سرشناسه : خوانساری، محمد باقر بن زین العابدین، 1226-1313ق.
عنوان و نام پديدآور : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات/ تالیف محمدباقر الموسوی الخوانساری الاصبهانی.
مشخصات نشر : بیروت - لبنان - دارالاحیاء التراث العربی
مشخصات ظاهری : 8 ج
يادداشت : عربی.
یادداشت : کتابنامه.
یادداشت : نمایه.
موضوع : اسلام -- سرگذشتنامه و کتابشناسی
موضوع : شیعه -- سرگذشتنامه و کتابشناسی
موضوع : مجتهدان و علما
موضوع : سادات ( خاندان ).
رده بندی کنگره: BP21 /خ9ر9041 1300ی
رده بندی دیویی: 297/92
شماره کتابشناسی ملی: 55315
توضیح : این کتاب که در بین علماء و محققان از جایگاه والائی برخوردار است. در ذکر علماء و زندگی نامه، اساتید، شخصیت، شاگردان و علم آنها و نکات قابل توجه دیگری در خصوص زندگی علماء و مترجمین می باشد و در واقع دایرة المعارفی در مورد جمیع علماء است، که از مسائل مختلف در احوال علماء بحث کرده و از همه علماء به خصوص کسانی که شهرت کمی نیز دارند، در این کتاب بحث شده است. کتاب حاضر بر اساس حروف الفبا تنظیم شده و در ترجمه هر شخص اسم شبیه به آن شخص را هم آورده است و در پایان هر جلد فهرست اعلام، اوطان و فهرست عامه را نیز آورده است.
ص: 1
ص: 2
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الشيخ المتبحر الامام حجة الاسلام زين الدين ابو حامد محمد بن محمد بن محمد بن طاوس احمد الغزالى الطوسى الاشعرى الشافعى(1)
اصله من غزالة بالغين المفتوحة، و الزّاى المخفّفة، و هى قرية من أعمال طوس، و قطعة من ربعها المأنوس، كما ذكره شيخنا البهائى، و نسبه جماعة إلى أبى سعد السّمعانّى، و صرّح به بعض فضلاء أهل بيت الرّجل فيما رأيته من تصنيفه مع المبالغة فى تزييف أخذه من الغزل بالبناء على عدم تخفيفه، و قد سبق الكلام منّا أيضا على تحقيق هذه النّسبة فى ذيل ترجمة أخيه أحمد، و كذا الكلام على ترجمة طوس و طابران الّذى وقع فيه مدفن هذا العماد الاوحد؛ و أمّا فضله فهو فوق أن يجرى عليه منّا الأقلام، أو يسرى إليه منّا الأقدام و حسبه فى الفخر على سائر أفاخم الأعلام، تسلّم العامة و الخاصّة له لقب حجّة الإسلام، بل أرى أنّ كلّ من تأمّل فى تفاريق طرف مصنّفاته لم يشك فى أنّ عمد المطالب العالية الموجودة فى كتب السّائرين خرمة من بيدر تصّرفاته كما هو قد أشرنا إلى هذه الدّقيقة فى ذيل ترجمة فيضنا الكاشى، فكيف بغيره القاصر بالنّسبة إليه عن حمل الغواشى.
و قد ذكره صاحب «مجالس المؤمنين» مع نهاية التّمجيد و التّبجيل؛ و عدّه
ص: 3
من الشّيعة الإماميّة و أسبغ عليه الدّلائل على سبيل التّفصيل و هذه عين ما ذكره بالفارسيّة فى طرف من كتابه المزبور: حجة الاسلام محمّد بن محمّد الغزّالى الطّوسى رحمة اللّه عليه كنيت او أبو حامد است، در سنه خمسين و أربعمأة در طوس متولّد شد، و در اوائل حال در آنجا و در نيشابور نزد أبو المعالى جوينى كه به إمام الحرمين مشهور است بتحصيل علوم اشتغال نمود، و بعد از آن با نظام الملك وزير ملاقاة نمود، از او رعايت و قبول تمام يافت، و با جمعى از أفاضل كه در خدمت نظام الملك بودند در مجالس متعدّده مناظره و مباحثه كرد، و برايشان غالب آمد؛ و بعد از آن تدريس نظاميّه بغداد باو تفويض كردند، و در سنه أربع و ثمانين ببغداد رفت، و همه اهل عراق شيفته و فريفته او شدند، و مدّت ده سال آنجا بود آنگاه بوطن بازگشت، و بحال خود مشغول گرديد، و از خلق خلوت گزيد، و كتب معتبره چون «إحياء العلوم» و غير آن تصنيف كرد، و بعد از اين همه بنيشابور رفت، و در نظاميّه نيشابور درس گفت، و بعد از آن چندگاه ترك آن كرد، و بوطن بازگشت، و از براى صوفيّه خانقاهى درست كرد، و از براى طلبه بناى مدرسه نمود، و اوقات خود را بر وظائف خير از ختم قرآن و صحبت ارباب قلوب و تدريس علوم توزيع نمود، و در تضاعيف اين أحوال چون تعصّب بسيار در تخطئه در تجهيل أبو حنيفة مينمود مفتيان حنفّى كه در زمان سلطان محمود بودند بقتل او فتوى دادند، أمّا ضررى باو نرسيد، تا در صباح روز دوشنبه چهاردهم ماه جمادى الآخرة سنة خمس و خمسمأة بجوار رحمت حق پيوست.
صاحب «تاريخ استظهارى» آورده كه مؤيّد الملك وزير؛ امام محمّد غزالى را در أيّام عزلت بجهت تدريس بغداد طلب كرد، وى در جواب نوشت الحمد للّه ربّ العالمين و الصّلاة و السّلام على محمّد و آله أجمعين أمّا بعد خدمت خواجه و ملجأ جهانيان متّع اللّه المسلمين بطول بقائه اين ضعيف را از حضيض خرابه طوس باوج دار السّلام بغداد عمّرها اللّه ميخوانند كرم و بزرگى مينمايد، بدين حقير نيز واجب
ص: 4
است كه خواجه را از حضيض بشرىّ باوج مراتب ملكى دعوت نمايد، اى عزيز از طوس و بغداد راه بخداوند يكسان است، أمّا از أوج انسانى تا حضيض حيوانى مسافت فراوانست؛ و التماس حضور اين فقير كه كرده اند لا شكّ اين فقير را وقت فراق است نه وقت سفر عراق، فرض كن غزالى ببغداد رسيد، و متعاقب فرمان در رسيد، پس فكر مدرّسى بايد كرد، امروز را همان روز انگار و دست از اين بيچاره بدار؛ و السّلام على من اتّبع الهدى.
و مجمل عقيده او چنانچه تفصيل خواهد يافت آن است كه در مبادى بواسطه مصاحبت رؤساى أهل ضلال از نور ايمانى خالى بوده و آخر مؤمن موالى بلكه شيعه اعالى گرديده.
مولانا سائل همدانّى در بعضى از رسائل خود كه در بيان أحوال و مقالات أهل سلوك نوشته، در اثناى ذكر أحمد غزالى گفته كه محققّين أهل ايمان را در اعتقاد برادرش و غلبات محبّت أهل البيت قدحى و طعني نيست، مشايخ شيعه الغزالى منّا گفته اند، چه از وسيطش كه در فقه شافعى نوشته رائحه طعن بر عمر شنيده اند.
و در مسأله عول از ابن عبّاس نقل كرده كه گفت هركه در عول نزاع دارد با او مباهله ميكنم، گفتند در زمان عمر چرا نگفتى گفت رجل غّيور خفته و محمّد بن أبى القاسم طوسى كه از تلامذه غزالى است در رساله «محاكمات» آورده كه غزالى در راه حجّ بخدمت حضرت شريف مرتضى رسيد و جهت تحقيق مذهب حقّ بعضى از مشكلات مذهب را خدمت مير مطارحه نمود، و حضرت مير اصول عقايد إماميّه را بدلائل قاطعه و براهين ساطعه بر او تمام گردانيد، و غزّالى از مذهب أهل سنّت برگرديده بمذهب حقّ إماميّه داخل گرديد؛ و چون غزالى از مكّه معظّمه مراجعه نمود برادر او احمد غزالى متصّوف با او ملاقات نمود گفت شنيده ام كه با شريف مرتضى صحبت داشته اى و بقول او مذهب شيعه اختيار كرده اى، اين معنى بغايت
ص: 5
از تو عجيب است، محمّد در جواب گفت آنكه در اين مدّت اختيار مذهب ديگر نموده بودم از من عجب بود و اين بيت بر او خواند.
دوست بر ما عرض ايمان كرد و رفت
پير گبرى را مسلمان كرد و رفت
آنگاه در ميان برادران مباحثه منعقد شد و تا دو روز امتداد يافت، و احمد در روز سيّم بمرك مفاجات مرد و جان بقابض ارواح سپرد.
و از شيخ محقّق شهيد أبو عبد اللّه بن مكى قدّس سرّه كه از أعاظم متأخّران مجتهدان إماميّه است منقول است كه ايشان حكم بكذب ملاقات غزالى با حضرت مير مرتضى علم الهدى مينمودند، چنانكه كتب تواريخ باين معنى ناظر است، زيرا كه وفات حضرت مير مرتضى رضى اللّه عنه در سنه ثلاثين و أربعمأة بود، و تولّد غزالى در سنه خمسين و أربعمأة.
مؤلّف گويد كه ميتواند بود كه ملاقات حجّة الإسلام با شريف أبو أحمد پسر مير رضى الدّين واقع شده باشد كه بعد از عمّ خود مير مرتضى قدّس سرّه شريف و نقيب علويه بود، و چون أكابر آن سلسه را هميشه شريف و نقيب ميخوانده اند و مع هذا عهد مير مرتضى نيز نزديك بود صاحب رساله محاكمات را نزد إستماع بعضى از آن ألقاب شريف إشتباه بجناب عمّ شده باشد و اللّه تعالى أعلم إنتهى كلام صاحب «المجالس»(1).
و أقول و إن كنّا رضينا منه بكلّ خبط و خطأ و إشتباه لكونه مصداق المؤمن الواقعى الذى ينظر بنور اللّه، فلسنا نرضى بمثل هذه العثرة الفاحشة و الزلّة العظيمة فى زعمه الرّجل من الشّيعة الإماميّة، مع أنّه من كبار النّاصبة فى المراتب الكلاميّة، و هو فى الفروع الفقهيّة و الأحكام الشرعيّة الفرعيّة، كما عرفته من متعصبى جماعة الشّافعيّة، بل لو فرض كون مثل هذا النّمط منهم شيعيّا و أمكن حمل مزخرفاته
ص: 6
الباطلة على ما كان رضيّا، لما وجد بعد ذلك لسنّى مصداق، و لا استند أحد فى تشخيص العقائد المليّة بسنن و لا سياق حينئذ إنّا نقول إنّ من تأمل فى حقيقة خبر قبوله أواخر العمر ولاية آل الرسول صلى اللّه عليه و آله لم يكد يتلقى ذلك أبدا بالقبول، و ذلك لوجوه من الإعتبارات اللّائقة بتصويب أرباب العقول، منها انّه لو كان لنقل بخبر غير واحد بحيث لا يمكن أن يلحقه جحد جاحد، و لو كان يخفيه كلّ أحد؛ لما كان يخفيه ذلك السيّد المؤيّد بهذا الإرشاد ترويجا للرشاد، و تهييجا للمواد الفائرة بهذا الإستعداد.
و منها انّ الطّبقة لمّا كانت لا تساعد كون ذلك السيد المرتضى هو سيّدنا الثّمانينى الملقّب بعلم الهدى، فلا بدّ لنا من فرض هذه الواقعة له مع السيّد المرتضى الرّازى الّذى هو أخو السيّد المجتبى، و قد عرفت من قبل فى ذيل ترجمته انّه ليس من شأنه الغلبة فى أمثال هذه المراتب، بل الحركة فى اشباه هذه المعاطب.
و منها: أنّ فى هذه الرّواية وقوع وفاة الشّيخ أحمد الغزالى من جهة إنكاره على هذه الهداية فى حياة أخيه المذكور، و هو أيضا خلاف ما وقع عليه تصريح الجمهور من انّ وفاته كانت فى سنة عشرين و خمسمأة بعد وفاة أخيه المذكور بخمس عشرة سنة، فلو كان هناك طريق جمع و أردنا أن لا نطرح هذا الخبر الضّعيف الظّاهر كونه موضوعا للتّودّد الى امراء ذلك الوقت الغالب عليهم الشّيعية كما لا يخفى، لكان احتمال اشتباه الرّجل بأحد من أولاده الّذين انتقلوا إلى مذهب الحقّ تدريجا مع بقاء هذه النّسبة فى سلسلتهم، كما وقع مثل هذا فى سلسلة أولاد السيّد الشّريف المستسعدين بقبول الولاية هكذا أظهر ممّا احتمله صاحب «المجالس» من اشتباه السيّد المرتضى ولد أخيه أبي احمد بن السيّد رضىّ الدّين، فانّ بينونة المأة تقريبا لا تندفع بالتفاوت اليسير الواقع بين الشخص و ولد اخيه، و خصوصا مع فرض ملاقاة الغزالى إيّاه فى زمن شيخوخته، كما يستنبط من البيت الّذى أنشده فى هذا المعنى، بل لفظة: پير گبر
ص: 7
الواقعة فيه ظاهرة فى كون الرّجل يومئذ شيخا كبيرا فى الغاية، و المفروض أنّ الغزالىّ لم يتجاوز إذ ذاك درجة حدود الخمسين، فهذا أيضا أحد الإعتبارات المنافية لكون الرّجل هو هذا الغزالىّ، بل كون السيّد المرتضى هو هذا السيد العجمىّ الرّازى الّذى تقدّم فى باب ما اوّله الميم و الرّاء ذكره و مضى، و بالجملة فلقد قدّمنا الكلام على تخطئة من صوّب أمثال هذا الرّجل المستراب فى تضاعيف الأبواب من الكتاب، و لم ندع فيها موضع تأمّل و لا إرتياب، و لا موقع تردد لأحد من الأحباب، و لم يبق علينا هنا إلّا الإشارة إلى نصوص بعض أصحابنا الأنجاب الكاشفة للنقاب، عن وجه هذا الأمر العباب، و العجب العجاب، لتكون قد نصبناها أيضا نظير أعلام النّصب للأعلام على بلوغ الرّجل حدّ النّصاب من نصائب فريق النّصاب، فنقول و من جملة من كشف عن هذه الدّقيقة الأستار و نطق فى بيان الحقّ و الحقيقة بطريق الاجهار دون الأسرار مع نهاية الإصرار، هو سيّدنا المحدّث التسترى قدّس سرّه السرّى فى كتابه المشتهر:
«غرائب الاخبار» فانّه قال عند تذكاره لحديث سيّدنا الرّسول المختار، عليه و آله سلام اللّه الملك العزّيز الغفّار اقرؤا القرآن بألحان العرب و أصواتها، و إيّاكم و لحون أهل الفسوق و الكبائر، هذا الحديث صريح فى حصول الغنا بترجيع القرآن على النحو المتعارف فى أغلب من يدّعى حسن الصوت فى هذه الأعصار، و يدلّ عليه تفسير الغناء بالترجيع المطرب، و هو ممّا لا خلاف فيه، نعم ذهب الغزالىّ منهم إلى اختصاص المحرّم منه بما استعمل فى مجالس الشّرب و أهل الفسوق، فقلده فى ذلك جماعة من علماء الإمامية مع اعتقادهم بفساد مذهبه، و ذهبوا إلى أنّ التّرجيع المطرب إذا لم يكن فى تلك المجالس و ليس بحرام، بل ربّما أنكر بعضهم كونه غناء مع صدق الغناء عليه لغة و عرفا و شرعا، و هذه الطّريقة هى طريقة أهل التّصوّف كالحسن البصرىّ، و السّفيان الثورىّ، و توابعهم الّذين ذهبوا إلى ان من أفضل العبادات هو الرقص و التغنية و التّصفيق و عشق الصّبيان؛ و ترك التزويج و اختراع الأذكار و الرّياضيات الفاسدة،
ص: 8
و يدّعون بعد تلك الرّياضات انّهم شاهدوا اللّه و الرّسول، و سمعوا منه شفاها إلى غير ذلك من الخرافات و لا يبعد انّ الشّياطين تترائى لهم فى صور مختلفة، و من العجائب انّهم يدّعون الكشف على اختلاف مذاهبهم، فمنهم الشّيعى، و منهم السنّى، و منهم الملاحدة، و منهم كفّار الهند، فلو كان هذا الكشف حقّا للزم صحّة مذاهبهم كلّها، و من جملة ما انكشف للغزالى عدم جواز سبّ يزيد لعنه اللّه؛ و إن كان قاتلا للحسين عليه الصّلاة و السّلام، لأنّ مثله كبيرة و من يرتكب كبيرة لا يجوز سبّه، و انكشف له بطلان مذهب الإماميّة بعد أن ترك التّدريس، و انقطع فى مكة و دمشق عشرين سنة ملازما للعزلة فى آخر عمره، فصنّف كتابا سمّاه «المنقذ من الضّلال» يتضمّن الردّ على الإماميّة فى قولهم: بعصمة الائمّة عليهم السّلام و انكشف له ما قال فى «الإحياء» و غيره، أنّه جاء إلينا رافضى و ادّعى أن له طلب دم عند أحد، قلنا دمك هدر، لأنّ استيفائه مشروط بحضور إمامك، فأحضره حتّى يستوفى لك، و قد صرّح فى ذلك الكتاب بأنّه كان يستفيد من الانبياء و الملائكة مع مشاهدتهم على وجه القطع كلّما يريد نعم ربّما نسب إليه كتاب «سرّ العالمين» و فيه مقالة يظهر منها ميله إلى الحق؛ فان صحّ إنّ الكتاب له، و أنّه آخر مصنّفاته، يكون قد رجع من الكفر إلى الإيمان إلى آخر ما ذكره قدّس اللّه سرّه و شكره.
و قال أيضا فى شرح اعتقادات سمّينا العلامة المجلسى أجزل اللّه تعالى برّه بعد تقدّمه من الكلام فى تخطئة الصّوفية الجهلة بقواعد الأحكام و شرايع الإسلام؛ و رسمه لكثير من الرّدود المتقدّمة عن كتاب الغرائب: و من طالع كتاب إحيائه الّذى هو إحياء للباطل فى الحقيقة، لا يستتر عليه شى ء من أقاويله الباطلة المذكورة، مضافا إلى أنه صنّف كتابا آخر سمّاه «المنقذ» فى الردّ على الإماميّة، فى ادّعائهم عصمة الائمة عليهم السلام و سمى فيه علماء الاماميّة بأهل العلم، و ضرب لهم مثلا في أخذهم المسائل عن الأئمة بحال من لوث جسده بجميع النّجاسات، ثمّ طلب الماء ليطهّر به،
ص: 9
و جاهد فى تحصيله إلى أن أصابه، فرآه ليس وافيا بتطهيره، فمثل هذا الرّجل فى جميع عمره واقع فى عين النّجاسات، و قد تكرّر فى هذا الكتاب و غيره أيضا ذكر عبارة قال الرّافضة خذلهم اللّه، الى أن قال: و قيل: انّ كتاب «سرّ العالمين» ليس من مصنّفاته؛ او أنّ تلك المقالة المتقدّم اليها الإشارة يعنى بها عبارته الظاهرة فى الولاية المتعقّب نقلها قريبا إنشاء اللّه تعالى من الملحقات به- و يحتمل أن يكون من كلام نفسه ليكون أبلغ فى إتمام الحجّة عليه فى يوم القيامة، فيصدق انّه من جملة الّذين قال اللّه تعالى فيهم: وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ و خاتمة الملحدين انتهى.
و قال مولانا العلامة المتأخّر المشتهر بابن الآقا حباه اللّه سرور دار البقاء فى كتاب أجوبة مسائله المسمّى: «مقامع الفضل» عند نقله بمناسبة المقام و الفضل عبارة الفاضل التّفتازانّى فى شرح مقاصده الصّريحة في جواز اللّعن على الظالمين من هذه الأمة، و قوله بعد ذلك فإن قيل من علماء المذهب من لا يجوز اللّعن على يزيد، مع انّه يستحق ما يربو على ذلك و يزيد، قلنا تحاميا من أن يرتقى إلى الأعلى فالأعلى، كما هو شعار الرّوافض خذلهم اللّه على ما يروى فى ادعيتهم، و يجرى فى أنديتهم إلى آخر ما ذكره، و مراده ببعض علماء المذهب المانع من لعن يزيد هو الإمام حجة الإسلام الشافعىّ ابو حامد الغزالى المشهور.
و قد ذكر كلامه و احتجاجه على عدم جواز لعن يزيد الفاضل ابن خلكان الشّافعى في تاريخه «وفيات الأعيان» فى ترجمة على بن محمّد ابى الحسن الكياء الطّبرى الشّافعى و فى جملة كلماته انه يجوز التّرحم على يزيد بل يستحبّ؛ و هو داخل فى قولنا فى كل صلاة: أللّهمّ اغفر للمؤمنين و المؤمنات.
و نقل ابن حجر فى الصّواعق عن الغزالىّ و غيره انّه يحرم علي الواعظ و غيره رواية مقتل الحسين عليه السّلام و حكاياته و ما جرى بين الصّحابة من التّشاجر و التّخاصم،
ص: 10
فانّه يهيج على بعض الصّحابة و طعنهم، و قد كتب الفاضل ابن الجوزىّ كتابا سمّاه كتاب «الردّ على المتعصّب العنيد المانع من لعن يزيد» و قد أطنبنا المقال فى هذا المجال فى رسالتنا فى بحث الإمامة إنتهى.
و قال ابن خلّكان المؤرّخ بعد نقله من تصريح أبى الحسن الكيّاء الموسوم بجواز اللّعن المذكور، مع الإستدلال التّامّ منه عليه، و قد أفتى الإمام أبو حامد الغزالى رحمه اللّه فى مثل هذه المسألة بخلاف ذلك، فانّه سئل عمّن صرّح بلعن يزيد: هل يحكم بفسقه أم هل يكون ذلك مرخّصا فيه؟ و هل كان مريدا لقتل الحسين عليه السّلام، أم كان قصده الدّفع؟ و هل يسوغ التّرحم عليه أم السّكوت عنه أفضل؟ تنعم بازالة الإشتباه مصابا؛ فاجاب لا يجوز لعن المسلم أبدا اصلا و من لعن مسلما فهو الملعون، و قد قال صلى اللّه عليه و آله «المسلم ليس بلعّان» و كيف يجوز لعن المسلم و لا يجوز لعن البهائم، و حرمة المسلم اعظم من حرمة الكعبة بنصّ النبىّ صلى اللّه عليه و آله، و يزيد صح إسلامه، و ما صح قتله الحسين عليه السّلام، و لا أمره به و لا رضاه بذلك و مهما لا يصح ذلك منه به لا يجوز أن يظنّ ذلك به، فانّ إساءة الظنّ بالمسلم أيضا حرام بنصّ السنّة و الكتاب إلى أن قال و إذا لم يعرف من قتله وجب احسان الظنّ بكل مسلم يمكن إحسان الظنّ به، و مع هذا فلو ثبت على كلّ مسلم انّه قتل مسلما فمذهب أهل الحقّ أنّه ليس بكافر، و القتل ليس بكفر بل هو معصية، و إذا مات القاتل فربّما مات بعد التوبة، و الكافر إذا تاب من كفره لم تجز لعنته، فكيف من تاب عن القتل؟ و بم يعرف ان قاتل الحسين عليه السلام مات قبل التوبة و هو الّذى يقبل التّوبة عن عباده، فإذن لا يجوز لعن أحد ممّن مات من المسلمين و من لعنه كان فاسقا عاصيا للّه تعالى، و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصيا بالإجماع، ثمّ إلى أن قال: و امّا الترحم عليه فجائز، بل هو مستحبّ، بل هو داخل فى قولنا فى كلّ صلاة «اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات» فإنه كان مؤمنا و اللّه أعلم، كتبه الغزالى (1).
ص: 11
هذا كلامه خذله اللّه و خذل كلّ من سمع بذلك فرضى به، و كذا كلّ من ارتاب أو تردّد فى وجوب التبريّ من قاتل فلذة كبد سيّد الثّقلين؛ و مولى نطق فى حقّه باتّفاق جميع الامّة بقوله «حسين منى و أنا من حسين» و قارع شفتيه و ثناياه الّتى طال ما كان يلمثها و يقبّلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بقضيبه الخيزرانى، و وزان شعره الكفرىّ الجاهلىّ النشوانى و هو في مجلس شرب الخمور، و فعل الفجور، و هتك السّتور، و رفع الحجور، و نحل اللّعب بالنّرد و الشّطرنج، و محضر كفرة الرّوم و الافرنج، مظهر الأنواع الفرح و السّرور بقتل ابن بنت نبيّه، و سوق ذراريه الطّاهرين الى منزله و نديه، فليس احتمال الرّجوع إلى الحقّ فى حقّ مثل هذا الرّجل النّاصبىّ المحقّق و المخاصم لولى اللّه المطلق بمحض اخبار رجل غير موثّق و لا مصدّق و لا مأمون، إلّا بمنزلة احتمال الرجل توبة يزيدهم الزّينم الملعون، و الأثيم المأبون، و تجويز ان يغفر اللّه لمن فعل بأهل بيت نبيّه المصطفى أضعاف ما فعل فرعون و هامان بموسي و هارون، و كما انّ عمل ذلك الرّجس النّجس الفاسق المنافق دليل على خبث أصله، و سوء ولادته بمقتضى ما نطق به كتاب اللّه المبين و كلام رسوله الأمين، فكذلك كلمات هذا الموادّ لمن حادّ اللّه و رسوله المحاج فى تنجية شرك الشّيطان من العذاب المهين، و نصرة جانب الباطل بلسانه الخبيث المهين بل الإنصاف إن إنشاد أمثال هذه الكلمات علي الالسنة فى حقّ قتلة سيّد شباب أهل الجنّة أشدّ على قلب رسول اللّه من الضّرب بالسّيوف و الطعن بالأسنّة.
جراحات السّنان لها التيام
و لا يلتام ما جرح اللّسان
و لنعم ما ألهم فى روعى الفاتر، و القى إلىّ من جملة لطيفة الخاطر، حيث قلت فى صفة هذا المختلط ماؤه بماء الشّيطان، و المشتبه أمره بامر الخلصان، هذه الرباعيّة بالفارسيّة لأنّها لغة نفسه المجوسيّة غير القدسيّة:
شهد عسلى ز حنظلى مهجور است
چون مهر على كه از غزالى دور است
خارى كه دهد بار عداوت سى سال
كى در گُلَش از بار ولايت نور است
ص: 12
هذا و قد أشرت أيضا إلى أمثال هذه الكلمات النظيمة، و الإستدلالات المستقيمة فى بعض مسودّاتى القديمة، بعد تفصيلى لمصنّفات صاحب التّرجمة برمتها، و عدّ كتاب «سرّ العالمين» أيضا من جملتها، فقلت ما هو صورته هكذا: و يوجد فى هذا الكتاب الأخير منها ما هو ظاهر فى تبصّر الرجل و تشيّعه، كما هو مصرّح به فى كلمات جماعة من أصحابنا:
منهم الشّيخ علىّ بن عبد العالى المحقّق الكركى العاملىّ فيما نقل أنه قال:
الغزالىّ منّا.
و منهم صاحب «مجالس المؤمنين» حسب ما عرفته من كلامه.
و منهم المولى محسن الكاشى صاحب «الوافى» و «الصّافى» كما يظهر من كتب أخلاقه المأخوذة غالبا من كتب هذا الرّجل.
و منهم صاحب «مجمع البحرين» أيضا فى وجه، و ذلك أنّه قال: قال الغزالى و هو من أكابر علماء القوم، فى كتابه المسمّى ب «سرّ العالمين» ما هذا لفظه: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم لعلّى يوم الغدير: من كنت مولاه فعلىّ مولاه، فقال عمر بن الخطّاب بخّ بخّ لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاى و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة. ثمّ قال و هذا رضا و تسليم و ولاية و تحكيم، ثمّ بعد ذلك غلب الهوى و حبّ الرياسة و حمل عمود الخلافة، و عقود البنود و خفقان الهوى، و قعقعة الرّايات، و ازدحام الخيول، و فتح الامصار، و الامر و النّهى فحملتهم على الخلاف، فنبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون، إلى أن قال ثم أنّ أبا بكر قال على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم اقيلونى فلست بخيركم و علىّ فيكم، أفقال ذلك هزوا أو جدّا أو إمتحانا، فان كان هزوا فالخلفاء لا يليق بهم الهزل، ثمّ قال و العجب من منازعة معاوية بن أبى سفيان لعنه اللّه عليّا فى الخلافة، و أين و من أين، أليس رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قطع طمع من طمع فيها بقوله إذ ولّى الخليفتان فاقتلوا الأخير منهما؛ و العجب من حقّ واحد
ص: 13
كيف ينقسم بين إثنين و الخلافة ليست بجسم و لا عرض فتتجزّأ انتهى كلامه و فيه دلالة على انحرافه عمّا كان عليه و اللّه أعلم، و سوف يظهر الأمر يوم تبلى السرائر تمّ كلام صاحب «المجمع»(1).
و لكن كثيرا من أرباب النّظر و البصيرة من الطّائفة، قد أنكروا على ذلك إنكارا شديدا و طعنوا على من صوبّ شيمته و طريقته بل لم يكتفوا إلى أن قالوا بكونه فى أقصى مرتبة من النّصب و العداوة مع أهل بيت الرسالة عليهم السّلام، و من جملة ما نقله عنه من كان أبصر بحقيقة مذهبه منّا فى مسألة حواز اللّعن على يزيد بن معاوية و عدمه الّتى هى معركة الآراء عندهم، و تقدّم الكلام على بعض ما ذكروه فيها فى ترجمة احمد الحنبلىّ، و هو ابن حجر العسقلانى افتاؤه بعدم الجواز بل جواز التّرحم عليه، و العياذ باللّه من ردائة هذا المذهب الشّنيع، و هذه عين عبارة ابن حجر المذكور: و بعد اتّفاقهم على فسقة إختلفوا فى جواز لعنه بالخصوص، فاجاز قوم منهم ابن الجوزىّ فانه قال فى كتابه الموسوم «بالردّ على المتعصّب العنيد المانع من ذمّ يزيد» سألنى سائل عن يزيد بن معاوية، فقلت له يكفيه ما به، فقال أيجوز لعنه؟ قد أجازه العلماء الورعون منهم أحمد بن حنبل فإنّه ذكر فى حقّ يزيد ما يزيد على اللّعنة، إلى أن قال بعد نقله لرواية ابن الجوزى عن أحمد ما أوردناه فى ترجمته، و قال آخرون لا يجوز لعنه إذ لم يثبت عندنا ما يقتضيه، و به أفتي الغزالىّ، و أطال فى الإنتصار له، و هذا هو اللائق بقواعد ائمّتنا، و بما صرّحوا به من أنّه لا يجوز أن يلعن شخص بخصوصه إلّا أن يعلم موته على الكفر، كأبى جهل، و أبى لهب.
ثمّ إلى أن قال و فى «الأنوار» من كتب أئمتنا المتأخّرين: و الباغون ليسوا بفسقة و لا كفرة، و لكنهم مخطئون فيما يفعلون و يذهبون إليه، و لا يجوز الطّعن في معاوية لأنّه من كبار الصّحابة، و لا يجوز لعن يزيد و لا تكفيره، فانّه من جملة المؤمنين، و
ص: 14
أمره إلى مشيّة اللّه إن شاء عذّبه، قاله الغزالى و المتولّى و غيرهما.
قال الغزالى و غيره و يحرم على الواعظ و غيره رواية مقتل الحسن و الحسين و حكايتهما، و ما جرى بين الصّحابة من التّشاجر بينهم و التّخاصم، فانّه يهيّج على بغض الصّحابة و الطّعن فيهم، و هم أعلام الدّين الّذين عنهم رواية تلقيناه من الأئمّة دراية، فالطّاعن فيهم مطعون فى نفسه و دينه.
قال ابن الصّلاح و النّووى الصّحابة كلهم عدول، و كان للنّبى صلى اللّه عليه و آله مأة الف و أربعة عشر ألف صحابي عند موته. و القرآن و الأخبار مصرّحان بعدالتهم و جلالتهم، و لو جرى بينهم شى ء فله محامل لا يحتمل ذكرها هذا الكتاب انتهى.
و تعرّض لذكر هذا الرّجل أيضا شيخنا البهائى قدّس سرّه البهىّ فى كتابه «الكشكول» فقال: حجّة الاسلام أبو حامد محمّد الغزالى هو تلميذ إمام الحرمين اشتغل عليه فى نيسابور مدّة، و خرج منها بعد موته، و قد صار ممّن يعقد عليه الخناصر، ثمّ ورد بغداد فاعجب به فضلاء العراق و اشتهر بها، و فوّض إليه تدريس النّظاميّة، و كان يحضر مجلس درسه ثلاثمأة من الأعيان المدرّسين فى بغداد، و من أبناء الامراء اكثر من مأة، ثمّ ترك جميع ذلك و تزهّد و أثر العزلة، و اشتغل بالعبادة، و اقام بدمشق مدّة و بها صنّف «الاحياء».
ثمّ انتقل إلى القدس، ثمّ إلى مصر، و أقام بالاسكندريّة، ثمّ ألقى عصاه بوطنه الأصلى طوس و آثر الخلوة و صنف الكتب المفيدة و نسبته إلى غزالة قرية من قرى طوس، حكى بعض الفضلاء قال رأيت الغزالى فى البرّية و عليه مرقعة و بيده ركوة و عصا، فقلت ايّها الإمام ليس تدريس العلم ببغداد خيرا من هذا، فنظر إلىّ نظر الأزدراء و قال لمّا بزغ بدر السّعادة من فلك الإرادة و قربت شمس الأصول إلى مغارب الاصول:
تركت هوى ليلى و سعدى بمنزل
و عدت إلى مصحوب أوّل منزلى
و تادت بى الأشواق مهلّا فهذه
منازل من تهوى رويدك فانزل
ص: 15
و بعد اعتزاله كتب إليه الوزير نظام الملك يستدعيه إلى بغداد فأبى و كتب إليه جوابا شافيا ربّما نذكره هنا انتهى.
و ليس مراده بالكتاب المذكور هو ما نقلناه من الكتاب الفارسىّ عن التّاريخ الإستظهارىّ، بل المراد به هو ما ذكره شيخنا المذكور فى مقام آخر من كتابه «الكشكول» فقال صورة ما كتبه الغزالى من طوس إلى الوزير السّعيد نظام الملك جوابا عن كتابه الّذى استدعاه فيه إلى بغداد، يعده فيه بتفويض المناسب الجليلة إليه و ذلك بعد تزهّد الغزالىّ و تركه تدريس النّظاميّة: بسم اللّه الرحمن الرحيم و لكلّ وجهة هو موليّها فاستبقوا الخيرات إعلم انّ الخلق فى توجّههم إلى ما هو قبلتهم ثلاث طوائف، احديها العوام الّذين قصرّوا نظرهم على العاجل من الدّنيا، فمنعهم الرسول صلى اللّه عليه و آله بقوله: ما ذئبان ضاريان فى ذريبة غنم باكثر فسادا من حبّ المال و السرف فى دين المرء المسلم، و ثانيها الخواص و هم المرجّحون للآخرة العالمون بأنّها خير و أبقى العاملون لها الاعمال الصّالحة فنسب إليهم التقصير بقوله الدّنيا حرام على أهل الآخرة، و الآخرة حرام على أهل الدّنيا، و همّا حرامان على أهل اللّه تعالى.
و ثالثها الأخصّ و هم الّذين علموا انّ كلّ شى ء فوقه شى ء آخر فهو من الآفلين و العاقل لا يحبّ الآفلين، و تحققّوا أنّ الدّنيا و الآخرة من بعض مخلوقات اللّه تعالى و أعظم أمورهما الأجوفان المطعم و المنكح، و قد شاركهم فى ذلك كلّ البهائم و الدوابّ فليستا مرتبة سنبّة فاعرضوا عنهما، و تعرّضوا لخالقهما و موجدهما و مالكهما، و كشف عليهم معنى و اللّه خير و أبقى، و تحقّق عندهم حقيقة لا إله إلّا اللّه، و انّ كلّ من توجّه إلى ما سواه فهو غير خال من شرك خفي، فصار جميع الموجودات عندهم قسمين اللّه و ما سواه و اتّخذوا ذلك كفّتى ميزان، و قلبهم لسان الميزان، فكلّما رأوا قلوبهم مائلة إلى الكفّة الشّريفة حكموا بثقل كفّة الحسنات، و كلّما رأوها مائلة إلى الكفّة الخسيسة حكموا
ص: 16
بثقل كفّة السيئات و كما انّ الطّبقة الأولى عوام بالنّسبة إلى الطّبقة الثّانية، كذلك الطّبقة الثانية عوامّ بالنّسبة إلى الطّبقة الثّالثة، فرجعت الطّبقات الثّلاث إلى طبقتين؛ فحينئذ أقول قد دعانى صدر الوزراء من المرتبة العليا الى المرتبة الدّنيا و انا أدعوه من المرتبة الدنيا الى المرتبة العلياء الّتى هى أعلى عليين، و الطريق إلى اللّه تعالى من بغداد و طوس من كلّ المواضع واحد ليس بعضها أقرب من بعض، فأسأل اللّه تعالى أن يوقظه من نومة الغفلة، لينظر فى يومه لغده، قبل أن يخرج الأمر من يده و السّلام (1).
ثمّ ان مصنّفات الرّجل كثيرة بالعربيّة و الفارسيّة فى فنون شتّي من العلوم العقليّة و الشرعيّة و الأدبيّة و الصّناعيّة؛ و كلّها نافعه مفيدة، كما ذكره ابن خلّكان، و أشهرها فى هذه الأزمان كتابه المعروف الموسوم ب «احياء علوم الدّين» و هو ينيف على خمسين ألف بيت فى ظاهر ما يكون من التخمين، جعله فى أربعة أجزاء من الحكمة و المعرفة و أمور الدّيانات منجيات، و مهلكات و عادات و عبادات، إلّا أنّه لمّا كان فاقد النصيب من أحاديث أهل بيت الرسالة و النّبالة، و الذّين هم خزنة علم اللّه بالوراثة و الإصالة، لما عرفت من بينونة طويّته مع طويّتهم، و منافاة طينته لطيب طبنتهم، تدارك منه ذلك الجفاء بأحسن الوفاء، مولانا محسن الفيض بكتابه الموسوم «المحجّة البيضاء فى إحياء الإحياء» فبدّل غثاءه الّذى جمعه فيه من كتب أهل الوسوسة و التلبيس بأحاديث أهل البيت الّذى لا يتحملها إلّا النّفوس القابلة لفيضان التقديس، و لا يتجنبها إلّا قلب كلّ متكبّر غطريس، و وجه كلّ متحيّر عتريس، و من جعله اللّه تعالي من جنود إبليس، قيل و لمّا كان هذا الكتاب يشتمل على كثير من الألفاظ المتفاوتة؛ و الألحاظ المهافتة المتخافتة و الدقايق الخفيّة، و الشّقاشق الكشفيّة، اغمز فيه بعض أرباب الظّاهر من علمائهم و جعل المذكورات من أدلّة إنحراف الرّجل عن طرز بنائهم؛ فكتب
ص: 17
هو كتابا بالخصوص فى الردّ على من أنكر عليه نوع عمله المخصوص انتهى.
و قد نظم أبو العبّاس الإقليسىّ الصّوفى المتقدم المشهور هذه القطعة الرائقة فى صفة كتاب «احيائه» المذكور:
أبا حامد أنت المخصّص بالمجد
فانت الّذى علّمتنا سنن الرّشد
وضعت لنا الإحياء تحيي نفوسنا
و تنقذنا من طاعة النازع المرد
فربع عبادات و عاداتها الّتى
تعاقبها كالدرّ نظم فى العقد
و ثالثها فى المهلكات و انّه
لمنج من الهلك المبرّح من بعد
و رابعها فى المنجيات و انّه
ليسرح بالارواح في جنّة الخلد
و منها ابتهاج للجوارح ظاهر
و منها صلاح للقلوب من الحقد
و اختصر أيضا تفاصيل هذا الكتاب؛ نفس مصنّفه الجميل الخطاب، و الجزيل الآداب، بكتب جليلة فاخرة البناء منها كتابه الموسوم ب «لبّ الإحياء» و كتابه المتّسم ب «منهاج العابدين؛ فى بيان آداب معاملات هذا الدين» و كتابه المسمّى ب «منهاج المسترشدين» و كتاب «قواعد العقايد» و كتاب «زاد الآخرة» و غير ذلك.
و من جملة مصنّفاته المشتهرة أيضا كتبه الفقهيّة الأربعة و هى «البسيط» و «الوسيط» و «الوجيز» و «الخلاصة» و كتبه التفسيريّة الخمسة و هى «فتوح القرآن» و خواص القرآن و «جواهر القرآن» و «تفسير سورة يوسف عليه السّلام» و كتاب «ياقوت التّأويل فى تفسير التّنزيل» و هو فى أربعين مجلدا كما ذكره صاحب «سلّم السّموات» و منها كتبه الأصولية الستّة و هو «المستصفى» «و المنخول» المشهوران و كتاب «المآخذ» و كتاب «المقتصر» و كتاب «شفاء العليل فى القياس و التّعليل» و كتاب «أساس القياس» و كتاب المقاصد.
و منها كتبه الكلاميّة السّبعة و هى «إلجام العوامّ» و «بداية الهداية» و «الاقتصار و الانتصار» و كتاب «التفرقة بين الإسلام و الزندقة» و «الأربعين فى اصول الدّين» و كتاب «المظنون على أهله و المضنون على غير أهله» و منها كتبه الأخلاقيّة الثّمانية و هى بعد كتابه «الإحياء» بالعربيّة و «كيمياء السّعادة» بالفارسيّة كتاب «الذّريعة إلى مكارم الشّريعة»؟!
ص: 18
و كتاب «اخلاق الأبرار» و كتاب «نصيحة الملوك» الّذى تقدّم فى ذيل ترجمة المبارك ابن أبى الكرم الجزرىّ ذكر من ترجمه بالعربيّة، و كتاب «آفات اللّسان» و كتاب «كسر الشّهوتين» و كتاب «رياضة النّفس» و كتاب «الأنيس فى الوحدة» و كتاب «القربة إلى اللّه عزّ و جل» و منها كتبه الأخباريّة التّسعة و هى كتاب «نوادر الأخبار» و «شرح اسماء اللّه الحسنى» و «القسطاس المستقيم» و «الدّرة الفاخرة فى كشف علوم الآخرة» و «الرّسالة القدسيّة» و «الأمالى» و «ميزان العمل» و «أسرار علوم الدّين».
و منها كتبه المتفرقة العشرة الباقية فيما استفدناه من المواضع الدّانية و القاصية، و هى كتابه «المنتحل فى علم الجدل» و كتاب «اثبات النّظر» و كتاب «المنادى و الغايات» و كتاب «الردّ على من غيّر الإنجيل» و كتاب «مشكاة الأنوار» و كتاب «معيار العلم» و «محك النّظر» و «تهافت الفلاسفة» و «النّقح و التّوبة» و «حقيقة القولين» و قد كتب أيضا فى اواخر عمره القريبة من الزوال كما عرفته من كلمات من تقدّم من الرّجال كتابا سمّاه «المنقذ من الضلال» منبئا فيه عن كونه من غير شاكلة الحلال، المطّلع و لا المتصوّر فى صدره موضع محبّة للآل و لو فى الخاتمة و المآل، بل منه ينقدح أيضا انّ كتاب «سرّ العالمين و كشف حقيقة الدّارين» ليس من جملة مصنّفاته، كما لم يذكره إبن خلّكان المطلّع على دقايق آثاره في دفتر مؤلّفاته، و عليه فيمكن أن يكون ذلك من رقم بعض سلسلة الإماميّين أو عمل غير اولئك من الغزاليّين فليتامّل فى ذلك و لا يغفل.
ثمّ انّ من جملة طرائف آثار الرّجل لطائف أشعاره و من جملة أشعاره الّتى تدلّ على علوّ طبعه و تماميّة عبارة قوله فى الغزل:
حلّت عقارب صدغه فى خدّه
قمرا فجلّ به عن التّشبيه
و لقد عهدناه يحل ببرجها
و من العجائب كيف حلّت فيه
و قوله:
هبنى صبوت كما ترون بزعمكم
و حظيت منه بلثم خدّ أزهر
ص: 19
انّى اعتزلت فلا تلوموا انّه
أضحى يقابلنى بخدّ أشعر
و منها قوله فى صفة العقل:
بالعقل ينال المرء أوج البدر
و العقل به الجاه و سامى القدر
و العقل به يغسل عار الوزر
و الجاه يكون مع نفاذ الأمر
و منها قوله أيضا فى الثّناء عليه:
إن كنت من أصل جوهر منسوب
أو يوسف فى الحسن و من يعقوب
ما انت بفقد عقلك المحبوب
فى النّاس سوى محتقر معيوب
و نقل عنه ايضا صاحب «السلّم» هذه الرّباعيّة بالفارسيّة:
اى كان بقادر چه بقائى كه نه اى
در جاى نه اى كدام جائى كه نه اى
إى ذات تو از جاه و جهت مستغنى
آخر تو كجائى و كجائى كه نه اى
هذا و لمّا توفّى رثاه محمّد الأبيوردىّ الشّاعر المتّصل ذكره بهذه التّرجمة بمرثية فاخرة عربيّة و أنشد بعضهم ايضا هذا البيت تاريخ وفاته بالفارسيّة:
نصيب حجة الإسلام از اين سراى سپنج
حيات پنجه و چار و وفات پانصد و پنج
قيل: و يروى عنه من هذه الطّائفة شيخنا المتقدّم محمّد بن علىّ بن شهر آشوب المازندرانىّ بلا واسطة و بواسطة و لم أدر هل هى بالاجازة أم غيرها فليلاحظ.
ص: 20
الامام المتبحر الكامل ابو المظفر محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن اسحاق الحربى الاموى المعروف بالابيوردى الشاعر اللغوى(1)
كان كما نقل عن السّمعانى أوحد عصره و فريد دهره فى معرفة اللّغة و الانساب و غير ذلك، و أورد فى شعره بما عجز عنه الأوائل من معان لم يسبق إليها، و كما قال غيره أليق ما وصف به قول أبى العلاء:
إنّى و إن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
أخذ عن عبد القاهر الجرجانىّ و جماعة، و روى عنه جماعة و صنّف كتبا منها «المختلف و المؤتلف» «طبقات العلم» «تاريخ أبيورد» «تاريخ نسا» و غير ذلك.
و له فى اللّغة مصنّفات لم يسبق إليها و ترجمه السّلفى فى جزء مفرد، و ذكر انّه فوّض إليه إشراف الممالك كلّها، و احضر عند السّلطان أبى شجاع بن ملكشاه بشخصه و هو على سرير ملكه، فارتعد و وقع ميّتا و ذلك سبع و خمسمأة و كان قوىّ النّفس حدّا و من شعره:
يا من يساجلني و ليس بمدرك
شأوى و أين له جلالة منصبى
لا تتعبّن فدون ما حاولته
خرط القتادة و امتطاء الكوكب
و المجد يعلم أينّا خير أبا
فاسأله تعلم أي ذى حسب أبى
ص: 21
جدّى معاوية الاغرّ سمت به
جرثومة في طينها بغض النبى (1)
أقول و من شعره كما نقله ابن خلّكان:
ملكنا أقاليم البلاد فأذعنت
لنا رغبة أو رهبة عظماؤها
فلمّا انتهت أيّامنا علقت بنا
شدائد أيّام قليل رخاؤها
و كانت إلينا في السّرور ابتسامها
فصار علينا فى الهموم بكاؤها
و صرنا نلاقى النّائبات بأوجه
رقاق الحواشى كاد يقطر ماؤها
إذا ما هممنا ان نبوح بما جنت
علينا اللّيالى لم يد عنا حياؤها
و قوله من جملة قصيدة:
فسد الزّمان فكل من صاحبته
راج ينافق أو مداج حاشى
و إذا اختبرتهم ظفرت بباطن
متجهّم و بظاهر هشّاش
قال: و كانت وفاة الأبيوردى يوم الخميس عشرين شهر ربيع الأوّل سنة سبع و خمسين و خمسمأة مسموما باصبهان، نسبته إلى أبى ورد و يقال لها أباورد، و هى بليدة بخراسان خرج منها جماعة من العلماء و غيرهم انتهى (2).
و هو غير محمد بن احمد بن محمد المكنى بابى سعيد العميدى الّذى نقل انّه قال فى ترجمته ياقوت الحموىّ: نحوى لغوىّ أديب مصنّف سكن مصر، و تولّي ديوان الترتيب، و عزل عنه، ثمّ تولّى ديوان الإنشاء، و صنّف «تنقيح البلاغة» «العروض» «القوافى» و غير ذلك مات سنة ثلاث و ثلاثين و اربعمأة(3) و كذلك هو غير محمد بن احمد بن محمد الركبى اليمنى النّحوى الملقب ببطّال صاحب كتاب «المستعذب فى شرح غريب المهذب» و «أربعين فى لفظ الأربعين» «و اربعين فى اذكار المساء و الصباح» و اشعار حسنة فإنّه من جملة المتأخّرين و مات ببلده سنة بضع و ثلاثين و ستّمأة.
ص: 22
الفاضل المودود محمد بن مسعود ابو بكر الخشنى الاندلسى الجيانى النحوى المعروف بابن ابى الركب(1)
قال صاحب «طبقات النّحاة» قال ياقوت: نحوى عظيم من مفاخر الاندلس و قال ابن الزّبير: كان استادا جليلا نحويّا لغويّا عارفا ديّنا روى عن أبى علىّ الصّدفى، و أبى الحسين بن سرّاج، و اخذ النّحو عن ابن أبى العافية، و كان من أجلّ أصحابه، و شرح «كتاب سيبويه» و أقرأ ببلده و رحل اليه النّاس لتقدّمه فى الكتاب فى وقته، و انتقل فى آخر عمره إلي غرناطة، و أقرأ بها و ولى الصّلاة و الخطبة، إلى أن مات فى النّصف من ربيع الأوّل سنة أربع و أربعين و خمسمأة، روى عنه ابنه مصعب الآتى و غيره و من شعره:
بساط ذى الأرض سندسى
و ماؤها العذب لؤلؤىّ
كأنّها البكر حين تجلى
و الزهر من فوقها الحلىّ (2)
إنتهى و المراد بولده مصعب المذكور هو أبو ذر بن أبى الركب النّحوى بن النحوى و كان إماما فى العربية ذا سمت و وقار و فضل و دين و مروءة كثير الحياء، قليل التّصرف فى الدّنيا، لا يخرج من بيته إلّا للتّدريس و الصّلاة، روى عن أبيه، و أبى بكر ابن طاهر؛ و اتّفق الشّيوخ على أنّه لم يكن فى وقته أضبط منه؛ و لا أتقن في جميع علومه حفظا و قلما، و كان نقّادا للشّعر، مطلق العنان فى معرفة أخبار العرب و أيامها تكرّر ذكره فى كتب العربيّة و النّحو، و يروى بالإجازة عنه الأستاذ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن سليمان الأنصارى السّرقسطى النّحوىّ المعروف بابن أبي البقاء.
ص: 23
الشيخ البارع المتين ابو سعد محمد بن يحيى بن ابى منصور النيسابورى الملقب بمحيى الدين(1)
كان كما ذكره ابن خلّكان استاذ المتأخّرين و أوحدهم علما و زهدا، تفقّه على حجّة الإسلام أبى حامد الغزالى، و أبى المظفّر أحمد بن محمّد الخوافى؛ و برع فى الفقه و صنّف فيه و فى الخلاف، و انتهت إليه رياسة الفقهاء بنيسابور، و رحل إليه النّاس من البلاد، و استفاد منه خلق كثير صار أكثرهم سادة و أصحاب طرق فى الخلاف، و صنّف كتاب «المحيط فى شرح الوسيط» و «الإنتصاف في مسائل الخلاف» و غير ذلك من الكتب.
و قال ذكره الحافظ عبد الغافر الفارسى فى «سياق تاريخ نيسابور» و أثنى عليه، و قال كان له حظ فى التّذكير و استمداد من سائر العلوم، و كان يدرّس بنظاميّة نيسابور ثمّ درّس بمدينة هراة فى المدرسة النّظاميّة، و كانت ولادته سنة ستّ و سبعين و اربعمأة بطر يثيب من أعمال نيسابور، و توفّى شهيدا فى شهر رمضان سنة ثمان و أربعين و خمسمأة قتلته الغز لمّا استولوا على نيسابور فى وقعتهم مع السلطان سنجر السّلجوقى أخذته و دسّت فى فيه التّراب حتّى مات و هو استاذ أبى منصور الهروىّ محمّد بن محمّد بن محمّد بن سعد اللّه الفقيه الشافعىّ أحد الأئمّة المشار إليهم فى الفقه و النّظر و و علم الكلام.
ص: 24
القاضى ابو بكر محمد بن عبد اللّه بن العربى المعافرى(1)
ذكره المحدّث النيسابورىّ فى رجاله الكبير فقال فى صفته: أنّه يروى عن أبى حامد الغزالىّ، و يروى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن عيشون، و اسند إليه الشّيخ فى الفتوحات قال ابن حجر فى «شرح القصيدة الهمزية» لأبى بكر بن العربىّ ما لفظه: كابر ابن العربىّ المالكىّ، فإنه نقل عنه أنّه قال لم يقتل يزيد الحسين إلّا بسيف جدّه، أى لأنّه الخليفة و الحسين باغ عليه إنتهى و أقول نسب بعض غاغة المتكلّفين هذا القول إلى ابن العربىّ الطّائى، و هو وهم نشاء من جهله بابن العربىّ المعافرىّ و بالفرق بين الطّائى المغربىّ و بين المعافرىّ و قد طالبناه بموضع النّقل فعبى؛ و الحقّ أنّ لهذه العبارة معنى صحيحا غير ما فهم منها ابن الحجر بإرجاع ضميمره إلى الفاعل، و هو أنسب بسياق العربيّة، مثل قولهم لم يعط الخليفة فلانا إلّا من خزانة جده، و يكون حينئذ إشارة إلى أنّ يريد قتل حسينا اقتداء بسنّة جدّه أبى سفيان، فانّه سنّ قتال بنى هاشم، و حارب النبىّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم ببدر و أحد، و ما وقع من الدّم بين بنى هاشم و بنى أميّة و شدّة العداوة، و تأسى به إبنه معاوية فى قتال علىّ عليه السّلام؛ و ابن ابنه يزيد فى قتال الحسين عليه السّلام و إلى هذا يشير لامية يزيد، حيث قال حين جى ء برأس الحسين عليه السّلام عنده:
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء و لا وحى نزل
لست من خندف إن لم أنتقم
مبن بني أحمد ما كان فعل
ليت أشياخى ببدر شهدوا
وقعة الخزرج من وقع الاسل
فأهلوا و استهلّوا فرحا
ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل
ص: 25
فتأمل تمّ كلام المحدّث.
و قد تقدّم منّا الكلام على بنى الأعرابييّن قريبا و يأتى أيضا أقرب من ذلك إنشاء اللّه تعالى ترجمة ابن العربى المشتهر أمره و منزلته بين هذه الأمة على سبيل التفصيل.
الشيخ ابو الفتح محمد بن أبى القاسم عبد الكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستانى المتكلم على مذهب الاشعرى(1)
هو كما ذكره ابن خلّكان: كان إماما مبرّزا فقيها متكلّما، تفقّه على أحمد الخوافى، و أبى نصر القشيرىّ و غيرهما؛ و برع فى الفقه، و قرأ الكلام على أبى القاسم الأنصارى و تفرّد فيه، و صنّف كتاب «نهاية الإقدام فى علم الكلام» و كتاب «الملل و النّحل» و «المناهج و البيان» و كتاب «المضارعة» و «تلخيص الاقسام لمذاهب الأنام» و كان كثير المحفوظ حسن المحاورة و يقصّ للنّاس (2) و دخل بغداد سنة عشر و خمسمأة و أقام بها ثلاث سنين، و ظهر له بها قبول كثير عند العوام، و سمع الحديث من على بن أحمد المدينى بنيسابور و من غيره، و كتب عنه الحافظ أبو سعد عبد الكريم السّمعانى، و ذكره فى كتاب «الذّيل».
و كانت ولادته سنة سبع و ستّين و أربعمأة بشهرستان، و توفّى بها أيضّا فى أواخر شعبان سنة ثمان و أربعين و خمسمأة، و قيل تسع و أربعين، و الاوّل أصحّ.
ص: 26
و شهرستان بفتح الشّين المعجمة و سكون الهاء و فتح الراء و سكون السين المهملة و فتح التّاء المثنّاة من فوقها و بعدها الألف و النّون و هو اسم لثلاث مدن:
الاولى شهرستان خراسان بين نيسابور و خوارزم في آخر حدود خراسان و أوّل الرّمل المتّصل بناحية خوارزم و هى المشهورة، و منها أبو الفتح المذكور، و أخرجت خلقا كثيرا من العلماء و بناها عبد اللّه بن طاهر أمير خراسان فى خلافة المأمون.
و الثّانية شهرستان قصبة ناحية سابور من أرض فارس، كما ذكره ابن البناء البشّارى.
و الثّالثة مدينة جى باصبهان يقال لها شهرستان، بينها و بين اليهوديّة مدينة اصبهان اليوم نحو ميل، بها أسواق، و هى على نهر زنده رود و بها قبر الإمام الرّاشد ابن المسترشد، و شهرستان لفظ أعجميّة و هى مركبّة، فمعنى شهر مدينة، و معنى الاستان النّاحية، و كأنّه قال مدينة النّاحية، و قد نقل كلّ هذه المذكورات عن ياقوت الحموىّ فى كتابه المسمّى» ب «المشترك و صفا و المختلف صقعا»(1).
و نقل عن تاريخ اليافعى أيضا انّ شهرستان اسم لثلاث مدن الاولى فى خراسان بين نيسابور و خوارزم و إليها ينسب صاحب كتاب «الملل و النّحل» و الثّانية: قصبة بناحية نيسابور؛ و الثّالثة مدينة بينها و بين اصبهان ميل واحد، و قال صاحب «تلخيص الانار» شهرستان مدينة بخراسان بين نيسابور و خوارزم على طرف بادية الرّمل بساتينها بعيدة عنها، و الرّمال متصّلة بها، لا تزال تسّف، و هى تجرى كالماء الجارى، ينسب إليها محمّد الشّهرستانى صاحب كتاب «الملل و النّحل» كان رجلا فاضلا متكلّما يزعم انّه إنتهى إلى مقام الخبرة.
أقول و ينسب إليه أيضا كتاب «اسرار العبارة» و من جملة ما ذكره فيه قوله إنّ فى هذه المطهّرة دواء لكلّ مرض نفسانّى، و قضاء لجميع حوائج النّوع الإنسانى،
ص: 27
و من المذكور فى كتاب «الملل» كما نقله صاحب «الكشكول» و غيصه قوله. و الضّابط فى تقسيم الأمم أن نقول و من الناس من لا يقول بمحسوس و لا معقول، و هم السّوفسطائية، و منهم من يقول بالمحسوس لا بالمعقول و هم الطبيعيّة، و منهم من يقول بالمحسوس و المعقول و لا يقول بحدود و أحكام و هم الفلاسفة الدّهريّة، و منهم من يقول بالمحسوس و المعقول و الا يقول بحدود و أحكام و هم الفلاسفة الدهرية و منهم من يقول بالمحسوس و المعقول و الحدود و الاحكام و لا يقول بالشّريعة و الإسلام و هم الصّابئة، و منهم من يقول بهذه كلّها و بشريعة و إسلام و لا يقول بشريعة بنيّنا محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم و هم اليهود و المجوس و النّصارى، و منهم من يقول بهذه كلّها و هم المسلمون.
هذا و ذكر أيضا فى الكشكول إن وفاة محمّد الشهرستانى سنة ثمان و أربعين و خمسمأة فليلاحظ.
ثمّ إنّ كتاب «ملله» المذكور كتاب معروف مشهور بديع فى معناه، مشتمل على ما يطلبه الباحث على المذاهب و يهواه، و جعل فى أوّلها خمس مقدّمات أوليهما فى تقسيم أهل العالم جملة مرسلة من حيّثيّاتهم المختلفات، و ثانيتها فى تعيين قانون يبنى عليه تعديد الفرق الإسلاميّة، و ثالثها فى بيان أول شبهة وقعت فى الخليقة بأسرها و من مصدرها و من مظهرها، و رابعتها فى بيان أوّل شبهة وقعت فى الملّة الإسلاميّة و كيف إنشعابها، و خامستها فى بيان السّبب الدّاعى إلى ترتيب الكتاب على طريق الحساب.
ثمّ إنه قال فى ذيل مقدّمته الثّانية ما لفظه: كبار الفرق الإسلاميّة أربعة القدريّة، و الصّفاتية و الخوارج، و الشّيعة، ثمّ تركب بعضها مع بعض و يتشعّب من كلّ فرقة أصناف فتصل إلى ثلاثة و سبعين فرقة، إلى أن قال: و شرطى على نفسى أن أورد مذهب كلّ فرقة على ما وجدته فى كتبهم من غير تعصب لهم و لا كسر عليهم، دون أن أبيّن صحيحه من فاسده، و أعيّن حقّه من باطله، و إن كان لا يخفى على الافهام الذكيّة فى مدارج الدّلائل العقليّة لمحات الحقّ و نفحات الباطل.
ثمّ شرع فى ذكر المقدّمة الثّالثة، فقال إعلم إنّ أوّل شبهة وقعت فى البريّة
ص: 28
شبهة إبليس لعنه اللّه؛ و مصدرها إستبداده بالرّأى فى مقابلة النّص؛ و اختياره الهوى فى مقابلة الأمر، و استكباره بالمادة الّتى خلق منها و هى النار على مادّة آدم عليه السّلام و هو الطّين، و أشعبت هذه الشبهة سبع شبهات، و صارت فى الخليقة: و سرت فى أذهان النّاس حتّى صارت مذاهب بدعة و ضلال، و تلك الشّبهات مسطورة فى شرح الاناجيل الأربعة، مذكورة فى التوراة متفرّقة على شكل مناظرة بينه و بين الملائكة بعد الأمر بالسّجود و الإمتناع منه.
قال كما نقل عنه إنّى سلّمت أنّ البارى تعالى إلهى و إله الخلق، عالم قادر فلا يسأل عن قدرته و مشيّته، فإنّه مهما أراد شيئا قال له كن فيكون، و هو حكيم إلّا أنّه توجّه إلى ما فى حكمته اسئولة قالت الملائكة ما هى و كم هى قال لعنه اللّه سبعة الاوّل منها انّه قد علم قبل خلقى أىّ شى ء يصدر عنّى و يحصل منى فلم خلقنى أوّلا، و ما الحكمة فى خلقه إيّاى و الثّانى إذ خلقنى على مقتضى إرادته و مشيّته فلم كلفنى بمعرفته و طاعته، و ما الحكمة فى التّكليف بعد أن لا ينتفع بطاعته و لا يتضرّر بمعصية و الثّالث إذ خلقنى و كلّفنى فالتزمت تكليفه بالمعرفة و الطّاعة، فعرفت و أطعت، فلم كلّفنى بطاعة آدم و السّجود له، و ما الحكمة فى هذا التكليف على الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك فى معرفتى و طاعتى، و الرّابع إذ خلقنى و كلّفنى على الإطلاق و كلّفنى بهذا التكليف على الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك فى معرفتى و طاعتى، و الخامس إذ خلقنى و كلّفنى على الاطلاق و كلّفنى بهذا التكليف على الخصوص فإذا لم أسجد فلم لعننى و أخرجنى من الجنّة و ما الحكمة فى ذلك، بعد أن لم ارتكب قبيحا إلّا قولى لا أسجد إلّا لك، و الخامس إذ خلقنى و كلّفنى مطلقا و خصوصا و لعننى ثمّ طرقنى إلى الجنّة و كانت الخصومة بيني و بين آدم فلم سلّطنى على أولاده حتى أراهم من حيث لا يرونه و تؤثّر فيهم وسوسّى، و لا تؤثّر فى حولهم و قوّتهم و قدرتهم و استطاعتهم، و ما الحكمة فى ذلك بعد أن لو خلقهم على الفطرة دون من يحبالهم عيبا، فيعيشوا طاهرين سامعين مطيعين كان أحرى بهم و أليق بالحكمة، و السّابع سلمت
ص: 29
هذا كلّه خلقنى مطلقا و مقيدا و إذا لم أطع لعننى و طردنى إذ أردت دخول الجنّة مكنّنى و طرقنى و إذ عملت عملى أخرجنى، ثمّ سلّطنى على بنى آدم فاذا استهلته أمهلنى، فقلت فانظرنى إلى يوم يبعثون قال فانّك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم؛ و ما الحكمة فى ذلك بعد أن لو أهلكنى فى الحال استراح الخلق منّى و ما بقى شرّ ما فى العالم، أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشرّ، قال لعنه اللّه فهذه حجّتى على ما أدّعيته فى كل مسألة
قال شارح «الإنجيل» فاوحى اللّه تعالى إلى الملائكة عليهم السلام قولوا له انّك فى تسليمك الأوّل إنّى إلهك و إله الخلق غير صادق و لا مخلص؛ اذ لو صدّقت إنّى إله العالمين ما احتكمت علىّ بلم فأنا اللّه الّذى لا إله إلّا أنا لا أسأل عمّا أفعل و الخلق مسئولون، هذا الّذى ذكرته مذكور في «التوراة» و مسطور فى «الإنجيل» على الوجه الّذى ذكرته، و كنت برهة من الزّمان أتفكر و أقول من المعلوم الّذى لامرية فيه إنّ كلّ شبهة وقعت لبنى آدم فإنّما وقعت من إضلال الشّيطان الرّجيم؛ و وساوسهم نشأت من شبهاته، و إذا كانت الشّبهات محصورة فى سبع عادت كبار البدع و الضّلال إلى سبع، و لا يجوز أن يعدّوا شبهات فرق الزّيغ و الكفر، و إن اختلفت العبارات و تباينت الطرق، فانّها بالنّسبة إلى أنواع الضلالات كالبدور و يرجع جملتها إلى إنكار الأمر بعد الإعتراف بالخلق و إلى الجنوح إلى الهوى فى مقابلة النصّ إلى آخر ما ذكره و بيّنه من استناد جميع الاقوال الباطلة فى العالم و الآراء الفاسدة من طبقات بنى آدم إلي هذه الشبهات السبع ثم انّ من جمله ما ذكره الشّهرستانى فى كتاب «ملله» و هو من الأمر الغريب قوله: الإثنى عشريّة الّذين قطعوا بموت موسى بن جعفر الكاظم رضى اللّه عنه؛ و سمّوا قطعيّة، و ساقوا الإمامة بعده فى أولاده، فقالوا الإمام بعد موسى ابنه علّى الرّضا؛ و مشهده بطوس، ثمّ بعده محمّد التقّى و هو فى مقابر قريش، ثمّ بعده علىّ بن محمّد النّقى و مشهده بقم!! و بعده الحسن العسكرىّ الزكىّ، و بعده إبنه محمّد القائم المنتظر الذى هو بسر من رأى؛ و هو الثّانى عشر هذا هو طريق الاثنى عشريّة فى زماننا، إلّا أنّ الإختلاف الّتى وقعت فى حال كلّ واحد من هؤلاء الإثنى
ص: 30
عشريّة إلى أن قال: فأعلم انّ من الشّيعة من قال بامامة أحمد بن موسى بن جعفر دون أخيه علىّ الرّضا، أقول و أحمد هذا هو المدفون بشيراز المدعوّ بشاه چراغ، و قد قدّمنا ترجمته فى باب الهمزة فليراجع إنشاء اللّه.
الشيخ الفاضل الشاعر الماهر ابو عبد اللّه محمد بن على بن احمد الحلى النحوى المعروف بابن حميدة بصيغة التصغير(1)
قال الحافظ السّيوطى فى «طبقات النّحاة» قال ياقوت: كان له معرفة جيّدة بالنّحو و اللّغة قرأ على ابن الخشّاب، و لازمه حتّى برع.
و صنّف كتبا، منها «شرح أبيات الجمل» و «شرح اللمع» و «شرح المقامات» و كتاب فى التصريف و «الرّوضة» فى النّحو و «الأدوات» و الفرق بين الضّاد و الظّاء، مولده سنة ثمان و ستّين و أربعمأة، و مات سنة خمسين و خمسمأة إنتهى.
و هو غير أبى سهل الهروى محمد بن على النحوى اللغوى المؤذن مصنّف شرح فصيح ثعلبهم المشهور و مختصره، فانّ وفاته بمصر فى سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمأة.
و غير ابى بكر بن محمد بن على المراغى النحوى الّذي قرأ على الزّجاج، و له «المختصر» فى النّحو و «شرح شواهد كتاب سيبويه».
و غير أبى الحسن محمد بن على النحوى الملقب بالدقيقى أحد تلامذة أبى الحسن الرّمانّى، و صاحب كتاب «المرشد» فى النّحو، و «المسموع» من الكلام العرب.
و غير ابى عبد اللّه محمد بن على بن هانى اللخمى السبتى المعروف بجدّه، صاحب «الشرح على التّسهيل» و كتاب «الغرة الطّالعة فى شعراء المأة السّابعة».
و غير محمد بن على الغرناطى من علماء المأة الثامنة شارح «الجمل».
و امّا محمد بن على الادفوى المصرىّ النّحوى الّذى ذكره صاحب «القاموس»
ص: 31
و نسب إليه كتابا كبيرا فى التّفسير يدخل فى أربعين مجلّدا، فالظّاهر إتّحاده مع ابن النّقاش الّذى تقدّم ذكره فى هذا الباب، فى ذيل ترجمة إبن الأعرابىّ!.
الحبر العماد و الاديب الاستاد ابو عبد اللّه محمد بن احمد بن هشام بن ابراهيم اللخمى اللغوى النحوى السبتى الاندلسى(1)
أحد بنى هشام الستّة عشر المتقدّم إليهم الإشارة إلى ذيل ترجمة عبد اللّه بن هشام المشهور، له كتاب «المدخل إلى تقويم اللسان» و كتاب «تعليم البيان» و تآليف مفيدة أخرى، منها كتاب «الفصول» و «المجمل فى شرح أبيات الجمل» و كتاب «النّكت على شرح أبيات سيبويه» للأعلم و كتاب «لحن العامّة» و «شرح الفصيح» و «شرح مقصورة ابن دريد» و قد ذكره السّيوطى فى «طبقات النحاة» فقال روى عنه أبو عبد اللّه ابن الغار تآليفه، و كان حيّا سنة سبع و خمسين و خمسمأة، قال ابن دحية فى «المطرب من أشعار أهل المغرب» قال اللّغويّون: الخال يأتى على إثنى عشر معنىّ، الخال أخو الامّ- و الخال من الزّمان الماضى، و الخال اللّواء، و الخال الخيلاء، و الخال الشامّة، و الخال العزب؛ و يقال الشرف و الخال قاطع الخلاء، و الخال الجبان، و الخال ضرب من البرود، و الخال السّحاب؛ و سيف خال أى قاطع و قد نظم ذلك الفقيه الأستاد النّحوى الكبير أبو عبد اللّه محمّد بن هشام اللّخمى السّبتى فقال:
أقول لخالى و هو يوما بذى خال
تروح و تغدو فى برود من الخال
أما ظفرت كفّاك فى العصر الخال
بربّة خال لا يزنّ بها الخال
تمرّ كمرّ- الخال يرتجّ ردقها
إلى منزل بالخال خلو من الخال
ص: 32
أقامت لاهل الخال خالا فكّلهم
يؤم إليها من صحيح و من خال (1)
انتهى:
و هو غير محمد بن احمد بن عبد اللّه بن هشام الفهرى الذهبى النّحوى الملقّب بابن الشوّاش أحد الآخذين عن الجزولىّ النّحوى، فانّه مات كما فى الطّبقات سنة تسعة عشرة و ست مأة.
و هو أيضا غير أبى عبد اللّه العلّامة محمد بن يحيى بن هشام الخزرجى الانصارى الاندلسى المعروف بابن البرذعىّ من تلامذة إبن خروف النّحوى، و هو الّذى أخذ عنه الشّلوبين، و صنّف «فصل المقال فى أبنية الأفعال» و «المسائل النّخب» «و الإفصاح بفوائد الإيضاح» و «الإقتراح فى تلخيص الإيضاح» و شرحه و غير ذلك.
و كانت ولادته خمس و سبعين و خمسمأة؛ و مات أربعة عشر من جمادى الثانية سبع و ثلاثين و ستّمأة بتونس.
و قد تطلق هذه الكنية أيضا على سبيل النّدره على محمد بن محمد بن خضر بن شمرى الزبيرى شمس الدين المقدسى الشامى أحد تلاميذ قطبهم الشيرازى أو القطب الرّازى، و هو الّذى صنّف «الغياث فى تفصيل الميراث» و كتاب «أدب الفتوى» و كتاب «الظهير على فقه الشّرح الكبير» «و غرائب السّير فى علم الحديث أو الخبر» «و تهذيب الأخلاق فى مسائل الخلاف، و الوفاق» «و أخلاق الأخيار فى مهمّات الأذكار» و «رسائل في الخلاف و المنطق و المعانى و النّحو مع شروحها» و كتاب «توضيح مختصر ابن الحاجب» و «حل كافيته» فى النّحو، «و حلّ خلاصة ابن مالك» و غير ذلك و مات فى نصف ذى الحجّة سنة ثمان و ثمان مأة و اللّه العالم (2).
ص: 33
الشيخ الفاضل ابو جعفر حجة الدين محمد بن عبد اللّه بن محمد بن ظفر المكى الصقلى اللغوى النحوى(1)
قال السّيوطى فى كتاب «بغية الوعاة في طبقات اللّغويين و النّحاة» ولد بمكّة، ثمّ قدم مصر فى صباه، و قصد بلاد إفريقيّة، و أقام بالمهديّة مدّة، و شاهد بها حروبا من الفرنج، و أخذت من المسلمين و هو هناك؛ ثمّ انتقل إلى صقلية، ثمّ إلى مصر ثمّ قدم حلب؛ و أقام بمدرسة ابن ابى عصرون، و صنّف بها تفسيرا كبيرا ثمّ جرت فتنة بين الشّيعة و السّنة، فنهبت كتبه فيما نهب، فقصد حماة، فصادف قبولا و أجرى صاحبها له راتبا، و صنّف هناك تصانيفه و كان رجلا صالحا ورعا زاهدا، مشتغلا بما يعينه، و له شعر حسن.
و كان أعلم باللّغة من النّحو، و أقام بحماة إلى أن مات بها سنة خمس و ستّين و خمسمأة و له من الكتب: «ينبوع الحياة» فى التفسير «التفسير الكبير» «الإشتراك اللّغوى و «الاستنباط المعنوى» «سلوان المطاع» «القواعد و البيان» في النّحو، «الردّ على الحريرىّ فى درّة الغوّاص» «المطوّل فى شرح المقامات» «التنقيب على ما فى المقامات من الغريب» ملح اللّغة فيما اتّفق لفظه و اختلف معناه على حروف المعجم» «ارجوزه فى الفرائض» و غير ذلك من المصنفات الكثيرة و من شعره.
ببسم اللّه يفتتح العليم
و بالرّحمن يعتصم الحليم-
فكيف يلومنى فى حسن ظنّى
بربّي لائم و هو الرّحيم (2)
ص: 34
الشيخ البارع ابو عبد اللّه محمد بن جعفر بن احمد بن خلف بن حميد بن مكبر الانصارى المرسى المغربى الاندلسى(1)
قال إبن الزّبير فيما تقل عنه صاحب «البغية» أستاد مقرئ نحوىّ جليل، روى عن خلف بن يوسف بن الأبرش النّحوى و جماعة، و أخذ عن ابن أبى الرّكب كتاب سيبويه، و القراءات عن إبن هذيل، و محمّد بن الفرج القيسّى، و كان مقرئا جليلا و نحويّا معروفا، روى عنه إبن حوط اللّه و الجمّ الغفير، و له «شرح الإيضاح» و «شرح الجمل» ولد سنة ثلاث عشر و خمسأة، و مات بمرسيّه سنة تسع و ثمانين و خمسمأة انتهى (2).
و هو غير ابى عبد اللّه محمد بن جعفر القزاز القيروانى التميمى النّحوى الّذى قال فى حقّه الصّفدى و غيره فيما نقل عنهما السّيوطى: كان إماما علّامة، قيّما بعلوم العربيّة مهيبا عند الملوك و العلماء، محبوبا عند العامّة، يملك لسانه ملكا شديدا، صنّف «الجامع في اللغة» «ضرائر الشّعر» «إعراب الدّريديّة» «الضاد و الظاء» «العشرات فى اللغة «ما أخذ على المتنبّي» «التّعريض و التصريح» «ادب السّلطان» و غير ذلك فإنّه كان من علماء المأة الرابعة، و مات سنة اثنتى عشرة و أربعمأة(3). و كذلك هو غير محمد بن جعفر بن محمد ابى الفتح الهمدانى ثمّ المراغى مصّنّف كتاب «الاستدراك لما اغفله الخليل» و كتاب «البهجة» على نمط كامل المبرّد؛ و كان كما ذكره صاحب «البغية» قدوة فى النّحو و الأدب مع حداثة سنّه؛ مات سنة إحدى و سبعين و ثلاثمأة، و تأسف عليه السيرافى تأسّفا
ص: 35
شديدا.
هذا و من جملة من يذكر بمثل هذا الإسم و النّسب أيضّا هو ابن النّجار المورّخ المتقدّم المعروف، صاحب كتاب «تاريخ الكوفة» و «مختصر فى النّحو»، و كتاب فى «الملح و النّوادر» فانّ اسمه محمد بن جعفر بن محمد ابو الحسين التميمى النحوى الكوفىّ ولد بالكوفة سنة ثلاث و ثلاثمأة و قدم بغداد و حدّث عن ابن دريد و نفطويه و كان ثقة من مجودى القرّاء، و مات سنة اثنتين و أربعماة فى جمادى الاولى (1)
العالم المتبحر المطاع ابو شجاع محمد بن على بن شعيب المعروف بابن الدهان الملقب فخر الدين البغدادى الفرضى الحاسب الاديب(2)
كان كما ذكره ابن خلّكان: من اهل بغداد، و انتقل إلى موصل؛ و صحب جمال الّدين الاصبهانى الوزير بها، ثمّ تحوّل إلى خدمة السلطان صلاح الدّين، فولّاه ديوان ميّا فارقين، فلم يمش حاله مع واليها، فدخل إلى دمشق، فأجرى له بها رزق، و لم يكن كافيا و كان يزجي به الوقت؛ ثمّ ارتحل إلى مصر فى سنة ست و ثمانين و خمسمأة ثمّ عاد منها إلى دمشق، و جعلها دار إقامة، و له اوضاع بالجداول فى الفرائض و غيرها، و صنّف «غريب الحديث» فى ستة عشر مجلّد الطافا، و رمز فيها حروفا يستدلّ بها على أماكن الكلمات المطلوبة منه، و كان قلمه أبلغ من لسانه، و جمع تاريخا و غير ذلك.
ص: 36
و ذكره ابن المستوفى فى «تاريخ اربل» و عده فى زمرة الوافدين عليها، و قال فى حقه: عالم فاضل، متفنّن و له شعر جيد، و ذكر الابيات الّتى مدح بها تاج الدّين أبا اليمن الكندىّ و قد ذكرتها فى ترجمته.
و ذكره العماد الكاتب فى «الخريدة، و أثني عليه؛ و اورد له مقاطيع أحسن فيها، فمن ذلك قوله فى ابن الدّهان المعروف بالنّاصح بن المبارك النّحوى، و كان مخلّا بإحدى عينيه
لا يبعد الدهان إن ابنه
أدهن منه بطريقين
من عجب البحر فحدّث به
بفرد عين و بوجهين
و منها ما كتبه إلى بعض الرّؤساء و قد عوفى من مرضه
نذر النّاس يوم برئك صوما
غير أنّى نذرت و حدى فطرا
عالما أن يوم برئك عيد
لا أرى صومه و لو كان نذرا
و له غير ذلك أنا شيد حسان، و كانت له اليد الطولى فى النّجوم و حلّ الازياج و توفّى فى صفر سنة تسعين و خمسمأة بالحلّة السّيفيّة، و كان سبب موته انّه حجّ من دمشق، و عاد على طريق العراق، و لمّا وصل إلى الحلّة عثر جمله هناك فأصاب وجهه بعض خشب المحمل؛ فمات لوقته، انتهى ما ذكره ابن خلّكان (1)
و وجه تسميته بابن الدهان أنه كان شيخا دميم الخلقة، قبيح المنظر، مسنون الوجه، مسترسل اللّحية، و قيل انه كان يلقّب برهان الدين بن بركة و قد استوفينا ذكر جماعة من علماء أهل السنة يلقّبون بلقب ابن الدّهان بأحسن بيان فى ذيل ترجمة سعيد بن المبارك البغدادىّ الشّايع فيه هذا اللّقب فليلاحظ.
ص: 37
الشيخ الزاهد العابد المجاهد ابو عبد اللّه محمد بن احمد بن ابراهيم القرشى المغربى(1)
قال مقارب أرضه و عصره إبن خلّكان المصرى: كانت له كرامات ظاهرة و رأيت أهل مصر يحكون عنه أشياء خارقة للعادة، و رأيت جماعة ممّن صحبه، و كلّ منهم قد نما عليه من بركته، و ذكروا عنه انّه وعد جماعته الّذين صحبوه مواعيد من الولايات و المناصب العليّة، و انّها صحت كلّها، و كان من السّادات الأكابر و الطّراز الأوّل و هو مغربّى، و صاحب بالمغرب اعلام الزهّاد و انتفع بهم، فلمّا وصل إلى مصر انتفع به من صاحبه، ثمّ سافر إلى الشّام قاصدا البيت المقدّس، فاقام به إلى أن مات فى السّادس من ذي الحجّة سنه تسع و تسعين و خمسأة، و صلّى عليه بالمسجد الأقصى، و هو ابن خمس و خمسين سنة، و قبره ظاهر يقصد للزّيارة و التبرّك به انتهى (2).
و الظّاهر إن الرّجل هو الّذى ينسب إليه حكاية أنّ من خاف على نفسه وجع البطن، فوضع كفه على بطنه، و قال ثلاثا اللّيلة ليلة عبدى و رضى اللّه عن سيّدى أبى عبد اللّه القرشىّ لم يصبه ذلك الألم إنشاء اللّه؛ و هو غير إمامهم الحافظ المتقدّم أبى عبد اللّه محمد بن معمر بن الفاخر القرشى الاصبهانى صاحب المسند و كتاب «جامع العلوم» الّذى ينقل عنه صاحب «الكامل البهائى» من عظماء هذه الطّائفة كثيرا من أحاديث فضائل أهل بيت العصمة عليهم السلام إلتزاما للمخالفين، منها ما نقله فيه عن الحافظ أبى بكر بن مردويه الإصبهانى بأسناده المتّصل الى عقبة بن عامر الجهنى قال أتيت
ص: 38
النّبى صلى اللّه عليه و آله ظهيرة، فقال ما جاء بك يا جهنّى فى هذا الوقت؟ قال: قلت: أمر عرض لى، فقال صلى اللّه عليه و آله و سلّم و ما ذاك يا جهنّى؟ قال: قلت يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: ما تقول فى هؤلاء القوم الذّين يقاتلون معك منهم من يقول أبو بكر خير هذه الامّة من بعدك، و منهم من يقول عمر خير هذه الأمّة من بعدك؛ فان حدث بك حدث فمن اتّبعناه، فقال صلى اللّه عليه و آله و سلّم اتّبعوا من اختاره اللّه من بعدى و من اشتقّ له اسما من أسمائه، و من زوّجه اللّه ابنتى من عنده، و من و كلّ به ملائكة يقاتلون مع عدوّه، قلت: و من هو يا رسول اللّه؟ قال:
على بن أبى طالب. و عن ابن مردويه باسناده عن مشايخه عن أبى وايل عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله علىّ خير البشر، من أبى فقد كفر، و- عن ابن مردويه باسناده عن أبى اسحاق، عن الحارث، قال: قال علىّ عليه السّلام نحن أهل بيت لا يقاس بالنّاس، فقام رجل و أتى عبد اللّه بن عبّاس؛ فأخبره بذلك، فقال ابن عبّاس صدق علىّ عليه السّلام أو ليس كان النّبى صلى اللّه عليه و آله حيّا لم يقس بالنّاس، فقال ابن عبّاس نزلت هذه الأية فى على بن ابى طالب: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ.
الامام فخر الدين الرازى ابو عبد اللّه محمد بن عمر بن الحسين بن (الحسن بن) على(1)
التّميمى القبيلة، البكرىّ الفضيلة. الطّبرى الأصل؛ الرّازى المولد، الأشعرىّ الأصول، الشّافعى الفروع، الملقّب بابن الخطيب، او بخطيب الرّى، كما ذكر غيره من الأعيان قال ابن خلّكان المذكور فى صفة فضله و مجده: كان فريد عصره و نسيج
ص: 39
وحده، فاق أهل زمانه فى علم الكلام و المعقولات و علم الأوائل. له التّصانيف المفيدة فى فنون عديدة منها تفسير القرآن الكريم جمع فيه كلّ غريب و غريبة، و هو كبير جدّا لكنّه لمّ يكمله، و شرح سورة الفاتحة فى مجلّد، و منها فى علم الكلام «المطالب العالية» و «نهاية العقول» و كتاب «الأربعين» و «المحصّل» و كتاب «البيان و البرهان فى الردّ على أهل الزّيغ و الطّغيان» و كتاب «المباحث العماديّة فى المطالب المعادّية» و كتاب «تهذيب الدّلائل و عيون المسائل» و كتاب إرشاد النّظّار إلى لطائف الأسرار» و كتاب «أجوبة المسائل النجارية» و كتاب «تحصيل الحقّ» و كتاب» الزّبدة» و «المعالم» و غير ذلك.
و فى اصول الفقه «المحصول» و «المعالم» و فى الحكمة «الملخّص» و «شرح الإشارات» لإبن سينا و «شرح عيون الحكمة» و غير ذلك؟ و فى الطّلسمات «السرّ المكتوم» و «شرح اسماء اللّه الحسنى» و يقال: إنّ له «شرح المفصّل» فى النّحو للزّمخشرى» و «شرح الوجيز فى الفقه» للغزالىّ» و «شرح سقط الزّند» للمعرّى، و له «مختصر فى الإعجاز» و مؤاخذات جيّدة على النّحاة، و له مصنّفات فى مناقب الشّافعىّ و كلّ كتبه ممّتعة، و انتشرت تصانيفه فى البلاد و رزق فيها سعادة عظيمة فانّ النّاس اشتغلوا بها و رفضوا كتب المتقدّمين، و هو أوّل من اخترع هذا التّرتيب فى كتبه و أتى فيها بما لم يسبق إليه.
و كان له فى الوعظ اليد البيضاء، و يعظ باللّسانين العربّى و العجّمى، و كان يلحقه الوجد حال الوعظ و يكثر البكاء، و كان يحضر مجلسه بمدينة هرات أرباب المناصب (1) و المقالات، و يسألونه و هو يجيب كلّ سائل بأحسن إجابة، و رجع بسببه خلق كثير من الطّائفة الكراميّة و غيرهم إلى مذهب أهل السنّة و كان يلقب بهرات شيخ الإسلام،
و كان مبدأ اشتغاله على والده إلى أن مات، ثمّ قصد الكمال السّمنانى و اشتغل عليه مدة
ص: 40
ثم عاد إلى الرّى فاشتغل على المجد الجيلىّ، و هو أحد أصحاب محمّد بن يحيى، و لمّا طلب المجد الجيلىّ إلى مراغة ليدرّس بها صحّبه فخر الدّين المذكور إليها، و قرأ عليه مدّة طويلة علم الكلام و الحكمة و يقال إنّه كان يحفظ «الشّامل» لإمام الحرمين فى علم الكلام، ثمّ قصد خوارزم و قد تمهّر فى العلوم فجرى بينه و بين أهلها كلام فيما يرجع الى المذهب و الاعتقاد، فأخرج من البلد، فقصد ماوراء النّهر، فجرى له أيضا هنا ما جرى له فى خوارزم، فعاد إلى الرّى، و كان بها طبيب حاذق له ثروة و نعمة، و كان للطّبيب ابنتان، و لفخر الدّين ابنان، فمرض الطّبيب و أيقن بالموت فزوّج ابنتيه لولدى فخر الدّين، و مات الطّبيب فاستولى فخر الدّين على جميع أمواله، فمن ثمّ كانت له النّعمة، و لازم الأسفار، و عامل شهابا الغورى صاحب غزنة في جملة من المال، ثمّ مضى إليه لإستيفاء حقّه منه فبالغ فى إكرامه و الانعام عليه، و حصل له من جهته مال طائل و عاد إلى خراسان، و اتّصل بالسّلطان محمّد بن تكش المعروف بخوارزمشاه، و حظّى عنده، و نال أسنى المراتب، و لم يبلغ أحد منزلته عنده، و مناقبه أكثر من أن تعدّ، و فضائله لا تحصى و لا تحدّ.
و كان له مع هذه العلوم شى ء من النظم فمن ذلك قوله:
نهاية إقدام العقول عقال
و أكثر سعى العالمين ضلال
و أرواحنا فى وحشة من جسومنا
و حاصل دنيانا أذىّ و وبال
و لم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعنا فيه قيل و قال
و كم قد رأينا من رجال و دولة
فبادوا جميعا مسرعين و زالوا
و كم من جبال قد علت شرفاتها
رجال فرالوا و الجبال جبال
و كان العلماء يقصدونه من البلاد و تشدّ إليه الرّحال من الأقطار؛ إلى أن قال: و قال أبو عبد اللّه الحسين الواسطىّ: سمعت فخر الدّين بهراة ينشد علي المنبر عقيب كلام عاتب فيه أهل البلد.
ألمرء مادام حيّا يستهان به
و يعظم الزّرء فيه حين يفتقد
و ذكر فخر الدّين فى كتابه الّذى سمّاه «تحصيل الحقّ» انّه اشتغل فى علم الأصول
ص: 41
على والده ضياء الدّين عمر، و والده على أبى القاسم سليمان بن ناصر الأنصارىّ، و هو على إمام الحرمين أبى المعالى، و هو على الأستاد أبى إسحاق الإسفرائنىّ، و هو على الشّيخ أبى الحسين الباهلىّ، و هو على شيخ السّنة أبى الحسن علىّ بن إسماعيل الأشعرى و هو على أبى علىّ الجبائى أوّلا، ثمّ رجع عن مذهبه و نصر مذهب أهل السّنة و الجماعة.
ثمّ إلى أن قال: و كانت ولادة فخر الدّين فى خامس عشرى شهر رمضان سنة أربع و أربعين و قيل ثلاث و أربعين و خمسمأة بالرىّ، و توفّى يوم الاثنين و كان عيد الفطر سنة ستّ و ست مأة بمدينة هرات، و دفن فى آخر النّهار فى الجبل المصاقب لقرية مزداخان انتهي (1).
و من جملة ما يشهد بثروته العظيمة أيضا هو ما نقله المحدّث النّيسابورى فى رجاله الكبير، عن بعض كتب المعتزلة، أنّه لمّا توجّه فخر الدّين الرّازى من مملكة خوارزم إلى خطّة خراسان، كان له ألف بغل تحت اللّئالى و لا حصر لما كان عنده من الذهب و الفضّة، و لمّا وصلت مقدّمة حاشيته إلى خراسان كانت ساقيتها فى خوارزم، و هو من الأمر الغريب بالنّسبة إلى مثل هذا الرّجل فى الحسب كما لا يخفى.
و فى تاريخ اليافعىّ كما نقله صاحب «حبيب السّير» انّ فخر الدّين المذكور كان فى غاية صباحة المنظر و قورا محتشما، و كان متى يركب إلى موضع يمشى فى ركابه نحو من ثلاثمأة رجل من طلبة العلوم (2).
ثمّ انّه تقدّم فى باب محامدة الشّيعة نقلا عن عبارة «القاموس» انّ- محمود بن علىّ الحمصى بضّمتّين مشدّدة متكلّم شيخ للفخر الرّازى و ليتعقل و لا يغفل.
و فى كتاب «سلّم السّماوات» للحكيم الكازرونّى أنّ فخر الدّين المذكور كان من علماء دولة السّلطان محمّد خوارزمشاه و معاصرا للمحقّق الطّوسىّ، و الشّيخ نجم الدّين الكبرى، و الشّيخ أثير الدّين مفضّل بن عمر الأبهرىّ صاحب «الهداية» و كتاب «الزّبدة
ص: 42
و البيان» و كتاب «الإشارات» و كتاب «المحصول» و «مختصرة المحصولى» و كتاب «تنزيل الأفكار» و غير ذلك، و له فى العلوم العقليّة و النّقليّة تصانيف مشهورة و فى التّفسير ثلاثة كتب: كبير، و وسيط، و صغير، و كتاب «الملخّص فى الحكمة النظريّة» و «الشّرح القديم على إشارات الشّيخ الرّئيس» «و المعالم» فى علم الكلام و «المحصول» و «المحصّل» و «حدائق الأنوار» و «المباحث المشرقيّة» و غير ذلك.
و قال فى بعض تعليقاته فى مبحث إبطال التّسلسل: و إنّى كلّما تأمّلت فى حاصل ما حقّقه أرباب الإستدلال منذستّمأة و ألفى سنة لم أجد فيه سالما من الخلل، و بريئا من المناقشة، و قال أيضا و كان بينه و بين الشّيخ مجد الدّين إلبغدادىّ الواعظ المشتهر فى ذلك الزّمان مباحثات شديدة و مباعدات مديدة، بحيث انجرّ الأمر بينهما إلى أن صدر حكم السّلطان المذكور بإغراق ذلك الرّجل فى الماء بعد سعى بعض تلامذة الإمام فخر الدّين عنده فى ذلك، فصار هذا سببا لإنحراف قلب الشّيخ نجم الدّين الكبرى عنه، و ابتلائه من أجل ذلك بزوال الدّولة القديمة، و استيلاء العساكر المغوليّة على ممالك هذه المحروسة طويلا من الأزمنة.
و ذكر أيضا إنّ من جملة إعتقادات الإمام فخر الدّين المذكور، قوله بأنّ الملك أفضل من البشر، محتّجا على ذلك بأدلّة أربعة عقليّين و نقليين، و إنّه أقام فى كتابه «المعالم» برهانا علي النبوّة الخاصّة قريبا من مشرب الفلاسفة، و إنّه قال فى ذلك الكتاب أيضا طريقتنا فى إثبات بقاء النّفوس الإنسانيّة بعد خراب مملكة البدن ليست إلّا التمسّك بإتّفاق سلسلتى الأنبيآء و الأولياء عليه، ثمّ أكّد هذا المعنى بالإقناعات العقليّة، و ذكر فى ذلك وجوها أربعة، رابعها إنّ عند الرّياضات الشّديدة تحصل للنّفس ترقيّات كليّة، و يلوح لها تجليّات ملكوتيّة، بحيث تنكشف له المغيبات على الطّريق الأحسن، مع غاية ما وجد فيها من ضعف الإحساس بالبدن، فليس هذا إلّا من جهة انّ ضعف هذا البدن كلّما كان أكمل كانت قوة النّفس أتمّ و أجمل، فهذه الإعتبارات العقليّة إذا انضمّت إلى أنباء جماهير الأنبياء و الأولياء، و إقرار نحارير الفقهاء و الحكماء
ص: 43
أفادت الجزم ببقاء النّفس إنتهى.
و قال أيضا فى مقام آخر بالمناسبة، و ينسب هذه الرباعيّة إلى الإمام فخر الدّين الرّازى المتبحّر المشهور:
درويشى جو و روى در شاه مكن
وز دامن فقر دست كوتاه مكن
أندر دهن مار شو و مال مجو
در چاه بزىّ و طلب جاه مكن
و قال صاحب تاريخ «روض المناظر» قال ابن الأثير: بلغنى إنّ مولده سنة ثلاث و أربعين و خمسمأة؛ و كان يعظ النّاس بالعربىّ و العجمىّ، و كانت له اليد الطولى في العلوم خلا العربيّة، و سافر البلاد و صحب الملوك، و جرت بسببه فتنة عظيمة، فانّ السّلطان غياث الدّين قد أبلغ فى إكرام الإمام فخر الدّين، و بنى له المدرسة بهراة فعظّم ذلك على أهلها الكراميّة الّذين مذهبهم التّجسيم و التّشبيه، فاتفق أنّ العلماء الكراميّة من الحنفيّة و الشّافعيّة حضروا عند الأمير غياث الدّين للمناظرة، و حضر فخر الدّين الرّازى، و القاضى عبد المجيد بن القدوة و هو أكبر الكرامية و أعلمهم و ازهدهم، فتكلّم الرّازى فاعرض عنه ابن القدوة و طال الكلام و قام غياث الدين فاستطال الرازى على ابن القدوة و شتمه، فغضب ذلك الملك ضياء الدّين ابن عمّ غياث الدّين و ذمّ فخر الدّين الرّازى، و نسبه إلي الزّندقة و الفلسفة عند غياث الدّين، فلم يصنع إليه شيئا، فلمّا كان الغد وعظ النّاس من الغدوة بالجامع، فحمد اللّه و صلّى على النّبى و قال ربّنا آمنّا بما أنزلت و اتّبعنا الرّسول فاكتبا مع الشّاهدين أيّها النّاس لا نقول إلّا ما صح عندنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أمّا علم أرسطو و كفريّات ابن سينا، و فلسفة الفارابىّ، فلا نعلمها؛ فلاىّ تسنّم بالأمس شيخ من شيوخ الإسلام يذب عن دين اللّه و سنّة نبيّه فبكى فبكت الكراميّة و استعانوا و ثار النّاس من كلّ جانب و امتلا النّاس فتنة و بلغ ذلك السّلطان غياث الدين، فسكن الفتنة و أوعد النّاس باخراج فخر الدين، ثمّ أمره بالعود إلى هراة فعاد إليها، ثم عاد إلى خراسان، و حظى عند السلطان خوارزم شاه ابن محمّد بن تكش و له نظم حسن منه:
ص: 44
نهاية إقدام العقول عقال
و أكثر سعى العالمين ضلال
الأبيات إلى آخر ما نقلناه عن التّاريخ المتقدّم.
ثمّ لا يخفى انّ ما اطراه صاحب التّاريخ المتقدّم فى مدح الرّجل و مدح مصّنفاته مبتن على جهة إتّحاده معه فى المذهب، و تعصّبه الشّديد على من مال إليه و أحبّ، بل بناؤه فى كتابه المذكور على ترويج الشّافعيّة، و متى ذكر غيرهم فكأنّه على سبيل الإستطراد دون المعيّة، و لذلك ذكر بعض أهل التّدقيق من علمائهم الغاوية أيضا في حقّه إنه لم يكن من أهل التحقيق، و لا كان قابلا لفهم كلام الحكماء، و كان مدار تصانيفه على الجمع لأقاويل النّاس و تهذيبها و كشفها و توضيحها، و ربّما أجملها، و ربّما فصّلها، فتصرّف فيها بالتّغير و التّبديل، و قال كان اشتهاره بالبحث و الغلبة لسوء خلقه، و كان يشتم من باحث معه من الفضلاء و يؤذيهم، و لتقرّبه عند السّلطان لم يقدر أحد على مناظرته و مقابلته، و ربّما كان يتكلّم مع السّلطان محمّد الخوارزمشاه بكلمات خشنة؛ فيتحمل ذلك منه لكونه تلميذه، و كان ينال أبا الحسن الأشعرىّ و يقول أنّ الاشعرى كان رجلا جاهلا مسكينا متحيّرا فى مذهب الجاهلية، و إنّ اكثر شبهاته كان مأخوذا من أبى البركات اليهودىّ، و أنه قد صنّف فى علوم كان جاهلا فيها إنتهى.
و العجب انّه مع تصلّبه فى الأشعريّة كما قيل كيف ينسب إليه مثل هذه الوقيعات فى الرّجل، إلّا إنّ ذلك مؤيّد لما نقل عن كتابه المسمّى ب «المطالب العالية» من انّ غاية ما قالته النّصارى قولهم: إنّ اللّه ثالث ثلاثة، و لكن أصحابنا لم يكتفوا حتّى قالوا بثمانية آلهة حيث اثبتوا المعانى للّه تعالى- هذا و من جملة ما ينسب إليه من الشّعر أيضا قوله:
إنّ النّساء كأشجار نبتن لنا
منهنّ مرّ و بعض المرّ مأكول
إنّ النّساء عن الأخلاق قاصرة
و ما عجب من أنّها لا بدّ مفعول
و رأيت له أيضا أشعارا كثيرة غير ما ذكر، و كذا كثيرا من مصنّفاته المذكورة
ص: 45
منها كتاب تفسيره الكبير الّذى ينيف على ثلاثمأة ألف بيت تقريبا و قد سمّاه «مفاتيح الغيب» ينقل عنه سمّينا المجلسّى فى كتاب «البحار» كثيرا إلّا انّى رأيت مجموعه فى مجلّدة واحدة متوسّطة الجثّة عند شيخنا و سمينا السيّد العلّامة الرّشتى صاحب «المطالع» طيّب اللّه مضجعه و قد أرانيه بنفسه النّفيس فى بعض أونة تشرّفى بخدمته رحمه اللّه، مظهرا غاية السّرور بتملّكه إيّاه، و قد لخّص هذا التّفسير الكبير إمامهم الآخر الملقّب برهان الدّين أبا الفضائل محمّد بن محمد بن محمّد النّسفىّ صاحب التّصانيف الكلاميّة و الخلافية.
و أمّا شرحه على كتاب إشارات شيخهم الرّئيس، فهو الّذى قد كتب فى الردّ عليه شيخنا المحقّق الطّوسى شرحه المشهور على الكتاب المذكور، ثمّ فى المحاكمات القطب الرازىّ كتاب «المحاكمات» و امّا كتاب أصوله المسمّى ب «المحصول» فهو أيضا كبير فى مجلّدتين، و قد اقتصره الإمام العلّامة مجد الدّين بن دقيق والد قاضي القضاة تقي الدين دقيق العيد القشيرى المالكىّ إختصارا جيّدا كما ذكره الصفدىّ فى ذيل ابن خلكان و أمّا كتابه الموسوم ب «السرّ المكتوم» فهو كما فى «كشكول شيخنا البهائى» مشتمل على ثلاثة أنواع من علوم السرّ التى هى منتهية إلى خمسة، و هي اللّيمياء بمعنى المعرفة بالطّلسمات، و السيمياء و هى التّخييلات، و الهيمياء و هى التّسخيرات، و عليه ففات عنه إثنان آخران أحدهما الكيميآء و هى الصّناعة المعروفة الّتى لا أثر لها مثل العنقاء و الرّيمياء الّتى هى بمعنى السّحر و الشّعبدة و العمل فى الأبصار، و قد كتب بعض أساطين الحكماء فى مجموع هذه الخمسة كتابا سمّاه «كلّه سرّ» منبّها بحروف هاتين الكلمتين على أوائل أسمائها المذكورات، مضافا إلى ما اعتبر فى هذه التّسمية من رعاية المعنى و براعة الاستهلال بالنّسبة إلى اجزاء المسمّى، و شيخنا المذكور كان قد رأى ذلك الكتاب بمحروسة هراة فى سنة تسع و خمسين و تسعمّاة، و أعجب بحسنه و تماميّته فى هذه الفنون كما ذكره «فى الكشكول»
و أمّا كتاب شرحه على اسماء اللّه الحسنى فهو أيضا كتاب لطيف طريف فى هذا
ص: 46
المعنى سمّاه «لوامع البينات فى شرح الاسماء و الصّفات» ثمّ انّى لم أظفر إلى الآن على مصنّف له غير ما ذكر و إن كانت نوادر أخباره أيضا كثيرة لا يتحمّلها أمثال هذه العجالات.
و أمّا الكلام على ترجمة لفظ الرّازى الّذى هو نسبة إلى مدينة الرّى على خلاف القياس، مع الإشارة الى سبب ذلك نقلا عن خطّ صاحب الترجمة، فقد تقدّم على التفصيل فى ذيل ترجمة سليم بن أيّوب الرّازى الشّافعى فليّراجع، و نزيدك هنا حكاية ما ذكره صاحب «تلخيص الآثار» فى هذه المادّة بعد الاتيان باسم البلدة فى طىّ سلسلة بلاد الاقليم الرّابع، و هو هكذا: الرى مدينة مشهورة من أمّهات البلاد و أعلام المدن، كثيرة الخيرات، وافرة الغلّات و الثّمرات، قديمة البناء، بناها هوشنج بعد كيومرث- و قيل بناها راز بن خراسان لأنّ النّسبة اليها رازيّ، و هى مدينة فى فضاء من الأرض و إلى جانبها جبل أقرع لا ينبت شيئا يقال له طبرك، قالوا انّه معدن الذهبّ إلّا انّ نيله لا يفى بالنّفقة عليه فتركوا معالجته.
و دور المدينة كلّها تحت الارض فى غاية الظّلمة و صعوبة المسلك، و إنّما فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر، بها كنوز يظهر فى كلّ وقت منها شى ء، لأنّها ما زالت موضع سرير الملك، هواها فى فصل الخريف سهام مسمومة، قلمّا يخطى سيّما فى حقّ الغرباء، لانّ الفواكه بها كثيرة رخيصة بها نوع من العنب يسمونه الملاحى عنقوده ربّما يكون مأة رطل و الغالب على أهل الرّىّ القتل و الفتك و هي الآن خراب.
ينسب إليها الامام العلّامة فخر الدّين أبو عبد اللّه محمد بن عمر الرّازى، امام الوقت و نادرة الدهر و أعجوبة الزّمان، ذكر أبو القاسم علىّ بن الحسين بن عساكر نقلا عن أبى هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله انّه قال: انّ اللّه تعالى يبعث لهذه الامّة فى كلّ مأة سنة من يجدّ دلها دينها، قال فكان على رأس المأة الاولى عمر بن عبد العزيز، و على الثانية محمد بن إدريس الشّافعىّ، و على الثالثة أحمد بن شريح، و على الرّابعة أبو بكر
ص: 47
الباقلانىّ، و على الخامسة أبو حامد الغزالىّ، و على السّادسة محمّد بن عمر الرّازى، توفّى فى عيد الفطر سنة ستّ و ستّمأة بهراة(1)
ثمّ ليعلم انّ من جملة اسمياء هذا الرّجل و علماء أهل بلده المتبحّرين المتأخرين، هو الشّيخ أبو عبد اللّه محمّد بن أبى بكر بن عبد القادر الملقّب هو أيضا بفخر الدّين الرّازى (2) صاحب كتاب «اسؤلة القرآن و أجوبتها»(3) فى مثل ألف و مأتين، منها ما هو من قبيل قوله فإن قيل قوله تعالى و ما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأوّلون فيها اسؤلة أوّلها انّ اللّه تعالى لا يمنعه عمّا يريد مانع، الثّانى إنّ الإرسال يتعدّى بنفسه؛ فكيف أوصلها هنا بالباء، الثّالث انّ الآيات هنا ما اقترحه أهل مكّة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و هى ما أرسلت إلى الأوّلين و لا شاهدوها إلى تمام ثمانية اسؤلة كلّها تتعلّق بهذه الآية مع الأجوبة الشّافية عنها جميعا، و كأنّه صنّف غير واحد من الكتب فى هذا المعنى، و هو من علماء المأة التّاسعة(4).
الفاضل الاديب ابو يعلى محمد بن مسعود المالينى الهروى النحوى اللغوى(5)
من تلامذة الإمام فخر الدّين الرّازي، قال ابن مكتوم المتقدّم فى هذه المعانىّ فيما نقله عنه جلال الدّين السّيوطى عند ذكره لهذا الرّجل: كان عارفا بالنّحو و اللّغة و كان ينتحل مذهب الكراميّة فيما قيل- و دخل يوما على الفخر الرّازى فعتب عليه
ص: 48
فى إنقطاعه عنه فارتجل معتذرا:
مجلسك البحر و إنّى امرؤ
لا أحسن السّبح فأخشى الغرق
و قال ابن النّجار فيما نقله عنه أيضا فى وصف الرّجل: أنشد لنفسه:
ما ذا نؤمّل من زمان لم يزل
هو راغب فى خامل عن نابه
نلقاه ضاحكة إليه وجوهنا
و نراه جهما كاشرا عن نابه
فكأنّما مكروه ما هو نازل
عنه بنا هو نازل عنّا به
أقول: و أعجبنى أن الحق بهذه الثّلاثة المنضودة، أربعة أخرى ألهمتها حالة هذّه الكتابة بوجه الإرتجال و على سبيل الإستعجال مع إنّى لست من رجال هذا المجال و هى:
يا من يحاول برد عافية فلا
تمصص متى تضطر من عنّا به
و اراكضا فوق السّحاب هجينه
أنظر فلاتتها فتن عن نابه
فلسوف يلقى الفوز من عنه انسلا
و يرى الرّدى من نفسه عنّى به
هذا فقد تمّ الروىّ مجنّسا
و لسابع رويته عنّا به
هذا و المراد بالكراميّة، جماعة كانوا من أصحاب أبى عبد اللّه محمّد بن كرّام- كشدّاد، و تابعى مذهبه الفاسد الّذى هو عين التّشبيه و التّجسيم و الكفر بربّنا العظيم، فانّه يقول بانّ معبوده مستقرّ على العرش، و انّه بجهة الفوق ذاتا و أنّه جوهر تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا؛ و له كتاب سمّاه «عذاب القبر» يذكر فيه كما ذكره صاحب «الملل و النّحل» انّه تعالى احدىّ الذّات احدىّ الجوهر، و انّه مماسّ للعرش من الصفحة العليا، و جوّز الإنتقال و التحوّل و النزول، و لهم آراء و مذاهب و أصولها ستّة أقربهم فى نفى التّشبيه و الخلل الواقع فى مذهب هذا الرّجل، هم الهيصميّة الذين كانوا من اتباع محمّد بن الهيصم، و هم قد وافقوا المعتزلة فى العقل و السّمع و حالفوهم فى كثير من مسائل التحسين و التّقبيح، و فيهم عرق الخوارج فليلاحظ.
ص: 49
ثمّ انّ من جملة مناسبات المقام أن نؤمى هنا إلى بعض أخر من كبار تلامذة الإمام فخر الدّين المذكور قبل هذه التّرجمة، فنقول و منهم شرف الدّين ابو بكر بن محمد الهروى من أجلّاء مشايخ الأشاعرة.
و منهم. الشّيخ تاج الدين محمد بن محمود الرزاقى المذكور شأنه و مرتبته فى كتب الإجازات.
و هو غير محمد بن محمود بن محمد، ابى مؤيد، الخطيب الخوارزمى الّذى هو من أجلّاء الحفّاظ، و له كتب منها «جامع مسانيد ابى حنيفة»
و كذلك هو غير محمد بن محمود اكمل الدين الرومى الحنفى صاحب «شرح التحرير» و غيره من المصنّفات، و هو الّذى يروى عنه شرف الدّين عبد الرحيم الجرهمىّ الصديقى و منهم: الشيخ أثير الدّين مفضل بن عمر الابهرىّ المتقدّم ذكره فى التّرجمة السّابقة فليراجع.
الشيخ ابو الفتح محمد بن سعد بن محمد بن محمد بن محمد الديباجى المروزى النحوى ابن النحوى(1)
قال صاحب «طبقات النّحاة» قال ياقوت: شيخ جليل، عالم حسن العشرة، أخذ النّحو عن أبيه، و لقى الزمخشرّى و قرأ على تلميذه البقالىّ و له «شرح المفصّل» «شرح الأنموزج» «تهذيب مقدّمة الأدب»، «القانون الصّلاحى فى اودية النّواحى» «فلك الأدب» «منافع اعضاء الحيوان» و كان ينظر فى خزانة الكتب الّتى بالجامع الأكبر بمرو، و مولده فى المحرّم سنة سبع و عشر و خمسمأة و عشر بعتبة بابه، فسقط على وجهه و وهن عظمه وهنا ادّاه إلى الموت، و ذلك فى يوم الأحد ثامن عشر صفر سنة تسع و
ص: 50
ستّمأة انتهى.
و شرح الأنموزج، الموجود على أيدى الطّلبة فى هذا الزمان هو غير ما عرفته من شرح هذا الرّجل، بل هو للشّيخ جمال الدّين محمّد بن عبد الغنىّ الأردبيلي، كما أن هذا الرّجل غير محمد بن سعد ان الضرير الكوفى النّحوي المقرىّ أبى جعفر صاحب كتابى النّحو و القراءة، فانّه كان من قد مآء النحاة الكوفيين، يروى عن عبد اللّه بن ادريس و أبى معاوية الضرير، و عنه محمّد بن سعد كاتب الواقدىّ، و عبد اللّه ابن الامام أحمد بن حنبل، و كان ثقة و كان يقرأ بقراءة حمزة، ثم اختار لنفسه، ففسد عليه الفرع و الأصل إلّا انه كان نحويا.
قدوة العارفين و اسوة العاسفين ابو عبد اللّه محمد بن على بن محمد بن محمد بن محمد المغربى الحاتمى الطائى الاشبيلى الاندلسى ثم المكى ثم الدمشقى الشامى الملقب محيى الدين ابن العربى(1)
من أركان سلسلة العرفاء و أقطاب أرباب المكاشفة و الصّفاء، مماثلا و معاصرا للشّيخ عبد القادر الحسنى الجيلانّى المشتهر قبره ببغداد، بل جماعة أخرى من كبار هذه الطّائفة المنتشر ذكرهم فى البلاد، إلّا أنّ القائل بكونه من جملة الشّيعة الامامية بين هذه الطائفة موجود بخلاف سائر أولئك الجنود، و تصنيفاته أيضا كثيرة
ص: 51
و تحقيقاته معروفة عند أهل البصيرة، منها كتاب «فصوص الحكم» فى ضمن عدّة فصول؛ و كتاب «الفتوحات المكية» الّذى هو لعمره محصول، و هما معروفان عند ارباب المكاشفة و الوصول، و كتاب «مواقع النّجوم» و كتاب «مشكاة الانوار» فيما يروى عن اللّه سبحانه و تعالى من الأخبار؛ و كتاب «النصائح على ريح الشّرع المصطفوى الفائح» و كتاب «إنشاء الدّوائر» و كتاب «غفلة المستوفر» و كتاب «لطائف الأسرار» و كتاب في التّفسير كبير جدّا بحيث قد قيل إنّه بلغ تسعين مجلّدا، و كتاب لطيف فى وصاياه المنيفة إلى أهل العالم يقول فى أوّله بعد التّحلية باسم اللّه الأعظم.
وصى الاله و أوصت رسله فلذا
كان التّاسىّ بهم من أفضل العمل
لو لا الوصيّة كان الخلق فى عمه
و بالوصيّة دام الملك فى الدّول
فاعمد إليها و لا تهمل طريقتها
إنّ الوصيّة حكم اللّه فى الازل (1)
إلى آخر الأبيات المنشدة له فى هذا الباب.
و فى هذا الكتاب مواضع من الدّلالة على تسنّنه و إعوجاجه، أو تحيّره فى سبيله و منهاجه، أو وقوع تصرّف من الأبالسة فى مزاجه، مع أنّه من محررّات أواخر عمره و خواتم أمره، فمن جملة تلك المواضع قوله فى آخر الكتاب عند شروعه فى الدّعاء و إيصائه إلى التّبعة و الأصحاب بأن يداوموا عند خاتمة المجالس بدعاء يذكره هناك هذا الدّعاء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فى المنام يدعو به بعد فراغ القارئ عليه كتاب «صحيح البخارىّ» و ذلك سنة تسع و تسعين و خمسمأة بمكّة، بين باب الحرورة و أجياد، يقرأه الرّجل الصالح محمّد بن خالد الصّدفى و هو الّذى كان يقرأ علينا «الإحياء» لأبى حامد الغزالىّ رحمه اللّه، و سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فى تلك الرّؤيا عن المطلقة بالثّلاث فى لفظ واحد؛ و هو أن يقول لها أنت طالو ثلاثا؛ فقال صلى اللّه عليه و آله و سلّم هى ثلاث كما قال، لا يحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره، فكنت أقول له: يا رسول اللّه فانّ قوما من أهل العلم يجعلون ذلك طلقة واحدة، فقال أولئك حكموا بما وصل إليهم و أصابوا، ففهمت من هذا تقرير
ص: 52
حكم كلّ مجتهد مصيب، فكنت أقول له: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم ما أريد فى هذه المسألة إلّا ما تحكم به أنت إذ استفتيت، فقال: هى ثلاث، فرأيت شخصا قد قام من آخر النّاس و رفع صوته، و قال بسوء أدب يخاطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم و يقول له: يا هذا لانحكمك بامضاء الثّلاث، و لا بتصوبك حكم اولئك الذين ردّوها [إلى واحدة] فأحمّر وجه رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله و سلّم غضبا علي ذلك المتكلّم، و رفع صورته يصيح: هى ثلاث كمال قال لا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره، لا تستحلّوا الفروج؛ فما زال يصيح بهذه الكلمات حتّى أسمع من كان فى الطّواف، و ذلك المتكلّم يذوب و يضمحلّ حتّى ما بقي منه على الأرض شى ء فكنت أسأل عنه من هو هذا الّذى غضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فيقال له هو ابليس لعنه اللّه تعالى، فاستيقظت (1).
و قال أيضا فى جملة ما ذكره فيه من الوصايا و عليك من قيام الليل بما يزيل عنك اسم الغفلة، و أقلّ ذلك أن تقوم بعشر آيات لم تكتب من الغافلين هكذا ثبت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و حافظ فى السّنة كلّها على القيام كل ليلة الى ان قال: فإنّك لا تدرى متى تصادف ليلة القدر من سنتك، فانّى قد رأيتها مرارا فى غير شهر رمضان؛ فهى تدور فى السّنة و أكثر ما يكون فى شهر رمضان إلى آخر ما ذكره من خلاف إجماع الامة، بل خلاف كتاب اللّه و سنّة رسوله و مذهب جميع أهل بيت العصمة فهل هذا منه إلّا خروج عن دائرة الشّرع و الدّين، أو دخول فى أهل السّفسطة و الخيل المجانين.
بل من جملة ما يؤيّد كون نطقات الرّجل من باب الوسوسة و الخيال، و كلماته من قبيل كلمات أرباب الحيرة و الضّلال، ما نقله بعض أصوليى متأخّرينا فى مسألة أقل الجمع عن المحشيّ الشّيرازى عن بلديه العلّامة باصطلاح أهل مذهبهم عن هذا الرّجل أيضا انّه قال فى «الفتوحات المكيّة» رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فى بعض الوقايع فسألته عن أقلّ مراتب الجمع، و قلت: ذهب فريق إلى انّه ثلاثة و فريق إلى انّه إثنان؛ فما الحقّ؟ فقال صلى اللّه عليه و آله أخطأ هؤلاء و هؤلاء، بل ينبغى أن يفصّل و يقال امّا جمع فرد او جمع زوج، فاقلّ مراتب الاوّل ثلاثة، و اقلّ مراتب الثانى إثنان.
ص: 53
و كذلك ما نقله عنه شيخنا البهائى رحمه اللّه فى الجزء الثّالث «من الكشكول» انّه قال فى الجزء الثّالث من «الفتوحات» إتّفق العلماء على انّ الرّجلين من أعضاء الوضوء و اختلفوا فى صورة طهارتهما، هل ذلك بالغسل أو المسح أو بالتّخيير بينهما، و مذهبنا التّخيير و الجمع أولى و ما من قول إلّا و به قائل، فالمسح بظاهر الكتاب، و الغسل بالسنّة، ثم قال بعد كلام طويل يتعلق بالباطن، و أمّا القرائة فى قوله تعالى و أرجلكم بفتح اللّام و كسرها من أجل العطف على الممسوح، فالخفض أو على المغسول، فالفتح فمذهبنا انّ- الفتح فى اللّام لا يخرجه عن الممسوح، فانّ هذه الواو قد تكون و او مع و واو المعيّة تنصب. فحجّة من يقول بالمسح فى هذه الآية أقوى لأنّه يشارك القائل بالغسل فى الدّلالة الّتى اعتبرها و هى فتح اللّام و لم يشاركه من يقول بالغسل فى فتح اللّام انتهى.
و يؤكّد ما ذكره أيضا ما نقله الفاضل الدميرى صاحب «حياة الحيوان» الآتى ذكره و ترجمته عنقريب إنشاء اللّه عن الفاضل الذّهبى، عن الشّيخ فتح الدّين اليعمرى عن الشّيخ أبى الفتح القشيرىّ انّه قال سمعت الشّيخ عزّ الدّين بن عبد السلام، يقول:
و قد سئل عن ابن عربّى فقال شيخ سوء كذّاب، فقيل له: و كذّاب أيضا قال نعم، تذاكرنا يوما نكاح الجنّ فقال الجنّ روح لطيف و الإنس جسم كثيف، فكيف يجتمعان، ثمّ غاب عنّا مدّة و جاء و فى رأسه شجّة، فقيل له فى ذلك فقال تزوّجت امرأة من الجن، فحصل بينى و بينها شى ء فشجتنى هذه الشّجة، ثمّ قال قال الإمام الذهبىّ بعد ذلك: و ما اظنّ ابن عربىّ تعمّد هذه الكذبة، و انّما هى من خرافات الرّياضة، ثمّ كلامه (1)
و قال ابن الآقا أعطاه اللّه سرور دار البقاء فى كتاب «مقامع الفضل» فى جواب من سأله عن أدلّة القائلين بوحدة الوجود فى جملة كلام له و قال المحقّق الشّريف فى «حواشى شرح التّجريد»: إن قلت: ما ذا تقول فيمن يرى أنّ الوجود مع كونه عين الواجب و غير قابل للتّجزىّ و الإنقسام قد انبسط على هياكل الموجودات فظهر فيها، فلا يخلو
ص: 54
عنه شى ء من الأشياء، بل هو حقيقتها و عينها، و إنّما امتازت و تعدّدت بتقيّدات و تعيّنات إعتباريّة، و يمثّل ذلك بالبحر و ظهوره فى صورة امواج متكثرة، مع أنّه ليس هناك إلّا حقيقة البحر فقط، قلت: هذا طور ورآء طور، و العقل لا يتوصّل إليه إلّا بالمشاهدات الكشفيّة؛ دون المظاهرات العقليّة، و كلّ مسّر لما خلق له انتهى.
و الشّيخ العارف علاء الدّولة السّمنانى مع غاية اعتقاده و غلوّه فى الشّيخ العارف محيى الدّين الأعرابىّ، حتّى أنّه خاطبه فى حواشيه على «الفتوحات» بقوله: أيّها الصّدّيق، و أيّها المقرّب، و أيّها الولىّ، و أيّها العارف الحقّاني، كتب علي قوله فى أوّل «الفتوحات» سبحان من اظهر الاشياء و هو عينها، ما لفظه: إنّ اللّه لا يستحيى من الحقّ، أيّها الشّيخ لو سمعت من أحد أنّه يقول: فضله الشّيخ عين وجود الشّيخ لا تسامحه ألبتّة بل تغضب عليه؛ فكيف يسوغ لك أن تنسب هذا الهذيان إلى الملك الديّان، تب إلى اللّه توبة نصوحا لتنجو من هذه الورطة الوعرة الّتى يستنكف منها الدهريّون و الطبيعيّون و اليونانيّون، و السّلام على من اتّبع الهدى.
ثمّ قال بالفارسيّة: و شيخ محيى الدّين «در فصوص» و «فتوحات» گويد كه هركه بت پرستيد بهمان خدا را پرستيده باشد؛ و چون سامرىّ گوساله ساخت و مردم را بعبادت او خواند حق تعالى يارى نكرد هارون را بر سامرى از براى آنكه ميخواست كه در هر صورتى پرستيده شود، حقّ تعالى نصارى را تكفير ننمود بسبب آنكه بالوهيّت عيسى قائل شدند، بلكه بسبب آنكه خدا را منحصر در عيسى دانستند چنانكه فرمود لقد كفر الّذين قالوا إنّ اللّه هو المسيح و خود را خاتم الأوليآء دانسته، و گفته كه ختم ولايت باو شده، و پيغمبران نزد او حاضر شدند بجهت تهنيت و مباركبادى ختم ولايت، و نيز گفته كه جميع أنبيا إقتباس علم ميكنند از مكاة خاتم انبياء، و جميع أولياء إقتباس علم ميكنند از مكاة خاتم اولياء، و گفته كه خاتم أولياء أفضل است از ساير أولياء در ولايت، چنانكه خاتم أنبياء أفضل است از سائر انبياء در رسالت؛ و نيز گفته كه اهل آتش در دوزخ تنعّم ميكنند، و بآتش راحت ميابند
ص: 55
و لذت ميبرند، و عذاب كافر منقطع خواهد شد، و عذاب مشتّق است از عذب بمعنى شيرينى.
و نيز محيى الدين مذهب جبر را بجميع عرفاء داده و شبسترى «در گلشن راز» نيز گفته است:
هر آنكس را كه مذهب غير جبر است
نبى گفتا كه او مانند گبر است
و جميع أشاعره أهل سنّت جبرى مذهبند؛ و چه خوب گفته است إمام فخر رازىّ شافعىّ أشعرى در اين مقام شعرا:
إذا كانت الأشياء من اللّه قدّرت
فقد قام عذر للرّوافض فى السبّ
إذا كان ربّ العرش فى حكمه قضى
عليهم بهذا فالعتاب على الربّ
انتهى كلام صاحب «المقامع» و قال المحدث النيسابورىّ فى رجاله الكبير بعد ذكره الرّجل بعنوان محمّد بن على بن محمّد المتكرر ثلاثا، الشّيخ محيى الدّين أبو عبد اللّه الّطّائى الحاتمّى الاندلسى المغربّى أصلا المكىّ نزلا ثمّ الدّمشقى، كان من أكابر العرفاء و مصنّفيهم، له كتب معروفة منها كتاب «الفتوحات المكيّة» كبير جدّا، و كتاب «الفصوص» و كتاب «الشّجرة النعمانيّة» و كتاب «المبادى و الغايات» و كتاب «إنشاء الدّوائر و الجداول» و كتاب «الجمع و التفصيل فى معرفة معانى التّنزيل» و كتاب «التّدبيرات الإلهيّة فى إصلاح مملكة الإنسانيّة» و كتاب «عنقاء مغرب» فى معرفة ختم الاولياء و «شمس المغرب» و كتاب «المفاتح الغيبيّة» و له قصائد و أشعار.
و كانت له يد طولى فى علم الحروف، و من استخراجه إذا دخل السّين فى الشين ظهر قبر محيى الدّين، فلمّا دخل السلطان سليم الشّام تفحّص عن قبره و عمّره بعد الإندراس، و منه ما انشد فى ظهور القائم عليه السّلام
إذا دار الزّمان على حروف
ببسم اللّه فالمهدىّ قاما
و إذا دار الحروف عقيب صوم
فاقرؤا الفاطمىّ منّى السّلاما
ص: 56
ظاهر تصانيفه على مذهب العامّة، لانّه كان فى زمن شديد، و قد أخرجنا عباراته النّاصّة على خصائص مذهب الإماميّة الاثنى عشريّة فى كتاب «ميزان التّمييز» فى العلم العزيز؛ أشار فى الفصّ الهارونّى إلى حديث المنزلة، و قال فى «الفتوحات» انّ بين الفلك الثامن و التّاسع قصرا له اثنى عشر برجا، على مثال النبى و الأئمّة الإثنى عشر، إلى آخر ما نقله عن الرّجل من عبارات فصوصه و فتوحاته الظاهرة فى صفاء طوّيته، و حسن اعتقاداته؛ مع انها اعمّ من المدّعى عند من وجد أضعاف هذه العبارات فى كتب كبار العامّة العميآء الإعتراف جميع الامّة بالأئمّة الاثنى عشر من ذوى- القربى، و كذا يكون المهدىّ المنتظر من أولاد فاطمة الزهراء، و نسل علىّ المرتضى فكيف بمثل هذا الفهم العارف الحاذق المدّعي للمرتبة العليا، و المتحيّر فى أمره عقول أبناء الدّين و الدّنيا.
ثمّ قال بعد ذلك و ما نسب إليه بعض الغاغة انّه قال لم يقتل يزيد الحسين إلّا بسيف جدّه، فذلك قول القاضى أبى بكر محمد بن عبد اللّه بن العربىّ المعافرىّ.
تلميذ الغزاليّ فى شرح قصيدته الهمزيّة، و فسّره ابن حجر، و قال أى لأنّه الخليفة و الحسين عليه السّلام باغ عليه.
و قال فى الباب الثّامن عشر و ثلاثمأة ما لفظه: فما ثمّة شارع إلّا اللّه قال اللّه تعالى لنبيّه صلى اللّه عليه و آله لتحكم بين النّاس بما أريك اللّه، و لم يقل له بما رأيت بل عاتبه سبحانه لمّا حرّم على نفسه باليمين فى قصّة عايشة و حفصة بقوله جلّ و علا يا ايّها النّبى لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك، تبتغى مرضات أزواجك، و كان هذا ممّا ارته نفسه و هذا يدلّك على ان قوله تعالى: بما اراك اللّه انّه ما يوحى إليه لا ما يراه من رأيه، فلو كان هذا الدين بالرأى لكان رأى النّبى اولى من رأى من ليس بمعصوم و من الخطاء اقرب اليه من اصابته إلي ان قال: و قال فى باب آخر منه ليجوز أن يدان اللّه بالرّأى، و هو القول بغير حجة و برهان من كتاب و لا سنّة و لا اجماع، و امّا القياس فلا أقول به و لا اقلّد فيه جملة واحدة فما أوجب اللّه علينا الإذن بقول أحد غير رسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم انتهى.
اقول و قد اكثر القول فى هذا المعنى فى مواضع من كتبه و من أشعاره:
ص: 57
رأيت ولائى آل طه وسيلة
على رغم أهل البعد يورثنى القربا
فما طلب المبعوث اجرا على الهدى
بتبليغه إلّا المودّة فى القربى
توفّى ليلة الجمعة الثّانى و العشرين من شهر ربيع الاوّل سنة ثمان و ثلاثين و ستمأة، و قبره بصالحيّة دمشق مزار مشهور، يروى عن جماعة منهم: الشّيخ جمال الدّين ابن ابى البركات؛ و يونس بن يحيى بن العبّاس، و عبد الوهّاب بن علي البغدادىّ الصّوفى، و الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمّد السلفّى، و الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحجرى و ابو الوليد احمد بن محمد بن محمد بن العربى؛ و ابو عبد اللّه محمّد بن عيشون.
و يروى عنه جماعة منهم: أبو الحسن على بن عمر الوافى الصوفّى و صحّ حديثه عند العرفاء و الصوفيّة و اكثر العامّة و بعض الإماميّة تمّ كلام هذا المحدّث.
و قد نقل عنه هو و غيره أيضا أنّه قال فى الباب الثلاثمأة و الستّة و الستّين من الفتوحات: انّ للّه خليفة يخرج من عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم من ولد فاطمة عليها السلام، يواطى إسمه إسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله جدّه الحسين بن علّى عليه السّلام، يبايع بين الرّكن و المقام؛ يشبه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في الخلق و ينزل عنه فى الخلق، أسعد النّاس به أهل الكوفة، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يضع الجزية: و يدعوا الى اللّه بالسّيف، و يرفع المذاهب عن الارض، فلا يبقى إلّا الدّين الخالص، اعداؤه مقلّدة العلماء أهل الإجتهاد لما يرونه يحكم بخلاف ما ذهبت اليه ائمتهم، فيدخلون كرها تحت حكمه، خوفا من سيفه يفرح به عامّة المسلمين اكثر من خواصهم، يبايعه العارفون من أهل الحقايق عن شهود و كشف؛ بتعريف إلهىّ له رجال الهيّون يقيمون دعوته و ينصرونه، و لو لا انّه السّيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله، إلى آخر ما ذكره (1)
و قال سيّدنا المحدّث الجزائرىّ رحمه اللّه بعد نقله عن الرّجل هذه المقالة إلى آخرها، و هو كلام انيق بل، ربّما لاح منه حسن الإعتقاد و الردّ على اهل الرّأى و القياس كابى حنيفة و اضرابه، و لكن الظّاهر انّه كلام خال عن التعصّب، و إن كان صاحبه من أهل السنّة بلا كلام، و اقول بل لو ثبت منه هذا الكلام لدلّ على كونه علاوة على
ص: 58
الفضيلة من الصّوفيّة الصائبة النائبة عن الطريقة العائبة بمراسم الشّريعة، و على ذلك فهو معذور فيما ينطق و يلوك، و مخذول من اللّه و رسوله فى هذا السّير و السّلوك،
و قال الفاضل المتبحر المولى إسماعيل الخاجوئى رحمه اللّه فى بعض تعليقاته على قول من نقل عنه قوله: انّ للّه خليفة إلى آخر: هذا يناقض ما نقل عنه أنّه قال فى فتوحاته: انى لم أسأل اللّه أن يعرفنى إمام زمانى، و لو كنت سألته لعرفنى، فانظر كيف خذله اللّه و تركه و نفسه فانّه مع سماعه حديث: من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميّتة جاهليّة المشهور بين العلماء كافّة كيف يسعه الإستغناء عن هذه المعرفة، و كيف سوغه عدم السؤال عنها، و لعل امثال هذه المناقضات الواضحة، و مخالفات الشّرع الفاضحة، إنّما كانت تصدر عنه لإختلال عقله لشدة الرّياضة فى الجوع، فكان يكتب ما يأتى بقلمه ممّا يخطر بباله من غير رجوع إنتهى.
و من جملة ما يؤيّد وجود هذه الفضيلة أيضا فيه، بل وقوع كثير من هذه الطّائفة أيضا باغوائه فى هذا التيه، هو قول سيّدنا المعظّم عليه أيضا قدّس سرّه فى كتاب شرحه على أسماء اللّه الحسنى عند انجرار كلامه إلى ذكر أهل المعنى و الطّالبين لمعرض هذا الأدنى، و رأينا الصوفيّة من أشدّ النّاس ضررا على الدّين، لأنّهم يقولون القول و يصدّقهم عليه عوامّ المذهب و حكّام الجور، و يقهرون النّاس على تصديقهم و ركوب طريقتهم، كان شيخ صوفّى صاحب ذكر و حلقة فى شيراز و كنت أراه ليالى الجمع تحت قبة السيّد أحمد رضى اللّه عنه وسط الحلقة، و كان يقول إذا رجع من مشايعة الأموات كنّا نزرع الأموات؛ فظهر بعد مدّة انّه على مذهب التّناسخ، و أمّا الصّلاة و العبادات فمشايخهم يتركونها إستنادا إلى إنّها وسائط بين الرّبّ و العبد، و ليس بينه و بين العارفين حجاب، و يستدلّون بقوله تعالى و اعبد ربّك حتّي بأتيك اليقين. أقول و يلزم من هذا أقول و يلزم من هذا إنّهم أكمل من الأنبياء و اوصيائهم، و لعل الصّوفيّة يلتزمون ذلك كما هو الظّاهر من كلام محيى الدّين الأعرابىّ انتهى.
ص: 59
و حسب الدّلالة على كونه من جملة الصوفيّة الغير الصافيّة، أخذه فى جملة مصنّفاته من كلّ قريب و بعيد، و نقله من كلّ قديم و جديد، سوى اهل بيت العصمة و الطّهارة؛ و خزنة العلم و الحكمة، مثل شيخهم الغزّالىّ، و الشّيخ محيى الدين الآخر عبد القادر الجيلانى، و مجد الدّين البغدادىّ.
و أقرانهم المجدّين فى إثبات ولاية الجهلة بآداب الدّين، و حملة أوزار السّفلة و المشعبدين، و لذا سمّاه بعض مشايخ عرفائنا المتأخّرين بمميت الدّين و عبر عنه مولانا الوالد المرحوم المحترم على اللّه مقامه فى عليين بلقب احسن من ذلك اللّقب هو ما حى الدّين، نعم في هذه الطّائفة جماعة على حدة ينظرون دائما إلى أمثال هؤلاء الملاحدة بعين واحدة، مثل ابن فهد الحلّى؛ و شيخنا البهائى، و مولانا محسن الكاشى و المولى محمّد تقى المجلسّى، و القاضي نور اللّه التسترىّ، و لا سيّما المتأخر منهم الملقّب من أجل ذلك بشيعه تراش.
و قد ذكر هذا المتأخّر فى كتاب «مجالسه» أحوال صاحب هذه التّرجمة بما ترجمته بعد التّسمية له بعنوان: أوحد الموحّدين محيى الدّين محمّد بن علىّ العربّى الحاتمىّ الأندلسىّ قدّس سره العزيز، هكذا كان من أهل بيت الفضل و الجود، و المتصاعدين من حضيض التعلّقات و القيود؛ إلى أوج الإطلاق و الشّهود، و تنتهى نسبة خرقته بواسطة واحدة إلى خضر النبى عليه السّلام و الخضر بموجب تصريح مولانا قطب الدّين الأنصارىّ صاحب المكاتيب خليفة الإمام ابن الإمام زين العابدين عليه السّلام.
و روى الشّيخ ابو الفتوح الرّازى فى تفسير آية فانّها محرّمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض انّه قال لبعض الملحوظين بعين العناية فى هذه الطّريقة، أنا من جملة موالى علىّ و الموكّلين بشيعته؛ و قد سمع من بعض فقراء السّلسلة النّور بخشيّة أنّه قال كلّ من أظهر ملاقات الخضر عليه السّلام من مشايخ هذه الطّائفة أو نسب إليه خرقته فقد التزم بمذهب الشّيعة، و قد أشعر هذا الشّيخ بمعتقد نفسه في باب الإمامة.
و عبارته فى «الفتوحات» صريحة فى إعتقاده بالائمّة الإثنى عشر، و ثبوت الوصاية
ص: 60
لهم عن السيّد البشر صلوات اللّه عليهم، و أشار فى عنوان الفصّ الهارونىّ من كتاب «الفصوص» إلى حديث المنزلة، و فى رسالة عقيدته المشهورة أيضا إشارة لطيفة إلى وجوب الإذعان بالامور الواقعة فى يوم الغدير الّتى من جملتها تعيين خلافة جناب الأمير عليه السّلام، حيث أنّه يقول: و وقف فى حجّة وداعه على كلّ من حضر من أتباعه؛ فخطب و ذكر و خوّف و حذّر و وعد و أوعد إلى أن قال: ثمّ قال: هل بلغت؟ فقالوا بلّغت يا رسول اللّه، فقال اللّهم اشهد و ذكر ايضا فى الباب الثّلاثمأة و السّادس و الستّين من كتاب «الفتوحات» صفات إمامنا المهدىّ صاحب الأمر عليه السّلام، و علامات ظهوره كما ذكره علماؤنا الإماميّة في مؤلّفاتهم و أفاد أنّه عليه السّلام يمحو أثر المذاهب المشهورة عن وجه الأرض؛ و يكون أسعد الناس به فى ذلك الزّمان شيعة الكوفة، و هذه عبارته: انّ اللّه خليفة تخرج من عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، من ولد فاطمة إلى أخر ما تقدّم نقله و حكايته؛ و ذكر أيضا بعد ذلك انّ جناب غوث المتأخّرين السيّد محمّد الشّهير بنور بخش، نور اللّه مرقده و هو الّذى كان جامعا للعلوم الظّاهريّة و الباطنيّة قد صححّ عقائد جناب هذا الشّيخ المحترم على الوجه الأتمّ.
ثمّ انّ صاحب المجالس أخذ فى تأويل كلماته الكفريّة، مثل قوله بوحدة وجود الخالق و المخلوق؛ و كون عبادة الأصنام هى عبادة اللّه، و انّ رسل اللّه يستفيدون المعرفة من خاتم الاولياء و انّ الكفّار غير مخلّدين فى النّار و غير ذلك، و لو كان الأمر كذلك لما بقى على وجه الأرض كافر و لا هالك و لا جازا إظهار البراءة من أحد من أهل الممالك فى شى ء من المسالك؛ و هذا ممّا لا يقوله أحد من المليين، فكيف بمن كان من أتباع النبيّين و مسافرى العليين.
ص: 61
كشاف المعارف و الاسرار محمد بن ابراهيم النيسابورى الملقب فريد الدين العطار(1)
أحد مشايخ المولوىّ الرومى صاحب المثنوى قال صاحب «مجالس المؤمنين» فى صفته أوّلا شعرا:
همان خريطه كش داروى فنا عطّار
كه نظم اوست شفا بخش عاشقان حزين
مقابل عدد سوره كلام نوشت
سفينه هاى عزيز و كتابهاى گزين
جنون ز جذئه او ديده در سلوك خرد
خرد ز منطق أو جسته در سخن تلقين
ثمّ أخذ فى ترجمة أحواله نثرا بما يكون حاصل ترجمته هكذا: مرتبته عالية و عقيدته من عين صافية، كلامه يدعى بمقرعة أهل السلوك، و كان واحد عصره فى الشّريعة و الطّريقة بلا شين الشّكوك، محترقا بنار الوجد و لهب شوق اللّقاء، مستغرقا فى بحار المعرفة و اليقين مع نهاية الصّدق و الصّفاء، أصله من قرية كدكن الّتى هى من جملة أراضى نيسابور، و أخذ خرقته من السّلطان مجد الدّين البغدادىّ المتصوّف المشهور و أدرك فى زمن صباه صحبة قطب الدين حيدر الموسوىّ التّونى، و أنشد باسمه كتاب المشتهر بحيدرى نامه، و قد عمر فى الدّنيا عمرا طويلا؛ و بلغ من السّنين عدد سورة القرآن المبين مأة و أربع عشرة سنة، و ذلك انّه ولد فى شعبان سنة ثلاث عشر و خمسمأة، و بقى فى نيسابور تسعا و عشرين، و فى مدينة شادياخ خمسا و ثمانين، و أتّفق خراب تلك البلدة بعد وقوع شهادته هذا الرّجل فيه، بثلاث سنين، و كانت شهادته سنة سبع
ص: 62
و عشرين و ستّ مأة، و قيل سنة تسع و ثمانين و خمسمأة، و مرقده الشريف فى مقبرة نيسابور، عليه رحمة اللّه الملك الغفور، و أدرك صحبته علي الكبر مولانا الرّومى، كما ذكره فى «النّفحات» مولانا الجامىّ-، و أعطاه بيده كتاب أسرار نامته، فكان لا يفارقه المولوىّ أبدا؛ بل ينسج ما ينسج بعد ذلك على صفته، و يهتدى بنور معرفته كما يشير إلى ذلك قوله:
گرد عطار گشت مولانا
شربت از دست شمس بودش نوش
و قوله:
عطّار گشته روح و سنائى دو چشم او
ما أز پى سنائى و عطّار ميرويم
و يقول فى منقبته أيضا فى موضع آخر:
هفت شهر عشق را عطّار گشت
ما هنوز أندر خم يك كوچه ايم
و له مصنّفات كثيرة تشتمل على منتخب أسرار التّوحيد منها سوى ما ذكر كتاب «منطق الطّير» و «إلهى نامه» و «مظهر العجائب» و أظهر فى أكثرها طريقة السّنائى؛ و هو فى مراتب إظهار الولاية بين مفرط يتوهّم منه الغلو من جهة عشقه الفطرىّ و مفرط يظهر فى بعض المواضع من باب شدّة مراعاته التقيّة ثناء على السنّى «و لن يصلح العطّار ما أفسد الدّهر» و من جملة أشعاره فى كتابه «الإلهى نامه» قوله:
ز مشرق تا بمغرب گر إمام است
علىّ و آل أو ما را تمام است
گرفته اين جهان وصف سنانش
گذشته ز آن جهان وصف سه نانش
چه در سرّ عطا، إخلاص او راست
سه نان را هفده آيه خاصّ او راست
إلى أن قال:
چنان مطلق شد اندر فقر وفاقه
كه زرّ و نقره بودش سه طلاقه
اگرچه زرّ و سيم با حرمت آمد
ولى گوساله اين أمّت آمد
كجا گوساله هرگز رنجه گردد
كه با شيرى چنين همپنجه گردد
و قال في كتابه الموسوم ب «مصيبتنامه»:
ص: 63
رونقى كان دين پيغمبر گرفت
أز أمير المؤمنين حيدر گرفت
لا فتى إلّا عليش أز مصطفى است
وز خداوند جهانش هل أتى است
و من جملة أشعاره أيضا:
إى پسر تو بى نشانى از علىّ
عين و لام و يا ندانى از علىّ
از دم عيسى كسى گر زنده خاست
او بدم دست بريده كرد راست
مصطفى گفتش توئى آدم بعلم
نوح فهم، آنگاه إبراهيم حلم
همچو يحيى زهد و موسى بطش كيست
گر نميدانى شجاع دين على است
پس محمّد چون جمال دوست ديد
هر كمالى را كه ز آن اوست ديد
گفت با او سى هزار و شش هزار
جمله أسرار سرّش بى شمار
سى هزار أسرار گفتا اين بگو
ششهزار ديگرش گفت اين مگو
إلى تمام أربعة عشر بيتا ذكرها غير ما ذكر، ثمّ إلى أن قال: و فى كتابه «المختار نامه» الّذى جمع فيه رباعيّاته؛ نسبة هذه الرّباعية إليه رحمه اللّه:
صدرى كه بكل طارم معنى او رفت
درّ صدف قلزم معنى أو سفت
بودند دو كون سائلان در أو
أو بود كه از جمله سلونى او گفت
إنتهى (1)
و من جملة أشعاره الرّائقة أيضا فى صفة هذه الدّنيا الفانية:
با خرد دوش در سخن بودم
كشف شد بر دلم مثالى چند
گفتم إى مايه همه دانش
دارم الحقّ ز تو سؤالى چند
چيست اين زندگانى دنيا
گفت خوابيست يا خيالى چند
گفتمش چيست مال و ملك جهان
گفت دردِ سر و وَبالى چند
گفتم أهل زمانه در چه رهند
گفت در بند جمع مالى چند
گفتم إين را چه حالتست بگو
گفت غم خوردن و ملالى چند
ص: 64
گفتم او را مثال دنيا چيست
گفت زالى كشيده خالى چند
گفتمش چيست كدخدائى؟ گفت:
هفته اى عيش و غصّه سالى چند
گفتم اين نفس رام كي گردد؟
گفت: چون يافت گوشمالى چند
فتنه انگيز گفتمش چه كس اند؟
گفت: سرگشتگان زالى چند
گفتم أهل ستم چه طائفه اند؟
گفت گرگ و سگ و شغالى چند
گفتم آرى سزاى ايشان چيست
گفت در آخرت نكالى چند
گفتمش چيست گفته عطّار؟
گفت پند است و حسب حالى چند
هذا و قد ذكره المولي محمّد تقى المجلسى رحمه اللّه فى «شرح الفقيه» عند نقله عن السدّى عن أبى جعفر الباقر عليه السّلام أنّه قال ما أخلص عبد الإيمان باللّه أربعين يوما، أو قال ما أجمل عبد ذكر اللّه أربعين يوما، إلّا زهّده اللّه فى الدّنيا و بصّره داءها و دواءها، و أثبت الحكمة فى قلبه؛ و أنطق بها لسانه.
ثمّ تلا إنّ الّذين اتّخذوا العجل سينا لهم غضب من ربّهم و ذلّة في الحيوة الدّنيا، و كذلك نجزى المفترين. فقال و الظّاهر إنّ الغرض من ذكر هذه الآية انّه لا يحصل هذه الكمالات لغير المؤمن، و لا ينفع مجاهدة هؤلاء العامّة و ان اجتهدوا غاية جهدهم؛ و كلّ من وصل إليها فبههداية الأئمّة المعصومين صلوات اللّه عليهم وصل. و هذا هو سرّ الصوفيّة، كما ذكره العطّار فى كتابه «مظهر العجائب» انّى كنت فى الطّفولية مع ابى ذاهبا إلى الشيخ نجم الدّين الكبرى، فلقّننى اوّلا اسامى الأئمّة، ثمّ الذّكر، و قال هذا التّلقين عن شيخى عن شيخه الى أمير المؤمنين عليه السّلام عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عن جبرئيل عن اللّه تبارك و تعالى، فلا تظهر هذا السرّ إلّا الى من جربته من المريدين انتهى.
و قد ذكرنا ترجمة الشّيخ نجم الدّين المذكور فى أواسط القسم الثّانى من باب الأحمدين من الكتاب فليراجع إنشاء اللّه، و قال السيّد الجزائرىّ قدّس سرّه السرّى فى كتابه «الانوار» و كان من أعاظم مشايخ الصوفيّة عندهم الشّيخ العطّار، و لمّا
ص: 65
سمع سلطان ذلك الزّمان بكفره و اغوائه المسلمين أرسل إليه جلّادا يأخذ رأسه، فلمّا أتى إليه الجلّاد و أخبره بما اتى به، قال له الشّيخ العطّار أنت باىّ صورة شئت فتصوّر فان أردت قتلى فها أنا ذا ثمّ قتله.
المتكلم اللبيب و المتقدم الاديب أبو الحسن محمد بن عبد اللّه بن محمد المعروف بابن الحاج النحوى التجيبى القرطبى الاندلسى(1)
كان كما ذكره السّيوطى فى «طبقات النّحاة» أحد الاستادين العارفين؛ و الفقهاء المتلامذين المتواضعين، من تلامذة أبى محمّد بن حوط اللّه المشهور، و أبى القاسم بن بقىّ و جماعة، و له تصانيف جليلة منها كتاب «نزهة الالباب فى محاسن الآداب» و «المقاصد الكافية فى علم لسان العرب» و كان آية فى التّواضع، إذا فرغ من الإقراء نهض مسرعا، فقدّم للحاضرين نعالهم مات سنة إحدى و أربعين و ستّ مأة عن سبع و ستّين سنة(2)
و هو غير الفاضل المتبحّر المتين شرف الدّين محمد بن عبد اللّه بن محمد بن ابى- الفضل المرسى الاديب الزاهد المفسر الاصولى النحوى الّذى ذكره أيضا الفاضل السيوطى فقال: قال ياقوت: أحد ادباء عصرنا، و من أخذ من النّحو و الشّعر بأوفر نصيب، و و ضرب فيه بالسّهم المصيب، و خرّج التّخاريج، و تكلّم علي «المفصّل» للزّمخشرىّ و أخذ عليه عدّة مواضع، بلغنى أنها سبعون موضعا، أقام على خطئها البرهان و استدلّ على سقمها بالبيان.
و له عدّة تصانيف منها كتاب «الضّوابط النّحوية فى علم العربية» و «الإملاء على المفصّل» و «تفسير القرآن» قصد فيه ارتباط الآى بعضها ببعض، و «كتاب فى
ص: 66
أصولى الفقه و الدّين، و «كتاب فى البديع و البلاغة» انتهي. و قال الفاسىّ فى «تاريخ مكّة» له تصانيف، منها «التّفسير الكبير» يزيد على عشرين جزءا و الأوسط عشرة و الصّغير ثلاثة، و «مختصر مسلم، و «الكافى فى النّحو» في غاية الحسن، و له التعاليق الرّائقة فى كلّ فنّ إلى ان قال: و له المباحث العجيبة، و التّصانيف الغريبة، و جمع الأقطار فى رحلته، و سمع منه الحفاظ و الأعيان من العلماء و بالغوا فى الثّناء عليه، و آخر من روى عنه أيّوب الكحّال بالسّماع» و أحمد بن علىّ الجزرىّ بالاجازة، و ذكره القطب اليونينىّ فى «ذيل المرآة» و أثنى عليه.
العارف السامى و الحكيم الاسلامى ابن المولى بهاء الدين محمد بن الحسن البلخى البكرى جلال الدين محمد المشتهر بالمولوى المعنوى الرومى(1)
صاحب كتاب المثنوىّ الفارسي المعتبر عند العالم و العامىّ من الإمامىّ و غير الإمامىّ أمره فى رفقة المرتبة، و رتبة المعرفة، و كثرة المنقبة، و زيادة الفهم، و جلالة القدر، و متانة الرّأى، و ملاحة النطق، و رشاقة الفكر، و رزانة الطّبع، و نفاسة الصّنع؛ و كياسة النّفس، و غير ذلك من مراتب الفضل، و حكمة العلم و العمل أوضح من أن يذكر، و أشهر من أن يخفى أو ينكر، قيل: أنّه خرج من بيته بالبلخ إلى حجّ بيت اللّه الحرام، فلمّا رجع من الحجّ، و اتّفق مروره إلى بلاد الرّوم، قصد قصبة قونو فسكنها بقية عمره، و اشتهر من هذه الجهة بالمولى الرّومى.
ص: 67
و قد ذكروا مجارى أحواله فى معاجم كثيرة، منها تذكرتان وضعتا له بالخصوص كتبت إحديهما فى دياره الأصليّة، و الأخرى فى بلاد الرّوم، و فى بعض معتبرات الأرقام أنّه كان يعد من كبار علماء ديار البلخ فى زمن دولة السّلطان محمّد خوارزم شاه، بحيث كان يحضر حلقة درسه أربعمأة رجل من طلبة العلوم، و من جملة تلاميذ حضرته الرفيعة هو الشّيخ فخر الدين العراقىّ المعروف، صاحب كتاب «اللّمعات» و غيره، و قيل: إنّ المولوىّ صحب فى أيّام صباه الشّيخ فريد الّدين العطّار، إلى أن صار من جملة محارم أسراره؛ ثمّ لازم بعد ذلك خدمة الحكيم سنائىّ المشهور، كما قد اشير إليه فى ذيل ترجمتهما أيضا و أدرك أيضا صحبة شمس الدّين التّبريزىّ و قد كتب المثنوى فيما ذكره بعض المطّلعين باشارة الأمير حسام الدّين الچلبّى القونوىّ الرومىّ، و هو الّذى يقول فى صفته فى كتابه المذكور:
گر نبودى خلق محجوب و كثيف
ور نبودى خلقها تنگ و ضعيف
در مديحت داد معنى دادمى
غير از اين منطق درى بگشادمى
مدح تو حيف است با زندانيان
گويم أندر مجمع روحانيان
توفّى بقصبة قونو سنة إحدى و ستّين و ستّمأة؛ و مرقده الشّريف أيضا فى تلك القصبة كما افيد، و قد أطرء فى مدحه صاحب مجالس المؤمنين، و جعله من خلص شيعة آل محمّد المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين، و ايّد ذلك بكونه من أولاد جلال الدّين الدّاعى للدّولة العلويّة الإسماعيليّة، و كان هذا من جهة ظهور أشعاره الكثيرة الموجودة له فى المثنوىّ و ديوانه الكبير و غيرهما، بل صراحة جملة منها فى هذا المدّعى بزعمه، مع انّ ما يوجبانه من الأمر أعم من الشّيعيّة الّتي يكون هو بصدد إثباتها، و هى الّتى توجب النّجاة من عقوبات العقبى، و الفوز بدخول جنّات العلى و العطيّة الكبرى، كما قد أشرنا إلى وجه ذلك مرارا، فيما تقدّم من تراجم أمثال هذا المولى فليتأمّل جدا.
و نقل فيه أيضا إنّ المولى سراج الدّين القونوىّ الرّومى المجتهد الفقيه كان ينكر
ص: 68
شأن هذا الرّجل كثيرا، فاتّفق أنّه قد جرى ذكر الرّجل مرّة فى حضوره و ذكر انّه يقول أنا موافق فى العقائد مع جميع الفرق الثّلاث و السّبعين من هذه الأمة و لا اخطأ واحدة منهم، فأرسل إليه رجلا من فضلاء أهله؛ و أمره أن يسأل المولوىّ فى محضر من النّاس عن حقيقة هذه النّسبة، ثمّ يقيم عليه الفضيحة إن اعترف؛ فلمّا سأله ضحك فى وجهه و قال و أنا موافق لما أنت عليه أيضا، فخجل ذلك الرّجل و لم يحر جوابا و رجع.
و فى «الرّسالة الاقبالية» انّه قد سئل علاء الدّولة السّمنانى عن حال هذّا الرّجل، فقال هو نعم الفتى، و ان لم أر فى كلماته ما يوجب الإستقامة و التّمكين، ثمّ قال: و ممّا يعجبنى من الرجل أنّه كان إذا سأل خادمه هل يوجد عندنا شى ء نطعمه، فيقول:
لا، يظهر بذلك الفرح الشديد و يقول: الحمد للّه الذى جعل فى منزلنا شبها من منازل اهل البيت، و إن كان يقول: نعم، عندنا من المطاعم المطبوخ و غيره إنزعج شديدا و قال يفوح اليوم من منزلنا رائحة فرعون اللّعين.
هذا. و من جملة ما كان يهتمّ بذكره فى مجمع مريديه و مسترشديه قوله لا تصحبوا غير أبناء الجنس، فانّ شيخنا شمس الدّين التبريزىّ كان يقول علامة المريد المرضىّ أن يجتنب من صحبة غير المناسب و الأجنبى، فان بغته يوما من ذلك القبيل، فليجلس بينهم مثل المنافق فى المسجد و الصّبى فى المكتب و الأسير فى السّجن، ثمّ قال و كانت وفات المولوىّ وقت غروب الشّمس من خامس جمادى الآخرة سنة إثنتين و سبعين و ستّمأة انتهي فليتامّل و لا يغفل (1)
ثمّ ليعلم إنّ إستناده فى إثبات شيعيّة الرّجل بكونه من أولاد جلال الدّيّن الإسماعيلىّ أوهن من إستدلال بعضهم فى ذلك بأشعاره المشهورات، بل هذه النسبة إن ثبتت لكان أضرّ بدين الرّجل من وقوع نسبته إلى المخالفين معنا فى أمر الإمامة؛ لانّ الإسماعيليّة و ان كانوا فى ظاهر دعاويهم الكاذبة من جملة فرق الشّيعة المنكرين لخلافة غير امير المؤمنين عليه السّلام، إلّا انّ الغالب عليهم الإلحاد و الزندقة و المروق
ص: 69
عن الدّين، و الخروج عن دائرة الموحدين و المليّين و أتباع النبيين
حيث ان المراد باولئك هم القائلون بحياة اسماعيل بن جعفر الصّادق عليه السّلام و امامته من بعد أبيه، و هم على عقائد مختلفة، فمنهم: من وقف عليه و قال برجعته، و منهم: من ساق الإمامة فى أولاده نصّا بعد نصّ الى هذا اليوم، و لهم أسمآء مختلفة باعتبارات مفترقة، أحدها الباطنيّة كما قد عرفته فى ترجمة فخر الدّين الرازى باعتبار قولهم بباطن الكتاب دون ظاهره.
و تمسّكوا فى ذلك بقوله تعالى فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرّحمة و ظاهره من قبله العذاب. و ثانيها القرامطة لأنّ الّذى دعى النّاس إلى مذهبهم يقال له حمدان قرمط، و هى إحدى قرى واسط، و ثالثها الحرميّة لإباحتهم المحرّمات، و رابعها السّبعيّة، لأنّهم زعموا إنّ الّذين نطقوا بالشّرايع سبعة: آدم و نوح؛ و ابراهيم؛ و موسى، و عيسى، و محمّد، و المهدىّ سابع النّطقاء، و بين كل اثنين من النطقاء سبّعة من الأئمة يتّممون شريعته.
و لا بد فى كلّ عصر من سبعة بهم يقتدون و بهم يؤمنون و يهتدون، و لهم درجات و مناصب على ترتيب رتباتهم إلى آخر ما ولعوه و ولغوه، و خامسها البابكيّة من جهة أنّ طائفة منهم تبعت بابك الخرّمى فى الخروج بآذربيجان، و لقبّوا أيضا بالمحمرّة للبسهم الحمرة فى أيّام بابك، و أصل دعوتهم على إبطال الشّرايع، كما ذكره بعض فضلائنا المتبحّرين هو انّ العبادية و هم طائفة من المجوس راموا عند قوّة الإسلام تأويل الشّرايع على وجوه تعود إلى قواعد اسلافهم، و ذلك أنّهم اجتمعوا فتذاكروا ما كان عليه أسلافهم من الملك، و قالوا لا سبيل لنا إلى رفع المسلمين بالسّيف لغلبتهم على الممالك.
لكنّا نحتال بتأويل شرايعهم إلى ما يعود إلى قواعدنا و نستدرج به الضّعفآء منهم، فانّ ذلك يوجب اختلافهم و اضطراب كلمتهم و رأسهم فى ذلك حمدان قرمط، فاخذا فى تأويل الشّرايع كقولهم: الوضوء عبارة عن موالاة الإمام، و التّيمّم هو الأخذ من المأذون عند غيبة الإمام الّذي هو الحجّة.
ص: 70
و الصّلاة هى عبارة عن النّاطق الّذى هو الرّسول بدليل قوله تعالى إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر، و الإحتلام عبارة عن إفشاء السرّ من أسرارهم إلى من ليس من أهله بغير قصد منه، و الغسل تجديد العهد، و الزّكاة تزكية النّفس بمعرفة ما هم عليه من الدّين، و الكعبة النّبى صلى اللّه عليه و آله، و الباب علىّ، و الصّفا هو النّبى صلى اللّه عليه و آله، و المروة هو على عليه السّلام؛ و الميقات و التلبية إجابة المدعوّ، و الطّواف بالبيت سبعا موالاة الأئمّة السبعة، و الجنّة راحة الأبدان عن التكاليف، و النّار مشقتها بمزاولة التّكاليف إلى غير ذلك من مزخرفاتهم لعنهم اللّه.
هذا و لنعم ما قال هذا الفاضل المتبحر فى ذيل أحوال محقّقهم الدوانى أنّه كان يدرّس فى الحديث، فجرى يوما عنده ذكر حديث من مات و لم يعرف إمام زمانه، فقال لتلامذته ما المراد من الإمام هنا؟ فقالوا: المراد سلطان العصر، فقال لهم: إذن قد أوجب اللّه علينا معرفة هذا السّلطان الرّافضى يعنى به السّلطان شاه اسماعيل الصّفوى الموسوىّ، و العمل بأقواله و هو بالفعل يأمرنا بترك هذا الدّين و الدخول فى دين الشّيعة؛ ثمّ انّه غضب من كلامهم، و هو أيضا حيران لم يهتد إلى المراد من الإمام، فقام من مجلس الدّرس و حلف أن لا يعود إلى تدريس الحديث، فلزم علم الحكمة و مباحثته و مدارسته و اعتقاد ما يعتقدونه، فتاب من الكفر و دخل فى الزندقة، مثل من خرج من البئر فوقع فى المزبلة انتهى.
و حسب الدّلالة على ما احتمل فيه من الضّلال وجود أمثال قوله:
چونكه بيرنگى أسير رنگ شد
موسيئي با موسيئي در جنگ شد
فى كتابه المثنوىّ كثيرا، و توجيه هذه الكلمات المشككّة المريبة المعيبة بجهد الأنين و عرق الجبين و قيادة التخمين بما لم يك منافيا لضرورة الدّين، و منافرا لشرايع النبيّين، و إشفاق المليين، كما هو دأب بعض أهل المسالمة و اللّين يثبت العذر لجميع أقاويل اهل الإلحاد، و يسدّ باب النّقض على عموم أباطيل حيل العناد و أرباب الإرتداد، و يوجب الهرج و المرج فى الشّريعة، و شيوع البدع و الأمور الشنيعة
ص: 71
و تجرى أهل الزّيغ و المرض على إضلال العوامّ و قلّة الاعتناء منهم بشعائر الإسلام و شرايع المسائل و الأحكام، مضافا إلى أنّ أصل هذا العمل بموجب ما قد علمته لازم طريقة الباطنيّة، و مخالف لاجماع أهل البريّة في المعاملة بالحجّية، مع جميع الظّواهر اللفظيّة، و الظّنون الحقيقيّة و المجازية. كما أنه قيل و لنعم ما قيل فى جملة ما وقع عليه من الكلام التّعويل أوّل مراتب الالحاد فتح باب التّأويل، بل الظّاهر إنّ ضرر الباطنيّة الملعونة بهذا الدّين المبين أعظم من ضرر الحشويّة الظّاهريّة الّذين يحملون ألفاظ الكتاب و السنّة على ظواهرها دائما، و إن كان الدّليل القاطع على خلافها قائما أو كان القول بالجبر أو التّجسيم لمعتبرها كذلك لازما، و ذلك لأنّ هؤلاء الأرجاس الأنجاس مع جميع ما فيه من الإنتكاس و الإبلاس لم يخترموا أساس الأحكام و لم يعدلوا فى الظاهر عن طريقة أهالى الإسلام، و لا أنكروا فى الحقيقة مثل أولئك الأزلام، معاد يوم القيام؛ و إن كان كلاهما ورد النّار و ساقطا بالتّفريط و الإفراط عن حدّ الإعتدال و الإعتبار، و مثلهما فى هذه المخالفة كمثل اليهود و النصارى فى بطلان اعتقادهما جميعا فى حق عيسى او كمثل النّواصب و النّصيريّة بالنسبة إلى على المرتضى عليه سلام اللّه الأوفر الأوفى فاستعذ باللّه تعالى دائما من فى طرفى الوقوع النّقيض و الابتلاء بالتّورط فى مضيق مذهبى الجبر و التّفويض، و استمسك بالذى القى إليك من شجرة مباركة زيتونة لا شرقيّة و لا غربيّة؛ و لا صيفيّة و لا شتائية، و لا دنسيّة و لا وسواسيّة، و لا إسرافيّة و لا اقتاريّة، و لا اصوليّة و لا أخباريّة، كما هو طريقة العقلاء و المحتاطين؛ و صراط الذين أنعم اللّه عليهم من المقسطين و المتوسّطين غير المغضوب عليهم و لا الضّالين، و الحمد للّه ربّ العالمين.
ثمّ إنّ من جملة شواهد كون الرّجل فى سلوكه غير مصيب، و ان ليس له من فقه الإماميّة خير نصيب، وقوعه في زمن افلاج القرامطة و سلطنة اعلاج الملاحدة و اغنام كبار المتصوّفة الفرصة فى ذلك البين، و اجتماعهم على تقوية الباطل، كما تشقّ العين، بل الظّاهر إنّ هجوم هذه الطائفة المضلّة لم يتّفق فى جميع الطّبقات من هذه الملّة، مثل إتّفاقه فى أواخر المأة السّادسة و أوائل السّابعة الّتى هى موسم طلوع هذه
ص: 72
النّجمة، و جماعة اخرى من المختتين الائمّة مثل الشّيخ نجم الدّين الكبري، و تلميذه رضىّ الدّين على الملقّب بلالا ابن الشّيخ سعيد الّذى كان عمّ الحكيم سنائىّ و الحكيم سنائىّ، و الشّيخ العطار، و شمس الدّين التّبريزى، و محيى الدّين العربى، و الشّيخ سعد الدّين الحموىّ و الشّيخ عبد القادر الجيلىّ، و الشّيخ المقتول شهاب الدّين السّهروردىّ، و غيرهم، بل و لمّا يتّفق زمن يكون نجم الفقهاء فيه أحطّ و أكدر و عددهم فيه أقلّ و أقصر زمن عصر هذه الطّبقة، حتّى أنّه لم يعلم الى الآن من هو المجدّد على رأس مأتيها المذكورتين فى جماعة الاماميّة، و خصوصا الثانية منها فليتامل و لا يغفل.
ثمّ ليتفطّن بعد ذلك كلّه و ليغفل إنّ من جملة من تعرّض لذكر هذا الرّجل الأجلّ الأبجل، على وجه الأتمّ هو صاحب كتاب «عجائب البلدان، حيث انّه قال فيما نقل عن كتابه المذكور، عند ذكره لبلدة البلخ من جملة بلاد خراسان، و بيان من ينسب إليها من الأعيان، و ينسب إليها مولانا جلال العارفين محمّد بن محمّد الرومىّ رحمهما اللّه تعالي؛ و كان عالما مجذوبا زهد فى الدّنيا بسلوك طريقة، أرباب العرفان إلى أن قال: و كان له وظيفة سماع فى أربعة وجوه من اولى الألحان؛ فكان إذا أخذوا فى نغماتهم يغلب عليه الوجد الكامل، و يبادر إلى إنشاد الأشعار، و كان هناك أربعة من الكتاب المقررّة ياخذونها من فيه و يقيدونها فى دفاترهم، و يقال ان شيخ أهل الطريقة مصلح الدّين السّعدى الشّيرازيّ، وصل فى بعض زمن سياحته إلى بلد مولانا الرّومى، و نزل فى موضع كان بينه و بين خانقاه المولوىّ مسافة، فاتّفق أنّه قصد يوما أن يتغزّل على طرزه و طريقته فانشد:
سرمست اگر درآئى عالم بهم برآيد.
و سدّ عليه السّبيل إلى المصراع الثّانى، فوصل إلى خدمة مولانا. و هو فى مجلس سماعه، فكان أوّل ما تكلّم به فى ذلك المجلس قوله:
سرمست اگر درآئى عالم بهم برآيد
خاك وجود ما را گرد از عدم برآيد
ص: 73
إلى تمام الغزل المعروف، فعرف الشّيخ إنّ ما قاله كان من غلبة الحال و زاد ذلك فى حسن اعتقاده بصفاء باطنه الشّريف هذا.
و من جملة من تعرّض لذكر هذا الرّجل من هذه الطائفة، هو المحدّث النّيسابورىّ فى درج رجاله الكبير، فقال بعد التّرجمة له بعنوان: محمّد بن محمد بن الحسين المولي جلال الدّين البلخى الرّومى نزلا كان محدّثا عالما عارفا رمى بالتّصوّف و قد أخرجنا من كلامه المنظوم ما لا يريب اللبيب فى كونه إماميّا اثنى عشريّا، و لكنّه كان مشاقيا فى دولة المخالفين، و قد استوفينا تحقيق مذهبه في كتاب «ميزان التّمييز فى العلم العزيز» و لنكتف هنا، بابيات منه قال فى المثنوىّ:
هرچه گويم عشق از آن برتر بود
عشق امير المؤمنين حيدر بود
و قال:
تو بتاريكى على را ديده اى
لا جرم غيرى بر او بگزيده اى
و قال:
رومى نشد از سرّ على كس آگاه
زيراكه نشد كس آگه از سرّ إله
يك ممكن و اين همه صفات واجب
لا حول و لا قوّة إلّا باللّه
له تصانيف أشهرها المثنوىّ المعروف، و قد عبّر عنه شيخنا البهائى قدّس سرّه بالمولوىّ المعنوىّ و قال:
من نميگويم كه آن عالى جناب
هست پيغمبر ولى دارد كتاب
انتهى و من جملة مناظيم ديوانه الّذى هو سوى مثنويّة المعروف كما نقله بعضهم و جعله دليلا على كونه من الشّيعة المخلصين المتدينين قوله:
هر آن كس را كه مهر أهل بيت است
ورا نور ولايت در جبين است
غلام حيدر است مولاي رومىّ
همين است و همين است و همين است
و منها أيضا:
آفتاب وجود أهل صفا
آن امام امم ولى خدا
آن إمامى كه قائم است الحقّ
زو زمين و زمان و أرض و سما
ص: 74
ذات او هست واجب العصمة
او منزّه ز كفر و شرك و ريا
عالم وحدت است مسكن او
او برون از صفات ما و شما
ره روان طالبند و او مطلوب
عارفان صامت و علىّ گويا
سرّ او ديده سيّد المرسل
در شب قدر و در مقام دنا
از على ميشنيد نطق علىّ
بد على جز علىّ نبود آنجا
ما همه ذرّه ايم و او خورشيد
ما همه قطره ايم و او دريا
بى ولاى علىّ بحق خدا
ننهد در بهشت آدم پا
گر نهد بال و پر فروريزد
جبرئيل أمين بحق خدا
مؤمنان جمله رو باو دارند
كو إمام است و هادي أولى
بنده قنبرش بجان ميباش
تا برندت بجنّة المأوى
شمس تبريز بنده از جان شد
جان فدا كرد نيز مولانا
و الحقّ كما عرفته فيما سبق أنه لا دلالة فى شى ء ممّا نقله من الأبيات على المدّعى و لو سلمناها فى الأوّل ففيه أوّلا عدم ثبوت نسبته إلى الرجل، لما ذكره بعض أهل التّحقيق انّه من جملة ملحقات الكتاب و المتنزّل من الحواشى، إلى متون الأبواب، و لذا لم يوجد فيه أثر فيما وجد من نسخه القديمة المصحّحة، بل يحتمل حينئذ كون ذلك من كلام من خاطب النّاظم به موبخا إيّاه فى تقديمه الغير في مواضع من كلماته فليلاحظ.
و ثانيا انّ الظّاهر كون مراده الإنكار على من قدّم غير علىّ على على عليه السّلام في الفضل و الشّرف و الإيمان الواقعى باللّه و برسوله، و هو أمر يقول به اكثر المحقّقين من المخالفين، بل لا ينكره إلّا كل متعصّب شديد العناد عميان الفؤاد، خبيث الميلاد الأ ترى كيف يقول إبن ابى حديد هم فى أوّل خطبة شرحه على «نهج البلاغة، بلسان ظريف: الحمد للّه الّذى قدّم المفضول على الافضل لصلحة إقتضاها التّكليف.
ص: 75
امام ائمة النحو و العربية جمال الدين ابو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن مالك الطائى الشافعى الجيانى الاندلسى الملقب بابن مالك(1)
النّاظم لكتاب «الألفيّة» فى تدوين المقاصد النحويّة و الصّرفيّة، ولد ببلد جيان من بلاد اندلس- المتقدّم تفصيلها فى باب الأحامدة- سنة إحدى و ستّمأة، و قدم دمشق الشّام، و تصدّر بها الإقراء العربيّة، ثمّ جاء إلى حلب و تصدّر بها أيضا و اشتغل بفقة الشّافعى و كان كثير العبادة، حسن السّمت، أخذ عنه جماعة منهم: الفاضل النّووىّ كما ذكره الشّمنى فى «حاشية كتاب المغنى» و قال فى صفته شارح ألفيّته الحافظ السّيوطى: قال الذّهبى الشّامىّ- يعني به صاحب كتاب «تاريخ الشّام» ولد سنة ستّمأة أو إحدى و ستّمأة، و سمع بدمشق من السّخاوى و الحسن بن الصّباح و جماعة و أخذ العربيّة عن غير واحد و جالس بحلب ابن عمرون و غيره، و تصدّر بها لإقراء العربيّة، و صرف همّته إلى إتقان لسان العرب، حتّى بلغ فيه الغاية، و حاز قصب السّبق، و أربى على المتقدّمين.
و كان إماما فى القراءات و عللها، و أمّا اللّغة فكان إليه المنتهى فى الاكثار من نقل غريبها، و الإطّلاع على وحشيّها، و أما النّحو و التّصريف فكان فيه بحرا لا يجارى، و حبرا لا يبارى، و أمّا أشعار العرب الّتى يستشهد بها على اللّغة و النّحو فكانت الأئمّة الأعلام يتحيّرون فيه، و يتعجّبون من اين يأتى بها! و كان نظم الشّعر
ص: 76
سهلا عليه رجزه و طويله و بسيطه و غير ذلك، هذا مع ما هو عليه من الدّين المتين، و صدق اللّهجة، و كثرة النّوافل، و حسن السّمت و رقة القلب، و كمال العقل، و و الوقار و التّودة.
اقام بدمشق مدّة يصنّف و يشتغل، و تصدّر بالتّربة العادلية و بالجامع المعمور و تخرّج به جماعة كثيرة، و صنّف تصانيف مشهورة، روى عنه ابنه الإمام بدر الدّين و الشّمس بن ابى الفتح البعلى، و البدر بن جماعة، و العلاء بن العطار، و خلق انتهى كلام الذّهبىّ.
و قال أبو حيان بحثت عن شيوخه فلم أجد له شيخا مشهورا يعتمده عليه، و يرجع فى جلّ المشكلات إليه؛ إلّا أنّ بعض تلامذته ذكر أنّه قال: قرأت على ثابت ابن حيّان بجيّان، و جلست فى حلقة أبى علىّ الشّلوييّن نحوا من ثلاثة عشر يوما، و لم يكن ثابت بن حيّان من الأئمّة النّحويّين، و إنّما كان من أئمّة المقرئين.
قال: و كان ابن مالك لا يحتمل المباحثة، و لا يثبت للمناقشة، لأنّه إنّما أخذ هذا العلم بالنّظر فيه بخاصّة نفسه، و هذا مع كثرة ما اجتبيناه من ثمرة غرسه انتهى قلت: و له شيخ جليل هو ابن يعيش الحلبىّ- يعنى به الشّيخ موفّق الدّين يعيش بن علىّ بن يعيش المتقدّم ذكره بالمناسبة فى باب العمرين- ذكر ابن إياز فى أوائل شرح التصريف أنّه أخذ عنه.
و أمّا تصانيفه فرأيت فى تذكرة الشّيخ تاج الدّين بن مكتوم ان بعضهم نظمها فى أبيات قال الشيخ تاج الدين: و قد أهمل أشياء أخر من مؤلفاته فذيّلت عليها. و ها أنا أورد نظمها مبيّنا:
سقى اللّه ربّ العرش قبر ابن مالك
سحائب غفران تغاديه هطّلا
فقد ضمّ شمل النّحو من بعد شته
و بيّن أقوال النّحاة و فصّلا
بألفيّة تسمى الخلاصة قد حوت
خلاصة علم النّحو و الصّرف مكملا
و كافية مشروحة أصبحت تفى
لعمرى بالعلمين فيها تسهّلا
و مختصر سمّاه عمدة لاقط
يضمّ اصول النّحو لا غير مجملا
ص: 77
و بيّن معناه بشرح منقّح
أفاد به ما كان لولاه مهملا
و آخر سمّاه بإكمال عمدة
فزاد عليها فى البحوت و علّلا
و صنّف للإكمال شرحا مبيّنا
معانيه حتّى غدت ربّة انجلا
و لا سيّما التّسهيل لو تمّ شرحه
لكان كبحر ماج عذبا و سلسلا
و نظّم فى الأفعال أيضا قصيدة
فسهّل منها كلّ و عر و ذلّلا
و أرجوزة تحوى المثلّث بيننا
مربّعة المصراع غرّاء تجتلا
و صنّف فى المقصور أيضا قصيدة
و ضمّنها الممدود أيضا فكمّلا
و أتبعها شرحا لها متضمّنا
بيان معانيها بها متكفّلا
و أعرب توضيحا أحاديث ضمّنت
صححيح البخارى الإمام و سهّلا
و يكفيه ذا بين الخلائق رفعة
و عند النّبى المصطفى متوسّلا
فيا ربّ عنّا جازه الآن خير ما
جزيت وليّا لم يزل متفضّلا
و فى الضّاد و الظّاء قد أتى بقصيدة
و أتبعها أخرى بوزنين أصّلا
و بين فى شرحيهما كلّما غدا
على الذّهن معتاضا فأصبح مجتلا
و نظّم أخرى فى الّذى يهمزونه
و ما ليس مهموزا بشرح لهاتلا
و جاء بنظم للممفصّل بارع
رفيع على المنظوم يدعى المؤصّلا
و عرّف بالتّعريف فى الصّرف أنّه
إمام غذافى كلّ فضل مفضّلا
و في شرح ذا التّعريف فصلّ كلّما
أتى مجملا فيه و بيّن مجملا
و صنّف فيما جاء بأفعل مع فعل
كتابا لطيفا للمهمّ محصّلا
و ألّف فى الابدال مختصرا له
دعاه الوفاق فاق تصنيف من خلا
و نظّم فى علم القراءات موجزا
قصيدا يسمّى المالكى مبّجلا
و أرجوزة فى الظّاء و الضّاد قد حوى
بها لهما معنى لطيفا و حصّلا
و آخر لم أدر اسمه غير أنّه
على نحو نظم الحوز منظومة انجلا
فجملتها عشرون تتلو ثمانيا
فدونكها نسخا و حفظا لتنبلا
ص: 78
و قدر أيناله غير ما ذكر فى هذه الأبيات كتابا سمّاه «نظم الفوائد» و هو ضوابط و فوائد منظومة، ليست على روىّ واحد.
و رأيت فى بعض المجاميع الموقوفة بخزانة محمود فتاوى له فى العربيّة، جمعها له بعض طلبته، و قد نقلتها فى تذكرتى، ثمّ فى «الطّبقات الكبرى» فى ترجمته، و له مجموع يسمّى «الفوائد فى النّحو» و هو الّذى لخّص منه التّسهيل، ذكره شيخنا قاضى القضاة عبد القادر بن أبى القاسم المالكى، فى أوّل «شرح التّسهيل» و قال:
الألف و اللّام فى تسهيل الفوائد للعهد، و أشار بها إلى كتاب المذكور، و له أيضا «شرح الجزولّية» و «شرح الخلاصة» و كتاب «سبك المنظوم و فكّ المختوم» و «المقدّمة الاسديّة» وضعها باسم ولده تقى الّدين أسد، و قد وصل فى شرح تسهيله إلى باب مصادر الفعل الثّلاثى، و كمل عليه ولده كما ذكره الصّلاح الصّفدي قيل: و كان إمام جماعة فى العادليّة، فكان يشيّعه قاضى القضاة شمس الدّين ابن خلّكان إلى بيته تعظيما له، و كان آية فى الإطّلاع على الحديث، و كان أكثر ما يستشهد بالقرآن، فان لم يكن فيه شاهد عدل إلى الحديث، فان لم يكن فيه شاهد عدل إلى أشعار العرب، و كان كثير العبادة كثير النّوافل، حسن السّمت، كامل العقل، و انفرد عن المغاربه بشيئين الكرم و مذهب الإمام الشّافعى، و كان الشّيخ ركن الدّين بن القوبع يقول: إنّ إبن مالك ما خلا للنّحو حرمة.
توفّى ابن مالك سنة إثنتين و سبعين و ستّمأة، و رثاه شرف الدّين الحصنّى بقوله:
يا شتات الأسماء الأفعال
بعد موت ابن مالك المفضال
و انحراف الحروف من بعد ضبط
منه فى الإنفصال و الإتّصال
إلى تمام سبعة بامثال هذه البراعة للاستهلال، ثمّ إن من جمله ما نظمة جمال الدّين المذكور فى تفصيل ما قرأوه من الكلمات على وجوه قوله:
تثليت با إصبع مع شكل همزته
بغير قيد مع الأصبوع قد نقلا
ص: 79
و أعط أنملة ما نال الأصبع إلّا
المدّ فالمدّ للباء وحدها بذلا
أرز أرز أرز صحّ مع أرز
و الرّز و الرنز قلّ ما شئت لاعذ لا
لدن بتثليث دال لدن لدن لدن
ولد ولد لد لدن أوليت فعلا
فأف تلّث و نوّن إن اردت و افّ
أفي و رفعا و نصبا انّه قبلا
حيّهل و حيّهل احفظ ثمّ حيّهلا
أو نوّن أو حيّهل قل ثمّ حيىّ على
هيّا و هيّك هيا هييك هيّت و هي
ت كلّها اسم لامر يقتضى عجلا
أيهات بالهمز أو بالها و آخره
ثلّث و أيهات و التّنوين ما حظلا
أيهان إيهاك إيها قطّ قطّ و قط
و قطّ مع قط وقتا ماضيا شملا
هاهاء جرّد هما أو لينّهما
كاف الخطاب على الاحوال مشتملا
و مالذى الكاف نوّل همز هاء كها
ء هاؤ ما هاؤم هاءون فامتثلا
و احكم بفعلية للها و هاء وصل
هما بما حفّ و ناد آمرا وصلا
ص: 80
و ربّ ربّت ربّت ربّ رب مع
تخفيف الاربع تقليل بها حصلا
همز أيم و أيمن فافتح و اكسر أو أم قل
أوقل م أو من بالتثليث قد شكلا
و ايمن اختم به و اللّه كلّا أضف
إليه فى قسم تبلغ به الأملا
و يأتى تتمة الكلام فيه فى ذيل الترجمة الآتية انشاء اللّه.
الامام ابن الامام فى فنون العربية و الاصول و الاحكام بدر الدين محمد بن جمال الدين محمد بن مالك الجيانى الشافعى(1)
السّابق على هذه الترجمة ذكره البهىّ هو النّحوى ابن النّحوى الملقب بابن الناظم، صاحب شرح ألفية أبيه البارع المتقدّم، و قد ذكره الحافظ السّيوطىّ أيضا فى «طبقات النحاة» فقال من بعد التّرجمة له بجميل السّمات و جليل الصّفات، قال الصّفدى:
كان إماما ذكيّا فهما حادّ الخاطر، إماما في النّحو و المعانى و البيان و البديع و العروض و المنطق، جيّد المشاركة فى الفقه و الأصول.
أخذ عن والده و وقع بينه و بينه (صورة)(2) فسكن بعلبك فقرأ عليه بها جماعة، منهم بدر الدّين بن زيد، فلمّا مات والده طلب إلى دمشق، و ولى وظيفة
ص: 81
والده، و تصدّى للاشتغال و التّصنيف، و كان اللّعب يغلب عليه، و عشرة من لا يصلح و كان إماما فى موادّ النّظم، من النّحو و المعانى و البيان و العروض و البديع، و لم يقدر على نظم بيت واحد بخلاف والده.
و له من التّصانيف «شرح الفيّة» والده، و «شرح كافيته» و «شرح لاميته» و «تكملة شرح التّسهيل «لم يتمه، و كتاب «المصباح فى اختصار المفتاح فى المعانى» قلت: و هو الّذي اختصره، ثمّ شرح مختصره محمّد بن يعقوب بن الياس الدّمشقى المعروف بابن النّحويّة صاحب «شرح الفيّة بن المعط» و غيره. رجعنا إلى كلام الصّفدى و كتاب «روض الاذهان» فيه، و «شرح الملحة» و «شرح الحاجبيّة» و «مقدّمة فى العروض» و «مقدّمة فى المنطق» و غير ذلك.
مات بالقولنج فى دمشق يوم الأحد ثامن المحرّم سنة ستّ و ثمانين و ستّمأة و تأسف النّاس عليه إنتهي (1)
و من جملة المناسب فى هذا المقام الإشارة إلى ذكر جماعة من شرّاح كتاب «الالفّية» كما هو دأبنا فى غالب أبواب هذه التّذكرة الإسلافيّة؛ من الجمع بين الأشباه و النّظائر تأليفا للخواطر، و ذخرا لليوم الآخر، فنقول و من جملة أولئك، بل و من أكابر من تصدّى لذلك، و اشتهر شرحه فى جميع الممالك، هو الحافظ السّيوطى المتقدّم ذكره و ترجمته فى باب العين.
و منهم خالد بن عبد اللّه الأزهرىّ الّذي قرع صيت كتاب تركيبه «الألفيّة» طبال السّمعين، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عقيل القرشيّ العقيلىّ، و محمّد بن أحمد ابن علىّ بن جابر النّحوى الاندلسى المعروف بابن جابر الأعمى، و عبد العزيز بن زيد بن جمعة الموصلىّ النّحوى صاحب «شرح الأنموزج» و غيره، و الإمام زين الدّين عمر بن مظفّر العمرىّ الحلبىّ المشتهر بابن الوردىّ و محمد بن عبد الرّحمن الزّردى المعروف بابن الصّايغ الحنفىّ النحوى، و محمّد بن أبى الفتح الحنبلى
ص: 82
البعلىّ من جملة تلاميذ النّاظم المعظم و صاحب شرح الجرجانيّة و غيره أيضا؛ و شمس الدّين محمد بن سليمان الحكرىّ المصرىّ صاحب الشّرح المشتهر على «الحاوى» و غيره أيضا، و القاضىّ جمّال الدّين يوسف بن حسن الحموىّ الملقّب بابن المنصوريّة صاحب «شرح فرائض المنهاج» و «شرح مختصر الإمام» و غيرهما أيضا.
و أمّا من علماء الشّيعة فلم أظفر بمن شرح هذه الألفيّة إلّا على المولى عبد اللّه بن شاه منصور القزوينىّ مولدا الطّوسىّ مسكنا، الّذى ذكره صاحب «الأمل» بهذه النسبة، ثمّ وصفه بكونه فقيها محدّثا من جملة معاصريه و، نسب إليه أيضا بعد شرحه المذكور رسالة فى إثبات إمرة أمير المؤمنين عليه السّلام سمّاها «الغديريّة» فليلاحظ(1)
ثمّ ليعلم بمناسبة هذه النّطقات انّه قال صاحب «الطّبقات» فى ذيل ترجمة أبى بكر بن يعقوب بن سالم النّحوى الشّاغورىّ قال صلاح الدّين الصّفدى كان من تلامذة الشّيخ جمال الدّين ابن مالك، و قد جرّد العربيّة، و ظنّ أنّه يلى مكان ابن مالك إذا توفّى، فلمّا اخرجت عنه الوظيفة تألّم من ذلك إلى أن قال: و قال ابن حجر كان ماهرا فى العلوم، حتّى كان يلقى ثلاثين درسا فى ثلاثين علما، و صنّف تصانيف مفيدة.
و قال أيضا فى ذيل ترجمة سلامة بن سليمان الرّافعى أبى الرّجاء النّحوى، و قال ابن مكتوم كان من أجلّ تلامذة الجمال ابن مالك و أكبرهم، و كان صالحا سليم الصّدر على طريقة شيخه ابن مالك فى عدم احتمال من ينازعه فى الكلام.
و قال أيضا فى ذيل ترجمة طيبرس الجندى الملقّب علاء الدّين النّحوى؛ نقلا عن الصّلاح الصفدىّ: صنّف «الطرفة» جمع فيها بين «الألفيّة» «و الحاجيه» و زاد عليها و هى تسمأة بيت و شرحها(2)
ص: 83
قاضى القضاة ذو الفنون شهاب الدين ابو عبد اللّه محمد بن قاضى القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل بن سعادة الخويى الشافعى المعروف بابن الخويى(1)
ذكره الحافظ السّيوطى فى كتابه «البغية» فى طبقات النّحاة، فقال: ولد بدمشق سنة ست و عشرين و ستّمأة، و اشتغل فى صفره، فتميّز و برع فى الفقه و النّحو و التّفسير و الأصلين و المعانى و البيان و الفرائض و الحساب و الخلاف و الهندسة.
و سمع من السّخاوى و جماعة، و أجاز له خلق من إصفهان و بغداد و مصر و الشام و خرّج له التّقى الإسعردى معجما؛ و المزىّ أربعين حديثا و به انتفع جماعة منهم:
ابن الزّملكانّى، و قال: لو لم يقدر اللّه انّ ابن الخويّى يجى ء إلى دمشق ما جاءنا فاضل، و صنّف كتابا كبيرا يحتوى على عشرين علما، و شرح الفصول لابن معط فى النّحو، و نظم الفصيح لثعلب؛ و «كفاية المتحفّظ» و «علوم ابن الصّلاح» و «توضيح ابن مالك» و «شرح من اوّل الملخّص للقابسى خمسة عشر حديثا فى مجلّد، و له «المطلب الأسنى فى إمامة الاعمى».
ولّي قضاء القدس، ثمّ المحلّه و البهنساء، ثمّ حلب، ثمّ عاد الى المحلّة، ثمّ القضاء الأكبر بالدّيار المصريّة، ثمّ نقل إلى قضاء الشّام، فاقام عليه إلى أن مات يوم الخميس فى خمسة و عشرين رمضان سنة ثلاث و تسعين و ستّمأة، و له شعر جيّد انتهى.
و هو غير ابى عبد اللّه محمد بن احمد بن على بن جابر الاندلسى الهوارى المالكى صاحب شرح الالفية لابن معط فى ثلاث مجلّدات كبار، و شرح ألفيّة ابن مالك مع مزيد الإعتناء فيه بأعاريب الأبيات و كتاب مدح النّبى صلى اللّه عليه و آله و نظم الكفاية، و نظم كتاب الفصيح
ص: 84
ايضا، مثل صاحب التّرجمة، فانّه كان من تلامذة أبي حيّان النّحوى الآتي ترجمته قريبا، برفاقة أحمد بن يوسف الرّعينىّ النّحوى و هذان هما المشتهران بالأعمى و البصير، و مات فى سنة ثمانين و سبعمأة.
و هو أيضا غير أبى عبد اللّه محمد بن داود الصنهاجى المشتهر بابن آجروم صاحب «المقدّمة الأجروميّة فى عوامل العربيّة» و هى مقدّمة معروفة فى النّحو؛ شرحها جماعة من المتأخّرين (1).
و غير ابى عبد اللّه محمد بن محمد بن جعفر المزنى البليانى المقرى النّحوى الّذى ينسب إليه أيضا النّظم لكتاب «الفصيح» و كتاب فى الوباء و غير ذلك فليتفطّن.
الشيخ المتبحر اللبيب و المتصوف الاديب محمد بن محمد بن على الكاشغرى النحوى اللغوى(2)
ذكره الحافظ السّيوطى فقال قال الجندىّ في تاريخ اليمن: كان ماهرا فى النّحو و اللّغة و التّفسير و الوعظ، صوفيّا. أقام بمكة أربع عشرة سنة، و صنّف مجمع الغرائب و اختصر «أسد الغابة» و قدم اليمن، و كان حنفيّا فتحوّل شافعيّا.
و قال رأيت القيامة و النّاس يدخلون الجنّة فعبرت مع زمرة؛ فجذبنى شخص، و قال تدخل الشّافعيّة قبل أصحاب أبى حنيفة؛ فأردت أن اكون مع المتقدّمين مات سنة خمس و سبعمأة انتهى (3).
ص: 85
و هو غير محمد بن محمد بن ابى على الملقب جمال الدين ابو عبد اللّه الحلبى النحوى صاحب «شرح مفصّل الزمخشرىّ» و غيره، فانّه مات سنة تسع و اربعين و ستّمأة، كما عن تاريخ الذّهبى.
و كذلك هو غير محمد بن محمد بن على بن عبد الرزاق الغمارى المصرى المالكى النحوى الملقّب شمس الدّين فانّه مات سنة إثنتين و ثمانمأة، و حسب الدّلالة على فضل هذا الرّجل قول بعض الأعاظم أنّه تفرّد على رأس الثّمانمأة خمسة علماء بخمسة علوم:
البلقينىّ بالفقه، و العراقى بالحديث، و الغمارىّ هذا بالنّحو، و صاحب القاموس باللّغة، و لا استحضر الخامس (1)
الشيخ الفاضل المعظم جمال الدين محمد بن مكرم بن على الانصارى الافريقى المصرى(2)
صاحب كتاب «لسان العرب» فى اللّغة و هو كبير جدا، جمع فيه بين «التّهذيب» و «المحكم» و الصّحاح» و حواشيه و «الجمهرة» و «النّهاية».
ولد سنة ثلاث و ستمّأة، و سمع من ابن المقيّر و غيره، جمع و عمّر، و حدّث.
و اختصر كثيرا من كتب الأدب المطوّلة، كالأغانى و «العقد» و «الذخيرة» و «مفردات ابن البيطار» و يقال انّ مختصراته خمسمأة مجلّد و خدم فى ديوان الإنشاء مدّة عمره روى عنه السّبكى، و الذّهبى، و قال انّه تفرّد بالعوالى، و كان عارفا بالنّحو و اللّغة و التّاريخ و الكتابة. و اختصر «تاريخ دمشق» فى نحو ربعه و عنده تشيّع بلا رفص،
ص: 86
مات فى شعبان سنة إحدى عشرة و سبع مأة و من نظمه:
باللّه إن جزت بواد الأراك
و قبّلت عيدانه الخضر فاك
فابعث إلى عبدك من بعضها
فانّنى و اللّه مالى سواك
قاضى القضاة جلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر القزوينى الاصل المشتهر بالخطيب الدمشقى(1)
صاحب «تلخيص المفتاح» للإمام السكاكى الّذى كتب عليه العلّامة التفتازانّى شرحيه المعروفين ب «المطوّل» و «المختصر» فى علم البيان و المعانى؛ قال فى ترجمته الفاضل الشمنّى فى «حاشية المغنى» عند بلوغ كلامه إلى نقل قول المصنّف: و قلّده فى ذلك صاحب «الايضاح البيانى» هو قاضى القضاة جلال الدّين محمد بن عبد الرّحمن القزوينى صاحب «تلخيص المفتاح» قدم دمشق من بلاده مع أخيه قاضى القضاة إمام الدين، و ناب فى القضاء عن أخيه، ثمّ ولّى خطابة دمشق، فأقام بها مدّة، ثمّ ولىّ قضاء القضاة بالدّيار المصريّة، ثمّ عزل عنها، و اعيد إلي قضاء الشّام، و توفّى بدمشق سنة تسع و ثلاثين و سبعمأة انتهى.
و كان مراده بامام الدّين المذكور، هو المذكور فى كتاب «حبيب السّير» بعنوان العالم الفاضل إمام الدّين الرّافعى، كان من علماء عصر الظّاهر باللّه، الخليفة العبّاسى، و له من المؤلّفات «محرّر التّدوين» و كتابا «الشّرح الكبير» و الشّرح الصّغير» قال: و كان مع ما فيه من العلوم و الكمالات ماهرا فى نظم الأشعار الباهرة، فمن جملة ما أنشده بالفارسيّة هذه الرّباعيّة:
ص: 87
در جامه صوف بسته ز نار چه سود
در صومعه رفته دل ببازار چه سود
ز آزار كسان راحت خود ميطلبى
يك راحت و صد هزار آزار چه سود
و توفّى بمدينة قزوين فى سنة ثلاث و عشرين و ستمأة تمّ كلامه.
ثمّ إن دمشق بدال المهملة المكسورة و الميم المفتوحة و قد تكسر، و هو كما ذكره الفاضل الشمنى أيضا قصبة الشّام، اى مدينتها العظمى، و موضع سرير أميرها، و تسمّى أيضا بجلق و بجيرون و بالعذراء قال البكرىّ: سميّت بدماشاق بن نمرود بن كنعان، فانه هو الذى بناها؛ و قيل بناها جيرون بن سعد بن عاد، و قيل كان جيرون و يزيد أخوين و بهما يعرف باب اليزيد و باب جيرون، و قيل بناها غلام إبراهيم الخليل عليه السّلام و كان حبشيّا وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج من النّار، و كان اسمه دمشق فسمّاها به، و قيل غير ذلك. قلت: و إلى إسمها الثّالث يشير شعر يزيد الملعون حيث أنشد من شعف سكره و شكره حين وقع طرفه إلى رؤس شهداء الطّفّ على الرّماح عند نزولها إلى البلدة، و هو فى منظر عال فقال:
لمّا بدت تلك الرّؤس و أشرقت
تلك الشّموس على رجى جيرون
صاح الغراب فقلت: صح أو لا تصح
إنّى قضيت من النبىّ ديونى
و قال صاحب «تلخيص الآثار» دمشق قصبة بلاد الشّام و جنّة الأرض لما فيها من النّضّارة، و حسن العمارة، و نزاهة الرّفعة و سعة البقعة، و كثرة المياه و الأشجار، و رخص الفواكه و الثّمار.
قال ابو بكر الخوارزمىّ جنان الدّنيا أربع: غوطة دمشق؛ و صغد سمرقند، و شعب بوّان، و ابلّة البصرة، و أفضلها غوطة دمشق، من عجائبها مسجدها الجامع إلى أن قال بناها الوليد بن عبد الملك، أنفق على عمارته خراج المملكة سبع سنين، قالوا من عجائبه لو انّ أحدا عاش مأة سنة، و كان يتأمّله كل يوم، لرأى فى كلّ يوم ما لم يره من حسن الصّمعة و مبالغة التّنميق، و حكى أنّه بلغ ثمن البقل الّذى أكله الصنّاع ستين ألف دينار، ثمّ إلى أن قال بها جبل ربوة، و هو على فرسخ من دمشق
ص: 88
قال المفسّرون: انّها هى المذكورة في قوله تعالى: و آويناهما إلى ربوة ذات قرار و معين، و قال أيضا فى ترجمة خطّة الشّام المطلقة هى من الفراة إلى العريش طولا و من الطّى الى بحر الرّوم عرضا؛ و هى الأرض المقدّسة بارك اللّه حولها و جعلها منزل الانبياء و مهبط الوحى.
الشيخ الفاضل الفقيه شمس الدين محمد بن احمد بن عبد الهادى المقدسى الحنبلى(1)
وصفه ابن حجر المكىّ فيما نقل عنه السّيوطى بأحد الأذكياء، ثمّ قال فى صفة حاله: ولد فى رجب خمس و سبعمأة، و مهر فى الحديث و الأصول و العربيّة و غيرها.
و قال الصّفدى فيما نقل عنه أيضا: لو عاش لكان اماما كنت إذا لقيته سألته عن مسائل أدبيّة و فوائد عربيّة فينحدر كالسّيل، و قال المزى ما لقيته إلّا و استفدت عنه، درسّ بالصّدرية و الضّيائيّة، و صنّف شرحا على «التّسهيل» فى مجلّدين؛ و له مناقشات مع أبى حيّان فى اعتراضاته على ابن مالك. و «الأحكام فى الفقه» و «الردّ على السبكىّ» [فى مسألة الزيارة](2) و الكلام على أحاديث مختصر ابن الحاجب؛ و «تراجم الحفّاظ» و غير ذلك، مات سنة أربع و أربعين و سبعمأة، و كثر التّأسّف عليه و حضر جنازته من لا يحصى.
ص: 89
الامام المتمهر المرضى أثير الدين محمد بن يوسف الجيانى الاندلسى النفزى المكنى بأبى حيان النحوى(1)
كان من أقطاب سلسلة العلم و الأدب، و أعيان المبصرين بدقائق ما يكون فى لغة العرب، مقدما عندهم على معظم أساتيد هذه الشّؤن، و مسلّما بينهم فى جملة ما وصفه فى أمثال هذه الفنون، و هو أكثرهم تذكارا فى كتب أرباب النّحو و التّصريف، و أشهرهم تكرارا على فوائد المدارسة و التأليف، و كان أو فرهم رواية عنه و عناية بتحقيقاته هو الفاضل السّيوطى فى أغلب مطوّلاته و تذييلاته، و قد ذكره أيضا على سبيل التّفصيل فى كتاب «طبقاته» فقال: نسبة إلى نفزه قبيلة من البربر، نحوىّ عصره و لغويّه و مفسّره و محدّثه و مقرئه و مؤرّخه و أديبه.
ولد فى سنة أربع و خمسين و ستّمأة؛ و أخذ القراءات عن أبى جعفر بن الطبّاع، و العربيّة عن أبى الحسن الآبذىّ، و أبى جعفر بن الزّبير و ابن أبى الاحوص و ابن الصائغ و أبى جعفر اللّبلى، و بمصر عن البهاء ابن النّحاس و جماعة.
قلت: و المراد بابن النّحاس هو محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبى نصر البصرى المتقدم ذكره فى ذيل ترجمة احمد بن محمد بن اسماعيل المعروف بالنحاس بدون الابن، كما إنّ الذّكر بالمّناسبة و الجمع بين الأشياء المتجاذبة و الأشياء المتقاربة من طريقة كتابنا هذا، و أرجو أن يكون فوائد هذه السّيرة عند أهل المعرفة و البصيرة كثيرة بثيرة- رجعنا إلى الكلام الأوّل و أقرأ فى حياة شيوخه بالمغرب، و سمع الحديث
ص: 90
بالأندلس و الإفريقيّة و الإسكندريّة و مصر و الحجاز من نحو أربعمأة و خمسين شيخا إلى أن قال: و أخذ عنه أكابر عصره و تقدّموا فى حياته كالشّيخ تقىّ الدّين السبكى، و ولديه؛ و الجمال الاسنوىّ، و ابن قاسم، و ابن عقيل، و السّمين و ناظر الجيش و السّفاقسى، و ابن مكتوم، و خلائق.
قال الصّفدى: لم أره قطّ إلّا يسمع أو يشتغل أو يكتب أو ينظر فى كتاب، و كان ثبتا قيّما عارفا باللّغة، و أمّا النّحو و التّصريف فهو الامام المطلق فيهما، خدم هذا الفنّ- أكثر عمره، حتّى صار لا يدركه أحد في أقطار الأرض فيهما غيره، و التزم أن لا يقرى أحدا إلّا فى كتاب سيبويه او التسهيل او مصنّفاته، ثمّ إلى أن قال: قال الصّفدى:
و قرأ على العلم العراقىّ، و حضر مجلس الاصفهانّى، و تمذهب للشّافعىّ؛ و كان أبو البقاء يقول: انّه لم يزل ظاهريّا؛ قال ابن حجر كان أبو حيّان يقول محال أن يرجع عن مذهب الظّاهر من علق بذهنه.
قال الأدفوى و كان يفخر بالبخل كما يفخر النّاس بالكرم، و كان ثبتا صدوقا حجّة سالم العقيدة من البدع الفلسفيّة و الإعتزال و التجسيم، و مال إلى مذهب أهل الظّاهر و إلى محبّة على بن أبى طالب عليه السّلام، كثير الخشوع و البكاء عند قراءة القرآن.
قال الصّفدى و كان له إقبال على الطّلبة الأذكياء، و عنده تعظيم لهم، و هو الّذى جسّر النّاس على مصنّفات ابن مالك و رغّبهم فى قراءتها، و شرح لهم غامضها و خاض بهم لججها، و كان يقول عن مقدّمة إبن الحاجب: هذه نحو الفقهاء.
و له من التّصانيف «البحر المحيط فى التّفسير» «اتحاف الاديب بما فى القرآن من الغريب» التّذييل و التّكميل فى شرح التّسهيل» «مطوّل الارتشاف» مختصره مجلّدان، و لم يؤلّف من العربيّة أعظم من هذين الكتابين «الملخّص من شرح التّسهيل» للمصنّف، و ابنه بدر الدّين «الاسفار الملخّص من شرح سيبويه» «التّذكرة فى العربية» أربع مجلّدات كبار، وقفت عليها و انتفيت منها كثيرا «التّقريب» «مختصر المغرب» «التّدريب فى شرحه» «المبدع فى التّصريف» «غاية الإحسان فى النّحو» الإرتضاء
ص: 91
فى الصّاد و الظّاء» «عقد اللئالى في القراءات» على وزن الشاطبيّة و قافيتها «الحلل الحالية فى أسانيد القراءات العالية» «نحاة الاندلس» «الأبيات الوافية فى علم القافية» «منطق الخرس فى لسان الفرس» «الادراك للسان الاتراك» زهو الملك فى نحو التّرك» «الوّهاج فى إختصار المنهاج» للنووىّ و غير ذلك.
و ممّا لم يكمل «شرح الألفيّة» «نهاية الاغراب فى التصريف و الاعراب» أرجوزة خلاصة التبيان فى المعاني و البيان» و أرجوزة نور الغبش فى لسان الحبش و كتاب تواريخ أهل العصر و من شعره:
عداى لهم فضل علىّ و منّة
فلا أذهب الرّحمن عنّى الأعاديا
هم بحثوا عن زلتّى فاجتنبتها
و هم نافسونى فاكتسبت المعاليا
مات فى صفر سنة خمس و أربعين و سبعمأة، و رثاه الصفدى بقوله:
مات أثير الدّين شيخ الورى
فاستعر البارق و استعبرا
إلى تمام ستّة و ثلاثين بيتا رائقا فصيحا فيه من البراعة للإستهال شى ء كثير، ثمّ ان من جملة لطائف حكايات الرّجل برواية بعض علمائنّا الاعيان عن صاحب كتاب «التبيان» إنّه قال لقى بعض الملوك أبا حيّان النّحوى فى طريق، فقال له حيّان منصرف ام غير منصرف؟ فقال: إن أحياه الملك فمنصرف، و إن حينه فغير منصرف، ثمّ قال و أقول: الصّواب العكس، فانّه إن جعل من الحياة فالألف و النّون فيه مزيدتان، و إن جعل من الحين بالفتح و هو الهلاك، فهما أصليّتان، و العجب من صاحب «التّبيان» و غفلته عن هذه المؤاخذة، و يمكن التّوجيه بأنّ غرضه بيان مجرّد مأخذى الإشتقاق و الإشارة إلى الإنصراف و عدمه فى الوجهين إنتهى.
و قد يطلق أبو حيان النّحوى على على بن محمد بن العباس التوحيدى، نسبة إلى نوع من التّمر يسمّى التّوحيدى، و إلى التّوحيد الذى هو الدّين كما عن ابن حجر، فانّ المعتزلة يسمّون أنفسهم أهل العدل و التّوحيد، و كان فى الأصل شيرازيا، أم نيسابوريّا، ام واسطيّا، أم بغداديّا، بناء على اختلاف الأقوال فى ذلك، مثل اختلافها
ص: 92
في مدحه و مذّمته، فقد قال محبّ الدّين ابن النّجار فيما نقل عن تاريخه: كان صحيح العقيدة و قيل و كذا قال غيره، و لكنّ المتأخّرين حكموا بزندقته، و قال الشّيخ شمس الدّين ابن خلّكان كان سيّئ الإعتقاد نفاه الوزير المهلبّى، و قال ابن يانى فى كتاب «الخريدة و الفريدة» كان كذّابا قليل الدّين و الورع، و وقف الصّاحب بن عبّاد على بعض ما كان يخفيه من ذلك فطلبه ليقتله فهرب و التجأ إلى أعدائه، و انفق عليهم بزخرفة كذبه، ثمّ عثروا منه على ذلك فطلبه الوزير المهلبّى فهرب منه و مات فى الإستتار و قال ابن الجوزى فى تاريخه: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الرّاوندىّ، و ابو حيّان التّوحيدى؛ و ابو علاء المعرّى، و أشرّهم على الإسلام أبو حيّان لأنّهما صرّحا و هو جمحم، و هو من تلامذة سهيمه الرّيانى، و كان جاحظّى المسلك.
و قال ياقوت الحموى فيما نقل عنه كان متفنّنا فى جميع العلوم من النّحو و اللّغة و الشّعر و الأدب و الفقه و الكلام شيخ الصوفيّة، فيلسوف الأدباء، أديب الفلاسفة إمام البلغاء، سخيف اللّسان، قيل الرّضا عند الإسائة إليه و كان فرد الدّنيا الّذى لا نظير له يتشكّى من زمانه، و يبكى فى تصانيفه على حرمانه، أقام ببغداد مدّة و مضى إلثى الرىّ و صحب أبا الفضل بن العميد، و الصّاحب بن عبّاد، فلم يحمدهما، و صنّف فى متالبهما كتابا و صنّف الردّ على ابن جنّى فى شعر المتنبىّ «المحاضرات و المناظرات» «الإمتناع و المؤانسة» فى مجلّدين «الحنين إلى الأوطان» «تقريظ الجاحظ» «البصائر و الذخائر» فى عشر مجلّدات و كتاب «الصدّيقّ و الصداقة» فى مجلّد و كتاب «المقايسات» فى مجلّد، و كتاب» مثالب الوزيرين» أبى الفضل بن العميد و الصّاحب بن عبّاد و بالغ فى التعصّب عليهما و ما أنصفهما و هذا الكتاب المحدودة ما ملكه أحد إلّا و تعكست أحواله، مات فى حدود سنة الثمانين و ثلاثماة(1).
أقول: و له أيضا كتاب «الإشارات الإلهيّة» و كتاب «رياض العارفين» و كتاب «الرّسالة فى أخبار الصوفيّة» و كأنّ نظيرها «الرّسالة القشيريّة» و كتاب «الحجّ العقلى
ص: 93
اذا ضاق الفضاء عن الحجّ الشّرعىّ» و كأنّه نظير ما كتبه حسين بن منصور الحلّاج فى كيفيّة حجّ الفقراء من اختراعات نفسه المخذولة، فصار عمدة السّبب فى قتله بأفظع ما يكون؛ كما تقدّم في مقامه. و كانت وفاته كما فى بعض المعاجم فى حدود الثّمانين و الثّلاث مأة او بعد الثّمانين و لكنّى رأيت فى بعض تواريخ شيراز المعتبرة أنّه كان بغداديّا توفي بشيراز سنة ستّين و ثلاثمأة، و دفن درب خفيف بين يدى مزار الشّيخ الكبير، و على لوح مرقده مكتوب: هذا قبر ابى حيّان التّوحيدى، فرآه شيخ الشّيوخ ابو الحسين بن أحمد فى منامه، و سأله ما فعل اللّه بك؟ قال غفر اللّه لى على رغمك، و كان له فى التّوحيد لسانا خاصّا و نقل أيضا عن بعضهم انّ وزن المداد الّذى صرفه فى تصانيفه بلغ أربعمأة رطل.
الشيخ شمس الدين محمد بن ابى بكر بن ايوب الزرعى الخليلى الملقب بالعلاء(1)
صاحب كتاب القواعد المشهور هو العماد الكابر؛ و الاستاد الكامل، الّذى عاصر شيخنا الشّهيد الاوّل بل عاشره قليلا أيضا، أو كان قد طالع مصنّفاته كثيرا جدّا لما يوجد فى مصنّفاتهما من المشابهة وضعا، و المشاركة سبكا، بحيث قد قيل انّ- غالب مطالب قواعد الشّهيد مأخوذة من قواعد ذلك العلم الفريد فليلاحظ.
و قد ذكره الحافظ السّيوطىّ فى كتاب بغيته الذى هو فى طبقات اللّغوييّن و النّحاة، فقال بعد التّرجمة له، بعنوان: محمّد بن أبى بكر الشّمس بن قيّم الجوزيّة ولد في سابع صفر سنة إحدى و تسعين و ستّمأة، و قرأ العربيّة على المجد التّونسىّ، و ابن ابى الفتح البعلىّ، و الفقه و الفرائض علي ابن تيمية، و الأصلين عليه و على الصفى
ص: 94
الهندىّ، إلى أن قال: و صار من الأئمّة الكبار فى التّفسير و الحديث و الفروع و الأصلين و العربيّة.
و له من التّصانيف: «زاد المعاد» «مفتاح دار السّعادة» «تهذيب سنن أبى داود» «الكافية الشّافية» نظم الرّسالة الحلبيّة فى الطّريقة المحمديّة» «تفسير الفاتحة» «تفسير أسماء القرآن» «جلاء الافهام فى حكمة الصّلاة و السّلام على خير الأنام» «معانى الأدوات و الحروف» «بدائع الفوائد» مجلّدان، و هو كثير الفوائد أكثره مسائل نحويّة
مات في رجب سنة إحدى و خمسين و سبعمأة انتهى، و قد تقدّم فى الضّمنيّات عند ذكرنا لمحمّد بن عبد اللّه الصّرخدى النّحوى انّ له «مختصر كتاب قواعد العلائى» و «مختصر اعراب السفاقسىّ» و غير ذلك فليتبصّر و لا يغفل.
الشيخ المتبحر المأمون شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن على بن أبى الحسن الزمردى المعروف بابن الصائغ(1)
بالصّاد المهملة و الغين المعجمة بعد الياء- الحنّفى النّحوى، صاحب «شرح الالفية» و «شرح قصيدة البردة» و غير ذلك من المصنّفات قال ابن حجر المكىّ فيما نقله عنه جلال الدّين السّيوطى فى «طبقاته»: ولد قبل سنة عشر و سبعمأة و اشتغل بالعلم؛ و برع فى اللّغة و النّحو و الفقه، و أخذ عن الشهاب بن المرحّل و أبى حيان، و القونوىّ، إلى أن قال: و كان ملازما للإشتغال كثير المعاشرة للرّؤسآء، كثير الاستحضار بارعا حسن
ص: 95
النّظم و النثر؛ قوىّ المبادرة، دمث الأخلاق، ولى قضاء العسكر و إفتاء دار العدل و درّس بالجامع الطّولونّى و غيره.
و له من التّصانيف: «شرح المشارق» فى الحديث «شرح الفيّة ابن مالك» فى غاية الحسن و الجمع و الاختصار؛ «الغمز على الكنز» «التّذكرة» عدّة مجلّدات فى النّحو «المبانى في المعانى» «التّمر الجنّى فى الأدب السنّى» المنهج القويم فى القرآن العظيم» «نتايج الأفكار» «الرّقم على البردة» «الوضع الباهر فى رفع أفعل الظّاهر» «إختراع الفهوم لإجتماع العلوم» «روض الافهام فى أقسام الاستفهام» و غير ذلك و له «حاشية على المغنى لابن هشام» وصل فيها إلى أثناء الباء الموحّدة، و افتتحها بقوله الحمد للّه الّذى لا مغنى سواه؛ أخذ عن العلّامة عزّ الدّين محمّد بن أبى بكر بن جماعة، و روى عنه الجمال بن ظهيرة، و عبد اللّه (1) بن عمر بن عبد العزيز بن جماعة.
و مات فى حادى عشر شعبان سنة ستّ و سبعين و سبعمأة، و خلّف ثروة واسعة، قال الشّيخ علاء الدّين المقريزى رأيته فى النّوم بعد موته، فسألته ما فعل اللّه بك؟ فانشد:
اللّه يعفوا عن المسى ء إذا
مات علي توبة و يرحمه
و من نظمه:
لا تفخّرن بما اوتيت من نعم
على سواك و خف من مكر جبّار
فأنت فى الأصل بالفخّار مشتبه
ما أسرع الكسر فى الدّنيا لفخّار(2)
انتهى و فى موضع آخر من الطّبقات: انّ ابن الصّائغ بتقديم المهملة قبل الياء لقب جماعة أشهرهم الشّيخ شمس الدّين المذكور(3) أقول و كان من تلك الجماعة هو الشّيخ المتقدّم الامام تقىّ الدّين محمّد بن أحمد بن الصّائغ الّذى يروى شيخنا
ص: 96
الشّهيد الاوّل عنه نظم الشّاطبيّة بواسطة جماعة؛ منهم الشّيخ القارى ء غرس الدّين خليل النّاقوسى المتصدّر بيت المقدّس، و هو نفسه يروى عن الشيخ كمال الدّين العبّاسى و غيره، و منهم الشّيخ البارع اللّغوى الحكيم أبو بكر محمد بن باجة التجيبى الاندلسى السّرقسطى الملقّب بابن الصّائغ، و هو الّذى ذكره ابن خلّكان و قال بعد ذكره و وصفه بالشّاعر المشهور، ذكره صاحب «قلائد العقيان» فى كتابه و نسبه إلى التّعطيل و مذهب الحكماء و الفلاسفة و انحلال العقيدة.
و قال فى حقه فى كتابه الّذى سمّاه «مطمع الأنفس»(1) ما مثاله: نظر فى كتاب التّعاليم. و فكر فى اجرام الأفلاك و حدود الأقاليم، و رفض كتاب اللّه الحكيم العليم، و اقتطافه و نبذه وراء ظهره ثانى عطفه، و أراد إبطال ما لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و اقتصر على الهيئة، و انكر أن تكون لنا إلى اللّه فيئة و حكم للكواكب بالتدبير، و اجترم على اللّه اللّطيف الخبير، و اجترأ عند سماع النّهى و الإيعاد، و استهزء بقوله تعالى: إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد. فهو يعتقد ان الزّمان دور، و انّ الإنسان نبات او نور، حمامه تمامه، و اختطافه قطافه، قد محى الإيمان من قلبه فما له فيه رسم، و نسى الرّحمن لسانه فما يمرّ عليه له اسم. و لقد بالغ ابن خاقان فى امره و جاوز الحدّ في وصفه به من هذه الإعتقادات الفاسدة و اللّه اعلم بكنه حاله.
و أورد له مقاطيع من الشّعر، فمن ذلك قوله:
أسكان نعمان الأراك تيقّنوا
بانّكم فى ربع قلبى سكّان
و دوموا على حفظ الوداد فطالما
بلينا بأقوام اذا استئومنوا خانوا
سلوا اللّيل عنى مذتناءت دياركم
هل اكتحلت بالغمض لى فيه أجفان
إلى أن قال: و لمّا حضرته الوفاة كان ينشد:
أقول لنفسى حين قابلها الردى
فراغت فرارا منه يسرى إلى يمنى
ص: 97
قفى تحملى بعض الّذى تكرهينه
فقد طال ما اعتدت الفرار إلى الأهنا
و توفّى سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمأة مسموما فى باذنجان، و سرقسطة علي وزن قلنسوة مدينة بالأندلس، خرج منها جماعة من العلماء و استولى عليها الفرنج المخذولون فى سنة اثنى عشرة و خمسمأة. تمّ كلامه (1)
و قد تقدّم فى بابه أيضا ترجمة علىّ بن محمد بن علىّ النّحوى المشتهر بابن الضّايع بالضّاد المعجمة؛ و كذا ترجمة يعيش بن علىّ بن يعيش الحلبىّ النّحوى الملقّب موفّق الدّين بن الصّانع بالصّاد المهملة مع النّون، فى ذيل ترجمة عمر بن يعيش السّوسىّ فليتفطّن و لا يغفل.
العلم العماد العلامة شمس الدين محمد بن بهاء الدين يوسف بن على بن سعيد الكرمانى ثم البغدادى(2)
صاحب «شرح صحيح البخارىّ» كان كما ذكره صاحب «طبقات النّحاة» إماما علّامة فى الفقه و الحديث و التّفسير و الأصلين و المعانى و العربيّة أخذ عن العضدى (3) و غيره و له من التّصانيف «شرح البخاريّ» «شرح المواقف» شرح مختصر ابن الحاجب سمّاه «السّبعة السيارة» «شرح الفوائد الغياثيّة» فى المعانى و البيان «شرح الجواهر» «انموزج الكشاف» «حاشية على تفسير البيضاوىّ» وصل فيها إلى سورة يوسف، «رسالة فى مسألة الكحل».
ص: 98
مات سنة ستّ و ثمانين و سبعمأة، بطريق الحجّ فنقل إلى بغداد و دفن بقبر أعدّه لنفسه، بقرب الشّيخ أبى إسحاق الشيرازى (1).
هذا و قد يطلق لقب الكرمانىّ أيضا على جماعة من الفضلاء غير هذا الرّجل و ولده الذى هو صاحب تاريخ «ذيل المسالك» و غيره منهم محمود بن حمزة بن نصر الكرمانى النّحوى، صاحب «لباب التفسير» و كتاب «الايجاز» فى النّحو اختصره من «الإيضاح» و «النّظامىّ» اختصره من «اللّمع» و الإفادة جعلها كتابا برأسه فى النّحو، و كتاب «العنوان» و غير ذلك و من شعره:
فمعرفة و تأنيث و نعت
و نون قبلها ألف و جمع
و عجمة ثمّ تركيب و عدل
و وزن الفعل فالاسباب تسع (2)
ثمّ ليعلم إنّ صاحب هذه التّرجمة غير أبى عبد اللّه محمد بن يوسف بن عمر بن على الكفر طابى النّحوى نزيل شيراز فانّه كان من قد ماء اصحاب العربيّة، و له كتاب «بحر النّحو» نقض فيه مسائل كثيرة على اصول النّحويين و كتاب نقد الشّعر و «غريب القرآن» و مات سنة ثلاث و خمسين و مأة(3)
الشيخ اكمل الدين محمد بن محمود بن احمد البايرتى الحنفى النحوى(4)
قال صاحب «الطبقات» اخذ عن أبى حيان و الأصفهانى، كان علّامة فاضلا ذا فنون
ص: 99
وافر العقل، قوىّ النّفس عظيم الهيبة، عرض عليه القضاء مرارا فامتنع، و له من التّصانيف «التّفسير» «شرح المشارق» «شرح مختصر ابن الحاجب» «شرح عقيدة الطوسى» يعنى به تجريد الخواجة نصير الدّين المرحوم «شرح الهداية» فى الفقه، «شرح الفية ابن معط» فى النّحو، «شرح المنار» «شرح البزدوىّ» «شرح التلخيص» فى المعانى مات سنة ست و ثمانين و سبعمأة(1)
الشيخ ابو عبد اللّه محمد بن موسى بن محمد الدوالى الصريفى(2)
كان كما نقل عن الخزرجىّ فى «تاريخ اليمن»: فقيها إماما عالما، كاملا عارفا بالفقه و النّحو و اللّغة و الحديث و التفسير و المعاني و البيان، و المنطق و الحقيقة.
و كان حنفيا فانتقل شافعيا.
و له مصنفات منها «الردّ على النّحاة» و كتاب «البديع الاسمى فى ماهية الخمر» و كتاب «السّر الملحوظ فى حقيقة اللوح المحفوظ» و «ارجوزة فى المنطق» و «رسالة فى العروض».
مات سنة تسعين و سبعمأة و من شعره.
و قائلة أراك بغير مال
و أنت مهذّب علم إمام
فقلت لأنّ مالا عكس لام
و ما دخلت على الأعلام لام
أقول: و هو غير محمد بن موسى المعروف بالاقشتين القرطبّى صاحب «طبقات الكتّاب» و كتاب «شواهد الحكم» و مات هذا في رجب تسع و ثلاثمأة(3)
ص: 100
الشيخ الامام المتبحر العلامة مجد الدين ابو الطاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن ابراهيم بن عمر بن ابى بكر الشيرازى الفيروز آبادى(1)
صاحب كتاب «القاموس المحيط» فى اللّغة، قال صاحب كتاب «بغية الوعاة» فى طبقات اللغويّين و النّحاة: قال ابن حجر؛ كان يرفع نسبه إلى الشّيخ أبى إسحاق الشيرازىّ، و كان النّاس يطعنون فى ذلك مستندين إلى أن الشّيخ لم يعقب، ثمّ ارتقى فادّعى بعد أن ولى قضاء اليمن انّه من ذرّية أبى بكر الصدّيق، ولد سنة تسع و عشرين و سبعمأة بكازرون فارس، و تفقّه ببلاده، و سمع بها من محمّد بن يوسف الزرندىّ المدنىّ «الصّحيح» و نظر فى اللّغة، فكان جلّ قصده فى التّحصيل، فمهر فيها إلى أن بهر وفاق، و دخل الشّام، فسمع بها من ابن الخبّاز و ابن القيّم و التّقى السّبكى و الفرضىّ و ابن نباتة و الشّيخ خليل المالكىّ- و خلق.
و ظهرت فضائله، و كثر الآخذون عنه، ثمّ دخل القاهرة، و جال البلاد، و دخل الرّوم فأكرمه ملكها الملقّب بيلدرم با يزيد خان بن عثمان، و حصل له منه دنيا طائلة، و من تمر لنك، ثمّ دخل الهند، ثمّ زبيد فتلقّاه ملكها الأشرف اسماعيل بالقبول، و قرّره فى قضائها، و بالغ فى إكرامه، و تزوّج بابنة الشّيخ، لمزيد جمالها، و نال منه برّا و رفعة، بحيث انّه صنّف كتابا و أهداه له على أطباق، فملأ هاله فضّة، و لم يقدّر انّه دخل بلدا إلّا و أكرمه متولّية.
و كان يقول ما كنت أنام حتّى أحفظ مأتى سطر؛ و لا يسافر إلّا و معه عدّة أحمال من الكتب؛ و يخرج أكثرها فى كلّ منزلة ينظر فيها و يعيدها إذا رحل، و كان إذا
ص: 101
أملق باعها.
و له من التصانيف «القاموس المحيط» فى اللّغة؛ «اللّامع العلم العجاب» «الجامع بين المحكم و العباب» لم يكمل «فتح البارى بالّسيح الفسيح الجارى فى شرح صحيح البخارى» إلى أن قال بعد وصفه المبالغ من هذا الكتاب: و من تصانيف الشّيخ مجد الدّين «تسهيل الوصول إلى الأحاديث الزّائدة علي جامع الأصول» «الاسعاد بالإصعاد إلى درجة الإجتهاد» «الوجيز فى لطائف الكتاب العزيز» «تحبير الموشين فيما يقال بالسّين و الشّين» قلت: قيل: انّه تتّبع فيه أوهام المجمل لابن فارس فى ألف موضع، «الرّوض المسلوف فيما له إسمان إلى الوف» «شرح الفاتحة» «المتّفق وضعا المختلف صقعا» «طبقات الحنفيّة» «البلغة فى تاريخ ائمّة اللّغة» من يسمى باسماعيل قلت سمّاه «تحفة القماعيل فيمن يسمّى من الملائكة و النّاس باسماعيل» «اسماء النكاح «اسماء الليث» «اسماء الخندريس «اسماء الغادة» «مقصود ذوى الالباب فى علم الإعراب» «شرح خطبة الكشّاف» «شرح عمدة الأحكام» و اشياء كثيرة، إلى أن قال: و سئل بالرّوم عن قول علىّ بن أبى طالب لكاتبه الصق روانفك بالجبوب، و خذ المزبر بشنانرك، و اجعل حند و ريتك الى فيهلى، حتّى لا أبغى نغية، إلّا ازرعها حماطة جلجلانك، ما معناه؟ فقال: الزق عضرطك بالصّلة و خذ المسطر باباخسك، و اجعل جحمتيك الى اثعبانى حتّى لا أنبس نبسة إلّا وعيتها فى لمظة رباطك، فتعجّب الحاضرون من سرعة الجواب بما هو أبدع و أغرب من السّؤال انتهى (1).
و أنت تعلم إنّ قول هذا الرّجل من مكسريّته نمطه مشتمل على ألفاظ ركيكة متنافرة ثقيلة على اللّسان مستبشعة على الآذان مخالفة لقوانين الفصاحة و البلاغة، مثل غالب فقرات خطبة قاموسة الّتى خرجت عن شاكلة كلا مهم المأنوس، و ليس تهوى إلى سماعها أفئدة أعلياء النّفوس.
ثمّ إنّ الروانف: المقعدة، و الجبوب: الأرض و المزبر: القلم و الشناتر: الأصابع
ص: 102
و الحندورتان: الحدقتان و قيهلى اى وجهى و انفى أى انطق، و الحماطة: الحبّة، الجلجلان. القلب، و من شعره كما فى بعض المواضع المعتبرة قوله:
أخلّانا الأماجد إن رحلنا(1)
و لم ترعوا لنا عهدا و إلّا
نودّعكم و نودعكم قلوبا
لعلّ اللّه يجمعنا و إلّا
و يظهر من المنقول عن «الضّوء اللامع» للحافظ السخاوىّ المتقدّم ذكره البسيط، انّ لمجد الدّين المذكور أيضا تصانيف جمة أخر منها كتاب «تنوير المقياس فى تفسير ابن عبّاس» اربع مجلّدات، و «الدرّ النّظيم المرشد إلى مقاصد القرآن العظيم» «و كورة الخلاص فى فضائل سورة الاخلاص» و «امتضاص السهاد فى افتراض الجهاد» و كتاب «مولد النّبى صلى اللّه عليه و آله و سلّم» و كتاب «فضل الصّلاة عليه» و رسائل كثيرة فى فضائل مكّة المعظّمة و كثير من مقاماتها المحترمة و كتاب فى ترجمة أحوال الشّيخ عبد القاهر بالخصوص، و كتاب «الفضل الوفّى فى العدل الأشرفىّ» و «نزهة الأذهان فى تاريخ اصبهان» و «منية السّؤال فى دعوات الرّسول صلى اللّه عليه و آله» و زيارات امتلأ بها الوطاب» قدر تمامه فى تمامه فى مأة مجلّد يقرب كلّ مجلّد منه صحاح الجوهرى كمل منه خمس مجلّدات، «و المثلث الكبير» فى خمس مجلّدات و «اسماء الشّراح فى أسماء النّكاح» «و زاد المعاد فى وزن بانت سعاد» و شرحه فى مجلّد، «و النخب الطّرائف فى النكت الشّرائف» و غير ذلك عن مختصر و مطوّل.
و قال تقىّ الدّين الكرمانىّ كان الشّيخ مجد الدّين المذكور عديم النّظير فى زمانه نظما و نثرا بالفارسىّ و العربّى، جاب البلاد و اجتمع بمشايخ كثيرة و أقام بدهلك مدّة، و عظّمه سلطانها و جاور بمكّة عشر سنين، و صنّف بها «القاموس» فى مجلّدات فأمره والدى باختصاره، فاختصره في مجلّد ضخم، و فيه فوائد عظيمة، و اعتراضات على الجوهرىّ، و سافر إلى الهند و الرّوم و عظمه سلاطينها، و اجتمع بتمر لنك نظّمه و أنعم عليه بمأة ألف درهم إلى أن قال قال الفارسىّ و له شعر كثير و نثره اعلا، و كانت له
ص: 103
دار بمكّة على الصّفا، عملها مدرسة الأشرف صاحب اليمن، و قرّر بها مدرّسين و طلبة و فعل بالمدينة كذلك و له بمني دور، و بالطّائف بستان، و قد سارت الرّكبان بتصانيفه سيّما «القاموس» فانّه اعطى قبولا كثيرا قال الأديب المفلق نور الدّين على بن محمّد العليق المكّى الشّافعىّ لمّا قرأ عليه «القاموس».
مذمدّ مجد الدّين فى أيّامه
من فيض أبحر علمه القاموسا
ذهبت صماح الجوهرىّ كأنّها
سحر المدائن حين القى موسى
و من شعره ممّا كتبه عنه الصّلاح الصّفدى، و كان من جملة تلاميذ حضرته مثل الجمال الأسنوىّ و ابن هشام النحوىّ و جماعة قوله:
أحبتنا الأماجد إن رحلتم
و لم ترعوا لناودّا و إلّا
نودّعكم و نودّعكم قلوبا
لعلّ اللّه يجمعنا و إلّا
و كان يرجو وفاته بمكّة فما قدر له ذلك، بل توفّى بزبيد، و قدنا هض التّسعين، و هو ممتّع بحواسه، و ذلك فى ليلة العشرين من شؤال سنة سبع عشرة و ثمانمأة انتهى. و صلاح الدّين المذكور من أجلاء علماء الشّافعيّة و كبار أدبائهم، و قد تكرّر ذكره فى تضاعيف هذا الكتاب و النّقل عن كتابه «الوافى بالوفيات» الّذى جعله ذيلا لتاريخ ابن خلّكان المشهور، و من تواليفه المشهورة أيضا شرحه على- اللامية العجم و غيره.
و اسمه خليل بن ايبك و نسبته الى صفد على وزن صمد و هى بلدة بالشّام، و كان شعره فى غاية الجودة و الارتفاع، و قوّة تمييزه من ارفع قوي شعراء الأصقاع إلّا إنّ صاحب «ديوان الصبابة» و هو الشّيخ شهاب الدّين ابو العباس أحمد بن يحيى بن أبى بكر التّلمسانّى الشهير بابن ابى حجلة، لمّا كان من جملة معاصريه كان يغمر فيه و فيما كان من شعره و رسالته يأتيه، فمن ذلك قوله فى باب ذكر الرسل و الرّسائل من كتابه المذكور، و كان القاضى محيى الدّين بن عبد الظّاهر يحب شابّا مغنيا اسمه النسيم، و له فيه عدّة مقاطيع منها قوله:
ص: 104
إن كانت العشّاق من اشواقهم
جعلوا النسيم إلى الحبيب رسولا
فأنا الّذى أتلو عليهم ليتنى
كنت اتخذت مع الرّسول سبيلا
إلى أن قال و قال القاضى محيى الدّين أيضا:
شكرا لنسمة أرضكم
كم بلّغت عنّى تحية
كم قد أطالت بل أطابت
فى رسائله الزكيّة
لا غرو ان حفظت احاد
يث الهوى فهى الذكيّة
أخذه صلاح الدّين خليل بن ايبك الصّفدى من أهل العصر فقال:
يا طيب نشر هبّ لى من أرضكم
فأثارلي من لو عتى و تهتكى
اهدى تحيتّكم و أهدى لطفكم
و روى أحاديث لها نشر ذكى
فقلت أنا لمّا وقفت على قوله هذا و قول القاضى محيى الدّين المتقدّم عليه:
انّ ابن ايبك لم تزل سرقاته
تأتى بكلّ قبيحة و قبيح
نسب المعانى فى النسيم لنفسه
جهلا فراح كلامه فى الرّيح
و قد ذكرت في النّسيم أشياء مليحة فى كتابى «سلوك السّنن» المذكور اقتصرت منها على هذا القدر خوف الإطالة انتهى كلام صاحب الدّيوان، رجعنا إلى تتمّة أنباء صاحب العنوان ناقلّا من كتاب نفسه الغايصة فى «القاموس المحيط» ما صورته: و زبيد بالزاى المعجمة المفتوحة و الباء الموحّدة المكسورة ثمّ الياء المثّناة التّحتانيّة مع الدّال المهملة بلدة بديار اليمن، خرج منها جماعة من المحدّثين هذا و أمّا فيروز آباد الّتى ينسب إليها الرّجل نفسه، فهى كما ذكره صاحب «تلخيص الآثار» قرية من قرى شيراز، بناها فيروز ملك الفرس.
قال و ينسب إليها الإمام أبو إسحاق الفيروز آبادى يعنى به جدّ صاحب التّرجمة المقدّم ذكره و ترجمته على التّفصيل و قال صاحب تاريخ «شيراز نامه» و فيروز آباد كانت فى القديم تسمّى جورا فصارت في دولة الكيانيّين من كبار المدن.
ص: 105
و يقال انّ اسكندر ذا القرنين لم يتسلّط عليها مع وفور حشمه و إحاطة ملكة و خدمه، و لما كان يقربها واد عظيم من الماء منبعه على قلل بعض الجبال المشرفة عليها رأى التدبير فى صرف وجه ذلك المآء إلى جهتهم، فصرف فى ذلك وجها جزيلا إلى أن استولى عليهم الماء؟ و لمّا كانت المعمورة فى منخفض من المكان و مسدودة بالجبال الرّاسية من جهاتها الأربع، لم يجد الماء لنفسه سبيلا للخروج و لا اهل البلدة مع كثرة مددهم و نهاية سعيهم فى دفع الماء عن العمارات مدفعا له الى أن غرقوا و غرقت المعمورة جميعا و بقى موضعها بمنزلة بحر عظيم إلى زمن أردشير بابك فجذب الماء عن ذلك الموضع بصرف مبالغ كثيرة فى نقب بعض تلك الجبال الرّواسى، ثمّ بنى هناك مدينة مستديرة و فى وسطها عمودا مستطيلا وضع على رأس ذلك العمود قصرا رفيعا ينبع إليه الماء من مسيرة ثلاثة اميال فليلاحظ جدّا، فانّ كلّ ذلك من العجائب فى الأمور و غرائب دار الغرور و نادى الشّرور.
الشيخ الفاضل المحيط و الحبر الباذل الربيط ابو البقاء كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى الدميرى المصرى الشافعى(1)
صاحب كتاب «حياة الحيوان» قيل، انّه ولد فى حدود الخمسين و سبعمأة، و تكسب بالخياطة، ثمّ خدم الشّيخ شهاب الدّين السبكىّ، و أخذ عنه و عن الشّيخ جمال الدّين الأسنوىّ، و مهر فى الفنون، و قال الشعر؛ و ولّي تدريس الحديث بالقبّة الركنيّة بالقرب من باب النصر، و كان ذا حظّ من العبادة و التّلاوة، و له «شرح المنهاج» النووىّ فى اربع مجلدات ضمنه فوائد كثيرة، قلت: و له أيضا كتاب «الجوهر الفريد فى علم التوحيد» يحول عليه الأمر فى حياة الحيوان الكبير كثيرا، و له أيضا مختصران
ص: 106
من حياة الحيوان، أحدهما أبسط من الآخر، و قد يوجد فيهما ما لا يوجد فى كتابه الكبير، إلّا إنّ فوائد ذلك الأوّل الاطول الّذى عليه المرجع و المعوّل، ممّا لا يقاس به فوائد أحد مذين، بل لا يقاس به فوائد مصنّفات الفريقين، و سيأتى أيضا قريبا انّ للفاضل الدّمامينى الّذى هو شارح المغنى ايضا مختصرا من هذا الكتاب المسمّى «بعين الحياة» فليلاحظ.
و توفّى الدميرى كما فى بعض المواضع المعتبرة فى جمادى الآخرة سنة ثمان و ثمانمأة، و الدّميرى بالدال المهملة المفتوحة نسبة إلى الدّميرة على وزن السّفينة. و هى كما فى «القاموس» قريتان بالسنواريّة من إحديها عبد الوهّاب بن الخلف، و عبد الباقى بن الحسن المحدّثان، ثمّ إنّ سياق الرجل فى كتاب «حياة الحيوان» فتح العنوان أوّلا باسم الواحد من الحيوانات البريّة و البحريّة على ترتيب الحروف الهجائيّة، ثمّ التّكلم فى لغته و صفته و خواصّه و الأحاديث المتعلّقة به و الحكايات المناسبة له و الأحكام الشّرعيّة الاتية فيه، و التعبيرات المجرّبة و المنقولة لرؤيته فى المنام، اورؤية بعض جوارحه و اعضائه إلى أن لا يبقى شى ء ممّا يتعلّق بذاك الحيوان إلّا و قد ذكره فى ذيل ترجمة ذلك الحيوان، نظير كتابنا هذا الّذى جعلنا تذكرة اسماء العلماء البررة فيه وسيلة الى نيل فوائد الموفورة. و بلوغ الرّجايا و الآمال الغير المحصورة، برجاء أن يذكرنى النّاظر فيه بعين المعدلة و الإنصاف بدعاء الخير على باب حضرة الهنا الخفّى الألطاف، كى يتهنّأ له الإنتفاع بهذا الكتاب، و أنا رهين الجنادل و التّراب و يتّحنّن على العزيز الوهّاب، بأعقاب الثواب، فى مقابلة إدخال السّرور فى قلوب أرباب المعرفة و النّهى و الآداب.
ص: 107
الاستاد العلامة المتفنن المتين عز الدين محمد بن السيد شرف الدين ابى بكر بن قاضى القضاة عز الدين ابى عمر و عبد العزيز قاضى القضاة بدر الدين محمد بن شيخ الملك برهان الدين ابراهيم ابن سعد اللّه بن جماعة الحموى الشافعى(1)
المتكلّم الأصولى، النظّار الجدلى النحوى اللّغوى، البيانىّ الخلافى، المعروف بابن جماعة. قال فى ترجمته السّيوطى فى كتابه «البغية» قال ابن حجر فى حقّ هذا الرّجل:
و كان من العلوم بحيث يقضى
له فى كلّ فنّ بالجميع
وقفت له على كراسة سمّاها «ضوء الشّمس فى أحوال النّفس» ترجم فيها نفسه فذكر فيها انّ مولده بينبع سنة تسع و خمسين و سبعمأة، و حفظ القرآن فى كلّ يوم حزبين، و اشتغل بالعلوم على كبر و أخذ عن السّراج الهندى، و الضّياء القرمىّ و ذكر جماعة اخرى، منهم العلاء السيرافى و جار اللّه، و تاج الدين السّبكى، و السراج البلقينى، و غيرهم.
أتقن العلوم و برع فى سائر الفنون، حتى صار المشار إليه بالدّيار المصريّة فى فنون المعقول؛ و المفاخر به علماء العجم فى كلّ فنّ، و العيال عليه.
و اقرأ و تخرّج به طبقات من الخلق، و كان اعجوبة زمانه فى التقرير، و ليس له فى التّأليف حظّ مع كثرة مؤلّفاته الّتى جاوزت الألف، فإنّ له على كلّ باب كتاب أقرأه التّاليف و التّاليفين و الثّلاثة، و اكثرها ما بين شرح مطوّل و متوسّط و مختصر، و حواش و
ص: 108
نكت الى غير ذلك؛ و كان قد سمع الحديث على جدّه، و البيانىّ، و القلانسىّ، و أجاز له أهل عصره مصرا و شاما، و كان ينظم شعرا عجيبا، غالبه بلا وزن، و كان متنحيا عن بنى الدّنيا، تاركا للتّعرض للمناصب، بارّا باصحابه؛ يأتي فى مواضع التنزّه، و يمشى بين العوامّ، و يقف على حلق المنافقين و غيرهم؛ و لم يحج و لم يتزوّج، و كان لا يحدث إلّا توضّأ، و لا يترك أحدا يستغيب عنده؛ مع محبّت المزاح و الفكاهة.
و كان يعرف علوما عديدة، منها الفقه، و التّفسير، و الحديث، و العربيّة، و فنون الحكمة، و الرّمل، و الكيمياء، و غيرها، و نقل عنه انّه قال اعرف ثلاثين علما لا يعرف أهل عصرى أسماءها، و من عيون مصنّفاته فى الأصول «شرح جمع الجوامع» و ثلاث نكت على مختصر ابن الحاجب و «حاشية على شرح منهاج البيضاوىّ» للأسنوىّ، و «حاشية على شرحه للعبرىّ» و «حاشية على شرحه للجاربردى» و «حاشية علي متن المنهاج مختصرة» و «حاشية على العضدىّ» و فى النّحو، «حاشية على شرح الألفيّة» لابن النّاظم، و «حاشية على التّوضيح» لإبن هشام، و «حاشية على المغنى» له؛ و ثلاثة شروح على القواعد الصّغرى له و ثلاث نكت عليها، و ثلاث «شروح على القواعد الكبرى له، و ثلاث نكت عليها، و «إعانة الإنسان على أحكام اللّسان» و «حاشية على الألفيّة» و «حاشية على شرح الشافعيّة للجاربردىّ و «مختصر التّسهيل [المسمى بالقوانين].
و فى المعانى و البيان «مختصر التّلخيص» و «حاشية على شرحه للسّبكي» و ثلاث حواش على «المطوّل» و «حاشية على المختصر» و فى الفقه «نكت على المهمّات» و «نكت على الرّوضة» و «شرح التبريزى»
و فى الحديث «شرح علوم الحديث» لابن الصّلاح، و «تخرج احاديث الرّافعى» و «ثلاث شروح على منظومة ابن فرج فى الحديث» و «شرح المنهل الروىّ» فى علم الحديث لجد والده، و «القصد التّمام فى احكام الحمّام».
ص: 109
و مثلث فى اللّغة و «مختصر الرّوض الأنف» و «الانوار» فى الطّب، و شرحان عليه، و نكت على فصول بقراط «و الجامع فى الطبّ» و له «فلق الصّبح فى أحكام الرّمح» و «أوثق الأسباب فى الرّمى بالنّشاب» و «الامنيّة فى علم الفروسيّة و «الأسوس فى صناعة الدّبوس».
اخذ عنه جمع جمّ، منهم الشّيخ ركن الدّين عمر بن قديد، و الكمال ابن الهمام، و حافظ العصر ابن حجر، و علم الدّين البلقينّي، و خلائق و روى لنا عنه الجمّ الغفير.
و كان ينهى اصحابه فى الطّاعون عن دخول الحمام، فلما ارتفع الطاعون دخل الحمّام و تصرّف فى أشياء كان امتنع منها فطعن.
و مات و ذلك فى جمادي الآخرة سنة تسع عشرة و ثمانمأة و اشتدّ أسف النّاس عليه و لم يخلف بعده مثله انتهى (1) و ليس هذا الرّجل بابن جماعة المشهور فى الشّيعة، الآمر بقتل شيخهم الشّهيد الاوّل عليه الرّحمة، فانّ اسمه عبّاد بن جماعة الشّافعىّ، كما قد عرفته، و قد تقدّمت الإشارة إلى أسماء جماعة من العلماء الحمؤيين مع بيان حقيقة هذه النّسبة فى ذيل ترجمة إبراهيم بن سعد الدّين محمّد بن المؤيّد الحمؤنى، الّذى هو صاحب كتاب «فرائد السّبطين» فليراجع إنشاء اللّه.
***
ص: 110
الامام النحوى المتبحر المشهور بدر الدين محمد بن ابى بكر بن عمر بن ابى بكر المخزومى الاسكندرى المصرى المالكى المعروف بابن الدمامينى(1)
صاحب الحاشية الكبيرة المشهورة على «المغنى» قال صاحب البغية فى ترجمته ولد بالإسكندريّة سنة أربع و ستّين و سبعمأة و تفقّه و تعانى الآداب، ففاق فى النحو و النّظم و النّثر و الخطّ و معرفة الشّروط؛ و شارك فى الفقه و غيره، و ناب فى الحكم و درّس بعدّة مدارس، و تقدّم و مهر و اشتهر ذكره، و تصدّر بالجامع الأزهر لإقراء النّحو، ثمّ رجع إلى الإسكندريّة و استمرّ يقرئ بها و يحكم و يتكسّب بالتّجارة ثمّ قدم القاهرة و عيّن للقضاء، فلم يتّفق له، و دخل دمشق سنة ثمانمأة، و حجّ منها فعاد إلى بلده، و تولّى خطابة الجامع، و ترك نيابة الحكم، و أقبل على الإشتغال، ثمّ اشتغل بأمور الدّنيا فعانى الحياكة، و صار له دولاب متسع، فاحترقت داره، و صار عليه مال كثير؛ ففرّ إلى الصّعيد فتبعه غرماؤه و أحضروه مهانا إلى القاهرة، فقام معه الشّيخ تقىّ الدّين بن حجّة؛ و كاتب السرّ ناصر الدّين البارزى، حتّى صلحت حاله، ثمّ حجّ سنة تسع عشرة، و دخل اليمن سنة عشرين، و درّس بجامع زبيد نحو سنة فلم يرج له بها أمر فركب البحر إلى الهند، فحصل له إقبال كثير، و أخذوا عنه و عظّموه و حصل له دنيا عريضة، فبغته الأجل ببلد كل برجل من الهند؛ فى شعبان سنة سبع و قيل ثمان و عشرين و ثمانمأة قتل مسموما.
و له من التّصانيف: «تحفة الغريب فى حاشية مغنى اللّبيب» و «شرح البخارىّ» و «شرح التّسهيل» و «شرح الخزرجية، و «جواهر البحور» فى العروض و «الفواكه البدريّة»
ص: 111
من نظمه، و «مقاطع الشّرب» و «نزول الغيث» و هو «حاشية على الغيث المنجم فى شرح لاميّة العجم» للصّفدى، و «عين الحياة» مختصر حياة الحيوان للدّميرى و غير ذلك.
روى لنا عنه غير واحد.
و من شعره:
رمانى زمانى بما ساءنى
فجاءت نحوس و غابت سعود
و اصبحت بين الورى بالمشيب
عليلا فليت الشّباب يعود
و له ملغّزا فى كادى
و ما شى ء له نشر ذكىّ
لعاطره إلى الطيّب انتساب
تروح له على رجليك تمشى
و تقلبه يداك فما الجواب؟
قال و قد نظمت جوابهما بديها لمّا انشدتهما بثغر الإسكندريّة فى رحلتى إليها فقلت:
و مذ سمعت بهذا اللّغز اذنى
أتانى من تفضّله الجواب
فذا طيب إذا صحّفت منه
أخيريه له فى الخبث باب (1)
انتهى و لا يقاس ابدا بما كتبه الدمامينى المذكور على كتاب المغنى ما كتبه تقىّ الدّين الشّمنى، و إن كانا جميعا على أيدى الطلبة كفرسى رهان و رضيعى لبان و ذلك لأنّ الغالب على الاوّل إنّما هو التصرّف و التّحقيق؛ و حلّ المواضع المشكلة من الكتاب، مع نهاية التّدقيق بخلاف تعليقات الثانى الموسومة ب «المنصف من الكلام على مغنى ابن هشام» فانّها خالية عن هذه المقولات غالبا و مشغولة بما هو خروج عن الفنّ، و مشتبه إيّاها بكتب النّقل المحض، و لباب التّواريخ فليتفطّن.
ص: 112
العماد العلام شمس الدين محمد بن حمزة بن محمد بن محمد الرومى(1)الفنرىّ بالرّاء المهملة نسبة الى صنعة الفنيار، ذكره صاحب «بغية الوعاة» فى طبقات اللغوييّن و النحاة، فقال بعد التّرجمة بهذه النّسبة و نسبة ترجمتها كذلك إلى شيخ نفسه الإمام الكافيجى الآتى ترجمته عن قريب.
و قال ابن حجر المكّى صاحب التّقريب: كان عارفا بالعربيّة و المعانى و القراءات كثير المشاركة فى الفنون.
ولد فى صفر سنة إحدى و خمسين و سبعمأة، و أخذ عن العلامة علاء الدّين الأسود شارح المغنى، و الجمال محمّد بن محمّد الاقصرانّى، و لازم الإشتغال، و رحل إلى مصر أخذ عن الشيخ اكمل الدّين و غيره، ثمّ رجع إلى الرّوم، فولىّ القضاء بها(2) و ارتفع قدره عند ابن عثمان جدّا، و كان حسن السّمت كبير الفضل كثير الإفضال غير انّه يعاب بنحلة ابن العربىّ، و باقراء «الفصوص» صنّف فى الأصول كتابا اقام فى عمله ثلاثين سنة، و اقرأ شرح العضد نحو العشرين مرّة.
مات فى رجب سنة أربع و ثلاثين و ثمانمأة.
قلت لازمه شيخنا العلّامة محيي الدّين الكافيجىّ و كان يبالغ فى الثّناء عليه جدّا(3)
ص: 113
قاضى القضاة ابو عبد اللّه شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الطائى البساطى المالكى(1)
ذكره أيضا صاحب «البغية» فقال: ولد فى جمادى الأولى سنة ستّين و سبعمأة و انتقل الى مصر سنة ثمان و سبعين و سبعمأة، و اشتغل بها كثيرا فى عدّة فنون، و برع فى فنون المعقول و العربيّة و المعانى و البيان و الأصلين، و صنّف فيها، و فى الفقه، و عاش دهرا فى بؤس بحيث انّه كان ينام على قشر القصب ثمّ تحرّك له الحظّ، فتولّى تدريس المالكيّة بمدرسة جمال الدّين الأستادار ثم مشيخه تربة الملك النّاصر، ثم تدريس البرقوقيّة، و تدريس الشيخونّة و ناب فى الحكم عن ابن عمه، ثمّ توليّ القضاء بالدّيار المصريّة سنة ثلاث و عشرين و ثمانمأة؛ فأقام فيه عشرين سنة متوالية لم يعزل منه، و رافقه من القضاة خمسة من الشّافعيّة: الجلال البلقيني. و الولّى بن العراقىّ. و علم الدّين، و ابن حجر، و الهروىّ؛ إلى أن قال: و من تصانيفه «المغنى فى الفقه» و «شفاء الغليل فى شرح مختصر الشّيخ خليل» و «شرح ابن الحاجب الفرعى» و «حاشية على المطوّل» و «حاشية علي شرح المطالع» للقطب، و «حاشية على المواقف» للعضد، و «نكت على الطّوالع» للبيضاوىّ، و «مقدّمة فى اصول الدّين»
أخذ منه جماعة من ائمّة العصر، منهم شيخنا الإمام الشّمنى، و قاضى القضاة محيى الدّين المالكيّ.
و مات بالقولنج يوم الخميس ثانى عشر شهر رمضان سنة اثنتبين و أربعين و ثمانمأة
ص: 114
و امطرت السّماء بعد دفنه مطرا غزيرا حدّثنا عنه غير واحد انتهى (1)
شيخنا العلامة و استاد الاساتذة محيى الدين ابو عبد اللّه محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الكافيجى الرومى البرغمى الحنفى(2)
استاد جلال الدّين السّيوطى ذكره ايضا السّيوطى المذكور في كتابه «البغية» بهذه الهيئة: ولد سنة ثمان و ثمانين و سبعمأة و اشتغل بالعلم أول ما بلغ، و رحل إلى بلاد العجم و التتر و لقى العلماء الأجلّاء؛ فأخذ عن الشّمس الفنرىّ. و الشّيخ ماجد(3) و ابن فرشته شارح المجمع و غيرهم، و دخل إلى القاهرة أيّام الأشرف برسباى، فظهرت فضائله، و ولى المشيخة بتربة الأشرف المذكور، و أخذ عنه الفضلاء و الأعيان، ثمّ ولى مشيخة الشّيخونيّة لمّا رغب عنها ابن الهمام، و كان الشّيخ إماما كبيرا فى المعقولات كلها و له اليد الحسنة فى الفقه و التفسير و النّظر فى علم الحديث، و الّف فيه.
و أمّا تصانيفه فى العلوم العقليّة فلا تحصى، بحيث أنّى سألته ان يسمّى لى جميعها لأكتبها فى ترجمته؛ فقال لا أقدر على ذلك. و أجلّها و أنفعها على الإطلاق «شرح قواعد الإعراب» و «شرح كلمتى الشّهادة» و له مختصر فى علم الحديث، و مختصر فى علوم التّفسير يسمّى «التّيسير» قدره ثلاث كراريس، و كان يقول: انّه اخترع هذا العلم و لم يسبق إليه، و ذلك لانّ الشّيخ لم تقف على البرهان للزّركشىّ؛ و لا على مواقع العلوم للجلال البلقينىّ، إلى أن قال؛ لازمته أربع عشرة سنة، فما جئته مرة إلّا
ص: 115
و سمعت منه من التّحقيقات و العجائب ما لم اسمعه قبل ذلك، قال لى يوما ما اعراب:
زيد قائم فقلت: قد صرنا فى مقام الصّغار، نسأل عن هذا! فقال لى: في زيد قائم مأة و ثلاثة عشر بحثا، فقلت لا أقوم من هذا المجلس حتّى استفيدها، فاخرج لى تذكرته فكتبتها منها: و ما كنت أعدّ الشّيخ إلّا والدا بعد والدى، لكثرة ما كان له علىّ من الشفقة و الإفادة، و كان يذكر انّه كان بينه و بين والدى صداقة تامّة؛ و انّ والدى كان منصفا له بخلاف اكثر اهل مصر.
توفى شهيدا بالإسهال ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة تسع و سبعين و ثلاثمأة(1)
الفاضل المتبحر المقرى شمس الدين محمد بن محمد الجزرى الشافعى(2)
كان من جملة متاخّرى المحدّثين من المخالفين و له ذكر فى كتب المتأخّرين من المؤلفين، موصوفا فى بعض المواضع بصاحب كتاب «الأربعين» نقل عن العلّامة المجلسىّ رحمه اللّه انّه نقل عن كتابه المذكور فى المجلّدة الأخيرة من «البحار» فقال فى طىّ ما ضبطه من الأسانيد للأخبار.
قال محمّد بن الجزرىّ فى أربعينه؛ أمّا قرائة القرآن العظيم فانّى قرأته على جماعة كثيرين من الشّيوخ منهم: الشّيخ الإمام العلّامة شمس الدّين أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرحمان بن علىّ الحنفىّ، رحلت إليه لعلوّ اسناده إلى الدّيار المصريّة فى سنة تسع و ستين و تسعمأة، و قرأت عليه جميع القرآن ختمتين، إحديهما جمعا بالقراءات السّبع، و أخرى بالقراءات العشر، و قرأ هو جميع القرآن إفرادا و جمعا على شيخه الإمام سند القرّاء تقىّ الدّين محمّد بن أحمد بن عبد الخالق المصرىّ، و قرأ هو جميع
ص: 116
القرآن كذلك على الشّيخ الإمام كمال الدين ابراهيم بن اسماعيل بن فارس التميمى و قرء هو جميع القرآن كذلك على الشّيخ الامام العلّامة تاج الدّين أبى اليمن زيد بن الحسن الكندى و قرأ هو جميع القرآن على شيخه الإمام شيخ القرّاء أبى محمّد عبد اللّه بن علىّ بن احمد البغدادي، و قرأ هو جميع القرآن على الشّيخ الإم عزّ الشّرف أبى الفضل عبد القاهر بن عبد السّلام بن علىّ العبّاسى، و قرأ هو جميع القرآن على الشّيخ الإمام أبى عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد الكارزينىّ و قرأ هو جميع القرآن على الشّيخ أبي الحسن علىّ بن محمّد بن محمّد بن صالح الهاشمىّ، و قرأ لهاشمىّ جميع القرآن على أبى العباس سهل بن فيروزان الاسنانى، و قرأ هو جميع القرآن على ابى محمّد عبيد بن صباح النّهشلى، و قرأ هو جميع القرآن على ابى عمر و حفص بن سليمان الكوفى، و قرأ حفص جميع القرآن على الامام ابى بكر عاصم بن ابى النجود الكوفى امام اهل الكوفة و قاريها و قرأ عاصم جميع القرآن على ابى عبد الرّحمن عبد اللّه بن حبيب السّلمى، و قرأ هو جميع القرآن على أمير المؤمنين أبى الحسن علىّ بن ابى طالب صلوات اللّه عليه، و قرأ علىّ عليه السّلام القرآن العظيم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم القرآن العظيم كما انزل على الرّوح الأمين رسول ربّ العالمين و امينه على وحيه جبرئيل عليه السّلام انتهى.
و رأيت فى بعض المجاميع المعتبرة كلاما بهذه العبارة: هذه العبارة منقولة من نسخة صنّفها الشّيخ العلّامة استاد المفسّرين و سند المحدّثين، و اسوة القرّاء و المجرّدين، الشّيخ شمس الدّين محمّد بن محمّد بن الجزرى الشّافعى. و هو من أجلّ علماء أهل السنّة بعد حذف اسامى الرواة، و هى هذه:
قال سمعت عليّا بالرّحبة ينشد النّاس من سمع النّبىّ صلى اللّه عليه و آله يقول من كنت مولاه فعلىّ مولاه، أللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، فقام إثنا عشر بدرّيا شهدوا انّهم سمعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم يقول ذلك هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح من وجوه كثيرة تواتر عن امير المؤمنين علىّ عليه الصّلاة و السلام و هو متواتر أيضا عن النّبى صلى اللّه عليه و آله رواه الجمّ الغفير، و لا عبرة بمن حاول تضعيفه ممّن لا اطّلاع له فى هذا العلم.
فقد ورد إلى آخر ما ذكره و فى الحاشية انّ المراد بما حاول هو السيّد المحقّق
ص: 117
الشريف حيث منع التّواتر فى شرحه على «المواقف» و فيه من الدّلالة علي عمريّة هذا العلوىّ و علويّة ذاك العمرىّ ما لا يخفى.
الحكيم الاستاد و المنقد الاستناد محمود بن ابى بكر الارموى الاذربايجانى(1)
صاحب كتاب «المطالع» فى علم المنطق. ذكره صاحب كتاب «تلخيص الآثار» فى ذيل ترجمة ارمية من بلاد آذربايجان المحميّة، فقال: ينسب إليها الشّيخ العارف الزّاهد حسين بن علىّ و هو القائل أمسيت كرديّا و أصبحت عربيّا، توفّى سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمأة، و منها الشّيخ أبو أحمد الملقّب بتاج الارموىّ، كان عديم المثال فى زمانه فى الأصول و الفقه و الحكمة و الأدب، توفى سنة أربع و ثلاثين و ستّمأة، و اليها ينسب القاضى سراج الدين محمود بن أبى بكر صاحب كتاب «المطالع» فى المنطق و كان من فضّلاء أهل زمانه.
الامام الاعظم و البحر الخضم و فخر خوارزم ابو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن احمد الملقب بجار اللّه المحترم(2)
لكونه فى أواخر أمره مجاور البيت و الحرم، ذكره الفاضل الشّمينى فى
ص: 118
«حاشية المغنى» فقال: و الزّمخشريّ هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمّد بن عمر الخوارزمى المعتزلىّ، جاور بمكّة زمنا فقيل له جار اللّه، و سقطت احدى رجليه من ثلج أصابه فى بعض الأسفار فكان يمشى فى خشب.
ولد سنة سبع و ستّين و أربعمأة و توفّى بجرجانيّة خوارزم سنة ثمان و ثلاثين و خمسمأة.
و زمخشر قرية كبيرة من قرى خوارزم، و جرجانيّة هى قصبة خوارزم انتهى.
و قال جلال الدّين السّيوطى فى كتاب طبقاته الصّغرى للغويّين و النّحاة، و هو الّذى سمّاه «ببغية الوعاة» و لنا عنه النقل هنا فى كثير من المقامات، فقال كان واسع العلم كثير الفضل غاية في الذّكاء و جودة القريحة، متفننا فى كلّ علم، معتزليّا قويّا في مذهبه، مجاهرا به حنفيّا.
ولد فى رجب سنة سبع و ستّين و أربعمأة(1) و ورد بغداد غير مرّة، و أخذ الأدب عن أبى الحسن علىّ بن المظفّر النيسابورىّ و أبى مضر الأصفهانىّ، و سمع من أبى سعد الشّقانىّ، و شيخ الإسلام أبى منصور الحارثىّ و جماعة؛ و جاور بمكّة، و تلقّب بجار اللّه و فخر خوارزم أيضا و كتب إليه الحافظ السلفّى يستجيزه، و أصابه خرّاج فى رجله فقطعها، و وضع عوضها رجلا من خشب، و كان إذا مشى ألقى عليها ثيابه الطّوال فيظنّ من يراه انّه أعرج.
و له من التّصانيف «الكشّاف» فى التّفسير، «الفايق» فى غريب الحديث، «المفصّل» فى النحو، «المقامات» «المستقصى» فى الامثال «ربيع الأبرار» «أطواق الذّهب» «صميم العربيّة» «شرح أبيات الكتاب» «الأنموزج» فى النّحو «الرّائض فى الفرائض» «شرح مشكلات المفصّل» «الكلم النّوابغ» «القسطاس فى العروض» الأحاجى النّحو و غير ذلك:
مات يوم عرفة سنة ثمان و ثلاثين و خمسمأة.
ص: 119
اسندنا حديثه فى الطّبقات الكبرى و تكرّر ذكره فى جمع الجوامع و له:
إنّ التّفاسير فى الدّنيا بلا عدد
و ليس فيها لعمرى مثل كشّافى
إن كنت تبغى الهدى فالزم قراءته
فالجهل كالدّاء و الكشّاف كالشافى
انتهى (1):
و قال صاحب «تلخيص الآثار» زمخشر قرية من قرى خوارزم ينسب إليها الإمام العالم أبو القاسم محمود بن عمر جار اللّه الزّمخشرىّ كان بالغا فى العربية و علم البيان، و له تصانيف حسنة ليس لأحد مثلها في فصاحة الألفاظ و بلاغة المعانى مع إيجاز اللّفظ، صنّف بمكة كتاب «الكشّاف» فى الحرم الشّريف حتّى وقع التّأويل حيث وجد التّنزيل انتهى (2).
و فى بعض المعاجم انّ لشريف مكّة أبى الحسن علىّ بن عيسى بن حمزة فى مدح الزّمخشرى لمّا قدم مكة و كان الشّريف أميرها يومئذ:
جميع قرى الدّنيا سوى التّربة الّتى
تبوأتها دارا فداء زمخشرا
و حسبك ان تزهى زمخشر بامرء
اذا عدّ من اسد الشرازمخ الشّرا
هذا و قد ذكره سيدنا الفاضل المحدّث العلامة الأمير محمّد حسين الحسنّى الحسينى الإصفهانى الّذى هو ابن بنت سميّنا العلّامة المجلسّى قدّس سرّه القدوسيّ فى بعض فوائده المتفرّقة عند عدّه لبعض من كانوا فى الظّاهر من علماء أهل السنّة، و فى الباطن من الشّيعة المتحقّقة، فقال و من أعاظم علمائهم و من اظنّ استبصاره فى آخر عمره العلامة الزمخشرىّ، فانّه لا ريب فى كونه على مذهب أهل السنّة و الجماعة فى مبادى امره، كما يصفح عنه تصفح الكشّاف، فانّه سلك فيه مسلك الإعتساف فى مسألة الإمامة و ما يتعلّق بها، و لذلك اجمعت الإماميّة على كونه من العامّة، و لم يجوّز أحد من العلماء استبصاره و رجوعه، و لكنّه لمّا اتّفق لى مطالعة كتابه المسمّى
ص: 120
ب «ربيع الابرار» و عثرت على كلام له صريح فى التّشيّع لا يقبل التّأويل ثمّ تصفحت و تفحصت فيه عمّا يؤكّد ذلك فظفرت على غيره من الشّواهد ممّا لا يجتمع مع قواعد العامّة و تأويلاتهم من نحو ذكره لفضائل السيّد الحميرى و أشعاره الرّائقة فى فضائل أهل البيت عليهم السلام و قوله فى باب التّأديب و التّعليم و غيرهما و هو الباب الثّالث عشر: قدم حمزة العدوىّ السّارق علي معاوية فامر بقطع يده قال:
يدى يا امير المؤمنين اعيذها
بعفوك من عار عليها يشينها
فلو قداتى الأخبار قومى تقلّصت
اليك المطايا و هى خوض عيونها
و لا خير فى الدّنيا و لا فى نعيمها
اذا ما شمالى فارقتها يمينها
فابطل عنه الحدّ فهو أوّل حدّ أبطل فى الإسلام انتهى.
و لا يخفى انّ هذا من مطاعن معاوية لم يذكرها الأصحاب إلّا انّ قوله اوّل حدّ أبطل غير صحيح، اذ فاروقهم أبطل حدّ خالد بن وليد، و ذو النّورين أبطل جميع الحدود و الأحكام، كما هو مفصّل فى مفصّلات الكتب المصنّفة فى فنّ الإمامة.
و منها ما قال فى باب الخير و الصّلاح و هو الباب الثّامن عشر عن النّبى صلى اللّه عليه و آله:
إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الاخ اخوك علىّ بن ابى طالب و عنه صلى اللّه عليه و آله يا علىّ إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة اللّه، و أخذت أنت بحجزتى، و أخذت جميع ولدك بحجزتك، و أخذت شيعة ولدك بحجزهم فنرى أين يؤمر بنا.
و لا يخفي دلالته على خصوصيّة التّشيّع و انّ الشّيعة هم الفرقة النّاجية، و من عداهم مالكون.
ثمّ قال فى هذا الباب بعد كلام قال جميع بن عمير دخلت على عايشة فقلت: من كان احب الناس الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قالت فاطمة، قلت: انّما أسألك من الرّجال؟ قالت: زوجها، و ما يمنعه فو اللّه إن كان لصواما قياما، و لقد سألت نفس رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فى يده فردّها إلى فيه؛ قلت فما حملك على ما كان يعنى [وقعة الجمل] فارسلت خمارها على وجهها و بكت، و قالت أمر قضى عليّ.
ص: 121
ثمّ قال فى آخر الباب: استأذن ابو ثابت مولى علىّ عليه السّلام امّ سلمة، فقال مرحبا بك يا با ثابت، ثمّ قال يا أبا ثابت أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها؟ قال تبع علىّ قالت وفقت و الّذى نفسى بيده، لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول علىّ مع الحقّ و القرآن و الحقّ مع علىّ لن يفترقا حتّى يردا علىّ الحوض و هو صريح فى تشيّعه.
و منها ما قال فى أواسط باب ذكر اللّه تعالى و الدّعاء و هو الباب التّاسع عشر، قيل لبعض المفعلين ما تقول فى معاوية؟ قال اقول رحمه اللّه و رضى عنه؛ قيل فما تقول فى يزيد؟ قال أقول لعنه اللّه و لعن أبويه إنتهى و لا يخفى لطفه إلي أن قال و امّا ما هو كالصّريح فى مذهب التّشيّع و لا يقبل التّأويل فهو ما ذكره فى الباب الثّانى و الخمسين من هذا الكتاب انّه قدم عبد اللّه بن زمعة على أمير المؤمنين علىّ بن ابى طالب عليه السّلام فى خلافته و هو كان من شيعته، فطلب منه مالا، فقال انّ هذا المال ليس لى و لا لك و إنّما هو فى ء للمسلمين و جلب أسيافهم، فانّ شركتهم فى حربهم كان لك مثل حظّهم، و الّا فحبائة أيديهم لا يكون لغير أفواههم، و قال عليه السّلام لعامله: انطلق على دعوى اللّه وحده لا شريك له و لا ترد عن مسلما و لا تجتازن عليهم كارها و لا تأخذن منه اكثر من حقّ اللّه فى ماله، فاذا قدمت على الحىّ فانزل بمائهم من غير ان تخالط أبياتهم، ثم امض اليهم بالسّكينة و الوقار، حتّى تقوم فتسلّم عليهم و لا تخدج التحيّة لهم خدجا، ثمّ تقول عباد اللّه ارسلنى إليكم امير المؤمنين ولىّ اللّه و خليفته إلى أن قال الزمخشرىّ بعد ذكره لتمام الوصيّة بطولها قلت: انظر على هذا البون البائر؛ و التّفاوت المتباين؛ فانّ فيه عبرة لمعتبر و دليلا لمتفكّر، هذا أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و وصىّ رسول ربّ العالمين، يأمر فى الصّدقة بهذه الأوامر، و يكلها إلى ربّ المال من غير اكراه و لا اجبار و لا استحلاف على صحّة دعواه، و هذا ابو بكر قاتل على منعها و سفك الدّماء و سبى النّساء و استرق الذريّة و سمى مانعها مرتدين، فاتباع امير المؤمنين و سيّد المسلمين و ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و من ثبتت عصمته و وجبت على الأمة طاعته و نصّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله على إمامته أولى أم اتباع من
ص: 122
جوّز على نفسه الخطاء و استقال ما تقلّده من الأمر، و اقرّ انّه يقول في الأحكام برأيه، و يفتى المسلمين باجتهاده، ام يصمّم الخطاء على اعتقاده فى الشّكّ مجتهد مصيب و انّ هذا أحل قتال مانع الزّكوة، و سمّاه كافرا، و لم يخالفه أحد و انّما نفاه أمير المؤمنين عن ترك القتال عليها لابل تركها على ربّها؛ و هذا تفاوت عظيم و تباين شديد يدلّ كل متأمّل على انّ احد هذين المجتهدين مأثوم فى فعله انتهى.
ثمّ شرع السيد النّاقل الكلام فى شرح بعض ما يحتاج من الفاظ الرّجل إلى البيان و الاعلام و ظاهر انّه لو صحّت عنه هذه الحكاية، و امنت من احتمال الزّيادة لبعض أصحاب الرشد و الهداية، لدلّت على حسن عاقبة الرّجل و كمال استبصاره و صلحت للإحتجاج على كونه فى الباطن من جملة شيعة الحقّ و جموع اتباعه، و انصاره فليتأمل و لا يغفل.
ثم ليعلم انّ من جملة من تعرّض لذكر هذا الرّجل من علماء الشّيعة الإمامية هو الفاضل المحدث المتأخّر النيسابورى فى رجاله الكبير، و قد ذكره بهذه الصورة:
محمود بن عمر أبو القاسم المعروف بالعلّامة جار اللّه الزمخشرى المعتزلىّ أصولا الحنفّى فروعا؛ من مشاهير علماء التفسير و الادب؛ له كتب منها تفسيره «الكشّاف» و «اساس اللّغة» و «ربيع الابرار» يروى عن جماعة و عنه جماعة منهم ابن شهر آشوب و ابو البركات، و ابو المؤيّد محمّد بن احمد الخطيب الخوارزمىّ المكىّ نزلا، ولد سنة أربع و ستّين و أربعمأة، و مات بجرجانيّة خوارزم ليلة العرفة سنة ثمان و ثلاثين و خمسمأة، و هو معتبر الحديث.
اقول: و قد مضى فى باب الأحامدة كيفيّة سلوك أبى الفضل الميدانى صاحب «السّامى في الاسامى» مع هذا الرجل، و سلوك هذا الرجل معه، و كلاهما من ائمّة العربيّة.
و امّا تلامذة الرجل فهم أيضا جماعة كثيرون من أعاظم الفضلاء و النّبلاء منهم:
علىّ بن محمّد الخوارزمىّ المتقدّم ذكره الملقّب بحجّة الافاضل و فخر المشايخ. و
ص: 123
منهم: الشّيخ الكامل محمّد بن أبى القاسم بن يابجوك البقّالىّ الخوارزمىّ اللّغوى النحوىّ الملقب بزين المشايخ صاحب كتاب «مفتاح التّنزيل» و كتاب «تقويم اللّسان» فى النّحو، و «الإعجاب فى الإعراب» و «الهداية» فى المعانى و البيان، و «شرح اسماء اللّه الحسنى» و غير ذلك، كما نقل عن ياقوت الحموىّ أنّه قال فى ترجمته كان إماما فى الأدب و حجّة فى لسان العرب، أخذ اللّغة و الأعراب عن الزّمخشرى إلى أن قال:
مات فى سلخ جمادى الاخرة سنة اثنتين و ستّين و خمسمأة(1)
و منهم الشّيخ ابو الفتح ناصر بن عبد السيّد بن المطرّز الملقّب من غاية اختصاصه به بخليفة الزمخشرىّ، و قد تقدّم ذكره فى هذا الباب بالمناسبة فى ذيل ترجمة أبى عمر الزّاهد الملقّب بالمطرزىّ فليراجع.
و كان أسم أبى المؤيّد الملقّب بأخطب خوارزم هو الموفق بن أحمد بن أبى سعيد لا محمّدا كما زعمه صاحب الرّجال، و كان صاحب فقه و أدب و حديث و خطب و أشعار و كتاب فى مناقب أهل البيت عليهم السّلام، و توفى فى سنة ثمان و ستّين و خمسممأة كما ذكره صاحب «البغية».
و تقدّم فى ترجمة إبن الحاجب أنّ له شرحا نافعا على «المفصّل» و من جملة من شرحه أيضا على سبيل التّفصيل مع أتم ما يكون من التّفريع و التّذييل هو الشّيخ الفاضل المتبحّر الجليل أبى الفضائل عبد العزيز بن أبى الغنائم بن أحمد الكاشى القمصرىّ المعاصر المعاشر لمولانا عبد الرّزاق الحكيم الكاشى» صاحب تأويلات القرآن بلسان أهل الوجدان.
و كتب الشّيخ نجم الدّين أبو النّصر فتح بن موسى بن حماد الأموىّ الجزيرىّ القصرىّ الشّافعى من تلامذة الجزولىّ كتابا فى «نظم المفصّل» كما انّه نظم سيرة ابن هشام «و إشارات ابن سينا» و كتابا فى العروض و غير ذلك.
و كتب الأديب الأستاد أبو الحجّاج يوسف بن مغرور القيسّى صاحب «شرح
ص: 124
إيضاح أبى علىّ الفارسىّ» كتابا فى الردّ على «المفصّل».
و هو غير يوسف بن يبقى التجيبى الباجى الّذى له كتاب سمّاه «المصباح فى شرح شواهد الإيضاح» و مات فى حدود أربعين و خمسمأة، فانّه مات بمرسيّة فى حدود خمس و عشرين و ستّمأة و أوّل ما افتتح به المصنّف خطبة «المفصّل» و هو دليل على فضله الأنيل قوله: اللّه أحمد على أن جعلنى من علماء العربيّة و جبلنى على الغضب للعرب و العصبيّة و أمّا شرح أنموزجه المشهور الّذى هو على أيدى المبتدئين و الطلبة يدور فى أمثال هذه العصور، فهو للشّيخ جمال الدّين ملك القضاة محمّد بن عبد الغنّى الأردبيلى كتبه باسم علاء الدّين أحمد بن عماد الدّين مفضّل الكاشى، و تقدم فى ذيل ترجمة سعد الدين التفتازانّى انّ له حاشية على كتاب «الكشّاف» و كذا فى ترجمة الفاضل الطيّبى انّ له شرحا فى اربع مجلّدات، و نقل أيضا عن صاحب التقريب انّ ليوسف بن الحسن بن محمود السرابى التّبريزى من أفاضل تلاميذ العضدىّ و غيره شرحا على «الكشّاف» و على «منهاج البيضاوىّ، و على «اسمآء اللّه الحسنى،» و غير ذلك.
و نقل ثقات الأخبار كما ذكره سيّدنا الجزائرىّ فى كتابه «الأنوار» أن صاحب التّرجمة لمّا صنّف كتابه «الكشّاف» حمله و اتى به إلى إمامهم الغزالى ليمده بالالطاف و الأنصاف، و لمّا جلس عنده و ذكر له سبب مجيئه إليه قال له الغزالىّ كيف فسّرت إياك نستعين؟ فقال قلت؛ انّ تقدّيم المفعول يفيد الإنحصار؛ فقال له إذن أنت من علماء القشر، فرجع الزمخشرىّ نادما على ما فعل. هذا و يظهر من كتابه «الكشّاف» أنّه كان شديد الإنكار على الصّوفيّة، كما انّه قال فى تفسير قوله تعالى قل إن كنتم تحبّون اللّه و الآية فى آل عمران ما صورته: و اذا رأيت من يذكر محبّة اللّه و يصفق بيديه مع ذكره و يطرب و ينعر و يصعق فلا تشكّ فى أنّه لا يعرف ما اللّه و لا يدرى ما محبّة اللّه. و و ما تصفيقه و طربه و نعرته و صعقته إلّا أنّه تصوّر فى نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشقة فسمّاها اللّه بجهله و دعارية ثمّ صفق و طرب و نعر و صعق على تصوّرها، و ربما رأيت المنّى قد ملأ اذارا ذلك المحبّ عند صعقته، و حمقاء العامّة حواليه قد ملأوا أدرانهم
ص: 125
بالدّموع إلى آخر ما ذكره (1) ثمّ انّ المستفاد من كلام صاحب «البغية» فى مقام آخر انّ من جملة أساتيد الرّجل أيضا فى بعض المراتب هو عبد اللّه بن محمّد اليابرىّ، و ذلك انّه قال فى ترجمته قال فى «البلغة» نحوىّ اصولىّ فقيه؛ روى عن أبى الوليد الباجى، و قرأ عليه الزمخشرىّ بمكّة كتاب سيبويه و شرح رسالة ابن أبى زيد، ورد على ابن حزم و مات سنة ثمان عشر و خمسمأة، و ذكره أيضا فى مقام ترجمة ابى مضر الأصبهانىّ المتقدّم ذكره فى صدر العنوان بهذه الصّورة محمود بن جرير الضبى الاصفهانى النحوى، كان يلقّب فريد العصر، و كان وحيد دهره و أوانه فى علم اللّغة و النّحو و الطبّ يضرب به المثل، فى أنواع الفضائل، أقام بخوارزم مدّة و انتفع النّاس بعلومه و مكارم اخلاقه، و أخذوا عنه علما كثيرا و تخرج عليه جماعة من الأكابر فى اللّغة و النحو، منهم: الزمخشرىّ، و هو الّذى أدخل خوارزم مذهب المعتزلة و نشره بها، فاجتمع عليه الخلق لجلالته، و تمذهبوا بمذهبه؛ منهم الزمخشرىّ قال ياقوت و لست اعرف له مع نباهة قدره و شياعه ذكره مصنّفا مذكورا و لا مؤلفا مأثورا إلّا كتابا يشتمل على نتف و اشعار و حكايات و اخبار سمّاه «زاد الراكب» مات بمرور سنة سبع و خمسمأة و رثاه الزّمخشرى بقوله.
و قائلة ما هذه الدّرر التى
تساقطها عيناك سمطين سمطين
فقلت هو الدرّ الّذى قد حشا به
أبو مضر أذنى تساقط من عينى
انتهى:
و من جملة اشعار الزمخشرىّ أيضا بنقل بعض المواضع المعتبرة قوله:
العلمّ للرّحمن جلّ جلاله
و سواه فى جهلاته يتغمغم
ما للتّراب و للعلوم و إنّما
يسعى ليعلم أنّه لا يعلم
و منها قوله:
لا تلمنى إذا وقيت الأواقى
فالأواقى لماء وجهى أوافى
ص: 126
و منها قوله فى ذمّ متابعة النّساء:
أعص النّساء فتلك الطّاعة الحسنة
و لن يسودفتى أعطى النساء رسنه
تعوّقه عن كمال فى فضائله
و لو سعى طالبا للعلم ألف سنة
و ممّا ينسب إليه أيضا قوله:
كثر الشّكّ و الخلاف و كلّ
يدّعى الفوز بالصراط السّوىّ
فاعتصامى بلا إله سواه
ثم حبّى لأحمد و علىّ
فاز كلب بحبّ أصحاب كهف
كيف أشقىّ بحب آل نبىّ
و فيه أيضا من الدّلالة على تشيّع الرّجل و لو فى آخر عمره ما لا يخفى و من جملة طرف ما ينسب البيت أيضا قوله:
تزوّجت لم أعلم و أخطأت لم اصب
فياليتنى قد مّت قبل التزوّج
فو- اللّه ما أبكى على ساكنى الثّرى
و لكنّنى أبكى علي المتزوّج
الشيخ المتفنن الكبير شمس الدين ابو الثناء محمود بن ابى القاسم عبد الرحمن بن احمد بن محمد بن ابى بكر بن على الاصبهانى(1)
شارح «تجريد الكلام» و «مختصر الأصول» و «منهاج البيضاوى» و «الطوالع» و غير ذلك؛ ذكره صاحب «البغية» باعتبار تمهّره فى العربيّة، فقال من بعد التّرجمة له بما ذكرناه من النسب و النّسبة: ولد فى شعبان سنة أربع و تسعين و ستّماة، و اشتغل ببلاده
ص: 127
و مهر و تميّز، و تقدم فى الفنون، و قدم الى دمشق فبهرت فضائله، و سمع كلامه التّقى بن تيمية، فبالغ فى تعظيمه، و لازم الجامع الأموىّ ليلا و نهارا، مكبّا على التّلاوة، و شغل الطلبة و درّس بعد ابن الزّملكانّى بالرّواحيّة، ثمّ قدم القاهرة و بنى له قوصون الخانقاه بالقرافة؛ و رتّبه شيخا بها.
قال الأسنوىّ: كان بارعا فى العقليّات، صحيح الإعتقاد محبّا لأهل الصّلاح، طارحا للتكلّف، و كان يمتنع كثيرا من الاكل لئلّا يحتاج إلى الشّرب، فيحتاج إلى دخول الخلاء فيضيع عليه الزّمان.
صنّف تفسيرا كبيرا و شرح كافيه ابن الحاجب و مختصره فى الأصول، و «منهاج البيضاوى» و طوالعه و بدايع ابن السّاعاتى، و رسالة فى العروض و غير ذلك انتهى (1)
و مرادهم بالاصفهانىّ المطلق الواقع فى كلمات الحكماء و الأصوليّين من المتأخّرين هو هذا الرّجل، و إن كان قد يطلق على جماعة أخرى تقدّمت الإشارة إلى أسمائهم السّامية مجملة و مفصّلة فى باب ما أوّله الهمزة، و كذا على لقيب هذا الرّجل و سهيمه فى كثير من المراتب، شمس الدّين محمّد بن محمود بن محمّد بن عبد الكافى الاصولى الاصبهانى الشّارح لمحصول فخر الدّين الرّازى، و هو الّذى قال فى ترجمته الذّهبى الشّامىّ فيما نقل عن تاريخه للشّام: ولد باصبهان سنة ستّ عشرة و ستّمأة، و قدم الشّام بعد الخمسين، فناظر الفضلاء و اشتهرت فضائله، و سمع بحلب من طغر بيك المحسنّى و غيره، و انتهت إليه الرّياسة فى معرفة أصول الفقه، و له معرفة جيّدة بالنّحو و الادب و الشّعر، لكنّه قليل البضاعة من الفقه و السنّة و الآثار، صنّف و اقرأ و ولّى قضاء منبج، ثمّ دخل مصر، إلى أن قال: و تخرّج به خلق كثير و رحل اليه الطّلبة، حدّث عنه البرزالي و غيره، و له «شرح المحصول» و «القواعد فى الأصلين و الخلاف و المنطق
ص: 128
و غير ذلك، مات بالقاهرة من مصر فى العشرين من رجب سنة ثمان و سبعين و ستّمأة، و قال صاحب القاموس فى باب الياء مع النّون ننا مخفّفة والد أبى بكر محمّد بن محمود الأصبهانىّ الفقيه المحدّث.
قطب المحققين و سند المدققين محمود بن مسعود بن مصلح الفارسى الشيرازى الشافعى الملقب بالعلامة(1)
تكرّر ذكره فى كتب المعانى و البيان و اصول الفقه، و كان بارعا فى العلوم محقّقا متكلّما، تقدم ذكره و ذكر سهيمه فى اللّقب و المنصب مولانا قطب الدّين الرّازى على سبيل التّفصيل فى باب ما أوّله القاف، باعتبار اشتهارهما باللّقب، و الإختلاف الواقع فى اسميهما، كما فصلناه لك هناك و نزديك هنا تذكارا ان من جملة ما ينسب إلى قطب الدّين العلّامة من الأشعار قوله:
أيا ربّ تخلق ما تخلق
و تنهى عبادك أن يعشقوا
خلقت الملاح لنا فتنة
و- قلت اعبدوا ربّكم و اتّقوا
إذا كنت أنت خلقت الملاح
فقل للملاح بنا يرفقوا
و له أيضا هذه الرّباعيّة بالفارسيّة:
يك چند بياقوت تر آلوده شديم
يك چند پى زمرّد سوده شديم
آلودگيئى بود و ليكن تن را
شستيم بآب توبه و آسوده شديم
قيل: و كان قطب الدّين المذكور من علماء دولة الأتابك الأعظم سعد بن زنگى
ص: 129
ابن مودود السلغرىّ، الشّجاع المعروف الّذى نسب إليه الشيخ مصلح الدّين سعدى فى تخلصه، و كان بينه و بين الشّيخ سعدىّ الّذى هو ابن اخته فى النّسب كما تقدّم فى ذيل ما سبق ممازحات و مطايبات، منها إنّ واحدا من الأتابكة بنى مسجدا، و كان هو بنفسه مباشر الأمور العمارة؛ فاتفق أن حضر يوما للتطلّع عليه جماعة من علماء البلد، و فيهم الرّجلان المذكوران، و الاتابك أيضا هناك يتوجّه على الامور، و لم يكن فى وجهه أثر نبات فوثبت عليه واثبة من الطّين، فقال من بديهة خاطره المولي قطب- الدّين: يا ليتنى كنت ترابا، فسمعه الملك و لم يظهر شيئا، ثمّ سأل الشّيخ سعدىّ عما قاله خاله؛ فقال هو أيضا بديهة: و يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا هذا و من جملة ما ينسب إليه أيضا من الاشعار الفائقة قوله:
يقولون كآفات الشّتاء كثيرة
و ما هو إلّا واحد غير مفترى
إذا صحّ كاف الكيس فالكلّ حاضر
لديك و كلّ الصّيد يوجد فى الفرا
و لكنّ الحقّ انّ هذه الرّباعيّة لمحمود بن نعمة بن أرسلان الشيرزىّ النّحوى، دون محمود بن مسعود الشّيرازىّ الأصولىّ فليتفطّن و لا يغفل.
العماد البارع قاضى القضاة بدر الدين محمود بن احمد بن موسى بن احمد بن حسين بن يوسف بن محمود العتابى الحنفى المعروف بالعينى(1)
قال صاحب «بغية الوعاة» ولد فى رمضان سنة اثنين و ستّين و سبعمأة بعين تاب و نشأ بها و تفقّه، و اشتغل بالفنون و برع و مهر، و انتفع فى النّحو و أصول الفقه و المعانّى و غيرها بالعلامة جبرئيل بن صالح البغدادىّ، و أخذ عن الجمّال يوسف الملطى و
ص: 130
العلاء السّيرافىّ؛ و دخل معه القاهرة، إلى أن قال: و ولى نظر الحسبة بالقاهرة مرارا ثمّ نظر الأحباس، ثمّ قضاء الحنفيّة بها، و درّس الحديث بالمؤيّدية، و كان إماما عالما علامة عارفا بالعربيّة و التّصريف و غيرهما، حافظا للّغة، كثير الإستعمال لحوشيّها، سريع الكتابة؛ عمّر مدرسة بقرب الجامع الأزهر، و وقف بها كتبه و أمّا نظمه فمنحط إلى الغاية، و ربّما يأتى به بلا وزن.
و له مصنّفات كثيرة، منها «شرح البخاري» «شرح الشواهد الكبير و الصّغير» «شرح معانى الآثار» «شرح الكنز» «شرح المجمع» «شرح عروض الساري» «طبقات الحنفيّة» «طبقات الشّعراء» «مختصر تاريخ ابن عساكر» «شرح الهداية فى الفقه «شرح درر البحار» «سيرة الملك المؤيّد» منظومة، و قد جرّد شيخ الإسلام ابن حجر منها الأبّيات الرّكيكة، و الّتى بلا وزن، فبلغت نحو أربعمأة بيت فى كتاب، و سمّاه «قذى العين. من نظم غراب البين» و كان بينهما منافسة.
و من قول شيخ الإسلام فيه لمّا وقعت منارة المؤيّدية، و كان العينىّ شيخ الحديث بها:
لجامع مولانا المؤيّد رونق
منارته بالحسن تزهو و بالزّين
تقول و قد مالت عليهم تمهّلوا
فليس على هدمى اضرّ من العين
مات فى ذى الحجّة سنة خمس و خمسين و ثمانمأة انتهي (1) و لمّا جرى ذكر اعرابه ألفاظ الرّجل و وحشيّة مستعملانه رأيت من المناسب أن أشير إلى شى ء ممّا قد حضرنى الآن من عبارته الغير المأنوسة، و كلماته المظلمة المنحوسة، و هو الواقع فى خطبة شرح شواهده الصّغير المسمّى «بفرائد القلائد فى مختصر شرح الشواهد» بهذه الصّورة: حمدا ناصعا ضافيا اشرجعا شفلعا و شكرا هاميا ساميا مكيا شندعا لمن اطمى رباع المجيزين رفعة و ترفّعا بكلّ كايع ليس ضعضاعا و لا فعفعا ريهج نديهم لسرّيهم ذى معمع لا و عوعا و لا ضوكعا و صلاة على من على براقا و خافا و اب حائر افنعا
ص: 131
و على آله و صحبه الّذين تلوه و لا أتلوه فظيعا و لا قذعا و اقتدوا بهداه و هديّه مراغمين اعكنكعا كعنكعا ما قاط سلعا شعشعان المعمعان اشهروا جمعا تمّ كلامه.
و هو كما ترى يشبه كلام المجانين و السّفهاء و أرباب الهزل و الهجاء، دون أصحاب المعرفة باللّغا و المعدودين في زمرة البلغآء؛ بخلاف ما نقلناه فى ترجمة صاحب القاموس من الكلام المغترب القائمة فى النّفوس و المضطرب الفاظه فى الرّؤس انتهى.
و من المحمودين من القسم الثّانى هو العارف الحكيم الربّانىّ محمود بن أمين الدين الشبسترى التبريزى صاحب گلشن راز، الّذى جميعه فى مراتب الحكمة و الموعظة بنظم مليح، و شرحه جماعة من العرفاء البررة بنشر صحيح، و له أيضا كتاب سمّاه «بمرآت المحققين» و آخر سمّاه «بسعادت نامه» و كتاب «شواهد گلشن راز» و كتاب «حقّ اليقين» و الظّاهر انّ جميع ذلك بالفارسيّة فليلاحظ.
الشيخ الفاضل الوازن ابو المحاسن مسعود بن على بن احمد بن العباس الصوانى البيهقى المشتهر بفخر الزمان(1)
كان كما ذكره ياقوت الحموىّ أوحد الأقران؛ و من لا ينظر الأدب إلّا بعينه، و لا يسمع الشّعر إلّا باذنه.
و له كتاب فى التّفسير كبير، و «شرح الحماسة» و «صيقل الألباب» فى علم الأصول و «التّوابع و اللّوامع» أيضا (فيه)، و كتاب «التّذكرة» فى اربع مجلّدات، و كتاب «إعلاق الملوّين و اخلاق الأخوين» فى مجلّدين و «التنقيح فى اصول الفقه» «نفثة المصدور» و ديوان أشعاره فى مجلّد.
و توفّى فى سنة أربع و أربعين و خمسمأة كما فى طبقات النّحاة.
ص: 132
ثمّ لمّا كان قد تقدّمت ترجمة الإمام العلّامة المحقّق مسعود بن عمر بن عبد اللّه الملقّب بسعد الدّين التّفتازانىّ باعتبار إشتهاره باللّقب فى باب السين المهملة، و لم نذكر هناك عبارة صاحب الطبقات فى حقه أردنا أن لا ندعها هيهنا ليكون الطّالب أبصر بحق ذلك الرّجل الهمام و الحبر القمقام، فنقول: قال المترجم المنبّه عليه من بعد التّسمية للشّيخ المعظّم إليه: الإمام العلّامة؛ عالم النّحو و التّصريف و المعانى و البيان و الأصلين و المنطق و غيرها، شافعىّ، قال ابن حجر ولد سنة اثنى عشر و سبعمأة و أخذ عن القطب و العضد، و تقدّم فى الفنون، و اشتهر ذكره، و طال صيته؛ و انتفع النّاس بتصانيفه و له «شرح العضد» و «شرح التّلخيص» مطوّل، و آخر «مختصر» «شرح القسم الثالث من المفتاح» «التّلويح عن التّنقيح فى اصول الفقه» «شرح العقائد» «المقاصد فى الكلام» شرحه «شرح الشّمسية» فى المنطق «شرح تصريف الغرّى «الإرشاد» فى النّحو، «حاشية الكشّاف «لم تتمّ و غير ذلك، و كان فى لسانه لكنة، و انتهت إليه معزفة العلم بالمشرق، مات بسمرقند سنة إحدى و تسعين و سبعمأة.
أقول و فى أهل العربيّة مسعود بن عمر آخر أيضا جدّه محمود آخر هو ابن أنمار الأنطاكى يلقّب شرف الدّين النّحوى نزيل دمشق، نقل فى حقّه انّه تقدّم في العربيّة وفاق فى حسن التّعليم، حتّى كان يشارط عليه إلى أمد معلوم بمبلغ معلوم، و كان يكتب خطّا حسنا، و ينظم جيّدا، مات سنة خمسة عشر و ثمان مأة(1).
ص: 133
الشيخ ابو الفرج المعافى زكريا بن يحيى النهروانى اتجريرى المعروف باطرارة(1)
قال صاحب «البغية» كان عالما بالنّحو و اللّغة و الفقه على مذهب محمّد بن جرير، و الأخبار و الأشعار، ثقة ثبت، ولّى القضاء بباب الطّاق.
و صنّف كتاب «الجليس و الأنيس» و «التّفسير الكبير» و نصر مذهب ابن جرير و أحياه و نوه به و حامى عليه.
الشيخ العارف المجدوب الملحوظ ابو محفوظ معروف بن على الكرخى البغدادى(2)
كان اسم أبيه فى النّصرانيّة فيروز أو فيروزان، نسب إليه بوابيّة مولانا
ص: 134
الرّضا عليه السّلام، ذكره القشيرى فى رسالته المعروفة، فقال بعد ترجمته بعنوان ابن فيروز الكرخّى: كان من المشايخ الكبار، مجاب الدّعوة، يستشفى بقبره، يقول البغداديّون قبر معروف ترياق مجرّب، و هو من موالى علىّ بن موسى الرّضا عليه السّلام، مات سنة مأتين و قيل: سنة إحدى و مأتين، و كان أستاد السّرى السّقطى، و قد قال له يوما: إذا كانت لك إلي اللّه حاجة فاقسم عليه بى سمعت الأستاد أبا علىّ الدقاق يقول كان معروف أبواه نصرانيّين فسلّموا معروفا إلى مؤدّبهم و هو صبّى، فكان المؤدّب يقول له قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف بل هو الواحد، فضربه المعلّم يوما ضربا مبرّحا فهرب معروف فكان أبواه يقولان ليته يرجع إلينا على اىّ دين يشاء فنوافقه عليه، ثمّ إنّه أسلم على يدى علىّ بن موسى الرّضا عليه السّلام؛ و رجع إلى منزله فدقّ الباب، فقيل من بالباب؟
فقال: معروف، فقالوا: على أى دين فقال على الدّين الحنيفىّ، فأسلم ابواه.
إلى أن قال بعد تذكرة جملة من آثاره و قيل لمعروف فى مرض موته أوص فقال اذا متّ فتصدّقوا: بقميصى فانّى أريد أن اخرج من الدّنيا عريانا كما دخلتها(1)
و ذكره الشّيخ فريد الدّين العطّار فى «تذكرة الأولياء» و قال أنّه أسلم على يد الرّضا عليه السّلام و هو ابن سبع سنين، و قال الشّيخ ابو اسماعيل الأنصارىّ الهروىّ فى كتاب «منازل السّائرين» باسناده عن الجنيد، عن السرّى، عن معروف، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام.
أقول و فى أربعين شيخنا البهائىّ رحمه اللّه أيضا أنّه قال قال معروف الكرخى لجعفر بن محمّد الصّادق عليه السّلام أوصني يابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال: قلّل معارفك؛ قال زدنى قال أنكر من عرفت، و رأيت أيضا رواية طويلة متضمنة لاسرار مناسك الحجّ عن معروف الكرخىّ عن الصّادق عليه السّلام، نقلها السيّد الأوّاه السيّد عبد اللّه بن السيّد نور الدّين بن السيّد نعمة اللّه عليهم جميعا رضوان اللّه فى شرحه على «النّخبة الفقهية الفيضيّة و لكن روايته باسقاط الواسطة عن مولانا الصّادق عليه السّلام تنافى ما ذكره السّهرورزىّ و العطّار، إلّا أن يكون
ص: 135
هناك شى ء من الخلاف و الإضمار؛ أو فى هذا الإسم و النّسب شى ء من التّعدّد و التكرار فاعتبروا يا اولى الأبصار.
ثم انّ من جملة من ذكره من سلسلة علمائنا الأبرار هو السيّد حيدر الاملىّ صاحب كتاب «جامع الأسرار» فانّه قال فى ما نقله عنه بعض عظماء أهل الأخبار من علىّ بن موسي الرّضا عليه السّلام، إلى معروف الكرخىّ، و من المعروف إلى السّرى السّقطى، و من السرىّ الى الجنيد البغدادىّ، و من الجنيد إلى الشّبلى؛ و هكذا إلى اليوم.
و منهم الحبر الكامل محمّد بن أبى جمهور الأحسائىّ فى كتابه «المجلّى» فانّه قال فى ترجمة الجنيد انّه ليس الخرقة من يد خاله السرّى، و هو لبسها من معروف الكرخى، و هو من يد إمامنا الحجّة علىّ بن موسى الرّضا المرضىّ، و ذكر أيضا فى موضع آخر انّ معروفا الكرخىّ ليس من داود الطّائى، و أخذ هذه الطّريقة منه، و هو من حبيب الأعجمىّ، و هو من الحسن البصرىّ، و هو عن أمير المؤمنين علىّ عليه سلام اللّه الملك البهىّ، و قال العارف الجامى فيما نقل عن «نفحاته» صحب هذا الرّجل داود الطّائى، و مات على باب الرّضا عليه السّلام بازدحام النّاس، و قد وطاؤه بالبوابيّة سنة اثنتين و مأتين و كان من الطّبقة الأولى انتهى (1).
و لو صحّ هذا لما استبعد ملاقاته لمولانا الصّادق فضلا عن مولانا الرّضا عليه السّلام لمّا تحقّق انّ داود المذكور مات فى سنة خمس و ستّين و مأة؛ هذا و قد يقال فى مثل هذا المجال انّ كتب الرّجال طوأ عن ذكره، فى رجال الصادق و من بعده من الأئمة عليهم السلام مدحا و ذمّا ممّا يريب الفطن فى الاختصاص، سيّما خلوّ كتاب «عيون اخبار الرضا» عن ذكره نعم و من المعاصرين من نسبه إلى خدمة جعفر الثّانى المعروف بابن الرّضا ابن علىّ الهادى، و زعم انتسابه إلى الرّضا تصحيف ابن الرّضا؛ و انّ روايته عن جعفر الصّادق اشتباه بجعفر الثّانى، و لا يخلو من بعد، و إن قربه التّاريخ فليتامّل.
ص: 136
و قد أنكر مولانا العلّامة المجلسىّ قدّس سرّه كون الرّجل من أصحاب الرضا عليه السّلام أشدّ الإنكار، و ادعى فى كتاب «عين الحياة» القطع بعدم كونه بوابا لحضرته المقدّسة، و علّل ذلك بأنّه لو كان كذلك لكان ينقله أصحاب كتب الرّجال من الشّيعة، مع انّهم لم يدعوا رطبا و لا يابسا من اصحاب الأئمّة و خواصّهم و خّدامهم و مواليّهم من الممدوحين و المذمومين او المشهورين و المجهولين إلّا و قد تعرّضوا لذكره و بيانه و لم يهملوا ذكر ما ورد فى شأنه، ثمّ ذكر وجوها ستّة غير ما ذكر يكون كل منها على بطلان هذه الدعوى الفاسدة الواقعة فى خصوص أساطير بعض الملاحدة دليلا عليحدة و عليه فليس بحقّ أن يصفى إلى ما ينسب وروده إلى بعض المواضع المعتبرة أنّ معروفا الكرخى كان يقول اقسموا اللّه برأسى و اطلبوا حوائجكم، فتعجّب النّاس من تزكية نفسه، فقال انّي قلت ذلك لأنّى وضعت رأسى على باب الرّضا عليه السّلام مدّة، و جاء رجل إلى الرّضا عليه السّلام يعلّمه دعاء يسكن البحر به عند الطّوفان، فلم يتمكن من الوصول إليه، فكتب المعروف شيئا و اعطاه، و قال له اذا اضطرب البحر فاقرأ ما فى الكتاب يسكن، فأخذه الرّجل؛ ثمّ سافر فى البحر، فلمّا رأى آثار الطّوفان فتح الكتاب ليقرأ الدّعاء ظنّا ان فيه دعاء قد تعلمه معروف من الرّضا عليه السّلام، فراى فيه مكتوبا ايّها البحر اسكن حق المعروف حاجب الرضا عليه السّلام فتغيّر الرّجل من ذلك و طرحه فى البحر فسكن باذن اللّه، فعرفوا انّه من بركاته و صار ذلك عادة لأهل البحر بعد ذلك هذا.
ثمّ و من جملة حكاياته المعروفة ما نقله عنه صاحب «حياة الحيوان» قال قال معروف الكرخىّ قدّس سرّه البهىّ-، بلغنا انّ ذا النّون المصرىّ خرج ذات يوم يريد غسل ثيابه، فاذا هو بعقرب قد اقبلت إليه كأعظم ما يكون من الأشياء قال ففزع منها فزعا شديدا، و استعاذ باللّه منها، فكفى شرّها فاقبلت حتّى وافت النّيل، فاذا هى بضفدع خرج من الماء، فاحتملها على ظهره و عبّر بها إلى الجانب الآخر فقال
ص: 137
ذو النّون فاتّزرت بمئزرى و نزلت فى الماء، و لم ازل اراقبها إلى أن أتت الجانب الآخر فصعدت، ثمّ سقيت و أنا اتبعها إلى أن أتت إلى شجرة كثيرة الأغصان كثيرة الظلّ و إذا بغلام امرد نائم تحتها و هو مخمور، فقلت لا قوّة إلّا باللّه أتت العقرب من ذلك الجانب للدغ هذا الفتى، فاذا أنا بتنين قد أقبل يريد قتل الفتى فطفرت العقرب و لزمت دماغه حتّى قتلته و رجعت إلى الماء، و عبرت به على ظهر الضّفدع إلى الجانب الآخر فأنشأ ذو النّون يقول:
يا راقدا و الجليل يحفظه
من كلّ سوء يكون فى الظّلم
كيف تنام العيون عن ملك
يؤتيك من فوائد النّعم
هذا و من جملة أشعاره الباهرة قوله:
ابكى إلى الغرب إن كانت منازلكم
من جانب الشّرق خوف القيل و القال
أفول بالخدّخال حين أذكره
خوف الرقيب و ما بالخدّ من خال
الشيخ المتقدم فى العلم باللغة على سائر اساتيد الانهاء معمر بن المثنى المصرى القرشى التميمى المكنى بأبى عبيده بالهاء(1)
كان من المتبحرين الثّقات و المتمهرّين الأثبات مشارا الى أقواله المحكمة فى كثير من المؤلّفات، و قد ذكره الفاضل السّيوطى في كتاب طبقاته الموسومة «بغية الوعاة» فقال: أخذ عن يونس بن حبيب النّحوى و شيخه أبى عمرو بن العلاء اللّغوى
ص: 138
المقرىّ، و هو أوّل من صنّف غريب الحديث، أخذ عنه أبو عبيد المجرّد علمه عن الهاء و المتقدّم ذكره فى باب القاف بلا ازدهاء، و كذا أبو حاتم السّجستانىّ، و ابو بكر المازنّى، و الأثرم؛ و عمر بن شيّبة.
و كان أعلم من الأصمعىّ و أبى زيد الخزرجىّ بالأنساب و الأيّام، و كان أبو نواس الشّاعر يتعلّم منه و يصفه و يذمّ الأصمعى، سئل عن الاصمعى فقال: بلبل فى قفس، و عن أبى عبيدة فقال: أديم طوى على علم.
و قال بعضهم كان الطّلبة اذا أتوا مجلس الأصمعىّ اشتروا البعر فى سوق الدر و إذا أتوا مجلس أبى عبيده اشتروا الدّر فى سوق البعر، لأنّ الأصمعىّ كان حسن الإنشاد و الزّخرفة قليل الفائدة و أبو عبيدة بضدّ ذلك.
و قال يزيد بن مرّة: ما كان أبو عبيدة يفتّش من علم من العلوم إلّا كان من يفتّشه عنه يظنّ انّه لا يحسن غيره، و لا يقوم بشى ء أجود من قيامه به.
اقدمه الرّشيد من البصرة إلى بغداد و قرأ عليه.
و كان شعوبيّا؛ و قيل و كان يرى رأى الخوارج الاباضيّة.
قال الجاحظ فى حقّه لم يكن فى الأرض خارجىّ و لا جماعىّ اعلم بجميع العلوم منه.
قلت: و فى رواية و كان يميل إلى الخوارج لم يكن بالبصرة أحد إلّا و يفته على عرصة. كان مردود الشّهادة شهد عند عبد اللّه بن الحسن العنبرىّ و معه رجل عدل، فقال عبد اللّه للمدّعى امّا أبو عبيدة فقد عرفتة فزدنى شهودا.
و قال ابن قتيبة كان الغريب أغلب عليه، و أيّام العرب و أخبارها.
و قال له رجل: يا با عبيدة، قد ذكرت النّاس و طعنت فى أنسابهم، فباللّه إلا عرّفتني من أبوك، و ما اصله؟ فقال حدثنى أبى أنّ اباه كان يهوديّا بباجروان.
ص: 139
قال ابو حاتم و كان مع علمه إذا قرء البيت لم يقم اعرابه و ينشده مختلف العروض.
صنّف «المجاز فى غريب القرآن» «الأمثال فى غريب الحديث» «المثالب» «ايّام العرب» «معانى القرآن» «طبقات الفرسان» «نفايص جرير و الفرزدق» «الخيل» «الأبل» «السّيف» «اللّغات» «المصادر» «خلق الإنسان» «فعل و افعل» «ما يلحن فيه العامّة» و غير ذلك.
و كان يقول شعرا ضعيفا و اصلح ما روى له قوله:
يكلّمنى و يخلج حاجبيه
لا حسب عنده علما دفينا
و ما يدرى قبيلا من دبير
إذا القسم الّذى يدرى الظّنؤنا
ولد سنة اثنى عشر و مأة، و مات سنة تسع و مأتين، ذكر فى جمع الجوامع انتهى (1).
و من جملة تلامذة أبى عبيدة المذكور فى مراتب اللّغة، هو أبو عمر صالح بن اسحاق البصرىّ ثمّ البغدادىّ الملقب بالجرمى بفتح الجيم و سكون الرّاء أحد تلامذه الأخفش و يونس النّحوى و غيرهما أيضا، و توفّى هذا سنة خمس و عشرين و مأتين فليلاحظ.
و قال شيخنا الشّهيد الثّانى قدّس سرّه فى «شرح الدّراية» عند ذكره غريب الحديث و قد صنّف فيه جماعة من العلماء قيل أوّل من صنف فيه النضر بن شميل، و قيل أبو عبيدة معمّر بن المثنّي، و بعدها أبو عبيد القاسم بن سلام بن قتيبة ثمّ الخطابى، فهذه امّهاته ثمّ تبعهم غيرهم بزوائد و فوائد كابن الأثير، فانّه يبلغ بنهاية النّهاية، ثمّ الزمخشرىّ ففاق فى «الفائق» كل غاية، و الهروىّ فزاد فى غريبيه غريب القرآن مع الحديث إنتهى.
و من جملة ما نقل عن ابى عبيدة من غريب اللغة قوله البصم ما بين طرف الخنصر إلى طرف البنصر، و العنب ما بين البنصر و الواسطى، و الرّيث ما بين الواسطى و السيّبابة؛
ص: 140
و الفتر ما بين السبّابة و الإبهام، و الشّبر ما بين الابهام و الخنصر و القوت ما بين كلّ اصبعين طولا، فاغتنم ما اهديناه إليك من البديع و الثّمر الجنّى.
قيل و حكى قاضى القضاة شمس الدّين بن خلكان عن الأصمعىّ، انّه قال: دخلت يوما أنا و ابو عبيدة المسجد فاذا على الاسطوانة الّتى يجلس عليها أبو عبيدة مكتوب على سبعة أذرع ما مثاله.
صلّي الأله على لوط و شيعته
أبا عبيدة قل باللّه آمينا
فأنت عندى بلا شكّ بغيتهم
مذ احتملت و قد جاوزت سبعينا
فقال يا اصمعى امح هذا، فركبت ظهره و محوته بعد أن اثقلته؛ فقال أثقلتنى و قطعت ظهرى إنزل، فقلت له قد بقيت الطّاء فقال هى اشّر حروف هذا البيت.
و قيل انّه لمّا ركب ظهره و أثقله قال: عجّل، قال بقى لوط فقال من هذا نفر به و كان الّذى كتب ذلك أبو نواس، قلت: و قد جاء فى تفسير قوله تعالى إنّ يأجوج و مأجوج مفسدون فى الأرض انّ افسادهم كان الّلواط.
السيد الحكيم مؤمن بن الامير محمد زمان الحسينى الديلمى التنكابنى المازندرانى(1)
صاحب كتاب «تحفة المؤمنين» المفتتح عنوانه الجليل الجميل باسم السّلطان شاه سليمان الصّفوى الموسوى.
كان رحمه اللّه من الأطباء الحاذقين، و الالبّاء المحقّقين، وليد بيت المعرفة بعلوم الأبدان، و صاحب البصيرة الكاملة المسلّمة بطبايع الاغذية و الادوية و العقاقير و غير ذلك من الأعيان و الألوان؛ بنى الأمر فى كتابه «التّحفة» على جمع خلاصة ما وجده فى أسفاره المتقدّمين من المجرّبات و المستنبطات، و ضبط نقاوة مآثر
ص: 141
أسلافة المتمهّرون فى أوراق الكتب و المؤلفات، و مع أنّه أخذ النّمط فيه من كتاب «اختيارات البديعىّ» و كتبه أيضا باللّسان الفارسىّ نسبه إلى المساهلة فى تحقيق حال الأدوية و بيان خواصّها، فصرف جهده فى تتبّع سائر كتب الفنّ، و اقتناص الفوائد الكامنة من متونها و بطونها و ظواهرها و نواصّها؛ و جعل معظم نظره فيه الى كتاب «ما لا يسع الطّبيب جهله» المشتهر بالجامع البغدادىّ.
ثمّ إلى «تذكرة اولى الألباب» المعروف عند اهل هذه الصّناعة بالجامع الانطاكى ثمّ إلى مصنّفات ابن تلميذه الطّبيب المتقدم ذكره فى باب العين.
ثمّ إلى كتب محمّد بن زكريّا الرّازى، و مؤلّفات أبى علىّ بن سينا، و منقولات حنين و غير حنين، إلى أن جاء الكتاب فائقا على كل ما كتب فى هذا الشّأن، و صار موئلا لجميع أطبّاء العالم، و مرجعا لجميع نبلاء القرون و الأزمان.
و قد رتّب كتابه المذكور على خمسة تشخيصات و ثلاثة دستورات، الاوّل فى بيان سبب إختلاف الأطبّاء في مهيّات الأدوية، و قوّتها و مقدار شربتها و شرائط اعمالها، و الثّانى فى ذكر صفات أفعال الأدوية و بيان أفعالها الكليّة و ترجمة أسمائها و معانى لغاتها، و الثّالث فى ذكر المهّية، و الخاصيّة، و بيان الكيفيّة من الأدوية المفردة و الأغذية المفردة و المركّبة، و ذكر مصلح كلّ و بدله، و مقدار شربته، و الرّابع فى بيان معالجات السّموم الحيوانيّة و غيرها، و الخامس فى بيان الأوزان و متعلّقاتها.
و أمّا دستوراته الثّلاثة: فاوّلها فى بيان الأعمال المتعلّقة بالأدوية المفردة من الغسل و الإحراق و التّخميص و التشوية و كيفيّة الإستعمال و أمثال ذلك.
و الثّانى فى بيان الأعمال المتعلّقة بالأدوية المركبة من المعاجين و الحبوب و غيرهما.
ص: 142
و الثّالث فى بيان معالجات الأمراض مع رعاية الإحتصار، و يدخل جميعه فى ثخن ثلاثين ألف بيت تخمينا، و كان ابوه أيضا من الأطبّاء الكبار و المسلّمين فى هذه الصناعة لدى الأجلّاء الأحبار، و كذا جدّه الأدنى و الاعلى و كثير من عشيرته و قبيلته و سلسلة العلية العالية فليلاحظ.
الحكيم الماهر ميمون بن البخت الواسطى المعاصر لابى علىّ بن سيناء على حسب الظّاهر ذكره الشّهرزورىّ فى «تاريخ الحكماء» فقال كان طبيبا فاضلا حكيما و سمعت انّه كان يحفظ المنطق و الطّبيعيّات و الألهيات من الشّفاء، و قلّما يخالط أرباب الجاه و المال، و كان عامل هراة ظهير الملك البيهقى يشتاق إليه و كان يتعزّز عليه، فاذا مرض للظّهير أحد أولاده أنزل الأتراك فى داره حتّى ازعجوه و صيرّوه مضطرّا إلى رفع الحال إلى المعاقل، فعند ذلك يرتبط ظهير الملك حتّى يعالج مريضه و يجالسه مدّة، و قيل: كان واسطى الأصل خوزىّ المولد، مقيما بهراة إلى يوم الوفاة.
ص: 143
السيد ابو ابراهيم ناصر بن الرضا بن محمد بن عبد اللّه العلوى الحسينى(1)
فقيه ثقة صالح محدّث؛ قرأ على الشّيخ الموّفق أبى جعفر الطّوسىّ، و له كتاب فى «مناقب آل الرّسول» عليهم السّلام، و كتاب «ادعية زين العابدين على بن الحسين عليهما السّلام» و كتاب «فيما جرى بينه و بين أحد الفضلاء من المكاتبات و المطايبات» أخبرنى به الأديب الصّالح أبو الحسن بن سعدويه القمىّ عنه، قاله منتجب الدّين كذا فى «امل الآمل» و كتابه فى أدعية جناب السجّاد عليه السّلام هو ما وضعه لجميع ما وجده من ادعية الصحيفة الكاملة قبل ان تدون بهذه الصّورة المنيفة الشّاملة أو لذلك الجمع التمام مع سائر ما عثر به من الأدعية المنسوبة إلى هذا الإمام عليه السلام، او لخصوص توفية ما جعل من هذا القسم الأخير نظير الصّحيفة الثّانية الّتى عملها شيخنا الحرّ العاملىّ على أتمّ التحبير و لا ينبئك مثل خبير.
ص: 144
الشيخ ناصر بن ابراهيم البويهى العاملى العيناثى(1)
ذكره صاحب «الأمل» في القسم الأوّل الّذى هو فى خصوص علماء الجبل، و قال: كان فاضلا محقّقا أديبا شاعرا فقيها، له رسالة جيّدة فى الحساب، رأيتها بخطّه و «حاشية على القواعد» للعلّامة رأيتها بخطّه، و له حواش كثيرة على كتب الفقه و الأصول و غيرها، و من شعره قوله:
إذا رمقت عيناك ما قد كتبته
و قد غيّبتنى عند ذاك المقابر
فخذ عظة ممّا رأيت فإنّه
إلى منزل صرنابه أنت صائر
إلى أن قال: و قد وجدت بخطّ بعض علمائنا نقلا من خطّ الشّهيد الثّانى إن ناصر البويهىّ هو الشّيخ الإمام المحقّق ناصر بن ابراهيم البويهىّ الأصل الاحساوّى المنشأ، العاملّى الخاتمة.
كان من أجلّاء العلماء و المحقّقين الفضلاء، خرج من بلاده إلى بلاد الشّام المذكورة، فطلب بها العلوم، ثمّ أدركه الأجل المحتوم، فى سنة الطّاعون سنة ثلاث و خمسين و ثمانمأة، و هو من أعقاب ملوك بنى بويه ملوك العراقين و العجم، و هم مشهورون، و كان الصّاحب بن عبّاد من وزرائهم، و هم الذّين بنوا الحضرة الشريفة الغرويّة على مشرّفها السّلام (2)
ص: 145
الشيخ الاديب نصر اللّه بن هبة اللّه بن نصر الزنجانى(1)
فاضل متجرّ من تصانيفه «المقامات العلميّة» «الرّسالة السّعدية» كتاب «الجوهر فى النّحو» كذا ذكره ايضا صاحب «الأمل» نقلا عن فهرست الشيخ منتجب الدّين.
و لا دخل لهذا الزّنجانى الأديب النّحوى الإمامى، بعزّ الدّين الزنجانى الصّرفى، فانّ اسمه عبد الوهّاب بن ابراهيم، كما تقدّم ذكره فى باب العبادلة من هذا الّرقيم، مع ترجمة بلدة زنجان بمناسبة نسبة صاحب العنوان.
سيد الامامية و سد سبل سراوة السنة و الجماعة العامية السيد نصر اللّه بن السيد حسين الحسينى الموسوى الحائرى(2)
المدرّس فى الرّوضة المباركة الحسينيّة كان كما ذكره بعض الأركان آية فى الفهم و الذّكاء و حسن التّقرير و فصاحة التعبير، شاعرا أديبا له ديوان شعر حسن، و له اليد الطّولى فى التّاريخ و المقطعّات؛ و كان مرضيا عند المخالف و المؤالف، و مبجلّلا عند الأكابر و الأصاغر، سافر إلى العجم مرارا و رزق منها الحظّ العظيم؛ و كان حريصا على جمع الكتب، موفّقا فى تحصيلها؛ و حدّث المرحوم السيّد عبد اللّه التسترىّ انه
ص: 146
اشترى فى اصفهان زمن مروره عليها فى أيّام سلطنة نادر شاه زيادة على الف كتاب صفقة واحدة بثمن قليل، قال و رأيت عنده من الكتب الغريبة ما لم أره عند غيره؛ و لمّا دخل النّادر المشاهد المشرّفة فى النّوبة الثّانية، و تقرّب اليه السيّد أرسله بهدايا و تحف جليلة إلى الكعبة المعظّمة، فأتى البصرة و مشى إليها من طريق نجدا و اوصل الهدايا؛ فاتى عليه الأمر بالشّخوص سفيرا إلي سلطان الرّوم (1) لمصالح تتعلّق بامور الملك و الملّة، فلمّا وصل إلى قسطنطنيّة و شي به إلى السّلطان بفساد المذهب و امور أخر، فاحضرو استشهد فيما بين الخمسين و الستّين يعنى بعد الالف و المأة من هجرة سيّد النبييّن و قد تجاوز عمره الخمسين له كتاب «الرّوضات الزّاهرات فى المعجزات بعد الوفاة» و كتاب «سلاسل الذّهب» و «رسالة فى تحريم التّتن» و غير ذلك، و كان كثير التّعويل على المنامات يطلب لها وجوه التّرجيح و التّأييد، يروى عن الشّيخ محمّد باقر المكىّ عن السيّد عليخان (2).
سمة الشريعة و ابو حنيفة الشيعة نعمان بن ابى عبد اللّه محمد بن منصور بن احمد بن حيون(3)
ذكره صاحب «امل الآمل» بهذا العنوان و قال فى تقدمة الثّناء عليه أحد الأئمّة
ص: 147
الفضلاء المشار إليهم ذكر الأمير المختار المسبحىّ فى تاريخه فقال: كان من الققه و الدّين و النبل علي ما لا يزيد عليه. و له عدّة تصانيف منها كتاب «اختلاف أصول المذاهب و غيره إنتهى.
و كان مالكىّ المذهب، ثمّ انتقل إلى مذهب الإماميّة، و صنّف كتبا منها «ابتداء الدّعوة للعبيديين» و كتاب «الأخبار فى الفقه» و كتاب «الاقتصار فى الفقه» أيضا، و قال ابن زولاق فى كتاب «اخبار قضاة مصر» فى ترجمة أبى الحسن علىّ بن النّعمان المذكور: و كان أبوه النّعمان بن محمّد القاضى فى غاية الفضل من أهل القرآن و العلم بمعانيه، و عالما بوجوه الفقه و علم اختلاف الفقهاء و اللّغة و الشّعر الفحل و المعرفة بأحوال النّاس مع عقل و انصاف و الّف لأهل البيت عليهم السّلام من الكتب آلاف اوراق بأحسن تأليف و أملح سجع و عمل فى المناقب و المثالب كتابا حسنا و له ردود على المخالفين، له ردّ على أبى حنيفة، و مالك و على الشّافعىّ، و كتاب «اختلاف الفقهاء» و ينتصر فيه لأهل البيت عليهم السّلام، و له القصيدة لقبّها بالمنتخبة.
و كان أبو حنيفة المذكور ملازما صحبة المعزّ بن تميم بن المنصور لمّا وصل من افريقيّة إلى الدّيار المصريّة كان معه و مات سنة ثلاث و ثلاثمأة بمصر ذكر ذلك كله ابن خلكان انتهي.
و قال سمّينا العلّامة المجلسىّ قدّس سرّه فيما نقل عن مقدّمات بحاره عند بلوغ كلامه إلى ذكر كتاب «دعائم الإسلام» قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهّمون انّه تأليف الصّدوق، و قد ظهر لنا أنّه تأليف أبى حنيفة النّعمان بن محمّد بن منصور قاضى مصر فى ايّام الدّولة الإسماعيليّة، و كان مالكيّا اولا، ثمّ اهندى و صار إماميا، و اخبار هذا الكتاب اكثرها موافقة لما فى كتبتا المشهورة، لكن لم يرو فيه من الأئمّة بعد الصادق عليه السّلام خوفا من الخلفاء الإسماعيلية، و تحت ستر التقيّة أظهر الحقّ كما
ص: 148
يظهر لمن نظر فيه متعمقا، و أخباره تصلح للتّأييد و التّاكيد انتهى (1) و لكنّ الظّاهر عندى إنّه لم يكن من الإماميّة الحقّة، و إن كان فى كتبه يظهر الميل إلى طريقة أهل البيت عليهم السلام و الرّواية من أحاديثهم من جهة مصلحة وقته و التّقرّب إلى السّلاطين من اولادهم، و ذلك لما حقّقناه مرارا فى ذيل تراجم كثير ممّن كان يتوهّم فى حقّهم هذا الأمر بمحض ما يشاهد فى كلماتهم من المناقب و المثالب المتين، يجريهم اللّه تعالى على ألسنتهم النّاطقة لطفا منه بالمستضعفين، من البريّة، و أنت تعلم أنّه لو كان لهذه النّسبة واقعا لذكر سلفنا الصالحون و قد ماؤنا الحاذقون بأمثال هذه الشّئون، و لم يكن يخفى ذلك إلى زمان صاحب «الأمل» الذى من فرط صداقته يقول بشيعيّة أبى الفرج الإصفهانى الاموىّ الخبيث أيضا، كما قدّمناه لك فى ذيل ترجمته، مضافا إلى انّ الموجود فى «بحار الأنوار» أيضا عقيب هذه الإفادة حكاية تصريح ابن شهر آشوب المازندرانّى قدّس سرّه فى كتابه المعالم بأن هذا الرّجل ليس من جملة الإماميّة، و إن كان له كتب حسان، هذا.
و من جملة من نسبه أيضا إلى الإماميّة و نسب كتاب «دعائم الإسلام» اليه هو سيّدنا العلّامة الطّباطبائىّ فى «فوائده الرجاليّة» فانّه قال فى طىّ ما قال: و كتاب «الدعائم» كتاب حسن جيّد يصدق ما قد قيل فيه إلّا انّه لم يرو فيه عمّن بعد الصّادق عليه السّلام من الأئمّة خوفا من الخلفاء الاسماعيليّة، حيث كان قاضيا منصوبا من قبلهم بمصر، لكنّه قد أبدى من وراء ستر التقيّة حقيقة مذهبه بما لا- يخفى على اللّبيب انتهى (2) و قد وافق فى جميع ما ذكر خاله العلّامة المعظّم عليه من نهاية حسن ظنّه به و بكلامه ثمّة.
لا يخفى عليك إنّ هذا الرّجل غير صاحب «الصّادقيّات» الّتى هي كتاب
ص: 149
تتضّمّن ألف حديث من الفقه على طريقة الشّيعة كلّها عن مولانا الصّادق عليه السّلام، كما بيّنا ذلك مفصّلا فى ترجمة مؤلفها محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفى السّاكن بمصر فليراجع إنشاء اللّه.
السيد السند المعتمد الجليل الاواه نعمة اللّه بن الفاضل المنتجب الاصيل السيد عبد اللّه الحسينى الموسوى الجزائرى المشتهر بالشوشترى(1)
كان من أعاظم علمائنا المتأخّرين، و أفاخم فضلائنا المتبحّرين، واحد عصره فى العربيّة و الأدب و الفقه و الحديث، و أخذ حظّه من المعارف الربانيّة بحّثه الأكيد و كدّه الحثيث، لم يعهد مثله فى كثرة القراءة على أساتيد الفنون، و لا فى كسبه الفضائل من أطراف الخزون باصناف الشّجون.
كان مع مشرب الأخباريّة كثير الإعتناء و الإعتداد بأرباب الإجتهاد، و ناصر مذهبهم فى مقام المقابلة منهم بأصحاب العناد و أعوان الفساد؛ صاحب قلب سليم و وجه و سيم و طبع مستقيم، و مؤلّفات مليحة، و مستطرفات فى السّير و الآداب و النّصيحة، و نوادر غريبة فى الغاية و جواهر من أساطير أهل الرّواية، و أبسط تصانيفه شرحه الكبير على «تهذيب الحديث» فى نحو إثنى عشر مجلّدا، و كتاب «أنواره النّعمانيّة» المشتملة على ما كان من ثمر عمره جيّدا؛ و قد ذكر أحوال
ص: 150
نفسه فى خاتمة هذا الكتاب على التفصيل، و إن كان لا طائل فى نقل ما شرحه هنا لك من التّطويل.
و من جملة من تعرّض ذكره أيضا هو حفيده الفاضل المتفقّه المتين السيّد عبد اللّه بن السيّد نور الدّين، فانّه كتب في إجازة له متداولة مبسوطة: إنّ ميلاد هذا الباهر الحسيب قد كان فى قرية الصباغيّة من الجزائر فى حدود الخمسين بعد الألف و انّه قرأ فى بلاده الجزائر الواقعة فى أطراف شطّ العرب على الشّيخ محمّد بن سليمان الجزائرى الفقيه النّحوىّ، و السيّد ميرزا محمّد الجزائريّ صاحب «جوامع الكلم» الذّى يعبّر عنه باستادنا المحدّث، و فى بلد شيراز على جماعة كثيرين منهم:
الشّاه أبو الولىّ الحكيم الألهى، و السيّد هاشم الاحسائى المعبّر عنه فى كلماته بشيخنا الثّقة، و الشّيخ جعفر البحرانى الّذى يعبّر عنه باستادى المجتهد، و الشّيخ عبد على بن جمعة المفسّر الّذى يعبر عنه بشيخنا الحويزىّ، و الشّيخ يوسف بن محمّد البنّاء؛ و الشّيخ فرج اللّه بن سلمان؛ و الميرزا إبراهيم بن المولى صدرا، و الشّيخ صالح بن عبد الكريم و انّه أتى بعد ذلك إلى إصفهان و قرأ فيها أيضا فى نفايس من الأفنان على أماجد من الأعيان؛ مثل سمّينا العلّامة الخراسانّى، و الأمير أرفع الدين النّائينى، و الآقا حسين بن جمال الدّين الخوانسارى، ثمّ ختم أمره بخدمة سمّينا العلّامة المجلسىّ، فأحلّه منه محلّ الولد البارّ من الوالد المشفق الرّؤف، و التزمه بضع سنين لا يفارقه ليلا و لا نهارا، و كان ممّن يستعين بهم فى تأليف «البحار» و «شرح الكافى»، ثمّ عاد إلى الجزائر يعنى بعد وفاة مولانا المجلسىّ، و قد عبّ من كلّ بحر و نهر و قلّب كلّ فنّ بطنا بظهر انتهى (1)
و يعبّر عن المجلسىّ المرحوم بشيخنا المعاصر؛ و عن الفيض المرحوم بشيخنا الكاشى؛ و عن المحقّق الخوانسارىّ بالمحقّق فليتفطّن بذلك المصطلح فى جملة
ص: 151
مصنّفاته و مؤلّفاته.
و قد أخذ عن هذا السيّد السّند و الشّيخ المعتمد أيضا جماعة كثيرون منهم:
الورع الصّالح العابد الحاجّ محمود الميمندى الّذى هو من جملة مشايخ الفاضل العلّامة المولى أبى الحسن العاملىّ.
و منهم: الشّيخ الفاضل الكامل علىّ بن الحسين بن محيى الدّين بن عبد اللّطيف بن الشّيخ نور الدّين بن الشّيخ شهاب الدّين أحمد بن أبى جامع الحارثىّ الهمدانى العاملي أخو الشّيخ البارع المحقّق محيى الدّين بن الشّيخ حسين الرّاوى عن آبائه الاربعة على التّرتيب.
و منهم الشّيخ الصّالح الورع الفقيه محمّد بن يوسف بن علىّ بن كنبار، الّذى يروي عنه الشّيخ عبد اللّه بن الحاجيّ صالح المتقدّم ذكره الشّريف هذا.
و من جملة من تعرّض لترجمة أحوال هذا السيّد السّند الأجلّ الأكمل أيضا هو شيخنا الحرّ العاملىّ فى كتابه «الأمل» مع انّه فى طبقة تلاميذه و طلّابه، و هذه عين عبارة كتابه: السيّد نعمة اللّه بن عبد اللّه الحسينىّ الجزائرىّ فاضل عالم محقّق علّامة جليل القدر، مدرّس من المعاصرين، له كتب منها «شرح التّهذيب» و «حواشي الاستبصار» و «حواشى الجامى» و «شرح الصّحيفة» و «شرح تهذيب النّحو» و «منتهى المطلب» فى النّحو؛ و كتاب فى الحديث مجلّد اسمه «الفوائد النّعمانيّة» منسوب إلى اسمه و كتاب أخر فى الحديث اسمه «غرائب الأخبار و نوادر الآثار» و كتاب «الانوار النّعمانيّة في معرفة النّشأة الأنسانيّة» و كتاب فى الفقه اسمه «هديّة المؤمنين» و «حواشي مغنى اللّبيب» و غير ذلك.
قلت: و من جملة ذلك شرحه على توحيد الصّدوق و شرحه على «عيون الاخبار» و شرحه علي الإحتجاج سمّاه «قاطع اللّجاج» و شرحه علي كافية ابن الحاجب و شرحه على «تهذيب شيخنا البهائى فى النّحو» و كتاب فى «قصص الأنبياء» و كتاب «رياض الابرار فى مناقب الأئمّة الأطهار
ص: 152
و كتاب «زهر الربيع فى الظّرائف و الملح» و كتاب «مقامات النّجاة» فى شرح- اسماء اللّه الحسنى» بترتيب حروف الهجاء بلغ فيه إلى آخر حرف الضّاد المعجمة ثمّ تركه كما افيد بأمر مولانا المجلسى بذلك لكثرة ما أودعه فيه من الأشعار العرفانيّة و المقامات الوجدانيّة، و إن كان فيه كثير من المطالب الطّريفة و الفوائد الشريفة الّتى قلّ ما توجد فى غيره، و يوجد عنه النّقل فى درج كتابنا هذا كثيرا، و منها تعليقاته السّديدة على كلام اللّه المجيد فى ثلاث مجلّدات و شرحه على «روضة الكافى» و شرحه على كتاب «الغوالى» لمحمد بن أبى جمهور الاحسائى، و رسالة فى فقه الصّلاة و اخري فى جواز تقليد الأموات سمّاها «منبع الحياة» و أخرى فى حكم الفرار من الطاعون سمّاها «مسكن الشجون» و رسالة فى «فروق اللغة» يذكر فيه الفروق المعنويّة بين مترادفات لغة العرب مثل الفرق بين الجلوس و العقود و بين الفرض و الواجب و الخبل و الجنون و أمثال ذلك (1) و له أيضا شرح آخر على «تهذيب الحديث» إختصره من شرحه الأوّل الأكبر، و شرح مدوّن على «الإستبصار فى ثلاث مجلدات كبار و سمه «بكشف الأسرار، إلى غير ذلك من المؤلفات الصّغار و المرصفات من الأمالى و الأشعار.
ثمّ انّ من جملة من تعرّض لذكر هذا الرّجل المتبحّر هو المحدّث المتأخّر النّيسابورى فى كتابه «منية المرتاد» الّذى كتبه فى تذكرة نفاة الإجتهاد، فانّه قال:
و منهم السيّد السّند العلّامة المحدّث الفهامة نعمة اللّه بن عبد اللّه بن محمّد إلى قوله ابن عبد اللّه بن الإمام أبى الحسن موسى الكاظم عليه السّلام الموسوىّ الجزائرىّ اصلا التسترى نزلا، تلميذ العلّامة المحدّث المجلسى، و العارف المحدّث الكاشى قدّس سرّهم، و سيأتى ترجمة سبطه العلّامة الأواه السيّد عبد اللّه بن السيّد نور الدّين بن السيّد نعمت اللّه، و كان فاضلا كأبيه و جدّه، ذكره الاستاد الاستناد فى «اللّؤلؤة» فقال: و كان هذا السيّد فاضلا محقّقا محدّثا واسع الدائرة فى الإطلاع على مذهب
ص: 153
الإماميّة و تتبع الآثار المعصوميّة، له كتاب «شرح التهذيب» كبير واسع البحث، و كتاب «الانوار النّعمانيّة» كبير مشتمل على كثير من العلوم و التّحقيقات، كتاب «شرح الصّحيفة الكبير و الشّرح الصّغير؛ كتاب «شرح غوالى اللئالى» لابن ابى جمهور الآتى ذكره، و رسالة «التحفة في الصّلاة» و «شرح عيون اخبار الرّضا» و غير ذلك يقول المؤلّف و له «شرح التّهذيب الصّغير» إلى أن قال: و له تحقيقات أنيفة مبسوطة فى تحقيق مذهب الاخباريين و الاجتهاديّين فى فاتحة شرح التّهذيب و فى «الانوار النعمانيّة» و و قيل انه عرض شرحه على شيخه المجلسىّ صاحب «بحار الانوار» فقال طاب ثراه هذه بضاعتنا ردّت إلينا، و لنذكر بعض ما يحضرنا من كلامه إلى آخر ما نقله عنه من العبارات الشّاهدة لمراده الّذى هو نفى طريقة الإجتهاد و اللّه يحكم بين العباد فيما هم فيه يختلفون.
فامّا نوادر أخبار الرّجل و طرائف آثاره فهى أيضا كثيرة لا يحصى و يوجد أكثرها و أملحها و أنفعها فى كتابه «الأنوار النّعمانيّة» فمنها قوله فى مقام الطّعن على المعتقدين بقواعد النّجوم متى لم يسند أثره إلى إمام معصوم، و كان بعض مشايخنا رضى اللّه عنهم إذا أتى بثوب جديد يقول لخادمه أخّره إلى أن تأتى السّاعة المنحوسة عند المنجّمين فأتنى به، فيوخّره الخادم إلى أنحس ساعاته، فيلبسه؛ فيكون عليه مباركا إلى أن يصير خلقا، و بلغ من العمر أضعاف أعمار المنجّمين قدّس اللّه روحه فى جنّات النّعيم.
و منها قوله فى مقام بيان حقيقة الجنّ: و أمّا الجنّ فقد نقل لى شيخنا الثّقة انّ الفاضل القزوينى أدام اللّه أيّام بقائه. يعنى به على الظاهر مولانا الخليل بن الغازى المتقدّم ذكره الجميل، قد أنكر وجودهم بعد النبيّ صلى اللّه عليه و آله و قال انّه دعى عليهم فماتوا جميعا، و إلى هذا ذهب سلطان العلماء قدّس اللّه روحه، و حكى لى ابنه
ص: 154
المقدس العدل أنّ أباه كان يتعمّد فى الليالى فى الاماكن الموحشة المظلمة لعلّه يرى واحدا منهم فلم يتّفق له، فقلت له: انّهم لا يظهرون على من له قوّة قلب، و انّما يظهرون على ضعفاء القلوب.
و منها قوله فى مسألة انّ الأرض هل هى متحركة أم ساكنة، امّا الوارد عنهم فى الشّريعة المطهّرة فهو كونها ساكنة و ان الجبال أو جبت سكونها؛ قال اللّه تعالى و ألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم، و قال تعالى و الجبال أوتادا، روى عن ابن عبّاس انّه قال أنّ الارض بسطت على الماء فكان يكفأ بأهلها، كما تكفأ السّكينة فأرساها اللّه تعالى بالجبال، و ذكروا لهذا وجوها: أحدها ما قاله الرّازى فى التّفسير و هو انّ السّفينة إذا ألقيت على وجه الماء اضطربت و مادت و خلق اللّه هذه الجبال روتّدها بها فاستقرّت علي وجه الماء بسبب ثقل الجبال، و اعترض على هذا و حاصله انّ حركات الأجسام طبيعيّة، و لا شكّ انّ الارض أثقل من الماء، و الأثقل يغوص فى الماء و لا يبقى طائفا عليه، فامتنع أن يقال انّها كانت تميد و تضطرب بخلاف السّفينة، فانّها متّخذة من الخشب و فى داخل الخشب تجويفات غير مملوّة، فلذا تميد و تضطرب على وجه الماء، فاذا ارسيت بالأجسام الثّقيلة استقرّت؛ فسكنت فظهر الفرق؛ و أجاب عن هذا الإشكال شيخنا المحقّق أدام اللّه أيّامه بأنّ الأرض و إن كانت ثقيلة و فى طبعها طلب المركز، لكنّ الماء يحرّكها بأمواجه حركّه قسرية، و يزيلها عن مكانها الطّبيعىّ بسهولة، فكانت تميد و تضطرب بأهلها، و تغوص قطعة فيها و تخرج قطعة، و لمّا ارسيها اللّه تعالى بالجبال و ثقلها قاومت الماء و أمواجها بذالك الثّقل، فكانت كالأوتاد مثبتة لها.
و قوله فى مرحلة ذكر أعمار الأنبياء و الأوصياء: و أمّا دانيال و عزير، فقد أسرهما بخت نصر فنجاهما اللّه تعالى منه؛ و مات دانيال بناحية الشّوش و دفن
ص: 155
قيها و الشوش بلد كبير فى ناحية شوشتر، لكنّها هذا الآن من توابع الحويزه؛ فقد خربت و صارت تلا من التّراب و قد وصلنا إليها مرارا و شاهدنا فيها آثارا غريبة و أطوارا عجيبة؛ و قبر دانيال قريب منها يتبرّك به النّاس و شاهدوا لها كرامات كثيرة، و فى بعض الرّوايات أنّ أهل الشّوش شكوا إلى أحد من المعصومين كثرة الأمطار، فكتب إليهم إن عظّام دانيال تحت السّماء و السّماء تهطل دموعا عليه فواروه تحت التّراب، إلى أن قال: و الشّوش فى لغة الفرس القديمة اسم للشّى ء الحسن؛ و لما بنوا الشّوشتر سمّوها بهذا الإسم و معناه الأحسن يعنى انّها أحسن من الشّوش، و فى قبّته صخرة إذا وقف عليها الإنسان و حرّكها تحرّكت مستديرة، و الإنسان فوقها، ثمّ تبقى على الحركة حتّى ينزل الإنسان من فوقها.
أقول: و قد قيل إنّ بانى شوشتر هو شنج الملك الحكيم، و ينسب إليه أيضا كتل هوشنگ الواقع بين شيراز و كازرون فليلاحظ.
و منها قوله: فى بيان وفيات الأئمّة الطّاهرين عليهم السّلام و مواليدهم و عدد أولادهم: و أمّا والد مؤلّف هذا الكتاب فهو السيّد عبد اللّه؛ و نسبه هكذا نعمة اللّه بن السيّد عبد اللّه بن السيّد محمّد بن السيّد حسين بن السيّد أحمد بن السيّد محمود بن السيّد غياث الدّين بن السيّد مجد الدّين بن السيّد نور الدّين بن السيّد سعيد الدّين بن السيّد عيسى بن السيّد عبد اللّه بن الإمام الهمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علّى بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب عليهم أفضل الصّلاة و السّلام.
اولئك آبائى فجئنى بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
و لقد أحسن أبو نواس حيث قال فى مدح الرّضا عليه السلام:
مطهّرون نقيات ثيابهم
تجرى الصّلاة عليهم اينما ذكروا
من لم يكن علويّا حين تنسبه
فما له من قديم الدّهر مفتخر
فانتم الملأ الاعلى و عندكم
علم الكتاب و ما جاءت به السور
فقال له الرّضا عليه السلام قد جئتنا بابيات ما سبقك بها أحد، إلى أن قال رحمه اللّه:
ص: 156
و قد كان جدّنا المرحوم ولد فى الجزائر، فبقي فيها و له الآن ذرارى كثيرة و اولاد و احفاد كثّر اللّه العلويين فى مشارق الارض و مغاربها انتهى.
و منها قوله فى صفة المعمّر المغربيّ بعد عدّة لطرائف من حكاياته: حدثنى أوثق مشايخى السيّد هاشم الأحسائى فى شيراز فى مدرسة الامير محمّد عن شيخه العادل الثّقة الورع الشّيخ محمد الحرفوشى اعلى اللّه مقامه فى دار المقامة، انه دخل يوما مسجدا من مساجد الشّام و كان مسجدا عتيقا مهجورا، فرأى رجلا حسن الهيئة فى ذلك المسجد، فأخذ الشيخ إلى المطالعة فى كتب الحديث، ثمّ إنّ ذلك الرّجل سأل الشّيخ عن أحواله و عن من نقل الحديث، فأخبره الشّيخ قال ثمّ انّ الشيخ سأل عن أحواله و عن مشايخه. فقال ذلك الرّجل أنا معمّر بن أبى الدّنيا، و أخذت العلم عن علىّ بن أبى طالب و عن الائمة الطاهرين عليهم السّلام، و أخذت فنون العلم عن أربابها، و سمعت الكتب عن مصنفيها، فاستجازه الشّيخ فى كتب أحاديث الأصول و غيرها، و فى كتب العربيّة و الأصول فأجازه و قرأ عليه الشّيخ بعض الأخبار فى ذلك المسجد توثيقا للإجازة، فمن ثمّ كان شيخنا الثّقة قدّس اللّه روحه يقول لى يا بنىّ ان سندى إلى المحمدين الثّلاثة و غيرهم من أهل الكتب قصير، فانّى أروى عن الفاضل الحرفوشى، عن معمّر بن أبى الدّنيا عن الإمام عليّ بن ابى طالب عليه السّلام، و أجزتك أن تروى عنّى بهذه الإجازة فنحن نروى الكتب الاربعة عن مصنّفيها بهذا الطّريق.
و منها قوله فى باب مذمته الصّوفيّة: و قد أحسن شيخنا الكاشىّ ادام اللّه أيّامه حيث قال: و منهم قوم يسمّون بأهل الذّكر و التّصوّف يدعون البراءة من التصنّع و التّكلّف إلى آخر ما نقلناه فى ذيل ترجمة مولانا الفيض عن كتابه المسمّى «بالكلمات الطّريفة» فليراجع انشاء اللّه.
و منها قوله فى ذيل ترجمة حديث رواه ثقة الإسلام الكلينى باسناده إلى الإمام
ص: 157
جعفر الصّادق عليه السّلام، انّه قال انّ اللّه عز و جلّ جعل لمن جعل له سلطانا أجلّا و مدّة من ليالى و أيّام و سنين و شهور، فان عدلوا فى النّاس أمر اللّه عز و جلّ صاحب الفلك فابطأ بادارته فطالت أيّامهم و لياليهم و سنوهم و شهورهم؛ و ان جاروا فى النّاس و لم يعدلوا أمر اللّه تبارك و تعالى صاحب الفلك فاسرع بادارته فقصرت لياليهم و ايامهم و سنوهم و شهورهم، و قد وفى اللّه عز و جل بعدد اللّيالى و الشّهور.
قال شيخنا المعاصر أدام اللّه أيّامه: لعل المراد بسرعة إدارة الفلك و بطؤها تعجيل أسباب زوال الملك و عكسه، و يجوز أن يكون لكلّ دولة فلك غير الأفلاك المعروفة الحركات، فيكون سرعة الإدارة و بطؤها عارضين لذلك الفلك انتهى.
ثمّ أخذ فى الإيراد عليه فى ذلك و توجيه الحديث بما هو أقرب إلى الإعتبار.
و منها قوله فى مقام بيان آداب المتعلّمين و المعلّمين: قال مؤلّف هذا الكتاب عفى اللّه عنه: قد كان حالى مع شيخى صاحب كتاب «بحار الانوار» لمّا كنت أقرأ عليه في اصفهان انّه خصنّى من بين تلامذته مع انّهم كانوا يزيدون على الألف بالتّاهل عليه و المعاشرة معه ليلا و نهارا، و ذلك أنّه لمّا كان يصنّف في ذلك الكتاب كنت ابات معه لأجل بعض مصالح التّصنيف و كان كثير المزاح معى و الضحك و الظرائف حتّى لا امل من المطالعة، و مع هذا كلّه كنت إذا أردت الدّخول عليه أقف بالباب ساعة حتّى انا هبّ للدخول عليه، و يرجع قلبى إلى إستقراره من شدّة ما كان يتداخلنى من الهيبة له و التّوقير و الإحترام، حتّى أدخل عليه، و لقد كنت و حقّ جنابه الشّريف و الايّام الّتى قضيناها فى صحبته و نرجو من اللّه أن تعود استسهل لقاء الأسود على الدّخول عليه هيبة له و جلالا انتهى.
و نوادر حكاياته و آثاره الموجودة فى كتاب «الأنوار» و كذا كتاب نوادر اخباره الّذي يقرب منه فى السّبك و النّهج و الطريقة و المقدار، و كذا كتاب «زهر
ص: 158
الرّبيع، و كتاب «المقامات» بل سائر ما ينسب إليه من المجاميع و المقالات أكثر من تحيط به أمثال هذه العجالات، و قد أشير لك أيضا إلى بعض ما ينفعك فى هذا الباب فى ذيل ترجمة سمّينا العلّامة المجلسي قدّس سرّه فى المجلّد الاوّل من الكتاب فاغتنم عوائدنا الخارجة عن عدّ الحساب، و فوائد الزائدة عن حدّ النّصاب و توفى رحمه اللّه كما ذكره حفيده السيّد عبد اللّه فى قرية جايدر ليلة الجمعة الثّالثة و العشرين من شوّال سنة اثنتى عشر و مأة بعد الالف بعد وفاة شيخه المجلسى بسنتين تقريبا فليلاحظ.
السيد الفاضل الكامل العلامة القاضى نور اللّه بن السيد شرف الدين الحسينى المرعشى الشوشترى رزقه اللّه فى الجنة الرفرف و العبقرى(1)
له كتاب «العشرة الكاملة» فى عشرة أبواب من المسائل المشكلة» أوّلها فى تفسير آية الخيط الأبيض و الخيط الأسود، و الثانى فى حديث ستفرق امّتى و المراد بالفرقة الناجية؛ و الثالث فى كون الكلم بكسر اللّام جنسا لا جمعا، و الرّابع فى أنّ اللّام فى الحمد للّه للجنس لا للإستغراق، و الخامس فى معنى اصول الفقه مضافا و علما، و السّادسة فى تحريم صلاة الجمعة فى عصر الغيبة؛ و السابعة فى المنطق، و الثّامنة فى الإلهىّ، و التاسعة فى الطّبيعى و العاشرة فى الرّياضى على عبارة التّحرير.
و له كتاب «العقايد الإماميّة» و تعليقات على تفسير القاضى، «و رسالة فى فى تحقيق آية الغار» ألّفها سنة ألف من الهجرة، و «رسالة فى تحريم صلاة الجمعة»
ص: 159
كذا فى بعض المواضع المعتبرة، و كان المقصود به تفصيل غير كتبه المشهورة المتداولة، و إلّا فلا وجه لإسقاطه اسّ أساس مصنّفات الرجل مثل كتاب «مجالس المؤمنين» الّذى نبّه فى ترجمة أحوال جماعة من العلماء:، و الحكماء الأدباء:، و العرفاء، و الرّجال الأوائل و الرّواة الأفاضل، من الإسلاميّين الذينهم باعتقاد المصنّف من الأماميّين، مع طرف من حكاياتهم، و طريف من ملح أقاصيصهم و رواياتهم، و إشارة إلى ترجمة جملة من البلاد المنسوبة إليهم رضوان اللّه سبحانه و تعالى عليه و عليهم، و مثل كتاب «احقاق الحقّ» الذى كتبه فى النقض على «إبطال الباطل» الذّى كتبه الفضل بن روزبهان الإصفهانىّ فى الردّ على «نهج الحقّ» لإمامنا العلّامة أعلى اللّه تعالى مقامه و اعظم انعامه، و كتاب «صوارمه» الذّى كتبه فى الردّ على «صواعق» ابن حجر الهيثمى المكىّ، إلى غير ذلك من مصنّفاته الّتى تسمعها من غير هذا الموضع على حسبما سوف نحكى، و من جملة ما ينبغى لنا أن نحكيه لك هنا هو كلام صاحب «الأمل» فانّه قال فى حقّ هذا الرّجل الفاضل الكامل بعد ذكره بعنوان القاضى نور اللّه الشّوشترىّ: فاضل عالم علّامة محدّث له كتب منها «احقاق الحقّ» كبير، فى جواب من ردّ «نهج الحقّ» العلّامة، و كتاب «الصّوارم المهرقة» فى جواب «الصّواعق المحرقة» و كتاب «مصائب النواصب» و، رسالة فى نجاسة الماء القليل بالملاقات».
و له ايضا حاشية على «شرح المختصر» للعضدىّ، و حاشية على تفسير البيضاوىّ» و مجموعة مثل «الكشكول» و غير ذلك.
كان معاصرا لشيخنا البهائىّ، و قتل فى الهند بسبب تأليف «احقاق الحقّ» انتهى.
و قال صاحب «صحيفة الصّفا»: نور اللّه الحسينىّ المرعشىّ القاضى بلاهور الهند؛ كان محدّثا متكلما محقّقا فاضلا نبيلا علامة، له كتب فى نصرة المذهب و ردّ المخالفين، إلى أن قال بعد عدّه لمعظم ما ذكرناه من الكتب: بل قتل بتهمة الرّفض
ص: 160
فى دولة السّلطان جهانگير بن جلال الدّين محمّد اكبر التّيمورىّ باكبر آباد، و قبره هناك مزار معروف كنّا نزوره تمّ كلامه.
قيل انّ النّواصب أخذوه فى الطّريق فجرّدوه و جلّدوه بجرائد الورد السامكة إلى أن تقطّعت أعضاؤه و قتل، و لذا يطلق عليه أيضا الشّهيد الثّالث، كما قد اشير إليه فى ذيل ترجمة مولانا عبد اللّه التّسترىّ فليلاحظ.
ثمّ ليعلم انّى وجدت في بعض كتب الإجازات المعتبرة صورة إجازة مبسوطة مشتملة على مسائل كثيرة، من فنّ الدّراية للشّيخ ابراهيم القطيفىّ الفقيه العرّيف المتقدّم ذكره المنيف، كتبها باسم السيّد شريف الدّين بن الفاضل العالم الكامل السيّد جمال الدّين بن نور اللّه بن التّقّى الزكىّ المكاشف بالسر الخفى شمس الدّين محمد شاه الحسينىّ التّسترى، مع صفته فيها بالعلم و العمل و علوّ الهمم و جامعيّة المعقول و المنقول و غير ذلك، و الظّاهر كونه والد صاحب التّرجمة بعينه، لمساعدة الإسم و الرّسم و النّسب و النّسبة و الطّبقة و غيرها، و لكنّى لم أظفر إلى الآن على من ينتهى سلسلة سنده إلى أحد من هذين المتوالدين إلى أن يرتفع الحجاب من هذا البين.
ص: 161
الحكيم العارف و الفهيم المصارف ناصر الملقب بخسرو(1)
ذكره صاحب «مقامع الفضل» فقال ما ترجمته: قال فى ترجمة صاحب «رياض الشّعراء»: كان الخواجه ناصر خسرو جامعا لجميع العلوم الظّاهريّة و الباطنيّة، و صاحب اليد الباسطة فى الفقه و الحديث و المراتب الحكميّة و العرفانيّة، و كان له أيضا حظّ وافر من العلوم العربيّة؛ و تصرّفات فى الأمور العجيبة، و نقلت عنه رياضيات عسيرة كثيرة، و تحملات لمشاقّ خطيرة غير يسيرة، استفاد فى أوائل أمره من خدمة الشّيخ أبى الحسن الخرقانيّ، و يقال انّه كان ينكر طريقة الحكيم الفارابىّ. و يظهر الموافقة للشّيخ الرّئيس أبى علىّ، و كان أهل الظّاهر فى زمانه يطعنون على مناهج عرفانه، و ينكرون على معاملته فى جميع أفنانه، و قد غلطوا فى ذلك، لأنه من جملة العارفين الواصلين إلى اقوم المسالك، و نقل أيضا انّه بلغ فى الرّياضة إلى حيث كان يتناول
ص: 162
الطعام فى كلّ شهر مرّة، و كانت له مهارة تامّة فى تسخير الجنّ و علم الطّلسمات، و كانت وفاته فى سنة إحدى و ثلاثين و أربعمأة، ثمّ أورد منه قطعة بالفارسيّة تدلّ على شيعيّته و حسن عقيدته، و نسب إليه أيضا هذه الأبيات:
گويند كه پيغمبر ما رفت ز دنيا
ميراث خلافت بفلان داد و به بهمان
هرگز ملكى ملك به بيگانه نداده است
رو دفتر شاهان جهان نيك تو برخوان
با دختر و داماد و پسر عمّ و دو فرزند
ميراث به بيگانه دهد هيچ مسلمان
و المشهور انّ هذه الأبيات من انشاءات حكيم سنائى المتقدّم ذكره الحميد، ثمّ انّ من الأشعار المنسوبة إليه قوله:
ناصر خسرو بجائى ميگذشت
مست و لا يعقل نه چون خمّارگان
ديد قبرستان و مبرز روبرو
بانگ برزد گفت كاى نظّارگان
نعمت دنيا و نعمت خواره بين
اينش نعمت آنش نعمت خوارگان
ثمّ ليعلم انّ اسم أبى الحسن الخرقانىّ هو علىّ بن جعفر، قد فاق في كثرة المجاهدات على ساير شيوح زمانه؛ و توفّى فى سنة ثمان و عشرين و أربعمأة.
الشيخ برهان الدين ابو الفتح ناصر بن ابى المكارم عبد السيد بن على بن المطرز اللغوى النحوى الملقب بالمطرزى الخوارزمى الحنفى المعتزلى(1)
كان من أعيان تلامذة إمامهم العلّامة الزّمخشري، و من شدّة اختصاصه به و مشيه على طريقته سمّى أيضا بخليفة و خليفته، و نسبته إلى جدّه المطرّز على وزن المحدّث
ص: 163
و المدرّس، مثل نسبة المسبّحى إلى المسبّح كما تقدّم قريبا من هذا المجلس، و هو صاحب كتاب «معرب اللّغة» المشهور و كتاب «المغرب فى شرح المعرب» المذكور، و المقدّمة النّحويّة المعروفة بالمطرزيّة و غير ذلك من المصنّفات النّحويّة و و غير النّحويّة.
و قد ذكره صاحب «البغية» و درّعه و قال و كان من أعيان العلماء بالمذاهب الاربعة قرأ على الزّمخشرىّ (1) و الموفّق خطيب خوارزم، و برع فى النّحو و اللّغة و الفقه على مذهب الحنفيّة، و كان لهم كالأزهرىّ المتقدّم ذكره عن قرب للشّافعيّة، و كان يقال هو خليفة الزمخشرىّ، و كان معتزليّا صنّف «شرح المقامات» «المعرب» فى لغة الفقه؛ «المغرب فى شرح المعرب» «الإقناع فى اللّغة» «مختصر المصباح «فى النّحو، مقدّمة فيه مشهورة «بالمطرزيّة» «مختصر الإصلاح» لابن السكّيت.
ولد في رجب سنة ثمان و ثلاثين و خمسمأة، و مات بخوارزم فى يوم الثلثاء الحادى و العشرين من جمادى الأولى سنة عشر و ستّمأة و من شعره:
و زند ندى فواضله و رىّ
و رند ربى فضائله (2) نضير
و درّ خلاله أبدا ثمين
و درّ نواله أبدا غزير
و تقدّم ذكر أبى عمر الزّاهد محمّد بن عبد الواحد اللّغوى النّحوى الملقّب بالمطرز و بغلام ثعلب أيضا بتمام تفصيله و تذييله.
و هو غير محمد بن على بن محمد بن صالح بن عبد اللّه ابى عبد اللّه السّلمىّ الدّمشقى اللّغوى المقريّ المتوفّى ببلدة دمشق فى سنة ستّ و خمسين و اربعمأة، كما عن المنذرىّ فى تاريخ مصر، و ان كان له أيضا مقدّمة فى النّحو تدعى «بالمطرزيّة» كما
ص: 164
ذكره صاحب البغية فليتفطّن و لا تغفل.
الشيخ ابو الفضل نصر بن مزاحم المنقرى التميمى الكوفى الملقب بالعطار(1)
صاحب كتاب الصّفين الّذى ينقل عنه صاحب «بحار الانوار» فى مجلّد غزوات سيّدنا أمير المؤمنين عليه السّلام و هو موجود بين أظهرنا إلى هذا الزّمان، و ينوف كتابته على ثمانية آلاف بيت تقريبا.
قال شيخنا الطوسىّ رحمه اللّه فيما نقل عن فهرسته المشهور فى ترجمة هذا المتقدّم المشكور: له مصنّفات منها «كتاب الجمل» «و كتاب صفّين» «و كتاب مقتل الحسين عليه السّلام» «و كتاب عين الوردة» «و كتاب اخبار المختار بن أبى عبيدة» «و كتاب المناقب» و غير ذلك أخبرنا بها ابن أبى جيّد عن ابن الوليد، عن أحمد بن ابى عبد اللّه البرقى؛ عن أبيه عن محمّد بن علىّ الصّيرفىّ، عن نصر بن مزاحم عن لوط بن يحيى و غيره.
أقول و مراده بلوط بن يحيى الّذى قد عدّه من جملة مشايخ الرّجل هو سهيمه في فى كثير من الأحوال و المراتب أبو محنف الأزدىّ الغامدىّ الكوفىّ صاحب المغازىّ و مؤلف كتاب «المقتل» المشهور الموجود أيضا بين الطّائفة إلى هذه الأعصار و كذلك كتاب «اخبار المختار» و اخذ الثّار و غير ذلك من الكتب الكبار و الصغار الّتى أغلبها فى التّواريخ و الآثار و تفصيلها مذكور فى كتب رجال علمائنا الأخيار.
ص: 165
هذا و قد زاد الفاضل النّجاشىّ رحمه اللّه على ما تقدّم من مصنّفات صاحب التّرجمة «كتاب النّهروان» و «كتاب الغارات» و كتاب «اخبار محمّد بن ابراهيم» «و أبى السّرايا» و قال: اخبرنا أحمد بن محمّد قال: حدّثنا احمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسىّ، قال حدّثنا نصر بن مزاحم بكتابه صفين و بهذا الطّريقّ يروى سائر كتبه أيضا و كذا بطريق آخر من جهة القميّين.
و زاد أيضا فى صفته مثل العلّامة فى خلاصته قوله: كوفّى مستقيم الطريقة؛ صالح الأمر، غير انّه يروى عن الضّعفاء، كتبه حسان. و عن خطّ الشّهيد الثّانى رحمه اللّه و كانّه فى هذا الموضع من الخلاصة قال ابن ابى الحديد فى شرح النهج عند بحثه عن واقعة صفّين ما صورته: و نحن نذكر ما أورده نصر بن مزاحم من كتاب صفّين فى هذا المعنى، فهو فى نفسه ثبت صحيح النّقل، غير منسوب إلى هوى، و لا ادّعاك، و هو من رجال أصحاب الحديث انتهى.
و هذا يشعر بانّه ليس إماميّا و فيه نظر تمّ كلامه و الظاهر انّ مرجع النظر فيه عدم كون الرّجل إماميّا؛ و وجه النّظر ظهور الإستبصار من كتبه، و المعجزات الّتى ينقله فيها عن أمير المؤمنين عليه السّلام، فانّ أهل السنّة لا يرضون بترويج ذلك هذه المثابة كما لا يخفى على من تأمل فى جملة مؤلّفاتهم مضافا إلى شيوع ذكره فى كتب الطّائفة بما قد عرفته من التّزكية و التمديح.
ثمّ انّ جهة تخصيصنا هذا الرّجل بالذّكر فى هذه العجالة مع انّه من جملة الرّواة المتقدّمين بل الواقعة فى درجة التّابعين، و طبقة الثّلاثة الاوائل من الأئمة الطّاهرين سلام اللّه عليهم أجمعين، هى انّ المقصود بالذّات لنا فى تعلية هذا البناء و تلفية هذه الأسماء انّما هو ترجمة احوال مطلق من كان من أعاظم العلماء، و إن كان من أقاديم القدماء و لكن بشرط أن يفوت السّلف تذكرته علي التفصيل او يكون اثر فضله باقيا إلى هذه الأزمنة، مثل هذا الشّيخ الجليل و شيخه أبى مخنف المتقدّم على ذكره التّبجيل فافهم
ص: 166
ذلك حتّى لا تحمل ما يختلج ببالك أو يلج فى سمّ خياط خيالك من الإختلاف الواقع فيما هنالك إلّا على الوجه الجميل، و الطّرز النّاظر إلى الفيض الجزيل، و الثمر الوافر الجليل، و اللّه المستعان و عليه التكلان و هو حسبى و نعم الوكيل.
اول الائمة الاربعة لهذا الناس، و امام ارباب الوسوسة و الرأى و القياس ابو حنيفة الكوفى العراقى البغدادى نعمان بن ثابت بن زوطى او مرزبان أو طاوس بن هرمز دملك بنى شيبان مولى تميم بن ثعلبة بن عكاية(1)
ذكره شيخ الطائفة عليه الرّحمة فى عداد رجال مولانا الصّادق عليه السّلام بعد التسمية له بعنوان النعمان بن ثابت أبو حنيفة التميمى الكوفىّ مولهم. بدون زيادة غير ذلك من الكلام، و ذلك كذلك، باعتراف جميع أهل المسالك و الممالك، لانّه بلغ بما بلغ من الفضل الموهوم، و الإطّلاع على أفانين العلوم، من بركات مجالس ذلك الإمام المعصوم عليه السّلام، و إن كانا بعد ذلك حقوقه السّابغة بالجفاء و التّكفير، و قابل إحسانه الكثير بالاساءة و الحسد و الخيانة و التّعزير، و للّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم و بئس المصير.
و نقل عن عمر بن حمّاد بن أبى حنيفة أنّه قال كان جدّه زوطىّ من أهل كابل طخارستان، ولد أبوه ثابت على فطرة الاسلام و معرفة الرّحمن، و عن اسماعيل بن حماد المذكور، أنه قال كان جدّى أبو حنيفة النّعمان بن ثابت بن مرزبان من ابناء فارس، و ما كان أحد من آبائي مملوكا.
ص: 167
و فى «تاريخ گزيده» بمعنى المنتخبة لحمد اللّه المستوفى القزوينى فى ترجمة هذا الرّجل ما ترجمته: أبو حنيفة النّعمان بن ثابت بن طاوس بن هرمزد ملك بنى شيبان؛ توفى ببغداد فى عهد المنصور، قلت و قيل فى حبسه فى رجب سنة إحدى و خمسين و مأة؛ و دفن فى الخيزرانيه المعروفة هناك و عمر مزاره شرف الملك ابو سعد المستوفى، فى دولة ملكشاه السّلجوقى، و أدرك سبعة من الصحابة منهم: عبد اللّه بن اوفى، و جابر بن عبد اللّه الانصارى و انس بن مالك، الى آخر ما ذكره فى «صحيفة الصفاء» انّه أدرك عبد اللّه بن أوفى، و سمع من عكرمة و نافع، و عطاء و اخذ الفقه عن حمّاد بن ابى سليمان قلت: و اصوله عن الشّيطان و الهوى الطّاغية الدّاعية إلى النّيران.
ثمّ أنّه نقل عن الآمدىّ المشهور انّه قال فى كتاب «ابكار الأفكار» فى مقام ترجمة المرجئة، و أصحاب المقالات قد عدّوا أبا حنيفة و أصحابه من مرجئة السنّة، و قال و امّا المرجئة فانّهم يرون تأخير العمل عن النّية و القصد، و يقولون لا يضرّ مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفران طاعة، و بالنّظر إلى هذين القولين سمّوا مرجئة، لأنّ الإرجاء فى اللّغة قد يطلق و يراد به التّأخير قلت: و منه قوله تعالى: و آخرون مرجون لأمر اللّه، امّا يعذبهم او يتوب عليهم، الآية.
و قال الزّمخشرى فى تفسير قوله تعالى: لا ينال عهدى الظّالمين. انّ ابا حنيفة كان يفتى سرّا بوجوب نصرة زيد بن علىّ بن الحسين رضى اللّه عنه و حمل المال إليه إلى أن قال: حتّى قال له إمرأة اشرف على ابنى بالخروج مع ابراهيم و قد قتل، فقال لها يا ليتنى مكان ابنك.
أقول و يظهر من ذلك انّه كان زيدىّ الأصول، و كأنّه من هنا اشبهت الزّيدية الحنفيّة فى الفروع، إلّا فى مسائل قليلة- كما صرّح الشّريف الجرجانّى فى «شرح المواقف» و قال و اكثرهم مقلّدون يرجعون فى الأصول إلى الاعتزال؛ و فى الفروع إلى مذهب أبى حنيفة، إلّا فى مسائل قليلة.
ثمّ قال صاحب «الصحيفة» و دخل هو يعنى أبا حنيفة على أبى عبد اللّه الصّادق غير مرّة فنهاه عن القياس و حاجّه وا محمد، و الاحتجاج مذكور فى كتابى «الإحتجاج»
ص: 168
«و العلل» كان من قوله قال علىّ و أقول، و كان من قوله: و ما يعلم جعفر بن محمّد و أنا أعلم منه، لقيت الرّجال و سمعت من أفواههم و جعفر بن محمّد صحفّى، فلمّا بلغ عليه السّلام كلامه هذا ضحك، ثمّ قال لعنه اللّه امّا فى قوله أنا رجل صحفّى فقد صدق فرأت صحف آبائى و ابراهيم و موسى؛ الحديث.
و لقى أبا الحسن الكاظم عليه السّلام و هو صبّى فسأله و أجابه و أفحمه، و نسب الفاضل الميبدىّ إليه فى شرح الدّيوان قوله:
حبّ اليهود لآل موسى ظاهرا
و ولاؤهم لبنى أخيه بادى
و إمامهم من نسل هارون الأولى
بهم اقتدوا و الكل قوم هاد
و كذا النّصارى يكرمون محبّة
لمسيحهم بحرا من الأعواد
و متى توالى آل أحمد مسلم
قتلوه أو شتموه بالإلحاد
هذا هو الدّاء العصار لمثله
ضلّت حلوم حواضر و بوادى
لم يحفظوا حقّ النّبى محمّد
فى آله و اللّه بالمرصاد
و روى الزمخشرىّ فى «ربيع الابرار» انّه سمع اسماعيل بن حمّاد بن أبى حنيفة بن أبى حنيفة يحيى بن أكثم القاضى فى دولة المأمون العبّاسى يغمص من جدّه؛ فقال هذا جزاؤه منك، قال كيف؟ قال حين أباح النبيذ، و درأ الحدّ عن اللّوطىّ، و روى أيضّا فى باب العلم منه قال قال يوسف بن اسباط رد ابو حنيفة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أربعمأة حديث أو أكثر، قيل مثل ما ذا؟ قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله للفرس سهمان و للّرجل سهم واحد قال أبو حنيفة لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن، و أشعر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أصحابه: البدن، قال أبو حنيفة الإشعار مثله، و قال صلى اللّه عليه و آله: البيعان بالخيار ما لم يفترقا، و قال أبو حنيفة: إذا وجب البيع فلا خيار، و كان صلى اللّه عليه و آله و سلّم يقرع بين نسائه إذا اراد سفرا، و أقرع أصحابه؛ و قال أبو حنيفة القرعة قمار،(1) و روى المرتضى فى «الفصول» المتلقاة من العيون و المحاسن، عن الشّيخ المفيد انّه قال بمحضر من الأكابر العبّاسيّة، و شيوخ الحنفيّة، و هذا أبو حنيفة يقول لو انّ رجلا
ص: 169
عقد على أمة و هو يعلم انّها أمة يسقط عنه الحد و لحق به الولد، و كذا فى أخته و بنته، و كذا لو استأجر غسالة أو جنازة أو اشباههما ثمّ و طأها و حملت منه و اذا لفّ على احليله حريرة ثمّ اولجه فى قبل: امرأة لم يكن زانيا و لا يجب عليه الحدّ، و لكن يردع بالكلام الغليظ، و يقول: انّ الرّجل إذا تلوط بغلام فاوقبه لم يجب عليه الحدّ، و لكن يردع. و يقول انّ شرب النّبيذ المسكر حلال طلق و هو سنّة و تحريمه بدعة انتهى.
و عن يوسف بن أسباط قال قال أبو حنيفة لو أدركنى رسول اللّه لأخذ بكثير من قولى و قال ابن مهدى فى مجالسه كان أبو حنيفة يشرب مع مساور فعاب مساورا فكتب إليه:
إن كان فقهك لا تتمّ بغير شتمى و انتقاصى
فاقعدو قم بى حيث شئت من الادنى و الاقاصى
فلطال ما زكيتنى و انا المقيم على المعاصى
ايام تعطينى مدامى فى اباريق الرّصاص
فأنفذ إليه بمال فكفّ عنه.
و روى ابن خلّكان فى «الوفيات» إنّ إمام الحرمين ذكر فى كتابه «مغيث الخلق» انّ السّلطان محمود بن سبكتكين كان على مذهب أبى حنيفه، و كان مولعا بعلم الحديث فوجد أكثرها موافقا لمذهب الشّافعىّ، فجمع فقهاء الفئتين و أمرهم بترجيح أحد المذهبين، و صلى القفّال المروزىّ على ما يجوز عند أبى حنيفة بلبس جلد كلب مدبوغ و لطح رأسه بالنجاسة، و توضّأ بنبيذ التّمر؛ و كان فى الصّيف و اجتمع عليه البعوض و الذّباب، ثمّ احرم بالصلاة بالفارسيّة و قرأ: دو برگ سبز، و هى ترجمة مدهامّتان، ثمّ نقر نقرتين كنقر الدّيك من غير فصل و لا ركوع و تشهّد، و ضرط فى آخره، و قال هذه صلاة أبى حنيفة فقال السلطان: لو لم تكن هذه الصلاة صلاة ابى حنيفة لقتلتك لانّه لا يجوز مثله ذو دين فأمر السّلطان بصيرا منّا بقرائته كتب ابى حنيفة(1) فوجدت الصّلاة على
ص: 170
ما حكاه القفّال، فتمسّك بمذهب الشّافعىّ ثمّ قال: يروى عنه عبد اللّه بن المبارك، و وكيع بن الجراح، و سابق بن عبد اللّه، و أبو يوسف، و أبو نعيم المقرى، و محمّد بن الحسن الشّيبان له كتب منها مسنده انتهى:
و مراده بأبى يوسف المذكور هو القاضى ابو يوسف الفقيه المشهور المدفون فى شرقى الصّحن المطهّر الكاظمى من أرض بغداد و اسمه يعقوب بن ابراهيم بن حبيب و كان من علماء دولة الرّشيد، و له مكالمات مع مولانا الكاظم عليه السّلام، فى مجلس الخليفة و من طرائف أخباره بالنّقل عن صاحب كتاب «المستطرف» انّه قال اختلف الرّشيد و امّ جعفر فى الفالوزج و اللّوذينج أيّهما أطيب فحضر ابو يوسف القاضى فسأله الرّشيد عن ذلك فقال يا أمير المؤمنين لا أقضى على غائب فاحضرهما له فأكل حتّى اكتفى فقال له الرّشيد: احكم بينهما، فقال: اصطلح الخصمان، فضحك الرّشيد و أمر له بألف دينار، فبلغ ذلك زبيدة أمّ ولده الأمين؛ فامرت له بألف دينار إلّا دينارا، و توفّى فى سنة اثنتين و ثمانين و مأة عن خمس و ثمانين سنة.
و أمّا محمد بن الحسن الشيبانى البرىّ فهو أيضا بمنزلة البيضة اليسرى للإمام الأعظم و كان فى الأصل دمشقيّا انتقل أبوه إلى العراق، و سكن الواسط، فولده فيها، ثم نشأ فى الكوفة إلى غاية أمره و تصدّر بقضاوة القضاة فى عصره. و كان ابن خاله الفراء النحوىّ المتقدّم ذكره السرى، و توفي مع الكسائىّ المشهور فى يوم واحد، و دفنا فى مكان واحد يدعى بقرية رنبويه من قرى مدينة الرىّ، و هما فى موكب الرّشيد، و ذلك فى سنة تسع و ثمانين و مأة؛ فقال الرّشيد لمّا عاد إلى بغداد: دفنت النّحو و الفقه برنبويه.
رجعنا إلى تتّمة أحوال صاحب التّرجمة، فنقول و قال مولانا العلّامة اعلى اللّه مقامه فى كتاب «نهج الحقّ و كشف الصّدق» ذهبت الإماميّة إلي أنّ الخروج من صلاة يحصل إمّا باكمال الصّلاة على النبىّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم أو التّسليم لا غير، و قال أبو حنيفة
ص: 171
يخرج بالتّسليم، أو بالكلام، أو بخروج الرّيح و ما اقبح المذهب الّذى يؤدّى إلى أنّ- الخروج من الصّلاة بالرّيح، لكن مثل الصّلاة الّتى شرعها يصلح للخروج بمثل ما قاله فانّه ذهب إلى جواز أن يصلّى الانسان فى الدّار المغصوبة على جلد كلب لابسا جلد كلب و بيده قطعة من لحم كلب، لانّه يقبل الذّكاة عنده، ثمّ يتوضّأ بنبيذ التمر المغصوب فيغسل رجليه أوّلا ثمّ ينتهى إلى الوجه عكس ما ورد به القرآن، ثمّ يقوم و عليه نجاسة ظاهرة ثم يكبّر بالفارسيّة، ثمّ يقرء بالفارسيّة مدهامّتان لا غير، ثمّ يطأطأ رأسه يسيرا جدّا غير ذاكر و لا مطمئن، ثمّ يهوى إلى السّجود من غير رفع؛ ثمّ يحفر بئر الينزل جبهته او انفه فيها من غير ذكر و لا طمأنينة و لا رفع بينهما، ثمّ ينتهض إلى التّانية فيفعل مثل ذلك، ثمّ يقعد من غير تشهد بقدره، ثمّ يخرج ريحا فهل يحلّ لمسلم يؤمن باللّه و اليوم الآخر قبول هذه الصّلاة؛ و كونه مأمورا بها انتهى.
و قال صاحب «الزام النّواصب» فيما نقل عن كتابه المذكور عند ذكره لمذاهب أهل السنة و انّها أحدثوا أربعة مذاهب في زمن المنصور، و عملوا فيها بالرّأى و القياس و الإستحسان و الإجتهاد، و السبّب فى إحداث هذه المذاهب انّ الصّادق عليه السّلام اجتمع عليه أربعة آلاف راو يأخذون عنه العلم؛ فخاف المنصور ميل النّاس إليه، و أخذ الملك منه، فامر أبا حنيفة و مالكا بانعزال الصّادق عليه السّلام، و إحداث مذاهب غير مذهبه، و عملا فيه بالرّأى و الاستحسان و القياس و الاجتهاد، ثمّ تابعهما الشّافعى، و أحمد بن حنبل و استقرت مذاهب السّنه فى الفروع على هذه الأربعة مذاهب، و بقيت الشّيعة الاماميّة على المذهب الّذى كان عليه النبىّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم و الصّحابة و التّابعون انتهى.
و قال إمامهم الغزالّى المتقدّم ذكره البالى أجاز أبو حنيفة وضع الحديث على وفق مذهبه، قال يوسف بن أسباط: قال أبو حنيفة: لو أدركنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لأخذ بكثير من قولى.
و فى «تاريخ بغداد» قال شعبة: كفّ من تراب خير من أبى حنيفة، قال الشّافعىّ نظرت فى كتب أصحاب أبي حنيفة فاذا فيها مأة و ثلاثون ورقة خلاف الكتاب و السنّة
ص: 172
قال سفيان و مالك و حماد و الأوزاعىّ و الشّافعىّ ما ولد فى الإسلام أشأم من أبى حنيفة قال مالك كانت فتنة أبى حنيفة اضر على الأمّة من فتنة إبليس، و قال ابن مهدىّ ما فتنة على الأسلام بعد الدجّال أعظم من رأى ابى حنيفة انتهى (1).
و قال سيّدنا المحدّث الشّوشترى قدّس اللّه تعالى سرّه السرىّ فى كتاب «مقاماته» و هو فى مقام تعديده لمناكير أهل السنّة و الجماعة و تفريده يوجب فيهم القباحة و و الشّناعة بعد ما شرح جملة من أقاويلهم الفاسدة، و أباطيلهم الخارجة عن ترتيب القاعدة و أمّا الكرامات الّتى ظهرت من قبور ائمتهم الأربعة فهى أكثر من أن تحصى، أعظمها الكرامات الّتى شاهدها النّاس من قبر ابى حنيفة؛ و ذلك انّ السّلطان الأعظم شاه عباس الاوّل لمّا فتح بغداد أمر بان يجعل قبر أبى حنيفة كنيفا و قد أوقف وقفا شرعنا بغلتين و قد أمر بربطهما على رأس السّوق حتّى أنّ كلّ من يريده موضعا لقضاء الحاجة يركبهما و يمضى إلى قبر أبى حنيفة، و قد طلب خادم قبره يوما فقال له ما تخدم فى هذا القبر و أبو حنيفة الان فى أسفل درك من الجحيم، فقال إنّ فى هذا القبر كلبا أسود دفنه جدّك المرحوم الشّاه اسماعيل رحمه اللّه لمّا فتح بغداد قبلك، فاخرج عظام أبى حنيفة و جعل موضعها كلبا اسود؛ فانا أحدم ذلك الكلب، و قد كان صادقا فى مقالته، لانّ المرحوم المرقوم فعل مثل هذا.
و من كراماته انّ حاكم بغداد طلب علماء أهل السنّة و عبادهم، و قال لهم: كيف انّ الرجل الأعمى إذا بات تحت قبّة موسى بن جعفر عليهما السلام يرتدّ إليه بصره؛ و أبو حنيفة مع انّه الامام الأعظم لم نسمع له بمثل هذه الكرامة؛ فاجابوه بانّ هذا يصدر أيضا من بركات أبى حنيفة، فقال لهم: إني أحبّ أن أرى مثل هذا لا كون على يصيرة من دينى، فأتوا رجلا فقيرا و قالوا له انّا نعطيك كذا و كذا من الدّارهم و الدنانير، و قل انّى أعمى و امش متكئا على العصى يومين أو ثلاثة، ثمّ تبات ليلة الجمعة عند قبر الإمام فاذا اصبحت فقل الحمد للّه الّذى ردّ علىّ بصرى ببركات صاحب هذا القبر، فقبل
ص: 173
كلامهم.
ثمّ لما بات تلك الليلة تحت قبّته أصبح بحمد اللّه و هو أعمى لا يبصر، فصاح و قال أيها النّاس حكايتى كذا و كذا و أنا رجل صاحب عيال و حرفة، فاتصل خبره بحاكم البلد فارسل إليه فقصّ عليه قصّته و احتيالهم عليه؛ فالزمهم بما يحتاج إليه من المعاش مدة حياته و نحو ذلك من الكرامات التى لا يحتمل هذا الكتاب نقلها، و بالجملة فتصديق مثل هذه الخرافات و الأخذ باقوال هؤلاء الجماعة الحمقاء انّما نشأ من القلب المنكوس تمّ كلام صاحب «الأنوار».
و ذكره أيضا فى مواضع اخر و منه و من سائر مصنّفاته باعتبارات مختلفة، منها فى كتاب «مقاماته» و هو فى مقام بيان حسن التّورية فى التقيّة، و وجوه التخلّص من مكائد أهل السنّة، حيث قال و ما احسن ما تخلّص صاحب لى من شرّهم، و ذلك انّه كان يتّوضأ، فلمّا مسح رجليه نظر فاذا واحد من طغاتهم فوق رأسه، فبادر إلى غسل رجليه، فقال له كيف مسحت أوّلا و غسلت ثانيا، فقال نعم يا مولانا هذه المسألة من مسائل الخلاف بين اللّه سبحانه و بين مولانا أبى حنيفة، قال اللّه تعالى: و امسحوا برؤسكم و ارجلكم إلي الكعبين و قال أبو حنيفة: يجب غسل الرجلين فمسحت خوفا من اللّه، و غسلت خوفا من السّلطان، فضحك الرّجل و خلّى عنه، قلت: و ليس ضحك هذا الرّجل من مناقضة حكم إمامه حكم اللّه تعالى بعجيب، بل كل من تأمل فى كيفية إتباعه الهوى و التخمين فى احكامه و فتاويه و اختراعه الاحكام من قبل نفسه و على حسب ما يقتضيه مصلحة وقته و تستدعيه يضحك مدة حياته و إن كان ثكلى، و يبكى على خطر هذه المحنة الكبرى و البلية العظمى.
و منها أنه قال فى ذيل مسألة الجبر و التفويض من كتابه «المقامات» و ممّا يناسب المقام إنى سألت يوما عن مذهب الشّيطان لأنّه أعلم من أئمّة الجمهور، فكيف لا يكون له مذهب؟ فقلت الّذى اطّلعت عليه من تفسير القرآن انّه أشعرى الأصول، حنفىّ الفروع
ص: 174
أمّا الاول فلقوله فبما أغويتنى لا قعدنّ لهم صراطك المستقيم، فنسب الغواية و حملها على حبّه، كما فعلته الأشاعرة. و أمّا الثّانّى فمن جهة عمله بالقياس لما أبى عن السجود و قوله: خلقتني من نار و خلقته من طيين، حيث قايس بين العنصرين؛ و زعم انّ عنصره الأشرف، فكيف يسجد لمن هو تحته فى الفضل، و لهذا قال عليه السّلام لا تقيسوا فانّ اوّل من قاس ابليس لكنه فضل على القوم بانّه استدلّ بقياس الأولويّة، و هم يستدلّون بالمساواة و ما فى معناه
و منها ما ذكره فى بيان ما تعلّق بامر الحمل و الولادة من كتابه «الانوار» فقال و ذهب مخالفونا إلى انّ مدّة الحمل قد تكون أربع سنين، و ذلك محمد بن ادريس الشّافعى قد سافر ابوه عن أمّه و يبقى همنا مدة كثيرة فولدت الشّافعى و أتت به بعد خمس سنين من سفر أبيه، فلما بلغ الشّافعى و فهم الحكاية ذهب إلى مدّة الحمل قد تكون خمس سنين سترا على ما صنعته أمّه فى غيبة أبيه.
و قد نقل هذا جمهور المخالفين و لمّا كان من الأمور الغربية الكرامات العجيبة و باحثا لاتّهام الروافض ذكروا لها علّة، حاصلها أنّ محمد بن إدريس الشّافعىّ انّما بقى فى بطن أمّه هذه المدّة الكثيرة لأنّ أبا حنيفة كان حيّا فى الدنيا، و كان النّاس يستضيئون بانوار قياساته فاستحى الامام الشافعي أن يخرج إلى الدنيا و فيها الامام المعظم ابو حنيفة فلما مات ابو حنيفة و اعلم اللّه الشّافعي بموته خرج من بطن أمّه، فانظر إلى سرّ هذه القبايح و إلى الإمام الشّافعىّ كيف انفرد بهذه الفضيلة دون سائر مخلوقات اللّه سبحانه و تعالى و لعمرك انهم: لو قالوا انّه ولد جار أبيه لكان اولى من هذه التكلّفات، كما ذكروه فى النّسب الشّريف للخليفة الثانى. انتهى.
و قال صاحب «منتهى المقال» بعد نقله لعبارة رجال شيخنا الطّوسى المتقدّمة فى حقّ الرّجل أقول: هذا أحد ائمّة القوم، بل هو إمامهم الاعم؛ و شيخهم الاقدم، قال أبو حامد محمد بن محمد الغزالى الشّافعى فى كتابه الموسوم «بالمنخول فى علم الاصول»
ص: 175
ما لفظه: فأما ابو حنيفة فقد قلّب الشّريعة ظهر البطن و شوّش مسلكها و غير نظامها، و اردف جميع قواعد الشرع بأصل هدم به شرع محمّد المصطفى صلى اللّه عليه و آله و من فعل شيئا من هذا مستحلا كفر و من فعله غير مستحل فسق، ثمّ أطال الكلام في طعنه و تفسيقه.
و امّا ابن الجوزىّ الحنبلى: فنسب اليه فى تاريخه المسمّى «بالمنتظم» ما هو أفضع من ذلك و اعظم، قال فى جملة كلامه و بعد هذا فاتّفق الكلّ على الطّعن فيه، ثمّ انقسموا الى ثلاثة اقسام، فقوم طعنوا فيه بما يرجع الى العقايد و كلام فى الاصول، و قوم طعنوا فى روايته و قلّة حفظه و ضبطه، و قوم طعنوا فيه لقوله بالرّأى فيما يخالف الأحاديث الصّحاح، ثمّ قال بعد كلام طويل أخبرنا عبد الرّحمن الفرار عن أبى اسحاق الفزارّى؛ قال سالت أبا حنيفة عن مسألة، فأجاب فيها، فقلت انّه يروى عن النّبىّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم كذا و كذا، فقال حك هذا بذنب الخنزير، و عن عبد الرحمن بن محمّد عن ابى بكر بن الاسود و قال قلت لابى حنيفة روى نافع عن ابن عمر عن النّبى صلى اللّه عليه و آله انّه قال البّيعان بالخيار ما لم يفترقا، قال هذا رجز، و ذكر حديثا آخر عنه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فقال هذا هذيان. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد عن عبد الصّمد عن أبيه قال ذكر لابى حنيفة قول النبى صلى اللّه عليه و آله: افطر الحاجم و المحجوم، فقال هذا سجع. ثمّ ذكر من هذا القبيل قريب نصف كراسة فقبّح اللّه أقواما يتركون أهل بيت أذن اللّه أن يرفع و يذكر فيها اسمه و يعتقدون بهذا و اشباهه انتهى.
و من جملة ما ينسب اليه من الاشعار و هو صادق فيما اخبر به فيه من مثل نفسه الغدار.
أخرب ديني كلّ يوم و ارتجى
عمارة دنيائى و دنياى أخرب
فها انا ذا بين الحمارين راجل
فلا الدّين معمور و لا العيش طيب
ص: 176
الامير الزاهد ابو الحسين و رام بن أبى فراس من اولاد مالك بن الاشتر النخعى صاحب امير المؤمنين على بن ابى طالب علیهماالسّلام(1)
عالم فقيه شاهدتّه بحلة، و وافق الخبر الخبر، قرأ على الإمام سديد الدّين محمود الحمصىّ بحلّة و راعاه. قاله منتجب الدّين.
و هذا الشّيخ فاضل جليل القدر جدّ السيّد رضى الدّين عليّ بن طاوس لامّه، له كتاب «تنبيه الخواطر و نزهة النّواظر» حسن إلّا أن فيه الغث و السمين، يروى الشّهيد عن محمد بن جعفر المشهدىّ عنه، كذا «فى امل الآمل».
و فى «صحيفة الصّفاء» بعد التّسمية له بعنوان ورّام بن أبى فراس عيسى بن أبى
ص: 177
النّجم أبو الحسين النّخعىّ الأشترىّ الحلّى، و تبجيله بما تقدّم عن فهرست الشّيخ منتجب الدّين القمّى، له كتب منها مجموعة المعروفة ب «تنبيه الخاطر و نزهة النّاظر» يروي عن الشّيخ محمود الحمصّى، و عنه الشيخ منتجب الدّين و محمد بن جعفر المشهدى إنتهى.
و أبو النّجمّ المذكور ابن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك الاشتر، و أبو فراس ككتاب كما ذكره صاحب «القاموس» و غيره كنية الفرزدق الشّاعر و الأسد فكنّى به عيسى بن أبى النّجم الّذى هو و الدورّام المذكور، و الورّام بصيغة المبالغة من الورم الّذى هو بمعنى الإنتفاخ أو الشموخ و التّكبّر، و كتاب مجموعه المذكور كتاب فى الزّهد و النّصيحة لطيف مشهور؛ مشتمل على أحاديث جمّة، و وردت فى مراتب الموعظة الحسنة و الحكمة عن أهل بيت العلم و المعرفة و العصمة، إلّا انّها فى الأغلب من المرفوعات و المراسيل، أو من جملة كلمات من ليس عليهم التّعويل.
قال فى مقدّمات «البحار» و كذا كتاب «تنبيه الخاطر» و مؤلّفه مذكوران في الأجازات مشهوران، لكنّه لمّا كان كتابه مقصورا على المواعظ و الحكم، لم يميّز الغثّ من السّمين، و خلط أخبار الاماميّة بآثار المخالفين، و لذا لم نذكر جميع ما فى ذلك الكتاب، بل اقتصرنا على نقل ما هو أوثق لعدم افتقارنا ببركات الائمّة الطّاهرين عليهم السّلام إلى آثار المخالفين انتهى.
و كان المراد بمحمّد بن جعفر المشهدىّ هو محمّد بن المشهدىّ صاحب كتاب «الزّيارات الكبير» الّذى ينقل عنه فى «البحار» و غيره، و سمّاه فى «البحار» بكتاب «المزار الكبير» و نقل نسبته المذكورة إلى ما يظهر من مؤلّفات السيّد رضى الدّين بن طاوس المشهور مع نهاية اعتماده عليه، و مدحه له، فليتفطن و لا يغفل و نقدّم فى ذيل ترجمة ابنى ادريس و طاوس و غيرهما كيفيّة نسبتهم مع هذا الرّجل، و سبب تعبير ابن الطّاوس عنه بالجدّ و تعبيره عن شيخ الطائفة أيضا كذلك، و تقدّم أيضا فى ذيل ترجمة السيّد علىّ بن طاوس قدّس سرّه كثرة اعتماده على هذا الجدّ الأجل
ص: 178
الأمجد و حكايته عنه بعض ما عمله من الوصيّة فى حقّ نفسه و جسده الى أهله و ولده فليراجع.
السيد ولى اللّه بن نعمة اللّه الحسينى الرضوى الحائرى(1)
كان عالما فاضلا صالحا محدّثا له كتاب «مجمع البحرين فى فضائل السّبطين» و كتاب «كنز المطالب فى فضائل علىّ بن أبى طالب»(2) و كتاب «منهج الحقّ و اليقين فى فضائل على امير المؤمنين عليه السّلام» و غير ذلك كذا ذكره صاحب «الأمل».
و الظّاهر أنّه من جملة معاصريه الأخبارييّن و قد مضى فى باب البراهمة ترجمة صاحب «فرائد السّمطين فى فضائل المرتضى و البتول و السبطين» و كذا فى باب القاء ترجمة صاحب كتاب «مجمع البحرين».
ثمّ ليعلم إنّ هذا الرّجل غير السيّد السّند الفقيه الصّدر السّعيد الامير ابو الولى بن السيد المحقق شاه محمود الانجو الحسنى الشيرازى الّذى يروي عنه السيد حسين بن السيّد حيدر الحسينيّ الكركى؛ و السيّد نعمة اللّه الموسوىّ الجزائرىّ، و الشّيخ إبراهيم بن محمّد الحرفوشىّ، و هو أيضا يروى عن جماعة منهم: المولى المحقّق خواجه جمال الدّين بن محمود الشيرازىّ، الرّاوى عن المولى المحقّق جلال الدّين الدّوانى، و منهم: السيّد صفىّ الدّين محمّد بن السيّد جمال الدّين الاسترابادىّ شارح كتاب «تهذيب الأصول» راويا عن الشّيخ علىّ بن عبد العالى الكركىّ العاملىّ رحمة اللّه عليهم أجمعين.
ص: 179
الامير الزاهد سيف الدين و هودان بن دشمن و نان بن مرد افكن الديلمى(1)(2)
صالح فاضل، له كتاب فى التّواريخ كتاب «معرفة النّجوم» كتاب «معرفة الجهات» كذا فى «امل الآمل» نقلا عن «فهرست الشّيخ منتجب الدّين» و فى بعض ما نقل عنه تعبيره عن الرّجل بوهب بن دشمن زياد بن مرد افكن، و فى موضع كتابه الثّانى: كتاب النّحو.
الشيخ هاشم بن محمد(3)
كان فاضلا محدّثا كثير الروايات له كتاب «مصباح الأنوار فى مناقب إمام الأبرار، و غيره. كذا فى «أمل الآمل و قال صاحب «صحيفة الصفا» هاشم بن احمد كان من المشايخ يعنى به مشايخ اجازات الاصحاب له كتاب، مصباح الانوار» يروي عن شاذان بن جبرئيل القمّى إنتهى.
و تقدّم فى ترجمة شيخ الطّائفة غلط من نسب هذا الكتاب إليه، و فى مقدّمات «البحار» انّ كتاب «مصباح الأنوار» مشتمل على غرر الأخبار، و يظهر من الكتاب إنّ مؤلّفه من الأفاضل الكبار، و يروي من الأصول المعتبرة فى الخاصة و العامة.
ص: 180
السيد هاشم بن سليمان بن اسماعيل الحسينى البحرانى التوبلى(1)
فاضل عالم ماهر مدقّق فقيه عارف بالتّفسير و العربيّة و الرّجال، له كتاب «تفسير القرآن» كبير، رأيته و رويت عنه كذا قاله صاحب «امل الآمل».
و قال صاحب «اللّؤلؤة» فى مقام ذكر مشايخ الشّيخ سليمان بن عبد اللّه البحرانّى صاحب «بلغة الرّجال» و شيخ مشايخ نفسه الأجلّة الباهرة الفضل و الإفضال، و عن الشّيخ سليمان المتقدّم عن السيّد الأجل، السيّد هاشم المعروف بالعلّامة ابن المرحوم السيّد سليمان بن السيّد اسماعيل بن السيّد عبد الجواد الكتكانى؛ نسبة الى كتكان بفتح الكافين و التّاء المثنّاة من فوقها- قرية من قرى توبلى بالمثنّاة الفوقانيّة، ثمّ الواو السّاكنة، ثمّ الباء الموحّدة؛ ثمّ اللّام و الياء أخيرا، أحد اعمال البحرين.
و كان السيّد المذكور محدّثا فاضلا جامعا متتبعّا للأخبار بما لم يسبق إليه سابق، سوى شيخنا المجلسى؛ و قد صنّف كتبا عديدة تشهد بشدّة تتبّعه و اطّلاعه إلّا انّى لم أقف له على كتاب فتاوى الأحكام الشرعيّة بالكليّة، و لو فى مسألة جزئيّة، و انّما كتبه مجرّد جمع و تأليف، لم يتكلّم فى شى ء منها ممّا وقفت عليه على ترجيح فى الأقوال أو بحث أو اختيار مذهب و قول فى ذلك المجال، و لا أدرى أنّ ذلك لقصور درجته عن مرتبة النّظر و الاستدلال، ام تورّعا من ذلك؛ كما نقل عن السيّد العابد الزّاهد رضىّ الدّين بن طاوس كما سنذكره إنشاء اللّه فى ترجمته.
و انتهت رياسة البلد بعد الشّيخ محمّد بن ماجد المتقدّم إلى السيّد المذكور، فقام
ص: 181
بالقضاء فى البلاد، و تولّى الأمور الحسبيّة أحسن قيام و قمع أيدى الظّلمة و الحكام و نشر الأمر بالمعروف و النّهى عن المنكر، و بالغ فى ذلك و أكثر، و لم تأخذه لومة لائم فى الدّين، و كان من الأتقياء المتورّعين؛ شديدا علي الملوك و السّلاطين.
و توفّي فى قرية نعيم فى بيت الشّيخ عبد اللّه بن الشيخ حسين بن علىّ بن كنبار، و نقل نعشه إلى قرية توبلىّ، و دفن فى مقبرة ماتتى من مساجد القرية المشهورة، و قبره مزار معروف، و انتهت رياسة البلدة بعده إلى الشّيخ سليمان بن عبد اللّه المذكور، و كانت وفاته فى السّنة السّابعة بعد المأة و الألف؛ و من مصنّفاته [كتاب «البرهان فى تفسير القرآن» ستة مجلدات و قد جمع فيه جملة من الاخبار الواردة فى التفسير من الكتب القديمة الغريبة و غيرها و](1) كتاب «الهادى و ضياء النّادى» فى تفسير القرآن، مجلّدان، و كتاب «معالم الزّلفى فى أحوال النّشاة الأخرى» مجلّد كبير، كتاب «مدينة المعجزات فى النّص على الأئمة الهداة» مجلّدات، كتاب «الدرّ النضيد فى فضائل الحسين الشّهيد» عليه السّلام، كتاب «تفضيل الائمّة على الأنبياء» كتاب «وفاة النبىّ صلى اللّه عليه و آله» كتاب فى «وفاة الزّهراء» كتاب «سلاسل الحديد» منتخب من كتاب شرح نهج البلاغة لابن ابى الحديد فى فضل امير المؤمنين و الأئمة، كتاب «الإحتجاج» كتاب «نهاية الآمال فيما يتمّ به الأعمال» كتاب «ترتيب التّهذيب» مجلّدات، قد رتّب الأخبار فيه كلّ فى الباب المناسب له إلى أن قال: و قد نبّه فيه على اغلاط عديدة لا تكاد تحصى كثرة ممّا وقع للشّيخ رحمه اللّه فى أسانيد اخبار الكتاب المذكور؛ و قد نبّهنا فى كتابنا «الحدائق الناصرة» على جملة ممّا وقع له أيضا من السّهو و التّحريف في متون الأخبار، قلما يسلم خبر من أخبار الكتاب المذكور من سهو و تحريف فى سنده او متنه. كتاب «الرّجال و العلماء الّذين رجعوا إلى الحقّ كتاب «حلية الابرار، كتاب «حلية النّظر فى فضل الأئمة الاثنى عشر» كتاب «البهجة المرضية فى اثبات الخلافة و الوصية كتاب
ص: 182
«مناقب الشيعة» كتاب «اليتمية» كتاب «نسب عمر» كتاب «تعريف رجال من لا يحضره الفقيه» كتاب مولد القائم كتاب «نزهة الأبرار و منار الأفكار فى خلق الجنّة و النار» كتاب «المحجّة فيما نزل فى الحجّة» كتاب «تبصره الولّي فيمن رأى المهدىّ» كتاب «عمدة النّظّر فى الأئمّة الاثنى عشر» كتاب «معجزات النبىّ صلى اللّه عليه و آله».
قلت و قد سمّى كتاب معجزاته المذكور «بمصابيح الأنوار فى معاجز النبىّ المختار» ثمّ قال رحمه اللّه و هذا السيّد كان يروى عن جملة من المشايخ منهم السيد عبد العظيم بن السيد عبّاس الاسترآبادىّ و هذا السيّد كان من العلماء الأخبارييّن، و له «رسالة فى وجوب الجمعة عينا».
و منهم: الشّيخ فخر الدّين بن طريح النجفى، إلى آخر ما ذكره و ذكره ايضا عند عدّه لمشايخ الشّيخ عبد اللّه بن علىّ بن أحمد البحرانى صاحب الرسائل المتشتّتة فى المسائل المتفرّقة فقال: و منهم الشّيخ محمود بن عبد السّلام المعنىّ بفتح الميم و سكون العين و كسر النّون نسبة إلى قرية عالى معن إحدى قرى أوال، و كان هذا الشّيخ صالحا قد عمر الى ما يقرب من مأة سنة و كان اماما قريته، و قد استجاز منه جملة من المشايخ منهم الشيخ عبد اللّه المذكور، و الوالد، و الشّيخ عبد اللّه بن صالح و غيرهم، و هو يروى عن السيّد هاشم العلّامة التّوبلى المتقدّم ذكره انتهى.
و من جملة مؤلّفات السيّد هاشم المذكور أيضا هو كتابه المشهور بين الأنام الموسوم ب «غاية المرام فى فضائل أمير المؤمنين و الأئمّة عليهم السلام» و هو كبير جدا يدخل فى ثمانين ألف بيت تخمينا، يذكر فيه أحاديث الفريقين الواردة فى هذه المرحلة تفصيلا و قد أمر سلطان العصر النّاصر لدين اللّه أدام اللّه علاه بعض فضلاء الدّولة العليّة العالية بترجمته بالفارسيّة، فجاء بعد الإتمام مطبوعا لجميع الخواصّ و العوام ببركات أنفاس المؤلّف لأصل الكتاب فى إخلاصه الخدمة لأحاديث اجداده الأطياب.
ص: 183
السيد هبة اللّه بن ابى محمد الحسن الموسوى(1)
كان عالما صالحا عابدا له كتاب «المجموع الرّائق من أزهار الحدائق» كذا فى «امل الأمل» و الكتاب المذكور موجود فى هذه الأواخر من الزّمان مطابق اسمه لمعناه فى المجمعيّة لكلّ عنوان، و الجامعية للأحاديث المعدودة من الأشياء الحسان فى نحو من ستّة عشر ألف بيت تقريبا، و قد تقدّم فى ذيل ترجمة شيخنا الصّدوق رحمه اللّه تخطئة من نسب إليه هذا الكتاب، إلّا إنّى لم أظفر بذكر هذا الرّجل فى شى ء من كتب إجازات الأصحاب، و لا كشف لى إلى الآن عن وجه طبقته و مرتبته النّقاب، نعم لا يبعد كونه بعينه هو ممّن ذكره الشّيخ منتجب الدّين القمىّ فى فهرسته للعلماء المتأخّرين بعنوان السيّد هبة اللّه بن علىّ بن محمّد بن حمزة العلوىّ الحسنّى أبى السّعادات، موردا فى صفته: فاضل صالح مصنّف الأمالىّ شاهدت غير واحد قرأها عليه انتهى!
و عن «الفهرست» المذكور أيضا ذكر رجل آخر بعنوان السيّد عميد الرّؤساء هبة اللّه بن حامد بن أيّوب، و أنّ له كتبا يروي عنه السيّد فخار، و كذلك ذكر ستّة أخرى غير اولئك يسمّون بهذه التّسمية من غير نسبة مصنّف إليهم فليتفطّن.
و تقدّم أيضا فى أوائل باب المحمّدين من الشّيعة نسبة عميد مذهبنا المحقّق الثّانى قدّس سرّه الرّبانى كتاب «الوسيلة» الّذى هو فى فقه الشّريعة إلى مسمّى بهبة اللّه بن حمزة الحلبىّ زاعما انّ هذا الرّجل هو ابن حمزتنا المشهور، و لكننّا قد وضحنا لك هناك بطلان هذه النّسبة بما لا مزيد عليه؛ و اثبتنا لك بالدّليل و البرهان انّ اسم ابن حمزة المطلق فى هذه الطّائفة هو محمّد بن علىّ بن محمّد
ص: 184
المشهدىّ الطّوسىّ عماد الدّين أبو جعفر الفقيه، و نزيدك هنا بيانا أنّه لم يثبت إلى الآن فى كتب رجال الشيعة و لا فهرستات علمائهم أحد يكون معروفا بهذه التّسمية غير هؤلاء الثّمانية، و غير هبة اللّه بن نما الحلّى الرّاوى عن إلياس بن هشام الحائرى، والد الشيخ نجم الدين بن نما المتقدّم ذكره الفخيم فى باب الجيم، و عليه فكيف يصحّ مثل هذه النّسبة إلى شخص موهوم و رجل عند الطّائفة غير معلوم، و فى كتب التّراجم و الإجازات غير موسوم و لا مرسوم.
الشيخ هشام بن الياس الحائرى(1)
كان فاضلا صالحا له «المسائل الحائرّية» روى عن الشّيخ أبى علىّ الطّوسى، و تقدّم إلياس بن هشام الحائرى؛ و ما هنا موجود فى بعض الإجازات فلعلّه ابن ذاك، كذا فى «امل الأمل» و لم أر فى كتاب الإجازات ذكر هذا الرّجل الرّاوي عن الشّيخ أبى علىّ المعنى به ولد شيخنا الطّوسى إلّا بعنوان الياس بن هشام الحائرى، و هو الشّيخ الثّقة الفقيه الّذى يسندون إليه رواية الشّيخ الفاضل الفقيه عربىّ بن مسافر العبادىّ؛ الرّاوى عن الشّيخ أبى على المذكور أيضا بواسطة الشّيخ جمال الدّين أبى عبد اللّه الحسين بن هبة اللّه بن رطبة السّوراوىّ، و كذلك رواية محمّد بن إدريس الحلّى صاحب «السّرائر» و إن كان قد يروي صاحب «السّرائر» عن ابن رطبة بغير واسطة أيضا، و قد يروي الياس بن هشام المذكور عن الشّيخ الطّوسى بواسطة السيّد الموفّق أبى طالب حسن بن مهدى السّليقىّ العلوىّ، و قد يروي بواسطة السيّد عماد الدّين أبى الصّمصام ذى الفقار بن محمّد بن معبد الحسنّي
ص: 185
المروزىّ، الّذى يروى عنه السيّد فضل اللّه بن على الحسنّى و القطب الرّاوندى و جماعة.
و قال فى حقّه الشّيخ منتجب الدّين القمّى عالم ديّن يروي عن السيّد المرتضى و الشّيخ الطّوسى، و قد صادفته و كان ابن مأة و خمس عشرة سنة و هو بعينه السيّد أبو الصّمصام ذو الفقار بن معبد الحسنىّ الّذى ذكره فى «الأمل» قبل الاوّل، و قال فى صفته: كان عالما فاضلا من مشايخ ابن شهر آشوب، يروي عن أبى العبّاس أحمد بن على بن العبّاس النّجاشى كتاب الرّجال انتهى.
و من جملة مناسبات المقام ان نؤمى هنا أيضا إلى أسماء جماعة أخرى من علمائنا الأماجد تكون لهم الرّواية بالإجازة و غيرها عن ابن الشّيخ المتقدّم على ذكره التنويه لكثرة فوائده و جداويه من جهة كثرة تلامذة ذلك الفقيه، و ابن الفقيه، فنقول و أشهر أولئك الجّم الغفير و الجمع الكثير هو ابن اخته الفاضل النحرير و الصّائب التّحرير؛ صاحب كتاب «السّرائر» الكبير محمّد بن ادريس الحلّى؛ و الفقيه الأمين عماد الّدين محمّد بن أبى القاسم الطّبرى، و محمّد بن علىّ الفتّال النيسابورى، و السيّد ابو الفضل الدّاعى بن علىّ السروي الحسينى، و منهم:
الشّيخ أبو طالب حمزة بن محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بالمشهد المقدّس الغروىّ، و الحسين بن أحمد بن طحّال المقدادىّ الحائرى؛ و الإمام موفّق الدين الحسين بن الفتح الواعظ البكر آبادىّ شيخ قراءة الشّيخ محمود الحمصّى فى الفقه المحمّدى، و منهم جملة من مشايخ ابن شهرآشوب المازندرانىّ مثل السيّد أبى الرّضا فضل اللّه بن علىّ الحسنى؛ و الشّيخ أبى الفتوح أحمد بن علىّ الرّازى؛ و الشّيخ الإمام أبى عبد اللّه محمّد، و أخيه أبى الحسن علىّ ابنى علىّ بن أحمد النّيسابورىّ، و أبى علىّ محمّد بن الفضل الطّبرسى، فانّهم يروون غالبا بهذه الواسطة عن شيخنا الطّوسى قدّس سرّه القدّوسى؛ و قد يكون لهم الرّواية عن الشّيخ
ص: 186
أيضا بواسطة الشّيخ أبى الوفا عبد الجبّار بن عبد اللّه بن علىّ المقرىّ الرّازى؛ و هو الّذى يقول فى حقّه الشّيخ منتجب الدّين المذكور فقيه الأصحاب بالرىّ، قرأ عليه فى زمانه قاطبة المتعلّمين من السّادة و العلماء، و هو قد قرأ على الشّيخ أبى جعفر الطّوسى جميع تصانيفه، و قرأ على الشّيخين سالار و ابن البّراج؛ و له تصانيف بالعربيّة و الفارسيّة فى الفقه، أخبرنا بها الشّيخ الامام جمال الدّين أبو الفتوح الخزاعىّ عنه.
ص: 187
رئيس اصحاب الضلال و قسيس ارباب الاعتزال، واصل بن عطاء المدنى التابعى المعتزلى المكتنى بابى حذيفة الغزال على وزن بقال(1)
قال فى ترجمته الفاضل الشهرستانىّ فى كتابه «الملل و النّحل» و كان تلميذ الحسن البصرىّ، يقرأ عليه العلوم و الأخبار، و كانا فى أيّام عبد الملك و هشام بن عبد الملك، و بالمغرب منهم الآن شرذمة قليلة يعنى من أتباع الواصل المزبور، المقصودة بالذّكر فى كتابه المذكور، فى ضمن سائر الفرق المهيلة، و أرباب الغىّ و الغيلة، و هم فى بلد ادريس بن عبد اللّه الحسنى الّذى خرج بالمغرب فى أيّام أبى- جعفر منصور الدوانيقى، و يقال لهم: الواصلّية، و اعتزالهم يدور على أربع قواعد إحديها: القول بنفى صفات البارى من العلم و القدرة و الإرادة و الحياة، و كانت
ص: 188
هذه المقالة فى بدوها غير نضيجة، و كان واصل يشرع فيها على قول ظاهر و هو الإتّفاق على الإستحالة وجود إلهين قد يمين ازليّين، قال و من أثبت معنى و صفة قديمة فقد أثبت إلهين.
إلى أن قال: القاعدة الثّانيّة: القول بالقدر و إنّما سلك فى ذلك مسلك معبد الجهنّى و غيلان الدّمشقى، و قرّر واصل بن عطاء هذه القاعدة أكثر ما كان يقرّر قاعدة الصّفات، و قال انّ البارى تعالى حكيم عادل، و لا يجوز أن يضاف إليه شرّ و ظلم، و لا يجوز أن يريد من العباد خلاف ما يأمر و يحكم عليهم شيئا؛ ثمّ يجازيهم عليه، فالعبد هو الفاعل للخير و الشرّ و الإيمان و الكفر و الطّاعة و المعصية و هو المجازى على فعله و الربّ تعالى أقدره على ذلك كلّه.
إلى أن قال: و رأيت فى رسالة نسبت إلى الحسن البصرىّ، كتبها إلى عبد الملك بن مروان، و قد سأله عن القول بالقدر و الجبر، فأجابه بما يوافق مذهب القدريّة، و استدل فيها بآيات من الكتاب؛ و دلائل من العقل، و لعلّها لواصل بن عطاء، فما كان الحسن ممّن يخالف السّلف فى انّ القذر خيره و شرّه من اللّه؛ فإنّ هذه الكلمة كالمجمع عليها عندهم. و العجب أنّه حمل هذا اللّفظ الوارد فى الخبر علي البلاء و العافية، و الشدّة و الرّاحلة، و المرض و الشّفاء، و الموت و الحياة، إلى غير ذلك من أفعال اللّه تعالى، دون الخير و الشرّ، و الحسن و القبح الصّادرين من اكتساب العباد، و كذلك أورده جماعة من المعتزلة فى المقالات من أصحابهم. القاعدة الثالثة القول بالمنزلة بين المنزلتين و السّبب فيه انّه دخل واحد علي الحسن البصرىّ، فقال: يا إمام الدّين لقد ظهرت فى زماننا جماعة يكفّرون أصحاب الكبائر، و الكبيرة عندهم كفر يخرج به عن الملّة و هم وعيديّة الخوارج، و جماعة يرجؤن بل العمل على أصحاب الكبائر، و الكبيرة عندهم لا تضرّ مع الايمان مذهبهم ليس ركنا من الايمان و لا يضر مع الايمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، و هم مرجئة الأمّة، فكيف يحكم علينا فى ذلك اعتقادا؟ فتفكّر الحسن فى ذلك و قبل أن يجيب هو قال واصل بن عطاء: أنا لا أقول أنّ اصحاب الكبيرة مؤمن
ص: 189
مطلق و لا كافر مطلق؛ بل هو فى منزلة بين المنزلتين لا مؤمن و لا كافر.
ثمّ قال و اعتزل إلى أسطوانة من أسطوانات المسجد يقرّر ما أجاب به على جماعة من أصحاب الحسن، فقال الحسن: اعتزل عنّا واصل، فسمّى هو و أصحابه بالمعتزلة.
إلى أن قال: القاعدة الرابعة قوله فى الفريقين من أصحاب الجمل و اصحاب صفّين؛ إنّ أحدهما مخطئ لا بعينه، و كذلك قوله فى عثمان و قاتليه و خاذليه قال أحد الفريقين فاسق لا محالة، كما أنّ أحد المتلاعنين فاسق لا بعينه، و قد عرفت قوله فى الفاسق، و أوّل درجات الفريقين بأنّه لا تقبل شهادتهما، كما لا تقبل شهادة المتلاعنين؛ فلم يجوّز قبول شهادة عليّ و طلحة و الزبير على باقة بقل، و جوّز أن يكون عثمان و علىّ على الخطاء، هذا قوله و هو رئيس المعتزلة، و مبدأ الطّريقة فى اعلام الصّحابة و أئمة العترة.
و وافقه عمرو بن عبيد على مذهبه، و زاد عليه فى تفسيق أحد الفريقين لا بعينه أن قال: لو شهد رجلان من أحد الفريقين مثل علىّ رضى اللّه عنه و رجل من عسكره أو طلحة و الزّبير لم تقبل شهادتهما، و فيه تفسيق الفريقين، و كونهما من أهل النّار، و كان عمرو من رواة الحديث، معروفا بالزّهد، و واصل مشهورا بالفضل و الأدب عندهم (1).
ثمّ قال: الهذيليّة أصحاب أبى الهذيل حمدان العلّاف شيخ المعتزلة و مقدّم الطّائفة، و مقرّر الطّريقة، و المناظر عليها، أخذ الإعتزال عن عثمان بن خالد الطّويل عن واصل بن عطاء، و يقال أخذ واصل عن أبى هاشم عبد اللّه بن محمّد الحنفيّة؛ و يقال أخذه عن الحسن بن أبى الحسن البصرىّ، و إنّما إنفراده عن أصحابه بعشر قوأعد إلى آخر ما ذكره.
ص: 190
السيد ابو السعادات هبة اللّه بن على بن محمد بن على بن عبد اللّه بن حمزة بن محمد بن عبد اللّه بن ابى الحسن بن عبد اللّه الامين بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن على بن ابى طالب عليهم السلام (1)
هو الفاضل الكامل الأديب الّلغوى النّحوى المتبحر المعروف بابن الشّجرى، لنسبة إلى بيت الشّجرى من قبل أمّه كما عن ياقوت، او لأنّه كان فى بيته شجرة، و ليس فى البلد غيرها، كما عن غيره، قال صاحب «البغية» كان أوحد زمانه، و أفرد أوانه فى علم العربيّة و معرفة اللّغة و أشعار العرب و أيّامها و أحوالها، متضلعا من الأدب، كامل الفضل، قرأ على ابن فضّال، و الخطيب التّبريزىّ، و سعيد بن على السّلالى، و أبى المعمّر بن طباطباء العلوىّ، و سمع الحديث من أبى الحسن الصّيرفى، و اقرأ النّحو سبعين سنة.
أخذ عنه التّاج الكندىّ، و خلق، و ناب بالكرخ فى النّقابة على الطالبين.
صنّف «الأمالى» «الإنتصار» لنفسه على ابن الخشّاب، كتاب «الحماسة» ضاهى به حماسة أبى تمام الطّائى» و هو كتاب مليح غريب أحسن فيه؛ و له فى النّحو عدّة تصانيف؛ و له ما اتّفق لفظه و اختلف معناه، و «شرح اللّمع» لإبن جنّى، و
ص: 191
«شرح التّصريف الملوكى» و غير ذلك.
مولده ببغداد فى رمضان سنة خمسين و أربعمأة، و مات فى سادس رمضان سنة إثنتين و أربعين و خمسمأة ببغداد، و ذكر فى «جمع الجوامع» و لبعضهم فيه:
يا سيّدى إنّى اعيذك من
نظم قريض تصدى به الفكر
مالك من جدّك النبىّ سوى
أنّه لا ينبغى لك الشّعر(1)
انتهى، و قال الفاضل الشّمنى فى «حاشية المغنى»: و ابن الّشجرى هو الشّريف أبو السّعادات هبة اللّه بن علىّ الحسنّى البغدادىّ كان إماما فى النّحو و الأدب، كامل الفضائل، ولد فى رمضان سنة خمس و أربعمأة و، توفّى فى رمضان سنة إثنتين و أربعين و خمسمأة؛ و دفن بالكرخ من بغداد و لمّا حجّ الزمخشرىّ جاء إلى ابن الشّجرى و سلّم عليه و وقع بينهما كلام.
الشيخ الفقيه ابو القاسم بهاء الدين هبة اللّه بن عبد الله بن سيد الكل القفطى الشافعى(2)
قال صاحب «البغية»: ولد سنة ستّمأة و تفقّه بقوص على الشّيخ مجد الدّين القشيرىّ، و قرأ الأصول على قاضيها شمس الدّين الإصبهانىّ، و برع فى الفقه و الأصول و النّحو و الفرائض و الجبر و المقابلة، و سمع الحديث من على بن هبة اللّه بن سلامة و غيره، و انتهت إليه رياسة المذهب، و فوض إليه قضاء أسنا، فنشر بها السنّة بعد ما كان أهلها شيعة، و صنّف كتاب «النّصايح المفترضة فى نصايح الرّفضة»
ص: 192
و همّوا بقتله غير مرّة و تاب على يده منهم جماعة، و أخذ عنه العلم غير واحد، منهم الشّيخ تقىّ الدّين محمّد بن دقيق العيد، و الضّياء بن عبد الرّحيم، و صنّف تفسيرا وصل فيه إلى سورة مريم، و «شرح الهادى» فى الفقه فى خمس مجلّدات؛ و «شرح العمدة للطّبرى» و «شرح مختصر أبى شجاع» و «شرح مقدّمة المطرزىّ» فى النّحو، و له كتاب «الأنباء المستطابة فى فضل الصّحابة و القرابة» و «كتاب فى ثناء القرابة على الصّحابة و ثناء الصّحابة على القرابة» و «تصنيف فى الفرائض و الجبر و المقابلة» و كان التّقى بن دقيق العيد يجلّه و سافر فى سنة تسعين لزيارته و كان يقول اعرف عشرين علما نسيت بعضها لعدم المذاكرة، مات بأسنا فى سنة سبع و تسعين و ستّمأة.
الشيخ ابو على هشام بن ابراهيم الكرنبائى الانصارى(1)
جالس الأصمعىّ و أضرابه، و كان عالما بأيّام العرب و لغاتها؛ روى عنه الفضل بن الحباب و صنّف «كتاب الحشرات» «كتاب الوحوش» «كتاب النّبات» «كتاب خلق الخيل» و لعبد الصّمد بن المعدّل يهجوه:
و لم تر أبلغ من ناطق
أتته البلاغة من كرنبا
كذا فى «طبقات النّحاة».
ص: 193
هشام بن معاوية الضرير ابو عبد الله النحوى الكوفى(1)
أحد أعيان أصحاب الكسائىّ، له مقالة تعزّى إليه، صنّف «مختصر النّحو» «الحدود» «القياس» توفّى سنة تسع و مأتين.
هشام بن أحمد بن هشام بن خالد بن معيد ابو الوليد الكاتب المعروف بابن الوقشى(2)
قال صاحب البغية» قال فى «المغرب»: من أهل طليطلة، عارف بالأحكام و الحديث و علم الفقه و النّحو و الشّعر و الخطابة و المنطق و الهندسة و الزيوج.
ولد سنة ثمان و أربعمأة، و أخذ العلم عن أبى عمر الطلمنكىّ، و أبي عمر السفاقسى و ابى عمر بن الحداد و غيرهم، و ولى القضاء، و كان من أعلم النّاس باللّغة و النّحو و معانى الأشعار، و العروض و صناعة الكتابة، شاعر فقيه عالم بالشّروط، فاضل فى الفرائض، و الحساب و الهندسة، مشرف على جميع آراء الحكماء، و هو كما قال الشّاعر:
و كان من العلوم بحيث يقضى
له فى كل فنّ بالجميع
توفّى بدانية يوم الأثنين لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة تسع و ثمانين و أربعمأة، و من تواليفه «نكت الكامل للمبرّد» و من شعره:
بزّح لى أنّ علوم الورى
إثنان ما إن لهما من مزيد
حقيقة يعجز تحصيلها
و باطل تحصيله لا يفيد
ص: 194
العالم المتقدم و الفاضل المتكلم ابو محمد يحيى بن الحسين العلوى النيسابورى(1)
ذكره ابن شهر آشوب المازندرانىّ فيما نقل عن كتابه «المعالم» فقال هو من بنى زيادة، زاهد متكلم، ثمّ عدّ من جملة مصنّفاته كتاب «المسح على الرّجلين» و قال فى صفته كبير حسن، و كتاب «ابطال القياس» و «كتاب التّوحيد» و سائر أبوابه و كتبا كثيرة في الإمامة لم يذكرها هناك و هو غير يحيى بن الحسين بن اسماعيل النسابة الّذى ذكره الشّيخ منتجب الدّين فى موضعين من فهرسته بعنوان السيّد أبو الحسن يحيى بن الحسين بن إسماعيل الحسينىّ النسّابة الحافظ الثّقة، و كذلك ابن شهر آشوب المذكور، و نسبا جميعا إليه كتاب «انساب آل ابى طالب» كما ذكره صاحب «الامل» و نسبه إليه ايضا شيخنا الطّوسى رحمه اللّه فيما نقل عن كتاب رجاله، فقال يحيى بن الحسين العلوى له كتاب «نسب آل أبى طالب» روى ابن اخى طاهر عنه.
ص: 195
الشيخ ابو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن على بن محمد بن البطريق الحلى(1)
كان عالما فاضلا محدثا محقّقا ثقة صدوقا له كتب منها «العمدة» و «المناقب» و كتاب «اتفاق صحاح الاثر فى امامة الائمّة الاثنى عشر» و كتاب «الردّ على أهل النّظر فى تصفّح ادلّة القضاء و القدر» و كتاب «نهج العلوم إلي نفى المعدوم» المعروف بسؤال اهل حلب، و كتاب «تصنفّح الصّحيحين فى تحليل المتعتين» و كتاب «الخصائص» و غير ذلك.
يروى عنه السيّد فخار بن معد، و يروى الشّهيد عن محمّد بن جعفر المشهدىّ عنه و ذكر انّ محمّد بن جعفر قرأ هذه الكتب و غيرها من مؤلّفاته عليه كذا فى «امل الآمل» و فى حاشية له لبعض السّادة الافاضل إنّ كتاب الخصائص اسمه كتاب «خصائص الوحي المبين فى مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام» و رسمه فى ذكر الآيات الواردة فى حقّه عليه السّلام باعتراف المخالفين، و دلالة صحاح أهل السنّة عليه.
هذا و فى بعض كتب الإجازات إكتناء الرّجل بأبى زكريّا و انتسابه بالأسدىّ الحلّى، و فى بعضها تلقّبه بشمس الدّين شرف الإسلام و فى بعض المواضع تسمية كتابه الاوّل الذى عليه من الإثبات المعوّل بكتاب «العمدة» فى عيون صحاح الأخبار فى مناقب إمام الأبرار، و هو يقول فيما يقول في مفتتح كتابه المذكور، فهذه جملة فصول الكتاب و عدد أحاديثه، و قد روي أبو سعيد الخدرىّ رضى اللّه عنه عن النبىّ صلى اللّه عليه و آله أنّه قال من حفظ على امّتى أربعين حديثا من سنّتي أدخلته يوم القيامة فى شفاعتى، و روى
ص: 196
عبد اللّه بن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم: من نقل عنّي إلى من لم يلحقنى من أمّتى أربعين حديثا كتب فى زمرة العلماء و حشر فى جملة الشّهداء، و من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّء مقعده من النّار.
و هذا الكتاب يشتمل على تسعمأة حديث و ثلاثة عشر حديثا صحاح، متّفق عليها كافّة أهل الإسلام، إذ هي من كلا الطّرفين من السنّة مع اتّفاق من الشّيعة عليها فوجبت الجنّة لنا و لمن رواها عنّا قطعا. إذ الجنّة على مقتضى هذين الحديثين تجب بأربعين حديثا؛ فهذه أضعاف ما ذكر فى الخبرين المذكورين، إذ كلّها عنه صلوات اللّه عليه و آله فهو كما قال المعرّى:
و انّى و ان كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
هذا و روايته فى الأغلب عن عماد الدّين محمّد بن القاسم الطّبرى؛ الرّاوى عن الشّيخ أبي علىّ بن شيخنا الطّوسىّ، و هو غير الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السوراوى الرّاوى عن الحسين بن هبة اللّه بن رطبة، عن الشّيخ أبى علىّ و شيخ رواية والد مولانا العلامة الحلّى، فإنّ والد العلامة لا يروى عن صاحب التّرجمة إلّا بالواسطة كما قد عرفت.
ثمّ انّ البطريق ككبريت: القائد من قوّاد الرّوم تحت يده عشرة آلاف رجل، ثم التّرخان على خمسة آلاف، ثمّ الفومس على مأتين، كما ذكره صاحب «القاموس».
ص: 197
الشيخ ابو زكريا يحيى بن سعيد و هو ابن احمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلى(1)
من فضلاء عصره، يروى عنه السيّد عبد الكريم بن أحمد بن طاوس كتاب «معالم العلماء» لإبن شهر آشوب و غيره، كما رأيته بخط ابن طاوس، و يروى عنه العلّامة.
له كتاب «جامع الشّرايع» و غيره، و ذكر العلّامة انّه كان زاهدا ورعا، و قال ابن داود: يحيى بن أحمد بن سعيد شيخنا الإمام العلّامة الورع القدوة، كان جامعا لفنون الأدبيّة و الفقهيّة و الأصوليّة، و كان أورع الفضلاء و أزهدهم، له تصانيف جامعة للفوائد منها: كتاب «الجامع للشّرايع» فى الفقه، و كتاب «المدخل في اصول الفقه» و غير ذلك.
مات سنة تسع و ثمانين و ستّمأة(2) إنتهى:
و ذكر الشّيخ حسن و غيره انّ نجيب الدّين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد ابن عمّ المحقّق جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّى، كذا ذكره صاحب «الأمل» ثمّ أنّه قال: و قال العلّامة فى اجازة له: كان الشّيخ الأعظم خواجه نصير الدّين محمّد بن الحسن الطّوسى وزيرا للسّلطان هولاكو، فأنفذه إلى العراق، فحضر الحلّة، فاجتمع عنده فقهاؤها، فأشار إلى الفقيه نجم الدّين أبى القاسم جعفر بن سعيد و قال: من أعلم هؤلاء الجماعة؟ إلى آخر الحكاية الّتى نقلناها عن الإجازة المزبورة فى ذيل ترجمة المحقّق المرحوم.
ثمّ انّ للرّجل كتابا لطيفا آخر فى الفقه موجودا بين أظهر علماء الطّائفة سمّاه «نزهة النّاظر فى الجمع بين الاشباه و النّظاير» ينيف على ثلاثة آلاف
ص: 198
بيت تقريبا.
و قال صاحب «اللّؤلؤة»: و من مشايخ شيخنا العلّامة نجيب الدّين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلىّ، و هو ابن عمّ المحقّق نجم الدّين المتقدّم، و اشتهر نسبه إلى جدّه فيقال فى عبارات الأصحاب يحيى بن سعيد، و قد أخذ له الإسم و اللّقب من جدّه نجيب الدّين يحيى بن الحسن بن سعيد، كما تقدّم فى ترجمة المحقّق، و قد ذكر العلّامة فى اجازته لبنى زهرة أنّه كان زاهدا ورعا، و قال الشّيخ حسن بن داود: يحيى بن أحمد بن سعيد شيخنا إلى أن قال بعد نقل عبارته السّابقة إنتهى.
و كان موته فى ليلة العرفة فى الثلث الأوّل من الليل من السنّة التّاسعة و الثّمانين بعد الستّمأة(1).
الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامى العاملى(2)
كان فاضلا فقيها عابدا له كتب منها كتاب «الأربعين فى فضائل امير المؤمنين عليه السّلام» عندنا منه نسخة، يروى عن المحقّق جعفر بن الحسن بن سعيد، و عن ابن طاوس كذا فى «امل الآمل».
و فى «رجال المحدّث النّيسابورىّ» أنّه كان فقيها محدّثا، و إنّ له أيضا كتابا سمّاء «الدرّ النّظيم فى مناقب الائمّة اللهاميم» ينقل فيه من كتاب مدينة العلم و غيره من الكتب المعتبرة، و كتاب «الأربعين من الأربعين» انتهى.
و هو غير الشّيخ جمال الدين بن يوسف بن حماد الّذى كان هو أيضا من المشايخ، و
ص: 199
روى عن السيّد رضى الدّين بن قتادة، و يروى عنه السيّد تاج الدّين بن معبّة كتاب «التّيسير».
الشيخ سديد الدين يوسف بن الشيخ شرف الدين على بن المطهر الحلى(1)
والد إمامنا العلّامة على الإطلاق و استاده الأقدم فى الفقه و الأدب و الأصول و الأخلاق، تقدّم فى ذيل ترجمة مولانا المحقّق المطلق نجم الدّين الحلى انّه أشار فى محضر الشّيخ الاعظم الخواجه نصير الدّين محمّد الطّوسى أيّام وزارته لهلاكو خان المغولى، و نزوله إلى بلاد العراق لقمع الخاصرة من الملك العبّاسىّ، لمّا سأله عن أعلم تلامذته بالأصولين إلى هذا الرّجل، و رجل آخر من أجلّة علماء ذلك البين، و يظهر من ذلك غاية بصارته بهذين الفنّين كما لا يخفى على ناظره احد من ذوى عينين.
و قال صاحب «الأمل» فى صفة الرّجل: والد العلّامة قدّس اللّه روحه فاضل فقيه متبحر نقل والده اقواله فى كتبه و تقدّم مدحه مع ابنه انتهى و لم يزد فى مدحه ثمّة الّا نقل عبارة ابن داود الحلّى صاحب الرّجال و هى قوله رحمه اللّه و كان والده يعنى العلّامة قدّس اللّه روحه فقيها محقّقا مدرّسا عظيم الشّأن فليلاحظ.
ثمّ انّ من جملة مناسبات المقام إيراد عبارة للعلّامة فى كتاب «كشف اليقين فى فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام» فى باب أخباره بالمغيبات و هى هكذا: و من ذلك اخباره عليه السّلام بعمارة بغداد، و ملك بنى العباس، و ذكر أحوالهم، و أخذ المغول الملك منهم، رواه والدى رحمه اللّه، و كان ذلك سبب سلامة أهل الحلّة و الكوفة و المشهدين الشّريفين من القتل، لأنّه لمّا وصل السّلطان هلاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر الحلّة إلى البطايح إلّا القليل، فكان من جملة
ص: 200
القليل والدى رحمه اللّه، و السيّد مجد الدّين بن طاوس، و الفقيه بن أبى العرفاء.
جمع رأيهم على مكاتبة السّلطان بأنّهم مطيعون داخلون تحت الإيليّة، و أنفذوا به شخصا أعجميّا؛ فأنفذ السّلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له:
نكلة، و الآخر يقال له علاء الدّين، و قال لهما قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا، فجاء الأميران، فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهى الحال إليه؛ فقال والدى رحمه اللّه إن جئت وحدى كفى، فقالا نعم؛ فاصعد معهما، فلمّا حضر بين يديه، و كان ذلك قبل فتح بغداد و قبل قتل الخليفة، قال له: كيف قدمتم على مكاتبتى و الحضور عندى قبل أن تعلموا بما ينتهى إليه أمرى و امر صاحبكم، و كيف تأمنون أن يصالحنى و رحلت عنه، فقال والدى إنّما اقدمنا على ذلك لأنّا روينا عن أمير المؤمنين علّى بن أبى طالب عليه السلام أنّه قال فى خطبته الزّوراء: و ما أدريك ما الزّوراء، أرض ذات أثل يشيّد فيها البنيان، و تكثر فيها السكّان، و يكون فيها مهادم و خزّان، يتّخذها ولد العبّاس موطنا، و لزخرفهم مسكنا؛ تكون لهم دار لهو و لعب يكون بها الجور الجائر، و الخوف المخيف، و الأئمّة الفجرة؛ و الأمراء الفسقة، و الوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس و الرّوم لا يأمرون بمعروف إذا عرفوه، و لا يتناهون عن منكر اذا نكروه، تكتفى الرّجال منهم بالرّجال، و النّساء بالنّساء، فعند ذلك الغمّ العميم، و البكاء الطّويل، و الويل و العويل، لأهل الزّوراء من سطوات التّرك، و هم قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجال المطوّقة، لباسهم الحديد، جرد مرد، يقدمهم ملك يأتى من حيث بدا ملكهم، جهورىّ الصوت، قوىّ الصّولة، عالى الهمّة، لا يمر بمدينة إلّا فتحها، و لا ترفع عليه راية إلّا يكشفها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتّى يظفر، فلمّا وصف لنا ذلك، و وجدنا الصّفات فيكم رجوناك، فقصدناك؛ فطيب قلوبهم و كتب لهم فرمانا لهم باسم والدى رحمه اللّه يطيب فيه قلوب أهل الحلة و أعمالها،. و الأخبار
ص: 201
الواردة فى ذلك كثيرة إنتهى، و لم أتحقّق إلى الآن انّ من هما الرّجلان ذكرهما العلّامة من الجمع القليل مع والده الجليل فليلاحظ إنشاء اللّه.
و قد يظهر من تضاعيف كتب الإجازات و الرّجال انّ معظم قراءة ولده العلّامة اعلى اللّه تعالى مقامه فى الفقه و الأصول كان عليه، كما انّ روايته المشهورة أيضا مستندة إليه.
بل يظهر من كتاب أجوبة العلّامة لأسئلة السيّد المهنّا قدّس سره غاية فضل الرّجل و تقدّمه فى كثير من العلوم، كما أنّه يقول في جواب مسألته الّتى فيها يقول ما يقول سيّدنا فى الأمة إذا كانت مشتركة بين جماعة فاحلّوا وطئها لواحد منهم، هل تحلّ أم لا؟ او إن حلّت له هل تحلّ له بامرين ملك و تحليل أم بأمر واحد؟ الجواب:
اختلف علماؤنا فى حلّ هذه الأمة، و الأقوى إباحتها؛ و كنت قد رأيت والدى قدّس اللّه روحه فى النّوم بعد وفاته و أنا قاعد بين يديه، و هو يبحث لنا على نهج ما كان فى حياته، فبحث عن هذه المسألة، و نقل الخلاف و ذكر انّ السيّد المرتضى رحمه اللّه منع منه إباحتها، و الشّيخ الطّوسى رحمه اللّه أجاز وطئها، فقلت: الحقّ قول المرتضى، فقال: لم؟ فقلت: لأنّ سبب البضع لا يتبعّض، فلا يقال زوجتك أو انكحتك بعض هذه الجارية، و يكون الباقى مباها بالملك، فقال رحمه اللّه هذا غلط نحن لا نقول إذا ملك بعضها يحرم بعضها و يحل بعضها بل لو كان فيها لغيره أقلّ جزء منها كانت بأسر ها حراما، فيكون التّحليل مبيحا للجميع لا للبعض. هذا أو نحوه صورة المنام.
ص: 202
العالم الربانى و العالم الانسانى شيخنا الافقه الاوجه الاحوط الاضبط يوسف بن احمد بن ابراهيم بن احمد بن صالح بن احمد بن عصفور الدرازى البحرانى(1)
صاحب «الحدائق الناضرة» و «الدّرر النّجفيّة» و «لؤلؤة البحرين» و غير ذلك من التصانيف الفاخرة الباهرة الّتى تلذّ بمطالعتها النّفس؛ و تقرّ بملاحظتها العين، لم يعهد مثله من بين علماء هذه الفرقة النّاجية فى التخلّق بأكثر المكارم الزّاهية، من سلامة الجنبة و استقامة الدربة، و جودة السّليقة، و متانة الطّريقة، و رعاية الإخلاص فى العلم و العمل؛ و التخلى بصفات طبقاتنا الاوّل، و التخلّى عن رذائل طباع الخلف الطّالبين للمناسب و الدّول؛ و العجب من سمّينا العلّامة المروّج كيف أنكر على سير هذا الرّجل الجليل فى زمن حياته و شدّد الملامة و التبخيل على من حضر فى مجلس إفاداته، بحيث قد نقل: أنّ ابن أخته الفاضل صاحب «رياض المسائل» كان من خوفه يدخل على ذلك الجناب سرّا و يقرأ عليه ما كان يقرأ عليه ليلا و متخافتا لا جهرا.
و إن كان سمّينا الآخر و سيّدنا الفقيه المعاصر عامله اللّه بفضل ما لديه و ملأ من سوابغ نعمه يديه، شافهنى أيضا بمثل هذه المخادشة عليه؛ و المناقشة فى اتقان ما سبق من الكتاب الكبير المنتسب إليه و ذلك فيما رأيناه ظاهرا من جهة بينونة طريقته لطريقة المجتهدين و عدم موافقته معهما فى تربيع الأدلّة، كما هو الحقّ المتين، و لا يزالون مختلفين إلّا من رحم ربّك، و لذلك خلقهم و تمّت كلمة ربّك لاملأنّ
ص: 203
جهنّم من الجنّة و النّاس أجمعين، هذا.
و من جملة من تعرّض لذكر أحوال هذا الرّجل على سبيل التّفصيل؛ هو الشّيخ الفاضل الجليل أبو على الرجالى الحائرىّ، المتّسم بمحمّد بن إسماعيل، فانّه قال فى كتابه الموسوم «بمنتهى المقال فى احوال الرّجال» بعد التّرجمة له بمثل ما ذكر فى هذا المجال؛ هو من قرية الدّراز إحدى قرى البحرين، عالم فاضل متبحّر ماهر متتّبع محدّث ورع عابد صدوق ديّن من أجلّة مشايخنا المعاصرين، و أفاضل علمائنا المتبحّرين، كان أبوه الشّيخ أحمد من أجلّة تلامذة شيخنا الشّيخ سليمان الماحوزىّ، و كان عالما فاضلا محقّقا مدقّقا مجتهدا صرفا، كثير التّشنّيع على الأخباريين؛ كما صرّح به ولده شيخنا المذكور فى اجازته الكبيرة المشهورة.
و كان هو قدّس سرّه أوّلا أخباريّا صرفا، ثمّ رجع إلى الطّريقة الوسطى، و كان يقول انّها طريقة العلّامة المجلسّى غوّاص «بحار الأنوار» مولده كما ذكره فى اجازته المذكورة فى السّنة السّابعة بعد المأة و الألف فى قرية الماحوز إحدى قرى البحرين؛ و اشتغل و هو صبّى على والده طاب ثراه، ثمّ على العالم العلّامة الشّيخ حسين الماحوزى، و كان عالما عاملا فاضلا كاملا مجتهدا صرفا، حكى الأستاد العلّامة دام علاه أنّه كان كثير الطّعن على الاخبارييّن، و يقول: الأخباريّون هم الّذين يقولون ما لا يفعلون، و يقلّدون من حيث لا يشعرون، و على الشّيخ أحمد بن- عبد اللّه البلادىّ و غيرهما من علماء البحرين، و بقى مدّة مشتغلّا بالتّحصيل، ثمّ سافر إلى حجّ بيت اللّه الحرام، و زيارة رسوله عليه و آله افضل الصّلاة و السّلام؛ ثمّ رجع إلى القطيف، و بقى بها مدّة مشتغلا بالتّحصيل، و بعد خراب البحرين و استيلاء الاعراب و غيرهم من الفجرة النّصّاب عليها فرّ الى ديار العجم، و قطن برهة فى كرمان، ثمّ فى شيراز و توابعها من الإصطهبانات، مشتغلّا بالتّدريس و التّأليف، ثمّ سافر إلى العتبات العاليات، و جاور فى كربلا شرّفها اللّه، و اشتغل بابزار المصنّفات مواظبا
ص: 204
على العبادات، ملاوما على الطّاعات، إلى أن أدركه الأجل المحتوم، و نزل به القضآء الملزوم، فجاور فى تلك الحضرة العلية المجاورة الحقيقيّة.
له قدّس سرّه من المصنّفات كتاب «الحدائق النّاضرة فى احكام العترة الطّاهرة» و هو كتاب جليل لم يعمل مثله جدّا، فيه جميع الأقوال و الأخبار الواردة عن الأئمّة الأطهار، إلّا انّه طاب ثراه لميله إلى الأخباريّة كان قليل التعلّق بالإستدلال بالأدلّة الأصوليّة الّتى هى امّهات الادلّة الفقهيّة، و عمدة الادلّة الشّرعيّة، خرج منه جميع العبادات الّا كتاب الجهاد؛ و أكثر المعاملات؛ إلى أواخر كتاب الطّلاق، و اعرض عن ذكر كتاب الجهاد لقلّة النّفع المتعلّق به الآن، و ايثارا لصرف الوقت فيما هو أهمّ تبعا لبعض علمائنا الأعيان؛ و كتاب «سلاسل الحديد فى تقييد ابن ابى الحديد» و الردّ عليه فى شرحه لنهج البلاغة، ذكر فى أوّله مقدّمة شافية فى الإمامة، تصلح أن تكون كتابا مستقلّا، ثمّ ذكر فيه كلامه فى الشّرح المذكور ممّا يتعلّق بالإمامة و الخلافة و أحوال الصّحابة و الردّ عليه، خرج منه المجلّد الاوّل، و قليل من الثّانى، كتاب «الشّهاب الثّاقب فى بيان معنى النّاصب» و ما يترتّب عليه من المطالب، كتاب «الدّرر التجفيّة من المتلقطات اليوسفيّة» و هو كتاب جيّد جدّا، مشتمل على علوم و مسائل و فوائد و رسائل، جامع لتحقيقات شريفة و تدقيقات لطيفة؛ كتاب «النّفحات الملكوتيّة فى الردّ على الصوفيّة» ذكر فيه جملة من ترهّاتهم و شطرا من خرافاتهم، و عدّ منهم المولى محسن الكاشانى و نقل عنه مقالات قبيحة و عقايد غير مليحة؛ و ردّها كتاب «تدارك المدارك فيما هو غافل عنه و تارك» و هو حاشية على الكتاب المذكور؛ خرج منه مجلّد مشتمل على كتاب الطّهارة و الصّلاة.
ثمّ عدّ بعد ذلك عدّة كتب و رسائل اخر هى كتاب «اعلام القاصدين الى مناهج اصول الدّين» و كتاب «معراج التنبيه فى شرح من لا يحضره الفقيه» كتاب «الخطب للجمعات و الأعياد» كتاب «جليس الحاضر و انيس المسافر» يجرى مجرى
ص: 205
الكشكول «اجوبة المسائل البحرانيّة» «رسالة فى مناسك الحجّ» «رسالة فى افضليّة التّسبيح فى الرّكعتين الأخيرتين» «رسالة فى تحقيق معنى الإسلام و الإيمان» «رسالة فى انفعال الماء القليل بالنّجاسة» ردّا علي المولى محسن الكاشى «رسالة فى إتمام الصّلاة فى الحرم الأربعة» «رسالة فى الردّ على السيّد الداماد فى القول بعموم المنزلة فى الرّضاع» «رسالة فى المنع عن الجمع بين الفاطميّين» و هى الّتى كتب فى ردّها استادنا البهبهانّى رسائل متعدّدة و كذا ولد الاستاد و بعض آخر من المشايخ الازكياء، «رسالة فى الصّلاة متنا و شرحا» و أخرى منتخبة منها، و أخرى فى احكام الميراث، «اجوبة المسائل الشّيرازيّة» «اجوبة المسائل البهبهانيّة» «أجوبة المسائل الكازرونيّة» إجازة كبيرة مبسوطة موسومة «بلؤلؤة البحرين فى الاجازة لقرّتى العينين» كتبها رحمه اللّه لابنى أخويه الشّيخ خلف و الشّيخ حسين و هى مشتملة على ذكر اكثر علمائنا و أحوالهم و مؤلّفاتهم و مدّة اعمارهم و وفياتهم من زمانه إلى زمان الصّدوقين و الكلينى، ثمّ قال الى غير ذلك من فوائد و رسائل و إجازات و أجوبة مسائل.
توفّى رحمه اللّه فى شهر ربيع الاوّل من السنّة السادسة و الثّمانين بعد المأة و الألف، و تولّى غسله المقدّس التّقى الشّيخ محمّد علىّ الشّهير بابن سلطان، و هو ممّن تلمّذ عليه و تلميذه الآخر المغفور المرحوم الحاجّ معصوم، و صلّى عليه الأستاد العلّامة و اجتمع خلف جنازته خلق كثير و جمّ غفير؛ مع خلوّ البلاد من أهاليها، و تشتت شمل ساكنيها، لحادثة نزلت بهم فى ذلك العام، من حوادث الأيّام الّتى لا يتنم و لا ينام انتهى.
و مراده بالحادثة المذكورة هى قضيّة الطّاعون الشّديد الواقعة في عين تلك السّنة بأرض العراق، و من المسموع انّ قرار تلك الارض المقدّسة غالبا الإبتلاء بهذه البلية الجارفة على رأس كلّ قرن من القرون، حتى انّ الفاصلة فيها فى الغالب ثلاثون سنة
ص: 206
كاملة بين كلّ طاعون، نعوذ باللّه من غضب اللّه على الّذين يسمعون و لا يعون، و يدّعون العبودية و لا يدعون.
ثمّ انّ من جملة من تعرّض لترجمة هذا الشّيخ المنتقل بالجمال المعنوى و الصورىّ، هو تلميذ تلميذه المحدّث المتعصّب المتنصب النّيسابورى، فأنّه قال فى كتاب رجاله الكبير عند بلوغ كلامه إلى تسمية هذا البارع النّحرير، كان فقيها محدّثا ورعا، له كتب كثيرة، أشهرها كتاب «الحدائق النّاضرة» فى الفقه و كتاب «الدرّر النجفية» فى النّوادر، يروى عن جماعة كما ذكره فى رسالة «لؤلؤة البحرين» منهم المولى: محمّد الجيلانى، معنى به المتوطّن في نشأتيه بالمشهد المقدّس الطوسى، و الأخذ سنده بل كلّ ما لديه عن العلّامة السمى المجلسىّ قدس سرّه القدّوسي.
و يروى عنه جماعة منهم: سيدنا المبرور الأميرزا محمّد مهدىّ الشّهرستانىّ و شيخنا المحدّث الورع علىّ بن موسى البحرانّى، ولد سنة سبع و مأة بعد الالف، و توفّى مجاورا بمشهد الحسين عليه السّلام سنة سبع و ثمانين و مأة بعد الألف، و دفن قريبا من الشّهداء، روينا عن عدّة عنه صحّ أقول ارّخ وفاته بعض الأدباء و كان مصراع تاريخه قرحت قلب الدّين بعدك يوسف انتهى.
و أقول صاحب هذا النّظم هو السيّد السّند السيد محمّد المنسوب إلى السيّد زين زيّنه اللّه بلباس التّقوى، و مطلعه:
يا قبر يوسف كيف اوعيت العلى
و كنّفت فى جنبيك ما لا يكتف
قامت عليه نوائح من كتبه
تشكو الظّليمة بعده تأسّف
كحدائق العلم الّتى من زهرها
كانت انامل ذى البصائر تقطف
فى تسعة أبيات آخر أواخرها الثّلاثة:
مذغبت من عين الأنام فكلّنا
يعقوب حزن غاب عنه يوسف
فقضيت واحد ذا الزّمان فارخّوا
قرحت قلب الدّين بعدك يوسف
ص: 207
هذا و من جملة من يروى عن هذا أيضا بالإجازة هو الفاضل المحقق العلّامة المولي محمّد مهدىّ النّراقى، و سمّياه المتفرّدان العلامة الطّباطبائى، و الشّيخ محمّد مهدى الفتونّى.
و منهم الشّيخ الأجلّ الأمجد أحمد بن الشيخ حسن بن الشّيخ علىّ بن خلف الدّمستانّى، الّذى هو شيخ رواية الشّيخ أحمد بن زين الدّين العارف المتبحّر البحرانى، و منهم السيّد المتورّع الفاضل العالى السّند الأمير عبد الباقى بن الحبر البارع المعتمد الإمير محمّد حسين الحسينى الأصفهانّى، ابن بنت سمّينا العلامة المجلسىّ الثّانى، كما زبره بعض مجازيه فى الرّواية من سلالة أوّل المجلسيّن فى كتاب له رسمه فى ضبط خلاصة ما رقمه صاحب ترجمة فى كتاب «لؤلؤة البحرين» ذاكرا فيه أيضا فى ذيل ترجمته لنفس الرّجل ضوعف فى الجنان رفعته ما صورته و كانت ولادة الفاضل العلّامة النحرير الفهّامة الشيخ يوسف بن أحمد بن ابراهيم البحرانّى المذكور، و مؤلّف كتاب «الحدائق» المجاور فى أرض كربلا حيّا و ميّتا قدس سرّه فى شهور السنّة السابعة بعد المأة و الألف و وفاته فى شهور سنة ستّ و ثمانين و مأة، و أظن شهر وفاته الرّبيع الاوّل، كان فاضلا عالما محقّقا نحريرا مستجمعا للعلوم العقليّة و النقليّة، حشره اللّه تعالى مع من دفن فى جواره صلوات اللّه عليه انتهى كلامه.
و قد تقدّم منا الكلام على ترجمة بلاد البحرين فى ذيل ترجمة أفضل علمائها الشّيخ أحمد بن محمد بن يوسف المتوفّى هو أيضا ببلية طاعون العراق، فى سنة ألف و مأة و اثنتين، مع اخوين آخرين له جليلين صالحين.
ص: 208
امام ائمة النحاة و اللغويين و القراء ابو زكريا يحيى بن زياد بن عبد اللّه بن مروان الديلمى النحوى الملقب بالفراء(1)
قال جلال الدّين السّيوطى فى كتاب طبقات النحاة المسمّاة ب «بغية الوعاة»: كان أعلم الكوفيّين بالنحو بعد الكسائى. أخذ عنه و عليه اعتمد، و أخذ عن يونس، و أهل الكوفة يدّعون انّه استكثر عنه، و أهل البصرة يدفعون ذلك، و كان يحبّ الكلام، و يميل إلى الإعتزال، و كان متديّنا متورّعا على تيه و عجب و تعظّم، و كان زائد العصبيّة على سيبويه و كتابه تحت رأسه، و كان يتفلسف فى تصانيفه و يسلك ألفاظ الفلاسفة، و كان اكثر مقامه ببغداد فاذا كان آخر السنة أتى الكوفة فأقام بها اربعين يوما يفرق فى اهله ما جمعه و كان شديد المعاش لا يأكل حتّى يمسّه الجوح؛ و جمع مالا خلفه لإبن له شاطر صاحب
ص: 209
سكاكين، و أبوه زياد هو الأقطع قطعت يده فى الحرب مع الحسين بن علىّ؛ و كان مولى لأبى ثروان، و أبو ثروان مولى بنى عبس صنف الفرّاء «معانى القرآن» «البهىّ فيما يلحن فيه العامّة» «اللّغات» «المصادر فى القرآن» «الجمع و التّثنية فى القرآن» «آلة الكتاب» «النوادر» «المقصور و الممدود» «فعل و افعل» المذكّر و المؤنّث» «الحدود» يشتمل على ستة و أربعين حدّا فى الاعراب، و له غير ذلك.
مات بطريق مكّة سنة سبع و مأتين عن سبع و ستين سنة، قال سلمة بن عاصم، دخلت عليه فى مرضه و قد زال عقله، و هو يقول ان نصبا فنصبا و إن رفعا فرفعا، روى له هذا الشّعر قيل و لم يقله غيره:
لن ترانى لك العيون بباب
ليس مثلى يطيق ذلّ الحجاب
يا أميرا على جريب من الار
ض له تسعة من الحجاب
جالسا فى الخراب يجب فيه
ما رأينا أمانه فى خراب
انتهى و مراده بالحسين بن علىّ هو ابن علىّ بن الحسن المثلث المقتول بالفخ و كان آخر دعاة الزّيديّة؛ خرج فى دولة المهدى العبّاسى، و قاتل فقتل فى الموضع المذكور، و هو على رأس فرسخ من مكّة المعظّمة، و حمل رأسه إلى المهديّ و فيه يقول دعبل الخزاعىّ الشّاعر المشهور فى تائيّته، و قد قرأها على أبى الحسن الرّضا عليه السّلام:
قبور بكوفان و- اخرى بطيبة
و أخرى بفخ نالها صلواتى
هذا ثمّ إنّ هذا الرّجل غير أبي زكريّا يحيى بن أحمد الفارابى الّذى هو أيضا أحد الأئمّة المتقنين فى اللّغة و له أيضا كتاب «المصادر فى اللّغة» كما فى «البغية» فليتفطن و لا يغفل
ص: 210
الشيخ المتقدم الاوحد ابو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوى اليزيدى النحوى المقرى اللغوى مولى بنى عدى بن مناة(1)
تقدّم ذكره بالمناسبة فى ذيل ترجمة سمّى ولد ولده الفضل بن محمّد بن عليّ القضبانى أبى القاسم النّحوى، مع الإشارة إلى جملة من مصنّفاته، و قليل من أخباره و حكاياته، و لكننّا لمّا وعدنا ثمّة أن نؤمى إلى تراجم جماعة من أولاده العلماء اليزيدييّن اللّغويين فى ضمن ترجمة حافده النّبيل العلّامة أبى عبد اللّه محمّد بن العباس بن محمّد بن أبى محمّد المذكور، فى باب المحامدة من هذا الكتاب، ثمّ بدالنا فى عمل ذلك الإستطراد للباب، و رأيت الأنسب تأخير ترجمة أبى عبد اللّه المذكور، إلى هذا المآب، لانّه مرصد أبى قبيلتهم المصدر لهؤلاء الأقطاب، حقّ علينا أن نوفّى هنا بما وعدنا و نذكر فى ذيل ترجمة هذا الجدّ الأعلى ترجمة ولده الأرشد أبي عبد اللّه، ثمّ نتبعهما بالإشارة إلى سائر فضلاء هذه السّلسلة العالية، تتميما للعائدة إلى عباد اللّه، فنقول أوّلا فى جهة إشتهار هذه الّنسبة بالنّسبة إلى جميع فضلاء هذه العصبة، انّها كما ذكره صاحب «البغية» اشتغال هذا الرّجل الأوّل منهم فى أوّل الوهلة بتربية أولاد يزيد بن منصور الحميرى الحاكم على الكوفة الى البصرة، و ان انتقل بعد ذلك إلى خدمة عتبة هارون الرّشيد، و عيّن لتربية ولده المأمون على وجه يريد.
ص: 211
ثمّ انّا نقول فى مرحلة ما وعدناه من ترجمة أحوال محمّد بن العبّاس اليزيدىّ الّذى هو نافلة صاحب العنوان: قال ابن خلّكان المورّخ فى ذيل هذه المرحلة من كتابه الموسوم ب «وفيات الأعيان» كان اماما فى النّحو و الأدب، و نقل النّوادر و أخبار العرب، حدّث عن عمّه عبيد اللّه، و عن أبى الفضل الريّاشى، و ثعلب و غيرهم، و قال الخطيب كان رواية للأخبار و الآداب، مصدّقا فى حديثه، روى عنه أبو بكر الصّولى فى آخرين، و استدعى فى آخر عمره لتعليم أولاد المقتدر؛ فلزمهم.
له من الكتب «مختصر النّحو» «الخيل» «مناقب بنى العبّاس» «اخبار اليزيديين» مات كما قال المرزبانىّ سنة ثلاث عشر و ثلاثمأة انتهى.
و قد كان جدّ هذا الرّجل الّذى هو ولد صاحب العنوان، و سمّى نفسه و كنيّه أيضا، من جملة أهل الأدب و العلم بالقرآن و اللّغة شاعرا مجيدا، مدح الرّشيد، و أدّب المأمون، و هو أسنّ ولد أبيه، مات بمصر لمّا خرج إليها مع المعتصم، كما عن «تاريخ الخطيب».
و كان أيضا من جملة فضلاء هذه السّلسلة ابراهيم بن يحيى بن المبارك ابو اسحاق بن ابى محمّد البصرىّ البغدادىّ، و النّحوى بن النّحوىّ، عمّ والد صاحب العنوان، و كان كما عن التّاريخ المذكور قد سمع أباه يحيى، و أبا زيد اللّغوى، و عبد الملك الأصمعّى، و روى عنه أخوه إسماعيل، و إبنا اخيه أحمد و عبيد اللّه، ابنا محمّد بن يحيى.
و له من المصنّفات كتاب «ما اتّفق لفظه و اختلف معناه» ابتدأ فيه و هو ابن سبع عشرة سنة، و لم يزل يعمل فيه إلى أن أتت عليه ستّون سنة، و به يفتخر اليزيديّون، و كتاب «مصادر القرآن» و كتاب «النّقط و الشّكل» و كتاب «المقصور و الممدود، و غير ذلك.
و حضر هذا الرّجل مرة عند المأمون الرّشيد و عنده يحيى بن اكثم القاضى، و
ص: 212
همّ على الشّراب فقال له يحيى يمازحه ما بال المعلّمين يلوطون بالصّبيان؟ فرفع إبراهيم رأسه فاذا المأمون يحرّش على العبث به، فغاضه ذلك، و قال أمير المؤمنين أعلم خلق اللّه بهذا، فانّ أبى أدّبه، فقام المأمون من مجلسه مغضبا، و رفعت الملاهى، فأقبل يحيى على إبراهيم فقال: أتدرى ما خرج من رأسك أنى لأرى هذه الكلمة سببا لأنقراضكم يا آل اليزيدىّ، قال إبراهيم فزال عنّى السّكر و كتبت إلى المأمون:
أنا المذيب الخطّاء و العفو واسع
و لو لم يكن ذنب لما عرف العفو
سكرت فأبدت منّي الكأس بعض ما
كرهت و ما إن يستوى السّكر و الصّحو
فى أبيات آخر فرضى و عفى عنه، و وقع على ظهر أبياته:
إنّما مجلس النّدامى بساط
للموداة بينهم وضعوه
فإذا ما انتهوا إلى ما أرادوا
من حديث و لذّة رفعوه
و مات ابراهيم هذا سنة خمس و عشرين و مأتين.
ثمّ انّ من جملة اولئك الأدباء الأعيان هو أحمد بن أبى عبد اللّه الأول الّذى ولد صاحب العنوان و يدعى هذا بأبى جعفر اليزيدىّ العدوىّ النّحوى، و كان من أماثل أهل بيته فى العلم، راويه شاعرا مقرئا قدم دمشق، و توجّه غازيا للرّوم، روى عنه أخوه عبيد اللّه و الفضل و مات سنة ستّين و مأتين و له بيت يجمع معجمات الحروف و هو:
و لقد شجتنى طفله برزت ضحى
كالشّمس خثماء العظام بذى القضا
كذا نقل عن تاريخ ابن عساكر الشّامى، و ليس ما نقل عنه من البيت الجامع لمعجمات الحروف بأمر عجيب، و لا بنمط مشكل غريب؛ كما لا يخفى ذلك على
ص: 213
اللّبيب الأديب، بل العجب كلّ العجب هنا ما اتّفقت عليه نسخ الشّرح الكبير فى اوّل كتاب الطّهارة من نسبة تفسير لفظ الطّهور الواقع فى القرآن بالطّاهر المطهّر إلى جماعة من اللّغوييّن الأعاظم، منهم التّرمذىّ مع انّ المراد به هو اليزيدىّ المذكور، و ليس التّرمدى بالتّاء المثنّاة التحتانيّة و الرّاء و الميم بين علماء الجمهور إلّا لقب أبى عيسى محمّد بن عيسى بن سورة؛ أحد أرباب صحاحهم الستّة المشهورة، و المتوفّى ببلدة ترمذ فى سنة تسع و سبعين و مأتين من الهجرة.
الشيخ ابو الحسن زين الدين يحيى بن معط بن عبد النور الزواوى المغربى الحنفى(1)
صاحب الفيّة النّحو الّذى يشير إليها ابن مالك الطّائي فى مفتتح كتاب «الفيّة» الأليف المشهور، ذكره صاحب «بغية الوعاة» فقال بعد التّرجمة له بأمثال هذه النّسب و السمّات: كان إماما مبرزا فى العربيّة، شاعرا محسنا، قرأ على الجزولىّ، و سمع من ابن عساكر، و اقرأ النّحو بدمشق مدّة، ثمّ بمصر؛ و تصدّر بالجامع العتيق، و حمل النّاس عنه و صنّف «الألفّية فى النّحو» «و الفصول» له، ولد سنة أربع و ستّين و خمسمأة، و مات فى سلخ ذى القعدة سنة ثمان و عشرين و ستّمأة بالقاهرة، دفن من الغد على شفير الخندق قريبا من تربة الإمام الشّافعىّ، و قبره هناك ظاهر، و من شعره:
قالوا تلقّب زين الدّين فهو له
نعت جميل به قد زيّن الأمناء
ص: 214
فقلت لا تعذلوه إنّ ذا لقب
وقف على كلّ نجس و الدّليل أنا
انتهى، و قال أيضا فى ذيل ترجمة الإمام أبى بكر بن عمر بن علىّ بن سالم الملقّب رضىّ الدّين القسطنطينىّ النّحوى الشّافعىّ، قال صلاح الدّين الصّفدى: ولد سنة سبع و ستّمأة، و نشأ بالقدس، و أخذ العربيّة عن ابن معط و ابن الحاجب، و تزوّج ابنته ابن معط، و كان من كبار أئمّة العربيّة بالقاهرة إلى آخر ما ذكره
و تقدّم فى تضاعيف كتابنا هذا بيان جماعة شرحوا كتاب «ألفيّة ابن معط» المذكور مثل ما تقدّمت فى ذيل ترجمة ابن النّاظم الإشارة إلى جماعة أخرى من شرّاح كتاب ألفيّة أبيه المتقدّم المشهور و هذه الطّريقة الرّايقة فى سياق التأليف و التّدوين من جملة حصائص هذه المجموعة الفائقة على سائر الكتب و الدوّاوين.
الامام الفاضل العلامة الفقيه مفتى المسلمين محيى الدين ابو زكريا يحيى ابن شرف بن مرى النواوى الشامى(1)
كان من أفاضل الفقهاء و اللّغويّين، و أكابر العلماء و المحقّقين، و له كتب كثيرة فى الفقه و اللّغة و غيرهما، منها كتاب له فى مختصر نهاية ابن الأثير، و القاموس و غيرهما فى مجلّدتين، و منها كتاب «شرح ألفاظ التنبيه» فى الفقه، نظير شرح ألفاظ مختصر المزنى ايضا فى الفقه للفاضل أبى منصور الازهرىّ المتقدّم ذكره فى باب المحمّدين؛ و هو كتاب نفيس كثير الفائدة للفقيه و غيره، لم يوجد لفظ يستعمله الفقهاء فى دواوينهم و يصطلحون عليه فى متفرّقات تبايينهم إلّا و هو
ص: 215
مذكور فى هذا الكتاب على ترتيب الأبواب، مع بيان معناه؛ و كشف حقيقته الاولى و الثّانية بلا وضع لباب، و كتاب آخر فيه شرح ألفاظ دقائق المنهاج، و الفرق بين ألفاظه و ألفاظ المحرّر للامام الرّافعى أبى القاسم القزوينى و كتاب «تهذيب الأسماء فى أحوال الرّجال و المصنّفات و العلماء و الهداة» و كتاب «المسائلّ المنثورة» فى الفقه؛ و كتاب «الرّوضة» أيضا فى الفقه، و كتاب «مهذّب الأسماء و اللّغات» فى بيان اللّغات المشكلة على ترتيب حروف الهجاء و كتاب «الاذكار» فى الأدعية و الأوراد؛ و الأحراز و العوذ و الآداب الشّرعيّة و كان نظره فيه أيضا إلي شرح الفاظ المهذّب و «التنبيه» فى الفقه للّشيخ أبى اسحاق الشيرازىّ، على حذو ما كتبه الشيخ أبو المجد إسماعيل بن أبى البركات بن هبة اللّه بن محمّد المعروف بابن باطيش المصلى فى شرحه على ألفاظ المهذّب المذكور، و لم اتحقق الي الآن تاريخ وفاته و لا خصوص طبقته (1) إلّا أنّه ينقل عن ابن الأثير الجزرىّ كثيرا، و يعبّر عن ابن مالك الطّائى بشيخنا جمال الدّين، و قد أشير إلى شى ء من تراجم أحواله أيضا فى ذيل باب أوّل من ذكر حاله فى هذا الكتاب فليراجع انشاء اللّه.
الشيخ العارف المتأله المبرور المقبول شهاب الدين يحيى بن عبد اللّه المشتهر بالشيخ المقتول
أشير الى شرذمة من طوائف أحواله في ذيل ترجمة شيخهم الإمام المرضىّ شهاب الدّين السّهروردى، و ذكره أيضا صاحب «حبيب السّير» بتمام التّفصيل و التّهذيب
ص: 216
فمن أراد ذلك، فليراجع كتاب الحبيب؛ فانّ فيما ذكرناه فى ترجمة لقيبه المعظّم إليه كفاية للمتفطّن اللّبيب.
الشيخ ابو يوسف يعقوب بن اسحاق بن السكيت على وزن السكين(1)
قال صاحب «البغية» كان عالما بنحو الكوفيّين و علم القرآن و اللّغة و الشّعر؛ راوية ثقة، أخذ عن البصريّين و الكوفيّين، كالفرّاء و أبى عمر الشّيبانىّ و الأثرم و ابن الأعرابى و له تصانيف كثيرة فى النّحو و معانى الشّعر و تفسير دواوين العرب، زاد فيها على من تقدّمه و لم يكن بعد ابن الأعرابىّ مثله، و حضر مرّة عند ابن الأعرابىّ فحكى شيئا فعارضه يعقوب، و قال من يحكى هذا أصلحك اللّه، قال له ابن الاعرابىّ ما أشدّ حاجتك إلى مع يعرك أذنيه ثمّ يصفعك، فاطرق يعقوب حتّى سكن ابن الأعرابىّ، ثمّ قال له ما كان يسرّنى أنّ هذه البادرة بدرت منك إلى غيرى، ثمّ لم يتحمّلها؛ و كان معلّما للصّبيان ببغداد، ثمّ أدّب أولاد المتوكّل، قال عبد اللّه بن عبد العزيز و نهيته حين شاورنى فيما دعاه إليه المتوكّل من منادمته، فلم يقبل قولى و حمله على الحسد، و أجاب بما دعى إليه، فبينا هو مع المتوكل فى بعض الأيّام إذ مرّ بهما ولده المعتزّ و المؤيد، فقال له يا يعقوب: كيف تنسبنى من علىّ بن أبى طالب، و تنسب ابنى هذين من ابنيه؟ فقال قنبر خير منهما، و أثنى على الحسن و الحسين كما هما أهله، و قيل قال و اللّه ان قنبر خادم علىّ خير منك و من ابنيك، فامر الأتراك فداسوا بطنه،
ص: 217
فحمل فعاش يوما و بعض الآخر، و قيل حمل ميتا فى بساط، و قيل أمر بسلّ لسانه من قفاه ففعلوا به ذلك، فمات و ذلك يوم الإثنين لخمس خلون من رجب سنة أربع و أربعين و مأتين، و وجّه المتوكل إلى أمّه ديته ذكر فى جمع الجوامع انتهى و قد اختصر كتابه «اصلاح المنطق» الشّيخ أبو المكارم مجد الدّين بن علىّ بن محمّد المطلّب الكاتب المغربى؛ بكتاب سمّاه «الايضاح فى اختصار كتاب الاصلاح» و رتّبه على حروف المعجم، و هو الّذى اختصر كتاب الغريبين للهروىّ و له تصانيف حسان ملاح. هذا.
و قال القاضى ابن خلّكان فيما نقل عن كتابه «وفيات الأعيان» بعد وصف الرّجل بصاحب كتاب «اصلاح المنطق» و غيره: و كان يميل فى رأيه و اعتقاده إلى مذهب من يرى تقدّم علىّ بن أبى طالب عليه السّلام، و كان يؤدّب أولاد المتوكل، و لمّا كان المتوكّل كثير التّحامل على علىّ بن أبى طالب و على ابنيه الحسن و الحسين عليهما السّلام، و كان ابن السكيت من الغالين فى محبّتهم و التولى لهم، فبينا هو مع المتوكل يوما إذ جاء المعتزّ و المؤيد، فقال المتوكّل يا يعقوب: ايّهما أحبّ إليك ابناى هذان أم الحسن و الحسين، فقال ابن السكيت و اللّه ان قنبر خادم عليّ عليه السّلام خير منك و من إبنيك؛ فقال المتوكل سلّوا لسانه من قفاه ففعلوا به فمات، و كان ذلك لخمس خلون من رجب سنة اربع و اربعين و مأتين عن ثمان و خمسين سنة انتهى.
و قال صاحب «اللّؤلؤة» قال فى «الخلاصة» و «كتاب النّجاشى، يعقوب بن اسحاق السكّيت بالسّين المهملة و الكاف و الياء المنقّطة تحتها نقطتين و التّاء المنقّطة فوقها نقطتين أبو يوسف كان مقدّما عند أبى جعفر الثّانى، و أبى الحسن عليهما السلام، و يختصان به، و له عن أبى جعفر عليهما السّلام رواية و مسائل، قتله المتوكل لأجل التشيّع، و أمره مشهور و كان عالما بالعربيّة و اللّغة ثقة مصدّقا لا يطعن عليه بشي ء و زاد في جش [رجال النجاشى] و كان وجها فى علم اللّغة و العربيّة ثقة مصدّق لا يطعن عليه،
ص: 218
و له كتب منها كتاب «اصلاح المنطق» و «كتاب الألفاظ» و «كتاب ما اتّفق لفظه و اختلف معناه» و «كتاب الأضداد» و «كتاب المؤنث و المذكر» و كتاب «المقصور و الممدود» و كتاب «الطّير» و كتاب «النّبات» و كتاب «الوحش» و كتاب «الأرضين و الجبال و الأودية» و كتاب «الأصوات» و «كتاب ما صنّفه فى شعر الشّعراء» اخبرنا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه البصرىّ قال حدّثنا ابو القاسم عمر بن محمّد الخلال قال حدّثنا ابو عبد اللّه ابراهيم بن غرقة، قال حدّثنا تغلب عن يعقوب (1).
أقول و بهذين الأسنادين و نحوهما نروى جميع مصنّفات هذا الشّيخ انتهى (2) و هو غير يعقوب بن اسحاق بن زيد بن عبد اللّه الحضرمىّ و لاء البصرىّ القارى المشهور، و كان أعلم النّاس فى زمانه بالقراءات و العربيّة و كلام العرب و الرّواية و الفقه، فاضلا تقيّا ورعا زاهدا، سرق رداؤه و هو فى الصّلاة، و ردّ إليه و لم يشعر لشغله بالصّلاة، و بلغ من جاهه بالبصرة إنّه كان يحبس و يطلق، أخذ عنه خلق كثير، و له قراءة مشهورة به و هى إحدى القراءات العشر؛ و لبعضهم فيه.
أبوه من القرّاء كان و جدّه
و يعقوب فى القرّاء كالكوكب الدرّى
تفرّده محض الصّواب و وجهه
فمن مثله فى وقته و الى الحشر
ثمّ إنّ من جملة تلامذة ابن السكّيت المذكور و هو ابو بشر النّحوى، الشّاعر المسمى باليمان بن ابى اليمان؛ و هو الّذى نقل فى حقّه عن ابن النّجار أنّه من البنديجين، ولد بها و أصله من الأعاجم من الدّهاقين ولد اكمه سنة مأتين و نشأ بالبنديجين و حفظ بها أدبا كثيرا و علما و اشعارا كثيرة، ثمّ خرج إلى بغداد و لقى العلماء و قرأ على محمّد بن زياد الأعرابّي و أبى نصر صاحب الأصمعىّ و ابن السكيّت، و دخل البصرة فلقي الزيادّى و الرّياشى قيل و كان عارفا باللّغة و له من الكتب «كتاب التنبيه» كتاب «معانى الشّعر» «كتاب العروض»(3)
ص: 219
الشيخ الفاضل العلامة ابو يعقوب يوسف بن ابى بكر بن محمد بن على الخوارزمى الملقب سراج الدين السكاكى(1)
صاحب كتاب «مفتاح العلوم» الّذى يذكر فيه إثنى عشر علما من علوم العرب؛ مع انّه من تخوم العجم، تقدم ذكره فى ذيل ترجمة كنى أبيه عبد اللّه بن أحمد القفّال، باعتبار اشتهاره بعمل الأعاجيب من الصور و الغرائب من المقاليد و الأقفال، قبل تشرّفه بفضيلة الإشتغال و قد كان من جملة علماء دولة السّلطان خوارزمشاه و المعاصرين للخواجه نصير الدّين المحقّق الطوسى رحمه اللّه، و لم أر إلى الآن من تعرّض لذكر مشايخه و تلاميذه، و لا وجه تلقّبه بهذه النّسبة و كأنّها نسبة إلى سكّاك كان فى جرثومة أحد من والديه فليلاحظ.
و العجب من ذكره فى بعض كتب رجال الأخبارييّن بعنوان سراج الدّين يعقوب السكّاكى؛ و إن كان نظير هذا الاشتباه الفاحش فى مقامات التّمييز من أعاظم هذه الطّبقات المدّعين للمهارة فى هذا العلم العزيز غير عزيز، و اللّه على كلّ شى ء حفيظ.
و قال السيّد مجد الدّين محمّد الحسينى الفاضل المورّخ المتخلّص بالمجدىّ المعاصر لشيخنا البهائي؛ فى كتاب «زينة المجالس» فى باب حسن ثبات النيّة و استقامة العزيمة؛ ما ترجمته: و الإمام السكّاكى كان من جملة فضلاء الدهر، و العلماء العالية المنزلة و القدر، ماهرا فى العلوم العربيّة.
و كان فى مبدأ أمره حدّادا فعمل بيده محبرة صغيرة من حديد، و جعل لها قفلا عجيبا، و لم يزد وزن تلك المحبرة و قفلها عن قيراط واحد فأهداها إلى ملك
ص: 220
زمانه، و لمّا رآه الملك و ندماء مجلسه الرّفيع لم يزيدوا على ترحيب الرّجل على صنعته، فاتّفق أنّه كان واقفا فى الحضور إذ دخل رجل آخر، فقام الملك إحتراما لذلك الرّجل، و أجلسه فى مقامه، فسأل عنه السكاكّى، فقيل أنّه من جملة العلماء، فتفكّر السكاكىّ فى نفسه أنّه لو كان من هذه الطّائفة لكان اتبلغ إلى ما كان يطلبه من الفضل و الشّرف و القبول، و خرج من ساعته إلي المدرسة لتحصيل العلوم؛ و كان إذ ذاك قد ذهب من عمره ثلاثون سنة، فقال له المدرّس: لعلّك فى سنّ لا ينفعك فيه التعلم و أرى ذهنك مما لا يساعدك على أمر الّتحصيل، فلا بدّ فيما هنالك من الإمتحان، ثمّ أخذ يعلمه هذه المسألة الّتى هى من اجتهاديّات إمامهم الشّافعى، و قال له: قال الشّيخ: جلد الكلب يطهر بالدباغة، و جعل يكرّر هذه العبارة عليه، إن أن بلغ ألف مرّة، ثمّ لمّا جاءه من الغد طلب منه أن يحاكى درس امسه الّذى لقّنه ألف مرّة، فقال قال الكلب: جلد الشّيخ يطهر بالدبّاغة، فضحك عنه الحاضرون، و علّمه الاستاد شيئا آخر، و هكذا الى أن مضى من عمر السكاكىّ فى ذلك التّعب فى أمر التّحصيل عشرة اعوام آخر، فيأس من نفسه بالكليّة، و ضاق خلقه، فخرج إلى البرارى و الجبال، فاتّفق أنّه كان يتردّد يوما فى شعب الجبال، إذ وقع نظره إلى قليل من الماء يتقاطر من فوقه على صخرة صمّاء؛ و قد ظهر فيها ثقبة من اثر ذلك التّقاطر على عهد بعيد، فاعتبر من نفسه بهذه الكيفيّة، و قال ليس قلبك بأقسى من هذه الحجرة، و لا خاطرك بأصلب منها، حتّى لا يتأثّر بمراقبة التّحصيل، و رجع ثانيا إلى المدرسة بعزمه الثّابت، و تصمم فى الأمر إلى أن فتح اللّه عليه أبواب العلوم و المعارف و الأفنان؛ و حاز قصب السّبق على جميع الأمائل و الأقران، عن العظماء و الأعيان (1)
ثمّ ذكر صاحب «الزينة» حكاية اخرى واقعة بينه و بين عميد جيش وزير جغتاى بن خان بن چنگيز خان، و منه ايضا يظهر طبقة الرجل و ان كنا قد ذكرنا فى السابق ان تاريخ
ص: 221
وفاته سنة ستّ و عشرين و ستّمأة، و كان ذلك فى شهر رجب المرجّب، كما وجدناه فى موضع آخر فليلاحظ، انشاء اللّه.
و قال بعض علمائنا المتأخرين: علم الطّلسمات علم يتعرّف منه كيفيّة تمريخ القوتنى لغالبة الفعّاله بالسّافلة المنفعلة، ليحدث عنبا أمر غريب فى عالم الكون و الفساد، و اختلف فى معنى طلسم على أقوال ثلاثة الاوّل: أن الطلّ بمعنى الأثر، و المعنى أثر اسم، الثّانى انّه لفظ يونانىّ معناه عقدة لا تنحل، الثّالث أنّه كناية عن مقلوب اسمه أعنى مسلّط، و علم الطّلسمات أسهل تناولا من علم السّحر، و أقرب مسلكا، و للسّكاكىّ فيه كتاب جليل القدر عظيم الخطر.
الشيخ ابو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد البر القرطبى الاندلسى المعروف بابن عبد البر(1)
صاحب كتاب «الإستيعاب» فى بيان ترجمة الآل و الأصحاب، كان حافظ ديار المغرب، سنيّا أشعريّا متعصّبا ناصبيا؛ بل قيل و يظهر من مطاوي كتابه «الإستيعاب» و إشارات بعض أعاظم الأصحاب، أنّه كان من جملة غرائب النّصاب، و عجائب المعاندين مع آل محمّد الأجلّة الأطياب، نظير أبى محمّد بن أعثم الكوفي المورّخ المشهور، فقد نقل من شدة نصبه و عداوته أنّه يقول فى كتاب الفتوح، بعد إيراده لأحاديث أصحابه: هذه نهاية ما روته أهل السنّة و الجماعة، و لا أكتب سائر الرّوايات، حذرا من أن يقع بأيدى الشّيعة، فيقيمون بها حجّة علينا، او أطلع على مضامينها أحد من العوامّ.
ص: 222
و قال ابن خلّكان المورّخ فيما نقل عن كتابه «الوفيات» هو إمام عصره فى الحديث، و الأثر و ما يتعلّق بهما، قال القاضى ابو على بن سكرة: سمعت شيخنا القاضى أبا الوليد الباجى يقول: لم يكن بالاندلس مثل ابى عمر بن عبد البر فى الحديث و قال أبو علىّ الأندلسىّ ابن عبد البرّ دأب فى طلب العلم و برع براعة فاق بها من تقدّمه من رجال اندلس، و ألّف كتبا مفيدة، منها كتاب «الإستيعاب» انتهى (1).
و يقال انّه يروي عن جماعة، منهم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن حكيم المعروف بابن النّقرىّ، هذا.
و توفّى ابن عبد البرّ المذكور سنة ثلاث و ستّين و أربعمأة، سنة وفاة الخطيب البغدادىّ المتقدّم ذكره فى باب الأحمدين، فقيل فى ذلك: و العجب أنّه كان فى وقته حافظ المغرب كما عرفته، و كان الخطيب حافظ المشرق، فماتا فى سنة واحدة، و من مصنّفات ابن عبد البرّ المذكور أيضا كتاب سمّاه «العقد» و كأنّه فى الحكايات الظريفة(2) و قد نقل عنه صاحب «الكشكول» انّ رجلا حلف بالطّلاق انّ الحجّاج فى النّار، فسأل الحسن البصرى؛ فقال لا عليك يابن أخى فانّه إن لم يكن الحجّاج فى النّار، فما يضرّك أن نكون مع امرأتك فى الزّنا، ثمّ انّه تقدّم فى ذيل ترجمة أبى الحسن العمرانى انّ لسميه الحسن ابى الخزرجىّ كتابا سمّاه «تقريب المدارك» و اختصر فيه بعض كتاب «التّمهيد» لابن عبد البرّ هذا.
***
و ليكن هذا آخر ما أردنا إيراده، و غاية ما وعدنا إرفاده فى تذكرة أحوال فقهائنا الأعيان، و تفسرة أوضاع سائر أولى الأفنان، مشحونة بفوائد طريفة لا تحصى و محفوفة بفرائد نفيسة لا يستفضى ليلتقتطها النّاقد البصير، بمزاولة تضاعيف
ص: 223
ما هنا لك من الأبواب، و يلتبطها الحازم فى المسير من ذرى حلم مرضعاتها الوافرة الحلاب فيدعو من صميم قلبه المبتهج بها لمغفرة هذا العبد المهين، و يسأل اللّه الخير و العافية و المعافاة فى الدّنيا و الدّين- يطلب منه مجاراة و هنى المبين فى مهن هذا التّدوين بأحسن مثوبات المحسنين.
نعم لمّا كان إتّفاق هذا التّختمة، بمعونة كمال همة شفيقنا القمقام، و صديقنا الرّفيع المنزلة و المقام، بديع الأزمنة و الأيام، و رضيع العلم و المعرفة و الفضل التامّ من غير فطام، زين علماء هذه الأعصار، و عين عظماء هذه الأعفار، ابن المرحوم المبرور السيّد محمّد حسين الحسينى التّوى سركانىّ؛ سيّدنا المفتخر الممتحر المجتهر المشتهر بالآميرزا عبد الغفّار؛ أظفره اللّه بمرادات الدّنيا و الآخرة أحسن الأظفار، فإنّه أيّدّه اللّه تعالى، و سدّده لم يأل جهدا فى تهيئة أسباب الإكمال، لمّا كان قد بقى من مجلّدات هذا الكتاب فى عهدة المماطلة و التّعويق، و لم يتركنى سدى إلى ان حصل إلى الهدى بذلك القهرى من التوفيق، إلى طريق الظّفر بهذا المختوم من الرحيق.
و كان ملتمس جنابه المفترض على إجابته و إسعافه أن لا أخلى درج هذا الكتاب و لو فى غير الباب من ترجمة أحوال شيخ قرائته الرّفيع الجناب، و بلديه الأوحدىّ البالغ فى العلم و العمل الى حدّ النّصاب، أعنى العالم الثّانى و الحبر الصمدانىّ و البحر الملتطم فى العالم الإنسانى بجواهر الحكم و المعالى و اللّئالى الغرر من الأسرار و المعانى، و هو الفقيه المسلم، و الأستاد الاعلم، مولانا الحاج ملا حسينعلى بن نوروز على الملائرى التوى سركانى، ثمّ الإصفهانى، طيّب اللّه منامه و تربته؛ و رفع فى الجنان العالية مقامه و رتبته، و كان قد طال منه نفسه قبل حلول رمسه أيضا الإشارة إلى مريرات شتّى فى تضمين هذه العجالة ذكره الآعلى، حتّى أن استشعرت الملالة منه، فى تركى الإجابة لما قال له، و الإمتثال لما قد كرّر على اعقاله، فكنت قد أعدّه
ص: 224
التوجّه إلى تنظيم هذه الخدمة له عليه الرّحمة. عند بلوغى بمعونة ولي النّعمة، و واهب العصمة، إلى مرحلة هذه الختمة.
و حيث قد كان الأمر كذلك، و الواقعة كما أمررناه ببالك؛ حقّ علىّ حينئذ أن أو فى بذلك الميعاد، و أو فى حقوق سيّدنا المعظم إليه أيضا فى الإجابة له إلى هذا المراد، فنقول و من اللّه المأمول، أن يختم أمور العبد بالسّعادة و القبول، فيما عمله من المعمول: انّ مولانا المذكور، و كان من العلماء الفحول، و نبلاء الفقه و الأصول فاضلا محقّقا بارعا متتبّعا، انتهت إليه نوبة التّدريس و الإفتاء و الافادة باصفهان، بعد ما فرغ فيها من التّحصيل عند علمائها لأعيان.
و قد كان معظم قرائته فيها على شيخ مشايخنا المتقدّم المتين؛ عمدة المعتمدين و قدوة المجتهدين؛ أستادنا الأقدم، و عمادنا الأجلّ الأفخم، الشّيخ محمّد تقى بن الشّيخ عبد الرحيم المتقدّم ذكره الأصيل على سبيل التّفصيل، إلى أن أجيز من قبل جنابه العلّام؛ فى التّحديث و الرّواية و نشر الأعلام المرتفعة من شريعة الإسلام، و مع أنّه أخذ فى مبادى زمن اشتغاله من جماعة أخرى من علماء العراقين، و خصوصا القاطنين ببروجرد المعمورة؛ و ما يتصل من المواضع بذلك البين لا يسند الرّواية فى كتب اجازاته الشّايعة إلّا إلى هذا المتوحّد الإمام و المتفرّد القمقام.
و له من المصنّفات الرّائقة الفائقة كتاب «كشف الأسرار فى شرح شرايع الإسلام» خرج منه أحد عشر مجلّدا، و كتاب اخر فى حاشية القوانين سمّاه «المقاصد العليّة» فى ضمن مجلّدين، و كتاب آخر فى اصول الفقه سماه «فصل الخطاب» و هو أيضا فى جزئين ممتدين، و «كتاب فى اصول العقائد و مكارم الاخلاق» و «رسالة فى الردّ على بعض الأخباريّة» المغوية على وجه الرّفاق، و تعليقات على الجامع العباسىّ يذكر فيها خلافاته فى المسائل مع شيخنا البهائىّ، إلى غير ذلك من الحواشى و الرسائل و أجوبة المسائل، و حلّ المشاكل.
ص: 225
و توفّى قدّس سرّه فى اليوم الثّامن و العشرين من صفر سنة ختمة كتابنا هذا المنسلكة فى نظام الخمس الاوّل من النصف التّالى، من العشر التّاسع، من المأة الثالثة من الألف الثانى، من الهجرة المقدسة الميمونة، و هو فى اواخر حدود العشرة الميشومة، و حمل نعشه الشّريف على الاكتاف و الأجياد إلى مقبرة تخت فولاد، فدفن هناك في جهة القبلة من مرقدى المحقّقين الخوانسارييّن، من غير معونة اعمال المعاول فى مقابلة ذينك القبرين، لمّا وجد هنالك من الحفيرة المهّدة لدفن من شاء التمسّك بذلك الذيل، و الإنصاف ان هذا المتفق له من جميل الكرامة و عظيم النّيل، بلغه اللّه تعالى برحمته الواسعة إلى المقام الأرفع الأسنى، و ختم اللّه أمورنا و أمور سائر الفرقة الحقّه المحقّة أيضا بالفوز و المكرمة و السّعادة و الحسنى.
***
ثمّ الحمد للّه على البلوغ إلى هذا المرام، و الصّلاة و السّلام على سادات الأنام و علماء الاسلام، محمّد و أهل بيته الطّاهرين الأعلام، و فرغ منه مؤلفه الفقير؛ في ثانى ذى الحجّة الحرام، سنة ستّ و ثمانين و مأتين و ألف من الهجرة المباركة، على صادعها و آله الوف تحيّة و إكرام، و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العلىّ العظيم.
ثمّ بحمد اللّه الجزء الثّامن من كتاب «روضات الجنات فى أحوال العلماء و السّادات» و بنهايتها ينتهى الكتاب و الحمد للّه أوّلا و آخرا و صلى اللّه على محمد و آله الطيبين الطّاهرين.
ص: 226
ص: 227
الرقم الصفحة
670 محمد بن محمد بن محمد بن طاوس احمد الغزالى الطوسى 3
671 محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن اسحاق الابيوردى الشاعر 21
672 محمد بن مسعود ابو بكر الخشنى الاندلسى الجيانى- ابن ابى الركب 23
673 محمد بن يحيى بن ابى منصور النيسابورى- محيى الدين 24
674 محمد بن عبد اللّه العربى المعافرى 25
675 محمد بن عبد الكريم بن احمد الشهرستانى 26
676 محمد بن على بن احمد الحلى- ابن حميدة 31
677 محمد بن احمد بن هشام بن ابراهيم اللخمى السبتى الاندلسى 32
678 محمد بن عبد اللّه بن محمد بن ظفر المكى الصقلى 34
679 محمد بن جعفر بن احمد بن خلف بن حميد المرسى الاندلسى 35
680 محمد بن على بن شعيب- فخر الدين بن الدهان 36
681 محمد بن احمد بن ابراهيم القرشي المغربي 38
682 محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن على- فخر الدين الرازى 39
683 محمد بن مسعود المالينى الهروى النحوى 48
ص: 228
684 محمد بن سعد بن محمد بن محمد الديباجى المروزى 50
685 محمد بن على بن محمد بن محمد بن محمد المغربى الحاتى- ابن العربي 51
686 محمد بن ابراهيم النيسابورى- فريد الدين العطار 62
687 محمد بن عبد اللّه بن محمد- ابن الحاج القرطبي 66
688 محمد بن الحسن البلخى- جلال الدين المولوى الرومى 67
689 محمد بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن مالك الطائى- ابن مالك 76
690 محمد بن محمد بن مالك- بدر الدين- ابن الناظم 81
691 محمد بن احمد بن الخليل بن سعادة الخويى- ابن الخويي 84
692 محمد بن محمد بن على الكاشغرى النحوى 85
693 محمد بن مكرم بن على الانصارى الافريقى المصرى 86
694 محمد بن عبد الرحمان بن عمر القزوينى- الخطيب الدمشقى 87
695 محمد بن احمد بن عبد الهادى المقدسى 89
696 محمد بن يوسف الجيانى الاندلسى- ابو حيان النحوى 90
697 محمد بن ابى بكر بن ايوب الزرعي الخليلى- العلاء 94
698 محمد بن عبد الرحمان بن على بن ابى الحسن الزمردى- ابن الصائغ 95
699 محمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرماني البغدادى 98
700 محمد بن محمود بن احمد البابرتى النحوى 99
701 محمد بن موسى بن محمد الدوالى الصريفى 100
702 محمد بن يعقوب بن محمد بن ابراهيم بن عمر بن ابى بكر الفيروز آبادى 101
703 محمد بن موسى بن عيسى الدميرى- صاحب حياة الحيوان 106
704 محمد بن ابى بكر بن عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم بن سعد اللّه بن جماعه 108
705 محمد بن ابى بكر بن عمر بن ابى بكر المخزومى- ابن الدمامينى 111
ص: 229
706 محمد بن حمزة بن محمد بن محمد الرومى الفنرى 113
707 محمد بن احمد بن عثمان الطائى البساطي 114
708 محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الكافيجى 115
709 محمد بن محمد الجزرى 116
710 محمد بن ابى بكر الارموى الاذربايجانى 118
711 محمود بن عمر بن محمد بن احمد- جار اللّه الزمخشرى 118
712 محمود بن عبد الرحمان بن احمد بن محمد بن ابى بكر بن على الاصبهانى 127
713 محمود بن مسعود بن مصلح الفارسى الشيرازى 129
714 محمود بن احمد بن موسى بن احمد بن حسين العتابى- العينى 130
715 مسعود بن على بن احمد بن العباس البيهقى- فخر الزمان 132
716 المعافى بن زكريا بن يحيى النهروانى 134
717 معروف بن على الكرخى البغدادى 134
718 معمر بن المثنى المصرى القرشى- ابو عبيدة 138
719 مؤمن بن محمد زمان الحسينى الديلمى التنكابنى 141
720 ميمون بن البخت الواسطى 143
721 ناصر بن الرضا بن محمد بن عبد اللّه العلوى الحسينى 144
722 ناصر بن ابراهيم البويهى العاملى العينائى 145
723 نصر اللّه بن هبة بن نصر الزنجاني 146
724 نصر اللّه بن الحسين الحسينى الموسوى الحائرى 146
725 نعمان بن محمد بن منصور بن احمد بن حيون 147
726 نعمة اللّه بن عبد اللّه الحسينى الموسوى الجزائرى 150
ص: 230
727 نور اللّه بن السيد شرف الدين الحسينى المرعشى 159
728 ناصر خسرو العلوى الشاعر المشهور 162
729 ناصر بن عبد السيد بن علي بن المطرز- المطرزى الخوارزمى 163
730 نصر بن مزاحم المنقرى التميمى الكوفى العطار 165
731 نعمان بن ثابت بن زوطى بن هرمز- ابو حنيفة الكوفى 167
732 ورام بن ابى فراس النخعى 177
733 ولى اللّه بن نعمة اللّه الحسينى الرضوى الحائرى 179
734 و هودان بن دشمن و نان بن مرد افكن الديلمى 180
735 هاشم بن محمد 180
736 هاشم بن سليمان بن اسماعيل الحسينى البحرانى 181
737 هبة اللّه بن الحسن الموسوى 184
738 هشام بن الياس الحائرى 185
739 واصل بن عطاء المدنى- ابو حذيفة الغزال 188
740 هبة اللّه بن على بن محمد بن على بن عبد اللّه بن حمزة ابن الشجرى 191
741 هبة اللّه بن عبد اللّه بن سيد الكل القفطي 192
742 هشام بن ابراهيم الكرنبائى الانصارى 193
743 هشام بن معاوية الضرير النحوى الكوفى 194
744 هشام بن احمد بن هشام بن خالد بن معيد- ابن الوقشى 194
745 يحيى بن الحسين العلوى النيسابورى 195
746 يحيي بن الحسن بن الحسين بن علي ابن البطريق الحلى 196
747 يحيى بن احمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلى 198
ص: 231
748 يوسف بن حاتم الشامى العاملى 199
749 يوسف بن على بن المطهر- سديد الدين الحلى 200
750 يوسف بن احمد بن ابراهيم بن احمد بن صالح بن احمد بن عصفور البحرانى 203
751 يحيى بن زياد بن عبد اللّه بن مروان الديلمي- الفراء 209
752 يحيي بن المبارك بن المغيرة العدوى اليزيدي النحوى 211
753 يحيي بن معط بن عبد النور الزواوى المغربى 214
754 يحيى بن شرف بن مرى النواوى الشامى 215
755 يحيى بن عبد اللّه- شهاب الدين المقتول 216
756 يعقوب بن اسحاق بن السكيت النحوى 217
757 يوسف بن ابى بكر بن محمد بن على الخوارزمي- سراج الدين السكاكى 220
757 يوسف بن عبد البرّ 222
ص: 232
آدم عليه السّلام 29؛ 70، 75
ابن الآقا (محمد على الكرمانشاهى) 10؛ 54
الآمدى 168
ابراهيم بن اسماعيل بن فارس 117
ابراهيم الامام 168
ابراهيم الخليل 88، 121، 169
ابراهيم بن سعد الدين الحموينى 110
ابراهيم بن عرقة 219
ابراهيم القطيفى 161
ابراهيم بن محمد الحرفوشى 179
ابراهيم بن المولى صدرا 151
ابراهيم بن يحيى بن المبارك 212، 213
ابليس 17، 29، 52
الاثرم 139، 217
ابن الاثير 140، 216
احمد (النبى صلى اللّه عليه و آله و سلّم) 127
احمد بن ابراهيم البحرانى 204
احمد بن ابى عبد اللّه البرقى 165؛ 213
احمد بن الحسن الدمستانى 208
احمد بن حنبل 14، 172
احمد الخوافى 26
احمد بن رضى الدين الموسوى 6، 7
احمد بن زين الدين البحرانى 208
احمد (شاه چراغ) 59
احمد بن سريح 47
احمد بن عبد اللّه البلادى 204
احمد بن على الجزرى 67
احمد بن على الرازى- ابو الفتوح 186
احمد بن على النجاشى 186
ص: 233
احمد بن عماد الدين مفضل الكاشى 125
احمد بن محمد 166
احمد بن محمد الخوافى- احمد الخوافى 24
احمد بن محمد بن سعيد 166
احمد بن محمد السلفى 58
احمد بن محمد العربى 58
احمد بن محمد الغزالي 3؛ 5، 6
احمد بن محمد بن يحيى 212
احمد بن محمد بن يوسف 208
احمد بن موسى بن جعفر 31
احمد بن يحيى بن ابى حجلة 104
ابن ابى الاحوص 90
الاخفش 140
ابن اخى طاهر 195
ادريس بن عبد اللّه الحسنى 188
الادفوى 91
ارسطو 44
اردشير بابك 106
ارفع الدين النائينى 151
الازهرى 164
ابو اسحاق الاسفرائنى 42
ابو اسحاق الراوى 39
ابو اسحاق الشيرازي 99؛ 101؛ 105، 216
ابو اسحاق الفزاري 176
اسكندر ذو القرنين 106
اسماعيل بن ابى البركات 216
ابو اسماعيل الانصارى 135
اسماعيل بن جعفر الصادق 70
اسماعيل بن حماد 167، 169
اسماعيل الخاجوئى 59
اسماعيل الزبيدي 101
اسماعيل الصفوى 71
الاسنوى 128
الاشرف (اسماعيل صاحب اليمن) 104
الاصفهانى 91، 99
الاصمعى 139، 141، 193
ابن الاعرابى 32، 217
اكمل الدين 113
الياس بن هشام الحائرى 185
امام الحرمين 4، 15، 41، 42؛ 170
امام الدين الرافعى 87
الاوزاعى 173
ابن اياز 77
ايوب الكحال 67
ص: 234
بابك الخرمى 70
الباقر- محمد بن على عليه السّلام 65
بخت النصر 155
البدر بن جماعة 77
بدر الدين بن جمال الدين 77، 91
بدر الدين بن زيد 81
ابن البراج 187
ابو البركات 123
ابو البقاء 91
ابن ابى البقاء 23
البقالى 50؛
ابو بكر بن ابى قحافة 139. 1221،
ابو بكر بن الاسود 176
ابو بكر الباقلانى 47
ابو بكر الخوارزمى 88
ابو بكر الصولى 212
ابو بكر بن طاهر 23
ابو بكر بن عمر القسطنطينى 215
ابو بكر المازنى 139
ابو بكر بن محمد بن على المراغى 31
ابو بكر بن محمد الهروى 50
ابو بكر بن مردويه الاصفهانى 38
ابو بكر بن يعقوب بن سالم الشاغورى 83
البكرى 88
البلقينى 86
ابن البناء البشارى 27
البهائى 3، 15، 52، 60، 74، 135، 216؛ 220
البيانى 109
تاج الارموى 118
تاج الدين السبكى 108
تاج الدين الكندى 37، 191
تاج الدين بن معية 200
الترمدى 214
تغلب 219
التفتازانى 10؛ 87
تقى الدين اسد 79
التقى الاسعردى 84
تقي الدين بن تيمية 128
تقى الدين بن حجة 111
تقى الدين دقيق العيد القشيرى 46
تقى الدين السبكى 91؛ 101
تقى الدين الشمنى 112
تقى الدين الكرمانى 103
تمر لنك 101، 103
ص: 235
ابن تيمية 94
ثابت بن حيان 77
ثابت بن زوطي 167
ابو ثابت مولى على 122
ابو ثروان 210
ثعلب 31؛ 84، 213
جابر بن عبد اللّه الانصارى 168
الجاحظ 139
جار اللّه الزمخشرى 108
الجامى 136
جبرئيل 65؛ 75، 117
جبرئيل بن صالح البغدادى 130
الجزولى 33، 124، 214
جعفر البحرانى 151
ابو جعفر الثانى 218
جعفر بن الحسن بن سعيد 199
جعفر بن الحسن بن يحيى 198
ابو جعفر بن الزبير 90
جعفر بن سعيد 198
ابو جعفر بن الطباع 90
ابو جعفر الطوسى 144
جعفر بن محمد بن سعيد 166
جعفر بن محمد الصادق (ع) 135، 158، 169
ابو جعفر اللبلى 90
جغتاى بن خان چنگيز خان 221
الجلال البلقينى 114؛ 115
جلال الدين الداعى 68، 69
جلال الدين الدواني 179
جلال الدين السيوطى 48، 114، 119، 209
جمال الدين بن ابى البركات 58
جمال الدين ابى الفتوح الرازى 187
الجمال الاسنوى 91، 104، 106
جمال الدين الاصفهانى 36
الجمال بن ظهيرة 96
جمال الدين بن مالك (محمد بن محمد) 83
جمال الدين بن محمود الشيرازى 179
جمال الدين بن يوسف بن حماد 199
ابن ابى جمهور الاحسائى 154
جميع بن عمير 121
الجندى 85
الجنيد 36، 135
جهانگير بن محمد اكبر التيمورى 161
ابو جهل 14
ص: 236
ابن الجوزى 11، 14، 93، 176
الجوهرى 103
ابن ابي جيد 165
جيرون بن سعد بن عاد 88
ابو حاتم السجستاني 139، 140
الحاج معصوم 206
ابن الحاجب 91، 124، 215
الحارث «الراوى» 39
الحافظ السلفى 119
ابو حامد الغزالى 18، 24، 25، 48، 52
حبيب الاعجمى 136
الحجاج بن يوسف 223
ابن الحجر 10، 25، 57، 83؛ 89، 91؛ 92 101؛ 108، 110، 114، 131، 133
ابن حجر العسقلانى 14
ابن حجر المكى 95، 113
ابن ابى الحديد 75، 166؛ 182
حذيفة اليمان 39
الحر العاملي 144، 152
ابن حزم 126
حسام الدين الچلبى 68
ابو الحسن الآبذي 90
ابو الحسن الاشعرى 45
الحسن البصرى 8، 136، 188، 190، 223
ابو الحسن الثاني 218
ابو الحسن الخرقانى- على بن جعفر 162
الحسن الخزرجى 223
حسن بن داود- ابن داود 199
ابو الحسن الرمانى 31
حسن بن زين الدين الشهيد 198
ابو الحسن بن سعدويه القمى 144
الحسن بن الصباح 76
ابو الحسن الصيرفي 191
ابو الحسن العاملى 152
الحسن العسكري 30
الحسن بن على عليه السّلام 14، 217، 218
ابو الحسن العمرانى 223
حسن بن مهدى السليقى 185
ابو الحسين بن احمد 94
الحسين بن احمد بن طحال 186
ابو الحسين الباهلى 42
حسين البحرانى 206
حسين بن جمال الدين الخوانسارى 151
حسين بن حيدر الكركى 179
ابو الحسين بن سراج 23
ص: 237
الحسين بن على عليه السّلام 9، 12، 14، 25، 57، 58، 217؛ 218
حسين بن على الارموى 118
الحسين بن على بن الحسن المثلث 210
حسين بن على بن نوروز على التويسركانى 224
الحسين بن الفتح الواعظ 186
حسين الماحوزى 204
حسين بن منصور الحلاج 94
الحسين هبة اللّه بن رطبة 185؛ 197
الحسين الواسطى 41
حفص بن سليمان الّكوفى 117
حماد بن ابي سليمان 168
حمد اللّه المستوفى 168
حمدان بن خولان
حمدان بن قرمط 70
حمزة العدوى 121
حمزة القارى 51
حمزة بن محمد الخازن 186
ابو حنيفة «نعمان بن ثابت 4، 58، 85، 169، 170، 171، 174، 176
حنين بن اسحاق 142
ابن حوط اللّه 35
ابو حيان الاندلسى النحوى 77، 85، 89، 91، 92، 99
ابو حيان التوحيدى 93، 94، 95
حيدر الآملى 136
حيدر- على بن ابى طالب عليه السّلام 64، 74
خالد بن عبد اللّه الازهرى 82
خالد بن الوليد 121
ابن الخباز 101
ابن خروف 33
الخزرجى 100
ابن الخشاب 31
خضر النبى 60
الخطيب 212
الخطيب البغدادى 223
الخطيب التبريزى 191
خلف البحرانى 206
خلف بن يوسف 35
ابن خلكان 10، 11، 17- 19، 21، 24، 26، 36، 39، 46، 93، 97، 141، 148، 212، 218، 223
خليل بن ايبك- صلاح الدين الصفدي 104، 105
ص: 238
الخليل بن الغازى القزويني 154
خليل المالكى 101
خليل الناقوسى 97
خوارزمشاه بن محمد بن تكش 44
الداعى بن على السروى 186
دانيال 155
داود الطائى 136
ابن داود- حسن 198، 200
الدجال 173
ابن دريد 36
دعبل الخزاعى 210
دماشاق بن نمرود 88
الدمامينى 112
دمشق غلام ابراهيم الخليل 88
الدميرى 54، 107
الدواني 71
ابو ذر بن ابى الركب 23
الذهبى 54، 76، 77؛ 86، 128
ذو الفقار بن محمد الحسنى 185، 186
ذو النون المصرى 937، 138
راز بن خراسان 47
الراشد بن المسترشد 27
الرافعى ابى القاسم القزوينى 216
ابن الراوندى 93
الرشيد 139، 171، 212
الرضا- على بن موسى عليه السّلام 135، 137 156، 210
ابن الرضا عليه السّلام 136
رضى الدين- على بن طاوس 178، 181
رضى الدين على لالا 73
رضى الدين بن قتادة 200
ابن ابى الركب- محمد 35
ركن الدين بن القوبع 79
الرياشي 219
زبير بن العوام 190
ابن الزبير المؤرخ 23، 35
زبيدة ام الامين 171
الزجاج 31
الزمخشرى- جار اللّه 50، 122، 124 125، 126، 140، 163، 168؛ 169، 192
ابن الزملكانى 84، 128
ابن زولاق 148
زياد بن عبد اللّه الديلمى 209
الزيادى 209
زيد بن الحسن الكندى 117
ابو زيد الخزرجى 139
ص: 239
زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام 168
ابو زيد اللغوى 212
زين العابدين- السجاد على بن الحسين 60
سائل همدانى (مولانا- 5
سابق بن عبد اللّه 171
سابور 27
سالار 187
سامرى 55
السبكى 86
السجاد- زين العابدين 144
السخاوى 76، 84، 103
السدى 65
السراج البلقينى 108
سراج الدين القونوى الرومى 68
السراج الهندى 108
السرى السقطى 135، 136
سعد بن زنگى 129
ابو سعد السمعانى 3
ابو سعد الشقالى 119
ابو سعد المستوفي 168
سعد الدين التفتازانى 125
سعد الدين الحموى 73
السعدى الشيرازى 73، 130
ابو سعيد الخدرى 196
سعيد بن على السلالى 190
سعيد عم الحكيم سنائى 73
سعد بن المبارك البغدادى 37
السفاقسي 91
سفيان 173
السفيان الثورى 8
ابو سفيان بن حرب 25
السكاكى 87، 222
ابن السكيت 164، 218، 219
سلامة بن سليمان الرافعى 83
السلطان سليم 56
سلطان العلماء 154
السلطان غياث الدين 44
السلطان محمد خوارزمشاه 268، 220
السلفى 21
ام سلمة 122
سلمة بن عاصم 210
سليم بن ايوب 47
سليمان الصفوى 141
سليمان بن عبد اللّه البحرانى 180؛ 182
سليمان الماحوزى 204
ص: 240
سليمان بن ناصر الانصارى 42
السمعانى 21
السنائى 63، 68، 73، 163
سنجر بن ملكشاه السلجوقى 24
السهروزى 135
سهل بن فيروزان الاسنائى 117
سيبويه 209
السيد الجزائرى- نعمة اللّه 65، 125
السيد الحميرى 121
السيد فخار 184
السيرافي 35
ابن سينا 44
السيوطى- جلال الدين 31، 32، 34 35؛ 66، 76، 81، 82، 84، 85، 89، 90، 94 95، 108، 138
الشافعى 40، 79، 172، 173، 221
الشاه اسماعيل الصفوى 173
شاه چراغ 31
الشاه عباس الاول 173
شبسترى 56
الشبلى 135
ابو شجاع بن ملكشاه 21
شرف الدين الحصنى 79
الشريف الجرجانى 168
شريف الدين بن نور اللّه التسترى 161
الشريف المرتضى 5، 6، 7
الشلوبين 33
الشمس بن ابى الفتح البعلي 77
شمس التبريزى 63، 68، 69، 73
شمس الدين الاصبهانى 192
شمس الدين- ابن خلكان 79
الشمنى 76، 87، 88، 114، 118؛ 192
شهاب الغورى 41
الشهاب بن المرحل 95
شهاب الدين- السبكى 106
شهاب الدين السهروردى 73، 216
ابن شهرآشوب 123، 149، 186، 195، 198
الشهرزورى 143
الشهرستانى 188
الشهيد الادل 94، 97، 110، 177
الشهيد الثانى 140، 145، 166
شيخ الطائفة- الطوسى 167
الشيطان 12، 30، 174
ص: 241
الصاحب بن عباد 93، 145
صاحب القاموس 86
الصادق- جعفر بن محمد عليه السّلام 136، 148، 149؛ 150، 167، 168، 172
صالح بن اسحاق البصري 140
صالح بن عبد الكريم 151
ابن الصايغ- محمد بن عبد الرحمان 90، 96
الصدوق 148، 184
الصفدى- صلاح الدين 35، 46، 81، 82، 89، 91
الصفى الهندى 94
ابن الصلاح 15
صلاح الدين الايوبى 36
صلاح الدين الصفدى 79، 83، 104، 215
الضياء بن عبد الرحيم 193
الضياء القرمي 108
ابن طاوس 199
طغر بيك المحسنى 128
طلحة بن العوام 190
الطوسى (الشيخ 165، 175، 178، 185، 186، 187، 195، 202
طيبرس الجندى 83
الظاهر باللّه العباسى 87
ظهير الملك البيهقى 143
عاصم بن ابى النجود 117
ابى ابى العافية 23
عايشة 121
عباد بن جماعة 110
ابن عباس (عبد اللّه- 5، 39، 154
ابو العباس الاقليسى 18
عبد اللّه بن احمد بن حنبل 51
عبد اللّه بن احمد القفال 220
عبد اللّه بن ادريس 51
عبد اللّه بن اوفى 168
عبد اللّه التسترى 148؛ 161
عبد اللّه بن حبيب السلمى 117
عبد اللّه بن الحسن العنبرى 139
عبد اللّه بن حسين البحرانى 182
عبد اللّه بن شاه منصور القزوينى 83
عبد اللّه بن صالح 152
عبد اللّه بن صالح البحرانى 183
عبد اللّه بن طاهر 27
ص: 242
عبد اللّه (عبد الرحمن) بن عمر 96
عبد اللّه بن عبد الرحمن القرشي 82
عبد اللّه بن عبد العزيز 217
عبد اللّه بن على البحرانى 183
عبد اللّه بن على البغدادى 117
عبد اللّه بن عمر 197
ابو عبد اللّه بن الغار 32
عبد اللّه بن المبارك 171
عبد اللّه بن محمد الحنفية 190
عبد اللّه بن محمد اليابرى 126
ابو عبد اللّه بن مكى- الشهيد الاول 6
عبد اللّه بن نور الدين الجزائرى 135؛ 151 153، 159
عبد اللّه بن هشام 32
عبد الباقى بن الحسن 107
عبد الباقى بن محمد حسين الاصفهانى 208
ابن عبد البر- يوسف 223
عبد الجبار بن عبد اللّه الرازى 187
عبد الرحمان بن الفرار 176
عبد الرحمان بن محمد 176
عبد الرحيم الجرهمى 50
عبد الرزاق الحكيم الكاشى 124
عبد السلام بن الحسين 219
عبد الصمد الراوى 176
عبد الصمد المعدل 193
عبد العزيز بن ابى الغنائم 124
عبد العزيز بن زيد بن جمعة 82
عبد العظيم بن عباس الاسترآبادى 183
عبد على بن جمعة الحويزى 151
عبد الغافر الفارسى 24
عبد الغفار بن محمد حسين الحسينى 224
عبد القادر بن ابى القاسم المالكى 79
عبد القادر الجبلى 73
عبد القاهر الجرجانى 21
عبد القادر الجيلانى 51، 60
عبد القاهر بن عبد السلام 117
عبد الكريم بن احمد بن طاوس 198
عبد الكريم- السمعانى 26
عبد المجيد بن القدوة 44
عبد الملك- الاصمعى 212
عبد الملك بن مروان 188، 189
عبد الوهاب بن ابراهيم الزنجانى 146
عبد الوهاب بن الخلف 107
عبد الوهاب بن على البغدادي 58
ص: 243
عبيد بن صالح النهشلى 117
ابو عبيد اللغوى 139
عبيد اللّه بن محمد بن يحيي 212
عبيد اللّه اليزيدى 212، 213
ابو عبيدة 139؛ 140، 141
عثمان بن خالد الطويل 190
عثمان بن عفان 190
العراقى 86
ابن العربى- محمد بن على- محيي الدين 25، 26، 54، 113
عربى بن مسافر العبادى 185
عز الدين بن عبد السلام 54
عزير 155
ابن عساكر 214
عضد الدين الايجى 98، 133
عطاء 168
العطار 73
العطار فريد الدين 65، 66
عقبة بن عامر الحهني 38
ابن عقيل 91
عكرمة 168
العلاء السيرافى 108، 131
العلاء بن العطار 77
ابو العلاء المعرى 21، 93
علاء الدولة السمنانى 55، 69
علاء الدين الاسود 113
علاء الدين المقريزى 96
العلامة الحلى 160، 166، 171، 197، 198، 199، 200، 202
العلامة الرشتى 46
العلامة الطباطبائى 149
علم الدين 114
علم الدين البلقينى 110
العلم العراقى 91
على بن ابى طالب عليه السّلام 12، 13، 25، 39، 57، 63، 64، 71، 72، 74؛ 75، 91، 102 117؛ 121، 122، 127، 136، 157، 190 201، 217، 218
على بن احمد المدينى 26
على بن اسماعيل الاشعرى 42
ابو على الجبائى 42
ابو على الحائرى- محمد بن اسماعيل 204
على بن الحسين العاملى 152
على بن الحسين بن عساكر 47
ص: 244
على خان المدنى 147
ابو علي الدقاق 135
ابو على بن سكرة 223
ابو على- ابن سينا 142، 143، 162
ابو على الشلوبين 77
ابو على الصدفى 23
على بن طاوس 177
ابو على الطوسى 185، 197
على بن عبد العالى الكركى 13، 179
على بن على النيسابورى 186
على بن عمر الوافى 58
على بن عيسى الشريف 120
على بن محمد بن ابى الحسن الكيا 10، 11
على بن محمد التوحيدى- ابو حيان 92
على بن محمد الخوارزمي 123
علي بن محمد العليق 104
علي بن محمد النحوى 98
على بن محمد النقى عليه السّلام 30
على بن محمد الهاشمي 117
على بن المظفر النيسابوري 119
على بن موسى البحرانى 207
علي بن موسى- الرضا عليه السّلام 30، 31، 135، 136
على بن النعمان 148
على بن هبة اللّه بن سلامة 192
العماد الكاتب 37
ابو عمر بن الحداد 194
عمر بن الحسين الرازى 42
عمر بن حماد 167
عمر بن الخطاب 5، 13، 39
ابو عمر الزاهد 124
ابو عمر السفاقسى 194
ابو عمر الشيبانى 217
عمر بن شيبة 139
ابو عمر الطلمنكى 194
ابن عمر (عبد اللّه- 176
عمر بن عبد العزيز 47
عمر بن قديد 110
عمر بن محمد 219
عمر بن المظفر بن الوردى 82
عمر بن يعيش السوسى 98
ابو عمرو بن العلاء 138
عمرو بن عبيد 190
ابن عمرون 76
عميد جيش 221
ص: 245
عيسى بن مريم 55، 64، 70، 72
الغزالى- محمد بن محمد 5- 16، 40، 57، 60، 125، 172
غيلان الدمشقى 189
الفارابى 44، 162
الفارسى 103
الفاسي 67
الفاضل الدمامينى 107
الفاضل الطيبى 125
فاطمة الزهراء عليها السلام 57؛ 58؛ 61، 121،
ابن ابى الفتح البعلى 94
ابو الفتح القشيرى 54
فتح بن موسي القصرى 124
فتح الدين اليعمرى 54
ابو الفتوح الرازي 60
فخر الدين الرازى 41- 44، 50؛ 56، 70
فخر الدين بن طريح النجفى 183
فخر الدين العراقي 68
الفراء النحوى 171، 210، 217
ابو الفرج الاصفهانى 149
فرج اللّه بن سليمان 151
ابن فرشته 115
الفرضى 101
فرعون 12، 69
فريد الدين العطار- العطار 68، 135
ابن فضال 191
الفضل بن الحباب 193
ابو الفضل الرياشى 212
الفضل بن روز بهان 160
ابو الفضل بن العميد 93
الفضل بن محمد اليزيدى 211؛ 213
ابو الفضل الميدانى 123
فضل اللّه بن على الحسنى- ابو الرضا 186
الفقيه بن ابى العرفاء 201
ابن فهد الحلى 60
ابن فيروز الكرخى- معروف 135
فيروز ملك الفرس 105
الفيض الكاشى- محسن 3، 151
ابن قاسم 91
ابو القاسم الانصارى 26
ابو القاسم بن بقى 66
ص: 246
القاسم بن سلام- ابو عبيد 140
القلانسى 109
القايم 56
ابن قتيبة 139
القشيرى 135
القطب الراوندى 186
القطب اليونينى 67
قطب الدين الانصارى 60
قطب الدين حيدر الموسوي 62
قطب الدين الرازى 33، 129
قطب الدين الشيرازي 33
القفال المروزى 170؛ 171
قنبر مولى على 217، 218
قوصون 128
القونوى 95
ابن القيم 101
الكازروني 42
الكاشى- الفيض 157
الكاظم- موسى بن جعفر عليه السّلام 169
الكافيجى محى الدين 113
الكسائى 171، 194، 209
الكلينى- (محمد بن يعقوب) 157، 206
الكمال السمنانى 40
كمال الهمام 110
كمال الدين العباسى 97
ابو لهب 14
لوط 141
لوط بن يحيى 165
ماجد (الشيخ- 115
مالك 172
ابن مالك- محمد 79، 89؛ 214، 216
مالك بن انس 172، 173
المامون 27، 211- 213
المبارك بن ابى الكرم الجزرى 19
المتوكل 217، 218
المجتبى بن الداعى الرازى 7
المجد التونسى 94
المجد الجيلى 41
مجد الدين البغدادى 43، 60، 62
مجد الدين بن دقيق 46
مجد الدين بن طاوس 201
مجد الدين بن على المغربى 218
مجد الدين الفيروز آبادى- محمد بن يعقوب 103، 104
مجد الدين القشيرى 192
ص: 247
المجلسى 46، 116، 120، 137، 148 151، 153، 154؛ 159، 181؛ 204 207، 208
محب الدين بن النجار 93
المحدث التسترى الجزائرى 8، 58، 173
المحدث الكاشى- الفيض 153
المحدث النيسابورى 25، 42؛ 56؛ 74؛ 123، 153، 207
محسن الكاشى- الفيض 13، 17، 60 205، 206
المحقق الشريف الجرجانى 54
المحقق الطوسى 42؛ 46
محمد بن ابراهيم- فريد الدين العطار 62، 63
محمد بن ابراهيم بن محمد بن النحاس 90
محمد بن ابى بكر بن ايوب الزرعى 94
محمد بن ابى بكر بن جماعة 96، 108
محمد بن ابى بكر الدمامينى 111
محمد بن ابى بكر بن عبد القادر 48
محمد بن ابى جمهور الاحسائي 136
محمد بن محمد بن ابى حمهور الاحسائى 153
محمد بن ابى الفتح الحنبلى 82
محمد بن ابي القاسم الطبرى 186
محمد بن ابى القاسم الطوسى 5
محمد بن ابى القاسم بن ياجوك 124
محمد بن احمد بن ابراهيم القرشى 38
محمد بن احمد الابيوردى 20- 22
محمد بن احمد البطال 22
محمد بن احمد الخطيب الخوارزمى 123
محمد بن احمد بن الخليل بن سعاد 84
محمد بن احمد بن الصائغ 96
محمد بن احمد بن عبد الخالق المصرى 116
محمد بن احمد بن عبد الهادى المقدس 89
محمد بن احمد بن عثمان 114
محمد بن احمد بن على بن جابر 82
محمد بن احمد العميدى 22
محمد بن احمد الفهرسى الذهبى 33
محمد بن هشام 32
محمد بن احمد الهوارى 84
محمد بن ادريس- الشافعي 47، 175، 185؛ 186
محمد بن اسماعيل النحاس 90
ابو محمد بن المثيم الكوفى 222
محمد بن باجة التجيبى 97
ص: 248
محمد باقر الخراسانى 151
محمد باقر المكى 147
محمد تقى بن سلطان 206
محمد تقى المجلسي 60، 65
محمد بن تكش خوارزمشاه 41، 42، 45
محمد بن جرير الطبرى 134
محمد الجزائرى 151
محمد بن جعفر الانصارى 35
محمد بن جعفر القراز القيروانى 35
محمد بن جعفر الكوفى 36
محمد بن جعفر المشهدى 177، 178
محمد بن جعفر الهمدانى 35
محمد بن جمال الدين الاسترآبادى 179
محمد الجيلانى 207
محمد الحرفوشى 157
محمد بن الحسن الشيبانى 171
محمد بن الحسن الشيبانى 171
محمد بن الحسن الطوسى- نصير الدين 198، 200
محمد بن الحسن القائم عليه السّلام 30
محمد حسين الخاتون آبادى 120
محمد بن الحسين الكارزينى 117
محمد الحسينى المجدى 220
محمد بن حمزة الفنرى 113
ابو محمد بن حوط اللّه 66
محمد بن داود الصنهاجى 85
محمد بن دقيق العيد- تقى الدين 193
محمد بن زكريا الرازى 142
محمد بن زياد الاعرابى- ابن الاعرابى 219
محمد بن سعد كاتب الواقدى 51
محمد بن سعد بن محمد الديباجي المروزى 50
محمد بن سعدان الضرير 51
محمد بن سليمان الجزائرى 151
محمد بن سليمان الحكرى 83
محمد بن السيد زين الدين 207
محمد بن العباس اليزيدى 211، 212
محمد بن عبد اللّه صلى اللّه عليه و آله 4، 28، 64، 70 169،
محمد بن عبد اللّه- ابن الحاج 66
محمد بن عبد اللّه- ابن مالك 76؛ 77
محمد بن عبد اللّه- ابن النقرى 223
محمد بن عبد اللّه- ابو الفضل المرسى 66
محمد بن عبد اللّه الحجرى 58
ص: 249
محمد بن عبد اللّه الصرخدى 95
محمد بن عبد اللّه العربى المعافرى 57
محمد بن عبد اللّه بن محمد الصقلى 34
محمد بن عبد اللّه المعافرى 25
محمد بن عبد الرحمان الحنفى 116
محمد بن عبد الرحمان الزردي 82
محمد بن عبد الرحمان القزوينى 87
محمد بن عبد الرحمان النحوى- ابن- الصائغ 95
محمد بن عبد الغنى الاردبيلى 50؛ 125
محمد بن عبد الكريم الشهرستانى 26، 27، 28، 30
محمد بن عبد الواحد اللغوى 164
محمد بن على بن احمد الحلى 31
محمد بن علي الادفوى 31
محمد بن على الدقيقى 31
محمد بن على السامي 164
محمد بن على بن شعيب- ابن الدهان 36
محمد بن على- ابن شهر آشوب 20
محمد بن على الصيرفى 165
محمد بن على الغرناطي 31
محمد بن على الفتال النيسابورى 186
محمد بن على بن محمد المشهدى 184
محمد بن على- ابن العربي- محي الدين 51، 56، 60
محمد بن على المؤذن 31
محمد بن على النقي عليه السّلام 30
محمد بن على النيسابوري 186
محمد بن على بن هاني 31
محمد بن عمر بن الحسين- فخر الدين الرازى 39، 47، 48
محمد بن عيسي بن سورة 214
محمد بن عيشون 25، 58
محمد الغزالى- محمد بن محمد- الغزالى 15
محمد بن الفرج القيسي 35
محمد بن الفضل الطبرسى 186
محمد بن القاسم الطبرى 197
محمد بن كرام 49
محمد بن ماجد 181
محمد بن محمد بن الاشعث الكوفى 150
محمد بن محمد الاقصرانى 113
محمد بن محمد الجزرى 116، 117
محمد بن محمد بن جعفر المزنى 85
ص: 250
محمد بن محمد بن الحسن المولوى الرومي 67- 69؛ 73، 74
محمد بن محمد الحلبى 86
محمد بن محمد بن خضر 33
محمد بن محمد بن سليمان الانصارى 23
محمد بن محمد بن على الكاشغرى 85
محمد بن محمد الغزالى 3؛ 4، 6، 175
محمد بن محمد الغمارى المصرى 86
محمد بن محمد بن مالك- ابن الناظم 81
محمد بن محمد النسفى 46
محمد بن محمد الهروى 24
محمد بن محمود الاصفهانى 129
محمد بن محمود البابرتى 99
محمد بن محمود الخوارزمى 50
محمد بن محمود الرزاقى 50
محمد بن محمود الرومى 50
محمد بن محمود بن عبد الكافى 128
محمد بن مسعود- ابن ابى الركب 23
محمد بن مسعود الهروي 48
محمد بن معمر بن الفاخر 38
محمد بن مكرم بن على الانصارى 86
محمد مهدى الشهرستانى 207
محمد مهدى الطباطبائى 208
محمد مهدى الفتونى 208
محمد مهدى النراقى 208
محمد موسى الاقشتين 100
محمد بن موسى الدميرى 106
محمد بن موسى الصريفى 100
محمد النور بخش 61
محمد بن الهيصم 49
محمد بن يحيى 41
محمد بن يحيى النيسابورى 24
محمد بن يحيى بن هشام 33
محمد بن يعقوب بن الياس 82
محمد بن يعقوب الفيروز آبادى 101
محمد بن يوسف الجيانى- ابو حيان الاندلسى 90
محمد بن يوسف الزرندى 101
محمد بن يوسف بن على بن كنبار 152
محمد بن يوسف الكفرطابى 98، 99
محمود بن ابى بكر الارموى 118
محمود بن احمد العينى 130
محمود بن امين الدين الشبسترى 132
محمود بن جرير الاصفهانى 126
ص: 251
محمود بن حمزة بن نصر الكرمانى 99
محمود بن سبكتكين الغزنوى 4، 170
محمود بن عبد الرحمان الاصفهانى 127
محمود بن عبد السلام 183
محمود بن على الحمصى 42، 177، 178 186
محمود بن عمر الزمخشرى- الزمخشرى 118، 119؛ 120، 123
محمود بن مسعود الشيرازى 129، 130
محمود الميمندى 152
محمود بن نعمة بن ارسلان 130
محيى الدين الاعرابى 55، 56، 59
محيى الدين بن حسين 152
محيى الدين بن الظاهر 104؛ 105
محيي الدين العربي 73
محيى الدين المالكى 114
مختار المسبحى 148
ابو مخنف- لوط بن يحيى 166
المرتضى الرازى 7، 8
المرتضى علم الهدى 169، 186، 202
ابن مردويه 39
المزى 84، 89
مساور 170
ابن المستوفي 37
مسعود بن على فخر الزمان البيهقى 132
مسعود بن عمر الانطاكى 133
مسعود بن عمر التفتازانى 133
مصطفى صلى اللّه عليه و آله و سلّم 64
ابو مضر الاصفهانى 119؛ 126
المعافى بن زكريا 134
ابو المعانى الجوينى 4
معاوية بن ابى سفيان 13، 14، 22، 25 121، 122
ابو معاوية الضرير 51
معبد الجهنى 189
المعتز 217؛ 218
معروف بن على الكرخى 134- 137
المعز بن تميم 148
ابن معط 215
ابو المعمر بن طباطبا 191
معمر بن المثني- ابو عبيدة 138، 140
المعمر المغربى 157
مفضل بن عمر الابهري 42، 50
المفيد 169
ص: 252
المقتدر 212
ابن المقير 86
ابن مكتوم 48، 83، 91
ملكشاه السلجوقى 168
الملك ضياء الدين 44
منتجب الدين القمى 144، 177، 186 187، 195
المنذرى 164
ابو منصور الازهرى 215
ابو منصور الحارثى 119
المنصور الدوانيقى 168، 172، 188
المهدى- محمد بن الحسن عليه السّلام 57، 61، 70
ابن مهدى 170، 173
المهدى العباسى 210
المهنا 202
موسى بن جعفر- الكاظم عليه السّلام 30، 173
موسى بن عمران عليه السّلام 12، 64، 70، 169
الموفق بن احمد اخطب الخوارزم 124، 164
المولوى الرومى- محمد بن محمد بن- الحسن 62، 63
مؤمن بن محمد زمان 141
المؤيد 217، 218
مؤيد الملك وزير 4
ميمون بن البخت 142
نادر شاه 147
الناصح بن المبارك 37
ناصر بن ابراهيم البويهى 145
ناصر خسرو العلوى 144، 162
ناصر بن عبد السيد 124، 163
ناصر الدين البارزى 111
ناصر الدين شاه 183
ناظر الجيش 91
ابن الناظم- محمد بن محمد 215
نافع 168؛ 176
ابن نباته 101
ابن النجار المؤرخ 4936، 219
النجاشي 166
ابو النجم بن حمدان النخعى 178
نجم الدين جعفر بن الحسن الحلى 200
نجم الدين الكبرى 42، 43، 65، 73
نجم الدين بن نما 185
ص: 253
النسيم 104، 105
ابو نصر صاحب الاصمعى 219
ابو نصر القشيرى 26
نصر بن مزاحم 165، 166
نصر اللّه بن حسين الحائرى 146
نصر بن هبته اللّه الزنجانى 146
نصير الدين الطوسى- محمد بن الحسن 220
النضر بن شميل 140
نظام الملك 4، 16
نعمان بن ثابت- ابو حنيفة 167، 168
نعمان بن محمد- ابو حنيفة المصرى 147، 148
نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائرى 152، 153 156، 179
ابو نعيم المقرى 171
نفطويه 36
ابن النقاش 32
نمرود بن كنعان 88
ابو نواس 139؛ 141، 156
نوح 64، 70
نور اللّه التسترى المرعشى 60، 159
النووى 15، 76، 92
واصل بن عطاء 188، 189
ابو وائل 39
ورام بن ابي فراس 177
الوزير المهلبى 93
وكيع بن الجراح 171
ابو الولى الحكيم 151
ابو الولى بن شاه محمود الانجو 179
الولى بن العراقى 114
ولى بن نعمة اللّه الحسينى الرضوى 178
ابن الوليد 165
ابو الوليد الباجى 126، 223
الوليد بن عبد الملك 88
وهب بن دشمن زياد 180
و هودان بن دشمن و نان 180
هارون الرشيد 211
هارون بن عمران 12، 55؛ 169
هاشم الاحسائى 151، 157
هاشم بن احمد 180
هاشم بن محمد 180
هاشم بن سليمان البحرانى 181؛ 183
هبت اللّه بن حامد بن ايوب 184
ص: 254
هبة بن الحسن الموسوى 184
هبته اللّه بن حمزة الحلبى 184
هبة اللّه بن عبد اللّه بن سيد الكل 192
هبة اللّه بن على ابن الشجرى 184، 191، 192
هبة اللّه بن نما الحلى 185
ابن هذيل 35
ابو الهذيل العلاف 190
الهروى 114، 140
ابو هريرة 47
هشام بن ابراهيم الكرنبائى 193
هشام بن احمد- ابن الوقشى 194
هشام بن الياس الحائرى 185
هشام بن عبد الملك 188
هشام بن معاوية الضرير 194
ابن هشام النحوى 104
هلاكو خان 198، 200
ابن الهمام 115
الهنساء 84
هوشنج 47؛ 156
ابن يانى 93
ياقوت الحموى 22، 27، 31، 50، 66 93، 124، 126؛ 132، 191
يحيى بن احمد الفارابى 210
يحيى بن اكثم 169، 212، 213
يحيى بن الحسن- ابن البطريق 196
يحيى بن الحسين بن اسماعيل 195
يحيى بن الحسين العلوى 195
يحيى بن زياد- الفراء 209
يحيى بن سعيد الهذلى الحلى 198، 199
يحيى بن شرف النواوى 215
يحيى بن عبد اللّه شهاب الدين المقتول 216
يحيى بن المبارك اليزيدى 211
يحيى بن محمد السوراوى 197
يحيى بن معط- ابن معط 214
يزيد بن سعد بن عاد 88
يزيد بن معاوية 9- 11، 14، 25، 57، 88، 122
يزيد بن منصور الحميرى 211
يعقوب 219
يعقوب بن ابراهيم ابى يوسف القاضى 171
يعقوب بن اسحاق الحضرمى 219
ص: 255
يعقوب بن اسحاق- ابن السكيت 217، 218
ابن يعيش الحلبى 77
يعيش بن على الحلبى 77، 98
اليمان بن ابى اليمان 219
يوسف بن ابى بكر السكاكى 220، 221
يوسف بن احمد البحرانى 203، 207، 208
يوسف بن اسباط 169، 170، 172
يوسف بن حاتم الشامى 199
يوسف بن حسن الحموى 83
يوسف بن الحسن السرابى 125
يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد البر 222
يوسف بن على بن المطهر الحلى- سديد الدين 200
يوسف بن محمد البناء 151
يوسف بن مغرور القيسى 124
يوسف الملطي 130
يوسف بن يبقى 125
يونس بن حبيب النحوى 138؛ 140، 209
يونس بن يحيى بن العباس 58
ص: 256
آل الرسول 7
آل طه 58
آل محمد صلى اللّه عليه و آله و سلّم 68، 169، 222
آل موسي 169
آل نبى 127
الاتراك 133
الاسلام 28، 70، 72، 93، 121، 173، 197
الاسماعيلية 69
الاشاعرة 50، 56، 175
اصحاب الجمل 190
الافرنج 12
الامامية 9، 58، 73، 120، 149، 154، 171، 178
اهل البيت 5؛ 69، 121، 124، 148، 149
اهل التصوف 8
اهل السنة 58، 117، 120؛ 172- 174، 196، 222
الائمة الاثنى عشر 60
البابكية 70
الباطنية 70، 72
الباغون 14
البربر 90
البنديجين 219
بنو آدم 30
بنو امية 25
بنو بويه 145
بنو زهرة 199
بنو زيادة 195
بنو العباس 200
بنو عبس 210
ص: 257
بنو هاشم 25
بنو هشام 32
التتر 115
الحرمية 70
الحشوية 72
الحكماء 43، 45
الحنفية 44، 168
الخلفاء الاسماعيلية 148، 149
الخوارج 28، 49
الخوارج الاباضية 139
الدولة الاسماعيلية 148
دولة المامون العباسى 169
الرافضة 10
الروافض 10؛ 56
الروم 201
الزندقة 44، 69، 71
الزيدية 168
السبعية 70
السوفسطائية 28
الشافعية 6، 44، 45، 85، 114
شهداء الطّف 88
الشيعة 5، 28، 31، 34، 42، 69، 71، 74، 110، 121، 137، 150 192، 197، 222
الشيعة الامامية 4، 6، 51؛ 123؛ 172
الصابئة 28
الصفاتية 28
الصوفية 4، 9، 58- 60؛ 65، 125؛ 157
العبادية 70
العجم 146، 220
العرب 8، 23، 31، 193، 220
العرفاء، 51، 55
علماء الامامية 8، 9
علماء اهل السنة 37
علماء الشيعة 83
الغز 24
فارس 201
الفرنج 34، 98
الفقهاء، 24، 43، 58، 66، 73، 91
الفلاسفة 28، 43
القدرية 28، 43
القرامطة 70
الكرامية 40، 44، 48، 49
كفار الهند 9
ص: 258
گبر 56
المجوس 28؛ 70
مذهب الامامية 9، 57؛ 148
مذهب اهل السنة 40، 42
مذهب جبر 56
مذهب الحكماء 97
مذهب الحنفية 164، 168، 170
مذهب الشافعى 170، 171
مذهب الشيعة 60، 122
مذهب الظاهر 91
مذهب الفلاسفة 97
مذهب القدرية 189
المرجئة 168، 189
المسلمون 11، 28، 34، 66، 70
المعتزلة 42، 49، 92، 126، 190
المغول 200
الملاحدة 9، 60، 137
الملائكة 29، 30
النحاة 51
النصارى 28، 45، 55، 72
النصيرية 72
نفرة 90
النور بخشية 60
الهذيلية 190
الهيصمية 49
الواصلية 188
وعيدية الخوارج 189
يأجوج و مأجوج 141
اليزيديون 212
اليهود 28؛ 72، 169
ص: 259
آذربيجان 70، 118
ابلة البصرة 88
ابيورد 22
ارمية 118
الاسكندرية 15، 91، 111
أسنا 192، 193
اصطهبانات 204
اصفهان 22، 27، 84، 128، 147، 151، 158
أفريقية 34، 91؛ 148
اكبر آباد 161
الاندلس 23، 76، 91، 98، 223
اوال 183
باجردان 139
باب الطاق 134
باب النصر 106
بحر الروم 89
البحرين 181، 204؛ 208
بدر 25
البرقوقية 114
البصرة 139، 147، 209، 211، 219
بعلبك 81
بغداد 4؛ 5، 15، 16، 17، 26، 36 51، 84، 93، 99، 119، 139، 168، 171، 173؛ 192، 200، 209، 217، 219
بلاد الروم 67، 68
بلاد العجم 115
البلخ 67؛ 68، 73
بيت المقدس 38
ص: 260
تربة الاشرف 115
تربة الامام الشافعى 214
تربة الملك الناصر 114
توبلى 181، 182
تونس 33
ثغر الاسكندرية 112
الجامع الازهر 111؛ 131
الجامع الاموى 128
جامع زبيد 111
الجامع العتيق 214
جايدر 159
جبل ربوة 88؛ 89
جرجانية 119
جرجانية خوارزم 123
الجزائر 151، 157
جيان 76، 77
جى 27
الحجاز 91
حلب 34، 76، 84، 128، 196
الحلة 37، 177، 198، 200، 201
حماة 34
الحويزة 156
خانقاه المولوى 73
خراسان 22، 27؛ 41، 42، 44، 73
خزانة محمود 79
خوارزم 27، 41، 42، 119، 120 126؛ 164
الخيزرانية 168
دانية 194
الدراز 204
دمشق 9، 15، 36، 37، 76، 77، 81 82، 84، 87؛ 88، 111، 128، 133؛ 164، 214
الدميرة 107
ديار العجم 204
الديار المصرية 87، 108، 116، 148
الرحبة 117
رسباي 115
رنبويه 171
الرواحية 128
الروم 12؛ 101، 102، 103، 113
الرى 41، 42، 47، 171، 187
زبيد 101، 104، 105
زمخشر 120
زنجان 146
ص: 261
الزوراء 201
سرقسطة 98
سمرقند 133
سمنواريه 107
شادياخ 62
الشام 38، 41، 84، 87، 88، 89 101، 104، 128، 145، 157،
شط العرب 151
شعب بوان 88
شهرستان 27
الشوش 155، 156
شوشتر 156
الشيخونية 114، 115
شيراز 31، 59، 94؛ 99، 151، 156، 157، 204
صالحية دمشق 58
الصباغية 151
الصعيد 111
صغد سمرقند 88
الصفا 104
صفد 104
طابران 3
طبرك 47
طخارستان 167
طريثيب 24
طليطلة 194
طوس 3؛ 4، 5، 15- 17، 30
طيبة 210
عالى معن 183
العراق 4، 5، 37؛ 171، 198، 200 206، 208
العريش 89
غرناطة 23
غزالة 3؛ 15
غزنة 41
غوطة دمشق 88
فارس 27
الفخ 210
الفرات 89
فيروز آباد 105
القاهرة 101، 111، 115، 128، 129، 130، 214، 215
القبة الركينة 106
القدس 15؛ 84
ص: 262
القرافة 128
القرية 19
قزوين 88
قسطنطنية 147
قم 30
قوص 192
قونو 67، 68
كابل 167
كازرون 101، 156
كتكان 181
كتل هوشنج 156
كدكن 62
كربلا 204
الكرخ 191، 192
كرمان 204
كرنبا 193
الكعبة 11؛ 147
كلبرجا 111
الكوفة 36، 58، 61، 117، 171، 200، 209، 211
لاهور 160
الماحوز 204
ماوراء النهر 41
المحلة 84
مدرسة ابن ابى عصرون 34
مدرسة الاشرف 104
مدرسة الامير محمد 157
مدرسة جمال الدين 114
مدرسة الصدرية 89
مراغة 41
مرسية 35، 125
مرو 50
مزدا خان 42
المشهد 207
مشهد الحسين 207
مصر 15، 22، 34؛ 36، 38، 84، 90 91، 113؛ 114، 128، 129، 149 150، 214
المعرى 197
المغرب 188، 190، 194، 222
مقابر قريش 30
مقبرة نيسابور 63
مكة 5، 9، 34؛ 48، 52، 85، 103 104، 119، 120، 126، 210
ص: 263
منبج 128
المهدية 34
الموصل 36
ميافارقين 36
نجد 147
النظامية 15، 16
نظامية بغداد 4
نظامية نيسابور 24
نعيم 182
نيشابور 4، 15؛ 24؛ 26، 27، 62
هراة 24، 40؛ 41؛ 44، 46، 48، 142
الهند 101؛ 103؛ 111
الواسط 70، 171
اليمن 85؛ 101، 105
اليهودية 27
ص: 264
آفات اللسان 19
آلة الكتاب 210
ابتداء الدعوة للعبيدين 148
ابطال الباطل 160
ابطال القياس 195
ابكار الافكار 168
الابل (كتاب- 140
الابيات الوافية 92
اتحاف الاديب 91
اتفاق صحاح الاثر فى امامة الائمة الاثنى عشر 196
اثبات النظر 19
اجوبة المسائل البحرانية 206
اجوبة المسائل البهبهانية 206
اجوبة المسائل الشيرازية 206
اجوبة المسائل الكازرونية 206
اجوبة المسائل النجارية 40
الاحاجى فى النحو 119
الاحتجاج 168، 183
احقاق الحق 160
الاحكام فى الفقه 89
احياء العلوم 4، 9، 15، 17، 18، 52
الاخبار فى الفقه 148
اخبار قضاة مصر 148
اخبار المختار 165
اخبار اليزيديين 212
اختراع الفهوم 96
اختلاف اصول المذاهب 148
ص: 265
اختلاف الفقهاء 148
اختيارات البديعى 142
الاخلاق الابرار 19
اخلاق الاخيار 33
ادب السلطان 35
ادب الفتوى 33
الادراك للسان الاتراك 92
ادعية زين العابدين 144
الادوات 31
الاذكار 216
الاربعين 40، 116
اربعين فى لفظ الاربعين 22
الاربعين من الاربعين 199
اربعين فى اذكار المساء و الصباح 22
الاربعين فى اصول الدين 18
الاربعين فى فضائل امير المؤمنين 199
الارتضاء فى الضاد و الظاء 91
ارجوزة فى الفرائض 34
ارجوزة فى المنطق 100
الارشاد 133
ارشاد النظار 40
الارضين و الجبال 219
اساس القياس 18
اساس اللغة 123
اسئله القرآن و اجوبتها 48
الاستدراك لما اغفله الخليل 35
الاستيعاب 222؛ 223
اسد الغابة 27
اسرار العبادة 27
اسرار علوم الدين 19
الاسعاد بالاصعاد 102
الاسفار 91
اسماء الخندريس 102
اسماء الشراح فى اسماء النكاح 103
اسماء الغادة 102
اسماء النكاح 102
اسماء الليث 102
الاسوس فى صناعة الدبوس 110
الاشارات 43
الاشارات الالهية 93
الاشتراك اللغوى 34
اصلاح المنطق 218، 219
الاصوات لابن السكيت 219
الاضداد لابن السكيت 219
ص: 266
اصواق الذهب 119
اعانة الانسان على احكام اللسان 109
اعتقادات المجلسى 9
الاعجاب فى الاعراب 124
اعراب الدريدية 35
اعلاق الملوين 132
اعلام القاصدين 205
الاغانى 86
الافصاح بفوائد الايضاح 33
الاقتراح 33
الاقتصار 148
الاقتصار و الانتصار 18
الاقناع فى اللغة 164
الاكمال 78
الجام العوام 18
الزام النواصب 173
الالفاظ لابن السكيت 219
الالفية 76؛ 77، 8382
الالفية لابن معط 214
الهي نامه 63
الامالى لابن الشجرى 184؛ 191
الامالى للغزالى 9
الامتاع و المؤانسة 93
امتضاض السهاد فى افتراض الجهاد 103
الامثال فى غريب الحديث 140
امل الامل 83، 114، 145، 146، 147، 149، 152، 160، 177، 178 180، 181، 184، 185؛ 186، 195 198، 199، 200
الاملاء على المفصل 66
الامنية فى علم الفروسية 110
الابناء المستطابة فى فضل الصحابة و القرابة 193
الانتصاف فى مسائل الخلاف 24
الانجيل 30
انساب آل ابى طالب 195
انشاء الدوائر 52، 56
الانموزج 119
انموزج الكشاف 98
الانوار 14، 110
انوار النعمانية 65؛ 125، 150، 152،، 154، 158، 174؛ 175
الانيس فى الوحدة 19
ص: 267
اوثق الاسباب فى الرمى بالنشاب 110
ايام العرب 140
الايجار 99
الايضاح 87، 99
الايضاح فى اختصار كتاب الاصلاح 218
بحار الانوار 46، 116؛ 148، 149 151؛ 154، 158، 165، 178، 180، 204
البحر المحيط 91
بحر النحو 99
بدائع الفوائد 95
بداية الهداية 18
البديع الاسمى 100
البرهان فى تفسير القرآن 182
البرهان للزركشى 115
البسيط 18
البصائر و الذخائر 93
بغية الوعاة 34، 35، 84، 94؛ 101 108، 111، 113، 114، 115، 119 124، 126، 127، 130، 134، 138، 164، 165، 191، 192، 194 209، 210، 211، 214، 217
البلغة 126
البلغة فى تاريخ ائمة اللغة 102
بلغة الرجال 181
البهجة 35
البهجة المرضية 182
البهى فيما يلحن فيه العامة 210
البيان و البرهان 40
تاريخ ابن خلكان- وفيات الاعيان 104
تاريخ ابن عساكر 213
تاريخ ابيورد 21
تاريخ اربل 37
تاريخ الاستظهارى 4، 16
تاريخ بغداد 173
تاريخ الحكماء 143
تاريخ الخطيب 212
تاريخ دمشق 86
تاريخ الذهبي 86
تاريخ الشام 76، 128
تاريخ الكوفة 36
تاريخ گزيده 168
تاريخ مصر 164
تاريخ مكة 67
ص: 268
تاريخ نسا 21
تاريخ اليافعى 27، 42
تاريخ اليمن 100
تاويلات القرآن 124
تبصرة الولى فيمن رأى المهدى 183
التبيان 92
تحبير الموشين 102
تحصيل الحق 40، 41
التحفة فى الصلاة 154
تحفة الغريب فى حاشية مغنى اللبيب 111
تحفة القماعيل فيمن يسمى باسماعيل 102
تحفة المؤمنين 141
تدارك المدارك فيما هو غافل عنه و تارك 205
التدبيرات الالهية 56
التدريب 91
التذكرة 96، 132
تذكرة ابن مكتوم 77
تذكرة اولى الالباب 142
تذكرة الاولياء 135
التذكرة فى العربية 91
التذييل و التكميل 91
تراجم الحفاظ 89
ترتيب التهذيب 182
التربية العادلية 76
ترجمة احوال الشيخ عبد القادر 103
تركيب الالفية 82
التسهيل 87، 89؛ 91
تسهيل الوصول 102
تصفح الصحيحين فى تحليل المتعتين 196
التعريض و التصريح 35
تعريف رجال من لا يحضره الفقيه 182
تعليم البيان 32
التفرقة بين الاسلام و الزندقة 18
تفسير اسماء القرآن 95
تفسير سورة يوسف 18
تفسير الفاتحة 95
تفسير القرآن 66، 181
التفسير الكبير 34، 67، 134
تفضيل الائمة على الانبياء 182
التقريب 91
تقريب التهذيب 113
تقريب المدارك 223
تقريظ الجاحظ
ص: 269
تقويم اللسان 124
تكملة شرح التسهيل 82
تلخيص الآثار 27؛ 47، 88، 105، 118، 120
تلخيص الاقسام لمذاهب الانام 26
تلخيص المفتاح 87
التلويح عن التنقيح 132
التمر الجني فى الادب السنى 96
التسهيد لابن عبد البر 223
التنبيه 216
التنبيه لابى بشر النحوى 219
تنبيه الخواطر و نزهة النواظر 177، 178
تنزيل الافكار 43
التنقيب 34
التنقيح فى الاصول 132
تنقيح البلاغة 22
تنوير المقياس فى تفسير ابن عباس 103
تهافت الفلاسفة 19
تهذيب الاخلاق 33
تهذيب الاسماء 216
تهذيب الدلائل 40
تهذيب سنن ابى داود 95
تهذيب اللغة 86
تهذيب مقدمة الادب 50
التوابع و اللوامع 132
التوراة 30
توضيح ابن مالك 84
توضيح المختصر 33
التيسير 115، 200
ثناء القرابة على الصحابة 193
جامع الاسرار 135
الجامع بين المحكم و العباب 102
جامع الشرايع 198
الجامع فى الطب 110
جامع العلوم 38
الجامع فى اللغة 35
جامع مسانيد ابي حنيفة 50
الجمع و التفصيل 56
الجمع و التنبيه فى القرآن 210
جمع الجوامع 120، 140، 192، 218
جلاء الافهام 95
الجليس و الانيس 134
جليس الحاضر و انيس المسافر 205
الجمهرة 86
جوامع الكلم 151
ص: 270
جواهر البحور 111
جواهر القرآن 18
الجوهر 146
الجوهر الفريد 106
الحاجبية 83
حاشية الالفية 109
حاشية البيضاوى 98، 159
حاشية التوضيح 109
حاشية شرح الالفية 109
حاشية شرح التلخيص 109
حاشية شرح الشافية 109
حاشية شرح المختصر 160
حاشية شرح المطالع 114
حاشية على شرح المنهاج 109
حاشية العضدى 109
حاشية الغيث المنجم 112
حاشية الفتوحات 55
حاشية القواعد 145
حاشية الكشاف 125، 133
حاشية المختصر 109
حاشية على المطول 114
حاشية المغني 76؛ 87، 96، 109، 111، 119، 192
حاشية المنهاج 109
حاشية المواقف 114
حبيب السير 42، 87؛ 216، 217
الحج العقلي 93
حدائق الانوار 43
الحدائق الناضرة 182، 203، 205؛ 207، 208
الحدود 194، 210
حق اليقين 132
حقيقة القولين 19
حل خلاصة الالفية 33
حل كافية ان الحاجب 33
الحلل الحالية 92
حلية الابرار 182
حلية النظر 182
الحماسة لابن الشجرى 191
الحماسة لابى تمام الطائى 191
الحنين إلي الاوطان 93
حواشى الاستبصار 152
ص: 271
حواشي الجامى 152
حواشي شرح التجريد 54
حواشي المطول 109
حواشي مغنى اللبيب 152
حياة الحيوان 54، 106، 107، 112، 137
حيدرى نامه 62
الخريدة 37
الخريدة و الفريدة 93
خصائص الوحي المبين 196
الخطب للجمعات و الاعياد 205
الخلاصة- للغزالى 18
خلاصة الاقوال 166، 218
خلاصة التبيان 92
خلق الانسان 140
الخيل 140، 212
الدر النظيم المرشد الى مقاصد القرآن- العظيم 103، 199
الدر النضيد 182
الدرة الفاخرة 19
الدرر النجفية 205، 207
دعائم الاسلام 148؛ 149
ديوان الصبابة 104
الذخيرة 86
الذريعة الى مكارم الشريعة 18
الذيل 26
ذيل المرآة 67
ذيل المسالك 99
الرائض فى الفرائض 119
ربيع الابرار 119؛ 121؛ 123، 169
رجال النجاشى 186
رجال النيسابورى 199
الرد على ابن جنى فى شعر المتنبى 93
الرد على اهل النظر 196
الرد على درة الغواص 34
الرد علي السبكى 89
الرد على المتعصب العنيد 11، 14
الرد على المفصل 125
الرد على من غير الانجيل 19
الرد على النحاة 100
رسالة فى اتمام الصلاة فى الحرم- الاربعة 206
رسالة فى احكام الميراث 206
ص: 272
الرسالة فى اخبار الصوفية 93
رسالة فى افضيلة التسبيح 206
الرسالة الاقبالية 69
رسالة فى انفعال الماء القليل بالنجاسة 206
رسالة فى تحريم التتن 147
رسالة فى تحريم صلاة الجمعة 159
رسالة فى تحقيق آية الغار 159
رسالة فى الرد على السيد الداماد 206
الرسالة السعدية 146
رسالة فى الصلاة 206
رسالة فى العروض 100، 128
رسالة القدسية 19
الرسالة القشيرية 93، 135
رسالة في مسألة الكحل 98
رسالة فى مناسك الحج 206
رسالة فى المنع عن الجمع بين الفاطميين 206
رسالة فى نجاسة الماء القليل- بالملاقات 160
رسالة فى وجوب الجمعة عينا 183
الرقم على الردة 96
روض الاذهان 82
روض الافهام 96
الروض المسلوف 102
روض المناظر 44
الروضات الزاهرات 147
الروضة 31، 216
الروضة الحسينية 146
رياض الابرار 152
رياض الشعراء 162
رياض العارفين 92
رياضة النفس 19
زاد الآخرة 18
زاد الراكب 126
زاد المعاد 95
زاد المعاد فى وزن بانت سعاد 103
الزبدة للرازى 40
الزبدة و البيان للابهرى 42
زهر الربيع 153، 158
زهو الملك فى نحو الترك 92
الزيارات الكبير «المزار الكبير» 178
زينة المجالس 220، 221
السامى فى الاسامى 123
السبعة السيارة 98
ص: 273
السبك المنظوم 79
السرائر 185، 186
سر العالمين 9، 10، 13، 19
السر المكتوم 40، 46
السر الملحوظ 100
سعادت نامه 132
سلاسل الحديد 182، 205
سلاسل الذهب 147
سلم السماوات 18، 20، 42
سلوان المطاع 34
سلوك السنن 105
السمين 91
سياق تاريخ نيسابور 24
سيرة الملك المؤيد 131
السيف 140
الشاطبية 92؛ 97
الشامل 41
الشجرة النعمانية 56
شرح ابن الحاجب 114
شرح ابيات الجمل 31
شرح ابيات الكتاب 119
شرح اسماء اللّه الحسنى 19، 40، 124، 125
شرح الاكمال 78
شرح الفاظ التنبيه 215
شرح الفاظ مختصر المزنى 215
شرح الفاظ المهذب 216
شرح الفية ابن مالك 81، 72، 84، 92 95، 96
شرح الفية ابن المعط 82، 84، 100
شرح الانموزج 50، 51، 82
شرح الايضاح 35، 124
شرح البخارى 111، 131
شرح بدايع ابن الساعاتى 128
شرح البزودى 100
شرح تجريد الكلام 127
شرح التحرير 50
شرح التسهيل 31، 78، 79، 89، 111
شرح التصريف 77
شرح تصريف الغرى 133
شرح التصريف الملكوكى 192
شرح التلخيص 100
شرح تهذيب الاصول 179
شرح تهذيب الحديث 150، 152- 154
شرح تهذيب النحو 152
ص: 274
شرح توحيد الصدوق 152
شرح الجواهر 98
شرح الجرجانية 83
شرح الجزولية 79
شرح جمع الجوامع 109
شرح جمع الجمل 31، 35
شرح جمع الحاجبية 82
شرح جمع الحاوى 83
شرح جمع الخزرجية 111
شرح جمع خطبة الكشاف 102
شرح جمع الخلاصة 79
شرح جمع الدراية 140
شرح جمع درر البحار 131
شرح جمع رسالة ابن ابى زيد 126
شرح جمع روضة الكافى 153
شرح جمع سقط الزند 40
شرح جمع الشمسية 133
شرح جمع شواهد كتاب سيبويه 31
شرح جمع الشواهد الكبير 131
شرح جمع صحيح البخارى 98
شرح الصحيفة 152، 154
شرح الصغير 87
شرح الطوالع 127، 128
شرح عروض الساري 131
شرح العضد 113، 133
شرح العقائد 133
شرح عقيدة الطوسى 100
شرح علوم الحديث 109
شرح العمدة 193
شرح عمدة الاحكام 102
شرح عيون اخبار الرضا 152، 154
شرح عيون الحكمة 40
شرح الغوالى 153
شرح غوالى اللئالي 154
شرح الفاتحة 102
شرح فرائض المنهاج 83
شرح الفصول لابن معط 84
شرح الفصيح 32
شرح الفقيه 65
شرح الفوائد الغياثية 98
شرح القسم الثالث من المفتاح 133
الشرح القديم على اشارات الشيخ 43
شرح قصيدة البردة 95
شرح القصيدة الهمزية 25
ص: 275
شرح قواعد الاعراب 115
شرح الكافى 151
شرح كافية ابن الحاجب 128؛ 152
شرح الكافية لابن الناظم 82
شرح الكبير 87
شرح الكشاف 125
شرح كلمتى الشهادة 115
شرح الكنز 131
شرح اللامية 82
شرح اللامية العجم 104
شرح اللمع 31، 191
شرح المجمع 131
شرح المحصول 128
شرح مختصر ابن الحاجب 100
شرح مختصر ابي شجاع 193
شرح مختصر الاصول 127؛ 128
شرح مختصر الامام 83
شرح المشارق 96، 100
شرح مشكلات المفصل 119
شرح معاني الآثار 131
شرح المغنى 107
شرح المفصل 40، 50، 86
شرح المقامات 31، 164
شرح مقدمة المطرزى 193
شرح مقصورة ابن دريد 32
شرح الملحة 82
شرح المنار 100
شرح منهاج البيضاوي 106، 109، 125، 127، 128
شرح المنهل الرومى 109
شرح المواقف 98، 118، 168
شرح النخبة الفقهية 135
شرح نهج البلاغة 75، 166، 182
شرح الهادى 193
شرح الهداية 100، 131
شرح الوجيز 40
شروح على القواعد الكبرى 109
شروح على منظومة ابن فرج 109
شفاء الغليل 114
شمس المغرب 56
الشهاب الثاقب 205
شواهد المحكم 100
شواهد گلشن راز 132
شيراز نامه 105
ص: 276
الصادقيات (الاشعثيات) 149
الصافى 13
صحاح اللغة 86، 103
الصحيح 101
صحيح البخارى 52
صحيفة الصفا 160؛ 168، 177؛ 180
الصحيفة الكاملة 144
الصديق و الصداقة 93
الضاد و الظاء 35
ضرائر الشعر 35
الضوابط النحوية 66
ضوء الشمس فى احوال النفس 108
الضوء اللامع 103
الضيائية 89
طبقات العلم 21
طبقات الفرسان 140
الطبقات الكبرى 79
طبقات الكتاب 100
طبقات النحاة 23، 31، 32، 50، 66، 81، 83؛ 90؛ 95؛ 98، 99، 132؛ 133، 193
الطرفة 83
الطيرة لابن السكيت 219
الظهير على فقه الشرح الكبير 33
العثرات فى اللغة 35
عجائب البلدان 73
عذاب القبر 49
العروض 22
العثرة الكاملة 159
العقائد الامامية 159
عقد الفريد 86، 223
عقد اللئالى 92
علل الشرايع 169
علوم ابن الصلاح 84
العمدة لابن البطريق 196
عمدة لاقط 77
عمدة النظر في الائمة الاثنى عشر 183
عنقاء مغرب 56
العنوان 99
عين الحياة 107، 112، 137
عيون اخبار الرضا 136
العيون و المحاسن 169
غاية الاحسان 91
غاية المرام 183
الغديرية 83
ص: 277
غرائب الاخبار 8، 152
غرائب السير 33
الغرة الطالعة 71
غريب الحديث 36
غريب القرآن 99
الغريبين 140، 218
غفلة المستور 52
الغمز على الكنز 96
الغياث فى تفصيل الميراث 33
الفائق 119، 140
فتح البارى 102
فتوح القرآن 18
الفتوحات المكية 52- 57، 60، 61
فرائد السمطين 110، 178
فرائد القلائد 131
الفرق بين الضاد و الظاء 31
فروق اللغة 153
فصل المقال 33
فصوص الحكم 52، 55، 56، 61، 113
الفصول 32، 169
الفصول لابن معط 214
فضل الصلاة 103
الفضل الوفى فى العدل الاشرفى 103
فعل و افعل 140، 210
فلق الصبح فى احكام الرمح 110
فلك الادب 50
الفهرست للطوسى 165
فهرست منتجب الدين 146، 178، 180، 184، 196
الفوائد الرجالية 149
الفوائد فى النحو 79
الفوائد النعمانية 152
الفواكه الدرية 111
قاطع اللجاح 152
القاموس 31، 42؛ 101، 105؛ 107، 129 178، 197
القانون الصلاحي 50
قبر دانيال 156
قذى العين 131
القرآن 4؛ 5، 15، 79، 91، 108؛ 114، 116، 117، 122؛ 172، 217
القسطاس 119
القسطاس المستقيم 19
القصد التمام فى احكام الحمام 109
ص: 278
قصص الانبياء 152
قلائد العقيان 97
القواعد فى الاصلين 128
القواعد و البيان 34
قواعد الشهيد 94
قواعد العقائد 18
قواعد العلائى 94
القوافى 22
القياس 194
الكافى فى النحو 67
الكافية الشافية 95
الكامل البهائى 38
كامل المبرد 35
كتاب اخبار ابى السرايا 166
كتاب اخبار محمد بن ابراهيم 166
كتاب اخبار المختار 165
كتاب فى اصول الفقه و الدين 66
كتاب في البديع و البلاغة 67
كتاب التوحيد 195
كتاب الجمل 165
كتاب الحشرات 193
كتاب خلق الخليل 193
كتاب سيبويه 23، 35؛ 91، 126
كتاب الصفين 165، 166
كتاب العروض 219
كتاب عين الوردة 165
كتاب الغارات 166
كتاب فى الفرائض و الجبر و المقابلة 193
كتاب ما اتفق لفظه و اختلف معناه 219
كتاب ما صنفه فى شعر الشعراء 219
كتاب المقتل 165
كتاب مقتل الحسين 165
كتاب المناقب 165
كتاب مولد القائم 182
كتاب النبات 193
كتاب الوحوش 193
كسر الشهوتين 19
الكشاف 119؛ 120، 123، 125
كشف الاسرار 153
كشف اليقين 200
الكشكول 15، 16، 28، 46، 54، 223
الكلمات الطريفة 157
الكلم النوابغ 119
ص: 279
كله سر 46
كنز المطالب 178
كورة الخلاص فى فضائل سورة الاخلاص 103
كيمياء 18
گلشن راز 56، 132
اللامع العلم العجاب 102
لباب التفسير 99
لب الاحياء 18
لحن العامة 32
لسان العرب 86
لطائف الاسرار 52
اللغات 140، 210
اللمع 99
اللمعات 68
لوامع البينات 47
لؤلؤة البحرين 153، 181، 199، 206؛ 208؛ 218
المآخذ 18
ما اتفق لفظه و اختلف معناه 191، 212
ما لا يسع الطبيب جهله 142
ما يلحن فيه العامة 140
المباحث العمادية 40
المباحث المشرقية 43
المبادى و الغايات 19، 56
المبانى فى المعانى 96
المبدع فى التصريف 91
المتفق وضعا المختلف صقعا 102
المثالب 140
مثالب الوزيرين 93
مثلث فى اللغة 110
المثلث الكبير 103
المثنوى 67، 68، 71، 74
المجاز فى غريب القرآن 140
مجالس المؤمنين 3، 6، 7، 13، 60، 61؛ 62، 68، 160
المجلى 136
مجمع البحرين 13، 14
مجمع البحرين فى فضائل السبطين 178
مجمع الغرائب 85
المجمل لابن فارس 102
المجمل فى شرح ابيات الجمل 32
المجموع الرائق من ازهار الحدائق 184
ص: 280
المحاضرات و المناظرات 93
المحاكمات 5؛ 46
المحجة البيضاء 17
المحجة فيما نزل فى الحجة 183
محرر التدوين 87
المحصل 40؛ 43
المحصول 40، 43، 46
المحكم 86
محك النظر 19
المحيط فى شرح الوسيط 24
مختار نامه 64
المختصر 87
مختصر ابن الحاجب 89
مختصر الارتشاف 91
مختصر الاصلاح 164
مختصر فى الاعجاز 40
مختصر اعراب السفاقسى 95
مختصر تاريخ ابن عساكر 131
مختصر التسهيل 109
مختصر التلخيص 109
مختصر الروض الانف 110
مختصر القاموس 215
مختصر قواعد العلائى 95
مختصر مسلم 67
مختصر المصباح 164
مختصر المغرب 91
المختصر فى النحو 31، 36؛ 194؛ 212
مختصر النهاية 215
المختلف و المؤتلف 21
المدخل الى اصول الفقه 198
المدخل الى تقويم اللسان 32
مدينة المعجزات 182
المذكر و المؤنث 210
مرآت المحققين 132
المرشد 31
المسائل الحائرية 185
المسائل المنثورة 216
المسائل النخب 33
المستطرف 171
المستعذب فى شرح غريب المهذب 22
المستصفى 18، 119
المسح على الرجلين 195
مسكن الشجون 153
المسموع 31
ص: 281
مشايخ الصوفية 65
المشترك وضعا و المختلف صقعا 27
مشكاة الانوار 19، 52
مصابيح الانوار فى معاجز النبى المختار 183
المصادر 140
المصادر فى القرآن 210، 212
مصائب النواصب 160
المصباح فى اختصار المفتاح 82
مصباح الانوار 180
المصباح فى شرح شواهد الايضاح 25
مصيبت نامه 63
المضارعة 26
المطالب العالية 40، 45
المطالع 118
مطالع الانوار 46
المطرب من اشعار اهل المغرب 32
المطرزية 164
المطلب الاسنى فى امامة الاعمى 84
مطمح الانفس 97
المطول 87
مطول الارتشاف 91
المطول فى شرح المقامات 34
مظهر العجائب 63، 65
المظنون على اهله 18
المعالم للرازى 40؛ 43
معالم الزلفي 182
معالم العلماء 149، 195، 198
معانى الادوات و الحروف 95
معانى الشعر لابى بشر النحوى 219
معانى القرآن 140، 210
معراج التنبيه 205
معرب اللغة 164
معرفة الجهات 180
معرفة النجوم 180
معيار العلم 19
المغازى 165
المغرب فى شرح المعرب 164
المغنى 113
المغنى فى الفقه 114
المغنى اللبيب 112
مغيث الخلق 170
مفاتيح الغيب 46
مفاتيح الغيبة 56
ص: 282
مفتاح التنزيل 125
مفتاح دار السعادة 95
مفتاح العلوم 220
مفردات ابن البيطار 86
المفصل للزمخشرى 66، 119، 124، 125
المقاصد 18
المقاصد الكافية 66
المقاصد فى الكلام 133
مقاطع الشرب 112
المقامات 119، 159، 173، 174
المقامات العلية 146
مقامات النجاة 153
مقامع الفضل 10، 54؛ 56، 162
المقايسات 93
المقتصر 18
مقدمة الاجرومية 85
المقدمة الاسدية 79
مقدمة فى اصول الدين 114
مقدمة فى العروض 82
مقدمة فى المنطق 82
مقصود ذوى الالباب فى علم الاعراب 102
المقصور و الممدود 210، 212؛ 219
ملح اللغة 34
الملح و النوادر 36
الملخص 40، 43
الملخص من شرح التسهيل 91
الملل و النحل 26- 28- 30، 49، 188
منازل السائرين 135
منافع اعضاء الحيوان 50
مناقب آل الرسول 144
المناقب لابن البطريق 196
مناقب بني العباس 212
مناقب الشيعة 182
المناهج و البيان 46
منبع الحياة 153
المنتحل 19
المنتظم 176
منتهى المطلب 152
منتهى المقال 175، 204
المنخول 18، 175
المنصف من الكلام على مغنى ابن هشام 112
منطق الخرس 92
منطق الطير 63
المنقذ من الضلال 9؛ 19
ص: 283
منهاج العابدين 18
منهاج المسترشدين 18
منهج الحق 178
المنهج القويم 96
منية السؤال 103
منية المرتاد 153
المهذب 216
مهذب الاسماء و اللغات 216
مواقع العلوم 115
مواقع النجوم 52
المؤنث و المذكر 219
مولد البنى 103
ميزان التميز 57؛ 74
ميزان العمل 19
النبات لابن السكيت 219
نتائج الافكار 96
نحاة الاندلس 92
النخب الطرائف 103
نزهة الابرار 182
نزهة الاذهان في تاريخ اصفهان 103
نزهة الالباب 66
نزهة الناظر فى الجمع بين الاشباه و النظائر 198
نزول الغيث 112
نسب عمر 182
النصائح 52
النصائح المفترضة 192
نصيحة الملوك 19
النظامى 99
نظم اشارات ابن سينا 124
نظم الرسالة الحلية 95
نظم سيرة ابن هشام 124
نظم الفصيح 84، 85
نظم الفوائد 79
نظم الكفاية 84
نظم المفصل 124
نفحات الاندلس 63
نفحات الاندلس 63، 136
النفحات الملكوتية 205
نفثة المصدور 132
نقايض جرير و الفرزدق 140
النقح و التسويه 19
نقد الشعر 99
النقط 212
النكت 32
ص: 284
نكت على الروضة 109
نكت على شرح التبريزى 109
نكت الطوالع 114
نكت على فصول بقراط 110
نكت الكامل للمبرد 194
نكت على المهمات 109
النهاية لابن الاثير 86، 140
نهاية الآمال 182
نهاية الاعراب 92
نهاية الاقدام 26
نهاية العقول 40
نهج البلاغة 205
نهج الحق 160
نهج الحق و كشف الصدق 171
نهج العلوم الى نفي المعدوم 196
النهروان (كتاب- 166
النوادر 210
نوادر الاخبار 19، 158
نور الغبش فى لسان الحبش 92
الهادى و ضياء النادى 182
الهداية 42، 124
هدية المؤمنين 152
الوافى 13
الوافى بالوفيات 104
الوجيز 18
الوجيز فى لطائف الكتاب العزيز 102
الوحش لابن السكيت 219
الوسيط 5، 18
الوسيلة 184
الوصايا 52
الوضع الباهر 96
وفاة الزهراء 182
وفاة النبي 182
وفيات الاعيان 10، 70، 212؛ 218، 223
الوهاج في اختصار المنهاج 92
ياقوت التأويل 18
اليتيمة 182
ينبوع الحياة 32
ص: 285
ابراهيم بن احمد بن اسحاق المروزى 1: 169
ابراهيم بن احمد بن عيسى بن يعقوب الغافقى 1: 175
ابراهيم بن ادهم البلخى 1: 139
ابراهيم بن حسين الحسينى الهمدانى 1: 33
ابراهيم بن سليمان القطيفى 1: 25
ابراهيم بن سيار البصرى- النظام 1: 151
ابراهيم بن عثمان- ابن الوزان 1: 162
ابراهيم بن على بن الحسن بن محمد بن صالح الكفعمى 1: 20
ابراهيم بن على بن عبد العالى بن مفلح الميسى 1: 29
ابراهيم بن على بن يوسف الفارسي الفيروز آبادى 1: 170
ابراهيم بن قاسم البطليوسى- الاعلم- 1: 172
ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن ابى القاسم القيسى 1: 174
ابراهيم بن محمد بن ابراهيم الاسفرائنى- الركن الدين- 1: 166
ابراهيم بن محمد بن ابى بكر بن محمد بن حمويه 1: 176
ابراهيم بن محمد باقر الموسوى القزوينى 1: 38
ص: 286
ابراهيم بن محمد حسن الخراسانى الكرباسى 1: 34
ابراهيم بن محمد بن السرى بن سهل الزجاج 1: 158
ابراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعيد الثقفى 1: 4
ابراهيم بن محمد بن عربشاه الاسفرائنى 1: 179
ابراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة- نفطويه 1: 154
ابراهيم بن هبة اللّه بن على الاسنوى 1: 179
ابراهيم بن هلال بن هارون الصابى 1: 163
احمد بن ابان بن سيد اللغوى- ابن سيد 1: 234
احمد بن ابراهيم السيارى الشيعى 1: 206
احمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن داود بن حمدون 1: 195
احمد بن ابي بكر بن ابي محمد الخاوراني 1: 314
احمد بن ابى الحسن بن محمد بن حرير بن عبد اللّه بن ليث الشيعى 1: 293
احمد بن ابى عبد اللّه محمد بن خالد البرقى 1: 44
احمد بن ابي القاسم بن خليفة- ابن ابى اصيبعة الحزرجى 1: 313
احمد بن ادريس بن عبد الرحمن الصنهاجى 1: 336
احمد بن اسماعيل الجزائرى 1: 86
احمد بن بلال اللغوى 1: 250
احمد بن الحسن الجابردى 1: 334
احمد بن الحسين بن احمد بن معالى بن منصور بن على- ابن الخباز 1: 314
احمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفى الكندى- المتنبى 1: 221
احمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائرى 1: 47
احمد بن الحسين بن على بن موسى بن عبد اللّه البيهقى 1: 251
احمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمدانى- بديع الزمانى 1: 238
ص: 287
احمد بن خالد 1: 199
احمد بن خديو الاحسيكتى- ذو الفضائل 1: 259
احمد بن خلف الانصارى ابن الباذش 1: 260
احمد بن زين الدين بن ابراهيم الاحسائى 1: 88
احمد بن سعد ابو الحسين الكاتب 1: 211
احمد بن سعيد بن محمد الاندرشى الصوفي 1: 308
احمد بن شعيب بن على بن بحر بن سنان- النسائى 1: 209
احمد بن عبد اللّه بن احمد بن اسحاق بن موسى بن مهران الاصفهانى 1: 272
احمد بن عبد اللّه بن سليمان بن داود بن المطر بن زياد بن ربيعة بن الحارث القضاعى- ابو العلاء المعرى 1: 265
احمد بن عبد اللّه بن سعيد بن المتوج 1: 68
احمد بن عبد الرحمان بن محمد بن سعيد بن حريث بن عاصم- ابن مضا 1: 303
احمد بن عبد العزيز بن هشام- ابو العباس النحوى 1: 301
احمد بن عبد القادر بن احمد بن مكتوم بن احمد بن محمد بن تسليم القيسى ابن مكتوم 1: 309
احمد بن عبد المؤمن بن موسي بن عيسى الشريشى 1: 307
احمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر الكوفى 1: 200
احمد بن عثمان بن ابى بكر بن بصيص- الزبيدى 1: 311
احمد بن على بن ابراهيم بن محمد بن الحسين بن محمد بن فليته- ابن الزبير 1: 279
احمد بن على بن ابي طالب الطبرسي 1: 64
احمد بن على بن احمد- ابن سميكة الشروانى 1: 282
احمد بن على بن احمد بن العباس النجاشى 1: 60
احمد بن على بن احمد بن يحيى بن خلف بن افلح- ابن رزقون 1: 290
ص: 288
احمد بن على بن تغلب بن ابى الضياء البعلبكى- ابن الساعة 1: 325
احمد بن على بن ثابت بن احمد بن مهدى البغدادى- الخطيب 1: 284
احمد بن على بن حجر الهيثمى العسقلانى ابن حجر 1: 345
احمد بن على بن محمد بن الوكيل- ابن البرهان 1: 257
احمد بن على بن هبة اللّه بن الحسن بن على الزوال 1: 301
احمد بن عمر بن سريح الشيرازى 1: 206
احمد بن عمر الصوفى- الخيوفى 1: 295
احمد بن عمران بن سلامة الالهانى- الاحفش الاول 1: 196
احمد بن فارس زكرياء بن محمد بن حبيب الرازى 1: 232
احمد بن محمد بن ابراهيم بن ابى بكر بن خلكان 1: 320
احمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبى النيسابورى 1؛ 245
احمد بن محمد بن ابراهيم بن سلفة الانصارى 1: 299
احمد بن محمد بن احمد بن ابراهيم الميدانى 1: 291
احمد بن محمد بن احمد الازدى- ابن الحاج 1: 318
احمد بن محمد بن احمد الهروى البيرونى 1: 247
احمد بن محمّد الاردبيلى 1: 79
احمد بن محمد بن اسماعيل النّحاس 1: 217
احمد بن محمد البشتى الخارزنجى 1: 220
احمد بن محمد بن جعفر بن حمدان الفقيه- القدورى 1: 240
احمد بن محمد بن الحسن الاصبهانى- الامام المروزوقى 1: 244
احمد بن محمد بن حنبل 1: 184
احمد بن محمد بن سعيد الهمدانى 1: 208
ص: 289
احمد بن محمد بن سلامة الازدى الطحاوى 1: 214
احمد بن المبارك بن نوفل الدين النصيبى 1: 307
احمد بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن عياش بن ابراهيم الجوهرى 1: 60
احمد بن محمد بن عبد اللّه اللغوى- الزردى 1: 231
احمد بن محمد بن على بن احمد- ابن الملا 1: 344
احمد بن محمد بن على الفيومى 1: 333
احمد بن محمد بن على بن محمد بن خاتون العاملى- العيناثى 1: 76
احمد بن محمد بن فهد الحلي 1: 71
احمد بن محمد بن محمد- ابو على الرودبارى 1: 215
احمد بن محمد بن محمد بن ابى عبيد القاشانى 1: 241
احمد بن محمد بن محمد بن احمد الطوسى الغزالى 1: 275
احمد بن محمد بن محمد بن حسن بن على بن يحيى بن محمد- الشمنى 1: 337
احمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم الزرارى 1: 45
احمد بن محمد بن محمد بن محمد القيسى القرطبى ابن حجة 1: 319
احمد بن محمد بن منصور بن ابى القاسم- ابو العباس بن المنير 1: 305
احمد بن محمد النقجوانى 1: 282
احمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه 1: 254
احمد بن محمد بن يوسف الخطى 1: 87
احمد بن محمود- القاضى زاده 1: 365
احمد بن مطرف العسقلانى 1: 243
احمد بن منير بن احمد بن مفلح الطرابلسى- عين الزمان 261
احمد بن مهدى بن ابى ذر النراقى 1: 95
ص: 290
احمد بن موسى بن جعفر 1: 42
احمد بن موسى بن طاوس الفاطمى 1: 66
احمد بن هبة اللّه بن احمد بن محمد بن الحسن- ابن عساكر 1: 329
احمد بن يحيى بن اسحاق الراوندى 1: 193
احمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيبانى- الثعلب 1: 201
احمد بن يحيى بن عبد اللّه الانصارى المالقى- الحميد 1: 314
احمد بن يحيى بن مسعود بن عمر التفتازانى 1: 342
احمد بن يوسف بن حسن بن رافع الكواشى 1: 304
احمد بن يوسف بن عبد الدائم بن محمد اللحلبى 1: 312
احمد بن يوسف بن على بن يوسف الفهرى اللبلى 1: 306
اسحاق بن ابراهيم بن راهويه المروروزى 2: 4
اسحاق بن مرار- ابو عمر- ابو عمرو الاحمر الكوفى 1: 2
اسد اللّه بن اسماعيل الكاظمى 1: 99
اسد اللّه بن عبد اللّه البروجردى 1: 101
اسعد بن عبد القاهر بن اسعد الاصفهانى 1: 102
اسعد بن محمود- منتجب الدين الاصفهانى 2: 6
اسماعيل بن ابى بكر الحسينى 2؛ 60
اسماعيل بن اسحاق بن ابى سهل النوبختى 1: 111
اسماعيل بن اسحاق الجريرى 2: 61
اسماعيل بن حماد الجوهرى 2: 44
اسماعيل بن خلف المقرى 2: 55
اسماعيل بن زيد- ابن القرية 2: 50
ص: 291
اسماعيل بن سعيد الحسيني 1: 113
اسماعيل بن عبد الرحمن السدى المفسر الكوفى 2: 9
اسماعيل بن على بن الحسين السمان 1: 113
اسماعيل بن القاسم- ابو العتاهية 2: 10
اسماعيل بن القاسم بن عيذون 2: 17
اسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين المازندرانى 1: 114
اسماعيل بن محمد اللخمى الغرناطى 2: 56
اسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة- السيد الحميرى 1: 103
اسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السّلام 1: 102
اسماعيل بن مرهوب الجواليقى 2: 57
اسماعيل الهروى الخراسانى 2: 69
اسماعيل الوزير- الصاحب بن عباد 2: 19
اسماعيل بن يحيى المزني المصري 2: 15
امين الاسترآبادى (محمد- 1: 20
باقر بن زين العابدين الخوانسارى (السيد محمد 2: 05
باقر بن شمس الدين الداماد (مير محمد 2: 4
باقر بن محمد اكمل البهبهاني (الآقا محمد 2: 4
باقر بن محمد تقى الشفتى (السيد محمد 2، 9
باقر بن محمد تقى المجلسى (محمد 2: 8
باقر بن محمد مؤمن السبزوارى (محمد 2: 8
ص: 292
بشر بن الحارث الحافى 2: 129
بطليموس الثانى- ابو على بن الهيثم 2: 138
ابو بكر الخبيصى 2: 143
ابو بكر بن الصايغ؛ ابن باجة 2: 142
ابو بكر بن عمر- ابن الدعاس النحوى 2: 141
ابو بكر بن محمد- ابو عثمان المازنى 2: 134
ابو بكر بن يحيي- الخفاف النحوى 2: 142
بندار بن عبد الحميد- ابن لرة الاصفهانى 2: 143
بهلول بن عمرو- المجنون 2: 145
بهمنيار بن مرزبان الآذربيجانى 2: 157
تقى بن عبد الرحيم الرازى (الشيخ محمد 2: 123
تقى بن عبد الحى الكاشى (السيد محمد 2: 127
تقى بن مقصود على المجلسى (المولى محمد 2: 118
تقى الدين بن نجم- ابو الصلاح الحلبى 2: 111
تمام بن غالب بن عمر- ابو غالب التيانى 2: 161
ثابت بن اسلم بن عبد الوهاب- ابو الحسين الحلبى 2: 168
ثابت بن عبد العزيز اللغوى 2: 167
ثابت بن قرة بن مروان بن ثابت الحرانى 2: 162
ثوبان بن ابراهيم- ذو النون المصرى 2: 168
ص: 293
جابر بن حيان الصوفى الطرسوسى 2: 218
جابر بن العباس النجفى 2: 171
جرول بن اياس «اوس» ابو مليكة الحطيئة الشاعر 2: 221
حرير بن عطية بن حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب التميمى 2: 225
جعفر بن احمد بن الحسين بن احمد بن جعفر السراج البغدادى- القارى 2: 237
جعفر بن احمد بن على القمى ابن الرازي 2: 172
جعفر الاسترآبادى 2: 207
جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلى الحلى- نجم الدين المحقق 2: 182
جعفر بن الحسين بن قاسم بن محب اللّه بن قاسم بن المهدى الموسوي 2: 197
جعفر بن الحسين بن قاسم بن محب اللّه بن قاسم المهدى الموسوى 2: 197
جعفر بن خضر الحلي الجناحى النجفى 2: 200
جعفر بن عبد اللّه بن ابراهيم الحويزى 2: 192
جعفر بن كمال الدين البحرانى 2: 191
جعفر بن محمد بن احمد بن العباس بن الفاخر العبسى الدوريستى 2: 174
جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة اللّه بن نما الحلى الربعى، ابن نما 2: 179
جعفر بن محمد بن عمر- ابو معشر البلخى المنجم 2: 230
جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر النسفى السمرقندى- المستغفري 2: 235
جعفر بن محمد بن موسى بن قولويه القمى البغدادى- ابن قولويه 2: 171
جعفر بن يونس- الشبلى الخراسانى البغدادى 2: 231
جلال بن احمد بن يوسف التيزينى 2: 238
ص: 294
جلال الدين محمد بن اسعد الدوانى الصديقى- جلال الدين الدوانى 2: 239
جمال الدين بن حسين بن محمد الخوانسارى الاصفهانى 2: 214
جمال الدين عبد اللّه بن محمد بن الحسن الحسينى الجرجانى الشيعي 2: 211
جميل بن عبد اللّه معمر بن صباح القضاعى الشاعر 2: 245
جنادة بن محمد اللغوى الازدى الهروى- ابو اسامة 1: 247
جنيد بن محمد بن الجنيد الخزاز القواريري البغدادى 1: 247
جواد بن سعد اللّه بن جواد البغدادى الكاظمى الفاضل الجواد 2: 215
جواد بن محمد الحسنى الحينى العاملى النجفى صاحب مفتاح الكرامه 2: 217
ح
حاتم بن عنوان البلخى- ابو عبد الرحمن الاصم 3: 4
الحارث بن اسد المحاسبي البصرى 3: 12
الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون الحمدانى ابو فراس الشاعر 3: 15
حازم بن محمد بن حسن بن محمد بن خلف بن حازم الانصارى القرطبى النحوى 3: 6
حبيب بن اوس بن الحارث بن قيس الحاسمى الطائى العاملى الشامى- ابو تمام- 3: 7
حبيب اللّه ملا ميرزا خان الباغنوى الشيرازى 3: 12
حسان بن ثابت بن المنذر بن حزام 3: 20
حسن بن ابراهيم بن على بن برهون الفارقى 3: 84
حسن بن ابى الحسن بن يسار البصرى الميسانى 3: 25
حسن بن احمد- ابو محمد الاعرابى الغندجانى الاسود اللغوي النسابة 3: 83
الحسن بن احمد بن الحسن بن احمد بن محمد بن سهل بن سلمه العطار- ابو العلاء الهمدانى 3: 90
ص: 295
حسن بن احمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن ابان- ابو على الفارسى النحوى 3: 76
الحسن بن اسحاق اليمنى- ابن ابى عباد- 3: 90
حسن بن باقر النجفى (محمّد- صاحب الجواهر) 2: 304
الحسن بن بشر بن يحيى الامدى النحوى 3: 75
الحسن بن جعفر بن فخر الدين الاعرجى الحسينى الموسوى العاملى الكركى 2: 294
حسن بن جعفر النجفى 2: 306
الحسن بن الشيعى السبزوارى 2: 267
الحسن بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن العلاء بن ابى صفرة بن المهلب العتكى السكرى 3: 55
الحسن بن الخطير بن ابى الحسن النعمانى الفارسى 3: 92
الحسن بن رشيق القيروانى 3: 68
حسن بن سليمان بن خالد الحلى 2: 293
الحسن بن الشهيد الثانى زين الدين 2: 296
حسن بن صافى بن عبد اللّه بن نزار النحوى- ملك النجاة- 3: 85
الحسن بن عبد اللّه الاصفهانى- لذكة- 3: 59
الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكرى 3: 60
حسن بن عبد اللّه بن المرزبان- القاضى ابو سعيد السيرافى 3: 70
الحسن بن على بن ابى عقيل ابو محمد العمانى الحذاء- ابن ابى عقيل العمانى- 2: 259
حسن بن على بن احمد- ابن العلاف الضرير النهروانى الشاعر 3: 55
الحسن بن على بن احمد الماها بادى 2: 266
الحسن بن على بن احمد بن محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد الضبى- ابن وكيع البغدادى- 3: 63
ص: 296
الحسن بن على بن اسحاق بن العباس- نظام الملك الطوسى 3: 87
الحسن بن على بن الحسن بن عمر بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليه السّلام ابو محمد الاطروش- 2: 256
الحسن بن على بن الحسين بن شعبة الحراني 2: 289
الحسن بن على بن داود الحلى الرجالى- ابن داود- 2: 287
حسن بن على بن محمد باقر بن اسماعيل الواعظ الحسينى الاصفهاني- المير سيد- حسن المدرس 2: 307
الحسن بن على بن محمد بن على بن الحسن الطبري المازندرانى- عماد الدين الطبرى- 2: 261
حسن بن القاسم الطبرى 3: 59
الحسن بن قاسم بن عبد اللّه بن على المرادى المصري 3: 101
حسن الكاشى الاملى 2: 268
الحسن بن محمد بن الحسن بن الحيدر بن على العدوى العمرى- الصغانى 3: 94
حسن بن محمد بن الحسين الخراسانى- نظام الاعرج النيشابورى- 3: 102
الحسن بن محمد الديلمى- ابو محمد الواعظ 2: 291
الحسن بن محمد بن شرفشاه العلوى الحسينى الاسترآبادى 3: 96
حسن بن محمد بن الصباح الزعفرانى البغدادى- ابو علي 3: 54
الحسن بن محمد بن عبد اللّه الطيبى 3: 98
حسن بن محمد معصوم القزوينى الحائرى الشيرازى (محمد 2: 303
حسن بن محمد بن هارون بن ابراهيم المهلبى 3: 65
حسن بن هانى بن عبد الاول- ابو نواس الشاعر- 3: 38
الحسن بن الوليد بن نصر القرطبى- ابن العريف النحوى- 3: 69
ص: 297
حسن بن يوسف بن على بن المطهر الحلى- العلامة 2: 269
حسين بن ابراهيم بن محمد معصوم الحسيني القزوينى 2: 365
حسين بن احمد بن خالويه بن حمدان الهمداني البغدادى- ابن خالويه- 3: 150
حسين بن احمد بن الحجاج- ابن الحجاج الشاعر- 3: 158
الحسين بن احمد بن يعقوب الهمدانى- ابن الحائك 3: 154
حسين بن بسطام بن سابور الزيات- صاحب طب الائمة 2: 309
حسين بن جعفر بن حسين الحسينى الموسوي الخوانسارى 2: 367
حسين بن حسن بن ابى جعفر الموسوي الكركى العاملى 2: 320
حسين بن حسن الديلمانى الجيلانى الاصفهانى اللنبانى 2: 358
حسين بن حيدر بن قمر الحسينى الكركى العاملى 2: 327
حسين بن ردة النيلى- مهذب الدين- 2: 317
حسين بن عبد اللّه بن سينا- ابن سينا- 3: 170
حسين بن عبد الحق الاردبيلى الالهى 2: 319
حسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن حسين بن صالح الجبعى العاملى الحارثى الهمدانى 2: 338
الحسين بن عبد العزيز بن محمد القرشى الفهري الاندلسى الغرناطى- ابن ابى الاحوص- 3: 227
حسين بن عبيد اللّه بن ابراهيم الغضائرى 2: 312
حسين بن على بن الحسين بن بابويه القمى 2: 311
حسين بن على بن الحسين بن على بن محمد بن يوسف- الوزير المغربى- 3: 166
حسين بن على بن محمد بن احمد الخزايمى النيسابورى- ابو الفتوح الرازى 2: 314
حسين بن على بن محمد بن عبد الصمد الاصفهانى- الطغرائى- 3: 192
ص: 298
الحسين بن على الثمرى اللغوى البصرى 3: 156
حسين بن على الواعظ الكاشفى البيهقى السبزوارى 3: 228
الحسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن الرافقى- الخالع- 3: 155
حسين بن محمد الخوانسارى (الاقا- 2: 349
حسين بن محمد بن شجاع الدين محمود الحسينى الاملى الاصفهانى- خليفة سلطان- 2: 347
حسين بن محمد صالح بن عبد الواسع الحسينى الاصفهانى الخاتون آبادى (محمد- 2: 360
حسين بن محمد بن عبد الوهاب بن احمد بن محمد بن الحسين بن عبيد اللّه ابن القاسم بن عبيد اللّه بن سليمان بن وهب الحارثى البدرى البغدادى البارع الدباس 3: 195
حسين بن محمد بن المفضل بن محمد- الراغب الاصفهاني 3: 197
حسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوى- محى السنة- 3: 187
حسين بن معين الدين الميبدى 3: 235
حسين بن منصور الحلاج الصوفى 3: 107
حسين بن موسى بن هبة اللّه الدينورى النحوى- الجليس 3: 185
حماد بن سابور بن المبارك بن عبيدة الديلمى الكوفى- الراوية 3: 247
حماد بن سلمة بن دينار اللغوى النحوى البغدادي 3: 249
حمد بن محمد بن ابراهيم بن الخطاب الخطابى البسى 3: 251
حمزة بن حبيب بن عمارة الكوفى- الزيات- 3: 253
حمزة بن عبد العزيز- سلار الديلمى- 2: 371
حمزة بن على بن زهرة بن الحسن بن زهرة الحسينى الامامي- السيد بن زهرة- 2: 374
ص: 299
حنين بن اسحاق العبادى الطبيب 3: 257
حيدر بن على العبيدى الحسينى الآملى 2: 377
خ
خارجة بن زيد بن ثابت الانصارى 3: 275
خالد بن عبد اللّه الازهرى 3: 278
خداوردى بن قاسم الافشار 3: 260
الخضر بن ثروان بن عبد اللّه الثعلبى التوماثي 3: 279
خضر بن محمد بن على الرازى الحبلرودى- نجم الدين- 3: 262
خلف بن حيان الهلالى- الاحمر البصرى 3: 280
خلف بن عبد المطلب بن حيدر الحويزى المشعشعى 3: 263
خلف بن عبد الملك بن مسعود بن راحة الانصارى القرطبى 3: 286
خلف بن عسكر الكربلائى 3: 268
خلف بن يوسف بن فرتون الاندلسى- ابن الابرش- 3: 285
خليل بن عمرو بن تميم الفراهيدى 3: 289
خليل بن ظفر بن الخليل الكوفى الاسدى 3: 268
خليل بن الغازى القزوينى 3: 269
د
داود بن على بن خلف الاصفهانى الظاهرى 3: 302
داود بن عمر بن ابراهيم الشاذلى الاسكندرى 3: 305
داود بن الهيثم بن اسحاق بن البهلول التنوخى الانبارى 3: 304
دعبل بن على بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن الخزاعى 3: 306
ص: 300
ر
ربيع بن خثيم الاسدى الثورى التميمى 3: 332
ربيعة بن فروخ- ربيعة الرأى 3: 330
رجب بن محمد بن رجب- الحافظ البرسي- 3: 337
رزين بن معاوية بن عمار العبدرى السرقسطى 3: 345
الرضي محمد بن الحسن الاسترآبادى- نجم الائمة- شارح الكافية 3: 346
رؤبة بن ابى الشعثاء- العجاج 3: 326
زبان بن العلاء بن عمار بن عبد اللّه المازنى- ابو عمرو بن العلاء- 3: 388
الزبير بن بكار بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوام القرشي الاسدى الزهرى 3: 392
زكريا بن احمد بن محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر اللحيانى الهنتاتى 3: 392
زكريا بن محمد بن محمود القزوينى- صاحب عجائب المخلوقات- 3: 393
زمان بن كلبعلى التبريزى (محمد- 3: 350
زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث- ابو اليمن الكندى 3: 394
زيد بن على بن عبد اللّه الفارسى الفسوى 3: 393
زين الدين بن على بن احمد بن محمد بن على بن جمال الدين بن صالح بن اشرف الجبعى العاملي الشامى- الشهيد الثانى- 3: 352
س
سالم بن احمد بن سالم بن ابى صقر التميمى- المنتجب- 4: 28
ص: 301
سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراوى الحلى- سديد الدين- 4: 4
سري بن المغلس السقطي- ابو الحسن- 4: 28
سعد بن احمد بن عبد اللّه الجدامى الاندلسي البيانى النحوى 4: 30
سعد بن عمر بن عبد اللّه التفتازانى 4: 34
سعد بن محمد بن سعد بن الصيفى التميمي الشاعر- حيص و بيص- 4: 32
سعيد بن اوس بن ثابت بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الانصارى البصرى- ابو زيد اللغوى 4: 47
سعيد بن جبير بن هشام الخزيمى الاسدى 4: 38
سعيد بن المبارك بن على بن عبد اللّه البغدادى- ابن الدهان 4: 54
سعيد بن محمد الاندلسى المعافرى اللغوى- ابن الحداد 4: 53
سعيد محمد بن محمد مفيد القمى (القاضى سعيد القمى 4: 9
سعيد بن مسعدة المجاشعى البلخى- الاخفش الاوسط 4: 51
سعيد بن المسيب بن حزن بن ابى وهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم- القرشى المدنى 4: 43
سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الراوندى- القطب الراوندى 4: 5
سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب الكوفى- سفيان الثورى 4: 60
سليم بن ايوب بن سليم الرازى الشافعى 4: 73
سليم بن قيس بن سليم بن قيس الهلالى العامرى- ابو صادق الكوفى 4: 65
سليمان بن احمد بن ايوب بن مطير اللخمى الطبرانى 4: 81
سليمان بن الاشعث بن اسحاق بن بشير- ابو داود السجستانى 4: 79
سليمان بن بن بنين بن خلف المصرى- الدقيقى النحوى 4: 88
سليمان بن بن الحسن بن سليمان الصهرشتى نظام الدين الصهرشتى 4: 11
ص: 302
سليمان الحسنى الحسينى النائينى الطباطبائى 4: 21
سليمان بن خلف بن سعد التجيبى الاندلسى- ابو الوليد الباجى 4: 83
سليمان بن عبد اللّه بن على بن حسن بن احمد بن يوسف بن عمار البحرانى 4: 16
سليمان بن عبد اللّه بن محمد بن الفتى الحلوانى النهروانى 4: 84
سليمان بن عبد القوى بن عبد الكريم الطوفى الحنبلى البغدادى 4: 89
سليمان بن على بن سليمان بن راشد بن ابى ظبية الاصبعي البحرانى الشاخورى 4: 13
سليمان بن محمد بن احمد البغدادى النحوى- الحامض 4: 80
سليمان بن محمد الصيداوي العاملى 4: 15
سليمان بن محمد بن عبد اللّه السبائى المالقى الاندلسى- ابن الطراوة 4: 86
سليمان بن مهران الدماوندى الكوفى- الاعمش 4: 75
سهل بن احمد بن على الارغيانى- ابو الفتح 4: 96
سهل بن عبد اللّه بن رفيع التستري- ابو محمد 4: 93
سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمى- ابو حاتم السجستانى 4: 90
شاذان بن جبرئيل بن اسماعيل بن ابى طالب القمى 4: 23
شرف الدين بن على النجفى 3: 27
شريح بن الحارث بن المجشع الكندى (القاضى 4: 97
شريك بن عبد اللّه بن ابى شريك النخعى الكوفى «القاضى 4: 102
شقيق بن ابراهيم البلخى 4: 106
شهاب الدين بن محمد السهروردي (عمر) 4: 109
ص: 303
صاعد بن الحسن بن عيسى الربعى البغدادى- ابو العلاء اللغوى 4: 130
صاعد بن محمد بن صاعد البريدى الآبى 4: 116
صالح بن احمد السروى المازندرانى الاصفهانى (محمد 4: 118
صالح بن اسحاق الادبى النحوى البصرى- الجرمى 4: 133
صالح بن الحسن الجزائرى 4: 117
صدر الدين محمد بن ابراهيم القوامى الشيرازى- الملا صدرا 4؛ 120
صدر الدين محمد بن باقر الرضوى القمى 4: 122
صدر الدين محمد بن صالح بن محمد بن زين العابدين الموسوى العاملى الاصفهانى 4: 126
ضياء الدين بن سعيد بن محمد بن عثمان القزوينى القرمى 4: 136
طالب بن على العلوى الحسينى الابهرى 4: 138
ابو طالب المكفوف النحوى الكوفى 4: 149
طاهر بن احمد بن بابشاذ بن داود بن سليمان بن ابراهيم النحوى المصرى 4: 150
طاهر بن عبد اللّه بن طاهر بن عمر الطبرى 4: 149
طاهر بن على الجرجاني- ابو الطيب 4: 143
طاهر بن محمد حسين القمى الشيرازى الاخبارى (محمد 4: 143
طاوس بن كيسان الخولانى الهمدانى اليمانى 4: 140
طمان بن احمد العاملى- نجم الدين 4: 147
طيفور بن عيسى بن آدم بن سروشان- ابو يزيد البسطامى 4: 152
ص: 304
ظالم بن عمرو بن سفيان بن حندل- ابو الاسود الدئلى 4: 162
ظهير الدين بن علي بن زين العابدين بن الحسام العاملى العيناثى 4: 147
عاصم بن بّهدلة الاشبلى الاسدى ابى النجرد 4: 4
العباس بن الاحنف بن الاسود بن طلحة الحنفى اليمامى الشاعر 5: 9
العباس بن الفرج الرياشى النحوى البصرى 5: 15
عبد اللّه بن ابراهيم بن عبد اللّه بن حكيم الخبرى 5: 114
عبد اللّه بن احمد بن احمد بن احمد بن عبد اللّه بن نصر بن الخشاب النحوى اللغوى- ابن الخشاب 5: 122
عبد اللّه بن احمد بن عبد اللّه الشافعى- القفال المروزى 5: 110
عبد اللّه بن اسعد التميمى اليافعي المكى- اليافعى 5: 142
عبد اللّه بن برى بن عبد الجبار المقدسى المصرى النحوى- ابن بري 5: 124
عبد اللّه بن جعفر بن درستويه بن المرزبان الفارسى الفسوى النحوى ابن درستويه 5: 109
عبد اللّه بن الحسين التسترى الاصفهانى 4: 234
عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن الحسن العكبرى البغدادى- ابو البقاء العكبري 5: 130
عبد اللّه بن سليمان بن داود بن عبد الرحمان بن سليمان بن عمر بن حوط اللّه الاندلسى- ابن حوط اللّه 5: 128
عبد اللّه بن شهاب الدين حسين اليزدى الشهابادى 4: 228
عبد اللّه بن صالح بن جمعة بن شعبان بن على السماهيجى البحرانى 4: 247
عبد اللّه بن عبد الرحمان بن عبد اللّه بن محمد بن محمد بن عقيل القرشى- ابن عقيل 5: 146
عبد اللّه بن عبد العزيز بن ابى مصعب الاندلسى النحوى- ابو عبيد البكرى 5: 117
ص: 305
عبد اللّه بن عمر بن محمد بن على الفارسى البيضاوى- القاضي البيضاوى 5: 134
عبد اللّه بن عيسى الاصفهانى التبريزى الافندى- صاحب رياض العلماء 4: 255
عبد اللّه بن محمد الانصارى (الخواجة- 5: 115
عبد اللّه بن محمد التونى البشروى 4: 244
عبد اللّه بن محمد رضا العلوى الحسينى الكاظمى- الشبر 4: 461
عبد اللّه بن محمد بن السيد اللغوى النحوى 5: 118
عبد اللّه بن محمد بن هبة اللّه- شرف الدين بن عصرون 5: 120
عبد اللّه بن محمود بن سعيد التسترى الشهيد 4: 230
عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينورى- ابن قتيبة 5: 105
عبد اللّه بن المعتز باللّه بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد- ابن المعتز 5: 103
عبد اللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه الموسوى التسترى الجزائرى 4: 257
عبد اللّه بن هارون التوزى 5: 102
عبد اللّه بن يوسف بن احمد بن عبد اللّه بن هشام المصرى الانصارى- ابن هشام 5: 137
عبد الجبار بن احمد الاصولى المعتزلى البغدادى (القاضى- 5: 17
عبد الجليل بن محمد بن عبد الجليل الانصارى القرطبى 5: 19
عبد الجليل بن مسعود بن عيسى المتكلم الرازى 4: 188
عبد الحميد بن محمد بن محمد بن الحسين بن ابى الحديد- ابن ابى الحديد 5: 20
عبد الحى بن عبد الوهاب بن على الحسينى الاشرفى الجرجانى 4: 190
عبد الرحمان بن ابى بكر بن ناصر الدين محمد بن ابى بكر بن عثمان بن محمد بن خضر- ابن ايوب بن محمد بن الشيخ العارف باللّه همام الدين 5: 54
عبد الرحمن بن عبد اللّه بن احمد بن اصبغ بن حبيش بن سعدون بن رضوان بن فتوح- الاندلسى ابو القاسم السهيلى 5: 44
ص: 306
عبد الرحمان بن احمد بن عبد الغفار الفارسى عضد الدين الايجى 5: 49
عبد الرحمن بن احمد بن محمد الدشتى الفارسى- الجامى 5: 68
عبد الرحمن بن اسحاق الصيمرى البغدادى- الزجاجى 5: 28
عبد الرحمان بن اسماعيل بن ابراهيم بن عثمان الدمشقى- ابو شامة 5: 42
عبد الرحمان بن على بن محمد بن على الصديقى ابن الجوزى 5: 35
عبد الرحمن بن محمد بن ابراهيم بن العتايقى الحلى- ابن العتايقى 4: 193
عبد الرحمان بن محمد بن عبد اللّه بن يوسف المرسى الاندلسى 5: 33
عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه بن كمال الدين الانبارى 5: 30
عبد الرحيم بن الحسن بن على بن عمر بن على بن ابراهيم الاموى- الاسنوى 5: 76
عبد الرحيم بن على بن الحسين بن احمد بن المفرج اللخمى العسقلانى 5: 74
عبد الرزاق بن على بن الحسين اللاهيجى الجيلانى القمي 4: 196
عبد الصمد بن ابراهيم الخليل البغدادى- قارى الحديث 5: 78
عبد الصمد الهمداني (المولى- 4: 198
عبد العالي بن على بن عبد العالى الكركى 4: 199
عبد العزيز بن زيد بن جمعة الموصلى النحوى ابن القواس 5: 83
عبد العزيز بن على بن الحسين ابو السرايا- صفى الدين الحلي 5: 80
عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز البراج 4: 202
عبد العظيم بن عبد اللّه بن على بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن ابى طالب عليه السّلام 4: 207
عبد على بن جمعة العروسي الحويزى الشيرازى- صاحب نور الثقلين- 4: 213
عبد على بن محمود الخادم الجابلقى 4: 218
عبد القادر الجيلانى البغدادى 5: 85
عبد القاهر بن عبد بن رجب بن المخلص العبادي الحويزى 4: 220
عبد القاهر بن عبد الرحمان الجرجانى النحوى 5: 89
ص: 307
عبد الكريم بن احمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن احمد بن محمد بن احمد ابن محمد الطاوس العلوى الحسينى 4: 221
عبد الكريم بن محمد بن المنصور بن محمد بن عبد الجبار- السمعانى- 5: 100
عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيرى الصوفى 5: 94
عبد اللطيف بن على بن احمد بن ابى جامع العاملي 4: 225
عبد الملك بن عبد اللّه بن يوسف بن عبد اللّه الجوينى- امام الحرمين- 5: 165
عبد الملك بن على بن ابى المنا البابى الحلبى- عبيد النحوى- 5: 168
عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن على بن اصمع اللغوى البصرى- الاصمعي- 5: 149
عبد الملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبى الفراء النيسابورى- الثعالبى- 5: 162
عبد المطلب بن محمد بن على بن الاعرج الحسينى الحلى- عميد الدين- 4: 265
عبد النبى بن سعد الجزائرى الغروى 4: 268
عبد النبى بن على بن احمد بن محمد بن جمال الدين بن تقى بن صالح العاملى النباطى 4: 372
عبد الواحد بن احمد بن ابى القاسم بن محمد بن داود بن ابى حاتم المليحى الهروى 5: 169
عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد التميمى الامدى 5: 170
عبد الوهاب بن ابراهيم- عز الدين الزنجانى- 5: 173
عبيد اللّه بن احمد بن عبيد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الاموى الاشبيلى 5: 174
عبيد اللّه بن محمد بن جرو الاسدى 5: 173
عثمان بن جنى النحوى البغدادى- ابن جنى 5: 176
عثمان بن سعيد بن عثمان القرطبى الاندلسي- ابو عمر والدانى- 5: 181
عثمان بن عمر بن ابى بكر بن يونس الاسنوى- ابن الحاجب الكردى- 5: 184
ص: 308
عثمان بن عيسى بن منصور بن محمد البليطى
عطاء اللّه بن فضل اللّه الشيرازى الدشتكى- جمال الحسينى- 5: 189
على بن ابراهيم بن اسعد البليقنى الحوفى 5: 242
على بن ابى الحزم القرشى الدمشقى علاء الدين بن النفيس 5: 290
على بن احمد بن محمد بن على الواحدى النيشابورى 5: 244
على بن احمد بن موسى بن محمد التقى بن على بن موسى الرضا عليه السّلام- ابو القاسم العلوى 4: 291
على بن احمد بن يحيى المزيدى الحلى- المزيدى 4: 345
على بن اسماعيل بن اسحاق بن سالم بن اسماعيل بن عبد اللّه بن موسى بن بلال بن ابى- بردة بن موسى الاشعرى- ابو الحسن الاشعرى 5: 207
على اصغر بن يوسف القزوينى 4: 397
على اكبر بن محمد باقر الايجى الاصفهانى 4: 406
على بن ثروان بن زيد الكندى النحوى- ابو الحسن الكندى 5: 253
على بن جعفر بن عبد اللّه الاعلبى السعدى الصقلى- ابن القطاع 5؛ 248
على بن جمشيد النورى المازندرانى الاصفهانى 4: 408
على بن حجة اللّه بن على بن عبد اللّه بن الحسين بن محمد بن عبد الملك الطباطبائى- الامير شرف الدين الشولستانى 4: 379
علي بن الحسن الزوارى المفسر 4: 376
علي بن الحسن الهنائى النحوى الكوفى- كراع النمل 5: 204
علي بن الحسين بن حسان بن باقى القرشى- ابن باقى 4: 339
علي بن الحسين الصائغ العاملي الجزينى 4: 478
علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي العاملى- نور الدين 4: 360
ص: 309
على بن الحسين بن على الضرير النحوى- الجامع الباقولى 5: 251
على بن الحسين بن على المسعودى المؤرخ 4: 281
على بن الحسين بن محمد بن احمد بن الهيثم بن عبد الرحمن القرشى الاموى- ابو الفرج الاصفهانى 5: 220
على بن الحسين بن موسى بن بابويه القمى 4: 273
على بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن موسي بن جعفر عليه السّلام علم الهدى 4: 294
على خان بن احمد بن محمد معصوم بن احمد بن ابراهيم بن سلام اللّه بن مسعود بن محمد بن منصور بن محمد الحسينى الدشتكى الشيرازى 4: 394
على بن خليفة بن يونس بن ابي القاسم الخزرجى الانصارى المصرى- ابن ابى اصيبعة 5: 259
على بن سهل الاصفهانى العارف 5: 233
على بن حمزة بن الحسن الطوسى (الطبرسى) نصير الدين 4: 320
على بن حمزة بن عبد اللّه بن فيروز الاسدى الكوفى النحوى- الكسائى 5: 194
على بن حمزة اللغوى- ابو نعيم البصرى 5: 229
على بن العباس بن جريح البغدادى- ابن الرومى 5: 201
على بن عبد اللّه بن وصيف الشاعر ابو الحسين الحلاء 5: 227
على بن عبد الحميد بن اسماعيل- ابن الصباغ 5: 258
على بن عبد الكافى بن على بن تمام الانصارى الخزرجى السبكى 5: 294
على بن عبد الكريم بن عبد الحميد العلوي الحسينى النيلي النجفى- بهاء الدين النيلى 4: 347
علي بن عبيد اللّه بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن على بن موسى بن بابويه القمى- منتجب الدين 4: 316
ص: 310
علي بن عبيد اللّه الدقاق النحوى- الدقيقى 5: 240
علي بن عبيدة الريحانى اللغوى 5: 198
علي بن عثمان بن على بن سليمان الاربلى الصوفى الشاعر 5: 285
علي بن على بن محمد بن طى العاملى الفقعانى 4: 354
علي بن عمر بن احمد بن مهدى البغدادى- الدارقطنى 5: 232
علي بن عيسى بن داود الجراح الوزير 5: 214
علي بن عيسى بن فخر الدين الاربلى- ابن الفخر 4: 341
علي بن عيسى بن الفرج بن الصالح الربعى الشيرازى النحوى 5: 241
علي بن عيسى بن على بن عبد اللّه النحوى ابو الحسن الرمانى الاخشيدى 5: 230
علي بن فضال بن على بن غالب الفرزدقى القيروانى اللغوى النحوى 5: 246
علي بن القاسم بن يونش الاشبيلى الاندلسى ابو الحسن بن الزقاق 5: 255
علي بن محمد بن حبيب البصرى- الماوردى 5: 243
علي بن محمد بن حسن بن زين الدين الشهيدى الجبعى العاملى الاصفهانى 4: 390
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف بن يحيى المصرى- ابن النبيه 5: 263
علي بن محمد بن داود بن ابراهيم البغدادى- ابو القاسم التنوخى 5: 216
علي بن محمد بن سالم بن محمد- سيف الدين الآمدى 5: 268
علي بن محمد الشاعر ابو الفتح البستى 5: 236
علي بن محمد بن عبد اللّه بن ابى سيف البصرى- ابو الحسن المدائني 5: 199
علي بن محمد بن عبد الصمد- علم الدين السخاوى 5: 278
علي بن محمد علي بن ابى المعالى الصغير بن ابى المعالى الكبير الطباطبائى الاصفهاني 4: 399
على بن محمد بن على بن احمد الخوارزمى- ابو الحسن العمرانى 5: 252
ص: 311
على بن محمد بن على الاستر آبادى النحوى- الفصيح 5: 249
على بن محمد بن علي الحسينى الجرجانى الاستر آبادى 5: 300
على بن محمد بن علي بن محمد الاشبيلى الاندلسى ابن حروف 5: 256
على بن محمد بن على بن محمد بن يونس العاملى النباطى البياضى العنفجورى 4: 353
على بن محمد بن على بن يوسف الكتامى الاشبيلى الاندلسى- ابن الضائع 5: 289
على بن محمد بن محمد الخزاز الرازى القمى 4: 313
على بن المظفر الاسكندرانى الدمشقى- الوداعى 5: 520
على بن موسى بن جعفر بن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن محمد العلوى الفاطمى رضى الدين بن طاوس 4: 325
على بن موسى الانصارى السالمى الاندلسى الجبائى- ابن النقرات 5: 254
على بن مؤمن بن محمد بن على النحوى الحضرمى- ابن عصفور 5: 283
على نقى بن محمد هاشم الطغائى الكمرئي الفراهانى الشيرازى الاصفهانى 4: 382
على بن هبة اللّه بن عثمان بن احمد بن ابراهيم بن الرائقة الموصلى 4: 315
على بن هلال الجزائرى 4: 356
على بن يوسف بن على بن المطهر الحلى- رضى الدين 4: 344
عمر بن جعفر بن محمد الزعفرانى- دومى 5: 308
عمر الخيامى النيسابورى الحكيم 5: 311
عمر بن على بن سالم بن صدقة اللخمّى الاسكندرى الفاكهى النحوى 5: 316
عمر بن محمد بن احمد بن على بن عديس القضاعى البلنسى اللغوى 5: 313
عمر بن محمد بن عمر بن عبد اللّه الازدى الاشبيلى الاندلسى- الشلوبين 5: 314
عمر بن محمد بن يوسف بن يعقوب اللغوى النحوى البغدادى 5: 309
عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن ابى الفوارس المقرى الحلبى- ابن الوردى 5: 317
ص: 312
عمر بن يعيش السوسى النحوى 5: 310
عمرو بن بحر بن محبوب الكتانى الليثى البصرى- الجاحظ 5: 324
عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسى البيضاوي البصرى- سيبويه 5: 319
عمرو بن الفارض الشاعر- ابن الفارض 5: 332
عناية اللّه بن على بن محمود بن على القهبائى الاصفهانى الرجالي 4: 410
عياض بن موسى بن عياض السبتى المغربى الاندلسى- القاضى عياض 5: 336
عيسى بن عبد العزيز البربرى اليزدكتنى- ابو موسي الجزولى 5: 343
عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان اللخمى 5: 341
عيسى بن عمر الثقفى النحوى 5: 338
غيلان بن عقبة بن مسعود بن حارثة- ذو الرمة 6: 2
فتح اللّه بن شكر اللّه الكاشانى المفسر صاحب منهج الصادقين 5: 345
فتح اللّه بن هيبة اللّه بن عطاء اللّه الحسنى الحسينى السلامي الشامى 5: 344
فخار بن معد بن فخار الموسوى الحائرى 5: 346
فخر الدين بن محمد بن على بن احمد بن طريح الرماحى المسلمى الطريحى صاحب مجمع البحرين 5: 349
فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي المفسر 5: 353
فرج اللّه بن محمد بن درويش بن محمد بن حسين بن جمال بن اكبر الحويزى 5: 355
فرزدق بن غالب بن صعصعة بن ناجية التميمى 6: 5
الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المشهدى- صاحب مجمع البيان 5: 357
فضل اللّه بن روزبهان الخنجى الاصفهانى- باشا 6: 17
ص: 313
فضل اللّه بن على بن عبيد اللّه الحسنى الراوندى الكاشانى 5: 365
الفضل بن محمد بن على بن الفضل القصبانى النحوى 6: 15
الفضيل بن عياض الكوفى الصوفي 6: 19
فيض اللّه بن عبد القاهر الحسينى التفرشى 5: 368
القاسم بن سلام النحوى اللغوى- ابو عبيد 6: 23
القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحرامى الحريرى 6: 27
القاسم بن فيرة بن ابى القاسم بن خلف بن احمد بن الرعينى الشاطبى 6: 33
القاسم بن محمد بن بشار الانبارى النحوى 6: 25
ابو القاسم بن محمد حسن بن نظر على الجيلانى (الميرزا القمى) 5: 369
قطب الدين الرازي البويهى الحكيم الالهى 6: 38
كثير بن عبد الرحمان بن الاسود بن عامر بن عويم 6: 49
كمال الدين محمد بن معين الدين محمد الفسائى الفارسى الشيرازى- الميرزا كمالا 5: 380
كميت بن زيد بن حنيس الاسدى الشاعر 6: 55
كميل بن زياد بن نهيك النخعى اليمانى 6: 61
لطف اللّه بن عبد الكريم بن ابراهيم بن على بن عبد العالى الميسى 5: 381
ماجد بن هاشم بن على بن مرتضى بن على بن ماجد الحسينى الصادقى الجد حفصى 6: 73
مالك بن انس بن ابى عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان الاصبحى المدنى 7: 221
مالك بن دينار البصرى الزاهد 7: 228
المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيبانى الجزرى الاربلى ابن الاثير 7: 232
ص: 314
مجدود بن آدم- الحكيم سنائى الغزنوى 7: 236
محسن بن حسن الاعرجى الكاظمى 6: 104
المحسن بن الحسين بن احمد النيشابورى 6: 78
محسن بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود (الفيض الكاشانى) 6: 79
محفوظ بن وشاح بن محمد الحلى 6: 105
محمد بن ابراهيم بن جعفر- ابو عبد اللّه الكاتب النعمانى 6: 127
محمد بن ابراهيم النيشابورى- فريد الدين العطار 8: 62
محمد بن ابى بكر الارموى الآذربايجانى 8: 118
محمد بن ابى بكر بن ايوب الزرعى الخليلى- العلاء 8: 94
محمد بن ابى بكر بن عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم- ابن جماعة 8: 108
محمد بن ابى بكر بن عمر بن ابى بكر المخزومى- ابن الدمامينى 8: 111
محمد بن ابى طالب الاسترآبادي 7: 34
محمد بن احمد بن ابراهيم بن سليمان الجعفى الكوفى 6: 125
محمد بن احمد بن ابراهيم القرشى المغربى 8: 38
محمد بن احمد بن ابراهيم بن كيسان البغدادى- ابن كيسان 7: 285
محمد بن احمد- ابو ريحان البيرونى 7: 351
محمد بن احمد بن ادريس الحلى العجلى- ابن ادرليس 6: 274
محمد بن احمد بن الازهر بن طلحة بن نوح- الازهرى الهروى 7: 336
محمد بن احمد بن الجنيد الكاتب- الاسكافى 6: 145
محمد بن احمد بن الخليل بن سعادة الخويى- ابن الخويى 8: 84
محمد بن احمد بن عبد اللّه بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال- ابو عبد اللّه الصفوانى 6: 121
ص: 315
محمد بن احمد بن عبد الهادي المقدسي 8: 89
محمد بن احمد بن عثمان الطائي البساطى 8: 114
محمد بن احمد بن على بن الحسن بن شاذان القمى- ابن شاذان 6: 179
محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن اسحاق الابيوردى الشاعر 8: 21
محمد بن احمد بن هشام بن ابراهيم اللخمي السبتي الاندلسي 8: 32
محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن الشافع- الامام الشافعى 7: 257
محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن الاحنف الجعفى- البخارى 7: 278
محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبرى 7: 292
محمد بن جعفر بن احمد بن خلف بن حميد المرسى الاندلسى 8: 35
محمد بن جعفر التميمى النحوى- القزاز القيروانى 7: 346
محمد بن جعفر بن محمد بن نما الحلى- ابن نما 6: 294
محمد بن الحسن بن ابي سارة النيلى الكوفى 7: 263
محمد بن الحسن البلخي- جلال الدين المولوى الرومى 8: 67
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن خثيم- ابن دريد- 7: 303
محمد بن حسن بن زين الدين الشهيد 7: 39
محمد بن الحسن الشروانى 7: 93
محمد بن الحسن بن عبد اللّه بن مذحج الاشبيلى- الزبيدى- 7: 339
محمد بن الحسن بن على بن احمد بن على النيسابورى- الفتال- 6: 253
محمد بن الحسن بن على الطوسى- شيخ الطائفة- 6: 216
محمد بن الحسن بن على بن محمد- الحر العاملى- 7: 96
محمد بن الحسن القزوينى- الاقا رضى الدين 7: 118
محمد بن حسن بن محمد الاصفهانى- الفاضل الهندى 6: 111
ص: 316
محمد بن الحسن المظفر الحاتمى- ابو علي البغدادى 7: 341
محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن- ابن مقسم- 7: 333
محمد بن حسن بن يوسف بن المطهر الحلى- فخر المحققين- 6: 33
محمد بن الحسين بن الحسن البيهقى- قطب الدين الكيدرى- 6: 295
محمد بن الحسين بن عبد اللّه الشافعى البغدادى- الاجرى 7: 334
محمد بن حسين بن عبد الصمد الحارثى الجباعى- بهاء الدين العاملى- 7: 56
محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن موسى بن جعفر الصادق- الرضى- 6: 190
محمد بن حمزة بن محمد بن محمد الرومى الفنرى 8: 113
محمد بن حيدر الحسنى الطباطبائي- الميرزا رفيعا- 7: 84
محمد بن الخلف الزابط المغربى 7: 349
محمد بن زكريا الرازى الطبيب 7: 300
محمد بن زياد الكوفى- ابن الاعرابى 7: 270
محمد بن زيد العلوى الحسينى 7: 350
محمد بن السرى بن سهل النحوى- ابن السراج 7: 299
محمد بن سعد بن محمد بن محمد الديباجى المروزى 8: 50
محمد بن سلامة القضاعى المغربى- صاحب كتاب الشهاب- 7: 350
محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود- الكافيجى- 8: 115
محمد بن سير بن البصري 7: 249
محمد بن طرخان بن اوزلغ- ابو نصر الفارابى 7: 321
محمد بن الطيب بن محمد الباقلانى البصرى- ابو بكر الباقلانى- 7: 343
محمد بن على بن ابراهيم بن حسن بن ابراهيم بن ابى جمهور الاحسائى 7: 26
ص: 317
محمد بن على بن ابراهيم الفارسى الاسترآبادى- صاحب الرجال- 7: 36
محمد بن على- ابو الفتح الكراجكى 6: 209
محمد بن على بن احمد الحلى- ابن حميدة- 8: 31
محمد بن على بن اسماعيل المارمي العسكرى- مبرمان- 7: 328
محمد بن على بن الحسين بن ابى الحسن الموسوى العاملى الجبعى 7: 45
محمد بن على بن الحسين بن بابويه القمي- الصدوق- 6: 132
محمد بن على بن شعيب- فخر الدين بن الدهان 8: 36
محمد بن على بن شهر آشوب بن ابى نصر بن ابى الجيش السروى المازندرانى- ابن شهر آشوب- 6: 290
محمد بن على بن الطيب المعتزلى 7: 349
محمد على بن باقر البهبهانى 7: 150
محمد علي بن محمد باقر الهزار جريبى المازندرانى 7: 153
محمد بن على بن محمد الحرفوشى الحريري العاملى الكركي 7: 85
محمد على بن محمد رضا الساروى المازندراني 7: 148
محمد بن على بن محمد الطوسي المشهدى- العماد الطوسى- 6: 262
محمد بن على بن محمد علي الطباطبائي الكربلائي 7: 145
محمد بن علي بن محمد بن محمد بن محمد المغربي الحاتميّ- ابن العربي- 8: 51
محمد بن على بن نعمة اللّه الحسنى الموسوى- السيد ميرزا الجزائرى 7: 90
محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن على- فخر الدين الرازى 8: 39
محمد بن عمر بن واقد الواقدى المدنى- الواقدى 7: 268
محمد بن عمران بن موسى بن سعد بن عبد اللّه- المرزبانى 7: 338
محمد بن عبد اللّه البغدادى- ابو بكر الصيرفى 7: 313
ص: 318
محمد بن عبد اللّه بن عبد اللّه مالك الطائى- ابن مالك 8: 76
محمد بن عبد اللّه العربى المعافرى 8: 25
محمد بن عبد اللّه بن محمد- ابن الحاج القرطبى 8: 66
محمد بن عبد اللّه بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبيى الحاكم النيسابورى 7: 342
محمد بن عبد اللّه بن محمد بن ظفر المكي الصقلى 8: 34
محمد بن عبد الرحمن بن ابى ليلى بن يسار الانصارى الكوفى- ابن ابى ليلى 7: 252
محمد بن عبد الرحمن بن على بن ابى الحسن الزمردى- ابن الصائغ 8: 95
محمد بن عبد الرحمن بن عمر القزوينى- الخطيب الدمشقي 8: 87
محمد بن عبد الفتاح التنكابنى- سراب 7: 106
محمد بن عبد الكريم بن احمد- الشهرستانى 8: 26
محمد بن عبد النبى بن عبد الصانع النيسابورى- الميرزا محمد الاخبارى 7: 127
محمد بن عبد الواحد بن ابى هاشم البغدادي- ابو عمر الزاهد- المطرز 7: 330
محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن ابان- ابو على الجبائى 7: 286
محمد بن عبيد اللّه بن احمد بن اسماعيل بن عبد العزيز- المسبحى 7: 348
محمد بن القاسم بن الحسين بن معية الحلي الحسنى الديباجى- ابن معية 6: 324
محمد بن القاسم بن محمد بن بشار البغدادى- ابن الانبارى 7: 309
محمد بن محمد بن الاشعث بن محمد الكوفى المصرى 6: 120
محمد بن محمد باقر الحسيني النائينى السبزوارى الاصفهانى 7: 121
محمد بن محمد الجزرى 8: 116
محمد بن محمد بن الحسن- الخواجه نصير الدين الطوسى 6: 300
محمد بن محمد بن حسن بن قاسم الحسينى العاملى العيناثى الجزينى 7: 89
محمد بن محمد رضا بن اسماعيل بن جمال الدين القمى المشهدى 7: 110
ص: 319
محمد بن محمد رفيع الجيلانى- البيد آبادى الاصفهانى 7: 122
محمد بن محمد زمان الكاشانى 7: 124
محمد بن محمد بن زين الدين بن الداعى العلوى الحسينى الآوى 6: 320
محمد بن محمد بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن مالك- ابن الناظم 8: 81
محمد بن محمد بن على الطبرى الاملى الكجى- عماد الدين 6: 249
محمد بن محمد بن على الكاشغرى النحوي 8: 85
محمد بن محمد بن محمد بن طاوس احمد الطوسى- الغزالى 8: 3
محمد بن محمد بن مكى بن محمد بن حامد العاملي الجزينى، ابن الشهيد 7: 22
محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن نعمان بن سعيد العربى العكبرى- المفيد 6: 153
محمد بن محمود بن احمد البابرتى النحوى 8: 99
محمد بن المستنير اللّغوى البصرى- قطرب 7: 265
محمد بن مسعود بن ابو بكر الخشنى الاندلسى الجياني- ابن ابى الركب 8: 23
محمد بن مسعود المالينى الهروى النحوى 8: 48
محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمى الكوفى المفسر- العياشى 6: 129
محمد بن مسلم بن عبيد اللّه- ابن شهاب الزهرى 7: 242
محمد بن مكرم بن على الانصارى الافريقى- ابن منظور 8: 86
محمد بن مكى بن محمد بن حامد بن احمد النبطى العاملى الجزينى الشهيد الاول 7: 3
محمد بن موسى بن عيسى الدميرى صاحب حياة الحيوان 8: 106
محمد بن موسى بن محمد الدوالى الصريفى 8: 100
محمد بن الهذيل بن عبد اللّه بن مكحول العبدى البصرى- ابو الهذيل العلاف 7: 273
ص: 320
محمد بن هشام بن عوف التميمى الشيبانى السعدى اللغوى 7: 275
محمد بن يحيى بن ابى منصور النيسابورى- محيى الدين 8: 24
محمد بن يحيى بن عبد اللّه بن العباس بن محمد- ابو بكر الصولى 7: 315
محمد بن يزيد بن عبد الاكبر الازدى البصرى- المبرد 7: 283
محمد بن يعقوب بن اسحاق الكلينى الرازى 6: 108
محمد بن يعقوب بن محمد بن ابراهيم الفيروز آبادى- صاحب القاموس 8: 101
محمد بن يوسف الجيانى الاندلسى- ابو حيان النحوى 8: 90
محمد بن يوسف بن على بن سعيد الكرمانى البغدادى 8: 98
محمود بن احمد بن موسى بن احمد بن حسين- العتابى العينى 8: 130
محمود بن عبد الرحمن بن احمد بن محمد بن ابى بكر بن على الاصفهاني 8: 127
محمود بن على بن الحسن الحمصى الرازى 7: 158
محمود بن عمر بن محمد بن احمد- جار اللّه الزمخشرى- 8: 118
محمود بن مسعود بن مصلح الفارسي الشيرازى 8: 129
المرتضى بن الداعى بن القاسم الحسنى 7: 164
مسعود بن على بن احمد بن العباس البيهقي- فخز الزمان- 8: 132
مصطفى بن الحسين الحسينى التفرشى 7: 167
المعافي بن زكريا بن يحيى النهرواني 8: 134
معروف بن على الكرخى البغدادى 8: 134
معمر بن المثنى المصرى القرشي- ابو عبيدة- 8: 138
مفلح بن الحسين الصيمرى 7: 168
مقداد بن عبد اللّه بن محمد بن الحسين بن السيورى الحلبى الاسدى 7: 170
منصور بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن اسحاق الحسنى الحسينى الدشتكى الشيرازى- غياث الدين 7: 176
ص: 321
مهدى بن ابي ذر الكاشاني النراقى 7: 200
مهدى بن المرتضى بن محمد الحسني الحسينى الطباطبائى النجفى- بحر العلوم- 7: 203
مؤمن بن محمد زمان الحسيني الديلمى التنكابنى 8: 141
ميثم بن على بن ميثم البحرانى 7: 216
ميمون بن البخت الواسطى 8: 143
ناصر بن ابراهيم البويهى العاملى العيناثى 8: 145
ناصر خسرو العلوى الشاعر المشهور 8: 162
ناصر بن الرضا بن محمد بن عبد اللّه العلوى الحسينى 8: 144
ناصر بن عبد السيد بن على المطرز- المطرزى الخوارزمي- 8: 163
نصر اللّه بن الحسين الحسينى الموسوى الحائرى 8: 146
نصر بن مزاحم المنقرى التميمى الكوفى العطار 8: 165
نصر اللّه بن هبة اللّه بن نصر الزنجانى 8: 146
نعمان بن ثابت بن زوطي بن هرمز- ابو حنيفة الكوفى- 8: 167
نعمان بن محمد بن منصور بن احمد بن حيون- ابو حنيفة المصرى- 8: 147
نعمة اللّه بن عبد اللّه الحسينى الموسوى الجزائرى 8: 150
نور اللّه بن شرف الدين الحسينى المرعشى الشهيد 8: 159
هاشم بن سليمان بن اسماعيل الحسينى البحرانى 8: 181
هاشم بن محمد 8: 180
ص: 322
هبة اللّه بن الحسن الموسوى 8: 184
هبة اللّه بن عبد اللّه بن سيد الكل- القفطى- 8: 192
هبة اللّه بن على بن محمد بن على بن عبد اللّه بن حمزة- ابن الشجرى- 8: 191
هشام بن ابراهيم الكربنائي الانصارى 8: 193
هشام بن احمد بن هشام بن خالد بن سعيد- ابن الوقشى- 8: 194
هشام بن الياس الحائرى 8: 185
هشام بن معاوية الضرير النحوى الكوفى 8: 194
واصل بن عطاء المدنى- ابو حذيفة الغزال- 8: 188
ورام بن ابى فراس النخعى 8: 177
ولى اللّه بن نعمة اللّه الحسينى الرضوى الحائرى 8: 179
و هودان بن دشمن و نان بن مرد افكن الديلمى 8: 180
يحيى بن احمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلى 8: 198
يحيى بن الحسن بن الحسين بن على بن البطريق الحلي- ابن البطريق- 8: 196
يحيى بن الحسين العلوى النيسابورى 8: 195
يحيى بن زياد بن عبد اللّه بن مروان الديلمى- الفراء- 8: 209
يحيى بن شرف بن مرى النواوى الشامي 8: 215
يحيى بن عبد اللّه- الشيخ المقتول 8: 216
يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوى اليزيدى 8: 211
يحيى بن معط بن عبد النور الزواوي المغربى- ابن معط- 8؟ 214
ص: 323
يعقوب بن اسحاق بن السكيت- ابن السكيت- 8: 217
يوسف بن ابى بكر بن محمد بن على الخوارزمى- السكاكى- 8: 220
يوسف بن احمد بن ابراهيم بن احمد بن صالح بن احمد بن عصفور البحرانى 8: 203
يوسف بن حاتم الشامى العاملى 8: 199
يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد البر القرطبى الاندلسى- ابن عبد البر- 8: 222
يوسف بن على بن المطهر سديد الدين الحلى 8: 200
ص: 324