الشیعه و الرجعه المجلد
محمد رضا طبسی نجفی
مطبعه الاداب - النجف الاشرف 1385 - 1966
ص: 1
ص: 2
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه (محمد و آله الطاهرين) لقد ساعدنا التوفيق بفضل اللّه و منّه لا نجاز الجزء الأول من كتابنا «الشيعة و الرجعة» حول الامام الثانى عشر (المهدي المنتظر عج): فجاء بحمد اللّه كتابا كافيا وافيا يشفي العليل و يروي الغليل فى موسوعه حاوية لأبحاث منها ريح التحقيق يفوح، جامعة لنكت فيها ضوء التدقيق يلوح، فهي السيف القاطع و الدليل الساطع تجد فيه ما تشتهيه الأنفس، و تلذ الأعين و لقد أدينا حسب وسعنا ما علينا و للّه الحجة البالغة (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ، إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَ إِمّا كَفُوراً ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) .
فلنشرع الآن في الجزء الثانى الذي يبحث فيه عن الرجعة و تفصيلها ثبوتا و إثباتا، نسأل اللّه التوفيق لا نجازه.
المؤلف
محمد رضا الطبسي النجفي
عفى عنه
1-9-1375 هج
ص: 3
قد قدمنا لك فى الجزء الأول ص 19 عن تفسير الرجعة لغة و اصطلاحا فلا نطيل البحث هاهنا بعد وضوحهما فلنعطف بالكلام الى جهتين اخريين عن البحث
إعلم ان الرجعة التي نقول بها معاشر الامامية هل هي ممكن ذاتا عقلا؟ أم هي داخلة في الممتنعات العقلية التي لاحظ لها من الوجود كاجتماع النقيضين؟ لا سبيل الى الثانى بالضرورة العقلية حيث انها أمر ممكن ذاتا فان مفاد الرجعة التي ندعيها ثبوتا و اثباتا عبارة عن احياء النفوس فى هذه النشأة بعد ما ذاقت الموت و حال بينها الفوت، و هذا أمر ممكن الحصول و شيء معقول كيف و هي من رشحات قدرة الخالق تعالى؛ الذي قدرته عامة شاملة لجميع الممكنات فالمستشكل فيها لا بد و ان يلتزم أحد الأمرين اما انكار الصغرى بأنها ليست من الامور الممكنة أو القول بنفي القدرة عن اللّه تعالى و انه ليس بقادر على أن يحيي الموتى و هما فى حيز المنع بلا ريب لما عرفت من امكان الصغرى و عموميه الكبرى و انه تعالى على كل شيء قدير ان الاشكال في الرجعة التي هي الحشر الصغرى هو الاشكال فى المعاد و الحشر الكبرى حرف بحرف. ضرورة ان الأدلة الدالة على الرجعة الكبرى و هي القيامة بأسرها جارية في الرجعة الصغرى و سيأتى في تفسير قوله تعالى (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) فتحصل من ذلك ان الرجعة بالمعنى الذي قلناه أمر ممكن معقول عند العقلاء لأنها أمر ممكن و مقدورة للّه تعالى. فالرجعة مقدورة للّه تعالى و هذا مسلوك في الضروريات التي لا يحتاج الى إقامة البرهان و ازدياد البيان. و لنعم ما قال الرئيس ابن سيناء:
(كلما قرع سمعك فذره في بقعة الامكان ما لم يذدك عنه قائم البرهان)
ص: 4
و لنعم ما قال الحكيم السبزواري في منظومته:
و مثل ذر فى بقعة الامكان ما لم يذدك قائم البرهان
فالذي يشكك فيما برهنا عليه فهو مريض و يحتاج الى العلاج إن كان قابلا و إن كان معاندا... لا يقدر عيسى بن مريم أن يعالجه مع قدرته على ابراء الأكمه و الأبرص و احياء الموتى باذن اللّه تعالى و للّه الحجة البالغة.
إعلم: ان الذي يجب في هذه المسألة الركون عليه امور ثلاثة: 1 - القول 2 - الفعل 3 - التقرير. الصادرة عن أحد المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين الذين هم امرنا باتباعهم و نأخذ بعلومهم و أقوالهم و أفعالهم و تقريراتهم لخلوها عن الزيغ و الريب و وصمت العيب كيف و لا ينطقون عن الهوى و لا يقولون إلا بما يوحى و ان من تمسك بهم نجى و من تخلف عنهم غوى و ان مثلهم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلف عنهم غرق. قال فى المستدرك (للحاكم)(1) ج 3
ص: 5
ص 150 بسند طويل عن خش الكنانى قال سمعت أبا ذر يقول و هو آخذ بباب الكعبة من عرفني فأنا من عرفني و من أنكرني فأنا ابو ذر سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول ألا ان مثل اهل بيتي مثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجى و من تخلف عنها
ص: 6
غرق. و في (ينابيع المودة) ج 1 ص 27 باب 4 عن مشكاة المصابيح عن ابى ذر
ص: 7
قال و هو آخذ بباب الكعبة سمعت النبي يقول ان مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلف عنها هلك رواه عن احمد. و فيه عن جمع الفوائد عن ابن الزبير مرفوعا، مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تركها غرق. و فيه ص 28 فى عدة روايات مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة بني اسرائيل من دخله غفر له. كما فى رواية أبى ذر و أخرجه الطبرانى في الأوسط و الصغير أبو يعلى. و أحمد بن حنبل عن أبى ذر. و فيه عن البزاز، و ابن المغازلي، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، و عن سلمة بن الأكوع، و عن ابن المغتمر عن أبى ذر و عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر و عن الحمويني عن أبي سعيد الخدري بزيادة، و إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة بني اسرائيل من دخله غفر له.
و عن سليم بن القيس الهلالي قال بينما أنا و جيش ابن المغتمر بمكة إذ قال ابو ذر و آخذه بحلقة باب الكعبة فقال من عرفني الخ باضافة قوله (صلی الله علیه و آله) اني تارك فيكم ما ان تمسكتم! لن تضلوا كتاب اللّه و عترتى لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
و فيه عن الحمويني في (فرائد السمطين) بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و لن توتى المدينة إلا من قبل الباب. و كذب من زعم انه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتى و علانيتك من علانيتي سعد من اطاعك و شقي من عصاك و ربح من تولاك و خسر من عاداك فاز من لزمك و هلك من فارقك مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدى مثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلف عنها غرق و مثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم الى يوم القيامة.
(قال الطبسي) لا يخفى على أهل الانصاف انه صلى اللّه عليه و آله قصرّ طريق الهدايه في استتباع الأئمة الأثنى عشر حيث انه كان في مقام البيان فقد بين ما هو الحجة القاطعة بينه و بين الحق تعالى شأنه فلو كان غير هؤلاء منشأ لشيء و مقصود اللّه تعالى عليه البيان و إلا فقد أخل بالغرض و هو محال عليه فلا أدري بأي حجة و برهان اعتمد من اتكل على غيرهم (قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ)
(1 ج 2 الشيعة و الرجعة)
ص: 8
في الينابيع ج 1 ص 19 طبعة اسلامبول سنة 1301 عن أحمد في مناقبه عن علي «ع» قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لاهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب السماء و أهل بيتي أمان لاهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض، و فيه ص 19 عن ابن أحمد في زيادات المسند و الحمويني في فرائد السمطين عن علي «ع»، و أيضا أخرجه الحاكم عن محمد ابن علي الباقر عن أبيه عن جده عن علي «ع» عنهم. و فيه ص 20 عن أحمد عن أنس عن النبي (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لاهل السماء و أهل بيتي أمان لاهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الارض من الآيات ما كانوا يوعدون، قال أحمد ان اللّه خلق الأرض من أجل النبي (صلی الله علیه و آله) فجعل دوامها بدوام أهل البيت و عترته.
(قال الطبسي): نظره الى قوله تعالى في حديث القدسي خطابا للنبي (صلی الله علیه و آله) خلقت الاشياء لأجلك و خلقتك لأجلي، و فيه ص 20 عن الحمويني عن سلمة ابن الاكوع قال النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لامتي، و فيه ص 20 عنه أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال أهل بيتي أمان لاهل الأرض كما ان النجوم أمان لاهل السماء، أخرجه الحاكم عن قتادة عن عطاء عن ابن عباس و أخرجه الحاكم أيضا عن جابر بن عبد اللّه و أبي موسى الأشعري و ابن عباس قالوا قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الارض فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء و اذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض، و فيه ص 20 عن نوادر الاصول عن سلمة بن الأكوع بمثل ما تقدم عنه، و فيه ص 20 عن الصواعق النجوم أمان لاهل السماء و أهل بيتي أمان لامتي أخرجه جماعة.
و في المستدرك للحاكم ج 3 ص 149 باسناده عن قتادة عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لاهل الارض من الغرق و أهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس ثم قال هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه، و في ذخائر العقبى للحافظ محب
ص: 9
الدين أحمد بن عبد اللّه الطبري ص 17 عن أياس بن سلمة عن أبيه قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض أخرجه أبو عمرو الغفاري، و فيه عن علي «ع» قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لأهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء و أهل بيتي امان لاهل الارض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض أخرجه أحمد في المناقب.
(1) في الينابيع ج 1 ص 30 عن الترمذي باسناده الى حبيب بن ثابت عن زيد بن أرقم قالا قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) اني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض الحديث.
(2) و فيه ص 30 عن أبي اسحاق الثعلبي في تفسيره بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثله.
(3) و في نوادر الاصول باسناده الى حذيفة بن اسيد الغفاري قال لما صدر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من حجة الوداع خطب فقال: أيها الناس انه قد أنبأني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر النبي الذي يليه من قبل و اني أظن اني يوشك ان ادعى فأجيب و اني فرطكم على الحوض و اني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين(1) فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الاكبر كتاب اللّه عز و جل سبب طرفه بيد اللّه تعالى و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تبدلوا و عترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
ص: 10
(4) و فيه ج 1 ص 31 عن مسند شيخ أهل الحديث أحمد باسناده الى عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) «اني او شك أن ادعى فاني قد تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا الثقلين أحدهما أكبر من الآخر أما الاكبر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي ألا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» الحديث.
(5) و فيه ج 1 ص 32 عن عبد اللّه بن أحمد في زيادات المسند باسناده عن القائم بن الحسان عن زيد بن ثابت قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) «اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل ممدود بين السماء و الارض و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
(6) و فيه عن موفق بن أحمد الخوارزمي عن الأعمش عن حبيب بن ثابت عن أبي الفضيل عن زيد بن أرقم قال نزل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بغدير خم فقال فيه «اني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه و عترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» ثم أخذ بيد علي و قال «من كنت مولاه فعلي مولاه» الخ.
(7) و فيه عن الثعلبي في تفسيره بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: أيها الناس اني قد تركت فيكم الثقلين «الى أن قال» ألا و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
(8) و فيه ج 1 ص 34 عن المناقب عن كتاب سليم بن قيس عن علي «ع» قال ان الذي قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يوم عرفة على ناقته القصوى و في مسجد خيف و يوم الغدير و يوم قبض في خطبته على المنبر (أيها الناس اني تركت فيكم الثقلين لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما الأكبر منهما كتاب اللّه و الاصغر عترتي أهل بيتي و ان اللطيف الخبير عهد إلي انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين) أشار
ص: 11
بالسبابتين الحديث.
(9) و فيه ج 1 ص 35 عن المناقب عن أحمد بن عبد اللّه بن سلام عن حذيفة ابن اليمان قال صلى بنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الظهر ثم أقبل بوجهه الكريم الينا فقال (معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بطاعته و اني ادعى فأجيب و اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتى ان تمسكتم بهما لن تضلوا و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) الحديث.
(10) و فيه عن أبي ذر قال قال علي «ع» لطلحه و عبد الرحمان بن عوف و سعيد بن أبي وقاص هل تعلمون ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال (اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتى و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
(11) و فيه ج 1 ص 36 عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللّه اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتى و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض انظروا كيف تخلفوني) أخرجه الترمذي في جامعه و قال حسن غريب.
(12) و أخرجه أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري و لفظه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال (انى اوشك ان ادعى فأجيب و انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض و عترتى أهل بيتى و ان اللطيف الخبير أخبرنى انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفونى فيهما.
(13) و فيه أخرجه الحافظ أبو محمد عبد العزيز الأخضر في معالم العترة النبوية و ذكر فيه طرقه و ذكر حديث صحيح مسلم عن زيد بن أرقم انه لما رجع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من حجة الوداع و نزل غدير خم ثم قال فقال (كأنى قد دعيت فأجبت انى قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه عز و جل و عترتى فانظروا كيف تخلفونى فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، و بطريق آخر (انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و أهل بيتى و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) و أخرجه الطبرانى و زاد (سألت ربى ذلك لهما فأعطانى فلا تقدموها فتهلكوا و لا تقصروا عنها فتهلكوا) الحديث.
(14) و فيه ص 37 عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال لما صدر النبي من حجة
ص: 12
الوداع قال على المنبر (يا أيها الناس انى مسئول و انكم مسئولون فما أنتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت و جهدت و نصحت فجزاك اللّه خيرا فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا عبده و رسوله و ان الجنة حق و ناره حق و البعث بعد الموت حق قالوا بلى نشهد بذلك قال اللهم اشهد ثم قال أيها الناس ان اللّه مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثم قال انى فرطكم و انكم واردون علي الحوض حوض أعرض من ما بين بصرى الى صنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضة و انى سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفونى فيهما الثقل الاكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم و عترتى أهل بيتي فاستمسكوا بهما فلا تضلوا و انه أنبأنى اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) أخرجه الطبرانى في الكبير و الضياء في مختاره.
(15) و فيه عن أبى نعيم في الحلية و غيره عن أبى الطفيل ان عليا «ع» قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أنشد اللّه من شهد يوم غدير خم إلا قام و لا يقوم رجل يقول نبئت أو بلغني ألا رجل سمعت اذناه و وعاه قلبه فقام سبعة عشر رجلا منهم خزيمة بن ثابت و سهل بن سعد و عدي بن حاتم و عقبة بن عامر و أبو ايوب الانصاري و أبو سعيد الخدري و أبو شريح الخزاعي و أبو قدامة الأنصاري و أبو يعلى الانصاري و أبو الهيثم بن التيهان و رجال من قريش فقال علي «ع» هاتوا ما سمعتم فقالوا نشهد إنا أقبلنا مع رسول اللّه من حجة الوداع نزلنا بغدير خم ثم نادى بالصلاة فصلينا معه ثم قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: (أيها الناس ما أنتم قائلون قالوا قد بلغت قال اللهم اشهد (ثلاث مرات) ثم قال انى اوشك ان ادعى فأجيب و انى مسئول و أنتم مسئولون، ثم قال أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتى أهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا فانظروا كيف تخلفونى فيهما و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض نبأنى اللطيف الخبير بذلك) الخ
(16) و أخرج ابن عقدة في الموالاة في طريق محمد بن كثير عن قطر و ابى الجارود كليهما عن ابى الطفيل عن زيد بن ثابت قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (انى تارك فيكم الخليفتين كتاب اللّه عز و جل ممدود من السماء الى الأرض و عترتى
ص: 13
أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
(17) و فيه عن أحمد في مسنده عن عبد بن حميد بسند جيد و لفظه (انى تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب اللّه و عترتى أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
(18) و فيه عن الطبرانى في الكبير برجال ثقات و لفظه: (انى تارك فيكم خليفتين كتاب اللّه و أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
(19) و فيه عن حمزة الأسلمي و لفظه انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب اللّه عز و جل و عترتى أهل بيتي ألا و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
(20) و فيه ص 39 عن الحافظ الجعابى عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جده عن علي رضي اللّه عنهم و لفظه (انى مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب اللّه حبل طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم و عترتى أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
(21) و فيه ص 39 عن أبى ذر انه آخذ بحلقة باب الكعبة فقال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول (انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتى فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيهما) أخرجه الترمذي في جامعه.
(22) و فيه عن ابن عقدة من طريق محمد بن عبد الله بن أبى رافع عن أبيه عن جده و عن أبي هريرة لفظه (اني خلفت فيكم الثقلين ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتى لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) و في الصواعق المحرقة روى هذا الحديث ثلاثون صحابيا و ان كثيرا من طرقه صحيح و حسن.
(23) و فيه ص 40 و أخرجه البزاز في مسنده عن ام هاني بنت ابي طالب قالت رجع رسول الله (صلی الله علیه و آله) من حجته حتى نزل بغدير خم ثم قام خطيبا فقال (أيها الناس اني اوشك ان ادعى فأجيب و قد تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله حبل طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم و عترتي أهل
ص: 14
بيتي أذكركم الله في أهل بيتي إلا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
(24) و فيه عن ابن عقدة من طريق عمرو بن سعد بن عمرو بن جعدة ابن هبيرة عن أبيه عن جده عن ام سلمة قالت أخذ رسول الله بيد علي بغدير خم فرفعها حتى رأينا بياض ابطيه فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه ثم قال أيها الناس اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)
(25) و فيه عنه من طريق عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء عليها السلام قالت سمعت أبي (صلی الله علیه و آله) في مرضه الذي قبض فيه يقول و قد امتلات الحجرة من أصحابه أيها الناس يوشك اني اقبض قبضا سريعا و قد قدمت اليكم القول معذرة اليكم ألا اني مخلف فيكم كتاب ربي عز و جل و عترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فقال (هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألكم ما تخلفوني فيهما).
(26) و فيه ص 41 عن ابن عقدة أيضا عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي في حجة الوداع فلما رجع الى الجحفة نزل ثم خطب الناس فقال: (أيها الناس اني مسئول و أنتم مسئولون فما أنتم قائلون) قالوا نشهد انك بلغت و نصحت و أديت (قال اني لكم فرط و أنتم واردون علي الحوض و اني مخلف فيكم الثقلين ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
(27) و في الطرائف لابن طاووس العلوي ص 28 عن أحمد بن حنبل في مسنده باسناده الى أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) «اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
(28) و فيه عنه باسناده الى زيد بن ثابت قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
(اني تارك فيكم الخليفتين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الأرض و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
(29) و فيه من كتاب السنن و من صحيح الترمذي باسنادهما الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال «اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي
ص: 15
أحدهما أعظم من الآخر و هو كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني في عترتي».
(30) و فيه عن الفقيه الشافعي ابن المغازلي عن عدة طرق في كتابه بأسانيد فمنها قال النبي (صلی الله علیه و آله) «اني اوشك ان ادعى فأجيب و اني قد تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض و عترتي أهل بيتي و ان اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا ماذا تخلفوني فيهما».
(31) و فيه ص 29 نقلا عن تفسير الثعلبي في قوله تعالى (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) بأسانيد فمنها باسناده قال قال رسول اللّه «ص» «أيها الناس قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ان أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الارض» - أو قال - الى الأرض و عترتي أهل بيتي إلا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
(32) و في ج 2 من ينابيع المودة ص 370 نقلا عن نوادر الاصول عن ابي الطفيل عامر بن واثله عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال لما صدر رسول الله من حجة الوداع و ذكر الخطبة الشريفة الى أن قال «فانه قد أنبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
(33) و في الينابيع ج 1 ص 191 عن زيد بن أرقم مرفوعا «انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتى أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيهما» أخرجه الترمذي.
(34) و فيه مرفوعا عن أبى سعيد «انى اوشك ان ادعى فأجيب و انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتى أهل بيتي و ان اللطيف الخبير أخبرنى انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفونى فيهما» أخرجه أحمد في مسنده.
«2 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 16
(35) و فيه ج 1 ص 185 عن ابن عباس «علي مع القرآن و القرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» للطبراني في الأوسط.
(36) و فيه ص 296 ج 1 عن الترمذي و قال حسن غريب انه (صلی الله علیه و آله) قال: «اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه عز و جل حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتى و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» الخ.
(37) و فيه ج 1 ص 296 عن أحمد في مسنده: «اني اوشك أن ادعى فأجيبه فانى تارك فيكم الثقلين - الى قوله - انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
(38) و فيه ج 1 ص 280 في رواية انه (صلی الله علیه و آله) قال في مرض موته «أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا و قد قدمت اليكم القول معذرة اليكم ألا انى مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه عز و جل و عترتى أهل بيتي - ثم أخذ بيد علي فقال - هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي(1) لا يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألهما ما اختلفتم فيهما».ة.
ص: 17
(39) و فيه ج 1 ص 241 عن أبى سعيد الخدري قال: خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فقال: أيها الناس انى تركت فيكم الثقلين خليفتي إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتى و هم أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. اورده الثعلبي و ذكره الامام أحمد بن حنبل في مسنده بمعناه.
(40) و فيه ج 2 ص 447 عن المناقب عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عليهما السلام قال: أتيت جابر بن عبد اللّه فقلت له أخبرنى عن حجة الوداع فذكر حديثا طويلا ثم قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) «انى تارك فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي كتاب اللّه و عترتى أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. - ثم قال - اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاثا. أيضا رواه الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه سلام اللّه عليهم أجمعين.
ص: 18
(قال الطبسي) فهذه أربعون حديثا أخرجناه من كتب القوم في كون المراد بالعترة الطاهرة أهل بيت النبي عليهم السلام و هم الأئمة الاثنى عشر و انهما متلازمان لن يفترقا حتى يردا على رسول اللّه حوضه و الروايات متواترة فالنبي (صلی الله علیه و آله) كان في مقام البيان و بما هو تمام مراده و اتمام الحجة على الناس حيث انه اخبر بسرعة لقائه اللّه فاللازم عليه بيان ما هو الأهم في نظره فانحصره بالثقلين باتفاق الفريقين و لا ثالث لهما أصلا و أشار بقوله: لن يفترقا بنفي التأبيد بتلازم القرآن مع العترة
ص: 19
و اتحادهم معه فكلما كان في الثقل الأكبر و هو كتاب اللّه فهو مودعة في الثقل الأصغر و هم العترة الطاهرة أولهم: علي بن أبي طالب و آخرهم المهدي المنتظر عليهم السلام. فهما مما يحتاج اليهما الخلق الى يوم القيامة لا غيرهما كائنا من كان قولا و فعلا و تقريرا، و لا اعتبار و لا قيمة بقول غير العترة الطاهرة لما عرفت من اتحادهم(*) مع القرآن و اتحاد القرآن معهم فبقاء الثقل الأكبر ببقاء الثقل الأصغر
ص: 20
لأنهم عيبة علم اللّه و تراجمة وحيه فما علمه اللّه نبيه فالنبي علم وصيه علي بن أبي طالب الى خاتم الأوصياء المهدي المنتظر عج ثم منه الى حملة أحاديثهم في الغيبة الصغرى بتوسيط نوابه الأربعة الخاصة ثم في الغيبة الكبرى بواسطة نوابه العام المقصود بقوله «ع»: أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا فانهم حجتي عليكم و أنا حجة اللّه عليهم. فكل علم ينتهي اليه بوسيلة نوابه العام أو الخاص فهو الحجة القوية و العامل به معذور و لا عذر لغيرهم لعدم الدليل على حجية قول من عداهم سلام اللّه عليهم أجمعين هذا ما عندنا و ما على الرسول إلا البلاغ المبين.
ففي الكافي و العياشي باسنادهما عن إمامنا الصادق «ع» عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال:
«أيها الناس انكم في دار هدنة و أنتم على ظهر سفر و السير بكم سريع و قد رأيتم الليل و النهار و الشمس و القمر يبليان كل جديد و يقربان كل بعيد و يأتيان فأعدوا الجهاز لبعد المجاز» قال فقام مقداد بن الأسود فقال يا رسول اللّه و ما دار الهدنة؟ فقال (صلی الله علیه و آله): دار بلاغ و انقطاع فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم
ص: 21
بالقرآن فانه شافع مشع و ما حل مصدق و من جعله أمامه قادة الى الجنة و من جعله خلفه ساقه الى النار و هو الدليل يدل على خير سبيل و هو كتاب فيه تفصيل و بيان و تحصيل و هو الفصل ليس بالهزل و له ظهر و بطن فظاهره حكم و باطنه علم ظاهره أنيق و باطنه عميق له تخوم و على تخومه تخوم لا تحصى عجائبه و لا يبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى و منار الحكمة و دليل على المعرفة لمن عرف الصفة.
و زاد في الكافي: فليجل جال بصره و ليبلغ نظره ينجى من عطب و يخلص من يشب فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص و قلة التربص. و فيه عنه باسناده عن الصادق (ع) قال: ان هذا القرآن فيه منار الهدى و مصابيح الدجى فليجل جال بصره و يفتح للضياء نظره فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور. و فيه عنه عن أبي جميلة عن الصادق (ع) كان وصية أمير المؤمنين (ع) لأصحابه (إعلموا ان القرآن هدى النهار و نور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقه).
(قال الطبسي): المراد بقوله: (هدى النهار) يعنى الى طريق الخير و سبل الحق من جهة التعليم و التعلم و بيان مواعظه و أحكامه (و نور الليل) المراد به انه ينور قلوب المؤمنين و المتهجدين الذين يتلونه بالليل و يتدبرون فيه و يستفيدون منه و يقتبسون من أنواع علومه و فوائده و موائده و غير ذلك كما لا يخفى. و في ج 1 من تفسير البرهان ص 5 عن الحسن بن علي (ع) قال قيل لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان امتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك؟ فقال: (كتاب اللّه العزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم بغيره أضله اللّه و من ولى هذا الامر من جبار فعمل بغيره قصمه اللّه و هو الذكر الحكيم و النور المبين و الصراط المستقيم فيه خبر من كان قبلكم و نبأ ما بعدكم و حكم ما بينكم و هو الفصل ليس بالهزل و هو الذي سمعته الجن فلم تناها ان قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجيا. يهدي الى الرشد فآمنا به لا يخلق على طول الرد و لا ينقص غرائبه و لا يفنى عجائبه.
(و عن طريق العامة) على ما ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار عن علي عليه السلام القرآن فيه خبر من قبلكم و نبأ من بعدكم و حكم ما بينكم. و غير ذلك
ص: 22
من الاخبار التي لا يسعنا المجال لذكرها.
ففي صحيح مسلم ج 7 ص 130 برواية أبي بكر بن أبي شيبة الى صفية بنت شيبة عن عائشة انها قالت خرج النبي (صلی الله علیه و آله) غداة و عليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. و فى المستدرك للحاكم إمام أهل الحديث عندهم فى ج 3 ص 132 فى خلال رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي البغدادي بسند طويل الى عمرو بن ميمون قال اني جالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا ابن عباس اما ان تقوم معنا و اما ان تخلوا بنا من بين هؤلاء قال فقال ابن عباس أنا أقوم معكم قال و هو يومئذ قبل أن يعمى قال فابتدؤا فتحدثوا فلا تدري ما قالوا قال فجاء ينقض ثوبه و يقول اف اف وقعوا فى رجل له بضعة عشر فضائل ليست لأحد غيره وقعوا فى رجل له قال النبي (صلی الله علیه و آله) لا بعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله فاستشرف لها مستشرف فقال أين علي فقالوا انه في الرحى يطحن و ما كان أحدهم ليطحن قال فجاء و هو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث فى عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاه إياه فجاء علي بصفية بنت حي قال ابن عباس ثم بعث رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه و قال لا يذهب بها إلا رجل هو مني - الى أن يقول - و أخذ رسول اللّه ثوبه فوضعه على علي و فاطمه و حسن و حسين و قال: إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. الخ. ثم قال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه بهذا السياق و وافقه الذهبي مع تعصبه و عناده فى التذييل بقوله (صحيح).
و النسائي ذكره فى خصائصه ص 5 بسند آخر عن قطيبة بن سعيد البلخي
ص: 23
قال في ذيل الرواية لما نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعى رسول اللّه عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال: ان هؤلاء أهل بيتي الخ. و فيه ص 11 و 23 في رواية محمد بن المثنى لما قال معاوية لسعد بن أبي وقاص ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب؟ قال لا أسبه ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه لان يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم و ما أسبه ما ذكرت حين نزل الوحي عليه فأخذ عليا و ابنيه و فاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: (رب هؤلاء أهل بيتي و أهلي) الخ. و في المناقب للحافظ الخوارزمي ج 1 ص 2 مثله. و في الخصائص لابن بطريق في الفصل الرابع ص 40 بعدة طرق من عدة كتب:
(منها) ما عن شيخ أهل الحديث أحمد بن حنبل في مسنده باسناده عن واثلة ابن الأصقع انه قال: طلبت عليا في منزله فقالت فاطمة عليها السلام ذهب يأتي برسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فجاء جميعا و دخلت معها و أجلس عليا من يساره و فاطمة من يمينه و الحسن و الحسين بين يديه ثم ألقى عليهم بثوبه و قال: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً - اللهم ان هؤلاء عترتي و أهلي).
و فيه عنه باسناده حديث البرمة المعروفة بسند من ابن حوشب عن ام سلمة ان رسول اللّه قال: لفاطمة إيتيني بزوجك و ابنيك فجاءت بهم فألقى بهم كساء فدكيا قالت ثم وضع يده عليهم و قال: (اللهم ان هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على محمد و آل محمد انك حميد مجيد) قالت ام سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه مني و قال انك على خير.
(و منها) ما عن حافظ أبي نعيم بعدة طرق متعددة عن ام سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) و في البيت سبعة جبرئيل، و ميكائيل، و رسول اللّه، و علي، و الحسن و الحسين، و فاطمة عليهم السلام و أنا على الباب فقلت يا رسول اللّه ألست من اهل البيت؟ قال انت على خير انك من أزواج النبي، و قد أكثر الحافظ هذا الحديث بطرق متعددة كلها بل جلها يرجع الى ام سلمة.
«3 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 24
(و منها) ما ذكره عن الجمع بين الصحيحين باسناده عن محمد بن أبي نصر الحميدي عن عائشه عن مصعب بن شيبة عن صفية بمثل ما ذكرناه عن مسلم فراجع.
و فيه ص 47 عن صحيح أبي داود و هو كتاب السنن في تفسير قوله تعالى:
«إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»، عن عائشة و ذكر الحديث.
(و منها) ما عن الثعلبي فى قوله تعالى: طه . قال جعفر بن محمد عليهما السلام طه: طهارة أهل بيت محمد (صلی الله علیه و آله) ثم قرء: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.
(قال الطبسي) لا مجال لا طالة البحث و إكثار النقل و الروايات من كتب القوم باختصاص الآية الشريفة بما ذكرناه متواترة فقد اتضح و تبين الحق و الحقيقة و تصافق الفريقان و اتحدت كلمة الامة و أهل الايمان بنزول الآية الكريمة في حق الخمسة و التسعة فالمجموع أربعة عشر نفوس طيبة طاهرة مطهرة عليهم يدور بركات الارض و السماء فهم مطهرون مقدسون بتصديق اللّه كما نص في كتابة العزيز فوجب اتباعهم و الاقتداء بهم و بأنوازهم و الانقياد بأحكامهم لأن حكمهم حكم اللّه و من لم يحكم بما انزل فاولئك هم الكافرون و الظالمون و الفاسقون.
يمتاز صدق الحديث و كذبه بالعرض على كتاب اللّه فما وافق كتاب اللّه يؤخذ به و ما خالف يضرب على الجدار لعدة روايات منها قوله «ع»: فى الكافي الذي هو إحدى الصحاح عند الامامية و أنفس الكتب عن الامام الصادق «ع» عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال ان على كل حق حقيقة و على كل صواب نورا فما وافق كتاب اللّه فخذوه و ما خالف كتاب اللّه فدعوه، و عن العياشي عن أيوب ابن الحر الثقة الجليل قال سمعت أبا عبد اللّه الصادق «ع» يقول كل شيء مردود الى الكتاب و السنة و كل حديث لا يوافق كتاب اللّه فهو زخرف، و عنه عن هشام بن الحكم الثقة الجليل عن الصادق «ع» قال قال رسول اللّه بمنى أو بمكة
ص: 25
«أيها الناس ما جائكم عني يوافق القرآن فأنا قلته و ما جائكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله»، و عنه عن سدير الثقة الجليل قال كان أبو جعفر و أبو عبد اللّه يقولا لي لا يصدق علينا إلا بما يوافق كتاب اللّه أو سنة نبيه، و في رواية محمد بن مسلم ما جاءك من رواية من بر أو فاجر يوافق كتاب اللّه فخذ به و ما جاءك من رواية من بر أو فاجر تخالف كتاب اللّه فلا تأخذ به، و في رواية اخرى عن مولانا الباقر ما جائكم عنا فان وجدتموه موافقا للقرآن فخذوا به و إن لم تجدوه موافقا فردوه و إن اشتبه الأمر عندكم فاقضوا عنده و ردوه الينا حتى نشرح من ذلك ما شرح لنا، و في صحيحة هشام بن الحكم عن الصادق «ع» لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق الكتاب و السنة أو تجدون معه شاهد من أحاديثنا المتقدمة فان المغيره بن سعيد (لع) دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي فاتقوا فلا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا و سنة نبينا.
(قال الطبسي): و غيرها من الأخبار الكثيرة في هذا الموضوع الناهية عن الأخذ بما خالف الكتاب و السنة و ان المدار في جواز الاخذ الموافقة لأحدهما أو ما يوجد شاهد صدق من أخبارهم عليه و إلا رد عليهم حتى يشرحونه لنا كما شرح لهم لمن كان قبلهم من الائمة عليهم السلام.
(نعم) بقي الكلام في باب التقيدات و التخصيصات و المجملات و المبينات التي يمكن التوفيق بالجمع العرفي بينها فهل هي داخلة فيما خالف الكتاب و السنة أم لا؟ ففي بادىء النظر ربما يتوهم المعارضة و المخالفة بين قوله مثلا: (أكرم العلماء و لا تكرم الفساق أو صل و لا تصل في الدار المغصوبة) فلا إشكال في انه اذا لم يمكن التوفيق و الجمع بحمل العام على الخاص أو المطلق على المقيد تكون داخلة فيها و الذي يسهل الخطب ان العرف في مثل العموم و الخصوص بقسميه و المطلق و المقيد و المجمل و المبين لا يرى مناقضة فيها للجمع العرفي بينها و لعل ما دسه اللعين كان من قبيل التباين الكلي بأن يكون الخبر دالا على الايجاب و الكتاب ناطق بالحرمة أو بالعكس و تمام البحث في الاصول كما حققناه و الحاصل الأئمة عليهم السلام في تلك الروايات نظرهم الى إعطاء قاعدة كلية بأنه لا يجوز التسرع و الأخذ بكل خبر ورد عليكم بل لا بد لكم من التأمل التام من حيث السند و الدلالة و الجهة
ص: 26
خصوصا ما يتعلق بالأحكام و بالنسبة الى ما ورد في تفسير الآيات عنهم عليهم السلام
و علم كل شيء فيه و علمه عند الائمة عليهم السلام و دعوى غير الائمة عليهم السلام ذلك فرية على اللّه و على رسوله نعم يمكن ذلك بتوسيطهم و تعليمهم و عندهم أنواع شتى من علوم القرآن و رموزه و ناسخه و منسوخه و انهم الراسخون في العلم): ففي ج 19 من بحار الأنوار ص 23 الى ص 29 نقلا عن العياشي (ره) عن جابر قال قال أبو عبد اللّه «ع» يا جابر ان للقرآن ظهرا و بطنا - ثم قال - يا جابر ليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ان الآية لمشتركة أو لها فى شيء و أوسطها فى شيء و آخرها فى شيء و هو كلام متصل متصرف على وجوه.
و فيه عنه عن فضل بن يسار قال سألت أبا جعفر «ع» من هذه الرواية ما فى القرآن آية إلا و لها ظهر و بطن و ما فيه حرف واحد إلا و له حد و لكل حد مطلع ما يعني بقوله لها ظهر و بطن قال ظهره و بطنه تأويله منه ما مضى و منه ما لم يكن بعد يجري كما تجري الشمس و القمر كلما جاء منه شيء وقع قال اللّه تبارك و تعالى: (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) نحن نعلمه.
و فيه ان عليا «ع» مر على قاض فقال هل تعرف المنسوخ قال لا فقال هلكت و أهلكت، الحديث، و فيه عن ابراهيم بن عمر قال قال أبو عبد الله «ع» في القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن كانت فيه أسماء الرجال فالقيت و إنما الاسم الواحد منه في وجوه لا يحصى يعرف ذلك الوصاة(1)، و فيه عن جابر عن ابي جعفر «ع» انه قال ما يستطيع أحد أن يدعى انه جمع القرآن ظاهره
ص: 27
و باطنه غير الأوصياء، و فيه عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال سمعت أبا جعفر «ع» ما من أحد من الناس يقول انه جمع القرآن كله كما أنزله اللّه إلا كذاب و ما جمعه و ما حفظه كما أنزل اللّه إلا (علي بن أبي طالب) و الأئمة من بعده عليهم السلام.
ليس لاحد التصرف فيهما و انه اذا فسر أحد القرآن من تلقاء نفسه فقد أخطأ أو أثم او فليتبوء مقعده من النار و إن أصاب الحق، ففي تفسير الصافي باسناده عن جابر عن مولانا الباقر قال سألته عن شيء من تفسير القرآن فأجابني ثم سألته ثانيا فأجابني بجواب آخر فقلت جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة غير هذا قبل اليوم فقال له يا جابر ان للقرآن بطنا و للبطن بطنا و ظهرا و للظهر ظهرا يا جابر و ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ان الآية تكون أولها في شيء و آخرها في شيء و كلام متصل يتصرف على وجوه ذكره في ج 19 من بحار الانوار ص 25 عن العياشي.
و فيه عن هشام بن سالم عن أبي جعفر قال من فسر القرآن برأيه فأصاب الحق لم توجر فان أخطأ كان إثمه عليه، و فيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه «ع» من فسر القرآن برأيه إن أصاب الحق لم يوجر و إن أخطأ فهو أبعد ما بين السماء و الأرض، و عن العياشي عن أبي الصباح قال قال أبو عبد اللّه «ع» ان اللّه علم نبيه التنزيل و التأويل فعلمه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عليا، و في كتاب سليم بن قيس الهلالي الكوفي طبع النجف ص 41 قال علي لسليم فما نزلت عليه آية من القرآن إلا أقرأنيها و أملاها علي فكتبتها بخطي و دعا لي أن يفهمني إياه و يحفظني فما نسيت آية من كتاب اللّه مدة حفظتها و علمني تأويلها فحفظته و أملا علي فكتبته و ما تركت شيئا مما علمه اللّه من حلال و حرام أو أمر أو نهي أو طاعة و معصية كان أو يكون الى يوم القيامة إلا و قد علمنيه و حفظته و لم أنساه منه حرفا واحدا
ص: 28
ثم وضع يدة على صدري و دعا اللّه أن يملأ قلبي علما و فهما و فقها و حكما و نورا و أن يعلمني فلا أجهل و أن يحفظني فلا أنساه فقلت له ذات يوم يا نبي اللّه انك منذ يوم دعوت اللّه لم أنسى شيئا - فقال - يا أخي لست أتخوف عليك النسيان و لا الجهل و قد أخبرني اللّه انه استجاب فيك و في شركائك الذين يكونون من بعدك قلت: يا نبي اللّه و من شركائي؟ قال: الذين قرنهم اللّه بنفسه الذين قال اللّه تعالى فيهم: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فان خفتم التنازع في أمرنا فأرجعوه الى اللّه و الى رسول اللّه و الى اولي الأمر منكم. قلت: يا نبي اللّه و من هم؟ قال: هم الأوصياء الى أن يردوا علي الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم بهم ينصر اللّه امتي و يدفع عنهم و يستجاب ائهم. فقلت: يا رسول الله سمهم لي. فقال: ابني هذا و وضع يده على رأس الحسن ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين ثم ابن ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين ثم ابن له علي اسمه اسمي محمد باقر علمي و خازن وحي الله و سيولد علي في حياتك فاقرأه مني السلام ثم تكلم الاثنى عشر إماما. فقلت: يا نبي الله سمهم لي فسماهم رجلا رجلا. منهم و الله يا بني هلال (مهدي هذه الامة) الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و الله اني لأعرف جميع من يبايعه بين الركن و المقام و أعرف أسماء الجميع و قبائلهم.
قد عرفت سالفا على الاجمال باختصاص علوم القرآن بأنواعها بأهل البيت و لاحظ لغيرهم إلا بالتلقى منهم لما عرفت من انه ذو وجوه فقول غيرهم سلام الله عليهم لا حجة فيه و لا قيمة له فما قيل أو يقال فهي تخرصات دماغية و أشرنا سابقا بأنه لا يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم و لا شبهة في انهم هم الراسخون في العلم و المراد بالتأويل قد مر عليك في الجزء الأول ص 20 من هذا الكتاب بأنه إرجاع الكلام و صرفه عما هو الظاهر فيه الى بعض المعاني البعيدة عن الكلام
ص: 29
الى ما هو أخفى منه و الذي كان جاهلا بلغة القرآن كيف يعرف ذلك المعاني كما اتفق لبعض أجلاء الصحابة في لفظ - الأب - في قوله تعالى في سورة: «عَبَسَ وَ تَوَلّى» و في معنى - الكلالة -.
راجع تفسير جامع البيان للحافظ الطبري الذي هو أقدم تفاسير القوم و اتقنها ج 30 ص 38 في رواية بشر بن مفضل قال حدثنا حميد قال قال أنس بن مالك قرء عمر: عبس و تولى. حتى أتى على هذه الآية - و فاكهة و أبا - قال قد علمنا الفاكهة فما الأب؟ ثم قال أحسبه، و فيه عن أنس قال قرء عمر بن الخطاب «عَبَسَ وَ تَوَلّى» فلما أتى على هذه الآية - وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا - قال قد عرفنا الفاكهة فما الأب قال لعمرك يابن الخطاب ان هذا لهو التكلف، و فيه عن موسى بن أنس عن أنس قال قرء عمر - وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا - و معه عصا في يده فقال فما الاب ثم قال بحسبان ما علمنا و ألقى العصا من يده، و فيه عن معاوية بن قره عن أنس عن عمر ان هذا لهو التكلف،
و في المستدرك للحاكم ج 2 ص 514 في حديث ابن شهاب ان أنس بن مالك سمع عمر بن الخطاب يقول: (فأنبتنا فيها فاكهة و حبا * و عنبا و قضبا * و زيتونا و نخلا * و حدائق غلبا * و فاكهة و ابا) فقال كل ذلك قد عرفنا فما الاب ثم نقض عصا في يده فقال هذا لعمر الله التكلف اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب، و صححه الحاكم بقوله هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه و وافقه الذهبي في التذييل و في تفسير الرازي ج 8 ص 389 فراجع، و مما يضحك به الثكلى اعتذار ابن حجر في شرح البخاري انكار كون لفظ الأب عربيا ثم ايده بجهل عمر و أبي بكر، و فى تفسير الطبري ج 30 ص 38 ان ابن عباس سئل عن - الأب - فأجاب، و فيه فى حديث عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال عد سبعا رزقه فى سبع و جعله فى سبع و قال فى آخر ذلك - الأب - ما انبتت الأرض، و فى رواية اخرى ان الأب نبت الأرض مما يأكله الدواب و لا يأكله الناس و فى ثالثة فى حديث أبي كريب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه عد السبع و قال - الأب - ما أنبتت الأرض للأنعام، و فيه عن مجاهد الأب الرعي.
(قال الطبسي): و إنما كان ابن عباس يعرف ذلك لانه كان يخدم و يلازم
ص: 30
باب علم النبي (صلی الله علیه و آله) علي بن أبي طالب عليهما السلام و اقتبس منه و لسنا فى إطالة الكلام فى المقام فالمقصود الاشارة الى ان علوم القرآن لا تناله يد كل أحد و البقية نوكله الى انصاف المنصفين و الى العقول السليمة.
و أما للكلالة: فقد سئل أبو بكر عنها فقال اني رأيت فى الكلالة رأيا فان كان صوابا فمن اللّه وحده لا شريك له و إن كان خطأ فمني و من الشيطان و اللّه منه بريء، ان الكلالة ما يأخذ الولد و الوالد، فلما استخلف عمر قال اني لأستحي من اللّه تبارك و تعالى أن اخالف أبا بكر فى رأي رآه. راجع تفسير الطبري ج 4 ص 192 و لا يهمنا تعداد بقية تفاسيرهم.
في بطلان القياس بالرأي و ابرازه في الكتاب و الأحكام من دون مراجعة من نزل عليهم الخطاب. ففى الكافى و ج 1 من بحار الأنوار في رواية الشحام قال دخل قتادة على أبي جعفر «ع» فقال له يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة فقال هكذا يزعمون. قال أبو جعفر «ع» بلغني انك تفسر القرآن قال له قتادة نعم فقال أبو جعفر بعلم تفسيره أم بجهل؟ قال لا بعلم قال له أبو جعفر فان كنت تفسيره فأنت أنت و أنا أسألك قال قتادة سلني قال أخبرني عن قول اللّه عز و جل في سورة سبأ (وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ) قال قتادة من خرج من بيته بزاد و راحلة و كرى حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فيذهب نفقته و يضرب مع ذلك ضربة فيها احتياجه قال قتادة اللهم نعم. فقال أبو جعفر «ع» إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك هلكت و إن كنت أخذته من الرجال هلكت و أهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد حلال و كري حلال يؤم هذا البيت عارفا بحقنا فهوانا قلبه كما قال اللّه تعالى (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) و لم يعني البيت فنحن و اللّه دعوة ابراهيم التي من هوانا قلبه قبلت حجته و إلا فلا يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به.
و في العلل ص 40 باسناده عنه «ع» قال لأبي حنيفة أنت فقيه أهل العراق
ص: 31
قال نعم قال فبم تفتيهم قال بكتاب اللّه و سنة نبيه قال يا أبا حنيفة تعرف كتاب اللّه حق معرفته و تعرف الناسخ من المنسوخ فقال نعم قال يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما ويلك ما جعل ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزله عليهم ويلك و هو لا يكون إلا عند الخاص من ذرية نبينا و ما أراك تعرف من كتابه حرفا فان كنت كما تقول و لست كما تقول فأخبرني عن قول اللّه عز و جل (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ) و أين ذلك من الأرض قال أحسبه ما بين مكة و المدينة فالتفت أبو عبد اللّه الى أصحابه فقال تعلمون ان الناس يقطع عليهم ما بين مكة و المدينة فتؤخذ اموالهم و لا يؤمنون على أنفسهم و يقتلون قالوا نعم فسكت أبو حنيفة قال «ع» يا أبا حنيفة أخبرني عن قول اللّه عز و جل (وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) أين ذلك من الارض قال الكعبة قال «ع» أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها فسكت أبو حنيفة ثم قال «ع» اذا ورد عليك شيء ليس فى كتاب اللّه و لم تأت بها الآثار و السنة كيف تصنع قال اصلحك اللّه أقيس و أعمل برأي قال «ع» يا أبا حنيفة أول من قال ابليس اللعين على ربنا تبارك و تعالى فقال (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فسكت أبو حنيفة فقال «ع» يا أبا حنيفة أيهما أرجس البول أم الجنابة فقال البول قال فما بال الناس يغتسلون من الجنابة و لا يغتسلون من البول فسكت فقال «ع» أيها افضل الصلاة أو الصوم قال الصلاة قال (ع) فما بال الحائض تقضي صومها دون صلاتها فسكت أبو حنيفة.
(قال الطبسي): و له قضايا مع مولانا الامام الصادق عليه السلام فالغرض الاشارة الى ان القياس و الافتاء بالرأي باطل عاطل لما عرفت و سيأتي في الأسألة الكثيرة التي سنوردها عن الامام الصادق (ع) عنه فى القياس و عجزه عن جوابها فالمتبع الكتاب بضميمة تفاسير أهل البيت و الاخبار الصادرة عن المعصومين فهما الحجة و لا دليل على حجية قول غيرهم سلام اللّه عليهم اجمعين.
«4 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 32
بالخصوص و عدم معرفة من يقيس القياس، روى الشيخ الجليل الثقة في العلل باسناده في رواية عيسى بن عبد اللّه القرشي قال دخل ابو حنيفة على أبي عبد اللّه (ع) فقال يا أبا حنيفة بلغني انك تقيس قال نعم أنا اقيس قال (ع) لا تقس فان أول من قاس ابليس حين قال خلقتني من نار و خلقته من طين فقاس ما بين النار و الطين و لو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فصل ما بين النورين و صفاء أحدهما على الآخر و لكن قس رأسك و أخبرني عن اذنيك ما لهما مرتان قال لا أدري قال «ع» فأنت لا تحسن تقيس رأسك فكيف تقيس الحلال و الحرام قال يابن رسول اللّه أخبرني ما هو قال ان اللّه جعل الاذنين مرتين لان لا يدخلهما شيء إلا مات و لو لا ذلك لقتل ابن آدم الهوام و جعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلاوة و المرارة و جعل العينين مالحتين لأنهما شحمتان و لو لا ملوحتهما لذابتا و جعل الانف باردا سائلا لئلا يذغ فى الرأس إلا أخرجه و لو لا ذلك لثقل الدماغ و تدود.
و فيه عنه: عن ابن شبرمة قال دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفر بن محمد «ع» فقال يا أبا حنيفة اتق اللّه و لا تقس الدين برأيك فان أول من قاس ابليس (الى آخر ما ذكرنا) باضافة قوله «ع» لابي حنيفة أخبرني عن كلمة أولها(1)
ص: 33
شرك و آخرها إيمان قال لا أدري قال لا إله إلا اللّه لو قال لا إله كان شرك و لو قال إلا اللّه كان إيمان ثم قال «ع» ويحك أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا قال قتل النفس قال فان اللّه قد قبل قتل النفس شاهدين و لم يقبل في الزنا إلا أربعة.
و في رواية سأله الصادق «ع» أخبرني عن رجل أعمى فقأ عين و قطع يد
ص: 34
و رجل كيف يقام عليه الحد قال إنما أنا رجل عالم بمباعث الأنبياء قال «ع» اخبرني عن قول اللّه عز و جل لموسى و هارون حين بعثهما الى فرعون لعله (يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) و لعل منك شك قال نعم قال «ع» فكذلك من اللّه شك إذ قال لعل قال أبو حنيفة لا علم لي قال «ع» تزعم انك تفتي بكتاب اللّه و لست ممن ورثه و تزعم انك صاحب رأي و كان الرأي من رسول اللّه صوابا و من دونه خطأ لأن اللّه تعالى قال (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ) و لم يقل ذلك لغيره و تزعم انك صاحب حدود و من أنزلت عليه أولى بعلمها منك و تزعم انك عالم بمباعث الأنبياء و خاتم الأنبياء أعلم منك بمباعثهم لو لا أن يقال دخل على ابن رسول اللّه فلم يسأله عن شيء ما سألتك عن شيء فقس إن كنت مقيسا قال لا تكلمت بالرأي و القياس في دين اللّه بعد هذا المجلس قال «ع» كلا ان حب الرياسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك.
(قال الطبسي): إنا لم نقل شيئا و لم نتصرف في القصة بل نقلنا المكالمة بينهما كما وجدنا و نترك ما يستفاد فيها الى أهل الذوق و الانصاف الذين لا يتبعون الشهوات بل الذين ينظرون الى ما صدر منهما في فنون شتى من التفسير و التأويل و الطب و التشريح و القياس و التأريخ و غيرها فيتبعون أحسنه و يجعلون عقولهم حاكما بين القولين و قاضيا على الطرفين و نعم الحكم اللّه.
أشرنا في الجزء الأول ص 24 بأنه اذا رأيتم شيئا من الصواب و الحق في كتب القوم هداهم اللّه أو في كتب غيرهم فلا تحتمل انه صدر منهم أصلا بل إنما هو شيء أخذوا من كتبنا و علوم أئمتنا في أي فن معقولا و منقولا فقها و اصولا على ما نشير اليه إنشاء اللّه فانهم خزان علم اللّه و تراجمة كلامه و وحيه أو تعلموا و اقتبسوا ممن تعلم و اقتبس من علومهم كسلمان المحمدي و ابن عباس حبر الامة و ابى ذر الغفاري و أمثالهم من مواليهم في كل عصر فقد ظهر و تبين لك حال أحد الأربعة من أئمتهم بل أعلمهم و أفضلهم فكيف حال البقية ضرورة تعليم أمثالهم لغيرهم اما ان يكون ما يعلمونهم بامور خيالية دماغية غير مأخوذة من مبدء صحيح
ص: 35
فهو خطأ محض و القائل مفتري لكتاب اللّه و داخل في قوله تعالى: (قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ) و الجاهل بحكم اللّه اذا بين شيئا لغيره يكون مفتريا على اللّه مطلقا اصولا و فروعا كما صدر عن بعض الصحابة في دخول الجنب عليه و سؤاله عن تكليفه:
انظر ج 1 ص 193 من صحيح مسلم باب التيمم باسناده عن سعيد بن عبد الرحمن بن ابزي عن أبيه ان رجلا أتى عمر فقال اني أجنبت فلم أجد ماء فقال لا تصل فقال عمار بن ياسر رضوان اللّه عليه أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا و انت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء أما أنت فلم تصل و أما أنا فتمعكت في التراب و صليت فقال النبي (صلی الله علیه و آله) إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك و كفيك فقال عمر اتق اللّه يا عمار قال إن شئت احدث به.
و فيه بطريق آخر عن الابزي عن أبيه ان رجلا أتى عمر فقال اني أجنبت فلم أجد ماء (و ساق الحديث) و زاد فيه قال عمار يا أمير المؤمنين إن شئت لما جعله الله علي من حقك لما احدث به أحدا.
و في ج 1 من بداية المجتهد و نهاية المقتصد لابن رشد القرطبي ص 59 يقول مما أخرجه البخاري و مسلم ان رجلا أتى عمر الحديث. و الحديث مشهور معروف بين المحدثين.
و عن ابن حجر هذا المذهب كان مشهورا من عمر و لا أظن أحدا ينكر ذلك و الامر الفظيع كون هذه القصة في حياة النبي الاعظم و قد أدى اجتهاد الخليفة الى ذلك بمحضر من النبي و لكن كيف التوفيق مع إكمال الدين و اتمامه بيان الأحكام مما يحتاج اليه الانام و منها حكم الجنب و فاقد الماء نعم لقائل أن يقول لعل الخليفة رحمة اللّه عليه ما سمع من رسول الله آية التيمم و عدم نزولها بعد و يدفعه بنزولها في سورة المائدة و سورة النساء أو يقول سمع و لكن غفل عن ذلك و نسى بأن حكم الفاقد الماء اذا أجنب هو التيمم و لذا قال فى جواب السائل لا تصل و لكن عمار بن ياسر (ره) كان على ذكر من ذلك و لذا نبهه بقوله أما تذكر يا أمير المؤمنين الخ. أو يقال لا ينافي هذا و أشباهه مقام الخلافة بأن يكون متذكرا لهذه الأحكام البسيطة و يتمسكون بحديث الرفع بأن السهو و النسيان
ص: 36
كالطبيعة الثانية للانسان و إنما الذي لا يسهو الذي لا إله إلا هو و المعصوم فقط و الخليفة لا يدعي العصمة فتأمل جيدا حتى تستبين لك الأمر (و اتبع ما اوحى اليك من ربك).
و الحث عليها لما فيها من احياء الدين و تشديد شريعة سيد المرسلين. و الروايات فى ذلك فوق التواتر من الطرفين اما فى كتب القوم ففي ج 1 من كتاب المستدرك للحاكم ص 86 باسناده عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه جبير قال قام رسول الله (صلی الله علیه و آله) بالخيف فقال نظر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم اداها الى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له و رب حامل فقه الى من هو افقه منه الحديث و صححه الحاكم على شرط الشيخين و فيه بهذا السند بعينه ثم قال قد اتفق هؤلاء الثقات على رواية هذا الحديث عن محمد بن اسحاق الزهري و خالفهم عبد الله بن نمير وحده و في التذييل لذهبي يقول بعد إيراد الخبرين و في الباب عن جماعة من الصحابة فمن ذلك حديث حاتم بن ابي صغير عن سماك بن حبر عن نعمان بن بشير خطبنا رسول الله (صلی الله علیه و آله) فقال نظر الله وجه امرىء سمع مقالتي فحملها فرب حامل فقه غير فقيه و رب حامل فقه الى من هو افقه منه.
و فيه ج 1 ص 88 باسناده عنه (صلی الله علیه و آله) و هو بالخيف من منى رحم الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم اداها الى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له و رب حامل فقه الى من هو افقه منه ثم قال فى المتن و فى الباب عن جماعه من الصحابة منهم عمر بن الخطاب و عثمان و علي و عبد الله بن مسعود و معاذ بن جبل و ابن عمر و ابن عباس و ابو هريرة و غيرهم عدة و حديث النعمان بن بشير من شرط الصحيح.
و فيه ص 91 باسناده عن رسول الله انه قال من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خبرا او يعلمه كان كالمجاهد فى سبيل الله.
و فيه ص 91 مثله بأدنى تفاوت و صححه الحاكم على شرط الشيخين و وافقه
ص: 37
الذهبي فى التذييل.
و فيه ص 94 باسناده عن ابي نضرة عن ابي سعيد قال (صلی الله علیه و آله) تذاكروا الحديث فان مذاكرة الحديث تهيج الحديث.
و فيه ص 95 عن علي بن ابي طالب عليه السلام فى رواية عبد بن بريدة انه قال عليه السلام تذاكروا الحديث فانكم الا تفعلوا يندرس.
و فيه ص 95 عن علقمة قال قال عبد الله تذاكروا الحديث فان ذكر الحديث حياته.
(قال الطبسي): و غيرها مما يدل على لزوم الحديث و البحث لكن روى الحاكم فى ج 1 من المستدرك ص 102 عن قرظة بن كعب قال خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب الى صرار فتوضأ ثم قال اتدرون لم مشيت معكم قالوا نعم نحن اصحاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) مشيت معنا قال انكم تأتون اهل قرية لهم دوى بالقرآن كدوي النحل فلا تبدأونهم بالأحاديث فيشغلونكم جرودا القرآن و اقلوا الرواية عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) و امضوا انا شريككم فلما قدم قرظة قالوا حدثنا قال نهانا ابن الخطاب. و صححه الحاكم بقوله هذا حديث صحيح الاسناد له طرق تجمع و يذاكر بها و قرظة بن كعب الأنصاري صحابي سمع عن رسول الله صلى الله عليه و آله نسأل القراء الكرام بأي وجه و علة منع الخليفة عن تحديث قرظة الانصاري اهل الكوفة مع هذه الروايات الكثيرة الدالة على اداء ما تحمل قرظة و سمع عن رسول الله فهل الخليفة كان اعرف من رسول الله او كان فى نظره شيئا كان يعرفه قرظة مما سمعه عن رسول الله لا يناسب مقام الخليفة ذكره كما فى قصة عمار بن ياسر و التيمم او ما قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) من كتم علما الجمة الله يوم القيامة بلجام من النار ذكره فى المستدرك ج 1 ص 102 و اما فى اصولنا المعتبرة فوق ما تريد من الأخبار الدالة على التحريص و الترغيب مثل قولهم بث علمك فى بني عمك فانه سيأتي زمان هرج و مرج و لا يأنسون إلا بكتبهم غاية الأمر لا بد و ان يؤخذ ممن يوثق به كقوله «ع» لا تأخذن معالم دينك من غير شيعتنا فانك إن تعديتهم اخذت دينك من الخائنين الذين خانوا الله و رسوله و خانوا اماناتهم انهم إئتمنوا على كتاب الله فحرفوه و بدلوه.
ص: 38
الناس مقتبسين و مكتسبين علومهم من انوار علي بن ابي طالب عليه السلام و انوار اولاده الاحد عشر و لا يوجد سلبا كليا شيء من الصواب في كتب غيرنا إلا و هو مأخوذ من أئمتنا صلوات اللّه عليهم اجمعين ضرورة ان مفاتيح العلوم بأيديهم و هم
«5 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 40
خزان العلم و يدلك على ذلك حديث المتواتر بين الفريقين عن رسول اللّه انه قال (أنا مدينة العلم و علي بابها) و المراد جنس العلم فيشمل جميع العلوم فلو كان لها باب آخر لبينه ان ليس فليس و يؤيد ذلك ما فى أخبارنا على ما رواه في البحار بسنده عن الثقات من مثل حريز و محمد بن مسلم عن أبي جعفر «ع» قال سمعته يقول ليس عند أحد من حق أو صواب و ليس عند أحد من الناس يقضي بقضاء فيه الحق إلا مفتاحه عند علي بن أبي طالب فاذا تشعبت بهم الامور كان الخطأ من قبلهم و الصواب من قبله.
و فيه باسناده عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر «ع» يقول انه ليس عند أحد علم و لا حق و لا فتيا إلا شيئا أخذ عن علي بن أبي طالب و عنا أهل البيت و ما من قضاء يقضي بحق أو صواب إلا بدء ذلك و مفتاحه و سببه و علمه من علي ابن أبي طالب «ع» و منا فاذا اختلفت عليهم أمرهم و قاسوا و عملوا بالرأي كان الخطأ من قبلهم اذا قاسوا و كان الصواب اذا اتبعوا الآثار من قبل علي. و في كتبنا فى رواية المحاسن مثله بعينه.
و رواية أبي مريم لسلمة بن كهيل و الحكم بن عيينة عن أبي جعفر «ع» انه قال شرقا و غربا لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عند أهل البيت.
و فيه عن جابر عن أبي جعفر «ع» انه قال من دان اللّه بغير سماع من صادق الزمه اللّه التيه (التحير في الدين) الى يوم القيامة.
و فيه عن جابر عن أبي جعفر «ع» انه قال لنا أوعية نملاها علما و حكما من ليست لها بأهل فما نملاؤها إلا لتنقل الى شيعتنا فانظروا الى ما فى الأوعية فخذوها ثم صفوها من الكدورة تأخذوها بيضاء نقية صافية و إياكم و الأوعية فانها وعاء سوء فتنكبوها.
و فيه عنه عن الصادق «ع» انه قال اطلبوا العلم من معدن العلم في أوعية سوء و احذروا باطنها فان في باطنها الهلاك و عليكم بظاهرها فان في ظاهرها النجاة.
(قال الطبسي): المراد بالأمر بالتصفية لعله لأجل التأمل و التحقيق فيها حتى يتميز الخبيث من الطيب و الحق من الباطل فيما اختلط أخبارهم بأخبارنا و قوله عليه السلام فى الرواية الأخيرة و التحذير من باطنها لعل النظر الى تمييز العقائد
ص: 41
الصحيحة من العقائد الفاسدة الكاسدة و الحاصل انه لا يتسرع الأخذ بها و التلقي بمجرد وصول الخبر و الاعتماد عليها من كل من يخبر بل يؤخذ معالم الدين عن الموثقين المرويين عن الصادقين المصدقين عند اللّه و عند رسوله لحجية أقوالهم و أفعالهم و رواة احاديثهم بخلاف ما اذا أخذ بقول غيرهم فانه لا عذر له عند اللّه لعدم حجية قوله و الى ذلك أشار في رواية الشحام في تفسير قوله تعالى (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ) أي انظروا عمن تأخذون علمكم.
و عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (ان لكم معالم فاتبعوها و نهاية فانتهوا اليها) و لا إشكال في ان المراد بتلك المعالم المأمور بها الائمة الأثنى عشر و بالنهاية ما بينوا للناس من الأحكام الشرعية و حدودها التي لا بد من المتدين اتباعها و عدم التجاوز عنها فانها هي النهاية المنهيه عنها فلا يجوز التعدي منها و من يتعد حدود اللّه فاولئك هم الظالمون. أفيقوا أفيقوا يا أهل البصيرة كيف أتم النبي الأعظم الحجة على الخلق.
خلافا لبعض الناس و فعل المعاوية عليه الهاوية و تركها فى الصلاة و ترك التكبيره لا قيمة لها لا قولا و لا فعلا و لذلك اعترض عليه المهاجرون و الأنصار بقولهم نقصت الصلاة يا معاوية كما يأتي مضافا الى ما ورد فى عدة من كتبهم كما يأتى عن قريب من ان البسملة من القرآن و انها من السبع المثانى و انه لا يعرف فصل السور إلا بها و العمدة الأخبار المتواترة الواردة في انها جزء من كل سورة.
أما من طرقنا: ففي التهذيب عن مولانا الصادق «ع» ان محمدا سأله عن السبع المثانى و القرآن العظيم هي الفاتحة قال نعم قلت بسم اللّه الرحمن الرحيم من السبع قال نعم هي أفضلهن.
و عن الباقر (ع) قال سرقوا أكرم آية من كتاب اللّه (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) و في العيون باسناده عن سيد الموحدين قيل له أخبرنا عن بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أ هي من فاتحة الكتاب قال فقال نعم فان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) كان يقرؤها و يعدها
ص: 42
آية منها و يقول هي من السبع المثانى و رواه في الوسائل ج 1 ص 352.
و عن العياشي عن الصادق (ع) قال ما لهم قتلهم اللّه عمدوا الى أعظم آية في كتاب اللّه فزعموا انها بدعة اذا أظهروها. هذا ما أردنا ذكره من طرقنا.
و أما من كتب القوم: زائدا على ما أشرنا اليه. ففي المستدرك للحاكم ج؟؟؟ ص 551 باسناده عن عبد اللّه بن مبارك الى ابن عباس في السبع المثاني قال هن فاتحة الكتاب قرأها ابن عباس ب بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سبعا قال ابن جريح فقلت لأبي اخبرك سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من كتاب اللّه؟ قال نعم ثم قال قرأها ابن عباس في الركعتين جميعا. و فيه ص 550 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
و فيه عن عبد الرزاق بن هما عن سعيد بن جبير عن ابن عباس و صححه الحاكم على شرط الشيخين و في الرواية الأخيرة قال ابن عباس و لقد آتيناك سبعا من المثاني قال فاتحة الكتاب ثم قال (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فقلت لابي فقد أخبرك سعيد ان ابن عباس قال بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من كتاب اللّه قال نعم. و فيه في حديث عثمان بن عمر مثله إلا انه بعد إتمام الفاتحة قال أخرجها اللّه لكم فما أخرجنا لغيركم.
و في نيل الأوطار للشوكانى ج 2 ص 200 بعد ما أكثر من الأقوال من المثبتين و النافين ذكر عن الشافعي عن أنس بن مالك قال صلى معاويه بالناس بالمدينة صلاة جهر فيها فلم يقرء بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و لم يكبر في الخفض و الرفع فلما فرغ ناداه المهاجرون و الأنصار يا معاوية نقصت الصلاة أين بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و أين التكبيرة اذا خفضت و رفعت فكان اذا صلى بهم بعد ذلك قرء بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و كبر.
و فيه ج 2 ص 206 فى حديث أبى مليكة عن ام سلمة ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قرء في الصلاة (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فعدها آية (الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) آيتين (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ثلاث آيات (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أربع آيات و قال هكذا الخ.
و فى تفسير النيشابوري عن أبى حنيفة و من تابعه انها ليست بآية من الفاتحة.
(قال الطبسي): و هذا طعن لرواية أبى مليكة المفصلة المصرحة و اجتهاد
ص: 43
في مقابل النص (و عن الشافعي) و فقهاء مكة و الكوفة انها آية من كل سورة مستدلا برواية أبى مليكة عن ام سلمة. و عن أحمد بن حنبل ان التسمية آية من الفاتحة. و عن أبى هريرة قال ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال فاتحة الكتاب سبع آيات أولهن (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
و عن الثعلبي باسناده عن أبى بريدة عن أبيه قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ألا اخبرك بآية لم تنزل على أحد بعد سليمان بن داود و غيري فقلت بلى فقال بأي شيء تفتح القرآن اذا أقمت الصلاة؟ قلت ب (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال هي هي.
و عن جابر ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال كيف تقول اذا أقمت الصلاة؟ قال أقول (الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال: قل (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) و كان يقول من ترك قرائتها فيها نقص في صلاته.
و عن ابن عمر قال نزلت (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في كل سورة و أيضا البسملة من القرآن ثم إنا نراها مكررة بخط القرآن فوجب أن نعتقد كونها من القرآن مثل (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ، و ويل للمكذبين) و إنما قد أطلنا البحث للاهتمام بشأنها و ما ورد فيها فتحصل من المجموع انها آية في كل سورة إلا البرائة و جزء منها فالقول بالخلاف خلاف لله و لرسوله.
و كانت كتبهم ناطقة بها و مما يطعنون علينا كما اشرنا اليه و قد صادفت على بعض الاخبار في كتبهم لا بأس بذكرها على ما ذكره الامام مسلم بن الحجاج القشيري في ج 1 من صحيحه ص 15 و أنا اتصل السند اليه بواسطة سيدنا العلامة الحجة السيد عبد الحسين آل شرف الدين عن أكابر محديثهم عن محمد بن عمر و الرازي قال سمعت حريزا يقول لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه الحديث كان يؤمن بالرجعة.
و فيه عن الحلوانى عن يحيى بن آدم عن مسعر قال حدثنا جابر بن يزيد قبل أن يحدث ما احدث.
ص: 44
و عن سلمة بن شبيب عن الحميدي عن سفيان قال كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر فلما أظهر ما أظهر اتهمه الناس في حديثه و تركه بعض فقيل و ما أظهر؟ قال الايمان بالرجعة.
و عن قبيصة و أخيه انهما سمعا الجراح بن مليح يقول سمعت جابرا يقول عندي سبعون الف حديثا عن أبي جعفر «ع» عن النبي (صلی الله علیه و آله) كلها.
و عن أحمد بن يونس قال سمعت زهيرا يقول قال جابر أو سمعت جابرا يقول ان عندي لخمسين الف حديثا ما حدثت منها بشيء قال ثم حدث يوما بحديث فقال هذا من الخمسين الفا.
و فيه في حديث سلام بن أبي مطيع يقول سمعت جابر الجعفي يقول عندي خمسون الف حديثا عن النبي (صلی الله علیه و آله).
و فيه عن سلمة بن شبيب عن الحميدي عن سفيان قال سمعت رجلا سأل جابرا عن قوله عز و جل (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) فقال جابر لم يجيء تأويل هذه الآية قال سفيان و كذب فقلنا و ما أراد بها فقال ان الرافضة تقول ان عليا فى السحاب فلا تخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي مناد من السماء اخرجوا مع فلان يقول جابر هذا تأويل الآية و كذب كانت في إخوة يوسف.
و فيه عن سلمة عن الحميدي عن سفيان قال سمعت جابرا يحدث بنحو من ثلاثين الف حديثا ما استحل أن أذكر فيها شيئا و ان لي كذا و كذا.
قال مسلم و سمعت أبا غسان محمد بن عمرو الرازي قال سألت حريز بن عبد الحميد فقلت لحارث بن حضيرة لقيته؟ قال نعم شيخ طويل السكوت يصر على أمر عظيم.
(قال الطبسي): انظروا أيها القراء الأعزاء فما ذنب جابر فى عدم كتابة أحاديثه عن النبي معللا بأنه كان يؤمن بالرجعة و كيف حرموا الامة الاسلامية سبعون أو خمسون أو ثلاثون الف حديثا و كأن جابرا عندهم خرج من الدين لأجل إيمانه بالرجعة حتى رموه بذلك و طعنوا عليه و قوله (يصر على أمر عظيم) أو أظهر ما أظهر من إظهاره الرجعة و اعتقاده بها (و سيعلم الجاهلون لمن عقبي الدار).
ص: 45
ص: 46
ص: 47
القرآمه و الرجعة
قد استخرجنا من القرآن الكريم عدة آيات بين ظاهرة و مفسرة و مؤولة بالرجعة و لعل المتدبر و المتتبع في التفاسير يطلع على أزيد مما عثرنا عليها و نوردها بترتيب السور فنقول و باللّه التوفيق.
إعلم ان هذه الآيات الشريفة على أنحاء بعضها تدل على إمكان الرجعة و ثبوتها و بعضها تدل على وقوعها و إثباتها في الخارج في الامم السابقة و غيرها و بعضها تدل على انها مما يجب الاذعان و الاعتقاد بها مثل بقية الامور الغيبية و ما يدرك بالدليل مما يلزم معرفتها كالتوحيد و نبوة الأنبياء و قيام المهدي المنتظر و البعث و الحساب و أمثالها كما ستمر عليك مفصلا إنشاء الله و اذا وافقنا في آية من خالفنا نشير اليه من تفاسيرهم إلزاما و حجة عليهم.
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
1 - (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (1)
قال الطبرسي (ره) في المجمع ج 1 ص 38 أي يصدقون بجميع ما أوجبه اللّه أو ندب اليه أو أباحه و قيل يصدقون بالقيامة و الجنة و النار. عن الحسن و قيل بما جاء من عند اللّه عن ابن عباس. و قيل بما غاب عن العباد علمه عن ابن مسعود
ص: 48
و جماعة من الصحابة و هذا أولى لعمومه و يدخل فيه ما رواه أصحابنا عن زمان غيبة (المهدي عج) و وقت خروجه الى أن قال و عن البلخي الغيب كل ما أدرك بالدلائل و الآيات مما يلزم معرفته.
(قال الطبسي): و مما يجب معرفة ما غاب عنا و أدركناها بالدليل و الآيات (الرجعة) فلا قصور فى شمول الغيب و ما ورد فى تفاسير القوم كما يأتي. و فى تفسير (القمي) ص 27 (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) قال يصدقون بالبعث و النشور و الوعد و الوعيد.
و فى تفسير (البرهان) ج 1 ص 36 نقلا عن تفسير العسكري عليه السلام (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ...) يعني ما غاب عن حواسهم من الامور التي يلزمهم الايمان بها كالبعث و النشور و الجنة و النار و توحيد اللّه و سائرها التي لا يعرف بالمشاهدة و إنما يعرف بدلائل قد نصبها اللّه تعالى كآدم و حواء و ادريس و نوح و ابراهيم و الأنبياء الذين يلزمهم الايمان بحجج اللّه تعالى و إن لم يشاهدوا.
و فى تفسير الصافي ص 21 بما غاب عن حواسهم من توحيد اللّه و نبوة الانبياء و قيام القائم و الرجعة و البعث و الحساب و الجنة و النار و سائر الامور التي يلزمهم الايمان بها مما لا يعرف بالمشاهدة و إنما يعرف بدلائل نصبها اللّه عز و جل.
و أما ما في تفاسير العامة مضافا الى ما ذكره الحافظ فى مجمع البيان فمنها ما ذكره الطبري فى تفسيره ج 1 ص 78 عن ابن مسعود عن اناس من أصحاب النبي أما الغيب فما غاب عن العباد من أمر الجنة و النار.
و فيه عن ابن عروبه عن قتادة فى تفسير الآية يقول (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) قال آمنوا بالجنة و النار و البعث بعد الموت و بيوم القيامة و هذا غيب حدثت عن عمار بن الحسن عن عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن أبي الربيع بن أنس (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) آمنوا بالله و ملائكته و رسله و اليوم الآخر و جنة و ناره و لقائه و آمنوا بالحياة بعد الموت.
(قال الطبسي): فهذا كله غيب و هذا من الحق الذي جرى الله على أقلامهم و الذي يقول بالرجعة مراده هذا يعني الحياة بعد الموت قبل الرجعة الكبرى و لا قصور فيما ذكروه من الشمول فانها أيضا من الامور التي لا يعرف إلا بالدلائل نعم لنا
ص: 49
سئوال الفرق بين تلك الامور المذكورة و بين الرجعة التي ما أردفوها و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم و إلا فما دل على كون تلك الامور المذكورة داخلة في الغيب تدل على ان الرجعة أيضا كذلك حرفا بحرف فقد تمت الحجة عليهم (إن قلت) ما ذكروه إنما يكون في القيامة الكبرى فقط و لا تجري في غيرها.
«قلنا» الادلة الدالة على الرجعة الكبرى كلها جارية في الرجعة الصغرى و الفصيل فى المقامين تحكم، و منها ما ذكره النيشابوري فى الهامش منه ص 137 في تفسير الغيب و ذلك نحو الصانع و صفاته و النبوات و ما يتعلق بها و البعث و النشور و الحساب و الوعد و الوعيد، و فى تفسير الكشاف ج 1 ص 98 بمثل ما ذكرناه عن النيشابوري، و فى تفسير ابن عباس في هامش «الدر المنثور» ج 1 ص 6 (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) بما غاب عنهم من الجنة و النار و الصراط و الميزان و البعث و الحساب و غير ذلك، و غيرها من التفاسير التي لا يسعنا المجال لذكرها و المنصف يكفيه و المعاند المتعصب لا يكفيه بأزيد من ذلك و المتبع هو البرهان.
2 - (وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (1).
في المجمع ج 1 ص 115 ثم بعثناكم أي ثم أحييناكم من بعد موتكم لاستكمال آجالكم. عن الحسن و قتادة قيل انهم سألوا بعد الافاقة أن يبعثوا أنبياء فبعثهم اللّه أنبياء. عن السدي فيكون معناه بعثناكم أنبياء. هذا ما نقله (ره) عن العامة في تفسير الآية الشريفة.
(قال الطبسي): القوم معترفون بأنه تعالى قد أحيى هذا العدد الذين أخذتهم الصاعقة بمنظرهم و محضرهم بأعيانهم في تلك النشأة لاستكمال الآجال كما عن الأول أو جعلهم أنبياء كما عن الثاني و لا يجوزون باحياء اللّه تعالى أقواما
ص: 50
و جماعات في هذه الامة بعد ما ماتوا في هذه النشأة لنا سئوال الفرق في تعلق القدرة فيهما اللهم إلا أن يقول الجماعة بأنه تعالى كان قادرا فى الزمن السابق على الأحياء و بعثهم لاستكمال آجالهم و لكن فى هذه الامة المرحومة. و حاشاه عجز عن ذلك تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.
و الحاصل دلالة هذه الآية الشريفة على جواز الرجعة لا يخفى على صغار الطلبة فكيف يجوز للعاقل إنكارها و لذا يقول (في المجمع) و استدل قوم من أصحابنا بهذه الآية على جواز الرجعة و قول من قال ان الرجعة لا تجوز إلا في زمن النبي صلى اللّه عليه و آله لتكون معجزة له و دلالة على نبوته باطل لان عندنا بل عند أكثر الامة يجوز إظهار المعجزة على أيدي الأئمة سلام اللّه عليهم أجمعين و الأولياء و الادلة على ذلك مذكورة في كتب الاصول.
و في تفسير القمي ص 40 فى ذيل الآية قال هم السبعون الذين اختارهم موسى ليسمعوا كلام اللّه فلما سمعوا الكلام قالوا: (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ يا موسى حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً) فبعث اللّه عليهم صاعقة فاحترقوا ثم أحياهم اللّه بعد ذلك فبعثهم انبياء فهذا دليل على الرجعة في امة محمد (صلی الله علیه و آله) فانه قال: (لم يكن في بني اسرائيل شيء إلا و في امتي مثله).
و فى تفسير الصافي بعد قوله (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ) قال بسبب الصاعقة ثم قال قيد البعث بالموت لأنه قد يكون عن إغماء و نوم و فيه دلالة واضحة على جواز الرجعة التي قال بها أصحابنا نقلا عن أئمتهم و قد احتج بهذه الآية أمير المؤمنين «ع» على ابن الكوا حين أنكرها كما رواه(1) منه الأصبعم.
ص: 51
ابن نباتة، و عن القمي هذا دليل الرجعة فى امة محمد (صلی الله علیه و آله) فانه قال (لم يكن فى بني اسرائيل إلا و في امتي مثله) يعني دليل على وقوعها.
و أما ما ورد في تفاسير القوم في هذه القصة. ففي الكشاف ج 1 ص 216 فى الآية يقول الصاعقة فأصعقهم أي أمانهم (قيل) نار وقعت من السماء فأحرقتهم (و قيل) صيحة جاءت من السماء (و قيل) أرسل اللّه جنودا سمعوا بحسها فخروا صعقين ميتين يوما و ليلة و لم تكن صعقته موسى و لكن غشيته بدليل قوله تعالى (فَلَمّا أَفاقَ) و الظاهر انه أصابتهم ما ينظرون اليه لقوله تعالى (وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ).
و في تفسير الطبري ج 1 ص 230 اختلف أهل التأويل في صفة الصاعقة التي أخذتهم فقال بعضهم بماء. و عن قتادة فى قوله (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ قال ماتوا، و حدثت عن عمار بن الحسن و عن الربيع (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) قال سمعوا صوتا فصعقوا يقول فماتوا. و عن السدي (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) و الصاعقة النار
و عن أبي اسحاق قال (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) و هي الصاعقة فماتوا جميعا و أصل الصاعقة كل أمر هائل رآه أو عاينه أو أصابه حتى يصير من هوله و عظيم شأنه الى هلاك و عطب و الى ذهاب عقل الى قوله (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) يعني بقوله ثم بعثناكم ثم أحياكم الى أن يقول (مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ) أي من بعد موتكم بالصاعقة التي أهلكتكم و قوله (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) يعني فعلنا بكم ذلك لتشكروا على ما أوليتكم من نعمني عليكم باحيائكم إستيفاء مني لكم
ص: 52
لتراجعوا التوبة من عظيم ذنبكم بعد إحلالي العقوبة بكم بالصاعقة التي أحللتكم فأماتكم بعظيم خطيئتكم الخ.
و عن السدي (فأخذتكم الصاعقة ثم أحييناكم من بعد موتكم و أنتم تنظرون)الى إحياءنا إياكم من بعد موتكم (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) - الى أن يقول - ص 323 (وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) ثم ان اللّه جل ثناءه أحياهم فقاموا و عاشوا رجلا رجلا و ينظر بعضهم الى بعض فقالوا يا موسى أنت تدعو اللّه فلا تسأله شيئا إلا أعطاك تجعلنا أنبياء فدعا اللّه تعالى فجعلهم أنبياء.
و في النيشابوري هامش الكتاب ص 290 بعد ذكر الأقوال من ان الظاهر انه أصابهم ما ينظرون اليه لقوله: (وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) فرفع موسى يديه الى السماء يدعو و يقول: «اللهي اخترت من بني اسرائيل سبعين رجلا ليكونوا شهودي بقبول توبتهم فأرجع اليهم و ليس معي أحد فما الذي يقولون في» فلم يزل يدعو حتى رد اللّه اليهم أرواحهم و ذلك قوله (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون) نعمة البعث بعد الموت أو نعمة اللّه بعد ما كفرتموها الخ.
و عن السدي في قوله تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ) قال و ماتوا فقام موسى يبكي و يقول (يا رب ما ذا أقول لبني اسرائيل فاني أمرتهم بالقتل ثم اخترت من بينهم هؤلاء فاذا رجعت اليهم و لا يكونوا معي أحد منهم فما ذا أقول لهم) فأوحى اللّه الى موسى (ان هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل الخ) فقال موسى ان هي إلا فتنتك فأحياهم اللّه تعالى فقاموا و نظر كل واحد الى الآخر كيف يحييه اللّه تعالى الخ.
و فى تفسير «الدر المنثور» ج 1 ص 70 عن ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً) قال هم السبعون الذين اختارهم موسى (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) قال ماتوا (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ) فبعثوا من بعد الموت ليستوفوا آجالهم.
و فيه عن عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في الآية: قال عوقب القوم فأماتهم اللّه عقوبة ثم بعثهم الى بقية آجالهم ليستوفوها، و في تفسير حبر الامة
ص: 53
ابن عباس هامش الكتاب ج 1 ص 25 (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) فأحرقكم النار و انتم تنظرون اليهم (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ) أحييناكم من بعد موتكم حرقكم (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) لكي تشكروا إحيائي.
(قال الطبسي): و في غيرها من التفاسير التي لا يسعنا المجال لا يراد كلماتهم المصرحة بذلك فلا يجوز لمسلم إنكار الرجعة لظاهر تلك الآيات الشريفة و حجية الظواهر و منها ظواهر الكتاب أمر مفروغ عنها عند العقلاء و كونها حجة على جميع المسلمين فما أوردنا من نقل تفاسيرهم إنما هو إلزاما عليهم بما عندهم مع قطع النظر عما ورد فى المسألة عن النبي الأعظم فهم مأخوذون بظواهر الآيات الناطقة باحياء هؤلاء الذين أماتهم اللّه بالصاعقة أو بغيرها و إنكارها إنكار للقرآن فهل يبقى بعد مجال للتشكيك في الرجعة مع قدرة اللّه تعالى على أن يحيي جماعة من الموتى في هذه الامة كما فعل ذلك في عهد موسى و أي استبعاد في ذلك و قد صح عن النبي الاعظم في الخبر المتواتر(1) بين الفريقين بأنه كلما كان في بني اسرائيلخ.
ص: 54
يكون مثله فى هذه الامه و لا يجوز لعاقل متأمل أن يتفوه و يقول باختصاص ذلك الزمن السالف و أما فى عصر المتأخر لا يجوز ضرورة ان هذا إثبات النقص و العجز فى صفة قدرة الباري تعالى و تقدس عن ذلك - ففي الحقيقة - الذي ينكر الرجعة أو يشكك فيها فهو ينكر قدرة اللّه التي وقع فى بعض الاخبار الآتية بأنها القدرة و لا تنكرها و لا ينكرها إلا القدرية مجوس هذه الامة فقد ثم الدليل القاطع و البرهان الساطع عليهم بما هو الحجة لديهم من كتبهم و اللّه يهدي الى سواء السبيل.
3 - (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللّهُ الْمَوْتى وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (1).
الآية الشريفة تدل دلالة ظاهرة على وقوع الرجعة و إحياء الميت فى القضية.
ففي تفسير القمي ص 40 باسناده عن ابن أبي عمير الثقة الجليل عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّه «ع» قال ان رجلا من خيار بني اسرائيل و علمائهم خطب إمرأة منهم فأنعمت لهم و خطبها ابن عم لذلك الرجل و كان فاسقا رديا فلم ينعموا له فحسد ابن عمه الذي أنعموا له فقعد له فقتله ثم حمله الى موسى فقال يا نبي اللّه هذا ابن عمي قد قتل قال موسى من قتله قال لا أدري و كان القتل فى بني اسرائيل
ص: 55
عظيما جدا فعظم ذلك على موسى فاجتمع اليه بنو اسرائيل فقالوا ما ترى يا نبي اللّه و كان فى بني اسرائيل رجل له بقرة و كان له ابن بار و كان عند ابنه سلعة فجاء قوم يطلبون سلعته و كان مفتاح بيته تحت رأس أبيه و كان نائما و كره ابنه ان بنبهه و ينغص عليه نومه فانصرف القوم و لم يشتروا سلعته فلما انتبه أبوه قال له يا بني ماذا صنعت فى سعلتك قال هي قائمة لم أبعها لان المفتاح كان تحت رأسك فكرهت أن انبهك قال له أبوه قد جعلت لك هذه البقرة عوضا عما فاتك من ربح سلعتك و شكر اللّه لابنه بما فعل بأبيه و أمر بنو اسرائيل أن يذبحوا تلك البقرة بعينها فلما اجتمعوا الى موسى و بكوا و ضجوا قال لهم موسى «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً» فتعجبوا فقالوا: أتتخذنا هزوا؟ فآتيك بقتيل فتقول إذبحوا بقرة فقال موسى «ع» «أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ» فعلموا انهم قد اخطأوا فقالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول «إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ» و الفارض التي قد ضربها الفحل و لم تحمل و البكر التي لم يضربها الفحل فقالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول: انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين. قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقرة تشابه علينا و إنا إنشاء اللّه لمهتدون. قال انه يقول: انها بقرة لا ذلول تثير الأرض و لا تسقي الحرث.
تثير الارض لم تذلل و لا تسقي الحرث أي لا تسقي الزرع «مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها» أي لا يقطع فيها إلا الصفرة «قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ» هي بقرة فلان فذهبوا ليشتروها فقال لا أبيعها إلا بمثل جلدها ذهبا فرجعوا الى موسى فأخبروه فقال لهم لا بد لكم من ذبحها بعينها فاشتروها بمثل جلدها ذهبا فذبحوها ثم قالوا ما تأمرنا يا نبي اللّه فأوحى اللّه اليه «فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها» و قولوا من قتلك فأخذوا الذنب فضربوه به و قالوا من قتلك؟ فقال فلان بن فلان ابن عمي الذي جاء به و هو قوله تعالى: «اِضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللّهُ الْمَوْتى وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ».
صورة اخرى:
فى تفسير المجمع ج 1 ص 134 عن العياشي باختلاف يسير لا بأس بايراد «7 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 56
الخبر قال كان السبب في أمر اللّه تعالى بذبح البقرة فيما رواه العياشي مرفوعا الى الرضا «ع» ان رجلا من بني اسرائيل قتل قرابة له ثم أخذ و طرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني اسرائيل ثم جاء يطلب بذمه فقالوا لموسى سبط آل فلان قتل فاخبرنا من قتله قال إيتوني ببقرة (قالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً ؟ الآية) و لو انهم عمدوا الى أي بقرة أجزئتهم و لكن شددوا فشدد اللّه عليهم (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) أي لا صغيرة و لا كبيرة - الى قوله - (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) فطلبوها و وجدوها عند فتى من بني اسرائيل فقال لا أبيعها إلا بملء مسكها ذهبا فجاؤا الى موسى فقالوا له فقال فاشتروها.
قال و قال لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بعض أصحابه ان هذه البقرة ما شأنها فقال ان فتى من بني اسرائيل كان بارا بأبيه و انه اشترى سلعة فجاء الى أبيه فوجده نائما و الاقليد تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك و استيقظ أبوه فأخبره فقال أحسنت خذ هذه البقرة فهي لك عوضا لما فاتك قال فقال رسول اللّه انظروا الى البر(1) ما بلغ بأهله.).
ص: 57
و عن ابن عباس كان القتيل شيخا مثريا قتله بنو أخيه و ألقوه على باب بعض الأسباط ثم ادعوا عليهم القتل فاحتكموا الى موسى فسأل من عنده في ذلك عنهم
ص: 58
فقالوا أنت نبي اللّه و أنت أعلم منا فأوحى اللّه تعالى اليه أن يأمرهم بذبح بقرة فأمرهم موسى أن يذبحوا بقرة و يضرب القتيل ببعضها فيحيي اللّه القتيل فيبين من قتله
ص: 59
و قيل ابن عمه استطاء لموته فقتلة ليرثه.
و قيل: إنما قتله لتيزوج ابنته و قد خطيها فلم ينعم له و خطبها غيره من بني اسرائيل فأنعم له. فحسده ابن عمه الذي لم ينعم له فقعد له فقتله ثم حمله الى موسى فقال يا نبي اللّه هذا ابن عمي قد قتل فقال موسى من قتله قال لا أدري و كان القتل في بني اسرائيل عظيما فعظم ذلك على موسى و هذا هو المروي عن الصادق عليه السلام.
صورة ثالثة:
في تفسير الطبري ج 1 ص 268 الى ص 286 و قد اطال البحث فيها و ذكر في ص 268 في سبب قتله عن السدي انه كان رجلا من بني اسرائيل مكثرا من المال و كانت له ابنة و كان له ابن أخ محتاج فخطب اليه ابن أخيه ابنته فأبى أن يزوجه إياها فغضب الفتى و قال و اللّه لا قتلن عمي و لآخذن ماله و لا نكحن ابنته و لآكلن ديته الخ.
و في ص 269 يذكر انه كان رجلا من بني اسرائيل من أبر الناس بأبيه و ان رجلا مر به و معه لؤلؤ يبيعه فكان أبوه نائما تحت رأسه المفتاح فقال له الرجل تشتري مني هذا اللؤلؤ بسبعين الف فقال له الفتى كما أنت حتى يستيقظ أبي فآخذ بثمانين الفا فقال له الآخر أيقظ أباك و هو لك بستين الفا فقال - الى أن يقول - و اللّه لا أشتريه منك أبدا و أبى أن يوقظ الخ. فعوضه اللّه من ذلك اللؤلؤ ان جعل له تلك البقرة فمرت به بنو اسرائيل يطلبون البقرة الخ.
و في ص 276 عن ابن عباس لو أن القوم نظروا أدنى بقرة يعني بنو اسرائيل لأجزئت منهم و لكن شددوا فشدد عليهم فاشتروها بملء جلدها دنانير. و في ص 281 عن عبيدة اشتروها بملء جلدها دنانير، و فيه عن مجاهد كانت البقرة لرجل يبرامه فرزقه اللّه ان جعل تلك البقرة له فباعها بملء جلدها ذهبا، ثم يذكر كيفية قتل الرجل المقتول و لا داعي بذكرها، ثم أطال البحث في العضو الذي ضرب به القتيل. و نقل اختلاف العلماء: فعن مجاهد ضرب بفخذ البقرة فقام حيا فقال قتلني فلان ثم عاد ميتا، و عن عكرمة مثله، و عن قتادة مثله بعينه. و عن السدي
ص: 60
فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين فعاش فسألوه من قتلك فقال لهم ابن أخي.
و عن الربيع أبي العالية قال أمرهم موسى أن يأخذوا عظما فيضربوا به القتيل ففعلوا فرجعت اليه روحه فسمى لهم قاتله ثم عاد ميتا كما كان فأخذ قاتله و هو الذي أتى موسى فشكى اليه فقتله على أسوء عمله، و لا فائدة في إطالة الأقوال بعد اتفاقهم على انه أحياه اللّه بأي عضو كانوا ضاربين عليه لأن المقصود انه تعالى أحياه بعد قتله في هذه الدنيا حتى أخبرهم عن قاتله و أخبر المنكرين للرجعة بأنه كذلك يحيي اللّه الموتى و يريهم آياته لعلهم يعقلون فقد تمت الحجة عليهم بما هو الحجة لديهم.
صورة رابعة:
قال النيشابوري فى تفسيره هامش الطبري ج 1 ص 312 بعد نقل الاقوال في العضو المضروب به يقول و الظاهر انهم كانوا مخيرين بين أي عضو أراد و هاهنا محذوف بدلالة الفاء الفصيحة و المعنى فضربوه فحيي فقلنا (كَذلِكَ يُحْيِ اللّهُ الْمَوْتى) و روي انهم لما ضربوه قام باذن اللّه و أوداجه تشخب دما و قال قتلني فلان و فلان و هما ابن عمه - الى أن يقول - و محل كذلك نصب على المصدر أي يحيي اللّه الموتى مثل ذلك الاحياء و هذا الكلام اما مع الذين حضروا حياة القتيل لأنهم و إن كانوا مؤمنين بذلك إلا انهم لم يؤمنوا بذلك من طريق العيان و المشاهدة و شتان بين عين اليقين و علم اليقين و أما أن يكون مع منكري البعث في زمن الرسول و على هذا لا يحتاج الى تقدير فقلنا بعد تقدير فضربوه فحيي و يريكم آياته دلالة على انه قادر على كل شيء فدلالة هذه القصة على وجود الصانع القادر على كل المقدورات العالم بكل المعلومات المختار في الايجاد و الاعدام آية و دلالتها على صدق موسى و على حشر الأموات آية اخرى فهي و إن كانت واحدة إلا أنها فى الحقيقة آيات متعددة - الى أن يقول - من قدر على إحياء نفس واحدة قدر على إحياء الانفس كلها إذ لا أثر المخصصات في ذلك.
(قال الطبسي): و لقد أنصف الرجل و العجب مع اتقان هذا البيان و إقامة البرهان و الاذعان بأنه من قدر على إحياء نفس واحدة يقدر على إحياء انفس
ص: 61
فكيف يستشكل في مسألة الرجعة مع كونها من الامور الممكنه و ان الخالق قادر على كل ممكن فعليه فالقادر على إحياء المقتول في بني اسرائيل كيف لا يقدر على إحياء نفوس شقية و نفوس طيبة بعد ظهور (المهدي المنتظر ع) فلا يبقى شك للعاقل المنصف بصحة القول بها (فاللّه يفعل ما يشاء و يحكم).
4 - (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ إِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (1).
فى البرهان ج 1 ص 129 عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال سمعت أبا عبد الله «ع» يقول ان ابليس قال (أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) فأبى الله ذلك عليه فقال تعالى (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) فاذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر ابليس فى جميع اشياعه منذ خلق الله آدم الى يوم الوقت المعلوم و هي آخر كرة لامير المؤمنين «ع» قلت: و انها لكرات؟ قال: نعم و انها لكرات و كرامات ما من إمام في قرن إلا و يكر فى قرنه يكر معه البر و الفاجر في دهره حتى يديل الله عز و جل المؤمن و الكافر فاذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين «ع» في أصحابه و جاء ابليس في أصحابه و يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها روحاء قريب من كوفتهم فيقتتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز و جل العالمين فكأني أنظر الى أصحاب أمير المؤمنين قد رجعوا الى خلفهم القهقرى ناكسا على عقبيه فيقولون أصحابه (لع) أين و قد ظفرت فيقول اني أرى ما لا ترون (إِنِّي أَخافُ اللّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) فيلحقه النبي فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه و هلاك جميع أشياعه فعند ذلك يعبد الله عز و جل و لا يشرك به شيئا و يملك أمير المؤمنين أربعا و أربعين الف سنة حتى يلد لرجل من شيعة علي الف ولد من صلبه ذكورا فى كل سنة ذكرا و عند ذلك تظهر الجنتان المدها متان عند مسجد الكوفة و ما حوله
ص: 62
بما شاء الله.
(قال الطبسي): قوله و يهبط الجبار فى ظلل من الغمام كناية عن نصرته تعالى و امداده لرسول اللّه ضرورة انه خالق النزول و الهبوط و هو منزه عنها و هو مجاز عقلي من قبيل (جاءَ رَبُّكَ) يعني أمر ربك (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) أي استولى و أمثالهما و نترقب و ننتظر الميعاد (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً).
5 - (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (1).
فى المجمع ج 2 ص 346 قيل هم قوم من بني اسرائيل فروا من طاعون وقع بأرضهم، و قيل فروا من الجهاد و قد كتب عليهم، عن الضحاك و مقاتل، و قيل هم قوم حزقيل و هو ثالث خلفاء بني اسرائيل بعد موسى و ذلك ان القيم بأمر بني اسرائيل بعد موسى كان يوشع بن نون ثم كالب بن يوفنا ثم حزقيل و قد كان يقال له ابن العجوز و ذلك ان امه كانت عجوزا فسألت اللّه ولدا و قد كبرت و عقمت فوهبه اللّه لها، و قال الحسن هو ذو الكفل و إنما سمي حزقيل ذا الكفل لأنه كفل سبعين نبيا فقال لهم إذهبوا فاني إن قتلت كان خيرا من أن تقتلوا جميعا فلما جاء اليهود و سألوا حزقيل عن الانبياء السبعين فقال انهم ذهبوا و لا أدري أين هم و منع اللّه ذا الكفل منهم و هم الوف.
أجمع أهل التفسير على ان المراد بالوف هنا كثرة العدد إلا ابن زيد قال معناه خرجوا مؤتلفي القلوب لم يخرجوا عن تباغض فجعله جمع آلف مثل قاعد و قعود و شاهد و شهود و اختلف من قال المراد به العدد الكثير (فقيل) كانوا ثلاثة آلاف عن ابن روق، و قيل بضع و ثلاثين الفا عن السدي، و قيل أربعين الفا عن ابن عباس و ابن جريح، و قيل سبعين الفا عن عطاء بن أبي رياح، و قيل كانوا
ص: 63
عددا كثيرا عن الضحاك و الذي يقضي به الظاهر انهم كانوا أكثر من عشرات آلاف لأن بناء الفعول للكثيرة و هو ما زاد على العشرة و ما نقص عنها يقال فيه عشرة آلاف، و لا يقال عشر الوف (حَذَرَ الْمَوْتِ) أي من خوف الموت (فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) قيل فى معناه قولان:
أحدهما: ان معناه أماتهم اللّه كما يقال قالت السماء فهطلت معناه فهطلت السماء و قلت برأسي كذا و قلت بيدي كذا و معناه أشرت برأسي و بيدي و ذلك لما كان القول فى الاكثر استفتاحا للفعل كالقول الذي هو تسمية و ما جرى مجراها مما كان يستفتح به الفعل - الى قوله - فاستفتح الله باماتتهم.
و الثاني: ان معناه أماتهم بقول سمعته الملائكة لضرب من العبرة ثم أحياهم اللّه بدعاء نبيهم (حزقيل) عن ابن عباس، و قيل انه شمعون من أنبياء بني اسرائيل (إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ) لما ذكر النعمة عليهم بما أراهم من الآية العظيمة في أنفسهم ليلتزموا سبيل الهدى و يجتنبوا طريق الردى ذكره ما له عليهم من الانعام و الاحسان مع ما هم من الكفران و هذه الاية حجة على من أنكر عذاب القبر و الرجعة معا لأن إحياء اولئك مثل احياء هؤلاء الذين أحياهم الله للاعتبار.
الأقوال فى عدد القوم:
فى تفسير الطبري ج 2 ص 368 يقول أولى الاقوال في مبلغ عدد القوم الذين وصفهم الله خروجهم من ديارهم بالصواب قول من حد عددهم بزيادة عن عشره آلاف دون من حدد بأربعة آلاف و ثلاثة آلاف و ذلك ان الله جل ذكره أخبر عنهم انهم كانوا الوفا و ما دون عشرة آلاف لا يقال لهم الوف و إنما يقال هم آلاف اذا كانوا ثلاثة آلاف فصاعدا الى العشرة و غير جايز أن يقال هم خمسة الوف و إنما جمع قليله على أفعال و لم يجمع على أفعل مثل سائر الجمع القليل الذي يكون ثاني مفرده ساكنا التي في أوله و شأن العرب في كل حرف كان أوله ياء أو واوا أو الفا اختيار جمع قليله على أفعال كما جمعوا الوقت أوقاتا و اليوم أياما و اليسر أيسارا للواو و الياء اللتين في أول ذلك و قد يجمع ذلك أحيانا على أفعل «8 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 64
و منه قول الشاعر:
كانوا ثلاثة ألف و كتيبة الفين أعجم من بني الفدام
تحليل القصة و سبب امانتهم و إحيائهم:
قال في المجمع قيل ان اسم القرية التي خرجوا منها هربا من وبائها (داوردان) قرية قبل واسط، قال الكلبي و الضحاك و مقاتل ان من ملوك بني اسرائيل أمرهم أن يخرجوا الى قتال عدوهم فخرجوا فعسكروا ثم جنبوا و كرهوا الموت فاعتلوا و قالوا ان الارض التي نأتيها بها الوباء فلا نأتيها حتى ينقطع منها فأرسل اللّه عليهم الموت فلما رأوا ان الموت كثر فيهم خرجوا من ديارهم فرارا من الموت فلما رأى الملك ذلك قال: (اللهم رب يعقوب و إله موسى قد ترى معصية عبادك فأرهم آية في أنفسهم حتى يعلموا انهم لا يستطيعون الفرار منك) فأمانهم اللّه جميعا و أمات دوابهم و أتى عليهم ثمانية أيام حتى انتفخت و اروحت أجسادهم فخرج اليهم الناس فعجزوا عن دفنهم فحضروا عليهم حضيرة دون السباع و تركهم فيها قالوا و أتى على ذلك مدة حتى بليت أجسادهم و عريت عليهم عظامهم و تقطعت أوصالهم فمر عليهم - حزقيل - و جعل يتفكر فيهم متعجبا منهم، فأوحى اللّه اليه (يا حزقيل - تريد أن أريك آية و أريك كيف أحيي الموتى) قال نعم فأحياهم اللّه.
و قيل: انهم كانوا قوم - حزقيل - فأحياهم اللّه بعد ثمانية أيام و ذلك انه لما أصابهم ذلك خرج - حزقيل - فى طلبهم فوجدهم موتى فبكى ثم قال: (يا رب كنت في قوم يحمدونك و يسبحونك و يقدسونك فبقيت وحيدا لا قوم لي، فأوحى اللّه اليه: (قد جعلت حياتهم اليك) فقال - حزقيل - احيوا باذن اللّه فعاشوا.
و سأل حمران بن أعين أبا جعفر الباقر «ع» عن هؤلاء القوم الذين قال لهم اللّه موتوا ثم أحياهم، فقال أحياهم حتى نظر الناس اليهم ثم أماتهم أم ردهم الى الدنيا حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام، قال لا بل ردهم حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام و نكحوا النساء و مكثوا بذلك ما شاء اللّه ثم ماتوا بآجالهم.
ص: 65
القول فى كيفية إحيائهم:
و فيه فى ص 368 يقول: كان هؤلاء القوم من بني اسرائيل إذ وقع فيهم الطاعون خرج أغنيائهم و أشرافهم و أقام فقرائهم و سفلتهم فأرسل اللّه عليهم الموت فصاروا عظاما تبرق قال فجائهم أهل القرى فجمعوهم في مكان واحد فمر بهم نبي فقال: (يا رب لو شئت أحييت هؤلاء فعمروا بلادك و عبدوك، قال أو أحب اليك أن أفعل؟) قال نعم قال فقل كذا و كذا فتكلم به فنظر الى العظام و ان العظم ليخرج من عند العظم الذي ليس منه الى العظم الذي هو منه ثم تكلم بما أمره فاذا العظام تكتسى لحما ثم أمر بأمر فتكلم به فاذا هم قعود يسبحون و يكبرون ثم قيل لهم قاتلوا فى سبيل اللّه و اعلموا ان اللّه سميع عليم.
صورة ثانية:
فى تفسير النيشابوري هامش الطبري ج 2 ص 390 يقول ان أهل داوردان قرية قبل واسط وقع فيهم الطاعون فخرجوا هاربين فأماتهم اللّه ثم أحياهم ليعتبروا و يعلموا انه لا مفر من حكم اللّه و قضائه و يروى ان - حزقيل - النبي الذي يقال له ذو الكفل مر عليهم بعد زمان طويل و قد عريت عظامهم و تفرقت أوصالهم فتعجب مما رأى فأوحى اليه: (أ تريد أن اراك كيف أحييهم) فقال نعم فقيل له ناد أيتها العظام ان اللّه يأمرك أن تجتمعي فجعلت العظام يطير بعضها الى بعض حتي تمت العظام ثم أوحى اللّه اليه: (نادها ان اللّه يأمرك أن تكتسي لحما فصارت) فصارت لحما و دما ثم ناداها (ان الله يأمرك أن تقومي) فقامت فلما أحياهم كانوا يقولون (سبحانك اللهم ربنا و نحمدك لا إله إلا أنت) ثم رجعوا الى قومهم بعد حياتهم و كانت تظهر امارات الموت فى وجوههم الى أن ماتوا بعد ذلك بحسب آجالهم.
صورة ثالثة:
فى تفسير حبر الامة ابن عباس فى هامش الكتاب ج 2 ص 391 يقول:
ان ملكا من ملوك بني اسرائيل أمر عسكره بالقتال فخافوا القتال فهربوا و قالوا
ص: 66
لملكهم ان الأرض التي نذهب اليها فيها الوفاء فنحن لا نذهب اليها حتى يزول ذلك الوباء فأماتهم اللّه بأسرهم فبقوا ثمانية أيام حتى انتفخوا و بلغ بني اسرائيل موتهم فخرجوا لدفنهم فعجزوا من كثرتهم فحضروا عليهم الحضائر و أحياهم اللّه تعالى بعد الثمانية فبقى فيهم شيء من ذلك النتن و بقى ذلك فى أولادهم الى هذا اليوم.
و فى الكشاف ج 1 ص 274 بمثل ما عن النيشابوري باضافة قوله و قيل هم قوم من بني اسرائيل دعاهم ملكهم الى الجهاد فهربوا حذرا من الموت فأماتهم اللّه ثمانية أيام ثم أحياهم.
صورة رابعة:
في تفسير الدر المنثور ج 1 ص 131 عن عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال مقتهم اللّه على فرارهم من الموت فأماتهم اللّه عقوبتهم ثم بعثهم الى بقية آجالهم ليستوفها و لو كانت آجال القوم جائت ما بعثوا بعد موتهم.
و أخرج ابن جرير عن أشعث بن أسلم البصري قال بينا عمر يصلي و يهوديان خلفه قال أحدهما لصاحبه أ هو هو؟ فلما انتعل عمر قال أرأيت قول أحدكما لصاحبه أ هو هو؟ قال إنا نجد في كتابنا قرنا من حديد يعطى ما يعطى (حزقيل) الذي أحيا الموتى باذن اللّه قال عمر ما نجد فى كتاب اللّه - حزقيل - و لا إحياء الموتى باذن اللّه إلا عيسى قال أما تجد في كتاب اللّه (و رسلا لم نقصص عليك) فقال عمر بلى قال و أما إحياء الموتى فسنحدثك ان بني اسرائيل وقع عليهم الوباء فخرج قوم حتى اذا كانوا على رأس ميل أماتهم اللّه فبنوا عليهم حائطا اذا بليت عظامهم بعث اللّه - حزقيل - فقام عليهم فقال ما شاء اللّه فبعثهم اللّه فأنزل اللّه (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ.
و فيه عن عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير عن الحسن في الآية قال هم قوم فروا من الطاعون فأماتهم اللّه قبل آجالهم عقوبة و مقتا ثم أحياهم ليكملوا بقية آجالهم.
و فيه عن ابن عباس في الآية - الى قوله - (حذر الموت) يقول عدد كثير خرجوا فررا من الجهاد في سبيل اللّه حتى ذاقوا الموت الذي فروا منه ثم أحياهم
ص: 67
و أمرهم أن يجاهدوا عدوهم فذلك قول اللّه: (وَ قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) و هم الذين قالوا (ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ).
و أما ما فى تفاسيرنا: ففي تفسير القمي (ره) ص 70 قال وقع الطاعون بالشام فى بعض الكور فخرج منهم خلق كثير كما حكى اللّه تعالى هربا من الطاعون فصاروا الى مفازة فماتوا في ليلة واحدة كلهم فبقوا حتى كانت عظامهم يمر بها المار فينحيها برجله عن الطريق ثم أحياهم وردهم الى منازلهم فبقوا دهرا طويلا ثم ماتوا و تدافنوا.
و في تفسير البرهان ج 1 ص 144 نقلا عن الكافي عن الثقات عن أبي جعفر فى قول اللّه (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) فقال لهم اللّه موتوا ثم أحياهم فقال ان هؤلاء مدينة من مدائن الشام و كانوا سبعين الف بيت و كان الطاعون يقع فيهم في أو ان فكانوا اذا أحسوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم و بقى الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر فى الذين أقاموا و يقل فى الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت، و يقول الذين أقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا الموت، فاجتمع رأيهم جميعا انه اذا وقع الطاعون و أحسوا به خرجوا كلهم من المدينة فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا و تنحوا من الطاعون حذر الموت فساروا في البلاد ما شاء اللّه ثم انهم مروا بمدينة خربة قد جلا عنها أهلها و أفناهم الطاعون فنزلوا بها فلما أحطوا رحالهم و اطمأنوا قال لهم اللّه عز و جل موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم و صاروا رميما يلوح و كان على طريق المارة فكنسهم المارة فنحوهم و جمعوهم في موضع فمر بهم نبي من أنبياء بني اسرائيل يقال له - حزقيل - فلما رأى العظام بكى و استعبر و قال يا رب لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك و عبدوك مع من يعبدك من خلقك فأوحى اللّه اليه أفتحب ذلك قال نعم يا رب فأحياهم اللّه فأوحى اللّه اليه قل كذا و كذا فقال الذي أمره.
فقال أبو عبد اللّه عليه السلام و هو (الاسم الأعظم) فلما قال - حزقيل - ذلك الكلام نظر الى العظام يطير بعضها الى بعض فعادوا أحياء ينظر بعضهم الى بعض يسبحون اللّه تعالى و يكبرونه، فقال - حزقيل - أشهد أن اللّه على
ص: 68
كل شيء قدير.
و فيه عن العياشي عن حمران بن أعين الثقة الجليل عن مولانا الباقر «ع» قال قلت له حدثني عن قول اللّه عز و جل (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) قلت أحياهم حتى نظر الناس اليهم ثم أماتهم من يومهم أوردهم الى الدنيا سكنوا الدور و أكلوا الطعام و نكحوا النساء؟ قال عليه السلام: بل ردهم الله تعالى حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام و نكحوا النساء و مكثوا ما شاء الله. و فى الصافي بعينه بلا زيادة و لا نقصان.
(قال الطبسي): لا داعي لذكر تعداد تفاسيرنا ضرورة انه كل من كتب التفسير عامة و خاصة ذكر هذه القصة بأدنى اختلاف بعضها مع بعض و إلا فالمدعي و هو رجعة هؤلاء مما لا خلاف فيها ضرورة إنكارها و التصرف فيها إنكار للقرآن و تصرف فيه بلا حجة و برهان فلا مفر للمسلم مطلقا التصديق بها و عمومية القدرة يقتضي عدم الفرق بين إحياء هؤلاء و غيرهم سابقا أو لا حقا.
6 - (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ * أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ * وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (1).
ص: 69
الاستدلال بهذه الآيات الشريفة وقوع الرجعة في الامم السالفة و اخبار الله تعالى نبيه بما وقع من الامور العجيبة من محاجة خليله ابراهيم مع سلطان زمانه و اسمه (نمرود) و هو اول جبار تجبر فى الأرض و هو صاحب الصرح ب (بابل) و هو الذي ملك شرق الأرض و غربها.
ففي (الخصال) عن البرقي مرفوعا قال ملك الارض كلها اربعة: مؤمنان و كافران اما المؤمنان ف «سليمان بن داود، و ذو القرنين» و اما الكافران ف «نمرود، و بخت نصر» الآية الاولى معناها و الله إعلم يا محمد إن شئت فانظر (إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ) اي في رب ابراهيم الذي يدعو الناس الى توحيده و عبادته حيث (قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ) قال اللعين (أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ) يعني بالتخلية من السجن من وجب عليه القتل و اميت بالقتل من شئت ممن هو حي فعارض الكافر ابراهيم بهذا الكلام البارد (قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) و هذا تأكيد لبرهانه «ع» و حجته القوية بأن ربي و خالقي القادر على إحياء الموتى و السلطة بأن يأتي بالشمس من المشرق فأنت إن كان لك اقتدار فأت بها من المغرب فأدرك اللعين عجزه و انه لا يقدر على شيء من ذلك و إن شئت فانظر يا محمد الى آثار القدرة ب (كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها فالمسألتا يرتضعان من باب واحد و هي القدرة الكاملة له تبارك و تقدس ضرورة كما ان إحياء الموتى لا يقدر عليه احد غيره تعالى كذلك اتيان الشمس من المشرق الى المغرب لا يقدر عليه احد غيره.
قال في (مجمع البيان) ج 2 ص 370 (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ) اي او هل رأيت كالذي مر و معناه إن شئت فانظر في القصة الذي حاج ابراهيم و إن شئت فانظر الى قصة (كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ) و هو عزيز عن قتادة و عكرمة و السدي و هو المروي عن ابي عبد الله الصادق «ع».
و قيل: هو (ارميا) عن وهب و هو المروي عن ابي جعفر «ع».
و قيل: هو (الخضر) عن ابن اسحاق و القرية التي مر عليها هو بيت المقدس لما خربه بخت نصر عن وهب و قتادة و الربيع و عكرمة.
و قيل: هي الأرض المقدسة عن الضحاك.
ص: 70
و قيل: هي القرية التي خرج منها الالوف حذر الموت عن ابن زيد (وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) أي خالية.
و قيل: خراب عن ابن عباس و الربيع و الضحاك.
و قيل: ساقطة على أبنيتها و سقوفها كان السقوف سقطت و وقعت البنيان عليها قال (أنى يحيي هذه بعد موتها) أي كيف يعمر اللّه هذه القرية بعد خرابها.
و قيل: كيف يحيي اللّه أهلها بعد ما ماتوا و أطلق لفظ القرية و أراد به اهلها كقوله و اسأل القرية و لم يقل ذلك إنكارا و لا تعجبا و لا ارتيابا و لكنه أحب أن يريه اللّه إحيائها مشاهدة كما يقول الواحد منا كيف حال الناس يوم القيامة و كيف يكون حال أهل الجنة فى الجنة و كيف يكون حال أهل النار في النار و كقول ابراهيم (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) أحب أن يريه اللّه إحياء الموتى مشاهدة ليحصل له العلم به ضرورة كما حصل العلم دلالة لأن العلم الاستدلالي ربما اعتورته الشبهة (فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ) أي مأة سنة (ثُمَّ بَعَثَهُ) أي أحياء كما كان (قالَ كَمْ لَبِثْتَ) في التفسير انه سمع نداء من السماء (كَمْ لَبِثْتَ) يعني في مبيتك و منامك.
و قيل: ان القائل له نبي، و قيل: ملك.
و قيل: بعض المعمرين ممن شاهده منذ موته و إحيائه (قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) لأن اللّه أماته في أول النهار و أحياه بعد مأة سنة في آخر النهار فقال يوما ثم التفت فرأى بقية الشمس فقال أو بعض يوم (قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ) معناه بل مكثت في مكانك مأة سنة (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ).
و قيل أراد به الشراب لأنه أقرب المذكورين اليه.
و قيل: كان زاده عصيرا و تينا و عنبا، و هذه الثلاثة أسرع الأشياء تغييرا و فسادا فوجد العصير حلوا و التين و العنب كما جنيا لم يتغير (وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ) معناه: انظر اليه كيف تفرقت أجزائه و تبددت عظامه ثم انظر كيف يحييه اللّه و إنما قال له ذلك ليستدل بذلك على طول مماته (وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ) في البعث (وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها) كيف نحييها و بالزاي كيف نرفعها من الأرض فنردها الى أماكنها من الجسد و نركب بعضها الى بعض (ثُمَّ نَكْسُوها) أي نلبسها (لَحْماً) و اختلف فيه.
ص: 71
و قيل أراد عظام حماره عن السدي و غيره فعلى هذا يكون تقديره و انظر الى حمارك.
و قيل: أراد عظامه عن الضحاك و قتادة و الربيع قالوا أول ما أحيا اللّه منه عينه و هو مثل غرقىء البيض فجعل ينظر الى العظام البالية المتفرقة تجتمع اليه و الى اللحم الذي قد أكلته السباع الذي يأتلف الى العظام من هاهنا و من هاهنا و يلتزم و يلتزق بها حتى قام و قام حماره (فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ) أي ظهر و علم و إنما علم انه مات مأة سنة بشيئين:
أحدهما: باخبار من أراه الآية المعجزة في نفسه و حماره و طعامه و شرابه و تقطع اوصاله ثم إتصال بعضها الى بعض حتى رجع الى حالته التي كان عليها في اول امره
و الآخر، انه علم ذلك بالآثار الدالة على ذلك لما رجع الى وطنه فرآى ولد ولده شيوخا و قد كان خلف آبائهم شابا الى غير ذلك من الامور التي تغيرت الأحوال التي تقلبت.
و روي عن علي عليه السلام ان عزيرا خرج من اهله و امرأته حامل و له خمسون سنة فأماته اللّه مائة سنة ثم بعثه و رجع الى اهله ابن خمسين سنة و ابن له مائة سنة فكان ابنه اكبر منه فذلك من آيات اللّه.
و قيل، انه رجع و قد احرق بخت نصر التوراة فأملاها من ظهر قلبه فقال رجل حدثني ابي عن جدي انه دفن (التوراة) فى كرم فان اريتموني كرم جدي اخرجتها لكم فأروه فأخرجها فعارضوا ذلك بما املى فما اختلفا في حرف فقالوا ما جعل اللّه التوراة في قلبه إلا و هو ابنه فقالوا عزير ابن اللّه قال اي قال المار على القرية (إعلم) اي اتيقن و من قرء إعلم فمعناه على ما تقدم ذكره من انه يخاطب نفسه
و قيل، انه امر من الله تعالى له (أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) الم اقل ما قلت عن شك و ارتياب و يحتمل انه إنما قال ذلك لأنه ازداد بما شاهد و عاين يقينا و علما إذ كان قبل ذلك علم استدلال فصار علم ضرورة و معاينة.
صورة اخرى:
ذكرها الطبري فى ج 3 ص 24 برواية وهب بن منبه انه اوحى الله الى «9 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 72
ارميا و هو بأرض مصر ان الحق بأرض ايليا فان هذه ليست لك بأرض مقام فركب حماره حتى اذا كان ببعض الطريق و معه سلة من عنب و تين و كان معه سقاء جديد فملاؤه ماء فلما بداله شخص بيت المقدس و ما حوله من القرى و المساجد و نظر الى خراب لا يوصف و رأى هدم بيت المقدس كالجبل العظيم قال (انى يحي هذه اللّه بعد موتها) و سار حتى تبوأ منها منزلا فربط حماره بحبل جديد و علق سقاه و ألق اللّه عليه السبات فلما نام نزع اللّه روحه مأة عام فلما مرت من المأة سبعون عاما أرسل اللّه ملكا الى ملك من ملوك فارس عظيم يقال له (يوسك) فقال ان اللّه يأمرك أن تنفر بقومك فتعمر بيت المقدس و ايليا و أرضها حتى تعودا عمر ما كانت فقال الملك انظرني ثلاثة أيام حتى أتأهب لهذا العمل و ما يصلحه من أدوات العمل، فأنظره ثلاثة أيام فانتدب ثلاثمائة قهرمان و أدفع الى كل قهرمان الف عامل و ما يصلحه من أدوات العمل فسار اليها قهر منه و معهم ثلاثمائة الف عامل فلما وقعوا في العمل رد اللّه الحياة في عين ارميا و أخر جسده ميتا فنظر الى ايليا و ما حولها من القرى و المساجد و الانهار و الحرث تعمل و تعمر و تجدد حتى صارت كما كانت و بعد ثلاثين سنة تمام المائة رد اليه الروح فنظر الى حماره واقفا كهيئة يوم ربطه لم يطعم و لم يشرب و نظر الى الرمة في عنق الحمار لم تتغير جديده و قد أتى على ذلك ريح مأة عام و برد مأة عام و حر مأة عام لم يتغير و لم ينقص شيئا و قد نحل جسم ارميا من البلى فأنبت اللّه له لحما جديدا و نشز عظامه و هو ينظر فقال له اللّه (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً) فلما تبين له قال (أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ).
و ذكر تأويلات متعددة جامعها ظهور آثار القدرة منه تعالى من الاماته و الاحياء بعد الموت و ابقاء ما يتسرع فيه الفساد في اليوم مأة عام و هو على كل شيء قدير.
صورة ثالثة:
فى تفسير النيشابوري الهامش من الطبري في ج 4 ص 31 نقلا عن تفسير ابن عباس ان بخت نصر غزى بني اسرائيل فسبى منهم الكثير و منهم عزيز و كان
ص: 73
من علمائهم فجاء بهم الى بابل فدخل عزير تلك القرية و نزل تحت ظل شجرة و ربط حماره و طاف في القرية فلم ير فيها أحد فعجب من ذلك و قال (أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها) أي من أين يتوقع عمارتها لا على سبيل الشك فى القدرة بل بسبب اطراد العادة فى ان مثل ذلك الموضع الحراب قلما يصيره اللّه معمورا و كانت الأشجار مثمرة فتناول منها التين و العنب و شرب عصير العنب فنام فأماته اللّه في منامه مأة عام و هو شاب ثم أعمى عنه في موته أبصار الانس و الطير و السباع ثم أحياه بعد المائة و نودي من السماء يا عزير (كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ) من التين و العنب و شرابك من العصير فنظر فاذا التين و العنب كما شاهد ثم قال (وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ) فنظر فاذا عظام بيض تلوح و قد تفرقت أوصاله فسمع صوتا أيتها العظام البالية انى جاعل فيك روحا فانضم أجزاء العظام بعضها الى بعض ثم التصق كل عضو بما يليق به الضلع الى الضلع و الذراع الى مكانه ثم جاء الرأس الى مكانه ثم العصب ثم العروق ثم انبسط اللحم عليه ثم خرج الشعر من الجلد ثم نفخ فيه الروح فاذا هو قائم يهتف فحر عزير ساجدا و قال (أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ).
صورة رابعة:
قال فى الكشاف ج 1 ص 281 روي انه مات ضحى و بعث بعد مأة سنة قبل غيبوبة الشمس فقال قبل النظر الى الشمس يوما ثم التفت فرأى بقية من الشمس فقال أو بعض يوم، وري انه كان طعامه تينا و عنبا و شرابه عصيرا و لبنا فوجد التين و العنب كما جنيا و الشراب على حاله (لَمْ يَتَسَنَّهْ) لم يتغير و الهاء أصلية أو هاء سكت و اشتقاقه من السنة على الوجهين لأن لامها هاء أو فاء و ذلك ان الشيء يتغير بمرور الزمان و قيل أصله يتسنن من الحمأ المسنون فقلبت نونه حرف علة و يجوز أن يكون لم يتسنه لم تمر عليه السنون التي مرت عليه يعني هو بحاله كما كان كأنه لم يلبث مأة سنة.
و فى قرائة عبد اللّه (فانظر الى طعامك و هذا شرابك لم يتسن) و قرأ أبي لم يتسنه بادغام التاء و السين (وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ) كيف تفرقت عظامه و نخرت
ص: 74
و كان له حمار قد ربطه و يجوز أن يراد و انظر اليه سالما في مكانه كما ربطته و ذلك من أعظم الآيات أن يعيشه مأة عام من غير علف و لا ماء كما حفظ طعامه و شرابه من التغيير (وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ) فعلنا ذلك يريد إحيائه بعد الموت و حفظ ما معه
و قيل أتى قومه راكب حماره و قال أنا عزير فكذبوه فقال هاتوا التوراة فأخذها يقرأ عن ظهر قلبه و هم ينظرون فى الكتاب فما خالف حرفا فقالوا هو ابن اللّه و لم يقرأ التوراة أحد قبل عزير فذلك كونه آية.
و قيل رجع الى منزله و رأى أولاده شيوخا و هو شاب فاذا حدثهم قالوا حديث مائة سنة.
(قال الطبسي): كل ذلك حجة قوية عليهم و دليل على صحة القول بالرجعة فان كل ذلك من رشحات قدرته تعالى و هو المطلوب.
صورة خامسة:
فى ج 1 من كتاب حياة الحيوان ص 244 بعد كلام طويل ينقل عن ابن عباس انه قال لما أحيا اللّه عزيرا بعد ما أماته مائة عام ركب و قصد بيت المقدس حتى اتى محلته و أنكره الناس و أنكروا منزله فانطلق عزير و هم حتى أتى منزله فاذا هو بعجوز عمياء مقعده قد أتى عليها من العمر - 120 - و كان عزير قد خرج عنهم و هي ابنة - 20 - سنة و كانت قد عرفته و عقلته فقال لها عزير يا هذه هذا منزل عزير؟ قالت نعم هذا منزل عزير و بكت و قالت ما رأيت أحدا منذ كذا و كذا تذكر عزيرا فقال فاني أنا عزير قد أماتني اللّه مائة سنة ثم بعثني قالت ان عزيرا كان مستجاب الدعوة يدعو للمريض و صاحب البلا فادعوا اللّه أن يرد بصري حتى أراك فان كنت عزيرا، فدعى ربه سبحانه و مسح على عينيها فأبصرت ثم أخذ بيدها و قال لها قومي باذن اللّه فأطلق اللّه رجليها فقامت صحيحة فنظرت اليه و قالت أشهد انك عزير.
صورة سادسة:
في تفسير (الدر المنثور) للحافظ السيوطي ج 1 ص 331 عن عبد بن حميد
ص: 75
و ابن المنذر و ابن أبي حاتم، و الحاكم صححه و البيهقي في الشعب عن علي بن ابي طالب عليهما السلام في قوله تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ...) قال عليه السلام:
خرج عزير نبي اللّه من مدينته و هو شاب فمر على قرية خربة و هي خاوية على عروشها، فقال (أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها) فأماته اللّه مائة عام ثم بعثه، فأول ما خلق منه عيناه، فجعل ينظر الى عظامه و ينظم بعضها الى بعض، ثم كسبت لحما ثم نفخ فيه الروح، ففيل له (كَمْ لَبِثْتَ؟ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ) فأتى مدينته و قد ترك جارا له إسكافا شابا فجاء و هو شيخ كبير
و فيه عن اسحاق بن بشير و الخطيب و ابن عساكر عن عبد بن سلام ان عزيرا هو العبد الذي أماته اللّه مائة عام ثم بعثه.
و فيه عن ابن مردويه و ابن عساكر عن ابن عباس ان عزير بن سروخا هو الذي قال اللّه فى كتابه: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها).
في (الدر المنثور) ج 1 ص 334 في قوله تعالى: (وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى...) عن ابن أبي حاتم و ابن الشيخ في المعظمة عن ابن عباس قال ان ابراهيم مر على رجل ميت زعموا انه حبشي على ساحل البحر فرأى دواب البحر تخرج فتأكل منه و سباع الأرض تأتينه فتأكل منه و الطير يقع عليه فتأكل منه، فقال ابراهيم عند ذلك يا رب هذه دواب البحر تأكل هذا و سباع الأرض ثم يميت هذه ثم يحييها ف (أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ) يا ابراهيم اني احيي الموتى قال بلى يا رب (وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) لأرى من آياتك و أعلم انك قد أجبتني فقال اللّه (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ) فصنع ما صنع و الطير الذي أخذه زودال و ديك و طاووس و أخذ نصفين مختلفين ثم أتى الى أربعة أجبل فجعل على كل جبل منهن جزء ثم تنحى و رؤسها تحت قدميه فدعا باسم الأعظم فرجع كل نصف الى نصفه و كل ريش الى طائره تم أقبلت تطيره بغير رؤس
ص: 76
الى قدمه تريد رؤسها بأعناقها فرفع قدميه و اذا كل طائر منها عنقه في رأسه فعادت كما كانت (وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
صورة اخرى فى سبب سؤال:
ففي المجمع ج 2 ص 37 اختلف في سبب سؤال ابراهيم هذا على وجوه:
- أحدها - ما قاله الحسن و الضحاك و هو المروي عن أبي عبد اللّه الصادق «ع» انه رأى جيفة تمزقها السباع فيأكل منها سباع البر و البحر فسأل اللّه ابراهيم فقال يا رب قد علمت انك تجمعها من بطون السباع و دواب البحر فأرني كيف تحييها لا عاين ذلك.
(و ثانيها). ما روي عن ابن عباس و سعيد بن جبير و السدي ان الملك بشر ابراهيم بأن اللّه قد اتخذه خليلا و انه يجيب دعوته و يحيي الموتى بدعائه فسأل اللّه أن يفعل اللّه ذلك ليطمئن قلبه بأنه قد أجاب دعوته و اتخذه خليلا.
(و ثالثها): ان سبب السؤال منازعة نمرود إياه فى الاحياء إذ قال (أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ) اطلق محبوسا و اقتل إنسانا فقال ابراهيم ليس هذا باحياء و قال يا رب: أرني كيف تحيي الموتى ليعلم نمرود ذلك، و روي ان نمرود توعد بالقتل إن لم يحيي اللّه الميت يشاهده فلذلك قال (لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) أي بأن لا يقتلني الجبار عن محمد بن يسار.
(و رابعها): انه أحب أن يعلم ذلك علم عيان بعد أن كان عالما به من جهة الاستدلال و البرهان لتزول الخواطر و وساوس الشيطان و هذا أقوى الوجوه قال (أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ) هذا الف استفهام و يراد به التقدير كقول الشاعر:
ألستم خير من ركب المطايا و أندى العالمين بطون راح
(و قيل) ليطمئن قلبي بأنك قد أجبت مسألتي و اتخذتني خليلا كما وعدتني قال (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ) مختلفة الاجناس و إنما خص الطير من بين سائر الحيوانات لخاصية الطيران، (و قيل) انها الطاووس و الديك و الحمام و الغراب أمر أن يقطعها و يخلظ ريشها بدمها هذا قول مجاهد و ابن جريح و عطا و ابن زيد و هو المروي عن أبي عبد اللّه «ع» (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) أي قطعهن عن ابن عباس
ص: 77
و سعيد بن جبير و الحسن و قتادة معناه أضممهن اليك عن عطا و ابن زيد و قد تقدم وجهه في وجه القرائة (ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً) و روي عن أبي عبد اللّه «ع» في ان معناه فرقهن على كل جبل و كانت عشرة أجبل ثم خذ بمناقيرهن و ادعهن باسمي الأكبر و حلفهن بالجبروب و العظمة يأتينك سعيا ففعل ابراهيم ذلك و فرقهن على عشرة أجبل ثم دعاهن فقال أجبن باذن اللّه فكانت تجتمع و يأتلف لحم كل واحد و عظمه الى رأسه و طارت الى ابراهيم، (و قيل) ان الجبال كانت تسعة عن ابن جريح و السدي، (و قيل) كانت اربعة عن ابن عباس و الحسن، (و قيل) أراد كل جبل على العموم بحسب الامكان كأنه قال فرقهن على كل جبل يمكنك التفرقة عليه عن مجاهد و الضحاك و يسأل فيقال كيف قال أدعهن و دعاء الجماد قبيح و جوابه انه أمر بذلك الاشارة اليها و الايماء ليقبل عليه اذا أحياها اللّه، (و قيل) معنا الدعاء هاهنا الأخبار عن تكوينها إحياء كقوله سبحانه (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) و قوله تعالى (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) عن الطبراني الى أن يقول و في الكلام حذف فكأنه قال فقطعهن ثم اجعل على كل جبل من كل واحد منهن جزء فان اللّه يحييهن فاذا أحياهن فادعهن فيكون الايماء اليها بعد أن صارت أحياء ففعل ابراهيم ذلك فنظر الى الريش يسعى بعضها الى بعض و كذلك العظام و اللحم ثم أتينه مشيا على أرجلهن فتلقي كل طائر رأسه و ذلك قوله تعالى (يَأْتِينَكَ سَعْياً).
صورة ثالثة:
قال الطبري فى ج 3 ص 32 و اختلف أهل التاويل في سبب سؤال ابراهيم ربه أن يريه كيف يحيي الموتى فقال بعضهم كانت مسألته ذلك ربه انه رأى دابة قد قسمها السباع و الطير فسأل ربه ان يريه كيف إحيائها إياها مع تفرق لحومها في بطون طير الهواء و سباع الأرض ليرى ذلك عيانا فيزداد يقينا الى علمه به خبرا فأراه اللّه ذلك بما اخبر به.
و فيه ص 33 يقول: و قال آخرون انه سبب مسالته ربه ذلك المناظرة و المحاجة التي جرت بينه و بين نمرود، و قال آخرون: كانت مسألته ذلك ربه
ص: 78
عند البشارة التي أتت من اللّه بأنه اتخذه خليلا الخ.
و فيه عن السدي: قال لما اتخذ اللّه ابراهيم خليلا، سأل ملك الموت ربه ان يأذنه بأن يبشر ابراهيم بذلك، فأذن له، فأتى ابراهيم و ليس فى البيت فدخل داره و كان ابراهيم أغير الناس ان خرج أغلق الباب، فلما جاء و جد فى داره رجلا فثار اليه ليأخذه، قال: من أذن لك أن تدخل داري؟ قال ملك الموت اذن لي رب هذه الدار، قال ابراهيم صدقت و عرف انه ملك الموت، قال من أنت:
قال أنا ملك الموت جئتك ابشرك بأن اللّه قد اتخذك خليلا، فحمد اللّه و قال يا ملك الموت أرني الصورة التي تقبض فيها أنفاس الكفار، قال يا ابراهيم لا تطيق ذلك، قال بلى، قال فاعرض عني، فأعرض ابراهيم عنه ثم نظر اليه فاذا هو رجل أسود تنال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده إلا صورة رجل أسود يخرج من فيه و مسامعه لهب النار، فغثني على ابراهيم ثم أفاق و قد تحول ملك الموت فى الصورة الاولى فقال يا ملك الموت لو لم يلق الكافر عند(1) الموت من البلاء و الحزن إلا صورتك لكفاه فأرني كيف تقبض أنفاس).
ص: 79
المؤمنين؟ قال فاعرض عني، فأعرض عنه ابراهيم ثم التفت فاذا هو رجل شاب «10 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 80
أحسن الناس وجها و أطيبه ريحا فى ثياب بيض، فقال يا ملك الموت لو لم يكن للمؤمن عند لقاء ربه من قرة العين و الكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه فانطلق ملك الموت و قام ابراهيم يدعو ربه و يقول: «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى» حتى أعلم اني خليلك، قال: «أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ؟ قالَ بَلى، وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي بخلولتك».
ص: 81
صورة رابعة:
و فيه ج 2 ص 38 عن قتادة: قال أمر نبي اللّه أن يأخذ أربعة من الطير فيذبحهن ثم يخلط لحومهن و ريشهن و دمائهن ثم يجزأهن على أربعة أجبل، فذكر لنا انه شكل على أجنحتهن و أمسك برؤسهن بيده فجعل العظم يذهب الى العظم و الريشة الى الريشة و البضعة الى البضعة، و ذلك بعين خليل اللّه ابراهيم «ع» ثم دعاهن فأتينه سعيا على أرجلهن و يلقى كل طير برأسه الخ.
(قال الطبسي) و ذكر الطبري صورا عديدة بأقوال متعددة لا داعي لنا ذكرها و مع تعددها كلها دالة على ما هو المدعى من ان إحياء الموتى فى أي وقت أراد الباري ليس عليه بعزيز و لا يمنعه شيء فله الأمر بعود نفوس سعيدة و نفوس شقية و افاضة الروح عليهن بعد ظهور (المهدي المنتظر ع) فهو القادر على ما يشاء (فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) .
صورة خامسة:
في ج 1 من تفسير الكشاف ص 282: و روى انه عليه السلام أمر بذبحها و بنتف ريشها و تقطيعها و تفرق أجزائها و يخلط ريشها و دمائها و لحومها و أن يمسك رؤسها ثم أمر أن يجعل أجزائها على الجبال على كل جبل ربعا من كل طائر.
ثم يصيح بها تعالين باذن اللّه تعالى فجعل كل جزء يطير الى الآخر حتى صارت جثثا ثم أقبلن فانضمن الى رؤسهن كل جثة الى رأسها.
صورة سادسة:
في ج 1 من كتاب حياة الحيوان ص 240 قال فائدة قوله تعالى (وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) عن الحسن و قتادة و عطاء الخراسانى و الضحاك و ابن جريح كان سبب هذا السؤال من ابراهيم انه مر على دابة ميتة قال ابن جريح كانت جيفة حمار بساحل البحر قال عطاء بحيرة طبرية، قالوا و قد تزفها دواب البحر و البر و كان البحر اذا مد جاءت الحيتان و دواب البحر فأكلن منها - الى ان قال - يا رب قد علمت لتجمعها من بطن السباع و حواصل الطير و أجواف دواب
ص: 82
البحر فأرني كيف تحييها لأن اعاين ذلك فأزداد يقينا فعاتبه اللّه على ذلك فقال:
(أو لم تؤمن؟) قال بلى قد علمت و آمنت يا رب و لكن ليطمئن قلبي أي يسكن الى المعاينة و المشاهدة، فابراهيم كان يعلم يقينا ان اللّه يحيي الموتى و لكن أراد أن يصير له علم اليقين عين اليقين لان الخبر ليس كالمعاينة و ما أحسن قول بعضهم:
لئن كلمت بالتفريق قلبي فأنت بخاطري أبدا مقيم
و لكن للعيان لطيف معنى له سئل المعاينة الكليم
و في النيشابوري: هامش الطبري ج 3 ص 36 بما يقرب ما ذكرنا من حياة الحيوان و ذكر وجوهها ثمانية لا داعي بايرادها.
و أما ما ورد في تفاسير الخاصة فهو كثيرة نشير الى بعضها:
منها ما في تفسير القمي الثقة الجليل ص 81 باسناده عن أبيه الثقة الامين عن ابن أبي عمير الجليل الشأن عن أبي أيوب و أبي بصير الثقتان الجليلان عن الامام الصادق «ع» قال ان ابراهيم «ع» نظر الى ساحل البحر تأكل سباع البر و سباع البحر ثم تثب السباع بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا فتعجب ابراهيم فقال (رب أني كيف تحيي الموتى) الى قوله: و فرقهن على عشرة جبال ثم دعاهن فقال احيي باذن اللّه - الى قوله - و طارت الى ابراهيم فعند ذلك قال ابراهيم ان اللّه عزيز حكيم.
7 - (وَ رَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللّهِ وَ أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (1).
فى المجمع ج 2 ص 445 في قوله تعالى (وَ أُحْيِ الْمَوْتى) يقول إنما أضاف الاحياء الى نفسه على وجه المجاز و التوسع لأن اللّه تعالى كان يحيي الموتى عند
ص: 83
دعائه، و قيل انه أحيى أربعة أنفس: عازر و كان صديقا له، و كان قد مات منذ ثلاثة أيام فقال لاخته انطلقي بنا الى قبره ثم قال: اللهم رب السماوات السبع و رب الارضين انك أرسلتني الى بني اسرائيل أدعوهم الى دينك و أخبرهم بأني احيي الموتى فأحيى عازر فخرج من قبره و بقي و ولد له. و ابن العجوز مر به ميتا على سريره فدعا اللّه عيسى «ع» فجنس على سريره و نزل على أعناق الرجال و لبس ثيابه و رجع الى أهله و بقي و ولد له. و ابنة العاشر قيل له أتحييها و قد ماتت أمس فدعا اللّه فعاشت و بقيت و ولدت. و سام بن نوح دعا عليه باسم الاعظم فخرج من قبره و قد شاب نصف رأسه، فقال قد قامت القيامة؟ قال لا و لكني دعوتك باسم الأعظم قال و لم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان لأن سام بن نوح قد عاش خمسمائة سنة و هو شاب، ثم قال له مت قال بشرط أن يعيذتي من سكرات الموت، فدعى اللّه ففعل. و قال الكلبي كان يحيي الاموات ب (يا حي يا قيوم).
و فى تفسير الطبري ج 3 ص 198 باسناده عن السدي: لما بعث اللّه عيسى عليه السلام فأمر بالدعوة نفته بنو اسرائيل و أخرجوه فخرج هو و امه يسيحون فى الأرض فنزل فى قرية على رجل فضافهم و أحسن اليهم الى أن ينسب اليه و حاشاه صنع الخمر لهم الى أن بلغ و شاع خبره الى الملك الذي ابنا له مات بأيام و كان أحب الخلق اليه فقال ان رجلا دعى اللّه حتى جعل الماه خمرا و كان لتلك المدينة ملك جبار معتد فجاء ذلك الرجل يوما و قد وقع عليه هم و حزن فدخل منزله و مريم عند امرأته فقالت مريم لها ما شأن زوجك أراه حزينا؟ قالت لا تسأليني، قالت أخبريني لعل الله يفرج كربته قالت فان لنا ملكا يجعل على كل منا؟؟؟ يوما يطعمه هو و جنوده و يسقيهم من الخمر فان لم يفعل عاقبه و انه قد بلغت نوبته - الى قوله - فلما جاء الملك أكل و شرب الخمر سأل من أين هذه الخمر؟ قال له هي من أرض كذا و كذا قال الملك فان خمري اوتي بها من تلك الأرض فليس هي مثل هذه، قال هي من أرض اخرى.
فلما خلط على الملك اشتد عليه قال أنا أخبرك عندي غلام لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه و انه دعى الله حتى جعل الماء خمرا، قال الملك و كان له ابن يريد أن يستخلفه فمات قبل ذلك بأيام و كان أحب الخلق اليه فقال ان رجلا دعا اللّه
ص: 84
حتى يجعل الماء خمرا ليستجاب له حتى يحيي ابني فدعا عيسى فكلمه فسأله أن يدعو اللّه فيحيي ابنه فقال عيسى لا تفعل فانه إن عاش كان شرا، فقال الملك لا ابالي أليس أراه فلا ابالي ما كان فقال عيسى فان أحييته تركوني أنا و امي نذهب أينما شئنا، قال الملك نعم فدعا اللّه فعاش الغلام فلما رآه أهل مملكته قد عاش تنادوا بالسلاح و قالوا أكلنا هذا حتى اذا دنا موته يريد أن يستخلف ابنه فيأكلنا كما أكلنا أبوه فاقتتلوا و ذهب عيسى و امه و صحبهما يهودي و كان مع اليهودي رغيفان و مع عيسى رغيف فقال له عيسى شاركني فقال اليهودي نعم و لما رأى انه ليس مع عيسى إلا رغيف ندم.
فلما ناما جعل اليهودي يريد أن يأكل الرغيف فلما أكل لقمة قال له عيسى ما تصنع؟ فيقول لا شيء فيطرحهما حتى فرغ من الرغيف كله فلما أصبحا قال له عيسى هلم طعامك فجاء برغيف فقال له عيسى أين الرغيف الآخر قال ما كان معي إلا رغيف واحد فسكت عيسى.
فانطلقوا فمروا براعي غنم فنادى عيسى يا صاحب الغنم أجزرنا شاة من غنمك، قال نعم أرسل صاحبك يأخذها، فأرسل عيسى اليهودي، فجاء بالشاة و شواها، ثم قال لليهودي كل و لا تكسرن عظما فأكلا فلما شبعوا قذف عيسى العظام في الجلد ثم ضربها بعصاه و قال (قومي باذن اللّه) فقامت الشاة فقال يا صاحب الغنم خذ شأتك فقال له الراعي من أنت؟ فقال أنا عيسى بن مريم، قال أنت الساحر؟ و فر منه، قال عيسى لليهودي بالذي أحيا هذه الشاة بعد ما أكلناها كم كان معك رغيفا؟ فحلف ما معه إلا رغيف واحد.
فمروا بصاحب بقر فنادى عيسى يا صاحب البقر أجزرنا من بقرك هذه عجلا قال ابعث صاحبك يأخذه قال «ع» انطلق يا يهودي فجيء به فانطلق فجاء به فذبحه و شواه و صاحب البقر ينظر فقال عيسى كل و لا تكسرن عظما فلما فرغوا قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه و قال قم باذن اللّه فقام و له خوار قال عيسى خذ عجلك قال و من أنت؟ قال أنا عيسى بن مريم قال أنت الساحر؟ ثم فر منه قال اليهودي يا عيسى أحييته بعد ما أكلناه، فقال عيسى بالذي أحيي الشاة بعد ما أكلناه و العجل بعد ما أكلناه كم كان معك رغيفا فحلف باللّه ما كان معه إلا
ص: 85
رغيف واحد.
فانطلقا حتى نزلا قرية فنزل اليهودي أعلاها و عيسى في أسفلها و أخذ اليهودي عصا مثل عصا عيسى و قال أنا الآن أحيي الموتى و كان ملك المدينة مريضا شديد المرض فانطلق اليهودي ينادي من يبتغي طبيبا حتى أتى ملك تلك القرية فأخبر بوجعه فقال أدخلوني عليه فأنا أبرئه و إن رأيتموه قد مات فأنا أحييه فقيل له ان وجع الملك قد أعيا الأطباء قبلك فليس من طبيب يداويه و لا يفيد دوائه شيئا إلا أمر فيصلب قال أدخلوني عليه فاني سأبريه فادخل عليه فأخذ يضرب برجل الملك فضربه بعصاه حتى مات فجعل يضربه بعصاه و هو ميت و يقول قم باذن اللّه فأخذوه ليصلب فبلغ عيسى فأقبل اليه و قد رفع على الخشبة فقال أرأيت إن أحييت صاحبكم تتركون لي صاحبي؟ قالوا نعم فأحيا اللّه الملك لعيسى و انزل اليهودي فقال يا عيسى أنت أعظم الناس علي منة و اللّه لا افارقك أبدا. و في النيشابوري هامش الكتاب ص 203 ذكر تلخيصه.
و فيه ص 199 ج 3 برواية محمد بن الحسين بن موسى عن أحمد بن المفضل عن اسباط عن السدي: قال عيسى لليهودي أنشدك باللّه الذي أحيا الشاة و العجل بعد ما أكلناهما و أحيا هذا بعد ما مات و أنزلك من الجذع بعد ما رفعت عليه لتصلب كم كان معك رغيفا قال فحلف بهذا كله ما كان معه إلا رغيف واحد قال لا بأس فانطلقا حتى مرا على كنز قد حفرته السباع و الدواب فقال اليهودي يا عيسى لمن هذا المال؟ قال عيسى دعه فان له أهلا يهلكون عليه فجعلت نفس اليهودى تطلع الى المال و يكره ان يعصي عيسى فانطلق مع عيسى.
و مر بالمال أربع نفر فلما رأوه اجتمعوا عليه فقال اثنان لصحاحبيهما انطلقا فابتاعا لنا طعاما و شرابا و قال أحدهما لصاحبه هل لك ان تجعل لصاحبينا فى طعامهما سما فاذا اكلا ماتا فكان المال بيني و بينك فقال الآخر نعم ففعلا و قال الآخران اذا إيتانا بالطعام فليقم كل واحد الى صاحبه فيقتله فيكون الطعام
ص: 86
و الشراب بيني و بينك فلما جائا بطعامهما قاما فقتلاهما قعدا على الطعام فأكلا منه فماتا.
و اعلم ذلك لعيسى فقال لليهودي اخرجه حتى نقسمه فأخرجه فقسمه عيسى بين ثلاثة فقال اليهودي يا عيسى إتق اللّه و لا تظلمني فانما هو انا و انت ما هذه الثلاثة قال له عيسى هذا لي و هذا لك و هذا الثلث لصاحب الرغيف قال اليهودي فان اخبرتك بصاحب الرغيف تعطيني هذا المال فقال عيسى نعم فقال انا هو قال عيسى خذ حظي و حظك و حظ صاحب الرغيف فهو حظك من الدنيا و الآخرة فلما حمله مشى به فخسف به الأرض.
و انطلق عيسى بن مريم بالحواريين و هم يصطادون السمك فقال ما تصنعون؟ فقالوا نصطاد السمك فقال أفلا تمشون معي حتى نصطاد الناس قالوا و من انت؟ قال انا عيسى بن مريم فآمنوا به و انطلقوا معه فذلك قول اللّه عز و جل (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ).
و في (الدر المنثور) ج 2 ص 32 فى ذيل قوله تعالى: (وَ أُحْيِ الْمَوْتى) عن البيهقي فى الأسماء و الصفات و ابن عساكر من طريق اسماعيل بن عياش عن محمد بن طلحة عن رجل: ان عيسى بن مريم كان اذا اراد ان يحيي الموتى صلى ركعتين يقرء في الاولى (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) و في الثانية (تنزيل السجدة) فاذا فرغ مدح اللّه و اثنى عليه ثم دعا بسبعة اسماء: يا قديم يا حي يا دائم يا فرد يا وتر يا احد يا صمد.
(قال الطبسي): ما افتهمنا قوله يقرء في الركعة الاولى (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) فهل كانت هذه السورة المباركة في زمن عيسى عليه السلام موجودة او كانت سورة اخرى سميت بهذا الاسم نزل على عيسى «ع» و كذا السجدة.
و فيه ص 34 ج 2 عن ابي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت من معاوية
ص: 87
ابن قرة قال سألت بنو اسرائيل عيسى «ع» فقالوا ان سام بن نوح دفن هاهنا قريبا فادع اللّه ان يبعثه لنا فهتف فخرج اشمط فقالوا انه قد مات و هو شاب فما هذا البياض قال ظننت انها الصيحة ففزعت.
و عن اسحاق بن بشير و ابن عساكر عن طريق ابن عباس قال كانت اليهود يجتمعون الى عيسى «ع» و يستهزؤن به و يقولون له يا عيسى ما اكل فلان البارحة و ما ادخر في بيته لغد فيخبرهم فيسخرون به حتى طال ذلك به و بهم و كان عيسى عليه السلام ليس له قرار و لا موضع يعرف إنما هو سائح فى الارض فمر ذات يوم بامرأة قاعدة عند قبر و هي تبكي فسألها فقالت ماتت ابنة لي و لم يكن لي ولد غيرها فصلى عيسى ركعتين ثم نادى يا فلانة قومي باذن الرحمن فاخرجي فتحرك القبر ثم نادى الثانية فانصدع القبر ثم نادى الثالثة فخرجت و هي تنفض رأسها من التراب فقالت يا اماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين يا اماه اصبري و احتسبي فلا حاجة لي في الدنيا يا روح اللّه سل ربك أن يردني الى الآخرة و أن تهون علي سكرات الموت فدعا ربه فقبضها اليه فاستوت عليها الارض.
فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضبا و كان ملك منهم في ناحية فى مدينة يقال لها (نصيبين) جبارا عاتيا و أمر عيسى بالمسير اليه ليدعوه و اهل تلك المدينة الى المراجعة فمضى حتى شارف المدينة و معه الحواريون فقال لاصحابه ألا رجل منكم ينطلق الى المدينة فينادي فيها فيقول ان عيسى عبد اللّه و رسوله فقام رجل من الحواريين يقال له (يعقوب) و قال انا يا رسول اللّه قال فاذهب فأنت اول من تبرء مني فقام آخر يقال له (توصان) و قال له انا معه قال انت معه و مشيا فقام (شمعون) فقال يا رسول اللّه اكون ثالثهم فأذن لي ان انال منك ان اضطررت قال نعم فانطلقوا حتى اذا كان قريبا من المدينة و قد تحدث الناس بأمر عيسى و هم يقولون فيه اقبح الأقوال و فى امه فنادى احدهما و هو الاول ان عيسى عبد اللّه و رسوله فوثبوا اليه من القائل ان عيسى عبد اللّه و رسوله فتبرء الذي نادى فقال ما قلت شيئا فقال الآخر و انا اقول ان عيسى عبد اللّه و رسوله و كلمة القاها الى مريم و روح منه فآمنوا به يا معشر بني اسرائيل خير لكم فانطلقوا «11 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 88
به الى ملكهم و كان جبارا طاغيا فقال له ويلك ما تقول قال أقول ان عيسى عبد اللّه و رسوله و كلمة القاها الى مريم و روح منه قال كذبت فقذفوا عيسى و امه بالبهتان ثم قال له تبرء ويلك من عيسى و قل فيه مقالتنا قال لا أفعل قال إن لم تفعل قطعت يديك و رجليك و سمرت عينيك فقال افعل بنا ما أنت فاعل ففعل به ذلك فألقاه على مزبلة في وسط مدينه ثم ان الملك قطع لسانه إذ دخل عليه شمعون و قد اجتمع الناس فقال لهم ما بال هذا المسكين قالوا يزعم ان عيسى عبد اللّه و رسوله فقال شمعون أتأذن لي فأدنو منه فأسأله قال نعم قال له شمعون أيها المبتلي ما تقول قال أقول ان عيسى عبد اللّه و رسوله قال فما آية تعرفه قال (يبرى الأكمة و الأبرص و السقيم) قال يفعله الأطباء فهل غير هذا قال نعم (يخبركم بما تأكلون و ما تدخرون) قال هذا يفعله الكهنة فهل غير هذا قال نعم (يخلق من الطين كهيئة الطير) قال هذا يفعله السحرة قد يكون أخذه منهم فجعل الملك يتعجب منه و سؤاله قال هل غير هذا قال نعم (يُحْيِ الْمَوْتى) قال أيها الملك انه ذكر أمرا عظيما و ما أظن خلقا يقدر على ذلك إلا باذن اللّه و لا يقضي اللّه ذلك على يد ساحر كذاب فان لم يكن عيسى رسولا فلا يقدر على ذلك و ما فعل اللّه ذلك لاحد إلا لابراهيم حين سأل ربه (أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) و من مثل ابراهيم خليل الرحمن.
و في تفسير النيشابوري هامش الطبري ج 2 ص 201 في قوله: (وَ أُحْيِ الْمَوْتى) قال أحيا عاذرا و كان صديقا له و دعا سام بن نوح من قبره و هم ينظرون اليه فخرج حيا و مر على ابن العجوز فدعا اللّه عيسى فنزل عن سريره حيا و رجع الى أهله و بقى و ولد له، و فى ص 203 ذكر القصة المتقدمه مع اليهود و احياء ابن الملك بتمامها. و فى الكشاف ص 305 ج 1 قال و روي انه أحيا سام بن نوح و هم ينظرون اليه فقالوا هذا سحر فأرنا آية فقال يا فلان أكلت كذا و كذا و يا فلان جيء لك بكذا.
(قال الطبسي): هذا حال تفاسيرهم في قضية إحياء الموتى و الرجعة(1) في
ص: 89
هذه النشأة تسأل القراء الكرام أمن الانصاف التصديق بها و الاشكال فى الرجعة
ص: 90
التي نقول بها معاشر الامامية. و انهم لا يدعون أكثر من ذلك و لا أدري أين العدل و الانصاف نؤمن به بعض و نكفر به بعض (تلك إذا قسمة ضيزى).
ص: 91
8 - (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (1).
ففي تفسير القمي و الصافي و البرهان ج 1 ص 181 برواية ابن مسكان الثقة الجليل عن مولانا الصادق «ع» قال ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا و يرجع الى الدنيا و ينصر أمير المؤمنين «ع» و هو قوله تعالى: (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يعني برسول اللّه (وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) أمير المؤمنين «ع» ثم قال لهم فى الذر (أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي) الى عهدي (قالُوا أَقْرَرْنا) قال اللّه تعالى الملائكة (فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ).
و فيه ج 1 ص 182 بطريق سعد بن عبد اللّه الثقة الامين عن أحمد بن محمد ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عبد اللّه بن مسكان الثقات الاجلاء عن فيض بن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول و تلا هذه الآية: (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) الى قوله برسول اللّه و لتنصرن عليا أمير المؤمنين «ع» قال نعم و اللّه من لدن آدم و هلم جرا فلم يبعث اللّه نبيا و لا رسولا إلا ردهم جميعا الى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب.
و في القمي و الصافي و العياشي عن كتاب الواحدة (لمحمد بن جمهور العمي البصري) عن مولانا الباقر «ع» قال قال أمير المؤمنين «ع» ان اللّه تعالى أحد واحد تفرد في وحدانية ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا و خلقني و ذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه اللّه في ذلك النور و أسكنه في أبداننا فنحن روح اللّه فبنا احتجب على خلقه فما زلنا فى ظله خضراء حيث لا شمس و لا قمر و لا ليل و لا نهار و لا عين تطرف نعبده و نقدسه و نسبحه
ص: 92
و ذلك قبل أن يخلق خلقه و أخذ ميثاق الأنبياء بالايمان و النصرة لنا و ذلك قوله عز و جل: (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) يعني لتؤمنن ب (محمد) و لتنصرن (وصيه) و سينصرونه جميعا و ان اللّه أخذ ميثاقي و ميثاق (محمد) بنصرة بعضنا لبعض، لقد نصرت محمدا، و جاهدت بين يديه، و قتلت عدوه، و وفيت للّه بما أخذ علي من الميثاق و العهد و النصرة لمحمد و لم ينصرني في أحد من أنبياء اللّه و رسوله و ذلك لما قبضهم اللّه اليه و سوف ينصرونني و يكون لي ما بين مشرقها الى مغربها و ليبعثهم اللّه أحياء من آدم الى محمد كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف هام الاموات و الاحياء و الثقلين جميعا.
فيا عجبا و كيف لا أعجب من أموات يبعثهم اللّه أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي اللّه قد أظلوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم يضربون بها هام الكفرة و جبابرتهم و أتباعهم من جبابرة الأولين و الآخرين حتى ينجز اللّه ما وعدهم فى قوله عز و جل: (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحدا في عبادتي ليس عندهم تقية، و ان لي الكرة و الرجعة، و أنا صاحب الرجعات، و الكرات، و صاحب الصولات و النقمات، و الدولات العجيبات، و أنا قرن من حديد، الحديث بطوله.
(قال الطبسي): و بقية الحديث رواه فى ج 13 ص 212 من بحار الأنوار و هي قوله عليه السلام: أنا عبد اللّه و أخو رسوله، و أنا أمين اللّه و خازنه و عيبة سره، و حجابه و وجهه و صراطه و ميزانه، و أنا الحاشر الى اللّه، و أنا كلمة اللّه التي يجتمع بها المفترق و يفرق بها المجتمع، و أنا أسماء اللّه الحسنى، و أمثاله العليا و آياته الكبرى، و أنا خلقت الجنة و النار أسكن أهل الجنة الجنة و أسكن أهل النار النار، و إلي تزويج أهل الجنة و إلى عذاب أهل النار، و إلي اياب الخلق جميعا، و أنا الاياب الذي يؤب اليه كل شيء بعد و القضاء الى حساب الخلق جميعا و أنا صاحب الهبات و أنا المؤذن على الأعراف، و أنا بارز الشمس، و أنا دابه الأرض
ص: 93
و أنا قسيم النار، و أنا خازن الجنان، و صاحب الاعراف، و أنا أمير المؤمنين و يعسوب المتقين و آية السابقين و لسان المتقين و خاتم الوصيين و وارث النبيين و خليفة رب العالمين و صراط ربي المستقيم و فسطاطه و الحجة على أهل السماوات و الأرضين و ما فيهما و ما بينهما و أنا الذي احتج به عليكم فى ابتداء خلقكم و أنا الشاهد يوم الدين و أنا الذي علمت علم المنايا و البلايا و القضايا و فصل الخطاب و الانساب و أنا صاحب العصا و الميسم و أنا الذي سخرت لي السحاب و الرعد و البرق و الظلم و الانوار و الرياح و الجبال و النجوم و الشمس و القمر و أنا القرن الحديد و أنا فاروق الامة و أنا الهادي و أنا الذي أحصيت كل شيء عددا بعلم اللّه الذي أودعنيه و بسره الذي أسره الى محمد (صلی الله علیه و آله) و أسره النبي إلي و أنا الذي أنحلني ربي اسمه و كلمته و حكمته و علمه.
يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني (اللهم اني أسألك و استعديك عليهم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و الحمد للّه متبعين أمره.
و ذكره الشيخ الجليل ثقة المحدثين حسن بن سليمان الحلي فى مختصر (بصائر الدرجات) ص 34 عن كتاب الواحدة و فيه ص 183 عن سلام المستنير عن الصادق «ع» قال لقد تسموا باسم ما سمى اللّه به أحدا إلا علي بن أبي طالب و ما جاء تأويله قلت جعلت فداك متى تجيء تأويله قال اذا جاء جمع اللّه أمامه النبيين و المؤمنين حتى ينصروه و هو قول اللّه (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ) الى قوله تعالى (وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ) فيومئذ يدفع رآية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (اللواء) الى علي بن أبي طالب «ع» فيكون أمير الخلق كلهم أجمعين يكون الخلائق كلهم تحت لوائه و يكون هو أميرهم فهذا تأويله.
(قلت): و أكثر رواة(1) هذه الأحاديث من وجوه الطائفة الحقةي.
ص: 94
و ثقاتهم مثل عبد الله بن مسكان و عبد الله بن سنان و ابن أبي عمير و سعد بن
ص: 95
عبد الله و احمد بن محمد بن عيسى و بعض هؤلاء من اصحاب الاجماع ممن اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم فلا راد لتلك الأخبار و ظني ان المتوهم و المشكك في الرجعة ما صادف على هذه الآية مشفوعة بما ورد فى تأويلها عنهم عليهم السلام او تغافل و تجاهل او تعاند و تساهل و إلا فالمنصف اذا تدبر فيها لا محالة يصدق القول بصحة الرجعة (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ).
«12 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 96
9 - (وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ * وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللّهِ تُحْشَرُونَ) (1).
في البرهان ج 1 ص 199 عن ابن بابويه باسناده الى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر «ع» قال سئل عن قول اللّه تعالى: (وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ) قال «ع» يا جابر أتدري ما سبيل اللّه قلت لا و اللّه إلا اذا سمعت منك فقال القتل فى سبيل اللّه فى ولاية علي و ذريته فمن قتل في ولايته قتل في سبيل اللّه و ليس من أحد يؤمن بهذه الآية إلا و له قتلة و ميتة انه من قتل ينشر حتى يموت و من يموت ينشر حتى يقتل، و فيه باسناده عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة الثقات الأجلاء في هذه الآية قال كرهت أن أسأل أبا جعفر «ع» عن الرجعة فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي الحديث على ما تقدم، و فيه عن العياشي مثله.
و فيه ص 199 عن عبد اللّه بن المغيرة عمن حدثه عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سئل عن قول اللّه تعالى: (وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) الى قوله ليس من مؤمن في هذه الامة إلا و له قتلة و ميتة قال انه من قتل ينشر حتى يموت و من مات ينشر حتى يقتل و قد تقدم ما يناسب الآية الشريفة و سيأتي آنفا إنشاء اللّه.
10 - (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) (2).
في ج 1 من تفسير البرهان ص 203 عن محمد بن يونس الثقة الجليل عن بعض
ص: 97
أصحابنا قال قال لي أبو جعفر (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) و منشورة نزل على محمد صلى الله عليه و آله انه ليس أحد من هذه الامة إلا سينشر فأما المؤمنون الى قرة علين و أما الفجار فينشرون الى خزي الله إياهم.
و فيه عن زرارة بن أعين العظيم الشأن قال قال أبو جعفر «ع» (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) لم يذق الموت من قتل و قال لا بد من ان سيرجع حتى يذوق الموت.
و فيه عن سعد بن عبد الله الجليل القدر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال ليس من مؤمن إلا و له قتلة و ميتة فمن قتل ينشر حتى يموت و من مات ينشر حتى يقتل ثم تلوت على ابي جعفر «ع» هذه الآية: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) فقال و هو منشورة قلت و قولك و منشورة ما هو قال هكذا نزل بها جبرئيل على محمد (صلی الله علیه و آله) (كل نفس ذائقة الموت و منشورة) قال ما فى هذه الامة احد بر و لا فاجر إلا ينشر فأما المؤمنون الى قرة أعينهم و اما الفجار ينشرون الى خزي الله إيام ألم تسمع ان الله يقول: (وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) و قوله: (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ) يعني بذلك محمدا و قيامه فى الرجعة ينذر فيها و قوله تعالى: (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ) يعني محمدا نذيرا للبشر في الرجعة و قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) قال يظهره الله فى الرجعة و قوله تعالى: (حَتّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) و هو علي بن ابي طالب اذا رجع في الرجعة قال جابر قال ابو عبد الله «ع» قال أمير المؤمنين في قوله عز و جل (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) قال هو أنا اذا خرجت أنا و شيعتي و عثمان شيعته و نقتل بني امية فعند ذلك (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) .
11 - (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَ جَعَلَكُمْ مُلُوكاً) (1).
في البرهان ج 1 ص 277 عن سعد بن عبد الله الثقة الأمين عن جماعة من
ص: 98
اصحابنا عن الحسن بن علي بن أبي عثمان و ابراهيم بن اسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن ابيه قال سألت ابا عبد الله «ع» عن قول الله عز و جل (إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَ جَعَلَكُمْ مُلُوكاً) قال الأنبياء رسول الله و ابراهيم و اسماعيل و ذريته و الملوك الائمة قال قلت و اي الملك اعطيتم قال ملك الجنة و ملك النار.
قلت: و روي هذا الحديث بالسند و المتن صاحب الرجعة و في آخر حديثه و قال ملك الجنة و ملك الرجعة.
(قال الطبسي): و ذكر الحديث الشيخ الجليل فى مختصر البصائر عن جماعة من اصحابنا بالسند و المتن إلا انه بعد قوله فقلت و اي ملك اعطيتم فقال ملك الجنة و ملك الكرة.
12 - (وَ لَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (1).
في البرهان ج 1 ص 317 بحذف الاسناد عن جابر بن يزيد الجعفي قال رأيت امير المؤمنين «ع» و هو خارج من الكوفة فتبعته من ورائه فمشينا الى مقابر اليهود فوقف على وسطها و نادى يا يهود يا يهود فأجابوه من جوف القبر لبيك لبيك مطاع يعنون بذلك سيدنا قال كيف ترون العذاب؟ فقالوا بعصيانك كهارون فنحن و من عصاك في العذاب الى يوم القيامة ثم صاح صيحة كادت السماء أن يتفطرن فوقعت مغشيا على وجهي من هول ما رأيت فلما افقت رأيت أمير المؤمنين على سرير من ياقوتة حمراء و على رأسه أكليل من جوهر و عليه حلل خضر و صفر و وجهه كدائرة القمر فقلت يا سيدي هذا ملك عظيم قال يا جابر ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود و سلطاننا أعظم ثم رجع و دخلنا الكوفة و دخلت خلفه الى المسجد فجعل يخطو خطوات و هو يقول لا و اللّه لا قبلت لا و اللّه لا كان ذلك أبدا فقلت يا مولاي
ص: 99
لمن تكلم و لمن تخاطب و ليس أرى أحدا فقال يا جابر كشف لي برهوت فرأيت - سنبويه - و جنودهما يعذبان فى جوف تابوت في برهوت فنادياني يا أبا الحسن ردنا الى الدنيا نقر بفضلك و نقر بالولاية لك فقلت لا و اللّه لا فعلت لا و اللّه لا كان ذلك أبدا ثم قرأ هذه الآية: (وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) يا جابر ما من أحد خالف وصي نبي إلا حشر أعمى يتكبكب في عرصات القيامة.
13 - (وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (1).
فى الخرايج و الجرايح، و فى الأربعين للعلامة المجلسي، و في كتاب مختصر البصائر ص 51 و اللفظ للأخير نقلا عن السيد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن السيد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسني باسناده عن أبي سعيد سهل يرفعه الى أبي جعفر «ع» قال قال الحسين عليه السلام لاصحابه قبل أن يقتل ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال لي يا بني انك ستساق الى العراق و هي أرض قد التقى فيها النبيون و أوصياء النبيين و هي أرض تدعى عمورا و انك تستشهد بها و يستشهد معك جماعة من أصحابك و لا يجدون ألم مس الحديد و تلا: (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) يكون الحرب عليك و عليهم بردا و سلاما فابشروا فو اللّه لو قتلونا فانا نرد على نبينا (صلی الله علیه و آله) ثم أمكث ما شاء اللّه فأكون أول من تنشق الأرض عنه فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين و قيام (قائمنا) و حياة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند اللّه عز و جل لم ينزلوا الى الأرض قط و لينزلن إلي جبرائيل و ميكائيل و اسرافيل و جنود من الملائكة و لينزلن محمد (صلی الله علیه و آله) و علي و أنا و أخي و جميع من من اللّه عليه في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور لم يركبها مخلوق ثم ليهزن محمد (صلی الله علیه و آله) لوائه و ليدفعنه الى (قائمنا) عليه السلام مع سيفه ثم ان اللّه تعالى يخرج من مسجد الكوفة عينا
ص: 100
من دهن و عينا من لبن و عينا من ماء ثم ان أمير المؤمنين «ع» يدفع الي سيف رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيبعثني الى المشرق و المغرب فلا آتي على عدو للّه إلا هرقت دمه و لا أدع صنما إلا أحرقته حتى أقع الى الهند فأفتحها و ان دانيال و يوشع يخرجان الى أمير المؤمنين يقولان صدق اللّه و رسوله و يبعث معهما الى البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم و يبعث بعثا الى الروم و يفتح اللّه لهم ثم لأقتلن كل دابة حرم لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلا الطيب و أعرض على اليهود و النصارى و سائر الملأ و لا خيرنهم دين الاسلام أو السيف فمن أسلم مننت عليه و من كره الاسلام أهرق اللّه دمه و لا يبقى رجل من شيعتنا إلا أنزل اللّه اليه ملكا يمسح عن وجهه التراب و يعرفه أزواجه و منازله فى الجنة و لا يبقى على وجه الأرض أعمى و لا مقعد و لا مبتلى إلا كشف اللّه عنه بلاؤه بنا أهل البيت و لتنزلن البركة من السماء و الأرض حتى ان الشجرة لتقضف مما يزيد اللّه فيها من الثمرة و لتؤكل ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قوله تعالى: (وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).
(قال الطبسي): لا يخفى من البشاراة للقائلين بالرجعة في هذه الرواية الشريفة و قد تفدم في الجزء الأول الاشارة الى ما فيها من الامور المندرجة فيها (فانتظروا انا معكم من المنتظرين).
14 - (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ...) (1).
في تفسير القمي ص 225 و الذين آمنوا به يعني برسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي انزل معه يعني أمير المؤمنين «ع» اولئك هم المفلحون فأخذ اللّه ميثاق رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) على الانبياء أن يخبروا اممهم و ينصروه فقد
ص: 101
نصروه بالقول و امروا اممهم بذلك و سيرجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و يرجعون فينصرونه في الدنيا.
15 - (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (1).
قد أشرنا ج 1 ص 326 ما يرتبط بالآية المباركة و قد صادفنا على تفاسير القوم فى الآية المباركة (منها) ما عن تفسير الطبري ج 10 ص 82 و هذا التفسير من أقدم التفاسير عندهم و أنفسها يقول: اختلف أهل التأويل فى معنى قوله (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) فقال بعضهم ذلك عند خروج عيسى حين تصير الملل كلها واحدة، و عن ثابت الحداد أبي المقدام عن أبي الشيخ عن أبي هريرة في الآية حين خروج عيسى بن مريم.
(و منها) ما في ج 3 ص 322 من تفسير الرازي فى الآية يقول الوجه الثاني من الوجوه التي يجيب عن الاشكال بأنه - ان قيل - ظاهر قوله ليظهره على الدين كله: يقتضي كونه غالبا لكل الاديان و ليس الامر كذلك فان الاسلام لم يصر غالبا لسائر الأديان فى أرض الهند و الصين و الروم و سائر الأراضي الكفرة.
قلنا: أجابوا عنه بوجوه الوجه الثاني أن نقول روي عن أبي هريرة انه قال هذا وعد من اللّه بأنه تجعل الاسلام غالبا على جميع الاديان و تمام هذا إنما يحصل عند خروج عيسى، و قال السدي ذلك عند خروج (المهدي) عليه السلام لا يبقى أحد إلا دخل في الاسلام أو أدى الجزية.
(و منها) ما ذكره الزمخشري فى الكشاف ص 115 ج 3 فى سورة الفتح عند قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يقول على جنس الدين كله يريد الأديان المختلفة من أديان المشركين و الجاحدين من أهل الكتاب و لقد تحقق ذلك سبحانه فانك لا ترى دينا قط إلا و للاسلام دونه العز و الغلبة، - و قيل - هو عند نزول
ص: 102
عيسى حين لا يبقى على وجه الأرض كافر الى أن يقول و فى هذه الآية تأكيد لما وعد من الفتح و توطين نفوس المؤمنين على ان اللّه سيفتح لهم البلاد و يقبض لهم من الغلبة على الاقاليم ما يستقلون اليه و كفى باللّه شهيدا على ان ما وعده كائن عن الحسن رضي اللّه عنه شهيد على نفسه انه سيظهر دينك.
و فيه ص 183 في ذيل قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يقول على جميع الأديان المخالفة له و لعمري لقد فعل فما يبقى دين من الأديان إلا و هو مغلوب مقهور بدين الاسلام، و عن مجاهد اذا نزل عيسى لم يكن في الأرض إلا دين الاسلام.
(قال الطبسي): و لعمري ما أنصف الرجل و حاد عن طريق الصواب ضرورة انه كيف كان للاسلام هذا الاستيلاء و الغلبة على جميع الأديان المختلفة و في أي زمان تحقق ذلك حتى يقول و لعمري لقد فعل فعليه فما هذه الأديان الباطلة المخالفة لدين الاسلام و في أي عصر و زمان نزل عيسى بن مريم من السماء و بالوجدان نشاهد الأديان الباطلة أكثر مما يقرب من الف فأين مصداق قول النبي و حديث أبي هريرة من صيرورة الملل كلها واحدة حتى لا يبقى على وجه الأرض كافر فالمستفاد من المجموع ان ما وعده اللّه نبيه من هذه السلطة و السيطرة ما صارت الى الآن فلا بد و أن يتحقق فانه لا يخلف الميعاد و حاشاه فعليه الصواب ما عليه الشيعة من القول بالرجعة ليتحقق ما وعد اللّه نبيه فيها وفاء بوعده.
و فى تفاسيرنا قال فى البرهان ج 1 ص 419 عن العياشي فى رواية أبي المقدام عن مولانا أبي جعفر «ع» فى قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) يكون ان لا يبقى أحد إلا أقر بمحمد صلى اللّه عليه و آله و قال في خبر آخر ليظهره اللّه فى الرجعة.
16 - (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
ص: 103
اَلْعَظِيمُ) (1) .
فى البرهان ج 1 ص 445 عن الكافي عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل من جماعة من أجلاء الأصحاب عن زرارة قال كرهت أن أسأل أبا جعفر فاحتلت مسألة لطيفة الى قوله و تلك القدرة فلا تنكرها.
و فيه عن أبي بصير عن أبي جعفر «ع» قال سألته عن قول اللّه عز و جل (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) يعني في الميثاق قال ثم قرأت عليه (التّائِبُونَ الْعابِدُونَ) فقال أبو جعفر و لكن اقرئها التائبين العابدين الآية و قال اذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى عنهم أنفسهم و أموالهم يعني في الرجعة و غيرها من الروايات مما يقرب منها.
17 - (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ....) (2).
في تفسير القمي ص 288 قال نزلت فى الرجعة كذبوا بها أي لا تكون الى قوله (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً) يعني ليلا و نهارا (ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ) فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة و هم يجحدون نزول العذاب عليهم، قال علي بن ابراهيم في قوله (أَ ثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) أي أي صدقتم فى الرجعة فيقال لهم - الآن - يؤمنون به يعني بأمير المؤمنين «ع» (و قد كنتم قبل تكذبون).
و في البرهان ص 458 ج 1 عن سعد بن عبد اللّه في بصائر الدرجات باسناده عن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة الثقات الأجلاء قال سألت الصادق عليه السلام عن هذه الامور العظام من الرجعة و أشباهها فقال ان الذي تسألون عنه لم يجيء أو انه و قد قال اللّه عز و جل: (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا
ص: 104
يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)، و فيه عن العياشي عن سعد بن صدقة الثقة الجليل عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال سئل عن الامور العظام الذي يكون مما لم يكن فقال لم يكن او ان كشفها بعد و ذلك قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) و مثله بعينه عن مهران الثقة الجليل عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن الامور العظام، الحديث.
و فيه ص 459 عن أبي السفائح قال قال أبو عبد اللّه «ع» آيتان في كتاب اللّه حذر اللّه الناس ألا يقولوا ما لا يعلمون قول اللّه: (أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ) و قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)، و فيه عن اسحاق بن عبد العزيز قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول ان اللّه خص هذه الامة بآيتين ألا يقولوا ما لا يعلمون و لا يردوا ما لا يعلمون ثم قرء: (أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ) الآية و قوله:
(بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ).
(قال الطبسي): و اشتمال بعض رواتها مرميا بالضعف بعد نقل مثل شيخ أهل الحديث فى البصائر غير ضائر كما لا يخفى على اولي البصائر و عن المحقق الفيض في الصافي انها نزلت في الرجعة.
18 - (وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ....) (1).
ففي الخصال عن مولانا الباقر عليه السلام أيام اللّه ثلاثة يوم (القائم) و يوم الكرة) و يوم (القيامة)، و فى البرهان ج 1 ص 533 عن مثنى الحناط الحسن قال سمعت أبا جعفر «ع» يقول ان أيام اللّه عز و جل ثلاثة (يوم القائم) و (يوم الكرة) و (يوم القيامة)، و فيه ص 534 عن العياشي باسناده عن ابراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد اللّه «ع» في قول اللّه: (وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ) قال بآلاء اللّه يعني نعمه، و فيه عن تفسير القمي قال أيام اللّه ثلاثة يوم (القائم) و يوم
ص: 105
(الموت) و يوم (القيامة)، و فيه قبيل هذا باسناده عن محمد بن أبي عمير عن مثنى الحناط عن جعفر بن محمد عن أبيه قال أيام الله عز و جل ثلاثة يوم (القائم) و يوم (الكرة) و يوم (القيامة)، و فيه باسناده عن ابان بن عثمان الثقة الجليل عن مثنى مثله
(قال الطبسي): و لا ينافي التعبير بآلاء و نعمه تعالى. فان الرجعة و الكرة نعمة للمؤمن و موت و نقمة على الكافرين و الرجعة و الكرة يوم فرح و سرور للمؤمن و يوم حزن و موت و نقمة على الكافرين نعمة لقوم و نقمة لقوم آخر
19 - (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (1)
فى تفسير القمي ص 355 و فى ج 1 من البرهان ص 567 ج 1 باسنادهما عن سيف بن عميرة و عبد الله بن سنان و أبي حمزة انثمالي الأجلاء قالوا سمعنا أبا عبد الله جعفر بن محمد «ع» يقول لما حج رسول الله صلى الله عليه و آله حجة الوداع نزل بالأبطح و وضعت له و سادة فجلس عليها ثم رفع يده الى السماء و بكى بكاء شديدا ثم قال يا رب انك وعدتني فى أبي و امي و عمي ألا تعذبهم بالنار قال فأوحى الله اليه: آليت على نفسي ألا يدخل جنتي إلا من شهد أن لا إله إلا الله و انك عبدي و رسولي و لكن ائت الشعب فنادهم فان أجابوك فقد وجبت لهم رحمتي فقام النبي الى الشعب فناداهم يا أبتاه و يا اماه و يا عماه فخرجوا ينفضون التراب عن رؤسهم فقال لهم رسول الله (صلی الله علیه و آله) ألا ترون ان هذه الكرامة التي أكرمني الله بها؟ فقالوا نشهد أن لا إله إلا الله و انك رسول الله حقا حقا و ان جميع ما أتيت به من عند الله فهو الحق، فقال ارجعوا الى مضاجعكم.
و دخل رسول الله صلى الله عليه و آله مكة و قدم عليه علي بن أبي طالب عليه السلام من عند اليمن فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله) ألا ابشرك يا علي فقال بأبي أنت و امي لم تزل مبشرا فقال إلا ترى ما رزقنا الله تبارك و تعالى فى سفرنا هذا و أخبره الخبر فقال علي الحمد لله قال فأشرك رسول الله أباه و امه و عمه فى بدنة.
ص: 106
(قال الطبسي): و فيها دلالة دالة واضحة على وقوع الرجعة في هذه الامة و لا ينكرها إلا المعاند الحائد عن مسلك الانصاف.
20 - (فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) (1).
فى تفسير القمي ص 358 عن جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر «ع» يقول في قوله (فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) يعني انهم لا يؤمنون بالرجعة انها حق (قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) يعني انها كافرة (وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ).
21 - (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (2).
فى تفسير القمي ص 360 عن أبيه الثقة الجليل عن بعض رجاله مرفوعا الى أبي عبد الله «ع» قال ما يقولون الناس فيها قال يقولون نزلت في الكفار قال فقال ان الكفار لا يحلفون باللّه و إنما نزلت فى قوم من امة محمد يرجعون بعد الموت قبل القيامة فيحلفون انهم لا يرجعون فرد اللّه فقال (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ) يعني في الرجعة يردهم و يقتلهم و يشفي صدور المؤمنين.
و في البرهان ج 1 ص 573 عن الكافي باسناده عن أبي بصير الثقة الجليل قال قلت لابي عبد اللّه عليه السلام (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ) و قال لي يا أبا بصير ما تقول
ص: 107
في هذه الآية قلت ان المشركين يزعمون و يحلفون لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان الله لا يبعث الموتى قال فقال تبا لمن قال هذا هل كان المشركون يحلفون باللات و العزى قال قلت جعلت فداك فأجدنيه قال فقال أبو عبد الله «ع» يا أبا بصير لو قد قام (قائمنا) بعث الله قوما من شيعتنا فبايعوا و سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يؤمتوا فيقولون بعث فلان و فلان و فلان و فلان من قبورهم و هم مع (القائم - ع) فبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم و أنتم تقولون فيها الكذب لا و الله ما عاش هؤلاء و لا يعيشون الى يوم القيامة قال فحكى الله تعالى قولهم (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ
و فيه ص 573 عن أبي عبد الله صالح بن ميثم التمار المشهور قال سألت أبا عبد الله «ع» عن قول الله عز و جل (وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً) قال ذلك حين يقول علي أنا أولى الناس بهذه الآية (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ) قال يقولون لا قيامة و لا بعث و لا نشور فقال كذبوا و الله إنما ذلك اذا قام (القائم) و كر معه المكرون فقال اهل خلافكم و قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة و هذا من كذبكم تقولون رجع فلان و فلان و فلان لا و الله لا يبعث الله من يموت ألا ترى انه قال (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) كانت المشركون أشد تعظيما باللات و العزى من أن يقسموا بغيرها فقال الله (بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ) إنما قولنا لشيء اذا أردناه أن نقول له كن فيكون.
22 - (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً/ مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَ لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ
ص: 108
وَ لِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَ جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) (1) .
فى مختصر البصائر ص 48 باسناده عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن أبي عبد الله «ع» في قوله:
(وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال قتل علي ابن أبي طالب و طعن الحسن (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قال قتل الحسين عليه السلام (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) فاذا جاء نصر دم الحسين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قوم يبعثهم الله قبل خروج (القائم) فلا يدعون و ترأ لآل محمد إلا قتلوه (وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً) خروج (القائم ع) (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) خروج الحسين «ع» فى سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة و جهان يؤذن المؤذنون الى الناس ان هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه و انه ليس بدجال و لا شيطان (و الحجة القائم) بين أظهرهم فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين ان هذا الحسين «ع» جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده في حفرته الحسين بن علي عليه السلام و لا يلي الوصي إلا الوصي.
و في الدلائل للحافظ محمد بن جرير الطبري ص 437 بسند طويل عن زاذان عن سلمان الفارسي قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان اللّه تبارك و تعالى لم يبعث نبيا و لا رسولا إلا جعل له اثنى عشر نقيبا فقلت يا رسول اللّه لقد عرفت هذا من أهل الكتابين فقال هل علمت من نقبائي الأثنى عشر الذين اختارهم اللّه تعالى من بعدي؟ فقلت أللّه و رسوله أعلم فقال يا سلمان خلقني اللّه من صفوة نوره و دعاني فأطعته و خلق من نوري عليا و دعاه فأطاعه و خلق مني و من علي فاطمة و دعاها فأطاعته و خلق مني و من علي و فاطمة الحسن فدعاه فأطاله و خلق مني و من علي و فاطمة الحسين و دعاه فأطاعه ثم سمنا بخمسة أسماء من أسمائه فاللّه المحمود و أنا محمد و اللّه العلي فهذا علي و اللّه الفاطر و هذه فاطمة و اللّه الاحسان فهذا الحسن و اللّه الحسن فهذا الحسين ثم خلق منا و من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه8.
ص: 109
قبل أن خلق الخلق لاسماء مبنية و لا أرض مدحية و لا ملكا و لا بشرا دوننا نور نسبح اللّه و نسمع و نطيع،
قال سلمان يا رسول اللّه بأبي أنت و امي فما لمن عرف هؤلاء؟ فقال يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم و اقتدى بهم و وال وليهم و تبرء من أعدائهم فهو و اللّه معنا و يرد حيث نرد و يسكن حيث نسكن، فقلت يا رسول اللّه فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم و أنسابهم؟ فقال لا يا سلمان، فقلت يا رسول اللّه فأنى لي بهم؟ قد عرفت الى الحسين، قال ثم سيد العابدين علي بن الحسين ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين و الآخرين من النبيين و المرسلين ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله عز و جل ثم علي بن موسى الرضا لامر الله ثم محمد بن علي المختار من خلق ثم علي بن محمد الهادي الى الله ثم الحسن بن علي الصامت الامين لسر الله ثم محمد بن الحسن الهادي (المهدي) الناطق القائم بحق الله ثم قال يا سلمان انك مدركه و من كان مثلك و من تولاه بحقيقة المعرفة.
قال سلمان: فشكرت الله كثيرا ثم قلت يا رسول الله و اني مؤجل الى عهده؟ فقرء: (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)، قال سلمان فاشتد بكائي و شوقي ثم قلت بعهد منك يا رسول الله؟ فقال اي و الله الذي أرسل محمدا بالحق بعهد مني و من علي و فاطمة و الحسن و الحسين و التسعة و كل من هو منا و معنا و مضاهم فينا اي و الله يا سلمان و ليحضرن ابليس و جنوده و كل من محض الايمان محضا و محض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص و الايثار و الاثوار و لا يظلم ربك عدلا و تحقق تأويل هذه الآية (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) قال سلمان فقمت من بين يدي رسول الله و ما يبالي سلمان لقي الموت او الموت لقيه.
و فيه عن ابن بابويه باسناده الى صالح بن سهل عن أبي عبد الله «ع» في قول الله عز و جل: (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال قتل أمير المؤمنين و طعن الحسن بن علي (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قال قتل الحسين (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) قال اذا جاء نصر الحسين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قوما يبعثهم الله قبل قيام (القائم) لا يدعون لآل محمد و ترا إلا أخذوه و كان وعدا مفعولا.
ص: 110
و فيه عن ابن بابويه باسناده الى صالح بن سهل عن أبي عبد الله «ع» في قول الله عز و جل: (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال قتل أمير المؤمنين و طعن الحسن بن علي (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قال قتل الحسين (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) قال اذا جاء نصر الحسين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قوما يبعثهم الله قبل قيام (القائم) لا يدعون لآل محمد و ترا إلا أخذوه و كان وعدا مفعولا.
و فى البرهان ج 1 ص 599 عن العياشي عن رفاعة بن موسى الثقة الجليل النخاس قال قال أبو عبد الله «ع» ان أول من يكر الى الدنيا الحسين بن علي و أصحابه و يزيد بن معاوية و أصحابه فيقتلهم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة ثم قال أبو عبد الله «ع» (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً).
و فيه عن سعد بن عبد الله الثقة الجليل القدر الى معلى بن الخنيس الثقة الجليل و زيد بن شحام أبو اسامة الازدي الثقة الجليل قالا سمعناه يقول ان أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي يمكث في الارض أربعين الف سنة حتى يسقط حاجباه على عينه من كبره.
و فيه باسناده عن حمران بن أعين الثقة الجليل قال قال أبو جعفر «ع» لنا و سوف يرجع جاركم الحسين بن علي فيملك حتى يقع حاجباه من الكبر.
و فيه عن محمد بن مسلم الجليل القدر عظيم المنزلة قال سمعت مهران بن أعين و أبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما احدث انهما سمعا أبا عبد الله «ع» يقول أول من تنشق الأرض و يرجع الى الدنيا (الحسين بن علي) و ان الرجعة ليست بعامة و هي خاصة إلا من محض الايمان محضا و محض الشرك محضا.
و فيه باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عبد الله «ع» قال ان لعلي فى الأرض كرة مع الحسين ابنه يقبل برايته حتى ينتقم له من بني امية و معاوية و آل ثقيف و من شهد ثم يبعث اليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين الفا و من سائر الناس سبعين الفا فيلقاهم بصفين قاتل المرة الاولى حتى يقتلهم و لا يبقى منهم مخبر ثم يبعثهم الله عز و جل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون و آل فرعون ثم كرة اخرى مع رسول الله (صلی الله علیه و آله) حتى يكون خليفة فى الارض و يكون الأئمة عماله حتى يبعثه الله علانية و تكون عبادته علانية فى الأرض ثم قال اي
ص: 111
و الله و أضعاف ذلك ثم عقد يده أضعافا يعطي الله نبيه ملك جميع أهل الدنيا منذ خلق الله الدنيا الى يوم يفنيهم و حتى ينجز له موعده فى كتابه كما قال (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
(قال الطبسي): فى رواية حمران اظن وقوع السقط فيها بعد قوله فيملك حتى يقع حاجباه و الصواب بقرينة بقية الأخبار ان الحسين بن علي «ع» يملك أربعين الف سنة أو أربعا و أربعين الف سنة على رواية كما أشرنا اليه حتى يقع حاجباه من الكبر على عينه.
23 - (وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً) (1)
فى البرهان ج 1 ص 612 عن سعد بن عبد الله الثقة الجليل القدر عن أحمد ابن محمد بن عيسى و محمد بن عيسى بن عبيد عن علي بن الحكم عن المثنى بن الوليد الحناط عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله عز و جل (وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً) قال فى الرجعة.
24 - (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) (2).
فى تفسير القمي ص 401 عن جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي عن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «ع» قال سألته عن قول الله عز و جل (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) قال ان ذا القرنين بعثه اللّه الى قومه فضرب على قرنه الأيمن و أماته اللّه
ص: 112
خمسمائة عام ثم بعثه اللّه اليهم فملكه مشارق الأرض و مغاربها من حيث تطلع الشمس الى حيث تغرب.
و فيه ص 402 و سئل أمير المؤمنين عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا؟ فقال لا نبي و لا ملك عبد أحب اللّه فأحبه و نصح له فنصح له فبعثه الى قومه فضربوه على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء اللّه أن يغيب ثم بعثه الثانية فضرب على قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء اللّه أن يغيب ثم بعثه الثالثة فمكن اللّه له الأرض و فيكم مثله يعني نفسه فبلغ مغرب الشمس فوجدها تغرب في عين حمأة.
(قال الطبسي): قوله صلوات اللّه عليه و فيكم مثله يعني ما وقع على ذي القرنين من الضربات و اللطمات و الغيبات و السلطة العالمية كلها يقع علي و سيملكني اللّه مشارق الأرض و مغاربها.
و فى تفسير البرهان ج 1 ص 642 عن ابن بابويه بسند طويل عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري الثقتان الأمينان قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: ان ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله اللّه حجة على عباده فدعا قومه الى اللّه عز و جل و أمرهم بتقواه فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا، الحديث.
و فيه ص 643 عن أبي الطفيل قال سمعت عليا «ع» يقول ان ذا القرنين لم يكن نبيا و لا رسولا و لكن كان عبدا أحب اللّه فأحبه و ناصح اللّه فنصحه دعا قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه ثم بعثه اللّه فضربوه على قرنه الآخر فقتلوه
و فيه عن أبي الوراق قال سألت أمير المؤمنين «ع» عن ذي القرنين ما كان قرناه فقال لعلك تحسب كان قرنه ذهبا أو فضة و كان نبيا بعثه اللّه الى الناس فدعاهم الى اللّه و الى الخير فقام رجل منهم فضرب قرنه الأيسر فمات ثم بعثه فأحياه و بعثه الى الناس فقام رجل فضرب قرنه الأيمن فمات فسماه ذا القرنين.
و فيه عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين «ع» انه سئل عن ذي القرنين قال كان عبدا صالحا اسمه عياش و اختاره اللّه و انبعثه الى قرن من القرن الاولى في ناحية الغرب و ذلك بعد طوفان نوح فضربوه على قرن رأسه الأيمن فمات منها ثم أحياه بعد مائة عام ثم بعثه، الحديث بطوله.
ص: 113
(قال الطبسي): و غيرها من الروايات الكثيرة الدالة على انه تعالى بقدرته التامة الكاملة أحياه مرتين بعد موته أو أكثر فالمدعى و هو الرجعة فى هذه النشأة ثابتة كانت بعد خمسمائة سنة أو بعد مائة سنة لأن كل ذلك مقدور له تبارك و تقدس و هو على كل شيء قدير و قصة ذي القرنين مع الخضر «ع» قد ذكرناها مفصلا في ج 1 من هذا الكتاب ص 346 فراجع.
25 - (... وَ لا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (1).
في البرهان ص 629 عن أبي الحسن بن أبي الحسن الديلمي بحذف الاسناد مرفوعا الى ابن عباس قال لما ولى عمر بن الخطاب الخلافة أتاه أقوام من اليهود و أحبار اليهود فقالوا يا عمر أنت ولي الأمر من بعد محمد؟ قال نعم قالوا إنا نريد أن نسألك عن خصال إن أخبرتنا دخلنا في الاسلام و علمنا ان دين الاسلام حق و ان محمدا كان نبيا و إن لم تخبرنا بها علمنا ان دين الاسلام باطل و ان محمدا لم يكن نبيا، فقال عمر سلونا عما بدا لكم فسألوه عن مسائل قال فنكس عمر رأسه الى الأرض ثم رفع رأسه الى علي بن أبي طالب «ع» فقال يا أبا الحسن ما أرى جوابهم إلا عندك فان كان لهم جواب فأجب، فقال لهم علي سلوا عما بدا لكم ولي عليكم شريطة قالوا فما شريطتك؟ قال اذا أخبرتكم بما في التوراة دخلتم في ديننا؟ قالوا نعم، قال سلوني خصلة خصلة فأجابهم علي عليه السلام و كانت الأحبار ثلاثة فوثب اثنان فقالا نشهد أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا عبده و رسوله قال فوقف الحبر الآخر فقال يا علي لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوب أصحابي و لكن بقيت خصلة أخبرني عن قوم كانوا فى أول الزمان فماتوا ثلاثمائة سنة و تسع سنين ثم أحياهم اللّه ما كانت قصتهم؟ فابتدء علي عليه السلام فقال بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه الذي أنزل على عهده الكتاب و لما أراد أن يقرء سورة الكهف فقال اليهودي ما أكثر ما سمعنا قرائتهم إن كنت فاعلا فاخبرنا عن قصة هؤلاء بأسمائهم
ص: 114
و عددهم و اسم كلبهم و اسم كهفهم و اسم ملكهم و اسم مدينتهم، قال علي لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم يا أخا اليهودي حدثني حبيبي محمد (صلی الله علیه و آله) انه كان في أرض الروم مدينة يقال لها (اقسوس) و كان لها ملك صالح فمات ملكهم و تشتت أمرهم و اختلف كلمتهم فسمع بهم ملك من ملوك الفارس يقال له (دقيوس) فأقبل في مائة الف رجل حتى دخل مدينة اقسوس فاتخذ دار مملكته الحديث.
(قال الطبسي): و القصة مطولة من أراد الاطلاع عليها فليراجع تفسير البرهان و ج 7 من بحار الأنوار و قد ذكرنا فى ج 1 ص 118 ان أصحاب الكهف من أنصار (المهدي المنتظر عج) و يحييهم اللّه عند ظهوره فراجع.
26 - (أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً) (1).
في البرهان ج 1 ص 633 نقلا عن شيخنا المفيد (ره) في كتاب الاختصاص عن أحمد بن محمد بن عيسى (الحسن) عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد السلمي عن عبد اللّه بن سليمان عن أبي عبد اللّه «ع» قال لما اخرج علي «ع» ملببا وقف عند قبر النبي (صلی الله علیه و آله) قال يابن العم ان القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني فخرجت يد من قبر النبي (صلی الله علیه و آله) يعرفون انها يده و صوت يعرفون انها صوته نحو أبي بكر يا هذا (أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً).
صورة اخرى:
و فيه: عنه ذيل السند عن خالد بن حماد القلانسي و محمد بن الحماد عن محمد بن الطيالسي عن أبيه عن أبي عبد اللّه «ع» قال لما استخلف أبو بكر أقبل عمر على علي عليه السلام فقال أما علمت ان أبا بكر قد استخلف، فقال له علي «ع» فمن جعله كذلك؟ قال المسلمون رضوا بذلك، فقال علي و اللّه ما أسرع ما خالفوا
ص: 115
رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و نقضوا عهده و لقد سموه بغير اسمه و اللّه ما استخلفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، فقال له عمر كذبت فعل اللّه بك و فعل، فقال له ان تشاء برهان ذلك فعلت فقال عمر ما تزال تكذب على رسول اللّه فى حياته و بعد موته فقال له انطلق بنا لنعلم أينا الكذاب على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى حياته و بعد موته فانطلق معه حتى أتى القبر اذا كف فيها مكتوب (أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً) فقال له علي عليه السلام أرضيت؟ لقد فضحك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى حياته و بعد موته.
صورة ثالثة:
و فيه عنه بطريق المتقدم عن محمد بن حماد عن أبي علي أحمد بن موسى عن زياد ابن المنذر عن أبي جعفر «ع» قال لقي علي «ع» أبا بكر فى بعض سكك المدينة فقال له ظلمت و فعلت فقال و من يعلم ذلك؟ فقال يعلم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال و كيف لي برسول اللّه حتى يعلمني ذلك؟ لو أتاني فى المنام فأخبرني و قبلت ذلك قال أنا أدخلك على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فأدخله مسجد قبا فاذا هو برسول اللّه في مسجد قبا، فقال اعتزل عن ظلم أمير المؤمنين قال فلقي به عمر فأخبره بذلك فقال اسكت أما عرفت قديما سحر بني عبد المطلب.
صورة رابعة:
و فيه عنه باسناده عن معاوية بن عمار الدهني البجلي الثقة الجليل عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال دخل أبو بكر على علي «ع» فقال ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لم يحدث الينا في أمرك حدثا بعد يوم الولاية و أنا أشهد انك مولاي نقر بذلك و قد سلمت عليك على عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله) بامرة المؤمنين و أخبرنا رسول الله بأنك وصيه و وارثه و خليفته فى أهله و نسائه و لم يخبرنا بأنك خليفته من بعده و لا جرم لنا فى ذلك فيما بيننا و بينك و لا ذنب بيننا و بين الله فقال له علي «ع» أرأيتك ان رأيت رسول الله (صلی الله علیه و آله) حتى يخبرك بأني أولى بالمجلس الذي أنت فيه و ان لم تنح عنه كفرت فما تقول؟ فقال إن رأيت رسول الله (صلی الله علیه و آله) حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به، قال «ع» فوافني اذا صليت المغرب قال فرجع بعد المغرب فأخذ
ص: 116
بيده و أخرجه الى مسجد قبا فاذا برسول الله (صلی الله علیه و آله) جالس في القبلة، فقال يا عتيق و ثبت على علي «ع» و جلست مجلس النبوة و قد تقدمت اليك فانزع هذا السربال الذي تسربلته فخله لعلي و إلا فموعدك النار ثم أخذ بيده فأخرجه فقام النبي (صلی الله علیه و آله) عنهما و انطلق أمير المؤمنين الى سلمان، فقال يا سلمان أما علمت انه كان من الأمر كذا و كذا؟ فقال سلمان ليشهرن بك و ليبدينه الى صاحبه و ليخبرن بالخبر فضحك أمير المؤمنين عليه السلام فقال أما انه سيخبر صاحبه فيفعل ثم قال لا و الله لا يذكر انه أبدا الى يوم القيامة مما نظرا الى أنفسهما من ذلك فلقي أبو بكر عمر فقال ان عليا أتى كذا و كذا الموضع كذا و كذا و قال لرسول الله (صلی الله علیه و آله) كذا و كذا فقال له عمر ويلك ما أقل عقلك فو الله ما أنت فيه الساعة إلا من بعض سحر ابن أبي كبشة قد نسيت بني هاشم تقلد هذا السربال.
صورة خامسة:
و فيه عن باسناده عن أبي سعيد المكاري عن أبي عبد الله (ع) قال قال ان أمير المؤمنين «ع» لقي أبا بكر فقال له أما أمرك رسول الله (صلی الله علیه و آله) ان تطيع لي؟ فقال لا و لو أمرني لفعلت، قال فامض بنا الى رسول الله فانطلق به الى مسجد قبا فاذا رسول الله (صلی الله علیه و آله) يصلي فلما انصرف قال له علي يا رسول الله اني قلت لأبي بكر أما أمرك رسول الله (صلی الله علیه و آله) أن تطيعني؟ فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله قد أمرتك فأطعه قال فخرج فلقي عمر و هو ذعر فقام عمر و قال له مالك؟ فقال له قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) كذا و كذا فقال عمر تبا لامة ولوك أمرهم أما تعرف سحر بني هاشم.
صورة سادسة:
و فيه عن بصائر الدرجات باسناده عن الحكم بن مسكين عن أبى عمارة عن أبى عبد الله و عثمان بن عيسى عن ابان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام أتى أبا بكر فاحتج عليه ثم قال له أترضى برسول الله صلى الله عليه و آله بيني و بينك؟ فقال كيف لي به؟ فأخذ بيده فأتى به مسجد قبا فاذا رسول الله (صلی الله علیه و آله) فيه فقضى على أبى بكر فرجع أبو بكر مذعورا فلقي
ص: 117
عمر فأخبره فقال مالك اما علمت سحر بني هاشم.
صورة سابعة:
و فيه عن الكليني عن الحسن بن العباس الجريش عن ابى جعفر الثانى ان امير المؤمنين (ع) قال يوما لأبى بكر (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) و اشهد ان رسول الله مات شهيدا و الله ليأتينك فأيقن اذا جاء فان الشيطان غير متخيل به فأخذ علي «ع» بيد ابى بكر فاذا هو النبي (صلی الله علیه و آله) فقال له يا ابا بكر آمن بعلي و بأحد عشر من ولده انهم مثلي إلا النبوة و تب الى الله مما في يدك فانه لا حق لك فيه قال ثم ذهب فلم يره.
صورة ثامنة:
و فيه ص 634 عن صاحب درر المناقب عن ابن عباس انه قال بينما امير المؤمنين عليه السلام يدور في سكك المدينة إذ استقبله ابو بكر فأخذ علي بيده ثم قال يا أبا بكر اتق اللّه الذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا و اذكر معادك يابن أبي قحافة و اذكر ما قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و قد علمتم ما تقدم به اليكم في غدير خم فان رددت إلي الآن دعوت اللّه أن يغفر لك ما فعلته و إن لم تفعل فما يكون جوابك لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله)؟ فقال له أرني رسول اللّه فى المنام يردني عما أنا فيه فاني أطيعه فقال أمير المؤمنين «ع» كيف ذلك و أنا أريكه فى اليقظة؟ ثم اخذ علي بيده حتي أتى به مسجد قبا فرأى رسول الله (صلی الله علیه و آله) جالسا فى محرابه و عليه أكفانه و هو يقول يا أبا بكر ألم أقل لك ذلك مرة بعد مرة و تارة بعد تارة ان ان علي بن أبي طالب خليفتي و وصيي و طاعته طاعتي و معصيته معصيتي و طاعته طاعة الله و معصيته معصية الله قال فخرج أبو بكر و هو فزع مرعوب و قد عزم أن يرد الى أمير المؤمنين اذا استقبل رجل من أصحابه فأخبره بما رأي فقال هذا سحر من سحر بني هاشم ثبت على ما أنت عليه و احفظ مكانك و لم يزل به حتى صده عن المراد.
(قال الطبسي): و هذه عدة روايات متكفلة لرجعة النبي الأعظم مرات عديدة بتعابير مختلفة في قضية ردع العتيق عما بيده و انه لا حق لك فيه و لا مجال
ص: 118
للتشكيك فيه فان الشيطان لا يتمثل بالنفوس القوية الطيبة فمن رأى رسول الله فقد رآه بعينه في النوم كان أو فى اليقظة.
27 - (وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا) (1).
فى البرهان ج 2 ص 662 عن ابن بابويه في كامل الزيارة بسند طويل عن بريد بن معاوية العجلي الثقة الجليل القدر قال قلت لابي عبد اللّه «ع» أخبرني يابن رسول اللّه عن اسماعيل الذي ذكره فى كتابه حيث يقول: (وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا) أكان اسماعيل بن ابراهيم؟ فان الناس يزعمون انه اسماعيل بن ابراهيم «ع»، فقال اسماعيل مات قبل ابراهيم و ان ابراهيم كان حجة للّه قائما صاحب شريعة فالى من أرسل اسماعيل إذن؟ فقلت جعلت فداك فمن كان؟ فقال كان ذلك اسماعيل بن حزقيل النبي بعثه اللّه الى قومه فكذبوه و قتلوه و سلخوا وجهه فغضب اللّه عليهم فوجه اليه (سطاطائيل) ملك العذاب فقال له يا اسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب وجهني اليك رب العزة لا عذب قومك بأنواع العذاب إن شئت؟ فقال له لا حاجة لي فى ذلك يا سطاطائيل فأوحى اللّه اليه فما حاجتك يا اسماعيل؟ فقال يا رب انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية و لمحمد (صلی الله علیه و آله) بالنبوة و لوصيه بالولاية و أخبرت خلقك بما يفعل امته بالحسين بن علي بعد نبيها و انك وعدت الحسين انك تكره الى الدنيا حتى ينتقم بنفسه له فحاجتي اليك يا رب أن تكرني الى الدنيا حتى أنتقم ممن فعل بي كما تكر الحسين فوعد اللّه اسماعيل بن حزقيل ذلك فهو يكر مع الحسين صلوات اللّه عليه.
(قال الطبسي): أما وجه تسميته بصادق الوعد على ما ذكره فيه عن ابن بابويه عن أبيه الثقة الجليل عن سعد بن عبد اللّه العظيم القدر عن يعقوب بن يزيد عن علي بن أحمد بن أشيم عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا «ع» قال
ص: 119
تدري لم سمي صادق الوعد؟ قال قلت لا أدري، قال وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره.
و في ج 16 من بحار الأنوار باسناده الى شعيب العرقوقي الثقة الجليل قال قال أبو عبد اللّه «ع» ان اسماعيل النبي وعد رجلا بالصفاح فمكث به سنة مقيما و أهل مكة لا يدرون أين هو حتى وقع عليه رجل فقال يا نبي اللّه ضعفنا بعدك و هلكنا فقال ان فلان الظاهر وعدني أن أكن هاهنا و لم أبرح حتى يجيء فقال فخرجوا اليه حتى قالوا له يا عدو اللّه وعدت النبي فأخلفته فجاء و هو يقول لاسماعيل يا نبي اللّه ما ذكرت و لقد نسيت ميعادك، فقال أما و اللّه لو لم تجيئني لكان منه المحشر فأنزل اللّه (وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا).
و مثله وقع لنبينا الأعظم على ما في الكتاب باسناده الى عبد اللّه بن سنان الثقة الجليل قال سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) وعد رجلا الى صخرة فقال أنا لك هاهنا حتى تأتي قال فاشتدت الشمس عليه فقال أصحابه يا رسول اللّه لو انك تحولت الى الظل قال قد وعدته الى هاهنا و إن لم يجيء كان منه المحشر.
(قال الطبسي): و قد ورد في عدة روايات التشديد في الوفاء به كما فى رواية ابن أبي عمير عن الحسين بن مصعب الثقتين قال سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول ثلاثة لا يعذر فيها أحد أداء الأمانة الى البر و الفاجر، و الوفاء بالعهد للبر و الفاجر، و بر الوالدين برين كانا أو فاجرين.
28 - (وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (1).
في تفسير القمي ص 325 عن أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن ابراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار الثقة الأمين قال قلت لابي عبد اللّه «ع» عن قول اللّه عز و جل (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) قال هي و اللّه
ص: 120
النصاب قال قلت جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الأطول فى كفاية حتى ماتوا، قال ذلك و الله في الرجعة يأكلون العذرة، و فى تفسير العياشي مثله، و في البرهان ج 2 ص 681 نقلا عن القمي عن سعد بن عبد الله الثقة الجليل عن الصادق مثله، و فى البرهان عن كتاب الرجعه لبعض معاصريه بالسند المتقدم.
29 - (وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (1).
في تفسير القمي عن أبيه الثقة الجليل عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي بصير و عن محمد بن مسلم و الجماعة كلهم من النقات و وجوه الطائفة الحقة عن أبي عبد الله و أبى جعفر عليهما السلام قال (كل قرية أهلكها الله أهلها بالعذاب لا يرجعون فى الرجعة) و هذه الآية من أعظم الدلائل فى الرجعة لأن أحدا من اهل الاسلام لا ينكر ان الناس كلهم يرجعون الى القيامة من هلك و من لم يهلك و قوله لا يرجعون عنى في الرجعة فاما الى القيامة يرجعون حتى يدخلون النار.
(قال الطبسي): هذه الآية الشريفة أكبر برهان على صحة القول بالرجعه ضرورة انه فى الرجعة الكبرى جميع الخلق يحشرون فتخصيصه تبارك و تقدس بمن أهلكه بالعذاب أقوى دليل عليه نظير ما يأتى في قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) و التقريب فيها بعين ما قربناه فى الآية فالآيتان صريحتان فى أن التخصيص إنما هو لنكتة و هي الحشر الأصغر لا الأكبر و بعض التأويلات الباردة فيهما الصادرة عن بعض العامة لا نقيم له وزنا و لا قيمة.
و فى المجمع ج 7 ص 63 ذكر وجوها ثالثها ان معناه حرام ان لا يرجعون بعد الممات بل يرجعوا أحياء للمجازات، عن أبى مسلم و روى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر «ع» انه قال كل قرية اهلكها الله بعذاب فانهم لا يرجعون.
(قلت): قد سقط من الخبر على ما في المجمع قوله عليه السلام كلمة فى الرجعة كما هي الثابتة في تفسير القمي الذي أقدم من المجمع، و في تفسير البرهان، و فى
ص: 121
كتاب الرجعة، و في تفسير الصافي فلا مفر عن الاعتراف بها ممن يعتقد القرآن و مما يضحك منه الثكلى ترجيح الطبري قول عكرمة على ما أفاده الامام الباقر عليه السلام انظر تفسيره ج 16 ص 68 عن عبد الوهاب عن داود عن عكرمة قال و حرام على قرية أهلكناها انهم لا يرجعون قال لم يكن ليرجع منهم راجع حرام عليهم ذلك ثم نقل عن عيسى بن فرقد عن جابر الجعفي قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة فقرء هذه الآية: (وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) فكان أبا جعفر وجه تأويل ذلك الى انه و حرام على أهل قرية امتناهم ان لا يرجعوا الى الدنيا و القول الذي قاله عكرمة في ذلك أولى عندي بالصواب انتهى محل الحاجة من كلامه و انت خبير بقبح هذا الكلام في قبال العالم بالتأويل و المعني بقوله تعالى فى التنزيل (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) فلنسأل الطبري هل العكرمة أعلم بالتأويل من باقر علوم الأولين و الآخرين فأي قياس هذا من ذاك و مع قطع النظر عن كونه إماما معصوما و لا يعتقد الطبري بامامته اين انت و مراتبه الراقية.
و هل يخفى على احد ذلك و هل هذا إلا جرأة على الله و على رسوله و التلاعب بكتاب الله و معنى قولك ايها الطبري ما قاله عكرمة في ذلك اولى عندي بالصواب ان عكرمة اعلم فى فهم الكتاب و تأويله من محمد بن علي الباقر و سيحكم الله بينك يا طبري و بين باقر العلوم في محكمة عدله فاستعد للجواب و لعمري قد ارتعش في القبر جسد عكرمة عن هذا الترجيح الغير الوجيه و يتبرء من الطبري و ترجيحه.
30 - (وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ) (1).
في مجمع البيان ج 7 ص 66 عن مولانا الباقر عليه السلام هم اصحاب (المهدي) عليه السلام في آخر الزمان و يدل على ذلك ما رواه الخاص و العام عن النبي (صلی الله علیه و آله)
ص: 122
انه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا صالحا من اهل بيتي يملا الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و في تفسير القمي قال القائم و اصحابه و الزبور الملاحم، و في البرهان ج 2 ص 699 عن تفسير محمد بن العباس الثقة الجليل عن ابى الورد عن ابى جعفر «ع» انهم آل محمد.
(قال الطبسي): قد بسطنا الكلام فيها في ج 1 ص 344 و قد اشرنا بأن هذه الوراثة الى الآن من زمان نزول الآية الشريفة ما تحققت فلا بد و ان يتحقق صوتا لاخباره تعالى و وعده فلا بد و ان تكون في الحشر الصغرى قبل القيامة الكبرى و ان الله لا يخلف الميعاد و هذا هو الرجعة.
31 - (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (1).
فى البرهان ج 2 ص 710 عن تفسير محمد بن مروان الثقة الجليل باسناده عن الامام موسى بن جعفر عليهما السلام قال قوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) قال نحن هم، و فيه باسناده عن عمرو بن ثابت عن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن امه عن ابيها عليه السلام عن قول الله عز و جل: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) الآية قال نزلت فينا اهل البيت.
و فيه باسناده عن عيسى بن داود النجار عن الامام موسى بن جعفر «ع» قال كنت عند ابى يوما فى المسجد إذ اتاه رجل فوقف امامه و قال يابن رسول الله اعيت علي آية في كتاب الله عز و جل سألت عنها جابر بن يزيد الجعفي فأرشدنى اليك فقال ما هي قال قوله عز و جل: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) الآية فقال قال ابى فينا نزلت و ذلك لأن فلانا و فلانا و طائفة معهما و سماهم اجتمعوا الى النبي (صلی الله علیه و آله) فقالوا
ص: 123
يا رسول الله الى من يصير هذا الأمر بعدك فو الله لأن صار الى رجل من اهل بيتك لنخافهم على انفسنا و لو صار الى غيرهم فلعل غيرهم اقرب و ارحم بنا منهم فغضب رسول الله (صلی الله علیه و آله) من ذلك غضبا شديدا قال اما و الله لو آمنتم بالله و برسوله ما أبغضتموهم لأن بغضهم بغضي و بغضي هو الكفر باللّه ثم نعيت الى نفسي فو اللّه لئن مكنهم اللّه في الأرض ليقيموا الصلاة و ليؤتوا الزكاة و ليأمروا بالمعروف و لينهوا عن المنكر إنما يرغم اللّه انوف رجال يبغضوني و يبغضوا أهل بيتي و ذريتي فأنزل اللّه (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) فأنزل اللّه سبحانه: (وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ ثَمُودُ وَ قَوْمُ إِبْراهِيمَ وَ قَوْمُ لُوطٍ وَ أَصْحابُ مَدْيَنَ وَ كُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ).
و فيه عن أبي الجارود عن أبي «ع» في قوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ) الآية قال هذه لآل محمد (المهدي ع) و أصحابه يملكهم اللّه مشارق الأرض و مغاربها و يظهر الدين و يميت اللّه عز و جل به و بأصحابه البدع و الباطل كما أمات السفه الحق حتى لا يرى أثر من الظلم (وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ)، و عن علي بن ابراهيم في تفسيره مثله ص 443.
(قال الطبسي): كل عاقل منصف اذا راجع وجدانه يعترف و يصدق بأن هذا التمكن و السلطة لآل محمد عليهم السلام الى الآن ما وقع و لا يتوهم بأن المراد هو التمكن و السلطنة الاخروية ضرورة ان إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر امور تكليفية خاصة بتلك النشأة بداهة انه لا صلاة و لا زكاة و لا أمر و لا نهي فى العالم الآخرة فعليه لا بد و أن تكون هذه الامور التكليفة فى الدنيا و ما تحقق الى الآن و سيأتي بأبسط من ذلك.
32 - (حَتّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (1).
ص: 124
فى مجمع البيان ج 7 ص 112 عن أبي جعفر الباقر «ع»، و فى تفسير البرهان ج 2 ص 724 برواية سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده الى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر الباقر «ع» فى قوله: (حَتّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ هو علي بن أبي طالب اذا رجع في الرجعة، و في الصافى مثله.
(قال الطبسي): قوله تعالى مُبْلِسُونَ أي متحيرون و آيسون من كل خير قال الشيخ الأوحد فى المجمع في مادة مبلس فاذا هم مبلسون أي آيسون من النجاة و الرحمة و قيل متحيرون.
33 - (قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) (1).
في الصافي عن سعد بن عبد اللّه فى مختصر البصائر باسناده عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و قد خطبنا يوم الفتح: أيها الناس لأعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض و لئن فعلتم أضربكم بالسيف ثم التفت عن يمينه فقال الناس غمزه جبرئيل فقال علي أو قال علي مرة و قال مرة اخرى فرأينا ان جبرئيل قال فنزلت هذه الآية (قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) و أنا على ذهاب ان نريك لقادرون.
و فيه في رواية ابان بن تغلب عن الصادق «ع» قال فنزل جبرئيل فقال يا محمد إنشاء اللّه أو يكون ذلك علي بن أبي طالب فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أو يكون ذلك علي بن أبي طالب إنشاء اللّه فقال جبرئيل واحد لك و اثنتان لعلي و موعدكم السلام قال ابان جعلت فداك و أين السلام فقال يا ابان السلام من ظهر الكوفة قال في الصافي يكون ذلك فى الرجعة و انا علي ان نريك لقادرون يعني في الرجعة.
ص: 125
34 - (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (1)
قد أوردنا رواية مفصلة في تأويلها فى قوله تعالى: (وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ) الآية، و فى المجمع ج 7 ص 152 فى قوله: (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) أي ليجعلنهم يخلفون من قبلهم و المعنى ليورثهم أرض الكفار من العرب و العجم فيجعلهم سكانها و ملوكها (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) الى أن يقول و عن المقداد بن الأسود عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه لا يبقى على الأرض بيت مدر و لا و بر إلا أدخله اللّه تعالى كلمة الاسلام بعز عزيز أو ذل ذليل إما أن يعزهم اللّه فيجعلهم من أهلها و إما أن يذلهم فيدينون لها الى أن يقول: (وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ) يعني دين الاسلام الذي أمرهم أن يدينوا به و تمكينه أن يظهره على الدين كما قال (صلی الله علیه و آله) زويت لي الأرض فأريت مشارقها و مغاربها و سيبلغ ملك امتي ما زوى لي منها و قيل باعزاز أهله و اذلال أهل الشرك و تمكين أهله من اظهاره بعد أن كانوا يخفونه (وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) أي و ليصيرنهم بعد أن كانوا خائفين بمكة آمنين بقوة الاسلام و انبساطه الى أن يقول، و اختلف فى الآية فقيل انها واردة فى أصحاب النبي، و قيل هي عامة في امة محمد (صلی الله علیه و آله)، عن ابن عباس و مجاهد و المروي عن أهل البيت فى انها في (المهدي ع) من آل محمد صلى اللّه عليه و آله.
و روى العياشي باسناده عن علي بن الحسين «ع» انه قراء الآية و قال هم و اللّه شيعتنا أهل البيت يفعل اللّه ذلك بهم على يد رجل منا و هو (مهدي هذه الامة) و هو الذي قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي و عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما
ص: 126
ملئت ظلما و جورا، و روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه «ع».
فعلى هذا يكون المراد بالذين (آمنوا و عملوا الصالحات) النبي و أهل بيته صلوات الرحمن عليهم و تضمنت الآية البشارة لهم بالاستخلاف و انتمكين فى البلاد و ارتفاع الخوف عنهم عند قيام (المهدي) منهم عليه السلام و يكون المراد بقوله:
(كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) هو ان جعل الصالح للخلافة مثل: آدم و داود و سليمان عليهم السلام و يدل على ذلك قوله: (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) و (يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) و قوله: (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) .
و على هذا اجماع العترة و اجماعهم حجة لقول النبي (صلی الله علیه و آله): (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) و أيضا فان التمكين في الأرض على الاطلاق لم يتفق فيما مضى فهو منتظر لأن عز اسمه لا يخلف الميعاد.
صورة اخرى:
في تفسير الصافى عن إكمال الدين و الكافى عن الصادق «ع» فى الآية في قصة نوح و ذكر انتظار الفرج للمؤمنين يقول: حتى أراهم الاستخلاف و التمكين قال و كذلك (القائم ع) فانه تمتد أيام غيبته ليصرح الحق من محضه و يصفوا الايمان عن الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليه النفاق اذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمر و النشر فى عهد (القائم ع) قال الراوي قلت يابن رسول اللّه فان هذه النواصب تزعم ان هذه الآية نزلت في...
فقال لا لا يهدي اللّه قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه اللّه و رسوله متمكنا بانتشار الأمر فى الامة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء و في عهد علي مع ارتداد المسلمين و الفتن التي كانت تثور فى أيامهم و الحروب التي كانت تنشب بين الكفار و بينهم، و في احتجاج أمير المؤمنين علي «ع» قال كل ذلك لتتم النظرة التي أوجبها اللّه لعدوه ابليس الى أن يبلغ الكتاب أجله و يحق الحق على الكافر و يقرب الوعد الذي بينه اللّه بقوله:
ص: 127
(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) و ذلك اذا لم يبق من الاسلام إلا اسمه و غاب صاحب الأمر بايضاح العذر له فى ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون الناس أقرب اليه أشد عداوة له و عند ذلك يؤيده بجنود لم تروها و يظهر دين نبيه على يديه على الدين كله و لو كره المشركون.
(قال الطبسي): الآية الكريمة ظهورها بل صراحتها فى الرجعة غير قابلة للانكار و انه لا بد من ظهور تلك السلطنة و التمكين لآل الرسول فى هذه الدنيا و رفع الخوف عنهم ضرورة كل واحد منهم فى عصره كان مبتلى بواحد من الطواغيت و كان إما ظاهرا مقهورا أو خائفا مستورا فالذي لا يقر و لا يعترف بذلك فلا بد و أن يلتزم باحدى الامور على سبيل منع الخلو اما أن يقول بتحققها و استيلاء آل محمد على مشارق الأرض و مغاربها برها و بحرها فهذا مما يكذبه التاريخ و الوجدان و إما أن يقول بأنه لا يتحقق فتكذيب للقرآن فانها مما وعد اللّه رسوله و وعد اللّه لا يخلف فلا بد من تحققها فيما بعد قبل القيامة الكبري و هذا هو المدعى (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً) .
صورة ثالثة:
فى تفسير البرهان ج 2 ص 741 نقلا عن ابن بابويه الثقة العظيم الشأن بسند طويل جدا عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأصقع بن قرضاب عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال دخل جندل بن جنادة بن جبير على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال يا رسول اللّه أخبرني عما ليس للّه و عما ليس عند اللّه و عما لا يعلمه اللّه؟ فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أما ما ليس لله فليس لله شريك و أما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد و أما ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود ان عزيرا بن الله و الله لا يعلم له ولدا، فقال جندل أشهد أن لا إله إلا الله و انك محمد رسول الله حقا ثم قال يا رسول الله اني رأيت البارحة فى النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي يا جندل أسلم على يد محمد (صلی الله علیه و آله) و استمسك بالأوصياء «16 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 128
من بعده فقد أسلمت و رزقني الله ذلك فأخبرني من الاوصياء بعدك لأتمسك بهم؟ فقال يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني اسرائيل فقال يا رسول الله انهم كانوا أثنا عشر هكذا وجدناهم فى التوراة، قال نعم الأئمة من بعدي أثنا عشر فقال يا رسول اللّه أكلهم فى زمن واحد؟ قال لا و لكن خلق من بعد خلق و انك لن تدرك منهم إلا ثلاثة أو لهم سيد الأوصياء بعدي أبو الأئمة علي بن أبي طالب عليه السلام ثم ابناه الحسن و الحسين عليهما السلام فاستمسك بهم من بعدي و لا يغرنك جهل الجاهلين فاذا اوقت ولادة ابنه علي بن الحسين «ع» سيد العابدين يقضي اللّه عليك و يكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه فقال يا رسول الله هكذا وجدت في التوراة (اليا يقطو شبرا و شبيرا) فلم أعرف أسمائهم، فكم بعد الحسين عليه السلام من الأوصياء و ما أساميهم؟ فقال تسعة من صلب الحسين (و المهدي ع) منهم فاذا انقضت أيام الحسين «ع» قام بالأمر على ابنه و يلقب (زين العابدين) فاذا انقضت مدة أيام علي قام بالأمر بعده محمد ابنه و يدعى (بالباقر) فاذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده ابنه جعفر و يدعى (بالصادق) عليه السلام فاذا انقضت مدة جعفر قام بالأمر من بعده ابنه موسى و يدعى (بالكاظم) عليه السلام ثم انقضت مدة موسى قام من بعده علي ابنه يدعى (بالرضا - ع) فاذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعى (بالزكي) عليه السلام فاذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده علي يدعى (بالنقي ع) فاذا انقضت مدة علي قام بالأمر من بعده ابنه الحسن يدعى (بالأمين ع) ثم يغيب عنهم إمامهم، قال يا رسول اللّه هو الحسن يغيب عنهم؟ قال لا و لكن ابنه، قال يا رسول اللّه فما اسمه؟ قال لا يسمى حتى يظهر، فقال جندل يا رسول اللّه وجدنا ذكرهم في التوراة و قد بشرنا موسى بن عمران بك و بالأوصياء من ذريتك ثم تلا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) فقال جندل يا رسول اللّه فما خوفهم؟ قال يا جندل فى كل زمن واحد منهم سلطان يعيره و يؤذيه فاذا عجل اللّه خروج (قائمنا) يملأ الأرض قسطا و عدل كما ملئت جورا و ظلما، ثم قال عليه السلام طوبى للصابرين في غيبته
ص: 129
طوبى للمقيمين على محبتهم اولئك من وصفهم اللّه في كتابه فقال: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)، ثم قال: (أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، الحديث و غيرها من الأخبار الواردة في تأويلها.
35 - (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (1)
في تفسير القمي ص 429 عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام الثقات الأجلاء عن أبي عبد اللّه «ع» قال تخضع رقابهم يعني بني امية و هي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر.
و في البرهان ج 2 ص 763 عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده الى أبي صالح عن ابن عباس فى قوله تعالى: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال نزلت فينا و في بني امية يكون لنا دولة تذل أعناقهم بعد صعوبة و هوان بعد عز.
و فيه باسناده عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر «ع» قال سألته عن قول اللّه عز و جل: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال تخضع لها رقاب بني امية قال ذلك بارز الشمس قال و ذلك علي بن أبي طالب يبرز عند زوال الشمس و تركب الشمس على رؤس الناس حتى يبرز وجهه و يعرف الناس حسبه و نسبه ثم قال ان بني امية ليختبي الرجل منهم الى جنب شجرة فتقول خلفي رجل من بني امية فاقتلوه. و فيه عن أبي بصير بالاسناد مثله.
و في الصافى عن ارشاد المفيد عن مولانا الباقر عليه السلام في هذه الآية قال سيفعل اللّه ذلك بهم قيل من هم؟ قال بنو امية و شيعتهم قيل ما الآية؟ قال ركود الشمس ما بين زوال الشمس الى وقت العصر و خروج صدر و وجه و عين فى الشمس يعرف الناس بحسبه و نسبه و ذلك في زمان السفياني و عندها يكون بواره و بوار قومه.
ص: 130
36 - (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (1).
في المجمع ج 7 ص 234 و قد روى عن علي عليه السلام انه قال انه صاحب العصا و الميسم، و في تفسير القمي ص 479 عن أبيه ابراهيم بن هاشم الجليل القدر عن ابن أبي عمير الذي مراسيله في حكم المسانيد عن الثقة الجليل أبي بصير الليث المرادي عن أبي عبد اللّه عليه السلام انه انتهى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى أمير المؤمنين و هو نائم فى المسجد قد جمع رملا و وضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال قم يا دابة اللّه فقال رجل من أصحابه يا رسول اللّه أيسمى بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال لا و اللّه ما هو إلا له خاصة و هو الدابة التي ذكرها اللّه في كتابه بقوله: (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) ثم قال يا علي اذا كان آخر الزمان أخرجك اللّه في أحسن صورة و معك عصا و ميسم تسم به أعدائك، فقال رجل لأبي عبد اللّه «ع» ان العامة يقولون هذه إنما تكلمهم فقال أبو عبد اللّه «ع» كلمهم اللّه في نار جهنم إنما هو يكلمهم من الكلام و الدليل على ان هذا فى الرجعة قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) الخ.
و في تفسير القمي ص 480 عن أبي عبد اللّه «ع» قال قال رجل لعمار بن ياسر يا أبا اليقظان آية فى كتاب اللّه أفسدت قلبي و شككتني قال عمار و أية آية هي؟ قال قوله: (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) فأية دابة هي هذه؟ قال عمار ما أجلس و لا آكل و لا أشرب حتى أريكها فجاء مع الرجل الى أمير المؤمنين «ع» و هو يأكل
ص: 131
تمرا و زبدا، فقال يا أبا اليقظان هلم فجلس عمار فأقبل يأكل معه فتعجب الرجل منه فلما قام عمار قال الرجل سبحان اللّه حلفت أن لا تأكل و لا تشرب حتى ترينها قال عمار أريتكها إن كنت تعقل.
و في البرهان ج 2 ص 781 عن جابر قال دخلت على علي بن أبي طالب «ع» فقال ألا احدثك ثلاثا قبل تدخل علي و عليك قلت بلى قال أنا عبد اللّه و أنا دابة الأرض صدقها و عدلها و أنا أخو نبيه، ألا اخبرك بأنف (المهدي) «ع» قال قلت بلى قال فضرب بيده الى صدره و قال أنا.
و فيه: باسناده عن الأصبغ بن نباته قال دخلت على أمير المؤمنين «ع» و هو يأكل خبزا و خلا و زيتا فقلت يا أمير المؤمنين قال اللّه عز و جل (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) فما هذه الدابة؟ قال هي دابة تأكل خبزا و خلا و زيتا.
و فيه: باسناده عن الأصبغ بن نباته قال قال لي معاوية يا معشر الشيعة تزعمون ان عليا دابة الأرض فقلت نحن نقول و اليهود يقولون قال فارسل الى رأس الجالوت قال له ويحك تجدون دابة الأرض عندكم مكنوبة فى التوراة؟ قال نعم فقال ما هي أتدري ما اسمها؟ قال نعم اسمها (إيليا) قال فالتفت إلي فقال ويحك يا أصبغ ما أقرب (إيليا) من علي.
و فيه: عن كتاب الرجعة لبعض معاصريه باسناده عن يعقوب بن شعيب قال حدثني عمران بن ميثم عن عباية عمن حدثه انه كان عند أمير المؤمنين «ع» يقول حدثني أخي انه ختم الف نبي و اني ختمت الف وصي و اني كلفت ما لم يكلفوا و اني لأعلم الف كلمة لا يعلمها غيري و غير محمد (صلی الله علیه و آله) ما منها كلمة إلا مفتاح الف باب بعد ما يعلمون منها كلمة واحدة غير انكم تقرؤن منها آية واحدة فى القرآن (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ).
و فيه: بالاسناد عن خالد بن اوس عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه تخرج دابة الأرض و معها عصا موسى و خاتم سليمان بن داود تجلو وجه المؤمن بعصا موسى و تسم وجه الكافر بخاتم سليمان.
ص: 132
و فيه: ص 782 عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده عن عبد اللّه بن يسار قال قال أبو عبد اللّه «ع» قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى حديث قدسي يا محمد علي أول من أخذ ميثاقه و هو الدابة التي تكلم الناس.
(قال الطبسي): هذا ما صادفنا من الأخبار الواردة فى تأويل الآية الشريفة بأن المراد بها (علي بن أبي طالب) عليه السلام الذي سيخرج في آخر الزمان و يفعل ما يفعل باذن اللّه تعالى: (لا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ) و قد ورد فيها في تفاسير القوم بما لا ينبغي أن يذكر فضربنا الصفح عنها.
37 - (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) (1).
في المجمع ج 7 ص 234 و استدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب الى ذلك من الامامية بأن قال ان دخول من فى الكلام يوجب التبعيض فيدل على على ان اليوم المشار اليه فى الآية يحشر فيه قوم دون قوم و ليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه: (وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) و قد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد (صلی الله علیه و آله) في ان اللّه تعالى سيعيد عند قيام (المهدي) عجل اللّه فرجه قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه و شيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و يبتهجوا بظهور دولته و يعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم و ينال بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل على أيدي شيعته و الذل و الخزي بما يشاهدون من علو كلمته و لا يشك عاقل ان هذا مقدور للّه تعالى غير مستحيل في نفسه و قد فعل اللّه فى الامم الخالية و نطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة (عزير) و غيره على ما فسرناه في موضعه و صح عن النبي (صلی الله علیه و آله) قوله (سيكون في امتي كل ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى لو أن
ص: 133
أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه) إلا ان جماعة من الامامية تألوا ما ورد من الأخبار في الرجعة على رجوع الدولة و الأمر و النهي دون رجوع الاشخاص و إحياء الأموات و اولوا الأخبار الواردة فى ذلك لما ظنوا ان الرجعة تنافى التكليف و ليس كذلك لأنه ليس فيها ما يلجىء الى فعل الواجب و الامتناع من القبيح و التكليف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة و الآيات القاهرة كفلق البحر و قلب العصا ثعبانا و ما أشبه ذلك و لأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق عليها التأويل و إنما المعول في ذلك اجماع الشيعة الامامية و إن كانت الأخبار تعضده و تؤيده.
(قال الطبسي): ما أفاده من ان الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة الخ حق ضرورة انها ثبتت بالأخبار المتواترة المفيدة للقطع و سيأتي ان الأخبار الدالة عليها مع قطع النظر عما ورد فى تفسير الآيات متواترة لا ينهض معها شيء و لا معارض لها أصلا لكونها موافقة للقرآن فطرق إثبات الرجعة لا اختصاص بالاجماع نعم أحد الأدلة الدالة على صحة القول بالرجعة هو الاجماع الذي ذكره و أما التأويل فى الأخبار لا دليل عليه و مخالف لضرورة المذهب على ان التأويل من غير المعصوم لا قيمة له و لا دليل عليه لأن الاخبار الصادرة عنهم حجة فعلية قوية و رفع اليد عن ظهورها و التأويل فيها أمر غير مرخص فيه شرعا فالتأويل فيها من كل أحد غير مأمور به ضرورة انه (ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) و صاحب البيت أدرى بما فيه مضافا الى ان الذي يرجع فى الرجعة يرجع مع الحجة الالهية فليس علينا التدخل فيها من أنهم فيها مكلفون بالتكاليف الشرعية أم لا فالبحث عنها بحث بلا فائدة نفيا و إثباتا مضافا الى استدلال الامام عليه بالآية الشريفة بنفي القول بالتأويل بالمرة قال فى البرهان ج 2 ص 782 باسناده عن أبي بصير قال قال لي أبو جعفر «ع» ينكرون أهل العراق الرجعة قلت نعم قال أما يقرؤن القرآن (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) الخ و كل خبر يخالف هذا الظاهر نضربه على الجدار و يرد علمه الى اللّه و الى رسوله.
ص: 134
صورة اخرى:
ذكر الشيخ السديد عز الدين (المفيد - ره -) في فصوله عن الحرث بن عبد اللّه الربعي انه قال كنت جالسا فى مجلس المنصور بالحسر الأكبر و سوار القاضي عنده و السيد الحميري ينشده:
ان الا له الذي لا شيء يشبهه أتاكم الملك للدنيا و الدين
أتاكم اللّه ملكا لا زوال له حتى يقاد اليكم صاحب الصين
و صاحب الهند مأخوذ برمته و صاحب الترك محبوس على هون
حتى أتى على القصيدة و المنصور مسرور فقال له سوار ان هذا و اللّه يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانة ما ليس فى قلبه و اللّه ان القوم الذين يدين بحبهم لغيركم و انه لينطوي على عداوتكم، فقال السيد و اللّه يا أمير المؤمنين انه لكاذب و انني في مدحتك لصادق و انه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحالة و ان انقطاعي اليكم و مودتي لكم أهل البيت لمعروق فينا من أبوى و ان هذا و قومه من أعدائكم فى الجاهلية و الاسلام و قد أنزل اللّه عز و جل على نبيه في أهل بيته هذا: (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) فقال المنصور صدقت فقال سوار يا أمير المؤمنين انه قائل بالرجعة و يتناول الشيخين بالسب و الوقيعة فيهما، فقال السيد أما قوله اني قائل بالرجعة فاني أقول بذلك على ما قال اللّه تعالى:
(وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) و قد قال فى آخر (وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) فعلمنا ان هاهنا حشرين أحدهما عام و الآخر خاص و قال سبحانه: (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) و قال تعالى: (فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) و قال تعالى: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) فهذا كتاب اللّه، و قد قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (يحشر المتكبرون
ص: 135
فى صورة الذر يوم القيامة) و قال (صلی الله علیه و آله) (لم يجر في بني اسرائيل شيء إلا و يكون فى امتي مثله حتى الخسف و المسخ و القذف) و قال حذيفة و اللّه ما أبعد أن يمسخ اللّه عز و جل كثيرا عن هذه الامة قردة و خنازير فالرجعة التي أذهب اليها ما نطق به القرآن و جائت به السنة و اني لأعتقد ان اللّه عز و جل يرد هذا يعني سوارا الى الدنيا كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة فانه و اللّه متجبر متكبر كافر قال فضحك المنصور و أنشأ السيد يقول:
جاثيت سوارا أبا شملة عند الامام الحاكم العادل
(قال الطبسي): الاستدلال بالآية الشريفة على صحة القول بالرجعة كان أمرا مغروسا في الأذهان و مرتكزا بالوجدان فلا يعبأ به بعض التأويلات الباردة و التسويلات الفاسدة و أي عاقل يرفع اليد عن هذه الحجج القوية و يأخذ بالاحتمالات البدوية أما ترى ما جرى بين السيد (ره) و سوار القاضي كيف أفحمه و أعلمه به أحسن بيان و أتقن برهان و لم ير جوابا عنه فبهت الذي كفر و اللّه لا يهدي القوم الظالمين.
38 - (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (1).
في نهج البلاغة لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها و تلا عقيب ذلك (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ).
و فى المجمع ج 7 ص 237 في قوله: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ....) و قد صحت الرواية عن أمير المؤمنين «ع» انه قال:
ص: 136
و الذى فلق الحبة و برء النسمة لتعطفن(1) الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها و تلا عقيب ذلك (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) الآية
و فيه: عن العياشي بالاسناد عن أبي الصباح الكناني قال نظر أبو جعفر «ع» الى أبي عبد اللّه «ع» فقال هذا و اللّه من الذين قال اللّه تعالى: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) و قال سيد العابدين علي بن الحسين و الذي بعث محمد (صلی الله علیه و آله) بالحق بشيرا و نذيرا ان الأبرار منها أهل البيت و شيعتهم بمنزلة موسى و شيعته و ان عدونا و أشياعهم بمنزلة فرعون و أشياعهم.تة
ص: 137
صورة اخرى:
و في تفسير القمي ص 482 يقول و هم الذين غصبوا آل محمد حقهم و قوله:
مِنْهُمْ أي من آل محمد ما كانُوا يَحْذَرُونَ أي من القتل و العذاب و لو كانت نزلت في موسى و فرعون لقال (وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) أي من موسى و لم يقل منهم فلما تقدم قوله (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) علمنا ان المخاطبة للنبي (صلی الله علیه و آله) و ما وعد اللّه رسوله فانما يكون بعده و الأئمة يكونون من ولده و إنما ضرب اللّه لهم هذا المثل فى موسى و بني اسرائيل و فى أعدائهم بفرعون و هامان و جنودهما فقال ان فرعون قتل بني اسرائيل و ظفر فظفر اللّه موسى بفرعون و أصحابه حتى أهلكهم اللّه و كذلك أهل بيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أصابهم من أعدائهم القتل و الغصب ثم يردهم اللّه و يرد أعدائهم الى الدنيا حتى يقتلوهم و قد ضرب أمير المؤمنين «ع» مثلا مثل ما ضرب لهم في أعدائهم بفرعون و هامان فقال أيها الناس أول من بقى على اللّه عز و جل على وجه الأرض عناق بنت آدم خلق لها عشرين اصبعا لكل اصبع منها ظفران طويلان كالمنجلين العظيمين، و كان مجلسها في الارض موضع جريب فلما بغت بعث الله لها أسدا كالفيل و ذئبا كالبعير و نسرا كالحمار و كان ذلك فى الخلق الأول.
فسلطهم عليها فقتلوها ألا و قد قتل الله فرعون و هامان و خسف الله هارون و إنما هذا مثل لاعداء الذين غصبوا آل محمد حقهم فأهلكهم الله الى هنا ذكر الحديث(1).ن.
ص: 138
صورة ثالثة:
فى ج 2 من تفسير البرهان ص 787 عن الشيباني في كشف البيان روي فى أخبارنا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام ان هذه الآية مخصوصة لصاحب الأمر الذي يطهر فى آخر الزمان و يبيد في آخر الزمان و يبيد الجبابرة و الفراعنة و يملك شرقا و غربا فيملأها عدلا كما ملئت جورا، و في قوله (وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ) الآية عن الشيباني روي عن الباقر «ع» و الصادق ان فرعون و هامان شخصان من جبابرة قريش يحييهما اللّه تعالى عند قيام (القائم) من آل محمد (صلی الله علیه و آله) في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا.
صورة رابعة:
فى ج 13 من بحار الانوار ص 204 فى الرواية المفصلة المفضل يقول الصادق «ع» ثم يخرج الحسين «ع» في اثنى عشر الف صديق و اثنين سبعين رجلا
ص: 139
من أصحابه يوم كربلا فيالك عندها من كرة زهراء بيضاء ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» و ينصب له القبة في النجف و يقام أركانها ركن بالنجف بهجر و ركن بصفا و ركن بأرض طيبة لكأني أنظر الى مصابيحها تشرق فى السماء و الأرض كأضواء من الشمس و القمر فعندها تبلى السرائر (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ) الآية، ثم يخرج السيد الاكبر محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في أنصاره و المهاجرين و من آمن به و صدقه و استشهد معه و يحضر مكذبوه و الشاكون فيه و الرادون عليه و القائلون فيه انه ساحر و كاهن و مجنون و ناطق عن الهوى و من حاربه و قاتله حتى يقتص منهم بالحق و يجازون بأفعالهم منذ وقت ظهر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى ظهور (المهدي) و يحق تأويل هذه الآية: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)
(قال الطبسي): طوبى لمن أذعن و اعترف بأقوالهم و اتبع أفعالهم و ادرك هذا الزمان و قرت عيناه بلقاء سيد الانس و الجان و ويل ثم ويل لمن أنكر اقوالهم و نبذ وراء ظهره أفعالهم فعلى أي شيء اعتمد و بأي سناد استند و للّه الحجة البالغة و طريق الحق واضح و سبيل الصدق لايح لا ترى فيه عوجا و لا أمتا.
39 - (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) (1).
في تفسير القمي ص 494 عن أبيه عن حماد عن حريز الأجلاء عن أبي جعفر عليه السلام قال سئل عن جابر فقال رحم اللّه جابرا بلغ من فقهنا انه يعرف تأويل هذه الآية: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) يعني الرجعة. و فيه عن أبيه عن نضر بن سويد الصيرفي الثقة الجليل عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد
ص: 140
الطائي الكسائي الكوفي الثقة الجليل عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين سلام اللّه عليهما فى قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال يرجع اليكم نبيكم و أمير المؤمنين و الأئمة.
و في البرهان ج 2 ص 800 باسناده عن صالح بن ميثم التمار الثقة الجليل الشأن عن أبي جعفر «ع» قال قلت له حدثني قال أليس قد سمعت الحديث من أبيك قلت نعم و إن أخطأت رددتني عن الخطأ قال هذا أهون قال قلت فاني أزعم ان عليا دابة الأرض و سكت قال فقال أبو جعفر و أراك و اللّه سيقول ان عليا يرجع الينا و تقرأ (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال قلت و اللّه جعلتها فيما اريد أن أسألك عنها فنسيتها فقال أبو جعفر أفلا اخبرك بما هو أعظم من هذا (وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً) لا يبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا رسول اللّه و أشار بيده الى آفاق الأرض.
و فيه عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده عن المعلى أبي عثمان عن المعلى ابن خنيس قال قال أبو عبد اللّه «ع» أول من يرجع الى الدنيا الحسين بن علي فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر قال فقال أبو عبد اللّه «ع» (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد) فقال نبيكم (صلی الله علیه و آله) راجع اليكم.
و فيه باسناده عن سعد بن عمر عن أبي مروان قال سألت أبا عبد اللّه «ع» عن قول اللّه عز و جل: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال فقال لي لا و اللّه لا تنقضي الدنيا و لا تذهب حتى يجتمع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و علي عليه السلام بالثوية فيلتقيان و يبنيان بالثوية مسجدا له اثنا عشر الف باب يعني موضعا بالكوفة.
(قال الطبسي): و فى بعض الأخبار و يبنيان بالثوية مسجدا له الف باب و كلاهما ممكن و من الامور العجيبة ما أشار اليه فى المجمع عن بعض من رفع اليد عن تلك الاخبار الظاهرة في رجوع رسول اللّه و علي بن أبي طالب و الأئمة الطاهرة بأشخاصهم و التأويل فيها برجوع الأوامر و النواهي بلا وجه و لعمري هذا من التجاسر و الجرأة على اللّه و على رسوله و لا أدري أي قصور في تأدية المراد فى انهم صلوات اللّه عليهم أجمعين يرجعون بأشخاصهم قوله: (يرجع اليكم
ص: 141
نبيكم و أمير المؤمنين و الائمة) و قوله «ع» (نبيكم راجع اليكم) او أول من يرجع الى الدنيا الحسين بن علي و أمثال هذه العبارات افهل تكون عبارة أوضح و أفصح مما أفادوا في تأدية مراداتهم.
العذاب الادنى هو الرجعة
40 - (وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (1)
في تفسير القمي ص 513 قال العذاب الأدنى عذاب الرجعة بالسيف معنى قوله يرجعون يعني انهم يرجعون في الرجعة حتى يعذبون. و فى تفسير البرهان ج 2 ص 829 بطريق سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل الى جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال ليس من مؤمن إلا و له قتلة و موتة انه من قتل نشر حتى يموت ثم تلوت على أبي جعفر هذه الآية: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) فقال هو منشورة قلت و قولك منشورة ما هو؟ قال هكذا انزل بها جبرائيل على محمد (صلی الله علیه و آله) (كل نفس ذائقة الموت و منشورة) ثم قال ما في هذه الآية من بر و لا فاجر إلا ينشر فأما المؤمنون ينشرون الى قرة أعينهم و أما الفجار الى خزي اللّه إياهم ألم تسمع ان اللّه يقول (وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ)
41 - (أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) (2)
في تفسير القمى ص 515 قال الارض الحراب و هو مثل ضربه اللّه فى
ص: 142
الرجعة (و القائم) فلما أخبرهم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بخبر الرجعة قالوا متى هذا الفتح إن كنتم صادقين.
42 - (وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) (1).
فى تفسير القمي ص 549 عن أبيه عن الحسن بن محبوب الثقتين عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي الثقة الجليل عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن تفسير هذه الآية فقال بعث اللّه رجلين الى أهل مدينتة انطاكية فجائهم بما لا يعرفونه فغلطوا عليهما فأخذوهما و حبسوهما فى بيت الأصنام فبعث اللّه الثالث فدخل المدينة فقال ارشدوني الى باب الملك قال فلما وقف على باب الملك قال أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض و قد أحببت ان أعبد إله الملك فابلغوا كلامه الملك فقال ادخلوه الى بيت الآلهة فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبه فقال لها بهذا ينقل قوم من دين الى دين بالخرق أفلا رفقتما ثم قال لهما لا تقران بمعرفتي ثم ادخل على الملك فقال له الملك بلغني انك كنت تعبد إلهي و لم أزل و أنت أخي فسلني حاجتك قال مالي من حاجة أيها الملك و لكن رأيت رجلين فى بيت الآلهة فما حالهما قال الملك هذان رجلان آيتان يصداني عن ديني و يدعواني الى إله السماوات فقال ايها الملك مناظرة جميلة فان يكن الحق لهما تبعناهما و ان يكن الحق لنا دخلا معنا فى ديننا فكان لهما ما لنا و عليهما ما علينا قال فبعث الملك اليهما فلما دخلا عليه قال لهما صاحبهما ما الذي جئتما به قالا جئنا ندعوه الى عبادة اللّه الذي خلق السماوات و الأرض و يخلق في الأرحام ما يشاء و يصور كيف يشاء و أنبت الأشجار و الثمار و أنزل القطر من السماء قال فقال لهما إلهكما هذا الذي تدعوان اليه و الى عبادته ان جئناكما
ص: 143
بأعمى تقدران أن ترداه صحيحا قالا إن سألناه أن يفعل فيفعل ما يشاء قال ايها الملك علي بأعمى لم يبصر شيئا قط قال فأتى به فقال لهما ادعوا إلهكما ان يرد بصر هذا فقاما و صليا ركعتين فاذا عيناه مفتوحتان و هو يبصر الى السماء فقال ايها الملك علي بأعمى آخر قال فأتى به قال فسجد سجدة ثم رفع رأسه فاذا الأعمى الآخر يبصر فقال ايها الملك حجة بحجة علي بمقعد فأتى به فقال لهما مثل ذلك فصليا و دعوا اللّه فاذا المقعد قد اطلقت رجلاه و قام يمشي فقال ايها الملك علي بمقعد فأتى به فصنع به كما صنع اول مرة فانطلق المقعد فقال ايها الملك قد اتيا بحجتين و اتينا بمثله و لكن بقيت واحدة فان هما فعلاه دخلت معهما في دينهما ثم قال ايها الملك بلغني انه كان للملك ابن واحد و مات فان احياه إلههما دخلت معهما في دينهما فقال له الملك و انا ايضا معك ثم قال لهما قد بقيت هذه الخصلة الواحدة قد مات ابن الملك فادعوا إلهكما يحييه قال فوقعا على الأرض ساجدين للّه و اطالا السجود ثم رفعا رأسيهما و قالا الملك ابعث الى قبر ابنك تجده قد قام من قبره إنشاء اللّه فخرج الناس ينظرون فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب قال فاتي به الى الملك فعرف انه ابنه فقال له ما حالك يا بني قال كنت ميتا فرأيت رجلين بين يدي ربي الساعة ساجدين يسألانه ان يحيني فأحياني قال يا بني تعرفهما اذا رأيتهما قال نعم فاخرج الناس جملة الى الصحراء فكان يمر عليه رجل رجل فيقول ابوه انظر فيقول لا لا ثم مروا عليه بأحدهما بعد جمع كثير فقال هذا أحدهما و اشار بيده ثم مروا ايضا بقوم كثيرين حتى رأى صاحبه الآخر فقال و هذا الآخر قال فقال النبي (صلی الله علیه و آله) صاحب الرجلين اما انا فقد آمنت بالهكما و علمت ان ما جئتما به هو الحق قال فقال الملك و انا ايضا آمنت بالهكما و آمن اهل مملكته كلهم.
صورة اخرى:
ذكره فى المجمع ج 7 ص 418 قالوا بعث عيسى «ع» رسولين من الحواريين الى مدينته انطاكية فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات له و هو حبيب صاحب يس فسلما عليه فقال الشيخ لهما من انتما قالا رسولا عيسى يدعوكم من «18 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 144
عبادة الأوثان الى عبادة الرحمن فقال امعكما آية قالا نعم نحن نشفي المريض و نبرء الأكمه و الأبرص باذن اللّه فقال الشيخ ان لي ابنا مريضا صاحب فراش منذ سنين قالا فانطلق بنا الى منزلك نتطلع حاله فذهب بهما فمسحا ابنه فقام في الوقت باذن اللّه صحيحا ففشى الخبر في المدينة و شفى اللّه على ايديهما كثيرا من المرضى، و كان لهم ملك يعبد الأصنام فانتهى الخبر اليه فدعاهما فقال لهما من انتما فقالا رسولا عيسى جئنا ندعوك من عبادة ما لا يسمع و لا يبصر الى عبادة من يسمع و يبصر فقال الملك و لكم إله سوى آلهتنا قالا نعم من اوجدك و آلهتك قال قوما حتى انظر فى امركما فأخذهما الناس فى السوق و ضربوهما.
صورة ثالثة:
و فيه ص 419 عن وهب بن منبه بعث عيسى هذين الرجلين الى انطاكية فأتياها و لم يصلا الى ملكها و طالت مدة مقامها فخرج الملك ذات يوم فكبرا و ذكرا اللّه فغضب الملك و أمر بحبسهما و جلد كل منهما مئة جلدة فلما كذبا الرسولان و ضربا بعث عيسى (شمعون) الصفا رأس الحواريين على أثرهما لينصرهما فدخل شمعون البلدة متنكرا فجعل يعاشر حاشية الملك حتى أتوا به فرفعوا خبره الى الملك فدعاه و رضي عشرته و آنس به و أكرمه ثم قال له ذات يوم أيها الملك بلغني انك حبست رجلين في السجن و ضربتهما حين دعواك الى غير دينك فهل سمعت قولهما قال الملك حال الغضب بيني و بين ذلك قال فأراى الملك دعاهما حتى نتطلع ما عندهما فدعاهما الملك فقال لهما شمعون من أرسلكما الى هاهنا قالا اللّه الذي خلق كل شيء لا شريك له قال و ما آيتكما قالا ما تتمناه فأمر الملك حتى جاؤا بغلام مطموس العينين و موضع عينيه كالجبهة فما زالا يدعوان اللّه حتى انشق موضع البصر فأخذا بندقتين من الطين فوضعا في حدقتيه فصارا مقلتين يبصر بهما فتعجب الملك فقال شمعون للملك أرأيت لو سألت إلهك حتى يصنع صنيعا مثل هذا فيكون لك و لالهك شرفا فقال الملك ليس لي عنك سر ان إلهنا الذي نعبده لا يضر و لا ينفع ثم قال الملك للرسولين إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنا به و بكما قالا إلهنا قادر على كل شيء فقال الملك ان هاهنا ميتا مات منذ سبعة أيام لم ندفنه حتى يرجع
ص: 145
أبوه و كان غائبا فجاؤا بالميت و قد تغير و اروح فجعلا يدعوان ربهما علانية و جعل شمعون يدعو ربه سرا فقام الميت و قال لهم اني قد مت منذ سبعة أيام و ادخلت فى سبعة أودية من النار و أنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا باللّه فتعجب الملك فلما علم شمعون ان قوله أثر في الملك دعاه الى اللّه فآمن و آمن من أهل مملكته قوم و كفر آخرون، و فيه ص 421 نقلا عن العياشي مثل ما نقلناه عن أبي حمزة الثمالي بعينه، و في المجمع ان أسماء هؤلاء صادق و صدوق و سلوم.
(قال الطبسي): و الى هذه القضية اشير في القرآن الشريف قوله (وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) و على جميع التقادير أمن الملك أو لا قصد قتل الرسل أو لا هذا برهان لا مع و دليل ساطع على صحة القول بالرجعة و هذا المراد بقوله (صلی الله علیه و آله): (سيكون فى امتي كلما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة).
و في تفسير الرازي ج 7 ص 66 أورد القضية بنحو الاختصار، و في تفسير أبي السعود هامشه ج 7 ص 412 بمثل ما نقلناه عن المجمع في الصورة الثالثة، و فى تفسير الثعلبي على ما فى ج 7 ص 333 من بحار الانوار قال قالت العلماء بأخبار الأنبياء بعث عيسى رسولين من الحواريين الى انطاكية فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات الى آخر ما تقدم من المجمع، و في تفسير النيشابوري هامش الطبري ص 10 ج 23 ذكر القضية و لا نعيدها إلا انه بعد قوله و آمن أهل مملكته يقول و آمن الملك و بعض حاشيته و بقي آخرون على الكفر فاهلكوا بالصيحة، و في غيرها من تفاسير القوم الذي لا داعي بذكرها فراجع.
صورة رابعة:
قال فى ج 7 ص 329 من بحار الأنوار نقلا عن كتاب القصص باسناده الى اسماعيل بن جابر عن الصادق «ع» ان عيسى لما أراد وداع أصحابه جمعهم و أمرهم بضعفاء الخلق و نهاهم عن الجبابرة فوجه اثنين الى انطاكية فدخلا فى يوم عيد لهم فوجداهم قد كشفوا عن الأصنام و هم يعبدونها فعجلا عليهم بالتعنيف فشدا بالحديد و طرحا فى السجن فلما علم شمعون بذلك اتى انطاكية فدخل عليهما
ص: 146
في السجن و قال ألم انهكما عن الجبابرة ثم خرج من عندها و جلس مع الناس مع الضعفاء فأقبل يطرح كلامه الشيء بعد الشيء فأقبل الضعيف يدفع كلامه الى من هو اقوى منه و اخفوا كلامه خفاء شديدا فلم يزل يتراقى الكلام حتى انتهى الى الملك فقال منذ متى هذا الرجل في مملكتي؟ قالوا منذ شهرين فقال علي به فلما نظر اليه وقعت عليه محبته فقال لا اجلس إلا و هو معي فرأى فى منامه شيئا افزعه فسأل شمعون عنه فأجاب بجواب حسن فرح ثم القى عليه فى المنام ما اهاله فأولها بما ازداد به سرورا فلم يزل يحادثه حتى استولى عليه ثم قال ان فى حبسك رجلين عابا عليك قال نعم قال فعلي بهما فلما اتى بهما قال ما إلهكما الذي تعبدان قالا (اللّه) قال يسمعكما اذا سألتماه و يجيبكما اذا دعوتماه قالا نعم قال شمعون فأنا اريد ان استبرء ذلك منكما قالا قل قال هل يشفي لكما الأبرص؟ قالا نعم قال فأتى بأبرص فقال سألاه ان يشفي هذا قال فمسحاه فبرء قال و انا افعل مثل ما فعلتما قال فانى بآخر فمسحه شمعون فبرء قال فبقيت خصلة إن اجبتماني اليهما آمنت بالهكما قالا و ما هي؟ قال ميت تحييانه قالا نعم و اقبل على الملك و قال ميت يغنيك امره قال نعم ابني قال اذهب بنا الى قبره فانهما قد امكناك من انفسهما فتوجهوا الى قبره فبسطا ايديهما فبسط شمعون يديه فما كان بأسرع من أن صدع القبر فقام الفتى و اقبل على أبيه فقال أبوه ما حالك؟ قال كنت ميتا ففزعت فزعة فاذا ثلاثة قيام بين يدي اللّه باسطوا أيديهم يدعون اللّه أن يحييني و هما هذان و هذا و قال شمعون أنا لالهكما من المؤمنين فقال الملك أنا بالذي آمنت به يا شمعون من المؤمنين و قال وزراء الملك و نحن بالذي آمن به سيدنا من المؤمنين فلم يزل الضعيف يتبع القوي فلم يبق بانطاكية أحد إلا آمن به.
(قال الطبسي): و هذه الرواية شارحة و مبينة لبقية الروايات التي قدمناها و جامعة بجميع ما يرتبط بالمقام و يبين لنا كيفة دخول المناظرة مع المذاهب الباطلة بطريق حسن و يوافق قوله تعالى (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
ص: 147
43 - (أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) (1).
قال في الكشاف ج 2 ص 429 فى ذيل الآية و هذا مما يرد قول (أهل الرجعة) قال الحكيم الفيلسوف صدر المتآلهين في تفسير هذه السورة بعد نقل كلام الكشاف ان الآية لا تدل على بطلان القول بالرجعة التي نقول بها الامامية فى مقام رده ما نصه ان المتبع في باب الاعتقادات اما بالبرهان و اما بالنقل الصحيح القطعي عن أهل العصمه و الولاية و قد صح عندنا بالروايات المتضافرة من أئمتنا و سادتنا من أهل بيت النبوة و العلم لحقية مذهب الرجعة و وقوعها عند ظهور (قائم آل محمد) و العقل أيضا لا يمنعه لوقوع مثله كثيرا من إحياء الموتى باذن اللّه على يدي أنبيائه كعيسى و شمعون و غيرهما من الانبياء عليهم السلام.
(قال الطبسي): و لقد أجاد فى رده لكن الاولى الاستشهاد و الاستدلال بما صدر من إحياء الموتى عن سيد الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» و لا بأس بالاشارة الى بعض الموارد (منها): ما ذكره فى ج 9 من بحار الانوار ص 554 فى باب ما صدر منه عليه السلام من الاحياء نقلا عن الشيخ الثقة الجليل الراوندي عن مولانا الصادق «ع» قال كانت من بني مخزوم لهم خؤلة من علي عليه السلام فأتاه شاب منهم يوما قال يا خال مات ترب لي فحزنت عليه حزنا شديدا قال فتحب أن تراه؟ قال نعم قال فانطلق بنا الى قبره فدعا اللّه فقال قم يا فلان باذن اللّه فاذا الميت جالس على رأس قبره و هو يقول و نيه و نيه سالا معناه قال لبيك لبيك سيدنا فقال «ع» ألم تمت و أنت رجل من العرب؟ قال نعم و لكن مت على ولاية فلان و فلان فانقلب لساني لسان أهل النار.
و منها: ما رواه فيه عن مولانا الباقر «ع» ان عليا مر يوما في أزفة الكوفة فانتهى الى رجل حمل جريثا فقال انظروا الى هذا حمل اسرائيليا فأنكر الرجل فقال متى صار الجريث اسرائيليا فقال علي اما انه اذا كان يوم الخميس
ص: 148
ارتفع لهذا الرجل من صدغه دخان فيموت مكانه فأصابه فى اليوم الخامس ذلك مكانه فمات فحمل الى قبره فلما دفن جاء أمير المؤمنين «ع» الى قبره مع جماعة فدعا اللّه ثم رفسه برجله فاذا الرجل قائم بين يديه يقول الراد على علي كالراد على اللّه و على رسوله فقال «ع» عد قبرك فعاد قبره.
و منها: ما ذكره عن عيسى الهروي عن الامام الصادق «ع» قال ان فلان و فلان و ابن عوف أبو النبي (صلی الله علیه و آله) ليعيبوه فقال الأول اتخذ اللّه ابراهيم خليلا فماذا صنع ربك بك؟ و قال الثاني كلم اللّه موسى تكليما فماذا صنع بك ربك؟ و قال ابن عوف عيسى بن مريم يحيي الموتى باذن اللّه فما صنع ربك بك؟ فقال (صلی الله علیه و آله) للأول اتخذ اللّه ابراهيم خليلا و اتخذني حبيبا، و قال للثاني كلم اللّه موسى تكليما من وراء الحجاب و قد رأيت عرش ربي و كلمني، و قال للثالث عيسى بن مريم يحيي الموتى و إن شئتم أحييت لكم موتاكم قالوا قد شئنا و على ذلك داروا فأرسل النبي (صلی الله علیه و آله) الى علي فدعاه فأتاه فقال له اقدمهم على القبور ثم قال لهم اتبعوه فلما توسط الجبانة تكلم بكلمه فاضطرت و ارتجت قلوبهم و دخلهم من الذعر ما شاء اللّه و تغيرت ألوانهم و لم يقبل ذلك قلوبهم فقالوا يا أبا الحسن أقلنا عثراتنا قال «ع» إنما رددتم على اللّه لا أقالكم اللّه يوم القيامة و رواه السيد الشريف المرتضى فى عيون المعجزات.
و فيه ص 505 عن بصائر الدرجات عن سلمة بن الخطاب عن عبد اللّه بن محمد عن عبد اللّه بن القاسم عن عيسى شلقان قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول ان أمير المؤمنين «ع» كانت له خؤلة من بني مخزوم و ان شابا منهم أتاه فقال يا خال ان أخي و ابن أبي مات و قد حزنت عليه حزنا شديدا فقال؟ فتشتهي أن تراه؟ قال نعم قال فأرني قبره فخرج و معه برد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) السحاب فلما انتهى الى القبر تململت؟؟؟ شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره و هو يقول (رميكا رميكا) بلسان الفرس فقال «ع» له ألم تمت و أنت رجل من العرب؟ قال بلى و لكنا متنا على سنة فلان و فلان فانقلبت ألسنتنا.
و منها: ما ذكره في الخرايج و الجرايح عن سليمان الأعمش عن سمرة بن عطية عن سلمان الفارسى قال ان امرئة من الانصار يقال لها ام فروة تحض على نقض بيعة أبي بكر و تحث على تبعية علي فبلغ أبو بكر فأحضرها فاستتابها فأيت
ص: 149
عليه فقال يا عدوة اللّه أتحضين على فرقة جماعة اجتمع عليه المسلمون فما قولك في إمامتي؟ قالت ما أنت بامام، قال فمن أنا؟ قالت أنت أمير قومك و لوك فاذا أكرموك و الامام المخصوص من اللّه و رسوله لا يجوز عليه الجور و على الأمير و الامام المخصوص أن يعلم ما في الظاهر و الباطن و ما يحدث فى المشرق و المغرب من الخبر و الشر فاذا قام في شمس أو قمر فلا فيء له و لا يجوز الامامة لعابد و ثن و لا لمن كفر ثم أسلم فمن أيها أنت يابن أبي قحافة؟ قال أنا من الائمة الذين اختارهم اللّه لعباده فقالت كذبت و لو كنت ممن اختارك اللّه لذكرك فى كتابه كما ذكر غيرك فقال عز و جل (وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) ويلك إن كنت إماما فما اسم سماء الدنيا و الثانية و الثالثة و الرابعة و الخامسة و السادسة و السابعة؟ فبقى أبو بكر متحيرا لا يدر جوابا ثم قال اسمها عند اللّه الذي خلقها، قالت لو جازت للنساء أن يعلمن لعلمتك، فقال يا عدوة اللّه لتذكرن اسم سماء سماء و إلا قتلتك، فقالت أبا لقتل تهددني و اللّه ما ابالي أن يجري قتلي على يد مثلك و لكني أخبرك أما السماء الدنيا فاسمها ايلول و الثانية ربعون و الثالثة سقحوم و الرابعة ذيلول و الخامسة ماين و السادسة ماجير و السابعة ايوث، فبقى أبو بكر متحيرا فقال ما تقولين فى علي بن أبي طالب؟ قالت و ما عسى أن أقول فى إمام الأئمة و وصي الأوصياء من أشرق بنوره الأرض و السماء من لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته و لكنك نكثت و استبدلت و بعت دينك، فقال أبو بكر اقتلوها فقد ارتدت فقتلت، و كان علي في ضيعة بوادي القرى فلما قدم و بلغه قتل ام فروة فخرج الى قبرها فاذا عند قبرها أربعة طيور بيض مناقيرهن حمر في منقار كل واحد حبة رمان و هي تدخل في فرج القبر فلما نظرن الى علي «ع» رفرفن و قرقرن فأجابهن بكلام يشبه كلامهن قال أفعل إنشاء اللّه و وقف على قبرها و مد يداه رافعا الى السماء و قال (يا محي النفوس بعد الموت و يا منشىء العظام الدارسات احي لنا ام فروة و اجعلها عبرة لمن عصاك) فاذا بهاتف امض لأمرك يا أمير المؤمنين و خرجت ام فروة متلحفة بريطة خضراء من السندس الأخضر قالت يا مولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفىء نورك فأبى اللّه لنورك الاطفاء فبلغ أبو بكر و عمير ذلك فبقيا متعجبين فقال سلمان لهما لو أقسم أبو الحسن على اللّه أن يحيي الأولين
ص: 150
و الآخرين لأحياهم وردها أمير المؤمنين الى زوجها و ولدت غلامين له و عاشت بعد علي ستة أشهر.
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ و يأب اللّه إلا أن يتمه وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
و منها: إحيائه سام بن نوح على ما رواه في البحار من أن جماعة أتوا النبي (صلی الله علیه و آله) من أهل اليمن فقالوا نحن من بقايا الملوك المتقدمة من آل نوح و كان وصيه اسمه سام و أخبرنا في كتابه ان لكل نبي معجزة و له وصي يقوم مقامه فمن وصيك فأشار بيده الى علي بن أبي طالب فقالوا يا محمد إن سألنا أن يرينا سام ابن نوح فيفعل؟ فقال نعم باذن اللّه فقال يا علي قم معهم الى داخل المسجد و اضرب برجلك الأرض عند المحراب فذهب علي «ع» و بأيديهم صحف الى أن دخل الى المحراب و رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) داخل المسجد فصلى ركعتين ثم قام فضرب برجله الأرض فانشقت الأرض فظهر لحد و تابوت فقام من التابوت شيخ يتلا لا وجهه القمر ليلة البدر و ينفض التراب من رأسه و له لحية سوداء الى سرته و صلى على علي و قال أشهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه سيد المرسلين و انك علي وصي محمد سيد الوصيين و أنا سام بن نوح فنشروا اولئك صحفهم فوجدوا كما وصفوه فى الصحف ثم قالوا نريد أن تقرء سورة فأخذ فى قرائته ثم تمم السورة ثم سلم على علي و نام كما كان و انضمت الأرض و قالوا بأسرهم (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ) و آمنوا و أنزل اللّه: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَ هُوَ يُحْيِ الْمَوْتى).
و منها: ما في كتاب الفضائل روي ان قوما من الخوارج لما بلغوا بساباط و أتاهم رجل من شيعته و قال يا أمير المؤمنين أنا من شيعتك و كان لي أخ و كنت شفيقا عليه فبعثه عمر في جنود سعد بن أبي وقاص الى قتال أهل المدائن و قتل هناك فأدني قبره و مقتله فأراه إياه فمد الرمح و هو راكب بغلته الشهباء فوكز القبر بأسفل الرمح فخرج رجل أسمر طويل يتكلم بالعجمية فقال له أمير المؤمنين لم تتكلم بالعجمية و أنت رجل من العرب؟ فقال اني كنت أبغضك و اوالي اعدائك فانقلب لساني في النار فقال يا أمير المؤمنين رده من حيث جاء فلا حاجة لنا فيه فقال
ص: 151
له أمير المؤمنين ارجع فرجع الى القبر و انطبق عليه.
(قال الطبسي): الموارد التي أحبى الأموات صلوات اللّه عليه باذنه تعالى كثيرة متفرقة في خلال الأبواب يحتاج الى مجلد ضخم كيف و هو المصداق الحقيقي لقوله تعالى: أطعني حتى أجعلك مثلي أنا أقول لشيء كن فيكون و أنت تقول لشيء كن فتكون. و من هذه الموارد التي ذكرناها مضافا الى احياء الأموات يظهر على المنصف البصير مطالب اخر نسأل اللّه البصيرة و حسن السيرة.
44 - (وَ اذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ * اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ * وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا وَ ذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (1).
في المجمع ج 8 ص 478 و روى عن أبي عبد اللّه «ع» ان اللّه تعالى أحيا له أهله الذين كانوا ماتوا قبل البلية و أحيا له أهله الذين ماتوا و هو في البلية (و رحمة) منا أي فعلنا ذلك به لرحمتنا إياه. و في تفسير القمي (ره) في قوله:
(وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ) الآية قال أحيى اللّه له أهله الذين ماتوا قبل البلية و أحيى أهله الذين ماتوا و هو فى البلية هذا ما ذكره في سورة الانبياء، و فيه فى سورة ص و القرآن ص 569 عن أبيه عن ابن فضال عن عبد اللّه بن محبوب عن ابن مسكان عن أبي بصير الأجلاء عن الامام الصادق «ع» قال سألته عن بلية أيوب التي ابتلى بها في الدنيا لأي علة كانت؟ قال لنعمة أنعم اللّه بها عليه في الدنيا و أدى شكرها و كان فى ذلك الزمان لا يحجب ابليس عن دون العرش فلما صعد و رأى شكر نعمة أيوب حسده ابليس فقال يا رب ان أيوب لم يؤد اليك شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا و لو حرمته دنياه ما أدى اليك شكر نعمة أبدا
ص: 152
فسلطني على دنياه حتى تعلم انه لا يؤدي شكرا أبدا فقيل له سلطتك على دنياه و ولده قال و انحدر ابليس فلم يبق له أعني أيوب مالا و لا ولدا إلا عطبه فازداد ايوب شكرا قال فسلطني على زرعه قال فعلت فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترقت فازداد له شكرا و حمدا قال يا رب سلطني على غنمه فأهلكها فازداد ايوب للّه شكرا و حمدا قال يا رب سلطني على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله و عينه فنفخ فيه ابليس فصار قرحة واحدة من قرنه الى قدمه فبقي فى ذلك دهرا طويلا يحمد اللّه و يشكره و كانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم «ع» تتصدق من الناس و تأتيه بما تجده قال فلما طال عليه البلا و رأى ابليس صبره اتى أصحابا له كانوا رهبانا في الجبال فقال لهم مروا بنا الى هذا العبد المتبلى فنسأله عن بليته فركبوا بغالا شهبا و جاؤا اليه (الى أن يقول) و كان فيهم شاب حدث السن فقعدوا اليه فقالوا يا ايوب لو اخبرتنا بذنبك لعل اللّه كان يهلكنا اذا سألناه فقال ايوب و عزة ربي انه ليعلم اني ما أكلت طعاما إلا و يتيم أو ضعيف يأكل معي و ما عرض لي أمران كلاهما طاعة للّه إلا أخذت بأشدهما على بدني فقال الشاب سوء لكم عمدتم الى نبي اللّه فعيرتموه حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسترها فقال ايوب يا رب لو جلست مجلس الحكم منك لا دليت بحجتي فبعث اللّه غمامة اليه فقال يا ايوب أدلني بحجتك فقد اقعدتك مقعد الحكم و ها أناذا قريب و لم أزل فقال يا رب انك لتعلم انه لم يعرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا أخذت بأشدهما على نفسي ألم احمدك ألم اشكرك ألم اسبحك؟ قال فنودي من الغمامة بعشرة الف لسان من صيرك تعبد اللّه و الناس عنه غافلون و تسبحه و تحمده و تكبره و الناس عنه غافلون أتمن على اللّه بما للّه فيه المنة عليك قال فأخذ التراب فوضعه في فيه ثم قال لك العتبى يا رب أنت فعلت ذلك بي قال فأنزل اللّه ملكا فوكز رجله فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان و اطرى و انبت اللّه عليه روضة خضراء ورد عليه اهله و ماله و ولده و زرعه و قعد معه الملك يحدثه و يؤنسه فأقبلت امرأته و معها الكسر فلما انتهت الى الموضع اذا الموضع تغير و اذا رجلان جالسان فبكت و صاحت و قالت يا ايوب ما دهاك فناداها ايوب فأقبلت فلما رأته قد رد اللّه عليه بدنه و نعمته سجدت للّه شكرا فرأى ذوائبها مقطوعة و ذلك انها
ص: 153
سألت قوما ان يعطوها ما تحمله الى ايوب من الطعام و كانت حسنة الذوائب فقالوا لها تبيعينا ذوائبك هذه حتى نعطيك؟ فقطعتهما و دفعتهما اليهم فأخذت منهم طعاما لأيوب فلما رآها مقطوعة الشعر غضب و حلف ان يضربها مأة فأخبرته انه كان سببه كيت و كيت فاغتم ايوب من ذلك فأوحى اللّه اليه (وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَ لا تَحْنَثْ) فأخذ مأة شمراخ فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه (وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا وَ ذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) قال فرد اللّه عليه اهله الذين ماتوا قبل البلية ورد عليه اهله الذين ماتوا بعد ما اصابهم البلية كلهم احياهم الله فعاشوا معه و سئل ايوب بعد ما عافاه الله أي شيء كان اشد عليك بما مر عليك؟ قال شماتة الأعداء قال فأمطر الله عليه فى داره فراش الذهب و كان يجمعه فاذا ذهب الريح منه بشيء عدا خلقه فرده فقال جبرئيل أما تشبع يا أيوب؟ قال و من يشبع من رزق ربه. و فى ج 2 من تفسير البرهان بمثل ما نقلناه.
(قال الطبسي): فاعتبروا يا اهل البصيرة و تبصروا و تفكروا فى هذه القضية كيف امتحن الله نبيه ايوب و كيف اظهر عدو الله ابليس عداوته مع نبي الله «ع» و كيف صبر في هذه البلية العظمى التي العقول فيها حيارى و الافهام صرعى لكنه صبر فظفر فبالنتيجة رد الله عليه كل ما اخذ منه من امواله و اولاده و زرعه و احيا الله له اولاده جميعا و من الغرائب تفصيل القضية في كتب القوم و تفاسيرهم(1) بأبسط ما في كتبنا و يذكرون إحياء الله له اهله و اولاده قبلا و بعدا و مع ذلك يطعنون على الشيعة القائلين بالرجعة و المستفاد من الروايات انم.
ص: 154
هذه الرجعة كانت سبعة سنين او ثمانية عشر سنة و لا يفرق ذلك على الله الذي ازمة جميع الامور بيده و قادر على كل شيء.
صورة اخرى:
فى ج 7 من بحار الانوار ص 204 عن الخصال باسناده عن جعفر بن محمد عليه السلام عن ابيه قال ان ايوب ابتلى سبع سنين بغير ذنب و ان الأنبياء لا يذنبون معصومون مطهرون لا يذنبون و لا يزيغون و لا يرتكبون ذنبا لا صعيرا و لا كبيرا و قال «ع» ان ايوب من جميع ما ابتلى به لم تنتن له رائحة و لا قبحت له صورة و لا خرجت منه مدة و لا دم و لا قيح و لا استقذره احد رآه و لا استوحش منه احد شاهده و لا تدود من جسده و هكذا يصنع الله عز و جل بجميع من يبتليه من انبيائه و اوليائه المكرمين عليه و إنما اجتنبه الناس لفقره و ضعفه فى ظاهر امره لجهلهم بماله عند ربه تعالى ذكره من التأييد و الفرج و قد قال النبي (صلی الله علیه و آله): اعظم الناس بلاء الانبياء ثم الأمثل فالامثل. و إنما ابتلاه اللّه عز و جل بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلا يدعوا له الربوبية اذا شاهدوا ما اراد الله ان يوصله اليه من عظائم نعمه تعالى متى شاهدوه و ليستدلوا بذلك على ان الثواب من الله تعالى ذكره على ضربين استحقاق و اختصاص و لئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه و لا فقيرا لفقرة و لا مريضا لمرضه و ليعلم انه يسقم من يشاء و يشفي من يشاء متى يشاء كيف شاء بأي شيء شاء و تجعل ذلك عبرة لمن شاء و شقاوة لمن شاء و سعادة لمن شاء و هو عز و جل فى جميع ذلك عدل فى قضائه و حكم في افعاله (لا يفعل بعباده إلا الأصلح و لا قوة لهم) الآية.
(قال الطبسي): و هذه الرواية اوفق و اصوب من جميع الروايات الواردة فى قصة ايوب باصولنا و الرواية السابقة مشتملة على بعض الفقرات التي لا تليق بشؤن النبوة و مقام الخلافة فلا بد حمل تلك الفقرات على النقية فان النبي
ص: 155
و الرسول اذا ابتلى ببعض الأمراض من مثل وقوع الديدان او النتن فى بدنه يصير موجبا لتنفر الطباع و حاشاه من ذلك و لذا بعض فقراتها ضربنا الصفح في الكتابة و اما الفقرات الموافقة لبقية الروايات و الكتاب فنأخذ بها و التفكيك فى الرواية في بعض الفقرات متداولة بمثل ما اذا كانت الرواية مشتملة على بعض ما لا يوافق الكتاب او يخالفه او يخالف الاجماع او العقول كثيرة.
45 - (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) (1).
في تفسير القمي ص 584 قال قال الصادق «ع» ذلك في الرجعة. و فى البرهان ج 2 ص 950 عن بعض معاصريه فى كتاب الرجعة عن الحسن بن محبوب الثقة الأمين عن محمد بن سلام عن أبي جعفر «ع» في قوله تعالى: (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) قال هو خاص لا قوام في الرجعة بعد الموت، و في الصافي انها فى الرجعة، و فى ج 13 من بحار الأنوار ص 292 عن كتاب الاختصاص من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن محمد ابن مسلم عن أبي جعفر «ع» عن قوله تعالى: (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) الآية الى آخر ما ذكرنا، و فيه ص 237 بخط بعض الأعلام فى الحاشية نقلا عن خط السيد رحمه اللّه عن الصواني في كتابه باسناده قال سئل الرضا «ع» عن تفسير (أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين) قال و اللّه ما هذه الآية إلا في الكرة، قال شيخنا المجلسي فى البيان إحدى الاحيائين في الرجعة و الاخرى في القيامة و إحدى الامانتين فى الدنيا و الاخرى في الرجعة، و عن بعض المفسرين التثنية بالاحياء في القبر للسؤال و الاماتة فيه، و منهم من حمل الاماتة الاولى على خلقهم ميتين لكونهم نطفة.
(قال الطبسي): و الصواب ما أفاده المجلسي (ره) و بعض الاحتمالات البادرة مما يخالف النص و شعر بلا ضرورة و اجتهاد في مقابل النص و لا حجية فيه.
ص: 156
46 - (النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا) (1).
في تفسير القمي 586 قال ذلك فى الدنيا قبل القيامة و ذلك ان فى القيامة لا يكون غدو و لا عشى لأن الغدو و العشي إنما يكون فى الشمس و القمر و ليس فى الجنان الخلد و نيرانها شمس و لا قمر، و قال رجل لأبي عبد اللّه «ع» ما تقول في قول اللّه تعالى: (النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا) فقال أبو عبد اللّه ما يقول الناس فيها فقال يقولون انها فى نار الخلد و هم لا يعذبون فيما بين ذلك فقال «ع» فهم من السعداء فقيل له جعلت فداك فكيف هذا فقال إنما هي في الدنيا فأما نار الخلد هو قوله تعالى: (وَ يَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ).
و في المجمع ج 8 ص 525 عن نافع عن ابن عمر ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة و العشا إن كان من أهل الجنة و إن كان من أهل النار فمن النار يقال هذا مقعدك حين يبعثك اللّه يوم القيامة، و قال أبو عبد اللّه الصادق «ع» ذلك في الدنيا قبل القيامة لأن فى نار القيامة لا يكون غدو و لا عشي، الحديث.
47 - (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) (2).
فى تفسير القمي ص 586 قال و هو في الرجعة اذا رجع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و الأئمة عليهم السلام عن أحمد بن ادريس (أبو علي الأشعري) الثقة الجليل عن أحمد بن محمد الى جميل بن دراج الثقة الأمين عن الامام الصادق «ع» قال قلت
ص: 157
قول اللّه عز و جل: (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) قال ذلك و اللّه في الرجعة أما علمت ان أنبياء اللّه تبارك و تعالى لم ينصروا في الدنيا و قتلوا و أئمة من بعدهم لم ينصروا و ذلك فى الرجعة، و قال علي بن ابراهيم (وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) يعني الأئمة (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ) ، و فى تفسير البرهان ج 2 ص 955 بطريق سعد ابن عبد اللّه بمثل ما ذكر عن القمي (ره)، و فيه عن ابن بابويه فى مزاره باسناده عن أبي بصير الثقة الجليل عن أبي جعفر «ع» قال تلا هذه الآية: (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) قال الحسين بن علي قتل و لم ينصر بعد ثم قال و اللّه لقد قتل قتلة الحسين و لم يطلب بدمه.
48 - (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ فَإِمّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) (1).
فى تفسير القمي 588 في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «ع» قال ان ان الفرح و المرح و الخيلاء كل ذلك في الشرك و العمل في الأرض بالمعصية، و قوله تعالى: (وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ) يعني أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السلام فى الرجعة اذا ردهم (قالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنا بِما كُنّا بِهِ مُشْرِكِينَ - أي جحدنا بما أشركناهم - فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ).
49 - (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (2).
ص: 158
فى البرهان ج 2 ص 983 عن القمي (ره) فى معنى الآية ثم ذكر اللّه الأئمة عليهم السلام فقال (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) يعني فانهم يرجعون أي الأئمة «ع» الى الدنيا، و فيه عن ابن بابويه باسناده عن أبي هريرة قال سألت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عن قول اللّه عز و جل: (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) قال جعل الأئمة فى عقب الحسين «ع» يخرج من صلبه تسعة من الأئمة و منهم - مهدي هذه الامة - ثم قال لو ان رجلا ظعن بين الركن و المقام ثم لقي اللّه مبغضا لأهل بيتي دخل النار.
(قال الطبسي): و قد مر فى ج 1 ص 196 من هذا الكتاب عن ينابيع المودة ما يناسب المقام فراجع.
50 - (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) (1).
فى البرهان ج 2 ص 997 عن تفسير القمي ذلك اذا رجعوا في الرجعة من القبر يغشى الناس كلهم ظلمة فيقولون هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون - فقال اللّه تعالى ردا عليهم: (أَنّى لَهُمُ الذِّكْرى) فى هذا اليوم و قد جائهم رسول أمين.
51 - (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (2).
ص: 159
فى البرهان ج 2 ص 1002 روي عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام انه قال أيام اللّه المرجوة ثلاثة: يوم قيام (القائم) و يوم (الكرة) و يوم (القيامة).
(قال الطبسي): و قد مر فى ج 1 ص 375 حديث يرتبط بالمقام فراجع و المراد بيوم الكرة الرجعة.
52 - (وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً) (1)
في ج 13 من بحار الأنوار ص 226 (وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) إنما عنى الحسن و الحسين عليهما السلام، ثم عطف على الحسين فقال حملته امه كرها و وضعته كرها و ذلك ان اللّه لما أخبر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و بشره بالحسين قبل حمله و ان الامامة تكون في ولده الى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه من القتل و المصيبة في نفسه و ولده ثم عوضه بأنه جعل الامامة في عقبه و أعلمه انه يقتل ثم يرد الى الدنيا و ينصر حتى يقتل أعدائه و يملكه أعدائه و هو قوله تعالى: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) الآية و قوله (وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) الآية فبشر اللّه نبيه ان أهل بيتك يملكون الأرض و يرجعون الى الدنيا و يقتلون أعدائهم فأخبر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فاطمة بخبر الحسين و قتله فحملته كرها ثم قال أبو عبد اللّه عليه السلام فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فيحمله كرها أي انها اغتمت و كرهت لما اخبرت بقتله و وضعته كرها لما علمت من ذلك.
53 - (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
ص: 160
وَ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً) (1) .
فى البرهان ج 2 ص 1024 عن سعد بن عبد اللّه باسناده الى منخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر «ع» قال قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال يظهره اللّه فى الرجعة، و فيه عن محمد بن يعقوب باسناده عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي قال قلت (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ) قال هو الذي أمر رسول اللّه بالوصية و الولاية هي دين الحق قلت ليظهره على الدين كله قال يظهر على جميع الأديان عند قيام (القائم) يقول اللّه - و اللّه متم ولاية (القائم) و لو كره الكافرون - بولاية علي، و في الصافي يقول فى آخر الخبر ليظهره اللّه في الرجعة
(قال الطبسي): و قد مر ما يتعلق بهذه الآية في سورة البرائة و يأتي بعض آخر في سورة الصف إنشاء اللّه.
54 - (وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (2).
فى البرهان ج 2 ص 1044 عن سعد بن عبد اللّه باسناده عن جميل بن دراج عن الامام الصادق «ع» قال قلت له قول اللّه عز و جل: (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) قال ذلك و اللّه في الرجعة أما علمت ان أولياء اللّه تبارك و تعالى كثيرا لم ينصروا فى الدنيا و قتلوا و أئمة قتلوا و لم ينصرون فذلك في الرجعة قلت (وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) قال هي الرجعة، و عن علي بن ابراهيم (وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) قال ينادي المنادي باسم (القائم) من السماء و ذلك يوم الخروج، ثم قال علي بن ابراهيم حدثنا أحمد بن محمد عن عمر
ص: 161
ابن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّه «ع» في قوله تعالى: (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) قال هي الرجعة و قوله: (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً) قال قال في الرجعة.
55 - (يَوْمَ هُمْ عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) (1).
في البرهان ج 2 ص 1045 عن سعد بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه عن أحمد ابن محمد بن السيار عن أحمد بن عبد اللّه بن قبيصة المهلبي عن أبيه عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّه عليه السلام في باب الكرات فى قوله عز و جل: (عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ) قال يكسرون فى الرجعة كما يكسر الذهب حتى يرجع كل شيء الى شبهه يعني الى حقيقته.
56 - (وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ * فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (2).
عن علي بن ابراهيم قال ينزل المطر من السماء فيخرج به أموات العالم من الأرض و ما توعدون من أخبار القيامة و الرجعة و الأخبار التي فى السماء ثم قسم عز و جل بنفسه (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) يعني ما وعدتكم، و في البرهان ج 2 ص 1046 عن محمد بن العباس رحمه اللّه الثقة الجليل بسنده الطويل الى اسحاق بن عبد اللّه عن علي بن الحسين «ع» في قول اللّه عز و جل: (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) قال قوله انه لحق
ص: 162
قيام (القائم) و فيه نزلت (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) الآية و عن اليقطيني عن جده الحسن عن علي بن ابراهيم قال قال (لترجعن نفوس ذهبت و ليقتصن يوم يقدم) و من عذب يقتص بعذابه و من أغيظ أغاظ بغيظه و من قتل اقتص بقتله ورد لهم أعدائهم معهم يأخذون بثارهم ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا ثم يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثارهم و عفوا أنفسهم و يصير عدوهم الى أشد النار، الحديث.
57 - (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) (1).
فى تفسير الصافى قال من يوم القيامة و الرجعة.
58 - (وَ إِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ) (2).
في البرهان ج 2 ص 1053 عن تفسير القمي قال قال عذاب الرجعة بالسيف، و فيه عن محمد بن العباس المتقدم باسناده عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر «ع» قال و ان للذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك.
59 - (وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) (3).
فى تفسير القمي ص 655 علي بن ابراهيم قال المؤتفكة البصرة و الدليل على ذلك قول أمير المؤمنين «ع» يا أهل البصرة و يا أهل المؤتفكة يا جند المرئة و اتباع
ص: 163
البهيمة رغا فأجبتم و عقر فانهزمتم ماؤكم زعاق و أديانكم رقاق و فيكم النفاق لعنتم على لسان سبعين نبيا ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أخبرني ان جبرئيل أخبره انه طوى له الأرض فرأى البصرة أقرب الأرضين من الماء و أبعدها من السماء و فيها تسعة أعشار الشر و الداء العضال و المقيم فيها مذنب و الخارج منها برحمة و قد ائتفكت بأهلها مرتين و على اللّه الثالثة و الثالثة فى الرجعة. و في تفسير البرهان ج 2 ص 1063 عن محمد بن يعقوب الكليني باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه «ع» قال قلت له (وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) قال هم أهل البصرة و هم المؤتفكة.
(قال الطبسي): ما قاله صلوات اللّه عليه من الذم إنما هو راجع الى الذين وافقوا المرئة و اتبعوا البهيمة فى ذلك الوقت، و أما فى زماننا هذا ففيها رجال الشيعة و التابعين للشرع و الشريعة خصوصا فى إقامة شعائر الحسينية وفقهم اللّه و إيانا (وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
60 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) (1).
فى البرهان ج 2 ص 1111 عن محمد بن العباس باسناده الى زياد بن المنذر عمن سمع عليا «ع» يقول العجب بين جمادى و رجب فقام رجل فقال يا امير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه فقال ثكلتك امك و أي العجب أعجب من أموات يضربون كل عدو للّه و لرسوله و لأهل بيته و ذلك تأويل هذه الآية:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) فاذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك و أي واد سلك و ذلك تأويل هذه الآية: (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً).
ص: 164
61 - (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (1).
في المجمع ج 9 ص 280 عن العياشي بالاسناد عن عمران بن ميثم عن عباية ابن ربعي انه سمع أمير المؤمنين «ع» يقول: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) أظهر بعد ذلك قالوا نعم قال كلا فو الذي نفسي بيده حتى لا يبقى قرية إلا و ينادى فيها بشهادة أن لا إله إلا اللّه بكرة و عشيا. و في ج 2 من البرهان ص 1113 بعينه إلا انه قال بعد قوله بشهادة أن لا إله إلا اللّه الخ، و ان محمدا رسول اللّه بكرة و عشيا. و فيه عن يوسف بن يعقوب عن محمد بن أبي بكر المقري عن نعيم بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) قال لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي و لا نصراني و لا صاحب ملة إلا صار الى الاسلام حتى تأمن الشاة و الذئب و البقر و الأسد و الانسان و الحية حتى لا تقرض فارة جرابا و حتى توضع الجزية و يكسر الصليب و يقتل الخنزير و هو قوله تعالى (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) و ذلك عند قيام (القائم) عليه السلام. و فيه عن محمد بن يعقوب باسناده عن أبي الفضيل عن أبي الحسن الماضي و قد مر سابقا. و فيه رواية المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر انها في الرجعة. و فيه عن علي بن ابرهيم في قوله تعالى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) قال قال (بالقائم) من آل محمد اذا خرج يظهره اللّه على الدين كله حتى لا يعبد غير اللّه و هو قوله: يملا الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
و فى ج 28 من تفسير الطبري ص 58 فى قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال و ذلك عند نزول عيسى بن مريم و حين تصير الملة واحدة فلا يكون دين غير دين الاسلام. و فيه عن مهران عن سفيان عن أبي المقدام ثابت بن هرمز عن
ص: 165
أبي هريرة ليظهره على الدين كله قال خروج عيسى بن مريم.
(قال الطبسي): و قد أشرنا في الآيتين المتقدمين شطرا من الروايات و قلنا بأنه لا بد و أن يتحقق هذه السلطة و الغلبة لدين الاسلام بضرورة من العقل و قد مر الاشارة الى عدم تحققها من زمن نزول الآية الشريفة و هذا مما وعده تعالى بقوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ليغلب دين الاسلام على جميع الأديان و لا في زمن النبي الأعظم و لا أوصيائه الأثنى عشر فان أول خلفائه (علي بن أبي طالب) كان مبتلى بالمنافقين صابرا على الأذى و في العين قذى و فى الحلق شجى الى أن صار ما صار و وقع ما وقع عليه و على زوجته الطاهرة الشهيدة من كسر الضلع و احراق الباب و اسقاط الجنين و لطم الخد و ليس ينجبر إلا بصمصام عزيز مقتدر ثم ثاني الخلفاء (الحسن بن علي) كان مبتلى بطاغية الزمان رأس المنافقين معاوية بن أبي سفيان ثم من بعده (الحسين المظلوم) مع جر و معاوية يزيد و هكذا كل واحد منهم صلوات اللّه عليهم كان مقهورا لواحد من الطواغيت في عصره الى ان وقعت الغيبة التامة الكبرى فما تبين في الدنيا الى الآن أثر من هذا الوعد فلا بد و أن تكون رجعة ليتحقق فيها ذلك حدوثا (بالمهدي المنتظر) و الحجة الغائب و بقاء بالنبي الأعظم و باقي الائمة الطاهرين الى يوم القيامة، و أول من يكر و تنشق عنه الأرض بعد ظهور الغائب المستتر الحسين بن علي كما مر و يأتي و يملك أربعا و أربعين الف سنة أو خمسين الف سنة و كذلك والده الكرار صاحب الدولات و الصولات و الكرات يملك أربعين الف سنة و كل ذلك من الامور الممكنة و مقدورة للّه: (و تعالى اللّه عما يقولون الظالمون علوا كبيرا) من انكارها لأنها من القدرة و انكارها إنكار القدرة.
62 - (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (1).
عن القمي ص 691 في تفسيره اذا رجع أمير المؤمنين «ع» و يرجع أعدائه
ص: 166
فيسمهم بميسم معهم كما توسم البهائم على الخراطيم الأنف و الشفتين.
(قلت): و قد مر الكلام فى دابة الأرض ما يرتبط بالمقام فراجع.
63 - (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً) (1).
في البرهان ج 3 ص 1148 نقلا عن كتاب الرجعة لبعض معاصريه عن أسد بن اسماعيل عن أبي عبد اللّه عليه السلام حين سئل عن اليوم الذي ذكره اللّه تعالى مقداره فى القرآن بقوله: (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) هي كرة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيكون ملكه فى كرته خمسين الف سنة و يملك أمير المؤمنين عليه السلام أربعا و أربعين الف سنة لا يقال كيف ذلك و قد قيل ان عمر الدنيا مائة الف سنة.
(قلنا): أولا - صدور هذا القول غير مستند الى ما يركن اليه و من أضعف الروايات العامية و لا أثر و لا خبر عنها فى اصولنا الامامية المعتمدة - و ثانيا - لو فرض يمكن القول بالتداخل فى ملكهم و لكن الصواب انه لا يعلم مدة عمر الدنيا إلا خالق الدنيا و قد نسب الى مولانا الصادق عليه السلام:
لكل اناس دولة يرقبونها و دولتنا فى آخر الدهر يظهر
و لم يقيد بمدة، فملكهم غير محدود و موكول الى مشيئة اللّه فنسكت عما سكت اللّه عنه.
64 - (حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً * قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً * عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ
ص: 167
خَلْفِهِ رَصَداً) (1) .
عن القمي «ره» ص 700 قال (القائم) و أمير المؤمنين عليهما السلام فى الرجعة (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً) فلما أخبرهم رسول اللّه ما يكون من أخبار الرجعة قالوا متى يكون هذا؟ قال اللّه تعالى: - قل يا محمد إن ادري أقريب أم بعيد ما توعدون ألم يجعل له ربي أمدا -، و فى الصافى عن الخرائج و الجرائح عن الرضا عليه السلام فيها فرسول الله عند الله مرتضى و نحن ورثة ذلك الرسول الذي اطلعه الله على ما يشاء من غيبه فعلمنا ما كان و ما يكون الى يوم القيامة - فانه يسلك من بين يديه - المرتضى - و من خلفه رصدا -، القمي قال يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار و ما يكون بعده من أخبار - القائم - و الرجعة و القيامة، الحديث.
65 - (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ) (2).
في البرهان ج 2 ص 1157 يعني بذلك محمدا (صلی الله علیه و آله) و قيامه فى الرجعة.
(قلت): قد أشرنا الى ذلك ما يرتبط فى المقام ص 98.
66 - (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ) (3).
فى البرهان ج 2 ص 1157 باسناده عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر «ع» قوله تعالى (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ) يعني بذلك محمدا و قيامه في الرجعة ينذر فيها قوله - و انها لاحدى الكبر نذيرا للبشر - يعني محمدا نذيرا للبشر في
ص: 168
الرجعة و بهذا الاسناد عن أبي جعفر «ع» ان أمير المؤمنين «ع» كان يقول ان المدثر هو كائن عند الرجعة فقال له رجل احياء قبل يوم القيامة ثم أموات قال فقال له عند ذلك لكفرة من الكفرة بعد الرجعة أشد من الكفرات قبلها و فى قوله تعالى (وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ) فى الرجعة. عن علي بن ابراهيم ص 702 في معنى الآية قال قال يريد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) المدثر المدثر ثبويه قم فأنذر قال هو قيامه فى الرجعة ينذر فيها.
67 - (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) (1).
في ج 13 من بحار الأنوار ص 236 عن السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه الى أحمد بن عقبة عن أبيه عن عبد اللّه «ع» قال سئل الرجعة أهي حق؟ قال نعم، فقيل له من أول من يرجع؟ قال (الحسين بن علي «ع») على أثر (القائم)، قلت و معه كلهم؟ قال لا بل كما ذكره اللّه تعالى في كتابه (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) قوم بعد قوم، و فيه و يقبل الحسين في أصحابه الذين معه و معه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران فيدفع اللّه (القائم) اليه الخاتم فيكون الحسين «ع» هو الذي بلي غسله و كفنه و حنوطه فيواريه فى حفرته.
68 - (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) (2)
في البرهان ج 2 ص 1170 عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده الى أبي بصير عن الصادق «ع» (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي
ص: 169
كُنْتُ تُراباً) يعني علويا يوالي أبا تراب، و فيه عن شرف الدين النجفي باسناده مثله و قال و جاء في باطن تفسير أهل البيت و يؤيد هذا التأويل فى قوله تعالى (أَمّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً) قال هو الأول يرد الى أمير المؤمنين فيعذبه عذابا نكرا، و عن السياري يرد الأول الى أمير المؤمنين فيعذبه حتى يقول (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) أي من شيعة أبي تراب.
69 - (يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ * أَبْصارُها خاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَ إِنّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ * أَ إِذا كُنّا عِظاماً نَخِرَةً * قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ * فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ * فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَةِ) (1).
فى ج 2 من تفسير البرهان ص 1171 عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده الى محمد بن عبد اللّه بن الحسين قال دخلت مع أبي على أبي عبد اللّه «ع» فخرج بينهما حديث فقال أبي لأبي عبد اللّه «ع» ما تقول فى الكرة قال قال أقول فيها ما قال اللّه عز و جل و ذلك ان تفسيرها صار الى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قبل أن يأتي هذا بخمس و عشرين ليلة قول اللّه عز و جل (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) اذا رجعوا الى الدنيا و لم يقضوا دخولهم فقال له أبي يقول اللّه عز و جل: (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَةِ) أي شيء أراد بهذا اذا انتقم منهم و ماتت الأبدان؟ قال بقيت الأرواح ساهرة لا تنام و لا تموت. و فيه عن محمد بن العباس الثقة باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي عن الباقر «ع» قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الكرة المباركة لأهلها يوم الحساب ولايتي و اتباع أمري و ولاية علي و الأوصياء من بعده و اتباع أمرهم يدخلهم اللّه الجنة بها و معي علي وصي و الأوصياء من بعده و الكرة الخاسرة عداوتي.
ص: 170
70 - (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْ ءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) (1).
في تفسير القمي ص 712 فى الرجعة (كَلاّ لَمّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) أي لم يقض أمير المؤمنين «ع» ما قد أمره و سيرجع حتى يقضي ما أمره، و في البرهان عن علي بن ابراهيم باسناده الى جميل بن دراج عن أبي اسامة عن أبي جعفر «ع» قال سألته عن قول اللّه عز و جل (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) قال نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام يعني ما أكفره بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنين فنسب خلقه و ما أكرمه اللّه به فقال (مِنْ أَيِّ شَيْ ءٍ خَلَقَهُ) من طينة الأنبياء و خلقه فقدره للخير (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) يعني سبيل الهدى (ثُمَّ أَماتَهُ) ميتة الأنبياء (ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره.
17 - (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (2).
في إكمال الدين عن الصادق «ع» (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي سير من كان قبلكم، و في الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين «ع» لتسلكن سبيل من قبلكم من الامم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء، و في الجوامع عن الصادق «ع» لتركبن سنن من كان قبلكم من الأولين و أحوالهم، و في الكافي أو لم تركب هذه الامة بعد نبيها طبقا عن طبق فى أمر فلان و فلان و فلان، و عن القمي لتركبن سبيل من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة لا تخطون طريقهم و لا تخطى شبرا بشبر و ذراعا بذراع و باع بباع حتى لو كان قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه
ص: 171
قالوا اليهود و النصارى يا رسول اللّه؟ قال من امتي لينقض عرى الاسلام عروة عروة فيكونوا أول ما تنقضون من دينكم الامامة، و فى المجمع ج 1 ص 462 و قيل لتركبن سنن من كان قبلكم من الأولين و أحوالهم عن أبي عبيدة و روى ذلك عن الصادق «ع»، و فى كنز الفوائد ج 1 ص 60 للكراجكي لتتبعن سنن من كان قبلكم.
(قال الطبسي): قد أشرنا الى جماعة ممن ذكر الرواية و هي متواترة بين الفريقين فمن جملة ما وقع في بني اسرائيل و الامم السالفة الرجعة فلا بد بمقتضى هذه الرواية وقوعها فى هذه الامة و إلا يلزم كذب النبي بما أخبره و حاشاه، و في العيون سأل المأمون عن مولانا الرضا «ع» في مجلسه و قد اجتمع فيه الفقهاء و أهل الكلام من الفرق المختلفة ما تقول فى الرجعة؟ فقال الرضا عليه السلام انها لحق كما كانت فى الامم السالفة و نطق به القرآن و قد قال رسول اللّه يكون في هذه الامه كلما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة و القذة.
72 - (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ) (1).
في البرهان ج 2 ص 1115 عن القمي كما خلقه من نطفة يقدر أن يرده الى الدنيا و الى يوم القيامة.
(قال الطبسي): و هذا الكلام اشارة فيه إلى أن برهان الرجعة هو بعينه برهان القيامة كما انه قادر أن يرد جمع الخلائق في الحشر الكبرى كذلك قادر على أن يرد نفوسا و جماعة في الرجعة الصغرى فالمنكر للرجعة منكر للقدرة و المنكر للقدرة و نعوذ باللّه (منه) و لا ينكرها إلا القدرية و القدرية مجوس هذه الامة قال في مجمع البحرين ص 310 القدرية و هم المنسوبون الى القدر و يزعمون ان كل عبد خالق فعله و لا يرون المعاصي و الكفر بتقدير اللّه و مشيئته فنسبوا الى القدر لأنه بدعتهم و ضلالتهم، و فى شرح المواقف قيل القدرية هم المعتزلة لاستناد افعالهم
ص: 172
الى قدرتهم و فى الحديث لا يدخل الجنة قدري و هو الذي يقول لا يكون ما شاء اللّه و يكون ما شاء ابليس.
73 - (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها وَ لا يَخافُ عُقْباها) (1)
فى البرهان ج 2 ص 1195 عن علي بن ابراهيم قال قال فى الرجعة و لا يخاف عقباها قال لا يخاف من مثلها إذا رجع.
74 - (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى) (2).
فى تفسير فرات بن ابراهيم باسناده عن احمد بن طلحة الخراساني معنعنا عن جعفر بن محمد «ع» (وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى) يعني الائمة منا أهل البيت يملكون الأرض في آخر الزمان فيملؤنها قسطا و عدلا المعين لهم كمعين موسى على فرعون و المعين عليهم كمعين فرعون على موسى، و فى تفسير القمي ص 726 باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر «ع» عن قول اللّه تعالى: (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى) قال الليل فى هذا الموضع الثاني غشي أمير المؤمنين «ع» في دولته الذي جرت له عليه و أمير المؤمنين يصبر في دولتهم حتي تنقضي، قال (وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى) قال النهار هو (القائم) منا أهل البيت اذا قام غلب دولة الباطل و القرآن ضرب فيه الأمثال و خاطب نبيه به و نحن فليس يعلمه غيرنا.
75 - (وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) (3).
ص: 173
عن القمي باسناده عن الحسين بن علي بن أبي حمزة الثمالي عن أبيه عن أبى بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام فى قول اللّه تعالى: (وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) قال يعني الكرة هي الآخرة للنبي (صلی الله علیه و آله).
76 - (كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (1).
في البرهان عن الشيخ شرف الدين قال في تفسير أهل البيت عن بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن عبد اللّه بن بخيح قال قلت لأبي عبد اللّه «ع» (كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) قال يعني مرة في الكرة و مرة في القيامة.
(قال الطبسي): و فى كنز الفوائد للحافظ الكراجكي قال فى تفسير أهل البيت قال حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن عمر بن عبد العزيز عن عبد اللّه ابن بخيج الخ مثله بعينه و قد سقط من النسخة الشيخ شرف الدين أحد الوسائط و هو عمر بن عبد العزيز و الحافظ الكراجكي أقدم و أضبط من الشيخ المزبور و نقله فى ج 13 من بحار الأنوار بمثل ما ذكره الحافظ الكراجكي و اللّه أعلم.
هذه ستة و سبعون آية ما يتعلق بالرجعة بين ظاهرة الدلالة و بين مفسرة و مؤلة بأخبار كثيرة بل متواترة نقلها و ضبطها الأعلام و من يدور عليهم رحى الاستنباط و الأحكام في كل عصر من زمن الأئمة عليهم السلام الى يومنا هذا و ما صادفنا على رواية معارضة لتلك الأخبار حيث انها يوافق الكتاب كما لا يخفى و العجب لمسلم يعترف بالتوحيد و النبوة و يوم القيامة أو باضافة العدل و الامامة كيف يرضى من نفسه أن يتفوه التشكيك فى الرجعة كيف بانكارها و لا داعي للتعرض لما صدر من بعض من لاحظ له من العلم و الأدب فذروه في سنبله الباطل يموت بترك اسمه و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و لعل المتتبع في التفاسير عامة و خاصة يطلع و يتطلع بأكثر مما خرجناه و فيها غنى و كفاية لمن تبصر و يريد الهداية و تدبر (وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) .
ص: 174
الادعية و الرّجعة
ص: 175
ص: 176
قد بينا بقدر الوسع من الآيات الشريفة ما يدل على صحة القول بالرجعة ثبوتا و إثباتا، فالآن نعطف الكلام الى الأدعية الواردة من خزان العلم و أهل بيت الوحي عليهم السلام مما أشاروا اليها، فلما كان أول من يكر و يرجع الى هذه النشأة و ينفض التراب عن رأسه الشريف (الحسين بن علي ع) فلنشرع بما ورد من الدعاء المأثور فى يوم ولادته الدال على رجعته عليه السلام فنروي باسنادنا المتصل الى السيد الشريف العلوي الفاطمي قطب السالكين و جمال الملة و الدين علي بن طاووس في إقباله ص 689 فى أعمال اليوم الثالث من شهر شعبان المعظم، باسناده عن جده أبي جعفر الطوسي عند ذكر اليوم الثالث من شعبان قال: فيه ولد الحسين ابن علي «ع» خرج الى القاسم بن العلاء الهمداني(1) وكيل أبي محمد «ع» أن مولانا الحسين بن علي «ع» ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصم و ادع فيه بهذا الدعاء:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
(اللهم إني أسألك بحق هذا المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله و ولادته، بكته السماء و من فيها و الأرض و من عليها و لما يطأ لابتيهاه.
ص: 177
قتيل العبره و سيد الاسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتلة أن الأئمة من نسله و الشفاء فى تربته و الفوز معه فى أوبته و الأوصياء من عترته بعد «قائمهم» و غيبته حتى يدركوا الاوثار و ايثار الثأر و يرضوا الجبار و يكونوا خير أنصار صلى اللّه عليهم مع اختلاف الليل و النهار، اللهم فبحقهم اليك أتوسل و أسأل سؤال معترف مقترف مسيء الى نفسه مما فرط فى يومه و أمسه يسألك العصمة الى محل رمسه، اللهم و صل على محمد و عترته و احشرنا فى زمرته و بوئنا معه دار الكرامة و محل الاقامة، اللهم و كما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته و ارزقنا مرافقته و سابقته و اجعلنا ممن يسلم لأمره و يكثر الصلاة عليه عند ذكره و على جميع أوصياءه و أهل اصطفائه الممدودين - المعدودين خ ل - منك بالعدد الاثنى عشر النجوم الزهر و الحجج على جميع البشر، اللهم و هب لنا فى هذا اليوم خير موهبة و انجح لنا فيه كل طلبة كما وهبت الحسين لمحمد جده و عاد فطرس بمهده فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته و ننتظر أوبته آمين رب العالمين).
(قلت): لا يخفى موارد الاستدلال على صحة القول بالرجعة فالتشكيك فيها كاشف عن قلة التدين و ضعف الايمان.
2 - فى الاقبال ص 24 فيما يقرء فى كل ليلة من شهر رمضان برواية أبي بصير عن أبي عبد اللّه «ع» قال ادع للحج فى ليالي شهر رمضان بعد المغرب:
(اللهم بك و منك أطلب حاجتي، اللهم من طلب حاجته الى أحد من المخلوقين فاني لا أطلب حاجتي إلا منك أسألك بفضلك و رضوانك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي من عامي هذا الى بيتك الحرام سبيلا حجه مبرورة - الى قوله - و أسألك أن تقتل بي أعدائك و أعداء رسولك).
و في ص 39 برواية محمد بن أبي قرة: (اللهم اني بك و منك أطلب حاجتي - الى قوله - و أسألك أن تجعل وفاتي قتلا في سبيلك مع أوليائك تحت راية نبيك و أسألك أن تقتل بي أعدائك و أعداء رسولك).
(قلت): و هذا سؤال من اللّه تعالى بتحقق ذلك فى الدنيا لا في الآخرة و لا يكون ذلك إلا فى الرجعة الصغرى قبل الرجعة الكبرى تحت راية الحق و سلطنته الحقة و كذا ما يأتي من الأدعية مثلها و احتمل سقوط الجملة الثانية من الدعاء
ص: 178
و يحتمل تعددهما.
3 - و فيه ص 58 فى دعاء الافتتاح الذي يقرء كل ليلة من شهر رمضان برواية محمد بن أبي قرة باسناده عن محمد بن محمد بن محمد بن عبد اللّه الحسني عن محمد ابن محمد بن نصر السكوني، قال سألت أبا بكر أحمد بن محمد بن عثمان البغدادي أن يخرج إلي أدعية شهر رمضان التي كان عمه أبو جعفر محمد بن عثمان(1) بن السعيد4.
ص: 179
العمري (رض) يدعو بها فأخرج إلي دفترا مجلدا بأحمر فنسخت منه أدعية كثيرة و كان من جملتها و تدعو بها كل ليلة من شهر رمضان فان الدعاء فى هذا الشهر تسمعه الملائكة و تستغفر لصاحبه تقول:
(اللهم اني أفتتح الثناء بحمدك - الى قوله - اللهم و صل على ولي أمرك (القائم) المؤمل و العدل المنتظر و احففه - و حفه خ ل - بملائكتك المقربين و أيده بروح القدس يا رب العالمين، اللهم اجعله الداعي الى كتابك و القائم بدينك استخلفه فى الأرض كما استخلف الذين من قبله مكن له دينه الذي ارتضيته له أبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئا، اللهم أعزه و اعززه به و انصره و انتصر به نصرا عزيزا و افتح له فتحا مبينا - يسيرا - و اجعل له من لدنك سلطانا نصيرا، اللهم اظهر به دينك و سنة نبيك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك و القادة الى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة، اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه و ما قصرنا عنه فبلغناه - الى قوله - و انصرنا به على عدوك و عدونا إله الحق آمين، اللهم إنا نشكوا اليك فقد نبينا صلواتك عليه و آله و غيبة ولينا و كثرة عدونا و قلة عددنا و شدة الفتن بنا و تظاهر الزمان علينا فصل على محمد و آله و أعنا على ذلك بفتح منك تعجله و بضر تكشفه و نصر تعزه و سلطان حق تظهره و رحمة منك تجللناها و عافية منك تلبسناها برحمتك يا أرحم الراحمين).
4 - و فيه ص 61 (اللهم برحمتك فى الصالحين فأدخلنا، و في عليين فارفعنا، و بكأس من معين من عين سلسبيل فاسقنا، و من الحور العين فزوجنا، و من الولدان المخلدين كأنهم لؤلؤ مكنون فاخدمنا، و من ثمار الجنة و لحوم الطير فاطعمنا، و من ثياب السندس و الحرير و الاستبرق فالبسنا، و ليلة القدر و حج بيتك الحرام و قتلا في سبيلك فوفق لنا، الخ).
5 - و فيه ص 61 باسناده الى ابن بابويه يرفعه الى الصادق عليه السلام:
(اللهم إني أسألك أن تجعل فيما تقضي و تقدر من الأمر المحتوم فى الأمر الحكيم - الى قوله - و تجعلني ممن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري).
ص: 180
6 - و فيه ص 85 مما يختم به كل ليلة من شهر رمضان و يتكرر في كل ليلة ثلاث و عشرين قائما و قاعدا و على كل حال و الشهر كله و كيف أمكنك و متى حضرك فى دهرك بعد تمجيد اللّه تعالى و الصلاة على النبي و آله عليهم السلام:
(اللهم كن لوليك - القائم - بأمرك الحجة محمد بن الحسن - المهدي - عليه و على آبائه أفضل الصلاة و السلام في هذه الساعة و فى كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و مؤيدا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طولا و عرضا و تجعله و ذريته من الأئمة الوارثين، اللهم انصره و انتصره به و اجعل النصر منك له و الفتح على وجهه و لا توجه الأمر الى غيره، اللهم اظهر به دينك و سنة نبيك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم اني ارغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك و القادة الى سبيلك و آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار و أجمع لنا خير الدارين و اقض عنا جميع ما تحب فيهما و اجعل لنا فى ذلك الخيرة برحمتك و منك فى عافية آمين رب العالمين، و زدنا من فضلك و يدك ملأى فان كل معط ينقص من ملكه و عطائك يزيد فى ملكك).
7 - و فيه ص 97 في الصلاة على النبي في كل يوم من شهر رمضان أولها:
(إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً - الى قوله - اللهم صل على الخلف من بعده إمام المسلمين و عجل فرجه - الى قوله - اللهم مكن لهم في الأرض، اللهم اجعلنا من عددهم و مددهم و أشياعهم و أنصارهم على الحق في السر و العلانية، اللهم اطلب بذحلهم و وترهم و دمائهم و كف عنا و عنهم و عن كل مؤمن و مؤمنة بأس كل باغ و طاغ و كل دابة أنت آخذ بناصيتها انك أشد بأسا و أشد تنكيلا).
8 - و فيه ص 118 فيما يقرء في الليلة الثانية من شهر رمضان يقول:
(اللهم ارزقني صبر آل محمد و اجعلني أنتظر أمرهم و اجعلني من أنصارهم و أعوانهم في الدنيا و الآخرة).
9 - و فيه ص 144 فيما يختص باليوم الثالث عشر من دعوات غير متكررة يقول (اللهم انى أدنيك بطاعتك و ولايتك و ولاية أمير المؤمنين حبيب نبيك و ولاية
ص: 181
الحسن و الحسين سبطي نبيك و سيدي شباب أهل جنتك، و أدنيك يا رب بولاية علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي ابن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و سيدي و مولاي صاحب الزمان، أدنيك يا رب بطاعتهم و ولايتهم و بالتسليم بما فضلتهم راضيا غير منكر و لا مستكبر على ما أنزلت فى كتابك. اللهم صل محمد و آل محمد و ادفع عن وليك و خليفتك و لسانك و القائم بقسطك و المعظم لحرمتك و المعبر عنك و الناطق بحلمك و عينك الناظرة و اذنك السامعة و شاهد عبادك و حجتك على خلقك و المجاهد فى سبيلك و المجتهد فى طاعتك و اجعله في وديعتك التي لا تضيع و أيده بجندك الغالب و أعنه و أعن عنه و اجعلني و والدي و ما ولد و ولدي من الذين ينصرونه و ينتصرون به فى الدنيا و الآخرة أشعب به صدعنا و ارتق به فتقنا، اللهم أمت به الجور و دمدم بمن نصب له و اقصم رؤوس الظلالة حتى لا تدع على الأرض منهم ديارا).
10 - و فيه ص 146 في الدعاء اليوم الثالث عشر من مجموعة مولانا زين العابدين عليه السلام أوله:
(اللهم ان الظلمة جحدوا آياتك و كفروا بكتابك - الى أن يقول - اللهم انى أدنيك يا رب بطاعتك و لا ننكر ولاية محمد رسولك (صلی الله علیه و آله) و على أهل بيته و ولاية امير المؤمنين علي بن ابى طالب «ع» و ولاية الحسن و الحسين «ع» سبطي نبيك و ولدي رسولك و ولاية الطاهرين المعصومين من ذرية الحسين علي ابن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي سلام اللّه و بركاته عليهم اجمعين و ولاية (القائم) السابق منهم بالخيرات المفترض الطاعة صاحب الزمان سلام اللّه عليه، ادنيك يا رب بطاعتهم و ولايتهم و التسليم لفرضهم راضيا غير منكر و لا مستكبر و لا مستنكف على معنى ما انزلت في كتابك على موجود ما اتانا فيه راضيا ما رضيت به مسلما مقرا بذلك يا رب راهبا لك راغبا فيما لديك اللهم ادفع عن وليك و ابن نبيك و خليفتك و حجتك على خلقك و الشاهد على عبادك المجاهد المجتهد فى طاعتك و وليك و امينك فى ارضك فاعذه من شر ما خلقت و برائت و اجعله فى ودايعك
ص: 182
التي لا يضيع من كان فيها و فى جوارك الذي لا يقهر و آمنه بأمانك و اجعله في كنفك و انصره بنصرك العزيز يا اللّه إله العالمين، اللهم اعصمه بالسكينة و البسه درعك الحصينة و أعنه و انصره بنصرك العزيز نصرا عزيزا و افتح له فتحا يسيرا و اجعل له من لدنك سلطانا نصيرا، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله، اللهم اشعب به صدعنا و ارتق به فتقنا و المم به شعثنا و كثر به قلتنا و اعزز به ذلتنا و اقض به عن مغرمنا و اجبر به فقرنا و سد به خلتنا و اعزز به فاقتنا و يسر به عسرنا و كف به وجوهنا و انجح به طلبتنا و استجب به دعائنا و اعطنا به فوق رغبتنا و اشف به صدورنا و اهدنا لما اختلف فيه من الحق انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم، اللهم امت به الجور و اظهر به العدل و قو ناصره و اخذل خاذله و دمر من نصب له و أهلك من غشه و اقتل به جبابرة الكفر و اقسم رؤوس الضلالة و سائر أهل البدع و مقوية الباطل و ذلل به الجبابرة و ابر به الكافرين و المنافقين و جميع الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها برها و بحرها و سهلها و جبلها لا تذر على الأرض منهم ديارا و لا تبق لهم آثارا، اللهم اظهره و افتح على يديه الخيرات و اجعل فرجنا معه و به، اللهم أعنا على سلوك المناهج منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى التي يرجع اليه الغالي و يلحق به التالي و وفقنا لمتابعته و أداء حقه و امنن علينا بمتابعته فى السراء و الضراء و اجعلنا من الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة في أعوانه و انصاره و معونة سلطانه و اجعل ذلك لنا خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة لا نطلب به غيرك و لا نريد به سواك و تحلنا محله و تجعلنا فى الخير معه و اصرف عنا في امره السآمة و الكسل و الفترة و لا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و علينا عسير و قد علمنا بفضلك و احسانك يا كريم و صلى اللّه على سيدنا محمد النبي و آله و سلم).
11 - صحيفة السجادية (1)«الخامسة» ص 431 قوله:
(و أن تجعل و فاتي قتلا فى سبيلك مع أوليائك تحت راية الحق من أهل بيت نبيك محمد بن عبد اللّه مقبلا فى ذلك على عدوك و غير مدبر و تجعلني ممن نقتل به أعدائكه.
ص: 183
و أعداء آل محمد، الخ).
12 - في الاقبال ص 165 في دعاء اليوم الثامن عشر يقول:
(اللهم إنا نشهد يوم القيامة و يوم حلول الطامة انهم لم يذنبوا لك ذنبا و لم يرتكبوا لك معصية و لم يضيعوا لك طاعة و ان مولانا و سيدنا صاحب الزمان الهادي المهتدي التقي النقي الزكي الرضي فأسألك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجة العظمى و قونا على متابعته و أداء حقه و احشرنا في أعوانه و أنصاره انك سميع الدعاء).
13 - و فيه ص 170 في دعاء يوم التاسع عشر عن أمير المؤمنين «ع»:
(اللهم انك أعلمت سبيلا من سبلك - الى قوله - اجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العصاة - العداة - تحت لواء الحق و راية الهدى ماضيا على نصرتهم قدما غير مؤل دبرا و لا محدث شكا و أعوذ بك عند ذلك من الذنب المحيط للاعمال).
14 - و فيه ص 177 في دعاء ليلة التاسعة عشر يقول:
(اللهم لك الحمد بمحامدك كلها - الى أن يقول - و اجعلني ممن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري).
15 - و فيه ص 189 في دعاء اليوم التاسع عشر من شهر رمضان من مجموعة مولانا زين العابدين عليه السلام أوله:
(اللهم اني أسألك بأنك اللّه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك - الى ان يقول - و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل وفاتي قتلا فى سبيلك مع أوليائك تحت راية الحق من أهل بيت نبيك محمد بن عبد اللّه (صلی الله علیه و آله) مقبلا في ذلك على عدوك غير مدبر و تجعلني ممن نقتل به أعدائك و أعداء رسولك «ع» اللهم اني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي مع الرسول سبيلا و وسيلة الى طاعتك و مرضاتك حسبي اللّه و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم، و صلي اللّه على رسوله سيدنا محمد النبي و آله و سلم).
16 - و فيه ص 192 ما يقرء فى يوم العشرين من دعاء غير متكرر أوله:
(اللهم اني أسألك باسمك المخزون الطاهر المطهر يا من استجاب لا بغض خلقه «23 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 184
اليه إذ قال انظرني الى يوم يبعثون فاني لا أكون أسوء حالا منه فيما سألتك فاستجب لي فيما دعوتك و اعطني يا رب ما سألتك اني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعلني ممن تنتصر به لدينك و نقاتل به عدوك في الصف الذي ذكرت فى كتابك فقلت: كأنهم بنيان مرصوص. مع أحب خلقك اليك في أحب المواطن لديك).
17 - و فيه ص 193 عن مجموعة مولانا زين العابدين «ع» أوله:
(اللهم اني أسألك يا خالق الظلمات و النور يا ذا القدرة و السلطان و العظمة و الجبروت - الى أن يقول - اللهم صل على محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله انك أهل التقوى و أهل المغفرة و اجعلني ممن تنتصر به لدينك و نقتل به عدوك في الصف الذي وصفت أهله فى كتابك كأنهم بنيان مرصوص فى أحب خلقك اليك في أحب المواطن اليك و ارزقني سفك دماء المشركين و الناكثين و القاسطين و المارقين و الفاسقين و النابذين و الكافرين و المبدلين و ثبت رجائك فى قلبي و ثبت قدمي، الخ).
18 - و فيه ص 201 ما يقرء فى يوم الواحد و العشرين برواية حماد بن عيسى عن حماد بن عثمان قال دخلت على أبي عبد اللّه ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان فقال لي يا حماد اغتسلت؟ قلت نعم جعلت فداك، فدعى بحصير ثم قال إلى لزقي فصل فلم يزل يصلي و أنا اصلي الى لزقه حتى فرغنا من جميع صلواتنا ثم أخذ يدعو و أنا اؤمن على دعائه الى أن اعترض الفجر فأذن و أقام و دعى بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم فصلى بنا الغداة - الى قوله - و خر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ساعة طويلة ثم سمعته يقول:
(لا إله إلا أنت مقلب القلوب و الأبصار - الى أن قال - و أسألك بجميع ما سألتك و ما لم أسألك من عظيم جلالك ما لو علمته لسألتك أن تصلي على محمد و أهل بيته و ان تأذن لفرج من بفرجه فرج أوليائك و أصفيائك من خلقك و به تبيد الظالمين و تهلكهم عجل ذلك يا رب العالمين و اعطني سؤلي يا ذا الجلال و الاكرام في جميع ما سألتك).
19 - و فيه ص 280 فيما يقرء في يوم الجمعة و عيدي الفطر و الاضحى
ص: 185
برواية أبي حمزة الثمالي (ره) عن أبي جعفر «ع» قال ادع فى الجمعة و العيدين اذا تهيأت للخروج فقل:
(اللهم من تهيأ في هذا اليوم او تعبأ او اعد و استعد لوفادة الى مخلوق رجاء رفده و جائزته و نوافله فاليك يا سيدي كانت و فادتي و تهيئني و اعدادي و استعدادي رجاء رفدك و جوائزك و نوافلك، اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و خيرتك من خلقك و علي أمير المؤمنين «ع» و وصي رسولك و صل يا رب على أئمة المؤمنين الحسن و الحسين و علي و محمد - و تسميهم الى آخرهم حتى تنتهي الى صاحب الزمان عليهم السلام و قل -: اللهم افتح له فتحا يسيرا و انصره نصرا عزيزا، اللهم اظهر به دينك و سنة رسولك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و اهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك و القادة الى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة، اللهم ما أنكرنا من حق فعرفناه و ما قصرنا عنه فبلغناه).
20 - و فيه ص 284 فيما يقرء عند الذهاب لصلاة العيد أوله:
(اللهم اليك وجهت وجهي و عليك توكلت - الى أن يقول - اللهم صل على وليك المنتظر امرك المنتظر لفرج أوليائك اللهم اشعب به الصدع و ارتق به الفتق و امت به الجور و اظهر به العدل و زين بقاءه الأرض و أيده بنصرك و انصره بالرعب و قو ناصرهم و اخذل خاذلهم و دمدم على من نصب لهم و دمر على من غشهم و اقصم به رؤوس الضلالة و شارعة البدع و مميتة السنن و المتعززين بالباطل و اعز بهم المؤمنين و اذل بهم الكافرين و المنافقين و جميع الملحدين و المخالفين في مشارق و مغاربها يا أرحم الراحمين).
21 - و فيه ص 293 فيما يقرء بعد صلاة عيد الفطر أوله:
(اللهم اني أسألك أن ترزقني صيام شهر رمضان و أن تحسن معونتي عليه - الى قوله - اللهم صل على محمد و آل محمد و افتح لهم فتحا يسيرا و اجعل لهم من لدنا سلطانا نصيرا، اللهم اظهر بهم دينك و سنة نبيك عليه و آله السلام حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك)
ص: 186
22 - و فيه ص 295 ايضا فيما يقرء بعد صلاة العيد و يدعى به في الأعياد الأربعة أوله:
(الحمد للّه الذي إله إلا هو و له الحمد رب العالمين و صلى اللّه على محمد نبيه و آله و سلم تسليما اللهم لك الحمد على ما جرى به قضائك في أوليائك الذين استخلصتهم لنفسك و دينك - الى قوله خطابا للحجة المنتظر - اين بقية اللّه التي لا تخلو من العترة الطاهرة؟ اين المعد لقطع دابر الظلمة؟ اين المنتظر لا قامت الأمت و العوج؟ اين المرتجى لازالة الجور و العدوان؟ اين المدخر لتجديد الفرائض و السنن؟ اين المتخير لاعادة الملة و الشريعة؟ اين المؤمل لاحياء الكتاب و حدوده؟ اين محي معالم الدين و اهله؟ اين قاصم شوكة المعتدين؟ اين هادم ابنية الشرك و النفاق؟ اين مبيد اهل الفسوق و العصيان و الطغيان؟ اين حاصد فروع الغي و الشقاق؟ اين طامس آثار الزيغ و الأهواء؟ اين قاطع حبائل الكذب و الافتراء؟ اين مبيد العتاة و المردة؟ اين مستأصل اهل العناد و التضليل و الالحاد؟ اين معز الأولياء و مذل الأعداء؟ اين جامع الكلم على التقوى؟ اين باب اللّه الذي منه يؤتى؟ اين وجه اللّه الذي اليه يتوجه الأولياء؟ اين السبب المتصل بين اهل الأرض و السماء؟ اين صاحب يوم الفتح؟ و ناشر راية الهدى؟ اين مؤلف شمل الصلاح و الرضاء؟ اين الطالب بذحول الأنبياء و أولاد الأنبياء؟ اين الطالب بدم المقتول بكربلا؟ اين المنصور على من اعتدى عليه و افترى؟ اين المضطر الذي يجاب اذا دعى؟ اين صدر الخلائق ذو البر و التقوى؟ اين ابن النبي المصطفى و ابن علي المرتضى و ابن خديجة الغراء و ابن فاطمة الزهراء الكبرى؟ بأبي أنت و امي و نفسي لك الوقاء و الحمى يابن السادة المقربين، يابن النجباء الاكرمين، يابن الهداة المهديين، يابن الخيرة المهذبين يابن الغطارفة الأنجبين، يابن الخضارمة المنتجبين، يابن القماقمة الأكرمين، يابن الأطائب المعظين المطهرين، يابن البدور المنيرة، يابن السرج المضيئه، يابن الشهب الثاقبة، يابن الانجم الزاهرة، يابن السبل الواضحة، يابن الاعلام اللائحة، يابن العلوم الكاملة، يابن السنن المشهورة، يابن المعالم المأثورة، يابن المعجزات الموجودة، يابن الدلائل المشهودة، يابن الصراط المستقيم، يابن النبأ العظيم، يابن من هو فى ام الكتاب لدى اللّه علي حكيم، يابن الآيات و البينات،
ص: 187
يابن الدلائل الظاهرات، يابن البراهين الواضحات الباهرات، يابن الحجج البالغات، يابن النعم السابغات، يابن طه و المحكمات، يابن يس و الذاريات، يابن الطور و العاديات، يابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى دنوا و اقترابا من العلي الأعلى ليت شعري اين استقرت بك النوى بل اي أرض تقلك أو ثرى ابرضوى أم غيرها أم ذي طوى؟ عزيز علي أن أرى الخلق و لا ترى و لا أسمع لك حسيسا و لا نجوى عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى و لا ينالك مني ضجيج و لا شكوى بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي أنت من نازح ما ينزح عنا بنفسي أنت امنية شائق تمنى من مؤمن و مؤمنة ذكرا فحنا، بنفسي أنت من أثيل مجدلا يجازى بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامى، بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاها، بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوى الى متى اجار فيك يا مولاي و الى متى و اي خطاب أصف فيك و أي نجوى عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى هل من معين فأطيل معه العويل و البكاء؟ هل من جزوع فاساعد جزعه اذا خلا؟ هل قذيت عين فتسعدها عيني على القذى؟ هل اليك يابن أحمد سبيل فتلقى؟ هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى متى نرد مناهلك الروية فنروى؟ متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى؟ متى نعاديك و نراوحك فتقر عيوننا؟ متى ترانا و نراك و قد نشرت لواء النصر ترى؟ أترانا نحف بك و أنت تؤم الملأ و قد ملأت الأرض عدلا و أذقت أعدائك هوانا و عقابا و ابرت العطات و جحدة الحق و قطعت دابر المتكبرين و اجتثثت اصول الظالمين، و نحن نقول الحمد للّه رب العالمين) الى آخر الدعاء.
(قال الطبسي): قال السيد رحمه اللّه بعد نقل تمام الدعاء فاذا فرغت من الدعاء فتأهب للسجود بين يدي مولاك و قل ما رويناه باسنادنا الى أبي عبد اللّه عليه السلام قال اذا فرغت من دعاء العيد المذكور ضع خدك الأيمن على الأرض و قل: (سيدي سيدي كم من عتيق لك فاجعلني ممن اعتقت) و قال شيخنا الامام المجلسي فى المزار ص 264 (أقول) قال محمد بن المشهدي فى المزار الكبير قال محمد بن علي ابن أبي قرة نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين السفيان البزوفري أقول و ذكر مثل ما ذكره السيد سواء و أظن أن السيد أخذ منه إلا انه لم يذكر الصلاة في آخره.
ص: 188
23 - و فيه ص 312 فيما يقرء من الدعاء فى اليوم الخامسة و العشرين من ذي القعدة أوله:
(اللهم داحي الكعبة و فالق الحبة - الى أن يقول - اللهم و عجل فرج أوليائك و اردد عليهم مظالمهم و اظهر بالحق (قائمهم) و اجعله لدينك منتصرا و بأمرك فى أعدائك مؤتمرا، اللهم احفظه بملائكة النصر و بما القيت اليه من الأمر فى ليلة القدر منتقما لك حتى ترضى و يعود دينك به و على يديه جديدا عضا و يمحص الحق محضا و يرفض الباطل رفضا، اللهم صل عليه و على آبائه و اجعلنا من صحبه و اسرته و ابعثنا في كرته حتى نكون فى زمانه من أعوانه اللهم ادرك بنا قيامه و اشهدنا أيامه و صل عليه و عليه السلام و اردد الينا سلامه و رحمة اللّه و بركاته).
24 - و فيه ص 353 في أدعية يوم عرفة يقول:
(اللهم فاوزع لوليك شكر ما أنعمت عليه و اوزعنا مثله قبله و آته من لدنا نصرا و افتح له فتحا يسيرا، و اعنه بركنك الأعز و اشدد أزره و قو عضده و راعه بعينك و احمه بحفظك و انصره بملائكتك و امدده بجندك الأغلب و أقم به كتابك و حدودك و شرائعك و سنن نبيك و رسولك عليه و آله السلام و احيي به ما أماته الظالمون من معالم دينك و اجل به صدأ الجور عن طريقتك و ابن به الضراء عن سبيلك و اذل به الناكبين عن صراطك امحق به بغاة قصدك عوجا و الن جانبه لأوليائك و ابسط يده على أعدائك - الى قوله - في ص 364 اللهم صل على محمد و آل محمد و فرج عن آل محمد و اجعلهم ائمة يهدون بالحق و به يعدلون و انصرهم و انتصر بهم و انجز لهم ما وعدتهم و بلغني فتح آل محمد و اكفني كل هول دونه ثم اقسم اللهم لي فيهم نصيبا خالصا يا مقدر الآجال يا مقسم الأرزاق افسح لي فى عمري و ابسط لي في رزقي اللهم صل على محمد و آل محمد و اصلح لنا إمامنا و استصلحه و اصلح على يديه و آمن خوفه و خوفنا عليه و اجعله اللهم الذي تنتصر به لدينك، اللهم املأ الأرض به قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و امنن به على فقراء المسلمين و اراملهم و مساكينهم و اجعلني اللهم من خيار مواليه و شيعته اشدهم له حبا و اطوعهم له طوعا و انفذهم لأمره و اسرعهم الى مرضاته و اقبلهم لقوله و اقومهم بأمره و ارزقني الشهادة بين يديه حتى القاك و انت
ص: 189
عني راض، الخ).
25 - و فيه ص 385 ايضا فى ادعية يوم عرفة يقول:
(اللهم يا رب نشكو غيبة نبينا و ناصرنا و كثرة عدونا و شدة الزمان علينا و وقوع الفتن بنا و تظاهر الخلق علينا، اللهم صل على محمد و آل محمد و فرج ذلك بفرج منك تعجلة و نصر حق تظهره، اللهم و ابعث (بقائم) آل محمد صلى اللّه عليه و آله للنصر لدينك و اظهار حجتك و القيام بأمرك و تطهير ارضك من ارجاسها برحمتك يا ارحم الراحمين).
26 - و فيه ص 389 قوله: (اللهم و اورد عليه ذريته و ازواجه و اهل بيته و اصحابه و امته ما تقر به عينه و اجعلنا منهم و ممن تسقيه بكأسه و تورده حوضه و تحشرنا في زمرته و تحت لوائه).
27 - و في ج 20 ص 293 من بحار الانوار يقول:
(اللهم صل على محمد و آل محمد الذين اذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا، اللهم افتح لهم فتحا يسيرا و انصرهم نصرا عزيزا و اجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا، اللهم مكن لهم فى الارض و اجعلهم ائمة و اجعلهم الوارثين، اللهم ارهم في عدوهم ما يأملون و ار عدوهم منهم ما يحذرون اللهم اجمع بينهم في خير و عافية، اللهم عجل الروح و الفرج لآل محمد، اللهم اجمع على الهدى امرهم و اجعل قلوبهم في قلوب خيارهم و اصلح ذات بينهم انك حميد مجيد).
28 - و فيه ص 480 في اعمال يوم الغدير ما يقرء من الدعاء اوله:
(اللهم لك الحمد على نعمتك علينا بالذي هديتنا الى موالات ولاة امرك من بعد نبيك و الأئمة الهادين - الى قوله - و ارزقنا نصر دينك مع ولي هاد من اهل بيت نبيك قائما رشيدا هاديا مهديا من الضلالة الى الهدى و اجعلنا تحت رايته و فى زمرته شهداء صادقين مقتولين فى سبيلك و على نصرة دينك).
29 - و فيه ص 491 ايضا في اعمال يوم الغدير قوله:
(و اجعلني من اوليائك و انصارك الذين تعز بهم دينك و تنتقم بهم عدوك و تختم لهم بالسعادة و الشهادة تحييهم حياة طيبة و تقلبهم منقلبا، الخ).
30 - و فيه ص 349 ايضا فى اعمال يوم الغدير اوله:
ص: 190
(اللهم اني اسألك بحق محمد نبيك و على وليك - الى ان يقول - اللهم اني اسألك بحق محمد و آل محمد ان تصلي على محمد و آل محمد و ان تلعن من جحد حق هذا اليوم و انكر حرمته فصد عن سبيلك لاطفاء نورك فأبى اللّه إلا ان يتم نوره اللهم فرج عن اهل بيت نبيك و اكشف عنهم و بهم عن المؤمنين الكربات اللهم املأ الأرض بهم عدلا كما ملئت ظلما و جورا و انجز ما وعدهم انك لا تخلف الميعاد).
31 - فى الاقبال ص 569 فى أعمال يوم عاشوراء برواية عبد اللّه بن سنان ان أفضل مأتي به هذا اليوم أن تعمد الى ثياب طاهره فتلبسها و تحل أزرارك و تكشف عن ذراعيك و عن ساقيك ثم تخرج الى أرض مقفرة حيث لا يراك أحد أو في دارك حين يرتفع النهار و تصلي أربع ركعات تسلم بين كل ركعتين تقرء فى الأولى سورة الحمد و قل يا أيها الكافرون، و فى الثانية الحمد و قل هو اللّه أحد و فى الثالثة الحمد و سورة الأحزاب، و فى الرابعة الحمد و المنافقين ثم تسلم و تحول وجهك نحو قبر أبي عبد اللّه «ع» و تمثل بين يديك مصرعه و تفرغ ذهنك و جميع بدنك و تجمع له عقلك ثم تلعن قاتله الف مرة يكتب لك بكل لعنة الف حسنة و يمحى عنك الف سيئة و يرفع لك الف درجة في الجنة ثم تسعى الى الموضع الذي صليت فيه سبع مرات و أن تقول فى كل مرة من سعيك إنا للّه و إنا اليه راجعون رضاء بقضاء اللّه و تسليما لا مرة سبع مرات و أنت في كل ذلك عليك كأب و حزن ثاكلا حزينا متأسفا فاذا فرغت من ذلك وقفت فى موضعك الذي صليت فيه و قلت سبعين مرة:
(اللهم عذب الذين حاربوا رسولك و شاقوك و عبدوا غيرك و استحلوا محارمك و العن القاده و الاتباع و من كان منهم و من رضي بفعلهم لعنا كثيرا - ثم تقول - اللهم فرج على أهل محمد صلى اللّه عليه و عليهم أجمعين و استنقذهم من أيدي المنافقين و الكفار و الجاحدين و امنن عليهم و افتح لهم فتحا يسيرا و اجعل لهم من لدنك على عدوك و عدوهم سلطانا نصيرا) ثم اقنت بعد الدعاء و قل في قنوتك (اللهم ان الامة خالفت الائمة و كفروا بالكلمة و أقاموا على الضلالة و الكفر و الردى و الجهالة و العمى، و هجروا الكتاب الذي أمرت بمعرفته، و الوصي الذي أمرت بطاعته، فأماتوا الحق و عدلوا عن القسط و أضلوا الامة على الحق، و خالفوا
ص: 191
السنة و بدلوا الكتاب، و ملكوا الأحزاب، و كفروا بالحق لما جائهم و تمسكوا بالباطل و ضيعوا الحق و أضلوا خلقك، و قتلوا أولاد نبيك صلى اللّه عليه و آله و خيرة عبادك و أصفيائك و حملة عرشك و خزنة سرك و من جعلتهم الحكام فى سماواتك و أرضك، اللهم فزلزل أقدامهم و اخرب ديارهم و اكفف سلاحهم و ايديهم، و الق الاختلاف فيما بينهم، و اوهن كيدهم، و اضربهم بسيفك الصارم و حجرك الدامغ و طمهم بالبلاء طما و ارمهم بالبلاء رميا و عذبهم عذابا شديدا نكرا و ارمهم بالغلاء و خذهم بالسنين الذي أخذت بها أعدائك و اهلكهم بما أهلكتهم به اللهم و خذهم أخذ القرى و هي ظالمة إن أخذها اليم شديد، اللهم ان سبلك ضائعة و أحكامك معطلة و أهل نبيك فى الأرض هائمة كالوحش السائمة اللهم اعل الحق و استنفذ الخلق و امنن علينا بالنجاة و اهدنا للايمان و عجل فرجنا (بالقائم) عليه السلام و اجعله لنا رداء أو اجعلنا له رفدا، اللهم و اهلك من جعل قتل أهل بيتك نبيك عيدا و استهل فرحا و سرورا و خذ آخرهم بما أخذت به أولهم. اللهم اضعف البلاء و العذاب و التنكيل على الظالمين من الأولين و الآخرين و على ظالمي آل بيت نبيك (صلی الله علیه و آله) و زدهم نكالا و لعنة و اهلك شيعتهم و قادتهم و جماعتهم اللهم ارحم العترة الضائعة المقتولة الذليلة من الشجرة الطيبة المباركة، اللهم اعل كلمتهم و افلج حجتهم و ثبت قلوبهم و قلوب شيعتهم على موالاتهم و انصرهم و اعنهم و صبرهم على الأذى في جنبك و اجعل لهم أياما مشهودا و أياما معلومة كما ضمنت لأوليائك فى كتابك المنزل فانك قلت: وعد اللّه الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا. اللهم اعل كلمتهم يا لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين يا حي يا قيوم فاني عبدك الخائف منك و الراجع اليك و السائل لديك و المتوكل عليك و اللاجىء بفنائك فتقبل دعائي و اسمع نجواي و اجعلني ممن رضيت عمله و هديته و قبلت نسكه و انتجبته برحمتك انك أنت العزيز الوهاب أسألك يا اللّه بلا إله إلا أنت ألا تفرق بيني و بين محمد و آل محمد الأئمة صلوات اللّه عليهم أجمعين و اجعلني من شيعة محمد و آل محمد «24 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 192
- و تذكرهم واحدا واحدا بأسمائهم الى القائم ع - و ادخلني فيما أدخلتهم فيه و أخرجني مما أخرجتهم منه - ثم عفر خديك على الأرض و قل - يا من يحكم بما يشاء و يعمل ما يريد أنت حكمت في أهل بيت محمد ما حكمت فلك الحمد محمودا مشكورا و عجل فرجهم و فرجنا بهم فانك ضمنت إعزازهم بعد الذلة و تكثيرهم بعد القلة و إظهارهم بعد الخمول يا أرحم الراحمين، أسألك يا إلهي و سيدي بجودك و كرمك أن تبلغني أملي و تشكر قليل عملي و أن تزيد في أيامي و تبلغني ذلك المشهد و تجعلني من الذين دعى فأجاب إلى طاعتهم و موالاتهم و أرني ذلك قريبا سريعا إنك على كل شيء قدير، الخ).
32 - فى ج 22 ص 233 من بحار الانوار يقول فيما يقرء من الدعاء بعد زيارة الامامين العسكرين «ع»:
(و أسئلك بحرمة وجهك و بحرمة نبيك محمد (صلی الله علیه و آله) و بحرمة أهل بيت رسولك امير المؤمنين علي و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسي و علي و الحسن و الخلف الباقي صلواتك و بركاتك عليهم أن تصلي عليهم أجمعين، و تعجل فرج (قائمهم) بأمرك و تنصره و تنتصر به لدينك و تجعلني لي جملة الناجين به و المخلصين فى طاعته).
33 - و فيه ص 238 فيما يقرء من الدعاء بعد زيارة الحجة فى السرداب يقول نور اليقين و صدري نور الايمان و فكري نور النيات و عزمي نور العلم و قوتي نور العمل و لساني نور الصدق و ديني نور البصائر من عندك و بصري نور الضياء و سمعي نور الحكمة و مودتي نور الموالاة لمحمد و آله «ع» حتى القاك و قد وفيت بعهدك و ميثاقك فتغشيني رحمتك يا ولي يا حميد، اللهم صل على محمد حجتك في أرضك و خليفتك في بلادك و الداعي الى سبيلك و القائم بقسطك و التأثر بأمرك ولي المؤمنين و بوار الكافرين و مجلي الظلمه و منير الحق و الناطق بالحكمة و الصدق و كلمتك التامة في أرضك المرتقب الخائف و الولي الناصح سفينة النجاة و علم الهدى و نور أبصار الورى و خير من تقمص و ارتدى و مجلي العمى الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا انك على كل شيء قدير، اللهم صل على وليك و ابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم و أوجبت حقهم و أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم
ص: 193
تطهيرا، اللهم انصره و انتصر به لدينك و انصر به أوليائك و أوليائه و شيعته و أنصاره و اجعلنا منهم، اللهم أعذه من شر كل باغ و طاغ و من شر جميع خلقك و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله احرسه و امنعه من أن يوصل اليه بسوء و احفظ به رسولك و آل رسولك و اظهر به العدل و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و اقصم قاصميه و اقصم به جبابرة الكفر و اقتل به الكفار و المنافقين و جميع الملحدين حيث كانوا من مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و املأ به الأرض عدلا و اظهر به دين نبيك (صلی الله علیه و آله) و اجعلني اللهم من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته و أرني فى آل محمد «ع» ما يأملون و في عدوهم ما يحذرون انه الحق آمين يا ذا الجلال و الاكرام يا أرحم الراحمين).
34 - و فيه ص 240 ايضا فيما يقرء بعد زيارته «ع» فى السرداب يقول:
(اللهم أنت كاشف الكرب و البلوى و اليك نشكوا فقد نبينا و غيبة إمامنا و ابن بنت نبينا، اللهم و املأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، اللهم صل على محمد و أهل بيته و أرنا سيدنا و إمامنا و مولانا صاحب الزمان و ملجأ أهل عصرنا و منجا أهل دهرنا ظاهر المقالة واضح الدلالة هاديا من الضلالة منقذا من الجهالة و اظهر معالمه و ثبت قواعده و عظم اكرامه و اعز به المؤمنين، و احي به سنن المرسلين و اذل به المنافقين و اهلك به الجبارين و اكفه به الحاسدين و اعذه من شر الكائدين و ازجر عنه ارادة الظالمين و أيده بجنود من الملائكة مسومين و سلطه على أعداء دينك أجمعين و اقصم به كل جبار عنيد و اخمد بسيفه كل نار و قيد و انفذ حكمه فى كل مكان و اقم بسلطانه كل سلطان و اقمع به عبدة الأوثان و شرف به أهل القرآن و الايمان و اظهره على كل الأديان و اكبت من عاداه و اذل من ناواه و استأصل من جحد حقه و أنكر صدقه و استهان بأمره و أراد إخماد ذكره و سعى في إطفاء نوره، اللهم نور بنوره كل ظلمه و اكشف به كل غمه و قدم أمامه الرعب و ثبت به القلب و أقم به نصرة الحرب و اجعله القائم المؤمل و الوصي المفصل و الامام المنتظر و العدل المختبر و املأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و أعنه على ما وليته و استخلفته و استرعيته
ص: 194
حتى يجري حكمه على كل حكم و يهدي بحقه كل ضلالة و احرسه اللهم بعينك التي لا تنام و اكنفه بركنك الذي لا يرام و اعزه بعزك الذي لا يضام و اجعلني يا إلهي من عدده و مدده و أنصاره و أعوانه و أركانه و أشياعه و أتباعه و أذقني طعم فرحته و البسني ثوب بهجته و احضرني معه لبيعته و تأكيد عقده بين الركن و المقام عند بيتك الحرام و وفقني يا رب للقيام بطاعته و المثوى في خدمته و المكث فى دولته و اجتناب معصيته فان توفيتني اللهم قبل ذلك فاجعلني يا رب ممن يكر فى رجعته و يملك دولته و يتمكن فى أيامه و يستظل تحت أعلامه و يحشر في زمرته و تقر عينه برؤيته بفضلك و إحسانك و كرمك و امتنانك انك ذو الفضل العظيم و المن القديم و الاحسان الكريم).
35 - و فيه ص 264 في دعاء العهد المأمور به في زمان الغيبة يقول روي عن جعفر بن محمد الصادق انه قال: من دعى الى اللّه أربعين صباحا بهذا الدعاء كان من أنصار قائمنا فان مات قبله أخرجه اللّه تعالى من قبره و أعطاه بكل كلمة الف حسنة و محى عنه الف سيئة و هذا هو:
(اللهم رب النور العظيم، و رب الكرسي الرفيع، و رب البحر المسجور، و منزل التوراة و الانجيل و الزبور، و رب الظل و الحرور، و منزل القرآن العظيم، و رب الملائكة المقربين، و الأنبياء و المرسلين، اللهم اني أسألك بوجهك الكريم، و بنور وجهك المنير، و ملك القديم، يا حي يا قيوم، أسألك باسمك الذي اشرقت به السموات و الأرضون، و باسمك الذي يصلح به الأولون و الآخرون، يا حي قبل كل حي يا حي بعد كل حي يا حي حين لا حي يا محي الموتى و مميت الأحياء يا حي لا إله إلا أنت، اللهم بلغ مولانا الامام الهادي (المهدي) القائم بأمرك صلوات اللّه عليه و على آبائه الطاهرين عن جميع المؤمنين و المؤمنات فى مشارق الأرض و مغاربها سهلها و جبلها و برها و بحرها، عني و عن والدي من الصلوات زنة عرش اللّه و مداد كلماته و ما أحصاه علمه و أحاط به كتابه اللهم اني اجدد له فى صبيحة يومي هذا و ما عشت من أمامي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي لا احول عنها و لا أزول أبدا، اللهم اجعلني من أنصاره و أعوانه و الذابين عنه و المسارعين اليه فى قضاء حوائجه و المحامين عنه و السابقين الى إرادته و المستشهدين بين يديه، اللهم
ص: 195
ان حال بيني و بينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعواة الداعي في الحاضر و البادي، اللهم أرني الطلعة الرشيدة و الغرة الحميدة و اكحل ناضري بنظرة مني اليه و عجل فرجه و سهل مخرجه و اوسع منهجه و أسلك محجته و انفذ أمره و اشدد أزره و اعمر اللهم به بلادك و احي به عبادك فانك قلت و قولك الحق ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس فاظهر اللهم لنا وليك و ابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك حتى لا يظفر بشيء من الباطل إلا مزقه و يحق الحق و يحققه و اجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك و ناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك و مجددا لما عطل من أحكام كتابك و مشيدا لما ورد من أعلام دينك و سنن نبيك (صلی الله علیه و آله) و اجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين، اللهم و سر نبيك محمدا (صلی الله علیه و آله) برؤيته و من تبعه على دعوته و ارحم استكانتنا بعده اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره و عجل لنا ظهوره انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا برحمتك يا أرحم الراحمين) ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرات و تقول (العجل يا مولاي يا صاحب الزمان) ثلاثا
36 - و فيه ص 265 أيضا فيما يقرء من الدعاء فى السرداب بعد الصلاة اوله
(اللهم ادفع عن وليك و خليفتك و حجتك على خلقك و لسانك المعبر عنك و الناطق بحكمتك و عينك الناظرة باذنك و شاهدك على عبادك الحجاج المجاهد العائذ بك العائد عندك و أعذه من شر جميع ما خلقت و برئت و انشأت و صورت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و آبائه السادة أئمتك و دعائم دينك و اجعله في وديعتك التي لا تضيع و فى جوارك الذي لا يخفر و فى منعك و عزك الذي لا يقهر و آمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته و اجعله فى كنفك الذي لا يرام من كان فيه و انصر بنصرك العزيز و أيده بجندك الغالب و قوه بقوتك و اردفه بملائكتك و وال من والاه و عاد من عاداه و البسه درعك الحصينة و حفه بالملائكة حفا اللهم اشعب به الصدع و ارتق به الفتق و امت به الجور و اظهر به العدل و زين بطول بقائه الأرض و أيده بالنصر و انصره بالرعب و قو ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و دمر على من غشه و اقتل به جبابرة
ص: 196
الكفرة و عمده و دعائمه و اقصم به رؤوس الضلالة و شارعة البدع و مميتة السنة و مقوية الباطل و ذلل الجبارين و ابر به الكافرين و جميع الملحدين فى مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها حتى لا تدع منهم ديارا و لا تبقى لهم آثارا، اللهم طهر به بلادك و اشف منهم عبادك و اعز به المؤمنين و احي به سنن المرسلين و دارس حكم النبيين و جدد به ما امتحى من دينك و بدلا من حكمك حتى تعيد دينك به و على يديه جديدا غضا محضا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه و حتى تنير بعدله ظلم الجور و تطفي به نيران الكفر و توضح به معاقد الحق و مجهول الباطل فانه عبدك الذي استخلصته لنفسك و اصطفيته على غيبك و عصمته من الذنوب و برأته من العيوب و طهرته من الرجس و سلمته من الدنس اللهم فانا نشهد له يوم القيامة و يوم حلول الطامة انه لم يذنب ذنبا و لا اتى حوبا و لم يرتكب معصية و لم يضيع لك طاعة و لم يهتك لك حرمة و لم يبدل لك فريضة و لم يغير لك شريعة و انه الهادي المهتدي الطاهر التقي النقي الرضي المرضي الزكي، اللهم اعطه فى نفسه و أهله و ذريته و امته و جميع رعيته ما تقر به عينه و تسر به نفسه و تجمع له ملك المماليك قريبها و بعيدها و عزيزها و ذليلها حتى يجري حكمه على كل حكم و يغلب بحقه على كل باطل، اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى حتى يرجع اليه العالي و يلحق به التالي و قونا على طاعته و ثبتنا على متابعته و امنن علينا بمبايعته و اجعلنا فى حزبه القوامين بأمره الصابرين معه الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة فى انصاره و أعوانه و مقوية سلطانه و اجعل ذلك خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة حتى لا نعتمد به غيرك و لا نطلب به إلا وجهك و حتى تحلنا محله و تجعلنا في الجنة معه و أعذنا من السأمة و الكسل و الفترة و اجعلنا ممن تنتصر به لدينك و تعز به نصر وليك و لا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و هو علينا كثير، اللهم نور به كل ظلمة و هد به كل بدعة و اهدم بعزه كل ضلالة و اقصم به كل جبار و اخمد بسيفه كل نار و اهلك بعدله جور كل جائر و اجر حكمه على كل حاكم و أذل بسلطانه كل سلطان، اللهم اذل كل من ناواه و اهلك كل من عاداه و امكر بمن كاده و استأصل من جحد حقه و استهان بأمره و سعى فى
ص: 197
اطفاء نوره و اخماد ذكره. اللهم صل على محمدنا المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء و الحسن الرضي و الحسين المصفى و جميع الأوصياء مصابيح الدجى و أعلام الهدى و منار التقي و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصراط المستقيم و صل على وليك و ولاة عهدك و الأئمة من ولده و مد فى أعمارهم و زد في آجالهم و بلغهم أقصى آمالهم دينا و دنيا و آخرة انك على كل شيء قدير).
37 - و فيه ص 293 فى الدعاء المتضمن للتوسل بكل واحد من الأئمة أوله:
(اللهم صل على محمد و أهل بيته و أسألك بحق محمد و ابنته و إبنيها الحسن و الحسين عليهم السلام إلا أعنتني على طاعتك و رضوانك - الى قوله - اللهم بحق وليك و حجتك على عبادك و بقيتك في أرضك (المنتقم) لك من أعدائك و أعداء رسولك بقية آبائه الطاهرين و وارث أسلافه الصالحين صاحب الزمان صلى اللّه عليه و على آبائه الكرام المتقدمين الأخيار إلا تداركتني به و نجيتني من كل كرب و هم) الدعاء.
38 - فى مهج الدعوات لابن طاووس العلوي ص 16 فى باب الأحراز في حرز الامام زين العابدين عليه السلام أوله:
(يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين - الى قوله - اللهم صل على محمد المصطفى و على علي المرتضى و فاطمة الزهراء و خديجة الكبرى و الحسن المجتبى و الحسين الشهيد بكربلا و على علي بن الحسين زين العابدين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم و علي بن موسى الرضا و محمد بن علي التقي و علي بن محمد النقي و الحسن بن علي العسكري و الحجة (القائم) المهدي بن الحسن الامام المنتظر صلوات اللّه عليهم أجمعين اللهم وال من والاهم و عاد من عاداهم و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم و العن من ظلمهم و عجل فرج آل محمد و انصر شيعة آل محمد و اهلك أعداء آل محمد و ارزقني رؤية قائم آل محمد و اجعلني من اتباعه و أشياعه و الراضين بفعله برحمتك يا أرحم الراحمين).
39 - و فيه ص 60 في قنوت محمد بن علي التقي «ع» أوله:
(اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة و الآخر بلا آخرية محدودة - الى قوله فأيد - اللهم الذين آمنوا علي عدوك و عدو أوليائك فأصبحوا ظاهرين و الى
ص: 198
الحق داعين و للامام المنتظر (القائم) بالقسط تابعين و جدد اللهم على أعدائك و أعدائهم نارك و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة المشايعين لنا بالموالاة المتبعين لنا بالتصديق و العمل الموازنين لنا بالمواساة فينا المحبين ذكرنا عند اجتماعهم و شد اللهم ركنهم و سدد اللهم دينهم الذي ارتضيته لهم و اتمم عليهم نعمتك و خلصهم و استخلفهم و سد اللهم فقرهم و المم اللهم شعث فاقتهم) الدعاء.
40 - و فيه ص 52 في قنوت مولانا الباقر «ع»:
(اللهم فان القلوب قد بلغت الحناجر و النفوس قد علت التراقي و الأعمار قد نفدت بالانتظار لا من نقص استبصار و لا عن اتهام مقدار و لكن لما تعاني من معاصيك و الخلاف عليك فى أوامرك و نواهيك و التلعب بأوليائك و مظاهرة أعدائك اللهم فقرب ما قد قرب و اورد ما قددنا و حقق ظنون الموقنين و بلغ المؤمنين تأميلهم من إقامة حقه و نصر دينك و إظهار حجتك و الانتقام من اعدائك و رواه في صلاة البحار ج 18 ص 382.
41 - و فيه ص 60 في قنوت مولانا محمد بن علي الرضا عليه السلام:
(فأيد اللهم الذين آمنوا على عدوك و عدو أوليائك فأصبحوا ظاهرين و الى الحق داعين و للامام المنتظر القائم بالقسط تابعين و جدد اللهم على أعدائك و اعداءهم نارك و عذابك اللهم لا تدفعه عن القوم الظالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة المشايعين لنا بالموالاة المتبعين لنا بالتصديق و العمل المؤازرين لنا بالمواساة فينا المحبين ذكرنا عند اجتماعهم و شد اللهم ركنهم و سدد اللهم دينهم الذي ارتضيته لهم و اتمم عليهم نعتك و خلصهم و استخلصتهم و سد اللهم فقرهم و المم اللهم شعث فاقتهم و اغفر اللهم ذنوبهم و خطاياهم و لا تزغ قلوبهم بعد أذ هديتهم و لا تخلهم اي رب بمعصيتهم و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك و البرائة من أعدائك انك سميع مجيب و صلى اللّه على محمد و آله الطاهرين.
42 - و فيه ص 62 عنه السلام في قنوته:
(اللهم اقصم الجبارين و ابر المفترين و ابد الأفاكين الذين اذا تتلى عليهم آيات الرحمان قالوا أساطير الأولين و انجز لي وعدك انك لا تخلف الميعاد و عجل فرج
ص: 199
كل طالب مرتاب انك لبالمرصاد للعباد.
43 - و فيه ص 62 في قنوت مولانا الحسن بن علي العسكري أوله:
(يا من غشي نوره الظلمات يا من أضاعت بقدسه الفجاج المتوعرات يا من خشع له أهل الأرض و السماوات يا من بخع له بالطاعة كل متجبر عات يا عالم الضمائر المستخفيات وسعت كل شيء رحمة و علما فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم و عاجلهم بنصرك الذي وعدتهم انك لا تخلف الميعاد و عجل اللهم احتياج أهل الكيد و آوهم الى شر دار فى أعظم نكال و أقبح متاب اللهم انك حاضر أسرار خلقك و عالم بضمائرهم و مستغن لو لا الندب باللجاء الى تنجز ما وعدته اللاجىء عن كشف مكانهم).
44 - و فيه ص 63 في قنوته عليه السلام و أمر أهل قم بذلك لما شكوا من موسى بن بغى أوله:
(الحمد للّه شكرا لنعمائه - الى قوله - اللهم و ارنا أنصاره عباديد بعد الالفة و شتى بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرؤوس بعد الظهور على الامة و اسفر لنا عن نهار العدل و ارناه سرمدا لا ظلمة فيه و نورا لا شوب معه و اهطل علينا ناشئة و انزل علينا بركته و ادل له ممن ناواه و انصره على من عاداه اللهم و اظهر الحق و اصبح به في غسق الظلم و بهم الحيرة، اللهم و احي به القلوب الميتة و اجمع به الأهواء المتفرقة و الآراء المختلفة و أقم به الحدود المعطلة و الأحكام المهملة و اشيع به الخماص و أرح به الأبدان اللاعنة المتعبة كما ألهجتنا بذكره و أخطرت ببالنا دعائك له و وفقتنا للدعاء اليه و حياشة أهل الغفلة عنه و أسكنت فى قلوبنا محبته و الطمع فيه و حسن الظن بك لاقامة مراسمه اللهم فأت لنا منه على أحسن يقين يا محقق الظنون الحسنة، و يا مصدق الآمال المبطنة، اللهم اكذب به المتالين عليك و فيه و اخلف به ظنون القانطين من رحمتك و الآيسين، اللهم اجعلنا سببا من أسبابه و علما و أعلامه و معقلا من معاقله و نصر وجوهنا بتحيلته و أكرمنا بنصرته و اجعل فينا خيرا تظهرنا له به و لا تشمت بنا حاسدي النعم و المتربصين بنا حلول الندم و نزول المثل فقد ترى برائة ساحتنا و حلو ذرعنا من الاضمار على آحنة و التمني «25 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 200
لهم وقوع جائحة و ما تنازل من تحصينهم بالعافية و ما أضبوء من انتهاز الفرصة و طلب الوثوب بنا عند الغفلة، اللهم و قد عرفتنا من أنفسنا و بصرتنا من عيوبنا خلالا نخشى أن تقعد بنا عن اشتهار إجابتك و أنت المتفضل على غير المستحقين و المبتدىء بالاحسان غير السائلين فآت لنا من أمرنا على حسب كرمك و جودك و فضلك و امتنانك انك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد إنا اليك راغبون و من جميع ذنوبنا تائبون، اللهم و الداعي اليك (و القائم) بالقسط من عبادك الفقير الى رحمتك المحتاج الى معونتك على طاعتك اذا إبتدأته بنعمتك و البسته أثواب كرامتك و القيت عليه محبة طاعتك و ثبت و طأته فى القلوب من محبتك و وفقته للقيام بما أغمض فيه أهل زمانه من أمرك و جعلته مفزعا لمظلوم عبادك و ناصرا لمن لا تجد ناصرا غيرك و مجددا لما عطل من أحكام كتابك و مشيدا لما ورد من أعلام دينك و سنن نبيك عليه و آله سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك فاجعله اللهم فى حصانة من بأس المعتدين و اشرق به القلوب المختلفة من بغاة الدين و بلغ به افضل ما بلغت به القائمين بقسطك من اتباع النبيين اللهم اذلل به من لم تسهم في الرجوع الى محبتك و من نصب له العداوة و ارم بحجرك الدامغ من أراد التأليب على دينك باذلاله و تشتيت أمره و اغضب لمن لا تره و لا طائله و عاد الأقربين و الأبعدين فيك منا منك لا منا منه عليك اللهم فكما نصب نفسه غرضا فيك للابعدين و جاد بذل مهجته لك في الذب عن حريم المؤمنين و رد شر بغات المرتدين المريدين حتى اخفى ما كان جهر به من المعاصي و ابدأ ما كان نبذه العلماء وراء ظهورهم مما اخذت ميثاقهم على أن يبينوه للناس و لا يكتموه و دعى الى افرادك بالطاعة و ان لا يجعل لك شريكا من خلقك يعلو أمره على أمرك ما يتجرعه فيك من مراراة الغيض الجارحة بحواس القلوب و ما يعتوره من الغموم و يفزع عليه من أحداث الخطوب و يشرق به من الغصص التي لا تبتلعها الحلوق و لا تحنو عليها الضلوع من نضرة الى أمر من أمرك و لا تناله يده بتغييره و رده الى محبتك فاشدد اللهم أزره بنصرك و اطل باعه فيما قصر عنه من اطراد الراتعين فى حماك و زده فى قوته بسطة من تأييدك و لا توحشنا من انسه و لا تخترمه أمله من الصلاح الفاشي في أهل ملته و العدل المظاهر فى امته اللهم و شرف بما تقبل به من القيام بأمرك لدى
ص: 201
موقف الحساب مقامه و سر نبيك محمد صلواتك عليه و آله برؤيته و من تبعه على ما دعوته و اجزل له على ما رأيته قائما به من أمرك ثوابه و أين قرب دنوه منك فى حياته و ارحم به استكانتنا من بعده و استحذائا لمن كنا نقمعه اذا فقدتنا وجهه و بسطت أيدي من كنا نبسط أيدينا عليه لنرده عن معصيته و افترقنا بعد الالفة و الاجتماع تحت ظل كتفه و تلهفنا عند الفوت على ما أقعدتنا عنه من نصرته و طلبنا من القيام بحق ما لا سبيل لنا الى رجعته و اجعله اللهم فى أمن مما يشفق عليه منه و رد عنه من سهام المكائد ما يوجهه أهل الشنان اليه و الى شركائه في أمره و معاونيه على طاعة ربه الذين جعلت سلاحه و حصنه و مفزعه و انسه الذين سلوا عن الأهل و الأولاد و جفوا الوطن و عطلوا الوثير من المهاد و رفضوا تجاراتهم و أضروا بمعائشهم و فقدوا فى أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم و خالفوا البعيد ممن عاضدهم على أمرهم و قلوا القريب ممن صد عن وجهتهم فأتلفوا بعد التدابر و التقاطع فى دهرهم و قطعوا الأسباب المتصلة بعاجل حطام الدنيا فاجعلهم اللهم في أمن حرزك و ظل كنفك و رد عنهم بأس من قصد اليهم بالعداوة و اجزل لهم على دعوتهم من كفايتك و معونتك و أمدهم بتأييدك و ازهق بحقهم باطل من أراد اطفاء نورك و املأ بهم كل افق من الآفاق و قطر من الأقطار قسطا و عدلا و مرحمة و فضلا و أشكرهم على حسب كرمك و جودك و ما مننت به القائمين بالقسط من عبادك و ادخرت لهم من ثوابك ما يرفع لهم به الدرجات انك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد).
45 - و فيه ص 67 فى قنوت مولانا الحجة محمد بن الحسن المهدي المنتظر عليه السلام أوله:
(اللهم صل على محمد و آل محمد و اكرم أولياءك بانجاز وعدك و بلغهم درك ما يأملونه من نصرك و اكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك و تمرد بمنعك على ركوب مخالفتك و استعان برفدك على فل حدك و قصد لكيدك بأيديك و وسعته حلما لتأخذه على جهرة و تستأصل على عزة فانك اللهم قلت و قولك الحق: (حتى اذا أخذت الأرض و ظن أهلها انهم قادرون عليها اتيها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) و قلت (فلما آسفونا انتقمنا منهم) و ان الغاية عندنا قد تناهت و إنا لغضبك غاضبون
ص: 202
و إنا على نصر الحق متعاصبون و الى ورود أمرك مشتاقون و لأنجاز وعدك مرتقبون و لحلول وعيدك بأعدائك متوقعون اللهم فأذن بذلك و افتح طرقاته و سهل خروجه و وطأ مسالكه و اشرع شرائعه و أيد جنوده و أعوانه و بادر بأسمك القوم الظالمين و ابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين و خذ بالثأر انك جوار مكار).
46 - و فيه ص 68 أيضا في قنوته عليه السلام أوله:
(اللهم مالك الملك - الى قوله - أسألك على محمد و آل محمد خيرتك من خلقك فصل عليهم بأفضل صلواتك و صل على جميع النبيين و المرسلين الذين بلغوا عنك الهدى و اعقدوا لك المواثيق بالطاعة و صل على عبادك الصالحين يا من لا يخلف الميعاد انجز لي ما وعدتني و اجمع لي أصحابي و صبرهم و انصرني على أعدائك و أعداء رسولك و لا تخيب دعوتي فاني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك أسير بين يديك سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام و تفضلت علي دون كثير من خلقك أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنجز ما وعدتني انك أنت الصادق و لا تخلف الميعاد و أنت على كل شيء قدير).
47 - في ج 18 من بحار الأنوار ص 435 في باب ما يختص بتعقيب فريضة الظهر يقول نقلا عن اختيار ابن الباقي عن مولانا الصادق «ع» انه من قرء بعد كل فريضة هذا الدعاء فانه يرى الامام (م ح م د) بن الحسن عليه و على آبائه السلام في اليقظة أو فى المنام:
(بسم اللّه الرحمن الرحيم اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان أينما كان و حيث ما كان من مشارق الأرض و مغاربها سهلها و جبلها عني و عن والدي و عن ولدي و اخواني التحية و السلام عدد خلق اللّه و زنة عرش اللّه و ما أحصاه كتابه و أحاط به علمه اللهم اني اجدد له في صبيحة هذا اليوم و ما عشت فيه من أيام حياتي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي لا أحول عنها و لا أزول اللهم اجعلني من من أنصاره و نصاره و الذابين عنه و الممتثلين لأوامره و نواهيه فى أيامه و المستشهدين بين يديه اللهم فان حال بيني و بينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فاخرجني من قبري مؤتزا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي
ص: 203
في الحاضر و البادي اللهم أرني الطلعة الرشيدة و الغرة الحميدة و اكحل بصري بنظرة مني اليه و عجل فرجه و سهل مخرجه اللهم اشدد أزره و قو ظهره و طول عمره اللهم اعمر به بلادك و احي به عبادك فانك قلت و قولك الحق: (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ) فاظهر اللهم لنا وليك و ابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك صلواتك عليه و آله حتى لا يظفر بشيء من الباطل إلا فرقة و يحق اللّه الحق بكلماته و يحققه اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بظهوره انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا و صلى اللّه على محمد و آله).
48 - و فيه ص 429 نقلا عن الكافى عن محمد بن الفرج الثقة عن أبي جعفر ابن الرضاء قال اذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:
(رضيت باللّه ربا و بمحمد (صلی الله علیه و آله) نبيا و بالاسلام دينا و بالقرآن كتابا و بفلان و فلان أئمة اللهم وليك فلان فاحفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته و امدد له في عمره و اجعله (القائم) بأمرك و المستنصر لدينك و أره ما يحب و تقر به عينه في نفسه و في ذريته و فى أهله و ماله و فى شيعته و في عدوه و أره منه ما يحذرون و أره فيهم ما يحب و تقر به عينه و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين).
49 - و فيه ص 439 نقلا عن فلاح السائل فيما يختص بتعقيب فريضة الظهر قال من المهمات عقيب صلاة الظهر الاقتداء بالصادق عليه السلام الدعاء للمهدي الذي بشر به محمد رسول اللّه امته فى صحيح الروايات و وعدهم انه يظهر في آخر الأوقات كما رواه أبو محمد هارون الدنبلي عن أبي علي محمد بن الحسن بن محمد بن جمهور العمي عن أبيه محمد بن جمهور عن أحمد بن الحسن السكرى عن عباد بن محمد المدايني قال دخلت على أبي عبد اللّه بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر و قد رفع يديه الى السماء و هو يقول:
(اي سامع كل صوت اي جامع كل فوت اي بارىء كل نفس بعد الموت اي باعث اي وارث اي سيد السادات اي إله الآله اي جبار الجبابرة اي مالك الدنيا و الآخرة اي رب الأرباب اي ملك الملوك اي بطاش اي ذا البطش الشديد اي فعالا لما يريد اي محصي عدد الأنفاس و نقل الأقلام اي من السر عنده علانية اي
ص: 204
مبعد اي معيد أسألك بحقك على خيرتك من خلقك و بحقهم الذي أوجبت لهم على نفسك أن تصلي على محمد و آل محمد أهل بيته و إن تمن على الساعة بفكاك رقبتي من النار و انجز لوليك و ابن نبيك الداعي اليك باذنك و أمينك في خلقك و عينك فى عبادك و حجتك على خلقك عليه صلواتك و بركاتك اللهم أيده بنصرك و انصر عبدك و قو أصحابه و صبرهم و افتح لهم من لدنك سلطانا نصيرا و عجل فرجه و أمكنه من أعدائك و أعداء رسولك يا أرحم الراحمين).
قال قلت أليس دعوت لنفسك جعلت فداك؟ قال دعوت لنور آل محمد و سابقهم (و المنتقم) بأمر اللّه من أعدائهم قلت متى يكون خروجه جعلني اللّه فداك؟ قال اذا شاء من له الخلق و الأمر قلت فله علامة قبل ذلك؟ قال نعم علامات كثيرة قلت مثل ماذا؟ قال خروج راية من المشرق و راية من المغرب و فتنة تظل أهل الزوراء و خروج رجل من ولد عمي زيد باليمن و انتهاب ستارة البيت و يفعل اللّه ما يشاء.
50 - و فيه ص 440 عن فلاح السائل قال و من المهمات بعد صلاة العصر الاقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم صلوات اللّه عليهم فى الدعاء لمولانا المهدي صلوات اللّه عليه كما رواه محمد بن بشير الازدي عن أحمد بن عمر الكاتب عن الحسن ابن محمد بن جمهور العمي عن أبيه محمد بن جمهور عن يحيى بن الفضل النوفلي قال دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر «ع» ببغداد حين فرغ من صلاة العصر فرفع يديه الى السماء و سمعته يقول:
(أنت اللّه لا إله إلا أنت الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و أنت اللّه لا إله إلا أنت اليك زيادة الأشياء و نقصانها و أنت اللّه لا إله إلا أنت خلقت خلقك بغير معونة من غيرك و لا حاجة اليهم و أنت اللّه لا إله إلا أنت منك المشيئة و اليك البداء أنت اللّه لا إله إلا أنت قبل القبل و خالق القبل أنت اللّه لا إله إلا أنت بعد البعد و خالق البعد أنت اللّه لا إله إلا أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك ام الكتاب أنت اللّه لا إله إلا أنت غاية كل شيء و وارثه أنت اللّه لا إله إلا أنت لا يغرب عنك الدقيق و لا الجليل أنت اللّه لا إله إلا أنت لا تخفى عليك اللغات و لا تشابه عليك الأصوات كل يوم انت فى شأن لا يشغلك شأن عن شأن عالم الغيب و اخفى
ص: 205
ديان يوم الدين مدبر الامور باعث من في القبور تحيي العظام و هي رميم اسألك باسمك المكنون المخزون الحي القيوم الذي لا يخيب من سالك به اسألك ان تصلي على محمد و آل محمد و ان تعجل فرج (المنتقم) لك من اعدائك و انجز له ما وعدته يا ذا الجلال و الاكرام).
قال قلت من المدعو له؟ قال ذلك المهدى من آل محمد ثم قال (بابي المنفدح البطن المقرون الحاجبين اخمش الساقين ابعد ما بين المنكبين أسمر اللون يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليالي بأبي من ليله يرعى النجوم ساجدا و راكعا بأبي من لا يأخذ فى اللّه لومة لائم مصباح الدجى (القائم) بأمر اللّه) قلت و متى خروجه؟ قال:
(اذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطىء الفرات و الصراط و الدجلة و هدم قنطرة الكوفة و احراق بعض بيوتات الكوفة فاذا رأيت ذلك فان اللّه يفعل ما يشاء لا غالب لأمر اللّه و لا معقب لحكمه).
(قال الطبسي): «لا يقال» ما ذكرتم إنما ورد في حق (المنتقم) المهدي المنتظر فلا يدل على الرجعة، فانه يقال قد مر الكلام مستوفى في الجزء الاول بأن المنتقم منه أعم من الموجود حال ظهوره و ممن مات و تقدم موته على ظهوره على ما قلنا بأن هذا الحشر خاص لا عام فيرجع ما خص الكفر و ما خص الايمان.
51 - و فيه ص 447 في تعقيب فريضة المغرب نقلا عن فلاح السائل مما روى عن مولاتنا فاطمة عليها السلام و هو:
(الحمد للّه الذي لا يحصى مدحته القائلون - الى قولها عليها السلام - اللهم صل على محمد و آل محمد صلاة يشهد الأولون مع الأبرار و سيد المرسلين و خاتم النبيين و قائد الخير و مفتاح الرحمة) قال شيخنا العلامة فى البيان (صلاة يشهد بها الأولون - الى - رحمة تصير سببا لحضور الأنبياء و الأوصياء المتقدمين مع الأبرار من الأئمة الطاهرين و سيد المرسلين صلى اللّه عليهم لنصرتهم و الانتقام من أعدائهم في الرجعة) كما شهدت به الأخبار و لعل فيه سقطا و تصحيفا.
52 - و فيه ص 468 نقلا عن المصباحين أيضا فى التعقيب المختص بصلاة الفجر المعروف بدعاء الحريق أوله:
(اللهم اني أصبحت اشهدك و كفى بك شهيدا - الى أن يقول - اللهم صل
ص: 206
على محمد و آل محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين و عجل اللهم فرجهم و فرجي و فرج عن كل مهموم من المؤمنين و المؤمنات اللهم صل على محمد و آل محمد و ارزقني نصرهم و اشهد فى أيامهم و اجمع بيني و بينهم في الدنيا و الآخرة).
53 - و فيه ص 473 نقلا عن الفقيه عن الصادق «ع» في أدعية صلاة الصبح
(اللهم صل على محمد و آل محمد و اوسع علي فى رزقي و امدد لي في عمرى و انشر من رحمتك و اجعلني ممن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري).
54 - و فيه ص 485 نقلا عن المصباح كتب أبو ابراهيم الى عبد اللّه بن جندب فقال اذا سجدت فقل:
(اللهم اني اشهدت و كفى باللّه شهيدا و اشهد ملائكتك و أنبيائك و رسلك و جميع خلقك بأنك أنت اللّه ربي و الاسلام ديني و محمد نبيي و علي وليي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي ابن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الخلف الصالح صلواتك عليهم أجمعين أئمتي بهم أتولاه و من أعدائهم أتبرء اللهم اني أنشدك بدم المظلوم ثلاثا اللهم اني أنشدك برأيك على نفسك لأوليائك لتظهرنهم على عدوك و عدوهم و على المتحفظين من آل محمد ثلاثا - و تقول - اللهم اني أنشدك برأيك على نفسك لأعدائك لتهلكنهم و لتجزينهم بأيديهم و أيدي المؤمنين أن تصلي على محمد و آل محمد و على المتحفظين من آل محمد، الخ).
قال العلامة المجلسي فى البيان و الوأي اشارة الى قوله: (وعد اللّه الذين منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبله و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) ثم قال و الباء اما سببية اي انشدك بسبب وعدك او صلة للنشد اي اقسم عليك بحق وعدك و قال فى اكثر النسخ و الدعاء بايواءك و لم يرد فى اللغة بهذا المعنى و لكن ما اهمله اهل اللغة من الاستعمالات و الاشتقاقات كثيرة يمكن ان يكون هذا منها.
(قال الطبسي): قال الشيخ الأوحد في مجمع البحرين في مادة واء فى حديث القدسي قد وأيت على نفسي ان اذكر فى ذكر من واي جعلته وعدا على نفسي من الوأي اي الوعد الذي يوثقه الرجل على نفسه و يعزم على الوفاء
ص: 207
به و منه و أيته و أيا وعدته و منه كان له عنده و أي و الوأي يقال للعدة المضمونة و منه قوله و من كان له عنده و أي فليحضر.
55 - و فيه ص 494 نقلا عن المكارم كان الصادق «ع» يقول اذا اصبح
(بسم اللّه و باللّه و الى اللّه و من اللّه و فى سبيل اللّه و علي ملة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) - الى قوله - و لكن امتني على فراشي في طاعتك و طاعة رسولك (صلی الله علیه و آله) مصيبا للحق غير مخطىء او في الصف الذي نعت اهله في كتابك فقلت: (كأنهم بنيان مرصوص للحق غير مخطىء، الدعاء).
56 - و في ج 18 من بحار الأنوار ص 517 في باب ادعية الساعات في الساعة الثانية عشر من اصفرار الشمس الى غروبها للخلف الحجة عليه السلام نقلا عن مصباح المتهجدين:
(يا من توحد بنفسه عن خلقه يا من غنى عن خلقه بصنعه يا من عرف نفسه خلقه بلطفه يا من سلك بأهل طاعته مرضاته يا من اعان اهل محبته على شكره يا من من عليهم بدينه و لطف لهم بنائله اسألك بحق وليك الخلف الصالح بقيتك فى ارضك (المنتقم) لك من اعدائك و اعداء رسولك و بقية آبائه الصالحين الحجة ابن الحسن و الفزع به و اقدمه بين يدي حوائجي ان تصلي على محمد و آل محمد).
57 - و فيه ص 536 و هو خاص لآل محمد (صلی الله علیه و آله):
(اللهم اني اسألك بك و منك و بعبدك الذي جعلته سفيرا بينك و بين خلقك و خلقته من نورك و نفخت فيه من روحك و استودعته فيه من عملك و علمته من كتابك و امنته على وحيه و استأثرته فى علم الغيب لنفسك ثم اتخذته حبيبا نبيا و خليلا اللهم بك و به و بك إلا جعلتني ممن اتولى مع اوليائه و اتبرء من اعدائه اللهم كما جعلتني فى دولته و كونتني في كرته و اخرجتني في كوره و اظهرتني في دوره و دعوتني الى ملته و جعلتني من امته و جنوده فاجعلني من خاصة اوليائه و خواص احبائه و قربني اليه، الخ).
(قال الطبسي): لا يخفى ما في الاشارة فيه الى الدولة الحقة و السلطنة العامة التي وعدها اللّه غلبتها على جميع الاعادي و الأديان ضرورة ان الأدوار المحمدية «26 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 208
و ظهور الآثار و الأنوار الأئمة الأثنى عشرية إنما هي في هذه النشأة الدنيوية كما مر مرارا فى الآيات القرآنية قوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) الآية قال الامام المجلسي (ره) بيان في كرته أي في دولتك التي عادت بظهوره أي فى غلبته على الاعادي و كذا فى كوره أي فى رجوع الأمر اليه.
58 - و فيه ص 572 فى كيفية صلاة(1) الليل و الشفع:
(اللهم اظهر الحق و أهله و اجعلني ممن أقول به و أنتظره اللهم قوم قائم آل محمد و اظهر دعوته رضا من آل محمد اللهم اظهر رايته و قو عزمه و عجل خروجه و انصر جيوشه و اعضد أنصاره و ابلغ طلبته و انجح أمله و اصلح شأنه و قرب أوانه فانك تبدء و تعيد و انت الغفور الودود اللهم املأ به الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا اللهم انصر جيوش المؤمنين و سراياهم و مرابطيهم حيث كانوا و أين كانوا من مشارق الأرض و مغاربها و انصرهم نصرا عزيزا و افتح لهم فتحا يسيرا و اجعل لنا و لهم من لدنك سلطانا نصيرا اللهم اجعلنا من أتباعه و المستشهدين بين يديه، الدعاء).
59 - و فيه ص 580 في كيفية صلاة الليل نقلا عن مصباح الشيخ على الهامش فى من كان له عدو يؤذيه فليقل في السجدة الثانية من الركعتين الأوليتين
(اللهم ان فلان بن فلان - الى قوله - و بكل اسم دعاءك به حملة عرشك و ملائكتك و أنبياؤك و رسلك و أهل طاعتك من خلقك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعجل فرج وليك و ابن وليك و تعجل خزي أعدائه).
60 - و فيه ص 594 عن مصباح المتهجد يدعو بعد الوتر أوله:
(سبحان ربي الملك القدوس - الى قوله - و أمتني على فراشي أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك فقلت (كأنهم بنيان مرصوص) على طاعتك و طاعة رسولك صلواتك عليه و آله مقبلا على عدوك غير مدبر عنه يا أرحم الراحمين).
61 - و فيه ص 755 في أعمال يوم الجمعة من جملته:
(اللهم و على الباقي منهم فترحم و ما وعدتهم من نصرك فتمم و أشياعهم من كل).
ص: 209
سوء سلم و بهم يا رب العالمين جناح الكفر فحطم و أموال الظلمة وليك فغنم و كن لهم وليا و حافظا و ناصرا و اجعلهم و المؤمنين أكثر نفرا و انزل عليهم من السماء ملائكة أنصارا و ابعث لهم من أنفسهم لدعاء أسلافهم ثارا و لا تدع على الأرض من الكافرين ديارا و لا تزد الظالمين إلا خسارا اللهم مد لآل محمد و أشياعهم فى الآجال و خصهم بصالح الأعمال و لا تجعلنا ممن يستبدل بهم الابدال يا ذا الجود و الفعال اللهم خص آل محمد بالوسيلة و اعطهم أفضل الفضيلة و اقض لهم فى الدنيا بأحسن القضية و احكم بينهم و بين عدوهم بالعدل و الوفاء و اجعلنا يا رب لهم اعوانا و وزرائه و لا تشمت بنا و بهم الأعداء اللهم احفظ آل محمد و أتباعهم و أوليائهم بالليل و النهار من أهل الجحد و الانكار و اكفهم حسد كل حاسد متكبر جبار و سلطهم على كل ناكث حتى يقضوا من عدوك و عدوهم الأوطار و اجعل عدوهم مع الأذلين و الأشرار و كبهم على وجوههم في النار انك الواحد القهار اللهم و كن لوليك في خلقك وليا و حافظا و قائدا و ناصرا حتى تسكنه أرضك طوعا تمتعه منها طولا و عرضا و تجعله و ذريته منها الائمة الوارثين و اجمع له شمله و اكمل له أمره و اصلح له رعيته و ثبت ركنه و افرغ الصبر منك عليه حتى ينتقم فيشتفي و يشفي خزازات قلوب بغلة و حرارات صدور و غرة و حرات نفس تربة من دماء مسفوكة و أرحام مقطوعة مجهولة قد أحسنت اليه البلاء و وسعت عليه الآلاء و أتممت عليه النعماء فى الحفظ منك، الدعاء).
62 - و فيه ص 775 في باب صلاة الحوائج و الأدعية لها يوم الجمعة برواية عاصم بن حميد الثقة الصدوق قال قال أبو عبد اللّه «ع» اذا حضرت أحدكم الحاجة فليصم يوم الأربعاء و يوم الخميس و يوم الجمعة فاذا كان يوم الجمعة اغتسل و لبس ثوبا نظيفا ثم يصعد الى أعلى موضع في داره فيصلي ركعتين ثم يمد يده الى السماء و يقول:
(اللهم اني حللت بساحتك - الى أن يذكر الأئمة الأحد عشر و يقول - و أتقرب اليك بالبقية الباقي المقيم بين أوليائه الذي رضيته لنفسك الطيب الطاهر الفاضل الخير نور الأرض و عمادها و رجاء هذه الامة و سيدها الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر الناصح الأمين المؤدي عن النبيين و خاتم الوصيين النجباء
ص: 210
الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين، الدعاء).
63 - و فيه ص 785 برواية المتهجد و الجمال عن جابر عن ابي جعفر عن علي ابن الحسين عليهم السلام من عمل يوم الجمعة الدعاء بعد الظهر:
(اللهم اشتر مني نفسي الموقوفة عليك المحبوسة لأمرك بالجنة مع معصوم من عترة نبيك محزون لظلامته منسوب بولادته تملأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و لا تجعلني ممن تقدم فهرق أو تأخر فمحق و اجعلني ممن لزم فلحق و اجعلني شهيدا سعيدا فى قبضتك، الدعاء).
64 - و فيه 867 في أدعية عيد الفطر أولها:
(إلهي و سيدي أنت فطرتني و ابتدأت خلقي لا لحاجة منك - الى أن يقول - اللهم اني أسألك أن تجعلني من الذين يستطيعون اليه سبيلا و من الرجال الذين يأتونه ليشهدوا منافع لهم و ليكبروا اللّه على ما هداهم و اعني اللهم على جهاد عدوك في سبيلك مع وليك كما قلت جل قولك: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) و قلت جل أسماؤك (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصّابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) اللهم فأرني ذلك السبيل حتى اقاتل فيه بنفسي و مالي طلب رضاك فأكون من الفائزين).
65 - و فيه ص 869 في أدعية الفطر أوله:
(اللهم اليك وجهت وجهي و اليك فوضت أمري - الى أن يقول - اللهم صل على وليك المنتظر أمرك المنتظر لفرج أوليائك اللهم اشعب به الصدع و ارتق به الفتق و أمت به الجور و اظهر به العدل و زين بطول بقائه الأرض و أيده بنصرك و انصره بالرعب و قو ناصرهم و اخذل خاذلهم و دمدم على من نصب لهم و دمر على من غشهم و اقصم بهم رؤوس الضلالة و شارعة البدع و مميتة السنة و المتعززين بالباطل و أعز بهم المؤمنين و أذل بهم الكافرين و المنافقين و جميع الملحدين و المخالفين فى مشارق الأرض و مغاربها يا أرحم الراحمين) و تقدم نظيره.
66 - و فيه ص 871 فى أدعية عيد الفطر بعد صلاة العيد أوله:
(اللهم اني سألتك أن ترزقني صيام شهر رمضان اللهم صل على محمد و آل محمد و افتح لهم فتحا يسيرا و اجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا اللهم اظهر به دينك
ص: 211
و سنة نبيك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك و القادة الى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة اللهم ما أنكرنا من الحق فعرفناه و ما قصرنا عنه فبلغناه، الدعاء).
67 - و فيه ص 916 في باب فضل صلاة جعفر بن أبي طالب عليهما السلام نقلا عن عدة من الكتب منها جمال الاسبوع عن أبي المفضل عن حمزة بن قاسم العلوي عن الحسن بن محمد بن جمهور عن أبيه عن الحسن بن القاسم العباسي قال دخلت على أبي الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السلام و هو يصلي صلاة جعفر عند ارتفاع النهار يوم الجمعة فلم اصلي خلفه حتى فرغ ثم رفع يديه الى السماء ثم قال:
(يا من لا تخفى عليه اللغات و لا يتشابه عليه الأصوات - الى أن يقول - اللهم عجل فرج قائمهم بأمرك و انصره و انتصر به دينك الذي غير و بدل و جدد به ما امتحى منه و بدل بعد نبيك (صلی الله علیه و آله)، الدعاء).
هذا ما ساعدنا التوفيق لذكر الأدعية الواردة من مخازن علم اللّه و تراجمة وحيه مشيرا فيها الى صحة القول بالرجعة و انها من الامور التي يجب الاعتقاد بها كما يأتي و لا يحل لمسلم التشكيك فيها و انكارها و لعل المتتبع في كتب الأدعية صادف بأكثر مما أوردناه و نسأل اللّه حسن العاقبة و نعوذ باللّه من سوء الخاتمة بمحمد و آله الطاهرين.
ص: 212
ص: 213
القسم الثالث
ص: 214
و من الامور التي يستدل بها على صحة القول بالرجعة الزيارات الواردة عن الأئمة المعصومين عليهم الصلاة و السلام حسبما وجدناها في كتب الزيارات المعتمدة عند الامامية، و الآن نقدم الى القاري الكريم الزيارات المصرحة أو المشيرة بالرجعة فنقول و به نستعين:
في ج 22 ص 25 من بحار الأنوار في باب زيارة الرسول الأعظم محمد و الأئمة الأطهار «ع» في يوم الجمعة نقلا عن المصباح عن مولانا الصادق عليه السلام انه قال من أراد أن يزور قبر رسول اللّه و قبر أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و قبور الحجج و هو فى بلده فليغتسل في يوم الجمعة و ليلبس ثوبين نظيفين و ليخرج الى فلاة من الأرض ثم يصلي أربع ركعات يقرء فيهن ما تيسر من القرآن فاذا تشهد و سلم فليقم مستقبل القبلة و ليقل:
(السلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام عليك أيها النبي المرسل و الوصي المرتضى و السيدة الزهراء و السبطان المنتجبان و الأولاد الأعلام الامناء المنتجبون جئت انقطاعا اليكم و الى آبائكم و ولدكم الخلف على بركة الخلق فقلبي لكم مسلم و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه لدينه فمعكم معكم لا مع عدوكم اني لمن القائلين بفضلكم مقر برجعتكم لا أنكر للّه قدرة و لا أزعم إلا ما شاء اللّه سبحان اللّه و الحمد للّه ذي الملك و الملكوت يسبح اللّه بأسمائه جميع خلقه و السلام على ارواحكم و أجسادكم و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته).
و فيه ص 27 في زيارة النبي (صلی الله علیه و آله) و الوصي و الزهراء و الحجج عليهم السلام فى المدينة أولها:
ص: 215
(اللهم صل و سلم على عبدك و رسولك محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين و خير الخلق أجمعين. و صل على وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المسلمين و خير الوصيين، و صل على فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين، و صل على سيدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين، و صل على زين العابدين علي بن الحسين، و صل على محمد بن علي باقر العلم، و صل على الصادق عن اللّه جعفر بن محمد، و صل على الكاظم الغيظ من اللّه موسى بن جعفر، و صل على الرضا علي بن موسى، و صل على التقي محمد بن علي، و صل على النقي علي، و صل على الزكي الحسن بن علي، و صل على الحجة (القائم) بن الحسن بن علي، اللهم احيي به العدل و أمت به الجور و زين بطول بقائه الأرض و اظهر به دينك و سنة نبيك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق و اجعلنا من أعوانه و أشياعه و المقبولين فى زمرة أوليائه يا رب العالمين).
و فيه ص 48 في زيارة الامام علي بن أبي طالب «ع» المطلقة، نقلا عن (فوحة الغري) برواية يونس بن ظيبان عن أبي عبد اللّه الصادق «ع» قال اذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنين فتوضأ و امش على هنيئتك و قل:
(الحمد للّه الذي أكرمني بمعرفته و معرفة رسوله - الى قوله - أتيتك انقطاعا اليك و الى ولدك الخلف من بعدك على بركة الحق فقلبي لكم مسلم و أمرى لكم تبع و نصرتي لكم معدة أنا عبد اللّه و مولاك - الى قوله - فاجعلني ممن تنصره و ممن تنتصر به و من علي بنصري لدينك فى الدنيا و الآخرة).
و فيه ص 53 فى زيارته عليه السلام لا يختص بوقت و فى وداعه أولها:
(آمنت باللّه و بالرسل - الى قوله - السلام على رسول اللّه، السلام على فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام على أمير المؤمنين، السلام على الحسن و الحسين، و على علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي «27 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 216
ابن موسى، و محمد بن علي، و علي بن محمد، و الحسن بن علي، و الحجة (القائم) بأمر اللّه المنتقم من أعدائه).
(قال الطبسي): لا إشكال فى ان المنتقم منهم لا يختص بأعداء زمان حضوره بل يرجع كل من كان من أعداء آل محمد ممن تقدم على زمان حضوره فينتقم منه.
و فيه ص 63 في زيارة ثانية له عليه السلام:
(اللهم انك مننت علي بزيارة مولاي أمير المؤمنين و ولايته و معرفته فاجعلني ممن تنتصره و تنتصر به و من علي بنصري لدينك في الدنيا و الآخرة).
و فيه ص 69 في زيارة ثالثة له عليه السلام:
(السلام عليك يا عمود الدين و وارث علم الأولين و الآخرين و صاحب الميسم و الصراط المستقيم).
و فيه ص 70 فى زيارة رابعة له عليه السلام:
(أتيتك انقطاعا اليك و الى ولدك الخلف من بعدك على الحق فقلبي لكم سلم و أمري لكم تبع و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه بكم دينه فمعكم معكم لا مع غيركم اني من المؤمنين برجعتكم لا انكر للّه قدرة و لا مكذب منه مشية - الى قوله - اللهم انك مننت علي بزيارة مولاي و ولايته و معرفته فاجعلني ممن ينصره و ينتصر به و من علي بنصري لدينك في الدنيا و الآخرة - الى قوله - مواليي اني عبدكم و طوبى لكم إن قبلتموني عبدا و اني مقر بكم معتصم بحبلكم متوقع لدولتكم منتظر لرجعتكم عامل بأمركم).
و فيه ص 73 فى زيارة خامسة له عليه السلام:
ص: 217
(السلام عليك يا صاحب الكرة و الرجعة و إمام الخلق و ولي الدعوة - الى قوله - موقن بايابك مؤمن برجعتك منتظر لأمرك مرتقب لدولتك - الى قوله - حتى تمكن له دينه الذي ارتضى و تبدل بعد الخوف أمنا و تعبد المولى حقا و لا تشرك به شيئا و تصير الدين كله للّه و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب و جيىء بالنبيين و الشهداء و قضى بينهم بالحق و هم لا يظلمون و الحمد للّه رب العالمين فعند ذلك يفوز الفائزون بمحبتك - الى قوله - منتظر لما وعدت متوقع لما قلت).
و فيه ص 74 في زيارة سادسة له عليه السلام:
(السلام عليك يا أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين - الى قوله - و اجعلني من حزبك و أرضاك عني و مكنني فى دولتك و احيائي فى رجعتك و ملكني فى ايامك و شكر سعيي بك).
(قال الطبسي): الى هنا ما صادفنا في زياراته المطلقة ما يستدل بها على صحة القول بالرجعة بلا كلفة و لا زحمة لأنها ظواهر يعرفها كل من كان له ادنى إلمام بالألفاظ و المعاني و الحق ان الألفاظ التي لها ظهور موضوعة لمعانيها الواقعية النفس الامرية و صرفها الى غير ما هو الظاهر فيها يحتاج الى دليل و حجة اقوى منها حتى يكون رفع اليد عن الحجة بحجة أقوى و ليس في البين ما ينافى تلك الظواهر فهي حجة قوية بلا معارض.
و أما ما ورد فى زيارته المخصوصة ففي ج 22 ص 84 من بحار الأنوار فى زيارة ليلة المبعث تقول:
(اللهم انك مننت علي بزيارة مولاي علي بن أبى طالب و ولايته و معرفته فاجعلني ممن ينصره و ينتصر به و من علي بنصرك لدينك).
و فيه ص 98 ما ورد فى زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام قوله:
(و ان اللّه منجز لكم ما وعدكم جئتك زائرا عارفا بحقكم مسلما لكم
ص: 218
لسنتكم نصرتى لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين).
و فيه ص 145 في باب تربة الحسين «ع» و فضلها و آدابها نقلا عن ابن قولويه الثقة الجليل فى مزاره (كامل الزيارات) عن محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن علي رفعه قال قال «ع» الختم على طين قبر الحسين «ع» أن يقرء عليه (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) و روى اذا أخذته فقل:
(اللهم بحق هذه التربة الطاهرة و بحق البقعة الطيبة و بحق الوصي الذي تواريه و بحق جده و أبيه و امه و أخيه و الملائكة الذين يحفون به و الملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى اللّه عليهم أجمعين اجعل لي شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و غنى عن كل فقر و عزا من كل ذل و أوسع علي في رزقي و أصح به جسمي).
(قال الطبسي): و محل الاستدلال به قوله «ع» و الملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره ضرورة انه لا يتوهم متوهم ان الملائكة يترقبون و ينتظرون نصر الحسين المظلوم في الرجعة الكبرى و لا يتوهم ذو فهم انه تحقق النصر منهم فلا مفر إلا القول بكون ذلك في الرجعة الصغرى و هو المطلوب، و إنما أوردنا الدعاء بتمامه نظرا الى انه من الممكن أن يريد أحد تناولها و لم يكن عنده من كتب الأدعية موجود و قد وردت أدعية كثيرة فى كيفية أخذ تربته الشريفة و تناولها بتعابير متعددة منها ما رواه فيه ص 147 اذا أردت أن تأخذ التربة للعلاج و الاستشفاء فتباك و تقول:
(بسم اللّه و باللّه بحق هذه التربة المباركة و بحق الوصي الذي تواريه و بحق جده و أبيه و امه و أخيه و بحق أولاده الصادقين و بحق الملائكة المقيمين عند قبره ينتظرون نصره صل عليهم أجمعين و اجعل لي و لأهلي و ولدي و اخواني و اخواتي فيه الشفاء من كل داء و أمان من كل خوف، الدعاء).
و أما ما ورد فى زياراته المطلقة و هي عدة زيارات (منها) ما رواه فيه ص 150
ص: 219
نقلا عن كامل الزيارة بسند الى الحسن بن عطية عن الصادق عليه السلام قال اذا دخلت الحيرة فقل:
(اللهم ان هذا مقام أكرمتني به - الى قوله - اللهم توفني مسلما و اجعل لي قدما مع الباقين الوارثين الذين يرثون الأرض من عبادك الصالحين - ثم تكبر خمس تكبيرات ثم امش قليلا و تقول - اللهم اكتب لي ايمانا و ثبته في قلبي اللهم اجعل ما اقول بلساني حقيقة في قلبي و شريعة فى عملي اللهم اجعلني ممن له مع الحسين «ع» قدما ثابتا و أثبتني فيمن استشهد معه - الى قوله - أشهد أن لك من اللّه ما وعدك من النصر و الفتح و ان لك من اللّه الوعد الصادق في هلاك أعدائك و تمام موعد اللّه اياك).
و فيه ص 153 عنه باسناده عن يوسف الكناسي عن الصادق عليه السلام فى خلال الزيارة ثم تقول:
(اللهم العن الذين بدلوا نعمتك - الى أن يقول - اللهم اجعلنا ممن تنصره و تنتصر به و تمن عليه بنصرك لدينك في الدنيا و الآخرة - الى أن يقول مخاطبا للشهداء - ابشروا بموعد اللّه الذي لا خلف له انه لا يخلف الميعاد اللّه مدرك لكم ما وعدكم).
و فيه ص 156 عنه باسناده عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه «ع» قال اذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على اللّه عز و جل و صليت على النبي (صلی الله علیه و آله) الى قوله قلت:
(الحمد للّه الواحد المتوحد - الى قوله - أشهد أن لك من اللّه ما وعدك من النصر و الفتح و ان لك من الوعد الحق في هلاك عدوك و تمام موعده إياك - الى قوله بعد التسبيح و التهليل و التحميد كل واحد سبع مرات تقول - لبيك داعي اللّه إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي - الى قوله - فقلبي لكم مسلم و أمري لكم متبع و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم اني من المؤمنين برجعتكم لا أنكر للّه قدرة و لا أكذب له مشية
ص: 220
و لا أزعم ان ما شاء اللّه لا يكون).
(قال الطبسي): فى قوله صلوات اللّه عليه لا أنكر للّه قدرة اشارة الى برهان القول بالرجعة ورد على المتهوسين المتبعين للشهوات و الناشرين للشبهات مبينا بأن القاء الشبهة في الرجعة هو القاء الشبهة فى الرجعتين الرجعة الصغرى و الرجعة الكبرى ضرورة ان البرهان فيهما هو القدرة حرفا بحرف.
و فيه ص 160 بمثل ما تقدم من التسبيح و التهليل و التحميد و قل لبيك داعي اللّه سبعا و قل:
(إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك - الى قوله - فقلبي لكم مسلم - الى قوله - لا أنكر للّه قدرة و لا أكذب منه بمشية).
و فيه ص 160: (اللهم اتمم به كلماتك و انجز به وعدك و اهلك به عدوك و اكتبنا فى أوليائه و أحبائه و اجعلنا له شيعة و أنصارا و أعوانا على طاعتك و طاعة رسولك - الى قوله - اللهم اتمم بهم كلماتك و انجز بهم وعدك و اهلك بهم عدوك و عدوهم من الجن و الانس - الى قوله - اللهم اجعلنا لهم شيعة و أنصارا و أعوانا على طاعتك و طاعة رسولك اللهم اجعلنا ممن يتبع النور الذي انزل معهم و أحينا محياهم و أمتنا مماتهم و أشهدنا مشاهدهم في الدنيا و الآخرة).
و فيه ص 162: (اللهم اجعلنا ممن تنصره و تنتصر به لدينك في الدنيا و الآخرة - ثم تضع خدك عليه و تقول - اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين اللهم رب الحسين اطلب بدم الحسين اللهم رب الحسين انتقم ممن رضي بقتل الحسين اللهم رب الحسين انتقم ممن خالف الحسين اللهم رب الحسين انتقم ممن فرح بقتل الحسين، الدعاء).
ص: 221
و فيه ص 163 فى زيارة الشهداء يقول:
(إبشروا بموعد اللّه الذي لا خلف له و لا تبديل ان اللّه لا يخلف وعده و اللّه مدرك بكم ثاركم).
و فيه ص 167 فى زياره الوارث يقول: (إني بكم مؤمن و بايابكم موقن).
و فيه ص 170 في زيارته المطلقة يقول ثم ضع يدك اليسرى على القبر و أشر بيدك اليمنى و قل:
(السلام عليك يابن رسول اللّه إن لم يكن أدركت نصرتك بيدي فها أنا وافد اليك بنصري قد أجابك سمعي و بصري و بدني و رأيي و هواي على التسليم لك و للخليف الباقي من بعدك و الأدلاء على اللّه من ولدك فنصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين).
و فيه ص 172 بعد صلاة الزيارة يقول:
(اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي قدم ثابت و أثبتني ممن استشهد معه - الى ان يقول في زيارة الشهداء - إبشروا رضوان اللّه عليكم بموعد اللّه الذي لا خلف له، الخ).
و فيه ص 173 فى زيارة مولانا العباس يقول:
(و ان اللّه منجز لكم ما وعدكم جئتك يابن امير المؤمنين وافدا اليكم و قلبي مسلم لكم و أنا تابع و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم اني بكم و بايابكم من المؤمنين و بمن خالفكم و قتلكم من الكافرين)
ص: 222
و فيه ص 175 فى زيارة الحسين (ع) المطلقة:
(اللهم صل على محمد و آل محمد و عترته الطاهرين الذين بذكرهم ينجلى الظلام و ينزل الغمام و على أشياعهم و أنصارهم و احشرني معهم و تحت لوائهم أيها الامام الكريم اذكرني بحرمة جدك عند ربك ذكرا ينصرني على من يبغي علي).
و فيه ص 177 في زيارته المطلقة أيضا:
(اللهم صل على أئمتنا أولهم و آخرهم اللهم استخلفهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و مكن لهم دينهم الذي ارتضيت لنفسك حتى لا تدان إلا به - الى أن يقول ثم تضع خدك على القبر ثم تقول - اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين اطلب بدم الحسين انتقم للحسين).
و فيه ص 178 في زيارة الوداع: (اللهم إنا نسألك أن تنفعنا بحبه اللهم اقمه مقاما محمودا تنتصر به لدينك و تقتل به عدوك و تبير به من نصب حربا لآل محمد فانك وعدته ذلك و أنت لا تخلف الميعاد).
و فيه 181 فى زيارته المطلقة أيضا:
(اللهم صل على (القائم) بالحق الحجة بن الحسن عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثت برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضاءك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة اللّه و بركاته و السلام عليك يا بقية اللّه فى أرضه و حجته على خلقه و المولي لأمره و المؤتمن على سره السلام على المهدي الذي وعد اللّه تعالى الامم أن يجمع به الكلم و يلم به الشعث و يملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و أن يمكن له و به و ينجز وعده للمؤمنين الذين
ص: 223
يستخلفهم فيها حتى تعبدوه بعد الخوف آمنين و بعد الرجاء متيقنين لا يشركون به شيئا - الى قوله - اللهم اجعلنا ممن تنصره و تنتصر به و من علي بنصرك في الدنيا و الآخرة - الى أن يقول في ص 182 ثم ضع خدك الأيمن على الضريح و قل - إنا للّه و إنا اليه راجعون يا مولاي يا أبا عبد اللّه أنا موال لوليك و معاد لعدوك و أنا بكم مؤمن و بايابكم موقن).
و فيه ص 185 فى باب زيارة مولانا العباس «ع» مثل ما تقدم نقلا عن كامل الزيارة باسناده الى أبي حمزة الثمالي عن الصادق «ع» أوله:
(سلام اللّه و سلام ملائكته المقربين - الى قوله - و ان اللّه منجز لكم ما وعدكم جئتك يابن أمير المؤمنين وافدا اليكم و قلبي لكم مسلم و أنا لكم تابع و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم اني بكم و بايابكم من المؤمنين و بمن خالفكم و قتلكم من الكافرين، الخ).
و فيه ص 186 في زيارة الوداع لسيدنا المظلوم في رواية يوسف الكنانى عن الصادق «ع» اذا أردت تودع الحسين «ع» قل:
(اللهم إنا نسألك أن تنفعنا بحبه اللهم ابعثه مقاما محمودا تنصر به لدينك و تقتل به عدوك، الخ).
و فيه ص 189 فى زيارة عاشوراء قوله «ع»:
(و أسأل الله أن يكرمني بك و يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من آل محمد - الى قوله - فأسأل الله الذى أكرمني بمعرفتكم و معرفة أوليائكم مع إمام مهدي ناطق لكم،).
هذا في زيارته المعروفة، و فى زيارة اخرى في يوم عاشوراء غير معروفة(1)
ص: 224
و له «ع» و أن يوفقني للطلب بثأركم مع الامام المنتظر الهادي من آل محمد و ن أ يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة).
(قال الطبسي): و لتك الزيارة الشريفة فوائد كثيرة لقضاء الحوائج و النيل الى المقاصد الشرعية و دفع الأعادي و لكن أحسنها ما ذكره الشيخ المحدث العلامة النوري أعلى اللّه مقامه فى كتابه دار السلام(1).
و فيه ص 193 فى الدعاء بعد صلاة الزيارة يقول:
(اللهم و عجل فرج آل محمد و اجعل صلواتك عليهم و استنقذهم من أيدي المنافقين و المضلين من الأئمة و الكفرة الجاحدين و افتح لهم روحا و فرجا و اجعل لهم من لدنك على عدوك و عدوهم سلطانا نصيرا).
و فيه ص 194: (و اجعل لهم أياما مشهودة و أوقاتا محمودة مسعودة يوشك فيها فرجهم و ترحب فيها تمكينهم و نصرهم كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل
ص: 225
فانك قلت و قولك الحق: وعد اللّه الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا، اللهم اكشف غمهم - الى قوله و قل - يا من يحكم ما يشاء و يفعل ما يريد أنت حكمت فلك الحمد محمودا و مشكورا فعجل يا مولاي فرجهم و فرجنا فانك ضمنت اعزازهم بعد الذلة و تكثيرهم بعد القلة و اظهارهم بعد الخمول يا أصدق الصادقين و يا أرحم الراحمين فأسألك يا إلهي و سيدي متفرعا اليك بجودك و كرمك بسط أملي و التجاوز عني و قبول قليل عملي و كثرة الزيادة فى أيامي و تبليغي ذلك المشهد و أن تجعلني ممن يدعي فيجيب الى طاعتهم و موالاتهم و نصرهم و تريني ذلك قريبا سريعا في عافية انك على كل شيء قدير - ثم ارفع رأسك الى السماء و قل - أعوذ بك من أن أكون من الذين لا يرجون أيامك فأعذنى يا إلهي برحمتك في ذلك فان هذا أفضل).
و فيه ص 195 نقله عن الاقبال مع اختلافات في العبارة زيادة و نقيصة أوله:
ص: 226
(اللهم ان الامة خالفت الأئمة و كفروا بالكلمة - الى قوله - اللهم اعل الحق و استنفذ الخلق و امنن علينا بالنجاة و اهدنا للايمان و عجل فرجنا (القائم) و اجعله لنا رداء و اجعلنا لهم رفدا اللهم و اهلك من جعل قتل أهل بيت نبيك عيدا و استحل فرحا و سرورا - الى قوله - اللهم ارحم العترة الضائعة المقتولة الذليلة من الشجرة الطيبة المباركة اللهم اعل كلمتهم و افلج حجتهم و ثبت قلوبهم و قلوب شيعتهم على موالاتهم و انصرهم و أعنهم و صبرهم على الأذى فى جنبك و اجعل لهم أياما مشهودا و أوقاتهم محمودة كما ضمنت لأوليائك فى كتابك المنزل فانك قلت: وعد اللّه الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم - الى قوله - من بعد خوفهم أمنا) الخ.
و فيه ص 209 في زيارة العيدين و الأضحى و ليلتهما: (و بايابكم موقن).
و فيه ص 200 في زيارة الادريسية المروية عن الناحية المقدسة فى الدعاء بعدها و أوله:
(لا إله إلا اللّه الحليم الكريم - الى قوله - و على آله الطاهرين الأئمة المهتدين الذائدين عن الدين علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجة القوام بالقسط و سلالة السبط اللهم اني أسألك بحق هذا الامام فرجا قريبا و صبرا جميلا و نصرا عزيزا) الدعاء.
و فيه ص 202 في زيارة الأربعين المروية عن التهذيب باسناده الى صفوان ابن مهران الجمال بن المغيرة الأسدي الكاهلي الثقة الجليل قال قال لي مولاي الصادق عليه السلام فى زيارة الأربعين تزور الحسين عند ارتفاع النهار و تقول:
(السلام على ولي اللّه و حبيبه - الى قوله - و أشهد اني بكم مؤمن و بايابكم موقن بشرايع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع و نصرتي لكم معدة حتى يأذن اللّه) الخ.
ص: 227
و فيه ص 227 في باب زيارة مولانا الرضا «ع»:
(اللهم صل على حجتك و وليك (القائم) في خلقك صلاة نامية باقية تعجل بها فرجه و تنصره بها و تجعلنا معه في الدنيا و الآخرة).
و فيه ص 232 في باب زيارة العسكريين «ع»:
(اللهم عجل فرج وليك و ابن وليك و اجعل فرجنا مع فرجهم يا أرحم الراحمين)
و فيه ص 233 بعد صلاة الزيارة:
(اللهم يا ذا القدرة الجامعة و الرحمة الواسعة و المنن المتتابعة و الآلاء المتواترة و الأيادي الجليلة - الى قوله - و تعجل فرج قائمهم بأمرك و تنصره و تنتصر به لدينك و تجعلني في جملة الناجين به و المخلصين فى طاعته).
و فيه ص 233 أيضا فى زيارة الامام أبي محمد الحسن العسكري أوله:
(السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد الحسن بن علي الهادي - الى قوله - السلام عليك يا أبا الامام المنتظر الظاهرة للعاقل حجته و الثابته لليقين معرفته المحتجب عن أعين الظالمين و المغيب عن دولة الفاسقين و المعيد ربنا به الاسلام جديدا بعد الانطماس و القرآن غضا بعد الاندراس - الى أن يقول - أسأل اللّه بالشأن الذي لكم عندنا أن يتقبل زيارتي لكم و يشكر سعيي اليكم و يستجيب دعائي بكم و تجعلني من أنصار الحق و أتباعه و أشياعه و مواليه و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته).
و فى الجامع العباسي للشيخ الامام مجمع الفنون الاسلامية بهاء الملة و الدين ص 195 فى باب زيارة العسكريين أوله:
(السلام عليكما يا ولي اللّه - الى قوله - اللهم عجل فرج وليك و ابن وليك
ص: 228
و اجعل فرجنا مع فرجهم يا أرحم الراحمين).
و فى ج 22 من بحار الأنوار ص 234 بعد صلاة الزيارة أوله:
(يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم - الى قوله - و أتوسل اليك يا كاشف الكرب و الهم و يا فارج الغم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد و يا حي لا إله إلا أنت أتوسل اليك بحبيبك محمد و وصيه علي ابن عمه و صهره و على ابنته التي ختم بها الشرائع و فتح التأويل و الطلائع فصل عليها صلاة يشهد بها الأولون و الآخرون و ينجو بها الأولياء الصالحون و أتوسل اليك بفاطمة الزهراء والدة الأئمة المهديين و سيدة نساء العالمين المشفعة في شيعة أولادها الطيبين فصل عليها صلاة دائمة أبد الآبدين و دهر الداهرين و أتوسل اليك بالحسن الرضي الطاهر الزكي و الحسين المظلوم المرضي البر التقي سيدي شباب أهل الجنة الامامين الخيرين الطيبين النقيبين الطاهرين المظلومين المقتولين فصل عليهما ما طلعت شمس و ما غربت صلاة متوالية متتالية و أتوسل اليك بعلي بن الحسين سيد العابدين المحجوب من خوف الظالمين و بمحمد بن علي الباقر الطاهر النور الزاهر الامامين السيدين مفتاحي البركات و مصباحي الظلمات فصل عليهما ما سرى ليل و ما أضاء نهار صلاة تغدو و تروح و أتوسل اليك بجعفر بن محمد الصادق عن اللّه و الناطق في علم اللّه و بموسى بن جعفر العبد الصالح فى نفسه و الوصي الناصح الامامين الهاديين المهديين الوافيين الكافيين فصل عليهما ما سبح لك ملك و تحرك لك فلك صلاة تثني و تزيد و لا تفنى و تبيد و اتوسل اليك بعلي بن موسى الرضا و بمحمد بن علي المرتضى الامامين المطهرين المنتجبين فصل عليهما ما أضاء صبح و دام صلاة ترقيهما الى رضوانك فى العليين من جنانك و اتوسل اليك بعلي بن الراشد و الحسن بن علي الهادي القائمين عباد بأمرك المختبري بالمحن الهائلة و الصابرين في الأحن المائلة فصل عليهما كفاء أجر الصابرين و ازاء ثواب الفائزين صلاة عهد لها الرفعة و أتوسل اليك يا رب بامامنا و محقق زماننا اليوم الموعود و الشاهد المشهود و النور الأزهر و الضياء الأنور و المنصور بالرعب و المظفر بالسعادة فصل عليه عدد الثمر و أوراق الشجر و أجزاء المدر و عدد الشعر
ص: 229
و الوبر و عدد ما أحاط به علمك و أحصاه كتابك صلاة يغبطه بها الأولون و الآخرون اللهم و احشرنا في زمرته و احفظنا على طاعته و احرسنا بدولته و اتحفنا بولايته و انصرنا على أعدائنا بعزته و اجعلنا يا رب من التوابين يا أرحم الراحمين).
و فيه ص 236 زيارة اخرى لهما نقلها عن السيد (ره) أولها:
(السلام عليكما يا ولي اللّه - الى قوله - مؤمنا بايابكما مصدقا بدولتكما مرتقبا لأمركما معترفا بشأنكما).
و فيه ص 238 في باب زيارة الحجة المنتظر و له «ع» عدة زيارات منها ما ذكره فيه نقلا عن الاحتجاج خرج عن الناحية المقدسة الى محمد الحميري(1) بعد الجواب عن المسائل:
(بسم اللّه الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حكمة
ص: 230
بالغة فما تغن النذر عن قوم لا يؤمنون السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين اذا أردتم التوجه بنا الى اللّه تعالى و الينا فقولوا كما قال اللّه تعالى سلام على آل يس السلام عليك يا داعي اللّه و رباني آياته السلام عليك يا باب اللّه و ديان دينه السلام عليك يا خليفة اللّه و ناصر حقه السلام عليك يا حجة اللّه و دليل إرادته السلام عليك يا باب اللّه و ديان دينه السلام عليك فى آناء ليلك و أطراف نهارك السلام عليك يا بقية اللّه فى أرضه السلام عليك يا ميثاق اللّه الذي أخذه و وكده السلام عليك يا وعد اللّه الذي ضمنه السلام عليك أيها العلم المنصوب و العلم المصبوب و الغوث و الرحمة الواسعة وعدا غير مكذوب السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرء و تبين السلام عليك حين تصلي و تقنت السلام عليك حين تركع و تسجد السلام عليك حين تهلل و تكبر السلام عليك حين تحمد و تستغفر السلام عليك حين تصبح و تمسي السلام عليك في الليل اذا يغشى و النهار اذا تجلى السلام عليك أيها الامام المأمون السلام عليك أيها المقدم المأمول السلام عليك بجوامع السلام اشهد يا مولاي اني أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله لا حبيب إلا هو و أهله و اشهدك يا مولاي ان عليا أمير المؤمنين حجته و الحسن حجته و الحسين حجته و علي بن الحسين حجته و محمد بن علي حجته و جعفر بن محمد حجته و موسى بن جعفر حجته و علي بن موسى حجته و محمد بن علي حجته و علي بن محمد حجته و أشهد انك حجة اللّه أنتم الأول و الآخر و ان رجعتكم حق لا ريب فيها يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا و ان الموت حق و ان ناكرا و نكيرا حق و اشهد ان النشر حق و البعث حق و ان الصراط حق و المرصاد حق و الميزان حق و الحشر حق و الحساب حق و الجنة حق و النار حق و الوعد حق و الوعيد بها حق يا مولاي شقي من خالفكم و سعد من أطاعكم فاشهد علي ما أشهدتك عليه).
زيارة ثالثة له «ع» على ما رواه في ج 22 من بحار الأنوار ص 258 و هي المعروفة بالندبة خرجت من الناحية المحفوفة بالقدس الى أبي جعفر محمد بن عبد اللّه
ص: 231
الحميري (ره) و أمر أن تتلى فى السرداب المقدس و هي:
(بسم اللّه الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حكمة بالغة فما تغنى الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين سلام على آل يس ذلك هو الفضل المبين و اللّه ذو الفضل العظيم لمن يهديه صراطه المستقيم قد أتاكم اللّه يا آل يس خلافته و علم مجاري أمره فيما قضاه و دبره و رتبه و أراده في ملكوته فكشف لكم الغطاء و أنتم خزنته و شهداؤه و علماؤه و امناؤه و ساسة العباد و أركان البلاد و قضاة الأحكام و أبواب الايمان و سلالة النبيين و صفوة المرسلين و عترة خيرة رب العالمين و من تقديره منائح العطاء بكم انقاذه محتوما مقرونا فما شيء منا إلا و أنتم له السبب و اليه السبيل خياره لولي كم نعمة و انتقامه من عدوكم سخطة فلا نجاة و لا مفزع إلا أنتم و لا مذهب عنكم يا أعين اللّه الناظرة و حملة معرفته و مساكن توحيده في أرضه و سمائه و أنت يا مولاي و يا حجة اللّه و بقية اللّه كمال نعمته و وارث أنبيائه و خلفائه ما بلغناه من دهرنا و صاحب الرجعة لوعد ربنا التي فيها دولة الحق و فرجنا نصر اللّه لنا و عزنا السلام عليك أيها العلم المنصوب و العلم المصبوب و الغوث و الرحمة الواسعة وعدا غير مكذوب السلام عليك يا صاحب المرئى و المسمع الذي بعين اللّه مواثيقه و بيد اللّه عهوده و بقدرة اللّه سلطانه أنت الحكيم الذي لا تعجله الغضبة و الكريم الذي لا تبخله الحفيظة و العالم الذي لا تجهله الحمية مجاهدتك فى اللّه ذات مشية اللّه و مقارعتك في اللّه ذات انتقام و صبرك في اللّه ذو اناة اللّه و شكرك للّه ذو مزيد اللّه و رحمته السلام عليك يا محفوظا باللّه اللّه نور أمامه و ورائه و يمينه و شماله و فوقه و تحته السلام عليك يا مخزونا في قدرة اللّه نور سمعه و بصره السلام عليك يا وعد اللّه الي ضمنه و يا ميثاق اللّه الذي أخذه و وكده السلام عليك يا داعي اللّه و ديان دينه السلام عليك يا خليفة اللّه و ناصر حقه السلام عليك يا حجة اللّه و دليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب اللّه و ترجمانه السلام عليك في آناء الليل و النهار السلام عليك يا بقية اللّه فى أرضه السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرء و تبين السلام عليك حين تصلي و تقنت السلام عليك حين «29 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 232
تركع و تسجد السلام عليك حين تعوذ و تسبح السلام عليك حين تهلل و تكبر السلام عليك حين تحمد و تستغفر السلام عليك حين تمسي و تصبح السلام عليك في الليل اذا يغشى و النهار اذا تجلى في الآخرة و الاولى السلام عليكم يا حجج اللّه و دعاتنا و هداتنا و رعاتنا و قادتنا و ساداتنا و موالينا السلام عليكم أنتم نورنا و أنتم جاهنا أوقات صلواتنا و عصمتنا بكم لدعائنا و صلاتنا و صيامنا و استغفارنا و سائر أعمالنا السلام عليك أيها الامام المأمون السلام عليك بجوامع السلام اشهد يا مولاي اني أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله لا حبيب إلا هو و أهله و ان أمير المؤمنين حجته و ان الحسن حجته و أن الحسين حجته و أن علي بن الحسين حجته و أن محمد بن علي حجته و أن جعفر بن محمد حجته و أن موسى بن جعفر حجته و أن علي بن موسى حجته و أن محمد بن علي حجته و أن علي بن محمد حجته و الحسن بن علي حجته و أنت حجته و ان الأنبياء دعاة و هداة رشدكم أنتم الأول و الآخر و خاتمته و ان رجعتكم حق لا شك فيها و لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا و ان الموت حق - الى قوله - فلا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و محمد عبده و رسوله علي أمير المؤمنين حجته الحسن و الحسين حجته علي حجته و محمد حجته جعفر حجته موسى حجته علي حجته و محمد حجته علي حجته الحسن حجته و أنت حجته و أنتم حجته و براهينه أنا يا مولى مستبشر بالبيعة التي أخذ اللّه علي شرطه قتالا فى سبيله اشترى به أنفس المؤمنين فنفسي مؤمنة باللّه وحده لا شريك له و برسوله و بأمير المؤمنين و بكم يا مواليي أولكم و آخركم نصرتي لكم معدة و مودتي لكم خالصة الخ).
(قال الامام المجلسي): قال مؤلف مزار الكبير حدثنا الشيخ الفقيه أبو محمد عربي بن مسافر رضي اللّه عنه بداره بالحلة فى شهر ربيع الأول سنة 573 هج و حدثني الشيخ أبو البقاء هبة اللّه بن نما بن على بن حمدون قالوا جميعا حدثنا الشيخ الأمين الشيخ المفيد (ره) أبو علي الحسن محمد الطوسي رضي اللّه عنه بالمشهد المذكور عن والده أبي جعفر الطوسي رضي اللّه عنه عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن أشناس البزاز عن محمد بن أحمد بن يحيى القمي عن محمد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال قال أبو علي الحسن بن أشناس و أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبيد اللّه
ص: 233
الشيباني ان أبا جعفر محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري أخبره و أجازه جميع ما رواه انه خرج اليه من الناحية المقدسة حرسها اللّه بعد المسائل و الصلاة و التوجيه أوله
(بسم اللّه الرحمن الرحيم لا لأمر اللّه تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين فاذا أردتم التوجه الى اللّه و الينا فقولوا كما قال اللّه تعالى سلام على آل يس ذلك هو الفضل المبين و اللّه ذو الفضل العظيم من يهديه صراطه المستقيم).
(قال الطبسي): لو لم يكن القول بصحة الرجعة دليلا غير تلك الزيارة الصادرة عن الناحية المقدسة لكفى حجة و استنادا مضافا مع نقلها هؤلاء الأعاظم و رؤساء المذهب فالمجاهد المنصف يغنيه و المعاند الحائد لا يكفيه و لو باضعاف من ذلك (وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) .
و فيه ص 260 زيارة رابعة له «ع» نقلا عن السيد (ره) سلام اللّه الكامل التام الشامل العام و صلواته و بركاته الدائمة على حجة اللّه و وليه فى أرضه و بلاده و خليفته فى خلقه و عباده و سلالة النبوة و بقية العترة صاحب الزمان و مظهر الايمان و معلن أحكام القرآن و مطهر الأرض و ناشر العدل فى الطول و العرض و الحجة القائم المهدي الامام المنتظر المرضي الطاهر ابن الأئمة المعصومين السلام عليك يا وارث علم النبيين و مستودع حكم الوصيين - الى قوله - السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء أشهد انك الامام المهدي قولا و فعلا و انك الذي تملا الأرض قسطا و عدلا عجل اللّه فرجك و سهل اللّه مخرجك و قرب زمانك و كثر أنصارك و أعوانك و أنجز لك وعدك فهو أصدق القائلين: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) الخ.
و فيه 260 أيضا زيارة خامسة له «ع» فيما يقرء بعد الدخول في السرداب المطهر أولها:
(السلام عليك يا خليفة اللّه في أرضه و خليفة رسوله و خليفة آبائه الأئمة
ص: 234
المعصومين المهديين السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين - الى قوله - و انك الحق الثابت الذي لا ريب فيه لا أرتاب و لا أغتاب لا مد الغيبة و لا أتحير لطول المدة و ان وعد اللّه بك حق و نصرته لدينه بك صدق و طوبى لمن سعد بولايتك و ويل لمن شقي بجحودك و أنت الشافع المطاع الذي لا يدافع ذخرك اللّه سبحانه لنصرة الدين و اعزاز المؤمنين و الانتقام من الجاحدين الأعمال موقوفة على ولايتك و الاقوال معتبرة بامامتك من جاء بولايتك و اعترف بامامتك قبلت أعماله و صدقت أقواله تضاعف له الحسنات و تمحي منه السيئات و من ذل عن معرفتك و استبدل بك غيرك أكبه اللّه على منخريه في النار و لم يقبل له عملا و لم يقم له يوم القيامة و زنا اشهد يا مولاي ان مقالي ظاهر كباطنه و سره كعلانيته و أنت الشاهد علي بذلك و هو عهدي اليك و ميثاقي العهود لديك إذ أنت نظام الدين و عز الموحدين و يعسوب المتقين و بذلك أمرني فيك رب العالمين فلو تطاولت الدهور و تمادت الأعصار لم أزدد بك إلا يقينا و لك إلا حبا و عليك إلا اعتمادا و لظهورك إلا توقعا و مرابطة بنفسي و مالي و جميع ما أنعم به علي ربي فان أدركت أيامك الزاهرة و أعلامك الظاهرة و دولتك القاهرة فعبد من عبيدك معترف بحقك متصرف بين أمرك و نهيك أرجو بطاعتك الشهادة بين يديك و بولايتك السعادة فيما لديك و ان أدركني الموت قبل ظهورك فأتوسل بك الى اللّه سبحانه أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعل لي كرة في ظهورك و رجعة فى أيامك لأبلغ من طاعتك مرادي و أشفي من أعدائك فؤادي - الى أن يقول - اللهم صل على وليك المحسن لسنتك القائم بأمرك الداعي اليك الدليك عليك و حجتك على خلقك و خليفتك في أرضك و شاهدك على عبادك اللهم اعز نصره و امدد في عمره و زين الأرض بطول بقائه اللهم اكفه بغي الحاسدين و أعذه من شر الكائدين و ازجر عنه إرادة الظالمين و خلصه من أيدي الجبارين اللهم اعطه في نفسه و ذريته و شيعته و رعيته و خاصته و عامته و منن جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه و تسر به نفسه و بلغه أفضل عمله فى الدنيا و الآخرة انك على كل شيء قدير).
ص: 235
زيارة سادسة له عليه السلام:
(السلام على الحق الجديد و العالم الذي علمه لا يبيد السلام على محيي المؤمنين و مبير الكافرين السلام على مهدي الامم و جامع الكلم السلام على خلف السلف و صاحب الشرف السلام على حجة المعبود و كلمة المحمود السلام على معز الأولياء و مذل الأعداء السلام على وارث الأنبياء و خاتم الأوصياء السلام على القائم المنتظر و العدل المشتهر السلام على السيف الشاهر و القمر الزاهر و النور الباهر السلام على شمس الظلام و بدر التمام السلام على ربيع الأنام و نضرة الأيام السلام على صاحب الصمصام و فلاق الهام السلام على صاحب الدين المأثور و الكتاب المسطور السلام على بقية اللّه فى بلاده و حجته على عباده المنتهى اليه مواريث الأنبياء و لديه موجود آثار الاصفياء المؤتمن على الستر و الولي للامر السلام على المهدي الذي وعد اللّه عز و جل به الامم أن يجمع به الكلم و تلم به الشعث و يملاء به الأرض قسطا و عدلا و يمكن له و ينجز به وعد المؤمنين) الخ.
و فيه ص 262 زيارة سابعة له «ع» أولها:
(اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر الحمد للّه الذي هدانا و عرفنا أوليائه و أعدائه و وفقنا لزيارة أئمتنا و لم يجعلنا مني المعاندين الناصبين و لا من الغلاة المفوضين و لا من المرتابين المقصرين السلام على ولي اللّه و ابن أوليائه السلام على المدخر لكلمة الله و بوار أعدائه السلام على النور الذي أراد أهل الكفر اطفائه فأبى الله إلا أن يتم نوره بكرههم و أيده بالحياة حتى يظهر على يده الحق بزعمهم أشهد ان الله اصطفاك صغيرا و أكمل لك علومه كبيرا و انك حي لا تموت حتى تبطل الجبت و الطاغوت اللهم صل عليه و على خدامه و أعوانه على غيبته و نأيه و استره سترا عزيزا و اجعل له معقلا حريزا و اشدد اللهم و طأته على معانديه و احرس مواليه و زائريه اللهم كما جعلت قلبي بذكره معمورا فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا و إن حال بيني و بين لقائه الموت الذي جعلته على عبادك حتما
ص: 236
و أقدرت به على خليفتك رعما فابعثني عند خروجه ظاهرا من حفرتي مؤتزرا كفني حتى اجاهد بين يديه فى الصف الذي أثنيت على أهله فى كتابك فقلت:
كأنهم بنيان مرصوص، اللهم طال الانتظار و شمت بنا الفجار و صعب علينا الانتصار اللهم أرنا وجه وليك الميمون في حياتنا و بعد المنون اللهم أدين لك بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة الغوث الغوث الغوث يا صاحب الزمان) الخ
زيارة ثامنة له صلوات الله عليه يزار يوم الجمعة و هو اليوم الذي يظهر فيه اولها
(السلام عليك يا حجة الله فى أرضه السلام عليك يا عين الله في خلقه السلام عليك يا نور الله الذي يهتدي به المهتدون و يفرج به عن المؤمنين السلام عليك أيها المهذب الخائف السلام عليك أيها الوالي الناصح السلام عليك يا سفينة النجاة السلام عليك يا عين الحياة السلام عليك صلى الله عليك و على آل بيتك الطاهرين السلام عليك عجل الله لك ما وعدك من النصر و ظهور الحق على يديك و أسأل الله أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعلني من المنتظرين لك و التابعين و الناصرين لك على أعدائك و المستشهدين بين يديك فى جملة أوليائك يا مولاى يا صاحب الزمان صلوات الله عليك و على آل بيتك هذا يوم الجمعة و هو يومك المتوقع فيه ظهورك و الفرج فيه للمؤمنين على يدك و قتل الكافرين بسيفك و أنا يا مولاي فيه ضيفك و جارك و أنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام و مأمور بالاجارة فأضفني و أجرني صلوات الله عليك و على أهل بيتك الطاهرين).
(قال الطبسي): فهذه عدة زيارات خاصة به صلوات الله عليه مصرحة فيها بالرجعة و لو لم تكن غير تلك الزيارات أشياء اخرى سندا لصحة القول بالرجعة لكانت كافية وافية للمنصف المجاهد و أما المتعصب المعاند لا ينفعه إلا السيف القاطع و في المقام زيارات مطلقة يزار بها جميع الأئمة الطاهرين قد صرحت فيها أيضا صحة الاعتقاد و الاعتراف بالرجعة.
الاولى زيارة الجامعة المعروفة ذكرها الامام الشيخ المجلسي في ج 22 ص 269
ص: 237
من بحار الأنوار نقلا عن العيون الدقاق و السناني و الوراق و المكتب جميعا عن الأسدي عن البرمكي عن النخعي قال قلت: لعلي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله و سلامه عليهم علمني يابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا اذا زرت واحدا منكم فقال اذا صرت الى الباب فقف و اشهد الشهادتين و أنت على غسل فاذا دخلت و رأيت القبر فقف و قل (الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة) ثم امش قليلا و عليك السكينة و الوقار و قارب بين خطاك ثم قف و كبر الله عز و جل ثلاثين مرة ثم ادن من القبر و كبر الله أربعين مرة تمام مائة تكبيرة ثم قل:
(السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة - الى أن تقول - مؤمن بايابكم مصدق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم - الى قوله - و رأيي لكم تبع و نصرتي لكم معدة حتى يحيي الله تعالي دينه بكم و يردكم فى أيامه و يظهركم لعدله و يمكنكم فى أرضه فمعكم معكم لا مع عدوكم - الى قوله - و يسلك سبيلكم و يهتدي بهديكم و يحشر فى زمرتكم و يكر فى رجعتكم و يملك فى دولتكم و يشرف في عافيتكم و يمكن في أيامكم و تقر عينه غدا برؤيتكم).
الثانية من زيارة الجامعة غير المعروفة ذكرها فى ج 22 من بحار الأنوار بأطول من الاولى بكثير مع اختلافات في الألفاظ نقل من كتاب العتيق لبعض قدماء الأصحاب أولها:
(الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الذي ليس كمثله شيء و هو السميع العليم و لا إله إلا الله الملك الحق المبين - الى قوله - موقن بايابكم مصدق برجعتكم منتظر لأيامكم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم - الى قوله - نصرتي لكم معدة حتى يحيي الله دينه بكم و يظهركم لعدله فيريكم في أيامه و يقيمكم لخلقه ثم يملككم في أرضه - الى قوله - و يحشر فى زمرتكم و يكر فى رجعتكم و يملك في دولتكم و يشرف فى عافيتكم و يمكن في أيامكم و تقر عينه غدا برؤيتكم).
ص: 238
الثالثة الزيارة التي تزار بها كل إمام أيضا ذكرها في ج 22 ص 286 من بحار الأنوار نقلا عن السيد (ره) المروية عن أبي الحسن الثالث أولها:
(بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد له لنفسه - الى قوله - و الحجة بن الحسن صاحب العصر و الزمان و وصي الأوصياء و بقية الأنبياء المستتر عن خلقك و المؤمل لاظهار حقك المهدي المنتظر و القائم الذي به ينتصر - الى قوله - اللهم انجز لهم وعدك و طهر بسيف قائمهم أرضك و أقم به حدودك المعطلة و أحكامك المهملة و المبدلة و احيي به القلوب الميتة و اجمع الأهواء المتفرقة و اجل به صدى الجور عن طريقتك حتى يظهر الحق على يديه فى أحسن صورته و يهلك الباطل بنور دولته و لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق اللهم عجل فرجهم و اظهر فلجهم و اسلك بنا مناهجهم و أمتنا على ولايتهم و احشرنا في زمرتهم و تحت لوائهم).
الرابعه من الزيارات الجامعة ما ذكرها فيه ص 291:
(اللهم اني أسألك يا رافع السماوات المبنيات - الى قوله - السلام على الامام العالم الغائب عن الأبصار و الحاضر في الأمصار و الغائب عن العيون و الحاضر في بقية الأخيار الوارث ذي الفقار الذي يظهر في بيت اللّه الحرام ذي الأستار و ينادي بشعار يا لثارات الحسين أنا الطالب بالأوثار أنا قاصم كل جبار (القائم) المنتظر ابن الحسن عليه و آله أفضل السلام، اللهم عجل فرجه و سهل مخرجه و اوسع منهجه و اجعلنا من أنصاره و أعوانه الذابين عنه المجاهدين في سبيله و المستشهدين بين يديه الخ).
الخامسة الزيارة التي يزار بها الأئمة في مشاهدهم رواها الشيخ فى المصباح و السيد في الاقبال و المزار و غيرهما قال الشيخ قال ابن عياش حدثني خير بن عبد اللّه
ص: 239
عن مولاه يعني أبا القاسم الحسين بن روح(1) قال زر أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول اذا دخلت:
(الحمد للّه الذي أشهد مشهد أوليائه فى رجب و أوجب علينا من حقهم ماقد وجب و صلى اللّه على محمد المنتجب و على أوصيائه الحجب اللهم فكما أشهدتنا مشهدهم فانجز لنا موعدهم و أوردنا مورهم غير محلئين عن ورد في دار المقامة و الخلدو السلام عليكم اني قد قصدتكم و اعتمدتكم بمسألتي و حاجتي و هي فكاك رقبتي من النار مع شيعتكم الأبرار و السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار أنا سائلكم و آملكم فيما اليكم التفويض و عليكم التعويض فبكم يجبر المهيض و يشفي المريض و عندكمر.
ص: 240
ما تزداد الأرحام و ما تغيض اني بسركم مؤمن و لقولكم مسلم و على اللّه بكم مقسم في رجعتي بحوائجي و قضائها و امضائها و انجاحها و ابراحها و بشئوني لديكم و صلاحها و السلام عليكم سلام مودع و حوائجه مودع يسأل اللّه اليكم المرجع و سعيه اليكم غير منقطع و أن يرجعني من حضرتكم خير مرجع الى جناب ممرع و خفض عيشي موسع و دعة و مهل الى حين الأجل و خير مصير و محل فى النعيم الأزل و العيش المقتبل و دوام الاكل و شرب الرحيق و السلسل و عل و نهل لا سأم منه و لا ملل و رحمة اللّه و بركاته و تحياته حتى العود الى حضرتكم و الفوز في كرتكم و الحشر في زمرتكم و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته عليكم و صلاته و تحياته و هو حسبنا و نعم الوكيل).
السادسة من الزيارات الجامعة ما ذكره فى ج 22 ص 296 من بحار الأنوار فى التسليم على الحجج السلام على حجة اللّه على الانس و الجان السلام على من وعده اللّه النصر و الامكان السلام على مظهر العدل و الايمان السلام على من به يعبد الرحمن في كل مكان السلام على من به يظهر اللّه دينه على الأديان السلام على مولانا و سيدنا الامام (القائم) بأمر اللّه صاحب الزمان و رحمة اللّه و بركاته السلام على العترة الطيبين السلام على الاسرة الطاهرين السلام على من نصر اللّه على إمامتهم فى التوراة و الانجيل السلام عليكم يا آل اللّه و أنصاره و ظلال اللّه و أنواره و خلفاء اللّه و امراؤه لأبذلن لكم يا سادتي مودتي و محبتي و مواساتي فانها مذخورة لكم و نصرتي لكم معدة فان أمرتموني يا سادتي أطعت و إن نهيتموني يا فادتي انتهيت و إن استنصرتموني يا حماتي نصرت فلا مذهب لي عنكم)
السابعة من الزيارة الجامعة ص 296 أوله:
(السلام عليكم يا آل محمد يا آل اللّه و أنصاره و ظلال اللّه و أنواره لأبذلن لكم مودتي و مهجتي و مواساتي و مالي فانها مذخورة و نصرتي لكم معدة حتى يأذن اللّه لكم) الخ، و قد مر نظيره
ص: 241
الثامنة من الزيارة الجامعة ما يزار به الأئمة الأثنى عشر أيضا في ص 302:
(الصلاة و السلام على الامام الخلف القائم بالحق ابن أفضل السلف السلام عليك يا حجة اللّه فى عباده و خليفته فى بلاده و نوره في سمائه و أرضه و الداعي الى سنته و فرضه مبدل الجور عدلا و مفني الكفار قتلا و دافع الباطل بظهوره و مظهر الحق بكلامه و معيش العباد بفنائه الامام المنتظر و العدل المختبر السلام عليك أيها الامام المهدي الثقة النقي و قاتل كل خبيث و ردي السلام عليك من عبدك و المنتظر لظهور عدلك السلام عليك يا مولاي و ابن مولاي و سيدي و ابن سادتي و على اولي عهدك و القوام بالأمر من بعدك و السلام عليك و عليهم و على الائمة أجمعين و رحمة اللّه و بركاته اللهم صل على إمامنا و ابن أئمتنا و سيدنا و ابن سادتنا الوصي الزكي التقي النقي الامام الباقي ابن الماضي حجتك فى الأرض على العباد و غيبك الحافظ فى البلاد و السفير فيما بينك و بين خلقك و القائم فيهم بحقك أفضل صلواتك و بارك عليهم و عليه بأفضل بركاتك اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعله القائم المؤمل و العدل المعجل و حفه بملائكتك المقربين و أيده بروح القدس منك يا رب العالمين و اجعله الداعي الى كتابك و القائم بدينك و استخلفه فى الأرض كما استخلفت الذين من قبلهم و مكن له دينه الذي ارتضيته له و ابدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئا و انتصر به و انصره نصرا و افتح له فتحا مبينا يسرا و اجعل له من لدنك على عدوك و عدوه سلطانا نصيرا و اظهر به دينك و سنة نبيك آمين حتى لا يخفى بشيء من الحق مخافة أحد من المخلوقين) الخ.
(قال الطبسي): هذا ما ساعدنا التوفيق من نقل الزيارات المصرحة أو المشيرة فيها الى الرجعة و انها من الامور المسلمة عند الامامية فالذي لا يرتضي بها يتوقع نزول الوحي عليه بأن مسألة الرجعة من الامور المسلمة فاصبر و توقع و انتظر حتى يحكم اللّه و بينا و بينه و هو خير الحاكمين.
ص: 242
ص: 243
القسم الرابع
ص: 244
قد ذكرنا سالفا ما تيسر لدينا من الأدعية و الزيارات المصرحة او المشيرة فيها على صحة القول بالرجعة الواردة عن الأئمة المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين و الآن نذكر إجماع العلماء على صحة القول بالرجعة فنقول و منه نستمد التوفيق:
1. الشيخ الأجل أمين الاسلام الطبرسي(1) قال في المجمع ج 7 ص 234 في تفسير قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) و قد تظاهرت الأخبار عن ائمة الهدى من آل محمد (صلی الله علیه و آله) في ان الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدم موتهم من اوليائه و شيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و يبتهجوا بظهور دولته و يعيد ايضا قوما من اعدائه لينتقم منه و ينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل على ايدي شيعته و الذلف.
ص: 245
و الخزي بما يشاهدون من علو كلمته و لا يشك عاقل ان هذا مقدور للّه تعالى غير مستحيل فى نفسه و قد فعل اللّه ذلك في الامم الخالية و نطق القرآن بذلك فى عدة مواضع مثل قصة عزير و غيره على ما فسرناه في موضعه و قد صح عن النبي (صلی الله علیه و آله) قوله: (سيكون فى امتي كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى لو ان احدهم دخل جحر ضب لدخلتموه) إلا ان جماعة من الامامية تأولوا ما ورد من الأخبار فى الرجعة على رجوع الدولة و الأمر و النهي دون رجوع الأشخاص و إحياء الأموات و أولوا الاخبار الواردة في ذلك لما ظنوا ان الرجعة تنافي التكليف و ليس كذلك لأنه ليس فيها ما يلجأ الى فعل الواجب و الامتناع من القبيح و التكليف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة و الآيات القاهرة كفلق البحر و قلب العصى ثعبانا و ما اشبه ذلك و لأن الرجعه:
تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق عليها التأويل و إنما المعول في ذلك اجماع
ص: 246
الشيعة الامامية و ان كانت الأخبار تعضده و تؤيده.
(قال الطبسي): قد مر الكلام فى ذلك و علقنا عليها ما يناسب المقام فراجع ص 143، و فى كتاب الايقاظ للشيخ الفقيه المحدث الخبير الناقد البصير الحر العاملي نور اللّه مرقده قال: الرابع اجماعة الشيعة الامامية و إطباق الطائفة الأثنى عشرية على اعتقاد صحة الرجعة فلا يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين و لا اللاحقين و قد علم دخول المعصوم فى هذا الاجماع لورود الأحاديث المتواترة عن النبي (صلی الله علیه و آله) و الأئمة الدالة على صحة القول بالرجعة حتى انه ورد عن صاحب الزمان (محمد بن الحسن المهدي) في التوقيعات الواردة عنه مع ما ورد عنه في مثل ذلك الباب الى ما ورد عن آبائه و ممن صرح ثبوت الاجماع هنا و نقله الشيخ الجليل أمين الدين الطبرسي في كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن فى تفسير قوله تعالى (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) - الى قوله - و نقل مثله الطبرسي حجة في هذا الباب و سيأتي ان العترة الطاهرة أجمعت عليه فكيف اذا انضم اليه غيره الخ، انتهى كلامه رفع مقامه.
و هذا الكتاب يعني (الايقاظ) من ذخائر كتب الشيعة و مما الف في هذا الموضوع و الى الآن لم يطبع و النسخة موجودة في النجف الأشرف و نسأل اللّه أن يوفق أهل الخير لطبعها و نشرها.
2- الشيخ الجليل رئيس المحدثين عمدة الأخباريين أبو جعفر(1) بن محمدة»
ص: 247
ابن بابويه القمي في كتابه الاعتقادات في باب الاعتقاد في الرجعة قال: اعتقادنا فى الرجعة انها حق و قد قال اللّه فى كتابه العزيز (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) كان هؤلاء سبعين الف بيت و كان قد وقع فيهم الطاعون كل سنة فيخرج الأغنياء لقوتهم و يبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون فى الذين خرجوا و يكثر في الذين يقيمون فيقول
ص: 248
الذين يقيمون لو خرجنا لما أصابنا الطاعون و يقول الذين خرجوا لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم فأجمعوا أن يخرجوا جميعا من ديارهم اذا كان وقت الطاعون فخرجوا جميعهم فنزلوا على شط فلما وضعوا رحالهم ناداهم اللّه موتوا فماتوا جميعا فكنستهم المارة عن الطريق فبقوا بذلك ما شاء اللّه فمر بهم نبي من أنبياء بني اسرائيل يقال له ارميا فقال له لو شئت يا رب أحييتهم فيعمروا بلادك و يعبدوك مع من يعبد فأوحى اللّه اليه أفتحب إن أحييتهم لك؟ قال نعم يا رب فأحياهم اللّه له و بعثهم فهؤلاء ماتوا و رجعوا الى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم فقال اللّه (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اَللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) فهذا مات مأة عام ثم رجع الى الدنيا و بقي فيها ثم مات بأجله و هو (عزير) و روي انه (ارميا).
و قال الله تعالى فى قصة المختارين من بني اسرائيل من قوم موسى لميقات ربه (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) و ذلك انهم لما سمعوا كلام الله قالوا لا نصدق به (حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) فماتوا فقال موسى يا رب ما أقول لبني اسرائيل اذا رجعت اليهم؟ فأحياهم الله فرجعوا الى الدنيا فأكلوا و شربوا و نكحوا النساء و ولد لهم الأولاد و بقوا فيها ثم ماتوا بآجالهم. و قال الله تعالى لعيسى بن مريم (إِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) فجمع الموتى الذين أحياهم عيسى باذن الله رجعوا الى الدنيا و بقوا فيها ما بقوا ثم ماتوا بآجالهم.
و أصحاب الكهف (لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً) ثم بعثهم الله فرجعوا الى الدنيا ليتسائلوا بينهم و قصتهم معروفة فان قال ان اللّه قال (وَ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ) قيل لهم فانهم كانوا موتى. و قد قال الله عز و جل (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) و ان قالوا كذلك فانهم كانوا موتى و مثل هذا كثير فقد صح ان الرجعة كانت فى الامم السالفة فقد قال النبي (صلی الله علیه و آله): يكون فى هذه الامة ما يكون الامم السابقة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة، فيجب على هذا الأصل أن يكون فى هذه الامة الرجعة،
ص: 249
و قد نقل مخالفونا انه اذا خرج (المهدي) نزل عيسى بن مريم من السماء فصلى خلفه و نزوله الى الأرض رجعة الى الدنيا بعدهم موتة لأن الله عز و جل يقول: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ)، و قال الله عز و جل (وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً)، و قال الله عز و جل (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) فاليوم الذي يحشر فيه الجميع غير الذي يحشر فيه الفوج و قال الله عز و جل (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، بعد ذلك في الرجعة و ذلك انه يقول بعد ذلك (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) و التبيين يكون فى الدنيا لا في الآخرة و سأجرد كتابا ابين فيه كيفيتها و الأدلة على صحة كونها إنشاء الله، و القول بالتناسخ باطل و من دان بالتناسخ فهو كافر لأن فى التناسخ ابطال الجنة و النار، انتهى كلامه.
(قال الطبسي): قوله (ره) اعتقادنا يعني الامامية و هذا التعبير عندنا شائع يعبر عن الاجماع بذلك و إنما أوردنا كلامه بتمامه لما فيه من الاستدلال بما لا يتطرق فيه الاحتمال و لا محل للاشكال و هذا هو المطلوب.
(3) العلامة الحسن(1) بن سليمان بن خالد القمي (ره) و هو ممن كتب رسالة في الرجعة قال في كتابه «مختصر بصائر الدرجات» ص 13 فى ذيل زيارة الرجبية قوله «ع»: (و الفوز فى كرتكم و الحشر فى زمرتكم) فعلم «ع» الزائر ما يسئل من بعد رجوعه الى أهله و وطنه من طيب عيش و سعة رزق و مهلة الى حين حضور أجله، ثم يسأل أن يكون إنتقاله بعد موته الى خير مصير و محل من تنعم و أكل و شرب من غير سأم و لا ملل الى حين كرته الى الدنيا مع إمامه صلوات اللّه عليه و ذلك مما أجمع الامامية نقل الاجماع من الشيعة على هذه المسألة).
ص: 250
الشيخ المفيد (ره) محمد بن محمد بن النعمان رضي اللّه عنه، و نقل الاجماع أيضا السيد المرتضى (ره) فقد نقل إجماع الامامية على رجعة جماعة من المؤمنين من قبورهم بعد موتهم مع الامام «ع» اذا ظهر و ذلك ما روي عن الصادق «ع» انه قال (ليس منا من لم يؤمن برجعتنا و لم يقر بمتعتنا) و قد عد من أركان الايمان المتعة و الرجعة و هما من خصوصيات الامامية التي خصوا بها دون غيرهم كما خصوا بتحليل تربة الحسين «ع» و الاستشفاء بها و خصوصا بايجاب الخمس في أرباح التجارات و الصناعات و الزراعات و خصوا باستحباب اتمام الصلاة للمسافر عند قبر النبي و عند قبر الحسين «ع» و خصوا بتعفير الجبين و الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم الى غير ذلك من الخصوصيات التي شرفهم اللّه بها و ميزهم عن أبناء نوعهم في أول الخلق و في دار الدنيا و الآخرة مما لا يحصيه إلا المعطي الوهاب سبحانه و تعالى
و عن الامام المحدث صاحب الوسائل فى الايقاظ ان الحسن بن سليمان بن خالد القمي (ره) الف رسالة في ذلك و قال فيها ما لفظه: الرجعة مما أجمع عليه علماؤنا بل جميع الامة و قد اتفق الاجماع منهم على هذه المسألة الشيخ المفيد و السيد المرتضى و غيرهما:
(4) الامام الحجة الشيخ المفيد (1)- ره - نقله المحدث المتقدم ذكرهر.
ص: 251
في الايقاظ فى أجوبة المسائل العكبرية حين سئل عن قوله تعالى: (إِنّا لَنَنْصُرُ
ص: 252
رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) فأجاب بوجوه
ص: 253
فقال فقد قالت الامامية ان اللّه ينجز الوعد بالنصر للأولياء قبل الآخرة عند قيام (القائم) و الكرة التي وعدها المؤمنون و ذكره الامام المجلسي - ره - عنه في ج 13 ص 233 من بحار الأنوار.
و عنه في كتابه «أوائل المقالات في المذاهب و المختارات» أقول ان اللّه
ص: 254
تعالى يرد قوما من الأموات الى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها فيعز منهم فريقا و يذل فريقا و يديل المحقين من المبطلين و المظلومين منهم من الظالمين و ذلك عند قيام (مهدي) آل محمد عليهم و عليه السلام و أقول أن الراجعين الى الدنيا فريقان أحدهما من علت درجته فى الايمان و كثرت اعماله الصالحات و خرج من الدنيا على إجتناب الكبائر الموبقات فيريه اللّه عز و جل دولة الحق و يعزه بها و يعطيه من الدنيا ما كان يتمناه و الآخرة من بلغ الغايات و كثر ظلمه لأولياء اللّه و اقترافه السيئات فينصر اللّه تعالى لمن تعدى عليه قبل الممات و يشفي غيضهم منه بما يحله من النقمات ثم يصير الفريقان من بعد ذلك الموت و من بعده الى النشور و ما يستحقونه من دوام الثواب و قد جاء القرآن بصحة ذلك و تظاهرت به الأخبار و الامامية بأجمعها عليه الأشذاذ منهم ما تأولوا ما ورد فيه مما ذكرناه على وجه يختلف ما وصفناه.
(5) آية اللّه العظمى الامام الأكبر علم الهدى السيد المرتضى(1) قال - ره -رف
ص: 255
في جواب المسائل التي وردت عليه من بلد (الري) حيث سألوه عن حقية الرجعة
«32 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 256
لأن شذاذ الامامية يذهبون الى ان الرجعة رجوع دولتهم فى أيام (القائم) من دون رجوع أجسامهم.
ص: 257
الجواب: إعلم ان الذي تذهب الشيعة الامامية اليه ان اللّه تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان (المهدي - ع) قوما ممن قد تقدم موته من شيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و مشاهدة دولته و يعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم فيلتذوا بما يشاهدون فى ظهور الحق و علو كلمة أهله و الدلالة على صحة هذا المذهب ان الذي ذهبوا اليه مما لا شبهة على عاقل في انه مقدور للّه تعالى غير مستحيل في نفسه فأنا نرى من مخالفينا ينكرون الرجعة إنكار من يراها مستحيلة غير مقدورة و اذا ثبت جواز الرجعة و دخولها تحت المقدورية فالطريق الى اثباتها
ص: 258
إجماع الامامية على وقوعها فانهم لا يختلفون فى ذلك و إجماعهم قد بينا في مواضع من كتبنا انه حجة لدخول قول الامام فيه و ما يشتمل على قول المعصوم من الأقوال لا بد فيه من كونه صوابا و قد بينا ان الرجعة لا تنافي التكليف و ان الدواعي مترددة معنا حين لا يظن ظان ان تكليف من يعاد باطل و ذكرنا ان التكليف كما يصح مع المعجزات الباهرة و الآيات القاهرة فكذلك مع الرجعة لأنه ليس فى جميع ذلك ملجي الى فعل الواجب و الامتناع من فعل القبيح فاما من أول الرجعة فى أصحابنا على ان معناها رجوع الدولة و الأمر و النهي من دون رجوع الأشخاص و إحياء الأموات فان قوما من الشيعة لما عجزوا عن نصرة الرجعة و بيان جوازها و انها تنافي التكليف عولوا على هذا التأويل للأخبار الواردة بالرجعة.
و هذا منهم غير صحيح لأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق التأويلات عليها فكيف يثبت ما هو مقطوع على صحته بأخبار الآحاد التي لا توجب العلم و إنما المعول في إثبات الرجعة على إجماع الامامية على معناها بأن اللّه تعالى يحيي أمواتا عند قيام (القائم) من أوليائه و أعدائه على ما بيناه فكيف يتطرق التأويل على ما هو معلوم فالمعنى غير محتمل، انتهى كلامه رفع مقامه.
(6) الشيخ الجليل فخر الطائفة الحقة الشيخ فخر الدين(1) الطريحي الأسدي.
ص: 259
في مجمع البحرين فى مادة - رجع - ص 394 يقول: الرجعة بالفتح هي المرة فى الرجوع بعد ظهور (المهدي) و هي من ضروريات مذهب الامامية و عليها شواهد قرآنية و أحاديث أهل البيت ما هو أشهر من أن يذكر حتى انه ورد عنهم (من لم يقر برجعتنا فليس منا) و قد أنكر الجمهور حتى قال في النهاية: الرجعة مذهب قوم من العرب فى الجاهلية و طائفة من فرق المسلمين و أهل البدع و الأهواء و من جملتهم طائفة من الروافض، فلان يؤمن بالرجعة أي بالرجوع الى الدنيا بعد الموت. و فيه قال - ره - فى مادة - كرر - (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) أي جعلنا لكم الظفر و الغلبة عليهم، و منه يقال كرار الحرب اذا رجع عليها، و فى الحديث هي خروج - الحسين ع - فى سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة و جهان يؤدون الى الناس ان هذا هو الحسين قد خرج حتى لا يشك مؤمن فيه و انه ليس بدجال و لا شيطان و الحجة (القائم) بين أظهرهم فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه - الحسين ع - جاء الحجة الموت فيكون هو الذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده فى حفرته و لا يلي الوصي إلا الوصي، و الكرة الرجعة و هي المرة في الرجوع، و فى الحديث علي عليه السلام اني لصاحب الكرات.
(7) الامام المحدث المجلسي الثاني(1) جامع المعقول و المنقول مرجع الامةن.
ص: 260
و باب الأئمة قال فى رسالة الاعتقادات ص 91: و يجب أن يؤمن بالرجعة فانها
ص: 261
من خصائص الشيعة و اشتهر ثبوتها عن الأئمة بين الخاصة و العامة و قد روى
ص: 262
عنهم (ليس منا من لم يؤمن بكرتنا) و الذي يظهر من الأخبار هو انه يحشر
ص: 263
اللّه تعالى أقواما فى زمن (القائم) أو قبيلة جماعة من المؤمنين لتقر أعينهم برؤية
«33 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 264
أئمتهم و دولتهم و جماعة من الكافرين و المعاندين للانتقام عاجلا فى الدنيا
ص: 265
و المستضعفون فلا يرجعون الى يوم القيامة الكبرى و أما رجوع الأئمة فقد دلت
ص: 266
الأخبار الكثيرة على رجعة أمير المؤمنين و كثير منها على رجعة الحسين «ع»
ص: 267
و دلت بعض الأخبار على رجوع النبي (صلی الله علیه و آله) و سائر الأئمة و أما كون رجوعهم
ص: 268
فى زمان (القائم) أو قبله أو بعده فالأخبار فيه مختلفة فيجب أن تقر برجوع
ص: 269
بعض الناس و الأئمة مجملا و ترد علم ما ورد من تفاصيل ذلك اليهم و قد أوردت
ص: 270
الأخبار الواردة فيها في بحار الأنوار و كتبت رسالة منفردة أيضا في ذلك
ص: 271
(و قال) في كتابه «حق اليقين» ما ترجمته:
إعلم انه من جملة إجماعيات الشيعة بل من ضروريات مذهب الحق حقيقة الرجعة قبل القيامة في زمان حضرة (القائم) و يرجع الى الدنيا من المؤمنين من محض الايمان محضا و من الكافرين من محض الكفر محضا لأجل رؤية دولة أئمتهم الخ، و قال فى ج 13 من بحار الأنوار ص 231 - تذييل - إعلم يا أخي اني لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت و أوضحت لك في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار و اشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار حتى نظموها فى أشعارهم و احتجوا بها على المخالفين في جميع أعصارهم و شنع المخالفون عليهم في ذلك و أثبتوا فى كتبهم و أسفارهم منهم الرازي و النيشابوري و غيرهما و قد مر كلام ابن أبي الحديد حيث أوضح مذهب الامامية فى ذلك إلا مخافة التطويل من غير طائل وردت كثيرا من كلماتهم فى ذلك و كيف يشك مؤمن بحقيقة الائمة الأطهار فيما تواتوا عنهم قريبا من مأتي حديث صريح رواها نيف و أربعون من الثقات العظام و العلماء الأعلام فى أزيد من خمسين من مؤلفاتهم كثقة الاسلام الكليني و الصدوق محمد بن بابويه و الشيخ أبي جعفر الطوسي و السيد المرتضى و النجاشي الى أن يذكر جمعا غفيرا من الأعلام كما يأتي إنشاء اللّه - الى أن يقول - و اذا لم يكن مثل هذا متواترا ففي أي شيء يمكن دعوى التواتر مع ما روته كافة الشيعة خلفا عن سلف و ظني ان من يشك في أمثالها فهو شاك فى أئمة الدين و لا يمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين فيحتال في تخريب الملة القويمة
«34 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 272
بالقاء ما يتسارع اليه عقول المستضعفين و تشكيكات الملحدين (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) .
(قال الطبسي): و لقد صادفت على كلام له في وصيته (ره) بخطه المبارك طبع في طهران سنة 1365 هج في تعداد الاعتقادات بعد قوله ان الموت حق و الصراط حق و الميزان حق و النشور حق و الرجعة التي انفردت بها الامامية حق و له رضوان اللّه عليه كلمات آخرى فى كتابه (مرآت العقول) فى شرح اصول الكافى سنتعرض انشاء اللّه في الكلمات.
(8) الشيخ الجليل العلامة الفقيه الحر العاملي(1) أعلى اللّه مقامه و رفع فىر.
ص: 273
الخلد مقامه فى رسالة مستقلة اسمها (ايقاظ الهجعة بالبرهان على الرجعة) كما فى
ص: 274
فهرس كتبه بل مضافا الى الاجماع عدها فى الضروريات المذهبية عند الامامية كما
ص: 275
يأتي، و قد ذكره عن الطبرسي و السيد المرتضى و المفيد و الحسن بن سليمان و البياضي، و قال في الايقاظ: الرابع اجماع الشيعة الامامية و أطباق الطائفة الاثنى عشرية على اعتقاد الرجعة فلا يظهر منهم مخالف يعتد به (الى ان يقول): الخامس الضرورة فان ثبوت الرجعة عند جميع العلماء المعروفين و المصنفين المشهورين بل يعلم العامة ان ذلك من مذهب الشيعة فلا ترى أحدا يعرف اسمه أو يعلم له تصنيف من الامامية يصرح بانكار الرجعة و لا تأويلها و معلوم ان الضروي و النظري يختلف عند الناظرين فقد يكون الحكم ضروريا عند قوم نظريا عند آخرين و الذي يعلم بالتتبع ان صحة الرجعة أمر محقق معلوم مفروغ مقطوع به ضروري عند أكثر العلماء الامامية أو الجميع حتى لقد صنفت الامامية كتبا كثيرة فى اثبات الرجعة كما صنفوا فى إثبات المتعة و إثبات الامامة و غير ذلك.
(9) السيد العلامة المحدث السيد نعمة اللّه الجزائري(1) في أنواره ص 183 قال و قد وردت في الأخبار الكثيرة ان اللّه يرجع في دولة (المهدي) عليه السلام جماعة من الأخيار و جماعة من الأشرار من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا و الباقون ملهى عنهم الى يوم القيامة و قد عرفت ان الآيات دالة عليها أيضا و الأخبار على رجوع الحسين و أمير المؤمنين عليهما السلام متواترة و فى رجوع سائر الأئمة قريبة بالتواتر فلقد نقل فيها بعض مشايخنا تقريبا من مأتي حديث من ثقات المحدثين من خمسين أصلا من الاصول المعتبرة.ك.
ص: 276
10- الشيخ الجليل العلامة المفسر المولى أبي الحسن الشريف(1) ص 237 في مقدمة تفسيره (مرآت الأنوار) إعلم ان ثبوت الرجعة فى الجملة الى خروج بعض الناس من قبورهم الى هذه الدنيا و تعيشهم فيها مدة بعد قيام (القائم) و رجعة النبي و الائمة عليهم السلام أو بعضهم و لا سيما أمير المؤمنين عليه السلام و الحسين «ع» و تمكنهم من الملك و الانتقام من أعدائهم مما لا شك فيه عندنا و من ضروريات هذا المذهب و الأحاديث الدالة على تحققها فى الجملة متواترة و إن كانت مختلفة في تفصيلها و لقد وقفت على أزيد من مأتي حديث فيها و قد دلتع.
ص: 277
الأخبار على أكثر ما ورد بحسب التنزيل في يوم القيامة بها (الى قوله) و أنكرها المخالفون بل صرح بعضهم بامتناعها نظير ما قالها المشركون في إنكار الآخرة و تكذيبهم الآيات التي تدل على إحياء اللّه بعض أموات الامم السالفة كعزير و غيره و فى بعض الأخبار ان تلك القدرة لا ينكرها إلا القدرية و قد أحببنا أن نذكر نبذا من أخبارها في هذه الفائدة.
(قال الطبسي): و سيأتي تمام كلامه زيد في علو مقامه في الكلمات و الرجعة
(11) الشيخ الجليل العلامة صاحب التأليفات النافعة و التصنيفات الشائعة المخالف لهواه الشيخ حبيب اللّه الكاشاني طاب ثراه في رسالة مستقلة باللغة الفارسية مشتملة على أثنى عشر فصلا أورد فيها ما يرتبط بالرجعة و حقيتها و الاشارة الى بعض تفاصيلها يقول في أولها: إعلم ان من العقائد التي هي من اصول مذهب الشيعة و ضروريات مذهبهم الرجعة، و له منظومة نظمها بقوله:
و رجعة الأئمة الأثنى عشر مع النبي مذهب قد استقر
و مؤمن محض و كافر محض رجوع كل منهما أمر فرضي
و ذاك أمر ممكن الوجود و النص فيها ظاهر الورود
و أول الراجع زين الشهداء و لعلي كرتان للعدى
و آخر الراجع زين الأنبياء فيقتل الدجال رأس الأشقياء
فيملأ الأرض من العدل فما رأيت كافرا يروم الصنما
و للحسين دولة عظيمة سلطنة باقية عميمة
و أرسل صديقنا المكرم حفيده المحترم الأقا محمد زيد فضله صورة تأليفاته و ربما يبلغ المأتين و الموجود المطبوع عندي منها أربعة رسالة (في الرجعة) و رسالة في (الأوزان و المقادير) و رسالة في (تسهيل المسالك) و رسالة ردا على الفرقة الضالة البهائية و له طاب ثراه في الكاشان أولاد و أحفاد كثيرة و هم اسرة شريفة كبيرة وفقت العام في النجف بلقيا ابنه الشيخ الجليل الأغا حسين و أولاد أولاده و عدة منهم من أصدقائنا و شركاؤنا فى قم فى بحث شيخنا الآية الحائري أعلى اللّه مقامه.
(12) الآية الكبرى و الحجة العظمى استاذ الفقهاء و المجتهدين الأعلم الأورع
ص: 278
إمام الملة و الدين الامام الاصفهاني(1) رضوان اللّه عليه قال - ره - فى جوابه.
ص: 279
هذا السئوال الذي ورد عليه، و اليك نصها:
«35 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 280
ما يقول مولانا الحجة، فقد حدثت عندنا مشاجرة يكون نسأل حضرتكم
ص: 281
و هي: انه من يطلع صاحب الزمان «ع» هل الأئمة يطلعون من بعده أم لا؟،
ص: 282
في ليلة 17 شهر رمضان المبارك 1363 هج (هكذا ورد السئوال باللغة الدارجة)؟
ص: 283
الجواب: (بسم اللّه الرحمن الرحيم، نعم الأخبار المتواترة دالة على رجوع
ص: 284
الأئمة عليهم السلام بعد ظهور - الحجة - عجل اللّه فرجه) الأحقر أبو الحسن
ص: 285
الموسوي الاصفهاني،
ص: 286
هذا ما ساعدنا التوفيق مع كثرة الأشغال و تشويش البال الى نقل إجماع
ص: 287
علمائنا العاملين مع تراجمهم رحمة اللّه عليهم و أسكنهم فسيح جناته على صحة
«36 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 288
القول بالرجعة و المتتبع في كتب أصحابنا الامامية يصادف بأكثر مما أوردناه
ص: 289
و شهادة كل واحد من هؤلاء الأعلام و امناء اللّه على الأحكام
ص: 290
يكفي في إثبات المدعى و يغنينا الاكثار ضرورة صيرورة مسألة الرجعة و صحة
ص: 291
القول بها كالشمس فى رابعة النهار و قد صادفت الآن على جماعة اخرى نشير
ص: 292
الى بعضهم و سنذكر البقية في (الكلمات و الرجعة) و هو المحدث الخبير و الناقد
ص: 293
البصير الشيخ عبد اللّه بن نور الدين البحراني أحد تلامذة شيخنا المحقق المجلسي
ص: 294
رحمه اللّه (فى عوالمه) في ج 26 بعد نقل أقوال العلماء فى إحتجاجهم على صحة
ص: 295
الرجعة يقول: (فاعلم يا أخي اني لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت لك القول
«37 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 296
بالرجعة التي اجتمعت الشيعة فى جميع الأمصار و اشتهرت بينهم كالشمس فى رابعة النهار حتى نظموها فى أشعارهم و احتجوا بها على المخالفين فى جميع الأعصار
ص: 297
و شنع المخالفون عليهم في ذلك) الى آخرها يأتي إنشاء اللّه فى محله فانتظر.
(من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر)
ص: 298
ص: 299
القسم الخامس
ص: 300
قد أدينا ما علينا من ذكر الآيات القرآنية و الأدعية و الزيارات الواردة عن الائمة المعصومين «ع» و إجماع علمائنا العاملين على صحة القول بالرجعة و لقد بقي فى عهدتنا ذكر كلمات الأعلام و رؤساء الاسلام مشفوعة بالثقلين، نسأل اللّه التوفيق لاتمامها بمحمد و آله الطاهرين.
منهم: سليم بن قيس(1) في كتابه يقول أبان: ثم لقيت أبا الطفيل بعد ذلكخ.
ص: 301
في منزله فحدثني في الرجعة عن اناس من أهل بدر رووا عن سلمان الفارسي - ره - و المقداد و أبي بن كعب و قال أبو الطفيل فعرضت ذلك الذي سمعته عن علي بن أبي طالب «ع» بالكوفة فقال لي هذا علم خاص يسع الامة جهله و رد علمه الى اللّه ثم صدقني بكل ما حدثوني فيها و قرأ علي بذلك قرآنا كثيرا و فسر تفسيرا صافيا حتى صرت ما أنا بيوم القيامة أشد يقينا مني بالرجعة و كان مما قلت يا أمير المؤمنين أخبرني عن حوض رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أم فى الدنيا أم في الآخرة؟؟ فقال بل في الدنيا، قلت فمن الذائد عنه؟ قال أنا بيدي هذه فليرونه أوليائي و ليصرفن عنه أعدائي. و فى رواية اخرى فلأوردنه أوليائي و لأصرفن عنه أعدائي، قلت يا أمير المؤمنين قول اللّه تعالى: (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) ما الدابة؟؟ قال يا أبا الطفيل: اله عن هذا، فقلت يا أمير المؤمنين أخبرني جعلت فداك، قال هي دابة الأرض تأكل الطعام و تمشي فى الأسواق و تنكح النساء، فقلت يا أمير المؤمنين من هو؟؟ قال هو ذر الأرض الذي اليه تسكن الأرض، قلت يا أمير المؤمنين من هو؟؟ قال هو صديق هذه الامة و فاروقها و رئيسها
ص: 302
و ذو القرنيها، قلت يا أمير المؤمنين من هو؟ قال الذي قال اللّه: (وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ، اَلَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ، وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ)، و الذي صدق به أنا و الناس كلهم كافرون غيري و غيره، قلت يا أمير المؤمنين تسميه، قال سميته لك يا أبا الطفيل و اللّه لو ادخلت على عامة شيعتي الذين بهم اقاتل الذين أقروا بطاعتي و سموني أمير المؤمنين و استحلوا جهاد من خالفني، الخ.
(منهم) القمي(1) فى تفسيره ص 22 قال: و أما الرد على من أنكر الرجعة قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد اللّه «ع» قال ما يقول الناس في هذه الآية (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً)؟ قلت يقولون هذا فى القيامة، قال ليس كما يقولون ان ذلك فى الرجعة أيحشر اللّه فى القيامة من كل امة فوجا و يدع الباقين؟ إنما آية القيامة قوله:
(وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) أي لم نترك منهم أحدا، و قوله تعالى:
(وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)، و قال الصادق «ع» كل قرية أهلك اللّه تعالى أهلها بالعذاب لا يرجعون فى الرجعة و أما في القيامة فيرجعوني.
ص: 303
و محض الايمان محضا و غيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب و محض الكفر محضا يرجعون قال و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه «ع» فى قوله (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) قال ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم إلا و يرجع الى الدنيا ينصر أمير المؤمنين «ع» و هو قوله (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يعني رسول اللّه (وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) يعني أمير المؤمنين و مثله كثير و ما وعد اللّه تبارك و تعالى الائمة عليهم السلام من الرجعة و النصر.
(منهم) محمد بن يعقوب(1) الكليني فى الكافي عن العدة عن سهل عن ابن شمونك.
ص: 304
الأصم عن عبد اللّه بن القاسم البطل عن أبي عبد اللّه «ع» فى قوله تعالى (وَ قَضَيْنا
ص: 305
إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال قتل علي بن أبي طالب و طعن الحسن - الى قوله - ثم (رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) خروج الحسين في سبعين من أصحابه الى آخر ما ذكرنا في باب الآيات فراجع ص 109 آية 22 و فيه فى قوله تعالى: (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، و في رواية أبي بصير قوله عليه السلام يا أبا بصير ما يقول الناس في هذه الآية - الى قوله - يا أبا بصير لو قد قام (قائمنا) بعث اللّه اليه قوما من شيعتنا الخ، قد مر ذكر الرواية بالتمام ص 107 آية 21 فراجع و فيه باسناده عن حريز عن يزيد بن معاوية الثقتين عن الصادق «ع» و اللّه لا تذهب الأيام و الليالي حتى يحيي الموتى و يميت الأحياء و يرد الحق الى أهله و يقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه الخ.
(منهم) العلامة الزاهد الورع علي بن طاووس(1) المتوفى سنة 664 هج قال فىى.
ص: 306
(كشف المحجة لثمرة المهجة) في ص 54 في الفصل عدد 79 و لقد جمعني و بعض أهل الخلاف مجلس منفرد فقلت لهم ما الذي تأخذون على الامامية عرفوني به بغير تقية لا ذكر ما عندي و فيه غلقنا الموضع الذي كناسا كنيه فقالوا نأخذ عليهم بالصحابة و نأخذ عليهم القول بالرجعة و القول بالمتعة و حديث المهدي عليه السلام و انه حي مع تطاول زمان غيبته - الى أن قال - و قلت لهم و أما حديث ما اخذتم عليهم من القول بالرجعة فأنتم ترون ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال انه يجري في امته ما جرى في الامم السابقة و هذا القرآن يتضمن (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) فشهد جل جلاله انه أحيى الموتى فى الدنيا و هي رجعة فينبغي أن يكون في هذه الامة مثل ذلك فوافقوا
ص: 307
و قال فى كتابه سعد السعود ص 64 في الفصل الثاني: الرابع قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) قال جدي أبو جعفر الطوسي و استدل بهذه الآية قوم من أصحابنا على جواز الرجعة فان استدل بها على جوازها كان ذلك صحيحا لأن من منع و أحاله فالقرآن يكذبه و إن استدل بها على وجوب الرجعة و حصولها فلا يصح لأن إحياء قوم فى وقت ليس بدلالة على إحياء قوم آخرين فى وقت آخر بل ذلك يحتاج الى أدلة اخرى.
يقول علي بن موسى بن طاوس: إعلم ان الذي قاله رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
(اني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) لا يختلفون في إحياء اللّه جل جلاله قوما بعد مماتهم فى الحياة الدنيا من هذه الامة تصديقا لما روى المخالف و الموالف عن صاحب النبوة في الحديث 21 من مسند أبي سعيد الخدري قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموه) قلنا يا رسول اللّه اليهود و النصارى؟ قال فمن إذن؟، و من ذلك ما روى الحميدي في الحديث 49 من مسند أبي هريرة انه قال قال النبي (صلی الله علیه و آله): (لا تقوم الساعة حتى تأخذ امتي ما أخذت القرون شبرا بشبر و ذراعا بذراع فقيل يا رسول اللّه كفارس و الروم؟ قال و من الناس إلا اولئك؟، و من ذلك ما ذكره الزمخشري فى كتاب الكشاف فى تفسير قوله تعالى: (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ) ما هذا لفظه، و عن حذيفة أنتم أشبه الامم سمتا ببني اسرائيل لتركبن طريقتهم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى اني لا أدري هل تعبدون العجل أم لا؟. (أقول). فاذا كانت هذه بعض رواياتهم في متابعة الامم الماضية و بني اسرائيل و اليهود فقد نطق القرآن الشريف و الأخبار المتواترة ان خلقا من الامم الماضية و اليهود لما قالوا (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً) فأماتهم اللّه ثم أحياهم فيكونوا على هذا في امتنا من يحييهم اللّه في الحياة الدنيا كما جرى فى القرون السالفة و فى بني اسرائيل. (أقول): و لقد رأيت فى أخبار المخالفين زيادة على ما تقول به الشيعة من الاشارة الى ان مولانا أمير المؤمنين عليا يعود الى الدنيا بعد ضرب ابن ملجم و بعد وفاته كما رجع ذو القرنين فمن الروايات في ذلك ما ذكره الزمخشري فى كتاب الكشاف في
ص: 308
حديث ذي القرنين فقال ما لفظه و عن علي عليه السلام سخر له السحاب و مدت له الأسباب و بسط له النور و سئل عنه فقال أحب اللّه فأحبه، و سأله ابن الكوا ما ذو القرنين أم ملك أم نبي؟ فقال ليس بملك و لا نبي لكن كان عبدا صالحا ضرب على قرنه الأيمن فى طاعة اللّه فمات ثم بعثه اللّه فضرب على قرنه الأيسر فمات فبعثه اللّه و سمي ذو القرنين و فيكم مثله، أقول قول مولانا علي و فيكم مثله إشارة الى ضرب ابن ملجم له و انه على هذه أي رواية الزمخشري بعد الممات و هذا أبلغ من رواية بعض الشيعة فى الرجعة المذكورة في الروايات. (أقول): رواية أيضا في كتب أخبار المخالفين عن جماعة من المسلمين انهم رجعوا بعد الممات قبل الدفن و بعد الدفن و تكلموا و تحدثوا ثم ماتوا فمن الروايات عنهم فيمن عاش بعد الدفن ما ذكره الحاكم النيشابوري فى تاريخه فى ج 2 منه في حديث حسام بن عبد الرحمن النيشابوري عن أبيه عن جده و كان قاضي نيشابور و دخل عليه رجل فقيل له ان عند هذا حديثا عجيبا، فقال يا هذا ما هو؟ فقال إعلم اني كنت رجلا نباشا أنبش القبور فماتت إمرأة فذهبت لأعرف موضع قبرها فصليت عليها فلما جن الليل قال ذهبت لأنبش عنها و ضربت يدي الى كفنها لأسلبه فقالت سبحان اللّه رجل من أهل الجنة تسلب إمرأة من أهل الجنة ثم قالت ألم تعلم انك ممن صليت علي و ان اللّه قد غفر لمن صلى علي. (أقول): ما أنا فاذا كان قد رووه و دونوه عن نباش القبور فهلا كان لعلماء أهل البيت اسوة به و لأي حال تقابل روايتهم «ع» بالنفوذ و هذه المرأة المذكورة دون الذين يرجعون لمهمات الامور و لو ذكرت كلما وقفت من رواياتهم عليه خرج كتابنا عن الغرض الذي قصدنا اليه و الرجعة التي تعتقدها علماؤنا أهل البيت و شيعتهم تكون من جملة آيات النبي صلى اللّه عليه و آله معجزاته و لأي حال تكون منزلته عند الجمهور دون موسى و عيسى و دانيال و قد أحيا اللّه جل جلاله على أيديهم أمواتا كثيرة بغير خلاف عند العلماء بهذه الامور.
(منهم) الحجة الأكبر محمد بن محمد بن النعمان المفيد (ره)(1) فى كتابه (العيونع.
ص: 309
و المحاسن) ص 56 فى قضية شهادة السيد الحميري عند سوار القاضي لعنه اللّه لما شهد السيد فقال له ألست اسماعيل بن محمد الذي يعرف بالسيد؟ فقال نعم فقال كيف أقدمت على الشهادة عندي و أنا اعرف عداوتك للسلف؟ فقال السيد قد أعاذني اللّه من عداوة أولياء اللّه و إنما هو شيء لزمني ثم نهض فقال له قم يا رافضي فو اللّه ما شهدت بحق فخرج السيد - ره - و هو يقول:
أبوك ابن سارق عنز النبي و أنت ابن بنت أبي جحدر
و نحن على رغمك الرافضو ن لأهل الضلالة و المنكر
ثم عمل شعرا و كتبه في رقعة و أمر من ألقاها فى الرقاع بين يدي سوار قال فأخذ الرقعة سوار فلما وقف عليها خرج الى أبي جعفر المنصور و قد كان نزل الجسر الأكبر ليستعدى على السيد فسبقه السيد الى المنصور فأنشأ قصيدته التي يقول فيها:
يا أمين اللّه يا منصور يا خير الولاة ان سوار بن عبد اللّه من شر القضاة
نعتلي جملا لكم خير موات جده سارق عنز فجرة من فجراة
و الذي كان ينادي من وراء الحجرات يا هنات اخرج الينا اننا أهل هنات
فاكفيه لا كفاه اللّه شر الطارقات سن فينا سننا كان مواريث الطغاة
قال فضحك أبو جعفر المنصور قال نصبتك قاضيا فامدحه كما هجرته فأنشأ السيد رحمه اللّه يقول:
اني امرء من حمير اسرتي بحيث تحوي سروها حمير
آليت لا أمدح ذا نائل له سناء و له مفخر
الا من العز بني هاشم ان لهم عندي يدا تشكر
ان لهم عندي يدا تشكرها حق و إن أنكرها منكر
يا أحمد الخير الذي إنما كان علينا رحمة تنشر
حمزة و الطيار فى جنة فحيثما شاء دعا جعفر
منهم و هادينا الذي نحن من بعد عمانا فيه نستبصر
لما دجى الدين ورق الهدى و جار اهل الأرض و استكبروا
ذاك علي بن أبي طالب ذاك الذي دانت له خيبر
ص: 310
دانت و ما دانت له عنوة حتى تدهدا عرشه الأكبر
و يوم سلع إذ أتى عاتبا عمرو بن عبد مصلتا يخطر
يخطر بالسيف مدلا كما يخطر فحل الصرمة الدوسر
إذ جلل السيف على رأسه أبيض عضبا حده مبتر
فخر كالجدع و أوداجه ينصب منها حلب أخمر
و كان أيضا مما جرى له مع سوار ما حدث به الحرث بن عبد اللّه الربعي قال كنت جالسا في مجلس المنصور و هو بالجسر الأكبر و سوار عنده و السيد ينشده:
ان الاء له الذي لا شيء يشبهه أتاكم الملك للدنيا و للدين
أتاكم اللّه ملكا لا زوال له حتى يقاد اليكم صاحب الصين
و صاحب الهند مأخوذ برمته و صاحب الترك محبوس على هون
حتى أتى على القصيدة و المنصور مسرور فقال سوار هذا و اللّه يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه و اللّه ان القوم الذين يدين بحبهم لغيركم و انه لينطوي في عداوتكم فقال السيد يا أمير المؤمنين انه لكاذب و انني فى مديحك لصادق و لكنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحالة و ان انقطاعي و مودتي لكم أهل البيت لمعرق لي فيها عن أبوي و ان هذا و قومه لأعدائكم في الجاهلية و الاسلام و قد أنزل اللّه عز و جل على نبيه و آله السلام (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) فقال المنصور صدقت، فقال سوار يا أمير المؤمنين انه يقول بالرجعة و يتناول الشيخين بالسب و الوقيعة بينهما فقال السيد أما قوله بأني بالرجعة فان قولي في ذلك على ما قال اللّه تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) و قد قال فى موضع آخر (وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) فعلمت ان هاهنا حشرين أحدهما عام و الآخر خاص و قال سبحانه (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) و قال اللّه تعالى (فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) و قال اللّه تعالى (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) فهذا كتاب اللّه عز و جل و قد قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (يحشر المتكبرون في صورة الذر يوم القيامة)، و قال (صلی الله علیه و آله): (لم يجر فى بني اسرائيل شيء إلا و يكون فى امتي مثله حتى المسخ
ص: 311
و الخسف و القذف)، و قال حذيفة: و اللّه ما أبعد أن يمسخ كثيرا من هذه الامة و خنازير فالرجعة التي نذهب اليها هي ما نطق به القرآن و جائت به السنة و انني لأعتقد ان اللّه تعالى يرد هذا يعني (سورا) الى الدنيا كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة فانه و اللّه متجبر متكبر كافر فضحك المنصور و أنشد السيد يقول:
جاثيت سوارا أبا شملة عند الامام الحاكم العادل
فقال قولا خطأ كله عند الورى الحافي و الناعل
ما ذب عما قلت من وصمة فى أهله بل لج فى الباطل
و بان للمنصور صدق كما قد بان كذب الأنوك الجاهل
يبغض ذو العرش و من يصطفى من رسله من نير الفاضل
و ينشأ الحبر الجواد الذي فضل بالفضل على الفاضل
و يعتدى فى الحكم في معشر أدوا حقوق الرسل للراسل
فبين اللّه تذاويقه فصار مثل الهائم الهائل
قال فقال المنصور كف عنه فقال السيد يا أمير المؤمنين البادي أظلم يكف عني حتى أكف عنه فقال المنصور لسوار تكلم بكلام فيه نصفة كف عنه حتى لا يهجوك.
(قال الطبسي): و قد مر بنحو الاختصار ص 135 فراجع.
(منهم) العلامة الكراچكي(1) في كنز الفوائد عن محمد بن العباس عن علي بن ه
ص: 312
ابراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن صالح بن مسعود عن أبي الجارود عمن سمع عليا عليه السلام يقول: (العجب كل العجب بين جمادى و رجب) فقام رجل و قال يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه؟ فقال ثكلتك امك و أي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو للّه و لرسوله و لأهل بيته و ذلك تأويل هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) فاذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك أو أي واد سلك و ذلك تأويل هذه الآية (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ).
(منهم) المحقق المحدث المتكلم الحكيم صاحب الوافي(1) فى ص 183 ج 2ب.
ص: 313
من كتاب الوافي في باب الوقائع التي تكون عند ظهور الامام عليه السلام نقلا عن الكافي رواية البطل عن أبي عبد اللّه عليه السلام فى قوله تعالى (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) الآية و الرواية - الى قوله - و لا يلي الوصي إلا الوصي على ما تقدم من الكافي يقول فى بيانه: و هذا الخبر صريح في وقوع الرجعة التي ذهب اليها أصحابنا رضي اللّه عنهم قال قال شيخنا المتقدم أبو علي الطبرسي رحمه اللّه فى مجمع البيان قد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد و ان اللّه سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدم موتهم و شيعة ليفوزوا بثواب نصرته الى آخر ما تقدم كلامه رفع في الخلد مقامه ثم قال و روى علي بن ابراهيم بن هاشم رحمه الله في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن الصادق «ع» قال انتهى رسول الله (صلی الله علیه و آله) الى أمير المؤمنين «ع» و هو نائم في المسجد قد جمع رملأ و ذكر قصة الدابة - الى قوله - يا علي اذا كان في آخر الزمان اخرجك الله في أحسن صورة و معك ميسم تسم به أعدائك الخ - الى قوله - و قد صنف الحسن بن سليمان الحلي تلميذ شيخنا الشهيد طاب ثراهما كتابا في إثبات الرجعة - الى قوله - المسمى بمختصر البصائر و لنورد هاهنا من كتابه حديثا واحدا من أراد سائرها فليراجع اليه و هو ما رواه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى و نقل قضية الأصبغ بن نباته ان عبد الله بن الكوا اليشكري قام الى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين ان اناسا يزعمون انهم يردون بعد الموت الخ.
ص: 314
(منهم) العلامة المجلسي(1) في أربعينه في الحديث الثامن و العشرون ص 122 من كتاب الخرايج و الجرايح تأليف الشيخ الجليل قطب الراوندي باسناده الى سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن فضيل عن سعد بن الجلاب عن جابر عن أبي جعفر «ع» قال قال الحسين «ع» لأصحابه قبل أن يقتل ان رسول الله (صلی الله علیه و آله) قال لي يا بني انك ستساق الى العراق و هي أرض قد التقى فيها النبيون و أوصياء النبيين و هي أرض تدعى عمورا و انك تستشهد بها و يستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد و تلا (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) يكون الحرب بردا و سلاما عليك فابشروا فو الله لئن قتلونا فانا نرد على نبينا قال ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من تنشق الأرض عنه ما خرج خرجة الخ.
(قال الطبسي): قد مر تمام الحديث في الآية الثانية عشرة ص 100 فراجع بعد نقل تمام الحديث يقول (تحقيق ايماني): إعلم ان هذا الخبر من الأخبار الدالة على الرجعة و هي من اصول مذهب الامامية و مما تفردوا به و شنع عليهم المخالفون و جرى فيها بين علماؤنا و علماء المخالفين مباحثات و مناظرات مذكورة فى محلها و لا ينكرها إلا منكر قدرة اللّه و منكر الحشر و النشور إذ جهة إثباتهما متحدة و العلة فى نفيها مشتركة و قد تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار و دلت عليها ظواهر الآيات منها قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) ثم نقل كلام الطبرسي المتقدم ذكره بتمامه ثم قال أقول قد وردت الأخبار الكثيرة فى ان هذه الآية نزلت في الرجعة مثل ما رواه علي بن ابراهيم و النعماني فى تفسيره و غيره و ذكر عن علي بن ابراهيم الأخبار الدالة ان المراد بالآيات أمير المؤمنين و الأئمة، و رواية المفضل فى تفسير الآية، و عن الحسن بن سليمان أيضا في تفسير الآية قال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلا يرجع حتى يموت و لا أحد من المؤمنين مات إلا يرجع حتى يقتل ثم ذكر آية دَابَّةُ الْأَرْضِ و ما ورد فيها عامة و خاصة ان المراد بالدابة أمير المؤمنين0.
ص: 315
و قد ترانى عنه «ع» قوله: أنا صاحب العصا و الميسم و روت الخاصة و العامة ان الدابة صاحب العصا و قد أطال الكلام بما لا مزيد عليه من الآيات و الأخبار و الزيارات و الأدعية الى ص 131 يقول: إعلم أيها الطالب للحق و اليقين اني لا أظنك ترتاب فى أصل الرجعة بعد ما رويت لك من الأخبار المعتبرة المأخوذة من تأليفات ثقات علمائنا الأخيار المنتهين الى الأئمة الأطهار عليهم صلوات اللّه الملك الغفار مع إجماع الشيعة عليها في جميع الأعصار اشتهارها بينهم كالشمس فى رابعة النهار حتى نظموها في أشعارهم و احتجوا بها على المخالفين فى جميع أمصارهم و شنع المخالفون عليهم بذلك في زبررهم و أسفارهم و كيف يشك مؤمن بعصمة أئمته «ع» في أمر روي عنهم في أكثر من مأتي حديث صريح أوردتها في الكتاب الكبير و روريتها من نيف و أربعين رجلا من العلماء الأعلام رووها في أزيد من خمسين كتابا من مؤلفاتهم المشهورة و قد كان لكثرة شهرتها هذا الأمر بين الشيعة و إنكار المخالفين عليهم لكثير من المحدثين و الأفاضل في ذلك كتاب مفرد كأحمد ابن داود الجرجاني قال الشيخ: له كتاب المتعة و الرجعة و الحسن بن علي البطائيني عد النجاشي من كتبه كتاب الرجعة و الفضل بن شاذان النيشابوري ذكر الشيخ و النجاشي ان له كتاب في إثبات الرجعة و الصدوق محمد بن بابويه قدس اللّه روحه فقد عد النجاشي من كتبه كتاب الرجعة و الحسن بن سليمان تلميذ الشهيد قدس اللّه سرهما اذا عرفت هذا فنقول تفصيل القول فى ذلك ان رجعة بعض المؤمنين و بعض المخالفين و المشركين مما لا شك فيه فأما رجوع أمير المؤمنين فهو مما لا ينبغي الشك فيه لما عرفت من كثرة الأخبار الواردة و كذا رجعة النبي و الحسين الأخبار فيها كثيرة و أما رجوع سائر الأئمة فمع وفور أخباره ليست بمرتبة تلك الرجعات لكن رد الأخبار الواردة مع عدم تناف صريح مما لا يجترى عليه من يسلك مسالك المتقين و التسليم فيما ورد عنهم طريق المتدينين و أخبار التسليم في كتب الحديث تهدده و التهديد على تركه فيها مذكورة لا نطيل الكلام بايرادها و أما زمان الرجعة و عددها و خصوصياتها و مدة امتدادها فقد اختلفت الأخبار في بعضها و الايمان بذلك مجملا أولى و من ظهر له من الأخبار بعض الخصوصيات فلا بد من الايمان بها و لا نتكلم في ذلك لطولها و احتمال بعض المفاسد في ذكرها
ص: 316
و لا نتعرض لرد الشبهات التي يلقيها الشياطين في قلوب المنافقين إذ ليس شيء من اصول الدين إلا و للشيطان و أعوانه فيه شكوك و شبهة لا يصغي اليها من نور اللّه قلبه بنور اليقين.
و فى كتابه مرآت العقول ج 1 ص 202 فى شرح الحديث الخامس يقول:
و اعلم ان الرجعة أي رجوع جماعة من المؤمنين الى الدنيا قبل القيامة فى زمان (القائم) أو قبله أو بعده ليروا دولة الحق و يفرحوا بذلك و ينتقموا من أعدائهم و جماعة من الكافرين و المنافقين لتنتقم منهم مما انفرد به الامامية و أجمعوا عليه و تواترت به الأخبار و دلت عليها بعض الآيات و قد وقعت مناظرات كثيرة بين علماء الفريقين و كتب علماؤنا فى إثباتها كتبا مبسوطة الخ.
قد أطال الكلام فيها أيضا فراجع، و في ج 13 من بحار الأنوار أيضا فصل الكلام فيها فلا نعيدها رحمة اللّه عليه و على أمثاله من علماؤنا الأبرار ما قصروا و قد أدوا ما عليهم رضوان اللّه تعالى على أرواحهم الطيبة و حشرهم اللّه مع ساداتنا و موالينا.
(و منهم) المحدث الخبير و الفقيه البصير ابن قولويه(1) في كتاب (المزار) ص 135 في باب الخمسون عن الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد البصري قال حدثني أبو الفضل عن ابن صدقة عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه «ع» كأني بالملائكة و اللّه قد ازدحم المؤمنون على قبر الحسين «ع» قال قلتل.
ص: 317
فيترآون له قال هيهات هيهات قد لزموا و اللّه المؤمنين حتى انهم ليمسحون وجوههم بأيديهم قال و ينزل اللّه على زوار الحسين عليه السلام غدوة و عشية من طعام الجنة و خدامهم الملائكة لا يسأل اللّه عبد حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلا أعطاها إياه قال قلت هذه و اللّه الكرامة قال لي يا مفضل أزيدك؟ قلت نعم سيدي قال كأني بسرير من نور قد وضع و قد ضربت عليه قبة من ياقوت حمراء مكللة بالجواهر و كأني بالحسين «ع» عليه جالس على ذلك السرير و حوله تسعون الف قبة خضراء و كأني بالمؤمنين يزورونه و يسلمون عليه فيقول اللّه عز و جل لهم أوليائي سلوني فطالما اوذيتم و ذللتم و اضطهدتم فهذا يوم لا يسألوني حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلا قضيتها لكم فيكون أكلهم و شربهم فى الجنة فهذه و اللّه الكرامة التي لا انفصام لها و لا يدرك منتهاها، و ذكرها فى ج 22 من بحار الأنوار.
(قال الطبسي): هذه الرواية الشريفة فيها إشارة إلى الرجعة فان قوله لا يسألون حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة لا يكون إلا فى الرجعة قال شيخنا الامام المجلسي فى أربعينه ص 131 فى ذيل الحديث أقول سؤال حوائج الدنيا يدل على ان هذا في الرجعة و قال فى ج 22 من بحاره ص 122 فى بيانه نزول الطعام فى البرزخ و ضرب القبة فى الرجعة بقرينه من حوائج الدنيا و الآخرة.
(و منهم) العالم الرباني و العارف الكامل الصمداني المولى نظر علي الطالقاني في كتابه (كاشف الأسرار) ص 83 باللغة الفارسية ما ترجمته: (و بنائنا على الاختصار و لذا نقتصر به بعض ما في حق اليقين و نتبرك به و الا بعد قيام الاجماع و كونها من ضروريات الامامية و الأحاديث المتواترة لا نحتاج الى شيء آخر) يقول قال المجلسي - ره -: إعلم ان من جملة ضروريات مذهب الفرقة الحقة حقية الرجعة و قد ادعى أكثر علمائنا الاجماع عليها كالشيخ الصدوق رحمه اللّه في رسالة الاعتقادات و الشيخ المفيد و السيد المرتضى و الشيخ الطبرسي و السيد ابن طاووس و غيرهم من أكابر علماء الامامية، قدمنا لك سابقا فلا حاجة الى الاعادة.
(و منهم) العلامة الفقيه الحاج مرزه محمد(1) القمي الشهير بأرباب صاحبه.
ص: 318
الأربعين الحسينية كان من تلامذة المرحوم الآية الرشتي و له تأليفات منها كتاب الأربعين يقول في شرح الحديث التاسع ان الايمان برجعة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين و الأئمة من ضروريات مذهب الشيعة الأثنى عشرية و ليس فى التشيع شعار أعلى و أظهر من القول بالرجعة.
(و منهم) الشيخ الفقيه المعاصر الشيخ محمد علي السنقري الحائري في رسالة مستقلة (دحض البدعة من إنكار الرجعة) ص 15 بعد نقل كلمات الأعلام من الاجماع و الضرورة يقول: (و بالجملة لم يبق بعد ما قد بينا لك شبهة فى إجماع الطائفة الامامية على الرجعة).
قد مر بعض الكلام للعلامة المولى الشريف نقلا عن (مقدمة تفسيره مرآت الأنوار) في ص 277 أوله: إعلم ان ثبوت الرجعة (الى قوله) و قد أحببنا أن نذكر نبذا من أخبارها في هذه الفائدة و لجعلها خاتمة الفوائد، و بقية كلامه و أما خروج (المهدي) عليه السلام الذي عبر عنه فى أخبارنا بقيام (القائم) عليه السلام فهو مجمع عليه بين جميع الامة بحيث لا يحتاج الى الاثبات نعم عندنا انه الحجة بن الحسن عليهما السلام و انه موجود غائب عن الخلق، و عندهم انه رجل من آل الرسول و لكن يولد فيما بعد و يردهم ما يدل على وجود المعمرين من السالفين كالخضر و إدريس و عيسى و غيرهم من أراد تفصيل ذلك فيراجع كتب علماؤنا في الغيبة و كتاب إكمال الدين للصدوق و ها نحن نذكر الأخبار التي وعدناها و هي أثنى عشر:
الأول: - روى أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي محمد يعني أبا بصير قال قال أبو جعفر ينكر أهل العراق الرجعة؟ قلت نعم، قال اما يقرؤون القرآن (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) الآية؟، و يؤيده و يبين و رده هذه الآيات فى الرجعة بالدليل ما ذكرناه
ص: 319
فى الحشر، من تفسير القمي و روايته عن الصادق عليه السلام:
الثاني: - أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن عبد الجبار و أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه الحسن عن حميد بن المثنى عن شعيب الحداد عن أبي الصباح الكناني قال قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك مسألة أكره أن اسميها لك فقال أعن الكرات تسألني؟ قلت نعم، فقال تلك القدرة لا ينكرها إلا القدرية لا تنكر القدرة لا تنكرها الخبر، و يؤيده ما رواه أحمد بن محمد أيضا باسناده عن الأصبغ بن نباته ان ابن الكوا سأل عليا «ع» عن الرجعة فأجابه الامام بأنها حق و استدل عليها بايات و منها ان قال يابن الكوا مثلهم يعني مثل أهل الرجعة مثل الملأ من بني اسرائيل حيث يقول اللّه عز و جل: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) و قوله تعالى أيضا عزير حيث أخبر اللّه عز و جل فقال (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللّهُ) و أخذه بذلك الذنب مائة عام ثم بعثه و رده الى الدنيا ثم قال فلا تشك يابن الكوا قدرة اللّه عز و جل و فى رواية سدير قال سألت الصادق «ع» عن الرجعة فقال القدرية تنكرها، ثلاثا.
الثالث: - روى محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان عن أبي خالد القماط عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر «ع» قال قرء هذه الآية: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ) فقال هل تدري من يعني؟ فقلت يقاتل المؤمنون فيقتلون و يقتلون فقال لا و لكن من قتل من المؤمنين رد حتى يموت و من مات رد حتى يقتل تلك القدرة فلا تنكرها.
الرابع: - روى أحمد بن محمد بن عيسى و أخوه عبد اللّه بن محمد و أحمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة قال كرهت أن أسأل أبا جعفر «ع» فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي فقلت له أخبرنى عمن قتل مات قال لا الموت موت و لا القتل قتل، قلت له ما أجد قولك قال قد فرق بين الموت و القتل في القرآن فقال (أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ) و قال (لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللّهِ تُحْشَرُونَ) فليس كما قلت يا زرارة فالموت موت و القتل قتل «40 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 320
و قد قال اللّه عز و جل: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ...) فقلت ان اللّه عز و جل يقول: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) أفرأيت من قتل لم يذق الموت؟ فقال ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه إن من قتل لا بد أن يرجع الى الدنيا حتى يذوق الموت، و في حديث آخر صحيح أيضا عن الرضا عليه السلام قال في الرجعة من مات من المؤمنين قتل و من قتل منهم مات و الأخبار بهذه المعنى كثيرة.
(الخامس): روى أحمد بن محمد بن محمد بن الحسين عن البزنطي عن حماد عن محمد بن مسلم قال: سمعت حمران بن أعين و أبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما احدث إنهما سمعا أعبد اللّه «ع» انه يقول: أول من تنشق الأرض عنه و يرجع الى الدنيا (الحسين بن علي عليهما السلام) و ان الرجعة ليست بعامة و هي خاصة لا يرجع إلا من محض للايمان محضا، أو محض الشرك محضا، و الأخبار في رجعة الحسين «ع» كثيرة جدا.
(السادس): و بهذا السند عن حماد عن بكير بن أعين قال قال لي من لا شك فيه (يعني أبا جعفر «ع») ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و عليا سيرجعان الى الدنيا.
(السابع): روى القمي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّه عليه السلام فى قوله تعالى: (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ...) قال ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم إلا و يرجع الى الدنيا فينصر أمير المؤمنين «ع» و هو قوله (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يعني رسول اللّه (وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) يعني عليا «ع».
(الثامن) و عن أبيه عن النضر بن السويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن أبي الخالد الكابلي عن علي بن الحسين «ع» في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال يرجع اليكم نبيكم و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السلام، و مما يؤيد هذا و مما تقدم عليه أيضا ما رواه القمي بسند غير قاصر عن الصحيح عن جميل قال قلت للصادق «ع» في قوله تعالى: (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ)، قال ذلك فى الرجعة، أما علمت أن أنبياء اللّه كثيرا منهم لم ينصروا في الدنيا و قتلوا و أئمة من بعدهم
ص: 321
قتلوا و لم ينصروا، فذلك في الرجعة.
(التاسع): روى الحسن بن محبوب عن محمد بن سلام عن أبي جعفر «ع» فى قوله تعالى: (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) قال هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت و يجري في القيامة فبعدا للقوم الظالمين.
(العاشر) روى القمي فى تفسيره عن الصادق «ع» في قوله تعالى: (وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) انه قال كل قرية أهلك اللّه أهلها بالعذاب لا يرجعون فى الرجعة، و أما فى القيامة يرجعون من محض الايمان محضا و غيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب و محضوا الكفر محضا يرجعون، و يؤيده ما رواه الصدوق باسناده عن الباقر «ع» قال أما لو قام (قائمنا) لقد ردت اليه الحميراء حتى يجلدها الحد و حتى ينتقم لامه فاطمة، قيل فكيف أخره اللّه (للقائم)؟ قال لأن اللّه بعث محمدا رحمة و يبعث (القائم) عليه السلام نقمة انه يجلدها الحد لافترائها على ام ابراهيم مارية جارية النبي (صلی الله علیه و آله).
(الحادي عشر): روى الفضل بن شاذان عن الحسن بن محبوب عن عمر ابن أبي المقدام عن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر «ع» يقول و اللّه ليملكن منا أهل البيت بعد موته ثلاثمائة سنة و تزداد تسعا، قلت متى يكون ذلك؟ قال بعد قيام (القائم)، قلت و كم يقوم (القائم) في عالمه؟ قال تسع عشر سنة و أشهر ثم يخرج المستنصر الى الدنيا و هو (الحسين «ع») فيطلب بدمه و دماء أصحابه فيقتل و يسبي حتى يخرج السفاح و هو أمير المؤمنين و هو (علي بن أبي طالب عليه السلام).
(أقول): و في كتاب البشرى لابن طاووس عن حمران عن أحدهما «ع» قال عمر الدنيا(1) مأة الف سنة لسائر الناس عشرون الف سنة و ثمانون الف سنة لآل محمد صلوات اللّه عليه و عليهم اجمعين، و عنه «ع» انه قال حين سئل عن اليوم الذي ذكره اللّه مقداره في القرآن: (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) و يملكع.
ص: 322
أمير المؤمنين في كرته أربعا و أربعين الف سنة، و فى رواية اخرى عنه «ع» أيضا بعد أن بين ان عليا يقاتل ابليس في رجعته و يقتله رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و ان المراد (ب يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) ذلك اليوم، قال و يملك أمير المؤمنين أربعا و أربعين الف سنة حتى يولد للرجل من شيعته الف ولد من صلبه ذكورا كل سنة ذكر و عند ذلك تظهر (الجنتان المدهامتان) عند مسجد الكوفة و ما حوله بما شاء اللّه.
(الثاني عشر): حديث رواه الشيخ المعتمد حسن بن سليمان فى كتابه (منتخب البصائر) عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّه «ع» و هو حديث طويل جدا مشتمل على تفصيل أحوال (القائم - ع -) و قيامه و بعض ما فى الرجعة لكن نحن لا نذكر منه إلا خلاصة ما ينفعنا و من أراد التفصيل فليراجع اليه قال المفضل: سألت سيدي الصادق «ع» هل للمأمول المنتظر (المهدي) من وقت موقت يعلمه الناس؟ فقال حاش للّه أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا، قلت و لم ذاك؟ قال لأنه هي الساعة التي قال اللّه تعالى: (و ذكر عليه الآيات المشتملة على ذكر الساعة) مشيرا الى ان المراد بها ذلك ثم قال «ع» من وقت (لمهدينا) وقتا فقد شارك اللّه فى علمه و ادعى انه أظهره على سره، قال المفضل قلت فكيف يدري ظهوره و ان اليه التسليم؟ فقال يظهر فجأة فيعلو ذكره و يظهر أمره و ينادي باسمه و كنيته و نسبه و يكثر ذلك على أفواه المحقين و المبطلين و الموافقين و المخالفين فتلزمهم الحجة بمعرفتهم به على أنا قد قصصنا ذلك و دللنا عليه و نسبناه و سميناه و كنيناه و قلنا انه سمي جده رسول اللّه لئلا يقول الناس ما عرفنا له إسما و لا كنية و لا نسبا فو اللّه يتحق الايضاح به و باسمه و نسبه ثم يظهره اللّه كما وعده به جده «ع» قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) و قال تعالى: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ) فو اللّه يا مفضل ليقتلن أهل الملل و الأوثان و الاختلاف حتى يكون الدين كله واحد كما قال اللّه عز و جل: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ) و قال (وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ...) ثم ذكر «ع» حكاية ولادته - الى أن قال - ثم يغيب في آخر يوم من سنة 266 فلا تراه عين أحد حتى يراه كل أحد و كل عين فمن قال غير هذا فكذبوه، و قال
ص: 323
المفضل فمن يخاطبه و بمن يخاطب؟.؟ قال تخاطبه الملائكة و المؤمنون من الجن ثم يظهر بمكة و اللّه يا مفضل فكأني أنظر اليه و قد دخل مكة و عليه بردة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و عليه عمامة صفراء و فى رجليه نعلا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) المخصوصة و في يده هراوة يسوق بين يديه أعنزا عجافا حتى يصل بها نحو البيت و ليس ثم أحد يعرفه و يظهر و هو شاب موفق، قال المفضل فكيف يظهر؟ قال يا مفضل يظهر وحده و يأتي البيت وحده و يلج الكعبة وحده و يجن عليه الليل وحد، فاذا نامت العيون و غسق الليل نزل اليه جبرئيل و ميكائيل و الملائكة صفوفا فيقول جبرئيل يا سيدي قولك مقبول و أمرك جائز، فيقف بين الركن و المقام فيصرخ صرخة فيقول يا معشر نقباء أهل بيتي و من ذخرهم اللّه لظهوري على وجه الأرض إيتوني طائعين فترد صيحته عليهم و هم في محاريبهم و على فرشهم في شرق الأرض و غربها فيسمعونها في صيحة واحدة في اذن كل رجل فيجيئون جميعهم نحوها و لا يمضي لهم إلا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين يديه و يصبحون عنده و هم 313 رجلا بعدة أصحاب رسول اللّه يوم بدر، قال المفضل قلت له:
يا سيدي فالاثنان و سبعون رجلا الذين قتلوا مع الحسين يظهرون معه؟ قال يظهرون و فيهم أبو عبد اللّه - ع - فى 12000 صديق من شيعة علي - ع - و عليه عمامه سوداء، و قال المفضل قلت سيدي فيغير (القائم) - ع - بيعة من بايعوا له قبل ظهوره و قبل قيامه؟؟ فقال - ع - يا مفضل كل بيعة قبل ظهور (القائم) فبيعة كفر و نفاق و خديعة لعن اللّه المبايع بها و المبايع له بل يا مفضل اذا أسند - القائم - ظهره الى البيت الحرام و مد يده المباركة فترى بيضاء من غير سوء و يقول: - هذه يد اللّه و عن اللّه و بأمر اللّه - ثم يتلو قوله تعالى: - إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ... - فيكون أول من يبقل يده جبرئيل - ع - ثم يبايعه و تبايعه الملائكة و نجباء الجن ثم النقباء ثم قال - ع - فاذا طلعت الشمس و أضائت و صاح صائح للخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين يسمع من فى السماوات و الأرضين: - يا معشر الخلائق هذا مهدي آل محمد و يسميه باسم جده رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و كنيته و ينسبه الى أبيه الحسن الحادي عشر الى الحسين بن علي عليهما السلام
ص: 324
فاتبعوه تهتدوا و لا تخالفوا أمره فتضلوا - فأول من يلبي ندائه الملائكة ثم الجن ثم النقباء و يقولون سمعنا و أطعنا و يقبل الخلائق من البلاد من البر و البحر و البدو و الحضر يحدث بعضهم بعضا و يستفهم بعضهم بعضا ما سمعوا بآذانهم فاذا دنت الشمس الى الغروب صرخ صارخ من مغربها: - يا معشر الخلائق قد ظهر ربكم بواد اليابس من أرض فلسطين و هو عثمان بن عنبسة الأموي من ولد يزيد بن معاوية فاتبعوه تهتدوا - فيرد عليه الملائكة و الجن و النقباء قوله و يكذبونه و لا يبقى ذو شك و لا مرتاب و لا منافق و لا كافر إلا ضل بالنداء الأخير، ثم قال عليه السلام، ثم تظهر دابة الأرض(1) بين الركن و المقام فتكتب فى وجه المؤمن مؤمن و فى وجه الكافر كافر، ثم نقل الامام عليه السلام حكاية ظهور جيش السفيانى و خسفهم في البيداء و حكى بعض أحوال - القائم - فى مكة عند ظهوره، قال المفضل ثم يسير المهدي الى أين؟ قال - ع - الى مدينة جده رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فاذا وردها يقول: - يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول اللّه؟ فيقولون نعم - يا مهدي - آل محمد فيقول و من معه؟ فيقولون صاحباه - الى أن يقول - و ينادي منادي - المهدي - كل من أحب صاحبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و ضجيعيه فليفرد - الى قوله - يا مفضل و اللّه ليردن المسجد الأكبر محمد رسول الله و الصديق الأكبر أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة عليهم السلام و كل من محض الايمان محضا و محض الكفر محضا و ليقتصن منهما بجميع المظالم و ليقتلان فى كل يوم و ليلة الف قتلة و يردان الى ما شاء الله بهما ثم يسير - المهدي - الى الكوفة و ينزل ما بين الكوفة و النجف و أصحابه في ذلك ست و أربعون الفا من الملائكة و مثلها من الجن و النقباء ثم ذكر خراب الزوراء و نزول اللعن على أهلها، ثم قال و لتنزلن بها من صفوف العذاب ما نزل بسائر الامم المتمردة من أول الدهر الى آخره و لا يكون طوقان أهلها إلا بالسيف فالويل عند أهلها فالويل عند ذلك لمن اتخذها مسكنا، ثم ذكر حكاية طويلة ثم قال ثم تثور سرايا - المهدي - على السفياني الى دمشق فيأخذونهع.
ص: 325
فيذبحونه على الصخرة ثم يظهر الحسين - ع - فى اثني عشر الف صديق و اثنين و سبعين من أصحابه، فيا لك عندك من كرة بيضاء و رجعة زهراء، ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين و تنصب له القبة البيضاء على النجف و تقام أركانها ركن بالنجف ركن بهجر و ركن بصنعاء اليمن و ركن بأرض طيبة فكأني بمصابيحها تشرق في السماء و الأرض فعندها تبلى السرائر و (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها) ثم ينظر السيد الأجل محمد (صلی الله علیه و آله) فى أنصاره و المهاجرين اليه و من آمن به و صدقه و يحضره المكذبون و الشاكون فيه و الرادون عليه، و الحديث بطوله.
(قال الطبسي): تتمة الحديث نذكرها كما وجدناها فى ج 13 ص 34 من بحار الأنوار موزعا بعضها على بعض العناوين ثم قال «ع» بعد قوله و الشاكون فيه و الرادون عليه، و القائلون فيه انه ساحر، و كاهن و مجنون، و ناطق عن الهوى و من حاربه و قاتله حتى يقضي منهم بالحق و يجازون بأفعالهم منذ وقت ظهور رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى ظهور - المهدي - مع إمام إمام و وقت وقت و يحق تأويل هذه الآية: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) قال المفضل(1) يا سيدي و من فرعون و هامان؟ قال فلان و فلان،ه.
ص: 326
قال المفضل قلت سيدي و رسول اللّه و أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما يكونان معه؟ قال لا بد أن يطاء الأرض إي و اللّه حتى ما وراء الخاف، إي و اللّه و ما فى الظلمات، و ما فى قعر البحر، حتى لا يبقى موضع قدم إلا وطأه، و أما ما فيه الدين الواجب للّه تعالى، لكأني أنظر يا مفضل الينا معاشر الأئمة بين يدي رسول اللّه نشكوا اليه ما نزل بنا من الامة بعده و ما نالنا من التكذيب و الرد علينا و سبنا و لعننا و تخويفنا بالقتل و قصد طواغيتهم الولاة لامورهم من دون الذمة ترحيلنا عن الحرمة الى دار ملكهم و قتلهم إيانا بالسم و الحبس فيبكي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و يقول: (يا بني ما نزل بكم إلا ما نزل بجدكم قبلكم).
ثم تبتدىء فاطمة عليها السلام و تشكو ما نالتها و أخذ فدك منها و مشيها اليه في مجمع من المهاجرين و الأنصار و خطابها في أمر فدك و ما رد عليها من قوله ان الأنبياء لا تورث و احتجاجها بقول زكريا و يحيى و قصة داود عليه السلام و قصة الصحيفة من رد فدك و أخذها منها و تمزيقها و بكاؤها و رجوعها الى قبر أبيها رسول اللّه باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها استغاثتها باللّه و بأبيها رسول اللّه و تمثلها بقول رقية بنت صفي:
ص: 327
قد كان بعدك أبناء و هنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض و ابلها و اختل أهلك فاشهد فقد لعبوا
أبدت زجال لنا فحوى صدورهم لما نأيت و حالت دونك الحجب
لكل قوم لهم قرب و منزلة عند الاءله على الأدنين مقترب
يا ليت قبلك كان الموت حل بنا أملوا اناس ففازوا بالذي طلبوا
و تقص عليه قصتها و جمع الناس لا خراج أمير المؤمنين من بيته الى البيعة فى سقيفة بني ساعدة، و اشتغال أمير المؤمنين برسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، و جمع القرآن و قضاء ديونه و انجاز عداته و هي ثمانون الف درهم، و قول بعضهم اخرج يا علي الى ما أجمع عليه المسلمون و إلا قتلناك، و قول فضة جارية فاطمة ان أمير المؤمنين عليه السلام مشغول و الحق له إن أنصفتم من أنفسكم و أنصفتموه و جمعهم الجزل و الحطب على الباب لاحراق بيت أمير المؤمنين، و فاطمة و الحسن و الحسين و زينب و ام كلثوم و فضة و إضرامهم النار على الباب و خروج فاطمة اليهم و خطابها لهم من وراء الباب و قولها: ويحك ما هذه الجرأة على الله و على رسوله تريد أن تقطع نسله من الدنيا، و تفنيه و تطفىء نور الله و الله متم نوره، و انتهاره لها و قول بعض القوم كفى يا فاطمة فليس محمد حاضرا و لا الملائكة آتية بالأمر و النهي
«41 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 328
و الزجر من عند اللّه و ما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا(1)، فقالت و هي باكية: (اللهم اليك نشكوا4.
ص: 329
فقد نبيك و رسولك و صفيك و ارتداد امتك علينا و منعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل)، فقال بعض لها دعي عنك يا فاطمة حمقات
ص: 330
النساء فلم يكن اللّه ليجمع لكم النبوة و الخلافة، و أخذت النار في خشب الباب و إدخال قنفذ يده يروم فتح الباب و ضربها بالسوط على عضدها حتى صار كالدملج
ص: 331
الاسود و ركل الباب برجله حتى أصاب بطنها و هي حامل ب (المحسن) لستة اشهر و إسقاطها إياه و هجوم قنفذ و خالد بن الوليد، و صفقة خدها حتى بدا قرطاها
ص: 332
تحت خمارها و هي تجهر بالبكاء و تقول: وا أبتاه وا رسول اللّه إبنتك تكذب و تضرب و يقتل جنينها فى بطنها و خروج أمير المؤمنين من داخل الدار محمر العين
ص: 333
حاسرا حتى القى ملائه عليها و ضمها الى صدره و قوله لها: يا بنت رسول اللّه قد علمتي ان أباك بعثه اللّه رحمة للعالمين، فاللّه اللّه أن تكشفي خمارك و ترفعي ناصيتك
ص: 334
فو اللّه يا فاطمة لئن فعلت ذلك لا أبقى اللّه على الأرض من يشهد أن محمدا رسول اللّه
ص: 335
و لا موسى و لا عيسى و لا ابراهيم و لا نوح و لا آدم و لا دابة تمشي على الأرض و لا طائر في السماء إلا أهلكه اللّه، ثم قال «ع» لبعض الويل من يومك هذا و ما بعده و ما يليه اخرج قبل أن أشهر سيفي فافني غابر الامة، فخرج قنفذ و عبد الرحمن بن أبي بكر، فصارا خارج الدار و صاح أمير المؤمنين بفضة يا فضة مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض... و رده الباب فأسقطت محسنا فقال أمير المؤمنين انه لا حق بجده رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيشكو اليه، و حمل أمير المؤمنين «ع» لها في سواد الليل و الحسن و الحسين و زينب و ام كلثوم الى دور المهاجرين و الأنصار يذكرهم باللّه و رسوله و عهده الذي بايعوا اللّه و رسوله و بايعوه في أربعة مواطن فى حياة رسول اللّه و تسليمهم عليه بامرة المؤمنين فى جميعها فكل يعده بالنصر في اليوم المقبل فاذا أصبح قعد جميعهم عنه.
قال الصادق «ع» ثم يشكو اليه أمير المؤمنين «ع» المحن العظيمة التي امتحن بها بعده و قوله لقد كانت قصتي مثل قصة هارون مع بني اسرائيل و قولي كقوله موسى: يابن ام ان القوم استضعفوني و كادوا ليقتلونني فلا تشمت بي الأعداء و لا تجعلني مع القوم الظالمين، فصرت محتسبا و سلمت راضيا و كانت الحجة عليهم فى خلافى و نقضهم عهدي الذي عاهدتم عليه رسول اللّه و احتملت يا رسول اللّه ما لم يحتمل وصي نبي من سائر الأوصياء من سائر الامم حتى قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم و كان اللّه الرقيب عليهم فى نقضهم بيعتي و خروج طلحة و الزبير الى مكة يظهران الحج و العمرة و سيرهم بها الى البصرة و خروجي اليهم و تذكيري لهم اللّه و إياك و ما جئت به يا رسول اللّه فلم يرجعا حتى نصرني اللّه عليهما حتى أهرقت دماء عشرين الف و قطعت سبعون كفا على زمام الجمل فما لقيت فى غزواتك يا رسول اللّه و بعدك أصعب منه أبدا، لقد كان من أصعب الحروب التي القيتها و أهولها و أعظمها فصبرت كما أدبني اللّه بما أدبك، يا رسول اللّه «42 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 336
في قوله عز و جل: (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) و قوله تعالى:
(وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ) و حق و اللّه يا رسول اللّه تأويل الآية التي أنزلها اللّه فى الامة من بعدك فى قوله: (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ).
قال الصادق «ع» و يقوم الحسن «ع» الى جده فيقول: يا جداه كنت مع أمير المؤمنين فى دار هجرته بالكوفة حتى استشهد بضربة ابن ملجم لعنه الله فوصاني بما وصيته يا جداه و بلغ اللعين معاوية قتل أبي فأنفذ الداعي اللعين زياد الى الكوفة في مئة و خمسين الف مقاتل فأصرنا بالقبض علي و على أخي الحسين و سائر إخواني و أهل بيتي و شيعتنا و موالينا و أن يأخذ علينا البيعة لمعاوية فمن يأبى منا ضرب عنقه و سير الى معاوية برأسه فلما علمت ذلك من فعل معاوية خرجت من داري فدخلت الكوفة للصلاة و رقأت المنبر و اجتمع الناس فحمدت الله و أثنيت عليه و قلت معشر الناس عفت الديار و محيت الآثار و قل الاصطبار فلا قرار على همزات الشياطين و حكم الخائنين الساعة و الله صحت البراهين و فصلت الآيات و بانت المشكلات و لقد كنا نتوقع تمام هذه الآية تأويلها قال الله عز و جل (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ)، فلقد مات و الله جدي رسول الله (صلی الله علیه و آله) و قتل أبي «ع» و صاح الوسواس الخناس في قلوب الناس و نعق ناعق الفتنة و خالفتم السنة فيا لها من فتنة صماء عمياء لا تسمع لداعيها و لا يجاب مناديها و لا يخالف و اليها ظهرت كلمة النفاق و سيرت رايات أهل الشقاق و تكالبت جيوش أهل المراق من الشام الى العراق هلموا رحمكم الله الى الافتتاح و النور الوضاح و العلم و الجحجاح و النور الذي لا ينطفي و الحق الذي لا يخفى أيها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة و من تكانيف الظلمة فو الذي فلق الحبة
ص: 337
و برء النسمة و تردى بالعظمة لئن قام إلي منكم عصبة بقلوب صافية و نيات مخلصة لا يكون فيها شوب نفاق و لا نية افتراق لا جاهدن بالسيف قدما و لأضيقن من السيوف جوانبها و من الرماح أطرافها و من الخيل سنابلها فتكلموا رحمكم الله فكأنما الجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة إلا عشرون رجلا فانهم قاموا إلي فقالوا يابن رسول اللّه ما نملك إلا أنفسنا و سيوفنا فها نحن بين يديك لأمرك طائعون و عن رأيك صادقون فمرنا بما شئت فنظرت يمنة و يسرة فلم أر أحدا غيرهم فقلت لي اسوة بجدي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) حين عبد اللّه سرا و هو يومئذ في تسعة و ثلاثين رجلا فلما أكمل اللّه له الأربعين صار فى غده و أظهر أمر اللّه فلو كان معي عدتهم جاهدت فى اللّه حق جهاده، ثم رفعت رأسي نحو السماء فقلت: (اللهم اني قد دعوت و أنذرت و أمرت و نهيت و كانوا عن إجابة الداعي غافلين و عن نصرته قاعدين و عن طاعته مقصرين و لأعدائه ناصرين، اللهم فانزل عليهم رجزك و بأسك و عذابك الذي لا يرد عن القوم الفاسقين). و نزلت ثم خرجت من الكوفة راحلا الى المدينة فجاؤني يقولون ان معاوية أسرى سراياه الى الأنبار و الكوفة و شن غاراته على المسلمين و قتل من لم يقاتله، و قتل النساء و الأطفال فأعلمتهم انه لا وفاء لهم فأنفدت معهم رجالا و جيوشا و عرفتهم انهم يستجيبون لمعاوية و ينقضون عهدي و بيعتي فلم يكن إلا ما قلت لهم و أخبرتهم.
قال الصادق «ع» ثم يقوم الحسين «ع» مخضبا بدمه هو و جميع من قتل معه فاذا رآه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بكى و بكى أهل السماوات و الأرض لبكائه و تصرخ فاطمة «ع» فتزلزل الأرض و من عليها و يقف أمير المؤمنين «ع» و الحسن عن يمينه و فاطمة عن شماله و يقبل الحسين و يضمه رسول اللّه الى صدره و يقول (يا حسين فديتك قرت عيناك و عيناي فيك، و عن يمين الحسين حمزة أسد اللّه فى أرضه و شماله جعفر بن أبي طالب، و يأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت أسد ام أمير المؤمنين و هن صارخات و امه فاطمة تقول هذا يومكم الذي
ص: 338
كنتم توعدون، اليوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو أن بينهما و بينه أبدا بعيدا)، قال فبكى الصادق «ع» حتى اخضلت لحيته بالدموع، ثم قال لا قرت عين لا تبكي عند هذا الذكر، و بكى المفضل بكاء طويلا ثم قال يا مولاي ما في الدموع؟، فقال «ع» ما لا يحصى اذا كان من محق، ثم قال المفضل يا مولاي ما تقول في قوله تعالى: (وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)؟ ، قال يا مفضل و المؤودة و اللّه محسن لأنه منا لا من غيرنا، فمن قال غير هذا فكذبوه، قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا؟، قال الصادق تقوم فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فتقول: (اللهم أنجز وعدك و موعدك لي فيمن ظلمني و غصبني و ضربني و جزعني بكل أولادي) فتبكها ملائكة السماء السبع و حملة العرش و سكان الهواء و من في الدنيا و من تحت أطباق الثرى صائحين صارخين الى اللّه تعالى فلا يبقى أحد ممن قاتلنا و ظلمنا و رضي بما جرى علينا إلا في قتل فى ذلك اليوم الف قتلة دون من قتل فى سبيل اللّه فانه لا يذوق الموت و هو كما قال اللّه تعالى: (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ)، قال المفضل يا مولاي ان من شيعتكم من لا يقول برجعتكم، فقال «ع» أما سمعوا قول جدنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و نحن سائر الأئمة نقول (و لنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر)؟؟، قال الصادق عليه السلام، العذاب الأدنى عذاب الرجعة و العذاب الأكبر عذاب يوم القيامة الذي (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلّهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ)، قال المفضل يا مولاي نحن نعلم انكم اختيار اللّه في قوله تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ ، و قوله اَللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ، و قوله: إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، قال الصادق عليه السلام يا مفضل فأين نحن فى هذه الاية؟، قال المفضل فو اللّه (إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)، و قوله (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) و قوله (عن ابراهيم و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام، و قد علمنا ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين «ع» ما عبدا صنما
ص: 339
و لا وثنا و لا أشركا باللّه طرفة عين و قوله (إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً * قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي * قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ)، و العهد عهد الامامة لا يناله ظالم، قال يا مفضل و ما علمك بأن الظالم لا ينال عهدي الامامة؟، قال المفضل يا مولاي لا تمتحني بما لا طاقة لي به و لا تختبرني و لا تبتلني فمن علمكم علمت و من فضل اللّه عليكم أخذت، قال الصادق «ع» صدقت يا مفضل و لو لا اعترافك بنعمة اللّه عليك في ذلك لما كنت هكذا، فأين يا مفضل الآيات من القرآن فى ان الكافر ظالم؟. قال نعم يا مولاي قوله تعالى: (وَ الْكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ * و الكافرون هم الفاسقون * و من كفر و ظلم و فسق لا يجعله اللّه للناس إماما)، قال الصادق «ع» أحسنت يا مفضل فمن أين قلت برجعتنا و مقصرة شيعتنا تقول معنى الرجعة أن يرد اللّه الينا ملك الدنيا و أن يجعله (للمهدي)؟، و يحهم متى سلبنا الملك حتى يرد علينا؟؟، قال المفضل لا و اللّه ما سلبتموه و لا تسلبونه لأنه ملك النبوة و الرسالة و الوصية و الامامة، قال الصادق «ع» يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا أما سمعوا قوله عز و جل (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)؟. و اللّه يا مفضل ان تنزيل هذه الآية في بني اسرائيل و تأويلها فينا، و ان فرعون و هامان تيم و عدي، قال المفضل يا مولاي فالمتعة؟ قال المتعة حلال طلق، الى آخر الكلام في المتعة.
قال الصادق «ع» ثم يقوم جدي علي بن الحسين و أبي الباقر فيشكوا الى جدهما ما فعل بهما، ثم أقوم فأشكو الى جدي رسول الله (صلی الله علیه و آله) ما فعل المنصور بي، ثم يقوم ابني موسى فيشكو الى جده رسول الله ما فعل شيعته به، ثم يقوم علي بن موسى فيشكو الى جده ما فعل به المأمون، ثم يقوم محمد بن علي فيشكو الى جده رسول الله ما فعل به المتوكل. ثم يقوم علي بن محمد و يشكو إلى جده رسول الله فعل به المتوكل. ثم يقوم الحسن بن علي فيشكو
ص: 340
الى جده رسول الله ما فعل به المعتز.
قال الصادق «ع» ثم يقوم (المهدي) عليه السلام سمي جدي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و عليه قميص رسول الله مضرجا بدم رسول الله يوم شج جبينه و كسرت رباعيته و الملائكة يحفه حتى يقف بين يدي جدي رسول الله فيقول يا جداه و صفتني و دللت على نسبي و سميتني و كنيتني فجحدتني الامة و تمردت و قالت ما ولد و لا كان و أين هو و متى كان و أين يكون؟؟؟، و قد مات و لم يعقب و لو كان صحيحا ما أخره الله تعالى الى هذا الوقت المعلوم فصرت محتسبا و قد أذن الله لي فيها باذنه يا جداه، فيقول رسول الله (صلی الله علیه و آله) الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين و يقول جاء نصر الله و الفتح، و قول الله سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) و يقرء (إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ * وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ يَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً * وَ يَنْصُرَكَ اللّهُ نَصْراً عَزِيزاً). فقال المفضل يا مولاي أي ذنب كان لرسول الله (صلی الله علیه و آله)؟، فقال الصادق «ع» يا مفضل ان رسول الله قال: اللهم حملني ذنوب شيعتي أخي و أولادي الأوصياء ما تقدم منها و ما تأخر الى يوم القيامة، و لا تفضحني بين النبيين و المرسلين من شيعتنا فحمله الله إياها و غفر جميعها، قال المفضل فبكيت بكاء طويلا و قلت يا سيدي هذا بفضل الله علينا بكم، قال الصادق «ع» يا مفضل ما هو إلا أنت و أمثالك بلى يا مفضل لا تحدث بهذا الحديث أصحاب الرخص من شيعتنا يتكلمون على هذا الفضل و يتركون العمل فلا يغني عنهم من الله شيئا لأنا كما قال الله تعالى فينا: (لا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)، قال المفضل يا مولاي فقوله (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)، ما كان رسول الله ظهر على الدين كله؟، قال يا مفضل لو كان رسول اللّه ظهر على الدين كله ما كانت يهودية و لا صائبية و لا نصرانية و لا فرقة
ص: 341
و لا خلاف، و لا شك، و لا شرك، و لا عبدة أصنام و لا أوثان، و لا اللات و العزى، و لا عبدة الشمس و القمر، و لا النجوم، و لا النار و لا الحجارة إنما قوله (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) في هذا اليوم، و هذا (المهدي) و هذا (الرجعة) و هو قوله: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ...)، فقال المفضل اشهدان من علم اللّه علمتم و بسلطانه و قدرته قدرتم و بحكمه نطقتم و بأمره تعلمون، ثم قال الصادق «ع» ثم يعود (المهدي - ع) الى الكوفة و تمطر السماء بها جرادا من ذهب كما أمطره اللّه فى بني اسرائيل على أيوب و يقسم على اصحابه كنوز الأرض من تبرها و لجينها و جوهرها، قال المفضل يا مولاي من مات من شيعتكم و عليه دين لاخوانه و لأضداده كيف يكون؟، قال الصادق «ع» اول ما يبتدىء (المهدي) أن ينادي فى جميع العالم ألا من له عند أحد من شيعتنا دين فليذكر حتى يرد الثومة الخردلة فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب و الأملاك فيوفيه إياه، قال المفضل يا مولاي ثم ماذا يكون؟. قال «ع» يأتي (القائم) بعد أن يطأ شرق الأرض و غربها الكوفة و مسجدها و يهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معاوية لما قتل الحسين بن علي «ع» و مسجد ليس للّه ملعون ملعون من بناه، قال المفضل يا مولاي فكم تكون مدة ملكه «ع»؟، فقال قال اللّه عز و جل (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ * وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) و المجذوذ المقطوع أي عطاء غير مقطوع عنهم بل هو دائم أبدا و ملك لا ينفذ و حكم لا ينقطع و أمر لا يبطل إلا باختيار اللّه و مشيئته و إرادته التي لا يعلمها إلا هو ثم القيامة و ما وصفه اللّه عز و جل فى كتابه و الحمد للّه رب العالمين و صلى اللّه على خير خلقه محمد النبي و آله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا كثيرا. و ذكر الحديث فى مختصر البصائر ص 178 قوله: حدثني الأخ الصالح الرشيد محمد بن ابراهيم بن محسن المطار آبادي، انه وجد بخط أبيه الرجل الصالح ابراهيم بن محسن الحسين بن حمدان عن محمد بن اسماعيل و علي بن عبد اللّه الحسيني عن أبي شعيب محمد بن نصر عن عمر بن فرات عن محمد بن المفضل عن المفضل
ص: 342
بن عمر قال سألت سيدي الصادق: هل للمأمول المنتظر (المهدي) وقت؟، الخ.
ان من المناسب ذكر رواية حمران(1) الثقة الجليل لاشتماله على عدة امور مهولة عظيمة مما يتربط بفرج المؤمنين و مجيء نصر اللّه الأعظم الذي هو نقمة
ص: 343
على الكافرين و المنافقين، رواها شيخنا الامام المجلسي - ره - في ج 13 من بحار الأنوار ص 168 عن روضة الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بعض أصحابه و علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعا عن محمد بن أبي حمزة عن حمران قال قال أبو عبد اللّه - ع - و ذكر هؤلاء عنده و سوء حال الشيعة عندهم فقال انى سرت مع أبى جعفر و هو في موكبه و هو على فرس و بين يديه خيل و من خيل و أنا على حمار الى جانبه فقال لي يا أبا عبد اللّه قد كان ينبغي لك
«43 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 344
ان تفرح بما اعطانا اللّه من القوة و فتح لنا من العز و لا تخبر الناس انك احق بهذا الأمر منا و اهل بيتك فتعزينا بك و بهم، قال فقلت و من رفع هذا اليك عني فقد كذب فقال اتحلف على ما تقول؟، قال فقلت ان الناس سحرة يعني يحبون ان يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فأنا اليك احوج منك الينا فقال لي تذكر يوم سألتك هل لنا ملك؟، فقلت نعم طويل عريض شديد فلا تزالون فى مهلة من امركم و فسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام، فعرفت انه قد حفظ الحديث، فقلت لعل اللّه عز و جل ان يكفيك فاني لم اخصك بهذا إنما هو حديث رويته، ثم لعل غيرك من اهل بيتك ان يتولى ذلك فسكت عني فلما رجعت الى منزلي اتاني بعض موالينا، فقال جعلت فداك و اللّه لقد رأيتك في موكب ابي جعفر و انت على حمار و هو على فرس و قد اشرف عليك يكلمك كأنك تحته، فقلت بيني و بين نفسي هذا حجة اللّه على الخلق و صاحب هذا الأمر الذي يقتدى به و هذا الآخر يعمل بالجور و يقتل اولاد الأنبياء و يسفك الدماء فى الأرض بما لا يحب الله و هو في موكبه و انت على حمار فدخلني من ذلك شك حتى خفت على ديني و نفسي، قال فقلت لو رأيت من كان حولي و بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي من الملائكة لأحتقرته و احتقرت ما هو فيه، فقال الآن أسكن قلبي، ثم قال إلى متى هؤلاء يملكون أو متى الراحة منهم؟، فقلت أليس تعلم ان لكل شيء مدة؟، قال بلى، فقلت هل ينفعك عملك؟ ان هذا الأمر كان اسرع إذا جاء من طرفة عين انك لو تعلم حالهم عند الله عز و جل و كيف هي كنت لهم اشد بغضا؟، و لو جهدت و جهد اهل الأرض ان يدخلوهم فى أشد ما هم فيه من الاثم لم يقدروا فلا يستفزك الشيطان فان العزة لله و لرسوله و للمؤمنين و لكن المنافقين لا يعلمون، ألا تعلم ان من انتظر امرنا و صبر على ما يرى من الأذى و الخوف هو غدا في زمرتنا؟ فاذا رأيت الدين قد مات و ذهب اهله و رأيت الجور قد شمل البلاد و رأيت القرآن قد خلق و احدث فيه ما ليس فيه و وجه على الأهواء و رأيت الدين قد انكفي كما ينكفي الماء الاناء و رأيت اهل الباطل قد استعلوا على اهل الحق و رأيت الشر ظاهر لا ينهى عنه و يعذر اصحابه و رأيت الفسق قد ظهر و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء و رأيت
ص: 345
المؤمن صامتا لا يقبل قوله، و رأيت الفاسق يكذب و لا يرد عليه كذبه و فريته و رأيت الصغير يسحقر بالكبير و رأيت الأرحام قد قطعت، و رأيت من يمتدح بالنفق يضحك منه و لا يرد عليه قوله، و رأيت الغلام يعطي ما تعطي المرئة، و رأيت النساء يتزوجن النساء، و رأيت الثناء قد كثر، و رأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة اللّه فلا ينهى و لا يؤخذ على يديه، و رأيت الناظر يتعوذ باللّه مما يرى في المؤمن من الاجتهاد و رأيت الجار يؤذي جاره، و ليس له مانع، و رأيت الكافر فرحا لما يرى فى المؤمن مرحا لما يرى فى الأرض من الفساد، و رأيت الخمور تشرب علانية و يجتمع عليها و لا يخاف اللّه عز و جل، و رأيت الآمر بالمعروف ذليلا، و رأيت الفاسق فيما لا يحب اللّه قويا محمودا، و رأيت اصحاب الآثار يحضرون و يحضر من يحبهم، و رأيت سبيل الخير منقطعا و سبيل الشر مسلوكا، و رأيت بيت اللّه قد عطل و يؤمر بتركه، و رأيت الرجل يقول ما لا يفعله، و رايت و الرجال يتسنمون للرجال و النساء للنساء و رأيت الرجل معيشته من دبره و معيشة المرئة من فرجها، و رأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال، و رأيت التأنيث فى ولد العباس قد ظهر و اظهروا الخضاب و امتشطوا كما تمتشط المرئة لزوجها و اعطوا الرجال الأموال على فروجهم و تنوفس في الرجل و يغاير عليه الرجال و كان صاحب المال اعز من المؤمن و كان الرباء ظاهرا لا يعير و كان الزنا يمتدح به النساء، و رأيت المرئة تصانع زوجها على نكاح الرجال، و رأيت اكثر الناس و خير بيت من يساعد النساء على فسقهن، و رأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، و رأيت البدع و الزنا قد ظهر، و رأيت الناس يعتدون مشاهد الزور، و رأيت الحرام يحلل، و رأيت الحلال يحرم، و رأيت الدين بالرأي و عطل الكتاب و احكامه، و رأيت الليل لا يستخفى به من الجرئة على اللّه، و رأيت المؤمن لا يستطيع ان ينكر إلا بقلبه، و رأيت العظيم في المال ينفق فى سخط اللّه عز و جل، و رأيت الولاة يقربون اهل الكفر و يباعدون اهل الخير، و رأيت الولاة يرتشون في الحكم و رأيت الولاية قباله لمن زاد اراد، و رأيت ذوات الأرحام ينكحن و يكتفي بهن، و رأيت الرجل يقتل على المظنة و يتغاير على الرجل الذكر فيذل له نفسه و ماله، و رأيت الرجل يعير على اتيان النساء، و رأيت الرجل
ص: 346
يأكل من كسب إمرأته من الفجور يعلم ذلك و يقيم عليه، و رأيت المرئة تقهر زوجها و تعمل ما لا تشتهي و تنفق على زوجها، و رأيت الرجل يكري إمرأته و جاريته و يرضى بالدنيء من الطعام و الشراب، و رأيت الايمان باللّه عز و جل كثيرة على الزور، و رأيت القمار قد ظهر، و رأيت الشراب تباع ظاهرا ليس عليه مانع، و رأيت النساء يبذلن انفسهن لأهل الكفر، و رأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها لا يمنعها احد احدا و لا يجتري احد على منعها، و رأيت الشريف يستذله الذي يخافه سلطانه، و رأيت اقرب الناس الى الولاة من يمتدح بشتمنا اهل البيت، و رأيت من يحبنا يزور و لا يقبل شهادته، و رأيت الزور من القول يتنافس فيه، و رأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه و خف على الناس استماع الباطل، و رأيت الجار يكرم لجاره خوفا من لسانه و رأيت الحدود قد عطلت و عمل فيها بالأهواء، و رأيت المساجد قد زخرفت، و رأيت اصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، و رأيت الشر قد ظهر و السعي بالنميمة، و رأيت البغي قد فشى، و رأيت الغيبة تستملح و يبشر بها الناس بعضهم بعضا، و رأيت طلب الحج و الجهاد يعز اللّه، و رأيت السلطان بذل للكافر المؤمن، و رأيت الخراب قد اديل من العمران، و رأيت الرجل معيشته من بخس المكيال و الميزان، و رأيت سفك الدماء يستخف بها، و رأيت الرجل يطلب الرياسة لغرض الدنيا و يشهر نفسه بخبث اللساني ليتقى و نستند اليه الامور، و رأيت الصلاة قد استخف بها، و رأيت الرجل عنده المال الكثير لم يذكه منذ ملكه، و رأيت الميت ينشر من قبره و يؤذى و تباع أكفانه، و رأيت الهرج قد كثر و رأيت الرجل يمسي نشوان و يصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه. و رأيت البهائم تنكح، و رأيت البهائم تفرس بعضها بعضا، و رأيت الرجل يخرج الى مصلاه و يرجع و ليس عليه شيء من ثيابه، و رأيت قلوب الناس قد قست و جمدت اعينهم و ثقل الذكر عليهم، و رأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه، و رأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس و رايت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا و الرياسة و رأيت الناس مع من غلب و رأيت طالب الحلال يذم و يعير و طالب الحرام يمدح و يعظم و رأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب اللّه لا يمنعهم مانع و لا يحول بينهم و بين العمل القبيح أحد و رأيت المعازف ظاهرة في الحرمين و رأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق
ص: 347
و يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر فيقوم اليه من ينصحه فى نفسه فيقول هذا عنك الموضوع و رأيت الناس يتلو بعضهم الى بعض و يقتدون بأهل الشر و رايت مسلك الخير و طريقه خاليا لا يسلكه احد، و رأيت الميت يهز به فلا يفزع له احد، و رأيت كل عام يحدث فيه من البدعة و الشر اكثر مما كان، و رأيت الخلق و المجالس لا يتابعون إلا الأغنياء، و رأيت المحتاج يعطى على الضحك به و يرحم لغير وجه اللّه، و رأيت الآيات فى السماء لا يفزع لها احد، و رأيت الناس يتسافدون كما تسافد البهائم لا ينكر احد منكرا تخوفا من الناس، و رأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة اللّه و يمنع اليسير في طاعة اللّه، و رأيت العقوق قد ظهر و استخف بالوالدين و كانا من أسوء الناس حالا عند الولد و يفرح بأن يفترى عليهما، و رأيت النساء قد غلبن على الملك و غلبن على كل امر لا يؤتى إلا ما لهن فيه هوى، و رأيت ابن الرجل يفتري على ابيه و يدعو على والديه و يفرح بموتهما و رأيت الرجل اذا مر به و لم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور او بخس في مكيال او ميزان او غشيان حرام او شر مسكر كئيبا حزينا يحسب ان ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره و رأيت السلطان يحتكر الطعام، و رأيت اموال ذي القربى تقسم في الزور و يتقامر بها و يشرب بها الخمور، و رأيت الخمر يتداوا بها و توصف للمريض و يستشفى بها، و رأيت الناس قد استووا فى ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ترك التدين به، و رأيت رياح المنافقين و اهل النفاق دائمة و رياح اهل الحق لا تحرك، و رأيت الاذان بالأجر و الصلاة بالأجر، و رأيت المساجد محتشية مما لا يخاف اللّه مجتمعون فيها للغيبة و اكل لحوم اهل الحق و يتواصفون فيها شراب المسكر، و رأيت السكران يصلي بالناس فهو لا يعقل و لا يشان بالسكر و إذا سكر اكرم و اتقى و خيف و ترك لا يعاقب و يعذر بسكره، و رأيت من اكل اموال اليتامى يحدث بصلاحه، و رأيت القضاة يقضون بخلاف ما امر اللّه، و رأيت الولاة يأتمون الخونة للطمع، و رأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق و الجرئة على اللّه يأخذون منهم و يحلونهم و ما يشتهون، و رأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى و لا يعمل القائل بما يأمر، و رأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها، و رأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه اللّه و تعطى لطلب الناس، و رأيت الناس همهم بطونهم
ص: 348
و فروجهم لا يبالون بما أكلوا و بما نكحوا، و رأيت الدنيا مقبلة عليهم، و رأيت اعلام الحق قد درست فكن على حذر و اطلب من اللّه عز و جل النجاة و اعلم ان الناس فى سخط اللّه عز و جل فى خلاف ما هم عليه فان نزل بهم العذاب و كنت فيهم عجلت الى رحمة اللّه و إن أخرت ابتلوا و كنت قد خرجت ما هم فيه من الجرئة على اللّه عز و جل و اعلم ان اللّه لا يضيع أجر المحسنين و ان رحمة اللّه قريب من المحسنين.
في من أفرد رسالة مستقلة فى حقية الرجعة و هم جماعة كثيرة، ذكر شيخنا العلامة الطهراني في الذريعة ج 1 ص 90 عدد 437 يقول:
1 - (إثبات الرجعة) رسالة فارسية فى ألفي بيت للعلامة المجلسي - ره - المتوفى 1110 هج، ألفها باسم الشاه سليمان المتوفى 1106 هج، ذكر فيها أربعة عشر حديثا من الملاحم الواقعة في آخر الزمان، و منها حديثان فيها الاشارة الى ظهور الدولة الصفوية و الأثنى عشر منها في علائم الظهور و أحوال الحجة و رجعة الأئمة و شيعتهم فى آخر الزمان مع بيانات و تحقيقات، و في آخر الحديث الرابع عشر المعروف ب (دعاء العهد)، و في آخر الحديث الثالث عشر ما معناه: اني أوردت ما يناهز مأتي حديث في الرجعة عن نيف و أربعين رجلا من خمسين اصلا معتبرا - الى أن قال - ان أحاديث رجعة أمير المؤمنين «ع» متواترة باعتقادي و أحاديث رجعة سائر الائمة من التواتر، أقول: قد عقد في المجلد الثالث عشر من البحار بابا و أورد قريبا من مأتي حديث كما ذكرناه و بعد تمام الأحاديث ذكر قريبا مما ذكرناه في آخر الحديث الثالث عشر هنا: أول الرسالة الحمد للّه الخ، و نسختها متداولة فيها فى الخزانة الرضوية، و عند العلامة ميرزا محمد الطهراني
ص: 349
بسامراء. و طبعت بالهند و يأتي الايقاظ من الهجعة للمحدث (الحر) الذي أورد فيه أكثر من 600 حديث و أربع و ستين آية و أدلة كثيرة اخري لاثبات الرجعة.
(قال الطبسي): و قد ذكر المحقق المجلسي فى عدة مواضع من كتبه مسألة الرجعة كما أشرنا في ترجمته غير الرسالة المستقلة في شرح اصول الكافي: مرآة العقول، و حق اليقين، و الاعتقادات، و كتاب الأربعين فراجع.
2 - (إثبات الرجعة) للمحقق اقا جمال الدين محمد بن اقا حسين الخونساري المتوفى سنة 1135 هج باسم شاه سلطان حسين الذي تسنم عرش الملك سنة 1106 هج أوله: (سعادت جاوداني شكر و سباس نعمت اساس جهان آفريني استكه) الخ.
ذكره في ج 1 ص 93 من الذريعة) قلت و نحن نذكر ترجمته إتماما للفائدة
هو من أعاظم الفقهاء و المجتهدين و المتكلمين، قال الشيخ - ره - في تكملة (أمل الآمل) ص 473: المولى الجليل الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري عالم فاضل حكيم محقق مدقق ثقة ثقة جليل القدر عظيم الشأن علامة العلماء فريد العصر له مؤلفات منها: (شرح الدروس) حسن لم يتم و عنده كتب في الكلام و ترجمة (القرآن الكريم)، و ترجمة (الصحيفة السجادية)، و غير ذلك من المعاصرين أطال اللّه بقاءه نروي عنه إجازة و قد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد فى (سلافة العصر من محاسن أعيان العصر) و أثنى عليه ثناء بليغا، و فى ج 1 ص 164 من جامع الرواة للمولى الجليل محمد الأردبيلي يقول: جمال الدين محمد ابن حسين جمال الدين الحسين الخوانساري جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن ثبت ثبت عين صدوق عارف بالأخبار و الفقه و الاصول و الكلام و الحكمة له تأليفات منها: شرح مفتاح الفلاح، و حاشية على شرح مختصر الاصول، و حاشية على حاشية الفاضل الزكي ملا ميرزا جان، و حاشية على حاشية الفاضل الزكي الخفري و له تعليقات على تهذيب الأخبار، و من لا يحضره الفقيه، و شرح الشرائع و الشفاء، و شرح الاشارات و غيرها، الخ.
(قال الطبسي): أوردنا ترجمته بنحو الاختصار أداء لبعض حقوقه فان له حقوقا على أهل العلم.
3 - (إثبات الرجعة) للشيخ حسن بن سليمان بن خالد المجاز من الشيخ الشهيد
ص: 350
مع جمع آخرين فى 12 شعبان سنة 757 هج و هو صاحب مختصر البصائر كما ذكر اسمه في أواسطه كانت النسخة عند صاحب الرياض و ينقل عنها العلامة المجلسي رحمه اللّه في البحار و قال في أوله: (اني رويت فى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد فمن أراد الأحاديث من طريق سعد فليرجع الى كتابى الذي هو مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد اللّه لكن صاحب الكتاب استظهر من كلامه هذا ان مختصر البصائر لسعد فراجع توجد نسخة منه في مكتبة راجه فيض آباد (الماري) و نسخة بخط الشيخ بهاء الدين محمد بن المولى علي نقي الكمرئي الطغاتي تاريخ كتابتها سنة 1085 هج فى كتب مدرسة فاضل خان بالمشهد الرضوي ذكره في ج 1 من الذريعة ص 92.
(قال الطبسي): شلت يد الظالم فقد انمحت آثار المدرسة و لم يبق منها شيء و وقعت حينما انهدمت فى الشارع بأمر من بلدية المحل (وَ لا تَحْسَبَنَّ اللّهَ غافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ) .
4 - (إثبات الرجعة) لسيدنا أبي محمد الحسن بن السيد هادي الموسوي الكاظمي آل صدر الدين أوله: بعد البسملة فهذه أحاديث تدل على إثبات الرجعة.
(قال الطبسي): و هذا السيد من أكابر العلماء فى عصره و الاجازاة غالبا تنتهي اليه و لنا منه الاجازة فى سنة 1348 هج فى داره فى الكاظمية و له تأليفات جامعة نافعة جدا، طبع بعضها، و كان برهة من الزمان مرجعا للتقليد، و كان شيخنا الزاهد الفقيه الحاج الشيخ علي القمي (ره) يرجع اليه قائلا: (لا لكونه أعلم بل لأنه مجتهد عادل) و قال شيخنا العلامة الطهراني في ج 1 ص 445: من نقباء البشر فى ترجمة السيد حسن بن السيد هادي بن السيد محمد علي شقيق السيد صدر الدين بن السيد صالح بن السيد محمد بن السيد ابراهيم بن الشهير شرف الدين (آل الصدر) من أشهر الاسر العلوية و أعرقها في العلم و الأدب و الورع و التقى و الصلاح، و قد خرج منها من فحول العلماء و أساطين الفقهاء من أشهرهم المترجم و هم من آل شرف الدين و أصلهم من جبل عامل و لا يزال أفرادهم فى صور و نواحيها و زعيمهم اليوم الحجة السيد عبد الحسين شرف الدين ابن اخت السيد المترجم - الى أن يقول - ولد بالكاظمية يوم الجمعة 29 شعبان المبارك سنة 1272
ص: 351
هجرية، نقلا عنه عن خط والده و في سنة 1289 هج هاجر الى النجف الأشرف و فى سنة 1297 هج هاجر الى سامراء فانضم الى تلامذة المجدد الشيرازي و بقي الى أن توفى استاذه في سنة 1312 هج و فى سنة 1314 هج خرج منها الى أن توفى ببغداد ليلة الخميس 11 ربيع الأول سنة 1353 هج و حمل الى الكاظمية راجع ترجمته مفصلا هناك تجد فيه ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين. و أما صورة إجازتنا منه قد دخلت عليه يوما في داره في يوم الثالث من شوال المكرم سنة 1348 هج بعد إنشائه الاجازة بلسانه الشريف كتب بقلمه المنيف: (بسم اللّه الرحمن الرحيم قد أجزت لجناب الشيخ العالم الفاضل الشيخ محمد رضا الطبسي سلمه اللّه تعالى ان يروي عني كل ما يصح لي روايته عن مشايخي الذين ذكرتهم في إجازات الكبار المتصلة الاسناد الى الائمة الأطهار سيما ما ذكرته من طرقي فى (بغية الوعات في طبقات مشايخ الاجازات) حرره الأحقر حسن بن العلامة السيد هادي). و كان رحمه للّه رجلا جسيما مهيبا نورانيا يظهر منه أنوار السيادة رضوان اللّه عليه.
5 - (إثبات الرجعة) لآية اللّه العلامة الشيخ أبي منصور جمال الدين الحسن بن المطهر الحلي المتوفى سنة 726 هج يوجد في خزانة كتب مدرسة فاضل خان بالمشهد الرضوي ذكره في ج 1 من الذريعة ص 92.
(قال الطبسي): و له حق عظيم على الشيعة قال شيخنا العلامة المعاصر المامقاني فى ج 1 من رجاله ص 314 اتفق علماء الاسلام على وفور علمه في جميع الفنون و سرعة التصنيف و بالغوا في وثاقته و كان على قلب الاخبارية سيما محمد أمين الاسترابادي أثقل من الصخرة كما يظهر من فوائده المدنية، و نقل: عن بحر العلوم بأنه علامة العالم و فخر بني آدم أعظم العلماء شأنا و أعلاهم برهانا سحاب الفضل الهاطل و بحر العلوم الذي ليس له ساحل من العلوم ما تفرق في جميع الناس و أحاط من الفنون بما لا يحيط به القياس مروج المذهب و الشريعة فى المائة السابعة و رئيس علماء الشيعة من غير مدافعة صنف فى كل علم كتابا و آتاه اللّه من كل شيء سببا.
و عن: السماهيجي فى إجازاته ان هذا الشيخ بلغ في الاشتهار بين الطائفة «44 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 352
بل العامة اشتهار الشمس في رابعة النهار و كان فقيها متكلما حكيما هندسيا رياضيا جامعا لجميع الفنون الاسلامية متبحرا فى كل العلوم من المعقول و المنقول أما في الفقه و الاصول و قد امتلأ الآفاق بتصنيفه و عطر الأكوان بتأليفه و مصنفاته و كان اصوليا بحتا و مجتهدا صرفا حتى قال الاسترابادي انه أول من سلك طريق الاجتهاد و من أصحابنا.
و عن: ابن داود القمي المعاصر له في ترجمته و رجاله بقوله شيخ الطائفة علامة زمانة صاحب التحقيق و التدقيق كثير التصانيف انتهت اليه رياسة الامامية فى المعقول و المنقول مولده سنة 648 هج و كان والده فقيها مدرسا عظيم الشأن و قال في تكملة أمل الآمل ص 469 انه فاضل عالم علامة العلماء محقق مدقق ثقة ثقة فقيه محدث متكلم ماهر جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة لا نظير له فى جميع الفنون و العلوم و النقليات و العقليات و فضائله و محاسنه أكثر من أن تحصى قرء على المحقق الحلي و جماعة كثيرين من العامة و الخاصة و قرء على المحقق الطوسي في الكلام و غيره من العقليات و قرء عليه المحقق الطوسي فى الفقه، وفاته ليلة السبت 11 محرم الحرام 726 و نقل نعشه الى النجف الأشرف و دفن فى الحجرة التي جنب المنارة على يمين الداخل الى الروضة المباركة و توفى عن 77 سنة و ثمانية أشهر و ثلاثة أيام و مؤلفاته ما يقرب المائة و له مناظرات لطيفة شريفة مع المخالفين.
6 - (إثبات الرجعة) للفاضل المعاصر الشيخ محمد رضا الطبسي فارسي طبع بالنجف سنة 1354 هج و ترجمت بلغة اردو تأتي (الذريعة ج 1 ص 92).
7 - (إثبات الرجعة) معرب كتاب الفاضل الطبسي المذكور للسيد البحاثة الأديب السيد محسن نواب مؤلف - آئينه حقيقت - طبع في النجف الأشرف (الذريعة ج 1 ص 92).
8 - (إثبات الرجعة) للشيخ سليمان بن أحمد آل عبد الجبار القطيفي نزيل مسقط المتوفى سنة 1266 هج ذكره في أنوار البدرين (الذريعة ج 1 ص 92).
9 - (إثبات الرجعة) للمفتي مير محمد عباس بن علي أكبر الموسوي التستري اللكنهوي المتوفى بها في 25 رجب سنة 1306 هج ذكره فى التجليات نقله في (الذريعة ج 1 ص 93).
ص: 353
10 - (إثبات الرجعة) للمحقق الكركي الشيخ نور الدين علي بن الحسين ابن عبد العالي المتوفى سنة 940 هج يوجد ضمن مجموعة من رسائله فى مكتبة راجه فيض آباد فى الفقه العربي من (الماري) كما في فهرستها ذكره فى (الذريعة ج 1 ص 93).
(قال الطبسي): قال في التكملة ص 443 الشيخ الجليل علي بن عبد العالي العاملي الميسي الكركي أمره في الثقة و العلم و الفضل و جلالة القدر و عظم الشأن و كثرة التحقيق أشهر من أن يذكر و مصنفاته كثيرة مشهورة و منها شرح القواعد 6 مجلدات - الى أن يقول - روي عنه فضلاء عصره منهم الشيخ علي ابن عبد العالي الميسي و رأيت إجازته و كان حسن الخط و ذكر السيد مصطفى التفريشي في كتاب رجاله فقال في حقه: شيخ الطائفة و علامة وقته صاحب التحقيق و التدقيق كثير العلم نقي الكلام جيد التصانيف من أجلاء هذه الطائفة له كتب منها شرح القواعد الحلي - ره - و كانت وفاته سنة 937 هج و قد زاد عمره على السبعين. توفي ليلة الجمعة الخميس الخامس و العشرين من جمادى الاولى سنة 1038 هج و هو يروي عن علي بن هلال الجزائري،: و في بلدنا (طبس) مزار كبير مدفون فيه (السلطان حسين بن الامام موسى الكاظم) جليل القدر مكتوب في داخل القبة التي على القبر انه امر بتعميره علي بن عبد العالي الكركي و لعله (ره) زار مشهد الامام الرضا «ع» من طريق إصفهان و يزد و مر عليه و نزل ايام و أمر بتعمير المزار المذكور و له موقوفات كثيرة.
11 - (إثبات الرجعة) الموسوم ب (النجعة فى إثبات الرجعة) للعلامة البحاثه السيد علي نقي اللكهنوي كذا فى الذريعة ج 1 ص 93 (قلت): و هذه غير النجعة التي تعريب كتابنا إثبات الرجعة الموسومة ب (تنبيه الامة).
12 - (إثبات الرجعة) للشيخ ابي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الازدي النيشابوري المتوفى سنة 260 هج صرح به النجاشي و حكي عن الكنجي انه ذكران الفضل بن شاذان صنف مائة و ثمانين كتابا، اقول الموجودة الآن منه مختصرة بعنوان منتخب إثبات الرجعة و له ايضا كتاب الرجعة و احاديثها كما صرح به ايضا النجاشي و هو فى غيبة الحجة صاحب الزمان و يعرف بكتاب الغيبة ذكره فى الذريعة ج 1 ص 93
ص: 354
(قال الطبسي): لا بأس بترجمته إجمالا قال المرزا فى رجاله ص 260: الفضل ابن شاذان بالشين المعجمه و النون ابن الخليل بالخاء المعجمة الازدي النيشابوري كان ابوه من اصحاب يونس، روى عن ابي جعفر الجواد و قيل عن الرضا (ع) و كان ثقة جليلا فقيها متكلما عظيم الشأن فى هذه الطائفة، و عد فى كتبه كتاب الرجعة، و فى رجال المامقاني ج 2 ص 9 من حرف الفاء نقلا عن القسم الأول من الخلاصة يقول: الفضل بن شاذان بالشين المعجمة (الى ان يقول) كان ابوه من اصحاب يونس، إلى اخر ما تقدم، و عن إبن داود القمي و بالجملة كل من صنف فى الرجال و ثقة و عظمه و الرجل بلغ فى الجلالة الى درجة لا حاجة إلى نقل الأخبار فى توثيقه و تعظيمه.
13 - (إثبات الرجعة و وجوبها من التلاوة و السنة) مرتب على بابين اولهما الآيات. و الثاني الأحاديث، قال بعد ذكر الاربع عشرة اية هذا ما سنخ لي من التلاوة (إلى قوله): الباب الثاني في وجوبها في السنة و فى ذلك روايات واضحة الدلالة و بعد تمام الأخبار أورد خاتمة الرد على النافين للرجعة و ذكر في آخره مأخذ كتبه و ذكر منها كتاب الشيخ رجب البرسي و انه يلحق به ما وجده بعد ذلك و النسخة موجودة عند الشيخ محمد السماوي ناقصه من الأول إلى آخر الآية الحاديعشرة ذكره في الذريعة ج 1 ص 93.
14 - (إثبات الرجعة) الموسوم بالايقاظ من الهجعة للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة 1104 هج ذكره فى الذريعة. و قد مر ترجمته انفا.
15 - (إثبات الرجعة) بعنوان ارشاد الجهلة المصرين على انكار الغيبة و الرجعة لم يذكر فيه اسم المؤلف الا اني رأيت النسخة بخط المولى محمد هاشم الهروي الخراساني الفاضل العالم الذي دون مجموعة فى سنين فرغ من كتابتها 1136 و 7 و 8 هج و فيها ما أنتخبه من كتاب غرر الحكم الآمدي و رسائل عديدة و فوائد كثيرة اخرى ذكره في الذريعة ج 1 ص 315 فى حرف الالف مع الراء.
16 - (إثبات الرجعة) للمولى سلطان محمود بن غلامعلي الطبسي كما في (امل الامل) و هو من تلاميذ العلامة المجلسي (ره) و صاحب مختصر شرح نهج البلاغة، قال الشيخ الاجل في امل الامل: محمود بن غلامعلي الطبسي كان فاضلا
ص: 355
فقيها عارفا بالعربية جليلا معاصرا قاضيا بالمشهد الرضوي له مختصر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد و رسالة فى إثبات الرجعة و رسالة في العروض و غير ذلك و قال المحدث النوري في الفيض القدسي المطبوع في أول ج 1 من بحار الأنوار ص 20 السادس و الأربعون المولى الفاضل المتوقد الزكي الألمعي مولانا محمود بن غلام علي الطبسي كذا وصفه شيخه بخطه فى آخر التهذيب الذي قرء عليه و أجازه في رابع عشر شهر جمادى الاولى سنة 1096 هج و هو صاحب مختصر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ثم ذكر ما ذكرناه عن الشيخ الحر العاملي - ره - و ذكره في (الذريعة ج 1 ص 92).
17 - (إثبات الرجعة) للسيد الجليل محمود بن فتح اللّه الحسني الكاظمي معاصر الشيخ الحر العاملي و المجاز من الفاضل الجواد الكاظمي تلميذ الشيخ البهائي ذكر فيه أحاديث الرجعة قال المحدث الحر فى أول كتابه (الايقاظ) ما لفظه قد جمع بعض السادة المعاصرين فى إثبات الرجعة (عن هذا السيد) ذكره فى (الذريعة ج 1 ص 94).
18 - (إثبات الرجعة) و ظهور الحجة و الاخبار المأثورة فيها عن آل العصمة صلوات اللّه عليهم أجمعين للسيد الجليل ميرزا محمد مؤمن بن دوست محمد الحسني الاسترابادي الشهيد في حرم اللّه سنة 1088 هج فرغ من تأليفه بمكة المشرفة في شهر رجب سنة 1069 أوله: الحمد للّه على نعمائه و الشكر على آلائه الخ، توجد نسخة منه بخط الحاج مولى باقر بن عبد الكريم الدهدشتي البهبهاني صاحب الدمعة الساكبة عند الحاج الشيخ محمد سلطان المتكلمين ابن المولى اسماعيل الكجوري و نسخة في مكتبة راجه فيض آباد (الماري) نمره 3، و نسخة ترجع الى عصر المصنف فى خزانة كتب سيدنا الحسن صدر الدين تاريخ كتابتها سنة 1081 هج و كتب المصنف بخطه الشريف على ظهر تلك النسخة حديثا فى التعقيب الى طلوع الشمس ذكره في (الذريعة ج 1 ص 94).
19 - (إثبات الرجعة) للشيخ شرف الدين يحيى البحراني تلميذ المحقق الكركي و نائبه فى بلدة يزد و صاحب كتاب أسامي المشايخ ذكره في الذريعة ج 1 ص 94، الى هنا استفدنا هذه الكتب من الذريعة و قد وفقني اللّه على
ص: 356
جماعة اخرى قدس اللّه اسرارهم:
1 - (إثبات الرجعة) للشيخ الجليل أحمد بن داود بن سعيد الجرجاني ذكره الامام المحدث المجلسي - ره - ج 13 من بحار أنواره ص 231 بعد تعداد المحدثين و رؤساء الدين بقولة ممن نقل أخبار الرجعة من نيف و أربعين من الثقات و لنذكر لمزيد التشدد و التأكيد أسماء بعض من تعرض لتأسيس هذا المدعي و صنف فيه أو احتج على المنكرين أو خاصم المخالفين سوى ما ظهر مما قدمناه في ضمن الأخبار و اللّه الموفق فمنهم أحمد بن داود بن سعيد الفزاري أبو يحيى الجرجاني كان عاميا متقدما في الحديث من العامة رزقه اللّه هذا الأمر و له تصنيفات كثيرة في فنون الاجتماعات على المخالفين - الى أن يقول - فمن كتبه كتاب المتعة و الرجعة و المسح على الخفين.
2 - (إثبات الرجعة) لحسن بن علي بن أبي حمزة و اسمه سالم البطائيني كما في الكشي ص 26 قال أبو عمر الكشي فيما أخبرنا به محمد بن محمد عن جعفر بن محمد عنه قال قال محمد بن مسعود سألت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائيني فطغن عليه و كان أبوه قائدا لأبي بصير يحيى بن القاسم هو الحسن بن علي بن أبي حمزة مولى الأنصار كوفي و رأيت شيوخنا رحمهم اللّه يذكرونه انه كان من وجوه الواقفية له كتب كتاب الفتن - الى أن يقول - و كتاب الصلاة و كتاب الرجعة - لا يقال - كيف تعتمدن على أخباره فى الرجعة و هو كان ممن لا يعتقد بها.
قلنا: إنما ذكر الروايات التي فى الرجعة بعد اهتدائه و تبصره و دخوله في مذهب الشيعة لا زمان انحرافه فيكفي ذلك لأن يؤخذ بأخباره و على ما قلنا سلك الامام آية اللّه العلامة الحلي و شيخنا الامام المحدث المجلسي - ره -.
3 - (إثبات الرجعة) لشيخنا الصدوق عليه الرحمة و قد مر الكلام فيها في ترجمته فراجع، و في ص 307 في رجاله الكبير في تعداد كتبه يقول: له كتاب الرجعة و كتاب المتعة.
4 - (إثبات الرجعة) لمحمد بن مسعود العياشي الثقة الأمين صرح بذلك النجاشي ص 349 وعد من كتبه كتاب الرجعة و تزيد تأليفاته على المأتين راجع
ص: 357
رجال المراز ص 320 و نقل عن لم ان محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السمرقندي يكنى أبا النضر أكثر أهل الشرق علما و أدبا و فضلا و فهما و نبلا فى زمانه صنف أكثر من مأتي مصنف ذكرناها في الفهرست و كان له مجلس للخاص و مجلس للعوام و في أول عنوانه يقول السمرقندي: أبو النضر بالضاد المعجمة المعروف بالعياشي ثقة صدوق من عيون هذه الطائفة و كبيرها و قيل انه من بني تميم جليل القدر بصير بالرواية له كتب كثيرة تزيد على مأتي مصنف.
5 - (إثبات الرجعة) لمرزا حسن بن عبد الرزاق اللاهجي.
6 - (إثبات الرجعة) للشيخ سليمان القطيفي.
7 - (رسالة في وجوب الرجعة) للسيد المعاصر العلامة استاذنا في المعقول السيد أبو الحسن الرفيعي القزويني دام ظله سمعت منه في سفرة خراسان في قزوين و هو اليوم في قزوين حكيم متكلم أديب.
8 - (إثبات الرجعة) للشيخ المعاصر التبريزي.
9 - (إثبات الرجعة) للمرحوم الشيخ حبيب اللّه الكاشاني قد مر ذكره.
10 - (إثبات الرجعة) للعالم الجليل الشيخ حيدر حدثني بذلك ولده الشيخ الفاضل المعاصر الشيخ أسد حيدر أيده اللّه تعالى.
11 - (إثبات الرجعة) للفاضل المعاصر الحاج سيد علي نقي فيض الاسلام الاصبهاني بعنوان (رهبر كمشدكان فارسي) مطبوع و غيرها من الرسائل المكتوبة في الرجعة و صحة القول بها و ضيق المجال و تشتت الأحوال يمنعني عن التتبع في كتب التراجم و الرجال و إلا فالمتتبع يطلع و يصادف بأكثر مما ذكرناه فكم من رجال الدين في أقطار الأرض من الأعلام كاتبين في هذه المسألة و نحن لم نطلع عليهم و يكفي قاطعا للعذر و برهانا على الخصم و حجة عليه (وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) .
فيمن نقل أخبار الرجعة في ضمن التعرض للغيبة و الامامة فنكتفي بما أورده شيخنا الامام المحدث المجلسي - ره - فى ج 13 ص 231 من بحار الأنوار
ص: 358
يقوله: إعلم يا أخي اني لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت و أوضحت في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها فى جميع الأعصار و اشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار حتى نظموها في أشعارهم و احتجوا بها المخالفين في جميع أمصارهم و شنع المخالفون عليهم فى ذلك و أثبتوه فى كتبهم و أسفارهم منهم: الرازي، و النيشابوري و غيرهما، و قد مر كلام ابن أبي الحديد حيث أوضح مذهب الامامية فى ذلك و لو لا مخافة التطويل من غير طائل الأوردت كثيرا من كلماتهم في ذلك و كيف يشك مؤمن بحقيقة الأئمة الأطهار «ع» فيما ورد عنهم في قريب من مأتي حديث صريح رواها نيف و أربعون من الثقات العظام و العلماء الأعلام في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم كثقة الاسلام الكليني، و الصدوق، و محمد بن بابويه و الشيخ أبو جعفر الطوسي، و السيد المرتضى، و النجاشي، و الكشي، و العياشي و علي بن ابراهيم، و سليم بن قيس الهلالي، و الشيخ المفيد، و الكراچكي، و النعماني و الصفار، و سعد بن عبد اللّه، و ابن قولويه، و علي بن عبد الحميد، و السيد بن طاووس و ولده صاحب (زوائد الفوائد)، و محمد بن علي بن ابراهيم، و مؤلف كتاب (التنزيل و التحريف)، و أبي الفضل الطبرسي، و ابراهيم بن محمد الثقفي، و محمد بن العباس بن مروان، و البرقى، و ابن شهر اشوب، و الحسن بن سليمان، و القطب الراوندي، و العلامة الحلي، و السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم، و أحمد بن داود بن سعيد، و الحسن بن علي بن أبي حمزة، و الفضل بن شاذان، و الشيخ الشهيد محمد بن مكي، و الحسين بن حمدان، و الحسن بن محمد بن جمهور العمي مؤلف كتاب (الواحدة)، و الحسن بن محبوب، و جعفر بن محمد بن مالك، و طهر بن عبد اللّه، و شاذان بن جبرئيل، و صاحب كتاب (الفضائل) و مؤلف كتاب (العتيق)، و مؤلف كتاب (الخطب) و غيرهم من مؤلفي الكتب التي عندنا و لم نعرف مؤلفه على التعيين و لذلك لم ننسب الأخبار اليهم، و إن كان بعضها موجودا فيها، و اذا لم يكن مثل هذا متواترا ففي أي شيء يمكن دعوى التواتر مع ما روته كافة الشيعة خلفا عن سلف و ظني ان من يشك في أمثالها فهو شاك فى أئمة الدين و لا يمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين فيحتال فى تخريب الملة القويمة بالقاء ما يتسارع اليه عقول المستضعفين و تشكيكات الملحدين
ص: 359
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) .
(أقول): و كان قصدي ترجمة كل واحد من هؤلاء غير من مر ترجمته و لكن اضطراب الحال و تشويش البال منعني عن ذلك و لقد أجاد الامام المجلسي رحمه اللّه بقوله: اذا لا يمكن دعوى التواتر في مسألة الرجعة بحسب الأخبار التي قد عرفت حالها مستقلة أو بضميمة ما فى التفاسير أو تأويل الآيات المباركة ففي أي شيء يمكن دعوى التواتر نسأل اللّه أن يعصمنا من العناد و أن يحفظنا من التجاسر و الجرئة على اصول المذهب إنكارا و تشكيكا، و اللّه وراء القصد.
الشبهات الباردة الغير الواردة فى الرجعة امور منها استبعاد العقل و فيه ما لا يخفى على أصاغر الطلبة بأن الاستبعاد ليس دليلا شرعيا و لا عقليا على عدم صحة القول بالرجعة فان نظر المستبعد إن كان الى عقول ضعيفة مثل عقله فلا نقيم له وزنا فضلا من أن يكون دليلا و إن كان النظر الى عقول سليمة الخالية من شوائب الأوهام فلا استبعاد عند العقلاء فى ذلك و هذا واضح.
و منها: ان العقل لا يصدق سلطنة الائمة مدة ثمانين الف سنة، و فيه نحن ما قصرنا سلطنتهم على هذه المدة على القطع و الجزم و من المحتمل كونها أزيد من ذلك بمراتب و على الفرض فما المانع منها و هل هي من الممتنعات كاجتماع الضدين أو المتناقضين و الذي يجزم بالرجعة لا يستلزم أن يجزم بتلك المدة مع ان هذه المدة بالنسبة الى التفضلات الآلهية قليلة و الى قدرته تبارك و تقدس و فضل الائمة أقل و قد صادفت على كلام للحافظ البرسي لا بأس بالاشارة اليها يذكره فى فضل الأئمة فى أوائل كتابه مشارق الأنوار يقول: أنكر هذا الحديث من في قلبه مرض فقلت له تنكر القدرة أو النعمة أم ترد على المؤيدين بالعصمة فان أنكرت قدرة الرحمن فانظر الى ما روي عن سليمان ان سماطه كان كل يوم سبعة أكرار فخرجت دابة من دواب البحر فقالت يا سليمان أضفني اليوم فأمر أن يجمع لها مقدار سماطة شهر فلما اجتمع ذلك على ساحل البحر و صار كالجبل أخرجت «45 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 360
الحوت رأسها و ابتلعته و قالت يا سليمان أين تمام قوتي اليوم فان هذا بعض طعامي فتعجب سليمان فقال لها هل فى البحر دابة مثلك؟ فقالت الف الف امة فقال سليمان (سبحان اللّه الملك العظيم و يخلق ما لا يعلمون).
و أما نعته الواسعة: فقد قال سبحانه لداود و عزتي و جلالي لو أن أهل سماواتي و أرضي أملوني فأعطيت كل مؤمل أمله و يقدر دنياكم سبعين ضعفا لم يكن ذلك إلا كما يغمس أحدكم ابرة فى البحر و يرفعها فكيف ينقص منهن أنا قيمهن، و الحاصل ان عدم تصديق بعض العقول الناقصة الضعيفة سلطنة الأئمة فى هذه المدة ليس بشيء فان فضل اللّه بالنسبة الى حججه عليهم السلام يقتضي أزيد من ذلك بمراتب و الذي يقدر على الرجعة لا يفرق عنده ساعة أو سنة أو الف سنة أو ملايين السنين فان قدرة الباري على المقدورات على نهج واحد لا انه قادر على اننملة أقل منها على الفيلة أكثر بل قدرته عليها جميعا على حد سواء.
و منها: يستلزم كون من يرجع غير مكلف بالتكليف، و فيه ان التفكر فى هذه الامور ليس فى عهدتنا و الغور فيها ضرورة انهم يرجعون مع الحجة و ذلك أمر موكول اليه سلام اللّه عليه نفيا و إثباتا مضافا الى ما ورد في الأخبار الكثيرة معللة بأن الرجعة إنما هو لازدياد غم الكافر و همها و فرح المؤمن و سرورها و لم يقم دليل على كونهم مكلفين فى الرجعة و كونهم كذلك يحتاج الى دليل ضرورة ان التكليف بالموت يسقط و إثباته فيها يحتاج الى وصول دليل و لا دليل و لا إطلاق لأدلة الأحكام و لا عموم زمانيا و أحواليا مع انه يحتمل كونهم مكلفين بتكليف خاص و ليس علينا الفحص عنه وجودا و عدما.
و منها: انه ذكر الشيخ المفيد انه ليست بعد دولة القائم دولة، و هذا يدل على نفي دولة بعد دولة القائم عليه السلام، و فيه أولا قد عرفت عبارات الشيخ المفيد فى صحة رجوع الأئمة و ان الاعتقاد بها من مختصات آل محمد و العبارة المنقولة عنه صحيحة فان مفادها يعني ليست بعد دولة القائم من الدول الباطلة الجبارة دولة و هذا هو الصواب لأن دولة (القائم) عليه السلام متصلة بدولة الحسين عليه السلام مستمرة الى يوم القيامة و يكون الدولة و السلطنة الحقة فى آل محمد عليهم السلام و لا نحتاج الى القول بأن المراد بكلمة بعد في قوله بعد دولة (القائم
ص: 361
دولة) بمعنى غير أي ليست غير دولة القائم دولة نظير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) فتحصل ان الشبهات الباردة المتوهمة ورودها على الرجعة مزيفة في قبال الضرورة حيث ان مسألة الرجعة قد عرفت انها في الوضوح:
(كالشمس فى رابعة النهار) نعم الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون الشبهات و يلقونها في القلوب الساذجة اولئك من أتباع الشيطان و يريدون باغوائهم إخراج المؤمن عن الايمان و لا خلاق لهم، هذا ما عندنا و اللّه الهادي الى الصراط المستقيم.
النجف الأشرف: العراق
محمد رضا الطبسى
تم طبع الكتاب في يوم الجمعة المصادف ليوم (الغدير) عيد اللّه الأكبر
ص: 362
الصحيفة الموضوع
3 كلمة المؤلف:
4 المقدمة في الرجعة و بحثها التحليلي عقلا.
5 الأمر الأول: فيما يركن اليه فى المسألة و طرق العامة اجازة.
9 الأمر الثاني: دوام الدنيا بدوام أهل البيت.
10 الأمر الثالث: القرآن و العترة و فيه أربعون حديثا.
21 الأمر الرابع: الوصية بالقرآن و التمسك به.
23 الأمر الخامس: المراد بآية التطهير.
25 الأمر السادس: إمتياز صدق الحديث عن كذبه.
27 الأمر السابع: أن للقرآن ظهرا و بطنا.
28 الأمر الثامن: علم التفسير و التأويل خاص بالأئمة (ع).
29 الأمر التاسع: علوم القرآن و أهل البيت و معنى الأب و الفاكهة.
31 الأمر العاشر: بطلان القياس و الرأي.
33 الأمر الحادي عشر: فى النهي عن القياس.
35 الأمر الثاني عشر: ما وجد من الحق و الصواب عند غيرنا مأخوذ منا.
37 الأمر الثالث عشر: لزوم بث الأخبار و الآثار النبوية.
39 الأمر الرابع عشر: جميع علوم القرآن يرجع إلى علي بن أبي طالب.
42 الأمر الخامس عشر: البسملة جزء من كل سورة إلا سورة البرائة.
44 الأمر السادس عشر: الرجعة ليست شيئا بديعا.
47 القرآن و الرجعة.
48 الآية الاولى: في معنى الغيب و كون الرجعة منه.
50 الآية الثانية: وقوع الرجعة فى الامم السالفة.
55 الآية الثالثة: فى كيفية احياء الموتى.
ص: 363
الصحيفة الموضوع
62 الآية الرابعة: رجعة علي «ع» و أصحابه.
63 الآية الخامسة: رجعة جماعة، الذين حذروا من الموت.
69 الآية السادسة: في قصة ابراهيم مع نمرود.
76: قصة ابراهيم و إحياء الطيور.
83 الآية السابعة: عيسى و ابراء الاكمة و الأبرص.
86: صاحب الرغيف و تقسيم عيسى الكنز.
87: كيفية إحياء عيسى الموتى.
87: إحياء عيسى سام بن نوح و ابن العجوز.
92 الآية الثامنة: رجوع الأنبياء لنصرة علي و طرق الخاصة.
97 الآية التاسعة: من قتل يحيى حتى يموت.
97 الآية العاشرة: من مات يحيى حتى يقتل.
98 الآية الحادية عشرة: ملوكية الأئمة «ع».
99 الآية الثانية عشرة: إحياء علي «ع» جماعة من اليهود.
100 الآية الثالثة عشرة: رجعة الحسين و أصحابه.
101 الآية الرابعة عشرة: رجعة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و الأنبياء.
102 الآية الخامسة عشرة: غلبة الاسلام على جميع الأديان.
103 الآية السادسة عشرة: رجعة المؤمنين.
104 الآية السابعة عشرة: المكذبين بالرجعة.
105 الآية الثامنة عشرة: الرجعة من أيام اللّه و قدرته.
106 الآية التاسعة عشرة: رجعة والد النبي و امه بدعائه (صلی الله علیه و آله).
107 الآية العشرون: عدم الايمان بالرجعة يوجب الكفر.
107 الآية الوحدة و العشرون: رجعة جماعة من امة محمد بعد الموت.
108 الآية الثانية و العشرون: أخبار النبي لسلمان برجعتهم.
112 الآية الثالثة و العشرون: منكر الرجعة يحشر أعمى.
112 الآية الرابعة و العشرون: رجعة ذي القرنين.
ص: 364
الصحيفة الموضوع
114 الآية الخامسة و العشرون: رجعة أصحاب الكهف.
115 الآية السادسة و العشرون: رجعة النبي الأعظم (صلی الله علیه و آله).
119 الآية السابعة و العشرون: قصة اسماعيل صادق الوعد.
120 الآية الثامنة و العشرون: غذاء النصاب في الرجعة.
121 الآية التاسعة و العشرون: من أهلكه اللّه بالعذاب لم يرجع في الرجعة
122 الآية الثلاثون: الأئمة و توريث الأرض.
123 الآية الواحدة و الثلاثون: غلبة أصحاب المهدي شرق الأرض و غربها.
124 الآية الثانية و الثلاثون: رجعة أعداء آل محمد (صلی الله علیه و آله).
125 الآية الثالثة و الثلاثون: موعد النبي لعلي بظهر الكوفة.
126 الآية الرابعة و الثلاثون: خلافة الأئمة في الرجعة.
130 الآية الخامسة و الثلاثون: ذلة بني امية في رجعة الأئمة.
131 الآية السادسة و الثلاثون: دابة الأرض و ما ورد فيها.
133 الآية السابعة و الثلاثون: الحشر الصغرى و ما ورد فيها
135: السيد الحميري و سوار القاضي.
136 الآية الثامنة و الثلاثون: ملوكية الدنيا و آل النبي الأعظم (صلی الله علیه و آله).
140 الآية التاسعة و الثلاثون: بشارة المؤمنين برجعة النبي الأعظم و الأئمة.
142 الآية الأربعون: العذاب الأدنى هو الرجعة.
142 الآية الواحدة و الأربعون: الأرض الجرز و الرجعة.
143 الآية الثانية و الأربعون: طريق التبليغ و التبشير.
148 الآية الثالثة و الأربعون: إحياء علي «ع» جماعة من الأموات.
152 الآية الرابعة و الأربعون: قصة أيوب و بليته.
156 الآية الخامسة و الاربعون: الرجعة ليست بعامة.
157 الآية السادسة و الأربعون: عرض النار على جماعة غدوا و عشيا فى الرجعة
157 الآية السابعة و الأربعون: نصرة اللّه أنبيائه في الرجعة.
158 الآية الثامنة و الأربعون: رجعة أمير المؤمنين و الأئمة.
ص: 365
الصحيفة الموضوع
158 الآية التاسعة و الاربعون: الكلمة الباقية و المراد بها.
159 الآية الخمسون: المراد ب (يوم تأتي السماء بدخان مبين).
159 الآية الواحدة و الخمسون: يوم الرجعة من أيام اللّه المرجوة.
160 الآية الثانية و الخمسون: بشارة و كراهة.
160 الآية الثالثة و الخمسون: الاسلام يغلب جميع الأديان.
161 الآية الرابعة و الخمسون: المراد ب (يوم ينادي المنادي من مكان قريب)
162 الآية الخامسة و الخمسون: المراد ب (ذوقوا فتنتكم).
162 الآية السادسة و الخمسون: المراد ب (و في السماء رزقكم و ما توعدون).
163 الآية السابعة و الخمسون: المراد ب (فويل للذين كفروا من يومهم).
163 الآية الثامنة و الخمسون: المراد ب (و ان للذين ظلموا عذابا دون ذلك)
163 الآية التاسعة و الخمسون: المراد ب (المؤتفكة أهوى).
164 الآية الستون: المراد ب (لا تتولوا قوما غضب اللّه عليهم).
165 الآية الواحدة و الستون: المراد ب (هو الذي أرسل رسوله بالهدى).
166 الآية الثانية و الستون: المراد ب (سنسمه على الخرطوم).
167 الآية الثالثة و الستون: المراد ب (فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة)
167 الآية الرابعة و الستون: المراد ب (حتى اذا ما رأوا يوعدون).
168 الآية الخامسة و الستون: المراد ب (يا أيها المدثر).
168 الآية السادسة و الستون: المراد ب (انها لاحدى الكبر).
169 الآية السابعة و الستون: المراد ب (يوم ينفخ في الصور).
169 الآية الثامنة و الستون: المراد ب (و يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)
170 الآية التاسعة و الستون: المراد ب (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة)
171 الآية السبعون: المراد ب (قتل الانسان ما أكفره).
171 الآية الواحدة و السبعون: المراد ب (لتركبن طبقا على طبق).
172 الآية الثانية و السبعون: المراد ب (انه على رجعة لقادر).
173 الآية الثالثة و السبعون: المراد ب (فدم دم عليهم ربهم).
ص: 366
الصحيفة الموضوع
173 الآية الرابعة و السبعون: المراد ب (و الليل اذا يغشى).
173 الآية الخامسة و السبعون: المراد ب (و للآخرة خير لك من الاولى).
174 الآية السادسة و السبعون: المراد ب (كلا سوف تعلمون).
175 الأدعية و الرجعة:
177 ترجمة نواب الغيبة.
177 ترجمة قاسم بن علاء الهمداني.
179 ترجمة محمد بن عثمان.
213 الزيارات و الرجعة:
225 فضيلة زيارة عاشوراء.
230 ترجمة الحميري.
240 ترجمة حسين بن روح.
243 الاجماعات و الرجعة:
245 ترجمة الطبرسي.
247 ترجمة الصدوق.
250 ترجمة الحسن بن سليمان.
251 ترجمة المفيد.
255 ترجمة علم الهدى السيد المرتضى.
259 ترجمة فخر الدين الطريحي.
260 ترجمة المجلسي الثاني (ره).
272 ترجمة الحر العاملي.
276 ترجمة السيد نعمة اللّه الجزائري.
277 ترجمة العلامة أبو الحسن الشريف.
278 ترجمة الشيخ حبيب اللّه الكاشاني.
279 ترجمة الامام الأكبر المجدد الاصفهاني.
ص: 367
الصحيفة الموضوع
299 الكلمات و الرجعة:
301 ترجمة سليم بن قيس.
303 ترجمة علي بن ابراهيم القمي.
304 ترجمة الكليني (ره).
306 ترجمة ابن طاووس العلوي.
309 الشيخ المفيد (ره).
310 سوار القاضي و السيد الحميري.
312 الكراچكي (ره).
313 المحدث الفيض الكاشاني.
315 الامام المجلسي (ره).
317 ترجمة المحدث إبن قولويه.
323 حديث المفضل.
327 شكوى الصديقة (فاطمة) عليها السلام فى الرجعة الى أبيها.
336 شكوى أمير المؤمنين «ع» في الرجعة إلى الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله).
337 شكوى الحسن بن علي «ع» فى الرجعة إلى جده رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).
338 شكوى الحسين بن علي «ع» في الرجعة إلى النبي الخاتم (صلی الله علیه و آله).
340 شكوى بقية الأئمة فى الرجعة إلى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).
341 شكوى الامام المنتظر «ع» فى الرجعة إلى جده.
343 تكملة: فى رواية حمران و ترجمته.
349 خاتمة و فيها تنبيها ثلاث.
349 التنبيه الأول: فيمن أفرد رسالة مستقلة فى الرجعة.
358 التنبيه الثاني: فيمن نقل أخبار الرجعة.
360 التنبيه الثالث: في الشبهات الباردة فى الرجعة.
363 ثبت المواد.
369 المصادر.
«46 ج 2 الشيعة و الرجعة»
ص: 368
الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف
القرآن الكريم
1 \الاقبال\لابن طاووس
2 \إكمال الدين\للصدوق
3 \الاعتقادات\للصدوق
4 \الاعتقادات\للمجلسي
5 \الأربعين\للمجلسي
6 \الاحتجاج\للطبرسي
7 \أعلام الورى\للطبرسي
8 \الأمالي\للطوسي
9 \الأمالي\لنجل الشيخ الطوسي
10 \الاختصاص\للمفيد
11 \الارشاد\للمفيد
12 \إيقاظ الهجعة\للحر العاملي
13 \إرشاد القلوب\للديلمي
14 \إلزام الناصب\لليزدي
15 \الأربعين\للقمي
16 \الأنوار النعمانية\للجزائري
17 \بحار الأنوار\للمجلسي
18 \بصائر الدرجات\للصفار
الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف
19 \التنزيل\للسياري
20 \توحيد المفضل\لمفضل بن عمر
21 \تحفة الزائر\للمجلسي
22 \التهذيب\للطوسي
23 \تفسير مجمع البيان\للطبرسي
24 \تفسير التبيان\للطوسي
25 \تفسير البرهان\للبحراني
26 \تفسير الصافي\للفيض
27 \تفسير القمي\لعلي بن ابراهيم
28 \تفسير الطبري\لمحب الدين الطبري
29 \تفسير الرازي
30 \تفسير النهاوندي\لشيخ محمد النهاوندي
31 \تفسير النيشابوري
32 \تفسير الكشاف
33 \تفسير الدر المنثور
34 \تفسير فرات بن ابراهيم
35 \تفسير الزمخشري
36 \تفسير سورة يس\لملا صدري
37 \تفسير آلاء الرحمن\للبلاغي
38 \تفسير ابن مروان\محمد بن عباس
ص: 369
الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف
39 \تفسير العياشي\لمحمد بن مسعود
40 \تفسير مرآة الأنوار\للكازراني
41 \تفسير خلاصة المنهج\للكاشاني
42 \ثواب الأعمال\للصدوق
43 \جمع الجوامع\للطبرسي
43 \جامع الأخبار\للشعيري
44 \حق اليقين\للمجلسي
45 \حق اليقين\للشبر
46 \حياة الحيوان\للدميري
47 \الخصال\للصدوق
48 \الخلاصة\للحلي
49 \الخرايج و الجرايح\لقطب الراوندي
50 \دلائل الامامة\للطبري
51 \الدلائل\للحميري
52 \الدمعة الساكبة\للدهدشتي
53 \رجال\الكشي
54 \رجال المامقاني\لشيخ عبد اللّه
55 \رجال ابن داود
56 \رجال ميرزا محمد
57 \رجال النجاشي
الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف
58 \الرجعة\للمولى الكاشاني
59 \سليم بن قيس الهلالي
60 \شرح نهج البلاغة\لابن أبي الحديد
61 \شرح الزيارة\للشيخ أحمد الأحسائي
62 \صحيح مسلم
63 \صراط المستقيم\للبياضي
64 صفات الشيعة\للصدوق
65 \صحيفة السجادية الاولى المعروفة
66 \صحيفة السجادية الثانية\للحر العاملي
67 \صحيفة السجادية الثالثة\لعبد اللّه افندي
68 \صحيفة السجادية الرابعة\للنوري
69 \صحيفة السجادية الخامسة\لسيد الأمين
70 \علل الشرائع\للصدوق
71 \عيون أخبار الرضا\للصدوق
72 \عين اليقين\للفيض
73 \العيون و المحاسن\للمفيد
74 \غرر الحكم
75 \الغيبة\للطوسي
76 \الغيبة\للنعماني
77 \الفصول المهمة
ص: 370
الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف
78 \الفهرست\للطوسي
79 \الفقيه\للصدوق
80 \قرب الاسناد\للحميري
81 \قرة العيون\للفيض
82 \قصص الانبياء\للراوندي
83 \كامل الزيارة\لابن قولويه
84 \كفاية الأثر\لابن خزاز
85 \كنز الفوائد\للكراچكي
86 \الكافي\للكليني
87 \كشف الغمة\للأردبيلي
89 \الكرة\لسيد محمد صادق الهندي
90 \اللهوف\ابن طاووس
91 \المصباح\للطوسي
92 \المصباح\للكفعمي
93 \المحاسن\للبرقي
94 \معاني الأخبار\للصدوق
الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف
95 \مزار البحار\للمجلسي
96 \مهج الدعوات\لابن طاووس
97 \الملاحم و الفتن\لابن طاووس
98 \مشارق الأنوار\للبرسي
99 \مخزن الفرائد\لللاهيجي
100 \مختصر البصائر\لحسن بن سليمان
101 \المحتضر\لحسن بن سليمان
102 \مرآة العقول\للمجلسي
103 \مشكاة الأنوار\لنجل الشيخ الطوسي
104 \مجمع البحرين\لفخر الدين الطريحي
105 معيار اللغة\للكرماني
106 \معالم الزلفى\للسيد البحراني
107 \منهج الصادقين\لمولى فتح اللّه
107 \المناقب\لابن شهر آشوب
109 \نور الابصار\لليزدي
110 \نهج البلاغة
111 \ينابيع المودة\للنقشبندي
ص: 371
1 - عقد الفرائد فى مختصر العقايد فارسى
2 - نقد الفرائد فى مختصر العقايد عربى
3 - مصباح الظلام فى الرد على العهدين فارسى
4 - تنبيه الامة فى مسئلة الرجعه فارسى
5 - النجعة فى الرجعة فارسى - اردو - عربى
6 - الشيعة و الرجعة ج 1-2 فارسى - عربى
7 - درر الاخبار ج 1-2 عربى
8 - المنية فى حكم الشارب و اللحية فارسى - اردو - عربى
9 - ذرايع البيان فى عوارض اللسان ج 1-2 عربى
10 - الدر الثمين فى التختم باليمين عربى - فارسى
11 - منية الراغب فى ايمان ابى طالب عربى
- المخطوطة -
1 - الشيعة و الرجعة ج 3
2 - ذرايع البيان ج 3
3 - درر الاخبار ج 3-4
4 - اصول العقايد فارسى
5 - الفوائد الرضوية فى الاصول اللفظية و العقلية (تقريرات بحث آية اللّه العظمى الشيخ ضياء الدين العراقى)
6 - رسالة فى الطهارت الثلاث (تقريرات بحث آية اللّه العظمى السيد ابو الحسن الاصفهانى)
7 - رسالة فى الحج (تقريرات بحث آية اللّه العظمى السيد ابو الحسن الاصفهانى)
8 - التعادل و التراجيح (تقريرات بحث آية اللّه العظمى الشيخ ميرزا حسين النائينى)
9 - الفوائد الاصولية (تقريرات بحث آية اللّه الشيخ ميرزا على الايروانى)
10 - السيف المشتهر فى القيام عند سماع القائم المنتظر)
11 - تفسير خمس عشرة سورة من السور القرآنية
12 - ذخيرة الصالحين فى شرح تبصرة المتعلمين ثمانية أجزاء
ص: 372