غاية المرام و حجة الخصام في تعيين الامام من طريق الخاص و العام المجلد 2

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

خيرانديش ديجيتالي : جناب آقاي سيد علي بحريني به نيابت از مرحومه حاجيه خانم كسايي _گروه هم پيمانان موعود غدير.

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

الجزء الثاني

تتمة المقصد الأول

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الباب الثامن عشر: في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بأنّه الوليّ في قوله تعالي

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

من طرق العامّة و فيه أربعة و عشرون حديثا الحديث الأوّل: قال الثعلبي:قال السدّي و عتبة بن أبي حكيم و غالب بن عبد اللّه:إنّما عني بقوله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لأنّه مرّ به سائل و هو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه (3).

ثمّ قال الثعلبي:أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد الشعراني قال:أخبرنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين قال:حدّثنا المظفر بن الحسن الأنصاري قال:

حدّثنا السرّيّ بن عليّ الورّاق،حدّثنا يحيي بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن الربعي قال:بينا عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه جالس علي شفير زمزم يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذ أقبل رجل معتم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول:قال رسول اللّه إلاّ و قال الرجل:

قال رسول اللّه،فقال له ابن عباس:سألتك باللّه ممن أنت؟

قال:فكشف العمامة عن وجهه و قال:يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بهاتين و إلاّ صمّتا و رأيته بهاتين و إلاّ فعميتا يقول:عليّ قائد البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله،أمّا إنّي صلّيت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما من الأيام صلاة الظهر،فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلي السماء و قال:اللّهمّ أشهد إنّي سألت في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يعطني أحد شيئا،و كان عليّ راكعا فأومئ إليه بخنصره اليمني و كان يتختّم فيها،فأقبل السائل حتّي أخذ الخاتم من خنصره و ذلك بعين النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا فرغ من صلاته رفع رأسه إلي السماء و قال:اللهم إنّ موسي سألك فقال:

ص: 5


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- تفسير الثعلبي المخطوط:74.

رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (1) فأنزلت عليه قرأنا ناطقا، سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا (2) «اللّهمّ و أنا محمّد نبيّك و صفيّك اللّهمّ و أشرح لي صدري و يسّر لي أمري و أجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أشدد به ظهري».

قال أبو ذر:فما استتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الكلمة حتّي نزل عليه جبرائيل عليه السّلام من عند اللّه تعالي فقال:

يا محمد اقرأ.قال:و ما اقرأ؟قال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) (4).

الثاني: و من الجمع بين الصحاح الستّة لرزين من الجزء الثالث في تفسير سورة المائدة قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (5) .

من صحيح النسائي عن ابن سلام قال:أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت إن قومنا حادونا لما صدقنا اللّه و رسوله و أقسموا أن لا يكلموننا فأنزل اللّه تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) الآية،ثمّ أذن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلّون فمن بين ساجد و راكع إذا سائل يسأل فأعطاه عليّ خاتمه و هو راكع،فأخبر السائل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقرأ علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (7) (8).

الثالث: من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي في تفسير قوله تعالي إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (9) .

قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن إذنا،حدّثنا الحسين بن شاذان البزاز بن عليّ العدوي قال:حدّثنا سلمة بن شبيب قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:

مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (10) .

قال:نزلت في عليّ عليه السّلام (11).

الرابع: ابن المغازلي الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسي الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج الحنوطي،حدّثنا عبد الحميد بن موسي القناد،حدّثنا محمد بن إسحاق

ص: 6


1- سوره 20 - آيه 25
2- سوره 28 - آيه 35
3- سوره 5 - آيه 55
4- تفسير الثعلبي المخطوط:74،و الآية في سورة المائدة:55.
5- سوره 5 - آيه 55
6- سوره 5 - آيه 55
7- سوره 5 - آيه 55
8- انظر:تفسير الدر المنثور:293/2.و مذكور بمضمونه في شواهد التنزيل:180/1.
9- سوره 5 - آيه 55
10- سوره 5 - آيه 55
11- مناقب ابن المغازلي:311 ح 354،و أخرجه الطبري في تفسير:165/6.

الخزان،حدّثنا عبد اللّه بن بكار،حدّثنا جنيدي أبي الفضل عن محمد بن الحسن عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه السّلام في قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (1) قال: اَلَّذِينَ آمَنُوا (2) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (3).

الخامس: ابن المغازلي الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان إذنا أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب حدّثهم قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد السلام قال:حدّثنا محمد بن عمر بن بشير العسقلاني قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا مطّلب بن زياد عن السدي عن أبي عيسي عن ابن عباس قال:مرّ سائل بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله و في يده خاتم قال:من أعطاك هذا الخاتم؟قال:

ذاك الراكع و كان عليّ يصلّي،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله«الحمد للّه الذي جعلها فيّ و في أهل بيتي» إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (4) الآية،و كان علي خاتمه الذي تصدق به،سبحان من فخري بأنّي له عبد. (5)

السادس: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال:أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن أحمد العسكري الدقاق قال:حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال:حدّثنا عبادة قال:حدّثنا عمر بن ثابت عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال:كان عليّ راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«من أعطاك هذا؟».

فقال أعطاني هذا الراكع،فأنزل اللّه هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (6) الي آخر الآية (7).

السابع: ابن المغازلي قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن طاوان إذنا أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب أخبرهم قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد العسكري قال:حدّثنا محمد بن عثمان قال:

حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال:حدّثنا عليّ بن عابس قال:دخلت أنا و أبو مريم علي عبد اللّه بن عطاء قال أبو مريم:حدّث عليّ بالحديث الذي حدّثتني عن أبي جعفر قال:كنت عند أبي جعفر جالسا،إذ مرّ عليه ابن عبد اللّه بن سلام قلت:جعلني اللّه فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب قال:لا و لكنّه صاحبكم عليّ بن أبي طالب الذي أنزلت فيه آيات من كتاب اللّه عزّ و جلّ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (8) و أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (9) و إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ (10)

ص: 7


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- المصدر:ح 355،و تفسير الدر المنثور:293/2.
4- سوره 5 - آيه 55
5- المصدر:ح 356،و تفسير الدرّ المنثور:293/2،و جامع الأصول:478/9.
6- سوره 5 - آيه 55
7- مناقب ابن المغازلي:313 ح 357،و أسباب النزول للواحدي:148.
8- سوره 13 - آيه 43
9- سوره 11 - آيه 17
10- سوره 5 - آيه 55

وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (1) الآية (2).

الثامن: من صحيح النسائي عن ابن سلام قال:أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلنا إنّ قومنا حادّونا لمّا صدقنا اللّه و رسوله و أقسموا أن لا يكلّمونا،فأنزل اللّه تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) الآية،ثمّ أذّن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلّون فمن بين ساجد و راكع إذا سائل يسأل،فأعطي عليّ خاتمة و هو راكع،فأخبر السائل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقرأ علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (4) . (5)

التاسع: صدر الأئمّة عند المخالفين أخطب خوارزم موفق بن أحمد قال:أخبرني الشيخ الزاهد عليّ بن أحمد بن العاصي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة الزاهد إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدّثنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،حدّثنا أبو عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الصفّار،حدّثنا أبو يحيي عبد اللّه بن سلم الرازي الأصبهاني،حدّثنا يحيي بن جريش،حدّثنا يحيي بن عبد اللّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) ،فخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و دخل المسجد و الناس يصلّون ما بين راكع و ساجد و إذا سائل فقال:يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟

قال:لا إلاّ هذا الراكع-يعني عليّا-أعطاني خاتما (7).

العاشر: موفق بن أحمد في جواب مكاتبة معاوية إلي عمرو بن العاص،قال عمرو بن العاص:

لقد علمت يا معاوية ما أنزلت في كتابه في عليّ من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ (8) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (9) أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (10) و قد قال اللّه تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ (11) ،و قد قال اللّه تعالي لرسوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (12) (13).

الحادي عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام الأجل شمس الدين سراج الأئمّة أبو الفرج محمد بن أحمد المكي،حدّثنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن عليّ بن إسماعيل،

ص: 8


1- سوره 5 - آيه 55
2- مناقب ابن المغازلي:ح 358،و تفسير القرطبي:336/9.
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 5 - آيه 55
5- مذكور بمضمونه في تفسير الدر المنثور:293/2،شواهد التنزيل:180/1.
6- سوره 5 - آيه 55
7- المناقب /266ح 248.
8- سوره 76 - آيه 7
9- سوره 5 - آيه 55
10- سوره 11 - آيه 17
11- سوره 33 - آيه 23
12- سوره 42 - آيه 23
13- المناقب /200ح 240.

حدّثنا السيّد الأجل الإمام المرشد باللّه أبو الحسين يحيي بن الموفق باللّه،حدّثنا أبو أحمد محمد ابن عليّ المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه،حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر،حدّثنا الحسين بن محمد بن أبي هريرة،حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب،حدّثنا محمد بن الأسود عن مروان بن محمد عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:أقبل عبد اللّه بن سلام و معه نفر من قومه ممّن قد آمن بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا رسول اللّه إن منازلنا بعيدة و ليس لنا مجلس و لا متحدّث دون هذا المجلس،و إن قومنا لمّا رأونا قد آمنّا باللّه و رسوله و قد صدّقناه رفضونا و آلوا علي أنفسهم أن لا يجالسونا و لا يناكحونا و لا يكلّمونا و قد شقّ ذلك علينا،فقال لهم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

ثمّ إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله خرج إلي المسجد و الناس بين قائم و راكع و بصر بسائل،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:هل أعطاك أحد شيئا؟

قال:نعم خاتم من ذهب.

فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:من أعطاكه؟

فقال:ذلك القائم-و أومأ بيده إلي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:علي أيّ حال أعطاك؟

قال:أعطاني و هو راكع،فكبّر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قرأ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (2) .

فأنشأ حسّان بن ثابت يقول:

أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي و كلّ بطيء في الهدي و مسارع

أ يذهب مدحي و المحبر ضائعا و ما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعا فدتك نفوس القوم يا خير راكع

فأنزل فيك اللّه خير و لآية و بيّنها في محكمات الشرائع (3)

الثاني عشر: الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا جعفر بن محمد العلوي،حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن محمد البيع أخبرني محمد بن عليّ دحيم الشيباني حدّثنا أحمد بن حازم،حدّثنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبيه عن أبي صادق قال:قال عليّ صلوات اللّه عليه:«أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهن دون

ص: 9


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 56
3- المناقب:264،ح 246.

صاحبتها:الصلاة و الزكاة و الموالاة».

قال الواحدي:و هذا منتزع من قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

و ذلك أنّ اللّه تعالي أثبت المولاة بين المؤمنين،ثمّ لم يصفهم إلاّ بإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة فقال:

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ (2) فمن والي عليّا فقد والي اللّه و رسوله،و ذكر تعالي في آية اخري أنّه حبّبه إلي عباده المؤمنين فقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (3) .

قال الواحدي:أنبأنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الحرثي،حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد الجرجرائي،حدّثنا أبو محمد الحسن بن عبد اللّه العبيدي،حدّثنا عبد اللّه بن سلمة،حدّثنا مالك بن أنس عن يزيد بن أسلم عن عطا عن ابن عباس في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (4) .

قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ما من مسلم إلاّ و لعليّ في قلبه محبّة.

قال الواحدي:أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمويه،حدّثنا يحيي بن محمد العلوي،حدّثنا أبو عليّ الصوّاف ببغداد،حدّثنا الحسن بن عليّ بن الوليد بن النعمان الفارسي،حدّثنا إسحاق بن بشر عن خالد بن زيد عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن البراء قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ قلّ اللّهمّ أجعل لي عندك عهدا و أجعل لي في صدور المؤمنين مودّة»،فأنزل اللّه تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (5) .

قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (6).

الثالث عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بمذكويه القزويني بقراءتي عليه بها في الخانقان الإمامي،ضحوة يوم الاحد ثاني ذي القعدة سنة سبع و ثمانين و ست مائة قلت له:أخبرك الشيح الإمام إمام الدين أبو القاسم عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة،قال:نعم قرأت علي الإمام أحمد بن إسماعيل قال:أنبأنا الإمام أبو الأسعد هبة الرّحمن عبد الواحد القسري و أبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم القسري إجازة

قال:أنبأنا الاستاذ زين الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القسري،أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني،أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة،أنبأنا

ص: 10


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 19 - آيه 96
4- سوره 19 - آيه 96
5- سوره 19 - آيه 96
6- فرائد السمطين:/79/1ب /14ح 49-50-51.

الخضر بن الهمدان الهاشمي،أنبأنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة،أنبأنا أنس بن مالك،أن سائلا أتي المسجد و هو يقول من يقرض الملي الوفي،و عليّ صلوات اللّه عليه و آله راكع يقول بيده خلفه للسائل أن اخلع الخاتم من يدي قال:فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا عمر وجبت.

قال:بأبي و أمّي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما وجبت؟

قال:وجبت له الجنّة و اللّه ما خلعه من يده حتّي خلعه[اللّه]من كلّ ذنب و من كلّ خطيئة. (1)

الرابع عشر: الحمويني قال:أخبرني الشيخ الإمام العلامة مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيي بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي القزويني بقراءتي في داره بمدينة قزوين قلت له:أخبرك الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن عليّ المقري الطوسي إجازة قال:نعم،قال:أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة سماعا عليه قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد الفرج زادي النوقاني قال:أنبأنا الأستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال:سمعت أبا منصور الحمشادي يقول سمعت محمد بن عبد اللّه«ح» (2).

و أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفقيه،حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الشعراني،أنبأنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين،حدّثنا المظفر بن الحسن الأنصاري قال:حدّثنا السندي بن عليّ الفراق،نبأنا يحيي بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي قال:بينا عبد اللّه بن عباس جالس علي شفير زمزم فجعل ابن عباس لا يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ قال الرجل:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال ابن عباس:

سألتك باللّه من أنت؟

قال:فكشف العمامة عن وجهه و قال:يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدريّ أبو ذر الغفاريّ...و ذكر الحديث الذي في أوّل الباب (3).

الخامس عشر: الحمويني قال:أنبأني جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي، أنبأنا النقيب أبو طالب عبد الرّحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة،أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمّي قراءة عليه،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد العزيز القمي،أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عليّ التظيري (4)قال:أنبأنا أبو الفتح إسماعيل بن الإخشيد السراج فيما قرأت عليه قال:

أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قال:نبأنا أبو محمد بن جبان قال:نبأنا الحسن بن

ص: 11


1- فرائد السمطين:/187/1ب /39ح 149.
2- يعني حيلولة لسند آخر.
3- فرائد السمطين:/191/1ب /39ح 151.
4- في المصدر:أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عليّ النطنزي.

محمد بن أبي هريرة قال:نبأنا عبد اللّه بن عبد الوهاب قال:نبأنا محمد بن الأسود قال:نبأنا محمد ابن مروان عن محمد ابن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال:أقبل عبد اللّه بن سلام و معه نفر من قومه،و ذكر الحديث الحادي عشر السابق (1).

السادس عشر: الحمويني قال:أخبرني محمد بن يعقوب بن أبي الفرج إذنا عن عبد الرّحمن بن عبد السميع إجازة عن شاذان القمي قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن عليّ قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقري بقراءتي عليه،حدّثنا أبو نعيم الحافظ قال:نبأنا سليمان بن أحمد في معجمه الأوسط قال:نبأنا محمد بن عليّ الصائغ قال:نبأنا خالد بن يزيد العمري قال:نبأنا إسحاق بن عبد اللّه بن محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده قال:سمعت عمار بن ياسر رضي اللّه عنه يقول:وقف لعلي ابن أبي طالب عليه السّلام سائل و هو راكع في صلاة التطوع فنزع خاتمه و أعطاه السائل،فأتي رسول اللّه فأعلمه ذلك،فنزلت علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) فقرأها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه» (3).

السابع عشر: الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق بن موسي بن مهران الاصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بالإسناد عن ابن صالح عن ابن عباس قال:أقبل عبد اللّه بن سلام و معه نفر من قومه فيمن قد آمنوا بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله قالوا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إن منازلنا بعيدة و ليس لنا مجلس و لا متحدث دون هذا المجلس،و إنّ قومنا لما رأونا آمنّا باللّه و رسوله و صدقناه رفضونا و آلوا علي أنفسهم أن لا يجالسونا و لا يناكحونا و لا يكلّمونا فشقّ ذلك علينا فقال لهم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (4) الآية.

ثمّ إن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله خرج إلي المسجد و الناس من بين يديه ما بين قائم و راكع،فبصر بسائل يسأل فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:هل أعطاك أحد شيئا؟

فقال:نعم خاتم.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:من أعطاكه؟

قال:ذاك القائم و أومأ بيده إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله«علي أيّ حال أعطاكه»؟

قال:أعطاني و هو راكع،فكبّر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قرأ: مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (5) .

ص: 12


1- فرائد السمطين:/193/1ب /39ح 152.
2- سوره 5 - آيه 55
3- فرائد السمطين:/194/1ب /39ح 153.
4- سوره 5 - آيه 55
5- سوره 5 - آيه 56

فأنشد حسّان بن ثابت يقول في ذلك:

أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي و كلّ بطيء في الهواء و مسارع

و قد تقدّمت الأبيات و قيل في ذلك:

أوفي الصلاة مع الزّكاة أقامها و اللّه يرحم عبده الصبّارا

من ذا بخاتمه تصدّق راكعا و أسرّه في نفسه إسرارا

من كان بات علي فراش محمّد و محمّد أسري يوم الغارا

من كان جبرائيل يقوم يمينه يوما و ميكال يقوم يسارا

من كان في القرآن سمّي مؤمنا في تسع آيات جعلن كبارا (1)

الثامن عشر: الحافظ أبو نعيم يرفعه إلي زيد بن الحسن عن أبيه قال:سمعت عمّار بن ياسر رضي اللّه عنه يقول:وقف لعليّ عليه السّلام سائل و هو راكع في صلاة التطوّع فنزع خاتمه فأعطاه،فأتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأعلمه،فنزلت هذه الآية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (2) الآية (3).

التاسع عشر: الحافظ أبو نعيم بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس في قوله عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (4) ،يريد عليّ بن أبي طالب بالّذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون.

قال عبد اللّه بن سلام:يا رسول اللّه،أنا رأيت عليّ بن أبي طالب تصدّق بخاتمه و هو راكع علي محتاج فنحن نتولاّه (5).

العشرون: الحافظ أبو نعيم عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يتوضّأ للصلاة فنزلت عليه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (6) الآية،فتوجّه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و خرج إلي المسجد فاستقبل سائلا فقال:من تركت في المسجد؟

فقال له:رجلا تصدّق عليّ بخاتمه و هو راكع.

فدخل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فإذا هو عليّ (7).

الحادي و العشرون: أبو نعيم رفعه إلي أبي الزبير عن جابر رضي اللّه عنه قال:جاء عبد اللّه بن سلام و أنا معه يشكون مجانبة الناس إيّاهم منذ أسلموا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ابغوا إليّ سائلا،فدخلنا المسجد

ص: 13


1- أسباب النزول للواحدي:133،و شواهد التنزيل للحسكاني:243/1.
2- سوره 5 - آيه 55
3- شواهد التنزيل للحسكاني:223/1.
4- سوره 5 - آيه 55
5- أحكام القرآن للجصاص:557/2.شواهد التنزيل للحسكاني:219/1.
6- سوره 5 - آيه 55
7- انظر:تفسير ابن كثير:74/2.و شواهد التنزيل:222/1.

فدنا سائل إليه فقال له:أعطاك أحد شيئا؟

قال:نعم،مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه.

قال:فاذهب فأرني.

قال:فذهبنا فإذا عليّ قائم،فقال:هذا،فنزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (1) الآية (2).

الثاني و العشرون: الحافظ أبو نعيم بإسناده يرفعه إلي عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس رضي اللّه عنه عن قول اللّه تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (3) .نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الثالث و العشرون: الحافظ أبو نعيم بإسناده يرفعه إلي موسي بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال:تصدّق عليّ عليه السّلام بخاتمه و هو راكع،فنزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (5) الآية (6).

الرابع و العشرون: الحافظ أبو نعيم يرفعه إلي عوف بن عبيد بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال:

دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو نائم إذ يوحي إليه،و إذا حية في جنب البيت فكرهت أن أقتلها و أوقظه،فاضطجعت بينه و بين الحية فإن كان شيء كان في دونه،فاستيقظ و هو يتلو هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (7) ،قال:الحمد للّه فإنّي إلي جانبه فقال:لما اضطجعت هاهنا؟

قلت:لمكان هذه الحيّة.

قال:قم إليها فاقتلها،فقتلتها،ثمّ أخذ بيدي فقال:يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليّا، حق علي اللّه جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك. (8)

قال ابن شهرآشوب في كتاب الفضائل في باب النصوص علي إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام في فصل قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (9) الآية.

قال:أجمعت الأمّة إنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام (10)،و سيأتي إن شاء اللّه تعالي مزيد في ذلك في الباب الآتي.

ص: 14


1- سوره 5 - آيه 55
2- أسباب النزول للواحدي:192-133،و شواهد التنزيل:225/1.
3- سوره 5 - آيه 55
4- تفسير الدرّ المنثور:293/2.
5- سوره 5 - آيه 55
6- تاريخ دمشق:357/42 ط.دار الفكر،و زاد المسير:292/2.
7- سوره 5 - آيه 55
8- مجمع الزوائد:134/9،و المعجم الكبير:321/1،و كنز العمّال:102/15،ح 40266.
9- سوره 5 - آيه 55
10- مناقب آل أبي طالب:208/2.

الباب التاسع عشر: في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام و بنيه الأئمّة الأحد عشر بالولاية

في قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

من طريق الخاصّة و فيه تسعة عشر حديثا الحديث الأوّل: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد الهاشمي عن أبيه عن أحمد بن عيسي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (2) .

قال:إنّما يعني أولي بكم،أي أحق بكم و بأموركم و أنفسكم و أموالكم من اللّه و رسوله، (و الّذين آمنوا)،يعني عليّا و أولاده الأئمّة عليهم السّلام إلي يوم القيامة،ثمّ وصفهم اللّه عزّ و جلّ فقال:

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) .

و كان عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام في صلاة الظهر و قد صلّي ركعتين و هو راكع،و عليه حلّة قيمتها ألف دينار،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله كساه إيّاها،و كان النجاشي أهداها له،فجاء سائل فقال:السلام عليك يا ولي اللّه و أولي بالمؤمنين من أنفسهم تصدّق علي مسكين،فطرح الحلّة إليه و أومأ بيده أن احملها،فأنزل اللّه عزّ و جلّ فيه هذه الآية،و صيّر نعمة أولاده بنعمته فكلّ من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة مثله فيتصدّقون و هم راكعون،و السائل الذي سأل أمير المؤمنين من الملائكة و الذين يسألون الأئمّة من أولاده يكونون من الملائكة (4).

الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّي بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال:حدّثني أبي عن أحمد بن عيسي قال:حدّثني جعفر عن أبيه عن جدّه عليّ عليهم السّلام في قوله عزّ و جلّ: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها (5) .

قال:لمّا نزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) ،أجتمع نفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض:ما تقولون

ص: 15


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 5 - آيه 55
4- الكافي:/288/1ح 3.
5- سوره 16 - آيه 83
6- سوره 5 - آيه 55

في هذه الآية؟

فقال بعضهم:إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها و إن آمنّا فهذا ذلّ حين يسلّط علينا ابن أبي طالب،فقالوا:قد علمنا إن محمدا صلّي اللّه عليه و آله صادق فيما يقول و لكنّ نتولاه و لا نطيع عليّا فيما أمرنا.

فنزلت هذه الآية: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها (1) ،يعني ولاية عليّ بن أبي طالب و أكثرهم الكافرون بالولاية (2).

الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن محمد بن عبد اللّه عن عبد الوهاب بن بشير عن موسي بن قادم عن سليمان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (3) قال:إن اللّه أعظم و أعزّ و أجلّ و أمنع من أن يظلم و لكنّه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته حيث يقول: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (4) يعني الأئمّة منّا،ثمّ قال:في موضع آخر: وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (5) ثمّ ذكر مثله (6).

الرابع: محمد بن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال:ذكرت لأبي عبد اللّه عليه السّلام قولنا في الأوصياء إنّ طاعتهم مفترضة قال:فقال:«نعم هم الذين قال اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (7) ،و هم الّذين قال اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (8) (9).

الخامس: محمد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة و الفضيل بن يسار و بكير بن أعين و محمد بن مسلم و يريد بن معاوية و أبي الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السّلام قال:أمر اللّه عزّ و جلّ رسوله بولاية عليّ و أنزل عليه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (10) ،و فرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي،فأمر اللّه محمّدا صلّي اللّه عليه و آله أن يفسّر لهم الولاية كما فسّر الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج،فلمّا أتاه ذلك من اللّه،ضاق بذلك صدر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و تخوّف أن يرتدّوا عن دينهم و أن يكذّبوه فضاق صدره و راجع ربّه عزّ و جلّ،فأوحي اللّه عزّ و جلّ إليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (11) فصدع بأمر اللّه تعالي ذكره،فقام بولاية عليّ عليه السّلام يوم غدير خم فنادي الصلاة جامعة و أمر الناس أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب،قال عمر بن أذينة:

ص: 16


1- سوره 16 - آيه 83
2- الكافي:/427/1ح 77.
3- سوره 2 - آيه 57
4- سوره 5 - آيه 55
5- سوره 2 - آيه 57
6- الكافي:146/1،ح 11.
7- سوره 4 - آيه 59
8- سوره 5 - آيه 55
9- الكافي:/187/1ح 7.
10- سوره 5 - آيه 55
11- سوره 5 - آيه 67

قالوا جميعا غير أبي الجارود:قال أبو جعفر عليه السّلام:و كانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخري و كانت الولاية آخر الفرائض فأنزل اللّه عزّ و جلّ اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (1) ،قال أبو جعفر عليه السّلام:يقول اللّه عزّ و جلّ:لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض (2).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن حاتم رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال:حدّثنا جعفر بن عبد اللّه المحمدي قال:حدّثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (3) .

قال:إنّ رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد اللّه بن سلام و أسد و ثعلبة و ابن يامين و ابن صوريا فأتوا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا نبيّ اللّه إن موسي عليه السّلام أوصي إلي يوشع بن نون فمن وصيّك يا رسول اللّه و من وليّنا بعدك؟فنزلت هذه الآية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (4) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم:قوموا فقاموا و أتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال:يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟

قال:نعم،هذا الخاتم.

قال:من أعطاكه؟

قال:أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلّي.

قال:علي أيّ حال أعطاك؟

قال:كان راكعا فكبّر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و كبّر أهل المسجد.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ وليّكم بعدي،قالوا رضينا باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمّد نبيّا و بعليّ بن أبي طالب وليّا،فأنزل اللّه عزّ و جلّ: وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (5) ،فروي عن عمر بن الخطاب أنّه قال:و اللّه لقد تصدّقت بأربعين خاتما و أنا راكع لينزل في ما نزل في عليّ بن أبي طالب فما نزل (6).

السابع: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن صفوان عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بينا رسول اللّه جالس و عنده قوم من اليهود فيهم عبد اللّه بن سلام إذ نزلت عليه هذه الآية،فخرج رسول اللّه إلي المسجد،فاستقبله سائل فقال:هل أعطاك أحد شيئا؟

قال:نعم،ذلك المصلّي.

ص: 17


1- سوره 5 - آيه 3
2- الكافي:/289/1ح 4.
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 5 - آيه 55
5- سوره 5 - آيه 56
6- أمالي الصدوق /186مجلس /26ح 4.

فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فإذا هو عليّ عليه السّلام (1).

الثامن: الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمد بن عيسي[عن محمد بن خالد البرقي]عن القاسم بن محمد الجوهري عن الحسن بن أبي العلاء قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام الأوصياء طاعتهم مفترضة؟

فقال:نعم هم الذين قال اللّه أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) و هم الذين قال اللّه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) (4).

التاسع: الشيخ الطوسي في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال:حدّثني الحسن بن عليّ الزعفراني قال:حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا محمد بن عليّ قال:حدّثنا العباس بن عبد اللّه العنبري عن عبد الرّحمن بن الأسود الكندي اليشكري عن عون بن عبيد اللّه عن أبيه عن جده أبي رافع قال:

دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما و هو نائم و حية في جانب البيت،فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،و ظننت أنه يوحي إليه،فاضطجعت بينه و بين الحية فقلت إن كان منها سوء كان إليّ دونه فمكثت هنيئة،فاستيقظ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و هو يقرأ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (5) .حتّي أتي علي آخر الآية ثمّ قال:الحمد للّه الذي أتمّ لعليّ نعمته و هنيئا له بفضل اللّه الذي أتاه،ثمّ قال لي:

مالك هاهنا فأخبرته بخبر الحية،فقال لي:أقتلها،ففعلت ثمّ قال:يا أبا رافع كيف أنت و قوم يقاتلون عليا و هو علي الحق و هم علي الباطل،جهادهم حق للّه عز اسمه فمن لم يستطع فبقلبه ليس وراءه شيء.

فقلت:يا رسول اللّه أدع اللّه لي إن أدركتهم أن يقويني علي قتالهم،قال:فدعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:إن لكلّ نبيّ أمينا و إن أميني أبو رافع.

قال:فلمّا بايع الناس عليا بعد عثمان و سار طلحة و الزبير ذكرت قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فبعت داري بالمدينة و أرضا لي بخيبر،و خرجت بنفسي و ولدي مع أمير المؤمنين عليه السّلام لأستشهد بين يديه،فلم أزل معه حتّي عاد من البصرة و خرجت معه إلي صفين فقاتلت بين يديه بها و بالنهروان أيضا،و لم أزل معه حتّي استشهد عليّ عليه السّلام،فرجعت إلي المدينة و ليس لي بها دار و لا أرض،فأقطعني الحسن بن عليّ عليه السّلام أرضا بينبع و قسم لي شطر دار أمير المؤمنين عليه السّلام فنزلتها و عيالي. (6)

ص: 18


1- تفسير القمّي:170/1.
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 5 - آيه 55
4- الاختصاص:277.
5- سوره 5 - آيه 55
6- أمالي الطوسي /59مجلس /2ح 55.

العاشر: أبو النصر محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد ابن الحسن عن جده قال:سمعت عمار بن ياسر يقول وقف لعلي بن أبي طالب سائل و هو راكع في صلاة تطوع،فنزع خاتمه فأعطاه السائل،فأتي رسول اللّه فأعلمه بذلك،فنزل علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) إلي آخر الآية،فقرأها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علينا ثمّ قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه (2).

الحادي عشر: العياشي بإسناده عن ابن أبي يعفور قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أعرض عليك ديني الذي أدين اللّه به.

قال:هاته.

قلت:أشهد أنّ لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه،و أقرّ بما جاء به من عند اللّه،ثمّ وصفت له الأئمّة حتّي انتهيت إلي أبي جعفر عليه السّلام قلت:و أقول فيك ما أقول فيهم.

فقال:أنهاك أن تذهب باسمي في الناس.

قال أبان:قال ابن أبي يعفور:قلت له:مع الكلام الأوّل و أزعم أنّهم الّذين قال اللّه في القرآن أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) .

فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:و الآية الاخري.

قال:قلت له:جعلت فداك أي آية؟

قال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (4) .

قال:فقال:رحمك اللّه.

قال:قلت:تقول رحمك اللّه علي هذا الأمر؟

فقال:رحمك اللّه علي هذا الأمر (5).

الثاني عشر: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالس في بيته و عنده نفر من اليهود قال:خمسة من اليهود فيهم عبد اللّه بن سالم،فنزلت هذه الآية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) بهذا الفتي فتركهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منزله و خرج إلي المسجد،فإذا بسائل قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أتصدّق عليك [أحد]بشيء؟

ص: 19


1- سوره 5 - آيه 55
2- تفسير العياشي:/327/1ح 137.
3- سوره 4 - آيه 59
4- سوره 5 - آيه 55
5- تفسير العياشي:327/1،ح 138.
6- سوره 5 - آيه 55

قال:نعم،هو ذاك المصلّي،فإذا هو عليّ عليه السّلام (1).

الثالث عشر: العياشي بإسناده عن المفضّل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما قال:

قال عليه السّلام:أنّه لمّا نزلت هذه الآية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (2) اشتدّ ذلك علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و خشي أن تكذّبه قريش فأنزل اللّه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (3) الآية،فقام بذلك يوم غدير خم (4).

الرابع عشر: العياشي بإسناده عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السّلام قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إنّ اللّه أوحي إليّ أن أحب أربعة عليّا و أبا ذر و سلمان و المقداد.

فقلت:ألاّ فما كان من كثرة الناس أ ما كان أحد يعرف هذا الأمر؟

فقال:بلي ثلاثة.

قلت:هذه الآيات التي علمت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (5) .

و قوله أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) .

ما كان أحد يسأل فيمن نزلت،فقال:من ثمّ أتاهم لم يكونوا يسألون (7).

الخامس عشر: العياشي بإسناده عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (8) ،قال:هم الأئمّة عليهم السّلام (9).

السادس عشر: ابن بابويه بإسناده عن أبي سعيد الوراق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده في حديث مناشدة عليّ عليه السّلام لأبي بكر حين ولي أبو بكر الخلافة،و ذكر عليهم السّلام فضائله لأبي بكر و النصوص عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فكان فيما قال له عليه السّلام:فأنشدك باللّه أ لي الولاية من اللّه مع ولاية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في آية زكاة الخاتم أم لك؟

قال:بل لك (10).

السابع عشر: الشيخ الطوسي في كتاب المجالس بإسناده إلي أبي ذر في حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام عثمان و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص يوم الشوري و احتجاجه عليهم السّلام عليهم مما فيه من النصوص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الكل منهم يصدّقه فيما يقول عليه السّلام، فكان مما ذكره عليه السّلام:فهل فيكم أحد آتي الزكاة و هو راكع غيري؟فنزلت فيه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (11)

ص: 20


1- تفسير العياشي:/328/1ح 139.
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 5 - آيه 67
4- تفسير العياشي:/328/1ح 140.
5- سوره 5 - آيه 55
6- سوره 4 - آيه 59
7- تفسير العياشي:/328/1ح 141.
8- سوره 5 - آيه 55
9- تفسير العياشي:/328/1ح 142.
10- الخصال للصدوق /549ح /30أبواب الأربعين.
11- سوره 5 - آيه 55

وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

قالوا:لا (2).

الثامن عشر: أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج،في رسالة أبي الحسن الثالث عليّ بن محمد الهادي عليه السّلام في رسالته إلي أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر و التفويض قال عليه السّلام:اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك،أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فيهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون و علي تصديق ما أنزل اللّه مهتدون لقول النبيّ:

لا تجتمع أمتي علي ضلالة،فأخبر صلّي اللّه عليه و آله أنّ ما اجتمعت عليه الأمة و لم يخالف بعضها بعضا هو الحق،فهذا معني الحديث لا ما تأوله الجاهلون و لا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب، و اتباع أحكام الأحاديث المزورة و الروايات المزخرفة،و اتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب و تحقيق الآيات الواضحات النيرات،و نحن نسأل اللّه أن يوفقنا للصواب و يهدينا إلي الرشاد.

ثمّ قال عليه السّلام:فإذا شهد الكتاب بصدق خبر و تحقيقه،فأنكرته طائفة من الأمّة و عارضته بحديث من هذه الأحاديث المزوّرة فصارت بإنكارها و دفعها الكتاب كفّارا ضلاّلا،و أصحّ خبر ممّا عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث قال:إنّي مستخلف فيكم خليفتين كتاب اللّه و عترتي ما أن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي و أنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض،و اللفظة الاخري عنه في هذا المعني بعينه قوله صلّي اللّه عليه و آله:إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض ما أن تمسّكتم بهما لن تضلّوا،فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّا في كتاب اللّه مثل قوله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) ،ثمّ اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين عليه السّلام أنّه تصدّق بخاتمه و هو راكع فشكر اللّه ذلك له و أنزل الآية فيه،ثمّ وجدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلّم:عليّ يقضي ديني و ينجز موعدي و هو خليفتي عليكم بعدي،و قوله حيث استخلفه علي المدينة فقال:يا رسول اللّه أ تخلفني علي النساء و الصبيان؟فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار و تحقيق هذه الشواهد فيلزم الأمة الإقرار بها إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن،فلمّا

ص: 21


1- سوره 5 - آيه 55
2- أمالي الطوسي /549مجلس /20ح 4.
3- سوره 5 - آيه 55

وجدنا ذلك موافقا لكتاب اللّه و وجدنا كتاب اللّه موافقا لهذه الأخبار و عليها دليلا كان الاقتداء فرضا لا يتعدّاه إلاّ أهل العناد و الفساد (1).

التاسع عشر: الطبرسي في الاحتجاج أيضا في حديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام،قال المنافقون لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شيء آخر يفترضه فتذكره لتسكن أنفسنا إلي أنه لم يبق غيره،فأنزل اللّه في ذلك: قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ (2) ،يعني الولاية و أنزل اللّه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) .

و ليس بين الأمّة خلاف أنّه لم يؤت الزكاة يومئذ و هو راكع غير رجل واحد،و لو أذكر اسمه في الكتاب لا سقط مع ما أسقط من ذكره،و هذا و ما أشبهه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب ليجهل معناها المحرفون فيبلغ إليك و إلي أمثالك و عند ذلك قال اللّه عزّ و جلّ: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (4) (5).

أقول:كفي الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السّلام ناقلا الإجماع علي أنّها نزلت في عليّ عليه السّلام،و قوله أيضا حجّة فلا مزيد علي ذلك.

فائدة:روي عمّار بن موسي الساباطي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام،أن الخاتم الذي تصدّق به أمير المؤمنين عليه السّلام وزن أربعة مثاقيل حلقته من فضّة و فصّه خمسة مثاقيل و هو من ياقوتة حمراء و ثمنه خراج الشام،و خراج الشام ثلاثمائة حمل من فضة و أربعة أحمال من ذهب،و كان الخاتم لمرّان بن طوق قتله أمير المؤمنين عليه السّلام،و أخذ الخاتم من إصبعه،و أتي به إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من جملة الغنائم، و أمره النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أن يأخذ الخاتم،فأخذ الخاتم و أقبل و هو في إصبعه و تصدق به علي السائل في أثناء صلاته[عند ما]تخلّف عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله.

و قال الغزالي في كتاب(سرّ العالمين):أن الخاتم الذي تصدّق به أمير المؤمنين عليه السّلام كان خاتم سليمان بن داود عليه السّلام (6).

و قال الشيخ الطوسي:أن التصدّق بالخاتم كان اليوم الرابع و العشرين من ذي الحجّة،و ذكر ذلك صاحب كتاب مسار الشيعة و ذكر أنّه أيضا من المباهلة (7).

ص: 22


1- الاحتجاج:251/2.
2- سوره 34 - آيه 46
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 5 - آيه 3
5- الاحتجاج:379/1.
6- رسالة سرّ العالمين:93،ط.دار الكتب العلميّة،و انظر:شرح الأخبار للقاضي المغربي:هامش صفحة 226،ج 1.
7- انظر:الرسائل العشر لابن فهد الحلي 96.

الباب العشرون: في قول النبيّ لعليّ عليهما السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

من طريق العامّة و فيه مائة حديث الحديث الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي قال:

حدّثنا وكيع قال:حدّثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي. (1)

الثاني: ابن حنبل من المسند عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا معمر عن قتادة و عليّ بن زيد بن جدعان قالا:حدّثنا ابن المسيب قال:

حدّثني ابن لسعد بن مالك عن أبيه قال:دخلت علي سعد فقلت:حديث حدثنيه عنك حين استخلف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليا علي المدينة قال:فغضب سعد و قال:من حدثك به؟فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه،ثمّ قال:إن رسول اللّه حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا عليه السّلام علي المدينة فقال عليّ:يا رسول اللّه ما كنت احب أن تخرج في وجهه إلاّ و أنا معك،فقال:أو ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا سفيان بن عيينة عن عليّ بن زيد عن سعد أن النبيّ قال لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،قيل لسفيان:قال:غير أنّه لا نبيّ بعدي.

قال:نعم (3).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثني قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد[عن سعد]بن أبي وقاص قال:خلف رسول اللّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في غزوة تبوك فقال:يا رسول اللّه تخلفني في النساء و الصبيان؟قال:

أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي (4).

ص: 23


1- مسند أحمد:32/3.
2- مسند أحمد:177/1.
3- مسند أحمد:179/1.
4- مسند أحمد:182/1.

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:أخبرنا محمد بن جعفر قال:أخبرنا شعبة عن إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال لعلي عليه السّلام:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزله هارون من موسي. (1)

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا أبو سعيد قال:حدّثنا سليمان بن بلال قال:حدّثنا جعيد بن عبد الرّحمن عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد أن عليا عليه السّلام خرج مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حتّي جاء الوداع و عليّ يبكي و يقول:تخلفني مع الخوالف،فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوة. (2)

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي عن أبيه قال:حدّثني يحيي بن سعيد عن موسي الجهني قال:دخلت علي فاطمة بنت عليّ فقال رفيقي أبو مهدي (3):كم لك؟

فقالت:ست و ثمانون سنة.

قال:ما سمعت من أبيك شيئا؟

قلت:قال:حدّثتني أسماء بنت عميس أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (4).

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا إبراهيم قال:حدّثنا حجاج بن المنهال قال:

حدّثنا حماد-يعني ابن سلمة-عن عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيب قال:قلت لسعد بن مالك:

إنّي أريد أن أسألك عن حديث و أنا أهابك أن أسألك عنه،قال:فقال:لا تفعل يا ابن أخي إذا علمت أن عندي علما بشيء فسلني عنه و لا تهابني،فقلت:قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعلي حين خلفه في المدينة في غزوة تبوك[فقال سعد رضي اللّه عنه خلف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا رضي اللّه عنه بالمدينة في غزوة تبوك]فقال عليّ:يا رسول اللّه أ تخلفني مع الخوالف في النساء و الصبيان؟

فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي؟

قال:بلي،فرجع مسرعا كأنّي أنظر إلي غبار قدميه تسطع (5).

التاسع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا إبراهيم قال:حدّثنا يوسف بن يعقوب الماجشوني قال:حدّثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن مسيب عن عامر بن سعد عن أبيه سعد

ص: 24


1- مسند أحمد:175/1.
2- مسند أحمد:170/1.
3- في المصدر:أبو سهل.
4- مسند أحمد:369/6.
5- مسند أحمد:173/1.

أنّه سمع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السّلام:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،قال سعيد:فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له ما ذكره لي عامر قال:فوضع إصبعيه في أذنيه و قال:استكّتا إن لم اكن سمعته من النبيّ صلّي اللّه عليه و آله (1).

العاشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا إسحاق بن الحسن بن صالح بن حيي عن موسي الجهني عن فاطمة بنت عليّ عن أسماء بنت عميس أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه ليس بعدي نبيّ. (2)

الحادي عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي و فيما كتب إلينا محمد بن عبد اللّه يذكر أن يزيد بن مهران حدثهم قال:حدّثنا أبو بكر بن عياش عن الاجلح عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن البيلماني عن سعيد بن زيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي (3).

الثاني عشر: من صحيح البخاري من الخبر الخامس في الكراس السادسة منه و هي نصف الجزء قال:حدّثنا مسدد حدّثنا يحيي عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج إلي تبوك و استخلف عليا عليه السّلام فقال:أ تخلفني في الصبيان و النساء؟

فقال ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه ليس نبيّ بعدي (4).

الثالث عشر: صحيح البخاري قال:قال أبو داود:حدّثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا مثله. (5)

الرابع عشر: صحيح البخاري علي حد ربعه الأخير قال:حدّثنا محمد بن بشار قال:حدّثنا غندر قال:حدّثنا شعبة عن سعد قال:سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:

أمّا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي (6)؟

الخامس عشر: من صحيح مسلم من الخبر الرابع علي حد كراسين من آخره قال:حدّثنا يحيي بن يحيي التميمي و أبو جعفر محمد بن الصباح و عبيد اللّه القواريري و شريح بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشوني حدّثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن

ص: 25


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:633/2،ح 1079.
2- مسند أحمد:438/6،مع تفاوت في بعض أسماء الرجال.
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:/670/2ح 1143.
4- صحيح البخاري:129/5.
5- صحيح البخاري:129/5.
6- صحيح البخاري:208/4.

أبي وقاص عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي.

قال سعيد:فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدّثني به عامر فقال:أنا سمعته،فقلت:أ أنت سمعته؟

فوضع إصبعيه علي أذنيه و قال:نعم و إلاّ فاستكّتا (1).

السادس عشر: صحيح مسلم قال:حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال:حدّثنا غندر عن شعبة و حدّثنا محمد بن مثني و ابن بشار قالا:حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا شعبة عن الحكم عن مصعب ابن سعد بن أبي وقاص قال:خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال:يا رسول اللّه تخلفني في النساء و الصبيان،فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي.

السابع عشر: صحيح مسلم قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا غندر عن شعبة(ح)، و حدّثنا محمد بن مثني و ابن بشار قالا:حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال لعليّ:أمّا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي؟ (2)

الثامن عشر: صحيح مسلم من الخبر الرابع من أوله في باب مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثنا يحيي بن يحيي التميمي و أبو جعفر محمد بن الصباح و عبيد اللّه القواريري و شريح بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشون،حدّثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

قال سعيد:فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا،فحدثته ما حدّثني به عامر فقال:أنا سمعته،فقلت:أ أنت سمعته؟

فوضع إصبعه في أذنيه فقال:نعم و إلاّ استكّتا (3).

التاسع عشر: صحيح مسلم قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا غندر عن شعبة و محمد بن المثني و ابن بشار قالا:حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد بن أبي

ص: 26


1- صحيح مسلم:120/7.
2- الظاهر أنه نفس الحديث السابق.
3- هذا نفس الحديث الخامس عشر.

وقاص قال:خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في غزوة تبوك فقال:يا رسول اللّه تخلفني في النساء و الصبيان؟فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبيّ بعدي. (1)

العشرون: صحيح مسلم قال:حدّثنا عبيد اللّه بن معاد حدّثنا أبي حدّثنا شعبة بهذا الإسناد.

الحادي و العشرون: صحيح مسلم قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد و محمد بن عباد و تقاربا في اللفظ قالا:حدّثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا قال:ما منعك أن تسب أبا تراب؟فقال:أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبّه لئن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له و قد خلفه في بعض مغازيه،فقال له عليّ:يا رسول اللّه خلفتني مع النساء و الصبيان؟فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبوّة بعدي.

و سمعته يقول يوم خيبر:لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله فتطاولنا لها فقال:ادعوا إليّ عليا.

فأتي به أرمد العين،فبصق في عينه و دفع الراية إليه ففتح اللّه علي يديه،و لمّا نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (2) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي (3).

الثاني و العشرون: من الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثالث في الثلث الأخير في باب مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب من صحيح أبي داود و هو كتاب السنن،و صحيح الترمذي عن أبي سريحة و زيد بن أرقم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه (4).

و عن سعد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (5).

و قال ابن المسيب:أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه فأحببت أن أشافه به سعدا فلقيته فقلت أنت سمعت هذا من رسول اللّه؟

ص: 27


1- هذا نفس الحديث السادس عشر.
2- سوره 3 - آيه 61
3- صحيح مسلم:120/7.
4- سنن الترمذي:/297/5ح 3797.
5- سنن الترمذي:/304/5ح 3814.

فوضع إصبعه في أذنيه فقال:نعم و إلاّ فاستكّتا (1).

الثالث و العشرون: و من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي.

قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه يرفعه إلي عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:سمعت رسول اللّه يقول لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر فقال:نعم سمعته يقول،فقلت:

أنت سمعته؟

فأدخل يديه في أذنيه و قال:نعم و إلاّ فاستكتا (2).

الرابع و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهّاب يرفعه إلي عامر بن سعد أيضا عن أبيه سعد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (3).

الخامس و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرّحمن بن عبد اللّه الإسكافي يرفعه إلي سعد بن المسيب قال:سألت سعد بن أبي وقاص،هل سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،أو ليس معي نبيّ، فقلت:أسمعت هذا؟

فأدخل إصبعه في أذنه و قال:نعم و إلاّ فاستكتا (4)

السادس و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي يرفعه إلي العرزمي عن[أبي]الزبير عن جابر قال:غزا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غزوة فقال لعلي عليه السّلام:

اخلفني في أهلي.

فقال:يا رسول اللّه يقول الناس خذل ابن عمّه،فردّدها عليه.

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (5).

السابع و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد السمسار الواسطي يرفعه

ص: 28


1- السنن الكبري للنسائي:/121/5ح 8435.
2- مناقب ابن المغازلي:/37ح 40.
3- مناقب ابن المغازلي:/28ح 41.
4- المصدر السابق.
5- مناقب ابن المغازلي:ح 43.

إلي أنس بن مالك أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (1).

الثامن و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو القاسم عليّ بن عبد الواحد بن عليّ بن العباس الواسطي البزاز يرفعه إلي إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،أن النبيّ قال لعليّ عليه السّلام هذه المقالة حين استخلفه:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

التاسع و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهّاب يرفعه إلي عمر بن ميمون عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:خرج الناس في غزوة تبوك فقال عليّ-يعني للنبي صلّي اللّه عليه و آله-:أخرج معك؟

فقال:لا تبكي (3)،فقال له:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنك لست بنبيّ (4).

الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الصيرفي المعروف بابن الدبثائي البغدادي قدم علينا واسطا يرفعه إلي الأعمش عن عطية عن ابن سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (5).

الحادي و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن موسي بن عبد الوهاب الطحان و أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان الواسطيان قالا:حدّثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن المعلي الحنوطي الواسطي يرفعه إلي مصعب بن سعد عن أبيه قال:قال لي معاوية أ تحب عليا؟

قال:قلت:و كيف لا أحبّه و قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و لقد رأيته بارزا يوم بدر و جعل يحمحم كما يحمحم الفرس و يقول:

بازل عامين حديث سني سنحنح الليل كأنّي جنّي

لمثل هذا ولدتني أمي

ص: 29


1- مناقب ابن المغازلي:ح 44.
2- مناقب ابن المغازلي:ح 45.
3- في المصدر:فقال:بل اخلفني ألا ترضي.
4- مناقب ابن المغازلي:ح 46.
5- مناقب ابن المغازلي:/31ح 47.

قال:فما رجع حتّي خضب دما (1)

الثاني و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد اللّه بن شوذب يرفعه إلي سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أقم بالمدينة،قال:فقال له عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه إنّك ما خرجت في غزوة فخلّفتني؟

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بيّ و بك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

قال سعيد:فقلت لسعد بن أبي وقاص:أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قال:نعم لا مرّة و لا مرّتين يقول ذلك لعليّ عليه السّلام (2).

الثالث و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عليّ بن عبد الرزاق الهاشمي الخطيب يرفعه إلي عامر بن سعد عن أبيه أنّه سمع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و ذكر مشافهة سعد بذلك و ذكر قول سعد:و إلاّ فاستكتا (3).

الرابع و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو عليّ عبد الكريم بن محمد بن عبد الرّحمن الشروطي رفعه لأبي سعيد بن المسيب قال:سألت سعدا،هل سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،أو معي؟

قال:نعم (4).

الخامس و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العباس البزاز رفعه إلي إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال:سأل رجل معاوية عن مسألة فقال:سل عنها عليّ بن أبي طالب فإنّه أعلم،قال:يا أمير المؤمنين قولك فيها أحب إليّ من قول عليّ،فقال:بئس ما قلت و لؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغرّه بالعلم غرّا و لقد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و لقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه و لقد شهدت عليه إذا أشكل عليه شيء قال:هاهنا عليّ،قم لا أقام اللّه رجليك و محي

ص: 30


1- مناقب ابن المغازلي:ح 48.
2- مناقب ابن المغازلي:/33ح 49.
3- مناقب ابن المغازلي:ح 50 و أخرجه النسائي في الخصائص:15.
4- مناقب ابن المغازلي:ح 51 و أخرجه النسائي في الخصائص:14.

اسمه من الديوان (1).

و مناقب شهد العدو بفضلها و الفضل ما شهدت به الأعداء

السادس و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسي الغندجاني رفعه إلي سعد بن أبي وقاص إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

السابع و الثلاثون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عليّ بن عبد الرحمن العلوي رفعه إلي سعيد بن المسيب عن سعد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بمثله (3).

الثامن و الثلاثون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسين بن يعقوب الدباس الواسطي رفعه إلي عائشة بنت سعد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمثله. (4)

التاسع و الثلاثون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الرقاعي الأصفهاني قدم عليه واسطا في جمادي الأولي من سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة رفعه إلي عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي و خلفه في أهله. (5)

الأربعون: صاحب الأربعين عن الأربعين و هو الحديث الثاني قال:أخبرنا أبو الفتوح محمود بن محمد بن عبد الجبار المذكر الهرمزدياري الشروي ثمّ الجرجاني،قدم علينا الري قراءة عليه أخبرني القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني من لفظه أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن أحمد الفقاعي بالري،حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن سعيد الأصطخري الأنصاري قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن أذران الخياط بشيران حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون الخليفة حدّثنا أمير المؤمنين المأمون حدّثني أمير المؤمنين الرشيد حدّثنا أمير المؤمنين المهدي حدّثنا أمير المؤمنين المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال:سمعت عمر بن الخطاب و عنده جماعة فتذاكروا السابقين إلي الإسلام[إلي أن]يقول:أما عليّ بن أبي طالب فسمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن و كان أحب إليّ من

ص: 31


1- مناقب ابن المغازلي:ح 52،و الرياض النضرة:195/2.
2- مناقب ابن المغازلي:ح 53.
3- مناقب ابن المغازلي:ح 54.
4- مناقب ابن المغازلي:ح 55،و مسند أحمد:171/1 ط.الميمنية.
5- مناقب ابن المغازلي:ح 56.

الدنيا و ما فيها،و كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة و جماعة من الصحابة إذ ضرب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بيده علي منكب عليّ عليه السّلام فقال:يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أوّل المسلمين إسلاما و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي (1).

الحادي و الأربعون: أحمد بن حنبل في مسنده قال:حدّثنا يحيي بن حماد قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا أبو بلج قال:حدّثنا عمرو بن ميمون قال:إني لجالس إلي ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط فقالوا:يا ابن عباس إمّا أن تقوم معنا و إما تخلوا بنا عن هؤلاء قال ابن عباس:بل أنا أقوم معكم و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمي قال:فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا،فجاء ينفض ثوبه و يقول:

أفّ و تفّ وقعوا في رجل له عشر خصال وقعوا في رجل قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه و رسوله قال:فاستشرف إليها من استشرف فقال:أين عليّ؟

قالوا:في الرحا يطحن.

قال:و ما كان أحدكم ليطحن؟

قال:فجاء أرمد لا يكاد يبصر.

قال:فنفث في عينيه ثمّ هزّ الراية ثلاثا فأعطاها إيّاه فجاء بصفيّة بنت حيي.

قال:ثمّ بعث فلانا بسورة التوبة،فبعث عليّا خلفه فأخذها منه و قال:لا يذهب بها إلاّ رجل منّي و أنا منه.

و قال لبني هاشم:أيّكم يواليني في الدنيا و الآخرة؟

قال:و عليّ جالس معه،فقال:أنا أواليك في الدنيا و الآخرة.

قال:و كان أوّل من آمن من الناس،و أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثوبه فوضعه علي عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) .

قال:و شري عليّ نفسه لبس ثوب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ نام مكانه،قال:و كان المشركون يتوهمون أنه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فجاء أبو بكر و عليّ عليه السّلام نائم قال:و أبو بكر يحسب أنّه نبيّ اللّه،قال:فقال:يا نبيّ اللّه،قال:فقال له عليّ:إنّ نبيّ اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون و أدركه،فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال:و جعل عليّ يرمي بالحجارة كما يرمي نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يتضور و قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتّي أصبح ثمّ كشف رأسه فقالوا:كان صاحبك نرميه فلا يتضور و أنت تتضور و قد استنكرنا ذلك قال:و خرج بالناس في غزوة تبوك فقال عليّ عليه السّلام:يا نبيّ اللّه أخرج معك؟

ص: 32


1- تاريخ دمشق:167/42 ط دار الفكر.
2- سوره 33 - آيه 33

قال:فقال له نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا،فبكي عليّ فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ إنّك ليس بنبي أنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي.

قال:و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي.

قال:و سدّ أبواب المسجد غير باب عليّ عليه السّلام،قال:و دخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره،و قال:من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه (1).

الثاني و الأربعون: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه أحمد بن حنبل قال:حدّثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه و ربيعة الجرشي أنه ذكر عليّ عند رجل و عنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد:أتذكر عليّا أنّ له مناقب أربعا لئن تكون لي واحدة أحبّ إليّ من كذا و كذا و ذكر حمر النعم:

قوله:لأعطين الراية،و قوله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و قوله،من كنت مولاه فعليّ مولاه و نسي سفيان واحدة (2).

الثالث و الأربعون: ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار قال:أخبرنا أبو محمد بن السقاء و أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد اللّه بن القصاب البيّع الواسطي ما أذن لي في روايته عنه قال:حدّثني أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد البابسري قال:حدّثني أبو الحسن عليّ بن عليّ بن محمد بن الحسن الجوهري قال:حدّثني محمد بن زكريا بن دريد العبدي قال:حدّثني حميد الطويل عن أنس قال:لما كان يوم المباهلة و آخي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بين المهاجرين و عليّ واقفا يراه و يعرف مكانه لم يواخ بينه و بين أحد و أنصرف عليّ باكي العين فافتقده النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:ما فعل أبو الحسن؟

قالوا أنصرف باكي العين يا رسول اللّه.

قال:يا بلال اذهب فاتني به،فمضي بلال إلي عليّ عليه السّلام و قد دخل منزله باكي العين فقالت فاطمة:ما يبكيك لا أبكي اللّه عينيك؟

قال:يا فاطمة آخي النبيّ بين المهاجرين و الأنصار و أنا واقف يراني و يعرف مكاني لم يؤاخ بيني و بين أحد.

قالت:لا يحزنك لعلّه ادّخرك لنفسه.

فقال بلال:يا عليّ أجب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فأتي عليّ عليه السّلام النبيّ،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا أبا الحسن؟

قال:و واخيت بين المهاجرين و الأنصار يا رسول اللّه و أنا واقف تراني و تعرف مكاني لم تواخ بيني

ص: 33


1- مسند أحمد:330/1.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/643/2ح 1093.

و بين أحد.

قال:إنّما ادخرتك لنفسي ألا يسرّك أن تكون أخا نبيّك؟

قال:بلي يا رسول اللّه أنّي لي بذلك،فأخذ بيده فأرقاه المنبر فقال:اللّهمّ هذا منّي و أنا منه ألاّ إنّه منّي بمنزلة هارون من موسي ألاّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه

قال:فانصرف عليّ عليه السّلام قرير العين،فاتبعه عمر بن الخطاب فقال:بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت مولاي و مولي كلّ مسلم (1).

الرابع و الأربعون: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا حسين بن محمد الزارع قال:حدّثنا عبد المؤمن بن عباد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه شرحبيل عن زيد بن أبي أوفي قال:

دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده،فذكر قصة مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين الصحابة فقال عليّ:

-يعني للنبي صلّي اللّه عليه و آله-لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط منك فلك العتبي و الكرامة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق نبيا أخرتك لنفسي فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي فأنت أخي و وارثي.

قال:و ما أرث منك يا رسول اللّه؟

قال:ما ورث الأنبياء قبلي.

قال:و ما ورث الأنبياء قبلك؟

قال:كتاب اللّه و سنّة نبيّهم و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي،ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2) المتحابّون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض (3).

الخامس و الأربعون: مسند أحمد بن حنبل قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ قال:حدّثنا جعفر بن عبد اللّه بن محمد أبو عبد اللّه قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا سلام بن أبي عمر عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:لما قدم أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد فيحتلمون،ثمّ إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد و جعلوا أبوابها المسجد،و إنّ النبيّ بعث إليهم معاذ بن جبل فنادي أبا بكر فقال:إن اللّه يأمرك أن تخرج من المسجد فقال:سمعا و طاعة فسد بابه و خرج من المسجد،ثمّ أرسل إلي عمر فقال:إنّ رسول

ص: 34


1- مناقب ابن الغزالي.
2- سوره 15 - آيه 47
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:/638/2ح 1085.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأمرك أن تسد بابك في المسجد و تخرج منه فقال:سمعا و طاعة فسد بابه و خرج من المسجد ثمّ أرسل إلي حمزة فسد بابه فقال:سمعا و طاعة للّه و رسوله،و عليّ علي ذلك يتردد لا يدري أ هو فيمن يقيم أو فيمن يخرج،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قد بني له بيتا في المسجد بين أبياته فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أسكن طاهرا،مطهرا فبلغ حمزة قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام فقال:يا محمد تخرجنا و تمسك غلمان بنيّ عبد المطلب؟فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله له:لو كان الأمر إلي ما جعلت دونكم من أحد و اللّه ما أعطاه إياه إلاّ اللّه و إنك لعلي خير من اللّه و رسول اللّه أبشر فبشره النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقتل يوم أحد شهيدا،و نفس ذلك رجال علي عليّ فوجدوا في أنفسهم و تبيّن فضله عليهم و علي غيرهم من أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فبلغ ذلك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقام خطيبا فقال:إنّ رجالا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليّ في المسجد و اللّه ما أخرجتهم و لا اسكنته إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحي إلي موسي و أخيه أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ (1) و أمر موسي أن لا يسكن مسجده و لا ينكح فيه إلاّ هارون و ذريته،و إن عليّ بمنزلة هارون من موسي و هو أخي دون أهلي و لا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلاّ عليّ و ذريته و من ساءه فههنا و أومأ بيده نحو الشام (2).

السادس و الأربعون: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الحسن قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن راشد الطّفاوي و الصّباح بن عبد اللّه بن بشر و الخبران متقاربان في اللفظ و يزيد أحدهما علي صاحبه قالا:حدّثنا قيس بن الربيع قال:حدّثنا سعد الخفاف عن عطية عن مخدوج بن زيد الهذلي،أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:يا عليّ أنت أخي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أمّا علمت يا عليّ أن أوّل من يدعي به يوم القيامة بيّ فأقوم عن يمين العرش فأكسي حلة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بالنبيين بعضهم علي إثر بعضهم فيقومون سماطين علي يمين العرش يكسون حللا خضراء من حلل الجنّة،ألا و إنّي أخبرك يا عليّ إنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة،ثمّ أنت أوّل من يدعي بك لقرابتك و منزلتك عندي و يدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السماطين آدم عليه السّلام و جميع خلق اللّه يستظلون بظل لوائي،و طوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و الثالثة وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر الأوّل:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،الثاني:الحمد للّه رب العالمين،الثالث:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،طول كلّ

ص: 35


1- سوره 10 - آيه 87
2- ما وجدناه في مسند ابن حنبل،نعم هو في مناقب ابن المغازلي 253-255.

سطر ألف سنة و عرضه ألف سنة،و تسير باللواء و الحسن عن يمينك و الحسين عن يسارك حتّي تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش،ثمّ تكسي حلة خضراء من الجنّة،ثمّ ينادي مناد من تحت العرش:نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ أبشّر يا عليّ،إنّك تكسي إذا كسيت و تدعي إذا دعيت و تحبي إذا حبيت (1).

السابع و الأربعون: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال:حدّثنا أبو الحسين بن محمد السعدي البصري في جمادي الأوّل سنة إحدي و ثلاثين و مائتين قال:حدّثنا عبد المؤمن بن عباد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن ابن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فقال:أين فلان بن فلان،فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتّي توافوا عنده،فحمد اللّه و أثني عليه و آخي بينهم،و ذكر الحديث حديث المؤاخاة،فقال عليّ عليه السّلام:لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا عن سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبيّ بعدي و أنت أميني و وارثي.

قال:ما أرث يا رسول اللّه؟

قال:ما ورث الأنبياء من قبلي.

قال:و ما ورث الأنبياء من قبلك؟

قال:كتاب اللّه و سنّة نبيه،و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2) المتحابون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض (3).

الثامن و الأربعون: مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا يحيي بن حماد قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال أبو بلج:قال:حدّثنا عمر بن ميمون عن ابن عباس قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خرج الناس في غزوة تبوك فقال عليّ عليه السّلام:أخرج معك؟

فقال له نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا،فبكي عليّ.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ إنّك ليس نبيّ،أنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي (4).

ص: 36


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/663/2ح 1131.
2- سوره 15 - آيه 47
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:/666/2ح 1137.
4- مسند أحمد:331/1.

التاسع و الأربعون: من مسند أحمد بن حنبل قال:عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدّثنا محمد بن يونس قال:حدّثنا زيد بن عمر بن عثمان النميري البصري[قال]حدّثني[أبي عن]إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي حازم قال:جاء رجل إلي معاوية فسأله عن مسألة فقال:سل عنها عليّ بن أبي طالب فهو أعلم بها،فقال:يا أمير المؤمنين جوابك بها أحب إليّ من جواب عليّ.

فقال:بئس ما قلت و لؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغرّه العلم غرّا و لقد قال له رسول اللّه:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و كان عمر إذا أشكل عليه أمر شيء يأخذ عنه،و لقد شهدت عمر و قد أشكل عليه شيء فقال عمر:هاهنا عليّ،قم لا أقام اللّه رجليك (1).

الخمسون: كتاب المغازي لمحمد بن إسحاق في النصف الثاني بالاسناد قال:لما خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي غزوة تبوك خلف عليّ بن أبي طالب عليه السّلام علي أهله و أمره بالإقامة فيهم،فارجف المنافقون و قالوا:ما أخلفه إلاّ استثقالا أو تخفيفا عنه،فلمّا قال ذلك المنافقون،أخذ عليّ بن أبي طالب سلاحه ثمّ خرج إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو نازل بالجوف فقال:يا رسول اللّه زعم المنافقون أنّك إنّما خلّفتني تستثقلني و تخفّف عنّي.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:كذبوا و لكنّي خلّفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي و أهلك ألا ترضي يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،فرجع إلي المدينة،و مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسفره (2).

الحادي و الخمسون: محمد بن إسحاق أيضا في المغازي بالاسناد عن يزيد بن رمانة قال:بلغني أن رجلا من قريش كان يقول:و اللّه ما أدري لعلّه سيكون نبيّ بعد محمد،فلقيت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص فقلت:يا أبا إسحاق سمعت أباك يذكر مقالة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام يوم غزوة تبوك،فضحك و ظنّ ذلك من هوي منّي في عليّ فقلت:إنّي و اللّه ما اسألك عنه لذلك و لكنّه بلغني أن رجلا من قومك يقول:ما أدري لعله سيكون نبيّ بعد محمد،فقال:نعم أشهد لسمعت أبي سعد بن أبي وقاص يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام يوم رده من غزوة تبوك:ألا ترضي يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (3).

ص: 37


1- فضائل الصحابة:/675/2ح 1153.
2- تاريخ دمشق:31/2 و 117/42 ط.دار الفكر،و البحار:267/37.
3- المناقب /39ح 7.

الثاني و الخمسون: كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب الياء بالاسناد عن عمر بن الخطاب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت أوّل المسلمين إسلاما و أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي (1).

الثالث و الخمسون: ابن شيرويه في الفردوس بالاسناد عن عامر بن سعد قال:قال سعد:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:ثلاثا لئن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم،نزل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الوحي،فادخل عليا و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم تحت ثوبه و قال:اللهم هؤلاء أهلي و أهل بيتي[أحق]و قال له حين خلفه في غزوة غزاها و قال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه خلفتني مع النساء و الصبيان،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي.

و قوله يوم خيبر:لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله يفتح اللّه علي يديه،فتطاول المهاجرون لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليراهم،فقال رسول اللّه:اين عليّ؟

فقالوا أرمد.

قال:فادعوه،فدعوه و بصق في عينيه ففتحهما و فتح اللّه علي يديه (2).

الرابع و الخمسون: صدر الأئمّة عند المخالفين أخطب الخطباء موفّق بن أحمد الخوارزمي في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام في الفصل الأوّل من الكتاب قال:أنبأني سيّد القراء أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني،أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدّثنا محمود بن محمد المروزي حدّثنا حامد بن آدم المروزي حدّثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال:لما آخي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه و بين المهاجرين و الأنصار فلم يواخ بين عليّ بن أبي طالب و بين أحد منهم،خرج عليّ مغضبا حتّي أتي جدولا من الأرض فتوسّد ذراعه و سفت عليه الريح،فطلبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي وجده فوكزه برجله و قال له:قم فما صلحت إلاّ أن تكون أبا تراب،أغضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين و الأنصار و لم أواخ بينك و بين أحد منهم،ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه ليس بنبي،ألاّ من أحبّك حفّ بالأمن و الإيمان و من أبغضك أماته اللّه ميتة جاهلية و حوسب بعمله

ص: 38


1- ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟...
2- مسند الشامي:146/1،ح 82،و فضائل الصحابة لأحمد:643/2،ح 1093.

في الإسلام (1).

الخامس و الخمسون: موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرني الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي،أخبرنا الاستاذ الأمين أبو الحسن عليّ بن الحسين بن مدرك الرازي،أخبرنا الحافظ أبو سعيد إسماعيل بن الحسن السمان حدّثنا محمد بن عبد الواحد الخزاعي لفظا،أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن سعيد الأنصاري،حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن ادران الخياط الشيرازي،حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون حدّثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنه قال:سمعت عمر بن الخطاب و عنده جماعة،فتذاكروا السابقين إلي الإسلام فقال عمر:أمّا عليّ فسمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن تكون لي واحدة منهن و كانت أحب إلي من ما طلعت عليه الشمس،كنت أنا و أبو عبيدة و أبو بكر و جماعة من أصحابه إذ ضرب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بيده علي منكب عليّ رضي اللّه عنه و قال له:يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أوّل المسلمين إسلاما و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي (2).

السادس و الخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني إجازة،أخبرنا محمد بن الحسين بن عليّ البزاز،أخبرنا أبو منصور محمد بن عليّ بن عبد العزيز،أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر،حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الخزاز الحافظ حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسي الخزاز من كتابه،حدّثنا الحسن بن عليّ الهاشمي حدّثني إسماعيل بن أبان،حدّثنا أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال أبي:دفع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه ففتح اللّه تعالي علي يده، و أوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولي كلّ مؤمن و مؤمنة و قال له:أنت منّي و أنا منك،و قال له:

تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل و قال له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و قال له:أنا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك،و قال له:أنت العروة الوثقي،و قال له:أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم من بعدي،و قال له:أنت مولي كلّ مؤمن و مؤمنة و وصي كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي، و قال له:أنت الذي أنزل اللّه فيه وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (3) و قال له:أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملّتي،و قال له:أنا أوّل من تنشق الأرض عنه و أنت معي[إلي الجنّة] تدخلها أنت و الحسن و الحسين و فاطمة و قال:إن اللّه تعالي أوحي إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به

ص: 39


1- المناقب /39ح 7.
2- المناقب /54ح 19،و قد تقدّم الحديث بطوله.
3- سوره 9 - آيه 3

في الناس و بلغتهم ما أمرني اللّه تعالي بتبليغه،و قال له:أتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي،أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون،ثمّ بكي فقيل:ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟

قال:أخبرني جبرائيل أنّهم يظلمونه بعدي،و أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن اللّه عزّ و جلّ أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمّة علي محبتهم و كان الشانئ لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم،و ذلك حين تغيّر البلاد و ضعف العباد و اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم،قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي،يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم و تتبعهم الناس راغب إليهم و خائف منهم،قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يرد و هو الحكيم و الخبير،و إن فتح اللّه قريب،اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،اللهم اكلأهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و أعزهم و لا تذلهم و أخلفني فيهم إنك علي ما تشاء قدير (1).

السابع و الخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا قتيبة،حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن عمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال:ما منعك أن تسب أبا تراب،قال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبه لئن تكون إلي واحدة أحب إلي من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي و خلفه في بعض مغازيه:

تكون أنت في بيتي إلي أن أعود،قال له عليّ:يا رسول اللّه تخلفني مع النساء و الصبيان؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي،و سمعته يقول يوم خيبر:لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله قال:فتطاولنا لها.فقال أدعو إليّ عليا.

قال:فأتي عليّ و به رمد،فبصق في عينيه و دفع الراية إليه ففتح اللّه عليه،و أنزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ (2) الآية،و دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المباهلة عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا ثمّ قال:اللهم هؤلاء أهلي.

قال أبو عيسي:هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه قال(رض):قوله صلّي اللّه عليه و آله:

أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي،أخرجه الشيخان في صحيحيهما بطرق

ص: 40


1- المناقب /61ح 31.
2- سوره 3 - آيه 61

كثيرة (1).

الثامن و الخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا صمصام الأئمّة أبو عفان عثمان بن أحمد الصّرام الخوارزمي بخوارزم،أخبرنا عماد الدين أبو بكر أحمد بن الحسن النسفي،حدّثنا أبو القاسم ميمون بن عليّ الميموني،أخبرنا الشيخ أبو محمد إسماعيل بن الحسين بن عليّ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه،أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن عبده،حدّثنا إبراهيم بن سلام المكي،حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن حزام بن عثمان،عن ابن جابر عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه إنه قال:جاءنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن مضطجعون في المسجد و في يده عسيب رطب قال:

ترقدون في المسجد؟

قلنا:قد أجفلنا و أجفل عليّ معنا.

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:تعال يا عليّ إنّه يحل لك في المسجد ما يحلّ لي أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة،و الذي نفسي بيده إنّك لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالا كما تذود البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج،كأنّي أنظر إلي مقامك من حوضي (2).

قلت:أجفل القوم أي أسرعوا في الهرب.

التاسع و الخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي قال:أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عليّ عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،أخبرنا أبي،حدّثنا يحيي بن حمّاد،حدّثنا أبو عوانة،حدّثنا أبو بلج،حدّثنا عمر بن ميمون قال:إنّي جالس إلي ابن عباس رضي اللّه عنه إذ أتاه تسعة رهط فقالوا:يا ابن العباس إمّا أن تقوم معنا و إمّا أن تخلوا بنا من بين هؤلاء، فقال ابن العباس:بل أنا أقوم معكم،و ساق حديثا طويلا قال فيه قال ابن عباس:و خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة تبوك و خرج الناس فقال له عليّ:اخرج معك؟

فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا،فبكي عليّ.

فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي،و الحديث تقدّم بطوله من طريق مسند أحمد بن حنبل و هو

ص: 41


1- المناقب /108ح 115،و صحيح مسلم:120/7-121 ط دار الفكر.
2- المناقب /109ح 116.

الحديث الحادي عشر و مائة (1).

الستون: موفّق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،أخبرنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة رضي اللّه عنه عن مسند زيد بن عليّ رضي اللّه عنه، حدّثنا الفضل بن الفضل بن العباس،حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن سهل،حدّثنا محمد بن عبد اللّه البلوي،حدّثنا إبراهيم بن عبيد اللّه بن العلاء حدّثني أبي عن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن عليّ رضي اللّه عنه قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوم فتحت خيبر:لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم لقلت فيك مقالا حيث لا تمر علي ملاء من المسلمين إلاّ و أخذوا من تراب رجليك،و فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك ترثني وارثك،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا عليّ أنت تؤدّي ديني و تقاتل علي سنّتي،و أنت في الآخرة أقرب الناس منّي،و إنّك غدا علي الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين،و أنت أوّل من يرد علي الحوض و أنت أوّل داخل في الجنّة من أمّتي،و إن شيعتك علي منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم فيكونون غدا في الجنّة جيراني،و إن أعداءك غدا ظما مظمئين مسودة وجوههم يتقحمون مقمعون يضربون بالمقامع و هي سياط من نار مقتحمين،حربك حربي و سلمك سلمي و سرك سري و علانيتك علانيتي و سريرة صدرك كسريرة صدري،و أنت باب علمي،و إن ولدك ولدي و لحمك لحمي و دمك دمي، و إن الحق معك و الحق علي لسانك و في قلبك و بين عينيك و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أبشّرك أنّك أنت و عترتك في الجنّة،و أن عدوك في النار،لا يرد عليّ الحوض مبغض لك و لا يغيب عنه محب لك،قال عليّ:فخررت ساجدا للّه تعالي و حمدته علي ما أنعم عليّ به من الإسلام و القرآن و حببني إلي خاتم النبيين و سيّد المرسلين صلّي اللّه عليه و آله و سلم. (2)

الحادي و الستون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي،حدّثنا إسماعيل بن أحمد الواعظ،حدّثنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ المقري،أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرائيني،حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي،حدّثنا محمد بن أبي بكر،حدّثنا يوسف بن

ص: 42


1- المناقب /125ح 140.
2- المناقب /129ح 143.

الماجشون،حدّثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد عن سعد.-يعني ابن أبي وقاص-قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه ليس نبيّ بعدي،قال سعيد:فأحببت أن اشافه بذلك سعدا فلقيته و ذكرت له الذي ذكر لي عامر فقال:نعم سمعته يقول،قلت:أنت سمعته؟

قال:فأدخل إصبعه في أذنه و قال:و إلاّ فاستكّتا.

قال رضي اللّه عنه:هو عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد بن أبي وقاص (1).

الثاني و الستون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا الشيخ الفقيه العادل أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن نصر الزاغوني بمدينة السلام،عن الشيخ الثقة أبي الليث و أبي الفتح أحمد بن الحسين بن نصر الشاشي عن الشيخ أبي بكر أحمد بن منصور المغربي عن الشيخ الحافظ أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن زكريا الشيباني المعروف بالجوزقي،أخبرنا أبو العباس الدغولي، حدّثنا محمد بن مشكان،أخبرنا أبو داود الطيالسي،حدّثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال:سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن سعد أنّ رسول اللّه قال لعلي رضي اللّه عنه:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،أخرج الشيخان هذا الحديث في صحيحيهما (2).

الثالث و الستون: موفّق بن أحمد في الفضائل قال:انبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني نزيل بغداد إجازة،أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف إذنا قال:أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال:أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال:حدّثنا الحسن بن عليّ البصري قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسن بن راشد الطفاوي و الصباح بن عبد اللّه أبو بشر قالا:

حدّثنا قيس بن الربيع قال:حدّثنا سعد بن الخفاف عن عطية عن محدوج بن زيد الالهاني أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبيّ بعدي،أ ما علمت يا عليّ إنّ أوّل ما يدعي به يوم القيامة يدعي بي،فأقوم عن يمين العرش في ظلة فأكسي حلة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بالنبيين بعضهم علي أثر بعض،فيقومون سماطين عن يمين العرش و يكسون حللا خضرا من حلل الجنّة،الحديث بطوله تقدم من مسند أحمد بن حنبل. (3)

الرابع و الستون: موفق بن أحمد في المناقب قال:أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد،أخبرنا

ص: 43


1- المناقب /133ح 148.
2- المناقب /138ح 157.
3- المناقب /140ح 159.

الحسن بن أحمد المقرئ،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ،أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر الشيباني،حدّثنا محمد بن جرير،حدّثنا عبد اللّه بن داهر بن يحيي عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هذا عليّ بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،و قال:يا أمّ سلمة اسمعي و أشهدي هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين،و سيّد المسلمين،و عيبة علمي،و بابي الذي أوتي منه،و أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،و معي في السنام الأعلي (1).

الخامس و الستون: موفق بن أحمد في المناقب قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسين عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد عن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو بكر أحمد،أخبرنا أبو سعد أحمد بن الخليل الماليني،حدّثنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ حدّثنا البغوي املاء حدّثنا حسين بن محمد الذراع سنة إحدي و ثلاثين و مائتين قال:قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة عبد المؤمن بن عباد العبدي قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحيل،عن زيد بن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجده فقال:أين فلان و فلان؟فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم ثمّ ذكر قصة المؤاخاة بين الصحابة فقال له عليّ:-يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-:قد رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و أنت أخي و وارثي؟

قال:و ما أرث منك يا رسول اللّه؟

قال:ما ورثه الأنبياء قبلي.

قال:و ما هو؟

قال:كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم،و أنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي،و أنت أخي و وزيري و رفيقي ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2) المتحابون في اللّه ينظر بعضهم بعضا (3).

السادس و الستون: موفّق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد،أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الحافظ،أخبرنا أبو عليّ محمد بن موسي بن محمد بن نعيم أخبرني أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود،حدّثنا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الأزدي،

ص: 44


1- المناقب /142ح 163.
2- سوره 15 - آيه 47
3- المناقب /150ح 178.

حدّثنا محمد بن يونس القرشي،حدّثنا محمد بن الحسن بن معلي بن زياد القردوسي،حدّثنا أبو عوانة عن الأعمش،عن الحكم عن مصعب-يعني ابن سعد بن أبي وقاص-عن أبيه قال:قال معاوية:أ تحب عليا؟

قلت:كيف لا أحبه و قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و لقد رأيته يوم بدر و هو يحمحم كما يحمحم الفرس هو يقول:

بازل عامين حديث سني سنح الليل كأنّي جنّي

لمثل هذا ولدتني أمّي (1)

السابع و الستون: موفّق بن أحمد في المناقب قال:من المراسيل روي الناصر للحق بإسناده في حديث طويل قال:لما قدم عليّ رضي اللّه عنه علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لفتح خيبر قال صلّي اللّه عليه و آله و سلم:لو لا أن تقول طائفة فيك من أمتي ما قالت النصاري في المسيح عليه السّلام لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملاء إلاّ و أخذوا التراب من تحت قدميك و من فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي و أنا منك ترثني وارثك إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،و إنّك تبرئ ذمتي،و تقاتل علي سنتي،و إنك غدا أقرب الناس منّي،و إنّك أوّل من يرد عليّ الحوض،و أوّل من يكسي معي، و أوّل داخل الجنّة من أمتي،و إن شيعتك علي منابر من نور،و إن الحق علي لسانك و في قلبك و في عينيك (2).

الثامن و الستون: موفّق بن أحمد في المناقب قال:روي أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أرسل إلي معاوية رسله الطرماح بن حكيم الطائي و جرير بن عبد اللّه البجلي و غيرهما قبل مسيره إلي صفّين،و كتب إليه مرّة بعد اخري يحتجّ عليه ببيعة أهل الحرمين له و سوابقه في الإسلام لئلاّ يكون بين أهل العراق و بين أهل الشام محاربة،و معاوية يعتل بدم عثمان و يستغوي بذلك جهال أهل الشام و أجلاف العرب،ثمّ يستميل طلبة الدنيا بالأموال و الولايات،و كان يشاور في أثناء ذلك ثقاته و أهل مودته و عشيرته في قتال عليّ كرم اللّه وجهه،فقال له أخوه عتبة:هذا أمر عظيم لا يتم إلاّ بعمرو بن العاص فإنّه قريع زمانه في الدهاء و المكر و الخدع،و قلوب أهل الشام مائلة إليه،فقال معاوية:صدقت و لكنّه يحب عليّا و أخاف أن لا يجيئني،فقال:اخدعه بالأموال و مصر،فكتب إليه معاوية:من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان رضي اللّه عنه إمام المسلمين و خليفة رسول ربّ العالمين ذي النورين ختن المصطفي علي ابنته و صاحب جيش العسرة و بئر رومة المعدوم الناصر،

ص: 45


1- المناقب:158،ح 187.
2- المناقب /158ح 188.

الكثير الخاذل،المحصور في منزله و المقتول عطشا و ظلما في محرابه،المعذّب بأسياف الفسقة؛ إلي عمرو بن العاص صاحب رسول اللّه و ثقته،أمير عسكره بذات السلاسل المعظم رأيه المفحم تدبيره أمّا بعد:فلم يخف عليك احتراق قلوب المؤمنين،و ما أصيبوا من الفجيعة بقتل عثمان،و ما ارتكب به جاره حسدا و بغيا بامتناعه من نصرته و خذلانه إياه و أشلائه الغاغة (1)عليه حتّي قتلوه في محرابه،فيا لها من مصيبة عمّت جميع المسلمين و فرضت عليهم طلب دمه ممّن قتلته،و أنا أدعوك إلي الحظ الاجزل من الثواب و النصيب الأوفر من حسن المآب بقتال من أوفي قتلة عثمان رضي اللّه عنه و ارضاه و أحلّه جنّة مأواه.

فكتب إليه عمرو:من عمرو بن العاص صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي معاوية بن أبي سفيان أمّا بعد:

فقد وصل كتابك فقرأته،ثمّ فهمته،فأمّا ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي و التهور في الضلالة معك و إعانتي إيّاك علي الباطل،و اختراط السيف في وجه علي رضي اللّه عنه و هو أخو رسول اللّه و وصيه و وارثه و قاضي دينه و منجز وعده،و زوج ابنته سيّدة نساء أهل الجنّة و أبو السبطين الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة فلن يكون.

و أمّا ما قلت:إنّك خليفة عثمان فقد صدقت،و لكن تبين اليوم عزلك عن خلافته و قد بويع لغيره فزالت خلافتك،و أمّا ما عظمتني به و نسبتني إليه من محبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إنّني صاحب جيشه فلا أغترّ بالتزكية و لا أميل بها عن الملّة.

و أمّا ما نسبت أبا الحسن اخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه إلي البغي و الحسد لعثمان،و سميت الصحابة فسقة و زعمت أنّه اشلاهم علي قتله فهذا كذب و غواية،ويحك يا معاوية أ ما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بات علي فراشه،و هو صاحب السبق إلي الإسلام و الهجرة و قد قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هو منّي و أنا منه و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و قد قال فيه يوم غدير خم:ألاّ و من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و أنصر من نصره و أخذل من خذله.

و هو الذي قال فيه رسول اللّه يوم خيبر:لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله.

و هو الذي قال فيه يوم الطير:اللّهمّ آتني أحب الخلق إليك فلمّا دخل عليه قال:و إلي و إلي.

ص: 46


1- الأشلاء:الأغراء،و الغاغة:الكثير المختلط من الناس.

و قد قال فيه يوم بني النظير:عليّ إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله.

و قد قال فيه:عليّ وليكم من بعدي و أكّد القول عليك و عليّ و علي جميع المسلمين.

و قال:إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي.

و قد قال:أنا مدينة العلم و عليّ بابها،و قد علمت يا معاوية ما أنزل اللّه تعالي في كتابه فيه من الآيات المتلوّات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ (1) .

و قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) .

و قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) .

و قد قال اللّه تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (4) .

و قد قال اللّه لرسوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) .

و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي،سلمك سلمي و حربك حربي و تكون أخي و وليي في الدنيا و الآخرة،يا أبا الحسن من أحبّك فقد أحبّني و من أبغضك فقد أبغضني،و من أحبّك أدخله اللّه الجنّة و من أبغضك أدخله اللّه النار.

و كتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس ممّا يخدع به من له عقل أو دين و السلام.

فكتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال و الولايات و كتب في آخر كتابه هذه الأبيات:

جهلت و لم تعلم محلك عندنا فأرسلت شيئا من خطاب و ما تدري

فثق بالّذي عندي لك اليوم آنفا من العزّ و الإكرام و الجاه و القدر

فأكتب عهدا ترتضيه مؤكّدا و أشفعه بالبذل منّي و بالبرّ

فكتب عمرو:

أبي القلب منّي أن أخادع بالمكر بقتل ابن عفّان أجرّ إلي الكفر

و إنّي لعمرو ذو دهاء و فطنة و لست أبيع الدين بالريح و الدفر

فلو كنت ذا رأي و عقل و فطنة لقلت لهذا الشيخ ان خاض في الأمر

تحيّة منشور جليل مكرم بخطّ صحيح ذي بيان علي مصر

أ ليس صفيرا ملك مصر ببيعة هي العار في الدنيا علي العقب من عمرو

فإن كنت ذا ميل شديد إلي العلي و إمرة أهل الدين مثل أبي بكر

ص: 47


1- سوره 76 - آيه 7
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 33 - آيه 23
5- سوره 42 - آيه 23

فأشرك أخا رأي و حزم و حيلة معاوي في أمر جليل لذي الذكر

فإن دواء الليث صعب علي الوري و إن غاب عمرو زيد شرّا إلي شرّ (1)

التاسع و الستون: موفق بن أحمد في المناقب قال:أخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري رضي اللّه عنه،أخبرني الاستاذ الأمين أبو الحسن عليّ بن مردك الرازي أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السمان،أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد الحمدوني بقراءتي عليه سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة،حدّثنا أبو محمد عبد الرّحمن بن حمدان بن عبد الرّحمن بن المرزبان الجلاب،حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم السوسي البصري نزيل حلب،حدّثنا عثمان بن عبد اللّه القرشي الشامي بالبصرة قدم علينا،حدّثنا يوسف بن أسباط عن محمد الضبي،عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:لمّا كان أوّل يوم في البيعة لعثمان(ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيي من حيي عن بيّنة.

قال أبو ذر:فاجتمع المهاجرون و الأنصار في المسجد،فنظرت إلي أبي محمد عبد الرّحمن بن عوف و قد اعتجر بريطة و قد اختلفوا إذ جاء أبو الحسن بأبي هو و أمي،فلمّا بصروا بأبي الحسن علي بن أبي طالب-كرّم اللّه وجهه-سرّ القوم طرا فأنشأ عليّ يقول:إنّ احسن ما ابتدأ به المبتدءون و نطق به الناطقون و تفوّه به القائلون:حمد اللّه و أثني عليه بما هو أهله،و صلّي اللّه علي النبيّ محمد صلّي اللّه عليه و آله،الحمد للّه المتفرّد بدوام البقاء المتوحّد بالملك الذي له الفخر و المجد و الثناء،و ساق الخطبة بطولها إلي أن قال عليه السّلام:فهدانا اللّه بمحمد صلّي اللّه عليه و آله إلي صالح الأديان،ثمّ أنقذنا من عبادة الأوثان بعد أن أمكنه اللّه من شعلة النور فأضاء بمحمد صلّي اللّه عليه و آله مشارق الأرض و مغاربها فقبضه اللّه إليه فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون،فما أجلّ رزيّته و أعظم مصيبته فالمؤمنين فيه طرا مصيبتهم واحدة،ثمّ قال عليّ كرّم اللّه وجهه:فانشدكم باللّه يا معاشر المهاجرين و الأنصار هل تعلمون أن جبرائيل عليه السّلام أتي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا محمد لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ،هل تعلمون كان هذا؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:فانشدكم اللّه هل تعلمون أن جبرائيل نزل علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد إن اللّه يأمرك أن تحب عليّا و تحب من يحبّه فإن اللّه تعالي يحبّ عليّا و يحبّ من يحبّه؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

ص: 48


1- المناقب /198ح 240.

قال:فانشدكم اللّه هل تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لمّا اسري بيّ إلي السماء السابعة رفعت إليّ رفارف من نور ثمّ رفعت إليّ حجب من نور فوعد النبيّ،الجبار و قال له أشياء،فلمّا رجع من عنده نادي مناد من وراء الحجب:نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ و استوص به، أ تعلمون معاشر المهاجرين و الأنصار كان هذا؟

فقال أبو محمد من بينهم-يعني عبد الرّحمن بن عوف-:سمعتها من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إلاّ صمّتا.

ثمّ قال:أ تعلمون أن أحدكم كان يدخل المسجد جنبا غيري؟

قالوا:اللهم لا.

قال:فانشدكم اللّه هل تعلمون أن أبواب المسجد سدّها و ترك بابي؟

قالوا:نعم.

قال:هل تعلمون إنّي إذا قاتلت أكون عن يمين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:هل تعلمون أن رسول اللّه أخذ الحسن و الحسين فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أيّها يا حسن،فقالت فاطمة عليها السّلام:يا أباه إنّ الحسين أصغر و أضعف ركنا منه،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا فاطمة ألا ترضين أن أقول أنا هي يا حسن و يقول جبرائيل عليه السّلام هي يا حسين،فهل لأحدكم مثل هذا الفضل و هذه المنزلة؟نحن الصابرون ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا في هذه البيعة (1).

السبعون: صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:حدّثنا أبو يحيي زكريا بن يحيي السالي عن أحمد بن يحيي الصوفي قال:حدّثنا أبو نعيم حدار بن صراد عن يحيي بن عيسي الزميل عن الأعمش عن عناية الأسدي عن ابن عباس عن أمّ سلمة قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد دخل عليه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:يا أمّ سلمة هل تعرفينه،فقالت هينا هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

قال:نعم لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا أمّ سلمة اسمعي و اشهدي هذا عليّ أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و عيبة علمي و بابي الذي منه أوتي و خليفتي من بعدي و قريني في الآخرة،و هو معي في السنام الأعلي،اشهدي يا أمّ سلمة إنّه

ص: 49


1- المناقب /299ح 296.

يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين (1).

الحادي و السبعون: صاحب المناقب الفاخرة قال:حدث المبارك بن مسرور قال:

حدّثني القاضي أبو عبد اللّه عن أبيه عن أبي الحسين عليّ بن عبد اللّه القصاب البيّع عن أبي بكر المفيد الجرجاني عن أبي الحسين عليّ بن سليمان عن عبد الكريم بن عليّ عن جعفر بن ربيعة البلخي عن الحسين بن الحسين المروزي عن كادح بن جعفر عن مسلم بن بشار عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري رضي اللّه عنه قال:لما قدم عليّ من فتح خيبر قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ لو لا أن طائفة من أمّتي يقولون فيك ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملاء من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك و فضول (2)طهورك يستشفون بهما،و لكن حسبك أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و أنت تبرئ ذمّتي و تستر عورتي و تقاتل علي سنّتي، و أنت غدا في الآخرة أقرب الخلق منّي و أنت علي الحوض خليفتي،و إنّ شيعتك و محبّيك في القيامة[علي منابر من نور]مبيضّة وجوههم حولي أشفع لهم فيكونون في الجنّة جيراني،يا عليّ حربك حربي و سلمك سلمي و سرورك سروري[و إنّ ولدك ولدي]و أنت تقضي ديني و تنجز وعدي،و أن الحق يجري علي لسانك و يجري علي قلبك و معك و بين يديك و نصب عينيك، و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،لا يرد علي الحوض مبغض لك و لا يغيب عنه محبّ لك.

فخرّ عليّ ساجدا للّه تعالي،و قال:الحمد للّه الذي منّ عليّ بالإسلام،و علّمني القرآن،و حبّبني إلي خير البريّة و أعزّ الخليقة و أكرم أهل السماوات و الأرض علي ربّه،خاتم النبيّين و سيّد المرسلين و صفوة اللّه من جميع العالمين إحسانا من اللّه تعالي و تفضّلا[منه]عليّ،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ ما عرف الإسلام بعدي إلاّ بك،يا عليّ لقد جعل اللّه نسل كلّ نبيّ من صلبه و نسلي من صلبك، فأنت أعزّ الخلق لديّ و أكرمهم لديّ،و محبوك أكرم[من يرد]عليّ من أمّتي (3).

الثاني و السبعون: صاحب المناقب الفاخرة قال:روي إسحاق بن حمّاد عن زيد المحدث البصري،في حديث مناظرة الفقهاء و أصحاب الحديث مع المأمون بمحضر يحيي بن أكثم،و هو حديث طويل في اثبات إمامة عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام و تقديمه علي ما تقدم عليه عليه السّلام قال المأمون في احتجاجه عليهم:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ

ص: 50


1- انظر:التحصين لابن طاوس 566،و بحار الأنوار:122/38.
2- في المصدر:فضل.
3- الغارات:65/1 مختصرا.

بعدي»و أعترف منهم من أعترف و لم ينكره أحد منهم من الفقهاء و المحدّثين.

الثالث و السبعون: الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه في تفسير قوله تعالي: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (1) بإسناده إلي السدي يرفعه قال:أقبل صخر بن حرب حتّي جلس إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد هذا الأمر لنا من بعدك أم لمن؟

قال:يا صخر الأمر بعدي لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسي فأنزل اللّه تعالي: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي (2) يعني يسألك أهل مكة عن خلافة عليّ بن أبي طالب عن النبأ العظيم هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) منهم المصدّق بولايته و خلافته و منهم مكذّب ثمّ قال: كَلاّ (4) و هو ردّ عليهم سَيَعْلَمُونَ (5) سيعرفون خلافته بعدك أنّها حق يكون ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ (6) يقول يعرفون خلافته و ولايته و يسألون عنها في قبورهم،فلا يبقي ميّت في شرق و لا غرب و لا برّ و لا بحر إلاّ و منكر و نكير يسألانه عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بعد الموت يقولان للميت من ربّك و ما دينك و من نبيّك و من إمامك (7).

الرابع و السبعون: الشيخ أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة يرفعه إلي جابر بن عبد اللّه قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ و لو كان لكنته (8).

الخامس و السبعون: ابن شاذان في المناقب المائة من طريق المخالفين يرفعه إلي جعفر بن محمد الصادق،عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام عن عليّ بن الحسين عليه السّلام قال:قام عمر بن الخطاب إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:إنك لا تزال تقول لعلي بن أبي طالب:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و قد ذكر هارون في القرآن و لم يذكر عليا،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا غليظ يا أعرابي إنك ما تسمع اللّه يقول:هذا صراط عليّ مستقيم. (9)

السادس و السبعون: فضائل الصحابة للسمعاني عن أحمد عن زيد بن أبي أوفي قال صلّي اللّه عليه و آله و سلم في خبر:و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي.

قال:و ما أرث يا رسول اللّه؟

قال:ما ورّث الأنبياء قبلي.قال:و ما ورّث الأنبياء قبلك؟

ص: 51


1- سوره 78 - آيه 1
2- سوره 78 - آيه 1
3- سوره 78 - آيه 3
4- سوره 78 - آيه 4
5- سوره 78 - آيه 4
6- سوره 78 - آيه 5
7- كتاب الأربعين للشيرازي:39.مناقب آل أبي طالب:276/2.
8- مائة منقبة /91منقبة 57.
9- مائة منقبة /160منقبة 85.

قال:كتاب اللّه و سنّة نبيّه (1).

السابع و السبعون: ابن شهرآشوب من طريق المخالف قال:سأل رجل الشافعي عن عليّ بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوة.

قال ابن شهرآشوب عقيب الحديث:و لقد تلقته الأمة بالقبول إجماعا (2).

الثامن و السبعون: ابن شهرآشوب من طريق المخالف قال أبو سعيد الخدري:فلمّا وصل النبيّ إلي الجرف أتاه عليّ فقال:يا نبيّ اللّه زعم المنافقون أنك إنّما خلّفتني أنّك استثقلتني و تخفّفت منّي.

فقال:كذبوا إنّما خلّفتك لما ورائي،فارجع و اخلفني في أهلي و أهلك أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،فرجع عليّ عليه السّلام (3).

التاسع و السبعون: ابن شهرآشوب من طريق المخالفين قال:روي القطان عن وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:أقبل صخر بن حرب حتّي جلس الي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد هذا الأمر بعدك لنا أو لمن؟

قال:يا صخر الأمر بعدي لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسي،فأنزل اللّه عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (4) منهم المصدّق بولايته و خلافته و منهم المكذّب بولايته و خلافته ثمّ قال: كُلا (5) و هو رد عليهم فَسَيَعْلَمُونَ (6) خلافته بعدك أنّها حق ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ (7) يقول:يعرفون خلافته و ولايته إذ يسألون عنها في قبورهم،فلا يبقي ميّت في شرق و لا غرب و لا في برّ و لا في بحر إلاّ منكر و نكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت يقولان للميّت:من ربّك و ما دينك و من نبيك و من إمامك (8)؟

الثمانون: من طريق المخالفين ما ذكره ابن مسكويه صاحب التاريخ بحوادث الإسلام في كتاب سماه(نديم الفريد)يقول فيه:حيث ذكر كتابا كتبه بنو هاشم،يسألون المأمون أن يبايع لولده العباس بولاية العهد،و يعاتبونه علي مبايعته لعلي بن موسي الرضا عليه السّلام،فكتب المأمون جوابهم هذا لفظ ما رواه ابن مسكويه فقال المأمون:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّي اللّه علي محمّد و آل محمّد علي رغم أنف الراغمين.

ص: 52


1- نقله عنه ابن شهرآشوب في المناقب:264/2.
2- مناقب آل أبي طالب:219/2.
3- مناقب آل أبي طالب:219/2.
4- سوره 78 - آيه 1
5- سوره 2 - آيه 35
6- سوره 19 - آيه 75
7- سوره 78 - آيه 5
8- مناقب آل أبي طالب:276/2.

أما بعد:فقد عرف أمير المؤمنين كتابكم،و قدير أمركم،و مخض زبدتكم،و أشرف علي قلوب صغيركم و كبيركم،و عرفكم مقبلين و مدبرين،و ما آل إليه كتابكم في مراوضة الباطل،و صرف وجوه الحق عن مواضعها و نبذكم كتاب اللّه تعالي و الآثار،و كلّما جاءكم به الصادق محمّد صلّي اللّه عليه و آله حتي كأنكم من الامم السالفة التي هلكت بالخسف و الغرق و الريح و الصيحة و الصواعق و الرجم، أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها (1) ،و الذي هو أقرب إلي أمير المؤمنين من حبل الوريد لو لا أن يقول قائل:إن أمير المؤمنين ترك الجواب عجزا لما أجبتكم من سوء أخلاقكم،و قلّة أخطاركم، و ركاكة عقولكم،و من سخافة ما تأوون إليه من آرائكم،فليستمع إليه مستمع و ليبلغ الشاهد غائبا.

أما بعد:إن اللّه تعالي بعث محمّدا صلّي اللّه عليه و آله علي فترة من الرسل،و قريش في أنفسها و أموالها لا يرون أحدا يساميهم و لا يباريهم،فكان نبيّنا محمد صلّي اللّه عليه و آله أمينا من أوسطهم بيتا و أقلّهم مالا،و كان أوّل من آمنت به خديجة بنت خويلد فواسته بمالها،ثم آمن به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و له سبع سنين،لم يشرك باللّه شيئا[طرفة عين]،و لم يعبد وثنا و لم يأكل ربا (2)،و لم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم،و كانت عمومة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إما مسلم مهين أو كافر معاند إلاّ حمزة فإنّه لم يمتنع من الإسلام و لا امتنع الإسلام منه،فمضي لسبيله علي بيّنة من ربّه.

و أمّا أبو طالب فإنّه كفله و ربّاه،و لم يزل مدافعا عنه و مانعا منه،فلمّا قبض اللّه أبا طالب همّ به القوم و أجمعوا عليه ليقتلوه،فهاجر إلي القوم الذين تبوءوا الدار و الايمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم و لا يجدون في صدورهم حاجة ممّا أوتوا،و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة[و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون]،فلم يقم مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحد من المهاجرين كقيام علي ابن أبي طالب عليه السّلام فإنه آزره و وقاه بنفسه و نام في مضجعه،ثم لم يزل متكئا-و في نسخة:متمسّكا- بأطراف الثغور و ينازل الأبطال،و لا ينكل عن قرن،و لا يولي عن جيش منيع القلب،يؤمّر علي الجميع و لا يؤمر عليه أحد،أشد الناس وطأة علي المشركين،و أعظمهم جهادا في اللّه،و أفقههم في دين اللّه،و أقرأهم لكتاب اللّه و أعرفهم بالحلال و الحرام،و هو صاحب الولاية في حديث غدير خم،و صاحب قوله:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي»،و صاحب يوم الطائف.

ص: 53


1- سوره 47 - آيه 24
2- -كما ذكره المسعودي و المقريزي راجع مروج الذهب:401/1 ط.مصر 1346 ه،و ط.بيروت 276/2 ذكر مبعث النبي صلّي اللّه عليه و آله،و امتاع الاسماع:16/1 ط.مصر تحقيق محمود شاكر،و الرياض المستطابة:168 ترجمة الأمير.

و كان أحبّ الخلق إلي اللّه تعالي و إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و صاحب الباب حيث فتح له و سدّ سائر الأبواب في المسجد،و هو صاحب الراية يوم خيبر،و صاحب عمرو بن عبد ودّ في المبارزة، و أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين آخي بين المسلمين،و هو منيع جزيل.

و هو صاحب آية وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً (1) و هو زوج فاطمة 3 سيّدة نساء العالمين[و سيّدة نساء أهل الجنّة]،و هو ختن خديجة عليها السّلام،و هو ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما كفله و ربّاه،و هو ابن أبي طالب عليه السّلام في نصرته و جهاده،و هو نفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في يوم المباهلة، و هو الذي لم يكن أبو بكر و عمر ينفذان حكما حتي يسألانه عنه (2)،فما رأي إنفاذه أنفذاه،و ما لم يره ردّاه.

و هو دخل من بني هاشم في الشوري،و لعمري لو قدر أصحابه علي دفعه عنه كما دفع العبّاس رضوان اللّه عليه و وجدوا إلي ذلك سبيلا لدفعوه.

ص: 54


1- سوره 76 - آيه 8
2- -إليك دليله: رجوع عمر و أبي بكر لعلي لرجوع عمر يراجع:تنبيه الغافلين:57-183،و ترجمة علي من تاريخ دمشق:364/2 ح 871،و مسند أحمد:154/1 ط.م،و 349/1 ط.ب،،و جواهر العقدين:387 الباب الثالث عشر،و نور الابصار 161 مناقب علي،و موطأ مالك:842/2 كتاب الاشربة باب 1 ح 2،و كنز العمال:35/3 و 53 ط.دكن 1322، و 221/3،و 234،و الفيض القدير:46/3 ط.مصر 1356،و سنن البيهقي:443/7 ط.دكن 1344، و مناقب الخوارزمي:80 و 94 و 96 و 97 و 100 من الفصل السابع،و كفاية الطالب:334 باب 62،و ينابيع المودة:75/1 ط.تركيا و ط.النجف:85،و تاريخ اليعقوبي:151/2،و 145،و 161 أيام عمر،و شرح النهج:174/1 الخطبة 3،و مناقب ابن المغازلي:41 ط.بيروت-و ط.طهران:35 ح 52،و انساب الأشراف:178،و الاحياء:200/2 كتاب الادب باب 3،و تذكرة الخواص:135 باب 6 ذكر المسائل التي رجع عمر فيها،و ربيع الابرار:26/4 قال عمر:لولاك لافتضحنا،و ينابيع المودة:249/1،و 85،و 302، و 342،و 448/2 ط.النجف،و شرح النهج:18/1 الخطبة الاولي،و المعجم الكبير:43/5 ح 4536 ترجمة رفاعة ابن رافع الزرقي،و كنز العمال:564/2 ح 738 ذيل التفسير،و 568/12 ح 35779،و:/5 670 ح 14172 مسند عمر،و 830/5 و 834 ح 14508 و 205/6 ح 15363. و تقدم قوله:لو لا علي لهلك عمر-لا ابقاني اللّه لمعضلة ليس لها أبا حسن-اعوذ من معضلة-أعوذ باللّه أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن. *رجوع أبو بكر لعلي راجع ذخائر العقبي:80،و تاريخ اليعقوبي:138/2 ايام أبي بكر،و كفاية الطالب:223 باب 58،و الفضائل الخمسة:306/2،و مقامات العلماء:190.

فأما تقديمكم العبّاس عليه فإن اللّه تعالي يقول: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (1) (2).

و اللّه لو كان ما في أمير المؤمنين من المناقب و الفضائل و الآيات المفسرة في القرآن خلّة واحدة في رجل واحد من رجالكم أو غيره،لكان مستأهلا متأهّلا للخلافة،مقدّما علي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بتلك الخلّة،ثم لم تزل الأمور تتراقي به إلي أن ولي أمور المسلمين،فلم يستعن بأحد من بني هاشم إلاّ بعبد اللّه بن عبّاس تعظيما لحقّه،و صلة لرحمه و ثقة به،و كان من أمره الذي كان يغفر اللّه له (3).

ثم نحن و هم يد واحدة كما زعمتم حتي قضي اللّه تعالي بالأمر إلينا،فأخفناهم و ضيّقنا عليهم و قتلناهم أكثر من قتل بني أمية إيّاهم.

ويحكم إن بني أمية إنّما قتلوا منهم من سلّ سيفا،و إنّا معشر بني العبّاس قتلناهم جملا فلتسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت،و لتسألن نفوس ألقيت في دجلة و الفرات و نفوس دفنت في بغداد و الكوفة أحياء،هيهات إنه من يعمل مثقال ذرّة خيرا يره،و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره.

و أمّا ما وصفتم في أمر المخلوع،و ما كان فيه من لبس،فلعمري ما لبس عليه أحد غيركم إذ هويتم عليه النكث،و زينتم له الغدر،و قلتم له ما عسي أن يكون من أمر أخيك،و هو رجل مغرّب، و معك الأموال و الرجال نبعث إليه فيؤتي به فكذبتم و دبرتم و نسيتم قول اللّه تعالي ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللّهُ (4) (5).

و أمّا ما ذكرتم من استبصار المأمون في البيعة لأبي الحسن الرضا عليه السّلام،فما بايع له أمير المؤمنين إلاّ مستبصرا في أمره عالما بأنّه لم يبق أحد علي ظهرها أبين فضلا و لا أطهر عفّة،و لا أورع و رعا و لا أزهد زهدا في الدنيا،و لا أطلق نفسا و لا أرضي في الخاصة و العامة،و لا أشدّ في ذات اللّه منه (6)، و إن البيعة له لموافقة رضي الرب عزّ و جلّ،و لقد جهدت و ما أجد في اللّه لومة لائم،و لعمري لو كانت بيعتي بيعة محاباة لكان العباس ابني و سائر ولدي أحب إلي قلبي و أحلي في عيني،و لكن أمير المؤمنين أراد أمرا و أراد اللّه تعالي أمرا،فلم يسبق أمره أمر اللّه.

ص: 55


1- سوره 9 - آيه 19
2- -التوبة:19.
3- -اما للاشارة لاموال البصرة و اما لخذلانه للحسن عليه السلام و اما لعدم ذهابه مع الحسن عليه السلام.
4- سوره 22 - آيه 60
5- -الحج:60.
6- -راجع تاريخ ابن كثير:162/4،و التدوين:425/3-426،و عيون أخبار الرضا:152/1.

و أما ما ذكرتم ممّا مسّكم من الجفاء في ولايتي،فلعمري ما كان ذلك إلاّ منكم بمظافرتكم عليه،و مما يلتكم إيّاه،فلمّا قتله اللّه (1)تعالي تفرّقتم عباديد فطورا أتباعا لابن أبي خالد،و طورا أتباعا لاعرابي،و طورا أتباعا لابن شكلة،ثم لكل من سل سيفا علي أمير المؤمنين،و لو لا أن أمير المؤمنين شيمته العفو و طبعه التجاوز ما ترك علي وجهها منكم أحدا،فكلّكم حلال الدم محل بنفسه.

و أمّا ما سألتم من البيعة للعبّاس ابن أمير المؤمنين، أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْني بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ (2) ، ويلكم إن العبّاس غلام حدث السن،و لم يؤنس رشده و لم يمهل وجده و لم تحكمه التجارب، تدبّره النساء و تكفله الإماء،ثم لم يتفقّه في الدين،و لم يعرف حلالا من حرام،إلاّ معرفة لا تأتي فيه رعية،و لا تقوم به حجّة،و لو كان مستأهلا قد أحكمته التجارب،و متفقها في الدين،و بلغ مبلغ أئمة العدل في الزهد في الدنيا و صرف النفس عنها؛ما كان له عندي في الخلافة إلاّ ما كان لرجل من عك و حمير (3)،فلا تكثروا في هذا المقال،فإن لسان أمير المؤمنين لم يزل مخزونا عن امور و أنباء،كراهية أن تخنث النفوس عند ما تنكشف،علما بأن اللّه بالغ أمره،و مظهر قضاءه يوما.

فإذا أبيتم إلاّ كشف الغطاء و قشر العصا،فإن الرشيد أخبرني عن آبائه و عمّا وجد في كتاب الدولة و غيرها،أن السابع من ولد العباس هو الذي لا تقوم لبني العبّاس بعده قائمة و لا تزال النعمة متعلّقة عليهم بحياته،فإذا أودعت فودّعها،فإذا أودع فودّعاها،و إذا فقدتم شخصي فاطلبوا لأنفسكم معقلا و هيهات،ما لكم إلاّ السيف يأتيكم الحسني الثائر البائر،فيحصدكم حصدا،أو السفياني المرغم،و القائم المهدي عليه السّلام لا يحقن دمائكم إلاّ بحقّها.

و أما ما كنت أردته من البيعة لعلي بن موسي بعد استحقاق منه لها في نفسه و اختيار منّي له،فما كان ذلك منّي إلاّ أن أكون الحاقن لدمائكم،و الذائد عنكم باستدامة المودّة بيننا و بينهم،و هي الطريق أسلكها في إكرام آل أبي طالب،و مواساتهم في الفيء بيسير ما يصيبهم منه،و إن تزعموا إني أردت أن يؤول إليهم عاقبة و منفعة،فأنا في تدبيركم و النظر لكم و لعقبكم و أبنائكم من بعدكم، و أنتم ساهون لاهون[تائهون]في غمرة تعمهون لا تعلمون ما يراد بكم،و ما أظللتم عليه من النقمة،و ابتزاز النعمة،همّة أحدكم أن يمسي مركوبا و يصبح مخمورا تباهون بالمعاصي،

ص: 56


1- في الطرائف:قتلته.
2- سوره 2 - آيه 61
3- -قال العلاّمة المجلسي:و العكة:الاناء الذي يجعل فيه السمن،و الحمير:في بعض النسخ بالخاء المعجمة و هو الخبز البائت و الذي يجعل في العجين.و قال البعض:هما قبيلتان من القحطانية.

و تبتهجون بها،و ألهتكم البرابط مخنثون مؤنثون،لا يتفكّر متفكّر منكم في إصلاح معيشة و لا استدامة نعمة و لا اصطناع مكرمة،و لا كسب حسنة يمدّ بها عنقه يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتي اللّه بقلب سليم.

أضعتم الصلاة،و اتبعتم الشهوات،و أكببتم علي (1)اللذات و تجنبتم عن النقمات (2)فسوف تلقون غيا،و أيم اللّه لربما تفكّر أمير المؤمنين في أمركم،فلا أجد أمّة من الامم استحقوا العذاب حتي نزل بهم لخلّة من الخلال إلاّ أصاب تلك الخلّة بعينها فيكم،مع خلال كثيرة لم أكن أظن أن ابليس اهتدي إليها و لا أمر بالعمل عليها،و قد أخبر اللّه تعالي في كتابه العزيز عن قوم صالح:أنه كان فيهم تسعة رهط يفسدون في الأرض و لا يصلحون فأيّكم ليس معه تسعة و تسعون من المفسدين في الأرض،قد اتخذتموهم شعارا و دثارا استخفافا بالمعاد و قلّة يقين بالحساب،و أيّكم له رأي يتبع أو روية تنفع فشاهت الوجوه و غبرت الخدود.

و أمّا ما ذكرتم من العترة (3)التي كانت في أبي الحسن عليه السّلام نوّر اللّه وجهه فلعمري انها عندي للنهضة و الاستقلال الذي أرجو به قطع الصراط،و الأمن و النجاة من الخوف يوم الفزع الأكبر،و لا أظن عملت عملا هو عندي أفضل من ذلك إلاّ أن أعود منها إلي مثله،و أنّي لي بذلك و أنّي لكم بتلك السعادة.

و أمّا قولكم إني سفهت آراء آبائكم و أحلام أسلافكم،فكذلك قال مشركو قريش: إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلي أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلي آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (4) (5).

ويلكم إن الدين لا يؤخذ إلاّ من الأنبياء،فافقهوا و ما أراكم تعقلون.

و أمّا تعييركم إيّاي بسياسة المجوس إيّاكم فما أذهبكم الانفة من ذلك،و لو ساستكم القردة و الخنازير ما أردتم إلاّ أمير المؤمنين،و لعمري لقد كانوا مجوسا فأسلموا كآبائنا و أمّهاتنا في القديم، فهم المجوس الذين أسلموا و أنتم المسلمون الذين ارتدّوا،فمجوسي أسلم خير من مسلم ارتد، فهم يتناهون عن المنكر و يأمرون بالمعروف،و يتقرّبون من الخير و يتباعدون من الشر،و يذبّون عن حرم المسلمين،يتباهجون بما نال الشرك و أهله من المنكر،و يتباشرون بما نال الإسلام و أهله من الخير، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (6) ،و ليس منكم إلاّ لاعب بنفسه

ص: 57


1- في الأصل:و ركنتم.
2- في الطرائف:و أعرضتم عن الغنيمات.
3- في الطرائف:العثرة.
4- سوره 43 - آيه 23
5- -الزخرف:23.
6- سوره 33 - آيه 23

مأفون (1)في عقله و تدبيره،إما مغن أو ضارب دف أو زامر.

و اللّه لو أن بني أمية الذين قتلتموهم بالأمس نشروا فقيل لهم لا تأنفوا في معايب ينالونهم بها ما ازدادوا علي ما صيرتموه لكم شعارا و دثارا و صناعة و أخلاقا.ليس منكم إلاّ من إذا مسّه الشر جزع و إذا مسه الخير منع،و لا تأنفون و لا ترجعون إلاّ خشية.

و كيف يأنف من يبيت مركوبا و يصبح باثمه معجبا كأنه قد اكتسب حمدا غايته بطنه و فرجه،لا يبالي أن ينال شهوته بقتل ألف نبي مرسل أو ملك مقرّب،أحبّ الناس إليه من زيّن له معصية أو أعانه في فاحشة تنظخه (2)المخمورة و تربده المطمورة،فشتّت الأحوال فإن ارتدعتم ممّا أنتم فيه من السيّئات و الفضائح،و ما تهذرون به من عذاب ألسنتكم،و إلاّ فدونكم تعلموا بالحديد و لا قوّة إلاّ باللّه و عليه توكلي و هو حسبي (3).

الحادي و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني الشيخ محيي الدين عمر بن محمد بن أبي سعد بن أبي عصرون الإمام عزيز الدين محمد بن أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي رضي اللّه عنه إجازة،و الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس،عن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة،أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي إجازة قال:أنبأنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ قال:أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الخليل الماليني قال:

أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ قال:أنبأنا البغوي املاء قال:أنبأنا الحسين بن محمد الذراع سنة أحدي و ثلاثين و مائتين قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة قال:أنبأنا عبد المؤمن بن عباد العبدي قال:أنبأنا يزيد بن طعن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فقال:أين فلان أين فلان،فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتّي توافوا عنده،فلمّا توافوا عنده حمد اللّه و اثني عليه ثمّ قال:إنّي احدثكم بحديث فاحفظوه و عوه و حدثوا من بعدكم،أن اللّه اصطفي من خلقه خلقا ثمّ تلا: اَللّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً (4) و من الناس خلقا يدخلهم الجنّة و أصطفي منكم من أحب أن يصطفي،و إنّي

ص: 58


1- -قال العلاّمة المجلسي:و الافن بالتحريك ضعف الرأي.
2- في الطرائف:تنظفه.
3- -الطرائف:394/1-400 بتحقيقنا،و 277 ط.النجف،و رواه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار عن ابن مسكويه:208/49-214.و قال من بعده أقول:كان هذا الخبر في بعض نسخ الطرائف و لم يكن في أكثرها و كانت النسخ سقيمة.
4- سوره 22 - آيه 75

مواخ بينكم كما آخي اللّه بين الملائكة،ثمّ آخي بين أبي بكر و عمر،و ساق حديث المؤاخاة إلي أن قال:ثمّ دعا أبا الدرداء و سلمان الفارسي فقال:يا سلمان أنت منا أهل البيت و قد أتاك اللّه العلم الأوّل و العلم الآخر و الكتاب الأوّل و الكتاب الآخر ثمّ قال:ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟

قال:بلي بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه.

قال:إن تنتقد ينتقدوك و إن تركتهم لم يتركوك و إن تهرب منهم يدركوك،فاقرضهم عرضهم ليوم فقرك و اعلم أن الجزاء أمامك،ثمّ آخي بينه و بين سلمان،ثمّ نظر في وجوه أصحابه فقال:

أبشروا و قرّوا عينا،أنتم أوّل من يرد عليّ الحوض و أنتم في أعلي الغرف،ثمّ نظر إلي عبد اللّه بن عمر فقال:الحمد للّه الذي يهدي من الضلالة و يلبس الضلالة علي من يحب،فقال له عليّ عليه السّلام لقد ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة.

فقال رسول اللّه:و الذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي.

قال:و ما أرث منك يا نبيّ اللّه؟

قال:ما ورّثه الأنبياء قبلي.

قال:و ما هو؟

قال:كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم،و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة،و أنت أخي و رفيقي و تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) متحابين في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض (2).

الثاني و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أنبأني بمدينة الحلة فخر مشايخنا الجليلة نسابة عصره و قدوة اساتذة الإفتاء في مصره السيّد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي بمدينته بغداد بقية مسنديها و مشايخ رواتها شهاب الدين أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن أبي الفرج،و مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر الحنبليان،و بمدينة واسط شيخها المرجوع إليه في جميع أمورها الدينيّة و الدنيويّة ذو الفضائل السنية و المناقب العلية عز الدين أحمد بن إبراهيم،بن عمرو الفاروثي الواسطي،و كتب إلي من مدينة القدس الشريف خطيبها الإمام مسند الشام قطب الدين عبد المنعم بن يحيي بن إبراهيم بن عليّ من ولد عبد

ص: 59


1- سوره 15 - آيه 47
2- فرائد السمطين:/112/1ب /20ح 80.

الرّحمن بن عوف القرشي الزهري فيما أذنوا إلي في روايته كتاب الخصائص العلويّة بروايتهم عن نقيب العباسيين شرف الدين أبو طالب عبد الرّحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة،أنبأنا الشيخ سديد الدين أبو عبد اللّه شاذان بن جبرائيل القمّي بقراءتي عليه،أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمّي، أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عليّ النطنزي المصنف قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد فيما قرأت عليه قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن عليّ بن إبراهيم بن مصعب في جمادي الآخر سنة اثنين و عشرين و أربعمائة قال:نبأنا القاضي أبو أحمد محمد بن إبراهيم الغسال قال:نبأنا محمد بن أيوب بن يحيي بن الضريس قال:نبأنا نصر بن عليّ الجهضمي القاضي بأصبهان،و أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد اللّه بن عبد الواحد بن مندويه المعدل قراءة عليه و أنا أسمع قال:نبأنا محمد بن يوسف قال:نبأنا نصر بن عليّ حيلولة و أخبرنا الحافظ أبو نصر محمد بن الحسن بن إبراهيم إملاء سنة تسع و خمسمائة قال:نبأنا الإمام الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم السمرقندي نيسابور قال:أخبرنا أبو سلمة عبد الصمد بن محمد الحاكم الأزدي ببخارا قال:أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد السوسي قال:نبأنا الحسين بن سفيان الشيباني قال:نبأنا نصر بن عليّ الجهضمي قال:نبأنا عبد اللّه بن عباد بن عمرو العنزي قال:نبأنا يزيد بن نصر قال:حدّثني عبد اللّه بن شرحبيل،عن رجل من قريش عن يزيد بن أرقم قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد المدينة فجعل يقول:أين فلان،و لم يزل يتفقدهم و يبعث خلفهم حتّي اجتمعوا عنده فقال:إنّي محدّثكم بحديث،و ساق مثل الحديث السابق في المؤاخاة بين الصحابة ببعض التغير إلي أن قال في الحديث:فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري،فإن كان من سخطك عليّ فلك العتبي و الكرامة قال:

و الذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلاّ لنفسي و أنت عندي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي.

قلت:يا رسول اللّه ما إرث منك؟

قال:ما أورث الأنبياء قبلي.

قال:ما أورث الأنبياء قبلك؟

قال:كتاب اللّه و سنّة رسوله،و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة،و أنت أخي و رفيقي ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية: إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) الأخلاء في اللّه ينظر بعضهم

ص: 60


1- سوره 15 - آيه 47

إلي بعض،الحديث علي رواية الحافظ أبي نصر (1).

الثالث و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن موفّق الاذكاني بقراءتي إليه بمدينة اسفرائين،يوم الاثنين الثالث و العشرين من الجمادي الأخري، سنة خمس و ستين و ستمائة بروايته عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء سعد الحق و الدين محمد بن المؤيد الحمويني،بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد اللّه الخيوقي إجازة قال:أنبأنا محمد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور،أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل الشقاني،أنبأنا أبو سعد محمد بن طلحة الجنابذي،نبأنا أبو القاسم السراج،نبأنا محمد بن يعقوب،نبأنا الحسن بن عليّ بن عفان،نبأنا يحيي بن الفضل العبدي،نبأنا الحسن بن صالح عن موسي الجهني،عن فاطمة بنت عليّ عليهما السّلام عن اسماء بنت عميس قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

الرابع و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني،أخبرني المشايخ المسندون فخر الدين أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي و عز الدين عبد العزيز من عبد المنعم عليّ الحرابي و أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن أبي الفرج الازجي البغدادي إجازة،و الشيخ الإمام عبد الصمدي بن أحمد بن عبد القادر بقراءتي عليه ببغداد،في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين و سبعين و ستمائة بروايتهم عن الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج عبد الرّحمن بن عليّ بن محمد ابن الجوزي إجازة قال:أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال:

أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قراءة عليه و أنا أسمع في ذي الحجّة سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة قال:نبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي البزاز إملاء قال:نبأنا محمد بن يونس بن موسي نبأنا عاصم بن عليّ،نبأنا أبو أويس عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (3).

الخامس و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني السيّد النسّابة عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي كتابة،أنبأنا الشيخ أبو طالب عبد الرّحمن الهاشمي إجازة،أنبأنا شاذان بن

ص: 61


1- فرائد السمطين:/118/1ب /21ح 83.
2- فرائد السمطين:/122/1ب /21ح 85.
3- فرائد السمطين:/123/1ب /21ح 86.

جبرائيل القمّي بقراءتي عليه،أنبأنا أبو عبد اللّه بن عبد العزيز القمّي،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عليّ النطنزي قال:أخبرنا أبو عليّ الحداد قال:أخبرنا أبو نعيم قال:أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن زكريا قال:حدّثنا محمد بن بكير عن ابن جبير عن الحسن بن سعد مولي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أن يغزو غزوة فدعا عليا فأمره أن يتخلّف في المدينة فقال:لا أتخلف بعدك يا رسول اللّه قال:فدعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فعزم عليّ أن أتخلف قبل أن أتكلّم قال:فبكيت فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا عليّ؟قلت:يا رسول اللّه يبكيني خصال غير واحدة تقول قريش غدا ما أسرع ما تخلف عن ابن عمّه و خذله،و تبكيني خصلة اخري كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل اللّه لأن اللّه تعالي يقول: وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفّارَ وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (1) و كنت أريد أن أتعرّض لفضل اللّه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أما قولك يقول قريش ما أسرع ما تخلف عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خذله فإنّ لك بيّ اسوة فقد قالوا لي ساحر كذّاب،و أمّا قولك أتعرض الأجر من اللّه أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و أما قولك اتعرض لفضل اللّه:هذا بهار من فلفل جاءنا من اليمن فبعه و استمتع به أنت و فاطمة حتّي يأتيكم من اللّه تعالي فضله (2).

السادس و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتابه أيضا قال:أخبرنا فقيه المحدثين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري بقراءتي عليه بحرم سيّدنا محمد صلّي اللّه عليه و آله بالمدينة المعظمة في الروضة بين القبر و المنبر،صحوة يوم السبت الثاني عشر من المحرم سنة ثمانين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ موفق الدين أبو المحاسن فضل اللّه بن أبي بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجبلي بقراءة عليّ بن إبراهيم الدردانة الحربي قال:أنبأنا أبو الفتح عبد اللّه بن عبد اللّه بن محمد بن نجاء بن شاتيل الدباس قراءة عليه و أنا اسمع في يوم الجمعة من شوال سنة ثمان و سبعين و خمسمائة قال:أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قراءة عليه و أنا اسمع قال:

أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه بن الحسن المحاملي في صفر سنة ثماني و عشرين و أربعمائة قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الأشجعي قراءة عليه في شهر ذي القعدة من سنة خمسين و ثلاثمائة قال:أنبأنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد القاضي النكري سنة ستّين و مائتين قال:أنبأنا سعيد بن كثير بن عفير عن عبد اللّه بن وهب عن سليمان بن بلال عن

ص: 62


1- سوره 9 - آيه 120
2- فرائد السمطين:/123/1ب /21ح 87.

الجعيد عن عائشة ابنة سعد عن سعد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ عليه السّلام:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة (1).

السابع و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني من كتابه قال:أخبرنا الإمام الزاهد علاء الدين أبو حفص عمر بن محمد بن الحاكم الارغياني الطوسي إجازة أن لم يكن سماعا قال:أنبأنا الشيخ عزّ الدين أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن رواحة الأنصاري في شعبان سنة خمس و أربعين و ستمائة بمدينه حلب قال:أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السيلقي الأصبهاني،أنبأنا أبو عبد اللّه القاسم بن أبي الفضل أحمد بن محمود الثقفي قراءة عليه في شهور سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة باصبهان قال:أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسي بن الفضل الصيرفي،أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصمّ،أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي،أنبأنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

الثامن و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر،و الخطيب نجم الدين خطيب باب البصرة إذنا بروايتهما،عن أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه بن عبد الواحد المارستاني القيم و الأنجب بن أبي السعادات ابن محمد الحمامي إجازة«ح»،و القاضي بهاء الدين عبد الغفار بن عبد المجيد بن و هسوذان الرناني الزنجاني مشافهة بروايته،عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد الغزنوي إجازة بروايتهم، عن الشيخ أبي محمد لاحق بن عليّ بن منصور بن كارد الحريمي المقري قال:الغزنوي سماعا عليه قال:أنبأنا الرئيس العالم أبو عليّ محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن محمد بن شاذان،أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله درب الزعفراني يوم السبت من رجب سنة اربع و أربعين و ثلاثمائة و أنا أسمع،أنبأنا أبو يوسف بن سفيان الغنوي،أنبأنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي،أنبأنا حسن بن حسين العرني،أنبأنا يحيي بن عيسي الرملي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمّ سلمة:هذا عليّ بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا أمّ سلمة هذا عليّ أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و وصيّي و عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه،أخي في

ص: 63


1- فرائد السمطين:/126/1ب /21ح 88.
2- فرائد السمطين:/27/1ب /21ح 89.

الدنيا و الآخرة و معي في السنام الأعلي يقتل القاسطين و المارقين و الناكثين (1).

التاسع و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد القزويني المعروف بمذكويه مناولة قال:أنبأنا الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن عليّ بن عليّ البغدادي إجازة بروايته،عن شيخ الإسلام جمال السنة أبي عبد اللّه محمد بن حمويه بن محمد الجويني قال:أنبأنا الشيخ أبو محمد الحسين بن أحمد،أنبأنا الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم البخاري الكلاباذي،نبأنا محمد بن عبد اللّه بن يوسف العماني و محمد بن محمد بن الأزهر الأشعري قال:نبأنا محمد الكديمي قال العماني:نبأنا عمر بن عثمان النمري و قال الأزهري:نبّأنا وهب بن عمر بن عثمان و هو الصواب قال:نبأنا أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال:جاء رجل إلي معاوية فسأله عن مسألة فقال:سل عنها عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و آله هو أعلم فقال:أريد جوابك فقال:ويحك لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغرّه بالعلم غرّا و لقد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و لقد كان عمر بن الخطاب يسأله و يأخذ عنه و كان عمر إذا أشكل عليه شيء قال:أ هاهنا عليّ؟قم لا أقام اللّه رجليك و محي، اسمه من الديوان. (2)

التسعون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الشيخ الصالح المسند عبد اللّه بن أبي القاسم بن عليّ بن مكي،و أخبر البغدادي رضي اللّه عنه بسماعي عليه ببغداد قيل له أخبركم الشيخ عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الاخضر بسماعك عليه قال:أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي سماعا عليه،أنبأنا المشايخ الثلاثة القاضي أبو عامر بن محمود بن القاسم الأزدي و أبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الفروجي،عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي،عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي،عن الإمام الحافظ أبي عيسي محمد بن عيسي بن سورة الترمذي قال:نبأنا قتيبة قال:

نبأنا الحاتم بن إسماعيل،عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص،عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال:ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟

قال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبه لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السّلام و خلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ:يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان؟فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون

ص: 64


1- فرائد السمطين:/149/1ب /29ح 113.
2- فرائد السمطين:/371/1ب /68ح 302.

من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي و سمعته يوم خيبر يقول:لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله قال:فتطاولنا لها فقال أدعوا لي عليّ قال:فأتي و به رمد فبصق في عينيه و دفع الراية إليه ففتح اللّه عليه و أنزل هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (1) ،فدعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا صلوات اللّه عليهم فقال:اللهم هؤلاء أهل بيتي. (2)

الحادي و التسعون: في مصنف لبعض مشايخ العامّة في باب مناقب عليّ عليه السّلام قال:حدّثنا فضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (3).

الثاني و التسعون: عليّ بن أحمد المالكي في الفصول المهمّة من أعيان علماء العامّة نقله من كتاب الخصائص عن العباس بن عبد المطلب قال:سمعت عمر بن الخطاب و هو يقول:كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالب إلاّ بخير فإني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:في عليّ ثلاث خصال وددت أن لي واحدة منهن أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس،و ذاك أنّي كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة بن الجراح و نفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ ضرب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي كتف عليّ بن أبي طالب و قال:

عليّ أنت أوّل المسلمين إسلاما و أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي، كذب من زعم أنّه يحبّني و هو يبغضك،يا عليّ من أحبك فقد أحبّني و من أحبّني أحبّه اللّه تعالي، و من أحبّه اللّه أدخله اللّه الجنّة،و من أبغضك فقد أبغضني و من أبغضني أبغضه اللّه تعالي و أدخله النار (4).

الثالث و التسعون: صاحب فصول المهمة هذا قال:روي مسلم و الترمذي أن معاوية،قال لسعد بن أبي وقاص:ما منعك أن تسب عليا أبا تراب؟فقال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبه و لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول و قد خلّفه في بعض مغازيه.

فقال عليّ:خلّفتني مع النساء و الصبيان؟

فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و سمعته يقول يوم خيبر:لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله،

ص: 65


1- سوره 3 - آيه 61
2- فرائد السمطين:/377/1ب /69ح 307.
3- ؟؟.
4- انظر:كنز العمال:/122/13ح 36392.

فتطاولنا إليها فقال أدعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينيه فبرئ و دفع إليه الراية ففتح اللّه علي يديه و لمّا نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (1) .

دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي (2).

و نقل أيضا هذا الحديث من مسلم و الترمذي محمد بن طلحة الشامي الشافعي في كتاب مطالب السئول.

الرابع و التسعون: محمد بن طلحة الشامي هذا في هذا الكتاب قال:روي عن الأئمّة الثقات البخاري و مسلم و الترمذي رضي اللّه عنه في صحاحهم بأسانيدهم أحاديث اتفقوا عليها و زاد بعضهم علي بعض بألفاظ أخري،و الجميع صحيح فمنها عن سعد بن أبي وقاص قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خلّف عليا في غزوة تبوك علي أهله فقال يا رسول اللّه:تخلّفني في النساء و الصبيان؟

فقال أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبيّ بعدي.

قال ابن المسيّب:أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه فأحببت أن أشافه سعدا فلقيته فقلت له أنت سمعته من رسول اللّه؟

فوضع إصبعيه علي أذنيه قال:نعم و إلاّ استكتا (3).

الخامس و التسعون: محمد بن طلحة الشامي الشافعي هذا قال:قال جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (4).

السادس و التسعون: عزّ الدين بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامّة من المعتزلة قال في أحاديث صفين:قال:نصر-يعني بن مزاحم-حدّثنا عمر بن سعيد و عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قام عليّ عليه السّلام فخطب الناس بصفين فقال:الحمد للّه علي نعمه الفاضلة علي جميع من خلق من البر و الفاجر،و علي حججه البالغة علي خلقه من أطاعهم منه و من عصاه إن يرحم فبفضله و منه و إن عذّب فبما كسبت أيديهم و أن اللّه ليس بظلام للعبيد، أحمده علي حسن البلاء و تظاهر النعماء و أستعينه علي ما نابنا من أمر الدنيا و الآخرة،و أتوكّل عليه و كفي باللّه وكيلا،ثمّ إني أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسول اللّه أرسله بالهدي و دين الحق ارتضاه لذلك و كان أهله و اصطفاه لتبليغ رسالته و جعله

ص: 66


1- سوره 3 - آيه 61
2- صحيح مسلم:120/7،سنن الترمذي:/301/5ح 3808.
3- صحيح مسلم:120/7،سنن الترمذي:302/5،و اللفظ للأول.
4- سنن الترمذي:/304/5ح 3814.

رحمة منه علي خلقه،فكان علمه فيه رءوفا رحيما،أكرم خلق اللّه حسبا و أجملهم منظرا و أسخاهم نفسا و أبرهم بوالد و أوصلهم لرحم،و أفضلهم علما و أثقلهم حلما و أوفاهم بعهد و أمنهم علي عقد،لم يتعلق عليه مسلم و لا كافر بمظلمة قط،بل كان يظلم و يغفر و يقدر فيصفح حتّي مضي صلّي اللّه عليه و آله و سلم مطيعا للّه صابرا علي ما أصابه مجاهدا في اللّه حق جهاده حتّي أتاه اليقين،فكان ذهابه أعظم المصيبة علي جميع أهل الأرض البر و الفاجر،ثمّ ترك فيكم كتاب اللّه يأمركم بطاعة اللّه و ينهاكم عن معصيته،و قد عهد إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عهدا فلست أحيد عنه،و قد حضرتم عدوكم و علمتم أن رئيسهم منافق يدعوهم إلي النار،و ابن عم نبيكم بين أظهركم يدعوكم إلي الجنّة و إلي طاعة ربكم و العمل بسنّة نبيّكم،و لا سواء من صلّي قبل كلّ ذكر لم يسبقني بصلاة مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا من أهل بدر و معاوية طليق،و اللّه أنا علي الحق و إنّهم علي الباطل فلا يجتمعن علي باطل و تتفرقوا عن حقكم حتّي يغلب باطلهم حقكم،قاتلوهم يعذبهم اللّه بأيديكم فإن لم تفعلوا يعذبهم اللّه بأيدي غيركم،فقام أصحابه فقالوا:يا أمير المؤمنين انهض بنا إلي عدونا و عدوك إذا شئت فو اللّه ما نريد بك بدلا،بل نموت معك و نحيا معك،فقال لهم:و الذي نفسي بيده لنظر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أضرب بين يديه بسيفي هذا فقال:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ.

و قال لي:يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و موتك و حياتك يا عليّ معي و اللّه ما كذّب و لا كذّبت و لا ضللت و لا ضلّ بيّ،و ما نسيت ما عهد إلي إنّي علي بيّنة من ربّي و علي الطريق الواضح ألقطه لقطا.

ثمّ نهض إلي القوم فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتّي غاب الشفق الأحمر و ما كانت صلاة القوم في ذلك اليوم إلاّ تكبيرا. (1)

السابع و التسعون: ابن أبي الحديد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أخصمك بالنبوّة فلا نبوّة بعدي و تخصم الناس بسبع.

و قال له أيضا:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و أبان نفسه منه بالنبوّة و أثبت له ما عداها من جميع الفضائل و الخصائص مشتركا بينهما (2).

الثامن و التسعون: ابن أبي الحديد قال في الشرح،قال عليه السلام لأهل الشوري:أنشدكم اللّه أ فيكم أحد آخي رسول اللّه بينه و بين نفسه حين آخي بين بعض المسلمين و بعض غيري؟

فقالوا لا.

ص: 67


1- شرح نهج البلاغة:247/5.
2- شرح نهج البلاغة:222/10.

فقال:أ فيكم أحدا قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فهذا مولاه غيري؟

فقالوا:لا.

فقال:أ فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي غيري؟

قالوا:لا.

قال:أ فيكم من اؤتمن علي سورة براءة و قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي غيري؟

قالوا:لا.

قال:ألا تعلمون أن أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فروا عنه في مأقط الحرب في غير موطن و ما فررت قط.

قالوا:بلي.

قال:ألا تعلمون إنّي أوّل الناس إسلاما قالوا بلي،قال:فأينا أقرب إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نسبا؟

قالوا:أنت،فقطع عليه عبد الرّحمن بن عوف كلامه فقال:يا عليّ قد أبي الناس إلاّ علي عثمان فلا تجعلن علي نفسك سبيلا،قال:يا أبا طلحة ما الذي أمرك به عمر.

قال:أن أقتل من شق عصا الجماعة،فقال عبد الرّحمن لعليّ:بايع إذا و إلاّ كنت متّبعا غير سبيل المؤمنين و أنفذنا فيك ما أمرنا به.

فقال:لقد علمتم إنّي أحق بها من غيري و اللّه لأسلّمنّ الفضل إلي آخره،ثمّ مد يده و بايع.

و قال ابن أبي الحديد:و من كلام له عليه السّلام لما بلغه اتهام بني أميّة له بالمشاركة في دم عثمان،أو لم ينه بني أميّة علمها بيّ عن قرفي،أو ما وزع الجهّال سابقتي عن تهمتي و لما و عظهم اللّه تعالي به أبلغ من لساني،أنا حجيج المارقين و خضيم الناكثين المرتابين و علي كتاب اللّه تعرض الامثال و بما في الصدور تجازي العباد،قال ابن أبي الحديد في الشرح:القرف العيب قرفته بكذا-أي عبته- و وزّع:كفّ و ردع؛و منه قوله:(لا بدّ للناس من وزعة)-جمع وازع أي من رؤساء و أمراء-و التهمة بفتح الهاء:هي اللغة الفصيحة؛و أصل التاء فيه واو،و الجحيم كالخصيم ذو الحجاج و الخصومة.

يقول عليه السّلام:أ ما كان في علم بني أمية بحالي ما ينهاها عن قرفي بدم عثمان و حاله الذي اشار إليها، و ذكر أن علمهم بها يقتضي أن لا يعرفوه بذلك هي منزلته في الدين التي لا منزلة أعلي منها و ما نطق به الكتاب الصادق عن طهارته و طهارة بنيه و زوجته في قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) و قول النبيّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي.

ص: 68


1- سوره 33 - آيه 33

يقول عليه السّلام:أ ما كان في علم بني أمية بحالي ما ينهاها عن قرفي بدم عثمان و حاله الذي اشار إليها، و ذكر أن علمهم بها يقتضي أن لا يعرفوه بذلك هي منزلته في الدين التي لا منزلة أعلي منها و ما نطق به الكتاب الصادق عن طهارته و طهارة بنيه و زوجته في قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) و قول النبيّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي.

و ذلك يقتضي عصمته عن الدم الحرام كما أن هارون معصوم عن مثل ذلك،و ترادف الأقوال و الأفعال من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أمره الذي يضطر معها الحاضرون لها،و المشاهدون إياها إلي أن مثله لا يجوز أن يسعي في إراقة دم أمير مسلم لم يحدث حدثا يستوجب به إحلال دمه (2).

التاسع و التسعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:ذكر أبو أحمد العسكري في كتاب الأمالي، أن سعد بن أبي وقاص دخل علي معاوية عام الجماعة،فلم يسلم عليه بإمرة المؤمنين،فقال له معاوية:لو شئت أن تقول في سلامك غير هذا لقلت،فقال سعد:نحن المؤمنون و لم نؤمرك كأنك قد بهجت بما أنت فيه يا معاوية،و اللّه ما يسرني ما أنت فيه و إني هرقت المحجمة دم قال:لكني و ابن عمك عليّا يا أبا إسحاق قد هرقنا أكثر من محجمة و محجمتين هلم و اجلس معي علي السرير،فجلس معه فذكر له معاوية اعتزاله الحرب يعاتبه فقال سعد:إنّما كان مثلي و مثل الناس كيوم أصابتهم ظلمة فقال واحد منهم لبعيره:إخ،فأناخ حتّي أضاء له الطريق،فقال معاوية:و اللّه يا أبا إسحاق ما في كتاب اللّه إخ و إنّما فيه إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَي الْأُخْري فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّي تَفِيءَ إِلي أَمْرِ اللّهِ (3) .

فو اللّه ما قاتلت الباغية و لا المبغي عليها فأفحمه،و زاد ابن ديزيل في هذا الخبر زيادة ذكرها في كتاب صفين قال:فقال سعد بن أبي وقاص:أ تأمرني أن أقاتل رجلا قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فقال معاوية:من سمع هذا معك؟قال:فلان و فلان و أم سلمة.

فقال معاوية:لو كنت سمعت هذا لما قاتلته. (4)

و قال:قال حدّثني جعفر بن مكّي رضي اللّه عنه قال:سألت محمد بن سليمان بن سلمس صاحب الحجاب رحمه اللّه،و قد رأيت أنا محمد هذا و كانت لي به معرفة غير مستحكمة،كان ظريفا أديبا و قد اشتغل بالرياضات من الفلسفة و لم يكن يتعصب لمذهب بعينه قال جعفر:سألته عما عنده في أمر عليّ و عثمان فقال:هذه عداوة قديمة النسب بين بني عبد شمس و بين بني هاشم،و قد كان حرب بن أمية نافر عبد المطلب بن هاشم،و كان أبو سفيان يحسد محمدا صلّي اللّه عليه و آله و حاربه و لم يزل البيتان متباغضين،و ساق حديثا طويلا إلي أن قال ما قاله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عليّ عليه السّلام مثل حديث خاصف النعل و منزلة هارون من موسي و من كنت مولاه و هذا يعسوب الدين و لا فتي إلاّ عليّ

ص: 69


1- سوره 33 - آيه 33
2- شرح نهج البلاغة:167/6-169.
3- سوره 49 - آيه 9
4- شرح نهج البلاغة:163/6.

و أحب خلقك إليك و ما جري هذا المجري (1).

الحديث المائة: ابن أبي الحديد في الشرح قال:و روي عليّ بن محمد المدائني قال:لمّا كان زمن عليّ رضي اللّه عنه ولي زياد فارس فضبطها ضبطا صالحا و جني خراجها و حماها و عرف ذلك معاوية، فكتب إليه:أما بعد فإن عزتك قلاع تأوي إليها ليلا كما يأوي الطير إلي و كرها،و أيم اللّه لو لا انتظاري بك ما اللّه أعلم به لكان لك منّي ما قاله العبد الصالح: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَ لَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَ هُمْ صاغِرُونَ (2) و كتب في أسفل الكتاب شعرا من جملته:

تنسي أباك و قد شالت نعامته إذ تخطب الناس و الوالي لهم عمر

فلمّا ورد الكتاب علي زياد قام فخطب الناس و قال:العجب من ابن آكلة الأكباد و رأس النفاق يهددني و بيني و بينه ابن عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوج سيّدة نساء العالمين و أبو السبطين و صاحب اللواء و المنزلة و أخاه في مائة ألف من المهاجرين و الأنصار و التابعين لهم بإحسان،أما و اللّه لو تخطّي هؤلاء أجمعون إلي لوجدوني أحمر محشّا ضرّابا بالسّيف،ثمّ كتب إلي عليّ عليه السّلام،و بعث كتاب معاوية مع كتابه،فكتب إليه عليّ عليه السّلام:أمّا بعد فانّي ولّيتك ما ولّيتك و أنا أراك لذلك أهلا،و إنّه قد كانت من أبي سفيان فلتة في أيام عمر من أماني التيه و كذب النفس لم يستوجب بها ميراثا و لم تستحق بها نسبا،و إن معاوية كالشيطان الرجيم يأتي المرء من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله فأحذره ثمّ أحذره ثمّ أحذره و السلام (3).

و قال ابن أبي الحديد:و الذي يدل علي أن عليا عليه السّلام وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من نص الكتاب و السنة قول اللّه تعالي: وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (4) .

و قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في الخبر المجمع علي روايته بين سائر فرق الإسلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فأثبت له جميع مراتب هارون و منازله من موسي،فإذا هو وزير رسول اللّه و شاد أزره و لو لا أنّه خاتم النبيّين لكان شريكا له في أمره. (5)

قال مؤلّف هذا الكتاب:أنظر إلي ما روته المخالفون في النص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين،بأنّه الخليفة بعده بالنص المجمع علي روايته بين فرق الإسلام كما ذكره ابن أبي الحديد في هذا الكلام و ذكر غيره،و هذا صريح من المخالفين أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما مات حتّي خصّ عليّ

ص: 70


1- شرح نهج البلاغة:24/9.
2- سوره 27 - آيه 37
3- شرح نهج البلاغة:181/16.
4- سوره 20 - آيه 29
5- شرح نهج البلاغة:211/13.

علي أنه الإمام و الخليفة و الوزير،و هذا عين ما تقوله الشيعة،فإنكار النصّ من بعض المخالفين كابن أبي الحديد في بعض المواضع من شرحه فهو باطل لقيام البرهان علي خلافه و اعترافه بالنصّ كما ذكرناه نحن من كلامه هذا من أن جميع مراتب هارون و منازله هي ثابته لعلي عليه السّلام ما عدا النبوّة،لأنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خاتم الأنبياء و إلاّ كان شريكا له في النبوّة،و هذا يقتضي بالصّريح من النصّ علي عليّ عليه السّلام بالإمامة و الخلافة و الوزارة التي هي مراتب هارون من موسي،و هذا واضح بيّن لا خفاء فيه هو اللّه يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم و أعوذ باللّه سبحانه و تعالي من الضلالة بعد تبيّن الهدي، و الحمد للّه ربّ العالمين.

ص: 71

الباب الحادي و العشرون: في قول النبيّ لعليّ عليهما السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

من طريق الخاصّة و فيه سبعون حديثا.

الأوّل: محمد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي قال:حدّثنا محمّد بن آدم الشيباني عن أبيه آدم بن أبي إياس قال:حدّثنا المبارك بن فضالة عن وهب بن منبّه رفعه عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لمّا عرج بيّ ربّي جلّ جلاله أتاني النّداء يا محمّد قلت:لبّيك ربّ العظمة لبّيك،فأوحي اللّه إليّ يا محمّد فيما اختصم الملأ الأعلي فقلت:لا علم لي يا إلهي فقال:يا محمّد هل اتخذت من الآدميّين وزيرا و أخا و وصيّا من بعدك قلت:يا إلهي و من اتّخذ تخيّر لي أنت يا إلهي،فأوحي اللّه إلي يا محمّد قد اخترت لك من الآدميّين عليّ بن أبي طالب فقلت:إلهي ابن عمّي،فأوحي اللّه إليّ يا محمّد أنّ عليا وارثك و وارث العلم من بعدك و صاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة و صاحب حوضك يسقي من ورد عليه من مؤمني أمّتك،ثمّ أوحي إليّ يا محمّد إنّي قد أقسمت علي نفسي قسما حقّا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك و لأهل بيتك و ذريّتك الطّيّبين الطّاهرين،حقا أقول يا محمّد لأدخلنّ جميع أمّتك الجنّة إلاّ من أبي من خلقي فقلت:إلهي هل واحد يأبي من دخول الجنّة؟فأوحي اللّه إلي بلي فقلت:و كيف يأبي؟ فأوحي اللّه لي يا محمد اخترتك من خلقي و اخترت لك وصيّا من بعدك و جعلته منك بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدك،و ألقيت محبته في قلبك و جعلته أبا لولدك فحقه بعدك علي أمّتك كحقّك عليهم في حياتك،فمن جحده حقّه جحد حقّك،و من أبي أن يواليه فقد أبي أن يدخل الجنّة،فخررت للّه ساجدا شكرا لما أنعم عليّ،فإذا مناد ينادي ارفع يا محمّد رأسك و اسألني أعطك فقلت:إلهي اجمع أمّتي من بعدي علي ولاية عليّ بن أبي طالب ليردوا عليّ جميعا حوضي يوم القيامة،فأوحي اللّه إلي يا محمّد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم و قضائي ماض فيهم لأهلك به من أشاء و أهدي به من أشاء،و قد أتيته علمك من بعدك و جعلته [وزيرك و]خليفتك من بعدك علي أهلك و أمّتك،عزيمة منّي لا أدخل الجنّة من أبغضه و عاداه

ص: 72

و أنكر ولايته بعدك فمن أبغضه أبغضك و من أبغضك أبغضني و من عاداه فقد عاداك و من عاداك فقد عاداني،و من أحبّه فقد أحبّك و من أحبّك فقد أحبّني فقد جعلت له هذه الفضيلة،و أعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذرّيتك من البكر البتول،و آخر رجل منهم يصلّي خلفه عيسي ابن مريم يملأ الأرض عدلا كما ملئت منهم ظلما و جورا،أنجي به من الهلكة و أهدي به من الضّلالة و أبرئ به من العمي و أشفي به المريض.

فقلت:إلهي و متي يكون ذلك؟فأوحي إلي عزّ و جلّ يكون ذلك إذا رفع العلم و ظهر الجهل و كثر القراء و قلّ العمل و كثر القتل و قلّ الفقهاء الهادون و كثر فقهاء الضّلالة و الخونة و كثر الشّعراء، و اتّخذ أمتك قبورهم مساجد و حلّيت المصاحف و زخرفت المساجد،و كثر الجور و الفساد و ظهر المنكر و أمر به أمّتك و نهوا عن المعروف،و اكتفي النساء بالنّساء و الرجال بالرجال، و صارت الأمراء كفرة و أولياؤهم فجرة و أعوانهم ظلمة و ذوو الرّأي منهم فسقة،و عند ذلك ثلاث خسوف خسف بالمغرب و خسف بالمشرق و خسف بجزيرة العرب،و خراب البصرة علي يد رجل من ذرّيّتك يتبعه الزنوج،و خروج رجل من ولد الحسين بن عليّ بن أبي طالب،و خروج الدّجال يخرج بالمشرق من سجستان و ظهور السفياني فقلت:إلهي و متي يكون بعدي من الفتن، فأوحي اللّه إلي و أخبرني ببلاء بني أميّة و فتنة ولد عمّي العبّاس و ما يكون و ما هو كائن إلي يوم القيامة،فأوصيت بذلك ابن عمّي حين هبطت الأرض،فأدّيت الرّسالة و للّه الحمد علي ذلك كما حمده النّبيّون و كما حمده كلّ شيء قبلي و ما هو خالقه إلي يوم القيامة. (1)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال:حدّثنا أحمد بن صالح عن حكيم بن عبد الرّحمن قال:حدّثني مقاتل بن سليمان عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:

يا عليّ أنت منّي بمنزلة هبة اللّه من آدم و بمنزلة سام من نوح و بمنزلة إسحاق من إبراهيم و بمنزلة هارون من موسي و بمنزلة شمعون من عيسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا عليّ أنت وصيّي و خليفتي فمن جحد وصيّتك و خلافتك فليس منّي و لست منه،و أنا خصمه يوم القيامة،يا عليّ أنت أفضل أمّتي فضلا و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أمنّهم حلما و أشجعهم قلبا و أسخاهم كفّا،يا عليّ أنت قسيم الجنّة و النّار بمحبتك يعرف الأبرار و يميز بين الأشرار و الأخيار و بين المؤمنين و الكفار (2).

ص: 73


1- كمال الدين /250ح 1.
2- أمالي الصدوق /100/101مجلس /11ح 4.

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثني أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب قال:حدّثنا أحمد بن عليّ الاصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن موسي الضبيّ (1)عن محمد بن عليّ السلمي عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليّ منّي و أنا منه،و قوله:عليّ منّي كهارون من موسي و قوله عليه السّلام:عليّ منّي كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ حجة اللّه و خليفته علي عباده.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حب عليّ إيمان و بغضه كفر.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ قسيم الجنّة و النّار.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليّ فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة (2).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال:[حدّثنا عبد اللّه بن يزيد قال] حدّثنا محمد بن ثواب قال:حدّثنا إسحاق بن منصور عن كادح-يعني أبا جعفر البجلي-عن عبد اللّه بن لهيعة عن عبد الرحمن بن زياد عن سلمة بن يسار عن جابر بن عبد اللّه قال:لما قدم عليّ علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفتح خيبر قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصاري للمسيح عيسي بن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمرّ بملاء إلاّ أخذوا التّراب من رجليك و من فضل طهورك يستشفوا به،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك ترثني و أرثك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ،بعدي،و إنّك تبرئ ذمّتي و تقاتل علي سنّتي،و أنت غدا علي الحوض خليفتي و أنت أوّل من يرد عليّ الحوض،و أنت أوّل من يكسي معي،و إنّك أوّل داخل الجنّة من أمّتي،و إنّ شيعتك علي منابر من نور مبيّضة وجوههم حولي أشفع لهم و يكونون غدا جيراني في الجنّة،و إنّ حربك حربي و سلمك سلمي،و إنّ سرّك سرّي و علانيتك علانيتي و إنّ سريرة صدرك كسريرتي،و إنّ ولدك ولدي و إنّك تنجز عداتي،و إنّ الحق معك و إنّ الحق علي لسانك و قلبك و بين عينيك و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إنّه لن يرد عليّ الحوض مبغض لك و لن يغيب محبّ لك حتّي يرد معك قال:فخرّ عليّ ساجدا ثمّ قال:

الحمد للّه الذي أنعم عليّ بالإسلام و علّمني القرآن،و حببني إلي خير البرّية و خاتم النّبيّين و سيّد

ص: 74


1- في المصدر:العبسي.
2- أمالي الصدوق /149مجلس /20ح 1.

المرسلين إحسانا منه و فضلا منه عليّ فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لو لا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي (1).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا الحسن بن عليّ السّكري قال:أخبرنا محمّد بن زكريّا[قال:حدّثنا العباس بن بكار]قال:حدّثنا حرب بن ميمون عن أبي حمزة الثمالي عن زيد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عليه السّلام قال:لمّا ولدت فاطمة الحسن عليه السّلام قالت:لعليّ عليه السّلام:سمّه فقال:ما كنت لأسبق باسمه رسول اللّه،فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:ما كنت أسبق باسمه ربّي عزّ و جلّ،فأوحي اللّه عزّ و جلّ إلي جبرائيل أنّه قد ولد لمحمّد ابن فأهبط فأقرأه السلام و هنّه و قل:إنّ عليا منك بمنزلة هارون من موسي فسمه باسم ابن هارون فقال:و ما كان اسمه؟قال:شبّر قال:لساني عربي فقال:سمّه الحسن فسمّاه الحسن،فلمّا ولد الحسين أوحي اللّه عزّ و جلّ الي جبرائيل أنّه قد ولد لمحمّد صلّي اللّه عليه و آله ابن فأهبط و أقرأه السلام و هنّه و قل له:إنّ عليا منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم ابن هارون،فهبط جبرائيل فهنّاه عن اللّه عزّ و جلّ و يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون قال:و ما كان اسمه؟قال:شبير قال:لساني عربيّ قال:اسمه الحسين فسمّاه الحسين. (2)

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن[الحسن بن]أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن فضالة بن أيّوب عن أبان بن عثمان عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خالد بن الوليد إلي حيّ يقال له بنوا المصطلق من بني جذيمة،و كان بينه و بين بني مخزوم إحنة في الجاهلية،فلمّا ورد عليهم خالد أمر مناديا ينادي بالصلاة،فصلّي و صلّوا و لمّا كان صلاة الفجر أمر مناديه فنادي فصلّي و صلّوا،ثمّ أمر الخيل فشنّوا فيهم الغارة فقتل و أصاب فطلبوا كتابهم فوجدوه،فأتوا به النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و حدّثوه بما صنع خالد بن الوليد فاستقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله القبلة ثمّ قال:اللّهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد.

قال:ثمّ قدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تبر و متاع فقال لعلي عليه السّلام:ائت بني جذيمة من بني المصطلق فأرضهم ممّا صنع خالد ثمّ رفع قدميه فقال:يا عليّ اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك فأتاهم عليّ عليه السّلام فلمّا انتهي إليهم حكم فيهم بحكم اللّه،فلمّا رجع إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:يا عليّ أخبرني بما صنعت فقال:يا رسول اللّه عمدت فأعطيت لكلّ دم دية و لكلّ جنين غرّة و لكلّ مال مالا،و فضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم و حبلة رعاتهم،و فضلت معي فضلة فأعطيته لروعة نسائهم

ص: 75


1- أمالي الصدوق /156مجلس /21ح 1.
2- أمالي الصدوق /197مجلس /28ح 3.

و فزع صبيانهم،و فضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول اللّه.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:أعطيتهم ليرضوا عنّي رضي اللّه عنك يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (1).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدويّ سنة سبع عشرة و ثلاثمائة و هو ابن مائة و سبع سنين قال:حدّثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال:حدّثنا قيس بن الرّبيع قال:حدّثنا سعد الخفّاف عن عطيّة العوفي عن مخدوج بن زيد الذّهلي،أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أ ما علمت يا عليّ أوّل من يدعي به يوم القيامة يدعي بي فأقوم عن يمين العرش فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بأبينا إبراهيم عليه السّلام فيقوم عن يمين العرش في ظلّه فيكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بالنّبيّين بعضهم علي إثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظلّه فيكسون حللا خضراء من حلل الجنّة،ألا و إنّي أخبرك يا عليّ:أنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة.

ثمّ أبشّرك يا عليّ:أنّ أوّل من يدعي يوم القيامة يدعي بك هذا لقرابتك منّي و منزلتك عندي، فيدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السمّاطين،و إنّ آدم و جميع من خلق اللّه يستظلّون بلوائي يوم القيامة،و طوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء قصبته فضة بيضاء زجّه درّة خضراء له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و ذؤابة في وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر:السّطر الأوّل بسم اللّه الرّحمن الرّحيم،و الثاني الحمد للّه ربّ العالمين، و الثالث لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة و عرضه مسيرة ألف سنة، فتسير باللواء و الحسن عن يمينك و الحسين عن يسارك حتّي تقف بيني و بين إبراهيم في ظلّ العرش،فتكسي حلة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ ينادي مناد من عند العرش نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ،ألا و إنّي أبشرك يا عليّ:أنّك تدعي إذا دعيت و تكسي إذا كسيت و تحبي إذا حبيت (2).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر البغدادي قال:حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح قال:حدّثنا شعيب بن راشد عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قام عليّ عليه السّلام يخطب الناس بصفين يوم جمعة و ذلك قبل الهرير بخسمة أيام فقال:الحمد للّه

ص: 76


1- أمالي الصدوق /237مجلس /32ح 8.
2- أمالي الصدوق /401مجلس /52ح 14.

علي نعمه الفاضلة علي جميع خلقه البرّ و الفاجر و علي حجّته البالغة علي خلقه،من عصاه و أطاعه إن يعف فيفضل منه،و إن يعذب فبما قدّمت أيديهم و ما اللّه بظلاّم للعبيد،أحمده علي حسن البلاء و تظاهر النّعماء،و أستعينه علي ما نابنا من أمر ديننا و أؤمن به و أتوكّل عليه و كفي باللّه وكيلا،ثمّ إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده أرسله بالهدي و دينه الذي ارتضاه،و كان أهله، و اصطفاه علي جميع العباد بتبيلغ رسالته و حججه علي خلقه،و كان كعلمه فيه رءوفا رحيما أكرم خلق اللّه حسبا،و أجملهم منظرا،و أشجعهم نفسا،و أبرهم بوالد،و آمنهم علي عقد لم يتعلّق عليه مسلم و لا كافر بمظلمة قط،بل كان يظلم فيغفر و يقدر فيصفح و يعفو حتّي مضي مطيعا للّه صابرا علي ما أصابه مجاهدا في اللّه حق جهاده عابدا للّه حتّي أتاه اليقين،فكان ذهابه صلّي اللّه عليه و آله و سلم أعظم المصيبة علي جميع أهل الأرض البرّ و الفاجر،ثمّ ترك فيكم كتاب اللّه[يأمركم بطاعة اللّه،و ينهاكم عن معصيته.و قد عهد إليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عهدا]لن أخرج عنه و قد حضركم عدوّكم،و قد عرفتم من رئيسهم يدعوهم الباطل و ابن عمّ نبيّكم بين أظهركم يدعوكم إلي طاعة ربّكم و العمل بسنّة نبيّكم، و لا سواء من صلّي قبل كلّ ذكر،لم يسبقني بالصّلاة غير نبيّ اللّه،و أنا و اللّه من أهل بدر،و اللّه إنّكم لعلي الحق و إنّ القوم لعلي الباطل فلا يصبر القوم علي باطلهم و يجتمعوا عليه و تتفرّقوا عن حقّكم، قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم،فإنّ لم تفعلوا ليعذبهم اللّه بأيدي غيركم،فأجابه أصحابه فقالوا:

يا أمير المؤمنين انهض إلي القوم إذا شئت فو اللّه ما نبغي بك بدلا نموت معك و نحيي،فقال مجيبا لهم:و الذي نفسي بيده ينظر إليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[و أنا أضرب]قدامه بسيفي فقال:لا فتي إلاّ عليّ و لا سيف إلاّ ذو الفقار.

ثمّ قال لي:يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و حياتك و موتك يا عليّ معي فو اللّه ما كذّبت و لا ضللت و لا ضلّ بي و لا نسيت ما عهد إلي اذا لنسي،و إنّي لعلي بيّنة من ربّي بيّنها لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله فبينها لي و إنّي لعلي الطّريق الواضح ألقطه لقطا.

ثمّ نهض إلي القوم يوم الخميس،فاقتتلوا من حين طلعت الشّمس حتّي غاب الشّفق ما كانت صلاة القوم يومئذ إلاّ تكبيرا عند مواقيت الصلاة،فقتل عليّ عليه السّلام يومئذ بيده خمسمائة و ستّة نفر من جماعة القوم،فأصبح أهل الشّام ينادون:يا عليّ اتّق اللّه في البقيّة و رفعوا المصاحف علي أطراف القناة. (1)

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال:حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفّار

ص: 77


1- أمالي الصدوق /490مجلس /63ح 10.

عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسي عن عمر بن أذنيه عن أبان بن أبي عيّاش عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال:سمعت سلمان الفارسي في حديث طويل عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت ستبقي بعدي و ستلقي من قريش شدّة و من تظاهرهم عليك و ظلمهم،فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك،و إن لم تجد أعوانا فأصبر و كفّ يدك و لا تلق بها إلي التّهلكة،فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسي و لك بهارون أسوة حسنة إذ أستضعفه قومه و كادوا يقتلونه،فاصطبر لظلم قريش و تظاهرهم عليك فإنّك بمنزلة هارون و من تبعه و هم بمنزلة العجل و من تبعه (1).

العاشر: الشّيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الفضل بن محمّد بن جعفر البيهقي قال:حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال:حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال:حدّثنا أبي أبو عبد اللّه قال المجاشعي:و حدّثنا الرّضا عليّ بن موسي قال:

حدّثني أبي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليّ بن الحسين قال:

حدّثني عمر و سلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّهما سمعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في حجّته [حجّة الوداع]:عليّ يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظّالمين،عليّ أخي و مولي المؤمنين من بعدي،و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّ اللّه ختم النّبوة بي فلا نبيّ بعدي و هو الخليفة في الأهل و المؤمنين بعدي. (2)

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو سعيد النّسوي قال:حدّثني إبراهيم بن محمّد بن مروان (3)قال:حدّثنا أحمد بن[أبي]الفضل البلخي قال:حدّثني[خال]يحيي بن سعيد البلخي عن عليّ بن موسي عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:بينما أنا أمشي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كثّ اللّحية بعيد ما بين المنكبين فسلّم علي النّبيّ صلّي اللّه عليه و آله و رحّب به،ثمّ التفت إلي فقال السلام عليك يا رابع الخلفاء و رحمة اللّه و بركاته أ ليس كذلك هو يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

بلي،ثمّ مضي فقلت يا رسول اللّه:ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ و تصديقك له؟قال:أنت كذلك و الحمد للّه إنّ اللّه تعالي قال في كتابه: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (4) المجعول فيها آدم عليه السّلام و قال:

عزّ و جلّ: يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ (5) و هو الثاني و قال عزّ و جلّ

ص: 78


1- كمال الدين و تمام النعمة 264.
2- أمالي الطوسي /521مجلس /18ح 54.
3- في المصدر:هارون.
4- سوره 2 - آيه 30
5- سوره 38 - آيه 26

حكاية عن موسي حين قال لهارون:اخلفني في قومي و أصلح فهو هارون إذا استخلفه موسي عليه السّلام في قومه و هو الثالث و قال تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (1) فكنت أنت المبلّغ عن اللّه تعالي و عن رسوله و أنت وصيّي و وزيري و قاضي ديني و المؤدّي عنّي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،فأنت رابع الخلفاء كما سلّم عليك الشيخ أو لا تدري من هو؟قلت:لا قال:ذاك أخوك الخضر عليه السّلام فاعلم (2).

الثاني عشر: الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال:حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ الكوفي قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان الغزّال قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبيد بن خميس العبدي قال:حدّثنا صباح بن يحيي المزني عن عبد اللّه بن شريك عن الحرث بن ثعلبة قال:قدم رجلان يريدان مكّة و المدينة في الهلال أو قبل الهلال،فوجدا الناس ناهضين إلي الحجّ قال:فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنّه أميرهم فانتبذ منهم فقال:كانّكما عراقيان؟فقلنا نحن عراقيّان قال:كونا كوفيّين؟قلنا:

كوفيان قال:ممّن أنتما؟قلنا:من بني كنانة؟

قال:من أي بني كنانة،قلنا:من بني مالك بن كنانة قال:رحب علي رحب و قرب علي قرب أنشدكما بكل كتاب منزل و نبيّ مرسل أسمعتما عليّ بن أبي طالب يسبني أو يقول إنّه معادي أو مقاتلي؟قلنا:من أنت؟قال:أنا سعد بن أبي وقاص قلنا:لا و لكن سمعناه يقول:اتّقوا فتنة الخنيس، قال:سمعتاه يسبّني باسمي؟قالا:لا قال:اللّه أكبر اللّه أكبر قد ضللت إذا و ما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهنّ من رسول اللّه لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إلي من الدّنيا و ما فيها أعمر فيها عمر نوح قلنا سمّهنّ،قال:ما ذكرتهنّ إلاّ و أنا أريد أن أسميهن،بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر ببراءة لينبذ إلي المشركين فلمّا سار ليلة أو بعض ليلة بعث بعلي بن أبي طالب نحوه فقال:أقبض براءة منه و اردده إليّ،فمضي أمير المؤمنين عليه السّلام فقبض براءة منه و ردّه إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا مثل بين يديه بكي،و قال:يا رسول اللّه أحدث فيّ شيء أم نزل بي قرآن،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لم ينزل فيك قرآن لكن جبرائيل عليه السّلام جاءني عن اللّه عزّ و جلّ فقال:لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك و عليّ منّي و أنا من عليّ و لا يؤدي عنّي إلاّ عليّ.

قلنا له:و ما الثانية قال:كنّا في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آل عليّ و آل أبي بكر و آل عمر و أعمامه قال:فنودي ليلا اخرجوا من المسجد إلاّ آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آل عليّ،قال:فخرجنا نجر أذيالنا فلمّا

ص: 79


1- سوره 9 - آيه 3
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام /12/1ح 23.

أصبحنا أتاه عمّه حمزة فقال:يا رسول اللّه أخرجتنا و أسكنت هذا الغلام و نحن عمومتك و مشيخة أهلك فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا أخرجتكم و لا أنا اسكنته و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني بذلك،قلنا له:

فما الثالثة،قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله برايته إلي خيبر مع أبي بكر فردّها فبعث بها عمر فردّها فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله كرّارا غير فرار لا يرجع حتّي يفتح اللّه علي يديه.قال:فلمّا أصبحنا جثونا علي الرّكب،فلم نره يدعو أحدا منّا ثمّ نادي عليّ بن أبي طالب فجيء به و هو أرمد،فتفل في عينه و أعطاه الراية ففتح اللّه علي يديه.

قلنا له:فما الرّابعة،قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج غازيا إلي تبوك و استخلف عليّ علي الناس فحسدته قريش و قالوا إنّما خلّفه لكراهيّة صحبته،قال:فانطلق في أثره حتّي لحقه فأخذ بغرز ناقته ثمّ قال:انّي لتابعك قال:ما شأنك فبكي و قال:إنّ قريشا تزعم أنّك انما خلفتني لبغضك إلي و كراهيتك صحبتي،قال:فأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مناديه فنادي في الناس،ثمّ قال:أيّها الناس أ فيكم أحد إلاّ و له من أهله خاصّة؟

قالوا:أجل قال:فإنّ عليّ بن أبي طالب خاصّة أهلي و حبيبي إلي قلبي،ثمّ أقبل علي أمير المؤمنين فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فقال عليّ عليه السّلام:رضيت عن اللّه و رسوله،ثمّ قال سعد:هذه أربعة إن شئتما حدّثتكما بخامسة.

قلنا:قد شئنا ذلك،قال:كنّا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجّة الوداع فلمّا عاد نزل غدير خم و أمر مناديه فنادي في الناس فقال:من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أخذل من خذله (1).

الثالث عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد-يعني المفيد-قال:

أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزياني قال:حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسي المكّي قال:حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا يحيي بن عيسي الزملي قال:حدّثنا الأعمش عن عباية الأسدي عن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمّ سلمة-رضي اللّه عنها-:يا أمّ سلمة عليّ منّي و أنا من عليّ لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي،يا أمّ سلمة اسمعي و أشهدي هذا عليّ سيّد المسلمين (2).

ص: 80


1- أمالي الشيخ المفيد 55.
2- أمالي الشيخ الطوسي /50مجلس /2ح 34.

الرابع عشر: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد-يعني المفيد-قال:أخبرنا أبو الحسن عليّ بن مالك النحويّ،قال:أخبرني أبو الحسين أحمد بن عليّ المعدل بجلب قال:

حدّثنا عثمان بن سعيد قال:حدّثنا محمّد بن سليمان الاصفهاني قال:حدّثنا عمر بن قيس المكّي عن عكرمة صاحب ابن عبّاس قال:لمّا حجّ معاوية نزل المدينة فاستؤذن لسعد بن أبي وقّاص عليه فقال لجلسائه:إذا أذنت لسعد و جلس فخذوا من عليّ بن أبي طالب،فأذن له و جلس معه علي السّرير قال:و شتم القوم أمير المؤمنين عليه السّلام فانسكبت عينا سعد بالبكاء،فقال له معاوية:ما يبكيك يا سعد أ تبكي أن شتم قاتل أخيك عثمان بن عفّان؟

قال:و اللّه ما أملك البكاء خرجنا من مكّة مهاجرين حتّي نزلنا هذا المسجد-يعني مسجد الرسول صلّي اللّه عليه و آله-فكان فيه مبيتنا و مقيلنا إذ أخرجنا و ترك عليّ بن أبي طالب فيه،فاشتدّ ذلك علينا و هبنا نبيّ اللّه أن نذكر ذلك فأتينا فقلنا:يا أمّ المؤمنين إنّ لنا صحبة مثل صحبة عليّ و هجرة مثل هجرة عليّ و إنا قد أخرجنا من المسجد و ترك فيه فلا يدري من سخط من اللّه أو من غضب من رسوله؟فاذكري ذلك له فإنّا نهابه،فذكرت ذلك لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال لها:يا عائشة لا و اللّه ما أنا اخرجتهم و لا أنا أسكنته،بل اللّه أخرجهم و أسكنه،و غزونا خيبر فانهزم عنها من انهزم،فقال نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لأعطيّن الراية اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله فدعاه و هو أرمد،فتفل في عينه و أعطاه الراية ففتح اللّه له،و غزونا تبوك مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فودّع عليّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي ثنيّة الوداع و بكي،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك فقال:كيف لا أبكي و لم أتخلّف عنك في غزوة منذ بعثك اللّه تعالي فما بالك تخلفني في هذه الغزوة؟فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي فقال عليّ عليه السّلام:بلي رضيت (1).

الخامس عشر: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرنا الشّريف الفاضل أبو محمّد الحسين بن محمّد بن يحيي قال:حدّثنا جدّي أبو الحسن يحيي بن الحسن قال:حدّثنا يحيي بن أحمد بن أبي بكر الزّهري أبو مصعب قال:حدّثنا يوسف بن الماجشون عن محمّد بن المنكدر قال:سمعت سعيد بن المسيّب يقول:سألت سعد بن أبي وقاص أسمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه ليس نبيّ بعدي؟

قال:نعم،فقلت أنت سمعته؟

قال:فأدخل إصبعيه في أذنيه فقال:نعم و إلاّ فاستكتا (2).

ص: 81


1- أمالي الطوسي /171مجلس /6ح 39.
2- أمالي الطوسي /227مجلس /8ح 49.

السادس عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي قال:أخبرنا أحمد-يعني ابن محمّد بن سعد بن عقدة-قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريّا قال:سمعنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا أبو مريم عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السّلولي قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي الاّ أنّه لا نبيّ بعدي (1).

السابع عشر: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:حدّثنا أحمد بن يحيي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا أبو عبد اللّه المحلي عن سماك عن جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي. (2)

الثامن عشر: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:حدّثنا أحمد قال:حدّثنا عبد الرّحمن قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا الأعمش عن عطيّة العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام في غزوة تبوك:اخلفني في قومي.

فقال عليّ:يا رسول اللّه إنّي أكره أن يقول العرب خذل ابن عمّه و تخلّف عنه،فقال أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي؟

قال:بلي.

قال:فاخلفني (3).

التاسع عشر: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس قال:أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد الصّائغ قال:حدّثنا محمّد بن إسحاق السّراج قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا حاتم بن بكير بن يسار عن عامر بن سعد عن أبيه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي ثلاثا:فلأن يكون لي واحدة أحبّ إلي من حمر النّعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي و خلّفه في بعض مغازيه فقال:يا رسول اللّه تخلفني مع النساء و الصّبيان؟

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و سمعته يقول يوم خيبر:لأعطيّن الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله.

قال:فتطاولنا لهذا قال:ادعوا إلي عليّا،فأتي عليّ أرمد العين فبصق في عينيه و دفع إليه الراية ففتح عليه،و لمّا نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (4) ،دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا عليهم السّلام

ص: 82


1- أمالي الطوسي /253مجلس /9ح 44.
2- أمالي الطوسي /253مجلس /9ح 45.
3- أمالي الطوسي /261مجلس /10ح 13.
4- سوره 3 - آيه 61

و قال:اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي (1).

العشرون: الشّيخ في أماليه قال:أخبرني أحمد بن محمّد بن الصّلت قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد إجازة قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن حبيبة الكندي قال:حدّثنا حسن بن حسين قال:حدّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني عن أبي إسحاق عن أبي الطفيل قال:كنت في البيت يوم الشوري و سمعت عليّ عليه السلام يقول:أنشدكم باللّه جميعا أ فيكم أحد صلّي القبلتين مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:أنشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فانشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:أنشدكم اللّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:أنشدكم باللّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي سيّدة نساء أهل الجنّة؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن و الحسين ابني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيّدا شباب أهل الجنّة؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد ناجاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقدّم بين يدي نجواه صدقة غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فأنشدكم باللّه أ فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

ص: 83


1- أمالي الطوسي /307مجلس /11ح 63.

قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد أتي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بطير فقال:اللهم آتني بأحب خلقك إليّ يأكل معي من هذا الطير،فدخلت عليه فقال اللّهمّ و إليّ فلم يأكل معه أحد غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:اللّهمّ أشهد (1).

الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا ابن الصّلت قال:أخبرنا ابن عقدة قال:أخبرني عليّ بن محمّد بن عليّ قراءة عليه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي قال:حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ قال:حدّثنا عليّ بن موسي عن أبيه عن جدّه عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام قال:خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام في غزوة تبوك،فقال يا رسول اللّه:تخلفني بعدك؟قال:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

الثاني و العشرون: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا الحفّار هلال بن محمّد قال:حدّثنا أبو قلابة قال:

حدّثنا بشر بن عمر قال:حدّثنا مالك بن أنس عن يزيد بن أسلم قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:

حدّثنا أبو مريم عن ثور بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال:أبي،دفع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثمّ فتح اللّه عليه،و أوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس أنّه مولي كلّ مؤمن و مؤمنة و قال:أنت منّي و أنا منك و قال له:تقاتل يا عليّ علي التّأويل كما قاتلت علي التّنزيل و قال له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و قال:أنا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك.

و قال:أنت العروة الوثقي.

و قال له:أنت تبيّن ما اشتبه عليهم بعدي.

و قال له:أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة و ولي كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي.

و قال له:أنت الذي أنزل اللّه فيه وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (3) .

و قال له:أنت الآخذ بسنّتي و الذابّ عن ملّتي.

و قال له:أنا أوّل من تنشق عنه الأرض و أنت معي.

و قال له:أنا عند الحوض و أنت معي.

و قال:أنا أوّل من يدخل الجنّة و أنت بعدي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام.

و قال له:إنّ اللّه أوحي إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني بتبليغه.

ص: 84


1- أمالي الطوسي /332مجلس /12ح 7.
2- أمالي الطوسي /342مجلس /12ح 42.
3- سوره 9 - آيه 3

و قال له:اتق الضّغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاّعنون.

ثمّ بكي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقيل ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟

قال:أخبرني جبرائيل:أنّهم يظلمونه و يمنعونه حقّه و يقاتلونه و يقاتلون ولده و يظلمونهم بعده.

و أخبرني جبرائيل عن ربّه عزّ و جلّ:إنّ ذلك يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمّة علي محبتهم و كان الشّاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم،و ذلك حين تغيّر البلاد و تضعف العباد و الاياس من الفرج،فعند ذلك يظهر القائم منهم قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي و هو من ولد ابني يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم و يتبعهم الناس بين راغب إليهم و خائف منهم،قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

فقال:معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج،فإنّ وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يردّ و هو الحكيم الخبير فإنّ فتح اللّه قريب،اللّهمّ إنّهم أهلي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا،اللّهمّ اكلأهم و ارعهم و كن لهم و أحفظهم و أنصرهم و أعنهم و أعزّهم و لا تذلهم و أخلفني فيهم إنّك علي كلّ شيء قدير. (1)

الثالث و العشرون: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا الحفّار قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال:حدّثنا محمد بن أبي بكر الواسطي قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال:حدّثنا حسين بن حسن قال:

حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هاشم الرماني عن مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

عليّ منّي بمنزلة هارون من موسي و رأسي من بدني. (2)

الرابع و العشرون: الشّيخ في أماليه بالاسناد عن عليّ بن الحسين عليه السّلام قال:حدّثتني أسماء بنت عميس الخثعميّة قالت:قبلت جدّتك فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالحسن و الحسين عليهما السّلام قالت:فلمّا ولدت الحسن جاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا أسماء هاتي ابني،قالت:فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمي بها و قال:أ لم أعهد إليكن ألا تلفّوا المولود في خرقة صفراء،و دعا بخرقة بيضاء فلفّه فيها،ثمّ أذّن في أذنه اليمني و أقام في أذنه اليسري و قال لعليّ عليه السّلام:بم سميّت ابني هذا؟

قال:ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه.

ص: 85


1- أمالي الطوسي /351مجلس /12ح 66،مع تفاوت في بعض أسماء الرواة.
2- أمالي الطوسي /353مجلس /12ح 72.

قال:و أنا ما كنت لأسبق ربّي عزّ و جلّ،قال:فهبط جبرائيل عليه السّلام و قال:إنّ اللّه تعالي يقرأ عليك السلام و يقول لك:يا محمّد عليّ منك بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدك فسمّ ابنك باسم ابن هارون.

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:و ما اسم ابن هارون؟

قال جبرائيل:شبّر.

قال:و ما شبّر؟

قال:الحسن.

قالت أسماء:فسمّاه الحسن،قالت أسماء:فلمّا ولدت فاطمة الحسين عليه السّلام نفّستها به،فجاءني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:هلمي بابني يا أسماء.

فدفعته إليه في خرقة بيضاء ففعل به كما فعل بالحسن قالت:و بكي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:إنّه سيكون له حديث،اللّهمّ العن قاتله،لا تعلمي فاطمة بذلك،قالت أسماء:فلمّا كان في يوم سابعه جاءني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:هلمي ابني فأتيته به ففعل كما فعل بالحسن،و عق عنه كما عقّ كبشا أملح و أعطي القابلة رجلا و حلق رأسه،و تصدّق بوزن الشّعر ورقا و خلق رأسه بالخلوق و قال:إنّ الدّم من فعل الجاهلية،قالت:ثمّ وضعه في حجره ثمّ قال:يا أبا عبد اللّه عزيز عليّ ثم بكي قلت:بأبي و أمّيّ فعلت في هذا اليوم و في اليوم الأوّل فما هو،قال:أبكي علي ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني أميّة لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة يقتله رجل يثلم الدين و يكفر باللّه العظيم ثمّ قال:

اللّهمّ إنّي أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذرّيّته،اللّهمّ أحبهما و أحبّ من يحبّهما و العن من يبغضهما مثل السّماء و الأرض (1).

الخامس و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار الثّقفي قال:حدّثنا عليّ بن محمد بن سليمان قال:حدّثنا أبي قال:

حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال:حدّثنا معتب مولانا قال:حدّثنا عمر بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين قال:سمعت محمّد بن أبي عبيد اللّه بن محمّد بن عمّار بن ياسر يحدّث عن أبيه عن جدّه محمّد بن عمّار بن ياسر قال:سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ بيد عليّ عليه السّلام فقال له:يا عليّ أنت أخي و صفيّي و وصيّي و وزيري و أميني مكانك في حياتي و بعد موتي كمكان هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ معي،من مات و هو يحبّك ختم اللّه عزّ و جلّ له

ص: 86


1- أمالي الطوسي /366مجلس /13ح 32.

بالأمن و الإيمان و من مات و هو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب (1).

السادس و العشرون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الرّبيع بن سيّار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه في حديث مناشدة عليّ عليه السّلام و احتجاجه علي أهل الشوري،قال في حديثه:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:فهل فيكم من قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي و لو كان نبيّ بعدي لكنته يا عليّ غيري؟

قالوا:لا (2).

السابع و العشرون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري و محمّد بن جعفر بن بشر البسري (3)بالقصر و عليّ بن محمّد بن الحسن بن كاس بالرّملة و أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قالوا:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريّا الأزدي الصّوفي قال:حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القناد قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ و زياد بن المنذر و سعيد بن محمّد الأسدي (4)،عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني،و ذكر حديث الشوري و احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام عليهم،إلي أن قال عليه السّلام:فانشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما قال في غزوة تبوك:إنّما أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا (5).

الثامن و العشرون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد العلوي الحسني و أبو عبيد اللّه محمّد بن أحمد المؤمّل الصّيرفي قالا:حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطار قال:حدّثنا أحمد بن جعفر بن عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة بن عجلان،عن معاوية عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال:لمّا أجتمع أصحاب الشوري و هم ستّة نفر و هم:عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزّبير و سعد بن مالك و عبد الرّحمن بن عوف،أقبل عليهم عليّ بن أبي طالب فقال:أنشدكم باللّه أيّها

ص: 87


1- أمالي الطوسي /544مجلس /20ح 3.
2- أمالي الطوسي /548مجلس /20ح 4.
3- في المصدر:محمد بن جعفر بن رميس الهبيري.
4- في المصدر:الأسلمي.
5- أمالي الطوسي /554مجلس /20ح 5.

النفر هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:منزلتك منّي يا عليّ منزلة هارون من موسي،أ تعلمون قال ذلك لأحد غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا (1).

التاسع و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرني جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن أبي معشر السّلمي الحرّاني بحرّان قال:حدّثنا أحمد بن الأسود أبو عليّ الحنفي القاضي قال:حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص العائشي التميميّ قال:حدّثنا أبي عن عمر بن اذينة العبدي عن وهب بن عبد اللّه بن أبي دبي الهنائي قال:حدّثنا أبو حرب بن أبي الاسود الدؤلي عن أبيه أبي الاسود قال:لمّا طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب جعل الأمر بين ستّة نفر،عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام و عثمان بن عفّان و عبد الرّحمن بن عوف و طلحة و الزّبير و سعد بن مالك،و عبد اللّه بن عمر معهم يشهد النّجوي و ليس له في الأمر نصيب،و أمرهم أن يدخلوا لذلك بيتا و يغلقوا عليهم بابه،قال أبو الاسود:فكنت علي الباب أنا و نفر معي حاجتهم أن يسمعوا الحوار الذي يجري بينهم،فابتدر الكلام عبد الرّحمن بن عوف فقال:ليذكر كلّ رجل منكم رجلا إن أخطأه هذا الأمر كانت الخيرة لصاحبه،فقال الزّبير:قد اخترت عليّا،و قال طلحة:قد اخترت عثمانا و قال سعد:

قد اخترت عبد الرّحمن،فقال عبد الرّحمن:قد رضي القوم منّا و قد جعل الأمر فينا و لنا،أيّها الثلاثة فأيّكم يخرج من هذا الأمر نفسه و يختار للمسلمين رجلا رضي في الأمّة؟فأمسك الشيخان فعاد عبد الرّحمن لكلامه،فقال له عليّ عليه السّلام:كن أنت ذلك الرجل؟

قال:فإنّه لن يبقي إلاّ أنت و عثمان فأيكما يتقلّد هذا الأمر علي أن يسير في الأمة بسيرة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سيرة صاحبيه أبي بكر و عمر فلا يغدوهما،قال عليّ عليه السّلام:أنا آخذها علي أن أسير في الأمّة بسيرة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جهدي و طوقي و أستعين علي ذلك بربّي،قال:فما عندك يا عثمان،قال:أسير في الأمّة بسيرة رسول اللّه و سيرة أبي بكر و عمر،قال:فردّها علي عليّ عليه السّلام ثلاثا و علي عثمان ثلاثا كلّ رجل منهما يقول قوله الأوّل،فلمّا توافقوا علي رأي واحد،قال لهم عليّ عليه السّلام:إنّي أحب أن تسمعوا منّي قولا أقول لكم،قالوا:قل يا أبا الحسن،فقال:إنّي أسألكم بالذي يعلم سرّكم و جهركم هل فيكم من رجل قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا،و ذكر المناشدة نحوه (2).

ص: 88


1- أمالي الطوسي /556مجلس /20ح 6.
2- أمالي الطوسي /556مجلس /20ح 7.

الثلاثون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد اللّه العرزمي عن أبيه عن عثمان أبي اليقظان عن أبي عمر زادان قال:لمّا وادع الحسن بن عليّ عليه السّلام معاوية،صعد معاوية المنبر و جمع الناس فخطبهم و قال:إنّ الحسن بن عليّ رآني للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها أهلا و كان الحسن عليه السّلام أسفل منه بمرقاة،فلمّا فرغ من كلامه،قام الحسن عليه السّلام فحمد اللّه تعالي بما هو أهله،ثمّ ذكر المباهلة فقال:فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس بأبي و من الأبناء بي و بأخي و من النساء بأمّي و كنا أهله و نحن له و هو منا و نحن منه،و لمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كساء لأمّ سلمة رضي اللّه عنها خيبري،ثمّ قال:اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا،فلم يكن أحد تصيبه جنابة في المسجد و يولد له فيه إلاّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أبي تكرمة من اللّه لنا و تفضيلا منه لنا،و قد رأيتم مكان منزلنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أمر بسدّ الأبواب فسدّها و ترك بابنا فقيل له في ذلك،فقال:أمّا أنّي لم أسدّها و افتح بابه و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أسدها و أفتح بابه،و إن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا و لن أري نفسي لها أهلا،فكذّب معاوية نحن أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و لم نزل أهل البيت مظلومين منذ قبض اللّه تعالي نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و توثب علي رقابنا و حمل الناس علينا و منعنا سهمنا من الفيء و منع أمنّا ما جعل لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أقسم باللّه لو أنّ الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأعطتهم السّماء قطرها و الأرض بركتها و ما طمع فيها معاوية، فلمّا خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها فطمعت فيها الطّلقاء و أبناء الطّلقاء أنت و أصحابك و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولت أمّة أمرها رجلا و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،فقد تركت بنوا إسرائيل هارون و هم يعلمون أنّه خليفة موسي فيهم و اتبعوا السامري،و قد تركت هذه الأمّة أبي و بايعوا غيره،و قد سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،نصب أبي يوم غدير خم و أمرهم أن يبلغ الشّاهد منهم الغائب،و قد هرب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من قومه و هو يدعوهم إلي اللّه تعالي حتّي دخل الغار،و لو وجد أعوانا ما هرب،و قد كفّ حين ناشدهم و استغاث فلم يغث، فجعل اللّه هارون في سعة حين استضعفوه و كادوا يقتلونه،و جعل النبيّ في سعة من اللّه حين خذلتنا هذه الأمّة و بايعوك يا معاوية و إنّما هي السّنن و الأمثال يتبع بعضها بعضا،أيّها الناس لو التمستم فيما بين المشرق و المغرب أن تجدوا رجلا ولده نبيّ غيري و أخي لم تجدوا و إنّي قد

ص: 89

بايعت هذا،و إنّي أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين. (1)

الحادي و الثلاثون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرني جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال:حدّثنا محمّد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس الاشعري قال:حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عليه السّلام قال:لمّا أجمع الحسن بن عليّ عليه السّلام علي صلح معاوية خرج حتّي لقيه،فلمّا اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر و أمر الحسن عليه السّلام أن يقوم أسفل منه بدرجة،ثمّ تكلّم و قال:أيّها الناس هذا الحسن بن عليّ و ابن فاطمة رآني للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها و قد أتانا ليبايع طوعا ثمّ قال:قم يا حسن،فقام الحسن عليه السّلام فخطب فقال:الحمد للّه الحمد المستحمد بالآلاء و تتابع النّعماء و صارف الشّدائد و البلاء عند الفهماء و غير الفهماء المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله و كبريائه و علوه من لحوق الأوهام ببقائه المرتفع عنه كنه ظنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويّات عقول الرائين،و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده في ربوبيّته[و وجوده]و وحدانيّته صمدا لا شريك له فردا لا ظهير له،و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله اصطفاه و انتجبه و ارتضاه و بعثه داعيا إلي الحق و سراجا منيرا،و للعباد ممّا يخافون نذيرا و لما يأملون بشيرا،فنصح للأمة و صدع بالرّسالة و أبان لهم درجات العمالة شهادة عليها أموت و أحشر و بها في الآجلة أقرب و أحبر،و أقول:

معاشر الخلائق فاسمعوا و لكم أفئدة و أسماع فعوا إنا أهل بيت أكرمنا اللّه بالاسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا فأذهب عنّا الرّجس و طهّرنا تطهيرا،و الرّجس هو الشّك فلا نشكّ في اللّه الحق و دينه أبدا و طهّرنا من كلّ أفن و غيّة مخلصين إلي آدم،نعمة منه لم تفترق الناس فرقتين إلاّ جعلنا اللّه في خيرهما فأدّت الأمور و أفضت الدهور إلي أن بعث اللّه محمّدا صلّي اللّه عليه و آله للنبوّة و اختاره للرّسالة و أنزل عليه كتابه،ثمّ أمره بالدعاء إلي اللّه عزّ و جلّ،فكان أبي عليه السّلام أوّل من استجاب للّه تعالي و لرسوله صلّي اللّه عليه و آله و أوّل من آمن و صدّق اللّه و رسوله،و قد قال اللّه في كتابه المنزل علي نبيّه المرسل:

أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (2) فرسول اللّه الذي علي بيّنة من ربّه و أبي الذي يتلوه و هو شاهد منه،و قد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أمره أن يسير إلي مكّة و الموسم ببراءة:سر بها يا عليّ فإنّي أمرت أن لا يسير بها إلاّ أنا أو رجل منّي و أنت هو،فعليّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رسول اللّه منه.

ص: 90


1- أمالي الطوسي /559مجلس /20ح 9.
2- سوره 11 - آيه 17

و قال له نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قضي بينه و بين أخيه جعفر بن أبي طالب عليه السّلام و مولاه زيد بن حادثة في ابنة حمزة:أمّا أنت يا عليّ فمنّي و أنا منك و أنت ولي كلّ مؤمن بعدي،فصدّق أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه،لم يزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كلّ موطن يقدمه و لكلّ شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحته للّه عزّ و جلّ و لرسوله وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) ، فكان أبي سابق السّابقين إلي اللّه عزّ و جلّ و الي رسوله صلّي اللّه عليه و آله و أقرب الاقربين و قد قال اللّه تعالي: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (2) فأبي كان أوّلهم إسلاما و إيمانا و أوّلهم إلي اللّه و رسوله هجرة و لحوقا،و أوّلهم علي وجده و وسعه نفقة قال سبحانه: وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (3) .

فالنّاس من جميع الأمم ليستغفروا له لسبقه إيّاهم إلي الإيمان بنبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك أنّه لم يسبقه إلي الإيمان به أحد،و قد قال اللّه تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (4) فهو سابق جميع السّابقين فكما أنّ اللّه عزّ و جلّ فضّل السّابقين علي المتخلّفين و المتأخّرين فكذلك فضّل سابق السّابقين علي السّابقين،و قد قال اللّه عزّ و جلّ:

أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (5) و المجاهد في سبيل اللّه حقّا،و فيه نزلت هذه الآية،و كان ممّن استجاب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمه حمزة و جعفر ابن عمّه فقتلا شهيدين رضي اللّه عنهما في قتلي كثيرة معهما من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فجعل اللّه حمزة سيّد الشهداء من بينهم،و جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم و ذلك لمكانهما من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و منزلتهما و قرابتهما منه عليه السّلام،و صلّي رسول اللّه علي حمزة سبعين صلاة من بين الشّهداء الّذين استشهدوا معه،و كذلك جعل اللّه تعالي لنساء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله للمحسنة منهنّ أجرين و للمسيئة منهنّ و زرين ضعفين لمكانهنّ من رسول اللّه،و جعل الصلاة في مسجد رسول اللّه بألف صلاة في سائر المساجد إلاّ المسجد الحرام و مسجد إبراهيم عليه السّلام بمكّة،و ذلك لمكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ربه،و فرض اللّه عزّ و جلّ الصلاة علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله علي كافة المؤمنين، فقالوا:يا رسول اللّه كيف الصّلاة عليك،فقال:قولوا اللّهمّ صلّ علي محمد و آل محمد،فحق علي كلّ مسلم أن يصلّي علينا مع الصّلاة علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فريضة واجبة،و أحلّ اللّه تعالي خمس الغنيمة لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أوجبها في كتابه و أوجب لنا من ذلك ما أوجب له و حرم عليه الصّدقة و حرمها علينا،فأدخلنا فله الحمد فيما أدخل فيه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و أخرجنا و نزّهنا عمّا أخرجه منه و نزّهه كرامة

ص: 91


1- سوره 56 - آيه 10
2- سوره 57 - آيه 10
3- سوره 59 - آيه 10
4- سوره 9 - آيه 100
5- سوره 9 - آيه 19

أكرمنا اللّه عزّ و جلّ بها،و فضيلة فضلنا بها علي سائر العباد فقال اللّه تعالي لمحمد صلّي اللّه عليه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجوه: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (1) .

فأخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس أبي معه و من البنين أنا و أخي و من النساء فاطمة أمّي من الناس جميعا،فنحن أهله و لحمه و دمه و نحن منه و هو منّا و قد قال اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) فلمّا نزلت آية التّطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا و أخي و أمّي و أبي فجعلنا و نفسه في كساء لأمّ سلمة خيبري و ذلك في حجرتها و في يومها فقال:

اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و هؤلاء أهلي و عترتي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا فقالت،أمّ سلمة-رضي اللّه عنها-:أ أدخل معهم يا رسول اللّه؟فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يرحمك اللّه أنت علي خير و ما أرضاني عنك و لكنها خاصة لي و لهم،ثمّ مكث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد ذلك بقية عمره حتّي قبضه إليه،يأتينا في كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول:الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسد الأبواب في مسجده غير بابنا،فكلّموه في ذلك،فقال:أمّا انّي لم أسدّ أبوابكم و افتح باب عليّ من تلقاء نفسي و لكنّي أتبع ما يوحي إليّ،إنّ اللّه أمر بسدّها و فتح بابه فلم يكن من بعد ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول اللّه و يولد فيه الأولاد غير رسول اللّه و أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضيلا اختصّنا به علي جميع الناس،و هذا باب أبي قرين باب رسول اللّه في مسجده و منزلنا بين منازل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك أنّ اللّه أمر نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أن يبني مسجده،فبني فيه عشرة أبيات تسعة لنبيّه و أزواجه و عاشرها و هو متوسطها لأبي،فها هو لبسبيل (4)مقيم،و البيت هو المسجد المطهّر، و هو الّذي قال اللّه تعالي: أَهْلَ الْبَيْتِ (5) فنحن أهل البيت و نحن الّذين أذهب اللّه عنّا الرجس و طهّرنا تطهيرا.

أيّها الناس إنّي لو قمت حولا فحولا أذكر الذي أعطانا اللّه عزّ و جلّ و خصّنا اللّه به من الفضل في كتابه و علي لسان نبيّه لم أحصه،و أنا ابن النّذير البشير السّراج المنير الذي جعله اللّه رحمة للعالمين،و أبي عليّ ولي المؤمنين و شبيه هارون،و إنّ معاوية بن صخر زعم أنّي رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذّب معاوية،و أيم اللّه لإنّا أولي الناس بالنّاس في كتاب اللّه و علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غير أنا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول

ص: 92


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 33 - آيه 33
4- في حلية الأبرار و البحار:بسبيل.
5- سوره 33 - آيه 33

اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و نزل علي رقابنا و حمل الناس علي أكتافنا و منعنا سهمنا في كتاب اللّه من الفيء و الغنائم،و منع أمّنا فاطمة إرثها من أبيها،إنّا لا نسمّي أحدا و لكن أقسم باللّه قسما تاليا لو أنّ الناس سمعوا قول اللّه عزّ و جلّ و رسوله لأعطتهم السّماء قطرها و الأرض بركتها،و لما أختلف في هذه الأمّة سيفان و لأكلوها خضراء خضيرة إلي يوم القيامة،ما طمعت فيها و لكنّها لمّا خرجت سالفا من معدنها و زحزحت عن قواعدها تنازعتها قريش بينها، و ترامتها كنز أمي الكرة حتّي طمعت أنت فيها يا معاوية و أصحابك من بعدك.

و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت أمّة أمرها رجلا قط و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،و قد تركت بنو إسرائيل أصحاب موسي هارون آخاه و خليفته و وزيره و عكفوا علي العجل،و أطاعوا فيه سامريهم و هم يعلمون أنّه خليفة موسي،و قد سمعت هذه الأمّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لأبي عليه السّلام:أنّه منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين نصبه لهم بغدير خمّ و سمعوه و نادي له بالولاية،ثمّ أمرهم أن يبلّغ الشّاهد منهم الغائب،و قد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حذارا من قومه إلي الغار لمّا أجمعوا علي أن يمكروا به و هو يدعوهم لمّا لم يجد عليهم أعوانا،و لو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم و قد كفّ أبي يده و ناشدهم و استغاث أصحابه فلم يغث و لم ينصر،و لو وجد عليهم أعوانا ما أجابهم و قد جعل في سعة كما جعل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في سعة،و قد خذلتني الأمة و بايعتك يا ابن حرب،و لو وجدت عليك أعوانا يخلصون ما بايعتك،و قد جعل اللّه عزّ و جلّ هارون في سعة حين استضعفه قومه و عادوه،و كذلك أنا و أبي في سعة من اللّه حين تركتنا الأمّة و بايعت غيرنا و لم نجد عليهم أعوانا و إنّما هي السّنن و الأمثال يتبع بعضها بعضا.

أيّها الناس إنّكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلا جدّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبوه وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تجدوا غيري و غير أخي،فاتّقوا اللّه و لا تضلّوا بعد البيان و كيف بكم و أنّي ذلك لكم ألاّ و إنّي قد بايعت هذا-و أشار بيده إلي معاوية-و إني أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين، أيّها الناس إنّه لا يعاب أحد بترك حقّه و إنّما يعاب أن يأخذ ما ليس له و لكلّ صواب نافع و كلّ خطأ ضار لأهله،و قد كانت القضيّة تفهّمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضر داود،و أمّا القرابة فقد نفعت المشرك و هي و اللّه للمؤمن أنفع،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعمّه أبي طالب و هو في الموت:قل لا إله إلاّ اللّه أشفع لك بها يوم القيامة،و لم يكن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له و يعد إلاّ ما يكون منه علي يقين،و ليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا أعني أبا طالب،يقول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) ،و أيّها الناس اسمعوا و عوا و اتّقوا اللّه و ارجعوا.و راجعوا و هيهات منكم الرّجعة إلي الحق،و قد صار عنكم النّكوص و خامركم الطّغيان و الجحود أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون،و السلام علي من اتّبع الهدي،قال:فقال معاوية:ما نزل الحسن حتّي أظلمت عليّ الأرض و هممت أن أبطش به ثمّ علمت أنّ الاغضاء أقرب العافية (1).

ص: 93


1- سوره 4 - آيه 18

أيّها الناس إنّكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلا جدّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبوه وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تجدوا غيري و غير أخي،فاتّقوا اللّه و لا تضلّوا بعد البيان و كيف بكم و أنّي ذلك لكم ألاّ و إنّي قد بايعت هذا-و أشار بيده إلي معاوية-و إني أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين، أيّها الناس إنّه لا يعاب أحد بترك حقّه و إنّما يعاب أن يأخذ ما ليس له و لكلّ صواب نافع و كلّ خطأ ضار لأهله،و قد كانت القضيّة تفهّمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضر داود،و أمّا القرابة فقد نفعت المشرك و هي و اللّه للمؤمن أنفع،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعمّه أبي طالب و هو في الموت:قل لا إله إلاّ اللّه أشفع لك بها يوم القيامة،و لم يكن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له و يعد إلاّ ما يكون منه علي يقين،و ليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا أعني أبا طالب،يقول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) ،و أيّها الناس اسمعوا و عوا و اتّقوا اللّه و ارجعوا.و راجعوا و هيهات منكم الرّجعة إلي الحق،و قد صار عنكم النّكوص و خامركم الطّغيان و الجحود أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون،و السلام علي من اتّبع الهدي،قال:فقال معاوية:ما نزل الحسن حتّي أظلمت عليّ الأرض و هممت أن أبطش به ثمّ علمت أنّ الاغضاء أقرب العافية (2).

الثاني و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمّد بن يزيد بن محمود الأزهري و ابن أبي الأزهر البوشنجي النحوي قال:حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء قال:حدّثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري قال:حدّثنا أبو أويس عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه،أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و لو كان لكنته.

قال أبو المفضّل:و ما كتبت هذا الحديث الاّ عن[ابن]أبي الأزهر. (3)

الثالث و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدر قال:حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال:حدّثنا جرير عن أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:كنت عند معاوية و قد نزل بذي طوي،فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلّم عليه،فقال معاوية:يا أهل الشّام هذا سعد و هو صديق لعليّ،قال:فطأطأ القوم رءوسهم و سبّوا عليّا عليه السّلام،فبكي سعد فقال له معاوية:ما الذي أبكاك؟

قال:و لم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يسبّ عندك و لا أستطيع أن أغير،و قد كان في عليّ خصال لئن تكون فيّ واحدة منهنّ أحبّ إلي من الدّنيا و ما فيها،أحدها أنّ رجلا كان باليمن فجاءه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،فقال:لأشكونّك إلي رسول اللّه،فقدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسأله عن عليّ عليه السّلام،فقال:أنشدك اللّه الذي أنزل عليّ الكتاب و اختصني بالرّسالة أ عن سخط تقول في عليّ عليه السّلام؟

قال:نعم يا رسول اللّه،قال:ألا تعلم إنّي أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟

قال:بلي.

قال:فمن كنت مولاه فعليّ مولاه،و أنّه بعث يوم خيبر عمر بن الخطّاب إلي القتال فهزم

ص: 94


1- سوره 4 - آيه 18
2- أمالي الطوسي /561مجلس /21ح 1.
3- أمالي الطوسي /598مجلس /26ح 16.

و أصحابه،فقال صلّي اللّه عليه و آله:لأعطيّن الراية غدا إنسانا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله،فقعد المسلمون و عليّ عليه السّلام أرمد فدعاه فقال:خذ الراية،فقال:يا رسول اللّه إنّ عيني كما تري فتفل فيها، فقام فأخذ الراية ثمّ مضي بها حتّي فتح اللّه عليه،و الثالثة خلّفه في بعض مغازيه فقال عليّ يا رسول اللّه خلّفتني مع النساء و الصّبيان؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و الرّابعة سدّ الأبواب في المسجد إلاّ باب عليّ،و الخامسة نزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) ،فدعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليا و حسنا و حسينا و فاطمة عليها السّلام،فقال:اللّهمّ هؤلاء أهلي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا. (2)

الرابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الرّيّان بن الصّلت عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرّضا عليه السّلام،في حديث المفرق بين عترة الرسول صلّي اللّه عليه و آله و الأمّة،فذكر في آيات الاصطفاء من القرآن في اثني عشر آية و ذكرها عليه السّلام قال:في ذلك، و أمّا الرّابعة فإخراجه صلّي اللّه عليه و آله الناس من مسجده ما خلا العترة حتّي تكلّم الناس في ذلك و تكلّم العبّاس فقال:يا رسول اللّه تركت عليا فأخرجتنا؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و ما أنا تركته و أخرجتكم و لكنّ اللّه تركه و أخرجكم،و في هذا تبيان قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،قالت العلماء:فأين هذا من القرآن،قال عليه السّلام:أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم؟

قالوا:هات.

قال:قول اللّه تعالي: وَ أَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (3) ،ففي هذه الآية منزلة هارون من موسي،و فيها أيضا منزلة عليّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و مع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قال:إنّ هذا المسجد لا يحلّ إلاّ لمحمّد و آله.

و قال العلماء:يا أبا الحسن هذا الشّرح و هذا البيان لا يوجد إلاّ عندكم معشر أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال:و من ينكر لنا ذلك و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا مدينة العلم و عليّ بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها،ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التّقدمة و الاصطفاء و الطّهارة لا ينكره إلاّ معاند للّه تعالي،الحمد للّه علي ذلك فهذه الرّابعة،و الآية الخامسة و ساق الحديث (4).

الخامس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن عمر بن أسلم بن البرّاء الجعابي قال:حدّثنا

ص: 95


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي /598مجلس /26ح 17.
3- سوره 10 - آيه 87
4- أمالي الطوسي /618مجلس /79ح 1.

أبو محمد الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن العبّاس الرازي التميميّ قال:حدّثنا سيّدي عليّ بن موسي الرّضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال لي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي. (1)

السادس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن وهبان بن محمّد البصري قال:حدّثنا الحسين بن عليّ البزوفري قال:حدّثني عبد العزيز بن يحيي الجلودي بالبصرة قال:حدّثني محمّد بن زكريّا الغلابي،عن أحمد بن عيسي بن زيد قال:حدّثني عمر بن عبد الغفّار عن أبي نصير عن حكيم بن جبير،عن عليّ بن زيد بن جذعان عن سعيد بن المسيّب عن سعيد بن مالك،أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،تقضي ديني و تنجز عداتي و تقاتل بعدي علي التّأويل كما قاتلت علي التّنزيل،يا عليّ حبّك إيمان و بغضك نفاق، و لقد نبّأني اللّطيف الخبير أنّه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمّة معصومون مطهرون، و منهم مهدي هذه الأمة الذي يقوم بالدّين في آخر الزّمان كما قمت به في أوّله (2).

السابع و الثلاثون: محمّد بن إبراهيم المعروف بابن زينب النعماني في كتاب الغيبة،بإسناده عن عبد الرّزّاق عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلالي قال:قال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:مررت يوما برجل سمّاه لي،فقال:ما مثل محمّد إلاّ كمثل نخلة نبتت في كباة، فأتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فذكرت ذلك له،فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خرج مغضبا و أتي المنبر ففزعت الأنصار إلي السلاح لمّا رأوا من غضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال عليه السّلام:ما بال أقوام يعيروني بقرابتي و قد سمعوا ما أقول من تفضيل اللّه عزّ و جلّ إيّاهم و ما اختصّهم من إذهاب الرّجس عنهم و تطهير اللّه إيّاهم،و قد سمعوا ما قلت في فضل أهل بيتي و وصيّي،و ما أكرمه اللّه به و خصّه و فضله من سبقه الإسلام و بلائه و قرابته منّي و أنّه منّي بمنزلة هارون من موسي صلّي اللّه عليهما (3).

الثامن و الثلاثون: محمّد بن العبّاس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام و هو ثقة قال:حدّثنا عبد اللّه[بن زيدان]بن يزيد عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي و عليّ بن محمّد بن مخلّد الدّهان عن الحسن بن عليّ بن عفان قال:حدّثنا أبو زكريّا يحيي بن هاشم الشّمساوي عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي رافع مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن أبيه عن جدّه أبي رافع قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جمع بني عبد المطلّب في الشّعب،و هم يومئذ ولد عبد المطلّب لصلبه و هم أولاده أربعون

ص: 96


1- ..؟؟؟؟؟؟؟...
2- كفاية الأثر 134.
3- كتاب الغيبة /82ح 12.

رجلا،فصنع لهم رجل شاة ثمّ ثرد لهم ثردة و صبّ عليه ذلك المرق و اللّحم،ثمّ قدمها إليهم فأكلوا منها حتّي تضلعوا،ثمّ سقاهم عسّا واحدا فشربوا كلّهم من ذلك العسّ حتّي رووا منه،فقال أبو لهب:و اللّه إنّ منّا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة و ما يصلحهما و لا تكاد تشبعه و يشرب الفرق من النّبيذ فما يرويه،و إنّ ابن أبي كبشه دعانا فجمعنا علي رجل شاة و عسّ من شراب فشبعنا و روينا منها،إنّ هذا لهو السّحر المبين،قال:ثمّ دعاهم فقال لهم:إنّ اللّه عزّ و جلّ قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين و رهطي المخلصين،و أنتم عشيرتي الأقربون و رهطي المخلصون،و إنّ اللّه لم يبعث نبيّا إلاّ جعل له من أهله أخا و وارثا و وزيرا و وصيّا،فأيّكم يقوم يبايعني[علي]أنّه أخي و وزيري و وارثي دون أهلي و وصيّي و خليفتي في أهلي،و يكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي، فأسكت القوم فقال:و اللّه ليقومنّ قائمكم و ليكونن في غيركم ثمّ لتندمنّ،قال:فقام عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام و هم ينظرون إليه كلّهم فبايعه و أجابه إلي ما دعاه إليه،فقال له:أدن منّي فدنا منه، فقال له:أفتح فاك ففتحه فنفث فيه من ريقه و تفل بين كتفيه و بين ثدييه،فقال أبو لهب:بئس ما حبوت به ابن عمّك أجابك لما دعوته إليه فملأت فاه و وجهه بزاقا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:بلي ملأته علما و حكما و فقها. (1)

التاسع و الثلاثون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال:قال عليّ عليه السّلام:انّ الناس كلّهم ارتدّوا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غير أربعة،إنّ الناس صاروا بعد رسول اللّه بمنزلة هارون و من تبعه،و منزلة العجل و من تبعه،فعليّ في شبه هارون و عتيق في شبه العجل و عمر في شبه السّامريّ. (2)

الأربعون: سليم بن قيس الهلالي أيضا في كتابه قال:حدّثني أبو ذر و سلمان و المقداد ثمّ سمعته من عليّ عليه السّلام قالوا:إنّ رجلا فاخر عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[لعلي عليه السّلام]:يا أخي فاخر العرب فأنت أكرمهم أخا و أكرمهم ولدا و أكرمهم عمّا و أكرمهم ابن عمّ و أكرمهم أبا، و أكرمهم نفسا و أكرمهم نسبا و أطهرهم زوجة و أعظمهم حلما و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم عناء بنفسك و مالك،و أنت أقرأهم لكتاب اللّه و أعلمهم بسنن اللّه و أشجعهم قلبا و أجودهم كفّا و أزهدهم في الدّنيا و أشدّهم اجتهادا و أحسنهم خلقا و أصدقهم لسانا و أحبهم إلي اللّه عزّ و جلّ و إليّ،و ستبقي بعدي ثلاثين سنة تعبد اللّه عزّ و جلّ و تصبر علي ظلم قريش،ثمّ تجاهد في سبيل اللّه عزّ و جلّ،فإذا وجدت أعوانا تقاتل علي تأويل القرآن،كما قاتلت علي تنزيله،ثمّ تقتل شهيدا تخضب لحيتك من دم رأسك،قاتلك يعدل عاقر النّاقة في البغض و البعد

ص: 97


1- انظر:تأويل الآيات:19/1.
2- كتاب سليم بن قيس 162.

من اللّه و منّي و يعدل قاتل يحيي بن زكريّا و فرعون ذي الاوتاد. (1)

قال أبان:-يعني ابن أبي عيّاش-راوي كتاب سليم بن قيس حدّثت بهذا الحديث الحسن البصري،عن أبي ذر و سلمان فقال:صدق سلمان و صدق أبو ذرّ،لعلي عليه السّلام السّابقة في الدّين و العلم و الحلم و الفقه و الرّأي و الزّهد و الصحبة و الفضل و حسن البلاء في الإسلام،أنّ عليّا عليه السّلام كان في كلّ فنّ عالما فرحم اللّه عليّا و صلّي اللّه عليه قال:فقلت يا أبا سعيد تقول لأحد غير النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذا ذكرته فقال:ترحّم علي المؤمنين إذا ذكرتهم و صلّ علي محمّد و آل محمّد و إنّ عليّا خير آل محمّد فقلت:يا أبا سعيد خير من جعفر و من حمزة و من فاطمة و من الحسن و الحسين فقال:أي و اللّه خير منهم و من يشكّ أنّه خير منهم فقلت:بما ذا؟فقال:إنه لم يجر عليه اسم شرك و لا كفر و لا عبادة صنم و لا شرب خمر،و عليّ خير منهم بالسّبق إلي الإسلام و العلم بكتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه،و إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لفاطمة:زوجتك خير أمّتي فلو كان في الأمة خيرا منه لاستثناه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آخي بين أصحابه و آخي بينه و بينه،فرسول اللّه خيرهم نفسا و خيرهم أخا،و نصبه بغدير خم للنّاس و أوجب له من الولاية علي الناس مثل ما أوجب لنفسه فقال:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي و لم يقل ذلك لأحد من أهل بيته و لا لأحد من أمّته غيره،و له سوابق كثيرة و مناقب ليست لأحد من الناس مثلها قال:فقلت:من خير هذه الأمّة بعد عليّ عليه السّلام؟قال:زوجته و ابناه:قلت ثمّ من؟ قال:ثمّ جعفر و حمزة خير الناس و أصحاب الكساء حين نزلت آية التّطهير ضمّ فيها نفسه و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،ثمّ قال:هؤلاء آلي و عترتي و أهل بيتي اللّهمّ فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا.

فقالت أمّ سلمة:أدخلني معك و معهم في الكساء،قال لها:يا أمّ سلمة أنت بخير و إلي خير و إنّما نزلت هذه الآية في هؤلاء خاصّة و فيّ فقلت:يا أبا سعيد فما تروي في عليّ عليه السّلام و ما سمعتك تقول فيه؟قال:يا أخي احقن بذلك دمي من هؤلاء الجبابرة و الظّلمة لو لا ذلك لقد تمايل في الخسف (2)، و لكني أقول ما سمعت فيبلغهم ذلك عنّي و يكفون عليّ و إنّما أعني ببغض عليّ غير عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فيحسبون أنّي لهم و لي قال اللّه تعالي: اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ (3) يعني التقيّة (4).

الحادي و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه قال:رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في

ص: 98


1- كتاب سليم بن قيس 166.
2- في المصدر:لقد شالت بي الخشب.
3- سوره 23 - آيه 96
4- كتاب سليم بن قيس 167،بتفاوت يسير.

مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في خلافة عثمان،و المهاجرين و الأنصار يتحدّثون فيه و يتذاكرون الفقه و العلم،فذكروا قريش و فضلها و سوابقها و هجرتها و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيها من الفضل مثل قوله:

الأئمّة من قريش،و قوله:الناس تبع لقريش و قريش أئمّة العرب،و قوله:لا تسبّوا قريشا،و قوله:

للقرشيّ قوّة رجلين من غيرهم،و قوله:أبغض اللّه من أبغض قريشا،و قوله:من أراد قريشا بهوان أهانه اللّه و ذكرت الأنصار فضلها و سوابقها و نصرتها و ما أثني اللّه عليها في كتابه و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيهم من التّفضيل،و ذكروا ما قال في سعد بن معاذ في جنازته،و حنظلة غسيل الملائكة و الذي حمته الدبر و لم يدعوا شيئا من فضلهم،فقال:كلّ حيّ منّا فلان و فلان،و قالت قريش منّا رسول اللّه و منّا حمزة و منّا جعفر و منّا عبيدة بن الحارث و زيد بن حارثة و أبو بكر و عمر و عثمان و سعد و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم و ابن عوف،فلم يدعوا أحدا من المسلمين أحدا من أهل السّابقة إلاّ عدّ،و في الحلقة أكثر من مائتي رجل منهم متساند إلي القبلة و منهم في الحلقة و كان ممّن حفظت من قريش عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و سعد بن أبي وقاص،و عبد الرحمن بن عوف و الزّبير و طلحة و عمّار و المقداد و أبو ذر و هاشم بن عتبة و عبد اللّه بن العبّاس و الحسن و الحسين و محمّد بن أبي بكر و عبد اللّه بن جعفر الطيّار و عبيد اللّه بن عبّاس،و من الأنصار أبي بن كعب و زيد ابن ثابت و أبو أيّوب و أبو الهيثم و ابن مناف و محمّد بن مسلمة و قيس بن سعد و جابر بن عبد اللّه و أبو مريم و أنس بن مالك و زيد بن أرقم و عبد اللّه بن أبي أوفي و أبو ليلي و معه ابنه عبد الرّحمن قاعد إلي جنبه غلام أمرد صبيح الوجه[و جاء أبو الحسن البصري و معه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه]معتدل القامة،فجعلت انظر إليه و إلي عبد الرّحمن بن أبي ليلي فلا أدري أيّهما أجمل غير أنّ الحسن أعظمهما و أطولهما و أكثر القوم،و ذلك من بكرة إلي أن حضرت الصلاة، و عثمان في داره لا يعلم بشيء ممّا هم فيه،و عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق و لا أحد من أهل بيته،فقالوا له:يا أبا الحسن ما لك لا تتكلّم،فقال عليه السّلام:ما في الحيين أحد إلاّ و قد ذكر فضلا و قال حقّا.

ثمّ قال عليّ عليه السّلام:يا معشر قريش و الأنصار ممّن أعطاكم اللّه عزّ و جلّ هذا الفضل فبعشائركم و أهل بيوتكم أم بغيركم؟فقالوا:أعطأنا اللّه و منّ علينا برسوله صلّي اللّه عليه و آله و به أدركنا ذلك و نلناه لأنفسنا و عشائرنا و أهل بيوتاتنا،قال:صدقتم قال:يا معشر قريش أ تقرون أنّ الذي نلتم به خير الدّنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصّة دونكم جميعا و إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا و أخي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لطينة إلي آدم عليه السّلام،فقال أهل بدر و أهل أحد و أهل السّابقة و أهل التقدمة:نعم قد سمعنا

ص: 99

ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و في رواية أخري كنّا نورا نسعي بين يدي اللّه عزّ و جلّ قبل أن يخلق اللّه آدم عليه السّلام بأربعة عشر ألف سنة،فلمّا خلق اللّه آدم عليه السّلام وقع ذلك النّور في صلب إبراهيم عليه السّلام،ثمّ لم يزل اللّه ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلي الأرحام الطاهرة من الآباء و الأمّهات لم يلتق واحد منهم علي سفاح قط،قالوا جميعا:سمعنا ذلك من رسول اللّه،فقال:يا معشر قريش و الأنصار أ تقرون أنّ رسول اللّه آخي بين كلّ رجلين من أصحابه و آخي بيني و بينه،فقال:أنت أخي و أنا أخوك في الدّنيا و الآخرة؟

قالوا:اللهمّ نعم.

قال:أ تقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اشتري موضع المسجد و منازله فابتناه،ثمّ بني فيه عشرة منازل تسعة له و جعل لي عاشرها في وسطها،و سدّ كلّ باب شارع إلي المسجد غير بابي فتكلّم في ذلك من تكلّم،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه و لكنّ اللّه أمرني أن أسدّ أبوابكم و أفتح له بابه؟

قالوا:نعم.

قال:أ فتعرفون أيّها الناس أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نهي الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري فكنت أبيت في المسجد و منزلي في منزل رسول اللّه في المسجد يولد لرسوله صلّي اللّه عليه و آله و لي فيه الأولاد؟

قالوا:نعم

قال:أ فتعرفون و تقرّون أنّ عمر حرص علي كوة قدر عينيه من منزله إلي المسجد فأبي ذلك عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله؟

ثمّ قال:إنّ اللّه جلّ اسمه أمر موسي أن يبني مسجدا طاهرا و لا يسكنه غيره و غير هارون و ابنيه،و إنّ اللّه أمرني ببناء مسجد طاهر و لا يسكنه غيري و غير أخي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و فتياه،قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني فنصبني يوم غدير خم فنادي لي بالولاية ثمّ قال:ليبلّغ الشّاهد منكم الغائب؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لي في غزوة تبوك:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي و أنت ولي كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي؟

قالوا:اللهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين دعا أهل نجران للمباهلة لم يأت إلاّ بي و بصاحبتي

ص: 100

و ابنيّ؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرون أنّه دفع إليّ اللّواء يوم خيبر ثمّ قال:لأدفعنّ الراية غدا إلي رجل يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله ليس بجبان و لا فرار يفتحها اللّه علي يديه؟

فقالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرون انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعثني ببراءة و قال:لا يبلغ عني إلاّ رجل منّي؟

قالوا:اللهم نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تنزل به شديدة إلاّ قد منّي لها ثقة بيّ و أنّه لم يدع باسمي قط إلاّ أن يقول:يا أخي و ادعوا إليّ أخي؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قضي بيني و بين جعفر و زيد و حمزة،فقال لي:يا عليّ إنّك منّي و أنا منك و أنت ولي كلّ مؤمن بعدي؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّه كانت لي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّ يوم دخلة و خلوة إن سألته أعطاني و إن سكت ابتدأني؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فضّلني علي حمزة و جعفر،فقال لفاطمة:فزوّجتك خير أهلي و خير أمّتي أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا سيّد ولد آدم و عليّ أخي سيّد العرب و فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمرني بغسله و أخبرني أنّ جبرائيل عليه السّلام يعينني عليه؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:في آخر خطبة خطبها أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل بيتي؟

ص: 101

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:و لم يدع شيئا أنزل فيه خاصّة و في أهل بيته من القرآن و لا علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ ناشدهم فيه فمنهم من يقول نعم و منهم من يسكت،و يقول بعضهم:اللّهمّ نعم،و يقول الّذين سكتوا:أنتم عندنا ثقاة،و قد حدّثنا غيركم ممّن نثق به من هؤلاء و غيرهم أنّهم سمعوا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال عليّ:حين فرع اللّهمّ أشهد عليهم،قالوا:اللّهمّ نعم أشهد إنّا لم نقل إلاّ حقّا و ما سمعنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال:أ تقرّون بأن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من زعم أنه يحبني و يبغض عليّا فقد كذّب،ليس ممّن يحبّني و وضع يده علي رأسي،فقال له قائل:و كيف ذلك يا رسول اللّه؟قال:لأنّه منّي و أنا منه فمن أحبّه فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحبّ اللّه و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه،فقال له عشرون من أفاضل القوم:اللّهمّ نعم و سكت بقيّتهم،فقال عليّ عليه السّلام:للسّكوت ما لكم سكوت؟

قالوا:هؤلاء الّذين شهدوا عندنا ثقاة في صدقهم و فضلهم و سابقتهم.

فقال:اللّهمّ أشهد عليهم (1).

الثاني و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه عقيب الحديث السّابق قال:فقال طلحة بن عبد اللّه و كان يقال له داهية قريش:فكيف تصنع بما ادّعاه أبو بكر و عمر و أصحابهما الّذين شهدوا و صدّقوه علي مقالته يوم أتوا بك تعتل و في عنقك الحبل فما احتججت به من شيء إلاّ صدقوا حجّتك، فادّعي أبو بكر أنّه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إنّ اللّه آلي أن يجمع لنا أهل البيت النّبوّة و الخلافة فصدّقوه و شهدوا له،منهم عمر و أبو عبيدة و سالم و معاذ بن جبل،ثمّ أقبل طلحة فقال:كلّ الذي ادّعيت و ذكرته و احتججت به من السّابقة و الفضل نحن نعترف بذلك،و أمّا الخلافة فقد شهد أولئك ما سمعوا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال عند ذلك عليّ عليه السّلام و قد غضب من مقالة طلحة،فاخرج شيئا كان يكتمه و فسّر شيئا كان قد قاله،و هو أنّه كان قاله يوم مات عمر و لم يدروا ما عني به،ثمّ أقبل علي طلحة و الناس يسمعون ثمّ قال:يا طلحة أما و اللّه ما صحيفة ألقي اللّه بها يوم القيامة أحبّ إلي من صحيفة هؤلاء الخمسة الّذين تعاهدوا علي الوفاء بها في الكعبة في حجّة الوداع إن قتل محمّد أو مات أن يتوازروا عليّ و يتظاهروا علي أن لا تصل الخلافة إليّ،و الدليل يا طلحة علي ما شبّهوا به قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خمّ:من كنت أولي به من نفسه فعليّ أولي به من نفسه، فكيف أكون أولي بهم من أنفسهم و هم الأمراء و الحكّام عليّ؟و قول رسول اللّه لي:أنت منّي بمنزلة

ص: 102


1- كتاب سليم بن قيس 191-203،بتفاوت يسير.

هارون من موسي غير النّبوّة،فلو كان مع النّبوة غيرها لاستثناها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قوله:إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي و لا تقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم.

فينبغي أن لا تكون الخلافة علي الأمّة إلاّ لأعلمهم بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و قد قال اللّه عزّ و جلّ: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (1) .

قال: وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (2) و قال: أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (3) ،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت أمة قط أمرها رجلا و فيهم من أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،فما الولاية غير الأمارة علي الأمة.

و الدليل علي كذبهم و باطلهم و فجورهم أنّهم سلّموا عليّ بإمرة المؤمنين بأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هي الحجّة عليك و عليهم خاصّة و علي هذا الذي معك-يعني الزّبير-و علي الأمّة،و أشار إلي سعد و ابن عوف،و خليفتكم هذا القائم-يعني عثمان-و إنا معشر الشوري ستّة أحياء كلنا فلم جعلني عمر في الشوري؟أن قد صدق هو و أصحابه علي رسول اللّه أنّه قال:ليس لنا في الخلافة شيء أ ليس أمرنا شوري في الخلافة أم في غيرها،و إن زعمتم إنّما جعلها في غير أمارة فليس لعثمان أمارة لأنّه أمرنا أن نشاور في غيرها،و إن كانت المشاورة فيها فلم؟أدخلني فيكم؟فهلاّ أخرجني و قد كان شهد أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخرج أهل بيته من الخلافة و أخبر أنّه لا نصيب له فيها، و لم قال عمر لعثمان حين دعانا رجلا رجلا لابنه و كان شاهدا،يا عبد اللّه بن عمر أنشدك اللّه ما قال لك حين خرجت؟فقال عبد اللّه:أمّا إذا ناشدتني فإنّه قال:إن يبايعوا أصلع بني هاشم يحملهم علي المحجّة البيضاء و أقامهم علي كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه قال:فقال عليّ:ما قلت له حين قال لك ذلك،قال:قلت:ما يمنعك أن تستخلفه،قال:فما ردّ عليك؟قال:ردّ عليّ شيئا أكتمه.

قال علي:فإن رسول اللّه أخبرني به قبل موته بثلاثة أيّام،و ليلة مات فيها أبوك رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامي،و من رأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامه فقد رآه،فقال له ابن عمر:فما أخبرك؟

فقال له عليّ:عليه السّلام أنشدك باللّه إنّي إن أخبرك لتصدّقني،قال ابن عمر:أو أسكت،قال:فإنّه حين قال لك قلت له أنت:فما يمنعك أن تستخلفه؟قال:الصّحيفة التي كتبناها و العهد في الكعبة في حجّة الوداع،قال:فسكت ابن عمر،فقال[علي]:أسألك بحقّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أمسكه عنّي؟

قال:أبان-يعني ابن أبي عيّاش-عن سليم:فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس و قد خنقته العبرة و عيناه تسيلان،ثم أقبل علي علي طلحة و الزبير و ابن عوف و سعد فقال:و اللّه إن كان أولئك

ص: 103


1- سوره 10 - آيه 35
2- سوره 2 - آيه 247
3- سوره 46 - آيه 4

الخمسة كذبوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما يحلّ لكم و لا لهم،و إن كان صدقوا فما حلّ لكم أن تدخلوني معكم في الشوري،إنّ إدخالكم إيّاي فيها خلاف علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رغبة عنه.

ثمّ أقبل علي الناس فقال:أخبروني عن منزلتي فيكم و ما تعرفوني به أصادق عندكم أم كذّاب؟

فقالوا:صادق صدوق مصدّق ما علمنا و اللّه إنّك ما كذبت في جاهلية و لا إسلام،قال:فو اللّه الذي أكرمنا أهل البيت بالنّبوة فجعل منّا محمّدا و أكرمنا من بعده أن جعلنا أئمّة المؤمنين من بعده لا يبلغ عنه غيرنا و لا تصلح الخلافة و الإمامة إلاّ فينا و لم يجعل لأحد من الناس فيها و لا نصيبا و لا حقّا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فخاتم النّبيّين ليس بعده نبيّ و لا رسول ختم به الأنبياء إلي يوم القيامة و ختم بالقرآن الكتب إلي يوم القيامة،و جعلنا اللّه خلفاء محمّد و شهداء في الطّاعة علي خلقه،و فرض طاعتنا في كتابه و أقرننا بنفسه و بيّنه من بعده في غير آية من القرآن،و اللّه جعل محمّدا نبيّا اجتباه في كتابه المنزل،ثمّ أمر اللّه حين أشهد نبيّه عليه السلام أن يبلغ ذلك عنه،فبلغهم كما أمره و أنّهم أحق بمجلس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بمكانه أو ما سمعتم حين بعثني ببراءة،فقال:لا يصلح أن يبلغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي فلم يصلح لصاحبكم أن يبلغ عنه صحيفة قدر أربع أصابع و لن يصلح أن يكون لها المبلّغ غيري،فأيهما أحق بمجلسه و بمكانه الذي سماه اللّه خاصّة أنّه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو من خصّه من بين الأمّة أنّه ليس من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قال طلحة:قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففسّر لنا كيف لا يصلح لأحد يبلغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سمعناه قال لنا و لجميع سائر الناس:ليبلغ الشّاهد منكم الغائب عني،قال:تعرفه حين حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حجّة الوداع؟فقال رضي اللّه عنه:من سمع مقالتي فوعاها ثمّ بلغها غيره فرب حامل فقه لا فقه له و ربّ حامل فقه إلي من هو أفقه منه،ثلاثة لا يغل عليها قلب امرئ مسلم إخلاص العمل للّه و السمع و الطّاعة و المناصحة لولاة الأمر و لزوم جماعتهم فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم،و قال في غير موطن:فليبلغ الشاهد الغائب،فقال عليّ عليه السّلام:إنّ الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خمّ و في حجّة الوداع و يوم قبض آخر خطبة خطبها حين قال:تركت فيكم أمرين لن تضلّوا،ما إن تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل بيتي،و إنّ اللّطيف الخبير عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض كهاتين الأصبعين و إن أحدهما أقدم من الآخر فتمسّكوا بهما لن تضلّوا و لا تولّوا و لا تقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم،إنّما أمر من يقول من العامّة بإجابة طاعة الأئمّة من آل محمّد و إيجاب حقّهم و لم يقل في ذلك شيئا من الأشياء غير ذلك فإنّما أمر

ص: 104

العامّة أن يبلغوا العامّة بحجّة من لا يبلغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما بعثه اللّه به غيرهم

ألا تري يا طلحة أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لي و أنتم تسمعون:إنّه لا يقضي ديني و لا يبري ذمّتي و يؤدّي ديني و أمانتي و يقاتل عن سنّتي غيري،فلمّا ولي أبو بكر ما قضي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دينه و لا عداته فاتبعتهما جميعا فقضيتهما عنه،و أخبرني أنّه لا يقضي دينه و لا عداته غيري فلم يكن ما أعطاهم أبو بكر قضاء لدينه و عداته و إنّما عليّ قضي دينه و عداته هو الذي قضي و أبرأ ذمّته و قضي أمانته،و إنّما يبلّغ عن رسول اللّه جميع ما أتي به عن اللّه عزّ و جلّ من بعده الأئمّة الّذين افترض اللّه في الكتاب طاعتهم و أمر بولايتهم،و الّذين من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه فقال طلحة فرّجت عنّي ما كنت أدري ما عني بذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي فسّرتها لي فجزاك اللّه يا أبا الحسن عن جميع الأمّة حسنة. (1)

الثالث و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه قال الاشعث بن قيس لأمير المؤمنين عليه السّلام:يا ابن أبي طالب ما منعك حين بويع أخو تيم بن مرّة و أخو بني عدي و أخو بني أمية بعدهما أن تقاتل و تضرب بسيفك فإنّك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلاّ قلت فيها:و اللّه إني أولي الناس بالنّاس و ما زلت مظلوما،قال:قد قلت فاستمع الجواب لم يمنعني من ذلك الجبن و لا كراهة للقاء ربي و أن لا أكون أعلم إنّ ما عند اللّه خير لي من الدّنيا بما فيها،و لكن منعني من ذلك أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عهده إليّ،أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما الأمّة[فاعله]بعده،فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم منّي به و لا أشدّ يقينا به منّي قبل ذلك،بل أنا بقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أشدّ يقينا لما عاينت و شاهدت فقلت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فما تعهد إليّ إذا كان ذلك؟قال:إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم و إن لم تجد أعوانا فكفّ يدك و احقن دمك حتّي تجد علي إقامة كتاب اللّه و سنّتي أعوانا،و أخبرني أنّ الأمّة ستخذلني و تتّبع غيري،و أخبرني أني منه بمنزلة هارون من موسي و أنّ الأمّة سيصيرون بعده بمنزلة هارون و من تبعه،و منزلة العجل و من تبعه،فقال موسي:يا هارون ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي (2) قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي (3) و قال: يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (4) و إنّما يعني أن موسي أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلّوا ثمّ وجد أعوانا أن يجاهدهم،و إن لم يجد أعوانا أن يكفّ يده و يحقن دمه و لا يفرّق بينهم،و إنّي خشيت أن يقول أخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فرّقت بين الأمّة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا فكفّ

ص: 105


1- كتاب سليم بن قيس 203-209 مع تفاوت.
2- سوره 20 - آيه 92
3- سوره 7 - آيه 150
4- سوره 20 - آيه 94

يدك و احقن دمك و دم أهل بيتك و شيعتك،فلمّا قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام الناس إلي أبي بكر فبايعوه و أنا مشغول برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغسله و دفنه.ثمّ شغّلت بالقرآن و آليت علي نفسي أن لا أرتدي برداء إلاّ للصّلاة حتّي أجمعه في كتاب،ثمّ حملت فاطمة و أخذت بيد ابنيّ الحسن و الحسين عليهما السّلام فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السّابقة من المهاجرين و الأنصار إلاّ ناشدتهم اللّه في حقّي و دعوتهم إلي نصرتي،فلم يستجب لي من الناس إلاّ أربعة نفر الزبير و سلمان و أبو ذر و المقداد. (1)

الرابع و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه قال:قال عليّ عليه السّلام:مررت بالصّهاكي يوما فقال لي:ما مثل محمّد إلاّ كمثل نخلة نبتت في كناسة،فأتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فذكرت له ذلك،فغضب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و خرج مغضبا فأتي المنبر ففزعت الأنصار إلي السّلاح لمّا رأوا غضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:ما بال قوم يعيروني بقرابتي و قد سمعوني ما قلت في فضل بني هاشم و خيرهم و ما أخصهم اللّه تعالي، و فضل عليّ و كرامته و سبقه إلي الإسلام و بلائه فيه و قرابته و إنّه منّي بمنزلة هارون من موسي،ثمّ أنّه يزعم أنّ مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في كناسة،ألا إنّ اللّه خلق خلقه ففرقهم فرقتين فجعلني في أحسن الفرقتين،ثمّ فرق الفرقة ثلاث فرق شعوبا و قبائل و بيوتا فجعلني في خيرهم شعبا و خيرهم قبيلة،ثمّ جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فكذلك قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) ،حتّي خلفت في أهل بيتي و بني أبي أنا و أخي عليّ بن أبي طالب حتّي نظّر اللّه إلي أهل الأرض فاختارني منهم،ثمّ نظر نظرة ثانية فاختار عليّا أخي و وزيري و وراثي و وصيّي و خليفتي و إمام كلّ مؤمن من بعدي،فمن والاه والي اللّه و من عاداه عاد اللّه و من أحبّه أحبّه اللّه و من أبغضه أبغضه اللّه،لا يحبّه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ كافر،و هو ربّ الأرض أيّ أصلها بعدي و ساكنها،و هو كلمة اللّه العليا و عروته الوثقي يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم و يأبي اللّه إلاّ أن يتمّ نوره،أيّها الناس ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم،اللّهمّ أشهد عليهم.

أيّها الناس إنّ اللّه نظر نظرة ثالثة فاختار منهم بعدي و بعد أخي أحد عشر وصيا من أهل بيتي و هم أخيار أمّتي منهم تسعة بعد أخي و ابنيه كلّما هلك واحد قام واحد مثلهم كمثل نجوم السّماء كلّما أفل نجم طلع نجم،أئمة هدي مهديّون لا يضرّهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم،بل لعن اللّه في ذلك من كادهم و خذلهم،هم حجّة اللّه في أرضه و شهداؤه علي خلقه،من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه،هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقهم و لا يفارقونه

ص: 106


1- كتاب سليم بن قيس 214،بتفاوت.
2- سوره 33 - آيه 33

حتّي يردوا عليّ الحوض،أوّل الأئمّة عليّ خيرهم،ثمّ ابني الحسن عليه السّلام ثمّ ابني الحسين عليه السّلام ثمّ تسعة من ولد الحسين عليه السّلام و أمّهم فاطمة ابنتي من بعدهم جعفر بن أبي طالب ابن عمّي و أخو أخي و عمّي حمزة بن عبد المطلّب،أنا خير النبيّين و المرسلين و عليّ و ابناه الأوصياء الحسن و الحسين خير الوصيّين،و أهل بيتي خير بيوتات النّبيّين و قال:ابنتي سيّدة نساء أهل الجنّة و ابناي سيّدا شباب أهل الجنّة (1).

الخامس و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه عن عمر بن أبي سلمة أنّ معاوية دعا أبا مسلم الخولاني و نحن مع أمير المؤمنين عليه السّلام بصفّين و دعا أبا هريرة فقال لهما:انطلقا إلي عليّ فأقرئاه السلام و قولا له:و اللّه إنّك لأولي بالخلافة و أحق بها منّي لأنّك من المهاجرين،و أنا ابن الطلقاء و ليس لي مثل قرابتك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سابقتك و علمك بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و لقد بايعك المهاجرون و الأنصار بعد ما تشاوروا فيك قبل ثلاثة أيّام،ثمّ أتوك فبايعوك طائعين غير مكرهين، و كان أوّل من بايعك طلحة و الزّبير ثمّ نكثا ببيعتك و ظلماك و طلبا ما ليس لهما بحقّ،و أنا ابن عمّ عثمان و الطالب بدمه،و بلغني أنّك تعتذر من قتله و تتبرأ من دمه و تزعم أنّه قتل و أنت قاعد في بيتك،و أنّك قلت حين قتل و استرجعت:اللهم لم أرض و لم أمالئ،و أنّك قلت يوم الجمل حين نادوا يا لثارات عثمان:كب اللّه اليوم قتلة عثمان علي وجوههم في النّار أ نحن قتلناه إنّما قتلته عائشة و صاحباها-يعني طلحة و الزّبير-و أمروا بقتله و أنا قاعد في بيتي،فإن كان الأمر كما قلت فأمكنّا من قتلة عثمان و أدفعهم إلينا نقتلهم بابن عفّان و نبايعك و نسلّم الأمر إليك،و قد أنبأتني عيوني و أتتني الكتب من أولياء عثمان ممّن يقاتل معك و تحسب أنّه علي رأيك و راض بأمرك و هواه معنا و قلبه إلينا و جسده معك،و أنّك تظهر ولاية أبي بكر و عمر و تترحّم عليهما،و تكفّ عن عثمان و لا تذكره و لا تلعنه و لا تتبرّأ منه،و بلغني عنك أنّك إذا خلوت ببطانتك الخبيثة و خاصّتك و شيعتك الضّالين المغيرة الكاذبة برئت عندهم من عمر و أبي بكر و عثمان و لعنتهم،و ادّعيت أنّك خليفة رسول اللّه و وصيّه،و إنّ اللّه سبحانه فرض طاعتك علي المؤمنين و أمر بولايتك في كتابه و سنّة نبيّه،و إنّ اللّه عزّ و جلّ أمر محمّد صلّي اللّه عليه و آله أن يقوم بذلك في أمّته و إنّ اللّه أنزل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (2) فجمع أمّته في غدير خمّ فبلّغ ما أمر به فيك عن اللّه و أمر أن يبلغ الشّاهد الغائب،و أخبرهم إنّك أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أنّك منه بمنزلة هارون من موسي. (3)

ص: 107


1- كتاب سليم بن قيس 235 بتفاوت.
2- سوره 5 - آيه 67
3- كتاب سليم بن قيس 289،بتفاوت غير مؤثر.

السادس و الأربعون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أيّها الناس إنّ مناقبي أكثر من أن تحصي أو تعد ما أنزل اللّه في كتابه من ذلك و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،[أكتفي بها عن جميع مناقبي و فضلي...سأل رسول اللّه]عن قوله: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) .

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنزلها اللّه عزّ و جلّ في الأنبياء و أوصيائهم و أنا أفضل أنبياء اللّه و رسله، و عليّ أخي و وصيّ أفضل الأوصياء،فقام نحو من سبعين رجلا من أهل بدر كلّهم من الأنصار و بقيّة من المهاجرين منهم من الأنصار أبو الهيثم التيهان و خالد بن زيد أبو أيّوب الأنصاري،و من المهاجرين عمّار بن ياسر فقالوا:نشهد أنا سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك،قال:فأنشدكم اللّه في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) و قال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) و قال: وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (4) ،فقال الناس:يا رسول اللّه أ خاصّة لبعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم؟فأمر اللّه نبيّه أن يعلمهم ولاة أمرهم و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجّهم،فنصبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم فقال:إنّ اللّه عزّ و جلّ أرسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أن النّاس يكذبوني فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني،ثمّ نادي بأعلي صوته بعد ما أن نادي بالصّلاة جامعة فصلّي بهم الظّهر ثمّ قال:يا أيّها الناس إنّ اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين و أنا أولي بهم من أنفسهم من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، فقام إليه سلمان الفارسي فقال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لاؤه كما ذا؟فقال:و لاؤه كولايتي من كنت أولي به من نفسه فأنزل اللّه عزّ و جلّ اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) فقال سلمان:يا رسول اللّه هذه الآيات في عليّ خاصّة؟فقال:نعم و في أوصيائه يوم القيامة فقال سلمان:يا رسول اللّه سمهم لي،فقال عليّ أخي و وزيري و خليفتي في أمّتي و ولي كلّ مؤمن بعدي و أحد عشر إماما ابني الحسن و ابني الحسين ثمّ التّسعة من ولده واحدا بعد واحد القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه حتّي يردوا علي الحوض.فقام اثني عشر رجلا من البدريين فشهدوا أنا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما قلت سواء لم تزد فيه و لم تنقص منه،و قال بقيّة السّبعين:قد سمعنا كما قلت و لم نحفظه كلّه و هؤلاء اثنا عشر خيارنا و أفضلنا،فقال:صدقتم ليس كلّ إنسان يحفظ بعضهم أحفظ من بعض،فقام من الاثني عشر أربعة:أبو التّيهان و أبو أيّوب الأنصاري و عمّار و خزيمة بن ثابت ذو الشّهادتين فقالوا:نشهد أنا قد حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 108


1- سوره 56 - آيه 10
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 9 - آيه 16
5- سوره 5 - آيه 3

يومئذ و علي قائم إلي جنبه:يا أيّها الناس انّ اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيّي فيكم و خليفتي من أهل بيتي بعدي في أمّتي،و الذي فرض اللّه طاعته علي المؤمنين في كتابه فأمركم فيه بولايته،فراجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبها فاوعدني لأبلّغها أو ليعاقبني،يا أيّها الناس إنّ اللّه جلّ ذكره أمركم في كتابه بالصّلاة و قد بيّنتها لكم و سمّيتها و الزكاة و الصّوم و الحجّ فبيّنته و فسّرته لكم و أمركم في كتابه بولايته،و إنّي أشهدكم أيّها الناس إنّها خاصّة لعليّ و أوصيائي من ولدي و ولده أوّلهم ابني حسن ثمّ ابني حسين ثمّ تسعة من ولد الحسين عليه السّلام لا يفارقون الكتاب حتّي يردوا عليّ الحوض،أيّها الناس قد أعلمتكم الهدي بعدي و وليّكم و إمامكم و هاديكم بعدي و هو أخي عليّ بن أبي طالب،و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلّدوه و اطيعوه في جميع اموركم،فإنّ عنده جميع ما علّمني اللّه و أمرني أن أعلّمه إيّاه و أن أعلمكم أنّه عنده فسألوه و تعلموا منه و من أوصيائه و لا تعلّموهم و لا تقدّموهم و لا تخلّفوا عنهم فإنّهم مع الحق و الحق معه لا يزايلونه و لا يزايلهم، فقال عليّ:أيّها الناس أ تعلمون انّ اللّه أنزل في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) .

فجمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاطمة و الحسن و الحسين و نحن معه في كساء،فقال:اللّهمّ أحبّني و عترتي و خاصّتي و أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا،فقالت أمّ سلمة:و أنا،فقال:

و أنت إلي خير إنّما أنزلت فيّ و في أخي و ابنتي و ابني الحسن و ابني الحسين و في تسعة من ولد الحسين عليه السّلام خاصّة ليس معنا اجلها،فقام جلّهم فقالوا:نشهد انّ أمّ سلمة حدّثتنا ذلك،فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك فحدّثنا به كما حدّثتنا أم سلمة،فقال عليّ:فانشدكم اللّه أ تعلمون انّ اللّه أنزل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2) ،فقال سلمان:يا رسول اللّه أ عامّة هي أم خاصّة؟قال:أمّا المأمورون فالعامّة مع المؤمنين أمروا بذلك،و أمّا الصّادقون فخاصّة لأخي عليّ و لأوصيائي من بعده إلي يوم القيامة،قال عليّ:فقلت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة تبوك:يا رسول اللّه لم خلّفتني؟فقال:إنّ المدينة لا تصلح إلاّ لي أو لك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة فإنّه لا نبوّة بعدي

فقام رجال ممّن معه منّ المهاجرين و الأنصار فقالوا:نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول اللّه في غزوة تبوك.

السابع و الأربعون: في كتاب سليم بن قيس الهلالي أنّه روي أبان عن سليم و عمر بن سلمة -حديثهما واحد هذا و ذلك-قالا:قدم معاوية حاجّا في أمارته بعد ما قتل عليّ عليه السّلام و بايعه الحسن،

ص: 109


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 9 - آيه 119

فاستقبله أهل المدينة،فنظر فإذا الّذين استقبلوه من قريش أكثر من الأنصار،فسأل عن ذلك فقالوا:

إنّهم احتاجوا ليس لهم دواب،قال:فأين نواضحهم قال قيس بن سعد بن عبادة و كان سيّد الأنصار و ابن سيّدهم:أفنوها يوم بدر و أحد و ما بعدهما من مشاهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين ضربوا أباك علي الإسلام حتّي ظهر أمر اللّه و أنتم كارهون يا معاوية ما تعيرنا بنواضحنا،أما و اللّه لقد لقيناكم عليها يوم بدر و أنتم جاهدون علي إطفاء نور اللّه و أن تكون كلمة الشيطان هي العليا،ثمّ دخلت أنت و أبوك في الدّين كرها كما ضربناكم عليه،فقال معاوية:كأنّك تمن علينا بنصرتكم إيّانا فللّه و لقريش بذلك المنّ و الطول إذ جعلكم أنصارنا و أتباعنا فهداكم اللّه قال قيس:إنّ اللّه بعث محمّدا رحمة للعالمين إلي الناس كافّة إلي الانس و الجنّ و الأحمر و الأسود و اختاره لنبوته و اختصه برسالته،فكان أوّل من صدّق به و آمن به عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يذبّ عنه و يمنع منه و يحول بين كفّار قريش و بين أن يردعوه و يؤذوه،و أمره بتبليغ رسالات ربّه،فلم يزل ممنوعا من الضّيم و الاذي حتّي مات عمّه، و أمر ابنه عليّ بن أبي طالب بمؤازرته و نصرته فآزره عليّ و نصره و جعل نفسه دونه في كلّ شديدة و كلّ ضيق و كلّ خوف،فاختصّ بذلك عليّ من بين قريش و أكرمه بين جميع العرب و العجم، فجمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جميع بني عبد المطلّب و هم يومئذ أربعون رجلا،فدعاهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خادمهم منهم يومئذ عليّ بن أبي طالب،و رسوله يومئذ في حجر عمّه أبي طالب فقال:أيّكم يكون أخي و وزيري و وصيّي و خليفتي في أمّتي و ولي كلّ مؤمن بعدي،فسكت القوم حتّي أعادها ثلاث مرّات،فقال عليّ عليه السّلام:أنا يا رسول اللّه،فوضع رسول اللّه يده علي رأس عليّ عليه السّلام فوضع رأسه في حجره ثمّ تفل في فيه فقال:اللّهمّ املأ جوفه حكما و علما و فهما.

فقال أبو لهب:يا أبا طالب اسمع الآن و أطع لابنك عليّ إذ جعله اللّه من نبيّه بمنزلة هارون من موسي،و آخي بين الناس و آخي بينه و بين نفسه،و لم يدع قيس بن سعد شيئا من مناقبه إلاّ ذكرها و أحتجّ بها،و منهم أهل البيت جعفر بن أبي طالب الطيّار في الجنّة بجناحين اختصّه اللّه بذلك من بين الناس،و منهم حمزة سيّد الشّهداء،و منهم سيّدة نساء أهل الجنّة الطّاهرة المطهّرة الطيّبة المباركة،فنحن في اللّه خير منكم يا معشر قريش و أحبّ إلي اللّه و الي رسوله و أهل بيته منكم لقد قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاجتمعت الأنصار إلي أبي بكر فقالوا:نبايع سعدا،فجاءت قريش بحجة عليّ عليه السّلام و أهل بيته و خاصمونا بحقّه و قرابته فما يعدوا قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار أو ظلموا آل محمّد،و لعمري ما لأحد من الأنصار و لا من قريش و لا من العرب و لا من العجم في الخلافة حق و لا نصيب مع عليّ بن أبي طالب و ولده من بعده عليهم السّلام،فغضب معاوية و قال:يا ابن سعد عن من أخذت

ص: 110

هذا؟و عن من ترويه؟و ممّن سمعته،أبوك حدّثك بهذا و عنه أخذت؟

فقال له قيس بن سعد:أخذته عن من هو خير من أبي و أعظم عليّ حقّا من أبي.

قال:من هو؟

قال:عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أخذته من عالم هذه الأمّة و ربّانيها و صديقها و فاروقها الذي أنزل اللّه فيه ما أنزل قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1) ،فلم يدع آية نزلت فيه إلاّ ذكرها،فقال معاوية:إنّ صدّيقها أبو بكر و فاروقها عمر و الذي عنده علم الكتاب عبد اللّه بن سلام، قال قيس:أحق بهذه الأسماء و أولي بها الذي أنزل اللّه فيه أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (2) الذي أنزل اللّه فيه إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) و الذي نصبه رسول اللّه بغدير خم،فقال:

من كنت أولي به من نفسه فعليّ أولي به من نفسه و قال في غزوة تبوك:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي الحديث. (4)

الثامن و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفار عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن الأعمش عن عباية الاسدي قال:كان عبد اللّه بن العبّاس جالسا علي شفير زمزم يحدّث الناس فلمّا فرغ من حديثه أتاه رجل فسلم عليه،ثمّ قال:يا عبد اللّه إنّي رجل من أهل الشّام،فقال:

أعوان كلّ ظالم إلاّ من عصم اللّه منكم سل عمّا بدا لك،فقال:يا عبد اللّه بن عبّاس إنّي أسألك عن من قتله عليّ بن أبي طالب من أهل لا إله إلاّ اللّه لم يكفروا بصلاة و لا بحجّ و لا بصوم شهر رمضان و لا بزكاة؟

فقال له عبد اللّه:ثكلتك أمّك سل عمّا يعنيك ودع ما لا يغنيك،فقال:ما جئتك أضرب إليك من حمص للحجّ و لا للعمرة و لكن أتيتك للشّرح في أمر عليّ بن أبي طالب و فعاله،فقال له:و يلك إن علم العالم صعب و لا يحتمله و لا تقربه القلوب الصدئة،أخبرك:أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام كان مثله في هذه الأمّة كمثل موسي و العالم عليهما السلام و ذلك أنّ اللّه تبارك و تعالي قال في كتابه:

يا مُوسي إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَي النّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّاكِرِينَ وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ (5) فكان موسي عليه السّلام يري أنّ جميع الأشياء تثبت له كما ترون أنتم،و أن علمائكم قد اثبتوا جميع الأشياء،فلمّا انتهي موسي ساحل البحر فلقي العالم فاستنطق موسي ليصل علمه و لا يحسده كما حسدتم أنتم عليّ بن أبي طالب فأنكرتم فضله،فقال

ص: 111


1- سوره 13 - آيه 43
2- سوره 11 - آيه 17
3- سوره 13 - آيه 7
4- كتاب سليم بن قيس 311-314.
5- سوره 7 - آيه 144

له موسي:هل أتبعك علي أن تعلمن مما علّمت رشدا؟فعلم العالم أنّ موسي لا يطيق بصحبته و لا يصبر علي علمه فقال له:إنّك لن تستطيع معي صبرا و كيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا،فقال له موسي:ستجدني إن شاء اللّه صابرا و لا أعصي لك أمرا،فعلم العالم أنّ موسي عليه السّلام لا يصبر علي علمه فقال:فإنّ اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتّي أحدث لك منه ذكرا،قال:فركبا السّفينة فخرقها العالم فكان خرقها للّه عزّ و جلّ رضي و سخط لموسي،و لقي الغلام فقتله و كان قتله للّه عزّ و جلّ رضا و سخط لذلك موسي،و أقام الجدار و كان أقامته للّه عزّ و جلّ رضا و سخط موسي لذلك،كذلك كان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لا يقتل إلاّ من كان قتله للّه رضا و لأهل الجهالة من الناس سخط،أجلس حتّي أخبرك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تزوّج زينب بنت جحش فأولم و كانت وليمته الحيس كان يدعو عشرة عشرة فكانوا إذا أصابوا طعام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله استأنسوا إلي حديثه و استغنموا النّظر إلي وجهه،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يشتهي أن يخففوا عنه فيخلو له المنزل لأنّه حديث عهد بعرس و كان يكره أذي المؤمنين له،فأنزل اللّه عزّ و جلّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلي طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَ اللّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (1) ،فلمّا نزلت هذه الآية كان الناس إذا أصابوا طعام نبيّهم لم يلبثوا أن يخرجوا.

قال:فلبث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سبعة أيّام و لياليهن عند زينب بنت جحش،ثمّ تحول إلي بيت أم سلمة بنت أبي أميّة و كان ليلتها و صبيحة يومها فلمّا تعالي النّهار انتهي عليّ عليه السّلام إلي الباب فدقّه دقا خفيفا له،عرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دقه و أنكرته أم سلمة فقال لها:يا أمّ سلمة قومي فافتحي له الباب، فقالت:يا رسول اللّه من هذا الذي يبلغ من خطره أقوم فافتح له الباب و قد نزل فينا بالأمس ما قد نزل من قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ (2) فمن هذا الذي بلغ من خطره أن استقبله بمحاسني و معاصمي؟قال:فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كهيئة المغضب:من يطع الرسول فقد أطاع اللّه قومي فافتحي له الباب فإنّ بالباب رجلا ليس بالخرق و لا بالنزق و لا بالعجول في أمره يحبّ اللّه و رسوله و ليس بفاتح الباب حتّي يتواري عنه الوطي فقامت أمّ سلمة و هي لا تدري من في الباب غير أنّها قد حفظت النّعت و المدح فمشت نحو الباب و هي تقول:بخ بخ لرجل يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله،ففتحت له الباب قال:فأمسك بعضادتي الباب و لم يزل قائما حتّي خفي عليه الوطي و دخلت أمّ سلمة فقال:تعرفينه؟

قالت:نعم و هنيئا له هذا عليّ بن أبي طالب،فقال:صدقت يا أمّ سلمة هذا عليّ بن أبي طالب

ص: 112


1- سوره 33 - آيه 53
2- سوره 33 - آيه 53

لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا أمّ سلمة اسمعي و أشهدي هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و هو عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه و هو الوصيّ علي الأموات من أهل بيتي و الخليفة علي الأحياء من أمّتي و أخي في الدّنيا و الآخرة و هو معي في السّنام الأعلي،أشهدي يا أمّ سلمة و احفظي أنّه قاتل النّاكثين و القاسطين و المارقين،فقال الشامي:فرجت عنّي يا عبد اللّه بن العبّاس أشهد أن عليّ بن أبي طالب مولاي و مولي كلّ مسلم (1).

و روي هذا الحديث صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطّاهرة بإسناده المتّصل عن الأعمش عن عباية الاسدي عن ابن عبّاس عن أم سلمة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحديث بطوله.

التاسع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ بن الحسن السكري قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن زكريا بن دينار الغلابي قال:

حدّثنا عليّ بن حكيم قال:حدّثنا الرّبيع بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن الحسن عن محمّد بن عليّ عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري.

قال الغلابي:و حدّثني شعيب بن واقد قال:حدّثني إسحاق بن جعفر بن محمّد عن الحسين بن عيسي بن زيد بن عليّ عن أبيه عليّ عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه و قال الغلابي:و حدّثنا العبّاس بن بكّار قال:حدّثنا حرب بن ميمون عن أبي حمزة الثمالي عن زيد بن عليّ عن أبيه عليه السّلام قال:لمّا ولدت فاطمة عليها السّلام الحسن عليه السّلام قالت لعلي عليه السّلام:سمه،قال:ما كنت لا سبق باسمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله]فأخرج إليه في خرقة صفراء،فقال:أ لم أنهكم أن تلفّوه في خرقة صفراء،ثمّ رمي بها و أخذ خرقة بيضاء فلفه فيها،ثمّ قال لعليّ عليه السّلام:هل سميته،فقال:ما كنت لأسبقك باسمه،فقال:و ما كنت لأسبق ربّي عزّ و جلّ،فأوحي اللّه تبارك و تعالي إلي جبرائيل عليه السّلام أن ولد لمحمّد ابن فاهبط فأقرأه السلام و هنّه و قل له إنّ عليّ منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم ابن هارون،فهبط جبرائيل عليه السّلام فهنّاه من اللّه تعالي جلّ جلاله ثمّ قال:إن اللّه جل جلاله يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون،قال:و ما كان اسمه؟قال:شبيرا،قال:لساني عربيّ،قال:سمّه الحسين. (2)

الخمسون: ابن بابويه بإسناده السّابق عن العبّاس بن بكار قال:حدّثنا عبّاد بن كثير و أبو بكر الذهلي عن ابن الزّبير عن جابر قال:لمّا حملت فاطمة بالحسن فولدت،و قد كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أمرهم

ص: 113


1- علل الشرائع:/64/1ح 3.
2- علل الشرائع:/137/1ح 5،و قد أنقص منه في الكتاب قصة تسمية الحسن عليه السّلام.

أن يلفوه في خرقة بيضاء فلفّوه في صفراء،و قالت فاطمة عليها السّلام:يا عليّ سمّه،فقال:ما كنت لأسبق باسمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فجاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأخذه و قبّله و أدخل لسانه في فيه و جعل الحسن عليه السّلام يمصه ثمّ قال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ لم أتقدّم إليكم أن لا تلفّوه في خرقة صفراء فدعا بخرقة بيضاء فلفّه فيها و رمي الصّفراء:و أذّن في أذنه اليمني و أقام في اليسري،ثمّ قال لعليّ عليه السّلام:ما سمّيته؟

قال:ما كنت لأسبقك باسمه،فأوحي اللّه تعالي عزّ ذكره إلي جبرائيل عليه السّلام أنّه قد ولد لمحمّد ابن فاهبط إليه فاقرأه السلام فهنّئه منّي و منك و قل له:إنّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم ابن هارون،قال:ما كان اسمه؟قال:شبر،قال:لساني عربي،قال:سمّه الحسن،فسمّاه الحسن،فلمّا ولد الحسين جاء إليهم النبيّ ففعل به كما فعل بالحسن عليه السّلام،و هبط جبرائيل عليه السّلام علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:

إنّ اللّه تبارك و تعالي يقرئك السلام و يقول لك:إنّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم ابن هارون،قال:و ما كان اسمه؟قال:شبيرا،قال:لساني عربي،قال:فسمّه الحسين فسمّاه الحسين. (1)

الحادي و الخمسون: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي رحمه اللّه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا نصر بن أحمد البغدادي قال:حدّثنا عيسي بن مهران قال:

حدّثنا محول قال:أخبرنا عبد الرّحمن بن الاسود عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه و عمّه عن أبيهما عن أبي رافع قال:انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطب الناس فقال:أيّها الناس إنّ اللّه عزّ و جلّ أمر موسي و هارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا و أمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب و لا يقرب فيه النساء إلاّ هارون و ذرّيته و إنّ عليّا منّي بمنزلة هارون من موسي،فلا يحلّ أن يقرب النساء في مسجدي و لا يبيت فيه جنب إلاّ عليّ و ذرّيّته فمن ساءه ذلك فههنا و ضرب بيده نحو الشّام.

الثاني و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا نصر بن أحمد البغدادي قال:حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سالم بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قام خطيبا فقال:إنّ رجالا لا يجدون في أنفسهم أن أسكّن عليّا في المسجد و أخرجهم،و اللّه ما أخرجتهم و أسكنته،بل اللّه أخرجهم و أسكنه إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحي إلي موسي و أخيه أن ابنوا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة و أقيموا الصلاة،ثمّ أمر موسي أن لا يسكن مسجده و لا ينكح فيه و لا يدخله جنب إلاّ هارون

ص: 114


1- علل الشرائع:/138/1ح 7.

و ذرّيّته،و إنّ عليّا منّي بمنزلة هارون من موسي و هو أخي دون أهلي و لا يحلّ لأحد أن ينكح فيه النساء إلاّ عليّ و ذرّيته فمن ساءه فهاهنا و أشار بيده نحو الشّام. (1)

الثالث و الخمسون: ابن بابويه بإسناده في حديث طويل قال:لمّا قدم معاوية دخل إليه سعد-يعني سعد بن أبي وقّاص-فقال:يا أبا إسحاق ما الذي منعك أن تعينني علي الطّلب بدم المظلوم-يعني عثمان-فقال:ما كنت أقاتل معك عليّا و قد سمعت رسول اللّه يقول له أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،قال:أنت سمعت هذا من رسول اللّه؟قال:نعم و إلاّ صمّتا،قال:أنت الآن أقل عذرا في القعود عن النّصرة فو اللّه لو سمعت هذا من رسول اللّه ما قاتلته،و قد أحال فقد سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام أكثر من ذلك فقاتله و هو بعد مفارقته الدنيا يلعنه و يشتمه،و يري أنّ ملكه و ثبات قدرته بذلك لأنّه أراد أن يقطع عذر سعد عن القعود عن نصرته و اللّه المستعان. (2)

الرابع و الخمسون: ما حكاه الشّيخ المفيد في كتاب العيون و المحاسن قال:دخل ضرّار بن عمرو الضبّي علي يحيي بن خالد البرمكي فقال له:يا أبا عمر هل لك في مناظرة رجل هو ركن الشّيعة؟فقال ضرّار:هلم من شئت،فبعث إلي هشام بن الحكم رضي اللّه عنه فأحضره فقال له:يا أبا محمّد هذا ضرار و هو من قد علمت في الكلام و الخلاف لك فكلّمه في الإمامة،فقال:نعم ثمّ أقبل علي ضرّار فقال:يا أبا عمرو خبّرني علي ما تجب الولاية و البراءة علي الظّاهر أم علي الباطن؟

فقال ضرّار:بل علي الظّاهر فإنّ الباطن لا يدرك إلاّ بالوحي.

قال هشام:صدقت،فخبرني الآن أي الرّجلين كان أذبّ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالسّيف و القتل لأعداء اللّه تعالي بين يديه،و أكثر ثوابا و آثارا في الجهاد أ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أم أبو بكر؟

فقال:عليّ بن أبي طالب و لكن أبو بكر كان أشدّ يقينا،قال:هشام هذا هو الباطن الذي تركنا الكلام فيه و قد اعترفت لعلي عليه السّلام بظاهر علمه فوجب لعليّ من الولاية ما لم يجب لأبي بكر،فقال ضرّار:هذا هو الظّاهر نعم،ثمّ قال له هشام:أ فليس إذا كان الظّاهر مع الباطن فهو الفضل الذي لا يدفع؟

فقال ضرّار:بلي.

فقال له هشام:أ لست تعلم أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فقال ضرّار:بلي.

ص: 115


1- علل الشرائع:/202/1ح 3.
2- علل الشرائع:/222/1باب 160.

فقال له هشام:أ فيجوز أن يقول له هذا القول و هو عنده في الباطن غير مؤمن؟

قال:لا.

فقال له هشام:فقد صحّ لعليّ عليه السّلام ظاهره و باطنه و لم يصحّ لصاحبك لا ظاهر و لا باطن (1).

الخامس و الخمسون: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن عليّ بن معمّر عن محمّد بن عليّ بن عكاية التميمي عن الحسين بن النّضر الفهري عن أبي عمرو الاوزاعي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة له عليه السّلام قال:إنّ اللّه تبارك و تعالي اسمه امتحن بي عباده و قتل بي أضداده و أفني بسيفي جحّاده و جعلني زلفة للمؤمنين و حياض موت علي الجبّارين و سيفه علي المجرمين،و شدّ بي أزر رسوله و أكرمني بنصره و شرفني بعلمه و حبّاني بأحكامه و اختصّني بوصيّته و اصطفاني بخلافته في أمّته فقال صلّي اللّه عليه و آله و قد حشده المهاجرون و الأنصار و انفضّت بهم المحافل:أيّها الناس إنّ عليّ منّي كهارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، فعقل المؤمنون عن اللّه نطق الرسول إذ عرفوه أنّي لست بأخيه لأبيه و أمّه كما كان هارون آخي لموسي لأبيه،و لا كنت نبيّا فاقتضي نبوّة و لكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسي هارون عليه السّلام حيث يقول: اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (2) .

و قوله حين تكلّمت طائفة فقالت:نحن موالي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،إلي حجّة الوداع ثمّ صار إلي غدير خم فأمر فأصلح له شبه المنبر ثمّ علاه و أخذ بعضدي حتّي رئي بياض إبطيه رافعا صوته قائلا في محفله،من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و كانت علي ولايتي ولاية اللّه و علي عداوتي عداوة اللّه و أنزل اللّه عزّ و جلّ في ذلك اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) ،فكانت ولايتي كمال الدّين و رضي الرّبّ جلّ ذكره،فأنزل تبارك و تعالي اختصاصا لي و تكرما نحّلنيه و إعظاما و تفضّلا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منحنيه و هو قوله: ثُمَّ رُدُّوا إِلَي اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (4) في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع و طال لها الاستماع و لئن تقمصها دوني الأشقيان و نازعاني فيما ليس لهما بحقّ و ركباها ضلالة و اعتقداها جهالة،فلبئس ما عليها وردا و لبئس ما لأنفسهما،فهذا يتلاعنان في دورهما و يبرأ كلّ منهما من صاحبه،يقول لقرينه:إذا التقيا يا لَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (5) فيجيبه الأشقي علي رثوثة:يا ليتني لم اتّخذك خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (6) ،فأنا الذّكر الذي عنه ضلّ و السّبيل الذي عنه

ص: 116


1- الفصول المختارة للشيخ المفيد 28.
2- سوره 7 - آيه 142
3- سوره 5 - آيه 3
4- سوره 6 - آيه 62
5- سوره 43 - آيه 38
6- سوره 25 - آيه 28

مال و الإيمان الذي به كفر و القرآن الذي إيّاه هجر و الدّين الذي به كذب و الصّراط الذي عنه نكب، و لإن وقعا في الحطام المنصرم و الغرور المنقطع و كانا منه علي شفا حفرة من النّار لهما علي شر ورود في أخيب وفود و ألعن مورود،يتصارخان باللعنة،يتناقعان بالحسرة ما لهما من راحة و لا عن عذابهما مندوحة،إنّ القوم لم يزالوا عبّاد أصنام و سدنة أوثان يقيمون لها المناسك و ينصبون لها العتائر و يتّخذون لها القربان و يجعلون لها البحيرة و الوصيلة و السّائبة و الحام و يستقسمون بالأزلام، عامهين عن اللّه عزّ ذكره حائرين عن الرّشاد و مهطعين إلي البعاد،قد استحوذ عليهم الشيطان و غمرتهم سوداء الجاهلية و رضعوها جهالة و انفطموها خلاله،فأخرجنا اللّه إليهم رحمة و أطلعنا عليهم رأفة و اسفر بنا علي الحجب نورا لمن اقتبسه و فضلا لمن اتبعه و تأييدا لمن صدّقه و الحديث طويل. (1)

السادس و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال:حدّثنا أحمد بن عليّ الاصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن موسي العبسي عن محمّد بن عليّ السّلمي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في عليّ خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا قوله عليه السّلام:من كنت مولاه فعليّ مولاه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ منّي كهارون من موسي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ منّي و أنا منه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ منّي كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم،ولي عليّ ولي اللّه و عدوّ عليّ عدوّ اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ حجّة اللّه و خليفته علي عباده،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم،حبّ عليّ إيمان و بغضه كفر،و قوله:حزب عليّ حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم:عليّ مع الحق و الحق معه لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض،و قوله عليه السّلام:عليّ قسيم الجنّة و النّار و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم:من فارق عليّا فقد فارقني و من فارقني فارق اللّه عزّ و جلّ،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم:شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة. (2)

السابع و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيشابوري بنيشابور في شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النّيشابوري عن الفضل بن شاذان قال:سأل المأمون عليّ بن موسي الرّضا عليه السّلام أن يكتب له محض الإسلام علي الايجاز و الاختصار فكتب إليه عليه السّلام:إن محض الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له إلها

ص: 117


1- الكافي:/26/8ح 4.
2- أمالي الصدوق /149مجلس /20ح 1.

واحدا أحدا صمدا قيّوما سميعا بصيرا قديرا قديما عالما،لا يجهل قادرا لا يعجز غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور و أنّه خالق كلّ شيء و ليس كمثله شيء و هو السّميع البصير،لا شبه له و لا ضدّ له و لا ندّ و لا كفوا،و أنّه المقصود بالعبادة و الدّعاء و الرّهبة،و أنّ محمّدا عبده و رسوله و أمينه و صفوته و صفيّه من خلقه و سيّد المرسلين و خاتم النبيّين و أفضل العالمين و لا نبيّ بعده و لا تبديل لملّته و لا تغيّر لشريعته،و أنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحق المبين و التصديق بجميع ما مضي قبله من رسل اللّه و أنبيائه و حججه،و التّصديق بكتابه الصّادق العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد،و أنّه المهيمن علي الكتب كلّها و أنّه حق من فاتحته إلي خاتمته،يؤمن بمحكمه و متشابهه و خاصّه و عامّة و وعده و وعيده و ناسخه و منسوخه و قصصه و أخباره لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله،و أنّ الدّليل بعده و الحجّة علي المؤمنين و القائم بأمر المرسلين و الناطق عن القرآن و العالم بأحكامه أخوه و خليفته و وليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسي عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجلين و أفضل الوصيّين و وارث علم النبيين و المرسلين،و بعده الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة،ثمّ عليّ بن الحسين زين العابدين،ثمّ محمد بن عليّ باقر علم النبيين،ثمّ جعفر بن محمد الصّادق وارث علم الوصيّين،ثمّ موسي بن جعفر الكاظم،ثمّ عليّ بن موسي الرّضا،ثمّ محمّد بن عليّ،ثمّ عليّ بن محمّد،ثمّ الحسن بن عليّ،ثمّ الحجّة القائم المنتظر المهدي ولده صلوات اللّه عليهم أجمعين، أشهد لهم بالإمامة و الوصيّة و أنّ الأرض لا تخلو من حجّة اللّه علي خلقه في كلّ عصر و أوان،و أنّهم العروة الوثقي و أئمّة الهدي و الحجّة علي أهل الدّنيا إلي أن يرث اللّه الأرض و من عليها،و أنّ كلّ من خالفهم ضال مضلّ تارك للحقّ،و أنّهم المعبّرون عن القرآن و النّاطقون عن الرّسل صلوات اللّه عليهم بالبيان،و من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة،و من دينهم الورع و الفقه و الصّدق و الصلاح و الاستقامة و الاجتهاد و أداء الأمانة إلي البرّ و الفاجر،و طول السّجود و صيام النّهار و قيام الليل و اجتناب المحارم و انتظار الفرج بالصّبر و كرم الصّحبة،ثمّ ذكر صفّة الوضوء و ساق الحديث في الفقه (1).

الثامن و الخمسون: السيّد الأجل أبو القاسم عليّ بن موسي بن جعفر بن طاوس في الطرائف الثّلاث و الثلاثين في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بالامامة و الخلافة و الوصيّة قال:الطرفة العاشرة في تصريح النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عند الوفاة بخلافة عليّ عليه السّلام علي الصّغار و الكبار و جميع

ص: 118


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/129/1ب /35ح 1.

أهل الأمصار بمحضر الأنصار،عن أبي الحسن موسي بن جعفر عن أبيه عليهما السّلام قال:لمّا حضرت رسول اللّه الوفاة دعا الأنصار و قال:يا معاشر الأنصار قد حان الفراق و قد دعيت و أنا مجيب الدّاعي، و قد جاورتم فأحسنتم الجوار و نصرتم فأحسنتم النصرة و واسيتم في الأموال و وسعتم في المسكن و بذلتم للّه مهج النفوس و اللّه مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفي،و بقيت واحدة و هي تمام الأمر و خاتمة العمل،العمل معها مقرون جميعا،إنّي أري أن لا أفرّق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست،من أتي بواحدة و ترك الاخري كان جاحدا للأولي و لا يقبل اللّه منه عملا من الأعمال.

قالوا:يا رسول اللّه أين لنا نعرفها فلا نمسك عنها فنضل و نرتد عن الإسلام و النّعمة من اللّه و رسوله علينا،فقد أنقذنا اللّه بك من الهلكة يا رسول اللّه قد بلغت و نصحت و أدّيت و كنت بنا رءوفا رحيما شفيقا مشفقا فما هي يا رسول اللّه؟

قال لهم:كتاب اللّه و أهل بيتي فإنّ الكتاب هو القرآن ففيه الحجّة و النور و البرهان كلام اللّه جديد غض طري و شاهد و حاكم عادل و لنا قائد بحلاله و حرامه و أحكامه يقوم به غدا فيحاج به أقواما فنزلّ أقدامهم عن الصّراط،و احفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإنّ اللطيف الخبير قال:إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض،ألا و إن الإسلام سقف تحته دعامة و لا يقوم السّقف إلاّ بها فلو أنّ أحدكم أتي بذلك السّقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النّار،أيّها الناس الدّعامة دعامة الإسلام و ذلك قوله تعالي إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ (1) فالعمل الصّالح طاعة الإمام ولي الأمر و التمسّك بحبل اللّه أيّها الناس أ فهمتم؟اللّه،اللّه في أهل بيتي مصابيح الظلم و معادن العلم و ينابيع الحكم و مستقرّ الملائكة،منهم وصيّي و أميني و وارثي منّي بمنزلة هارون من موسي ألا هل بلغت؟و اللّه يا معاشر الأنصار ألا فاسمعوا ألا إن باب فاطمة بابي و بيتها بيتي فمن هتكه هتك حجاب اللّه،قال عيسي-يعني راوي الحديث-:فبكي أبو الحسن صلوات اللّه عليه طويلا و قطع عنه بقيّة الحديث و أكثر البكاء و قال:هتك حجاب اللّه هتك و اللّه حجاب اللّه هتك و اللّه حجاب اللّه يا أماه صلوات اللّه عليها (2).

التاسع و الخمسون: الشيخ أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج عن أبان ابن تغلب قال:قلت لأبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام:جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنكر علي أبي بكر فعله و جلوسه مجلس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

ص: 119


1- سوره 35 - آيه 10
2- لم أجده في كتاب الطرائف لابن طاوس،نعم نقله عنه العلامة المجلسي في كتاب الطرف،انظر البحار: /476/22ح 27.

فقال:نعم كان الذي أنكر علي أبي بكر اثنا عشر رجلا من المهاجرين:خالد بن سعد بن العبّاس و كان من بني أميّة و سلمان الفارسي و أبو ذر الغفاري و المقداد بن الاسود و عمّار بن ياسر و بريدة الأسلمي،و من الأنصار أبو الهيثم بن التيهان و سهل و عثمان ابنا حنيف و حزيمة بن ثابت ذو الشّهادتين و أبي بن كعب و أبو أيّوب الأنصاري،قال:فلمّا صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لبعض:و اللّه لتأتينّه و لتنزلنّه عن منبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قال الآخرون منهم:و اللّه لئن فعلتم ذلك إذا لعنتم علي أنفسكم و قد قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَي التَّهْلُكَةِ (1) فانطلقوا بنا إلي أمير المؤمنين لنستشيره و نستطلع رأيه،فانطلق القوم إلي أمير المؤمنين عليه السّلام بأجمعهم فقالوا:يا أمير المؤمنين تركت حقّا أنت أحق به و أولي منه لأنّا سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليّ مع الحق و الحق مع عليّ يميل مع الحق كيف مال،و لقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول اللّه فجئنا نستشيرك و نستطلع رأيك فيما تأمرنا،فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:و أيم اللّه لو فعلتم ذلك فما كنتم لهم إلاّ حربا و لكنّكم كالملح في الزّاد و كالكحل في العين،و أيم اللّه لو فعلتم ذلك لأتيتموني شاهرين بأسيافكم مستعدين للحرب و القتال إذن لأتوني،فقالوا لي:بايع و إلاّ قتلناك فلا بدّ أن أدفع القوم عن نفسي و ذلك انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أوعز لي قبل وفاته قال:يا أبا الحسن انّ الأمّة ستغدر بك من بعدي و ينقض فيك عهدي و إنّك منّي بمنزلة هارون من موسي،و إنّ الأمّة الهادية من بعدي بمنزلة هارون و من تبعه،و الأمّة الضالة من بعدي بمنزلة السّامري و من اتّبعه،فقلت يا رسول اللّه:فما تعهد إلي إذا كان ذلك،قال:إذا وجدت أعوانا فبادر إليهم و جاهدهم و إن لم تجد أعوانا كفّ يدك و أحقن دمك حتّي تلحق بي مظلوما و الحديث طويل (2).

الستون: الطبرسي في الاحتجاج أيضا عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:خطب الناس سلمان الفارسي رضي اللّه عنه بعد إذ دفن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بثلاثة أيّام فقال فيها:ألا يا أيّها الناس اسمعوا عنّي حديثي ثمّ اعقلوه عني ألا إني أوتيت علما كثيرا فلو حدّثتكم بكلّ ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه لقالت طائفة منكم هو مجنون،و قالت طائفة اخري اللّهمّ اغفر لقاتل سلمان ألا أنّ لكم منايا تتبعها بلايا ألا و إن عند عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه علم المنايا و البلايا و ميراث الوصايا و فصل الخطاب و أصل الانساب علي منهاج هارون بن عمران من موسي عليهما السّلام إذ يقول له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت وصيي في أهل بيتي و خليفتي في أمّتي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و لكنّكم أخذتم سنّة بني إسرائيل فأخطأتم الحق و أنتم تعلمون فلا

ص: 120


1- سوره 2 - آيه 195
2- الاحتجاج:97/1.

تعلمون،أما و اللّه لتركبنّ طبقا عن طبق علي سنّة بني إسرائيل حذو القذّة بالقذّة و النّعل بالنّعل،أما و الذي نفس سلمان بيده لو وليتموها عليه لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم،و لو دعوتم الطير في جوّ السّماء لأجابتكم،و دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم،و لما عال ولي اللّه و لا طاش سهم من فرائض اللّه و لا اختلف اثنان في حكم اللّه،و لكن أبيتم فوليتموها غيره فابشروا بالبلاء و أقنطوا من الرّخاء و قد نابذتكم علي سواء فانقطعت العصمة فما بيني و بينكم من الولاء عليكم بآل محمّد صلّي اللّه عليه و آله القادة إلي الجنّة و الدّعاة إليها يوم القيامة،عليكم بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فو اللّه لقد سلّمنا عليه بالولاية و أمرة المؤمنين مرارا جمة مع نبيّنا كلّ ذلك يأمرنا به و يؤكّده علينا،فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه،و قد حسد قابيل هابيل فقتله أو كفّار قد ارتدّت أمّة موسي بن عمران عليه السّلام، فأمر هذه الأمّة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم أيّها الناس ويحكم ما لنا و أبو فلان و فلان أ جهلتم أم تجاهلتم أم حسدتم أم تحاسدتم؟و اللّه لترتدن كفّار أ يضرب بعضكم رقاب بعض بالسّيف يشهد الشّاهد علي النّاجي بالهلكة و يشهد الشّاهد علي الكافر بالنّجاة،ألا و انّي أظهرت أمري و سلمت لنبيّي و اتّبعت مولاي و مولي كلّ مؤمن و مؤمنة عليّا أمير المؤمنين و سيّد الوصيّين و قائد الغر المحجلين و إمام الصّديقين و الشّهداء و الصّالحين. (1)

الحادي و الستون: الطبرسي في الاحتجاج عن محمّد و يحيي ابني عبد اللّه بن الحسن عن أبيهما عن جدّهما عن عليّ بن أبي طالب قال:لما خطب أبو بكر قام إليه أبيّ بن كعب و كان يوم الجمعة أوّل يوم من شهر رمضان فقال:يا معاشر المهاجرين الّذين اتّبعوا مرضات اللّه و أثني اللّه عليهم في القرآن،و يا معشر الأنصار الّذين تبوّءوا الدّار و الإيمان و اثني اللّه عليهم في القرآن تناسيتم أم نسيتم أم بدلتم أم غيرتم أم خذلتم أم عجزتم؟أ لستم تعلمون انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام فينا مقاما أقام فيه عليّ فقال:من كنت مولاه فهذا مولاه-يعني عليّ-و من كنت نبيّه فهذا أميره أ لستم تعلمون انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي طاعتك واجبة علي من بعدي كطاعتي في حياتي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أ لستم تعلمون انّ رسول اللّه قال:أوصيكم بأهل بيتي خيرا فقدّموهم و لا تقدموهم و أمّروهم و لا تأمروا،عليهم،أ لستم تعلمون انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل موته و قد جمعنا في بيت ابنته فاطمة عليها السّلام فقال:إنّ اللّه أوحي إلي موسي بن عمران عليه السّلام أن اتّخذ أخا من أهلك فاجعله نبيّا و أجعل أهله لك ولدا أطهرهم من الآفات و أخلّصهم من الرّيب،فاتّخذ موسي هارون أخا و ولده أئمّة لبني إسرائيل من بعده الّذين يحلّ لهم في مساجدهم ما يحلّ لموسي،و إنّ اللّه أوحي

ص: 121


1- الاحتجاج:151/1.

إلي أن اتّخذ عليّ أخاكما أن موسي اتّخذ هارون أخا و اتّخذ ولده ولدا فقد طهرتم كما طهرت ولد هارون إلاّ أنّي ختمت بك النبيّين فلا نبيّ بعدك فهم الأئمّة الهادية أ فما تبصرون؟أ فما تفهمون؟أ ما تسمعون؟ضربت عليكم الشّبهات فكان مثلكم كمثل رجل في سفر فأصابه عطش شديد حتّي خشي أن يهلك فلقي رجلا هاديا في الطّريق فسأله عن الماء،فقال له:أمامك عينان أحدهما مالحة و الأخري عذبة فإن أصبت المالحة ضللت و إن أصبت العذبة هديت و رويت.

فهذا مثلكم أيّتها الأمّة المهملة كما زعمتم،و أيم اللّه ما أهملتم لقد نصب لكم علما يحلّ لكم الحلال و يحرّم عليكم الحرام،و لو أطعتموه لما اختلفتم و لا تدابرتم و لا تقاتلتم و لا برئ بعضكم من بعض،فو اللّه إنّكم بعده لناقضوا عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إنكم علي عترته لمختلفون انّ هذا من غير ما يعلم أفتي برأيه فقد أبعدتم و تحاسرتم و زعمتم أنّ الخلاف رحمة،هيهات أبي الكتاب ذلك عليكم يقول اللّه تبارك و تعالي: وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (1) ثمّ أخبرنا باختلافكم فقال سبحانه: وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ (2) أي للرّحمة و هم آل محمّد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:يا عليّ أنت و شيعتك علي الفطرة و الناس منها براء،فهلا قبلتم من نبيّكم محمد صلّي اللّه عليه و آله كيف و هو خبركم بانتكاصكم عن وصيّه صلّي اللّه عليه و آله و أمينه و وزيره و أخيه و وليه،أطهركم قلبا و أعلمكم علما و أقدمكم سلما و أعظمكم وعيا عند رسول اللّه،أعطاه تراثه و أوصاه بعداته فاستخلفه علي أمته و وضع عنده سره فهو وليه دونكم أجمعين و أحق به منكم أجمعين،سيّد الوصيين و وصي خاتم المرسلين و أفضل المتقين و أطوع الأمة لربّ العالمين سلمتم عليه بخلافة المؤمنين في حياة سيّد النبيّين و خاتم المرسلين،فقد أعذر من أنذر و أدّي النّصيحة من وعظه و بصر من عمي فقد سمعتم كما سمعنا و رأيتم كما رأينا و شهدتم كما شهدنا،فقام عبد الرّحمن بن عوف و أبو عبيدة بن الجرّاح و معاذ بن جبل لعنهم اللّه، فقالوا:يا أبي أصابك خبل أم بك جنّة؟فقال:بل الخبل فيكم و اللّه كنت عند رسول اللّه فالفيته يكلّم رجلا أسمع كلامه و لا أري وجهه فقال فيما يخاطبه نصحه لك و لأمتك و أعلمه بسنّتك،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ فتري أمّتي تنقاد له من بعدي؟قال:يا محمّد تتبعه من أمّتك أبرارها و تخالف عليه من أمّتك فجّارها،و كذلك أوصياء النبيّين من قبلك،يا محمّد إن موسي بن عمران أوصي إلي يوشع بن نون و كان أعلم بني إسرائيل و أخوفهم للّه[و أطوعهم له]فأمره اللّه عزّ و جلّ أن يتخذه وصيا كما اتّخذّت عليّا وصيّا،و كما أمرت بذلك،فحسده بنو إسرائيل سبط موسي خاصّة فلعنوه و شتموه و عنفوه و وضعوا له،فإن أخذت أمّتك بسنن بني إسرائيل كذبوا وصيّك و جحدوا أمره

ص: 122


1- سوره 3 - آيه 105
2- سوره 11 - آيه 118

و ابتزوا خلافته و غالطوه في علمه فقلت:يا رسول اللّه من هذا؟

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هذا ملك من ملائكة ربّي عزّ و جلّ ينبّئني إنّ أمّتي تختلف علي وصيّي عليّ بن أبي طالب و إنّي أوصيك يا أبيّ بوصيّة إن حفظتها لم تزل بخير،يا أبيّ عليك بعليّ فإنّه الهادي المهديّ النّاصح لأمّتي المحيي لسنّتي و هو إمامكم بعدي فمن رضي بذلك لقيني علي ما فارقته عليه،يا أبيّ و من غيّر و من بدّل لقيني ناكثا لبيعتي عاصيا أمري جاحدا لنبوّتي لا أشفع له عند ربّي و لا أسقيه من حوضي،فقامت إليه رجال الأنصار فقالوا له:اقعد رحمك اللّه يا أبيّ فقد أدّيت ما سمعت و وفيت بعهدك (1).

الثاني و الستون: الطبرسي في الاحتجاج عن جعفر بن محمّد الصّادق عليه السّلام عن أبيه عن جدّه عليه السّلام قال:لمّا كان من أمر أبي بكر و بيعة الناس له و فعلهم بعلي لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط و يري منه الانقباض،فكبر ذلك علي أبي بكر و أحبّ لقائه و استخراج ما عنده و المعذرة إليه ممّا اجتمع الناس عليه و تقليدهم إياه أمر الأمّة و قلّة رغبته في ذلك و زهده فيه،أتاه في وقت غفلة و طلب منه الخلوة،فقال:يا أبا الحسن و اللّه ما كان هذا الأمر عن مواطاة منّي و لا رغبة فيما وقعت فيه و لا حرص عليه و لا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الأمّة،و لا قوّة لي بمال و لا كثرة العشيرة و لا استيثار به دون غيري،فما لك تضمر عليّ ما لا أستحقّه منك و تظهر لي الكراهة لما صرت فيه و تنظر إليّ بعين الشنآن لي؟قال:فقال عليّ:فما حملك عليه إذ لم ترغب فيه و لا حرصت عليه و لا وثقت بنفسك في القيام به قال:فقال أبو بكر:حديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله(إنّ اللّه لا يجمع أمّتي علي ضلال) و لمّا رأيت إجماعهم اتبعت حديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،و في نسخة قول النّبي صلّي اللّه عليه و آله و أحلت أن يكون إجماعهم علي خلاف الهدي من الضّلال فأعطيتهم قود الإجابة،و لو علمت أن أحدا يتخلّف لامتنعت،فقال عليّ عليه السّلام:أما ما ذكرت من حديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله(انّ اللّه لا يجمع أمّتي علي ضلال)أو كنت من الأمّة أو لم أكن،قال:بلي،قال:و كذلك العصابة الممتنعة عنك من سلمان و عمّار و المقداد و أبي ذر و ابن عبادة و من معه من الأنصار،قال:كلّ من الأمّة،قال عليّ عليه السّلام:فكيف تحتج بحديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أمثال هؤلاء قد تخلّفوا عنك و ليس للأمّة فيهم طعن و لا في صحبة الرسول صلّي اللّه عليه و آله و لصحبته منهم تقصير؟قال:ما علمت بتخلّفهم إلاّ من بعد الابرام و خفت أن قعدت عن الأمر أن يرجعوا الناس مرتدين عن الدّين فكان ممارستكم إلي أن أجبتم أهون مئونة علي الدّين و إبقاء من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعون كفّارا،و علمت أنّك لست بدوني في الابقاء عليهم و علي

ص: 123


1- الاحتجاج:154/1.

أديانهم،فقال عليّ عليه السّلام:أجل و لكن أخبرني عن الذي يستحقّ هذا الأمر بما يستحقّه،قال:فقال أبو بكر:بالنّصيحة و الوفاء و دفع المداهنة و المحاباة و حسن السيرة و إظهار العدل و العلم بالكتاب و السنّة و فصل الخطاب مع الزّهد في الدّنيا و قلّة الرّغبة فيها و إنصاف المظلوم من الظّالم للقريب و البعيد،ثمّ سكت فقال أبو بكر:و السّابقة و القرابة،فقال:[أبو بكر و السابقة و القرابة]:فقال عليّ:

أنشدك باللّه يا أبا بكر أ في نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ؟قال:أبو بكر بل فيك يا أبا الحسن.

قال:أنشدك باللّه أنا المجيب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل ذكران المسلمين أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا صاحب الأذان لأهل الموسم و لجميع الأمة بسورة براءة أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا وقيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بنفسي يوم الغار أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا المولي لك و لكلّ مسلم بحديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوم الغدير أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه إلي الولاية من اللّه مع ولاية رسوله في آية الزكاة بالخاتم أم لك؟

قال:بل لك.

قال:أنشدك باللّه إلي الوزارة مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و المثل من هارون من موسي أم لك؟

قال:بل لك.

قال:أنشدك باللّه بي برز رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بأهلي و ولدي في مباهلة المشركين أم بك و بأهلك ولدك؟

قال:بل بكم.

قال:فأنشدك باللّه إلي و لأهلي و ولدي آية التّطهير من الرّجس أم لك و لأهل بيتك؟

قال:بل لك و لأهل بيتك.

قال:فأنشدك باللّه أنا صاحب دعوة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أهلي و ولدي يوم الكساء(اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي إليك لا إلي النّار)أم أنت؟

قال:بل أنت و أهلك و ولدك.

قال:أنشدك باللّه أنا صاحب الآية يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (1) أم أنت؟

ص: 124


1- سوره 76 - آيه 7

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنت الذي ردت له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثمّ توارت أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنت الفتي الذي نودي من السّماء لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنت الذي حباك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله برايته يوم خيبر ففتح اللّه له أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت نفّست عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عن المسلمين بقتل عمرو بن عبد ودّ أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنت الذي ائتمنك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي رسالته إلي الجنّ فأجابت أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنا الذي طهّره اللّه من السفاح من لدن آدم إلي أبيه يقول رسول اللّه:خرجت أنا و أنت من نكاح لا من سفاح من لدن آدم إلي عبد المطلّب أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي اختارني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوّجني ابنته فاطمة،و قال:اللّه زوّجك إيّاها أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا والد الحسن و الحسين سبطيه و ريحانتيه إذ يقول:هما سيّدا شباب أهل الجنّة و أبوهما خير منهما أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أخوك المزيّن بالجناحين في الجنّة مع الملائكة أم أخي؟

قال:بل أخوك.

قال:فأنشدك باللّه أنا ضمنت دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ناديت في المواسم بانجاز موعده أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك فأنشدك باللّه أنا الذي دعاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الطير عنده يريد أكله،يقول:اللّهمّ آتني بأحبّ خلقك إلي و إليك بعدي يأكل معي من هذا الطير فلم يأته غيري أم أنت؟

ص: 125

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي بشّرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بقتل النّاكثين و القاسطين و المارقين علي تأويل القرآن أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي شهدت آخر كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وليت غسله و دفنه أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي دلّ عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعلم القضاء و فصل الخطاب بقوله عليّ أقضاكم أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أصحابه بالسّلام عليه بالإمرة في حياته أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي سبقت له القرابة من رسول اللّه أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حباك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالدينار عند حاجته إليه و باعك جبرائيل و أضفت محمّدا و أطعمت ولده؟

قال فبكي أبو بكر و قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حملك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي كتفه في طرح صنم الكعبة و كسره حتّي لو شئت أن تنال أفق السماء لنلتها أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قال لك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت صاحب لوائي في الدّنيا و الآخرة أم أنا؟قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي أمرك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفتح بابه في مسجده عند ما أمر بسد أبواب جميع أهل بيته و أصحابه و أحلّ لك فيه ما أحلّ اللّه له أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قدّمت بين يدي نجوي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صدقة فناجيته إذ عاتب اللّه قوما فقال: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (1) الآية أم أنا؟

ص: 126


1- سوره 58 - آيه 13

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لفاطمة:زوجتك أوّل الناس إيمانا و أرجحهم إسلاما في كلام له أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فلم يزل عليّ عليه السّلام يورد مناقبة التي جعل اللّه له و رسوله دونه و دون غيره،و يقول له أبو بكر بل أنت.

قال:فبهذا و شبهه يستحق القيام بأمور أمّة محمّد صلّي اللّه عليه و آله،فقال له عليّ عليه السّلام:فما الذي غرّك عن اللّه و عن رسوله و عن دينه و أنت خلوّ ممّا تحتاج إليه أهل دينه؟

قال فبكي أبو بكر و قال:صدقت يا أبا الحسن انظرني قيام يومي فادبر ما أنا فيه و ما سمعت منك،فقال عليّ عليه السّلام:لك ذلك يا أبا بكر،فرجع من عنده فطابت نفسه يومه لم يأذن لأحد إلي الليل،و عمر يتردّد في الناس لمّا بلغه من خلوته بعليّ،فبات في ليلته فرأي في منامه كأنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تمثّل له في مجلسه فقام إليه أبو بكر يسلّم عليه فولّي عنه وجهه فصار مقابل وجهه فسلّم عليه فولّي عنه وجهه،فقال أبو بكر:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أ أمرت بأمر لم أفعله؟

فقال:أرد عليك السلام و قد عاديت من والاه اللّه و رسوله رد الحق أهله.

فقلت:من أهله؟

قال:من عاتبك عليه عليّ.

قلت:فقد رددته عليه يا رسول اللّه.

ثمّ لم يره فأصبح أبو بكر إلي عليّ و قال:ابسط يدك يا أبا الحسن أبايعك فأخبره بما قد رأي.

قال:فبسط عليّ يده فمسح عليها أبو بكر و بايعه و سلّم إليه و قال له:اخرج إلي مسجد رسول اللّه فأخبرهم بما رأيت في ليلتي و ما جري بيني و بينك و أخرج نفسي من هذا الأمر و أسلّمه إليك.

قال:فقال عليّ عليه السّلام:نعم،فخرج من عنده متغيّرا لونه عاتبا نفسه،فصادفه عمر و هو في طلبه فقال ما لك يا خليفة رسول اللّه؟فأخبر بما كان منه و ما رأي و ما جري بينه و بين عليّ.

قال:فقال له عمر:أنشدك باللّه يا خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الاغترار بسحر بني هاشم و الثقة بهم عليه فليس هذا بأوّل سحر منهم،فما زال به حتّي ردّه عن رأيه و صرفه عن عزمه و رغّبه فيما هو فيه و الثّبات عليه و القيام به،قال:فأتي عليّ المسجد علي الميعاد فلم ير فيه منهم أحدا فأحسّ بشيء منهم فقعد إلي قبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فمرّ به عمر فقال:يا عليّ دون ما تريد خرط القتاد،فعلم

ص: 127

بالأمر و رجع إلي بيته. (1)

و هذا الحديث أخرجته مسندا من رواية ابن بابويه في كتاب البرهان في تفسير قوله تعالي:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (2) الآية.

الثالث و الستون الطبرسي في الاحتجاج قال:روي عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام قال:انّ عمر بن الخطّاب لمّا حضرته الوفاة و جمع علي الشوري بعث إلي ستّة نفر من قريش إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و إلي عثمان بن عفّان و إلي الزبير بن العوّام و طلحة بن عبيد اللّه و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص،فأمرهم أن يدخلوا إلي بيت فلم يخرجوا منه حتّي يبايعوا لأحدهم،فإن اجتمعت الأربعة علي واحد و أبي واحد أن يبايعهم قتل، و إن امتنع اثنان و بايعه ثلاثة قتلا،فاجتمع رأيهم علي عثمان،فلمّا رأي أمير المؤمنين و ما هم القوم به من البيعة لعثمان قام فيهم ليتخذ عليهم الحجّة فقال لهم:اسمعوا منّي كلامي فإن يك ما أقول حقّا فأقبلوا و إن يك باطلا فانكروا ثمّ قال لهم:أنشدكم باللّه الذي يعلم صدقكم إن صدقتم و يعلم كذبكم إن كذبتم،هل فيكم أحد صلّي القبلتين كلتيهما غيري؟

قالوا:لا.

قال:فهل فيكم من بايع البيعتين كلتيهما بيعة الفتح و بيعة الرضوان غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عمّه سيّد الشهداء غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم من زوجته سيّدة نساء أهل الجنّة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ابناه ابنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هما سيّدا شباب أهل الجنّة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم من عرف الناسخ و المنسوخ غيري؟

قالوا:لا.

ص: 128


1- الاحتجاج:157/1-185.
2- سوره 58 - آيه 12

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أذهب اللّه عنه الرجس و طهّره تطهيرا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عاين جبرائيل عليه السّلام في مثال دحية الكلبي غيري؟

قالوا:لا.

قال:فأنشدتكم باللّه هل فيكم أحد أدّي الزكاة و هو راكع غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد مسح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عينيه و أعطاه الراية يوم خيبر فلم يجد حرّا و لا بردا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نصبّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم بأمر اللّه،فقال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحصر و رفيقه في السفر غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ود يوم الخندق و قتله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم من سمّاه اللّه في عشر آيات من القرآن مؤمنا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبضة من تراب فرمي في وجوه الكفّار فانهزموا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد وقفت الملائكة معه يوم أحد حين ذهب الناس غيري؟

قالوا:لا.

ص: 129

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قضي دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد اشتاقت الجنّة إلي رؤيته غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد شهد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد غسّل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كفّنه و لحّده غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ورث سلاح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رايته و خاتمه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد جعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طلاق نسائه بيده غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد حمله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ظهره حتّي كسّر الأصنام علي باب الكعبة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نودي باسمه يوم بدر لا سيف الاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ علي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحدا أ كلّ مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الطائر المشوي الذي اهدي إليه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت صاحب رايتي في الدّنيا و صاحب لوائي في الآخرة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قدّم بين يدي نجواه صدقة غيري؟

قالوا:لا.

ص: 130

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد يخصف نعلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا أخوك و أنت أخي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أحبّ الخلق إلي و أقولهم بالحقّ غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد استقي مائة دلو بمائة تمرة و جاء بالتمر فأطعمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو جائع غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد سلّم عليه جبرائيل و ميكائيل و اسرافيل في ثلاثة آلاف من الملائكة يوم بدر غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد غمّض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان أوّل داخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آخر خارج من عنده غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد مشي مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فمرّ علي حديقة فقلت:ما أحسن هذه الحديقة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حديقتك في الجنّة أحسن من هذه الحديقة حتّي مررت علي ثلاث حدائق كلّ ذلك يقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حديقتك في الجنّة أحسن من هذه غيري؟

قالوا:لا.

قال:أنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت أوّل من آمن بيّ و صدّقني و أوّل من يرد عليّ الحوض يوم القيامة»غيري؟

ص: 131

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد،أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيده و يد امرأته و ابنيه،حين أراد أن يباهل نصاري أهل نجران غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أوّل طالع يطلع عليكم من هذا الباب يا أنس فإنّه أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و خير الوصيّين و أولي بالنّاس،فقال أنس:اللّهمّ أجعله رجلا من الأنصار فكنت أنا الطالع فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأنس:ما أنت يا أنس بأوّل رجل أحبّ قومه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه فيه و في ولده إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (2) إلي آخر السورة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه تعالي فيه أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (3) غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد علّمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ألف كلمة كلّ كلمة مفتاح ألف كلمة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ناجاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم الطائف فقال أبو بكر و عمر:ناجيت عليّ دوننا،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا ناجيته،بل اللّه أمرني بذلك غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد سقي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المهراس غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أقرب الخلق منّي يوم القيامة تدخل

ص: 132


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 76 - آيه 5
3- سوره 9 - آيه 19

بشفاعتك أكثر من عدد ربيعة و مضر غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت تكسي حين اكسي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت و شيعتك فائزون يوم القيامة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض هذا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أحبّ شعراتي هذا فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحبّ اللّه،فقيل له:ما شعراتك يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:عليّ و الحسن و الحسين و فاطمة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت خير البشر بعد النبيين غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت الفاروق تفرق بين الحق و الباطل غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أفضل الخلائق عملا يوم القيامة بعد النبيّين غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كساه و حطّه عليه و علي زوجته و علي ابنيه ثمّ قال:اللّهمّ أنا و أهل بيتي إليك لا إلي النّار غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان يبعث إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الطّعام و هو في الغار و يخبره

ص: 133

الأخبار غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنت أخي و وزيري و صاحبي من أهلي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أقدمهم سلما و أفضلهم علما و أكثرهم حلما غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا سرّ دونك»غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قتل مرحب اليهودي فارس اليهود غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عرض عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الإسلام فقال له:انظرني حتّي ألقي والدي فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:فإنّها أمانة عندك،فقلت:فإن كانت أمانة عندي فقد أسلمت،غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد احتمل باب خيبر حتّي فتحها فمشي به مائة ذراع ثمّ عالجه بعده أربعون رجلا فلم يطيقوه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (1) فكنت أنا الذي قدّم الصدقة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من سبّ عليّا فقد سبّني و من سبّني فقد سبّ اللّه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:منزلي مواجه منزلك في الجنّة غيري؟

قالوا:لا.

ص: 134


1- سوره 58 - آيه 12

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قاتل اللّه من قاتلك و عادي من عاداك غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد اضطجع علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أراد أن يسير المدينة و وقاه بنفسه من المشركين حين أرادوا قتله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه:أنت يوم القيامة عن يمين العرش و اللّه يكسوك ثوبين أحدهما أخضر و الآخر وردي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد صلّي قبل الناس بسبع سنين و أشهر غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا يوم القيامة بحجزة ربّي و الحجزة النور،و أنت آخذ بحجزتي و أهل بيتي آخذون بحجزتك غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أولي الناس بأمتي بعدي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت كنفسي و حبّك حبّي و بغضك بغضي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ولايتك كولايتي عهد عهده إلي ربّي و أمرني أن ابلغكموه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ اجعله لي عونا و عضدا و ناصرا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المال يعسوب الظّلمة و أنت يعسوب

ص: 135

المؤمنين غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لأبعثنّ إليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للايمان غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رمّانة و قال:هذه من رمّانة الجنّة لا ينبغي أن يأكل منها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما سألت ربّي شيئا إلاّ أعطانيه و لم أسأل ربّي شيئا إلاّ ما سألت لك مثله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أقومهم بأمر اللّه و أوفاهم بعهد اللّه و أعلمهم بالقضيّة و أقسمهم بالسّوية و أعظمهم عند اللّه مزية غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فضلك علي هذه الأمة كفضل الشمس علي القمر و كفضل القمر علي النّجوم غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يدخل اللّه أوليائك الجنّة و عدوّك النّار غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الناس من أشجار شتّي و أنا و أنت من شجرة واحدة،غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا سيّد ولد آدم و أنت سيّد العرب و لا فخر غيري؟

قالوا:لا.

ص: 136

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد رضي اللّه عنه في آيتين من القرآن غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إني فاحبّه اللّهمّ إنّي استودعكه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:موعدك موعدي و موعد شيعتك الحوض إذا خافت الأمم و وضعت الموازين غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت تحاج الناس فتحجّهم باقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و إقامة الحدود و القسم بالسّوية غيري

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيده يوم غدير فرفعها حتّي نظر الناس إلي بياض إبطيه و يقول:ألا انّ هذا ابن عمّي و وزيري فوازروه و ناصحوه و صدّقوه فإنّه وليكم غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية وَ يُؤْثِرُونَ عَلي أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1) غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد جبرائيل أحد ضيفانه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد أعطاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حنوطا من حنوط الجنّة،ثمّ قال:أقسّمه أثلاثا ثلثا لي تحنّطني به و ثلثا لابنتي و ثلثا لك غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد كان إذا دخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيّاه و أدناه و رحّب به و تهلّل له وجهه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا أفتخر بك يوم القيامة إذا افتخرت

ص: 137


1- سوره 59 - آيه 9

الأنبياء بالأوصياء غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد سرّحه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسورة براءة إلي المشركين من أهل مكة بأمر اللّه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:انّي لأرحمك من ضغائن في صدور أقوام عليك لا يظهرونها حتّي يفقدوني فإذا فقدوني خالفوا فيها غيري؟قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أدّي اللّه عن أمانتك أدّي اللّه عن ذمتك غيري؟قالوا:لا.

قال:فهل فيكم أحد فتح حصن خيبر و سبي بنت مرحب و قادها إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت قسيم النّار تخرج منها من زكي و تذر فيها كلّ كافر غيري؟قالوا:لا.

قال:فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ترد علي الحوض أنت و شيعتك رواء مرويين مبيضّة وجوههم و يرد عليّ عدوّك ظماء مظمئين مسودّة وجوههم غيري؟

قالوا:لا.

قال لهم أمير المؤمنين:أمّا إذا أقررتم علي أنفسكم و استبان لكم ذلك من قول نبيّكم صلّي اللّه عليه و آله:

فعليكم بتقوي اللّه وحده لا شريك له و أنهاكم عن سخطه و لا تعصوا أمره،و ردّوا الحق إلي أهله، و اتّبعوا سنّة نبيّكم أن خالفتم خالفتم اللّه فادفعوها إلي من هو أهلها و هي له قال:فتغامزوا فيما بينهم و تشاوروا و قالوا:قد عرفنا فضله و علمنا أنّه أحق الناس بها،و لكنّه لا رجل يفضل أحدا علي أحد فإن ولّيتموها إيّاه جعلكم و جميع الناس شرعا سواء و لكن ولّوها عثمان فإنّه يهوي الذي تهوون فدفعوها إليه (1).

الرابع و الستون: الطبرسي في الاحتجاج قال:روي يحيي بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه عبد اللّه بن الحسن قال:كان أمير المؤمنين عليه السّلام يخطب بالبصرة بعد دخولها بأيّام فقام إليه رجل فقال:

يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة و من أهل الفرقة و من أهل البدعة و من أهل السّنّة؟فقال:

ص: 138


1- الاحتجاج:193/1-210.

ويحك امّا إذا سألتني فافهم عنّي و لا عليك إلاّ تسأل عنها أحدا بعدي،أمّا أهل الجماعة فأنا و من اتّبعني و إن قلوا و ذلك الحق عن أمر اللّه عزّ و جلّ و عن أمر رسوله.

و أهل الفرقة المخالفون لي و لمن اتبّعني و إن كثروا،و أمّا أهل السنّة المتمسّكون بما سنّه اللّه لهم و رسوله و إن قلوا.

و أمّا أهل البدعة فالمخالفون لامر اللّه و لكتابه و لرسوله و العاملون برأيهم و أهوائهم و إن كثروا و قد مضي منهم الفوج الأوّل و بقيت أفواج و علي اللّه قصمها و استيصالها عن جدد الأرض،فقام إليه عمّار فقال:يا أمير المؤمنين انّ الناس يذكرون الفيء و يزعمون انّ من قاتلنا فهو و ماله و ولده فيء، فقام إليه رجل من بكر بن وائل يدعي عبّاد بن قيس و كان ذا عارضة و لسان شديد فقال:يا أمير المؤمنين و اللّه ما قسمت بالسّويّة و لا عدلت في الرّعيّة،فقال:و لم؟ويحك،قال:لانّك قسمت ما في العسكر و تركت النساء و الأموال و الذّريّة،فقال:أيّها الناس من كانت به جراحة فليداويها بالسّمن،فقال عبّاد:جئنا نطلب غنائمنا فجاءنا بالترهات،فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام:إن كنت كاذبا فلا أماتك اللّه حتّي يدركك غلام ثقيف،فقيل من غلام ثقيف؟فقال:رجل لا يدع للّه حرمة إلاّ انتهكها،فقيل:أ فيموت أو يقتل؟

فقال:يقصمه قاصم الجبّارين بموت فاحش يحترق منه دبره لكثرة ما يجري من بطنه.

يا أخا بكر أنت إمرئ ضعيف الرأي أو ما علمت أنّا لا نأخذ الصّغير بذنب الكبير و إن الأموال كانت لهم قبل الفرقة و تزوّجوا علي رشدة و ولدوا عن فطرة و إنّما لكم ما حوي عسكرهم و ما كان في دورهم فهو ميراث،فإنّ عدّا أحد منهم أخذناه بذنبه و إن كفّ عنّا لم نحمل عليه ذنب غيره، يا أخا بكر لقد حكمت فيهم بحكم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهل مكّة فقسم ما حوي العسكر و لم يتعرض لمّا سوي ذلك و إنّما اتبعت أثره حذوا النّعل بالنّعل،يا أخا بكر أ ما علمت أن دار الحرب يحلّ ما فيها و إنّ دار الهجرة يحرم ما فيها إلاّ بحقّ،فمهلا مهلا رحمكم اللّه فإن لم تصدّقوني و أكثرتم عليّ و ذلك إنّه تكلّم في هذا غير واحد فأيكم يأخذ عائشة بسهمه؟

فقالوا:يا أمير المؤمنين،أصبت و أخطأنا و علمت و جهلنا فنحن نستغفر اللّه تعالي،و نادي الناس من كلّ جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب اللّه بك الرّشاد و السّداد،فقام عبّاد فقال:أيّها الناس انّكم و اللّه إن اتبعتموه و أطعتموه لن يضل بكم عن منهل نبيّكم صلّي اللّه عليه و آله حتّي قيس شعره و كيف لا يكون ذلك و قد استودعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علم المنايا و القضايا و فصل الخطاب علي منهج هارون عليه السّلام و قال له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي فضلا خصّه اللّه به و إكراما منه لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 139

حيث أعطاه ما لم يعطه أحدا من خلقه،ثمّ قال:أمير المؤمنين عليه السّلام انظروا رحمكم اللّه ما تؤمرون به فامضوا له فإن العالم أعلم بما يأتي به من الجاهل الخسيس الأخسّ فإنّي حاملكم إن شاء اللّه إن أطعتموني علي سبيل النّجاة و إن كان فيه مشقّة شديدة و مزازة عتيدة،و الدّنيا حلوة الحلاوة لمن اغترّ بها من الشّقوة و النّدامة عمّا قليل،ثمّ انّي أخبركم إنّ جيلا من بني إسرائيل أمرهم نبيّهم أن لا يشربوا من النّهر فلجّوا في ترك أمره،فشربوا منه إلاّ قليلا منهم فكونوا رحمكم اللّه من أولئك الّذين أطاعوا نبيّهم و لم يعصوا ربّهم،و أما عائشة فادركها رأي النساء و لها بعد ذلك حرمتها الأولي و الحساب علي اللّه يعفو عن من يشاء و يعذّب من يشاء. (1)

الخامس و الستون: الإمام أبو محمّد الحسن العسكري عليه السّلام قال:لقد رامت الفجرة ليلة العقبة قتل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي العقبة،و رام من بقي من مردة المنافقين بالمدينة قتل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فما قدروا مغالبة ربّهم حملهم علي ذلك حسدهم لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عليّ عليه السّلام لما فخم من أمره و عظّم من شأنه،من ذلك أنّه لمّا خرج من المدينة و قد كان خلفه عليها و قال له:إنّ جبرائيل عليه السّلام أتاني و قال لي:يا محمّد إنّ العليّ الأعلي يقرؤك السلام و يقول لك يا محمّد أما أنت تخرج و تقيم عليّ أو تقيم أنت و يخرج عليّ لا بدّ من ذلك،فإنّ عليّ قد ندبته لاحدي اثنتين لا يعلم أحد كنه جلال من أطاعني فيهما و عظيم ثوابه غيري فلمّا خلفه قال:أكثر المنافقين ملّه و سئمه و كره صحبته،فتبعه عليّ عليه السّلام حتّي لحقه،و قد وجد غمّا شديدا ممّا قالوا فيه،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما اشخصك من كرمك،قال:بلغني عن الناس كذا و كذا،فقال له:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟فانصرف عليّ إلي موضعه و ذكر قصّة العقبة إلي أخرها،و الأربعة و العشرين الّذين أرادوا التدبير علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيها و خلّصه اللّه سبحانه و تعالي بمنّه و كرمه و تأييده لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (2).

السادس و الستون: الإمام أبو محمّد العسكري عليه السّلام عن موسي بن جعفر عليه السّلام قال:و لقد اتّخذ المنافقون من أمّة محمّد بعد موت سعد بن معاد،و بعد انطلاق محمّد صلّي اللّه عليه و آله إلي تبوك أبا عامر الراهب أميرا و رئيسا و بايعوا له،و تواطئوا علي إنهاب المدينة و سبي ذراري رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سائر أهله و صحابته،و دبروا التّبييت علي محمّد ليقتلوه في طريقه إلي تبوك،فأحسن اللّه الدّفاع عن محمّد صلّي اللّه عليه و آله و فضح المنافقين و أخزاهم،و ذكر قصّة أبي عامر الرّاهب و المنافقين الّذين معه من بناء مسجد ضرار لأبي عامر الرّاهب و ما أرادوا به من كيد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ما دبّروا فيه إلي أن قال عليه السّلام في

ص: 140


1- الاحتجاج:246/1.
2- الاحتجاج 59/1 باختصار من المصنف.

آخر القصّة:و جدّ في العزم-يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-علي الخروج إلي تبوك و عزم المنافقون علي اصطلام مخلفيهم إذا خرجوا،فأوحي اللّه تعالي إنّ العلي الأعلي يقرأ عليك السلام و يقول لك:إمّا أن تخرج أنت و يقيم عليّ و إمّا أن يخرج عليّ و تقيم أنت،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ذاك لعليّ عليه السّلام،فقال عليّ:السّمع و الطاعة لأمر اللّه و أمر رسوله و إن كنت لا أتخلّف عن رسول اللّه في حال من الأحوال، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟فقال رضيت يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله. (1)

السابع و الستون: الإمام أبو محمّد العسكري عليه السّلام قال:قال عليّ بن الحسين عليه السّلام و لقد كان من المنافقين و الضّعفاء من أشباه المنافقين مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أيضا قصدوا إلي تخريب المساجد بالمدينة كلّها لمّا همّوا من قتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بالمدينة و من قتل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في طريقهم إلي العقبة،و لقد أراد اللّه في ذلك السير إلي تبوك في بصائر المستبصرين و في قطع معاذيرهم متمرّديهم زيادات تليق بجلال اللّه و طوله علي عباده،منها لمّا كانوا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسيره إلي تبوك قالوا:لن نصبر علي طعام واحد كما قالت بنو إسرائيل لموسي،و كانت آية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الظاهرة في ذلك أعظم من الآية الظاهرة لقوم موسي،و ذلك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر بالمسير إلي تبوك أمر بأن يخلف عليّا بالمدينة،فقال عليّ:يا رسول اللّه ما كنت أحبّ أن أتخلّف عنك في شيء من أمورك و أن أغيب عن مشاهدتك و النظر إلي هديك و سمتك،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أ ما ترضي أن تكون بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و أن لك في مقامك من الأجر مثل الذي لو خرجت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لك مثل أجور كلّ من خرج مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله موقنا طائعا. (2)

الثامن و الستون: ابن شهرآشوب في كتاب الفضائل في خروج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي غزوة تبوك أنّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا خرج من المدينة و انتهي إلي الجرف لحقه عليّ عليه السّلام و أخذ يغزر رحله و قال:يا رسول اللّه زعمت قريش إنّما خلفتني استثقالا و مقتا،فقال صلّي اللّه عليه و آله:طال ما آذت الأمم أنبيائها أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي؟الخبر (3).

التاسع و الستون: الشيخ أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في الاحتجاج قال:حدّثنا محمّد بن موسي الهمداني قال:حدّثنا محمّد بن خالد الطيالسي قال:حدّثني سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمّد الحضرمي عن أبي جعفر

ص: 141


1- تفسير الإمام العسكري:309/485.
2- تفسير الإمام العسكري عليه السّلام 331/561.
3- مناقب آل أبي طالب:183/1.

محمد بن عليّ عليهما السّلام قال:حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المدينة و قد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحجّ و الولاية،و ساق الحديث بطوله و رواه ابن الفارسي في روضة الواعظين عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام و في الحديث قال:حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المدينة و قد بلغ جميع الشرائع قومه ما خلا الحجّ و الولاية،فأتاه جبرائيل عليه السّلام فقال له:يا محمّد إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرؤك السلام و يقول لك إنّي لم أقبض نبيّا من أنبيائي و رسلي إلاّ من بعد كمال ديني و تأكيد حجّتي و قد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا تحتاج أن تبلغهما قومك فريضة الحجّ و فريضة الولاية و الخليفة من بعدك،فإنّي لم أخل الأرض من حجّة و لن أخليها أبدا و الحديث طويل مشتمل لحجّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حجّة الوداع،و نصّه علي أمير المؤمنين عليه السّلام في غدير خمّ بالخطبة الطويلة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالنّصّ علي أمير المؤمنين عليه السّلام بالامامة و الخلافة و الوصيّة و ساق الخطبة إلي أن قال صلّي اللّه عليه و آله:و أقرّ له علي نفسي بالعبوديّة و أشهد له بالرّبوبيّة و أؤدّي ما أوحي إليّ حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عنّي أحد،و إن عظمت منبته وصفت خلته لا إله إلاّ هو لأنّه قد أعلمني أنّي إن لم أبلغ ما أنزل إليّ فما بلّغت رسالته،و قد ضمن لي تبارك و تعالي العصمة و هو الكافي الكريم فأوحي إليّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (1) معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزل إلي و أنا مبيّن لكم سبب هذه الآية،إنّ جبرائيل عليه السّلام هبط إليّ مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربّي و هو السلام أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كلّ أبيض و أسود أنّ عليّ بن أبي طالب أخي و وصيّي و خليفتي و الإمام من بعدي و الذي محلّه منّي محلّ هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و هو وليكم بعد اللّه و رسوله،و قد أنزل اللّه تبارك و تعالي عليّ بذلك آية من كتابه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) و عليّ بن أبي طالب أقام الصلاة و أتي الزكاة و هو راكع يريد اللّه عزّ و جلّ في كلّ حال و ساق الحديث إلي آخرها. (3)

و الحديث و الخطبة تقدّم في الباب السابع عشر باب غدير خمّ من هذا الكتاب و هو الحديث الأربعون من الباب.

السبعون: أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في الاحتجاج في رسالة أبي الحسن الثالث عليّ بن محمّد الهادي عليه السّلام في رسالته إلي أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر و التفويض قال:

اجتمعت الأمّة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك،أنّ القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم

ص: 142


1- سوره 5 - آيه 67
2- سوره 5 - آيه 55
3- روضة الواعظين 89،الاحتجاج:67/1.

في حالة الاجتماع عليه مصيبون و علي تصديق ما أنزل اللّه مهتدون لقول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا تجتمع أمّتي علي ضلالة،فأخبر صلّي اللّه عليه و آله أنّ ما اجتمعت عليه الأمّة و لم يخالف بعضها بعضا هو الحق فهذا معني الحديث لا ما تأوّله الجاهلون و لا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب و اتباع أحكام الأحاديث المزوّرة و الرّوايات المزخرفة و اتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نصّ الكتاب و تحقيق الآيات الواضحات النّيرات،و نحن نسأل اللّه أن يوفقنا للصّواب و يهدينا إلي الرّشاد،ثمّ قال:عليه السّلام:فإذا شهد الكتاب بصدق خبر و تحقيقه فأنكرته طائفة من الأمّة و عارضته بحديث من هذه الأحاديث المزوّرة فصارت بإنكارها و دفعها الكتاب ضلاّلا و أصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث قال:إنّي مستخلف فيكم خليفتين كتاب اللّه و عترتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي و إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض و اللفظة الاخري عنه في هذا المعني بعينه قوله:إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض إنّكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا،فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّا في كتاب اللّه مثل قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

ثمّ اتّفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين عليه السّلام أنّه تصدّق بخاتمه و هو راكع،فشكر اللّه ذلك و أنزل الآية فيه،ثمّ وجدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد أبانه من أصحابه بهذه اللّفظة:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه،و قوله:عليّ يقضي ديني و ينجز موعدي و هو خليفتي عليكم بعدي و قوله حين استخلفه علي المدينة فقال:يا رسول اللّه أ تخلفني مع النساء و الصّبيان؟فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟فعلمنا أنّ الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار و تحقيق هذه الشواهد فيلزم الأمّة الإقرار بها إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن،فلمّا وجدنا ذلك موافقا لكتاب اللّه و وجدنا كتاب اللّه موافقا لهذه الأخبار و عليها دليلا كان الاقتداء بهذه الأخبار فرضا لا يتعدّاه إلاّ أهل العناد و الفساد (2).

علي هذا القدر نقتصر من روايات الخاصّة في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و الرّوايات من طريق العامّة و الخاصّة بذلك متواترة.

قال:السيّد المرتضي قدّس اللّه تعالي روحه في الشافي:العلماء مطبقون علي قبول الحديث (3).

ص: 143


1- سوره 5 - آيه 55
2- الاحتجاج:251/2.(487/2)
3- انظر:الشافي في الإمامة:8/3.

الباب الثاني و العشرون: في أنّ عليا عليه السّلام وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بنيه الأحد عشر و هم الأوصياء

و الأئمّة الاثنا عشر بنصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

مضافا إلي ما سبق من طريق العامّة و فيه سبعون حديثا.

الحديث الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا هثيم بن خلف قال:حدّثنا محمّد بن أبي عمر الدوني قال:حدّثنا شاذان قال:حدّثنا جعفر بن زياد عن مطر عن أنس-يعني ابن مالك-قال:قلنا لسلمان سل النبيّ من وصيّه،فقال له سلمان:يا رسول اللّه من وصيّك؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:يا سلمان من[كان]وصيّ موسي؟

فقال:يوشع بن نون.

قال:فإنّ وصيّي و وارثي يقضي ديني و ينجز موعدي عليّ بن أبي طالب (1).

الثاني: من تفسير الثعلبي قال:أخبرني الحسين بن محمّد بن الحسين،حدّثنا موسي بن محمّد، حدّثنا الحسن بن عليّ بن شعيب المغربي،حدّثنا عبّاد بن يعقوب،حدّثنا عليّ بن هاشم عن صباح ابن يحيي المزني عن زكريّا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البرّاء قال:لمّا نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (2) جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة و يشرب العسّ،فأمر عليّا أن يدخل شاة فأدمها ثمّ قال:أدنو بسم اللّه فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتّي صدروا،ثمّ دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة،ثمّ قال لهم:اشربوا بسم اللّه فشربوا حتّي رووا،فبدرهم أبو لهب فقال:هذا ما سحركم به الرجل فسكت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يومئذ فلم يتكلّم،ثمّ دعاهم من الغد علي مثل ذلك الطّعام و الشّراب ثمّ أنذرهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا بني عبد المطلّب إنّي أنا النذير إليكم من اللّه عزّ و جلّ و البشير لما يجيء به أحد جئتكم بالدّنيا و الآخرة فأسلموا و أطيعوني تهتدوا،و من يؤاخيني و يؤازرني يكون وليّي و وصيّي بعدي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني،فأسكت القوم و أعاد ذلك ثلاثا كلّ ذلك يسكت القوم و يقول

ص: 144


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/615/2ح 1052.
2- سوره 26 - آيه 214

عليّ:أنا فقال:أنت،فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك (1).

الثالث: من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي الواسطي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد ابن عثمان قال:أخبرنا أبو عمر محمّد بن عمر العبّاس بن حيويه الخزّاز أذنا قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ الدّهّان المعروف باخي حمّاد قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن الخليل بن هارون البصري قال:حدّثنا محمّد بن الجليل الجهني قال:حدّثنا هيثم بن أبي بشر عن سعيد عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذا أنقض كوكب فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أنقض هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي.

فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

قالوا:يا رسول اللّه غويت في حبّ عليّ،فأنزل اللّه تعالي وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي (2) إلي قوله بِالْأُفُقِ الْأَعْلي (3) (4).

الرابع: و من الجمع بين الصّحيحين للحميدي الحديث التاسع من اتّفق عليه من مسلم و البخاري من مسند عبد اللّه بن أبي أوفي عن طلحة بن مصرف قال:سألت عبد اللّه بن أبي أوفي هل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أوصي؟فقال:لا فقلت:فكيف كتب علي الناس الوصيّة أو أمروا بالوصيّة؟قال:

أوصي بكتاب اللّه قال الحميدي:و في حديث بن مهدي زيادة ذكرها أبو مسعود و أبو بكر البرقاني و لم يخرجها البخاري و لا مسلم فيما عندنا من كتابيهما و هي قال:قال هزيل بن شرحبيل:أبو بكر كان يتآمر علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في حديث وكيع قلت:فكيف أمر الناس بالوصيّة؟و في حديث بن نمير كيف كتب علي المسلمين الوصيّة و ليس لطلحة بن مصرف عن ابن أبي أوفي في الصّحيحين غير هذا الحديث الواحد؟ (5)

الخامس: أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن مهدي السّقطي الواسطي املاء قال:حدّثنا أحمد ابن عليّ القواريري الواسطي قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن ثابت قال:حدّثنا محمّد بن مصفي قال:حدّثنا ابن الوليد عن سويد بن عبد العزيز عن أبي الزّبير جابر بن عبد اللّه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:انّ اللّه عزّ و جلّ أنزل قطعة من نور فاسكنها في صلب آدم فساقها حتّي قسّمها جزءين فجعل جزءا

ص: 145


1- تفسير الثعلبي مخطوط عند تفسير قوله تعالي: (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) .و قد أورد هذا الحديث الحسكاني في شواهد التنزيل:/542/1ح 580.
2- سوره 53 - آيه 1
3- سوره 53 - آيه 7
4- مناقب ابن المغازلي 310،ح 353.
5- انظر:مسند أحمد:355/4،سنن النسائي:240/6،صحيح مسلم:74/5،صحيح البخاري:186/3.

في صلب عبد اللّه و جزء في صلب أبي طالب فأخرجني نبيّا و أخرج عليّ وصيّا. (1)

السادس: و من مناقب أبي الحسن بن المغازلي الشافعي الواسطي قال:أخبرنا أبو نصر بن الطّحان إجازة عن أبي الفرج الخيوطي،حدّثنا عبد الحميد بن موسي،حدّثنا محمّد بن أحمد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن حميد الرازي،حدّثنا سلمة بن الفضل عن أبي إسحاق عن شريك بن عبد اللّه عن أبي ربيعة الأيادي عن عبد اللّه بن بريدة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لكلّ نبيّ وصيّ و وارث و إنّ وصيّي و وارثي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

السابع: و من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي قال:حدّثنا أبو الفتح محمّد بن الحسن البغدادي حدّثهم قال:قرأ علي أبي محمّد جعفر بن نصير الخلدي و أنا اسمع قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان قال:حدّثنا محمّد بن مرزوق قال:حدّثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيّوب الأنصاري،انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة عليها السّلام تعوده و هو ناقه من مرضه،فلمّا رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الجهد و الضعف خنقتها العبرة حتّي جرت دمعتها،فقال لها:يا فاطمة انّ اللّه عزّ و جلّ اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا،ثمّ اطّلع إليها الثّانية فاختار منها بعلك فأوحي فانكحته و اتّخذته وصيّا أ ما علمت يا فاطمة أنّ لكرامة اللّه إيّاك زوّجك أعظمهم حلما و أقدمهم سلما و أعلمهم علما،فسرّت بذلك فاطمة عليها السّلام و استبشرت،ثمّ قال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا فاطمة و لعليّ ثمانية أضراس ثواقب:إيمان باللّه و برسوله و حكمه و تزويجه فاطمة و سبطاه الحسن و الحسين و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر و قضاءه بكتاب اللّه عزّ و جلّ،يا فاطمة أنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأوّلين و الآخرين قبلنا أو قال:و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا:منّا أفضل الأنبياء و هو أبوك و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا خير الشّهداء و هو حمزة عمّك،و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء و هو جعفر ابن عمّك،و منّا سبطا هذه الأمّة و هما ابناك،و منّا و الذي نفسي بيده مهدي هذه الأمّة (3).

الثامن: أبو المؤيّد موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة في كتاب فضائل عليّ عليه السّلام قال:أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني إجازة،أخبرنا أبو القاسم

ص: 146


1- مناقب ابن المغازلي:/75ح 132.
2- مناقب ابن المغازلي /141ح 238،و ذخائر العقبي:71.
3- مناقب ابن المغازلي /81ح 144.

إسماعيل بن أحمد بن عمر أخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه أخ أبو القاسم عيسي بن عليّ بن عيسي بن داود بن الجرّاح،أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي،حدّثنا محمّد بن حميد الرازي،حدّثنا عليّ بن مجاهد،حدّثنا محمّد بن إسحاق عن شريك بن عبد اللّه عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لكلّ نبيّ وصيّ و وارث و إنّ عليّ وصيّي و وارثي. (1)

التاسع: موفّق بن أحمد هذا قال:أنبأني أبو العلاء،أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ أخ أحمد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عليّ بن مخلّد،حدّثنا محمّد و هو ابن عثمان بن أبي شيبة،حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون،حدّثني عليّ بن عابس عن الحرث بن حصين عن القاسم بن جندب عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس اسكب لي وضوء،ثمّ قام فصلي ركعتين،ثمّ قال:يا أنس أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و قائد الغرّ المحجّلين و خاتم الوصيّين.

قال:قلت:اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار و كتمته إذ جاء عليّ عليه السّلام.

فقال:من هذا يا أنس؟

فقلت:عليّ،فقام مستبشرا فاعتنقه ثمّ جعل يمسح عرق وجهه و يمسح عرق وجه عليّ عن وجهه.

فقال عليّ:يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعته بيّ من قبل؟

قال:و ما يمنعني و أنت تؤدّي عنّي و تسمعهم صوتي و تبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي (2).

العاشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرني شهردار بن شيرويه إجازة،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،حدّثنا الشّريف أبو طالب الجعفري عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن السّري بن يحيي التيميّ،حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذور،حدّثنا عمّي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم،حدّثني أبي عن أبان بن تغلب عن عليّ بن محمّد بن المنكدر عن أمّ سلمة زوجة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و كانت ألطف نسائه و أشدّهنّ له حبّا قال:و كان لها مولي يحضنها و كان لا يصلّي صلاة إلاّ سبّ عليّ فقالت له:يا أبة ما حملك علي سبّ عليّ؟

قال:لأنّه قتل عثمان رضي اللّه عنه و شرك في دمه.

ص: 147


1- المناقب /84ح 74.
2- المناقب /85ح 75.

قالت له:لو لا أنّك مولاي ربّيتني و أنت عندي بمنزلة والدي ما حدّثتك بسرّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لكن أجلس حتّي أحدّثك عن عليّ و ما رأيت عنه:اعلم إنّي رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كان يومي و إنّما كان يصيبني في تسعة أيّام يوما واحدا،فدخل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و هو فخلّل أصابعه في أصابع عليّ واضعا يده عليه فقال:يا أمّ سلمة اخرجي من البيت و اخليه لنا،فخرجت و أقبلا يتناجيان و اسمع الكلام و لا أدري ما يقولان حتّي إذا أنا قلت قد انتصف النّهار أقبلت فقلت:السلام عليكم ألج؟

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا تلجي،و ارجعي مكانك ثمّ تناجيا طويلا حتّي قام عمود الظّهر.

فقلت:ذهب يومي و شغله عليّ عنّي فأقبلت أمشي حتّي وقفت علي الباب فقلت السلام عليكم ألج؟

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا تلجي،فرجعت و جلست مكاني حتّي إذا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج إلي الصلاة و يذهب يومي و لم أر قط أطول منه فأقبلت أمشي حتّي وقفت و قلت:السلام عليكم ألج؟فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:فنعم فلجّي،فدخلت و عليّ واضع يده علي ركبتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد أدني فاه من أذن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و فم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي أذن عليّ يتساران و عليّ يقول:أ فأمضي و أفعل؟ و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يقول نعم،فدخلت و عليّ معرض وجهه حتّي دخلت و خرج فأخذني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أقعدني في حجره و ألزمني فأصاب منّي ما يصيب الرجل من أهله من اللّطف و الاعتذار،ثمّ قال:

أمّ سلمة لا تلوميني فإنّ جبرائيل أتاني من اللّه تعالي بأمر أن أوصي به عليّ من بعدي و كنت بين جبرائيل و عليّ،و جبرائيل عن يميني و عليّ عن شمالي فأمرني جبرائيل أن أمر عليّ بما هو كائن بعدي إلي يوم القيامة فأعذريني و لا تلوميني،إنّ اللّه عزّ و جلّ اختار من كلّ أمّة نبيّا و اختار لكلّ نبيّ وصيّا فأنا نبيّ هذه الأمة و عليّ وصيّي في عترتي و أهل بيتي و أمّتي من بعدي،و هذا ما شهدت من عليّ الآن يا أبتاه فسبه أو فدعه،فأقبل أبوها يناجي الليل و النّهار و يقول:اللّهمّ اغفر لي ما جهلت من أمر عليّ،فإنّ وليي ولي عليّ و عدّوي عدّو عليّ و تاب المولي توبة نصوحا و أقبل فيما بقي من دهره يدعو اللّه تعالي أن يغفر له (1).

الحادي عشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا شهردار هذا إجازة،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه عبدوس الهمداني هذا كتابة،حدّثنا أبو طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة،حدّثنا أبو الفرج الصّامت بن محمّد بن أحمد،حدّثني الحسين بن عليّ بن عاصم القرشي،حدّثني صهيب بن عبّاد،حدّثني جعفر عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن

ص: 148


1- المناقب /146ح 171.

أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أتاني جبرائيل و قد نشر جناحيه و إذا في أحدهما مكتوب لا إله إلاّ اللّه محمّد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله رسول اللّه و علي الآخر مكتوب لا إله إلاّ اللّه علي الوصيّ. (1)

الثاني عشر: موفّق بن أحمد قال:كتب عمرو بن العاص إلي معاوية في ردّ جواب مكاتبة معاوية إلي عمرو بن العاص و قد كتب معاوية إليه يستميله إلي قتال عليّ عليه السّلام و الاستعانة به في رد جواب المكاتبة من عمر بن العاص،فكتب عمرو بن العاص من صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي معاوية بن أبي سفيان:أمّا بعد فقد وصل كتابك فقرأته ثمّ فهمته،فامّا ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي و التهوّر في الضّلالة معك و إعانتي إيّاك علي الباطل و اختراط السّيف في وجه عليّ رضي اللّه عنه و هو أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و وارثه و قاضي دينه و منجز وعده و زوج ابنته سيّدة نساء الجنّة و أبو السّبطين الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة فلن يكون،و أمّا ما قلت أنّك خليفة عثمان فقد صدقت،و لكن تبين اليوم عزلك عن خلافته و قد بويع لغيره فزالت خلافتك،و أمّا ما عظمتني به و نسبتني إليه من صحبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إنّي صاحب جيشه فلا أغترّ بالتّزكية و لا أميل بها عن الملّة، و أمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه إلي البغي و الحسد لعثمان و سمّيت الصّحابة فسقة و زعمت أنّه اشلاهم علي قتله فهذا كذب و غواية،ويحك يا معاوية أ ما علمت أنّ أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بات علي فراشه،و هو صاحب السّبق إلي الإسلام و الهجرة و قد قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هو منّي و أنا منه،و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، و قد قال فيه يوم غدير خمّ:ألا و من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاده و أنصر من نصره و أخذل من خذله،و هو الذي قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم خيبر:لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله،و هو الذي قال فيه يوم الطير:اللّهمّ آتني بأحبّ الخلق إليك،فلمّا دخل عليه قال:و إليّ و إليّ.

و قد قال فيه يوم بني النظير:عليّ إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله،و قد قال صلّي اللّه عليه و آله:عليّ وليّكم من بعدي و أكّد القول عليك و علي جميع المسلمين.

و قال:إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي.

و قد قال:أنا مدينة العلم و عليّ بابها،و قد علمت يا معاوية ما أنزل اللّه تعالي في كتابه من الآيات المتلوّات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد لقوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ (2) و إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) ، أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ (4)

ص: 149


1- المناقب /147ح 172.
2- سوره 76 - آيه 7
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 11 - آيه 17

وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ (1) و قد قال اللّه تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (2) .

و قد قال اللّه تعالي لرسوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) .

و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي،سلمك سلمي و حربك حربي،و تكون أخي و وليي في الدنيا و الآخرة،يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضني و من أحبك أدخله اللّه الجنة و من أبغضك ادخله اللّه النار،و كتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس ممن ينخدع به من له عقل أو دين و السلام»فكتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال و الولايات و كتب في آخر كتابه هذه الأبيات:

جهلت و لم تعلم محلك عندنا فأرسلت شيئا من عتاب (4)و لا تدري

فثق بالذي عندي لك اليوم آنفا من العز و الإكرام و الجاه و القدر

فأكتب عهدا ترتضيه مؤكدا و أشفعه بالبذل مني و بالبرّ

فكتب إليه عمرو:

أبي القلب مني أن أخادع بالمكر و لست أبيع الدين بالربح و الوفر

و إني لعمري ذو دهاء و فطنة بقتل ابن عفان اصير إلي الكفر (5)

و ساق بقية الأبيات و القصة،و فيها أن معاوية كتب إليه بوعده بولاية مصر (6).

و اقتصرنا هنا علي موضع الحاجة،و العجب كل العجب ممّا في هذا الحديث من النصوص الواردة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين عليه السّلام برواية النواصب عن الخوارج فاستحبوا العمي علي الهدي.

الثالث عشر: موفق بن أحمد أن أمير المؤمنين قال يوم صفين:«معاشر الناس أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و وارث علمه،خصني و حباني بوصيته،و اختارني من بينهم،و زوجني ابنته بعد ما خطبتها عدّة فلم يزوجهم و إنما زوجنيها بأمر ربّه تعالي،و وهب (7)اللّه لي منها ذرية طيّبة فمن أعطي مثل ما أعطيت؟أنا الذي عمّي سيد الشهداء و أخي يطير مع الملائكة حيث يشاء بجناحين مكللين بالدر و الياقوت،أنا صاحب الدعوات أنا صاحب النقمات أنا صاحب الآيات

ص: 150


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 33 - آيه 23
3- سوره 42 - آيه 23
4- في المصدر:خطابا.
5- البيتان في المصدر كالتالي: أبي القلب منّي أن أخادع بالمكر بقتل ابن عفان أجر إلي الكفر و إني لعمرو ذو دهاء و فطنة و لست أبيع الدين بالربح و الوفر
6- المناقب:107-201 ح 240.
7- في المصدر:فوهب.

العجيبات أنا قرن من حديد و أنا أبدا جديد أنا أبو الأرامل و اليتامي أنا مبير الجبارين و كهف المتقين و سيد الوصيين و أمير المؤمنين و حبل اللّه المتين و الكهف الحصين و العروة الوثقي التي لا انفصام لها» (1).

الرابع عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني أبي شيرويه،أخبرنا (2)أبو طالب أحمد بن محمد بن خالد الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من أصل سماعه،أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن طلحة الصيداوي (3)،حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحلبي (4)بمصر،أخبرنا (5)أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي ح علي بن العباس المقانعي،حدّثنا سعيد بن مزيد (6)الكندي،حدّثنا عبد اللّه (7)بن حازم الخزاعي عن إبراهيم بن موسي الجهني عن سلمان الفارسي عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«يا علي تختّم باليمين تكن من المقربين قال:يا رسول اللّه و ما المقربون؟قال:جبرائيل و ميكائيل قال:فبم أتختم يا رسول اللّه؟قال:بالعقيق الاحمر فإنه جبل أقرّ للّه بالوحدانية ولي بالنبوة و لك بالوصية و لولدك بالإمامة و لمحبيك بالجنة و لشيعتك و ولدك (8)بالفردوس» (9).

الخامس عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسين (10)علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأول سنة أربع و أربعين و خمسمائة،أخبرنا الإمام أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي،أخبرنا أبو القاسم بن سعد (11)الاسماعيلي في شعبان سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة،أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهيمي (12)الرجل الصالح،أخبرنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه بن محمد الحافظ،أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطار بمصر،حدّثنا أبو يعقوب يوسف ابن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي،حدّثنا حرب (13)بن عبد الحميد الضبي،حدّثنا

ص: 151


1- المناقب:222.
2- في المصدر:أخبرني.
3- في المصدر:الصيداني.
4- في المصدر:إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي.
5- في المصدر:حدثنا.
6- في المصدر:بن مرثد.
7- في المصدر:عبيد اللّه.
8- في المصدر:و لشيعة ولدك بالفردوس.
9- المناقب:326.
10- في المصدر:أبو الحسن.
11- في المصدر:أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة.
12- في المصدر:السهمي.
13- في المصدر:جرير.

سليمان بن مهران الأعمش عن جعفر المنصور الدوانيقي خليفة بني العباس قال:حدّثني والدي عن أبيه عن جده قال:كنّا يوما عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قعودا (1)فاقبلت فاطمة عليها السّلام و قد حملت الحسن علي كتفها و هي تبكي بكاء شديدا و تشهق في بكائها،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا فاطمة لا أبكي اللّه عينيك»،قالت:«يا أبة و كيف لا أبكي و نساء قريش قد عيرنني و قلن لي إن أباك قد زوجك برجل (2)[فقير] (3)معدم لا مال له»،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تبكي يا فاطمة فو اللّه ما أنا زوجتك،بل اللّه عز و جل زوجك من فوق سبع سماواته،و أشهد علي ذلك جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل،ثم إن اللّه عز و جل اطلع علي محل الأرض اطلاعة فاختار من الخلائق عليّا فزوجك إياه و اتخذته وصيا و علي مني و أنا منه،و علي اشجع الناس قلبا و أعلم الناس علما و أحلم الناس حلما و أقدم الناس سلما،و الحسن و الحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين،و سماهما اللّه في التوراة علي لسان موسي عليه السّلام شبر و شبير لكرامتهما علي اللّه تعالي،يا فاطمة لا تبكي فإني إذا دعيت غدا إلي رب العالمين فيكون عليّ[معي]و إذا بعثت غدا بعث علي معي (4)،يا فاطمة لا تبكي فإن عليا و شيعته غدا هم الفائزون يدخلون الجنة» (5).

السادس عشر: موفق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد،أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي،أخبرنا محمد بن عبد العزيز (6)أبو منصور العدل،حدّثنا (7)هلال بن أحمد (8)بن جعفر الحفار،حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر،حدّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي،حدّثنا محمد بن زياد النخعي،حدّثنا محمد ابن فضيل بن (9)غزوان،حدّثنا (10)غالب الحميري (11)عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال:قال علي رضي اللّه عنه:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي عز و جل فقال لي:يا محمد قلت:لبيك و سعديك[يا ربي] (12)،قال:

بلوت (13)خلقي فأيهم أطوع (14)لك؟قلت:يا (15)ربي عليا،قال:صدقت يا محمد هل (16)

ص: 152


1- في المصدر:جلوسا.
2- في المصدر:من رجل.
3- ليست في المصدر.
4- في المصدر:و إذا حبيت غدا فيحبي معي.
5- المناقب:287،و الرواية أطول من هذا اختصرها المصنف.
6- في المصدر:محمد بن محمد بن عبد العزيز.
7- في المصدر:أخبرنا.
8- في المصدر:هلال بن محمد بن جعفر.
9- في المصدر:عن غزوان.
10- في المصدر:حدثني.
11- في المصدر:غالب الجهني.
12- ليس في المصدر.
13- في المصدر:قد بلوت.
14- في المصدر:رأيت أطوع.
15- في المصدر:قلت ربي عليا.
16- في المصدر:فهل اتخذت.

اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك و يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟قال:قلت:اختر لي (1)فإن خيرتك خيرتي قال:قد (2)اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك (3)خليفة و وصيا و نحلته علمي،و حلمي و هو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله و ليست لأحد بعده،يا محمد علي راية الهدي و إمام من أطاعني و هو (4)نور أوليائي و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أحبّه أحبني (5)و من أبغضه فقد أبغضني فبشّره بذلك يا محمد،قال (6)النبي صلّي اللّه عليه و آله قلت:ربي فقد بشرته فقال علي رضي اللّه عنه:أنا عبد اللّه و في قبضته،إن يعاقبني فبذنوبي و لم يظلمني شيئا،و إن تمّم لي وعدي فاللّه (7)مولاي فقال:اللهم اجل قلبه (8)و اجعل ربيعه الإيمان بك (9)قال:قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مستخصّه بشيء من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي قال:قلت:ربي أخي و صاحبي قال:قد سبق في علمي أنه مبتلي،و لو لا علي لم يعرف (10)و لا أوليائي و لا أولياء رسلي».

السابع عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني أبي شيرويه بن شهردار الديلمي،أخبرني أبو الفضل أحمد بن الحسن (11)بن خيرون الباقلاني الامين رحمه اللّه فيما أجاز إلي، حدّثنا أبو علي بن الحسن بن الحسين بن دوما ببغداد،و أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد اللّه أبو (12)الفتح الذراع بالنهروان،حدّثنا صدقة بن موسي بن تميم بن ربيعة أبو العباس،حدّثنا أبي،حدّثنا عن أبيه موسي بن جعفر (13)عن أبيه عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:«خرجت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم نتمشي في طرقات المدينة إذ مررنا بنخل من نخلها فصاحت نخلة بنخلة (14)أخري:هذا النبي المصطفي و علي المرتضي ثم جزناها،فصاحت ثانية بثالثة:هذا موسي و أخوه هارون،ثم جزناها فصاحت

ص: 153


1- في المصدر:يا رب اختر لي.
2- في المصدر:قال:اخترت لك عليا.
3- في المصدر:فاتخذه خليفة و وصيا.
4- في المصدر:من أطاعني و نور أوليائي.
5- في المصدر:فقد أحبني.
6- في المصدر:فقال النبي.
7- في المصدر:فإنه مولاي.
8- في المصدر:قال:اجل قال:قلت:يا رب و أجعل.
9- في المصدر:الإيمان به.
10- في المصدر:لم يعرف حزبي.
11- في المصدر:أحمد بن الحسين بن خيرون.
12- في المصدر:بن الفتح الزارع.
13- في المصدر:حدثنا الرضا عن أبيه موسي بن جعفر.
14- في المصدر:فصاحت نخلة بأخري.

رابعة بخامسة:هذا نوح و إبراهيم،ثم جزناها فصاحت سادسة بسابعة:هذا محمد سيّد المرسلين و هذا علي سيّد الوصيين فتبسم النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:يا علي إنما سمي نخل المدينة صيحانيا لأنه صاح بفضلي و فضلك» (1)

الثامن عشر: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان،حدّثني محمد بن أحمد بن شاذان حدّثني محمد بن علي بن فضل الزيات عن علي بن ربيع (2)الماجشون عن إسماعيل بن أبان الوراق عن غياث بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:نزل جبرائيل عليه السّلام صبيحة يوم فرحا مستبشرا فقلت:حبيبي جبرائيل ما لي أراك فرحا مستبشرا؟فقال:يا محمد و كيف لا أكون فرحا و قد قرت عيني بما أكرم اللّه اخاك و وصيك و إمام أمتك علي بن أبي طالب؟فقلت:و بما أكرم أخي و إمام أمتي؟فقال:

باهي[اللّه سبحانه و تعالي] (3)بعبادته البارحة ملائكته و حملة عرشه و قال:ملائكتي انظروا إلي حجتي في أرضي (4)بعد نبيي[محمد كيف] (5)قد (6)عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي، أشهدكم أنه إمام خلقي و مولي بريتي» (7).

التاسع عشر: أبو الحسن الفقيه بن المغازلي الشافعي في كتاب الفضائل قال:أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي قدم علينا واسطا قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم الجبلي قال:حدّثنا عمر بن أحمد قال:حدّثنا الحسن بن ادريس بن أبي الربيع الجرجاني قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام السمعاني قال:حدّثنا معمر عن أبان عن أنس بن مالك قال:أهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بساط من خندف فقال لي:«يا أنس ابسطه»،فبسطته ثم قال:«ادع العشرة»،فدعوتهم،فلما دخلوا أمرهم بالجلوس علي البساط،ثم دعا عليا فناجاه طويلا ثم رجع علي فجلس علي البساط ثم قال:«يا ريح احملينا فحملتنا الريح،قال:فإذا البساط يرف (8)بنا»ثم قال:«يا ريح ضعينا»ثم قال:«تدرون في أيّ مكان أنتم؟»قلنا:لا،قال:«هذا موضع أصحاب الكهف و الرقيم،قوموا فسلّموا علي إخوانكم»،فسلمنا عليهم فلم يردوا علينا،فقام علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«السلام عليكم معاشر الصديقين و الشهداء»،فقالوا:«و عليك السلام و رحمة اللّه

ص: 154


1- المناقب:/313ح 313 بتفاوت.
2- في المصدر:بن بزيع.
3- ليس في المصدر.
4- في المصدر:علي عبادي.
5- ليس في المصدر.
6- في المصدر:فقد.
7- المناقب:/319ح 322.
8- في المصدر:يدف بنا دفا.

و بركاته»،قال:فقلنا:ما بالهم ردوا عليك و لم يردوا علينا؟قال:«فقال:ما بالكم لم تردوا علي إخواني؟»فقالوا:«إنا معاشر الصدّيقين و الشهداء لا نكلم بعد الموت إلا نبيا أو وصيا»قال:«يا ريح احملينا فحملتنا تدفّ بنا دفّا»ثم قال:«يا ريح ضعينا فوضعتنا فإذا نحن بالحرة»قال:فقال عليّ:«ندرك النبي صلّي اللّه عليه و آله في اخر ركعة»،فطوينا و أتينا و إذا النبي صلّي اللّه عليه و آله يقرأ في آخر ركعة« أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (1) (2)»،و قد ذكر الثعلبي خبر البساط و زاد فيه:فصاروا إلي رقدتهم إلي اخر الزمان عند خروج المهدي عليه السّلام،يقال إن المهدي عليه السّلام يسلم عليهم فيحييهم اللّه تعالي له ثم يرجعون إلي رقدتهم فلا يقومون إلي يوم القيامة (3).

العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسين قال:

أخبرني القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلي الخيوطي إذنا قال:حدّثنا أبو الطيب محمد بن حبيش بن عبد اللّه بن هارون النيلي في الطراز بواسط سنة إحدي و ثلاثين و أربعمائة قال:حدّثنا المشرف بن سعيد الزارع قال:حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي،حدّثنا سفيان بن حمزة الاسلمي عن كثير بن زيد قال:دخل الأعمش علي المنصور و هو جالس للمظالم فلما بصر به قال له:يا أبا سليمان تصدّر،قال:انا صدر حيث جلست ثم قال:حدّثني الصادق قال:

حدّثني الباقر قال:حدّثني السجاد قال:حدّثني الشهيد قال:حدّثني التقي و هو الوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:حدّثني صلّي اللّه عليه و آله قال:«أتاني جبرائيل عليه السّلام آنفا فقال:تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد للّه بالوحدانية ولي بالنبوة و لعلي بالوصية و لولده بالإمامة و لشيعته بالجنة،فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل:تذكر قوما فتعلم من لا نعلم فقال:الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و الباقر محمد بن علي بن الحسين و السجاد علي بن الحسين و الشهيد الحسين بن علي و الوصي و هو التقي علي بن أبي طالب عليهم السّلام» (4).

الحادي و العشرون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني (5)عبدوس كتابة، [حدّثنا أبو طالب] (6)حدّثنا ابن مردويه،حدّثنا أحمد بن محمد بن عاصم،حدّثنا عمران بن عبد الرحيم،حدّثنا أبو الصلت الهروي،حدّثنا حسين بن الحسن الاشقر،حدّثنا قيس بن (7)الأعمش

ص: 155


1- سوره 18 - آيه 9
2- الكهف:9.
3- انظر:ينابيع المودة:428/1،المناقب لابن المغازلي:/94ح 139.
4- مناقب ابن المغازلي:/179ح 326.
5- في المصدر:أخبرنا.
6- زيادة من المصدر.
7- في المصدر:عن.

عن عناية (1)بن ربعي عن أبي أيوب أن النبي صلّي اللّه عليه و آله مرض مرضا (2)فأتته فاطمة تعوده،فلما رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الجهد[و التعب] (3)و الضعف استعبرت فبكت حتي سالت دموعها علي خديها، فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا فاطمة إياك،إن لك لكرامة علي اللّه تعالي،إياك زوجك من[هو] (4)أقدمهم سلما و اكثرهم علما و أعظمهم حلما إن اللّه اطلع إلي أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم و بعثني نبيا مرسلا،ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحي إلي أن أزوجه إياك و أتخذه وصيا» (5).

الثاني و العشرون: موفق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد،أخبرني أبو القاسم أحمد بن عمر المقري،أخبرني (6)عاصم بن حميد (7)،أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه،حدّثنا (8)أحمد بن محمد بن سعيد،حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين،حدّثنا خزيمة بن هامان (9)المروزي،حدّثنا عيسي بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير[عن ابن عباس] (10)قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة»،فقال له العباس بن عبد المطلب عمه:فداك أبي و امي و من هؤلاء الأربعة؟قال:«أنا علي البراق و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه و عمي حمزة أسد اللّه علي ناقته الغضباء و[أخي] (11)علي بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنة مديحة (12)الجبين عليه حلتان خضراوان[من حلل الجنة] (13)من كسوة الرّحمن،علي رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ألف ركن علي كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام،و بيده لواء الحمد و هو ينادي:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،فيقول الخلائق:من هذا؟أ هو ملك مقرب أم نبي مرسل أم حامل عرش؟فينادي مناد من بطنان العرش ليس هذا ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش،هذا علي بن أبي طالب وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (14)و أمير المؤمنين و قائد الغر

ص: 156


1- في المصدر:عباية.
2- في المصدر:مرضة.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- ليست في المصدر.
5- المناقب:/112ح 122.
6- في المصدر:أخبرنا.
7- في المصدر:عاصم بن الحسين بن محمد.
8- في المصدر:أخبرنا.
9- في المصدر:ماهان.
10- زيادة من المصدر.
11- زيادة من المصدر.
12- في المصدر:مدبجة.
13- زيادة ليست في المصدر.
14- في المصدر:رسول رب العالمين.

المحجلين في جنات النعيم» (1).

الثالث و العشرون: أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء من أعيان علماء العامة رفعه إلي أبي برزة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تعالي عهد إليّ في علي عهدا فقلت:يا رب بيّنه لي،فقال:اسمع فقلت:سمعت فقال:إن عليا راية الهدي و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أحبه أحبني و من أبغضه أبغضني فبشره،فجاء عليّ فبشرته بذلك فقال:يا رسول اللّه أنا عبد اللّه و في قبضته فإن يعذبني فبذنبي و ان يتمّ الذي بشرني به فاللّه أولي بي،قال:قلت اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان بك،فقال اللّه تعالي:قد فعلت به ذلك،ثم إنه رفع إليّ أنه استخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت:يا رب أخي و وصيي،فقال تعالي إن هذا شيء قد سبق أنه مبتلي و مبتلي به» (2).

الرابع و العشرون: من الخبر الأول من مسند سيدة نساء العالمين فاطمة عليها السّلام جمع الحافظ أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني بإسناده عن أبي هارون العبدي قال أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له:هل شهدت بدرا؟قال:نعم فقلت:ألا تحدثني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام و فضله؟قال:بلي أخبرك أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرض مرضة ثم نقه منها فدخلت عليه فاطمة تعوده و أنا جالس عن يمين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلما رأت فاطمة ما برسول اللّه من الضعف خنقتها العبرة حتي بدت دموعها علي خدها،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا فاطمة»؟قالت «أخشي الضيعة[بعدك]يا رسول اللّه»فقال:«يا فاطمة أ ما علمت أن اللّه اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فبعثه نبيا،ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأوحي إلي فأنكحته إياك و اتخذته وصيا؟أ ما علمت أنك بكرامة اللّه إياك زوّجك أعلمهم علما و أكثرهم حلما و أقدمهم سلما»؟ فضحكت و استبشرت فأراد أن يزيدها من مزيد الخير كله الذي قسمه تعالي لمحمد و آل محمد، فقال لها:«يا فاطمة و لعلي عليه السّلام ثمانية اضراس»يعني مناقب:إيمان باللّه و رسوله و حكمه و زوجته فاطمة و سبطاه الحسن و الحسين و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر«يا فاطمة إنّا أهل بيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا:نبينا خير الأنبياء و هو أبوك و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا خير الشهداء و هو حمزة عم أبيك و منا سبطا هذه الامة و هما ابناك و منا مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسي»ثم ضرب علي منكب

ص: 157


1- المناقب:/360ح 372.
2- مناقب ابن المغازلي:46،العمدة لابن البطريق:453/289.

الحسين عليه السّلام فقال:«من هذا مهدي هذه الأمة» (1).

الخامس و العشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب فرائد السمطين قال:أنبأني السيد الإمام نسابة عهده جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار ابن أحمد بن محمد بن الغنائم محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم المجاب برد السلام ابن محمد الصالح بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن أبي عبد اللّه الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام أجمعين قال:أنبأنا والدي الإمام شمس الدين شيخ الشرف مقدرة إجازة قال:أخبرنا شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبيه قال:أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال:نبأنا محمد بن علي ماجيلويه قال:نبأنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسن بن خالد عن علي بن موسي الرضا عليه التحية و الثناء عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يستمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب و ليعاد عدوه و ليوال وليه،فإنه وصيي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد وفاتي و هو إمام كل مسلم و أمير كل مؤمن بعدي،قوله قولي و أمره أمري و نهيه نهيي و تابعه تابعي و ناصره ناصري و خاذله خاذلي»،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«من فارق عليا بعدي لم يرني و لم أره يوم القيامة،و من خالف عليا حرم اللّه عليه الجنة و جعل مأواه النار،و من خذل عليا خذله اللّه يوم يعرض عليه،و من نصر عليا نصره اللّه يوم يلقاه و لقنه حجته عند مسألة القبر».

ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«الحسن و الحسين إماما أمتي بعد أبيهما و سيدا شباب أهل الجنة،أمهما سيدة نساء العالمين و أبوهما سيد الوصيين،و من ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي،إلي اللّه أشكو المنكرين لفضلهم و المضيعين لحرمتهم بعدي و كفي باللّه وليا و ناصرا لعترتي و أئمة أمتي و منتقما من الجاحدين لحقهم،و سيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون» (2).

السادس و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الزاهد جمال الدين محمد بن أبي بكر ابن أحمد بن خليل الصوافي الخليلي القزويني بقراءتي عليه بعبرآباد في شهر ربيع الأول سنة سبع و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ أبو حفص عمر بن أبي بكر بن محمد بن عامر التيمي في

ص: 158


1- كفاية الطالب للدارقطني:163،البيان في أخبار صاحب الزمان للحافظ الكنجي:502.
2- بحار الأنوار:/354/36ح 70،كمال الدين و تمام النعمة:260.

منزلنا برباط الغزاونة الملاصق بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة في العشر الاخير من شوال سنة سبع و ثلاثين و ستمائة بقراءتي عليه،أنبأنا أبو الهدي عيسي بن يحيي أحمد الصوفي السبسبي الأنصاري قال:أنبأنا الشيخ أبو عبد اللّه يعلي بن أبي مسلم الصوفي القزويني بقراءته علينا في السادس من رجب سنة ثمان و ستمائة بالحرم الشريف قال:أخبرني الشيخ أبو الهدي صواب عبد اللّه الحبشي خادم الضريح النبوي بالحرم الشريف تجاه الكعبة المعظمة زادها اللّه شرفا عند باب الحزورة في التاسع و العشرين من شهر ذي القعدة سنة ست و ستمائة بقراءتي عليه قال:أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني بدمشق قال:أنبأنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب قال:نبأنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه قال:نبأنا عبد اللّه بن إسماعيل قال:نبأنا عثمان بن طالوت قال:نبأنا بشر بن عمرو العلاء النحوي قال:حدّثني أبي عمرو بن العلاء القاري عن ابن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كنت يوما مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض حيطان المدينة و يد علي عليه السّلام في يده فمررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد سيد الأنبياء و هذا علي سيد الأوصياء و أبو الأئمة الطاهرين،ثم مررنا بنخل فصاح النخل:هذا المهدي و هذا الهادي ثم مررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هذا علي سيف اللّه،فالتفت النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ صلوات اللّه عليه و آله فقال:«يا علي سمّه الصيحاني»فسمي من ذلك اليوم الصيحاني (1).

السابع و العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهراباني،أنبأنا مؤرخ بغداد الإمام محب الدين محمد بن الحسين النجار إجازة قال:أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال:أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي قال:أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أنبأنا الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ قال:أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيع قال:

أنبأنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن البزّار العلوي الكوفي قال:نبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ قال:نبأنا علي بن الحسن بن فضال قال:نبأنا أبي قال:سمعت علي بن موسي الرضا عليه التحية و الثناء و جاءه رجل فقال له:يا ابن رسول اللّه رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام كأنه يقول لي:«كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي و استحفظتم وديعتي و غيّب في ثراكم نجمي»،فقال له الرضا عليه السّلام:«أنا المدفون في أرضكم و أنا بضعة نبيكم و أنا الوديعة و النجم،من زارني و هو يعرف

ص: 159


1- انظر:ينابيع المودة:409/1،فرائد السمطين:/137/1ح 101.

ما أوجب اللّه من حقي و طاعتي فأنا و آبائي شفعاؤه يوم القيامة و من كنّا شفعاءه نجا و لو عليه مثل وزر الثقلين الجن و الانس،و لقد حدّثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي و لا في صورة أحد من أوصيائي،إن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة» (1).

الثامن و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن عمر بن أبي القاسم المقري بقراءتي عليه ببغداد إجازة بروايته عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد ابن عبد اللّه السهروردي قال:نبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان سماعا،أنبأنا أحمد بن أحمد بن عبد اللّه قال:نبأنا محمد بن أحمد بن علي،نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون،نبأ علي بن محمد بن عياش عن الحرث بن خضيرة (2)عن القاسم بن جندب عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أنس اسكب لي وضوءا»ثم قال:«يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين و خاتم الوصيين»،قال أنس:قلت:اللهم اجعله رجلا من الأنصار و كتمته؛إذ جاء علي صلوات اللّه عليه و آله فقال:«من هذا يا أنس»؟فقلت علي،فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه و يمسح عرق علي بوجهه فقال علي عليه السّلام،«يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعته بي من قبل»،قال:«و ما يمنعني و أنت تؤدي عني و تسمعهم صوتي و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي»،قال أحمد بن عبد اللّه:و روي جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه (3).

التاسع و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الصالح إجازة بروايته عن أبي الفتوح داود بن معمر القرشي و أبي القاسم عبد الكريم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قالا:أنبأنا الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال:أنبأنا والدي قال:أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المدائني الحافظ قال:نبأنا أبو محمد الحلال قال:نبأنا الحسن بن أحمد بن حرب قال:نبأنا الحسن بن محمد بن يعلي العلوي قال:نبأنا محمد بن إسحاق قال:نبأنا إبراهيم بن عبد اللّه قال:نبأنا عبد الرزاق قال:نبأنا معمر عن محمد بن عبد اللّه الصامت عن أبي ذر الغفاري رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«انا خاتم الأنبياء و أنت يا علي خاتم الأوصياء»،و لفظ أبي ذر

ص: 160


1- انظر:أمالي الصدوق:/121مجلس /15ح 10.
2- في المصدر:الحارث بن حصيرة.
3- انظر:المناقب للموفق الخوارزمي:85،حلية الأولياء:63/1.

«أنا خاتم النبيين كذلك عليّ خاتم الأوصياء إلي يوم الدين،و في الباب علي بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

الثلاثون: أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر و الخطيب جمال الدين خطيب باب البصرة إذنا بروايتهما عن أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه بن عبد الواحد المارستاني القيم و الأنجب بن أبي السعادات ابن محمد الحمامي إجازة،ح و القاضي بهاء الدين عبد الغفار بن عبد المجيد بن هوذان الزماني الريحاني مشافهة بروايته عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد الغزنوي إجازة بروايتهم عن الشيخ أبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كارد الخزيمي المقري،قال الغربوي سماعا عليه قال:أنبأنا الريس العالم أبو علي محمد سعيد بن إبراهيم بن تيهان الكاتب قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن شاذان،أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله في درست الزعفراني يوم السبت من رجب سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة و أنا أسمع،نبأنا أبو يوسف بن سفيان العمري،أنبأنا أبو طاهر محمد بن مسلم الحضرمي،حدّثنا حسن بن حسين العرني،نبأنا يحيي بن عيسي الرعلي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأم سلمة:«هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي،يا أم سلمة،هذا علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين و وصيي و عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه أخي في الدنيا و الآخرة و معي في السنام الاعلي،يقتل القاسطين و الناكثين و المارقين» (2).

الحادي و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أخبرني العدل محمد بن أبي القاسم بن عمر بقراءتي عليه،نبأنا شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي إجازة قال:أنبأنا أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي بن سليمان سماعا قال:أنبأنا أحمد بن أحمد أبو الفضل قال:أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:نبأنا أبو بكر الطلحي،نبأنا محمد بن علي بن رخيم،نبأنا عباد بن سعيد بن عباد الجعفي،نبأنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول بن صالح بن الأسود عن أبي المطهر الرازي عن الأعمش الثقفي عن سلام الجعفي عن أبي برزة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تعالي عهد إلي في علي بن أبي طالب عليه السّلام عهدا فقلت:يا رب بيّنه لي؟فقال:اسمع،فقلت:سمعت،فقال:إنّ عليا

ص: 161


1- انظر:ينابيع المودة:73/2.
2- انظر:أمالي الشيخ الطوسي:/50مجلس /2ح 35 بتفاوت،بشارة المصطفي:167.

راية الهدي و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أحبه أحبني و من أبغضه أبغضني فبشره بذلك،فبشرته فقال:يا رسول اللّه أنا عبد اللّه و في قبضته فإن يعذبني فبذنبي،و إن يتم الذي بشرتني به فاللّه أولي به،قال:قلت:اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان، فقال اللّه عز و جل:قد فعلت به ذلك،ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت:يا رب أخي و صاحبي قال:إن هذا شيء قد سبق أنه مبتلي و مبتلي به» (1).

الثاني و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:أنبأني الإمام بدر الدين محمد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر،أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحنيفي الابهري كتابة قال:أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل اللّه بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة، أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معد الحسني،أخبرنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس اللّه روحه،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان روح اللّه روحه و أبو عبد اللّه الحسين ابن عبيد اللّه و أبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القمي و أبو زكريا محمد بن سليمان الحرّاني قالوا كلهم:أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه رضي اللّه عنه قال:أنبأنا علي بن[محمد بن] (2)عبد اللّه الوراق الرازي،أنبأنا سعد بن عبد اللّه،أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون» (3).

و قال أبو جعفر محمد بن الحسين:أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب الشيباني عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكة،أنبأنا أبو حاتم المهلّبي المغيرة بن محمد،أنبأنا عبد الغفار بن كثير الكوفي عن هيثم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قدم يهودي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقال له نعثل فقال له:يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن اجبتني عنها أسلمت علي يدك قال:سل يا أبا عمارة قال:يا محمد صف لي ربك فقال عليه السّلام:«إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و كيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله،و الخطرات أن تحده،و الابصار الاحاطة به،جل عما يصفه الواصفون نأي في قربه و قرب في نأيه،كيّف الكيف فلا يقال له كيف

ص: 162


1- فرائد السمطين:268/1 باب 52.
2- زيادة من المصدر.
3- كمال الدين و تمام النعمة:280.

و أيّن الأين فلا يقال له اين،هو منقطع الكيفوفية و الأينونية فهو الواحد الصمد كما وصف نفسه، و الواصفون لا يبلغون نعته لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد».

قال:صدقت يا محمد فاخبرني عن قولك إنه واحد لا شبيه له،أ ليس اللّه تعالي واحدا و الإنسان واحد فوحدانيته قد اشبهت وحدانية الإنسان فقال صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه تعالي واحد أحدي المعني و الإنسان واحد ثنائي المعني جسم و عرض و بدن و روح و إنما التشبيه في المعاني لا غير»قال:صدقت يا محمد،فأخبرني عن وصيّك من هو؟فما من نبيّ إلا و له وصي و إن نبينا موسي بن عمران أوصي إلي يوشع بن نون فقال صلّي اللّه عليه و آله:«نعم،إن وصيّي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب و بعده سبطاي الحسن ثم الحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار»قال:يا محمد فسمّهم لي قال:«نعم إذا مضي الحسين فابنه علي فإذا مضي عليّ فابنه محمد فإذا مضي محمد فابنه جعفر فإذا مضي جعفر فابنه موسي فإذا مضي موسي فابنه علي فإذا مضي علي فابنه محمد ثم ابنه عليّ ثم ابنه الحسن ثم الحجة بن الحسن فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل»قال:فاين مكانهم في الجنة؟قال:«معي في درجتي»قال:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه و أشهد أنهم الأوصياء بعدك،و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة و فيما عهد إلينا موسي بن عمران أنه إذا كان اخر الزمان يخرج نبي يقال له أحمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط قال:فقال:«يا أبا عمارة أ تعرف الاسباط؟»قال:نعم يا رسول اللّه إنهم كانوا اثني عشرا أولهم لاوي بن برخيا و هو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبته ثم عاد فأظهر اللّه شريعته بعد دراستها و قاتل قرطبنا (1)الملك حتي قتله فقال عليه السّلام:«كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذّة،بالقذّة و أنّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتي لا يري،و يأتي علي أمتي زمن لا يبقي من الإسلام إلا اسمه و من القرآن إلا رسمه،فحينئذ يأذن اللّه تعالي له بالخروج فيظهر الإسلام و يجدد الدين»ثم قال عليه و آله الصلاة و السلام:«طوبي لمن أحبهم و الويل لمبغضهم و طوبي لمن تمسّك بهم»فانتفض نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول شعرا:

صلي الإله ذو العلي عليك يا خير البشر

أنت النبي المصطفي و الهاشمي المفتخر

بكم هدانا ربنا و فيك نرجو ما أمر

و معشر سميتهم أئمة اثني عشر

ص: 163


1- في المصدر:قرسطيا.

حباهم رب العلي ثم صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم و خاب من عادي الزهر

آخرهم يشفي الظنا (1) و هو الإمام المنتظر

عترتك الأخيار لي و التابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا فسوف تصلاه سقر (2)

الثالث و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أنبأني المشايخ الكرام السيد جمال الدين رضي الإسلام أحمد بن طاوس الحسني و السيد الإمام النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار ابن معد بن فخار الموسوي و علامة زمانه نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيي بن سعيد الحلّيّون(رضي اللّه عنهم)كتابة عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:حدّثني أبي و محمد بن الحسن(رضي اللّه عنهما)قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري جميعا عن أبي الخير (3)صالح بن أبي حماد و الحسن بن طريف جميعا عن بكر بن صالح،و حدّثنا أبي و محمد بن موسي بن المتوكل و محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن علي بن إبراهيم و الحسين بن إبراهيم بن ناتانه و أحمد بن زياد الهمداني(رضي اللّه عنهم)قالوا:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم روّح اللّه روحيهما عن بكر بن صالح عن عبد الرّحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه الصلاة و السلام قال:«قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد الأنصاري:إن لي إليك حاجة فمتي يخف عليك أن اخلو بك فاسألك عنها؟فقال له جابر:في أي الاوقات شئت،فخلا به أبي عليه السّلام فقال له:يا جابر،أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي أمي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ما أخبرتك به أنّ في ذلك اللوح مكتوبا فقال جابر:أشهد اللّه أني دخلت علي أمك فاطمة عليها السّلام في حياة رسول اللّه أهنيها بولادة الحسين فرأيت في يدها لوحا اخضر ظننت أنه زمرّد و رأيت فيه كتابا ابيض شبه نور الشمس فقلت لها:بأبي أنت و امي يا بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما هذا اللوح؟

فقالت:هذا اللوح أهداه اللّه إلي رسوله صلّي اللّه عليه و آله فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و اسم الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليبشرني (4)بذلك،قال جابر:فاعطتنيه أمك فاطمة فقرأته و انتسخته فقال

ص: 164


1- في المصدر:يسقي الظما.
2- فرائد السمطين:/132/2ح 431.
3- في المصدر:عن أبي الحسن.
4- في المصدر:ليسرني.

أبي:فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟قال:نعم،فمشي معه أبي حتي انتهي إلي منزل جابر و اخرج إلي أبي صحيفة من رقّ فقال:يا جابر انظر إلي كتابك لأقرأ عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا،فقال جابر:فأشهد باللّه أني رأيته هكذا في اللوح مكتوبا.

بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمد نوره و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين،عظّم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي فإني انا اللّه لا إله إلاّ أنا قاصم الجبارين و مذل الظالمين و مبير المتكبرين (1)و ديان الدين إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا فمن رجا غير فضلي و خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين،فإياي فاعبد و عليّ فتوكل.

إني لم أبعث نبيّا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيّا و إني فضلتك علي الأنبياء و فضلت وصيّك علي الأوصياء و أكرمتك بشبليك بعده و بسبطيك حسن و حسين،فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة،فهو أفضل من استشهد و ارفع الشهداء درجة،جعلت كلمتي التامة معه و الحجة البالغة عنده،بعترته أثيب و أعاقب،أولهم سيّد العابدين و زين أوليائي الماضين،و ابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر،الرادّ عليه كالراد عليّ،حق القول مني لأكرمن مثوي جعفر و لأسرّنّه في أشياعه و أنصاره و أوليائه و انتجبت بعده موسي،و لأتيحن فتنة عمياء حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفي و ان أوليائي لا يشقون،ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي،و من غيّر آية من كتابي فقد افتري عليّ، و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسي و حبيبي و خيرتي،ألا إن المكذب للثامن مكذب بكل أوليائي،و علي وليي و ناصري أضع عليه اعباء النبوّة و أمنحه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر،يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح[ذو القرنين] (2)إلي جنب شر خلقي،حق القول مني لأقرنّ عينه بمحمد ابنه و خليفته من بعده فهو وارث علمي و معدن حكمتي و موضع سري و حجتي علي خلقي،جعلت الجنة مثواه و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار و اختم بالسعادة لابنه علي وليّي و ناصري و الشاهد في خلقي و أميني علي وحيي،و اخرج منه الداعي إلي سبيلي و الخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسي و بهاء عيسي و صبر أيوب و سيذل أوليائي في زمانه و يتهادون

ص: 165


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة من المصدر.

رءوسهم كما تتهادي رءوس الترك و الديلم،فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين و جلين تصبغ الأرض بدمائهم و ينشأ الويل و الرنين في نسائهم،أولئك أوليائي حقا بهم ادفع كل فتنة عمياء حندس و بهم اكشف الزلازل و ادفع الآصار و الأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون».

قال عبد الرّحمن بن سالم:قال أبو بصير:لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلاّ عن أهله (1).

الرابع و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال ابن بابويه و حدّثنا علي بن الحسين المؤدب و أحمد بن هارون القاضي قالا:أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي عن مالك السلولي عن درست عن عبد الحميد عن عبد اللّه بن القاسم عن عبد اللّه بن جبلة عن أبي السفاتج عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار،فيه اثنا عشر اسما:ثلاثة في ظاهره و ثلاثة في باطنه و ثلاثة اسماء في آخره و ثلاثة اسماء في طرفه فعددتها فإذا هي اثنا عشر،فقلت:اسماء من هذا؟

قالت:«هذه اسماء الأوصياء أولهم ابن عمي و أحد عشر من ولدي آخرهم القائم»

قال جابر:فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع و عليّا و عليا و عليا و عليا في أربعة مواضع (2).

الخامس و الثلاثون: الحمويني هذا بإسناده إلي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود عن جعفر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي فاطمة عليها السّلام و بين يديها لوح فيه اسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم،ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي صلوات اللّه عليهم (3).

السادس و الثلاثون: الحمويني هذا قال و بالاسناد إلي أبي جعفر بن بابويه-رضي اللّه عنهما- قال:أنبأنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني-رضي اللّه عنهم-قال:حدّثنا الحسن بن

ص: 166


1- كمال الدين و تمام النعمة:308،الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي:113.
2- كمال الدين و تمام النعمة:311.
3- كمال الدين و تمام النعمة:269.

إسماعيل،قال:أنبأنا أبو عمر سعيد بن محمد بن نصر العطار (1)قال أنبأنا عبد اللّه بن محمد السلمي قال:أنبأنا محمد بن عبد الرحيم قال:أنبأنا محمد بن سعيد بن محمد قال:أنبأنا العباس بن أبي عمر عن صدقة بن أبي موسي عن أبي نضرة قال:لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي[الباقر صلوات اللّه عليهما] (2)عند الوفاة دعا بابنه الصادق عليه السّلام ليعهد إليه عهدا،و قال له أخوه زيد بن علي:لو امتثلت في تمثال الحسن و الحسين عليهما السّلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا فقال له:«يا أبا الحسن إن الامانات ليس بالمثال و لا العهود بالسّوم،و إنما هي أمور سابقة عن حجج اللّه تبارك و تعالي»،ثم دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له:«يا جابر،حدّثنا بما عاينت من الصحيفة»فقال له جابر:نعم يا أبا جعفر،دخلت علي مولاتي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأهنّيها بمولد الحسين عليه السّلام فإذا بيدها صحيفة من درّة بيضاء فقلت:يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي اراها معك؟قالت:«فيها اسماء الأئمة من ولدي»فقلت لها:ناوليني لأنظر فيها،قالت:«يا جابر لو لا النهي لكنت أفعل لكنّه قد نهي أن يمسها إلاّ نبي أو وصي نبي،أو أهل بيت نبي و لكنه مأذون لك أن تنظر إلي بطنها من ظاهرها».

قال جابر:فقرأت فإذا أبو القاسم محمد بن عبد اللّه المصطفي و أمه آمنة،أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضي أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،أبو محمد الحسن بن علي،و أبو عبد اللّه الحسين بن علي النقي أمهما فاطمة بنت محمد،أبو محمد علي بن الحسين العدل أمّه شاه بانويه (3)بنت يزدجر بن شاهنشاه،أبو جعفر محمد بن علي الباقر أمه أم عبد اللّه بنت الحسن بن علي بن أبي طالب،أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر،أبو إبراهيم موسي بن جعفر الثقة أمه جارية اسمها حميدة،أبو الحسن علي بن موسي الرضا أمه جارية اسمها نجمة،أبو جعفر محمد بن علي الزكي أمه جارية اسمها خيزران،أبو الحسن علي ابن محمد الامين أمه جارية اسمها سوسن،أبو محمد الحسن بن علي الرفيق أمه جارية اسمها سمانة،أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة اللّه القائم أمه جارية اسمها نرجس صلوات اللّه عليهم أجمعين.

قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه جاء هذا الحديث هكذا بتسميته القائم عليه الصلاة و السلام و الذي اذهب إليه ما روي من النهي في تسميته (4).

السابع و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال:أنبأني الشيخ

ص: 167


1- في المصدر:القطان.
2- زيادة ليست في المصدر.
3- في المصدر: شاه بانو.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:48/2.

سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي رضي اللّه عنه عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج بن ردّة[السلمي]رضي اللّه عنه (1)بروايته عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المعمري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القايني بروايتهم عن الشيخ الفقيه جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي- قدس اللّه أرواحهم الشريفة-قال:حدّثنا ابن ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا محمد بن علي القرشي قال:حدثنا أبو الربيع الزهراني قال:حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال:قال ابن عباس:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«إن للّه تبارك و تعالي ملكا يقال له دردائيل كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلي الجناح هواء،و الهواء كما بين السماء إلي الأرض فجعل يوما يقول في نفسه أ فوق ربنا جل جلاله شيء؟ فعلم اللّه ما قال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان و ثلاثون ألف جناح،ثم أوحي اللّه جل جلاله إليه ان طر فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش فلما علم اللّه أتعابه أوحي إليه:أيها الملك عد إلي مكانك فانا عظيم كل عظيم و ليس فوقي شيء عظيم و لا أوصف بمكان، فسلبه اللّه اجنحته و مقامه من صفوف الملائكة.

فلما ولد الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما و آلهما و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة، أوحي اللّه عز و جل إلي مالك خازن النار أن أخمد النيران علي أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا،و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان و طيبها لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا،و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي حور العين أن تزينوا و تزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا و أوحي اللّه عز و جل إلي جبرائيل أن اهبط إلي نبيي محمد صلّي اللّه عليه و آله في ألف قبيل و القبيل ألف ألف من الملائكة علي خيول بلق مسرجة ملجمة،عليها قباب الدرّ و الياقوت و معهم ملائكة يقال لهم الروحانيون،بأيديهم حراب من نور أن يهنّئوا محمدا صلّي اللّه عليه و آله بمولوده،و أخبره يا جبرائيل أنه قد سميته الحسين فهنّئه و عزّه و قل له:يا محمد يقتله شر أمتك علي شر الدواب،فويل للقاتل و ويل للسابق و ويل للقائد،قاتل الحسين انا منه بريء و هو مني بريء،و لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد من المذنبين إلا و قاتل الحسين أعظم جرما منه،قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع اللّه إلها آخر،و النار

ص: 168


1- في المصدر:النيلي.

أشوق إلي قاتل الحسين ممن أطاع اللّه الي الجنة.

قال:فبينا جبرئيل عليه السّلام يهبط من السماء إلي الأرض إذ مرّ بدردائيل فقال له دردائيل:يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة علي أهل الدنيا؟قال:لا و لكن ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله مولود في دار الدنيا و قد بعثني اللّه عز و جل إليه لأهنّيه بمولوده،فقال له الملك:يا جبرائيل بالذي خلقني و خلقك إذا هبطت إلي محمد فأقرئه مني السلام و قل له بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضي عني و يرد عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة،فهبط جبرائيل عليه السّلام علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فهنّاه كما أمره اللّه عز و جل و عزّاه فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:تقتله أمتي،فقال له:نعم يا محمد، فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:ما هؤلاء بأمتي،أنا منهم بريء و اللّه منهم بريء،قال جبرائيل عليه السّلام:و أنا بريء منهم يا محمد،فدخل النبي صلّي اللّه عليه و آله علي فاطمة عليها السّلام فهنّاها و عزاها فبكت فاطمة عليها السّلام ثم قالت:يا ليتني لم ألده،قاتل الحسين في النار،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:و أنا أشهد بذلك يا فاطمة،و لكنه لا يقتل حتي يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية،قال عليه السّلام:و الأئمة بعدي عليهم السّلام:الهادي علي و المهتدي الحسن و الناصر الحسين و المنصور علي بن الحسين،و الشافع (1)محمد بن علي و النفاع جعفر بن محمد،و الأمين موسي بن جعفر و الرضا علي بن موسي،و الفعال محمد بن علي و المؤتمن علي ابن محمد و العلاّم الحسن بن علي،و من يصلي خلفه عيسي ابن مريم عليه السّلام ابن الحسن بن علي القائم عليه السّلام» (2)،فسكتت فاطمة عليها السّلام من البكاء ثم أخبر جبرائيل عليه السّلام النبي صلّي اللّه عليه و آله بقصة الملك و ما أصيب به،قال ابن عباس:فاخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرقة من صوف فأشار به إلي السماء ثم قال:«اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه و علي جده محمد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب،إن كان للحسين بن علي و ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل و ردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،فاستجاب اللّه دعاءه و غفر للملك فالملك لا يعرف في الجنة إلا بأن يقال:هذا مولي الحسين بن علي و ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (3).

الثامن و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:روي الشيخ الجليل أبو جعفر بن بابويه رضي اللّه عنه قال:حدثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام،حدّثنا محمد بن الفضل،حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي،حدثنا علي بن عاصم عن محمد بن علي بن

ص: 169


1- عن هامش المصدر:في بعض النسخ:الشفاع و في بعضها النفاح.
2- في ترتيب الأسماء و الصفات اختلاف عن المخطوط.
3- كمال الدين و تمام النعمة:282 ح 36،و مجمع النورين:163،و البحار:248/43.

موسي عن أبيه علي بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم أجمعين قال:«دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عنده أبي بن كعب فقال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السموات و الأرض،قال أبي:و كيف يكون يا رسول اللّه زين السموات و الأرض أحد غيرك؟فقال:

يا أبي و الذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء اكبر منه في الأرض و إنه لمكتوب علي يمين عرش اللّه مصباح هدي و سفينة نجاة و إمام غير وهن و عز و فخر و علم و ذخر،و إن اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الارحام أو يجري ما في الاصلاب أو يكون ليل أو نهار،و لقد لقن بدعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره اللّه عز و جل معه،و كان شفيعه في آخرته،و فرج اللّه عنه كربه و قضي بها دينه و يسّر أمره و أوضح سبيله و قوّاه علي عدوه و لم يهتك ستره،فقال له أبيّ بن كعب:ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟

قال تقول إذا فرغت من صلواتك و أنت قاعد:اللهم إني أسألك بكلماتك و معاقد عرشك و سكان سماواتك و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر،فأسألك أن تصلي علي محمد و آل محمد و ان تجعل لي من عسري يسرا،فإن اللّه عز و جل يسهّل أمرك و يشرح صدرك و يلقنك شهادة أن لا إله إلاّ اللّه عند خروج نفسك.

قال له أبي:يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب الحسين عليه السّلام؟قال:مثل هذه النطفة كمثل القمر و هي نطفة تبيين و بيان يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه هويّا،قال:فما اسمه؟و ما دعاؤه؟قال:اسمه علي و دعاؤه:يا دائم يا ديّوم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم و يا فارج الهم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد،من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل مع علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما و كان قائده إلي الجنة.

قال له أبي:يا رسول اللّه فهل له من خلف و وصي؟قال:نعم له مواريث السموات و الأرض، قال:و ما معني مواريث السموات و الأرض يا رسول اللّه؟قال:القضاء بالحق و الحكم بالديانة و تأويل الاحكام و بيان ما يكون،قال:اسمه محمد و ان الملائكة لتستأنس به في السماء و يقول في دعائه:اللهم إن كان لي عندك رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني و شيعتي و طيّب ما في صلبي،فركّب اللّه عز و جل في صلبه نطفة مباركة زكية،فأخبرني جبرئيل عليه السّلام أن اللّه تبارك و تعالي طيب هذه النطفة و سماها عنده جعفرا و جعله هاديا مهديا راضيا مرضيا يدعو ربه و يقول في دعائه:يا ديان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء،و لهم عندك رضا

ص: 170

و اغفر ذنوبهم و يسّر أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم و هب لي الكبائر التي بينك و بينهم، يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من كل غم فرجا.من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد عليهما صلوات اللّه و سلامه إلي الجنة.

يا أبي إن اللّه تبارك و تعالي ركب في هذه النطفة نطفة زكية مباركة أنزل عليها الرحمة و سماها عنده موسي،قال له أبي:يا رسول اللّه كلهم يتواضعون و يتناسلون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا،قال وصفهم لي جبرائيل عليه السّلام عن رب العالمين جل جلاله،قال:فهل لموسي من دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه قال:نعم يقول في دعائه:يا خالق الخلق و يا باسط الرزق و فالق الحب و بارئ النسم و محيي الموتي و مميت الاحياء و دائم الثبات و مخرج النبات افعل بي ما أنت اهله من دعا بهذا الدعاء قضي اللّه له حوائجه و حشره اللّه يوم القيامة مع موسي بن جعفر عليه السّلام،و ان اللّه ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سماها عنده عليا،يكون للّه في خلقه رضيا في علمه و حكمه و يجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة و له دعاء يدعو به:اللهم صلّ علي محمد و آل محمد و أعطني[الهدي] (1)و ثبتني عليه و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع،أنت أهل التقوي و أهل المغفرة،و إن اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة زكية مرضية و سماها محمد بن علي فهو شفيع شيعته و وارث علم جده له علامة بيّنة و حجة ظاهرة إذا ولد يقول:لا إله محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

يقول في دعائه:يا من لا شبيه له و لا مثال،أنت اللّه لا إله إلاّ أنت و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقي أنت،حلمت عمن عصاك و في المغفرة رضاك،من دعا بهذا الدعاء كان محمد ابن علي شفيعه يوم القيامة،و إن اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد فألبسه السكينة و الوقار و اودعها العلوم و كل شيء مكتوم من لقيه و في صدره شيء أنبأه و حذره من عدوه و يقول في دعائه:يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور،من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلي الجنة،و ان اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلبه نطفة و سماها عنده الحسن عليه السّلام و جعله نورا في بلاده و خليفة في أرضه و عزا لأمة جدّه و هاديا لشيعته و شفيعا لهم عند ربه و نقمة علي من خالفه و حجة لمن والاه و برهانا لمن اتخذه إماما.

يقول في دعائه:يا عزيز العز في عزه و يا عزيز اعزني بعزك و ايدني بنصرك و ابعد عني

ص: 171


1- زيادة من المصدر.

همزات الشياطين و ادفع عني بدفعك و امنع عني بمنعك و اجعلني من خيار خلقك،يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد،من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل معه و نجّاه من النار و لو وجبت عليه، و إنّ اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طاهرة مطهرة يرضي بها كل مؤمن ممن قد اخذ اللّه ميثاقه في الولاية،و يكفر به كل جاحد و هو إمام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي، يحكم بالعدل و يأمر به،يصدق اللّه عز و جل و يصدقه اللّه في قوله،يخرج من تهامة حتي يظهر الدلائل و العلامات و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلاّ خيول[مطهمة] (1)و رجال مسومة يجمع اللّه له من أقصي البلاد علي عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،معه صحيفة مختومة فيها عدد أنصاره بأسمائهم و انسابهم و بلدانهم و صنايعهم و طبائعهم و كلامهم و كناهم،كرارون مجدون في طاعته.

فقال أبي:و ما دلائله و علاماته يا رسول اللّه؟قال له:علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و انطقه اللّه عز و جل فناداه العلم:اخرج يا ولي اللّه،اقتل أعداء اللّه،و هما رايتان و علامتان،و له سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده و أنطقه اللّه عز و جل فناداه السيف:اخرج يا ولي اللّه،فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّه،فيخرج يقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّه،و يحكم بحكم اللّه يخرج و جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن ميسرته و شعيب بن صالح علي مقدمته،و سوف تذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلي اللّه عز و جل.

يا أبي طوبي لمن لقيه و طوبي لمن أحبه و طوبي لمن قال به و لو بعد حين،و ينجيهم من الهلكة في الاقرار باللّه و برسوله و بجميع الأئمة،يفتح اللّه لهم الجنة،مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا،و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفي نوره أبدا، قال أبي:يا رسول اللّه كيف حال بيان هؤلاء الأئمة عن اللّه عز و جل؟قال:إن اللّه عز و جل أنزل عليّ اثني عشر خاتما و اثنتي عشرة صحيفة،اسم كل إمام علي خاتمه و صفته في صحيفته» (2).

التاسع و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلي إجازة قال:أنبأنا القارئ خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي عن عمه زين الدين عبد الجبار عن أبيه عن الصفي أبي تراب بن

ص: 172


1- زيادة ليست في المصدر.
2- فرائد السمطين:/155/2ب /35ح 447،كمال الدين و تمام النعمة:265.

الداعي الحسيني عن أبي محمد جعفر بن محمد الدورستي عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:نبأنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:نبأنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري عن جعفر ابن سليمان عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن العباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثنا عشر،أولهم أخي و آخرهم ولدي»قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟قال:«علي بن أبي طالب»قيل:فمن ولدك؟

قال:«المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربّها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

الأربعون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال و بهذا الإسناد يعني السابق إلي ابن بابويه قال:نبأنا أحمد بن الحسن القطان قال:أنبأنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:نبأنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:نبأنا الفضل بن الصقر العبدي قال:نبأنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد اللّه (2)بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد المرسلين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين،و ان أوصيائي بعدي اثنا عشر،أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم» (3).

الحادي و الأربعون: ما رواه من طريق المخالفين الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني في كتابه الغيبة قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة و كان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية و من النصّاب قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا علي بن هاشم و الحسن (4)بن السكن معا قالا:حدّثنا عبد الرزاق بن همام قال:أخبرني أبي عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:وفد علي رسول اللّه أهل اليمن فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا»فلما دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم،منهم المنصور يخرج في سبعين الفا ينصر خلفي و خلف وصيي،حمائل سيوفهم المسك»فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيك؟فقال:«هو الذي أمركم اللّه بالاعتصام به فقال

ص: 173


1- فرائد السمطين:/312/2ب /61ح 562،كمال الدين و تمام النعمة:280.
2- في المصدر:عباية.
3- و في كمال الدين و تمام النعمة:280 و أنا سيد النبيين....
4- في المصدر:و الحسين.

عز و جل وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (1) (2)».

فقالوا:يا رسول اللّه بين لنا ما هذا الحبل؟فقال:«هو قول اللّه(إلا بحبل من اللّه و حبل من الناس)، فالحبل من اللّه كتابه،و الحبل من الناس وصيي»فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيك؟فقال:«هو الذي أنزل اللّه فيه أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (3) »فقالوا:يا رسول اللّه و ما جنب اللّه هذا؟

فقال:«هو الذي يقول اللّه فيه وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (4) (5)هو وصيي و السبيل إليّ من بعدي»فقالوا:يا رسول اللّه بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه فقال:«هو الذي جعله اللّه آية المتوسمين،فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو القي السمع و هو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم إني نبيكم،فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو،إن اللّه عز و جل يقول في كتابه: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ (6) (7)أي إليه و إلي ذريته عليهم السّلام»ثم قال:فقام أبو عامر الاشعري في الاشعريين و أبو عزة الخولاني في الخولانيين و ظبيان و عثمان بن قيس و عرفة الدوسي في الدوسيين و لاحق بن علاقة فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه و اخذوا بيد الأنزع البطين و قالوا:إلي هذا أهوت أفئدتنا يا رسول اللّه،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«انتم نخبة اللّه حين عرفتم وصي رسول اللّه قبل أن تعرفوه،فبم عرفتم أنه هو؟»فرفعوا أصواتهم يبكون و قالوا:يا رسول اللّه نظرنا إلي القوم فلم تحن لهم قلوبنا و لما رأيناه و جفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا و انجاشت اكبادنا و هملت أعيننا و انثلجت صدورنا حتي كأنه لنا أب و نحن عنده بنون،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«و ما يعلم تاويله إلا اللّه و الراسخون في العلم،أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسني و أنتم عن النار مبعدون»فقال:فبقي هؤلاء القوم المسمون حتي شهدوا مع أمير المؤمنين عليه السّلام الجمل و صفين فقتلوا بصفين رحمهم اللّه،و كان النبي صلّي اللّه عليه و آله يبشرهم بالجنة و أخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه (8)(9).

الثاني و الأربعون: عز الدين بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال:قال إبراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات قال:حدّثني يحيي بن صالح عن مالك بن خالد الاسدي عن الحسن بن إبراهيم عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عليه السّلام قال:

ص: 174


1- سوره 3 - آيه 103
2- آل عمران:103.
3- سوره 39 - آيه 56
4- سوره 25 - آيه 27
5- الفرقان:27.
6- سوره 14 - آيه 37
7- إبراهيم:37.
8- في المصدر:عليه السلام.
9- غيبة النعماني:/41ب /2ح 1.

كتب علي عليه السّلام إلي أهل مصر لما بعث محمد بن أبي بكر[الاسدي] (1)إليهم كتابا يخاطبهم فيه و يخاطب محمدا أيضا فيه،و ساق الحديث بطوله إلي أن قال:و إياكم و دعوة ابن هند الكذاب و تأمّلوا،و اعلم أنه لا سواء إمام الهدي و إمام الهوي،و وصي النبي و عدو النبي (2).

الثالث و الأربعون: ابن أبي الحديد أيضا في الشرح قال:روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام قال:كان علي عليه السّلام يري مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل الرسالة الضوء و يسمع الصوت،و قال له صلّي اللّه عليه و آله:لو لا إني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة،فإن لم تكن نبيا فإنك وصي نبي و وارثه،بل أنت سيد الأوصياء و إمام الاتقياء (3).

الرابع و الأربعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:ذكر الطبري في تاريخه عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (4) (5)علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني فقال:يا علي إن اللّه أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين،فضقت بذلك ذرعا و علمت أني متي أنادهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره،فصمت حتي أتاني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به يعذبك ربك.

فاصنع لنا صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسا من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب حتي أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به،ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون،بهم (6)أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به،فلما وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بضعة من اللحم فشقها بأسنانه ثم القاها في نواحي الصفحة ثم قال:كلوا بسم اللّه،فأكلوا حتي ما لهم إلي شيء من حاجة،و ايم اللّه الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمته لجميعهم ثم قال:اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتي رووا جميعا،و ايم اللّه إن كان الرجل منهم ليشرب،مثله فلما أراد رسول اللّه أن يكلمهم بدره أبو لهب[إلي الكلام] (7)فقال:لشد ما سحركم به صاحبكم،فتفرق القوم و لم يكلمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال من الغد:يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن اكلمهم،فعد لنا اليوم إلي مثل ما صنعت بالامس ثم اجمعهم لي،ففعلت ثم جمعهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم،ففعل

ص: 175


1- زيادة ليست في المصدر.
2- شرح النهج:66/6.
3- شرح النهج:210/13.
4- سوره 26 - آيه 214
5- الشعراء:214.
6- في المصدر:أو ينقصونه و فيهم.
7- زيادة من المصدر.

كما فعل بالامس فأكلوا حتي ما لهم بشيء من حاجة،ثم قال:اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه جميعا حتي رووا،ثم تكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به،إني جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،قد أمرني اللّه أن ادعوكم إليه فأيّكم يوازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم،فأحجم القوم جميعا،و قلت أنا،و إني لأحدثهم سنا و أومضهم عينا و أعظمهم بطنا و أجمعهم (1)ساقا:أنا يا رسول اللّه أكون وزيرك عليه،فاعاد القول فأمسكوا و أعدت ما قلت فأخذ برقبتي ثم قال لهم:

هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا،فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (2).

الخامس و الأربعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال شيخنا أبو جعفر الاسكافي و هو أيضا من أعيان علماء العامة:قد ورد في الخبر الصحيح أنه صلي اللّه عليه و آله كلّف عليا في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة الإسلام و انتشارها بمكة أن يصنع له طعاما و ان يدعو له بني عبد المطلب،فصنع له الطعام و دعاهم له فخرجوا ذلك اليوم،و لم ينذرهم لكلمة قالها عمه أبو لهب،فكلفه في اليوم الثاني أن يصنع له مثل ذلك الطعام و أن يدعوهم ثانية،فصنعه و دعاهم فأكلوا ثم كلمهم صلّي اللّه عليه و آله فدعاهم إلي الدين و دعاه معهم لأنه من بني عبد المطلب،ثم ضمن لمن يوازره منهم و ينصره علي قوله أن يجعله أخاه في الدين و وصيّه بعد موته و خليفته من بعده،فأمسكوا كلهم و أجاب هو وحده،و قال:أنا أنصرك علي ما جئت به و أوازرك و أبايعك،فقال لهم لما رأي منهم الخذلان و منه النصر و شاهد منهم المعصية و منه الطاعة و عاين منهم الادبار و منه الاجابة:«هذا أخي و وصيي و خليفتي من بعدي»،فقاموا يسخرون و يضحكون و يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمّره عليك (3).

السادس و الأربعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كنت أنا و عليّ نورا بين يدي اللّه عز و جل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام،فلما خلق آدم قسم ذلك النور فيه و جعله جزءين فجزء أنا و جزء عليّ»رواه أحمد في المسند و في كتاب فضائل علي عليه السّلام و ذكره صاحب كتاب الفردوس و زاد فيه:«ثم انتقلنا حتي صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة و لعلي الوصية» (4).

ص: 176


1- في المصدر:و أحمشهم.
2- شرح النهج:211/13.
3- شرح النهج:245/13.
4- شرح النهج:171/9.

السابع و الأربعون: ابن أبي الحديد قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام و من خطبة منها في المنافقين فقال:«زرعوا الفجور و سقوه الغرور و حصدوا الثبور،لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد،و لا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا،هم اساس الدين و عماد اليقين،إليهم يفي الغالي و بهم يلحق التالي،و لهم خصائص حق الولاية،و فيهم الوصية و الوراثة،[الآن] (1)رجع الحق إلي أهله و نقل إلي منتقله»قال ابن الحديد في الشرح:ذكر خصائص حق الولاية،و الولاية الأمرة،فأما الامامية فتقول:أراد نص النبي صلّي اللّه عليه و آله عليه و علي أولاده،و نحن نقول:لهم خصائص حق ولاية الرسول صلّي اللّه عليه و آله علي الخلق ثم قال عليه السّلام:«و فيهم الوصية و الوراثة»،أما الوصية فلا ريب عندنا أن عليا عليه السّلام كان وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إن خالف في ذلك من هو منسوب عندنا إلي العناد،و لسنا نعني بالوصية النص و الخلافة و لكن أمورا أخري لعلها إذا لمحت أشرف و أجل و أما الوراثة فالامامية يحملونها علي ميراث المال أو الخلافة (2)،و نحن نحملها علي وراثة العلم،ثم ذكر عليه السّلام«أن الحق الآن رجع إلي أهله»،و هذا يقتضي أن يكون فيما قبل في غير أهله،و نحن نتأول ذلك علي غير ما تذكره الامامية و نقول:إنه عليه السّلام كان أولي بالامر و أحق لا علي وجه النص،بل علي وجه الأفضلية فإنه أفضل البشر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أحق بالخلافة من جميع المسلمين لكنه ترك حقه لما علمه من المصلحة و ما تفرس فيه و المسلمون من اضطراب الإسلام و انتشار الكلمة لحسد العرب له و ضغنهم عليه،و جائز لمن كان أولي بشيء فتركه ثم استرجعه أن يقول«قد رجع الأمر إلي أهله».

فأما معني قوله عليه السّلام:«لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد و لا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا»قيل:لا شبهة أن المنعم أشرف و أعلي من المنعم عليه و لا ريب أن محمدا صلّي اللّه عليه و آله و أهله الأدنين من بني هاشم لا سيما علي عليه السّلام أنعموا علي الخلق كافة بنعمة لا يقدر قدرها،و هي الدعاء إلي الإسلام و الهداية إليه،فمحمد صلّي اللّه عليه و آله و ان كان هدي الخلق بالدعوة التي قام بها بلسانه و يده و نصرة اللّه له تعالي بملائكته و تأييده،و هو السيد المتبوع و المصطفي المنتجب الواجب الطاعة،إلا إن لعلي عليه السّلام من الهداية أيضا و ان ثانيا لاول و مصليا علي أثر سابق ما لا يجحد،و لو لم يكن إلا جهاده بالسيف أولا و ثانيا و ما كان بين الجهادين من نشر العلوم و تفسير القرآن و ارشاد العرب إلي ما لم تكن فاهمة و لا متصورة لكفي في وجوب حقه و سبوغ نعمته عليه السّلام.

فإن قيل:لا ريب في أن كلامه هذا تعريض بمن تقدم عليه فأي نعمة له عليهم؟قيل:نعمتان الاولي الجهاد عنهم و هم قاعدون،فإن من أنصف علم أنه لو لا سيف علي عليه السّلام لاصطلم المشركون

ص: 177


1- زيادة من المصدر.
2- في المصدر:و الخلافة.

من أشار إليه و غيرهم من المسلمين،و قد علمت آثاره في بدر و حنين و الخندق و غيره و ان الشرك فيها فغرفاه،فلولا أن يسده بسيفه لالتهم المسلمون،كافة و الثانية علومه التي لولاها لحكم بغير الصواب في كثير من الاحكام،و قد اعترف عمر له بذلك و الخبر مشهور:لو لا عليّ لهلك عمر، و اعلم أن عليا عليه السّلام كان يدعي التقدم علي الكل و الشرف علي الكل و النعمة علي الكل بابن عمه صلّي اللّه عليه و آله و بنفسه و بأبيه أبي طالب،فإن من قرأ علوم السير عرف أن الإسلام لو لا أبو طالب لم يكن شيئا مذكورا،إلي هنا كلام ابن أبي الحديد (1).

الثامن و الأربعون: الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن شاذان الفقيه أبو الحسن من طريق المخالفين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أمير المؤمنين و إمام المتقين،يا علي أنت سيد الوصيين و وارث علم النبيين و خير الصديقين و أفضل السابقين،يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين و خليفة خير المرسلين،يا علي أنت مولي المؤمنين،يا علي أنت الحجّة بعدي علي الناس أجمعين، استوجب الجنة من تولاك و استحق النار من عاداك،يا علي و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام ما قبل اللّه ذلك منه إلا بولايتك و ولاية الأئمة من ولدك، و إن ولايتك لا يقبلها اللّه عز و جل إلا بالبراءة من أعدائك و أعداء الأئمة من ولدك،بذلك أخبرني جبرائيل فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر» (2).

التاسع و الأربعون: ابن شاذان هذا من طريق المخالفين عن الباقر عليه السّلام عن أبيه عن جده الحسين ابن علي بن أبي طالب قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي و حجة اللّه و حجتي و باب اللّه و بابي و صفي اللّه و صفيي و حبيب اللّه و حبيبي و خليل اللّه و خليلي و سيف اللّه و سيفي و هو أخي و صاحبي و وزيري و وصيي،محبه محبي و مبغضه مبغضي و وليه وليي و عدوه عدوي و زوجته ابنتي و ولده ولدي و حزبه حزبي و قوله قولي و أمره أمري و هو سيد الوصيين و خير أمتي» (3).

الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق المخالفين عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد إلا ببراءة أمير المؤمنين،و من لم تكن له براءة أمير المؤمنين أكبه اللّه علي منخريه في النار و ذلك قوله

ص: 178


1- شرح النهج:142/1.
2- مائة منقبة:/28منقبة 9.
3- مائة منقبة:/34منقبة 14.

تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1) (2)»قلت:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه ما معني براءة أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«مكتوب لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول اللّه» (3).

الحادي و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه قد فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي و أوجب عليكم اتباع أمري و فرض عليكم من طاعة علي بن أبي طالب عليه السّلام بعدي كما فرض عليكم من طاعتي و نهاكم عن معصيته كما نهاكم عن معصيتي و جعله أخي و وزيري و وصيي و وارثي،و هو مني و أنا منه،حبه ايمان و بغضه كفر،محبه محبي و مبغضه مبغضي و هو مولي من أنا مولاه و أنا مولي كل مسلم و مسلمة،و أنا و هو أبوا هذه الأمة» (4).

الثاني و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«و الذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي و العرش و لا دار الفلك و لا قامت السموات و الأرض إلا بأن (5)كتب عليها:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه علي أمير المؤمنين،و أن اللّه تعالي عرج بي إلي السماء و اختصني بألطف ندائه قال:يا محمد،قلت:لبيك ربي و سعديك فقال:انا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي و فضلتك علي جميع بريتي فانصب أخاك عليا علما يهديهم إلي ديني،يا محمد إني جعلت عليا أمير المؤمنين فمن تآمر عليه لعنته و من خالفه عذبته و من أطاعه قربته،يا محمد إني جعلت عليا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته و من عصاه استجفيته،و ان عليا سيد الوصيين و قائد الغر المحجّلين و حجتي علي خلقي أجمعين» (6).

الثالث و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن عبد اللّه بن العباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي إن جبرائيل عليه السّلام أخبرني فيك بأمر قرت به عيني و فرح به قلبي قال:يا محمد إن اللّه تعالي قال لي:اقرأ محمدا مني السلام و أعلمه أن عليا إمام الهدي و مصباح الدجي و الحجة علي أهل الدنيا،فإنه الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم،و إني آليت بعزتي لا أدخل النار أحدا تولاه و سلّم له و للأوصياء من بعده،و لا أدخل الجنة من ترك ولايته و التسليم له و للأوصياء من بعده،حق القول مني لأملأن جهنم و اطباقها من أعدائه،و لأملأن الجنة من أوليائه

ص: 179


1- سوره 37 - آيه 24
2- الصافات:24.
3- مائة منقبة:/37منقبة 16 بتفاوت.
4- مائة منقبة:/46منقبة 22 بتفاوت.
5- في المصدر:بعد أن.
6- مائة منقبة:/50منقبة 24 بتفاوت.

و شيعته» (1).

الرابع و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أنس بن مالك قال:كنت خادما لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبينا أن أوصيه إذ قال:«يدخل داخل هو أمير المؤمنين و سيد المسلمين و خير الوصيين و أولي الناس بالنبيين (2)و قائد الغر المحجلين»فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار،حتي قرع الباب فإذا هو علي بن أبي طالب،فلما دخل عرق وجه النبي صلّي اللّه عليه و آله عرقا شديدا فمسح العرق من وجهه بوجه علي بن أبي طالب فقال:«أنزل فيّ شيء؟قال:أنت مني تؤدي مني (3)و تؤدي ديني و تبلغ رسالاتي»فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه ألا أنت تبلغ الرسالة؟»قال:«بلي،و لكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون و تخبرهم بذلك» (4).

الخامس و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الحسين بن علي عليه السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«أتيت النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي،فلما دخلت قال:

يا علي أ ما علمت ما بيني و بينك؟فما لك تستأذن علي؟قال:فقلت:يا رسول اللّه أحببت أن افعل ذلك قال:يا علي أحببت لي ما أحب اللّه و أخذت بآداب اللّه،يا علي أ ما علمت أن خالقي و رازقي أبي أن يكون لي اخ دونك،يا علي أنت وصيي من بعدي،و أنت المظلوم المضطهد بعدي،يا علي الثابت عليك كالمقيم معي و مفارقك مفارقي،يا علي كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأن اللّه خلقني و إياك من نور واحد» (5).

السادس و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما مررت في ليلة أسري بي بشيء من ملكوت السماء و لا علي شيء من الحجب فوقها إلا وجدتها مشحونة بكرامة اللّه تعالي،يقولون:هنيئا لك يا محمد فقد أعطيت ما لم يعط أحد بعدك،أعطيت علي بن أبي طالب أخا و فاطمة زوجته بنتا و الحسن و الحسين أولادا و محبيهم شيعة،يا محمد إنّك أفضل النبيين و علي أفضل الوصيين و فاطمة سيدة نساء العالمين و الحسن و الحسين أكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين و شيعته أفضل من تضمنته عرصات القيامة، يشتملون علي غرف الجنان و قصورها و متنزهها،فلم يزالوا يقولون ذلك في مصدري و مرجعي، فلولا أن اللّه تعالي حجب عنها آذان الثقلين لما بقي أحد إلا سمعها» (6).

ص: 180


1- مائة منقبة:/57منقبة 30.
2- في المصدر:بالمؤمنين.
3- في المصدر:عني.
4- مائة منقبة:/58منقبة 31.
5- مائة منقبة:/60منقبة 33.
6- مائة منقبة:/62منقبة 35.

السابع و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«معاشر الناس اعلموا أن للّه[جعل لكم] (1)بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر» فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه اهدنا إلي هذا الباب حتي نعرفه قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين و خليفة اللّه علي الناس أجمعين، معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب،فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي،يا معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب،معاشر الناس من سرّه أن يقتدي بي فعليه أن يتولي ولاية علي بن أبي طالب بعدي و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي»فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:

يا رسول اللّه ما عدة الأئمة؟

فقال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه،عدتهم و عدة الشهور و هي عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السموات و الأرض،و عدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسي بن عمران حين ضرب بعصاه،فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،و عدة نقباء بني إسرائيل، قال اللّه تعالي: وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (2) (3)فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم» (4).

الثامن و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أبي زرارة قال:نظر النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي علي بن أبي طالب فقال:«هذا خير الأولين من أهل السموات و الأرضين،هذا سيد الصديقين،هذا سيد الوصيين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين،إذا كان يوم القيامة جاء عليّ علي ناقة من نوق الجنة قد اضاءت القيامة من ضيائها،علي رأسه تاج مرصع بالزبرجد و الياقوت فتقول الملائكة:

هذا ملك مقرب،و يقول النبيون:هذا نبي مرسل،فينادي مناد من بطنان العرش:هذا الصديق الأكبر،هذا وصي حبيب اللّه،هذا علي بن أبي طالب عليه السّلام،فيقف علي متن جهنم فيخرج منها من يحب و يدخل فيها من أبغض،و يأتي أبواب الجنة فيدخل أولياءه بغير حساب» (5).

التاسع و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي مني كجلدي،عليّ مني كلحمي،علي مني كعظمي،علي مني كدمي في عروقي،علي مني،أخي و وصيي في اهلي و خليفتي في قومي و يقضي ديني و ينجز عداتي عليّ في الدنيا إذا مت عوض

ص: 181


1- زيادة من المصدر.
2- سوره 5 - آيه 12
3- المائدة:12.
4- مائة منقبة:/72منقبة 41.
5- مائة منقبة:/89منقبة 55 بتفاوت.

مني» (1).

الستون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أبي بكر عبد اللّه بن عثمان قال:كنت مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بستان عامر بن سعد بعقيق السفلي فبينما نحن نخترق البستان إذ صاحت نخلة بنخلة فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أ تدرون ما قالت النخلة؟»قال:فقلنا:اللّه و رسوله أعلم،قال:«صاحت:هذا محمد و وصيه علي بن أبي طالب»فسمّاها النبي صلّي اللّه عليه و آله الصيحاني (2).

الحادي و الستون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«نزل عليّ جبرائيل صبيحة يوم فرحا مسرورا مستبشرا، فقلت:حبيبي ما لي أراك فرحا مستبشرا فقال:يا محمد و كيف لا أكون كذلك و قد فزت بما أكرم اللّه به أخاك و وصيك و إمام أمتك علي بن أبي طالب؟فقلت:و بم أكرم اللّه أخي و إمام أمتي؟قال:

باهي بعبادته البارحة ملائكته و حملة عرشه و قال:ملائكتي انظروا إلي حجتي في أرضي بعد نبيّي محمد قد عفر خده علي التراب تواضعا لعظمتي،أشهدكم أنه إمام خلقي و مولي بريتي» (3).

الثاني و الستون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقي»قيل:يا رسول اللّه و ما العروة الوثقي؟قال:«ولاية سيد الوصيين»قيل:يا رسول اللّه و من سيد الوصيين؟قال:«أمير المؤمنين»،قيل:و من أمير المؤمنين؟قال:«مولي المسلمين و إمامهم بعدي»قيل:يا رسول اللّه و من مولي المسلمين و إمامهم بعدك؟قال:«أخي علي بن أبي طالب عليه السّلام» (4).

الثالث و الستون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«حدّثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال:من علم (5)أن لا إله إلاّ أنا وحدي،و أن محمدا عبدي و رسولي،و ان علي بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حجتي،أدخلته الجنة برحمتي و نجيته من النار بعفوي و أبحته جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي إن ناداني لبيته و إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته و إن فر مني دعوته و ان رجع إليّ قبلته و إن قرع بابي فتحته،و من لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،

ص: 182


1- مائة منقبة:/140منقبة 72.
2- مائة منقبة:/140منقبة 73.
3- مائة منقبة:/146منقبة 77.
4- مائة منقبة:/149منقبة 81.
5- في المصدر:أقر.

أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته و إن سألني حرمته و إن ناداني لم أسمع نداءه و إن دعاني لم أستجب في دعاءه و إن رجاني خيبت رجاءه مني و ما أنا بظلاّم للعبيد» (1).

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟

قال:«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي،ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه مني السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسي،ثم التقي محمد بن علي،ثم النقي علي بن محمد،ثم الزكي الحسن بن علي،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي،من أطاعهم فقد أطاعني،و من عصاهم فقد عصاني،و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،و بهم يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض[إلاّ بإذنه] (2)فبهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها» (3).

الرابع و الستون: الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند عائشة عن الأسود بن يزيد قال:

ذكروا عند عائشة أن عليا عليه السّلام كان وصيا،و في رواية أزهر أنهم قالوا:إنه وصي فلم تكذبهم،بل ذكرت أنها ما سمعت ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين وفاته (4).

الخامس و الستون: من طريق العامة ما رواه محمد بن مؤمن في كتابه في تفسير قوله تعالي:

وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (5) (6) بإسناده إلي أنس بن مالك قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ (7) قال:«إن اللّه تعالي خلق آدم من طين كيف شاء،ثم قال:إن اللّه تعالي اختارني و أهل بيتي علي جميع الخلق فانتجبنا،فجعلني الرسول و جعل علي بن أبي طالب عليه السّلام الوصي،ثم قال:ما كان لهم الخيرة يقول يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا و لكني اختار من اشاء،فأنا و أهل بيتي صفوة اللّه و خيرته من خلقه،ثم قال:سبحان اللّه و تعالي عما يشركون كفار أهل مكة،ثم قال:و ربك يا محمد يعلم ما تكن صدورهم من بغض

ص: 183


1- مائة منقبة:/167منقبة 93.
2- زيادة من المصدر.
3- مائة منقبة:/168منقبة 93.
4- الطرائف:23 عن الجمع بين الصحيحين،انظر:صحيح مسلم:75/5.
5- سوره 28 - آيه 68
6- القصص:68.
7- سوره 28 - آيه 68

المنافقين لك و لأهل بيتك،و ما يعلنون من الحب لك و لأهل بيتك» (1).

السادس و الستون: ما رواه علي بن عيسي في كشف الغمة قد روي صديقنا المعزّ المحدث الحنبلي عن أنس عن سلمان قال:قلت:يا رسول اللّه عن من نأخذ بعدك؟و بمن نثق،قال:فسكت عني عشرا ثم قال:«يا سلمان إن وصيي و خليفتي و أخي و وزيري و خير من أخلف بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام،يؤدي عني و ينجز موعدي» (2).

السابع و الستون: الحنبلي هذا عن سلمان،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«هل تدري من كان وصي موسي عليه السّلام؟»قلت:يوشع بن نون قال:«فوصيي و خير من أخلف بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام» (3).

الثامن و الستون: و من طريق العامة سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن سلمان الفارسي قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إن وصيي و خليفتي و خير من أترك بعدي ينجز موعدي و يقضي ديني علي بن أبي طالب» (4).

التاسع و العشرون: و من طريق العامة الطبري بإسناد عن أبي الطفيل أنه عليه السّلام قال لأصحاب الشوري:«أناشدكم اللّه،هل تعلمون أن لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وصيا غيري»قالوا:اللهم لا (5).

السبعون: ابن شهرآشوب في كتاب المناقب و من النص الجلي ما تواتر به النقل و رواه العامة و الخاصة قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أنت أخي و وصيي و خليفتي من بعدي و قاضي ديني» (6).

و ظاهر لفظ الخليفة في العرب من قام مقام المستخلف في جميع ما كان إليه،و من أراد الوقوف علي زيادة في هذا المعني فعليه بكتابي الموسوم بالتحفة البهيّة في إثبات الوصية،فقد ذكرت فيه ما يزيد علي أربعمائة و خمسين حديثا من طرق الخاصة و العامة،و ذكرت في مقدمة هذا الكتاب ذكر المصنفين الذين صنفوا في اثبات الوصية و الأوصياء و هم اثنان و عشرون مصنفا من الرجال المعتبرين و المشايخ المشهورين،و لكل رجل منهم مصنف و إثبات الوصية لعليّ عليه السّلام من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مما علم من الدين ضرورة لا يجحده إلا معاند أو جاهل.

ص: 184


1- الطرائف:97 نقلا عن شواهد التنزيل.
2- كشف الغمة:156/1.
3- كشف الغمة:156/1.
4- المصدر السابق.
5- مناقب آل أبي طالب:246/2.
6- مناقب آل أبي طالب:256/2.

الباب الثالث و العشرون: في أن عليا وصي رسول اللّه و بنيه الأحد عشر أوصياء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

و هم الأئمة الاثنا عشر بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصة،و فيه مائة حديث و عشرة أحاديث الحديث الأول: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن علي رضي اللّه عنه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر،و المشرك به مشرك،و المحبّ له مؤمن،و المبغض له منافق،و المقتفي لأثره لاحق، و المحارب له مارق،و الراد عليه زاهق،علي نور اللّه في بلاده و حجته علي عباده (1)،سيف اللّه علي أعدائه و وارث علم أنبيائه،عليّ كلمة اللّه العليا و كلمة أعدائه السفلي،عليّ سيد الأوصياء و وصي سيد الأنبياء،علي أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و إمام المسلمين،لا يقبل اللّه الإيمان إلا بولايته» (2).

الثاني: ابن بابويه[حدثنا أحمد بن محمد،قال:أخبرنا محمد بن علي بن يحيي قال:حدثنا أبو بكر بن نافع،قال:حدثنا أمية بن خالد] (3)قال:حدّثنا حماد بن سلمة قال:حدّثنا علي بن زيد عن علي بن الحسين عليه السّلام قال:سمعت أبي يحدث عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام أنه قال:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:يا علي و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة إنك لأفضل الخليقة بعدي،يا عليّ أنت وصيي و إمام أمتي،من أطاعك أطاعني و من عصاك عصاني» (4).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا مخول بن إبراهيم قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن الأسود اليشكري عن محمد بن عبيد اللّه عن سلمان الفارسي رحمه اللّه قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من

ص: 185


1- في المصدر:علي سيف اللّه.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/61المجلس /3ح 6.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/62المجلس /3ح 10.

وصيك من أمتك فإنه لم يبعث نبي إلاّ كان له وصي من أمته؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لم يبين له (1)بعد»فمكثت ما شاء اللّه أن أمكث ثم دخلت المسجد فناداني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا سلمان سألتني عن وصيي من أمتي،فهل تدري من كان وصي موسي من أمته؟»فقلت:كان[وصيه] (2)يوشع بن نون فتاه،قال:«فهل تدري لم كان أوصي إليه؟»قلت:اللّه و رسول اللّه أعلم قال:«أوصي إليه لأنه كان أعلم أمته بعده،و وصيي أعلم أمتي[من] (3)بعدي،علي بن أبي طالب» (4).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل عن جابر بن يزيد عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي اصطفاني و اختارني و جعلني رسولا و أنزل عليّ سيّد الكتب،فقلت:إلهي و سيدي إنك أرسلت موسي إلي فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا ليشدّ به عضده و يصدق به قوله،و إني أسألك يا سيدي و إلهي أن تجعل لي من أهلي وزيرا تشدّ به عضدي،فجعل[اللّه] (5)لي عليا وزيرا و أخا و جعل الشجاعة في قلبه و ألبسه الهيبة علي عدوه،و هو أول من آمن بي و صدقني و أول من وحد اللّه معي،و إني سألت ذلك ربي عز و جل فأعطانيه،فهو سيّد الأوصياء،اللحوق به سعادة،و الموت في طاعته شهادة، و اسمه في التوراة مقرون إلي اسمي و زوجته الصديقة الكبري ابنتي و ابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي،و هو و هما و الأئمة من بعدهم حجج اللّه علي خلقه بعد النبيين،و هم أبواب العلم في أمتي من تبعهم نجا من النار و من اقتدي بهم هدي إلي صراط مستقيم،لم يهب اللّه محبتهم لعبد إلا أدخله[اللّه] (6)الجنة» (7).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم علي منبر الكوفة:«أنا سيد الوصيين و وصي سيد النبيين،أنا إمام المسلمين و قائد المتقين و ولي المؤمنين و زوج سيدة نساء العالمين،أنا المتختم باليمين و المعفر للجبين،أنا الذي هاجرت الهجرتين و بايعت البيعتين،أنا صاحب بدر و حنين،أنا

ص: 186


1- في المصدر:يبين لي.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/63المجلس /4ح 1.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- أمالي الشيخ الصدوق:/73المجلس /7ح 5.

الضارب بالسيفين و الحامل علي فرسين،أنا وارث علم الأولين و حجة اللّه علي العالمين بعد الأنبياء،و محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين،أهل موالاتي مرحومون و أهل عداوتي ملعونون،و لقد كان حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كثيرا ما يقول لي:يا علي حبك تقوي و إيمان و بغضك كفر و نفاق،و أنا بيت الحكمة و أنت مفتاحه،كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك» (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت أبي صفية عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا و أصدق [من اللّه] (2)حديثا،معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن اقيم لكم عليا علما و إماما [و خليفة] (3)و وصيا و أن اتخذه أخا و وزيرا،معاشر الناس إن عليا باب الهدي بعدي و الداعي إلي ربي و هو صالح المؤمنين و من أحسن قولا ممن دعا إلي اللّه و عمل صالحا و قال انني من المسلمين،معاشر الناس إن عليا مني،ولده ولدي و هو زوج حبيبتي،أمره أمري و نهيه نهيي، معاشر الناس عليكم بطاعته و اجتناب معصيته،و إن طاعته طاعتي و معصيته معصيتي.

معاشر الناس إن عليا صدّيق هذه الأمة و فاروقها و محدّثها،إنه هارونها و يوشعها و آصفها و شمعونها،إنّه باب حطّتها و سفينة نجاتها و إنّه طالوتها و ذو قرنيها،معاشر الناس إنّه محنة للوري و الحجة العظمي و الآية الكبري و إمام الهدي (4)و العروة الوثقي،[معاشر الناس إنّ عليا مع الحق و الحق معه و علي لسانه] (5)،معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له و لا ينجو منها عدو له،إنّه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له و لا يتزحزح منها ولي له،معاشر أصحابي قد نصحت لكم و بلغتكم رسالة ربي و لكن لا تحبون الناصحين،أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم» (6).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثني علي بن أحمد بن (7)أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه قال:حدّثني سليمان بن عقيل (8)المديني قال:حدّثني موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن

ص: 187


1- أمالي الشيخ الصدوق:/77المجلس /7ح 2.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- في المصدر:و إمام أهل الدنيا.
5- زيادة من المصدر.
6- أمالي الشيخ الصدوق:/83المجلس /8ح 4.
7- في المصدر:بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي.
8- في المصدر:مقبل.

أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد قبا و معه (1)نفر من أصحابه،فلما بصر بي تهلل وجهه و تبسم حتي نظرت إلي بياض أسنانه تبرق ثم قال:إليّ يا علي،إليّ يا علي فما زال يدنيني حتي ألصق فخذي بفخذه،ثم أقبل علي أصحابه فقال:

معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال علي بن أبي طالب أخي إليكم،معاشر أصحابي إن عليا مني و انا من علي،روحه من روحي و طينته من طينتي،و هو أخي و وصيي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي،من أطاعه أطاعني و من وافقه وافقني و من خالفه خالفني» (2).

الثامن: ابن بابويه،حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد اللّه بن عامر قال:حدّثنا أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان قال:

حدّثنا أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سرّه أن يحيي حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن منزلي و يمسك قضيبا غرسه ربي عز و جل،ثم قال له:كن فكان فليتولّ علي بن أبي طالب و ليأتم بالأوصياء من ولده،فإنهم عترتي،خلقوا من طينتي،إلي اللّه أشكو أعداءهم من أمتي،المنكرين لفضلهم،القاطعين فيهم[وصلتي] (3)،و ايم اللّه ليقتلنّ [ابني] (4)الحسين بعدي،لا أنالهم اللّه شفاعتي» (5).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست ابن منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف الخفاف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا خليفة رسول اللّه و وزيره و وارثه،أنا أخو رسول اللّه و وصيه[و حبيبه] (6)،أنا صفي رسول اللّه و صاحبه،أنا ابن عم رسول اللّه و زوج ابنته و أبو ولده،أنا سيد الوصيين[و وصي سيد النبيين] (7)،أنا الحجة العظمي و الآية الكبري و المثل الاعلي و باب النبي المصطفي،أنا العروة الوثقي و كلمة التقوي و أمين اللّه تعالي ذكره علي أهل الدنيا» (8).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال:حدّثنا جعفر ابن سلمة قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي العبسي قال:حدّثنا

ص: 188


1- في المصدر:و عنده.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/88المجلس /9ح 10.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/88المجلس /9ح 11.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.
8- أمالي الشيخ الصدوق:/92المجلس /10ح 7.

مهلهل العبدي قال:حدّثنا كريزة بن صالح الهجري عن أبي ذر جندب بن جنادة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السّلام كلمات ثلاث لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا و ما فيها، سمعته يقول:«اللهم أعنه و استعن به،[اللهمّ] (1)و انصره و انتصر به فإنه عبدك و أخو رسولك صلّي اللّه عليه و آله» (2).

ثم قال أبو ذر رضي اللّه عنه:أشهد لعلي بالولاية و الاخاء و الوصية،قال كريزة بن صالح:و كان يشهد له بمثل ذلك سلمان الفارسي و المقداد و عمار و جابر بن عبد اللّه الأنصاري و أبو الهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و أبو أيوب صاحب منزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هاشم بن عتبة المرقال، كلهم من أفاضل أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه اللّه قال:حدّثنا الحسين بن محمد ابن عامر عن المعلي بن محمد البصري بن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن عليا وصيي و خليفتي و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي،من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني و من ناواهم فقد ناواني و من جفاهم فقد جفاني و من برّ بهم فقد برّ بي،وصل اللّه من وصلهم و قطع من قطعهم و نصر من اعانهم و خذل من خذلهم،اللهم من كان له من أنبيائك و رسلك ثقل و أهل بيت فعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (3).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم رضي اللّه عنه قال:أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام أنه قال له رجل من أهل خراسان:يا ابن رسول اللّه رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام كأنه يقول لي:كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي و استحفظتم وديعتي و غيب في ثراكم لحمي،فقال له الرضا عليه السّلام:«أنا المدفون في أرضكم و أنا بضعة من نبيّكم و أنا الوديعة و النجم،ألا فمن زارني و هو يعرف ما أوجبه اللّه تبارك و تعالي من حقي و طاعتي فأنا و آبائي شفعاؤه يوم القيامة،و من كنّا شفعاءه[يوم القيامة] (4)نجا و لو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن و الانس،و لقد حدّثني أبي عن جدي عن أبيه

ص: 189


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/107المجلس /12ح 8.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/112المجلس /13ح 10.
4- زيادة ليست في المصدر.

أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي و لا في صورة أحد من أوصيائي و لا في صورة أحد من شيعتهم،و أن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوّة» (1).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن يحيي بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثني جدي يحيي بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثني جدي يحيي بن الحسن بن[بن جعفر بن عبيد اللّه] (2)[علي بن الحسين] (3)قال:حدّثني إبراهيم بن علي و الحسن بن يحيي قالا:حدّثنا نصر بن مزاحم عن أبي خالد عن زيد ابن علي عن آبائه عن علي عليه السّلام قال:«كان لي عشر من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم يعطهن أحد قبلي و لا يعطاهن أحد بعدي:قال لي:يا علي أنت أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،و أنت أقرب الناس موقفا يوم القيامة و منزلي و منزلك في الجنة متواجهان كمنزل الأخوين،و أنت الوصي و أنت الولي،عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه و وليك وليي و وليي ولي اللّه» (4).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال[عن أبيه] (5)عن أبي الحسن علي بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه الصادق و جعفر بن محمد عن أبيه الباقر محمد بن علي عن أبيه زين العابدين بن علي بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطبنا ذات يوم فقال:أيها الناس لقد أقبل إليكم شهر اللّه يعني شهر رمضان،و ساق الخطبة صلّي اللّه عليه و آله إلي أن قال أمير المؤمنين:فقمت فقلت:

يا رسول اللّه ما أفضل الاعمال في هذا الشهر قال:يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللّه ثم بكي فقلت:يا رسول اللّه ما يبكيك؟[فقال:] (6)يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر،كأني بك و أنت تصلي[لربك] (7)و قد انبعث أشقي الأولين و الآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة علي قرنك فخضب منها لحيتك،قال أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت:

يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني؟فقال:في سلامة من دينك ثم قال:يا علي من قتلك فقد

ص: 190


1- أمالي الصدوق:/121المجلس /15ح 10.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/137المجلس /18ح 8.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.

قتلني و من أبغضك فقد أبغضني و من سبك فقد سبني؛لأنك مني كنفسي روحك من روحي و طينتك من طينتي،إن اللّه تبارك و تعالي خلقني و إياك و اصطفاني و إياك فاختارني للنبوة و اختارك للإمامة فمن انكر إمامتك فقد أنكر نبوتي،يا علي أنت وصيي و أبو ولدي و زوج ابنتي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد مماتي،أمرك أمري و نهيك نهيي،أقسم بالذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية أنك لحجة اللّه علي خلقه و أمينه علي سره و خليفته علي عباده» (1).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن موسي عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي كره لي ست خصال و كرهتهن للأوصياء من ولدي و اتباعهم من بعدي:العبث في الصلاة و الرفث في الصوم و المنّ بعد الصدقة و إتيان المساجد جنبا و التطلع في الدور و الضحك بين القبور» (2).

السادس عشر: ابن بابويه عن أبيه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن أحمد (3)بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن علقمة قال:قال الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام و قد قلت:يا ابن رسول اللّه،أخبرني عن من تقبل شهادته و من لا تقبل فقال:«يا علقمة كل من كان علي فطرة الإسلام جازت شهادته»قال:فقلت له:تقبل شهادة مقترف الذنوب،فقال:«يا علقمة لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادة الأنبياء و الأوصياء عليهم السّلام لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل العدالة و الستر،و شهادته مقبولة إن كان في نفسه مذنبا،من اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية اللّه تعالي،ذكره داخل في ولاية الشيطان،و لقد حدّثني أبي عن آبائه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع اللّه بينهما في الجنة أبدا،و من اغتاب مؤمنا بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما و كان المغتاب في النار خالدا فيها و بئس المصير» (4).

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا

ص: 191


1- أمالي الشيخ الصدوق:/155المجلس /20ح 4.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/118المجلس /15ح 3.
3- في المصدر:محمد.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/164المجلس /22ح 3.

محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري عن يوسف بن الحارث عن محمد بن مهران عن علي بن الحسن قال:حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن معاوية عن نافع عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة زيّن عرش رب العالمين بكل زينة ثم يؤتي بمنبرين من نور طولهما مائة ميل،فيوضع أحدهما عن يمين العرش و الآخر عن يسار العرش ثم يؤتي بالحسن و الحسين عليهما السّلام،فيقوم الحسن علي أحدهما و الحسين علي الآخر يزين الرب تبارك و تعالي بهما عرشه كما يزين المرأة قرطاها» (1).

عنه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن موسي الدقاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي بن أبي طالب إنّه أخي و شقيقي و صاحب الأمر بعدي و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة و صاحب شفاعتي و حوضي،و هو مولي كل مسلم و إمام كل مؤمن و قائد كل تقي،و هو وصيي و خليفتي علي أهل أمتي في حياتي و بعد موتي،محبه محبي و مبغضه مبغضي و بولايته صارت أمتي مرحومة و بعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة» (2).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن علي بن أحمد الاصفهاني (3)عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا محمد بن علي الكوفي عن سليمان ابن عبد اللّه الهاشمي عن محمد بن سنان عن الفضل عن جابر (4)قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا علي أنت أخي و وصيي و وارثي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد وفاتي،محبك محبي و مبغضك مبغضي و عدوك عدوي و وليك وليي» (5).

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار قال حدثني أبي عن محمد ابن عبد الجبار عن أبي أحمد الازدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي آخي بيني و بين علي بن أبي طالب و زوّجه

ص: 192


1- أمالي الشيخ الصدوق:/174المجلس /24ح 1.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/175المجلس /24ح 2.
3- في المصدر:أحمد بن علي الأصبهاني.
4- في المصدر:جابر الجعفي.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/187المجلس /26ح 5.

ابنتي من فوق سبع سماواته،و أشهد علي ذلك مقربي ملائكته،و جعله لي وصيا و خليفة،فعليّ مني و انا منه،محبه محبي و مبغضه مبغضي،إنّ الملائكة لتقرب إلي اللّه بمحبته» (1).

العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم:«أفضل أعياد أمتي،و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب عليه السّلام علما لأمتي يهتدون به من بعدي،و هو اليوم الذي أكمل اللّه فيه الدين و أتمّ علي أمتي فيه النعمة و رضي لهم الإسلام دينا،ثم قال:معاشر الناس أنا من علي و علي مني،خلق من طينتي و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي،و هو أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين و خير الوصيين و زوج سيدة نساء العالمين و أبو الأئمة المهديين،معاشر الناس من أحب عليا أحببته و من أبغض عليا أبغضته،و من وصل عليا وصلته و من قطع عليا قطعته،و من جفا عليا جفوته،و من و إلي عليا واليته و من عادي عليا عاديته،معاشر الناس أنا مدينة الحكمة و علي بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا،معاشر الناس و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتي نوه اللّه باسمه في سماواته و أوجب ولايته علي جميع ملائكته» (2).

الحادي و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن حمدان المكتب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن الصفار قال:حدّثنا محمد بن عيسي الدمغاني قال:حدّثنا يحيي بن المغيرة قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:[قال:]رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«ليلة أسري بي إلي السماء أخذ جبرائيل بيدي فأدخلني الجنة و أجلسني علي درنوك من درانيك الجنة فناولني سفرجلة فانفلقت[بنصفين] (3)فخرجت منها حوراء كأن اشفار عينيها مقاديم النسور فقالت:السلام عليك يا أحمد،السلام عليك يا رسول اللّه،السلام عليك يا محمد فقلت:من أنت يرحمك اللّه؟قالت أنا الراضية،المرضية خلقني الجبار من ثلاثة انواع،أسفلي من المسك و أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر،و عجنت بماء الحيوان،قال الجليل:كوني

ص: 193


1- أمالي الشيخ الصدوق:/178المجلس /26ح 6.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/188المجلس /26ح 8.
3- زيادة من المصدر.

فكنت،خلقت لابن عمك و وصيك و وزيرك علي بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

الثاني و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا معاوية عن الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه قال خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[و عليه] (2)خميصة قد اشتمل بها فقيل:يا رسول اللّه:من كساك هذه الخميصة؟ قال:«كساني حبيبي و صفيي و خاصتي و خالصتي و المؤدي عني و وصيي و وارثي و أخي و أوّل المؤمنين إسلاما و أخلصهم ايمانا و أسمح الناس كفا،سيد الناس بعدي،قائد الغر المحجلين و إمام أهل الأرض علي بن أبي طالب» (3)فلم يزل يبكي حتي ابتل الحصي من دموعه شوقا إليه.

الثالث و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال:حدّثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال:حدّثني محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن حبيب بن الجهم قال:لما [رحل]بنا علي بن أبي طالب عليه السّلام إلي بلاد صفين نزل بقرية يقال لها صندودا ثم أمرنا فعبرنا عنها ثم عرس بنا في أرض بلقع،فقام إليه مالك بن الحارث الاشتر رضي اللّه عنه فقال:يا أمير المؤمنين أ تنزل الناس علي غير ماء فقال:«يا مالك إن اللّه عز و جل سيسقينا في هذا المكان ماء أعذب من الشهد و ألين من الزبد و أبرد من الثلج و أصفي من الياقوت»فتعجبنا و لا عجب من قول أمير المؤمنين عليه السّلام،ثم أقبل يجر رداءه و بيده سيفه حتي وقف علي ارض بلقع فقال:«يا مالك احتفر أنت و أصحابك»قال مالك:فاحتفرنا و إذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فقال لنا:رموها فرمناها بأجمعنا و نحن مائة رجل فلم نستطع أن نزيلها عن موضعها،فدنا منها أمير المؤمنين عليه السّلام رافعا يده إلي السماء و هو يدعو و هو يقول طاب طاب مريا عالم طيبوثابوتة شميثاكوبا حاحا نوثاد نوثيا برحوثا آمين آمين رب العالمين رب موسي و هارون،ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا.

قال مالك بن الحارث الأشتر فظهر لنا ماء أعذب من الشهد و أبرد من الثلج و أصفي من الياقوت فشربنا و سقينا ثم رد الصخرة و أمرنا أن نحثو عليها التراث،ثم ارتحل[و سرنا] (4)فما سرنا[إلاّ] (5)غير بعيد و قال:من منكم يعرف موضع العين؟قلنا:كلنا يا أمير المؤمنين فرجعنا فطلبنا العين فخفي

ص: 194


1- أمالي الشيخ الصدوق:/250المجلس /34ح 12.
2- زيادة من المصدر.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/250المجلس /34ح 13.
4- زيادة ليست في المصدر.
5- زيادة من المصدر.

علينا مكانها أشد خفاء فظننا أن أمير المؤمنين عليه السّلام قد رهقه العطش فأومأنا بأطرافنا فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منها،فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه علي عينيه من الكبر فقلنا:يا راهب أ عندك ماء نسقي منه صاحبنا؟قال:عندي ماء قد استعذبته منذ يومين،فانزل إلينا ماء مرا خشنا فقلنا:هذا قد استعذبته منذ يومين؟فكيف لو شربت من الماء الذي سقاناه صاحبنا؟و حدّثناه بالأمر فقال:صاحبكم هذا نبي قلنا لا و لكنه وصي نبي،فنزل إلينا بعد وحشته منا و قال:انطلقوا [بي] (1)إلي صاحبكم فانطلقنا إليه فلما بصر به أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«شمعون»قال الراهب نعم شمعون هذا اسم سمتني به أمي ما اطلع عليه أحد إلاّ اللّه تبارك و تعالي ثم أنت،فكيف عرفته؟ فأتم حتي أتمه لك.قال و ما تشاء يا شمعون قال:هذا العين و اسمه.قال:هذا عين راحوما و هو من الجنة،شرب منها ثلاثمائة و ثلاثة عشر[وصيا و أنا آخر الوصيين شربت منه] (2)،قال الراهب:هكذا وجدت[في] (3)جميع كتب الإنجيل،و أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه و أنك وصي محمد،ثم رحل أمير المؤمنين و الراهب يقدمه حتي نزل صفين و نزل معه بقامدين و التقي الصفان فكان أول من أصابته الشهادة الراهب فنزل أمير المؤمنين عليه السّلام و عيناه تهملان و هو يقول المرء مع من أحب،الراهب معنا يوم القيامة رفيقي في الجنة (4).

الرابع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه عن[عمه] (5)محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن[أبي] (6)عبد اللّه البرقي عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي عن عبد اللّه بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب قال:«جاء نفر من اليهود إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول اللّه و أنك الذي يوحي إليك كما أوحي إلي موسي بن عمران،فسكت النبي صلّي اللّه عليه و آله ساعة ثم قال:نعم أنا سيد ولد آدم و لا فخر،و أنا خاتم النبيين و إمام المتقين و رسول رب العالمين،قالوا:إلي من العرب أم إلي العجم أم إلينا،فأنزل اللّه عز و جل هذه الآية: قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً (7) (8).

قال اليهودي الذي كان أعلمهم:يا محمد إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها اللّه عز و جل موسي بن عمران عليه السّلام في البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب،قال

ص: 195


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/252المجلس /34ح 14.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- سوره 7 - آيه 158
8- الأعراف:158.

النبي صلّي اللّه عليه و آله:سلني فسأله اليهودي عن العشر الكلمات واحدة بعد واحدة و النبي صلّي اللّه عليه و آله يجيبه في كل جواب عن واحدة و يقول اليهودي للنبي صلّي اللّه عليه و آله صدقت يا محمد،إلي أن قال اليهودي بعد سؤاله و جواب النبي صلّي اللّه عليه و آله له،أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك عبده و رسوله خاتم النبيين و إمام المتقين و رسول رب العالمين،فلما أسلم و حسن إسلامه أخرج رقّا أبيض فيه جميع ما قاله النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا رسول اللّه و الذي بعثك بالحق نبيا ما استنسختها إلا من الالواح التي كتبها اللّه عز و جل لموسي بن عمران عليه السّلام،و لقد قرأت في التوراة فضلك حتي شككت فيها و لقد كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة كلما محوته وجدته مثبتا فيها،و لقد قرأت في التوراة أن هذه المسائل لا يخرجها غيرك و أن في هذه الساعة التي ترد عليك هذه المسائل يكون جبرائيل عن يمينك و ميكائيل عن يسارك و وصيك بين يديك فقال:صدقت،هذا جبرائيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و وصيي علي بن أبي طالب عليه السّلام بين يدي فآمن اليهودي و حسن إسلامه» (1).

الخامس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الصائع العدل قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا حذيفة إن حجة اللّه عليكم بعدي علي بن أبي طالب،الكفر به كفر باللّه،و الشرك به شرك باللّه،و الشك فيه شك في اللّه، و الإلحاد فيه إلحاد في اللّه و الانكار له انكار للّه،و الإيمان به إيمان باللّه لأنه أخو رسول اللّه و وصيّه و إمام أمته و مولاهم،و هو حبل اللّه المتين و عروته الوثقي التي لا انقصام لها،و سيهلك فيه اثنان و لا ذنب له محبّ غال و مقصر،يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني و لا تخالفن عليا فتخالفني،إن عليا مني و أنا منه،من أسخطه فقد اسخطني و من أرضاه فقد أرضاني» (2).

السادس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدّثني عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن علي بن عثمان عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي و حجة اللّه و حجتي و باب اللّه و بابي و صفي اللّه و صفيي و حبيب اللّه و حبيبي و خليل اللّه و خليلي و سيف اللّه و سيفي،و هو أخي و صاحبي و وزيري و وصيي،محبه محبي و مبغضه

ص: 196


1- أمالي الشيخ الصدوق:/262المجلس /35ح 1.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/265المجلس /36ح 3.

مبغضي،و وليه وليي،و عدوه عدوي،و حربه حربي،و سلمه سلمي،و قوله قولي،و أمره أمري، و زوجته ابنتي،و ولده ولدي،و هو سيد الوصيين و خير أمتي أجمعين» (1).

السابع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا الحسين بن إسحاق التاجر قال:حدّثنا علي بن مهران عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن زياد بن المنذر عن بدر بن عبد اللّه عن أنس بن مالك قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يقول يدخل عليكم من هذا الباب خير الأوصياء و سيد الشهداء و أدني الناس منزلة من الأنبياء،فدخل علي ابن أبي طالب،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و ما لي لا أقول هذا يا أبا الحسن و أنت صاحب حوضي و الموفي بذمتي و المؤدي عني ديني؟» (2).

الثامن و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد سعيد الهاشمي الكوفي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن الحسن (3)بن أخي يونس البغدادي ببغداد قال:حدّثنا محمد بن يعقوب النهشلي قال:حدّثنا علي ابن موسي الرضا عليه السّلام (4)عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللّه جل جلاله:«أنه قال أنا اللّه لا إله إلاّ أنا خلقت الخلق بقدرتي و اخترت منهم من شئت من أنبيائي و اخترت من جميعهم محمدا صلّي اللّه عليه و آله حبيبا و خليلا و صفيا و بعثته رسولا إلي خلقي،و اصطفيت له عليا فجعلته له أخا و وصيا و وزيرا و مؤديا عنه من بعده إلي خلقي، و خليفتي علي عبادي ليبين لهم كتابي و يسير فيهم بحكمي،و جعلته العلم الهادي من الضلالة، و بابي الذي أؤتي منه،و بيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري،و حصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا و الآخرة،و وجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه،و حجتي في السموات و الأرضين علي جميع من فيهن من خلقي،لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي،و هو يدي المبسوطة علي عبادي و هو النعمة التي أنعمت بها علي من أحببته من عبادي،فمن أحببته من عبادي و توليته عرّفته ولايته و معرفته،و من أبغضته من

ص: 197


1- أمالي الشيخ الصدوق:/271المجلس /36ح 20.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/278المجلس /37ح 10.
3- في المصدر:الحسين.
4- في المصدر:عن أبيه موسي بن جعفر.

عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته،و ولايته بعزتي حلفت و بجلالي أقسمت[أنه] (1)لا يتولي عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار و أدخلته الجنة،و لا يبغضه عبد من عبادي و يعدل عن ولايته إلا أبغضته و أدخلته النار و بئس المصير» (2).

التاسع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الوراق قال:حدّثنا علي بن محمد[بن محمد] (3)بن عنبسة مولي الرشيد قال:حدّثنا دارم بن قبيصة ابن نهشل بن مجمع الصنعاني قال:حدّثنا علي بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«خلق اللّه عز و جل مائة ألف نبي [و أربعة] (4)و عشرين ألف نبي أنا أكرمهم علي اللّه و لا فخر،و خلق اللّه عز و جل مائة ألف وصي و أربعة و عشرين ألف وصي فعليّ أكرمهم علي اللّه[و أفضلهم] (5)».

قال الشيخ:و حدّثني بهذا الحديث محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال:حدّثنا علي بن محمد مولي الرشيد قال:حدّثني دارم بن قبيصة قال:حدّثني عبد اللّه بن محمد بن سليمان بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه عن جده عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله.

الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي[بن فضال عن علي] (6)بن حمزة عن أبي[فقال عن علي بن] (7)بصير قال:قلت للصادق جعفر ابن محمد عليه السّلام:من آل محمد؟قال:«ذريته»قلت:من أهل بيته؟قال:«الأئمة الأوصياء»فقلت:من عترته؟قال:«أصحاب العباء»فقلت:من أمته؟قال:المؤمنون الذين صدقوا ما جاء به من عند اللّه عز و جل،المتمسكون بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما،كتاب اللّه و عترته أهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و هما الخليفتان علي الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (8).

الحادي و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدّثني عمي محمد بن أبي القاسم قال:حدّثنا محمد بن علي القرشي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر

ص: 198


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/292المجلس /39ح 10.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة ليست في المصدر.
8- أمالي الشيخ الصدوق:/312المجلس /42ح 10.

عن الصادق عليه السّلام[عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام] (1)قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه جل جلاله أوحي إلي الدنيا أن أتعبي من خدمك و اخدمي من رفضك،و إن العبد إذا تخلّي بسيده في جوف الليل المظلم و ناجاه أثبت اللّه النور في قلبه،فإذا قال:يا رب يا رب ناداه الجليل جل جلاله:لبيك عبدي سلني أعطك و توكل عليّ أكفك،ثم يقول جل جلاله لملائكته:ملائكتي انظروا إلي عبدي فيكم فإنها غرارة دار فنائكم من مغتربها قد أهلكته،و كم واثق بها قد خلفته،و كم من مغتر قد خدعته و أسلمته،اعلموا أن أمامكم طريق مهول و سفر بعيد،و ممرّكم علي الصراط،و لا بد للمسافر من زاد فمن لم يتزود و سافر عطب و هلك،قال خير الزاد التقوي ثم اذكروا وقوفكم بين يدي اللّه جل جلاله،و استعدوا لجوابه إذا سألكم فإنه لا بد مسائلكم عما علمتم فيما تركت بينكم من كتاب اللّه و عترتي فانظروا أن لا تقولوا:أما الكتاب فغيّرنا و حرّفنا،و أما العترة ففارقنا و قتلنا فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلا النار،فمن أراد منكم أن يتخلص من هول ذلك اليوم فليتولّ وليي و ليتبع وصيي و خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب،فإنه صاحب حوضي يذود أعداءه و يسقي أولياءه،فمن لم يسق منه لم يزل عطشانا و لم يرو أبدا،و من سقي منه شربة لم يشق و لم يظن أبدا،إن علي بن أبي طالب عليه السّلام لصاحب لوائي في الآخرة كما كان صاحب لوائي في الدنيا،و إنه أول من يدخل الجنة لانه يقدمني و بيده لوائي تحته آدم و من دونه من الأنبياء» (2).

الثاني و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا سلمة ابن الخطاب قال:حدّثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبيه[عن] (3)الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم لأصحابه:«معاشر أصحابي إن اللّه جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب و الاقتداء به،و هو وليكم و إمامكم من بعدي،لا تخالفوه فتكفروا و لا تفارقوه فتضلوا،إن اللّه جل جلاله جعل عليا علما بين الإيمان و النفاق،فمن أحبه كان مؤمنا و من أبغضه كان منافقا،إن اللّه جل جلاله جعل عليا وصيي و منار الهدي بعدي و موضع سري و عيبة علمي و خليفتي في اهلي،إلي اللّه أشكو ظالميه من أمتي[من بعدي] (4)» (5).

ص: 199


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/354المجلس /47ح 9 بتفاوت.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/359المجلس /47ح 20.

الثالث و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن جعفر[أبو الحسين]الاسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا جعفر بن أحمد ابن محمد التميمي عن أبيه قال:حدّثنا عبد الملك بن عمير الشيباني عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد الأنبياء و المرسلين و أفضل من الملائكة المقربين، و أوصيائي سادة أوصياء النبيين و المرسلين،و ذريتي أفضل ذريات النبيين و المرسلين، و أصحابي الذين سلكوا[منهاجي] (1)أفضل أصحاب النبيين و المرسلين،و ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين و الطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين،و أمتي خير أمة أخرجت للناس،و إني أكثر النبيين تبعا يوم القيامة،و لي حوض عرضه ما بين بصرا و صنعاء فيه أباريق عدد نجوم السماء،و خليفتي علي الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا»قيل:و من ذاك يا رسول اللّه؟قال:«إمام المسلمين و أمير المؤمنين و مولاهم بعدي علي بن أبي طالب،يسقي منه أولياءه و يذود عنه أعدائه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء»ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب عليا و أطاعه في دار الدنيا ورد عليّ حوضي غدا و كان معي في درجتي في الجنة،و من أبغض عليا في دار الدنيا و عصاه لم أره و لم يرني يوم القيامة،و اختلج دوني و أخذ به ذات الشمال إلي النار» (2).

الرابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الاسدي الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي ابن سالم عن أبيه عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«يا علي أنت إمام المسلمين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و حجة اللّه بعدي علي الخلائق أجمعين و سيد الوصيين و وصيي سيد النبيين،يا علي إنّه لمّا عرج بي إلي السماء السابعة و منها إلي سدرة المنتهي و منها إلي حجب النور و أكرمني ربي بمناجاته قال لي:يا محمد قلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت،قال:إن عليا إمام أوليائي و نور لمن أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين،من أطاعه أطاعني و من عصاه عصاني فبشره بذلك،فقال علي عليه السّلام:يا رسول اللّه،بلغ من قدري حتي إني اذكر هناك؟فقال:نعم،[يا علي] (3)فاشكر ربك، فخرّ علي عليه السّلام ساجدا شكرا للّه علي ما أنعم به عليه،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ارفع رأسك يا علي فإن

ص: 200


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/374المجلس /49ح 12.
3- زيادة من المصدر.

اللّه قد باهي بك ملائكته» (1).

الخامس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال:

حدّثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،انا المصطفي للنبوة و أنت المجتبي للامامة،أنا صاحب التنزيل و أنت صاحب التأويل و أنت أبو هذه الامة،يا علي أنت وصيي و خليفتي و وزيري و وارثي و أبو ولدي،شيعتك شيعتي و أنصارك أنصاري و أولياؤك أوليائي و أعداؤك أعدائي،يا علي أنت صاحبي علي الحوض غدا و أنت صاحبي في المقام المحمود و أنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك،و إن الملائكة لتتقرب إلي اللّه تقدس ذكره بمحبتك و ولايتك،و إن أهل مودتك في السماء أكثر منهم في الأرض،يا علي أنت أمير أمتي و حجة اللّه عليها بعدي،قولك قولي و أمرك أمري و طاعتك طاعتي و زجرك زجري و نهيك نهيي و معصيتك معصيتي و حزبك حزبي و حزبي حزب اللّه،و من يتول اللّه و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب اللّه هم الغالبون» (2).

السادس و الثلاثون: ابن بابويه قال:أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال:حدّثنا الحضرمي قال:حدّثنا عباد بن يعقوب عن ثابت بن حماد عن موسي بن صهيب عن عبادة بن نسي عن عبد اللّه بن أبي[أوفي] (3)[شعيب قال] (4)آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه و ترك عليا عليه السّلام فقال له:

«آخيت بين أصحابك و تركتني»فقال:«فو الذي نفسي بيده ما أخرتك إلا لنفسي،أنت أخي و وصيي و وارثي،قال:ما أرث منك يا رسول اللّه؟قال:ما أورث النبيون قبلي أورث كتاب ربهم و سنة نبيهم،و أنت و ابناك معي في قصري في الجنة» (5).

السابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد الصانع رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو حاتم محمد بن عيسي بن محمد الوسقندي قال:أخبرنا أبي قال:حدّثنا إبراهيم بن ديزيل قال:حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمد قال:حدّثنا علي بن هاشم عن مطير بن ميمون أنه سمع أنس

ص: 201


1- أمالي الشيخ الصدوق:/376المجلس /49ح 16.
2- أمالي الصدوق:411 ح 53.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة ليست في المصدر.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/427المجلس /55ح 4.

ابن مالك يقول:حدّثني سلمان الفارسي أنه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إن أخي و وزيري و خير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

عنه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحين بن محمد بن عامر عن عمه عبد اللّه بن عامر قال:حدّثني أبو أحمد محمد بن زياد الازدي عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان ابن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم و هو في مسجد قبا و الأنصار مجتمعون:«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت وصيي و خليفتي و إمام أمتي بعدي والي اللّه من والاك و عادي اللّه من عاداك و أبغض اللّه من أبغضك و نصر اللّه من نصرك و خذل من خذلك،يا علي أنت زوج ابنتي و أبو ولدي،يا علي إنه لمّا عرج بي إلي السماء عهد لي ربي فيك ثلاث كلمات فقال:يا محمد قلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت فقال:

إن عليا إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين» (2).

الثامن و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد اللّه بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت مني و أنا منك،يا علي أنت وصيي و خليفتي و حجة اللّه علي أمتي بعدي،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك» (3).

التاسع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه ابن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه عن أيوب بن نوح عن[محمد] (4)بن أبي عمير عن أبان الأحمر عن سعد الكناني عن الأصبع بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي،و أنت مني كشيث من آدم و كسام من نوح و كإسماعيل من إبراهيم و كيوشع من موسي و كشمعون من عيسي،يا علي أنت وصيي و وارثي و غاسل جثتي،و أنت الذي تواريني في حفرتي و تؤدي ديني و تنجز عدتي،يا علي أنت أمير

ص: 202


1- أمالي الشيخ الصدوق:/427المجلس /55ح 5.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/434المجلس /56ح 7.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/422المجلس /57ح 12.
4- زيادة من المصدر.

المؤمنين و إمام المسلمين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المتقين،يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي و أبو سبطيّ الحسن و الحسين،يا علي إن اللّه تبارك و تعالي جعل ذرية كل نبي من صلبه و جعل ذريتي من صلبك،يا علي من أحبك و والاك أحببته و واليته و من أبغضك و عاداك أبغضته و عاديته لأنك مني و أنا منك،يا علي إن اللّه طهرنا و اصطفانا،و لم يلتق لنا أبوان علي سفاح قط من لدن آدم،فلا يحبنا إلا من طابت ولادته،يا علي أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي و مقتول»فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك في سلامة من ديني؟قال:في سلامة من دينك،يا علي إنك لن تظلّ و لن تزال،و لولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي» (1).

الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثني محمد ابن[أبي] (2)القاسم عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر[ان] (3)عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:«بلغ أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أن مولي لها ينتقص عليا عليه السّلام و يتناوله فأرسلت إليه،فلما أن صار إليها قالت[له] (4):يا بني بلغني أنك تنتقص عليا و تتناوله قال:نعم يا أماه،قالت:اقعد ثكلتك أمك حتي أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم اختر لنفسك[ما شئت] (5)،إنا كنّا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تسع نسوة و كانت ليلتي و يومي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتيت الباب فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟قال:لا،فكبوت كبوة أشد من الاولي ثم لم ألبث حتي اتيت الباب الثالثة فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟قال ادخلي يا أم سلمة،فدخلت و علي عليه السّلام جاث بين يديه و هو يقول:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه إذا كان كذا و كذا فما تأمرني به؟

قال:آمرك بالصبر ثم أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر فأعاد عليه القول الثالثة فقال له:يا أخي يا علي إذا كان ذاك منهم فسلّ سيفك وضعه علي عاتقك و اضرب به قدما حتي تلقاني و سيفك شاهر يقطر من دمائهم،ثم التفت عليه السّلام إليّ فقال لي[و اللّه] (6)ما هذه الكآبة يا أم سلمة؟ قلت:الذي كان من ردك لي يا رسول اللّه فقال لي:و اللّه ما رددتك من موجدة فإنك لعلي خير من اللّه و رسوله،و لكن أتيتني و جبرائيل عن يميني و علي علي يساري و جبرائيل يخبرني بالأحداث التي تكون من بعدي،و أمرني أن أوصي بذلك عليا.

ص: 203


1- أمالي الشيخ الصدوق:/450المجلس /58ح 19.
2- زيادة من المصدر.
3- ما بين المعقوفين زيادة ليست في المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- زيادة ليست في المصدر.
6- زيادة ليست في المصدر.

يا أم سلمة اسمعي و أشهدي،هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن ابي طالب حامل لوائي في الدنيا و حامل لوائي في الآخرة، يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي و خليفتي من بعدي و قاضي عداتي و الذائد عن حوضي،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب عليه السّلام سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين،قلت:يا رسول اللّه من الناكثون؟قال:الذين يبايعونه بالمدينة و ينكثون بالبصرة،قلت:من القاسطون؟قال:معاوية و أصحابه من أهل الشام،قلت:من المارقون؟قال:أصحاب النهروان،فقال مولي أم سلمة فرّجت عني فرج اللّه عنك و اللّه لا سببت عليا أبدا» (1).

الحادي و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه ابن جعفر الحميري قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد النبيين و وصيي سيد الوصيين و أوصياؤه سادة الأوصياء،إن آدم عليه السّلام سأل عز و جل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحي اللّه عز و جل إليه إني أكرمت الأنبياء بالنبوّة ثم اخترت خلقي و جعلت خيارهم الأوصياء،ثم أوحي اللّه عز و جل إليه:يا آدم أوص إلي شيث[فأوصي آدم إلي شيث] (2)و هو هبة اللّه بن آدم،و أوصي شيث إلي ابنه شبان و هو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها اللّه علي آدم من الجنة فزوجها ابنه شيث،و أوصي شبان إلي مجلث،و أوصي مجلث إلي محوق،و أوصي محوق إلي غثميشا،و أوصي غثميشا إلي اخنوخ و هو إدريس عليه السّلام،و أوصي إدريس إلي ناحور و دفعها ناحور إلي نوح عليه السّلام،و أوصي نوح إلي سام،و أوصي سام إلي عثامر،و أوصي عثامر إلي برعيثاشا و أوصي برعيثاشا إلي يافث و أوصي يافث إلي برة و أوصي برة إلي جفيسة و أوصي جفيسة إلي عمران و دفعها عمران إلي إبراهيم الخليل و أوصي إبراهيم إلي ابنه إسماعيل و أوصي إسماعيل إلي إسحاق و أوصي إسحاق إلي يعقوب و أوصي يعقوب إلي يوسف و أوصي يوسف إلي بثرياء و أوصي بثرياء إلي شعيب و دفعها شعيب إلي موسي بن عمران عليه السّلام و أوصي موسي إلي يوشع بن نون و أوصي يوشع بن نون إلي داود و أوصي داود إلي سليمان و أوصي سليمان إلي آصف بن برخيا و أوصي آصف إلي زكريا و دفعها زكريا إلي عيسي ابن مريم،و أوصي عيسي إلي شمعون بن حمون الصفا و أوصي شمعون

ص: 204


1- أمالي الشيخ الصدوق:/464المجلس /60ح 10.
2- زيادة من المصدر.

إلي يحيي بن زكريا و أوصي يحيي إلي منذر و أوصي منذر إلي سليمة و أوصي سليمة إلي بردة، ثم قال رسول اللّه و دفعها إليّ بردة و أنا أدفعها إليك يا علي و أنت تدفعها إلي وصيك و يدفعها وصيك إلي أوصيائك من ولدك واحد بعد واحد حتي تدفعها إلي خير أهل الأرض بعدك، و لتكفرن بك الأمة و لتختلفن عليك اختلافا شديدا،الثابت عليك كالمقيم معي،و الشاذّ عنك في النار و النار مثوي للكافرين» (1).

الثاني و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان و علي بن أحمد بن موسي الدقاق و محمد بن أحمد السناني و عبد اللّه بن محمد الصائغ-رضي اللّه عنهم-قالوا،حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا أبو بكر محمد[بكر] (2)بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثني علي بن محمد قال:حدّثنا الفضل بن عياش (3)قال:حدّثنا عبد القدوس الوراق قال:

حدّثنا محمد بن كثير عن الأعمش،و أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من اصبهان قال:حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة السادسة و العشرين و مائتين (4)قال:

حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال:حدّثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش،و حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن عن العدوي قال:حدّثنا علي ابن عيسي الكوفي قال:حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش (5)و زاد بعضهم علي بعض في اللفظ،و قال بعضهم ما لم يقل بعض،و ساق الحديث لمندل بن علي العنزي عن الأعمش عن أبي جعفر الدوانيقي قال:أخبرني أبي عن أبيه عن جده يعني عبد اللّه بن عباس قال:كنّا قعودا عند النبي إذ جاءت فاطمة عليها السّلام تبكي بكاء شديدا فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا فاطمة؟»

فقالت:«يا أبة عيّرتني نساء قريش و قلن:إن أباك زوجك من معدم لا مال له».

فقال لها النبي صلّي اللّه عليه و آله:«لا تبكين فو اللّه ما زوّجتك حتي زوجك اللّه من فوق عرشه و أشهد بذلك جبرائيل و ميكائيل،فإن اللّه عز و جل اطلع علي أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيّا،ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليّا فزوجك إياه و اتخذه وصيا،فعليّ اشجع الناس قلبا و أعظم الناس حلما و أسمح الناس كفّا و أقدم الناس سلما و أعلم الناس علما،و الحسن و الحسين ابناه سيّدا شباب أهل الجنة و اسمهما في التوراة شبّر و شبير لكرامتهما علي اللّه عز و جل،يا فاطمة

ص: 205


1- أمالي الشيخ الصدوق:/485المجلس /63ح 3.
2- زيادة من المصدر.
3- في المصدر:العباس.
4- في المصدر:ست و ثمانين و مائتين.
5- يوجد اختلاف في السند عمّا في المصدر.

لا تبكين فو اللّه إنه إذا كان يوم القيامة يكسي أبوك حلّتين و عليّ حلّتين،و لواء الحمد بيدي فأناوله عليّا لكرامته علي اللّه عز و جل،يا فاطمة لا تبكين فإني إذا دعيت إلي رب العالمين يجيء عليّ معي،و إذا شفعني اللّه عز و جل شفع علي معي،يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم،يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرّحمن و نعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب،يا فاطمة علي يعينني علي مفاتيح الجنة و شيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة» (1).

الثالث و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إن عليا وصيي[و خليفتي] (2)و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي و الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة ولداي،من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني و من ناواهم فقد ناواني و من جفاهم فقد جفاني و من برّهم فقد برّني،وصل اللّه من وصلهم و قطع من قطعهم[و نصر من أعانهم] (3)و خذل من خذلهم و أعان من أعانهم، اللهم من كان له من أنبيائك و رسلك ثقل و أهل بيت فعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (4).

الرابع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثني أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الاصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي هاشم قال:

حدّثني يحيي بن الحسين عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا معاشر المهاجرين و الأنصار ألا أدلّكم علي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا»قالوا بلي يا رسول اللّه قال:«هذا علي أخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي إمامكم،فأحبوه لحبي و أكرموه لكرامتي فإن جبرائيل أمرني أن أقوله لكم» (5).

الخامس و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس رضي اللّه عنه قال:حدّثنا إسماعيل بن الفضل عن أبيه عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول

ص: 206


1- الحديث أطول من هذا بكثير اقتطع منه المصنف قدّس سرّه هذه الفقرة،انظر:أمالي الصدوق:/524مجلس /67 ح 2.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/113المجلس /13ح 10.
5- أمالي الصدوق:/564مجلس /72ح 21.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إليّ أنه جاعل لي من أمتي أخا و وارثا و خليفة و وصيا فقلت:

يا رب من هو؟فأوحي إلي يا محمد،إنه إمام أمتك و حجتي عليها بعدك،فقلت:يا رب من هو؟ فأوحي إلي عز و جل:يا محمد ذاك من أحبه يحبني،ذاك المجاهد في سبيلي و المقاتل لناكثي عهدي و القاسطين في حكمي و المارقين من ديني،ذاك وليي حقا،زوج ابنتك و أبو ولدك علي بن أبي طالب.» (1)

السادس و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال:حدّثنا الحسن بن نصر الخزاز قال:حدّثنا عمر بن طلحة عن اسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير قال:أتيت عبد اللّه بن عباس فقلت له:يا ابن عم رسول اللّه إني جئت أسألك عن علي بن أبي طالب عليه السّلام و اختلاف الناس فيه،فقال ابن عباس:يا ابن جبير جئتني تسألني عن خير خلق اللّه من الأمة بعد محمد نبي اللّه،جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة و هي ليلة القربة،يا ابن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وزيره و خليفته و صاحب حوضه و لوائه و شفاعته،و الذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا و اشجارها أقلاما و أهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب و فضائله من يوم خلق اللّه عز و جل الدنيا إلي أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه اللّه تبارك و تعالي (2).

السابع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول عن إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا سيد النبيين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و الأئمة بعدهما سادة المتقين،وليّنا ولي و اللّه و عدونا عدو اللّه و طاعتنا طاعة اللّه و معصيتنا معصية اللّه عز و جل» (3).

الثامن و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال:

حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال:

[حدثني الحسين بن علي قال] (4)حدّثني عبد اللّه بن سعيد قال:حدّثنا عبد الواحد بن غياث قال:

ص: 207


1- أمالي الصدوق:641 ح 767.
2- أمالي الصدوق:/652مجلس /82ح 15.
3- أمالي الصدوق:/652مجلس /82ح 16.
4- زيادة من المصدر.

حدّثنا عاصم بن سليمان قال:حدّثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال:صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال:«سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم،فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي و خليفتي و الإمام بعدي»فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، و كان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب،فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:«يا علي و الذي بعثني بالنبوة وجبت لك الوصية و الخلافة و الإمامة بعدي»فقال المنافقون عبد اللّه بن أبي و أصحابه:لقد ضل محمد في محبة ابن عمه و غوي و ما ينطق في شأنه إلا بالهوي فأنزل اللّه تبارك و تعالي وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (1) يقول عز و جل:و خالق النجم إذا هوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ (2) يعني في محبة علي بن أبي طالب وَ ما غَوي (3) وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي (4) في شأنه إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (5) . (6)

التاسع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الرأي يقال له أحمد بن [محمد] (7)الصقر الصانع العدل قال:حدّثنا محمد بن العباس بن بسام قال:حدّثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال:حدّثني أحمد بن الخطاب قال:حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جده عليه السّلام عن عبد اللّه بن عباس بمثل ذلك إلاّ أن في حديثه:يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم (8).

الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بابي علي بن عبد ربه العدل قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال:

حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا محمد بن إسحاق الكوفي قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه السحري أبو إسحاق عن يحيي بن الحسين المشهدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي قال:سألت ابن عباس عن قول اللّه عز و جل وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (9) قال:هو النجم الذي هوي مع طلوع الفجر فسقط في حجرة علي بن أبي طالب عليه السّلام،و كان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصية و الخلافة و الإمامة،و لكن أبي اللّه أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب،و ذلك فضله يؤتيه من يشاء (10).

ص: 208


1- سوره 53 - آيه 1
2- سوره 53 - آيه 2
3- سوره 53 - آيه 2
4- سوره 53 - آيه 3
5- سوره 53 - آيه 4
6- أمالي الصدوق:/660مجلس /83ح 4،و الآيات من أوائل سورة النجم.
7- زيادة من المصدر.
8- أمالي الصدوق:/660مجلس /83ح 5.
9- سوره 53 - آيه 1
10- أمالي الصدوق:/661مجلس /83ح 6.

الحادي و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد عيسي عن بن محمد بن سنان عن محمد بن عبد اللّه بن زرارة عن عيسي بن عبد اللّه الهاشمي عن أبيه عن جده عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة قالت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض و قادة الغر المحجلين يوم القيامة» (1)و عنه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح ابن سلمة النصيبي قال:حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا سيد الأولين و الآخرين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و هو أخي و وارثي و خليفتي علي أمتي،ولايته فريضة و اتباعه فضيلة و محبته إلي اللّه وسيلة،فحزبه حزب اللّه و شيعته أنصار اللّه و أولياؤه أولياء اللّه و أعداؤه أعداء اللّه،و هو إمام المسلمين و ولي المؤمنين و أميرهم بعدي» (2).

الثاني و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضي اللّه عنه قال:حدّثني أبي عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال:حدّثني سيدي علي بن موسي الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«من سرّه أن ينظر إلي القضيب الاحمر الذي غرسه اللّه بيده و يكون متمسكا به فليتولّ عليا عليه السّلام و الأئمة من ولده،فإنهم خيرة اللّه عز و جل و صفوته و هم المعصومون من كل ذنب و خطيئة» (3).و عنه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثني الحسين بن محمد بن عامر عن معلي بن محمد البصري عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن علي بن جعفر قال:سمعت أبا الحسن موسي بن جعفر عليه السّلام يقول:«بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حبيبي جبرائيل لم أرك في هذه الصورة فقال الملك:

لست بجبرائيل أنا محمود بعثني اللّه عز و جل أن أزوّج النور من النور قال:من ممن؟قال:فاطمة من عليّ،فلما ولي الملك إذا بين كتفيه:محمد رسول اللّه علي وصيه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:منذ كم كتب هذه بين كتفيك؟فقال:من قبل أن يخلق اللّه آدم باثنين و عشرين ألف عام» (4).

الثالث و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمد الخليلي عن محمد بن

ص: 209


1- أمالي الصدوق:/678مجلس /85ح 25.
2- أمالي الصدوق:/678مجلس /85ح 26.
3- أمالي الصدوق:/679مجلس /85ح 27.
4- أمالي الصدوق:/690مجلس /86ح 19.

[علي بن] (1)أبي بكر الفقيه عن أحمد بن محمد النوفلي عن إسحاق بن يزيد عن حماد بن عيسي عن زرعة بن محمد عن المفضل بن عمر قال:قلت لأبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام:كيف كان ولادة فاطمة عليها السّلام؟فقال:«إن خديجة عليها السّلام لما تزوج بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هجرها (2)نسوة مكة فكن لا يدخلن إليها و لا يسلّمن عليها و لا يتركن امرأة تدخل عليها،فاستوحشت خديجة لذلك و كان جزعها و غمها حذرا عليه صلّي اللّه عليه و آله،فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها السّلام تحدثها من بطنها و تصبّرها،و كانت تكتم ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فدخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فسمع خديجة تحدّث فاطمة عليها السّلام فقال لها:

يا خديجة من تحدثين؟.

قالت:الجنين الذي في بطني يحدثني و يونسني،قال:يا خديجة هذا جبرائيل عليه السّلام يبشرني أنها انثي و أنها النسلة الطاهرة الميمونة و ان اللّه تبارك و تعالي سيجعل نسلي منها و سيجعل من نسلها أئمة يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه،فلم تزل خديجة علي ذلك إلي أن حضرت ولادتها،فوجهت إلي نساء قريش و بني هاشم ان تعالين لتلين مني ما يلي النساء[من النساء] (3)فأرسلن إليها:عصيتنا و لم تقبلي منا و تزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجيء و لا نلي من أمرك شيئا،فاغتمت خديجة عليها السّلام لذلك فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن:

لا تحزني يا خديجة إنّا رسل ربك إليك و نحن أخواتك،انا سارة و هذه آسية بنت مزاحم و هي رفيقتك في الجنة و هذه مريم بنت عمران و هذه كلثم أخت موسي بن عمران عليه السّلام بعثنا اللّه إليك لنلي منك ما يلي النساء.

من النساء فجلست واحدة عن يمينها و الأخري عن يسارها و الثالثة بين يديها و الرابعة من خلفها،فوضعت فاطمة عليها السّلام طاهرة مطهرة،فلما سقطت إلي الأرض أشرق منها النور حتي دخل بيوتات مكة و لم يبق في شرق أرض اللّه و غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور،و دخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة و ابريق من الجنة و في الابريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر و أخرجت خرقتين بيضاوتين اشد بياضا من اللبن و أطيب ريحا من المسك و العنبر فلفتها بواحدة و قنعتها بواحدة ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السّلام بالشهادة (4)و قالت:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و ان أبي رسول اللّه سيد الأنبياء و أن

ص: 210


1- زيادة من المصدر.
2- في المصدر:هجرتها.
3- زيادة من المصدر.
4- في المصدر:بالشهادتين.

بعلي سيد الأوصياء و ولدي سادة الاسباط،ثم سلمت عليهن و سمّت كل واحدة باسمها،و اقبلن يضحكن إليها،و تباشرت الحور العين و بشّر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السّلام،و حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك،و قالت النسوة:خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة،بورك فيها و في نسلها فتناولتها فرحة مستبشرة و ألقمتها ثديها،فكانت فاطمة عليها السّلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر و تنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة» (1).

الرابع و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:حدّثنا المنذر بن محمد قال:حدّثنا جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن المفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين في بعض خطبه:«أيها الناس استمعوا قولي و اعقلوه عني فإن الفراق قريب،أنا إمام البرية و وصي خير الخليقة و زوج سيدة نساء هذه الأمة و أبو العترة الطاهرة الهادية،أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و وليه و وزيره و صاحبه و صفيه و حبيبه و خليله،أنا أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و سيد الوصيين،حربي حرب اللّه و سلمي سلم اللّه و طاعتي طاعة اللّه و ولايتي ولاية اللّه و شيعتي أولياء اللّه و أنصاري انصار اللّه،و الذي خلقني و لم اك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول اللّه محمد صلّي اللّه عليه و آله أن الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون علي لسان النبي الأمي و قد خاب من افتري» (2).

الخامس و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عيسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن محمد ماجيلويه عن أحمد بن[أبي] (3)عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الناشري (4)عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أخي و وارثي و صفيي و خليفتي في أهلي و أمتي في حياتي و بعد مماتي،محبّك محبي و مبغضك مبغضي،يا علي أنا و أنت أبوا هذه الأمة،يا علي أنا و أنت و الأئمة من ولدك سادات في الدنيا و ملوك في الآخرة من عرفنا فقد عرف اللّه و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عز و جل» (5).

السادس و الخمسون: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد يعني

ص: 211


1- أمالي الشيخ الصدوق:/692مجلس /87ح 1.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/703مجلس /88ح 9.
3- زيادة من المصدر.
4- في المصدر:الأسدي.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/755مجلس /94ح 6.

المفيد قال:أخبرني عبد اللّه محمد بن علي بن رياح القرشي إجازة قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أبو الحسن بن محمد قال:حدّثنا الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السّلام قال:«إن أبا ذر و سلمان خرجا في طلب رسول اللّه فقيل لهما:إنه توجه إلي ناحية قبا فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة،فجلسا ينتظرانه حتي ظنّا أنه نائم[فإذا هو باليقظاء] (1)فرفع رأسه إليهما ثم قال:قد رأيت مكانكما و سمعت مقالتكما و لم أكن راقدا،إن اللّه بعث كل نبي كان قبلي إلي أمته بلسان قومه و بعثني في كل أسود و أحمر بالعربية،و أعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي:نصرني بالرعب،يسمع بي القوم و بيني و بينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي،و أحل لي المغنم،و جعل لي الأرض مسجدا و طهورا اينما كنت منها، أتيمم من تربتها و أصلي عليها،و جعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا، و أعطاني مسألة فأخّرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي يوم القيامة،ففعل ذلك،و أعطاني جوامع العلم و مفاتح الكلام و لم يعط ما أعطاني نبيا قبلي،فمسألتي بالغة إلي يوم القيامة لمن لقي اللّه لا يشرك به شيئا مؤمنا بي،مواليا لوصيي محبا لأهل بيتي» (2).

السابع و الخمسون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين البصير قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل الحاسب قال:حدّثنا سليمان بن أحمد الواسطي قال:حدّثنا أحمد بن إدريس قال:حدّثنا نصر بن نصير البحراني عن أبيه عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أيها الناس اتقوا اللّه و اسمعوا،قالوا:لمن السمع و الطاعة بعدك يا رسول اللّه؟قال:لأخي و ابن عمي و وصيي علي بن أبي طالب»قال جابر بن عبد اللّه:فعصوه و اللّه و خالفوا أمره و حملوا عليه السيوف (3).

الثامن و الخمسون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزيات قال:حدّثنا أبو علي محمد بن همام (4)الاسكافي قال:

حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عيسي قال:حدّثني أبي عن عبد اللّه بن المغيرة عن ابن مسكان عن عمار بن يزيد عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام قال:لما نزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بطن قديد قال لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا علي إني سألت اللّه عز و جل أن يوالي بينك و بيني ففعل،و سألته أن يواخي بيني و بينك ففعل،و سألته أن يجعلك وصيي ففعل» (5)فقال

ص: 212


1- في المصدر:فأهويا ليوقظاه.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/57مجلس /2ح 50.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/58مجلس /2ح 52.
4- في المصدر:هشام.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/107مجلس /4ح 18.

رجل من القوم:و اللّه لصاع من تمر في شن بال خير مما سأل محمد ربه،هلاّ سأله ملكا يعضده علي عدوه أو كنزا يستعين به علي فاقته فأنزل اللّه تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (1) (2). (3)

التاسع و الخمسون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال:أخبرنا أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما قبض اللّه نبيا حتي أمره أن يوصي إلي أفضل عشيرته[من عصبته] (4)، و أمرني أن أوصي فقلت:إلي من يا رب؟فقال:أوص يا محمد إلي ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد اثبته في الكتب السالفة و كتبت فيها إنّه وصيك،و علي ذلك أخذت ميثاق الخلائق و مواثيق أنبيائي و رسلي،أخذت مواثيقهم لي بالربوبية و لك يا محمد بالنبوة و لعلي بن أبي طالب بالولاية» (5).

الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو بكر محمد ابن عمر الجماني (6)قال:حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن زياد من كتابه قال:حدّثنا أحمد بن عيسي بن الحسن الجرمي قال:حدّثنا نصر بن حماد قال:حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن جبرائيل نزل عليّ و قال:إن اللّه يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب عليه السّلام خطيبا علي أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك،و يأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره و اللّه يوحي إليك،يا محمد،إن من خالفك في أمره فله النار و من أطاعك فله الجنة،فأمر النبي صلّي اللّه عليه و آله مناديا ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس و خرج حتي علا المنبر،فكان أول ما تكلم به:أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرّحمن الرحيم ثم قال:يا أيها الناس أنا البشير النذير و أنا النبي الامي،إني مبلغكم عن اللّه عز و جل في أمر رجل لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو عيبة العلم و هو الذي انتخبه من هذه الأمة و اصطفاه و هداه و تولاه،و خلقني[له] (7)و إياه و فضلني بالرسالة و فضله بالتبليغ عني و جعلني مدينة العلم و جعله الباب و جعله خازن العلم المقتبس منه

ص: 213


1- سوره 11 - آيه 12
2- سورة هود:12.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/107مجلس /4ح 18.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/104مجلس /4ح 14.
6- في المصدر:الجعابي.
7- زيادة من المصدر.

الاحكام و خصّه بالوصية،و أبان أمره و خوف من عداوته و أزلف من والاه و غفر لشيعته و أمر الناس جميعا بطاعته،و أنه عز و جل يقول:من عاداه عاداني و من والاه والاني و من ناصبه ناصبني و من خالفه خالفني و من عصاه عصاني و من آذاه آذاني و من أبغضه أبغضني و من أحبه أحبني و من ازدراه ازدراني و من كاده كادني و من نصره نصرني.

يا أيها الناس اسمعوا ما آمركم به و اطيعوه فإنّي أخوفكم عقاب اللّه يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تودّ لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا و يحذركم اللّه نفسه و إلي اللّه المصير،ثم أخذ بيد علي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:معاشر الناس هذا مولي المؤمنين و حجة اللّه علي الخلق أجمعين و المجاهد للكافرين،اللهم قد بلغت،و هم عبادك و أنت القادر علي صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين،أستغفر اللّه لي و لكم،ثم نزل عن المنبر فأتاه جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إن اللّه عز و جل يقرئك السلام و يقول لك:جزاك اللّه عن تبليغك خيرا فقد بلغت رسالات ربك و نصحت لأمتك و أرضيت المؤمنين و أرغمت الكافرين،يا محمد إن ابن عمك مبتلي و مبتلي به،يا محمد قل في كل أوقاتك:الحمد للّه رب العالمين و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» (1).

الحادي و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني الشريف أبو محمد الحسن محمد بن يحيي قال:حدّثني جدي قال:حدّثنا إبراهيم و الحسن بن يحيي جميعا قالا:حدّثنا مضر (2)بن مزاحم عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«كان لي من رسول اللّه عشر لم يعطهن أحد قبلي و لا يعطاهن أحد بعدي،قال لي:يا علي أنت أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،و أنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة،و منزلي و منزلك في الجنة متواجهان كمنزل الاخوين،و أنت الوصي و أنت الولي و أنت الوزير،عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه و وليك وليي و وليي ولي اللّه» (3).

الثاني و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن صفوان بن يحيي عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم التمار رضي اللّه عنه قال وجدت في كتاب ميثم رضي اللّه عنه يقول تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال لنا:«ليس من عبد امتحن اللّه قلبه بالايمان إلا

ص: 214


1- أمالي الشيخ الطوسي:/119مجلس /4ح 39.
2- في المصدر:نصر.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/137مجلس /5ح 35.

أصبح يجد مودتنا علي قلبه،و لا أصبح عبد سخط اللّه عليه إلا أصبح يجد بغضنا علي قلبه، فاصبحنا[نفرح] (1)بحب المحب لنا و نعرف ببغض المبغض لنا و أصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من اللّه ينتظرها كل يوم،و أصبح مبغضنا يؤسس بنيانه علي شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم،و كأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم،و تعسا لأهل النار مثواهم،إن عبدا لن يقصر في حبنا بخير جعله اللّه في قلبه، و لن يحبنا من يحب مبغضنا،إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد،ما جعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما و يحب بالآخر عدوهم،و الذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه،و نحن النجباء و افراطنا افراط الأنبياء،و أنا وصي الأوصياء،و أنا حزب اللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله،و الفئة الباغية حزب الشيطان،فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن اللّه عدوه و جبرائيل و ميكائيل،فإن اللّه عدو للكافرين» (2).

الثالث و الستون: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو أحمد إسماعيل ابن يحيي العبسي قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل المواري (3)قال:حدّثني عبد السلام بن صالح الهروي قال:حدّثنا الحسين بن الحسن الاشقر قال:

حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي الأسدي عن أبي أيوب الأنصاري قال:مرض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرضة فأتته فاطمة عليها السّلام تعوده،فلما رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المرض و الجهد استعبرت و بكت حتي سالت دموعها علي خديها فقال لها النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يا فاطمة إني لكرامة اللّه إياك زوجتك أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما،إن اللّه اطلع اطّلاعة إلي أهل الأرض فاختارني منها فبعثني نبيا فاطلع إليها ثانية فاختار بعلك فجعله وصيا،فسرّت فاطمة عليها السّلام و استبشرت فأراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يزيدها من مزيد الخير فقال:يا فاطمة إنّا أهل بيت أعطينا سبعا لم يعطها أحد قبلنا و لم يعطاها أحد بعدنا:نبينا أفضل الأنبياء و هو أبوك و وصينا أفضل الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا أفضل الشهداء و هو عمك،و منا من جعل اللّه له جناحين يطير بهما مع الملائكة و هو[ابن] (4)عمك،و منا سبطا هذه الأمة و هما ابناك،و الذي نفسي بيده لا بد لهذه الأمة من مهدي و هو و اللّه من ولدك» (5).

ص: 215


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/149مجلس /5ح 56.
3- في المصدر:الضراري.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/155مجلس /6ح 8.

الرابع و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن البصري قال:حدّثنا أبو بشير أحمد بن إبراهيم العتمي (1)قال:حدّثنا أبو الطيب محمد بن علي الأحمر الناقد قال:حدّثني نصر بن علي قال:حدّثنا عبد الوهاب بن عبد الحميد قال:حدّثنا حميد عن أنس بن مالك قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كنت أنا و علي علي يمين العرش نسبح اللّه قبل أن يخلق آدم بألفي عام،فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ثم نقلنا من صلب إلي صلب في أصلاب الطاهرين و الارحام المطهرات حتي انتهينا إلي صلب عبد المطلب فقسمنا قسمين، فجعل في عبد اللّه نصفا و جعل في أبي طالب نصفا،و جعل النبوة و الرسالة فيّ و جعل الوصية و القضية في علي،ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من اسمائه فاللّه محمود و انا محمد و اللّه العليّ و هذا عليّ،فانا للنبوة و الرسالة و عليّ للوصية و القضية» (2).

الخامس و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني أبو الحسن أحمد ابن محمد بن الحسن قال:حدّثني أبي عن سعد (3)بن عبد اللّه بن هارون (4)قال:حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن العزرمي (5)قال:حدّثنا المعلي بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أعطاني اللّه خمسا[و أعطي عليا خمسا] (6):أعطاني جوامع الكلم و أعطي عليا جوامع العلم،و جعلني نبيا و جعل عليّا وصيّا،و أعطاني الكوثر و أعطي عليا السلسبيل،و أعطاني الوحي و أعطي عليّا الالهام،و أسري[بي] (7)إليه و فتحت له أبواب السماء حتي رأي ما رأيت و نظر إلي ما نظرت إليه» (8)ثم قال:يا ابن عباس:«خالف من خالف عليا و لا تكونن له ظهيرا و لا وليا فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلا غيّر اللّه ما به من نعمة و شوه خلقه قبل ادخال النار،يا ابن عباس لا تشك في عليّ فإن الشك فيه كفر يخرج من الإيمان و يوجب الخلود في النار» (9).

السادس و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي المرزباني (10)قال:حدّثنا جعفر بن محمد

ص: 216


1- في المصدر:العمي.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/183مجلس /7ح 9.
3- في المصدر:سعيد.
4- في المصدر:موسي.
5- في المصدر:العرزمي.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.
8- أمالي الشيخ الطوسي:/105مجلس /4ح 15.
9- أمالي الشيخ الطوسي:/105مجلس /4ح 15.
10- في المصدر:الرازي.

الحنفي قال:حدّثنا يحيي بن هاشم السمسار قال:حدّثنا عمرو بن شمر قال:حدّثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه بن خزام قال:أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت:يا رسول اللّه من وصيك؟قال:

فأمسك عني عشرا لا يجيبني ثم قال:«يا جابر ألا أخبرك عما سألتني؟»فقلت:بأبي أنت و أمي أم و اللّه لقد سكتّ عني حتي ظننت أنك وجدت عليّ فقال:«ما وجدت عليك يا جابر و لكن كنت انتظر ما يأتيني من السماء،فأتاني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد ربك يقول:إن علي بن أبي طالب وصيك و خليفتك علي أهلك و أمتك و الذائد عن حوضك و هو صاحب لوائك يقدمك إلي الجنة» فقلت:يا نبي اللّه أ رأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟قال:«نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلا ليبايع عليه فمن بايعه يكون معي غدا و من خالفه لم يرد عليّ الحوض أبدا» (1).

السابع و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال:أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال:أخبرنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:

حدّثنا عثمان بن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون عن جعفر بن محمد عليهما السّلام عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:

قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام علي منبر الكوفة:«أيها الناس إنه كان لي من رسول اللّه عشر خصال لهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس قال لي رسول اللّه:يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة و أنت أقرب الخلائق لي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار،و منزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الاخوان في اللّه عز و جل،و أنت الوارث مني و أنت الوصي من بعدي في عداتي و أسرتي،و أنت الحافظ لي في اهلي عند غيبتي،و أنت الإمام لأمتي،و أنت القائم بالقسط في رعيتي و أنت وليي و وليي ولي اللّه و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه» (2).

الثامن و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:حدّثني إسماعيل بن علي بن عبد الرّحمن البربري الخزاعي قال:حدّثني أبي قال:حدّثني عيسي بن حميد الطائي قال:حدّثنا حميد بن قيس قال:سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين قال:سمعت أبي يقول سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين يقول:«إن أمير المؤمنين عليه السّلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس أنها الزوراء فسيروا و جنبوا منها،فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة،فلما أتي موضعا من أرضها قال:ما هذه الأرض؟قيل:أرض بحرا فقال:أرض سباخ جنبوا و يمنوا،فلما اتي يمنة السواد إذا

ص: 217


1- أمالي الشيخ الطوسي:/190مجلس /7ح 23.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/194مجلس /7ح 31.

هو براهب في صومعة[له] (1)فقال له:يا راهب أنزل هاهنا؟قال الراهب:لا تنزل هذه الأرض بجيشك فقال:و لم؟قال له:لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل اللّه عز و جل، نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام:فأنا وصي سيد الأنبياء و سيد الأوصياء،فقال له الراهب:

فأنت اذا أصلع قريش و وصي محمد صلّي اللّه عليه و آله،قال له أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا ذلك فنزل الراهب فقال علي شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك و انك تنزل أرض براثا بيت مريم و أرض عيسي عليه السّلام فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:قف و لا تخبرنا بشيء،ثم أتي موضعا فقال ألكزوا هذا فألكزه برجله عليه السّلام فانبجست عين خرارة فقال:هذا عين مريم التي انبعث لها ثم قال:اكشفوا هاهنا علي سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا بصخرة بيضاء فقال علي عليه السّلام:علي هذه وضعت مريم عيسي من عاتقها،وصلت هاهنا فنصب أمير المؤمنين عليه السّلام الصخرة و صلي إليها،و اقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة و جعل الحرم في خيمة من الموضع علي دعوة ثم قال:ارض براثا هذا بيت مريم عليها السّلام،هذا الموضع المقدس صلي به الأنبياء»قال أبو جعفر محمد بن علي عليه السّلام:«و لقد وجدنا أنه صلي فيه إبراهيم قبل عيسي عليهما السّلام» (2).

التاسع و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أبي الجوزاء عن منبه بن عبد اللّه عن الحسين ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إن اللّه تعالي أمرني إن اتخذك أخا و وصيا فأنت أخي و وصيي و خليفتي علي اهلي في حياتي و بعد موتي،من تبعك فقد تبعني و من تخلف عنك فقد تخلف عني و من كفر بك فقد كفر بي و من ظلمك فقد ظلمني،يا علي أنت مني و أنا منك،يا علي لو لا أنت لما قوتل أهل النهر،فقلت:يا رسول اللّه و من أهل النهر؟قال:قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية» (3).

السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي قال:حدّثنا محمد بن الحسين الطائي قال:حدّثنا محمد بن الحسن[بن الحسن] (4)ابن جعفر بن سليمان الأصبغي (5)قال:حدّثني أبي عن أبيه قال:حدّثني يعقوب بن الفضل قال:

ص: 218


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/200مجلس /7ح 42.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/200مجلس /7ح 43.
4- زيادة ليست في المصدر.
5- في المصدر:الضبعي.

حدّثني شريك[بن بعد اللّه بن أبي نمر عن عبد اللّه] (1)بن عبد الرّحمن الأنصاري عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أعطيت في علي تسعا،ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة و اثنتين ادخروهما (2)له و واحدة اخافها عليه،فأما الثلاثة التي في الدنيا:فساتر عورتي و القائم بأمر أهلي و وصيي فيهم، و أما الثلاثة التي في الآخرة فأعطي يوم القيامة لواء الحمد فأدفعه إلي علي بن أبي طالب يحمله عني،و أعتمد عليه في مقام الشفاعة و يعينني علي حمل مفاتيح الجنة،و أما اللتان أرجوهما له لا يرجع بعدي ضالا و لا كافرا،و أما التي أخافها عليه فغدر قريش به[من بعدي] (3)» (4).

الحادي و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال:حدّثنا ابن هامان المروزي قال:حدّثني عيسي بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة»فقال له العباس بن عبد المطلب:عمه فداك أبي و أمي،من هؤلاء الأربعة؟قال:«أنا علي البراق و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه و عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله علي ناقتي العضباء،و أخي علي بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين،عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرّحمن،علي رأسه تاج من نور،لذلك التاج سبعون ركنا علي كل ركن ياقوتة حمرا تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام و بيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،فيقول الخلائق:من هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟فينادي مناد من بطن العرش:ليس بملك مقرب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش،هذا علي ابن أبي طالب وصي رسول رب العالمين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين في جنات النعيم» (5).

الثاني و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي في منزله بدرب الزعفراني ببغداد في الكرخ سنة عشرة و أربعمائة قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة إملاء في مسجد براثا لثمان بقين من جمادي الاولي سنة ثلاثين و ثلاثمائة قال:حدّثنا علي بن الحسين بن عبيد قال:حدّثنا إسماعيل بن

ص: 219


1- زيادة من المصدر.
2- في المصدر:ارجوهما.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الطوسي:/209مجلس /8ح 9.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/259مجلس /10ح 4 باختلاف في الرواة.

أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال:خطب الحسن بن علي عليهما السّلام بعد وفاة علي عليه السّلام و ذكر أمير المؤمنين فقال:«خاتم الوصيين وصي خاتم الأنبياء و أمير الصديقين و الشهداء و الصالحين ثم قال:يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون و لا يدركه الآخرون،لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يعطيه الراية فيقاتل جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره،فما يرجع حتي يفتح اللّه عليه،ما ترك ذهبا و لا فضة إلا شيئا علي صبي له،و ما ترك في بيت المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم،ثم قال:من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فانا الحسن بن محمد النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم تلا هذه الآية قول يوسف:و اتبعت ملة آبائي إبراهيم و إسحاق و يعقوب،انا ابن البشير و أنا ابن المنذر و أنا ابن الداعي إلي اللّه،و انا ابن السراج المنير و انا ابن الذي ارسله رحمة للعالمين و انا من أهل البيت الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و انا من أهل البيت الذين كان جبرائيل ينزل عليهم و منهم كان يعرج،و انا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم و ولايتهم فقال فيما أنزل علي محمد صلّي اللّه عليه و آله:قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربي،و من يقترف حسنة،و اقتراف الحسنة مودتنا» (1).

الثالث و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا[أحمد بن يحيي بن زكريا قال:حدّثنا عبيد] (2)عبد اللّه بن موسي قال:حدّثنا مطر عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن أخي و وزيري و وصيي علي بن أبي طالب» (3).

الرابع و السبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدّثني عمي عمر بن يحيي قال:

حدّثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن عاصم قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال:حدّثنا علي بن الحسن الاموي قال:حدّثنا محمد بن جرير قال:حدّثنا عبد الجبار بن العلاء بمكة قال:

حدّثني يوسف بن عطيّة الصفار عن ثابت عن أنس بن مالك قال:أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن اسرج بغلته الذلول و حماره اليعفور،ففعلت ما أمرني به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فاستوي علي بغلته و استوي علي حماره و سارا و سرت معهما،فأتينا سفح جبل فنزلا و صعدا حتي صارا علي ذروة الجبل،ثم رأيت غمامة بيضاء كدارة الكرسي و قد أظلتهما و رأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و قد مد يده إلي شيء يأكل و أطعم عليا حتي توهمت أنهما قد شبعا،ثم رأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و قد مد يده إلي شيء و قد شرب و سقي عليا حتي قدرت أنهما شربا ريهما،ثم رأيت الغمامة قد ارتفعت و نزلا فركبا و سارا و سرت معهما،و التفت

ص: 220


1- أمالي الشيخ الطوسي:/270مجلس /10ح 39.
2- زيادة من المصدر.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/272مجلس /10ح 46.

النبي صلّي اللّه عليه و آله فرأي في وجهي تغيرا فقال:«ما لي أري وجهك متغيرا؟»فقلت ذهلت مما رأيت فقال:

«فرأيت ما كان؟»فقلت:نعم فداك أبي و امي يا رسول اللّه،قال:«يا أنس و الذي خلق ما يشاء لقد أكل من تلك الغمامة ثلاثمائة و ثلاثة عشر نبيا و ثلاثمائة و ثلاثة عشر وصيا،ما فيهم نبي أكرم علي اللّه مني و لا فيهم وصي أكرم علي اللّه من عليّ» (1).

الخامس و السبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدّثني عمي قال:حدّثني أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن علي الرأس قال:حدّثنا أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عبد اللّه العمري قال:حدّثنا أبو سلمة يحيي بن المغيرة قال:حدّثني أخي محمد بن المغيرة عن محمد بن سنان عن سيدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام قال:قال أبي لجابر بن عبد اللّه:«لي إليك حاجة أريد أخلو بك فيها»فلما خلا به في بعض الايام قال له:«أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليها السّلام،قال جابر:أشهد باللّه لقد دخلت علي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأهنيها بولدها الحسين فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس و أطيب من رائحة المسك الاذفر فقلت:ما هذا يا بنت رسول اللّه؟فقالت:هذا لوح أهداه اللّه عز و جل إلي أبي فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم الأوصياء بعد من ولدي،فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ففعلت،فقال له:

فهل لك أن تعارضني بها؟قال:نعم فمضي جابر إلي منزله و أتي بصحيفة من كاغذ فقال له:انظر في صحيفتك حتي أقرأها عليك فكان في صحيفته مكتوب:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم،هذا كتاب من اللّه العزيز العليم أنزله الروح الامين علي محمد خاتم النبيين،يا محمد عظّم اسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي و لا ترج سوائي و لا تخش غيري،فإن من يرج سواي و يخش غيري أعذبه عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين،يا محمد إني اصطفيتك علي الأنبياء،و فضلت وصيك علي الأوصياء،و جعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدة أبيه،و الحسين خير أولاد الأولين و الآخرين فيه ثبتت الإمامة و منه يعقب علي زين العابدين،و محمد الباقر لعلمي و الداعي إلي سبيلي علي منهاج الحق،و جعفر الصادق في القول و العمل ينشب بعده فتنة صماء،فالويل كل الويل للمكذب بعبدي و خيرتي من خلقي موسي، و علي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شر خلق اللّه، و محمد الهادي إلي سبيلي الذاب عن حريمي و القيم في رعيته،و حسن الاعز يخرج منه ذو الاسمين علي،و الحسن الخلف محمد يخرج في اخر الزمان علي رأسه غمامة بيضاء تظله من

ص: 221


1- أمالي الشيخ الطوسي:/283مجلس /10ح 86.

الشمس،ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين و الخافقين هو المهدي من آل محمد يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا». (1)

السادس و السبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدّثني المنصوري قال:

حدّثني عم أبي أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي[بن] (2)المنصوري قال:حدّثني الإمام علي ابن محمد قال:[حدّثني أبي محمد بن علي قال:] (3)حدّثني أبي علي بن موسي الرضا قال:

حدّثني أبي موسي بن جعفر قال:حدّثني أبي جعفر بن محمد قال:حدّثني محمد بن علي قال:

حدّثني أبي علي بن الحسين قال:حدّثني أبي الحسين بن علي قال:حدّثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال لي النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي خلقني اللّه تعالي و أنت من نور اللّه خير خلق آدم فافرغ ذلك النور في صلبه فافضي به إلي عبد المطلب،ثم افترقنا من عبد المطلب أنا في عبد اللّه و أنت في أبي طالب،لا تصلح النبوة إلاّ لي،و لا تصلح الوصية إلا لك،فمن جحد وصيتك جحد نبوتي و من جحد نبوتي أكبّه اللّه علي منخريه في النار» (4).

السابع و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت عن أحمد بن محمد قال:حدّثنا الحسن بن علي بن عفان قال:حدّثنا عبد العزيز بن الخطاب قال:حدّثنا ناصح عن زكريا عن أنس بن مالك قال:اتكي النبي صلّي اللّه عليه و آله علي علي عليه السّلام قال:«يا علي أ ما ترضي أن تكون أخي و أكون أخاك و تكون وليي و وصيي و وارثي،تدخل رابع أربعة الجنة أنا و أنت و الحسن و الحسين و ذريتهما خلف ظهورنا و من تبعنا من امتنا علي أيمانهم و شمائلهم؟قال:بلي يا رسول اللّه» (5).

الثامن و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد ابن محمد قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي قال:حدّثنا قطر عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن أخي و وصيي و وزيري في أهلي علي بن أبي طالب» (6).

التاسع و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو الصلت قال:أخبرنا ابن عقدة قال:أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه قال:أخبرنا محمد بن مالك الابرد النخعي قال:حدّثنا محمد

ص: 222


1- أمالي الشيخ الطوسي:/292مجلس /11ح 13.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الطوسي:/295مجلس /11ح 24.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/332مجلس /12ح 6.
6- أمالي الشيخ الطوسي:/334مجلس /12ح 11.

ابن فضيل بن غزوان العيني (1)قال:حدّثنا غالب الجعفي (2)عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي السماء ثم إلي سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي عز و جل فقال:يا محمد فقلت:

لبيك ربي و سعديك قال:قد بلوت خلقي فأيّهم وجدت أطوع إليك؟قال:فقلت رب عليّا قال:

صدقت يا محمد،فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك و يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال:قلت:اختر لي فإن خيرتك لي خير قال:قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيا، و نحلته علمي و حلمي و هو أمير المؤمنين حقا،لم يقلها أحد قبله و لا أحد بعده.

يا محمد عليّ راية الهدي و إمام من أطاعني و نور أوليائي،و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبّه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:رب قد بشرته،فقال علي:أنا عبد اللّه و في قبضته،إن يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا و إن يتم لي ما وعدني فاللّه أولي بي فقال:اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان[بك] (3)قال:قد فعلت ذاك به يا محمد،غير إني مختصه بشيء من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي قال:قلت:ربي أخي و صاحبي،قال:إنه سبق في علمي أنه مبتلي و مبتلي به،و لو لا عليّ لم يعرف[حزبي و لا] (4)، أوليائي و لا أولياء رسلي» (5)قال محمد بن مالك فلقيت نصر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني عن جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن عليّ قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أسري بي إلي السماء...»و ذكر مثله سواء،قال محمد بن مالك:فلقيت علي بن موسي ابن جعفر عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي السماء ثم إلي سدرة المنتهي» (6)و ذكر الحديث بطوله.

الثمانون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الحفار قال:حدّثنا إسماعيل قال:حدّثنا أبي إسحاق بن إبراهيم الديري قالا:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا أبي عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دعوة أبي إبراهيم،قلنا:يا رسول اللّه و كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟قال:أوحي اللّه عز و جل إلي إبراهيم إني جاعلك للناس إماما،و استخف

ص: 223


1- في المصدر:الضبي.
2- في المصدر:الجهني.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/344مجلس /12ح 45.
6- أمالي الشيخ الطوسي:/344مجلس /12ح 46.

إبراهيم الفرح فقال:يا رب و من ذريتي أئمة مثلي،فأوحي اللّه عز و جل إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به قال:يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟قال:لا أعطيك[عهدا] (1)لظالم من ذريتك قال:يا رب و من الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟قال:من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا و لا يصح أن يكون إماما،قال إبراهيم:و اجنبني و بني أن نعبد الاصنام رب إنهن أظللن كثيرا من الناس،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:فانتهت الدعوة إليّ و إلي أخي عليّ لم يسجد أحد منا لصنم قط،فاتخذني اللّه نبيا و عليّا وصيا» (2).

الحادي و الثمانون: الشيخ في أماليه قال:قرئ علي أبي القاسم بن شبل بن اسد الوكيل و أنا اسمع في منزله ببغداد في الريض بباب محول في صفر سنة عشر و أربعمائة،حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد الباري أي أبو منصور ببادراي في شهر ربيع الآخر سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة قال:حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الاحمري في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس و تسعين و مائتين قال:حدّثنا عبد اللّه ابن حماد[الأنصاري] (3)عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت الاشعث بن قيس الكندي و جويبر الجبلي قالا لعلي أمير المؤمنين عليه السّلام:«حدّثنا في خلواتك أنت و فاطمة قال:نعم[بينا] (4)أنا و فاطمة في كساء إذا أقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نصف الليل و كان يأتينا بالتمر و اللبن ليعيننا علي الغلامين،فدخل فوضع رجلا بحيالي و رجلا بحيالها،ثم إن فاطمة بكت فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا بنت محمد؟فقالت:حالنا[كما تري] (5)في كساء نصفه تحتنا و نصفه فوقنا،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا فاطمة أ ما تعلمين أن اللّه تعالي اطلع اطلاعة من سمائه إلي أرضه فاختار منها أباك فاتخذه صفيا[و ابتعثه]برسالته و ائتمنه علي وحيه؟يا فاطمة أ ما تعلمين أن اللّه تعالي اطلع اطلاعة من سمائه إلي ارضه فاتخذ منها بعلك،و أمرني أن ازوجك به و أن أتخذه وصيا؟يا فاطمة أ ما تعلمين أن العرش[شاك]ربه أن يزينه بزينة لم يزين بها بشرا من خلقه فزينه بالحسن و الحسين بركنين من أركان الجنة،و روي ركن من أركان العرش» (6).

الثاني و الثمانون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن

ص: 224


1- ما بين المعقوفتين زيادة ليست في المصدر.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/379مجلس /13ح 62.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- زيادة من المصدر.
6- أمالي الشيخ الطوسي:/406مجلس /14ح 58.

علي بن زكريا[أبو] (1)سعيد البصري قال:حدّثنا محمد بن صدقة العنبري قال:حدّثنا موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما صلاة الفجر،ثم انفتل و أقبل علينا يحدثنا ثم قال:«أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر،و من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين»قال:فقمت أنا و أبو أيوب الأنصاري و معنا أنس بن مالك فقلنا:يا رسول اللّه من الشمس؟قال:«أنا،فإذا هو صلّي اللّه عليه و آله قد ضرب لنا مثلا فقال:إن اللّه تعالي خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم،فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر»قلنا:فمن القمر؟قال:«أخي و وصيي و وزيري و قاضي ديني و أبو ولدي و خليفتي في اهلي[علي بن أبي طالب] (2)»قلنا:فمن الفرقدان؟قال:«الحسن و الحسين»ثم مكث مليا فقال:«[هؤلاء] (3)و فاطمة هي الزهرة و عترتي أهل بيتي هم مع القرآن[و القرآن معهم] (4)لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض» (5).

الثالث و الثمانون: الشيخ في أماليه بإسناده قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول لرأس اليهود:علي كم افترقتم فقال:علي كذا و كذا فرقة فقال عليّ عليه السّلام:«كذبت[يا أخا اليهود] (6)»ثم أقبل علي الناس فقال:«و اللّه لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بانجيلهم [و بين أهل الزبور بزبورهم] (7)و بين أهل القرآن بقرآنهم،[أيها الناس] (8)افترقت اليهود علي إحدي و سبعين فرقة،سبعون منها في النار و واحدة ناجية في الجنة و هي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسي،و افترقت النصاري علي اثنتين و سبعين فرقة،إحدي و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنة و هي التي اتبعت شمعون وصي عيسي عليه السّلام،و تفترق هذه الأمة علي ثلاث و سبعين فرقة اثنتان و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنة و هي التي اتبعت وصي محمد صلّي اللّه عليه و آله، و ضرب بيده علي صدره ثم قال:ثلاث عشرة فرقة من الثلاث و السبعين فرقة كلها تنتحل مودتي و حبي،و واحدة منها في الجنة و هم النمط الاوسط و اثنتا عشرة في النار» (9).

الرابع و الثمانون: الشيخ الطوسي أيضا في كتاب المجالس قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل

ص: 225


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/517مجلس /18ح 38.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.
8- زيادة من المصدر.
9- أمالي الشيخ الطوسي:/524مجلس /19ح 66.

قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه[محمد] (1)بن عمار الثقفي قال:حدّثنا علي بن محمد بن سليمان قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال:حدّثنا معتب مولانا قال:حدّثنا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين قال:سمعت محمد بن أبي[عبيد اللّه] (2)بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر قال:سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخذا بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال له:«يا علي أنت أخي و وصيي و وزيري و أميني،مكانك مني في حياتي و بعد موتي كمكان هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي معي،من مات و هو يحبك ختم اللّه عز و جل له بالأمن و الإيمان،و من مات و هو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب» (3).

الخامس و الثمانون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن سيار قال:

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه أن عليا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم،و أجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و إن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب عليه السّلام:«إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول[لكم]فإن يكن حقا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قل:ثم ساق الحديث بذكر عليّ عليه السّلام فضائله و سوابقه و النص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم يصدقونه فيما يقوله لهم،و كان فيما قاله لهم:«فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنك عن يمين العرش يا علي يوم القيامة يكسوك اللّه عز و جل[بردين] (4)أحدهما الأحمر و الآخر الأخضر غيري؟قالوا:لا،قال:فهل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من فاكهة الجنة لما هبط بها جبرائيل و قال:لا ينبغي أن يأكله في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي غيري؟»قالوا:لا.

«فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و ماله غيري؟»،قالوا:اللهم لا،قال:

«فأنشدكم باللّه فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مقالته يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاهم، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟» (5)قالوا:اللهم لا،و حديث المناشدة هذا متكرر الرواة

ص: 226


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة ليست في المصدر.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/545مجلس /20ح 3.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/554مجلس /20ح 4.

و الاسانيد من طرق العامة و الخاصة.

السادس و الثمانون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد ابن عبد اللّه بن جورية الجندي سابوري من اصل كتابه قال:حدّثنا علي بن منصور الترجماني قال:

حدّثنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال:حدّثنا شريك بن عبد اللّه النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار»و لقد سمعت هذه الآية من أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله،منهم حذيفة بن اليمان و كعب بن عجرة يقول كل رجل منهم:لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر،هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين و الآخرين فمن رأي مثلها[أو] (1)سمع أو تزوج بمثلها أحد في الأولين و الآخرين؟و هو أبو الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين،فمن له أيها الناس مثلهما و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حموه و هو وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و أزواجه،و سد الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه، و هو صاحب باب خيبر و هو صاحب الراية يوم خيبر،و تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ في عينه و هو أرمد فما اشتكاهما من بعد و لا وجد حرا و لا قرا بعد يوم ذلك،و هو صاحب غدير خم إذ نوّه رسول اللّه باسمه،و ألزم أمته و ولايته و عرّفهم بخطره و بيّن لهم مكانه فقال:أيها الناس من أولي بكم منكم بأنفسكم،قالوا:اللّه و رسوله،قال:فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه.

و هو صاحب العباء و من أذهب اللّه عز و جل عنه الرجس و طهره تطهيرا،و هو صاحب الطائر حين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك[و إليّ] (2)[يأكل معي] (3)،فجاء علي عليه السّلام و أكل معه،و هو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سار أبو بكر بالسورة فقال له:يا محمد،إنه لا يبلّغها إلاّ أنت أو علي،إنه منك و أنت منه،و كان رسول اللّه منه في حياته و بعد وفاته،و هو عيبة علم رسول اللّه،و من قال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه فقال:و أتوا البيوت من أبوابها،و هو مفرج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب،و هو أول من آمن برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صدقه و اتبعه،و هو أول من صلي، فمن أعظم قربة علي اللّه و علي رسوله فمن قاس به أحدا أو أشبه به بشرا صلّي اللّه عليه (4)؟.

السابع و الثمانون: الشيخ في مجالسه،قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثني محمد

ص: 227


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة ليست في المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الطوسي:/559مجلس /20ح 8.

ابن جعفر بن محمد بن رباح (1)الاشجعي قال:حدّثنا عباد بن يعقوب الاسدي قال:أخبرنا إبراهيم ابن محمد بن أبي الرواس الخثعمي،قال:حدّثني عدي بن زيد الهجري عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمد:فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد فحدّثني عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه فكان رأسه في حجري،و العباس يذب عن وجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأغمي عليه إغماء ثم فتح عينيه فقال:يا عباس يا عم رسول اللّه اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي فقال العباس:يا رسول اللّه أنت أجود من الريح المرسلة و ليس في مالي وفاء لدينك و عداتك فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا يعيده عليه و العباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة قال:فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:لأقولنها لمن يقبلها،و لا يقول يا عباس مثل مقالتك فقال:يا علي اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي،قال فخنقتني العبرة و ارتج جسدي و نظرت إلي رأس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يذهب و يجيء في حجري،فقطرت دموعي علي وجهه و لم أقدر أن أجيبه ثم ثنّي فقال:يا عليّ اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي.

قال:قلت:نعم بأبي و امي،قال:أجلسني فأجلسته،فكان ظهره إلي صدري فقال:يا عليّ أنت أخي في الدنيا و الآخرة و وصيي و خليفتي في أهلي ثم قال:يا بلال هلمّ سيفي و درعي و بغلتي و سرجها و لجامها و منطقتي التي أشدّها علي درعي،فجاء بلال بهذه الاشياء،فوقف البغلة بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي قم فاقبض،قال:فقمت و قام العباس و جلس مكاني،فقمت فقبضت ذلك فقال:انطلق به إلي منزلك فانطلقت به ثم جئت فقمت بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قائما،فنظر إليّ ثم عمد إلي خاتمه فنزعه ثم دفعه إليّ فقال:هاك يا عليّ،هذا لك في الدنيا و الآخرة،و البيت غاص من بني هاشم و المسلمين فقال:يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا و لا تحسدوه فتكفروه،يا عباس قم من مكان عليّ،فقال:تقيم الشيخ و تجلس الغلام،فأعادها عليه ثلاث مرات،فقام العباس،فنهض مبغضا و جلست مكاني فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عم يا عباس،يا عم رسول اللّه،لا أخرج من الدنيا و أنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار فرجع و جلس» (2).

الثامن و الثمانون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا سلمة ابن الفضل الابرش قال:حدّثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم و قال أبو المفضل

ص: 228


1- في المصدر:رياح.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/573مجلس /22ح 2.

و حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي و اللفظ له قال:حدّثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال:حدّثني سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش و أبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:يا عليّ إن اللّه أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين،قال:

فضقت بذلك ذرعا و عرفت أني متي أبادرهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصممت علي ذلك و جاءني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك.

فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة،و املأ لنا عسا من لبن ثم اجمع له بني عبد المطلب حتي أكلمهم و أبلّغهم ما أمرت به،ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا،فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلما اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به،فلمّا وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جذمة من اللحم فنتفها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي صحيفة.

ثم قال:خذوا بسم اللّه،فأكل القوم حتي صدروا،ما لهم بشيء من الطعام حاجة و ما أري إلاّ مواضع أيديهم،و أيم اللّه الذي نفس عليّ بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت، لجميعهم،ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا جميعا،و أيم اللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله،فلما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلمهم ابتدره أبو لهب بالكلام فقال:لشد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم و لم يكلّمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي من الغد:يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما قد سمعت من القول ففرّق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم لي،قال:ففعلت ثم جمعتهم فدعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس و أكلوا حتي ما لهم به من حاجة،ثم قال:اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا جميعا ثم تكلم رسول اللّه فقال:يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم شابا جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،و قد أمرني ربي عز و جل أن أدعوكم إليه،فأيّكم يؤمن بي و يوازرني علي أمري فيكون أخي و وصيي و وزيري و خليفتي في أهلي من بعدي؟

قال:فأمسك القوم و احجموا منها جميعا،قال:فقمت و إني لأحدثهم سنّا و أرمصهم عينا و أعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا فقلت:أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك علي ما بعثك اللّه به،قال:فأخذ بيدي ثم قال:إن هذا أخي و وصيي و وزيري و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا،قال:فقام القوم

ص: 229

يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (1).

التاسع و الثمانون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا عمران ابن محضر (2)بن محمد بن عمران بن طاوس الخطيب مولي الصادق عليه السّلام بالموصل قال:حدّثنا إدريس بن زياد الحناط بكفرتوثا قال:حدّثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع عن أبيه الربيع بن يونس صاحب (3)المنصور،و كان قبل الدولة كالمنقطع إلي جعفر بن محمد عليه السّلام قال:سألت جعفر بن محمد عليه السّلام علي عهد مروان الحمار فقلت:يا سيدي أخبرني عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين،فما كان سببها،فحدّثني عن أبيه عليّ عليه السّلام:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجّهه في أمر من أمره فحسن فيه بلاؤه و عظم فيه ثناؤه،فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلي المسجد و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد خرج لصلاة الظهر فصلي معه،فلمّا انصرف من الصلاة أقبل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاعتنقه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثم سأله عن سفره ذلك و ما صنع فيه،فجعل عليّ يحدّثه و أسارير وجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تلمع نورا و سرورا بما حدثه،فلما أتي عليّ عليه السّلام علي حديثه قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا أبشّرك يا أبا الحسن؟

قال:بلي فداك أبي و أمي فكم من خير بشرت به.

قال:إن جبرائيل هبط عليّ في وقت الزوال فقال لي:يا محمد،هذا ابن عمك عليّ وارد عليك و ان اللّه تعالي أبلي المسلمين به بلاء حسنا و إنه كان من صنيعه كذا و كذا،فحدّثني بما أنبأتني به، ثم قال لي:يا محمد إنه نجا من ذرية آدم من تولي شيث بن آدم وصي أبيه،و نجا شيث بأبيه آدم، و نجا آدم باللّه عز و جل و نجا من تولي سام بن نوح،وصي نوح و نجا سام بأبيه و نجا نوح باللّه عز و جل و نجا من تولي إسماعيل أو قال إسحاق وصي إبراهيم خليل اللّه،و نجا إسماعيل بأبيه إبراهيم،و نجا إبراهيم عليه السّلام باللّه عز و جل،و نجا من تولي يوشع وصي موسي بيوشع،و نجا يوشع بموسي و نجا موسي باللّه عز و جل،و نجا من تولي شمعون وصي عيسي بشمعون،و نجا شمعون بعيسي،و نجا عيسي باللّه عز و جل،و نجا يا محمد من تولي عليا وزيرك في حياتك و وصيك عند وفاتك،و نجا عليّ بك،و نجوت أنت باللّه،يا محمد إن اللّه جعلك سيد الأنبياء و جعل عليا سيد الأوصياء و خيرهم و جعل الأئمة من ذريتكما إلي أن يرث اللّه الأرض و من عليها،فسجد علي عليه السّلام

ص: 230


1- أمالي الشيخ الطوسي:/583مجلس /24ح 11.
2- في المصدر:محسن.
3- في المصدر:حاجب.

و جعل يقلّب وجهه للّه علي الأرض شكرا» (1).

التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس القرشي قال:حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج قال:حدّثنا محمد بن سعيد بن زائدة عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن محمد بن علي و عن زيد بن علي كليهما عن ابيهما عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:«لمّا ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري،و البيت مملوء من أصحابه من المهاجرين و الأنصار و العباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه،فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغمي عليه ساعة و يضيق ساعة ثم وجد خفة و أقبل علي العباس فقال:يا عباس،يا عم النبي،اقبل وصيتي في أهلي و في أزواجي و اقض ديني و أنجز عداتي و أبرئ ذمتي،فقال العباس:يا نبي اللّه،أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود و أنت أجود من السحاب الهاطل و الريح المرسلة،فلو صرفت ذلك عني إلي من هو أطوع له مني،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها و من لا يقول،به مثل ما تقول يا علي هاكها خالصة لا يخافك فيها أحد،يا عليّ اقبل وصيتي و انجز مواعيدي و ادّ ديني،يا علي اخلفني في أهلي و بلّغ عني من بعدي.

قال علي عليه السّلام:فلما نعي إليّ نفسه رجف فؤادي و القي عليّ لقوله البكاء فلم أقدر أن أجيبه بشيء ثم عاد لقوله فقال:يا علي أ و تقبل وصيتي؟قال:فقلت و قد خنقتني العبرة و لم أكد أن أبين:

نعم يا رسول اللّه،فقال صلّي اللّه عليه و آله:يا بلال ائتني بسوادي،ائتني بذي الفقار و درعي ذات الفضول،ائتني بمغفري ذي الحبين و رايتي العقاب،ائتني بالعنزة و الممشوق،فأتي بلال بذلك كله إلاّ درعه كانت يومئذ مرتهنة ثم قال:ائتني بالمرتجز و العضباء و أتني باليعفور و الدلدل،فأتي بهما فوقفهما بالباب،ثم قال:ائتني بالاتحمية و السحاب،فأتي بهما،فلم يزل يدعو بشيء شيء فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب،فطلبها فأوتي بها و البيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين و الأنصار ثم قال:يا علي قم فاقبض هذا،و مدّ إصبعه و قال:في حياة مني و شهادة من في البيت لكي لا ينازعك أحد من بعدي،فقمت و ما أكاد أمشي علي قدم حتي استودعت ذلك جميعا منزلي.

فقال:يا علي اجلسني فأجلسته و أسندته إلي صدري قال علي عليه السّلام:فلقد رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ان رأسه ليثقل ضعفا و هو يقول يسمع أقصي أهل البيت و أدناهم:إن أخي و وصيي و وزيري

ص: 231


1- أمالي الشيخ الطوسي:/592مجلس /25ح 15.

و خليفتي في أهلي علي بن أبي طالب،يقضي ديني و ينجز موعدي،يا بني هاشم،يا بني عبد المطلب لا تبغضوا عليا و لا تخالفوا عن أمره فتضلوا،و لا تحسدوه و ترغبوا عنه فتكفروا، أضجعني يا علي فأضجعته و قال:يا بلال ائتني بولديّ الحسن و الحسين،فانطلق فجاء بهما فأسندهما إلي صدره فجعل صلّي اللّه عليه و آله يشمهما،قال علي عليه السّلام:فظننت أنهما قد غمّاه،قال الجارودي (1):

يعني أكرباه،فذهبت لآخذهما عنه،فقال:دعهما يا علي يشمّاني و يتزودا مني و اتزود منهما فسيلقيان من بعدي أمرا عضالا،فلعن اللّه من يخيفهما،اللهم إني استودعكهما و صالح المؤمنين» (2).

الحادي و التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد ابن فيروز بن غياث الجلاب بباب الابواب قال:حدّثنا محمد بن الفضل بن المختار الباني و يعرف بفضلان صاحب الجار قال:حدّثني أبي الفضل بن مختار عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة قال:حدّثني أبو عامر القاسم بن عوف عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال:حدّثني سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه، فجلست بين يديه و سألته عما يجد[و قمت لأخرج] (3)فقال لي:«اجلس يا سلمان[فسيشهدك]اللّه عز و جل أمرا إنّه لمن خير الامور فجلست،فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته و رجال من أصحابه و دخلت فاطمة ابنته فيمن دخل،فلما رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الضعف خنقتها العبرة حتي فاض دمعها علي خدّيها فأبصر ذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال ما يبكيك يا بنيّة أقر اللّه عينيك و لا أبكاك،فقالت:و كيف لا أبكي و أنا أري ما بك من الضعف؟قال لها:يا فاطمة توكلي علي اللّه و اصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء و أمهاتك من ازواجهم،ألا أبشّرك يا فاطمة؟قالت:بلي يا نبي اللّه أو قالت:يا أبت،قال:أ ما علمت أن اللّه اختار أباك فجعله نبيا و بعثه إلي كافة الخلق رسولا،ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه و اتخذته بأمر ربي وزيرا و وصيا،يا فاطمة إن عليا أعظم المسلمين علي المسلمين بعدي حقا و أقدمهم سلما و أعظمهم علما و أحلمهم حلما و أثبتهم في الميزان قدرا،فاستبشرت فاطمة فأقبل عليها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:هل سررتك يا فاطمة؟ قالت:نعم يا أبه.

قال:أ فلا أزيدك في بعلك و ابن عمك من مزيد الخير و فواضله؟قالت:نعم يا نبي اللّه،قال:إن

ص: 232


1- في المصدر:أبو الجارود.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/602مجلس /27ح 1.
3- زيادة ليست في المصدر.

عليا أول من آمن باللّه عز و جل و رسوله من هذه الأمة هو و خديجة أمك،و أول من وازرني علي ما جئت به،يا فاطمة إن عليا أخي و صفيي و أبو ولدي،إن عليا أعطي خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله و لا يعطاها أحد بعده،فأحسني عزاك و اعلمي أن أباك لاحق باللّه عز و جل قالت:يا أبت قد سررتني و أحزنتني،قال:كذلك يا بنية إن امور الدنيا يشوب سرورها حزنها و صفوها كدرها، أ فلا أزيدك يا بنية؟قالت:بلي يا رسول اللّه قال:إن اللّه تعالي خلق الخلق فجعلهم قسمين،فجعلني و عليا في خيرها قسما و ذلك قوله عز و جل: أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (1) (2)ثم جعل قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة و ذلك قوله عز و جل: وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (3) (4)ثم جعل القبائل بيوتا فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) (6)ثم إن اللّه اختارني من أهل بيتي و اختار عليا و الحسن و الحسين و اختارك،فانا سيد ولد آدم و عليّ سيد العرب و أنت سيدة النساء و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و من ذريتك المهدي يملأ اللّه عز و جل به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا» (7).

الثاني و التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا يحيي بن علي بن عبد الجبار السدوسي بالشريجار قال:حدّثني عمي محمد بن عبد الجبار قال:حدّثنا حماد بن عيسي عن عمر بن اذينة عن أبان و معاوية بن الريان جميعا عن شهر بن حوشب عن أبي إمامة صدي بن عجلان الباهلي،قال:كنّا ذات يوم عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جلوسا فأتي علي عليه السّلام فدخل المسجد و قد وافق من رسول اللّه قياما،فلما رأي عليا جلس ثم أقبل عليه فقال:«يا أبا الحسن إنك أتيت و وافق[مني] (8)قياما فجلست لك،أ فلا أخبرك ببعض ما فضلك اللّه به،أخبرك إني ختمت النبيين و ختمت[أنت] (9)يا علي الوصيين،و حق علي اللّه أن لا يوقف موسي بن عمران عليه السّلام موقفا الا وقف معه وصيه يوشع بن نون،و إني أقف و توقف و أسأل و تسأل فاعدد يا ابن أبي طالب جوابا فإنما أنت مني تزول اينما زلت،قال علي:يا نبي اللّه فما الذي تبينه لي حتي اهتدي بهداك لي؟ فقال:يا علي من يهدي اللّه فلا مضل له و من يضلل اللّه فلا هادي له،فإنه عز و جل هاديك و معلمك و حق لك أن تعي،لقد أخذ اللّه حق ميثاقي و ميثاقك و ميثاق شيعتك و أهل مودتك إلي يوم القيامة

ص: 233


1- سوره 56 - آيه 27
2- الواقعة:27.
3- سوره 49 - آيه 13
4- الحجرات:13.
5- سوره 33 - آيه 33
6- الأحزاب:33.
7- أمالي الشيخ الطوسي:/607مجلس /28ح 2.
8- زيادة ليست من المصدر.
9- زيادة من المصدر.

فهم شيعتي و ذو و مودتي و هم ذو و الالباب،يا علي حق علي اللّه ينزلهم في جناته و يسكنهم مسكن الملوك و حق لهم أن يطيبوا» (1).

الثالث و التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا الحسين بن عبد اللّه يعني الغضائري عن علي ابن محمد العلوي قال:حدّثنا الحسن بن علي بن صالح بن شعيب الجوهري قال:حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:حدّثنا الحسن بن علي صلوات اللّه عليه:«إن اللّه عز و جل بمنه و برحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه،بل رحمة منه لا إله إلاّ هو ليميز الخبيث من الطيب و ليبتلي ما في صدوركم و ليمحص ما في قلوبكم و لتتسابقوا إلي رحمته و لتتفاضل منازلكم في جنته،ففرض عليكم الحج و العمرة و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الصوم و الولاية[و جعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا إلي سبله] (2)و لو لا محمد صلّي اللّه عليه و آله و الأوصياء من ولده عليهم السّلام كنتم حياري كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض،و هل تدخلون قرية إلا من بابها؟فلما من عليكم باقامة الاولياء بعد نبيكم صلّي اللّه عليه و آله قال:اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا،ففرض عليكم لأوليائه حقوقا و أمركم بادائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من ازواجكم و اموالكم و مآكلكم و مشاربكم و يعرفكم بذلك البركة و النماء و الثروة،ليعلم من يطيعه منكم بالغيب ثم قال عز و جل:قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي فاعلموا أن من يبخل فإنما يبخل عن نفسه إن اللّه هو الغني و انتم الفقراء إليه فاعملوا ما شئتم فسيري اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون ثم تردون إلي عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلاّ علي الظالمين» (3).

الرابع و التسعون: الشيخ في مجالسه بإسناده عن إبراهيم بن صالح عن زيد بن الحسن عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«[وفدت بالابطح علي ساعة] (4)عليّ عن يميني و جعفر عن يساري و حمزة عند رجلي،قال:فنزل جبرائيل و ميكائيل و سرافيل ففزعت لخفق أجنحتهم قال:فرفعت رأسي فإذا إسرافيل يقول لجبرائيل:إلي أي الأربعة بعثت و بعثنا معك؟

ص: 234


1- أمالي الشيخ الطوسي:/613مجلس /29ح 1.
2- زيادة من المصدر.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/655مجلس /34ح 5 باختصار في عدد الرواة.
4- في المصدر:رقدت بالأبطح علي ساعدي.

قال:فركض برجله فقال:إلي هذا و هو محمد سيد النبيين ثم قال:من هذا الآخر؟قال:هذا أخوه و وصيه و ابن عمه» (1).

الخامس و التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد ابن جعفر[بن قيس] (2)بن مسكان أبو[عمرو] (3)المصيصي الفقيه من اصل كتابه[بياس] (4)قال:

حدّثنا عبد اللّه بن الحسين بن جابر أبو محمد إمام جامع المصيصة قال:حدّثني[يحيي بن] (5)عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن بشير الحماني قال:حدّثني[عبد اللّه بن] (6)قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:اصبح علي عليه السّلام ذات يوم ساغبا فقال:«يا فاطمة هل عندك شيء تطعمينني؟»قالت:«و الذي أكرم أبي بالنبوة و أكرمك بالوصية ما أصبح عندي شيء يطعمه بشر و ما كان ما اطعمتك منذ يومين إلا شيء كنت أوثرك به علي نفسي و علي الحسن و الحسين»قال:«أعلي الصبيين؟ألا أعلمتني فآتيكم بشيء؟»قالت:«يا أبا الحسن إني لاستحي من إلهي من[أن]أكلفك بشيء ما لا تقدر عليه،فخرج واثقا باللّه حسن الظن به فاستقرض دينارا فبينا الدينار في يد علي عليه السّلام إذ عرض له المقداد رضي اللّه عنه و ذلك في يوم شديد الحر قد أحرقته الشمس من فوقه و من تحته فأنكر علي عليه السّلام شأنه فقال:«يا مقداد ما الذي أزعجك هذه الساعة؟»

قال:خلّ سبيلي يا أبا الحسن و لا تكشفني عما ورائي

قال:«إنه لا يسعني ان تجاوزني حتي اعلم علمك».

قال:يا أبا الحسن إلي اللّه ثم إليك أن تخلي سبيلي و لا تكشفني عن حالي،فقال علي عليه السّلام:«إنه لا يسعني أن تكتمني حالك»فقال له:أمّا إذا أبيت فو الذي أكرم محمدا بالنبوة و أكرمك بالوصية ما ازعجني إلا الجهد و لقد تركت عيالي بحال لم تحملني لها الأرض،فخرجت مهموما راكبا رأسي فهذه حالي،فهملت عينا علي عليه السّلام بالدموع حتي اخضلت دموعه لحيته ثم قال:«احلف بالذي حلفت به ما ازعجني من أهلي إلا الذي ازعجك و لقد استقرضت دينارا فخذه،فدفع الدينار إليه و آثره به علي نفسه».

و انطلق حتي دخل مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فصلي الظهر و العصر و المغرب فلما قضي رسول اللّه

ص: 235


1- أمالي الشيخ الطوسي:/723مجلس /43ح 7.
2- زيادة من المصدر.
3- في المصدر:عمر.
4- زيادة ليست في المصدر.
5- زيادة ليست من المصدر.
6- زيادة من المصدر.

بالمغرب مرّ بعلي و هو في الصف الأول فغمزه برجله فقام علي عليه السّلام فلحقه في باب المسجد و سلم عليه فرد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا أبا الحسن هل عندك عشاء تعشيناه فنميل معك؟»فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و عرف ما كان من أمر الدينار و من اين وجهه بوحي من اللّه إلي نبيه و أمره أن يتعشي عند علي تلك الليلة،فلما نظر إلي سكوته قال:«يا أبا الحسن ما لك لا تقول:لا فانصرف أو نعم فامضي معك»فقال:حبا و تكرما فاذهب بنا،فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فانطلقا حتي دخلا علي فاطمة عليها السّلام و هي في مصلاها قد قضت صلواتها و خلفها جفنة تفور دخانا،فلما سمعت كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرجت من مصلاها فسلمت عليه،و كانت أعز الناس عليه فرد السلام و مسح بيديه علي رأسها و قال لها:«بنتاه كيف أمسيت رحمك اللّه؟»فقالت:«بخير»قال:«عشينا رحمك اللّه»فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي عليه السّلام،فلما نظر علي إلي الطعام و شمّ ريحه رمي فاطمة ببصره رميا شحيحا،قالت له فاطمة:«سبحان اللّه ما أشح نظرك و اشده!هل أذنبت فيما بيني و بينك ذنبا استوجب منك السخط؟»فقال:«و أي ذنب أصبته أ ليس عهدي بك اليوم الماضي أنك تحلفين باللّه مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين؟»قال:فنظرت إلي السماء و قالت:«إلهي يعلم ما في سمائه و أرضه إني لم أقل إلا حقا»فقال لها:«يا فاطمة إني لك هذا الطعام الذي لم انظر إلي مثل لونه و لم اشم مثل رائحته قط و لم آكل اطيب منه»قال:فوضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي عليه السّلام فغمزها ثم قال:«يا علي هذا بدل عن دينارك،هذا جزاء دينارك،إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب»ثم استعبر النبي صلّي اللّه عليه و آله باكيا ثم قال:«الحمد للّه الذي أبي لكما أن تخرجا من الدنيا حتي يجريك يا علي مجري زكريا و يجري فاطمة مجري مريم بنت عمران» (1).

السادس و التسعون: ابن بابويه في كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أبو الحسن عيسي بن العراد السكني (2)قال:حدّثني أبو عبد اللّه محمد ابن عبد اللّه بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحقي البصري في سنة عشر و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد ابن عمارة السكري عن إبراهيم بن عاصم عن عبد اللّه بن هارون الكرخي قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن زيد بن سلام عن حذيفة بن اليمان قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم أقبل بوجهه الكريم علينا ثم قال:«معاشر أصحابي أوصيكم بتقوي اللّه و العمل بطاعته،فمن عمل بها فاز و غنم

ص: 236


1- أمالي الشيخ الطوسي:/618مجلس /29ح 8.
2- في المصدر:الكبير.

و انجح و من تركها حلت عليه الندامة،فالتمسوا بالتقوي السلامة من اهوال يوم القيامة فكأني ادعي فأجيب،و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، و من تمسك بعترتي كان من الفائزين و من تخلف عنهم كان من الهالكين.

فقلت:يا رسول اللّه علي من تخلفنا؟قال:علي من خلف موسي بن عمران علي قومه،قلت علي وصيه يوشع بن نون،قال:فإن وصيي و خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب،قائد البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول من خذله،فقلت:يا رسول اللّه فكم تكون الأئمة من بعدك؟

قال:عدد نقباء بني إسرائيل،تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه تعالي علمي و فهمي،خزان علم اللّه و معادن وحيه قلت:يا رسول اللّه فما لاولاد الحسن قال:إن اللّه تبارك و تعالي جعل الإمامة في عقب الحسين عليه السّلام و ذلك قوله عز و جل: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (1) (2)قلت:

أ فلا سميتهم لي يا رسول اللّه؟قال:نعم،إنه لما عرج بي إلي السماء نظرت إلي ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه ايدته بعلي و نصرته به و رأيت أنوار الحسن و الحسين و فاطمة و رأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا عليا و محمدا محمدا و جعفرا و موسي و الحسن،و الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري فقلت:يا رب من هؤلاء الذين قرنت اسماؤهم باسمك؟قال:يا محمد إنهم هم الأوصياء و الأئمة بعدك خلقتهم من طينتك فطوبي لمن أحبهم و الويل لمن أبغضهم فبهم أنزل الغيث و بهم أثيب و أعاقب ثم رفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السماء و دعا بدعوات سمعته يقول:اللهم اجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي» (3).

السابع و التسعون: ابن بابويه قال:حدّثني أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسي بن عبيد عن محمد بن الفضيل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«إن اللّه عز و جل أرسل محمدا صلّي اللّه عليه و آله إلي الجن و الانس و جعل من بعده اثني عشر وصيّا منهم من سبق و منهم من بقي،و كلّ وصي جرت سنة الأوصياء الذين من بعد محمد صلّي اللّه عليه و آله علي سنة أوصياء عيسي،و كانوا اثني عشر،و كان أمير المؤمنين عليه السّلام علي سنة المسيح عليه السّلام» (4).

الثامن و التسعون: ابن بابويه في كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام قال:أخبرنا أبو

ص: 237


1- سوره 43 - آيه 28
2- الزخرف:28.
3- كفاية الأثر:137.
4- عيون أخبار الرضا:59/2.

المفضل الشيباني قال:حدّثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال:حدّثنا محمد بن مسعود يعني العياشي عن يوسف بن السخت عن سفيان الثوري عن موسي بن عبيدة عن إياس بن مسلمة الأكوع عن أبي أيوب الأنصاري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا سيّد الأنبياء و عليّ سيد الأوصياء و سبطاي خير الاسباط و منا الأئمة المعصومون من صلب الحسين و منا مهدي هذه الأمة،فقام إليه اعرابي فقال:يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك؟قال:عدد الاسباط و حواري عيسي و نقباء بني إسرائيل» (1).

التاسع و التسعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:حدّثنا هاشم بن مالك أبو دلف الخزاعي ببغداد في مسجد الشرقية قال:حدّثنا العباس بن فرج الرياحي قال:

حدّثني شرحبيل بن أبي عوف عن يزيد بن عبد الملك عن سعيد المقري عن أبي هريرة قال:قلت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن لكل نبي وصيّا و سبطين فمن وصيك و سبطاك؟»فسكت و لم يرد عليّ جوابا فانصرفت حزينا فلما حان الظهر قال:ادن يا أبا هريرة فجعلت أدنو و أقول:اعوذ باللّه من غضب اللّه و غضب رسوله ثم قال:إن اللّه بعث أربعة آلاف نبي و كان لهم أربعة آلاف وصي و ثمانية آلاف سبط،فو الذي نفسي بيده لأنا خير النبيين و وصيي خير الوصيين و ان سبطيّ خير الاسباط الحسن و الحسين سبطي هذه الأمة،و ان الاسباط كانوا من ولد يعقوب و كانوا اثني عشر رجلا و ان الأئمة من بعدي اثني عشر من أهل بيتي،عليّ أولهم و اوسطهم محمد و اخرهم محمد و مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسي ابن مريم،ألا إن من تمسك بهم بعدي فقد تمسك بحبل اللّه و من تخلي عنهم فقد تخلي من اللّه» (2).

المائة: ابن بابويه في كتاب النصوص قال:حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عياش الجوهري قال:حدّثنا محمد بن أحمد الصفواني قال:حدّثنا محمد بن الحسين قال:حدّثنا عبد اللّه ابن سلمة قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد الحمصي قال:حدّثنا ابن حماد عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الفجر ثم أقبل علينا فقال:«معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا،و من استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقي»فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال:يا رسول اللّه كم الأئمة من بعدك؟قال:«عدد نقباء بني إسرائيل،فقال:كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم» (3).

ص: 238


1- كفاية الأثر:114.
2- كفاية الأثر:79.
3- كفاية الأثر:74.

الحادي و المائة: الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن ابن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه أحمد بن هلال العبرتائي عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حديث له:«إن اللّه اختار من الناس الأنبياء و اختار من الأنبياء الرسل و اختارني من الرسل و اختار مني عليا و اختار من علي الحسن و الحسين و اختار من الحسين الأوصياء تاسعهم قائمهم و هو ظاهرهم و باطنهم» (1).

و رواه محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة قال:حدّثنا محمد بن همام قال:حدّثنا أبي عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدّثنا أحمد بن هلال قال:حدّثنا ابن أبي عمير سنة أربع و مائتين قال:حدّثني سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه اختار من الايام يوم الجمعة و من الشهور شهر رمضان و من الليالي ليلة القدر و اختار من الناس الأنبياء و اختار من الأنبياء الرسل و اختارني من الرسل و اختار مني عليا و اختار من علي الحسن و الحسين و اختار من الحسين الأوصياء ينفون من التنزيل تأويل القائلين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين تاسعهم باطنهم ظاهرهم و هو افضلهم»قال عبد اللّه بن جعفر في حديثه:و تأويل الجاهلين (2).

الثاني و المائة: ابن بابويه في النصوص قال:حدّثني علي بن الحسن بن محمد قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري قال:حدّثنا محمد بن علي بن معمر قال:حدّثني عبد اللّه بن سعيد (3)قال:حدّثني موسي بن إبراهيم بن الممتع قال:حدّثني عبد الكريم بن هلال عن أسلم عن أبي الطفيل عن عمار قال لما حضر رسول اللّه الوفاة دعا بعلي عليه السّلام فساره طويلا ثم قال:«يا علي أنت وصيي و وارثي و قد أعطاك اللّه علمي و فهمي،فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم و غصبت علي حقك (4)،فبكت فاطمة عليها السّلام و بكي الحسن و الحسين،فقال لفاطمة:يا سيدة النسوان مم بكاؤك؟قالت:اخشي الضيعة بعدك،قال:ابشري يا فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي لا تبكي و لا تحزني فانك سيّدة نساء أهل الجنة و اباك سيد الأنبياء و ابن عمك سيد الأوصياء و ابنيك سيدا شباب أهل الجنة،و من صلب الحسين يخرج اللّه الأئمة التسعة مطهرون معصومون،و منا مهدي هذه الأمة»ثم التفت إلي علي و قال:«يا علي لا يلي غسلي و تكفيني

ص: 239


1- الغيبة للشيخ الطوسي:/143ح 107.
2- كتاب الغيبة للنعماني:/67ح 7 و قد اختصر المصنف.
3- في المصدر:بن معبد.
4- في المصدر:حقد.

غيرك»فقال علي:«يا رسول اللّه من يناولني الماء فانك رجل ثقيل لا أستطيع أن اقلبك؟»فقال:

«إن جبرائيل معك و يناولك الفضل الماء،قل له فليغضّ عينيه فإنه لا يري أحد عورتي غيرك إلاّ انفقأت عيناه»فلما مات رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان الفضل يناوله الماء و جبرائيل يعاونه،فلما أن غسله و كفنه أتاه العباس فقال:يا علي إن الناس قد اجتمعوا علي أن يدفنوا النبي صلّي اللّه عليه و آله بالبقيع و ان يؤمهم رجل منهم واحد،فخرج عليّ إلي الناس فقال:«أيها الناس إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إمامنا حيا و ميتا، و هل تعلمون أن رسول اللّه لعن من جعل القبور مصلي،و لعن من جعل مع اللّه إلها اخر،و لعن من كسر رباعيته و شق لثته؟قال:فقالوا:الأمر إليك فاصنع ما رأيت،قال:و إني ادفن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في البقعة التي قبض فيها،ثم قام علي علي الباب فصلي عليه و أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون» (1).

الثالث و المائة: ابن بابويه في النصوص عن محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدّثنا أبو مزاحم موسي بن عبد اللّه بن يحيي بن خاقان المقري ببغداد قال:حدّثنا أحمد بن الحسن بن الفضل بن الربيع أبو العباس مولي بني هاشم قال:حدّثني عثمان بن أبي شيبة في مسند أنس قال:حدّثنا يزيد ابن هارون قال:حدّثنا عبد اللّه بن عوف عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أوصياء الأنبياء الذين يقومون بعدهم لقضاء ديونهم و انجاز عداتهم و يقاتلون علي سنتهم»ثم التفت إلي علي عليه السّلام فقال:«أنت وصيي و أخي في الدنيا و الآخرة،تقضي ديني و تنجز عدتي و تقاتل علي سنتي،تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل فأنا خير الأنبياء و أنت خير الأوصياء و سبطاي خير الاسباط،و من صلبهما تخرج الأئمة التسعة مطهرون معصومون قوامون بالقسط،و الأئمة بعدي علي عدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسي،هم عترتي من لحمي و دمي» (2).

الرابع و المائة: الشيخ في الغيبة بإسناده عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن نعمة السلولي عن وهيب بن حفص عن عبد اللّه بن خالد عن أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي فاطمة عليها السّلام و بين يديها اسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم عليّ (3).

الخامس و المائة: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أبي الحارث عبد اللّه بن

ص: 240


1- كفاية الأثر:124.
2- كفاية الأثر:76.
3- كتاب الغيبة:139.

عبد الملك بن سهل الطبراني قال:حدّثنا محمد بن المثني البغدادي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل الرقي قال:حدّثنا موسي بن عيسي بن عبد الرّحمن قال:حدّثنا هشام بن عبد اللّه الروسايي قال:حدّثني علي بن[محمد] (1)[علي] (2)عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي الباقر عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه عبد اللّه بن عمر بن الخطاب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه أوحي إلي ليلة أسري[بي]:يا محمد من خلفت في الأرض علي أمتك؟ و هو اعلم بذلك قلت:يا رب أخي قال:يا محمد،علي بن أبي طالب؟قلت:نعم يا رب قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة فاخترتك منها فلا أذكر حتي تذكر معي،انا المحمود و أنت محمد ثم إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة أخري فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيك،فأنت سيد الأنبياء و علي سيد الأوصياء ثم شققت له اسما من اسمائي،فأنا الاعلي و هو علي،يا محمد إني خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من نور واحد،ثم عرضت ولايتكم علي الملائكة فمن قبلها كان من المؤمنين و من جحدها كان من الكافرين،يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتي ينقطع ثم يلقاني جاحدا لولايتكم أدخلته النار.

ثم قال:يا محمد أ تحب أن تراهم؟قلت:نعم فقال:تقدم أمامك،فتقدمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب و الحسن ابن علي و الحسين بن علي و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة القائم كأنه الكوكب الدريّ في وسطهم فقلت:يا رب و من هؤلاء؟قال:هؤلاء الأئمة و هذا القائم يحل حلالي و يحرم حرامي و ينتقم من أعدائي،يا محمد أحبه فإني أحبه و أحب من يحبه» (3).

السادس و المائة: الشيخ الطوسي في الغيبة عن جماعة عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل عن علي بن الحسين عن أحمد بن محمد [ابن] (4)الخليل عن جعفر بن محمد المصري عن عمه الحسن بن علي عن أبيه عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السّلام:«يا أبا الحسن أحضر صحيفة و دواة فأملاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وصيته حتي انتهي إلي هذا الموضع فقال:يا علي إنه سيكون

ص: 241


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة ليست في المصدر.
3- غيبة النعماني:/94ح 24.
4- زيادة من المصدر.

بعدي اثنا عشر إماما و من بعدهم اثنا عشر مهديا،و أنت يا علي أول الاثني عشر الإمام،سماك [اللّه] (1)في سمائه المرتضي و أمير المؤمنين و الصديق الأكبر و الفاروق الاعظم و المأمون المهدي،فلا تصلح هذه الاسماء لأحد غيرك،يا علي أنت وصيي علي أهل بيتي حيهم و ميتهم و علي نسائي فمن ثبتها لقتني غدا و من طلّقتها فأنا منها بريء لم ترني و لم ارها في عرصة القيامة، فأنت خليفتي علي أمتي من بعدي،فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلي ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابني الحسين الزكي الشهيد المقتول،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه محمد باقر العلم،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه جعفر الصادق،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه موسي بن جعفر الكاظم،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه الرضا،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه محمد التقي،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه علي الناصح،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه الحسن الفاضل،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه المستحفظ من آل محمد،فذلك اثنا عشر إماما،ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فليسلّمها إلي ابنه أول المقربين له ثلاثة اساميّ اسم كاسمي و اسم كاسم أبي و هو عبد اللّه و أحمد و الاسم الثالث المهدي،و هو أول المؤمنين» (2).

السابع و المائة: ابن بابويه في النصوص قال:حدّثنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال:حدّثنا محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال:حدّثني محمد بن معافي السلماسي عن محمد بن عامر قال:حدّثنا عبد اللّه بن زاهر عن عبد القدوس عن الأعمش عن حبش بن المعتمر قال:قال أبو ذر الغفاري رضي اللّه عنه دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي توفي فيه فقال:

يا أبا ذر«ايتني بابنتي فاطمة»

قال:فقمت دخلت عليها و قلت لها:يا سيدة النسوان أجيبي أباك فلبست نعليها و اتزرت و خرجت حتي دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلما رأت رسول اللّه انكبت عليه و بكت و بكي رسول اللّه لبكائها و ضمّها إليه ثم قال:«يا فاطمة لا تبكي فداك أبوك فأنت أول من يلحقني مظلومة مغصوبة،و سوف تظهر بعدي حسيكة النفاق و سيمل جلباب الدين،و أنت أول من يرد عليّ الحوض»قالت:«يا أبت اين القاك؟»قال:«تلقينني عند الحوض و أنا أسقي شيعتك و محبيك و أطرد أعداءك و مبغضيك،قالت:يا رسول اللّه فإن لم ألقك عند الحوض قال:تلقينني عند

ص: 242


1- زيادة من المصدر.
2- غيبة الطوسي:/151ح 111.

الميزان»قالت:«يا أبت فإن لم ألقك عند الميزان»قال:«تلقينني عند الصراط،و أنا أقول:سلم سلم شيعة علي»قال أبو ذر:فسكن قلبها ثم التفت إليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا أبا ذر إنها بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني،ألا إنها سيّدة نساء العالمين و بعلها سيد الوصيين و ابناها الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،و انهما إمامان قاما أو قعدا و أبوهما خير منهما،و سوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء معصومون قوامون بالقسط،و منا مهدي هذه الأمة»قلت:

يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك؟قال صلّي اللّه عليه و آله:«عدد نقباء بني إسرائيل» (1).

الثامن و المائة: ابن بابويه في النصوص قال:حدّثنا علي بن محمد بن مقول قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر القاضي الجعابي قال:حدّثني نصر بن عبد اللّه الوشاء قال:حدّثني زيد بن الحسن الانماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله في بيت أم سلمة فأنزل اللّه هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) (3)فدعا النبي صلّي اللّه عليه و آله بالحسن و الحسين و فاطمة و أجلسهم و دعا عليا فأجلسه خلف ظهره و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالت أم سلمة:فانا معهم يا رسول اللّه؟قال:«أنت علي خير»فقلت:يا رسول اللّه لقد أكرم اللّه هذه العترة الطاهرة و الذرية المباركة بذهاب الرجس عنهم قال:«يا جابر إنهم عترتي من لحمي و دمي فأخي سيد الأوصياء و ابني خير الاسباط و ابنتي سيّدة النسوان و منا المهدي»قلت:يا رسول اللّه و من المهدي؟قال:

«تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار،و التاسع يملأ الأرض قسطا و عدلا،يقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل» (4).

التاسع و المائة: ابن بابويه في كتاب الغيبة قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثني عشر،أولهم أخي و آخرهم ولدي،قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟قال:علي بن أبي طالب،قيل:فمن ولدك؟قال:المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق نبيا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم يصلي خلفه و تشرق الأرض

ص: 243


1- كفاية الأثر:38.
2- سوره 33 - آيه 33
3- الأحزاب:33.
4- كفاية الأثر:66.

بنوره و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

العاشر و المائة: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة و محمد بن همام بن سهيل و عبد العزيز و عبد الواحد ابني عبد اللّه بن يونس[الموصلي] (2)عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس، و أخبرنا به من غير هذه الطرق هارون بن محمد قال:حدّثني أحمد بن عبيد اللّه بن جعفر المعلي الهمداني قال:حدّثني[أبو] (3)الحسن عمرو بن جامع عن عمرو بن حرب الكندي قال:حدّثنا عبد اللّه بن مبارك شيخ لنا كوفي ثقة قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام[شيخنا] (4)عن معمر عن أبان ابن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي،و ذكر أبان أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة،قال معمر:و ذكر أبو هارون العبدي أنه سمعه[أيضا] (5)عن عمر بن سلمة عن سليم أن معاوية لما دعا أبا الدرداء و أبا هريرة و نحن مع أمير المؤمنين عليه السّلام بصفين فحمّلهما الرسالة إلي أمير المؤمنين عليه السّلام و أدّيا إليه قال:«بلغتماني مما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني و بلّغا عني و بلّغا عني[كما بلغتماني] (6)».

قالا:نعم،فأجابه عليه السّلام الجواب بطوله حتي انتهي إلي نصب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إياه بغدير خم بأمر اللّه عز و جل:لما أنزل عليه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8).

فقال:الناس يا رسول اللّه أ خاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟فأمر اللّه نبيه صلّي اللّه عليه و آله أن يعلمهم ولاية من أمر اللّه بولايته و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسر من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجهم، قال علي عليه السّلام:«فنصبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم و قال:إن اللّه عز و جل ارسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أن الناس تكذبني فأوعدني لأبلغنّها أو ليعذبني ثم قال:قم يا عليّ ثم نادي بأعلي صوته بعد أن أمر أن ينادي بالصلاة جامعة فصلي بهم الظهر ثم قال:أيها الناس إن اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين،و أنا أولي بهم من أنفسهم و من كنت مولاه فعلي مولاه والي اللّه من والاه و عادي من عاداه،فقام إليه سلمان الفارسي فقال:يا رسول اللّه ولاة ما ذا؟فقال:من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه فأنزل اللّه: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (9)

ص: 244


1- كمال الدين و تمام النعمة:280.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- سوره 5 - آيه 55
8- المائدة:55.
9- سوره 5 - آيه 3

وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) (2) فقال:يا رسول اللّه هؤلاء الآيات في عليّ خاصة؟فقال:بل فيه و في أوصيائي إلي يوم القيامة،فقال:يا رسول اللّه سمّهم لي فقال:عليّ وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي،ولي كل مؤمن من بعدي،و أحد عشر إماما من ولدي،أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد،هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه حتي يردوا عليّ حوضي،فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا:نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول اللّه كما قلت يا أمير المؤمنين سواء لم نزد و لم ننقص،و قال بقية السبعين من البدريين الذين شهدوا مع علي صفين:حفظنا جل ما قلت و لم نحفظه كله،و هؤلاء الاثنا عشر خيارنا و أفاضلنا فقال علي عليه السّلام:صدقتم ليس كل الناس يحفظ،بعضهم أفضل من بعض،و قام من الاثني عشر أربعة:أبو الهيثم بن التيهان و أبو أيوب و عمار و خزيمة ذو الشهادتين فقالوا:نشهد أنا حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال يومئذ و علي قائم إلي جنبه:يا أيها الناس إن اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيي فيكم و خليفتي في أهلي و في أمتي من بعدي:و الذي فرض اللّه طاعته علي المؤمنين و أمركم فيه بولايته فقلت:يا رب خشية طعن أهل النفاق و تلذيبهم فأوعدني لأبلغنّها أو ليعاقبني.

أيها الناس إن اللّه عز و جل ذكره أمركم في كتابه بالصلاة و قد بينتها لكم و سميتها،و الزكاة و الصوم و الحج فبينته و فسرته لكم،و أمركم في كتابه بولايته،و إني أشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعليّ و أوصيائي من ولدي و ولده،أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين عليه السّلام لا يفارقون الكتاب حتي يردوا علي حوضي.

يا أيها الناس إني قد اعلمتكم المهدي بعدي،و وليكم و إمامكم و هاديكم بعدي و هو أخي علي بن أبي طالب،و هو فيكم بمنزلتي فقلدوه دينكم و اطيعوه في جميع أموركم،فإن عنده جميع ما علمني جل و عز،و هو أمرني أن اعلمه إياه و أن اعلمكم إنه عنده فاسألوه و تعلموا منه و من أوصيائه و لا تعلموهم و لا تقدموهم و لا تخلّفوا عنهم،فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلونه و لا يزايلهم»قال علي عليه السّلام لأبي الدرداء و أبي هريرة و من حوله:«يا أيها الناس،تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا فجعلني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فاطمة و حسنا و حسينا في كساء ثم قال:اللهم هؤلاء لحمي و عترتي و ثقلي و حامتي و أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،فقالت أم سلمة:و أنا؟فقال لها،و أنت إلي

ص: 245


1- سوره 5 - آيه 3
2- المائدة:3.

خير،إنما أنزلت فيّ و في أخي و في ابنتي و في ابنيّ حسن و حسين و في تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا»فقام جل القوم فقالوا:نشهد أن أم سلمة حدّثتنا بذلك،فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.

فقال علي عليه السّلام:«تعلمون أن اللّه عز و جل أنزل في سورة الحج يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون و جاهدوا في اللّه حق جهاده هو اجتبتكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل و في هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونوا شهداء علي الناس»فقام سلمان عند نزولها فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم و هم شهداء علي الناس؟قال:«الذين اختارهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عني بذلك ثلاثة عشر إنسانا:أنا و أخي علي و أحد عشر من ولده»فقالوا:اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال علي عليه السّلام:«أنشدكم اللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك،فقال:أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما:كتاب اللّه عز و جل و عترتي أهل بيتي،فإن اللطيف الخبير قد أخبرني و عهد إليّ أنهما لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض؟»قالوا:

اللهم قد شهدنا ذلك كله من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا:نشهد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه لكل أهل بيتك؟فقال:«لا و لكن الأوصياء منهم علي أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي، و ولي كل مؤمن من بعدي،و هو أولهم و خيرهم ثم وصيّه ابني هذا و أشار إلي الحسن،ثم وصيه ابني هذا و أشار إلي الحسين،ثم وصيه ابني سمي أخي،ثم وصيه بعده سمي ثم سبعة من ولده واحدا بعد واحد حتي يردوا عليّ الحوض شهداء اللّه في أرضه و حججه علي خلقه،من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه»فقام إليه السبعون البدريون و نحوهم من المهاجرين فقالوا:

ذكرتمونا ما كنّا نسيناه،نشهد أن قد كنّا سمعنا ذاك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فانطلق أبو هريرة و أبو الدرداء فحدّثا معاوية بكل ما قال علي عليه السّلام و استشهد عليه و ما ورد علي الناس و شهدوا به.

قلت:هذا القدر كاف في هذا الباب و من أراد الزيادة فعليه بكتابنا التحفة البهية في إثبات الوصية فقد اشتمل علي أربعمائة و خمسين حديثا من طرق الخاصة و العامة (1).

ص: 246


1- غيبة النعماني:/72ح 8.

الباب الرابع و العشرون: في أن الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

اجمالا و تفصيلا عليّ و بنوه الأحد عشر

من طريق العامة و فيه ثمانية و خمسون حديثا الحديث الأول: أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحة في الجزء الثامن من اجزاء ثمانية علي حد ثلثه الاخير قبل باب اخراج الخصوم قال:حدّثنا محمد بن المثني قال:حدّثنا غندر قال:حدّثنا شعبة عن عبد الملك قال:سمعت جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»فقال كلمة لم أسمعها،قال (1)إنه قال:«كلهم من قريش» (2).

الحديث الثاني: البخاري يرفعه إلي ابن عيينة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي صلّي اللّه عليه و آله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:ما ذا قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:قال:كلهم من قريش.

الحديث الثالث: البخاري قال:حدّثنا أحمد بن يونس قال:حدّثنا عاصم بن محمد قال:سمعت أبي يقول قال ابن عمر:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان» (3)و رواه الفقيه مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري في صحيحه في أول كراسه من الجزء الرابع من اجزاء ستة قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس،حدّثنا عاصم بن محمد عن أبيه قال:قال عبد اللّه ابن عمر قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان» (4)

أقول:صاحب العمدة جعل هذا الحديث في جملة النصوص في أن الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر (5).و وجه الدلالة أن الإمامة إذا كانت منصوصة فهي في الأئمة الاثني عشر كما جاءت به الروايات عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

الحديث الرابع: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا جرير عن حصين عن

ص: 247


1- في المصدر:فقال أبي.
2- صحيح البخاري:127/8.
3- صحيح البخاري:105/8.
4- صحيح مسلم:3/6.
5- انظر:العمدة لابن البطريق:/417ح 859.

جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و حدّثنا رفاعة عن الهيثم الواسطي و اللفظ له قال:حدّثنا خالد يعني بن عبد اللّه الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي علي النبي فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيه اثنا عشر خليفة»قال:ثم تكلم بكلام خفي عليّ قال:فقلت لأبي:ما قال؟قال:كلهم من قريش (1).

الحديث الخامس: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا ابن أبي عمر قال:حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي صلّي اللّه عليه و آله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي،ما ذا قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:

قال:كلهم من قريش (2).

الحديث السادس: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا أبو عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله بهذا الحديث،و لم يذكر لي:لا يزال أمر الناس ماضيا (3).

الحديث السابع: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا هذاب بن خالد الازدي،حدّثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة»ثم قال كلمة لم اسمعها فقلت لأبي:ما قال؟فقال:قال:كلهم من قريش (4).

الحديث الثامن: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،حدّثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:قال:كلهم من قريش.

الحديث التاسع: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا نصر بن علي الجهضي،حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا أحمد بن عثمان النوفلي و اللفظ له،حدّثنا ازهر،حدّثنا أحمد بن عون بن عثمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:انطلقت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معي أبي فسمعته يقول:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلي اثني عشر خليفة»فقال كلمة صمّنيها الناس،فقلت لأبي ما قال؟قال:كلهم من قريش (5).

الحديث العاشر: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة،حدّثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كتبت إلي ابن

ص: 248


1- صحيح مسلم:3/6.
2- صحيح مسلم:3/6.
3- نفس المصدر.
4- نفس المصدر.
5- نفس المصدر.

سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فكتب إليّ:سمعت رسول اللّه يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول:«لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة،و يكون (1)عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«عصبة (2)من المسلمين يفتتحون البيت الابيض، بيت كسري و آل كسري»و سمعته يقول:«إذا أعطي اللّه أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته» و سمعته يقول:«أنا الفرط علي الحوض» (3).

الحديث الحادي عشر: في صحيحه قال:حدّثنا محمد بن نافع،حدّثنا ابن أبي فديا،أخبرنا عن ابن أبي ذؤيب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد أنّه ارسل إلي ابن أبي سمرة العدوي،حدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول،فذكر نحو حديث حاتم (4).

الحديث الثاني عشر: ما رواه أبو عبد اللّه محمد بن أبي نصر الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث المتفق عليه من مسلم و البخاري من مسند جابر بن سمرة عن عبد الملك ابن عامر عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»فقال كلمة لم اسمعها،فقال أبي:إنه قال:كلهم من قريش،كذا في حديث شعبة و في حديث ابن عيينة قال:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:

ما ذا قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:قال:كلهم من قريش (5).

قال الحميدي:و في رواية مسلم عن حديث عامر بن أبي وقاص قال:كتبت إلي جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكتب إلي:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم جمعة عشية رجم الاسلمي قال:«لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«إن بين يدي الساعة كذا بين فاحذروهم»و سمعته يقول:

«إذا أعطي أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته»و سمعته يقول:«أنا الفرط علي الحوض» (6).

قال و في رواية مسلم أيضا من حديث سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أنه عليه السّلام قال:«ليفتحن عصابة من المسلمين بيت كسري و آل كسري الذي في البيت الابيض» (7)و نحو هذا في المتفق عليه من مسند عدي بن حاتم،و في رواية مسلم أيضا عن سماك عن جابر بن سمرة قال رسول

ص: 249


1- في المصدر:أو يكون.
2- في المصدر:عصيبة.
3- صحيح مسلم:4/6.
4- المصدر السابق.
5- صحيح البخاري:127/8،صحيح مسلم:4/6.
6- صحيح مسلم:4/6.
7- صحيح مسلم:187/8،و فيه:كنز آل كسري الذي في الأبيض.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يكون بين يدي الساعة كذابون» (1).

قال و في رواية عن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة قال انطلقت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معي أبي فسمعته يقول:«لا يزال الدين عزيزا منيعا إلي اثني عشر خليفة»فقال كلمة صمنيها الناس،فقلت لأبي:ما قال؟قال:فقال:«كلهم من قريش» (2).

قال و في روايته أيضا عن حصين بن عبد الرّحمن عن جابر بن سمرة قال دخلت مع أبي علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا يزال عزيزا حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة»ثم قال:

ثم تكلم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي:ما قال؟فقال:قال:كلهم من قريش (3).

قال و في رواية سماك عن جابر بن سمرة عنه عليه السّلام قال:«لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة»ثم ذكر مثله و عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لي:«لن يبرح هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتي تقوم الساعة» (4).

الحديث الثالث عشر: ما رواه أبو الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدي من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثاني من اجزاء ثلاثة من المصنف في باب إن أكرمكم عند اللّه اتقاكم، و ذكر مناقب قريش من سنن أبي داود قال جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة»قال:ثم تكلم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي:ما قال؟قال:قال:كلهم من قريش (5).

و عنه أيضا قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة كلهم من قريش» (6).

الحديث الرابع عشر: ما رواه أبو الحسن أيضا من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثاني من اجزاء اثنين من المصنف في آخره علي حد أربعة كراريس من صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كتبت إلي جابر بن سمرة:أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكتب إليّ أنه سمعته يقول يوم جمعة عشية رجم الأسلمي:«لا يزال الدين ظاهرا حتي تقوم الساعة و يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«عصابة من المسلمين يفتتحون البيت الابيض بيت كسري»و سمعته يقول:«إذا هلك كسري فلا كسري،

ص: 250


1- صحيح مسلم:4/6.
2- صحيح مسلم:4/6.
3- انظر:صحيح مسلم:4/6.
4- المصدر السابق.
5- سنن أبي داود:/309/2ح 4280.
6- مسند أبي داود الطيالسي:180.

و الذي نفسي بيده لتنفقنّ كنوز كسري في سبيل اللّه»و سمعته يقول:«إن بين يدي الساعة كذّابين فاحذروهم»و سمعته يقول:«إذا أعطي أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته»و سمعته يقول:«أنا الفرط علي الحوض» (1).

الحديث الخامس عشر: ما رواه أبو نعيم الاصفهاني في كتاب حلية الاولياء عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال:جئت مع أبي إلي المسجد و النبي صلّي اللّه عليه و آله يخطب قال:فسمعته يقول:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة»ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول،فقلت لأبي:ما يقول؟قال:كلهم من قريش (2).

الحديث السادس عشر: أبو نعيم أيضا قال روي هذا الحديث عمر بن عبد اللّه بن رزين عن سفيان مثله،قال أبو نعيم:و رواه عن الشعبي جماعة (3).

الحديث السابع عشر: ما رواه ابن مردويه في الجزء الثاني من كتاب الفردوس في باب لا قال عن جابر بن سمرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الأمر قائما حتي يمضي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش» (4).

أقول:قد ذكر يحيي بن الحسن البطريق في كتاب المستدرك أنه ذكر في كتاب العمدة من طريق العامة عشرين طريقا في انّ الخلفاء بعده صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر خليفة،كلها من الصحاح،من صحيح البخاري ثلاثة طرق و من مسلم تسعة و من صحيح أبي داود ثلاثة و في الجمع بين الصحاح الستة طريقان و منها من الجمع بين الصحيحين للحميدي ثلاثة،كل ذلك ينطق بانه لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة،و ما وليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (5).

الحديث الثامن عشر: ما رواه أبو علي الطبرسي الفضل بن الحسن في كتاب إعلام الوري من طريق المخالفين،و هو عدّد روايات قال الطبرسي:فيما جاء في الاخبار الذي نقلتها أصحاب الحديث غير الامامية في ذلك و صححوها ما رواه الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي محدث خراسان قال:أخبرنا أبو العباس المستغفري قال:حدّثنا نصر بن أحمد بن إسماعيل الكشاني،أخبرنا قتيبة بن سعد.

قال:و أخبرنا أبو القاسم الكاتب،أخبرنا أبو حامد الصائغ،أخبرنا أبو العباس الثقفي،حدّثنا

ص: 251


1- صحيح مسلم:4/6.
2- المعجم الكبير للطبراني:197/2.
3- نقله عن ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب:251/1.
4- لم يحضرنا كتاب الفردوس،و لكن النص المذكور قد مرت مصادره.
5- العمدة لابن البطريق:16.

قتيبة.

و أخبرنا أبو سلمة القاضي،أخبرنا أبو القاسم النسوي أخبرنا أبو العباس النسوي،حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قالا:حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال كتبت إلي جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكتب الي:إني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم جمعة عشية رجم الاسلمي يقول:«لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة و يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«انا الفرط علي الحوض»رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن شيبة و قتيبة بن سعد (1).

الحديث التاسع عشر: ما رواه السمرقندي أيضا قال:أخبرنا أبو القاسم الكاتب،أخبرنا أبو حامد الصائغ،أخبرنا أبو العباس الثقفي،حدّثنا ابن رافع،حدّثنا ابن أبي فديك،أخبرنا ابن أبي ذؤيب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد أنّه أرسل الي أبي سمرة العدوي فقال:حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللّه فكتب:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال الدين قائما حتي يكون اثنا عشر خليفة من قريش،ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة،و أنا الفرط علي الحوض»رواه مسلم عن محمد بن رافع (2).

الحديث العشرون: السمرقندي أيضا قال:أخبرنا أبو سلمة القاضي،حدّثنا أبو القاسم النسوي، [أخبرنا أبو العباس النسوي] (3)حدّثنا أبو الحصين عبد اللّه بن محمد أحمد بن عبد اللّه اليربوعي، حدّثنا عندر (4)،حدّثنا حصين عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:

«إن هذا الأمر لن يقضي أو لن يمضي حتي يكون فيكم اثنا عشر خليفة»ثم قال شيئا لم أسمعه فسألتهم فقالوا:قال:كلهم من قريش (5).

الحديث الحادي و العشرون: عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يكون بعدي اثنا عشر»فلم أفهمها قال:فسألت القوم فزعموا أنه قال:كلهم من قريش،رواه مسلم عن قتيبة (6).

الحديث الثاني و العشرون: السمرقندي أيضا،أخبرنا أبو سلمة القاضي قال:أخبرنا أبو القاسم النسوي،أخبرنا أبو العباس النسوي،حدّثنا أبو عمارة،حدّثنا الفضل بن موسي عن وهب عن أبي

ص: 252


1- إعلام الوري:158/2.
2- إعلام الوري:158/2.
3- زيادة من المصدر.
4- في المصدر:عنبر.
5- إعلام الوري:159/2.
6- إعلام الوري:159/2.

خالد الوالبي قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يضر هذا الدين من ناواه حتي يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (1).

الحديث الثالث و العشرون: السمرقندي أيضا قال:أخبرنا أبو سلمة القاضي،حدّثنا أبو القاسم النسوي،حدّثنا أبو العباس النسوي،حدّثنا جعفر بن حميد العبسي،حدّثنا يونس بن أبي يعفور عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال أمر أمتي صالحا حتي تمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (2).

الحديث الرابع و العشرون: ما رواه من طريق المخالفين الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان المفيد عن محمد بن عثمان الذهبي،حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الرقي قال:حدّثنا عيسي بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال:كنّا عند عبد اللّه بن مسعود فقال له رجل:أحدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟فقال له:نعم من الخلفاء عدة خليفة كلهم من قريش (3).

الحديث الخامس و العشرون: ما رواه عثمان بن أبي شيبة و أبو سعيد الاشج و أبو كريب و محمود ابن غيلان و علي بن محمد و ابراهيم بن سعيد جميعا عن أبي اسامة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق مثل الأول (4).

الحديث السادس و العشرون: ما رواه أبو اسامة عن اشعث عن عامر الشعبي عن عمه قيس بن عبد اللّه بن مسعود،و ذكر نحوه (5).

الحديث السابع و العشرون: ما رواه حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عبد اللّه،و زاد فيه قال:كنّا جلوسا عند عبد اللّه يقرئنا القرآن فقال له رجل:يا عبد الرّحمن،هل سألتم رسول اللّه كم يملك هذه الأمة من خليفة بعده؟فقال له عبد اللّه:ما سألني بها أحد منذ قدمت العراق،نعم سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل» (6).

الحديث الثامن و العشرون: ما رواه عبد اللّه بن أبي أمية مولي مجاشع عن يزيد الرقاشي عن أنس ابن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لن يزال هذا الدين قائما إلي اثني عشر من قريش فإذا مضوا هاجت الأرض بأهلها»و ساق الحديث (7).

ص: 253


1- إعلام الوري:159/2.
2- إعلام الوري:159/2.
3- إعلام الوري:160/2.
4- إعلام الوري:160/2.
5- إعلام الوري:160/2.
6- إعلام الوري:161/2.
7- إعلام الوري:161/2.

الحديث التاسع و العشرون: ما رواه أبو بكر ابن أبي خيثمة عن علي بن الجعدي عن زهير بن معاوية عن زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:

سمعت رسول اللّه يقول:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة من قريش»فقالوا له:ثم يكون ما ذا؟قال:

«ثم يكون الهرج» (1).

الحديث الثلاثون: ما رواه سماك بن حرب و زياد بن علاقة و حصين بن عبد الرّحمن عن جابر بن سمرة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مثله (2).

الحديث الحادي و الثلاثون: ما رواه سليمان بن أحمر قال:حدّثنا أبو (3)عون عن السمعي عن جابر بن سمرة أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا يزال أهل هذا الدين ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة»فجعل الناس يقومون و يقعدون،و تكلم بكلمة لم افهمها فقلت لأبي أو لاخي:أي شيء قال؟قال:كلهم من قريش (4).

الحديث الثاني و الثلاثون: ما رواه قطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله مثله (5).

الحديث الثالث و الثلاثون: ما رواه سهل حماد عن يونس بن أبي يعفور قال:حدّثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عمي جالس بين يديه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال أمر أمتي صالحا حتي يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»اسم أبي جحيفة وهب بن عبد اللّه (6).

الحديث الرابع و الثلاثون: ما رواه الليث بن سعد عن خالد بن زيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف قال:كنّا عند شقيق الاصبحي فقال:سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون خلفي اثنا عشر خليفة» (7).

الحديث الخامس و الثلاثون: ما رواه حماد بن سلمة عن أبي الطفيل قال:قال لي عبد اللّه بن عمر:يا أبا الطفيل عدّد اثني عشر خليفة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم يكون المقت و النفاق (8).

الحديث السادس و الثلاثون: ما رواه الشيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن أحمد الدورستي في

ص: 254


1- إعلام الوري:161/2.
2- إعلام الوري:162/2.
3- في المصدر:ابن عون.
4- إعلام الوري:162/2.
5- إعلام الوري:162/2.
6- إعلام الوري:162/2.
7- إعلام الوري:163/2.
8- إعلام الوري:163/2.

كتابه في الرد علي الزيدية قال:أخبرني أبي قال:أخبرنا الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن خلف بن حماد الاسدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين حضرته وفاته فقلت:

إذا كان ما نعوذ باللّه منه فإلي من؟فأشار إلي عليّ فقال لي:«هذا،فإنه مع الحق و الحق معه ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته» (1).

الحديث السابع و الثلاثون: ما رواه الدورستي أيضا قال:أخبرنا المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان قال:أخبرني محمد بن علي قال:حدّثني حمزة بن محمد العلوي،حدّثنا أحمد ابن يحيي الشحام،حدّثنا أبو حاتم محمد بن ادريس الحنظلي،حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين،حدّثنا سويد بن سعد الانباري،حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن بن شردين الصنعاني عن ابن مثني عن أبيه عن عائشة قال:سألتها:كم خليفة يكون لرسول اللّه؟فقالت:أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة فقلت لها:من؟فقالت:اسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، فقلت لها:فأعرضيه فأبت (2).

الحديث الثامن و الثلاثون: الدورستي أيضا قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن وهبان قال:حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد العتمي قال:أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي،حدّثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس قال:حدّثني أبي قال:كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي و ما ذكر من عدله فأطنب في ذلك فقال الرشيد:إني أحسبكم أنكم تحسبونه أبي المهدي،حدّثني عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يا عم تملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم تكون امور كريهة و شدة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثم يخرج الدجال» (3).

قال أبو علي الطبرسي عقيب هذه الاخبار:هذا بعض ما جاء من الاخبار من طريق المخالفين و رواياتهم في النص علي عدد الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام،و إذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك كما نقلته الشيعة الامامية و لم ينكر ما تضمّنه الخبر فهو أدلّ دليل علي أن اللّه تعالي هو الذي سخر لروايته اقامة لحجته و إعلاء لكلمته،و ما هذا الأمر إلا كالخارق للعادة،و الخارج عن الامور المعتادة،

ص: 255


1- إعلام الوري:164/2.
2- إعلام الوري:164/2.
3- إعلام الوري:165/2.

و لا يقدر عليها إلا اللّه تعالي الذي يذلل الصعب و يقلب القلب و يسهل العسير،و هو علي كل شيء قدير.انتهي كلامه (1).

الحديث التاسع و الثلاثون: صدر الأئمة عند المخالفين أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:حدّثنا فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسن بن محمد الزيني قال:أخبرنا إمام الأئمة أحمد بن محمد بن شاذان قال:حدّثنا أحمد ابن محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا علي بن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد بن صالح عن سلمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرّحمن بن يزيد عن جابر عن سلامة عن أبي سليمان الراعي راعي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل جل جلاله:آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه فقلت:و المؤمنون فقال:صدقت يا محمد،من خلفت في أمتك؟فقلت:خيرها،قال:علي بن أبي طالب؟قلت:نعم يا رب قال:يا أحمد إني اطلعت علي الأرض اطلاعة فاخترتك منها فاشتققت لك اسما من اسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي،فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا فشققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلي و هو عليّ،يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نور من نوري و عرضت ولايتكم علي أهل السموات و الأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتي ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم،ما غفرت له حتي يلقاني بولايتكم يا محمد تحب أن تراهم؟قلت:نعم يا رب قال:

فالتفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد ابن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون،و هو في وسطهم يعني المهدي كأنه كوكب دريّ و قال:يا محمد هؤلاء الحجج و هذا الثائر من عترتك،و عزتي و جلالي إنه الحجّة الواجبة و المنتقم[من أعدائي و الممد لأوليائي]» (2).

قلت:و روي هذا الحديث جماعة من الخاصة و العامة،رواه الشيخ الطوسي في الغيبة و أبو

ص: 256


1- إعلام الوري:165/2.
2- ينابيع المودة:381/3،و مقتل الحسين للخوارزمي:95 ح 203.

الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة و رواه صاحب المقتضب و صاحب الكنز الخفي و الحمويني من العامة.

الحديث الاربعون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و فاطمة و الحسن و الحسين قال:أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلي إجازة قال:أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي عن عمه زين الدين عبد الجبار عن أبيه عن الصفي أبي تراب ابن الداعي عن[أبي]محمد جعفر بن محمد الدورستي عن الشيخ المفيد محمد بن محمد ابن النعمان الحارثي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رضي اللّه عنهم قال:

حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلي ابن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكيم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن العباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي لاثنا عشر،أولهم أخي و آخرهم ولدي»قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟

قال:«علي بن أبي طالب»قيل:فمن ولدك؟قال:«المهدي الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

الحديث الحادي و الأربعون: إبراهيم بن محمد الحمويني أيضا بالاسناد المتقدّم إلي أبي جعفر ابن بابويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن محمد بن عبد اللّه الوراق الرازي قال:حدّثنا سعيد بن عبد اللّه قال:نبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمر بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون» (2).

الحديث الثاني و الأربعون: الحمويني العامي هذا بالاسناد إلي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد النبيين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و إن

ص: 257


1- فرائد السمطين:/312/2با /61ح 562.
2- فرائد السمطين:/312/2با /61ح 563.

أوصيائي بعدي اثنا عشر،أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم» (1).

الحديث الثالث و الأربعون: الحمويني هذا قال:أخبرني شيخنا نجم الدين عثمان بن الموفق بقراءتي عليه قال:أنبأنا عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة،أنبأنا أبو العلاء أحمد ابن الحسن العطار الهمداني حدّثنا أو (2)نبأنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي كتابة،أنبأنا الإمام ضياء الدين اخطب الخطباء أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي إجازة ان لم يكن سماعا،أنبأنا قاضي القضاة نجم الدين فخر الإسلام محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان،أنبأنا الشريف الإمام نور الهدي أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان عن علي بن الفضل عن محمد بن أبي القاسم عن عباد بن يعقوب عن موسي بن عثمان عن الأعمش،حدثنا أبو إسحاق عن الحارث عن سعيد بن بشر عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا واردكم علي الحوض و أنت يا علي الساقي و الحسن الرائد و الحسين الآمر و علي بن الحسين الفارض و محمد بن علي الناشر و جعفر بن محمد السائق و موسي بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين و علي ابن موسي معين المؤمنين و محمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم و علي بن محمد خطيب شيعته و مزوجهم الحور العين و الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به و المهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن اللّه إلاّ لمن يشاء و يرضي» (3).

الحديث الرابع و الأربعون: الحمويني هذا قال:أخبرني الإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي فيما كتب لي بخطّه رحمة اللّه عليه أن الشيخ الفقيه الفاضل شهاب الدين أبا عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج بن النيلي أنبأه عن الحسن بن أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي إجازة بروايته عن والده جميع رواياته و تصانيفه قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن وهبان قال:حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد القمّي قال:نبأنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي،حدّثنا سليمان ابن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس قال:حدّثني أبي قال:كنت يوما عند الرشيد فذكر المهديّ و ما ذكر من عدله فأطنب في ذلك فقال الرشيد:أنا أحسبكم أنكم تحسبونه أبي المهدي،حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلّي اللّه عليه و آله

ص: 258


1- فرائد السمطين:/312/2با /61ح 564.
2- ليست في المصدر،و يوجد مكانها:أنبأنا الشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب الخازن المعروف بابن الساعي رحمه اللّه.
3- فرائد السمطين:/321/2باب /61ح 572.

قال له:«يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم يكون أمور كثيرة و شدّة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي،يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثم يخرج الدجال» (1).

الحديث الخامس و الأربعون: الحمويني هذا بإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه قال:حدّثنا أحمد ابن زياد بن جعفر الهمداني حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال:سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول:أنشدت مولاي الرضا عليه السّلام قصيدتي التي أولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة

فلما انتهيت إلي قولي:

خروج إمام لا محالة خارج يقوم علي اسم اللّه و البركات

يميز فيها بين حق و باطل و يجري علي النعماء و النقمات

بكي الرضا عليه السّلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال:«يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانك بهذين البيتين،فهل تدري من هذا الإمام؟و متي يقوم؟»فقلت:لا يا مولاي إلا إني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد و يملأها عدلا فقال:«يا دعبل،الإمام بعدي محمد ابني و بعد محمد ابنه علي و بعد علي ابنه الحسن و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره،لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا،و اما متي فإخبار عن الوقت،فقد حدّثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قيل له:متي يخرج القائم من ذرّيتك؟فقال:مثله كمثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو عز و جل ثقلت في السموات و الأرض لا تأتيكم إلا بغتة» (2).

الحديث السادس و الأربعون: الحمويني هذا:أنبأني الإمام بدر الدين محمد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر،أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحنيفي الابهري كتابة قال:أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل اللّه بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة،أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معد الحسني،أنبأنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس اللّه روحه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان روّح اللّه روحه و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه و أبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القمّي و أبو زكريا محمد بن سليمان الحرّاني قالوا كلهم:أنبأنا

ص: 259


1- فرائد السمطين:/329/2ب /61ح 579.
2- فرائد السمطين:/337/2ب /61ح 591.

الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:أخبرنا علي بن[محمد بن] (1)عبد اللّه الوراق الرازي،أنبأنا سعد بن عبد اللّه،أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون» (2).

أقول:هذا الحديث قد تقدم،و كرره الحمويني في كتابه لقوة هذا الإسناد.

الحديث السابع و الأربعون: الحمويني بعد هذا الحديث السابق و اسناده و قال أبو جعفر محمد ابن علي بن بابويه قال:أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكّة،أنبأنا أبو حاتم المهلبي المغيرة بن محمد،أنبأنا عبد الغفّار بن كثير الكوفي عن هيثم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:

قدم يهودي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقال له نعثل فقال له:يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن أجبتني عنها أسلمت علي يدك قال:«سل يا أبا عمارة»

قال:يا محمد صف لي ربّك فقال عليه السّلام:«إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه،و كيف يوصف الخالق الذي يعجز الأوصاف أن تدركه و الاوهام أن تناله و الخطرات أن تحدّه و الابصار الاحاطة به،جل عمّا يصفه الواصفون،نأي في قربه و قرب في نأيه،كيّف الكيف فلا يقال له:

كيف،و أيّن الأين فلا يقال له:أين،هو منقطع الكيفوفية و الاينونية،فهو الواحد الصمد كما وصف نفسه،و الواصفون لا يبلغون نعته،لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد»قال:صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك إنّه واحد لا شبيه له أ ليس اللّه تعالي واحدا و الإنسان واحد فوحدانيته قد اشبهت وحدانية الإنسان؟فقال عليه السّلام:«اللّه تعالي واحد أحدي المعني و الإنسان واحد ثنائي المعني جسم و عرض و بدن و روح،و إنما التشبيه في المعاني لا غير»قال:صدقت يا محمد، فأخبرني عن وصيك من هو فما من نبي إلا و له وصي و ان نبينا موسي بن عمران أوصي إلي يوشع ابن نون؟

فقال:«نعم،إن وصيّي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام و بعده سبطاي الحسن ثم الحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار»قال:يا محمد فسمّهم لي قال:«نعم،إذا مضي الحسين فابنه علي فإذا مضي علي فابنه محمد فإذا مضي محمد فابنه جعفر فإذا مضي جعفر فابنه موسي فإذا مضي موسي فابنه علي فإذا مضي علي فابنه محمد ثم ابنه علي ثم ابنه الحسن،

ص: 260


1- زيادة من المصدر.
2- فرائد السمطين:/132/2ب /31ح 430.

ثم الحجّة بن الحسن فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل»قال:فأين مكانهم في الجنة؟ قال:«معي في درجتي»قال:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أشهد أنهم الأوصياء من بعدك،و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدّمة،و فيما عهد إلينا موسي بن عمران أنه إذا كان في آخر الزمان يخرج نبيّ يقال له أحمد خاتم الأنبياء،لا نبي بعده فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الاسباط قال:فقال:«يا أبا عمارة أ تعرف الاسباط؟»قال:نعم يا رسول اللّه،إنهم كانوا اثني عشر،أولهم لاوي ابن برخيا و هو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة ثم عاد فأظهر اللّه شريعته بعد دراستها و قاتل قرشطيا الملك حتي قتله فقال عليه السّلام:«كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذّة بالقذّة،و إن الثاني عشر من ولدي يغيب حتي لا يري،و يأتي علي أمتي زمن لا يبقي من الإسلام إلا اسمه و من القرآن إلا رسمه،فحينئذ يأذن اللّه تعالي له بالخروج فيظهر الإسلام و يجدد الدين،ثم قال عليه و آله الصلاة و السلام:طوبي لمن أحبهم و الويل لمبغضهم و طوبي لمن تمسك بهم»فانتقض نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنشأ يقول:

صلي العليّ ذو العلي عليك يا خير البشر

أنت النبي المصطفي و الهاشمي المفتخر

بكم هدانا ربنا و فيك نرجو ما أمر

و معشر سميتهم أئمة اثنا عشر

حباهم رب العلي ثم صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم و خاب من عادي الزهر

آخرهم يشفي الظما و هو الإمام المنتظر

عترتك الاخيار لي و التابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا فسوف تصلاه سقر (1)

الحديث الثامن و الأربعون: الحمويني هذا قال:أخبرنا شيخنا الإمام أبو عمرو عثمان بن الموفق الأذكاني بقراءتي عليه صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري بقصبة اسفرايين في مجالس أولها بكرة يوم السبت العشرين من جمادي الآخرة سنة خمس و ستين و ستمائة و آخرها ضحوة يوم الجمعة خامس شهر رجب من السنة قال:أنبأنا الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي سماعا عليه قال:أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي سماعا،

ص: 261


1- فرائد السمطين:/132/2ب /31ح 431،و فيه:يصلي بالسقر.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي سماعا عليه،أنبأنا أبو أحمد محمد بن عيسي بن عمرويه الجلودي قراءة عليه في شهور سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة قال:سمعت إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سفيان يقول:سمعت مسلم بن الحجاج القشيري قال:نبأنا قتيبة بن سعيد نبأنا جرير بن حصين عن جابر بن سمرة سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول.

ح،و حدّثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي و اللفظ له،نبأنا خالد بن أبي عبد اللّه الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيها اثنا عشر خليفة»قال:ثم تكلّم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي:ما قال؟قال:كلهم من قريش (1).

الحديث التاسع و الأربعون: الحمويني هذا بعد هذا الإسناد قال:حدّثنا ابن أبي عمر،حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي صلّي اللّه عليه و آله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:ما ذا قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:كلهم من قريش (2).

الحديث الخمسون: الحمويني هذا بعد هذا الإسناد و حدّثنا هدبة بن خالد الازدي حدثنا حماد ابن سلمة عن سماك بن حرب قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة»ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي:ما قال؟فقال:كلهم من قريش (3).

الحديث الحادي و الخمسون: الحمويني هذا بعد هذا الإسناد و حدّثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر ابن أبي شيبة قال:حدثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كتبت إلي جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فكتب إليّ:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم جمعة عشيّة رجم الأسلمي يقول:«لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة و يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (4).

الحديث الثاني و الخمسون: إبراهيم الحمويني هذا من رجال العامة قال:أنبأني الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي رضي اللّه عنه عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد اللّه الحسين بن

ص: 262


1- فرائد السمطين:/147/2ب /33ح 442.
2- فرائد السمطين:/148/2ب /33ح 443.
3- فرائد السمطين:/149/2ب /33ح 444.
4- فرائد السمطين:/149/2ب /33ح 445.

أبي الفرج بن ردة[السلمي] (1)بروايته عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسن الجوري العلوي و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المعمري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القايني بروايتهم عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي قدس اللّه ارواحهم الشريفة جميع مصنفاته و رواياته قال:حدّثنا علي بن ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا محمد بن علي القرشي قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال:حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال:قال ابن عباس سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إن للّه تبارك و تعالي ملكا يقال له دردائيل كان له ست عشر ألف جناح ما بين الجناح إلي الجناح هواء،و الهواء ما بين السماء إلي الأرض،فجعل يوما يقول في نفسه:أ فوق ربنا جل جلاله شيء؟ فعلم اللّه ما قال،فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان و ثلاثون ألف جناح،ثم أوحي اللّه جل جلاله إليه أن طر فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش.

فلما علم اللّه اتعابه أوحي إليه:أيها الملك عد إلي مكانك فأنا عظيم كل عظيم و ليس فوقي شيء و لا أوصف بمكان،فسلب اللّه اجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،فلما ولد الحسين بن علي عليه السّلام و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحي اللّه عز و جل إلي مالك خازن النار أن أحمد النيران علي أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا،و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان و طيّبها لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا، و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي الحور العين أن تزينوا و تزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا،و أوحي اللّه إلي الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح و التحميد و التكبير لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا،و أوحي اللّه عز و جل إلي جبرائيل أن اهبط إلي نبيّي محمد صلّي اللّه عليه و آله في ألف(قبيل و القبيل ألف ألف)من الملائكة علي خيول بلق مسرجة ملجمة عليها قباب الدرّ و الياقوت و معهم ملائكة يقال لهم الروحانيون بأيديهم حراب من نور أن يهنّئوا محمدا بمولوده، و أخبره يا جبرائيل أني قد سميته الحسين فهنئه و عزّه،و قل له:يا محمد يقتله شر أمتّك علي شرّ الدواب فويل للقاتل و ويل للسائق و ويل للقائد،قاتل الحسين أنا منه بريء و هو مني بريء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد[من المذنبين] (2)إلا و قاتل الحسين أعظم منه جرما،قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع اللّه إلها آخر و النار أشوق إلي قاتل الحسين ممن اطاع

ص: 263


1- في المصدر:النيلي.
2- زيادة من المصدر.

اللّه إلي الجنة.

قال:فبينا جبرائيل يهبط من السماء الدنيا إذ مر بدردائيل فقال له دردائيل:يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء؟هل قامت القيامة علي أهل الدنيا؟قال:لا و لكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا و بعثني اللّه عز و جل إليه لأهنئه بمولوده فقال له الملك:يا جبرائيل بالذي خلقك و خلقني إن هبطت إلي محمد فاقرأه مني السلام و قل له:بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضي عني و يرد عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة،فهبط عليه السّلام علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فهنّاه كما أمره اللّه عز و جل و عزاه،فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:تقتله أمتي؟فقال له:نعم يا محمد،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:ما هؤلاء بأمتي،انا بريء منهم و اللّه بريء منهم،قال جبرائيل عليه السّلام:و انا منهم بريء يا محمد،فدخل النبي صلّي اللّه عليه و آله علي فاطمة عليها السّلام فهنّأها و عزّاها فبكت فاطمة عليها السّلام ثم قالت:يا ليتني لم ألده،قاتل الحسين في النار فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:و أنا أشهد بذلك يا فاطمة،و لكنه لا يقتل حتي يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية،ثم قال عليه السّلام:و الأئمة بعدي هم:الهادي عليّ،و المهتدي الحسن،و العدل الحسين، و الناصر عليّ بن الحسين،و السفّاح محمد بن عليّ،و النفّاع جعفر بن محمد،و الأمين موسي بن جعفر،و المؤتمن عليّ بن موسي،و الإمام محمد بن علي،و الفعّال عليّ بن محمد،و العلاّم الحسن بن عليّ،و من يصلّي خلفه عيسي ابن مريم عليه السّلام.

فسكنت فاطمة عليها السّلام من البكاء ثم أخبر جبرائيل النبي صلّي اللّه عليه و آله بقصة الملك و ما أصيب به،قال ابن عباس:فأخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلي السماء،ثم قال:

اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه و علي جده محمد و إبراهيم و إسماعيل و اسحاق و يعقوب،إن كان للحسين بن علي و ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل و ردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،[فردّ اللّه تعالي أجنحته و مقامه]،فالملك ليس يعرف في الجنة إلا بأن يقال:هذا مولي الحسين بن علي و ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (1).

الحديث الثالث و الخمسون: الحمويني هذا بعد هذا الإسناد قال:روي الشيخ الجليل أبو جعفر ابن بابويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسن أحمد بن ثابت الدواليسي بمدينة السلام قال:حدّثنا محمد بن الفضل،حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي،حدّثنا علي بن عاصم عن محمد بن علي بن موسي عن أبيه علي بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال:دخلت علي رسول

ص: 264


1- فرائد السمطين:/154/2ب /34ح 446.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عنده أبي بن كعب فقال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السموات و الأرض،قال ابي:و كيف يكون يا رسول اللّه زين السموات و الأرض أحد غيرك؟قال:يا أبي و الذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض و إنه المكتوب علي يمين عرش اللّه أنه مصباح هدي و سفينة نجاة و إمام غير وهن و عز و فخر و علم و ذخر،و إن اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الارحام أو يجري ماء في الاصلاب أو يكون ليل أو نهار،و لقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره اللّه عز و جل معه و كان شفيعه في آخرته و فرج اللّه عنه كربه و قضي بها دينه و يسر أمره و أوضح سبيله و قواه علي عدوه و لم يهتك سره».

فقال له أبي بن كعب:ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟قال:تقول إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد:«اللهم إني أسألك بكلماتك و معاقد عرشك و سكان سماواتك و أرضك و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقتني من أمري عسر فأسألك أن تصلي علي محمد[و آل محمد] (1)و ان تجعل لي من أمري يسرا،فإن اللّه عز و جل يسهل أمرك و يشرح صدرك و يلقنك شهادة أن لا إله إلاّ اللّه عند خروج نفسك»قال له أبي:يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين عليه السّلام؟ قال:«مثل هذه النطفة كمثل القمر تبيين و بيان،يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه هويّا،قال:فما اسمه؟و ما دعاؤه؟قال:اسمه عليّ و دعاؤه:يا دائم يا ديّوم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم و يا فارج الهم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد.من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل مع علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما،و كان قائده إلي الجنة».

قال له أبي:يا رسول اللّه فهل من خلف أو وصي؟قال:«نعم،له مواريث السموات و الأرض» قال:و ما معني مواريث السموات و الأرض يا رسول اللّه؟قال:«القضاء بالحق و الحكم بالديانة و تأويل الاحكام و بيان ما يكون»قال:و ما اسمه؟قال:«اسمه محمد و ان الملائكة لتستأنس به في السموات،و يقول في دعائه:إن كان لك عندي رضوان و ود فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني و شيعتي،و طيّب ما في صلبي،فركّب اللّه عز و جل في صلبه نطفة مباركة زكية،و أخبرني أن اللّه تبارك و تعالي طيب هذه النطفة و سمّاها عنده جعفرا و جعله هاديا مهديا راضيا مرضيا يدعو ربه و يقول في دعائه:يا ديان غير متوان،يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء و لهم عندك رضاء و اغفر ذنوبهم و يسر أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم،ذهب لي الكبائر التي بينك

ص: 265


1- زيادة ليست في المصدر.

و بينهم،يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من كل غمّ فرجا.من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل ابيض الوجه مع جعفر بن محمد[عليهما صلوات اللّه و سلامه]إلي الجنة.

يا أبي إن اللّه تعالي ركّب علي هذه النطفة نطفة زكية مباركة أنزل عليها الرحمة و سمّاها عنده موسي»قال أبي:يا رسول اللّه،كلهم يتواضعون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا،قال:«وصفهم لي جبرائيل عليه السّلام عن رب العالمين جل جلاله»قال:فهل لموسي دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه قال:

نعم يقول في دعائه:«يا خالق الخلق يا باسط الرزق و فالق الحب و بارئ النسم و محيي الموتي و مميت الاحياء و دائم الثبات و مخرج النبات افعل بي ما أنت أهله،من دعا بهذا الدعاء قضي اللّه له حوائجه و حشره اللّه يوم القيامة مع موسي بن جعفر عليهما السّلام،و ان اللّه تعالي ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده عليا يكون للّه في خلقه رضيا في علمه و حكمه و يجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة و له دعاء يدعو به:اللهم صل علي محمد و آل محمد و أعطني الهدي و ثبتني عليه و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع،إنك أهل التقوي و أهل المغفرة.

و ان اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده محمد بن علي فهو شفيع شيعته و وارث علم جده،له علامة بيّنة و حجة ظاهرة،إذا ولد يقول:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،و يقول في دعائه:يا من لا شبيه له و لا مثال أنت اللّه لا إله إلاّ أنت و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقي أنت،حلمت عن من عصاك و في المغفرة رضاك.من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة،و ان اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية بارّة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد فألبسها السكينة و الوقار و اودعها العلوم و كل سرّ مكتوم،من لقيه و في صدره شيء نبّأه و حذره من عدوه،يقول في دعائه:يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم النجاة يوم ينفخ في الصور.من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلي الجنة.

و إن اللّه تبارك و تعالي ركب في صلبه نطفة و سمّاها عنده الحسن عليه السّلام و جعله نورا في بلاده و خليفة في أرضه و عز الأمة جده و هاديا لشيعته و شفيعا لهم عند ربه و نقمة لمن خالفه و حجّة لمن والاه و برهانا لمن اتخذه إماما،يقول في دعائه:يا عزيز العز في عزه يا أعز عزيز العز في عزه يا عزيز أعزني بعزك و أيدني بنصرك و ابعد عني همزات الشياطين و ادفع عني بدفعك و امنع

ص: 266

عني بمنعك و اجعلني من خيار خلقك،يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد،من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل معه و نجاه من النار و لو وجبت عليه.

و ان اللّه تبارك و تعالي ركب في صلب الحسن نطفة مباركة في الولاية و يكفر به كل جاحد و هو القائم تقي نقي سار مرضيّ هاد مهدي،يحكم بالعدل و يأمر به،يصدق اللّه عز و جل و يصدقه في قوله،يخرج من تهامة حتي تظهر الدلائل و العلامات،و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلا خيول مطهمة و رجال مسومة،يجمع اللّه له من أقصي البلاد علي عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و صنايعهم و طبائعهم و كلامهم و كناهم كدادون،مجدّون في طاعته».

فقال له أبيّ:و ما دلالته و علامته يا رسول اللّه؟قال:«له علم،إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و انطقه اللّه عز و جل فناداه العلم:اخرج يا ولي اللّه،اقتل أعداء اللّه،و هما رايتان و علامتان،و له سيف مغمد،فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف:من غمده و انطقه اللّه عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي اللّه،فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّه فيخرج يقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّه و يحكم بحكم اللّه،يخرج جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن ميسرته و شعيب بن صالح علي مقدمته و سوف تذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلي اللّه عز و جل.

يا أبيّ طوبي لمن لقيه و طوبي لمن أحبه و طوبي لمن قال به و لو بعد حين،و ينجيهم من الهلكة و الاقرار باللّه و برسوله و بجميع الأئمة،يفتح اللّه لهم الجنة مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا،و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفي نوره أبدا»قال أبي:يا رسول اللّه كيف حال بيان هؤلاء الأئمة عن اللّه عز و جل قال:«إن اللّه عز و جل أنزل عليّ اثني عشر خاتما و اثنتي عشرة صحيفة،اسم كل إمام علي خاتمه و صفته في صحيفته،و الحمد للّه رب العالمين».

الحديث الرابع و الخمسون: علي بن أحمد المالكي من أعيان علماء العامة في الفصول المهمة عن زرارة قال:قال:سمعت أبا جعفر يقول:«الأئمة الاثنا عشر كلهم من آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،علي بن أبي طالب و أحد عشر من ولده» (1).

الحديث الخامس و الخمسون: محمد بن أحمد بن شاذان أبو الحسن الفقيه في المناقب المائة و الفضائل لأمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة المخالفين عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«و اللّه

ص: 267


1- كشف الغمة:246/3.

لقد خلفني رسول اللّه في أمته فأنا حجة اللّه عليهم بعد نبيه و إن ولايتي تلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض و ان الملائكة لتتذاكر فضلي و ذلك تسبيحها عند اللّه،أيها الناس اتبعوني اهدكم سواء السبيل و لا تأخذوا يمينا و لا شمالا فتضلوا،أنا وصي نبيكم و خليفته و إمام المؤمنين و أميرهم و مولاهم،و أنا قائد شيعتي إلي الجنة و سائق أعدائي إلي النار،أنا سيف اللّه علي أعدائه و رحمته علي أوليائه،أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لوائه و صاحب مقام شفاعته،و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في ارضه،و أمناء اللّه علي وحيه و أئمة المسلمين بعد نبيه و حجج اللّه علي بريته» (1).

الحديث السادس و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر»فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه،اهدنا إلي هذا الباب حتي نعرفه قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيّين و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين و خليفة اللّه علي الناس أجمعين،معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي و طاعته،طاعتي يا معاشر[الناس]من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب،معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتوالي ولاية علي بن أبي طالب بعدي (2)و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي»فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدّة الأئمة؟فقال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه عدتهم عدّة الشهور و هو عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السموات و الأرض،و عدتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسي بن عمران حين ضرب بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،و عدّة نقباء بني إسرائيل قال اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (3) ،فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما،أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم» (4).

الحديث السابع و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن سلمان المحمدي قال دخلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله إذا الحسين بن علي علي فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و هو يقول:«أنت سيد

ص: 268


1- مائة منقبة:/59منقبة 32.
2- في المصدر:من أراد أن يتولي اللّه و رسوله فليقتد بعلي بن أبي طالب بعدي.
3- سوره 5 - آيه 12
4- مائة منقبة:/72منقبة 41.

و ابن سيد و أبو السادات (1)،أنت إمام بن إمام أبو الأئمة،أنت حجة ابن الحجة أبو الحجج،تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (2).

الحديث الثامن و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،حدّثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال:«من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي و أن محمدا عبدي و رسولي و أن علي بن أبي طالب خليفتي و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي و نجيته من النار بعفوي و أبحت له جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي،ان ناداني لبيته و ان دعاني اجبته و ان سألني أعطيته و ان سكت ابتدأته و ان أشار رحمته و ان فرّ عنّي دعوته و ان رجع إليّ قبلته و ان قرع بابي فتحته،و من لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته و ان سألني حرمته و ان ناداني لم اسمع نداءه و ان دعاني لم استجب دعاءه و ان رجاني خيبت رجاءه مني،و ما انا بظلام للعبيد»فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:

يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟قال:«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي،ستدركه يا جابر فإذا ادركته فاقرأه مني السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد ثم الكاظم موسي بن جعفر ثم الرضا علي ابن موسي ثم التقي محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و هؤلاء يا جابر خلفائي و اصفيائي و أولادي و عترتي من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من انكرهم أو انكر واحدا منهم فقد انكرني و بهم يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها» (3)و قد تقدم أحاديث اللوح المنزل من اللّه سبحانه علي رسوله فيه اسماء الأوصياء الاثني عشر الذي رآه جابر بن عبد اللّه الأنصاري في يد فاطمة عليه السّلام،و هو يدخل في هذا الباب و هو مروي من طريق العامة تقدم في الباب الثاني عشر،و حديثه متكرر الروايات في طرق العامة و من طريق الخاصة،تقدم في الباب الثالث عشر.

ص: 269


1- في المصدر:أبو السادة.
2- مائة منقبة:/124منقبة 58.
3- مائة منقبة:/167منقبة 92.

الباب الخامس و العشرون: في أن الأئمة عليهم السّلام بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر اجمالا و تفصيلا

هم علي بن أبي طالب و بنوه الأحد عشر عليهم السّلام

من طريق الخاصة،و فيه خمسون حديثا الحديث الأول: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو يزيد محمد بن يحيي بن خلف بن يزيد المروزي بالري في ربيع الأول سنة اثنتين و ثلاثمائة قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة الثامنة و الثلاثين و مائتين و هو المعروف بإسحاق بن راهويه قال:حدّثنا يحيي بن يحيي قال:حدّثنا هيثم عن مجالد عن الشعبي عن مسرور قال:بينا نحن عند عبد اللّه بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتي شاب:هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟قال،إنك لحدث السن و إن هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك،نعم عهد إلينا نبينا صلّي اللّه عليه و آله أنه يكون اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل (1).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو علي[ابن] (2)أحمد بن الحسن بن علي بن عبدويه قال:حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرحال البغدادي قال:حدّثنا محمد بن عبدوس الحراني قال:حدّثنا عبد الغفار بن الحكم قال:حدّثنا منصور ابن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد قال:كنّا جلوسا في حلقة فيها عبد اللّه بن مسعود فجاء اعرابي فقال:أيّكم عبد اللّه بن مسعود؟قال:عبد اللّه بن مسعود:أنا عبد اللّه،قال:هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟قال:نعم،اثنا عشر عدد (3)نقباء بني إسرائيل (4).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا عتاب بن محمد بن عتاب الوراميني قال:حدّثنا يحيي ابن محمد بن صاعد قال:حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضل و محمد بن عبد اللّه بن سوار قالا:حدّثنا عبد الغفار بن الحكم قال:حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي و حدثنا

ص: 270


1- أمالي الصدوق:/386المجلس /51ح 4.
2- ليست في المصدر.
3- في المصدر:عدة.
4- أمالي الصدوق:/386المجلس /51ح 5.

عتاب بن محمد قال:حدّثنا إسحاق بن محمد الانماطي عن سيف (1)بن موسي قال:حدّثنا جرير عن اشعث بن سوار عن الشعبي قال الحسين بن محمد الحراني قال:حدّثنا أيوب بن محمد الوزان قال:حدّثنا سعيد بن سلمة قال:حدّثنا اشعث بن سوار عن الشعبي كلهم قالوا:عن عمه قيس بن عبد قال عتاب:و هذا حديث مطرف قال:كنّا جلوسا في المسجد و معنا عبد اللّه بن مسعود فجاء أعرابي فقال:أ فيكم عبد اللّه؟قال:نعم أنا عبد اللّه،فما حاجتك؟قال:يا عبد اللّه أخبركم نبيكم كم فيكم من خليفة؟قال لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد مذ قدمت العراق،نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل،قال أبو عروبة في حديثه[قال] (2):نعم عدة بني إسرائيل (3).و قال جرير عن اشعث عن ابن مسعود عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل (4).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدة النيسابوري قال:حدّثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق قال:حدّثني عمي إبراهيم بن محمد عن زياد بن علاقة و عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:كنت مع أبي عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فسمعته يقول:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»ثم اخفي صوته فقلت لأبي ما الذي اخفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:قال:كلهم من قريش (5).

الحديث الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد الصانع قال:حدّثنا أحمد بن محمد ابن يحيي الغضراني قال:حدّثنا أبو علي الحسين بن الليث بن بهلول الموصلي قال:حدّثنا غسان ابن الربيع قال:حدّثنا سليم بن عبد اللّه مولي عامر الشعبي عن جابر إنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال أمر الدين (6)ظاهرا حتي يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (7).

الحديث السادس: ابن بابويه في النصوص قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد الرازي الكوفي قال:حدّثني محمد بن عبد الرّحمن بن محمد قال:حدّثني أبو أحمد الطوسي و أحمد بن محمد المقري[قال:حدّثنا محمد بن يحيي] (8)قال:حدّثنا داود بن الحسين قال:حدّثنا حزام بن يحيي الشامي عن عتبة بن تيهان عن مكحول عن واثلة بن الاصقع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت،و ان اللّه تبارك

ص: 271


1- في المصدر:يوسف.
2- زيادة من المصدر.
3- أمالي الصدوق:/387المجلس /51ح 6.
4- المصدر السابق:ح 7.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/387مجلس /51ح 8.
6- في المصدر:أمتي.
7- أمالي الشيخ الصدوق:/388مجلس /51ح 9.
8- زيادة ليست في المصدر.

و تعالي عهد إليّ أنه لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي،و لا يبغضنا إلا منافق شقي،طوبي لمن تمسك بي و بالأئمة الاطهار من ذريتي»فقيل:يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟قال:«عدد نقباء بني إسرائيل» (1).

الحديث السابع: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال:أخبرنا محمد بن عثمان قال:حدّثنا ابن أبي خيثمة قال:حدّثنا زهير بن معاوية عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة»ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقال بعضهم:فسألت القوم، فقالوا:كلهم من قريش (2).

قلت:و روي هذا الحديث الشيخ في كتاب الغيبة عن محمد بن عثمان و ساق حديثه.

الحديث الثامن: ابن بابويه في الخصال قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو الحسين الطاهر بن إسماعيل الخثعمي قال:حدّثنا أبو كريب يعني محمد بن علاء الهمداني قال:

حدّثنا عمي يعني ابن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كان بعدي اثنا عشر أميرا»ثم تكلم فخفي عليّ ما قال فسألت أبي:ما قال؟فقال:

قال:كلهم من قريش (3).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:أخبرنا علي بن الحسن بن سالم قال:حدّثنا محمد بن الوليد يعني البسري قال:حدّثنا محمد بن جعفر يعني غندر قال:حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب قال:[سمعت جابر بن سمرة يقول] (4)سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»و قال كلمة لم أسمعها،فقال القوم:قال:كلهم من قريش (5).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال:حدّثنا العلاء بن سالم قال:حدّثنا يزيد[بن الحسن] (6)ابن هارون قال:أخبرنا شريك عن سماك[و عبد اللّه بن عمير و حصين بن عبد الرحمن قالوا:سمعنا] (7)جابر بن سمرة يقول:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع أبي فقال:«لا يزال هذه الأمة أمرها صالحا ظاهرة علي عدوها حتي يمضي اثنا عشر ملكا-أو قال اثنا عشر خليفة»ثم قال كلمة خفيت عليّ فسألت أبي فقال:قال:كلهم من

ص: 272


1- كفاية الأثر:110.
2- كتاب الغيبة للنعماني:/103ح 32 مع اختصار في الرواة من المصنف.
3- كتاب الخصال للشيخ الصدوق:/469ح 14.
4- زيادة من المصدر.
5- كتاب الخصال للشيخ الصدوق:/470ح 15.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.

قريش (1).

الحديث الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال:حدّثنا علي بن الجعد قال:أخبرنا زهير عن سماك بن حرب[و زياد بن علاقة و حصين بن عبد الرحمن كلهم] (2)عن جابر بن سمرة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:

«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»غير أنه قال في حديثه:ثم تكلم بشيء لم أفهمه قال بعضهم في حديثه:فسألت أبي،و قال بعضهم:فسألت القوم فقالوا:[قال:] (3)كلهم من قريش (4).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد قال:حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يحيي العطار القصراني قال:حدّثنا أبو علي بن بشر بن موسي بن صالح قال:

حدّثنا أبو الوليد خلف بن الوليد القصري (5)عن إسرائيل عن سماك قال:سمعت جابر بن سمرة السوائي يقول سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون من بعدي اثنا عشر أميرا»ثم تكلم بكلمة لم أفهمها فسألت القوم فقالوا:قال:كلهم من قريش (6).

الحديث الثالث عشر: محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال:حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة و أخبرنا يحيي بن جعفر (7)قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح قال:حدّثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن[أبي]هلال عن ربيعة بن سيف قال:كنّا عند شفي الاصبحي قال:

سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون خلفي اثنا عشر خليفة» (8).

الحديث الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثني أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل اليشكري المروزي قال:حدّثنا سهل بن عمار النيسابوري قال:حدّثنا عمر بن عبد اللّه بن رزين قال:حدّثنا سفيان عن سعيد بن عمرو[بن أشوع] (9)عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال:جئت مع أبي إلي المسجد و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يخطب فسمعته يقول:«يكون من بعدي اثنا عشر،يعني أميرا»ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول فقلت لأبي:ما قال؟قال:كلهم من قريش (10).

الحديث الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو بكر

ص: 273


1- كتاب الخصال للشيخ الصدوق:/471ح 19.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- الخصال للشيخ الصدوق:/471ح 21.
5- في المصدر:الجوهري.
6- الخصال للصدوق:/475ح 36.
7- في المصدر:يحيي بن معين.
8- غيبة النعماني:/105ح 34.
9- زيادة من المصدر.
10- الخصال للصدوق:/469ح 13.

عبد اللّه بن سلمان بن الاشعث قال:حدّثنا علي بن حشرم قال:حدّثنا[عيسي]بن يونس عن عمران يعني ابن سلمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال أمر هذه الأمة غالبا (1)علي من ناواها حتي يملك اثنا عشر خليفة»ثم قال كلمة خفيّة لم افهمها، فسألت من هو أقرب إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله مني فقال:كلهم من قريش (2).

الحديث السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب السمين البغوي قال:حدّثنا ابن غلية عن ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:كنت مع أبي فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا سنيّا، ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة»ثم تكلم كلمة أصمنيها الناس فقلت لأبي:ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟فقال:كلهم من قريش (3).

الحديث السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو بكر عبد اللّه ابن سليمان بن الاشعث قال:حدّثنا أحمد بن يوسف بن سالم السليمي قال:حدّثنا عمر بن عبد اللّه ابن رزين قال:حدّثنا سفيان بن حسين عن سعيد بن عمرو بن اشرع عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:كنت مع أبي في المسجد و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يخطب فسمعته يقول:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة»ثم خفض صوته فلم ادر ما يقول،فقلت لأبي:ما يقول؟قال:كلهم من قريش (4).

الحديث الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا[عبد الرحمن] (5)عبد اللّه بن سعدان بن سهل اليشكري قال:حدّثنا أحمد بن المقدام قال:حدّثنا بريد ابن بزيع قال:حدّثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة»قال:ثم قال كلمة أصمنيها الناس فقال:قلت لأبي:ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟قال:قال:كلهم من قريش (6).

الحديث التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال:حدّثنا أحمد بن سلمة بن عبد اللّه النيسابوري قال:حدّثنا الحسين بن منصور قال:حدّثنا ميسر بن عبد اللّه بن رزين قال:حدّثنا سفيان بن حسين عن سعيد بن عمر بن أشوع عن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة السوايي قال:كنت مع أبي في المسجد و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يخطب

ص: 274


1- في المصدر:عاليا.
2- الخصال للصدوق:/471ح 22.
3- الخصال للصدوق:/470ح 17.
4- الخصال للصدوق:/472ح 25.
5- زيادة من المصدر.
6- الخصال للصدوق:/470ح 17.

فسمعته يقول:«يكون من بعدي اثنا عشر أميرا»ثم خفض صوته فلم ادر ما يقول،فقلت لأبي ما قال؟قال:كلهم من قريش (1).

الحديث العشرون: محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال:حدّثني أحمد قال:

حدّثنا عبد اللّه (2)بن عمر قال:حدّثنا سليمان بن أحمد قال:حدّثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال:ذكر أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا يزال أهل هذا الدين ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة»فجعل الناس يقومون و يقعدون،و تكلم بكلمة لم افهمها فقلت لأبي أو لاخي:

أي شيء قال؟فقال:كلهم من قريش (3).

الحديث الحادي و العشرون: ابن بابويه في كتاب النصوص قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسني قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال:حدّثنا المفضل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام الباقر عليه السّلام قال سألته عن الأئمة قال:«و اللّه لعهد عهده إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن الأئمة بعده اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه السّلام،و منا المهدي الذي يقوم بالدين في آخر الزمان،من أحبنا حشر من حفرته معنا و من أبغضنا أو ردّنا أو رد واحدا منا حشر من حفرته إلي النار،و قد خاب من افتري» (4).

الحديث الثاني و العشرون: ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن عتبة القاضي قال:حدّثنا محمد (5)بن إسحاق الأنصاري قال:حدّثنا عبد اللّه بن مروان بن معاوية قال:حدّثني شداد بن عبد الرّحمن من أهل بيت المقدس قال:حدّثني إبراهيم بن أبي عيلة عن واثلة بن الأصقع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«حبي و حب أهل بيتي نافع في سبعة مواضع أهوالهنّ عظيمة:عند الوفاة و القبر و عند النشور و عند الكتاب و عند الحساب و عند الميزان و عند الصراط،فمن أحبني و أحب أهل بيتي و استمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة»فقيل:يا رسول اللّه و كيف الاستمساك بهم؟فقال:«إن الأئمة من بعدي اثنا عشر فمن أحبهم و اقتدي بهم فاز و نجا،و من تخلف عنهم ضل و غوي» (6).

الحديث الثالث و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي اللّه عنه قال:

ص: 275


1- الخصال للصدوق:/472ح 24.
2- في المصدر:عبيد اللّه.
3- غيبة النعماني:/103ح 33.
4- كفاية الأثر:245.
5- في المصدر:موسي.
6- كفاية الأثر:109.

حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا أبو القاسم قال:كتبت من كتاب أحمد الدهقان (1)عن القاسم بن حمزة عن ابن أبي عمير قال:أخبرنا أبو إسماعيل السراج عن خيثمة الجعفي قال:حدّثنا أبو أيوب المخزومي قال ذكر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام اسماء (2)الخلفاء الاثني عشر الراشدين،فلما بلغ إلي آخرهم قال:الثاني عشر الذي يصلّي عيسي ابن مريم عليه السّلام خلفه بسنّة يس و القرآن الكريم (3)(4).

الحديث الرابع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم عليهم السّلام» (5).

الحديث الخامس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا أبي محمد بن الحسين بن محمد بن أخي طاهر قال:حدّثنا أحمد بن علي قال:حدّثني عبد العزيز بن الخطاب عن علي بن هاشم و عن محمد بن أبي رافع عن سلمة بن شبيب عن القعنبي عبد اللّه بن مسلم المديني عن أبي الأسود عن أم سلمة(رضي اللّه عنها)قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل،تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه علمي و فهمي و الويل لمبغضهم» (6).

الحديث السادس و العشرون: ابن بابويه بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«يا علي إن اللّه تبارك و تعالي و هب لك حب المساكين و المستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك إماما،فطوبي لك إماما و لمن أحبك و صدق فيك،و ويل لمن أبغضك و كذب عليك،يا علي أنا المدينة و أنت بابها و ما تؤتي المدينة إلا من بابها،يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ و أهل ولايتك كل اشعث ذي طمرين،لو اقسم علي اللّه عز و جل لابر قسمه،يا علي إخوانك في أربعة مواضع فرحون:عند خروج أنفسهم و أنا و أنت شاهدهم،و عند المساءلة في قبورهم و عند العرض،و عند الصراط،يا علي حربك حربي و حربي حرب اللّه،و سلمك سلمي و سلمي سلم اللّه،من حاربك فقد حاربني و من حاربني فقد حارب اللّه،من سالمك فقد سالمني و من سالمني

ص: 276


1- في المصدر:الدهان.
2- في المصدر:سير.
3- في المصدر:بسنته و القرآن الكريم،و المراد بيس النبي الاعظم.
4- كمال الدين و تمام النعمة:332.
5- كمال الدين و تمام النعمة:480.
6- كفاية الأثر:182،و فيه:فالويل لمبغضيهم.

فقد سالم اللّه،يا علي بشر شيعتك أن اللّه قد رضي عنهم و رضيك لهم قائدا و رضوا بك وليا،يا علي أنت مولي المؤمنين و قائد الغر المحجلين و أنت أبو سبطيّ و أبو الأئمة التسعة من صلب الحسين،و منها مهدي هذه الأمة،يا علي شيعتك المنتجبون و لو لا أنت و شيعتك ما قام للّه دين» (1).

الحديث السابع و العشرون: ابن بابويه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن العباسي قال:حدّثني جدي عبد اللّه (2)بن الحسن عن أحمد بن عبد الجبار قال:حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن المخزومي قال:حدّثنا عمرو بن حماد الأبح قال:حدّثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال:حدّثني أبو سعيد التميمي عن أبي ثابت مولي أبي ذر عن أم سلمة،قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أسري بي إلي السماء نظرت فإذا مكتوب علي العرش:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه، أيدته بعلي و نصرته بعلي،و رأيت أنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أنوار علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي،و رأيت نور الحجة يتلألأ بينهم كأنّه كوكب دري فقلت:يا رب من هذا؟ و من هؤلاء؟فنوديت:يا محمد هذا نور علي و فاطمة،و هذا نور سبطيك الحسن و الحسين و هذه أنوار الأئمة بعدك من ولد الحسين،مطهرون معصومون،و هذا نور الحجة يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (3).

الحديث الثامن و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن بن محمد قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أبو موسي عيسي بن أحمد قال:حدّثنا عمار بن محمد الثوري قال:حدّثنا سفيان عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف عن الحسن بن علي عليهما السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:«أنت وارث علمي و معدن حكمي و الإمام بعدي،و إذا استشهدت فابنك الحسن،فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين،فإذا استشهد الحسين فابنه،علي يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة اطهار»فقلت:

يا رسول اللّه فما اسماؤهم؟قال:«عليّ و محمد و جعفر و موسي و عليّ و محمد و عليّ و الحسن و المهدي من صلب الحسين،يملأ اللّه قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (4).

الحديث التاسع و العشرون: ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي الاسدي قال:حدّثنا إسماعيل

ص: 277


1- كفاية الأثر:184.
2- في المصدر:عبيد اللّه.
3- كفاية الأثر:185.
4- كفاية الأثر:167.

البرمكي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي قال:حدّثنا شعيب بن إبراهيم التميمي قال:حدّثنا سيف بن عميرة عن أبان بن إسحاق الاسدي عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن سلمان قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول،و منّا مهدي هذه الأمة،له غيبة موسي و بهاء عيسي و حكم داود و صبر أيوب»قال الشيخ أبو عبد اللّه:و هذا حديث غريب قوله عليه السّلام:عدد شهور الحول (1).

الحديث الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدّثنا محمد بن رياح الاشجعي قال:حدّثنا محمد بن غالب بن الحارث قال:حدّثنا إسماعيل بن عمر البجلي قال:حدّثنا عبد الكريم عن أبي الحسن عن أبي الحرث عن أبي ذر قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من أحبني و أهل بيتي كنّا و هو كهاتين-و أشار بالسبابة و الوسطي-»ثم قال عليه السّلام:

«أخي خير الأوصياء و سبطي خير الاسباط،و سوف يخرج اللّه تبارك و تعالي من صلب الحسين أئمة أبرار،و منا مهدي هذه الأمة»قيل:يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك؟قال:«عدد نقباء بني إسرائيل» (2).

الحديث الحادي و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد قال:حدّثنا أبو بكر القاضي محمد بن عمر قال:حدّثنا[أبو]عبد اللّه محمد بن أحمد بن ثابت القيسي قال:حدّثنا محمد بن إسحاق بن أبي عمارة قال:حدّثني حبش بن معاد عن مسلم قال:حدّثني حكيم بن جبير عن أبيه عن الشعبي عن أبي جحيفة وهب السوائي عن حذيفة بن أسيد قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول علي المنبر و سألوه عن الأئمة،إلا أنه لم يذكر سلمان فقال:«الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ألا إنهم مع الحق و الحق معهم» (3).

الحديث الثاني و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن قال:حدّثنا محمد بن الحسين البزوفري قال:حدّثنا عبد اللّه بن عامر الكوفي بالكوفة قال:حدّثني محمد بن مسروق النهدي عن خالد بن الياس عن صالح بن أبي حنان عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن سلمان الفارسي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل،و كانوا اثني عشر-ثم وضع يده علي صلب الحسين قال:-تسعة من صلبه و التاسع مهديهم،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،فالويل لمبغضهم» (4).

ص: 278


1- كفاية الأثر:43.
2- كفاية الأثر:35.
3- كفاية الأثر:130.
4- كفاية الأثر:47.

الحديث الثالث و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ما جيلويه قال:حدّثني عمي محمد بن[أبي]القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن محمد بن علي القرشي عن ابن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي حمزة الثمالي عن محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام قال:«دخلت أنا و أخي علي جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأجلسني علي فخذه و أجلس أخي علي فخذه الأخري،ثم قبّلنا و قال:بأبي أنتما من إمامين اختاركما اللّه مني و من أبيكما و أمكما،و اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة،تاسعهم قائمهم،و كلهم في الفضل و المنزلة عند اللّه سواء» (1).

الحديث الرابع و الثلاثون: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة قال:أخبرنا علي بن الحسين قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن إبراهيم بن محمد بن يوسف عن محمد بن عيسي[عن عبد الرزاق]عن محمد بن سنان عن فضيل الرسان عن أبي حمزة الثمالي قال:كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام ذات يوم،فلما تفرق من كان عنده قال لي:«يا أبا حمزة،من المحتوم الذي لا تبديل له عند اللّه قيام قائمنا،فمن شك فيما أقول لقي اللّه و هو به كافر و له جاحد ثم قال:بأبي و أمي المسمي باسمي و المكني بكنيتي،السابع من بعدي بأبي من يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا- ثم قال:-يا أبا حمزة من ادركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمد و علي،و قد حرم اللّه عليه الجنة و مأواه النار و بئس مثوي الظالمين،و أوضح من هذا بحمد اللّه و أنور و أزهر لمن هداه اللّه و احسن إليه قول اللّه عز و جل في كتابه إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (2) (3)و معرفة الشهور المحرم و صفر و ربيع و ما بعده،و الحرم منها رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم،لا تكون دينا قيما؛لأن اليهود و النصاري و المجوس و سائر الملل و الناس جميعا من الموافقين و المخالفة يعرفون هذه الشهور و يعدونها باسمائها،و إنما هم الأئمة القوامون بدين اللّه عليهم السّلام منها أمير المؤمنين علي الذي اشتق اللّه اسما من اسمه العلي كما اشتق لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اسما من اسمه المحمود،و ثلاثة من ولده أسماؤهم علي:علي بن الحسين و علي بن موسي و علي بن محمد فصار هذا الاسم المشتق من اسم اللّه جل و عز حرمة به،صلوات اللّه علي محمد و آله المكرمين

ص: 279


1- كمال الدين و تمام النعمة:269.
2- سوره 9 - آيه 36
3- التوبة:36.

المنتجبين» (1).

الحديث الخامس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي اللّه عنه قال:

حدّثني أبي عن محمد بن أحمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة قال:سمعت علي بن الحسين يقول:إن اللّه تبارك و تعالي خلق محمدا و عليا و الأئمة الأحد عشر من نور عظمته ارواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق، يسبحون اللّه عز و جل و يقدسونه،و هم الأئمة الهادية من آل محمد عليهم السّلام.

قلت:قال محمد بن علي بن بابويه قال مصنف هذا الكتاب:قد روي هذا الخبر بغير هذا اللفظ إلا أن مسموعي ما قد ذكرته (2).

أقول:و روي هذا الحديث محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي و ساق الحديث إلاّ أن فيه أشباحا مقام ارواحا و هم الأئمة من ولد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عوض و هم الأئمة الهادية من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله.

الحديث السادس و الثلاثون: ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا هارون بن موسي قال:حدّثنا الحسين بن حمدان عن عثمان بن سعيد عن أبي عبد اللّه محمد بن مهران عن محمد بن إسماعيل الحسيني عن خالد بن المفلس قال:حدّثني نعيم بن جعفر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي قال:دخلت علي علي بن الحسين عليه السّلام و هو جالس في محرابه فجلست حتي انتهي و أقبل عليّ بوجهه و مسح يده علي لحيته فقلت:يا مولاي،أخبرني كم تكون الأئمة بعدك قال:قال:«ثمانية»قلت و كيف ذلك قال:«لان الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر عدد الاسباط:ثلاثة من الماضين و أنا الرابع،و ثمانية من ولدي أئمة أبرار من احبّنا و عمل بأمرنا كان معنا في السنام الأعلي،و من أبغضنا أو ردّنا أو رد واحدا منا فهو كافر باللّه و بآياته» (3).

الحديث السابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه الوراق قال:حدّثنا محمد بن هارون الصوفي عن عبد اللّه بن موسي عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال:حدّثنا صفوان بن يحيي عن إبراهيم بن أبي البلاد (4)عن أبي حمزة الثمالي عن خالد الكابلي قال:دخلت علي سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام فقلت له:يا ابن رسول اللّه أخبرني بالذين فرض اللّه طاعتهم و مودتهم و اوجب علي عباده الاقتداء بهم بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال لي:«يا كنكر إن أولي الأمر الذين جعلهم اللّه أئمة للناس و أوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام

ص: 280


1- غيبة النعماني:/87ح 17.
2- كمال الدين و تمام النعمة:318.
3- كفاية الأثر:237.
4- في المصدر:بن أبي زياد.

ثم انتهي الأمر إلينا»ثم سكت فقلت:يا سيدي روي لنا أن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:إن الأرض لا تخلو من حجة للّه علي عباده،فمن الحجة و الإمام بعدك؟فقال:«ابني محمد اسمه في التوراة باقر،يبقر العلم بقرا،هو الإمام و الحجة بعدي و من بعد محمد ابنه جعفر و اسمه عند أهل السماء الصادق» فقلت له:يا سيدي فكيف صار اسمه الصادق و كلكم صادقون؟

فقال:«حدّثني أبي عن أبيه عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام فسمّوه الصادق،فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراء علي اللّه عز و جل و كذبا عليه،فهو عند اللّه جعفر الكذاب المفتري علي اللّه و المدعي ما ليس له المخالف علي أبيه و الحاسد لأخيه الذي يروم كشف سر اللّه عند غيبة ولي اللّه عز و جل،ثم بكي علي بن الحسين عليه السّلام بكاء شديدا ثم قال:كأني بجعفر الكذاب و قد حمل طاغية زمانه علي تفتيش أمر ولي اللّه و المغيّب في حفظ اللّه و الموكل بحرم أبيه جهلا منه بولادته و حرصا منه علي قتله إن ظفر به و طمعا في ميراث أخيه حتي يأخذه بغير حق».

قال أبو خالد:فقلت له:يا ابن رسول اللّه و ان ذلك لكائن قال:«أي و ربي إنه مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»قال أبو خالد:يا ابن رسول اللّه ثم ما ذا تكون؟قال:«تمتد الغيبة بولي اللّه عز و جل الثاني عشر من أوصياء رسول اللّه و الأئمة بعده عليهم السّلام،يا أبا خالد،أهل زمان غيبته القائلون بإمامته،المنتظرون لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأن اللّه تبارك و تعالي أعطاهم من العقول و الافهام و المعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة،و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالسيف، أولئك هم المخلصون حقا و شيعتنا صدقا و الدعاة إلي دين اللّه عز و جل سرا و جهرا»و قال عليه السّلام:

«انتظار الفرج من أفضل العمل»ثم قال ابن بابويه:و حدّثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن محمد و محمد بن خالد القناني (1)و علي بن عبد اللّه الوراق عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد الادمي عن عبد العظيم بن عبد اللّه عن صفوان عن إبراهيم بن البلاد (2)عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليهما السّلام (3).

الحديث الثامن و الثلاثون: ابن بابويه قال علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا محمد بن الحكم الكوفي ببغداد قال:حدّثني الحسين بن حمدان الحصيني قال:حدّثني عثمان بن سعيد

ص: 281


1- في المصدر بدل هذا:و محمد بن أحمد الشيباني.
2- في المصدر:بن أبي زياد.
3- كمال الدين و تمام النعمة:319.

العموي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه[محمد بن مهران،قال:حدثني]محمد بن إسماعيل قال:حدثني خلف بن المفلس قال:حدّثني نعيم بن جعفر قال:حدّثني أبو حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو متفكر مغموم فقلت:يا رسول اللّه ما لي أراك متفكرا؟فقال:«يا بني إن الروح الامين قد أتاني فقال:

يا رسول اللّه،العلي الاعلي يقرئك السلام و يقول لك:إنك قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب،فإني لا اترك الأرض الا و فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي،فإني لم اقطع علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم اقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم قلت:يا رسول اللّه فمن يملك هذا الأمر بعدك؟قال أبوك علي بن أبي طالب أخي و خليفتي،و يملك بعد علي الحسن،ثم تملك أنت و تسعة من صلبك،يملكه اثنا عشر إماما،ثم يقوم قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و يشفي صدور قوم مؤمنين من شيعته» (1).

الحديث التاسع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن سعيد بن علي الخزاعي قال:حدّثنا أحمد بن سعيد بالكوفة قال:حدّثني جعفر بن علي بن يحيي (2)الكندي قال:

حدّثني إبراهيم بن محمد بن ميمون قال:حدّثني المسعودي أبو عبد الرّحمن عن محمد بن عبد اللّه الفزاري عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي قال:حدّثني أبي عن علي بن الحسين بن علي قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت الإمام ابن الإمام أخو الإمام،تسعة من ولدك أمناء معصومون،و التاسع مهديهم فطوبي لمن أحبهم و الويل لمن أبغضهم» (3).

الحديث الأربعون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة عن محمد بن عثمان قال:حدّثنا أحمد قال:حدّثنا المقدمي عن عاصم بن عمر عن علي بن مقدام أبي يونس قال:حدّثنا أبي عن قطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي قال:حدّثنا جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال هذا الدين ظاهرا لا يضره من ناواه حتي يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (4).

قلت:و روي هذا الحديث الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده إلي محمد بن عثمان عن أحمد قال:حدّثنا المقدمي...و ساق الحديث (5).

ص: 282


1- كفاية الأثر:179.
2- في المصدر:نجيح.
3- كفاية الأثر:302.
4- غيبة النعماني:/106ح 36.
5- غيبة الطوسي:/33ح 96.

الحديث الحادي و الأربعون: محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال:حدّثنا أحمد ابن أبي خيثمة قال:حدّثنا الفضل بن دكين قال:حدّثنا فطر قال:حدّثني أبو خالد الوالبي قال:

سمعت جابر بن سمرة السوائي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يضر هذا الدين من ناواه حتي يمضي اثنا عشر خليفة،كلهم من قريش» (1).

الحديث الثاني و الأربعون: ابن بابويه قال حدثني علي بن الحسن قال:حدّثني هارون بن موسي قال:حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال:حدّثنا أبو عمر أحمد بن علي الفيدي قال:حدثنا سعد بن مسروق قال:حدّثنا عبد الكريم بن هلال المكي عن أبي الطفيل عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:سمعت فاطمة عليها السّلام تقول:«سألت أبي عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (2) (3)قال:هم الأئمة بعدي عليّ و سبطاي و تسعة من صلب الحسين،فهم رجال الاعراف،لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم و يعرفونه،و لا يدخل النار إلا من أنكرهم و ينكرونه،لا يعرف اللّه تعالي إلا بسبيل معرفتهم» (4).

الحديث الثالث و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال:

حدّثنا الحسين بن علي البزوفري عن عبد اللّه بن مسلمة قال:أخبرنا عقبة بن مكرم قال:حدّثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيي بن سعيد عن محمد بن يعقوب بن خالد عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:«معاشر الناس من أراد أن يحيي حياتي و يموت ميتتي فليتولّ علي بن أبي طالب و ليقتد بالأئمة من بعده»فقيل:يا رسول اللّه،فكم الأئمة بعدك؟فقال:

«عدد الأسباط» (5).

الحديث الرابع و الأربعون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال:حدّثنا عبد الواحد بن عبد اللّه قال:أخبرنا محمد بن جعفر القرشي قال:حدّثنا محمد بن الحسين أبي الخطاب عن عمر ابن أبان الكلبي عن أبي الصامت قال:قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام:«الليل اثنا عشر ساعة و النهار اثنا عشر ساعة و الشهور اثنا عشر شهرا و الأئمة اثنا عشر إماما و النقباء اثنا عشر نقيبا، و ان عليا ساعة من اثنا عشر ساعة و هو قول اللّه جل و عز: بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً (6) (7)(8).

ص: 283


1- غيبة النعماني:/107ح 38.
2- سوره 7 - آيه 46
3- الأعراف:46.
4- كفاية الأثر:195.
5- كفاية الأثر:86.
6- سوره 25 - آيه 11
7- الفرقان:11.
8- غيبة النعماني:15/85،و فيه بدل اثني:اثنتا.

الحديث الخامس و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد[قال حدثنا محمد]بن أحمد الصفواني قال:حدّثنا فيض بن المفضل الحبلي قال:حدّثنا مسعود بن كرام (1)عن سلمة بن كهيل عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة بعدي اثنا عشر،تسعة من صلب الحسين،و المهدي منهم» (2).

الحديث السادس و الأربعون: ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي المعافي بن زكريا قال:حدّثنا علي ابن عتبة عن أبيه قال:حدّثني الحسين بن علوان عن أبي علي الخراساني عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت الوصي علي الاموات من أهل بيتي، و الخليفة علي الأحياء من أمتي،و حربك حربي و سلمك سلمي،أنت الإمام أبو الأئمة،أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون،و منهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا فالويل لمبغضيهم،يا علي لو أن رجلا أحب في اللّه حجرا لحشره اللّه معه،إن محبيك و شيعتك و محبي أولادك و الأئمة بعدك يحشرون معك،و أنت معي في الدرجات العلي،و أنت قسيم الجنة و النار، تدخل محبيك الجنة و مبغضيك النار» (3).

الحديث السابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسي بن إسحاق الهاشمي قال:حدّثني أبي عن عبد اللّه بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن الطفيل عامر بن واثلة عن زيد بن ثابت قال:سمعت رسول اللّه يقول:«علي ابن أبي طالب قائد البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول من خذله،الشاك في عليّ كالشاك في الإسلام،و خير من أخلف بعدي و خير أصحابي علي،لحمه لحمي و دمه دمي و أبو سبطيّ،و من صلب الحسين يخرج الأئمة التسعة،و منه مهدي هذه الأمة» (4).

الحديث الثامن و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي رحمه اللّه[قال حدثنا هارون بن موسي]قال:حدّثنا محمد بن صدقة الرقي بمصر قال:حدّثني أبي قال:حدّثني أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثنا داود بن عمر بن زاهر ابن المسيب قال:حدّثنا صالح بن أبي الأسود عن الحسين بن عبد اللّه عن أبي الضحي عن زيد بن ارقم قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال بعد ما حمد اللّه و أثني عليه:«أوصيكم عباد اللّه بتقوي اللّه الذي لا تستغني عنه العباد،فإن من رغب في التقوي زهد في الدنيا،و اعلموا أن الموت سبيل العالمين و مصير الباقين،يختطف المقيمين و لا

ص: 284


1- في المصدر:سعر بن كدام.
2- كفاية الأثر:34.
3- كفاية الأثر:151.
4- كفاية الأثر:97.

يعجزه لحاق الهاربين،يهدم كل لذة و يزيل كل نعمة و يشبع كل بهجة،و الدنيا دار الفناء و لأهلها منها الجلاء،و هي حلوة خضرة قد عجلت للطالب،فارتحلوا عنها يرحمكم اللّه بخير ما يحضر بكم من الزاد،و لا تطلبوا منها أكثر من البلاغ،و لا تمدوا أعينكم منها إلي ما متع به المترفون.

ألا إن الدنيا قد تنكرت و أدبرت و اخلولقت و اذنت بوداع،و ان الآخرة قد رحلت و اقبلت باطلاع،معاشر الناس كاني علي الحوض يرد قوم عليّ منكم و ستؤخر أناس من دوني فأقول:

يا رب مني و من أمتي،فيقال:هل شعرت بما عملوا بعدك؟و اللّه ما برحوا بعدك يرجعون علي أعقابهم،أيها الناس أوصيكم في عترتي و أهل بيتي خيرا فإنهم مع الحق و الحق معهم،و هم الأئمة الراشدون بعدي و الأمناء المعصومون»فقام إليه عبد اللّه بن العباس فقال:يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك قال:«عدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسي تسعة من صلب الحسين،و منهم مهدي هذه الأمة» (1).

الحديث التاسع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:

حدّثنا صالح بن أحمد بن[أبي]مقاتل عن زكريا عن سليمان بن جعفر الجعفري قال:حدّثنا مسكين بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي»فقلنا:يا رسول اللّه و من أهل بيتك قال:«أهل بيتي عترتي من لحمي و دمي،هم الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل» (2).

الحديث الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال:

حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا جبرائيل بن أحمد عن موسي بن جعفر البغدادي قال:حدّثنا الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم عن أبيه عن أبي سعيد عقيصا قال:لما صالح الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم علي بيعته فقال:«ويحكم ما تدرون ما عملت،و اللّه الذي عملت خيرا لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت،ألا تعلمون أني إمامكم و مفترض الطاعة عليكم و أحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ؟»قالوا:بلي قال:«أو ما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة و اقام الجدار و قتل الغلام كان ذلك سخطا لموسي بن عمران أن خفي عليه وجه الحكمة في ذلك،و كان ذلك عند اللّه تعالي حكمة و صوابا،أ فما علمتم أنه ما منا أحد الا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي خلفه روح اللّه عيسي ابن مريم عليه السّلام،فإن

ص: 285


1- كفاية الأثر:104.
2- كفاية الأثر:89.

اللّه عز و جل يخفي ولادته و يغيب شخصه لئلاّ يكون لأحد في عنقه بيعة،إذا خرج ذلك التاسع من ولد الحسين ابن سيدة الإماء يطيل عمره في غيبته،ثم يظهر بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة،ذلك ليعلم أن اللّه علي كل شيء قدير» (1).

و هذا الباب وسيع الذيل من طريق الخاصة يطيل بالكثير منه الكتاب،نقتصر في هذا الباب علي هذا القدر،و من أراد الزيادة فعليه بكتابنا كتاب الانصاف و النص علي الأئمة الاثني عشر من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله الاشراف،فقد اشتمل علي ما يزيد علي أربعمائة حديث من طريق الخاصة و العامة من النبي صلّي اللّه عليه و آله.

ص: 286


1- كفاية الأثر:225.

الباب السادس و العشرون: في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالاقتداء بعلي بن أبي طالب

و الأئمة عليهم السّلام من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله

من طريق العامة و فيه اثنين و عشرون حديثا الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الخطيب نجم الدين بن عبد اللّه أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات البابصري بقراءتي عليه ببغداد بجامع المنصور،أنبأنا الشيخ الإمام أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه المارستاني سماعا قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الأصبهاني قال:أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدثنا محمد بن المظفر قال:نبأنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم،نبأنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم،نبأنا عبد الرّحمن بن عمران بن أبي ليلي أخو محمد بن عمران،نبأنا يعقوب بن موسي الهاشمي عن ابن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سرّه أن يحيي حياتي و يموت مماتي و يسكن جنّة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي و ليوال وليه و ليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي و رزقوا فهما و علما،ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي،القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم اللّه شفاعتي» (1).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:عن السيد السند النقاب النقيب الاطهر الازهر الأفضل الاكمل الحسيب النسيب،شرف العترة المجدة الطاهرة عزة جبين عزة الطهارة و الأسرة العلوية الزاهرة الذي شرفني بمواخاته في اللّه فافتخر بإخائه و أحد ما ذخر ليوم العرض علي اللّه تعالي و لقائه جمال الدين أحمد بن موسي بن جعفر بن طاوس الحسني الجلي الحلي شريف اخلاقه من كل ما يتطرق إليها به ذام و عاب الحلي أنوار فضائله و آثار بركاته التي تتحلي بها الزمان و ميامنها بتخلي غيوم الحلي و تنخاب،أفاض اللّه تعالي عليه و علي سلفه سحائب لطفه و رضوانه و اسكنه و ذريته الكريمة واسع فضله غرف جناته،قراءة عليه و أنا أسمع بداره بمحلة

ص: 287


1- فرائد السمطين:/53/1ب /5ح 18.

عجلان بالحلة السيفية الزيدية يوم الخميس ثاني عشر ذي قعدة سنة إحدي و سبعين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ نجيب الدين محمد بن أبي غالب عن أبي محمد جعفر بن أبي الفضل بن شعرة عن نجم الدين عبد اللّه بن جعفر الدورستي و عاش مائة و ثماني عشرة سنة عن عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي كانت وفاته-رحمة اللّه عليه رحمة واسعة-سنة إحدي و ثمانين و ثلاثمائة قال:نبأنا محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب،أنبأنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم الاصفهاني،أنبأنا علي بن عبد اللّه الاسكندري،أنبأنا أبو علي ابن أحمد بن علي بن المهدي الرقي،أنبأنا أبي،نبأنا علي بن موسي الرضا عليهما السّلام التحية و الثناء، حدّثني أبي موسي بن جعفر عليه السّلام عن أبيه جعفر بن محمد صلوات اللّه عليهما عن أبيه محمد بن علي عليهما السّلام عن أبيه علي بن الحسين عليه السّلام عن أبيه الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و عليهم أجمعين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«طوبي لمن أحبك و صدق بك و ويل لمن أبغضك و كذب بك،يا علي محبوك معروفون في السماء السابعة و الأرض السابعة السفلي و ما بين ذلك،هم أهل الدين و الورع و السمت الحسن و التواضع للّه عز و جل،خاشعة أبصارهم و جلة قلوبهم لذكر اللّه،و قد عرفوا حق ولايتك و ألسنتهم ناطقة بفضلك و أعينهم ساكنة تحننا عليك و علي الأئمة من ولدك،يدينون اللّه بما أمرهم به و أولو الأمر في كتابه و جاءهم به البرهان من سنة نبيه عاملون بما يأمرهم به و أولو الأمر منهم و متواصلون غير متقاطعين،متحابون غير متباغضين،إن الملائكة لتصلي عليهم و تؤمن علي دعائهم و تستغفر للمذنب منهم و تشهد حضرته و تستوحش لفقده إلي يوم القيامة» (1)

الحديث الثالث: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد ابن الحسن المقري إجازة،أنبأنا الحافظ الإمام أحمد بن عبد اللّه أبو نعيم قال:أنبأنا سليمان بن أحمد،نبأنا سعيد بن علي الرازي،نبأنا إبراهيم بن عيسي التنوخي عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يحيي حياتي و يموت موتي و يسكن جنة الخلد التي و عدني ربي و ان ربي عز و جل غرس قضبانها بيده فليتولّ علي بن أبي طالب،فإنه لن يخرجكم من هدي و لن يدخلكم في ضلالة».

الحديث الرابع: إبراهيم الحمويني هذا قال:كتب إلي الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم [الفاروثي]أنّ أبا طالب عبد الرّحمن الهاشمي نقيب العباسيين بواسط أخبره إجازة عن شاذان

ص: 288


1- البحار:150/65.

القمي بقراءته عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال:أخبرنا القاضي أبو سهل عبد اللّه بن محمد بن عمرو بن عزيزة بقراءتي عليه قال:نبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن هارون قال:نبأنا أحمد بن موسي الحافظ قال:نبأنا علي بن إبراهيم بن حماد[قال:حدثنا إسماعيل بن محمد بن دينار قال:حدثنا الحسن بن الحسين العبدي]قال:نبأنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة و الأسود قالا:اتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا له:يا أبا أيوب إن اللّه تعالي أكرمك بنبيه صلّي اللّه عليه و آله فيا لك من فضيلة من اللّه فضّلك بها،أخبرنا بمخرجك مع علي عليه السّلام تقاتل أهل لا إله إلاّ اللّه، فقال أبو أيوب،فإني اقسم لكما باللّه لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله معي في هذا البيت الذي أنتما فيه معي و ما في البيت غير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي جالس عن يمينه و انا جالس عن يساره و أنس قائم بين يديه إذ حرّك الباب فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس افتح لعمّار الطيب المطيّب،ففتح أنس الباب و دخل عمار فسلم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرحّب به ثم قال لعمار:«إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتي يختلف السيف فيما بينهم و حتي يقتل بعضهم بعضا و حتي يبرأ بعضهم من بعض،فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الاصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب،فإن سلك الناس كلهم واديا و سلك عليّ واديا فاسلك وادي علي بن أبي طالب و خلّ عن الناس:يا عمار إنّ عليا عليه السّلام لا يردّك عن هدي و لا يدلك علي ردي،يا عمار طاعة علي طاعتي و طاعتي طاعة اللّه عز و جل» (1).

الحديث الخامس: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي،أنبأنا أبو طالب الهاشمي اذنا،أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمي بقراءتي عليه،أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد النطنزي قال:أنبأنا الاستاذ الإمام شيخ الإسلام أبو محمد حمد بن الفضل،قال:أنبأنا أبو منصور شجاع بن علي المصقلي الشيباني قال:نبأنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خورشيد قوله:حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ قال:حدّثنا محمد بن عبيد و الحسن بن علي بن بزيع قالا:حدّثنا محمد بن عمران بن أبي ليلي قال:حدّثنا حبيب بن أبي راشد عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي» (2).

الحديث السادس: الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الإمام نجم الدين عيسي ابن الحسين الطبري إجازة بجميع كتاب مقتل الحسين بن علي عليه السّلام قال:أخبرني السيد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيي بن الحسن الحسيني البطحائي عن الإمام جمال

ص: 289


1- فرائد السمطين:/178/1ب /36ح 141.
2- فرائد السمطين:/178/1ب /36ح 142.

الدين بن معين عن مصنفه أخطب خوارزم أبي المؤيد الموفّق بن أحمد المكّي قال:و ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان عن محمد بن زياد عن حميد بن صالح عن جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فاطمة بهجة قلبي،و ابناها ثمرة فؤادي،و بعلها نور بصري،و الأئمة من ولدها أمناء ربي و حبله الممدود بينه و بين خلقه،من اعتصم بهم نجا و من تخلف عنهم هوي» (1).

الحديث السابع: الحمويني هذا،أخبرني المشايخ الجلة من أهل الحلة السيدان الامامان جمال الدين أحمد بن موسي بن طاوس الحسيني و جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي عليهما السّلام و الرحمة و الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيي بن سعيد رحمه اللّه عليهم بروايتهم عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن محمد الدورستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن أبويه القمي قدس اللّه ارواحهم قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا علي انا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك،إنك مني و أنا منك، لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علانيتك من علانيتي و أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي،سعد من أطاعك و شقي من عصاك و ربح من تولاك و خسر من عاداك،فاز من لزمك و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلف عنها غرق،و مثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (2)

الحديث الثامن: إبراهيم الحمويني هذا قال:أخبرني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد عن أبيه الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول

ص: 290


1- فرائد السمطين:/66/2ب /15ح 390.
2- ينابيع المودة:95/1،و فرائد السمطين:423/2 ح 517.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام:«اكتب ما أملي عليك،قال:يا نبي اللّه و تخاف عليّ النسيان!قال:لا و قد دعوت اللّه تعالي أن يحفظك و لا ينسيك،و لكن اكتب لشركائك قال:قلت و من شركائي يا نبي اللّه، قال:الأئمة من ولدك بهم تسقي أمتي الغيث و بهم يستجاب دعاؤهم و بهم يصرف اللّه عنهم البلاء و بهم ينزل الرحمة من السماء،و هذا أولهم،و أومي بيده إلي الحسن عليه السّلام ثم أومي بيده إلي الحسين عليه السّلام ثم قال عليه و آله السلام:و الأئمة من ولده» (1).

الحديث التاسع: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان من طريق العامة من الفضائل المائة لعلي عليه السّلام و أهل البيت من طريق العامة عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«إن اللّه تعالي لما خلق السموات و الأرض دعاهن فأجبن فعرض عليهن نبوتي و ولاية علي بن أبي طالب فقبلنها،ثم خلق اللّه الخلق و فوض إلينا أمر الدين،فالسعيد من سعد بنا و الشقي من شقي بنا،و نحن المحلّون لحلاله المحرمون لحرامه» (2).

الحديث العاشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن عبد اللّه بن عمر قال سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن علي بن أبي طالب فغضبت فقال:«ما لأقوام يذكرون من له منزلة عند اللّه كمنزلتي و مقام كمقامي إلاّ النبوة،ألا من أحب عليا فقد أحبني و من رضي اللّه عنه كافاه بالجنة،ألا و من أحب عليا استغفرت له الملائكة و فتحت له أبواب الجنة يدخل من أي باب شاء بغير حساب،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه كتابه بيمينه و حاسبه حسابا يسيرا حساب الأنبياء،ألا و من أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتي يشرب من الكوثر و يأكل من شجرة طوبي و يري مكانه من الجنة،ألا و من أحب عليا يهوّن اللّه عليه سكرات الموت و جعل قبره روضة من رياض الجنة،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه في الجنة بكل عرق في بدنه حورا و شفعه في ثمانين من أهل بيته،و له بكل شعرة علي بدنه مدينة في الجنة،ألا و من عرف عليا و أحبه بعث اللّه له ملك الموت بما يبعث إلي الأنبياء و دفع عنه اهوال منكر و نكير و نوّر قبره و فسحه مسيرة سبعين عاما و بيض وجهه يوم القيامة.

ألا و من أحب عليا تقبل اللّه حسناته و يتجاوز عن سيئاته و كان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء،ألا و إن من أحب عليا ثبّت اللّه الحكمة في قلبه و أجري علي لسانه الصواب و فتح اللّه عليه أبواب الرحمة،ألا و من أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبد اللّه استأنف العمل قد غفر اللّه لك الذنوب كلها،ألا و من أحب عليا جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر،ألا و من أحب عليا وضع اللّه علي رأسه تاج الكرامة و البسه حلل العز،ألا و من أحب عليا مرّ علي الصراط

ص: 291


1- الإمامة و التبصرة:54 ح 38.
2- مائة منقبة:/25المنقبة 7.

كالبرق الخاطف و لم ير صعوبة المرور،ألا و من أحب عليا كتب اللّه له براءة من النار و براءة من النفاق و جوازا علي الصراط و أمانا من العذاب،ألا و من أحب عليا لا ينشر له ديوان و لا ينصب له ميزان و قيل له:ادخل الجنة بغير حساب،ألا و من مات علي حب آل محمد صافحته الملائكة وزارته أرواح الأنبياء و قضي اللّه له كل حاجة كانت له عند اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمد مات كافرا و من مات علي حب آل محمد مات علي الإيمان و كنت انا كفيله بالجنة» (1).

الحديث الحادي عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«علي مني كدمي من بدني،من تولاه رشد و من أحبه نهج و من تبعه نجا،عليّ رابع الأربعة في الفردوس أنا و الحسن و الحسين و علي بن أبي طالب عليهم السّلام» (2).

الحديث الثاني عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب علي الفردوس-و هو جبل قد علا علي الجنة و فوقه عرش رب العالمين و من صفحه (3)تتفجر أنهار الجنة و تتفرق في الجنان-و هو جالس علي كرسي من نور يجري من بين يديه التسنيم،لا يجوز علي الصراط أحد إلا و معه براءة بولايته و ولاية أهل بيته،يشرف علي الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار» (4).

الحديث الثالث عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ليلة أسري بي إلي السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش أن عليا راية الهدي و حبيب من يؤمن بي بلّغ عليا،فلما نزل من السماء نسي ذلك فأنزل اللّه تعالي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (5) (في علي) وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (6) (7)الآية» (8).

الحديث الرابع عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما عرج بي إلي السماء انتهي بي السير مع جبرائيل إلي السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال جبرائيل:يا محمد هذا البيت المعمور خلقه اللّه تعالي قبل خلق السموات و الأرضين بخمسين ألف عام،قم يا محمد فصلّ إليه،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:و جمع اللّه النبيين فصفّهم جبرائيل ورائي صفا فصليت بهم،فلما سلّمت أتاني آت من عند ربي فقال لي:يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك:سل الرسل علي ما ذا أرسلتم من قبلك؟فقلت:معاشر الرسل علي ما ذا بعثكم

ص: 292


1- مائة منقبة:65-/66المنقبة 37 بتفاوت.
2- مائة منقبة:/69المنقبة 38.
3- في المصدر:سفحة.
4- مائة منقبة:/86المنقبة 52.
5- سوره 5 - آيه 67
6- سوره 5 - آيه 67
7- المائدة:76.
8- مائة منقبة:/90المنقبة 56.

ربي قبلي؟فقالت الرسل:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب،و هو قوله:و اسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا» (1).

الحديث الخامس عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن سعيد بن جنادة يذكر أنه سمع النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«علي بن أبي طالب سيّد العرب،فقال:أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب من أحبه و تولاه أحبه اللّه و هداه و من أبغضه و عاداه أصمه اللّه و أعماه،عليّ حقه كحقي و طاعته كطاعتي غير أنه لا نبي بعدي،من فارقه فارقني و من فارقني فارق اللّه تعالي،أنا مدينة الحكمة و هي الجنة و عليّ بابها،فكيف يهتدي المهتدي إلي الجنة إلا من بابها؟عليّ خير البشر من أبي فقد كفر» (2).

الحديث السادس عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه كان جالسا في الرحبة و الناس حوله،فقام إليه رجل فقال لأمير المؤمنين انك بالمكان الذي أنزل اللّه تعالي و أبوك معذب في النار فقال له:«مه فض اللّه فاك و الذي بعث محمدا بالحق نبيا،لو شفع أبي في كل مذنب علي وجه الأرض لشفعه اللّه،فتقول:أبي معذب في النار،و ابنه قسيم الجنة و النار،و الذي بعث محمدا بالحق نبيا إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي نور الخلائق إلاّ خمسة أنوار:نور محمد و نور فاطمة و نور الحسن و الحسين و نور ولده من الأئمة ألا إن نوره من نورنا،خلقه اللّه من قبل خلق آدم بألفي عام» (3).

الحديث السابع عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني أحمد بن خلف إجازة،حدّثنا محمد بن خالد بن عبد اللّه بن محمد،حدّثنا علي بن جابر،حدّثنا محمد خالد بن عبد اللّه،حدّثنا محمد بن فضل،حدّثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أتاني ملك فقال لي يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا علي ما بعثوا؟قال:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه» (4).

الحديث الثامن عشر: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان،حدّثنا محمد بن مرو عن الحسن بن علي العاصمي عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن جعفر بن سليمان الضبعي عن سعد بن طريف عن الأصبغ قال:سئل سلمان الفارسي رضي اللّه عنه عن علي بن أبي طالب و فاطمة رضي اللّه عنهما،يقول:سلمان سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 293


1- مائة منقبة:/150المنقبة 82.
2- مائة منقبة:/170المنقبة 94.
3- مائة منقبة:/175المنقبة 98.
4- المناقب:312.

يقول:«عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه،و كبيركم فاتبعوه،و عالمكم فأكرموه، و قائدكم إلي الجنة فعزروه،و إذا دعاكم فأجيبوه و إذا أمركم فأطيعوه،أحبوه بحبي و أكرموه بكرامتي،و ما قلت لكم في عليّ إلاّ بما أمرني ربي جلت عظمته» (1).

الحديث التاسع عشر: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة من أعيان علماء العامة من المعتزلة عن صاحب كتاب حلية الاولياء قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن التي غرسها فليتولّ عليا من بعدي و يقتدي بالأئمة من بعدي،فإنهم عترتي خلقوا من طينتي و رزقوا فهما و علما،فالويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم اللّه شفاعتي» (2).

الحديث العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال شيخنا أبو عثمان رحمه اللّه يعني الجاحظ قال:قال أبو عبيدة عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السّلام في خطبته له عليه السّلام لما بويع بالمدينة:«ألا إن أبرار عترتي و أطائب أرومتي أحلم الناس صغارا و أعلم الناس كبابا،ألا و إنّا أهل بيت من علم اللّه علمنا و بحكم اللّه حكمنا و من قول صادق سمعنا،فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا،و إن لم تفعلوا يهلككم اللّه بأيدينا،معنا راية الحق،من تبعها لحق و من تأخر عنها غرق،ألا و بنا يدرك كل مؤمن،و بنا يخلع ربقة الذل من أعناقكم،و بنا فتح اللّه لا بكم،و بنا يختم اللّه لا بكم» (3).

و قال ابن أبي الحديد و قوله في اخرها:و بنا يختم اللّه لا بكم»إشارة إلي المهدي الذي يظهر في آخر الزمان و قال:قال علي عليه السّلام:«نحن النمرقة الوسطي بها يلحق التالي و إليها يرجع القالي».

الحديث الحادي و العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام قال لبعض أصحابه:يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا و تظاهرهم علينا و ما لقي شيعتنا و محبونا من الناس،أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد أخبر أنا أولي الناس بالناس فتمالت علينا قريش حتي أخرجت الأمر من معدنه،و احتجت علي الأنصار بحقنا و حجتنا،ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد حتي رجعت إلينا فنكثت بيعتنا و نصبت الحرب لنا و لم يزل صاحب الأمر في صعود كئود حتي قتل فبويع الحسن ابنه و عوهد،ثم غدر به و أسلم و وثب عليه أهل العراق حتي طعن بخنجر في جنبه و انتهبت عسكره،و عولجت خلاليل أمهات أولاده فوادع معاوية و حقن دمه و دماء أهل بيته و هم قليل حق قليل،ثم بايع الحسين عليه السّلام من أهل العراق عشرون ألفا ثم غدر به و خرجوا عليه

ص: 294


1- المناقب:316.
2- شرح النهج لابن أبي الحديد:170/9.
3- شرح النهج لابن أبي الحديد:276/1.

و بيعته في اعناقهم فقتلوه،ثم لم يزل أهل البيت تستذل و تستظام و تقتضي و تمتهن و تحرم و تقتل و تخاف ولاءنا من علي دمائنا و دماء أولادنا،و وجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم و جحودهم موضعا يتقربون إلي أوليائهم و قضاة السوء و عمال السوء في كل بلدة،فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة،و رووا عنا ما لم نقله و لم نفعله ليبغضونا إلي الناس،و كان عظم ذلك و كبره زمن معاوية بعد موت الحسن،فقتلت شيعتنا بكل بلدة و قطعت الأيدي و الأرجل علي الظنة،و كان من ذكر محبتنا و الانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره،ثم لم يزل البلاء يشتد و يزداد إلي زمن عبيد اللّه بن زياد قاتل الحسين عليه السّلام،ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة و أخذهم بكل ظنة و تهمة حتي إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة علي،و حتي صار الرجل الذي يذكر بالخير و لعله يكون ورعا صدوقا يحدّث بأحاديث عظيمة من تفضيل من قد سلف من الولاة، و لم يخلق اللّه تعالي شيئا منها و لو كانت و لا وقعت،و هو يحسب أنها حق لكثرة من قد رواها ممن لم يعرف بكذب و لا بقلة ورع (1).

الحديث الثاني و العشرون: أبو المؤيد بن أحمد قال:أخبرنا أخي شمس الأئمة أبو الفرج محمد ابن أحمد المكي،أخبرنا الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي-إجازة-،حدّثنا السيد الإمام الأجل المرشد باللّه الحسين يحيي بن الموفق،أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ بن العلاف،أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمود بن حماد المعروف بأبي هيثم، أخبرنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبو جعفر بن محمد عن أبيه عن محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين الشهيد رضي اللّه عنهم أجمعين قال:سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«من أحبّ أن يحيي حياتي و يموت ميتتي و يدخل الجنّة التي و عدني ربّي فليتولّ علي بن أبي طالب و ذريّته الطاهرين،أئمة الهدي و مصابيح الدّجي من بعده،فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدي إلي باب الضّلالة» (2).

ص: 295


1- شرح النهج لابن أبي الحديد:43/11.
2- مناقب الخوارزمي:75 ح 55،و المنتخب من ذيل المذيل للطبري:83.

الباب السابع و العشرون: في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بولاية علي عليه السّلام و الاقتداء بالأئمة عليهم السلام من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله

في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بولاية علي عليه السّلام و الاقتداء بالأئمة عليهم السلام من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصة و فيه سبعة و عشرون حديثا الحديث الأول: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا الحسن بن أحمد بن إدريس،قال:حدثنا أبي، قال:حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن سنان قال:حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ولاية علي بن أبي طالب ولاية اللّه و حبّه عبادة اللّه و اتباعه فريضة اللّه و أولياؤه أولياء اللّه و أعداؤه أعداء اللّه و حربه حرب اللّه و سلمه سلم اللّه عزّ و جلّ» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكّل رضي اللّه عنه قال:حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن عليّ بن سالم عن أبيه عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سرّه أن يجمع اللّه له الخير كلّه فليوال عليّا بعدي و ليوال أولياءه و ليعاد أعدائه (2)».

الثالث: ابن بابويه أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا العباس بن الفضل قال:حدّثنا أبو زرعة قال:حدّثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي قال:حدثنا عبد اللّه بن نمير عن الحارث بن حصيرة عن أبي سليمان زيد بن وهب عن عبد اللّه بن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ولايتي و ولاية أهل بيتي أمان من النار» (3).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطّار قال:حدّثنا أبي عن جعفر بن محمد الفزاري عن عبّاد بن يعقوب عن منصور بن نويرة عن أبي بكر بن عيّاش عن أبي قدامة الغداني قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من منّ اللّه عليه بمعرفة أهل بيتي و ولايتهم فقد جمع اللّه له الخير كلّه» (4).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي المتوكّل رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه

ص: 296


1- أمالي الصدوق:/85المجلس /9ح 3.
2- أمالي الصدوق:/560المجلس /72ح 7.
3- أمالي الصدوق:/560المجلس /72ح 8.
4- أمالي الصدوق:/560المجلس /72ح 9.

الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قال الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام:«من أقام فرائض اللّه و اجتنب محارم اللّه و احسن الولاية لأهل بيت نبي اللّه و تبرأ من أعداء اللّه عزّ و جل فليدخل من أي أبواب الجنّة الثمانية شاء» (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عيسي ابن محمد العلوي قال:حدّثنا الحسين بن الحسن الحيري بالكوفة قال:حدّثنا الحسن بن الحسين العرني عن عمرو بن جميع عن أبي المقدام قال:قال جعفر بن محمد عليه السّلام:«نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا و أهل عداوتنا، فَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ (2) يعني في قبره وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ (3) في الآخرة وَ أَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (4) يعني في قبره وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (5) (6)يعني في الآخرة» (7).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعري قال:حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنا سيّد ولد آدم و أنت يا علي و الأئمة من ولدك سادة أمتي من أحبّنا فقد أحبّ اللّه،و من أبغضنا فقد أبغض اللّه،و من والانا فقد والي اللّه و من عادانا فقد عاد اللّه و من أطاعنا فقد اطاع اللّه و من عصانا فقد عصي اللّه» (8).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر قال:حدّثنا محمد بن حسين قال:حدّثنا أحمد ابن غنم بن حكيم قال:حدّثنا شريح بن مسلمة قال:حدّثنا إبراهيم بن يوسف عن عبد الجبار عن الأعشي الثقفي عن أبي صادق قال:قال لي علي عليه السّلام:«هي لنا أو فينا هذه الآية وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (9) (10)» (11).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عيسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن محمد ماجيلويه قال:

حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن حسّان السلمي عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«نزل جبرائيل علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد السلام يقرئك

ص: 297


1- أمالي الصدوق:/561المجلس /72ح 10.
2- سوره 56 - آيه 88
3- سوره 56 - آيه 89
4- سوره 56 - آيه 92
5- سوره 56 - آيه 94
6- الواقعة:88 الي 94.
7- أمالي الصدوق:/561المجلس /72ح 11.
8- أمالي الصدوق:/563المجلس /72ح 16.
9- سوره 28 - آيه 5
10- القصص:5.
11- أمالي الصدوق:/566المجلس /72ح 26.

السلام و يقول:خلقت السماوات السبع و من فيهن و الأرضين السبع و من عليهن و ما خلقت موضعا أعظم من الركن و المقام و لو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات و الأرضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي بن أبي طالب لأكببته في سقر» (1).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه محمد بن خالد قال:حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال:حدّثنا محمد بن منصور عن عبد اللّه بن جعفر عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال:«خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و هو راكب و خرج علي عليه السّلام و هو يمشي فقال له:يا أبا الحسن إمّا أن تركب و إمّا أن تنصرف فإن اللّه عزّ و جل أمرني أن تركب إذا ركبت و تمشي إذا مشيت و تجلس إذا جلست إلاّ أن يكون حدّا من حدود اللّه لا بدّ لك من القيام و القعود فيه و ما أكرمني اللّه بكرامة إلاّ و قد أكرمك بمثلها و خصّني بالنّبوة و الرسالة و جعلك وليّي في ذلك تقوم في حدوده و في صعب أموره،و الذي بعث محمدا بالحقّ نبيّا ما آمن بي من أنكرك و لا أقرّ بي من جحدك و لا آمن باللّه من كفر بك،و إن فضلك لمن فضلي،و أن فضلي لفضل اللّه،و هو قول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (2) (3)ففضل اللّه نبوّة نبيّكم و رحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام،فبذلك قال بالنبوّة و الولاية فَلْيَفْرَحُوا (4) يعني الشيعة هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (5) يعني مخالفيهم من الأهل و المال و الولد في دار الدنيا.

و اللّه يا علي ما خلقت إلاّ لتعبد ربك و ليعرف بك معالم الدين و يصلح بك دارس السبيل،و لقد ضلّ من ضلّ عنك،و لن يهتدي إلي اللّه من لم يهتد إليك و إلي ولايتك،و هو قول ربي عزّ و جل:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (6) (7) يعني إلي ولايتك،و لقد أمرني اللّه تبارك و تعالي أن أفترض من حقّك ما افترضه من حقي،و إن حقّك لمفروض علي من آمن بي،و لولاك لم يعرف حزب اللّه و بك يعرف عدو اللّه،و من لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء و لقد أنزل اللّه عزّ و جل إلي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (8) يعني في ولايتك يا علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (9) (10)و لو لم أبلّغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي،و من لقي اللّه عزّ و جلّ بغير ولايتك فقد حبط عمله،وعد ينجز لي و ما أقول إلاّ قول ربّي تبارك و تعالي إنّ الذي أقول لمن اللّه عزّ و جلّ

ص: 298


1- أمالي الصدوق:/572المجلس /73ح 12.
2- سوره 10 - آيه 58
3- يونس:58.
4- سوره 10 - آيه 58
5- سوره 10 - آيه 58
6- سوره 20 - آيه 82
7- طه:82.
8- سوره 5 - آيه 67
9- سوره 5 - آيه 67
10- المائدة:67.

أنزله فيك» (1).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدّثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن خالد بن حمّاد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال:سئل جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«ذاك خير خلق اللّه من الأولين و الآخرين ما خلا النبيّين و المرسلين،إنّ اللّه لم يخلق خلقا بعد النبيين و المرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب عليه السّلام و الأئمة من ولده بعده،قلت:فما تقول فيمن يبغضه و ينتقصه؟فقال:لا يبغضه إلاّ كافر و لا ينتقصه إلاّ منافق،قلت:فما تقول فيمن يتولاّه و يتولي الأئمة من ولده بعده؟فقال:إن شيعة علي و الأئمة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة،ثم قال:ما ترون لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلي ضلالة من كان أقرب الناس منه؟قالوا:

شيعته و أنصاره» (2).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قدّس سرّه قال:حدثني أبي عن جدي عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن اللّه جلّ جلاله أنه قال:علي بن أبي طالب حجتي علي خلقي و ديّان ديني و أخرج من صلبه أئمة يقومون بأمري و يدعون إلي سبيلي بهم أدفع العذاب عن عبادي و إمائي و بهم أنزل رحمتي» (3).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه قدّس سرّه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه ابن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن سنان عن محمد ابن عبد اللّه بن زرارة عن عيسي بن عبد اللّه الهاشمي عن أبيه عن جدّه عن عمر بن أبي سلمة عن أمه أمّ سلمة قدّس سرّه قالت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض و قادة الغرّ المحجلين يوم القيامة» (4).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قدّس سرّه قال:حدّثنا أبي عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال:حدثني سيدي علي بن موسي الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام

ص: 299


1- أمالي الصدوق:/582المجلس /74ح 16.
2- أمالي الصدوق:/586المجلس /75ح 4.
3- أمالي الصدوق:/637المجلس /81ح 7.
4- أمالي الصدوق:/678المجلس /85ح 25.

عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«من سرّه أن ينظر إلي القضيب الأحمر الذي غرسه اللّه بيده و يكون متمسّكا به فليتولّ علي بن أبي طالب عليه السّلام و الأئمة من ولده فإنّهم خيرة اللّه عزّ و جلّ و صفوته و هم المعصومون من كل ذنب و خطيئة» (1).

الخامس عشر: محمد بن أحمد السّناني قدّس سرّه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:

حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قال اللّه جلّ جلاله:لو اجتمع الناس كلّهم علي ولاية علي ما خلقت النار» (2).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه و محمد بن الحسن قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال :حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن موسي بن القاسم البجلي عن جعفر بن محمد بن سماعة عن عبد اللّه بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه:خذوا بحجزة هذا الأنزع-يعني عليا عليه السّلام-فإنه الصّديق الأكبر و هو الفاروق يفرق بين الحقّ و الباطل من أحبّه هداه اللّه و من أبغضه أبغضه اللّه،و من تخلّف عنه محقه اللّه،و منه سبطا أمتي الحسن و الحسين و هما ابناي،و من الحسين أئمة الهدي يعطيهم اللّه علمي و فهمي فتولوهم و لا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب من ربكم و من يحلل عليه غضب من ربّه فقد هوي و ما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور» (3)، (4).

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانة قدّس سرّه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمّار بن موسي الساباطي عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام:«إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي اللّه جلّ جلاله الصلوات المفروضات و عن الزكاة المفروضة و عن الصيام المفروض و عن الحج المفروض و عن ولايتنا أهل البيت فمن أقرّ بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته و صومه و زكاته و حجّه،و إذا لم يقرّ بولايتنا بين يدي اللّه جلّ جلاله لم يقبل اللّه عزّ و جل منه شيئا من أعماله» (5).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل قدّس سرّه قال:حدثني علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن

ص: 300


1- أمالي الصدوق:/679المجلس /85ح 27.
2- أمالي الصدوق:/755المجلس /94ح 7.
3- أمالي الصدوق:/285المجلس /38ح 7.
4- أمالي الصدوق:/771المجلس /38ح 8.
5- أمالي الصدوق:/328المجلس /44ح 11 و اختصر المصنف.

عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام قال:«بني الإسلام علي خمس دعائم:علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة من ولده صلوات اللّه عليهم» (1).

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب عن أحمد ابن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال:خرجت مع الحسن البصري و أنس بن مالك حتّي أتينا باب أمّ سلمة(رض)و قعد أنس علي الباب و دخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن و هو يقول:السلام عليك يا أمّاه و رحمة للّه و بركاته.فقالت له:و عليك السلام من أنت يا بني؟فقال:أنا الحسن البصري فقالت:فيما جئت يا حسن؟فقال لها:جئت لتحدثيني بحديث سمعتيه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي بن أبي طالب عليه السّلام.

فقالت أمّ سلمة:فو اللّه لاحدّثنك بحديث سمعته اذناي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إلاّ فصمّتا و رأته عيناي و إلاّ فعميتا و وعاه قلبي و إلاّ فطبع اللّه عليه و أخرس لساني إن لم يكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب:«يا علي ما من عبد لقي اللّه عزّ و جل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلاّ لقي اللّه بعبادة صنم أو وثن»،قال:فسمعت الحسن البصري و هو يقول:اللّه أكبر أشهد أن عليا مولاي و مولي المؤمنين،فلما خرج قال له أنس بن مالك:ما لي أراك تكبّر؟قال:سألت أمّنا أمّ سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي فقالت لي كذا و كذا،فقلت:اللّه أكبر إنّ عليا مولاي و مولي كل مؤمن،قال:فسمعت عند ذلك أنس بن مالك و هو يقول:أشهد علي رسول اللّه أنّه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات (2).

العشرون: الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:

أخبرنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة قال:حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوراميني قال:حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي قال:حدّثنا محمد بن الوليد المعروف (بشباب الصيرفي)مولي بني هاشم قال:حدّثنا سعيد الأعرج قال:دخلت انا و سليمان بن خالد علي أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام فابتدأني فقال:«يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام يؤخذ به و ما نهي عنه ينتهي عنه جري له من الفضل ما جري لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لرسوله الفضل علي جميع من خلق اللّه العائب علي أمير المؤمنين كالعائب علي اللّه و علي رسوله صلّي اللّه عليه و آله و الرادّ عليه في صغير أو كبير علي حد الشرك باللّه،كان أمير المؤمنين عليه السّلام باب اللّه الذي لا يؤتي إلاّ منه و سبيله الذي من تمسّك بغيره هلك كذلك جري حكم الأئمة عليهم السّلام بعده واحد بعد

ص: 301


1- أمالي الصدوق:/340المجلس /45ح 14.
2- أمالي الصدوق:/392المجلس /51ح 15.

واحد جعلهم اللّه أركان الأرض و هم الحجة البالغة علي من فوق الأرض و من تحت الثري،أ ما علمت أن أمير المؤمنين عليه السّلام كان يقول:أنا قسيم اللّه بين الجنة و النار و أنا الفاروق الأكبر و أنا صاحب العصا و الميسم و لقد أقرّ لي جميع الملائكة و الروح بمثل ما أقروا لمحمد صلّي اللّه عليه و آله،و لقد حملت مثل حمولة محمد و هي حمولة الربّ،إنّ محمدا صلّي اللّه عليه و آله يدعي و يكسي و يستنطق فينطق و ادعي و اكسي فاستنطق فانطق و لقد أعطيت خصالا لم يعطها أحد قبلي،علمت البلايا و القضايا و فصل الخطاب» (1).

الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:أخبرني جعفر بن محمد بن قولويه قدّس سرّه قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن حاتم عن الحسن بن عبد اللّه عن الحسن بن موسي عن عبد الرّحمن بن أبي نجران و محمد بن عمر بن يزيد جميعا عن حمّاد بن عيسي عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:لمن كان الأمر حين قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:«لنا أهل البيت،فقلت:فكيف صار في تيم و عديّ؟قال:إنك قد سألت فافهم الجواب:إن اللّه تعالي لما كتب أن يفسد في الأرض و تنكح الفروج الحرام و يحكم بغير ما أنزل اللّه خلي بين أعدائنا و بين مرادهم من الدنيا حتّي دفعونا عن حقّنا و جري الظلم علي أيديهم دوننا» (2).

الثاني و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا المظفر بن محمد قال:أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن موسي الهاشمي قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الزراري عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام:«أنت الذي أحتج اللّه بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم:أ لست بربّكم؟قالوا:بلي،قال:و محمد رسولي قالوا:بلي،قال:و علي أمير المؤمنين فأبي الخلق جميعا إلاّ استكبارا و عتوّا من ولايتك إلاّ نفر قليل و هم أقلّ القليل و أصحاب اليمين» (3).

الثالث و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر-يعني بن مهدي-قال:أخبرنا أحمد -يعني بن محمد بن سعيد بن عقدة-قال:أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع قال:حدّثنا قاسم بن الضحّاك قال:حدثني شهر بن حوشب أخو العوام عن أبي سعيد الهمداني عن أبي جعفر

ص: 302


1- أمالي الصدوق:/205المجلس /8ح 2.
2- أمالي الصدوق:/226المجلس /8ح 45.
3- أمالي الطوسي:/232المجلس /9ح 4.

الهمداني:« إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً (1) (2)قال:و اللّه لو أنّه تاب و آمن و عمل صالحا و لم يهتد إلي ولايتنا و مودّتنا و معرفة فضلنا ما أغني عنه ذلك شيئا» (3).

الرابع و العشرون: الشيخ في أماليه قال:قال أبو محمد الفحّام:و حدثني عمّي عمر بن يحيي قال:حدثني إبراهيم بن عبد اللّه البلخي قال:حدّثنا أبو عاصم الضحّاك بن مخلد النبيل قال:

سمعت الصادق عليه السّلام يقول:«حدثني أبي محمد بن علي عن جابر بن عبد اللّه قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله أنا من جانب و علي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه من جانب،فأقبل عمر بن الخطاب و معه رجل قد تلبب به فقال:ما باله؟قال:حكي عنك يا رسول اللّه أنك قلت:من قال:لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه دخل الجنة و هذا إذا سمعته الناس فرطوا في الأعمال أ فأنت قلت ذلك يا رسول اللّه قال:نعم إذا تمسك بمحبة هذا و ولايته» (4).

الخامس و العشرون: الشيخ في أماليه عن علي بن الحسن عن جعفر الأموي عن العبّاس بن عبد اللّه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أبي مريم عن سلمان قال:كنّا جلوسا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فناوله حصاة فما استقرت الحصاة في كف علي حتّي نطقت و هي تقول:لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رضيت باللّه ربّا و بمحمد نبيّا و بعلي بن أبي طالب وليّا،ثم قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«من أصبح منكم راضيا باللّه و بولاية علي بن أبي طالب فقد آمن خوف اللّه و عقابه» (5).

السادس و العشرون: الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر قال:سمعت ابن مسعود يقول:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«حرمت النار علي من آمن بي و أحب عليّا و تولاه و لعن اللّه من ماري عليا و ناواه علي منّي كجلدة ما بين العين و الحاجب» (6).

السابع و العشرون: الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:«من أحب أن يجاور الخليل في داره و يأمن من حر ناره فليتولّ علي بن أبي طالب» (7).

و هذا الباب واسع الذّيل من طرق العامة و الخاصّة نقتصر علي هذا القدر؛لأن الروايات فيه لا تحصي.

ص: 303


1- سوره 19 - آيه 60
2- مريم:60.
3- أمالي الطوسي:/259المجلس /10ح 6.
4- أمالي الطوسي:/282المجلس /10ح 85.
5- أمالي الطوسي:/283المجلس /10ح 87.
6- أمالي الطوسي:/295المجلس /11ح 26.
7- أمالي الطوسي:/295المجلس /11ح 27.

الباب الثامن و العشرون: في نص رسول اللّه علي وجوب التمسّك بالثقلين

في نص رسول اللّه علي وجوب التمسّك بالثقلين

من طريق العامة و فيه تسعة و ثلاثون حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل:حدثني أبي قال:حدّثنا أسود ابن عامر قال:حدثنا إسرائيل بن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة قال:لقيت زيد بن أرقم و هو داخل علي المختار أو خارج من عنده فقلت له:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إني تارك فيكم الثقلين»قال:نعم (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدثني أبي قال:حدّثنا ابن نمير قال:حدّثنا عبد الملك ابن[أبي]سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني[قد] تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي،الثقلين و أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي ألا إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض»قال ابن نمير:قال بعض أصحابنا عن الأعمش قال:«انظروا كيف تخلّفوني فيهما» (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:حدّثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم خليفتين:كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الأرض أو ما بين السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض» (3).

الرابع: مسلم بن الحجاج في صحيحه في الجزء الرابع من أجزاء ستة في آخر الكراس الثانية من أوّله قال:حدثني زهير بن حرب و شجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية عن زهير قال:حدّثنا إسماعيل ابن إبراهيم حدثني أبو حيّان حدثني يزيد بن حيان قال:انطلقت أنا و حصين بن سبرة و عمر بن مسلم إلي زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين:لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا،رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سمعت حديثه و غزوت معه وصليت معه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا،حدّثنا يا زيد

ص: 304


1- مسند أحمد:371/4.
2- مسند أحمد:27/3-59.
3- مسند أحمد:182/5-181.

ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:يا ابن أخي و اللّه،لقد كبرت سني و قدم عهدي و نسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما حدثتكم فأقبلوه و ما لا[أتذكره] (1)فلا تكلفونيه،ثم قال:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما خطيبا بما يدعي(خما)بين مكّة و المدينة فحمد اللّه و أثني عليه و وعظ و ذكر ثم قال:«أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب و أنا تارك فيكم ثقلين:

أوّلهما كتاب اللّه فيه النور فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به،فحث علي كتاب اللّه و رغب فيه ثم قال:و أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي،اذكركم اللّه في أهل بيتي».فقال حصين:و من أهل بيته؟قال:نساؤه من أهل بيته؟قال:لا،و لكن أهل بيته من حرم عليه الصدقة بعده (2).

الخامس: مسلم في صحيحه أيضا قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا محمد بن فضيل و حدّثنا إسحاق بن إبراهيم حدّثنا جرير كلاهما عن أبي حيّان بهذا الإسناد نحو حديث إسماعيل و زاد في حديث جرير:«كتاب اللّه فيه الهدي و النور من استمسك به و أخذ به كان علي الهدي و من أخطأه ضل» (3).

السادس: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا محمد بن بكار بن الريّان قال:حدّثنا حسان-يعني ابن إبراهيم بن سعيد و هو ابن مسروق-عن يزيد بن حيّان عن يزيد بن أرقم قال:دخلت عليه فقلت له:

لقد صاحبت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صلّيت خلفه،و ساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنّه قال:

«ألا و إني تارك فيكم ثقلين:أحدهما كتاب اللّه هو حبل و اللّه من اتبعه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة».و فيه:فقلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا أيم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثمّ يطلقها فترجع إلي أهلها و قومها،أهل بيته أصله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده (4).

السابع: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالي: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (5) (6)قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن حبيب قال:وجدت في كتاب جدّي بخطه قال:[حدثنا أحمد بن أعجم القاضي المروزي]حدّثنا الفضل بن موسي الشيباني أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أيها الناس إني تركت فيكم الثقلين:خليفتين إن

ص: 305


1- زيادة اقتضاها السياق.
2- صحيح مسلم:7:123.
3- صحيح مسلم:123/7 ط.دار الفكر.
4- صحيح مسلم:124/7.
5- سوره 3 - آيه 103
6- آل عمران:103.

أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر،كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض-أو قال إلي الأرض-و عترتي أهل بيتي ألا و أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

الثامن: أبو الحسن علي بن محمد الطيّب الخطيب الشافعي المعروف ب(ابن المغازلي)في كتاب(مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام)قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن منهل النحوي قال:

حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن علي السقطي قال:حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن أبي العوام الرياحي قال:حدّثنا أبو عامر الغفاري عن عبد الملك بن عمرو قال:حدّثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«إني اوشك أن ادعي و اجيب و إني قد تركت فيكم الثقلين:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و إن اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض فانظروا ما ذا تخلفوني فيهما» (2).

التاسع: ابن المغازلي عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان الأزهري يرفعه،و ذكر الحديث الأول الذي عن زيد بن أرقم من طريق مسند أحمد بن حنبل (3).

العاشر: ابن المغازلي عن أبي طالب محمد بن عثمان الأزهري يرفعه إلي زيد بن أرقم،و هو الذي تقدم من طريق مسلم عن زيد بن أرقم (4).

الحادي عشر: ابن المغازلي عن الحسن بن أحمد بن موسي الغندجاني يرفعه إلي أبي سعيد الخدري،و هو الحديث الذي تقدّم من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري (5).

الثاني عشر: أبو الحسن رزين بن معاوية الأندلسي من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن و من صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر و هو كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني في عترتي» (6).

قال سفيان:أهل بيته هم ورثة علمه لأنه لا يورث من الأنبياء إلاّ العلم فهو كقول نوح عليه السّلام: رَبِّ (7)

ص: 306


1- العمدة عن الثعلبي المخطوط:71 ح.
2- مناقب ابن المغازلي:235.
3- مناقب ابن المغازلي:/156ح 281.
4- مناقب ابن المغازلي:/156ح 281.
5- مناقب ابن المغازلي:/156ح 282.
6- سنن الترمذي:329/5 ح 3876.
7- سوره 71 - آيه 28

اِغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً (1) (2) يريد ديني،و العلماء من أهل بيته المقتدون به و العاملون بما جاء به لهم فضلان (3).

الثالث عشر: أبو عبد اللّه محمد بن أبي نصر الحميدي في الحديث الخامس من أفراد مسلم بن مسند ابن أبي أوفي عن يزيد بن حيّان قال:انطلقت أنا و حصين بن سمرة و عمر بن مسلم إلي زيد ابن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين:لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا[رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سمعت حديثه و غزوت معه و صليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا]حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا ابن أخي و اللّه لقد كبرت سني و قدم عهدي و نسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه فما حدثتكم فأقبلوه و ما[نسيت] (4)فلا تكلّفونيه،ثم قال:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فينا خطيبا بما يدعي(خما)بين مكّة و المدينة فحمد اللّه و اثني عليه و وعظ و ذكّر ثم قال:«أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب و أنا تارك فيكم ثقلين:[أولهما]كتاب اللّه فيه الهدي و النور فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به»فحثّ علي كتاب اللّه و رغّب فيه ثم قال:«و أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي»فقال له حصين:و من أهل بيته يا زيد أ ليس نساؤه من أهل بيته؟قال:

لا أيم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلي أبيها.[و قومها]و لكن أهل بيته[أصله و عصبته]من حرم الصدقة بعده.قال الحميدي:زاد في حديث جرير:«كتاب اللّه فيه الهدي و النور من استمسك به و أخذ به كان علي الهدي و من اخطأه ضلّ» (5).

و في حديث سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيّان نحوه غير أنه قال:«ألا و إني تارك فيكم ثقلين:

أحدهما كتاب اللّه و هو حبل اللّه من اتبعه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة و أهل بيتي» فقلنا من أهل بيته نساؤه؟قال:لا ايم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ثم يطلقها فترجع إلي أبيها و قومها،أهل بيته أهله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده (6).

الرابع عشر: ابن المغازلي الشافعي في المناقب قال:أخبرنا أبو يعلي علي بن عبيد اللّه بن العلاف البزّار اذنا قال:أخبرني عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزار.قال:أخبرني عبد اللّه بن محمد بن عثمان.قال:حدثني محمد بن بكر بن عبد الرزاق،و حدثني أبو حاتم مغيرة بن محمد

ص: 307


1- سوره 71 - آيه 28
2- نوح:28.
3- في العمدة:73 ح 89.
4- زيادة اقتضاها السياق.
5- صحيح مسلم:123/7-124 كتاب الفضائل ط.دار الفكر،و ما بين معقودتين منه.
6- المصدر السابق.

المهلبي قال:حدثني مسلم بن إبراهيم حدثني نوح بن قيس الحدّانّي حدثني الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قال:أقبل نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله من مكّة في حجة الوداع حتي نزل بغدير الجحفة بين مكة و المدينة فأمر بالدّوحات فقمّ ما تحتهن من شوك ثم نادي الصلاة جامعة،فخرجنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في يوم شديد الحرّ و إن منّا لمن يضع ردائه علي رأسه و بعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء حتي انتهينا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فصلي بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال:«الحمد للّه نحمده و نستعينه و نؤمن به و نتوكل عليه و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن أضل و لا مضل لمن هدي و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمدا عبده و رسوله،أما بعد أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف عمر من قبله و إنّ عيسي ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة و إنّي قد أسرعت في العشرين ألا و إنّي يوشك أن افارقكم و إنّي مسئول و أنتم مسئولون فهل بلغتكم فما أنتم قائلون؟فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون:نشهد بذلك أنّك عبد اللّه و رسوله قد بلغت رسالته و جاهدت في سبيله و صدعت بأمره و عبدته حتي أتاك اليقين جزاك اللّه عنا خير ما جازا نبيّا عن امته فقال:أ لستم تشهدون أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمدا عبده و رسوله و ان الجنّة حق و النار حق و تؤمنون بالكتاب كله قالوا:بلي قال:اشهد أنّي قد صدقتكم و صدقتموني ألا و اني فرطكم و أنتم تبعي توشكون أن تردوا عليّ الحوض فاسألكم حين تلقوني عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما قال فاعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتي قام رجل من المهاجرين قال:بأبي أنت و امي يا نبي اللّه ما الثقلان؟قال:الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه تعالي و طرف بأيديكم فتمسّكوا به و لا تضلّوا،و الأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي و أجاب دعوتي فلا تقتلوهم و لا تقهروهم و لا تقصروا عنهم فإني قد سألت اللّه اللطيف الخبير فأعطاني أن يردا عليّ الحوض كهاتين-و أشار بالمسبحة-و لو شئت قلت:كهاتين-و أشار بالسبابة و الوسطي-ناصرهما إليّ ناصر و خاذلهما إليّ خاذل و وليهما إليّ ولي و عدّوهما إليّ عدوّ ألا فإنها لم تهلك أمّة قبلكم حتي تدين بأهوائها و تظاهر علي نبوّتها و تقتل من قام بالقسط منها ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها فقال:من كنت مولاه فهذا مولاه و من كنت وليّه فهذا وليّه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»قالها ثلاثا هذا آخر الخطبة (1).

الخامس عشر: السمعاني في كتاب فضائل الصحابة قال:عن طلحة بن مصرف عن عطية عن أبي سعيد الخدري قدّس سرّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إني اوشك أن ادعي فاجيب و إني تارك فيكم الثقلين

ص: 308


1- مناقب ابن المغازلي:/29ح 23.

كتاب اللّه و عترتي:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و إنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

السادس عشر: صاحب(العمدة)من طريق المخالفين بالإسناد عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (2).

السابع عشر: صدر الأئمة عند المخالفين موفق بن أحمد في كتاب فضائل علي أمير المؤمنين في حديث مكاتبة معاوية عمرو بن العاص في استدعاء عمرو بن العاص إلي المعونة علي أمير المؤمنين عليه السّلام فأجابه عمرو بن العاص جواب المكاتبة:من عمرو بن العاص صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي معاوية بن أبي سفيان أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته ثم فهمته فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي و التهور في الضلالة معك و إعانتي إياك علي الباطل و اختراط السيف في وجه علي رضي اللّه عنه،و هو أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه و وراثه و قاضي دينه و منجز وعده و زوج ابنته سيدة نساء الجنة و أبو السبطين الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون،و أماما قلت:إنك خليفة عثمان،فقد صدقت و لكن تبيّن اليوم عزلك عن خلافته و قد بويع لغيره فزالت خلافتك،و أما ما عظمتني به و نسبتني إليه من صحبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية و لا أميل بها عن الملّة،و أما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه إلي البغي و الحسد لعثمان و سميت الصحابة فسقة و زعمت أنه أشدهم علي قتله فهذا كذب و غواية.

ويحك يا معاوية أ ما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بات علي فراشه و هو صاحب السبق إلي الإسلام و الهجرة و قد قال عنه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«هو مني و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ انّه لا نبي بعدي».و قد قال فيه يوم غدير خم:«ألا و من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله».و هو الذي قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم خيبر:«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»و هو الذي قال فيه يوم الطير:«أنت مني بأحب الخلق إليك فلما دخل عليه قال و اليّ و اليّ».و قد:قال فيه يوم بني النظير:«علي إمام البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول من خذله».و قد قال صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ وليّكم من بعدي»و أكد القول عليك و عليّ و علي جميع المسلمين و قال:«إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي»و قد قال:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها».و قد علمت يا

ص: 309


1- مسند أبي يعلي:297/2 ح 1021،و المعجم الأوسط:374/3.
2- العمدة لابن البطريق:104.

معاوية ما أنزل اللّه في كتابه فيه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشرك فيها أحد كقوله تعالي:

يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (1) (2) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) (4) أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (5) (6) و قد قال اللّه تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (7) (8)و قد قال تعالي لرسوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (9) (10)و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«أ ما ترضي أن يكون سلمك سلمي و حربك حربي و تكون أخي و وليّ في الدنيا و الآخرة يا أبا الحسن من أحبّك فقد أحبّني و من أبغضك فقد أبغضني و من أحبّك أدخله اللّه الجنّة و من أبغضك أدخله اللّه النار»و كتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين و السلام (11).

الثامن عشر: في كتاب(سير الصحابة)قال:أخبرني إبراهيم بن محمد قال:حدثني عيسي ابن عبد اللّه بن محمد بن علي عن أبيه قال كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام فسمع الرعد فقال:

«سبحان من سبّحت له الرعد ثم قال:يا أبا محمد أخبرني أبي عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني لأجد أن لا بقاء لنبي إلاّ نصف عمر الذي مضيّ له في النبوة و إنّي إن ادعي فاجيب فما أنتم قائلون؟فقال كل رجل منهم ما شاء اللّه أن يقول فقالوا:نشهد أنّك قد بلغت و نصحت فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ليس تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمدا رسول اللّه و أنّ الجنّة حق و النار حق و البعث حق؟قالوا:نعم،فقال و أومئ بيده إلي صدره و أنا معكم موافيّ،لكم منذر و انتم واردون عليّ الحوض عرضه ما بين صنعاء و بصري فيه عدد الكواكب اقداحا من الذهب و الفضة (12)فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فقال:كتاب اللّه الثقل الأكبر سبب طرفه بيد اللّه و سبب طرفه الآخر في يدكم فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تزلّوا،و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض و سألت ربّي لهما ذلك فلا تتقدموهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.ثم أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام و قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه» (13).

ص: 310


1- سوره 76 - آيه 7
2- الدهر:7.
3- سوره 5 - آيه 55
4- المائدة:55.
5- سوره 11 - آيه 17
6- هود:17.
7- سوره 33 - آيه 23
8- الأحزاب:23.
9- سوره 42 - آيه 23
10- الشوري:23.
11- المناقب:/199ح 240.
12- في المصدر:قد حان ماؤه أشد بياضا من الفضة،و في كتاب ابن مخلد القرطبي:و فيه قد حان من ذهب و فضة.
13- المسترشد للطبري:467 ح 158،و كتاب ما روي في الحوض و الكوثر للقرطبي بتفاوت:88،و ينابيع المودة:118/1.

التاسع عشر: كتاب سير الصحابة أخبرنا أبو حفص بن عمر الفرّاء قال زيد بن الحسن الانماطي:

عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الفزاري قال:لما نزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الجحفة صاروا عن حجة الوداع في أصحابه عند سمرات السطحاء متقاربات أن نزلوا تحتهن حتي إذا نزل القوم و أخذوا منازلهم أرسل لتلك السمرات فقمّ ما تحتهن من الشوك و سوّين عن رءوس الجبال حتي نودي بالصلاة فصلي تحتهن،ثم قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطيبا فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:«أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير انّه لم يعمّر نبي إلاّ دون عمر صاحبه و لا أراني إلاّ موشكا أن ادعي فاجيب و أنا مسئول و أنتم مسئولون و ألا فهل بلغتكم؟فقال الناس:قد و اللّه بلغت و جهدت و حرصت فجزاك اللّه عنّا خيرا،قال:أ فلستم تشهدون أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمدا عبده و رسوله و أنّ البعث بعد الموت حق و أنّ الجنة و النار حقّ؟قالوا:بلي نشهد بذلك،قال:اللهم اشهد،ثم قال:أيها الناس إن اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين و أولي بالمؤمنين من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه و هو آخذ بيد علي عليه السّلام ثم قال:اللهم وال من ولاه و عاد من عاداه قال فليسمع الشاهد الغائب و الأبيض الأسود و الكبير الصغير،ثم قال:أيها الناس إنّكم واردون عليّ الحوض و عرضه مثل ما بين بصري و صنعاء و فيه عدد النجوم قداحا من فضة و ذهب ألا و إني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني، قالوا:و ما الثقلين يا رسول اللّه؟

قال:الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تبدّلوا،و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي،قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يلقياني و سألت ربي لهما ذلك فأعطاني لا تسابقوهم فتهلكوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فهم أعلم منكم» (1).

العشرون: أبو الحسن الفقيه أحمد بن محمد بن شاذان من طريق العامة في المناقب المائة عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و علي بن أبي طالب أفضل لكم من كتاب اللّه لأنه مترجم لكم عن كتاب اللّه» (2).

الحادي و العشرون: ابن المغازلي الشافعي بإسناده إلي ابن أبي الدنيا من كتاب فضائل القرآن قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و قرابتي،قال:آل عقيل

ص: 311


1- المصدر السابق،و ينابيع المودة:121/1.
2- مائة منقبة:/161المنقبة:86،بتفاوت.

و آل علي و آل جعفر و آل العباس» (1).

الثاني و العشرون: ابن المغازلي أيضا بإسناده إلي علي بن أبي ربيعة قال:لقيت زيد بن أرقم و هو يريد أن يدخل علي المختار فقلت:بلغني عنك شيء؟قال:و ما هو؟قلت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،قال:اللهم نعم» (2).

الثالث و العشرون: موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ أخبرنا خلف بن سالم عن يحيي بن حماد حدثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش قال:حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال:لما رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع نزل بغدير خم أمر بدوحات فقمن ثم قال:«كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض ثم قال:إن اللّه عزّ و جل مولاي و أنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي عليه السّلام و قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»فقال:أنت سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذا؟ فقال:ما كان في الدّوحات أحدا إلاّ و قد رآه بعينه و سمعه باذنه (3).

الرابع و العشرون: موفق بن أحمد هذا قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن بابويه الاصبهاني بنيسابور عن حامد بن محمد الهروي عن خصيف عن مجاهد قال:قيل لابن عباس:ما تقول في علي كرّم اللّه وجهه؟فقال:

ذكرت و اللّه أحد الثقلين سبق بالشهادتين و صلّي القبلتين و بايع البيعتين و هو أبو السبطين الحسن و الحسين و ردّت عليه الشمس مرتين بعد ما غابت عن القبلتين و جرد السيف تارتين و هو صاحب الكرتين،فمثله في الامة مثل ذي القرنين ذاك مولاي علي بن أبي طالب (4).

الخامس و العشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:انبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم و الإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر

ص: 312


1- الطرائف عنه:/116ح 177 و ليس هو في المناقب.
2- الطرائف عن ابن المغازلي و ليس هو في المناقب المطبوع:116 ح 178.
3- المناقب:/154ح 182.
4- المناقب:/329ح 349 و قد حذف المصنف في أسانيد بعض الرجال.

الحليان فيما كتباه لي رحمة اللّه عليهما،قال:أنبأنا الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي بروايته عن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد عن والده عن جدّه محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي و أبو بكر محمد ابن أحمد بن علي المعمري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القائني قال:أنبأنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه قدّس سرّه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان،قال:حدّثنا العباس بن الفضل المقري قال:نبأنا محمد بن علي بن منصور قال:نبأنا عمرو بن عون قال:نبأنا خالد عن الحسن بن عبيد اللّه عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

السادس و العشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد قال:حدّثنا الحسن بن شعيب الجوهري أبو محمد قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال:

حدّثنا عبد اللّه بن موسي عن شريك عن الدكين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي ألا و هما الخليفتان من بعدي و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (2).

السابع و العشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد عن ابن بابويه قدّس اللّه روحه قال:نبأنا الحسن ابن عبد اللّه بن سعيد قال:أنبأنا القشيري قال:نبأنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال:حدثني أبي قال:حدثني عبد اللّه بن داود عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض طرف بيد اللّه و عترتي ألا و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض».فقلت لأبي سعيد:من عترته؟قال:أهل بيته.حدّثنا علي بن الفضل البغدادي قال:سمعت عمر صاحب أبي العباس غلام ثعلب يقول:سمعت أبا العباس ثعلب سأل عن معني قوله صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين»لم سميا بثقلين قال:لأن التمسك بهما ثقيل» (3).

الثامن و العشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد عن ابن بابويه قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطّار النيسابوري قال:حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان قال:حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم قال:حدّثنا عيسي بن يونس قال:حدّثنا زكريا بن أبي زائدة عن

ص: 313


1- فرائد السمطين:/142/2ب /33ح 436-441.
2- فرائد السمطين:/144/2ب /33ح 437.
3- فرائد السمطين:/144/2ب /33ح 438.

عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

التاسع و العشرون: الحمويني هذا بالإسناد عن ابن بابويه عليه الرحمة قال:حدّثنا محمد بن عمر قال:حدثني الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن علي التميمي قال:حدثني أبي قال:حدثني سيدي علي بن موسي بن جعفر قال:حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و عليهم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (2).

الثلاثون: الحمويني هذا قال أخبرني الإمامان ابن عمّي الشيخ الزاهد نظام الدين محمد بن علي ابن المؤيد الحمويني و القاضي ظهير الدين محمد بن محمد بن علي البناكتي ثم الأسفرائيني إجازة قال:أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين عبد السلام بمدينة دها قال:أنبأنا أبي شيخ الشيوخ عماد الدين عمر بن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الحسن بن محمد بن حمويه قال:أنبأنا الإمام الأجل قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري قال:أنبأنا عبد الجبار بن محمد الخواري قال:أنبأنا الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال:أنبأنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة قال:نبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال:نبأنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال:نبأنا جعفر-يعني بن عون-و يعلي عن أبي حيان التيمي عن يزيد بن حيان قال:

سمعت زيد بن أرقم قال:قام فينا ذات يوم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطيبا فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:«أمّا بعد أيها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيبه و اني تارك فيكم الثقلين اوّلهما كتاب اللّه فيه الهدي و النور فاستمسكوا بكتاب اللّه و خذوا به،فحثّ علي كتاب اللّه عزّ و جل و رغب فيه ثم قال:أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي».ثلاث مرات.فقال له حصين:يا زيد من أهل بيته أ ليس نساؤه من أهل بيته؟قال:بلي انّ نسائه من أهل بيته و لكن أهل بيته من حرّم الصدقة بعده.قال:و من هم؟قال:آل علي و آل جعفر و آل العباس و آل عقيل فقال كل هؤلاء يحرم الصدقة قال:نعم (3).

ص: 314


1- فرائد السمطين:/146/2ب /33ح 439.
2- فرائد السمطين:/147/2ب /33ح 440.
3- فرائد السمطين:/233/2ب /46ح 513.

الحادي و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر الحافظ نبأنا محمد بن يحيي بن مندة نبأنا حميد ابن مسعود نبأنا حيّان الكرماني عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان قال:دخلنا علي زيد بن أرقم فقال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ألا إني تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب اللّه عزّ و جل من تبعه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة ثم أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي».ثلاث مرات

قلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا أهل بيته أهله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده آل علي و آل العباس و آل جعفر و آل عقيل» (1).

الثاني و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلي قطب وقته سماعا عليها بمدينة السلام بغداد عصر يوم الجمعة السادس و العشرين من صفر سنة اثنتين و سبعين و ستمائة قيل لها أخبرك الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السقاء قراءة عليه و أنت تسمعين في خامس رجب سنة سبع عشرة و ستمائة بالمدرسة القادرية قالت:نعم،قال:أنبأنا أبو القاسم سعيد ابن أحمد بن البناء و أبو محمد بن المبارك بن أحمد بن بركة الكندي في جمادي الأولي سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة قالا:أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن الزّينبي قال:أنبأنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرّحمن بن العباس المخلص قال:أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي أنبأنا بشر بن الوليد الكندي أنبأنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إني أوشك أن ادعي فاجيب و إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جلّ جبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و انّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا ما تخلفوني فيهما» (2).

الثالث و الثلاثون: الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال:أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن أبي القاسم بن عمر المقري البغدادي بقراءتي عليه بها قال:أنبأنا الإمام السيد أبو محمد الحسن بن علي بن المرتضي الحسني إجازة أنبأنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي إجازة،و أخبرني العدل أبو طالب علي بن أنجب اذنا قال:أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن علي إجازة و أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنّة معين الدين أبو عبد اللّه محمد بن حمويه الحمويني إجازة قال:

أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الملك بن كعب قال:أنبأنا أبو العباس عطاء بن أحمد بن إدريس و أبو

ص: 315


1- فرائد السمطين:/250/2ب /48ح 520.
2- فرائد السمطين:/272/2ب /54ح 538.

زكريا يحيي بن زكريا بن معاذ الترمذي قالا:أنبأنا الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن علي الحكيم الترمذي قال:أنبأنا الشيخ نصر قال:أنبأنا يزيد بن الحسن قال:أنبأنا معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال:لما صدر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع خطب قال:«أيها الناس انّه قد نبأني اللطيف الخبير انّه لن يعمر نبي إلاّ مثل نصف عمر الذي يليه من قبل و اني أظن أني موشك أن ادعي فاجيب و أني فرطكم علي الحوض فإني مسائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه و طرف بأيديكم فاستمسكوا و لا تضلوا و لا تبدّلوا و عترتي أهل بيتي فإني قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

الرابع و الثلاثون: عزّ الدّين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال:روي الناقدي قال:سئل الحسن البصري عن علي عليه السّلام و كان يظنّ به الانحراف عنه و لم يكن كما ظنّ فقال:ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع؟ائتمانه علي براءة و ما قال له الرسول في غزاة تبوك فلو كان غير النبوّة شيء يفوته لاستثناه،و قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«الثقلان كتاب اللّه و عترتي و انه لم يؤمّر عليه أمير قط و قد أمّرت الامراء علي غيره» (2).

الخامس و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّي مخلف فيكم الثقلين» و قال صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم أدر الحقّ معه حيث دار».و أمثال ذلك من النصوص الدالة علي تعظيمه و تبجيله و منزلته في الإسلام (3).

السادس و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«خلفت فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي حبلان ممدودان من السماء إلي الأرض لا يفترقا حتي يردا عليّ الحوض».فعبّر أمير المؤمنين عليه السّلام من أهل البيت بلفظ السّبب لما كان النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:حبلان و السبب في اللغة الحبل عني بقوله امروا بمودته قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) (5)(6).

السابع و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة له عليه السّلام:«خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فينا راية الحق من تقدمها مرق و من تخلّف عنها زهق و من لزمها لحق دليلها مكيث الكلام بطيء القيام سريع إذا قام ألا إنّ مثل آل محمد كمثل نجوم السماء إذا خوي نجم طلع نجم».قال

ص: 316


1- فرائد السمطين:/272/2ب /55ح 539.
2- شرح نهج البلاغة:95/4.
3- شرح نهج البلاغة:270/10.
4- سوره 42 - آيه 23
5- الشوري:23.
6- شرح نهج البلاغة:133/9.

ابن أبي الحديد في الشرح:أراد بذلك راية الحقّ الثقلان المخلّفان بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هما الكتاب و العترة قال:يقول عليه السّلام:«من خالفها متقدّما لها أو متأخرا عنها فقد خرج عن الحق و من لازمها فقد ما أصاب الحق»ثم قال:«دليلها مكيث الكلام»يعني نفسه عليه السّلام،لأن المشار إليه من العترة،و أعلم الناس بالكتاب،و مكيث الكلام:بطيئه و رجل مكيث أي رزين،و المكث:اللبث و الانتظار.

فأما قوله عليه السّلام:«مكيث الكلام»فانّ قلّة الكلام من صفات المدح و كثرته من صفات الذّم (1).

الثامن و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:و من كتاب كتبه عليه السّلام إلي الحارث الهمداني قال:«و تمسّك بحبل القرآن انتصحه و أحلّ حلاله و حرّم حرامه»قال ابن أبي الحديد في الشرح:جاء في الخبر المرفوع لما ذكر الثقلين فقال:«أما أحدهما كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض طرف بيد اللّه و طرف بأيديكم» (2).

التاسع و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:في كلام لأمير المؤمنين عليه السّلام:«و آخر قد تسمي عالما ليس به فاقتبس جهائل من جهال و أضاليل من ضلاّل و نصب للناس أشراكا من حبائل غرور و قول زور قد حمل الكتاب علي آرائه،و عطف الحق علي أهوائه،يؤمن الناس من العظائم، و يهوّن كبير الجرائم،يقول أقف عند الشبهات و فيها وقع،و يقول اعتزل البدع و بينها اضطجع، فالصورة صورة إنسان و القلب قلب حيوان،لا يعرف باب الهدي فيتبعه و لا باب العمي فيصدّ عنه و ذلك ميّت الأحياء.

فأين تذهبون و أنّي تؤفكون؟!و الأعلام قائمة و الآيات واضحة و المنار منصوبة فأين يتاه بكم و كيف تعمهون و بينكم عترة نبيّكم،و هم أزمّة الحق و أعلام الدين و ألسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن و ردوهم ورود الهيم العطاش،أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين صلّي اللّه عليه و آله:إنه يموت من مات منّا و ليس بميت و يبلي من بلي منّا و ليس ببال،فلا تقولوا ما لا تعرفون فإن أكثر الحق فيما تنكرون،و أعذروا من لا حجة لكم عليه و هو أنا أ لم اعمل فيكم بالثقل الأكبر و أترك فيكم الثقل الأصغر قد ركزت فيكم رآية الإيمان و وقفتكم علي حدود الحلال و الحرام و ألبستكم العافية من عدلي و فرشتكم المعروف من قولي و فعلي و أريتكم كرائم الأخلاق من نفسي فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر و لا يتغلغل إليه الفكر».

قال ابن أبي الحديد في الشرح الاعلام المعجزات هاهنا:جمع علم،و أصلها الجبل أو الراية و المنار تنصب في الفلاة ليهتدي بها و قوله:«فأين يتاه بكم»أي أين يذهب بكم في التّيه و يقال:

ص: 317


1- شرح نهج البلاغة:85/7.
2- شرح نهج البلاغة:43/18.

أرض تيها يتحير سالكها،و تعمهون:تتحيرون و تضلّون،و عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهله الأدنون و نسله، و ليس بصحيح قول من قال:إنهم رهطه و ان بعدوا،و إنما قال أبو بكر رضي اللّه عنه يوم السقيفة أو بعده:نحن عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بيضته التي تفقأت عنه،علي طريق المجاز لأنهم بالنسبة إلي الأمصار عترة له لا في الحقيقة.

ألا تري أن العدناني يفاخر القحطاني فيقول له:أنا ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ليس أنه يعني أنه ابن عمه علي الحقيقة،لكنه بالإضافة إلي القحطاني كأنه ابن عمه و إنما استعجل ذلك و نطق به مجازا.

و إن قدر مقدر أنه علي طريق حذف المضافات أي ابن ابن عمّ أب الأب إلي عدد كثير في البنين و الآباء فلذلك أراد أبو بكر إنهم عترة أجداده علي طريق حذف المضاف،و قد بيّن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عترته من هي لما قال:«اني تارك فيكم الثقلين فقال:عترتي أهل بيتي»و بيّن في مقام آخر من أهل بيته حين طرح عليهم كساء،و قال حين نزل: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ (1) «اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس».

قال:فإن قلت فمن هي العترة التي عناها أمير المؤمنين بهذا الكلام؟قلت:نفسه و ولداه و الأصل في الحقيقة نفسه لأن ولديه تابعان له و نسبتهما إليه مع وجوده كنسبة الكواكب المضيئة مع طلع الشمس المشرقة و قد نبّه النبي صلّي اللّه عليه و آله علي ذلك بقوله:«و أبوكما خير منكما».و قوله:فهم أزمّة الحق جمع زمام كأنه جعل الحق معهم حيثما داروا،و ذاهبا معهم حيثما ذهبوا كما أن الناقة طوع زمامها، و قد نبّه الرسول صلّي اللّه عليه و آله علي صدق هذه القضية بقوله:«و أدر الحق معه حيث دار»قوله:و ألسنة الصدق من الألفاظ الشريفة القرآنية قال اللّه تعالي: وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (2) (3)كما قال:لا يصدر عنهم حكم و لا قول إلاّ و هو موافق للحق و الصواب جعلهم كأنهم ألسنة صدق لا يصدر عنها قول كاذب اصلا بل هي كالمطبوعة علي الصدق و قوله:«فانزلوهم منازل القرآن»تحته سرّ عظيم،و ذاك أنه أمر المكلّفين بأن يجروا العترة في إجلالها و إعظامها و الانقياد لها و الطاعة لأوامرها مجري القرآن قال:فإن قلت هذا القول منه عليه السّلام يشعر بأن العترة معصومة فما قول أصحابكم في ذلك؟

قال:قلت نص أبو محمد بن متويه في كتاب الكفاية علي أن عليّا عليه السّلام معصوم،و إن لم يكن واجب العصمة و لا العصمة شرط في الإمامة و لكن أدلة النصوص قد دلّت علي عصمته و القطع علي باطنه و مغيبه و ان ذلك أمر اختص هو عليه السّلام به دون غيره من الصحابة،و الفرق ظاهر بين قولنا:

ص: 318


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 26 - آيه 84
3- الشعراء:84.

زيد معصوم و بين قولنا:زيد واجب العصمة لأنه إمام و من شرط الإمام أن يكون معصوما فالاعتبار الأول مذهبنا و الاعتبار الثاني مذهب الإمامية.ثم قال عليه السّلام:«وردوهم ورود الهيم (1)العطاش»أي:

كونوا ذوي حرص و انكماش علي أخذ العلم و الدين عنهم كحرص الهيم الظماء علي ورود الماء.

قال:فإن قلت:فهل هذا الكلام عنه عليه السّلام أم قاله مرفوعا؟قال؟قلت:بل ذكره مرفوعا،ألا تري قال:

«خذوها عن خاتم النبيين»ثم نعود إلي التفسير فنقول:إنه عليه السّلام لما قال لهم ذلك علم أنه قال قولا عجيبا و ذكر أمرا غريبا،و علم أنهم ينكرون ذلك و يعجبون فقال لهم:«فلا تقولوا ما لا تعرفون»أي لا تكذّبوا أخباري و لا تكذبوا أخبار رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لكم بهذا فتقولون ما لا تعلمون صحته.ثم قال:

«فإن أكثر الحق»في الامور العجيبة التي تنكرونها كإحياء الموتي في القيامة و كالصراط و الميزان و النار و الجنة و سائر أحوال الآخرة.

هذا إن كان خاطب من لا يعتقد الإسلام فإن كان الخطاب لمن يعتقد الإسلام فإنه يعني بذلك أن أكثرهم كانوا مرجئة و مشبهة و مجبرة،و من يعتقد أفضلية غيره عليه،و من يعتقد أنه شرك في دم عثمان،و من يعتقد أن معاوية صاحب حجة في حربه أو شبهة يمكن أن يتعلق بها متعلق و من يعتقد أنه أخطأ في التحكيم إلي غير ذلك من ضروب الخطأ التي كان اكثرهم عليها،ثم قال:

«و اعذروا من لا حجة لكم عليه و هو أنا»يقول قد عدلت فيكم و احسنت السيرة فاقمتكم علي المحجة البيضاء حتي لم يبق لأحد منكم حجة يحتج بها عليّ،ثم شرح ذلك فقال:«عملت فيكم بالثقل الأكبر»يعني الكتاب«و خلفت فيكم الثقل الأصغر»يعني ولديه عليهما السّلام لأنهما بقية الثقل الأصغر فجاز أن يطلق عليهما بعد ذهاب من ذهب منه إنهما الثقل الأصغر و إنّما سمّي النبي صلّي اللّه عليه و آله الكتاب و العترة الثقلين لأن الثقل في اللغة متاع المسافر و حشمه فكانه صلّي اللّه عليه و آله لما شارف الانتقال إلي جوار ربّه جعل نفسه كالمسافر الذي ينتقل من منزل إلي منزل و جعل الكتاب و العترة كمتاعه و حشمه لأنهما أخصّ الأشياء به.

قوله عليه السّلام:«و ركّزت فيكم راية الإيمان»أي غرزتها و أثبتها،و هذا من باب الاستعارة،و كذلك قوله:«و وقفتكم علي حدود الحلال و الحرام»من باب الاستعارة أيضا مأخوذة من حدود الدار و هي الجهات الفاصلة بينها و بين غيرها،قوله:«و البستكم العافية من عدلي»استعارة فصيحة و أفصح منها قوله:«و فرشتكم المعروف من قولي و فعلي»أي جعلته لكم فراشا،و فرش هاهنا متعدّ إلي مفعولين،يقال:فرشته كذا أي أوسعته إياه ثم نهاهم أن يستعملوا الرأي فيما ذكره لهم من

ص: 319


1- الهيم:الإبل.

خصائص العترة و عجائب ما منحها اللّه تعالي:فقال:«إنّ أمرنا أمر صعب لا تهتدي إليه العقول و لا تدرك الأبصار قعره و لا تتغلغل الأفكار إليه»و التغلغل الدخول من تغلغل الماء بين الشجر إذا تخلّلها و دخل بين اصولها (1).

و قال:قال عليه السّلام في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله:«نحن الشعار و الأصحاب و الخزنة و الأبواب و لا تؤتي البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا (2).

فهم كرائم الإيمان و هم كنوز الرّحمن،إن نطقوا صدقوا و ان صمتوا لم يسبقوا و لهم خصائص حق الولاية و فيهم الوصية و الوراثة» (3).

ص: 320


1- شرح نهج البلاغة:372/6.
2- شرح نهج البلاغة:164/9.
3- شرح نهج البلاغة:175/9،بتفاوت.

الباب التاسع و العشرون: في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي وجوب التمسّك بالثقلين

في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي وجوب التمسّك بالثقلين

من طريق الخاصة و فيه اثنان و ثمانون حديثا الحديث الأول: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قدّس سرّه قال في كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام قال:حدّثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال:حدّثنا محمد بن عمر الجعاني قال:حدثنا إسماعيل بن محمد بن شيبة القاضي قال:حدثني محمد بن أحمد بن الحسن قال:حدّثنا يحيي بن خلف الراسبي عن عبد الرّحمن قال:حدّثنا يزيد بن الحسن عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول علي منبره:«معاشر الناس إني فرطكم و أنتم واردون عليّ الحوض حوضا ما بين بصري و صنعاء،فيه عدد النجوم قدحان من فضّة،و إني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بيدكم فاستمسكوا به و لن تضلّوا و لا تبدّلوا في عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،معاشر أصحابي كأني علي الحوض انتظر من يرد عليّ منكم و سوف تؤخّر أناس دوني،فأقول:يا رب مني و من امتي فيقال يا محمد هل شعرت بما علموا؟إنّهم ما رجعوا بعدك يرجعون علي أعقابهم.ثم قال أوصيكم في عترتي خيرا و أهل بيتي.

فقام إليه سلمان فقال:يا رسول اللّه:من الأئمة من بعدك أما هم من عترتك؟

فقال:نعم الأئمة من بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه علمي و فهمي فلا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم و اتبعوهم فإنهم أعلم منكم و اتبعوهم فإنهم مع الحق و الحق معهم عليهم السّلام» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحفي البصري في سنة عشر و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد بن عمارة السكري عن إبراهيم بن عاصم عن عبد اللّه بن هارون الكرخي قال:حدّثنا أحمد بن يزيد بن سلامة عن حذيفة بن اليمان،قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم

ص: 321


1- كفاية الأثر:127.

أقبل بوجهه الكريم علينا ثم قال:«معاشر أصحابي أوصيكم بتقوي اللّه و العمل بطاعته فمن عمل بها فاز و نجح و غنم،و من تركها حلّت عليه الندامة فالتمسوا بالتقوي السلامة من أهوال يوم القيامة،فكأني ادعي فاجيب و اني تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا و من تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين و من تخلف عنهم كان من الهالكين،فقلت:يا رسول اللّه علي من تخلّفنا؟

قال:علي من خلّف موسي بن عمران علي قومه؟قلت:علي وصيّه يوشع بن نون،فقال:إنّ وصيي و خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب قائد البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله،فقلت:يا رسول اللّه:فكم تكون الأئمة من بعدك؟

قال:عدة نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه تعالي علمي و فهمي خزان علم اللّه و وحي اللّه،قلت:يا رسول اللّه فما لأولاد الحسن؟قال:إنّ اللّه تبارك و تعالي جعل الإمامة في عقب الحسين،ذلك قوله عزّ و جلّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (1) (2)قلت:أ فلا تسمّيهم لي يا رسول اللّه،قال:نعم لما عرج بي إلي السماء فنظرت إلي ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه أيّدته بعلي و نصرته به،و رأيت أنوار الحسن و الحسين و فاطمة و رأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا عليا و محمدا محمدا و جعفرا و موسي و الحسن و الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب درّيّ فقلت:يا رب من هؤلاء الذين قرنت اسمائهم باسمك؟ قال:يا محمد هم الأوصياء و الأئمة بعدك خلقتهم من طينتك فطوبي لمن أحبّهم،و الويل لمن أبغضهم،فبهم أنزل الغيث و بهم اثيب و اعاقب،ثم رفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السماء و دعا بدعوات و سمعته يقول:اللهم اجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي» (3).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال:حدّثنا هارون بن موسي قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن منصور الهاشمي قال:حدثني أبو موسي عيسي بن أحمد قال:

حدثنا أبو ثابت المدني قال:حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام بن سعيد عن عيسي بن عبد اللّه بن مالك عن عمر بن الخطاب قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أيها الناس إني فرط لكم و انتم واردون عليّ الحوض أعرض ما بين صنعاء و بصري فيه قدحان عدد النجوم من فضة و إني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما،السبب الأكبر كتاب اللّه طرفه

ص: 322


1- سوره 43 - آيه 28
2- الزخرف:28.
3- كفاية الأثر:136.

بيد اللّه و طرفه بيدكم فاستمسكوا به و لا تبدّلوا و عترتي أهل بيتي فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فقلت يا رسول اللّه من عترتك؟فقال:أهل بيتي من ولد عليّ و فاطمة و تسعة من صلب الحسين عليه السّلام أئمة أبرار هم عترتي من لحمي و دمي» (1).

الرابع: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة و محمد بن همام بن سهيل و عبد العزيز و عبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس[عن رجالهم]عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام قال:حدّثنا معمّر بن راشد عن أبان ابن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال:

«أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد أخبرني و عهد إليّ أنّهما لا يفترقان (2)حتي يردا عليّ الحوض:قالوا اللهم شهدنا ذلك كلّه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا:نشهد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه لكل أهل بيتك؟فقال:لا،و لكن الأوصياء منهم علي أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في امتي و ولي كل مؤمن بعدي و هو أولهم و خيرهم،ثم وصيه بعده ابني هذا و أشار إلي الحسن،ثم وصيّه ابني هذا و أشار إلي الحسين،ثم وصيّه ابني بعده سمي أخي،ثم وصيّه بعده سميّي،ثم سبعة من بعده من ولده واحدا بعد واحد حتي يردوا عليّ الحوض،شهداء اللّه في أرضه و حججه علي خلقه،من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه،فقام السبعون البدريون و نحوهم من المهاجرين فقالوا:

ذكرتمونا ما كنا نسينا،نشهد أنا قد[كنا]سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (3).

الخامس: قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قدّس سرّه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:«سئل أمير المؤمنين عن معني قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي،من العترة؟قال:أنا و الحسن و الحسين و الأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم و قائمهم لا يفارقون كتاب اللّه و لا يفارقهم حتي يردا علي رسول اللّه حوضه» (4).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن إسماعيل قال:حدّثنا محمد بن همام عن عبد اللّه بن

ص: 323


1- كفاية الأثر:91.
2- في المصدر:لن يفترقا.
3- كتاب الغيبة للنعماني:73.
4- كمال الدين:240 ح 64 باب 22.

جعفر الحميري عن موسي بن مسلم عن مسعدة قال:كنت عند الصادق عليه السّلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحني متكئا علي عصاه فسلم فرد أبو عبد اللّه عليه السّلام الجواب،ثم قال:يا ابن رسول اللّه ناولني يدك أقبّلها،فأعطاه يده فقبّلها ثم بكي،ثم قال له أبو عبد اللّه:«ما يبكيك يا شيخ»،فقال:جعلت فداك أقمت علي قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر و هذه السنّة و قد كبر سني ورق جلدي و دق عظمي و اقترب أجلي و لا أري فيكم ما أحبّ،أراكم مقتولين مشردين و أري أعدائكم يطيرون بالأجنحة و كيف لا أبكي،فدمعت عينا أبي عبد اللّه عليه السّلام ثم قال:«يا شيخ إن ابقاك اللّه حتي تري قائمنا كنت[معنا]في السنام الأعلي و إن حلّت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد صلّي اللّه عليه و آله و نحن ثقله،فقال صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلوا كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،فقال الشيخ:لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر.ثم قال:«يا شيخ اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن،و الحسن يخرج من صلب علي،و علي يخرج من صلب محمد،و محمد يخرج من صلب علي،و علي يخرج من صلب موسي،ابني هذا و اشار إلي ابنه موسي و هذا خرج من صلبي،نحن اثنا عشر كلّنا معصومون مطهرون.

فقال الشيخ:يا سيدي بعضكم أفضل من بعض؟فقال:لا،نحن في الفضل سواء و لكن بعضنا أعلم من بعض،ثم قال:يا شيخ و اللّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج قائمنا أهل البيت،ألا و إن شيعتنا يقعون في فتنة و حيرة في غيبته هناك يثبت اللّه علي هداه المخلصين اللهم أعنهم علي ذلك» (1).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن محمد قال:حدثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين و ثلاثمائة قال:حدثني عليّ بن موسي الغطفاني قال:حدثنا أحمد بن يوسف الحمصي قال:حدثني محمد بن عكاشة قال:حدّثنا حسين بن يزيد بن عبد علي قال:

حدثني عبد اللّه بن الحسن عن أبيه عن الحسن عليه السّلام قال:«خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فقال بعد ما حمد اللّه و أثني عليه:معاشر الناس كأني ادعي فاجيب و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا فتعلموا منهم و لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم لا تخلوا الأرض منهم و لو خلت لانساخت بأهلها ثم قال عليه السّلام:اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد و لا ينقطع و إنّك لا تخلي الأرض من حجة لك علي خلقك ظاهرا ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حجّتك و لا تضلّ أوليائك بعد إذ هديتهم أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند اللّه،فلما نزل

ص: 324


1- كفاية الأثر:264-260 و بشارة المصطفي:275.

عن منبره قلت له:يا رسول اللّه أما أنت الحجة علي الخلق كلّهم؟قال:يا حسن إن اللّه يقول: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1) (2)فأنا المنذر و علي الهادي قلت:يا رسول اللّه قولك:إن الأرض لا تخلو من حجة قال:نعم،علي هو الإمام و الحجة بعدي،و أنت الإمام و الحجة بعده،و الحسين الإمام و الحجة و الخليفة من بعدك،و لقد نبأني اللطيف الخبير أن يخرج من صلب الحسين ولد يقال له علي سمي جدّه،فإذا مضي الحسين قام بعده علي ابنه و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب علي ولدا سميّي و أشبه الناس بي علمه علمي و حكمه حكمي،و هو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه تعالي من صلب محمد مولودا يقال له جعفر أصدق الناس فعلا و قولا و هو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه تعالي من صلب جعفر مولودا يقال له موسي سمّي موسي بن عمران عليه السّلام أشد الناس تعبّدا فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب موسي ولدا يقال له علي معدن علم اللّه و موضع حكمه و هو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له محمد فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب محمد ولدا يقال له عليّ فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له الحسن فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته و منقذ أوليائه،يغيب حتي لا يري و يرجع عن أمره قوم و يثبت عليه آخرون وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (3) و لو لم يكن من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه عزّ و جلّ ذلك اليوم حتي يخرج قائمنا فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فلا تخلو الأرض منكم،أعطاكم اللّه علمي و فهمي و لقد دعوت اللّه تبارك و تعالي أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي» (4).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن العباس أبو جعفر الخزاعي قال:حدّثنا حسن بن الحسين العرني قال:حدّثنا عمرو بن ثابت عن عطا بن السائب عن أبي يحيي عن ابن عباس قال:صعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنبر فخطب و اجتمع الناس إليه فقال:«يا معشر المؤمنين إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحي إليّ إني مقبوض،و ان ابن عمي مقبوض،و ان ابن عمي عليا مقتول،و اني أيها الناس أخبركم خبرا إن علمتم به سلمتم و إن تركتموه هلكتم،إنّ ابن عمي عليّا هو أخي و وزيري و هو خليفتي و هو المبلغ عني و هو إمام المتقين و قائد الغرّ المحجلين،و إن استرشدتموه أرشدكم،و إن تبعتموه نجوتم،و ان خالفتموه ضللتم،و إن أطعتموه فاللّه أطعتم،و إن عصيتموه فاللّه عصيتم،و إن بايعتموه فاللّه بايعتم،و إن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم،إنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل عليّ

ص: 325


1- سوره 13 - آيه 7
2- الرعد:7.
3- سوره 10 - آيه 48
4- كفاية الأثر:162.

القرآن و هو الذي من خالفه ضلّ و من ابتغي علمه عند غير علي هلك،أيها الناس اسمعوا قولي و اعرفوا حق نصيحتي و لا تخالفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي امرتم به من حفظهم،و إنهم حامتي و قرابتي و إخوتي و أولادي و أنتم مجموعون و مسائلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما إنهم أهل بيتي فمن آذاهم آذاني،و من ظلمهم ظلمني،و من أذلّهم أذلّني،و من أعزّهم أعزّني.و من أكرمهم أكرمني،و من نصرهم نصرني،و من خذلهم خذلني،و من طلب الهدي من غيرهم فقد كذبني،أيها الناس اتقوا اللّه و انظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه،فإني خصم لمن آذاهم و من كنت خصمه خصمته،أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم» (1).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمد بن مسرور قدّس سرّه قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت قال:حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان فقال المأمون:أخبروني عن معني هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (2) (3)فقالت العلماء:أراد اللّه تعالي بذلك الامة كلّها.فقال المأمون:ما تقول يا أبا الحسن؟فقال الرضا عليه السّلام:«لا أقول كما قالوا و لكني أقول أراد اللّه عزّ و جلّ بذلك العترة الطاهرة»،فقال المأمون:و كيف عني العترة الطاهرة من دون الامة؟فقال له الرضا عليه السّلام:«إنه لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنة لقول اللّه تعالي: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (4) (5)ثم جمعهم كلّهم في الجنة فقال: جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ... (6) (7)الآية.فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم».فقال المأمون:من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليه السّلام:«الذين وصفهم اللّه تعالي في كتابه فقال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (8) (9)و هم الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما؛أيها الناس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».قالت العلماء:أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غير الآل؟فقال الرضا عليه السّلام:«هم الآل».

فقالت العلماء:هذا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يؤثر عنه أنه قال:«أمتي آلي»و هؤلاء أصحابه يقولون بالخبر

ص: 326


1- أمالي الصدوق:/121مجلس /15ح 11.
2- سوره 35 - آيه 32
3- فاطر:32.
4- سوره 35 - آيه 32
5- فاطر:32.
6- سوره 35 - آيه 33
7- فاطر:33.
8- سوره 33 - آيه 33
9- الأحزاب:33.

المستفاض الذي لا يمكن دفعه:آل محمد أمته فقال أبو الحسن عليه السّلام:«أخبروني هل تحرم الصدقة علي الآل؟قالوا:نعم،قال:فتحرم علي الامة؟قالوا:لا،فقال:هذا فرق بين الآل و الامة ويحكم أين يذهب بكم أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون؟!أ ما علمتم أنه وقعت الوراثة و الطهارة علي المصطفين المهتدين دون سائرهم؟!

قالوا:و من أين يا أبا الحسن؟

فقال عليه السّلام:من قول اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (1) (2)فصارت النبوة و الكتاب للمهتدين دون الفاسقين،أ ما علمتم أنّ نوحا عليه السّلام سأل ربّه تعالي ذكره فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (3) (4)و ذلك أن اللّه وعده أن ينجيه و أهله فقال له ربّه عزّ و جلّ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (5) (6)».

فقال المأمون:هل فضّل اللّه العترة علي سائر الناس؟فقال أبو الحسن:«إنّ اللّه تعالي أبان فضل العترة علي سائر الناس في محكم كتابه،فقال له المأمون:أين ذلك من كتاب اللّه تعالي؟فقال له الرضا عليه السّلام:في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (7) (8)و قال عزّ و جلّ في موضع آخر: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (9) (10)ثم ردّ المخاطبة علي أثر هذا إلي سائر المؤمنين فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (11) (12)يعني الذين قرنهم الكتاب و الحكمة و حسدوا عليها فقوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (13) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا هو الطاعة لهم.قالت العلماء:فأخبرنا هل فسّر اللّه تعالي الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السّلام:«فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا و موطئا فأول ذلك قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (14) و رهطك المخلصين هكذا في قراءة ابيّ بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود و هذه منزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عني اللّه بذلك الآل فذكره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فهذه واحدة،و الآية الثانية في الاصطفاء قول اللّه عزّ و جلّ:

ص: 327


1- سوره 57 - آيه 26
2- الحديد:26.
3- سوره 11 - آيه 45
4- هود:45.
5- سوره 11 - آيه 46
6- هود:46.
7- سوره 3 - آيه 33
8- آل عمران:33-34.
9- سوره 4 - آيه 54
10- النساء:54.
11- سوره 4 - آيه 59
12- النساء:59.
13- سوره 4 - آيه 54
14- سوره 26 - آيه 214

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2) و هذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاندا أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية،و أما الثالثة فحين ميّز اللّه تعالي الطاهرين من خلقه و أمر نبيه صلّي اللّه عليه و آله بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عزّ و جلّ: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (3) (4)فأبرز النبي صلّي اللّه عليه و آله عليا و الحسن و الحسين و فاطمة(صلوات اللّه و سلامه عليهم)و قرن أنفسهم بنفسه،فهل تدرون ما معني قوله عزّ و جل وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (5) ؟.

قالت العلماء:عني به نفسهم،فقال أبو الحسن:غلطتم إنما عني به علي بن أبي طالب عليه السّلام و مما يدل علي ذلك قول النبي صلّي اللّه عليه و آله حين قال:لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي.يعني علي ابن أبي طالب عليه السّلام فهذه خصوصية لا يتقدّمه فيها أحد،و فضل لا يلحقه فيه بشر،و شرف لا يسبقه إليه خلق،إذ جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة،و أما الرابعة فإخراجه صلّي اللّه عليه و آله الناس من مسجده ما خلا العترة التي حتي تكلّم الناس في ذلك و تكلّم العباس فقال:يا رسول اللّه تركت عليّا و أخرجتنا؟!فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و ما انا تركته و أخرجتكم و لكنّ اللّه تركه و أخرجكم و في هذا تبيان لقوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت مني بمنزلة هارون من موسي.قالت العلماء:و أين هذا من القرآن؟ قال أبو الحسن عليه السّلام:أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم؟قالوا:هات.قال:قول اللّه تعالي وَ أَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (6) (7)ففي هذه الآية منزلة هارون من موسي و فيها أيضا منزلة علي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قال:ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلاّ لمحمد و آله.فقالت العلماء:يا أبا الحسن هذا الشرح و هذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال:و من ينكر لنا ذلك و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا مدينة الحكمة و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها.ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة و الاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره معاند و للّه تعالي الحمد علي ذلك فهذه الرابعة.

و الآية الخامسة قوله تعالي: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (8) (9)خصوصية خصّهم اللّه العزيز الجبار بها و اصطفاهم علي الامة فلما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:ادعوا إليّ فاطمة،فدعيت له فقال:يا فاطمة،قالت:لبّيك يا رسول اللّه فقال صلّي اللّه عليه و آله:هذه فدك هي مما لم يوجف عليها بخيل و لا

ص: 328


1- سوره 33 - آيه 33
2- الأحزاب:33.
3- سوره 3 - آيه 61
4- آل عمران:61.
5- سوره 3 - آيه 61
6- سوره 10 - آيه 87
7- يونس:87.
8- سوره 17 - آيه 26
9- الاسراء:26.

ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين فقد جعلتها لك لما أمرني اللّه تعالي به فخذيها لك و لولدك فهذه الخامسة.

و الآية السادسة قول اللّه عزّ و جل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) (2)و هذه خصوصية للنبي صلّي اللّه عليه و آله إلي يوم القيامة،و خصوصية للآل دون غيرهم،و ذاك أنّ اللّه تعالي حكي في ذكر نوح عليه السّلام في كتابه يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّ عَلَي اللّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (3) (4)و حكي عزّ و جلّ عن هود عليه السّلام انّه قال: يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَي الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ (5) (6)و قال عزّ و جل لنبيّه محمد صلّي اللّه عليه و آله:قل يا محمد لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) (8)و لم يفرض اللّه تعالي مودتهم إلاّ و قد علم انّهم لا يرتدون عن الدين أبدا و لا يرجعون إلي ضلال أبدا و أخري أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدّوا له فلا يسلم له قلب الرجل فأحب اللّه أن لا يكون في قلب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي المؤمنين شيء ففرض اللّه عليهم مودّة ذوي القربي فمن أخذ بها و أحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أحب أهل بيته لم يستطع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يبغضه و من تركها و لم يأخذ بها و أبغض أهل بيته عليهم السّلام فعلي رسول اللّه أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض اللّه تعالي فأي فضيلة و أي شرف يتقدم هذا أو يدانيه فأنزل اللّه تعالي هذه الآية علي نبيّه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (9) فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أصحابه فحمد اللّه و اثني عليه و قال:أيها الناس قد فرض اللّه لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه؟فلم يجبه أحد فقال:أيها الناس إنه ليس بذهب و لا فضة و لا مأكول و لا مشروب.

فقالوا:هات إذا،فتلا عليهم هذه الآية فقالوا:أمّا هذه فنعم.فما و في بها أكثرهم،و ما بعث اللّه عزّ و جلّ نبيا إلاّ أوحي إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأنّ اللّه تعالي يوفي أجر الأنبياء عليهم السّلام و محمد صلّي اللّه عليه و آله فرض اللّه عزّ و جل مودّة قرابته علي امته و أمره أن يجعل أجره فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجبه اللّه تعالي لهم فإن المودّة إنّما تكون علي قدر معرفة الفضل،فلمّا أوجب اللّه تعالي ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة فتمسّك بها قوم قد أخذ اللّه تعالي ميثاقهم علي الوفاء و عاند أهل الشقاق و النفاق ألحدوا في ذلك فصرفوه عن حدّه الذي حدّه اللّه تعالي فقالوا:القرابة هم العرب كلها و أهل دعوته فعلي أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي القرابة فأقربهم من النبي صلّي اللّه عليه و آله أولاهم بالمودّة و كلما قربت القرابة كانت المودّة علي قدرها و ما انصفوا نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله في

ص: 329


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- سوره 11 - آيه 29
4- هود:29.
5- سوره 11 - آيه 51
6- هود:51.
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- سوره 42 - آيه 23

حيطته و رأفته و ما منّ اللّه به علي أمّته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يودوه في ذريته و أهل بيته و أن لا يجعلوهم منهم كمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيهم و حبّا لبنيه.

فكيف و القرآن ينطق به و يدعو إليه و الأخبار ثابتة بانّهم أهل المودّة و الذين فرض اللّه تعالي مودّتهم و وعد الجزاء عليها أنه ما وفي أحد بهذه المودّة مؤمنا مخلصا إلاّ استوجب الجنة لقول اللّه تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) مفسّرا و مبيّنا،ثم قال أبو الحسن عليه السّلام:حدثني أبي عن جدّه عن آبائه عن الحسين ابن علي عليه السّلام قال:«اجتمع المهاجرون و الأنصار إلي رسول اللّه فقالوا:إنّ لك يا رسول اللّه مئونة في نفقتك و فيمن يأتيك من الوفود و هذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارّا مأجورا اعط ما شئت و امسك ما شئت من غير جرح قال:فأنزل اللّه تعالي عليه الرّوح الأمين فقال:يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) يعني:أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوا،فقال المنافقون:ما حمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحثنا علي قرابته من بعده إن هو إلاّ شيء افتراه في مجلسه،و كان ذلك من قولهم عظيما فأنزل اللّه تعالي جبريل بهذه الآية أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفي بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (3) (4)فبعث إليهم النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:هل من حدث؟فقالوا:أي و اللّه يا رسول اللّه،لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الآية فبكوا و اشتدّ بكاؤهم فأنزل اللّه تعالي وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (5) (6)فهذه السادسة.

و أما السابعة فقول اللّه تعالي: إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (7) (8)و قد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل:يا رسول اللّه قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟فقال:تقولون اللّهم صلّ علي محمد و آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد،فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟قالوا:لا، قال المأمون:هذا مما لا خلاف فيه اصلا و عليه اجماع الامة،فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن؟قال أبو الحسن عليه السّلام:«نعم أخبروني عن قول اللّه تعالي: يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ (9)

ص: 330


1- سوره 42 - آيه 22
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 46 - آيه 8
4- الأحقاف:8.
5- سوره 42 - آيه 25
6- الشوري:25.
7- سوره 33 - آيه 56
8- الأحزاب:56.
9- سوره 36 - آيه 1

لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (1) (2) فمن عني بقوله(يس)؟قالت العلماء:(يس)محمد صلّي اللّه عليه و آله لم يشك فيه أحد.

قال أبو الحسن عليه السّلام:إن اللّه تعالي أعطي محمدا و آل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلاّ من عقله و ذلك انّ اللّه عزّ و جل لم يسلم علي أحد إلاّ علي الأنبياء عليهم السّلام فقال تعالي:

سَلامٌ عَلي نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (3) (4) و قال: سَلامٌ عَلي إِبْراهِيمَ (5) (6)و قال: سَلامٌ عَلي مُوسي وَ هارُونَ (7) (8)و لم يقل سلام علي آل نوح و لم يقل سلام علي آل موسي و لا علي آل إبراهيم و قال:

سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (9) (10) يعني آل محمد صلّي اللّه عليه و آله»فقال المأمون:قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا و بيانه،و هذه السابعة.

فأما الثامنة فقول اللّه: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ (11) (12)فقرن سهم ذي القربي مع سهمه و سهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فهذا فصل أيضا بين الآل و الامة لأنّ اللّه تعالي جعلهم في حيز و جعل الناس في حيز دون ذلك و رضي لهم ما رضي لنفسه و اصطفاهم فيه فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بذي القربي و كل ما كان من الفيء و الغنيمة و غير ذلك مما رضيه عزّ و جل لنفسه و رضيه لهم فقال و قوله الحق: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي (13) فهذا تأكيد مؤكد و أثر قائم لهم إلي يوم القيامة في كتاب اللّه الناطق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و أما قوله:

وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ (14) فإن اليتيم إذ انقطع يتمه خرج من الغنائم و لم يكن له فيها نصيب و كذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم و لا يحلّ له أخذه،و سهم ذي القربي قائم إلي يوم القيامة فيهم للغني و الفقير منهم لأنه لا أحد أغني من اللّه عزّ و جلّ و لا من رسول اللّه فجعل لنفسه منهما سهما و لرسوله سهما فما رضيه لنفسه و لرسوله رضيه لهم و كذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه و لنبيّه رضيه لذي القربي،كما اجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه جلّ جلاله ثم برسوله ثم بهم و قرن سهمهم بسهم اللّه و سهم رسوله و كذلك في الطاعة قال اللّه تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (15) (16)فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم باهل بيته

ص: 331


1- سوره 36 - آيه 3
2- يس:1-4.
3- سوره 37 - آيه 79
4- الصافات:79.
5- سوره 37 - آيه 109
6- الصافات:109.
7- سوره 37 - آيه 120
8- الصافات:120.
9- سوره 37 - آيه 130
10- الصافات:130.
11- سوره 8 - آيه 41
12- الأنفال:41.
13- سوره 8 - آيه 41
14- سوره 8 - آيه 41
15- سوره 4 - آيه 59
16- النساء:59.

و كذلك اية الولاية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (1) (2)فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة و الفيء،فتبارك اللّه ما أعظم نعمته علي أهل هذا البيت فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه و نزه رسوله و نزّه أهل بيته فقال اللّه تعالي: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ (3) (4)فهل تجد في شيء من ذلك أنه جعل عز و جلّ سهما لنفسه أو لرسوله أو لذي القربي لأنه لما نزّه نفسه عن الصدقة و نزّه رسوله و نزّه أهل بيته لا بل حرّم عليهم لأن الصدقة محرّمة علي محمد و آل محمد و هي أوساخ أيدي الناس لا يحل لهم لأنهم طهّروا من كل دنس و وسخ فلما طهّرهم اللّه و اصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه و كره لهم ما كره لنفسه عزّ و جل فهذه الثامنة.

و أما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال اللّه تعالي في محكم كتابه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (5) (6)فقالت العلماء:إنما عني بذلك اليهود و النصاري فقال أبو الحسن:سبحان اللّه و هل يجوز ذلك؟!اذا يدعوننا إلي دينهم و يقولون:إنهم أيضا من دين الإسلام فقال المأمون:فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟فقال عليه السّلام:نعم،الذكر:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن اهله، و ذلك بيّن في كتاب اللّه عزّ و جل حيث يقول في سورة الطلاق: فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ (7) و الذكر:رسول اللّه و نحن اهله فهذه التاسعة.

و أما العاشرة فقول اللّه تعالي في آية التحريم: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ... (8)

الآية إلي آخرها فاخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني و ما تناسل من صلبي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يتزوجها لو كان حيا؟قالوا:لا.

قال:فاخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها لو كان حيا؟قالوا:نعم،قال:ففي هذا بيان لأني أنا من آله،و لستم من آله،و لو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرّم عليه بناتي لأني من آله و انتم من امته فهذا فرق ما بيّن الآل و الامة لأن الآل منه و الامة إذا لم تكن من الآل ليست منه فهذه العاشرة.

و أما الحادي عشر فقول اللّه تعالي في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل

ص: 332


1- سوره 5 - آيه 55
2- المائدة:55.
3- سوره 9 - آيه 60
4- التوبة:60.
5- سوره 16 - آيه 43
6- النحل:43.
7- سوره 65 - آيه 10
8- سوره 4 - آيه 23

فرعون: وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ (1) تمام الآية و كان ابن خال فرعون فنسبه إلي فرعون بنسبه و لم يضفه إليه بدينه، و كذلك خصصنا نحن إذ كنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بولادتنا منه و عمّمنا الناس بالدين،فهذا فرق ما بين الآل و الامة فهذا الحادي عشر.

و أما الثاني عشر فقوله عز و جلّ وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها (2) فخصّنا اللّه تعالي بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الامّة بإقامة الصلاة ثم خصّنا من دون الأمة فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يجيء إلي باب علي و فاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول:الصلاة رحمكم اللّه،و ما أكرم اللّه أحدا من ذراري الأنبياء عليهم السّلام بمثل هذه الكرامة التي اكرمنا اللّه بها و خصّنا من دون جميع أهل بيتهم».فقال المأمون و العلماء:جزاكم اللّه أهل بيت نبيّكم عن الامة خيرا فما نجد الشرح و البيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم (3).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن علي بن شعيب الجوهري قدّس سرّه قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي عن شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ألا و هما الخليفتان من بعدي و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (4).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا الحسن بن علي بن الحسين السّكري عن محمد بن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض كهاتين و ضمّ بين سبّابتيه فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه من عترتك؟قال:علي و الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين إلي يوم القيامة» (5).

الثاني عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين و غيره عن سهل عن محمد بن عيسي و محمد بن يحيي و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد

ص: 333


1- سوره 40 - آيه 28
2- سوره 20 - آيه 132
3- أمالي الصدوق:/615مجلس /79ح 1.
4- أمالي الصدوق:/500مجلس /64ح 15.
5- معاني الأخبار:54/91.

الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«أوصي موسي إلي يوشع ابن نون و أوصي يوشع بن نون إلي ولد هارون،و لم يوص إلي ولده و لا إلي ولد موسي إنّ اللّه عزّ و جل له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء،و بشر موسي و يوشع بالمسيح عليه السّلام فلما أن بعث اللّه عزّ و جل المسيح قال المسيح عليه السّلام لهم:إنه سوف يأتي من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل عليه السّلام يجيء بتصديقي و تصديقكم و عذري و عذركم،و جرت من بعده في الحواريين في المستحفظين،و إنما سماهم اللّه عزّ و جل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر و هو الكتاب الذي يعلم به علم كل شيء،الذي كان مع الأنبياء صلوات اللّه عليهم يقول اللّه عزّ و جل:

(لقد ارسلنا رسلا من قبلك و انزلنا معهم الكتاب و الميزان) (1)الكتاب الاسم الأكبر و إنما عرف مما يدعي الكتاب التورية الإنجيل و الفرقان فيها كتاب نوح عليه السّلام و فيها كتاب صالح و شعيب و إبراهيم فاخبره اللّه عزّ و جل إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولي صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي (2) (3)فأين صحف إبراهيم، إنما صحف إبراهيم الاسم الأكبر،و صحف موسي[الاسم الأكبر]فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتي دفعوها إلي محمد صلّي اللّه عليه و آله فلمّا بعث اللّه عزّ و جل محمدا أسلم له العقب من المستحفظين و كذبه بنو إسرائيل و دعا إلي اللّه عزّ و جل و جاهد في سبيله،ثم أنزل اللّه عز ذكره عليه أن أعلن فضل وصيّك فقال:يا ربّ إنّ العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب و لم يبعث إليهم نبي و لا يعرفون فضل بيوتات الأنبياء و لا شرفهم و لا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي فقال اللّه عز ذكره:

وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ (4) وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (5) (6) فذكر من فضل وصيّه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم، فعلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك و ما يقولون فقال اللّه جلّ ذكره:يا محمد:«و لقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (7) (8)لكونهم (9)يجحدون بغير حجة لهم،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يتألّفهم و يستعين ببعضهم علي بعض،و لا يزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيّه حتي نزلت هذه السورة فاحتج عليهم حين أعلم بموته و نعيت إليه نفسه فقال اللّه جل ذكره: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلي رَبِّكَ فَارْغَبْ (10) (11)يقول:فإذا فرغت فانصب علمك و أعلن وصيّك فأعلمهم فضله علانية فقال عليه السّلام:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

ص: 334


1- الآية: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا.. الحديد:25.
2- سوره 87 - آيه 18
3- الأعلي:18-19.
4- سوره 15 - آيه 88
5- سوره 43 - آيه 89
6- النحل:127.
7- سوره 6 - آيه 33
8- الأنعام:33.
9- في المصدر:و لكنهم.
10- سوره 94 - آيه 7
11- الانشراح:8.

ثلاث مرات،ثم قال:لابعثنّ رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله ليس بفرّار،يعرض بمن رجع يجبن أصحابه و يجبنونه.

و قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:عليّ سيد المؤمنين و قال:علي عمود الدين،و قال:هذا هو الذي يضرب الناس بالسيف علي الحق بعدي،و قال:الحق مع علي أينما مال،و قال:إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا كتاب اللّه عزّ و جل و أهل بيتي عترتي،أيها الناس اسمعوا و قد بلغت انّكم ستردون عليّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين،و الثقلان كتاب اللّه جل ذكره و أهل بيتي فلا تسبقوهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.

فوقعت الحجة بقول النبي صلّي اللّه عليه و آله و بالكتاب الذي يقرأه الناس،فلم يزل يلقي فضل أهل بيته بالكلام و يبيّن لهم بالقرآن إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)و قال عزّ ذكره: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي (3) (4)ثم قال جلّ ذكره وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (5) (6)فكان علي عليه السّلام و كان حقه الوصية التي جعلت له،و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة فقال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) (8)ثم قال: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) (10)يقول:أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها مودة القربي بأي ذنب قتلتموهم،و قال جل ذكره: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (11) (12)قال:الكتاب:

الذكر،و أهله آل محمد صلّي اللّه عليه و آله أمر اللّه عزّ و جل بسؤالهم و لم يؤمروا بسؤال الجهّال،و سمي اللّه عزّ و جل القرآن ذكرا فقال تبارك و تعالي: وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (13) (14)و قال عزّ و جلّ: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (15) (16)و قال عزّ و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (17) (18)و قال عزّ و جل: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (19) (20)فردّ اللّه الأمر-أمر الناس-إلي أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم و بالرد إليهم.

فلمّا رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع نزل عليه جبرائيل عليه السّلام فقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ (21)

ص: 335


1- سوره 33 - آيه 33
2- الاحزاب:33.
3- سوره 8 - آيه 41
4- الانفال:42.
5- سوره 17 - آيه 26
6- الاسراء:26.
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- سوره 81 - آيه 8
10- التكوير:8-9.
11- سوره 16 - آيه 43
12- النحل:43.
13- سوره 16 - آيه 44
14- النحل:44.
15- سوره 43 - آيه 44
16- الزخرف:44.
17- سوره 4 - آيه 59
18- النساء:59.
19- سوره 4 - آيه 83
20- النساء:83.
21- سوره 5 - آيه 67

اَلْكافِرِينَ (1) (2) فنادي الناس فاجتمعوا و أمر بسمرات فقم شوكهن ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:يا أيها الناس من وليّكم و أولي بكم من أنفسكم؟فقالوا:اللّه و رسوله،فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثلاث مرات،فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم و قالوا:ما أنزل عزّ و جلّ هذا علي محمد قط،و ما يريد محمد إلاّ أن يرفع بضبع ابن عمّه،فلما قدم المدينة أتته الأنصار فقالوا:يا رسول اللّه إن اللّه جلّ ذكره قد أحسن إلينا و شرفنا بك و بنزولك بين ظهرانينا فقد فرّح اللّه صديقنا و كبت عدوّنا و قد يأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو،فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتي إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم،فلم يردّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم شيئا و كان ينتظر ما يأتيه من ربّه فنزل عليه جبرائيل و قال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) و لم يقبل أموالهم،فقال المنافقون:ما أنزل اللّه هذا علي محمد و ما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه و يحمل علينا أهل بيته يقول أمس:من كنت مولاه فعلي مولاه و اليوم:قل لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودّة في القربي،ثم نزل عليه آية الخمس فقالوا:يريد أن يعطيهم أموالنا و فيئنا،ثم أتاه جبرائيل فقال:يا محمد إنك قد قضيت نبوّتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي،فإني لم أترك الأرض إلا و فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي،و يكون حجة لمن يولد بين قبض النبي إلي خروج النبي الآخر قال:فأوصي إليه بالاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة،و أوصي إليه بألف كلمة و ألف باب يفتح كل كلمة و كل باب ألف كلمة و الف باب» (4).

الثالث عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن المستورد قال:حدثنا إسماعيل بن صبيح قال:حدثنا سفيان-هو ابن إبراهيم-عن عبد المؤمن -و هو ابن القاسم-عن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إني تارك فيكم الثقلين إلا أن أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض»و قال:«ألا إن أهل بيتي عيبتي التي آوي إليها و إن الأنصار كرشي (5)فاعفوا عن مسيئهم و أعينوا محسنهم» (6).

ص: 336


1- سوره 5 - آيه 67
2- المائدة:68.
3- سوره 42 - آيه 23
4- اصول الكافي:296/1 ح 3.
5- الكرش:الجماعة من الناس و عيال الإنسان من صغار أولاده،و مراده عليه الصلاة و السلام أنهم مني في المحبة و الرأفة بمنزلة الأولاد الصغار.المصباح المنير:530،كرش.
6- أمالي الطوسي:/255مجلس /9ح 52.

الرابع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه اللّه قال:حدثني أبي قال:حدثني سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب الزراد عن أبي محمد الأنصاري عن معاوية بن وهب قال:

كنت جالسا عند جعفر بن محمد عليه السّلام إذ جاء شيخ قد انحني من الكبر فقال:السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته فقال أبو عبد اللّه:«و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته يا شيخ ادن مني،فدنا منه و قبّل يده و بكي فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:و ما يبكيك يا شيخ قال له:يا ابن رسول اللّه إني مقيم علي رجاء منكم منذ مائة سنة.

أقول:هذه السنة و هذا الشهر و هذا اليوم و لا أراه فيكم فتلومني أن أبكي،قال:فبكي أبو عبد اللّه ثم قال:يا شيخ إن اخّرت منيّتك كنت معنا و ان عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال الشيخ:ما أبالي ما فاتني من بعد هذا يا بن رسول اللّه فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام:يا شيخ إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا كتاب اللّه المنزل و عترتي أهل بيتي تجيء و أنت معنا يوم القيامة،ثم قال:يا شيخ ما احسبك من أهل الكوفة،قال:لا،قال:فمن أين؟

قال:من سوادها جعلت فداك،قال:أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين عليه السّلام؟قال:إني لقريب منه قال:كيف اتيانك له؟قال:إني لآتيه و اكثر،قال:يا شيخ ذاك دم يطلب اللّه تعالي به ما اصيب ولد فاطمة و لا يصابون بمثل الحسين عليه السّلام و لقد قتل عليه السّلام في سبعة عشر من أهل بيته نصحوا للّه و صبروا في جنب اللّه فجزاهم احسن جزاء الصابرين أنه إذا كان يوم القيامة اقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه الحسين عليه السّلام و يده علي رأسه يقطر دما فيقول:يا رب سل امتي فيم قتلوا ابني و قال عليه السّلام:كل الجزع و البكاء مكروه سوي الجزع و البكاء علي الحسين» (1).

الخامس عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان رحمه اللّه قال:أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب قال:حدثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد الأزدي،قال:حدثنا شعيب بن أيوب،قال:حدّثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن حسّان قال:سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السّلام فيخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال:«نحن حزب اللّه الغالبون و عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الأقربون و أهل بيته الطيبون الطاهرون و أحد الثقلين الذين خلفهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في امته و الثاني كتاب اللّه فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فالمعوّل علينا في تفسيره و لا نتظني تأويله بل نتيقن حقائقه فاطيعونا

ص: 337


1- أمالي الطوسي:/161مجلس /6ح 20.

فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللّه عز و جل و رسوله مقرونة قال اللّه عز و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ*فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرَّسُولِ (1) لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ*لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (2) و احذركم الاصغاء لهتاف الشيطان فإنه لكم عدو مبين فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم: لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَري ما لا تَرَوْنَ (3) فتلقون الي الرماح وزرا و الي السيوف جزرا و للعمد حطما و الي السهام غرضا ثم«لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا» (4).

السادس عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن سيّار قال:

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه و ذكر حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام لأهل الشوري فيما ذكر لهم من فضائله و سوابقه في الإسلام و النص عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال عليه السّلام فيما ذكر لهم:«فهل تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض و انكم لن تضلوا ما إن اتّبعتموهما و استمسكتم بهما؟»قالوا:نعم (5).

السابع عشر: الشيخ سعد بن عبد اللّه القمي في بصائر الدرجات قال:حدّثنا القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشّاذ كوني عن يحيي بن آدم عن شريك بن عبد اللّه عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«دعاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الناس بمني فقال:

أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،ثم قال:أيها الناس إني تارك فيكم حرمات ثلاث:كتاب اللّه عزّ و جل،و عترتي،و الكعبة البيت الحرام،ثم قال أبو جعفر عليه السّلام:أما كتاب اللّه فحرفوا،و أما الكعبة فهدموا،و أما العترة فقتلوا و كلّ ودائع اللّه قد نبذوا و منها قد تبرءوا» (6).

الثامن عشر: سعد بن عبد اللّه في البصائر أيضا عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر ابن بشير البجلي عن ذريح بن محمد بن يزيد[المحاربي]عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جل و عترتي أهل بيتي فنحن أهل بيته» (7).

ص: 338


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 4 - آيه 83
3- سوره 8 - آيه 48
4- أمالي الطوسي:/121مجلس /5ح 1.
5- أمالي الطوسي:/548مجلس /20ح 4.
6- مختصر البصائر:90.
7- المصدر السابق.

التاسع عشر: سعد بن عبد اللّه في البصائر عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن النضر بن سويد عن خالد بن زياد القلانسي عن رجل عن أبي جعفر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر و الثقل الأصغر إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا[و لن تزلوا]و لن تبدلوا فإني سألت اللّه اللطيف الخبير ألاّ يفترقان حتي يردا عليّ الحوض فاعطيت ذلك فقيل:فما الثقل الأكبر و ما الثقل الأصغر؟فقال:الثقل الأكبر كتاب اللّه عزّ و جلّ سبب طرفه بيد اللّه عزّ و جل و طرف بأيديكم و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي» (1).

العشرون: سعد بن عبد اللّه في بصائره عن إبراهيم بن هاشم عن يحيي بن أبي عمران عن يونس ابن عبد الرّحمن عن هشام بن الحكم عن سعد بن طريف الاسكاف قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض، قال:فقال أبو جعفر عليه السّلام:لا يزال كتاب اللّه و الدليل منّا عليه حتي يردا (2)عليّ الحوض» (3).

الحادي العشرون: سعد بن عبد اللّه في بصائره عن أحمد و عبد اللّه ابنا محمد بن عيسي و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسي بن عبيد عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال في خطبة طويلة له:«مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خلّف في امته كتاب اللّه و وصيّه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتقين و حبل اللّه المتين و العروة الوثقي التي لا انفصام لها،و عهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد منهما لصاحبه بالتصديق،ينطق الإمام عن اللّه عزّ و جلّ في الكتاب بما أوجب اللّه فيه علي العباد من طاعة اللّه و طاعة الإمام و ولايته،و أوجب حقه الذي أراد اللّه من استكمال دينه و اظهار أمره و الاحتجاج بحجّته و الاستيضاء بنوره في معادن أهل صفوته و مصطفي أهل حربه،فأوضح اللّه بأئمة الهدي من أهل بيت نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله عن دينه و أبلج بهم عن منهاج سبيله و وضح (4)بهم عن باطن ينابيع علمه،فمن عرف من امة محمد صلّي اللّه عليه و آله واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل حلاوة (5)اسلامه،لأن اللّه عزّ و جل و رسوله نصب الإمام علما لخلقه و حجة علي أهل عالمه، ألبسه تاج الوقار و غشاه من نور الجبّار يمدّ بسبب إلي السماء لا ينقطع عنه مواده و لا ينال ما عند

ص: 339


1- المصدر السابق:91.
2- في المصدر:نرد.
3- مختصر البصائر:91.
4- في المصدر:و فتح.
5- في المختصر:ظراوة.

اللّه إلا بجهة أسبابه،و لا يقبل اللّه عمل العباد إلا بمعرفته،فهو عالم بما يرد عليه من ملبسات (1)الوحي و معميات السنن (2)و مشتبهات الفتن،و لم يكن اللّه ليضلّهم بعد إذ هداهم حتي يبين لهم ما يتقون و تكون الحجة من اللّه علي العباد بالغة»و رواه محمد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن محمد بن عيسي و يعقوب بن يزيد و غيرهما عن ابن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله...»و ذكر الحديث (3).

الثاني و العشرون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال:أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصلي قال:أخبرنا محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن جدّه عن محمد بن أبي عمير عن حمّاد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام قال:«خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد خيف و هي خطبة مشهورة في حجة الوداع قال صلّي اللّه عليه و آله فيها:إني فرطكم و إنكم واردون عليّ الحوض،حوضا عرضه ما بين بصري إلي صنعاء فيه قدحان عدد نجوم السماء ألا و إني مخلف فيكم الثقلين الثقل الأكبر و الثقل الأصغر الثقل الأكبر القرآن و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي،هما حبل ممدود بينكم و بين اللّه جل و عزّ ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا سبب منه بيد اللّه و سبب بأيديكم-و في رواية اخري-طرف بيد اللّه و طرف بأيدكم-إن اللطيف الخبير قد نبأني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض كاصبعي هاتين،و جمع بين سبّابتيه لا أقول كهاتين و جمع بين سبابته و الوسطي-فتفضل هذه علي هذه» (4).

الثالث و العشرون: محمد بن إبراهيم في الغيبة أيضا قال:أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه عن محمد بن علي عن أبيه يرفعه إلي الحسن بن محبوب و الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و ذكر الكلام السابق (5).

الرابع و العشرون: محمد بن إبراهيم هذا قال:أخبرنا عبد الواحد عن محمد بن علي عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام بمثله (6).

ص: 340


1- في المصدر:ملتبسات،و في المختصر:متلبسات.
2- في البصائر:مصيبات السنن.
3- مختصر البصائر:90،و البصائر:433 باب قول الرسول:إني تارك،و اصول الكافي:203/1 ح 2 بتفاوت و اختصار.
4- الغيبة:42.
5- المصدر السابق.
6- غيبة النعماني:43.

الخامس و العشرون: أبو النصر محمد بن مسعود العيّاشي في تفسيره بإسناده عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن بعض أصحابه قال:خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم الجمعة بعد صلاة الظهر، انصرف علي الناس فقال:«أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمّر من نبي إلا نصف عمر الذي يليه ممن قبله،و إني لأظنني اوشك أن ادعي فاجيب و إني مسئول و أنتم مسئولون فهل بلغتكم فما[إذا]انتم قائلون؟قالوا:نشهد بأنك قد بلغت و نصحت و جاهدت فجزاك اللّه عنا خيرا،قال:اللهم اشهد.

ثم قال:يا أيها الناس أ لم تشهدوا أن لا إله إلا اللّه و أنّ محمدا عبده و رسوله و أنّ الجنة حق و أنّ النار حق و أنّ البعث حق من بعد الموت؟قالوا:اللهم نعم،قال:اللهم اشهد،ثم قال:يا أيها الناس إن اللّه مولاي و أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم ألا و من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،ثم قال:يا أيها الناس إني فرطكم و أنتم واردون عليّ الحوض و حوضي أعرض ما بين بصري و صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة،ألا و اني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتي تلقوني،قالوا:و ما الثقلان يا رسول اللّه؟قال:الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرف في أيديكم فاستمسكوا به لا تضلّوا و لا تذلوا و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا (1)حتي يلقياني،و سألت اللّه لهما ذلك فأعطانيه،فلا تسبقوهم فتضلوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (2).

السادس و العشرون: العياشي أيضا في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«إن اللّه جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن و قطب جميع الكتب،عليها يستدير محكم القرآن و بها نوّهت الكتب و يستبين الإيمان،و قد أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يقتدي بالقرآن و آل محمد و ذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها:إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر و الثقل الأصغر أما الأكبر فكتاب ربي و أما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسّكتم بهما» (3).

السابع و العشرون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه و منه نسخت عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في آخر خطبة خطبها ثم قبض من يومه:«إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما

ص: 341


1- في المصدر:يتفرقا.
2- تفسير العياشي:4/1 ح 3.
3- تفسير العياشي:5/1 ح 9.

تمسّكتم بهما:كتاب اللّه و أهل بيتي،فإن اللطيف الخبير عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض كهاتين و أشار باصبعيه المسبحتين-و لا أقول كهاتين إحداهما أطول من الاخري (1)- و أشار بالمسبحة و الوسطي-،فتمسّكوا بهما لا تضلّوا و لا تقدّموهم فتهلكوا،و لا تخلّفوا عنهم فتمرقوا (2)و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم،قال:قلت:يا أمير المؤمنين سمّهم (3)لي؟قال:الذي نصبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم فأخبرهم أنه أولي بهم من أنفسهم،ثم أمرهم أن يعلم الشاهد الغائب منهم.

فقلت:أنت هو يا أمير المؤمنين؟قال:أنا أولهم و أفضلهم،ثم ابني الحسن من بعدي أولي بهم من أنفسهم،ثم ابني الحسين من عبده أولي بالمؤمنين من أنفسهم،ثم أوصياء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي يردوا عليه حوضه واحدا بعد واحد» (4).

الثامن و العشرون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«كنت أدخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كل يوم دخلة و في كل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار،و قد علم أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد من الناس غيري[و ربما كان ذلك في منزلي يأتيني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فإذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي و أقام نساءه فلم يبق غيري] و غيره،و إذا أتاني للخلوة في منزلي لم تقم عنّا فاطمة و لا أحد من ابني،[كنت]إذا سألته أجابني و إذا سكت أو نفذت مسائلي ابتدأني،فما نزلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آية من القرآن إلا أقرأنيها و املأها عليّ و كتبتها بخطي،و دعا اللّه أن يفهّمني و يحفظني فما نسيت من كتاب اللّه آية منذ حفظتها و علمت (5)تأويلها،[مذ حفظته و أملاه علي فكتبته،و ما ترك شيئا علمه اللّه]و لا نزل عليه شيء من حلال و لا حرام و لا أمر و لا نهي و لا طاعة و لا معصية كان أو يكون[إلي يوم القيامة] إلاّ و قد و علّمنيه و حفظته ثم لم أنس منه حرفا واحدا،ثم وضع صلّي اللّه عليه و آله يده علي صدري و دعا اللّه أن يملأ قلبي علما و فهما و حكما و نورا،و أن يعلمني فلا أجهل،و أن يحفظني فلا أنسي.

فقلت له ذات يوم:يا نبي اللّه إنك منذ دعوت اللّه لي لم أنس شيئا مما علمتني،فلم تمليه عليّ و تأمرني بكتابته أ فتجوز (6)عليّ النسيان؟

فقال:يا أخي لست أتخوف عليك النسيان و لا الجهل،فقد أخبرني اللّه عزّ و جل أنه استجاب

ص: 342


1- في المصدر:لأن إحداهما قدام الاخري.
2- في المصدر:فتفرقوا.
3- في المصدر:سمّه.
4- كتاب سليم بن قيس:178 ط.قم المحققة.
5- في المصدر:و علمني.
6- في المصدر:أ تتخوف و هو الأنسب.

لي فيك و في شركائك الذين يكونون من بعدك،فقلت:نبي اللّه و من شركائي؟قال:الذين قرنهم اللّه تعالي بنفسه و بي معه و قد قال في حقهم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) (2)قلت:يا نبي اللّه و من هم؟قال:الأوصياء إلي أن يردوا عليّ حوضي كلّهم هداة مهديون (3)لا يضرهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم،هم مع القرآن و القرآن معهم،لا يفارقونه و لا يفارقهم،بهم ينصر اللّه امتي و بهم يمطرون و يدفع عنهم بمستجاب دعوتهم،فقلت:

يا رسول اللّه سمّهم لي؟فقال:ابني هذا،و وضع يده علي رأس الحسن ثم ابني هذا و وضع يده علي رأس الحسين عليه السّلام ثم ابن له يسمي عليّا ثم ابنا له يسمي محمدا[باقر علمي و خازن وحي اللّه]فاقرءوه عني السلام[ثم أقبل علي الحسين عليه السّلام فقال:سيولد لك(محمد بن علي)في حياتك فاقرأه مني السلام]ثم تكملة الاثني عشر من ولده،فقلت:يا نبي اللّه سمّهم لي بأسمائهم، فسمّاهم رجلا رجلا منهم-و اللّه يا أخا بني هلال-مهدي امة محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و اللّه إني لأعرف جميع من يبايعه بين الركن و المقام و أعرف أسماء الجميع و قبائلهم.قال سليم:ثم لقيت الحسن و الحسين عليهما السّلام بالمدينة بعد ما قتل علي صلوات اللّه عليه فحدثتهما بالحديث هذا من أبيهما فقالا:«صدقت،و قد حدّثك أبونا هذا الحديث و نحن جلوس و قد حفظنا ذلك عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما حدّثك عليّ سواء لم تزد و لم تنقص منه شيئا».

قال سليم:ثم لقيت علي بن الحسين عليه السّلام و عنده ابنه محمد بن علي عليه السّلام.فحدثته مما سمعته من ابيه و عمه عليهما السّلام و ما سمعته من علي عليه السّلام،فقال عليّ بن الحسين عليه السّلام:«قد اقرأني أمير المؤمنين عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو مريض و أنا صبي»ثم قال محمد:«فاقرأني جدي الحسين عليه السّلام بعهد من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[و هو مريض]»قال أبان راوي كتاب سليم:فحدثت علي بن الحسين بهذا الحديث كلّه عن سليم فقال:«صدق سليم» (4).

التاسع و العشرون: سليم بن قيس في حديث طويل لأمير المؤمنين عليه السّلام يذكر فيه فضائله و سوابقه في خلافة عثمان بين المهاجرين و الأنصار و قال عليه السّلام:«أ فتقرّون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال في آخر خطبة خطبها:أيها الناس إني تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل

ص: 343


1- سوره 4 - آيه 59
2- هنا زيادة في المصدر:فإن خفتم التنازع في شيء فارجعوه الي اللّه و الي الرسول و الي أولي الامر منكم.
3- في المصدر:هاد مهتد.
4- كتاب سليم:184-185.

بيتي؟»قالوا:اللهم نعم (1).

الثلاثون: سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث طويل له يخاطب طلحة قال عليه السّلام:«قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير النبوة[أ فلستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة]فلو كان مع النبوة غيرها لاستثناها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي لا تقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (2).

الحادي و الثلاثون: سليم ابن قيس قال:قال علي عليه السّلام:«إن الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم[و يوم عرفة]في حجة الوداع و يوم قبض في آخر خطبة خطبها رسول اللّه حين قال:[إني قد] تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل بيتي،و إن اللطيف الخبير عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض كهاتين الأصبعين-و أشار بمسبحته و الوسطي-،فإن أحدهما قدام من الآخر،فتمسّكوا بهما لن تضلّوا و لا تزلّوا،و لا تقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم» (3).

الثاني و الثلاثون: الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره قال:حدّثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس عن هارون بن خارجة عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«الثقلان:نحن و القرآن»محمد بن العباس أيضا عن محمد بن همام عن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن السندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن زرارة قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (4) (5)قال:«كتاب اللّه و نحن» (6).

الثالث و الثلاثون: محمد بن العباس عن عبد اللّه بن محمد بن ناجية عن مجاهد بن موسي عن ابن مالك عن حجام بن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض».و إنما سمّاهما الثقلين لعظم خطرهما و جلالة قدرهما (7).

الرابع و الثلاثون: الشيخ أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج قال:

حدّثنا محمد بن موسي الهمداني قال:حدّثنا محمد بن خالد الطيالسي قال:حدثني سيف بن

ص: 344


1- كتاب سليم:197.
2- كتاب سليم:204.
3- كتاب سليم:208.
4- سوره 55 - آيه 31
5- الرحمن:31.
6- تأويل الآيات:637/2 ح 17-18.
7- تأويل الآيات:638/2 ح 19.

عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام و ذكر خطبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمسجد الخيف قال صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر و القرآن هو الثقل الأكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه و موافق له لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،[هم]أمناء اللّه في خلقه و حكّامه في أرضه،ألا و قد أدّيت ألا و قد بلغت ألا و قد أسمعت ألا و قد أوضحت ألا و إن اللّه عزّ و جل قال:و إنما (1)قلت عن قول اللّه عزّ و جل ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا و لا تحل إمرة المؤمنين[بعدي]لأحد غيره» (2).

و روي ذلك أيضا ابن الفارسي في روضة الواعظين عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام و ذكر الخطبة بطولها و قد تقدمت (3).

الخامس و الثلاثون: الطبرسي في الاحتجاج عن أبي المفضل محمد بن عبد اللّه الشيباني بإسناده الصحيح عن رجال ثقة عن ثقة أن النبي صلّي اللّه عليه و آله خرج في مرضه الذي توفي فيه إلي الصلاة متكئا علي الفضل بن العباس و غلام له يقال له ثوبان،و هي الصلاة التي أراد التخلف عنها لثقله،ثم حمل علي نفسه صلّي اللّه عليه و آله و خرج،فلمّا صلي عاد إلي منزله فقال لغلامه:«اجلس علي الباب و لا تحجب أحدا من الأنصار،و تجلاه الغشي و جاءت الأنصار فأحدقوا بالباب فقالوا:ائذن لنا علي رسول اللّه،فقال:هو مغشي عليه و عنده نساؤه،فجعلوا يبكون،فسمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله البكاء فقال:

من هؤلاء؟قالوا:الأنصار،فقال صلّي اللّه عليه و آله:من هاهنا من أهل بيتي؟قالوا:علي و العباس،فدعاهما و خرج متوكئا عليهما فاستند إلي جذع من أساطين مسجده و كان الجذع جريد نخل فاجتمع الناس و خطب و قال في كلامه:«إنه لم يمت نبي قط إلا خلّف تركة و قد خلفت فيكم الثقلين كتاب اللّه و أهل بيتي[ألا]فمن ضيّعهم ضيّعه اللّه،ألا و إنّ الأنصار كرشي التي آوي إليها و إني أوصيكم بتقوي اللّه و الاحسان إليهم فاقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم» (4).

السادس و الثلاثون: سليم بن قيس الهلالي قال:بينا أنا و حبيش بن المعتمر بمكة إذ قام أبو ذر فأخذ بحلقة الباب ثم نادي بأعلي صوته في الموسم:أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من جهلني فأنا جندب[بن جنادة]أنا أبو ذر،أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول:«إن مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا و من تركها غرق و مثل باب حطّة في بني إسرائيل».

أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول:إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما:

ص: 345


1- في المصدر:و أنا.
2- الاحتجاج:76/1-67.
3- روضة الواعظين:94.
4- الاحتجاج:90/1 و الحديث طويل هذا أوله.

كتاب اللّه و أهل بيتي...»الي آخر الحديث (1).

السابع و الثلاثون: أبو علي في تفسيره قال:روي أبو سعيد الخدري عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي أحدهما أكبر من الآخر:

كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي ألا و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (2).

الثامن و الثلاثون: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن صفوان بن يحيي عن أبي الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن ضمرة عن أبي ذر قدّس سرّه قال:لما نزلت هذه الآية يوم يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ (3) (4)قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ترد عليّ امتي يوم القيامة علي خمس رايات فراية مع عجل هذه الامة فاسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟فيقولون:أما الأكبر فحرفناه و نبذناه وراء ظهورنا و أما الأصغر فعاديناه و أبغضناه و ظلمناه،فأقول:ردّوا إلي النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم،ثم ترد عليّ راية مع فرعون هذه الامة فأقول لهم:ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟فيقولون:أما الأكبر فحرفناه و مزقناه و خالفناه و أما الأصغر فعاديناه و قاتلناه،فأقول:ردّوا الي النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم،ثم ترد عليّ راية هي مع سامري هذه الامة فأقول لهم:

ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟

فيقولون:أما الأكبر فعصيناه و تركناه و أما الأصغر فخذلناه و ضيّعناه،فأقول:ردّوا إلي النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم،ثم تردّ عليّ راية ذي الثدية مع أول الخوارج و آخرهم و أسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟فيقولون:أما الأكبر فمزقناه و برئنا منه و أما الأصغر فقاتلناه و قتلناه فأقول:ردّوا إلي النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم،ثم ترد عليّ راية مع إمام المتقين و سيد المسلمين و قائد الغرّ المحجلين و وصي رسول رب العالمين فأقول لهم:ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟فيقولون:أما الأكبر فاتبعناه و أطعناه و أما الأصغر فأجبناه (5)و واليناه و وزرناه و نصرناه حتي اهريقت فيهم دماؤنا،فأقول:ردّوا إلي الجنة رواء مرويين مبيضّة وجوهكم،ثم تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَ أَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (6) (7)».

ص: 346


1- كتاب سليم:457.
2- تفسير مجمع البيان:356/2.
3- سوره 3 - آيه 106
4- آل عمران:106.
5- في المصدر:فأحببناه.
6- سوره 3 - آيه 106
7- آل عمران:106-107.

التاسع و الثلاثون: ابن بابويه بإسناده عن مالك بن ضمرة الرّواسي قال:لما سير أبو ذر رحمه اللّه اجتمع أبو ذر و علي بن أبي طالب عليه السّلام و المقداد بن الأسود و عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان و عبد اللّه بن مسعود،فقال أبو ذر حدّثوا حديثا نذكر به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نشهد له و ندعوا له و نصدقه بالتوحيد.

فقال علي عليه السّلام:«لقد علمتم ما هذا زمان حديثي»

قالوا:صدقت قال:حدّثنا يا حذيفة قال:لقد علمتم أني سألت المعضلات و خبرتهنّ لم اسأل عن غيرها قالوا:صدقت قالوا حدّثنا يا ابن مسعود قال:لقد علمتم أني قد قرأت القرآن لم اسأل عن غيره،و لكن أنتم أصاحب الحديث قالوا:صدقت قال:حدثنا يا مقداد قال:لقد علمتم أني إنما كنت صاحب الفتيا لا اسأل عن غيرها،و لكن أنتم أصحاب الحديث فقالوا:صدقت فقالوا:حدّثنا يا عمار فقال:لقد علمتم أني رجل نسيّ لا أذكر فأذكر،فقال أبو ذر قدّس سرّه:فأنا احدثكم بحديث قد سمعتموه و من سمعه منكم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ لستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمدا رسول اللّه و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها و أنّ اللّه يبعث من في القبور و أنّ البعث حق و النار حق و أنّ الجنّة حق قالوا؟نشهد قال:فأنا معكم من الشاهدين.

ثم قال:أ لستم تشهدون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:شرّ الأولين و الآخرين اثنا عشر ستة من الأولين و ستة من الآخرين،ثم سمّي الستة من الأولين،ابن آدم الذي قتل أخاه،و فرعون و هامان و قارون و السامريّ و الدجال اسمه في الأولين و يخرج في الآخرين،و أما الستّة من الآخرين:فالعجل و هو نعثل،و فرعون و هو معاوية،و هامان هذه الامة و هو زياد،و قارونها و هو سعيد،و السامري و هو أبو موسي الأشعري عبد اللّه بن قيس لأنه قال كما قال سامريّ قوم موسي:لا مساس-أي لا قتال- و الأبتر و هو عمرو بن العاص أ فتشهدون علي ذلك؟قالوا:نعم قال:و أنا علي ذلك من الشاهدين،ثم قال:أ لستم تشهدون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إنّ امتي ترد عليّ الحوض علي خمس رايات،أولها راية العجل و أقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاؤه و من فعل فعله يتبعه فأقول بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟فيقولون:كذبنا الأكبر و مزقناه و اضطهدنا الأصغر و أخذنا حقه فأقول:اسلكوا ذات الشمال فيصرفون ظماء مظمئين قد اسودت وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ المخدج برايته فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاءه و من فعل فعله يتبعهم،فأقول.بم خلفتموني في الثقلين بعدي؟فيقولون:كذبنا الأكبر و عصيناه،و قاتلنا الأصغر و قتلناه فأقول:أسلكوا سبيل أصحابكم،فينصرفون ظماء مظمئين

ص: 347

مسودة وجوههم،لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ راية فرعون امتي و هم أكثر الناس و هم المبهرجون،فقيل:يا رسول اللّه و ما المبهرجون؟قال:بهرجوا الطريق قال:لا و لكن بهرجوا دينهم و هم الذين يغضبون للدنيا و لها يرضون فأقوم فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاؤه و من فعل فعله يتبعه فأقول:بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟فيقولون:كذبنا الأكبر و مزقناه و قاتلنا الأصغر فقتلناه فأقول:اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ راية هامان امتي و هو زياد فأقوم و آخذ بيده فإذا اخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاؤه و من فعل فعله يتبعه فأقول:بما ذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟فيقولون:

كذبنا الأكبر و مزّقناه و خذلنا الأصغر و عصيناه و أقول:اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة واحدة.

ثم ترد عليّ راية عبد اللّه بن قيس و هو إمام خمسين الف من أمتي فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاؤه و من فعل فعله يتبعه فأقول:بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟فيقولون:كذبنا الأكبر و عصيناه و خذلنا الأصغر و عاديناه و أقول:اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ راية أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين فأقوم و آخذ بيده فإذا أخذت بيده أبيض وجهه و وجوه أصحابه فأقول:بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟قال:

فيقولون:اتبعنا الأكبر و صدّقناه و وازرنا الأصغر و نصرناه و قاتلنا معه فأقول:ردوا رواء مرويين فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا،وجه إمامهم كالشمس الطالعة و وجوه أصحابه كالقمر ليلة البدر و كضوء نجم في السماء،ثم قال عليهم السّلام أ لستم تشهدون علي ذلك؟

قالوا:نعم قال:و أنا علي ذلك من الشاهدين»قال يحيي:و قال عباد:اشهدوا بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ أبا عبد الرّحمن حدّثنا هذا و قال أبو عبد الرّحمن:اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ الحارث بن حصيرة حدثني بهذا و قال الحارث أشهدوا علي بهذا عند اللّه عزّ و جل أن صخر بن الحكم حدثني بهذا و قال صخر بن الحكم:اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ حيان حدثني و قال حيان:اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ الربيع بن جميل حدثني بهذا و قال الربيع:

اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ مالك ابن ضمرة حدثني بهذا و قال مالك بن ضمرة:اشهدوا

ص: 348

عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أن أبا ذر حدثني بهذا و قال أبو ذر مثل ذلك و قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حدثني به جبرائيل عليه السّلام عن اللّه تبارك و تعالي (1).

الأربعون: صاحب الطرائف في الطرائف الثلاث و الثلاثين (2)و هو السيد بن طاوس عن أبي الحسن موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهما السّلام قال:«لما حضرت رسول اللّه الوفاة دعا الأنصار قال:يا معاشر الأنصار قد حان الفراق و قد دعيت و أنا مجيب الداعي فقد جاورتم فأحسنتم الجوار و نصرتم فأحسنتم النصرة و واسيتم في الأموال و وسعتم في المسكن (3)و بذلتم مهج النفوس و اللّه مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفي،و قد بقيت واحدة هي تمام الأمر و خاتمة العمل،العمل معها مقرون به جميعا إنّي أري أن لا أفرق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست،من آتي بواحدة و ترك الاخري كان جاحدا للأولي و لا يقبل اللّه منه عملا من الأعمال صرفا و لا عدلا.قالوا:يا رسول اللّه أين لنا نعرفها (4)و لا:نمسك عنها فنضل و نرتدّ عن الإسلام، و النعمة من اللّه و من رسوله علينا فقد أنقذنا اللّه بك من الهلكة يا رسول اللّه فقد بلغت و نصحت و أديت و كنت بنا رءوفا رحيما شفيقا مشفقا فما هم يا رسول اللّه؟

قال لهم:كتاب اللّه و أهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن و فيه الحجة و النور و البرهان،كلام اللّه جديد غض طري و شاهد و حاكم عادل[و لنا]قائد بحلاله و حرامه و أحكامه يقوم غدا فيحاج به أقواما فتزل أقدامهم عن الصراط،فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض ألا و إنّ الإسلام سقف تحته دعامة و لا يقوم السقف إلاّ بها،فلو أنّ أحدكم أتي بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته أوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار،أيها الناس الدعامة دعامة الإسلام و ذلك قوله تعالي: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ (5) (6)فالعمل الصالح طاعة الإمام ولي الأمر و التمسك بحبل اللّه ألا فهمتم؟اللّه اللّه في أهل بيتي مصابيح الظلام و معادن العلم و ينابيع الحكم و مستقر الملائكة،منهم وصيّي و أميني و وارثي و هو مني بمنزلة هارون من موسي ألا قد بلغت و اللّه يا معاشر الأنصار لتعرفن اللّه و رسوله بما عهد إليكم أو لتضربن بعدي بالذل،يا معاشر الأنصار ألا اسمعوا[و من حضر]ألا إنّ

ص: 349


1- الخصال:/457ح 2.
2- الحديث ليس في الطرائف نعم هو في البحار ينقله عن كتاب الطرف لابن طاوس و كذلك في مجمع النورين للمرندي ينقله عن كتاب الطرف لابن طاوس،و الذي صرح به أنه جعله متمما لكتاب الطرائف.
3- في البحار:المسلمين و بالهامش عن المصدر:السكني.
4- في البحار:بمعرفتها.
5- سوره 35 - آيه 10
6- فاطر:10.

باب فاطمة بابي و بيتها بيتي فمن هتكه هتك حجاب اللّه»قال عيسي-يعني راوي الحديث-:

فبكي أبو الحسن صلوات اللّه عليه طويلا و قطع عنه بقية الحديث و أكثر البكاء قال:«هتك و اللّه حجاب اللّه،هتك و اللّه حجاب اللّه هتك و اللّه حجاب اللّه يا محمد (1)صلوات اللّه عليه» (2).

الحادي و الأربعون: ابن طاوس قدّس سرّه في الطرائف (3)الثلاث و الثلاثين يرفعه إلي عيسي قال:

سألته يعني أبا الحسن موسي بن جعفر عليهما السّلام قال:قلت:ما تقول فإن الناس قد أكثروا أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ثم عمر فأطرق عني مليا ثم قال:«ليس كما ذكروا و لكنّك يا عيسي كثير البحث في الامور و ليس ترضي عنها إلاّ بكشفها،فقلت:بأبي أنت و امي إنّما أسألك منها عما أنتفع به في ديني[و أتفقه]مخافة أن أضل و أنا لا أدري و لكن متي أجد مثلك يكشفها لي؟فقال:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره و اغمي عليه و حضرت الصلاة فأذن بها فخرجت عائشة فقالت:يا عمر اخرج فصلّ بالناس فقال لها عمر:أبوك أولي بها،فقالت:

صدقت و لكنه رجل لين و أكره أن يواثبه القوم فصلّ أنت،فقال لها عمر:بل يصلي هو و أنا أكفيه إن وثب واثب،و تحرك متحرك و مع أنّ محمدا مغمي عليه لا أراه يفيق منها و الرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه-يريد عليا-فبادر الصلاة قبل أن يفيق فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة و قد سمعت مناجاته منذ الليلة و في آخر كلامه يقول:الصلاة الصلاة قال:ثم خرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ثم ظنوا أنه بأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يكبر حتي أفاق صلّي اللّه عليه و آله قال:ادعوا إليّ العباس فحملاه هو و علي فأخرجاه حتي صلّي بالناس و إنّه لقاعد ثم حمل فوضع علي منبره فلم يجلس بعد ذلك علي المنبر و اجتمع إليه جميع أهل المدينة من المهاجرين و الأنصار حتي برزن (4)العواتق من خدورهنّ فبين باك و صائح و صارخ و مسترجع و النبي يخطب ساعة و يسكت ساعة و كان مما ذكر في خطبته أن قال:يا معاشر المهاجرين و الأنصار و من حضرني في يومي هذا و ساعته هذه[من الجن و الانس]فليبلغ شاهدكم غائبكم،ألا قد خلّفت فيكم كتاب اللّه فيه النور و الهدي و البيان ما فرط اللّه فيه من شيء حجة اللّه لي عليكم و خلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين و نور الهدي وصيّي علي بن أبي طالب ألا هو حبل اللّه فاعتصموا به و لا تفرقوا عنه

ص: 350


1- في البحار:يا أمه،و في الهامش عن المصدر:يا أمه يا أمه.
2- بحار الأنوار:477/22 ح 27 عن كتاب الوصية للشيخ عيسي بن المستفاد الضرير،و لم نجده في الطرائف المطبوع و مجمع النورين للمرندي:348 عن ابن طاوس الطرف:18-21-27.
3- قلنا سابقا أنه عن كتاب الطرف لا الطرائف.
4- في المصدر:برزت.

وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً (1) (2) .

يا أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز اللّه اليوم و ما بعد اليوم من أحبّه و تولاّه اليوم و ما بعد اليوم فقد أوفي بما عاهد عليه اللّه و أدي ما أوجب عليه،و من عاداه اليوم و ما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمي أصم لا حجة له عند اللّه.

أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا و يأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم أمامكم و بيعات الضلالة و الشوري للجهالة ألا و إنّ هذا الأمر له أصحاب و آيات و قد سمّاهم اللّه في كتابه و عرفتكم و أبلغتكم ما أرسلت به و لكني أراكم قوما تجهلون لا ترجعن بعدي كفّارا مرتدين متأولين للكتاب علي غير معرفة و تبتدعون السنّة بالهوي،لأن كل سنّة و حدث و كلام خالف القرآن فهو ردّ و باطل،القرآن إمام هدي له قائد يهدي إليه و يدعو إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة ولي الأمر بعد وليه (3)و وارث علمي و حكمي و سري و علانيتي و ما ورثه النبيّون من قبلي،و أنا وارث و مورث فلا تكذبكم (4)أنفسكم.

أيها الناس اللّه اللّه في أهل بيتي فإنهم أركان الدين و مصابيح الظلم و معدن العلم،عليّ أخي و وارثي و وزيري و أميني و القائم[بأمري]بعدي و الوافي بعهدي علي سنتي و يقتل علي سنّتي، و أول الناس إيمانا و آخرهم عهدا بي عند الموت و أوسطهم لي لقاء يوم القيامة،و ليبلغ شاهدكم غائبكم ألا و من أمّ قوما عميا (5)و في الامة من هو أعلم منه فقد كفر،أيها الناس من كانت له قبلي تبعات فها أنا ذا و من كانت له عندي عداة فليأت فيها علي بن أبي طالب فإنه ضامن لذلك كله حتي لا يبقي لأحد عليّ تبعة» (6).

الثاني و الأربعون: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس و علي ابن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير:قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (7) (8)فقال:«نزلت في علي بن أبي طالب عليه السّلام و الحسن و الحسين عليهما السّلام،فقلت له:إن الناس يقولون:فما له لم يسم علي و أهل بيته في كتاب اللّه عزّ و جل؟قال:فقال:قولوا لهم:إنّ رسول

ص: 351


1- سوره 3 - آيه 103
2- آل عمران:103.
3- في المصدر:ولي الامر بعدي.
4- في مجمع النورين و البحار و المصدر:فلا يكذبنكم.
5- في المصادر:إمامة عمياء.
6- البحار:487/22 ح 31،و خصائص الائمة للرضي:73،و مجمع النورين:67.
7- سوره 4 - آيه 59
8- النساء:59.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله نزلت عليه الصلاة و لم يسمّ اللّه لهم ثلاثا و لا أربعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزلت عليه الزكاة و لم يسمّ لهم من كل أربعين درهما درهم حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و قد نزل الحج فلم يقل لهم:طوفوا اسبوعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر،ذلك لهم و نزلت أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) و نزلت في علي و الحسن و الحسين فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

أوصيكم بكتاب اللّه و أهل بيتي فإني سألت اللّه عزّ و جل أن لا يفرق بينهما حتي يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك،و قال:لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم،و قال:إنهم لن يخرجوكم من باب هدي و لن يدخلوكم في باب ضلالة،فلو سكت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يبيّن من أهل بيته لا دعاها آل فلان و آل فلان،و لكن اللّه عزّ و جل أنزل في كتابه تصديقا لنبيّه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) (3)فكان علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليها السّلام فأدخلهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ثم قال:اللّهم إنّ لكل نبي أهلا و ثقلا و هؤلاء أهل بيتي،فقالت أمّ سلمة:أ لست من أهلك؟فقال إنك إلي خير و لكن هؤلاء أهلي و ثقلي،فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان علي عليه السّلام أولي الناس بالناس لكثرة ما بلّغ فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إقامته للناس و أخذه بيده،فلما مضي علي لم يستطع علي و لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي و لا واحدا من ولده،اذا لقال الحسن و الحسين:إنّ اللّه تبارك و تعالي أنزل فينا كما أنزل فيك،و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك و بلّغ فينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلّغ فيك و أذهب عنا الرجس كما أذهب عنك،فلما مضي علي عليه السّلام كان الحسن أولي بها لكبره فلما تولي (4)لم يستطع أن يدخل ولده و لم يكن ليفعل و اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (5) (6)فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين عليه السّلام:أمر اللّه بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك و بلّغ فيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلّغ فيك و في أبيك و أذهب اللّه عني الرجس كما أذهب عنك و عن أبيك،فلما صارت إلي الحسين عليه السّلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي علي أخيه و علي أبيه،لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه و لم يكونا ليفعلا،ثم صارت حين أفضت إلي الحسين عليه السّلام فجري تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (7) ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلي محمد بن علي و قال:الرجس هو الشك

ص: 352


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 33 - آيه 33
3- الاحزاب:33.
4- في المصدر:توفي.
5- سوره 8 - آيه 75
6- الأنفال:75.
7- سوره 8 - آيه 75

و اللّه لا نشك في ربّنا أبدا» (1).

الثالث و الأربعون: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن [محمد بن سنان]عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر و عمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام مثل ذلك (2).

الرابع و الأربعون: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا وافد علي العزيز الجبار يوم القيامة و كتابه و أهل بيتي ثم امتي،ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب اللّه و بأهل بيتي؟» (3).

الخامس و الأربعون: محمد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن أبي (4)جميلة عن أبي شعيب الحدّاد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:انا أول قادم علي اللّه ثم يقدم عليّ كتاب اللّه ثم يقدم عليّ أهل بيتي ثم تقدم عليّ أمتي فيقفون فيسألهم ما فعلتم في كتابي و أهل بيت نبيكم؟» (5).

و روي:سعد بن عبد اللّه القمي في بصائر الدرجات قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة المفضّل بن صالح الأسدي عن شعيب الحدّاد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا أول قادم علي اللّه تبارك و تعالي ثم يقدم عليّ كتاب اللّه و أهل بيتي ثم تقدم عليّ امتي فأقول لهم بئسما فعلتم في كتاب اللّه عزّ و جل و أهل بيت نبيّكم» (6).

السادس و الأربعون: الشيخ المفيد في الإرشاد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«أيها الناس أنا فرطكم و أنتم واردون عليّ الحوض ألا إني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتي يلقاني،و سألت ربي ذلك فأعطانيه ألا و إني قد تركتهما فيكم:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فلا تسبقوهم فتمرقوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (7).

السابع و الأربعون: المفيد في إرشاده في خبر غدير خم و ساق الحديث إلي أن قال:و كان سبب

ص: 353


1- اصول الكافي:288/1 ح 1.
2- المصدر السابق.
3- اصول الكافي:600/2 ح 4.
4- في المصدر:ابن و في المخطوط و مختصر البصائر و البحار:أبي.
5- بصائر الدرجات:/432باب /17ح 1
6- لم نجده في البصائر و لا المختصر و لا غيرهما من المصادر.
7- الارشاد:180/1 ط:مؤسسة آل البيت.

نزوله في ذلك المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين عليه السّلام خليفة في الأمة من بعده،و قد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فأخّره لحضور وقت يأمن الاختلاف منهم عليه،و علم اللّه سبحانه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلي بلادهم و أماكنهم و بواديهم و أراد اللّه سبحانه أن يجمعهم لسماع النص علي أمير المؤمنين عليه السّلام و تأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل اللّه سبحانه عليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (1) يعني في استخلاف أمير المؤمنين عليه السّلام و النص بالإمامة عليه وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (2) (3)فأكّد به الفرض عليهم بذلك،و خوفه من تأخير الأمر،و ضمن له العصمة و منع الناس منه،فنزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الأمر بذلك و شرحناه،و نزل المسلمون حوله،و كان يوما قائظا شديد الحر،فأمر صلّي اللّه عليه و آله بدوحات هناك فقمّ ما تحتها و أمر بجمع الرحال في ذلك المكان و وضع بعضها علي بعض،ثم أمر مناديا ينادي في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم إليه و إنّ أكثرهم ليلف ردائه علي قدميه من شدة الرمضاء،فلما اجتمعوا صعد صلّي اللّه عليه و آله علي تلك الرحال حتي صار في ذروتها و دعا امير المؤمنين فرقي معه حتي قام عن يمينه،ثم خطب الناس فحمد اللّه و أثني عليه،و وعظ فأبلغ في الموعظة،و نعي الامة نفسه فقال:«إني قد دعيت و يوشك أن اجيب و قد حان مني حفوف (4)من بين أظهركم و إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض».و ساق الحديث بطوله (5).

و رواه أبو علي الطبرسي في كتاب أعلام الوري (6).

الثامن و الأربعون: (كتاب الأربعين الحديث عن الأربعين)و هو الحديث الأربعون بالإسناد المتصل عن أبي ثابت مولي أبي ذر قال:سمعت أم سلمة رضي اللّه عنه تقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«علي مع القرآن و القرآن معه،لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (7).

التاسع و الأربعون: ابن شهرآشوب في المناقب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لم يمت نبي قطّ إلاّ خلّف تركة و قد خلّفت فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي» (8).

الخمسون: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن

ص: 354


1- سوره 5 - آيه 67
2- سوره 5 - آيه 67
3- المائدة:67.
4- يقال:خف القوم خفوفا أي قلوا.
5- الارشاد:176/1.
6- أعلام الوري:262.
7- الاربعون حديثا لابن بابويه:73 ح 40،و مستدرك الصحيحين:124/3.
8- مناقب آل أبي طالب:202/1 و فيه زيادة:رب سلم أمة محمد من النار و يسر عليهم الحساب.

عمر اليماني عن ابن اذينة عن ابن أبي عياش عن سليم قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول و أتاه رجل فقال له:أدني ما يكون به العبد مؤمنا و أدني ما يكون به العبد كافرا و أدني ما يكون به العبد ضالا.فقال له:

«قد سألت فافهم الجواب أمّا أدني ما يكون به العبد مؤمنا:أن يعرّفه اللّه تبارك و تعالي نفسه فيقرّ له بالطاعة و يعرّفه نبيّه فيقرّ له بالطاعة و يعرّفه إمامه و حجته في أرض و شاهده علي خلقه فيقرّ له بالطاعة،قلت:يا أمير المؤمنين و إن جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت؟قال:نعم إذا امر أطاع و إذا نهي انتهي.

و أدني ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا نهي اللّه عنه أنّ اللّه أمر به و نصبه دينا يتولي عليه و يزعم أنّه يعبد الذي أمره به و إنما يعبد الشيطان.

و ادني ما يكون به العبد ضالاّ أن لا يعرف حجة اللّه تبارك و تعالي و شاهده علي عباده الذي أمر اللّه عزّ و جل بطاعته و فرض ولايته فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) (2)فقلت:يا أمير المؤمنين جعلني اللّه فداك أوضح لي،فقال:الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في آخر خطبته يوم قبضه اللّه عز و جل:إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسّكتم بهما:كتاب اللّه عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي،فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض-و جمع بين مسبحتيه-و لا أقول كهاتين-و جمع بين المسبحة و الوسطي- فتسبق إحداهما الاخري-فتمسكوا بهما لا تزلّوا لا تضلّوا و لا تقدموهم فتضلّوا» (3).

الحادي و الخمسون: الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد ابن سعيد بن عقدة (4)و محمد بن همّام بن سهل و عبد العزيز و عبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس و أخبرنا به من غير هذه الطريق هارون بن محمد قال:حدثني أحمد بن عبد اللّه بن جعفر بن المعلي الهمداني قال:حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال:حدّثنا عبد اللّه ابن مبارك شيخ لنا كوفي ثقة قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام عن معمر عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس،و ذكر أبان أنّه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة قال معمر:و ذكر أبو هارون العبدي أنّه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة عن سليم:أنّ معاوية لما دعا أبا الدرداء و أبا هريرة و نحن مع

ص: 355


1- سوره 4 - آيه 59
2- المائدة:95.
3- اصول الكافي:415/2 ح 1 باب أدني ما يكون العبد.
4- كلمة غير مقروءة في الأصل.

أمير المؤمنين عليه السّلام بصفين فحمّلهما الرسالة إلي أمير المؤمنين و أدّياه إليه قال:«قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني و بلّغاه عني،[كما بلغتماني]قالا:نعم.فأجابه علي عليه السّلام الجواب بطوله حتي انتهي إلي نصب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إياه بغدير خم بأمر اللّه عزّ و جل لمّا أنزل اللّه عزّ و جل عليه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) (2)فقال الناس:يا رسول اللّه أ خاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟فأمر اللّه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أن يعلمهم ولاية من أمرهم اللّه بولايته،و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجهم،قال علي عليه السّلام:فنصبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم فقال:إنّ اللّه عزّ و جلّ أرسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أنّ الناس مكذبي فأوعدني لابلّغنها أو ليعذبني ثم قال:قم يا علي،ثم نادي بأعلي صوته بعد أن أمر أن ينادي بالصلاة جامعة فصلّي بهم الظهر،ثم قال:أيها الناس إنّ اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين و أنا أولي بهم من أنفسهم،من كنت مولاه فعليّ مولاه و الي اللّه من والاه و عادي من عاداه،فقام إليه سلمان الفارسي فقال:يا رسول اللّه ولاء ما ذا؟فقال:من كنت أولي به من نفسه فعليّ أولي به من نفسه فأنزل اللّه: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) (4).

فقال سلمان الفارسي:يا رسول اللّه انزلت الآيات في عليّ خاصة؟فقال:بل فيه و في أوصيائي إلي يوم القيامة،فقال:يا رسول اللّه سمّهم (5)لي؟فقال:عليّ وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي في امتي و وليّ كل مؤمن و مؤمنة من بعدي و أحد عشر إماما من بعدي من ولده أوّلهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين عليه السّلام واحدا بعد واحد،هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم حتي يردوا علي حوضي،فقام اثنا عشر من البدريين الذين شهدوا مع عليّ صفين فقالوا:شهدنا أنّا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما قلت يا أمير المؤمنين سواء،فلم تزد و لم تنقص،و قال بقية السبعين من البدريين الذين شهدوا مع عليّ صفين:قد حفظنا جلّ ما قلت و لم نحفظه كله،و هؤلاء الاثنا عشر خيارنا و أفاضلنا،فقال عليه السّلام:صدقتم ليس كل الناس يحفظ و بعضهم أحفظ من بعض» (6).

الثاني و الخمسون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالاسناد السابق في حديث أبي الدرداء و أبي هريرة في الحديث قال:و قام من الاثني عشر أربعة:الهيثم بن التيهان و أبو أيوب و عمار

ص: 356


1- سوره 5 - آيه 55
2- المائدة:55.
3- سوره 5 - آيه 3
4- المائدة:3.
5- في المصدر المطبوع:بيّنهم.
6- كتاب الغيبة للنعماني:70.

و خزيمة[بن ثابت]ذو الشهادتين فقالوا:شهدنا أنّا حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[و اللّه إنه لقائم]و عليّ قائم إلي جنبه و هو يقول:«يا أيها الناس إنّ اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيّي (1)فيكم و خليفتي في أهلي و في امتي من بعدي و الذي فرض اللّه طاعته علي المؤمنين في كتابه و أمركم فيه بولايته فقلت:يا رب خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لأبلّغها أو ليعاقبني،أيها الناس إن اللّه جلّ ذكره أمركم في كتابه بالصلاة و قد بيّنتها لكم و سننتها لكم و الزكاة و الصوم و الحج فبيّنته و فسّرته (2)،و أمركم في كتابه بولايته و إنّي اشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي و أوصيائي من ولدي و ولده،أولهم حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين لا يفارقون كتاب اللّه حتي يردوا عليّ الحوض.

أيها الناس و قد أعلمتكم مفزعكم بعدي و وليكم و إمامكم و هاديكم بعدي،و هو أخي علي بن أبي طالب و هو فيكم بمنزلتي فقلّدوه دينكم و أطيعوه في جميع اموركم،فإنّ عنده جميع ما علّمني اللّه جلّ و عزّ،أمرني اللّه أن اعلّمه إياه و أن اعلمكم أنّه عنده فسلوه و تعلّموا منه و من أوصيائه،و لا تعلّموهم و لا تتقدموهم و لا تتخلّفوا عنهم فإنّهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلونه و لا يزايلهم (3).

الثالث و الخمسون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالسند السابق في الحديث ثم قال علي عليه السّلام لأبي الدرداء و أبي هريرة و من حوله:«أيها الناس أ تعلمون أنّ اللّه أنزل في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) (5)فجمعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فاطمة و حسنا و حسينا في كساء فقال:اللهم هؤلاء لحمتي (6)و عترتي و ثقلي و حامتي (7)و أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،فقالت أمّ سلمة:و أنا،فقال لها:و أنت إلي خير،إنّما انزلت فيّ و في اخي و ابنتي فاطمة و في ابني حسن و حسين و في تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا؟فقام جلّ القوم فقالوا:نشهد أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحدثنا كما حدثتنا أمّ سلمة.

فقال علي عليه السّلام:أ لستم تعلمون أن اللّه عزّ و جل أنزل في سورة الحج يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا (8)

ص: 357


1- في المصدر المطبوع:لكم إماما يكون وصيي.
2- في المصدر لم يذكر الحج و قال:فبينتهما.
3- كتاب الغيبة:72،و فيه تفاوت بسيط في الألفاظ أشرت إلي المهم منه.
4- سوره 33 - آيه 33
5- الاحزاب:33.
6- كذا الظاهر من المخطوط و في المصدر:أحبتي.
7- في المصدر:و خاصتي.
8- سوره 22 - آيه 77

وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ (1) (2) فقام سلمان عند نزولها فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم و هم شهداء علي الناس الذين اختارهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عني بذلك ثلاثة عشر إنسانا،أنا و أخي عليا و أحد عشر من ولده،فقالوا:اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

فقال علي عليه السّلام:انشدكم اللّه أ تعلمون أنّ رسول اللّه قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال:أيها [الناس] (3)إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني و عهد إليّ أنهما لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض؟قالوا:اللهم قد شهدنا ذلك كلّه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا:نشهد أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه لكل أهل بيتك؟فقال:لا،و لكن الأوصياء منهم عليّ أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في امتي و ولي كل مؤمن من بعدي و هو أولهم و خيرهم ثم وصيه بعده ابني هذا-و أشار إلي الحسن ثم وصيه ابني هذا-و أشار إلي الحسين-ثم وصيه ابني بعده سمي أخي ثم وصيّه بعده سميّي،ثم سبعة من بعده من ولده واحد بعد واحد،حتي يردوا عليّ الحوض شهداء اللّه في أرضه،و حججه علي خلقه،من أطاعهم أطاع اللّه،و من عصاهم عصي اللّه».فقام السبعون البدريون و نحوهم من المهاجرين فقالوا:ذكرتمونا ما كنا نسيناه،نشهد أنّا قد سمعنا ذلك من رسول اللّه،فانطلق أبو هريرة و أبو الدرداء فحدّثا معاوية بكل ما قال علي و ما استشهد عليه و ما رد علي الناس و ما سمعوا به (4).

و روي هذه الأحاديث الثلاث أيضا ابن بابويه في كتاب الغيبة قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن قدّس سرّه قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسي عن عمر ابن اذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي و ذكر الاحاديث الثلاثة.

الرابع و الخمسون: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي قال:حدّثنا جدي لامي محمد بن عيسي القيسي قال:حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي،قال:حدثنا هاشم بن البريد،عن أبي سعيد التيمي،قال:سمعت أبا ثابت

ص: 358


1- سوره 22 - آيه 77
2- الحج:77-78.
3- لا توجد في الأصل.
4- كتاب الغيبة للنعماني:74،و كمال الدين:279 ح 25 و هو كتاب الغيبة.

مولي أبي ذر رحمه اللّه يقول سمعت أمّ سلمة تقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه يقول و قد امتلأت الحجرة من أصحابه:«أيها الناس أوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي و قد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي-ثم أخذ بيد علي فرفعها-فقال:هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ خليفتان بصيران لا يختلفان لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما» (1).

الخامس و الخمسون: الشيخ أيضا في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال:حدّثنا محمد بن صدقة العنبري قال:حدّثنا موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه محمد بن علي عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري قال:صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما صلاة الفجر ثم انفتل و أقبل علينا يحدثنا ثم قال:«أيها الناس من فقد الشمس فليتمسّك بالقمر،و من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين،قال:

فقمت أنا و أبو أيوب الأنصاري و معنا أنس بن مالك فقلنا:يا رسول اللّه من الشمس؟قال:أنا،فإذا هو صلّي اللّه عليه و آله قد ضرب لنا مثلا فقال:إنّ اللّه تعالي خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء،كلما غاب نجم طلع نجم فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسّكوا بالقمر،قلنا:فمن القمر؟قال:أخي و وصيّي و وزيري و قاضي ديني و أبو ولدي و خليفتي في أهلي علي بن أبي طالب،قلنا:فمن الفرقدان؟ قال:الحسن و الحسين-ثم مكث مليّا-فقال:و فاطمة هي الزهرة،و عترتي أهل بيتي هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض» (2).

السادس و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام:من آل محمد؟قال:ذريته،قلت:من أهل بيته؟قال:الأئمة الأوصياء،قلت،من عترته؟قال:أصحاب العباء،قلت:من امته؟قال:المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند اللّه عزّ و جلّ المتمسكون بالثقلين اللذين امروا بالتمسّك بهما:كتاب اللّه و عترته أهل بيته،الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و هما الخليفتان علي الامة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (3).

السابع و الخمسون: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال:أخبرني أبو

ص: 359


1- أمالي الطوسي:/478مجلس /17ح 14.
2- أمالي الطوسي:/516مجلس /18ح 38.
3- أمالي الصدوق:/312مجلس /48ح 10.

الحسن علي بن محمد الكاتب قال:حدّثنا الحسن بن علي الزعفراني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدثني أبو عمر و حفص بن عمر الفرّاء قال:حدّثنا زيد بن الحسن الأنماطي عن معروف بن خربوذ قال:سمعت أبا عبيد اللّه مولي العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال:

سمعت أبا سعيد الخدري يقول:إن آخر خطبة خطبنا بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه،خرج متوكئا علي يد علي بن أبي طالب عليه السّلام و ميمونة مولاته فجلس علي المنبر ثم قال:«يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين-و سكت-فقام رجل فقال:يا رسول اللّه ما هذان الثقلان؟فغضب حتي احمرّ وجهه،ثم سكن و قال:ما ذكرتهما إلاّ و أنا اريد أن اخبركم بهما،و لكن ربوت (1)فلم أستطع سبب طرفه بيد اللّه و طرف بأيديكم،تعملون فيه كذا و كذا،ألا و هو القرآن، و الثقل الأصغر أهل بيتي،ثم قال:و ايم اللّه[و اللّه]إنّي لأقول لكم هذا و رجال في أصلاب أهل الشرك أرجي عندي من كثير منكم،ثم قال:و اللّه لا يحبهم عبد إلاّ أعطاه اللّه نورا يوم القيامة حتي يرد علي الحوض،فقال أبو جعفر عليه السّلام:إنّ أبا عبد اللّه يأتينا بما يعرف» (2).

الثامن و الخمسون: ابن بابويه في عيون أخبار الرضا عليه السّلام عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال:«سئل أمير المؤمنين عن معني قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي،من العترة؟قال:أنا و الحسن و الحسين و الأئمة التسعة[من ولد الحسين]،تاسعهم مهديهم و قائمهم لا يفارقون كتاب اللّه و لا يفارقهم حتي يردوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حوضه (3).

التاسع و الخمسون: ابن بابويه في الفقيه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا العباس بن الفضل المقري قال:حدّثنا محمد بن علي بن منصور قال:حدّثنا عمرو بن عون قال:

حدّثنا خالد عن الحسن بن عبد اللّه عن أبي الضحي عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (4).

الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال:حدّثنا العباس بن الفضل عن أبي زرعة عن كثير بن يحيي أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش قال:حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال:لمّا رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع فنزل

ص: 360


1- الربو:التهيج و تواتر النفس.
2- أمالي المفيد:/135ح /3مجلس 16.
3- عيون أخبار الرضا:60/2 ح 25 باب النصوص علي الرضا عليه السّلام.
4- لم نجده في الفقيه نعم رواه في كمال الدين:234 ح 44 بنفس الإسناد و اللفظ باب 22.

بغدير خم و أمر بدوحات فقمّ ما تحتهن ثم قال:«كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين،أحدهما أكبر من الآخر،كتاب اللّه و عترتي،فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،ثم قال:إنّ اللّه مولاي و أنا مولي كل مؤمن و مؤمنة،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال:من كنت وليه فهذا علي وليه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه».قال:فقلت لزيد بن أرقم:و أنت سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينيه و سمعه باذنيه (1).

الحادي و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد العزيز إملاء قال:حدّثنا حسين (2)بن الوليد قال:حدّثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية بن سعيد عن أبي سعيد الخدري أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إني اوشك أن ادعي فاجيب و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جلّ حبل ممدود بين السماء و الأرض و عترتي أهل بيتي، و نبأني (3)اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا بما ذا تخلّفوني فيهما» (4).

الثاني و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر البغدادي قال:حدّثنا محمد بن الحسين ابن حفص الخثعمي قال:حدّثنا محمد بن عبيد قال:حدّثنا صالح بن موسي قال:حدّثنا عبد العزيز بن رفيع[عن أبي صالح]عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني قد خلّفت فيكم شيئين لن تضلّوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما و عملتم بما فيهما؛كتاب اللّه و سنتي؛فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (5).

الثالث و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ قال:حدّثنا القاسم بن عباد قال:

حدّثنا سويد قال:حدّثنا عمرو بن صالح عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا؛كتاب اللّه عزّ و جلّ حبل ممدود،و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (6).

الرابع و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:أخبرنا محمد بن أحمد

ص: 361


1- كمال الدين:/234ح 45.
2- في المصدر:بشر.
3- في المصدر المطبوع:و ان اللطيف الخبير أخبرني.
4- كمال الدين:/235ح 46.
5- كمال الدين:/235ح 47.
6- المصدر السابق:ح 48.

ابن حمدان القشيري قال:حدّثنا الحسين بن حميد قال:حدثني أخي الحسن بن حميد قال:

حدثني علي بن ثابت الدّهان قال:حدّثنا سعادة و هو ابن سليمان عن أبي إسحاق عن حارث عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّي[امرئ]مقبوض و اوشك أن ادعي فاجيب و إني قد تركت فيكم الثقلين،أحدهما أفضل من الآخر؛كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

الخامس و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:حدّثنا القشيري قال:

حدّثنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال:حدثني أبي عن عبد اللّه بن[أبي] (2)داود عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر؛كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض،طرف بيد اللّه،و عترتي ألا و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض»فقلت لأبي سعيد:من عترته؟قال:أهل بيته (3).

السادس الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الفضل البغدادي قال:سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس تعلب يقول:سمعت أبا العباس تعلب[و قد]سئل عن معني قوله صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين»لم سميا الثقلين؟قال:لأن التمسّك بهما ثقيل (4).

السابع و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال:

حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا الحسين بن الحسن الحميري (5)بالكوفة قال:حدّثنا الحسن بن الحسن المغربي (6)عن عمرو بن جميع عن أبي المقدام عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السّلام قال:«أتيت جابر بن عبد اللّه فقلت:أخبرني عن حجة الوداع،فذكر حديثا طويلا ثم قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلوا[من]بعدي كتاب اللّه عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي ثم قال:اللهم اشهد،ثلاثا» (7).

الثامن و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن حمدان القشيري قال:حدّثنا أبو حاتم المغيرة بن محمد بن المهلب قال:حدّثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي عن جرير بن عبد الحميد عن الحسن بن عبيد اللّه عن أبي الضحي

ص: 362


1- المصدر السابق:ح 49.
2- ليست في المصدر.
3- المصدر السابق:ح 50.
4- المصدر السابق:ح 51.
5- في المصدر:الحيري و بالهامش عن بعض النسخ الحميري.
6- في المصدر:العرفي.
7- كمال الدين:/237ح 53.

عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

التاسع و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمرو قال:حدثني عبد اللّه بن يزيد أبو محمد البجلي قال:حدّثنا محمد بن طريف قال:حدّثنا أبو فضيل (2)عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني قد دعيت و أجبت و إني تارك فيكم الثقلين،أحدهما أعظم من الآخر؛كتاب اللّه عزّ و جلّ حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي،فإنهما لن يزالا أبدا (3)حتي يردا عليّ الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (4).

السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر:حدثنا أبو جعفر محمد بن حسين بن حفص عن عبّاد بن يعقوب عن أبي مالك عن عمرو بن هاشم الجنبي (5)عن عبد الملك بن عطيّة أنه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين،ما إن أخذتم به لن تضلوا من بعدي:أحدهما أكبر من الأخر؛كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض،و عترتي أهل بيتي،ألا و إنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (6).

الحادي و السبعون: ابن بابويه قال:حدثنا محمد بن عمر قال:حدثني الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن علي التميمي قال:حدثني أبي قال:حدثني سيدي عليّ بن موسي بن جعفر عليه السّلام قال:

«حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني تارك فيكم الثقلين؛كتاب اللّه و عترتي و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (7).

الثاني و السبعون: ابن بابويه قال:حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري قال:

حدثني عمي أبو عبد اللّه محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي قال:حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عيسي بن المعتمر قال:رأيت أبا ذر الغفاري رحمه اللّه آخذا بحلقة باب الكعبة و هو يقول:ألا من عرفني فقد عرفني،و من لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن

ص: 363


1- كمال الدين:/37ح 54.
2- في المصدر:محمد بن فضيل.
3- في المصدر:جميعا.
4- المصدر السابق:ح 56.
5- في المخطوط:الحميري.
6- المصدر السابق:ح 57.
7- المصدر السابق:ح 58.

السّكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إني مخلف فيكم الثقلين؛كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،ألا و إنّ مثلهما كسفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلف عنها غرق» (1).

الثالث و السبعون: ابن بابويه قال:حدثني شريف الدّين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زياد (2)بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم قال:حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة قال:حدّثنا الفضل بن شاذان النيشابوري قال:حدّثنا عبد اللّه بن موسي قال:حدّثنا شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد ابن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم خليفتين؛كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (3).

الرابع و السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيشابوري رضي اللّه عنه قال:

حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة عن شاذان قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال:حدّثنا عيسي بن يونس قال:حدّثنا زكريا عن أبي زائدة عن أبي عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر؛كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (4).

الخامس و السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة قال:

حدّثنا الفضل بن شاذان قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الحسن بن عبيد اللّه عن أبي الضحي عن زيد بن أرقم عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (5).

السادس و السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عباس عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين قدّس سرّه قال:«إنّ اللّه تبارك و تعالي طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء علي خلقه و حججا في أرضه،و جعلنا مع القرآن و جعل القرآن معنا لا نفارقه و لا يفارقنا» (6).

ص: 364


1- كمال الدين:/239ح 59.
2- في المصدر:زئارة و نسب(زيادة)للتصحيف.
3- المصدر السابق:ح 60.
4- المصدر السابق:ح 61.
5- المصدر السابق:ح 62.
6- المصدر السابق:ح /63الباب 22 اتصال الوصية.

السابع و السبعون: المفيد في أماليه قال:حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد الأزدي قال:حدّثنا شعيب بن أيوب قال:حدّثنا معاوية ابن هشام عن سفيان عن هشام بن حسان قال:سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السّلام يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال:«نحن حزب اللّه الغالبون،و عترة رسوله الأقربون،و أهل بيته الطيّبون الطاهرون،و أحد الثقلين الذين خلفهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في امته،و التالي كتاب اللّه فيه تفصيل كلّ شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه،فالمعوّل علينا في تفسيره لا نتظني (1)تأويله بل نتيقن حقائقه،فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللّه عزّ و جل مقرونة،قال اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرَّسُولِ (2) وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (3) (4)و احذروا الاصغاء لنهاق (5)الشيطان فإنّه لكم عدو مبين فتكونوا أولياءه الذين قال لهم:

لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَري ما لا تَرَوْنَ (6) (7) فتلقون إلي الرماح وزرا،و إلي السيوف جزرا،و إلي العمد حطما، و الي السهام غرضا (8)ثم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً (9) (10)و قد تقدم هذا الحديث من طريق الشيخ الطوسي في أماليه بالسند و المتن (11).

الثامن و السبعون: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال:

أخبرني جعفر بن محمد الحسني قال:حدّثنا عيسي بن مهران قال:أخبرنا يونس بن محمد قال:

حدّثنا عبد الرّحمن بن الغسيل قال:أخبرني عبد الرّحمن بن خلاء الأنصاري عن عكرمة عن عبد اللّه ابن عبّاس قال:إن علي بن أبي طالب عليه السّلام و العبّاس بن عبد المطلب و الفضل بن العباس دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه فقالوا:يا رسول اللّه هذه الأنصار في المسجد تبكي و رجالها و نسائها عليك فقال:و ما يبكيهم؟قالوا:يخافون أن تموت،فقال:«اعطوني أيديكم،فخرج في ملحفة و عصابة حتي جلس علي المنبر فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:أما بعد ايها الناس،فما تنكرون من موت نبيّكم أ لم أنع إليكم و تنع إليكم أنفسكم؟!لو خلد احد قبلي ثم بعثه اللّه لخلّدت

ص: 365


1- التظني:إعمال الظن و أصله التظنن.
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 4 - آيه 83
4- النساء:59.
5- في المصدر:لهتاف.
6- سوره 8 - آيه 48
7- النساء:83.
8- الوزر:الجبل المنيع،و جزر السباع اللحم الذي تأكله،و العمد:جمع العمود،و الحطم:الكسر،و الغرض: الهدف.
9- سوره 6 - آيه 158
10- الانعام:158.
11- أمالي المفيد:/350ح /4مجلس 41،و أمالي الطوسي:/121ح /188مجلس /5ح 1.

فيكم،ألا إني لاحق بربي،و قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا؛كتاب اللّه تعالي بين أظهركم تقرءونه صباحا و مساء فلا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا،و كونوا إخوانا كما أمركم اللّه،و قد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي،و أنا أوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار فقد عرفتم بلاهم عند اللّه عزّ و جلّ و عند رسوله و عند المؤمنين،أ لم يوسعوا في الديار و يشاطروا الثمار و يؤثروا و بهم خصاصة فمن ولي منكم يضرّ فيه أحد و ينفعه فليقبل من محسن الأنصار،و ليتجاوز عن مسيئهم».و كان آخر مجلس جلسه حتي لقي اللّه عزّ و جل (1).

التاسع و السبعون: ابن بابويه بإسناده في عيون أخبار الرضا عليه السّلام عن داود بن سليمان الفرّاء عن علي بن موسي عليه السّلام قال:«حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام أنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كأني قد دعيت فأجبت،إني تارك فيكم الثقلين،أحدهما أكبر من الآخر؛كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (2).

الثمانون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر بن سالم بن البراء الجعابي قال:حدّثنا أبو محمد الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال:حدثني سيدي علي بن موسي الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام قال:«قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي،و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (3).

الحادي و الثمانون: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن يزيد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام في خطبة صلاة الجمعة قال:«و قد بلّغ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذي ارسل به،فالزموا وصيّته و ما ترك بينكم من بعده من الثقلين؛كتاب اللّه و أهل بيته اللذين لا يضلّ من تمسّك بهما و لا يهتدي من تركهما» (4).

الثاني و الثمانون: الشيخ أحمد بن علي بن منصور الطوسي في كتاب الاحتجاج في رسالة أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي عليه السّلام في رسالته إلي أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر و التفويض قال عليه السّلام:«أجمعت الامة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون و علي تصديق ما أنزل اللّه مهتدون لقول النبي صلّي اللّه عليه و آله:لا تجتمع امتي علي ضلالة،فأخبر صلّي اللّه عليه و آله أن ما اجتمعت عليه الامة و لم يخالف بعضها

ص: 366


1- أمالي المفيد:/47ح /6مجلس 6.
2- عيون أخبار الرضا:34/1 ح /40باب 31.
3- المصدر السابق:/68ح /259باب 31.
4- الكافي:423/3 ح 6 و الخطبة طويلة هذا وسطها.

بعضا هو الحق،فهذا معني الحديث،لا ما تأوّله الجاهلون و لا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب و اتباع أحكام الأحاديث المزورة و الروايات المزخرفة،و اتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب،و تحقيق الآيات الواضحات النيّرات،و نحن نسأل اللّه أن يوفقنا للصواب و يهدينا إلي الرشاد.

ثم قال عليه السّلام:فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر و تحقيقه فأنكرته طائفة من الامة و عارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة فصارت بإنكارها و دفعها الكتاب ضلالا،و أصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث قال:إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب اللّه و عترتي،ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي،و إنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،و اللفظة الاخري عنه في هذا المعني بعينه قوله صلّي اللّه عليه و آله:إني تارك فيكم الثقلين،كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،و إنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا.

وجدنا شواهد هذا الحديث نصّا في كتاب مثل قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) (2)ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين عليه السّلام أنه تصدق بخاتمه و هو راكع،فشكر اللّه ذلك له،و أنزل الآية فيه،ثم وجدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة:من كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و قوله عليه السّلام:علي يقضي ديني،و ينجز موعدي،و هو خليفتي عليكم من بعدي.

و قوله حيث استخلفه علي المدينة فقال:يا رسول اللّه تخلفني علي النساء و الصبيان،فقال:أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي.فعلمنا أن الكتاب يشهد بتصديق هذه الأخبار و تحقيق هذه الشواهد،فيلزم الامة الإقرار بها إذا كانت هذه الأخبار وافقت القرآن[و وافق القرآن هذه الاخبار]،فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب اللّه و وجدنا كتاب اللّه موافقا لهذه الأخبار و عليها دليلا؛كان الاقتداء فرضا لا يتعدّاه إلاّ أهل العناد و الفساد» (3).

ص: 367


1- سوره 5 - آيه 55
2- المائدة:58.
3- الاحتجاج:253/2.

فهرس المطالب

الباب الثامن عشر في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بأنّه الوليّ في قوله تعالي من طرق العامّة و فيه أربعة و عشرون حديثا 5

الباب التاسع عشر في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام و بنيه الأئمّة الأحد عشر بالولاية في قوله تعالي إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ (1) من طريق الخاصّة و فيه تسعة عشر حديثا 15

الباب العشرون في قول النبيّ لعليّ عليهما السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي من طريق العامّة و فيه مائة حديث 23

الباب الحادي و العشرون في قول النبيّ لعليّ عليهما السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي من طريق الخاصّة و فيه سبعون حديثا 72

الباب الثاني و العشرون في أنّ عليا عليه السّلام وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بنيه الأحد عشر و هم الأوصياء و الأئمّة الاثنا عشر بنصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مضافا إلي ما سبق من طريق العامّة و فيه سبعون حديثا 144

الباب الثالث و العشرون في أن عليا وصي رسول اللّه و بنيه الأحد عشر أوصياء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم الأئمة الاثنا عشر

ص: 368


1- سوره 5 - آيه 55

بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة،و فيه مائة حديث و عشرة أحاديث 185

الباب الرابع و العشرون في أن الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اجمالا و تفصيلا عليّ و بنوه الأحد عشر من طريق العامة و فيه ثمانية و خمسون حديثا 247

الباب الخامس و العشرون في أن الأئمة:بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر اجمالا و تفصيلا هم علي بن أبي طالب و بنوه الأحد عشر:من طريق الخاصة،و فيه خمسون حديثا 270

الباب السادس و العشرون في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالاقتداء بعلي بن أبي طالب و الأئمة عليهم السّلام من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة و فيه اثنين و عشرون حديثا 287

الباب السابع و العشرون في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بولاية علي عليه السّلام و الاقتداء بالأئمة:من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة و فيه سبعة و عشرون حديثا 296

الباب الثامن و العشرون في نص رسول اللّه علي وجوب التمسّك بالثقلين من طريق العامة و فيه تسعة و ثلاثون حديثا 304

الباب التاسع و العشرون في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي وجوب التمسّك بالثقلين من طريق الخاصة و فيه اثنان و ثمانون حديثا 321

ص: 369

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.