا في المسجد،و اللّه ما أخرجتهم و لا أسكنته،إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحي إلي موسي و أخيه أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة و أقيموا الصلاة،و أمر موسي أن لا يسكن مسجده و لا ينكح فيه و لا يدخله إلاّ هارون و ذريّته،و إنّ عليّا بمنزلة هارون من موسي،و هو أخي دون أهلي و لا يحلّ مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلاّ عليّ و ذريّته،فمن شاء فهاهنا،و أومأ بيده نحو الشام (2).

السادس: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهري قال:

حدّثنا أبو الحسن محمد بن المظفّر بن موسي بن عيسي الحافظ قال:أخبرنا أبو القاسم عمرو بن

ص: 236


1- مناقب ابن المغازلي/164/ح 301.
2- مناقب ابن المغازلي/167/ح 303.

عثمان بن حيّان بن أبي حيّان قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني قال:حدّثنا النظر بن محمد،حدّثنا أبو أويس،حدّثنا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال:

حدّثني خارجة بن سعد قال:حدّثني سعد بن أبي وقاص قال:كانت لعليّ عليه السّلام مناقب لم تكن لأحد كان يبيت في المسجد،و أعطاه الراية يوم خيبر،و سدّ الأبواب إلاّ باب عليّ (1).

السابع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن الحسين العلوي العدل قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه بن مبشّر قال:

حدّثنا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا قال:حدّثنا هوذة بن خليفة عن ميمون أبي عبد اللّه عن البراء ابن عازب قال:كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبواب شارعة في المسجد و أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:سدّوا هذه الأبواب غير باب عليّ،قال:فتكلّم في ذلك اناس قال:فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:أمّا بعد فانّي امرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ،فقال فيه قائلكم،و إنّي و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكنّي أمرت بشيء فاتبعته (2).

الثامن: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد قال:أخبرنا الحسين بن محمد العدل قال:حدّثنا محمد بن محمود قال:أخبرنا الحسين بن سلام السّواق قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي قال:حدّثنا فطر بن خليفة عن عبد اللّه بن شريك عن عبد اللّه بن الرقيم عن سعد أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أمر بسدّ الأبواب فسدّت و ترك باب علي فأتاه العبّاس فقال:يا رسول اللّه سددت أبوابنا و تركت باب عليّ،قال:ما أنا فتحتها و لا أنا سددتها (3).

التاسع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال:أخبرنا الحسين بن محمد العدل قال:حدّثنا أحمد بن عيسي بن السّكين البلدي قال:حدّثنا الرمادي قال:حدّثنا يحيي بن حمّاد قال:حدّثنا أبو عوانة قال:أخبرنا أبو بلج قال:حدّثنا عمر بن ميمون عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله سدّ أبواب المسجد غير باب عليّ (4).

العاشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب يرفعه إلي ابن عبّاس رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر بسدّ الأبواب كلّها إلاّ باب عليّ (5).

الحادي عشر: ابن المغازلي الشافعي هذا قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان المزني الملقّب بابن

ص: 237


1- مناقب ابن المغازلي/168/ح 304.
2- مناقب ابن المغازلي/169/ح 305.
3- مناقب ابن المغازلي/169/ح 306.
4- مناقب ابن المغازلي/169/ح 307.
5- مناقب ابن المغازلي/170/ح 308.

السقّاء الحافظ قال:حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي الكوفي قال:حدّثني حسين بن نصر بن مزاحم قال:حدّثني خالد بن عيسي العكلي قال:حدّثنا مخارق قال:حدّثنا جعفر بن محمد عن أبيه نافع مولي ابن عمر قال قلت لابن عمر:من خير الناس بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:ما أنت لا أمّ لك قال:

استغفر اللّه خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له صلّي اللّه عليه و آله و يحرم عليه ما يحرم عليه قلت:من هو؟ قال:علي بن أبي طالب،سدّ أبواب المسجد و ترك باب عليّ و قال له:لك في هذا المسجد ما لي و عليك فيه ما عليّ و أنت وارثي و وصيّي تقضي ديني و تنجز عداتي و تقتل علي سنّتي،كذب من زعم أنّه يبغضك و يحبّني (1).

الثاني عشر: من[كتاب]مناقب العباس رضي اللّه عنه تأليف الحافظ أبي زكريا بن منده الأصفهاني ما رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري قال:حدّثني أمير المؤمنين المأمون،حدثني أمير المؤمنين الرشيد قال:

حدّثني المهدي قال:حدّثني أمير المؤمنين المنصور،حدّثني أبي قال:حدّثني أبي:عبد اللّه بن العبّاس قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ أنت وارثي و قال:إنّ موسي سأل اللّه تعالي أن يطهّر مسجده،و إني سألت اللّه أن يطهّر مسجدي لك و لذريّتي من بعدي،ثمّ أرسل إلي أبي بكر أن سدّ بابك فاسترجع و قال:فعل هذا بغيري؟فقيل:لا فقال:سمعا و طاعة فسدّ بابه،ثمّ أرسل إلي عمر فقال:سدّ بابك فاسترجع و قال:فعل هذا بغيري؟فقيل:بأبي بكر فقال:إنّ في أبي بكر أسوة حسنة فسدّ بابه،ثمّ أرسل إلي العبّاس:سدّ بابك،فلمّا سمعت فاطمة خرجت فجلست علي بابها و معها الحسن و الحسين كأنّهما شبلان فخاض الناس في ذلك فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنبر فقال:ما أنا سددت أبوابكم و لا أنا فتحت باب عليّ و لكن اللّه سدّ أبوابكم و فتح باب عليّ (2).

الثالث عشر: محمد بن إسحاق في الخبر الثاني من كتاب المغازلي بإسناده قال:حدّثنا مونس عن قطر بن خليفة عن عبد اللّه بن شريك عن عبد اللّه بن رقيم قال:سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول:أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالأبواب أن تسدّ من قبل المسجد إلاّ باب علي تركه و كانت أبواب النّاس شارعة في المسجد.

الرابع عشر: محمد بن إسحاق أيضا بإسناده عن عامر الشعبي قال:جاء العبّاس إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه ما بال أبواب رجل في المسجد فتحت و سدّت أبواب رجل،فقال صلّي اللّه عليه و آله:

و اللّه يا عمّاه ما سدّت عن أمري و لا فتحت عن أمري قال:فسمعت عامرا يقول سدّت الأبواب كلّها

ص: 238


1- مناقب ابن المغازلي/170/ح 309.
2- لم يحضر في كتاب مناقب العباس و لكن نقله عنه ابن بطريق في العمدة /176ح 273،و رواه مختصرا في كنز العمال:/175/13ح 3652.

إلاّ باب علي عليه السّلام.

الخامس عشر: ابن شيرويه في الخبر الأوّل من كتاب الفرد و من في باب الستين قال عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه سدّت كلّها إلاّ باب عليّ عليه السّلام.

السادس عشر: أبو المظفّر السمعاني في كتاب مناقب الصحابة بالاسناد عن أبي صالح عمر بن ميمون عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أمر بالأبواب كلّها أن تسدّ إلاّ باب عليّ صلوات اللّه عليه و سلامه.

السابع عشر: أبو المؤيّد موفّق بن أحمد من أكابر علماء العامّة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد باصبهان فيما اذن لي فالرواية عنه،أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزّاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الاصبهاني،و حدّثنا الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد اللّه الهمداني و أخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني في كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه، حدّثني سليمان بن أحمد،حدثني علي بن سعيد الرازي،حدّثني محمد بن حميد،حدّثني زافر ابن سليمان بن الحارث بن محمّد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة في حديث الشوري و احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام عليهم بما له من الفضائل و السوابق و في كلّ ذلك يصدّقونه فيما قاله،و قال عليه السّلام في ذلك أ فيكم أحد يطهّره كتاب اللّه غيري؟و حتّي سدّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أبواب المهاجرين جميعا و فتح بابي إليه حتّي قاما إليه عمّاه حمزة و العبّاس و قالا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سددت أبوابنا و فتحت باب عليّ؟ فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما فتحت بابه و لا سددت أبوابكم،بل اللّه فتح بابه و سدّ أبوابكم قالوا لا (1).

الثامن عشر: موفّق بن أحمد قال:أنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد بن المقري قال:حدّثنا محمد (2)بن إسماعيل،حدّثنا أحمد بن محمد بن الحسين،أخبرنا سليمان بن أحمد،حدّثنا علي ابن عبد العزيز،حدّثنا أبو نعيم،حدّثنا ابن أبي غنيمة عن أبي الخطّاب الهجري عن محدوج الذهلي عن صبرة عن جسرة قالت:أخبرتني أمّ سلمة قالت:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الي المسجد فقال بأعلي صوته:إن هذا المسجد لا يحل لجنب و لا حائض إلاّ للنبي و أزواجه و فاطمة بنت محمد

ص: 239


1- المناقب /313ح 314.
2- في المصدر:محمود.

و علي ألا بينت لكم الأسماء أن تضلوا (1).

التاسع عشر: الذهلي عن صبرة عن جسرة قالت:أخبرتني أمّ سلمة قالت:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي هذا المسجد و قال بأعلي صوته:ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب و لا لحائض إلاّ للنبيّ و أزواجه و فاطمة بنت محمّد و علي،ألا بينت لكم أن تضلّوا (2).

العشرون: موفّق بن أحمد أيضا قال:أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا القاضي الإمام الشيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ببغداد،حدّثنا عبد اللّه عن زيد بن أرقم قال:كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبواب شارعة في المسجد فقال يوما:سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ عليه السّلام،قال:فتكلّم الناس في ذلك فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:أمّا بعد فإنّي امرت بسدّ هذه الأبواب إلاّ باب عليّ فقال فيه قائلكم،و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكنّي أمرت بشيء فاتبعته (3).

الحادي و العشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين و هو من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني الشيخ الإمام العلاّمة تاج الدين أبو المفاخر محمد بن أبي القاسم محمود السدّي الزوزني،من كتابه من واشر كرمان و قاضي القضاة خطيب المسلمين شمس الدين أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي كتابة إليّ من دمشق في سنة أربع و سبعين و ستّمائة و تاج الدين علي بن أنجب بن عبد اللّه الخازن مشافهة ببغداد بروايتهم عن الإمام مجد الدين أبي سعد عبد اللّه بن عمر بن أحمد ابن منصور الصّفاري النيسابوري إجازة قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد إجازة قال:أنبأنا الحافظ أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو نعيم قال:أنبأنا سليمان بن أحمد،أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،أنبأنا زكريا بن يحيي،أنبأنا خالد بن مخلد،أنبأنا راشد أبو سلمة عن أبي داود عن بريد الأسلمي قال:أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسدّ الأبواب فشقّ ذلك علي أصحاب رسول اللّه،فلمّا بلغ ذلك رسول اللّه دعا:الصلاة جامعة حتّي إذا اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحميدا و تعظيما في خطبة مثل يومئذ فقال:يا أيّها الناس ما أنا سددتها و لا أنا فتحتها،بل اللّه عزّ و جلّ

ص: 240


1- مناقب الخوارزمي:320 ح 325،و السنن الكبري للبيهقي:65/7.
2- المناقب للموفق الخوارزمي 325/320،و الحديث فيه مسند اختصره المصنّف.
3- المناقب /327ح 338.

سدّها ثمّ قرأ وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (1) و قال رجل:دع لي كوّة تكون في المسجد فأبي و ترك باب علي صلوات اللّه عليه و آله مفتوحا و كان يدخل و يخرج منه و هو جنب (2).

الثاني و العشرون: الحمويني هذا بإسناده قال الحافظ أبو نعيم،أخبرنا عمر بن أحمد،أنبأنا عبد اللّه بن أبي داود،أنبأنا يحيي بن حازم العسكري،أنبأنا بشر بن مهران،أنبأنا شريك عن عثمان ابن المغيرة عن زيد بن وهب عن عبد اللّه بن مسعود قال:انتهي إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات ليلة و نحن في المسجد و جماعة من الصحابة بعد ما صلّينا العشاء فقال:يا هذه الجماعة قالوا:يا رسول اللّه قعدنا نتحدّث منّا من يريد الصلاة و منّا من ينام فقال:إنّ مسجدي لا ينام فيه انصرفوا إلي منازلكم، و من أراد الصلاة فليصلّ في منزله راشدا و من لم يستطع فلينم،فإنّ صلاة السرّ تضعف علي صلاة العلانية قال:فقمنا فتفرّقنا و فينا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقام معنا قال:فأخذ بيد عليّ عليه السّلام فقال:أمّا أنت فإنّه يحلّ لك في مسجدي ما يحلّ لي و يحرم عليك ما يحرم عليّ،فقال له حمزة بن عبد المطّلب:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا عمّك فأنا أقرب إليك من عليّ فقال:صدقت يا عمّ إنّه و اللّه ما هو منّي إنّما هو عن اللّه عزّ و جلّ (3).

الثالث و العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني السيّد بهاء الدين أبو محمد الحسن بن الشريف مردود بن الحسن بن يحيي الأسود الحسني العلوي التبريزي فيما كتب إليّ منها،و أخبرني الشيخ ناصر الدين عمر بن محمد بن عبد المنعم بن عمر القواس الدمشقي فيها إجازة قالا،أخبرنا القاضي جمال الدين المؤيّد بن عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل إجازة،قال:أخبرنا محمد بن الفضل الصاعدي،أنبأنا أبو بكر أحمد البيهقي قال،أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه اللّه قال:أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن مسعود بن حمويه النسوي قال:أنبأنا أبو الأحوص العكبري قال:أنبأنا ابن نفيل قال:أنبأنا مسكين قال:أنبأنا شعبة عن ابن بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر بالأبواب كلّها أن تسدّ إلاّ باب عليّ (4).

الرابع و العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني عبد اللّه بن أحمد عن عبد الرّحمن بن عبد السميع عن شاذان بن جبرئيل قراءة عليه عن محمّد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال:أنبأني أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الصيرفي قال:أنبأني أبو أحمد عبد

ص: 241


1- سوره 53 - آيه 1
2- فرائد السمطين:/205/1ب /41ح 160.
3- فرائد السمطين:/206/1ب /41ح 161.
4- فرائد السمطين:/207/1ب /41ح 162.

الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن سلمة قال:أنبأني أبو أحمد بن عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال أنبأني جدّي إسحاق بن إبراهيم قال:أنبأني أحمد بن منيع قال:أنبأني أبو أحمد الزّهري قال:أنبأني هشام بن سعد عن عمرو بن أسيد عن ابن عمر قال:لقد اعطي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثلاثا لئن تكون لي واحدة أحبّ إليّ من حمر النعم:زوّجه فاطمة و ولدت منه، و أعطاه الراية يوم خيبر،و سدّ أبواب المسجد إلاّ باب عليّ (1).

الخامس و العشرون: الحمويني هذا قال:حديث روي سدّ الأبواب نحو ثلاثين رجلا من الصحابة أغربها حديث عبد اللّه بن عبّاس،أخبرنا تميم بن عليّ بن أحمد الخطيب قال:أنبأني أبو طاهر عبد الرحيم قال:أنبأني أبو الشيخ قال:أنبأني أبو يعلي قال:أنبأني أبو يحيي الحماني قال:

أنبأني أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:سدّوا أبواب المسجد كلّها إلاّ باب عليّ (2).

السادس و العشرون: الحمويني قال:أخبرني الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيي بن الحسين بن عبد الكريم بقراءتي عليه أو إجازة منه قال:حدّثنا المؤيّد بن محمّد بن علي إجازة قال:

أنبأني جدّي لامّي أبي العبّاس محمد بن العبّاس العصاري سماعا عليه قال:أنبأني أبو إسحاق القاضي أبو سعيد بن محمد بن سعيد الفرخزادي سماعا عليه قال:أنبأني أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال:أنبأني أبو فنجويه ابن شيبة الحضرمي،أنبأني يحيي بن حمزة التمّار قال:سمعت عطاء بن مسلم يذكر عن إسماعيل بن اميّة عن جسرة عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا إنّ مسجدي حرام علي كلّ حائض من النساء و علي كلّ جنب من الرجال إلاّ علي محمّد و أهل بيته علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم (3).

السابع و العشرون: صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:حدّث عبد الكريم بن روح عن عبّاد بن صهيب عن سعد بن أوس عن يحيي عن شريك بن عبد اللّه قال:رأيت أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم و هو قائم و أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جلوس و هو يقول لهم:أنشدكم الذي لا أعظم منه أ فيكم أخ لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:لا،قال:أنشدكم اللّه فيكم من آمن باللّه و رسوله قبلي؟فقالوا:لا،قال:أنشدكم اللّه أ فيكم أحد صلّي القبلتين و بايع البيعتين قبلي؟قالوا:لا،قال:

فأنشدكم اللّه أ فيكم من له عمّ كعمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله و سيّد الشهداء و غسيل الملائكة؟

ص: 242


1- فرائد السمطين:/207/1ب /41ح 163.
2- فرائد السمطين:/208/1ب /41ح 164.
3- المناقب /299ح 296.

قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد له زوجة تشبه زوجتي سليلة المصطفي و ينعة العلي و مريم الكبري و فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين،قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد له ولد يشبه ولدي الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنّة،فقالوا:لا،فقال:أنشدكم اللّه أ فيكم أحد غمض عينيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري،قالوا:لا،قال:أنشدكم اللّه هل فيكم أحد أقرب محتدا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:لا.

قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد فدي رسول اللّه بنفسه و نام علي فراشه و بذل مهجته دونه غيري؟قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله غيري؟ قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد أمر اللّه بمودّته حيث قال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) غيري؟قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم من طهّره اللّه تعالي في كتابه حيث قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) غيري و أهل بيتي؟قالوا:لا، قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيده يوم غدير خمّ و قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاده غيري؟قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد كان يأخذ ثلاثة أسهم:سهم القرابة و سهم الخاصّة و سهم الهجرة غيري؟قالوا:لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم من أمر اللّه رسوله صلّي اللّه عليه و آله بفتح بابه حين سدّت الأبواب غيري حتّي قام عمّي و قال:يا رسول اللّه أمرت بسدّ أبوابنا و فتحت باب عليّ فقال:و اللّه ما أسكنت عليّا،بل اللّه أسكنه و أخرجكم؟فقالوا:

صدقت فقال:اللّهم أشهد و كفي بك شهيدا.

الثامن و العشرون: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي ذرّ في حديث مناشدة أهل الشوري قال لهم عليه السّلام:أ تعلمون أنّ أحدكم كان يدخل المسجد جنبا غيري؟قالوا:اللهمّ لا (3).

التاسع و العشرون: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي ذرّ في حديث المناشدة أيضا قال عليه السّلام:

فأنشدكم اللّه هل تعلمون أنّ أبواب المسجد سدّها و ترك بابي؟قالوا:اللّهم نعم (4).

ص: 243


1- سوره 42 - آيه 23
2- سوره 33 - آيه 33
3- المناقب /299ح 296.
4- فرائد السمطين:/29/2ب /6ح 368.

صحة و تواتر حديث سد الأبواب أجمع الحفاظ علي صحة حديث سد الأبواب في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلا من كان في قلبه بغض له عليه السلام من أجل قتل أجداده في بدر و أحد.

و كما علمت مفصلا فقد روي عن أكثر من بضع و عشرين طريقا عن أجلاء الصحابة أكثرها حسان و بعضها صحاح،و جلّ رواتها ثقاة كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني (1).

*و قد صرح السيوطي و غيره بتواتره (2).

*و قال في القول المسدد:هو حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق منها علي انفراده لا تقصر عن رتبه الحسن و مجموعها مما يقطع بصحته.

و قال:فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل علي أن الحديث صحيح دلالة قوية (3).

و قال:هذه الاحاديث تقوي بعضها بعضا و كل طريق منها صالحة للاحتجاج فضلا عن مجموعها...و قد اخطأ [ابن الجوزي]في ذلك خطأ شنيعا فانه سلك ردّ الاحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة مع أن الجمع بين القصتين ممكن (4).

و قال في أجوبته علي المصابيح:و قد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي لما أمر بسد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي،فشق علي بعض الصحابة،فأجابهم بعذره في ذلك (5).

*و قال الجويني:و حديث سد الأبواب رواه نحو من ثلاثين رجلا من الصحابة (6).

*و قال سبط ابن الجوزي:حديث سد الأبواب إلا باب علي اخرجه احمد و الترمذي و رجاله ثقاة و يؤيده

ص: 244


1- -القول المسدد:17-20،و فتح الباري:12/7-11 ط.مصر و 18/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
2- -اتحاف ذوي الفضائل:167 ح 213،و نظم المتناثر:203 ح 229.
3- -القول المسدد:17-18-21 ط. حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة،و فتح الملك العلي عنه:61.
4- -وفاء الوفاء:476/2 الباب الرابع الفصل 12،و فتح الباري:12/7 ط.مصر و 18/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
5- -أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح المطبوع بذيل مشكاة المصابيح:1790/3.
6- -فرائد السمطين:208/1 ح 163 باب 41 من السمط الاول.

قوله صلّي اللّه عليه و سلم:«لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري و غيرك»،كما في رواية أبو سعيد الموثقة (1).

-و علي سبيل المثال:رواية زيد ابن ارقم (2)رجالها رجال الصحيح إلا أبي عبد اللّه ميمون و قد وثقه غير واحد و صحح له الترمذي حديثا غير هذا (3)،و أخرجه الحاكم و صححه (4).

و كذا رواية ابن عمر (5)رجالها رجال الصحيح كما رواها الهيثمي عن أحمد و أبو يعلي و السمهودي في الوفاء (6).

و رواه أحمد و رجاله ثقاة و ليس فيه هشام بن سعد (7).

و الرواية الثانية لابن عمر رجالها رجال الصحيح إلا العلاء و هو ثقة وثقه ابن معين و غيره (8).

و تقدم رواية لابن عمر صححها النسائي و أحمد باسناد حسن (9).

و رواية عمر صححها الحاكم كما تقدم.

و رواية زيد و ابن عباس (10)صححهما الحاكم و اقرهما الذهبي (11).

و رواية ابن عباس الاخري حسنها الكنجي و قال ابن حجر و الهيثمي رجاله ثقاة (12).

ص: 245


1- -تذكرة الخواص:46 الباب الثاني.
2- -المسند:369/4 ط.م و 496/5 ح 18801 ط.ب،و الحاوي للفتاوي:57/2 رسالة شد الاثواب في سد الأبواب.
3- -القول المسدد:19 ط.حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة،و وفاء الوفاء:474/2 فقد فصله،و الفوائد المجموعة:366 مناقب علي ح 55،مجمع الزوائد:114/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:149/9 ح 14671 كتاب المناقب.
4- -الحاوي للفتاوي:57/2 رسالة شد الاثواب في سد الأبواب.
5- -المسند:26/2 ط.م
6- -مجمع الزوائد:120/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:160/9 ح 14698 كتاب المناقب،و وفاء الوفاء:475/2.
7- -الفوائد المجموعة:366 مناقب علي ح 55.
8- -القول المسدد:20 ط. حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة
9- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
10- -رواه الطبراني و أحمد و الترمذي و النسائي راجع الحاوي للفتاوي:57/2 رسالة شد الاثواب في سد الأبواب، و سوف تأتي مصادره.
11- -المستدرك:125/3-134 باب مناقب علي،و اسني المناقب:69.
12- -وفاء الوفاء:475/2،و القول المسدد:17-20،و فتح الباري:12/7-11 ط.مصر و 18/7 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية،و مجمع الزوائد:120/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:159/9 ح 14696 كتاب المناقب.

و رواية سعد بن مالك رواها أحمد باسناد حسن (1).

و رواية سعد الاخري رواها أحمد و النسائي باسناد قوي (2).

و روايته الثالثة عند الطبراني رجالها ثقات (3).

و رواية زيد ابن أرقم أخرجها أحمد و الحاكم و النسائي و رجالها ثقات (4).

و رواية ابن عباس أخرجها أحمد و النسائي و رجالهما ثقات (5).

*أقول:اضافة الي ما تقدم من نصوص و ما تقدم مفصلا في المصادر فقد تلقي الحفاظ هذا الحديث بالقبول و رواه من طرق متعددة و أليك نموذج من ذلك:

أخرجه أحمد في مسنده عن سعد ابن مالك و ابن عمر و زيد،و النسائي عن زيد و سعد ابن أبي وقاص و ابن عباس و ابن عمر بسند صحيح،و أبو نعيم عن ابن عباس و بريدة الاسلمي و ابن مسعود و علي و سعد،و الخطيب عن جابر،و الحاكم عن زيد،و ضياء الدين في الاحاديث المختارة عن زيد،و الترمذي عن ابن عباس، و الكلاباذي في المعاني عن ابن عباس و ابن عمر،و الطبراني عن ابن عباس و سعد و جابر بن سمرة،و البخاري في التاريخ عن ابن سمرة،و العقيلي عن أنس،و البزار عن علي (6).

الاحتجاجات بحديث سد الأبواب و مما يؤيد صحة هذا التواتر احتجاج أمير المؤمنين فيه أن في حياة أبي بكر او في الشوري،و كذا احتجاجات ابن عباس و بعض الصحابة به (7).

ص: 246


1- -مجمع الزوائد:115/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:149/9 ح 14672 كتاب المناقب
2- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
3- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
4- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
5- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7-18 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
6- -أقول ما ذكرته عن الحفاظ مأخوذا فقط من اللآلي المصنوعة:346/1 الي 351 مناقب الخلفاء الاربعة،و الاّ فنفس الحفاظ لهم روايات أخري من طرق عدة تأتي في تفصيل المصادر في الهوامش.
7- -مجمع الزوائد:120/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:159/9 ح 14696 كتاب المناقب،و فضائل الصحابة لاحمد:684/2 ح 1168 مناقب علي،و المعجم الكبير:78/12 ح 12593 و 12594 ترجمة ابن عباس ما روي عمرو بن ميمون عنه،و مستدرك الصحيحين:132/3-125 و صححه و وافقه الذهبي،و ترجمة علي من تاريخ دمشق:206/1 ح 250-251 و 116/3 ح 1140،و مسند احمد:1 331/ ط.م و 545 ط.ب و رجاله رجال الصحيح إلا أبي بلج و هو ثقة فيه لين علي ما قال الهيثمي في مجمع الزوائد،و مناقب الخوارزمي:127 ح 140 الفصل 12،و خصائص النسائي:58-42،و الاحتجاج:78/1- 128 و الرياض النضرة:174/3،و كتاب الاربعين للخزاعي:62 ح 20،و أنساب الاشراف:355/2،و الرياض النضرة:174/3،و وفاة الزهراء:67.

-قال عليه السلام في منزله لابي بكر:«فأنشدك اللّه أنت الذي أمرك رسول اللّه بفتح بابه في مسجده عند ما أمر بسد أبواب جميع أهل بيته و أصحابه و أحلّ لك فيه ما أحلّ اللّه له أم أنا؟».

قال:بل أنت (1).

و تقدم في مطلع النصوص احتجاج علي عليه السّلام به يوم الشوري،و أول يوم بويع فيه،و يأتي احتجاج ابن عمر به.

و قال يوم الشوري:«أ فيكم أحد يطهره كتاب اللّه غيري حين سد رسول اللّه أبواب المهاجرين جميعا و فتح بابي» (2).فقالوا:لا.

احتجاج الامام الحسين عليه السّلام أخرجه سليم بن قيس من مناشدة الامام الحسين للصحابة و التابعين في مكة المكرّمة قبل خروجه الي كربلاء قال:

«أنشدكم اللّه هل تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اشتري موضع مسجده و منازله فابتناه ثم ابتني عشرة منازل تسعة له و جعل عاشرها في وسطها لأبي،ثم سد كل باب شارع الي المسجد غير بابه،فتكلم في ذلك من تكلم فقال:

ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه و لكن اللّه أمرني» (3).

*احتجاج عمر -و أخرج ابن أبي شيبة و الحاكم و ابن عساكر عن عمر بن الخطاب قال:لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطي حمر النعم.

ص: 247


1- -الاحتجاج:128/1 ذيل احتجاجات الامير علي أبي بكر،و عبد الرزاق في المصنف ذكر الحديث الذي جري بينهما في المنزل و لكنه اختصر المناقب التي عددها الامام علي أبي بكر و اكتفي بقوله:«ثم ذكر قرابته من رسول اللّه و حقهم فلم يزل يذكر ذلك حتي بكي أبو بكر»المصنف:473/5 ح 9774 خصومة علي و العباس.
2- -بناء المقال الفاطمية:412 مناشدة علي يوم الشوري.
3- -كتاب سليم:208.

قيل:و ما هنّ يا أمير المؤمنين؟قال:تزوجه فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم،و سكناه المسجد مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم يحل له فيه ما يحل له،[سد الأبواب الاّ بابه]و الراية[الحربة]يوم خيبر-هذا حديث صحيح الاسناد (1).

و كذا رواه القندوزي عن احمد (2)و الجزري عن الحاكم (3).

*احتجاج ابن عمر قال:كنا نقول في زمن النبي صلّي اللّه عليه و سلم:رسول اللّه خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر،و لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم:زوّجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم ابنته و ولدت له،و سد الأبواب إلاّ بابه في المسجد،و اعطائه الراية يوم خيبر» (4).

فعند عمر و ابنه كما أن علي زوج فاطمة الزهراء دون غيره،فكذلك فتح بابه في المسجد له دون غيره.

*احتجاج سعد:أخرجه الشاشي قال سعد لمروان لما سب عليا:أخبرك بأربع سبق لعلي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم لا ينبغي أحد منا ينتحلهن،دخل علينا رسول اللّه المسجد و نحن رقود فينا أبو بكر و عمر فجعل يوقضنا رجلا رجلا و يقول:«لا ترقدوا في المسجد ارقدوا في بيوتكم»حتي انتهي الي علي فقال:«يا علي أما أنت فنم فانه يحل لك فيه ما يحل لي» (5).

و احتج علي معاوية به لترك القتال معه (6).

و احتج به أيضا علي الحارث بن مالك (7).

ص: 248


1- -مستدرك الصحيحين:125/3 كتاب المعرفة،باب مناقب علي و الموافقة لطبعة بيروت،و المصنف لابن أبي شيبة:372/6 ح 32090 كتاب الفضائل-فضائل علي و ما بين المعقودين منه،و تاريخ دمشق:138/18 رقم الترجمة 2177.
2- -ينابيع المودة:210/1 ط.اسلامبول 1301 ه و 248 ط.النجف الباب 56.
3- -اسمي المناقب:68 ح 22.
4- -مسند أحمد:104/2 ح 4782 ط.ب و 26 ط.م،و مسند أبي يعلي:453/9 ح 5601 مسند ابن عمر، و ذخائر العقبي:77 مع حذف المطلع،و اسد الغابة:214/3 ترجمة أبي بكر و فضائله،و ترجمة علي من تاريخ دمشق:243/1 ح 283،و فرائد السمطين:208/1 الباب 41.
5- -مسند الشاشي:146/1 ح 82 مسند سعد-بقية حديث ابراهيم بن سعد.
6- -مناقب الكوفي:508/1 ح 424
7- -مسند الشاشي:126/1 ح 63 مسند سعد-الحارث بن مالك عن سعد.

*احتجاج سلمان المحمدي و ذلك يوم السقيفة حيث قال:يا أيها الناس...ألا إن عليا عنده علم المنايا و علم الوصايا و فصل الخطاب علي منهاج هارون بن عمران؛اذ يقول محمد صلي اللّه عليه و آله و سلم:«يا علي أنت وليي و وصيي و خليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسي» (1).

*و لأم سلمة احتجاج في الحديث علي أبي بكر (2).

دلالة حديث سد الأبواب و نحن انما جئنا بحديث سد الأبواب لاثبات نص الافعال الصادرة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تجاه أمير المؤمنين وحده.

و لكن القوم و من باب الجني علي انفسهم،افادوا أن حديث سد الأبواب يدل علي الخلافة:

قال ابن حبان معللا:إذا المصطفي صلّي اللّه عليه و سلم حسم عن الناس كلهم اطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله:«سدوا عني كل خوخة في المسجد» (3).

قال الخطابي و ابن بطال:في هذا الحديث اشارة قوية الي استحقاق أبي بكر للخلافة و لا سيما و قد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي صلّي اللّه عليه و سلم (4).

و قال المقريزي:فكان امر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم بابقاء خوخة أبي بكر في المسجد مع منع الناس كلهم من ذلك؛ اشارة و دليل علي خلافته بعد رسول اللّه و ان ذلك من رسول اللّه تنبيها للناس بأن أبو بكر يصير امام المسلمين و يخرج من بيته الي المسجد كما كان رسول اللّه يخرج،ذكره ابن بطال (5).

و قال الحافظ بن رجب الحنبلي:«سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد الاّ باب أبي بكر»و في هذا اشارة الي أن أبا بكر هو الامام بعده،فان الامام يحتاج الي سكني المسجد و الاستطراق فيه بخلاف غيره (6).

و قال الحافظ ابن حجر:و قد ادعي بعضهم أن الباب كناية عن الخلافة (7)و الأمر بالسد كناية عن طلبها،كأنه

ص: 249


1- -مناقب الكوفي:414/1 ح 327.
2- -وفاة الزهراء:93.
3- -الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان:5/9 ذيل ح 6821 كتاب المناقب.
4- -وفاء الوفاء:472/2 الباب 4 الفصل 12.
5- -النزاع و التخاصم:69.
6- -لطائف المعارف:107 المجلس الثالث في ذكر وفاة رسول اللّه.
7- -لعله يشير الي ابن كثير راجع البداية و النهاية:343/7.

قال:لا يطلبن احد الخلافة إلا أبا بكر فانه لا حرج عليه في طلبها و الي هذا جنح ابن حبان (1).

و قال:و في ذلك اشارة الي استخلاف أبي بكر لانه يحتاج الي المسجد كثيرا دون غيره (2).

ثم إن القوم يشيرون بذلك الي احاديث سد الأبواب النازلة في أبي بكر و هي مروية في فضائل أبي بكر في جل كتبهم.

و لذا حاولوا الجمع بين هذه الاحاديث لصحتها جميعا عندهم.

-قال الحافظ ابن حجر:و محصل الجمع أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين،ففي الاولي استثني عليا لما ذكره من كون بابه كان الي المسجد و لم يكن له غيره،و في الاخري استثني أبا بكر.

و لكن لا يتم ذلك إلا بأن يحمل ما في قصة علي علي الباب الحقيقي و ما في قصة أبي بكر علي الباب المجازي،و المراد به الخوخة كما صرح به في بعض طرقه،و كانهم لما امروا بسد الأبواب سدوها و احدثوا خوخا يستقربون الدخول الي المسجد منها فامروا بعد ذلك بسدها.

-و بها جمع بينهما الطحاوي في مشكل الآثار و الكلاباذي في معاني الاخبار (3).

-و قال العيني في العمدة:إن حديث سد الأبواب كان آخر حياة النبي صلّي اللّه عليه و سلم في الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمهم الا أبو بكر (4).

*قولنا في دلالة الحديث:أما علي رأي ابن حجر و العسقلاني و الطحاوي و الكلاباذي و من وافق قولهم كالسمهودي و غيره القائلين بصحة حديث الأبواب في علي علي الحقيقة و في أبي بكر علي المجاز،فهم عندهم الحديث يدل علي خلافة علي عليه السّلام بالحقيقة و علي خلافة أبي بكر بالمجاز!.

ذلك أن الخطابي و ابن بطال و ابن حبان و المقريزي و غيرهم أفادوا دلالة الحديث علي الخلافة و دعواها.و هذا جمع بين القولين.

ص: 250


1- -وفاء الوفاء:473/2.
2- -القول المسدد:22 ط. حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة.
3- -وفاء الوفاء:476/2-477 الفصل 12 من الباب الرابع عن فتح الباري:12/7-20 ط.مصر و 18/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية،و القول المسدد:17-18 ط. حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة،و نزل الابرار للبدخشاني:75 الباب الاول.
4- -عمدة القارئ:592/7 عنه الغدير:215/3.

-و أما جمع الحافظ ابن حجر و الطحاوي و القاضي المالكي و الكلاباذي و من قال بقولهم (1)فيرده امور:

*الأمر الاول:أن النبي في بادئ الأمر لم يامر فقط بسد الأبواب بل امر بسد كل ثقب في المسجد من باب و خوخة او ما ينظر منه او كوة،بل و مثل ثقب الإبرة كما تقدم في رواية عمر و بن سهل و جابر بن سمرة و بريدة و علي.

فالروايات مصرحة بهذا المنع فلا معني للاستثناء،إلا علي القول بمعصية أجلاء الصحابة في أمره،مع قوله في بعض طرقه:«سدوا قبل أن ينزل العذاب».

خاصة أن القول بتكرار القصة دعوي لا دليل عليها في الروايات سوي تاييد قول البكرية في وضعهم لحديث سد الأبواب إلا باب أبي بكر.

*الأمر الثاني:أن هذا الجمع إن أريد منه أن الرسول سد الأبواب إلا باب علي،ثم سد الخوخات إلا خوخة ابي بكر فانه ينافي الكثير من الروايات المصرحة-و التي منها رواية البخاري في الصحيح-بان الرسول استثني باب أبي بكر لا خوخته،التي رويت عن أبي سعيد و أيوب بن بشير و معاوية و أنس و عائشة و يحيي بن سعد و حكيم بن عمير و أبي الحويرث.

و في المقابل الروايات المعبرة بالخوخة ليست الاّ رواية ابن عمر و ابن عباس (2).

هذا بناء علي أن المراد من الخوخة الكوة لا الباب كما فهمه القاضي المالكي في أحكامه و الكلاباذي في معانيه و الطحاوي في المشكل.

*و قال السيوطي:قد ثبت بالأحاديث السابقة و قرر العلماء أن أبا بكر لم يؤذن له في فتح الباب،بل أمر بسد بابه،و إنما أذن له في خوخة صغيرة و هي المراد من حديث البخاري (3).

علي أنه في ذلك الازمان لم يكن متعارف سوي الأبواب و النوافذ و لا ثالث.

و يشهد له ما تقدم في الاحاديث من طمع الصحابة ببقاء كوة أو مقدار الابرة و ما شابهه،و لا قائل منهم ببقاء الخوخة اما لعدم الفرق بينها و بين الباب،و اما لعدم وجودها أصلا،فسد النبي صلّي اللّه عليه و آله الأبواب و النوافذ و الكوة و ما

ص: 251


1- -راجع الحاوي للفتاوي للسيوطي:59/2 رسالة شد الاثواب بسد الأبواب.
2- -يراجع الحاوي للفتاوي للسيوطي:54/2-55-56-72 رسالة شد الاثواب بسد الأبواب،و اللآلي المصنوعة:352/1 مناقب الخلفاء الاربعة.
3- -الحاوي للفتاوي للسيوطي:80/2 ذيل رسالة شد الاثواب بسد الأبواب.

شابه ذلك جميعا،فكيف يصح بعدها أمرهم بسد الخوخات أو النوافذ،و هل هو الاّ تحصيل للحاصل!! هذا مع أنه منافي لما روي أن الرسول سد كل الخوخات الاّ خوخة علي (1).

*و إن أريد منه أن الخوخة شبيه الباب أو نفسه-كما هو نص أكثر الروايات كما تقدم-،فهذا ما منع منه رسول اللّه أولا،و هو المرور و الدخول من الدور الي المسجد و الروايات مصرحة بذلك.

فلا معني للاستثناء مرة أخري لابي بكر مع عدم وجود المستثني منه؛اذ المفروض أن الصحابة جميعا التزموا بالأمر و سدوا الأبواب و الذي منهم أبو بكر كما تقدم التصريح به،فلا معني للحديث مع الاستثناء،نعم لو وضع البكرية الحديث بنحو:«يا أبا بكر افتح بابك المغلق دون الصحابة»لكان له وجه،لعدم تنافيه مع أحاديث سد الأبواب من الاول،اذ يقال أنه النبي في اخر عمره فتح باب أبي بكر الذي كان مسدودا،و لكن يد التزوير كانت ناقصة!!.

نعم يبتلي بأنه يعارض بقاء باب علي مفتوحا مع أن المتفق عليه بقاء بابه مفتوحا بعد وفاة النبي،اذ النبي لم يستثني من الصحابة-في أحاديث فتح باب أبي بكر-باب علي.

بل أصل أحاديث الباب في أبي بكر لا تصح لانها لم تستثني باب علي المفتوح.

علي أن الهدف من السد هو إلغاء المرور لمن ليس أهلا له لا مجرد اغلاق الأبواب.

نقل المقريزي في كتابه إمتاع الاسماع:«سدوا هذه الأبواب الشوارع الي المسجد الاّ باب أبي بكر..،فقال عمر دعني يا رسول اللّه أفتح كوة أنظر أليك تخرج الي الصلاة!.

فقال:لا (2).

فلاحظ أولا:أن المأمور به سدّ نفس الأبواب لا الكوّة.

و ثانيا:من هذا الحديث يعلم أن الرسول لم يأمرهم بسد شيء قبل ذلك لأن عمر كان بابه مفتوح،و كذلك بقية الصحابة.

و هذا دليل علي عدم امكان الجمع،ثم علي بطلان أحاديث السد في حق الخليفة الاول،و أنه من وضع البكرية كما قال ابن أبي الحديد،أو بخصوصيته لعلي كما قال الجصّاص.

*الأمر الثالث:أن علة سد الأبواب-و التي صرح الرسول في كثير من طرقها بان اللّه هو الذي سد أبوابكم

ص: 252


1- -لسان العرب:14/3 باب الخاء مادة خوخ،و نظم درر السمطين:108 ط.مطبعة القضاء بمصر عنه احقاق الحق.
2- -اسماع الامتاع:545/1-وفاة الرسول-ذيل الكتاب.

و فتح باب علي او اخرجكم و ادخله-هي طهارة علي و اهل بيته و نجاسة غيره،كما صرحت بذلك رواية أمير المؤمنين و احتجاجه يوم الشوري،و رواية ابن زبالة عن رجل من اصحاب الرسول صلّي اللّه عليه و آله،و كذلك رواية أنس و ابن عباس و الهلالي التي نصّ بها النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه دعا اللّه أن يطهر مسجده بعلي و بذريته من بعده كما فعل موسي عليه السّلام،و يأتي أن البزار أخرجه عن علي عليه السّلام (1).

-و يؤيده بل هو نصّ فيه،ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس و البزار عن محمد ابن علي الباقر بسند جيد من التعبير بالخروج من المسجد لا بعنوان سد الأبواب (2).

و عليه فلا معني لاستثناء باب او خوخة أبي بكر،لأن أبي بكر كعمر و عثمان و العباس و حمزة من هذه الناحية،أعني ناحية عدم الطهارة،الاّ أن يقال أن أبا بكر طهر في اخر حياته!و لو كان لا بدّ من الاستثناء لاستثني خوخة لعميه.

و يؤيده ما روي عن ابن عباس و غيره كما تقدم أن علي كان يمر بالمسجد و هو جنب.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك».أخرجه البزار (3).

بل هناك كثير من الروايات صرحت بانه لا يحل لغير النبي و علي الجماع و عرك النساء في المسجد،كما اخرجها ابن مردويه،و الترمذي و حسنه،و النووي و قال:حسنه الترمذي لشواهد،و البيهقي في السنن،و ابن منيع في مسنده عن جابر،و ابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة،و أبي يعلي في مسنده و القاضي اسماعيل في أحكام القرآن عن ابن حنطب،و أبي يعلي في المسند عن أبي سعيد،و ابن عساكر في التاريخ من طرق (4).

منها:ما أخرجه ابن عساكر و ابن أبي شيبة في مسنده عن أمّ سلمة قالت:خرج النبي صلّي اللّه عليه و سلم من بيته حتي انتهي الي صرح المسجد فنادي بأعلي صوته:«انه لا يحل المسجد لجنب و لا لحائض إلا لمحمد و ازواجه و علي و فاطمة بنت محمد ألا هل بيّنت لكم الأسماء أن تضلوا» (5).

ص: 253


1- -وفاء الوفاء:478/2-479-الفصل 12 من الباب الرابع.
2- -مجمع الزوائد:115/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:151/9 ح 14677-14678 كتاب المناقب
3- -مسند البزار:144/2 ح 506.
4- -ترجمة علي من تاريخ دمشق:292/1 ح 331 رواه من طرق،و اللآلي المصنوعة:350/1-353 مناقب الخلفاء الاربعة،و الفوائد المجموعة:366-367 مناقب علي ح 56،و مناقب آل أبي طالب:194/2 فصل في الجوار،و السنن الكبري:442/2 باب الجنب يمر في المسجد،و ج 65/7 باب دخول المسجد جنبا،و مسند أبي يعلي:311/2 ح 1042 مسند أبي سعد و بالهامش(أخرجه الترمذي و قال حسن غريب).
5- -ترجمة علي من تاريخ دمشق:294/1 ح 333،و اللآلي المصنوعة:353/1 مناقب الخلفاء الاربعة عن ابن أبي شيبة.

و أخرجه البيهقي بلفظ:«ألا لا يحل المسجد لجنب و حائض إلاّ لرسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين» (1).

و أخرج ابن راهويه في مسنده و البيهقي في السنن عن عائشة:«وجهوا هذه البيوت عن المسجد فاني لا أحل المسجد لحائض و جنب الاّ لمحمد و آل محمد» (2).

و أخرج البزار عن علي قال:أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم بيدي فقال:«إن موسي سأل ربه أن يطهّر[يظهر]مسجدي بهارون و أني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك».

ثم أرسل الي أبي بكر أن سدّ بابك،فاسترجع!.

ثم قال سمع و طاعة،ثم أرسل الي عمر...» (3).

و استشهد ابن عباس و علي كما تقدم بحديث سد الأبواب لحلية دخول المسجد لعلي و لطهارته كما طهر هارون.

و كذا الرواية عن ابن عمر و علي و أبي رافع المصرحة بذلك (4).

و تقدم كلام سبط ابن الجوزي في تاييد حديث سد الأبواب برواية حرمة الدخول المسجد لغير علي،و كذا فعل الحافظ ابن حجر في القول المسدد (5).

*و أما ما تقدم أن علة فتح باب أبي بكر هي احتياجه كخليفة الي الدخول و الخروج للمسجد؛فمردودة بما تقدم من أن العلة الطهارة.

علي أنه كان لا بدّ من فتح باب لعمر و عثمان لخلافتهما و لو عند توسعة المسجد،و التي مدتها أطول من

ص: 254


1- -السنن الكبري:65/7 باب دخول المسجد جنبا،و اللآلي المصنوعة:354/1 مناقب الخلفاء الاربعة..
2- -السنن الكبري:442/2 باب الجنب يمر في المسجد،و مسند اسحاق ابن راهويه:1032/3 ح 1783 من مسند عائشة.
3- -وفاء الوفاء:477/2،و مجمع الزوائد:115/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:/9 149 ح 14673 كتاب المناقب عن البزار برقم 2552،و كنز العمال:408/6 ط.دكن 1312،و منتخب الكنز:5 55/.و ما بين المعقودين من المجمع.
4- -مجمع الزوائد:115/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:149/9 ح 14672 كتاب المناقب،و بحار الانوار:33/39 باب 72،و مناقب آل أبي طالب:194/2 فصل في الجوار.
5- أبي شيبة.

خلافة الاول فالحاجة أكثر.

بل حتي في خلافته كان دخول عمر للمسجد أكثر،و قد تقدم قول البعض لابي بكر:«أنت الخليفة أم هو؟!.

فقال أبو بكر:بل هو و لو شاء كان».

قال البوصيري بعد الحديث:رجاله ثقات (1).

هذا مضافا الي أن العلماء صرحوا أن المعيار في فتح باب أبي بكر هو اجازة النبي،قال السيوطي:لو بقيت دار أبي بكر و اتفق هدمها و اعادتها أعيدت بتلك الخوخة كما كانت بلا مرية،فلا تجوز الزيادة فيها بالتوسعة و لا جعلها في موضع أخر من المسجد؛اقتصارا علي ما ورد الاذن من الشارع الواقف فيه (2).

*الأمر الرابع:ما ورد من بعض الطرق المتقدمة أن النبي سد كل خوخة الاّ خوخة علي عليه السّلام و هو لا يدع للجمع مجال.

و في بعضها مصرح بان النبي امر بسد باب أبي بكر بالاسم لا خوخته،كما تقدم في رواية أمير المؤمنين و كذا رواية ابن زبالة (3).

*الأمر الخامس:ما تقدم في احتجاج علي و بعض الصحابة بالحديث و انه لم يفتح غير بابه مع سد كل الأبواب،و لم يعترض أحد عليه و أن أبا بكر كان له بابا كما كان لك.

و التي منها علي نفس أبي بكر،فلو صحة أحاديث أبي بكر لقال له:فتح النبي بابي كما فتح بابك؟! *الأمر السادس:أنه علي رأي ابن حبان و الخطابي و ابن بطال القائلين بدلالة الحديث علي الخلافة يستحيل الجمع إلاّ علي القول بتعدد الخليفة!.

*الأمر السابع:أن بعض الروايات التي تقول أن العباس او حمزة اعترضا علي رسول اللّه في ذلك نحو ما روي عن الهلالي:«يا رسول اللّه اخرجت عمك و اسكنت ابن عمك» (4)،فكان الاولي من العباس الاعتراض علي ترك باب أبي بكر لا الاعتراض علي باب علي المطهر بآية التطهير و الذي بيته في المسجد.

و ان كان بعد استشهاد حمزة لاعترض العباس.

ص: 255


1- -شرح النهج:108/3 ط.مصر الاولي،و الدر المنثور:252/3 ذيل قوله«انما الصدقات للفقراء)من سورة التوبة،و كنز العمال:189/2 ط.دكن 1312،و المطالب العالية:219/2 ح 2073 باب الوزراء ورد الوزير امر الامير،و يراجع هامش المطالب العالية أيضا.
2- -الحاوي للفتاوي للسيوطي:80/2 ذيل رسالة شد الاثواب بسد الأبواب.
3- -وفاء الوفاء:477/2.
4- -وفاء الوفاء:477/2.

و من ذلك يعلم بطلان اصل حديث سد الأبواب إلاّ باب أبو بكر كما صرح بذلك ابن أبي الحديد قال:إن سد الأبواب كان لعلي فقلّبته البكرية الي أبي بكر (1).

*الأمر الثامن:قال الجصّاص:فاخبر في هذا الحديث بحظر النبي صلّي اللّه عليه و سلم الاجتياز كما حظر عليهم القعود، و ما ذكر من خصوصية علي رضي اللّه عنه صحيح...و انما كانت الخصوصية فيه لعلي دون غيره...فثبت بذلك أن سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين و غير مجتازين (2).

*الأمر التاسع:أنه من المسلم به وجود عمر و أبي بكر في جيش اسامة و ذلك قبيل وفاة النبي الاعظم و هذا بنفسه خير دليل علي:

1-بطلان أصل حديث سد الأبواب في أبي بكر لانه لم يكن حاضرا عند وفاة النبي:أما قبل الوفاة بايام فالمفروض أنه في جيش اسامة و النبي لعن من تخلف عنه.

و أما قبيل الوفاة فتقدم أنه كان في منزله بالسنخ.

2-و لو سلم فلا يدل علي الخلافة لأن النبي الاعظم صلّي اللّه عليه و آله كان يعلم بوفاته فكيف يعقل ابعاده عن الخلافة،ثم سد بابه الدال علي الخلافة بزعمهم!؟.

مصادر حديث سد الأبواب مناقب كوفي:472/1 عن سعد،و نزل الابرار:50-71 الي 73 عن عمرو بن ميمون و زيد و سعد و ابن عمر الباب الاول،و جواهر المطالب:185/1 باب 27 عن ابن عباس و زيد و ابن عمر و عمر،و المعجم الاوسط:/4 553 ح 3942 عن سعد،و كتاب الاربعين للخزاعي:35 ح 4 و 62 عن ابن عباس و جابر،و مجمع الزوائد:/9 111 و 112 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد 148/9 الي 151 و 160 ح 14671 و ما بعده و 14699 عن زيد بن أرقم و عبد اللّه الكناني و سعد بن مالك و علي و ابن عمر و جابر بن سمرة و ابن عباس و الصادق و عمر، و فضائل الصحابة:567/2 ح 955 عن ابن عمر و 581 ح 985 عن زيد،و الفردوس:309/2 ح 3396 عن ابن عباس،و مسند الشاشي:126/1-146 ح 63-82 عن سعد،و مسند أبي يعلي:453/9 ح 5601 ابن عمر، و مسند شمس الاخبار:98/1 عن جابر و البراء،و مسند البزار:36/4 ح 1197 سعد.و 368/3 ح 1169 علي.

ص: 256


1- -شرح النهج:49/11 شرح الخطبة 203.
2- -احكام القرآن:248/2 عنه الغدير:212/3.

و 318/2-144 ح 506 و 750 علي،و حلية الاولياء:153/4،و المقصد العلي:184/3 ح 1327 عن سعد و ابن عمر و عمر،و تاريخ اصبهان:181/2 رقم 1412،و تاريخ اصبهان:328/1،و تاريخ بغداد:388/2 و 389 سعد و 214/7،و التاريخ الكبير:408/1 ح 1304 عن أمّ سلمة و عائشة،و لطائف المعارف:107 و القول المسدد:5-17-21،و أمالي الشجري:42/1 عن علي 18-22 و جابر ح 2،و مشكاة المصابيح:/3 1723 ح 16096 عن ابن عباس.

و نظم المتناثر من الحديث المتواتر:203 ح 229،و مسند أبي يعلي:61/2 ح 703 عن سعد بن أبي وقاص،و تذكرة الخواص:46 الباب الثاني عن زيد و ابن عباس و سعد بن أبي وقاص و ابن عمر و جابر،و المعجم الاوسط:98/2 ح 1188 عن ابن عمر،مناقب ابن المغازلي:167 الي 170 ط.بيروت و ط.طهران:117- 253 الي 255-260 ح 303 الي 309-115 عن حذيفة و سعد بن أبي وقاص و البراء بن عازب و ابن عباس و نافع و مولي ابن عمر،و مناقب الخوارزمي:301-315-327 الفصل التاسع عشر و 127 الفصل 12 ح 140 عن ابن عباس و ابو ذر عن علي و واثلة عنه و زيد،و منتخب كنز العمال:29/5-39-55.

و كنوز الحقائق:433،و الصواعق المحرقة:191،و ذخائر العقبي:76-77 عن زيد و ابن عمر و عمر، و خصائص النسائي:55-58 ح 37 عن زيد و 49 عن سعد و 40 عن ابن عباس،و كفاية الطالب:200-203- 286-243 الباب 50-70 عن جابر و ابن عباس و زيد و سعد،و وفاء الوفاء:474/2 الي 479 الباب الرابع الفصل الحادي عشر عن سعد و ابن عباس و زيد و ابن عمر و جابر بن سمرة و مسلم الهلالي عن اخيه و علي و سعد و بن مالك،و مستدرك الصحيحين:125/3-116 عن عمرو سعد بن مالك باب مناقب علي،و اسد الغابة:/3 214 عن ابن عمر-ترجمة أبي بكر-فضائله،و ينابيع المودة:210/1 ط.اسلامبول 1301 ه و 248 ط.النجف باب 6 عن عمر و زيد 99 من طرق الباب 17.

و الحاوي للفتاوي:57/2-58 رسالة شد الاثواب في سد الأبواب عن زيد بن أرقم و سعد بن أبي وقاص و ابن عباس و علي و جابر بن سمرة و ابن عمر.

و القول المسدد:17-32 عن زيد ابن ارقم و محمد بن جعفر،و ابن عباس،و يحي بن اسماعيل،و مصعب ابن سعد عن أبيه،و جابر بن سمرة،و ابن عمر،و أبي سعيد،و المطلب ابن حنطب،و علي،و ترجمة علي من تاريخ دمشق:204/1 ح 250 عن ابن عباس و 235 ح 278 عن سعد و 244 ح 283 عن ابن عمر و 275 الي 296 ح 323 و ما بعده عن ابن عباس و زيد و البراء و سعد و ابن عمر و جابر و ابي سعيد و أمّ سلمة و ابي رافع.

ص: 257

و كنز العمال:175/13 ح 36521 عن علي و 110 ح 36359 عن ابن عمر و 137 ح 36432 عن جابر و 11 618/ ح 33004 عن زيد و 723/5 و 726 ح 14242-14243 خلافة عثمان.

و المعجم الكبير:78/12-114 ح 12594-12722 ترجمة ابن عباس ما روي عنه عمرو بن ميمون و /2 246 ترجمة جابر بن سمرة ما روي ناصح عن سماك عنه ح 2031،و صحيح الترمذي:641/5 ط.دار الحديث و 301/2 ط.بولاق 1292 و 173/13 ط.الصاوي بمصر عن ابن عباس،و المسند:26/2 ط.م و 331/1- 175 ط.م عن ابن عباس و سعد بن مالك و 285/1-545 ط.ب و 369/4 ط.م و 496/5 ح 18801 عن زيد بن أرقم،و ارشاد القلوب:260/2 عن أبي ذر عن علي،و أمالي الصدوق:273 المجلس 54 ح 4-8 عن زيد و ابن عباس و علي و ابي عمران و الرضا عن آبائه.

و ترجمة علي من تاريخ دمشق:116/3-119 عن واثلة عن علي.

و الطرائف:60/1،و كشف الحق:393،و العمدة:86-175-177،و الفضائل الخمسة:278/1 و /2 167 من طرق.

و اللآلي المصنوعة للسيوطي:182/1 الطبعة الاولي-بولاق-عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة،و 181 عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب و عن انس بن مالك و عن عبد اللّه بن مسعود و عن الملائي عن علي.

و شرف النبي للكازروني:74 عنه احقاق الحق:580/5 عن عدي بن ثابت،و الغدير للاميني:202/3 الي 214 من طرق،و اسمي المناقب:69 عن عمر،و المستدرك:117/3 مناقب الامير عن سعد بن مالك.و 125 عن زيد و 134 عن ابن عباس،و فرائد السمطين:205/1-207 باب 41 عن بريدة و ابن عباس و ابن عمر.

ص: 258

الباب المائة

في سدّ الأبواب من المسجد إلاّ باب عليّ عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه خمسة عشر حديثا الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي رحمه اللّه قال:حدّثنا أحمد بن موسي قال:حدّثنا خلف بن سالم قال:حدّثنا غندر قال:حدّثنا عوف عن ميمون أبي عبد اللّه عن زيد بن أرقم قال:كان لنفر من أصحاب رسول اللّه أبواب شارعة في المسجد فقال يوما:سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ،فتكلّم الناس في ذلك فقام رسول اللّه فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:أمّا بعد فانّي امرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ فقال فيه قائلكم،و إنّي و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكنّي امرت بشيء فاتبعته (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن معمر البغدادي قال:حدّثني الحسن بن عبد اللّه بن [محمد بن]علي التميمي قال:حدّثني أبي قال:حدثني سيّدي عليّ بن موسي بن جعفر عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ عليهم السّلام قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلاّ أنا و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين،و من كان من أهلي فإنّهم منّي (2).

الثالث: ابن بابويه بهذا الإسناد عن عليّ عليه السّلام قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:سدّوا الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ باب عليّ (3).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الدينوري قال:حدثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي بمصر قال:أخبرني محمد بن وهب قال:حدّثنا مسكين بن بكير قال:حدّثنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس قال:أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسدّ أبواب المسجد فسدّت إلاّ باب عليّ عليه السّلام (4).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال:حدّثني محمد بن

ص: 259


1- أمالي الصدوق /413مجلس /54ح 4.
2- أمالي الصدوق /413مجلس /54ح 5.
3- أمالي الصدوق /413مجلس /54ح 6.
4- أمالي الصدوق /414مجلس /54ح 7.

سليمان الباغندي قال:حدّثنا محمد بن عمرو قال:حدّثنا عبد اللّه بن جعفر قال:حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن العلاء عن ابن عمر أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:سدّوا الأبواب إلي المسجد إلاّ باب عليّ (1).

السادس: الشيخ الطوسي في أماليه عن الفحام قال:حدّثني عمّي قال:حدّثني الحسن بن عليّ ابن المتوكّل قال:حدّثنا عفان بن مسلم قال:حدّثنا حماد بن سلمة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عمر قال:سألني عمر بن الخطّاب فقال لي:يا بنيّ من أخير الناس بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:قلت له:

من أحلّ اللّه له ما حرّم علي الناس و حرّم عليه ما أحلّ للناس فقال:و اللّه لقد قلت فصدقت،حرّم علي عليّ بن أبي طالب الصدقة و أحلّت للناس،و حرّم عليهم أن يدخلوا المسجد و هم جنب و أحلّ له و غلّقت الأبواب و سدّت و لم يغلق لعليّ باب و لم يسدّ (2).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمد بن مسرور قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال:حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع الناس في مجلسه جماعة من[علماء]أهل العراق و خراسان فقال المأمون:أخبروني عن معني هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (3) فقالت العلماء:أراد اللّه بذلك الامّة كلّها فقال المأمون:ما تقول يا أبا الحسن؟فقال الرضا عليه السّلام:لا أقول كما قالوا و لكنّي أقول:أراد اللّه عزّ و جلّ بذلك العترة الطاهرة فقال:المأمون:و كيف عني العترة من دون الامّة؟فقال الرضا عليه السّلام:لأنّه لو أراد الامّة لكانت بأجمعها في الجنّة لقول اللّه تعالي: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (4) ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ (5) الآية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم،فقال المأمون:من العترة الطاهرة؟قال الرضا عليه السّلام:الذين وصفهم اللّه تعالي في كتابه فقال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (6) و هم الذين قال رسول اللّه:إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ألا و إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

أيّها الناس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم.قالت العلماء:أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غير الآل؟فقال الرضا عليه السّلام:هم الآل،فقالت العلماء:فهذا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يؤثر عنه أنّه قال:أمّتي آلي و هؤلاء أصحابه تقول بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه:آل محمّد أمّته فقال أبو

ص: 260


1- أمالي الصدوق /414مجلس /54ح 8.
2- أمالي الطوسي /291مجلس /11ح 12.
3- سوره 35 - آيه 32
4- سوره 35 - آيه 32
5- سوره 35 - آيه 33
6- سوره 33 - آيه 33

الحسن عليه السّلام:أخبروني فهل تحرم الصدقة علي الآل؟قالوا:نعم،قال:أ فتحرم علي الامّة؟قالوا:لا، قال:هذا فرق بين الآل و الامّة،ويحكم أين يذهب بكم؟أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون؟أ ما علمتم أنّه وقعت الوراثة و الطهارة علي المصطفين المهتدين دون سائرهم؟قالوا:

و من أين يا أبا الحسن؟فقال عليه السّلام:من قول اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (1) فصارت وراثة النبوّة و الكتاب للمهتدين دون الفاسقين،أ ما علمتم أنّ نوحا عليه السّلام حين سأل ربه تعالي ذكره فقال: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (2) و ذلك أنّ اللّه وعده أن ينجيه و أهله فقال له ربّه عزّ و جلّ: يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (3) فقال المأمون:هل فضّل اللّه العترة علي سائر الناس؟فقال أبو الحسن عليه السّلام:إنّ اللّه تعالي أبان فضل العترة علي سائر الناس في محكم كتابه،فقال له المأمون:أين ذلك من كتاب اللّه تعالي؟فقال له الرضا عليه السّلام في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (4) و قال عزّ و جلّ: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (5) ثمّ ردّ المخاطبة في إثر هذا إلي سائر المؤمنين فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) يعني الذين قرنهم بالكتاب و الحكمة و حسدوا عليها فقوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (7) يعني الطاعة للمصطفين،فالملك هاهنا الطاعة،قالت العلماء:هل فسّر اللّه تعالي الاصطفاء في الكتاب؟

فقال الرضا عليه السّلام:فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا،ثمّ ذكر عليه السّلام المواضع بعدها من القرآن إلي أن قال:و أمّا الرابعة فإخراجه الناس صلّي اللّه عليه و آله من مسجده ما خلا العترة حتّي تكلّم الناس في ذلك و تكلّم العبّاس فقال:يا رسول اللّه تركت عليّا و أخرجتنا؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و ما أنا تركته و أخرجتكم و لكنّ اللّه تركه و أخرجكم و في هذا تبيان لقوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي.قالت العلماء:و أين هذا من القرآن؟قال عليه السّلام:أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم؟قالوا:هات،قال:قول اللّه تعالي: وَ أَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (8) ففي هذه الآية منزلة هارون من موسي،و فيها أيضا منزلة عليّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قال:ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ إلاّ لمحمّد و آله،فقالت العلماء:يا أبا الحسن و هذا البيان لا يوجد إلاّ عندكم معشر أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،

ص: 261


1- سوره 57 - آيه 26
2- سوره 11 - آيه 45
3- سوره 11 - آيه 46
4- سوره 3 - آيه 33
5- سوره 4 - آيه 54
6- سوره 4 - آيه 59
7- سوره 4 - آيه 54
8- سوره 10 - آيه 87

قال:و من ينكر لنا ذلك و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها.ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة و الاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره إلاّ معاند و للّه تعالي الحمد علي ذلك (1).

الثامن: الشيخ المفيد في أماليه أبو عبد اللّه محمد بن محمّد بن النعمان الحارثي قال:أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال:حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزّال قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبيد بن خنيس العبدي قال:حدّثنا صباح بن يحيي المزني عن عبد اللّه بن شريك عن الحارث بن ثعلبة قال:قدم رجلان يريدان مكّة و المدينة في الهلال أو قبل الهلال فوجدا الناس ناهضين إلي الحجّ قال:فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنّه أميرهم فانتبذ منهم فقال:كأنّكما عراقيان؟فقلنا:نحن عراقيان،قال:كونا كوفيين،قلنا:

نحن كوفيان قال:ممّن أنتما؟قلنا:من بني كنانة،قال:من أي بني كنانة؟قلنا من بني مالك بن كنانة قال:رحب علي رحب و قرب علي قرب أنشدكما بكلّ كتاب منزل و نبي مرسل أسمعتما عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يسبّني أو يقول إنّه معادي أو مقاتلي؟

قلنا:من أنت؟قال:أنا سعد بن أبي وقّاص قلنا:لا،و لكن سمعناه يقول:اتقوا فتنة الخنيس كثير، و لكن سمعتماه يضئ باسمي؟قالا:لا،قال:اللّه أكبر،اللّه أكبر قد ضللت إذا و ما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهنّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ألا لئن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها أعمّر فيها عمر نوح،قلنا:سمّهنّ قال:ما ذكرتهن إلاّ و أنا اريد أن أسميهن:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر ببراءة لينبذ إلي المشركين فلمّا سار ليلة أو بعض ليلة بعث لعليّ بن أبي طالب نحوه فقال:

اقبض براءة منه و اردده إليّ،فمضي إليه أمير المؤمنين عليه السّلام فقبض براءة منه و ردّه إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، فلمّا مثل بين يديه بكي فقال:يا رسول اللّه أحدث فيّ شيء أم نزل فيّ قرآن؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

لم ينزل فيك قرآن و لكنّ جبرئيل عليه السّلام جاءني عن اللّه عزّ و جلّ فقال:لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك،و علي منّي و أنا من عليّ،و لا يؤدّي عنّي إلاّ علي،قلنا له:و ما الثانية؟قال:كنّا في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آل عليّ و آل أبي بكر و آل عمر و أعمامه قال:فنودي فينا ليلا اخرجوا من المسجد إلاّ آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آل عليّ قال:فخرجنا نجرّ قلاعنا فلمّا أصبحنا أتاه عمّه حمزة فقال:يا رسول اللّه أخرجتنا و أسكنت هذا الغلام و نحن عمومتك و مشيخة أهلك؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا أخرجتكم و لا أنا أسكنته و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني بذلك قلنا له:فما الثالثة؟قال:بعث رسول

ص: 262


1- عيون أخبار الرضا:207/2-/211باب /23ح 1.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله برايته إلي خيبر مع أبي بكر فردّها،فبعثها مع عمر فردّها فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:

لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّه اللّه و رسوله،كرّارا غير فرّار لا يرجع حتّي يفتح اللّه علي يديه قال:

فلمّا أصبحنا جثونا علي الرّكب فلم نره يدعو أحدا منّا ثمّ نادي:أين عليّ بن أي طالب؟فجيء به و هو أرمد فتفل في عينيه و أعطاه الراية ففتح اللّه علي يديه.

قلنا له:فما الرابعة؟قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج غازيا إلي تبوك و استخلف عليّا علي الناس فحسدته قريش و قالوا:إنّما خلفه لكراهية صحبته قال:فانطلق في إثره حتّي لحقه فأخذ بغرز ناقته ثمّ قال:إنّي لتابعك قال:فما شأنك؟فبكي و قال:إنّ قريشا تزعم أنّك إنّما خلفتني لبغضك لي و كراهيتك صحبتي قال:فأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مناديه فنادي في الناس ثمّ قال:أيّها الناس أ فيكم أحد إلاّ و له من أهله خاصّة؟قالوا:أجل،قال فإن عليّ بن أبي طالب خاصّة أهلي و حبيبي إلي قلبي،ثمّ أقبل علي أمير المؤمنين ثمّ قال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟فقال عليّ عليه السّلام:رضيت عن اللّه و رسوله،ثمّ قال سعد هذه الرابعة إن شئتما أحدثكما بخامسة،قلنا:قد شئنا ذلك قال:كنّا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجّة الوداع فلمّا عاد نزل غدير خمّ و أمر مناديه فنادي في الناس:من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه،اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله (1).

التاسع: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه الفداني (2)قال:حدّثنا الربيع بن سيّار قال:

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذرّ رضي اللّه عنه أنّ عليّا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم و أجّلهم ثلاثة أيّام فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و إن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلمّا توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:إنّي أحبّ أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقّا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه قالوا:قل،و ساق الحديث يذكر فضائله و سوابقه و النصّ عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم في كلّ ما ذكره يصدّقونه إلي أن قال عليه السّلام:أ تعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم و فتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و لا أنا فتحت بابه بل اللّه سدّ أبوابكم و فتح بابه؟قالوا:نعم (3).

ص: 263


1- أمالي الشيخ المفيد /55ح 2.بحار الأنوار:/39/40ح 75.
2- في المصدر:العدلي.
3- أمالي الطوسي /545مجلس /20ح 4.

العاشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري و محمد بن جعفر رميس الهبيري بالقصر و عليّ بن محمد بن الحسن بن كاس النخعي بالرملة و أحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني قالوا:حدّثنا أحمد بن يحيي عن زكريا الأزدي الصوفي قال:حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القناد قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ و زياد بن المنذر و سعيد بن محمد الأسدي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني قال:لمّا احتضر عمر بن الخطّاب جعلها شوري بين ستّة:عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص و عبد الرّحمن بن عوف و عبد اللّه بن عمر فيمن يشاور و لا يولّي،قال أبو الطفيل:فلمّا اجتمعوا أجلسوني علي الباب أردّ عنهم الناس فقال عليّ عليه السّلام:إنّكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له فانصتوا فأتكلّم فإن قلت حقّا صدّقوني و إن قلت باطلا ردّوا عليّ و لا تهابوني،إنّما أنا رجل كأحدكم ثمّ أنشدهم باللّه في فضائله و النصوص عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم يصدّقونه فيما قاله و قال عليه السّلام في ذلك،فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد ترك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بابه مفتوحا يحلّ له ما يحلّ لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يحرم عليه ما يحرم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قالوا:اللّهم لا (1).

الحادي عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا عبد الرّحمن ابن محمد بن عبد اللّه العزرمي عن أبيه عن عمّار أبي اليقظان عن أبي عمر زادان قال:لمّا ودّع الحسن بن عليّ عليه السّلام معاوية صعد معاوية المنبر و جمع الناس فخطبهم و قال:إنّ الحسن بن علي رآني للخلافة أهلا،و لم ير نفسه لها أهلا و كان الحسن عليه السّلام أسفل منه بمرقاة فلمّا فرغ من كلامه قام الحسن فحمد اللّه تعالي بما هو أهله ثمّ ذكر المباهلة فقال:فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس بأبي و من الأبناء بي و بأخي و من النساء بامّي و كنّا أهله و نحن آله و هو منّا و نحن منه،و لمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه في كساء لامّ سلمة(رض)خيبري ثمّ قال:اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا،فلم يكن أحد يجنب في المسجد و يولد له فيه إلاّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أبي تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضيلا منه لنا،و قد رأيتم مكان منزلنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمر بسدّ الأبواب فسدّها و ترك بابنا فقيل له في ذلك فقال:أمّا إنّي لم أسدّها و افتح بابه و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أسدّها و أفتح بابه.و إنّ معاوية زعم لكم أنّي رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية،نحن أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان نبيّه و لم نزل أهل البيت مظلومين

ص: 264


1- أمالي الطوسي /554مجلس /20ح 5.

منذ قبض اللّه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و توثب علي رقابنا و حمل الناس علينا و منعنا سهمنا من الفيء و منع أمّنا ما جعل لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أقسم باللّه لو أنّ الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأعطتهم السماء قطرها و الأرض بركتها،و ما طمعت فيها يا معاوية فلمّا خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها فطمعت فيها الطلقاء و أبناء الطلقاء أنت و أصحابك و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت أمّة أمرها رجلا و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجع إلي ما تركوا،فقد تركت بنو إسرائيل هارون و هم يعلمون أنّه خليفة موسي فيهم و اتّبعوا السامريّ،و قد تركت هذه الامّة أبي و بايعوا غيره و قد سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة،و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نصب أبي يوم غدير خمّ و أمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب،و قد هرب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من قومه و هو يدعوهم إلي اللّه تعالي حتّي دخل الغار و لو وجد أعوانا ما هرب،و قد كفّ أبي يده حين ناشدهم و استغاث فلم يغث فجعل اللّه هارون في سعة حين استضعفوه و كادوا يقتلونه و جعل اللّه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في سعة حين دخل الغار و لم يجد أعوانا و كذلك أبي و أنا في سعة من اللّه حين خذلتنا هذه الامّة و بايعوك يا معاوية و إنّما هي السنن و الأمثال يتبع بعضها بعضا.أيّها الناس انّكم لو التمستم ما بين المشرق و المغرب أن تجدوا رجلا ولده نبي غيري و أخي لم تجدوا و انّي قد بايعت هذا و إن أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين (1).

الثاني عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال:حدّثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال:حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عليهم السّلام قال:لمّا أجمع الحسن بن علي عليهما السّلام علي صلح معاوية خرج حتّي لقيه فلمّا اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر و أمر الحسن عليه السّلام أن يقوم أسفل منه بدرجة ثمّ تكلّم معاوية فقال:أيّها الناس هذا الحسن بن علي و ابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها أهلا و قد أتانا ليبايع طوعا ثمّ قال:قم يا حسن فقام الحسن عليه السّلام فخطب فقال:الحمد للّه المستحمد بالآلاء و تتابع النعماء و صارف الشدائد و البلاء عند الفهماء و غير الفهماء المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله و كبريائه و علوّه من لحوق الأوهام ببقائه المرتفع عن كنه ضنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويات عقول الرأيين و أشهد أنّ لا إله إلاّ اللّه وحده

ص: 265


1- أمالي الطوسي /559مجلس /20ح 9.بحار الأنوار:/62/44ح 12.

في ربوبيّته و وحدانيّته صمدا لا شريك له فردا لا ظهير له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله اصطفاه و انتجبه و ارتضاه و بعثه داعيا إلي الحقّ و سراجا منيرا،و للعباد ممّا يخافون نذيرا و لما يأملون بشيرا، فنصح للامّة و صدع بالرسالة و أبان لهم درجات العمالة شهادة عليها أمات و أحشر و بها في الاجلة أقرب و أجبر و أقول:معشر الخلائق فاسمعوا و لكم أفئدة و أسماع فعوا،إنّا أهل بيت أكرمنا اللّه بالإسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا فأذهب عنّا الرجس و طهّرنا تطهيرا،و الرجس هو الشكّ فلا نشكّ في اللّه الحقّ و دينه أبدا و طهّرنا من كلّ أفن و غيّة مخلصين إلي آدم،نعمة منه لم تفترق الناس قط فرقتين إلاّ جعلنا اللّه في خيرهما فأدّت الامور و أفضت الدهور إلي أن بعث اللّه محمّدا صلّي اللّه عليه و آله للنبوّة و اختاره للرسالة و أنزل عليه كتابا ثم أمره بالدعاء إلي اللّه عزّ و جل فكان أبي عليه السّلام أول من استجاب للّه تعالي و لرسوله صلّي اللّه عليه و آله،و أول من آمن و صدق اللّه و رسوله،و قد قال اللّه تعالي في كتابه المنزل علي نبيّه المرسل أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) فرسول اللّه علي بيّنة من ربّه و أبي الذي يتلوه و هو شاهد.

و قد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أمره أن يسير إلي مكة و الموسم ببراءة:سربها يا علي فإنّي أمرت أن لا يسير بها إلاّ أنا أو رجل منّي،و أنت هو،فعليّ من رسول اللّه و رسوله اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه و قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حين قضي بينه و بين أخيه جعفر بن أبي طالب و مولاه زيد بن حارثة في ابنه حمزة:أمّا أنت يا عليّ فمنّي و أنا منك و أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي،فصدق أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه ثمّ لم يزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كلّ موطن يقدّمه و لكلّ شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحة اللّه و رسوله،و أنه أقرب المقربين من اللّه و رسوله و قد قال اللّه عزّ و جلّ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (2) فكان أبي سابق السابقين إلي اللّه عزّ و جلّ و إلي رسوله صلّي اللّه عليه و آله و أقرب الأقربين و قد قال اللّه تعالي: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (3) فأبي كان أوّلهم إسلاما و إيمانا و أوّلهم إلي اللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله هجرة و لحوقا و أوّلهم علي وجده و وسعه نفقة قال سبحانه: وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (4) فالناس من جميع الامم ليستغفروا له بسبقه إيّاهم إلي الإيمان و نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك أنّه لم يسبقه إلي الإيمان به أحد و قد قال اللّه تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (5) فهو سابق جميع السابقين فكما أنّ اللّه عزّ و جلّ فضّل السابقين علي المتخلفين و المتأخّرين فكذلك فضّل سابق السابقين علي السابقين و قد قال اللّه عزّ و جلّ: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (6) فهو المجاهد في سبيل اللّه حقّا و فيه نزلت هذه الآية و كان ممّن استجاب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمّه حمزة و جعفر بن عمّه فقتلا شهيدين رضي اللّه عنهما في قتلي كثيرين معهما من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجعل اللّه تعالي حمزة سيد الشهداء من بينهم،و جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم و ذلك لمكانهما من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و منزلتهما و قرابتهما منه صلّي اللّه عليه و آله،و كذلك جعل اللّه تعالي لنساء النبي صلّي اللّه عليه و آله للمحسنة منهن أجرين،و للمسيئة منهن و زرين ضعفين لمكانهن من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و جعل الصلاة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بألف صلاة في سائر المساجد إلاّ المسجد الحرام و مسجد إبراهيم خليله عليه السّلام بمكة و ذلك لمكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ربّه، و فرض اللّه عز و جل الصلاة علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله علي كافّة المؤمنين،فقالوا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كيف الصلاة عليك؟

و قد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أمره أن يسير إلي مكة و الموسم ببراءة:سربها يا علي فإنّي أمرت أن لا يسير بها إلاّ أنا أو رجل منّي،و أنت هو،فعليّ من رسول اللّه و رسوله اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه و قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حين قضي بينه و بين أخيه جعفر بن أبي طالب و مولاه زيد بن حارثة في ابنه حمزة:أمّا أنت يا عليّ فمنّي و أنا منك و أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي،فصدق أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه ثمّ لم يزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كلّ موطن يقدّمه و لكلّ شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحة اللّه و رسوله،و أنه أقرب المقربين من اللّه و رسوله و قد قال اللّه عزّ و جلّ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (7) فكان أبي سابق السابقين إلي اللّه عزّ و جلّ و إلي رسوله صلّي اللّه عليه و آله و أقرب الأقربين و قد قال اللّه تعالي: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (8) فأبي كان أوّلهم إسلاما و إيمانا و أوّلهم إلي اللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله هجرة و لحوقا و أوّلهم علي وجده و وسعه نفقة قال سبحانه: وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (9) فالناس من جميع الامم ليستغفروا له بسبقه إيّاهم إلي الإيمان و نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك أنّه لم يسبقه إلي الإيمان به أحد و قد قال اللّه تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (10) فهو سابق جميع السابقين فكما أنّ اللّه عزّ و جلّ فضّل السابقين علي المتخلفين و المتأخّرين فكذلك فضّل سابق السابقين علي السابقين و قد قال اللّه عزّ و جلّ: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ

ص: 266


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 56 - آيه 10
3- سوره 57 - آيه 10
4- سوره 59 - آيه 10
5- سوره 9 - آيه 100
6- سوره 9 - آيه 19
7- سوره 56 - آيه 10
8- سوره 57 - آيه 10
9- سوره 59 - آيه 10
10- سوره 9 - آيه 100

وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (1) فهو المجاهد في سبيل اللّه حقّا و فيه نزلت هذه الآية و كان ممّن استجاب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمّه حمزة و جعفر بن عمّه فقتلا شهيدين رضي اللّه عنهما في قتلي كثيرين معهما من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجعل اللّه تعالي حمزة سيد الشهداء من بينهم،و جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم و ذلك لمكانهما من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و منزلتهما و قرابتهما منه صلّي اللّه عليه و آله،و كذلك جعل اللّه تعالي لنساء النبي صلّي اللّه عليه و آله للمحسنة منهن أجرين،و للمسيئة منهن و زرين ضعفين لمكانهن من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و جعل الصلاة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بألف صلاة في سائر المساجد إلاّ المسجد الحرام و مسجد إبراهيم خليله عليه السّلام بمكة و ذلك لمكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ربّه، و فرض اللّه عز و جل الصلاة علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله علي كافّة المؤمنين،فقالوا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كيف الصلاة عليك؟

فقال:قولوا:اللّهم صلّ علي محمّد و آل محمّد،فحقّ علي كلّ مسلم أن يصلّي علينا مع الصلاة علي النبيّ فريضة واجبة،و أحلّ اللّه خمس الغنيمة لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أوجبها له في كتابه فأوجب لنا من ذلك ما أوجب له،و حرّم عليه الصدقة و حرّمها علينا منه فأدخلنا فله الحمد فيما أدخل فيه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و أخرجنا و نزهنا ممّا أخرجه منه و نزهه عنه كرامة أكرمنا اللّه عزّ و جلّ بها و فضيلة فضّلنا بها علي سائر العباد فقال اللّه تعالي لمحمّد صلّي اللّه عليه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجّوه فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (2) فأخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس معه أبي و من البنين أنا و أخي و من النساء فاطمة أمّي و من الناس جميعا،فنحن أهله و لحمه و دمه و نفسه و نحن منه و هو منّا و قد قال اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) فلمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا و أخي و أمّي و أبي فجعلنا و نفسه في كساء لامّ سلمة خيبري و ذلك في حجرتها و في يومها فقال:اللّهم هؤلاء أهل بيتي و هؤلاء أهلي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا،فقالت أمّ سلمة(رض):أنا أدخل معهم يا رسول اللّه؟

فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يرحمك اللّه أنت علي خير و إلي خير،و ما أرضاني عنك و لكنّها خاصّة لي و لهم،ثمّ مكث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد ذلك بقيّة عمره حتّي قبضه اللّه إليه يأتينا في كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول:الصلاة يرحمكم اللّه إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسدّ الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا فكلّموه في ذلك فقال:أما إنّي لم أسدّ أبوابكم و لم أفتح باب عليّ من تلقاء نفسي و لكنّي اتّبع ما يوحي إليّ و إنّ اللّه أمر بسدّها

ص: 267


1- سوره 9 - آيه 19
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 33 - آيه 33

و فتح بابه،و لم يكن من بعد ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يولد فيه غيرنا الأولاد غير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضّلا اختصّنا به علي جميع الناس،و هذا باب أبي قرين باب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجده و منزلنا بين منازل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك أنّ اللّه أمر نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أن يبني مسجده فبني فيه عشرة أبيات تسعة لنبيّه و أزواجه و عاشرها و هو متوسّطها لأبي،فها هو بسبيل مقيم و البيت هو المسجد المطهّر و هو الذي قال اللّه تعالي:أهل البيت فنحن أهل البيت و نحن الذين أذهب اللّه عنّا الرجس و طهّرنا تطهيرا.

أيّها الناس إنّي لو قمت حولا فحولا أذكر الذي أعطانا اللّه عزّ و جلّ و خصّنا به من الفضل في كتابه و علي لسان نبيّه لم أحصه،و أنا ابن النذير البشير و السراج المنير الذي جعله اللّه رحمة للعالمين و أبي عليّ وليّ المؤمنين و شبيه هارون،و إنّ معاوية بن صخر زعم أنّي رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذّب معاوية،و أيم اللّه لإنّا أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غير إنّا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و نزل علي رقابنا و حمل الناس علي أكتافنا و منعنا سهمنا في كتاب اللّه من الفيء و الغنائم،و منع أمّنا فاطمة إرثها من أبيها،إنّا لا نسمّي أحدا و لكن أقسم باللّه قسما تاليا لو أنّ الناس سمعوا قول اللّه عزّ و جلّ و رسوله لأعطتهم السماء قطرها و الأرض بركتها و لما اختلف في هذه الامّة سيفان،و لأكلوها خضراء خضرة إلي يوم القيامة و اذا و ما طمعت فيها يا معاوية و لكنّها لمّا اخرجت سالفا من معدنها و زحزحت عن قواعدها تنازعتها قريش بينها و ترامتها كترامي الكرة حتّي طمعت فيها أنت يا معاوية و أصحابك من بعدك.

و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت أمّة أمرها رجلا قط و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،و قد تركت بنو إسرائيل و كانوا أصحاب موسي عليه السّلام هارون أخاه و خليفته و وزيره و عكفوا علي العجل و أطاعوا فيه سامريهم و هم يعلمون أنّه خليفة موسي، و قد سمعت هذه الامّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك لأبي عليه السّلام إنّه منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين نصبه لهم بغدير خم و سمعوه و نادي له بالولاية ثمّ أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب،و قد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حذارا من قومه إلي الغار لما أجمعوا علي أن يمكروا به و هو يدعوهم لمّا لم يجد عليهم أعوانا و لو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم،و قد كفّ أبي يده و ناشدهم و استغاث أصحابه فلم يغث و لم ينصر و لو وجد أعوانا ما أجابهم،و قد جعل في سعة كما جعل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في سعة،و قد خذلتني الامّة و بايعتك يا ابن حرب و لو وجدت عليك

ص: 268

أعوانا يخلصون ما بايعتك و قد جعل اللّه عزّ و جلّ هارون في سعة حين استضعفه قومه و عادوه كذلك أنا و أبي في سعة من اللّه حين تركتنا الامّة و تابعت غيرنا و لم نجد عليهم أعوانا و إنّما هي السنن و الأمثال تتبع بعضها بعضا.

أيّها الناس إنّكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلا جدّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبوه وصيّ رسول اللّه لم تجدوا غيري و غير أخي فاتّقوا اللّه و لا تضلّوا بعد البيان،فكيف بكم؟و أنّي ذلك منكم؟ألا و إنّي قد تابعت هذا-و أشار بيده إلي معاوية-و أنا أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين.أيّها الناس إنّه لا يعاب أحد بترك حقّه و إنّما يعاب أن يأخذ ما ليس له،و كلّ صواب نافع و كل خطأ ضارّ لأهله و قد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضرّ داود،و أمّا القرابة فقد نفعت المشرك و هي و اللّه للمؤمن أنفع،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعمّه أبي طالب و هو في الموت:قل:لا إله إلاّ اللّه أشفع لك بها يوم القيامة،و لم يكن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له و يعد إلاّ ما يكون منه علي يقين و ليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا أعني أبا طالب يقول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) .

أيّها الناس اسمعوا وعوا و اتقوا اللّه و راجعوا و هيهات منكم الرجعة إلي الحقّ و قد صارعكم النكوص و خامركم الطغيان و الجحود،أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون و السلام علي من اتّبع الهدي.

قال:فقال معاوية:و اللّه ما نزل الحسن حتّي أظلمت عليّ الأرض و هممت أن أبطش به ثمّ علمت أنّ الإغضاء أقرب إلي العافية (2).

الثالث عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا جرير عن أبي شعيب بن إسحاق (3)عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:كنت عند معاوية و قد نزل بذي طوي فجاءه سعد بن أبي وقّاص و سلّم عليه فقال معاوية:يا أهل الشام هذا سعد و هو صديق لعليّ قال:فطأطأ القوم رءوسهم و سبّوا عليّا عليه السّلام فبكي سعد فقال له معاوية:ما الذي أبكاك؟

قال:و لم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يسبّ عندك و لا أستطيع أن أغيّر،و قد كان

ص: 269


1- سوره 4 - آيه 18
2- أمالي الطوسي /561مجلس /21ح 1.بحار الأنوار:/139/10ح 5.
3- في المصدر:أشعث بن اسحاق.

فيه خصال لأن أكون في واحدة منهنّ أحبّ من الدنيا و ما فيها:أحدها:إنّ رجلا كان باليمن فجاءه عليّ بن أبي طالب فقال:لأشكونّك إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسأله عن عليّ عليه السّلام فثني عليه فقال:أنشدك اللّه الذي أنزل عليّ الكتاب و اختصّني بالرسالة أ عن سخط تقول ما تقول في عليّ عليه السّلام؟قال:نعم يا رسول اللّه قال:ألا تعلم أنّي أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟

قال:بلي،قال:فمن كنت مولاه فعليّ مولاه،و الثانية:أنّه بعث يوم خيبر عمر بن الخطّاب إلي القتال فهزم و أصحابه فقال صلّي اللّه عليه و آله:لأعطينّ الراية غدا إنسانا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله فقعد المسلمون و عليّ عليه السّلام أرمد فدعاه فقال:خذ الراية فقال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّ عيني كما تري فتفل فيها فقام فأخذ الراية ثمّ مضي بها حتّي فتح اللّه عليه،و الثالثة:خلّفه في بعض مغازيه فقال عليّ:يا رسول اللّه خلّفتني مع النساء و الصبيان فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله :أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟

و الرابعة:سدّ الأبواب في المسجد إلاّ باب عليّ.و الخامسة:نزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) فدعا النبيّ عليّا و حسنا و حسينا و فاطمة عليهم السّلام فقال:اللّهمّ هؤلاء أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا (2).

الرابع عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جويرية الجندي سابوري من أصل كتابه قال:حدّثنا عليّ بن منصور الترجماني قال:

أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال:حدّثنا شريك بن عبد اللّه النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأزدي أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:إنّ قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار،و لقد سمعت عدة من أصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله منهم حذيفة بن اليمان و كعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم:لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر،هو زوج فاطمة سيّدة نساء الأوّلين و الآخرين فمن رأي مثلها أو سمع أنّه تزوّج بمثلها أحد في الأوّلين و الآخرين؟و هو أبو الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين فمن له أيّها الناس مثلهما؟و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حموه و هو وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و أزواجه،و سدّ الأبواب التي في المسجد كلّها غير بابه و هو صاحب الراية يوم خيبر و تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ في عينيه و هو أرمد فما اشتكي منها من بعد و لا وجد حرّا و لا قرّا بعد يومه ذلك،و هو صاحب يوم غدير خمّ إذ نوّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله باسمه و ألزم أمّته ولايته و عرّفهم بخطره و بيّن لهم مكانه فقال:أيّها الناس من أولي بكم منكم بأنفسكم؟

ص: 270


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي /599مجلس /21ح 17.

قالوا:اللّه و رسوله قال:فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه،و هو صاحب العباء و من أذهب اللّه عزّ و جلّ عنه الرجس و طهّره تطهيرا،و هو صاحب الطائر حين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهم ايتني بأحبّ خلقك إليك و إليّ،فجاء عليّ عليه السّلام فأكل معه و هو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سار أبو بكر بالسورة فقال له:يا محمّد إنّه لا يبلّغها إلاّ أنت أو عليّ،إنّه منك و أنت منه فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه في حياته و بعد وفاته،و هو عيبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و من قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنا مدينة العلم و عليّ بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها (1) و هو مفرّج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب و هو أوّل من آمن برسول اللّه و صدّقه و اتبعه و هو أوّل من صلّي،فمن أعظم فرية علي اللّه و علي رسوله ممّن قاس به أحد أو شبه به بشرا (2).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال:حدّثني أحمد بن التغلبي قال:حدّثني محمد بن عبد الحميد قال:حدّثني حفص بن منصور العطّار قال:حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليه السّلام و ذكر حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام أبا بكر و احتجاجه عليه بالنصوص الواردة له الدالّة علي إمامته عليه السّلام من فضائله و سوابقه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في كلّ ذلك يصدّقه أبو بكر فكان فيما قال عليه السّلام قال:فأنشدك باللّه أنت الذي أمر رسول اللّه بفتح بابه في مسجده حين أمر بسدّ جميع أبواب أصحابه و أهل بيته و أحلّ له فيه ما أحلّه اللّه له أم أنا؟قال:بل أنت (3).

ص: 271


1- سوره 2 - آيه 189
2- أمالي الطوسي /559مجلس /20ح 8.
3- الخصال /552ح 30.

الباب الحادي و المائة

حديث الصدّيقون ثلاثة و أفضلهم عليّ عليه السّلام و هو الصدّيق الأكبر

من طريق العامّة و فيه ستّة عشر حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا ابن نمير و أبو أحمد الزبيري قالا:حدّثنا العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد اللّه قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال ابن نمير في حديثه:و أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعد إلاّ-قال أبو أحمد:-لا يقولها بعدي إلاّ كاذب مفتر،و لقد صلّيت قبل الناس بسبع سنين (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،حدّثنا محمد قال:حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الأنصاري قال:حدّثنا عمرو بن جميع عن أبي ليلي عن أخيه عيسي بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة حبيب بن موسي النجّار و هو مؤمن آل يس،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ بن أبي طالب الثالث هو أفضلهم (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:و فيما كتب إلينا عبد اللّه بن غنّام الكوفي يذكر أنّ الحسن ابن عبد الرّحمن بن أبي ليلي المكفوف حدّثهم قال،أخبرنا عمرو بن جميع البصري عن عيسي بن عبد الرّحمن عن عبد الرّحمن عن أبيه أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حبيب مؤمن آل يس الذي قال: يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (3) و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ (4) و عليّ بن أبي طالب و هو أفضلهم (5).

الرابع: من الجزء الثاني من أجزاء اثنين من كتاب الفردوس و هو نصف الكتاب من تصنيف ابن شيرويه الديلمي في باب الصاد عن داود بن بلال قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حبيب النجّار مؤمن آل يس،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ بن أبي طالب هو أفضلهم (6).

الخامس: الثعلبي في تفسير قوله تعالي: اَلسّابِقُونَ السّابِقُونَ (7) قال:روي عبيد اللّه بن محمد

ص: 272


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/586/2ح 993.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/627/2ح 1072.
3- سوره 36 - آيه 20
4- سوره 40 - آيه 28
5- فضائل الصحابة لابن حنبل:/655/2ح 1117.
6- نقله عنه ابن البطريق في العمدة /221ح 349.
7- سوره 56 - آيه 10

عن العلاء عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد اللّه قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:أنا عبد اللّه و أخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا الصدّيق الأكبر،لا يقولها بعدي إلاّ مفتر،صلّيت قبل الناس سبع سنين (1).

السادس: مناقب المغازلي الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسين عليّ بن عمر بن عبد اللّه بن شوذب سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي قال:حدّثنا محمد بن يونس أبو العبّاس الكديمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الأنصاري،حدّثنا عمرو بن جميع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن أخيه عيسي ابن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حبيب بن موسي النجّار مؤمن آل يس،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو أفضلهم (2).

السابع: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهّاب اذنا قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن سمعان العدل الواسطي الحافظ قال:حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة و أحمد بن عمار بن خالد قالا:حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:

حدّثنا عمرو بن جميع البصري عن محمد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أخيه عن أبي عيسي ابن عبد الرّحمن عن أبيه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:الصدّيقون ثلاثة:حبيب النجّار مؤمن آل يس الذي قال: يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (3) و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ (4) و عليّ ابن أبي طالب و هو أفضلهم (5).

الثامن: موفق بن أحمد من رجال العامّة قال:أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمذاني فيما كتب إليّ من همدان إجازة عن الشريف أبي طالب المفضّل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان عن الحافظ أبي بكر محمد بن موسي بن مردويه بن فورك الاصبهاني قال:حدّثني جدّي،حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن يحيي،حدّثنا محمد بن عثمان بن سعيد،حدثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه عن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حبيب النجّار مؤمن آل يس، و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ بن أبي طالب الثالث و هو أفضلهم (6).

التاسع: أبو نعيم الاصفهاني بإسناده عن ابن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:

حبيب النجّار مؤمن آل يس و حزقيل مؤمن آل فرعون و يروي خزقيل و عليّ بن أبي طالب و هو

ص: 273


1- تفسير الثعلبي مخطوط.
2- مناقب ابن المغازلي/161/ح 293.
3- سوره 36 - آيه 20
4- سوره 40 - آيه 28
5- مناقب ابن المغازلي/161/ح 294.
6- المناقب /310ح 307.

أفضلهم.

العاشر: أبو نعيم أيضا بإسناده عن عبّاد بن عبد اللّه قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب،صلّيت قبل الناس سبع سنين.

الحادي عشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام سيّد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا محمود بن إسماعيل،أخبرنا أحمد بن فاذشاه،أخبرنا الطبراني عن الحسين بن اسحاق التستري عن الحسين بن أبي السرّي العسقلاني عن حسين الأشقر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:السّبق ثلاثة:

فالسابق إلي موسي يوشع بن نون،و السابق إلي عيسي صاحب يس،و السابق إلي محمّد صلّي اللّه عليه و آله عليّ ابن أبي طالب (1).

الثاني عشر: موفّق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال:حدّثني أحمد بن محمد بن موسي عن عروة عن محمد بن عثمان المعدل عن محمد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس ما حملك علي أن لا تؤدّي ما سمعت منّي في حقّ عليّ بن أبي طالب حتّي أدركتك العقوبة؟و لو لا استغفار علي لك ما شممت رائحة الجنّة أبدا و لكن أبشر في بقيّة عمرك أنّ أولياء عليّ و ذريّته و محبّيهم السابقون الأوّلون إلي الجنّة و هم جيران أولياء اللّه،و أولياء اللّه حمزة و جعفر و الحسن و الحسين،و أمّا عليّ فهو الصدّيق الأكبر لا يخشي يوم القيامة من أحبّه (2).

الثالث عشر: الثعلبي في تفسيره بالاسناد عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه قال:سبّاق الامم ثلاثة لم يكفروا باللّه طرفة عين:عليّ بن أبي طالب و صاحب يس و مؤمن آل فرعون فهم الصدّيقون و عليّ أفضلهم (3).

الرابع عشر: صاحب الأربعين رواه بإسناده عن مجاهد عن ابن عبّاس و فضائل أحمد و كشف الثعلبي.

الخامس عشر: ابن شهرآشوب عن عليّ بن الجعد[عن شعبة عن قتادة]عن الحسن عن ابن عبّاس في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ (4) قال:صدّيق هذه الامّة عليّ بن أبي طالب هو الصدّيق الأكبر و الفاروق الأعظم ثمّ قال: وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (5) قال ابن

ص: 274


1- المناقب /55ح 20.
2- المناقب /72ح 20.
3- نقله القرطبي في تفسيره:20/15.
4- سوره 57 - آيه 19
5- سوره 57 - آيه 19

عبّاس:و هم عليّ و حمزة و جعفر فهم صدّيقون و هم شهداء الرّسل علي اممهم إنّهم قد بلّغوا الرسالة ثمّ قال: لَهُمْ أَجْرُهُمْ (1) علي التصديق بالنبوّة وَ نُورُهُمْ (2) علي الصراط (3).

السادس عشر: الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (4) يرفعه إلي ابن عبّاس قال:و الذين آمنوا باللّه و رسله إنّه واحد عليّ بن أبي طالب و حمزة ابن عبد المطلب و جعفر الطيّار أولئك هم الصدّيقون قال:صدّيق هذه الامّة عليّ بن أبي طالب و هو الصدّيق الأكبر و الفاروق الأعظم.

ص: 275


1- سوره 57 - آيه 19
2- سوره 57 - آيه 19
3- مناقب آل أبي طالب:286/2.
4- سوره 57 - آيه 19

الباب الثاني و المائة

في الصدّيقين و أفضلهم عليّ و هو الصدّيق الأكبر

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه اللّه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا أحمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلي الأنصاري قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه عن خالد بن عبد اللّه (1)الأنصاري عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي يرفعه قال:الصدّيقون ثلاثة:حبيب النجّار مؤمن آل ياسين الذي يقول:

يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اِتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (2) ،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ ابن أبي طالب و هو أفضلهم (3).

الثاني: ابن بابويه قال:أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل قال:حدّثنا النعماني ابن أبي الدهقان البلدي قال:حدّثنا الحسين بن عبد الرّحمن قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي عن محمد بن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:عليّ بن أبي طالب و حبيب النجّار و مؤمن آل فرعون (4).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الاصبهاني قال:[حدثنا أحمد ابن الفضل بن المغيرة قال:حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم الأصبهاني قال]،حدّثنا عليّ بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن هارون قال:حدّثنا محمد بن المغيرة الشهرزوري قال:حدّثنا يحيي بن الحسين المدائني قال:حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين:مؤمن آل ياسين و عليّ بن أبي طالب و آسية امرأة فرعون (5).

الرابع: محمّد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن أحمد بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق عن الحسن بن عبد الرّحمن يرفعه إلي عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون

ص: 276


1- في المصدر:عيسي.
2- سوره 36 - آيه 20
3- أمالي الصدوق /563مجلس /72ح 18.
4- الخصال /184ح /254باب الثلاثة.
5- الخصال /174ح /230باب الثلاثة.

ثلاثة:حبيب النجّار و هو مؤمن آل يس،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و علي بن أبي طالب (1).

الخامس: محمد بن العبّاس عن الحسن بن علي المقري بإسناده عن رجاله مرفوعا إلي أبي أيّوب الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حزقيل مؤمن آل فرعون،و حبيب صاحب آل يس،و علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو أفضل الثلاثة (2).

السادس: محمد بن العبّاس عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن عمر عن عبد الرّحمن ابن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن عمرو بن المفضل البصري عن عباد بن صهيب عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن آبائه قال:هبط علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ملك له عشرون ألف رأس فوثب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ليقبّل يده فقال له الملك:مهلا يا محمّد فأنت أكرم علي اللّه من أهل السماوات و أهل الأرضين أجمعين،و الملك يقال له محمود فإذا بين منكبيه:مكتوب لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه،عليّ الصدّيق الأكبر فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:حبيبي محمود منذ كم هذا مكتوب بين منكبيك؟قال:من قبل أن يخلق اللّه آدم باثني عشر ألف عام (3).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن رحمهما اللّه قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن موسي بن القاسم البجلي عن جعفر بن محمد بن سماعة عن عبد اللّه بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر محمد الباقر عليهما السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:خذوا بحجزة هذا الأنزع-يعني عليّا-فإنّه الصدّيق الأكبر و هو الفاروق يفرق بين الحقّ و الباطل،من أحبّه هداه اللّه و من أبغضه أبغضه و من تخلّف عنه محقه اللّه،و منه سبطا أمّتي الحسن و الحسين و هما ابناي،و من الحسين أئمّة هداة أعطاهم اللّه علمي و فهمي فتولوهم و لا تتّخذوا وليجة من دونهم فيحلّ عليكم غضب من ربّكم و من يحلل عليه غضب من ربّه فقد هوي، و ما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور (4).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه قال:حدّثنا عمّي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعيد ابن جبير عن عبد اللّه بن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا و أصدق من اللّه حديثا،معاشر الناس إنّ ربّكم جلّ جلاله أمرني أن أقيم عليا علما و إماما و خليفة و وصيّا،و أن اتّخذه أخا و وزيرا.معاشر الناس إنّ عليا باب الهدي بعدي و الداعي إلي ربّي و هو

ص: 277


1- بحار الأنوار:/410/35ح 4.
2- بحار الأنوار:/38/24ح 12.
3- بحار الأنوار:/37/24ح 13 مع تفاوت يسير في أسماء المحدثين.
4- أمالي الصدوق /285مجلس /38ح 7.

صالح المؤمنين،و من أحسن قولا ممّن دعا إلي اللّه و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين.

معاشر الناس إنّ عليّا منّي،ولده ولدي و هو زوج حبيبتي،أمره أمري و نهيه نهيي.معاشر الناس عليكم بطاعته و اجتناب معصيته فإنّ طاعته طاعتي و معصيته معصيتي.معاشر الناس إنّ عليّا صدّيق هذه الامّة و فاروقها و محدّثها،إنّه هارونها و يوشعها و آصفها و شمعونها،إنّه باب حطّتها و سفينة نجاتها،إنّه طالوتها و ذو قرنيها.معاشر الناس إنّه حجّة الوري و الحجّة العظمي و الآية الكبري و إمام الهدي و العروة الوثقي.معاشر الناس[إن عليا مع الحق و الحق معه و علي لسانه.

معاشر الناس]إنّ عليّا قسيم النار لا يدخل النار وليّ له و لا ينجو منها عدوّ له،إنّه قسيم الجنّة لا يدخلها عدوّ له و لا يتزحزح منها وليّ له.معاشر أصحابي قد نصحت لكم و بلغتكم رسالة ربّي و لكن لا تحبّون الناصحين،أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم (1).

ص: 278


1- أمالي الصدوق /82مجلس /8ح 4.

الباب الثالث و المائة

في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة

من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسي الطحّان إجازة عن القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن المعلي الخيوطي قال:حدّثنا محمد بن الحسن الحساني قال:

حدّثنا محمد بن غياث،حدّثنا هدبة بن خالد،حدّثنا حماد بن يزيد عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة:أ ما تري هذا الصنم بأعلي الكعبة؟قال:بلي يا رسول اللّه قال:فأحملك فتناوله قال:بل أنا أحملك يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال عليه السّلام:لو أنّ ربيعة و مضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة و أنا حيّ لما قدروا و لكن قف يا علي،فضرب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يديه إلي ساقي عليّ فوق القرنوس ثمّ اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتّي تبيّن بياض إبطيه ثمّ قال لي:ما تري يا عليّ؟قال:أري أنّ اللّه عزّ و جلّ قد شرّفني بك حتّي أنّي لو أردت أن أمسّ السماء لمسستها،فقال له:تناول الصنم يا عليّ فتناوله عليّ فرمي به ثمّ خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من تحت عليّ و قد ترك رجليه فسقط إلي الأرض فضحك فقال له:ما أضحك يا عليّ؟فقال:سقطت من أعلي الكعبة فما أصابني شيء،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و كيف يصيبك شيء و إنّما حملك محمّد و أنزلك جبرائيل (1).

الثاني: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة أحمد بن إسماعيل الواعظ (2)،أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي إملاء،حدّثنا عبد اللّه بن روح الفرائضي،حدّثنا شبابة بن سوار،حدّثنا نعيم بن حكيم حدّثنا أبو مريم عن عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه قال:انطلق بي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي أتي بي إلي الكعبة فقال لي:اجلس إلي جنب الكعبة فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منكبي ثمّ قال لي:انهض،فنهضت فلمّا رأي ضعفي تحته فقال لي:اجلس فنزل و جلس و قال لي:يا علي اصعد علي منكبي فصعدت

ص: 279


1- مناقب ابن المغازلي /142ح 240.
2- في المصدر:اسماعيل بن أحمد.

علي منكبيه ثمّ نهض بي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا نهض بي خيّل لي أن لو شئت نلت افق السماء فصعدت فوق الكعبة و تنحّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:ألق صنمهم الأكبر صنم قريش و كان من نحاس موتّدا بأوتادا من حديد إلي الأرض فقال لي:عالجه و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إيه إيه جاء الحقّ و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا،فلم أزل أعالجه حتّي استمكنت منه فقال لي:اقذفه فقذفته فتكسّر و نزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله نسعي و خشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم،قال علي:فما صعدته حتّي الساعة (1).

الثالث: ابن شهرآشوب رواه من طريق العامّة قال:ذكر أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه السّلام عن قتادة عن ابن المسيّب عن أبي هريرة قال:قال لي جابر بن عبد اللّه:دخلنا مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مكّة و في البيت و حوله ثلاثمائة و ستّون صنما فأمر بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فألقيت كلّها لوجوهها و كان علي البيت صنم طويل يقال له هبل فنظر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي علي فقال:يا علي تركب عليّ أو أركب عليك لألقي هبل عن ظهر الكعبة،قلت:يا رسول اللّه بل تركبني،فلمّا جلس علي ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة فقلت:يا رسول اللّه أركبك،فضحك و نزل و طأطأ لي ظهره و استويت عليه فو الذي فلق الحبّة و برأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل اللّه وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ.. (2) (3).

الرابع: ابن شهرآشوب رواه أيضا من طريق العامّة قال:استنابه يوم الفتح في أمر عظيم فإنّه وقف حتّي صعد علي كتفه و تعلّق بسطح الكعبة و صعد و كان يقلع الأصنام بحيث يهتز حيطان البيت ثمّ يرمي بها فتنكسر.رواه أحمد بن حنبل و أبو يحيي الموصلي في مسنديهما و أبو بكر الخطيب في تاريخه و الخطيب الخوارزمي في أربعينه و محمد بن الصّباغ الزعفراني في الفضائل و أبو عبد اللّه الطبري في الخصائص (4).

الخامس: كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة بالاسناد عن مجاهد عن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرّ داخلا إلي الكعبة و إذا هو بإداوة لابن مسعود معلّقة فقال لأمير المؤمنين عليه السّلام:يا عليّ ايتني بإداوة من تلك الأدوات فأتاه بواحدة فشرب منها و توضّأ ثمّ نظر إلي ابن مسعود قال له:ما هذه الأخلاق التي أجدها في أدواتك؟فقال ابن مسعود:فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه ثقل علي الماء بمكّة فأخذت تميرات فمرتهن بأدواتي ليعذب الماء علي،فقال عليه السّلام:حلال و ماء طهور ثمّ قام

ص: 280


1- المناقب /123ح 139.
2- سوره 17 - آيه 81
3- مناقب آل أبي طالب:398/1.
4- مناقب آل أبي طالب:398/1.

و أخذ المفتاح من شيبة و فتح الباب و قال العبّاس بن عبد المطّلب:يا رسول اللّه أ ليس أنا عمّك و صنو أبيك؟فقال:بلي فما حاجتك يا عمّ؟فقال:تعطيني مفتاح الكعبة فقال:هو لك يا عمّ فهبط جبرائيل عليه السّلام و قال:إنّ اللّه يقرئك السلام و يقول لك أن تؤدّوا الأمانات إلي أهلها فاستعاد المفتاح من العبّاس و أعاده إلي شيبة،و دخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي الكعبة فإذا هو بصورة إبراهيم فقال:لا تعبدوا الصور و التماثيل فإنّ اللّه عزّ و جلّ يبغضها و يبغض صانعها،و جعل يحلّها بطرف ردائه فلمّا خرج قال لشيبة:اغلق الباب ثمّ رفع رأسه فإذا هو بصنم علي ظهر الكعبة فقال لعليّ عليه السّلام:يا علي كيف لي بهذا الصنم؟فقال:يا رسول اللّه أنكب لك فارق علي ظهري و تناوله فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا علي لو جهدت أمّتي من أوّلها إلي آخرها أن يحملوا عضوا من أعضائي ما قدروا علي ذلك و لكن ادن منّي يا علي،قال:فدنوت منه فضرب بيده إلي ساقي فأقلعني من الأرض و انتصب بي فإذا أنا علي كتفيه فقال:يا علي سمّ و خذه فأخذت الصنم فضربت به الأرض فتفثت ثلاثا فقال النبيّ:يا علي ما تري و أنت علي كتفي؟قلت:خيرا فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه،لو أردت أن أمسّ السماء بيدي لقدرت فقال له:يا علي زادك اللّه شرفا إلي شرفك،ثمّ انحسر عليه السّلام من تحتي فوقعت علي الأرض و ضحكت فقال:ما يضحك يا علي؟

فقلت:فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه وقعت من أعلي الكعبة إلي الأرض فلم أتألّم من الوقع، فقال:يا علي كيف تتألّم و قد حملك محمد و أنزلك جبرئيل؟و مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال العبّاس يفتخر:أنا سيّد قريش و أكرمها حسبا و أفخرها مركبا و بيدي سقاية الحاجّ لا يليها غيري فقال شيبة:

لا،بل أنا سيّد قريش و بيدي سدانة الكعبة لا يليها غيري فقال عليّ عليه السّلام أبغضتماني بمقالتكما أنا سيّدكما و سيّد أهل الأرض بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا الذي ضربت وجوهكما حتّي آمنتما فأقررتما أنّ محمّدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فغضبا من قوله و أتيا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأخبراه بما قال عليّ لهما فهبط جبرئيل عليه السّلام و قال:يا محمّد،الحقّ يقرئك السلام و يقول لك:قل لشيبة و العبّاس أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (1) الآية،يا محمّد عليّ خير منهما.

ص: 281


1- سوره 9 - آيه 19

الباب الرابع و المائة

في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو علي بن أحمد بن يحيي المكتب قال:حدّثنا أحمد بن محمد الوراق قال:حدّثنا بشر بن سعيد بن قلبويه المعدّل بالرافقة قال:حدّثنا عبد الجبّار بن كثير التميمي اليماني قال:سمعت محمّد بن حرب الهلالي قال:سألت جعفر بن محمّد عليه السّلام فقلت له:يا ابن رسول اللّه في نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها فقال:إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني،و إن شئت قل قال:قلت له:يا ابن رسول اللّه و بأيّ شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟قال:بالتوسّم و التفرّس،أ ما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (1) و قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه قال:فقلت له:يا ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخبرني بمسألتي قال:أردت أن تسألني عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم لم يطق حمله عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عند حطّ الأصنام من سطح الكعبة مع قوّته و شدّته و ما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر و الرمي به إلي ورائه أربعين ذراعا و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا،و قد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يركب الناقة و الفرس و الحمار و ركب البراق ليلة المعراج و كلّ ذلك دون عليّ عليه السّلام في القوّة و الشدّة؟قال:فقلت له:عن هذا و اللّه أردت أن أسألك يا ابن رسول اللّه فأخبرني؟

قال:نعم،إنّ عليّا عليه السّلام برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تشرف و به ارتفع و به وصل إلي أن أطفأ نار الشرك و أبطل كلّ معبود من دون اللّه عزّ و جلّ و لو علاه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لحطة الأصنام لكان عليه السّلام بعلي مرتفعا و متشرّفا و واصلا إلي حط الأصنام و لو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه،ألا تري أنّ عليّا عليه السّلام قال:لما علوت ظهر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شرفت و ارتفعت حتّي لو شئت أن أنال السماء لنلتها؟أ ما علمت أنّ المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة و انبعاث فرعه من أصله و قد قال علي عليه السّلام:أنا من أحمد كالضوء من الضوء؟أ ما علمت أنّ محمّدا و عليّا صلوات اللّه عليهما كانا نورا بين يدي اللّه عزّ و جلّ قبل خلق الخلق بألفي عام،و أنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لامع فقالوا:

إلهنا و سيّدنا ما هذا النور؟فأوحي اللّه تبارك و تعالي إليهم هذا نور من نوري أصله نبوّة و فرعه إمامة،

ص: 282


1- سوره 15 - آيه 75

أمّا النبوّة لمحمّد عبدي و رسولي و أمّا الإمامة فلعليّ حجّتي و وليّي،و لولاهما ما خلقت خلقي،أ ما علمت أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رفع يد عليّ بغدير خمّ حتّي نظر الناس إلي بياض إبطيهما فجعله مولي المسلمين و إمامهم؟و قد احتمل الحسن و الحسين عليهما السّلام يوم حظيرة بني النجّار فلمّا قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:نعم الراكبان،و أبوهما خير منهما،و إنّه يصلّي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلمّا سلّم قيل له يا رسول اللّه قد أطلت هذه السجدة.

فقال عليه السّلام:إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن اعاجله حتّي ينزل،و إنّما أراد عليه السّلام بذلك رفعهم و تشريفهم فالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله إمام و نبيّ،و عليّ عليه السّلام إمام ليس بنبيّ و لا رسول فهو غير مطيق لأثقال حمل النبوّة،قال محمّد بن حرب الهلالي فقلت له:زدني يا ابن رسول اللّه؟فقال:إنّك لأهل للزيادة،إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حمل عليّا عليه السّلام علي ظهره يريد بذلك أنّه أبو ولده و إمام الأئمّة من صلبه كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء و أراد أن يعلم أصحابه بذلك أنّه تحول الجدب خصبا قال:قلت له:زدني يا ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:حمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يريد أن يعلم بذلك قومه أنّه الذي يخفّف عن ظهر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما عليه من الدين و العداة و الاداء عنه من بعده.

قال:فقلت له:يا ابن رسول اللّه زدني فقال:احتمله ليعلم بذلك أنّه قد احتمله،فما حمل إلاّ لأنّه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة و صوابا و قد قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:يا علي إنّ اللّه تبارك و تعالي حمّلني ذنوب شيعتك ثمّ غفرها لي و ذلك قوله عزّ و جلّ لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ (1) أنزل اللّه عزّ و جلّ عليه عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (2) قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أيّها الناس عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم و عليّ نفسي و أخي،أطيعوا عليّا فإنّه مطهّر معصوم لا يضلّ و لا يشقي ثمّ تلا هذه الآية: قُلْ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَي الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (3) قال محمّد بن حرب:ثمّ قال جعفر بن محمّد عليهما السّلام:أيّها الأمير و لو أخبرتك بما في حمل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام عند حطّ الأصنام عن سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت:إنّ جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت،فقمت إليه و قبّلت رأسه و قلت له:اللّه أعلم حيث يجعل رسالته (4).

الثاني: شرف الدين النجفي قال:ذكر الشيخ الطوسي رحمه اللّه بإسناده عن رجاله عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم الثقفي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:انطلق بي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي أتي بي إلي الكعبة فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي منكبي ثمّ قال لي:انهض فنهضت فلمّا رأي منّي ضعفا قال:اجلس

ص: 283


1- سوره 48 - آيه 2
2- سوره 5 - آيه 105
3- سوره 24 - آيه 54
4- علل الشرائع:/173/1باب /139ح 1.

فنزل ثمّ قال لي:يا علي اصعد علي منكبي فصعدت علي منكبه ثمّ نهض بي رسول اللّه و خيّل لي أنّي لو شئت لنلت افق السماء فصعدت فوق الكعبة و تنحّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:ألق الصنم الأكبر و كان من نحاس موتدا بأوتاد حديد،فقال لي رسول اللّه:عالجه فعالجته و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:جاء الحقّ و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا فلم أزل اعالجه حتّي استمكنت منه فقال لي:

اقذفه فقذفته فتكسّر،فنزلت من فوق الكعبة و انطلقت أنا و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خشينا أن يرانا أحد من قريش و غيرهم (1).

ص: 284


1- انظر:مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سلمان الكوفي 606.

الباب الخامس و المائة

في حديث خاصف النعل

من طريق العامّة و فيه تسعة أحاديث الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد قال:حدّثنا يحيي الحماني قال:حدّثنا شريك قال:حدّثنا منصور و لو أنّ غير منصور حدّثني ما قبلته منه و لقد سألته فأبي أن يحدّثني فلمّا جيء بيني و بينه المعرفة كان هو الذي دعاني إليه و ما سألته عنه و لكنه هو ابتدأني به فقال:حدثني ربعي بن خراش قال:حدّثنا علي بن أبي طالب عليه السّلام بالرحبة قال:اجتمعت قريش إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله و فيهم سهيل بن عمرو فقالوا:يا محمّد إنّ قومنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب حتّي رئي الغضب في وجهه ثمّ قال:لتنتهين يا معشر قريش أو ليبعثن اللّه عليكم رجلا منكم امتحن اللّه قلبه للايمان يضرب رقابكم علي الإيمان قيل:يا رسول اللّه،أبو بكر؟

قال:لا،قيل:فعمر؟ قال:لا و لكن خاصف النعل في الحجرة،ثمّ قال علي:أما إنّي قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:لا تكذبوا عليّ فمن كذب متعمّدا أو لجته النار (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا يحيي ابن آدم قال:حدّثنا يونس ابن إسحاق عن زيد بن ينبع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لينتهين بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلا يمضي فيهم أمري يقتل المقاتلة و يسبي الذريّة،قال أبو ذرّ:فما راعني إلاّ برد كفّ عمر في حجزتي من خلفي فقال:من تراه يعني؟قلت:ما يعنيك و لكنّه يعني خاصف النعل-يعني عليّا-عليه السّلام (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال:

حدّثنا أحمد بن منصور قال:حدّثنا الأحوص بن جواب قال:حدّثنا عمّار بن رزيق عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال:كنّا جلوسا في المسجد فخرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي في بيت فاطمة عليهما السّلام فانقطع شسع نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأعطاها عليّا عليه السّلام يصلحها

ص: 285


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/649/2ح 1105.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/571/2ح 966.

ثمّ جاء فقام علينا فقال:إنّ منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله،قال أبو بكر:

أنا هو يا رسول اللّه؟قال:لا،قال عمر:أنا هو يا رسول اللّه؟فقال:لا و لكنّه خاصف النعل.قال إسماعيل فحدّثني أنّه شهد يعني عليا بالرحبة فأتاه رجل فقال:يا أمير المؤمنين هل كان من حديث النعل شيء؟قال:أو قد بلغك؟قال:نعم،قال:اللهمّ إنّك تعلم أنّه ممّا كان يخفي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (1).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا معمر عن طاوس عن عبد المطّلب عن عبد اللّه بن حنطب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لوفد ثقيف حين جاءوه لتسلمنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلا منّي-أو قال مثل نفسي-فليضربنّ أعناقكم و ليسبينّ ذراريكم و ليأخذن أموالكم قال عمر:و اللّه ما اشتهيت الإمارة إلاّ يومئذ فجعلت أنصب صدري لها رجاء أن يقول:هذا،فالتفت إلي علي فأخذ بيده ثمّ قال:هو هذا،مرّتين (2).

الخامس: و من الجمع بين الصحاح الستّة لرزين العبدري إمام الحرمين من الخبر الثالث من آخره في ذكر غزاة الحديبية من سنن أبي داود و صحيح الترمذي قال:عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:لمّا كان يوم الحديبية خرج إلينا اناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا:قد خرج إليكم من أبنائنا و أرقائنا،و إنّما خرجوا فرارا من خدمتنا فارددهم إلينا فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر اللّه أو ليبعثنّ إليكم من يضرب رقابكم بالسيف علي الدين،امتحن اللّه قلبه للتقوي،قال بعض أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و من لأوليائك يا رسول اللّه؟قال:منهم خاصف النعل،و كان قد أعطي عليّا عليه السّلام نعله يخصفها (3).

السادس: الترمذي في صحيحه عن ربعي بن خراش في خبر أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال يوم الحديبية لسهيل بن عمرو و قد سأله ردّ جماعة فرّوا إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثنّ اللّه عليكم من يضرب رقابكم علي الدين،قد امتحن اللّه قلبه للايمان قالوا:من هو يا رسول اللّه؟قال:هو خاصف النعل،و كان أعطي عليّا عليه السّلام نعله يخصفها (4).

السابع: الخطيب في التاريخ و السمعاني في الفضائل أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:لا تنتهن يا معشر قريش حتي يبعث اللّه رجلا امتحن قلبه بالايمان...الحديث سواء (5).

الثامن: أبو نعيم الاصفهاني بالاسناد عن ربعي بن خراش قال:خطبنا عليّ بن أبي طالب

ص: 286


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/637/2ح 1083.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/593/2ح 1008.
3- سنن الترمذي:/298/5ح 3799.كنز العمال:173/13.بتفاوت يسير.
4- نفس المصدر السابق.
5- تاريخ بغداد:144/1.

بالمدائن و قال:جاء سهل بن عمرو إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:اردد علينا أبناءنا و أرقّاءنا فإنّما خرجوا تعودا بالإسلام فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا تنتهوا يا معشر قريش حتّي يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للايمان يضرب رقابكم علي الدين.

التاسع: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:قال أبو مخنف جاءت عائشة إلي أمّ سلمة تخادعها علي الخروج للطلب بدم عثمان فقالت لها:يا بنت أبي أميّة أنت أوّل مهاجرة من أزواج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أنت كبيرة أمّهات المؤمنين و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقسّم لنا من بيتك،و كان جبرئيل أكثر ما يكون في منزلك فقالت أمّ سلمة:أ لأمر ما قلت هذه المقالة؟فقالت عائشة:إن عبد اللّه أخبرني أنّ القوم استتابوا عثمان،فلمّا تاب قتلوه صائما في شهر حرام،و قد عزمت الخروج إلي البصرة و معي الزبير و طلحة فاخرجي معنا لعلّ اللّه أن يصلح هذا الأمر علي أيدينا و بنا فقالت لها أمّ سلمة:إنّك كنت بالأمس تحرّضين علي عثمان و تقولين أخبث القول فيه،و ما كان اسمه عندك إلاّ نعثلا و إنّك لتعرفين منزلة عليّ بن أبي طالب كانت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فأذكرك؟قالت:نعم.

قالت:أ تذكرين يوم أقبل عليه السّلام و نحن معه حتي إذ هبط من قديد ذات الشمال خلا بعليّ يناجيه فأطال فأردت أن تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني فهجمت عليهما فما لبثت أن رجعت باكية فقلت:ما شأنك؟فقلت:إنّي هجمت عليهما و هما يتناجيان فقلت لعلي:ليس لي من رسول اللّه إلاّ يوم من تسعة أيّام فما تدعني يا ابن أبي طالب و يومي؟فأقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ و هو غضبان محمرّ الوجه فقال:ارجعي وراءك،و اللّه لا يبغضه أحد من أهل بيتي و لا من غيرهم من الناس إلاّ و هو خارج من الإيمان،فرجعت نادمة ساخطة؟فقالت عائشة:نعم أذكر ذلك،قالت:و أذكّرك أيضا:كنت أنا و أنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنت تغسلين رأسه و أنا أحيس له حيسا و كان الحيس يعجبه فرفع رأسه و قال:ليت شعري أيّتكن صاحبة الجمل الأذنب تنبحها كلاب الحوأب ثمّ قال:يا بنت أبي اميّة إيّاك أن تكونيها فتكوني ناكبة عن الصراط فرفعت يدي من الحيس و قلت:أعوذ باللّه و برسوله من ذلك،ثمّ ضرب علي ظهرك ثمّ قال:إيّاك أن تكونيها يا حميراء،أمّا إنّي قد أنذرتك.

قالت عائشة:نعم أذكر ذلك قالت:و أذكّرك أيضا:كنت أنا و أنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في سفر له و كان عليّ عليه السّلام يتعاهد نعلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيخصفهما و يتعاهد أثوابه فيغسلها فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها و قعد في ظلّ سمرة،و جاء أبوك و معه عمر فاستأذنا عليه فقمنا إلي الحجاب و دخلا فحادثاه فيما أرادا ثمّ قالا:يا رسول اللّه إنّا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو علمتنا من تستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا فقال لهما:أما إنّي قد أري مكانه و لو فعلت لتفرّقتم عنه كما

ص: 287

تفرّقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران فسكتا ثمّ خرجا،فلمّا خرجا أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قلت له و كنت أجرأ عليه منّا:من كنت يا رسول اللّه مستخلفا عليهم؟

قال:خاصف النعل،فنظرنا فلم نر أحدا إلاّ عليا فقلت:يا رسول اللّه ما أري إلاّ عليّا فقال:هو ذاك فقالت عائشة:نعم أذكر ذلك،فقالت:فأيّ خروج تخرجين بعد هذا فقالت إنّما أخرج للإصلاح بين الناس و أرجو فيه الأجر إن شاء اللّه فقالت:أنت و رأيك فانصرفت عائشة عنها و كتبت أمّ سلمة بما قالت و قيل لها إلي عليّ عليه السّلام.

قال ابن أبي الحديد عقيب ذلك:هذا نصّ صريح في إمامة عليّ عليه السّلام (1).

ص: 288


1- شرح نهج البلاغة:217/6.

الباب السادس و المائة

في حديث خاصف النعل

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن محمد بن أحمد عن المنذر ابن جعفر قال:حدّثني أبي عن جعفر بن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال:

خطبنا عليّ عليه السّلام في الرحبة ثمّ قال:لمّا كان في زمان الحديبية خرج إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اناس من قريش من أشراف أهل مكّة و فيهم سهل بن عمرو و قالوا:يا محمد أنت جارنا و حليفنا و ابن عمّنا و قد لحق بك اناس من أبنائنا و اخواننا و أقاربنا ليس فيهم التفقه في الدين و لا رغبة فيما عندك و لكن إنّما خرجوا فرارا من ضياعنا و أعمالنا و أموالنا فارددهم علينا،فدعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر فقال له:انظر ما يقولون فقال:صدقوا يا رسول اللّه،أنت جارهم فاردد عليهم قال:ثمّ دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عند ذلك:لا تنتهوا يا معشر قريش حتّي يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للتقوي يضرب رقابكم علي الدين فقال أبو بكر:أنا هو يا رسول اللّه؟فقال:لا فقام عمر فقال:أنا هو يا رسول اللّه؟قال:لا و لكنّه خاصف النعل،و كنت أخصف نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال عمر:ثمّ التفت إلينا عليّ عليه السّلام و قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار (1).

الثاني: المفيد في الاختصاص قال:حدّثني محمد بن علي بن شاذان فقال،حدّثنا أحمد بن يحيي النحوي أبو العبّاس تغلب قال:حدّثنا أحمد بن سهل بن أبو عبد الرحمن قال:حدثنا يحيي ابن محمد بن موسي قال:حدثنا أحمد بن قتيبة أبو بكر عن عبد الحكم القتيبي عن أبي كيسة و يزيد بن و رمان قالا:لما أجمعت عائشة علي الخروج إلي البصرة أتت أمّ سلمة(رض)و كانت بمكّة و قالت:يا بنت أبي أميّة كنت كبيرة أمّهات المؤمنين،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقيم في بيتك،و كان يقسم لنا في بيتك،و كان ينزل الوحي في بيتك قالت:يا بنت أبي بكر لقد زرتني و ما كنت زوارة و لأمر ما تقولين هذه المقالة!.

ص: 289


1- بحار الأنوار:/313/32ح 282.و في سند الحديث اختلاف.

قالت:إنّ ابني و ابن أخي أخبراني أنّ الرجل قتل مظلوما و أنّ في البصرة مائة ألف سيف يطاعون-و في نسخة يطيعون-فهل لك أن أخرج أنا و أنت لعلّ اللّه أن يصلح بين فئتين متشاجرتين؟و قالت:يا بنت أبي بكر أ بدم عثمان تطلبين و لقد كنت أشد الناس عليه،و إن كنت لتدعينه بالتبري أم أمر ابن أبي طالب تنقضين؟فقد تابعه المهاجرون و الأنصار و إنّك سدّه بين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بين أمّته و حجابه مضروب علي حرمه،و قد جمع القرآن ذيلك فلا تبذخيه و سكني عقيراك و لا تضحي بها،اللّه من وراء هذه الامّة قد علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مكانك و لو أراد أن يعهد إليك فعله قد نهاك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن الفراطة في البلاد،إنّ عمود الإسلام لا ترأبه النساء إن انثلم و لا يشعب بهنّ إن انصدع،حماديات النساء غضّ بالأطراف و قصر الوهادة و ما كنت قائلة لو أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عرض لك ببعض الفلوات و أنت ناصّة قلوصا من منهل إلي آخر أن بعين اللّه مهواك و علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تردين و قد وجهت سدافته و تركت عهيداه.

اقسم باللّه لو سرت مسيرك هذا ثمّ قيل لي:ادخلي الفردوس لاستحييت أن ألقي محمدا صلّي اللّه عليه و آله هاتكة حجابا قد ضربه اللّه عليّ،اجعلي حصنك بيتك و قاعة الستر خبرك حتّي تلقيه و أنت علي ذلك أطوع ما تكونين للّه ما لزمتيه،و أنصر ما تكونين للدين ما جلست عنه،ثمّ قالت:لو ذكرت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خمسا في عليّ لنهشتني نهشة الحية الرقشاء المطرّقة ذات الخبب،أ تذكرين إذ كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقرع بين نسائه إذا أراد سفرا فأقرع بينهنّ فخرج سهمي و سهمك فبينا نحن معه و هو هابط من قديد و معه عليّ عليه السّلام يحدّثه فذهبت لتهجمي عليه فقلت لك:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله معه ابن عمّه و لعلّ له إليه حاجة فعصيتني و رجعت باكية فسألتك فقلت إنّك هجمت عليهما.

فقلت له:يا علي إنّما لي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم من تسعة أيّام و قد شغلته عنّي و أخبرتني أنّه قال لك:تبغضينه،فما يبغضه أحد من أهلي و لا من أمّتي إلاّ خرج من الإيمان؟أ تذكرين هذا يا عائشة؟ قالت:نعم،و يوم أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سفرا و أنا أجش له جشيشا فقال:ليت شعري أيّتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب؟فرفعت يدي من الجشيش فقلت:أعوذ باللّه أن أكونه فقال:

و اللّه لا بدّ لأحدكما أن تكونه،اتّقي اللّه يا حميراء أن تكونيه،أ تذكرين من هذا يا عائشة؟قالت:نعم، و يوم تبدّلنا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلبست ثيابي و لبست ثيابك فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجلس إلي جنبك فقال:أ تظنين يا حميراء إنّي لا أعرفك،أمّا إنّ لامّتي منك يوما مرّا و يوما أحمر،أ تذكرين هذا يا عائشة؟قالت:نعم و يوم كنت أنا و أنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجاءك أبوك يستأذن و عمر فدخلنا الخدر فقالا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّا لا ندري قدر مقامك فينا و لو جعلت لنا إنسانا نأتيه بعدك؟قال:أمّا إني

ص: 290

أعرف مكانه و أعلم موضعه و لو أخبرتكم به لتفرّقتم عنه تفرّق بني إسرائيل عن عيسي ابن مريم، فلمّا خرجا خرجت إليه أنا و أنت فكنت جريئة عليه و قلت له:من كنت جاعلا لهم؟فقال:خاصف النعل،و كان علي بن أبي طالب يصلح نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا تخرقت و يغسل ثيابه إذا اتّسخت فقلت:ما أري إلاّ عليّا فقال:هو ذاك،أ تذكرين هذا يا عائشة؟قالت:نعم،قالت:و يوم جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيت ميمونة فقال:يا نسائي اتقين اللّه و لا يسفر بكن أحد،أ تذكرين هذا يا عائشة؟قالت:

نعم،ما أقبلني لوعظك و أسمعني لقولك فإن اخرج ففي غير حرج و إن أقعد ففي غير بأس،و خرج رسولها فنادي في الناس:من أراد أن يخرج فليخرج فإنّ أمّ المؤمنين غير خارجة،فدخل عليها عبد اللّه بن الزبير فنفث في أذنها و قلبها في الذروة فخرج رسولها فنادي:من أراد أن يسير فليسر فإنّ أمّ المؤمنين خارجة فلمّا كان من ندمها انشأت أمّ سلمة تقول:

لو أنّ معتصما من زلّة أحد كانت لعائشة الرتبي علي الناس

كم سنّة لرسول اللّه تاركة و تلو آي من القرآن مدراس

قد ينزع اللّه من ناس عقولهم حتّي يكون الذي يقضي علي الناس

فيرحم اللّه أمّ المؤمنين لقد كانت تبدّل إيحاشا بإيناس

قال أبو العبّاس ثعلب:قوله:يقمأ في بيتك:يعني يأكل و يشرب و قد جمع القرآن ذيلك فلا تبذخيه:البذخ النفخ و الرياء و الكبر،سكني عقيراك:مقامك و بذلك سمّي العقار لأنّه أصل ثابت، و عقر الدار:أصلها و عقر المرأة ثمن بضعها فلا تضحي بها قال اللّه عزّ و جلّ: وَ أَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَ لا تَضْحي (1) أي لا تبرز للشمس،قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لرجل محرم:«أضح لمن أحرمت له»أي اخرج إلي البراز و الموضع الظاهر المنكشف من الأغطية و الستور،الفراطة في البلاد:السعي و الذهاب،لا ترأبه النساء:لا تضمه النساء،حمادي النساء:ما يحمد منهن غض بالأطراف لا يبسطن اطرافهن في الكلام،قصر الوهادة:جمع وهد و هاد و الوهاد:الموضع المنخفض،ناصّة قلوصا:النصّ السوق بالعنف و من ذلك الحديث عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه كان إذا وجد فجوة نص أي أسرع،و من ذلك نصّ الحديث أي رفعه إلي أصله بسرعة،من منهل إلي آخر،المنهل الذي يشرب فيه الماء،مهواك:

الموضع الذي تهوين و تستقرين فيه قال اللّه عزّ و جلّ: وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (2) أي نزل،سدافته:من السدفة و هي شدّة الظلمة،قاعة الستر:قاعة الدار،صحنها،السدّة:الباب (3).

ص: 291


1- سوره 20 - آيه 119
2- سوره 53 - آيه 1
3- الاختصاص 166.بحار الأنوار:/162/32ح 128.

الباب السابع و المائة

حديث الأعمش مع المنصور

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أبو المؤيّد موفّق بن أحمد في كتاب الفضائل قال:أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأوّل من سنة أربع و أربعين و خمسمائة أخبرنا الشيخ الإمام أبو القاسم إسماعيل أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي،أخبرنا أبو القاسم[اسماعيل]بن مسعدة الإسماعيلي في شعبان سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة،أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الرجل الصالح،أخبرنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمد الحافظ، أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطّار بمصر،حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي ابن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي،حدّثنا جرير بن عبد الحميد الضبي،حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش قال:بينا أنا نائم في الليل إذا انتبهت بالحرس علي بابي فناديت الغلام قلت:من هذا؟فقال:رسل أمير المؤمنين أبي جعفر و كان إذ ذاك خليفة،قال:فنهضت من نومي فزعا مرعوبا فقلت للرسول ما وراءك؟هل علمت لم بعث إليّ أمير المؤمنين في هذا الوقت؟قال:لا أعلم.

قال:فقمت متفكّرا لا أدري علي ما ذا أنزل الأمر،أفكر فيما بيني و بين نفسي إلي ما ذا أصير إليه، و أقول:لم بعث إليّ في هذا الوقت و قد نامت العيون و غارت النجوم؟ففكرت ساعة يسألني عن فضائل عليّ،فإن أنا أخبرته فيه بالحقّ أمر بقتلي و صلبني فأيست و اللّه من نفسي و كتبت وصيّتي و الرسل يزعجوني و لبست كفني و تحنطت بحنوط و ودّعت أهلي و صبياني و نهضت إليه و ما أعقل،فلمّا دخلت إليه سلّمت عليه سلام مخيف و جل فأومأ إليّ أن اجلس فما ما جلست وعيا و عنده عمرو بن عبيد و وزيره و كاتبه فحمدت اللّه عزّ و جلّ إذ رأيت من رأيت عنده فرجع إليّ ذهني و أنا قائم و سلّمت سلاما ثانيا فقلت:السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته ثمّ جلست فعلم أنّي دهشت و رعبت منه،فلم يقل لي شيئا و كان أوّل كلمة قالها إن قال لي:يا سليمان، قلت:لبّيك يا أمير المؤمنين؟

قال:يا ابن مهران أدن منّي،فدنوت منه فشمّ منّي رائحة الحنوط فقال:يا أعمش و اللّه لتصدقني

ص: 292

أمرك و إلاّ صلبتك حيّا فقلت:سلني يا أمير المؤمنين عمّا بدا لك فأنا و اللّه أصدقك و لا أكذبك حاجتك،فو اللّه إن كان الكذب ينجيني فإنّ الصدق أنجي،فقال لي:ويحك يا سليمان إنّي أجد منك رائحة الحنوط فخبرني بما حدثتك به نفسك؟و لما فعلت ذلك؟فقلت:أنا أخبرك يا أمير المؤمنين و أصدقك،لما أتاني رسولك في بعض الليل فقال:أجب أمير المؤمنين فقمت و أنا متفكّر خائف و جل مرعوب فقلت بيني و بين نفسي:ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة و قد غارت النجوم و نامت العيون إلاّ ليسألني عن فضائل عليّ بن أبي طالب،فإن أنا أخبرته بالحقّ أمر بقتلي و يصلبني حيّا،فصلّيت ركعتين و كتبت وصيّتي و الرسل يزعجوني و تحنّطت و لبست كفني و ودّعت أهلي و صبياني و أجبتك يا أمير المؤمنين سامعا مطيعا مؤيسا من الحياة خائفا راجيا أن يسعني عفوك قال:فلمّا سمع مقالتي علم أنّي صادق و كان متّكيا فاستوي جالسا ثمّ قال:لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم،فلمّا سمعته قالها سكن قلبي و ذهب عنّي بعض ما كنت أجد من رعبي و ما كنت أخاف من سطوته علي،فقال الثانية:لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم،أسألك باللّه يا سليمان إلاّ أخبرتني كم من حديث ترويه في فضائل عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صهر النبيّ و زوج حبيبة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله؟قلت:يسيرا،قال:كم؟

قلت:يسيرا يا أمير المؤمنين،قال:ويحك كم تحفظ؟قلت:عشرة آلاف حديث أو ألف حديث فلمّا قلت أو ألف حديث استقلّها فقال:ويحك يا سليمان بل هي عشرة آلاف كما قلت أوّلا ثمّ قال:

و جثا أبو جعفر علي ركبتيه و هو فرح مسرور و كان جالسا ثم قال:و اللّه لأحدّثنّك يا سليمان بحديثين في فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،فإن يكونا ممّا سمعت و وعيت فعرفني و إن يكونا ممّا لم تسمع فاسمع و افهم،قلت:نعم يا أمير المؤمنين فأخبرني،قال:نعم أنا أخبرك أنّي مكثت أيّاما و ليالي هاربا من بني مروان و لا يسعني منهم دار و لا قرار و لا بلد و أدور في البلدان،فكلّما دخلت بلدا خالطت أهل ذلك البلد بما يحبّون و أتقرّب إلي جميع الناس بفضائل عليّ بن أبي طالب و كانوا يطعمونني و يكسونني و يزودونني إذا خرجت من عندهم من بلد إلي بلد حتّي قدمت إلي بلاد الشام و عليّ كساء لي خلق ما يواريني غيره،قال:فبينما أنا كذلك إذ سمعت الأذان فدخلت المسجد فإذا سجّادة و متوضّأ فتوضّأت للصلاة و دخلت المسجد فركعت ركعتين فيه،و اقيمت الصلاة فصلّيت معهم الظهر و العصر و قلت في نفسي إذا أتي الليل طلبت من القوم عشاء أتعشّي به ليلتي تلك،فلمّا سلم الشيخ من صلاة العصر جلس و هو شيخ كبير له وقار و سمت حسن و نعمة ظاهرة إذ أقبل صبيّان و هما أبيضان نبيلان وضيئان لهما جمال و نور ساطع أعينهما يتلألأن،دخلا

ص: 293

المسجد فسلّما فلمّا نظر إليهما إمام المسجد قال لهما:مرحبا بكما و ممّن سمّيتما علي اسمهما قال:و كنت جالسا و إلي جنبي فتي شاب فقلت له:يا شاب ما هذان الصبيّان و من هذا الشيخ الإمام؟ فقال:هو جدّهما و ليس في هذه المدينة رجل يحبّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام غير هذا الشيخ فقال:اللّه أكبر و من أين علمت قال:علمت؟أنّ من حبّه لعليّ سمّي ولده باسمي ولديّ علي بن أبي طالب عليه السّلام،سمّي أحدهما الحسن و الآخر الحسين.

قال:فقمت فرحا مسرورا حتّي أتيت الشيخ فقلت له:أيّها الشيخ اريد أن احدّثك بحديث حسن يقرّ اللّه به عينك فقال:نعم،ما أكره ذلك فحدّثني يرحمك اللّه و إذا أقررت عيني أقررت عينك فقلت:أخبرني والدي عن أبيه عن جدّه قال:كنّا ذات يوم جلوسا عند رسول اللّه إذ أقبلت فاطمة ابنته رضي اللّه عنها فدخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالت:يا أبة إنّ الحسن و الحسين خرجا من عندي آنفا و ما أدري أين هما و قد طار عقلي و قلق فؤادي و قلّ صبري،و بكت و شهقت حتّي علا بكاؤها فلمّا رآها رحمها ورق لها و قال لها لا تبكي يا فاطمة فو الذي نفسي بيده أن الذي خلقهما هو ألطف بهما منك و أرحم بصغرهما منك،قال:ثمّ قام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من ساعته و رفع يديه إلي السماء و قال:اللّهمّ إنّهما ولداي و قرّة عيني و ثمرة فؤادي و أنت أرحم بهما منّي و أعلم بموضعهما، يا لطيف بلطفك الخفيّ أنت عالم الغيب و الشهادة،اللّهمّ إن كان أخذا برا أو بحرا فاحفظهما و سلّمهما حيث كانا و حيثما توجّها.

قال:فلمّا دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما استتم الدعاء إلاّ و قد هبط جبرائيل عليه السّلام من السماء و معه عظماء الملائكة و هم يؤمّنون علي دعاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال له جبرائيل:يا حبيبي يا محمّد لا تحزن و لا تغتمّ و أبشر فانّ ولديك فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة و أبوهما خير منهما و هما نائمان في حظيرة بني النجّار و قد وكّل اللّه عزّ و جلّ بهما ملكا يحفظهما،فلمّا قال له جبرائيل عليه السّلام هذا الكلام سري عنه ثمّ قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو و أصحابه و هو فرح مسرور حتّي أتوا حظيرة بني النجّار،فإذا الحسن و الحسين نائمان و هما متعانقان،و إذا ذلك الملك الموكّل بهما قد وضع أحد جناحيه بالأرض و وطأ به تحتهما يقيهما حرّ الأرض،و الجناح الآخر قد جللهما به يقيمها حرّ الشمس فانكبّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقبّلهما واحدا فواحدا و يمسحهما بيده حتّي أيقظهما من نومهما.

قال:فلمّا استيقظا حمل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الحسن علي عاتقه و حمل جبرائيل الحسين عليه السّلام علي ريشة من جناحه الأيمن حتّي خرج بهما من الحظيرة و هو يقول:و اللّه لأشرّفنكما اليوم كما شرّفكم اللّه

ص: 294

تعالي في سماواته،فبينما هو و جبرائيل عليه السّلام يمشيان إذ تمثّل جبرائيل دحية الكلبي و قد حملاهما فأقبل أبو بكر فقال له:يا رسول اللّه ناولني أحد الصبيّين أخفف عنك و عن صاحبك و أنا أحفظه حتّي أؤدّيه إليك فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:جزاك اللّه خيرا،يا أبا بكر دعهما فنعم الحاملان نحن و نعم الراكبان هما لنا،و أبوهما خير منهما فحملاهما و أبو بكر معهما حتّي أتوا بهما إلي مسجد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فأقبل بلال فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا بلال هلمّ عليّ بالناس فناد لي فيهم فأجمعهم لي في المسجد،فقام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي قدميه خطيبا ثمّ خطب الناس بخطبة أبلغ فيها فحمد اللّه و أثني عليه بما هو أهله و مستحقّه ثمّ قال:معاشر المسلمين هل أدلّكم علي خير الناس بعدي جدّا و جدّة؟ قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:عليكم بالحسن و الحسين فإنّ جدّهما محمّد المصطفي و جدّتهما خديجة بنت خويلد سيّدة نساء أهل الجنّة،و هي أوّل من سارعت إلي تصديق ما أنزل اللّه علي نبيّه و إلي الإيمان باللّه و برسوله ثمّ قال:يا معاشر المسلمين هل أدلّكم علي خير الناس أبا و امّا؟قالوا:

بلي يا رسول اللّه قال:عليكم بالحسن و الحسين فإنّ أباهما عليّ يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله و أمّهما فاطمة بنت رسول اللّه،و قد شرّفهما اللّه عزّ و جلّ في سماواته و أرضه،ثمّ قال:

معاشر المسلمين هل أدلّكم علي خير الناس عمّا و عمّة؟

قالوا:بلي يا رسول اللّه،قال:عليكم بالحسن و الحسين فإنّ عمّهما جعفر ذو الجناحين الطيّار مع الملائكة في الجنّة و عمّتهما أمّ هانئ بنت أبي طالب،ثمّ قال:يا معاشر المسلمين هل أدلّكم علي خير الناس خالا و خالة؟قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:عليكم بالحسن و الحسين فإنّ خالهما القاسم بن رسول اللّه و خالتهما زينب بنت رسول اللّه،ثمّ قال:اللّهم إنّك تعلم أنّ الحسن و الحسين في الجنّة و جدّهما في الجنّة و جدّتهما في الجنّة و أمّهما في الجنّة و أبوهما في الجنّة و خالهما في الجنّة و خالتهما في الجنّة و عمّهما في الجنّة و عمّتهما في الجنّة و من يحبّهما في الجنّة و من يبغضهما في النار قال:فلمّا قلت ذلك للشيخ و فهم قولي قال لي:أيّدك اللّه من أنت؟قلت:أنا من الكوفة قال:أ عربيّ أنت أم مولي؟قلت:بل عربي شريف.

فقال لي:إنّك تحدّثت مثل هذا الحديث و أنت في هذا الكساء الرثّ؟قلت:نعم،لي قصّة لا أحبّ أن أبديها لأحد قال:ابدها لي بأمانة فقلت:أنا هارب من بني مروان علي هذه الحال التي تري لئلاّ أعرف و لو غيّرت حالي لعرفت و لو أردت أن أعرّف بنفسي لفعلت و لكنّي أخاف علي نفسي القتل،فقال لي لا خوف عليك فقال:أقم عندي و كساني حلّتين خلعهما عليّ و حملني علي بغلة، و ثمن البغلة في ذلك اليوم في تلك البلدة مائة دينار ثمّ قال:يا فتي اقررت عيني أقرّ اللّه عينك فو اللّه

ص: 295

لأرشدنّك إلي فتي يقرّ اللّه به عينك فقلت:ارشدني رحمك اللّه قال:فأرشدني إلي باب دار فأتيت الدار التي وصف لي و أنا راكب علي البغلة و عليّ خلعتان،فقرعت الباب و ناديت الخادم فأذن لي بالدخول فدخلت عليه فإذا أنا بفتي قاعد علي سرير منجد،صبيح الوجه حسن الجسم فسلّمت عليه فردّ السلام بأحسن مردّ ثمّ أخذ بيدي مكرما حتّي أجلسني إلي جانبه،قال لي:و اللّه يا فتي لأعرف هذه الكسوة التي خلعت عليك و أعرف هذه البغلة،و و اللّه ما كان أبو محمد و كان اسمه الحسن ليكسوك خلعتيه هاتين و يركبه علي بغلته هذه إلاّ لأنّك تحبّ اللّه و رسوله و ذريّته و جميع عترته،فأحبّ رحمك اللّه أن تحدّثني بفضائل عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

فقلت له:نعم بالحب و الكرامة،حدّثني والدي عن أبيه عن جدّه قال:كنّا يوما عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قعودا فأقبلت فاطمة و قد حملت الحسن علي كتفها و هي تبكي بكاء شديدا و تشهق في بكائها فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما يبكيك يا فاطمة لا أبكي اللّه عينيك؟قالت:يا أبت فكيف لا أبكي و نساء قريش قد عيّرتني قلن لي:إنّ أباك قد زوّجك برجل فقير معدم لا مال له فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا تبكي يا فاطمة فو اللّه ما أنا زوّجتك،بل اللّه عزّ و جلّ زوّجك من فوق سبع سماواته و أشهد علي ذلك جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل،ثمّ إنّ اللّه عزّ و جلّ اطّلع علي أهل الأرض فاختار من الخلائق عليّا فزوّجك إيّاه و اتخذته وصيّا،و عليّ منّي و أنا منه أشجع الناس قلبا و أعلم الناس علما و أحلم الناس حلما و أقدم الناس سلما و الحسن و الحسين ابناه سيّدا شباب أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين،و سمّاهما اللّه تعالي في التوراة علي لسان موسي عليه السّلام شبّر و شبير لكرامتهما علي اللّه تعالي.

يا فاطمة لا تبكي فإنّي إذا مضيت غدا إلي ربّ العالمين فيكون عليّ معي و إذا بعثت غدا فيجيء عليّ معي،يا فاطمة لا تبكي فإنّ عليّا و شيعته هم الفائزون غدا،يدخلون الجنّة،قال:فلمّا قلت ذلك للفتي قال:أنشدك اللّه و باللّه عزّ و جلّ من أنت؟قال:قلت أنا رجل من أهل الكوفة فقال:

أ عربيّ أم مولي؟قال:بل عربيّ شريف،قال:فكساني ثلاثين ثوبا في تخت (1)و أعطاني عشرة آلاف درهم في كيس ثمّ قال لي:أقررت عيني يا فتي أقرّ اللّه عينيك،و لم يسألني غير ذلك ثمّ قال لي:

إليك حاجة؟فقلت له:تقضي إن شاء اللّه تعالي فقال:إذا أصبحت غدا فائت مسجد بني فلان حتّي تري أخي الشقيّ.

قال أبو جعفر:فو اللّه لقد طالت عليّ تلك الليلة حتّي خشيت أن لا أصبح حتّي أفارق الدنيا،

ص: 296


1- .

قال:فلمّا أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي و حضرت الصلاة فقمت في الصفّ الأوّل لفضله و إلي جانبي علي يساري شاب معتمّ بعمامة فذهب ليركع فسقطت عمامته من رأسه فنظرت إليه فإذا رأسه رأس خنزير و وجهه وجه خنزير،قال أبو جعفر فو الذي أحلف به ما علمت ما أنا فيه و لا عقلت أنا في الصلاة أم في غير صلاة تعجّبا،و دهشت حتّي ما أدري ما أقول في صلاتي إلي أن فرغ الإمام من التشهّد فسلّم و سلّمت ثمّ قلت له:ما هذا الذي أراك؟فقال لي:لعلّك صاحب أخي الذي أرسلك إليّ لتراني؟

قال:قلت:نعم،فأخذ بيدي و أقامني و هو يبكي بكاء شديدا ثمّ شهق في مكانه حتّي كادت نفسه أن تزهق ثمّ أتي بي إلي منزله فقال لي انظر الي هذا البنيان فنظرت إليه فقال لي:اعلم يا أخي إنّي كنت أؤذّن و أؤمّ بالناس،و كنت ألعن عليّ بن أبي طالب بين الأذان و الإقامة ألف مرّة و أنّه كان قد لعنته في يوم الجمعة بين الأذان و الإقامة أربعة آلاف مرّة و خرجت من المسجد و أتيت الدار و اتكأت علي هذا الموضع الذي أريتك،فذهب بي النوم فنمت فرأيت في منامي كأنّي قد أقبلت باب الجنّة فرأيت فيها قبّة من زمرّدة خضراء و قد زخرفت و نجدت و نضّدت بالاستبرق و الديباج و إذا حول القبّة كراس من لؤلؤ و زبرجد و إذا عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فيها متّك،و إذا أبو بكر الصدّيق و عمر و عثمان(رض)جلوس يتحدّثون فرحين مسرورين مستبشرين بعضهم ببعض ثمّ التفتّ فإذا أنا بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله قد أقبل و عن يمينه الحسن و معه كأس فضّة و عن يساره الحسين رضي اللّه عنه و في يد الحسين كأس من نور.

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله للحسين:اسقني فسقاه فشرب ثمّ قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا حسين اسق الجماعة فسقي أبا بكر و عمر و عثمان(رض)و سقي عليّا رضي اللّه عنه،و كأنّما قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله للحسين:يا حسين اسق،هذا اسق هذا المتّكئ الذي علي الدكّان،فقال الحسين للنبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا جدّاه أ تأمرني أن أسقي هذا و هو يلعن والدي عليّا في كلّ يوم ألف مرّة و قد لعنه في هذا اليوم و هو يوم الجمعة أربعة آلاف مرّة؟فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عند ذلك كالمغضب:ما لك تلعن عليّا لعنك اللّه،لعنك اللّه؟ثلاث مرّات،ويحك تشتم عليّا و هو منّي و أنا منه؟عليك غضب اللّه،عليك غضب اللّه،عليك غضب اللّه حتّي قالها ثلاثا،ثمّ تفل في وجهي ثلاثا و ضربني برجله ثلاثا و قال لي:غيّر اللّه ما بك من نعمة و سوّد وجهك و خلقك حتّي تكون عبرة لمن سواك قال:فانتبهت من نومي و إذا رأسي رأس خنزير و وجهي وجه خنزير علي ما تراني،فقال سليمان بن مهران:فقال لي أبو جعفر:يا سليمان هذان الحديثان كانا في حفظك؟

ص: 297

قلت:لا يا أمير المؤمنين فقال:هذان من ذخائر الحديث و جوهره.ثمّ قال:ويحك يا سليمان حبّ عليّ ايمان و بغضه نفاق فقلت:الأمان الأمان يا أمير المؤمنين فقال:لك الأمان يا سليمان، قلت:فما تقول في قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب؟قال:في النار أبعده اللّه،قلت:و كذلك من يقتل من ولد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحدا فهو في النار قال:فحرّك أمير المؤمنين أبو جعفر رأسه طويلا ثمّ قال:ويحك يا سليمان الملك عقيم ثمّ قالها ثلاث مرّات قال:يا سليمان اخرج فحدّث الناس بفضائل عليّ بن أبي طالب بكلّ ما شئت و لا تكتمنّ منه حرفا و السلام (1).

قال:و روي هذا الحديث صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:أخبرنا أبو الخير المبارك بن سرور قراءة عليه فقلت له:أخبركم القاضي أبو عبد اللّه قال:حدّثني أبي رحمه اللّه قال:أخبرني أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر الصيرفي البغدادي قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن سليم عن عبد اللّه بن محمد العسكري عن عبد اللّه بن غياث الهروي عن الحسن بن عرفة قال:حدّثني أبو معاوية قال:حدّثنا الأعمش قال:بعث إليّ المنصور في جوف الليل فجزعت و قلت في نفسي:ما بعث إليّ في مثل هذه الساعة لخير و لا شكّ أنّه يسألني عن فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب،فإن أخبرته يقتلني فنهضت فتطهّرت و لبست ثيابا نظيفة جعلتها أكفاني و تحنّطت و كتبت وصيّتي و صرت إليه،فوجدت عنده عمرو بن عبيد فحمدت اللّه و قلت:وجدت رجلا عون صدق فلمّا صرف بين يديه قال لي:ادن منّي يا سليمان فدنوت منه فلمّا قربت منه أقبلت علي عمرو بن عبيد أسأله ففاح له مني ريح الحنوط فقال لي المنصور:يا سليمان ما هذه الرائحة؟و اللّه لئن لم تصدقني لأقتلنّك فقلت:يا أمير المؤمنين لمّا أتاني رسولك في جوف الليل قلت:ما بعث لي في هذا الوقت إلاّ ليسألني عن فضائل أهل البيت،فإن أخبرته قتلني فكتبت وصيّتي و لبست ثيابا جعلتها أكفاني و تحنّطت،و كان متّكيا فاستوي جالسا و قال:لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ثمّ قال لي:يا سليمان ما اسمي؟

قلت:أمير المؤمنين عبد اللّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس قال:صدقت،قال:

فأخبرني كم حديثا تروي في فضائل أهل البيت عليهم السّلام؟فقلت:يسيرا،قال:علي كم ذلك؟ قلت:عشرة آلاف حديث و ما زاد قال:يا سليمان لأحدّثنك في فضائلهم حديثين يأكلان كل الأحاديث[التي رويتها]إن حلفت أن لا ترويهما لأحد من الشيعة فقلت:و اللّه لا أخبر بهما أحدا و حلفت له بنعمته فقال:اسمع يا سليمان كنت هاربا من مروان أدور في البلاد و أتقرّب إلي الناس

ص: 298


1- المناقب /284ح 279 بتفاوت.

بفضائل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،و كانوا يأتونني و يزوّدونني و يطعمونني حتّي وردت بلاد الشام و أنا في خلق كساء ما عليّ غيره،فسمعت الأذان في مسجد فدخلت لاصلّي و في نفسي أن اكلّم الناس في عشاء أتعشّي به،فصلّيت وراء الإمام فلمّا سلّم اتّكأ علي الحائط و أهل المسجد حضور ما رأيت أحدا يتكلّم توقيرا لإمامهم و أنا جالس،و إذا صبيّان قد دخلا المسجد فلمّا نظر إليهما الإمام قال:مرحبا بكما و مرحبا بمن تسمّيتما باسمهما،فقلت في نفسي:قد أصبت حاجتي و كان إلي جنبي شاب فقلت له:من يكون ذان الصبيّان من الشيخ؟فقال:هو جدّهما و ليس في هذه المدينة من يحبّ عليّا،سواه فلذلك قد سمّاهما حسنا و حسينا فملت بوجهي إلي الشيخ و قلت له:هل لك في حديث أقرّ به عينك؟فقال:ما أحوجني إلي ذلك،و إن أقررت عيني أقررت عينك فقلت:

حدّثني جدّي عن أبيه قال:كنّا ذات يوم عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبلت فاطمة عليها السّلام و هي تبكي،فقال لها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا قرّة عيني؟قالت:يا أباه الحسن و الحسين خرجا البارحة و لم أعلم أين باتا،و أنّ عليّا يمسي علي الدالية يسقي البستان منذ خمسة أيّام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا تبكي يا فاطمة فإنّ الذي خلقهما ألطف منّي و منك بهما،و رفع يده إلي السماء و قال:اللّهمّ إن كانا أخذا برّا أو بحرا فاحفظهما و سلّمهما،فهبط جبرائيل عليه السّلام و قال:يا محمّد لا تهتمّ و لا تحزن فهما فاضلان في الدّنيا و الآخرة،و إنّهما في حديقة بني النجّار باتا،و قد وكّل اللّه بهما ملكا يحفظهما فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و جبرائيل عليه السّلام عن يمينه و معه جماعة من أصحابه حتّي أتوا إلي الحديقة و إذا الحسن معانق للحسين عليهما السّلام و الملك الموكّل بهما أحد جناحيه تحتهما و الآخر فوقهما فانكبّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهما يقبّلهما فانتبها من نومهما،فحمل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الحسن و حمل جبرائيل الحسين عليه السّلام حتّي خرجا من الحديقة و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:لأشرفنهما اليوم كما أكرمهما اللّه تعالي فاستقبله أبو بكر و قال:

يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ناولني أحدهما حتّي أحمله عنك فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:نعم المحمولة و نعم المطيّة، و أبوهما خير منهما حتّي أتي المسجد فقال لبلال:هلمّ إليّ الناس،فاجتمعوا فقام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:

يا معاشر المسلمين ألا أدلّكم علي خير الناس جدّا و جدّة.

قالوا:بلي يا رسول اللّه،قال:هذا الحسن و الحسين جدّهما رسول اللّه و جدّتهما خديجة ثمّ قال:

ألا أدلّكم علي خير الناس أبا و امّا؟قالوا:بلي يا رسول اللّه قال:هذا الحسن و الحسين أبوهما عليّ بن أبي طالب و أمّهما فاطمة ابنة محمّد صلّي اللّه عليه و آله سيّدة نساء العالمين،قال:ألا أدلّكم علي خير الناس خالا و خالة؟قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:هذا الحسن و الحسين خالهما القاسم بن رسول اللّه و خالتهما زينب بنت رسول اللّه،ثمّ قال:ألا أدلّكم علي خير الناس عمّا و عمّة؟قالوا:بلي يا رسول

ص: 299

اللّه،فقال:هذان الحسن و الحسين عمّهما جعفر الطيّار و عمّتهما أمّ هانئ بنت أبي طالب،ثمّ قال:

اللّهمّ إنّك تعلم أن الحسن في الجنة و الحسين في الجنة وجدهما في الجنة،وجدتهما في الجنة، و أباهما في الجنة و أمهما في الجنة،و عمهما في الجنة،و عمتهما في الجنة،و خالهما في الجنة و خالتهما في الجنة،اللهم إنك تعلم أن من يحبّهما في الجنّة و من يبغضهما في النار.

قال المنصور فلمّا حدّثت الشيخ بهذا الحديث قال لي:من أين أنت؟فقلت:من الكوفة،قال:

عربيّ أم مولي؟فقلت:عربي،قال:و أنت تحدّث بمثل هذا الحديث و أنت علي مثل هذه الحالة؟ و رأي كسائي خليقا فخلع عليّ و حملني علي بغلته و قال:قد أقررت عيني لأرشدنّك إلي فتي تقرّ به عينك،ثمّ أرشدني إلي باب دار بقربه فأتيت الدار التي وصفها لي فإذا بشاب صبيح الوجه فلمّا نظر إليّ قال:و اللّه إنّي لأعرف الكسوة و البغلة و ما كساك أبو فلان خلعة و حملك علي بغلته إلاّ و أنت تحبّ اللّه و رسوله،فأنزلني و حدّثته في فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و قلت له:أخبرني والدي عن جدّي عن أبيه قال:كنّا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم إذ أقبلت فاطمة و الحسن و الحسين عليهما السّلام علي كتفيها و هي تبكي فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نساء قريش عيّرنني و قلن لي إنّ أباك زوّجك برجل معدم لا مال له و لا نعم فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا بالذي زوّجتك،بل اللّه عزّ و جلّ زوّجك من فوق سماواته و أشهد جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل فأوحي اللّه إليّ أن ازوّجك في أرضه بعليّ،و إنّ اللّه اطّلع علي الأرض اطلاعة فاختار منها عليّا لك بعلا فزوّجك إيّاه،فعليّ أشجع الناس قلبا و أعظم الناس حلما و أعلم الناس علما و أقدم الناس سلما و أسمح الناس كفّا،يا فاطمة إنّي لآخذ مفاتيح الجنّة بيدي و لواء الحمد أيضا فادفعهما إلي عليّ فيكون آدم و من ولد تحت لوائي،يا فاطمة إنّي غدا اقيم علي حوضي عليّا يسقي من عرف من أمّتي،يا فاطمة يكسي أبوك حلّتين من حلل الجنّة،و يكسي عليّ حلّتين من حلل الجنّة،و لواء الحمد في يدي و أمّتي تحت لوائي فأناوله لعليّ إكراما له من اللّه عزّ و جلّ،و ينادي مناد:يا محمّد نعم الجدّ جدّك إبراهيم،و نعم الأخ أخوك عليّ،و إذا دعاني ربّ العالمين دعا عليّا معي و إذا دعيت جيء معي و إذا أشفعت شفع معي،و إذا أجبت أجاب معي، و إنّه يوم القيامة عوني علي مفاتيح الجنّة،قومي يا فاطمة فإنّ عليّا و شيعته الفائزون غدا في الجنّة.

قال المنصور:فلمّا حدّثت الشاب بهذا الحديث قال لي:و من أين أنت؟قلت:من الكوفة قال:عربي أم مولي؟ قلت:عربيّ،و كساني عشرين ثوبا و أعطاني عشرين ألف درهم و قال:قد أقررت عيني بهذا

ص: 300

الحديث ولي إليك حاجة،فقلت:مقضية إن شاء اللّه تعالي،قال:إذا كان غد فأت مسجد بني فلان كيما تري أخي الشقيّ.ثمّ فارقته و طالت عليّ ليلتي فلمّا أصبحت أتيت المسجد الذي وصفه لي و قمت اصلّي معهم في الصفّ الأوّل،و إذا أنا برجل شاب و هو معتمّ علي رأسه و وجهه فلمّا ذهب ليركع سقطت العمامة عن رأسه فرأيت رأسه رأس خنزير و وجهه وجه خنزير،فما عقلت ما أقول في صلاتي حتّي سلّم الإمام فالتفتّ إليه و قلت له:ما هذا الذي أري بك؟فقال لي:لعلّك صاحب أخي بالأمس.

قلت:نعم،فأخذ بيدي و أقامني و هو يبكي حتّي أتينا إلي منزله فقال:ادخل،فدخلت فقال لي:

انظر إلي هذا الدكّان فنظرت إلي دكّة فقال:كنت مؤدّبا أؤدّب الصبيان علي هذه الدكّة و كنت ألعن عليّا عليه السّلام بين كلّ أذان و إقامة ألف مرّة،فخرجت يوما من المسجد و أتيت الدار فانطرحت علي هذه الدكّة نائما،فرأيت في منامي كأنني في الجنّة متّكئا علي هذا الدكّان و جماعة جلوس يحدّثوني فرحين مسرورين بعضهم ببعض،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قد أقبل و عن يمينه الحسن و معه إبريق و عن يساره الحسين و معه كأس فقال للحسن:اسق أباك عليّا،فسقاه فشرب ثمّ قال:اسق الجماعة فسقاهم ثمّ قال:اسق هذا النائم المتّكئ علي الدكّان،فقال:يا جدّاه أ تأمرني أن أسقيه و هو يلعن أبي في كلّ وقت أذان ألف مرّة،و في يومنا هذا قد لعنه أربعة آلاف مرّة،فرأيت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قد أقبل إليّ و قال لي:ما بالك تلعن أباه و هو منّي و أنا منه فعليك غضب اللّه؟ثمّ ضربني برجله و قال:غيّر اللّه ما بك من نعمة،فانتبهت و رأسي رأس خنزير و وجهي وجه خنزير.

ثمّ قال المنصور:يا سليمان،باللّه هذان الحديثان عندك؟فقلت:لا،فقال:يا سليمان حبّ علي إيمان و بغضه نفاق فقال الأعمش:فقلت يا أمير المؤمنين ما تقول في قاتل الحسين عليه السّلام؟قال:في النار،[قلت:]و كذلك من قتل ولده؟فأطرق ثمّ رفع رأسه و قال:يا سليمان الملك عقيم،حدّث في فضائل علي ما شئت (1).

قال هذه الرواية لم يذكر فيها أنّ أبا بكر و عمر و عثمان كانوا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الجنّة بل ذكروا فيها:و جماعة،و هذا يعني أنّ ذكر الثلاثة في رواية موفّق بن أحمد المتقدّمة من وضع بعض العامّة، علي أنّ الرواية الآتية إن شاء اللّه تعالي من طريق ابن بابويه لم يذكر فيها الثلاثة و لا جماعة،و ابن بابويه روي الحديث من طرق كثيرة.

ص: 301


1- انظر:أمالي الصدوق /520مجلس /67ح 2.و الروضة في المعجزات 130،و الثاقب في المناقب بتفاوت: 230.

الباب الثامن و المائة

في حديث الأعمش مع المنصور

من طريق الخاصّة ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان و عليّ بن أحمد بن موسي الدقّاق،عن محمّد بن أحمد السناني و عبد اللّه بن محمد الصائغ قالوا:حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيي بن زكريّا القطان قال:حدّثنا أبو محمد بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثني عليّ بن محمد قال:

حدّثنا الفضل بن عبّاس قال:حدّثنا عبد القدوس الورّاق قال:حدّثنا محمد بن كثير عن الأعمش و حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتب رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي القطّان قال:حدّثني بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثني عبد اللّه بن محمد باطويه عن محمد بن كثير عن الأعمش و أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي فيما كتب إلينا من اصبهان قال:حدّثنا أحمد بن القاسم ابن مساور الجوهري سنة ستّ و ثمانين و مائتين قال:حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال:حدّثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش و حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال:حدّثنا عليّ بن عيسي الكوفي قال:حدّثنا حريز بن عبد الحميد عن الأعمش،و زاد بعضهم علي بعض في اللفظ،و قال بعضهم ما لم يقل بعض،و ساق الحديث المندل بن عليّ العنزي عن الأعمش قال:بعث لي أبو جعفر الدوانيقي في جوف الليل أن أجب قال:فقمت متفكّرا فيما بيني و بين نفسي و قلت:ما بعث إليّ أمير المؤمنين في هذه الساعة إلاّ ليسألني عن فضائل عليّ عليه السّلام فلعلّني إن أخبرته قتلني،فكتبت وصيّتي و لبست كفني و دخلت عليه فقال:ادن منّي فدنوت و عنده عمرو بن عبيد،فلمّا رأيته طابت نفسي ثمّ قال:ادن منّي فدنوت حتّي كادت تمسّ ركبتي ركبته قال:فوجد منّي رائحة الحنوط فقال:لتصدّقني أو لأصلبنّك قلت:ما حاجتك يا أمير المؤمنين؟ قال:ما شأنك متحنّطا؟قلت:أتاني رسولك في جوف الليل أن أجب فقلت:عسي أن يكون أمير المؤمنين بعث إليّ في هذه الساعة ليسألني عن فضائل عليّ عليه السّلام فلعلّني إن أخبرته قتلني، و كتبت وصيّتي و لبست كفني قال:و كان متكئا فاستوي قاعدا فقال:لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه،سألتك

ص: 302

باللّه يا سليمان كم حديث ترويه في فضائل عليّ؟فقلت:يسيرا،قال:كم؟ قلت:عشرة آلاف حديث و ما زاد،فقال:يا سليمان و اللّه لأحدّثنك بحديث في فضائل عليّ عليه السّلام تنسي كلّ حديث سمعته قال:قلت:حدّثنا يا أمير المؤمنين،قال:نعم،كنت هاربا من بني اميّة لعنهم اللّه و كنت أتردّد في البلدان و أتقرّب إلي الناس بفضائل عليّ عليه السّلام،و كانوا يطعمونني و يزوّدونني،و وردت بلاد الشام و إنّي لفي كساء خلق ما عليّ غيره،فسمعت الإقامة و أنا جائع فدخلت المسجد لاصلّي و في نفسي أن اكلّم الناس في عشاء يعشّونني،فلمّا سلّم الإمام دخل المسجد صبيّان فالتفت الإمام إليهما و قال:مرحبا بكما و مرحبا بمن اسمكما علي اسمهما،فكان إلي جنبي شاب فقلت:يا شاب من الصبيّان من الشيخ؟قال:هو جدّهما و ليس في المدينة أحد يحبّ عليّا غير هذا الشيخ فلذلك سمّي أحدهما الحسن و الآخر الحسين،فقمت فرحا فقلت للشيخ:هل لك في حديث أقرّ به عينك؟

قال:إن أقررت عيني أقررت عينك فقلت:حدّثني والدي عن أبيه عن جدّه قال:كنّا قعودا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ جاءت فاطمة عليها السّلام تبكي فقال لها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا فاطمة؟قالت:يا أبت خرج الحسن و الحسين فما أدري أين باتا يا أبي،فقال لها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا فاطمة لا تبكي فاللّه الذي خلقهما هو ألطف بهما منك،و رفع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السماء و قال:اللّهم إن كانا أخذا برّا أو بحرا فاحفظهما و سلّمهما،فنزل جبرئيل عليه السّلام فقال:يا محمّد إنّ اللّه يقرؤك السلام و يقول:لا تحزن و لا تغتم لهما فانّهما فاضلان في الدنيا و فاضلان في الآخرة،و أبوهما أفضل منهما،هما نائمان في حظيرة بني النجّار و قد وكّل اللّه بهما ملكا،قال:فقام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فرحا و معه أصحابه حتّي أتوا حضيرة بني النجّار فإذا هم بالحسن معانقا للحسين عليهما السّلام،و إذا الملك الموكّل بهما قد افترش أحد جناحيه تحتهما و غطّاهما بالآخر قال:فمكث النبيّ عليه الصلاة و السلام يقبّلهما حتّي انتبها،فلمّا استيقظا حمل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الحسن،و حمل جبرائيل الحسين فخرج من الحضيرة و هو يقول:و اللّه لأشرفنّكما كما شرّفكما اللّه عزّ و جلّ فقال له أبو بكر:ناولني أحد الصبيّين أخفّف عنك فقال:يا أبا بكر نعم الحاملان و نعم الراكبان و أبوهما أفضل منهما،فخرج حتّي أتي باب المسجد و قال:يا بلال هلمّ إليّ بالناس فنادي منادي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المدينة فاجتمع الناس عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المسجد فقام علي قدميه فقال:يا معشر الناس ألا أدلّكم علي خير الناس جدّا و جدّة؟

قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:الحسن و الحسين فإنّ جدّهما محمّد و جدّتهما خديجة بنت خويلد،يا معشر الناس ألا أدلّكم علي خير الناس أمّا و أبا؟فقالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:الحسن

ص: 303

و الحسين،فإنّ أباهما علي يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله و أمّهما فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، يا معشر الناس ألا أدلّكم علي خير الناس عمّا و عمّة؟قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال:الحسن و الحسين فإنّ عمّهما جعفر بن أبي طالب الطيّار في الجنّة مع الملائكة،و عمّتهما أمّ هانئ بنت أبي طالب،يا معشر الناس ألا أدلّكم علي خير الناس خالا و خالة؟قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:

الحسن و الحسين فإنّ خالهما القاسم بن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خالتهما زينب بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثمّ قال بيده:هكذا يحشرنا اللّه ثمّ قال:اللّهم إنّك تعلم أنّ الحسن في الجنّة و الحسين في الجنّة و جدّيهما في الجنّة و أباهما في الجنّة و أمّهما في الجنّة و عمّهما في الجنّة و عمّتهما في الجنّة و خالهما في الجنّة و خالتهما في الجنّة،اللّهمّ إنّك تعلم أنّ من يحبّهما في الجنّة و من يبغضهما في النار.

قال:فلمّا قلت ذلك للشيخ قال:من أنت يا فتي؟ فقلت:من أهل الكوفة.

قال:عربيّ أم مولي؟قال:قلت:بل عربيّ،قال:فأنت تحدّث بهذا الحديث و أنت في هذا الكساء؟فكساني خلعته و حملني علي بغلته فبعثها بمائة دينار فقال:يا شاب أقررت عيني فو اللّه لأقرّن عينك و لأرشدنّك إلي شاب يقرّ عينك اليوم،فقال:قلت:أرشدني،قال:لي اخوان أحدهما إمام و الآخر مؤذّن أمّا الإمام فانّه يحبّ عليّا عليه السّلام منذ خرج من بطن أمّه،و أما المؤذّن فإنه يبغض عليا منذ خرج من بطن أمّه قال:فقلت:ارشدني فأخذ بيدي حتّي أتي باب الإمام،فإذا أنا برجل قد خرج إليّ فقال:أمّا البغلة و الكسوة فأعرفهما،و اللّه ما كان فلان يحملك و لا يكسوك إلاّ أنّك تحبّ اللّه عزّ و جلّ و رسوله صلّي اللّه عليه و آله،فحدّثني بحديث في فضائل عليّ بن أبي طالب قال:فقلت:أخبرني أبي عن أبيه عن جدّه قال:كنّا قعودا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذ جاءت فاطمة عليها السّلام تبكي بكاء شديدا فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا فاطمة؟

فقالت:يا أبت عيّرتني نساء قريش و قلن:إنّ أباك زوّجك من معدم لا مال له،فقال لها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

لا تبكي فو اللّه ما زوّجتك حتّي زوّجك اللّه من فوق عرشه،و أشهد بذلك جبرئيل و ميكائيل،و إنّ اللّه عزّ و جلّ اطّلع علي أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيّا،ثمّ اطّلع الثانية فاختار من الخلائق عليّا فزوّجك إيّاه و اتّخذه وصيّا،فعليّ أشجع الناس قلبا و أحلم الناس حلما و أسمح الناس كفّا و أقدم النّاس سلما و أعلم الناس علما،و الحسن و الحسين ابناه سيّدا شباب أهل الجنّة، و اسمهما في التوراة شبّر و شبير لكرامتهما علي اللّه عزّ و جلّ،يا فاطمة لا تبكي فو اللّه إنّه إذا كان يوم القيامة يكسي أبوك حلّتين و علي حلّتين،و لواء الحمد بيدي فأنا و له عليّا لكرامته علي اللّه عزّ و جلّ،

ص: 304

يا فاطمة لا تبكي فإنّي إذا دعيت إلي ربّ العالمين يجيء علي معي،و إذا شفّعني اللّه عزّ و جلّ شفع علي معي،يا فاطمة لا تبكي،إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم:يا محمّد نعم الجدّ جدّك إبراهيم خليل الرّحمن،و نعم الأخ أخوك عليّ بن أبي طالب،يا فاطمة عليّ يعينني علي مفاتيح الجنّة و شيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنّة.

فلمّا قلت ذلك قال:يا بنيّ ممن أنت؟قلت:من أهل الكوفة قال:أ عربيّ أنت أم مولي؟قلت:

بل عربيّ قال:فكساني ثلاثين ثوبا و أعطاني عشرة آلاف درهم،ثمّ قال الشاب:أقررت عيني ولي إليك حاجة،قلت:قضيت إن شاء اللّه،فإذا كان غد فائت مسجد آل فلان كيما تري أخي المبغض لعليّ عليه السّلام،قال:فطالت عليّ تلك الليلة.

فلمّا أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي،فقمت في الصفّ الأوّل و إلي جنبي شاب متعمّم،فذهب ليركع فسقطت عمامته فنظرت في وجهه فإذا رأسه رأس خنزير و وجهه وجه خنزير،فو اللّه ما علمت ما تكلّمت به في صلاتي حتّي سلّم الإمام فقلت:و يلك ما الذي أري بك، فبكي و قال لي:انظر إلي هذه الدار فنظرت فقال لي:ادخل فدخلت فقال لي:كنت مؤذّنا لآل فلان، كلّما أصبحت لعنت عليّا ألف مرّة في الأذان و الإقامة،و كلّما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرّة، فخرجت من منزلي فأتيت داري فاتكأت علي هذا الدكان الذي تري،فرأيت في منامي كأنّي في الجنّة و فيها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّ عليه السّلام فرحين،و رأيت كأن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عن يمينه الحسن و عن يساره الحسين و معه كأس فقال:يا حسن اسقني فسقاه،فقال له:اسق الجماعة فشربوا،ثمّ رأيته كأنّه قال:

اسق المتّكئ علي هذا الدكّان،فقال له الحسن عليه السّلام:يا جدّاه تأمرني أن أسقي هذا و هو يلعن والدي في كلّ يوم ألف مرّة بين الأذان و الإقامة،و لقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرّة،فأتاني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:ما لك عليك لعنة اللّه تلعن عليّا و عليّ منّي،و تشتم عليّا و علي منّي،و رأيته كأنّه تفل في وجهي و ضربني برجله و قال:قم غيّر اللّه ما بك من نعمة،فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير و وجهي وجه خنزير.

ثمّ قال لي أبو جعفر أمير المؤمنين:أ هذان الحديثان في يدك؟فقلت:لا،فقال:يا سلمان حبّ عليّ إيمان و بغضه نفاق،و اللّه لا يحبّه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق،قال:قلت:الأمان يا أمير المؤمنين قال:لك الأمان قال:فما تقول في قاتل الحسين؟قال:إلي النار و في النار قلت:و كذلك من قتل ولد رسول اللّه إلي النار و في النار،قال:الملك عقيم يا سليمان،اخرج فحدّث بما سمعت (1).

ص: 305


1- أمالي الصدوق /520مجلس /67ح 2.بحار الأنوار:/37ح 55.

الباب التاسع و المائة

في حديث اللوزة

من طريق العامّة أبو الحسن بن المغازلي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو نصر بن الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي،حدّثنا عمر بن الفتح البغدادي،حدّثنا أبو عمارة المستملي،حدّثنا ابن أبي الزعزاع الرّقي عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:جاع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله جوعا شديدا فأتي الكعبة فأخذ بأستارها و قال:اللّهم لا تجع محمّدا أكثر ممّا أجعته،قال:فهبط عليه جبرائيل عليه السّلام و معه لوزة فقال:إنّ اللّه تبارك و تعالي يقرأ عليك السلام و يقول لك:فكّ عنها، ففككت عنها فإذا فيها ورقة خضراء مكتوب عليها:لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،أيّدته بعلي و نصرته به،ما أنصف اللّه من نفسه من اتّهمه في قضائه و استبطأه في رزقه (1).

الباب العاشر و المائة

حديث اللوزة

من طريق الخاصّة ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن محمد البصري قال:حدّثنا ابن عمارة قال:حدّثنا علي بن[أبي] الزعزاع البرقي قال:حدّثنا أبو ثابت الجزري عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عبّاس قال:جاع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله جوعا شديدا فأتي الكعبة فتعلّق بأستارها فقال:ربّ محمد لا تجع محمّدا أكثر ممّا أجعته،فهبط جبرائيل عليه السّلام و معه لوزة فقال:يا محمد إنّ اللّه جلّ جلاله يقرأ عليك السلام،فقال:يا جبرائيل اللّه السلام و إليه يعود السلام،فقال:إنّ اللّه يأمرك أن تفكّ هذه اللوزة،ففكّ عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها:لا إله إلاّ اللّه،محمّد رسول اللّه،أيّدت محمّدا بعليّ و نصرته به، ما أنصف اللّه من نفسه من اتّهم اللّه في قضائه و استبطأه في رزقه (2).

ص: 306


1- مناقب ابن المغازلي/142/ح 239.
2- أمالي الصدوق /648مجلس /82ح 9.

الباب الحادي عشر و المائة

حديث التفّاحة

من طريق العامّة ابن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بحذف الإسناد عن ابن عبّاس قال:كنت جالسا بين يدي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و بين يديه عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام إذ هبط جبرائيل عليه السّلام و معه تفّاحة،فحيّا بها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فتحيّا بها النبي صلّي اللّه عليه و آله،و حيا بها عليّ بن أبي طالب فتحيّا بها علي و قبّلها و ردّها إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فتحيّا بها فحيّاها الحسن و قبّلها و ردّها إلي رسول اللّه،فتحيّا بها رسول اللّه و حيّاها الحسين فتحياها الحسين و قبّلها و ردّها إلي رسول اللّه،فتحيّا بها و حيّا بها فاطمة عليها السّلام فتحيّت بها و قبّلتها و ردّتها إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فتحيّا بها الرابعة و حيّا بها علي بن أبي طالب عليه السّلام،فلمّا همّ أن يردّها إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سقطت التفاحة من بين أنامله فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتّي بلغ عنان السماء فإذا عليها سطران مكتوبان:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،تحيّة من اللّه تعالي إلي محمّد المصطفي و عليّ المرتضي و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين سبطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أمان لمحبّيهما يوم القيامة من النار (1).

ص: 307


1- مائة منقبة /27المنقبة 8.

الباب الثاني عشر و المائة

حديث التفاحة

من طريق الخاصّة ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثني فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثني الحسن بن الحسين بن محمد قال:أخبرني عليّ بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطّان قال:حدّثنا الحسن بن جبرائيل الهمداني قال:أخبرنا إبراهيم بن جبرائيل قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الجرجاني عن نعيم النخعي عن الضحّاك عن ابن عبّاس قال:كنت جالسا بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و بين يديه عليّ بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام إذ هبط عليه جبرائيل عليه السّلام بتفاحة،فحيّا بها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و حيّا بها عليّا عليه السّلام و ردّها إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،و حيّا بها فاطمة عليها السّلام فقبّلتها و ردّتها إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فتحيّا بها عليّ عليه السّلام ثانية،فلمّا همّ أن يردّها إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله سقطت التفاحة من أطراف أنامله فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتّي بلغ سماء الدنيا و إذا عليه سطران مكتوبان:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،تحية من اللّه عزّ و جلّ إلي محمّد المصطفي و علي المرتضي و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين سبطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أمان لمحبّهم يوم القيامة من النار (1).

ص: 308


1- أمالي الصدوق/692/مجلس /87ح 3،و أنقص منه المصنّف رحمه اللّه تحية الحسن و الحسين عليهما السّلام.

الباب الثالث عشرة و المائة

حديث الأترجة

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثني معمر عن الزهري عن عرفة بن الزبير عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:لمّا قتل علي بن أبي طالب عليه السّلام عمرو بن عبد ودّ العامري دخل علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و سيفه يقطر دما،فلمّا رآه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:اللّهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا قبله و لا تعطها أحدا بعده،فهبط جبرئيل عليه السّلام و معه الأترجة من أترج الجنّة فقال له:

إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرئك السلام و يقول:حيّ بهذه عليّ بن أبي طالب فدفعها إليه،فانفلقت في يده فلقتين فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران بخضرة تحفة:من الطالب الغالب إلي عليّ بن أبي طالب.

الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامّة قال:من كتاب الخطيب الخوارزمي عن ابن عبّاس أنّه هبط جبرئيل عليه السّلام و معه أترجة فقال:إنّ اللّه يقرئك السلام و يقول لك:هذه هدية لعليّ بن أبي طالب، فدعاه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فدفعها إليه،فلمّا صارت في كفّه انفلقت الاترجة فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران:هدية من الطالب الغالب إلي عليّ بن أبي طالب،و يقال كان ذلك لمّا قتل عمرا (1).

الثالث: صاحب كتاب روضة الفضائل قال:لمّا حضرت الجامع بواسط يوم الجمعة سابع عشر ذي القعدة سنة إحدي و خمسين و ستّمائة و تاج الدين نقيب الهاشميين يخطب بالناس علي أعواده فقال بعد حمد اللّه و الثناء عليه و ذكر الخلفاء بعد الرسول قال في حقّ عليّ عليه السّلام:إنّ جبرئيل نزل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بيده أترجة فقال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،الحق يقرئك السلام و يقول لك:قد أتحفت ابن عمّك بهذه التحفة،فسلّمها إلي عليّ عليه السّلام،فأخذها بيده و شقها نصفين فطلع في نصف منها حريرة من سندس من الجنّة مكتوب[عليها]:تحفة الطالب الغالب لعليّ بن أبي طالب (2).

ص: 309


1- مناقب آل أبي طالب:69/2.
2- الروضة في المعجزات و الفضائل 118.

الباب الرابع عشر و المائة

حديث الأترجة

من طريق الخاصّة صاحب ثاقب المناقب عن سالم بن[أبي]الجعد عن جابر بن عبد اللّه قال:أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفاكهة من الجنّة و فيها أترجة فقال جبرئيل عليه السّلام:يا محمّد ناولها عليّا فناولها،فبينا هو يشمّها إذ انفلقت فخرج من وسطها رقّ مكتوب فيه:من الطالب الغالب إلي عليّ بن أبي طالب (1).

ص: 310


1- الثاقب في المناقب /61ح 12.

الباب الخامس عشر و المائة

حديث السفرجلة

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: موفّق بن أحمد من أكابر علماء العامّة في كتاب فضائل أمير المؤمنين قال:أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن نصر الزاغوني،حدّثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي،حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن العلي بن بندار حدّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان،حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد ابن عامر الطائي قال:حدّثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر قال:حدّثني أبي جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي محمد ابن عليّ،حدّثني أبي علي بن الحسين،حدّثني أبي الحسين بن علي،حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لمّا اسري بي إلي السماء أخذ جبرئيل عليه السّلام بيدي و أقعدني علي درنوك من درانيك الجنّة و ناولني سفرجلة[منها،فبينا]أنا أقلبها إذ انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها فقالت:السلام عليك يا محمّد،قلت:من أنت؟قالت:أنا الراضية المرضية خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف:أسفلي مسك و وسطي كافور و أعلاي من عنبر،عجنني من ماء الحيوان ثمّ قال لي الجبّار:كوني فكنت،خلقني لأخيك و ابن عمّك عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه (1).

الثاني: الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار مثله (2).

ص: 311


1- المناقب /295ح 288،و مسند زيد:454.
2- ربيع الأبرار:286/1 الباب الثامن.

الباب السادس عشر و المائة

حديث السفرجلة

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن حمدان المكتب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن الصفّار قال:حدّثنا محمد بن محمد بن عيسي الدامغاني قال:حدّثنا يحيي بن المغيرة قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ليلة أسري بي إلي السماء أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنّة و أجلسني علي درنوك من درانيك الجنّة فناولني سفرجلة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء كأنّ أشفار عينيها مقاديم النسور،فقالت:السلام عليك يا أحمد،السلام عليك يا رسول اللّه،السلام عليك يا محمّد، فقلت:من أنت يرحمك اللّه؟قالت:أنا الراضية المرضية،خلقني الجبّار من ثلاثة أنواع:أسفلي من المسك و أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر،و عجنت بماء الحيوان قال الجليل:كوني، فكنت،خلقت لابن عمّك و وصيّك و وزيرك عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام (1).

الثاني: ابن بابويه في عيون أخبار الرّضا بإسناده عن داود بن سليمان الفرّاء،عن الرضا عليه السّلام نحو رواية موفّق بن أحمد و قد تقدّمت (2).

ص: 312


1- أمالي الصدوق /249مجلس /34ح 12.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/29/1ح 7.

الباب السابع عشر و المائة

في حديث الرمّانة

من طريق العامّة من كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن عبد اللّه بن عمر يرويه عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:جاء بالمدينة غيث فقال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قم يا أبا الحسن لتنظر إلي آثار رحمة اللّه تعالي فقلت:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ألا أصنع طعاما يكون معنا فقال:الذي نحن في ضيافته أكرم،ثمّ نهض و أنا معه حتّي جئنا إلي وادي العقيق،فوافينا ربوة فما استوينا للجلوس حتّي أظلّنا غمام أبيض له رائحة كالكافور و الاذفر،و إذا بطبق بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فإذا فيه رمّان فأخذ رمّانة و أخذت رمّانة فاكتفينا بهما،قال أمير المؤمنين عليه السّلام:فوقع في نفسي ولداي و زوجتي،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:كأنّي بك يا علي و أنت تريد لولديك و زوجتك،خذ ثلاثا،فأخذت ثلاث رمّانات و ارتفع الطبق،فلمّا عدنا إلي المدينة لقينا أبو بكر فقال:أين كنتم يا رسول اللّه؟ قال:كنّا بوادي العقيق ننظر إلي آثار رحمة اللّه تعالي فقال:ألا أعلمتماني حتّي كنت أصنع لكما طعاما؟فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:الذي كنّا في ضيافته أكرم،قال أمير المؤمنين:فنظر أبو بكر إلي ثقل كمّي و الرّمان فيه،فاستحييت و مددت إليه بكمّي ليتناول منه رمّانة،فلم أجد شيئا في كمّي فنفضت كمّي ليري أبو بكر ذلك،فافترقنا و أنا متعجّب من ذلك،فلمّا وصلت إلي باب فاطمة عليها السّلام وجدت في كمّي ثقلا فإذا هو الرمّان،فلمّا دخلت ناولتها إيّاه و عدوت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا نظر إليّ تبسّم فقال:كأنّي بك يا علي قد عدت إليّ تحدّثني بما كان رجع منك و الرّمان،يا علي لمّا هممت أن تناوله لأبي بكر لم تجد شيئا،إنّ جبرئيل عليه السّلام أخذه،فلمّا وصلت إلي دارك أعاده إلي كمّك،يا علي إنّ فاكهة الجنّة لا يأكل منها في الدنيا إلاّ النبيّون و الأوصياء و أولادهم (1).

ص: 313


1- مدينة المعاجز:341/1 ح 219،و 321/3 ح 908.

الباب الثامن عشر و المائة

حديث الرمانة

من طريق الخاصة ثاقب المناقب عن عبد الرزاق عن معمر عن الزبير عن سعيد بن المسيب قال:إن السماء طمثت علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليلا،فلمّا أصبح قال لعليّ:انهض بنا إلي العقيق لننظر إلي حسن الماء في حفر الأرض،قال:فاعتمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي يدي فمضينا،فلمّا وصلنا إلي العقيق نظر إلي صفاء الماء في حفر الأرض فقال عليّ لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لو أعلمتني من الليل لاتخذت لك سفرة من الطعام،فقال:يا علي إنّ الذي أخرجنا إليه لا يضيّعنا،فبينا نحن وقوف إذا نحن بغمامة قد أظلّتنا ببرق و رعد حتي قربت منّا،فألقت بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سفرة عليها رمان لم تر العيون مثله، علي كل رمانة ثلاثة أقشار،قشر من اللؤلؤ و قشر من الفضة و قشر من الذهب،فقال لي عليه السّلام:قل:بسم اللّه و كل،يا علي هذا أطيب من سفرتك،فكسرنا عن الرمان فإذا فيه ثلاثة ألوان من الحبّ:حبّ كالياقوت و حبّ كاللؤلؤ الأبيض و حب كالزمرّد الأخضر،فيه طعم كل شيء من اللذة،فلمّا ذكرت فاطمة و الحسن و الحسين فضربت يدي بثلاث رمانات فوضعتهن في كمي ثم رفعت السفرة،ثم انقلبنا نريد منازلنا فلقينا رجلان من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال أحدهما:من أين أقبلت يا رسول اللّه؟ قال:من العقيق.قالا:لو أعلمتنا لاتخذنا لك سفرة تطيب منها،فقال:إنّ الذي أخرجنا لن يضيّعنا (1)،و قال الآخر:يا أبا الحسن إنّي أجد فيكما رائحة طيبة فهل كان من طعام؟فضربت بيدي إلي كمي لأعطيهما رمانة،فلم أر في كمي شيئا فاغتممت لذلك،فلمّا افترقنا و مضي النبي صلّي اللّه عليه و آله و قربت من باب فاطمة عليها السّلام وجدت في كمّي خشخشة،فنظرت فإذا الرمان في كمّي فدخلت و ألقيت رمانة علي فاطمة و أخريين إلي الحسن و الحسين،ثم خرجت إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فلمّا رآني قال:

يا أبا الحسن تحدّثني أم أحدّثك؟فقلت:تحدّثني يا رسول اللّه فإنه أشفي للغليل،فأخبر بما كان كأنّه[كنت]معي (2).

ص: 314


1- في المصدر:لم يضيعنا.
2- الثاقب في المناقب:59 ح 30

الباب التاسع عشر و المائة

حديث قميص هارون الذي أهدي لعليّ عليه السّلام

من طريق العامّة أبو الحسن الفقيه بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الإسناد عن قنبر مولي أمير المؤمنين عليه السّلام قال:كان أمير المؤمنين عليه السّلام علي شاطئ الفرات فنزع قميصه و دخل،فجاءت موجة فأخذت القميص فخرج أمير المؤمنين عليه السّلام،فلم يجد القميص فاغتمّ لذلك غمّا شديدا،فإذا بهاتف يهتف:يا أبا الحسن انظر عن يمينك و خذ ما تري،فإذا بمنديل عن يمينه و فيه قميص مطوي فأخذه ليلبسه فسقطت من جيبه رقعة فيها مكتوب:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،هدية من اللّه العزيز الحكيم إلي علي بن أبي طالب،هذا قميص هارون بن عمران، كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (1) (2).

ص: 315


1- سوره 44 - آيه 28
2- مائة منقبة:70 المنقبة 40.

الباب العشرون و المائة

حديث قميص هارون الذي اهدي لأمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: السيّد الرضي في كتاب الخصائص قال:حدّثني هارون بن موسي بن أحمد المعروف بالتلعكبري قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد اللّه بن أحمد بن عيسي بن منصور قال:

حدّثنا أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال:حدّثني أبو محمد الحسن بن علي ابن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب،عن أبيه عليّ بن محمّد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عليّ بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه الصلاة و السلام قال:حدّثني قنبر مولي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:كنت مع أمير المؤمنين عليه السّلام علي شاطئ الفرات فنزع قميصه و نزل إلي الماء،فجاءت موجة فأخذت القميص،فخرج أمير المؤمنين عليه السّلام فلم يجد القميص فاغتمّ لذلك فإذا بهاتف يهتف:يا أبا الحسن انظر عن يمينك و خذ ما تري،فإذا منديل عن يمينه و فيه قميص مطوي فأخذه و لبسه فسقط من جيبه رقعة فيها مكتوب:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم.هديّة من اللّه العزيز الحكيم إلي عليّ بن أبي طالب،هذا قميص هارون بن عمران، كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (1) » (2).

الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحّام عن أبيه عن أبي محمد العسكري عن آبائه عن الحسين عن قنبر مثله (3).

الثالث: ابن شهرآشوب في كتاب المناقب عن قنبر قال:كنت مع أمير المؤمنين عليه السّلام علي شاطئ الفرات فنزع قميصه و دخل الماء فجاءت موجة و أخذت القميص فخرج أمير المؤمنين عليه السّلام فلم يجد القميص،فاغتم[بذلك غمّا شديدا]فإذا بهاتف يهتف:«يا أبا الحسن انظر عن يمينك و خذ

ص: 316


1- سوره 44 - آيه 28
2- خصائص الأئمّة للشريف الرضي:57 ط.مشهد.
3- لم نجده في الأمالي،نعم هو في الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي:273،ح 237.

ما تري».

فإذا مئزر عن يمينه و فيه قميص مطوي،فأخذه و لبسه،فسقطت من جيبه رقعة فيها مكتوب «هذه هدية من اللّه العزيز الحكيم إلي عليّ بن أبي طالب،و هذا قميص هارون بن عمران وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (1) » (2).

ص: 317


1- سوره 44 - آيه 28
2- مناقب آل أبي طالب:69/2.

الباب الحادي و العشرون و المائة

في الملائكة الذين سلّموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي،حدّثنا سعد بن الصلت قال:حدّثنا أبو الجارود الرحبي عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث عن عليّ عليه السّلام قال:لمّا كانت ليلة بدر قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من يستسقي لنا من الماء»؟

فأحجم الناس،فقام عليّ عليه السّلام فاحتضن قربة ثمّ أتي بئرا بعيدة القعر مظلمة،فانحدر فيها فأوحي اللّه عزّ جلّ إلي جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل:تأهبوا لنصر محمد و حزبه،فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه،فلمّا حاذوا البئر سلّموا علي عليّ عليه السّلام من عند ربّهم عن آخرهم تبجيلا (1).

الثاني: ابن شهرآشوب عن ابن مسعود و الفلكي في التفسير بإسناده عن محمد بن الحنفيّة قال:

بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا في غزوة بدر أن يأتيه بالماء حين سكت أصحابه عن إيراده،فلمّا أتي القليب و ملأ القربة و أخرجها جاءت ريح فأهرقته،ثمّ عاد إلي القليب فملأها فجاءت ريح فأهرقته و هكذا في الثالثة،فلمّا كانت الرابعة ملأها فأتي بها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أخبره بخبره فقال رسول اللّه:«أمّا الريح الاولي فجبرائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك،و الريح الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك،و الريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك».

و في رواية«و ما أتوك إلاّ ليحفظوك»و قد رواه عبد الرحمن بن صالح بإسناده عن الليث:و كان يقول:لعليّ في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة و ثلاث مناقب،ثمّ يروي هذا الخبر،قال الحميري:

و سلّم جبريل و ميكال ليلة عليه و إسرافيل حيّاه معربا

أحاطوا به في ردئه جاء يستقي و كان علي ألف بها قد تحزّبا

ثلاثة آلاف ملائك سلّموا عليه فأدناهم و حيّا و رحّبا (2).

ص: 318


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:10494/613/2.
2- مناقب آل أبي طالب:80/2.

الباب الثاني و العشرون و المائة

في الملائكة الذين سلّموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر

من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: عبد اللّه بن جعفر الحميري في كتاب قرب الإسناد عن جعفر الصادق عليه السّلام عن أبيه عن ابن عباس قال:«انتدب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الناس ليلة بدر إلي الماء فانتدب عليّا فخرج،و كانت ليلة باردة ذات ريح و ظلمة،فخرج بقربته،فلمّا كان علي القليب لم يجد دلوا فنزل في الجب تلك الساعة،فملأ قربته ثمّ أقبل فاستقبلته ريح شديدة فجلس حتّي مضت،ثمّ قام ثمّ مرّت به اخري فجلس حتّي مضت،ثمّ قام ثمّ مرّت به أخري فجلس حتّي مضت،ثمّ قام فلمّا جاء قال النبيّ:ما حبسك يا أبا الحسن؟

قال:لقيت ريحا ثمّ ريحا ثمّ ريحا شديدة و أصابني قشعريرة.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:أ تدري ما كان ذلك يا عليّ؟

قال:لا.

قال صلّي اللّه عليه و آله:جبرائيل في ألف ملك من الملائكة و قد سلّم عليك و سلّموا،ثمّ مرّ ميكائيل في ألف من الملائكة فسلّم عليك ثمّ سلّموا،ثمّ مرّ إسرافيل في ألف من الملائكة فسلّم عليك و سلّموا» (1).

الثاني: الشيخ الطوسي في المجالس قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن سيّار قال:

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذرّ رضي اللّه عنه إن عليّا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم،و أجّلهم ثلاثة أيام فإن توافق الخمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و إن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلمّا توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم عليّ بن أبي طالب:«إنّي أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقّا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قلّ ثمّ ساق الحديث بذكر فضائله و هم يقولون في ذلك:اللّهم نعم،و قال في ذلك:«فهل فيكم من سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة و فيهم جبرائيل

ص: 319


1- قرب الإسناد:/111خ 387.

و ميكائيل و إسرافيل ليلة القليب لمّا جئت بالماء إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله».

قالوا:لا (1).

الثالث: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا عليّ بن محمد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريّا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا عبد الرحيم بن عليّ بن سعيد الجبلي قال:حدّثنا الحسن بن نصر الخزّاز قال:حدّثنا عمر بن طلحة عن إسباط بن نصر عن سمّاك بن حرب عن سعيد بن جبير قال:أتيت عبد اللّه بن عباس فقلت:يا ابن عمّ رسول اللّه،إنّي جئتك أسألك عن عليّ بن أبي طالب و إختلاف الناس فيه فقال ابن عباس:يا ابن جبير جئتني تسألني عن خير خلق اللّه من الامّة بعد محمد نبيّ اللّه،جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة،و هي ليلة القربة.يا ابن جبير،جئتني تسألني عن وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وزيره و خليفته و صاحب حوضه و لوائه و شفاعته،و الّذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدّنيا مدادا و أشجارها أقلاما و أهلها كتّابا فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب و فضائله من يوم خلق اللّه عزّ و جلّ الدنيا إلي أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه اللّه تبارك و تعالي (2).

الرابع: المفيد في كتاب الاختصاص في حديث طويل يذكر فيه فضائل عليّ عليه السّلام و ما خصّ به، و في الحديث هكذا:ثمّ القرآن و ما يوجد فيه من مغازي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ممّا نزل في القرآن و فضائله، و ما تحدّث الناس ممّا قال به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من مناقبه التي لا تحصي،ثمّ أجمعوا أنّه لم يردّ علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلمة قط،و لم يكع عن موضع بعثه،و كان يخدمه في أسفاره و يملأ رواياه و قربه، و يضرب خباه،و يقوم علي رأسه بالسيف حتّي يأمره بالقعود و الانصراف،و قد بعث غير واحد في استعذاب ماء من الجحفة و غلظ عليه الماء فانصرفوا و لم يأتوا بشيء،ثمّ توجّه هو بالرّوايا فأتاه بماء مثل الزلال و استقبله أرواح فأعلم بذلك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ذلك جبرائيل في ألف و ميكائيل في ألف و إسرافيل في ألف»فقال السيّد الشاعر:

ذاك الذي سلّم في ليلة عليه ميكال و جبريل

ميكال في ألف و جبريل في ألف و يتلوهم سرافيل

عني الّذي سلّم في ليلة عليه جبرائيل عليه السّلام في ألف و ميكائيل عليه السّلام في ألف و يتلوهم إسرافيل عليه السّلام.

جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة و هي ليلة القربة يا ابن جبير (3).

ص: 320


1- أمالي الطوسي:/545مجلس /20ح 4.
2- أمالي الصدوق:/652مجلس /82ح 15.
3- الاختصاص:159.

الباب الثالث و العشرون و المائة

في المنادي يوم بدر:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ»

من طريق العامّة،و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:حدّثنا أبو موسي عيس بن خلف بن الربيع الأندلسي قدم علينا واسطا سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة قال:حدّثنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن عبد اللّه بن بشران المعدل قال:قرأ علي أبي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار النحوي قال:حدّثني الحسن بن عرفة قال:حدّثني عمّار بن محمد بن الأشعث بن محمد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال:«نادي ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ» (1).

الثاني: ابن المغازلي هذا قال:أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد اللّه الأصفهاني،قدم علينا واسطا في شهر رمضان من سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة إملاء في جامع واسط قال:أخبرنا محمد بن عليّ قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه قال:حدّثنا الهيثم بن خلف قال:حدّثنا عليّ بن المنذر قال:حدّثنا ابن فضل قال:حدّثنا عمر بن ثابت عن محمد بن عبيد اللّه بن أبي رافع قال:

نادي يوم احد:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ» (2).

الثالث: السمعاني في كتاب(فضائل الصحابة)بالإسناد،قال عن طريف الحنظلي،عن أبي جعفر محمد بن عليّ،قال:«نادي ملك من السماء يقال له:رضوان،لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ».

ص: 321


1- مناقب ابن المغازلي/140/ح 235.
2- مناقب ابن المغازلي/140/ح 234.

الباب الرابع و العشرون و المائة

في المنادي يوم بدر:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ»

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه اللّه قال:حدّثني أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن أبي الصهبان عن محمد بن أبي عمير عن آبان بن عثمان،عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام عن أبيه،عن جدّه قال:«إن أعرابيا أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج إليه برداء ممشق فقال:يا محمد لقد خرجت إليّ كأنك فتي،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:نعم يا أعرابي أنا الفتي بن الفتي و أخو الفتي،فقال الأعرابي:أمّا الفتي فنعم،فكيف ابن الفتي و أخو الفتي؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:أ ما سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول: قالُوا سَمِعْنا فَتًي يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (1) (2)فأنا ابن إبراهيم،و أمّا أخو الفتي فإنّ مناديا ينادي يوم احد:لا فتي إلاّ عليّ و لا سيف إلاّ ذو الفقار، فعليّ أخي و أنا أخوه» (3).

الثاني: ابن الفارسي في روضة الواعظين قال:قال جعفر بن محمد عليه السّلام:«نادي ملك من السماء يوم بدر يقال له:الرضوان،لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ» (4).

ص: 322


1- سوره 21 - آيه 60
2- الأنبياء:60.
3- أمالي الصدوق:/267مجلس /36ح 13.
4- روضة الواعظين:128.

الباب الخامس و العشرون و المائة

في معرفة الملائكة لأمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات

من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: ابن شهرآشوب من طريق العامّة عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (1) (2)قال:«كان جبرائيل عليه السّلام جالسا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي يمينه إذ أقبل عليّ بن أبي طالب،فضحك جبرائيل فقال:يا محمد هذا عليّ بن أبي طالب قد أقبل فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا جبرائيل،و أهل السماوات يعرفونه؟

قال:يا محمد و الذي بعثك بالحقّ نبيّا إنّ أهل السماوات لأشدّ معرفة له من أهل الأرض،ما كبّر تكبيرة في غزوة إلاّ كبّرنا معه،و لا حمل حملة إلاّ حملنا معه،و لا ضرب بسيف إلاّ ضربنا معه،إن اشتقت إلي وجه عيسي و عبادته و زهد يحيي و طاعته و ملك سليمان و سخاوته فانظر إلي وجه عليّ ابن أبي طالب،و أنزل اللّه: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً (3) يعني شبها لعليّ بن أبي طالب، و عليّ بن أبي طالب شبها لعيسي ابن مريم إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (4) (5)يعني يضجون و يعجبون» (6).

الثاني: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن عبد اللّه بن الحسن الحرّاني،حدّثنا سويد بن سعيد عن حسن عن ابن عباس قال:ذكر عنده عليّ بن أبي طالب فقال:

إنّكم لتذكرون رجلا كان يسمع وطء جبرائيل فوق بيته (7).

الثالث: يحيي بن عبد الحميد بإسناده عن ابن عباس أنه سئل عن عليّ بن أبي طالب فقال:ما تسألون عن رجل طالما يسمع وقع جبرائيل فوق بيته؟

و روي نحوا منه أحمد في الفضائل و قد خدمه جبرائيل عليه السّلام في عدّة مواضع.

الرابع: كتاب الفتح المبين في كشف اليقين في شرح دوحة المعارف تصنيف أبي عبد اللّه محمد ابن عليّ بن الحكيم الترمذي من رجال العامّة نقله عن صاحب بحر المعارف قال صلّي اللّه عليه و آله:«أوّل

ص: 323


1- سوره 43 - آيه 57
2- الزخرف:57.
3- سوره 43 - آيه 57
4- سوره 43 - آيه 57
5- الزخرف:57.
6- مناقب آل أبي طالب:74/2.
7- فضائل الصحابة لابن حنبل:/653//2ح 1112.

من اتخذ عليّ بن أبي طالب أخا من أهل السماء إسرافيل ثمّ ميكائيل ثمّ جبرائيل،و أوّل من أحبه منهم حملة العرش،ثمّ رضوان خازن الجنّة ثمّ ملك الموت،يترحّم علي محبّي عليّ بن أبي طالب،كما يترحم علي الأنبياء» (1).

الخامس: الترمذي في كتابه هذا قال:في التفسير المنسوب إلي الإمام الحسن العسكري رضي اللّه عنه و عن آبائه الكرام و أجداده العظام:«بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جيشا ذات يوم لغزاة،و أمر عليّا رضي اللّه عنه عليهم، و ما بعث جيشا فيهم عليّ إلاّ جعله أميرهم،فلمّا غنموا رغب عليّ عليه السّلام أن يشتري من جملة الغنيمة جارية،فجعل ثمنها في جملة الغنائم،و كايده فيها حاطب بن أبي بلتعة و بريدة الأسلمي و زايداه، فلمّا نظر إليهما يكايدانه نظر إليهما إلي أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك،فلمّا رجعوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وقف بريدة قدّام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا رسول اللّه أ لم تر أن ابن أبي طالب أخذ جارية من المغنم دون المسلمين،فأعرض عنه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجاء عن يمينه فقالها،فأعرض عنه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجاء عن يساره فقالها فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غضبا شديدا لم ير قبله و لا بعده غضب مثله،و تغيّر لونه و انتفخت أوداجه و ارتعدت أعضاؤه و قال:«ما لك يا بريدة آذيت رسول اللّه أ ما سمعت اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (2) (3)»الآية قال بريدة:يا رسول اللّه ما علمت إنّي قصدتك بأذي،قال رسول اللّه:«أو تظن يا بريدة أنّه لا يؤذيني إلاّ من قصد ذات نفسي؟أ ما علمت أن عليّا منّي و أنا منه،و إنّ من آذي عليّا فقد آذاني و من آذاني فقد آذي اللّه،و من آذي اللّه فحق علي اللّه أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنّم، أنت أعلم أم اللّه عزّ و جلّ؟

أنت أعلم أم قرّاء اللوح المحفوظ؟ أنت أعلم أم ملك الأرحام»؟ قال بريدة:بل اللّه أعلم،[قال:أنت أعلم أم]قرّاء اللوح المحفوظ أعلم؟[أنت أعلم أم]ملك الأرحام أعلم؟!.

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فأنت أعلم يا بريدة أم حفظة عليّ بن أبي طالب»؟ قال:بل حفظة علي بن أبي طالب.

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فكيف تخطّئه و تلومه و توبّخه و تشنّع عليه في فعله و هذا جبرائيل أخبرني عن حفظة عليّ أنّهم ما كتبوا عليه خطيئة منذ ولد،و هذا ملك الأرحام حدّثني أنّهم كتبوا قبل أن

ص: 324


1- انظر:المناقب للموافق الخوارزمي:72 ح 49.
2- سوره 33 - آيه 57
3- الأحزاب:57.

يولد حين استحكم في بطن أمّه أنّه لا يكون له خطيئة أبدا،و هؤلاء قرّاء اللوح المحفوظ أخبروني ليلة اسري بي أنّهم وجدوا في اللوح المحفوظ:عليّ المعصوم من كلّ خطأ و زلّة،فكيف تخطّئه أنت يا بريدة و قد صوّبه ربّ العالمين و الملائكة من المقرّبين،يا بريدة لا تعرض لعليّ بخلاف الحسن الجميل فإنّه أمير المؤمنين و سيّد الوصيّين و قائد الغرّ المحجّلين»إلي أن قال:«هيهات إنّ قدر عليّ عليه السّلام عند اللّه أعظم من قدره عندكم» (1).

ص: 325


1- تفسير الإمام العسكري عليه السّلام:/136ح 70.

الباب السادس و العشرون و المائة

في معرفة الملائكة أمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد محمد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال:ما تروي هذه الناصبة»؟

فقلت:جعلت فداك في ما ذا؟ فقال:«أذانهم و ركوعهم و سجودهم».

فقلت:إنّهم يقولون إنّ ابي بن كعب رآه في النوم.

فقال:«كذبوا،إن دين اللّه-عزّ و جلّ-أعزّ من أن يري في النوم».

فقال له سدير الصّيرفي:جعلت فداك فأحدث لنا منه ذكرا.

فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«إنّ اللّه عزّ و جلّ لمّا عرج بنبيّه صلّي اللّه عليه و آله إلي سماواته السبع،أمّا أوّلهنّ فبارك عليه،و أمّا الثانية علّمه فرضه،و الثالث فأنزل اللّه محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور كانت محدقة بعرش اللّه تغشي أبصار الناظرين.

أمّا واحد منها فأصفر فمن أجل ذلك اصفرّت الصفرة،و واحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرّت الحمرة،و واحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيضّ البياض و الباقي علي سائر عدد خلق اللّه من النور و الألوان،في ذلك المحمل حلق و سلاسل من فضّة فجلس فيه.

ثمّ عرج به إلي السماء الدنيا فنفرت الملائكة إلي أطراف السماء و خرّت سجّدا و قالت:

سبّوح قدّوس،ربّنا ربّ الملائكة و الروح،ما أشبه هذا النور بنور ربّنا.

فقال جبرائيل:اللّه أكبر،اللّه أكبر،فسكتت الملائكة،و فتحت أبواب السماء و اجتمعت الملائكة فسلّمت علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أفواجا.

و قالت:يا محمّد كيف أخوك (1)؟إذا نزلت فأقرئه السلام.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أ فتعرفونه (2)؟

ص: 326


1- في نسخة:«قال:بخير،قالت:فإذا أدركته».
2- في نسخة«أ فتعرفوه».

فقالوا:و كيف لا (1)نعرفه و قد أخذ اللّه عزّ و جلّ ميثاقك و ميثاقه منّا و ميثاق شيعته إلي يوم القيامة علينا،و إنّا لنتصفّح وجوه شيعته في كلّ يوم و ليلة خمسا،-يعنون في وقت كلّ صلاة-.

و إنّا لنصلّي عليك و عليه.

ثمّ زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور (2)لا يشبه النور الأوّل و زادني حلقا و سلاسل،ثمّ عرج بي إلي السماء الثانية فلمّا قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلي أطراف السماء و خرّت سجّدا و قالت:سبّوح قدّوس ربّ الملائكة و الروح،ما أشبه هذا النور بنور ربنا!فقال جبرئيل عليه السّلام:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه،فاجتمعت الملائكة و فتحت أبواب السماء و قالت:يا جبرئيل من هذا معك؟

فقال:هذا محمّد صلّي اللّه عليه و آله.

قالوا:و قد بعث؟ قال:نعم.

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:فخرجوا إليّ شبه المعانيق فسلّموا عليّ.

و قالوا:اقرأ أخاك السلام.

قلت:أ تعرفونه؟ قالوا:و كيف لا نعرفه و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه (3)و ميثاق شيعته إلي يوم القيامة علينا و إنّا لنتصفّح وجوه شيعته في كلّ يوم و ليلة خمسا-يعنون في وقت الصلاة-.

قال:ثمّ زادني ربّي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه الأنوار الاولي.

ثمّ عرج بيّ إلي السماء الثالثة،فتفرّقت الملائكة و خرّت سجّدا،و قالت:سبّوح،قدّوس،ربّ الملائكة،و الروح،ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا؟ فقال جبرئيل عليه السّلام:أشهد أن محمدا رسول اللّه،أشهد أن محمدا رسول اللّه،فاجتمعت الملائكة،و قالت:مرحبا بالأوّل،و مرحبا بالآخر،و مرحبا بالحاشر،و مرحبا بالناشر،محمد خير النبيين،و عليّ خير الوصيين.

ثمّ سلّموا عليّ و سألوني عن أخي،قلت:هو في الأرض خليفتي (4)أ فتعرفونه؟ قالوا:و كيف لا نعرفه و قد نحج البيت المعمور في كلّ سنة و عليه رقّ أبيض فيه اسم

ص: 327


1- و في نسخة«لم».
2- في نسخة:«من ذلك النور».
3- يمكن أن داره سؤالهم لزيادة الاطمئنان.
4- خليفتي ليست في المصدر.

محمد صلّي اللّه عليه و آله،و اسم عليّ،و الحسن،و الحسين،و الأئمّة:و شيعتهم إلي يوم القيامة.

و إنّا لنبارك عليهم كلّ يوم و ليلة خمسا يعنون في وقت كلّ صلاة يمسحون رءوسهم بأيديهم.

قال:ثمّ زادني ربّي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه تلك الأنوار الأول.

ثمّ عرج بي حتّي انتهيت إلي السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئا،و سمعت دويّا كأنّه في الصدور،فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء و خرجت إليّ شبه المعانيق فقال جبرائيل:

حيّ علي الصلاة،حيّ علي الصلاة،حيّ علي الفلاح،حيّ علي الفلاح،فقالت الملائكة:صوتان مقرونان معروفان،فقال جبرائيل:قد قامت الصلاة،قد قامت الصلاة،فقالت الملائكة:هي لشيعته إلي يوم القيامة.

ثمّ اجتمعت الملائكة و قالوا:كيف تركت أخاك؟ قلت لهم:أو تعرفونه؟ قالوا:نعرفه و شيعته،و هم نور حول عرش اللّه،و إنّ في البيت المعمور رقّا من نور فيه كتاب من نور فيه اسم محمد،و عليّ،و الحسن،و الحسين،و الأئمّة،و شيعتهم إلي يوم القيامة،لا يزيد فيهم رجل و لا ينقص منهم رجل،و إنّه لميثاقنا،و إنه ليقرأ علينا في كلّ يوم جمعة.

ثمّ قيل لي:ارفع رأسك يا محمد،فرفعت رأسي فإذا أطباق قد خرقت و حجب قد رفعت.

ثمّ قال لي:طأطئ رأسك،انظر ما تري،فطأطأت رأسي فنظرت إلي بيت مثل بيتكم هذا، و حرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلاّ عليه،فقيل لي:يا محمد ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهرها و صلّ لربّك،فدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من صاد-و هو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن-فتلقّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده اليمني فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمني.

ثمّ أوحي اللّه عزّ و جلّ إليه أن اغسل وجهك فإنّك تنظر إلي عظمتي،ثمّ اغسل ذراعيك اليمني و اليسري فإنّك تلقي بيدك كلامي،ثمّ امسح رأسك بفضل ما بقي بيديك من الماء، و رجليك إلي كعبيك،فإنّي أبارك عليك و أوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك فهذا علّة الأذان و الوضوء.

ثمّ أوحي اللّه عزّ و جل إليه:يا محمد استقبل الحجر الأسود و كبّرني علي عدد حجبي،فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا لأن الحجب سبع فافتتح انقطاع الحجب،فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة و الحجب متطابقة،بينهن بحار النور،و ذلك النور الذي أنزله اللّه علي محمد،فمن ذلك صار الافتتاح ثلاث مرّات،لافتتاح الحجب ثلاث مرّات فصار التكبير سبعا،و الافتتاح ثلاثا،

ص: 328

فلمّا فرغ من التكبير،و الافتتاح،أوحي اللّه إليه:سمّ باسمي،فمن أجل ذلك جعل بسم اللّه الرحمن الرحيم في أوّل السورة.

ثمّ أوحي اللّه إليه أن احمدني،فلمّا قال:الحمد للّه ربّ العالمين،قال النبيّ في نفسه:شكرا فأوحي اللّه عزّ و جلّ،قطعت حمدي،فسمّ باسمي،فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرّتين،فلمّا بلغ و لا الضالين قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:الحمد للّه رب العالمين شكرا،فأوحي اللّه إليه أن قطعت ذكري،فسمّ باسمي،فمن أجل ذلك جعل بسم اللّه الرحمن الرحيم في أوّل السورة.

ثمّ أوحي اللّه عزّ و جلّ:اقرأ يا محمد نسبة ربّك تبارك و تعالي قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ* اَللّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ* وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (1) (2)ثمّ أمسك عنه الوحي فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كذلك اللّه، كذلك ربّنا فلمّا قال ذلك أوحي اللّه إليه:اركع لربك يا محمد فركع،فأوحي اللّه تعالي و هو راكع قل:سبحان اللّه ربّي العظيم،ففعل ذلك ثلاثا،ثمّ أوحي اللّه أن ارفع رأسك يا محمد،ففعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقام منتصبا فأوحي اللّه عزّ و جلّ إليه أن اسجد لربّك يا محمد،فخرّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ساجدا فأوحي اللّه عزّ و جلّ إليه قل:سبحان ربّي الأعلي،ففعل صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا.

ثمّ أوحي اللّه أن استو جالسا يا محمد ففعل،فلمّا رفع رأسه من سجوده و استوي نظر إلي عظمته تجلّت له،فخرّ ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر امر به،فسبّح أيضا ثلاثا فأوحي اللّه انتصب قائما،ففعل فلم ير ما كان يري من العظمة،فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة و سجدتين.

ثمّ أوحي اللّه عزّ و جلّ إليه:اقرأ يا محمد:الحمد للّه فقرأها مثل ما قرأ أولا ثمّ أوحي اللّه إليه اقرأ إِنّا أَنْزَلْناهُ (3) فإنّها نسبتك و نسبة أهل بيتك إلي يوم القيامة،و فعل في الركوع مثل ما فعل في المرّة الاولي،ثمّ سجد سجدة واحدة،فلمّا رفع رأسه تجلّت له العظمة فخرّ ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر امر به فسبّح أيضا،ثمّ أوحي اللّه إليه،ارفع رأسك يا محمد ثبّتك ربّك،ثمّ ذهب ليقوم قيل:يا محمد اجلس فجلس فأوحي اللّه:يا محمد[إذا ما أنعمت عليك فسمّ باسمي،فألهم أن قال:بسم اللّه و باللّه و لا إله إلاّ اللّه و الأسماء الحسني كلّها للّه.ثمّ أوحي اللّه إليه يا محمد]صلّ علي نفسك و علي أهل بيتك،فقال صلّي اللّه عليه و آله:صلّي اللّه عليّ و علي أهل بيتي و قد فعل.

ثمّ التفت فإذا بصفوف من الملاءة و المرسلين و النبيّين فقيل:يا محمد سلّم عليهم،فقال:

السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته،فأوحي اللّه إليه:أن السلام و التحيّة و الرحمة و البركات أنت و ذرّيتك.

ص: 329


1- سوره 112 - آيه 1
2- الإخلاص:3-4.
3- سوره 97 - آيه 1

ثمّ أوحي اللّه إليه أن لا يلتفت يسارا،و أوّل آية سمعها بعد قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (1) (2)و إِنّا أَنْزَلْناهُ (3) (4)آية أصحاب اليمين و أصحاب الشمال،فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة،و من أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا.

و قوله:سمع اللّه لمن حمده،لأن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله سمع ضجة الملائكة بالتسبيح و التحميد و التهليل فمن أجل ذلك قال:سمع اللّه لمن حمده و من أجل ذلك صارت الركعتان الأوليان كلّما أحدث فيهما حدثا كان علي صاحبهما إعادتهما،فهذا هو الفرض الأوّل في صلاة الزوال،يعني صلاة الظهر» (5).

و روي هذا الحديث ابن بابويه أيضا في كتاب العلل قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد-رضي اللّه عنهما-قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن عيس بن عبيد عن محمد بن أبي عمير و محمد بن سنان عن الصباح المزني و سدير الصيرفي و محمد بن النعمان مؤمن الطاق و عمر بن اذينة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

و رواه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار و سعد بن عبد اللّه قالا:حدّثنا محمد بن الحسن بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسي عن عبد اللّه بن جبلة عن الصباح المزني و سدير الصيرفي و محمد بن النعمان الأحول و عمر بن اذينة عن أبي جعفر عليه السّلام (6)أنّهم حضروه و ساق الحديث و فيه بعض التغيير اليسير (7).

ص: 330


1- سوره 112 - آيه 1
2- الإخلاص:1.
3- سوره 97 - آيه 1
4- القدر:1.
5- الكافي:483/3،ح 1.
6- في المصدر:أبي عبد اللّه عليه السّلام.
7- علل الشرائع:312/2،باب 1،ح 1.

الباب السابع و العشرون و المائة

في قضاء عليّ عليه السّلام دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته و عجز أبي بكر

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: محمد بن عليّ الحكيم الترمذي من أعيان علماء العامّة قال:في كتابه المسمّي ب(بفتح المبين في كشف حقّ اليقين)في شرح دوحة المعارف قال:روي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«لكلّ نبيّ وصيّ و وارث،و إنّ عليّا وصيّي و وارثي»،رواه صاحب الفردوس (1)عن أنس بن مالك قلنا لسلمان أن سل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من وصيّه.

فسأله فقال:«يا سلمان وصيّي و وارثي من يقضي ديني و ينجز وعدي عليّ بن أبي طالب».

رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (2)و قال صلّي اللّه عليه و آله:عليّ منّي و أنا من عليّ،و لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ»،رواه صاحب بحر المعارف قدّس سرّه.

و روي أن أمير المؤمنين-كرّم اللّه وجهه-قد أدّي سبعين ألفا من دينه و كان أكثره من الموعود، كذا في كتاب الأوصال.

و روي عن الصادق عليه السّلام و بعض من تصدّي لجمع مناقبه رضي اللّه عنه أنّه قال:«كان عليّ رضي اللّه عنه يأمر مناديا ينادي في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا من كان له دين أو عدة فليأت عليّا يقضي دينه و ينجز وعده»، فأقبل الناس من كلّ ناحية إلي عليّ رضي اللّه عنه فيقضيهم في كلّ ما يدعونه من غير بيّنة و لا يمين،و ينجز جميع عدته،فأقبل الناس أفواجا فقال أبو بكر لعمر:أري الناس أفواجا يقبلون علي عليّ،يقضيهم ديون رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ينجز وعده من غير بيّنة و لا يمين،فليت شعري من أين له هذا المال و قد منعناه فدك،و الخمس،و الفيء؟!

فقال عمر:أنت أكثر منه مالا فناد مثل ما نادي،فأمر أبو بكر مناديا ينادي،ألا من كان له عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دين أو عدّة فليأت أبا بكر ليقضي دينه و ينجز وعده،فأقبل جابر بن عبد اللّه الأنصاري و جرير بن عبد اللّه البجلي فذكر له دينا و عدة عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقضاهما من غير بيّنة

ص: 331


1- الفردوس:336/3،ح 5009.
2- السلسلة الصحيحة:631/3 ح 1980.

و لا يمين.

فأقبل أعرابي إلي المدينة حتّي انتهي إلي منادي أبي بكر ينادي:ألا من كان له عند رسول اللّه دين أو عدة فليأت أبا بكر خليفة رسول اللّه ليقضي دينه و عدته.

فأقبل الأعرابي إلي أبي بكر فسلّم عليه و قال له:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وعدني بمائتي ناقة حمر سود الحدق بأزمّتها و أداتها،فنظر أبو بكر إلي عمر و أصحابه فقال عمر:يا أعرابي ما هذه النوق علي هذه الصفة توجد في الدنيا.

فقال الأعرابي:يا عجبا،أ يعدني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعدة لا توجد؟ فقالوا:هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أخو نبي اللّه يدعو الناس إلي قضاء دينه و إنجاز وعده فسر إليه،فمضي الأعرابي إلي عليّ رضي اللّه عنه و ذكر له فقال عليّ رضي اللّه عنه:«إذا كان غدا فأعدّ لك ذلك إن شاء اللّه تعالي»،فانصرف الأعرابي و هو يقول:هذا و اللّه أخو رسول اللّه حقّا،هذا و اللّه قاضي دين رسول اللّه حقّا،و المنجز لعداته حقّا،و أتصل الخبر إلي أبي بكر و عمر و المهاجرين و الأنصار فعجبوا من قول أمير المؤمنين رضي اللّه عنه،فلمّا أصبح الأعرابي أقبل نحو عليّ رضي اللّه عنه فبعث ابنه الحسن رضي اللّه عنه فقال:«أخرج مع الأعرابي إلي وادي الصبرة،وادي الجنّ فناد:معاشر الجن،أنا الحسن بن عليّ وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يأمركم أن تنجزوا عدة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لهذا الأعرابي و هي مائتا ناقة حمر سود الحدق بأزمّتها و أداتها» (1).

ففعل الحسن فما أتمّ كلامه حتّي أقبلت القطارات من الوادي بأزمّتها،و كان قد خرج مع الحسن إبراهيم بن معاد و عبد الرحمن بن عوف و المقداد بن الأسود و أبو ذرّ الغفاري و عدّة من المهاجرين و الأنصار،فانصرفوا و تحدّثوا بما شاهدوا،و هذا من عجائب الكرامات،و اللّه تعالي أعلم (2).

الثاني: موفّق بن أحمد قال:روي عمر بن خالد قال:حدّثني زيد بن عليّ و هو آخذ بشعره قال:

حدّثنا عليّ بن الحسين و هو آخذ بشعره قال:حدّثنا الحسين بن عليّ و هو آخذ بشعره قال:

«حدّثني الحسن بن عليّ و هو آخذ بشعره قال:حدّثني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو اخذ بشعره قال:حدّثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو آخذ بشعره قال:يا عليّ من آذي شعرة منك فقد آذاني،و من آذاني فقد آذي اللّه و من آذي اللّه لعنه اللّه ملء السماوات و ملء الأرض» (3).

ص: 332


1- في الثاقب:و أثقالها.
2- الهداية الكبري للخصيبي بتفاوت:153-154 ط.مؤسسة البلاغ،و الثاقب في المناقب لابن حمزة:133.
3- المناقب:/328ح 344.

الثالث: ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه عزّ و جلّ زوّجك فاطمة و جعل صداقها الأرض،فمن مشي عليها مبغضا لك مشي حراما» (1).

حدّثنا أبو سعيد الخدري و أنس بن مالك قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ أنت تبيّن لامّتي ما اختلفوا فيه من بعدي،يا عليّ أنت تغسل جثّتي و تؤدّي ديني و تواريني في حفرتي و تفي بذمّتي، و أنت صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة» (2).

و هذا الباب واسع الذيل مضت فيه الأحاديث من طريق الخاصّة و العامّة فليؤخذ من هناك.

ص: 333


1- المناقب:/328ح 345.
2- المناقب:/329ح 346.

الباب الثامن و العشرون و المائة

في قضاء دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: ابن حمزة عن عليّ بن الحسين عن أبيه عليه السّلام قال:«كان عليّ عليه السّلام ينادي:من كان له عند رسول اللّه عدة أو دين فليأتني،و كان كل من أتاه يطلب دينا أو عدة يرفع مصلاّه فيجد ذلك تحته فيدفعه إليه.

فقال الثاني للأوّل:ذهب هذا بشرف الدنيا من دوننا فقال:فما الحيلة؟ فقال:لعلّك لو ناديت كما نادي هو كنت تجد ذلك كما يجد هو،و إذا كان إنّما تقضي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فنادي أبو بكر كذلك فعرف أمير المؤمنين عليه السّلام الحال فقال:أمّا إنّه سيندم علي ما فعل،فلمّا كان من الغد أتاه أعرابي و هو جالس في جماعة من المهاجرين و الأنصار فقال:أيّكم وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأشاروا إلي أبي بكر فقال:أنت وصيّ رسول اللّه و خليفته؟

قال:نعم،فما تشاء؟ قال:فهلمّ الثمانين الناقة التي ضمن لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال:ما هذه النوق؟ قال:ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون،فقال لعمر:كيف نصنع الآن؟ قال:إن الأعراب:جهال،فاسأله:أ لك شهود بما تقوله؟فطلبهم منه قال:و مثلي يطلب الشهود منه علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما يضمنه لي؟و اللّه ما أنت بوصي رسول اللّه و لا خليفته،فقام سلمان فقال:يا أعرابي اتبعني حتّي أدلّك علي وصيّ رسول اللّه.

فتبعه الأعرابي حتّي انتهي إلي عليّ عليه السّلام فقال:أنت وصيّ رسول اللّه؟ قال:نعم،فما تشاء؟ قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فهاتها،فقال له عليّ عليه السّلام:

أسلمت أنت و أهل بيتك؟ فانكبّ الأعرابي علي يديه يقبّلهما و هو يقول:أشهد أنّك وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خليفته،فبهذا وقع الشرط بيني و بينه و قد أسلمنا جميعا.

ص: 334

فقال عليّ عليه السّلام:يا حسن انطلق أنت و سلمان و هذا الأعرابي إلي وادي فلان فناد:يا صالح،فإذا أجابك فقل:إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام يقرأ عليك السلام و يقول لك:هلمّ الثمانين الناقة التي ضمنها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لهذا الأعرابي.

قال سلمان:فمضينا إلي الوادي فنادي الحسن،فأجابه لبيك يا ابن رسول اللّه،فأدّي إليه رسالة أمير المؤمنين عليه السّلام.

فقال:السمع و الطاعة،فلم نلبث أن خرج إلينا زمام ناقة من الأرض،فأخذ الحسن زمامها فناوله الأعرابي و قال:خذ،فجعلت النوق تخرج حتّي كملت الثمانون علي الصفة» (1).

الثاني: صاحب كتاب ثاقب المناقب قال:حدّثني شيخي أبو جعفر محمد بن الحسين[ابن جعفر]الشوهاني في داره بمشهد الرضا عليه السّلام بإسناده إلي عطاء عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قدم أبو الصمصام العبسي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أناخ ناقته علي باب المسجد و دخل و سلّم و أحسن التسليم ثمّ قال:أيّكم الفتي الغوي الذي يزعم أنّه نبيّ،فوثب إليه سلمان الفارسي رضي اللّه عنه فقال:يا أخا العرب، أ ما تري صاحب الوجه الأقمر و الجبين الأزهر و الحوض و الشفاعة و التواضع و السكينة و المسألة و الإجابة و السيف و القضيب و التكبير و التهليل و الاقسام و القضية و الأحكام الحنيفة و النور و الشرف و العلو و الرفعة و السخاء و الشجاعة و النجدة و الصلاة المفروضة و الزكاة المكتوبة و الحج و الإحرام و زمزم و المقام و المشعر الحرام و اليوم المشهود و المقام المحمود و الحوض المورود و الشفاعة الكبري،ذلك مولانا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال الأعرابي:إن كنت نبيّا فقل متي تقوم الساعة؟و متي يجيء المطر؟و أي شيء في باطن ناقتي؟و أي شيء أكتسب غدا؟و متي أموت؟ فبقي صلّي اللّه عليه و آله ساكتا لا ينطق بشيء فهبط الأمين جبرائيل فقال:«يا محمد اقرأ: إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (2) (3)».

قال الأعرابي:مدّ يدك،فأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أقرّ أنّك رسول اللّه فأيّ شيء لي عندك إن أتيتك بأهلي و بني عمّي مسلمين.

فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«لك عندي ثمانون ناقة،حمر الظهور،بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز».

ثمّ التفت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و قال:«اكتب يا أبا الحسن:بسم اللّه الرحمن

ص: 335


1- بحار الأنوار:192/41،ح 4.
2- سوره 31 - آيه 34
3- لقمان:34.

الرحيم،أقرّ محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف،و أشهد علي نفسه في صحّة عقله و بدنه و جواز أمره أن لأبي الصمصام عليه و عنده و في ذمّته ثمانين ناقة،حمر الظهور بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز»و أشهد عليه جميع أصحابه، و خرج أبو الصمصام إلي أهله،فقبض النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فقدم أبو الصمصام و قد أسلم بنو العبس كلّهم فقال أبو الصمصام:ما فعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قالوا:قبض.

قال:فمن الوصي بعده؟ قالوا:ما خلّف نبيّنا أحدا،فقال:فمن الخليفة من بعده؟ قالوا:أبو بكر،فدخل أبو الصمصام المسجد،فقال:يا خليفة رسول اللّه إن لي علي رسول اللّه دينا ثمانين ناقة حمر الظهور،بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز، فقال أبو بكر:يا أخا العرب سألت ما فوق العقل،و اللّه ما خلف فينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا صفراء و لا بيضاء،خلّف فينا بغلته الذلول و درعه الفاضلة فأخذها عليّ بن أبي طالب،و خلّف فينا فدكا فأخذناها نحن بحقّ و نبيّنا محمد لا يورث،فصاح سلمان الفارسي:كردي و نكردي،و حق أمير بردي يا أبا بكر( بازگذار اين كار بكسي كه حق اوست)،فقال:ردّ العمل إلي أهله،ثمّ مدّ يده إلي أبي الصمصام فأقامه إلي منزل عليّ بن أبي طالب و هو يتوضأ وضوء الصلاة فقرع سلمان الباب فنادي عليّ عليه السّلام:«أدخل أنت و أبو الصمصام العبسي».

فقال أبو الصمصام:أعجوبة و ربّ الكعبة،من هذا الذي سمّاني و لم يعرفني؟ فقال سلمان:الفارسي رضي اللّه عنه:هذا وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،هذا الذي قال له الرسول صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب».

هذا الذي قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ خير البشر،فمن رضي فقد شكر،و من أبي فقد كفر».

هذا الذي قال اللّه تعالي فيه: وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (1) (2).

هذا الذي قال اللّه تعالي: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (3) (4).

و هذا الذي قال اللّه عزّ و جل فيه: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ (5) (6).

ص: 336


1- سوره 19 - آيه 50
2- مريم:50.
3- سوره 32 - آيه 18
4- السجدة:18.
5- سوره 9 - آيه 19
6- التوبة:19.

هذا الذي قال اللّه تعالي فيه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (1) (2).

هذا الذي قال اللّه تعالي فيه: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (3) (4)الآية.

هذا الذي قال اللّه تعالي فيه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) (6).

هذا الذي قال اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8).

ادخل يا أبا الصمصام و سلّم عليه فدخل و سلّم عليه،ثمّ قال:إن لي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمانين ناقة حمر الظهور بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز،فقال عليه السّلام:

«أ معك حجّة»؟

قال:نعم،و دفع الوثيقة فقال عليه السّلام:«ناد يا سلمان في الناس:ألا من أراد أن ينظر إلي قضاء دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فليخرج إلي خارج المدينة»فلمّا كان بالغد خرج الناس،و قال المنافقون:كيف يقضي الدّين و ليس معه شيء غدا فيفتضح،من أين له ثمانون ناقة حمر الظهور،بيض البطون، سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز؛فلمّا كان الغد اجتمع الناس و خرج عليّ عليه السّلام في أهله و محبّيه و جماعة من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أسرّ إلي الحسن سرّا لم يدر أحد ما هو،ثمّ قال:

«يا أبا الصمصام،امض مع ابني الحسن إلي كثيب الرمل»فمضي[الحسن عليه السّلام]و معه أبو الصمصام،و صلّي ركعتين عند الكثيب،و كلّم الأرض بكلمات لا يدري ما هي،و ضرب الكثيب بقضيب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فانفجر الكثيب عن صخرة ململمة مكتوب عليها سطران:

الأوّل: لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،و علي الآخر:لا إله إلاّ اللّه عليّ ولي اللّه،فضرب الحسن تلك الصخرة بالقضيب فانفجرت عن خطام ناقة فقال الحسن عليه السّلام:«قد يا أبا الصمصام»فقاد فخرج منها ثمانون ناقة حمر الظهور،بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز،و رجع إلي عليّ عليه السّلام،فقال:«استوفيت حقك يا أبا الصمصام»؟

فقال:نعم.

فقال:سلّم الوثيقة فسلّمها إليه فخرّقها،فقال:«هكذا أخبرني ابن عمّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أن اللّه عزّ و جلّ خلق هذه النوق في هذه الصخرة قبل أن يخلق ناقة صالح بألفي عام»ثمّ قال المنافقون:

ص: 337


1- سوره 5 - آيه 67
2- المائدة:67.
3- سوره 3 - آيه 61
4- آل عمران:61.
5- سوره 33 - آيه 33
6- الأحزاب:33.
7- سوره 5 - آيه 55
8- المائدة:55.

هذا من سحر عليّ قليل (1).

الثالث: صاحب ثاقب المناقب قال:و روي هذا الخبر علي وجه آخر و هو ما روي أبو محمد الادريسي،عن حمزة بن داود الديلمي،عن يعقوب بن يزيد الأنباري،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،عن حبيب الأحول،عن أبي حمزة الثمالي،عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال:لمّا قبض النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و جلس أبو بكر نادي في الناس ألاّ من كان له علي رسول اللّه عدة أو دين فليأت أبا بكر، و ليأت معه شاهداه،و نادي عليّ بذلك علي الإطلاق من غير طلب شاهدين فجاء أعرابي فسلّم متقلدا سيفه متنكبا كنانته و فرسه لا يري منه إلاّ حافره،و ساق الحديث،و لم يذكر الاسم و القبيلة و كان ما وعده مائة ناقة حمر بأزمّتها و أثقالها،موقّرة ذهبا و فضّة بعبيدها،فلمّا ذهب سلمان بالأعرابي إلي أمير المؤمنين عليه السّلام قال له حين بصر به:«مرحبا بطالب عدة والده من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»، فقال:ما وعد أبي يا أبا الحسن؟

قال:«إن أباك قدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:أنا رجل مطاع في قومي إن دعوتهم أجابوك و إنّي ضعيف الحال،فما تجعل لي إن دعوتهم إلي الإسلام فأسلموا»؟ فقال عليه السّلام:«من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة؟ قال:و ما عليك أن تجمعهما لي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد جمعهما اللّه لأناس كثيرة؟ فتبسّم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:اجمع لك خير الدنيا و الآخرة،فأمّا في الآخرة فأنت رفيقي في الجنّة، و أمّا في الدنيا فما تريد؟ قال:مائة ناقة حمر بأزمتها و عبيدها موقّرة ذهبا و فضّة،ثمّ قال:و إن دعوتهم فأجابوني و قضي عليّ الموت و لم ألقك فتدفع ذلك إلي ولدي.

قال:نعم،علي أنّي لا أراك و لا تراني في دار الدنيا بعد يومي هذا و سيجيبك قومك،فإذا حضرتك الوفاة فليصر ولدك إلي وليّي من بعدي و وصيّي،و قد مضي أبوك و دعا قومه فأجابوه و أمرك بالمصير إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو إلي وصيّه و ها أنا وصيّه و منجز وعده».

فقال الأعرابي:صدقت يا أبا الحسن،ثمّ كتب له علي خرقة بيضاء و ناولها الحسن و قال:«يا أبا محمد سر بهذا الرجل إلي وادي العقيق،و سلّم علي أهله و اقذف الخرقة و انتظر ساعة حتّي تري ما يفعل،فإن دفع إليك شيء فادفعه إلي الرجل»و مضيا بالكتاب.

قال ابن عباس:فسرت من حيث لم يرني أحد،فلمّا أشرف الحسن علي الوادي نادي بأعلي

ص: 338


1- الثاقب في المناقب:/127ح 4.

صوته:«السلام عليكم أيّها السكّان البررة الأتقياء،أنا ابن وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أنا الحسن بن عليّ سبط رسول اللّه و ابن رسول اللّه و رسوله إليكم»و قد قذف الخرقة في الوادي فسمعت من الوادي صوتا:لبيك لبيك يا سبط رسول اللّه و ابن البتول و ابن سيّد الأوصياء،سمعنا و أطعنا،انتظر ليدفع إليك،فبينا أنا كذلك إذ ظهر غلام لم أدر من أين ظهر و بيده زمام ناقة حمراء تتبعها ستة،فلم يزل يخرج غلام بعد غلام،في يد كل غلام قطار حتّي عددت مائة ناقة حمراء بأزمّتها و أحمالها فقال الحسن عليه السّلام:«خذ بزمام نوقك و عبيدك و مالك و امض بها يرحمك اللّه» (1).

ص: 339


1- الثاقب في المناقب:133،ح 5.

الباب التاسع و العشرون و المائة

في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه ستة و عشرون حديثا الأوّل: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام عين الأئمّة أبو الحسن عليّ بن أحمد الكرباسي الخوارزمي رحمه اللّه،حدّثنا القاضي الأجل شمس القضاة جمال الدين أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق،أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن إسحاق،أخبرنا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن الحسين النهرواني،حدّثنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن خالد بن يعقوب الحميري،حدّثنا القاسم بن خليفة بن سوار،حدّثنا حمّاد بن سوار عن عيسي بن عبد الرحمن عن عليّ بن حزور عن أبي مريم قال:سمعت عمّار بن ياسر رضي اللّه عنه يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا عليّ إن اللّه زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة هي أحب إليه منها،زهّدك فيها و يغضّها إليك،و حبّب إليك الفقراء فرضيت بهم أتباعا،و رضوا بك إماما،يا عليّ طوبي لمن أحبّك و صدّق بك،و الويل لمن أبغضك و كذّب عليك،أمّا من أحبّك و صدق عليك فإخوانك في الدين و شركاؤك في الجنّة، و أمّا من أبغضك و كذّب عليك فحقيق علي اللّه تعالي يوم القيامة أن يقيمه مقام الكذّابين» (1).

الثاني: موفّق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني نزيل بغداد،أخبرني أبو بكر محمد بن عليّ الحاجي،أخبرني أبو بكر محمد بن عليّ بن محمد بن موسي المقري الخياط،أخبرني أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن يوسف العلاّف،حدّثنا أبو عليّ الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم البردعي،حدّثني أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا القرشي،حدّثني الفضل بن سهل،حدّثنا أبو نعيم حدّثنا سفيان عن الاجلح عن عبد اللّه ابن أبي الهذيل،قال:رأيت علي عليّ-كرّمه اللّه-قميصا ازديا إذا مدّه بلغ الظفر،و إذا أرسله كان مع نصف الذراع (2).

الثالث: أبو المؤيد موفّق بن أحمد قال:أخبرنا أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان قال:أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن

ص: 340


1- المناقب:/116ح 126.
2- المناقب:/116ح 127.

الحداد باصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه،أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرنا الإمام طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه،قال:حدّثنا أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني المعروف بالمروزي،و أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من أصبهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر الحسن بن محمد،حدّثنا أبو زرعة،حدّثنا إسماعيل بن موسي،حدّثنا أبو معاذ صالح بن ميثم عن الحارث بن حصيرة قال:قال عمر بن عبد العزيز:ما علمنا أن أحدا كان في هذه الامّة بعد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أزهد من عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (1).

الرابع: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو الحسين بن بشران،أخبرنا أبو عمرو بن السمّاك،حدّثنا حنبل بن إسحاق (2)قال:قال أبو نعيم:و سمعت سفيان يقول:إذا جاءك عن عليّ-كرم اللّه وجهه-شيء أثبت لك فخذ به ما بني لبنة علي لبنة و لا قصبة علي قصبة و لقد كان يجاء بحبويه في جراب من المدينة (3).

الخامس: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الدار بردي بمرو،حدّثنا موسي بن يوسف،حدّثنا الحسين بن عيسي بن ميسرة،حدّثنا عبد الرحمن بن مفرا قال:حدّثنا أبو سعيد البقال عن عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة قال:دخلت علي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه القصر فوجدته جالسا بين يديه صحفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدة حموضته و في يده رغيف أري قشار الشعير في وجهه،و هو يكسره بيده أحيانا فإذا أعيا عليه كسره بركبتيه فطرحه فيه فقال:«أدن فأصب من طعامنا هذا»قلت:إنّي صائم.

قال:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقّا علي اللّه أن يطعمه من طعام الجنّة و يسقيه من شرابها»قال:فقلت:لجاريته و هي قائمة بقريب منه، ويحك يا فضّة ألا تتّقين اللّه في هذا الشيخ،ألا تنخلون له طعاما ممّا أري فيه من النخالة؟ فقالت:لقد تقدّم إلينا أن لا ننخل له طعاما.

قال:«ما قلت لها»؟فأخبرته.

ص: 341


1- المناقب:/117ح 128.
2- في المصدر:سهيل بن إسحاق.
3- المناقب:129/117.

قال:«بأبي و أمّي من لم ينخل له طعام،و لم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتّي قبضه اللّه عزّ و جلّ» (1).

السادس: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الأصبهاني،أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد حشنش الأصبهاني،أخبرنا الحسن بن أحمد محمد الدباركي،حدّثنا أبو زرعة،حدّثنا يحيي بن سليمان، حدّثنا أسباط يعني ابن محمد،حدّثنا عمرو بن قيس الملائي عن عدي بن ثابت قال:اتي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بفالوذج فأبي أن يأكل منه عليه السّلام و قال:«شيء لم يأكل منه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا أحب أن آكل منه» (2).

السابع: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أخبرنا أبو عبد اللّه بن يعقوب،حدّثنا محمد بن عبد الوهاب،أخبرنا جعفر بن عون،أخبرنا مسعر عن عثمان بن المغيرة عن عليّ بن ربيعة قال رأيت عليّا يأتزر و عليه تبّان قال رضي اللّه عنه:التبان سراويل الملاح و هو سراويل قصير صغير و تبنته أي البسته إيّاه (3).

الثامن: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،حدّثنا العباس بن محمد،حدّثنا يحيي بن معين،حدّثنا القاسم بن مالك عن ليث عن معاوية-رضي اللّه عنهم-عن رجل من بني كاهل قال:رأيت علي عليّ عليه السّلام تبانا و قال:«نعم الثوب،ما أستره للعورة،و أكفّه للأذي» (4).

التاسع: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد اللّه،حدّثنا أبو العباس،حدّثنا يحيي،حدّثنا القاسم بن مالك عن إسماعيل بن سميع عن أبي زرين قال:إن أفضل ثوب رأيته علي عليّ القميص من قهز بردان فطريان،قال العباس:كلّ ثوب يضرب إلي السواد من ثياب اليمن يسمّي قطريّا قال رضي اللّه عنه:القميص القهز ضرب من ثياب يتخذ من صوف،بفتح القاف، هذا ذكره في ديوان الأدب المهذّب و قال الغوري:القهز بكسر القاف:ضرب ثياب بيض و قطر بلدة تنسب إليها البرود،قال أبو النجم:و هبطوا السند يجني قطرا (5).

العاشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر،حدّثنا يعقوب بن سفيان،حدّثنا أبو بكر الحميدي،حدّثنا سفيان،حدّثنا

ص: 342


1- المناقب:/118ح 130.
2- المناقب:/119ح 131.
3- المناقب:/119ح 132.
4- المناقب:/120ح 133.
5- المناقب:/120ح 134.

أبو حيان عن مجمع التميمي قال:خرج عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بسيفه إلي السوق فقال:«من يشتري منّي سيفي هذا فلو كان عندي أربعة دراهم أشتري بها إزارا ما بعته» (1).

الحادي عشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي،قالا:حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،حدّثنا محمد ابن عبيد،حدّثنا المختار و هو ابن نافع عن أبي مطر قال:خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي«أرفع إزارك فإنّه أبقي لثوبك و أبقي لك،و خذ من رأسك إن كنت مسلما»فمشيت خلفه و هو متوزر بإزار،مرتد برداء و معه الدرة و كأنّه أعرابي بدوي فقلت:من هذا؟ فقال لي رجل:أراك غريبا بهذا البلد.

قلت:أجل أنا رجل من أهل البصرة.

قال:هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السّلام،حتّي انتهي إلي دار بني أبي معيط و هو سوق الإبل فقال:«بيعوا و لا تحلفوا،فإن اليمين تنفق السلعة و تمحق البركة»ثمّ أتي إلي أصحاب التمر فإذا خادمة تبكي فقال:ما يبكيك؟ قالت:باعني هذا الرجل تمرا بدرهم فردّه مولاي فأبي أن يقبله،فقال له:«خذ تمرك و أعطها درهمها،فإنّها خادمة ليس لها أمر»فدفعه،قلت أ تدري من هذا؟ قال:لا.

قلت:هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،وصب تمره و اعطاها درهما و قال:يا مولاي أحب أن ترضي عنّي،قال:«ما أرضاني عنك إذا وفيتهم حقوقهم»ثمّ مرّ مجتازا بأصحاب التمر فقال:«يا أصحاب التمر أطعموا المساكين فيربو كسبكم»ثمّ مرّ مجتازا و معه المسلمون حتّي أتي أصحاب السمك فقال:«لا يباع في سوقنا طاف»ثمّ أتي دار فرات و هو سوق الكرابيس فقال:«يا شيخ،أحسن بيعي في قميصي بثلاثة دراهم»فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا،ثمّ أتي آخر فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا، فأتي غلاما حدثا فاشتري منه قميصا بثلاثة دراهم و لبسه ما بين الرسغين إلي الكعبين و قال حين لبسه:«الحمد للّه الذي رزقني من الرياشة ما أتجمل به في الناس و أواري به عورتي»فقيل له:يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟ قال:«بل سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول عند الكسوة»فجاء أبو الغلام صاحب الثوب فقيل له يا فلان إنّه قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم،فقال:أ فلا أخذت منه درهمين،

ص: 343


1- المناقب:/120ح 135.

و أخذ أبوه درهما و جاء به إلي أمير المؤمنين و هو جالس علي باب الرحبة و معه المسلمون فقال:

امسك هذا الدرهم يا أمير المؤمنين فقال:«ما شأن هذا الدرهم»؟

قال:إن ابني قد باعك قميصا ثمنه درهمان بثلاثة دراهم،فقال:«باعني رضائي و أخذه برضاه» (1).

الثاني عشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو الحسين بن بشران،أخبرنا الحسين بن صفوان،حدّثنا بن أبي الدنيا،حدّثنا أحمد بن غانم الطويل،حدّثنا محمد بن الحجاج عن مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال:ما رأيت في الدنيا أزهد من عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الثالث عشر: موفّق بن أحمد هذا قال:أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شرويه بن شهردار الديلمي الهمداني أخبرنا أبي،حدّثنا مكّي بن دلير القاضي،حدّثنا عبد اللّه (3)بن محمد بن يوسف،حدّثنا الفضل الكندي،حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن مولي بني هاشم بالكوفة،حدّثنا عليّ بن الحسين،حدّثنا أحمد بن أبي هاشم النوفلي،حدّثنا عبيد اللّه ابن موسي،حدّثنا كامل أبو العلاء عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي داود نفيع عن أبي الحمراء مولي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أراد أن ينظر إلي آدم في وقاره،و إلي موسي في شدة بطشه،و إلي عيسي في زهده،فلينظر إلي هذا المقبل»فأقبل عليّ بن أبي طالب-كرّم اللّه وجهه- (4).

الرابع عشر: صاحب كتاب الصفوة في فضائل العشرة من العامّة قال:أنبأنا محمد بن أبي القاسم قال:أنبأنا حمد بن أحمد قال:أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا أحمد بن جعفر قال:

حدّثنا أحمد بن الحسن الصوفي قال:حدّثنا يحيي بن يوسف الزمي،قال حدّثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال:دخلت علي عليّ عليه السّلام بالخورنق و هو يرعد تحت سمل (5)قطيفة فقلت:يا أمير المؤمنين إن اللّه قد جعل لك و لأهل بيتك في هذا المال،و أنت تصنع بنفسك ما تصنع فقال:«و اللّه ما أرزأكم من مالكم شيئا،و إنّها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي».

أو قال:«من المدينة» (6).

ص: 344


1- المناقب:/121ح 136.
2- المناقب:/122ح 137.
3- في المصدر:عليّ.
4- المناقب:310،ح 309.
5- السمل بالتحريك الخلق من الثياب.
6- صفوة الصفوة:316/1،و رواه المصنف،في حلية الأبرار:/245/2ح 12.

الخامس عشر: صاحب الصفوة هذا قال:أنبأنا محمد بن أبي منصور قال:أخبرنا جعفر بن أحمد قال:أخبرنا الحسن بن عليّ التميمي قال:أنبأنا أبو بكر بن مالك قال:أنبأنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثني أبي قال:أنبأنا محمد بن عبيد قال:أنبأنا مختار بن رافع عن أبي مطرف قال:رأيت عليّا عليه السّلام مؤتزرا بإزار مرتديا برداء و معه الدرة كأنه أعرابي يدور حتّي بلغ سوق الكرابيس فقال:«يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم»فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا،فلمّا أتي آخر فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا،فأتي غلاما حدثا فاشتري منه قميصا بثلاثة دراهم،ثمّ جاء أبو الغلام فأخبره، فأخذ أبوه درهما،ثمّ جاء به فقال:خذ هذا الدرهم يا أمير المؤمنين قال:«ما شأن هذا الدرهم»؟

قال:كان قميصنا ثمن درهمين قال:«باعني رضائي فأخذ رضاه» (1).

السادس عشر: صاحب الصفوة قال:أنبأنا عبد الوهاب قال:أنبأنا محمد بن عبد الرحمن السكري قال:أنبأنا أبو بكر بن عبيد قال:أنبأنا خلف بن سالم قال نبأنا وكيع عن سفيان عن عمر بن قيس أن عليّا عليه السّلام عليه إزار مرقوع،فعوتب في لبسه فقال:«يقتدي بي المؤمن،و يخشع له القلب» (2).

السابع عشر: صاحب الصفوة هذا قال:أنبأنا ابن ناصر قال:نبأنا المبارك بن عبد الجبار و عبد القادر بن محمد قالا:أنبأنا أبو إسحاق البرمكي قال:أنبأنا أبو بكر بن بخيت قال:نبأنا أبو جعفر بن ذريح قال:نبأنا هناد قال:نبأنا وكيع عن مطير بن ثعلبة عن أبي النوار قال:رأيت عليّا عليه السّلام اشتري ثوبين غليظين خيّر قنبر أحدهما (3).

الثامن عشر: صاحب الصفوة هذا قال:حدّثنا وكيع عن عبيد اللّه بن الوليد عن فضيل بن مسلم عن أبيه أن عليّا اشتري قميصا ثمّ قال:«اقطعه لي من هاهنا مع اطراف الاصابع».

و في رواية اخري أنّه لبسه فإذا هو يفضل عن أطراف اصابعه فأمر به فقطع ما فضل عن اطراف الأصابع (4).

التاسع عشر: صاحب الصفوة هذا قال:أنبأنا محمد بن القاسم قال:أنبأنا حمد بن أحمد قال:

نبّأنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا محمد بن عمر ابن سلم قال:حدّثنا موسي بن عيسي قال:أنبأنا أحمد بن محمد القميّ قال:حدّثنا بشر بن إبراهيم قال:حدّثنا مالك بن مغول و شريك

ص: 345


1- صفوة الصفوة:317/1.و رواه أيضا في حلية الأبرار:/246/2ح 13.
2- صفوة الصفوة:318/1.و رواه في حلية الأبرار:/241/2ح 14.
3- صفوة الصفوة:318/1،و رواه في حلية الأبرار:/247/2ح 15.
4- صفوة الصفوة:318/1،و رواه في حلية الأبرار:/248/2ح 16.

عن عليّ بن الأقمر عن أبيه قال:رأيت عليّا عليه السّلام و هو يبيع سيفا له في السوق و يقول:«من يشتري منّي هذا السيف؟فو الذي فلق الحبّة و برأ النسمة لطال ما كشفت به الكرب عن وجه رسول اللّه، و لو كان عندي ثمن إزار ما بعته» (1).

العشرون: صاحب الصفوة هذا قال:أخبرنا حمد بن أحمد قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا الحسن بن عليّ الورّاق قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عيسي قال:حدّثنا عمرو بن تميم قال:حدّثنا أبو نعيم قال:حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال:سمعت عبد الملك بن عمير يقول:حدّثني رجل من ثقيف أن عليّا عليه السّلام استعمله علي عكبري قال:قال لي:«إذا كان عند الظهر فرح إليّ»فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسني دونه،فوجدته جالسا و عنده قدح و كوز من ماء،فدعا بظبية فقلت في نفسي:لقد امنني حين يخرج إليّ جواهر و لا أدري،فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم،فإذا فيها سويق فأخرج منها فصب في القدح و صب عليها ماء فشرب و سقاني فلم أصبر فقلت:يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق و طعام أهل العراق أكثر من ذلك؟

قال:«أما و اللّه ما أختم عليه بخلا و لكنّي أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن يفني و يصنع من غيره،و إنّما حفظي لذلك،و أكره أن أدخل بطني إلاّ طيّبا» (2).

الحادي و العشرون: قال:أخبرنا[أبو القاسم بن]الحصين[قال حدّثنا ابن المذهب]قال:أخبرنا أحمد بن جعفر قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا إسماعيل قال:أخبرنا أيّوب عن مجاهد قال:قال عليّ عليه السّلام عليهم السّلام«جعت مرّة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة،فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بلّه فأتيتها و قاطعتها كلّ ذنوب علي تمرة،فمدّت ستة عشر ذنوبا حتّي مجلت يداي،فأتيت الماء فأصبت منه ثمّ أتيتها فقلت يكفي،هكذا بين يديها،و بسط إسماعيل يديه و جمعهما،فعدّت له ستة عشرة تمرة فأتيت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأخبرته فأكل معي منها» (3).

الثاني و العشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أكابر علماء العامّة من معتزلة بغداد قال في الشرح في أمير المؤمنين عليه السّلام:و أمّا الزهد فهو سيّد الزهّاد و بدل الابدال و إليه تشد الرحال و عنده تنفض الاحلاس،ما شبع من طعام قط،و كان أخشن الناس مأكلا و ملبسا قال:قال عبد اللّه بن أبي رافع،دخلت عليه يوم عيد فقدم جرابا مختوما،فوجدنا فيه خبز شعير يابسا

ص: 346


1- صفوة الصفوة:318/1،و رواه في حلية الأبرار:248/2،ح 17.
2- صفوة الصفوة:319/1،و رواه في حلية الأبرار:249/2،ح 18.
3- صفوة الصفوة:320/1.

مرضوضا فقدم فأكل فقلت:يا أمير المؤمنين كيف تختمه؟ قال:«خفت هذين الولدين أن يليناه بسمن أو زيت»فكان ثوبه مرقوعا بجلد تارة و بليف اخري،و نعلاه من ليف،و كان يلبس الكرابيس الغليظ،فإذا كان كمّه طويلا قطعه بشفرة و لم يخطه، فكان لا يزال متساقطا علي ذراعيه حتّي يبقي سدي لا لحمة له و كان يتأدّم إذا ايتدم بخل أو ملح، فإن ترقّي عن ذلك فبعض نبات الأرض،فإن أرتفع عن ذلك فقليل من البان الإبل و لا يأكل اللحم إلاّ قليلا و يقول:«لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوان»و كان مع ذلك أشد الناس قوّة و اعظمهم أيدا،لم ينقص الجوع قوته و لا تخون الاقلال منثه،و هو الذي طلّق الدنيا،و كانت الأموال تجيء إليه من جميع بلاد الإسلام إلاّ من الشام فكان يفرقها و يمزقها ثمّ يقول:هذا جناي و خياره فيه إذ كل جان يده إلي فيه (1).

الثالث و العشرون: ابن أبي الحديد أيضا في الشرح قال:روي النضر بن منصور عن عقبة بن علقمة قال:دخلت علي عليّ عليه السّلام فإذا بين يديه لبن حامض آذتني حموضته و كسر يابسة فقلت:يا أمير المؤمنين،أ تأكل مثل هذا؟

فقال:«يا أبا الجنوب،كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأكل أيبس من هذا و يلبس أخشن من هذا،و أشار إلي ثيابه،فإن أنا لم اخذ بما أخذ به خفت أن لا ألحق به» (2).

الرابع و العشرون: ابن أبي الحديد أيضا قال:روي معاوية بن عمّار عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:

«ما اعتلج علي عليّ أمران في ذات اللّه إلاّ أخذ بأشدهما،و لقد علمتم أنّه كان يأكل يا أهل الكوفة عندكم من ماله بالمدينة،و أنّه كان ليأخذ السويق فيجعله في جراب و يختم عليه مخافة أن يزاد عليه من غيره،و من كان أزهد في الدنيا من عليّ عليه السّلام؟» (3).

الخامس و العشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:روي بكر بن عيسي قال:كان عليّ عليه السّلام يقول:«يا أهل الكوفة إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي و رحلي و غلامي فلان فأنا خائن»و كانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة بينبع،و كان يطعم الناس منها الخبز و اللّحم و يأكل هو الثريد بالزيت (4).

السادس و العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي يوسف بن يعقوب عن صالح بيّاع الأكسية أن جدّته لقيت عليّا بالكوفة و معه تمر يحمله،فسلّمت عليه و قالت له:أعطني يا أمير

ص: 347


1- شرح نهج البلاغة:26/1.
2- شرح نهج البلاغة:201/2.
3- شرح نهج البلاغة:201/2.
4- شرح نهج البلاغة:200/2.

المؤمنين عليه السّلام هذا التمر أحمله عنك إلي بيتك.

فقال:«أبو العيال أحق بحمله».

قالت:ثمّ قال لي:«ألا تأكلين منه»؟ فقلت:لا اريده،قالت:فانطلق به إلي منزله ثمّ رجع مرتديا بتلك الشملة و فيها قشور التمر، فصلّي بالناس فيها الجمعة (1).

و الروايات في هذا الباب كثيرة من طريق العامّة و فيما ذكرناه كفاية.

ص: 348


1- شرح نهج البلاغة:202/2.

فهرس المطالب

الباب الحادي و الستّون في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا أولي بالأمر من أبي بكر و عمر و عثمان و احتجاجه عليهم و قوله عليه السّلام:انّ لنا حقّا إن نعطه نأخذه و انّ الإمامة و الخلافة له عليه السّلام دونهم،و لم يبايع حتّي راموا قتله عليه السّلام من طرق العامّة و فيه ثمانية أحاديث 5

الباب الثاني و الستّون في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا أولي بالأمر ممّن تقدّم عليّ و احتجاجه عليه السّلام عليهم،و أنّ الخلافة و الإمامة له عليه السّلام دونهم من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 10

الباب الثالث و الستون في سبب تركه عليه السّلام جهاد من تقدّم عليه في الإمامة من خوفه الردّة علي الأمة حيث لم يجد أعوانا،و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالجلوس في بيته و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مثل الكعبة»و غير ذلك، و تظلّمه عليه السّلام منهم من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا 17

الباب الرابع و الستون في سبب تركه جهاد من تقدم عليه في الإمامة و الخلافة من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث 22

الباب الخامس و الستون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«ستغدر بك الأمة بعدي»و الضغائن في صدور قوم و الشدّة، و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم»من طريق العامة و فيه خمسة عشر حديثا 28

ص: 349

الباب السادس و الستون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي ستغدر بك الأمة من بعدي و ما يلاقيه عليه السّلام من الشدة من بعده و أمره له بالصبر و أمره له بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 32

الباب السابع و الستون في الردة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و الحق مع علي عليه السّلام من طريق العامة و فيه خمسة عشر حديثا 36

الباب الثامن و الستّون في الردّة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحق مع علي عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 40

الباب التاسع و الستون في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة منها فرقة ناجية،الناجية شيعة علي عليه السّلام في الجنة،و حديث ثلاث فرق من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 43

الباب السبعون في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة واحدة ناجية و النّاجية شيعة علي عليه السّلام و اتباعه من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 45

الباب الحادي و السبعون في فضل محبي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و موالي الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة و فيه خمسة و تسعون حديثا 46

ص: 350

الباب الثاني و السبعون في فضل محبي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و موالي الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه اثنان و خمسون حديثا 72

الباب الثالث و السبعون في جرأة عمر بن الخطّاب علي رسول اللّه 92

حين علم عمر انّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أن ينصّ علي عليّ عليه السّلام بأنّه صاحب الأمر بعده صلّي اللّه عليه و آله في مرضه و قال انّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر من طريق العامّة و فيه سبعة عشر حديثا 92

الباب الرابع و السبعون في قول عمر:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر و انّه صلّي اللّه عليه و آله أخبر أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام بما أراد أن يكتب و أشهد علي ذلك شهودا من طريق الخاصّة و فيه حديثان 101

الباب الخامس و السبعون في جيش أسامة و فيه أبو بكر و عمر و عثمان و أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير و غيرهم و لعن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من تاخّر عن جيش اسامة و قوله صلّي اللّه عليه و آله:إذا بويع الخليفتين فاقتلوا الأخير منهما و روي ذلك في أبي بكر من طريق العامّة و فيه اثنا عشر حديثا 110

الباب السادس و السبعون في تأخر أبي بكر و عمر عن جيش أسامة من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 134

الباب السابع و السبعون في عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه حديث واحد 135

ص: 351

الباب الثامن و السبعون في عقاب من شك في أمير المؤمنين و أشرك به أو شك في الأئمّة:من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 136

الباب التاسع و السبعون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل عليّ عليه السّلام في هذه الامّة مثل قل هو اللّه أحد»من طريق العامّة و فيه حديثان 142

الباب الثمانون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل عليّ عليه السّلام مثل قل هو اللّه أحد»و مراتب المحبة من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 143

الباب الحادي و الثلاثون في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام(لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق)من طريق العامّة و فيه ستة عشر حديثا 146

الباب الثاني و الثمانون في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ«المحب له مؤمن و المبغض له منافق»من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 149

الباب الثالث و الثمانون في أن عليّا عليه السّلام وزير رسول اللّه و وارثه صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامّة و فيه أحد عشر حديثا 152

الباب الرابع و الثمانون في أنّ عليّا عليه السّلام وزير رسول اللّه و وارثه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة و فيه أحد و عشرون حديثا.157

ص: 352

الباب الخامس و الثمانون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام إنه سيّد المرسلين و سيّد العرب و سيّد في الدنيا و الآخرة و سيّد الأوصياء و سيّد الخلائق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامّة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا 168

الباب السادس و الثمانون في أن عليّا عليه السّلام سيّد الوصيين و سيّد العرب من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 177

الباب السابع و الثمانون في أن ولاية عليّ بن أبي طالب صلّي اللّه عليه و آله من أصول الإسلام و الأئمّة الاثني عشر أركان الإيمان و من أحبهم استكمله من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث 180

الباب الثامن و الثمانون في أن ولاية الأئمّة عليهم السّلام مما بني عليها الإسلام و عماده من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا 183

الباب التاسع و الثمانون في أن النظر إلي عليّ عليه السّلام عبادة و ذكره عبادة من طريق العامّة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا 191

الباب التسعون في أن النظر إلي عليّ عليه السّلام عبادة من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث 196

الباب الحادي و التسعون في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه ثمانية أحاديث 200

ص: 353

الباب الثاني و التسعون في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا 203

الباب الثالث و التسعون في تكليم الشمس عليّا أمير المؤمنين عليه السّلام و سلامها عليه من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 211

الباب الرابع و السبعون في تكليم الشمس عليا 7 من طريق الخاصة و فيه ستّة أحاديث 214

الباب الخامس و التسعون في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليه السّلام من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث 218 الباب السادس و التسعون في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 222

الباب السابع و التسعون في السطل و المنديل و القدس من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث 229

الباب الثامن و التسعون في حديث السطل و الإبريق من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث 232

الباب التاسع و التسعون في سدّ الأبواب من المسجد إلاّ باب عليّ عليه السّلام من طريق العامّة و فيه تسعة و عشرون حديثا 235

ص: 354

الباب المائة في سدّ الأبواب من المسجد إلاّ باب عليّ عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه خمسة عشر حديثا 259

الباب الحادي و المائة حديث الصدّيقون ثلاثة و أفضلهم عليّ عليه السّلام و هو الصدّيق الأكبر من طريق العامّة و فيه ستّة عشر حديثا 272

الباب الثاني و المائة في الصدّيقين و أفضلهم عليّ و هو الصدّيق الأكبر من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث 276

الباب الثالث و المائة في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث 279

الباب الرابع و المائة في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة من طريق الخاصّة و فيه حديثان 282

الباب الخامس و المائة في حديث خاصف النعل من طريق العامّة و فيه تسعة أحاديث 285

الباب السادس و المائة في حديث خاصف النعل 289

من طريق الخاصّة و فيه حديثان 289

ص: 355

الباب السابع و المائة حديث الأعمش مع المنصور من طريق العامّة و فيه حديث واحد 292

الباب الثامن و المائة في حديث الأعمش مع المنصور من طريق الخاصّة 302

الباب التاسع و المائة في حديث اللوزة من طريق العامّة 306

الباب العاشر و المائة حديث اللوزة من طريق الخاصّة 306

الباب الحادي عشر و المائة حديث التفّاحة من طريق العامّة 307

الباب الثاني عشر و المائة حديث التفاحة من طريق الخاصّة 308

الباب الثالث عشرة و المائة حديث الأترجة من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 309

الباب الرابع عشر و المائة حديث الأترجة من طريق الخاصّة 310

ص: 356

الباب الخامس عشر و المائة 311

حديث السفرجلة من طريق العامّة و فيه حديثان 311

الباب السادس عشر و المائة حديث السفرجلة من طريق الخاصّة و فيه حديثان 312

الباب السابع عشر و المائة في حديث الرمّانة من طريق العامّة 313

الباب الثامن عشر و المائة حديث الرمانة من طريق الخاصة 314

الباب التاسع عشر و المائة حديث قميص هارون الذي أهدي لعليّ عليه السّلام من طريق العامّة 315

الباب العشرون و المائة حديث قميص هارون الذي اهدي لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 316

الباب الحادي و العشرون و المائة في الملائكة الذين سلّموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر من طريق العامّة و فيه حديثان 318

الباب الثاني و العشرون و المائة في الملائكة الذين سلّموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث 319

ص: 357

الباب الثالث و العشرون و المائة في المنادي يوم بدر:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ»من طريق العامّة،و فيه ثلاثة أحاديث 321

الباب الرابع و العشرون و المائة في المنادي يوم بدر:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ»من طريق الخاصّة و فيه حديثان 322

الباب الخامس و العشرون و المائة في معرفة الملائكة لأمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث 323

الباب السادس و العشرون و المائة في معرفة الملائكة أمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 326

الباب السابع و العشرون و المائة في قضاء عليّ عليه السّلام دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته و عجز أبي بكر من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 331

الباب الثامن و العشرون و المائة في قضاء دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 334

الباب التاسع و العشرون و المائة في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه ستة و عشرون حديثا 340

ص: 358

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.