غاية المرام و حجة الخصام في تعيين الامام من طريق الخاص و العام المجلد 3

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

خيرانديش ديجيتالي : جناب آقاي سيد علي بحريني به نيابت از مرحومه حاجيه خانم كسايي _گروه هم پيمانان موعود غدير.

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

الجزء الثالث

تتمة المقصد الأول

اشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الباب الثلاثون

في أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و علي أمير المؤمنين الهادي

في قوله تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1) (2)من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث:

الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامّة في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و فاطمة و السبطين عليهم السّلام قال:أنبأنا شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفق أنبأنا المؤيد ابن محمد بن علي الطوسي إجازة،أنبأنا الشيخ عبد الجبار بن محمد الخواري البيهقي أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي قال:من الآيات التي جعل فيها علي تلو النبي صلّي اللّه عليه و آله في قوله:

إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) (4) .

الثاني: إبراهيم الحمويني هذا قال:أخبرنا أبو الحسن بن أبي نصر الفقيه أنبأنا محمد بن عبد اللّه ابن محمد الحافظ أخبرني أبو بكر بن أبي دارم نبأنا المنذر بن محمد بن المنذر اللخمي حدثني أبي عن عمّي الحسين بن سعيد حدثني أبي سعيد بن أبي الجهم عن أبان بن تغلب عن نفيع بن الحارث حدثني أبو برزة الأسلمي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إنما أنت منذر-و وضع يده علي صدر نفسه ثم وضعها علي يد علي عليه السّلام-و يقول:لكل قوم هاد» (5).

الثالث: الثعلبي في الكشف عن عطا بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:لما نزلت هذه الآية وضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده علي صدره و قال:«أنا المنذر-و أومأ بيده إلي منكب علي بن أبي طالب-أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون» (6).

الرابع: عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن هذه الآية فقال لي:

ص: 5


1- سوره 13 - آيه 7
2- الرعد:7.
3- سوره 13 - آيه 7
4- فرائد السمطين:/148/1ب /28ح 111.
5- فرائد السمطين:/148/1ب /28ح 111.
6- نهج الإيمان لابن جبر:184،و تفسير الطبري:142/13 بلفظ:بك يهتدي المهتدون بعدي،و تفسير ابن كثير: 520/2 مورد الآية بنفس اللفظ.

«هادي هذه الأمة علي بن أبي طالب» (1).

الخامس: الثعلبي عن السدي عن عبد خير عن عليّ عليه السّلام قال:«المنذر النبي صلّي اللّه عليه و آله و الهادي رجل من بني هاشم».يعني نفسه عليه السّلام (2).

السادس: أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن شاذان الفقيه من طريق العامة بإسناده عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«بي أنذرتم و بعلي بن أبي طالب اهتديتم،و قرأ: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) و بالحسن أعطيتم الإحسان،و بالحسين تسعدون و به تشقون (4)ألا و إن الحسين باب من أبواب الجنة،من عانده (5)حرّم اللّه عليه ريح الجنة» (6).

السابع: المالكي في فصول المهمة من أعيان علماء العامة عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت:

إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (7) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا المنذر و علي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون» (8).

ص: 6


1- نهج الإيمان:185،و شواهد التنزيل:387/1 ح 406.
2- مناقب آل أبي طالب:281/2،و ينابيع المودة:296/1 و راجع المصدر السابق.
3- سوره 13 - آيه 7
4- في البحار:تشبثون.
5- في المصدر:عاداه.
6- مائة منقبة:23 المنقبة 4.
7- سوره 13 - آيه 7
8- الفصول المهمة:107،و تاريخ دمشق:359/42.

الباب الحادي و الثلاثون

في أنّ المنذر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الهادي علي أمير المؤمنين عليه السّلام

و بنيه الأئمة الأحد عشر في قوله تعالي إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد و فضالة بن أيوب عن موسي بن بكر عن الفضيل قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله عزّ و جل: وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2) فقال:«كل إمام هاد للقرآن الذي هو فيهم» (3).

الثاني: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) فقال:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و لكل زمان منا هاد يهديهم إلي ما جاء به نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثم الهداة من بعده عليّ ثم الأوصياء واحدا بعد واحد» (5).

الثالث: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد الاشعري عن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن محمد بن إسماعيل عن سعدان عن أبي بصير قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (6) فقال:«رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر،و علي الهادي.يا أبا محمد هل من هاد اليوم؟فقلت:بلي جعلت فداك،ما زال بينكم هاد من بعد هاد حتي دفعت إليك،فقال:رحمك اللّه يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية علي رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية،مات الكتاب،و لكنه حي يجري فيمن بقي كما جري فيمن مضي» (7).

الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه تبارك و تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (8) فقال:«رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر،و علي الهادي،أما و اللّه ما ذهبت منّا و ما زالت فينا الي الساعة» (9).

ص: 7


1- سوره 13 - آيه 7
2- سوره 13 - آيه 7
3- الكافي:191/1 ح /1باب أنهم الهداة.
4- سوره 13 - آيه 7
5- المصدر السابق:ح 2.
6- سوره 13 - آيه 7
7- المصدر السابق:ح 3.
8- سوره 13 - آيه 7
9- الكافي:192/1 ح 4.

و روي محمد بن الحسن الصفا في(بصائر الدرجات)هذه الأحاديث (1).

الخامس: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قدس سرّه قال:حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز يحيي البصري قال:حدثنا المغيرة بن محمد قال:حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرّحمن الأزدي سنة ست و عشرة و مائة قال:حدّثنا قيس بن الربيع و منصور بن أبي الاسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد اللّه قال:قال علي عليه السّلام:«ما نزلت من القرآن آية إلاّ و قد علمت أين نزلت و في من نزلت و في أي شيء نزلت و في سهل نزلت أو جبل نزلت قيل:فما نزل فيك؟فقال:لو لا انكم سألتموني ما أخبرتكم نزلت في هذه الآية إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2) فرسول اللّه المنذر و أنا الهادي إلي ما جاء به» (3).

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي محمد بن الحسن قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد جميعا عن حمّاد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن محمد بن مسلم قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) فقال:«كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم» (5).

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (6) فقال:«المنذر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي الهادي و في كل وقت و زمان إمام منا يهديهم إلي ما جاء به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (7).

الحديث الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد ابن محمد بن عيسي عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (8) فقال:«إمام هاد لكل قوم في زمانهم».

الحديث التاسع: محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بطهور فلما فرغ أخذ بيد علي صلي اللّه عليهما فألزمها يده ثم قال:إنما أنت منذر،ثم ضم يده إلي صدره و قال:و لكل قوم هاد، ثم قال:يا علي أنت أصل الدين و منار الإيمان و غاية الهدي و قائد الغر المحجلين أشهد لك

ص: 8


1- بصائر الدرجات:/49باب 13.
2- سوره 13 - آيه 7
3- أمالي الصدوق:/350مجلس /46ح 15.
4- سوره 13 - آيه 7
5- كمال الدين:/667باب /58ح 9.
6- سوره 13 - آيه 7
7- المصدر السابق:ح 10.
8- سوره 13 - آيه 7

بذلك» (1).

الحديث العاشر: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن حمّاد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«المنذر رسول اللّه و الهادي أمير المؤمنين و بعده الأئمة عليهم السّلام و هو قوله: وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2) [أي]في كل زمان إمام هاد مبين» (3).

الحديث الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين و ثلاثمائة قال:حدثني علي بن موسي الغطفاني قال:

حدّثنا أحمد بن يوسف الحمصي قال:حدثني محمد بن عكاشة قال:حدّثنا حسين بن يزيد بن عبد علي قال:حدثني عبد اللّه بن الحسن عن أبيه عن الحسن عليه السّلام قال:«خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فقال بعد ما حمد اللّه و اثني عليه:معاشر الناس كأني ادعي فاجيب،و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا فتعلموا منهم و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم لا تخلوا الأرض منهم و لو خلت لانساخت بأهلها.

ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد و لا ينقطع و أنك لا تخلي الأرض من حجة لك علي خلقك ظاهرا ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حجتك و لا تضل أوليائك بعد إن هديتهم أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند اللّه فلما نزل عن منبره قلت له:يا رسول اللّه أما أنت الحجة علي الخلق كلهم؟قال:يا حسين أن اللّه يقول: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) فأنا المنذر و علي الهادي قلت:يا رسول اللّه قولك:إن الأرض لا تخلوا من حجة قال:نعم علي هو الإمام و الحجة بعدي و أنت الإمام و الحجة بعده و الحسين الإمام و الحجة و الخليفة من بعدك و لقد نبأني اللطيف الخبير أن يخرج من صلب الحسين ولد يقال له:علي سمّي جده فإذا مضي الحسين قام بعده علي ابنه و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب علي ولدا سميّي و اشبه الناس بي علمه علمي و حكمه حكمي و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه تعالي من صلب محمد مولودا يقال له:جعفر اصدق الناس قولا و فعلا و هو الإمام الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه تعالي من صلب جعفر مولودا يقال له:موسي سمّي موسي بن عمران أشد الناس تعبّدا فهو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب موسي مولودا يقال له:عليّ معدن علم اللّه و موضع حكمه و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له:محمد فهو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب محمد ولدا يقال له:عليّ فهو الإمام و الحجة بعد أبيه

ص: 9


1- بصائر الدرجات:/51ح /8باب 13.
2- سوره 13 - آيه 7
3- تفسير القمي:359/1.
4- سوره 13 - آيه 7

و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له:الحسن فهو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته و موقد أوليائه يغيب حتي لا يري يرجع عن أمره قوم و يثبت عليه آخرون و يَقُولُونَ مَتي هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (1) و لو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه عزّ و جلّ ذلك اليوم حتي يخرج قائمنا فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فلا تخلو الأرض منكم أعطاكم اللّه علمي و فهمي و لقد دعوت اللّه تبارك و تعالي أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي» (2).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار النحوي (3)قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان العزّال قال:

حدثني محمد بن تميم عن عبد الرّحمن بن مهدي قال معاوية بن صالح عن عبد الغفار بن القاسم أبي مريم عن أبي هريرة قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد نزلت هذه الآية إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) فقرأها علينا رسول اللّه قال:«أنا المنذر أ تعرفون الهادي»؟قلنا:لا يا رسول اللّه،قال:«هو خاصف النعل»فطوّلت الأعناق إذ خرج علينا علي عليه السّلام من بعض الحجر و بيده نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم التفت إلينا فقال:«ألا إنه المبلغ عنّي و الإمام بعدي زوج ابنتي و أبو سبطي[فخرا] (5)نحن أهل بيت اذهب اللّه عنّا الرجس و طهرنا تطهيرا من الدنس،تقاتل بعدي علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل،هو الإمام أبو الأئمة الزهر»فقيل:يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟قال:«اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل و منا مهدي هذه الأمة يملأ اللّه به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما لا تخلو الأرض منهم إلا ساخت بأهلها» (6).

الحديث الثالث عشر: الشيخ في مجالسه بإسناده عن الحسين بن مفضل عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«ما بعث اللّه نبيّا اكرم من محمد صلّي اللّه عليه و آله و لا خلق اللّه قبله أحدا و لا أنذر اللّه خلقه بأحد من خلقه قبل محمد صلّي اللّه عليه و آله فذلك قوله: هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولي (7) فقال: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (8) فلم يكن قبله مطاع في الخلق و لا يكون بعده إلي أن تقوم الساعة في كل قرن إلي أن يرث اللّه الأرض و من عليها» (9).

ص: 10


1- سوره 10 - آيه 48
2- كفاية الأثر:162.
3- في المصدر المطبوع:النجوي و في الهامش عن نسخ أخري كالمتن.
4- سوره 13 - آيه 7
5- ليست في المصدر.
6- كفاية الأثر:89.
7- سوره 53 - آيه 56
8- سوره 13 - آيه 7
9- أمالي الطوسي:/669مجلس /36ح 13.

الحديث الرابع عشر: سليم بن قيس الهلالي في حديث قيس بن سعد مع معاوية قال قيس:

فيما نزل في أمير المؤمنين علي عليه السّلام إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1) (2).

الحديث الخامس عشر: العيّاشي في تفسيره عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال:«قال أمير المؤمنين عليه السّلام:فينا نزلت هذه الآية إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) فقال:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا المنذر و أنت الهادي يا علي فمنا الهادي و النجاة و السعادة إلي يوم القيامة» (4).

الحديث السادس عشر: العياشي عن عبد الرحيم القصير قال:كنت يوما من الأيام عند أبي جعفر عليه السّلام فقال:«يا عبد الرحيم»قلت:لبيك،قال:«قوله إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (5) إذ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا المنذر و علي الهادي و من الهاد اليوم؟فسكت طويلا،ثم رفعت رأسي فقلت:

جعلت فداك هي فيكم توارثونها رجل فرجل حتي انتهت إليك،فأنت جعلت فداك الهادي.

قال:«صدقت يا عبد الرحيم إن القرآن حي لا يموت و الآية حية لا تموت،فلو كانت الآية في الأقوام ماتوا فمات القرآن،و لكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين».

و قال عبد الرحيم:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام«إن القرآن حي لم يمت و إنه يجري كما يجري الليل و النهار و كما يجري الشمس و القمر،و يجري علي آخرنا كما يجري علي أولنا» (6).

الحديث السابع عشر: العياشي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:في قول اللّه تبارك و تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (7) فقال:«قال رسول اللّه:أنا المنذر و عليّ الهادي،و كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه» (8).

الحديث الثامن عشر: العياشي عن يزيد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السّلام:« إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (9) فقال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا المنذر و في كل زمان إمام منّا يهديهم إلي ما جاء به نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الهداة من بعده علي ثم الأوصياء من بعده واحد بعد واحد،ما و اللّه ما ذهبت منّا و ما زالت فينا إلي الساعة،رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و بعلي يهتدي المهتدون» (10).

الحديث التاسع عشر: العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال النبي:صلّي اللّه عليه و آله:«أنا المنذر و علي الهادي إلي أمري» (11).

ص: 11


1- سوره 13 - آيه 7
2- كتاب سليم بن قيس:314.
3- سوره 13 - آيه 7
4- تفسير العياشي:203/2 ح 5.
5- سوره 13 - آيه 7
6- تفسير العياشي:204/2 ح 6.
7- سوره 13 - آيه 7
8- المصدر السابق:ح 7.
9- سوره 13 - آيه 7
10- المصدر السابق:ح 8.
11- المصدر السابق:ح 9.

الحديث العشرون: الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن الحكم بن جبير عن أبي بريدة الأسلمي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا لطهور (1)و عنده علي ابن أبي طالب عليه السّلام»فأخذ رسول اللّه بيد علي بعد ما تطهّر فألصقها (2)بصدره ثم قال:«إنما أنت منذر»و يعني نفسه ثم ردها إلي صدر علي ثم قال:«و لكل قوم هاد»ثم قال له:«أنت منار الأنام و غاية الهدي و أمير القراء اشهد علي ذلك إنك كذلك» (3).

الحديث الحادي و العشرين: الفارسي في الروضة قال:قال علي عليه السّلام: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) (منذر)محمد(و لكل قوم هاد)أنا» (5).

الحديث الثاني و العشرين: عبد اللّه بن عطاء عن أبي جعفر عليه السّلام«فالنبي المنذر و بعلي يهتدي المهتدون» (6).

الحديث الثالث و العشرين: جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«النبي المنذر و علي الهادي» (7).

أقول:و الرواية عن ابن عباس في هذه الآية بهذا المعني مستفيضة من طرق الخاصة،و العامة يطول الكتاب بذكرها (8).

قال ابن شهرآشوب:صنف أحمد بن محمد بن سعيد-يعني بن عقدة-كتابا في قوله تعالي:

إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (9) إنما نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام (10).

ص: 12


1- في المصدر:دعا رسول اللّه بطهور.
2- في المصدر:فألزمها.
3- شواهد التنزيل:393/1 ح 414،و مناقب آل أبي طالب:280/2.
4- سوره 13 - آيه 7
5- تفسير فرات:205،انظر الهامش.
6- مناقب آل أبي طالب:281/2.
7- المصدر السابق.
8- راجع ينابيع المودة:73/2-247،و مناقب آل أبي طالب:281/2،و شواهد التنزيل:294/1-380 الي 395 ح 398 و ما بعده.
9- سوره 13 - آيه 7
10- مناقب آل أبي طالب:280/2.

الباب الثاني و الثلاثون

اشارة

قول النبي صلّي اللّه عليه و آله«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا...»

من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأوّل: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب(المناقب)قال:أخبرنا أبو الحسن بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان الملقب ب(ابن السّقاء)الحافظ الواسطي قال:حدثني أبو بكر محمد بن يحيي الصولي النحوي قال:حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي قال:حدّثنا جهم بن السباق أبو السباق الرياحي حدثني بشر بن المفضل يقول:سمعت الرشيد يقول:سمعت المهدي يقول:سمعت المنصور يقول:حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قدس سرّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تأخر عنها هلك» (1).

الحديث الثاني: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ إذنا قال:حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال:حدّثنا سويد حدّثنا عمر بن ثابت عن موسي بن عبدة عن إياس بن سلمة ابن الأكوع عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا» (2).

الحديث الثالث: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ إذنا قال:حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان قال:

حدّثنا سويد قال:حدّثنا المفضل بن عبد اللّه بن أبي إسحاق عن ابن المعتمر عن أبي ذر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلّف عنها غرق» (3).

الحديث الرابع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال:

حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن علي السقطي املاء قال:حدّثنا أبو يوسف بن سهل الحضرمي قال:

حدّثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال:حدّثنا سليمان بن إبراهيم قال:حدّثنا الحسن بن أبي

ص: 13


1- مناقب ابن المغازلي:/100ح 173.
2- مناقب ابن المغازلي:/100ح 174.
3- مناقب ابن المغازلي:/100ح 175.

جعفر قال:حدّثنا أبو الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلّف عنها غرق» (1).

الحديث الخامس: ابن المغازلي قال أخبرنا أبو نصر الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي قال:حدّثنا أبو الطيب بن الفرخ حدّثنا إبراهيم حدّثنا إسحاق بن سنان حدّثنا مسلم بن إبراهيم حدّثنا الحسن بن أبي جعفر حدّثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر قدّس سرّه قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلّف عنها غرق و من قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال» (2).

الحديث السادس: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الشيخ الصالح كمال الدين أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن علي الجويني فيما كتب إليّ و اجاز لي في روايته في ذي الحجة سنة أربع و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الإمام جمال الدين أبو الفضل جمال بن معين الطبري قال:أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد المستملي أنبأنا أبو[الفتوح حمزة بن محمد بن علي الملقب ببحسول الهمداني،قال:أنبأنا الإمام أبو]الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المذكر بهرات قال:أنبأنا إسماعيل بن زاهر النوماجي في كتابه قال:أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الأصفهاني قال:نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال:نبأنا محمد بن عبد العزيز الكلابي قال:أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حماد المقري عن أبي سلمة عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف غرق.و إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له» (3).

الحديث السابع: إبراهيم الحمويني هذا قال:أخبرني المشايخ الجلّة من أهل الحلّة السيدان الإمامان جمال الدين أحمد بن موسي بن طاوس الحسني و جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي عليهما الرحمة و الإمام العلاّمة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن] يحيي بن سعيد رحمة اللّه عليهم بروايتهم عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن [معد بن فخار الموسوي]عن شاذان بن جبرئيل القمي،عن جعفر بن محمد الدوريستي،عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قدس اللّه أرواحهم قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه

ص: 14


1- مناقب ابن المغازلي:/100ح 176.
2- مناقب ابن المغازلي:/101ح 177.
3- فرائد السمطين:/242/2ب /47ح 516.

محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنّك؛منّي،و أنا منّك لحمك من لحمي،و دمك من دمي،و روحك من روحي،و سريرتك من سريرتي،و علانيتك من علانيتي،و أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي،سعد من اطاعك،و شقي من عصاك،و ربح من تولاك،و خسر من عاداك فاز من لزمك،و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق و مثلكم مثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (1).

و رواه أبو الحسن الفقيه ابن شاذان عن ابن عباس من طريف العامة (2).

الحديث الثامن: إبراهيم الحمويني هذا قال:روي الإمام المفسّر علي بن أحمد الواحدي العديم[النظير]في أنواع الفضائل و استنباط المعاني جزاه اللّه خيرا عن دين الإسلام و عن أهل بيت نبيه محمد عليه و عليهم الصلاة السلام.

و قد أخبرني:جماعة منهم العلامة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني فيما اجازوا إلي روايته عنهم قالوا:أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي عن عبد الجبار بن محمد الخواري إجازة قال:

أنبأنا أبو الحسن علي الواحدي قال:أنبأنا الفضل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه أنبأنا محمد بن إدريس الشامي نبأنا الفضل بن صالح عن أبي إسحاق السبيعي عن حنش بن المعتمر الكناني قال:سمعت أبا ذر و هو أخذ بباب الكعبة و هو يقول:أيها الناس من عرفني فإنا من قد عرفتم و من لا يعرفني فإنا أبو ذر إنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا و من تخلّف عنها هلك» (3).

الحديث التاسع: إبراهيم بن الحمويني قال:الواحدي قال:روي الحاكم في صحيحه عن أحمد ابن جعفر بن حمدان عن عباس القراطيسي عن محمد بن إسماعيل الأحمسي عن المفضل ابن صالح،ثم قال الواحدي:انظر كيف دعاء الخلق إلي التشبث إلي ولائهم و السير تحت لوائهم بضرب مثلهم بسفينة نوح عليه السّلام جعل ما في الآخرة من مخاوف الأخطار و أهوال النار كالبحر الهائج براكبه فيورده مشارع المنية و يفيض عليه سجال البلية،و جعل أهل بيته عليه و عليهم السلام سبب

ص: 15


1- فرائد السمطين:/243/2ب /47ح 517.
2- مائة منقبة:/41المنقبة 18.
3- فرائد السمطين:/246/2ب /48ح 519.

الخلاص من مخاوفه و النجاة من متالفه،و كما لا يعبر البحر الهياج عند تلاطم الأمواج إلا بالسفينة، كذلك لا يأمن من لفح الجحيم و لا يفوز بدار النعيم إلا من تولي أهل بيت الرسول صلوات اللّه عليه و عليهم و نحل لهم ودّه و نصحه و أكد في موالاتهم عقيدته،فإن الذين تخلفوا عن تلك السفينة آلوا شر مآل و خرجوا من الدنيا إلي أنكال و جحيم ذات أغلال و كما ضرب مثلهم سفينة نوح قرنهم بكتاب اللّه تعالي فجعلهم ثاني الكتاب و شفع التنزيل (1).

قال مؤلف هذا الكتاب:انظروا إلي ما ذكرته العامة و هو عين الصواب و العجب كل العجب من اعراضهم عن مثل سفينة نوح الذين ذكروا فيهم ما ذكروا و ركبوا أهوائهم بعد ما تبيّن لهم الحق و نطقوا به و للّه درّ الشاعر حيث قال:

للّه درك يا فتي لو كنت تفعل ما تقول

الحديث العاشر: علي المالكي في كتاب الفصول المهمة عن رافع مولي أبي ذر قال:صعد أبو ذر علي عتبة باب الكعبة و أخذ بحلقة الباب و اسند ظهره إليه و قال:أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها زج في النار».و سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد و مكان العينين من الرأس[فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس]و لا يهتدي الرأس إلاّ بالعينين» (2).

الحديث الحادي عشر: أبو المظفر السمعاني في كتاب(فضائل الصحابة)بالإسناد قال:عن سلمة بن إبراهيم بن الحسين بن أبي جعفر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق» (3).

ص: 16


1- فرائد السمطين:/246/2ب /48ح 519.
2- كنز العمال:155/6 ح 2576،و الفصول المهمة:8 ط.النجف.
3- ذخائر العقبي:20،المستدرك علي الصحيحين:343/2،و 151/3.

فائدة جليلة

في أن نجاة سفينة نوح عليه السّلام كان بالنبي صلّي اللّه عليه و آله

و أمير المؤمنين عليه السّلام و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام

من طريق العامة (1)

ص: 17


1- يؤيد ما سيذكره المصنف أمور: 1-حديث النبي الأعظم صلّي اللّه عليه و آله:«بعث علي مع كل نبي سرا و بعث معي جهرا»(شرح دعاء الجوشن:104،و جامع الاسرار:382-401 ح 763-804،و المراقبات:259). و روته العامة بلفظ:«يا علي إن اللّه تعالي قال لي:يا محمد بعثت عليا مع الأنبياء باطنا و معك ظاهرا»،ثم قال صاحب كتاب القدسيات:و صرح بهذا المعني في قوله:أنت مني بمنزلة هارون من موسي و لكن لا نبي بعدي؛ ليعلموا أن باب النبوة قد ختم و باب الولاية قد فتح(الأنوار النعمانية:30/1). أقول:يوجه كلام صاحب كتاب القدسيات:إن باب الولاية كان موجودا مع كل نبي سرا،إلاّ أنه لم يفتح ظاهرا، فكانوا الأنبياء جميعا يستفيدون من هذا السرّ الولائي الي أن وصل الي النبي الأعظم صلّي اللّه عليه و آله فظهر هذا السرّ الي العلن. 2-ما يأتي في الكتاب الرابع من توسل جميع الأنبياء بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،و قد قدمنا نموذجا منه. 3-و ما روي عن أبي محمد العسكري عليه السّلام قال:«فنحن السنام الأعظم و فينا النبوة و الولاية و الكرم،و نحن منار الهدي و العروة الوثقي،و الأنبياء كانوا يقتبسون من انوارنا و يقتفون آثارنا»(بحار الأنوار:264/26 باب جوامع مناقبهم ح 49،و مشارق انوار اليقين:49) فهذا صريح في أن أنوار محمد و آل محمد عليهم السّلام كانت مع كل نبي سرّا،و الكون ليس لمجرده بل ليستفيدوا منه، و يقتفون آثاره و آثار آل محمد التي لا يعرف تفسيرها إلا هم،و إلاّ كيف يكون للنور السرّي مع كل نبي اثرا يقتفي و يهتدي به؟! 4-و ما روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام لمن سأله عن فضله علي الأنبياء الذين اعطوا من الفضل الواسع و العناية الالهية قال: «و اللّه قد كنت مع ابراهيم في النار؛و انا الذي جعلتها بردا و سلاما، و كنت مع نوح في السفينة فانجيته من الغرق،و كنت مع موسي فعلّمته التوراة،و انطقت عيسي في المهد و علمته الإنجيل،و كنت مع يوسف في الجبّ فانجيته من كيد اخوته،و كنت مع سليمان علي البساط طبع الكتاب في ذيل تاريخ بغداد و لكنه ناقص من أوله و آخره و التي من ضمنها ترجمة الحسن بن أحمد.

ص: 18

قال السيد الأجل أبو القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن الطاوس العلوي الفاطمي في كتاب(أمان اخطار الأسفار)قال:رويت عن شيخي محمد بن النجار متقدم أهل الحديث بالمدرسة المنصورية و كان يجاريني علي مقتضي عقيدته فيما رواه لنا من الأخبار النبوية من كتابه الذي جعله تذييلا علي تاريخ الخطيب (1)فقال في ترجمة الحسن بن أحمد المحمدي بن محمد العلوي ما هذا لفظه:حدث عن القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي و أبي عبد اللّه الغالبي و بكر بن أحمد بن محمد،روي عنه أبو عبد اللّه الحسيني بن الحسن بن زيد الحسيني القصبي أنبأ القاضي أبو الفتح أحمد بن محمد بن بختيار الواسطي قال:كتبت إلي أبي جعفر محمد بن الحسن بن محمد الهمداني قال:أخبرني السيد أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة...و هذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة و قطرة من بحر الحكمة»(المراقبات:245) 11-ما روي في معني قوله صلّي اللّه عليه و آله«اللّه المعطي و أنا القاسم»:جميع ما يخرج من الخزائن الإلهية دنيا و أخري إنما يخرج علي يديه(شرح الشمائل:246/2).

12-و حديث أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا آدم الأول أنا نوح الأول»(الانسان الكامل:168).

13-و روي صاحب بستان الكرامة أن النبي صلّي اللّه عليه و آله كان جالسا و عنده جبرائيل فدخل علي عليه السّلام فقام له جبرائيل عليه السّلام، فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:أتقوم لهذا الفتي!

فقال له عليه السّلام:نعم انّه له عليّ حق التعليم.

فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:كيف ذلك التعليم يا جبرائيل؟

فقال:لمّا خلقني اللّه تعالي سألني من أنت و ما أسمك و من أنا و ما اسمي؟

فتحيّرت في الجواب و بقيت ساكتا،ثم حضر هذا الشاب في عالم الأنوار و علّمني الجواب،فقال:قل أنت ربّي الجليل و اسمك الجليل،و أنا العبد الذليل و اسمي جبرائيل.

و لهذا قمت له و عظمته»(الأنوار النعمانية:15/1)

13-و روي الصفوري قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني عن علم لا يعرفه جبرائيل و ميكائيل»( نزهة المجالس:129/2 ط.التقدم العلمية بمصر 1330 ه،و 144/2 ط.بيروت المكتبة الشعبانية المصورة عن مصر الازهرية 1346 ه)

14-و قال الشعراوي:قلت:«و بذلك قال سيدي علي الخواص سمعته يقول:إن نوحا عليه السّلام أبقي من السفينة لوحا علي اسم علي بن أبي طالب رفع عليه الي السماء فلم يزل محفوظا من الغرق حتي رفع عليه»(الفتوحات الأحمدية لسليمان الجمل:93)

15-و قال رسول البشرية صلّي اللّه عليه و آله:«أنا محمد النبي الأمي لا نبي بعدي،أوتيت جوامع الكلم و خواتمه،و علّمت خزنة النار و حملة العرش»(الشفا بتعريف حقوق المصطفي:170/1 الباب الثالث-الفصل الأول)

ص: 19


1- طبع الكتاب في ذيل تاريخ بغداد و لكنه ناقص من أوله و آخره و التي من ضمنها ترجمة الحسن بن أحمد.

زيد الحسيني بقراءتي عليه بجرجان قال:حدّثنا الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد بن العلوي المحمدي ببغداد في شهر رمضان من سنة خمس و عشرين و أربعمائة قال:حدّثنا القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاد و بكر بن أحمد بن مخلد و أبو عبد اللّه الغالبي قالوا:

حدّثنا محمد بن هارون المنصوري العباسي قال:حدّثنا أحمد بن شاكر قال:حدّثنا يحيي بن أكثم القاضي قال:حدّثنا المأمون عن عطية العوفي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«لما أراد اللّه عزّ و جل أن يهلك قوم نوح عليه السّلام أوحي اللّه إليه أن شق الواح الساج فلمّا شقها لم يدر ما يصنع فهبط جبرائيل عليه السّلام فأراه هيئة السفينة و معه تابوت فيه مائة ألف مسمار فسمّر المسامير كلها في السفينة إلي أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلي مسمار منها فأشرق في يده و اضاء كما يضيء الكوكب الدرّي في أفق السماء،فتحير من ذلك نوح عليه السّلام فانطق اللّه ذلك المسمار بلسان طلق زلق فقال:علي اسم خير الأنبياء محمد بن عبد اللّه،فهبط جبرائيل فقال له:يا جبرائيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟

قال:هذا باسم خير الأولين و الآخرين محمد بن عبد اللّه اسمره في أولها علي جانب السفينة الأيمن ثم ضرب بيده علي مسمار ثان فأشرق و أنار فقال نوح:و ما هذا المسمار؟قال:مسمار أخيه و ابن عمه علي بن أبي طالب عليه السّلام فأسمره علي جانب السفينة اليسار في أولها،ثم ضرب يده إلي مسمار ثالث فزهر و أشرق و أنار،فقال له جبرائيل عليه السّلام:هذا مسمار فاطمة فأسمره إلي جانب مسار أبيها،ثم ضرب بيده إلي مسمار رابع فزهر و أنار،فقال له:هذا مسمار الحسن عليه السّلام فأسمره إلي جانب مسمار أبيه،ثم ضرب بيده إلي مسمار خامس فأشرق و أنار،فقال:يا جبرائيل ما هذه النداوة؟فقال:هذا مسمار الحسين بن علي السيد الجليل الشهيد سيد الشهداء فأسمره إلي جانب مسمار أخيه».

ثم قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«قال اللّه تعالي: وَ حَمَلْناهُ عَلي ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ (1) قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«الألواح خشب السفينة و نحن الدّسر و لولانا ما سارت السفينة بأهلها» (2).

أقول:قال أبو القاسم عقيب هذا الحديث:يقول أبو القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد ابن الطاوس مصنف هذا الكتاب:و إنما ذكرت هذا الحديث لأنه يرويه محمد بن النجّار الذي هو من أعيان أهل الحديث من الأربعة المذاهب و ثقاتهم و من لا يتهم فيما يرويه من فضائل أهل البيت عليهم السّلام و علوّ مقاماتهم و ما رأيت و لا رويته من طريق شيعتهم إلي الآن،فإذا كان نجاة سفينة نوح

ص: 20


1- سوره 54 - آيه 13
2- ملحق من كتاب آل محمد؟؟.

بأهلها هم و هم السبب في النجاة،و هم أصل كل من بقي من ولد آدم صلوات اللّه عليه،فلا عجب إذا صلي الإنسان عليهم عند ركوب كل سفينة شكرا لعلوّ مقاماتهم،و ما ظفرنا به من النجاة ببركاتهم،و إن اختار كل من ركب في سفينة و خاف من أخطارها و معاطيها أن يكتب علي جوانبها في المواضع التي كانت أسماهم في سفينة نوح عليه السّلام توسلا و توصلا في المظفر بما انتهت في النجاة سفينة نوح عليه السّلام إليه،و يكتبه في رقاع و يلصقها في جوانب سفينة ركوبه،فلا يبعد من فضل اللّه جلّ جلاله أن يظفر بمطلوبه و إدراك محبوبه إن شاء اللّه تعالي (1).

ص: 21


1- الأمان من أخطار الأسفار:118-120 الفصل الرابع،و نوادر المعجزات:64،و البحار:328/11 ح 49.

الباب الثالث و الثلاثون

في قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا...»

من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث الحديث الأوّل: ابن بابويه في كتاب(النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام)قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري قدّس سرّه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا محمد بن غياث الكوفي قال:حدثني حماد بن أبي حازم المدني قال:حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده عن أبي سعيد الخدري قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صلاة الأولي ثم اقبل بوجهه الكريم علينا فقال:«معاشر أصحابي:إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح و باب حطة في بني إسرائيل فتمسكوا بأهل بيتي بعدي و الأئمة الراشدين من أهل بيتي (1)فإنكم لن تضلوا أبدا»فقيل:يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك؟قال:«اثنا عشر من أهل بيتي»و قال:«من عترتي» (2).

الحديث الثاني: ابن بابويه من هذا الكتاب قال:حدّثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال:

حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا محمد بن سالم بن عبد الرّحمن الأزدي عن الحسن بن أبي جعفر قال:حدّثنا علي بن زيد عن سعيد ابن المسيب عن أبي ذر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة من بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين تاسعهم قائمهم»ثم قال عليه السّلام:«ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك و مثل باب حطّة في بني إسرائيل» (3).

و بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال الدعاء محجوبا حتي يصلي عليّ و علي أهل بيتي» (4).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن

ص: 22


1- في المصدر:ذريتي.
2- كفاية الأثر:34.
3- كفاية الأثر:34-35.
4- المصدر السابق.

أبي طالب عليه السّلام:«يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبّني و يبغضك،لأنك منّي و أنا منّك،لحمك من لحمي،و دمك من دمي و روحك من روحي،و سريرتك من سريرتي،و علانيتك من علانيتي،و أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي،سعد من اطاعك و شقي من عصاك و ربح من تولاّك و خسر من عاداك و فاز من لزمك و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق،و مثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (1).

الحديث الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه قال:حدثني محمد بن محمد يعني المفيد قال:

أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال:أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم قال:حدّثنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:أخبرني عباد بن يعقوب قال:حدثني الحكم بن ظهير عن أبي إسحاق عن رافع مولي أبي ذر قال:رأيت أبا ذر أخذ بحلقة باب الكعبة مستقبل الناس بوجهه و هو يقول:من عرفني فأنا جندب الغفاري و من لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من قاتلني في الأولي و قاتل أهل بيتي في الثانية حشره اللّه تعالي في الثالثة مع الدجال إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق.و مثل باب حطّة من دخله نجا و من لم يدخله هلك» (2).

الحديث الخامس: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن علي بن هلال المهلبي قال:

حدّثنا علي بن عبد اللّه بن أسد الأصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا الصباح بن يحيي المزني عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد ابن عبد اللّه قال:قام رجل إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قوله تعالي:

أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) قال:«رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذي كان علي بيّنة من ربّه و أنا الشاهد له و منه،و الذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلاّ و قد أنزل اللّه فيه من كتابه طائفة،و الذي نفسي بيده لأن تكونوا تعلمون (4)ما قضي اللّه لنا أهل البيت علي لسان النبي الأمي أحب إليّ من أن يكون لي ملء هذه الرحبة ذهبا،و اللّه ما مثلنا في هذه الأمة إلا كمثل سفينة نوح و كباب حطّة في بني إسرائيل» (5).

ص: 23


1- أمالي الصدوق:/341ح /408المجلس /45ح 18.
2- أمالي الطوسي:/60ح /88مجلس /2ح 57.
3- سوره 11 - آيه 17
4- في المصدر:يعلمون.
5- أمالي المفيد:/145المجلس /18ح 5.

الحديث السادس: الشيخ محمد بن حمد بن علي المعروف بابن القتال في روضة الواعظين عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذكر خطبة يوم غدير خم بطولها إلي أن قال صلّي اللّه عليه و آله:

«معاشر الناس إن عليّا صديق هذه الأمة و فاروقها و محدّثها و أنه هارونها و يوشعها و أصفها و شمعونها و أنه باب حطتها و سفينة نجاتها أنه طالوتها و ذو قرنيها».

الحديث السابع: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال:بينا أنا و حبيش بن المعتمر بمكة إذ قام أبو ذر و أخذ بحلقة الباب ثم نادي بأعلي صوته في الموسم:أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من جهلني فأنا جندب بن جنادة أنا أبو ذر،أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول:«إن مثل أهل بيتي فيكم (1)كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق،و مثل باب حطة في بني إسرائيل،أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول:إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسّكتم بهما،كتاب اللّه و أهل بيتي إلي»إلي آخر الحديث (2).

الحديث الثامن: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال:

حدثني أبو سليمان محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب:قال أخبرنا علي بن محمد البزاز قال:حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي قال:حدّثنا محمد بن محمد الحسن السلولي قال:حدّثنا صالح بن أبي الأسود عن أبان بن تغلب عن حنش بن المعتمر عن أبي ذر عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:قال:«إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه السّلام من دخلها نجا و من تخلّف عنها غرق» (3).

الحديث التاسع: الشيخ في أماليه قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير قال:حدثني عيسي بن مهران قال:أخبرنا مخوّل بن إبراهيم قال:أخبرنا عبد الرّحمن بن الاسود عن علي بن الحزور عن أبي عمر البزاز عن رافع مولي أبي ذر قال:قال:

صعد أبو ذر قدّس سرّه علي درجة الكعبة حتي أخذ بحلقة الباب ثم أسند ظهر إليه ثم قال:أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من انكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يقول:«إنما مثل أهل بيتي في هذه الآية كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها هلك»و سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد و مكان العينين من الرأس فإن الجسد لا يهتدي إلاّ بالرأس و لا يهتدي الرأس إلاّ بالعينين» (4).

ص: 24


1- في المصدر:في أمتي.
2- كتاب سليم بن قيس:457.
3- أمالي الطوسي:/349مجلس /12ح 61.
4- أمالي الطوسي:/482مجلس /17ح 22.

الباب الرابع و الثلاثون

في أهل البيت عليهم السّلام أهل الذكر و هم المسئولون

في قوله تعالي فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: الثعلبي في تفسير قوله تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ (2) قال:قال جابر:لما نزلت هذه الآية قال علي عليه السّلام:«نحن أهل الذكر» (3).

الحديث الثاني: في تفسير يوسف القطّان عن وكيع عن الثوري عن السدّي قال:كنت عند عمر ابن الخطاب إذ اقبل عليه كعب بن الأشرف و مالك بن الصيفي و حي بن أخطب فقالوا:إن في كتابك وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ (4) إذا كان سعة جنة واحدة كسبع سماوات و سبع أرضين فالجنان كلها يوم القيامة أين تكون؟فقال عمر:لا أعلم،فبينما هم في ذلك إذ دخل علي عليه السّلام فقال:

«في شيء أنتم؟»فألقي اليهودي المسألة عليه (5)فقال لهم:«أخبروني أن النهار إذا أقبل الليل أين يكون،و الليل إذا أقبل النهار أين يكون».

قالوا له:في علم اللّه تعالي[يكون]فقال علي عليه السّلام:«كذلك الجنان تكون في علم اللّه»فجاء علي عليه السّلام إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله و أخبره بذلك فنزل فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) (7).

الحديث الثالث: ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في المستخرج من تفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ (8) يعني أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة،و اللّه ما سمّي المؤمن مؤمنا إلا كرامة لعلي بن أبي طالب (9).

ص: 25


1- سوره 16 - آيه 43
2- سوره 16 - آيه 43
3- العمدة عن الثعلبي المخطوط:288 ح 468.
4- سوره 3 - آيه 133
5- في المصدر:فالتفت اليهودي و ذكر المسألة فقال علي عليه السّلام لهم.
6- سوره 16 - آيه 43
7- مناقب آل أبي طالب:175/2،و البحار:174/40.
8- سوره 16 - آيه 43
9- الطرائف:94 ح 131،و الصراط المستقيم مختصرا:217/1.

الباب الخامس و الثلاثون

في أن أهل البيت هم أهل الذكر إن كنت لا تعلمون

من طريق الخاصة و فيه أحد و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الذكر أنا و الأئمة عليهم السّلام أهل الذكر و قوله عزّ و جل: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (2) قال أبو جعفر عليه السّلام:«نحن قومه و نحن المسئولون» (3).

الحديث الثاني: عن ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد بن ارومة عن علي ابن حسان عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (4) (5)قال:«الذكر محمد صلّي اللّه عليه و آله و نحن المسئولون»قال:قلت:قوله: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (6) (7)قال:«ايانا عني و نحن أهل الذكر و نحن المسئولون» (8).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء قال:سألت الرضا عليه السّلام فقلت له:جعلت فداك فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (9) فقال:«نحن أهل الذكر و نحن المسئولون»قلت:أنتم المسئولون و نحن السائلون؟قال:«نعم»،قلت:حقا علينا أن نسألكم؟قال:«نعم»،قلت:حقا عليكم أن تجيبونا،قال:«لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل،أ ما تسمع قول اللّه تبارك و تعالي: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (10) (11)(12).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي قال:كنت عند أبو جعفر عليه السّلام و دخل عليه الورد أخو الكميت فقال:جعلني اللّه فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني منها مسألة واحدة قال:«و لا واحدة يا ورد»قال:بلي قد حضرني منها واحدة،قال:«و ما هي»قال:قول اللّه تبارك تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (13) من هم؟قال«نحن»قلت:علينا أن نسألكم؟قال:

ص: 26


1- سوره 16 - آيه 43
2- سوره 43 - آيه 44
3- الكافي:210/1 ح 1.
4- سوره 16 - آيه 43
5- النحل:45.
6- سوره 43 - آيه 44
7- الزخرف:43.
8- المصدر السابق:ح 2.
9- سوره 16 - آيه 43
10- سوره 38 - آيه 39
11- ص:38.
12- المصدر السابق:ح 3.
13- سوره 16 - آيه 43

«نعم»قلت:عليكم أن تجيبونا؟قال:«ذاك إلينا» (1).

و روي محمد بن الحسن الصفار هذا الحديث في(بصائر الدرجات)عن محمد بن الحسين و ساق السند بعينه و المتن بتغيير يسير في المتن (2).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيي عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«إن من عندنا يزعمون أن قول اللّه عزّ و جل: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (3) إنهم اليهود و النصاري قال:إذا يدعونكم إلي دينهم»؛ثم قال بيده إلي صدره:«نحن أهل الذكر و نحن المسئولون» (4).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:سمعته يقول:قال علي بن الحسين عليه السّلام:«علي الأئمة من الفرض ما ليس علي شيعتهم و علي شيعتنا ما ليس علينا،أمرهم اللّه عزّ و جل أن يسألونا قال: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (5) فأمرهم أن يسألونا و ليس علينا الجواب،إن شئنا أجبنا و إن شئنا أمسكنا» (6).

الحديث السابع: ابن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:كتبت إلي الرضا عليه السّلام كتابا فكان في بعض ما كتبت إليه قال اللّه عزّ و جل: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (7) و قال اللّه عزّ و جلّ: وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (8) فقد فرضت عليهم المسألة و لم يفرض عليكم الجواب؟قال:قال اللّه تبارك و تعالي: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ (9) (10).

و روي هذين الحديثين الصفّار أيضا عن أحمد بن محمد بباقي السّند و المتن (11).

الحديث الثامن: ابن يعقوب عن محمد بن الحسين و غيره عن سهل عن محمد بن عيسي و محمد بن يحيي و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال جل ذكره:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (12) قال:الكتاب الذكر و أهله آل محمد صلّي اللّه عليه و آله أمر اللّه عزّ و جلّ بسؤالهم و لم يؤمروا بسؤال الجهال،و سمّي اللّه عزّ و جلّ القرآن ذكرا فقال تبارك و تعالي: وَ أَنْزَلْنا (13)

ص: 27


1- الكافي:211/1 ح 6.
2- بصائر الدرجات:/59ح /4باب 19.
3- سوره 16 - آيه 43
4- الكافي:211/1 ح 7.
5- سوره 16 - آيه 43
6- المصدر السابق:ح 8.
7- سوره 16 - آيه 43
8- سوره 9 - آيه 122
9- سوره 28 - آيه 50
10- المصدر السابق:ح 9 و الآية في التوبة:123،و الاخري في القصص:50.
11- بصائر الدرجات:/58ح 2-/3باب 19.
12- سوره 16 - آيه 43
13- سوره 16 - آيه 44

إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (1) و قال عزّ و جل: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (2) » (3).

الحديث التاسع: ابن يعقوب عن محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن حمزة بن الطيار أنه عرض علي أبي عبد اللّه عليه السّلام بعض خطب أبيه حتي إذا بلغ موضعا منها قال له:كف و اسكت،ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه و التثبت و الردّ إلي أئمة الهدي حتي يحملوكم فيه علي القصد و يجلوا عنكم فيه العمي و يعرفوكم فيه الحقّ قال اللّه تبارك و تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (4) » (5).

الحديث العاشر: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)و كلّما في هذا عنه فهو منه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) قال:«الذكر القرآن و آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهل الذكر و هم المسئولون» (7).

الحديث الحادي عشر: محمد بن الحسن الصفار و عن محمد بن الحسين عن أبي داود عن سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن مصور عن زرارة قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:قول اللّه تبارك و تعالي:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (8) فمن المعنون (9)بذلك قال:«نحن»،قال:قلت:فأنتم المسئولون قال:«نعم»،قلت:و نحن السائلون،قال:«نعم»،قلت:فعلينا أن نسألكم؟قال:«نعم»، قلت:عليكم أن تجيبونا؟قال:«لا ذلك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل»ثم قال«هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب» (10).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قالا حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت قال:حضر الرضا عليه السّلام فجلس المأمون بمرو و قد اجتمع إليه في مجلسه من علماء أهل العراق و خراسان،و ذكر الحديث في الفرق بين الآل و الأمة و الحديث مذكور بطوله في عيون أخبار الرضا عليه السّلام (11)و تقدم عن قريب في هذا الكتاب في ذكر الحديث إلي أن قال فيه الرضا عليه السّلام:«نحن أهل الذكر الذين قال اللّه تعالي في كتابه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (12) فنحن أهل الذكر

ص: 28


1- سوره 16 - آيه 44
2- سوره 43 - آيه 44
3- الكافي:295/1 ح 3 و الحديث طويل هذا وسطه،و الآية في النحل:46.
4- سوره 16 - آيه 43
5- الكافي:50/1 ح 10.
6- سوره 16 - آيه 43
7- البصائر:/62ح /23باب 19.
8- سوره 16 - آيه 43
9- في المصدر:المعني.
10- البصائر:62-/63ح 25 باب.
11- عيون الأخبار:207/2 ح /1باب 23.
12- سوره 16 - آيه 43

فسألونا إن كنتم لا تعلمون»فقالت العلماء:إنما عني بذلك اليهود و النصاري،فقال أبو الحسن عليه السّلام «سبحان اللّه و هل يجوز ذلك إذا يدعونا إلي دينهم و يقولون:هو أفضل من دين الإسلام».

فقال المأمون:فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا؟فقال:«نعم الذكر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن أهله،و ذلك بيّن في كتاب اللّه حيث يقول في سورة الطلاق: فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ (1) فالذكر رسول اللّه و نحن أهله» (2).

الحديث الثالث عشر: علي بن إبراهيم قال:حدثني محمد بن جعفر قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن أبي داود و سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (3) من المعنون بذلك؟فقال:«نحن و اللّه»فقلت:و أنتم المسئولون؟قال:«نعم»،و ساق الحديث السابق (4)أعني حديث:عن ثعلبة عن مصور عن زرارة قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:إلا أن فيه:و إن شئنا تركنا (5).

الحديث الرابع عشر: الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن هشام قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) من هم؟قال:«نحن»قلت علينا أن نسألكم قال:

«نعم»قال:فقلت:فعليكم أن تجيبونا؟قال:«ذلك إلينا» (7).

الحديث الخامس عشر: المفيد في إرشاده قال:أخبرني الشرف أبو محمد الحسن بن محمد قال:حدثني جدّي قال:حدثني شيخ من أشياخ الري قد علت سنّه قال:حدثني يحيي بن عبد الحميد الحماني عن معاوية بن عمار الدهني عن محمد بن علي بن الحسين عليه السّلام في قوله جلّ اسمه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (8) قال:«نحن أهل الذكر»قال الشيخ المفيد عقيب هذا الحديث:قال الشيخ الرازي:و قد سألت محمد بن مقاتل عن هذا فتكلّم فيه برأيه و قال:هل الذكر العلماء،فذكرت ذلك لأبي زرعة فبقي متعجبا من قوله،و أوردت عليه ما حدثني به يحيي بن عبد الحميد قال:صدق محمد بن علي علي أنهم أهل الذكر،و لعمري إن أبا جعفر لمن أكبر العلماء.

و قد روي أبو جعفر عليه السّلام أخبار المبتدأ و أخبار الأنبياء و كتب عنه الناس المغازي و أثروا عنه السنن و اعتمدوا عليه مناسك التي للحج رواها عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كتبوا عنه تفسير القرآن و روت عنه الخاصة و العامة و أهل الأخبار،و ناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء،و حفظ الناس عنه كثيرا من علم الكلام (9).

ص: 29


1- سوره 65 - آيه 10
2- العيون:216/2.
3- سوره 16 - آيه 43
4- مراده الحديث:11.
5- تفسير القمي:68/2.
6- سوره 16 - آيه 43
7- أمالي الطوسي:/664مجلس /35ح 34.
8- سوره 16 - آيه 43
9- الارشاد:163/2.

الحديث السادس عشر: محمد بن العباس بن ماهيار الشيخ الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن الحصين بن المخارق عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي أمير المؤمنين في قوله عزّ و جلّ:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1) قال:«نحن أهل الذكر» (2).

الحديث السابع عشر: العياشي في تفسيره بحذف الإسناد عن حمزة بن محمد الطيار عرضت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام كلاما لأبي فقال:«اكتب فإنه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف و التثبت فيه و ردّه إلي أئمة الهدي حتي يحملوكم فيه علي القصد،و يجلو عنكم فيه العمي قال اللّه:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (3) » (4).

الحديث الثامن عشر: العياشي بحذف الإسناد عن حمزة بن الطيار قال:عرضت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام بعض خطب أبيه حتي انتهي إلي موضع فقال:«كف»فأمسكت،ثم قال لي:«اكتب و املي علي أنه لا يسعكم،[و ذكر]الحديث الأول» (5).

الحديث التاسع عشر: العيّاشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قلت له:إن من عندنا يزعمون أن قول اللّه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) إنهم اليهود و النصاري فقال:

«اذا يدعوكم إلي دينهم»قال:ثم قال بيده إلي صدره:«نحن أهل الذكر و نحن المسئولون»قال:

قال أبو جعفر عليه السّلام:«الذكر القرآن» (7).

الحديث العشرون: العياشي بإسناده عن أحمد بن محمد قال:كتب إليّ أبو الحسن الرضا عليه السّلام «عافانا اللّه و إياك أحسن عافية إنما شيعتنا من تابعنا و لم يخالفنا،و إذا خفنا خاف و اذا أمنّا أمن قال اللّه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (8) قال: فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ (9) الآية فقد فرضت عليكم المسألة و الردّ إلينا،و لم يفرض علينا الجواب أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا إياكم و ذلك فإنه إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم قال اللّه تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (10) » (11).

الحديث الحادي و العشرون: شرف الدين النجفي فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام روي جابر بن يزيد و محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال:«نحن أهل الذكر» (12).

ص: 30


1- سوره 16 - آيه 43
2- تأويل الآيات:324/1.
3- سوره 16 - آيه 43
4- تفسير العياشي:260/2 ح 30.
5- المصدر السابق:ح 31.
6- سوره 16 - آيه 43
7- تأويل الآيات:261/2 ح 32.
8- سوره 16 - آيه 43
9- سوره 9 - آيه 122
10- سوره 5 - آيه 101
11- تأويل الآيات:261/2 ح 33.
12- تأويل الآيات:255/1 ح 7 و للحديث تتمة.

الباب السادس و الثلاثون

في إن أهل البيت عليهم السّلام هم الحبل الذي أمر للّه تعالي بالاعتصام به

في قوله تعالي وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (1)

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأول: الثعلبي في تفسيره قال:أخبرني عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه حدّثنا عثمان بن الحسن حدّثنا جعفر بن محمد بن أحمد قال:حدّثنا حسن بن حسين حدّثنا يحيي بن علي الربعي عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:«نحن حبل اللّه الذي قال اللّه تعالي: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (2) » (3).

الحديث الثاني: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة من طريق النصاب قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة و كان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية و من النصاب قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا علي بن هاشم و الحسين بن السّكن معا قالا:

حدّثنا عبد الرزاق بن همام قال:أخبرني أبي عن مينا مولي عبد الرحمن بن عوف عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:وفد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهل اليمن فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«جاءكم أهل اليمن يُبسّون بسيسا،فلما دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم،منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي و خلف وصيي،حمائل سيوفهم المسك،فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيك؟فقال:«هو الذي أمركم اللّه بالاعتصام به فقال عزّ و جل: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (4) (5)»فقالوا:يا رسول اللّه بيّن لنا ما هذا الحبل فقال:«هو قول اللّه إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النّاسِ (6) (7)فالحبل من اللّه كتابه،و الحبل من الناس وصيي»فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيّك؟

فقال:«هو الذي أنزل فيه أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (8) (9)»فقالوا:يا رسول اللّه و ما جنب اللّه هذا؟فقال:«هو الذي يقول اللّه فيه وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا (10)

ص: 31


1- سوره 3 - آيه 103
2- سوره 3 - آيه 103
3- العمدة عن الثعلبي المخطوط:288.
4- سوره 3 - آيه 103
5- آل عمران:103.
6- سوره 3 - آيه 112
7- آل عمران:112.
8- سوره 39 - آيه 56
9- الزمر:56.
10- سوره 25 - آيه 27

لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (1) (2) هو وصيي،و السبيل إليّ من بعدي»فقالوا:يا رسول اللّه بالذي بعثك بالحق أرناه فقد اشتقنا إليه،فقال:«هو الذي جعله آية للمؤمنين المتقين فإن نظرتهم إليه نظر من كان له قلب أو القي السمع و هو شهيد عرفتم أنه وصيّي كما عرفتم إني نبيّكم،فتخلّلوا الصفوف و تصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو لأن اللّه عزّ و جل يقول في كتابه:

فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ (3) (4) [أي]إليه و الي ذرّيته عليه السّلام»قال:فقام أبو عامر الاشعري في الأشعريين و أبو غرة الخولاني في الخولانيين و ظبيان و عثمان بن قيس في بني قيس،و عرنة الدوسي في الدّوسيين،و لاحق بن علاقة،فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه و أخذوا بيد[الأنزع] الأصلع البطين و قالوا:إلي هذا أهوت أفئدتنا يا رسول اللّه فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أنتم نخبة اللّه حين عرفتم وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل أن تعرفوه،فبم عرفتم أنه هو»فرفعوا أصواتهم يبكون و قالوا:يا رسول اللّه نظرنا إلي القوم فلم تحن لهم قلوبنا و لما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا و انجاشت أكبادنا و هملت أعيننا و انثلجت (5)صدورنا حتي كأنه لنا أب و نحن عنده (6)بنون،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«(ما يعلم تأويله إلا اللّه و الراسخون في العلم)أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسني و أنتم من النار مبعدون».

فقال:فبقي هؤلاء القوم المسلمون حتي شهدوا مع أمير المؤمنين عليه السّلام الجمل و صفين،فقتلوا بصفين رحمهم اللّه و كان النبي صلّي اللّه عليه و آله يبشرهم بالجنة و أخبرهم إنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه (7).

الحديث الثالث: صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن ابن المبارك بن مسرور قال:حدثني علي بن محمد بن علي الأنذركي بقراءتي عليه قال:أبو القاسم عيسي بن علي الموصلي عن القاضي أبي طاهر محمد بن أحمد بن عمرو النهاوندي قاضي البصرة قال:حدثني محمد بن عبد اللّه بن سليمان بن مطير عن الحسن بن عبد الملك عن أسباط عن الأعمش عن سعد ابن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:كنا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ جاء أعرابي فقال:يا رسول اللّه سمعتك تقول: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ (8) فما حبل اللّه الذي نعتصم به؟فضرب النبي صلّي اللّه عليه و آله يده في يد علي

ص: 32


1- سوره 25 - آيه 27
2- الفرقان:27.
3- سوره 14 - آيه 37
4- ابراهيم:47.
5- انثلجت:ارتاحت و كان في المخطوط:و تبلجت،و انجاشت:اضطربت.
6- في المصدر:له.
7- كتاب الغيبة:39-40 ح 1.
8- سوره 3 - آيه 103

و قال:«تمسّكوا بهذا فهذا هو الحبل المتين» (1).

الحديث الرابع: ابن شهرآشوب عن محمد بن علي العنبري بإسناده عن النبي صلّي اللّه عليه و آله إنه سأل أعرابي عن هذه الآية وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً (2) فأخذ رسول اللّه يده علي و قال:«يا أعرابي هذا حبل اللّه فاعتصم به»فدار الأعرابي من خلف علي و احتضنه (3)و قال:اللهم إني أشهدك أني قد اعتصمت بحبلك،فقال:رسول اللّه:«من سرّه أن ينظر إلي رجل من أهل الجنة فلينظر إلي هذا»ثم قال ابن شهرآشوب:و روي نحو من ذلك عن الباقر عليه السّلام[و الصادق] (4).

ص: 33


1- ينابيع المودة:356/1 ح 11،و تفسير فرات:90 ح 371.
2- سوره 3 - آيه 103
3- في المصدر:فالتزمه.
4- مناقب آل أبي طالب:273/2.

الباب السابع و الثلاثون

في أن أهل البيت عليهم السّلام هم الحبل الذي أمر اللّه عزّ و جل بالاعتصام به

في قوله تعالي وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (1)

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الحديث الأول: السيد الرضي رضي اللّه عنه في الخصائص قال:حدثني هارون بن موسي قال:حدثني أحمد بن محمد بن علي (2)قال:حدّثنا أبو موسي عيسي الضرير البجلي عن أبي الحسين عليه السّلام قال:

«سألت أبي فقلت:ما كان بعد إفاقة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:دخل عليه النساء يبكين و ارتفعت الأصوات و ضج الناس بالباب المهاجرون و الأنصار قال علي عليه السّلام:فبيّنا أنا كذلك إذ نودي أين علي فأقبلت حتي دخلت عليه فانكببت عليه فقال لي:يا أخي فهمك اللّه و سددك و وفّقك و أرشدك و أعانك و غفر لك ذنبك و رفع ذكرك ثم قال:يا أخي إن القوم سيشغلهم عنّي ما يريدون من عرض الدنيا و لهم عليه قادرون فلا يشغلك عنّي ما شغلهم فإنما مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها للّه علما و إنما تؤتي من كل فج عميق و ناد سحيق و إنما أنت العلم علم الهدي و نور الدين و هو نور اللّه يا أخي و الذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد و لقد أخبرت رجلا رجلا مما افترض اللّه عليهم من حقك و ألزمهم من طاعتك فكل أجاب إليك و سلّم الأمر إليك و أني لأعرف خلاف فعلهم فإذا قبضت و فرغت من جميع ما وصيّتك به و غيبتني في قبري فألزم بيتك و اجمع القرآن علي تأليفه و الفرائض و الأحكام علي تنزيله ثم امض ذلك علي عزائمه و علي ما أمرتك به و عليك بالصبر علي ما ينزل بك منهم حتي تقدم علي»قال عيسي:فسألته و قلت له جعلت فداك قد أكثر الناس من قولهم في أن النبي صلّي اللّه عليه و آله أمر أبا بكر بالصلاة ثم أمر عمر فأطرق عني طويلا ثم قال:

«ليس كما ذكر الناس و لكنك يا عيسي كثير البحث عن الأمور لا ترضي إلا بكشفها»فقلت:بأبي أنت و أمي من أسأل عما انتفع به في ديني و تهتدي به نفسي مخافة أن أضل غيرك.

-و في نسخة(الطرائف) (3)الثلاث و الثلاثون:مخافة أن أصل و أنا لا أدري-و هل أجد أحدا

ص: 34


1- سوره 3 - آيه 103
2- في المصدر:عمار.
3- ذكرنا سابقا أن المراد به الطرف لابن طاوس و هو تكملة الطرائف.

يكشف لي المشكلات مثلك.

و قال:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله لما ثقل في مرضه دعا عليّا عليه السّلام فوضع رأسه في حجره فأغمي عليه و حضرت الصلاة فإذن بها فخرجت عائشة و قالت:يا عمر اخرج فصل بالناس فقال:أبوك أولي بها منّي،فقالت:صدقت و لكنه رجل ليّن و أكره أن يواثبه القوم فصل أنت،فقال:بلي يصلي هو و أنا أكفيه و إن وثب واثب أو تحرك متحرك مع أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مغمي عليه و لا أراه يفيق منها و الرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه-يعني عليّا عليه السّلام-فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق فإنه إذا فاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة و قد سمعت مناجاته له منذ الليلة في آخر كلامه يقول:لعلي عليه السّلام الصلاة الصلاة فخرج أبو بكر يصلي بالناس فظنوا أنه بأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يكبر حتي أفاق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ادعوا عمّي يعني العباس رضي اللّه عنه فدعي له فحمله و علي عليه السّلام حتي أخرجاه فصلي بالناس و إنه لقاعد،ثم حمل فوضع علي المنبر بعد ذلك فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين و الأنصار حتي برزت العواتق من خدورها،فبين باك و صائح و مسترجع و واجم و النبي صلّي اللّه عليه و آله يخطب ساعة و يسكت ساعة و كان فيما ذكر من خطبته و قال:يا معاشر المهاجرين و الأنصار من حضر في يومي هذا و ساعته هذه من الإنس و الجن ليبلغ شاهدكم غائبكم ألا و إني قد خلفت فيكم كتاب اللّه فيه النور و الهدي و البيان لما فرض اللّه تبارك و تعالي من شيء حجة عليكم و حجتي و حجة وليي و خلّفت فيكم العلم الأكبر علم الدين و نور الهدي و ضياءه و هو علي بن أبي طالب و هو حبل اللّه وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلي شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (1) .

يا أيها الناس:هذا علي من أحبّه و تولاّه اليوم و بعد اليوم فقد أوفي بما عاهد عليه اللّه و من عاداه و أبغضه اليوم و بعد اليوم جاء يوم القيامة أصم و أعمي لا حجة له عند اللّه أيها الناس:لا تأتوني غدا بالدنيا تزفّونها زفا و يأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين يسيل دماؤهم إيّاكم و اتباع الضلالة و الشوري للجهالة إلا و إن هذا الأمر له أصحاب قد سمّاهم اللّه عزّ و جل إليّ و عرّفنيهم و أبلّغكم ما أرسلت به إليكم و لكنّي أراكم قوما تجهلون لا ترجعوا بعدي كفّارا مرتدين تتأولون الكتاب علي غير معرفة و تبتدعون السنّة بأهواء.و كل سنة و حديث و كلام خالف القرآن فهو زورا و باطل القرآن إمام هاد و له قائد يهدي به و يدعو إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة و هو علي ابن أبي طالب هو وليّ الأمر بعدي و وارث علمي و حكمتي و سري و علانيتي و ما ورثه

ص: 35


1- سوره 3 - آيه 103

النبيّون قبلي و أنا وارث و موروث فلا تكذبنكم أنفسكم.

أيها الناس:اللّه اللّه في أهل بيتي فإنهم أركان الدين و مصابيح الظلام و معادن العلم عليّ أخي و وزيري و أميني و القائم من بعدي بأمر اللّه و أمري و الموفي بذمتي و محيي سنتي و هو أول الناس إيمانا و آخرهم بي عهدا عند الموت و أولهم لقاء إليّ يوم القيامة فليبلغ شاهدكم غائبكم أيها الناس من كانت له تبعة أو دين فليأت علي بن أبي طالب عليه السّلام فإنه ضامن له كله حتي لا يبقي لأحد قبلي تبعة» (1).

الحديث الثاني: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب(الغيبة)قال:أخبرنا محمد بن همام بن سهيل قال:حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الجبري (2)قال:حدّثنا محمد بن زيد بن عبد الرّحمن التيمي عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جده قال:قال علي بن الحسين عليه السّلام:«كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم جالسا و معه أصحابه في المسجد فقال:يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة يسأل عما يعينه (3)،فطلع رجل طوال يشبه رجال مصر فسلم علي رسول اللّه فجلس فقال:يا رسول اللّه إني سمعت اللّه عزّ و جل يقول فيما أنزل: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (4) فما هذا الحبل الذي أمرنا للّه بالاعتصام به و لا نتفرق عنه؟فاطرق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مليا ثم رفع رأسه فاشار بيده إلي علي و قال:«هذا حبل اللّه الذي من تمسّك به عصم به في دنياه و لم يضل في آخرته»فوثب الرجل إلي علي عليه السّلام فاحتضنه من وراء ظهره و هو يقول:اعتصمت بحبل اللّه و حبل رسوله ثم قام فولي فخرج.فقام رجل من الناس فقال:يا رسول اللّه ألحقه فأسأله أن يستغفر اللّه لي؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«اذا تجده موفقا،قال:فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر له،قال له:أ فهمت ما قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ما قلت له؟قال:نعم،قال:فإن كنت مستمسكا بذلك الحبل يغفر لك اللّه و إلا فلا غفر (5)اللّه لك (6).

الحديث الثالث: الشيخ في أماليه قال:أخبرني أبو عمر-و يعني ابن مهدي-قال:حدّثنا أحمد- يعني ابن عقدة-قال:حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال:حدّثنا حسن بن حسين قال:

حدّثنا أبو حفص الصائغ قال أبو العباس:هو عمر بن راشد أبو سليمان عن جعفر بن محمد عليهم السّلام في قوله: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (7) قال:«نحن من النعيم و في قوله: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً (8)

ص: 36


1- خصائص الأئمة:72،و كتاب الطرف لابن طاوس:25-27،و البحار:484/22 ح 31.
2- في المصدر:الحميري.
3- في المصدر:يعنيه.
4- سوره 3 - آيه 103
5- في المصدر:يغفر.
6- غيبة النعماني:/41ح /2باب 2.
7- سوره 102 - آيه 8
8- سوره 3 - آيه 103

وَ لا تَفَرَّقُوا (1) قال علي بن أبي طالب:«حبل اللّه المتين» (2).

الحديث الخامس: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«آل محمد صلّي اللّه عليه و آله:هم حبل اللّه الذي أمر بالاعتصام به فقال: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (3) » (4).

الحديث السادس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله وَ لا تَفَرَّقُوا (5) قال:«إن اللّه تبارك و تعالي علم أنّهم سيتفرقون بعد نبيّهم و يختلفون فنهاهم عن التفرق كما نهي من كان قبلهم فأمرهم أن يجتمعوا علي ولاية آل محمد عليهم الصلاة و السلام و لا يتفرقوا» (6).

ص: 37


1- سوره 3 - آيه 103
2- أمالي الطوسي:/272مجلس /10ح 48.
3- سوره 3 - آيه 103
4- تفسير العياشي:194/1 ح 123.
5- سوره 3 - آيه 103
6- تفسير القمي:108/1.

الباب الثامن و الثلاثون

في أن أمير المؤمنين عليا عليه السّلام هو العروة الوثقي و ولايته

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد بن أعيان علماء العامة بإسناده عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«أنت العروة الوثقي» (1).

الحديث الثاني: أبو الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بحذف الإسناد عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر»فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه اهدنا إلي هذا الباب حتي نعرفه؟

قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين و خليفة اللّه علي الناس أجمعين،معاشر الناس من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب،فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي،معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب عليه السّلام،معاشر الناس من سرّه أن يقتدي بيّ فعليه أن يتوالي ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي» (2).

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدّة الأئمة؟

قال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه،عدّتهم عدة الشهور و هو عند اللّه أثني عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض و عدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسي بن عمران حين ضرب بعصاه[الحجر]فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،[و عدتهم]عدة نقباء بني إسرائيل قال اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (3) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم» (4).

ص: 38


1- مناقب الخوارزمي:/61ح 31.
2- في المصدر تفاوت:من أراد أن يتول اللّه و رسوله فليقتد بعلي بعدي و الائمة.
3- سوره 5 - آيه 12
4- مائة منقبة:71-72 المنقبة 41.

الحديث الثالث: ابن شاذان هذا من طريق العامة بحذف الإسناد عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:

«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منهما من تمسّك منها بالعروة الوثقي قيل:

يا رسول اللّه و ما العروة الوثقي؟قال:ولاية سيد الوصيين قيل:يا رسول للّه من سيد الوصيين قال:

أمير المؤمنين قيل:يا رسول اللّه من أمير المؤمنين قال:مولي المسلمين و إمامهم بعدي قيل:يا رسول اللّه و من مولي المسلمين و إمامهم بعدك؟قال:أخي علي بن أبي طالب».

ص: 39

الباب التاسع و الثلاثون

في أن الأئمة عليهم السّلام هم العروة الوثقي

من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه في معاني الأخبار قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدّثنا عمّي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يتمسّك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية أخي و وصيي علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه فإنه لا يهلك من أحبّه و تولاه و لا ينجو من أبغضه و عاداه» (1).

الحديث الثاني: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزّار قال:

حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا حذيفة أن حجة اللّه عليكم بعدي علي بن أبي طالب الكفر به كفر باللّه و الشرك به شرك باللّه و الشك فيه شك في اللّه و الإلحاد فيه إلحاد في اللّه و الإنكار له إنكار للّه و الإيمان به إيمان باللّه لأنه أخو رسول اللّه و وصيّه و إمام أمته و مولاهم و هو حبل اللّه المتين و عروته الوثقي التي لا انفصام لها و سيهلك فيه أثنان و لا ذنب له محبّ غال و مقصّر يا حذيفة لا تفارقنّ عليا فتفارقني و لا تخالفنّ عليا فتخالفني إن عليا منّي و أنا منه من اسخطه فقد اسخطني و من أرضاه فقد ارضاني» (2).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدّب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشّار عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف الخفّاف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وزيره و وارثه أنا أخو رسول اللّه و وصيه و حبيبه أنا صفيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صاحبه أنا ابن عم رسول اللّه

ص: 40


1- معاني الأخبار:/368ح 1.
2- أمالي الصدوق./264مجلس /36ح 3.

و زوج ابنته و أبو ولده أنا سيد الوصيين و وصي سيد النبيين،و أنا الحجة العظمي و الآية الكبري و المثل الأعلي و باب النبي المصطفي أنا العروة الوثقي و كلمة التقوي و أمين اللّه جل ذكره علي أهل الدنيا» (1).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي قال:حدّثنا عمّي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا و اصدق من اللّه حديثا معاشر الناس إن ربكم جلّ جلاله أمرني أن اقيم لكم عليا علما و إماما و خليفة و وصيا و إن اتخذه أخا و وزيرا معاشر الناس إن عليا باب الهدي بعدي و الدّاعي إلي ربّي و هو صالح المؤمنين وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَي اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (2) معاشر الناس إن عليا منّي ولده ولدي و هو زوج حبيبتي،أمره أمري و نهيه نهيي،معاشر الناس عليكم بطاعته و اجتناب معصيته فإن طاعته طاعتي و معصيته معصيتي،معاشر الناس إن عليا صديق هذه الأمة و فاروقها و محدثها إنه هارونها و يوشعها و آصفها و شمعونها إنه باب حطّتها و سفينة نجاتها إنه طالوتها و ذو قرنيها،معاشر الناس إنه محنة الوري و الحجة العظمي و الآية الكبري و إمام أهل الدنيا و العروة الوثقي معاشر الناس،إن عليا مع الحق،و الحق معه،و علي لسانه معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل ولي له و لا ينجو منها عدوّ له،إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدوّ له و لا يتزحزح عنها ولي له،معاشر أصحابي قد نصحت لكم و بلّغتكم رسالة ربي و لكن لا تحبون الناصحين أقول قولي هذا و استغفر اللّه لي و لكم» (3).

الحديث الخامس: ابن بابويه بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة من ولد الحسين من اطاعهم فقد اطاع اللّه و من عصاهم فقد عصي اللّه هم العروة الوثقي و هم الوسيلة إلي اللّه تعالي» (4).

الحديث السادس: ابن بابويه بإسناده قال رسول اللّه:«من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي فليتمسك بحب علي و أهل بيته» (5).

الحديث السابع: الحسين بن جبير في نخب المناقب بإسناده إلي الرضا عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقي فليتمسك بحب علي بن أبي طالب» (6).

الحديث الثامن: سعد بن عبد اللّه القمي في(بصائر الدرجات)عن أحمد و عبد اللّه ابني محمد

ص: 41


1- أمالي الصدوق:/92مجلس /10ح 7.
2- سوره 41 - آيه 33
3- أمالي الصدوق:/83مجلس /8ح 4.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/63/1ح 217.
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/63/1ح 216.
6- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:63/1 ح 216.

ابن عيسي و محمد بن الحسين بن الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسي بن عبيد عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال في خطبة طويلة له:«مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خلف في أمته كتاب اللّه و وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السّلام و إمام المتقين و حبل اللّه المتين و عروته الوثقي التي لا انفصام لها و عهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد منهما لصاحبه بالتصديق ينطق بالإمام عن اللّه عزّ و جل في الكتاب بما أوجب اللّه فيه علي العباد من طاعة اللّه و طاعة الإمام و ولايته،و واجب حقه الذي أراد اللّه من استكمال دينه و اظهار أمره و الاحتجاج بحجته و الاستضاء بنوره في معادن أهل صفوته و مصطفي أهل خيرته،فأوضح اللّه به الهدي (1)من أهل بيت نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله عن دينه،و أبلج بهم عن منهاج سبيله و وضح (2)بهم عن باطن ينابيع علمه،فمن عرف من أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله واجب حق إمامته وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل طلاوة إسلامه؛لأن اللّه عزّ و جل و رسوله نصب الإمام علما لخلقه و حجة علي أهل عالمه ألبسه تاج الوقار و غشّاه[من]نور الجبّار يمد بسبب إلي السماء لا ينقطع موادّه (3)و لا ينال ما عند اللّه إلاّ بجهة اسبابه (4)،و لا يقبل اللّه معرفة العباد إلا بمعرفته،هو عالم بما يرد عليه من ملبسات الوحي و معمّيات (5)السنن و مشتبهات الفتن،و لم يكن اللّه ليضلهم بعد إذ هداهم حتي يبيّن لهم ما يتقون و تكون الحجة من اللّه علي العباد بالغة» (6).

و روي هذا الحديث محمد بن يعقوب في(الكافي)بزيادة و نقصان هكذا عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليهم السّلام و صفاتهم:«إن اللّه عزّ و جل أوضح بأئمة الهدي من أهل بيت نبيّنا عن دينه و أبلج بهم عن سبيل منهاجه،و منح بهم-في نسخة:و فتح بهم-عن باطن ينابيع علمه،فمن عرف من أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله و أحب حق إمامته وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل طلاوة إسلامه،لأن اللّه تبارك و تعالي نصب الإمام علما لخلقه و جعله حجة علي أهل موادّه و عالمه،ألبسه اللّه تاج الوقار و غشّاه من نور الجبار يمدّ بسبب إلي السماء لا ينقطع عنه موادّه، و لا ينال ما عند اللّه إلاّ بجهة أسبابه،و لا يقبل اللّه أعمال العباد إلاّ بمعرفته،فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجي و معميات السنن و مشتبهات الفتن،فلم يزل اللّه تبارك و تعالي يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه السّلام من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك و يجتبيهم و يرضي بهم لخلقه

ص: 42


1- في المصدر:قد ذخر اللّه بأئمة الهدي.
2- في المصدر:و فتح.
3- في المصدر:موارده.
4- في المصدر:بجهد أسباب سبيله.
5- في المصدر:مصيبات.
6- بصائر الدرجات:433 ح 2 باب 17.

و يرتضيهم،كل ما مضي منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بيّنا و هاديا نيرا و إماما قيما و حجة عالما،أئمة من اللّه يهدون بالحق و به يعدلون حجج اللّه و دعاته و رعاته علي خلقه يدين بهداهم (1)العباد و تستهل بنورهم البلاد و ينموا ببركتهم التلاد،جعلهم اللّه حياة للأنام و مصابيح للظلام و مفاتيح للكلام و دعائم للإسلام جرت بذلك فيهم مقادير اللّه علي محتومها.

فالإمام هو المنتجب المرتضي و الهادي المنتجي و القائم المرتجي اصطفاه اللّه بذلك و اصطنعه علي عينه في الذر حين ذراه و في البرية حين برأه،ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده،اختاره بعلمه و انتجبه لطهره،بقية من آدم عليه السّلام و خيرة من ذرية نوح و مصطفي من آل إبراهيم،و سلالة من إسماعيل صفوة من عترة محمد صلّي اللّه عليه و آله،لم يزل مرعيا بعين اللّه يحفظه و يكلؤه بستره،مطرودا عنه حبائل إبليس و جنوده مدفوعا عنه وقوب الغواسق (2)و نفوث كل فاسق،مصروفا عنه قوارف السوء مبرءا من العاهات،محجوبا عن الآفات معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها،معروفا بالحلم و البرّ في بقاعه (3)منسوبا إلي العفاف و العلم و الفضل عند انتهائه،مسندا إليه أمره والده صامتا عن النطق في حياته،فإذا انقطعت مدة والده إلي أن انتهت به مقادير اللّه إلي مشيئته و جاءت الإرادة من اللّه فيه إلي محبته و بلغ منتهي مدة والده عليه السّلام فمضي و صار أمر اللّه إليه من بعده،و قلّده دينه و جعله الحجة علي عباده و قيّمه في بلاده و أيّده بروحه و أتاه علمه و أنبأه أفضل (4)بيانه،و استودعه سره و انتدبه لعظيم أمره و أنبأه فضل بيان علمه و نصبه علما لخلقه و جعله حجة علي أهل عالمه و ضياء لأهل دينه و القيّم علي عباده.

رضي اللّه به إماما لهم استودعه سره و استحفظه علمه و استخبأه حكمته و استرعاه لدينه و انتدبه لعظيم أمره و أحيا به مناهج سبيله و فرائضه و حدوده،فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل و تحيير أهل الجدل،بالنور الساطع و الشفاء النافع بالحق الأبلج و البيان اللائح من كل مخرج علي طريق المنهج الذي مضي عليه الصادقون من آبائه عليهم السّلام فليس يجهل حق هذا العالم إلاّ شقي،و لا يجحده إلاّ غوي،و لا يصد عنه إلاّ جري علي اللّه جلّ و علا» (5).

ص: 43


1- في المصدر:بهديهم.
2- الغاسق:الليل المظلم،و الوقوب:الدخول.
3- في المصدر:يفاعه:و اليفاع أول السنة.
4- في المصدر:فصل.
5- الكافي:205/1-203 ح 2.

الباب الأربعون

في أن الصراط المستقيم محمد و أهل بيته صلي اللّه عليهم

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده إلي أبي جعفر ابن بابويه قال:نبأنا أبي قال:نبأنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن العباس بن معروف عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزي حميد بن المثني العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال سمعته يقول:«نحن جنب اللّه و نحن صفوته و نحن خيرته نحن مستودع مواريث الأنبياء و نحن أمناء اللّه عز و جل،و نحن حجة اللّه و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم الإسلام و نحن من رحمة اللّه علي خلقه،و نحن بنا يفتح اللّه و بنا يختم و نحن أئمة الهدي و نحن مصابيح الدجي،و نحن منار الهدي و نحن السابقون و نحن الآخرون،و نحن العلم المرفوع للخلق من تمسّك بنا لحق و من تأخر عنا غرق و نحن قادة الغرّ المحجلين،و نحن خير اللّه و نحن الطريق الواضح و الصراط المستقيم إلي اللّه و نحن من نعمة اللّه عزّ و جل علي خلقه و نحن المنهاج،و نحن معدن النبوة و نحن موضع الرسالة و نحن الذين مختلف الملائكة،و نحن السراج لمن استضاء بنا و نحن السبيل لمن اقتدي بنا و نحن الهداة إلي الجنة،و نحن عري الإسلام و نحن الجسور و القناطر من مضي عليها لم يسبق و من تخلف عنها محق،و نحن السّنام الأعظم و نحن بنا ينزل اللّه عزّ و جل الرحمة و بنا يسقون الغيث و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا و ابصرنا و عرف حقّنا و يأخذ بأمرنا فهو منّا و إلينا» (1).

الحديث الثاني: الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالي: اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (2) قال مسلم ابن حيان:سمعت أبا بريدة يقول:صراط محمد و آله (3).

الحديث الثالث: تفسير وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن السدّي عن اسباط و مجاهد عن عبد اللّه بن عباس في قوله: اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (4) قال:قولو معاشر العباد ارشدنا إلي حب محمد و آل بيته (5).

ص: 44


1- فرائد السمطين:/253/2ب /48ح 523.
2- سوره 1 - آيه 6
3- مناقب آل أبي طالب الثعلبي و ابن شاهين:271/2،و نهج الإيمان لابن جبر:540.
4- سوره 1 - آيه 6
5- المصدر السابق.

الباب الحادي و الأربعون

في أن الصراط المستقيم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن حماد عن أبي عبد اللّه صلوات اللّه عليه في قوله: اَلصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (1) قال:«هو أمير المؤمنين-صلوات اللّه عليه-و معرفته و الدليل علي أنه أمير المؤمنين من قوله: وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (2) » (3).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمة اللّه قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عبد اللّه بن الصلت عن يونس بن عبد الرّحمن[عمن ذكره]عن عبد اللّه الحلبي عن أبي عبد اللّه قال:«الصراط المستقيم أمير المؤمنين» (4).

الحديث الثالث: محمد بن الحسن الصفّار عن عمران بن موسي عن موسي بن جعفر عن علي ابن اسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال.سألته عن قول اللّه تبارك و تعالي: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (5) :قال:«هو و اللّه علي هو و اللّه الميزان و الصراط» (6).

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن النضر بن سويد (7)عن خالد بن حماد و محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«أوحي اللّه إلي نبيّه فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (8) إنك علي ولاية علي و علي هو الصراط» (9).

الحديث الخامس: محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن الضر بن سويد عن خالد بن حماد و محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام مثله (10).

الحديث السادس: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا جعفر بن أحمد قال:حدّثنا عبد الكريم بن

ص: 45


1- سوره 1 - آيه 6
2- سوره 43 - آيه 4
3- تفسير القمي:28/1.
4- معاني الأخبار:32 ح 2،باب معني الصراط.
5- سوره 6 - آيه 153
6- البصائر:99 ح 9 باب النوادر.
7- في المصدر:شعيب و في البصائر سويد.
8- سوره 43 - آيه 43
9- الكافي:417/1 ح 24.
10- البصائر:91 ح 7 باب 7.

عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«أوحي اللّه إلي نبيّه فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (1) في علي إنك علي صراط مستقيم أي إنك علي ولاية علي و علي هو الصراط المستقيم» (2).

الحديث السابع: محمد بن الحسن الصفّار عن عبد اللّه بن عامر عن أبي عبد اللّه البرقي عن الحسن بن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (3) «إنّك لتأمر بولاية علي و تدعو إليها و علي هو الصراط المستقيم» (4).

الحديث الثامن: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا جعفر بن أحمد قال:حدّثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله عزّ و جل لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (5) يعني«إنك لتأمر بولاية علي أمير المؤمنين و تدعو لها،و علي هو الصراط المستقيم(صراط اللّه الذي له ما في السماوات و ما في الأرض)يعني عليا أنه جعله خازنا علي ما في السماوات و ما في الأرض من شيء و ائتمنه عليه(ألا إلي اللّه تصير الأمور) (6).

الحديث التاسع: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السّلام قال:قلت: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (7) (8)قال:«إن اللّه ضرب مثلا من حاد عن ولاية علي كمن يمشي علي وجهه لا يهتدي لأمره و جعل من تبعه سويا علي صراط مستقيم،و الصراط المستقيم أمير المؤمنين» (9).

الحديث العاشر: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن النضر بن سويد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالي: اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (10) قال:«الطريق و معرفة الإمام» (11).

الحديث الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسيني قال:حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عيسي بن أبي مريم العجلي قال:

حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن زياد العرزمي قال:حدّثنا علي بن حاتم المنقري عن المفضل ابن عمر قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الصراط قال:«هو الطريق إلي معرفة اللّه عزّ و جل و هما

ص: 46


1- سوره 43 - آيه 43
2- تفسير القمي:286/2.
3- سوره 42 - آيه 52
4- بصائر الدرجات:98 ح 5 باب النوادر في الولاية.
5- سوره 42 - آيه 52
6- تفسير القمي:280/2.
7- سوره 67 - آيه 22
8- المنافقون:3.
9- الكافي:433/1 ح 91.
10- سوره 1 - آيه 6
11- تفسير القمي:28/1.

صراطان:صراط في الدنيا،و صراط في الآخرة،فأما الصراط في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا و اقتدي بهداه مرّ علي الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة و من لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن صراط في الآخرة فتردّي في نار جهنم» (1).

الحديث ثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال:حدثني ثابت الثمالي عن سيد العابدين علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما قال:«ليس بين اللّه و بين حجته حجاب و لا للّه دون حجته ستر،نحن أبواب اللّه و نحن الصراط المستقيم،و نحن عيبة علمه و نحن تراجمة وحيه و نحن أركان توحيده و نحن موضع سرّه» (2).

الحديث الثالث عشر: العياشي في تفسيره بإسناده عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

« اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (3) يعني أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه» (4).

الحديث الرابع عشر: الشيخ محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (5) قال:«في علي بن أبي طالب» (6).

الحديث الخامس عشر: علي بن إبراهيم قال أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (7) قال:«نحن السبيل فمن أبي فهذه السبيل[فقد كفر]» (8).

الحديث السادس عشر: العياشي بإسناده عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام قال: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (9) قال:تدري ما يعني ب صِراطِي مُسْتَقِيماً (10) قلت:لا،قال:«ولاية علي و الأوصياء»قال:«و تدري ما يعني فَاتَّبِعُوهُ (11) ؟قلت:لا،قال:

«يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام-قال-و تدري ما يعني وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (12) ؟ قلت:لا،قال:«ولاية فلان و فلان و اللّه»قال:و تدري ما يعني فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (13) ؟قلت:لا، قال:«يعني سبيل علي عليه السّلام» (14).

ص: 47


1- معاني الأخبار:/32ح 1.
2- معاني الأخبار:/35ح 5.
3- سوره 1 - آيه 6
4- تفسير العياشي:24/1 ح 25.
5- سوره 43 - آيه 43
6- تأويل الآيات:560/2 ح 21.
7- سوره 6 - آيه 153
8- تفسير القمي:221/1.
9- سوره 6 - آيه 153
10- سوره 6 - آيه 153
11- سوره 6 - آيه 153
12- سوره 6 - آيه 153
13- سوره 6 - آيه 153
14- تفسير العياشي:384/1 ح 125.

الحديث السابع عشر: العياشي بإسناده عن سعد عن أبي جعفر عليه السّلام وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (1) قال:«آل محمد صلّي اللّه عليه و آله الصراط الذي دلّ عليه» (2).

الحديث الثامن عشر: ابن الفارسي في(الروضة)قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (3) قال:«سألت اللّه أن يجعلها لعلي ففعل» (4).

الحديث التاسع عشر: شرف الدين النجفي في(تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة)قال:

تأويله ما ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (5) قال:«طريق الإمامة فاتّبعوه وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ (6) أي طرقا غيرها ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (7) (8).

ثم قال شرف الدين:و ذكر علي بن يوسف بن جبر في كتاب(نهج الإيمان)قال:«الصراط المستقيم»هو علي بن أبي طالب في هذه الآية لما رواه إبراهيم الثقفي في كتابه بإسناده إلي أبي بريدة الأسلمي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (9) قال:«سألت اللّه أن يجعلها لعلي ففعل» (10).

قلت:و روي ابن شهرآشوب هذا الحديث في كتاب(المناقب)عن إبراهيم الثقفي بإسناده عن أبي بريدة الأسلمي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحديث بعينه (11).

الحديث العشرون: ابن شهرآشوب عن ابن عباس كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يحكم و علي بين يديه مقابله و رجل عن يمينه و رجل عن شماله فقال عليه السّلام:«اليمين و الشمال مضلة و الطريق المستوي الجادة»ثم أشار بيده وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (12) الآية (13).

الحديث الحادي و العشرون: عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلّي اللّه عليه و آله بينما (14)أصحابه عنده إذ قال و أشار بيده إلي عليّ: هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (15) الآية[فقال النبي:كفاك يا عدوي] (16)

الحديث الثاني و العشرون: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا جعفر بن أحمد قال:حدّثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام نزلت هاتان الآيتان هكذا قول اللّه: حَتّي إِذا جاءَنا (17) يعني فلانا و فلانا يقول احدهما لصاحبه حين

ص: 48


1- سوره 6 - آيه 153
2- المصدر السابق:ح 126.
3- سوره 6 - آيه 153
4- روضة الواعظين:106.
5- سوره 6 - آيه 153
6- سوره 6 - آيه 153
7- سوره 6 - آيه 153
8- تأويل الآيات:167/1 ح 9.
9- سوره 6 - آيه 153
10- المصدر السابق:ح 10،و نهج الإيمان لابن جبر:539.
11- مناقب آل أبي طالب:270/2.
12- سوره 6 - آيه 153
13- المصدر السابق:271.
14- في المصدر:هيأ.
15- سوره 6 - آيه 153
16- مناقب آل أبي طالب:271/2.
17- سوره 43 - آيه 38

يراه:يا ليت بيني و بينك بعد المشرقين فبئس القرين فقال اللّه لنبيّه:قل لفلان و فلان و اتباعهما لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم إنكم في العذاب مشتركون ثم قال اللّه لنبيّه أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ مَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (1) يعني من فلان و فلان و اتباعهما ثم أوحي اللّه إلي نبيّه فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (2) في علي إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (3) يعني إنك علي ولاية علي و هو علي الصراط المستقيم» (4).

الحديث الثالث و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:

حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال:حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم قال:حدّثنا ألوان بن محمد قال:حدّثنا حنان بن سدير عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:قول اللّه عزّ و جل في الحمد صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (5) «يعني محمدا و ذريّته صلوات اللّه عليهم» (6).

الحديث الرابع و العشرون: محمد بن الحسن الصفّار في(بصائر الدرجات)عن عبد اللّه بن عامر عن العباس بن معروف و عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزي عن أبي بصير عن أبي خيثمة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:«نحن جنب اللّه و صفوته و نحن خيرته و نحن مستودع مواريث الأنبياء،و نحن أمناء اللّه و نحن حجة اللّه و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم الإسلام و نحن من رحمة اللّه علي خلقه،و نحن الذين بنا يفتح[اللّه]و بنا يختم،و نحن أئمة الهدي و نحن مصابيح الدجي،و نحن منار الهدي و نحن السّباقون (7)و نحن الآخرون،و نحن العلم المرفوع للخلق من تمسّك بنا لحق و من تخلف عنها غرق،و نحن قادة الغر المحجلين و نحن خيرة اللّه و نحن الطريق و الصراط المستقيم إلي اللّه،و نحن نعمة اللّه علي خلقه و نحن المنهاج و نحن معدن النبوة و نحن موضع الرسالة و نحن الذين إلينا مختلف الملائكة و نحن السراج لمن استضاء بنا، و نحن السبيل لمن اقتدي بنا و نحن الهداة إلي الجنة و نحن عز الإسلام و نحن المحسودون و نحن القناطر (8)من مضي عليها لم يسبق (9)و من تخلف عنها محق،و نحن السنام الأعظم و نحن الذين بنا تنزل الرحمة و بنا تسقون الغيث و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب،فمن عرفنا و نصرنا و عرف حقّنا و أخذ بأمرنا فهو منّا و إلينا».

ص: 49


1- سوره 43 - آيه 40
2- سوره 43 - آيه 43
3- سوره 43 - آيه 43
4- تفسير القمي:286/2.
5- سوره 1 - آيه 7
6- معاني الأخبار:/36ح 7.
7- في المصدر:السابقون.
8- في المصدر:الجسور القناطر.
9- في المصدر:سبق.

الباب الثاني و الأربعون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1)

يعني محمدا صلّي اللّه عليه و آله و آل محمد عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث الحديث الأول: صدر الأئمة عند المخالفين اخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتاب(الفضائل)قال:انبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الحافظ الهمداني إجازة قال:أخبرنا الحسن بن أحمد المنقري أخ أحمد بن عبد اللّه الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد أخ محمد ابن عثمان أخ إبراهيم بن محمد بن ميمون حدّثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2) قال:هو علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه (3).

الحديث الثاني: موفق بن أحمد هذا قال:انبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا أخبرنا الحسن ابن أحمد المنقري أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ اخ محمد بن أحمد بن علي بن مخلّد أخ محمد ابن عثمان حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون حدّثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللّه عنه قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (4) قال:

«هو علي بن أبي طالب عليه السّلام» (5).

قلت:رواه موفق مكرر أو كرره لاختلاف بعض رواته.

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني من اعيان علماء العامة قال:أخبرنا الإمام مجد الدين محمد بن يحيي بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي بقراءتي عليه في داره بمدينة قزوين في شهور سنة سبع و سبعين و ستمائة قلت له:أخبركم الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي إجازة؟قال:نعم،قال:قال:أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة بسماعي عليه قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي النوقاني قال:أنبأنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي قال:قال أخبرني عبد اللّه بن محمد بن

ص: 50


1- سوره 9 - آيه 119
2- سوره 9 - آيه 119
3- المناقب:/280ح 273.
4- سوره 9 - آيه 119
5- المناقب:/280ح 273.

عبد اللّه،نبأنا محمد بن عثمان بن الحسن،نبأنا محمد بن الحسين بن صالح،نبأنا علي بن جعفر بن موسي،نبأنا جندل بن والق،نبأنا محمد بن عمر المازني حدّثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1) قال:«مع علي بن أبي طالب عليه السّلام و أصحابه» (2).

الحديث الرابع: أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق بن موسي بن مهران الأصفهاني في كتابه بإسناده عن ابن عباس قدّس سرّه في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (3) قال:

هو علي بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الحديث الخامس: أبو نعيم هذا عن جعفر بن محمد في قوله عزّ و جل: اِتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (5) قال:«محمد و علي عليهما السّلام» (6).

الحديث السادس: ابن شهرآشوب من طريق العامة من تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان حدّثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (7) قال:أمر اللّه الصحابة أن يخافوا اللّه ثم قال: وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (8) يعني مع محمد و أهل بيته (9).

الحديث السابع: ابن شهرآشوب أيضا من طريق العامة من كتاب(شرف المصطفي)عن الحركوشي و الكشف عن الثعلبي قالا:روي الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام في هذه الآية قال:«محمد و آله عليهم السّلام» (10).

ص: 51


1- سوره 9 - آيه 119
2- فرائد السمطين:/369/1ب /68ح 299.
3- سوره 9 - آيه 119
4- الدر المنثور:290/3،و تاريخ دمشق:361/42 ط.دار الفكر.
5- سوره 9 - آيه 119
6- كشف الغمة:375/2،و ما نزل في القرآن في علي لابي نعيم:104.
7- سوره 9 - آيه 119
8- سوره 9 - آيه 119
9- مناقب آل أبي طالب:288/2.
10- المصدر السابق و فيه:محمد و علي.

الباب الثالث و الأربعون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1)

يعني النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة صلوات اللّه عليهم

من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن حامد عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: اِتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2) قال:«إيانا عني» (3).

و روي:هذا الحديث محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)بعين السند و المتن (4).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (5) قال:«الصادقون هم الأئمة و الصديقون بطاعتهم» (6).

الحديث الثالث: محمد بن الحسن الصفار عن الحسين بن محمد بن معلي بن محمد عن الحسن عن أحمد بن بن محمد:قال:سألت الرضا عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (7) قال:«الصادقين الأئمة الصديقون بطاعتهم» (8).

الحديث الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر-يعني ابن مهدي-قال:أخبرنا أحمد-يعني بن عقدة-قال:حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال:حدّثنا حسين بن حماد عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (9) قال:

«مع علي بن أبي طالب عليه السّلام» (10).

الحديث الخامس: محمد بن الحسن الشيباني في(نهج البيان)في معني الآية قال:روي عن أبي

ص: 52


1- سوره 9 - آيه 119
2- سوره 9 - آيه 119
3- الكافي:208/1 ح 1.
4- البصائر:/51ح /1باب 14.
5- سوره 9 - آيه 119
6- الكافي:208/1 ح 2.
7- سوره 9 - آيه 119
8- البصائر:/51ح /2باب 14.
9- سوره 9 - آيه 119
10- أمالي الطوسي:/255ح /461مجلس /9ح 53.

جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام:إن الصادقين هاهنا هم الأئمة الطاهرون من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله»قال:و روي أيضا«أن النبي صلّي اللّه عليه و آله سئل عن(الصادقين) هاهنا فقال:هم علي و فاطمة و حسن و حسين و ذريّتهم الطاهرون إلي يوم القيامة» (1).

الحديث السادس: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)قال:روي عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2) قال:مع آل محمد صلّي اللّه عليه و آله (3).

الحديث السابع: سليم بن قيس الهلالي في كتابه في حديث المناشدة قال أمير المؤمنين:

«فأنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه عزّ و جلّ أنزل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (4) ؟

فقال سلمان:يا رسول اللّه أ عامة هي أم خاصة؟قال:أما المأمورون فالعامة مع المؤمنين (5)أمروا بذلك،و أما الصادقون فخاصة لأخي علي و الأوصياء من بعده إلي يوم القيامة» (6).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده في تفسيره عن أبي حمزة الثمالي قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:«يا أبا حمزة إنما يعبد اللّه من عرف اللّه و أما من لم يعرف اللّه كأنما يعبد غيره هكذا ضال».

قلت:أصلحك اللّه و ما معرفة اللّه؟قال:تصدق اللّه و تصدق محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في موالاة علي و الائتمام به و بأئمة الهدي من بعده و البراءة إلي اللّه من عدوّهم و كذلك عرفان اللّه».

قال:قلت:أصلحك اللّه أي شيء إذا عملته أنا استكملت حقيقة الإيمان؟

قال:«توالي أولياء اللّه و تعادي أعداء اللّه و تكون مع الصادقين كما امرك اللّه»قال:قلت:و من أولياء اللّه و من أعداء اللّه؟فقال:«أولياء محمد رسول اللّه و علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين،ثم انتهي الأمر إلينا ثم ابني جعفر و أومأ إلي جعفر و هو جالس،فمن والي هؤلاء فقد والي أولياء اللّه و كان مع الصادقين كما أمر اللّه».

قلت:و من أعداء اللّه أصلحك اللّه؟

قال:«الأوثان الأربعة»قال:قلت:من هم؟قال:«أبو الفصيل و رمع و نعثل (7)و معاوية (8)و من دان بدينهم،فمن عادي هؤلاء فقد عادي أعداء اللّه» (9).

ص: 53


1- البرهان:170/2 ح 7-15 عنه.
2- سوره 9 - آيه 119
3- مجمع البيان:140/5.
4- سوره 9 - آيه 119
5- في المصدر:فعامة المؤمنين.
6- سليم بن قيس:200 و الحديث طويل.
7- في بعض المصادر ذكرت الأسماء:يغوث و يعوق و نسر و هبل و ما أثبتناه موافق للمصدر و البحار.
8- أبو الفصيل كنية أبو بكر في الجاهلية،و رمع:مقلوبة من عمر،و نعثل اسم شخص طويل اللحية للإشارة لعثمان.
9- تفسير العياشي:116/2 ح 155.

الحديث التاسع: العياشي بإسناده قال:روي المعلي بن خنيس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1) [قال:]«بطاعتهم» (2).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن هشام بن عجلان قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أسألك عن شيء لا أسأل عنه أحدا بعدك،أسألك عن الإيمان الذي لا يسع الناس جهله قال:«شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه،و إقرار بما جاء من عند اللّه،و اقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت و صوم شهر رمضان،و الولاية لنا و البراءة من عدوّنا و تكون مع الصديقين» (3).

ص: 54


1- سوره 9 - آيه 119
2- تفسير العياشي:117/2 ح 156.
3- المصدر السابق:ح 157.

الباب الرابع و الأربعون

في أن ولاية رسول اللّه و ولاية أمير المؤمنين بعث اللّه عليها النبيين عليهم السّلام

في قوله تعالي وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (1)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من اعيان علماء العامة قال:انبأني الشيخ الحافظ شهردار بن شيرويه بن شهر دارا الديلمي إجازة قال:أنبأنا أحمد بن خلف حدّثنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيع حدّثنا محمد بن المظفر حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن غزوان حدّثنا علي بن جابر حدّثنا محمد بن خالد الحافظ بن عبد اللّه حدّثنا محمد بن الفضيل حدّثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أتاني ملك فقال:يا محمد وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (2) قال:قلت علي ما بعثوا قال:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب» (3).

الحديث الثاني: أبو نعيم المحدث الأصفهاني في(حلية الأولياء)في تفسير قوله تعالي:

وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (4) ليلة أسري به جمع اللّه بينه و بين الأنبياء قال:سلهم يا محمد علي ما ذا بعثتم؟

قالوا:بعثنا علي شهادة إلا إله إلا اللّه و الاقرار بنبوتك و الولاية لعلي عليه السّلام» (5).

الحديث الثالث: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما عرج بي إلي السماء انتهي بي المسير مع جبرائيل إلي السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال لي جبرائيل:يا محمد هذا البيت المعمور خلقه اللّه تعالي قبل خلق السماوات و الأرضين بخمسين ألف عام،قم يا محمد فصلّ إليه،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:و جمع اللّه (6)النبيين فصفهم

ص: 55


1- سوره 43 - آيه 45
2- سوره 43 - آيه 45
3- فرائد السمطين:/81/1ب /15ح 62.
4- سوره 43 - آيه 45
5- أخرجه الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث مسندا:96 النوع الثالث،و العمدة:/353ح 680، و الطرائف:/101ح 147 عن أبي نعيم.
6- في المصدر:ثم أمر اللّه حتي اجتمع.

جبرائيل ورائي صفّا فصلّيت بهم فلما سلمت (1)أتاني آت من عند ربي فقال لي:يا محمد ربّك يقرئك السلام و يقول لك:سل الرسل علي ما ذا ارسلتم من قبلي (2)،فقلت:معاشر الرسل علي ما ذا بعثكم ربي قبلي؟فقالت الرسل:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب و هو قوله: وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (3) » (4).

ص: 56


1- في المصدر:فلما فرغت من الصلاة.
2- في المصدر:قبلك.
3- سوره 43 - آيه 45
4- مائة منقبة:150 المنقبة 82.

الباب الخامس و الأربعون

في أن ولاية رسول اللّه و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام

بعث اللّه جل جلاله عليها النبيين عليهم السّلام في قوله وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (1)

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث:

الحديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام عن جعفر بن محمد الحسيني عن علي بن إبراهيم القطّان عن عباد بن يعقوب عن محمد بن الفضيل عن محمد بن سويد (2)عن علقمة بن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حديث الإسراء:«فإذا ملك قد أتاني فقال:يا محمد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا علي ما ذا بعثتم، فقال لهم:معاشر الرسل و النبيين علي ما ذا بعثكم اللّه قبلي؟قالوا:علي ولايتك يا محمد و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (3).

الحديث الثاني: الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلي محمد بن مروان قال:حدّثنا السائب بإسناده عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما عرج بي إلي السماء انتهي بي المسير مع جبرائيل إلي السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر،فقال لي جبرائيل:يا محمد هذا البيت المعمور خلقه اللّه قبل خلق السماوات و الأرض بخمسين ألف عام فصل فيه الصلاة، و جمع إليه النبيين و المرسلين فصفهم جبرائيل صفا فصلّيت بهم،فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال:يا محمد ربّك يقرئك السلام،و يقول لك اسأل الرسل علي ما ذا أرسلتم من قبلي، فقلت:معاشر الأنبياء و الرسل علي ما ذا بعثكم ربي قبلي؟قالوا:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام و ذلك قوله: وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (4) » (5).

الحديث الثالث: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان) (6)عن أمير المؤمنين عليه السّلام«فهذا من براهين نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله التي أتاه اللّه إياها و اوجب أنه الحجة علي سائر خلقه،لأنه لما ختم به الأنبياء و جعله اللّه رسولا إلي جميع الأمم و سائر الملل خصه بالارتقاء إلي السماء عند المعراج،و جمع

ص: 57


1- سوره 43 - آيه 45
2- في المصدر:سوقة.
3- تأويل الآيات:563/2 ح 29.
4- سوره 43 - آيه 45
5- البحار:307/26 و 155/36.
6- لم يذكره في التفسير بل ذكره في الاحتجاج.

له يومئذ الأنبياء فعلم منهم ما ارسلوا به و حملوه من عزائم اللّه و آياته و براهينه،و اقروا أجمعين بفضله و فضل الأوصياء و الحجج في الأرض من بعده،و فضل شيعة وصيّه من المؤمنين و المؤمنات الذين سلموا لأهل الفضل فضلهم و لم يستكبروا عن أمرهم و عرف من أطاعهم و عصاهم من أممهم و سائر من مضي و من غير (1)أو تقدم أو تأخر» (2).

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن سلمة بن الخطاب عن علي بن يوسف عن العباس عن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن محمد بن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«ولايتنا ولاية اللّه التي لم يبعث اللّه نبيّا قط إلاّ بها» (3).

الحديث الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد-يعني المفيد- قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال:أخبرني أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام عن أبيه عن جده قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما قبض اللّه نبيا حتي أمر اللّه أن يوصي إلي أفضل عشيرته من عصبته و أمرني أن أوصي فقلت:إلي من يا رب؟فقال:أوص يا محمد إلي ابن عمك علي بن أبي طالب،فإني قد أثبته في الكتب السالفة و كتبت فيها أنه وصيّك و علي ذلك أخذت ميثاق الخلائق و مواثيق انبيائي و رسلي أخذت مواثيقهم لي بالربوبية و لك يا محمد بالنبوة و لعلي بن أبي طالب عليه السّلام بالولاية» (4).

الحديث السادس: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن عليه السّلام قال:«ولاية علي مكتوب في جميع صحف الأنبياء و لن يبعث اللّه نبيّا إلاّ بنبوة محمد و وصيّه علي عليهما السّلام» (5).

ص: 58


1- غبر:ذهب.
2- الاحتجاج:370/1،و تفسير نور الثقلين:607/4 ح 64.
3- الكافي:437/1 ح 3.
4- أمالي الطوسي:/104مجلس /4ح 14.
5- البصائر:/92ح /1باب 8 من الجزء الثاني.

الباب السادس و الأربعون

في أن الأئمة الاثني عشر أركان الإيمان

و لا يقبل اللّه جل جلاله الأعمال من العباد إلاّ بولايتهم

من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه قال:نبأنا أبي قال:نبأنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن العباس بن معروف عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزي حميد بن المثني العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال سمعته يقول:«نحن أمناء اللّه عزّ و جلّ و نحن حجة اللّه و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم الإسلام» (1).

الحديث الثاني: أبو المؤيد موفق بن أحمد من اعيان علماء العامة في كتاب(الفضائل)قال:

حدثني فخر القضاة نجم الدين أبي منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي قال:أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا علي ابن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد بن صالح عن سليمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرّحمن بن زيد عن زيد بن جابر عن سلامة عن أبي سليمان راعي رسول اللّه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ليلة أسري بي إلي السماء قال لي الجليل جل جلاله: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (2) فقلت: وَ الْمُؤْمِنُونَ (3) قال:صدقت،قال:من خلفت في أمتك؟قلت:خيرها،قال:

علي بن أبي طالب،قلت:نعم يا رب،قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي،فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلي و هو علي يا محمد إني خلقتك و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نوري و عرضت ولايتكم علي أهل السماوات و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان

ص: 59


1- فرائد السمطين:/253/2ب /48ح 523.
2- سوره 2 - آيه 285
3- سوره 2 - آيه 285

عندي من الكافرين،يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتي ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتي يقرّ بولايتكم،يا محمد تحب أن تراهم؟قلت:نعم يا رب فقال:التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي ابن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي عليه السّلام في ضحضاح من نور قيام يصلّون و هو في وسطهم-يعني المهدي عليه السّلام-كأنه كوكب درّي و قال:يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك و عزّتي إنّه الحجة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي» (1).

الحديث الثالث: موفق بن أحمد هذا من كتابه قال:ابن أبي سيد الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد قال:أخبرنا الحسن بن أحمد المنقري أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ حدّثنا محمد بن أحمد ابن الحسن حدّثنا أحمد بن الحسين بن نصر قال:حدّثنا إسماعيل بن عبيد كتابة حدّثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة قدّس سرّه من مسند زيد بن علي قدّس سرّه حدّثنا الفضل ابن العباس حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن سهل حدّثنا محمد عبد اللّه الباكري حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء حدّثنا أبي عن زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي:«يا علي لو أن عبدا عبد اللّه عزّ و جل مثل ما قام نوح في قومه و كان له مثل أحد ذهبا فانفقه في سبيل اللّه و مد في عمره حتي حج ألف عام علي قدميه ثم قتل بين الصفا و المروة مظلوما ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة و لم يدخلها» (2).

الحديث الرابع: موفق بن أحمد هذا من كتاب قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان قال:

أخبرنا أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري عن عبد العزيز بن عبد اللّه عن جعفر بن محمد عن عبد الكريم قال:حدثني فيحان العطّار أبو نصر عن أحمد بن محمد بن الوليد عن ربيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أن خلق اللّه تعالي آدم و نفخ فيه من روحه عطس آدم فقال:الحمد للّه فأوحي اللّه تعالي إليه حمدني عبدي و عزتي و جلالي لو لا عبدان أريد أن اخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك قال:إلهي فيكونان مني؟قال:نعم يا آدم ارفع رأسك و انظر فرفع رأسه و إذا مكتوب علي العرش لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه نبي الرحمة علي مقيم الحجة و من عرف حق علي زكي و طاب و من انكر حقه لعن و خاب اقسمت

ص: 60


1- رواه عن الموفق بن أحمد ابن طاوس في الطرائف:/172ح 270،و لم نجده في المناقب.
2- المناقب:/68ح 40.

بعزتي أن ادخل من اطاعه الجنة و ان عصاني و اقسمت بعزتي أن ادخل النار من عصاه و إن اطاعني» (1).

الحديث الخامس: موفق بن أحمد هذا قال:ذكر محمد بن أحمد شاذان قال:حدثني القاضي أبو محمد الحسن بن محمد بن موسي عن علي بن ثابت عن حفص بن عمر عن يحيي بن جعفر عن عبد الرّحمن بن إبراهيم عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب عليّا قبل اللّه منه صلاته و صيامه و قيامه و استجاب دعائه ألا و من أحب عليّا أعطاه اللّه بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة،ألا و من أحب آل محمد أمن من الحساب و الميزان و الصراط،ألا و من مات علي حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء ألا و من ابغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة اللّه» (2).

الحديث السادس: أحمد بن مردويه الحافظ الثقة عند العامة قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه ابن الحسين،حدّثنا عبد العزيز بن يحيي البصري أخبرنا أبو أحمد،حدّثنا مغيرة بن أحمد المهلبي حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح الازدي،حدّثنا علي بن هاشم بن البريد،حدّثنا جابر الجعفي عن صالح بن ميثم عن أبيه قال:سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من لقي اللّه تعالي و هو جاحد ولاية علي بن أبي طالب لقي اللّه و هو عليه غضبان و لا يقبل اللّه منه شيئا من أعماله فيوكل به سبعون ملكا يتفلون في وجهه و يحشره اللّه تعالي أسود الوجه أزرق العين».

قلنا:يا أبا العباس أ ينفع حب علي عليه السّلام في الآخرة؟قال:قد تنازع أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حبّه حتي سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«دعوني حتي أسأل الوحي فلما هبط جبرائيل سأله فقال:أسأل ربي عزّ و جل هذا،فرجعه إلي السماء ثم هبط إلي الأرض فقال:يا محمد إن اللّه تعالي يقرأ عليك السلام و يقول:أحب عليا فمن أحبّه فقد أحبني،و من أبغضه فقد أبغضني يا محمد حيث تكن يكن[علي]و حيث يكون[علي]محبوه و إن اجترحوا» (3).

الحديث السابع: أبو المؤيد موفق بن أحمد المتقدم قال:نبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني أخبرني أحمد بن نصر بن أحمد أخبرني الحسين بن أبي العباس الفقيه أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن محمد الهروي بنهاوند و أخبرني سليمان بن أحمد الطبراني حدثني محمد بن يوسف الضبّي حدثني محمد بن سعيد الخزاعي حدثني عمرو بن

ص: 61


1- المناقب:/318ح 320.
2- المناقب:/72ح 51.
3- الطرائف:156 ح 243 عن ابن مردويه،و الأربعين للماحوزي:347،و البحار:294/39.

حمزة أبو أسد القيسي حدثني خلف بن مهران أبو الربيع عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضرّ معها سيئة و بغضه سيئة لا تنفع معها حسنة» (1).

الحديث الثامن: موفق بن أحمد هذا قال:قال:نبأني مهذب الأئمة هذا أخبرني أبو القاسم بن أبي بكر الحافظ أخبرني أبو الحسين عاصم بن الحسين بن محمد بن علي أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد عن عبد الرّحمن ابن عقدة الحافظ حدثني الحسن بن علي بن بزيع حدثني عمر بن إبراهيم حدثنا سواد ابن مصعب الهمداني عن الحكم بن عتيبة عن يحيي الجزّار عن عبد اللّه بن مسعود قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من زعم أنه آمن بي و بما جئت به و هو يبغض عليّا فهو كاذب ليس بمؤمن» (2).

الحديث التاسع: أبو المظفر السمعاني من اعيان علماء العامة في كتاب(مناقب الصحابة) بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعرفات و أنا و علي عليه السّلام عنده فأومأ النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي علي عليه السّلام فقال:«يا علي ضع خمسك في خمسي-يعني كفك في كفي-يا علي خلقت أنا و أنت من شجرة أنا أصلها و أنت فرعها و الحسن و الحسين أغصانها فمن تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة،يا علي لو أن أمتي صاموا حتي يكونوا كالحنايا و صلّوا حتي كانوا كالأوتار ثم أبغضوك لأكبّهم اللّه علي وجوههم[في الدار]» (3).

و روي:هذا الحديث من طريق العامة أيضا إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب(فرائد السمطين)قال:أخبرنا العدل ظهير الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمود الكازروني بقراءتي عليه ببغداد بالرباط البسطامي تجاه مسجد القمرية غربي دجلة قلت له:

أخبرتك الشيخة الصالحة ضوء الصباح عجيبة بنت أبي بكر محمد بن أبي طالب بن أحمد بن مرزوق الباقداري إجازة فأقرّ به (4).

و أخبرني عنها أيضا إجازة الشيخ المحدث عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن الزجاج العلقمي بقراءته علينا في جمادي الأولي سنة اربع و أربعين و ستمائة قالت:أنبأنا الشيخ الثقة أبو الحسن يحيي عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قراءة عليه

ص: 62


1- المناقب:/75ح 56.
2- المناقب:/76ح 57.
3- تاريخ دمشق:6442/ ط.دار الفكر،و الفردوسي للديلمي:331/5 ح 8345.
4- فرائد السمطين:/51/1ب /4ح 16.

و أنا استمع قال:أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن جحشويه قال:أنبأنا الشيخ الزاهد الولي أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي القزويني قال:أنبأنا أبو الفتح يوسف بن عمرو بن مسرور القواس إملاء من لفظة يوم السبت لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثة و ثماني و ثلاثمائة قال:

حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم الطوابيقي إملاء من لفظة سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة قال:أنبأنا أحمد بن زنجويه بن موسي قال:نبأنا عثمان بن عبد اللّه العثماني قال:نبأنا عبد اللّه بن لهيعة عن أبي الزبير المكي قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعرفات و علي عليه السّلام تجاهه فأومأ إليّ و إلي علي عليه السّلام فأتينا فقال:«ادن منّي يا عليّ فدنا علي منه فقال:اطرح خمسك في خمسي-يعني كفّك في كفي-يا علي أنا و أنت من شجرة أنا أصلها أنت فرعها و الحسن و الحسين غصانها فمن تعلق بغصن من أغصانها ادخله اللّه تعالي الجنة،يا علي لو أن أمتي صاموا حتي يكونوا كالحنايا و صلوا حتي يكونوا كالأوتار ثم أبغضوك لأكبّهم اللّه تعالي في النار» (1).

قال مؤلّف هذا الكتاب:يكفي في بغض علي و بنيه عليهم السّلام تقديم غيرهم عليهم و موالاة غيرهم كما جاءت به الروايات.

الحديث العاشر: من طريق العامة المخالفين ما رواه الحبري يرفعه إلي أبي عبد اللّه الجدلي قال:دخلت علي علي عليه السّلام فقال:«يا أبا عبد اللّه ألا أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها ادخله اللّه الجنة و قبل منه و السيئة التي من جاء بها ادخله اللّه النار و لم يقبل له معها عمل؟قال:قلت:بلي يا أمير المؤمنين،فقال:«الحسنة[ولاية علي و] (2)حبّنا و السيئة بغضنا فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (3) ثم قال:يا أبا عبد اللّه الحسنة حبّنا و السيئة بغضنا» (4).

الحديث الحادي عشر: من طريق العامة أيضا ما رواه أبو نعيم الحافظ بإسناده عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال علي عليه السّلام:«[أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله اللّه الجنة و ب]السيئة التي من جاء بها كبّت وجوههم في النار فلم يقبل معها عمل ثم قرأ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (5) ثم قال:

«يا أبا عبد اللّه الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (6).

ص: 63


1- فرائد السمطين:/51/1ب /4ح 16.
2- مناقب آل أبي طالب:296/2 عن تفسير الثعلبي المخطوط.
3- سوره 27 - آيه 90
4- تفسير الجري:68 ح 28،و شواهد التنزيل:549/1 ح 582،و ينابيع المودة:291/1.
5- سوره 27 - آيه 89
6- شواهد التنزيل:552/1 ح 587،و ينابيع المودة:291/1.

الحديث الثاني عشر: من طريق العامة ما ذكره ابن شاذان أبو الحسن الفقيه في(المناقب المائة في فضائل أمير المؤمنين علي عليه السّلام و فضائل الأئمة عليهم السّلام)من طرق العامة بحذف الإسناد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حدثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال:من علم (1)أن لا إله إلا أنا وحدي و أن محمدا عبدي و رسولي،و أن علي بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي و نجيته من النار بعفوي و أبحت له جواري،و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي،إن ناداني لبيته و إن دعاني أجبته،و إن سألني أعطيته و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته و إن فرّ منّي دعوته و إن رجع إليّ قبلته،و إن قرع بابي فتحته.

و من لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي،فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته،و إن سألني حرمته و إن ناداني لم أسمع ندائه و إن دعاني لم أستجب دعائه،و إن رجاني خيبته و ذلك جزاؤه منّي و ما أنا بظلاّم للعبيد.

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟قال:

الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين،ثم الباقر محمد بن علي و ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه منّي السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسي،ثم التقي محمد بن علي،ثم النقي علي بن محمد،ثم الزكي الحسن بن علي،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني و بهم يمسك السماء أن تقع علي الأرض[إلا باذنه]و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها» (2).

الحديث الثالث عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم قال:أخبرني شيخنا الإمام مجد الدين محمد بن يحيي بن الحسين أبو الحسن الكرخي إجازة إن لم يكن سماعا[أخبرنا الرضي المؤيد بن محمد بن علي إجازة،أنبأنا جدي لأمي محمد بن العباس العصاري أبو العباس سماعا عليه،قال:]عليه،أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي قال:أنبأنا أبو إسحاق أحمد

ص: 64


1- في المصدر:أقر.
2- مائة منقبة:167-169 المنقبة 92 و انظر الهامش.

ابن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال في تفسير قوله تعالي: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (1) قوله: مَنْ جاءَ (2) أي من وافي اللّه تعالي (3).

ثم قال:إبراهيم بن محمد الحمويني هذا أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن محمد الفامي أنبأنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي ببغداد نبأنا أبو بكر محمد بن الحسين البيهقي السّبيعي بحلب حدثني الحسين بن إبراهيم الجصّاص أنبأنا حسين بن الحكم نبأنا إسماعيل بن أبان عن فضيل بن الزبير عن أبي داود السبيعي عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:دخلت علي علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«يا أبا عبد اللّه ألا أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها ادخله اللّه الجنة و السيئة التي من جاء بها اكبّه اللّه في النار و لم يقبل معها عملا؟قلت:بلي قال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا فله خير منها أي فله من هذه الحسنة خير منها يوم القيامة».

و عن ابن عباس أيضا فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (4) يعني الثواب لأن الطاعة فعل العبد و الثواب فعل اللّه تعالي.

و قيل:هو أن اللّه تعالي يقبل إيمانه و حسناته و يقول اللّه سبحانه خير من عمل العبد.

و قيل: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (5) أي رضوان اللّه تعالي قال اللّه تعالي و رضوان من اللّه اكبر.

و قال:محمد بن كعب و عبد الرّحمن بن زيد فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (6) أي الاضعاف إعطاء اللّه تعالي بالواحدة عشرا فصاعدا فهذا خير منها،و لقد احسن ابن كعب بن زيد في تأويلهما لأن للأضعاف خصائص منها:أن العبد يسأل عن عمله و لا يسأل عن الاضعاف،و منها:أن للشيطان سبيلا إلي عمله و لا سبيل إلي الاضعاف و لأنه لا يطمع للخصوم في الاضعاف و لأن دار الحسنة الدنيا و دار الاضعاف الجنة و لأن الحسنة علي استحقاق العبد و التضعيف كما يليق بكرم الرب سبحانه (7).

الحديث الرابع عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:أخبرني أحمد بن إبراهيم بن عمر إجازة عن عبد الرّحمن بن عبد السميع إجازة عن شاذان بن جبرائيل قراءة عليه أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن علي أبو عبد اللّه قال:أنبأنا أبو علي الحداد قال:نبأنا أبو نعيم قال:نبأنا ابن سهل قال:نبأنا أحمد بن محمد بن شيبة أبو العباس قال:نبأنا محمد ابن الحسين الخثعمي قال:نبأنا أرطأة بن حبيب قال:نبأنا فضيل بن الزبير الرّسان عن عبد الملك عن زاذان و أبي داود عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال علي صلوات اللّه عليه و آله:«يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها آمن من الفزع الأكبر يوم القيامة و بالسيئة التي من جاء بها كبّت

ص: 65


1- سوره 27 - آيه 89
2- سوره 27 - آيه 89
3- فرائد السمطين:/297/2ب /61ح 554.
4- سوره 27 - آيه 89
5- سوره 27 - آيه 89
6- سوره 27 - آيه 89
7- فرائد السمطين:/297/2ب /61ح 554.

وجوههم في النار فلم يقبل منهما عمل»ثم قرأ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ (1) ثم قال:يا أبا عبد اللّه الحسنة حبّنا و السيئة بغضنا» (2).

الحديث الخامس عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الشيخ الصالح السيد شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة اللّه ابن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه بها قال:أنبأنا الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي إجازة قال:

أنبأنا جدي الأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف ب(عباسة)سماعا قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي قال:أنبأنا الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي قال:نبأنا عبد اللّه بن حامد،حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسين البلخي نبأنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق،نبأنا محمد بن اسلم الطوسي،نبأنا يعلي بن عبيد عن إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن خازم عن جرير بن عبد اللّه البجلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من مات علي حب آل محمد مات شهيدا و من مات علي حب آل محمد مات مغفورا له ألا و من مات علي حب آل محمد مات تائبا،ألا و من مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان،ألا و من مات علي حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر و نكير ألا و من مات علي حب آل محمد يزف إلي الجنة كما تزف العروس إلي بيت زوجها،ألا و من مات علي حب آل محمد جعل اللّه زوّار قبره ملائكة الرّحمن،ألا و من مات علي حب آل محمد مات علي السنّة و الجماعة،ألا و من مات علي بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمد مات كافرا،ألا و من مات علي بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة» (3).

الحديث السادس عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني انبأني العدل أبو طالب الحسين بن عبد اللّه و الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بروايتهما عن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن كتابة برواية عن أبي الفضل محمد بن ناصر بن علي السلامي و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمرو بن الأشعث أبي القاسم الأشعبي الدمشقي البغدادي المعروف ب(السمرقندي)بروايتهما عن الشيخ العدل أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان قراءة عليه و أنا اسمع فاقرّبه قال:

ص: 66


1- سوره 27 - آيه 89
2- فرائد السمطين:/299/2ب /61ح 555.
3- فرائد السمطين:/255/2ب /49ح 524.

نبأنا القاسم بن العباس المقرئ قال:نبأنا زكريا بن يحيي الخزار المقدسي قراءة عليه و أنا اسمع قال:

نبأنا إسماعيل بن عبادة قال:نبأنا شريك عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من بيت زينب بنت جحش و أتي بيت أم سلمة و كان يومها من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يلبث أن جاء علي عليه السّلام فدقّ الباب دقا خفيفا فاثبت النبي صلّي اللّه عليه و آله الدقّ فانكرته أم سلمة و قال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قومي فافتحي له».قالت:يا رسول اللّه من هذا الذي الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب أتلقاه بمعاصمي،و قد نزلت فيّ آية في كتاب اللّه بالأمس قال لها:«كهيئة المغضب إن طاعة الرسول لطاعة اللّه و من عصي رسول اللّه فقد عصي اللّه إن بالباب رجلا ليس بنزق و لا علق يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله لم يكن ليدخل حتي ينقطع الوطي».

قالت:فقمت و أنا اختال في مشيتي و أنا أقول:بخ بخ من ذا الذي يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله.ففتحت الباب فأخذ بعضادتي الباب حتي إذا لم يسمع حسيسا و لا حركة و صرت في خدري استاذن فدخل قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أم سلمة أ تعرفينه؟».

قلت:نعم يا رسول اللّه هذا علي ابن أبي طالب.

قال:«صدقت سيد أحبّه،لحمه من لحمي و دمه من دمي،و هو عيبة علمي فاسمعي و اشهدي و هو قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين من بعدي فاسمعي و اشهدي،و هو قاضي عداتي فاسمعي و اشهدي و هو و اللّه محيي سنتي فاسمعي و اشهدي لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام و ألف عام و ألف عام بين الركن و المقام و لقي اللّه عزّ و جل مبغضا لعلي بن أبي طالب و عترتي اكبّه اللّه علي منخريه يوم القيامة في جهنم» (1).

في ما يدخل في هذا الباب كثيرة يقتصر في هذا الباب علي هذا القدر،و إن شاء اللّه تعالي يأتي في آخر باب في هذا المعني من طرقهم في هذا المعني كثيرة.

ص: 67


1- فرائد السمطين:/331/1ب /61ح 257.مع اختلاف في أسماء الرواة.

الباب السابع و الأربعون

في أن الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام أركان الإيمان

و لا يعرف اللّه جل جلاله و لا رسوله صلّي اللّه عليه و آله إلاّ بمعرفتهم

و لا يقبل أعمال العباد إلاّ بمعرفتهم و ولايتهم و البراءة من أعدائهم

من طريق الخاصة و فيه تسعة و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن الحسن الصفار عن عبد اللّه بن عامر عن العباس بن معروف و عبد اللّه ابن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزي عن أبي بصير عن أبي خيثمة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

سمعت يقول:«نحن حجة اللّه و نحن أركان المؤمنين (1)و نحن دعائم الإسلام» (2).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء قال:حدثنا محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال:قال لي أبو جعفر:«إنما يعبد اللّه من يعرف اللّه،فأمّا من لا يعرف اللّه فإنما يعبده هكذا ضلالا»قال:جعلت فداك فما معرفة اللّه؟.

قال:«تصديق اللّه عزّ و جل و تصديق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مولاه علي و الائتمام به و بأئمة الهدي عليهم السّلام و البراءة إلي اللّه عزّ و جل من عدوّهم،هكذا يعرف اللّه عزّ و جل» (3).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن الحسين عن معلي عن الحسن بن علي عن أحمد بن عائذ عن أبيه عن ابن أذينة قال:حدّثنا غير واحد عن أحدهما عليهما السّلام أنّه قال:«لا يكون العبد مؤمنا حتي يعرف اللّه و رسوله و الأئمة عليهم السّلام كلهم و إمام زمانه و يرد إليه و يسلّم له-ثم قال-:كيف يعرف الآخر و هو يجهل الأول» (4).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة علي

ص: 68


1- في المصدر:الإيمان.
2- بصائر الدرجات:/83ح /10باب 3 من الجزء الثاني.
3- أصول الكافي:180/1 ح 1 باب معرفة الإمام و الرد إليه.
4- المصدر السابق:ح 2.

جميع الخلق؟فقال:«إن اللّه عزّ و جل بعث محمدا صلّي اللّه عليه و آله إلي الناس أجمعين رسولا و حجة علي جميع خلقه في أرضه،فمن آمن باللّه و بمحمد صلّي اللّه عليه و آله و اتّبعه و صدقه،فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه،و من لم يؤمن باللّه و برسوله و لم يتّبعه و لم يصدقه و يعرف حقهما فكيف يجب عليه معرفة الإمام و هو لا يؤمن باللّه و رسوله و يعرف حقّهما» (1)قال:قلت له:فمن يؤمن باللّه و رسوله و يصدق رسوله في جميع ما أنزل اللّه يجب علي أوليائكم (2)معرفتكم؟قال:«نعم أ ليس هؤلاء يعرفون فلانا و فلانا؟»قلت:بلي.قال:أ تري أن اللّه هو الذي أوقع في قلوبهم معرفة هؤلاء،و اللّه ما أوقع ذلك في قلوبهم إلاّ الشيطان لا و اللّه ما ألهم المؤمنين حقنا إلاّ اللّه» (3).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عمر بن أبي المقدام عن جابر قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«إنما يعرف اللّه عزّ و جل و يعبده من عرف اللّه و عرف إمامه منّا أهل البيت،و من لا يعرف اللّه عزّ و جل و لا يعرف الإمام منّا أهل البيت فإنما يعرف و يعبد غير اللّه،هكذا و اللّه ضالا» (4).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد بن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة عن أيّوب عن معاوية بن وهب عن ذريح قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الأئمة عليهم السّلام بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:«كان أمير المؤمنين ثم كان الحسن إماما ثم كان علي بن الحسين إماما،ثم كان علي بن الحسين إماما،ثم كان محمد بن علي إماما،من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة اللّه تبارك و تعالي و معرفة رسوله صلّي اللّه عليه و آله»-ثم قال-قلت:ثم أنت جعلت فداك؟فاعدتها عليه ثلاث مرات.فقال لي:«إنما حدثتك لتكون من شهداء اللّه تبارك و تعالي في أرضه» (5).

الحديث السابع: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:جاء ابن الكوّاء إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:يا أمير المؤمنين وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (6) (7)فقال نحن علي الأعراف و نحن نعرف أنصارنا بسيماهم،و نحن الأعراف الذي لا يعرف اللّه عزّ و جل إلاّ بسبيل معرفتنا،و نحن الأعراف يعرّفنا عزّ و جل علي الصراط فلا يدخل الجنة إلاّ من عرفنا و عرفناه،و لا يدخل النار إلاّ من أنكرنا و أنكرناه،إن اللّه تبارك و تعالي لو شاء لعرّف العباد

ص: 69


1- في الموضعين عطفا علي المنفي.
2- في المصدر:أولئك حق.
3- المصدر السابق:ح 3.
4- المصدر السابق:ح 4.
5- المصدر السابق:ح 5.
6- سوره 7 - آيه 46
7- الأعراف:46.

نفسه و لكن جعلنا أبوابه و صراطه و سبيله و الوجه الذي يؤتي منه،فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون،فلا سواء من اعتصم الناس به،و لا سواء حيث ذهب الناس إلي عيون كدرة يفرغ بعضها من بعض و ذهب من ذهب إلينا إلي عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها و لا انقطاع» (1).

الحديث الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عيسي القمي قدّس سرّه قال:حدثني علي بن محمد ماجيلويه قال:حدثني أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت أخي و وارثي و وصي و خليفتي في أهلي و أمتي في حياتي و بعد مماتي محبّك محبي و مبغضك مبغضي،يا علي أنا و أنت أبوا هذه الأمة،يا علي أنا و أنت و الأئمة من ولدك سادات في الدنيا و ملوك في الآخرة من عرفنا فقد عرف اللّه،و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ و جل» (2).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال:حدّثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسي عليهما السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا سيّد من خلق اللّه عزّ و جل و أنا خير من جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل و حملة العرش و جميع ملائكة اللّه المقربين و أنبياء اللّه المرسلين،و أنا صاحب الشفاعة و الحوض الشريف،و أنا و علي أبوا هذه الأمة من عرفنا فقد عرف اللّه و من أنكرنا فقد أنكر للّه عزّ و جل،و من علي سبطا أمتي و سيدا شباب أهل الجنة:الحسن،الحسين،و من ولد الحسين تسعة طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي تاسعهم قائمهم و مهديهم» (3).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قدّس سرّه قال:حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال أمير المؤمنين في خطبة:أنا الهادي و أنا المهتدي و أنا أبو اليتامي و المساكين و زوج الأرامل،و أنا ملجأ كل ضعيف و مأمن كل خائف،و أنا قائد المؤمنين إلي الجنة و أنا حبل اللّه المتين،و أنا عروة اللّه الوثقي و كلمة اللّه التقوي،و أنا عين اللّه و لسانه الصادق و يده، و أنا جنب اللّه أن الذي يقول(أن تقول نفس يا حسرتي علي ما فرطت في جنب اللّه)،و أنا يد اللّه

ص: 70


1- الكافي:184/1 ح 9.
2- أمالي الصدوق:/754مجلس /94ح 6.
3- كمال الدين و تمام النعمة:/261ح 7.

المبسوطة علي عباده بالرحمة و المغفرة،و أنا باب حطة من عرفني و عرف حقي فقد عرف ربّه لأني وصي نبيّه في أرضه و حجته علي خلقه لا ينكر هذا إلاّ رادّ علي اللّه و علي و رسوله.

قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث:الجنب الطاعة في لغة العرب يقال:هذا صغير في جنب اللّه أي في طاعة اللّه عزّ و جل قال اللّه عزّ و جل: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (1) (2)أي في طاعة اللّه عزّ و جل (3).

الحديث الحادي العشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر و المشرك به مشرك،و المحب له مؤمن و المبغض له منافق،و المقتفي لأثره لاحق و المحارب له فارق،و الراد عليه زاهق،علي نور للّه في بلاده،و حجّته علي عباده،علي سيف اللّه علي أعدائه،و وارث علم أنبيائه،علي كلمة اللّه العليا و كلمة أعدائه السفلي،علي سيد الأوصياء و وصي سيد الأنبياء علي عليه السّلام أمير المؤمنين،و قائد الغرّ المحجلين و إمام المسلمين لا يقبل اللّه الإيمان إلاّ بولايته و طاعته» (4).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال خرجت مع الحسن البصري و أنس بن مالك حتي أتينا باب أم سلمة(رض)و قعد أنس علي الباب و دخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن و هو يقول:السلام عليك يا أماه و رحمة اللّه و بركاته فقالت له:و عليك السلام من أنت يا بني؟فقال:أنا الحسن البصري.فقالت له:

فيما جئت يا حسن؟فقال لها:جئت لتحدثيني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي بن أبي طالب عليه السّلام.

فقالت أم سلمة:و اللّه لأحدّثنّك بحديث سمعته اذناي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إلا فصمّتا أو رأته عيناي و إلا فعميتا و وعاه قلبي و إلا فطبع اللّه عليه و اخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب:«يا علي ما من عبد لقي اللّه عزّ و جل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي اللّه بعبادة صنم أو وثن»قال:فسمعت الحسن البصري و هو يقول:اللّه اكبر أشهد أن عليا مولاي و مولي

ص: 71


1- سوره 39 - آيه 56
2- الزمر:56.
3- معاني الأخبار:/17ح 14.
4- أمالي الصدوق:/61مجلس /3ح 6.

المؤمنين فلمّا خرج قال له أنس بن مالك:ما لي أراك تكبّر؟قال:سألت أمّنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام فقالت كذا أو كذا فقلت:اللّه أكبر اشهد أن عليا مولاي و مولي كل مؤمن قال:فسمعت عنه ذلك أنس بن مالك و هو يقول:اشهد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال هذه المقالة ثلث مرات أو اربع مرات (1).

الحديث الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن موسي بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي أبي حمزة عن أبيه عن يحيي بن أبي القاسم عن الصادق جعفر بن محمد عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه:الأئمة بعدي اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجة اللّه علي أمتي بعدي المقرّ بهم مؤمن و المنكر لهم كافر» (2).

الحديث الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل قدّس سرّه قال:حدثني محمد بن أبي عبد اللّه قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد عن الحسن ابن علي أبي حمزة الثمالي عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حدثني جبرائيل عن رب العزّة جل جلاله أنّه قال:من علم أن لا إله إلاّ اللّه وحدي و أن محمدا عبدي و رسولي و أن علي بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي و أنجيته من النار بعفوي و ابحت له جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصّتي و خالصتي إن ناداني لبيته،و إن سألني أعطيته،و إن سكت ابتدأته،و إن أساء رحمته،و إن فرّ منّي دعوته،و إن رجع إليّ قبلته،و إن قرع بابي فتحته.

و من لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي أو شهد و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي إن قصدني حجبته،و إن سألني حرمته،و إن ناداني لم أسمع نداه،و إن دعاني لم أسمع دعائه،و إن رجاني خيبته و ذلك جزاؤه منّي و ما أنا بظلاّم للعبيد فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟

قال:الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين،ثم الباقر محمد بن علي و ستدركه يا جابر فإذا ادركته فاقرأه منّي السلام،ثم الصادق جعفر بن

ص: 72


1- أمالي الصدوق:/392مجلس /51ح 15.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/61/2ح 28.

محمد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسي،ثم التقي محمد بن علي،ثم النقي علي بن محمد،ثم الزكي الحسن بن علي،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا مهم فقد أنكرني بهم يمسك اللّه عزّ و جلّ السماء أن تقع علي الأرض إلاّ بإذنه و بهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها» (1).

الحديث الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدثني علي بن الحسن قال:حدثني هارون بن موسي قال:حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال:حدّثنا أبو عمر أحمد بن علي الفندي قال:حدّثنا علي بن سعد بن مسروق حدّثنا عبد الكريم بن هلال المكي عن أبي الطفيل عن أبي ذر قدّس سرّه قال:سمعت فاطمة عليهما السّلام تقول:«سألت أبي صلّي اللّه عليه و آله عن قول للّه تبارك و تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (2) قال:هم الأئمة بعدي عليّ و سبطاي و تسعة من صلب الحسين عليهم السّلام فهم رجال الأعراف لا يدخل الجنة إلاّ من يعرفهم و يعرفونه و لا يدخل النار إلاّ من أنكرهم و ينكرونه و لا يعرف اللّه تعالي إلاّ بسبيل معرفتهم» (3).

الحديث السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قدّس سرّه قال أخبرنا محمد بن محمد الهمداني قال:حدثني محمد بن هشام قال:حدّثنا علي بن الحسن السائح قال:

سمعت الحسن بن علي عليه السّلام-أي العسكري عليه السّلام قال-:«حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب لا يحبك إلاّ مؤمن طابت ولادته و لا يبغضك إلاّ من خبثت ولادته و لا يواليك إلاّ مؤمن و لا يعاديك إلاّ كافر فقام إليه عبد اللّه بن مسعود فقال:يا رسول اللّه قد عرفنا علامة خبيث الولادة و الكافر في حياتك ببغض علي و عداوته فما علامة خبيث الولادة و الكافر بعد إذا اظهر الإسلام بلسانه و اخفي مكنون سريرته؟فقال عليه السّلام:يا ابن مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي و خليفتي عليكم فإذا مضي فابني الحسن إمامكم بعده و خليفتي عليكم، فإذا مضي فابني الحسين إمامكم بعده و خليفتي عليكم ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد أئمتكم و خلفائي عليكم تاسعهم قائمهم قائم أمتي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما لا يحبهم إلاّ من طابت ولادته و لا يبغضهم إلاّ من خبثت ولادته و لا يواليهم إلا مؤمن و لا يعاديهم إلاّ كافر،و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،و من أنكرني فقد أنكر اللّه،و من جحد واحدا منهم فقد جحدني و من جحدني فقد جحد اللّه عزّ و جل؛لأن طاعتهم طاعتي و طاعتي

ص: 73


1- كمال الدين و تمام النعمة:/258ح 3.
2- سوره 7 - آيه 46
3- كفاية الأثر:195.

طاعة اللّه و معصيتهم معصيتي و معصيتي معصية اللّه عزّ و جل يا ابن مسعود إياك أن تجد في نفسك حرجا مما قضيت فتكفر بعزة ربي و ما أنا متكلف و لا ناطق عن الهوي في علي و الأئمة من ولده ثم قال عليه السّلام-و هو رافع يديه إلي السماء-اللهمّ وال من والي خلفائي و الأئمة بعدي و عاد من عاداهم و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم،و لا تخلو الأرض من قائم منهم بحجتك ظاهرا أو خافيا مغمورا لئلا يبطل دينك و حجتك و برهانك ثم قال عليه السّلام:يا ابن مسعود و قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم و إن تمسّكتم به نجوتم،و السلام علي من اتبع الهدي» (1).

الحديث السابع عشر: المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:

حدّثنا عبد اللّه بن راشد الأصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال:حدّثنا سالم بن أبي سالم المصري عن أبي هارون العبدي قال:كنت أري رأي الخوارج لا رأي له غيره حتي جلست إلي أبي سعيد الخدري قدّس سرّه فسمعته يقول:أمر الناس بخمس فعملوا بأربع و تركوا واحدة،فقال له رجل:يا أبا سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها،قال:الصلاة و الزكاة و الحج و صوم شهر رمضان،قال:فما الواحدة التي تركوها؟قال:ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام،قال الرجل:و إنها المفترضة معهن؟قال أبو سعيد:نعم و رب الكعبة،قال الرجل:فقد كفر الناس إذن قال أبو سعيد:فما ذنبي (2).

الحديث الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني و القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي و الحسين بن محمد بن سعيد و الحسين بن علي بن الحسن الرازي جميعا قالوا:حدّثنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال:حدثني الحسن بن محمد بن جمهور العمي عن أبيه محمد بن جمهور قال:حدثني عثمان بن عمر قال:حدّثنا شعبة بن سعيد (3)ابن إبراهيم عن عبد الرّحمن الأعرج أن أبي هريرة قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله و أبو بكر و عمر و الفضل ابن العباس و زيد بن حارثة و عبد اللّه بن مسعود إذ دخل الحسين بن علي عليه السّلام فأخذه النبي و قبله ثم قال:«حبقه حبقه ترق عين بقه و وضع فمه علي فمه-ثم قال-:اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه،يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة،تسعة من ولدك أئمة أبرار،فقال له عبد اللّه بن مسعود:ما هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم في صلب الحسين؟فاطرق مليّا ثم رفع رأسه فقال:يا عبد اللّه سألت عظيما و لكني أخبرك أن ابني هذا-و وضع يده علي كتف الحسين عليه السّلام-يخرج من

ص: 74


1- كمال الدين و تمام النعمة:/261ح 8.
2- أمالي المفيد:/139المجلس /19ح 3.
3- في المصدر المعتمد:شعبة عن سعيد و بالهامش عن بعض نسخ المصدر شعبة بن سعيد.

صلبه ولد مبارك سمي جده علي سيد العابدين و نور الزهّاد،و يخرج اللّه من صلب علي ولدا سميّي و اشبه الناس بي يبقر العلم بقرا و ينطق بالحق و يأمر بالصواب،و يخرج اللّه من صلبه كلمة الحق و لسان الصدق.

فقال له ابن مسعود:فما اسمه يا نبي اللّه؟فقال له:جعفر صادق في قوله و فعله،الطّاعن عليه كالطاعن عليّ و الراد عليه كالراد عليّ،ثم دخل حسان بن ثابت و أنشد في رسول اللّه شعرا و انقطع الحديث،فلما كان من الغد صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم دخل بيت عائشة و دخلنا معه أنا و علي بن أبي طالب و عبد اللّه بن العبّاس و كان من دأبه إذا سئل أجاب و إذا لم يسأل ابتدأ فقلت له:

بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه ألا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين قال:نعم يا أبا هريرة، و يخرج اللّه من صلب جعفر مولودا تقيا طاهرا أسمر ربعة سميّي موسي بن عمران،ثم قال له ابن عباس:ثم من يا رسول اللّه؟قال:يخرج من صلب موسي علي ابنه يدعي بالرضا موضع العلم و معدن الحلم،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله بابني المقتول في أرض الغربة،و يخرج من صلب علي ابنه محمد المحمود أطهر الناس خلقا و أحسنهم خلقا،و يخرج من صلب محمد علي ابنه طاهر النجيب (1)صادق اللهجة،و يخرج من صلب علي الحسن الميمون النقي الطاهر الناطق عن اللّه و أبو حجة اللّه،و يخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا ظلما،له غيبة موسي و حكم داود و بهاء عيسي ثم تلا عليه السّلام ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) (3)فقال له علي بن أبي طالب:بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه من هؤلاء الذين ذكرتهم؟قال:يا علي أسماء الأوصياء من بعدك و العترة الطاهرة و الذرية المباركة ثم قال:و الذي نفس محمد بيده لو أن رجلا عبد اللّه ألف عام ثم ألف عام بين الركن و المقام ثم أتاني جاحدا لولايتهم لأكبّه اللّه في النار كائنا من كان»قال أبو علي بن همام:العجب كل العجب من أبي هريرة كيف يروي مثل هذه الأخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت (4).

الحديث التاسع عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيي عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«كل من دان اللّه بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام له من اللّه فسعيه غير مقبول و هو ضال متحير و اللّه شانئ لأعماله،و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها فهجمت ذاهبة و جائية يومها،فلما جنها

ص: 75


1- في المصدر:الحبيب.
2- سوره 3 - آيه 34
3- آل عمران:34.
4- كفاية الأثر:85.

الليل بصرت بقطيع من غير راعيها فحنّت إليها و اغترت بها فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطعيه انكرت راعيها و قطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها و قطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها و اغترت بها فصاح بها الراعي:الحقي براعيك و قطيعك فإنك تائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك،فهجمت ذعرة متحيرة تائهة:لا راعي لها يرشدها إلي مرعاها أو يردّها، فبينما هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها،و كذلك و اللّه يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من اللّه عزّ و جل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها و إن مات علي هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق،و أعلم يا محمد أن أئمة الجور و اتباعهم لمعزولون عن دين اللّه قد ضلوا و اضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا علي شيء ذلك هو الضلال البعيد» (1).

الحديث العشرون: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم و يقولون فلانا و فلانا،لهم أمانة و صدق و وفاء،و قوم يتولونكم و ليس لهم تلك الأمانة و لا الوفاء و لا الصدق،قال:فاستوي أبو عبد اللّه عليه السّلام جالسا فأقبل عليّ كالغضبان ثم قال:«لا دين لمن دان اللّه بولاية إمام جائر ليس من اللّه،و لا عتب علي من دان اللّه بولاية إمام عادل من اللّه،قلت:لا دين لأولئك و لا عتب علي هؤلاء؟قال:نعم لا دين لأولئك و لا عتب علي هؤلاء،ثم قال:ألا تسمع لقول اللّه عزّ و جل: اَللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ (2) (3)يعني ظلمات الذنوب إلي نور التوبة و المغفرة بولايتهم كل إمام عادل من اللّه،و قال:

وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَي الظُّلُماتِ (4) إنما عني بهذا أنهم كانوا علي نور الإسلام فلما أن تولّوا كل إمام جائر ليس من اللّه خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلي ظلمات الكفر،فأوجب اللّه لهم النار مع الكفار فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون» (5).

الحديث الحادي و العشرون: ابن يعقوب بإسناده عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«قال اللّه تبارك و تعالي لأعذبنّ كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من اللّه،و إن كانت الرعية في أعمالها برّة تقية،و لأعفونّ عن كل رعية في الإسلام دانت

ص: 76


1- الكافي:184/1 ح 8 باب معرفة الإمام.
2- سوره 2 - آيه 257
3- البقرة:259.
4- سوره 2 - آيه 257
5- أصول الكافي:376/1 ح 3 باب فيمن دان اللّه بغير إمام.

بولاية كل إمام عادل و إن كانت الرعية في نفسها ظالمة مسيئة» (1).

الحديث الثاني و العشرون: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال:«إن اللّه لا يستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس من اللّه و إن كانت في أعمالها برة تقية،و إن اللّه ليستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام من اللّه و إن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة» (2).

الحديث الثالث و العشرون: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليهم السّلام و صفاتهم:«إن اللّه عزّ و جل أوضح بأئمة الهدي من أهل بيت نبيّنا عن دينه و أبلج عن سبيل منهاجه و فتح بهم عن ينابيع علمه،فمن عرف من أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل طلاوة إسلامه،لأن اللّه تبارك و تعالي نصب الإمام علما لخلقه و جعله حجة علي أهل موادّه و عالمه،و البسه تاج الوقار و غشّاه بنور الجبار،يمد بسبب إلي السماء لا ينقطع عنه موادّه،و لا ينال ما عند اللّه إلاّ بجهة أسبابه،و لا يقبل أعمال العباد إلاّ بمعرفته»و الخطبة طويلة تقدمة بطولها في الباب التاسع و الثلاثين (3).

الحديث الرابع و العشرون: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أبي الحارث عبد اللّه ابن عبد الملك بن سهل الطبراني قال:حدّثنا محمد بن المثني البغدادي قال:حدّثنا محمد ابن إسماعيل الرقي قال:حدّثنا موسي بن عيسي بن عبد الرّحمن قال:حدّثنا هشام بن عبد اللّه الدستوائي قال:حدثني علي بن محمد عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي الباقر عليه السّلام عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه أوحي إليّ ليلة أسري بي:يا محمد من خلفت في الأرض علي أمتك-و هو أعلم بذلك،قلت:يا رب أخي،قال:يا محمد علي بن أبي طالب،قلت:نعم يا رب،قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة فاخترك منها فلا اذكر حتي تذكر معي أنا المحمود و أنت محمد،ثم إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة أخري فاخترت منها علي بن أبي طالب،فجعلته وصيّك فأنت سيد الأنبياء و علي سيد الأوصياء،ثم شققت له اسما من اسمائي فأنا الأعلي و هو علي،يا محمد إني خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من نور واحد ثم عرضت ولايتهم علي الملائكة فمن

ص: 77


1- المصدر السابق:ح 4.
2- المصدر السابق:ح 5.
3- أصول الكافي:203/1 ح 2 باب نادر في فضل الإمام.

قبلها كان من المقربين و من جحدها كان من الكافرين،يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتي ينقطع ثم يلقاني (1)جاحدا لولايتهم أدخلته النار،ثم قال:يا محمد أ تحب أن تراهم؟

قلت:نعم،فقال:تقدم أمامك،فتقدمت أمامي فإذا بعلي بن أبي طالب و الحسن بن علي و الحسين بن علي و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي ابن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة القائم كأنه الكوكب الدرّي في وسطهم،فقلت و من هؤلاء؟

قال:هؤلاء الأئمة و هذا القائم يحل (2)حلالي و يحرم حرامي و ينتقم من أعدائي،يا محمد أحبّه فإني أحبه و أحب من يحبّه».

الحديث الخامس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال:حدثني هارون بن إسحاق الهمداني قال:حدثني عبدة بن سليمان قال:

حدّثنا كامل ابن العلاء قال:حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي أنت صاحب حوضي و صاحب لوائي و منجز عداتي و حبيب قلبي و وارث علمي،و أنت مستودع مواريث الأنبياء و أنت أمين اللّه في أرضه و أنت حجة اللّه علي بريّته و أنت ركن الإيمان و أنت مصباح الدجي و أنت منار الهدي و أنت العلم المرفوع لأهل الدنيا من تبعك نجي و من تخلف عنك هلك،و أنت الطريق الواضح و أنت الصراط المستقيم،و أنت قائد الغرّ المحجلين و أنت يعسوب المؤمنين،و أنت مولي من أنا مولاه و أنا مولي كل مؤمن و مؤمنة لا يحبّك إلاّ طاهر الولادة و لا يبغضك إلا خبيث الولادة و ما عرج بي ربي عزّ و جل إلي السماء قط و كلمني ربي إلاّ قال لي:يا محمد اقرأ عليا منّي السلام و عرفه أنه إمام أوليائي و نور أهل طاعتي فهنيئا لك يا علي هذه الكرامة» (3).

الحديث السادس و العشرون: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه و عبد اللّه بن الصلت عن حماد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضا الرّحمن الطاعة للإمام بعد معرفته،ثم قال:إن اللّه عزّ و جل يقول: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَ مَنْ تَوَلّي فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (4) (5)أما لو أن رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدق بجميع ماله و حج جميع دهره و لم يعرف ولاية ولي اللّه فيواليه،و يكون

ص: 78


1- في المصدر:لقيني.
2- في المصدر:محلل.
3- أمالي الطوسي:/382مجلس /50ح 14.
4- سوره 4 - آيه 80
5- النساء:83.

جميع أعماله بدلالته إليه،ما كان له علي اللّه حق في ثوابه و لا كان من أهل الإيمان قال:أولئك المحسن منهم يدخله اللّه الجنة بفضل رحمته» (1).

الحديث السابع و العشرون: ابن بابويه في الفقيه بإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال:قال لنا علي بن الحسين عليه السّلام:«أي البقاع أفضل؟فقلنا:اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم،فقال لنا:[أمّا]أفضل البقاع ما بين الركن و المقام،و لو أن عبدا عمر ما عمر نوح عليه السّلام في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما يصوم النهار و يقوم الليل في ذلك المكان ثم لقي اللّه عزّ و جل بغير و لا يتنا لم ينفعه ذلك شيئا» (2).

الحديث الثامن و العشرون: ابن بابويه بإسناده قال الصادق عليه السّلام:«إن أول من يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي اللّه جل جلاله الصلوات المفروضات و عن الزكاة المفروضة و عن الصيام المفروض،و عن ولايتنا أهل البيت فإن أقرّ بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته و صومه و زكاته و حجّه،و إن لم يقرّ بولايتنا بين يدي اللّه جل جلاله لم يقبل اللّه عزّ و جلّ منه شيئا من أعماله» (3).

الحديث التاسع و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:

أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال:حدّثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي قال:

حدّثنا إسماعيل بن محمد المزني قال:حدثنا سلام بن أبي عمرة الخراساني عن سعد بن سعيد عن يونس بن الحبّاب عن علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم عليه السّلام فرحوا و استبشروا و إذا ذكر عندهم آل محمد عليهم السّلام اشمأزت قلوبهم، و الذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيّا ما قبل اللّه ذلك منه حتي يلقي اللّه بولايتي و ولاية أهل بيتي (4).

الحديث الثلاثون: الشيخ في أماليه قال:حدثنا أبو منصور السكري قال:حدثني جدي علي ابن عمر قال:حدثني العباس بن يوسف الشكلي قال:حدثنا عبد اللّه بن هشام قال:حدثنا محمد ابن مصعب القرقساني قال:حدثنا الهيثم بن جماز عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال:رجعنا مع رسول صلّي اللّه عليه و آله قادمين من تبوك.فقال لي في بعض الطريق:«ألقوا إلي الأحلاس و الأقتاب»ففعلوا فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخطب فحمد اللّه و اثني عليه كما هو أهله ثم قال:«معاشر الناس ما لي إذا

ص: 79


1- الكافي:19/2 ح 5 و 185/1 ح 1.
2- من لا يحضره الفقيه:245/2 ح 2313.
3- أمالي الصدوق:/328ح /388مجلس /44ح 11.
4- أمالي الطوسي:/140مجلس /5ح 42.

اذكر آل إبراهيم تهللت وجوهكم و إذا ذكر آل محمد صلّي اللّه عليه و آله كأنما تفقأ في وجوهكم حب الرمان فو الذي بعثني بالحق نبيا لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال و لم يجيء بولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لأكبه اللّه عزّ و جل في النار (1).

الحديث الحادي و الثلاثون: الشيخ المفيد في أماليه قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين-يعني ابن بابويه-قال:حدثني أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن الفضل بن عمر الجعفي عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السّلام عن أبيه عن جده قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:أنا و أنت و ابناؤك الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين أركان الدين و دعائم الإسلام من تبعنا نجا و من تخلف عنّا فإلي النار» (2).

و الروايات في ذلك مما يدخل في هذا الباب كثيرة و من أراد الزيادة علي ما هنا فعليه بكتاب المسمّي بالإكمال فيما تقبل به الأعمال.

ص: 80


1- أمالي الطوسي:/308مجلس /11ح 66.
2- أمالي المفيد:/217مجلس /25ح 4.

الباب الثامن و الأربعون

النعيم ولاية رسول اللّه و أمير المؤمنين و بنيه الأئمة عليهم السّلام

في قوله تعالي لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد اللّه بإسناده يرفعه إلي جعفر بن محمد في قوله تعالي: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (3) [النعيم]ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام (4).

الحديث الثاني: الشيخ المفيد رواه من طريق العامة بإسناده إلي محمد بن السائب عن الكلبي قال:لما قدم الصادق عليه السّلام العراق و نزل الحيرة فدخل عليه أبو حنيفة و سأله عن مسائل و كان مما سأله أن قال له:جعلت فداك ما الأمر بالمعروف؟فقال عليه السّلام:«المعروف يا أبا حنيفة المعروف في أهل السماء المعروف في أهل الأرض،ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام»قال:جعلت فداك فما المنكر؟قال:«اللذان ظلماه حقه و ابتزاه أمره و حملا الناس علي كتفه؟قال:ألا ما هو أن تري الرجل علي معاصي اللّه فتنهاه عنها؟فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:ليس ذلك أمرا بالمعروف و لا نهيا عن المنكر إنما ذاك خير قدّمه،قال أبو حنيفة:أخبرني جعلت فداك عن قول اللّه عزّ و جل: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (5) قال:فما هو عندك يا أبا حنيفة؟قال:الآمن في السرب و صحة البدن و القوت الحاضر،فقال:يا أبا حنيفة لئن وقفك اللّه و أوقفك يوم القيامة حتي يسألك عن أكلة أكلتها و شربة شربتها ليطولن وقوفك،قال:فما النعيم جعلت فداك؟

قال:النعيم نحن الذين أنقذ اللّه الناس بنا من الضلالة و بصّرهم بنا عن العمي،و علّمهم بنا من الجهل،قال:جعلت فداك فكيف كان القرآن جديدا أبدا؟قال:لأنه لم يجعل لزمان دون زمان فتخلقه الأيام،و لو كان كذلك لفني القرآن قبل فناء العالم (6).

الحديث الثالث: ابن شهرآشوب عن التنوير في معاني التفسير عن الباقر و الصادق عليهما السّلام:

اَلنَّعِيمِ (7) ولاية أمير المؤمنين (8).

ص: 81


1- سوره 102 - آيه 8
2- التكاثر:8.
3- سوره 102 - آيه 8
4- ينابيع المودة:332/1 ح 5 عن أبي نعيم،و شواهد التنزيل،477/2.
5- سوره 102 - آيه 8
6- تأويل الآيات:853/2 ح 8،و البحار:208/10 ح 10.
7- سوره 102 - آيه 8
8- مناقب آل أبي طالب:4/2.

الباب التاسع و الأربعون

النعيم ولاية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و بنيه الأئمة عليهم السّلام

في قوله تعالي ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (1) (2)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا الحديث الأول: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه ابن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ قال:حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال:حدثنا حسن بن حسين قال:حدثنا أبو حفص الصائغ قال:أبو العباس-هو عمر بن راشد-و أبو سليمان عن جعفر بن محمد عليهما السّلام في قوله:

ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (3) قال:«نحن من النعيم»و في قوله: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً (4) قال:

«نحن الحبل» (5).

الحديث الثاني: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت قوله: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (6) قال:

«تسأل هذه الأمة عما أنعم اللّه عليهم برسول اللّه ثم أهل بيته[المعصومين عليهم السّلام]» (7).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسي عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال:كنا عند أبي عبد اللّه جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة و طيبا و أوتينا بتمر ننظر فيه إلي وجوهنا من صفائه و حسنه فقال رجل: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) الذي تنعمتم فيه عند ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«إن اللّه عزّ و جل أكرم و أجل أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه،و لكن يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد صلّي اللّه عليه و آله و آل محمد عليهم السّلام» (9).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن القاسم ابن محمد الجوهري عن الحرث بن جرير عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال:

ص: 82


1- سوره 102 - آيه 8
2- التكاثر:8.
3- سوره 102 - آيه 8
4- سوره 3 - آيه 103
5- أمالي الطوسي:/272مجلس /10ح 48.
6- سوره 102 - آيه 8
7- تفسير القمي:1440/2.
8- سوره 102 - آيه 8
9- الكافي:280/6 ح 3.

دخلت علي أبي جعفر عليه السّلام فدعا بالغذاء فأكلت منه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه و لا أطيب فلما فرغنا من الطعام قال:«يا أبا خالد كيف رأيت طعامك؟أو قال:طعامنا؟قلت:جعلت فداك ما رأيت أطيب منه و لا أنظف قط و لكني ذكرت الآية التي ذكرت في كتاب اللّه عزّ و جلّ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (1) فقال أبو جعفر:«لا إنما يسألكم عمّا أنتم عليه من الحق» (2).

الحديث الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال:

حدّثنا محمد بن يحيي الصولي قال:حدّثنا أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل بسر من رأي (3)سنة خمس و ثمانين قال:حدثني إبراهيم بن العباس الصّولي الكاتب بالأهواز سنة سبع و عشرين و مائتين قال:كنا يوما بين يدي علي بن موسي الرضا عليه السّلام فقال:«ليس في الدنيا نعيم حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممن بحضرته قول اللّه عزّ و جلّ: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (4) أما هذا النعيم في الدنيا و هو الماء البارد فقال له الرضا عليه السّلام و علا صوته:كذا فسرتموه أنتم و جعلتموه علي ضروب، فقالت طائفة:هو البارد من الماء و قال غيرهم:هو الطعام الطيّب،و قال آخرون:هو النوم الطيب و لقد حدثني أبي عن أبيه أبي عبد اللّه عليه السّلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قوله تعالي: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (5) فغضب و قال:إن اللّه تعالي لا يسأل عباده عمّا تفضل عليهم به و لا يمنن بذلك عليهم و الامتنان مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلي الخالق عزّ و جلّ ما لا يرضي به للمخلوقين؟!و لكن النعيم حبّنا أهل البيت و موالاتنا يسأل اللّه عنه بعد التوحيد و النبوة لأن العبد إذا وفّي بذلك أداه إلي نعيم الجنة الذي لا يزول و لقد حدثني بذلك أبي عن محمد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أبيه عليه السّلام أنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إنّ أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه و أنك ولي المؤمنين بما جعله اللّه و جعلته لك فمن أقرّ بذلك و كان معتقده صار إلي النعيم الذي لا زوال له»فقال لي أبو ذكوان بعد أن حدثني بهذا الحديث متبدئا من غير سؤال:حدثتك به لجهات:منها لقصدك لي من البصرة،و منها أن عمّك أفادنيه،و منها أني كنت مشغولا باللغة و الأشعار و لا أعوّل علي غيرهما فرأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله في النوم و الناس يسلّمون عليه و يجيبهم فسلمت فما ردّ فقلت أنا من أمتك يا رسول اللّه فقال لي:«بلي و لكن من حدث الناس بحديث النعيم الذي سمعته من إبراهيم».

قال الصّولي و هذا حديث قد رواه الناس عن النبي صلّي اللّه عليه و آله إلاّ أنه ليس فيه ذكر النعيم و الآية و تفسيرها،إنما رووا أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الشهادة و النبوة و موالاة علي بن أبي

ص: 83


1- سوره 102 - آيه 8
2- الكافي:280/6 ح 5.
3- في المصدر:بيراف.
4- سوره 102 - آيه 8
5- سوره 102 - آيه 8

طالب عليه السّلام (1).

الحديث السادس: محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام في القرآن و هو ثقة قال:حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن القاسم بن الضحّاك عن أبي حفص الصائغ عن الإمام جعفر بن محمد عليه السّلام أنه قال: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (2) و اللّه ما هو الطعام و الشراب و لكن ولايتنا أهل البيت» (3).

الحديث السابع: محمد بن العباس هذا قال:حدّثنا أحمد بن محمد الورّاق عن جعفر بن علي ابن نجيح عن حسن بن حسين عن أبي حفص الصائغ عن جعفر بن محمد عليه السّلام في قوله عزّ و جل:

ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (4) قال:«نحن النعيم» (5).

الحديث الثامن: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن عمر بن عبد العزيز عن عبد اللّه بن نجيح اليماني قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام ما معني قوله عزّ و جل ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (6) ؟قال:«النعيم الذي أنعم اللّه به عليكم من ولايتنا و حب محمد و آل محمد» (7).

الحديث التاسع: محمد بن العباس قال:حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن القاسم عن محمد بن عبد اللّه بن صالح عن مفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السّلام أنه قال: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) قال:«نحن النعيم» (9).

الحديث العاشر: محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن أبي عمير عن أبي الحسن موسي عليه السّلام في قوله عزّ و جل: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (10) قال:«نحن نعيم المؤمن و علقم الكافر» (11).

الحديث الحادي عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن بشار عن علي بن عبد اللّه بن غالب عن أبي خالد الكابلي قال:دخلت علي محمد بن علي عليهما السّلام فقدّم طعاما لم آكل أطيب منه فقال لي:«يا أبا خلاد كيف رأيت طعامنا؟

قلت جعلت فداك ما أطيبه غير أني ذكرت آية في كتاب اللّه فنغصت (12)فقال:«و ما هي؟»قلت:

ص: 84


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/136/1ح 8.
2- سوره 102 - آيه 8
3- تأويل الآيات:850/2 ح 1.
4- سوره 102 - آيه 8
5- تأويل الآيات:850/2 ح 3.
6- سوره 102 - آيه 8
7- المصدر السابق:ح 4.
8- سوره 102 - آيه 8
9- المصدر السابق:ح 6.
10- سوره 102 - آيه 8
11- المصدر السابق:ح 5.
12- في المصدر:فنغصته.

ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (1) فقال:«و اللّه لا تسأل عن هذا الطعام أبدا»ثم ضحك حتي افتر ضاحكا و بدت أضراسه و قال:«أ تدري ما النعيم»؟قلت:لا،قال:«نحن النعيم[الذي تسألون عنه]» (2).

الحديث الثاني عشر: أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال:روي العياشي بإسناده في حديث طويل قال:سأل أبو حنيفة أبا عبد اللّه عليه السّلام عن هذه الآية فقال له:«ما النعيم عندك يا نعمان»؟قال:القوت من الطعام و الماء البارد،فقال:«لئن أوقفك اللّه يوم القيامة بين يديه حتي يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه»قال:فما النعيم جعلت فداك؟ قال:نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم اللّه به علي العباد،بنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين،و بنا ألّف اللّه بين قلوبهم و جعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء،و بنا هداهم اللّه إلي الإسلام،و هي النعمة التي لا تنقطع،و اللّه سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم اللّه به عليهم و هو النبي صلّي اللّه عليه و آله و عترته» (3).

الحديث الثالث عشر: ابن شهرآشوب عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (4) «يعني الأمن و الصحة و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (5).

ص: 85


1- سوره 102 - آيه 8
2- تأويل الآيات:852/2 ح 7.
3- مجمع البيان:433/10.
4- سوره 102 - آيه 8
5- مناقب آل أبي طالب:4/2.

الباب الخمسون

في أن ولاية علي عليه السّلام و ولاية أهل البيت مسئولون عنها العباد يوم القيامة

في قوله تعالي وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث الحديث الأول: من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في قافية الواو بإسناده قال:عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله« وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) (4)عن ولاية علي بن أبي طالب».

الحديث الثاني: أبو المؤيد موفّق بن أحمد من أكابر علماء العامة قال:و روي أبو الأحوص عن ابن إسحاق في قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (5) يعني عن ولاية علي رضي اللّه عنه (6).

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني من أكابر علماء العامة في كتاب فرائد السمطين قال:أخبرنا أبو إبراهيم بن أبي القاسم الصوفي أنبأنا محمد بن محمد بني يعقوب الحافظ أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عفر أنبأنا أحمد بن الغرات أنبأنا عبد الحميد الحماني بإسناده عن قيس بن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله في قوله عزّ و جل: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (7) قال:«عن ولاية علي بن أبي طالب و المعني أنهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاهم به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»و روي عن علي صلوات اللّه عليه«جعلت الموالاة أصلا من أصول الدين».

ثم قال الحمويني:أخبرنا جعفر بن محمد العلوي حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن محمد بن البيّع أخبرني محمد بن علي بن دحيم الشيباني حدثنا أحمد بن حازم حدّثنا عاصم يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبي صادق قال:قال علي صلوات اللّه عليه:«أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهم دون صاحبتها الصلاة و الزكاة و الموالاة».

و نقل:أيضا حديثا مسندا عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي بعد روايته حديث:«من كنت مولاه فعلي مولاه»هذه الرواية التي اثبتها النبي صلّي اللّه عليه و آله لعلي مسئول عنها يوم القيامة (8).

ص: 86


1- سوره 37 - آيه 24
2- الصافات:24.
3- سوره 37 - آيه 24
4- الصافات:24.
5- سوره 37 - آيه 24
6- المناقب:/275ح 256.
7- سوره 37 - آيه 24
8- فرائد المطين:/78/1ب /14ح 47-48-49-46.

قال:مؤلف هذا الكتاب العجب كل العجب من العامة كيف تروي ذلك و تثبته عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و تعمل بخلافه إن هذا إلاّ خسران مبين.

الحديث الرابع: أبو نعيم الاصفهاني صاحب حلية الأولياء بإسناده عن الشعبي عن ابن عباس رضي اللّه عنه في معني الآية قال:عن ولاية علي بن أبي طالب (1).

الحديث الخامس: الحبري في كتاب عن ابن عباس مثل روايته المتقدمة (2).

الحديث السادس: ابن شهرآشوب من طريق العامة و غيرهم عن محمد بن إسحاق و الشعبي و الأعمش و سعيد بن جبير و ابن عباس و أبو نعيم الأصفهاني و الحاكم الحسكاني و النطنزي و جماعة أهل البيت عليهم السّلام وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) عن ولاية أهل البيت و حب أهل البيت (4).

الحديث السابع: الشيرازي في كتابه عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مسلم النظير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:إذا كان يوم القيامة أمر اللّه مالكا أن يسعر النيران السبع و أمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية و يقول:يا ميكائيل مدّ الصراط علي متن جهنم،و يقول:يا جبرائيل انصب ميزان العدل تحت العرش،و ينادي:يا محمد قرّب أمتك للحساب،ثم يأمر اللّه تعالي أن يعقد علي الصراط سبع قناطر طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ و علي كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام فيسألون هذه الأمة نساؤهم و رجالهم علي القنطرة الأولي عن ولاية أمير المؤمنين و حب أهل بيت محمد،فمن أتي به جاز علي القنطرة الأولي كالبرق الخاطف،و من لم يحب أهل بيت نبيه سقط علي أمّ رأسه في قعر جهنم،و لو كان معه من أعمال البرّ عمل سبعين صديقا،و علي القنطرة الثانية يسألون عن الصلاة،و علي الثالثة يسألون عن الزكاة،و علي الرابعة عن الصيام،و علي الخامسة عن الحج،و علي السادسة عن الجهاد،و علي السابعة عن العدل فمن أتي بشيء من ذلك جاز علي الصراط كالبرق الخاطف و من لم يأت عذّب و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (5) يعني معاشر الملائكة قفوهم يعني العباد علي القنطرة الأولي عن ولاية علي و حب أهل البيت عليهم السّلام (6).

الحديث الثامن: أبو الحسن بن شاذان عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«اذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد إلاّ ببراءة من أمير

ص: 87


1- ينابيع المودة:334/1،و شواهد التنزيل:163/2.
2- تفسير الجري:ح 40،و تفسير فرات:131.
3- سوره 37 - آيه 24
4- مناقب آل أبي طالب:4/2.
5- سوره 37 - آيه 24
6- مناقب آل أبي طالب:3/2-4.

المؤمنين،و من لم يكن عنده (1)براءة من أمير المؤمنين[أمر اللّه تعالي الملكين الموكلين علي الجواز أن يوقفاه و يسألاه فلما عجز عن جوابهما فيكباه علي منخريه] (2)-أكبّه اللّه علي منخره- في النار و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) »قلت:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه ما معني براءة أمير المؤمنين؟قال:«مكتوب[بالنور الساطع]لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي (4)رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (5).

ص: 88


1- في المصدر:له.
2- زيادة من المصدر.
3- سوره 37 - آيه 24
4- في المصدر:ولي اللّه.
5- مائة منقبة:37 المنقبة 16.

الباب الحادي و الخمسون

في أن ولاية علي و ولاية أهل البيت عليهم السّلام و حبهم مسئول عنها العباد يوم القيامة

في قوله تعالي وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1)

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه قال:حدّثنا سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال:حدثني سيدي علي بن موسي الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن أبا بكر منّي لبمنزلة السمع،و ان عمر منّي لبمنزلة البصر، و إن عثمان منّي لبمنزلة الفؤاد فقال فلما كان من الغد دخلت عليه و عنده أمير المؤمنين و أبو بكر و عمر و عثمان فقلت له:يا أبت سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو فقال عليه السّلام:نعم و أشار إليهم فقال هم السمع و البصر و الفؤاد و سيسألون عن ولاية وصيّي هذا و أشار إلي علي بن أبي طالب عليه السّلام،ثم قال:إن اللّه عزّ و جل يقول: إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (2) (3)ثم قال عليه السّلام:و عزة ربي إن جميع أمتي لموقوفون يوم القيامة و مسئولون عن ولايته و ذلك قول اللّه: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (4) (5)

الحديث الثاني: ابن بابويه عن محمد بن عمر الحافظ الجعاني قال:حدثني عبد اللّه بن محمد ابن سعيد بن زياد من أصل كتاب أبيه قال:حدّثنا حفص بن عمر العمري قال:حدّثنا عصام بن طليق عن أبي هارون عن أبي سعيد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:في قول اللّه عزّ و جل وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (6) قال:«عن ولاية علي ما صنعوا في أمره و قد اعلمهم اللّه عزّ و جل أنّه الخليفة بعد رسوله» (7).

الحديث الثالث: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحّام قال:حدّثنا أبو الفضل محمد ابن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بسر من رأي قال:حدّثنا أبي هاشم بن القاسم قال:حدّثنا محمد بن زكريا ابن عبد اللّه الجوهري البصري عن عبد اللّه بن المثني عن ثمامة بن عبد اللّه بن أنس

ص: 89


1- سوره 37 - آيه 24
2- سوره 17 - آيه 36
3- الإسراء:36.
4- سوره 37 - آيه 24
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/280/2ح 86.
6- سوره 37 - آيه 24
7- معاني الأخبار:/67ح 7.

ابن مالك عن أبيه عن جدّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إذا كان يوم القيامة و نصب الصراط علي جهنم لم يجز عليه إلاّ من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1) يعني عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الحديث الرابع: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام عن صالح بن أحمد عن أبي مقاتل عن حسين بن حسن عن حسين بن نصر بن مزاحم عن القاسم بن الغفار عن أبي الأحوص عن مغيرة عن الشعبي عن ابن عباس في قول اللّه عزّ و جل: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الحديث الخامس: الشيخ الطوسي في مصباح الأنوار بإسناده عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة اقف أنا و علي علي الصراط بيد كل واحد منّا سيف،فلا يمر أحد من خلق اللّه إلاّ سألناه عن ولاية علي عليه السّلام فمن معه شيء منها نجي و إلاّ ضربنا عنقه و القيناه في النار ثم تلا: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (5) (6).

الحديث السادس: تفسير الإمام أبي محمد العسكري عليه السّلام في قوله تعالي وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللّهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَ يَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَ هُوَ الْحَقُّ (7) (8)قال العسكري عليه السّلام:«و إذا قيل لهؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم: آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللّهُ (9) علي محمد من القرآن المشتمل علي الحلال و الحرام و الفرائض و الأحكام قالُوا:نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا (10) و هو التوراة وَ يَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ (11) يعني ما سواه و لا يؤمنون به وَ هُوَ الْحَقُّ (12) و الذي يقول هؤلاء اليهود.إنّه وراءه هو الحق؛ لأنه هو الناسخ و المنسوخ الذي قدمه اللّه عزّ و جل،قال اللّه تعالي: فَلِمَ (13) كنتم تَقْتُلُونَ (14) (15)لم كان يقتل أسلافكم يقتلون(أنبياء اللّه من قبل إن كنتم مؤمنين)بالتوراة أي ليس التوراة الآمرة بقتل الأنبياء،فإذا كنتم تقتلون الأنبياء فما آمنتم بما أنزل عليكم من التوراة؛لأن فيها تحريم قتل الأنبياء كذلك إذا لم تؤمنوا بمحمد و بما أنزل عليه هو القرآن هو الآمر بالإيمان و أنتم ما آمنتم بعد بالتوراة؛لأن اللّه تعالي أخذ عليهم الإيمان بهما،و لا يقبل الإيمان بأحدهما إلاّ مع الإيمان بالآخر،لذلك فرض اللّه الإيمان بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام كما فرض اللّه الإيمان بمحمد فمن قال:آمنت بنبوة محمد و كفرت بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام،فما آمن بنبوة محمد،إن اللّه تعالي

ص: 90


1- سوره 37 - آيه 24
2- أمالي الطوسي:/290مجلس /11ح 11.
3- سوره 37 - آيه 24
4- تأويل الآيات:493/2 ح 1.
5- سوره 37 - آيه 24
6- الصافات:24.
7- سوره 2 - آيه 91
8- البقرة:91.
9- سوره 2 - آيه 91
10- سوره 2 - آيه 91
11- سوره 2 - آيه 91
12- سوره 2 - آيه 91
13- سوره 2 - آيه 91
14- سوره 2 - آيه 91
15- البقرة:91.

إذا بعث الخلائق يوم القيامة نادي منادي ربّنا نداء تعريف الخلائق في إيمانهم و كفرهم فقال:اللّه أكبر اللّه أكبر،و مناد آخر ينادي:معاشر الخلائق ساعدوه علي هذه المقالة،فأما الدهرية و المعطّلة فيخرسون عن ذلك و لا تنطق ألسنتهم و يقولها سائر الناس[من الخلائق فيمتاز الدهرية و المعطلة عن سائر الناس بالخرس].

ثم يقول المنادي:اشهد أن لا إله إلا اللّه،فيقول الخلائق كلهم ذلك إلا من كان يشرك باللّه تعالي من المجوس و النصاري و عبدة الأوثان فإنهم يخرسون فيبينون بذلك من سائر الخلق،ثم يقول المنادي:اشهد أن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيقولها المسلمون اجمعون و تخرس عنها اليهود و النصاري و سائر المشركين،ثم ينادي مناد آخر من عرصات القيامة ألا فسوقوهم إلي الجنة لشهادتهم لمحمد بالنبوة،فإذا النداء من قبل اللّه تعالي:لا بل قفوهم إنّهم مسئولون،يقول [الملائكة]الذين قالوا سوقوهم لشهادتهم بالنبوة:لما ذا يقفون يا ربّنا؟فإذا النداء من قبل اللّه تعالي:(وقوفهم إنّهم مسئولون)عن ولاية علي بن أبي طالب و آل محمد،يا عبادي و إمائي إني أمرتهم مع الشهادة لمحمد شهادة أخري،فإذا جاءوا بها يعطوا (1)ثوابهم و اكرموا مآبهم،و إن لم يأتوا بها لم تنفعهم الشهادة لمحمد بالنبوّة و لا لي بالربوبية،فمن جاء بها فهو من الفائزين،و من لم يأت بها فهو من الهالكين،فقال:فمنهم من يقول:[قد]كنت لعلي بالولاية شاهدا و لآل محمد محبا و هو في ذلك كاذب يظن أن كذبه ينجيه فيقال لهم:سوف نستشهد علي ذلك عليّا عليه السّلام فتشهد أنت يا أبا الحسن،فتقول:الجنة لأوليائي شاهدة،فمن كان منهم صادقا خرجت إليه رياح الجنة و نسيمها فاحتملته فاوردته علالي الجنة و غرفها و أحلته دار المقامة من فضل ربّه لا يمسهم فيها نصب و لا يمسهم فيها لغوب،و من كان منهم كاذبا جاءته سموم النار و حميها و ظلّها الذي هو ثلاث شعب لا ظليل و لا يغني من اللهب،فتحمله فترفعه في الهواء و تورده نار جهنم.

ثم قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فلذلك أنت قسيم الجنة و النار تقول لها:هذا لي و هذا لك» (2).

ص: 91


1- فعظموا.
2- تفسير الإمام العسكري:406 ح 275-276.

الباب الثاني و الخمسون

في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأوّل: الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الشافعي المعروف ب(ابن المغازلي الواسطي) عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلي الحافظ قال:حدّثنا أبو الطيب ابن الفرخ حدّثنا الهيثم بن خلف حدثني أحمد بن محمد بن يزيد حدثني جعفر بن الحسن الأشقر حدّثنا هشيم عن أبي هاشم يعني الرمّاني عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:عن عمره فيما افناه،و عن جسده فيما أبلاه، و عن ماله فيما انفقه و من أين اكتسبه،و عن حبنا أهل البيت عليهم السّلام» (1).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم قال:أنبأني السيد النسّابة زين الدين مسند النقابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي-رحمة اللّه عليهم-فيما أهداه لي قال:انبأني والدي النقيب قدّس سرّه قال:أخبرني أبو القاسم علي بن علي بن منصور الحاري إجازة و أخبرني الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب الحنبلي قالا:أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل الخفّاف قال:أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال سماعا قال:أنبأنا الشيخ الزكي أبو أحمد بن حمزه عن فضالة بن محمد الهروي بهراة قال:أنبأنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن عبد اللّه بن يزداد بن علي بن عبد اللّه الرازي ثم البخاري ببخاري و قرأ عليه في داره فأقرأه في صفر سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة قال:نبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني بقزوين قال:نبأنا داود بن سليمان يوسف بن أحمد الغازي قال:حدثني علي بن موسي الرضا عليه السّلام:«قال:

حدثني أبي موسي ابن جعفر عليه السّلام عن أبيه جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه محمد بن علي عليه السّلام عن أبيه علي بن الحسين عليه السّلام عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام عن أبيه علي بن أبي طالب عليه و عليهم صلوات اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتي يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه،و عن شبابه فيما أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و في ما ذا أنفقه،و عن حبّنا أهل

ص: 92


1- مناقب ابن المغازلي:/93ح 157.

البيت» (1).

الحديث الثالث: ابن شهرآشوب من طريق العامة عن الثعلبي في تفسيره عن مجاهد عن ابن عباس و أبي القاسم القشيري[في تفسيره]عن الحاكم الحافظ بإسناده عن أبي برزة و ابن بطه في إبانته بإسناده عن أبي سعيد الخدري كلهم عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربعة:عن عمره فيما أفناه،و عن شبابه فيما أبلاه،و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عن حبّنا أهل البيت» (2).

الحديث الرابع: صدر الأئمة عند المخالفين أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب فضائل علي عليه السّلام قال:انبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني،قال:أخبرنا شجاع بن المظفر بن شجاع العدل حدّثنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري حدّثنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ الكوفي حدّثنا المنذر بن محمد بن المنذر القابوسي حدثني أبي حدثني عمّي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم عن أبان بن تغلب عن نفيع بن الحرث حدثني أبو برزة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن جلوس ذات يوم:«و الذي نفسي بيده لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأله اللّه تبارك و تعالي عن أربع:عن عمره فيما أفناه،و عن جسده فيما أبلاه،و عن ماله فما اكتسبه و فيما أنفقه،و عن حبّنا أهل البيت»فقال له عمر بن الخطاب:فما آية حبّكم من بعدك فوضع يده علي رأس علي رحمه اللّه و هو إلي جانبه و قال:«إن حبّي من بعدي حبّ هذا» (3).

ص: 93


1- فرائد السمطين:/301/2ب /61ح 557.
2- مناقب آل أبي طالب:4/2.
3- المناقب:/76ح 59.

الباب الثالث و الخمسون

في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم السّلام و ولايتهم

من طريق الخاصة و فيه خمس أحاديث الحديث الأول: الشيخ في أماليه قال:أخبرني محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال:حدثني أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام قال:

«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا تزل (1)قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي اللّه عزّ و جل حتي يسأل عن أربع خصال:عمرك فيما افنيته،و جسدك فيما أبليته،و مالك من أين اكتسبته و أين وضعته،و عن حبّنا أهل البيت فقال رجل من القوم:و ما علامة حبّكم يا رسول اللّه؟فقال:محبة هذا و وضع يده علي رأس علي بن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الحديث الثاني: ابن بابويه بإسناده عن إسحاق بن موسي بن جعفر قال:حدثني أبي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:شبابه فيما أبلاه،و عمره فيما أفناه،و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه،و عن حبّنا أهل البيت» (3).

الحديث الثالث: شرف الدين النجفي فيما نزل في العترة عن ابن عباس عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:إنّه قال:

«لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه،و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه،و عن علمه ما ذا عمل به و عن حبّنا أهل البيت» (4).

الحديث الرابع: ابن بابويه بإسناده عن رقية بنت إسحاق بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أمها عن آبائها قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع خصال:عن عمره فيما أفناه و شبابه فيما أبلاه،و عن ماله من أين

ص: 94


1- في المصدر:تزال.
2- أمالي الطوسي:/124مجلس /5ح 6.
3- الخصال:/253ح 125.
4- تأويل الآيات:493/2 ح 3.

اكتسبه و فيما انفقه،و عن حبّنا أهل البيت» (1).

الحديث الخامس: الشيخ في أماليه بإسناده عن عبد اللّه بن عباس قال:قلت يا رسول اللّه أوصني؟

فقال:«عليك بمودّة علي بن أبي طالب و الذي بعثني بالحق نبيّا لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتي يسأله عن حبّ علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو تعالي أعلم فإن جاء بولايته قبل عمله علي ما كان منه،و إن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثم أمر به إلي النار» (2).

ص: 95


1- الخصال:125/253.
2- أمالي الطوسي:/104مجلس /4ح 15.

الباب الرابع و الخمسون

في أنّه لا يجوز العبد علي الصراط يوم القيامة

و لا يدخل الجنة إلاّ بجواز من أمير المؤمنين عليه السّلام بولايته و ولاية أهل بيته

من طريق العامة و فيه عشر أحاديث الحديث الأول: أبو المؤيد موفّق بن أحمد من أعيان العامة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:ذكر الإمام محمد بن علي بن أحمد بن شاذان قال:أخبرني محمد بن حماد التستري عن محمد بن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد اللّه الأصبهاني عن أبيه عن هشيم عن يونس عن عبيد عن الحسن البصري عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة قعد علي بن أبي طالب عليه السّلام علي الفردوس و هو جبل قد علا علي الجنة و فوق عرش رب العالمين و من سفحه متفجر أنهار الجنة و يتفرق في الجنان و هو جالس علي كرسي من نور يجري من بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلاّ و معه براءة بولايته و ولاية أهل بيته يشرف علي الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار» (1).

الحديث الثاني: موفق بن أحمد هذا أيضا قال:انبأني الحافظ الحسن أحمد المقري أخبرنا أحمد بن عبد اللّه حدّثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد المرمي حدّثنا أبي حدّثنا إسماعيل ابن موسي حدّثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة أقام اللّه عزّ و جل جبرائيل و محمدا عليهما السّلام علي الصراط فلا يجوزه أحد إلاّ من كان معه براءة من علي كرم اللّه وجهه» (2).

الحديث الثالث: أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي المعروف ب(ابن المغازلي)في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب اذنا عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي قال:حدّثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل بن بلبل قال:حدّثنا أبو القاسم الطائي قال:حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي،حدّثنا العباس بن بكار عن عبد اللّه بن المثني عن عمّه ثمامة بن عبد اللّه بن أنس عن أبيه[عن جده]قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة و نصب

ص: 96


1- المناقب:/71ح 48.
2- المناقب:/319ح 324.

الميزان (1)علي شفير جهنم لم يجز عليه إلاّ من كان معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الحديث الرابع: ابن المغازلي أيضا في كتابه من عدة طرق بأسانيد مختلفة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و المعني متقارب فيها أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«اذا كان يوم القيامة و نصب الصراط علي شفير جهنم لم يمر عليه إلاّ من معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب» (3).

و في بعض رواياتهم من عدة طرق بأسانيدها إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله«لم يجز علي الصراط إلاّ من معه جواز من علي بن أبي طالب» (4).

الحديث الخامس: ابن المغازلي أيضا قال أخبرنا أبو محمد بن أحمد بن موسي الغندجاني قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار قال:حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن يزيد بن ورقاء الخزاعي قال:حدّثنا علي بن الحسين السعدي قال:حدّثنا إسماعيل بن موسي السدي قال:حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي يوم القيامة علي الحوض لا يدخل الجنة إلاّ من جاء بجواز من علي بن أبي طالب عليه السّلام».

و روي:«أن جبرائيل يجلس علي باب الجنة و لا يدخلها إلا من معه براءة من علي عليه السّلام» (5).

الحديث السادس: أبو شيرويه من أعيان علماء العامة من كتاب الفردوس في باب الحاء بالإسناد قال عن عمر بن الخطاب:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«حب علي براءة من النار» (6).

الحديث السابع: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان المتقدم من طريق العامة يرفعه الي أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد إلاّ ببراءة أمير المؤمنين و من لم تكن له براءة أمير المؤمنين أكبّه اللّه علي منخريه في النار و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (7) (8)قلت:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه ما معني براءة أمير المؤمنين؟قال:«مكتوب[بالنور الساطع]لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب وصي (9)رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (10).

ص: 97


1- في المصدر:الصراط.
2- مناقب ابن المغازلي:212،و العمدة عنه:/369ح 726.
3- مناقب ابن المغازلي:/159ح 289.
4- ذخائر العقبي:71،و ينابيع المودة:338/1.
5- مناقب ابن المغازلي:/93ح 157 و كذلك في الصفحة /99ح 172.
6- الفردوسي:142/2 ح 2723 و في طبعة ح 2545.
7- سوره 37 - آيه 24
8- الصافات:24.
9- في المصدر:ولي اللّه.
10- مائة منقبة:37 المنقبة 16.

الحديث الثامن: ابن شهرآشوب في كتاب الفضائل من طريق العامة عن أنس عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال:قلت للنبي صلّي اللّه عليه و آله للنار جواز؟قال:«نعم»قلت:و ما هو؟قال:«حب علي ابن أبي طالب عليه السّلام» (1).

الحديث التاسع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الشيخ الصالح عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي بقراءتي عليه قلت له:أخبرك القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي أنبأنا شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال:

أنبأنا الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيع النيسابوري قال:حدثني عطية بن سعيد عبد اللّه بن منصور الأندلسي ابن محمد حدّثنا القاسم بن علقمة الأبهري حدّثنا عثمان بن جعفر الدينوري قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه الصاعدي حدّثنا ذو النون المصري حدّثنا مالك بن أنس عن جعفر ابن محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين يوم القيامة و نصب الصراط علي جسر جهنم لم يجز بها أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب صلوات اللّه و سلامه عليه» (2).

ص: 98


1- نهج الإيمان لابن جبر:505،و تاريخ بغداد:380/3 ترجمة رقم 1519(محمد بن فارس).
2- فرائد السمطين:/289/1ب /54ح 228.

الباب الخامس و الخمسون

في أنه لا يجوز العبد الصراط يوم القيامة

و لا يدخل الجنة إلاّ بجواز من أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الحديث الأول: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدّثنا أبو الفضل محمد بن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بسر من رأي قال:حدّثنا هاشم بن القاسم قال:حدّثنا محمد بن زكريا بن عبد اللّه الجوهري البصري عن عبد اللّه بن المثني عن تمامة بن عبد اللّه بن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إذا كان يوم القيامة و نصب الصراط علي جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1) يعني عن ولاية علي ابن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الحديث الثاني: شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال:روي بحذف الإسناد عن محمد بن خيران قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله تعالي: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (3) (4)فقال:«إذا كان يوم القيامة وقف محمد و علي علي الصراط،فلا يجوز عليه إلاّ من كان معه براءة»

قلت:و ما براءة؟

قال:«ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده عليهم السّلام،و ينادي مناد:يا محمد يا علي ألقيا في في جهنم كل كفّار بنبوتك عنيد لعلي بن أبي طالب و الأئمة من ولده» (5).

الحديث الثالث: الشيخ المفيد في أماليه بإسناده عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كيف بك يا علي إذا وقفت علي شفير جهنم و قد مدّ الصراط و قيل للناس:جوزوا و قلت لجهنم:هذا لي و هذا لك،فقال علي عليه السّلام:يا

ص: 99


1- سوره 37 - آيه 24
2- أمالي الطوسي:/290مجلس /11ح 11.
3- سوره 50 - آيه 24
4- ق:24.
5- تأويل الآيات:610/2 ح 5.

رسول للّه و من أولئك؟قال:أولئك شيعتك معك حيث كنت» (1).

الحديث الرابع: تفسير العسكري عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:معاشر الناس أحبّوا موالينا مع حبكم لنا،هذه زيد بن حارثة و ابنه أسامة من خواص موالينا فأحبّوهما،فو الذي بعث محمدا بالحق نبيّا لينفعكم حبهما.

قالوا:و كيف ينفعنا حبّهما؟

قال:إنهما يأتيان يوم القيامة عليا-صلوات اللّه عليه و آله-بخلق عظيم من محبيهما أكثر من ربيعة و مضر بعدد كل واحد منهما فيقولان:يا أخا رسول اللّه هؤلاء أحبّونا بحب محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بحبّك فيكتب لهم علي عليه السّلام جوازا علي الصراط فيعبرون عليه و يردون الجنة سالمين، و ذلك أن أحدا لا يدخل الجنة من سائر أمة محمد إلاّ بجواز من علي صلوات اللّه عليه علي الصراط» (2).

الحديث الخامس: كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام بالاسناد عن جابر بن عبد اللّه قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:الذي روي أنه لا يجوز أحد إلا ببراءة علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«إنما هو من وجد في صحيفته حبّ علي و سبطيه جاز الصراط،و إن كان مبغضا و منقضا وقع في النار» (3).

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدثني أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود عن علي بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت المظلوم بعدي فالويل لمن ظلمك و اعتدي عليك،و طوبي لمن تبعك و لم يختر عليك يا علي أنت المقاتل بعدي فويل لمن قاتلك،و طوبي لمن معك يا علي،أنت الذي تنطق بكلامي و تتكلم بلساني بعدي فويل لمن ردّ عليك و طوبي لمن قبل كلامك يا علي أنت سيّد هذه الأمة بعدي و أنت إمامها و خليفتي عليها و من فارقك فارقني يوم القيامة،و من معك كان معي يوم القيامة،يا علي أنت أول من آمن بي و صدقني،و أنت أول من أعانني علي أمري و جاهد معي عدوّي،و أنت أول من صلّي معي و الناس-يومئذ في غفلة الجهالة.

يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي و أنت أول من يبعث معي و أنت أول من تجوز

ص: 100


1- أمالي المفيد:/328مجلس /38ح 12.
2- تفسير الإمام العسكري:/441ح 293.
3- لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ.

الصراط معي،و ان ربي عزّ و جل أقسم بعزته أنّه لا يجوز عقبة الصراط إلاّ من معه براءة ولايتك و ولاية الأئمة من ولدك،و أنت أول من يرد حوضي تسقي منه أوليائك و تذود عنه أعدائك،و أنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود لتشفع لمحبينا فتشفع،و أنت أول من يدخل الجنة و بيدك لوائي و هو لواء الحمد و هو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس و القمر،و أنت صاحب شجرة طوبي في الجنة أصلها في دارك و أغصانها في دور شيعتك» (1).

الحديث السابع: عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة أمر اللّه عزّ و جل جبرائيل أن يجلس علي باب الجنة فلا يدخلها أحد إلا و معه براءة من علي عليه السّلام» (2).

ص: 101


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/271/2ح 63.
2- كشف الغطاء:17/1،و كشف اليقين للحلي:304.

الباب السادس و الخمسون

في قوله تعالي وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (1) (2)

في ولاية أهل البيت عليهم السّلام النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه ثلاث أحاديث الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أكابر علماء العامة قال:انبأني عز الدين أحمد ابن إبراهيم الفاروقي أنبأنا النقيب عبد الرّحمن الهاشمي إجازة أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمّي بقراءتي عليه أنبأنا محمد بن عبد العزيز نبأنا محمد بن أحمد بن علي قال:أنبأنا أبو الفضل جعفر ابن عبد الواحد بن محمد بن محمود قال:أنبأنا أبو طاهر بن عبد الرحيم قال:نبأنا أبو محمد بن حباب قال:نبأنا محمد بن علي بن خلف قال:نبأنا الحسين بن علوان قال:أنبأنا سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي-عليه الصلاة و السلام-في قوله تعالي: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (3) (4)قال عن ولايتنا.

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامة عن الخصائص بالإسناد عن الأصبغ عن علي عليه السّلام مثله (5).

الحديث الثالث: من طريق العامة في معني الآية:يعني صراط محمد و آله عليهم السّلام (6).

ص: 102


1- سوره 23 - آيه 74
2- المؤمنون:74.
3- سوره 23 - آيه 74
4- المؤمنون:74.
5- مناقب آل أبي طالب:271/2،و ينابيع المودة:338/1-339.
6- المصدر السابق.

الباب السابع و الخمسون

في قوله تعالي وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (1)

في ولاية النبي و أهل بيته الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:

حدّثنا أحمد بن الفضل الأهوازي عن بكر بن محمد بن إبراهيم غلام الخليل قال:حدّثنا زيد بن موسي عن أبيه موسي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (2) قال:«عن ولايتنا أهل البيت» (3).

الحديث الثاني: محمد بن العباس أيضا قال:حدثنا علي بن العباس عن جعفر الرّماني عن حسين ابن علوان عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السّلام قال:«قوله عزّ و جل: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (4) »قال:«عن ولايتنا» (5).

الحديث الثالث: ابن شهراشوب قال في كتبنا عن جابر عن أبي حنيفة قوله تعالي: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (6) قال:«ولايتنا» (7).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسير الآية عن الصادق عليه السّلام في قوله تعالي: وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (8) (9)قال:«إلي ولاية أمير المؤمنين»قال: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (10) قال:عن الإمام لحائدون» (11).

ص: 103


1- سوره 23 - آيه 74
2- سوره 23 - آيه 74
3- تأويل الآيات:355/1.
4- سوره 23 - آيه 74
5- المصدر السابق:ح 7.
6- سوره 23 - آيه 74
7- مناقب آل أبي طالب:271/2.
8- سوره 23 - آيه 73
9- المؤمنون:73.
10- سوره 23 - آيه 74
11- تفسير القمي:92/2.

الباب الثامن و الخمسون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1)

نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: ابن شهرآشوب عن تفسير مجاهد أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام حين خلّفه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا رسول اللّه تخلّفني علي النساء و الصبيان؟فقال:يا أمير المؤمنين (2)أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي حين قال له:«اخلّفني في قومي و اصلح»فقال:

بلي و اللّه. وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) قال:علي بن أبي طالب«ولاه اللّه أمر الأمة بعد محمد»و حين خلّفه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالمدينة فأمر اللّه العباد بطاعته و ترك خلافه (4).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب قال:في إبانه الفلكي أنها نزلت لما شكا أبو بردة من علي عليه السّلام (5).

الحديث الثالث: ابن شهرآشوب أيضا قال:سأل الحسن بن صالح بن حي-و هو زيدي تنسب إليه فرقة من الزيدية-عن جعفر الصادق عليه السّلام في معني الآية فقال:الأئمة من أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (6).

الحديث الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أنبأنا السيد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي قال:أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ شرف فخار الموسوي بروايته عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قدّس سرّه قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قال:أنبأنا سعد بن عبد اللّه قال:نبأنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسي عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال:رأيت عليّا عليه السّلام في مسجد

ص: 104


1- سوره 4 - آيه 59
2- في المصدر:يا علي.
3- سوره 4 - آيه 59
4- مناقب آل أبي طالب:219/2،و البحار:298/23 ح 41-42.
5- المصدر السابق.
6- المصدر السابق:218/2.

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في خلافة عثمان و جماعة يتحدثون و يتذاكرون العلم و الفقه فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها و ما قال فيها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الفضل مثل قوله صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة من قريش» و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«الناس تبع قريش و قريش أئمة العرب»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«لا تسبوا قريشا»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«إن للقرشي قوّة رجلين من غيرهم»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«من أبغض قريشا أبغضه اللّه»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«من أراد هوان قريش أهانه اللّه»و ذكروا الأنصار و فضلها و سوابقها و نصرتها و ما اثني اللّه عليهم في كتابه و ما قال فيهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الفضل و ذكروا ما قال في سعد بن عبادة و غسيل الملائكة فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتي قال كل حيّ منا فلان و فلان و قالت قريش منا رسول اللّه و منا حمزة و منا جعفر و منا عبيدة بن الحرث و زيد بن حارثة و أبو بكر و عمر و عثمان و أبو عبيدة و سالم مولي أبي حذيفة و عبد الرّحمن بن عوف فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلاّ سموه و في الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب-صلوات اللّه عليه و آله-و سعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير و عمار و المقداد و أبو ذر و هاشم بن عتبة و ابن عمر و الحسن و الحسين عليهم السّلام و ابن عباس و محمد بن أبي بكر و عبد اللّه بن جعفر و من الأنصار أبي بن كعب و زيد بن ثابت و أبو أيوب الأنصاري و أبو الهيثم ابن التيهان و محمد بن مسلمة و قيس بن سعد بن عبادة و جابر بن عبد اللّه و أنس بن مالك و زيد بن أرقم و عبد اللّه ابن أبي أوفي و أبو ليلي و معه ابنه عبد الرّحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد فجاء أبو الحسن البصري و معه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة قال:فجعلت انظر إليه و إلي عبد الرّحمن بن أبي ليلي فلا أدري أيّهما أجمل غير أن الحسن أعظمهما و أطولهما فأكثر القوم و ذلك من بكرة إلي حين الزوال،و عثمان في داره لا يعلم بشيء ممّا هم فيه و علي بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق و لا أحد من أهل بيته، فأقبل القوم عليه فقالوا:يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم فقال:«ما من الحيين إلاّ و قد ذكر فضلا و قال حقا فأنا أسألكم يا معشر قريش و الأنصار ممن أعطاكم اللّه هذا الفضل أ بأنفسكم و عشائركم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم»؟

قالوا:بل أعطانا اللّه و منّ به علينا بمحمد صلّي اللّه عليه و آله و عشيرته لا بأنفسنا و عشائرنا و لا بأهل بيوتاتنا.

قال:«صدقتم يا معشر قريش و الأنصار أ لستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصة دون غيرهم و إن ابن عمي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني و أهل بيتي كنّا نور يسعي بين يدي اللّه تعالي قبل أن يخلق اللّه عزّ و جل آدم بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق اللّه آدم عليه السّلام،وضع ذلك النور في صلبه و اهبطه إلي الأرض ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السّلام،ثم قذف به في

ص: 105

النار في صلب إبراهيم عليه السّلام ثم لم يزل اللّه عزّ و جل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلي الأرحام الطاهرة و من الأرحام الطاهرة إلي الأصلاب الكريمة من الآباء و الأمهات لم يلق واحد منا علي سفاح قط؟»

فقال:أهل السابقة و القدمة و أهل بدر و أهل أحد:نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثم قال:

«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه عزّ و جل فضل في كتابه السابق علي المسبوق في غير آية،و أني لم يسبقني إلي اللّه عزّ و جل و إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحد من هذه الأمة؟»قالوا:اللهم نعم.

قال:«فانشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت وَ السّابِقُونَ(1) الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (2) وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (3) (4)سئل عنها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:أنزلها اللّه تعالي ذكره في الأنبياء و أوصيائهم فأنا أفضل أنبياء اللّه و رسله و علي بن أبي طالب وصي أفضل الأوصياء»

قالوا:اللهم نعم.

قال:«فانشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (5) (6)و حيث نزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8)و حيث نزلت لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (9) (10)قال الناس:يا رسول اللّه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم فأمر اللّه عزّ و جل نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أن يعلمهم ولاة أمرهم و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم و زكاتهم و حجهم و نصبني للناس بغدير خم ثم خطب فقال:أيها الناس إن اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لا بلغنها أو ليعذبني ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة ثم خطب فقال:أيها الناس أ تعلمون أن اللّه عزّ و جل مولاي و أنا مولي المؤمنين،و أنا أولي بهم من أنفسهم؟قالوا:بلي يا رسول اللّه قال:قم يا علي فقمت،فقال:من كنت مولاه فعلي هذا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه ولاء كما ذا فقال ولاء كولايتي من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه فأنزل اللّه تعالي ذكره اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (11) (12)فكبّر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:«اللّه أكبر تمام نبوتي و تمام دين اللّه ولاية علي بعدي»فقام أبو بكر و عمر فقالا:يا رسول اللّه هذه الآيات خاصة في علي عليه السّلام قال:«بلي فيه

ص: 106


1- الواقعة:10.
2- سوره 9 - آيه 100
3- سوره 56 - آيه 10
4- الواقعة:10-11.
5- سوره 4 - آيه 59
6- النساء:59.
7- سوره 5 - آيه 55
8- المائدة:55.
9- سوره 9 - آيه 16
10- التوبة:16.
11- سوره 5 - آيه 3
12- المائدة:3.

و في أوصيائي إلي يوم القيامة»قالا:يا رسول اللّه بيّنهم لنا؟قال علي أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن من بعدي ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم التسعة من ولد ابني الحسين واحدا بعد واحدا القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه و لا يفارقهم حتي يردّوا عليّ الحوض»فقالوا كلهم:اللهم نعم قد سمعنا ذلك و شهدنا كما قلت سواء،أو قال بعضهم:

قد حفظنا جل ما قلت لم نحفظ كله و هؤلاء الذين حفظوا أخيارنا و أفاضلنا:فقال علي-صلوات اللّه عليه و آله-:«صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ انشد اللّه عز و جل من حفظ ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما قام فاخبر به».

فقام زيد بن أرقم و البراء بن عازب و سلمان و أبو ذر و المقداد و عمار فقالوا:نشهد لقد حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو قائم علي المنبر و أنت الي جنبه و هو يقول:«أيها الناس إن اللّه عزّ و جل أمرني أن أنصب لكم إمامكم و القائم فيكم بعدي و وصيي و خليفتي و الذي فرض اللّه عزّ و جل علي المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته و طاعتي و أمركم بولايته و إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني أيها الناس إن اللّه أمركم في كتابه بالصلاة،و قد بيّنتها لكم و الزكاة و الصوم و الحج فبينتها لكم و فسرتها و أمركم بالولاية،و إني اشهدكم أنها لهذا خاصة و وضع يده علي علي بن أبي طالب عليه السّلام ثم قال لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن و لا يفارقهم القرآن حتي يردوا علي حوضي.أيها الناس قد بيّنت لكم مفزعكم بعدي و إمامكم و دليلكم و هاديكم و هو أخي علي بن أبي طالب هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم و أطيعوه في جميع أموركم،فإن عنده جميع ما علمني اللّه من علمه و حكمته فسلوه و تعلموا منه و من أوصيائه بعده،و لا تعلّموهم و لا تتقدموهم و لا تخلّفوا عنهم، فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلوه و لا يزايلهم».

ثم جلسوا قال سليم ثم قال علي عليه السّلام«أيها الناس أ تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)فجمعني و فاطمة و ابني حسنا و حسينا ثم ألقي علينا كساء و قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي و لحمي يؤلمني ما يؤلمهم و يؤذيني ما يؤذيهم و يحرجني ما يحرجهم فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،فقالت أم سلمة:و أنا يا رسول اللّه؟فقال:أنت إلي خير إنما نزلت فيّ و في أخي علي بن أبي طالب و في ابني و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصة،ليس معنا فيها لأحد شرك».

ص: 107


1- سوره 33 - آيه 33
2- الأحزاب:33.

فقالوا كلهم:نشهد أن أمّ سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة فقال علي-صلوات اللّه عليه-:«انشدكم اللّه أ لستم أ تعلمون أن اللّه عزّ و جل أنزل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1) (2)فقال سلمان:يا رسول اللّه عامة هذا أم خاصة؟

قال:أما المؤمنون فعامة المؤمنين أمروا بذلك،و أما الصادقون فخاصة لأخي علي و أوصيائي من بعده إلي اليوم القيامة؟»قالوا:اللهم نعم.

قال«انشدكم اللّه تعالي أ تعلمون أني قلت:لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة تبوك لم خلّفتني فقال:إن المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ من بعدي؟»

قالوا:اللهم نعم.

قال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل في سورة الحج يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ (3) (4)...إلي آخر السورة فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد،و هم شهداء علي الناس الذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم قال:عني بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة قال سلمان:بيّنهم لنا يا رسول اللّه قال:أنا و أخي علي واحد عشر من ولدي»قالوا:اللهم نعم.

فقال علي عليه السّلام:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن رسول اللّه قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال:أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف أخبرني و عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال يا رسول اللّه:أكل أهل بيتك؟فقال:لا و لكن أوصيائي منهم أولهم أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن من بعدي و هو أولهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتي يردوا علي الحوض شهداء اللّه في أرضه و حججه علي خلقه و خزان علمه و معادن حكمته من اطاعهم فقد اطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه»فقال كلهم:نشهد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال ذلك ثم تمادي بعلي عليه السّلام السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم اللّه فيه و سألهم عنه حتي أتي اعلي آخر مناقبه و ما قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كثيرا كل ذلك يصدقونه و يشهدون أنه حق (5).

ص: 108


1- سوره 9 - آيه 119
2- التوبة:119.
3- سوره 22 - آيه 77
4- الحج:77.
5- فرائد السمطين:/312/1ب /58ح 250.

الباب التاسع و الخمسون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) (2)

نزلت في الأئمة عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن معلي بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد ابن عائذ عن ابن أذينة عن زيد العجلي قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ ذكره: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلي أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ (3) (4)فقال:«إيانا عني، أن يؤدّي الأول إلي الإمام الذي بعده الكتب و العلم و السلاح، وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ (5) (6)الذي في أيديكم،ثم قال للناس: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (7) إيانا عني خاصة،أمر جميع المؤمنين إلي يوم القيامة بطاعتنا فإن خفتم تنازعا في أمر فردّوه إلي اللّه و إلي الرسول و إلي أولي الأمر منكم».كذا نزلت،و كيف يأمرهم اللّه عزّ و جل بطاعة ولاة الأمر و يرخّص منازعتهم؟إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (8) (9).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين ابن أبي العلاء قال:ذكرت إلي أبي عبد اللّه عليه السّلام قولنا في الأوصياء أن طاعتهم مفترضة قال:

فقال:«نعم هم الذين قال اللّه عزّ و جل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (10) و هم الذين قال اللّه عزّ و جل: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (11) (12).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي و علي بن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (13) فقال:«نزلت

ص: 109


1- سوره 4 - آيه 59
2- سورة النساء:62.
3- سوره 4 - آيه 58
4- النساء:58.
5- سوره 4 - آيه 58
6- النساء:58.
7- سوره 4 - آيه 59
8- سوره 4 - آيه 59
9- أصول الكافي:276/1 ح 1 باب أن الإمام يعرف الإمام الذي يكون بعده.
10- سوره 4 - آيه 59
11- سوره 5 - آيه 55
12- أصول الكافي:187/1 ح 7 باب فرض طاعتهم.
13- سوره 4 - آيه 59

في علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين عليهما السّلام»فقلت له:إن الناس يقولون فما له لم يسمّ عليا و أهل بيته في كتاب اللّه عزّ و جل؟

قال:فقال:«قولوا لهم إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نزلت عليه الصلاة و لم يسم اللّه لهم ثلاثا و لا أربعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزلت عليه الزكاة و لم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزل الحج فلم يقل لهم:طوفوا أسبوعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزلت أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) و نزلت في علي و الحسن و الحسين فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعلي مولاه، و قال صلّي اللّه عليه و آله:أوصيكم بكتاب اللّه و أهل بيتي فإني سألت اللّه عزّ و جل أن لا يفرّق بينهما حتي يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك،و قال:لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم،و قال:إنهم لن يخرجوكم من باب هدي و لن يدخلوكم في باب ضلالة،فلو سكت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يبين من أهل بيته لادّعاها آل فلان و آل فلان،لكن اللّه عزّ و جل أنزل في كتابه تصديقا لنبيّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) (3)فكان علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام فأدخلهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت الكساء في بيت أم سلمة و قال:اللهمّ إن لكلّ نبي أهلا و ثقلا و هؤلاء أهل بيتي و ثقلي فقالت أم سلمة:أ لست من أهلك؟فقال لها:إنك علي خير و لكن هؤلاء أهلي و ثقلي،فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان علي أولي الناس بالناس لكثرة ما بلّغ فيه رسول اللّه و اقامته للناس و أخذه بيده،فلما مضي علي فلم يكن علي يستطيع و لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي و لا واحد من ولده إذ لقال الحسن و الحسين:إن اللّه تبارك و تعالي أنزل فينا كما أنزل فيك و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك،و بلغ فينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلغ فيك،و أذهب عنا الرجس كما أذهب عنك،فلما مضي علي عليه السّلام كان الحسن أولي به لكبره،فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده و لم يكن ليفعل ذلك و اللّه عزّ و جل يقول: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (4) (5)فيجعلها في ولده إذ لقال الحسين عليه السّلام:أمر اللّه تبارك و تعالي بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك،و بلّغ فيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلّغ فيك و في أبيك،و أذهب عني الرجس كما أذهب عنك و عن أبيك،فلما صارت إلي الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي علي أخيه و علي أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه،و لم يكونا ليفعلا،ثم صارت حين أفضت إلي الحسين فجري تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (6) ثم صارت من بعد

ص: 110


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 33 - آيه 33
3- الأحزاب:33.
4- سوره 33 - آيه 6
5- الأحزاب:6.
6- سوره 33 - آيه 6

الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلي محمد بن علي.و قال عليه السّلام:

اَلرِّجْسَ (1) :هو الشك و اللّه لا نشك في ربّنا أبدا» (2).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس قال:سمعت عليا صلوات اللّه عليه يقول.و أتاه رجل فقال له:ما أدني ما يكون به العبد مؤمنا و أدني ما يكون به العبد كافرا و أدني ما يكون به العبد ضالا؟فقال له:«قد سألت فافهم الجواب أمّا أدني ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرفه اللّه تبارك و تعالي نفسه فيقر إليه بالطاعة و يعرّفه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله فيقرّ له بالطاعة و يعرّفه إمامه و حجته في أرضه و شاهده علي خلقه فيقرّ له بالطاعة».

قلت:يا أمير المؤمنين و إن جهل جميع الأشياء إلاّ ما وصفت؟قال«نعم إذا أمر أطاع و إذا نهي انتهي.

و أدني ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا نهي اللّه عنه أن اللّه أمر به و نصبّه دينا يتولي عليه و يزعم أنه يعبد الذي أمره به و إنما يعبد الشيطان،و أدني ما يكون العبد به ضالا أن لا يعرف حجة اللّه تبارك و تعالي و شاهده علي عباده الذي أمر اللّه عزّ و جل بطاعته و فرض ولايته».

قلت يا أمير المؤمنين صفهم لي؟قال:«الذين قرنهم اللّه تعالي بنفسه و بنبيه.فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) .

فقلت:يا أمير المؤمنين جعلني اللّه فداك أوضح لي؟فقال:«الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في آخر خطبته يوم قبضه اللّه عزّ و جل إليه:إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي إن تمسكتم بهما كتاب اللّه عزّ و جل و عترتي أهل بيتي فإن اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض-و جمع بين مسبحتيه-و لا أقول كهاتين-و جمع بين المسبحة و الوسطي- فتسبق احدهما الأخري فتمسكوا بهما لا تزلّوا و لا تقدّموهم فتضلوا» (4).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس عن حماد ابن عثمان عن عيسي بن السّري قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:حدثني عما بنيت عليه دعائم الإسلام إذا أخذت بها زكي عملي و لم يضرني جهل ما جهلت بعده؟فقال:«شهادة أن لا إله لا اللّه و أن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الإقرار بما جاء به من عند اللّه،و حق في الأموال من الزكاة،و الولاية التي أمر اللّه بها ولاية آل محمد صلّي اللّه عليه و آله فإن رسول اللّه قال:من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،قال

ص: 111


1- سوره 33 - آيه 33
2- أصول الكافي:288/1 ح 1.
3- سوره 4 - آيه 59
4- أصول الكافي:415/2 ح 1 باب ادني ما يكون العبد.

اللّه عزّ و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) فكان علي عليه السّلام ثم صار من بعده حسن ثم حسين ثم من بعده علي بن الحسين ثم من بعده محمد بن علي ثم هكذا يكون الأمر،إن الأرض لا تصلح إلا بإمام،و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،و أحوج ما يكون أحدكم إلي معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا-و أهوي بيده إلي صدره-يقول حينئذ:لقد كنت علي أمر حسن» (2).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن يزيد بن معاوية قال:تلا أبو جعفر عليه السّلام: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) فإن خفتم تنازعا في الأمر فارجعوه إلي اللّه و إلي الرسول و إلي أولي الأمر منكم»ثم قال:كيف يأمر بطاعتهم و يرخّص في منازعتهم إنما قال ذلك للمأمورين الذين قيل لهم:أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول» (4).

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي قال:حدّثنا المغيرة بن محمد قال:حدّثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جبار بن يزيد الجعفي قال:قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام:لأي شيء يحتاج إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله و الإمام فقال:«لبقاء العالم علي صلاحه و ذلك أن اللّه عزّ و جل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام قال اللّه عزّ و جل: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ (5) (6)و قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهبت النجوم أتي أهل السماء ما يكرهون و إذا ذهب أهل بيتي أتي أهل الأرض ما يكرهون» (7).

الحديث الثامن: قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدّثنا محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد اللّه بن محمد الحجال عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ (8) قال:«الأئمة من ولد علي عليه السّلام و فاطمة إلي أن تقوم الساعة» (9).

الحديث التاسع: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«نزلت فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ (10) فأرجعوه إلي اللّه و إلي الرسول و إلي أولي الأمر منكم» (11).

ص: 112


1- سوره 4 - آيه 59
2- أصول الكافي 21/2 ح 9 باب دعائم الإسلام.
3- سوره 4 - آيه 59
4- روضة الكافي:185/8 ح 212.
5- سوره 8 - آيه 33
6- الأنفال:33.
7- علل الشرائع:/123/1ح /1ب 103.
8- سوره 4 - آيه 59
9- عيون الأخبار:139/1 ح 14،و كمال الدين:222 ح 8 باب 22 و النقل منه.
10- سوره 4 - آيه 59
11- تفسير القمي:141/1.

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدثني غير واحد من أصحابنا قالوا حدّثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الفرازي عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحارث قال:

حدثني المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري[يقول:لما أنزل اللّه عزّ و جل علي نبيه محمد صلّي اللّه عليه و آله:(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم)قلت:يا رسول اللّه عرفنا اللّه و رسوله]فمن أولو الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟فقال صلّي اللّه عليه و آله«هم خلفائي يا جابر و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة ب(الباقر)ستدركه يا جابر،فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسي بن جعفر ثم علي بن موسي ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميّي و كنيّي حجة اللّه في أرضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه تعالي ذكره علي يديه مشارق الأرض و مغاربها ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها علي القول بإمامته إلاّ من امتحن اللّه قلبه للإيمان»قال جابر:فقلت له:يا رسول اللّه فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟

فقال عليه السّلام:«و الذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن تجلاها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر اللّه و مخزون علمه فاكتمه إلاّ عن أهله» (1).

الحديث الحادي عشر: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن أبي مسروق،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:إنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول اللّه عزّ و جل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) فيقولون:نزلت في المؤمنين، و نحتج عليهم بقوله تعالي قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) (4)فيقولون:نزلت في قربي المسلمين»قال:فلم ادع شيئا مما حضرني ذكره من هذا و شبهه إلا ذكرته،فقال لي:«إذا كان ذلك فادعهم إلي المباهلة»قلت:و كيف أصنع؟فقال:«اصلح نفسك،ثلاثا»و أظنه قال:و صم و اغتسل و ابرز أنت و هو الي الجبان فشبك أصابعك من يدك اليمني في أصابعه ثم انصفه و ابدأ بنفسك و قل:اللهم ربّ السماوات السبع و رب الأرضين السبع عالم الغيب و الشهادة الرّحمن الرحيم إن كان أبو مسروق جحد حقا و ادعي باطلا فأنزل عليه خسفا (5)أو عذابا أليما»ثم رد

ص: 113


1- كمال الدين و تمام النعمة:/253ح 3.
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 42 - آيه 23
4- الشوري:23.
5- في المصدر:حسبانا.

الدعوة عليه فقل:و إن كان فلان جحد حقا و ادعي باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما،ثم قال لي:«فإنك لا تلبث أن تري ذلك فيه»فو اللّه ما وجدت خلقا يجيبني إليه (1).

عنه بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«الساعة التي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس» (2).

الحديث الثاني عشر: محمد بن إبراهيم النعماني بإسناده عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن سليم بن قيس الهلالي قال:قلت لعلي عليه السّلام و ذكر حديثا فيه قال:«كنت أنا ادخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كل يوم دخلة و كل ليلة دخلة فيخلني فيها[خلوة أدور معه حيث دار]و قد علم أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد[من الناس]غيري،و كنت إذا سألت أجابني،و إذا سكت ابتدأني (3)و دعا اللّه أن يحفظني و يفهمني فما نسيت شيئا أبدا منذ دعا لي،و إني قلت لرسول اللّه:

يا نبي اللّه إنك منذ دعوت لي بما دعوت لم أنس شيئا مما تمليه علي فلم تأمرني بكتبه أ تتخوف علي النسيان؟

قال:يا أخي لا أتخوف عليك النسيان و لا الجهل و قد أخبرني اللّه عزّ و جل أنه قد استجاب لي فيك و في شركائك الذين يكونون من بعدك و إنما تكتبه لهم قلت:يا رسول اللّه و من شركائي؟قال الذين قرنهم اللّه بنفسه و بي فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (4) قلت:يا نبي اللّه و من معهم؟قال:الأوصياء إلي أن يردوا علي حوضي كلهم هاد مهتد،لا يضرهم خذلان من خذلهم هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم بهم تنصر أمتي و يمطرون، و يدفع عنهم بعظائم دعواتهم،قلت:يا رسول اللّه سمّهم لي؟فقال:ابني هذا و وضع يده علي رأس الحسن،ثم ابني هذا و وضع يده علي رأس الحسين ثم ابن له علي اسمك يا علي،ثم ابن علي اسمه محمد بن علي،ثم أقبل علي الحسين عليه السّلام فقال سيولد محمد بن علي في حياتك فاقرأه منّي السلام،ثم تكلمه اثني عشر إماما،قلت:يا نبي اللّه سمّهم لي؟فسماهم رجلا رجلا، فهم و اللّه يا أخا بني هلال مهدي أمة محمد يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (5).

الحديث الثالث عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد

ص: 114


1- أصول الكافي:514/2 ح 1 باب المباهلة.
2- المصدر السابق:ح 2.
3- في المصدر تفاوت و زيادة:فربما كان ذلك في بيتي يأتيني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أكثر من ذلك في بيتي و كنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلا في و أقام عني نساءه فلا يبقي عنده غيري،و إذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة و لا أحد من ابني.و قد وضع في المصدر بين معكوفين.
4- سوره 4 - آيه 59
5- كتاب الغيبة للنعماني:/81ح 10.

ابن النعمان قدّس سرّه و قال:أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد الأزدي قال:حدّثنا شعيب بن أيوب قال:حدّثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن حسان قال:سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السّلام يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال:«نحن حزب اللّه الغالبون و عترة رسوله الأقربون و أهل بيته الطيّبون الطاهرون واحد الثقلين الذين خلّفهما رسول اللّه في أمته،و الثاني كتاب اللّه فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فالمعول علينا في تفسيره لا نتظني تأويله بل نتيقن حقائقه فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللّه عزّ و جل و رسوله مقرونة قال اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرَّسُولِ (1) (و لو ردّوه الي الرسول و الي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)و احذركم الاصغاء لهتاف الشيطان فإنه لكم عدو مبين فتكونوا أوليائه الذين قال لهم لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَري ما لا تَرَوْنَ (2) فتلقون إلي الرماح وزرا و إلي السيوف جزرا و للعمد حطما و إلي السهام غرضا ثم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً (3) (4).

قلت:و روي هذا الحديث الشيخ المفيد في أماليه بالسند و المتن (5).

الحديث الرابع: الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن خالد البرقي عن القاسم بن محمد الجوهري عن الحسين بن أبي العلاء قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام الأوصياء طاعتهم مفترضة؟

فقال:«هم الذين قال اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) و هم الذين قال اللّه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8)(9).

و في هذا الباب زيادة تؤخذ من تفسير البرهان (10)في تفسير القرآن من رواية أهل البيت عليهم السّلام ألّفته من روايات أهل البيت،و هو كتاب حسن كثير الروايات في الآيات،و سيأتي إن شاء اللّه تعالي في معني هذه الآية بهذا المعني في باب الحادي و الستين.

ص: 115


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 8 - آيه 48
3- سوره 6 - آيه 158
4- أمالي الطوسي:/691مجلس /39ح 12.
5- أمالي المفيد:/348ح 4.
6- سوره 4 - آيه 59
7- سوره 5 - آيه 55
8- المائدة:55.
9- الاختصاص:277.
10- تفسير البرهان:396/1-379-381،و 343/4 و 409/2.

الباب الستون

في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) (2)

نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيب الواسطي اذنا قال:حدّثنا أبو القاسم الصفار قال:حدّثنا عمر بن أحمد بن هارون قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال:حدّثنا يعقوب بن يوسف قال:

حدّثنا أبو غسان قال:حدّثنا مسعود بن سعد عن جابر عن أبي جعفر-يعني محمد بن علي الباقر عليه السّلام-في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (3) قال:«نحن الناس و اللّه» (4).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامة عن أبي الفتوح الرازي بما ذكره أبو عبد اللّه المرزباني بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (5) نزلت في رسول اللّه و في علي عليه السّلام.

قال:و حدثني أبو علي الطبرسي في مجمع البيان المراد بالناس النبي و آله،و قال أبو جعفر عليه السّلام:

«المراد بالفضل فيه النبوّة في علي الإمامة» (6).

ص: 116


1- سوره 4 - آيه 54
2- النساء:54.
3- سوره 4 - آيه 54
4- مناقب ابن المغازلي:/173ح 314.
5- سوره 4 - آيه 54
6- مناقب آل أبي طالب:15/3،و راجع مجمع البيان:109/3.

الباب الحادي و الستون

في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1)

نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه ثمانية و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد بن عامر الأشعري عن معلي بن محمد قال:حدثني الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال:

سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) فكان جوابه:« أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (3) (4)يقولون لأئمة الضلال و الدعاة إلي النار:هؤلاء أهدي من آل محمد سبيلا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (5) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ (6) يعني الإمامة و الخلافة، فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً (7) (8)نحن الناس الذين عني اللّه،و النقير النقطة التي في وسط النواة أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (9) نحن الناس المحسودون علي ما أتانا اللّه من الإمامة دون خلق اللّه أجمعين فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (10) (11)يقول:جعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله؟ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (12) (13)(14).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن عليه السّلام في قوله تبارك و تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (15) قال:«نحن المحسودون» (16).

ص: 117


1- سوره 4 - آيه 54
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 4 - آيه 51
4- النساء:55-58.
5- سوره 4 - آيه 52
6- سوره 4 - آيه 53
7- سوره 4 - آيه 53
8- النساء:53.
9- سوره 4 - آيه 54
10- سوره 4 - آيه 54
11- النساء:54.
12- سوره 4 - آيه 55
13- النساء:55-56.
14- أصول الكافي:205/1 ح 1 باب أنهم ولاة الأمر.
15- سوره 4 - آيه 54
16- المصدر السابق:ح 2.

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن الحسن بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن حماد ابن عثمان عن أبي الصباح قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) فقال:«يا أبا الصباح نحن المحسودون» (2).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله اللّه عزّ و جل: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (3) قال:جعل منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم عليهم السّلام و ينكرون في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله»قال:قلت وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) قال:الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة،من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه فهو الملك العظيم» (5).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (6) قال:«الطاعة المفروضة» (7).

الحديث السادس: ابن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن سيف ابن عميرة عن أبي الصباح قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«نحن قوم فرض اللّه عزّ و جل طاعتنا،لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون في العلم و نحن المحسودون قال اللّه تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (8) (9).

الحديث السابع: ابن يعقوب عن أبي القاسم بن العلاء قدّس سرّه رفعه عن عبد العزيز بن مسلم عن الرضا عليه السّلام في حديث يذكر فيه صفة الإمام عليه السّلام و هو حديث طويل قال فيه عليه السّلام:«قال في الأئمة من أهل البيت نبيّه و عترته و ذرّيته صلوات اللّه عليهم أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (10) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (11) (12).

الحديث الثامن: في التهذيب بإسناده عن علي بن الحسن بن فضّال عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام:«نحن قوم فرض اللّه طاعتنا،لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون في العلم و نحن المحسودون الذين قال اللّه

ص: 118


1- سوره 4 - آيه 54
2- المصدر السابق:ح 4.
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- المصدر السابق:ح 5.
6- سوره 4 - آيه 54
7- الكافي:186/1 ح 4 باب فرض طاعتهم.
8- سوره 4 - آيه 54
9- الكافي:186/1 ح 6.
10- سوره 4 - آيه 54
11- سوره 4 - آيه 54
12- الكافي:198/1-202 ح 1.

تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) (2).

الحديث التاسع: ابن بابويه في أماليه و عيون اخبار الرضا عليه السّلام قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد مسرور-رضي اللّه عنهما-قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت قال:حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع إليه في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان في حديث طويل ذكر الفرق بين آل محمد صلّي اللّه عليه و آله و الأمة و ذكر الرضا عليه السّلام في ذلك الفرق بين الآل و الأمة فكان فيما ذكره عليه السّلام و قال اللّه عزّ و جل أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (3) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) ثم ردّد المخاطبة في أثر هذا إلي سائر المؤمنين فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (5) يعني الذين قرنهم بالكتاب و الحكمة و حسدوا عليها فقوله أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (6) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (7) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا الطاعة لهم» (8).

الحديث العاشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن يونس عن أبي جعفر الأحول مؤمن الطاق عن حنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

قلت له فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ (9) قال:النبوة،قلت:و الحكمة قال:الفهم و القضاء،قلت:

وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (10) قال:الطاعة المفروضة» (11).

الحديث الحادي عشر: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ (12) (13)فلان و فلان و يقولون للذين كفروا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (14) (15)يقولون لأئمة الضلال و الدعاة إلي النار هؤلاء اهدي من آل محمد و أوليائهم سبيلا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (16) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ (17) يعني الإمام و الخلافة فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً (18) نحن الناس الذين عني اللّه» (19).

الحديث الثاني عشر: الصفار هذا عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن

ص: 119


1- سوره 4 - آيه 54
2- تهذيب الأحكام:132/4 ح 367.
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- سوره 4 - آيه 59
6- سوره 4 - آيه 54
7- سوره 4 - آيه 54
8- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:209/2،و أمالي الصدوق:/617مجلس /79ح 1.
9- سوره 4 - آيه 54
10- سوره 4 - آيه 54
11- تفسير القمي:140/1.
12- سوره 4 - آيه 51
13- النساء:51.
14- سوره 4 - آيه 51
15- النساء:53.
16- سوره 4 - آيه 52
17- سوره 4 - آيه 53
18- سوره 4 - آيه 53
19- البصائر:/54ح /3باب 16.

أذينة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تبارك و تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) «فنحن المحسودون علي ما أتانا اللّه من الإمامة دون الخلق جميعا» (2).

الحديث الثالث عشر: الصفار عن محمد بن الحسين و يعقوب يزيد عن ابن أبي عمير عن عمر ابن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تبارك و تعالي:« فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (3) فجعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم عليه السّلام و ينكرونه في آل محمد عليهم السّلام؟!قلت:فما معني قوله: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) قال:

«الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه فهو الملك العظيم» (5).

الحديث الرابع عشر: الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن محمد الأحول عن عمران قال:قلت له قول اللّه تبارك و تعالي: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ (6) :فقال:«النبوة»فقلت: وَ الْحِكْمَةَ (7) فقال:لا الفهم و القضاء»قلت له:قول اللّه تبارك و تعالي: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (8) قال:«الطاعة» (9).

الحديث الخامس عشر: الصفار عن أبي محمد عن عمران بن موسي بن جعفر و علي بن اسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في هذه الآية أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (10) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (11) فقال:

«نحن[و اللّه]الناس الذين قال اللّه،و نحن المحسودون،و نحن أهل هذا الملك الذي يعود إلينا» (12).

الحديث السادس عشر: سعد بن عبد اللّه القمي في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد و عبد اللّه بن القاسم جميعا عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (13) قال:«الطاعة المفروضة» (14).

الحديث السابع عشر: سعد هذا عن محمد بن عبد الحميد العطار عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له قول اللّه عزّ و جل: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (15) فيه سقط ما هو؟قلت:أنت أعلم؟قال:«طاعة الإمام (16)مفروضة» (17).

ص: 120


1- سوره 4 - آيه 54
2- البصائر:/55ح /5باب 17.
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- البصائر:/56ح 6.
6- سوره 4 - آيه 54
7- سوره 4 - آيه 54
8- سوره 4 - آيه 54
9- البصائر:/56ح /7باب 17.
10- سوره 4 - آيه 54
11- سوره 4 - آيه 54
12- البصائر:/56ح 9.
13- سوره 4 - آيه 54
14- البصائر:/55ح 2.
15- سوره 4 - آيه 54
16- في المصدر المطبوع:اللّه.
17- البصائر:/530ح 17 باب 18 باب النوادر في الأئمة.

الحديث الثامن عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة قال:حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال:حدّثنا أبو غسان قال:حدّثنا مسعود بن سعد عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) قال:«نحن الناس» (2).

الحديث التاسع عشر: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن بريد بن معاوية قال:

كنت عند أبي جعفر عليه السّلام فسألته عن قول اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) قال:

فكان جوابه أن قال:« أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ (4) (5)فلان و فلان وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (6) [يقول:]الأئمة الضالة و الدعاة إلي النار هؤلاء أهدي من آل محمد و أوليائهم سبيلا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (7) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ (8) (9)يعني الإمامة و الخلافة فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً (10) نحن الناس الذين عني اللّه.و النقير:النقطة التي رأيت في وسط النواة أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (11) نحن المحسودون علي ما آتانا اللّه من الإمامة دون خلق اللّه جميعا فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (12) يقول:فجعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون بذلك في آل إبراهيم و تنكرونه في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله؟! فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (13) إلي قوله وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (14) قال:قلت:قوله في آل إبراهيم وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (15) ما الملك العظيم؟قال:«أن جعل منهم أئمة من أطاعهم أطاع و اللّه و من عصاهم عصي اللّه فهو الملك العظيم» (16).

الحديث العشرون: العياشي هذا بإسناده عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام سواء و زاد فيه«أن تحكموا بالعدل إذا ظهرتم،أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم» (17).

الحديث الحادي و العشرون: العياشي بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:

«يا أبا الصباح نحن قوم فرض اللّه طاعتنا،لنا الأنفال و لنا صفو المال،و نحن الراسخون في العلم و نحن المحسودون الذين قال اللّه في كتابه: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (18) » (19).

ص: 121


1- سوره 4 - آيه 54
2- أمالي الشيخ الطوسي:/272ح /511مجلس /10ح 49.
3- سوره 4 - آيه 59
4- سوره 4 - آيه 51
5- النساء:51.
6- سوره 4 - آيه 51
7- سوره 4 - آيه 52
8- سوره 4 - آيه 53
9- النساء:53.
10- سوره 4 - آيه 53
11- سوره 4 - آيه 54
12- سوره 4 - آيه 54
13- سوره 4 - آيه 55
14- سوره 4 - آيه 57
15- سوره 4 - آيه 54
16- تفسير العياشي:246/1 ح 153.
17- المصدر السابق:ح 154.
18- سوره 4 - آيه 54
19- المصدر السابق:ح 155.

الحديث الثاني و العشرون: العياشي بإسناده عن يونس ظبيان قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام«بينما موسي بن عمران يناجي ربّه و يكلّمه إذ رأي رجلا تحت ظل عرش اللّه فقال:يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك؟فقال:يا موسي هذا ممن لم يحسد الناس علي ما أتاهم اللّه من فضله» (1).

الحديث الثالث و العشرون: العياشي بإسناده عن أبي سعيد المؤدب عن ابن عباس في قوله:

أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2) قال:«نحن الناس[و فضله النبوة]».

الحديث الرابع و العشرون: العياشي بإسناده عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السّلام:« مُلْكاً عَظِيماً (3) أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه،فهذا ملك عظيم وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) »عنه في رواية أخري قال:«الطاعة المفروضة» (5).

الحديث الخامس و العشرون: العياشي بإسناده عن حمران عنه فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ (6) قال:«النبوة»،[قلت:]و الحكمة»؟قال:«الفهم و القضاء»[قلت:] مُلْكاً عَظِيماً (7) ؟قال:«الطاعة» (8).

الحديث السادس و العشرون: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ (9) قال:«فهو النبوة،و الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة،و أما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة من الصفوة» (10).

الحديث السابع و العشرون: العياشي بإسناده عن داود بن فرقد قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام و عنده إسماعيل ابنه عليه السّلام يقول: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (11) الآية قال:«فقال الملك العظيم افتراض الطاعة فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ (12) »قال عبد اللّه:هو،فقلت:

استغفر اللّه،فقال لي إسماعيل:لم يا داود؟قلت:لأني كثيرا قرأتها فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ (13) قال:فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«إنما هو فمن هؤلاء-ولد إبراهيم-من آمن بهذا و منهم من صدّ عنه» (14).

الحديث الثامن و العشرون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث يخاطب فيه معاوية قال:لعمري يا معاوية لو ترحمت عليك و علي طلحة و الزبير ما كان ترحمي عليكم و استغفاري لكم[ليحق باطلا بل يجعل اللّه ترحمي عليكم و استغفاري]لعنة عليكم و عذابا،و ما أنت و طلحة و الزبير بأعظم (15)جرما و لا أصغر ذنبا و لا أهون بدعا و ضلالة ممن

ص: 122


1- المصدر السابق:ح 156.
2- سوره 4 - آيه 54
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- المصدر السابق:ح 158-159.
6- سوره 4 - آيه 54
7- سوره 4 - آيه 54
8- المصدر السابق:ح 160.
9- سوره 4 - آيه 54
10- المصدر السابق:ح 161.
11- سوره 4 - آيه 54
12- سوره 4 - آيه 55
13- سوره 4 - آيه 55
14- المصدر السابق:ح 162.
15- في المصدر:بأحقر.

استوثقا (1)لك و لصاحبك الذي تطلب بدمه و هما و وطّئا لكما ظلمنا أهل البيت و حملاكما علي رقابنا فإن اللّه عز و جل يقول: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (3) إلي آخر الآيات،فنحن الناس و نحن المحسودون و قوله وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) فالملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه،فلم قد أقروا بذلك في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد؟!يا معاوية إن تكفر بها أنت و صويحبك و من قبلك من الطغاة من أهل اليمن و الشام و الأعراب،أعراب ربيعة و مضر و جفاة الناس فقد و كل اللّه بها قوما ليسوا بها بكافرين» (5).

ص: 123


1- في البحار:أسسا.
2- سوره 4 - آيه 51
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- كتاب سليم بن قيس:305-306 و الحديث طويل هذا وسطه.

الباب الثاني و الستون

في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي أمير المؤمنين عليه السّلام دعوة إبراهيم عليه السّلام

في قوله تعالي إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (1)

لأنهما لم يسجدا لصنم قط

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد ابن موسي الغندجاني قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن أحمد الحفار قال:حدّثنا إسماعيل بن علي ابن رزين قال:حدثني أبي و إسحاق بن إبراهيم الدّبري قالا:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا أبي عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دعوة أبي إبراهيم»قلنا:يا رسول اللّه و كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟قال:«أوحي اللّه عزّ و جلّ إلي إبراهيم إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (2) فاستخفّ إبراهيم الفرح قال:يا رب و من ذرّيتي أئمة مثلي فأوحي اللّه عز و جل إليه أن يا إبراهيم إني لأعطيك عهدا لا أ في لك به قال:يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال:لا أعطيك لظالم من ذريتك عهدا قال إبراهيم عندها:و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام رب إنهنّ أضللن كثيرا من الناس فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:فانتهت الدعوة إلي و إلي علي لم يسجد أحد منا لصنم قط فاتخذني اللّه نبيّا و اتخذ عليّا وصيا» (3).

الحديث الثاني: الواحدي في تفسير قوله تعالي: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (4) قال في تفسير ذلك:لا ينال عهدي الظالمين أعلمه أن في ذرّيته الظالم،قال:و قال السدي: عَهْدِي (5) نبوي -يعني لا ينال ما عهدت إليك من النبوة و الإمامة في الذين من كان ظالما من ولدك قال:و قال الفراء:

لا يكون للناس إمام مشرك (6).

ص: 124


1- سوره 2 - آيه 124
2- سوره 2 - آيه 124
3- مناقب ابن المغازلي:/177ح 322.
4- سوره 2 - آيه 124
5- سوره 2 - آيه 124
6- الدر المنثور:172/1 و راجع تفسير الطبري:756/1،و تفسير فتح القدير:140/1.

الباب الثالث و الستون

في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام هم دعوة إبراهيم عليه السّلام

في قوله تعالي إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا الحديث الأول: الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه عن الحفّار قال:حدّثنا إسماعيل قال:

حدّثنا أبي و إسحاق بن إبراهيم الدبري قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا أبي عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دعوة أبي إبراهيم»قلنا:يا رسول اللّه و كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟قال:«أوحي اللّه عز و جل إلي إبراهيم إني جاعلك للناس إماما فاستخف إبراهيم الفرح فقال:يا ربّ و من ذريتي أئمة مثلي فأوحي اللّه عزّ و جل إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أ في لك به،قال:يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به،قال:لا أعطيك لظالم من ذريتك،قال:يا رب و من الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك قال:من سجد لصنم من دوني لا اجعله إماما أبدا و لا يصح أن يكون إماما قال:إبراهيم و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام رب انهنّ اضللن كثيرا من الناس،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:فانتهت الدعوة إليّ و إلي أخي علي لم يسجد أحد منّا لصنم قط فاتخذني اللّه نبيا و عليّا وصيّا» (2).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضي اللّه عنه قال:

حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال:جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري قال:حدّثنا محمد ابن الحسين بن زيد الزيّات قال:حدّثنا محمد بن زياد الأزدي عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عز و جل: وَ إِذِ ابْتَلي إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ (3) (4)ما هذه الكلمات قال:هي التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه و هو أنّه قال:يا رب اسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت عليّ فتاب اللّه عليه إنّه هو التواب الرحيم».

فقلت له:يا ابن رسول اللّه فما يعني بقوله: فَأَتَمَّهُنَّ (5) قال:«يعني اتمهنّ إلي القائم عليه السّلام اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين»و قول إبراهيم عليه السّلام وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (6) «من حرف تبعيض يعلم أن من

ص: 125


1- سوره 2 - آيه 124
2- أمالي الطوسي:/378مجلس /13ح 62.
3- سوره 2 - آيه 124
4- البقرة:124.
5- سوره 2 - آيه 124
6- سوره 2 - آيه 124

الذرية من يستحق الإمامة و منهم من لا يستحقها هذا من جملة المسلمين و ذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالإمامة للكافر أو للمسلم الذي ليس بمعصوم فصحّ أن باب التبعيض وقع علي خواص المؤمنين،و الخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص اخصّ ثم المعصوم هو الخاص الأخص،و لو كان للتخصيص صورة أربي عليه لجعل ذلك من أوصاف الإمام و قد سمّا اللّه عز و جل عيسي من ذرية إبراهيم و كان ابن بنته من بعد و لما صحّ أن ابن البنت ذرية و دعا إبراهيم لذريته بالامامة وجب علي محمد صلّي اللّه عليه و آله الاقتداء به في وضع الإمامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحي اللّه عزّ و جل إليه و حكم عليه بقوله: ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً (1) (2)الآية و لو خالف ذلك لكان داخلا في قوله: وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (3) (4)جل نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن ذلك و قال اللّه عزّ و جل:

إِنَّ أَوْلَي النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ (5) (6) و هذا النبي و الذين آمنوا و أمير المؤمنين عليه السّلام أبو ذرية النبي صلّي اللّه عليه و آله و وضع الإمام فيه و وضعها في ذرية المعصومين بعد و قوله عز و جل: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (7) (8)يعني بذلك أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو اشرك باللّه طرفة عين، و إن اسلم بعد ذلك و الظلم وضع الشيء في غير موضعه و أعظم الظلم الشرك قال عز و جل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (9) (10).

و كذلك لا يصلح للإمامة من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا،و إن تاب منه بعد ذلك و كذلك لا يقيم الحد من في جنبه حدّ،فإذا لا يكون الإمام إلاّ معصوما و لا تعلم عصمته إلاّ بنص اللّه عزّ و جل عليه عل لسان نبيّه صلّي اللّه عليه و آله لأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة فتري كالسواد و البياض و ما اشبه ذلك فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز و جل» (11).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن أبي يحيي الواسطي عن هشام بن سالم و درست بن أبي منصور قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«قد كان إبراهيم نبيّا و ليس بإمام حتي قال اللّه إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (12) فقال اللّه: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (13) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما» (14).

ص: 126


1- سوره 16 - آيه 123
2- النحل:123.
3- سوره 2 - آيه 130
4- البقرة:130.
5- سوره 3 - آيه 68
6- آل عمران:68.
7- سوره 2 - آيه 124
8- البقرة:124.
9- سوره 31 - آيه 13
10- لقمان:13.
11- معاني الأخبار:/126ح 1 و اختصر المصنف.
12- سوره 2 - آيه 124
13- سوره 2 - آيه 124
14- الكافي:175/1-176 ح 1 باب طبقات الأنبياء و الحديث طويل.

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن الحسن عن من ذكره عن محمد بن خالد عن محمد ابن سنان عن زيد الشحام قال:سمعت أبا عبد اللّه يقول:«إن اللّه تبارك و تعالي أتخذ إبراهيم عليه السّلام عبدا قبل أن يتخذه نبيّا،و إن اللّه أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا،و إن اللّه أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا،و إن للّه أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما (1)فلما جمع له الأشياء قال إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (2) قال:فمن عظمها في عين إبراهيم قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (3) قال: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (4) قال:لا يكون السفيه إمام التقي» (5).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:إن اللّه اتخذ إبراهيم عليه السّلام عبدا قبل أن يتخذه نبيّا،و أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا،و أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما،فلما جمع له هذه الأشياء و قبض يده قال له:يا إبراهيم إني جاعلك للناس إماما،فمن عظمها في عين إبراهيم قال:يا رب و من ذريتي قال:لا ينال عهدي الظالمين» (6).

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قدّس سرّه قال:حدّثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني قال:حدّثنا أبو حامد عمران بن موسي عن إبراهيم عن الحسن بن القاسم الرقام قال:حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال:كنّا مع الرضا عليه السّلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت علي سيدي عليه السّلام فأعلمته خوضان الناس في ذلك فتبسّم عليه السّلام ثم قال:«يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن أديانهم إن اللّه عزّ و جلّ لم يقبض نبيّه صلّي اللّه عليه و آله حتي أكمل لهم الدين و أنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما تحتاج إليه الناس كملا فقال عزّ و جل: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (7) (8)فأنزل في حجة الوداع و هو آخر عمره صلّي اللّه عليه و آله اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (9) فأمر الإمامة من تمام الدين و لم يمضي عليه السّلام حتي بين لأمته معالم دينهم و اوضح لهم سبيلهم و تركهم علي قصد الحق و أقام لهم عليّا عليه السّلام علما و إماما و ما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلاّ بيّنه فمن زعم أن اللّه عزّ و جل لم يكمل دينه فقد ردّ كتاب اللّه،و من ردّ كتاب اللّه

ص: 127


1- في المصدر:يجعله.
2- سوره 2 - آيه 124
3- سوره 2 - آيه 124
4- سوره 2 - آيه 124
5- الكافي:175/1 ح 2.
6- المصدر السابق:ح 4.
7- سوره 6 - آيه 38
8- الأنعام:38.
9- سوره 5 - آيه 3

فهو كافر هل تعرفون قدر الإمامة و محلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟إن الإمامة أجل قدرا و أعظم شأنا و أعلي مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم إن الإمامة خصّ بها إبراهيم الخليل بعد النبوة و الخلة مرتبة ثالثة و فضيلة شرّفه بها و أشاد بها ذكره فقال عز و جل: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (1) فقال الخليل عليه السّلام سرورا بها: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (2) قال اللّه تبارك و تعالي: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (3) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلي يوم القيامة فصارت في الصفوة عليهم السّلام» (4).

الحديث السابع: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره رواه باسانيد عن صفوان الجمّال قال:

كنّا بمكة فجري الحديث في قول اللّه: وَ إِذِ ابْتَلي إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ (5) (6)قال:أتمهنّ بمحمد و علي و الأئمة من ولد علي عليهم السّلام في قول اللّه ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (7) (8)ثم قال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (9) قال:يا رب و يكون من ذريتي ظالم،قال:نعم فلان و فلان و فلان و من اتبعهم.قال:يا رب فعجل لمحمد و علي ما وعدتني فيهما و عجّل نصرك لهما و إليه أشار بقوله وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا،وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ (10) فالملة الإمامة فلما أسكن ذريته بمكة قال: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ (11) إلي قوله اَلثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ (12) (13)فاستثني من آمن خوفا أن يقول له:لا كما قال له في الدعوة الأولي قال:و من ذريتي،قال:

لا ينال عهدي الظالمين،فلما قال اللّه: وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلي عَذابِ النّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ (14) قال:يا رب و من الذي متعتهم؟قال:الذين كفروا بآياتي فلان و فلان و فلان» (15).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن حريز عن من ذكره عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله اللّه: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (16) أي لا يكون إماما ظالما» (17).

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (18) قال:«فقال:لو علم اللّه أن اسما أفضل منه لسمانا به» (19).

الحديث العاشر: سعد بن عبد اللّه القمي في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسي

ص: 128


1- سوره 2 - آيه 124
2- سوره 2 - آيه 124
3- سوره 2 - آيه 124
4- كمال الدين:31/675.معاني الأخبار:/96ح 2.
5- سوره 2 - آيه 124
6- البقرة:124.
7- سوره 3 - آيه 34
8- آل عمران:34.
9- سوره 2 - آيه 124
10- سوره 2 - آيه 130
11- سوره 14 - آيه 37
12- سوره 2 - آيه 126
13- البقرة:126.
14- سوره 2 - آيه 126
15- المصدر السابق:/58ح 88.
16- سوره 2 - آيه 124
17- المصدر السابق:ح 89.
18- سوره 2 - آيه 124
19- المصدر السابق:ح 90.

و محمد بن عبد الجبار عن محمد بن خالد البرقي عن فضالة بن أيوب عن عبد الحميد بن نصر قال:

قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«ينكرون الإمام المفروض الطاعة و يجحدونه،و اللّه ما في الأرض منزلة عند اللّه أعظم منزلة من مفترض الطاعة،لقد كان إبراهيم دهرا ينزل عليه الوحي (1)[من اللّه و ما كان مفترض الطاعة]حتي بدا للّه أن يكرمه و يعظمه فقال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (2) فعرف إبراهيم عليه السّلام ما فيها من الفضل فقال: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (3) أي و اجعل ذلك في ذريتي،قال اللّه عزّ و جل:

لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (4) قال أبو عبد اللّه عليه السّلام«إنما هي في ذريتك لا يكون في غيرهم» (5).

الحديث الحادي عشر: الشيخ المفيد في أماليه عن أبي الحسين الأسدي عن أبي الحسين صالح ابن أبي حماد الرازي يرفعه قال:سمعت أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام يقول:«إن اللّه أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا،و إن اللّه أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا،و إن اللّه أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا،و إن اللّه أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما،فلما جمع له الأشياء قال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (6) قال:فمن عظمها في عين إبراهيم عليه السّلام قال: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (7) قال:لا يكون السفيه إمام التقي» (8).

الحديث الثاني عشر: الشيخ المفيد عن أبي محمد الحسن بن حمزة الحسيني عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسي عن أبي يحيي الواسطي عن هشام بن سالم و درست بن أبي منصور عنهم عليهم السّلام في حديث قال:«كان إبراهيم نبيّا و ليس بإمام حتي قال اللّه تبارك و تعالي: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (9) قال: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (10) فقال اللّه تبارك و تعالي: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (11) من عبد صنما أو وثنا أو مثالا لا يكون إماما (12).

الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال سمعته يقول:«إن اللّه أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيّا،و أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا،و اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا،و إن اللّه أتخذ إبراهيم خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له الأشياء و قبض يده قال له:يا إبراهيم إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (13) فمن عظمها في عين إبراهيم عليه السّلام قال:يا رب وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (14) (15).

ص: 129


1- في المصدر:الامر.
2- سوره 2 - آيه 124
3- سوره 2 - آيه 124
4- سوره 2 - آيه 124
5- بصائر الدرجات:/529ح /12باب /18باب النوادر في الائمة.
6- سوره 2 - آيه 124
7- سوره 2 - آيه 124
8- لا يوجد في الأمالي نعم هو يعينه في الاختصاص:22.
9- سوره 2 - آيه 124
10- سوره 2 - آيه 124
11- سوره 2 - آيه 124
12- المصدر السابق و الحديث طويل.
13- سوره 2 - آيه 124
14- سوره 2 - آيه 124
15- لم نجده في العياشي،راجع البحار:206/25 ح 19،و تفسير الثقلين:121/1 ح 343.

الباب الرابع و الستون

في معني قوله تعالي يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: يوسف القطان في تفسيره عن شعبة عن قتادة عن ابن عباس في قوله تعالي:

يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (2) قال:إذا كان يوم القيامة دعا اللّه عزّ و جل أئمة الهدي و مصابيح الدّجي و أعلام التقي أمير المؤمنين و الحسن و الحسين ثم يقال لهم:جوزوا[علي]الصراط أنتم و شيعتكم و ادخلوا الجنة بغير حساب،ثم يدعو أئمة الفسق،و إن و اللّه يزيد منهم فيقال له:خذ بيد شيعتك و امضوا إلي النار بغير حساب (3).

الحديث الثاني: الثعلبي في تفسيره قال:حدّثنا أبو القسام يعقوب بن أحمد الأرغياني قال:

حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه العمّاني قال:حدّثنا أبو القاسم محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال:حدثني أبي قال:حدثني علي بن موسي الرضا حدثني أبي موسي بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:في قوله عزّ و جل:

يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4) قال:«كل قوم يدعون بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم» (5).

الحديث الثالث: أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال:روي الخاص و العام عن الرضا علي ابن موسي الرضا عليه السّلام بالأسانيد الصحيحة أنه روي عن آبائه عليهم السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«فيه يدعي كل أناس بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنة نبيّهم» (6).

و قال:ابن شهر أشوب في كتاب المناقب قال:روي الخاص و العام عن الرضا عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يدعي كل أناس بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم» (7).

ص: 130


1- سوره 17 - آيه 71
2- سوره 17 - آيه 71
3- مناقب آل أبي طالب:263/2.
4- سوره 17 - آيه 71
5- العمدة عن الثعلبي المخطوط:/352ح 677.
6- مجمع البيان:275/6.
7- مناقب آل أبي طالب:263/2.

الباب الخامس و الستون

في معني قوله تعالي يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1)

من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:أخبرنا أحمد بن إدريس قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن ربعي بن عبد اللّه عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (2) قال:«يجيء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في فرقة و علي عليه السّلام في فرقة و الحسن في فرقة و الحسين في فرقة و كل من مات في ظهراني قوم جاءوا معه» (3).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن غالب عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4) قال المسلمون:يا رسول اللّه أ لست إمام الناس كلهم أجمعين؟قال:

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا رسول اللّه إلي الناس أجمعين،و لكن سيكون من بعدي أئمة علي الناس من اللّه من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم،فمن والاهم و اتّبعهم و صدقهم فهو منّي و معي و سيلقاني،ألا و من ظلمهم و كذبهم فليس منّي و لا معي و أنا منه بريء» (5).

رواه:محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن غالب عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام مثله (6).

و رواه:أيضا أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن عن ابن محبوب عن عبد اللّه ابن غالب عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام مثله (7).

الحديث الثالث: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن عن أبيه عن النضر بن

ص: 131


1- سوره 17 - آيه 71
2- سوره 17 - آيه 71
3- تفسير القمي:22/2.
4- سوره 17 - آيه 71
5- الكافي:215/1 ح 1 باب الأئمة في كتاب اللّه.
6- البصائر:/53ح /1باب 16 فيه معرفة ائمة الهدي.
7- المحاسن:/155ح 84.

سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1) فقال:ندعوا كل قرن من هذه الأمة بإمامهم،قلت:فيجيء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قرنه و علي عليه السّلام في قرنه و الحسن عليه السّلام في قرنه و الحسين عليه السّلام في قرنه،و كلّ إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟قال:«نعم» (2).

الحديث الرابع: ابن بابويه في معاني الأخبار قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمروالرود في داره قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه النيسابوري قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سلمان الطائي بالبصرة قال:حدثني أبي في سنة ستين و مائتين قال:حدثني علي بن موسي الرضا عليه السّلام سنة أربع و تسعين و مائة.

و حدثنا:أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور.قال:حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن مروان بن محمد الخوري قال:حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور قال:

حدثنا أحمد بن عبد اللّه الهروي الشيباني عن الرضا علي بن موسي الرضا عليه السّلام.

و حدّثنا:أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال:حدّثنا علي بن محمد ابن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفرّاء عن علي بن موسي عليه السّلام قال:«حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:في قوله تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) قال:يدعي كل قوم بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنة نبيّهم» (4).

الحديث الخامس: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد ابن جمهور عن صفوان بن يحيي عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (5) فقال:«يا فضيل اعرف إمامك فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدم هذا الأمر أو تأخر،و من عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره،لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه»قال:و قال بعض أصحابه بمنزلة من استشهد مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (6).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس عن عبد الرّحمن عن حماد عن عبد الأعلي قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«السمع و الطاعة أبواب

ص: 132


1- سوره 17 - آيه 71
2- المحاسن:/144ح 43.
3- سوره 17 - آيه 71
4- ذكر الصدوق هذه الأسانيد الثلاثة في عيون الأخبار:28/1 ح 4 و لكنه لم يذكر الحديث هذا.
5- سوره 17 - آيه 71
6- الكافي:371/1 ح 2.

الخير،السامع المطيع لا حجة عليه،و السامع العاصي لا حجه له،و إمام المسلمين تمّت حجته و احتجاجه يوم يلقي اللّه عزّ و جل ثم قال:يقول اللّه تبارك و تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1) » (2).

الحديث السابع: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين بن شمعون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن عبد اللّه بن القاسم البطل عن عبد اللّه بن سنان قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) ؟

قال:«إمامهم الذي بين أظهرهم و هو قائم أهل زمانه» (4).

الحديث الثامن: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«اعرف العلامة إذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أو تأخر،إن اللّه عز و جل يقول يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (5) فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر عليه السّلام» (6).

الحديث التاسع: العياشي في تفسيره بإسناده عن الفضيل قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه:

يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (7) فقال:«يجيء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قومه و علي عليه السّلام في قومه و الحسن عليه السّلام في قومه و الحسين عليه السّلام في قومه و كل من مات بين ظهراني إمام جاء معه» (8).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام«إنه إذا كان يوم القيامة يدعي كلّ بإمامه الذي مات في عصره،فإن اثبته أعطي كتابه بيمينه لقوله: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (9) فمن أوتي كتابه بيمينه فاولئك يقرءون كتابهم،و اليمين اثبات الإمام لأنه كتاب يقرأه لأن اللّه يقول: فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (10) ...الآية و الكتاب الإمام،فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ (11) و من أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال اللّه: ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (12) ... (13)إلي آخر الآية (14).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام قال:سألته عن قوله: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (15) قال:«من كان يأتمون به في الدنيا و يؤتي الشمس و القمر

ص: 133


1- سوره 17 - آيه 71
2- الكافي:190/1 ح 17.
3- سوره 17 - آيه 71
4- الكافي:537/1 ح 3.
5- سوره 17 - آيه 71
6- الكافي:372/1 ح 7.
7- سوره 17 - آيه 71
8- تفسير العياشي:302/2 ح 114.
9- سوره 17 - آيه 71
10- سوره 69 - آيه 19
11- سوره 3 - آيه 187
12- سوره 56 - آيه 41
13- الواقعة:41-43.
14- المصدر السابق:ح 115.
15- سوره 17 - آيه 71

فيقذفان في جهنم و من يعبدهما» (1).

الحديث الثاني عشر: العياشي عن جعفر بن أحمد بن الفضل بن شاذان أنه وجد مكتوبا بخطّ أبيه مثله (2).

عن أبي بصير قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«الإسلام[قد]بدأ غريبا و سيعود غريبا كما كان فطوبي للغرباء».

فقال:يا أبا محمد استأنف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا إليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»فأخذت بفخذه فقلت:أشهد أنك إمامي،فقال:«أما إنه سيدعي كلّ أناس بإمامهم.و أصحاب الشمس بالشمس و أصحاب القمر بالقمر و أصحاب النار بالنار و أصحاب الحجارة بالحجارة» (3).

الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن عمار الساباطي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«لا تترك الأرض بغير إمام يحل حلال اللّه و يحرم حرامه و هو قول اللّه: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4) ،ثم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية فمدّوا أعناقهم و فتحوا أعينهم»، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«ليست الجاهلية الجهلاء»فلما خرجنا من عنده فقال لنا سليمان:هو و اللّه الجاهلية الجهلاء،و لكن لما رآكم مددتم أعناقكم و فتحتم اعينكم قال لكم كذلك (5).

الحديث الرابع عشر: العياشي بإسناده عن بشير الدّهان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:أنتم و اللّه علي دين اللّه ثم تلا: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (6) ثم قال:«علي إمامنا و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إمامنا،كم من إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه و يلعنونه،و نحن ذرية محمد و أمّنا فاطمة صلوات اللّه عليهم أجمعين» (7).

الحديث الخامس عشر: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام لما نزلت هذه الآية يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (8) قال المسلمون:يا رسول اللّه أ و لست إمام المسلمين أجمعين؟قال:فقال:

«أنا رسول اللّه إلي الناس أجمعين و لكن سيكون بعدي أئمة علي الناس من اللّه من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون و يظلمون،ألا فمن تولاهم فهو مني و معي و سيلقاني،ألا و من ظلمهم أو أعان علي ظلمهم و كذبهم فليس مني و لا معي و أنا منه بريء»و زاد في رواية أخري مثله «و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم» (9).

ص: 134


1- المصدر السابق:ح 116.
2- المصدر السابق:ح 117.
3- المصدر السابق:ح 118.
4- سوره 17 - آيه 71
5- المصدر السابق:ح 119.
6- سوره 17 - آيه 71
7- المصدر السابق:ح 120.
8- سوره 17 - آيه 71
9- المصدر السابق:ح 121.

الحديث السادس عشر: العياشي بإسناده قال:سمعت أبا عبد اللّه يقول:«السمع و الطاعة أبواب الجنة،السامع المطيع لا حجة عليه و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقي اللّه لقول اللّه يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1) » (2).

الحديث السابع عشر: العياشي بإسناده عن بشير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:أنه كان يقول:«ما بين أحدكم و بين أن يغتبط إلي أن تبلغ نفسه هاهنا»و أشار باصبعيه إلي حنجرته قال:ثم تلا (3)آيات من الكتاب قل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (4) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ (5) إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (6) ثم قال: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (7) فرسول اللّه إمامكم، و كم من إمام يجيء يوم القيامة يجيء يلعن أصحابه و يلعنونه» (8).

الحديث الثامن عشر: العياشي بإسناده عن محمد عن أحدهما عليه السّلام أنه سئل عن قوله: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (9) فقال:«ما كانوا يأتمون به في الدنيا و يؤتي بالشمس و القمر فيغرقان (10)في جهنم و ما كان يعبدهما» (11).

الحديث التاسع عشر: العياشي بإسناده عن إسماعيل بن همام قال:قال الرضا عليه السّلام:في قول اللّه يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (12) قال:«إذا كان يوم القيامة قال اللّه:أ ليس عدل من ربكم أن يولوا كل قوم من تولّوا؟قالوا:بلي قال:فيقول:تميّزوا فيتميزوا» (13).

الحديث العشرون: العياشي بإسناده عن محمد بن حمران عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة لا يلعن بعض بعضا،فاتقوا اللّه و أطيعوا فإن اللّه يقول يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (14) » (15).

الحديث الحادي و العشرون: عن الصادق عليه السّلام:«ألا تحمدون اللّه إنّه إذا كان يوم القيامة يدعي كل قوم إلي من يتولونه و فزعنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فزعتم أنتم إلينا» (16).

الحديث الثاني و العشرون: الراوندي في الخرائج عن أبي هاشم عن أبي محمد العسكري عليه السّلام و قد سأله عن قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ (17) قال عليه السّلام:«كلهم من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله،الظالم لنفسه الذي لا يقرّ بالإمام

ص: 135


1- سوره 17 - آيه 71
2- المصدر السابق:ح 122.
3- في المصدر:تأول.
4- سوره 4 - آيه 59
5- سوره 4 - آيه 80
6- سوره 3 - آيه 31
7- سوره 17 - آيه 71
8- المصدر السابق:ح 123.
9- سوره 17 - آيه 71
10- في المصدر:فتقذفان.
11- المصدر السابق:ح 124.
12- سوره 17 - آيه 71
13- المصدر السابق:ح 125.
14- سوره 17 - آيه 71
15- المصدر السابق:ح 126.
16- مناقب آل أبي طالب:264/2.
17- سوره 35 - آيه 32

و المقتصد العارف بالامام و السابق بالخيرات بإذن اللّه الإمام»فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطي اللّه آل محمد و بكيت،فنظر إليّ فقال:«الأمر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد فاحمد اللّه أن جعلك متمسكا بحبلهم،تدعي يوم القيامة إذا دعي كل أناس بإمامهم إنك لعلي خير» (1).

الحديث الثالث و العشرون: المفيد في الاختصاص عن المعلي بن محمد البصري عن بسطام ابن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسن العبدي عن سعد بن الطريف عن الأصبغ بن نباتة قال:أمرنا أمير المؤمنين عليه السّلام بالمسير إلي المدائن من الكوفة فسرنا يوم الأحد فتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلي مكان في الحيرة يسمي(الخورنق)فقالوا:نتنزّه فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا عليا عليه السّلام قبل أن يجمع،فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذ عمرو بن حريث فنصب كفّه فقال:بايعوا هذا أمير المؤمنين فبايعه السبعة و عمرو ثامنهم و ارتحلوا ليلة الأربعاء فقدّموا المدائن يوم الجمعة و أمير المؤمنين يخطب و لم يفارق بعضهم بعضا كانوا جميعا حتي نزلوا علي باب المسجد نظر إليهم أمير المؤمنين فقال:«أيها الناس أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أسرّ إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب كلّ باب ألف مفتاح،و إني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (2) و إني أقسم لكم باللّه ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم و هو ضب و لو شئت أن اسميهم فعلت»،قال:فلو رأيت عمرو بن الحريث سقط كما تسقط السعفة رعبا (3).

الحديث الرابع و العشرون: علي بن إبراهيم في تفسيره في معني الآية قال:قال:«يوم القيامة يناديهم مناد ليقم أبو بكر و شيعته و عمر و شيعته و عثمان و شيعته و علي و شيعته» (4).

و تفسير علي بن إبراهيم منسوب إلي الصادق عليه السّلام.

ص: 136


1- الخرائج و الجرائح:687/2 ح 9 ذكر العسكري.
2- سوره 17 - آيه 71
3- في المصدر:وجيبا و هو الاضطراب،الاختصاص:284.
4- تفسير القمي:23/2،و في المصدر ذكر الأول و الثاني و الثالث بلفظ:فلان.

الباب السادس و الستون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله«أهل بيتي أمان لأهل الأرض»

من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: في مسند أحمد بن حنبل عبد اللّه أحمد بن حنبل عن أبيه قال:و فيما كتب إلينا محمد بن علي الحضرمي يذكر أن يوسف بن نفيس حدثهم قال:حدّثنا عبد الملك بن هارون عن عنترة عن أبيه عن جده عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت النجوم ذهبوا،و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (1).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:حدّثنا الإمام الأطهر قطب الدين المرتضي بن محمود بن محمد بن محمد الحسني إجازة في شهور سنة احدي و سبعين و ستمائة بهمدان قال:أنبأنا والدي قدّس سرّه و أخبرنا الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيي بن الحسين الكرخي بقراءتي عليه ظاهر قرية قهود و هي التي تدعي(نقور قلعة)قال:أنبأنا جدّي لأمّي مجد الدين أبو محمد عبد الرّحمن بن الإمام مجد الدين أبي القاسم عبد اللّه بن حيدر القزويني أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنة معين الدين أبو عبد اللّه محمد بن حمويه الحمويني قال:

أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن علي بن الفضل الفارمذي قال:أنبأنا والدي شيخ الإسلام أبو علي الفضل بن علي محمد الفارمذي قال:أنبأنا الإمام أبو القاسم عبد اللّه بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة و متقدم أهل الإسلام و الشريعة قال:أنبأنا أبو زيد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد يوم الثلاثاء السابع من شوال سنة ست و أربعمائة نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نبأنا محمد ابن سنان القزاز نبأنا بهلول بن موزن،حدثنا موسي بن عبيدة نبأنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي» (2).

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني قال الواحدي رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن أبي فضل عن أبي حيان عن يزيد بن حيان انبأني السيد الإمام جمال الدين أحمد بن موسي بن طاوس الحسني-قدّس اللّه أرواحهم-و السيد النسّابة جمال الدين عبد الحميد بن فخار

ص: 137


1- فضائل الصحابة لأحمد:671/2 ح 1145.
2- فرائد السمطين:/241/2ب /47ح 515.

ابن معد الموسوي-رحمهما اللّه-بروايتهما عن السيد شمس الدين الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي-رضي اللّه عنهم-قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال:نبأنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد أبو بكر قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح قال:نبأنا عبيد اللّه ابن موسي عن موسي بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه رفعه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي» (1).

الحديث الرابع: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلي ابن بابويه حدّثنا محمد بن عمر قال:نبأنا أبو بكر محمد بن السّري بن سهل قال:نبأنا عباس بن الحسين قال:نبأنا عبد الملك بن هارون عن عنترة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء،و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (2).

الحديث الخامس: الحمويني هذا بإسناده قال:أخبرنا أبو جعفر بن بابويه قدّس سرّه قال:حدّثنا محمد ابن أحمد السمناني قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا فضل بن الصّقر العبدي قال:حدّثنا معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه علي بن الحسين قال:«نحن أئمة المسلمين و حجج اللّه علي العالمين و سادة المؤمنين و قادة الغرّ المحجلين و موالي المؤمنين و نحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء».و سيأتي إن شاء اللّه تتمة الحديث في الباب الآتي (3).

ص: 138


1- فرائد السمطين:/252/2ب /48ح 521.
2- فرائد السمطين:/252/2ب /48ح 522.
3- فرائد السمطين:/45/2ب /2ح 11.

الباب السابع و الستون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أهل بيتي أمان لأهل الأرض»

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه في النصوص علي الأئمة الاثني عشر قال:حدّثنا علي بن الحسن قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري (1)قال:حدّثنا القاضي أبو إسماعيل جعفر بن الحسن البلخي قال:حدّثنا شقيق بن أحمد البلخي عن سماك عن يزيد بن اسلم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء»قيل:يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك من أهل بيتك؟قال:«نعم الأئمة بعدي اثنا عشر،تسعة من صلب الحسين أمناء معصومون و منا مهدي هذه الأمة ألا إنهم أهل بيتي و عترتي من لحمي و دمي،ما بال أقوام يؤذوني فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي» (2).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي قال:حدّثنا مغيرة بن محمد قال:حدّثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال:قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام:لأي شيء يحتاج إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله و الإمام؟فقال:«لبقاء العالم علي صلاحه و ذلك أن اللّه عز و جل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام،قال اللّه عزّ و جلّ: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ (3) (4)و قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض،فإذا ذهبت النجوم أتي أهل السماء ما يكرهون،و إذا ذهب أهل بيتي أتي أهل الأرض ما يكرهون» (5).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني قدّس سرّه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين قال:«نحن أئمة المسلمين و حجج اللّه علي العالمين

ص: 139


1- في بعض نسخ المصدر:البرقوي.
2- كفاية الأثر:29 ما روي عن أبي سعيد الخدري.
3- سوره 8 - آيه 33
4- الأنفال:33.
5- علل الشرائع:123/1 ح 1 باب 103.

و سادة المؤمنين و قادة الغر المحجلين و موالي المؤمنين،و نحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء و نحن الذين بنا يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض إلاّ بإذنه،و بنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها،و بنا ينزل الغيث،و بنا ينشر الرحمة و تخرج بركات الأرض،و لو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها»ثم قال عليه السّلام:«و لم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجة للّه فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور،و لا تخلو إلي أن تقوم الساعة من حجة للّه فيها،و لو لا ذلك لم يعبد اللّه» قال سليمان:فقلت للصادق عليه السّلام:كيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟قال:«كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب» (1).

الحديث الرابع: الشيخ في أماليه قال أخبرنا:الحفّار قال:حدّثنا إسماعيل قال:حدّثنا أبي، حدثنا أخي دعبل قال:حدّثنا حفص بن غياث عن أبيه عن جابر و أبي موسي الأشعري و ابن عباس قالوا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي،فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء،و إذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (2).

تم الجزء الأول من كتاب غاية المرام و حجة الخصام في النص علي الإمام من طريق الخاص و العام علي يد مؤلفه الفقير إلي اللّه الغني عنده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني في اليوم الثالث من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1115 هذا صورة خطّ المصنّف.

و قد فرغ من كتابته المحتاج إلي اللّه الغني أقل السادات و الطلاب ابن محمد الرضوي محمد علي الخون في الثامن عشر من شهر صفر المظفر سنة 1471.

ص: 140


1- أمالي الصدوق:/253ح /277مجلس /34ح 15.
2- أمالي الطوسي:/379ح /812مجلس/13/ح 63.

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

المقصد الثاني: في وصف الإمام بالنصّ و فضائله

اشارة

في وصف الإمام بالنصّ و فضائله

و ما يتصل بذلك من فضائل أهل البيت و شيعتهم و محبيهم

و فيه أبواب

الباب الأول في قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) نزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم من طريق العامة و فيه إحدي و أربعون حديثا:

الباب الثاني في قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و بنيه التسعة الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة و ثلاثون حديثا.

الباب الثالث في قوله تعالي فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (3) الآية من طريق العامة و فيه تسعة عشر حديثا.

الباب الرابع فيمن نزل فيه آية المباهلة من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الخامس في قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب السادس في قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) من طريق الخاصة و فيه اثنان و عشرون حديثا.

الباب السابع في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (6) و كيفية الصلاة عليه و ثواب ذلك من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب الثامن في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (7) و كيفية الصلاة عليه و ثواب ذلك من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب التاسع في قوله تعالي اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ (8) ...الآية من طريق العامة

ص: 141


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 42 - آيه 23
5- سوره 42 - آيه 23
6- سوره 33 - آيه 56
7- سوره 33 - آيه 56
8- سوره 24 - آيه 35

و فيه حديثان.

الباب العاشر في قوله تعالي: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ (1) ...الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الحادي عشر في قوله تعالي فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ (2) ...الآية من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثاني عشر في قوله تعالي: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ... (3) الآية من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الثالث عشر في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ... (4) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع عشر في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (5) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الخامس عشر في قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (6) من طريق العامة و فيه خمس أحاديث.

الباب السادس عشر في قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (7) من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب السابع عشر في قوله تعالي: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (8) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن عشر في قوله تعالي: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (9) الآية من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا.

الباب التاسع عشر في قوله تعالي: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي... (10) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب العشرون في قوله تعالي: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي... (11) الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ... (12)

الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و العشرون في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ... (13)

ص: 142


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 36
3- سوره 24 - آيه 36
4- سوره 3 - آيه 33
5- سوره 3 - آيه 33
6- سوره 26 - آيه 214
7- سوره 26 - آيه 214
8- سوره 17 - آيه 26
9- سوره 17 - آيه 26
10- سوره 59 - آيه 7
11- سوره 59 - آيه 7
12- سوره 4 - آيه 54
13- سوره 4 - آيه 54

الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الثالث و العشرون:في قوله تعالي: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (1) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و العشرون في قوله تعالي: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (2) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و العشرون في قوله تعالي: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ... (3) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و العشرون في قوله تعالي: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ... (4) الآية من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب السابع و العشرون في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (5) من طريق العامة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الثامن و العشرون في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (6) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب التاسع و العشرون في قوله تعالي: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (7) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثلاثون في قوله تعالي: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (8) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الحادي و الثلاثون في قوله تعالي: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (9) من طريق العامة و فيه خمس أحاديث.

الباب الثاني و الثلاثون في قوله تعالي: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (10) من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الثالث و الثلاثون في قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (11) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثلاثون في قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (12) من

ص: 143


1- سوره 93 - آيه 5
2- سوره 93 - آيه 5
3- سوره 90 - آيه 11
4- سوره 90 - آيه 11
5- سوره 98 - آيه 7
6- سوره 98 - آيه 7
7- سوره 59 - آيه 20
8- سوره 59 - آيه 20
9- سوره 27 - آيه 89
10- سوره 27 - آيه 89
11- سوره 28 - آيه 68
12- سوره 28 - آيه 68

طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الثلاثون في قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و الثلاثون في قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (2) من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا.

الباب السابع و الثلاثون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ... (3) الآية من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الثامن و الثلاثون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ... (4) الآية من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب التاسع و الثلاثون في قوله تعالي: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) من طريق العامة و فيه ستة أحاديث.

الباب الأربعون في قوله تعالي: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (6) من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الحادي و الأربعون في قوله تعالي: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ (7) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثاني و الأربعون في قوله تعالي: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ (8) من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الثالث و الأربعون في قوله تعالي: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (9) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و الأربعون في قوله تعالي: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (10) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الخامس و الأربعون في قوله تعالي: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (11) من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث.

الباب السادس و الأربعون في قوله تعالي: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (12) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب السابع و الأربعون في قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً

ص: 144


1- سوره 20 - آيه 82
2- سوره 20 - آيه 82
3- سوره 5 - آيه 67
4- سوره 5 - آيه 67
5- سوره 5 - آيه 3
6- سوره 5 - آيه 3
7- سوره 39 - آيه 56
8- سوره 39 - آيه 56
9- سوره 78 - آيه 1
10- سوره 78 - آيه 1
11- سوره 2 - آيه 207
12- سوره 2 - آيه 207

فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (1) من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب الثامن و الأربعون في قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (2) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع و الأربعون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (3) من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الخمسون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (4) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الحادي و الخمسون في قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (5) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الخمسون في قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (6) من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشر حديثا.

الباب الثالث و الخمسون في قوله تعالي: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (7) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الخمسون في قوله تعالي: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (8) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و الخمسون في قوله تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ... (9)

الآية من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الخمسون في قوله تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ... (10)

الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة و عشرون حديثا.

الباب السابع و الخمسون في قوله تعالي: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (11) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الخمسون في قوله تعالي: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (12) من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا.

الباب التاسع و الخمسون في قوله تعالي: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ

ص: 145


1- سوره 2 - آيه 274
2- سوره 2 - آيه 274
3- سوره 58 - آيه 12
4- سوره 58 - آيه 12
5- سوره 35 - آيه 32
6- سوره 35 - آيه 32
7- سوره 7 - آيه 44
8- سوره 7 - آيه 44
9- سوره 7 - آيه 46
10- سوره 7 - آيه 46
11- سوره 14 - آيه 28
12- سوره 14 - آيه 28

الْكِتابِ (1) من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الستون في قوله تعالي: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (2) من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشر حديثا.

الباب الحادي و الستون في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب الثاني و الستون في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (4) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الثالث و الستون في قوله تعالي: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ... (5) الآية من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الرابع و الستون في قوله تعالي: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ... (6) الآية من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الخامس و الستون في قوله تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (7) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الستون في قوله تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (8) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب السابع و الستون في قوله تعالي: فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (9) من طريق العامة و فيه ستة أحاديث.

الباب الثامن و الستون في قوله تعالي: فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (10) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب التاسع و الستون في قوله تعالي: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (11) من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب السبعون في قوله تعالي: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12) من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الحادي و السبعون في قوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (13) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

ص: 146


1- سوره 13 - آيه 43
2- سوره 13 - آيه 43
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 11 - آيه 17
5- سوره 9 - آيه 19
6- سوره 9 - آيه 19
7- سوره 9 - آيه 3
8- سوره 9 - آيه 3
9- سوره 66 - آيه 4
10- سوره 66 - آيه 4
11- سوره 69 - آيه 12
12- سوره 69 - آيه 12
13- سوره 76 - آيه 7

الباب الثاني و السبعون في قوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (1) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث و السبعون في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (2) من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الرابع و السبعون في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (3) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الخامس و السبعون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكافِرِينَ... (4) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس و السبعون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكافِرِينَ... (5) الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع و السبعون في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً... (6) الآية من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثامن و السبعون في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً... (7) الآية من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع و السبعون في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ... (8) -إلي قوله- لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (9) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثمانون في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ... (10) -إلي قوله- لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (11) من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

الباب الحادي و الثمانون في قوله تعالي: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ (12) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الثمانون في قوله تعالي: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ (13) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

ص: 147


1- سوره 76 - آيه 7
2- سوره 19 - آيه 96
3- سوره 19 - آيه 96
4- سوره 5 - آيه 54
5- سوره 5 - آيه 54
6- سوره 25 - آيه 54
7- سوره 25 - آيه 54
8- سوره 24 - آيه 55
9- سوره 24 - آيه 55
10- سوره 24 - آيه 55
11- سوره 24 - آيه 55
12- سوره 38 - آيه 28
13- سوره 38 - آيه 28

الباب الثالث و الثمانون في قوله تعالي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (1) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثمانون في قوله تعالي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (2) من طريق الخاصة و به حديثان.

الباب الخامس و الثمانون في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (3) من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب السادس و الثمانون في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (4) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب السابع و الثمانون في قوله تعالي: سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (5) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الثمانون في قوله تعالي: سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (6) من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب التاسع و الثمانون في قوله تعالي: فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ... (7) -إلي قوله- فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ... (8) الآيات من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التسعون في قوله تعالي: فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ... (9) -إلي قوله- فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ... (10) الآيات من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الحادي و التسعون في قوله تعالي: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (11) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و التسعون في قوله تعالي: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (12) من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الثالث و التسعون في قوله تعالي: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (13) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و التسعون في قوله تعالي: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا

ص: 148


1- سوره 45 - آيه 21
2- سوره 45 - آيه 21
3- سوره 32 - آيه 18
4- سوره 32 - آيه 18
5- سوره 37 - آيه 130
6- سوره 37 - آيه 130
7- سوره 43 - آيه 41
8- سوره 43 - آيه 43
9- سوره 43 - آيه 41
10- سوره 43 - آيه 43
11- سوره 43 - آيه 44
12- سوره 43 - آيه 44
13- سوره 103 - آيه 1

وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (1) من طريق الخاصة فيه ثلاث أحاديث.

الباب الخامس و التسعون في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (2) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و التسعون في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (3) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع و التسعون في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (4) من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثامن و التسعون في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (5) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب التاسع و التسعون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (7) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الحادي و المائة في قوله تعالي: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (8) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثاني و المائة في قوله تعالي: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (9) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الثالث و المائة في قوله تعالي: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (10) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و المائة في قوله تعالي: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (11) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و المائة في قوله تعالي: طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (12) من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

الباب السادس و المائة في قوله تعالي: طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (13) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب السابع و المائة في قوله تعالي: فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ... (14) الآية من

ص: 149


1- سوره 103 - آيه 1
2- سوره 9 - آيه 100
3- سوره 9 - آيه 100
4- سوره 56 - آيه 10
5- سوره 56 - آيه 10
6- سوره 49 - آيه 13
7- سوره 49 - آيه 13
8- سوره 50 - آيه 24
9- سوره 50 - آيه 24
10- سوره 28 - آيه 83
11- سوره 28 - آيه 83
12- سوره 13 - آيه 29
13- سوره 13 - آيه 29
14- سوره 2 - آيه 37

طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و المائة في قوله تعالي: فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ... (1) الآية من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث.

الباب التاسع و المائة في قوله تعالي: وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (2) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب العاشر و المائة في قوله تعالي: وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (3) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الحادي عشر و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلي شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (4) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني عشر و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلي شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (5) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الثالث عشر و المائة في قوله تعالي: وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع عشر و المائة في قوله تعالي: وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ (7) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس عشر و المائة في قوله تعالي: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (8) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس عشر و المائة في قوله تعالي: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ... (9) الآية من طريق الخاصة ثمانية أحاديث.

الباب السابع عشر و المائة في قوله تعالي: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ (10) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثامن عشر و المائة في قوله تعالي: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ (11) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب التاسع عشر و المائة في قوله تعالي: وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (12) من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

ص: 150


1- سوره 2 - آيه 37
2- سوره 2 - آيه 43
3- سوره 2 - آيه 43
4- سوره 2 - آيه 14
5- سوره 2 - آيه 14
6- سوره 2 - آيه 45
7- سوره 2 - آيه 45
8- سوره 33 - آيه 72
9- سوره 33 - آيه 72
10- سوره 70 - آيه 1
11- سوره 70 - آيه 1
12- سوره 15 - آيه 47

الباب العشرون و المائة في قوله تعالي: وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون و المائة في قوله تعالي: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (2) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و العشرون و المائة في قوله تعالي: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (3) من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الثالث و العشرون و المائة في قوله تعالي: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (4) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و العشرون و المائة في قوله تعالي: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (5) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الخامس و العشرون و المائة في قوله تعالي: الم أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ... (6) الآيات من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السادس و العشرون و المائة في قوله تعالي: الم أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ... (7) الآيات من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و العشرون و المائة في قوله تعالي: وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي (8) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و العشرون و المائة في قوله تعالي: وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي (9) من طريق و فيه ستة أحاديث.

الباب التاسع و العشرون و المائة في قوله تعالي: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (10) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثلاثون و المائة في قوله تعالي: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (11) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ... (12) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (13) من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

ص: 151


1- سوره 15 - آيه 47
2- سوره 14 - آيه 27
3- سوره 14 - آيه 27
4- سوره 27 - آيه 62
5- سوره 27 - آيه 62
6- سوره 29 - آيه 1
7- سوره 29 - آيه 1
8- سوره 20 - آيه 124
9- سوره 20 - آيه 124
10- سوره 20 - آيه 135
11- سوره 20 - آيه 135
12- سوره 3 - آيه 144
13- سوره 3 - آيه 144

الباب الثالث و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي... (1)

الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي... (2)

الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (3) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (4) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السابع و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: اَلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ... (5) -إلي قوله- أَجْرٌ عَظِيمٌ (6) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: اَلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ (7) -إلي- أَجْرٌ عَظِيمٌ (8) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ... (9) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الأربعون و المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا... (10)

الآية من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب الحادي و الأربعون و المائة في قوله تعالي: وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (11) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الأربعون و المائة في قوله تعالي: وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي... (12) الآية من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الثالث و الأربعون و المائة في قوله تعالي: فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ... (13) -إلي- اَلْخالِيَةِ (14) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و الأربعون و المائة في قوله تعالي: فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ... (15) الآيات من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الخامس و الأربعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (16) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

ص: 152


1- سوره 8 - آيه 17
2- سوره 8 - آيه 17
3- سوره 8 - آيه 25
4- سوره 8 - آيه 25
5- سوره 3 - آيه 172
6- سوره 3 - آيه 172
7- سوره 3 - آيه 172
8- سوره 3 - آيه 172
9- سوره 3 - آيه 200
10- سوره 3 - آيه 200
11- سوره 53 - آيه 1
12- سوره 53 - آيه 1
13- سوره 69 - آيه 19
14- سوره 69 - آيه 24
15- سوره 69 - آيه 19
16- سوره 54 - آيه 54

الباب السادس و الأربعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ... (1) الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاث أحاديث.

الباب السابع و الأربعون و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها (2) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الأربعون و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها (3) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع و الأربعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (4) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الخمسون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (5) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الحادي و الخمسون و المائة في قوله تعالي: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الخمسون و المائة في قوله تعالي: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ (7) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الثالث و الخمسون و المائة في قوله تعالي: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (8) من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الرابع و الخمسون و المائة في قوله تعالي: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (9) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و الخمسون و المائة في قوله تعالي: وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (10) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السادس و الخمسون و المائة في قوله تعالي: وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (11) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السابع و الخمسون و المائة في قوله تعالي: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً... (12) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الخمسون و المائة في قوله تعالي: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً... (13) الآية من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

ص: 153


1- سوره 54 - آيه 54
2- سوره 62 - آيه 11
3- سوره 62 - آيه 11
4- سوره 61 - آيه 4
5- سوره 61 - آيه 4
6- سوره 59 - آيه 10
7- سوره 59 - آيه 10
8- سوره 55 - آيه 19
9- سوره 55 - آيه 19
10- سوره 39 - آيه 33
11- سوره 39 - آيه 33
12- سوره 39 - آيه 29
13- سوره 39 - آيه 29

الباب التاسع و الخمسون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (1) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الستون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (2) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الحادي و الستون و المائة في قوله تعالي: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (3) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ... (4)

-إلي قوله- أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (5) من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب الثالث و الستون و المائة في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و الستون و المائة في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (7) من طريق من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ... (8) الآية من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ... (9) الآية من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر أحاديث.

الباب السابع و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ (10) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الستون و المائة في قوله تعالي: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ (11) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (12) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السبعون و المائة في قوله تعالي: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (13) من طريق الخاصة

ص: 154


1- سوره 39 - آيه 22
2- سوره 39 - آيه 22
3- سوره 39 - آيه 9
4- سوره 39 - آيه 8
5- سوره 39 - آيه 9
6- سوره 48 - آيه 29
7- سوره 48 - آيه 29
8- سوره 57 - آيه 19
9- سوره 57 - آيه 19
10- سوره 57 - آيه 25
11- سوره 57 - آيه 25
12- سوره 33 - آيه 25
13- سوره 33 - آيه 25

و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي و السبعون و المائة في قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ... (1) الآية و قوله تعالي ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (2) من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الثاني و السبعون و المائة في قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ... (3) الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الثالث و السبعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ... (4) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و السبعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ... (5) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و السبعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (6) من طريق العامة و فيه أربعة حديثا.

الباب السادس و السبعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (7) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و السبعون و المائة في قوله تعالي: اَللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (8) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و السبعون و المائة في قوله تعالي: اَللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (9) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و السبعون و المائة في قوله تعالي: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ... (10) الآية و إن عليّا عليه السّلام شبيه عيسي عليه السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ... (11)

الآية من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الحادي و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (12) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (13) من طريق الخاصة

ص: 155


1- سوره 22 - آيه 19
2- سوره 39 - آيه 31
3- سوره 22 - آيه 19
4- سوره 15 - آيه 45
5- سوره 15 - آيه 45
6- سوره 83 - آيه 29
7- سوره 83 - آيه 29
8- سوره 2 - آيه 15
9- سوره 2 - آيه 15
10- سوره 43 - آيه 57
11- سوره 43 - آيه 57
12- سوره 4 - آيه 69
13- سوره 4 - آيه 69

و فيه سبعة أحاديث.

الباب الثالث و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (1) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (2) من طريق الخاصة و فيه اثناء عشر حديثا.

الباب الخامس و الثمانون و المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ... (3) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و الثمانون و المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ... (4) الآية من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب السابع و الثمانون و المائة في قوله تعالي وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ (5) -و قوله- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (6) من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الثامن و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (7) -و قوله- حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (8) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و الثمانون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمي إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب التسعون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمي إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (10) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب الحادي و التسعون و المائة في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (11) -إلي قوله- يُنْفِقُونَ (12) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و التسعون و المائة في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ... (13) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الثالث و التسعون و المائة في قوله تعالي: أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (14) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و التسعون و المائة في قوله تعالي: أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (15) من طريق

ص: 156


1- سوره 7 - آيه 181
2- سوره 7 - آيه 181
3- سوره 8 - آيه 24
4- سوره 8 - آيه 24
5- سوره 8 - آيه 62
6- سوره 8 - آيه 64
7- سوره 8 - آيه 62
8- سوره 8 - آيه 64
9- سوره 13 - آيه 19
10- سوره 13 - آيه 19
11- سوره 22 - آيه 34
12- سوره 22 - آيه 35
13- سوره 22 - آيه 34
14- سوره 13 - آيه 28
15- سوره 13 - آيه 28

الخاصة و فيه حديثان.

الباب الخامس و التسعون و المائة في قوله تعالي: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ... (1) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و التسعون و المائة في قوله تعالي: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ... (2) الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع و التسعون و المائة في قوله تعالي: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (3) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثامن و التسعون و المائة في قوله تعالي: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (4) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و التسعون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ... (5)

الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب المائتان في قوله تعالي: أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ... (6) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الحادي و مائتان في قوله تعالي: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (7) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و مائتان في قوله تعالي: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (8) من طريق الخاصة و فيه خمس أحاديث.

الباب الثالث و مائتان في قوله تعالي: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (9) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و مائتان في قوله تعالي: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (10) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و مائتان في قوله تعالي: وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي (11) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و مائتان في قوله تعالي: وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي (12) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع و مائتان في قوله تعالي: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ... (13) الآية من طريق

ص: 157


1- سوره 2 - آيه 253
2- سوره 2 - آيه 253
3- سوره 17 - آيه 81
4- سوره 17 - آيه 81
5- سوره 28 - آيه 61
6- سوره 28 - آيه 61
7- سوره 33 - آيه 23
8- سوره 33 - آيه 23
9- سوره 4 - آيه 83
10- سوره 4 - آيه 83
11- سوره 31 - آيه 22
12- سوره 31 - آيه 22
13- سوره 6 - آيه 153

العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و مائتان في قوله تعالي: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ... (1) الآية من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

الباب التاسع و مائتان في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (2) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب العاشر و مائتان في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (3) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي عشر و مائتان في قوله تعالي: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (4) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني عشر و مائتان في قوله تعالي: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (5) به طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الثالث عشر و مائتان في قوله تعالي: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (6) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع عشر و مائتان في قوله تعالي: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (7) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الخامس عشر و مائتان في قوله تعالي: يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ... (8) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس عشر و مائتان في قوله تعالي: يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ... (9) الآية من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السابع عشر و مائتان في قوله تعالي: وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدي وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّي (10) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن عشر و مائتان في قوله تعالي: وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدي وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّي (11) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع عشر و مائتان في قوله تعالي: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (12) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب العشرون و مائتان في قوله تعالي: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما

ص: 158


1- سوره 6 - آيه 153
2- سوره 67 - آيه 22
3- سوره 67 - آيه 22
4- سوره 67 - آيه 27
5- سوره 67 - آيه 27
6- سوره 47 - آيه 30
7- سوره 47 - آيه 30
8- سوره 66 - آيه 8
9- سوره 66 - آيه 8
10- سوره 4 - آيه 115
11- سوره 4 - آيه 115
12- سوره 64 - آيه 8

تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (1) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون و مائتان يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ... (2) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ... (3) الآية من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا.

الباب الثالث و العشرون و مائتان في قوله تعالي: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ... (4) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و العشرون و مائتان في قوله تعالي: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ... (5) الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا... (6) الآية من طريق العامة و فيه و فيه حديثان.

الباب السادس و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا... (7) الآية من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب السابع و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (8) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (9) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب التاسع و العشرون و مائتان فيما نزل عليه القرآن من الأقسام من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثلاثون و مائتان فيما نزل عليه القرآن من الأقسام من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ... (10) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ... (11) الآية من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثالث و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي

ص: 159


1- سوره 64 - آيه 8
2- سوره 2 - آيه 208
3- سوره 2 - آيه 208
4- سوره 58 - آيه 7
5- سوره 58 - آيه 7
6- سوره 9 - آيه 74
7- سوره 9 - آيه 74
8- سوره 2 - آيه 153
9- سوره 2 - آيه 153
10- سوره 68 - آيه 1
11- سوره 68 - آيه 1

عَلي سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّاعَ... (1) الآية من طريق و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ... (2) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ (3) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ... (4) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب السابع و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (5) -إلي قوله تعالي- وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (6) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثامن و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً... (7) إلي قوله تعالي: وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (8) من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب التاسع و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (9) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الأربعون و مائتان في قوله تعالي: أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (10) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الحادي و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (11) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (12) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ... (13) -إلي قوله تعالي-: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي (14) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الرابع و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (15) -إلي قوله تعالي- إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ

ص: 160


1- سوره 48 - آيه 29
2- سوره 48 - آيه 29
3- سوره 2 - آيه 25
4- سوره 2 - آيه 25
5- سوره 25 - آيه 27
6- سوره 25 - آيه 29
7- سوره 25 - آيه 27
8- سوره 25 - آيه 29
9- سوره 13 - آيه 41
10- سوره 13 - آيه 41
11- سوره 41 - آيه 29
12- سوره 41 - آيه 29
13- سوره 47 - آيه 22
14- سوره 47 - آيه 25
15- سوره 47 - آيه 22

الْهُدَي (1) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الخامس و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (2) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (3) من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

فصل يشتمل علي مائة باب و أربعة و أربعين بابا في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و فضل أهل البيت عليهم السّلام من طريق العامة و الخاصة و اللّه سبحانه و تعالي الموفق الباب الأول:في أن عليّا عليه السّلام خير الخلق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البرية و المختار بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البشر و خير العرب و خير الأمة من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب الثاني:في أن عليّا عليه السّلام خير الخلق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البرية و المختار بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البشر و خير العرب و خير الأمة و خير الوصيّين،و أن الأئمة بعد علي عليه السّلام خير الخلق من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الثالث:في أن عليّا عليه السّلام كنفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كرأسه من بدنه من طريق العامة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الرابع:في أن عليّا عليه السّلام كنفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس:في قوله صلّي اللّه عليه و آله علي مني و أنا منه من طريق العامة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا.

الباب السادس:في قوله صلّي اللّه عليه و آله علي مني و أنا منه من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب السابع:في تبليغ أمير المؤمنين عليه السّلام سورة براءة و عزل أبي بكر و فيه من الباب الخامس من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب الثامن:في تبليغ أمير المؤمنين عليه السّلام سورة براءة و عزل أبي بكر من طريق الخاصة و فيه ستة عشر حديثا.

الباب التاسع:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله» من طريق العامة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا.

ص: 161


1- سوره 47 - آيه 25
2- سوره 44 - آيه 29
3- سوره 44 - آيه 29

الباب العاشر:في قوله صلّي اللّه عليه و آله«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله» من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي عشر:في خبر الطائر من طريق العامة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا.

الباب الثاني عشر:في خبر الطائر من طريق الخاصة،و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثالث عشر:في مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه احد و عشرون حديثا.

الباب الرابع عشر:في مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه أربعة أحاديث.

الباب الخامس عشر:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة،و فيه سبعة و ثلاثون حديثا.

الباب السادس عشر:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة،و فيه أربعة و ثلاثون حديثا.

الباب السابع عشر:في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليا عليه السّلام فوض إليهما عليهما السّلام أمر الدين من طريق العامة،و فيه حديث واحد.

الباب الثامن عشر:في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليا عليه السّلام و بينه الأئمة عليهم السّلام فوض إليهما أمر الدين من طريق الخاصة،و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب التاسع عشر:في سعة فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه ستة أحاديث.

الباب العشرون:في سعة فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أول من أسلم و صلّي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة،و فيه سبعة و أربعون حديثا.

الباب الثاني و العشرون:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أول من أسلم و صلّي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة،و فيه ثمانية عشر حديثا.

الباب الثالث و العشرون:في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام و قوّته و شدّه يقينه من طريق العامة،و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الرابع و العشرون:في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام و قوّته و شدّه يقينه عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا.

ص: 162

الباب الخامس و العشرون:في غزارة علم أمير المؤمنين عليه السّلام و سعته من طريق العامة و فيه اثنان و ثلاثون حديثا.

الباب السادس و العشرون:في غزارة علم الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه ستة و عشرون حديثا.

الباب السابع و العشرون:في الأبواب التي فتحها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام ألف باب كل باب يفتح ألف باب من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و العشرون:في الأبواب و الكلمات التي فتحها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه تسعة و عشرون حديثا.

الباب التاسع و العشرون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها»من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا.

الباب الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها و مدينة الحكمة و علي بابها»من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الجنة و علي بابها»من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الجنة و علي بابها»من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب الثالث و الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي بابها»من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الرابع و الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي بابها»،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي مفتاحها»من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و الثلاثون:في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني»من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث.

الباب السادس و الثلاثون:في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني»من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب السابع و الثلاثون:في المناجات يوم الطائف من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثامن و الثلاثون:في المناجات يوم الطائف من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشر

ص: 163

حديثا.

الباب التاسع و الثلاثون:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أقضي الأمة بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ولاه صلّي اللّه عليه و آله القضاء و دعا له صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الأربعون:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أقضي الأمة بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ولاه صلّي اللّه عليه و آله القضاء من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الحادي و الأربعون:في رجوع أبي بكر و عمر و عثمان في العلم و الحكم و غيرهم من الصحابة إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثة و ثلاثون حديثا.

الباب الثاني و الأربعون:في رجوع أبي بكر و عمر و عثمان في العلم و الحكم و غيرهم من الصحابة إلي أمير المؤمنين من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب الثالث و الأربعون:في أن علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كله عند أمير المؤمنين عليه السّلام و قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو ثنيت لي وسادة و جلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم...»إلخ من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الرابع و الأربعون:في أن علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّه عند أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام و قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو ثنيت لي وسادة و جلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم..» إلخ من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا.

الباب الخامس و الأربعون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مع الحق و الحق مع علي»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم ادر الحق معه حيث دار»و امره صلّي اللّه عليه و آله بسلوك طريقه عليه السّلام من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب السادس و الأربعون:في قوله عليه السّلام:«الحق مع علي عليه السّلام و علي مع الحق يدور معه حيث دار»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مع القرآن و القرآن معه»و آية الحق و راية الهدي من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

الباب السابع و الأربعون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«من فارقك فقد فارقني»من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الثامن و الأربعون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:لعلي:«من فارقك فقد فارقني»من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع و الأربعون:في قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«حق علي عليه السّلام علي هذه الأمة كحق الوالد علي ولده»من طريق العامة و فيه ستة أحاديث.

ص: 164

الباب الخمسون:في قول صلّي اللّه عليه و آله:«حق علي علي هذه الأمة كحق الوالد علي ولده»من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي و الخمسون:في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليا عليه السّلام أبوا هذه الأمة من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الخمسون:في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليا والدا هذه الأمة و أبواها من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الثالث و الخمسون:في أن المهاجرين و الأنصار لا يشكّون أن صاحب الأمر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،و أن أبا بكر و عمر و عثمان و معاوية يعلمون ذلك و اتيان أبي بكر و عمر ليبايعا عليا عليه السّلام بعد موت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قول أبي بكر اقيلوني.الحديث من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الرابع و الخمسون:في قول علي عليه السّلام أمير المؤمنين عليه السّلام لأبي بكر:«أنه ليعلم و الذين حوله أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم يستخلف غيري»من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الخمسون:في اخراج أمير المؤمنين لبيعة أبي بكر مكرها مليا و إرادة حرق بيته عليه السّلام و بيت فاطمة عليها السّلام عند امتناعه من البيعة و إرادة قتله عليه السّلام إن امتنع عن البيعة و امتناع الجماعة الذين معه عليه السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثون حديثا.

الباب السادس و الخمسون:في اخراج أمير المؤمنين عليه السّلام لبيعة أبي بكر مكرها مليّا و إرادة حرق بيت فاطمة عليها السّلام عند امتناعه من البيعة و إرادة قتله عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و الخمسون:في قول أبي بكر و عمر:كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه و قول علي عليه السّلام:«بيعتي لم تكن فلتة»من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثامن و الخمسون:في قول عمر كانت بيعة أبي بكر:فلتة وقي اللّه شرّها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و الخمسون:في أمر أبو بكر خالدا بقتل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الستون:في أمر أبو بكر خالدا بقتل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه حديثان.

ص: 165

الباب الحادي و الستون:في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا أولي بالأمر من أبي بكر و عمر و عثمان»و احتجاجه عليه السّلام عليهم و قوله عليه السّلام:«إن لنا حقا أن نعطه فأخذه»و إن الإمامة و الخلافة له عليه السّلام دونهم و لم يبايع حتي راموا قتله من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثاني و الستون:في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا أولي بالأمر ممن تقدم»و احتجاجه عليهم و إن الإمامة و الخلافة له عليه السّلام دونهم من طريق الخاصة،و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث و الستون:في سبب تركه عليه السّلام جهاد من تقدم عليه في الإمامة من خوفه الردّة علي الأمة و حيث لم يجد اعوانا و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالجلوس في بيته و قوله علي عليه السّلام«مثل الكعبة»...الحديث و غير ذلك من طريق العامة،و فيه اثني عشر حديثا.

الباب الرابع و الستون:في سبب تركه جهاد من تقدم عليه في الإمامة و الخلافة من طريق الخاصة،و فيه تسعة أحاديث.

الباب الخامس و الستون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«ستغدر بك الأمة بعدي و الضغائن في صدور قوم و الشدة»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم»من طريق العامة، و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب السادس و الستون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«ستغدر بك الأمة من بعدي»و ما يلاقيه عليه السّلام من الشدة من بعده صلّي اللّه عليه و آله و أمره له بالصبر و أمره له بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين من طريق الخاصة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و الستون:في الردّة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحق مع علي عليه السّلام من طريق العامة،و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الثامن و الستون:في الردّة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحق مع علي عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه احد عشر حديثا.

الباب التاسع و الستون:في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة منها فرقة ناجية الناجية شيعة علي عليه السّلام في الجنة من طريق العامة،و فيه حديثان.

الباب السبعون:في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثلاث و سبعين فرقة منها فرقة ناجية الناجية شيعة علي عليه السّلام و اتباعه في الجنة من طريق الخاصة،و فيه حديث واحد.

الباب الحادي و السبعون:في فضل محبّي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و مولي الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة،و فيه خمسة و تسعون حديثا.

ص: 166

الباب الثاني و السبعون:في فضل محبّي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه عليه السّلام و مولي الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة،و فيه ثمانية و أربعون حديثا.

الباب الثالث و السبعون:في جرأة عمر بن الخطاب علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين علم أنه صلّي اللّه عليه و آله ينص علي علي عليه السّلام بأنه صاحب الأمر بعده في مرضه و قال أنه صلّي اللّه عليه و آله:يهجر من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الرابع و السبعون:في قول عمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يهجر و أنه أخبر أمير المؤمنين عليا و اشهده علي ذلك شهودا من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب الخامس و السبعون:في جيش اسامة و فيه أبو بكر و عمر و عثمان و أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرّحمن بن عوف و طلحة و الزبير و غيرهم و لعن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من تأخّر عن جيش اسامة و قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا بويع الخليفة فاقتلوا الأخير منهما و روي ذلك في أبي بكر من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب السادس و السبعون:في تأخّر أبي بكر و عمر عن جيش اسامة من طريق الخاصة، و فيه حديث واحد.

الباب السابع و السبعون:في عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و السبعون:في عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السّلام و اشرك به أو شك في الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب التاسع و السبعون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل علي عليه السّلام في هذه الأمة مثل قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (1) »من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثمانون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل علي عليه السّلام مثل قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (2) »و مراتب المحبة من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و الثمانون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا.

الباب الثاني و الثمانون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام المحب له مؤمن و المبغض له منافق من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الثالث و الثمانون:في أن عليا عليه السّلام وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وارثه من طريق العامة و فيه احد

ص: 167


1- سوره 112 - آيه 1
2- سوره 112 - آيه 1

عشر حديثا.

الباب الرابع و الثمانون:في أن عليا عليه السّلام وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وارثه من طريق الخاصة و فيه احد و عشرون حديثا.

الباب الخامس و الثمانون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«أنه سيّد المسلمين و سيّد العرب و سيد في الدنيا و الآخرة و سيد الأوصياء و سيد الخلائق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب السادس و الثمانون:في أن عليا عليه السّلام سيد الوصيين و سيد العرب من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب السابع و الثمانون:في أن ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام من أصول الإسلام و الأئمة الاثني عشر أركان الإيمان و من احبّهم استكمله من طريق العامة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب الثامن و الثمانون:في أن ولاية الأئمة عليهم السّلام مما بني عليها الإسلام و عماده من طريق الخاصة،و فيه أربعة و عشرون حديثا.

الباب التاسع و الثمانون:في أن النظر إلي علي عليه السّلام عبادة و ذكره عبادة من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب التسعون:في أن النظر إلي علي عبادة من طريق الخاصة،و فيه عشرة أحاديث.

الباب الحادي و التسعون:في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثاني و التسعون:في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الثالث و التسعون:في تكليم الشمس عليا عليه السّلام و سلامها عليه من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الرابع و التسعون:في تكليم الشمس عليا عليه السّلام و سلامها عليه من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و التسعون:في تكليم صاحب الكهف عليا عليه السّلام من طريق العامة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب السادس و التسعون:في تكليم صاحب الكهف عليا عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه

ص: 168

خمسة أحاديث.

الباب السابع و التسعون:في السطل و المنديل و القدس من طريق العامة،و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثامن و التسعون:في السطل و الإبريق من طريق الخاصة،و فيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع و التسعون:في سد الأبواب من المسجد إلاّ باب علي عليه السّلام من طريق العامة و فيه تسعة و عشرون حديثا.

الباب المائة:في سد الأبواب من المسجد إلاّ باب علي عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الحادي و المائة:في الصديقين و أفضلهم علي عليه السّلام هو الصديق الأكبر من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا.

الباب الثاني و المائة:في الصديقين و افضلهم علي عليه السّلام و هو الصديق الأكبر من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثالث و المائة:في قلعه عليه السّلام الأصنام عن الكعبة من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الرابع و المائة:في قلعه عليه السّلام الأصنام عن ظهر الكعبة من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب الخامس و المائة:في حديث خاصف النعل من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث.

الباب السادس و المائة:في حديث خاصف النعل من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب السابع و المائة:في حديث الأعمش مع المنصور من طريق العامة.

الباب الثامن و المائة:في حديث الأعمش مع المنصور من طريق الخاصة.

الباب التاسع و المائة:في حديث اللّوزة من طريق العامة.

الباب العاشر و المائة:في حديث اللّوزة من طريق الخاصة.

الباب الحادي عشر و المائة:حديث التفاحة من طريق العامة.

الباب الثاني عشر و المائة:حديث التفاحة من طريق الخاصة.

الباب الثالث عشر و المائة:حديث الاترجة من طريق العامة و فيه ثلاث أحاديث.

الباب الرابع عشر و المائة:حديث الاترجة من طريق الخاصة.

الباب الخامس عشر و المائة:حديث السّفرجلة من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس عشر و المائة:حديث السّفرجلة من طريق الخاصة و فيه حديثان.

ص: 169

الباب السابع عشر و المائة:حديث الرمان من طريق العامة.

الباب الثامن عشر و المائة:حديث الرمان من طريق الخاصة.

الباب التاسع عشر و المائة:حديث قميص هارون الذي أهدي لعلي عليه السّلام من طريق العامة.

الباب العشرون و المائة:قميص هارون الذي أهدي لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة، و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون و المائة:في الملائكة الذين سلموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر من طريق العامة،و فيه حديثان.

الباب الثاني و العشرون و المائة:في الملائكة الذين سلموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث و العشرون و المائة:في المنادي يوم بدر:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ علي،من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الرابع و العشرون و المائة:في المنادي يوم بدر:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ علي،من طريق الخاصة،و فيه حديثان.

الباب الخامس و العشرون و المائة:في معرفة الملائكة لأمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات، من طريق العامة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب السادس و العشرون و المائة:في معرفة الملائكة لأمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات من طريق الخاصة.

الباب السابع و العشرون و المائة:في قضاء علي عليه السّلام دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته و عجز أبي بكر من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و العشرون و المائة:في قضاء علي عليه السّلام دين رسول اللّه و عداته و عجز أبي بكر من طريق الخاصة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع و العشرون و المائة:في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه ستة و عشرون حديثا.

الباب الثلاثون و المائة:في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه ثلاثون حديثا.

الباب الحادي و الثلاثون و المائة:في خوفه من اللّه و بكائه من خشية اللّه تعالي و خبر ضرار و خبر أبي الدرداء و طلاقه عليه السّلام الدنيا ثلاثا من طريق العامة،و فيه عشرة أحاديث.

ص: 170

الباب الثاني و الثلاثون و المائة:في خوفه من اللّه تعالي و بكائه من خشية اللّه تعالي و خبر ضرار و تسيير الدنيا له و طلاقه الدنيا من طريق الخاصة،و فيه ستة أحاديث.

الباب الثالث و الثلاثون و المائة:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام ينادي يوم القيامة من طريق العامة،و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و الثلاثون و المائة:في أنّه ينادي يوم القيامة من طريق الخاصة،و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الثلاثون و المائة:في الركبان الأربعة يوم القيامة منهم أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الثلاثون و المائة:في أن الركبان يوم القيامة أربعة منهم علي عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و الثلاثون و المائة:في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام يوم القيامة حامل لواء الحمد و ولي الحوض و ساقه من طريق العامة،و فيه؟؟؟حديثا.

الباب الثامن و الثلاثون و المائة:في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام يوم القيامة حامل لواء الحمد و ولي الحوض و ساقيه من طريق الخاصة،و فيه تسعة عشر حديثا.

الباب التاسع و الثلاثون و المائة:في أنّه عليه السّلام حامل لواء الحمد يوم القيامة في الحوض و قسيم الجنة و النار من طريق العامة زيادة علي ما تقدم،و فيه ثمانية و عشرون حديثا.

الباب الأربعون و المائة:في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قسيم الجنة و النار من طريق الخاصة،و فيه ثمانية عشر حديثا.

الباب الحادي و الأربعون و المائة:في إمامة الإمام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر:و هم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،و بنوه الأحد عشر الذين آخرهم القائم المنتظر المهدي إمام هذا العصر و الزمان من موت أبيه عليه السّلام حتي يظهره اللّه عزّ و جل بعد غيبته في آخر الزمان يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما؛لنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم بعده بالإمامة و الخلافة و الوصاية من طريق العامة و الخاصة،كما تقدّم في هذا الكتاب،و هذا الباب فيه خصوص في اثبات إمامة الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر إمام العصر من طريق العامة،و فيه خمسة و ستون و مائة حديث.

الباب الثاني و الأربعون و المائة:في إمامة الإمام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر:و هم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،و بنوه الأحد عشر الذين آخرهم القائم المنتظر المهدي إمام

ص: 171

هذا العصر و الزمان من موت أبيه حتي يظهره اللّه عزّ و جل بعد غيبته في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما؛لنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم بعده بالإمامة و الخلافة و الوصاية من طريق العامة و الخاصة،كما تقدم في هذا الكتاب،و هذا الباب فيه خصوص في إثبات إمامة الإمام الثاني عشر المهدي القائم المنتظر إمام العصر من طريق الخاصة،و فيه سبعة و عشرون حديثا.

الباب الثالث و الأربعون و المائة:في ذكر ما استدل به الشيخ الفاضل العلامة جمال الدين أبي عبد اللّه محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن النصيبي الشافعي في كتاب مطالب السئول في مناقب آل الرسول فيما استدل به علي إمامة القائم الحجة و بقائه و جوابه عن الاعتراضات في غيبته عليه السّلام و بقائه عليه السّلام مثل هذا الشافعي لا يتهم في ذلك من الروايات في الحجة المنتظر عليه السّلام.

الباب الرابع و الأربعون و المائة:فيما أجاب الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن الكنجي الشافعي في كتاب البيان في أخبار الزمان في الجواب عن الاعتراض في الغيبة و لم يرض جواب الشيخ علي بن عيسي في كشف كتاب الغمة و ذكر الكلامين.

ص: 172

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الباب الأول

في قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)

أنزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم

من طريق العامة و فيه احدي و أربعون حديثا (3)

ص: 173


1- سوره 33 - آيه 33
2- الأحزاب:33.
3- ذكر جملة من علماء العامة اختصاص الآية بأصحاب الكساء الخمسة فإليك بيانه: أقوال العلماء باختصاص الآية بأصحاب الكساء عليهم السّلام *قال أبو بكر النقاش في تفسيره:أجمع أكثر أهل التفسير أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين(جواهر العقدين:198 الباب الأول،و تفسير آية المودة:112). *و قال سيدي محمد بن أحمد بنيس في شرح همزية البوصيري:(إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)أكثر المفسرين أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسنين رضي اللّه عنهم(لوامع أنوار الكوكب الدري:86/2). *و قال العلامة سيدي محمد جسوس في شرح الشمائل:ثم جاء الحسن بن علي فأدخله،ثم جاء الحسين فدخل معهم،ثم جاءت فاطمة فأدخلها،ثم جاء علي فأدخله ثم قال:(إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)»و في ذلك اشارة إلي أنهم المراد بأهل البيت في الآية(شرح الشمائل المحمدية:107/1 ذيل باب ما جاء في لباس رسول اللّه). *و قال السمهودي:و قالت فرقة منهم الكلبي:هم علي و فاطمة و الحسن و الحسين خاصة للأحاديث المتقدمة (جواهر العقدين:198 الباب الأول). *و قال الطحاوي في مشكل الآثار بعد ذكر أحاديث الكساء:فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله و سلم إلي أم سلمة مما ذكرنا فيها لم يرد انها كانت مما اريد به مما في الآية المتلوة في هذا الباب، و ان المراد بما فيها هم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين دون ما سواهم (مشكل الآثار:230/1 ذيل ح 782 باب 106 ما روي عن النبي في الآية). و قال بعد ذكر أحاديث تلاوة النبي صلّي اللّه عليه و آله الآية علي باب فاطمة:في هذا أيضا دليل علي أن هذه فيهم(مشكل الآثار: 231/1 ح 785 باب 106 ما روي عن النبي في الآية). *قال الفخر الرازي:و انا أقول:آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه،فكل من كان امرهم إليه أشد و اكمل كانوا هم الآل،و لا شك انّ فاطمة و عليا و الحسن و الحسين كان التعلق بينهم و بين رسول اللّه أشد التعلقات،و هذا كالمعلوم بالنقل المتواتر؛فوجب أن يكونوا هم الآل. أيضا اختلف الناس في الآل فقيل هم الاقارب،و قيل هم امته،فان حملناه علي القرابة فهم الآل،و ان حملناه علي الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل؛فثبت أنّ علي جميع التقديرات هم الآل،و اما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه،و روي صاحب الكشاف انه لما نزلت هذه الآية[المودة]قيل يا رسول اللّه:من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال:«علي و فاطمة و ابناهما». فثبت أن هؤلاء الأربعة اقارب النبي؛و إذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم و يدل عليه وجوه. إلخ(تفسير الفخر الرازي:166/27 مورد آية المودة(23)من سورة الشوري). *و قال أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي:(و الذي قال به الجماهير من العلماء،و قطع به أكابر الأئمة،و قامت به البراهين و تظافرت به الادلة أن أهل البيت المرادين في الآية هم سيدنا علي و فاطمة و ابناهما و ما كان تخصيصهم بذلك منه صلي اللّه عليه و آله و سلم إلاّ عن أمر إلهي و وحي سماوي...و الأحاديث في هذا الباب كثيرة،و بما أوردته منها يعلم قطعا أن المراد بأهل البيت في الآية هم علي و فاطمة و ابناهما رضوان اللّه عليهم،و لا التفات إلي ما ذكره صاحب روح البيان من أن تخصيص الخمسة المذكورين عليهم السلام بكونهم أهل البيت من أقوال الشيعة،لان ذلك محض تهور يقتضي بالعجب،و بما سبق من الأحاديث و ما في كتب أهل السنة السنية يسفر الصبح لذي عينين-إلي أن يقول-و قد أجمعت الأمة علي ذلك فلا حاجة لإطالة الاستدلال له)(رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي:13-14-16 الباب الأول-ذكر تفضيلهم بما أنزل اللّه في حقهم من الآيات). *و قال ابن حجر:(إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)اكثر المفسرين علي انها نزلت في علي و فاطمة الحسن و الحسين(الصواعق المحرقة:143 ط.مصر-و ط.بيروت:220 الباب الحادي عشر، في الآيات الواردة فيهم الآية الاولي). *و قال في موضع آخر بعد تصحيح الصلاة علي الآل:فالمراد بأهل البيت فيها و في كل ما جاء في فضلهم أو فضل الآل أو ذوي القربي جميع آله و هم مؤمنو بني هاشم و المطلب...و به يعلم انه قال ذلك كله فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظه الآخر،ثم عطف الازواج و الذرية علي الآل في كثير من الروايات يقتضي انهما ليست من الآل،و هو واضح في الازواج بناء علي الاصح في الآل انهم مؤمنو بني هاشم و المطلب،و أما الذرية فمن الآل علي سائر الأقوال،فذكرهم بعد الآل للاشارة إلي عظيم شرفهم(الصواعق المحرقة:146 ط.مصر و 224-225 ط. بيروت باب 11،الآيات النازلة فيهم-الآية الثانية). *و قال النووي بشرح مسلم:و أما قوله في الرواية الاخري:«نساؤه من أهل البيت و لكن أهل بيته من حرم الصدقة». قال:و في الرواية الاخري:«فقلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا». فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض،و المعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال:«نساؤه لسن من أهل بيته» فتتأول الرواية الأولي علي أن المراد أنهنّ من أهل بيته الذين يسكنونه و يعولهم...و لا يدخلن فيمن حرم الصدقة. (صحيح مسلم بشرح النووي:175/15 ح 6175 كتاب الفضائل-فضائل علي). *و قال السمهودي:و حكي النووي في شرح المهذب وجها آخر لأصحابنا:أنهم عترته الذين ينسبون إليه قال:و هم أولاد فاطمة و نسلهم أبدا،حكاه الأزهري و آخرون عنه.انتهي.(جواهر العقدين:211 الباب الأول،و بهامشه: شرح المهذب:448/3). *و قال الإمام مجد الدين الفيروزآبادي :المسألة العاشرة:هل يدخل في مثل هذا الخطاب(الصلاة علي النبي) النساء؟ذهب جمهور الأصوليين أنهن لا يدخلن و نص عليه الشافعي،و انتقد عليه و خطئ المنتقد(الصلات و البشر في الصلاة علي خير البشر:32 الباب الأول). *و قال سراج الدين:ذهب الجمهور أن الآل من حرمت عليهم الصدقة،فالآل الوارد ذكرهم في الصلاة الابراهيمية المراد بهم من حرمت الصدقة عليهم،و ذهب بعض العلماء إلي أن المراد أزواجه و ذريته،و قال في مورد آخر: و لا شك أن الحق مع الجمهور(الصلاة علي النبي:184-185). *و قال الملاّ علي القاري:الأصح أن فضل أبنائهم علي ترتيب فضل آبائهم إلاّ أولاد فاطمة رضي اللّه تعالي عنها فإنّهم يفضلون علي أولاد أبي بكر و عمر و عثمان؛لقربهم من رسول اللّه؛فهم العترة الطاهرة و الذرية الطيبة الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا(شرح كتاب الفقه الاكبر لابي حنيفة:210 مسألة في تفضيل أولاد الصحابة). *و قال السمهودي بعد ذكر الاحاديث في اقامة النبي آله مقام نفسه و ذكر آية المباهلة و أنها فيهم:و هؤلاء هم أهل الكساء فهم المراد من الآيتين(المباهلة و التطهير)(جواهر العقدين:204 الباب الأول). *و قال الحمزاوي:و استدل القائل علي عدم العموم بما روي من طرق صحيحة:«إن رسول اللّه جاء و معه علي و فاطمة و الحسن و الحسين»و ذكر أحاديث الكساء،إلي أن قال:و يحتمل أن التخصيص بالكساء لهؤلاء الاربع لأمر إلهي يدل له حديث أم سلمة،قالت:فرفعت الكساء لا دخل معهم فجذبه من يدي.(مشارق الانوار للحمزاوي:113 الفصل الخامس من الباب الثالث-فضل أهل البيت). *و قال:أبي منصور ابن عساكر الشافعي:بعد ذكر قول أم سلمة:«و أهل البيت رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين»هذا حديث صحيح...و الآية نزلت خاصة في هؤلاء المذكورين(كتاب الاربعين في مناقب أمهات المؤمنين:106 ح 36 ذكر ما ورد في فضلهن جميعا). و قال ابن بلبان(739 ه)في ترتيب صحيح ابن حبان:ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الاربع الذين تقدم ذكرنا لهم هم أهل بيت المصطفي،ثم ذكر حديث نزول الآية فيهم عن واثلة(الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان:61/9 ح 6937 كتاب المناقب). *و قال ابن الصباغ من فصوله:أهل البيت علي ما ذكر المفسرون في تفسير آية المباهلة،و علي ما روي عن أم سلمة: هم النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين(مقدمة المؤلف:22). *و قال الحاكم النيشابوري بعد حديث الكساء و الصلاة علي الآل و أنه فيهم:انما خرجته ليعلم المستفيد أن أهل البيت و الآل جميعا هم(مستدرك الصحيحين:148/3 كتاب المعرفة-ذكر مناقبهم). *و قال الحافظ الكنجي:الصحيح أن أهل البيت علي و فاطمة و الحسنان(كفاية الطالب:54 الباب الأول). *و قال القندوزي في ينابيعه:اكثر المفسرين علي انها نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين لتذكير ضمير عنكم و يطهركم(ينابيع المودة:294/1 ط.استانبول 1301 ه و 352 ط.النجف باب 59 الفصل الرابع). *و قال محب الدين الطبري:باب في بيان أن فاطمة و الحسن و الحسين هم أهل البيت المشار إليهم في قوله تعالي: (إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)و تجليله اياهم بكساء و دعائه لهم(ذخائر العقبي:21). *و قال القاسمي:و لكن هل أزواجه من أهل بيته؟علي قولين هما روايتان عن أحمد أحدهما أنهن لسن من أهل البيت و يروي هذا عن زيد بن أرقم(تفسير القاسمي المسمي محاسن التأويل:4854/13 مورد الآية ط.مصر- عيسي الحلبي). *و قال الآلوسي:و أنت تعلم أن ظاهر ما صح من قوله:«إني تارك فيكم خليفتين-و في رواية-ثقلين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الارض و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض». يقتضي أن النساء المطهرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثقلين.(تفسير روح المعاني:24/12 مورد الآية). *و قال الشاعر الحسن بن علي بن جابر الهبل في ديوانه: آل النبي هم أتباع ملته من مؤمني رهطه الادنون في النسب هذا مقال ابن ادريس الذي روت الاعلام عنه فمل عن منهج الكذب و عندنا أنهم أبناء فاطمة و هو الصحيح بلا شكّ و لا ريب.(جناية الاكوع:28). *و قال توفيق أبو علم:فالرأي عندي أن أهل البيت هم أهل الكساء علي و فاطمة و الحسن و الحسين و من خرج من سلالة الزهراء و أبي الحسنين رضي اللّه عنهم أجمعين(أهل البيت:92 ذيل الباب الأول،و:8-المقدمة). و قال في موضع الرد علي عبد العزيز البخاري:أما قوله:إن آية التطهير المقصود منها الازواج،فقد أوضحنا بما لا مزيد عليه أن المقصود من أهل البيت هم العترة الطاهرة لا الازواج(أهل البيت:35 الباب الأول). *و قال:و أما ما يتمسك به الفريق الاعم و الاكبر من المفسرين فيتجلي فيما روي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه:«نزلت هذه الآية في خمسة:فيّ و في علي و حسن و حسين و فاطمة»(أهل البيت:13-الباب الأول). *و قال الشوكاني في ارشاد الفحول في الرد علي من قال أنها بالنساء:و يجاب عن هذا بأنه قد ورد بالدليل الصحيح أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسنين(ارشاد الفحول إلي تحقيق الحق في علم الاصول:83 البحث الثامن من المقصد الثالث،و أهل البيت لتوفيق أبو علم:36-الباب الأول). *و قال أحمد بن محمد الشامي:و قد أجمعت امهات كتب السنة و جميع كتب الشيعة علي أن المراد بأهل البيت في آية التطهير النبي و علي و فاطمة و الحسن؛لانهم الذين فسر بهم رسول اللّه المراد بأهل البيت في الآية،و كل قول يخالف قول رسول اللّه من بعيد أو قريب مضروب به عرض الحائط،و تفسير الرسول أولي من تفسير غيره؛اذ لا أحد أعرف منه بمراد ربّه(جناية الاكوع:125 الفصل السادس). *و قال الشيخ الشبلنجي:هذا و يشهد للقول بأنهم علي و فاطمة و الحسن و الحسين ما وقع منه حين أراد المباهلة هو و وفد نجران كما ذكره المفسرون(نور الابصار:122 ط.الهند و 223 ط.قم الباب الثاني-مناقب الحسن و الحسين). *و قال العلامة الحلي:اجمع المفسرون و روي الجمهور كأحمد بن حنبل و غيره:انها نزلت في رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين(صلوات اللّه عليهم)(نهج الحق و كشف الصدق:173). *هذا و العامة قاطبة في مصنفاتهم يطلقون هذا الاسم المبارك علي علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أبنائهم صلوات اللّه عليهم أجمعين،و يفردون لنساء النبي بابا خاصا،راجع مسند أحمد 1:199-و 6:29 ط.م. و كذلك ابن حجر في صواعقه من الفصل الثالث،و كذا الترمذي في صحيحه 5:662 كتاب المناقب-ط. دار الحديث مصر مناقب أهل البيت،و كذا كل من ألف في أهل البيت فإنه يحصر ذكر مناقبهم،كالشيخ محمود الشرقاوي و توفيق أبو علم في كتابهما:«أهل البيت»،و كذا ابن العربي في أحكام القرآن:1538/3 حيث ذكر تحت عنوان«المسألة السادسة قوله:أهل البيت»حديث نزول الآية في أصحاب الكساء و تلاوة الرسول الآية علي بابهم فقط،و محب الدين الطبري في الذخائر عنوان:أن فاطمة و علي و الحسن و الحسين هم أهل البيت، و كذا السندي في كتابه«دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب»،و السيد المرشد باللّه كما في ترتيب أماليه تحت عنوان:«فضل أهل البيت»،و كذا الشبلنجي في نور الابصار و الصبان في اسعاف الراغبين و الخوارزمي، و القندوزي،و ابن أبي الحديد،و المسعودي،و ابن الصباغ،إضافة إلي ما ذكره المصنف هنا. *و هذا يدلّ-من ما يأتي-علي أن الأمة مجمعة علي أن أهل البيت هم:علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،أو لا أقل شهرته فيهم!؟. و يطهركم(ينابيع المودة:294/1 ط.استانبول 1301 ه و 352 ط.النجف باب 59 الفصل الرابع). *و قال محب الدين الطبري:باب في بيان أن فاطمة و الحسن و الحسين هم أهل البيت المشار إليهم في قوله تعالي: (إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)و تجليله اياهم بكساء و دعائه لهم(ذخائر العقبي:21). *و قال القاسمي:و لكن هل أزواجه من أهل بيته؟علي قولين هما روايتان عن أحمد أحدهما أنهن لسن من أهل البيت و يروي هذا عن زيد بن أرقم(تفسير القاسمي المسمي محاسن التأويل:4854/13 مورد الآية ط.مصر- عيسي الحلبي). *و قال الآلوسي:و أنت تعلم أن ظاهر ما صح من قوله:«إني تارك فيكم خليفتين-و في رواية-ثقلين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الارض و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض». يقتضي أن النساء المطهرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثقلين.(تفسير روح المعاني:24/12 مورد الآية). *و قال الشاعر الحسن بن علي بن جابر الهبل في ديوانه: آل النبي هم أتباع ملته من مؤمني رهطه الادنون في النسب هذا مقال ابن ادريس الذي روت الاعلام عنه فمل عن منهج الكذب و عندنا أنهم أبناء فاطمة و هو الصحيح بلا شكّ و لا ريب.(جناية الاكوع:28). *و قال توفيق أبو علم:فالرأي عندي أن أهل البيت هم أهل الكساء علي و فاطمة و الحسن و الحسين و من خرج من سلالة الزهراء و أبي الحسنين رضي اللّه عنهم أجمعين(أهل البيت:92 ذيل الباب الأول،و:8-المقدمة). و قال في موضع الرد علي عبد العزيز البخاري:أما قوله:إن آية التطهير المقصود منها الازواج،فقد أوضحنا بما لا مزيد عليه أن المقصود من أهل البيت هم العترة الطاهرة لا الازواج(أهل البيت:35 الباب الأول). *و قال:و أما ما يتمسك به الفريق الاعم و الاكبر من المفسرين فيتجلي فيما روي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه:«نزلت هذه الآية في خمسة:فيّ و في علي و حسن و حسين و فاطمة»(أهل البيت:13-الباب الأول). *و قال الشوكاني في ارشاد الفحول في الرد علي من قال أنها بالنساء:و يجاب عن هذا بأنه قد ورد بالدليل الصحيح أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسنين(ارشاد الفحول إلي تحقيق الحق في علم الاصول:83 البحث الثامن من المقصد الثالث،و أهل البيت لتوفيق أبو علم:36-الباب الأول). *و قال أحمد بن محمد الشامي:و قد أجمعت امهات كتب السنة و جميع كتب الشيعة علي أن المراد بأهل البيت في آية التطهير النبي و علي و فاطمة و الحسن؛لانهم الذين فسر بهم رسول اللّه المراد بأهل البيت في الآية،و كل قول يخالف قول رسول اللّه من بعيد أو قريب مضروب به عرض الحائط،و تفسير الرسول أولي من تفسير غيره؛اذ لا أحد أعرف منه بمراد ربّه(جناية الاكوع:125 الفصل السادس). *و قال الشيخ الشبلنجي:هذا و يشهد للقول بأنهم علي و فاطمة و الحسن و الحسين ما وقع منه حين أراد المباهلة هو و وفد نجران كما ذكره المفسرون(نور الابصار:122 ط.الهند و 223 ط.قم الباب الثاني-مناقب الحسن و الحسين). *و قال العلامة الحلي:اجمع المفسرون و روي الجمهور كأحمد بن حنبل و غيره:انها نزلت في رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين(صلوات اللّه عليهم)(نهج الحق و كشف الصدق:173). *هذا و العامة قاطبة في مصنفاتهم يطلقون هذا الاسم المبارك علي علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أبنائهم صلوات اللّه عليهم أجمعين،و يفردون لنساء النبي بابا خاصا،راجع مسند أحمد 1:199-و 6:29 ط.م. و كذلك ابن حجر في صواعقه من الفصل الثالث،و كذا الترمذي في صحيحه 5:662 كتاب المناقب-ط. دار الحديث مصر مناقب أهل البيت،و كذا كل من ألف في أهل البيت فإنه يحصر ذكر مناقبهم،كالشيخ محمود الشرقاوي و توفيق أبو علم في كتابهما:«أهل البيت»،و كذا ابن العربي في أحكام القرآن:1538/3 حيث ذكر تحت عنوان«المسألة السادسة قوله:أهل البيت»حديث نزول الآية في أصحاب الكساء و تلاوة الرسول الآية علي بابهم فقط،و محب الدين الطبري في الذخائر عنوان:أن فاطمة و علي و الحسن و الحسين هم أهل البيت، و كذا السندي في كتابه«دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب»،و السيد المرشد باللّه كما في ترتيب أماليه تحت عنوان:«فضل أهل البيت»،و كذا الشبلنجي في نور الابصار و الصبان في اسعاف الراغبين و الخوارزمي، و القندوزي،و ابن أبي الحديد،و المسعودي،و ابن الصباغ،إضافة إلي ما ذكره المصنف هنا. *و هذا يدلّ-من ما يأتي-علي أن الأمة مجمعة علي أن أهل البيت هم:علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،أو لا أقل شهرته فيهم!؟.

ص: 174

ص: 175

ص: 176

الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه أبو عبد الرّحمن بن أحمد بن حنبل عن والده أحمد قال:حدّثنا محمد بن مصعب-و هو القرقساني-قال:حدّثنا الأوزاعي عن شداد بن عماره قال:دخلت علي واثلة بن الأصقع و عنده قوم قد ذكروا عليا عليه السّلام فشتموه فشتمته معهم فقال:

ألا أخبرك بما رأيت من رسول اللّه؟قلت:بلي قال:أتيت فاطمة عليها السّلام أسألها عن علي عليه السّلام فقالت:

«توجه إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»فجلست انتظره حتي جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجلس و معه علي و حسن و حسين رضي اللّه تعالي عنهم أخذا كل واحد منهما بيده حتي دخل فأدني عليا و فاطمة فأجلسهما بين يديه و اجلس حسنا و حسينا كل واحد منهما علي فخذه ثمّ لف عليهم ثوبه أو قال:«كساء»ثم تلا هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي و أهل بيتي أحق» (2).

الحديث الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدثني أبي قال:حدّثنا ابن نمير قال:حدّثنا عبد الملك قال حدثنا عطا بن أبي رياح قال:حدثني من سمع أمّ سلمة تذكر أن النبي صلّي اللّه عليه و آله كان في بيتها فأتته فاطمة عليها السّلام ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال:«ادعي لي زوجك و ابنيك»قالت:

ص: 177


1- سوره 33 - آيه 33
2- مسند أحمد:107/4.

فجاء علي و حسن و حسين فدخلوا عليه و جلسوا يأكلون من تلك الخزيرة و هو علي منامة له علي دكّان تحته كساء له خيبريّ قالت:و أنا في الحجرة أصلي فأنزل اللّه تعالي هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) قالت:فأخذ فضل الكساء فغشاهم به،ثم اخرج يده فالوي بها إلي السماء و قال:«هؤلاء أهل بيتي و خاصتي اللهمّ فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قال فادخلت رأسي البيت و قلت:أنا معكم يا رسول اللّه؟قال:«إنك إلي خير،إنك إلي خير» (2).

الحديث الثالث: بهذا الإسناد قال:و حدثني بها أبو سلمة مثل حديث عطا سواء (3).

الحديث الرابع: بهذا الإسناد قال عبد الملك:و حدثني داود بن أبي عوف الحجّاف عن شهر ابن حوشب عن أمّ سلمة بمثله سواء (4).

الحديث الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه قال:حدّثنا سليمان بن أحمد قال:حدثنا الوليد بن مسلم قال:حدّثنا الأوزاعي قال:حدّثنا شداد بن عمار عن واثلة بن الأصقع:أنه حدّثه قال:طلبت عليا في منزله فقالت فاطمة:«ذهب يأتي برسول للّه»قال:

فجاءا جميعا فدخلا و دخلت معهما فاجلس عليا عن يساره و فاطمة عن يمينه و الحسن و الحسين بين يديه ثم التفع عليهم بثوبه و قال:«إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا، اللهم إن هؤلاء أهلي اللهم أهلي أحق اللهم أهلي أحق»قال واثلة فقلت:من ناحية البيت و أنا من أهلك يا رسول اللّه؟«و أنت من أهلي»قال واثلة:فذلك أرجا ما أرجو من عملي (5).

الحديث السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن سليمان قال:حدثنا أحمد بن محمد بن عمر الحنفي قال:حدّثنا عمر بن يونس قال:حدّثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري قال:حدّثنا أبو كثير حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي عمرو حدثني شداد بن عبد اللّه قال:سمعت واثلة بن الأصقع و قد جيء برأس الحسين بن علي عليهما السّلام قال:فلقاه رجل من أهل الشام فأظهر سرورا فغضب واثلة و قال:و اللّه لا ازال أحب عليّا و حسنا و حسينا أبدا بعد إذ سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو في منزل أمّ سلمة يقول فيهم ما قال:قال واثلة:رأيتني ذات يوم و قد جئت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو في منزل أمّ سلمة و جاء الحسن فأجلسه علي فخذه اليمني و قبله،و جاء الحسين عليه السّلام فأجلسه علي فخذه اليسري و قبله،ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلي عليه السّلام فجاء ثم اغدف عليهم

ص: 178


1- سوره 33 - آيه 33
2- مسند أحمد:291/6.
3- مسند أحمد:291/6.
4- مسند أحمد:292/6.
5- فضائل الصحابة لابن حنبل:632/2 ح 1077.

كساء خيبريا كأني انظر إليه ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) »قلت لواثلة ما الرجس فقال:الشك في اللّه عزّ و جل (2).

الحديث السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا يحيي بن حماد قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا أبو بلخ قال:حدّثنا عمرو بن ميمون قال:إني لجالس إلي ابن عباس رضي اللّه عنه إذ أتاه تسعة رهط و الخبر طويل ذكرنا منه موضع الحاجة في هذا الباب و ذكرناه بطوله في باب خبر غدير خم،و ذكر عشر خصال في أمير المؤمنين،و نذكره بطوله في باب خبر الراية إن شاء اللّه تعالي قال ابن عباس:و أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثوبه فوضعه علي علي و فاطمة و الحسن و الحسين و قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) » (4).

الحديث الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال:

حدّثنا عبد الحميد يعني ابن مهران حدثني سهل:قال:قالت أم سلمة زوجة النبي صلّي اللّه عليه و آله حين جاء نعي الحسين بن علي عليه السّلام:لعنت أهل العراق،ثم قالت:قتلوه قتلهم اللّه،غروه و ذلوه لعنهم اللّه،فإني رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيده تحمله في طبق لها حتي وضعتها بين يديه فقال لها:«أين ابن عمك؟»قالت:«هو في البيت»قال:«اذهبي فادعيه و ائتني بابنيه»قالت:فجاءته تقود ابنيها كل واحد منهما بيد و علي يمشي في أثرها حتي دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأجلسهما في حجره و جلس علي علي يمينه و جلست فاطمة إلي يساره قالت:

أم سلمة فاجتذب صلّي اللّه عليه و آله من تحتي كساء خيبريا كان بساطا لنا علي المدامة في المدينة فلفه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخذ بشماله طرفي الكساء و الوي بيده اليمني إلي ربه عزّ و جل و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قلت:يا رسول اللّه الست من أهلك؟قال:«بلي» فادخلني في الكساء قالت فدخلت في الكساء بعد ما قضي دعاءه لابن عمه علي و ابنيه و ابنته فاطمة عليهم السّلام (5).

الحديث التاسع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال حدثني أبي قال:حدّثنا عفان قال:

حدّثنا حماد بن سلمة قال:حدّثنا علي بن زيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لفاطمة:«ائتيني بزوجك و ابنيك»فجاءت بهم فالقي عليهم كساء فدكيا،قالت ثم وضع يده عليه و قال:«اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك علي محمد و علي آل محمد،

ص: 179


1- سوره 33 - آيه 33
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:672/2 ح 1149.
3- سوره 33 - آيه 33
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:683/2 ح 1168.
5- مسند أحمد:298/6.

إنك حميد مجيد»قالت أمّ سلمة:فرفعت الكساء لا دخل معهم فجذبه من يدي و قال:«إنك علي خير» (1).

الحديث العاشر: أحمد بن محمد بن حنبل قال:حدثني أبي قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:

حدّثنا عوف بن أبي المعدل عن عطية الطفاوي عن أبيه أن أم سلمة حدثته قالت:بيّنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيتي يوما إذ قالت الخادمة:إن عليا و فاطمة عليهما السّلام في السدة قالت فقال لي:«قومي فتنحي عن أهل بيتي»قالت:فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهما السّلام و هما صبيان صغيران قالت:فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما و اعتنق عليا بإحدي يديه و فاطمة باليد الأخري و قبل فاطمة و اغدف عليهم خميصة سوداء و قال:«اللهم إليك لا إلي النار أنا و أهل بيتي»قالت:قلت:و أنا يا رسول اللّه؟قال:«و أنت» (2).

الحديث الحادي عشر: من صحيح البخاري من الجزء الرابع منه علي أحد كراسين من آخر الجزء و أجزاء البخاري من ثمانية و أجزاء مسلم من ستة و هذا من المتفق عليه منهما صحيح البخاري و أخبر الشيخ الإمام أبو بكر عبد اللّه بن منصور بن عمران الباقلاني المقري صدر الجامع بواسط العراق في رجب من سنة أربع و ثمانين و خمسمائة قال:أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو الوقت عبد الأول بن شعيب عن الرجال المتصلين إلي الشيخ أبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري يرفعه إلي مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت:قالت عائشة خرج النبي صلّي اللّه عليه و آله غداة غد و عليه مرط مرحل (3)من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فأدخله معه،ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) » (5).

الحديث الثالث عشر: مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه قال:حدّثنا أبو بكر بين أبي شيبة و محمد بن عبد اللّه بن نمير و اللفظ لأبي بكر قالا:حدّثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب ابن شيبه عن صفية بنت شيبة قالت:قالت عائشة:خرج ذات غداة و عليه مرط مرحل و ذكر

ص: 180


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:602/2 ح 1029.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:583/2 ح 986.
3- مرط مرحل بالحاء المهملة هو الموشي المنقوش عليه صورة رحال الإبل،و روي مرجل بالجيم عليه صور المراجل و هي القدور و نقل عن كتاب(العين للخليل بن أحمد في باب الحاء المهملة المرحل ضرب من برود اليمن سمّي مرحلا لأن عليه تصاوير الرحل و ما يشبهه المجع(مجمع البحرين)(هامش المخطوط).
4- سوره 33 - آيه 33
5- لا يوجد في صحيح البخاري المطبوع نعم هو في العمدة عن البخاري:/43ح 30 و كذلك الطرائف:/123 ح 187.

الحديث السابق بعينه (1).

الحديث الثالث عشر: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالي طه (2) قال:قال جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام: طه (3) أي طهارة أهل بيت محمد صلّي اللّه عليه و آله من الرجس ثم قرأ: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) » (5).

الحديث الرابع عشر: قال:روي سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال:«في الجنة لؤلؤتان إلي بطنان العرش:احدهما بيضاء،و الأخري صفراء في كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها و أكوابها من عرق واحد،فالبيضاء لمحمد و أهل بيته و الصفراء لإبراهيم و أهل بيته» (6).

الحديث الخامس عشر: و من تفسير الثعلبي قال:أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني أخبرنا المعافي بن زكريا البغدادي أخبرنا محمد بن حرير حدثني المثني حدثني أبو بكر بن يحيي بن ريّان العنزي حدّثنا مندل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«نزلت هذه الآية في خمسة:فيّ و في علي و في حسن و حسين و فاطمة إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) » (8).

الحديث السادس عشر: الثعلبي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه ابن فنجويه حدّثنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدّثنا عبد اللّه بن نمير حدّثنا عبد الملك يعني بن سليمان عن عبد اللّه بن أبي رياح حدثني من سمع أم سلمة-رض اللّه عنها:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله:

كان في بيتها فأتته فاطمة صلوات اللّه عليها ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه فقال لها:«ادعي لي زوجك و ابنيك»قالت فجاء علي و حسن و حسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة و هو و هم علي منام له علي دكان تحته كساء خيبري قالت:و أنا في الحجرة أصلي فأنزل اللّه هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (9) قالت:فأخذ فضل الكساء فتغشّاهم به ثم اخرج يده فألوي بها إلي السماء ثم قال:«هؤلاء أهل بيتي و خاصّتي اللهم فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالت:فادخلت رأسي في البيت فقلت:و أنا معكم يا رسول اللّه؟ قال:«إنك إلي خير» (10).

ص: 181


1- صحيح مسلم:145/6.
2- سوره 20 - آيه 1
3- سوره 20 - آيه 1
4- سوره 33 - آيه 33
5- تأويل الآيات:309/1 ح 1 عن الثعلبي.
6- تأويل الآيات:146/1 ح 4.
7- سوره 33 - آيه 33
8- بحار الأنوار:222/31 ح 30 عن الثعلبي.
9- سوره 33 - آيه 33
10- بحار الأنوار:220/31 ح 27 عن الثعلبي.

الحديث السابع عشر: الثعلبي قال أخبرني الحسين بن محمد الثقفي حدّثنا عمر بن الخطاب حدّثنا عبد اللّه بن الفضل حدّثنا الحسن بن علي حدّثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب حدثني ابن عم لي من بني الحرث بن تيم اللّه يقال له:(مجمع)قال:دخلت مع أمي علي عائشة فسألتها أمي قالت:أ رأيت خروجك يوم الجمل قالت:إنه كان قدرا من اللّه تعالي،فسألتها عن علي فقالت:سألتني عن أحبّ الناس كان إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لقد رأيت عليا و فاطمة و حسنا و حسينا و قد جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغدف عليهم ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالت:قلت يا رسول اللّه أنا من أهلك؟فقال:«تنحّي فإنّك علي خير» (1).

الحديث الثامن عشر: الثعلبي قال:أخبرني الحسين بن محمد حدّثنا ابن حبش المقري حدّثنا أبو ذرعة حدثني عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة أخبرني أبو نديك حدثني ابن أبي ملائكة عن إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر الطيار عن أبيه قال:لما نظر رسول اللّه إلي الرحمة هابطة من السماء قال:«من يدعو»مرتين قالت زينب:أنا يا رسول اللّه فقال:«ادعي لي عليا و فاطمة و الحسن و الحسين»قال فجعل حسنا عن يمينه و حسينا عن شماله و عليا و فاطمة تجاهه ثم غشاهم كساء خيبريا ثم قال:«اللهم إن لكلّ نبي أهلا و هؤلاء أهل بيتي»فأنزل اللّه عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) فقالت زينب:يا رسول اللّه ألا أدخل معكم؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مكانك فإنك إلي خير إن شاء اللّه» (3).

الحديث التاسع عشر: الثعلبي قال:أخبرني الحسين بن محمد حدّثنا عمر بن الخطاب حدّثنا عبد اللّه بن الفضل حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن شداد بن عمار قال:دخلت علي و أيلة بن الأصقع و عنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمه معهم فلما قاموا قال لي لم شتمت هذا الرجل قلت رأيت القوم يشتمونه فشتمته معهم فقال:ألا أخبرك بما رأيت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قلت:بلي،قال:أتيت فاطمة صلوات اللّه عليها اسألها عن علي فقالت:«توجه إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»فجلست انتظر حتي جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه علي و حسن و حسين اخذ كل واحد منهما بيده حتي دخل و أدني عليا و فاطمة فأجلسهما بين يديه و أجلس حسنا و حسينا كل واحد منهما علي فخذه ثم لفّ عليهم ثوبه أو قال:كساه ثم تلا هذه الآية:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) »قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي و أهل بيتي» (5).

ص: 182


1- الطرائف:30 عن الثعلبي.
2- سوره 33 - آيه 33
3- بحار الأنوار:222/31 ح 30 عن الثعلبي.
4- سوره 33 - آيه 33
5- بحار الأنوار:217/31 ح 24 عن الثعلبي.

الحديث العشرون: الثعلبي أبو عبد اللّه حدّثنا أبو سعيد أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي حدّثنا أحمد بن عبد الرحيم السناني أبو عبد الرّحمن حدّثنا أبو نويب حدّثنا هشام بن يونس عن أبي إسحاق عن نفيع عن أبي داود و عن أبي الحمراء قال:اقمت بالمدينة تسعة اشهر كيوم واحد و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يجيء كل غداة فيقوم علي باب علي و فاطمة عليهما السّلام فيقول:«الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) » (2).

الحديث الحادي و العشرون: الثعلبي قال:أخبرني أبو عبد اللّه حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن يوسف بن مالك حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد حدّثنا الحرث بن عبد اللّه الحارثي حدّثنا قيس ابن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربيعي عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قسم اللّه الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله تعالي: وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (3) ،فأنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلثا فذلك قوله تعالي: فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (4) فأنا من السابقين و أنا من خير السابقين،ثم جعل إلا ثلاث قبائل فجعلني من خيرها قبيلة،فذلك قوله تعالي شُعُوباً وَ قَبائِلَ (5) فانا أتقي ولد آدم و اكرمهم علي اللّه و لا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا فذلك قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (6) » (7).

الحديث الثاني و العشرون: الحميدي قال:الرابع و الستون من المتفق عليه من الصحيحين عن البخاري و مسلم من مسند عائشة عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت:خرج النبي صلّي اللّه عليه و آله ذات غداة و عليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء عليّ فأدخله ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (8) »أ و ليس لمصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة في مسند من الصحيحين غير هذا (9).

الحديث الثالث و العشرون: و من الجمع بين الصحاح الستة من موطأ مالك بن أنس الأصبحي و صحيح مسلم و البخاري و سنن أبي داود السجستاني و صحيح الترمذي و النسخة الكبيرة من صحيح النسائي من جمع الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي الأندلسي من

ص: 183


1- سوره 33 - آيه 33
2- بحار الأنوار:223/31 ح 30 عن الثعلبي.
3- سوره 56 - آيه 27
4- سوره 56 - آيه 8
5- سوره 49 - آيه 13
6- سوره 33 - آيه 33
7- العمدة:28/42 عن الثعلبي.
8- سوره 33 - آيه 33
9- الجمع بين الصحيحين:224/4 ح 3435.

صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن في تفسير قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) عن عائشة قالت:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن فادخله ثم جاء الحسين فادخله ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) قال:و عن أمّ سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أن هذه الآية نزلت في بيتها إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) قالت:و أنا جالسة عند الباب فقلت:يا رسول اللّه أ لست من أهل البيت؟

فقال:«إنك إلي خير إنك من أزواج رسول اللّه»قالت:و في البيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و حسن و حسين عليهم السّلام فجللهم بكساء و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (4).

الحديث الرابع و العشرون: في سنن أبي داود و موطا مالك عن أنس أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان يمرّ بباب فاطمة إذ خرج إلي صلاة الفجر حين نزلت هذه الآية قريبا من ستة أشهر يقول:«الصلاة يا أهل البيت إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) » (6).

الحديث الخامس و العشرون: و من الجزء الثالث من الكتاب-اعني جمع رزين-أيضا في باب مناقب الحسن و الحسين عليهما السّلام من صحيح أبي داود و هو السنن بالإسناد المقدم عن صفية بنت شيبة قالت:قالت عائشة:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غداة و عليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي عليه السّلام فادخله ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) » (8).

الحديث السادس و العشرون: مسلم بن الحجاج في صحيحه قال:حدثني زهير بن حرب حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطيبا بماء يدعي خمّا بين مكّة و المدينة فحمد اللّه و اثني عليه و وعظ و ذكر ثم قال:«أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فاجيب،و أنا تارك فيكم ثقلين:أولهما كتاب اللّه فيه الهدي و النور فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به فحث علي كتاب اللّه و رغّب فيه-ثم قال-:و أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي».

فقال:حصين و من أهل بيته يا زيد أ ليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته و لكن أهل

ص: 184


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 33 - آيه 33
4- سنن ابي داود:255/2 ح 4032 و العمدة:31/44 عن الجمع.
5- سوره 33 - آيه 33
6- العمدة:32/45 عن الجمع.
7- سوره 33 - آيه 33
8- العمدة:33/45 عن الجمع.

بيته من حرم الصدقة بعده (1).

الحديث السابع و العشرون: مسلم بن الحجاج أيضا في صحيحه قال:حدّثنا يزيد بن الريان حدّثنا حسان-يعني إبراهيم بن سعيد هو ابن مسروق-عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين:احدهما كتاب اللّه هو حبل اللّه من اتبعه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة»فقلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا و ايم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلي أهلها و قومها،أهل بيته أصله و عصبته الذين حرموا الصدقة من بعده (2).

الحديث الثامن و العشرون: موفق ابن أحمد صدر الأئمة عند المخالفين خطيب الخطباء في كتابه(فضائل امير المؤمنين عليه السّلام)قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني أخبرنا بكير بن أحمد بن سهل الصوفي بمكة حدّثنا موسي ابن هارون قال:حدّثنا إبراهيم بن حبيب حدّثنا عبد اللّه بن سالم الملائي عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جاء إلي باب علي عليه السّلام أربعين صباحا بعد ما دخل علي فاطمة فيقول:«السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) » (4).

الحديث التاسع و العشرون: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتابه هذا عن أبي سعيد الخدري أنه قال:لما نزل قوله: وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ (5) (6)و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأتي باب فاطمة و علي عليهم السّلام تسعة أشهر في كل صلاة فيقول:الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) (8).

الحديث الثلاثون: موفق بن أحمد هذا بالاسناد المتقدم عن أحمد بن الحسين عن البيهقي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسين القاضي و أبو عبد الرّحمن السلمي قالوا:

حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدّثنا الحسن بن مكرم حدّثنا عثمان بن عمر حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار عن شريك بن أبي نمر عن عطا بن يسار عن أم سلمة-رضي اللّه

ص: 185


1- صحيح مسلم:123/7.
2- صحيح مسلم:123/7.
3- سوره 33 - آيه 33
4- المناقب:28/60.
5- سوره 20 - آيه 132
6- طه:132.
7- سوره 33 - آيه 33
8- المناقب:29/60.

عنها-قالت:في بيتي نزلت إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) قالت:

فارسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال:«هؤلاء أهلي»فقلت:يا رسول اللّه ما أنا من أهل البيت؟فقال:«بلي إن شاء اللّه» (2).

الحديث الحادي و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحميويني اعيان علماء المخالفين في كتاب (فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين عليهم السّلام)قال:حدثني الشيخ الإمام نجم الدين أبو عمر عثمان بن الموفق بقراءتي عليه بأسفرايين أواخر جمادي الآخرة سنة خمس و ستين و ستمائة و المشايخ الأئمة فريد الدين داود بن محمد بن روزبهان أبو أحمد الشيرازي و كمال الدين محمد بن عمر بن المظفر أبو المكارم المروزي،و قدوة الحكماء محمد بن عثمان بن أبي بكر بن الحاحي الخورشاهي المتطيب الخوريدي إجازة بروايتهم عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء و المحققين سعد الحق و الدين محمد بن المؤيد بن أبي بكر الحمويني رضي اللّه عنه و ارضاه إجازة بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الحق و الدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد اللّه الصوفي الخيوقي المعروف بكبري إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا محمد بن عمر بن علي الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور،أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل السّعاني أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الأنصاري بدمشق نبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن عطار الروذباري حدثني علي بن محمد بن عبيد حدّثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي حدّثنا يحيي بن معين حدّثنا أبو عبيدة نبأنا طريف بن عيسي حدثني يوسف بن عبد الحميد قال:قال لي ثوبان مولي رسول اللّه:أجلس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحسن و الحسين علي فخذيه و فاطمة في حجره و اعتنق عليا عليه السّلام ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي» (3).

الحديث الثاني و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الإمام المفتي جلال الدين أحمد بن محمد عبد الجبار البكراني الأبهري بقراءتي عليه بداره في السابع عشر من شوال سنة سبع و ثمانين و ستمائة قال:أخبرني الإمام والدي نجم الدين محمد بن محمد و أخبرني الإمام نجد الدين أبو الفضائل محمد بن عبد اللّه بن الحسن الخراطي الآملي مشافهة بمدينة آمل طبرستان سنة ست و ستين و ستمائة قال:أنبأنا والدي الإمام مظهر الدين أبو الفضائل عبد اللّه بن الحسن إجازة و أخبرني إمام الدين يحيي بن الحسين بن عبد الكريم الكرخي إجازة بهمدان في شهور سنة إحدي و سبعين و ستمائة قالوا:أخبرنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن الحسين الطالقاني القزويني

ص: 186


1- سوره 33 - آيه 33
2- المناقب:30/61.
3- فرائد السمطين:/14/2ب /2ح 360.

إجازة قال:أنبأنا الشيخان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي و أبو محمد محمد ابن المنتصر بن أحمد بن حفص المتولي قالا:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال:أخبرني الحسين بن محمد حدّثنا ابن حبش المقري نبأنا أبو زرعة حدثني عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة أخبرني ابن أبي فديك حدثني ابن أبي ملائكة عن إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر عن أبيه قال:لما نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي الرحمة هابطة من السماء قال:«من يدعو»مرتين،قالت زينب:أنا يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال لي:«ادعي إلي عليا و فاطمة و الحسن و الحسين»قال:فجعل حسنا عن يمناه و حسينا عن يسراه و عليا و فاطمة و جاهه ثم غشّاهم كساء خيبريا ثم قال:«اللهم إن لكل نبي أهل بيت و هؤلاء أهلي فأنزل اللّه عزّ و جل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) »فقالت زينب:يا رسول اللّه ألا داخل معك؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مكانك فإنك إلي خير إن شاء اللّه تعالي» (2).

الحديث الثالث و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا أخبرني الإمامان ابن عمي الشيخ الزاهد نظام الدين محمد بن علي بن المؤيد الحمويني و القاضي نصير الدين محمد بن علي البناكتي ثم الأسفرائيني إجازة بروايتهما عن والدي شيخ الإسلام سلطان الأولياء و المحققين سعد الحق و الدين محمد بن المؤيد الحمويني رضي اللّه عنه قال:البناكتي قراءة عليه بأسفرايين قال:أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين عبد السلام بمدينة رها قال أنبأنا أبي شيخ الشيوخ عماد الدين عمر بن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الحسن بن محمد بن حمويه قال أنبأنا الإمام الأجل قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري قال:أنبأنا الشيخ عبد الجبار بن محمد الخواري قال:أنبأنا الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال:أنبأنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة قال:نبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال:نبأنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال:نبأنا جعفر يعني ابن عون و يعلي عن أبي حيان التيمي عن يزيد بن حيان قال:سمعت زيد بن أرقم قال:قام فينا ذات يوم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطيبا فحمد اللّه و اثني عليه ثم قال:«أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول اللّه فأجيب،و إني تارك فيكم الثقلين:أولهما كتاب اللّه فيه الهدي و النور فاستمسكوا بكتاب اللّه و خذوا به فحث علي كتاب اللّه عزّ و جل و رغّب فيه ثم قال:

و أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي ثلاث مرات»فقال له حصين:يا زيد من أهل بيته أ ليس نساؤه من أهل بيته؟قال:بلي إن نسائه من أهل بيته و لكن أهل بيته من حرّم الصدقة بعده قال:و من هم؟

ص: 187


1- سوره 33 - آيه 33
2- فرائد السمطين:/18/2ب /3ح 362.

قال آل علي و آل جعفر و آل العباس و آل عقيل فقال:كل هؤلاء يحرم الصدقة؟قال:نعم.

قال:الشيخ أحمد البيهقي قلت قد بيّن زيد بن أرقم أن نسائه من أهل بيته و اسم أهل البيت للنساء تحقيق و هو متناول الآل و اسم لآل لكل من حرم الصدقة من أولاد هاشم و أولاد المطلب لقول النبي صلّي اللّه عليه و آله«إن الصدقة لا تحل لمحمد و لا لآل محمد»و اعطاؤه الخمس الذي عوّضهم من الصدقة بني هاشم و بني عبد المطلب و قد يسمّي أزواجه آلاّ بمعني التشبيه فاراد تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر و لفظ النبي صلّي اللّه عليه و آله في الوصية بهم عامة يتناول الآل و الأزواج و قد أمرنا بالصلاة علي جميعهم (1).

الحديث الرابع و الثلاثون: الحمويني هذا:قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ،أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر الحافظ،نبأنا محمد بن يحيي بن منده نبأنا حميد بن سعد،نبأنا حيّان الكرماني عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان قال:دخلنا علي زيد بن أرقم فقال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:إني تارك فيكم الثقلين:احدهما كتاب اللّه عزّ و جل من معه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة ثم أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي»ثلاث مرات قلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا،أهل بيته عصبته الذين حرموا الصدقة بعده آل علي و آل العباس و آل جعفر و آل عقيل (2).

الحديث الخامس و الثلاثون: الحمويني هذا باسانيد إلي الحافظ أبي بكر البيهقي قال:أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيي بن الحسين بن جعفر بن عبد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صاحب كتاب النسب ببغداد قال:أنبأنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السّلام قال:حدثني علي بن جعفر بن محمد بن علي عليهم السّلام قال:حدثني الحسين بن زيد بن علي عن عمّه عمر بن علي ابن الحسين عن أبيه عليهم السّلام قال:خطب الحسن بن علي عليهما السّلام حين قتل علي عليه السّلام فقال:«لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون و لا يدركه الآخرون و ما ترك علي ظهر الأرض صفرا و لا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم قال«ألا يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا ابن النبي،و أنا ابن البشير،و أنا ابن النذير و انا ابن الداعي إلي اللّه بإذنه و السراج المنير،و أنا من أهل البيت الذي كان جبرائيل عليه السّلام ينزل فينا و يصعد من عندنا،و أنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و أنا من أهل البيت

ص: 188


1- فرائد السمطين:/233/2ب /46ح 513.
2- فرائد السمطين:/250/2ب /48ح 520.

الذين افترض اللّه مودتهم علي كل مسلم ثم قرأ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (1) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت» (2).

الحديث السادس و الثلاثون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء المعتزلة قال:قد بيّن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عترته من هي لما قال:«أنا تارك فيكم الثقلين»فقال:«و عترتي أهل بيتي»و بيّن في مقام آخر من أهل بيته حين طرح عليهم الكساء و قال حين نزل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ (3) :«اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس»ثم قال ابن أبي الحديد:فإن قلت فمن هي العترة التي عناها أمير المؤمنين بهذا الكلام؟قلت:نفسه و ولديه.

و الأصل في الحقيقة نفسه لأن ولديه تابعان له و نسبتهما إليه مع وجوده كنسبة الكواكب المضيئة مع طلوع الشمس المشرقة،و قد نبّه النبي صلّي اللّه عليه و آله علي ذلك بقوله:«و أبوكما خير منكما» قوله:«و هم أزمّة الحق»جمع زمام كأنه جعل الحق دائرا معهم حيث ما دارو ذاهبا معهم حيث ذهبوا كما أن الناقة طوع زمامها و قد نبّه الرسول صلّي اللّه عليه و آله علي صدق هذه القضية بقوله:«و ادر الحق معه حيث دار»قوله:«و ألسنة الصدق من الألفاظ الشريفة القرآنية قال اللّه تعالي: وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (4) »لما كان لا يصدر عنهم حكم و لا قول إلا و هو موافق للحق و الصواب جعلهم اللّه كأنهم ألسنة الصدق لا يصدر عنها قول كاذب أصلا،بل هي كالمطبوعة علي الصدق قوله:

«فانزلوهم باحسن منازل القرآن»تحته سر عظيم و ذاك أنه أمر المكلفين بأن يجروا العترة في إجلالها و إعظامها و الانقياد لها و الطاعة لأوامرها مجري القرآن ثم قال ابن أبي الحديد:فإن قلت:

فهذا القول منه صلّي اللّه عليه و آله يشعر بأن العترة معصومة فما قول أصحابكم في ذلك قلت:نصّ أبو محمد بن مويه قدّس سرّه في كتاب(الكفاية)علي أن عليا عليه السّلام معصوم،و أن لم يكن واجبا العصمة و لا العصمة شرط في الإمامة لكن أدلة النصوص قد دلت علي عصمته و القطع علي باطنه و مغيبه و إن ذلك أمر اختص هو عليه السّلام به دون غيره من الصحابة و الفرق ظاهر بين قولنا:زيد معصوم و بين قولنا:زيد واجب العصمة لأنه إمام و من شرط الإمام أن يكوم معصوما،فالاعتبار الأول مذهبنا و الاعتبار الثاني مذهب الإمامية (5).

الحديث السابع و الثلاثون: المالكي في كتاب الفصول المهمة عن الواحدي في كتابه المسمّي ب(أسباب النزول)يرفعه بسنده إلي أم سلمة-رضي اللّه عنها-أنها قالت:كان النبي في بيتها يوما

ص: 189


1- سوره 42 - آيه 23
2- فرائد السمطين:/120/2ب /26ح 421.
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 26 - آيه 84
5- شرح نهج البلاغة:375/6.

فأتته فاطمة ببرمة فيها عصيدة (1)فدخلت بها عليه فقال لها:«ادع لي زوجك و أبيك»فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا فجلسوا يأكلون و النبي صلّي اللّه عليه و آله جالس علي دكة تحته كساء خيبري قالت:

و أنا في الحجرة قريبا منهم فأخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله الكساء فغشاهم به ثم قال:«اللهم أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالت:فأدخلت رأسي[في]البيت و قلت:و أنا معكم يا رسول اللّه؟قال:«إنك إلي خير»فأنزل اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) (3).

الحديث الثامن و الثلاثون: المالكي أيضا قال:ذكر الترمذي في جامعه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان وقت نزول هذه الآية إلي قرب ستة أشهر إذا خرج إلي الصلاة يمر بباب فاطمة ثم يقول:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) » (5).

الحديث التاسع و الثلاثون: أبو المؤيد موفق بن أحمد العامي المتقدم في كتاب(فضائل علي)عليه السّلام قال:انبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة أخبرني محمد بن الحسين بن علي البزاز أخبرني أبو منصور محمد بن علي بن عبد العزيز أخبرني هلال بن محمد بن جعفر حدّثنا أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن موسي الجزاز من كتابه حدثني الحسن بن علي الهاشمي حدثني إسماعيل بن أبان حدثني أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال أبي دفع النبي صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي علي بن أبي طالب عليه السّلام ففتح اللّه تعالي علي يده و أوفقه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولي كل مؤمن و مؤمنة و قال:له:«أنت مني و أنا منك»و قال له:«تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل»، و قال له:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي»و قال له«أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت»،و قال له«أنت العروة الوثقي»،و قال له:«أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم من بعدي»،و قال له:«أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي»،و قال له:«أنت الذي أنزل اللّه فيك وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (6) (7)»،و قال له:«أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي»،و قال له:«أنا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي»،و قال له:«أنا عند الحوض و أنت

ص: 190


1- العصيدة:دقيق يلت بالسمن و يطبخ.
2- سوره 33 - آيه 33
3- أسباب النزول للواحدي:267 ط.مصر،و الفصول المهمة:24-152.
4- سوره 33 - آيه 33
5- الفصول المهمة:152-524،و سنن الترمذي:31/5 ح 3259.
6- سوره 9 - آيه 3
7- التوبة:3.

معي»،و قال له:«أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي تدخلها أنت و الحسن و الحسين و فاطمة» و قال له:«إن اللّه تعالي أوحي إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني اللّه بتبليغه» و قال له:«اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون»ثم بكي صلّي اللّه عليه و آله فقيل له:ممن بكاؤك يا رسول اللّه؟.

قال:«أخبرني جبرائيل عليه السّلام أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده و أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن اللّه عز و جل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الامة علي محبتهم و كان الشاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم،و ذلك حين تغيّر البلاد و تضعف العباد و اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم»قال لنبي صلّي اللّه عليه و آله «اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي يظهر اللّه الحق بهم،و يخمد الباطل باسيافهم و يتبعهم الناس راغبا إليهم و خائف منهم»قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:«معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يردّ و هو الحكيم الخبير،و إن فتح اللّه قريب،اللهمّ إنهم أهلي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،اللهمّ اكلاهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و اعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم إنك علي ما تشاء قدير» (1).

الحديث الأربعون: موفق بن أحمد هذا قال:أخبرني سيد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان أخبرني أبو علي قال:أخبرني أبو نعيم أخبرني علي بن أحمد المصيصي حدّثنا أحمد بن خليد الحلبي أخبرني أبي توبة الربيع بن نافع حدثني يزيد بن ربيعة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي الأزهر عن واثلة بن الأسقع قال:لما جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام تحت ثوبه قال:«اللهم قد جعلت صلواتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي إبراهيم و آل إبراهيم،اللهمّ إنهم منّي و أنا منهم فاجعل صلواتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي و عليهم»قال واثلة:كنت واقفا بالباب فقلت و عليّ يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي قال:«اللهم و علي واثلة» (2).

الحديث الحادي و الأربعون: و من كتاب(المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) (3)حدث عبد الكريم بن روح عن عباد بن صهيب عن سعد بن أويس بن يحيي عن شريك بن عبد اللّه قال:

رأيت أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم و هو قائم و أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جلوس و هو يقول لهم:

ص: 191


1- المناقب:31/61.
2- المناقب:/63ح 32.
3- للسيد الرضي ينقل عنه في مدينة المعاجز كثيرا.

«أنشدكم الذي لا أعظم منه أ فيكم أخ لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري»؟قالوا:لا،قال:«أنشدكم اللّه أ فيكم من آمن باللّه و رسوله قبلي؟»فقالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد صلّي القبلتين و بايع البيعتين قبلي»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه أ فيكم من له عمّ كعمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله و سيّد الشهداء و غسيل الملائكة»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد له زوجة تشبه زوجتي سليلة المصطفي و نبعة العلي و مريم الكبري و فاطمة الزهراء و سيّدة نساء العالمين؟»قالوا:لا،قال:

«فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد له ولد يشبه ولدي الحسن و الحسين سيد شباب أهل الجنة؟»فقالوا:لا، فقال:«أنشدكم اللّه أ فيكم أحد أقرب من محمد رسول اللّه غيري؟»قالوا:لا قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد غسله غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد غمض عيني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه فيكم أحد فدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بنفسه و نام علي فراشه و بذل مهجته دونه غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد كان إذا قاتل كان جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد أمر اللّه بمودته حيث قال:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) غيري؟»قالوا:لا.

قال:«فأنشدكم ألا هل فيكم من طهره اللّه تعالي في كتابه حيث قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) غيري و أهل بيتي؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيده يوم غدير خم و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد كان يأخذ ثلاثة أسهم:سهم القرابة و سهم الخاصة و سهم الهجرة غيري؟».

قالوا:لا.

قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم من أمر اللّه رسوله صلّي اللّه عليه و آله فتح بابه حيث سدّت الأبواب غيري،حتي قام عمي و قال:يا رسول اللّه أمرت بسد أبوابنا و فتحت باب علي؟فقال:و اللّه ما أسكنت عليا بل اللّه أسكنه و أخرجكم».

فقالوا:صدقت،فقال:«اللهم اشهد و كفي باللّه شهيدا» (3).

ص: 192


1- سوره 42 - آيه 23
2- سوره 33 - آيه 33
3- لم نجده في المصادر،نعم في البحار ما يقرب منه:362/31 ح 17،و الروضة في المعجزات:137.

الباب الثاني

في قوله تعالي إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)

نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و الحسن و الحسين و بنيه التسعة و الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه أربعة و ثلاثون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) يعني الأئمة عليهم السّلام و ولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي صلّي اللّه عليه و آله (4).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس و علي ابن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسي عن ابن مسكان عن أبي بصير قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (5) فقال «نزلت في علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين»فقلت له:إن الناس يقولون فما له لم يسم عليّا و أهل بيته في كتاب اللّه عزّ و جل؟فقال:«قولوا لهم:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نزلت عليه الصلاة و لم يسم اللّه لهم ثلاثا و لا أربعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزلت عليه الزكاة و لم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزل الحج فلم يقل لهم طوفوا سبعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم و نزلت أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) نزلت في علي و الحسن و الحسين فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قال صلّي اللّه عليه و آله:أوصيكم بكتاب اللّه و أهل بيتي فإني سألت اللّه عزّ و جل أن لا يفرق بينهما حتي يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك و قال:لا تعلموهم فهم أعلم منكم،و قال:إنهم لن يخرجوكم من باب هدي و لن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يبين من أهل بيته لادّعاها آل فلان و آل فلان و لكن اللّه عزّ و جل أنزله في كتابه تصديقا لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) فكان

ص: 193


1- سوره 33 - آيه 33
2- الاحزاب:33.
3- سوره 33 - آيه 33
4- الكافي:423/1 ح 54.
5- سوره 4 - آيه 59
6- سوره 4 - آيه 59
7- سوره 33 - آيه 33

علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام فادخلهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ثم قال:اللهم إن لكل نبي أهلا و ثقلا و هؤلاء أهل بيتي و ثقلي،فقالت:أم سلمة أ لست من أهلك؟فقال:

إنك إلي خير و لكن هؤلاء أهلي و ثقلي،فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان علي أولي الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و اقامته للناس و أخذ بيده فلما مضي علي لم يكن يستطيع علي و لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي و لا أحد من ولده اذا لقال الحسن و الحسين:إن اللّه تبارك و تعالي أنزل فينا كما أنزل فيك و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك،و بلغ فينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلغ فيك و اذهب عنا الرجس كما اذهبه عنك،فلما مضي علي عليه السّلام كان الحسن أولي بها لكبره فلما تولي لم يستطع أن يدخل ولده و لم يكن ليفعل ذلك و اللّه عزّ و جل يقول:

وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (1) فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين عليه السّلام:أمر اللّه تبارك و تعالي بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك و بلغ فيّ رسول اللّه كما بلغ فيك و في أبيك و اذهب اللّه عنّي الرجس كما اذهب عنك و عن أبيك،فلما صارت إلي الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدّعي علي أخيه و علي أبيه،و لو أراد أن يصرفا الأمر عنه،و لم يكن ليفعلا ثم صارت حين افضت إلي الحسين عليه السّلام فجري تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (2) ،ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين،ثم صارت من بعد علي ابن الحسين إلي محمد بن علي،و قال: اَلرِّجْسَ (3) هو الشك و اللّه لا نشك في ربنا أبدا» (4).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر و عمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام مثل ذلك (5).

الحديث الرابع: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«الرجس هو الشك و لا نشك في ديننا أبدا» (6).

الحديث الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قالا:

حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال:حدّثنا النضر بن

ص: 194


1- سوره 8 - آيه 75
2- سوره 8 - آيه 75
3- سوره 33 - آيه 33
4- الكافي:287/1 ح 1.
5- الكافي:288/1 ذيل ح 1.
6- بصائر الدرجات:13/206.

شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) قال:«الرجس هو الشك» (2).

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا هارون بن موسي التلعكبري قال:حدّثنا عيسي بن موسي الهاشمي بسر من رأي قال:حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن علي عليه السّلام قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيت أم سلمة و قد نزلت عليه هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) فقال،رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي هذه الآية فيك و في سبطيّ و الأئمة من ولدك فقلت:يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟ قال:أنت يا علي ثم الحسن و الحسين و بعد الحسين علي ابنه و بعد علي محمد ابنه و بعد محمد جعفر ابنه و بعد جعفر موسي ابنه موسي علي ابنه و بعد و بعد علي محمد ابنه و بعد محمد علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه و الحجة من ولد الحسن هكذا اسماؤهم مكتوبة علي ساق العرش فسألت اللّه تعالي عن ذلك فقال:يا محمد هذه الأئمة مطهرون معصومون و أعداؤهم ملعونون».

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدثني سعد بن عبد اللّه عن الحسن بن موسي الخشّاب عن علي بن حسان الواسطي عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:ما عني اللّه عزّ و جل بقوله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) ؟قال:

«نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام فلما قبض اللّه عزّ و جل نبيّه صلّي اللّه عليه و آله كان أمير المؤمنين ثم الحسن و الحسين،ثم وقع تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (5) و كان علي بن الحسين عليه السّلام إماما ثم جرت في الأئمة من ولد الأوصياء عليهم السّلام فطاعتهم طاعة اللّه و معصيتهم معصية اللّه عزّ و جل» (6).

الحديث الثامن: ابن بابويه عن علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت عن الرضا عليه السّلام في حديث المأمون و العلماء و سؤالهم الرضا في الفرق بين آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الأمة فكان في الحديث قال عليه السّلام:«فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم»فقال المأمون:من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليه السّلام«الذين وصفهم اللّه تعالي في كتابه فقال جل و عز: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) ،و هم الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلف فيكم الثقلين:

كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني

ص: 195


1- سوره 33 - آيه 33
2- معاني الأخبار:/138ح 1.
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 33 - آيه 33
5- سوره 8 - آيه 75
6- علل الشرائع:/205/1ح /2ب 156.
7- سوره 33 - آيه 33

فيهما يا أيها الناس لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم».

و في الحديث قالت العلماء فأخبرنا هل فسّر اللّه تعالي الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السّلام:

«فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا و موطنا فأول ذلك قوله تعالي:

وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) و رهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود،و هذه منزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عني اللّه بذلك الآل فذكره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فهذه واحدة،و الآية الثانية في الاصطفاء قول اللّه عزّ و جل: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) و هذا الفضل الذي لا يجهله احد معاندا أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر»و هذه الثانية و ساق الحديث بذكر الاثني عشر (3).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قالا:

حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي عن أبي الجارود و هشام أبي ساسان و أبي طارق السرّاج عن عامر بن واثلة قال:كنت في البيت يوم الشوري فسمعت عليا عليه السّلام و هو يقول:«استخلف الناس أبا بكر و أنا و اللّه أحق بالأمر و أولي به منه،و استخلف أبو بكر عمر و أنا و اللّه أحق بالأمر و أولي به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لهم علي فضلا و لو شاء لا احتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم و لا عجميهم المعاهد منهم و المشرك تغيير ذلك».

ثم ذكر عليه السّلام ما احتج به علي أهل الشوري فقال في ذلك:«نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه فيه آية التطهير علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كساء خيبريا فضمّني فيه و فاطمة و الحسن و الحسين ثم قال:يا رب إن هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالوا:اللهم لا (5).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال:حدثني أحمد بن التغلبي قال:حدثني محمد بن عبد الحميد قال:حدثني حفص بن منصور العطّار قال:حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليه السّلام قال:

لما كان من أمر أبي بكر و بيعة الناس له و فعلهم بعلي بن أبي طالب عليه السّلام ما كان لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط و يري منه انقباضا فكبر ذلك علي أبي بكر فاحب لقاءه و استخراج ما عنده و المعذرة لما

ص: 196


1- سوره 26 - آيه 214
2- سوره 33 - آيه 33
3- أمالي الصدوق:/616مجلس /79ح 1.
4- سوره 33 - آيه 33
5- الخصال:/553ح 31.

اجتمع الناس عليه و تقليدهم إياه أمر الأمة و قلّة رغبته في ذلك و زهده فيه أتاه في وقت غفلة و طلب منه الخلوة و قال له:و اللّه يا أبا الحسن ما كان هذا الأمر مواطاة منّي و لا رغبة فيما وقعت فيه و لا حرصا عليه و لا ثقة بنفسي فيما يحتاج إليه الامة لا قوة إلي بمال و لا كثرة العشيرة و لا ابتزاز له دون غيري فما لك أن تضمر لي ما لا استحق منك و تظهر لي الكراهة فيما صرت إليه و تنظر إلي بعين السأمة مني قال:فقال له علي عليه السّلام:«فاحملك عليه إذا لم ترغب فيه،و لا حرصت عليه و لا وثقت بنفسك في القيام به و بما يحتاج منك فيه»فقال أبو بكر بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«إن اللّه لا يجمع أمتي علي ضلال»و لما رأيت اجتماعهم اتبعت حديث النبي صلّي اللّه عليه و آله و أحلت أن يكون اجتماعهم علي خلاف الهدي و أعطيتهم قود الإجابة و لو علمت أن أحدا يختلف لامتنعت قال:

فقال علي عليه السّلام:«إما قولك ما ذكرت من حديث النبي صلّي اللّه عليه و آله لا تجتمع أمتي علي ضلال أ فكنت من الأمة أو لم اكن»؟قال:بلي و كذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان و عمار و أبي ذر و المقداد و ابن عبادة و من معه من الأنصار قال:كل من الامة فقال علي عليه السّلام:«فكيف تحتج بحديث النبي صلّي اللّه عليه و آله و أمثال هؤلاء قد تخلّفوا عنك و ليس في الأمة فيهم طعن و لا في صحبة الرسول و نصيحته منهم تقصير»قال:ما علمت بتخلفهم إلاّ من بعد إبرام الأمر و خفت إن دفعت عني الأمر أن يتفاقم إلي أن يرجع الناس مرتدين عن الدين و كان ممارستهم إلي أن اجبتهم اهون مئونة علي الدين و ابقي له من ضرب الناس بعضه بعضهم فيرجعون كفارا و علمت أنك لست بدوني في الابقاء عليهم و علي أديانهم قال علي عليه السّلام:«اجل و لكن أخبرني عن الذي يستحق الأمر بما يستحقه؟»فقال أبو بكر:

بالنصيحة و الوفاء و رفع المداهنة و المحاباة و حسن السيرة و اظهار العدل و العلم بالكتاب و السنة و فصل الخطاب مع الزهد في الدنيا و قلة الرغبة فيها و انصاف المظلوم من الظالم القريب و البعيد ثم سكت فقال علي عليه السّلام:«انشدتك اللّه يا أبا بكر أ في نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ؟»قال:بل فيك مما جاء فيه عن اللّه سبحانه و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في كل ذلك يعترف له أبو بكر بذلك إلي أن قال علي عليه السّلام فيما احتج به عليه:«فانشدتك اللّه إليّ و لأهل بيتي و ولدي آية التطهير من الرجس أم لك و لأهل بيتك؟»قال:بل لك و لأهل بيتك،قال:«فانشدتك باللّه أنا صاحب دعوة رسول اللّه و أهلي و ولدي يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلي النار أم أنت؟»قال بل:أنت و أهلك و ولدك.

و ذكر له علي عليه السّلام سبعين منقبة ثم ذكر في الحديث بعد السبعين المنقبة فلم يزل عليه السّلام يعدّ مناقبه التي جعلها اللّه عزّ و جل له دونه و دون غير فقال له أبو بكر:بهذا و شبهه يستحق القيام بأمور أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله فقال له علي عليه السّلام:«فما الذي غرك عن اللّه و عن رسوله و عن دينه و أنت خلو مما يحتاج

ص: 197

إليه أهل دينه»قال:فبكي أبو بكر و قال:صدقت يا أبا الحسن أنظرني يومي هذا فأدبّر ما أنا فيه و ما سمعت منك قال:فقال له علي عليه السّلام:«لك ذلك يا أبا بكر»فرجع من عنده و خلا بنفسه يومه و لم يأذن لأحد إلي الليل و عمر يتردّد في الناس لما بلغه خلوته بعلي عليه السّلام فبات في ليلته فرأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامه متمثلا له في مجلسه فقام إليه أبو بكر ليسلم عليه فولّي وجهه فقال أبو بكر:يا رسول اللّه هل أمرت بأمر فلم أفعل فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أردّ السلام عليك و قد عاديت اللّه و رسوله و عاديت من ولاه اللّه و رسوله رد الحق إلي أهله»قال:فقلت من أهله؟قال:«من عاتبك عليه و هو علي»قال فقد رددت عليه يا رسول اللّه بامرك قال:فاصبح و بكي و قال لعلي عليه السّلام أبسط يدك فبايعه و سلم إليه الأمر و قال له:أخرج إلي مسجد رسول اللّه فأخبر الناس بما رأيت في ليلتي و ما جري بيني و بينك فأخرج نفسي من هذا الأمر و أسلم عليك بالإمرة قال فقال له علي عليه السّلام:«نعم»فخرج من عنده متغيرا لونه فصادفه عمر و هو في طلبه فقال له:ما حالك يا خليفة رسول اللّه؟فأخبره بما كان منه و ما رأي و ما جري بينه و بين علي عليه السّلام فقال له عمر:انشدك باللّه خليفة رسول اللّه أن تغترّ بسحر بني هاشم فليس بأول سحر منهم،فما زال به حتي ردّه عن رأيه و صرفه عن عزمه و رغّبه فيما هو فيه و أمره بالثبات عليه و القيام به؟!قال:فأتي علي عليه السّلام المسجد للميعاد فلم ير فيه أحد فأحس بالشر منهم فقعد إلي قبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فمرّ به عمر فقال له:يا علي دون ما ترومه خرط القتاد فعلم بالأمر و قام و رجع إلي بيته (1).

الحديث الحادي عشر: ابن بابويه بالإسناد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن الحارث عن محمد بن الحنفية و عمرو بن أبي المقدام عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن علي عليه السّلام في حديث طويل قال عليه السّلام:«و قد قبض محمد صلّي اللّه عليه و آله،و إن ولاية الامة في يده و في بيته لأفي يد الاولي تناولوها و لا في بيوتهم و لأهل بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا أولي بالأمر من بعده من غيرهم في جميع الخصال»ثم التفت عليه السّلام إلي أصحابه فقال:«ا ليس كذلك؟»قالوا:بلي يا أمير المؤمنين (2).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان و محمد بن أحمد السناني و علي بن موسي الدقّاق و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و علي ابن عبد اللّه الوراق رضي اللّه عنهم قالوا:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول قال:حدّثنا سليمان بن حكيم عن ثور بن يزيد

ص: 198


1- الخصال:/548ح 30.
2- الخصال:/374ح /58ب 7.

عن مكحول قال:قال أمير المؤمنين أبي علي بن أبي طالب عليه السّلام:«لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلاّ قد شركته فيها و فضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم»قلت:يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن فذكر أمير المؤمنين عليه السّلام المناقب إلي أن قال عليه السّلام:«و أمّا السبعون فإن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نام و نومني و زوجني فاطمة و ابني الحسن و الحسين و القي علينا عباءة قطوانية فأنزل اللّه تبارك و تعالي فينا إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) و قال جبرائيل:أنا منكم يا محمد فكان سادسنا جبرائيل عليه السّلام» (2).

الحديث الثالث عشر: علي بن ابراهيم قال حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسي و حماد بن عثمان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث فدك قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام لأبي بكر:«يا أبا بكر تقرأ الكتاب؟»قال:نعم،قال:«فأخبرني عن قول اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) فيمن نزلت فينا أم في غيرنا؟»قال:بل فيكم (4).

الحديث الرابع عشر: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن علي بن بزيع عن إسماعيل بن يسار الهاشمي عن قنبر بن محمد الأعشي عن هاشم بن البريد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيت أم سلمة فأتي بحريرة فدعا عليا عليه السّلام و فاطمة و الحسن و الحسين عليه السّلام فأكلوا منها ثم جلل عليهم كساء خيبريا ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) فقالت:أمّ سلمة:و أنا معهم يا رسول اللّه؟قال:«أنت إلي خير» (6).

الحديث الخامس عشر: محمد بن العباس هذا قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عمارة قال:حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال:قال علي بن أبي طالب عليه السّلام أن اللّه عزّ و جل فضلنا أهل البيت و كيف لا يكون كذلك و اللّه عزّ و جل يقول: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) فقد طهّرنا اللّه من الفواحش ما ظهر منها و ما بطن فنحن علي منهاج الحق» (8).

الحديث السادس عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد اللّه بن علي بن عبد العزيز عن إسماعيل بن محمد عن علي بن جعفر بن محمد عن الحسين بن يزيد عن عمر بن علي قال:خطب الحسن بن علي عليهما السّلام الناس حين قتل علي عليه السّلام فقال:«قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون

ص: 199


1- سوره 33 - آيه 33
2- الخصال:/572ح 1.
3- سوره 33 - آيه 33
4- تفسير القمي:156/2.
5- سوره 33 - آيه 33
6- بحار الانوار:213/25 ح 3.
7- سوره 33 - آيه 33
8- بحار الأنوار:214/25 ح 4.

بعلم و لا يدركه الآخرون ما ترك علي ظهر الأرض صفراء و لا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله-ثم قال-أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي،و أنا ابن البشير النذير الداعي إلي اللّه بإذنه و السراج المنير،أنا من أهل البيت الذي كان ينزل فيه جبرائيل و يصعد،و أنا من أهل البيت الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (1).

الحديث السابع عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا مظفر بن يونس بن مبارك عن عبد الأعلي ابن حماد عن محمود بن إبراهيم عن عبد الجبار عن العباس عن عمار الذهبي عن عمرة بنت افعي عن أم سلمة قالت:نزلت هذه الآية في بيتي،و في البيت سبعة جبرائيل و ميكائيل و رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام قالت:و كنت علي الباب فقلت:يا رسول اللّه أ لست من أهل البيت؟قال:«إنك إلي خير،إنك من ازواج النبي»و ما قال:إنك من أهل البيت (2).

الحديث الثامن عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر قدّس سرّه قال:حدثني أحمد بن عيسي بن أبي موسي بالكوفة قال:حدّثنا عبدوس بن محمد الحضرمي قال:حدّثنا محمد بن فرات عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي عليه السّلام قال:«كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأتينا كل غداة فيقول الصلاة رحمكم اللّه الصلاة إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) » (4).

و رواه:الشيخ المفيد في أماليه قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر و ساق الحديث بباقي السند و المتن (5).

الحديث التاسع عشر: الشيخ في أماليه عن أبي عمر قال:أخبرنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا الحسين بن عبد الرّحمن بن محمد الأزدي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبد النور بن عبد اللّه بن شيبان قال:حدّثنا سليمان بن قرم قال:حدثني أبو الجحاف و سالم بن أبي حفصة عن نفيع أبي داود عن أبي الحمراء قال:«شهدت النبي صلّي اللّه عليه و آله أربعين صباحا يجيء إلي باب علي و فاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ثم يقول:«السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (6) » (7).

ص: 200


1- بحار الأنوار:214/25 ح 5.
2- بحار الانوار:214/25 ح 6.
3- سوره 33 - آيه 33
4- أمالي الطوس:/89ح 138.
5- أمالي المفيد:/318ح 4.
6- سوره 33 - آيه 33
7- أمالي الطوسي:/251المجلس /9ح 39.

الحديث العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:حادثنا أحمد بن محمد يعني-ابن سعيد بن عقدة-قال:أخبرنا أحمد بن يحيي قال:

حدّثنا عبد الرّحمن قال:حدّثنا أبي عن أبي إسحاق عن عبد اللّه بن المغيرة مولي أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أنها قالت:نزلت هذه الآية في بيتها إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن ارسل إلي علي و فاطمة و الحسن و الحسين فلما اتوه اعتنق عليا بيمينه و الحسن بشماله و الحسين علي بطنه و فاطمة عند رجله ثم قال:«اللهم هؤلاء أهلي و عترتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (2).

الحديث الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه بإسناده عن علي بن الحسين عليه السّلام عن أم سلمة قالت:نزلت هذه الآية في بيتي و في يومي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عندي فدعا علي و فاطمة و الحسن و الحسين و جاء جبرائيل فمد عليهم كساء فدكيا ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قال:جبرائيل و أنا منكم يا محمد؟فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«و أنت منّا يا جبرائيل»قالت أم سلمة:فقلت يا رسول اللّه و أنا من أهل بيتك فجئت لأدخل معهم،فقال:«كوني مكانك يا أم سلمة إنك إلي خير أنت من أزواج نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله»فقال جبرائيل:اقرأ يا محمد إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) في النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام (4).

الحديث الثاني و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الحفّار قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال:حدثني أبو الحسن علي بن موسي الخزاز من كتابه قال:حدثني الحسن ابن علي الهاشمي قال:حدثني إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال أبي:دفع النبي صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي علي بن أبي طالب و فتح اللّه عليه و أوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس أنه مولي كل مؤمن و مؤمنة قال له:«أنت منّي و أنا منك»،و قال له:«تقاتل علي التأويل كما قاتلت أنا علي التنزيل»و قال له:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي»و قال له:«أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت»و قال له:

«أنت العروة الوثقي»و قال له:«أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي»،و قال له:«أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي»،و قال له:«أنت الذي أنزل اللّه فيه و اذان من اللّه و رسوله إلي

ص: 201


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي:/263المجلس /10ح 20 اختصر المصنف.
3- سوره 33 - آيه 33
4- أمالي الطوسي:/368المجلس /13ح 34.

الناس يوم الحج الأكبر»و قال له:«أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملّتي»و قال له:«انا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي»و قال له:«أنا عندك الحوض و أنت معي»و قال له:«أنا أول من يدخل الجنة و أنت بعدي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام»و قال له:«إن اللّه أوحي إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني اللّه بتبليغه»و قال له:«اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون ثم بكي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقيل له:

ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟.

قال:«أخبرني جبرائيل عليه السّلام أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده،و أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن ربّه عزّ و جل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمة علي محبتهم و كان الشاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم و ذلك حين تغيّر البلاد و تضعف العباد و الإياس من الفرج،فعند ذلك يظهر القائم فيهم»فقيل له ما أسمه قال لنبي صلّي اللّه عليه و آله:«اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي و هو من ولد ابنتي يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل باسيافهم و يتبعهم الناس بن راغب فيهم و خائف لهم»قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج فإن وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يرد و هو الحكيم الخبير فإن فتح اللّه قريب،اللهمّ إنهم أهلي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،اللهم اكلاهم و ارعهم و كن لهم و احفظهم و انصرهم و أعنهم و أعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم إنك علي كل شيء قدير» (1).

و قد تقدم هذا من طريق المخالفين في الباب السابق.

الحديث الثالث و العشرون: الشيخ في كتاب(المجالس)قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن يسار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر قدّس سرّه أن عليا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم و أجلهم بينهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة عليهم السّلام علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و ان توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب عليه السّلام:«إني أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم،فإن يكن حقا فاقبلوه،و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قل فذكر من فضائله عن اللّه سبحانه

ص: 202


1- أمالي الطوسي:/351المجلس /12ح 66.

و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم يوافقونه و يصدقونه فيما قال و كان فيما قال عليه السّلام:«فهل فيكم أحد أنزل اللّه فيه آية التطهير حيث يقول اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) غيري و زوجتي و ابني».

قالوا:لا (2).

الحديث الرابع و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:حدّثنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو طالب محمد بن أحمد بن أبي معشر السلمي الحراني بحران قال:حدّثنا أحمد بن الأسود أبو علي الحنفي القاضي قال:حدّثنا عبيد اللّه بن محمد بن حفص العائشي التيمي قال:حدثني أبي عن عمر بن أذينة العبدي عن وهب بن عبد اللّه بن أبي دنيّ الهنائي قال:حدّثنا أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه أبي الأسود قال:لما طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب جعل الأمر بين ستة نفر علي بن أبي طالب عليه السّلام و عثمان بن عفان و عبد الرّحمن بن عوف و طلحة و الزبير و سعد بن مالك و عبد اللّه بن عمر معهم يشهد النجوي و ليس له في الأمر نصيب و ذكر حديث المناشدة نحوه (3).

الحديث الخامس و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:

حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جوريه الجندي سابوري من أصل كتابه قال:حدّثنا علي بن منصور الترجماني قال:أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال:حدّثنا شريك بن عبد اللّه النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار و لقد سمعت عدة من أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله منهم حذيفة بن اليمان و كعب بن عجرة يقول كل رجل:منهم لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر هو زوج فاطمة سيّدة نساء الأولين و الآخرين فمن رأي مثلها أو سمع أن تزوج بمثلها أحد في الأولين و الآخرين و هو أبو الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين فمن له أيها الناس مثلهما و رسول للّه صلّي اللّه عليه و آله حموه و هو وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و أزواجه و سدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه و هو صاحب باب خيبر و هو صاحب الراية يوم خيبر،و تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ في عينيه و هو أرمد فما اشتكاهما من بعد و لا وجد حرا أو بردا بعد يوم ذلك،و هو صاحب يوم غدير خمّ إذ نوّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله باسمه و ألزم أمته ولايته و عرفهم بخطره و بيّن لهم مكانه فقال يومئذ:«أيها الناس من أولي بكم من انفسكم؟»قالوا:اللّه و رسوله،قال:«فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه و هو صاحب العباء و من اذهب اللّه عزّ و جل عنه الرجس و طهرهم تطهيرا»و هو صاحب الطائر حين

ص: 203


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي:/545مجلس /20ح 4.
3- أمالي الطوسي:/556مجلس /20ح 7.

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم أتني بأحب خلقك إليك يأكل معي»فجاء علي عليه السّلام فأكل معه و هو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سار أبو بكر بالسورة فقال له:

يا محمد إنه لا يبلغها إلاّ أنت أو علي إنه منك و أنت منه،فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه في حياته و بعد وفاته و هو عيبة علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و من قال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه فقال: وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها (1) (2)و هو مفرّج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب،و هو أول من آمن برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صدّقه و اتبعه،و هو أول من صلّي فمن أعظم فريه علي اللّه و علي رسول اللّه ممن قاس به أحدا أو شبه به بشرا عليه السّلام! (3).

الحديث السادس و العشرون: الشيخ في مجالسه قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال:حدّثنا محمد ابن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال:حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليه السّلام قال:«لما أجمع الحسن بن علي عليه السّلام علي صلح معاوية خرج حتي لقيه،فلما اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر و أمر الحسن عليه السّلام أن يقوم أسفل منه بدرجة ثم تكلم معاوية و قال:أيها الناس هذا الحسن بن علي و ابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها أهلا قد أتانا ليبايع طوعا،ثم قال:قم يا حسن فقام الحسن عليه السّلام فخطب فقال:الحمد للّه المستحمد بالآلاء و تتابع النعماء و صارف الشدائد و البلاء عند الفهماء و غير الفهماء،المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله و كبريائه و علوه من لحوق الاوهام ببقائه المرتفع عن كنه ظنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويّات عقول الرائين، و اشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده في ربوبيته و وجوده و وحدانيته صمدا لا شرك له فردا لا ظهير له، و اشهد أن محمد عبده و رسوله اصطفاه و انتجبه و ارتضاه و بعثه داعيا إلي الحق و سراجا منيرا و للعباد مما يخافون نذيرا و لما يأملون بشيرا فنصح للأمة و صدع بالرسالة،و أبان لهم درجات العمالة شهادة عليها أموت و أحشر،و بها في الآجلة أقرب و أحبر،و أقول:معشر الخلائق فاسمعوا و لكم أفئدة و أسماع فعوا إنّا أهل بيت أكرمنا اللّه بالإسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا و أذهب عنا الرجس و طهرنا تطهيرا،و الرجس هو الشك فلا نشك في اللّه الحق و دينه أبدا و طهّرنا من كلّ أفن و غية،مخلصين إلي آدم نعمة منه،لم يفترق الناس فرقتين إلا جعلنا اللّه في خيرهما فأدت الأمور و أفضت الدهور إلي أن بعث اللّه محمدا صلّي اللّه عليه و آله للنبوة و اختاره للرسالة و أنزل عليه كتابه

ص: 204


1- سوره 2 - آيه 189
2- البقرة:189.
3- أمالي الطوسي:/558مجلس /20ح 8.

ثم أمره بالدعاء إلي اللّه عزّ و جل فكان أبي عليه السّلام أول من استجاب للّه تعالي و لرسوله و أول من آمن و صدق اللّه و رسوله و قد قال اللّه تعالي في كتابه المنزل علي نبيّه المرسل: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) فرسول اللّه الذي علي بينة من ربه و أبي الذي يتلوه و هو شاهد منه.

و قد قاله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أمره أن يسير إلي مكة و الموسم ببراءة سربها يا علي فإني أمرت أن لا يسير بها إلاّ أنا أو رجل منّي و أنت هو يا علي،فعليّ من رسول اللّه و رسول اللّه منه،و قال له نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قضي بينه و بين أخيه جعفر بن أبي طالب عليه السّلام و مولاه زيد بن حارثة في ابنه حمزة أما أنت يا علي فمني و أنا منك و أنت ولي كل مؤمن بعدي فصدق أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه ثم لم يزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كل موطن يقدمه و لكل شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحة اللّه عز و جل و إنه أقرب من اللّه و رسوله،و قد قال اللّه عزّ و جل وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (2) فكان أبي سابق السابقين إلي اللّه عز و جل و إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أقرب الأقربين و قد قال اللّه تعالي، لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (3) فأبي كان أولهم إسلاما و إيمانا أولهم إلي اللّه و رسوله هجرة و لحوقا و اولهم علي وجده و وسعة نفقة قال سبحانه وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (4) فالناس من جميع الأمم يستغفرون له لسبقه إياهم إلي الإيمان بنبيّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك أنه لم يسبقه إلي الإيمان أحد و قد قال اللّه تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (5) فهو سابق جميع السابقين،فكما أن اللّه عز و جل فضل السابقين علي المتخلفين و المتأخرين فضل سابق السابقين علي السابقين و قد قال اللّه عز و جل: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ (6) حقا فكان أبي المؤمن باللّه و اليوم الآخر و المجاهد في سبيل اللّه حقا و فيه نزلت هذه الآية و كان ممن استجاب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمّه حمزة و جعفر ابن عمه فقتلا شهيدين رضي اللّه عنهما في قتلي كثيرة معهما من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجعل اللّه تعالي حمزة سيد الشهداء من بينهم،و جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم و ذلك لمكانهما من رسول اللّه و منزلتهما و قرابتهما منه صلّي اللّه عليه و آله و صلّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه.

و كذلك جعل اللّه تعالي نساء النبي صلّي اللّه عليه و آله للمحسنة منكن أجرين و للمسيئة منهن وزرين ضعفين لمكانهنّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و جعل الصلاة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بألف صلاة في سائر

ص: 205


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 56 - آيه 10
3- سوره 57 - آيه 10
4- سوره 59 - آيه 10
5- سوره 9 - آيه 100
6- سوره 9 - آيه 19

المساجد إلاّ مسجد إبراهيم خليله عليه السّلام بمكة؛و ذلك لمكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ربه و فرض اللّه عزّ و جل الصلاة علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله علي كافة المؤمنين،فقالوا:يا رسول اللّه كيف الصلاة عليك؟فقال:

قولوا«اللهم صل علي محمد و آل محمد»فحق علي كل مسلم أن يصلّي علينا مع الصلاة علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فريضة واجبة.

و احل اللّه تعالي خمس الغنيمة لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و اوجبها له في كتابه و اوجب لنا من ذلك ما اوجب له و حرم عليه الصدقة منه و حرمها علينا منه فادخلنا فله الحمد فيما ادخل فيه نبيه و اخرجنا و نزهنا مما اخرجه منه و نزهه عنه كرامة أكرمنا اللّه عزّ و جل بها و فضيلة فضّلنا بها علي سائر العباد فقال اللّه تعالي لمحمد حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجوه: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (1) فاخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس معه أبي و من البنين أنا و أخي و من النساء فاطمة أمي من الناس جميعا فنحن أهل و لحمه و دمه و نفسه و نحن منه و هو منا و قد قال اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) فلما انزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا و أخي و أمي و أبي فجعلنا و نفسه في كساء لأمّ سلمة خيبري و ذلك في حجرتها و في يومها فقال:اللهم هؤلاء أهل بيتي و هؤلاء أهلي و عترتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فقالت:أم سلمة رضي اللّه عنها أنا ادخل معهم يا رسول اللّه؟فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يرحمك اللّه أنت علي خير و إلي خير و ما ارضاني عنك،و لكنها خاصة لي و لهم،ثم مكث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد ذلك بقية عمره حتي قبضه اللّه إليه يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر و يقول:الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسد الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا فكلموه في ذلك فقال:إني لم اسد أبوابكم و افتح باب علي من تلقاء نفسي و لكن اتبع ما اوحي إلي و إن اللّه أمر بسدها و فتح بابه فلم يكن من بعده ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يولد فيه غير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبي عليهما السّلام تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضلا اختصنا به علي جميع الناس و هذا باب أبي قرين باب رسول اللّه في مسجده و منزلنا بين منازل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك إن اللّه أمر نبيّه عليه السّلام أن يبني مسجده فبني فيه عشرة أبيات تسعة لبنيه و ازواجه و عاشرها و هو متوسطها لأبي فها هو لبسبيل مقيم و البيت هو المسجد المطهر.

و هو الذي قال اللّه تعالي(أهل البيت)فنحن أهل البيت و نحن الذين اذهب اللّه عنا الرجس و طهرنا تطهيرا أيها الناس إني لو قمت حولا فحولا اذكر الذي أعطانا اللّه عز و جل و خصّنا به من

ص: 206


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 33 - آيه 33

الفضل في كتابه و علي لسان نبيّه لم احصه،و أنا ابن النبي النذير البشير و السراج المنير الذي جعله اللّه رحمة للعالمين و أبي عليّ ولي المؤمنين و شبية هارون،و أن معاوية بن صخر زعم أني رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية و أيم اللّه لأنا أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غير أنا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقنا و نزل علي رقابنا و حمل الناس علي أكتافنا و منعنا سهمنا في كتاب اللّه من الفيء و الغنائم و منع أمّنا فاطمة إرثها من أبيها إنّا لا نسمّي احدا.

و لكن اقسم باللّه قسما تاليا لو أن الناس سمعوا قول اللّه عز و جل و رسوله لاعطتهم السماء قطرها و الأرض بركتها و لما اختلف في هذه الامة سيفان و لأكلوها خضراء خضرة إلي يوم القيامة و ما طمعت فيها يا معاوية و لكنها لما أخرجت سالفا من معدنها،و زحزحت عن قواعدها، تنازعتها قريش بينها،و ترامتها كترامي الكرة حتي طمعت فيها أنت يا معاوية و أصحابك من بعدك قد قال رسول اللّه ما ولّت أمة أمرها رجلا قط و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتي يرجعوا إلي ما تركوا و قد تركت بنو إسرائيل و كانوا أصحاب موسي هارون أخاه و خليفته و وزيره و عكفوا علي العجل و اطاعوا فيه سامريهم و هم يعلمون أنه خليفة موسي.

و قد سمعت هذه الامة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك لأبي عليه السّلام:إنّه منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،و قد رأوا رسول اللّه حين نصبه لهم بغدير خم و سمعوه و نادي له بالولاية ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب و قد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حذارا من قومه إلي الغار لما اجمعوا علي أن يمكروا به و هو يدعوهم لما لم يجد عليهم اعوانا و لو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم و قد كف أبي يده و ناشدهم و استغاث أصحابه فلم يغث و لم ينصر و لو وجد عليهم أعوانا ما أجابهم و قد جعل في سعة كما جعل النبي صلّي اللّه عليه و آله في سعة و قد خذلتني الامة و بايعتك يا ابن حرب و لو وجدت عليك أعوانا يخلصون ما بايعتك و قد جعل اللّه عز و جل هارون في سعة حين استضعفه قومه و عادوه،كذلك أنا و أبي في سعة حين تركتنا الامة و تابعت غيرنا و لم نجد عليهم أعوانا، و إنما هي السنن و الأمثال تتبع بعضها بعضا أيها الناس إنكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلا جده رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبوه وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تجدوا غيري و غير أخي فاتقوا اللّه و لا تضلوا بعد البيان،و كيف بكم و أني ذلك منكم إلاّ و اني قد بايعت هذا و أشار إلي معاوية و إن أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين أيها الناس أنه لا يعاب أحد بترك حقه و إنما يعاب أن يأخذ ما ليس له و كل صواب نافع و كل خطأ ضار لأهله و قد كانت القضية فهمها سليمان فنفعت سليمان و لم

ص: 207

تضرّ داود،و أما القرابة فقد نفعت المشرك و هي و اللّه للمؤمن انفع قال رسول اللّه لعمه أبي طالب و هو في الموت قل:لا إله إلا اللّه اشفع لك بها يوم القيامة و لم يكن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له إلاّ ما يكون منه علي يقين و ليس ذلك لأحد من الناس كلهم غير شيخنا اعني أبا طالب يقول اللّه عز و جل وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) (2)أيها الناس اسمعوا و عوا و اتقوا اللّه و راجعوا و هيهات منكم الرجعة إلي الحق و قد صارعكم النكوص و خامركم الطغيان و الجحود أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون،و السلام علي من اتبع الهدي قال:فقال معاوية:و اللّه ما نزل الحسن حتي اظلمت علي الأرض،و هممت أن أبطش به ثم علمت أن الاغضاء أقرب إلي العافية» (3).

الحديث السابع و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:

حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد اللّه العرزمي عن أبيه عن عثمان أبي اليقظان عن أبي عمر زادان قال:لما ودّع الحسن بن علي عليه السّلام معاوية صعد معاوية المنبر و جمع الناس فخطبهم و قال:إن الحسن بن علي رآني للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها أهلا و كان الحسن عليه السّلام أسفل منه بمرقات فلما فرغ من كلامه قام الحسن فحمد اللّه تعالي بما هو أهله ثم ذكر المباهلة فقال:«فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس بأبي و من الأنبياء بي و بأخي و من النساء بأمي،و كنّا أهله و نحن له،و هو منّا و نحن منه، و لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كساء لأمّ سلمة-رضي اللّه عنها-خيبري ثم قال:

اللهم هؤلاء أهل بيتي و عترتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فلم يكن أحد في الكساء غيري و أخي و أبي و أمّي و لم يكن أحد يجنب في المسجد و يولد له فيه إلاّ النبي صلّي اللّه عليه و آله و أبي تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضيلا منه لنا و قد رأيتم مكان منزلها من رسول اللّه و أمر بسد الأبواب فسدّها و ترك بابنا فقيل له في ذلك فقال:أما إني لم أسدها و افتح بابه و لكن اللّه عز و جل أمرني أن أسدها و افتح بابه و إن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية نحن أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و لم نزل أهل البيت مظلومين منذ قبض اللّه تعالي نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و توثب علي رقابنا و حمل الناس علينا و منعنا سهمنا من الفيء،و منع أمّنا ما جعل لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و اقسم باللّه لو أن الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لاعطتهم السماء قطرها و الأرض بركتها و ما طمعت فيها يا معاوية فلما خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها فطمعت فيها الطلقاء و ابناء الطلقاء أنت و أصحابك،و قد قال رسول

ص: 208


1- سوره 4 - آيه 18
2- النساء:18.
3- أمالي الطوسي:/561مجلس /21ح 1.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولت أمة أمرها رجلا و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتي يرجعوا إلي ما تركوا فقد تركت بنو إسرائيل هارون،و هم يعلمون أنه خليفة موسي فيهم و اتبعه السامري،و قد تركت هذه الأمة أبي و بايعوا غيره،و قد سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي.

فقد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نصب أبي يوم غدير خم و أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب،و قد هرب رسول اللّه من قومه و هو يدعوهم إلي اللّه تعالي حتي دخل الغار و لو وجد أعوانا ما هرب، و قد كف أبي يده حين ناشدهم و استغاث فلم يغث فجعل اللّه هارون في سعة حين استضعفوه و كادوا يقتلونه،و جعل اللّه النبي في سعة من اللّه حين دخل الغار و لم يجد أعوانا و كذلك أبي و أنا في سعة من اللّه حين خذلتنا الامة و بايعوك يا معاوية،و إنما هي السنن و الأمثال يتبع بعضها بعضا.

أيها الناس إنكم لو التمستم فيما بين المشرق و المغرب أن تجدوا رجلا ولده نبي غيري و أخي لم تجدوا و أني قد بايعت هذا،«و إن أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين» (1).

الحديث الثامن و العشرون: الشيخ في مجالسه قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة البرقي املاء علي من كتابه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا الرضا أبو الحسن علي بن موسي قال:«حدثني أبي،موسي بن جعفر قال:حدثنا أبي جعفر بن محمد قال:حدثني أبي محمد بن علي قال:حدثني أبي علي بن الحسين قال:حدثني أبي الحسين بن علي قال:لما أتي أبو بكر و عمر إلي منزل أمير المؤمنين عليه السّلام و خاطباه في البيعة و خرجا من عنده خرج أمير المؤمنين عليه السّلام إلي المسجد فحمد اللّه و اثني عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت إذ بعث فيهم رسولا منهم و اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ثم قال:إن فلانا و فلانا أتياني و طالباني للبيعة لمن سبيله أن يبايعني أنا ابن عم النبي و أبو ابنيه و الصديق الأكبر و أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا يقولها أحد غيري إلاّ كاذب،و اسلمت و صليت و أنا وصيه و زوج ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد و أبو الحسن و الحسين سبطي رسول،اللّه و نحن أهل بيت الرحمة بنا هداكم اللّه و بنا استنقذكم من الضلالة،و أنا صاحب يوم الدوح و في سنّه سورة من القرآن،و أنا الوصي علي الأموات من أهل بيته عليهم السّلام،و أنا بقيته علي الأحياء من أمته فاتقوا اللّه يثبت أقدامكم و يتم نعمته عليكم،ثم رجع إلي بيته» (2).

الحديث التاسع و العشرون: الشيخ في(مجالسه)قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:

ص: 209


1- أمالي الطوسي:/559مجلس /20ح 9.
2- أمالي الطوسي:/568مجلس /22ح 1.

حدّثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا جرير عن أبي أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:كنت عند معاوية و قد نزل بذي طوي فجاء سعد بن أبي وقاص فسلم عليه فقال معاوية:يا أهل الشام هذا سعد و هو صديق علي قال:فطأطأ القوم رءوسهم و سبوا عليا عليه السّلام فبكي سعد فقال له معاوية:ما الذي ابكاك؟قال و لم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يسب عندك و لا استطيع أن أغير و قد كان في علي خصال لأن تكون فيّ واحدة منهنّ أحب إليّ من الدنيا و ما فيها احدها:إن رجلا كان باليمن فجاءه علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال: لأشكونك إلي رسول اللّه فقدم علي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسأله عن علي عليه السّلام فثني عليه فقال:«انشدك اللّه الذي أنزل عليّ الكتاب و اختصني بالرسالة أ عن سخط تقول ما تقول في علي عليه السّلام»قال:نعم يا رسول اللّه،قال:«ألا تعلم أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم»قال:بلي قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه»و الثانية إنه بعث يوم خيبر عمر ابن الخطاب إلي القتال فهزم و أصحابه فقال صلّي اللّه عليه و آله:«لا اعطين الراية غدا إنسانا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»فقعد المسلمون و علي عليه السّلام أرمد فدعاه فقال:«خذ الراية»فقال:«يا رسول اللّه إن عيني كما تري»فتفل فيها فقام فأخذ الراية ثم مضي بها فتح اللّه عليه.

و الثالثة خلّفه في بعض مغازيه فقال علي:«يا رسول اللّه خلّفتني مع النساء و الصبيان»فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ انه لا نبي بعدي».

و الرابعة سدّ الأبواب في المسجد إلاّ باب علي.

و الخامسة نزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) فدعا النبي صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام و حسنا و حسينا و فاطمة عليهم السّلام فقال:«اللهم هؤلاء اهلي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (2).

الحديث الثلاثون: أبو علي الطبرسي قدّس سرّه قال:ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال:حدثني شهر ابن خوشب عن أم سلمة-رضي اللّه عنها-قال:جاءت فاطمة إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله تحمل خزيرة لها فقال لها:«ادعي زوجك و ابنيك»فجاءت بهم فطعموا ثم ألقي عليهم كساء خيبريا و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي و عترتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»فقلت:يا رسول اللّه و أنا معهم؟قال:

«أنت إلي خير» (3).

الحديث الحادي و الثلاثون: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:في رواية أبي الجارود عن أبي

ص: 210


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي:/598مجلس /26ح 17.
3- مجمع البيان:156/8.

جعفر عليه السّلام في قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) قالت:«نزلت هذه الآية في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام و ذلك في بيت أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله فدعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام ثم البسهم كساء له خيبريا و دخل معهم فيه ثم قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني اللهم اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا نزلت هذه الآية فقالت أم سلمة:و أنا معهم يا رسول اللّه؟فقال:ابشري يا أم سلمة إنك إلي خير»قال أبي الجارود:و قال زيد بن علي بن الحسين:

إن جهالا من الناس يزعمون إنما أراد بهذه الآية ازواج النبي صلّي اللّه عليه و آله و قد كذبوا و اثموا و أيم اللّه لو عني بها أزواج النبي صلّي اللّه عليه و آله لقال:ليذهبن عنكن الرجس و يطهركن تطهيرا و لكان الكلام مؤنثا كما قال:

وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلي فِي بُيُوتِكُنَّ (2) وَ لا تَبَرَّجْنَ،... (3) و لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ (4) (5)(6).

الحديث الثاني و الثلاثون: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدثني سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السّلام من آل محمد قال:«ذريته»قلت:من أهل بيته قال:«الأئمة الأوصياء»قلت:من عترته؟قال:«أصحاب العباء»فقلت:من أمته؟قال:«المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند اللّه عز و جل المستمسكون بالثقلين الذين امروا بالتمسك بهما كتاب اللّه و عترته أهل بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و هما الخليفتان علي الامة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (7).

الحديث الثالث و الثلاثون: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال:حدّثنا علي بن اسباط قال:حدّثنا علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام قال:«يا أبا بصير نحن شجره العلم و نحن أهل بيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و في دارنا مهبط جبرئيل عليهم السّلام و نحن خزان علم اللّه و نحن معادن وحي اللّه من تبعنا نجي و من تخلف عنا هلك حقا علي اللّه عز و جل» (8).

الحديث الرابع و الثلاثون: محمد بن علي بن شهرآشوب في كتاب(المناقب)قال:نزلت في علي عليه السّلام بالإجماع إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (9) (10).

ص: 211


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 33 - آيه 34
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 33 - آيه 32
5- الاحزاب:34.
6- تفسير القمي:193/2.
7- أمالي الصدوق:/312مجلس /42ح 10.
8- أمالي الصدوق:/383مجلس /50ح 15.
9- سوره 33 - آيه 33
10- مناقب آل أبي طالب:24/2.

الباب الثالث

في قوله تعالي فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (1) (2)

من طريق العامة و فيه تسعة عشر حديثا الحديث الأول: من صحيح مسلم من الجزء الرابع في ثالث كراس من أوله في باب فضائل علي ابن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد و محمد بن عبّاد و تقاربا في اللفظ قالا:حدّثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن بيكر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال:ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟قال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول حين خلّفه في بعض مغازيه فقال له علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه خلفتي مع النساء و الصبيان،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي»و سمعته يقول يوم خيبر:

« لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله»قال فتطاولنا لها فقال:«ادعوا إلي عليا» فأتي به أرمد العين فبصق في عينه و دفع الراية إليه ففتح اللّه علي يده،و لما نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ (3) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي» (4).

الحديث الثاني: من صحيح مسلم من الجزء المذكور سابقا في آخره علي حد كراسين قال:

حدّثنا قتيبة بن سعيد و محمد بن عباد تقاربا في اللفظ قالا:حدّثنا حاتم-و هو ابن إسماعيل-عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال له:ما منعك أن تسب أبا تراب؟فقال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبه لئن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له حين خلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ يا رسول اللّه:«خلفتني مع النساء و الصبيان فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبوة بعدي»و سمعته يقول يوم خيبر:«لاعطين الراية رجلا

ص: 212


1- سوره 3 - آيه 61
2- آل عمران:61.
3- سوره 3 - آيه 61
4- صحيح مسلم:121/7.

يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله»قال:فتطاولنا لها فقال:«ادعوا إلي عليا»فأتي به أرمد فبصق في عينيه و دفع الراية إليه ففتح اللّه عليه و لما نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (1) دعا رسول اللّه عليا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي» (2).

الحديث الثالث: الثعلبي في تفسيره قال:قال مقاتل و الكلبي:لما قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية علي وفد نجران و دعاهم إلي المباهلة فقالوا له:حتي نرجع و ننظر في أمرنا و نأتيك غدا فخلا بعضهم الي بعض فقالوا للعاقب-و كان ديانهم و ذا رأيهم-:يا عبد المسيح ما تري؟فقال:و اللّه لقد عرفتم يا معشر النصاري إن محمد نبي مرسل،و لقد جاءكم بالفضل من أمر صاحبكم و اللّه ما لاعن قوم قط نبيّا فعاش كبيرهم،و لا نبت صغيرهم و لئن فعلتم ذلك لتهلكن و ان أبيتم الا تلف دينكم و الاقامة علي ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فودعوا الرجل و انصرفوا إلي بلادكم فأتوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد غدا رسول اللّه محتضنا الحسن و اخذ بيد الحسين و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها و هو يقول لهم:«إذا أنا دعوت فأمّنوا»فقال اسقف نجران:يا معشر النصاري:إن لأري وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقي علي وجه الأرض من نصراني إلي يوم القيامة قالوا:يا أبا القاسم لقد رأينا أن لا نلاعنك و ان نتركك علي دينك و نثبت علي ديننا فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فإن أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين و عليكم ما عليهم»فأبوا فقال:«فاني أنابذكم».

فقالوا:ما لنا بحرب العرب طاقة و لكنا نصالحك علي أن لا تغزونا و لا تخيفنا و لا تردّنا عن ديننا علي أن نؤدّي إليك في كل عام ألفي حلة ألف في صفر و ألف في رجب فصالحهم النبي صلّي اللّه عليه و آله علي ذلك و قال:«و الذي نفسي بيده إن العذاب قد تدلي علي أهل نجران و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير و لاضطرم عليهم الوادي عليهم نارا و لاستأصل اللّه تعالي نجران و أهله حتي الطير علي الشجرة و لما حال الحول علي النصاري كلهم حتي هلكوا فقال اللّه تعالي إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللّهُ وَ إِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) فإن تولّوا اعرضوا عن الإيمان فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (4) (5)(6).

الحديث الرابع: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الواسطي في مناقبه قال:أخبرني محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي داود قال:

ص: 213


1- سوره 3 - آيه 61
2- صحيح مسلم:121/7.
3- سوره 3 - آيه 62
4- سوره 3 - آيه 63
5- آل عمران:63.
6- العمدة:290/189 عن الثعلبي.

حدّثنا يحيي بن حاتم العسكري قال:حدّثنا بشر بن مهران قال:حدّثنا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر بن عبد اللّه قال:قدم وفد نجران علي النبي صلّي اللّه عليه و آله العاقب و الطيب فدعاهما إلي الإسلام فقالا:اسلمنا يا محمد قبلك قال:«كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام؟»قالا:فهات أنبئنا قال:«حب الصليب و شرب الخمر و أكل الخنزير»فدعاهما إلي الملاعنة فوعداه أن يغادياه بالغداة فغدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخذ بيده علي و فاطمة و الحسن و الحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه فأقرّا له بالخراج فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالحق نبيّا لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا»قال جابر:فيهم نزلت هذه الآية فقال فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ... (1)

الآية قال الشعبي أَبْناءَنا (2) الحسن و الحسين وَ نِساءَنا (3) فاطمة وَ أَنْفُسَنا (4) علي بن أبي طالب عليه السّلام (5).

الحديث الخامس: أبو المؤيد الموفق بن أحمد في كتاب فضائل علي و هو من أعيان علماء العامة قال أخبرنا قتيبة قال:حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن عمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال:ما منعك أن تسب أبا تراب؟قال:أما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأن تكون إليّ واحدة منهن أحب الي من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي و خلّفه في بعض مغازيه أعود قال له علي:«يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبوة بعدي»،و سمعته يقول يوم خيبر:«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله» قال فتطاولنا لها فقال:«ادعوا إلي عليا»فأتي علي و به رمد فبصق في عينه و دفع الراية إليه ففتح اللّه عليه و نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ... (6) الآية دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المباهلة عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ثم قال:«اللهم هؤلاء أهلي».

قال أبو عيسي:هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه قال له صلّي اللّه عليه و آله:«أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي»اخرجه الشيخان في صحيحة بطرق كثيرة.انتهي كلام موفق ابن أحمد (7).

الحديث السادس: أبو نعيم صاحب حلية الأولياء بإسناده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا عليهم السّلام فقال:«اللهم هؤلاء

ص: 214


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 3 - آيه 61
5- مناقب ابن المغازلي:/171ح 310.
6- سوره 3 - آيه 61
7- المناقب:/108ح 115.

أهل بيتي» (1).

الحديث السابع: أبو نعيم الحافظ بإسناده عن الشعبي عن جابر قال:قدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله العاقب و الطيب فدعاهما إلي الإسلام فقالا:اسلمنا يا محمد قبلك فقال:«كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام»فقالا:هات أنبئنا قال:«لحب الصليب و شرب الخمر و أكل لحم الخنزير»قال جابر:فدعاهما إلي الملاعنة فواعداه إلي أن يغادياه بالغداة فغدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخذ بيد علي و الحسن و الحسين عليهم السّلام و فاطمة فارسل إليهما فأبيا أن يجيباه و اقرّا له بالخراج فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالحق نبيا لو فعلا لا مطر اللّه عليهما الوادي نارا»قال جابر:فيهم نزلت نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (2) قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (3) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و أَبْناءَنا (4) الحسن و الحسين عليهما السّلام وَ نِساءَنا (5) فاطمة عليهما السّلام (6).

الحديث الثامن: أبو نعيم الحافظ بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما جاء أهل نجران و أنزل اللّه تعالي: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (7) جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام و قال:«إذا أنا دعوت فآمنوا»فأبوا أن يلاعنوه و صالحوه علي الجزية (8).

الحديث التاسع: من الجزء الثاني من كتاب(المغازي)عن ابن إسحاق قال:لما قدّم وفد نجران علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليهم الحلل و خواتيم الذهب فسلّموا علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فلم يرد عليهم و تصدوا لكلامه عليه السّلام نهارا طويلا فلم يكلمهم و عليهم تلك الحلل و الخواتيم الذهب فانطلقوا يبتغون عثمان ابن عفان و عبد الرّحمن بن عوف و كانوا بمعرفة لهما[فوجدوهما في ناس من المهاجرين و الأنصار في مجلس فقالوا:يا عثمان و يا عبد الرحمن]إن نبيّكم قد كتب إلينا كتابا فأقبلنا إليه و سلّمنا عليه فلم يرد علينا السلام و تصدينا لكلامه نهارا طويلا فلم يكلّمنا فما رأيكما أ نعود أم نرجع؟فقالا لعلي عليه السّلام:ما تري يا أبا الحسن في هؤلاء القوم،فقال علي لعثمان و لعبد الرّحمن:«أري أن يضعوا حللهم هذه و خواتيمهم و يلبسوا ثياب سفرهم ثم يعودوا إليه»،ففعل وفد نجران ذلك فوضعوا حللهم و خواتيمهم و أتوا النبي صلّي اللّه عليه و آله فسلموا فردّ سلامهم ثم قال:«و الذي بعثني بالحق لقد أتوا المرة الأولي و إن ابليس لمعهم»ثم سألهم و سألوه فلم يزل به و بهم المسألة حتي قالوا:ما تقول في عيسي؟فإنّا نرجع إلي قومنا و نحن نصاري ليسرنا إن كنت نبيّا أن نعلم ما تقول فيه؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما عندي فيه شيء هذا فاقيموا حتي أخبركم ما يقال لي في عيسي»فاصبح من الغد و قد

ص: 215


1- بحار الأنوار:261/31.
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 3 - آيه 61
5- سوره 3 - آيه 61
6- بحار الأنوار:262/31.
7- سوره 3 - آيه 61
8- بحار الأنوار:264/31.

أنزل اللّه تعالي عليه إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (1) فأبوا أن يقرّوا بذلك فاصبح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مشتملا علي علي و الحسن و الحسين[في خميل له]و فاطمة تمشي عند ظهره للملاعنة[و له يومئذ عدة نسوة] (2)فقال شرحبيل لصاحبه:يا عبد اللّه بن شرحبيل و يا جبار ابن فضّ قد علمتم أن الوادي إذا اجتمع أعلاه و أسفله لم يردوا و لم يصدروا إلاّ عند رأيي فإني و اللّه أري أمرا مقفلا (3)و اللّه إن كان هذا الرجل ملكا مبعوثا فكنّا أول العرب طعن في عيبته ورد عليه امره،و لا يذهب لنا من صدور قومه حتي يصبونا بجائحة،و إنا لأدني العرب منهم جوازا و لئن كان هذا الرجل نبيّا مرسلا فلاعناه لا يبقي علي وجه الأرض منا شعر و لا ظفر إلاّ هلك.

فقال له صاحباه:فما الرأي يا أبا مريم فقد وضعتك الأمور علي ذراع فهات رأيك؟فقال:رأيي أن أحكمه فإنّي أري رجلا لا يحكم شططا أبدا فقالا:أنت و ذاك،فتلقي شرحبيل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:

إني قد رأيت خيرا من ملاعنتك فقال:«و ما هو»فقال:شرحبيل حكمك اليوم و ليلتك إلي الصباح فبما حكمت فينا فهو جائز،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لعل ورائك أحد يثرب عليك».

فقال له شرحبيل:سل صاحبيّ،فسألهما فقالا:ما يورد الوادي و لا يصدر إلاّ عن رأي شرحبيل وداعه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كافر جاحد موفق»فرجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يلاعنهم حتي إذا كان من الغداة أتوه و كتب لهم هذا الكتاب:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا ما كتبه محمد صلّي اللّه عليه و آله لنجران:أن كان عليهم حكمه في كل ثمرة و كل صفراء و بيضاء و سوداء و رقيق فأفضل عليهم و ترك ذلك كله علي ألفي حلة في كل رجب ألف حلة،و في كل صفر ألف حلة أو قيمه ما زادت حلل الخرج أو نقصت[الي أن قال:بعثه رسول اللّه إلي نجران].ليجمع صدقاتهم و يقدم عليهم بجزيتهم» (4).

الحديث العاشر: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب(فرائد السمطين)و هو من أعيان علماء العامة قال:انبأني عبد الحميد بن فخّار عن أبي طالب بن عبد السميع إجازة عن شاذان بن جبرئيل قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال:أنبأنا أبو منصور محمود بن

ص: 216


1- سوره 3 - آيه 59
2- زيادة من البداية و النهاية.
3- في البداية:ثقيلا.
4- البداية و النهاية:65/5 ط.دار إحياء التراث،و طبقات ابن سعد:288/1-358 بتفاوت،و فتوح البلدان: 76،و البحار:360/21 مختصرا.

إسماعيل بن محمد الصيرفي:قال أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاه قال:أنبأنا سليمان بن أحمد قال:

أنبأنا أحمد بن داود المكي و محمد بن زكريا الغلابي قالا:أنبأنا بشر بن مهران الخصّاف قال:حدّثنا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر قال:قدم علي النبي صلّي اللّه عليه و آله العاقب الطيب فدعاهما إلي الإسلام فقالا أسلمنا يا محمد قال:«كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام»قالا:فهات أنبئنا قال:«حبّكما الصليب و شرب الخمر و أكل لحم الخنزير»قال جابر فدعاهما إلي الملاعنة و واعداه أن يغادياه بالغداة فغدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخذ بيده علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم فارسل إليهما فأبيا أن يجيباه و أقرّا له فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«و الذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا»قال جابر فيهم نزلت: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ (1) قال الشعبي:قال جابر: وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (2) قال:رسول اللّه و علي صلوات اللّه عليهما وَ نِساءَنا (3) فاطمة عليهما السّلام و أَبْناءَنا (4) الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهما (5).

الحديث الحادي عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد المتقدم في الباب عن ابن عباس رضي اللّه عنه و الحسن و الشعبي و السّدي قالوا في حديث المباهلة:إن وفد نجران أتوا النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم تقدّم الأسقف فقال:يا أبا القاسم موسي من أبوه؟قال:«عمران»فقال:يوسف من أبوه؟قال:«يعقوب» قال:فأنت من أبوك؟قال:«عبد اللّه بن عبد المطلب»قال:فعيسي من أبوه؟فسكت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ينتظر الوحي من السماء فهبط جبرئيل عليه السّلام بهذه الآية: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (6) فقال الأسقف لا نجد هذا فيما أوحي إلينا قال:فهبط جبرئيل عليه السّلام بهذه الآية فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (7) قال:

انصفت متي نباهلك؟قال:«غدا إن شاء اللّه تعالي»فانصرفوا القوم ثم قال الأسقف لأصحابه انظروا أن خرج في عدة من أصحابه فباهلوه،فإنه كذاب،و ان خرج في خاصة من اهله فلا تباهلوه فإنه نبي و لئن باهلنا لنهلكن و قالت النصاري:و اللّه إنا لنعلم أنه النبي الذي كنّا ننتظره و لئن باهلناه لنهلكن و لا نرجع إلي أهل و لا مال قالت اليهود و النصاري:كيف نعمل؟قال أبو الحرث الأسقف:رأيناه رجلا كريما نغدوا عليه فنسأله أن يقيلنا فلما اصبحوا بعث النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي أهل المدينة و من حولها فلم تبق بكر لم تر الشمس إلاّ خرجت و خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي بن يديه و الحسن عن يمينه، قابضا بيده و الحسين عن شماله و فاطمة خلفه ثم قال:«هلموا فهؤلاء ابناءنا الحسن و الحسين

ص: 217


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 3 - آيه 61
5- فرائد السمطين:/23/2ب /4ح 365.
6- سوره 3 - آيه 59
7- سوره 3 - آيه 61

و هؤلاء أنفسنا لعلي و نفسه و هذه نسائنا لفاطمة»قال:فجعلوا يستترون بالاساطين و يستر بعضهم ببعض تخوفا أن يبدأهم بالملاعنة ثم أقبلوا حتي بركوا بين يديه و قالوا:أقلنا أقالك اللّه يا أبا القاسم قال صلّي اللّه عليه و آله:«اقلتكم»و صالحوا علي الفي حلة (1).

الحديث الثاني عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم من كتابه قال:أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرّحمن بن عيسي الدهقان في الكوفة من أصل كتابه قال:نبأنا الحسين بن الحكم الحبري قال:حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال:نبأنا حبان بن علي العنزي قال:نبأنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز و جل: تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (2) نزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي عليه السّلام نفسه وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ (3) في فاطمة عليهما السّلام و أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (4) في حسن و حسين صلوات اللّه عليهما و الدعاء علي الكذابين نزلت في العاقب و السيد و عبد المسيح و أصحابه (5).

الحديث الثالث عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني قال:نبأنا محمد بن بور عن ابن جريج في قوله: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ (6) بلغنا أن نصاري نجران قدم و فدهم علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فمنهم:السيد و العاقب و أخبرت أن معهما عبد المسيح و هما يومئذ سيدا أهل نجران فقالوا:يا محمد بم تشتم صاحبنا؟قال:«و من صاحبكم؟» قال:عيسي ابن مريم تزعم أنه عبد قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«اجل هو عبد اللّه و كلمته ألقاها إلي مريم»فغضبوا و قالوا إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتي و يبرئ الأكمه و الأبرص و يخلق من الطين كهيئة الطير و لكنه اللّه فسكت النبي صلّي اللّه عليه و آله حتي جاءه جبرئيل فقال:يا محمد لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (7) قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إنهم قد سألوني أن أخبرهم بمثل عيسي»قال جبرائيل: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ... (8) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ (9) في عيسي يا محمد من بعد هذا فقل تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ... (10) الآية إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللّهُ (11) هذه الآية،فأخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله بيد علي و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم و جعلوا فاطمة عليها السّلام وراءهم ثم قال:«هؤلاء ابناؤنا و انفسنا و نساؤنا فهلموا انفسكم و ابنائكم و نسائكم و نجعل لعنة اللّه علي الكاذبين»فأبي السيد و اقالوا:نصالحك فصالحوه علي ألف حلة كل عام في كل رجب ألف حلة و قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي نفسي بيده لو لا عنوني ما حال الحول و منهم بشر إلا اهلك اللّه

ص: 218


1- المناقب:/159ح 189.
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 3 - آيه 61
5- فرائد السمطين:/205/2ب /40ح 484.
6- سوره 3 - آيه 59
7- سوره 5 - آيه 17
8- سوره 3 - آيه 59
9- سوره 3 - آيه 61
10- سوره 3 - آيه 61
11- سوره 3 - آيه 62

الكاذبين» (1).

الحديث الرابع عشر: الحمويني هذا قال:حدّثنا أبو جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال:

أنبأنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال:لما نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (2) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا صلوات اللّه عليهم فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم هؤلاء أهلي» (3).

الحديث الخامس عشر: المالكي في(الفصول المهمة)قال:روي مسلم و الترمذي أن معاوية قال لسعد بن أبي وقاص:ما منعك أن تسب عليا أبا تراب؟فقال:أما ذكرت ثلاثة قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبّه و لئن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول و قد خلّفه في بعض مغازيه فقال علي:«خلفتي مع النساء و الصبيان»فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ ما ترضي أن تكن منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»و سمعته يقول:يوم خيبر:

«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله»فتطاولنا إليها فقال:«ادعوا لي عليا»فأتي به أرمد فبصق في عينيه فبرأ و دفع إليه الراية ففتح اللّه علي يديه،و لما نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (4) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:«اللهم هؤلاء أهلي» (5).

الحديث السادس عشر: المالكي في فصول المهمة و هو من أعيان علماء العامة قال أهل البيت علي ما ذكره المفسرون في تفسير المباهلة و علي ما روي عن أم سلمة رضي اللّه عنها هم النبي صلّي اللّه عليه و آله علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام أما آية المباهلة و هي قوله تعالي: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (6) و سبب نزول هذه الآية أنه لما قدم وفد نجران علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دخلوا عليه مسجد بعد صلاة العصر و عليهم ثياب الحبرات و أردية الحرير،لا بسين الحلل متختمين بخواتم الذهب،يقول من رآهم من أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله:ما رأينا قبلهم وفد مثلهم و فيهم ثلاثة من أشرافهم يؤول أمرهم إليهم و هم:العاقب و اسمه عبد المسيح كان أمير القوم و صاحب رأيهم و مشورتهم لا يصدرون إلاّ عن رأية و السيد و هو الأيهم و كان ثمالهم و صاحب رأيهم و مجتمعهم،و أبو حاتم بن

ص: 219


1- فرائد السمطين:/205/2ب /40ح 485.
2- سوره 3 - آيه 61
3- فرائد السمطين:/377/2ب /69ح 307.
4- سوره 3 - آيه 61
5- الفصول المهمة:120 و 22،و صحيح مسلم:121/7،و سنن الترمذي:301/5 ح 3808.
6- سوره 3 - آيه 59

علقة و كان اسقفهم و حبرهم و إمامهم و صاحب مدارسهم و كان رجلا من العرب من بني بكر بن وائل و لكنه تنصّر فعظمته الروم و ملوكها و شرفوه،و بنوا له الكنائس و موّلوه و أخدموه،لما علموا من صلابته في دينهم،و قد كان يعرف[أمر]رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و شأنه و صفته[بما علمه]من الكتب المتقدمة،و لكنه حمله جهله علي الاستمرار في النصرانية لما رأي من تعظيمه و وجاهته عند أهلها.

فتكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع أبي حاتم بن علقة و العاقب عبد المسيح و سألهما و سألاه،ثم إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد أن تكلم مع هذين الحبرين منهم دعاهم إلي الإسلام،فقالوا:قد اسلمنا فقال:

«كذبتم إنّه يمنعكم من الإسلام ثلاثة:عبادتكم الصليب،و أكلكم الخنزير،و قولكم:للّه ولدا» فقالوا:هل رأيت ولدا بغير أب فمن أبو عيسي؟فأنزل اللّه تعالي إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (1) ...الآية فلما نزلت هذه الآية مصرّحة بالمباهلة دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وفد نجران إلي المباهلة و تلا عليهم الآية فقالوا:حتي ننظر في أمرنا و نأتيك غدا،فلمّا خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب صاحب مشورتهم:ما تري في الرأي؟فقال:[و اللّه لقد عرفتم يا معاشر النصاري أن محمدا نبي مرسل،و لقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم]و اللّه ما لا عن قوم قط نبيّا إلاّ هلكوا عن آخرهم،فاحذروا كلّ الحذر أن يكون آفة الاستئصال منكم،و إن أبيتم إلاّ ألف دينكم و الإقامة عليه فوادعوا الرجل و أعطوه الجزية ثم انصرفوا إلي مقركم،فلما أصبحوا جاءوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج و هو محتضن الحسين آخذا بيد الحسن و فاطمة خلفه و علي خلفهم و هو يقول:

«اللهم هؤلاء أهلي،إذا أنا دعوت آمنوا»فلما رأي وفد نجران ذلك و سمعوا قوله قال كبيرهم:يا معشر النصاري إني لأري وجوها لو سألت من اللّه تعالي أن يزيل جبلا لأزاله لا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقي علي وجه الأرض نصراني منكم إلي يوم القيامة،فأقبلوا الجزية،فقبلوا الجزية ثم انصرفوا، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي نفس محمد بيده إن العذاب قد نزل علي أهل نجران و لو لا عنوا لمسخوا قردة و خنازير،و لاضرم الوادي عليهم نارا و لاستأصل اللّه نجران و أهله حتي الطير علي الشجر و لم يحل الحول علي النصاري حتي هلكوا» (2)(3).

الحديث السابع عشر: المالكي أيضا:قال جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه: أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (4) محمد صلّي اللّه عليه و آله

ص: 220


1- سوره 3 - آيه 59
2- الفصول المهمة:23،المقدمة ط.النجف.
3- و رواه الثعلبي بتفاوت،في التفسير المخطوط مواد الآية.
4- سوره 3 - آيه 61

و علي عليه السّلام و أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (1) الحسن و الحسين وَ نِساءَنا (2) فاطمة رضوان اللّه عليهم أجمعين (3).

الحديث الثامن عشر: المالكي أيضا عن الحاكم في مستدركه عن علي بن عيسي و قال صحيح علي شرط مسلم مثله (4).

الحديث التاسع عشر: المالكي أيضا عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن الشعبي مرسلا مثله (5).

ص: 221


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 3 - آيه 61
3- الفصول المهمة:23.
4- الفصول المهمة:24.
5- الفصول المهمة:25.

الباب الرابع

فيمن نزلت فيه آية المباهلة

من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا:

الحديث الأول: علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره:قال حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:«إن نصاري نجران لما وفدوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و كان سيدهم الأهتم و العاقب و السيد و حضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس و صلوا فقال أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يا رسول اللّه هذا في مسجدك؟فقال:«دعوهم»فلما فرغوا دنوا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا له:إلي ما تدعونا؟فقال:«إلي شهادة أن لا إله اللّه،و أني رسول اللّه و أن عيسي عبد مخلوق يأكل و يشرب و يحدث»فقالوا من أبوه؟فنزل الوحي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:قل لهم:ما تقولون في آدم أ كان عبدا مخلوقا يأكل و شرب و ينكح؟فسألهم النبي صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:نعم فقال:«فمن أبوه» فبهتوا فبقوا ساكتين فنزل اللّه إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (1) إلي قوله فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (2) .

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فباهلوني فإن كنت صادقا انزلت اللعنة عليكم،و إن كنت كاذبا نزلت عليّ»فقالوا:انصفت فتواعدوا للمباهلة فلما رجعوا إلي منازلهم قال رؤساءهم السيد العاقب و الاهتم:إن باهلنا بقومه باهلناه،فإنه ليس بنبي و ان باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله،فإنّه لا يقدم علي أهل بيته إلاّ و هو صادق فلما اصبحوا جاءوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام فقال النصاري:من هؤلاء؟فقيل لهم:هذا ابن عمّه و وصيه و ختنه علي بن أبي طالب و هذه ابنته فاطمة و هذان ابناه الحسن و الحسين،فعرفوا فقالوا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:نعطيك الرضا فاعفنا من المباهلة فصالحهم رسول اللّه علي الجزية و انصرفوا» (3).

الحديث الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه بالإسناد قال:حدّثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال:أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال:حدّثنا محمد بن إسحاق السراج قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا حاتم بن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال:

ص: 222


1- سوره 3 - آيه 59
2- سوره 3 - آيه 61
3- تفسير القمي:104/1.

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي ثلاث:فلأن يكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي و قد خلفه في بعض مغازيه فقال:«يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان»؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي»و سمعته يقول يوم خيبر:«لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله» قال:فتطاولنا لها فقال:«ادعوا لي عليا»فأتي علي عليه السّلام أرمد العين،فبصق في عينيه،و دفع إليه الراية ففتح اللّه تعالي عليه و لما نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (1) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا عليهم السّلام و قال:«اللهمّ هؤلاء أهلي» (2).

الحديث الثالث: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال:حدثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال:حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليه السّلام عن عمه الحسن عليه السّلام قال:قال:

الحسن عليه السّلام:«قال اللّه تعالي لمحمد صلّي اللّه عليه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجّوه فقل: تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (3) فاخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس معه أبي و من البنين أنا و أخي و من النساء فاطمة أمي من الناس جميعا فنحن أهله و لحمه و دمه و نفسه و نحن منه و هو منّا» (4).

الحديث الرابع: الشيخ المفيد في كتاب(الاختصاص)عن محمد بن الحسن بن أحمد-يعني ابن الوليد-عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن محمد بن إسماعيل العلوي قال:

حدثني محمد بن الزّبرقان الدمغاني الشيخ قال:قال أبو الحسن موسي عليه السّلام قال:«اجتمعت الامة برها و فاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي المباهلة لم يكن في الكساء إلاّ النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال اللّه تبارك و تعالي فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (5) فكان تأويل ابنائنا الحسن و الحسين و نسائنا فاطمة و انفسنا علي بن أبي طالب» (6).

الحديث الخامس: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن يسار قال:

ص: 223


1- سوره 3 - آيه 61
2- أمالي الطوسي:/306المجلس /11ح 63.
3- سوره 3 - آيه 61
4- أمالي الطوسي:/564المجلس /21ح 1.
5- سوره 3 - آيه 61
6- الاختصاص:56.

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه أن عليا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم و أجلّهم ثلاثة أيّام فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و ان توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب عليه السّلام:«إني أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم،فإن يكن حقا فاقبلوا،و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قل و ذكر فضائله عليهم و هم يعترفون به قال لهم:«فهل فيكم أحد أنزل اللّه عزّ و جل فيه و في زوجته و ولديه آية المباهلة و جعل اللّه عزّ و جل نفسه نفس رسوله غيري»؟

قالوا:لا (1).

الحديث السادس: الشيخ المفيد في(الاختصاص)قال:حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم العلاف الهمداني بهمدان قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن شاذان البزار قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد البزّاز المعروف ب(ابن المطبقي)و جعفر الدّقاق قالا:حدّثنا أبو الحسن محمد بن الفيض بن فيّاض الدمشقي بدمشق قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه ابن أخي عبد الرزاق قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال:حدّثنا معمر بن راشد قال:حدّثنا محمد بن المنكدر عن أبيه عن جده قال:لما قدم السيد و العاقب اسقفا نجران في سبعين راكبا وفدا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كنت معهم فبينا كرز يسير و كرز صاحب نفقاتهم إذ عثرت بغلته فقال:تعس من نأتيه-يعني النبي صلّي اللّه عليه و آله-فقال له صاحبه و هو العاقب فقال له صاحبه و هو العاقب:بل تعست و انتكست.فقال:فلم ذلك؟قال لأنك اتعست النبي الامي أحمد قال:و ما عملك بذلك؟

قال:أ ما تقرأ من المفتاح الرابع من الوحي إلي المسيح أن قل لبني إسرائيل ما اجهلكم تتطيّبون بالطيب لتطيّبوا به في الدنيا عند أهلها و أهلكم و اجوافكم عندي كجيفة الميتة (2)يا بني إسرائيل آمنوا برسولي النبي الامي الذي يكون في آخر الزمان و صاحب الوجه الأقمر و الجمل الأحمر المشرّب بالنور ذي الجناب الحسن و الثياب الخشن و سيد الماضين عندي و أكرم الباقين علي المستنّ بسنتي و الصابر في ذات جنبي،و المجاهد بيده المشركين من أجلي فبشر به بني إسرائيل، و مرّ بني إسرائيل أن يعزّروه،و أن ينصروه قال عيسي عليه السّلام:«قدوس قدوس من هذا العبد الصالح الذي قد احبّه قلبي و لم تره عيني؟قال:هو منك و أنت منه و هو صهرك علي أمك قليل الأولاد كثير الأزواج يسكن مكة من موضع اساس من وطي إبراهيم نسله من مباركة و هي ضرة أمك في الجنة له

ص: 224


1- أمالي الطوسي:/545المجلس /20ح 4.
2- في المصدر:كالجيفة المنتنة.

شأن من الشأن تنام عيناه،و لا ينام قلبه يأكل الهدية و لا يقبل الصدقة له حوض من شفير زمزم إلي مغيب الشمس حيث يغرب فيه شرابان من الرحيق و التسنيم فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا و ذلك بتفضلي إياه علي سائر المرسلين.

يوافق قوله فعله و سريرته علانيته فطوبي له و طوبي لامته الذين علي ملته يحيون و علي سنته يموتون و مع أهل بيته يميلون آمنين مؤمنين مطمئنين مباركين و يظهر في زمن قحط و جدب فيدعوني فترخي السماء عزاليها حتّي يري أثر بركاتها في أكنافها و أبارك فيما يضع فيه يده قال:

«إلهي سمّه»قال:نعم،هو أحمد و هو محمد رسولي إلي الخلق كافة و أقربهم منّي منزلة و احضرهم عندي شفاعة لا يأمر إلا بما أحب و ينهي لما اكره قال له صاحبه فاين تعدّينا علي من هذه صفته قال:نشهد أحواله و ننظر أيامه،فإن يكن هو هو ساعدناه بالمسالمة و نكفه بأموالنا عن أهل ديننا من حيث لا يشعر بنا،و إن يكن كاذبا كفينا بكذبه علي اللّه عز و جل قال:و لم إذا رأيت العلامة لا تتبعه قال:أما رأيت ما فعل بنا هؤلاء القوم أ كرّمونا و موّلونا و نصبوا لنا الكنائس و اعلوا فيه ذكرنا،فكيف تطيب النفس بالدخول في دين يستوي فيه الشريف و الوضيع.

فلما قدموا المدينة قال من رآهم من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما رأينا وفدا من وفود العرب كانوا أجمل منهم لهم شعور و عليهم ثياب الحبر،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله متنائي عن المسجد و حضرت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تلقاء المشرق فهمّ بهم رجال من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمنعهم،فأقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«دعوهم»فلمّا قضوا صلاتهم جلسوا إليه و ناظروه فقالوا:يا أبا القاسم حاجنا في عيسي قال:«هو عبد اللّه و رسوله و كلمته القاها إلي مريم و روح منه» فقال أحدهما:بل هو ولده و ثاني اثنين،و قال آخر:بل هو ثالث ثلاثة أب و ابن و روح القدس،و قد سمعناه في قرآن نزل عليك يقول فعلنا و جعلنا و خلقنا،و لو كان واحد لقال:خلقت و جعلت و فعلت فتغشي النبي صلّي اللّه عليه و آله الوحي فنزل عليه صدر سورة آل عمران إلي قوله رأس الستين منها فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (1) إلي آخر الآية فقص عليهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله القصة و تلا عليهم القرآن فقال بعضهم لبعض قد و اللّه أتاكم بالفضل من خبر صاحبكم،فقال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه عزّ و جل قد أمرني بمباهلتكم».

فقالوا:إذا كان غدا باهلناك،فقال القوم بعضهم لبعض:حتي ننظر بما يباهلنا غدا بكثرة اتباعه من اوباش الناس أم بالقلة من أهل الصفوة و الطهارة،فإنهم و شج الأنبياء و موضع نهلهم،فلما كان

ص: 225


1- سوره 3 - آيه 61

من الغد غدا النبي صلّي اللّه عليه و آله بيمينه علي و بيساره الحسن و الحسين و من ورائهم فاطمة عليها السّلام عليهم النمار النجرانية (1)،و علي كتف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كساء قرقف رقيق خشن ليس بكثيف و لا لين فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما و نشر الكساء عليهما و ادخلهم تحت الكساء و ادخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا علي قوسه النبع و رفع يده اليمني إلي السماء للمباهلة و أشرف الناس ينظرون و أصفر لون السيد و العاقب و كرا حتي كان أن يطيش عقولهما،فقال أحدهما لصاحبه:أ نباهله؟

قال:أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيّا فنشأ صغيرهم أو بقي كبيرهم،و لكن أره إنّك غير مكترث و أعطه من المال و السلاح ما أراد فإن الرجل محارب،و قل له أ بهؤلاء تباهلنا لئلا يري أنه تقدمت معرفتنا بفضله و فضل أهل بيته،فلما رفع النبي صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السماء للمباهلة قال احدهما لصاحبه و أي رهبانية دارك الرجل فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلي أهل و لا مال فقالا:يا أبا القاسم أ بهؤلاء تباهلنا قال:«نعم هؤلاء أوجه من علي وجه الأرض بعدي إلي اللّه عز و جل وجهة و أقربهم إليه وسيلة»قال:فبصبصا-يعني ارتعدوا و كرّا-و قالا له:يا أبا القاسم نعطيك ألف سيف و ألف درع و ألف حجفة و ألف دينار كل عام علي أن الدرع و السيف و الحجفة عندك اعارة حتي يأتي من ورائنا من قومنا فنعلمهم بالذي رأيناه و شاهدناه فيكون الأمر علي ملأ منهم فأما الإسلام،و إمّا الجزية و إمّا المقاطعة في كل عام،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله«قد قبلت ذلك منكم أما و الذي بعثني بالكرامة لو باهلتموني بمن تحت الكساء لاضرم اللّه عز و جل عليكم الوادي نارا تأجج تأججا حتي يساقها إلي من ورائكم اسرع من طرفة عين فاحرقتهم»فهبط عليه جبرائيل الروح الامين فقال:يا محمد اللّه يقرئك السلام و يقول لك و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لو باهلت بمن تحت الكساء أهل السماوات و أهل الأرض لسقطت السماء كسفا متهافتة و لتقطعت الأرضون زبرا سائحة فلم يستقر عليها بعد ذلك فرفع النبي صلّي اللّه عليه و آله يديه حتي رأي بياض ابطيه ثم قال و علي من ظلمكم حقكم و بخسني الأمر الذي افترضه اللّه فيكم عليهم بهلة اللّه تتابع إلي يوم القيامة (2).

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد ابن مسرور رضي اللّه عنه عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلب عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام في حديثه عليه السّلام مع المأمون و العلماء في الفرق بين العترة و الامة و فضل العترة علي الامة و اصطفاء العترة و ذكر الحديث بطوله و الحديث قالت العلماء:هل فسّر اللّه تعالي الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السّلام:«فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا و ذكر

ص: 226


1- أي:جرة و شملة فيها خطوط بيض و سود.
2- الاختصاص:112-116.

المواضع من القرآن»و قال عليه السّلام:«و أمّا الثالثة حين ميّز اللّه تعالي الطاهرين من خلقه و أمر نبيّه صلّي اللّه عليه و آله بالمباهلة بهم في الآية الابتهال فقال عزّ و جل: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (1) ».

قالت العلماء:عني به نفسه؟قال أبو الحسن عليه السّلام«غلطتم إنما عني به علي بن أبي طالب،و ممّا يدل علي ذلك قول النبي صلّي اللّه عليه و آله حين قال لينتهين بنو وليعة أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي-يعني علي بن أبي طالب-و عني بالأبناء الحسن و الحسين و عني بالنساء فاطمة عليها السّلام فهذه خصوصية لا يتقدم فيها أحد و فضل لا يلحقهم فيه بشر و شرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة و أما الرابعة»و ساق الحديث بذكر الاثني عشر موضعا من القرآن (2).

الحديث الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو أحمد هاني بن أبي محمد بن محمود العبدي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي بإسناده رفعه إلي موسي بن جعفر عليه السّلام في حديث له مع الرشيد قال الرشيد له عليه السّلام كيف قلتم:إنّا ذرية النبي و النبي لم يعقب و إنما العقب للذكر لا للأنثي و أنتم ولد البنت و لا يكون لها عقب فقلت:«أسألك بحق القرابة و القبر و من فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة»فقال:لا،أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي و أنت يا موسي يعسوبهم و إمام زمانهم كذا انهي إليّ و لست اعفيك في كل ما اسألك عنه حتي تأتيني فيه بحجة من كتاب اللّه أنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء ألف و لا واو إلاّ و تأويله عندكم و احتججتم بقوله عز و جل: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (3) و قد استغنيتم عن رأي العلماء و قياسهم فقلت:«تأذن لي في الجواب؟».

فقال:هات.

قلت:«أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرّحمن الرحيم وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَ زَكَرِيّا وَ يَحْيي وَ عِيسي وَ إِلْياسَ (4) من أبو عيسي يا أمير المؤمنين؟فقال:ليس له أب.

فقلت:«إنما ألحقه بذراري الأنبياء عليهم السّلام من طريق مريم عليها السّلام،و كذلك الحقنا اللّه تعالي بذراري النبي صلّي اللّه عليه و آله من قبل أمّنا فاطمة عليها السّلام أزيدك يا أمير المؤمنين؟»

قال:هات.

قلت:«قول اللّه عز و جل فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (5) و لم يدع أحد أنه ادخل

ص: 227


1- سوره 3 - آيه 61
2- أمالي الصدوق:/618المجلس /79ح 1.
3- سوره 6 - آيه 38
4- سوره 6 - آيه 84
5- سوره 3 - آيه 61

النبي صلّي اللّه عليه و آله تحت الكساء عند المباهلة مع النصاري إلاّ علي بن أبي طالب عليه السّلام و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،فكان تأويل قوله عزّ و جل ابناءنا الحسن و الحسين و نساءنا فاطمة و أنفسنا علي بن أبي طالب» (1).

الحديث التاسع: العياشي في تفسيره بإسناده عن حريز عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:إنّ أمير المؤمنين سئل عن فضائله فذكر بعضها ثم قالوا له زدنا فقال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أتاه حبران من أحبار النصاري من أهل نجران فتكلما في أمر عيسي فأنزل اللّه هذه الآية إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ (2) إلي آخر الآية فدخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخذ بيد علي و الحسن و الحسين و فاطمة ثم خرج و رفع كفه إلي السماء و فرج بين أصابعه و دعاهم إلي المباهلة-قال-و قال أبو جعفر عليه السّلام:و كذلك المباهلة يشبّك يده في يده يرفعهما إلي السماء فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه:و اللّه لئن كان نبيّا لنهلكنّ،و إن كان غير نبي كفانا قومه فكفا و انصرفا» (3).

الحديث العاشر: العياشي عن محمد بن سعيد الأردني عن موسي بن محمد بن الرضا عن أخيه أبي الحسن عليه السّلام أنه قال في هذه الآية: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (4) و لو قال تعالوا نبتهل فنجعل لعنة اللّه عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة و قد علم أن نبيّه مؤدّ عنه رسالاته و ما هو من الكاذبين» (5).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن أبي جعفر الأحول قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«ما تقول قريش في الخمس؟قال:قلت:تزعم أنه لها،قال:«ما انصفوا و اللّه لو كان مباهلة ليباهلن بنا و لئن كان مبارزة ليبارزن بنا ثم نكون و هم علي سواء» (6).

الحديث الثاني عشر: العياشي بإسناده عن الأحول قال:عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:سيّما مما انكر به الناس فقال:«قل لهم إن قريشا قالوا:نحن أولو القربي الذين هم لهم الغنيمة فقل لهم كان رسول اللّه لم يدع للبراز يوم بدر غير أهل بيته،و عند المباهلة جاء بعلي الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام،أ فيكون لنا المر و لهم الحلو» (7).

الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن المنذر قال:حدّثنا علي عليه السّلام قال:لما نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ... (8) الآية قال:«أخذ بيد علي و فاطمة و ابنيهما عليهم السّلام فقال رجل

ص: 228


1- عيون أخبار الرضا:81/1.
2- سوره 3 - آيه 59
3- تفسير العياشي:176/1 ح 54.
4- سوره 3 - آيه 61
5- تفسير العياشي:176/1 ح 55.
6- تفسير العياشي:176/1 ح 56.
7- تفسير العياشي:177/1 ح 57.
8- سوره 3 - آيه 61

من النصاري:لا تفعلوا فتصيبكم عنت فلم يدعوه» (1).

الحديث الرابع عشر: العياشي بإسناده عن عامر بن سعد قال:قال معاوية لأبي ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟قال:لثلاث رويتهنّ عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لما نزلت آية المباهلة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا... (2)

الآية أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،قال:«هؤلاء أهلي» (3).

الحديث الخامس عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن قال:حدّثنا أبي فقال حدّثنا هاشم بن المنذر عن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي عليه السّلام قال:«خرج رسول اللّه حين خرج لمباهلة النصاري بي و بفاطمة و الحسن و الحسين رضوان اللّه عليهم» (4).

ص: 229


1- تفسير العياشي:177/1 ح 58.
2- سوره 3 - آيه 61
3- تفسير العياشي:177/1 ح 59.
4- أمالي الطوسي:/259مجلس /10ح 7.

الباب الخامس

في قوله تعالي قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) (2)

من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا:

الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل عن أبيه أحمد قال:و فيما كتب إلينا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي يذكر أن الحارث بن الحسن الطحّان حدثه قال:حدّثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) قالوا:يا رسول اللّه من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم قال:«علي و فاطمة و ابناهما» (4).

الحديث الثاني: من الجزء السادس من(صحيح البخاري)علي حدّ من أوله في تفسير قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) قال:حدثني محمد بن بشار قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال:سمعت طاوسا عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالي إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (6) قال سعيد بن جبير:قربي آل محمد صلوات اللّه عليهم (7).

الحديث الثالث: من صحيح مسلم من الجزء الخامس في أوّله في تفسير قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (8) قال:سئل ابن عباس رضي اللّه عنه عن هذه الآية فقال ابن جبير:هي قربي آل محمد عليهم السّلام (9).

الحديث الرابع: الثعلبي في تفسير قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً... (10) الآية قال:اختلفوا في قرابة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر اللّه تعالي بمودتهم قال:فأخبرني الحسين بن محمد الثقفي العدل حدّثنا برهان بن علي الصوفي حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن سليم الحضرمي حدّثنا حرب بن الحسن

ص: 230


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- سوره 42 - آيه 23
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:669/2 ح 1141.
5- سوره 42 - آيه 23
6- سوره 42 - آيه 23
7- صحيح البخاري:37/6.
8- سوره 42 - آيه 23
9- لم يوجد في صحيح مسلم المطبوع و نقله في العمدة عن مسلم:49 ح 40،و كذلك في الطرائف: /113ح 169.
10- سوره 42 - آيه 23

الطحّان حدّثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأشتر بن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) قالوا:يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟

قال:«علي و فاطمة و ابناهما صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين» (2).

الحديث الخامس: و من(تفسير الثعلبي)أيضا قال:أنبأني عقيل بن محمد أخبرنا المعاني ابن المبتلي حدّثنا محمد بن جرير حدثني محمد بن عمارة حدّثنا إسماعيل بن أبان حدّثنا الصباح بن يحيي المري عن السدي عن أبي الديلم قال:لما جيء بعلي بن الحسين صلوات اللّه عليه أسيرا قائما علي درج مسجد دمشق قام رجل من أهل الشام فقال:الحمد للّه الذي قتلكم و استأصل شأفتكم (3)و قطع قرن الفتنة فقال له علي بن الحسين عليه السّلام:«اقرأت القرآن؟».

قال:نعم.

قال:«قرأت«ال حم»قال:قرأت القرآن و لم أقرأ آل حم.

قال:«قرأت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4)

قال:لأنتم هم؟!

قال:«نعم» (5).

ثم قال علي بن الحسين عليه السّلام:أ فقرأت في بني اسرائيل وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (6) قال:و أنكم القرابة التي أمر اللّه أن يؤتي حقه؟قال:نعم.

الحديث السادس: الثعلبي أيضا في تفسيره قال:أخبرني ابن فنجويه حدّثنا ابن حبش حدّثنا أبو القاسم الفضل حدّثنا علي بن الحسين حدّثنا إسماعيل بن موسي حدّثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن ابن مالك عن ابن عباس رضي اللّه عنه وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (7) (8)قال:المودة لآل محمد صلّي اللّه عليه و آله (9).

الحديث السابع: و من(الجمع بين الصحاح الستة)لأبي الحسن رزين من الجزء الثاني من أجزاء أربعة في تفسير سورة حم قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (10) قال ابن جبير:قربي آل محمد عليهم السّلام (11).

ص: 231


1- سوره 42 - آيه 23
2- العمدة:23-24 عن الثعلبي.
3- في المصدر:و استأصلكم.
4- سوره 42 - آيه 23
5- بحار الانوار:252/23 ح 31 عن الثعلبي.
6- سوره 17 - آيه 26
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- العمدة:27 عن الثعلبي.
10- سوره 42 - آيه 23
11- بحار الأنوار:250/23 ذيل ح 24.

الحديث الثامن: و من الجمع بين الصحاح الستة أيضا بإسناده عن طاوس أن ابن عباس رضي اللّه عنه سئل عن قوله تعالي: إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) فقال سعيد بن جبير:قربي آل محمد عليهم السّلام (2).

الحديث التاسع: محمد بن جرير برجاله في كتاب(المناقب)أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام:

«اخرج فناد في الناس ألا من ظلم اجيرا أجره فعليه لعنة اللّه ألا من تولّي غير مواليه لعنة اللّه إلا من سبّ أبويه فعليه لعنة اللّه»فنادي بذلك فدخل عمر و جماعة علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و قالوا:هل من تفسير لما نادي؟

قال:«نعم أمرته أن ينادي ألا من ظلم أجيرا أجره لعنه اللّه و إن اللّه يقول: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) فمن ظلمنا فعليه لعنة اللّه و أمرته أن ينادي من توالي غير مواليه فعليه لعنه اللّه و اللّه يقول النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم،و من كنت مولاه فعلي مولاه فمن و إلي غيره و غير ذريته فعليه لعنة اللّه و أمرته أن ينادي من سب أبويه فعليه لعنة اللّه و انا اشهد اللّه و اشهدكم انا و علي أبوا المؤمنين فمن سبّ احدنا فعليه لعنة اللّه»فلما خرجوا قال عمر:يا أصحاب محمد ما أكد النبي لعلي بغدير خم و لا في غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا قال خباب بن الارث:كان ذلك قبل وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بتسعة عشر يوما (4).

الحديث العاشر: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان العامة قال:أخبرنا شيخنا العلاّمة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني بقراءتي عليه و أنا اسمع في رجب أو شعبان سنة خمس و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ رضي الدين[المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ثم النيشابوري و الشيخ الإمام شهاب الدين]أبو بكر بن أبي سعيد عبد اللّه بن الصفّار النيسابوري بسماعه من والده و بإجازته من عبد الجبار بن محمد الخواري قال أنبأنا الشيخ الدين عبد الجبار بن محمد الخواري البيهقي سماعا عليه قال:أنبأنا أبو حنان المزكي أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق نبأنا الحسن بن علي بن زياد السري نبأنا يحيي بن عبد الحميد الحماني نبأنا حسين الأشقر نبأنا قيس نبأنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) .

قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين يأمرنا اللّه بمودتهم؟

قال:«علي و فاطمة و ولدهما عليهم السّلام» (6).

الحديث الحادي عشر: علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني في كتاب(مقاتل الطالبين)قال:

ص: 232


1- سوره 42 - آيه 23
2- الطرائف:27-28.
3- سوره 42 - آيه 23
4- الطرائف:37-38.
5- سوره 42 - آيه 23
6- السمطين:/13/2ب /2ح 359.

قال الحسن في خطبة له بعد موت أبيه:«أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد،أنا ابن البشير أنا ابن النذير انا ابن الداعي إلي اللّه بإذنه،و أنا ابن السراج المنير و أنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و الذين افترض اللّه مودتهم في كتابه إذ يقول: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (1) (2)فالحسنة مودّتنا أهل البيت» (3).

الحديث الثاني عشر: موفق بن أحمد عن مقاتل و الكعبي لما نزلت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) قالوا:هل رأيتم اعجب من هذا يسفّه أحلامنا و يشتم آلهتنا و يري قتلنا و يطمع أن نحبّه فنزل قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (5) أي ليس لي من ذلك أجر لأن منفعته المودّة تعود إليكم و هو ثواب اللّه تعالي و رضاه (6).

الحديث الثالث عشر: أبو نعيم صاحب(حلية الأبرار)بإسناده إلي الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين يأمرنا اللّه بمودّتهم؟قال:«علي و فاطمة و أولادهما» (8).

الحديث الرابع عشر: المالكي في(الفصول المهمة)قال:روي الإمام أبو الحسين البغوي في تفسيره يرفعه بسنده إلي ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (9) قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أمرنا اللّه بمودتهم؟قال:«علي و فاطمة و ابناهما» (10).

الحديث الخامس عشر: المالكي قال:روي السدي عن ابن مالك عن ابن عباس رضي اللّه عنه في قوله تعالي: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (11) قال:المودة لآل محمد صلّي اللّه عليه و آله فهؤلاء هم أهل بيتي (12).

الحديث السادس عشر: ابن المغازلي الشافعي في كتاب(المناقب)أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب أخبرهم حدّثنا عثمان ابن أحمد الدقّاق حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال حدّثنا محمد بن الصباح الدّولابي قال:حدّثنا الحكم بن ظهير عن السدي في قوله تعالي: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (13) قال:المودّة في آل محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:و في قوله تعالي وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (14) قال:رضي محمد صلّي اللّه عليه و آله أن

ص: 233


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- مقاتل الطالبيين:33 ط.النجف و في طبعة:إن ذكر الخبر في بيعته،و شرح النهج لابن أبي الحديد:30/16.
4- سوره 42 - آيه 23
5- سوره 34 - آيه 47
6- المناقب:255/275.
7- سوره 42 - آيه 23
8- حلية الأولياء:201/3،و شواهد التنزيل:189/2.
9- سوره 42 - آيه 23
10- الفصول المهمة:152،و شواهد التنزيل:189/2 ح 822،و تفسير ابن كثير:122/4.
11- سوره 42 - آيه 23
12- تفسير القرطبي:24/16،و تفسير الدر المنثور:7/6 مورد الآية.
13- سوره 42 - آيه 23
14- سوره 93 - آيه 5

يدخل أهل بيته الجنة (1).

الحديث السابع عشر: صاحب(المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة)قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن صابر قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بدمشق عن عبد اللّه بن جعفر العسكري بالرقة عن يحيي بن عبد الحميد عن جعفر ابن الاشعري عن الأعمش عن سعد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أمر اللّه تعالي بمودتهم؟قال:«علي و فاطمة و ولداهما» (3).

ص: 234


1- مناقب ابن المغازلي:/195ح 360.
2- سوره 42 - آيه 23
3- تفسير نور الثقلين:572/4 ح 68،و تأويل الآيات:545/2،و في رحاب النبي و آله:79.

الباب السادس

في قوله تعالي قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) الآية (2)

من طريق الخاصة و فيه اثنان و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد الأشعري عن معلي بن محمد عن الوشاء عن المثني عن زرارة عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) قال:«هم الأئمة عليهم السّلام» (4).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب أيضا عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن إسماعيل بن عبد الخالق قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول لأبي جعفر الأحول و أنا اسمع فقال:«أتيت البصرة»قال:نعم فقال:«كيف رأيت مسارعة الناس إلي هذا الأمر و دخولهم فيه» فقال:و اللّه إنهم لقليل و قد فعلوا و ان ذلك لقليل فقال:«عليك بالاحداث فإنهم اسرع إلي كل خير» ثم قال:«ما يقول أهل البصرة في هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) ؟قلت:

جعلت فداك إنهم يقولون:إنهم لا قارب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل البيت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين أصحاب الكساء عليهم السّلام» (6).

الحديث الثالث: عبد اللّه بن جعفر الحميري في(قرب الإسناد)عن محمد بن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن عبد الخالق قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام للأحول:«أتيت البصرة»و ذكر مثله إلا لفظة خاصة (7).

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد ابن حكيم عن أبي مسروق عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت انا نكلّم الناس فنحتج عليهم بقول اللّه عز و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (8) فيقولون:نزلت في أمراء السرايا فنحتج عليهم بقوله عز و جل: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ... (9) إلي آخر الآية فيقولون:نزلت في المؤمنين و نحتج عليهم بقول اللّه عز و جل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (10) فيقولون:نزلت

ص: 235


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- سوره 42 - آيه 23
4- الكافي:413/1 ح 7.
5- سوره 42 - آيه 23
6- الكافي:93/8 ح 66.
7- قرب الاسناد:450/128.
8- سوره 4 - آيه 59
9- سوره 5 - آيه 55
10- سوره 42 - آيه 23

في قربي المسلمين قال:فلم ادع شيئا مما حضرني ذكره من هذا و شبهه إلاّ ذكرته فقال لي:«إذا كان ذلك فادعهم إلي المباهلة»قلت:و كيف اصنع؟قال:«اصلح نفسك ثلاثا»و اظنه قال«و صم و اغتسل و أبرز أنت و هو إلي الجبال فشبّك اصابعك من يدك اليمني في اصابعه ثم انصفه و ابدأ بنفسك و قل:اللهم رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع عالم الغيب و الشهادة الرّحمن الرحيم إن كان أبو مسروق جحد حقا و ادّعي باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما ثم ردّ الدعوة عليه فقل:و إن كان فلان جحد حقا و ادّعي باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما»ثم قال لي:«فإنك لا تلبث أن تري ذلك فيه فو اللّه ما وجدت خلقا يجيبني إليه» (1).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (2) قال:«من تولي الأوصياء من آل محمد و اتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضي من النبيين و المؤمنين الأولين حتي تصل ولايتهم إلي آدم عليه السّلام،و هو قول اللّه عز و جل: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (3) يدخله الجنة و هو قول اللّه عز و جل: قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (4) يقول:أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به و تنجون من عذاب يوم القيامة و قال لأعداء اللّه أولياء الشيطان أهل التكذيب و الانكار: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (5) يقول متكلفا:إن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض.أ ما يكفي محمد أن يكون قهرنا عشيرين سنة حتي يريد أن يحمل أهل بيته علي رقابنا فقالوا ما انزل اللّه هذا و ما هو إلا شيء يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته علي رقابنا (6)و لئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا و أراد اللّه عز و جل ذكره أن يعلم نبيّه صلّي اللّه عليه و آله الذي اخفوا في صدورهم و اسرّوا به فقال في كتابه عز و جل: أَمْ يَقُولُونَ افْتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللّهُ يَخْتِمْ عَلي قَلْبِكَ (7) يقول:لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك و لا بمودتهم،و قد قال اللّه عز و جل: يَمْحُ اللّهُ الْباطِلَ وَ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ (8) يقول الحق:لأهل بيتك الولاية أنه عليم بذات الصدور و يقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك و الظلم بعدك:و هو قول اللّه عز و جل: وَ أَسَرُّوا النَّجْوَي الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (9) (10).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن أبان

ص: 236


1- الكافي:513/2 ح 1.
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 27 - آيه 89
4- سوره 34 - آيه 47
5- سوره 38 - آيه 86
6- الكافي:379/8 ح 574.
7- سوره 42 - آيه 24
8- سوره 42 - آيه 24
9- سوره 21 - آيه 3
10- الأنبياء:3.

عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه تبارك و تعالي وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (1) (2)قال:«الاقتراف التسليم لنا و الصدق علينا و أن لا يكذب علينا» (3).

الحديث السابع: سعد بن عبد اللّه في بصائر الدرجات عن محمد بن عيسي بن عبيد عن فضالة ابن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (4) فقال:«الاقتراف الحسنة هو التصديق لنا و الصدق علينا» (5).

الحديث الثامن: سعد هذا عن يعقوب و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن حماد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام مثله (6).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد ابن مسرور قدّس سرّه قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع إليه في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان و ذكر حديث الفرق بين الآل و الامة و ذكر عليه السّلام آيات الاصطفاء للآل عليهم السّلام من القرآن في الظاهر دون الباطن و هي اثنتا عشرة إلي أن قال عليه السّلام:«السادسة قوله عز و جل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) (8)و هذه خصوصية للنبي صلّي اللّه عليه و آله إلي يوم القيامة و خصوصية للآل دون غيرهم،و ذلك أن اللّه عز و جل ذكر نوحا عليه السّلام في كتابه يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّ عَلَي اللّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (9) (10)و حكي عز و جلّ عن هود عليه السّلام أنه قال: يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَي الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ (11) (12).

و قال عز و جل لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله:قل يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (13) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (14) و لم يفرض اللّه مودتهم إلا و قد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا و لا يرجعون إلي ضلال ابدا،و أخري أن يكون الرجل وادّا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوّا له فلا يسلم قلب الرجل له فاحبّ اللّه عز و جل أن لا يكون في قلب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي المؤمنين شيء ففرض عليهم مودّة ذوي القربي فمن أخذ بها و أحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أحب أهل بيته لم يستطع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يبغضه و من تركها و لم يأخذ بها و ابغض أهل بيته فعلي رسول اللّه أن

ص: 237


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- الكافي:391/1 ح 4.
4- سوره 42 - آيه 23
5- بصائر الدرجات:6/521 و في المصدر:الاقتراف:التسليم لنا و الصدق علينا و لا يكذب علينا.
6- بصائر الدرجات:7/521.
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- سوره 11 - آيه 29
10- هود:29.
11- سوره 11 - آيه 51
12- هود:51.
13- سوره 42 - آيه 23
14- سوره 42 - آيه 23

يبغضه؛لأنه ترك فريضة من فرائض اللّه،فأي فضيلة و أي شرف يتقدم هذا أو يدانيه؟فأنزل اللّه هذه الآية علي نبيّه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أصحابه فحمد اللّه و اثني عليه و قال:يا أيها الناس إن اللّه قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه فلم يجبه أحد فقال:يا أيها الناس إنّه ليس بذهب و لا فضة و لا مطعم و لا مشرب فقالوا:هات إذا فتلا عليهم هذه الآية فقالوا:أما هذه فنعم فما و في بها أكثرهم،و ما بعث اللّه عز و جل نبيا إلاّ أوحي إليه لا يسأل قومه أجرا لأن اللّه يوفي أجر الأنبياء و محمد صلّي اللّه عليه و آله فرض اللّه عز و جل مودة قرابته علي امته و أمره أن يجعل أجره فيهم ليوادّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي اوجب اللّه عز و جل لهم فأن المودة أنما تكون علي قدر معرفة الفضل فلما اوجب اللّه ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة فأخذ بها قوم أخذ اللّه ميثاقهم علي الوفاء و عاند أهل الشقاق و النفاق و الحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حدّه اللّه.

فقالوا:القرابة هم العرب كلها و أهل دعوته فعلي أي الحالين كان فقد علمنا أن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي صلّي اللّه عليه و آله أولاهم بالمودة كلما قربت القرابة كانت المودة علي قدرها،و ما انصفوا نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حيطته و رأفته،و ما من اللّه به علي امته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه لا يودّوه في قرابته و ذريته و أهل بيته و أن لا يجعلوهم منهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و حبا لنبيه فكيف و القرآن ينطق به و يدعوا إليه و الأخبار ثابتة أنهم أهل المودة و الذين فرض اللّه مودتهم و وعد الجزاء عليها أنه ما وافي أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا إلاّ استوجب الجنة؛لقول اللّه عز و جل في هذه الآية: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) مفسّرا و مبيّنا.

ثم قال أبو الحسن عليه السّلام:«حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن علي عليهما السّلام قال:اجتمع المهاجرين و الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا رسول اللّه إن لك مئونة في نفقتك و فيمن يأتيك من الوفود و هذه أموالنا مع دمائنا فأحكم فيها بارا مأجورا اعط منها ما شئت و أمسك ما شئت من غير حرج فأنزل اللّه الروح الأمين فقال يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) يعني تؤدّوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون:ما حمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحثنا علي قرابته من بعده إن هو إلاّ شيء افتراه في مجلسه،و كان ذلك من قولهم عظيما فأنزل اللّه عز و جل أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ (4)

ص: 238


1- سوره 42 - آيه 23
2- سوره 42 - آيه 22
3- سوره 42 - آيه 23
4- سوره 46 - آيه 8

فِيهِ كَفي بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (1) فبعث إليهم النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:هل من حدث؟ فقالوا:أي و اللّه قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبكوا و اشتد بكاؤهم فأنزل اللّه عز و جل هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (2) » (3).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي البصري قال:حدّثنا محمد بن زكريا قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال حدثني أبو نعيم قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق ابن حاجب قال:حدثنا عبد اللّه بن زياد عن علي بن الحسين عليهم السّلام قال لرجل:«أ ما قرأت كتاب اللّه عز و جل؟»قال:نعم.

قال:«أ ما قرأت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) قال:بلي قال:«فنحن أولئك» (5).

الحديث الحادي عشر: محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام في القرآن و هو ثقة في الحديث قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن يحيي العلوي عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد قال:حدثني عمي علي بن جعفر عن الحسين بن زيد عن الحسن بن زيد عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:خطب الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام حين قتل علي عليه السّلام فقال:«و انا من أهل بيت افترض اللّه مودّتهم علي كل مسلم حيث يقول: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (6) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (7) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت» (8).

الحديث الثاني عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد العزيز عن محمد بن زكريا عن محمد ابن عبد اللّه الجشمي عن الهيثم بن عدي عن سعيد بن صفوان عن عبد الملك بن عمير عن الحسين ابن علي صلوات اللّه عليهما في قوله عز و جل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (9) قال:

«إن القرابة التي أمر اللّه بصلتها و عظم حقها و جعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب اللّه حقّنا علي كل مسلم» (10).

الحديث الثالث عشر: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب(المحاسن)عن الحسن بن علي الخزاز عن مثني الحنّاط عن عبد اللّه بن عجلان قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه قُلْ لا (11)

ص: 239


1- سوره 46 - آيه 8
2- سوره 42 - آيه 25
3- أمالي الصدوق:/619المجلس /79ح 1.
4- سوره 42 - آيه 23
5- أمالي الصدوق:/230ح 242.
6- سوره 42 - آيه 23
7- سوره 42 - آيه 23
8- بحار الانوار:251/23 ح 26.
9- سوره 42 - آيه 23
10- بحار الانوار:251/23 ح 27.
11- سوره 42 - آيه 23

أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) قال:«هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة و لا تحل لهم» (2).

الحديث الرابع عشر: عبد اللّه بن جعفر الحميري في(قرب الإسناد)عن هارون ابن مسلم قال:

حدثني مسعدة بن صدقة قال:حدّثنا جعفر بن محمد عن آبائه أنه لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«أيها الناس إن اللّه تبارك و تعالي قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه؟قال:فلم يجبه أحد منهم فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحد فقال:أيها الناس إنه ليس من ذهب و لا فضة و لا مطعم و لا مشرب قالوا:فالقه إذا قال:إن اللّه تبارك و تعالي أنزل عليّ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) »قالوا:أما هذه فنعم فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:فو اللّه ما وفي بها إلاّ سبعة نفر سلمان و أبو ذر و عمار و المقداد بن الأسود الكندي و جابر بن عبد اللّه الأنصاري و مولي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقال له:الكبيت (5)و زيد بن أرقم» (6).

الحديث الخامس عشر: المفيد في(الاختصاص)قال:حدثني جعفر بن الحسين عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن هارون ابن مسلم عن أبي الحسن الليثي عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السّلام و ذكر مثل الحديث السابق (7).

الحديث السادس عشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن ابن أبي نجران عن عاصم ابن حميد عن محمد بن مسلم قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول في قول اللّه: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (8) «يعني في أهل بيته قال:جاء الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:إنا قد أوينا و نصرنا فخذ طائفة من أموالنا استغن بها علي ما أنابك فأنزل اللّه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً (9) يعني علي النبوة إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (10) أي في أهل بيته ثم قال:ألا تري إن الرجل يكون له صديق و في نفس ذلك الرجل شيء علي أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد اللّه أن لا يكون في نفس رسول اللّه شيء علي أمته ففرض عليهم المودة في القربي،فإن أخذوا اخذوا مفروضا و إن تركوا تركوا مفروضا».

قال:«فانصرفوا من عنده و بعضهم يقول:عرضنا عليه أموالنا فقال قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي و قالت طائفة:ما قال هذا رسول اللّه و جحدوه و قالوا كما حكي اللّه تعالي أَمْ يَقُولُونَ افْتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً (11) فقال اللّه فَإِنْ يَشَإِ اللّهُ يَخْتِمْ عَلي قَلْبِكَ (12) قال لو افتريت وَ يَمْحُ اللّهُ الْباطِلَ (13) يعني

ص: 240


1- سوره 42 - آيه 23
2- المحاسن:145/1 ح 48.
3- سوره 42 - آيه 23
4- سوره 42 - آيه 23
5- في المصدر:الثبيت.
6- قرب الاسناد:254/78.
7- الاختصاص:63.
8- سوره 42 - آيه 23
9- سوره 42 - آيه 23
10- سوره 42 - آيه 23
11- سوره 42 - آيه 24
12- سوره 42 - آيه 24
13- سوره 42 - آيه 24

يبطله وَ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ (1) يعني بالنبي و بالأئمة عليهم السّلام و القائم من آل محمد إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (2) ثم قال وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ... (3) إلي قوله: وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (4) يعني الذين قالوا:إن القول ما قال رسول اللّه ثم قال: وَ الْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (5) (6)و قال أيضا قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) (8)قال:أجر النبوة أن لا تؤذوهم و لا تقطعوهم و لا تبغضوهم و تصلوهم و لا تنقضوا العهد فيهم لقوله تعالي: اَلَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (9) (10)قال:«جاءت الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:إنا قد نصرنا و فعلنا فخذ من أموالنا ما شئت فأنزل اللّه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (11) يعني في أهل بيته ثم قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد ذلك من حبس أجيرا أجره فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين،لا يقبل اللّه منه يوم القيامة صرفا و لا عدلا،و هو محبة آل محمد ثم قال: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (12) (13)و هي إقرار الإمامة لهم و الإحسان إليهم و برّهم و صلتهم نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (14) أي تكافئ ذلك بالإحسان» (15).

الحديث السابع عشر: الشيخ في أماليه بإسناده عن الحسن عليه السّلام في خطبة له قال:«فيما أنزل اللّه علي محمد صلّي اللّه عليه و آله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (16) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً (17) و اقتراف الحسنة مودّتنا» (18).

الحديث الثامن عشر: الطبرسي ذكر أبو أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال:حدثني عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنه قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قدم المدينة و استحكم الإسلام قالت الأنصار فيما بينها:نأتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فنقول:إن تعرك أمور هذه أموالنا تحكم فيها من غير حرج و لا محظور فأتوه في ذلك فنزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (19) فقرأها عليهم فقال:تودون قرابتي من بعدي،فخرجوا من عنده مسلمين لقوله،فقال المنافقون:إن هذا لشيء افتراه في مجلسه و أراد يذللنا لقرابته من بعده فنزلت أَمْ يَقُولُونَ افْتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً (20) فأرسل إليهم فتلا عليهم فبكوا و اشتد بكاؤهم (21)فأنزل اللّه وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ (22) الآية.فأرسل في أثرهم فبشّرهم و قال: وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا (23) و هم الذين سلموا

ص: 241


1- سوره 42 - آيه 24
2- سوره 8 - آيه 43
3- سوره 42 - آيه 25
4- سوره 4 - آيه 173
5- سوره 42 - آيه 26
6- الشوري:24-26.
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- سوره 13 - آيه 21
10- الرعد:21.
11- سوره 42 - آيه 23
12- سوره 42 - آيه 23
13- الشوري:23.
14- سوره 42 - آيه 23
15- تفسير القمي:275/2.
16- سوره 42 - آيه 23
17- سوره 42 - آيه 23
18- أمالي الطوسي:/270ذيل ح 501.
19- سوره 42 - آيه 23
20- سوره 42 - آيه 24
21- في المصدر:عليهم.
22- سوره 42 - آيه 25
23- سوره 42 - آيه 26

لقوله.

ثم قال الطبرسي:ذكر أبو حمزة الثمالي عن السدي أنه قال:إن اقتراف الحسنة المودة لآل محمد صلّي اللّه عليه و آله،ثم قال:و صح عن الحسن بن علي عليه السّلام أنه خطب الناس فقال في خطبته:«انا من[أهل البيت]الذين افترض اللّه مودتهم علي كل مسلم فقال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (2) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت[أصحاب الكساء]» (3).

و قال أيضا في معني الآية:إن معناه إلاّ أن تؤدوا قرابتي و عترتي و تحفظون فيهم،عن علي بن الحسين عليه السّلام و سعيد بن جبير و عمر بن شعيب و جماعة،قال:و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليه السّلام (4).

الحديث التاسع عشر: الطبرسي قال:و أخبرنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني قال:

أخبرنا الحاكم أبو القاسم[الحسكاني]قال:حدّثنا القاضي أبو بكر الحميري قال:أخبرنا أبو العباس الضّبعي قال:أخبرنا الحسن بن علي بن زياد السّري قال:أخبرنا يحيي بن عبد الحميد الحماني قال:

أخبرنا الحسين بن الأشتر قال:أخبرنا قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً (5) الآية قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أمرنا اللّه بمودتهم؟قال:

«علي و فاطمة و ولدهما» (6).

الحديث العشرون: الطبرسي قال:و أخبرنا السيد أبو الحمد قال:أخبرنا أبو القاسم الحاكم بالاسناد المذكور في كتاب(شواهد التنزيل لقواعد التفضيل)مرفوعا إلي أبي إمامة الباهلي قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تعالي خلق الأنبياء من أشجار شتي و خلقت أنا و علي من شجرة واحدة،فأنا أصلها و علي فرعها و فاطمة لقاحها و الحسن و الحسين ثمارها و أشياعنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا و من زاغ عنها هوي،و لو أن عبدا عبد اللّه بين الصفا و المروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام حتي يصير كالشن البالي،ثم لم يدرك محبّتنا كبّه اللّه علي منخريه في النار ثم تلا: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) » (8).

ص: 242


1- سوره 42 - آيه 23
2- سوره 42 - آيه 23
3- ليست في المصدر.
4- مجمع البيان:49/9-48،و تفسير أبي حمزة:294.
5- سوره 42 - آيه 23
6- مجمع البيان:48/9.
7- سوره 42 - آيه 23
8- مجمع البيان:48/9-49،و شواهد التنزيل:210/2.

الحديث الحادي و العشرون: الطبرسي قال:و روي زاذان عن علي عليه الصلاة و السلام قال:

«فينا،في آل حم،آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن»ثم قرأ هذه الآية (1).

الحديث الثاني و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم ابن إسحاق قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي البصري قال:أخبرنا محمد بن زكريا قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال:

حدّثنا أبو نعيم قال:حدثني حاجب عبيد اللّه بن زياد(لعنه اللّه)و ذكر حديث سبّي آل محمد و يسيرهم إلي يزيد إلي أن قال:و قال أهل الشام الجفاة ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء فمن أنتم فقالت:سكينة بنت الحسين عليه السّلام نحن سبايا آل محمد فأقيموا علي درج المسجد حيث يقام السبايا و فيهم علي بن الحسين عليه السّلام و هو يومئذ فتي شاب فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام فقال لهم:

الحمد للّه الذي قتلكم و أهلككم و قطع قرن الفتنة فلم يأل من شتمهم فلما انقضي كلامه قال له علي ابن الحسين عليه السّلام:«أ ما قرأت كتاب اللّه عز و جل؟»قال:نعم،قال:«اما قرأت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) ؟»قال:بلي قال:«فنحن أولئك»ثم قال:«أ ما قرأت هذه الآية وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (3) ؟»قال:بلي قال:«فنحن هم فهل قرأت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) ؟»قال:بلي«فنحن هم»فرفع الشامي رأسه إلي السماء ثم قال:

اللهم إني أتوب إليك ثلاث مرات،اللهم إني أبرأ إليك من عدوّ آل محمد و من قتلة أهل بيت محمد لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم (5).

الحديث الثالث و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي في منزله بدرب الزعفراني ببغداد في الكرخ سنة عشرة و أربعمائة قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة أملا في مسجد براثا لثمان بقين من جمادي الأولي سنة ثلاثين و ثلاثمائة قال:حدّثنا علي بن الحسين بن عبيد قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال:خطب الحسن بن علي عليهما السّلام بعد وفاة علي عليه السّلام و ذكر أمير المؤمنين فقال:«خاتم الوصيين و وصي خاتم الأنبياء و أمير المؤمنين و الشهداء و الصالحين»ثم قال:أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون و لا يدركه الآخرون لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يعطيه الراية فيقاتل جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره فما يرجع حتي يفتح اللّه عليه،ما ترك ذهبا و لا فضة إلاّ شيء له علي صبي له و ما ترك في بيت المال إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لام كلثوم»ثم قال:«من عرفني فقد

ص: 243


1- مجمع البيان:49/9.
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 17 - آيه 26
4- سوره 33 - آيه 33
5- أمالي الصدوق:/229مجلس /31ح 3.

عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد النبي المصطفي صلّي اللّه عليه و آله»ثم تلا هذه الآية قول يوسف:

« اِتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ (1) أنا ابن البشير و أنا ابن النذير و أنا ابن الدعي إلي اللّه و أنا ابن السراج المنير و أنا ابن الذي ارسل رحمة للعالمين و أنا من أهل البيت الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و أنا من أهل البيت الذين كان جبرائيل ينزل عليهم و منهم كان يعرج و أنا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم و ولايتهم فقال فيما أنزل علي محمد صلّي اللّه عليه و آله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً (3) و اقتراف الحسنة مودّتنا» (4).

ص: 244


1- سوره 12 - آيه 38
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 42 - آيه 23
4- أمالي الطوسي:/270مجلس /10ح 39.

الباب السابع

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) (2)و كيفية الصلاة عليه من الصلاة علي محمد آل محمد و ثواب ذلك

من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا الحديث الأول: الثعلبي في تفسير هذه الآية قال:أخبرنا عبد اللّه بن حامد حدّثنا المطيري حدّثنا علي بن حرب حدّثنا ابن فضيل حدّثنا يزيد بن أبي زياد قال:حدّثنا أبو الحسن بن أبي الفضل العبدي حدّثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدّثنا الحسن بن عرفة حدّثنا هيثم بن بشير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي حدثني كعب بن عجرة قال:لما نزلت إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ... (3) الآية قلنا:يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك،و كيف الصلاة عليك؟قال:

«قولوا اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد و بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (4).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب(فرائد السمطين)في فضائل المرتضي و فاطمة و الحسن و الحسين قال:أخبرنا الشيخ الإمام مجد الدين أبو الفضل عبد اللّه بن محمود بن مودود بقراءتي عليه ببغداد بالرباط الصاحي العلائي بالمأمونية شرقي دجلة يوم الثلاثاء الثامن من شهر شعبان سنة إحدي و سبعين و ستمائة قال:أنبأنا والدي الشيخ الإمام شهاب الدين محمود إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا الشيخ الإمام شهاب محمد ابن إسماعيل بن علي بن أبي الصيف اليماني في منارة الحرم الشريف زاده اللّه تعالي تشريفا و تعظيما في ذي الحجة سنة ست و سبعين و خمسمائة قال:أنبأنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن علي القرطبي بقراءتي عليه قال:أنبأنا الشيخ الإمام أبو القاسم خلف بن عبد الملك الأنصاري قال:أنبأنا أبو محمد بن عناب و من أصله نقلته قال:أنبأنا أبو حفص عمر بن عبيد اللّه الذهلي قال:أنبأنا القاضي أبو المطرف عبد الرّحمن بن محمد بن عيسي بن فطيس قال:نبأنا أبو محمد عبد اللّه بن إسماعيل بن حرب قال:نبأنا أبو الحسن محمد بن عبد اللّه بن

ص: 245


1- سوره 33 - آيه 56
2- الاحزاب:56.
3- سوره 33 - آيه 56
4- بحار الانوار:257/27 ح 5 عن الثعلبي.

حيويه قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البصري قال:نبأنا زياد بن يحيي قال:نبأنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال:نبأنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الرّحمن بن بشر بن مسعود عن أبي مسعود قال:لما نزلت هذه الآية إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) قالوا:يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك،فكيف الصلاة،فقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟قال:«قولوا:اللهمّ صلّ علي محمد و آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و آل إبراهيم و بارك علي محمد و علي آل محمد كما باركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم».

قال أبو بكر:و هذا الحديث رواه أيوب عن عبد الوهاب عن هشام عن ابن سيرين عن عبد الرّحمن بن بشر بن مسعود مرسلا و لم يقل عن أبي مسعود إلاّ عبد الوهاب عن هشام (2).

الحديث الثالث: إبراهيم الحمويني هذا بالإسناد إلي أبي القاسم خلف الأنصاري قال:و أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد فيما قرأ عليه و أنا أسمع قال:قرأ عليّ أبي و أنا أسمع قال:نبأنا خلف بن يحيي أنبأنا عبد اللّه بن يوسف بن وضاح نبأنا ابن أبي شيبة قال:نبأنا هشيم قال:نبأنا يزيد ابن أبي زياد قال:نبأنا عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن كعب بن عجرة قال لما نزلت هذه الآية إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ... (3) الآية قلنا:يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟

فقال:«قولوا:اللهم اجعل صلواتك و بركاتك علي محمد و علي و آل محمد كما جعلتها علي إبراهيم و آل إبراهيم انك حميد،مجيد و بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد»قال يزيد:و كان ابن أبي ليلي يقول:و علينا معهم. (4)

الحديث الرابع: من صحيح البخاري في الجزء الرابع منه في الكراس الرابعة منه و كان الجزء تسعة كراريس فهي أو في من ثلاثة قال:حدّثنا قيس بن حفص و موسي بن إسماعيل قال:حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال:حدّثنا أبو فروة مسلم بن سالم الهمداني حدثني عبد اللّه بن عيسي أنه سمع عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:لقيني كعب بن عجرة فقال:ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:بلي،فاهدها إليّ فقال:سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلنا يا رسول اللّه كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن اللّه علمنا كيف نسلم؟قال:«قولوا اللهم صلّ علي محمد و علي آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و علي إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك علي محمد و علي آل محمد كما

ص: 246


1- سوره 33 - آيه 56
2- فرائد السمطين:/31/1ب/ح 9.
3- سوره 33 - آيه 56
4- فرائد السمطين:/32/1ح 9.

باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم انك حميد مجيد» (1).

الحديث الخامس: من صحيح البخاري من الجزء السادس في أول كراسه من أوله بإسناده قال:

حدثني سعد بن يحيي بن سعد قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا مسعود عن الحكم عن أبي ليلي عن كعب بن عجرة قيل:يا رسول اللّه أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟قال:«قولوا:اللهم صلّ علي محمد و علي آل محمد كما صلّيت علي علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهمّ بارك علي محمد و علي آل محمد كما باركت علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (2).

الحديث السادس: و من صحيح البخاري قال:حدّثنا عبد اللّه بن يوسف قال:حدّثنا الليث قال:

حدثني ابن الهادي عن عبد اللّه بن حباب عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:قلنا:يا رسول اللّه هذا التسليم فكيف نصلي عليك؟قال:«قولوا:اللهم صلّي علي محمد عبدك و رسولك كما صلّيت علي آل إبراهيم و بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم» (3).

الحديث السابع: و من صحيح مسلم في الجزء الرابع في أواسطه بإسناده قال:قلنا يا رسول اللّه أما السلام عليك فقد عرفنا فكيف الصلاة عليك؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:«قولوا:اللهم صلّ علي محمد و آل محمد» (4).

الحديث الثامن: الثعلبي في تفسيره قال أخبرنا الحسين حدّثنا أبو العباس محمد بن همام حدثنا إسحاق بن عبد اللّه بن محمد بن رزين حدثني حسان-يعني بن حسان-حدثنا حماد بن سلمة ابن أخت حميد الطويل-عن علي بن زيد جذعان عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي اللّه عنها عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لفاطمة رضي اللّه عنه:«ائتيني بزوجك و ابنيك»فأتت بهم فالقي عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال:اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك علي آل محمد فإنّك حميد مجيد»قالت:فرفعت الكساء لأدخل معهم فاجتذبه فقال:«إنك علي خير»قال:

و روي أبو حاتم عن أبي هريرة قال نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم فقال:«إني حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم» (5).

الحديث التاسع: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم قال:أخبرنا العدل عز الدين محمد بن علي بن أبي البدر البغدادي بقراءتي عليه بمنزل زرود منصرفنا من حج بيت اللّه الحرام زيد شرفا

ص: 247


1- صحيح البخاري:118/4.
2- صحيح البخاري:27/6.
3- صحيح البخاري.
4- صحيح مسلم:16/20.
5- بحار الأنوار:250/23 ذيل 24.

و قدسا بكرة يوم الجمعة الثامن من عشر من شهر اللّه الحرام ذي القعدة سنة أربع و تسعين و ستمائة قلت له:أخبرك الشيخ عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة بن قايس القبيطي أبي طالب بسماعك عليه بقراءة الحافظ محمد بن النجار في شعبان سنة خمس و ثلاثين و ستمائة بالمستنصرية فأقرّ به قال:أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي قال:أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن ابن أحمد الدّوني عن القاضي أبي نصر الكسّار عن أبي بكر أحمد بن محمد السني عن الإمام أبي عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي قال:أنبأنا إسحاق بن منصور قال:أنبأنا محمد بن يوسف قال:أنبأنا يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«من صلّي عليّ واحدة صلي اللّه عليه عشر صلوات و حطت عنه عشر خطيئات و رفع له عشر درجات» (1).

الحديث العاشر: الحمويني هذا قال و بالإسناد المتقدم إلي أبي عبد الرّحمن النسابي قال:

أخبرنا سعيد بن يحيي بن سعيد الأموي في حديثه عن أبيه عن عثمان بن حكيم عن خالد بن سلمة عن موسي بن طلحة،قال:سألت زيد بن خارجة قال:أنا سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«صلوا عليّ فاجتهدوا في الدعاء و قولوا:اللهم صل علي محمد و علي آل محمد» (2).

الحديث الحادي عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا الشيخ الإمام المفتي في حرم اللّه تعالي محب الدين أحمد بن عبد اللّه بن أبي بكر الطبري المكي بمكة المعظمة بالحرم الشريف تجاه الكعبة المقدسة زيدت قدسا قدام قبة الصخرة زيدت شرفا يوم السبت بعد صلاة العصر الرابع عشر من شهر اللّه الحرام ذي الحجة سنة تسع و سبعين و ستمائة و عدّهن في يدي قال:أنبأنا القاضي الحرم الشريف إسحاق بن أبي بكر البطري و عدّهن في يدي قال:أنبأنا الشيخ الإمام شرف الدين أبو المظفر محمد بن علوان بن مهاجر الموصلي و عدهن في يدي قال:نبأنا الشيخ أبو الفرح يحيي ابن محمود بن سعد الثقفي و عدهن في يدي قال:نبأنا جدي و عدهن في يدي قال:أنبأنا الشيخ أبو بكر ابن خلف و عدهن في يدي قال:أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن محمد بن حمدويه ابن نعيم الحاكم و عدهن في يدي قال:و عدهن في يدي أبو بكر بن أبي خادم الحافظ بالكوفة و قال لي:عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحّان و قال لي:عدهن في يدي يحيي بن المساور الحنّاط و قال لي عدهن:في يدي عمرو بن خالد و قال لي:عدهن في يدي زيد بن علي بن الحسين و قال لي:عدهن في يدي علي بن الحسين بن علي،و قال لي:عدهن في يدي علي بن أبي طالب

ص: 248


1- فرائد السمطين:/24/1ح 1.
2- فرائد السمطين:/25/1ح 2.

صلوات اللّه عليه،و قال لي:عدهن في يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عدهن في يدي جبرائيل عليه السّلام و قال جبرائيل:هكذا نزلت بهن من عند رب العزة«اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهم بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهم ترحم علي محمد و آل محمد كما ترحمت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهم تحنن علي محمد و آل محمد كما تحننت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهمّ و سلم علي محمد و آله محمد كما سلمت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (1).

الحديث الثاني عشر: الحمويني هذا قال أخبرنا الشيخ الإمام جمال الدين أحمد بن محمد ابن محمد عرف بمذكويه القزويني بقراءتي عليه بها في الخانقاه الملكي الإمامي رحم اللّه بانيه ضحوة يوم الأحد الثاني من شهر ذي القعدة سنة سبع و ثمانين و ستمائة قلت له:أخبرك الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن علي بن علي المعروف ب(ابن سكينة)إجازة؟قال:نعم،قال:أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنّة أبو عبد اللّه محمد بن حمويه الجويني إجازة قال:أنبأنا إسماعيل بن عبد الغافر قال:

أنبأنا السيد أبو المعالي إسماعيل بن الحسن الحسني قال:أنبأنا الشيخ أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الهروي الكوفي قال:نبأنا موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام قال:«أنبأنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده عليّ بن الحسين عليه السّلام عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صلّي علي محمد و علي آل محمد مائة مرة قضي اللّه تعالي له مائة حاجة» (2).

الحديث الثالث عشر: الحمويني هذا قال:انبأني الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق و الشيخ مجد الدين عبد اللّه بن محمود قالا:أنبأنا الشيخ المسند رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي إجازة قال:أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل العزاوي إجازة قال:نبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أنبأنا أبو بكر بن الحارث الفقيه،أنبأنا علي بن عمر الحافظ نبأنا أبو بكر النيسابوري،نبأنا أبو الأزهر،نبأنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نبأنا أبي عن ابن إسحاق قال:و حدثني في الصلاة علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ المرء المسلم صلّي عليه في صلاته محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن محمد بن عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه الأنصاري أخي يا حارث الخزرجي عن أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو قال:أقبل رجل حتي جلس بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن عنده فقال:يا رسول اللّه

ص: 249


1- فرائد السمطين:/26/1ح 3.
2- فرائد السمطين:/28/1ح 6.

أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلّي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا؟

قال:فصمت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي أحببنا أن الرجل لم يسأله ثم قال:«إذا صلّيتم عليّ فقولوا اللهم صل علي محمد النبي الامي و علي آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم،و علي آل إبراهيم و بارك علي محمد النبي الامي و علي آل محمد كما باركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد»قال علي:هذا الإسناد حسن متصل (1).

الحديث الرابع عشر: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلي الإمام أبي بكر أحمد البيهقي الحافظ قال:أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ نبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ أحمد بن إبراهيم بن ملحان نبا يحيي بن بكر نبأ الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يحيي بن السباق عن رجل من بني الحرث عن ابن مسعود عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل:اللهم صلّ علي محمد و علي آل محمد و بارك علي محمد و علي آل محمد و ترحم علي محمد و علي آل محمد كما صلّيت و باركت و ترحمت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (2).

الحديث الخامس عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني العلاّمة نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم بن عبد الغفار القزويني-و غيره رحمهم اللّه-إجازة بروايتهم عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي إجازة قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف ب(ابن البطي)سماعا عليه قال:أنبأ أبو الفضل حمد بن أحمد أنبأ الحافظ أبو نعيم أحمد ابن عبد اللّه الأصبهاني قال أنبأ علي بن أحمد المصيصي قال:نبأنا أحمد بن خليد الحلبي قال:

أنبأنا أبو ثوبة الربيع بن نافع قال:أنبأ يزيد بن ربيعة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي الأزهر عن واثلة بن الأسقع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم قد جعلت صلواتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي إبراهيم و آل إبراهيم اللهم إنهم منّي و أنا منهم،فاجعل صلاتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك عليّ و عليهم».

قاله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما جمع فاطمة و عليا و الحسن و الحسين تحت ثوبه فقال واثلة:و كنت واقفا علي الباب فقلت:و علي يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي؟قال:«اللهم و علي واثلة»قال إبراهيم بن محمد الحمويني:هذا و هو من اعيان علماء العامة عقد ذكره هذه الأحاديث (3).

فائدة:قال الإمام العلامة فخر الدين محمد بن عمر الرازي جعل اللّه أهل بيت نبيه محمد صلّي اللّه عليه و آله

ص: 250


1- فرائد السمطين:/29/1ح 7.
2- فرائد السمطين:/29/1ح 8.
3- فرائد السمطين:/33/1ح 12.

مساويا له في خمسة أشياء الأول في المحبة:قال اللّه تعالي: فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (1) و قال:لأهل بيته قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) و الثاني في تحريم الصدقة قال عليه السّلام:«حرمت الصدقة عليّ و علي أهل بيتي»و الثالث في الطهارة قال اللّه تعالي: طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقي إِلاّ تَذْكِرَةً (3) و قال:لأهل بيته وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) الرابع في السلام قال:«السلام عليك أيها النبي» و قال في أهل بيته:«سلام علي آل يس»الخامس في الصلوات علي الرسول و علي الآل كما في آخر التشهد (5).

الحديث السادس عشر: الحمويني هذا بإسناده إلي أبي نصر محمد بن إبراهيم السمرقندي حدثني أبو عثمان سعد بن هاشم بن مزيد بطبرية حدّثنا أبو أحمد أيوب بن نصر ابن موسي حدّثنا حماد بن عمر و عن السّري بن خالد حدّثنا قال أبو نصر:و حدّثنا أبو علي الحسين بن حميد بن موسي بمصر نبأنا زهير بن عباد نبأنا محمد بن أيوب حدثني أبو البحتري وهب بن وهب القرشي كلاهما عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و اللفظ لأبي علي أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«اذا هالك أمر فقل:اللهم إني اسألك بحق محمد و آل محمد اسألك أن تكفيني شر ما أخاف و احذر فإنّك تكفي ذلك» (6).

الحديث السابع عشر: الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صلّي علي محمد و آل محمد مائة مرة قضي اللّه تعالي له مائة حاجة» (7).

الحديث الثامن عشر: أبو نعيم من الجزء الرابع من كتاب حلية الأولياء بإسناده عن كعب بن عجرة قال:لما نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (8) جاء رجل إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:

يا رسول للّه هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك فقال:«قولوا اللهم صل علي محمد و علي آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد و بارك علي محمد و علي آل محمد كما باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد»قال أبو نعيم:حديث صحيح متفق عليه (9).

الحديث التاسع عشر: أبو نعيم أيضا بإسناده عن عبد اللّه بن طلحة عن أبيه قال:قلنا:يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك؟فكيف الصلاة عليك؟قال:«قولوا:اللهم صلي علي محمد و علي آل

ص: 251


1- سوره 3 - آيه 31
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 20 - آيه 1
4- سوره 33 - آيه 33
5- فرائد السمطين:35/1 عن الرازي.
6- فرائد السمطين:39/1 ح 2.
7- مناقب ابن المغازلي:/185ح 338.
8- سوره 33 - آيه 56
9- حلية الأولياء:356/4.

محمد،و بارك علي محمد و آل محمد كما صلّيت و باركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (1).

الحديث العشرون: أبو نعيم روي خالد بن سلمة عن موسي بن طلحة عن يزيد بن خارجة الأنصاري قدّس سرّه مثل الحديث السابق قبله بلا فضل (2).

الحديث الحادي و العشرون: من الجزء الثاني من كتاب(الفردوس)في باب الميم عن مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«من صلّي علي محمد و آل محمد مائة مرة قضي اللّه له مائة حاجة» (3).

الحديث الثاني و العشرون: و من الجزء الثاني من كتاب(الفردوس)أيضا من باب الميم بالإسناد قال عن أمير المؤمنين عليه السّلام:«ما من دعاء إلاّ بينه و بين السماء حجاب حتي يصلّي علي النبي و علي آل محمد فإذا فعل ذلك انخرق ذلك الحجاب و دخل الدعاء،فإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء» (4).

الحديث الثالث و العشرون: و من كتاب(مناقب الصحابة)للسمعاني بالإسناد قال:عن الحارث و عاصم بن ضمرة عن علي عليه السّلام قال:«كل دعاء عن السماء محجوب حتي يصلّي علي محمد و آل محمد» (5).

ص: 252


1- حلية الأولياء:373/4.
2- حلية الأولياء:373/4.
3- الفردوس:61/4 ح 5681،و مناقب ابن المغازلي:296.
4- ينابيع المودة:5232/3.
5- مجمع الزوائد:160/10،و قال الهيثمي:رواه الطبراني و رجاله ثقات،و المعجم الأوسط:220/1 ح 725.

الباب الثامن

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) (2)و كيفية الصلاة و ثواب ذلك

من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا الحديث الأول: الطبرسي في(الاحتجاج)في معني الآية قال عليه السّلام:«لهذه الآية ظاهر و باطن فالظاهر قوله«صلوا عليه»،و الباطن قوله: وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (3) أي سلموا لمن وصّاه و استخلفه فضله عليكم و ما عهد به إليه تسليما،و هذا مما أخبرتك انه لا يعلم تأويله إلا من لطف حسّه و صفا ذهنه» (4).

الحديث الثاني: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال:حدّثنا علي بن الجعد قال:أخبرنا شعبة قال:حدّثنا الحكم قال:سمعت ابن أبي ليلي يقول:لقيت كعب عجرة فقال:ألا أهدي لك هدية:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج علينا فقلنا:يا رسول ألا قد علمنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟قال:

«قولوا:اللهمّ صل علي محمد كما صلّيت علي إبراهيم و بارك علي آل محمد كما باركت علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (5).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي قال:

حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عبد اللّه بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من قال:صلي اللّه علي محمد و آله قال اللّه جل جلاله:

صلي اللّه عليك فليكثر من ذلك،و من قال:صلي اللّه علي محمد و لم يصل علي آله لم يجد ريح الجنة و ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام» (6).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر قال:حدّثنا المعلي بن محمد البصري عن محمد بن جمهور العمي عن أحمد بن

ص: 253


1- سوره 33 - آيه 56
2- الأحزاب:56.
3- سوره 33 - آيه 56
4- الاحتجاج:77/1.
5- أمالي الصدوق:/470مجلس /61ح 5.
6- أمالي الصدوق:/462مجلس /60ح 6.

حفص البزار الكوفي عن أبيه عن ابن أبي حمزة عن أبيه قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) فقال:

الصلاة من اللّه عز و جل رحمة،و من الملائكة تزكية،و من الناس دعاء و أما قوله: وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (2) فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه قال:فقلت له كيف نصلّي علي محمد و آل محمد قال:

تقولون:صلوات اللّه و صلوات ملائكته و أنبيائه و رسله و جميع خلقه علي محمد و آل محمد و السلام عليه و عليهم و رحمة اللّه و بركاته».

قال:قلت:فما ثواب من صلي علي النبي و آله بهذه الصلوات؟

قال:«الخروج من الذنوب و اللّه كهيئته يوم ولدته أمه» (3).

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:قال صلوات اللّه عليه تزكية له و ثناء عليه، و صلوات الملائكة مدحهم له،و صلوات الناس دعاؤهم له و التصديق و الاقرار بفضله و قوله:

وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (4) يعني سلموا له بالولاية و بما جاء به (5).

الحديث السادس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن علي بن الجعد عن شعيب عن الحكم قال:سمعت ابن أبي ليلي يقول:لقيني كعب بن عجرة فقال:ألا اهدي لك هدية؟قلت:بلي قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج إلينا فقلت:يا رسول اللّه قد علمنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟قال:«قولوا:اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد،و بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (6).

الحديث السابع: ابن بابويه عن أبيه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد قال:

حدّثنا أبي عن أبي المغيرة قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«من قال في دبر صلاة الصبح و صلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحد إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (7) اللهم صل علي محمد و ذريته قضي اللّه له مائة حاجة سبعين في الدنيا و ثلاثين في الآخرة»قال:قلت ما معني صلاة اللّه و ملائكته و صلاة المؤمنين؟قال:«صلاة اللّه رحمة من اللّه و صلاة ملائكته تزكية منهم له و صلاة المؤمنين دعاء منهم له» (8).

الحديث الثامن: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم

ص: 254


1- سوره 33 - آيه 56
2- سوره 33 - آيه 56
3- معاني الأخبار:1/367.
4- سوره 33 - آيه 56
5- تفسير القمي:196/2.
6- بحار الأنوار:259/27 ح 10.
7- سوره 33 - آيه 56
8- ثواب الأعمال:156.

و عبد الرّحمن بن أبي نجران جميعا عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«كل دعاء يدعي اللّه عز و جل به محجوب عن السماء حتي يصلي علي محمد و آل محمد» (1).

الحديث التاسع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن صفوان ابن يحيي قال:كنت عند الرضا عليه السّلام فعطس فقلت له:صلي اللّه عليك،ثم عطس فقلت:صلي اللّه عليك ثم عطس فقلت:صلي اللّه عليك،فقلت له جعلت فداك إذا عطس مثلك نقول له كما يقول بعضنا لبعض يرحمك اللّه أو كما نقول قال:«نعم أ ليس تقول صلي اللّه علي محمد و آل محمد» قلت:بلي قال:«ارحم محمدا و آل محمد؟»[قالت]:بلي قال:«فقد صلي اللّه عليه و رحمه و إنما صلواتنا عليه رحمة لنا و قربه» (2).

الحديث العاشر: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيي عن جده الحسن بن راشد عن عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«من عطس ثم وضع يده علي قصبته أنفه ثم قال:الحمد للّه رب العالمين حمدا كثيرا كما هو أهله و صلي اللّه علي محمد النبي و آله و سلم خرج من منخره الأيسر طائر أصغر من الجراد و أكبر من الذباب حتي يصير تحت العرش يستغفر اللّه له إلي يوم القيامة» (3).

الحديث الحادي عشر: ابن يعقوب عن علي بن محمد بن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام:«يا عمر إنه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذر و في أيديهم أقلام الذهب و قراطيس الفضة لا يكتبون إلي ليلة السبت إلاّ الصلاة علي محمد و آل محمد صلّي اللّه عليه و آله فأكثر منها»و قال:«يا عمر إن من السنة أن تصلي علي محمد و علي أهل بيته في كل يوم جمعة ألف مرة و في سائر الأيام مائة مرة» (4).

الحديث الثاني عشر: ابن يعقوب عن أحمد بن محمد بن عيسي عن يعقوب بن عبد اللّه عن إسحاق بن فروخ مولي آل طلحة قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«يا إسحاق بن فروخ من صلّي علي محمد و آل محمد عشرا صلّي اللّه عليه و ملائكته مائة مرة و من صلي علي محمد و آل محمد مائة مرة صلي اللّه عليه و ملائكته ألفا أ ما تسمع قول اللّه عز و جل: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (5) » (6).

ص: 255


1- الكافي:493/2 ح 10.
2- الكافي:653/2 ح 4.
3- الكافي:657/2 ح 22.
4- الكافي:416/3 ح 13.
5- سوره 33 - آيه 43
6- الكافي:493/2 ح 13.

الحديث الثالث عشر: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه و حسين بن أبي العلاء عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إذا ذكر النبي فاكثروا الصلاة عليه فإنه من صلّي علي النبي صلي اللّه عليه و آله صلاة واحدة صلّي اللّه عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة،و لم يبق شيء مما خلقه اللّه إلاّ صلّي علي العبد لصلاة اللّه عليه و صلاة ملائكته فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور» (1).

الحديث الرابع عشر: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام قال:«ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة علي محمد و آل محمد،و إن الرجل لتوضع أعماله في الميزان فيميل به فيخرج صلّي اللّه عليه و آله الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيرجّح» (2).

الحديث الخامس عشر: ابن يعقوب بإسناده و ابن بابويه أيضا بإسنادها عن ناحية قال:قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام:«إذا صلّيت يوم الجمعة فقل:اللهم صل علي محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و السلام عليه عليهم و علي أرواحهم و أجسادهم و رحمة اللّه و بركاته،فإنه من قالها في دبر العصر كتب اللّه عز و جل له مائة ألف حسنة و محي عنه مائة الف سيئة و قضي له بها مائة ألف حاجة و رفع له بها مائة ألف درجة» (3).

الحديث السادس عشر: الشيخ الطوسي في مجالسه بإسناده عن العباس عن بشر بن بكار عن عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام:«إن ملكا من الملائكة سأل اللّه أن يعطيه سمع العباد فأعطاه فذلك الملك قائم حتي تقوم الساعة ليس أحد من المؤمنين يقول:صلي اللّه علي محمد و آله و سلم إلاّ قال الملك و عليك السلام.ثم يقول الملك:يا رسول اللّه إن فلانا يقرئك السلام فيقول رسول اللّه و عليه السّلام» (4).

الحديث السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطّار عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري عن محمد بن عيسي بن عبيد عن سليمان بن رشيد عن أبيه عن معاوية بن عمار قال:ذكرت عند أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام بعض الأنبياء فصليت عليه فقال:«إذا ذكرت أحدا من الأنبياء فابدأ بالصلاة علي محمد ثم عليه

ص: 256


1- الكافي:492/2 ح 5.
2- الكافي:494/2 ح 15.
3- الكافي:429/3 ح 4.
4- أمالي الطوسي:/678مجلس /37ح 16.

فقل صلي اللّه علي محمد و آله و علي جميع الأنبياء» (1).

الحديث الثامن عشر: ابن بابويه حدّثنا حمزة بن محمد العلوي قدّس سرّه قال:أخبرني علي بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن مالك الجهني قال:ناولت أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام شيئا من الرياحين فأخذه و شمّه و وضعه علي عينيه ثم قال:«من تناول ريحانة فشمّها و وضعها علي عينه ثم قال:اللهم صلي علي محمد و آل محمد لم تقع علي الأرض حتي يغفر له» (2).

الحديث التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي اللّه عنه قال:

حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع عن أبيه قال:حدثني يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيد الشهداء عن أبيه علي بن أبي طالب سيد الأوصياء قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صلي عليّ و لم يصل علي آلي لم يجد ريح الجنة و أن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام» (3).

الحديث العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم القزويني قال:

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن وهبان الهنائي البصري قال:حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال:

أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال:حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال:حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتي يصلّي علي محمد و آل محمد عليهم السّلام» (4).

ص: 257


1- أمالي الطوسي:/462مجلس /60ح 9.
2- أمالي الطوسي:/338مجلس /45ح 7.
3- أمالي الطوسي:/267مجلس /36ح 12.
4- أمالي الطوسي:/662مجلس /35ح 23.

الباب التاسع

في قوله تعالي اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ... (1) الآية (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: ما رواه ابن المغازلي الشافعي في كتاب(المناقب)يرفعه إلي علي بن جعفر قال:سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ (3) قال:«المشكاة فاطمة عليها السّلام و المصباح الحسن و الحسين عليهما السّلام و الزجاجة كأنها كوكب درّي قال:كانت فاطمة كوكبا درّيا بين نساء العالمين يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (4) الشجرة المباركة إبراهيم لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (5) لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (6) قال:يكاد العلم ينطق منها و لو لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (7) نُورٌ عَلي نُورٍ (8) قال:فيها إمام بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (9) قال:يهدي اللّه لولايتنا من يشاء (10).

الحديث الثاني: صاحب(المناقب الفاخرة)في العترة الطاهرة بإسناده إلي علي بن جعفر قال:

سألت أبا الحسن رضي اللّه عنه عن قول اللّه تعالي: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ (11) قال:«المشكاة فاطمة عليها السّلام و المصباح الحسن و الزجاجة الحسين كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (12) [قال:كانت فاطمة كأنها كوكب دري]من نساء العالمين توقد من شجرة مباركة،الشجرة إبراهيم عليه السّلام لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (13) لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (14) معناه يكاد العلم ينطق منها نُورٌ عَلي نُورٍ (15) منها إمام بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (16) [قال:يهدي لولايتنا من يشاء]» (17).

ص: 258


1- سوره 24 - آيه 35
2- النور:35.
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 24 - آيه 35
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- مناقب ابن المغازلي:/195ح 361.
11- سوره 24 - آيه 35
12- سوره 24 - آيه 35
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- الصراط المستقيم:296/1،و البحار:315/23.

الباب العاشر

في قوله تعالي اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ... (1) الآية

من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عني عقوب بن يزيد عن العباس بن هلال قال:سألت الرضا عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (2) فقال:«هاد لأهل السماء و هاد لأهل الأرض»في رواية البرقي«هدي من في السماوات و هدي من في الأرض» (3).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد ابن الحسن بن شمون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصم عن عبد اللّه بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ (4) فاطمة عليها السّلام فِيها مِصْباحٌ (5) الحسن اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (6) الحسين اَلزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (7) فاطمة كوكب درّي بين نساء أهل الدنيا يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (8) إبراهيم عليه السّلام زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (9) لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (10) يعني يكاد العلم ينفجر بها وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ (11) إمام منها بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (12) يهدي اللّه للائمة عليهم السّلام من يشاء وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ (13) قلت أَوْ كَظُلُماتٍ (14) قال الأول و صاحبه يَغْشاهُ مَوْجٌ (15) الثالث مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ (16) ظلمات الثاني بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ (17) معاوية لعنه اللّه و فتن بني امية إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ (18) المؤمن في ظلمة فتنتهم لَمْ يَكَدْ يَراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً (19) إماما من ولد فاطمة عليها السّلام فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (20) يوم القيامة (21).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي و هو قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ (22) يقول:أنا هادي السماوات و الأرض مثل العلم الذي أعطيته و هو نوري الذي يهتدي به مثل كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (23)

ص: 259


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- الكافي:115/1 ح 4.
4- سوره 24 - آيه 35
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- سوره 24 - آيه 35
11- سوره 24 - آيه 35
12- سوره 24 - آيه 35
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 40
15- سوره 24 - آيه 40
16- سوره 24 - آيه 40
17- سوره 24 - آيه 40
18- سوره 24 - آيه 40
19- سوره 24 - آيه 40
20- سوره 24 - آيه 40
21- الكافي:195/1 ح 5.
22- سوره 24 - آيه 35
23- سوره 24 - آيه 35

فالمشكاة قلب محمد صلّي اللّه عليه و آله و المصباح النور الذي فيه العلم و قوله اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (1) يقول:

إني اريد أن اقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (2) فاعلمهم فضل الوصي يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (3) فأصل الشجرة المباركة إبراهيم عليه السّلام و هو قول اللّه عز و جل رحمة اللّه و بركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد،و هو قول اللّه عز و جل: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (4) لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (5) فيقول:لستم يهود فتصلون قبل المغرب و لا نصاري فتصلون قبل المشرق،و أنتم علي ملة إبراهيم عليه السّلام و قد قال اللّه عز و جل: ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (6) و قوله: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (7) يقول:مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يتخذ من الزيتون: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (8) يقول:

يكادون أن يتكلموا بالنبوة و لو لم ينزل عليهم ملك» (9).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا إبراهيم بن هارون الهيسي بمدينة السلام قال:

حدثني محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال:حدّثنا الحسين بن أيوب عن الحسين بن سليمان عن محمد بن هارون الذهبي عن الفضل ابن يسار قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام الصادق عليه السّلام: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (10) قال:كذلك اللّه عز و جل قال:قلت مَثَلُ نُورِهِ (11) قال:«محمد صلّي اللّه عليه و آله»قلت:

كَمِشْكاةٍ (12) قال«صدر محمد صلّي اللّه عليه و آله»قلت: فِيها مِصْباحٌ (13) قال:«فيه نور العلم يعني النبوة»قلت اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (14) قال:«علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صدر إلي قلب علي عليه السّلام»قلت: كَأَنَّها (15) قال:

«لأي شيء تقرأ كَأَنَّها (16) »فقلت:فكيف اقراء جعلت فداك؟قال: كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (17) قلت يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (18) قال:«ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام لا يهودي و لا نصراني»قلت: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (19) قال:«يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله من قبل أن ينطق به»قلت: نُورٌ عَلي نُورٍ (20) قال:«الإمام في أثر الإمام» (21).

الحديث الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا إبراهيم بن هارون الهيسي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري قال:حدّثنا أحمد بن صبيح قال:حدّثنا طريف بن ناصح عن عيسي بن راشد عن محمد بن علي بن الحسين في قول اللّه عز

ص: 260


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 3 - آيه 33
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 3 - آيه 67
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- الكافي:380/8 ح 574.
10- سوره 24 - آيه 35
11- سوره 24 - آيه 35
12- سوره 24 - آيه 35
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- سوره 24 - آيه 35
18- سوره 24 - آيه 35
19- سوره 24 - آيه 35
20- سوره 24 - آيه 35
21- معاني الأخبار:7/15.

و جل: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (1) قال:«المشكاة»نور العلم في صدر محمد صلّي اللّه عليه و آله اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (2) الزجاجة صدر علي عليه السّلام صار علم النبي صلّي اللّه عليه و آله الي صدر علي عليه السّلام اَلزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (3) قال نور العلم لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (4) قال:لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (5) قال:يكاد العالم من آل محمد عليهم السّلام يتكلم بالعلم قبل أن يسأل نُورٌ عَلي نُورٍ (6) يعني إماما مؤيدا بنور العلم و الحكمة في أثر إمام من آل محمد عليهم السّلام و ذلك من لدن آدم إلي أن تقوم الساعة».

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمد بن اسلم الجبلي عن الخطاب بن عمرو مصعب بن عبد اللّه الكوفيين عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ (7) «فالمشكاة صدر نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيه المصباح و اَلْمِصْباحُ (8) هو العلم فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ (9) و الزجاجة أمير المؤمنين و علم نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله عنده» (10).

الحديث السابع: ابن بابويه رواه مرسلا عن الصادق عليه السّلام أنه سئل عن قول اللّه عز و جل اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (11) فقال:«هو مثل ضربه اللّه عز و جل لنا» (12).

الحديث الثامن: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا محمد بن همام قال:حدّثنا جعفر بن محمد قال:

حدّثنا محمد بن الحسين الصائغ قال:حدّثنا الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال:

سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول في قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (13) «المشكاة فاطمة عليها السّلام فيها مصباح الحسن المصباح و الحسين في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري كان فاطمة عليها السّلام كوكب درّي بين نساء أهل الأرض يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (14) توقد من إبراهيم عليه السّلام لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (15) يعني لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (16) يكاد العلم ينفجر منها وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ (17) علي نور إمام منها بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (18) يهدي اللّه إلي الأئمة من يشاء أن يدخله في نور ولايتهم مخلصا وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (19) » (20).

الحديث التاسع: علي بن هاشم قال:حدثني أبي عن عبد اللّه بن جندب قال:كتبت إلي أبي الحسن الرضا عليه السّلام أسأله عن تفسير هذه الآية فكتب إليّ الجواب:«أما بعد فإن محمدا صلّي اللّه عليه و آله كان أمين

ص: 261


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 24 - آيه 35
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- التوحيد:5/159.
11- سوره 24 - آيه 35
12- التوحيد:2/157.
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- سوره 24 - آيه 35
18- سوره 24 - آيه 35
19- سوره 24 - آيه 35
20- تفسير القمي:102/2.

اللّه في خلقه فلما قبض النبي صلّي اللّه عليه و آله كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء اللّه في أرضه عندنا علم المنايا و البلايا و أنساب العرب و مولد الإسلام و ما من فئة تضل مائة و تهدي مائة إلاّ و نحن نعرف سائقها و قائدها و ناعقها،و إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق،و إن شيعتنا المتكوبون بأسمائهم أسماء آبائهم أخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق و يردون موردنا و يدخلون مدخلنا ليس علي ملة الإسلام غيرنا و غيرهم إلي يوم القيامة،نحن الآخذون بحجزة نبينا و نبيّنا آخذ بحجزة ربنا،و الحجزة النور و شيعتنا آخذون بحجزتنا من فارقنا هلك،و من تابعنا نجا و المفارق لنا و الجاحد لولايتنا كافر و متبعنا و تابع اوليائنا مؤمن لا يحبنا كافر و لا يبغضنا مؤمن و من مات و هو يحبنا كان حقا علي اللّه أن يبعثه معنا نحن نور لمن تبعنا و هدي لمن اهتدي بنا، و من لم يكن منّا فليس من الإسلام في شيء بنا فتح اللّه الدين،و بنا يختمه و بنا اطعمكم اللّه عشب الأرض و بنا أنزل قطر السماء و بنا آمنكم اللّه من الغرق في بحركم و من الخسف في بركم و بنا نفعكم اللّه في حياتكم و في قبوركم و في محشركم و عند الصراط و عند الميزان و عند دخولكم الجنان مثلنا في كتاب اللّه مشكاة،و المشكاة في القنديل فنحن المشكاة فيها مصباح المصباح محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و المصباح في زجاجة من عنصره الطاهر الزجاجة،كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية و لا دعية و لا منكرة يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (1) القرآن نُورٌ عَلي نُورٍ (2) يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) فالنور علي عليه السّلام يهدي اللّه لولايتنا من أحب و حق علي اللّه أن بعث ولينا مشرقا جهه منيرا برهانه طاهرا عند اللّه حجته حقا علي اللّه أن يجعل اوليائنا المتقين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيق فشهداؤنا لهم فضل علي الشهداء بعشر درجات،و لشهيد شيعتنا فضل علي كل شهيد غيرنا بتسع درجات.

نحن النجباء و نحن افراط الأنبياء و نحن أولاد الأوصياء و نحن المخصوصون في كتاب اللّه و نحن أولي الناس برسول اللّه و نحن الذين شرع اللّه لنا دينه فقال في كتابه شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّي بِهِ نُوحاً (4) و الذي اوحينا إليك يا محمد ما وصيّنا به إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب قد علمنا و بلغنا ما علمنا و استودعنا علمهم و نحن ورثة الأنبياء و نحن ورثه أولي العلم و أولي العزم من الرسل و الأنبياء أن اقيموا الدين كما قال و لا تتفرقوا فيه و إن كبر علي المشركين من اشرك بولاية علي ما تدعوهم إليه من ولاية اللّه يا محمد يهدي إليه من ينيب من يجيبك إلي ولاية

ص: 262


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 42 - آيه 13

علي عليه السّلام و قد بعثت بكتاب منه هدي فتدبّره و افهمه فإنه شفاء لما في الصدور» (1).

الحديث العاشر: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:

حدّثنا محمد بن جعفر الحسني عن إدريس بن زياد الحنّاط عن أبي عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه الخراساني عن يزيد بن إبراهيم أبي حبيب الساجي عن أبي عبد اللّه عن أبيه علي بن الحسين عليه السّلام أنّه قال:«مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكاة فنحن المشكاة و المشكاة الكوّة فيها مصباح،و المصباح في زجاجة و الزجاجة محمد صلّي اللّه عليه و آله كأنه كوكب دري يوقد من شجرة مباركة قال:علي عليه السّلام زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ (2) القرآن يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (3) يهدي لولايتنا من أحب (4).

الحديث الحادي عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس بن عبد الرّحمن قال:حدّثنا أصحابنا أن أبا الحسن عليه السّلام كتب إلي عبد اللّه بن جندب قال لي علي بن الحسين عليه السّلام:«إن مثلنا في كتاب اللّه كمثل المشكاة،و المشكاة في القنديل فنحن المشكاة فِيها مِصْباحٌ (5) و المصباح محمد صلّي اللّه عليه و آله اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (6) نحن الزجاجة يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (7) علي زَيْتُونَةٍ (8) معروفه لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (9) لا منكرة و لا دعية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ (10) القرآن عَلي نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) بأن يهدي من أحب إلي ولايتنا» (12).

الحديث الثاني عشر: محمد بن العباس بن محمد بن أبي الحسين الخطاب الزيّات قال:حدثني أبي عن موسي بن سعد عن عبد اللّه بن القاسم بإسناده إلي صالح بن سهل قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (13) قال:المشكاة فاطمة عليها السّلام فِيها مِصْباحٌ (14) «الحسن اَلْمِصْباحُ (15) الحسين فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (16) فاطمة كوكب دريّ بين نساء أهل الجنة يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (17) إبراهيم عليه السّلام زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (18) لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (19) أي يكاد العلم ينفجر منها وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ (20) إمام بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (21) يهدي اللّه للأئمة من يشاء وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (22) (23).

الحديث الثالث عشر: المفيد في(الاختصاص)عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن

ص: 263


1- تفسير القمي:104/2.
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- بحار الأنوار:311/23 ح 16.
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- سوره 24 - آيه 35
11- سوره 24 - آيه 35
12- بحار الأنوار:324/23 ح 40.
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- سوره 24 - آيه 35
18- سوره 24 - آيه 35
19- سوره 24 - آيه 35
20- سوره 24 - آيه 35
21- سوره 24 - آيه 35
22- سوره 24 - آيه 35
23- بحار الأنوار:305/23 ح 2.

محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنحل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ (1) «فهو محمد صلّي اللّه عليه و آله فيها مصباح هو العلم، اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ (2) فزعم أن امير المؤمنين و علم نبي اللّه عنده» (3).

الحديث الرابع عشر: أبو علي الطبرسي قال:روي عن الرضا عليه السّلام أنه قال:«نحن المشكاة فيها و المصباح هو محمد صلّي اللّه عليه و آله يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (4) يهدي اللّه لولايتنا من أحب» (5).

الحديث الخامس عشر: جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت إلي مسجد الكوفة و أمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه يكتب باصبعيه و يتبسم،فقلت له:يا أمير المؤمنين ما الذي يضحكك؟فقال:«عجبت لمن يقرأ هذه الآية و لم يعرفها حق معرفتها»فقلت له:أي آية يا أمير المؤمنين؟فقال:«قوله تعالي اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (6) المشكاة محمد صلّي اللّه عليه و آله فِيها مِصْباحٌ (7) أنا اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ (8) الحسن و الحسين كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (9) و هو علي بن الحسين يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (10) محمد بن علي مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ (11) جعفر بن محمد لا شَرْقِيَّةٍ (12) موسي بن جعفر وَ لا غَرْبِيَّةٍ (13) علي بن موسي الرضا يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (14) محمد بن علي وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (15) علي بن محمد نُورٌ عَلي نُورٍ (16) الحسن بن علي يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (17) القائم المهدي وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (18) » (19).

ص: 264


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- الاختصاص:278.
4- سوره 24 - آيه 35
5- مجمع البيان:251/7.
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- سوره 24 - آيه 35
11- سوره 24 - آيه 35
12- سوره 24 - آيه 35
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- سوره 24 - آيه 35
18- سوره 24 - آيه 35
19- تفسير البرهان:136/3 ح 16،و اللمعة البيضاء بتفاوت:156.

الباب الحادي عشر

في قوله تعالي فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ... (1) (2)

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث:

الحديث الأول: عن أنس و بريدة قالا:قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ (3) إلي قوله اَلْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ (4) فقام رجل قال:أي بيوت هذه يا رسول اللّه؟قال:«بيوت الأنبياء»فقال:يا رسول اللّه هذا البيت منها بيت علي و فاطمة قال:«نعم من أفاضلها» (5).

الحديث الثاني: من تفسير مجاهد و أبي يوسف يعقوب ابن سفيان قال ابن عباس في قوله تعالي: وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً (6) أن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند احجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليأذن بقدومه و مضوا الناس إليه إلاّ علي و الحسن و الحسين و فاطمة و سلمان و أبو ذر و المقداد و صهيب و تركوا النبي صلّي اللّه عليه و آله قائم يخطب علي المنبر فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«لقد نظر اللّه يوم الجمعة إلي مسجدي فلو لا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لاضطرمت المدينة علي أهلها نارا و حصبوا بالحجارة كقوم لوط و نزل فيهم رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ (7) » (8).

الحديث الثالث: الثعلبي في تفسيره في تفسير الآية برفع الإسناد إلي أنس بن مالك قال قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية فقام رجل فقال يا رسول اللّه أي بيوت هذه يا رسول اللّه؟قال:«بيوت الأنبياء»فقام إليه أبو بكر فقال:يا رسول اللّه هذا البيت منها،يعني بيت علي و فاطمة؟قال:«نعم من أفاضلها» (9).

الحديث الرابع: الثعلبي في تفسيره في معني الآية قال:حدّثنا المنذر بن محمد القابوسي حدّثنا الحسين بن سعيد حدثني أبي عن أبان بن تغلب عن مصقع بن الحرث عن أنس بن مالك و عن بريدة قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هذه الآية فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (10) ...إلي قوله: وَ الْأَبْصارُ (11) فقام إليه أبو بكر فقال:يا رسول اللّه هذا البيت منها يعني بيت علي و فاطمة قال نعم:«من أفاضلها» (12).

ص: 265


1- سوره 24 - آيه 36
2- النور:36.
3- سوره 24 - آيه 36
4- سوره 24 - آيه 37
5- الدر المنثور:50/5.
6- سوره 62 - آيه 11
7- سوره 24 - آيه 37
8- مناقب آل أبي طالب:407/1.
9- العمدة:152 عن الثعلبي.
10- سوره 24 - آيه 36
11- سوره 24 - آيه 37
12- العمدة:152 عن الثعلبي.

الباب الثاني عشر

في قوله تعالي فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ... (1)

من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن عبد اللّه بن جندب قال:كتبت إلي أبي الحسن الرضا عليه السّلام اسأله عن تفسير هذه الآية يعني قوله تعالي: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ... (2) الآية و ذكر عليه السّلام في تفسيرها:«مثلنا في كتاب اللّه المشكاة و المشكاة في القنديل فنحن المشكاة»و ساق الحديث و قد تقدم بتمامه في قوله تعالي: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ... (3) الآية و في آخر الرواية و الدليل في قوله اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (4) و أنها في أهل البيت عليهم السّلام قال:

«و الدليل علي أن هذا مثل لهم قوله تعالي فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (5) ...إلي قوله بِغَيْرِ حِسابٍ (6) » (7).

الحديث الثاني: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال:حدّثنا القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (8) قال:«هي بيوت الأنبياء و بيت علي منها» (9).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن من ذكره عن محمد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إنكم لا تكونون صالحين حتي تعرفوا و لا تعرفوا،حتي تصدقوا و لا تصدقوا،حتي تسلّموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلاّ بآخرها ضل أصحاب الثلاثة و تاهوا تيها بعيدا،إن اللّه تبارك و تعالي لا يقبل إلاّ العمل الصالح و لا يقبل اللّه إلاّ الوفاء بالشروط و العهود،فمن وفي للّه عز و جل بشرطه و استعمل ما وصف في عهده،نال ما عنده و استكمل ما وعد اللّه،إن اللّه تبارك و تعالي أخبر العباد بطريق الهدي و شرع لهم فيها المنار و أخبرهم كيف يسلكون فقال: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ (10)

ص: 266


1- سوره 24 - آيه 36
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 24 - آيه 35
5- سوره 24 - آيه 36
6- سوره 24 - آيه 38
7- تفسير القمي:104/2.
8- سوره 24 - آيه 36
9- تفسير القمي:104/2.
10- سوره 20 - آيه 82

صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) (2) و قال: إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (3) (4)فمن اتقي اللّه فيما أمره لقي اللّه مؤمنا بما جاء به محمد صلّي اللّه عليه و آله هيهات هيهات و فات قوم و ماتوا قبل أن يهتدوا فظنوا أنهم آمنوا و اشركوا من حيث لا يعلمون،إنّه من أتي البيوت من أبوابها اهتدي،و من أخذ في غيرها سلك طريق الردي و وصل اللّه طاعة ولي أمره بطاعة رسوله و طاعة رسول بطاعته،فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع اللّه و لا رسوله،و هو الاقرار بما أنزل من عند اللّه عزّ و جل خذوا زينتكم عند كل مسجد و التمسوا البيوت التي أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه،فإنه أخبركم إنهم رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الابصار،إن اللّه قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال: وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (5) تاه من جهل و اهتدي من أبصر و عقل إن اللّه عز و جل يقول: فَإِنَّها لا تَعْمَي الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَي الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (6) (7)و كيف يهتدي من لم يبصر و كيف يبصر من لم يتدبّر اتبعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أهل بيته و اقروا بما نزل من عند اللّه و اتبعوا آثار الهدي فإنهم علامات الأمانة و التقي،و اعلموا أنه لو انكر رجل عيسي ابن مريم عليه السّلام و أقرّ بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار و التمسوا من وراء الحجب الآثار تستكملوا أمر دينكم و تؤمنوا باللّه ربكم» (8).

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال:كنت جالسا في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ اقبل رجل فسلم فقال:من أنت يا عبد اللّه؟فقلت:رجل من أهل الكوفة فما حاجتك؟ فقال لي:أ تعرف أبا جعفر محمد بن علي عليه السّلام؟قلت:نعم فما حاجتك إليه؟قال:هيّأت له أربعين مسأله اسأله عنها فما كان من حق أخذته و ما كان من باطل تركته قال أبو حمزة:فقلت له:هل تعرف ما بين الحق و الباطل؟.

قال:نعم،قلت:فما حاجتك إليه إذ كنت تعرف ما بين الحق و الباطل؟فقال لي:يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر عليه السّلام فاخبرني فما انقطع كلامه حتي اقبل أبو جعفر عليه السّلام و حوله أهل خراسان و غيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضي حتي جلس مجلسه و جلس الرجل قريبا منه قال أبو حمزة:فجلست حيث اسمع الكلام و حوله عالم من الناس فلما قضي حوائجهم

ص: 267


1- سوره 20 - آيه 82
2- طه:82.
3- سوره 5 - آيه 27
4- المائدة:27.
5- سوره 35 - آيه 24
6- سوره 22 - آيه 46
7- الحج:46.
8- الكافي:181/1-182 ح 6.

و انصرفوا التفت إلي الرجل فقال له:«من أنت».

قال أنا قتادة بن دعامة البصري فقال أبو جعفر:«أنت فقيه أهل البصرة»فقال:نعم فقال له أبو جعفر عليه السّلام:«ويحك يا قتادة إن اللّه عز و جل خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا علي خلقه فهم أوتاده في الأرض قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه اظلة عن يمين عرشه»قال:

فسكت قتادة طويلا ثم قال:اصلحك اللّه و اللّه لقد جلست بين يدي الفقهاء و قدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك فقال له أبو جعفر عليه السّلام:«ويحك أ تدري أين أنت؟ أنت بين يدي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ (1) و نحن أولئك»فقال له قتادة:صدقت و اللّه جعلني اللّه فداك و اللّه ما هي بيوت حجارة و لا طين قال قتادة:فأخبرني عن الجبن؟قال فتبسم أبو جعفر عليه السّلام ثم قال:«رجعت مسائلك إلي هذا»فقال:ضلت علي،فقال:«لا بأس به»فقال إنه ربما جعلت فيه انفحة الميت فقال:«ليس بها بأس إن الأنفحة ليس فيها عروق و لا فيها دم و لا لها عظم إنما تخرج من بين فرث و دم ثم قال:و انما الانفحة بمنزلة دجاجة ميتة اخرجت منها بيضة فهل توكل تلك البيضة»فقال قتادة:لا و لا أمر بأكلها،فقال له أبو جعفر عليه السّلام:«و لم؟»قال:لأنها من الميتة قال له:«فإن حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أ تأكلها؟»قال نعم:قال:«فما حرم عليك البيضة و حلل لك الدجاجة؟»ثم قال«فكذلك الأنفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين و لا تسأل عنه إلا أن يأتيك من يخبرك عنه» (2).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن حميد بن زياد عن أبي العباس عن عبد اللّه بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاهري عن محمد بن زياد بياع السّابري عن أبان عن أبي بصير قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله اللّه عز و جل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ... (3) قال:«هي بيوت النبي صلّي اللّه عليه و آله» (4).

الحديث السادس: محمد بن العباس في تفسيره قال:حدّثنا المنذر بن محمد القابوسي قال:

حدّثنا أبي عن عمه عن أبان بن تغلب عن بقيع بن الحرث عن أنس بن مالك عن بريدة قال:قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (5) فقام إليه رجل قال:أي بيوت هذه يا رسول اللّه؟قال:«بيوت الأنبياء»فقام إليه أبو بكر فقال:يا رسول اللّه هذا البيت منها و أشار إلي بيت علي و فاطمة عليها السّلام قال:«نعم من أفضلها» (6).

ص: 268


1- سوره 24 - آيه 36
2- الكافي:256/6-257 ح 1.
3- سوره 24 - آيه 36
4- الكافي:331/8 ح 510.
5- سوره 24 - آيه 36
6- بحار الأنوار:325/23 ح 1.

الحديث السابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن علي عن أبيه قال:حدّثنا أبي عن محمد بن عبد الحميد عن محمد بن الفضيل قال:سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قوله اللّه عز و جل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (1) قال:«بيوت محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم بيوت علي عليه السّلام منها» (2).

الحديث الثامن: محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل عن عيسي بن داود قال:حدّثنا الإمام موسي بن جعفر عن أبيه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ... (3) قال:«بيوت آل محمد صلّي اللّه عليه و آله بيت علي و فاطمة و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر عليهم السّلام»قلت: بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (4) قال:«الصلاة في أوقاتها»قال:«ثم وصفهم اللّه عزّ و جل و قال: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ (5) قال:«هم الرجال لم يخلط اللّه معهم غيرهم»ثم قال: لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (6) قال:«ما اختصهم به من المودّة و الطاعة المفروضة و صيّر مأواهم الجنة و اللّه يرزق من يشاء بغير حساب» (7).

الحديث التاسع: أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال:روي ابن عباس رضي اللّه عنه أنّه قال:كنت في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد قرأ القارئ: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (8) فقلت:يا رسول اللّه ما البيوت (9)؟فقال صلّي اللّه عليه و آله:«بيوت الأنبياء عليهم السّلام و أومأ بيده إلي بيت فاطمة الزهراء عليها السّلام ابنته عليها السّلام» (10).

ص: 269


1- سوره 24 - آيه 36
2- بحار الأنوار:326/23 ح 2.
3- سوره 24 - آيه 36
4- سوره 24 - آيه 36
5- سوره 24 - آيه 37
6- سوره 24 - آيه 38
7- بحار الأنوار:326/23 ح 4.
8- سوره 24 - آيه 36
9- في المصدر:أي بيوت هذه؟.
10- مجمع البيان:253/7 بتفاوت و فيه:فقام أبو بكر فقال:يا رسول اللّه:هذا البيت منها؟يعني بيت علي و فاطمة،فقال:نعم من أفاضلها.و فضائل ابن شاذان:104،و البحار:326/23 كما في المتن.

الباب الثالث عشر

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ... (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: الثعلبي في تفسير هذه الآية قال:حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد القاضي قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين ابن صالح السبيعي قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا أحمد بن ميثم بن نعيم قال:

حدّثنا أبو عبادة السلولي عن الأعمش عن أبي واثل قال:قرأت في مصحف عبد اللّه بن مسعود(إن اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل محمد علي العالمين) (3).

الحديث الثاني: عن ابن عباس رضي اللّه عنه آل إبراهيم و آل عمران المؤمنون من آل إبراهيم و آل عمران و آل يس و آل محمد عليهم السّلام بقوله تعالي: إِنَّ أَوْلَي النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (4) (5).

الباب الرابع عشر

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (6)

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا الحديث الأوّل: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدثني محمد بن عيسي عن هارون قال أبو عبد الصّمد إبراهيم عن أبيه عن جده و هو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم قال:سمعت جعفر بن محمد عليهما السّلام يقرأ(انّ اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران و آل محمد علي العالمين)قال:هكذا نزلت (7).و قال الطبرسي في مجمع البيان:و في قراءة أهل البيت:و آل محمد علي العالمين (8).

ص: 270


1- سوره 3 - آيه 33
2- آل عمران:33.
3- العمدة:55 ح 55 عن الثعلبي،و شواهد التنزيل:152/1 ح 165.
4- سوره 3 - آيه 68
5- العمدة:63/59 عن الثعلبي.
6- سوره 3 - آيه 33
7- أمالي الطوسي:/300ح 592.
8- مجمع البيان:278/2.

الحديث الثاني: علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره قال العالم عليه الرحمة:«نزل آل إبراهيم و آل عمران و آل محمد علي العالمين» (1).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمد ابن مسرور رضي اللّه عنهما قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصّلت قال:حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان و ذكر الحديث إلي أن قال فيه:قال المأمون:هل فضّل اللّه العترة علي سائر الناس؟ فقال أبو الحسن عليه السّلام«إن اللّه عزّ و جلّ أبان فضل العترة علي سائر الناس في محكم كتابه»فقال له المأمون:و أين ذلك من كتاب اللّه؟فقال له الرضا عليه السّلام:«في قوله عزّ و جلّ: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (2) (3)قلت:يعني انّ العترة داخلون في آل إبراهيم عليهم السّلام لانّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ولد إبراهيم عليه السّلام و هو دعوة ابيه إبراهيم علي ما في رواية الخاصة و العامّة في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دعوة أبي إبراهيم عليه السّلام»و عترة الرسول منه صلّي اللّه عليه و آله.

الحديث الرابع: محمد بن إبراهيم المعروف ب(ابن زينب النعماني)في كتاب(الغيبة)عن أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني قال:حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه و حدثني محمد ابن أحمد بن يحيي بن عمران عن أحمد بن محمد بن عيسي و حدّثني علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب و حدثنا عبد الواحد بن عبد اللّه الموصلي عن أبي عليّ أحمد بن محمد بن أبي ناشد عن أحمد بن هلال عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر بن يزيد الجعفي قال:قال:أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام:«يا جابر الزم الأرض و لا تحرك يدا و لا رجلا حتي تري علامات أذكرها لك إن أدركتها»و ذكر علامات القائم عليه السّلام إلي أن قال في الحديث:«فينادي-يعني القائم عليه السّلام-يا أيها الناس أنا نستنصر اللّه فمن أجابنا من النّاس،فإنّا أهل بيت نبيكم محمد و نحن أولي الناس باللّه و بمحمد فمن حاجني في آدم فإنّا أولي الناس بآدم،و من حاجني في نوح فإنا أولي الناس بنوح،و من حاجني في إبراهيم فإنّا أولي الناس بابراهيم،و من حاجني في محمد صلّي اللّه عليه و آله فإنّا أولي الناس بمحمد صلّي اللّه عليه و آله و من حاجني في النبيين فإنّا أولي الناس بالنبيين،أ ليس اللّه يقول في محكم كتابه إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (4) فانا بقية من آدم و ذخيرة

ص: 271


1- تفسير القمي:100/1.
2- سوره 3 - آيه 33
3- أمالي الصدوق:/615ح 843.
4- سوره 3 - آيه 33

من نوح و مصطفي من إبراهيم و صفوة من محمد صلي اللّه عليهم أجمعين» (1).

الحديث الخامس: محمد بن الحسن الصفار في كتاب(بصائر الدرجات)عن إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد اللّه البرقي عن خلف بن حماد عن محمد القبطي قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:

«الناس غفلوا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي يوم غدير خم كما غفلوا يوم مشربة إبراهيم أتاه الناس يعودونه فجاء علي عليه السّلام ليدنو من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يجد مكانا فلما رأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنهم لا يوسعون لعلي نادي:يا معشر الناس افرجوا لعلي ثم أخذ بيده و اقعده معه علي فراشه و ثم قال:يا معشر الناس هؤلاء أهل بيتي تستخفون بهم و أنا حي بين ظهرانيكم أما و اللّه لئن غبت عنكم فان اللّه لا يغيب عنكم انّ الروح و الراحة و الرضوان و البشر و البشارة و الحبّ و المحبة لمن ائتم بعلي و ولايته و سلم له و للأوصياء من بعده حقا لأدخلنهم في شفاعتي لأنهم اتباعي و من تبعني فإنّه منّي مثل ما جري فيمن اتبع إبراهيم لأني من إبراهيم و إبراهيم منّي و ديني دينه و دينه ديني و سنته سنّتي و فضله من فضلي،و أنا أفضل منه و فضلي له فضل تصديق قوله قولي ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ثبت قدم في مشربة أم إبراهيم حين عاده الناس في مرضيه قال هذا» (3).

الحديث السادس: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في(المحاسن)عن علي بن الحكم عن سعد بن خلف عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الروح و الراحة و الفلح و الفلاح و النجاح و البركة و العفو و العافية و المعافاة و البشري و النصرة و الرضا و القرب و القرابة و النصر و الظفر و التمكين و السرور و المحبة من اللّه تبارك و تعالي علي من أحب علي بن أبي طالب عليه السّلام و والاه و تأمّم به و أقرّ بفضله تولي الأوصياء من بعده حق مع عليّ عليه السّلام أن ادخلهم في شفاعتي و حق علي ربي أن يستجيب لي فيهم،و إنهم اتباعي و من تبعني فإنه منّي جري في مثل إبراهيم عليه السّلام و في الأوصياء من بعدي لأني من إبراهيم و إبراهيم منّي،دينه ديني و سنّته سنتي،و أنا أفضل منه و فضلي من فضله و فضله من فضلي و تصديق قولي قول ربي: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (4) » (5).

الحديث السابع: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن حبان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ (6)

ص: 272


1- الغيبة:279-67/281.
2- سوره 3 - آيه 34
3- بصائر الدرجات:1/53.
4- سوره 3 - آيه 34
5- المحاسن:152/1 ح 74.
6- سوره 3 - آيه 33

بَعْضٍ (1) قال نحن منهم و نحن بقية تلك العترة» (2).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن هشام بن سالم قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام:عن قول اللّه إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً (3) فقال:«هو آل إبراهيم و آل محمد علي العالمين فوضعوا اسما مكان اسم» (4).

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«لما قضي محمد صلّي اللّه عليه و آله نبوته و استكملت أيامه أوحي اللّه:يا محمد قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك من الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة في العقب من ذريتك فإني لم اقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم اقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم و ذلك قول اللّه: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (5) و إن اللّه جل و تعالي لم يجعل العلم جهلا و لم يكل أمره إلي أحد من خلقه لا إلي ملك مقرب،و لا إلي نبي مرسل،و لكنه ارسل رسلا من ملائكته فقال له كذا و كذا فأمرهم بما يحب و نهاهم عما يكره فقصّ عليه أمر خلقه بعلمه فعلم ذلك العلم و علم انبياءه و اصفياءه من الأنبياء و الأعوان و الذرية التي بعضها من بعض فذلك قوله: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (6) (7)فاما الكتاب فهو النبوة،و أما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء في الصفوة،و أما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة في الصفوة و كل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض التي جعل فيهم البقية و فيهم العاقبة و حفظ الميثاق و حتي تنقضي الدنيا و للعلماء و لولاة الأمر الاستنباط للعلم و الهداية» (8).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن أبي عبد الرّحمن عن أبي كلدة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الروح و الراحة و الرحمة و النصر و اليسر و اليسار و الرضا و الرضوان و المخرج و الفلح و القرب و المحبة من اللّه و من رسوله لمن أحب عليا و ائتم بالأوصياء من بعده حقا علي أن ادخلهم في شفاعتي،و حق علي ربي أن يستجيب لي فيهم،لأنهم اتباعي و من تبعني فإنّه منّي مثل إبراهيم جري في ولايته منّي،و أنا منه دينه ديني و ديني دينه و سنّته سنتي و سنّتي سنّته و فضلي فضله و انا أفضل منه و فضلي له فضل تصديق قول ربي: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ (9)

ص: 273


1- سوره 3 - آيه 34
2- تفسير العياشي:168/1 ح 29.
3- سوره 3 - آيه 33
4- تفسير العياشي:168/1 ح 30.
5- سوره 3 - آيه 33
6- سوره 4 - آيه 54
7- النساء:54.
8- تفسير العياشي:168/1 ح 31.
9- سوره 3 - آيه 34

سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) » (2).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده إلي أيوب قال:سمعني أبو عبد اللّه عليه السّلام و أنا أقول إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ (3) فقال لي:«و آل محمد كانت فمحوها و تركوا آل إبراهيم و آل عمران» (4).

الحديث الثاني عشر: أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:ما الحجة في كتاب اللّه أن آل محمد هم أهل بيته؟قال:«قول اللّه تبارك و تعالي:«إن اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران و آل محمد»هكذا نزلت عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (5) و لا يكون الذرية من القوم إلاّ نسلهم من أصلابهم و قال:«اعملوا آل داود شكرا و قليل من عبادي الشكور و آل عمران و آل محمد»صلّي اللّه عليه و آله رواية أبي خالد القماط (6).

الحديث الثالث عشر: و عن الشيخ الطوسي قدّس سرّه روي أبو جعفر القلانسي قال:حدّثنا الحسين بن الحسن قال:حدّثنا عمرو بن أبي المقدام عن يونس بن حباب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما بال اقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم و آل عمران فرحوا و استبشروا و إذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم و الذي نفس محمد بيده لو أن أحدهم وافي بعمل سبعين نبيا يوم القيامة ما قبل اللّه ذلك منه حتي يوافي بولايتي و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (7)و قال أيضا روح بن روح عن رجاله عن إبراهيم النخعي عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:دخلت علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام فقلت:يا أبا الحسن أخبرني بما أوصي إليك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

فقال:«سأخبركم إن اللّه اصطفي لكم الدين و ارتضاه و أتم عليكم نعمته إن كنتم أحق بها و أهلها،و إن اللّه أوحي إلي نبيه أن يوصي إليّ فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:يا علي احفظ وصيتي و ارفع ذمامي و أوف بعهدي و انجز عداتي و اقض ديني و أحيي سنتي و ادع إلي ملتي؛لأن اللّه تعالي اصطفاني و اختارني فذكرت دعوة أخي موسي عليه السّلام فقلت:اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسي فأوحي اللّه عز و جل إليّ أنّ عليا وزيرك و ناصرك و الخليفة من بعدك ثم قال:يا علي أنت من أئمة الهدي و أولادك منك فانتم قادة الهدي و التقي و الشجرة التي أنا أصلها و أنتم

ص: 274


1- سوره 2 - آيه 181
2- تفسير العياشي:169/1 ح 33.
3- سوره 3 - آيه 33
4- تفسير العياشي:169/1 ح 34.
5- سوره 3 - آيه 33
6- تفسير العياشي:169/1 ح 35.
7- أمالي الطوسي:/140ح 229،و فيه:حتي يلقاه بولايتي و ولاية أهل بيتي.

فروعها فمن تمسك بها فقد نجا و من تخلف عنها فقد هلك و هوي و أنتم الذين اوجب اللّه تعالي مودّتكم و ولايتكم و الذين ذكرهم اللّه في كتابه و وصفهم لعباده فقال عز و جل من قائل: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) فأنتم صفوة اللّه من آدم و نوح و آل إبراهيم و آل عمران و أنتم الأسرة من إسماعيل و العترة الهادية من محمد صلي اللّه عليه و آله أجمعين» (2).

ص: 275


1- سوره 3 - آيه 33
2- بحار الأنوار:222/23 ح 24.

الباب الخامس عشر

في قوله تعالي وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:حدّثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن علي عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (3) جمع النبي صلّي اللّه عليه و آله من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا و شربوا»قال:فقال لهم:«من يضمن عني ديني و مواعيدي و يكون معي في الجنة و يكون خليفتي في أهلي،فقال رجل لم يسمه شريك:يا رسول اللّه أنت كنت تجد من يقوم بهذا؟قال ثم قال لآخر:قال فعرض ذلك علي أهل بيته،فقال علي:عليه السّلام أنا» (4).

الحديث الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبو خيثمة قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:أخبرنا شريك عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن علي عليه السّلام:

«لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (5) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأربعين رجلا من أهل بيته،و إن الرجل منهم لا تحل جذعة و إن كان شاربا فرقا،فقدم إليهم فأكلوا حتي شبعوا،فقال لهم:من يضمن عني ديني و مواعيدي و يكون معي في الجنة و يكون خليفتي في أهلي؟فعرض ذلك علي أهل بيته، فقال عليّ عليه السّلام:أنا»قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي يقضي ديني عني و ينجز مواعيدي»و لفظ الحديث للحماني و بعضه لحديث أبي خيثمة (6).

الحديث الثالث: الثعالبي في تفسيره في سورة الشعراء في تفسير هذه الآية قال:أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين حدّثنا موسي بن محمد حدّثنا الحسن بن علي بن شعيب العمري حدّثنا عباد بن يعقوب حدّثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيي المزني عن زكريّا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البراء قال:لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (7) جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب،و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة و يشرب العس،فأمر عليا أن يدخل

ص: 276


1- سوره 26 - آيه 214
2- الشعراء:214.
3- سوره 26 - آيه 214
4- مسند أحمد:111/1.
5- سوره 26 - آيه 214
6- كنز العمال:129/13 بتفاوت،و جواهر المطالب:71/1،و تاريخ دمشق:32/4 ط.دار الفكر.
7- سوره 26 - آيه 214

شاة فأدمها ثم قال:«ادنوا بسم اللّه»فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتي صدروا،ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة»ثم قال لهم:«اشربوا بسم اللّه»فشربوا حتي رووا،فبدرهم أبو لهب فقال:هذا ما سحركم به الرجل،فسكت النبي صلّي اللّه عليه و آله يومئذ فلم يتكلم ثم دعاهم من الغد علي مثل ذلك الطعام و الشراب ثم أنذرهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من اللّه عز و جل و البشير لما لم يجيء به أحد جئتكم بالدنيا و الآخرة فاسلموا و أطيعوني تهتدوا و من يواخيني و يوازرني و يكون وليي و وصيي بعدي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني؟»فسكت القوم و أعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم و يقول عليّ:«أنا»،فقال:أنت.

فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمر عليك.

و روي ذلك من طريق الثعلبي في تفسيره بالسند و المتن بتغيير يسير لا يضر بالمعني (1).

الحديث الرابع: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من اعيان علماء العامة قال:ذكر الطبري في تاريخه عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (2) علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني فقال:يا علي إن اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا و علمت أنه متي ما أبادرهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصمت حتي جاءني جبرئيل فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسا من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب حتي أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه رجلا،فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلما اجتمعوا إليه دعي بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به.

فلما وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بضعة من اللحم فشقها باسنانه ثم القاها في نواحي الصحفة ثم قال:كلوا بسم اللّه،فأكلوا حتي ما لهم إلي شيء من حاجة،و أيم اللّه الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمته لجميعهم،ثم قال:اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتي رووا جميعا،و أيم اللّه إن كان الرجل منهم ليشرب مثله.

فلما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلمهم بدره أبو لهب إلي الكلام فقال:لشد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم و لم يتكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:من الغد يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا اليوم إلي مثل ما صنعت بالأمس ثم اجمعهم

ص: 277


1- العمدة:38 عن الثعلبي.
2- سوره 26 - آيه 214

لي،ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتي ما لهم بشيء حاجة ثم قال:اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه جميعا حتي رووا ثم تكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به،إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد أمرني اللّه أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم،فأحجم القوم عنها جميعا و قلت:أنا و إني لأحدثهم سنا و أرمصهم عينا و أعظمهم بطنا و احمشهم ساقا قال:قلت:أنا يا رسول اللّه اكون وزيرك عليه فأعاد القول فأمسكوا،و أعدت ما قلت فأخذ برقبتي ثم قال لهم:هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (1).

الحديث الخامس: ابن أبي الحديد في(شرح نهج البلاغة)قال:روي أبو جعفر الطبري أيضا في التاريخ أن رجلا قال لعلي عليه السّلام:يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك؟دون عمك فقال علي عليه السّلام:

«هاؤم ثلاث مرات حتي اشرأب الناس و نشروا أذانهم ثم قال:جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب بمكة و هم رهط كلهم يأكل الجذعة و يشرب الفرق فصنع مدا من طعام حتي أكلوا و شبعوا و بقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا و رووا و بقي الشراب كأنه لم يشرب ثم قال:يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة و إلي الناس عامة،فأيكم يبايعني علي أن يكون أخي و صاحبي و وارثي فلم يقم عليه أحد فقمت إليه،و كنت من أصغر القوم فقال:

اجلس قال:ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتي كان في الثالثة فضرب بيده علي يدي،فعند ذلك ورثت ابن عمي دون عمي» (2).

ص: 278


1- شرح نهج البلاغة:210/13.
2- شرح نهج البلاغة:212/13.

الباب السادس عشر

في قوله تعالي وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمد ابن مسرور رضي اللّه عنه قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصّلت قال:

حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان و ذكر الحديث إلي أن قال:«قالت العلماء فأخبرنا هل فسر اللّه الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السّلام:«فسر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موطنا و موضعا فأول ذلك قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (2) و رهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود و هذه منزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عني بذلك الآل فذكره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فهذه واحدة» (3).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز قال:حدّثنا المغيرة بن محمد قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرّحمن الأزدي قال:حدّثنا قيس بن الربيع و شريك بن عبد اللّه عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب قال:«لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (4) أي:رهطك المخلصين،دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فقال:أيكم يكون أخي و وارثي و وزيري و وصيي و خليفتي فيكم بعدي؟فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبي ذلك حتي أتي عليا فقال:أنا يا رسول اللّه فقال:يا بني عبد المطلب هذا أخي و وارثي و وزيري و خليفتي فيكم بعدي فقام القوم يضحك بعضهم إلي بعض و يقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع و تطيع لهذا الغلام» (5).

الحديث الثالث: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:حدّثنا جماعة عن أبي الفضل قال:حدّثنا أبو جعفر الطبري سنة ثمان و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا سلمة بن

ص: 279


1- سوره 26 - آيه 214
2- سوره 26 - آيه 214
3- أمالي الصدوق:/617مجلس /79ح 1.
4- سوره 26 - آيه 214
5- علل الشرائع:/170/1ح 2.

الفضل الأبرش قال:حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم قال أبو المفضل:حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي-و اللفظ له-قال:حدّثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال:

حدّثنا سلمة ابن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش و أبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:يا علي إن اللّه تعالي أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين قال:فضقت بذلك ذرعا و عرفت أني متي أناديهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصمت علي ذلك،و جاءني جبرئيل عليه السّلام فقال:يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك،فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسّا من لبن ثم اجمع له بني عبد المطلب حتي أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به.

ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم أجمع و هم-يومئذ-أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلما اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعته لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جذمة من اللحم فشقها باسنانه ثم القاها في نواحي الصحفة ثم قال:خذوا بسم اللّه،فأكل القوم حتي صدروا ما لهم بشيء من الطعام من حاجة،و ما أري إلاّ مواضع أيديهم،و أيم اللّه نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم،ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا جميعا،و أيم اللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله،فلما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلمهم ابتدره أبو لهب بالكلام فقال:لشد ما سحركم صاحبكم.

فتفرق القوم و لم يكلمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:من الغد يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت،ثم اجمعهم لي قال:ففعلت ثم جمعتهم فدعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس و أكلوا حتي ما لهم به من حاجة ثم قال:اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا منه جميعا،ثم تكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،و قد أمرني ربي عزّ و جلّ أن ادعوكم إليه،فأيكم يؤمن بي و يؤازرني علي أمري فيكون أخي و وصي و وزيري و خليفتي في اهلي من بعدي؟قال:فامسك القوم و احجموا عنها جميعا قال:فقمت،و إني لأحدثهم سنا و أرمصهم عينا و أعطنهم بطنا و أحمشهم ساقا فقلت:أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك علي ما بعثك اللّه به قال:فأخذ بيدي ثم قال:هذا أخي و وصيي و وزيري و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا،قال:فقام القوم يضحكون و يقولون

ص: 280


1- سوره 26 - آيه 214

لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (1).

الحديث الرابع: محمد بن العباس بن ماهياد الثقة في تفسيره قال:حدّثنا عبد اللّه بن زيد عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي و علي بن محمد بن مخلد الدهان عن الحسن بن علي بن عفان قال:

حدّثنا أبو زكريا يحيي بن هاشم الشمساوي عن محمد بن عبد اللّه بن علي بن أبي رافع مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن أبيه عن جده أبي رافع قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جمع بني عبد المطلب في الشعب،و هم يومئذ ولد عبد المطلب لصلبه و أولاده أربعون رجلا،فصنع لهم رجل شاة ثم ثرد لهم ثردة وصب عليها ذلك المرق و اللحم،ثم قدمها إليهم فأكلوا منها حتي تضلعوا،ثم سقاهم عسا واحدا من لبن فشربوا كلهم من ذلك العسّ حتي رووا منه.

فقال أبو لهب:و اللّه إن منّا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة و لا تكاد تشبعه و يشرب الظرف من النبيذ فما يرويه،و ان ابن أبي كبشة دعانا فجمعنا علي رجل شاة و عس من شراب فشبعنا و روينا منها إن هذا لهو السحر المبين،قال ثم دعاهم فقال لهم:«إن اللّه عزّ و جلّ قد أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين و رهطي المخلصين و أنتم عشيرتي الأقربون و رهطي المخلصون،و إن اللّه لم يبعث نبيا إلاّ جعل له من أهله أخا و وارثا و وزيرا و وصيا،فايكم يقوم يبايعني علي إنّه أخي و وزيري و وارثي دون أهلي و وصيي و خليفتي في أهلي و يكون مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي»؟فسكت القوم،فقال:«و اللّه ليقومنّ قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمنّ»قال:فقام علي عليه السّلام و هم ينظرون إليه كلهم،فبايعه و أجابه إلي ما دعاه إليه،فقال له:«ادن منّي»فدنا منه فقال له:«افتح فاك»ففتحه فنفث فيه من ريقه و تفل بين كتفيه و بين ثدييه،فقال أبو لهب:لبئس ما جزيت به ابن عمك أجابك لما دعوته إليه فملأت فاه و وجهه بزاقا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«بل ملأته علما و حلما و فقها» (2).

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره و هو منسوب إلي الصادق عليه السّلام قال:«قال و رهطك منهم المخلصين»و قال:قال:«نزلت بمكة فجمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني هاشم و هم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع و يشرب القربة،فاتخذ لهم طعاما يسيرا بسحب ما امكن فأكلوا حتي شبعوا فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من يكون وصيي و وزيري و خليفتي،فقال لهم أبو لهب:جزما سحركم محمد فتفرقوا،فلما كان اليوم الثاني أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففعل بهم مثل ذلك،ثمّ سقاهم اللبن حتي رووا،فقال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أيكم يكون وصيي و وزيري و خليفتي.فقال أبو لهب:

ص: 281


1- أمالي الطوسي:/581مجلس /24ح 11.
2- بحار الأنوار:249/34 ح 43.

جزما سحركم محمد فتفرقوا،فلما كان اليوم الثالث أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أيكم يكون وصيي و وزيري و منجز عداتي و يقضي ديني؟ فقال علي عليه السّلام و كان أصغرهم سنا و أحمشهم ساقا و أقلهم مالا،فقال:أنا يا رسول اللّه فقال رسول اللّه:أنت هو» (1).

الحديث السادس: محمد بن العباس عن محمد بن الحسين الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله:عزّ و جلّ:«و رهطك منهم المخلصين»قال:«عليّ و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و آل محمد صلوات اللّه عليهم خاصة» (2).

الحديث السابع: أبو علي الطبرسي في تفسيره(مجمع البيان)في تفسير الآية قال عند الخاص و العام في الخبر المأثور عن البراء ابن عازب أنه قال:لما نزلت هذه الآية جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة (3)و يشرب العسّ،فأمر عليا عليه السّلام برجل شاة فأدمها (4)ثم قال لهم:«ادنوا بسم اللّه»فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتي صدروا،ثم دعا بقعب (5)من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم:«اشربوا»فشربوا حتي رووا،فبدرهم أبو لهب فقال:

هذا ما سحركم به الرجل،فمكث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يتكلم،فدعاهم من الغد علي مثل ذلك من الطعام و الشراب،ثم أنذرهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من اللّه عزّ و جلّ و البشير فاسلموا و أطيعوني تهتدوا»ثم قال:«من يؤاخيني و يوازرني علي هذا الأمر و يكون وليي و وصيي بعدي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني؟»فسكت القوم،فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم،و يقول علي عليه السّلام:«أنا»فقال له في المرة الثالثة:«أنت هو»فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمر عليك.أورده الثعلبي في تفسيره،و قال في قراءة عبد اللّه بن مسعود«و أنذر عشيرتك الأقربين و رهطك منهم المخلصين»و روي ذلك عن أبي عبد اللّه عليه السّلام،هذا بلفظه انتهي كلام الطبرسي (6).

الثامن: عن إبراهيم الأوسي من كتابه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«لما نزلت سورة الشعراء في أخرها آية الانذار وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (7) أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:«يا علي اطبخ و لو كراع شاة و لو صاع من طعام و قعب من لبن و اعمد إلي قريش»قال:فدعوتهم و اجتمعوا أربعين بطلا

ص: 282


1- تفسير القمي:124/2.
2- بحار الأنوار:213/25 ح 1.
3- المسنّة:ما بلغت الاربعة أشهر.
4- أي خلطه بالإدام و هو الخبز.
5- القعب:القدح الضخم.
6- مجمع البيان:356/7-357.
7- سوره 26 - آيه 214

بزيادة،و كان فيهم أبو طالب و حمزة و العباس فحضّرت ما أمرني به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله معمولا فوضعته بين أيديهم فضحكوا استهزاء،فأدخل إصبعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأربعة جوانب الجفنة.

فقال:كلوا أو قولوا:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،قال أبو جهل:يا محمد ما نأكل.فهل أحد منا ما يأكل الشاة مع أربعة أصواع من الطعام،قال:كل و أرني في أكلك،فأكلوا حتي تملوا،و أيم اللّه ما نري أثر أكل أحدهم و لا نقص الزاد،فصاح بهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلوا،فقالوا:أو من يقدر علي أكثر من هذا،فقال:ارفعه يا علي،فرفعته،فدنا منهم محمد صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا قوم اعلموا أن اللّه ربي و ربكم،فصاح أبو لهب و قال:قوموا إن محمدا سحركم،فقاموا و مضوا فاستبقهم علي بن أبي طالب عليه السّلام و أراد أن يبطش بهم،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا يا علي أدن مني،فتركهم و دنا منه فقال له:

أمرنا بالإنذار لا بذا (1)الفقار لأنّ له وقتا،و لكن اعمل لنا من الطعام ما عملت،و ادع لي من دعيت،فلما أتي غدا فعلت بالأمس ما فعلت،فلما اجتمعوا و أكلوا كما أكلوا،قال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به من أمر الدنيا و الآخرة،قيل:فقال أبو جهل:قد شغلنا أمر محمد فلو قابلتموه برجل مثله يعرف السحر و الكهانة لكان أشرحنا،فعد كلامه عتبة بن ربيعة،و قال:و اللّه إني بصير بما ذكرته و قال:و اللّه لم لا تباحثه،قال:حاشا إن كان به ما ذكرت،فقال له:يا محمد أنت خير أم هاشم،أنت خير من عبد المطلب أنت خير أم عبد اللّه؟ أنت خير أم علي بن أبي طالب؟دامغ الجبابرة قاصم أصلاب أكبرهم،فلم تضل آباءنا و تشتم آلهتنا،فإن كنت تريد الرئاسة عقدنا لك ألويتها و كن رئيسا لنا ما بطنت،و إن كان بك الباه زوجناك عشرة نسوة من أكبرنا،و إن كنت تريد المال جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك أنت و عقبك من بعدك،فما تقول؟فقال: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا... إلي آية فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ (2) فأمسك عتبة علي فيه و رجع ناشده باللّه اسكت،فسكت و قام و مضي،فقام من كان حاضرا خلفه فلم يلحقوه، فدخل و لم يخرج أبدا،و عدوه قريش فقال أبو جهل:قوموا بنا إليه،فدخلوا و جلسوا،قال أبو جهل:يا عتبة محمد سحرك،فقام قائما علي قدميه،و قال:يا لكع الرجال،و اللّه لو لم تكن ببيتي لقتلتك شر قتلة،يا ويلك قلت:محمد ساحر كاهن شاعر،سرنا إليه سمعناه تكلم بكلام من رب السماء فحلفته و امسك،و قد سميتموه الصادق الأمين هل رأيتم منه كذبة؟و لكني لو تركته يتمم ما قرأ لحل بكم الذهاب و العذاب» (3).

ص: 283


1- في الأصل:بذات.
2- سوره 41 - آيه 13
3- لم نجده في المصادر بهذه الالفاظ نعم روي قريب منه في مناقب أهل البيت للشيرواني:104-105،و كنز. العمال:133/13 ح 36419.

الباب السابع عشر

قوله تعالي وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد الثعلبي في تفسيره في هذه الآية قال:عني بذلك قرابة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال الثعلبي:روي عن السدي عن أبي الديلمي قال:قال علي بن الحسين عليه السّلام لرجل من أهل الشام«اقرأت القرآن»قال:

نعم،قال«فما قرأت في بني إسرائيل وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (3) ؟قال:و إنكم القرابة التي أمر اللّه تعالي أن يؤتي حقه قال:«نعم» (4).

الباب الثامن عشر

في قوله وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (5)

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بن عبد اللّه عن بعض أصحابنا اظنه السياري عن علي بن أسباط قال:لما ورد أبو الحسن عليه السّلام علي المهدي رآه يرد المظالم فقال:«يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد»؟فقال:و ما ذاك يا أبا الحسن قال:«إن اللّه تبارك و تعالي لما فتح علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله فدك و ما والاها لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب فأنزل اللّه علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (6) فلم يدر رسول اللّه من هم فراجع في ذلك جبرائيل،و راجع جبرائيل ربه فأوحي اللّه إليه أن ادفع فدك إلي فاطمة عليها السّلام فدعاها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لها:يا فاطمة إن اللّه أمرني أن ادفع إليك فدك فقالت:قد قبلت يا رسول اللّه من اللّه و منك،فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلما ولي أبو بكر اخرج منها وكلاءها فاتته فسألته أن يردها عليها فقال:ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك فأتت بأمير المؤمنين عليه السّلام و أمّ أيمن،فشهدوا لها فكتب لها بترك التعرض فخرجت و الكتاب معها فلقاها عمر فقال:ما هذا معك يا بنت محمد؟قالت:كتاب كتبه إليّ ابن أبي قحافة قال:أرينيه،فأبت فانتزعه من يدها و نظر فيه ثم تفل فيه و محاه و خرقه و قال لها:هذا لم

ص: 284


1- سوره 17 - آيه 26
2- الاسراء:26.
3- سوره 17 - آيه 26
4- العمال:133/13 ح 36419.
5- سوره 17 - آيه 26
6- سوره 17 - آيه 26

يوجف عليه أبوك بخيل و لا ركاب فضعي الحبال في رقابنا.

فقال له المهدي:يا أبا الحسن حدها لي فقال:«حدّ منها جبل أحد،و حد منها عريش مصر، و حد منها سيف البحر،و حد منها دومة الجندل»فقال:كل هذا؟قال:«نعم يا أمير المؤمنين هذا كله،إن هذا كله مما لم يوجف علي أهله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بخيل و لا ركاب»فقال:كثير و انظر فيه. (1)

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد ابن مسرور رضي اللّه عنه عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت عن الرضا عليه السّلام قال:قول اللّه تعالي: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (2) «و هذه خصوصية خصهم اللّه العزيز الجبار بها و اصطفاهم علي الأمة فلما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:ادعوا لي فاطمة فدعيت له فقال:يا فاطمة قالت:لبيك يا رسول اللّه فقال صلّي اللّه عليه و آله هذه فدك و هي مما لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين فقد جعلتها لك لما أمرني اللّه تعالي به،فخذيها لك و لولدك» (3).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن ابراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي البصري قال:حدّثنا محمد بن زكريا قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال:

حدثني أبو نعيم قال:حدثني صاحب عبد اللّه بن زياد عن علي بن الحسين عليهما السّلام أنّه قال لرجل من أهل الشام:«أ ما قرأت وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (4) قال:بلي قال:«فنحن هم» (5).

الحديث الرابع: العياشي بإسناده في تفسيره عن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:لما أنزل اللّه تعالي وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (6) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوي القربي؟قال:هم أقاربك فدعا حسنا و حسينا و فاطمة فقال:إن ربي أمرني أن أعطيكم مما افاء عليّ قال:اعطيتكم فدك» (7).

الحديث الخامس: العياشي بإسناده عن أبان بن تغلب قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعطي فاطمة فدكا؟قال:كان وقفها فأنزل اللّه وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (8) فأعطاها رسول اللّه حقها قلت:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعطاها قال:«بل اللّه أعطاها» (9).

الحديث السادس: العياشي بإسناده عن أبان بن تغلب قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام أ كان رسول

ص: 285


1- الكافي:543/1 ح 5.
2- سوره 17 - آيه 26
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:211/2 ح 1.
4- سوره 17 - آيه 26
5- أمالي الصدوق:/230ح 242.
6- سوره 17 - آيه 26
7- تفسير العياشي:287/2 ح 46.
8- سوره 17 - آيه 26
9- تفسير العياشي:287/2 ح 47.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعطي فاطمة فدكا قال:«كان لها من اللّه» (1).

الحديث السابع: العياشي بإسناده عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«أتت فاطمة أبا بكر تريد فدكا فقال:هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك قال:فأتت بام أيمن فقال لها:بما تشهدين؟قالت:أشهد أن جبرائيل أتي محمدا فقال:فإن اللّه يقول: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (2) فلم يدر محمد من هم،فقال:يا جبرائيل سل ربك من هم؟فقال:فاطمة ذو القربي فأعطاها فدكا فزعموا أن عمر محي الصحيفة و قد كان كتبها أبو بكر» (3).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن عطية العوفي قال:لما فتح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خيبر و افاء اللّه عليه فدكا و أنزل اللّه عليه وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (4) قال:«يا فاطمة لك فدك» (5).

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن عبد الرّحمن بن فلح كتب المامون إلي عبيد اللّه بن موسي العبسي يسأله عن قصة فدك فكتب إليه عبيد اللّه بن موسي بهذا الحديث (6).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن الفضل بن مرزوق عن عطية أن المامون رد فدكا علي ولد فاطمة عليها السّلام (7).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن أبي الطفيل عن علي عليه السّلام قال يوم الشوري:أ فيكم أحد تم نوره من السماء،و حين قال وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (8) قالوا:لا. (9)

ص: 286


1- تفسير العياشي:287/2 ح 48.
2- سوره 17 - آيه 26
3- تفسير العياشي:287/2 ح 49.
4- سوره 17 - آيه 26
5- تفسير العياشي:287/2 ح 50.
6- تفسير العياشي:287/2 ح 51.
7- تفسير العياشي:287/2 ح 51.
8- سوره 17 - آيه 26
9- تفسير العياشي:288/2 ح 52.

الباب التاسع عشر

في قوله تعالي ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية قال:قال ابن عباس رضي اللّه عنه:و هي قريظة و النضير و هما بالمدينة و فدك و هي من المدينة علي ثلاثة أميال و خيبر و قري عرسه و ينبع جعلها اللّه تعالي لرسوله يحكم فيها ما أراد و اختلفوا فيها فقال أناس:هلا قسمها؟فأنزل اللّه سبحانه و تعالي هذه الآية ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي (3) قرابة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قوله تعالي مِنْ أَهْلِ الْقُري (4) يعني:من أموال كفار أهل القري،و اختلف الفقهاء في وجه استحقاقهم سهمهم من المال الفيء و الغنيمة،فقال قوم:أنهم يستحقون ذلك بالقرابة و لا تعتبر فيهم الحاجة و عدم الحاجة،و إليه ذهب الشافعي و أصحابه،و قال آخرون:إنهم يستحقون ذلك بالحاجة لا بالقرابة.

و إليه ذهب أبو حنيفة و أصحابه،فإذا قسم ذلك فضل الذكور علي الإناث كالحكم في الميراث فيكون للذكر سهمان و للأنثي سهم.

و قال محمد بن الحسن يسوي بينهم و لا يفضل الذكور علي الإناث (5).

قال يحيي بن الحسن صاحب(العمدة):الأقوي ما ذهب إليه الشافعي و هو الصحيح،و يشهد بصحته ظاهر الكتاب العزيز لقوله تعالي: وَ لِذِي الْقُرْبي (6) فأوجب لهم سهما معلوما،و لم يفرق بين من كان له حاجة و غير ذي حاجة،و من ذهب إلي أنهم يستحقون ذلك بالحاجة لا بالقرابة فمخالف لظاهر الكتاب العزيز؛لأنه لو كان الاستحقاق لمجرد الحاجة لقد كان يوجد في غيرهم من هو أحوج منهم،و اذا وجد من هو أحوج منهم و كان مجرد الاستحقاق حاصلا فيه،و هو وجود الحاجة دون القربي كان أحق به،و هذا خلاف ورود النص في لفظ الآية لأن لفظ الآية متضمن لفظ اَلْقُرْبي (7) و لفظ اَلْقُرْبي (8) حاصل فيهم لا في غيرهم،و قوله:يقسم بينهم قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين مخالف أيضا لظاهر الكتاب العزيز،و علي كلا الوجهين فهو مستحق لهم من جانب الميراث أولا للفظ القرآن انه لهم،لأنهم أولو القربي،و الثاني لموافقة أبي حنيفة علي قسمته للذكر مثل حظ الأنثيين،و إذا ثبت ذلك لم يبق إلاّ وجوب الميراث لهم عليهم السّلام و لا حجة لمن دفعهم عنه انتهي كلامه (9).

ص: 287


1- سوره 59 - آيه 7
2- الحشر:7.
3- سوره 59 - آيه 7
4- سوره 59 - آيه 7
5- العمدة:56/55 عن الثعلبي.
6- سوره 59 - آيه 7
7- سوره 59 - آيه 7
8- سوره 59 - آيه 7
9- العمدة:/56ذيل ح 56.

الباب العشرون

في قوله تعالي ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي... (1)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن إبراهيم ابن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:

«نحن و اللّه الذين عني اللّه بذي القربي الذين قرنهم اللّه بنفسه و بنبيه صلّي اللّه عليه و آله فقال: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ (2) منّا خاصة،و لم يجعل لنا سهما في الصدقة أكرم اللّه نبيه و أكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس» (3).

الحديث الثاني: الشيخ في(التهذيب)بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن علي عن أبي جميلة قال:و حدثني محمد بن الحسن عن أبيه عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ (4) من أهل القري فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنَّ اللّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلي مَنْ يَشاءُ (5) قال:«الفيء من كان من أموال لم يكن فيها هراقة دم أو قتل، و الانفال مثل ذلك هو بمنزلته» (6).

الحديث الثالث: الشيخ بإسناده عن علي بن الحسن عن السندي بن محمد عن علاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول«الفيء و الأنفال ما كان من أرض لم يكن فيها هراقة من الدماء،و قوم صولحوا و أعطوا بأيديهم،و ما كان من أرض خربة أو بطون أودية فهو كله من الفيء فهذا للّه و لرسوله،فما كان للّه فهو لرسوله يضعه حيث شاء،و هو للإمام بعد الرسول صلّي اللّه عليه و آله:

و قوله وَ ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ (7) قال:ألا تري هو هذا و أما قوله: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري... (8) فهذا بمنزلة المغنم كان أبي عليه السّلام يقول:ذلك و ليس لنا فيه غير سهمين سهم الرسول و سهم القربي ثم نحن شركاء الناس فيما بقي» (9).

الحديث الرابع: محمد بن العباس الثقة في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن

ص: 288


1- سوره 59 - آيه 7
2- سوره 59 - آيه 7
3- الكافي:539/1 ح 1.
4- سوره 59 - آيه 7
5- سوره 59 - آيه 6
6- تهذيب الأحكام:/133/4ح 5.
7- سوره 59 - آيه 6
8- سوره 59 - آيه 7
9- تهذيب الأحكام:/134/4ح 10.

محمد بن عيسي عن علي بن حديد و محمد بن إسماعيل بن بزيع و جميعا عن منصور بن حازم عن يزيد بن علي عليه السّلام قال:قلت له جعلت فداك قول اللّه عز و جل ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي... (1) قال:«القربي هي و اللّه قرابتنا» (2).

الحديث الخامس: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن هودة عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد اللّه بن حماد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل:

ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ (3) فقال أبو جعفر عليه السّلام:«هذه الآية نزلت فينا خاصة فما كان للّه و للرسول فهو لنا و نحن ذوو القربي و نحن المساكين لا تذهب مسكنتنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبدا و نحن ابناء السبيل فلا يعرف سبيل اللّه إلاّ بنا و الأمر كله لنا» (4).

ص: 289


1- سوره 59 - آيه 7
2- بحار الأنوار:258/23 ح 6.
3- سوره 59 - آيه 7
4- بحار الأنوار:258/23 ح 7.

الباب الحادي و العشرين

في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي في كتاب الفضائل في معني الآية قال:

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيب الواسطي اذنا قال:حدّثنا أبو القاسم الصفار قال:

حدّثنا عمر بن أحمد بن هارون قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال:حدّثنا يعقوب ابن يوسف قال:حدّثنا أبو غسان قال:حدّثنا مسعود بن سعد عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2) قال:«نحن الناس و اللّه» (3).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب عن أبي الفتوح الرازي بما ذكره عبد اللّه المرزباني عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (4) نزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في علي عليه السّلام قال:و حدثني أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)المراد بالناس النبي و آله و قال أبو جعفر عليه السّلام:«المراد بالفضل فيه النبوة،و في علي الإمامة» (5).

الباب الثاني و العشرون

في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (6)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد بن عامر الأشعري عن معلي بن محمد قال:حدثني الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائد عن ابن اذينة عن بريد العجلي قال:

سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (7) فكان جوابه:

أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (8) يقولون لأئمة الضلالة و الدعاة إلي النار:هؤلاء أهدي من آل محمد

ص: 290


1- سوره 4 - آيه 54
2- سوره 4 - آيه 54
3- مناقب ابن المغازلي:/173ح 314.
4- سوره 4 - آيه 54
5- مناقب آل أبي طالب:15/3.
6- سوره 4 - آيه 54
7- سوره 4 - آيه 59
8- سوره 4 - آيه 51

سبيلا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ (1) يعني:

الإمامة و الخلافة فإذا لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً (2) نحن الناس الذين عني اللّه،و النقير النقطة التي في وسط النواة أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (3) نحن الناس المحسودون علي ما أتانا اللّه من الإمامة دون خلق اللّه أجمعين فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) يقول:جعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (5) » (6).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن عليه السّلام في قوله تبارك و تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (7) قال:«نحن المحسودون» (8).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن معلي بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي الصباح قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (9) فقال:«يا أبا الصباح نحن و اللّه الناس المحسودون» (10).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (11) «جعل منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله»قال:قلت: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (12) قال:«الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه فهو الملك العظيم» (13).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً... (14) قال:«الطاعة المفروضة»و هذا الباب قد تقدم بزيادة كثيرة في المقصد الأول و كذا سابقه (15).

ص: 291


1- سوره 4 - آيه 52
2- سوره 4 - آيه 53
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- سوره 4 - آيه 55
6- الكافي:205/1 ح 1.
7- سوره 4 - آيه 54
8- الكافي:206/1 ح 2.
9- سوره 4 - آيه 54
10- الكافي:206/1 ح 4.
11- سوره 4 - آيه 54
12- سوره 4 - آيه 54
13- الكافي:206/1 ح 5.
14- سوره 4 - آيه 54
15- الكافي:186/1 ح 4.

الباب الثالث و العشرون

في قوله تعالي وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (1)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: ابن الفقيه المغازلي الشافعي في كتاب(الفضائل)قال:أخبرنا أحمد بن محمد ابن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه شوذب أخبرهم حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال:حدّثنا محمد بن الصباح الدولائي قال:حدّثنا الحكم ابن ظهير عن السدي في قوله تعالي: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (2) قال:المودة في آل محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

و في قوله وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (3) قال:رضي محمد أن يدخل أهل بيته الجنة (4).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني أحمد بن إبراهيم عن عبد الرّحمن بن عبد السميع إجازة عن شاذان القمي قرأ عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسين الحداد قال:

نبأنا أبو نعيم قال:نبّأنا أبو بكر بن البراء قال:نبّأنا محمد بن أحمد الكاتب قال:نبّأنا عيسي بن مهران قال:نبأنا حفص بن عمر قال:نبّأنا الحكم بن ظهير عن أبي الزناد عن زيد بن علي في قوله عز و جل:

وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (5) فقال:إن من رضي رسول اللّه أن يدخل أهل بيته و ذريته في الجنة (6).

ص: 292


1- سوره 93 - آيه 5
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 93 - آيه 5
4- مناقب ابن المغازلي:/195ح 360.
5- سوره 93 - آيه 5
6- درر السمطين:/295/2ب /61ح 553.

الباب الرابع و العشرون

في قوله تعالي وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (1)

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن أحمد بن محمد الكاتب عن عيسي بن مهران بإسناده إلي زيد بن علي عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (2) قال:إنّ رضا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إدخال أهل بيته و شيعتهم الجنة،و كيف لا،و إنما خلقت الجنة لهم (3)و النار لأعدائهم،فعلي أعدائهم لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين (4).

ص: 293


1- سوره 93 - آيه 5
2- سوره 93 - آيه 5
3- و يؤيده ما روي في ذلك: لولاك ما خلقت الافلاك عن سليمان بن عساكر في حديث قدسي:«لقد خلقت الدنيا و اهلها لأعرفهم كرامتك و منزلتك عندي،و لولاك ما خلقت الدنيا»(لوامع انوار الكوكب الدري:15/1). و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حديث:«انا و انت من شجرة واحدة و لولانا لم يخلق اللّه الجنة و لا النار و لا الأنبياء و لا الملائكة»(بحار الأنوار:349/26 ح 23،و الهداية الكبري:101). *أقول:أحاديث«لولاك ما خلقت الافلاك-فلو لا محمد صلّي اللّه عليه و آله ما خلقت آدم و لا الجنة و لا النار»و نحوهما،مروي عند الخاصة و العامة بطرق متكثرة(الخصائص الكبري:7/1 باب خصوصيته بكتب اسمه علي العرش،و إلزام الناصب:40/1 الثمرة الخامسة،و عيون اخبار الرضا:205/1 باب 26 ح 22،و لوامع انوار الكوكب الدري:/1 15،و الفتاوي الحديثية:134،و مناقب الخوارزمي:318،و مقتل الخوارزمي:15/1،و الفردوس بمأثور الخطاب:77/1 ح 8031،و جامع الأحاديث:77/1 ح 369،و كنز العمال:431/11 ح 32025،و فصص الأنبياء:25،و المستدرك:615/2،و إرشاد القلوب:414/2،و الأنوار النعمانية:243/1،و اثبات الوصية: 77). لولاكم ما استدارت الأكر و لا استنارت شمس و لا قمر و لا تدلي غصن و لا ثمر و لا تندي ورق و لا خضر و لا سري بارق و لا مطر(مشارق أنوار اليقين:246-247).
4- بحار الأنوار:142/16 ح 10.

الباب الخامس و العشرون

في قوله تعالي فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد محمد بن الصباح الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك بن حميد عن أنس قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قوله تعالي: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (3) :«إن فوق الصراط عقبة كئودا طولها ثلاثة آلاف عام ألف عام هبوط و ألف عام شوك و حسك و عقارب و حيات و ألف عام صعود أنا أول من يقطع تلك العقبة و ثاني من يقطع تلك العقبة علي بن أبي طالب»و قال بعد كلام«لا يقطعها في غير مشقة إلاّ محمد و أهل بيته»الخبر (4).

الباب السادس و العشرون

في قوله تعالي فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ (5)

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال:أخبرني من رفعه إلي أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ (6) يعني بقوله فَكُّ رَقَبَةٍ (7) «ولاية أمير المؤمنين فإن ذلك فك رقبة» (8).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:جعلت فداك فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (9) قال:«من أكرمه اللّه بولايتنا فقد جاز العقبة،و نحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا»قال:فسكت فقال لي:

«هل أفيدك حرفا خير لك من الدنيا و ما فيها؟»قلت:بلي جعلت فداك قال:قوله: فَكُّ رَقَبَةٍ (10) ثم

ص: 294


1- سوره 90 - آيه 11
2- البلد:11-14.
3- سوره 90 - آيه 11
4- مناقب آل أبي طالب:6/2.
5- سوره 90 - آيه 11
6- سوره 90 - آيه 11
7- سوره 90 - آيه 13
8- الكافي:422/1 ح 49.
9- سوره 90 - آيه 11
10- سوره 90 - آيه 13

قال:«الناس كلهم عبيد النار غيرك و أصحابك فإن اللّه فك رقابهم من النار بولايتنا أهل البيت» (1).

الحديث الثالث: ابن بابويه في كتاب(بشارات الشيعة)عن أبيه قال:حدثني سعد بن عبد اللّه قال:حدثني عباد بن سليمان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت:جعلت فداك فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (2) و ذكر الحديث السابق بعنيه (3).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا جعفر بن محمد قال:حدّثنا عبد اللّه ابن موسي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله:

فَكُّ رَقَبَةٍ (4) قال:«بنا تفك الرقاب و بمعرفتنا،و نحن المطعمون في يوم الجوع و هو المسغبة» (5).

الحديث الخامس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس بن يعقوب عن يونس بن زهير عن أبان قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن هذه الآية فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (6) قال:«يا أبان هل بلغك من أحد فيها شيء؟»فقلت لا فقال:«نحن العقبة فلا يصعد إلينا إلاّ من كان منّا»ثم قال:«يا أبا ألا أزيدك فيها حرفا خيرا لك من الدنيا و ما فيها»؟قلت:بلي قال:«فك رقبة الناس مماليك النار كلهم غيرك و غير أصحابك ففكهم اللّه منها» قلت:بما فكنا منها؟قال:«بولايتكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام» (7).

الحديث السادس: محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن عمر عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالي: فَكُّ رَقَبَةٍ (8) قال:«الناس كلهم عبيد النار إلاّ من دخل في طاعتنا و ولايتنا فقد فك رقبته من النار و العقبة ولايتنا» (9).

الحديث السابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد الطبري بإسناده عن محمد بن فضيل عن أبان بن تغلب قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (10) فضرب بيده علي صدره و قال:«نحن العقبة التي من اقتحمها نجا»ثم سكت ثم قال:«ألا افيدك كلمة خير لك من الدنيا و ما فيها»و ذكر الحديث الذي تقدم (11).

الحديث الثامن: محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن عبيد بن كثير عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن فضيل عن أبان بن تغلب عن الإمام جعفر بن محمد عليه السّلام في قوله عز و جل

ص: 295


1- الكافي:430/1 ح 88.
2- سوره 90 - آيه 11
3- فضائل الشيعة للصدوق:/25ح 19.
4- سوره 90 - آيه 13
5- تفسير القمي:423/2.
6- سوره 90 - آيه 11
7- بحار الأنوار:281/24 ح 2.
8- سوره 90 - آيه 13
9- بحار الأنوار:281/24 ح 3.
10- سوره 90 - آيه 11
11- بحار الأنوار:281/24 ح 4.

فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (1) قال:«نحن العقبة و من اقتحمها نجا و بنا فك اللّه رقابكم من النار» (2).

الحديث التاسع: روي عن الباقر عليه السّلام أنه قال:«نحن العقبة التي من اقتحمها نجا ثم سكت ثم قال لي ألا أزيدك كلمة هي خير لك من الدنيا و ما فيها قوله تعالي فك رقبة الناس كلهم عبيد النار ما خلا نحن و شيعتنا فك اللّه رقابهم من النار» (3).

الحديث العاشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:قوله: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (4) قال:قال:«العقبة الأئمة من صعدها فك رقبته من النار»قال:«لا يقيه من التراب شيء» (5).

الحديث الحادي عشر: علي بن إبراهيم قال:خبرنا أحمد بن إدريس قال:حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن عباد عن الحسين بن أبي يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السّلام:« أَ يَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (6) يعني يقتل في قتله بنت النبي صلّي اللّه عليه و آله يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (7) يعني الذي جهز به النبي صلّي اللّه عليه و آله في جيش العسرة أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (8) قال:

فساد كان في نفسه أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (9) يعني رسول اللّه وَ لِساناً (10) يعني أمير المؤمنين وَ شَفَتَيْنِ (11) يعني الحسن و الحسين وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (12) إلي ولايتهما فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (13) يقول:ما اعلمك و كل شيء في القرآن و ما ادراك فهو ما اعلمك و يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (14) يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و المقربة قرباه أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (15) يعني أمير المؤمنين متربا بالعلم» (16).

ص: 296


1- سوره 90 - آيه 11
2- بحار الأنوار:282/24 ح 5.
3- بحار الأنوار:281/24 ح 4.
4- سوره 90 - آيه 11
5- تفسير القمي:423/2.
6- سوره 90 - آيه 5
7- سوره 90 - آيه 6
8- سوره 90 - آيه 7
9- سوره 90 - آيه 8
10- سوره 90 - آيه 9
11- سوره 90 - آيه 9
12- سوره 90 - آيه 10
13- سوره 90 - آيه 11
14- سوره 90 - آيه 15
15- سوره 90 - آيه 16
16- تفسير القمي:423/2.

الباب السابع و العشرون

في قوله تعالي إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: ابن شهرآشوب من طريق المخالفين عن أبي بكر الهذلي عن الشعبي أن رجلا أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه علمني شيئا ينفعني اللّه به قال:«عليك بالمعروف فإنه ينفعك في عاجل دنياك و اخرتك»إذا قبل علي عليه السّلام فقال:يا رسول اللّه فاطمة تدعوك قال:«نعم» فقال الرجل من هذا يا رسول اللّه قال:«هذا من الذين أنزل اللّه فيهم إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (3) » (4).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب أيضا عن ابن عباس و أبي برزة و ابن شراحيل و الباقر عليه السّلام قال:

«قال النبي صلّي اللّه عليه و آله لعلي مبتدئا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (5) أنت و شيعتك و ميعادي و ميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت و شيعتك غرا محجلين» (6).

الحديث الثالث: إبراهيم الأصفهاني فيما نزل في القرآن في علي عليه السّلام بالإسناد عن شريك بن عبد اللّه عن أبي إسحاق عن الحارث قال علي عليه السّلام:نحن أهل بيت لا نقاس بالناس»فقام رجل فأتي ابن عباس فأخبره بذلك فقال:صدق علي،أو ليس النبي لا يقاس بالناس،و قد نزل في علي عليه السّلام: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) (8).

الحديث الرابع: أبو بكر الشيرازي في كتاب(نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه السّلام)في حديث مالك بن أنس عن حميد عن أنس بن مالك قال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (9) نزلت في علي صدق أول الناس برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (10) تمسكوا بأداء الفرائض أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (11) يعني عليا أفضل الخليقة بعد النبي إلي آخر السورة (12).

الحديث الخامس: الأعمش عن عطية عن الخدري و روي الخطيب الخوارزمي عن جابر أنّه لما

ص: 297


1- سوره 98 - آيه 7
2- البينة:7.
3- سوره 98 - آيه 7
4- مناقب آل أبي طالب:266/2.
5- سوره 98 - آيه 7
6- مناقب آل أبي طالب:266/2.
7- سوره 98 - آيه 7
8- مناقب آل أبي طالب:267/2.
9- سوره 98 - آيه 7
10- سوره 98 - آيه 7
11- سوره 98 - آيه 7
12- مناقب آل أبي طالب:267/2.

نزلت هذه الآية قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«علي خير البرية»و في رواية جابر كان أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا أقبل علي قالوا:جاء خير البرية (1).

الحديث السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب(المناقب)قال:أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهر دار الديلي فيما كتب لي من همدان حدّثنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني إجازة عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري رضي اللّه عنه بداره بأصبهان في سكة الخوز،أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسي ابن مردويه بن فورك الأصبهاني حدّثنا أحمد بن محمد بن السري أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد عن أبيه عن إسماعيل بن زياد البزاز عن إبراهيم ابن مهاجر حدّثنا يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي قال:سمعت عليا-كرم اللّه وجهه-يقول:

«حدثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا مسنده إلي صدري فقال أي علي أ لم تسمع قول اللّه تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (2) أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين» (3).

الحديث السابع: الحبري يرفعه إلي ابن عباس قال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) في علي عليه السّلام و شيعته (5).

الحديث الثامن: في(كتاب شواهد التنزيل)للحاكم أبي إسحاق الحسكاني قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ بالإسناد المرفوع إلي يزيد بن شرحيل الأنصاري كاتب علي قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:«قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا مسنده إلي صدري فقال:يا علي أ لم تسمع قول اللّه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (6) هم شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا اجتمع الأمم للحساب تدعون غرا محجلين». (7)

الحديث التاسع: مقاتل ابن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله: هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (8) قال:نزلت في علي و أهل بيته (9).

الحديث العاشر: صاحب كتاب(الأربعين)و هو الثامن و العشرون من أحاديث الأربعين قال:

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار بقراءتي عليه قال:أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال

ص: 298


1- مناقب آل أبي طالب:267/2.
2- سوره 98 - آيه 7
3- المناقب:/265ح 247.
4- سوره 98 - آيه 7
5- تفسير فرات عنه:583،و الدر المنثور:79/6،و شواهد التنزيل:466/2 ح 1136.
6- سوره 98 - آيه 7
7- شواهد التنزيل:459/2 ح 1125.
8- سوره 98 - آيه 7
9- شواهد التنزيل:473/2 ح 1146.

أخبرنا أبو العباس بن عقبة قال:حدثنا محمد بن أحمد القطواني قال:حدثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد اللّه بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:كنّا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فاقبل علي ابن أبي طالب عليه السّلام فقال النبي:«قد أتاكم أخي»ثم التفت إلي الكعبة فضربها (1)بيده ثم قال:«و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة»ثم قال:«إنه أولكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرعية و أقسمكم بالسوية و أعظمكم عند اللّه مزية»قال:فنزلت إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (2) قال فكان أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله إذا أقبل علي عليه السّلام قالوا:قد جاء خير البرية (3).

الحديث الحادي عشر: أبو نعيم الأصفهاني يرفعه إلي تميم بن جذلم عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:

لما نزلت هذه الآية قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«هم أنت و شيعتك،تأتي أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين و يأتي عدوكم غضابا مقمحين (4)» (5).

ص: 299


1- في الينابيع:فمسها.
2- سوره 98 - آيه 7
3- تاريخ دمشق:371/42 ط.دار الفكر.
4- الاقماح:رفع الرأس و غض البصر.
5- المعجم الأوسط:187/4،و كنز العمال:156/13 ح 36483.

الباب الثامن و العشرون

في قوله تعالي إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1)

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الحديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن أحمد بن الهيثم عن الحسن ابن عبد الواحد عن الحسن بن الحسين عن يحيي بن مساور عن إسماعيل بن زياد عن إبراهيم بن مهاجر عن يزيد بن شراحيل كاتب علي عليه السّلام قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:«حدثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا مسنده إلي صدري و عائشة عن أذني فاصغت عائشة لتسمع ما يقول فقال:يا أخي أ لم تسمع قول اللّه عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (2) أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا جثت الأمم تدعون غرا محجلين شباعا مرويين» (3).

الحديث الثاني: محمد بن العباس عن أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حماد عن عمرو بن شمر عن أبي مخنف عن يعقوب بن يزيد ثم أنه وجد في كتب أبيه أن عليا عليه السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:« إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) ثم التفت إليّ و قال:هم أنت يا علي و شيعتك و ميعادك و ميعادهم الحوض تأتون غرا محجلين متوجين»قال يعقوب:فحدثت بهذا الحديث أبا جعفر عليه السّلام فقال:«هكذا هذا هو عندنا في كتاب علي عليه السّلام» (5).

الحديث الثالث: محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن أبي عبد اللّه عن مصعب بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة عليها السّلام:«يا بنية بأبي أنت و أمي ارسلي إلي بعلك فادعيه لي»فقالت فاطمة للحسن عليه السّلام:«انطلق إلي أبيك فقل له:إن جدي يدعوك»فانطلق إليه الحسن فدعاه فأقبل أمير المؤمنين عليه السّلام حتي دخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فاطمة عنده و هي تقول:« وا كرباه لكربك يا أبتاه»فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«لا كرب علي أبيك بعد هذا اليوم يا فاطمة إن النبي لا يشق عليه الجيب و لا يخمش عليه الوجه و لا يدعي عليه بالويل و لكن

ص: 300


1- سوره 98 - آيه 7
2- سوره 98 - آيه 7
3- بحار الأنوار:389/23 ح 99.
4- سوره 98 - آيه 7
5- بحار الأنوار:390/23 ح 100.

قولي كما قال أبوك علي إبراهيم:تدمع العين و قد يوجع القلب و لا نقول ما يسخط الرب و إنّا عليك يا إبراهيم لمحزونون و لو عاش إبراهيم لكان نبيا-ثم قال-:يا علي ادن منّي فدنا منه فقال ادخل أذنك في فمي»ففعل فقال:«يا أخي أ لم تسمع قول اللّه عز و جل في كتابه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1) .

قال:«بلي يا رسول اللّه»قال:«هم أنت و شيعتك تجيئون غرا محجلين شباعا مرويين أ لم تسمع قول اللّه عز و جل في كتابه: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (2) قال:«بلي يا رسول اللّه».

قال:«هم أعداؤك و شيعتهم يجيئون يوم القيامة مسودة وجوههم ظماء مظمئين أشقياء معذبين كفارا منافقين ذلك لك و لشيعتك و هذا لعدوك و شيعتهم» (3).

الحديث الرابع: محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الحسيني و محمد بن أحمد الكاتب قال:

حدّثنا محمد بن علي بن خلف عن أحمد بن عبد اللّه عن معاوية بن عبد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع أن عليا عليه السّلام قال لأهل الشوري:«انشدكم باللّه هل تعلمون يوم أتيتكم و أنتم جلوس مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:هذا أخي قد أتاكم ثم التفت إلي الكعبة و قال:و رب الكعبة المبنية إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة ثم أقبل عليكم و قال أما إنه أولهم إيمانا،و اقومكم بأمر اللّه و أوفاكم بعهد اللّه و أقضاكم بحكم اللّه و أعدلكم في الرعية و اقسمكم بالسوية و أعظمكم عند اللّه مزية فأنزل اللّه سبحانه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) فكبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كبرتم و هنأتموني بأجمعكم فهل تعلمون أن ذلك كذلك»؟قالوا:اللهم نعم (5).

الحديث الخامس: الشيخ الطوسي في أماليه قال:قرئ عليّ أبي القاسم بن شبل بن أسد الوكيل و أنا اسمع في منزله ببغداد في الربض بباب المحول في صفر سنة عشر و أربعمائة حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سبع و أربعين و ثلاثمائة قال:حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس و تسعين و مائتين قال:حدّثنا عبد اللّه ابن حماد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن يعقوب بن ميثم الثمار مولي علي بن الحسين قال:

دخلت علي أبي جعفر عليه السّلام فقلت له:جعلت فداك يا ابن رسول اللّه إني وجدت في كتب أبي أن عليا قال:لأبي ميثم:«أحبب حبيب آل محمد و إن كان فاسقا زانيا،و ابغض مبغض آل محمد و إن كان

ص: 301


1- سوره 98 - آيه 7
2- سوره 98 - آيه 6
3- بحار الأنوار:263/24-264 ح 22.
4- سوره 98 - آيه 7
5- بحار الأنوار:346/31 ح 21.

صواما قواما فإني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1) ثم التفت إليّ و قال:«هم و اللّه أنت و شيعتك يا علي و ميعادهم الحوض غدا غرا محجلين متوجين»فقال أبو جعفر:«هكذا هو عيانا في كتاب علي» (2).

الحديث السادس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني قال:حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري قال:حدثني إبراهيم بن جعفر بن عبد اللّه ابن محمد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:كنّا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فاقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«قد أتاكم أخي ثم التفت إلي الكعبة فضربها بيده»ثم قال:«و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة»ثم قال:«إنه أولكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرعية و اقسمكم بالسوية و اعظمكم عند اللّه مزية قال:فنزلت إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (3) قال:فكان أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله إذا أقبل علي صلّي اللّه عليه و آله قالوا:قد جاء خير البرية (4).

الحديث السابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبدون المعروف ب(ابن الحاشر)قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال:أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال:أخبرنا العباس بن عامر قال:حدّثنا أحمد بن رزق عن يحيي بن العلاء الرازي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:دخل علي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو في بيت أم سلمة فلما راه قال:«كيف أنت يا علي إذا جمعت الأمم و وضعت الموازين و برز لعرض خلقه و دعي الناس إلي ما لا بد منه؟قال فدمعت عين أمير المؤمنين عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا علي؟تدعي و اللّه أنت و شيعتك غرا محجلين رواء مرويين مبيضة وجوههم و يدعي بعدوك مسودة وجوههم أشقياء معذبين أ ما سمعت إلي قول اللّه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (5) أنت و شيعتك «و الذين كفروا بآياتنا أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) عدوك يا علي» (7).

ص: 302


1- سوره 98 - آيه 7
2- أمالي الطوسي:/495مجلس /14ح 57.
3- سوره 98 - آيه 7
4- أمالي الطوسي:/251مجلس /9ح 40.
5- سوره 98 - آيه 7
6- سوره 98 - آيه 6
7- أمالي الطوسي:/671مجلس /36ح 21.

الباب التاسع و العشرون

في قوله تعالي لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (1)

من طريق العامة و فيه حديث واحد

أبو المؤيد موفق بن أحمد من اعيان علماء العامة قال:انبأني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان قال:أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني من كتابه حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز ببغداد حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون بن محمد الضبي حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ أن محمد بن أحمد القطواني حدثهم قال:حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري حدّثنا إبراهيم بن جعفر ابن عبد اللّه بن محمد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال:كنا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فاقبل علي أبي طالب رضي اللّه عنه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فقد أتاكم أخي،ثم التفت الي الكعبة فضربها بيده ثم قال:«و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة».

ص: 303


1- سوره 59 - آيه 20

الباب الثلاثون

في قوله تعالي لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (1) (2)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن عيسي المجاور في مسجد الكوفة قال:حدّثنا إسماعيل بن علي بن رزين بن أخي دعبل بن علي الخزاعي عن أبيه قال:حدّثنا الإمام أبو الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام قال:حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تلا هذه الآية لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (3) فقال صلّي اللّه عليه و آله أصحاب الجنة من أطاعني و سلم لعلي بن أبي طالب بعدي و أقر بولايته و أصحاب النار من سخط الولاية و نقض العهد و قاتله بعدي» (4).

الحديث الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تلا هذه الآية لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (5) فقال:«أصحاب الجنة من اطاعني و سلم لعلي بن أبي طالب بعدي،و اقر بولايته»فقيل:و أصحاب النار قال:«من سخط الولاية و نقض العهد و قاتله بعدي» (6).

الحديث الثالث: الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز قال:حدّثنا جدي محمد بن عيسي القيسي قال:حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال:

حدّثنا سعد بن ظريف الحنظلي عن عطية بن سعد العوفي عن محدوج بن زيد الذهلي فكان في وفد قومه إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله تلا هذه الآية لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (7) قال:فقلنا:يا رسول اللّه من أصحاب الجنة؟قال:«من أطاعني و سلم لهذا من بعدي» قال:و أخذ رسول اللّه بكف علي و هو يومئذ إلي جنبه فرفعها فقال:«ألا إن عليا مني و أنا منه فمن حاده فقد حادني و من حادني أسخط اللّه عز و جل»ثم قال:«يا علي حربك حربي و سلمك سلمي و أنت العلم بيني و بين أمتي»قال عطية:فدخلت علي زيد بن أرقم منزله فذكرت له حديث

ص: 304


1- سوره 59 - آيه 20
2- الحشر:20.
3- سوره 59 - آيه 20
4- عيون أخبار الرضا:253/2 ح 22 باب 27.
5- سوره 59 - آيه 20
6- أمالي الطوسي:/363مجلس /13ح 13.
7- سوره 59 - آيه 20

محدوج بن زيد قال:ما ظننت أن بقي ممن سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول هذه غيري شهد لقد حدثني به رسول اللّه ثم قال:لقد حاده رجال سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قوله هذا و قد ردوا (1).

الحديث الرابع: صاحب الأربعين الحديث في الحديث التاسع و العشرين قال:أخبرنا أبا علي ابن محمد بن محمد المقري رضي اللّه عنه بقراءتي عليه قال:حدّثنا السيد أبو طالب يحيي بن الحسين هارون العلوي الحسني املاء قال:حدّثنا أبو أحمد أبو محمد بن علي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن جعفر القمي قال:حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا الحسن بن محبوب عن صفوان ابن يحيي قال:قال جعفر بن محمد عليه السّلام:«من اعتصم باللّه تبارك و تعالي هدي و من توكل علي اللّه عز و جل كفي،و من قنع بما رزقه اللّه اغني و من اتقي اللّه نجا،فاتقوا اللّه عباد اللّه ما استطعتم و أطيعوا اللّه و سلموا الأمر لأهله تفلحوا،و اصبروا إن اللّه مع الصابرين وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ (2) الآية لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (3) و هم شيعة علي عليه السّلام حدثني بذلك أبي عن أبيه عن أمّ سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أنها قالت قرأني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (4) فقلت:يا رسول اللّه من أصحاب النار؟قال:مبغض علي و ذريته و منقصوهم،فقلت:يا رسول اللّه فمن الفائزون؟قال شيعة علي هم الفائزون» (5).

الحديث الخامس: صاحب كتاب الأربعين قال:أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار بقراءتي عليه قال:أخبرنا أبو عمران مهدي قال:أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال:حدثنا محمد بن أحمد القطواني قال:حدّثنا[إبراهيم بن أنس حدثنا]إبراهيم بن جعفر عن عبد اللّه بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:كنا عند النبي فاقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«قد أتاكم أخي»ثم التفت إلي الكعبة فضربها بيده فقال:«و الذي نفسي بيده ان هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة»ثم قال«إنه أولكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرعية و أقسمكم في السوية و أعظمكم عند اللّه مزية قال و نزلت: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (6) » (7).

ص: 305


1- أمالي الطوسي:/485مجلس /17ح 32.
2- سوره 59 - آيه 19
3- سوره 59 - آيه 20
4- سوره 59 - آيه 20
5- البحار:399/66 ح 92،و بشارة المصطفي عن الأربعين:/155ح 115.
6- سوره 98 - آيه 7
7- بشارة المصطفي عن الأربعين:149 ح 104.

الباب الحادي و الثلاثون

في قوله تعالي مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الجويني في كتاب(فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين)و هو من علماء العامة قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن محمد الفامي،أنبأنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي ببغداد نبأنا أبو بكر محمد بن الحسين البيهقي السبيعي بحلب حدثني الحسين بن إبراهيم الجصاص ابن حسين بن الحكم بن إسماعيل ابن أبان عن فضيل بن الزبير عن أبي داود السبيعي عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:دخلت علي علي ابن أبي طالب عليه السّلام فقال:«يا أبا عبد اللّه ألا أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله اللّه الجنة و السيئة التي من جاءها أكبّه اللّه في النار و لم يقبل معها عملا؟»قلت:بلي قال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (3) أي من هذه الحسنة أي فله من هذه الحسنة خير يوم القيامة،و هو الثواب و الأمن»قال ابن عباس: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (4) أي يصل إليه الخير،و عن ابن عباس أيضا فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (5) يعني الثواب لأن الطاعة فعل العبد،و الثواب فعل اللّه تعالي و قيل:هو أن اللّه تعالي يقبل إيمانه و حسناته و قبول اللّه سبحانه خير من عمل العبد و قيل: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (6) أي رضوان اللّه تعالي قال اللّه تعالي: وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ أَكْبَرُ (7) و قال محمد بن كعب و عبد الرّحمن بن زيد فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (8) أي الأضعاف أعطاه اللّه تعالي بالواحدة عشرا فصاعدا فهذا خير منها و لقد أحسن ابن كعب و ابن زيد في تأويلهما،لأن للأضعاف خصائص،منها:أن العبد يسأل عن عمله و لا يسأل عن الأضعاف، و منها أن للشيطان سبيلا إلي عمله و لا سبيل إلي الأضعاف؛و لأنه لا يطمح للخصوم في الأضعاف، و لأن دار الحسنة دار الدنيا و دار الأضعاف الجنة؛و لأن الحسنة علي استحقاق العبد و التضعيف كما يليق بكرم الرب سبحانه (9).

الحديث الثاني: الحمويني هذا أخبرني أحمد بن إبراهيم بن عمر إجازة عن عبد الرّحمن بن

ص: 306


1- سوره 27 - آيه 89
2- النمل:89-90.
3- سوره 27 - آيه 89
4- سوره 27 - آيه 89
5- سوره 27 - آيه 89
6- سوره 27 - آيه 89
7- سوره 9 - آيه 72
8- سوره 27 - آيه 89
9- فرائد السمطين:/297/2باب /61ح 554.

عبد السميع اجازه عن شاذان بن جبرئيل قرأه عليه،أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن علي أبو عبد اللّه قال:نبأنا أبو علي الحداد قال:نبأنا أبو نعيم قال:نبأنا بن سهيل قال:نبأنا أحمد بن محمد بن شيبة أبو العباس قال:نبأنا محمد بن الحسين الخثعمي قال:نبأنا أرطاة بن حبيب قال:نبأنا فضيل ابن الزبير الرسان عن عبد الملك عن زادان و أبي داود عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال لي علي صلوات اللّه عليه و آله:«يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة و بالسيئة التي من جاء بها كبت وجوههم في النار فلم يقبل منها عمل ثم قرأ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ (1) ثم قال:«يا أبا عبد اللّه الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (2).

الحديث الثالث: الحمويني هذا أخبرني شيخنا الإمام مجد الدين محمد بن يحيي بن الحسين أبو الحسن الكرخي إجازة أن لم يكن سماعا بقراءتي عليه قال:أنبأنا الرضي المؤيد بن محمد بن علي إجازة أنبأنا جدي لأمي محمد بن العباس العصاري أبو العباس سماعا عليه،أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي قال:أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال في تفسير قوله تعالي: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (3) قوله: مَنْ جاءَ (4) أي:من وافي اللّه تعالي (5).

الحديث الرابع: و الحبري يرفعه إلي أبي عبد اللّه الجدلي قال:دخلت علي علي عليه السّلام فقال:«يا أبا عبد اللّه ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله اللّه الجنة و فعل به و السيئة التي من جاء بها أدخله اللّه النار و لم يقبل له معها عمل»قال:قلت:بلي يا أمير المؤمنين فقال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (6).

الحديث الخامس: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال علي عليه السّلام:«ما السيئة التي من جاء بها كبت وجوههم في النار فلم يقبل معها عمل ثم قرأ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) ؟قال:يا عبد اللّه الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (8).

ص: 307


1- سوره 27 - آيه 89
2- فرائد السمطين:/299/2باب /61ح 555.
3- سوره 27 - آيه 89
4- سوره 27 - آيه 89
5- فرائد السمطين:/297/2باب /61ح 554.
6- ينابيع المودة:291/1،و تفسير الحبري:68.
7- سوره 27 - آيه 89
8- بحار الأنوار:42/24 ذيل ح 3،و شواهد التنزيل:552/1.

الباب الثاني و الثلاثون

في قوله تعالي مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1)

من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن وارمة و محمد بن عبد اللّه عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:«دخل أبو عبد اللّه الجدلي علي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له:يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك بقول اللّه عز و جل: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2) ؟قال:بلي يا أمير المؤمنين جعلت فداك فقال:

الحسنة معرفة الولاية و حبنا أهل البيت و السيئة انكار الولاية و بغضنا أهل البيت» (3).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (4) قال:«من تولي الأوصياء من آل محمد و اتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضي من النبيين و المؤمنين الأولين حتي تصل ولايتهم إلي آدم عليه السّلام و هو قول اللّه عز و جل: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها... (5) يدخله الجنة و هو قول اللّه عز و جل: قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (6) يقول أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به و تنجون من عذاب يوم القيامة» (7).

الحديث الثالث: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا محمد بن مسلمة قال:حدّثنا يحيي بن زكريا اللؤلؤي عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (8) قال:«هي للمسلمين عامة و الحسنة الولاية فمن عمل من حسنة كتبت له عشر فأن لم تكن ولاية رفع عنه بما عمل من حسنة في الدنيا و ماله في الآخرة من خلاق» (9).

الحديث الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي الفضل قال:أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني إجازة قال:حدّثنا إسماعيل بن موسي بن بنت

ص: 308


1- سوره 27 - آيه 89
2- سوره 27 - آيه 89
3- الكافي:185/1 ح 14.
4- سوره 42 - آيه 23
5- سوره 27 - آيه 89
6- سوره 34 - آيه 47
7- الكافي:389/8 ح 574.
8- سوره 6 - آيه 160
9- تفسير القمي:131/2.

السدي الفزاري الكوفي قال:حدّثنا عاصم بن حميد الحناط عن فضيل الرسان عن نفيع أبي داود السبيعي قال:حدثني أبو عبد اللّه الجدلي قال:قال لي علي بن أبي طالب عليه السّلام:«ألا أحدثك يا أبا عبد اللّه بالحسنة التي من جاء بها أمن فزع يوم القيامة،و السيئة التي جاء بها أكب اللّه وجهه في النار؟

قلت:بلي يا أمير المؤمنين.

قال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (1).

الحديث الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:أخبرني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال:حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار بن موسي الساباطي قال:

قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:إن أبا أمية يوسف بن ثابت حدث عنك أنك قلت:«لا يضر مع الإيمان عمل و لا ينفع من الكفر عمل»فقال:«إنه لم يسألني أبو أمية عن تفسيرها إنما عنيت بهذا أنه من عرف الإمام عليه السّلام من آل محمد و تولاه ثم عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك و ضوعف له أضعافا كثيرة،فانتفع باعمال الخير مع المعرفة فهذا ما عنيت بذلك و كذلك لا يقبل اللّه من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من اللّه تعالي»فقال له عبد اللّه ابن أبي يعفور أ ليس اللّه تعالي قال: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (2) فكيف لا ينفع العمل الصالح من تولي أئمة الجور؟فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«و هل تدري ما الحسنة التي عناها اللّه تعالي في هذه الآية هي و اللّه معرفة الإمام و طاعته و قد قال اللّه عز و جل:

وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (3) و إنما أراد السيئة انكار الإمام هو الذي من اللّه تعالي»ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من اللّه و جاء منكرا لحقنا جاحدا لولايتنا أكبه اللّه تعالي يوم القيامة في النار» (4).

الحديث السادس: محمد بن العباس قال:حدّثنا المنذر بن محمد عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن أبيه عن أبان بن تغلب عن فضيل بن الذمي عن أبي الجارود عن أبي داود السبيعي عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال لي أمير المؤمنين عليه السّلام:«يا أبا عبد اللّه هل تدري ما الحسنة التي من جاء بها فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون و من جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار»؟قلت:لا قال:«الحسنة مودتنا أهل البيت و السيئة عداوتنا أهل البيت» (5).

ص: 309


1- أمالي الطوسي:/493مجلس /17ح 49.
2- سوره 27 - آيه 89
3- سوره 27 - آيه 90
4- أمالي الطوسي:/417مجلس /14ح 87.
5- بحار الأنوار:41/24 ح 2.

الحديث السابع:محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن ابن جبلة الكناني عن سلام بن أبي حمزة الخراساني عن أبي الجارود عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال لي أمير المؤمنين عليه السّلام:«ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة و السيئة التي من جاء بها كبّ علي وجهه في نار جهنم؟»قلت نعم يا أمير المؤمنين قال:«الحسنة حبنا أهل البيت و السيئة بغضنا أهل البيت» (1).

الحديث الثامن: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال:كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام فسأله عبد اللّه بن أبي يعفور عن قول اللّه عز و جل: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (2) فقال:«و هل تدري ما الحسنة؟إنما الحسنة معرفة الإمام و طاعته و طاعته من طاعة اللّه» (3).

الحديث التاسع: محمد بن العباس بالاسناد المذكور عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«الحسنة ولاية أمير المؤمنين»محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل ابن بشار عن علي جعفر الحضري عن جابر الجعفي أنه سأل أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ (4) قال:«الحسنة ولاية علي و السيئة عداوته و بغضه» (5).

الحديث العاشر: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب(المحاسن)عن ابن فضال عن عاصم بن حميد عن فضيل الرسان عن أبي داود عن أبي عبد اللّه قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«يا أبا عبد اللّه ألا أحدثك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة و بالسيئة التي من جاء بها أكبه اللّه علي وجهه في النار؟قلت:بلي قال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (6).

الحديث الحادي عشر: أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في(مجمع البيان)قال:حدّثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسني قال:حدّثنا الحاكم أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه الحسكاني قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد قال:حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن يحيي بن أحمد قال:حدثني عبد الرّحمن بن الفضل قال:حدثني جعفر بن الحسين قال:حدثني محمد بن زيد بن علي عن أبيه قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام:يقول«دخل أبو عبد اللّه الجدلي علي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له:يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك بقول اللّه عز و جل مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ (7) ...إلي

ص: 310


1- بحار الأنوار:42/24 ح 3.
2- سوره 27 - آيه 89
3- بحار الأنوار:42/24 ح 4.
4- سوره 27 - آيه 89
5- بحار الأنوار:42/24 ح 5.
6- المحاسن:150/1 ح 69.
7- سوره 27 - آيه 89

قوله تَعْمَلُونَ (1) ؟قال:بلي جعلت فداك قال:الحسنة حبنا أهل البيت و السيئة بغضنا» (2).

الحديث الثاني عشر: الطبرسي أيضا قال:حدّثنا السيد أبو الحمد قال:حدّثنا السيد أبو الحمد قال:حدّثنا الحاكم أبو القاسم قال:خبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد الحميري قال حدثنا جدي أحمد بن إسحاق الحميري قال:حدّثنا جعفر بن سهل قال:حدّثنا أبو زرعة عثمان بن عبد اللّه القرشي قال:حدّثنا أبو لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي لو أن أمتي صاموا حتي صاروا كالأوتار،و صلوا حتي صاروا كالحنايا ثم أبغضوك لأكبهم اللّه علي مناخرهم في النار» (3).

الحديث الثالث عشر: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمرو بن أبي شيبة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:«ابتداء منه إن اللّه إذا بدا له أن يبين خلقه و يجمعهم لما لا بد منه أمر منادي ينادي فتجتمع الإنس و الجن في اسرع من طرفة عين ثم اذن لسماء الدنيا فتنزل و كان من وراء الناس و اذن للسماء الثانية فتنزل و هي ضعف التي تليها، فإذا رآها أهل سماء الدنيا قالوا:جاء ربنا قالوا لا و هو آت يعني أمره حتي تنزل كل سماء تكون كل واحدة منها من وراء الأخري و هي ضعف التي تليها ثم ينزل أمر اللّه في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الأمر و إلي اللّه ترجع الأمور ثم يأمر اللّه مناديا يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطانٍ (4) »قال:و بكي عليه السّلام حتي إذا سكت قال:قلت:جعلني اللّه فداك يا أبا جعفر و أين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السّلام و شيعته قال أبو جعفر عليه السّلام:«رسول اللّه و علي عليهما السّلام و شيعته علي كثبان (5)من المسك الأذفر علي منابر من نور يحزن الناس و لا يحزنون و يفزع الناس و لا يفزعون ثم تلا هذه الآية: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (6) فالحسنة ولاية علي عليه السّلام ثم قال: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (7) » (8).

الحديث الرابع عشر: علي بن إبراهيم في تفسيره في معني الحسنة:قال:«و اللّه ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام» (9).

ص: 311


1- سوره 27 - آيه 90
2- مجمع البيان:410/7.
3- مجمع البيان:410/7.
4- سوره 55 - آيه 33
5- و هو التلّ من الرمل.
6- سوره 27 - آيه 89
7- سوره 21 - آيه 103
8- تفسير القمي:77/2.
9- تفسير القمي:131/2.

الباب الثالث و الثلاثون

في قوله تعالي وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: علي بن الجعد عن شعبة عن حماد بن سلمة عن أنس قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه خلق آدم من طين كيف يشاء»ثم قال وَ يَخْتارُ (3) أن اختارني و أهل بيتي علي جميع الخلق فانتجبنا فجعلني الرسول و جعل علي بن أبي طالب الوصي»ثم قال:«ما كان لهم الخيرة يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا و لكني اختار من اشاء فأنا و أهل بيتي صفوة اللّه و خيرته من خلقه ثم قال: سُبْحانَ اللّهِ (4) يعني تنزيها للّه عما يشركون به كفار مكة» (5).

الحديث الثاني: الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر و هو من مشايخ أهل السنّة في تفسير قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (6) يرفعه إلي أنس بن مالك قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن هذه الآية فقال:«إن اللّه خلق آدم من الطين كيف يشاء و يختار و إن اللّه تعالي اختارني و أهل بيتي علي جميع الخلق فانتجبنا فجعلني الرسول و جعل علي بن أبي طالب الوصي،ثم قال ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (7) يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا و لكني اختار من اشاء فأنا و أهل بيتي صفوته و خيرته من خلقه ثم قال سبحان اللّه يعني تنزها للّه عما يشركون به كفار مكة ثم قال: وَ رَبُّكَ (8) يعني يا محمد لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ (9) من بغض المنافقين لك و لأهل بيتك و ما يعلنون بألسنتهم من الحب لك و لأهل بيتك» (10).

ص: 312


1- سوره 28 - آيه 68
2- القصص:68.
3- سوره 28 - آيه 68
4- سوره 12 - آيه 108
5- مناقب آل أبي طالب:220/1.
6- سوره 28 - آيه 68
7- سوره 28 - آيه 68
8- سوره 28 - آيه 68
9- سوره 27 - آيه 74
10- مناقب آل أبي طالب:220/1،و بحار الأنوار:47/32 ذيل ح 152.

الباب الرابع و الثلاثون

في قوله تعالي وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (1)

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد

محمد بن يعقوب عن أبي القاسم رضي اللّه عنه رفعه عن عبد العزيز بن مسلم و روي ابن بابويه في كتاب (معاني الأخبار)قال أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو أحمد القاسم بن أحمد بن محمد بن علي الهاروني قال:حدّثنا أبو حامد عمران بن موسي بن إبراهيم عن الحسن بن القاسم الزمام قال:حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم و اللفظ لمحمد بن يعقوب قال كنا مع الرضا عليه السّلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فاداروا أمر الإمامة.و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت علي سيدي عليه السّلام فاعلمته خوض الناس في ذلك فتبسم عليه السّلام ثم قال:«يا عبد العزيز جهلوا القوم و خدعوا عن أديانهم إن اللّه عز و جل لم يقبض نبيه صلّي اللّه عليه و آله حتي أكمل لهم الدين و أنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج الناس إليه كملا و قال عز و جل: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (2) و أنزل في حجة الوداع و هي آخر عمره صلّي اللّه عليه و آله اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) فأمر الإمامة من تمام الدين و لم يمض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي بيّن لأمته معالم دينهم و اوضح لهم سبيلهم و تركهم علي قصد سبيل الحق و اقام لهم عليا عليه السّلام علما و إماما و ما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلاّ بيّنة فمن زعم أن اللّه عز و جل لم يكمل دينه فقد رد كتاب اللّه،و من رد كتاب اللّه فهو كافر.

هل تعرفون قدر الإمامة و محلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم إن الإمامة أجل قدرا و أعظم شأنا و أعلي مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم إن الإمامة خص اللّه عز و جل بها إبراهيم الخليل عليه السّلام بعد النبوة و الخلة مرتبة ثالثة و فضيلة شرفه بها و أشاد بها ذكره فقال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (4) فقال الخليل عليه السّلام سرورا بها: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (5) ؟قال اللّه تبارك و تعالي: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (6) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلي يوم القيامة فصارت في الصفوة ثم أكرمه اللّه تعالي بأن جعلها اللّه في ذريته أهل

ص: 313


1- سوره 28 - آيه 68
2- سوره 6 - آيه 38
3- سوره 5 - آيه 3
4- سوره 2 - آيه 124
5- سوره 2 - آيه 124
6- سوره 2 - آيه 124

الصفوة و الطهارة فقال: وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ (1) .

فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتي ورثها اللّه عز و جل النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال جل و تعالي إِنَّ أَوْلَي النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (2) فكانت له خاصة فقلدها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل علي رسم ما فرضها اللّه فصارت في ذريته الأوصياء الذين أتاهم اللّه العلم و الإيمان بقوله جل و علا: وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللّهِ إِلي يَوْمِ الْبَعْثِ (3) فهي في ولد علي عليه السّلام خاصة إلي يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد صلّي اللّه عليه و آله فمن أين يختار هؤلاء الجهال الإمامة.

إن الإمامة هي منزلة الأنبياء و إرث الأوصياء إن الإمامة خلافة اللّه و خلافة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مقام أمير المؤمنين عليه السّلام و ميراث الحسن و الحسين عليهما السّلام،لقوله عزّ و جل وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ (4) إن الإمامة زمام الدين و نظام المسلمين و صلاح الدنيا و عز المؤمنين،إن الإمامة أسّ الإسلام النامي و فرعه السامي بالإمام تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و توفير الفيء و الصدقات و امضاء الحدود و الأحكام و منع الثغور و الأطراف و الإمام يحل حلال اللّه و يحرم حرام اللّه و يقيم حدود اللّه و يذب عن دين اللّه و يدعوا إلي سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة بالحجة البالغة و الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم و هي في الافق بحيث لا تنالها الأيدي و الأبصار،و الإمام البدر المنير و السراج الزاهر و النور الساطع و النجم الهادي في غياهب الدجي،و البلدان القفار و لجج البحار،و الإمام الماء العذب علي الظماء و الدال علي الهدي المنجي من الردي،الإمام النار علي اليفاع (5)الحار لمن اصطلي و الدليل في المهالك من فارقه فهالك.

الإمام السحاب الماطر و الغيث الهاطل و الشمس المضيئة و السماء الظليلة و الأرض البسيطة و العين الغزيرة و الغدير و الروضة الإمام الأنيس الرفيق و الوالد الشفيق و الأخ الشقيق و الأم البرّة بالولد الصغير و مفزع العباد في الداعية الناد،الإمام أمين اللّه في خلقه و حجته علي عباده و خليفته في بلاده و الداعي إلي اللّه و الذاب عن حرم اللّه،و الإمام المطهر من الذنوب المبرأ من العيوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم نظام الدين و عز المسلمين و غيظ المنافقين و بوار

ص: 314


1- سوره 21 - آيه 72
2- سوره 3 - آيه 68
3- سوره 30 - آيه 56
4- سوره 30 - آيه 56
5- في الحديث:«الإمام النار كلما اليفاع»أي يضيء القريب و البعيد«للحار لمن اصطلي»أي لمن أراد الانتفاع، و اليفاع ما ارتفع من الأرض،و اليفاع ما ارتفع من كل شيء مجمع البحرين(هامش المخطوط).

الكافرين،و الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد و لا يعادله عالم لا يوجد عنه بدل و لا له مثل و لا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له و لا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب،فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره؟هيها هيهات ضلت العقول و تاهت الحلوم و حارت الألباب و خسئت العيون و تصاغرت العظماء و تيحرت الحكماء و تقاصرت الحلماء و حصرت الخطباء و جهلت الألباء و كلت الشعراء و عجزت الأدباء و عيبت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله فأقرت بالعجز و التقصير و كيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه و يغني غناه.

لا و كيف و اني و هو بحيث النجم من أيدي المتناولين و وصف الواصفين فأين الاختيار من هذا؟!و أين العقول عن هذا؟!و أين يوجد مثل هذا اظنوا أن ذلك يوجد في غير آل محمد صلّي اللّه عليه و آله كذبتهم و اللّه انفسهم و منتهم الأباطيل فارتقوا مرتقا صعبا دحضا تزل عنه إلي الحضيض أقدامهم راموا إقامة الإمام بعقول جائرة بائرة ناقصة و آراء مضلة فلم يزدادوا منه إلاّ بعدا قاتلهم اللّه أني يؤفكون و لقد راموا صعبا و قالوا إفكا و ضلوا ضلالا بعيدا و وقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ كانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (1) و رغبوا عن اختيار اللّه و اختيار رسوله إلي اختيارهم و القرآن يناديهم وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللّهِ وَ تَعالي عَمّا يُشْرِكُونَ (2) .

و قال عز و جل: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (3) و قال ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلي يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (4) .

و قال عز و جل: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها (5) أم طُبِعَ عَلي قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (6) أم قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ وَ لَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (7) أم قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَيْنا (8) ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (9) فكيف لهم باختيار الإمام؟!و الإمام عالم لا يجهل وداع لا ينكل معدن القدس و الطهارة و النسك و النزاهة و العلم و العبادة مخصوص بدعوة الرسول صلّي اللّه عليه و آله و نسل الطاهرة البتول لا مغمز فيه في نسب و لا يدانيه ذو حسب في النسب من قريش و الذروة من هاشم و العترة من الرسول صلّي اللّه عليه و آله و الرضا من اللّه جلّ و عزّ شرف الأشراف و الفرع من عبد مناف نامي العلم كامل

ص: 315


1- سوره 29 - آيه 38
2- سوره 28 - آيه 68
3- سوره 33 - آيه 36
4- سوره 68 - آيه 36
5- سوره 47 - آيه 24
6- سوره 9 - آيه 87
7- سوره 8 - آيه 21
8- سوره 2 - آيه 93
9- سوره 57 - آيه 21

الحلم مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة مفروض الطاعة قائم بأمر اللّه عز و جل ناصح لعباد اللّه عز و جل حافظ لدين اللّه،إن الأنبياء و الأئمة صلوات اللّه عليهم يوفقهم اللّه و يؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم ليكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله جل و تعالي: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (1) و قوله تبارك و تعالي:

وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (2) و قوله في طالوت: إِنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (3) و قال لنبيه صلّي اللّه عليه و آله أَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (4) و قال في الأئمة من أهل بيت نبيه و عترته و ذريته صلوات اللّه عليهم: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (5) .

و إن العبد إذا اختاره اللّه عز و جل لأمور عباده شرح لذلك صدره و أودع قلبه ينابيع الحكمة و ألهمه العلم الهاما،فلم يع بعده بجواب و لا يحير فيه عن صواب فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن الخطأ و الزلل و العثار،و يخصه بذلك ليكون حجته علي عباده و شاهده علي خلقه ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (6) فهل يقدرون علي مثل هذا؟فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه بعدوا و بيت اللّه من الحق نَبَذَ (7) كِتابَ اللّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (8) و في كتاب اللّه الهدي و الشفاء فنبذوه و اتبعوا اهواءهم فذمهم اللّه و مقتهم و أنفسهم فقال جل و تعالي: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُديً مِنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ (9) و قال:

فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (10) و قال: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلي كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّارٍ (11) و صلي اللّه علي النبي و آله و سلم تسليما كثيرا» (12).

ص: 316


1- سوره 10 - آيه 35
2- سوره 2 - آيه 269
3- سوره 2 - آيه 247
4- سوره 4 - آيه 113
5- سوره 4 - آيه 54
6- سوره 57 - آيه 21
7- سوره 2 - آيه 101
8- سوره 2 - آيه 101
9- سوره 28 - آيه 50
10- سوره 47 - آيه 8
11- سوره 40 - آيه 35
12- الكافي:198/1 ح 1،معاني الأخبار:96-2/101.

الباب الخامس و الثلاثون

في قوله تعالي وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد أبو نعيم الأصفهاني صاحب(حلية الأبرار)بإسناده إلي عون بن أبي جحيفة عن أبيه في قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (3) عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«إلي ولايتنا» (4).

الباب السادس و الثلاثون

في قوله تعالي وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (5)

من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير و محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن فضال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمار عن سدير قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام و هو داخل و أنا خارج و أخذ بيدي ثم استقبل البيت فقال:«يا سدير إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا و هو قول اللّه تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (6) ثم أومأ بيده إلي صدره إلي ولايتنا»ثم قال:«يا سدير فأريك الصادين عن دين اللّه»ثم نظر إلي أبي حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان و هم حلق في المسجد فقال:«هؤلاء الصادون عن دين اللّه تعالي بلا هدي من اللّه و لا كتاب مبين إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن اللّه تبارك و تعالي و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي يأتونا فنخبرهم عن اللّه تبارك و تعالي و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (7).

الحديث الثاني: محمد بن الحسن الصفار في كتاب(بصائر الدرجات)عن محمد بن عيسي عن

ص: 317


1- سوره 20 - آيه 82
2- طه:82.
3- سوره 20 - آيه 82
4- بحار الأنوار:166/32 ح 151.
5- سوره 20 - آيه 82
6- سوره 20 - آيه 82
7- الكافي:393/1 ح 3.

صفوان عن يعقوب بن شعيب قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) قال:«و من تاب من ظلم و آمن من كفر و عمل صالحا ثم اهتدي إلي ولايتنا»ثم أومأ بيده إلي صدره (2).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه عن أبيه عن محمد بن خالد قال:حدّثنا سهل بن زياد الفارسي قال:حدّثنا محمد بن منصور عن عبد اللّه بن جعفر عن محمد ابن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:

«خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و هو راكب،و خرج علي عليه السّلام و هو يمشي،فقال له:يا أبا الحسن أما أن تركب و إما أن تنصرف»و ذكر الحديث إلي أن قال فيه:«و اللّه يا علي ما خلقت إلا لتعبد ربك و ليشرف بك معالم الدين و يصلح بك دارس السبيل و لقد ضل من ضل عنك و لن يهتدي الي اللّه عزّ و جل من لم يهتد إليك و إلي ولايتك و هو قول ربي عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (3) يعني إلي ولايتك» (4).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن علي بن محمد قال:حدّثنا الحسن بن عبيد اللّه عن السندي بن محمد عن أبان عن الحارث بن يحيي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (5) «ألا تري كيف اشترط و لم تنفعه التوبة و الإيمان و العمل الصالح حتي اهتدي و اللّه لو جهد أن يعمل بعمل ما قبل منه حتي يهتدي»قال:

قلت:إلي من جعلني اللّه فداك؟

قال:«إلينا» (6).

الحديث الخامس: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عباس البلخي قال:حدّثنا عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن جابر بن الحر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (7) قال:«إلي ولايتنا» (8).

الحديث السادس: محمد بن العباس قال:حدّثنا الحسين بن عامر عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (9) قال:«إلي ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام» (10).

ص: 318


1- سوره 20 - آيه 82
2- بصائر الدرجات:6/78.
3- سوره 20 - آيه 82
4- أمالي الصدوق:803/583.
5- سوره 20 - آيه 82
6- تفسير القمي:61/2.
7- سوره 20 - آيه 82
8- بحار الأنوار:148/24 ح 26.
9- سوره 20 - آيه 82
10- بحار الأنوار:148/24 ح 27.

الحديث السابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا-أحمد يعني ابن عقدة-قال:أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع قال:

حدّثنا القاسم بن الضحاك قال:حدّثنا شهر بن خوشب أخو العوام عن أبي سعيد الهمداني عن أبي جعفر عليه السّلام إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً (1) قال:«و اللّه لو أنه تاب و آمن و عمل صالحا و لم يهتد إلي ولايتنا و مودتنا و معرفة فضلنا ما اغني عنه ذلك شيئا» (2).

الحديث الثامن: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسي بن داود النجار عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (3) قال:«إلي ولايتنا» (4).

الحديث التاسع: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في(المحاسن)عن أبيه عن حماد بن عيسي فيما أعلم عن يعقوب بن شعيب قال:سألت أبا عبد اللّه عن قول اللّه عز و جل: إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً (5) ثم اهتدي قال:«إلي ولايتنا و اللّه أ ما تري كيف اشترط اللّه عز و جل» (6).

الحديث العاشر: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام:« ثُمَّ اهْتَدي (7) إلي ولايتنا[أهل البيت فو اللّه]لو أن رجلا عبد اللّه عمره ما بين الركن و المقام ثم مات و لم يجيء بولايتنا إلاّ أكبه (8)اللّه في النار علي وجهه» (9).

الحديث الحادي عشر: الطبرسي قال:روي الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده و أورده العياشي في تفسيره من عدة طرق (10).

و عن محمد بن سليمان بإسناد عن داود بن كثير البرقي قال:دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام فقلت له:جعلت فداك قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (11) فما هذا الاهتداء بعد التوبة و الإيمان و العمل الصالح؟فقال:«معرفة الأئمة و اللّه إمام بعد إمام» (12).

الحديث الثاني عشر: علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الفضيل عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي ثُمَّ اهْتَدي (13) قال:«اهتدي إلينا» (14).

ص: 319


1- سوره 19 - آيه 60
2- أمالي الطوسي:468/259.
3- سوره 20 - آيه 82
4- بحار الأنوار:150/24 ح 34.
5- سوره 19 - آيه 60
6- المحاسن:142/1 ح 35.
7- سوره 20 - آيه 82
8- في المصدر:لأكبه.
9- مجمع البيان:45/7.
10- مجمع البيان:45/7.
11- سوره 20 - آيه 82
12- فضائل الشيعة:/26ح 22،تأويل الآيات:316/1 ح 9.
13- سوره 20 - آيه 82
14- تفسير القمي:61/2.

الباب السابع و الثلاثون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث الحديث الأول: الثعالبي في تفسير هذه الآية قال:قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام:«معناه بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (3) في فضل علي بن أبي طالب عليه السّلام»و في نسخة أخري أنه عليه السّلام قال:«يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك في علي»و قال:هكذا نزلت»رواه جعفر بن محمد:«فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه» (4).

الحديث الثاني: الثعالبي قال:أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن محمد القاضي حدّثنا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين عن حسان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (5) الآية نزلت في علي بن أبي طالب أمر النبي صلّي اللّه عليه و آله أن يبلغ فيه فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام و قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه» (6).

الحديث الثالث: (كشف الغمة)عن زر عن عبد اللّه قال:كنا نقرأ علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن عليا مولي المؤمنين فإن لم تفعل فما بلغت رسالته و اللّه يعصمك من الناس» (7).

الحديث الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب(فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين)قال:أخبرني السيد النسيب الحسيب برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن عمر بن محمد الحسني المدني أبوه اذنا في سنه لما قدم علينا ببحر أباد قال:أنبأنا الإمام جمال الدين محمد بن أسعد البخاري حيلوله و أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد اللّه ابن محمود بن مردود الموصلي و بدر الدين محمد بن محمد بن أسعد البخاري إجازة بروايتهم عن أبي

ص: 320


1- سوره 5 - آيه 67
2- المائدة:67.
3- سوره 5 - آيه 67
4- العمدة:132/99 عن الثعلبي.
5- سوره 5 - آيه 67
6- العمدة:134/100 عن الثعلبي.
7- كشف الغمة:326/1.

المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم السمعاني إجازة و أنبأنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه قلت له:أخبرك عبد الخالق بن الأنجب بن المعمر التستري إجازة بروايتهما عن أبي الأسعد هبة الرّحمن بن عبد و الواحد بن أبي قاسم القشيري قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التفليسي سماعا عليه،أنبأنا أبو يعلي حمزة بن عبد العزيز المهلبي الصيدلاني قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن القطان أنبأنا الفضل بن العباس نبأنا عاصم بن عبد اللّه نبأنا إسماعيل بن زياد عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ليلة اسري بي إلي السماء سمعت نداء من تحت العرش أن عليا عليه السّلام راية الهدي و حبيب من يؤمن بي بلغ عليا عليه السّلام»فلما نزل النبي صلّي اللّه عليه و آله من السماء نسي ذلك فأنزل اللّه عز و جل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (1) (2).

الحديث الخامس: محمد بن أحمد بن شاذان.

من طريق المخالفين بحذف الإسناد في المناقب المائة عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه عليه السّلام:

«ليلة أسري بي إلي السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش:إن عليا آية الهدي و حبيب من يؤمن بي بلغ عليا فلما نزل عن السماء نسي ذلك فأنزل اللّه تعالي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (3) في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (4) الآية (5).

الحديث السادس: صاحب(المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة)عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:«لما انصرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوادع نزل أرضا يقال لها(ضوجان)فنزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (6) فلما نزلت عصمته من الناس نادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس إليه فقال صلّي اللّه عليه و آله:من أولي منكم بأنفسكم،فضجوا بأجمعهم و قالوا:اللّه و رسوله،فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله،فإنّه مني و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي، و كان آخر فريضة فرضها اللّه تعالي علي أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله.

ثم أنزل اللّه تعالي علي نبيه اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (7) قال أبو جعفر:فقبلوا:«من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلما أمرهم من الفرائض في الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج و صدقوه علي ذلك»قال ابن إسحاق:قلت لأبي جعفر ما كان ذلك؟قال:«لتسع

ص: 321


1- سوره 5 - آيه 67
2- فرائد السمطين:/158/1ب /32ح 120.
3- سوره 5 - آيه 67
4- سوره 5 - آيه 67
5- مائة منقبة:/90منقبة 56.
6- سوره 5 - آيه 67
7- سوره 5 - آيه 3

عشر ليلة خلت من ذي الحجة ستة عشرة عند منصرفه من حجة الوداع،و كان بين ذلك و بين وفاة النبي مائة يوم و كان سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم اثني عشر رجلا» (1).

الحديث السابع: الحافظ أبو نعيم الفضل أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق بن موسي بن مهران الأصفهاني في كتابه الموسوم ب(نزول القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام)بإسناده يرفعه إلي عون بن عبيد بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو نائم إذ يوحي إليه و إذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها و أوقظه فاضطجعت بينه و بين الحية،فإن كان منها سوء كان لي دونه فاستيقظ و هو يتلو هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (2) ثم قال:الحمد للّه الذي اكمل لعلي منيته و هنيئا لعلي بتفضيل اللّه إياه ثم التفت فرآني إلي جانبه فقال:«ما اضطجعت هاهنا»قلت:لمكان هذه الحية؟قال:«قم إليها فاقتلها»فقتلتها ثم أخذ بيدي فقال:«يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حق علي اللّه جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء و قد قال اللّه تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (3) (4).

الحديث الثامن: أبو نعيم في الكتاب المذكور يرفعه إلي علي بن عامر عن أبي الحجاف عن الأعمش عن عطية قال:نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي بن أبي طالب عليه السّلام يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (5) و قد قال اللّه تعالي اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (6) (7).

الحديث التاسع: المالكي في الفصول المهمة قال روي الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه المسمّي ب(اسباب النزول) (8)يرفعه بسنده إلي أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (9) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب،و قوله:بغدير خم،هو بضم الخاء المعجمة و تشديد الميم مع التنوين:اسم لغيظة علي ثلاثة أميال من الجحفة عندها غدير مشهور يضاف إلي الغيظة،هكذا ذكره الشيخ محيي الدين النووي (10).

ص: 322


1- تفسير الميزان عن المناقب:194/5.
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 5 - آيه 67
4- بحار الأنوار:305/29 ذيل ح 270.
5- سوره 5 - آيه 67
6- سوره 5 - آيه 3
7- البحار:187/33 ح 15،و تفسير الميزان عنه:58/6.
8- ذكره مسندا راجع أسباب نزول الآيات:135 ط.القاهرة.
9- سوره 5 - آيه 67
10- الفصول المهمة:42.

الباب الثامن و الثلاثون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«فرض اللّه عز و جل علي العباد خمسا أخذوا أربعا و تركوا واحدة»قلت:أ تسميهن لي جعلت فداك؟فقال:«الصلاة و كان الناس لا يدرون كيف يصلون فنزل جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم،ثم نزلت الزكاة فقال:يا محمد أخبرهم عن زكاتهم ما أخبرتهم عن صلاتهم،ثم نزل الصوم فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا كان يوم عاشوراء بعث إلي ما حوله من القري فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان و شوال ثم نزل الحج فنزل جبرائيل عليه السّلام فقال:أخبرهم عن حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم ثم نزلت الولاية و إنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (2) و كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال عند ذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن امتي حديثوا عهد بالجاهلية و متي أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل،فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني عزيمة من اللّه عز و جل بتلة أوعدني أن لم ابلغ أن يعذبني فنزلت يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (3) فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام فقال:يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلاّ و قد عمره اللّه تعالي ثم دعاه فأجابه فاوشك أن ادعي فأجيب،و انا مسئول و أنتم مسئولون،فما ذا أنتم قائلون فقالوا:نشهد إنك قد بلغت و نصحت و اديت ما عليك فجزاك اللّه أفضل جزاء المرسلين»فقال:«اللهم اشهد»ثلاث مرات.

ثم قال:«يا معشر المسلمين هذا وليكم بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب»قال أبو جعفر:

«كان و اللّه أمين اللّه علي خلقه و عيبة علمه و دينه الذي ارتضاه لنفسه،ثم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حضره

ص: 323


1- سوره 5 - آيه 67
2- سوره 5 - آيه 3
3- سوره 5 - آيه 67

الذي حضره فدعا عليا فقال:يا علي إني أريد أن ائتمنك علي ما ائتمني اللّه عليه من غيبه و علمه و من خلقه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه فلم يشرك و اللّه فيها يا زياد أحدا من الخلق و إن عليا حضر الذي حضره فدعا ولده فكانوا اثني عشر ذكرا.

فقال لهم:يا بني إن اللّه عز و جل قد أبي إلا أن يجعل في سنة من يعقوب و ان يعقوب دعا ولده و كانوا اثنا عشر ولدا ذكرا،فأخبرهم بصاحبهم ألا و إني أخبركم بصاحبكم،ألا إن هذين ابنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحسن و الحسين عليهما السّلام فاسمعوا لهما و أطيعوا و وازروهما،فإني قد أتمنتهما علي ما ائتمنني عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مما ائتمنه اللّه عليه من خلقه و من غيبه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه،فاوجب لهما من علي عليه السّلام ما أوجب لعلي عليه السّلام من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يكن لأحد منهما فضل علي صاحبه إلا بكبره و إن الحسين كان إذا حضر الحسن عليه السّلام لم ينطق في ذلك المجلس حتي يقوم،ثم إن الحسن عليه السّلام حضره من حضره فسلم ذلك إلي الحسين عليه السّلام ثم إن الحسين حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبري فاطمة بنت الحسين عليه السّلام فدفع إليها كتابا ملفوفا و وصية ظاهرة،و كان عليّ بن الحسين مبطونا لا يرون إلا أنه لما به،فدفعت فاطمة الكتاب إلي علي بن الحسين ثم صار و اللّه ذلك الكتاب إلينا» (1).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه البرقي عن أبيه عن محمد بن خالد البرقي قال:حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال:حدّثنا محمد بن منصور عن عبد اللّه بن جعفر عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده قال:«خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و هو راكب،و خرج علي عليه السّلام و هو يمشي،فقال له:يا أبا الحسن إمّا أن تركب و إمّا أن تنصرف،فإن اللّه عز و جل أمرني أن تركب إذا ركبت و تمشي إذا مشيت و تجلس إذا جلست إلاّ أن يكون حدا من حدود اللّه لا بدّ لك من القيام و القعود فيه،و ما أكرمني بكرامة إلاّ و قد أكرمك بمثلها و خصني اللّه بالنبوة و الرسالة،و جعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده،و في صعب أموره.

و الذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من انكرك و لا أقرّ بي من جحدك و لا آمن باللّه من كفر بك،و إن فضلك لمن فضلي و أن فضلي لك لفضل اللّه و هو قول اللّه عز و جل: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (2) يعني ففضل اللّه نبوة نبيكم و رحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام فبذلك قال بالنبوة و الولاية فليفرحوا يعني الشيعة هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (3) يعني

ص: 324


1- الكافي:290/1-291 ح 6.
2- سوره 10 - آيه 58
3- سوره 10 - آيه 58

مخالفيهم من الأهل و المال و الولد في دار الدنيا،و اللّه يا علي ما خلقت إلاّ ليعبد ربك و لتعرف بك معالم الدين و يصلح بك دارس السبيل و لقد ضلّ من ضلّ عنك،و لن يهتدي إلي اللّه عزّ و جل من لم يهتد إليك و إلي ولايتك،و هو قول ربي عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) يعني إلي ولايتك و لقد أمرني ربي تبارك و تعالي أن افترض من حقك ما افترضه من حقي،و ان حقك لمفروض علي من آمن بي و لولاك لم يعرف حزب اللّه،و بك يعرف عدو اللّه و من لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء،و لقد أنزل اللّه عز و جل إلي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (2) يعني في ولايتك يا علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (3) و لو لم ابلغ بما أمرت به من ولايتك لحبط عملي،و من لقي اللّه عز و جل بغير ولايتك فقد حبط عمله وعد ينجز لي أقول إلاّ قول ربي تبارك و تعالي،و إن الذي أقول لمن اللّه عز و جل انزله فيك» (4).

الحديث الثالث: سعد بن عبد اللّه عن علي بن إسماعيل ابن عيسي عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (5) قال:«هي الولاية» (6).

الحديث الرابع: العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس و[جابر بن]عبد اللّه قالا:أمر اللّه محمدا صلّي اللّه عليه و آله أن ينصب عليا عليه السّلام للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يقولوا:حابي ابن عمه،و ان يطعنوا في ذلك[عليه]فأوحي اللّه إليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (7) فقام رسول اللّه[بولايته]يوم غدير خم (8).

الحديث الخامس: العياشي بإسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«لما نزل جبرائيل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجة الوداع بإعلان أمر علي بن أبي طالب عليه السّلام يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (9) ...إلي آخر الآية قال:فمكث النبي صلّي اللّه عليه و آله ثلاثا حتي أتي الجحفة فلم يأخذ بيده فرقا من الناس فلما نزل الجحفة يوم الغدير في مكان يقال له:(مهيعة)فنادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:من أولي بكم من أنفسكم قال:فجهروا فقالوا:اللّه و رسوله ثم قال لهم الثانية فقالوا:اللّه و رسوله ثم قال لهم الثالثة فقالوا:اللّه و رسوله فأخذ بيد علي فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من

ص: 325


1- سوره 20 - آيه 82
2- سوره 5 - آيه 67
3- سوره 5 - آيه 67
4- أمالي الصدوق:803/583.
5- سوره 5 - آيه 67
6- مختصر بصائر الدرجات:64.
7- سوره 5 - آيه 67
8- تفسير العياشي:332/1 ح 152.
9- سوره 5 - آيه 67

خذله فإنّه منّي و أنا منه و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ إنه لا نبي من بعدي» (1).

الحديث السادس: العياشي بإسناده عن عمر بن يزيد قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام ابتدأ منه:

«العجب يا أبا حفص لما لقي علي بن أبي طالب إنه كان له عشرة آلاف شاهد لم يقدر علي أخذ حقه و الرجل يأخذ حقه بشاهدين إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج من المدينة حاجا و تبعه خمسة آلاف و رجع من مكة و قد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة فلما انتهي إلي الجحفة نزل جبرائيل بولاية علي و قد كانت نزلت ولايته بمني و امتنع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من القيام بها لمكان الناس فقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (2) مما كرهت بمني فأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقمت السمرات (3)فقال رجل من الناس:أما و اللّه ليأتينكم بداهية فقلت لعمر:من الرجل فقال:الحبش (4)يعني عمر بن الخطاب.

الحديث السابع: العياشي بإسناده عن زياد بن المنذر أبي الجارود صاحب الزيدية الجارودية قال:كنت عند أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام بالأبطح و هو يحدث الناس فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له:(عثمان الأعشي)كان يروي عن الحسن البصري فقال:يا ابن رسول اللّه جعلت فداك إن الحسن البصري يحدثنا حديثا يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل و لا يخبرنا من الرجل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (5) تفسيرها أ تخشي الناس فاللّه يعصمك من الناس،فقال أبو جعفر عليه السّلام:«ما له لا قضي اللّه دينه يعني صلاته أما إن لو شاء أن يخبر به أخبر به أن جبرئيل هبط علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال له:إن ربك تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك علي صلاتهم فدله علي الصلاة و احتج بها عليه فدل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمّته عليها و احتج بها عليهم.

ثم أتاه فقال:إن اللّه تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك من زكاتهم علي مثل ما دللتهم عليه من صلواتهم فدله علي الزكاة،و احتج بها عليه فدل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله امته علي الزكاة،و احتج بها عليهم.

ثم أتاه جبرئيل فقال:إن اللّه تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك من صيامهم علي مثل ما دللتهم عليه من صلواتهم و زكاتهم شهر رمضان بين شعبان و شوال يؤتي فيه كذا و يجتنب فيه كذا فدله علي الصيام و احتج به عليه فدل رسول اللّه أمّته علي الصيام و احتج به عليهم،ثم أتاه فقال:إن اللّه تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك في حجهم علي مثل ما دللتهم عليه في صلواتهم و زكاتهم

ص: 326


1- تفسير العياشي:332/1 ح 153.
2- سوره 5 - آيه 67
3- السمرات:جمع سمرة،أي شجرة.
4- تفسير العياشي:332/1.
5- سوره 5 - آيه 67

و صيامهم فدله علي الحج و احتج به عليه فدل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله امته علي الحج و احتج به عليهم.

ثم اتاه فقال:إن اللّه تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك من وليهم علي مثل ما دللتهم عليه في صلواتهم و زكاتهم و صيامهم و حجّهم،قال:فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ربي امتي حديثوا عهد بجاهلية فأنزل اللّه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (1) تفسيرها أ تخشي الناس فاللّه يعصمك من الناس فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام فرفعها فقال:

من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أحب من أحبه و ابغض من أبغضه» (2).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«لما أنزل اللّه علي نبيه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (3) قال:«فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي فقال:يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلاّ و قد عمّر ثم دعاه اللّه فأجابه و أوشك أن ادعي فأجيب و أنا مسئول و أنتم مسئولون فما أنتم قائلون؟قالوا:نشهد أنك قد بلغت و نصحت و أديت ما عليك فجزاك اللّه أفضل ما جزي المرسلين،فقال:اللهم اشهد ثم قال:يا معشر المسلمين ليبلغ الشاهد الغائب،أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي إلاّ أن ولاية علي ولايتي و لا تدري عهدا عهده إلي ربي و أمرني أن ابلغكموه ثم قال:هل سمعتم ثلاث مرات يقولها فقال قائل:قد سمعنا يا رسول اللّه» (4).

ص: 327


1- سوره 5 - آيه 67
2- تفسير العياشي:333/1.
3- سوره 5 - آيه 67
4- تفسير العياشي:334/1.

الباب التاسع و الثلاثون

في قوله تعالي اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1)

من طريق العامة و فيه ستة أحاديث الحديث الأول: صدر الأئمة عند المخالفين أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب(فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام)قال أخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه ابن شهردار الديلمي فيما كتب لي من همدان أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي حدّثنا الحسن بن عليل العنزي حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن الذراع حدّثنا قيس بن حفص حدّثنا علي بن الحسن حدّثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلّي اللّه عليه و آله يوم دعا الناس إلي غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم،و ذلك يوم الخميس يوم دعا الناس إلي علي و أخذ بضبعه ثم رفعها حتي نظر الناس إلي بياض إبطيه عليه السّلام،ثم لم يفترقا حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (2) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه أكبر علي إكمال الدين و تمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي»ثم قال:

«اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله»و قال حسان بن ثابت أ تأذن لي يا رسول اللّه أن أقول أبياتا قال:«قل ببركة اللّه تعالي»فقال حسان بن ثابت:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و أسمع بالنبي مناديا

باني مولاكم نعم و نبيكم فقالوا و لم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا و أنت ولينا و لا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماما و هاديا (3)

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:انبأني الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبيد اللّه الخازن قال:أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرزي إجازة قال:أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي

ص: 328


1- سوره 5 - آيه 3
2- سوره 5 - آيه 3
3- المناقب:/135ح 152.

الخوارزمي قال:أخبرني سيد الحفاظ فيما كتب إلي من همدان،أنبأنا الرئيس أبو الفتح كتابة حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي:أنبأنا الحسن بن عليل العنزي نبأنا محمد بن عبد اللّه الذارع نبأنا قيس ابن حفص قال:حدثني علي بن الحسن العبدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلّي اللّه عليه و آله يوم دعا الناس إلي علي في غدير خم أمر الناس بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم، و ذلك يوم الخميس ثم دعا الناس إلي علي عليه السّلام فأخذ بضبعه فرفعها حتي رأي الناس إلي بياض إبطيه صلّي اللّه عليه و آله ثم لم يفترقا حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) فقال رسول اللّه:«اللّه أكبر علي إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي عليه السّلام»ثم قال:«اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله»فقال حسان بن ثابت:يا مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم انشأ يقول ثم أنشد الأبيات المتقدمة (2).

الحديث الثالث: الحمويني أيضا عن سيد الحفاظ و هو أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي قال:أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ الحافظ أحمد بن عبد اللّه بن أحمد قال:نبأنا محمد بن أحمد بن علي قال:نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال:نبأنا يحيي الحماني قال:حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعا الناس إلي علي عليه السّلام في غدير خم و أمر تحت الشجرة من الشوك فقم و ذلك يوم الخميس،فدعا صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام فأخذ بضبعيه فرفعهما حتي نظر الناس إلي بياض إبطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم لم يتفرقوا حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه أكبر علي إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي»ثم قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله»فقال حسان بن ثابت:ائذن لي يا رسول اللّه فأقول في علي عليه السّلام أبياتا تسمعها فقال:«قل علي بركة اللّه»فقام حسان بن ثابت فقال:يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي شهادة من رسول اللّه عليه السّلام بالولاية الثابتة فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و اسمع بالرسول مناديا

الأبيات المتقدمة و هذه الأبيات،و الحديث المشهور في كتب العامة و الخاصة،و قال الحميوني عقيب هذا الحديث و الأبيات هذا حديث له طرق كثيرة إلي أبي سعيد سعد بن مالك الخدري

ص: 329


1- سوره 5 - آيه 3
2- فرائد السمطين:/72/1ب /12ح 39.
3- سوره 5 - آيه 3

الأنصاري (1).

الحديث الرابع: أبو نعيم في كتابه الموسوم ب(ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام)يرفعه إلي علي بن عامر عن أبي الحجاف عن الأعمش عن عطية قال:نزلت هذه الآية علي رسول اللّه في علي بن أبي طالب عليه السّلام يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ (2) و قد قال اللّه تعالي:

اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) (4) .

الحديث الخامس: أبو نعيم هذا يرفعه إلي قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعا الناس إلي علي عليه السّلام في غدير خم،و أمر بما تحت الشجر من شوك فقم و ذلك في يوم الخميس،فدعا عليا عليه السّلام فأخذ بضبعيه فرفعهما حتي نظر الناس بياض إبطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم لم يتفرقوا حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه اكبر علي إكمال الدين و تمام النعمة و رضي الرب برسالتي و الولاية لعلي عليه السّلام من بعدي»ثم قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله»قال حسان بن ثابت ائذن لي يا رسول اللّه فأقول في علي أبياتا تسمعهن،فقال:«قل علي بركة اللّه»فقام حسان فقال:يا معشر قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الآية الماضية فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم،و ذكر الأبيات السابقة و قال في آخر الأبيات:

فقال له قم يا علي فانني رضيتك من بعدي إماما و هاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له انصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه و كن للذي عادا عليا معاديا (6)

الحديث السادس: صاحب(المناقب الفاخرة)عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:«لما انصرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع نزل أرضا يقال لها:(ضوجان) نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (7) فلما نزلت عصمة من الناس نادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس إليه،و قال عليه السّلام:من أولي منكم بأنفسكم،فضجوا بأجمعهم،و قالوا:اللّه و رسوله،فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من

ص: 330


1- فرائد السمطين:/74/1ب /12ح 40.
2- سوره 5 - آيه 67
3- سوره 5 - آيه 3
4- بحار الأنوار:178/33 ح 65.
5- سوره 5 - آيه 3
6- بحار الأنوار:179/33 ح 65.
7- سوره 5 - آيه 67

خذله؛لأنه منّي و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي،و كانت آخر فريضة فرضها اللّه تعالي علي أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله ثم أنزل اللّه تعالي علي نبيه اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) »قال أبو جعفر:«فقبلوا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلما أمرهم اللّه من الفرائض في الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج و صدقوه علي ذلك».

قال ابن إسحاق:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:ما كان ذلك قال:«لتسعة عشر ليلة خلت من ذي الحجة سنة عشرة عند منصرفة من حجة الوداع،و كان بين ذلك و بين وفاة النبي صلّي اللّه عليه و آله مائة يوم و كان سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم اثنا عشر» (2).

ص: 331


1- سوره 5 - آيه 3
2- تفسير الميزان عن المناقب:194/5.

الباب الأربعون

في قوله تعالي اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1)

من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن صفوان بن يحيي عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«آخر فريضة انزلها اللّه الولاية،ثم لم ينزل بعدها فريضة ثم أنزل اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (2) بكراع الغميم فاقامها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة» (3).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني قال:حدثني أبو حامد عمران بن موسي بن إبراهيم عن الحسن بن القاسم بن الرقام قال:حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال:

كنا في أيام الرضا عليه السّلام بمرو فاجتمعنا في مسجد جامعها يوم الجمعة في بدء مقدمنا فاداروا أمر الإمامة و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت علي سيدي عليه السّلام فاعلمته بما خاض الناس في ذلك فتبسم عليه السّلام و قال:«يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن أديانهم،إن اللّه عز و جل لم يقبض نبيه صلّي اللّه عليه و آله حتي أكمل له الدين و أنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء بيّن فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج إليه الناس كملا،فقال عز و جل: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (4) و أنزل في حجة الوداع و هي آخر عمرة صلّي اللّه عليه و آله اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) فأمر الإمامة من تمام الدين و لم يمض عليه السّلام حتي بين لأمته معالم دينهم و اوضح لهم سبله و تركهم علي قصد الحق،و أقام لهم عليا عليه السّلام علما و إماما و ما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلاّ بيّنه فمن زعم أن اللّه عز و جل لم يكمل دينه فقد رد كتاب اللّه عزّ و جل و من رد كتاب اللّه عزّ و جل فهو كافر».

و روي هذا الحديث محمد بن يعقوب في الكافي عن أبي محمد القاسم بن أبي العلاء رحمه اللّه رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال:كنّا مع الرضا عليه السّلام و ذكر الحديث و هو طويل ذكرناه بتمامه في الباب

ص: 332


1- سوره 5 - آيه 3
2- سوره 5 - آيه 3
3- تفسير القمي:162/1.
4- سوره 6 - آيه 38
5- سوره 5 - آيه 3

الرابع و الثلاثين في قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (1) (2).

من طريق الخاصة و هو في وصف الإمام و نعوته فليؤخذ من هناك و هو حديث حسن.

الحديث الثالث: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)في تفسير هذه الآية قال:حدّثنا السيد العالم أبو الحمد مهدي بن نزار الحسني قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن عبد اللّه الحسكاني قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الشيرازي قال:أخبرنا أبو بكر الجرجاني قال:أخبرنا أبو أحمد البصري قال:

حدّثنا أحمد بن عمار بن خالد قال:حدّثنا يحيي بن عبد العزيز الحماني قال:حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما نزلت هذه الآية قال:«اللّه أكبر علي إكمال الدين و اتمام النعمة و رضا رب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام من بعدي،و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله» (3).

الحديث الرابع: أبو علي الطبرسي:و المروي عن الإمامين عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام أنه لما أنزل اللّه بعد أن نصب النبي صلّي اللّه عليه و آله عليا علما للأنام يوم غدير خم عند منصرفه من حجة الوداع قالا:«و هي آخر فريضة أنزلها اللّه تعالي لم ينزل بعدها فريضة» (4).

الحديث الخامس: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان رضي اللّه عنه قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال:حدّثنا أبي قال:

حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«اعطيت تسعا لم يعطها أحد قبلي سوي النبي صلّي اللّه عليه و آله لقد فتحت لي السبل و علمت المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب،و لقد نظرت إلي الملكوت باذن ربي فما غاب عني ما كان قبلي و لا ما يأتي بعدي،فإن بولايتي أكمل اللّه لهذه الأمة دينهم،و أتم عليهم النعم و رضي لهم إسلامهم،إذ يقول يوم الولاية لمحمد صلّي اللّه عليه و آله:يا محمد أخبرهم إني أكملت لهم اليوم دينهم و اتممت عليهم النعمة و رضيت لهم إسلامهم كل ذلك من اللّه عليّ فله الحمد» (5).

الحديث السادس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال:حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن

ص: 333


1- سوره 28 - آيه 68
2- الكافي:198/1 ح 1.
3- مجمع البيان:274/3.
4- مجمع البيان:274/3.
5- أمالي الطوسي:/205مجلس /8ح 1.

محمد أبو موسي المجاشعي قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه أبي عبد اللّه عليه السّلام قال المجاشعي:و حدّثنا الرضي علي بن موسي عن أبيه موسي عليهما السّلام عن أبيه جعفر بن محمد و قالا جميعا عن آبائهما عن علي أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:بني الإسلام علي خمس خصال:علي الشهادتين و القرينتين قيل له:أما الشهادتان فقد عرفناهما فما القرينتان؟قال:الصلاة و الزكاة فإنه لا يقبل أحدهما إلاّ بالأخري،و الصيام و حج بيت اللّه من استطاع إليه سبيلا و ختم ذلك بالولاية فأنزل اللّه عز و جل اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) » (2).

الحديث السابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه-يعني الغضائري-عن علي ابن محمد العلوي قال:حدّثنا الحسين بن صالح عن شعيب الجوهري قال:حدّثنا محمد ابن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري عن الصادق جعفر ابن محمد عليهما السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:حدّثنا الحسن بن علي عليه السّلام:«إن اللّه عز و جل بمنه و رحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه بل رحمة منه لا إله إلا هو يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (3) وَ لِيَبْتَلِيَ اللّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ (4) و لتتسابقوا إلي رحمته و لتتفاضل منازلكم في جنته،ففرض عليكم الحج و العمرة و إقام الصلاة و ايتاء الزكاة و الصوم و الولاية و جعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض،و مفتاحا إلي سبيله.

و لو لا محمد صلّي اللّه عليه و آله و الأوصياء من ولده عليهم السّلام كنتم حياري كالبهائم لا تعوفون فرضا من الفرائض، و هل تدخلون قرية إلاّ من بابها فلما منّ عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم صلّي اللّه عليه و آله قال: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) ففرض عليكم لأوليائه حقوقا و أمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم و أموالكم و مآكلكم و مشاربكم و يعرفكم بذلك البركة و النماء و الثروة ليعلم من يطيعه منكم بالغيب ثم قال عز و جل:«قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي فاعملوا أن من يبخل فإنما يبخل عن نفسه إن اللّه هو الغني و أنتم الفقراء إليه فاعلموا من بعد ما شئتم فسيري اللّه عملكم و رسوله و المؤمنين ثم تردون إلي عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا علي الظالمين»سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«خلقت من نور اللّه عز و جل،و خلق أهل بيتي من نوري،و خلق محبيهم من نورهم،و سائر الناس في النار» (6).

ص: 334


1- سوره 5 - آيه 3
2- أمالي الطوسي:/518مجلس /18ح 41.
3- سوره 3 - آيه 179
4- سوره 3 - آيه 154
5- سوره 5 - آيه 3
6- أمالي الطوسي:/654مجلس /34ح 5.

الحديث الثامن: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام:

«آخر فريضة أنزلها اللّه الولاية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) فلم ينزل من الفرائض شيء بعدها حتي قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله».

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«لما نزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عرفات يوم الجمعة أتاه جبرائيل عليه السّلام فقال له:يا محمد أن اللّه يقرؤك السلام و يقول لك:قل لأمتك: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (2) بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) و لست أنزل عليكم بعد هذا فريضة قد انزلت عليكم الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و هي الخامسة و لست أقبل هذه الأربعة إلاّ بها» (4).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن ابن اذينة قال:سمعت زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام:«إن الفريضة كانت تنزل،ثم تنزل الفريضة الاخري فكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل اللّه اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) فقال أبو جعفر عليه السّلام:«يقول اللّه:لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة» (6).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«تمام النعمة دخول الجنة» (7).

الحديث الثاني عشر: سليم بن قيس الهلالي و من كتابه نسخت قال:صعد أمير المؤمنين عليه السّلام المنبر في عسكره و جمع الناس و بحضرته[من النواحي]المهاجرون و الأنصار فحمد اللّه و اثني عليه و قال:«أيها الناس إن مناقبي أكثر من أن تحصي أو تعد ما أنزل اللّه في كتابه[من ذلك]و ما قال فيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أكتفي بها عن جميع مناقبي و فضلي،أ تعلمون أن اللّه في كتابه الناطق، السابق الي الاسلام-في غير آية من كتابه-علي المسبوق و إنه لم يسبقني الي اللّه و رسوله أحد من الامة؟قالوا:اللهم نعم.

قال:أنشدكم اللّه سئل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن قوله: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (8) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنزلها اللّه عز و جل في الأنبياء و أوصيائهم،و أنا أفضل أنبياء اللّه و رسله و علي أخي وصيي أفضل الأوصياء»فقام نحو من سبعين رجلا من أهل بدر كلهم من الأنصار و بقية من المهاجرين منهم،من الأنصار:منهم أبو الهيثم بن التيهان،و خالد بن زيد،و أبو أيوب الأنصاري،

ص: 335


1- سوره 5 - آيه 3
2- سوره 5 - آيه 3
3- سوره 5 - آيه 3
4- تفسير العياشي:293/1 ح 21.
5- سوره 5 - آيه 3
6- تفسير العياشي:293/1 ح 22.
7- تفسير العياشي:293/1 ح 23.
8- سوره 56 - آيه 10

و من المهاجرين:عمار بن ياسر و غيره قالوا:نشهد أنّا[قد]سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك.

قال:«فأنشدكم اللّه في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) و قال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) .

و قال: لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (3) فقال الناس:يا رسول اللّه أ خاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟فأمر اللّه نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم،و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّرهم من صلواتهم و زكاتهم و صومهم و حجهم،فنصبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم فقال:إن اللّه عز و جل أرسلني برسالة ضاق بها صدري،و ظننت أن الناس يكذبوني و اوعدني لأبلغها أو ليعذبني،ثم نادي بأعلي صوته بعد ما أمر أن ينادي الصلاة جامعة،فصلي بهم الظهر ثم قال:أيها الناس إن اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين و أنا أولي بهم من أنفسهم[ألا]من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،فقام إليه سلمان الفارسي فقال:يا رسول اللّه و لاؤه ما ذا؟فقال و لاؤه كولايتي من كنت أولي به من نفسه[فعلي أولي به من نفسه]فأنزل اللّه عز و جل اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (4) .

فقال سلمان:يا رسول اللّه هذه الآيات في علي خاصة؟فقال:نعم فيه و في أوصيائه إلي يوم القيامة،فقال سلمان:يا رسول اللّه سمهم لي؟فقال:علي أخي و وزيري و خليفتي في امتي و ولي كل مؤمن بعدي و أحد عشر إماما[من ولده أولهم]:ابني الحسن و ابني الحسين،ثم التسعة من ولده واحدا بعد واحد القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه حتي يردوا عليّ الحوض».فقام اثني عشر من البدريين فشهدوا انّا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما قلت سواء لم تزد فيه،و لم تنقص منه[حرفا]،و قال بقية السبعين:قد سمعنا كما قلت و لم نحفظ منه كله»و هؤلاء الاثني عشر خيارنا و أفضلنا.

قال:«صدقتم ليس كل الناس يحفظ بعضهم أحفظ من بعض»فقام من الاثني عشر أربعة:أبو الهيثم بن التيهان و أبو أيوب الأنصاري و عمار و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين،فقالوا:نشهد أنا قد حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ[و هو قائم]و علي قائم إلي جنبه:«يا أيها الناس إن اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيي فيكم و خليفتي من أهل بيتي من بعدي،و الذي فرض اللّه طاعته علي المؤمنين في كتابه فأمركم فيه بولايته،فراجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لابلغها أو ليعاقبني.

ص: 336


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 9 - آيه 16
4- سوره 5 - آيه 3

[ثم قال]يا أيها الناس إن اللّه جل ذكره أمركم في كتابه بالصلاة و قد بينتها لكم و سننتها، و الزكاة و الصوم و الحج فبينتها و فسرتها لكم،و أمركم في كتابه بولايته،و أني أشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي و أوصيائي من ولدي و ولده أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم لتسعة من ولد الحسين لا يفارقون الكتاب حتي يردوا عليّ الحوض.

يا أيها الناس قد اعلمتكم المهدي بعدي (1)و وليكم و إمامكم و هاديكم بعدي و هو أخي علي ابن أبي طالب،و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه[دينكم]و أطيعوه في جميع أموركم،فإن عنده جميع ما علمني اللّه و أمرني أن أعلمه إياه و أن اعلمكم أنه عنده فسألوه و تعلموا منه و من أوصيائه و لا تعلموهم و لا تتخلفوا و لا تختلفوا عنهم فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلونه و لا يزايلهم» (2).

الحديث الثالث عشر: الشيخ أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب(الاحتجاج) قال:حدّثنا السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني رضي اللّه عنه قال:أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال:أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر -قدس اللّه روحه-قال:أخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري قال:أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال:أخبرنا علي السوري قال:أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس و كان من عباد اللّه الصالحين قال:حدّثنا محمد بن موسي الهمداني قال:حدّثنا محمد بن خالد الطيالسي قال:حدّثنا سيف بن عميرة و صالح بن علقمة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي أنّه قال:«حج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المدينة،و قد بلّغ جميع الشرائع قومه غير الحج و الولاية»و ساق شرح قصة غدير خم و خطبتها بطولها،و في خطبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طول (3).

و روي هذا الحديث و قصة غدير خم و الخطبة بطولها الشيخ الفاضل المتكلم أبو علي محمد ابن أحمد بن علي الفتال المعروف ب(ابن الفارسي)في(روضة الواعظين)عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:«حج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المدينة،و قد بلّغ جميع الشرائع قومه ما خلا الحج و الولاية»و ساق الحديث و الخطبة بطولها،و تقدم ذلك بتمامه في الباب السابع عشر في باب أحاديث غدير خم من

ص: 337


1- في المصدر:مفزعكم بعدي.
2- كتاب سليم بن قيس:297-298 و فيه تفاوت بسيط.
3- الاحتجاج:68/1.

طريق الإمامية،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الخطبة:«معاشر الناس هذا علي أخي و وصيي و داعي علمي و خليفتي علي أمتي و علي تفسير كتاب اللّه عز و جل و الداعي إليه و العامل بما يرضاه و المحارب لأعدائه و الموالي علي طاعته و الناهي عن معصيته،خليفة رسول اللّه و أمير المؤمنين و الإمام الهادي بأمر اللّه،أقول ما يبدل القول لديه بأمر ربي أقول اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و العن من انكره و جحد حقه و اغضب علي من جحده.

اللهم إنك أنت أنزلت الإمامة لعلي وليك عند تبيين ذلك بتفضيلك إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم نعمتك و رضيت لهم الإسلام دينا،فقلت وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (1) اللهم إني اشهدك أني قد بلغت» (2).

الحديث الرابع عشر: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:

حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما اسري به إلي السماء انتهي إلي نهر يقال له:(النور)و هو قول اللّه عز و جل: وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ (3) فلما انتهي به إلي ذلك النهر قال له جبرائيل:يا محمد اعبر علي بركة اللّه قد نور اللّه لك بصرك،و مدّ لك أمامك،فإن هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب و لا نبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه، ثم اخرج منها فانفض أجنحتي،فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلاّ خلق اللّه تبارك و تعالي منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه و أربعون ألف لسان يلفظ كل لسان بلغة لا يفقهها الآخر،فعبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي انتهي إلي الحجب و الحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلي الحجاب مسيرة خمسمائة عام.

ثم قال:تقدم يا محمد فقال لجبرائيل:و لم لا تكون معي؟قال:ليس لي أن اجوز هذا المكان فتقدم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما شاء اللّه أن يتقدم حتي سمع ما قال الرب تبارك و تعالي،فقال تبارك و تعالي:

أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي،فمن وصلك وصلته و من قطعك تبكته،أنزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك،و اني لم ابعث نبيا إلا جعلت له وزيرا و أنك رسولي و أن عليا وزيرك فهبط رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكره أن يحدث الناس بشيء كراهة أن يتهموه،لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتي مضي لذلك ستة أيام،فأنزل اللّه تبارك و تعالي فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ (4) فاحتمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك حتي كان يوم الثامن فأنزل اللّه تبارك و تعالي عليه

ص: 338


1- سوره 3 - آيه 85
2- روضة الواعظين:89-94.
3- سوره 6 - آيه 1
4- سوره 11 - آيه 12

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (1) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«تهديد بعد وعيد لأمضين أمر اللّه عز و جل فإن يتهموني و يكذبوني فهو أهون عليّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة قال:و سلم جبرائيل عليه السّلام علي عليّ بإمرة المؤمنين»فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه أسمع الكلام و لا أحسن الروية»فقال:«يا علي هذا جبرائيل أتاني من قبل ربي تصديق ما وعدني».

ثم أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رجلا فرجلا من أصحابه حتي سلموا عليه بإمرة المؤمنين،ثم قال:يا بلال ناد في الناس أن لا يبقي غدا أحد إلاّ عليل إلاّ خرج إلي غدير خم»فلما كان من الغد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بجماعة أصحابه فحمد اللّه و اثني عليه،ثم قال:«أيها الناس إن اللّه تبارك و تعالي أرسلني إليكم برسالة و اني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذبوني حتي أنزل اللّه عليّ وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي أيسر عليّ من عقوبة اللّه إياي،إن اللّه تبارك و تعالي اسري بي و اسمعني،و قال:يا محمد أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك تبكته أنزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك،و أني لم أبعث نبيا إلاّ جعلت له وزيرا،و أنك رسولي و أن عليا وزيرك».

ثم أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي بن أبي طالب فرفعهما حتي نظر الناس إلي بياض إبطيهما و لم تريا قبل ذلك ثم قال:«أيها الناس إن اللّه تبارك و تعالي مولاي و أنا مولي المؤمنين،فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و انصر من نصره و اخذل من خذله»فقال الشكّاك و المنافقون و الذين في قلوبهم مرض و زيغ:نبرأ إلي اللّه من مقالة ليس بحتم و لا نرضي أن يكون علي وزيره،هذه منه عصبية،فقال سلمان و المقداد و أبو ذر و عمار بن ياسر:و اللّه ما برحنا العرصة حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (2) فكرر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا ثم قال:«إن كمال الدين و تمام النعمة و رضا الرب بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب عليه السّلام» (3).

الحديث الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:

حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم:

«أفضل أعياد امتي،و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب عليه السّلام

ص: 339


1- سوره 5 - آيه 67
2- سوره 5 - آيه 3
3- أمالي الصدوق:/435مجلس /56ح 10.

علما لامتي يهتدون به من بعدي،و هو اليوم الذي أكمل اللّه فيه الدين و أتم علي أمتي فيه النعمة و رضي لهم الإسلام دينا»ثم قال:«معاشر الناس علي منّي و أنا من علي خلق من طينتي و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي،و هو أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين و خير الوصيين و زوج سيدة نساء العالمين،و أبو الأئمة المهديين.

معاشر الناس من أحب عليا أحببته و من أبغض عليا أبغضته و من وصل عليا وصلته و من قطع عليا قطعته و من جفا عليا جفوته و من والي عليا واليته و من عادي عليا عاديته،معاشر الناس انا مدينة الحكمة و علي ابن أبي طالب عليه السّلام بابها،و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا معاشر الناس و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتي نوه اللّه باسمه في سماواته،و أوجب ولايته علي جميع ملائكته» (1).

ص: 340


1- أمالي الصدوق:/187مجلس /26ح 8.

الفهرس

الباب الثلاثون في أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و علي أمير المؤمنين الهادي 5

الباب الحادي و الثلاثون في أنّ المنذر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الهادي علي أمير المؤمنين عليه السّلام و بنيه الأئمة الأحد عشر في قوله تعالي(إنما أنت منذر و لكل قوم هاد)من طريق الخاصة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا 7

الباب الثاني و الثلاثون قول النبي صلّي اللّه عليه و آله«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا...»من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا 13

فائدة جليلة في أن نجاة سفينة نوح عليه السّلام كان بالنبي صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السّلام و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام 17

الباب الثالث و الثلاثون في قوله النبي صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا...»من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث 22

الباب الرابع و الثلاثون في أهل البيت عليهم السّلام أهل الذكر و هم المسئولون في قوله تعالي(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 25

ص: 341

الباب الخامس و الثلاثون في أن أهل البيت عليهم السّلام هم أهل الذكر إن كنت لا تعلمون من طريق الخاصة و فيه أحد و عشرون حديثا 26

الباب السادس و الثلاثون في إن أهل البيت عليهم السّلام هم الحبل الذي أمر للّه تعالي بالاعتصام به في قوله تعالي(و اعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرّقوا)من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 31

الباب السابع و الثلاثون في أن أهل البيت عليهم السّلام هم الحبل الذي أمر اللّه عزّ و جل بالاعتصام به في قوله تعالي(و اعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرّقوا)من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 34

الباب الثامن و الثلاثون في أن أمير المؤمنين عليا عليه السّلام هو العروة الوثقي و ولايته من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 38

الباب التاسع و الثلاثون في أن الأئمة عليهم السّلام هم العروة الوثقي من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث 40

الباب الأربعون في أن الصراط المستقيم محمد و أهل بيته عليهم السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 44

الباب الحادي و الأربعون في أن الصراط المستقيم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا 45

ص: 342

الباب الثاني و الأربعون في قوله تعالي(يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه و كونوا مع الصادقين)يعني محمدا و آل محمد عليهم السّلام من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث 50

الباب الثالث و الأربعون في قوله تعالي(يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه و كونوا مع الصادقين)يعني النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة صلوات اللّه عليهم من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث 52

الباب الرابع و الأربعون في أن ولاية رسول اللّه و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام بعث اللّه عليها النبيين في قوله تعالي(و اسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 55

الباب الخامس و الأربعون في أن ولاية رسول اللّه و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام بعث اللّه جل جلاله عليها النبيين عليهم السّلام في قوله(و اسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 57

الباب السادس و الأربعون في أن الأئمة الاثني عشر أركان الإيمان و لا يقبل اللّه جل جلاله الأعمال من العباد إلاّ بولايتهم عليهم السّلام من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا 59

الباب السابع و الأربعون في أن الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام أركان الإيمان و لا يعرف اللّه جل جلاله و لا رسوله صلّي اللّه عليه و آله إلاّ بمعرفتهم و لا يقبل أعمال العباد إلاّ بمعرفتهم و ولايتهم و البراءة من أعدائهم من طريق الخاصة و فيه تسعة و عشرون حديثا 68

ص: 343

الباب الثامن و الأربعون النعيم ولاية رسول اللّه و أمير المؤمنين و بنيه الأئمة عليهم السّلام في قوله تعالي(لتسألن يومئذ عن النعيم)من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 81

الباب التاسع و الأربعون النعيم ولاية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و بنيه الأئمة عليهم السّلام في قوله تعالي(ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا 82

الباب الخمسون في أن ولاية علي عليه السّلام و ولاية أهل البيت عليهم السّلام مسئولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالي (وقفوهم إنهم مسئولون)من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث 86

الباب الحادي و الخمسون في أن ولاية علي عليه السّلام و ولاية أهل البيت عليهم السّلام و حبهم مسئول عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالي(وقفوهم إنهم مسئولون)من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 89

الباب الثاني و الخمسون في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم السّلام من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 92

الباب الثالث و الخمسون في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم السّلام و ولايتهم من طريق الخاصة و فيه خمس أحاديث 94

ص: 344

الباب الرابع و الخمسون في أنّه لا يجوز العبد علي الصراط يوم القيامة و لا يدخل الجنة إلاّ بجواز من أمير المؤمنين عليه السّلام بولايته و ولاية أهل بيته عليهم السّلام من طريق العامة و فيه عشر أحاديث 96

الباب الخامس و الخمسون في أنه لا يجوز العبد الصراط يوم القيامة و لا يدخل الجنة إلاّ بجواز من أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 99

الباب السادس و الخمسون في قوله تعالي(و إن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون)في ولاية أهل البيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة و فيه ثلاث أحاديث 102

الباب السابع و الخمسون في قوله تعالي(و ان الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون)في ولاية النبي و أهل بيته الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث 103

الباب الثامن و الخمسون في قوله تعالي(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم)نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 104

الباب التاسع و الخمسون في قوله تعالي(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم)نزلت في الأئمة عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا 109

ص: 345

الباب الستون في قوله تعالي(أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله)نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة و فيه حديثان 116

الباب الحادي و الستون في قوله تعالي(أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله)نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه ثمانية و عشرون حديثا 117

الباب الثاني و الستون في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي أمير المؤمنين عليه السّلام دعوة إبراهيم عليه السّلام في قوله تعالي(إني جاعلك للناس إماما قال و من ذرّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين)لأنهما لم يسجدا لصنم قط من طريق العامة و فيه حديثان 124

الباب الثالث و الستون في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام هم دعوة إبراهيم عليه السّلام في قوله تعالي(إني جاعلك للناس إماما قال و من ذرّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين)من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا 125

الباب الرابع و الستون في معني قوله تعالي(يوم ندعو كل أناس بإمامهم)من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 130

الباب الخامس و الستون في معني قوله تعالي(يوم ندعو كل أناس بإمامهم)من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا 131

ص: 346

الباب السادس و الستون في قوله صلّي اللّه عليه و آله«أهل بيتي أمان لأهل الأرض»من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث 137

الباب السابع و الستون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أهل بيتي أمان لأهل الأرض»من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث 139

المقصد الثاني في وصف الإمام عليه السّلام بالنصّ و فضائله و ما يتصل بذلك من فضائل أهل البيت عليهم السّلام و شيعتهم و محبيهم و فيه أبواب 141

الباب الأول في قوله تعالي:(إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)أنزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم من طريق العامة و فيه احدي و أربعون حديثا 173

الباب الثاني في قوله تعالي(إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و الحسن و الحسين و بنيه التسعة و الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة و ثلاثون حديثا 193

الباب الثالث في قوله تعالي(فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم من طريق العامة و فيه تسعة عشر

ص: 347

حديثا 212

الباب الرابع فيمن نزلت فيه آية المباهلة من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا 222

الباب الخامس في قوله تعالي(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودّة في القربي)من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا 230

الباب السادس في قوله تعالي(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودّة في القربي)من طريق الخاصة و فيه اثنان و عشرون حديثا 235

الباب السابع في قوله تعالي(إن اللّه و ملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلّموا تسليما)و كيفية الصلاة عليه من الصلاة علي محمد آل محمد و ثواب ذلك من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا 245

الباب الثامن في قوله تعالي(إن اللّه و ملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلّموا تسليما)و كيفية الصلاة و ثواب ذلك من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا 253

الباب التاسع في قوله تعالي(اللّه نور السماوات و الأرض مثل نوره كمشكاة...)الآية من طريق العامة و فيه حديثان 258

ص: 348

الباب العاشر في قوله تعالي(اللّه نور السماوات و الأرض مثل نوره...الآية)من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا 259

الباب الحادي عشر في قوله تعالي:(في بيوت أذن اللّه أن ترفع يذكر فيها اسمه)من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 265

الباب الثاني عشر في قوله تعالي(في بيوت أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه)من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث 266

الباب الثالث عشر في قوله تعالي(إن اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران علي العالمين...)من طريق العامة و فيه حديثان 270

الباب الرابع عشر في قوله تعالي(انّ اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران)من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا 270

الباب الخامس عشر في قوله تعالي(و أنذر عشيرتك الأقربين)من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث 276

ص: 349

الباب السادس عشر في قوله تعالي(و أنذر عشيرتك الاقربين)من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث 279

الباب السابع عشر قوله تعالي(و آت ذا القربي حقه و المسكين...)من طريق العامة و فيه حديث واحد 284

الباب الثامن عشر في قوله(و آت ذي القربي حقه و المسكين...)من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 284

الباب التاسع عشر في قوله تعالي(ما افاء اللّه علي رسوله من أهل القري فللّه و للرسول و لذي القربي)من طريق العامة و فيه حديث واحد 287

الباب العشرون 288 في قوله تعالي(ما افاء اللّه علي رسوله من أهل القري فللّه و للرسول و لذي القربي...)من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 288

الباب الحادي و العشرين في قوله تعالي:(أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله)من طريق العامة،و فيه حديثان 290

الباب الثاني و العشرون في قوله تعالي(أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله)من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 290

ص: 350

الباب الثالث و العشرون في قوله تعالي(و لسوف يعطيك ربك فترضي)من طريق العامة و فيه حديثان 292

الباب الرابع و العشرون في قوله تعالي(و لسوف يعطيك ربك فترضي)من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 293

الباب الخامس و العشرون في قوله تعالي(فلا اقتحم العقبة و ما ادراك ما العقبة)من طريق العامة و فيه حديث واحد 294

الباب السادس و العشرون في قوله تعالي(فلا اقتحم العقبة و ما ادراك ما العقبة فك رقبة)من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 294

الباب السابع و العشرون في قوله تعالي(إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا 297

الباب الثامن و العشرون في قوله تعالي(إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 300

الباب التاسع و العشرون في قوله تعالي(لا يستوي أصحاب النار و أصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون)من طريق العامة و فيه حديث واحد 303

ص: 351

الباب الثلاثون في قوله تعالي(لا يستوي أصحاب النار و اصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون)من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 304

الباب الحادي و الثلاثون في قوله تعالي(من جاء بالحسنة فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون و من جاء بالسيئة)من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث 306

الباب الثاني و الثلاثون في قوله تعالي(من جاء بالحسنة فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون و من جاء بالسيئة)من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا 308

الباب الثالث و الثلاثون في قوله تعالي(و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة)من طريق العامة و فيه حديثان 312

الباب الرابع و الثلاثون في قوله تعالي(و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة)من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 313

الباب الخامس و الثلاثون في قوله تعالي(و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي)من طريق العامة و فيه حديث واحد 317

ص: 352

الباب السادس و الثلاثون في قوله تعالي(و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي)من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا 317

الباب السابع و الثلاثون في قوله تعالي(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث 320

الباب الثامن و الثلاثون في قوله تعالي:(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث 323

الباب التاسع و الثلاثون في قوله تعالي(اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي)من طريق العامة و فيه ستة أحاديث 328

الباب الأربعون في قوله تعالي(اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا)من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا 332

ص: 353

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.