تهذیب اللغه المجلد 11

اشاره

سرشناسه : ازهری، محمدبن احمد، ق 370 - 282

عنوان و نام پدیدآور : تهذیب اللغه/ ابی منصور محمدبن احمد الازهری؛ علّق علیها عمر سلامی، عبدالکریم حامد

مشخصات نشر : بیروت : دار إحیاء التراث العربی، الطبعه الأولی، 1421ه = 2001م.

مشخصات ظاهری : 15 ج

موضوع : واژه نامه ها Dictionaries

موضوع : زبان عربی -- فقه اللغه عربی

موضوع : زبان عربی -- واژه نامه ها

توضیح : «تهذیب اللغه» اثر ابومنصور محمد بن احمد ازهری از علمای ادب عرب و زبان شناس قرن چهارم هجری است که در موضوع لغت به زبان عربی در 15 جلد منتشر شده است. گردآوری لغاتی که مؤلف خود مستقیما از عرب بادیه نشین شنیده و نیز تصحیح و تهذیب کلماتی که در ثبت و ضبط قرائت و کتابتشان خطا و تصحیف رخ داده انگیزه مولف از نگارش کتاب بوده است. بر همین اساس کتابش را به تهذیب اللغه نامگذاری کرده است.

نویسنده در جلد اول بعد از مقدماتی وارد متن کتاب می شود و الفاظ را از حروف حلقی شروع کرده و با حروف لبی و حروف بدون جایگاه (جوف) در جلد آخر به پایان می برد. ترتیب کتاب بر اساس حروف چنین است: (ع ح ه خ غ- ق ک- جش ض- صس ز- ط د ت- ظ ذ ث- ر ل ن- ف ب م- و ا ی). وی بعد از هر حرف ابتداء مضاعف آن حرف را یعنی واژه هایی که دو حرف از حروف آن مشابه باشد را ذکر می کند. سپس ابواب ثلاثی صحیح و در ادامه ثلاثی معتل و در مرحله بعد ابواب لفیف و در پایان ابواب رباعی را متذکر می شود.

مؤلف در این کتاب از شیوه اشتقاقی خلیل بهره برده و آن را از نظر نوع چینش و نظام کلمات مانند «العین» خلیل مرتب نموده است؛ یعنی بر حسب ترتیب ابجد و الفبایی نیست؛ بلکه تحت تاثیر آواشناسی زبان سنسکریت، با توجه به حروف اصلی کلمه و بر طبق مخارج حروف و با محوریت حروف حلقی مرتب کرده است، و به بیرونی ترین آنها یعنی واژه های لبی ختم می گردد. او گونه های مختلف یک ماده را استخراج و الفاظ مستعمل و مهمل آن را جدا و معانی هر یک از مستعملات آن را بیان کرده است.

ص: 1

اشاره

ص: 2

ص: 3

ص: 4

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

[تتمه کتاب حرف الجیم]

[تتمه أبواب الثلاثی الصحیح من حرف الجیم]

أبواب الجیم والتاء

اشاره

ج ت ظ - ج ت ذ - ج ت ث : مهملات.

ج ت ر
اشاره

ترج ، تجر ، رتج : مستعملات.

ترج

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : تَرِجَ الرجلُ علی «فَعِلَ» ، إذا أَشکَلَ علیه الشیءُ من عِلْمٍ أو غیره.

وتَرْجٌ ، مَأْسَدَهٌ بناحیه الغَوْر ، والأُتْرُجُ : معروف ، والعوام یقولون : أُتْرُنْجٌ ، وتُرُنْجٌ.

والأولی کلام الفصحاء. عمرو عن أبیه تَرَجَ : إذا استتر ، ورَتِجَ ، إذا أَغلق کلاماً أو غیره.

تجر

قال اللّیث : التَّجْرُ : جَماعه التّاجر وهم التجار أیضاً ، وقد تَجَرَ یَتْجَرُ تِجارَه ، وأرض مَتْجَرَهٌ : یُتْجَرُ إلیها.

والعرب تقول : ناقه تاجِرَه ، إذا کانت تَنْفُقُ إذا عُرِضت علی البیع لِنجابَتها ، ونُوقٌ تَواجر ، وأنشد الأصمعیّ :

* مَجَالِحٌ من سِرِّها التَّواجِرُ*

وقال ابن الأعرابیّ : تقول العرب : إنه لتاجر بذلک الأمر ، أی حاذق به ، وأنشد :

لَیْسَتْ لقومی بالکَنیفِ تجارَهٌ

لکَنَّ قومی بالطِّعانِ تِجَارُ

ویقال : رَبِحَ فلان فی تجارته ، إذا أَفضَلَ ، وأربح ، إذا صادف سُوقاً ذاتَ رِبحْ.

رتج

قال شِمَر : فی الحدیث : «مَنْ رکب البحر إذا أَرْتَجَ فقد بَرِئت منه الذِّمَّه».

قلت : هکذا قَیَّده شَمِر بخَطِّه ، قال : ویقال : أَرْتَجَ البحْر ، إذا هَاج.

قال : وقال الغِتْریفیّ : أَرتَجَ البحرُ ، إذا کَثُر ماؤُه فَغَمر کلَّ شیء ، قال : وقال أخوه : السَّنَهُ تُرْتِجُ ، إذا أَطْبَقَتْ بالجدْب ،

ص: 5

ولَمْ یجِد الرجل منه مَخْرجاً. وکذلک إرْتاجُ البحرِ : لا یَجِدُ صاحِبُه منه مخرجاً.

وإرْتاجُ الثَّلْج : دَوامه وإطْباقُه ، وإرْتاجُ الباب منه. قال : والخِصْب إذا عَمَّ الأرض فلم یُغادِرْ منها شیئاً ، فقد أَرْتَج ، وأنشد :

* فی ظُلْمَهٍ من بعیدِ القَعْر مُرْتاجِ *

سَلَمه ، عن الفرّاء ، یُقال : بِعَلَ الرجل ورَتِجَ ، ورَجِیَ ، وغَزِلَ : کلُّ هذا إذا أراد الکلام فأُرْتِجَ علیه ، وقال : الرِّتاجُ : الباب المُغْلَق ، وقد أَرْتَجَ البابَ : إذا أَغلقه إغلاقاً وثیقاً وأنشد :

أَلَم تَرَنِی عاهدتُ ربِّی وإننی

لَبَیْنَ رِتاجٍ مُقْفَلٍ ومَقامِ

ویقال : أَرْتِجَ علی فلان ، إذا أراد قولاً أو شعراً فلم یصل إلی تمامه ، وقال : فی کلامه رَتَجٌ أی تَتَعْتُع.

وقال غیره : أَرْتَجت الأتانُ : إذا حَمَلَتْ ، فهی مُرْتِج.

وقال ذو الرُّمه :

کأنّا نَشُدُّ الْمَیْسَ فَوق مَراتِجٍ

من الحُقْبِ أَسْفَی حَزْنُها وسُهولُها

وناقهٌ رِتاجُ الصَّلا : إذا کانت وَثیقَهً وَشِیجه.

وقال ذو الرُّمَّه :

رِتَاجُ الصَّلا مَکْنوزَهُ الْحاذِ یَسْتَوی

علی مِثْلِ خَلْقاءِ الصَّفاهِ شَلِیلُها

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : یقال لأَنْفِ الباب : الرِّتاجُ ، ولِدَرَوَنْدِه : النِّجَافُ ، والنَّجران ، ولِمتْرَسِه : الْقُنّاحُ.

وقال شمر رَتِجَ فی منطقه ، وأُرْتِجَ علیه ، إذا استغلق علیه الکلام ، وأصله مأخوذ من الرِّتاج ، وهو الباب ، وأَرْتَجْتُ البابَ إذا أَغْلَقْتَه.

وقیل للحامل : مُرتِج ؛ لأنها إذا عَقَدَتْ علی ماءِ الفَحل انسَدَّ بابُ رحمها فلم یدخله شیء ، فکأنها أَغْلقته علی مائه.

عمرو عن أبیه : الرّتَجُ : استغلاقُ القراءه علی القاریء ، یقال : أُرْتِجَ علیه واسْتُبهِمَ علیه.

وأرتجت الدجاجهُ : إذا امْتلأَ ظهرها بَیْضاً ، وأمکنت الضَّبَّهُ کذلک.

ج ت ل
اشاره

استعمل من وجوهه : تلج ، جلت.

تلج

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : التُّلَجُ : فَرْخُ العُقاب.

وقال أبو عُبَیْد : التّوْلَج : الکِناس ؛ وأنشد :

* مُتَّخِذاً فی صَفَوَاتٍ تَوْلَجا*

ویقال له : الدَّوْلَج ، والأصل وَوْلَج ، فقلبت إحدی الواوین تاء.

جلت

یقال : جَلتُّهُ عشرین سَوْطاً : أی ضَربتَه. قلت : أَصله جَلَدْتُه ، فأُدْغِمَت الدال فی التّاء.

وجالوت : اسم أَعْجَمِیّ لا ینصرف.

ص: 6

قال الله : (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ) [البقره : 251].

ویقال : اجْتَلَتُّه ، واجتلدْتُه : أی شربتُه أجمع.

ج ت ن
اشاره

استعمل من وجوهه : نتج.

نتج

قال اللیث : النِّتاج : اسمٌ یجمَعُ وَضْعَ الغَنَم ، والبهائم. وإذا وَلِیَ الرّجلُ ناقهً ماخِضاً ونِتاجَها حتی تضع ، قیل : نَتَجها نَتْجاً ، ونِتاجاً.

وقد نُتِجَت الناقه ، إذا ولدت ، ولا یقال نَتَجَت ، ولا یقال : نُتِجَتْ الشاهُ إلا أن یکون إنسانٌ یَلِی نِتاجَها ، ولکن یقال : نَتجَ القوم ، إذا وضعت إبلُهم وشاؤُهم.

قال ، ومنهم من یقول : أَنْتَجت الناقه : أی وَضعَت. قلت : هذا غلط ، لا یقال أَنْتجت الناقه بمعنی وضعت.

وروی أبو عُبَیْد ، عن أبی زید : أَنْتَجت الفَرس ، فهی نَتوج ، ومُنْتِج : إذا دنا وِلادُها ، وعَظم بَطنُها.

قال : وإذا ولدت النّاقه من تلقاء نفسها ، ولم یل نِتاجها أَحدٌ قیل : قد أَنْتَجَت ، وقد نَتَجْتُ الناقه أنتِجُها ، إذا ولِیتَ نِتاجها ، فأنا ناتج ، وهی مَنْتوجه.

وقال ابن حِلِّزَه :

لا تکْسَع الشَّوْلَ بأَغْبارِها

إنَّک لا تَدری مَنِ النّاتجُ

وقد قال الکمیت بیتاً فیه لفظٌ لیس بمستفیضٍ فی کلام العرب ، وهو قوله :

* لِیَنْتَتجُوها فِتْنهً بعد فتنَه*

أی لِیُولِّدوها ، والمعروف فی کلامهم لیَنْتِجُوها.

أبو حاتم عن الأصمعی ، قال : النِّتاج یکون للإبل والبقر ، ولا یقال للشاء.

قال : ویقال للِّبأ اللِّبانُ أیضاً. والمُفَصِّح : الذی قد ذهب اللِّبَأُ عنه ، وهو الفِصْحُ والمُفْصِّح ، لأن اللِّبأ خاثر مثل الصمغ فإذا ذهب اللِّبأُ عنه خرج رقیقاً طیِّباً.

وقال اللیث : النَّتُوج : الحامل من الدَّواب ، فرسٌ نَتُوجٌ ، وأَتانٌ نَتُوجٌ : فی بطنها وَلَدٌ قد اسْتبان ، وبها نتاج ، أَیْ حَمْلٌ.

قال : وبعضٌ یقول للنَّتوج من الدواب : قد نَتَجَت ، بمعنی حَمَلت ، ولیس بعامّ.

وقال ابن السکیت ، قال یونس : یقال للشاتَیْنِ إذا کانا سِنّاً واحده : هما نَتِیجهٌ ، وکذلک غَنَمُ فلانٍ نَتَائِج ، أی فی سِنِّ واحده ومَنْتِجُ النَّاقه : حیث تُنْتَجُ فیه أی تلدِ ، أنشد أبو الهیثم لذی الرمه :

قد انْتُتِجَتْ من جانب من جُنوبها

عوانا ومن جنب إلی جَنْبِ بَکْراً

قال انْتُتِجت علی «افْتُعِلَتْ» من نُتِجَتْ ، فاستجاز ذو الرمه «انْتُتِجَتْ». فی معنی «نُتِجَتْ» لا فی معنی «انْتَتَجَتْ». قال : وانْتَتَجَت الناقهُ انْتِتاجاً إذا ولدت ، ولیس قربها أحد.

ص: 7

ج ت ف

استعمل منه : جفت.

وأما التَّجفاف فهو اسمٌ علی «تِفْعَال» من المضاعفَ ، من جَفّ یَجِفُ وجفَّفَ ، وقد مرّ تفسیره.

وقرأت فی «نوادر الأعراب» : اجْتَفتُ المالَ ، واکْتَفتُّه ، وازْدَفَتُّه ، وازْدَعَبْتُه ، واکْتَلطْتُه ، واکْتَدَرتُه إذا استحبتَه أجمع.

ازْدَفْتُّه افْتعلت من زَفَتُّ.

ج ت ب
اشاره

استعمل من وجوهها : جبت ، تجب.

جبت

قال الله جلَّ وعزَّ : (یُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) [النساء : 51].

قال الزجاج ، قال أهل اللغه : کلُّ معبود من دون الله جِبْتٌ وطاغوت.

قال : وقیل : الجِبْتُ والطَّاغوت : الکَهَنه والشیاطین. وجاء فی التفسیر الجبت والطَّاغُوت : حُیَیّ بن أخْطَب ، وکعبُ بن الأشْرف الیهودیان.

قال : وهذا غیر خارج مما قال أهْلُ اللغه ، لأنهما إذا اتبعوا أمرهما فقد أطاعوهما من دون الله.

قلت : وقد رُوِی هذا عن ابن عباس ، من روایه علی بن أبی طلحه.

قال الطَّاغوت : کعبُ بنُ الأشْرف ، والجِبْتُ حُیَیُّ بن أخطب ، وقاله الضَّحاک.

وأما الشعبیّ ، وعطاء ، ومجاهد ، وأبو العالیه ، فقد اتفقوا علی أن الجِبْت : السِّحر والطَّاغوت : الشَّیْطان.

ونحو ذلک رُوی عن عمر بن الخطاب : حدثنا السعدیُّ عن عثمان ، عن أبی عُمر الحوْضِیّ ، عن شُعْبه ، عن ابن أبی إسحاق ، عن حسان بن أبی قائد ، عن عمر ، قال : الجِبْتُ : السِّحر ، والطاغوت : الشیطان.

وروی أبو العباس ، عن ابن الأعرابی : الجِبْتُ : رئیس الیهود ، والطاغوت رئیس النصاری.

تجب

قال اللیث : التِّجابُ من حجاره الفِضَّه : ما أُذیب مَرَّه ، وقد بَقِیت فیها فِضَّه ، والواحده تِجَابه.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابی : التِّجْبابُ : الخَطُّ من الفِضَّه یکونُ فی حَجَرِ المعدن ، وتَجُوب : قَبیلَهٌ من قبائل الیمن.

ج ت م
اشاره

استعمل من وجوهها : متج.

متج

قال أبو تراب : سَمِعْتُ أبا السَّمَیْدَع یقول : سِرْنا عُقْبَهً مَتُوجاً. ومَتُوجاً أی بَعِیدَهً ، وذکره فی باب الجیم والحاء.

ویقال أیضاً فی باب الجیم والخاء.

سمعت أبا السمیدع ، ومُدْرکاً ، ومُبْتَکِراً

ص: 8

الجَعْفَرِیَّیْن ، یقولون : سِرْنا عُقْبَهً مَتُوجاً ومَتُوخاً ، أی بَعیده ، فإذا هی ثلاث لغات مَتُوحٌ ، ومَتوخ ، ومتُوج.

أبواب الجیم والظّاء

اشاره

ج ظ ذ - ج ظ ث - ج ظ ر - ج ظ ل - ج ظ ن : مهملات.

ج ظ ف
اشاره

استعمل منه : جفظ.

جفظ

ثعلب ، عن سلمه ، عن الفراء ، قال : الجفیظ : المَقْتُول المُنْتَفخ.

وقال ابن بُزُرْج : المُجْفَئِظُّ : المیت المُنْتَفخ.

أبو عمرو : المُجْفَئِظُّ : کل شیء یُصبح علی شَفا الموت من مرضٍ أو شَرٍّ أصابه ، تقول أصبح مُجْفِئِظّاً.

قال : والْمجفَئِظُّ : المیت المنتفخ.

ج ظ ب - ج ظ م

أهملت وجوههما.

أبواب الجیم والذال

اشاره

ج ذ ث : مهمل

ج ذ ر
اشاره

جذر ، جرذ : مستعملان.

جذر

قال اللیث : الجَذْرُ : أَصْلُ اللِّسان ، وأصل الذَّکَر ، وأَصلُ کلِّ شیءْ ، قال : وأَصلُ الحساب الذی یُقال : عَشَره فی عشره أو کَذا فی کذا ، نقول : ما جَذْرُه؟

أی ما مَبْلَغُ تمامِهِ فتقول : عَشَره فی عشره ، مائه. وخمسه فی خمسه ، خمسه وعشرون ؛ فَجذْر مائه عَشره ، وجَذْر خَمسهٍ وعشرین ، خمسه.

وفی حدیث حُذَیْفَهَ بنِ الیمان عن رسول الله صلی الله علیه وسلم : نزلتِ الأَمانَهُ فی جَذْرِ قلوب الرّجال ، ثم نَزَلَ القرآن ، فعلِموا من القُرآن ، وعلموا من السنه ، ثم حدَّثنا عن رَفْع الأمانه فی حدیث طویل.

قال أبو عبید ، قال الأصمعی ، وأبو عمرو الجَذْرُ : الأصل من کلِّ شَیْء.

وقال زهیر یصف بقره وحشیه :

وسامِعَتَیْن تَعْرِفُ العِتْقَ فیهما

إلی جَذْرِ مَدْلُوکِ الکُعوب مُحَدَّدِ

وقال أبو عمرو : هو الجِذْرُ بالکسر ، وقال الأصمعی : بالفَتح.

وقال ابن جبله : سألت ابنَ الأعرابیّ عنه فقال : هو جَذْرٌ ولا أَقولُ جِذْر بالکسر.

قال : والجَذْرُ : أصْلُ حساب ونَسب ، والجِذْرُ بالکسر : أصلُ شجره ، ونحو ذلک.

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : المُجَذَّرُ : القَصِیرُ من الرّجال.

أبو زید : جَذَرْتُ الشّیء جَذْراً وَأَجْذَرْتُه إذا اسْتَأْصلْتَه.

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : جَذَرْتُ الشیءَ

ص: 9

أجْذِرُه جَذْراً : إذا قطعتَه.

وقال شَمِر : یقال إنه لَشدیدُ جَذرِ اللّسان أی أصله ، وشَدیدُ جَذْر الذَّکَر : أی أصله.

قال الفرزدق :

رَأَتْ کَمَراً مِثْلَ الجلامِیدِ فُتِّحَتْ

أَحالِیلُها حتی اسْمَأَدَّتْ جُذُورها

أی أصولها.

وقال خالد بن جَنْبَه : الجَذْرُ : جَذْرُ الکلام ، وهو أن یکونَ الرجلُ مُحْکماً لا یَسْتعین بأَحد ، ولا یُرَدُّ علیه ولا یُعاب.

فیقال : قاتلَه الله ، کیف یَجْذِرُ فی المُجادله؟

وقالَ أَسِید : الجَذْرُ أیضاً : الانْقطاع من الحَبْل والصَّاحب والرُّفقه ومن کُلِّ شیء ، وأنشد :

یا طَیبَ حَالَ قضاه الله دونکم

واسْتحصَد الحبْلُ منک الیومَ فانجذَرا

أی انقطع.

قال : وقال أبو عمرو : الجِذْرُ بکسر الجیم : الأَصل.

جرذ

أبو عُبیده : الْجَرَذُ : کلُّ ما حَدَثَ فی عُرقوبِ الفرس من تَزَیُّد أو انْتفاخِ عَصَبِ ، ویکون فی عُرضِ الکَعْب من ظاهِرٍ أو باطن ، وقرأت فی «کتاب الخیل» لابن شُمَیل ، قال : أمَّا الْجرَذُ بالذَّال فَوَرَمٌ یأخُذُ الفَرس فی عُرض حافِره ، وفی ثَفِنَتِهِ من رِجله حتی یَعْقِرَه وَرَمٌ غَلیظ یَتَعَقَّر ، والبعیر یَأْخُذُه أیضاً.

قال : والجَرْدُ بالدال بلا تعجیم : ورَمٌ فی مُؤخَّر عُرقوب الفَرس ، یَعظُم حتی یمنعُه المشیَ والسَّعْی.

قلت : ولم أسْمع الجَرَدَ بالدَّال فی عُیوب الخیل لغیر ابن شُمَیْل ، وهو ثِقَهٌ مأمون ، وقد ذکرَ الجَرَدَ والجَرَذَ فی عُیوب الخیل بمعنیین مُختلفین.

وأما أبو عُبَیْده فإنه یُنْکِرُ الجردَ بالدال ، وکذلک الأصمعی وغیره.

وقال اللیث : الْجَرَذُ ، بالذال : داءٌ یأْخُذُ فی قَوائم البِرْذَوْن. دَابَّهٌ جَرِذ.

وفی «نوادر الأعراب» : الجرَذ داءٌ یأْخذ فی مَفْصِل العُرقوب ، فیکوی منه تمشیطاً فَیبْرأُ عُرقوبه آخِراً ضَخْماً غلیظاً ، فیکون ردیئاً فی حمله ومشیه.

قال : والجُرَذُ : اسمُ الذکرَ من الفار ، وجمعه جِرْذَان.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، یقال : جَرَّذَه الدهر ، ودَلَّکَه ، ودیَّثَه ، ونَجَّذَه ، وحَنَّکَه بمعنی واحد ، وهو المُجَرَّذُ والمُجَرَّسُ.

روی ذلک أبو عُبَید ، عن أبی عَمْرو.

شَمِر عن ابن الأعرابیّ : نَجَّذَه الدهرُ ، وقلّحَهُ ، وجرَّذَه إذا أحکمه. قال : وأجْرَذْت فلاناً من ماله إذا أخرجته من

ص: 10

ماله. رواه الإیادیّ عنه. أبو عبید ، عن أبی عمرٍو : المُجَرَّذُ ، والمجرَّسُ والمُضَرَّسُ ، والمُقَتَّلُ ؛ کله الذی قد جرّب الأمور.

وقال الأصمعی : أجرَذْتُه إلی کذا وکذا ، أی اضْطَررته وأنشد :

کأَنَّ أوْبَ صَنْعَهِ الملّاذِ

یَسْتَهْیعُ المُراهِقَ المُحَاذِی

* عافِیه سَهْواً غیر ما إجْراذِ*

وعافیه : ما جاءَ من عَدْوِه عفواً.

سَهْواً : عَفْواً سَهلاً ، بلا حَثٍّ شدید ولا إکْراه علیه.

[ج ذ ل]
اشاره

جذل ، جلذ ، لجذ ، ذجل ، لذج ، ذلج : مستعمله.

جذل

قال اللیث : الجَذْلُ : انتصابُ الحِمارِ الوحْشیّ ونحوه ناصباً عُنُقَه.

والفعل : جذَلَ یَجْذُلُ جُذُولاً.

قال : وجَذِلَ یَجْذَلُ جَذَلاً ، فهو جَذِلٌ ، وجَذْلانٌ ، وامرأهٌ جَذْلی ، مثل فَرِح وفَرحان.

قلت وقد أجاز لبید «جاذِلاً» بمعنی «جَذِل» فی قوله :

وعانٍ فَکَکْناه بغیر سُوَامه

فأصْبح یَمشی فی المَحلَّهِ جاذِلاً

أی أصْبحَ فَرِحاً.

والجاذِل ، والجاذی : المنْتَصِب ، وقد جَذا وجذَلَ یَجْذُو ویَجْذُلُ.

وقال اللیث : الجِذْلُ : أصْل کلّ شَجره حین یذهب رأسها ، تقول : صار الشیء إلی جِذْلِه أی إلی أصْله.

وقال غیره : یقال لأصل الشَّیء جَذْلٌ وجِذْلٌ بالفتح والکسر ، وکذلک أصْل الشَّجَره تَقْطَع ، ورُبما جُعِلَ العُودُ جِذْلاً.

وفی الحدیث : کیفَ تُبْصِرُ القَذَاهَ فی عین أخیکَ ، ولا تُبْصِرُ الجِذْلَ فی عَیْنک».

جلذ

قال اللیث : الجُلْذِیُ : الشَّدید من السّیر.

قال العجّاج یصفُ فلاه :

* الخِمْسُ والْخِمسُ بها جُلْذِیّ *

یقول : سَیْرُ خِمْس بها : شدیدٌ.

الأصمعی : ناقَهٌ جُلْذِیَّهِ : صُلْبهٌ شدیده.

قال : والجِلْذَاءَهُ : الأرض الغلیظه ، وجمعها جَلَاذِیّ ، وهی الحِزْباءَه.

شَمِر ، عن ابن شمَیْل : الجُلْذِیَّه : المکانُ الخَشِنُ الغلیظُ من القُفّ ، لیس بالمُرتفع جداً ، یَقْطَع أخْفاف الإبل ، وقَلَّما یَنْقَادُ ولا یَنْبُتُ شیئاً.

قال اللیث : والجُلْذِیَّهُ من الفَراسن أیضاً : الغلیظه الوکیعَهُ.

وسیْرٌ جُلْذِی وخمْسٌ جُلْذِیٌ : شدید.

قال : وقال الأصمعی الاجْلِوَّاذُ ، والاجْرِوَّاط فی السیر : المضاءُ والسُّرعه.

قال : وقال ابن الأعرابی : الجِلْذیَّهُ : النَّاقه

ص: 11

الغلیظهُ الشدیده شَبَّهها بِجِلْذَأَهِ الأرض وهی النَّشْر الغلیظ.

واجْلَوَّذَ المطر : إذا ذَهَب وقَلَّ ، وأصله من الاجْلِوَّاذِ فی السیر ، وهو الإسراع.

قال : والجَلاذِیُ فی شِعْر ابن مُقْبل ، جمع الجُلْذِیَّهِ ، الناقه الصُّلبه. وهو :

صوتُ النَّواقیس فیه ما یُفرِّطُه

أیْدی الجَلاذِی وجُونٌ ما یُعَفِّینا

وقال أبو عمرو : الجَلاذِیّ : الصُّنَّاعُ ، واحدهم جُلْذِیّ.

وقال غیره : الْجَلاذِیّ. خَدَمُ البیعه ؛ جَعَلهم جَلاذِیّ لِغِلَظِهِم.

ابن الأعرابی : اجْلَوَّذ ، إذا أَسْرَع ، ومثله اجْرَهَدَّ ، ومثله قوله : واجْلَوَّذَ المطر.

ذجل

أهمله اللیث. وقال ابن الأعرابی : الذَّاجِل : الظَّالم ، وقد ذَجَلَ إذا ظَلَمَ.

لجذ

أهمله اللیث. ورَوی عمرو عن أبیه : لجِذَ الکلبُ ، ولَجَذَ ، ولَجَنَ : إذا وَلَغَ فی الإناء. قال : واللَّجْذُ : الأکل بِطَرَفِ اللّسان ، ونَبْتٌ مَلْجوذٌ : إذا لم یتمکَّن منه السِّن من قِصَرِه فَلَسَّتْه الإبل.

قال الراجز :

* مثل الوَأَی المُبْتَقِلِ اللَّجَّاذِ*

ویقال للماشیه إذا أکلت الکلأ ، قد لُجِذَ الکلأ ، ولَجِذَ الکلبُ الإناء ، إذا لَحِس.

وقال أبو زید : إذا سألک رجُلٌ فأعطیْتَه ، ثم سألک ، قلت : لَجَذَنی ، یَلْجُذُنی لجْذاً.

لذج - ذلج

أهمله اللیث. وقال ابن دُرَیْدِ : لَذَجَ (1) الماءُ فی حَلْقِهِ وذَلَجه بمعنًی واحد.

ج ذ ن
اشاره

استُعمِل من وجوهه : نجذ.

نجذ

قال اللیث : النَّجْذُ شِدَّهُ العَضِ بالنَّاجِذ ، وهی السِّنُّ ، بین النَّاب والأضْرَاس.

قال : وتقول العرب : بَدَتْ نواجِذه ، إذا أظْهرها غَضَباً أو ضَحِکاً.

أبو عبید ، عن الأصمعی : رجل مُنَجَّذٌ ، ومُنَجِّذٌ ، وهو المجرَّب والمُجرِّب ، وهو الذی جرَّب الأمورَ وعَرفها ، وأنشد :

أخو خَمْسین مُجْتمِعٌ أشُدِّی

ونَجَّذَنی مُداوَرَهُ الشُّؤُون

ویقال للرجل إذا بَلَغَ أشُدَّه : قد عَضَّ علی ناجِذِه ؛ وذلک أنَ الناجِذَ یَطلُعُ إذا أسَنَّ ، وهو أقصی الأضْراس.

وروی أبو عُمَر ؛ عن أبی العباس ، أنه قال : اخْتَلَفَ الناس فی النَّواجذ فی الخَبَر الذی جاء عن النبی صلی الله علیه وسلم ، حتی بَدَت نواجذه فقال الأصمعی : النَّواجِذُ : أقْصی الأضْراس.

ص: 12


1- فی المطبوعه : «ذَلَج» ، والمثبت من «اللسان» (لذج - 12 / 267).

وقال غیره : النَّواجِذ أدْنی الأضراس.

وقال غیرهما : النَّواجِذ المضَاحِک.

قال : وروی عبدُ خَیْرٍ ، عن علیّ أنه قال : إنَّ الملَکیْن قاعدان علی ناجِذَی العَبد یِکْتُبان.

قال أبو العباس : النَّواجِذُ فی قول عَلِیٍّ : الأَنْیاب ، وهو أَحْسنُ ما قیل فی النَّواجِذ ، لأنّ الخبر أنه صلی الله علیه وسلم ، کان جُلّ ضَحِکه تَبَسُّما.

ج ذ ف
اشاره

أهمله اللیث.

جذف

وروی أبو عبید عن أبی عمرو : جَذَفْتُ الشیء : قطعْته بالذَّال.

وقال الأعشی :

قاعِداً حوله الندامی فما یَنْ-

-فَکُّ یُؤتَی بمُوکَرٍ مَجْذُوفِ

أَرادَ بالمُوکَر السِّقَاءُ الْمَلآنَ من الخمر ، والمجذوف : الذی قُطِعَ قوائمه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : جَذَفَه : قَطَعَه ، قال : والمجذُوف والمجدُوف : المقطوع ، وجَذَفَ الطائرُ إذا کان مقْصوصاً ، وقد مرَّ. أبو عَمْرو ، وجَذَفَ الرَّجل فی مشیه : إذا أَسْرَع.

رواه أبو عبید عنه.

ج ذ ب
اشاره

جذب ، جبذ ، بذج : [مستعمله].

جذب - جبذ

قال اللیث : الجَذْبُ : مدُّک الشّیءَ. والجَبْذُ : لُغهُ تمیم : قال : وإذا خَطب الرجلُ امرأَهً فردَّته ، قیل : جَذَبَتْه ، وجَبَذَتْه.

قال : وکأنَّه من قولک جاذَبْته فجذَبْته ، أی غَلَبتْه ، فبان منها مَغلوباً.

قال : ویقال : انْجَذَبَ الرجل فی سیره ، وقد انجذب به السیر.

وقال الأصمعیّ : جَذَبَ الشَّهْرُ یَجْذِبُ جَذْباً ، إذا مضی عامَّتُه ویقال للصبیِّ ، أو السَّخْله إذا فُصِل : قد جُذِب.

وقال أبو النجم :

* ثم جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُه*

ویقال للناقه إذا غَرَزَت وذَهب لبنُها : قد جَذَبَتْ ، فهی جاذب والجمعُ : جَواذب.

قال الهذلی :

بِطَعْن کرَمْح الشَّوْل أَمْست غوارِزا

جواذبُها تأْبَی علی المتَغَبِّر

ویقال للرّجل إذا کَرِعَ فی الإناء نَفَساً أو نَفَسین : جَذَبَ نفساً أو نفسین.

عمرو ، عن أبیه ، یقال : ما اغنی عَنِّی جِذِبّاناً ، وهو زِمامُ النَّعل ولا ضِمْناً ، وهو الشِّسْع.

ابن شُمیل : بیننا وبین بنی فلان نَبْذَهٌ وجَذْبَهٌ ، أی هُمْ مِنَّا قَریب.

والجَذْبُ : جُمَّارُ النّخل ، والواحده جَذَبه ،

ص: 13

وهی الشَّحْمَهُ التی تکون فی رأس النَّخْله ، یُکْشَطُ عنها اللَّیفُ فتُؤکل ، وهو الکَثْرُ.

وجَذَبَ فلانٌ حَبْلَ وِصاله وجَذَمَه : إذا قَطَعَه.

وقال البعیث :

* أَلَا أَصْبَحَت خَنْساء جاذِمَه الْوَصْلِ*

وقال اللِّحیانیّ : ناقَهٌ جاذِبٌ : إذا جَرَّتْ فزادتْ علی وَقْت مضْرِبها.

وقال النَّضر : یقال تَجَذَّبَ اللَّبَن : إذا شَرِبَه.

وقال العُدَیْل :

دَعَتْ بالجِمالِ البُزْل للظَّعن بَعْدَ مَا

تَجَذَّبَ راعی الإبْلِ ما قد تَحَلَّبا

بذج

رُوِی عن النبیّ صلی الله علیه وسلم أنه قال : «یُؤْتَی بابْنِ آدمَ یوم القیامه کأَنَّه بذَجٌ من الذُّلِّ».

قال أبو عُبَیْد : قال الفرّاء : البَذَجُ : ولد الضَّأْنِ ، وجمعه بِذْجَان ، وأنشد :

قَدْ هَلکَتْ جارَتُنا من الْهَمَجَ

وإن تَجُعْ تأْکُلْ عَتُوداً أَوْ بَذَج

والعَتُودُ : من أَوْلاد المِعزَی.

ج ذ م
جذم

قال الأصمعیّ : جِذْمُ الشَّجره وجِذْیُها - بالیاء - : أَصْلُها ، وکذلک من کُلِّ شیء.

وقال اللیث : الجِذْمَهَ : القِطعه من الشّیء ، یُقْطَع طَرَفه ویبقی جِذْمه ، وجذْمُ القوم : أَصْلُهم ، والجِذْمَهُ من السَّوْط : ما تَقْطَّعَ طَرَفُه الدّقیق وبَقِیَ أَصله.

قال لبید :

* صائِبُ الجِذْمَهِ فی غَیْر فَشَلْ*

وقال ابن الأعرابی : الجِذْمَهُ فی بیت لبید الإسْراع ، جَعله اسْما من الإِجْذام ، وجعله الأصمعیّ بَقِیِّه السَّوْط ، وأَصْله.

وقال اللیث وغیره : الإِجْذامُ السُّرعه فی السَّیر ، والإِجذام الإقلاع عن الشیء وجِذْمُ الأسنان : مَنابِتُها.

وقال الشاعر :

الآن لما ابْیضَّ مَسْرَبَتِی

وعَضِضْتُ من نابِی علی جِذْم

وفی حدیث عبد الله بن زَید : أنَّه رأی فی المنام کَأَنَّ رجُلاً نزل من السماء فَعلا جذْمَ حائِط ، فأَذَّن.

وجِذْمُ الحائط : أصْلُه.

وقال اللیث : الجَذْم : سُرْعَهُ القطع ، والجَذَمُ : مصدر الأجْذَم الیَد ، وهو الذی ذهبت أصابع کَفَّیه. ویقال ما الذی جَذَّمَ یدیه؟ وما الذی أَجْذَمه حتی جَذِم؟

والجاذِمُ : الذی وَلِیَ جَذْمَه ، والمُجْذَّمُ : الذی یَنْزِل به ذلک ، والاسم الْجُذام.

ورُوِیَ عن النبیّ علیه السلام أنه قال : «من تعلَّم القرآن ثم نَسِیَه لقی الله وهو أَجْذَم».

قال أبو عُبَیْد : الأجْذم المقطوعُ الید ، یقال منه : جَذِمَتْ یده تَجْذَمُ جَذَماً ، إذا انْقطعت وذهبت وإن قَطَعْتَها أنت ، قلت : قد جَذَمْتُها ، أَجْذِمُها جَذْماً.

قال فی حدیث علیّ : «من نَکَثَ بیعته لَقِی

ص: 14

الله وهو أَجْذم ، لیست له ید»

، فهذا یُفسر لک الأجْذم.

وقال المتَلمِّس :

وهل کُنْتُ إلا مثلَ قاطع کَفِّه

بکفِّ له أخری فأصبحَ أجذما؟

وقال غیر أبی عُبَیْد : الأجْذم فی هذا الحدیث : الذی ذهبت أَعضاؤها کلُّها ، قال ولیست یدُ الناسی للقرآن بالجَذَمِ أَوْلَی من سائر أعضائه ، قال : ویقال : رجُلٌ أجْذَم ومَجْذوم ومُجَذَّم إذا تهافتت أطْرافه من داء الْجُذَام.

وروی أبو عُبَید ، عن أبی عمرو ، أنه قال : الأجْذَم : المقطوع الید ، قال : والجَذْم والخَذْمُ کلاهما الْقَطع.

والجَذْماء : امرأهٌ من بنی شَیْبان کانت ضَرَّه للبَرشاء ، وهی امرأه أخری ، فرمت الجَذْماءُ البَرْشَاءَ بنارٍ فأحرقتها ، فسُمیت البَرْشاء ، فوثبت علیها البرشاءُ فقطعت یدها ، فسمیت الجذماء.

وبنو جَذِیمه : حیٌّ من عبد القیس ، کانوا ینزلون البحرین ومنازلهم البیضاء من ناحیه الخَط.

وروی عمرو بن دینار ، عن جابر بن زید ، عن ابن عباس ، قال : «أربعٌ لا یَجُزْنَ فی البیع ، ولا النِّکاح : المجنونه ، والمَجْذومه ، والبَرْصاء والعَفْلاء» : کذا قال ابن عباس مَجْذومه ، کأنها من جُذِمَتْ فهی مجذومه.

ورُوِی عن علیٍّ أنه قال : إذا تزوج المجنونه أو المجذومه أو العَفْلاء ، فإن دخل بها جازت علیه ، وإن لم یکن دخل بها فُرِّق بینهما.

وقال ابن الأنباریّ : القول ما قال أبو عُبَید فی تفسیر الأجذم ، وأنه المقطوع الید ، قال : ومعنی قوله : لَقِیَ الله وهو أجْذَم ، لا یَدَ له ، أی لا حُجه له ، والید : یُراد بها الحُجه ، ألا تری أن الصَّحیح الید والرجل یقول لصاحبه : قَطَعْتَ یدی ورِجْلی أی أذْهَبْتَ حُجَّتی.

(أبواب) الجیم والثّاء

ج ث ر
اشاره

ثجر ، جرث ، جثر : [مستعمله].

جثر

أهمله اللَّیثُ.

وقال ابن دُرید : مکانٌ جَثْرٌ : فیه تُرابٌ یُخالِطه سَبَخ.

ثجر

قال اللیث : الثَّجیر : ما عُصِرَ من العنب فجرت سُلافته ، وبقیت عصارته فهو الثَّجیر ، ویقال : الثَّجیر : ثُفْلُ الْبُسْر یُخْلَطُ بالتمر فیُنْتَبَذُ.

وفی الحدیث : «لا تَثْجُرُوا».

وقال شَمِر ، قال ابن الأعرابی : الثُّجْرَهُ : وَهْدَهٌ من الأرْض منخفضه.

قال ، وقال غیره : ثُجْرَهُ الوادی : أولُ ما تَنْفَرجُ عنه المضایق قبل أن یَنْبَسط فی

ص: 15

السَّعه ، ویُشَبَّه ذلک الموضعُ من الإنسان بثُجْره الوادی.

وقال الأصمعیّ : الثُّجَر الأوساط ، واحدتها ثُجْره.

وقال اللیث : ثُجْرَهُ الحشا : مُجْتَمَعُ أعلی السَّحْر بقَصَبِ الرئه.

والثُّجَرَ : سهام غلاظ الأصول عِراض.

وقال الشاعر :

* تَجَاوَبَ فیه الخیزرانُ المُثَجَّرُ*

والمثَجَّرُ : المعرَّض حوفه وقد ثُجِّرَ تَثْجیراً.

وأما قول تمیم بن أُبیّ بن مقبل :

والعَیْرُ یَنْفُحُ فی المکْتانِ قد کَتِنَتْ

منه جحافِلُه والعَضْرَسِ الثَّجِرِ

ویروی : الثُّجَرِ. فمن رواه الثَّجِر : فمعناه المُجْتَمِع ، والعَضْرَسُ : نبت أحمر النَّوْر.

ومن روی الثُّجَرُ : فهو جمع ثُجْرَه ، وهو ما تَجَمَّعَ فی نَبَاته.

وقال أبو عمرو : ثُجْرَهٌ من لَحْمٍ ، أی قِطْعَه.

وقال الأصمعی : الثُّجَرُ : جماعات مُتَفرِّقَهٌ ، والثَّجِر : العریض.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : انْثَجَرَ الجُرح ، وانْفَجَر : إذا سال ما فیه.

جرث

الجِرِّیثُ : من السّمک مَعْروف ، ویقال له : الجِرِّیُّ بلا ثَاء.

وروی سفیان ، عن عبد الکریم الجَزَری : عن عِکْرمه ، عن ابن عباس : أنَّه سئل عن الجِرِّیّ ، فقال : لا بَأْسَ به ، وإنما هو شیءٌ حَرَّمه الیَهود.

وروی شَمِرَ ، عن أحمد بن الحَرِیش ، عن ابن شُمیل بإِسنادٍ له ، عن عمار ، أنه قال : لا تأکلوا الصِّلَّوْرَ والأَنْقَلِیس.

قال أحمد ، قال النضر : الصِّلَّوْرُ : الجِرِّیث ، والأنْقَلِیس : المارْمَاهِی.

ج ث ل
اشاره

جثل ، ثلج ، ثجل : مستعمله.

ثجل

أبو عُبَید ، عن الیزیدیّ : الأثْجَلُ : العظیمُ البَطْن.

وقال غیره : هو الْعَثْجَلُ أیضاً. وقال اللیث : الثَّجَلُ عِظَمُ البطن ، ورَجُل أَثْجَل ، وامْرَأَهٌ ثَجْلَاء.

وفی حدیث أمِّ معبد فی صِفَهِ النبی صلی الله علیه وسلم : «لم تُزْرِ به ثُجْلَه» أی ضِخَمُ بَطن.

جثل

قال اللیث : الجَثْلُ من الشَّعر : أَشَدُّهُ سَواداً وأَغْلَظه.

وقال غیره : الشَّعرُ الجَثْل : المُلْتَفّ ، وفیه جُثُولهٌ وجَثَالَه. واجْثَأَلَ النَّبْتُ : إذا الْتَفَّ وطال وغَلُظ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الجُثَالُ : الْقُبَّر ، واجْثَأَلَ الْقُبَّرُ : إذا انْتَفَشَتْ قُنْزُعَتُه ، وأنشد :

ص: 16

* جَاءَ الشِّتاءُ واجْثَأَلَ القُبَّرُ*

قال والجَثْلَهُ : النملهُ السَّوداء.

أبو عُبَید عن الفراء : تقول العرب : ثَکِلَتْه الْجَثَل ، وثَکِلَتْهُ الرّعیل أی ثَکِلَتْهُ أمُّه.

ثلج

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ قال : الثُّلُجُ : الْفَرِحون بالأخْبَار ، والثُّلُجُ : البُلَداءُ من الرِّجال.

أبو عُبَیْد ، عن أَبی عمرو : ثَلَجَتْ نَفْسِی تَثْلِجُ : إذا اطْمَأَنَّتْ.

وقال الأصمعیّ : ثَلَجَتْ تَثْلَجُ ، وثَلَجَتْ تثلُجُ. وقال اللیث : الثَّلْج : مَعرُوفٌ ، وقد ثُلِجْنَا أی أصابنا ثَلْجٌ. ویقال : ثَلِجَ الرجل ، إذا بَرَدَ قلبُه عن شیء ، وإذا فَرِحَ أیضاً ، فقد ثَلج.

الحرّانی ، عن ابن السّکّیت : ثَلِجْتُ بما خَبَّرَنی ، أی اشْتَفَیْتُ به وسَکَن قلبی إلیه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : ثُلِجَ قلبُه أی بَلُدَ ، وثَلِجَ به أی سُرَّ به وسکن إلیه ، وأنشد :

فلو کُنْتُ مَشْلُوجَ الفُؤادِ إذا بَدَتْ

بلادُ الأعادِی لا أُمِرُّ ولا أُحْلِی

أی لو کنتُ بَلِیدَ الفؤادِ ، کنت لا أُمِرُّ ولا أُحْلِی ، أی لا آتی بمُرِّ وَلا حُلْوٍ من الفِعل.

غیرُه : حَضَرَ فأَثْلَجَ ، إذا بلغ الثَّرَی والنَّبَط.

ویقال : قد أَثْلَجَ صدرِی خَبَرٌ وَارِدٌ ، أی شَفَانِی وَسَکَّنَنی ، فَثَلِجْتُ إلیه.

وَنَصْلٌ ثُلَاجِیُ ، إذا اشتَدَّ بیاضُه.

أبو عُبَیْد ، عن أبی عمرو : إذا انتهی الحافرُ إلی الطین فی البئر قال : أَثْلَجْتُ.

وقال شَمِر : ثَلِج صدری لذلک الأمر ، أی انشرَحَ ونَقَعَ به ، یَثْلَجُ ثلَجاً ، وقد ثَلَجْتُه ، إذا بَلَلْتَهُ وَنَقَعْتَه.

وقال عَبِید :

فی رَوْضَهٍ ثَلَجَ الرَّبیعُ قَرَارَها

مَوْلِیَّهٍ لم یَسْتَطِعْهَا الرُّوَّدُ

وماءٌ ثَلِجٌ : بارد.

ج ث ن
اشاره

جنث ، نثج ، نجث ، ثجن : مستعمله.

جنث

قال اللیث : الْجِنْثُ : أَصْلُ الشَّجَرَهِ ، وهو العِرقُ المستقیمُ أرومَتُه فی الأرض ، ویقال : بل هو من ساقِ الشَّجرهِ ما کان فی الأرض فوق العُروق.

أبو عُبَیْد ، عن الأصمعیّ : جِنْثُ الإنسان : أَصْلُهُ ، وإنه لیرجعُ إلی جِنْثِ صِدْق.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : التَّجَنُّثُ أن یَدَّعیَ الرجلُ غَیْرَ أَصْلِهِ.

وقال ابنُ السّکّیت ، قال الأصمعیّ : سمِعتُ خَلَفاً یقول : سِمعْتُ العرب تُنْشِد بیت لَبِید :

أَحْکَمَ الجُنْثِیُ عن عَوْراتها

ص: 17

کلَّ حِرْبَاءٍ إذا أُکْرِه صَلّ

قال : الجِنثِیّ : السَّیْف بعینه ، وقوله أَحْکَمَ : أی رَدَّ. یقول : رَدَّ الحرباءُ - وهو المسمار - عن عورتها السیف ، وأنشد خلف :

ولَیْست بأَسْواقٍ یکون بِیاعُها

بِبَیْضٍ تُشَافُ بالجِیادِ المنَاقِلِ

ولکنها سوقٌ یکون بِیاعُها

بِجُنْثِیَّهٍ قد أَخْلَصَتْها الصَّیاقِلُ

قال : ومن روی :

أَحکمَ الجِنْثیُ من عوراتها

کلَّ حرباء ...

فإن الجِنْثِیّ : الحدّاد إذا أحکم عَوْرات الدِّرْع ؛ لم یَدَع فیها فَتْقاً ولا مکاناً ضعیفاً.

وقال أبو عُبَیده الجِنْثی ، بالضم والکسر : من أَجْوَد الحدید ، هذا الذی سمعناه من بنی جعفر.

وقال أبو عُبَید : الجُنْثِیّ : الحدَّاد ، ویقال الزَّرّاد.

نثج

أَهْمله اللَّیث.

ثعلب : عن ابن الأعرابیّ : المِنْثَجَهُ : الاست ، سُمِّیت مِنْثَجَه ، لأنها تَنْثجُ ، أی تُخْرِجُ ما فی البطن.

وقال غیره : یُقال لأحد العِدْلَیْن إذا اسْتَرْخَی : قد اسْتَنْثَج فهو مُسْتَنْثِج. قال هِمْیان :

یَظَلُّ یَدْعُو نِیبَهُ الضَّماعِجا

بصَفْنَهٍ تَزْقِی هَدیراً ناثِجا

أی مُسّتَرخِیاً.

نجث

قال اللیث وغیره : النَّجِیثُ : الهدَف ، سُمِّی نَجِیثاً لانْتِصابه واسْتِقْباله.

والاسْتِنْجاث : التَّصَدِّی للشیء ، والإقبال علیه ، والولُوع به.

أبو عبیدُ : خرج فلان یَنْجُثُ بنی فلان ، أی یَسْتَغوِیهم ویستَغِیثُ بهم ، ویقال : یَسْتَعْوِیهم بالعین ، وأتانا نَجِیثُ القوم ، أی أمرهم الذی کانوا یُسِرّونه.

قال لَبِید یذکر بقره :

مَدَی العین مِنها أن تُراعَ بنَجْوَهٍ

کَقَدْرِ النَّجیث ما یَبُذُّ المُناضِلا

أراد أن البقرهَ قریبهٌ من وَلَدِها ، تُراعیه کقدر ما بین الرامی والهدف.

الأصمعیّ : نَبَثوا عن الأمر ، ونَجَثُوا عنه ، وبحثوا عنه ، بمعنی واحد. ورجل نجَّاث ونَجِثٌ یتَتبَّعُ الأخبار ویَسْتَخْرِجُها.

وقال الأصمعیّ :

* لیس بِقَسَّاسٍ ولا نَمٍ نَجِثْ *

ویقال : بُلِغَتْ نَجِیثَتُه ونکیثتُه : أی بُلِغَ مَجْهوده.

والنُّجُثُ : غِلافُ القلب ، وجمعه أنجاث.

وأنشد :

ص: 18

* تَنْزُو قلوبُ القَوم من أَنْجاثِها*

وأنشد شَمِر :

أَزْمانَ غَیُّ قلبِکَ المُسْتَنْجِثُ

بمَأْلَفٍ من جمعکم مُسْتَنبِثُ

قال : المستَنْجِثُ : المُسْتَخْرِج. یقال : نَجَثَهُ أی أَخْرَجَه. وقیل : المستَنْجِث : مثل المُنْهَمِک.

أبو عُبَید ، عن الفراء : من أمثالهم فی إعلان السِّرِّ ، وإبدائه بعد کتْمانه ، قولهم : «بَدا نَجِیثُ الْقَوْمِ» أی سِرُّهم الذی کانوا یخفونه.

ثجن

أَهْمله اللیث.

وقال ابن درید : الثَّجَنُ طریق فی غِلَظٍ من الأرض لغهٌ یَمانیَّه.

ج ث ف
اشاره

فثج ، ثفج : أهملهما اللیث.

فثج

وروی عمرو عن أبیه ، أنه قال : إذا نَقَص فی کلِّ شیء.

أبو عُبَید عن الکسائیّ : عدا الرجل حتی أَفْثَج ، وأفْثَأَ ، وذلک إذا أعیا وانبَهَر.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : عدا حتی أَفْثَج ، وأُفْثِج ، ویقال : فَثَجتُ الماءَ الحارّ بالبارد إذا کَسرتَ حرّه.

وقال الأصمعیّ : هذا ماءٌ لا یُفْثَجُ ولا یُنْکشُ : أی لا یُنْزَح.

وقال أبو عُبَیده : ماءٌ لا یُفْثَجُ أی لا یُبْلَغُ غَوْرُه.

الأصمعیّ : الفاثجُ والفاسِجُ : الناقه التی لَقِحَتْ فَسَمِنَتْ ، وهی فَتیَّه.

وقال هِمْیان :

* والبَکِراتِ اللُّقحَ الْفَواثِجا*

ثفج

أهمله اللیث.

عمرو ، عن أبیه : ثَفَجَ ومَفَجَ : إذا حَمُق.

ثعلب عن ابن الأعرابی : رجلٌ ثَفَّاجَهُ مَفَّاجَه ، وهو الأحْمَق.

ج ث ب
اشاره

استُعْمِل من وجوهه : ثبج.

ثبج

أبو عُبَیْد ، عن الأصمعیّ : الثَّبَجُ : ما بین الکاهِل إلی الظَّهر.

وقال أبو زید : الثَّبَجُ : ما بین العَجُز إلی المَحْرَک.

وقال أبو مالک : الثّبَجُ : مُسْتدارُ أعْلی الکاهِلِ إلی الصّدر ، قال : والدلیل علی أن الثَّبَجَ من الصدر أیضاً ، قولهم : أَثْباجُ الْقَطَا.

عمرو ، عن أبیه : الثَّبَجُ : نُتُوُّ الظَّهْر ، والثَّبَجُ : عُلُوُّ وسط البحر إذا تلاطمت أمواجه ، والثَّبَجُ : اضطراب الکلام وتفْنینُه ، والثَّبَجُ : تَعْمِیَهُ الخَطِّ وتَرْکُ بیانِه.

وقال اللیث : الثَّثْبیجُ : التَّخْلیط.

وقال أبو عبیده : الثَّبَجُ : من عَجْبِ الذَّنب إلی عُذْرَیْه.

ص: 19

وقالت بنت القَتَّال الکلابی. ترثی أباها :

کأَنَّ نَشِیجَنا بِذَوَات غِسْلٍ

نَهیمُ المنزلِ تُثْبُجُ بالرِّحالِ

أی تُوضَعُ الرحالُ علی أثْباجها ، وکتابٌ مُثَبّجٌ ، وقد ثُبِّجَ تَثبیجاً.

وأما قول الکمیت یمدح زیاد بن مَعْقَلِ :

ولم یُوایِم لهم فی ذَبِّها ثَبَجاً

ولم یکُنْ لهم فیها أبا کَرِبِ

وثَبجٌ هذا رَجُلٌ من أهل الیمن غَزاه ملِکٌ من الملوک فصالَحه عن نفسه وأهله وولده ، وترک قومه فلم یدخلهم فی الصلح ، فغزا الملکُ قومه ، فصار ثَبَجٌ مَثَلاً لمن لا یَذُبُّ عن قَوْمه ، وأرادَ الکمیت أنه لم یفْعَل فعل ثَبج ، ولا فِعْل أبی کَرِب ، ولکنه ذَبَّ عن قومه.

ج ث م
اشاره

جثم ، ثجم ، مثج : [مستعمله].

جثم

قال أبو العباس فی قول الله جلَّ وعزَّ : (فَأَصْبَحُوا فِی دارِهِمْ جاثِمِینَ) [الأعراف : 78] أصابهم البلاءُ فبرکوا فیها.

والجاثمُ : البارِکُ علی رِجْلَیه ، کما یَجْثِمُ الطَّیر ، أی أصابهم العذاب فماتوا جاثمین ، أی بارکین.

ورُوِی عن النبیّ صلی الله علیه وسلم : أنَّه نَهی عن المصْبُوره والمُجثَّمهُ.

قال أبو عبید : المُجَثَّمَهُ التی نهی عنها هی المَصْبُورهُ ؛ ولکنها لا تکونُ إلا فی الطَّیر والأرانب ، وأشْباهِها ؛ لأن الطَّیر تَجثِمُ بالأرض إذا لَزِمتْها ولَبَدَت علیها ، فإنْ حَبَسها إنْسانٌ قیل : قَدْ جُثِّمَتْ ، فهی مُجثَّمَه إذا فُعِلَ ذلک بها ، وهی المحبوسَه ، فإذا فعلت هی من غیرِ فعْل أحد ، قیل : جَثَمَت تَجْثِمُ جُثوماً ، وهی جاثمه.

وقال شَمِر فی تفسیر المجَثَّمَه : هی الشَّاه التی تُرْمَی بالحجاره حتی تموت ، ثم تُؤُکل.

قال والشَّاه لا تَجْثِمُ ؛ إنما الجثومُ للطَّیر ، ولکنه اسْتُعیر.

قال ، ورُوِیَ عن عِکْرِمهَ أنه قال : المُجَثَّمَهُ : الشَّاه ، تُرْمَی بالنَّبْل حتی تُقْتَل.

ویقال : جَثَم فلان بالأرض یَجْثِمُ جُثُوماً إذا لَصِق بها ولَزِمَها ، فهو جاثِم.

وقال النابغه یصفَ رَکَبَ امْرَأَه :

وإذَا لَمسْتَ لمسْتَ أجْثَمَ جاثماً

مُتَحَیِّزاً بمکانه مِلْءَ الیَد

قال : وجَثَمت العُذُوق : إذا عَظُمت ، فلَزِمَتْ مکانها ، وقوله :

وباتت بِجُثْمانِیَّهِ الماء نِیبُها

إذا ذَاتُ رَحْلِ کالمآتم حُسَّرا

جُثمانیه الماء : الماءُ نَفْسُه.

ویقال جُثْمانیَّهُ الماء : وسَطُه ومُجْتَمعه ،

ص: 20

ومکانه والبیت للفرزدق.

وقال رؤبه :

* واعْطِفْ علی بَازٍ تَرَاخَی مَجْثَمُه *

قیل : تَراخی مَجْثَمُه ، أی بَعُدْ وکْرُه.

قال : ویُقال للذی یَقَعُ علی الإنسان وهو نائمٌ : جاثُومٌ وجُثَمٌ وجُثَمَه ، ورازِمٌ ، ورکَّاب ، وجثّامه.

قال : وهو هذا النّجْثُ الذی یقع علی النَّائم.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : الجاثُوم : هو الکابوس ، وهو الدَّیْثان.

وقال اللیث : الجاثِمُ : اللَّازمُ مکانَه لا یَبْرح.

ویقال : إن العَسلَ یَحثِمُ علی المِعده ثم یَقْذِفُ بالدَّاء.

وقال غیره : الجَثَّامَهُ : الرجل الذی لا یبْرَحُ بیتَه ، وهو اللُّبَدُ أیضاً.

وقال اللیث : الجُثمان بمنزله الجُسْمان ، جامعٌ لِکلِّ شَیء ، تُرِیدُ به جسمه وألْواحَه. والجَثَمهُ ، والحَثَمه کلاهما الأکمه ، وهی الجَثوم.

قال تأبط شراً :

نَهَضْتُ إلیها من جَثُومٍ کأنَّها

عجوزٌ علیها هِدْمِلٌ ذاتُ خَیْعَل

الأصمعی : جَثَمْتُ وجَثَوْتُ واحد.

ثجم

قال اللیث : الثَّجْمُ مِثْلُ الصَّرف عن الشّیء.

أبو عبید ، عن الأصمعی : أثجم المطر وأغْضَن ، إذا دام أیاماً لا یُقْلِع.

مثج

یقال : مَثَج البِئْرَ ، إذا نَزَحَها.

(أبواب) الجیم والزاء

ج ر ل
اشاره

استُعْمِلَ منْ وُجُوهِهِ : جرل ، رجل.

جرل

قال شَمِر : قال الأصمعیّ : الجَرَاوِلُ : الحِجَارَهُ. واحِدَتُها جَرْوَلَهٌ.

ویُقالُ : منْهُ أَرْضٌ جَرِلَهٌ ، وجَمْعُها أَجْرَالٌ.

وقالَ جَریر :

مِنْ کلِّ مُشْتَرِفٍ وإنْ بَعُدَ المَدَی

ضَرِم الرِّقَاقِ مُنَاقِلِ الأَجْرَالِ

وقالَ غیرُه : الجَرَلُ : الخَشِنُ من الأرْض ، الکثیرُ الحِجَارَه ، ومکانٌ جَرِلٌ.

قال : ومنهُ الجَرْوَلُ ، وهوَ من الحَجَرِ ما یُقِلُّهُ الرَّجُلُ ودونه ، وفیهِ صَلَابَه ، وأنشد :

لَوْ هَبَطُوهُ جَرِلاً شَرَاساً

لَتَرَکُوهُ دَمِثاً دَهَاساً

وقال ابنُ شُمَیْل : أَمَّا الجَرْوَلُ فَزَعَمَ أَبُو خَیْرَهَ أنَّهُ ما سالَ به الماءُ من الحِجَارَه حَتَّی تراه مُدَلَّکاً من سَیْلِ الماءِ به فی بطْنِ الْوَادِی ، وأنشد :

مُتَکَفِّتٌ ضَرِمُ السِّبا

ق إذَا تَعَرَّضَتِ الْجَرَاولْ

ص: 21

مُتَکَفِّتٌ : سَرِیعٌ ، ضَرِمٌ : مُحْتَرِقٌ.

والسِّیاق : طَرْدُهُ إیَّاها إلی الماءِ.

وقال اللیث : الجَرْوَلُ اسمٌ لبَعْضِ السِّباع.

قُلْتُ : لا أَعْرِفُ شیئاً من السِّباع یُدْعَی جَرْوَلاً.

واسْمُ الحُطَیْئَهِ جَرْوَل ، سُمِّیَ بالحَجَر.

وقال اللیث : الجِرْیالُ لَوْنُ الحُمْرَه.

وقال غیره : الْجِرْیالُ الْبَقَّمُ.

وقال أبو عُبَیْد : هو النَّشَاسْتَج وقال شَمِر : العَربُ تَجْعَلُ الْجِرْیالَ الخَمْر نفسها ، وهی الْجِرْیاله.

وقال ذُو الرُّمَّه :

کَأَنِّی أَخُو جِرْیالَهٍ بَابِلِیَّهٍ

کُمَیْتٍ تُمَشَّی فی العِظامِ شَمُولَها

فَجَعَلَ الجِرْیالَه الخَمر بِعَیْنِها.

وقیل : هو لَوْنها الأَحْمَرُ أو الأصْفَر.

وسُئِلَ الأعْشَی عن قوله :

* کدَمِ الذَّبِیحِ سَلَبْتُها جِرْیالَها*

فقال : شَرِبْتُها حَمْراء. وبُلْتُها بَیْضاء.

سلَمه ، عن الْفَرَّاءِ ، قال : الجِرْیالُ : البَقَّم.

أبو تُراب عن الکلابِیّ : وادٍ جَرِل ، إذَا کانَ کثیرَ الجِرَفَهِ ، والعَتَبُ والشَّجَر.

قال : وقال حَتْرَشَ : مکانٌ جَرِلُ ، فیه تَعَادٍ واخْتِلاف.

قال : وقال غیْرهُ من أَعراب قَیْس : أَرْضٌ جَرِفَه مُخْتَلِفَهٌ ، وقِدحٌ جَرِفٌ ورَجلٌ جَرِفٌ کذلک.

رجل

قال اللیثُ : الرجلُ مَعْرُوف.

وفی معنًی تَقُول : هذا رجلٌ کامِلٌ ، وهذَا رَجُلٌ ، أیْ فَوْقَ الغُلام.

وتَقُولُ : هذَا رَجُلٌ ، أیْ راجِلٌ.

وفی هذا المعنی للمرْأَهِ ، هی رَجُلَهٌ. أَیْ رَاجِلَهٌ ، وأنشد :

وَإنْ یَکُ قَوْلُهُمْ صادِقاً

فَسِیقَتْ نِسائی إلیکمْ رِجالاً

أَیْ رَوَاجِل.

ویقالُ : هذا أَرْجَلُ الرَّجُلَیْن ، أیّ فیه رُجْلِیَّهٌ ، لَیْسَتْ فی الآخرَ.

والرَّجْلُ : جَماعَهُ الرّاجِل ، وهُم الرَّجَّاله والرُّجَّال. وأنشد :

وظَهْرِ تَنُوفَهٍ حَدْباءَ یمْشی

بها الرُّجَّالُ خَائفَهً سِراعاً

وقدْ جاءَ فی الشِّعر الرَّجْلَه.

وقال تمیمُ بنُ أُبَیّ بن مُقْبِل :

ورَجْلَهٍ یضْرِبُونَ الّبیضَ عن عُرُضٍ

ضرْباً تَواصَتْ به الأَبْطَالُ سِجِّیناً

قال أَبُو عَمرٍو : الرَّجْلَهُ الرَّجَّالَهُ فی هذا البَیْت ؛ ولیسَ فی کلامِهم فَعْلَهٌ جاءَتْ جَمْعاً غَیرُ رَجْلَهٍ جَمْعُ رَاجل ؛ وکَمأَه جَمْعُ کَمْء.

وقال الله : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُکْباناً)

ص: 22

[البقره : 239]. أی فصلُّوا رِجَالاً أو رُکْبَاناً ، جمعُ راجلٍ مثلُ صاحبٍ وصِحَابٍ ، أی إن لم یُمْکِنْکُمْ أن تقوموا قانِتینَ أی عابدینَ مُوَفِّینَ الصلاه حَقَّهَا لخوفٍ ینالکم فصلُّوا رُکْباناً.

وقال شَمِر : الرِّجَل مَسَایِلُ الماء ، واحِدُها رَجْلَه. قال لَبِید :

یَلْمُجُ البارضَ لَمْجاً فی النَّدی

منْ مَرَابیعِ رِیَاضٍ ورِجَل

وقال اللیثُ : الرِّجْلَهُ مَبِیتُ العَرْفَج الکثیر فی رَوْضهٍ واحده.

قال : والتَّرَاجِیلُ : الکَرَفْسُ بلغه الْعَجمِ ، وهو اسمٌ سَوادی من بُقُول الْبَساتین.

والرِّجْل خِلافُ الْیَد ، وکذلک رِجْلُ الْقَوْسِ وهی سِیَتُهَا السُّفْلَی ، ویدُها سِیتُها الْعُلْیا.

ویقال : فلانٌ قائمٌ علی رِجل ، إذا أخَذَ فی أمْرٍ حَزَبَه.

ثعلبُ عن ابن الأعرابی : یُقالُ : لی فی مالکَ رِجْل أی سَهْم.

والرِّجْل : الْقَدَم ، والرِّجل : الْقطعهُ من الجَراد ، والرِّجْلُ : السَّراویل الطاقُ ، ومنه الخبر أن النبی صلی الله علیه وسلم اشْتَری رِجْل سراویل ، ثمّ قال لِلْوَزَّانُ : «زِنْ وأرْجِحْ».

والرِّجْل : الخَوْفُ والفزعُ من فَوْتِ الشیءِ ، أَنَا من أمْرِی علی رِجْلٍ أی علی خوْفٍ من فَوْته.

والرِّجْل ، قال أبو المکارمِ : تَجْتَمعُ الْقُطُر ، فیقول الجمَّال : لی الرِّجْل ، أی أنَا أتَقَدّم.

ویقولُ الآخر : لا ، بل الرِّجل لی.

ویشَاحُّون علی ذلک أی یتضَایقُون.

والرِّجْلُ : الزَّمان ، یقال : کل ذلک علی رِجْل فلان أی فی حیاته وزمانه.

وقال اللیث : الرُّجْلَه نجَابه الرَّجیل من الدَّواب والإبلِ ، وهو الصَّبور علی طول السَّیر ، ولم أسْمَع منه فِعلاً إلا فی النُّعوت ، ناقهٌ رجیلهٌ ، وحمارٌ رجیل ، ورجلٌ رجیل : مَشَّاء.

شَمِر : الرُّجْله : القُوَّه علی المشی ، یقال : رَجِلَ الرَّجُلُ یَرجَلُ رَجَلاً ورُجلَهً ، إذا کان یمشی فی السَّفر وحده ، ولا دابَّه له یَرْکبهَا.

ورجلٌ رُجْلیّ ، للذی یغزو علی رِجلَیْهِ ، منْسُوبٌ إلی الرُّجله ، والرَّجیلُ : القویُّ علی المشی ، الصَّبُور علیه ، وأنشد :

حتی أُشِبَّ لها وطالَ أیابُهَا

ذو رُجلَهٍ شَثْنُ البراثِنِ جَحْنَبُ

وامرأه رجیله : صبورٌ علی المشی. وناقَهٌ رَجیله.

أبو عُبَید عن الکِسائی : رَجلٌ بیِّنُ الرُّجولهِ ، ورَاجلٌ بیِّنُ الرُّجْلَه.

ص: 23

ثعلب عن ابن الأعرابی : رجلٌ بیِّنُ الرُّجوله والرُّجولیَّه.

قال : وقومٌ رجَّالهٌ ، ورجَّالٌ ورجالَی ورُجله ورُجَّال.

وسمعتُ بعض العرب یقول للرَّاجل رَجَّالٌ ، ویجْمع رجاجیل. والرَّجیل من الخَیْلِ الذی لا یَعرق. والرَّجیلُ من الناس : المشَّاءُ الجَیِّد المشی.

وقال اللیث : ارْتَجَلَ الرَّجل إذا رکب رِجلَیه فی حاجته ومضی.

ویُقال : ارتَجِلْ ما ارْتَجَلْتَ من الأمر ، أی ارْکَب ما رکبْتَ من الأمر. وَارْتَجَلَ الرَّجل الزَّنْدَ ، إذا أخذها تحت رجله وتَرَجَّل القوم ، أی نزلوا عن دوابِّهم فی الحرب للقتال.

ویُقَال : حَمَلَکَ اللهُ عن الرُّجْلَهِ وَمِنَ الرُّجْلَه.

والرُّجْلَهُ هاهنا : فِعْلُ الرَّجُلِ الَّذی لا دَابَّهَ لَه. والرُّجْلَه أَیْضاً مَصْدَرُ الأَرْجَلِ من الدَّواب ، وهُوَ الَّذی بإحْدَی رِجْلَیْه بیاضٌ لا بَیَاضَ به فی مَوْضِعٍ غَیر ذلَکَ.

قال : وتَصْغِیرُ رَجُلٍ رُجَیْل ، وعامَّتَهُمْ یَقُولون : رُوَیْجِلُ صِدْقٍ ، ورُویْجِلُ سُوء ، یَرْجِعُون إلَی الرَّاجِل ، لأنَّ اشْتِقَاقَه مِنه.

کما أَنَّ العَجِلَ من الْعَاجِل ، والحَذِرَ من الْحاذِر.

ویُقال : ارْتَجَلَ النَّهار وتَرَجَّلَ النَّهار أَی ارْتَفَعَ. وشَعْرٌ رَجِلٌ بَیِّنُ الرَّجَل ، وحَرَّهٌ رَجْلَاء ، وهی الْمُسْتَوِیَهُ بالأَرض الْکَثیرَهُ الحِجَارَه.

وقالَ أَبُو الهَیْثَم فی قوله : وحَرَّهٌ رَجْلاء ؛ الحرَّهُ أرْضٌ حِجارتُها سُود ، والرَّجْلاءُ الصُّلْبَه الخشْنه ، لا یَعْمَلُ فیها خَیْلٌ ولا إبل ، ولا یَسْلُکُها إلَّا رَاجِل.

أَبُو عُبَیْد عن الأَصْمَعِیّ : الأرْجَلُ من الرِّجال ، الْعظیمُ الرِّجْل قال : والأَرْکَبُ ، الْعظِیمُ الرُّکُبَه ، والأَرأَس ، الْعظیمُ الرَّأْس ، والْعَرَبُ تَقول : تَرَجَّلْتُ الْبِئْرَ تَرَجُّلاً ، إذ أنَزَلْتَها مِنْ غَیْرِ أَنْ تُدَلَّی.

وفی الحدیث : «الْعَجْماءُ جَرْحُها جُبَار».

ورَوَی بَعْضُهم : الرِّجْلُ جُبَار ، وفَسَّرَهُ مَن ذَهَبَ إلیه أَنَّ رَاکِبَ الدَّابَّه إذَا أَصَابَتْ - وهُو راکِبُها - إنساناً ، أو وَطِئَتْ شَیئاً ، فضَمانُه علی رَاکبها ، وإِنْ أصابَتْه بِرِجْلها فَهُو جُبَار ، أَی هَدَر ، وهذا إذا أَصابَتْهُ وهِیَ تَسِیر.

فَأَما أَنْ تُصیبَه وهِی واقِفَهٌ فی الطَّریق فالرَّاکب ضامنٌ مَا أَصابَتْ بِیَدٍ أَوْ رِجْل.

وکان الشَّافعیّ یَرَی الضَّمانَ واجِباً علی راکبها علی کُلِّ حَال ، نَفَحَتْ (الدَّابهُ) بِرِجْلها ، أو خَبَطَتْ بِیَدها ، سائِرَهً کانَتْ أوْ وَاقِفَه. والحدیثُ الَّذی رَوَاهُ الکُوفیَّون أنَ الرِّجْل جُبَار غَیرُ صَحیح عند الحُفّاظ.

أَبُو عُبَیْد عن الأَصْمَعِیّ : إذا خَلَطَ الْفَرَسَ

ص: 24

الْعَنَقَ بالْهَمْلَجَه ، قیل : ارْتَجَلَ ارْتِجالاً.

قال : وقالَ أَبُو عُبَیْده : ارْتَجلْتُ الکَلامَ ارْتِجالاً ، واقْتَضَبتُهُ اقْتِضَاباً ، معناهما : ألَّا یکونَ هَیَّأَه قَبْلَ ذلک.

وقال غیره فی بیت الرَّاعی :

کَدُخانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلَی تَلْعَهٍ

غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاً

المُرْتَجِلُ : الَّذی أَخَذَ رِجْلاً مِن جَرَادٍ فَشَواها.

وقیل : المُرتَجِلُ ، الَّذی اقْتَدَحَ النَّارَ بِزَنْدَهٍ جَعَلَها بَیْن رِجْلَیْه وفَتَلَ فی فُرْضَتِها بِیَده حَتَّی یُورِی.

وقیل : المُرْتَجِلُ. الَّذی نصَبَ مِرْجَلاً یَطْبُخ فیه طعاماً. قال المتنخل :

إن یُمْسِ نشوان بمصْروفَهٍ

منها بِریٍّ وعَلی مِرْجَلِ

لا تَقِهِ الموتَ وقَیَّاتُه

خُطَّ له ذلک فی المَحْبَلِ

نشوان : سکران ، بمصروفهٍ ، أی بخمر صِرْفٍ ، وعلی مِرْجَلٍ ، أی علی لحمٍ فی قِدرٍ أی وإن کان هذا فلیس یقیه من الموت ، فی المَحْبَل أی حین حَبَلَت به أمه ، ویُروی المَحْبِل ، أی فی الکتاب ، وکلٌّ روایه.

أَبُو عُبَیْد ، عن أَبِی زَیْد : نَعْجَهٌ رَجْلَاء ، وهی الْبَیْضَاءُ ، إِحْدی الرِّجْلَین إلی الْخَاصِرَه وسائِرُها أَسْوَد.

وقَالَ الأُمَوِیّ : إذَا وَلَدَت الْغَنَمُ بَعْضُها بَعْد بَعْض قیل : وَلَّدْتُها الرُّجَیْلَاء ، ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَهً.

الْحَرَّانِیُّ ، عن ابن السِّکِّیت : الرَّجَلُ ، أَنْ تُرْسَلُ الْبَهْمهُ مع أُمِّها تَرْضَعُها مَتی شاءت.

یقال : بَهْمَهٌ رَجَلُ ، وبَهْمٌ رَجَلٌ ، وقد رَجَلَ أُمَّهُ یَرْجُلُها رَجْلاً إذَا رَضَعَها ، وقد أَرْجَلَها الرَّاعی مع أمهاتها.

وأَنْشَدَ شمر :

* مُسَرْهَدٌ أُرْجِلَ حَتَّی فُطِمَا*

وفی «النَّوادِر» : الرَّجْلُ النَّزْوُ ؛ یقال : بَاتَ الحِصَانُ یَرْجُلُ الْخیْلَ ، وأَرْجَلْتُ الحِصانَ فی الخیل إذا أرسلت فیها فَحْلاً. وطَرِیقٌ رَجِیلٌ إذَا کانَ غَلِیظاً وَعْراً فی الجبل.

والْعَربُ تَقُول : أَمْرُکَ ما ارْتَجلْتَ ، معناه ما اسْتَبْدَدْتَ بِرَأْیِکَ فِیه.

قال الْجَعْدِیّ :

وَما عَصَیْتُ أَمِیراً غَیْرَ مُتَّهتم

عِنْدی ، ولکنَّ أَمْرَ الْمرْءِ ما ارْتجلَا

أبو عُبَیْد عن الفراء الجُلْدُ الْمُرَجَّلُ الَّذی سُلِخَ مِنْ رِجْلٍ واحِدَه.

قال : والمنجُولُ الَّذی یُشَقُّ عُرْقوباه جمیعاً کما یَسْلُخُ النَّاسُ الیوم ، والمُزَقَّقُ الَّذی یُسْلَخُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِه.

ص: 25

وقال الأصمعیّ فی قوله :

أَیَّامَ أَلْحَفُ مِئْزَرِی عَفَر الثَّری

وأَغُضُّ کُلَ مُرَجَّلٍ رَیّان

أَراد بالمُرْجَّل الزِّقَّ الْمَلآنَ مِنَ الخمر ، وغَضُّه : شُرْبُه.

قال : والمُرَجَّلُ الَّذی سُلِخَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَیْه.

وقال ابن الأعرابیَّ : قال المُفَضَّلُ یَصِفُ شَعْره وحُسْنَه. وقوله : أَغُضُّن أَیْ أنْقُضُ منه بالْمِقْراض لِیَسْتَوِی شَعثُه.

قال : والمرَجَّلُ الشَّعْرُ المُسَرَّح ، ویُقالُ للمُشْط مِرْجَل ، ومِسْرَحٌ. رَیَّان : مَدْهُون.

والْعَفَرُ : التُّراب.

وقال أَبُو العَبّاس : حَدَّثْتُ ابْنَ الأَعْرابیِّ بِقَوْل الأَصمَعیّ فاسْتَحسنه.

أخبرنی المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، قال : أرجُلُ القِسیّ إذا وُترتْ أعالیها ، قال : وأیدیها أسافلُها ، قال : وأرجلها أشدُّ من أیدیها.

وأنشد :

* لیت القسیَّ کلَّها من أرجُل *

قال : وطرفا القویس ظُفراها ، وحزَّاها : فُرْضتاها ، وعِطفاها ، سِیتاهَا ؛ وبعد السِّیتین الطِّائِفان ، وبعد الطّائِفیْن الأَبْهَران وما بین الأَبْهَریْن کَبدُها وهو ما بَین عَقْدی الحماله ، وعَقداها یسمیان الکُلیتین ؛ وأوتارُها التی تُشد فی یَدِها ورجلها تسمی الوُقوفَ وهی المضَائِغ.

وفی الحدیث أَنَّ النَّبیَّ صلی الله علیه وسلم نهی عن التَّرَجُّل إلَّا غِیَّاً ، ومعناه أنَّهُ کَرِه کَثْرَهَ الادّهان ، ومَشْط الشَّعر وتَسویته کلَّ یَوْم.

أبو عُبید : رَجَلْتُ الشَّاهَ وارَتَجَلْتُها إذا عَلَقْتَها برِجْلِها.

ورَوی علیُّ بنُ الخَلیل عن أبِیه أَنَّه قال : یقال جاءَتْ رِجْلٌ دَفّاع ، أی جَیشٌ کَثِیر ، شُبِّهَ بِرِجْلِ الْجَرَاد.

والرِّجْلُ : القِرطَاسُ الخَالی ، والرِّجْلُ : البُؤْسُ والفَقْر ، والرِّجْلُ القاذُورَهُ من الرِّجال ، والرِّجْل : الرَّجُلُ النَّؤُوم ، والرِّجْلَهُ : المَرْأَهُ النَّؤُومُ ، کل هذا بِکَسْر الرّاء.

وقال : الرَّجُلُ فی کلامِ أَهْلِ الیَمن : الکَثِیرُ المجامَعه ، حکاه عَنْ خالٍ للفَرَزْدَق قال : سَمِعْتُ الْفَرَزْدَقَ یقولُ ذلک. وزَعَمَ أَنَّ من العرب من یُسَمِّیهِ العُصْفُورِیّ ، وأَنشد :

رَجُلاً کُنْتُ فی زَمان غُرُورِی

وأَنا الیومَ جافرٌ مَلْهُودُ

والمَراجِلُ : ضَرْبٌ من بُرُودِ الیَمن.

ویُقال لِلْبَقْلَهِ الْحَمْقَاءِ رِجْلَه. یقال : فلانٌ أَحْمَقُ من رِجْله ، یعنون هذهِ الْبَقْلَه ، لأنها أکثر ما تَنْبُتُ فی المسایل ، فَیَقْطَعُها ماءُ السَّیْل.

ص: 26

وقال أبُو عَمْرو : الرَّاجِلَهُ : کَبْشُ الرَّاعی الَّذی یَحْمِلُ علیه مَتَاعَه. وأَنْشَدَ :

فَظَلَّ یَعْمِدُ فی قَوْلٍ وَرَاجِلَهٍ

یُکَفِّتُ الدَّهْرَ إلا رَیْثَ یَهْتَبِدُ

یُکَفِّتُ : یَجْمَعُ ، ویَهْتَبِدُ : یَطْبُخُ الْهَبِیدِ.

ج ر ن
اشاره

جَرَنَ ، رجن ، رَنَجَ ، نَجَرَ ، نَرَجَ : مستعمله.

جرن

قالَ اللَّیْث : الْجِرانُ : مُقَدَّمُ العُنُق مِنْ مَذْبَح الْبَعِیرِ إلَی مَنْحَرِه ، فإذا بَرَکَ الْبَعِیرِ ومَدَّ عُنُقَهُ عَلَی الأرْض ، قیل : أَلْقَی جِرانه بالأرض.

وقال غَیْرُه : سُمِّیَ جِرَانُ الْعَوْدِ جِرانَ الْعَوْدِ ، بقَوْلِهِ یُخاطِبُ ضَرَّتَیْه :

خُذَا حَذَراً یا جارَتَیّ فإنَّنی

رَأَیْتُ جِرَان الْعَوْدِ قد کادَ یَصْلُحُ

أراد بِجِرَانِ الْعَوْدِ سوطاً قَدَّهُ مِنْ جِرَانِ عَوْدٍ نَحَرَه ، وهو أَصْلَبُ ما یَکُون.

ورَأَیْتُ الْعَرَب تُسَوِّی سِیَاطَهَا من جُرُنِ الجِمال البُزْل لِصَلابَتِها ، وإنَّما حَذَّرَ امْرَأَتَیْهِ سَوْطَه وکانتا نشزتا عَلَیْه.

والجَرِینُ : المَوْضِعُ الَّذی یُجْمَعُ فیه التَّمْرُ إذا صُرِمَ ، وهو الْفَدَاءُ عِنْدَ أَهْلِ هَجَر.

وقال اللّیْثُ : الجَرِینُ مَوْضِعُ الْبَیْدَرِ بِلُغَهِ أَهْلِ الیَمن ، قال : وعامَّتُهُمْ بِکَسْرِ الجِیمِ ، وجَمْعُه جُرُن.

والجَرْنُ : الطّحْنُ ، بلُغَهِ هُذَیْل ، وقال شاعِرُهم :

ولصوته زَجَلٌ ، إذا آنَسْتَه

جَرَّ الرَّحَا بِجَرِینِها الْمَطْحُون

الْجَرین : ما طَحَنْتَه ، وقَدْ جُرِنَ الحَبُ جَرْناً شَدیداً.

وقالَ اللّیْث : الْجَارِنُ : ما لَانَ مِنْ أَوْلَادِ الأفَاعِی. وأَدِیمٌ جَارِنٌ ، وقَدْ جَرَنَ جُرُوناً ، إذا لانَ.

وقال لَبِید یَصِفُ غَرْبَ السَّانیه :

بِمُقَابِلٍ سرِبِ الْمَخارِزِ عِدْلُه

قَلِقُ الْمَحَالَهِ جارِنٌ مَسْلُومُ

قلت : وکُلُّ سِقاءٍ قَدْ أَخْلَقَ أَوْ ثَوْبٍ فقد جَرَنَ جُروناً فهو جارِن.

ویُقال : جَرَنَ فلان علی العَذْلِ ، ومَرَنَ ومَرَدَ بمَعْنًی واحِد ، قالَه الفَرَّاءُ وغیرُه.

وقال شَمِر : الجارِنَهُ اللَّیِّنَهُ من الدُّرُوع.

وقال أبو عَمْرُو : الْجَارِنَهُ الْمَارِنَه ، وکلّ ما مَرَنَ فقد جَرَن. وقال لَبِیدٌ یذْکُر الدُّروع :

وجَوَارِن بِیضٌ وکُلُّ طِمِرَّهٍ

یَعْدو عَلَیْها القَرَّتَیْنِ غُلام

وقالت عائِشَهُ فی حَدیثٍ رُوِیَ عنها أنَّها قالت : «حَتَّی ضَرَبَ الحَقُ بِجِرَانِه» ، أَرَادَتْ أَنَّ الحَقَّ اسْتقامَ وقَرّ فی قَرارِه ، کما أنَّ الْبَعیرَ إذا بَرَکَ وَاسْتَرَاحَ مَدَّ جِرانَه عَلَی الأرْض.

اللحیانی : أَلْقَی فلانٌ علی فُلانٍ أَجْرامَه

ص: 27

وأَجْرانَه ، وشَرَاشرَه ، الواحِدُ جِرْمٌ وجِرْنٌ.

وقال ابن دُرَیْدْ : الْجُرْنُ : المِهْرَاسُ الَّذی یُتَطَهَّرُ مِنه.

وقال الأصمَعیّ : إنَّمَا سَمِعْتُ فی الْکلامِ أَلْقَی علیه جِرَانَه والجمیعُ جُرُنٌ ، وهو باطِنُ العُنُق.

رنج

الرَّانِجُ هو الجَوْزُ الهِنْدِی ، وما أَرَاه عربیّاً ، لأنه لا ینبت فی بلاد العرب.

وقیل : إنه ینبت بعُمَانَ ونواحِیها.

رجن

أبو عُبَید عن الْکِسَائیّ : رَجَنَ الرَّجلُ بالمکانِ یَرْجُنُ رُجُوناً إذا أَقامَ.

وقال اللِّحْیَانِیُّ : رَجَنَ الرّجُلُ فی الطَّعام وَرَمَکَ ، إذا لَمْ یَعَفْ منه شیئاً.

وقال اللَّیْث : الرَّاجِنُ : الآلِفُ مِنَ الطَّیْرِ وغیرِه. قال : ورَجَنَ فلانٌ دَابَّتَه رَجْناً فهیَ رَاجِنٌ ومَرْجُونَهٌ ، إذا أَسَاءَ عَلَفَها حَتی هُزِلَتْ.

أبو عبَید عن الأصمعیّ : ارْتَجَنَ علیهم أمْرُهُم ، أی اخْتَلَطَ ، أُخِذَ من ارْتِجَان الزُّبْد إذا طُبِخَ فلم یَصْفُ.

وقال بِشْر :

وکُنْتُم کَذاتِ القِدْرِ لمْ تَدر إِذْ غَلَتْ

أَتُنْزِلُها مذمومهً أَمْ تُذِیبُها

وقال أَبُو زَید : رَجَّنْتُ الشَّاهَ فی الْعَلَف تَرْجِیناً إذَا حَبسْتَها فی المنزل علی الْعَلَف ؛ قال وإذا حَبَسْتَها علی المَرْعَی من غَیرِ عَلَف ، قلت : رَجَّنْتُها رَجْناً ؛ فهی مَرْجُونَه.

قال : وَرَجِنْتُ الرَّجلَ أَرْجنَهُ رَجَناً ، إذا اسْتَحْیَیْتَ منه ، وهذا من «نَوادِرِ أَبی أَبی زَیْد».

وقال ابنُ شُمیْل : رَجَن القومُ رِکَابَهم ورَجَنَ فلانٌ راجِلتَه رَجْناً شدیداً فی الدَّار ، وهو أَنْ یحْبِسَها مُنَاخَهً لا یَعْلِفُها.

ورَجَنَ البعیرُ فی النَّوی والبَزْرِ رُجوناً ورُجُونَه : اعتلافُه.

نرج

اللَّیثُ النَّیْرَجُ ، والنَّوْرَجُ لُغَتَان. وأَهْلُ الیمن یقولون : نُورَج ، وهو الَّذی یُدَاسُ به الطَّعام من حَدِیدٍ کان أو من خَشَب.

قال : ویقال : أَقْبَلَت الوَحْشُ والدَّوَابُ نَیْرَجاً ؛ وعَدَتْ عَدْواً نَیْرَجاً ، وهو سُرْعهٌ فی تَرَدُّد.

وقال العجّاج :

* ظَلَّ یُبارِیها وظَلَّتْ نَیْرَجَا*

فی «نَوادِر الأَعْراب» : النَّوْرَجُ السّراب ؛ والنَّوْرَجُ سِکَّهُ الحرّاث.

وقال ابنُ دُرَید : النَّوْجَرُ : الْخَشَبَهُ التی یُکْرَبُ بها الأَرْض.

وقال اللَّیث : النِّیَرجُ أُخَدٌ کالسِّحْر ، ولَیْسَ بِسِحْر ، إنّما هو تَشْبِیهٌ وتَلْبِیس.

نجر

قال اللَّیثُ : النَّجْرُ : عَملُ النَّجار ونَحْتُه. والنَّجرانُ خَشبهٌ یَدُورُ علیها رِجْلُ الْباب ، وأنشد :

صَبَبْتُ البابَ فی النَّجْرانِ حتّی

تَرکْتُ البابَ لَیْسَ له صَرِیرُ

ص: 28

ثعلب عن ابْنُ الأعْرابیّ : یُقالُ لأَنْفِ الباب : الرِّنَاج ولدَرَوَنْدِه : النّجاف والنَّجران ، ولمتْرسِه الْقُنّاح.

وقال ابْنُ دُرَیْد : نَجْرانُ الْبابِ : الْخَشَبَهُ الّتی یَدُورُ فیها.

وقال اللّیث : النَّجیره سَقِیفَهٌ من خَشَبٍ لا یُخالِطُها الْقَصب ولا غَیْرُه.

وقال الرِّیاشیّ فیما أفادَنِی المُنْذِرِیّ عن الصَّیْدَاوی عنه : النَّجِیرَهُ بَیْنَ الْحسُوِّ وبَیْنَ الْعَصِیدَه (1).

قال : ویقال : انْجرِی لِصبْیانِکِ ورعائِک.

ویقال : ماءٌ مَنْجورٌ أَیْ مُسَخَّن.

وقال : ویقال : شَهْرَا نَاجِرِ وآجِر ، یَشْتَدُّ فِیهما الْحرّ ، وأَنْشَدَ عُرکُز الأَسَدِی :

تُبَرِّدُ ماءُ الشَّنِّ فی لَیْلَهِ الصَّبا

وتَسْقِینِیَ الکُرْکُورَ فی حَرِّ آجِرِه

أَبُو العباس عن ابْن الأَعْرابِیّ ، قال : هِیَ الْعَصِیدَهُ ثم النَّجِیرَهُ ثم الحرِیرَهُ ثم الْحَسُوّ.

أبو الْحسن اللِّحْیانِی : نَجَرَ یَنْجُرُ نَجْراً ، ومَجَرَ یَمْجُر مَجْراً ، إذَا أَکْثَر من شُرْبِ الماءِ فلم یَکَدْ یَرْوی.

وقال أبو عمرو : فی النَّجَرِ مِثْلُه.

وقال اللَّیث : نَجَرْتُ فُلاناً بیدی ، وهو أنْ تَضُمَّ من کَفِّکَ بِرُجْمَهِ الأصْبُعِ الوُسْطَی ثم تَضْرِب بها رَأْسَه ، فَضَرْبُکَه النَّجْرُ.

قلت : لم أسمَعَ نَجَرتُ بهذا المعنی لِغَیْر اللَّیث ، والَّذی سَمِعْنَاه : نَحَزْتُه - [بالحاء والزای] - إذا دَفَعْتَه ضَرْباً.

قال ذُو الرُّمَّه :

یُنْحَزْنَ فی جانِبَیْها وهی تَنْسَلِبُ*

وأَصَلُ النَّحْزِ : الدَّقّ ، ومِنْه قِیلَ للهاوُنِ مِنْحاز.

ابنُ السِّکِّیت عَن أَبِی عَمْرو : النَّجِیرَهُ : اللَّبَن الْحلِیبُ یُجْعَلُ علیه سَمْن.

قال : وقالَ الطَّائِیّ : النَّجِیرَهُ ماءٌ وطحِین یُطْبَخ.

سَلَمَهُ عن الْفَراء ، قال المفضَّل : کانت الْعربُ تقول فی الجاهلیّهِ للمحَرَّمِ مُؤتَمِر ، ولِصَفَر ناجِر ، ولِرَبیع الأَوَّل خَوَّان.

وقالَ اللَّیْثُ فی «کتابه» : شَهْرٌ نَاجِرِ هُو رَجَب ، قال : وکلُّ شَهرٍ فی صَمیمِ الْحرِّ فاسْمهُ ناجِر ، لأَنَّ الإِبلَ تَنْجُرُ فیه ، أیْ یَشْتَدُّ عَطَشُها حتی تَیْبَسَ جُلودُها.

وقالَ غَیْرُه : شَهْرا نَاجِر ، هما تَمُّوز وحَزِیرَان ، وکان یُقالُ لصفَرَ فی الْجاهِلِیّه : نَاجِر.

وقال اللَّیْث : الأنْجَر : مِرْساهُ السَّفینه ، وهو اسمٌ عِراقیّ ، ومن أمثالهم : فُلانٌ أَثْقَلُ من أَنْجَر ، وهو أن تُؤْخَذَ خَشَبَاتٌ

ص: 29


1- زیاده من «التاج» (نجر - 14 / 177).

فیُخالَفُ بین رُؤوسِها ، وتُشَدُّ أَوْساطُها فی مَوْضعٍ واحد ، ثم یُفْرَغُ بینها الرَّصاص المُذَاب ، فیصیرُ کأَنّه صَخْرَهَ ، ورُؤُوسُ الْخَشَب نائِیَهٌ یُشَدُّ بها الحِبال ، ثم تُرْسَلُ فی الماء ، فإذا رَسَتْ ، أَرْسَتْ السفینه فأَقَامَتْ.

قال : والإنْجَارُ لغهٌ یمانیَّه فی الإجِّار ، وهو السَّطْح. أبو عُبَیْدٍ عن الأُمَویّ : النِّجار الأصل ، ویقال : اللَّون. وقال غیره : النَّجْر : اللَّوْن ، وأنْشَدَ :

نِجارُ کلِّ إبِلٍ نِجارُها

ونارُ إِبِلِ العالمینَ نارُها

هذه إبلٌ مَسروقهٌ من آبال شَتَّی ، ففیها من کلِّ ضَرْبٍ وَلَوْن وسِمَه ضَرْبٌ.

أبو عُبَید عن أبی عَمْرُو : النّجْرُ : السَّوْقُ الشَّدید ، وقد نَجَر إبِلَه ، وأنشد :

* جَوَّاب لَیْلٍ مِنْجَرُ الْعَشِیّاتْ*

وقال ابنُ الأعْرابی : النَّجْرُ شَکلُ الأسْنان ، وهَیْئَتُه. وقال الأخطل :

وَبَیضَاءَ لَا نَجْرُ النّجاشِیِ نَجْرُها

إذَا الْتَهَبت منها الْقَلَائِدُ والنّجْرُ

والنَّجْرُ : الْقَطْعُ ، وَمِنْه نَجْرُ النَّجار ، وقد نَجَرَ الْعُودَ نَجْراً ، ومنه قوله :

* رَکبْتُ من قَصْدِ الطَّرِیقِ مَنْجَرَه *

فهو الْمَقصَدُ الذی لا یَعْدِلُ وَلا یُجُورُ عَن الطَّریق.

ج ر ف
اشاره

جرف ، جفر ، رجف ، رفج ، فجر ، فرج : مستعملات.

جرف

قال اللَّیْثُ : الجَرْفُ ، اجْتِرَافُک الشَّیءَ عن وَجْهِ الأرض ، حتی یقال : کانت الْمرْأَهُ ذات لِثَهٍ فاجْتَرَفَها الطَّبیب ، أی اسْتَحاها عن الأسْنَانِ قَطْعاً.

قال : والطَّاعون الجارِفُ نزل بأَهْلِ العِراق ذَرِیعاً ، فَسُمِّیَ جَارِفاً.

قال : والجارِفُ شُؤْمٌ أو بَلِیَّهٌ یجتَرِفُ مَالَ الْقَوْم ، ورَجُلٌ مُجَرَّفٌ قد جَرَّفَهُ الدَّهرُ أی اجْتاح ماله وأَفْقَره.

وَرَجُلٌ جَرَّافٌ : وهو الأکُولُ لا یُبْقِی شَیْئاً.

وجُرْف الْوادی ونحوه من أَسْنادِ المسایِل إذَا نَجَخَ الماءُ فی أَصْلِه فاحْتَفَره فصار کالدَّحْل وَأَشرَفَ أَعْلاه ، فإذا انْصَدَعَ أَعْلاه ، فهو هارٍ ، وقد جَرَّف السیلُ أَسنادَه. وقال الله : (أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْیانَهُ عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ) [التوبه : 109].

وقال أبو خَیْرَه : الجُرْفُ عُرْضُ الْجَبَلِ الأمْلَس.

وقال شَمِر. یقال : جُرْفٌ وَأَجْرَافٌ وَجُرْفَه وهی الْمَهَواه.

ثعلب ، عن ابن الأعْرابیّ : أَجْرَفَ الرَّجل إذا رَعَی إبِلَه فی الجَرْفِ ، وهو الخِصْبُ والْکَلأُ المزْدَجُّ المُلتَفّ ؛ وأَنشد :

ص: 30

* فی حِبّهٍ جَرْفٍ وَحِمْضٍ هَیْکَل*

والإبِل تَسْمَنُ سِمَناً مُکْتَنِزاً ؛ یعنی علی الحِبّه ، وهو ما تَناثَر من حُبوب البقول واجْتمعَ معها وَرَقُ یَبِیسِ البقل فَتَسْمَن الإبِلُ علیها.

وأَجْرَفَ الرجلُ ، إذا أَصَابه سَیْلٌ جُرافٌ.

أبو عبید : الجُرفَهُ من سِماتِ الإبل ، أَنْ تُقْطَع جِلدهٌ من فَخِذِ البعیر من غیر بَیْنونَهٍ ثم تُجْمَع ، ومِثلُها فی الأنْفِ القُرْمَه.

وقال بعضهم : الجَوْرَفُ : الظَّلِیمُ ؛ وأنشد لکعب بن زهیر الْمُزَنیّ :

کَأَنَّ رَحْلِی ، وقد لانَت عریکَتُها

کَسَوْتُهُ جَوْرَفاً أَقْرَابُه خَصِفَا

قلت : هذا تَصْحیف. والصواب ما رواه أَبو العباس عن ابن الأعرابیّ أَنه قال : الجَوْرَق بالْقافِ : الظلیم.

قال : ومن قاله بالفاء فقد صَحَّف.

أبو تراب عن اللِّحیانیّ : رجل مُجَارَفٌ : وَمُحَارَفٌ ، وهو الذی لا یَکْسِبُ خیراً.

ثعلب عن الأعرابیّ قال : الْجَرْف : المالُ الکثیرِ من الصَّامِت والنَّاطق.

قال ابنُ السِّکّیت : الْجُرافُ : مِکْیال ضَخْم ، قال : وقوله ، الْجُرافُ الأکْبَرُ ، یقول : کانِ لهم من الهوان مِکْیالٌ وَافٍ.

وَسَیْلٌ جُرافٌ : یَجْرُف کلَّ شَیء.

رجف

قال اللَّیث : رَجَفَ الشیءُ یَرْجُفُ رَجْفاً وَرَجَفَاناً ، کَرَجَفَانِ البَعیر تحت الرَّحْل ، وکما ترجُفُ الشَّجره إذا رَجَّفَتْهَا الریح ، وکما یَرْجُف السِّنُّ إذا نَفَضَ أَصْلُهَا ، ونحو ذلک رَجْفٌ کلّه. وَرَجَفَت الأرْضُ إذا تَزَلْزَلَت ، وَرَجَفَ الْقَوْم ، إذا تَهَیَّئُوا للحرب.

وقال الله : (یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَهُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَهُ (7)) [النازعات : 6 ، 7].

قال الفرّاء : هِیَ النَّفْخَهُ الأولی ، (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَهُ) ، وهی النَّفْخه الثانیه.

وقال أبو إسحاق : الرَّاجِفَهُ الأرْض تَرْجُفُ تَتَحَرک حرکهً شدیده.

وقال مجاهد : الرَّاجِفَهُ : الزَّلْزَله.

وقال اللَّیث : الرَّجْفَهُ فی القرآن : کلُّ عَذَابٍ أَخَذَ قوماً فهو رَجْفَهٌ وَصَیْحَهٌ.

وصَاعِقَه.

والرّجْف : یرجُف رَجْفاً وَرَجِیفاً ، وذلک تَرَدُّدُ هَدْهَدَتِهِ فی السحاب.

وقال غیره : الرَّجْفَهُ الزَّلزَلَه معها الخَسْف.

ثعلب عن ابن الأعْرابیّ : أَرْجَفَ الْبَلَدُ : إِذا تَزَلْزَل ، وقد رَجَفَت الأرْض وأَرْجَفت وأُرْجِفَتْ.

وقال غیره : الرَّجَّافُ : البحر اسمٌ له ، ومنه قوله :

المُطعِمون الشَّحْمَ کُلَّ عَشِیَّهٍ

حتی تَغیبَ الشمسُ فی الرّجّاف

ص: 31

اللیث : أَرْجَفَ القومُ ، إذا خاضوا فی الأخْبار السَّیئه ، وذِکْرِ الفِتَن.

قال الله جلّ وعَزَّ : (وَالْمُرْجِفُونَ فِی الْمَدِینَهِ) [الأحزاب : 60] وهم الذین یُولِّدون الأخْبارَ الکاذِبه ، التی یکونُ معها اضْطرابٌ فی النّاس.

وقال ابنُ الأعْرابی : رَجَفَت الأرْض ، إذا تَزَلْزَلَتْ.

فرج

رُوِیَ فی الحدیث : «ولا یُتْرَکُ فی الإسْلام مُفْرَج».

قال أبو عُبید : قال جابِرٌ الجُعْفیّ : الْمُفْرَجُ الرجل یکون فی الْقوم من غَیْرهم ، فحقٌّ علیهم أن یَعْقِلُوا عنه.

قال : وَسَمِعْت مُحمد بنَ الحسن یقول : هُوَ یُرْوَی بالْحاءِ والْجیم ، فمن قال مُفرَجٌ فهو الْقَتِیلُ بأَرْضٍ فَلاهٍ ، ولا یکون عِنْد قَرْیه یقول : فهو یُودَی من بَیْتِ المال ولا یُبْطَلُ دمه.

ومن قال : مُفْرَح : فهو الذی أَثْقَله الدَّین.

وقال أَبو عُبید : قال أَبو عُبیده : المُفْرَجُ أن یُسْلِمَ الرجل ولا یُوالِی أَحداً ، فإِذا جَنی جِنایَهً ، کانت جِنایَتُهُ علی بیت المال ؛ لأنه لا عاقِلَه له ، فهو مُفْرَجٌ بالجیم.

وقال بعضهم : هو الَّذی لا دِیوَانَ له.

وأَخْبرنی المُنْذِرِیّ عن ثعلب أنّه قال : المُفرَحُ : المُثْقَلُ بالدین. والمُفْرَجُ : الذی لا عَشیرهَ له. قال : وقال ابنُ الأعْرابیّ : المُفْرَحُ : الذی لا مَالَ له. والمُفْرَجُ : الَّذی لا عَشِیرَهَ له.

وقال اللیث : الْفَرَجُ : ذَهَابُ الْغَمّ ، وانکِشاف الکَرْب ، یقال : فَرَجَه الله فانْفَرج ، وفَرَّجَهُ تَفْرِیجاً.

وأَنْشد :

* یا فارجَ الهَمِّ وکَشَّاف الکُرَبْ*

قال : والْفَرْجُ اسم یَجْمع سَوْءات الرّجال والنساءِ والقُبْلانِ وما حَوالیهما ، کُلُّه فَرْج ، وکذلک من الدّواب ونحوها من الخَلْق.

وکُلُ فُرْجَهً بین شَیْئین فهو فَرْج ؛ کقوله :

إلَّا کُمَیْتاً بالْقَناهِ وضَابِئاً

بالفَرْج بَیْن لبانِه ویَدهِ

جعل ما بین یدیه فَرْجاً. وکذلک قول امرئ القَیس :

لَها ذَنَبٌ مثل ذَیلِ العروس

تَسُدُّ به فَرْجَها من دُبُرْ

أراد ما بین فَخِذیها ورِجْلیها.

والفَرْجُ : الثَّغْرُ المخُوف ، وجمعه فُروج ، سُمِّی فرْجاً ؛ لأنَّه غیرُ مَسْدود.

وفَرُّوجَهُ الدَّجاجه تُجمع فَراریج.

وفی الحدیث أن النّبیَّ صلی الله علیه وسلم ، صَلَّی وَعَلَیْه فَرُّوجٌ من حَریر.

قال أبو عُبَید : هو الْقَباءُ الذی فیه شَقٌّ من خَلْفِه.

ص: 32

أبو عُبَید عن الفراء : رَجُلٌ أَفْرَجٌ ، وامْرأه فَرْجاء : العظیمه الألیتین لا یَلْتقیان ، وهذا من الحبش.

قال : وقال الکسائیّ : الفُرُجُ بضم الفاء والراءِ : الذی لا یَکْتُمُ السِّرّ ، والْفِرْجُ مِثْله.

قال : والْفِرَجُ : الذی لا یزال یَنْکَشِف فَرْجُه.

وقال الهُذَلِیّ یصف دُرَّه :

بکَفَّی رَقاحِیٍّ یُریدُ نَماءَها

فَیُتْرِزُها للبیع وهی فَرِیجُ

معناه : أنه کُشِفَ عن الدُّره غطاؤُها لِیَراها النّاس.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ قال : فَتحاتُ الأصابع یُقال لها التَّفاریجُ والحُلْفُقْ.

وقال النَّضْر : فَرْجُ الوادی : ما بَین عُدْوَتَیْه ، وهو بَطْنه. وفَرْجُ الطَّریق : مَتْنُه وفُوَّهَتُه. وفَرْج الجَبل : فَجُّه.

وقال القَطامیّ :

مُتَوَسِّدین زِمام کُلِّ نَجِیبَهٍ

ومُفَرَّجٍ عِرْقَ الْمَقَذِّ مُنَوَّقِ

أراد وزِمامُ کُلِ مُفَرَّج وهو الوَسَاع.

ویقال : المُفَرَّجُ : الذی بان مِرْفقُهُ عن إِبطِهِ.

ویُقال : أَفْرجَ القومُ عن قَتیل ، إذا انْکَشفوا ، وأَفْرَجَ فلانٌ عن مکان کذا وکذا ، إِذا أخَلَّ به وتَرکه.

ویُقال : ما لهذا الْغمّ من فُرْجَه ولا فَرْجَهٍ ولا فِرْجَه ، وأَخْبرنی المُنذریّ. عن ابن الیَزیدیّ ، عن أبی ناجِیه ، عن ابن الأَعْرابیّ أَنَّه أَنْشد :

رُبّما تکْرَهُ النُّفوس من الأمْ

رِ له فَرْجَهٌ کَحَلِّ العقَالِ

قال : یقال فُرْجَه وفَرْجَهٌ فُرْجَهٌ اسم ، وفَرْجَهٌ مصدر ، وفُروجُ الأرض نَواحیها.

اللِّحیانیّ : قَوْسٌ فَرِیجٌ ، إذا بانَ وَتَرُها عن کَبِدِها ، وهی الفارِجُ أیضاً.

وقال الأَصْمَعِیّ : هی الفارجُ والفُرُج ، ورواه أبو عُبیدِ عنه.

ویقال : رَجُل أَفْرَجُ الثَّنایا ، وأَفْلَجُ الثَّنایا ، بمعنًی واحد.

ابن السِّکّیت : قال الأصمعیّ : الفَرَجانُ : خُراسانُ وسِجِسْتَان ، وأَنْشد قول الغُدانِیّ :

* علی أَحَدِ الفَرْجَیْن کان مُؤَمَّری*

أبو زید : یقال للمُشْط : النَّحِیتُ ، والمُضَرِّجُ والمِرْجَلُ ، وأنشد أحمد بن یحیی لبعضهم :

فاتَه المَجْدُ والعلاءُ فأَضْحَی

یَنْفُضُ الْخِیسَ بالنَّخِیتِ المُفَرِّج

أراد بالْخِیس لَحْیَتَه ، یَصِفُ رجلاً کان شاهِدَ زُور.

وقال أحمدُ بن عُبَید : قال أبو زید :

ص: 33

العرب تقول : جرت الدابهُ مَلأی فُروجُها ، وفُرُوجُها : ما بین قَوائِمها ، فالفروج : رَفْعٌ بمَلأَی.

ویقال فی المذَکَّر : جَرَی الفَرسُ بملأَی فُروجه وهی ما بین قَوائمه ، أی من شِدَّه إِسْراعه فی الجری امْتَلأ ما بین قوائمه بالغُبار والتُّراب.

والعرب تُسَمِّی ما بین القوائم خَوَاء ، وکذلک کل فُرْجَهٍ بین شَیئین.

وقال أحمد بن یحیی : الفَارِج : النَّاقَه التی انْفَرَجت عن الولاده ، فهی تُبْغِضُ الفَحْلَ وتَکْرَه قُرْبَه.

جفر

فی حَدیثِ عُمرَ أنَّه قَضَی فی الیَرْبوع إذا قَتَله المحْرِمُ بجِفْرَه.

أبو عبید عن أَبی زَیْد قال : إذا بَلغت أولادُ المِعْزَی أربعهَ أَشهر ، وفُصِلَت عن أُمهاتها فهی الجفار ، واحِدها جَفْر ، والأنْثی جَفْرَه.

وقال ابن الأعرابیّ : الجَفْرُ : الحَمَلُ الصغیر ، والجَدْیُ بعد ما یُفْطَم ابن سِتّه أَشْهر. قال : والغُلام جَفْر.

وقال ابن شُمَیل : الجَفْره : العَناقُ التی شَبِعت من الْبَقل والشَّجر ، واسْتَغْنت عن أمها ، وقد تجفَّرَت واسْتَجْفَرت : أی عَظُمت وسَمِنَت.

ویقال : قد تَراغَب هذا واستَجْفَر.

قال : ویقال : أُجفِرَ بَطْنُه ، واستَجْفَرَ بطنُه ، أی عَظُم.

حکی ذلک کلّه عنهم شِمرٌ فی کِتابه ، وقال :

* جُفْرَهُ البَطْنِ باطن الْمُجْرئِشّ*

وقال غیره : جُفْرَه کلِّ شیء وَسَطه ومُعْظمه.

أبو عبید ، عن أَبی زید : الجَفْرُ : البِئْر لیست بمَطْوِیَّه.

وقال غیره : الجُفْرهُ : حُفْرهٌ واسِعه من الأرض مُستدیره.

أبو عبید ، عن الأَحْمر : الجَفیرُ والْجَشِیرُ معاً : الکِنانه وهی الجَعْبه.

وقال اللیث : الجَفیر شِبْه الکِنانه إلّا أنَّه أَوْسع ، یُجْعَلُ فیه نُشَّابٌ کَثیر.

ورُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «صُوموا ووفِّروا أَشْعَارَکم ، فإنها مَجفَرَهٌ».

أبو عبید : یَعْنی مَقْطَعَهٌ للنکاح ، ونَقْصٌ للماء.

ویقال للبعیر إذا أکْثَر الضِّرابَ حتی یَنْقَطع قد جَفَرَ یجْفُر جفوراً ، فهو جافر.

وقال ذو الرّمه فی ذلک :

وقد عارضَ الشِّعْری سُهَیلاً کأنّه

قریعُ هِجانٍ عارَضَ الشوک جافرُ

وقال اللیث : رجل مُجْفِر.

وقد أَجفَرَ إذا تَغَیَّرت رائحهُ جَسَدِه.

أبو عبید ، عن الفَراء : کُنْتُ آتِیکم ، فقد

ص: 34

أجْفَرْتکم ، أی ترکتُ زِیارتکم وقَطَعتها.

وقال غیره : یقال للرَّجل الذی لا عَقْل له : إنَّهُ لَمُنْهدِمُ الجال ، ومُنْهدِم الجَفْر.

وقال ابن الأعرابیّ : الْجُفَرِیُ والکُفَرِی : وِعاءُ الطَّلْع. وإبلٌ جِفارٌ ، إذا کانت غِزَاراً ، شُبِّهت بِجِفَار الرَّکایا.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أجْفَرَ الرجل ، وجَفَر وجَفَّر : إذا انْقَطع عن الجِماع ، وکذلک اجتَفَرَ ، وإذا ذَلَّ قیل : اجْتَفَر.

رفج

قال اللیث : الرُّفوجُ : أصْلُ کَرَبِ النَّخل ؛ ولا أدری : أَعربِیٌ أمْ دَخیل.

فجر

قال اللیث : الفَجْرُ : ضَوْءُ الصُّبح ، وقد انْفَجر الصُّبح.

ویقال للصُّبْح المُستطیر فَجْرٌ ، وهو الصَّادق. والمستطیل الکاذِب یقال له : فجر أیضاً.

وأما الصبح فلا یکونُ إلا الصَّادق.

والفَجْرُ : تفجیرُک الماء. والمَفْجَرُ : الْموْضعُ الذی یَفْجَرُ مِنه.

ویقال : انْفجَرت علیهم الدّواهی ، إذا جاءهم الکثیرُ منها بَغْتَه ، وأیّام الفِجار : أَیّام وقائع کانت بعُکاظ ، تفاخروا فیها فاجْتَربوا واستَحَلُّوا الحُرُمات.

والفجور : الرِّیبه والکَذِب من الفُجور.

وقد رَکِبَ فلانٌ فَجْرهً وفَجار لا یَجْرِیان إذا فَجَرَ وکَذب ، وقال النّابغه :

إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَیْنَا بَیْننا

فَرحَلْتُ بَرّهَ ، وارْتحلْتَ فجارِ

أبو عبید : الفَجَرُ الجُودُ الْواسعُ ، والکرم.

ثعلب عن ابن الأعْرابیّ : أفْجر الرجل ، إذا جاء بالْفَجَرِ ، وهو المال الکثیر ، وأَفْجرَ إذا کَذَب ، وأفجر إذا عَصَی بِفَرْجِه ، وأُفجر إذا کَفَر ، ومثلُه فَجَرَ وفَجَّرَ.

قال وقوله : ونَتْرُک من یَفْجُرُک ، أی من یَعْصیک ، ومَنْ یُخَالفک.

وقال رجلٌ لعمر وقد اسْتأذَنه فی الجِهاد فمنَعَه لضَعْف بَدَنه ، فقال : إن أطْلَقْتَنی وإلّا فَجَرْتُک ، أی عَصَیْتُک.

وأفْجَرَ : مال مِنْ حَقٍّ إلی بَاطِل. وأفجَرَ یَنْبوعاً من ماء ، أی أخْرجه.

وقال شَمِر : قال ابن الأعرابیّ : الفَجور والفَاجِر : المخطِیء ، والفُجورُ خِلاف البِرّ ، والفاجِرُ المائِلُ ، والسَّاقطُ علی الطَّریق. وفَجَر أی کَذَب ، وأنشد :

قَتَلْتُمْ فَتًی لا یَفْجُر الله عامِداً

ولا یَجْتَوِیه جارُهُ حین یُمْحِلُ

أی لا یَفْجُرُ أمْر الله ، أی لا یَمیلُ عنه ولا یَتْرکه.

وقال شِمر : قال الْهوازِنیّ : الافْتِجارُ فی الکلام اخْتِراقُه من غیر أن یَسْمَعه من أحد ، أو یَتَعَلَّمه ، وأنشد :

ص: 35

نَازعِ القَومَ إذا نازَعْتَهم

بأریبٍ أو بَحَلَّافٍ أبَلْ

یَفْتَجِرُ القولَ ولم یَسْمَعْ به

وهُو إنْ قیلَ : اتّق الله ، احْتَفَل

وقال الفراء فی قول الله جَلَّ وعَز : (بَلْ یُرِیدُ الْإِنْسانُ لِیَفْجُرَ أَمامَهُ (5)) [القیامه : 5].

حدَّثنی قیسٌ ، عن ابن حُصَیْن ، عن سعید بن جُبَیْر قال : تقول : سوف أَتُوبُ ، سوف أتوب.

قال : وقال الکَلْبِیّ : یُکْثِرُ الذُّنوبَ ، ویُؤَخِّرُ التَّوْبه.

وقال أبو إسحاق : معناه أنه یُسَوِّفُ بالتَّوبه ، ویُقَدِّمُ الأعمالَ السَّیِّئه. قال : ویجوزُ - والله أعلم - أنَّه یکْفُر بما قُدَّامَه من البعث.

وقال المؤرَّج : فَجر إذا رَکِبَ رَأْسَه ، فمضَی غیرَ مُکْتَرثٍ. قال : وقوله : (لِیَفْجُرَ أَمامَهُ) ، لیمْضیَ راکباً رأسه. قال : وفَجرَ أخْطأَ فی الجواب. وفجر من مرضه ، إذا بَرَأَ. وفَجرَ ، إذا کلَّ بَصَرُه.

وقال ابن شُمیْل : الفُجورُ رُکوب ما لا یَحِلّ. وحَلَفَ فلان علی فَجْره ، واشْتَمَلَ علی فجره ، أی رَکِبَ أمْراً قبیحاً من یمین کاذِبه ، أوْ زِنًی ، أو کَذِب.

قلت : والفَجْرُ أصلهُ الشَّقّ ، ومنه أُخِذَ فجرُ السِّکْر ، وهو بَثْقُه. وسُمِّیَ الفَجْر فجراً لانفِجَارِه ، وهو انْصِداعُ الظُّلمه عن نور الصُّبْح.

والفجورُ أصْلُه المیْلُ عن القَصْد.

قال لَبید :

* وإنْ أَخَّرتَ فالْکِفْلُ فاجِر*

والکاذبُ فاجِر ، والمکَذَّبُ بالحق فاجِر ، والکافِرُ فاجِر ، لمیْلِهم عن الصِّدْق والقَصْد.

وقول الأعرابیّ لعُمَر :

* اغْفِرِ اللهمَّ إنْ کانَ فَجَرْ*

أی مالَ عن الحق.

وقیل فی قول الله : (بَلْ یُرِیدُ الْإِنْسانُ لِیَفْجُرَ أَمامَهُ (5)) [القیامه : 5]. أی : لیُکَذِّب بما أَمامه من البعْث ، والحِساب والجَزاء ، والله أعْلم.

ج ر ب
اشاره

جرب ، جبر ، رجب ، ربج ، برج ، بجر : مستعملات.

جرب

قال اللَّیث : الجَربُ مَعْروف.

والجَرْباءُ من السَّماء : النّاحِیَه التی لا یَدور فیها فَلَکُ الشَّمس والقمر.

وأَخْبَرنی المُنْذِرِیّ ، عن أَبی الهَیْثِمِ أَنه قال : الْجَرْبَاءُ : السَّماءُ الدُّنیا ، وهی الملْسَاء.

وقال اللَّیْث : أَرْضٌ جَرْباءُ : إذا کانَت مُمْحِلَهً لا شیءَ فیها.

ص: 36

وقیل سُمِّیت السَّماء الدُّنیا جَرْباء ، لما فیها من الکواکب. أَبو عُبید ، عن الأصمعیّ ، قال : الْجِربیاءُ من الرِّیاح الشَّمالُ.

قال : وقال أبو زید : الْجِربِیاءُ الرِّیحُ التی تَهُبُّ بین الْجَنوبِ والصَّبا.

وقال اللَّیث : الْجِرْبیاءُ شَمالٌ بارِدَه.

قال : وقال أبو الدُّقَیْش : إِنَّما جِرْبِیاؤُها بَرْدُها ، فَهَمَزَ.

ثعْلب ، عن ابن الأَعْرابیّ : الجَرْباءُ الْجَارِیَهُ المَلِیحَه ، سُمِّیتْ جَرْباء لأنَّ النِّساء یَنْفِرْنَ عَنْها لتَقْبِیحِها بمَحاسِنها محاسِنَهُنّ.

وکان لعَقِیل بن عُلَّفَه المُرِّی بِنْتٌ یُقال لها الجَرْباء ، وکانت من أَحْسَن النِّساء.

وجَرِبَ البعیرُ یَجْرَبُ جَرَباً فهو جَرِب وأَجْرَب.

وقال : والجریبُ من الأرض نِصْفُ الفِنْجان ، والجریب مِکْیالٌ ، وهو أَرْبَعَهُ أَقْفِزَه.

قلت : الْجَریبُ من الأرْض مِقدارٌ مَعْلوم الذرع والمساحه ، وهو عَشَرهُ أَقْفِزَه ، کلّ قِفیزٍ منها عَشَرهُ أَعْشِراء ، فالعَشِیرُ جُزْهٌ من مائه جُزْءٍ من الْجَرِیب.

وقال اللَّیث : الْجَرِیبُ الْوادی وجَمْعُه أَجْرِبه ، قال : وجَریبُ الأرض جمعه جُرْبان ، والعدد أَجْرِبه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الجِرْبُ : القَرَاح ، وجَمعه جِرَبَه ، والجِربه : البُقْعَهُ الحَسَنَهُ النَّبات ، وجمعها جِرَب.

قال أبو عُبَیْد : قال أبُو عُبَیْده الجِرْبَهُ المَزْرَعَه.

وقال بشر :

* علی جِرْبَهٍ یَعْلو الدِّیارَ غُرُوبها*

وقال ابنُ الأعْرابیّ : الْجَرَبُ العَیْب.

وقال غیره : الجَرَبُ الصَّدَأُ یرْکَبُ السَّیف.

أبو عُبیدٍ عن الأصْمعیّ : رَجُلٌ مُجَرِّبٌ ومُجَرَّبٌ ، وهو الذی قد جَرَّبَ الأمُورَ وعَرفها. والمُجَرَّبُ أیضاً : الَّذی جُرِّب فی الأمور وعُرِف ما عِنْده.

أبو عُبید ، عن الأَحْمر : جِرابُ البِئْر اتِّسَاعُها.

وقال غیره : جِرابها ما حَوْلَها. ویُقال :اطْوِ جِرَابَها بالحِجاره.

وقال اللَّیث : جِرابُ البِئْر جَوْفُها من أَوَّلِها إلی آخِرِها.

قال : والجِرابُ وِعاءٌ من إِهابِ الشّاءِ ، لا یُوعَی فیه إِلَّا یَابِس ، والجمیع : الْجُرُب.

ثعلب ، عن ابْن الأعرابیّ : عِیالٌ جَرَبَّهٌ : یَأکلون أَکْلاً شَدیداً ولا ینْفعون. قال : والجرَبَّهُ الحُمرُ الشِّداد الغِلاظ. والجرَبَّهُ من أَهْلِ الحاجَه ، یَکونون مُسْتَوِین.

وقال ابنُ بُزُرْج : الجَرَبَّهُ : الصّلامَهَ من الرِّجال الذین لا یُساء لهم ، وهم مع أمِّهم.

ص: 37

وقال الطِّرِمّاح :

وحَیٍّ کِرامٍ قد هَنَأْنا جَرَبَّهٍ

ومَرَّتْ بهم نَعْماؤُنا بالأَیامِنِ

قال : جَرَبَّهٌ صِغارُهم وکِبارُهم. یقول : عَمَمْناهُمْ ولَم نخُصَّ کبارَهم دون صِغَارِهم.

وقال أبو عمرو : الجَربُ من الرِّجال القَصیرُ الخَبُّ ، وأنشد :

إنَّکَ قد زَوَّجْتَها جَرَبا

تَحْسِبُه ، وهو مُخَنْذٍ ، صَبَّا

أبو عُبید ، عن الفَرّاء ، قال : جُرُبَّانُ السَّیْفِ حَدُّه أو غِمْدهُ. وعلی لَفْظِه جُرُبَّانُ القَمِیص.

شَمِر ، عن ابن الأعْرابیّ : الجُرُبَّان قِرابُ السَّیْفِ الضَّخْم ، یکون فیه قَوْسُ الرَّجُل وسَوْطُه ، وما یَحْتاجُ إلیه.

وقال الرَّاعی :

وعَلی الشَّمائِلِ أن یُهاجَ بنا

جُرْبان کلِّ مُهَنَّد عَضْبِ

وقیل : جُرُبَّان الْقَمِیص هو بالْفارِسیَّه کَرِیبان ، وهو الجَیْب.

وقال اللَّیث : الجَوْربُ لِفَافهٌ الرِّجْل.

ابنُ السِّکّیت : الأجرَبان عَبْسٌ وذُبْیان.

وأنشد :

وفی عِضَادَته الیُمنی بَنو أَسَدٍ

والأجْرَبان : بنو عبس وذُبْیانُ

والجریبُ : وادٍ مَعْروفٌ فی بِلاد قَیْس ، وحَرَّهُ النَّار بِحِذَائِهِ. أبو زید : من أَمْثالهم : أَنت علی المُجَرَّب ، قالتها امرأَهٌ لِرَجُل سَأَلَهَا بعد ما قَعَدَ بین رِجْلیها ، أَعَذْراءٌ أَمْ ثَیِّب؟ فعند ذلک قالت : أَنْتَ علی المُجَرَّب.

یُقالُ : عِنْد جواب السَّائل عما أَشْفَی علی عِلْمِه.

رجب

قال اللَّیث : رَجَبُ شَهْر ، تقول : هذا رَجَبٌ ، فإذا ضَمُّوا إلیه شَعْبان فهما الرَّجَبان.

وکانت العرب تُرَجِّبُ ، وکان ذلک لهم نُسُکاً أو ذَبائِح فی رَجَب.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ والفراء : رَجَبْتُ الرَّجُلَ رَجَباً ، إذا هِبْتَهُ وعَظَّمْتَه وقال شَمِر : رَجَبْتُ الشَّیءَ : هِبْتُه ورَجِبْتُه : عَظَّمتُه وأنشد :

* أَحْمَدُ رَبِّی فَرَقاً وأَرْجبَه *

قال : أرْجَبَهُ ، أی أُعَظِّمهُ. ومِنه سُمِّی شهر رَجَبَ.

وأَنْشَدَ أبو عمرو :

إِذَا العجوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخَبها

ولا تَهَیَّبْها ولا تَرْجَبْها

وقال شَمِر : رَجَبْتُه عَظَّمْتُه.

أبو عَمْروٌ ، عن أَبیه : الرَّاجِبُ المُعظِّمُ لسَیِّده. ویقال : رَجِبَه یَرْجَبُه رَجَباً ، ورَجَبَهُ

ص: 38

یَرْجبُه رَجْباً ورُجُوباً ، ورَجَّبَه تَرجِیباً ، وأَرْجَبَه إِرْجَاباً.

ومِنه قَول الحُباب بن المُنْذر : أَنا جُذَیْلُها المُحَکَّک ، وعُذَیقُها المرجَّب.

قلت : وأما أَبو عُبَیْده والأصْمَعیّ ، فإنَّهما جَعَلا المُرَجَّبَ ها هنا من الرُّجْبَه ، لا من التَّرْجِیب الذی هو من التَّعظیم.

قالا : والرُّجْبَه والرُّجْمَه بالْبَاء والمیم : أَن تُعْمَدَ النَّخْلَهُ الکریمه إذا خِیفَ علیها أَنْ تقعَ لِطولها وکثْرَهِ حَمْلها بِبِناءٍ من حِجارَهٍ تُرَجَّبُ به أی تُعْمَدُ به ، ویکونُ تَرجیبُها أن یجعل حولها شوک إذا وقرت ، لئلا یَرْقأ فیها راقٍ ، فیجْنی ثمرها.

وقال الأصمعی : الرُّجْمَه بالمیم البِناءُ من الصّخر تُعْمَدُ به النّخْله ، والرُّجْبَهُ أنْ تُعْمَدَ النَّخلهُ بخشَبَه ذاتِ شُعْبَتین.

أبو عبیده : رَجبتُ فلاناً بقَوْلٍ سِّیء ، ورجَمْتُه بمعنی صَککْتُه.

قال أبو تراب : وقال أبو العَمیثل مِثْلَه.

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : الأرْجَابُ الأمْعاءِ ، ولم یَعْرِفْ واحِدَها.

ورَوی ثعلب عن ابن الأعْرابیّ ، قال : الرَّجْبُ المِعَی : قال : والرَّاجِبَهُ البُقْعَهُ الملساءُ بین البَراجِم. قال : والبراجمُ المُشَنَّجاتُ فی مَفَاصِل الأصَابع ، وفی کلِّ إصْبَع ثلاثُ بُرْجُمات ، إلّا الإبْهام فلها بُرْجُمَتان.

وقال اللیث : بُرْجُمَه الطَّائر. الإصْبَع التی تلی الدّائره من الجانِبین الوحْشِیّیْن من الرِّجلین.

قال : ورجَّبتُ النّخْل تَرْجِیباً ، وهو أن تُوضَع عُذُوقُها علی سَعفِها ، ثم تُنْضَدُ وتُشَدُّ بالخوص ، لئلا یَنْفُضُها الریح ، وقد یقال أیضاً : هو أن یُوضَعَ الشَّوک حَوْل العُذُوق لِئَلَّا تُقْطَف. وأنشد أبو عبید :

والعادِیاتُ أسابِیُّ الدِّماء بها

کأَنَّ أعْناقَها أنْصابُ ترْجِیبِ

وهذا البیت یَدُلُّ علی صِحَّهِ قول من جَعلَ الترجِیبَ دعْماً للنّخله.

برج

قال اللیث : البُرْجُ واحِدٌ من بُرُوج الفَلَک ، وهی اثنا عَشَر بُرْجاً ، کلّ بُرْج منها مَنزِلان ، وثُلُثٌ مَنْزِلٌ للقمر ، وثلاثون دَرجهً للشمس إذا غاب منها سِتّه ولکلّ بُرْج اسمٌ علی حده فَأَوَّلها الحَمَلُ ، وأول الحَمل الشَّرَطان ، وهما قَرْنا الحَمَل کَوْکَبان أَبیضان إِلی جَنْب السَمکه ، وخَلْفَ الشَّرَطَیْن البُطَیْن ، وهی ثَلاثهُ کَواکب ، فهذان مَنْزِلان ، وثُلثُ الثریا من بُرْج الحمل.

وقال أَبو إسْحاق فی قول الله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1)) [البروج : 1] قیل : ذات البُروج ، ذاتِ الکواکب ، وقیل : ذاتِ القصُور ، لِقُصُورٍ فی السَّماء.

ص: 39

سَلَمه ، عن الفراء : اخْتَلفوا فی البُروج ، فقالوا : هی النُّجوم ، وقالوا : هی البُروجُ المعرُوفَه ، اثْنا عَشَر بُرجاً ، وقالوا : هی قُصورٌ فی السماء.

والله أعلمُ بما أراد.

وقوله جَلَّ وعَزَّ : (وَلَوْ کُنْتُمْ فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَهٍ) [النساء : 78]. البروج هاهنا الحُصُون ، واحدُها بُرْج.

وقال اللَّیث : بُرُوج سُورِ المدینه والحصن : بُیوتٌ تُبْنَی علی السّور ، وقد تُسمّی بیوت تُبْنَی علی نَواحِی أَرکان الْقَصْر بُروجاً.

قال : وثَوْبٌ مُبَرَّج ، قَدْ صُوِّرَت فیه تَصاوِیرُ کَبُروج السُّور.

قال العجّاج :

* وقد لَبِسنَا وَشْیَه المبَرَّجا*

وقال أیضاً :

* کأَنَ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجا*

شَبَّه سَنامها ببُرْج السُّور.

قال : والبَرَجُ : سَعَهُ بَیاضِ العین مع حُسْن الْحَدَقَه. وإذَا أَبْدَت المرأهُ محاسِنَ جِیدها ووَجْهَها ، قیل : تَبَرَّجَتْ وتُرِی مع ذلک من عَیْنَیها حُسْنَ نَظر ، کقول ابن عِرس فی الجُنَیْد بن عبد الرحمن یهجوه :

یُبْغَضُ من عَینیکَ تَبْرِیجُها

وصُورهٌ فی جَسَدٍ فاسدٍ

قال الزّجاج فی قوله : (جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً) [الفرقان : 61] قال : البروج الکواکب العظام ، قال : والْبَرَجُ ، تَباعُد ما بین الحاجبین. قال : وکل ظاهر مرتفع فقد بَرَج ، وإنما قیل لها البروج لظهورها وبیانها وارتفاعها.

أبو عُبید ، عن أَبی عَمْرو : البَرَجُ ، أن یکونَ بَیاضُ العین مُحْدِقاً بالسَّواد کُلِّه ، لا یغیبُ من سَوادِها شیء.

قال أبو زید : البَرَجُ ، نَجَلُ العین ، وهو سَعَتها.

وقیل : الَبَرجُ ، سَعَهُ العین فی شِدَّه بیاض بَیاضِها.

ثعلب ، عن ابن الأَعْرابیّ : بَرِجَ الرَّجُل إذا اتَّسَعَ أَمْره فی الأَکْل والشُّرب.

وقال أبو إسحاق فی قول الله جلَّ وعزَّ : (غَیْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِینَهٍ) [النور : 60] ، التَّبرُّجُ إظهارُ الزِّینه ، وما یُسْتَدْعَی به شهوَهُ الرَّجل.

وقیل : إنَّهن کُنَّ یتکَسَّرْن فی مَشْیِهِنَّ ویَتَبَخْتَرْن.

وقال الفراء فی قوله : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِیَّهِ الْأُولی) [الأحزاب : 33] ذلک فی زمن وُلِدَ فیه إبراهیمُ النبیُّ صلی الله علیه وسلم کانت المرأهُ إذْ ذاک تلْبسُ الدِّرع من اللُّؤْلؤ غیر مَخیط من الجانبین ، ویقال : کانت تَلبسُ الثیاب تَبلغُ المالَ لا تُواری جسدَها ، فأُمِرْنَ أَلَّا یفعلْنَ ذلک.

ص: 40

وقال اللیث : حِسابُ البُرجان ، هو قولک : ما جُداءُ کذا فی کذا ، وما جَذْر کذا فی کذا ، فجداؤه : مبلَغهُ ، وجذرُه : أصله الذی یُضرَبُ بعضُه فی بعض ، وجملته البُرجان.

یقال : ما جَذْرُ مائه؟

فیقال : عشره.

ویقال : ما جُداء عشره فی عشره؟

فیقال : مائه.

وقال شَمَر : بُرْجان : جِنْسٌ من الرُّوم ویُسَمَّوْنَ کذلک.

قال الأعشی :

وهِرَقْلٌ یوم ذِی ساتیدَمَا

مِنْ بنی بُرْجَانَ فی البَّأْسِ رُجُحْ

یقول : هُمْ رُجُحٌ علی بنی برجان أی هُمْ أَرْجحُ فی القِتال ، وشده البأس مِنْهم.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أبْرَج الرجلُ إذا جاءَ ببنینَ مِلاح.

قال : والْبارِجُ المِلّاحُ الفَارِهُ.

أبو نصْر عن الأصمعی قال : البَوَارِج السُّفُنُ الکبار ، واحدتها بارجهٌ ، وهی القَوادِسُ والخلایا.

وقال اللیث : البارجه السَّفینهُ من سُفن البحر تُتَّخَذُ للقتال.

جبر

قال الله جل وعز : «إِنَّ فِیها قَوْماً جَبَّارِینَ».

قال أبو الحسن اللِّحیانیّ : أَرادَ الطُّولَ والقُوَّه والعِظَم ، والله أعلمُ بذلک.

قلت : کأَنه ذَهبَ به إلی الجبَّارِ من النَّخیل ، وهو الطویل الذی فاتَ ید المُتناوِل.

یقال : رجلٌ جبّار إذا کان طویلاً عظیماً قویّاً ، تَشْببها بالجبار من النَّخیل.

وأمل قوله جلّ وعز : (وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِینَ (130)) [الشعراء : 130].

فإنَ الجبارَ هاهُنا القَتَّالُ فی غیر حق ، وکذلک قولُ الرجل لموسی : «إِنْ تُرِیدُ إِلَّا أَنْ تَکُونَ جَبَّاراً فِی الْأَرْضِ». أی قَتَّالاً فی غیرِ حق.

وقال اللِّحیانیّ : والجبَّار المُتَکبِّرُ عن عباده الله تعالی ، ومنه قول الله تعالی : (وَلَمْ یَکُنْ جَبَّاراً عَصِیًّا) [مریم : 14] ، وکذلک قول عیسی : (وَلَمْ یَجْعَلْنِی جَبَّاراً شَقِیًّا) [مریم : 32] أی مُتَکبِّراً عن عباده الله.

والجبار أیضاً : القاهِرُ الْمُسَلَّط. قال الله : (وَما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِجَبَّارٍ) [ق : 45] ، أی بمُسَلَّط فَتَقْهرهم علی الإسلام.

والْجَبَّارُ : الله تبارک وتعالی ، القاهرُ خلْقَه علی ما أراد.

وقال ابن الأنباریّ : الْجَبَّارُ فی صفهِ الله الذی لا ینال ، ومنه قیل للنخله إذا فاتت یدَ المتناول : جباره. مأخوذٌ من جبَّارِ النَّخْل.

ص: 41

وَرَوی سلمهُ عن الفراء أنه قال : لم أسمع فَعَّالاً من أَفْعَل إلَّا فی حرفین وهما : جبّار من أَجْبَرْتُ ، وَدَرَّاک من أَدرکتُ.

قلت : جعَلَ جبّاراً فی صفَهِ العباد من الإجبارِ ، وهو القَهّرُ والأکْراه لا من «جَبَرَ».

أبُو عُبید ، عن الأَحمرِ : فِیه جَبَرِیَّهٌ وجَبَرُوَّهٌ ، وجَبَروت وجُبُّورَهُ وجَبُّورَهٌ أَیْضاً ، وأَنشَدَنا :

فإنَّک إنْ عادَیْتَنی غَضِبَ الْحصا

عَلَیْکَ ، وذُو الْجَبُّورَهِ الْمتَغَترِفُ

وفی الحدیث : أنَّ امرأهً حَضَرت النَّبیّ صلی الله علیه وسلم : فأَمَرها بأَمْرٍ فتَأَبَّتْ علیه ، فقال : «دَعُوها فَإِنَّها جَبَّاره» أی عَاتِیَهٌ مُتَکَبِّره.

وقال اللَّیْت : قَلْبٌ جَبَّار ، ذُو کِبْرٍ لا یَقْبَلُ مَوْعِظَه.

عَمْرو ، عن أبیه قال : یقال للملک جَبْرٌ ، وقال : والجَبْرُ الشُّجاع وإن لَمْ یَکُنْ مَلِکاً.

والْجَبْرُ : تَثْبیتُ وقّوع الْقَضَاءِ والْقَدَر.

أبو عُبَید عن أَبی عَمْرو : الْجَبْرُ الرَّجلُ.

وقال ابنُ أَحْمر :

* وانْعَمْ صَباحاً أَیُّها الْجَبْرُ*

قیل : أرادَ أیها الرَّجُل ، وقیل : أرادَ أَیُّها المَلْکِ. والْجَبر أَنْ تُغْنِیَ الرَّجُلَ من الْفَقْرِ ، أَوْ تَجْبُرَ عظْمَه من الکَسْر.

قال : والإجْبارُ فی الحُکْم ، یقال : أَجْبَرَ الْقاضِی الرَّجُلَ علی الحُکْمِ إذا أکْرَهَه علیه.

وأَخْبَرنِی الإیادیّ عن أَبِی الّهَیْثَم أَنَّه قال : جَبَرْتُ فَاقَه الرَّجُلِ أَجْبُرُها ، إِذا أَغَنَیْتَه.

قال : والجَبُرُیَّه ، الَّذین یَقُولون : أَجَبَر اللهُ الْعِبَادَ علی الذُّنُوب أَیْ أَکْرَهَهُمْ ومَعاذَ اللهِ أَنْ یُکْرِهَهُمْ علی مَعْصَیه! ولکنَّه قد عَلِمَ ما الْعِبادُ عامِلون ، وما هُمْ إلیه صائِرُون.

قلت : وهذا مَعْنی الإیمان بالْقَضاء والْقَدر إنّما هو عِلْمُ الله السَّابق فی خَلْقِه ، وقد کَتَبه علیهم ، فهم صائرون إِلی ما عَلِمه ، وکُلُّ مُیَسَّرٌ لما خُلِقَ له.

وروی الأَعْمش عن إسماعیل بن رَجاءِ عن عُمَیْر مَوْلی ابّن عبّاس ، عن ابنِ عبّاس فی جِبْریل ومِیکائیل : کقولک عبد الله ، وعبدِ الرحمن ، وکان یحیی بن یعمر یَقرأ.

قال أَبَو عُبید قال الأصمعیّ : معنی إیل الرُّبُوبِیَّه ، فأُضِیفَ جَبْر ومیکا إِلیه.

وقال أبو عَمْرو : جَبْر هو الرَّجُل.

قال أبو عُبید : فَکأَنّ مَعناه عَبْد إیل ، رَجُلُ إیل.

قال : فهذا تأْویل قوله : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وکان یحیی بن یَعْمر یَقْرؤها (جَبْرِئلّ) ، ویقول : جَبْرَ : عبْد ، والّ : هُو الله.

قلت : وفی جِبْریل لغاتٌ کثیره ، قد

ص: 42

حَصَّلْتُها لک فی رُباعیِّ الجیم.

وقال اللّحیانیّ : یقال : أَجْبَرْتُ فلاناً علی کَذا ، أُجْبِره إجْباراً ، فهو مُجْبَر ، وهو کلام عامَّه العرب أی أَکْرَهْتُه علیه.

وتَمِیمٌ تقول : جَبَرْتُه علی الأَمْرِ أَجُبُرُهُ جَبْراً وجُبُوراً بغَیر ألف. قلت : وهی لُغَهٌ معروفه وکثیر من الحجازین یقولونها.

وکان الشّافعیّ یقول : جَبَرَه السلطان بغیر ألفِ ، وهو حِجَازِیٌّ فَصِیحٌ.

وقیل لِلْجَبرِیَّه : جَبْرِیَّهٌ ، لأَنَّهم نُسِبُوا إلی القول بالْجَبْر ، فهما لغتان جَیِّدتان جَبَرتُه وأَجْبَرْتُه ، غیر أنَّ النَّحویین اسْتَحبوا أَنْ یَجْعلوا جَبَرْتُ لجَبْرِ الْعَظْم بعد کَسْره وجَبْر الفقیر بعد فَاقَته ، وأَن یکون الإجْبارُ مَقَصوراً علی الإکْراه ، ولذلک جعل الفَراء الجَبَّار من أَجْبَرْتُ ، لا من جَبَرْت ، وجائز أن یکون الجبَّار فی صِفَهِ الله ، من جَبْرِه الْفَقیر بالْغِنَی ، وهو تبارک وتعالی جابرُ کُلِّ کَسیر وفَقیر ، وهو جابر دِینه الَّذی ارْتَضاه کما قال العَجَّاج :

* قَدْ جَبَرَ الدِّینَ الألَهُ فَجَبَرْ*

وقال اللِّحیانیّ : جَبَرْتُ الیتیمَ والفَقیر أَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً ، فَجَبَرَ یَجْبُرُ جُبُوراً ، وانْجَبَرَ انْجِباراً ، واجْتَبَرَ اجْتِباراً ، بمعنًی واحِد.

ویقال أیضاً : جَبَّرْتُ الکسیرَ أُجَبِّرُه تَجْبِیراً ، وجَبَرْتُه جَبْراً ، وأَنْشَد :

لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَهٌ تَخُبُ

وأُخْری ما یُسَتِّرها وَجَاحُ

ویقال : تَجَبَّر فلان : إذا عَاد إِلیه من مَاله بعضُ ما کان ذَهَب. وتَجَبَّر النَّبتُ والشجر ، إذا نَبَتَ فی یابِسه الرَّطْب.

ویقال : قد تَجَبَّر فلان مَالاً ، أی أَصَاب ، وقوله :

* تَجَبَّرَ بَعْدِ الأَکْلِ فهو نَمِیصُ*

فمعناه : أَنَّه عاد نَابتاً مُخَضَرّاً ، بعد ما کان رُعِیَ ، یعنی الرَّوض.

وقال النَّبی صلی الله علیه وسلم : «الْعَجْمَاءُ جُرْحُها جُبَار» ، والْمَعْدِنُ جُبَار ، والبِئْرُ جُبَار وقد مرّ تفسیر العجماء فی کتاب «العین». والجُبار : الهَدَر ومعناه أَن تَنْفَلِتَ الْبَهِیمَهُ العجماءُ فَتُصیب فی انفِلاتها إنساناً أَوْ شَیئاً فجَرْحُها هَدَر ، وکذلک البِئْر العادِیَّه یَسْقط فیها الإنسان فَیَهْلِک ، فدَمُه هَدَر والمعدن إذا انهار علی حافره فقتله فدمه هَدَر. قال ابن السکیت : یقال : هذا جابر بن حَبّه : اسم للخبز.

وقال أبو عبید : الْجَبائِرُ الأسْوِرَه ، واحِدتها جِبَارَه وجَبِیرَه.

قال الأعشی :

فَأَرَتْکَ کَفّاً فی الْخِضا

بِ ومِعْصَماً مِلْءَ الْجِبَارَه

ویقال للخشباتِ التی تُوضع علی مَوْضع الکسر لِیَنْجَبِر علی استواء : جَبائِر ، واحدتها جِبَارَه.

ص: 43

سلمه ، عن الفراء قال : قال المُفَضَّل : الجُبَار : یَوم الثلاثاء. قال : والجَبَارَهُ بفتح الجِیم ، فِناء الجَبَّان. والجِبَارُ : الملوک ، واحِدُهم جَبْر.

وفی الحدیث : أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم ذکرَ الْکافِر فی النار ، فقال : ضِرْسهُ مثلُ أُحُد ، وکَثافَهُ جِلْدِه أربعون ذِراعاً بِذِراع الجبَّار.

قیل : الجَبَّارُ هَاهُنا المِلک. والجبَابِرَهُ : المُلوک. وهذا کما یقال : هو کذا وکذا ذِراعاً بِذراع المَلک ، وأحسِبُه مَلِکاً من مُلوک العَجَم ، نُسِبَ إلیه هذا الذِّراع ، والله أعلم.

بجر

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الباجِرُ : المُنْتَفِخُ الجَوْف. الْهِرْدَبَّهُ الْجَبان.

أبو عبید ، عن الفرّاء : الباحِر الأحمق بالحاء قلت : وهذا غَیْرُ الباجِر ، ولکلِّ مَعْنًی.

أبو عبید ، عن الأصْمَعیّ ، فی باب إسْرارِ الرَّجلِ إِلی أخیه ما یَسْتُرُه عن غیره أخْبَرْتُه بعُجَرِی وبُجَرِی أی أَظْهَرتُه من ثِقَتِی بهِ علی مَعایِبی ، وقد فَسَّرتُ العُجَرَ فی بابه.

وأمَّا البُجَر : فالعُروقُ المُتَعَقِّدَهُ فی الْبَطْن خاصَّه.

ثعلب ، عن ابنْ الأعرابیّ : العُجْرَهُ نَفْخَهٌ فی الظَّهْر ، فإذا کانت فی السُّرَّه فهی بُجْرَه.

قال : ثم تُنْتَقلان إلی الهُمومِ والأَحْزان.

قال : ومَعْنی قول علیّ رضی الله عنه : إلی الله أَشکو عُجَرِی ، وبُجَری ، أی هُمومی وأَحْزَانِی.

قال : وأَبْجَرَ الرَّجُلُ ، إذا اسْتَغْنَی غِنًی کادَ یُطْغِیه بعد فَقْرٍ کادَ یُکْفِرُه.

وأَخبرنی المُنْذِریّ عن السکُدَیْمیّ ، قال : سأَلت الأصمعیّ فقلت له : ما عُجَرِی وبُجَرِی؟ فقال : هُمومِی وغُمومِی وأَحْزانِی.

أبو عبید ، عن أبِی زید : لَقِیتُ منه البَجَارِیّ ، واحِدها بُجْرِیّ ، وهو السِّرّ والأَمْرُ العظیم. والْبُجْرُ : الْعَجَب. وأنشد أبو عبید :

أَرْمی علیها وهِی شَیْءٌ بُجْرُ

والْقَوْسُ فیها وَتَرٌ حِبَجْرُ

وأمَّا قولُ العَرب : عَیَّر بُجَیْرٌ بَجَرَه ، ونَسِیَ بُجَیْرٌ خَبَره ؛ فقد حُکِیَ عن المْفَضَّل أنه قال : بُجَیْرٌ وبَجَرَه کانا أَخَوین فی الدَّهْر القدیم ، وذکر قِصَّهً لهما ، والذی رأیت علیه أهْلُ اللُّغه أَنهم قالوا البُجَیْرُ : تصغیر الأبْجَر ، وهو النّاتِئ السُّرَّه ، والمَصْدَرُ الْبَجَر ، فالمعنی : أَنَّ ذا بُجْرَهٍ فی سُرَّته عَیَّرَ غَیْرَه بما فیه ، کما قیل فی امْرَأَهٍ عَیَّرت أخْری بعیب فیها : رَمَتْنِی بِدَائِها وانْسَلَّت.

وقال أبو عمرو : یقال : إنَّه لَیَجِیءُ بالأَباجِیر ، وهی الدَّوَاهی ، قلت : وکأنَّها

ص: 44

جمع بُجْرٍ وأَبْجار ، ثم أباجیر جمع الجمع.

وقال الفرّاء : الْبَجَرُ والْبَجْرُ انْتِفَاخُ الْبَطن ، رواه عنه سَلمه.

عمرو ، عن أبیه : الْبَجِیرُ : المال الکَثیر.

وفی «نِوادِر الأَعْراب» : ابْجارَرتُ عن هذا الأمر ، وابْتَارَرْتُ ، وابْتَاجَجْتُ أی اسْتَرخَیْتُ وتَثَاقَلت ، وکذلک نَجِرْتُ ومَجِرْتُ.

اللِّحیانیّ : یُقال للرَّجُل إذا أکثر من شُرب الْماء ، ولم یَکَدْ یَرْوَی : قد بَجِرَ بَجَراً ، ومَجَرَ مَجَراً ، وهو بَجِرٌ مَجِر ، وکذلک الممتلیء من اللبن ، ذکَر ذلک فی باب الْبَاءِ والمیم. ومِثْلُه : نَجِرَ ومَجِرَ فی باب النُّون والمِیم.

ربج

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أَبْرَجَ الرَّجلُ ، إذا جاء بِبَنِین مِلَاح ، وأَرْبَجَ ، إذا جاء بِبَنِین قِصار.

قال أبو عمرو : الرَّبْجُ الدِّرهم الصَّغیرُ الْخَفیف.

قلت : وسَمِعْتُ أَعرابیاً یُنْشِد ونحن یومئذ بالصَّمّان :

تَرْعَی من الصَّمّانِ رَوْضاً آرجا

مِنّ صِلِّیَانٍ ونَصِیّاً رابجا

ورُغْلاً باتت به لَواهِجا

فسألته عن الرَّابج ، فقال : هو المُمتَلِیء الرَّیان.

وأَنْشَدَنیه أَعْرابیٌّ آخر فقال : «ونِصِیًّا رَابِجاً» ، وهو الکَثِیف المُمتَلیء ، وفی هذه الأرْجوزَه :

* وأَظْهَر الماءُ بِها روابجاً*

یصف إبِلاً ورَدت ماءً عِدًّا فَنَفَضَتْ جِرَرَهَا ، فلما رَویت انْتَفَخَت خواصِرها وعَظُمت ، وهی معنی قوله : «رَوابِجَا».

ج ر م
اشاره

جرم ، جمر ، رمج ، رجم ، مرج ، مجر : مستعمله.

جرم

الحرَّانی ، عن ابْنِ السِّکِّیت : الْجَرْمُ : الْقَطْع ، یقال : جَرَمَه یَجْرِمُه جَرْماً إذا قَطَعه. والْجِرْمُ : الْجَسَد ، والجِرْمُ : الصَّوت.

قال : وحَکَی لنا أَبُو عمرو : جِلَّهٌ جَرِیمٌ ، أی عِظَامُ الأجْرام ، یَعْنی الأجْسام.

ثعلبُ عن عَمْرو ، عن أَبیه : الْجِرْمُ : البَدَن ، والْجِرْمُ : اللَّون ، والجِرم : الصَّوْت. ویقال : جَرِمَ لَوْنُه إذا صَفَا ، وجَرِمَ إذا عَظُمَ جِرْمُه ، ونحو ذلک.

قال ابنُ الأعرابیّ : وقال اللّیث : الجَرْمُ نَقیضُ الصَّرْد. ویقال : هذه أرض جَرْمٌ ، وهذه أرضٌ صَرْد ، وهما دَخیلان مستعملان فی الحَرّ والْبَرْد.

قال : والْجُرمُ أَلْواحُ الْجَسَد وجُثْمانُه

ص: 45

ورَجلٌ جَرِیم ، وامْرأه جَریمَهٌ : ذاتُ جِرْم وجِسْم.

قال : وجِرْمُ الصَّوت : جَهَارَتُه ، تقول : ما عَرَفتُه إلا بِجِرْم صَوْته.

قال : والجُرْمُ مَصْدَرُ الجارِم الذی یَجْرِمُ نَفسَه وقَوْمَه شَرّاً ، وفلانٌ له جَرِیمَهٌ إلیَّ : أی جُرْمُ ، وقد جَرَمَ وأَجْرَمَ جُرْماً وإِجْراماً ، إذا أَذْنَب. والجارم : الْجانِی ، والمجرمُ ، والمذْنِب ، وقال :

* ولا الْجارِمُ الجانِی علیهم بمُسْلَمِ*

وقول الله جلّ وعزَّ : (وَلا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوکُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا) [المائده : 2].

قال الفَراء : القُرّاء قَرءوا : (وَلا یَجْرِمَنَّکُمْ) ، وقرأها یَحیی بن وثّاب ، والأعْمَش : ولا یُجرمنّکم ، من أَجْرَمْتُ ، وکلام العرب بفَتْح الْیَاء.

وجاء فی التَّفْسیر : ولا یَحْمِلَنَّکُم بُغْضُ قَوْمٍ.

قال : وسَمِعْتُ العربَ تقول : فلانٌ جَرِیمَهُ أَهْلِه ، یُریدون کاسِبَهم ، وخَرَجَ یَجْرِمُ قومه ، أی یکسِبهم ، فالمعنی فیها مُتَقارب لا یَکْسِبَنَّکُمْ بُغْضُ قَوْم أَنْ تَعْتَدوا.

وقال أبو إسحاق : یقال : أَجْرَمَنی کذا ، وجَرَمنی وجَرَمت وأَجْرَمت بمعنًی وَاحَد.

وقد قیل : لا یُجْرِمَنَّکم : لا یُدْخِلَنَّکُم فی الجُرْم. کما یقال : أَثَمْتُه ، أی أَدْخَلْتُه فی الإثم.

وقال أبو العباس قال الأخفش فی قوله : (وَلا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) [المائده : 2] أی لا یُحِقَّنَّ لکم لأن قوله : (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ) [النحل : 62] ، إنّما هو حَقٌّ أَنَّ لهم النّار.

وأنشد :

* جَرَمَتْ فَزارَهُ بَعْدَها أَن یَغْضَبُوا*

یقول : حُقَّ لها.

قال أبو العباس : أمّا قوله لا یُحقَّنَّ لکم ، فإنما أَحْقَقْتُ الشَّیْءَ إذَا لم یَکُن حَقّاً ، فجعلته حَقّاً وإِنَّما معنی الآیه - والله أعلم - فی التَّفسیر : لا یَحْمِلنکم ولا یَکْسِبَنَّکُم.

وأخبرنی المُنْذِرِیّ عن الحُسَین بنُ فهم عن مُحمد بن سلام عن یونس فی قوله : (وَلا یَجْرِمَنَّکُمْ) ، قال : لا یَحْمِلَنَّکُمْ ، وأَنْشَد بیتَ أبی أسماء.

وأما قولهم : (لا جَرَمَ) ، فإن الفَرّاء زَعَم أَنها کلمه کانت فی الأصْل - والله أعلم - بمنزله لا بُدّ ، ولا مَحاله ، فکَثُر اسْتِعمالها حتی صارت بمنزله حَقّاً.

أَلا تَری العربَ تقول : لا جَرَمَ لآتِینَّکَ ، لا جَرَمَ لقد أَحْسَنْت ، فتراها بمنزلَهِ الیمین ، وکذلک فَسَّرها المفسرون : حَقّاً (أَنَّهُمْ فِی الْآخِرَهِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ). وأصلها من جَرَمْتُ ، أی کَسَبْتُ الذَّنْب.

قال الفراء : ولَیْس قولُ من قال إن جَرَمْتُ کقولک حُقِقْتُ أو حَقَقْت بِشیء ، وإنما

ص: 46

لَبَّسَ علیه قول الشاعر :

* جَرَمت فَزارَهُ بعدها أَنْ تَغْضَبا*

فَرَفَعوا فَزَاره. وقالوا : نَجْعَل العِفل لِفَزَارَه کأَنَّهُ بمنزله حقَّ لها ، أو حُقَّ لها أَنْ تَغْضَب.

قال : وفَزاره مَنْصوبٌ فی البیت ، المعنی : جَرَمَتْهُم الطَّعْنَهُ الغَضَبَ ، أی کَسَبَتْهم.

وقال غیر الفرّاء : حقیقه معنی لا جَرم ، أَنَّ «لا» نَفْیٌ هاهُنا لمَّا ظَنُّوا أنَّهُ یَنْفَعُهم ، فَرُدَّ ذلک عَلیهم ، فقیل : (لا) یَنْفعُهم ذلک ، ثم ابْتَدأَ وقال : (جَرَمَ أَنَّهُمْ فِی الْآخِرَهِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) ، أی کَسب ذلک العملُ لهم الخُسْران ، وکذلک قوله : (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) [النحل : 62] ، المعنی : لا یَنْفَعُهم ذلک ، ثم ابتَدأ فقال : جرَمَ إِفْکُهُمْ وکَذِبُهم لهم عَذاب النَّار ، أی کَسَب لهم عَذابها ، وهذا من أَبْینَ ما قِیلَ فیه.

وقال الکسائیّ : من العَرَب من یقول : لا ذَا جَرَم ، ولا أَنْ ذَا جَرَم ، ولا عن ذا جَرَمَ ، ولا جَرَ ، بلا میم ، وذلک أنهُ کَثر فی کلامهم فَحُذِفَت المیم ، کما قالوا : (حاشَ لِلَّهِ) وهو فی الأصل «حاشی». وکما قالوا : أیْش ، وإِنما هو أیّ شیء. وکما قالوا سَوْتَری ، وإنَّما هو سَوْفَ تَری.

قلت : وقد قیل لا صِلَهٌ فی جَرَمَ ، والمعنی کَسَب لهم عَمَلُهم النَّدم.

وأخبرنی المُنذریّ عن أبی العباس أنه أنشده :

یا أُمَّ عَمْرٍو بَیِّنِی لا أَوْ نَعمْ

إنّ تَصْرِمی فراحهٌ ممَّن صَرَم

أوْ تَصلِی الحَبْلَ فَقد رَثَّ ورَمّ

قلت لها : بینی ، فقالت : لا جَرَمَ

إنَّ الفِراقَ الیومَ ، والیومُ ظلمَ

قال : وأخبرَنی الطُّوسِیّ عن الخَرَّازِ ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : لا جَرَمَ ، لقد کان کذا وکذا ، أی حقّاً ، ولا ذا جَرَ ، ولا ذَا جَرَم.

والعربُ تَصِلُ کلامَها بِذا ، وذِی وذُو ، فیکون حَشْواً ولا یعتد بها وأنشد :

* إنَّ کِلاباً وَالِدِی لا ذَا جَرَم *

أبو عُبید عن الأصْمَعِیّ : الجُرامَهُ ما الْتُقِطَ من التَّمر بعد ما یُصْرَم ویُلْقَطُ من الکَرَب.

عمرو عن أبیه قال : جَرِمَ الرّجل ، إذا صارَ یأْکل جُرَامهَ النّحْل بین السَّعَف.

وقال اللَّیث : جَرْم قَبیلَهٌ من الیمن ، وأقَمْت عندَه حَوْلاً مُجَرَّماً.

أبو عُبَید عن أبی زَید قال : الْعامُ الْمُجَرَّمُ الْماضی المُکَمَّل.

وروی ابنُ هانِی لأبی زید : سَنَهٌ مُجَرَّمهٌ ، وشَهْرٌ مُجْرَّمٌ ، وکَریتٌ فیهما ، ویَوْمُ مُجْرَّم ، وکَرِیتٌ وهو التَّام.

وقال اللیث : جَرَّمنا هذه السَّنَه ، أی خَرَجْنا مِنْها ، وتَجَرَّمت السَّنه.

ص: 47

وقال لَبِید :

دِمَنٌ تَجرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِیسها

حِجَجٌ خَلَوْنَ خَلالُها وحَرامُها

قلت : وهذا کله من الجَرْم ، وهو الْقَطْع ، کأَنَّ السَّنَهَ لما مَضَتْ ، صارَت مَقْطوعه من السَّنَهِ المُسْتَقْبله.

ویقال : جاء زَمن الْجِرَام والْجَرَام ، أی جاء زمن صرام النَّخل ، والجُرَّامُ الذین یَصْرِمون التَّمر المَجْرُوم ، وفلانٌ جارِمُ أَهْلِهِ وجَرِیمُهم.

وقال الهذلیّ :

جَرِیمَهُ ناهِضٍ فی رَأَسِ نیقٍ

تری لعِظامِ ما جَمَعَتْ صَلِیبا

یصف عُقَاباً تُطعمُ فَرْخَها النَّاهض ما تَأْکله من صَیْدِ صَادَتْه لتأْکلَ لَحْمه وبَقِیَ عظامُه یسیلُ منها الوَدَک.

والْجَرِمَهُ : الجُرْمُ ، وکذلک الْجَرِیمَه ، وقال الشاعر :

فإنَّ مَولای ذو یُعَیِّرُنی

لا إِحْنَهٌ عندَه ولا جَرِمَهْ

والمُدُّ یُدْعی بالحجاز جَرِیماً ، یقال : أَعْطیتُه کَذا وکذا جَرِیماً من الطَّعام.

وقال الشَّماخ :

مُفِجُّ الْحَوامِی عن نسورٍ کأَنَّها

نَوَّی القَسْبِ تَرَّتْ عن جَرِیمُ مُلَجْلَجِ

أرادَ بالْجَریم : النَّوی. وقیل : الْجَریم : البُؤْرَهُ الَّتی یُرْضَخُ فیها النَّوی.

أبو عُبید عن أبی عمرو : الجُرامُ والْجَرِیمْ هما النَّوی وهما أیضاً : التَّمْرُ الْیابِس.

ورُوِیَ عن أوس بن حارثه أنه قال : لا والذی أخرج العَذْقَ من الجریمه ، والنار من الوثیمه ، أراد بالجریمه النواه أخرج منها النخله ، والوثیمهُ : الحجاره المکسورهُ. أخبرنی بذلک المنذریّ عن ثعلب عن ابنُ الأعرابی ، قال : قال أوس بن حارثه ، هکذا رواه الْعَذْق بفتح العین.

قال : وقال أبو عُبیده جَرَمتُ النَّخْلَ وجَزَمتُه ، إذا خَرَصْتَه وجَزَزْتَه.

ثعلب عن ابن الأَعرابیّ : الجُرْمُ التَّعَدِّی ، والجُرْمُ الذَّنْب ، والجِرْمُ : اللَّوْن ، والْجِرْم الصَّوْت ، والْجِرْمُ الْبَدَن.

رجم

الرَّجْمُ : الرَّمْیُ بالحِجاره ، یقال : رَجَمْتُه فهو مَرْجوم أی رَمَیْتُه ، والرَّجْم : القَتْل ، وقد جاءَ فی غیر مَوْضع من کتاب الله وإنّما قیل للقتل رجم ، لأنهم کانوا إذا قتلوا رجلاً رَمَوْه بِالْحجاره حتی یَقْتُلوه ، ثم قیل لکل قَتْلٍ رَجْم ، ومنه رجمُ الثَّیِّبَیْن إذَا زَنَیَا ، والرَّجم : السَّبُّ والشَّتْم ، ومنه قوله تعالی حکایه عن أبی إبراهیم لابنه إبراهیم علیه السلام : (لَأَرْجُمَنَّکَ وَاهْجُرْنِی مَلِیًّا) [مریم : 46]. أی لأَسُبَّنَّکَ وأَشْتُمَنّکَ ، والرَّجْم أیْضاً : اسم لما یُرْجَمُ به الشّیْءُ

ص: 48

المرجُومُ وجمعه رُجُوم ، قال الله فی الشُّهُب : (وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّیاطِینِ) [الملک : 5]. أی جَعَلْناها مَرامِیَ لهم.

والرَّجْم : اللَّعْن ، والشَّیطانُ الرّجیم ، بمعنی المَرْجُوم ، وهو الملعون المُبْعَد.

والرّجْمُ : القَوْل بالظَّنِّ والحَدْس ، ومنه قول الله : (رَجْماً بِالْغَیْبِ) [الکهف : 22].

قال الهُذَلِیّ :

إنَّ الْبَلاء لَدَی المقَاوِسِ مُخْرِجٌ

مَا کَانَ من غَیْبٍ ورَجْم ظُنونِ

وقال زُهَیْر :

* ومَا هو عَنْها بالْحدیثِ المُرَجَّمِ *

والرَّجَمُ بفتْح الجیم : القَبْر ، سُمِّی رَجَما لما یُجْمَعُ علیه من الأحْجار والرِّجام ، ومنه قول کَعْب بن زُهیر :

أَنا ابنُ الَّذی لم یُخْزُنِی فی حَیاتِه

ولم أُخْزِه حتی تَغَیَّبَ فی الرَّجَمْ

قال أبو بکر : معنی قول عبد الله بن مُغَفّل فی وصیته بنیه : لا ترجُموا قبْری ، معناه لا تنوحوا عند قبری ، أی لا تقولوا عنده کلاماً سیئاً قبیحاً. قال : والرجیم فی نعت الشیطان المرجومُ بالنجوم. فَصُرفَ إلی فعیل من مفعول. قال : ویکون الرجیم بمعنی المشتوم المسبوب ، من قوله : (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّکَ) [مریم : 46] أی لأسبّنّک ، قال : ویکون الرجیم بمعنی الملعون ، وهو المطرود. قال : وهو قول أهل التفسیر.

وقال اللَّیث : الرُّجْمَهُ : حجاره مجموعه کأَنَّها قُبور عاد ، وتجمع رِجاماً.

وقال شَمِرَ : قال الأَصْمَعِیُ الرُّجْمَهُ دون الرِّضَام. قال : والرِّضام : صُخُورِ عِظَام تُجْمع فی مَکان.

قال ، وقال أَبُو عَمْرو : الرِّجامُ : الْهِضاب واحدهما رُجْمَه. وقال لَبِید :

* بِمنّی تَأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجَاحُها*

قال : والرَّجَم والرِّجَام الحِجاره المجموعه علی الْقُبور ، ومنه قول عبد الله بن المُغَفَّل المُزَنی : لا تَرْجُموا قَبْری ، یقول : لا تَجْعلوا علیه الرَّجَم.

أراد تسویه القبر بالأرض ، وألا یکون مُسَنَّماً مرتفعاً.

ویقال : الرَّجَمُ الْقَبْرَ نَفْسُه. ومنه قوله :

* ولم یُخْزنی حتی تغیَّب فی الرَّجَمْ *

أبو عبید ، عن الأصمعی قال : الرِّجام حجر یُشَدُّ فی طرف الحَبْل ، ثم یُدَلَّی فی الْبِئر ، فَتُخَضْخَضُ به الْحَمأَهُ حتی تَثُور ، ثم یُسْتَقَی ذلک الماءُ فَتُسْتَنْقَی البِئر ، قال : هذا إذا کانت البِئر بعیدهً القَعْر لا یقدرون علی أن ینزلوا فیها فَیُنَقُّوها ، وأَنْشَد شَمِر لصخر الغیّ :

کأَنَّهما إذا عَلَوَا وَجیناً

ومَقْطَعَ حَرَّهٍ بَعَثَا رِجَاما

ص: 49

یَصِفُ عیراً وأَتَانا ، یقول : کأنَّما بَعثَا حجارهً ، قال ، وقال أبو عَمْرو : الرِّجامُ ما یُبْنَی علی الْبِئْر ثم تُعْرَضُ علیه الْخَشَبَهُ للدَّلْو ، قال الشَّماخ :

علی رِجَامَیْن من خُطّافِ ماتِحَهٍ

تَهدِی صُدُورَهُما وُرْقٌ مَراقیل

قال : والرُّجُماتُ : الْمَنَار ، وهی الحِجاره الَّتی تُجْمَعَ وکان یُطاف حَوْلها تُشَبَّهُ بالْبَیْت ، وأنشد :

* کما طافَ بالرُّجْمَهِ المُرْتَجِمْ

والرُّجْمَهُ هی الرُّجْبَه التی تُرَجَّبُ النَّخْلَهُ الکریمهُ بها ، ولِسانٌ مِرْجَمٌ إذا کان قَوَّالاً.

وقال ابن الأعرابیّ : دَفَعَ رَجُلٌ رَجُلاً فقال : لَتَجِدَنِّی ذا مَنْکِبِ مِزْحَم ، ورُکْنٍ مِدْعَم ، ولسانٍ مِرْجَم. والمِرْجامُ الذی تُرْجَمُ به الحِجَارَه.

اللِّحیانیّ : یقال تَرجُمان وتُرجمان ، وقَهرمان وقُهرُمان.

قال : والرَّجْمُ الْهِجْران ، والرَّجْمُ الطَّرْدُ ، والرَّجْم اللَّعْن ، والرَّجْمُ الظَّنُّ.

وقال أبو سعید : ارْتَجَمَ الشَّیء وارْتَجَنَ إذا رکب بعضُه بَعْضاً.

مرج

قال اللیث : الْمَرْجُ أَرْضٌ واسِعهٌ فیها نَبْتٌ کَثیر تَمْرَجُ فیها الدَّواب وجمعُها مُروج.

وأَنْشد :

* رَعَی بها مَرْجَ رَبیعٍ مُمْرَجاً*

وقال الفَراءُ فی قول الله جلّ وعزّ : (فَهُمْ فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ) [ق : 5].

یقول : هُمْ فی ضَلال.

وقال أبو إسحاق أی فی أَمْرٍ مُخْتَلِفٍ مُلْتَبِسٍ علیهم.

یقولون للَّنبیِّ صلی الله علیه وسلم مَرَّهً شاعِرٌ ، ومَرَّهً ساحِرٌ ومَرَّهً مُعَلِّمٌ مَجْنون ، فهذا الدلیلُ أن قوله مَریجٌ مُلْتَبِسٌ علیهم.

ورُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أَنه قال : «کَیْف أَنتُم إذا مَرِج الدِّین وظَهرت الرَّغْبَه ، واخْتَلفَ الأخَوَان وحُرِّقَ الْبَیْتُ الْعَتِیقُ؟».

وفی حدیثٍ آخر أنه قال لعَبْد الله بن عمرو : «کیف أَنْتَ إذا بَقِیتَ فی حُثَالَهٍ من النَّاس ، قد مَرِجَتْ عُهودُهم وأَماناتُهم» ومعنی قوله : مَرِجَ الدّین ، أی اضْطَرَب والْتَبس المخرَجُ فیه وکذلک مَرَجُ العهود : اضْطِرابُها ، وقِلَّهُ الوفاءِ بها.

وأَصْلُ المرَج الْقَلقَ ، یقال : مَرِج الخاتِمُ فی یدی مَرَجاً ، إذا قَلِقَ.

قال الفَراء فی قوله : (مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ (19)) [الرحمن : 19] یقول : أرسلهما ثم یَلتقیان بعد.

وأخبرنی المنذریّ عن ابن الیزیدیّ لأبی زید فی قوله : (مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ) [الرحمن : 19] قال : خلَّاهُما ثم جَعَلَهما لا یَلْتَبسُ

ص: 50

ذَا بذَا ، قال : وهو کلامٌ لا یَقُوله إلا أَهْلُ تِهامه.

وأمّا النَّحْویون فیقولون : أَمْرَجْتَه ، وأَمْرَجَ دابَّتَه.

وقال الزَّجَّاج : مَرَجَ خَلَطَ یعنی البحر المِلح بالبحر العذب ، ومعنی : (لا یَبْغِیانِ) [الرحمن : 20] : لا یبغی المِلح علی العذب ولا العذبُ علی الملح.

وقال فی قوله : (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (15)) [الرحمن : 15].

قال : المارجُ اللهَبُ المختلِطُ بسوَادِ النَّار.

وقال الفرَّاء : المارجُ هاهنا نارٌ دُون الحجابِ ، منها هذه الصواعق ، ویُرَی جِلْدُ السماءِ منها.

وقال أبو عُبیده : (مِنْ مارِجٍ) ، من خِلْطٍ (مِنْ نارٍ) ، والْمَرجان : صغارُ اللُّؤلُؤْ فی قولهم جمیعاً.

قلت : ولا أَدْری أَرُباعیُّ هو أم ثُلاثی.

وقال اللیثُ : المارِجُ من النَّار الشُّعْلَهُ الساطعه ذاتُ اللهب الشّدید ، وغُصْنٌ مَریجُ قد الْتَبَسَتْ شناغِیبُه وقال الْهُذَلِیّ :

فجَالَت فالْتَمَستُ بها حَشاها

فخرَّ کأَنَّه خُوطٌ مَرِیجُ

أی غصْنٌ له شُعَبٌ قِصار قد الْتَبَستْ.

وقال القُتَیْبِیُّ : مَرَج دابَّتَه إذا خَلَّاها ، وأَمْرجها : رعاها.

قال أبو الهیثمْ : اختلفوا فی المِرجانِ ، فقال بعضهم صغار اللؤلؤ ، وقال بعضهم هو الْبَسْتَذ ، وهو جوهر أحمر ، یقال إن الجن تطرحه فی البحر.

حدثنا عبد الله بن هاحَک عن حمزه ، عن عبد الرازق ، عن إسرائیل ، عن السُّدِّیّ عن أبی ملک ، عن مسروق عن عبد الله ، قال : المرجان : الخرز الأحمر ، وقول الأخطل حجهُ من قال هو اللؤلؤ :

کأَنّما القَطْرُ مرجانٌ یساقطه

إذا علا الرَّوْق والمتْنَیْن والکَفَلا

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : المرْجُ : الإِجْراءُ ، ومنه وقوله تعالی : (مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ) [الرحمن : 19] أی أجْراهُما.

الْمرجُ : الْفِتْنهُ المُشکله ، والْمَرَجُ الفساد.

وقال غیره : إبلٌ مَرَجٌ ، إذا کانت لا رَاعی لها وهی تَرْعی ، ودَابَّهٌ مَرَجٌ لا یُثَنی ولا یُجْمع ، وأنشد :

* فی رَبْرَبٍ مَرَجٍ ذَواتِ صَیَاصی*

أبو عبید عن الأصمعیّ : أَمْرَجَتِ النَّاقَهُ ، إذا أَلْقَتْ ولدها بعد ما یَصیرُ غِرْساً ، وناقهٌ مِمْرَاج إذا کان ذلک من عادتها.

رمج

قال اللیث : الرَّامجُ الْمِلْواحُ الَّذی یُصادُ به الصُّقُورهُ ونحوها من الجَوارِحِ.

والتَّرْمیج : إفساد السُّطور بعد کِتْبتها.

یقال : رَمَّج ما کتَب بالتُّراب حتی فَسد.

ص: 51

أبو العباس عن ابن الأعرابیّ : الرَّمْجُ إلْقاءُ الطّائر سَجَّه ، أی ذَرْقَه.

جمر

قال اللیث : الجمْرُ النار المتَّقد ، فإذا بَرَدَ فهو فَحْم.

قال : والمِجْمَرُ قد تُؤَنث ، وهی التی تُدَخَّن بها الثِّیاب.

قلت : من أَنَّثَه ذَهبَ به إلی النار ، ومن ذکَّره عنی به الموضع وأنشد ابنُ السکِّیت :

لا تَصطلی النارَ إلا مِجْمَراً أرِجاً

قد کَسَّرتُ من یَلَیْجُوجٍ له وقَصا

أراد : إلا عوداً أرجاً علی النار ، ومنه

قول النبی صلی الله علیه وسلم فی صِفَهِ أهل الجنه : «ومَجَامِرُهم الأَلُوّه».

أراد : وبُخُورهم العُودُ الهندِیّ غیر مُطَرُّی.

وقال اللیث : ثَوْبٌ مُجَمَّرُ ، إذا دُخِّنَ علیه ، ورجلٌ جامِرٌ للَّذی یَلِی ذلک ، وأَنشد :

* وریحٌ یَلَنْجُوجٌ یُذَکِّیه جَامِرُه *

وفی حدیث عمر أنه قال : «لا تُجَمِّروا الجیوشَ فَتَفْتِنوهم».

وقال الأصمعیّ وغیره : جَمَرَ الأمیرُ الجیش ، إذا أطالَ حَبْسَهم بالثّغْر ، ولم یأذَنْ لهم فی القَفَل إلی أهالیهم ، وهو التّجْمیر.

وأخبرنی عبد الملک عن ابن الرّبیع عن الشافعی أنّه أنشده :

وجَمّرْتَنا تَجْمَیرَ کسری جُنودَه

ومَنیّتنا حتی نسینا الأمانِیَا

قال الأصمعیّ : أَجْمرَ ثَوْبه إِذا بَخَّرَه ، فهو مُجْمِر وأجمرَ الْبعیرُ إِجْماراً إذا عدا.

وقال لبید :

وإذا حَرَّکْتُ غَرْزی أَجْمَرت

أَوْ قِرابی عَدْوَجَوْنٍ قَدْ أبَلْ

وأجمرت المرأه شعرها ، وجَمَّرته ، إذا ضَفَرتْه جَمائر ، واحدها جَمِیره ، وهی الضّفائر والضّمائر والجمائر.

وقال الأصمعیّ : جَمَرَ بنو فلان إذا کانوا أَهْل منعهٍ وشِدّه.

وقال اللیث : الجَمْرَهُ کلُّ قوم یصبرون بقتال من قاتلهم ، لا یُحَالفون أحداً ، ولا یَنْضَمُّون إلی أحد ، تکون القَبیلهُ نفسُها جَمْرَه ، تَصبِر لقراعِ القبائل کما صبرت عَبْسٌ لقبائل قَیْس.

وبلغنا أن عمرَ بن الخطاب سأل الْحُطیئه عن ذلک ، فقال : یا أمیرَ المؤمنین ، کُنَّا ألْفَ فارس ، کأننا ذَهَبَهٌ حمراءُ لا تَسْتَجْمِرُ ولا تُحالف.

قال : وبعض الناس یقول : کانت الْقَبیلهُ إذا اجْتَمع فیها ثلثمائه فارس ، فهی جَمْرَه.

وقال أبو عُبیده : جَمَرات الْعَربِ ثَلاث ؛ فَعَبْس جَمْرَه ، وبَلْحارث بن کَعْب جَمْره ، ونُمَیْرٌ جَمْرَه.

ص: 52

والجَمْرَه : اجْتماعُ القبیله الوَاحده علی من ناوأها من سائِر القبائل ، ومن هذا قیل لمواضع الجِمار التی تُرْمی بمِنًی جمرات ؛ لأنَّ کلَّ مُجْتَمعِ حَصًی منها جَمْرَه ، وهی ثلاثُ جَمَرات.

وتَجْمیر الجیوش : حَبْسُهم أجمعین عن أهالیهم ، وتجمیر المَرأه شَعْرَها ضَفِیرهً : تَجْمِیعُه.

وقال عمرو بن بحر : یقال لعبْسٍ وضَبَّهَ ونُمَیرِ الْجَمرات ، ویُقال : کان ذلک عند سُقوط الجمره. وفلانٌ لا یعرف الجمره من التّمره ، وأنشد لأبی حیَّهَ النُّمیْریّ :

فهم جمرهٌ ما یصطلی الناسُ نارهم

توقَّدُ لا تَطفأ لرَیْبِ الدَّوابر

وقال آخر :

لنا جمرات لیس فی الأرض مِثْلُها

کِرامٌ وقد جَرَّبن کل التّجارب

نُمیر وعبس یُتَّقَی نَفیانُهَا

وضَبَّهُ قَوْمٌ بأسهُمْ غیر کاذب

أنشد ابن الأنباری :

ورکوبُ الخیل تعدو المَرَطَی

قد عَلاها نَجَدٌ فیه اجْمِرار

قال : رواه یعقوب بالحاءِ أی اختلط عرقُها بالدم الذی أصابها فی الحرب ، ورواه أبو جعفر «فیه اجمرار» بالجیم ؛ لأنه یصف تَجَعُّد عرقِها وتَجَمُّعه.

وقال الأصْمَعیّ : عَدَّ فلان إبِلَه جَماراً إذا عَدَّها ضَرْبهً واحده ، والْجَمار : الْجَماعه بفَتح الجیم ، ومنه قول ابن أحمر :

وظَلَّ رِعاؤُها یَلْقَوْنَ منها

إذا عُدَّتْ نَظائِرَ أو جَمَاراً

والنَّظائر أن تُعَدّ مَثْنَی ، والجَمار : أن تُعَدَّ جَماعهَ.

وقال اللَّیث : الْجُمَّارُ شَحْمُ النَّخْل الذی فی قِمَّه رأسه ، تَقْطَعُ قِمَّتُهُ ثم تُکْشَطُ من جُمَّارَهٍ فی جوفها بیضاء کأنها قطعهُ سَنامٍ ضخمَه ، وهی رَخْصَهٌ تؤکَلُ بالعسل.

قال : والکافورَ یَخْرُج من الجُمَّار بَیْنَ مَشَقّ السَّعْفَتَیْن وهی الکُفَرَّی.

وروی أبو العباس عن ابْن الأعْرابیّ أنَّه سأل المفضّل عن قول الشاعر :

ألَم تَر أَنَّنی لاقَیْتُ یوماً

مَعاشِر فیهمُ رَجُلٌ جَماراً

فَقِیرُ اللَّیْل تَلْقاهُ غَنِیّاً

إذا ما آنَسَ اللَّیْلُ النَّهارا

فقال : هذا مُقَدَّمٌ أریدَ به التَّأْخِیر ، ومعناه : لاقیتُ مَعاشِرَ جَماراً ، أی جماعه فیهم رَجُلٌ فَقیرُ اللَّیل ، إذا لم تکن له إبِلٌ سود ، وفلانٌ غَنِیُّ اللیل إذا کانت له إبل سُودٌ تُرَی باللَّیل.

وتَجَمَّرت القَبائلُ إذا تَجَمَّعَت ، وأنشد :

* إذا الجمارُ جَعَلتْ تَجَمَّرُ*

ص: 53

وأخْبرنی المُنْذریّ عن أبی العبَّاس أنَّه سُئِلَ عن الْجِمار الَّتی بِمنًی ، فقال : أَصْلها من جَمَرْتُه وذَمَرْتُه إذا نَحَّیْتَه.

قال : وقال ابن الأعرابیَّ : الجَمْرَهُ الظُّلمهُ الشَّدیده ، والْجَمْرَهُ : الخُصْلَهُ من الشَّعر.

وقال ابن الکلبیّ : الجِمارُ طُهَیَّهٌ وبَلَعْدَوِیَّه ، وهم من بنی یَرْبوع بن حَنْظَله.

وفی حدیث النَّبی علیه السلام : إذا تَوَضَّأْتَ فَانْئِر ، وإذا اسْتَجْمَرت فأَوْتِرْ.

قال أبو عُبید قال عبد الرحمن بن مَهدیّ : فسَّر مالک بن أنَس الاسْتِجْمار أنَّه الاسْتِنْجَاء.

قال أبو عُبید وقال أبو زید : هو الاسْتِنْجَاءُ بالحِجاره.

وقال أبو عمرو والکِسائی : هو الاسْتِنْجاء أیضاً.

وروی ابن هانیء عن أبی زید ، یقال : اسْتَجْمَرَ واسْتَنْجی واحِد ، إذا تَمَسَّحَ بالْحجاره.

عمرو عن أبیه الْجَمِیرُ : اللَّیل.

وروی أبو العباس عن ابنُ الأعرابیّ ، أنه قال : ابنُ جَمِیر هو الهِلال وقال غیره : ابنُ جَمیرٍ أَظْلَمُ لَیْلَهٍ فی الشُّهر.

وقال ابنُ الأعرابیّ : یقال لِلَّیله التی یَسْتَسِرُّ فیها الهلال : قد أَجْمَرِت. قال کعب :

وإنْ أَطافَ فلم یَحلَ بِطائِلَهٍ

فی لیله ابنْ جُمَیْر سَاوَرَ الْفُطُما

یصف ذئباً ، یقول : إذا لم یُصب شاه ضَخْمَهً أخذ فَطیماً.

والعرب تقول : لا أَفْعل ذلک ما أجْمَرَ ابنُ جَمِیر ، وما سَمَرَ ابنا سمیر.

ویقال لِلْخارِص : قد أَجْمَر النَّخْلَ إِجْماراً إذا خَرَصَهَا ثم حَسَبَ فجمع خِرْصَها.

وأَجْمَرْنَا الخَیْلَ إذا ضَمَّرْناها وجَمَّعناها ، وحافِرُ مُجْمَرٌ وقَاحٌ ، والمُفِجُّ : المقَبَّبُ من الْحوافر وهو مَحْمود.

مجر

رُوِیَ عن النبی صلی الله علیه وسلم أنَّه نَهی عن المَجْر.

قال أبو عُبید قال أبو زید : المَجْرُ أنْ یُباع البَعیر أو غیره بما فی بَطْن النَّاقه. یقال منه : أَمْجَرْتُ فی الْبَیع إِمْجاراً. وکان ابنُ قُتَیْبَه جَعَلَ هذا التَّفْسیرَ غَلَطاً ، وذَهَب بالْمجَر إلی الولدَ یَعْظُم فی بطن الشَّاه والصَّواب ما فَسَّره أَبُو زید.

وروی أبو العباس عن الأثْرَم عن أبی عُبَیدَه أنه قال : المَجْرُ ما فی بَطْن الشَّاه ، قال : والثَّانی حَبَلُ الْحَبَلَه والثَّالِث الغَمِیس.

قال أبو العباس : وأبو عُبَیْده ثِقَه.

قال أبو العباس ، وقال ابنُ الأعرابیّ : المَجْرُ الوَلَدُ الذی فی بَطْن الحامِل ، قال : والمجْرُ : الرِّبا ، والمجْر الْقِمار. قال :

ص: 54

والمحاقَلَه والمُزَابَنَه ، یقال لهما : مَجْر.

قلت : فهؤلاء الأئمه اجْتَمَعوا فی تَفْسِیر المَجْرِ - بسکون الجیم - علی شَیْءٍ واحدِ ، إلَّا ما زاد ابن الأعرابیّ علی أنَّه وَافَقَهُم علی أنَ المجْر ما فی بَطْنِ الإبل ، وزاد علیهم أَنْ المجْر الرِّبا.

وأَمَّا المَجَرُ بتحریک الجیم ، فإن المنذِرِیّ أَخْبرنی عن أَبی العباس عن ابن الأعرابیّ أنه أنشده :

* أَبْقَی لنا اللهُ وتَقْعیرُ المَجَرْ*

قال : والتَّقْعیر أَنْ یَسْقطَ فَیَذْهَب.

قال : والْمَجَرُ انْتِفَاخ البَطْن من حَبَلٍ أو حَبَنٍ. یقال : مَجَرَ بطنُها ، وأَمْجَر ، فهی مَجِرَهٌ ومُمْجِر.

قال : والإمْجار أنْ تَلْقَحَ النَّاقهُ أو الشَّاه فَتَمْرَض ، أو تَحْدَب فلا تقدِرُ أَنْ تَمْشی ، وربما شُقَّ بَطْنُها فأُخْرِجَ ما فیه لِیُرَبُّوه.

وأنشدَ :

تَعْوِی کلابُ الحیِّ من عُوَائها

وتحمِلُ الممْجِرَ فی کِسائِها

الحرانیّ عن ابن السِّکّیت قال : الْمجَرُ أنْ یَعْظُمَ بَطْنُ الشّاه الحامِل فَتُهْزَل ، یقال : شاه مُمْجِرٌ ، وغَنَم مَمَاجِر.

قلت : فقد صَحَّ أنَ المجْرَ - بسکون الجیم - شیءٌ علی حِدَه ، وأَنَّه یَدْخل فی البُیوع الفاسِدَه ، وأَن الْمجَرَ شَیءٌ آخر ، وهو انْتِفاخ بَطْنِ النَّعْجه إذا هُزِلَت.

وقال الأصْمعِیّ : المَجْرُ الجَیْش الْعَظیم المُجتمِع.

ویقال : مَجَرَ ونَجِرَ إِذا عَطش فأَکْثَر من الشُّرب ، ولم یَرْوَ.

وقال ابن شُمیل : المُمْجِر الشَّاه التی یُصیبها مَرَضٌ وهُزال ، ویَعْسِر علیها الوِلاده.

قال : وأَما المَجْرُ فهو بَیْع ما فِی بَطْنها.

وقال ابنُ هانیء : ناقَهٌ مُمْجِرٌ إذا جازت وَقْتَها فی النِّتاج. وأنشد :

* ونَتَجُوها بعد طُول إِمْجار*

(أبواب) الجیم واللام

ج ل ن
اشاره

جلن ، نجل ، لجن ، لنج : مستعمله.

جلن

قال اللَّیث : جَلَنَ حِکایه صَوْب بابٍ ذی مصْراعین فَیُرَدُّ أحدهما فیقول : جَلَن ، ویُرَدُّ الآخَر فیقول : بَلَق. وأنشد :

* وتَسْمَعُ فی الحالیْن مِنْه جَلَنْ بَلَقْ*

لنج

قال اللَّیث : الألَنْجُوج ، والْیَلَنْجُوج : عُودٌ جَیِّد.

وقال اللِّحْیانیّ : یقال عُودٌ أَلَنْجُوجٌ ویَلَنجُوج ویَلَنجِیج ، وهو عودٌ طَیِّبُ الرِّیح. قال : وعودٌ یَلَنجُوجِیُ مِثْلُه.

وقال ابن السکیت : عود یَلَنْجُوج وأَلَنْجُوج هو الذی یُتَبَخَّرُ به.

ص: 55

لجن

أبو عبید عن الأصمعیّ : تَلَجَّنَ رَأْسهُ ، إذا اتَّسَخَ وَتَلَزَّجَ ، وهو من تَلجَّنَ وَرَقُ السِّدْرِ إذا لَجَّن مَدْقُوقاً.

قال الشَّمَّاخ :

وماءٍ قد وَرَدْتُ لوصْلِ أرْوَی

علیه الطَّیْرُ کالوَرَقِ اللَّجِین

وهو وَرَقُ الْخَطْمِیّ إذا أوخِفَ.

قال : ومنه قیل : ناقه لَجونٌ ، إذا کانت ثَقیله.

قال أبو عبید ، وقال أبو عبیده : لَجَّنْتُ الخَطْمِیّ وأوْخَفْتُه ، إذا ضَرَبْتَه بیَدک.

وقال اللیث : اللَّجین ورَقُ الشَّجر یُخْبَطُ ثم یُخْلَط بدقیق أو شعیر فَیُعْلَفُ للإبل ، وکلُّ ورَقٍ أو نحوه فهو لَجِینٌ مَلْجون حتی آسُ الغِسْلَه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : اللُّجون واللِّجان فی کلِّ دابه ، والحِرَانُ فی الحافِر خاصَّه ، والخِلَاءُ فی الإبل. وقد لَجَنَتْ تَلْجُنُ لُجوناً ولِجَاناً.

وقال اللُّجَین : الفِضَّه.

وقال غیره : اللَّجِین : زَبَدُ أفْواه الإبل.

وقال أبو وجْزَه :

کأنَّ النّاصِعات الغُرَّ منها

إذ صَرَفُتْ وَقَطَّعَت اللَّجِینا

أرادَ بالناصعات الغر : أنْیابها ، وشَبّه لعابها بلَجِین الخِطْمِیّ.

نجل

سلَمهُ عن الفرّاء قال : الإنجیل هو مثل الإکلیل والإخْریط من قولک : هو کریمُ النجْل ، تریدُ : کریم الأصْل والطَّبع ، وهو من الفِعل إفْعیل.

وقال أبو عبید : النجْلُ الولَد ، وقد نَجَلهُ أبوه ، وأنشد :

أنْجَبَ أیامَ والداه به

إذْ نَجَلاه فنعْمَ ما نَجلا

عمرو : عن أبیه : النّاجل : الکریم النّجل ، وهو الولد وأنْشد البیت ، وقال : أرادَ أنْجَبَ والداه به إذ نَجَلاه ، والکلام مُقَدَّمٌ ومُؤَخَّر ، قال : والنَّجْلُ : الماءُ المسْتَنْقَع ، والنّجلُ النّزّ.

أبو عبید عن الأصمعیّ : النَّجْلُ ماءٌ یُسْتَنْجَلُ من الأرض أی یُسْتَخرج.

وقال أبو عمرو : النّجلُ الجمع الکثیر من النّاس ، والنّجل : المحجّه ، والنّجل : سَلْخُ الجِلْدِ من قَفاه.

أبو عبید عن الفرّاء : المنْجول الجِلْدُ الذی یُشَقُّ من عُرْقُوبَیْه جمیعاً ، کما یَسْلُخُ الناس الیوم.

أبو عمرو : النَّجْلُ إثارَهُ أخْفافِ الإبِل الکَمْأهَ وإظْهارُها. والنّجل : السَّیر الشَّدید ، ویقال للجَمَّال إذا کان حَاذِقاً : مِنْجل ، وقال لَبِید :

بِجَسْرَهٍ تَنْجُلُ الظِّرَّانَ نَاجِیَهٍ

إذا تَوَقَّدَ فی الدّیمُومَهِ الظُّررُ

ص: 56

تَنْجلُ الظِّرَّان : تُثیرُها فَترمی بها. والنَّجْل : مَحْو الصّبِیِّ اللّوْح. یقال : نَجَلَ لوْحَه ، إذا مَحاه.

وقال اللیث : فَحْلٌ نَاجِلٌ وهو الکریم الکثیرُ النَّجْلُ ، وأنشد :

فَزَوّجوه مَاجداً أَعْراقُها

وانْتَجلوا من خیر فحْلٍ یُنْتَجلْ

قال : والنجْل رَمْیُکَ بالشیء.

والمِنْجَلُ : ما یُقْضَبُ به العود من الشَّجر فیُنْجلُ به أی یُرْمی به ، والنَّجَل : سَعَهُ العین مع حُسن. یقال : رَجلٌ أَنْجلَ ، وعَیْن نَجْلاءُ : والأسد أنجل ، وطعنه نجلاء واسعه ، وسنَانٌ مِنْجَلٌ ، إذا کان یُوسِّعُ خَرْقَ الطَّعنه ، وقال أبو النَّجم :

* سِنانُها مِثلُ القُدَامَی مِنْجَلُ *

أبو عُبید : الطَّعْنهُ النَّجْلاءُ الْوَاسِعه.

وقال ابن الأعرابیّ : النَّجَلُ : نَقَّالُو الجَعْوِ فی السَّابل ، وهو مِحْمَلُ الطَّیانین إلی البَنّاء ، قال : والنَّجِیل ضَرْبٌ من الحَمْص مَعْروف.

ابن السکّیت عن أبی عَمرو : النّواجلُ من الإبل : التی تَرْعَی النجیل ، وهو الهَرْمُ من الحمض.

ورُوِیَ عن عائشه أنها قالت : قَدِمَ النبی صلی الله علیه وسلم المدینهَ ، وهی أَوْبَأُ أرض الله ، وکان وادیها نَجْلا یَجْرِی.

أرادت : أنه کان نَزّاً.

واسْتَنْجَلَ الوادی ، إذا ظهر نُزُوزُه.

وقال الأصمعیُ : لَیْلٌ أَنْجَلُ : واسعٌ قد علا کلَّ شیء وأَلبَسه ، ولیلهٌ نَجْلاء.

وقال أبو عمرو : التّناجل تنازُع الناس ، وقد تَناجَلَ القومُ بینهم ، إذا تَنازَعوا.

وانْتجل الأمرُ انْتجالاً ، إذا اسْتَبَان ومضی ، ونَجَلْتُ الأرض نجْلاً : شَقَقْتَها للزِّراعه.

اللِّحیانی : المَرْجولُ والمَنْجُول الذی یُسْلَخُ من رجلیه إلی رأسه.

وقال أبو تُراب : سَمِعْتُ أبا السَّمَیْدَع یقول : المَنْجُولُ الَّذی یُشَقُّ من رِجلیه إلی مَذْبَحه ، والمَرْجُول : الذی یُشَقُّ من رجلیه ثم یُقْلَبُ إهابه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : المِنْجَلُ : السَّائق الحاذق ، والمِنْجَل : الذی یمحو ألواحَ الصبیان ، والمِنْجَلُ : الزَّرع الملتَفّ المُزْدَجّ والمِنْجَلُ : الرَّجل الکثیرُ الأوْلاد ، والمِنْجَلُ : البَعیر الذی ینْجُلُ الکمأه بخُفِّه.

ج ل ف
اشاره

جلف ، جفل ، لجف ، لفج ، فلج. فجل : مستعْملات.

لفج

سُئِلَ الحَسنُ عن الرَّجلُ یُدالِکُ أهْلَه ، قال : لا بَأْسَ به إذا کان مُلْفَجاً.

أبو عَبید عن أبی عمرو : أَلْفَجَ الرَّجُلُ ، فهو مُلْفَجٌ ، إذا کان ذَهَبَ مالُه.

ص: 57

وقال أبو عُبید : المُلْفِجُ المُعْدِمُ الَّذی لا شَیْء له ، وأنشد :

أَحسابُکُم فی العُسْرِ والألفاجِ

شِیَبتْ بَعذْبٍ طَیِّب المِزَاجِ

وأخبرنی الإیادیّ عن شمر عن ابن الأعرابیّ والمنذریّ عن ثعلب عنه أنه قال : کلامُ العرب کُلّه علی «أَفْعَل» ، وهو «مُفْعِل» إلا فی ثلاثهَ أحرف : ألْفَجَ فهو مُلْفَج ، وأَحْصَنَ فهو مُحْصَن ، وأَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ.

وقال أبو زید : أَلْفَجَنِی إلی ذلک الاضْطِرار إلْفَاجاً ، ورجُلٌ مُلْفَجٌ ، تَضْطَره الحاجَهُ إلی من لَیْس لذلک بأَهْل.

وقال أبو عمرو : اللَّفْج الذُّلّ.

فجل

ثعلب عن ابن الأعْرابیّ : الفاجل الْقَامِر.

وقال اللّیث : الفُجْلُ أَرُومَهُ نباتٍ ، وإیاه عَنَی بقوله : وهو مُجَهّز السَّفینه یهجو رَجلاً :

أَشْبَهُ شیءٍ بجُشَاءِ الفُجْلِ

ثِقْلاً علی ثِقْلٍ وأیُّ ثِقْلِ

جلف

قال اللَّیث : الجَلفُ أَخْفَی من الجَرْف وأَشَدُّ استِئصالاً ، تقول : جَلَفْتُ ظُفْرَه عن إصْبعه.

ورجُل مُجَلَّف ، قد جَلَّفه الدَّهر أی أَتَی علی ماله ، وهو أیضاً مُجَرَّف ، والجَلائِف السّنون ، واحدها جَلیفه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أَجْلَفَ الرّجل إذا نَحَّی الْجُلافَ عن رأْس الْجُنْبُخه ، والجُلاف : الطّین.

الحرَّانِیّ عن ابن السکّیت قال : الْجَلْفُ مصْدر جَلَفْت أی قَشَرْت ، یقال : جَلفْتُ الطِّینَ عن رَأْس الدَّنّ.

قال : والجِلْف : الأعْرابیُّ الْجافی ، والجِلْفُ : بَدَنُ الشَّاه بلا رَأْسٍ ولا قَوَائِم.

أخبرنی المنذریّ عن أَبی الهیثمْ ، یقال للسَّنَهِ الشَّدِیده التی تَضُرُّ بالأموال سَنَهٌ جالِفَه ، وقد جَلَفَتُهُم وزمان جالف وجارف.

قال : والْجِلْفُ فی کلام العرب : الدَّنُّ وجمعه : جُلُوف. وأنشد :

بَیْتُ جُلُوفٍ طیِّبٌ ظِلُّهُ

فیه ظِباءٌ ودَواخِیلُ خُوصْ

الظّباء : جمع الظَّبْیه ، وهی الْجُرَیِّبُ الصَّغیر یکون وعاء للمسک والطِّیب.

قال : ویقال للرَّجُل إذا جَفَا : فلانٌ جِلْفٌ جَافٍ.

قال : وإذا کان المالُ لا سِمَنَ له ولا ظَهْر ولا بَطْن یَحْمل ، قیل : هو کالجِلْف.

وقال غیره : الجِلْفُ أَسْفَلُ الدَّنِّ إذا انکَسر.

ص: 58

وقال اللَّیث : الجِلْفُ : فُحَّالُ النَّخْلِ الذی یُلَقَّحُ بطَلَعه.

الأصمعیّ : طَعنَهُ جالفه إذا قشرت الجِلْدَ ولم تَدخُل الْجوف ، وخُبْزٌ مَجْلوف ، وهو الذی أَحْرَقه التَّنُّور فلَزِقَ به قُشُوره.

وأمَّا قول قَیْس بن الْخطیم یَصف امرأه :

کأنَّ لَبَّاتِها تَبَدَّدَها

هَزْلَی جَرادٍ أَجْوافُه جُلُف

فإن شبَّه الحُلِیَّ الذی علی لبَّیتها ، بجرادٍ لا رُؤوس لها ، ولا قَوائم. وقال : الجُلُفُ جمع جَلیف ، وهو الذی قُشِر.

وذهب ابنُ السّکّیت إلی المعنی الأوَّل ، قال : ویقال أصابَتْهُم جَلیفَهٌ عظیمه : إذا اجْتَلَفَت أموالَهم ، وهم قوم مُجْتَلِفون.

أبو عُبید : الْمُجَلَّفُ : الذی قد ذَهب ماله ، والْجَالِفَهُ : السنه التی تَذهَبُ بالمال ، وقال الفَرزدق :

* مِن الْمال إلا مُسْحَتٌ أو مُجَلَّف *

والجِلْف : الخُبز الیابس بلا أُدْم.

أخبرنی محمد بن إسحاق السَّعْدِیّ قال : حدثنا یحیی بن أبی طالب قال : حدثنا أبو داود الطیالسیّ قال : أخبرنا حُرَیث بن السَّائب قال : حدثنا الحسَن قال : حدثنا حُمران بنُ أبان ، عن عثمان بن عَفّان قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «کلُّ شَیْءٍ سوی جِلْفِ الطّعام ، وظِلّ بیت ، وثَوب یَسْتُره فَضْل» : قال شمر ، قال ابنُ الأعرابیّ : الجِلْفَهُ والْقِرْفَهُ والجِلْفُ من الخُبْز : الغلیظُ الیابس الذی لیس بمأْدوم ولا یابسِ لَیِّن کالْخَشب ونحوه. وأنشد :

القَفْرُ خَیْرٌ من مَبِیتٍ بِتُّه

بجُنوب زَخَّهَ عند آلِ مُعارِکِ

جاءوا بِجِلْفٍ من شعیر یابس

بَیْنی وبین غُلامهم ذی الْحارِکِ

لجف

قال اللیث : اللَّجْفُ الحَفْرُ فی جَنْب الکِناس ونحوه ، والاسم : اللَّجَف.

قال : واللَّجَفُ أیضاً : مَلْجأُ السَّیْل ، وهو مَحْبِسُه.

قال : واللِّجاف ما أشْرَفَ علی الْغار من صَخْره أو غیر ذلک ناتٍ من الْجَبل ، وربما جُعِلَ کذلک فوق الباب.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : التَّلَجُّفُ الْحفْرُ فی نواحی البئر.

وقال العجاج :

* إذَا انْتَحی مُعْتَقِماً أو لَجَّفاً*

قال : واللَّجَیفُ من السِّهام الذی نَصْلُه عَریض.

شکّ أبو عُبید فی اللَّجیف. قلت : وحُقَّ له أَن یَشُکَّ فیه ؛ لأنَّ الصواب فیه «النَّجیفُ» بالنُّون ، وهو من السِّهام العریض النّصْل ، وجَمْعه نُجفُ. ومنه قول أبی کبیر الهُذَلی :

ص: 59

* نُجفٌ بَذَلْتُ لها خَوَافِیَ ناهِضِ*

أبو عُبید عن الأصمعیّ : اللَّجَفَ سُرَّهُ الْوادی ، قال ویقال : بِئْرُ فلان مُتَلّجِّفه.

وأنشد شمر :

لو أَنَّ سَلْمَی وَرَدَتْ ذَاتَ اللَّجَافْ

لَقَصَّرَتْ ذناذِنَ الثَّوْبِ الضَّافْ

وقال ابن شُمیل : أَلْجافُ الرَّکیَّه : ما أَکل الماءُ من نواحی أَصْلها وإن لم یأکلها وکانت مُسْتَویه الأسْفل فلیس لها لِجْف.

وقال یونس : لَجَفَ.

ویقال : اللَّجَفُ ما حضر الماءُ من أعلی الرَّکیَّه وأَسْفِلها ، فصار مثل الغار.

فلج

قال اللیث : الْفَلَجُ الماءُ الجارِی من العَین.

وقال العجاج :

* تَذکَّرا عَیناً رَوَاءً فَلَجا*

أی جَاریه ، یقال : عَیْنٌ فَلَجٌ ، وماءُ فَلَجٌ.

وأنشدهُ أبو نصر :

* تذکرا عینا رِوی وفلجا*

الروی : الکثیر.

وقال أبو عبید : الْفَلَجُ النَّهْر.

وقال الأعشی :

فما فَلَجٌ یسْقی جَداولَ صَعْنَبَی

له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إلی کلِّ مَوْرِد

وفی حدیث عُمَر : أنَّه بَعثَ حُذَیفَه ، وعُثمان بن جُنیف ، إلی السّواد ، فَفَلجا الْجِزْیَه علی أَهْله.

قال أبو عُبید : قال الأصْمَعیّ قوله : فَلَجا ، یعنی قَسَما الجزیه علیهم.

قال : وأَصْلُ ذلک من الفِلْج ، وهو المکْیال الذی یُقال له الْفالِج.

قال : وأَصْلُه سُرْیانیُّ ، یقال له بالسُّریانیه : فَالغاء ، فعرِّب ، فقیل : فالِجٌ وفلْجٌ.

وقال الْجَعْدِیُّ یَصِفُ الخَمر :

أُلْقِیَ فیها فِلْجانِ من مسْک دا

رِینَ وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ

قال : وإنَّما سمَّی القِسْمه بالْفِلْج ؛ لأنَّ خراجَهم کان طعاماً.

قال أبو عُبید : فهذا الْفِلْج ، فأما الفُلْجُ بضَمِّ الفاء ، فهو أن یَفْلُجَ الرَّجلُ أَصْحابَه ، یعلوهم ویفُوقُهُم ، یقال منه : فَلَجَ یَفْلُجُ فَلْجاً وفُلْجاً.

والفَلَجُ : تباعد ما بین الأسْنان ، ورجل أَفْلجَ ، إذا کان فی أَسْنانه تَفَرُّق ، وهو التَّفْلِیج أیضاً.

أبو عُبید ، عن الأصمعی : والأفْلَجُ الذی اعْوِجاجه فی یدیه فإذا کان فی رِجْلَیه ، فهو أَفْجَج ، والفَلِیجَهُ : شُقَّهٌ من شُقَق الْخِباء. قال الأصمعیّ : ولا أَدْری أیْن تکون؟

ص: 60

قال عُمر بن لَجأ :

تَمَشَّی غیر مُشْتَمِل بثوْبٍ

سِوَی خَلِ الفَلِیجَه بالخِلالِ

وقال الأصمعیّ : فَلَجَ فلانٌ علی فُلان ، وقد أَفْلَجَهُ الله علیه فُلْجاً وفُلوجاً ، والمَفْلوجُ : صاحِبُ الفَالج ، وقد فُلِجَ.

وقال : الْفَلَج : الْفَحج فی السَّاقین ، والْفَلَجُ فی الثَّنِیَّتَیْن.

قال : وأَصْلُ الْفَلج النِّصْفُ من کُلِّ شیء ، ومنه یقال : ضَرَبه الفَالِج ، ومنه قولهم : کُرٌّ بالفالج وهو نصْفُ الکُرِّ الکبیر.

والْفَالِج : الْجَمل ذو السَّنامَیْن ، والجمیع الفَوَالج.

شَمِر : فَلَجْتُ المال بینهم ، أی قَسَمْته ، وقال أبو دُوَاد :

فَفَریق یُفَلِّجُ اللَّحْمَ نِیئاً

وفَریقٌ لطابخیه قُتَارُ

ویقال : هو یَفْلُجُ الأمر أی یَنْظُر فیه ، ویَقْسِمُه ویُدَبِّرُه. وقال ابن طُفیل :

تَوَضَّحْن فی عَلیاءِ قَفْرٍ کأَنَّها

مهارِیقُ فَلُّوجٍ یُعارِضْن تَالیا

قال خالدُ بن جَنْبَهَ : الفَلُّوجُ الکاتِب.

ثعلب عن ابن الأعرابی : فَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَج ، وهو الفُلْجُ والفَلْجُ قال : والفَلْجُ والْفُلْجُ : الْقَمَر والفَلْجُ. الْقَسْمُ. وفَلْج : اسم بَلَد. قُلت : ومنه قیل لِطَریقٍ یَأْخُذُ من طریق البصره إلی الیمامه ، طریقُ بطن فَلْج ، وقال الشاعر :

وإن الذی حانَتْ بفلج دِماؤُهم

هُمُ الْقَوْمُ کُلُّ القومِ یا أُمَّ خالِدِ

وقال اللیث : فَلالِیج السَّوَاد قُراها ، الواحده فَلُّوجه ، قال : وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ : لیس بمُسْتَقیمٍ علی جهته ، والفَلَجُ : تبَاعُد ما بین الثَّنایا والرَّباعیات خِلْقَهً ، فإن تُکُلِّفَ فهو التَّفْلیج ، قال : والفَلَجُ : تباعُد الْقَدَمین أُخُراً.

وقال أبو زید : یقال للرجل إذا وَقَع فی أَمْرٍ قد کان عنه بمَعزل : کنت عن هذا الأمْر فَالِجَ بنَ خَلَاوه یا فَتی.

أبو عُبید : عن الأصمعی : أنا منه فالجُ ابن خَلَاوه أی أنا بَرِیءٌ منه ، ومثله لا نَاقَهَ لی فیها ولا جَمل وقد قاله أبو زید ، رواه شِمر لابن هانیء عنه.

جفل

قال اللیث : الْجَفْلُ : السَّفینَهُ ، والجُفول السُّفُن. قلت : لم أسمع الْجَفْل بهذا المعْنی لِغَیر اللیث ، والْجفْلُ : السَّحابُ الذی قد هَراقَ ماءَه ، فخفَّ رَوَاحه.

وقال اللیث جَفَلَتُ اللَّحْمَ من الْعظم ، والشَّحْمَ عن الجلْد ، والطِّینَ عن الأرض.

قلت : والمعروف بهذا المعنی جَلَفْتُ ، وکأَنَ الْجَفلَ مَقْلوبٌ بمنزله جَذَبْتُ وجَبَذْتُ.

ص: 61

وقال اللیث : الرِّیحُ یجفِلُ السَّحابَ الخفیف من الْجَهام ، أی تَسْتَخفُّه فَتَمْضی به ، واسم ذلک السَّحاب : الْجَفْلُ.

قال ویقال : إنِّی لآتی البحر فأَجده قد جَفَل سَمَکاً کثیراً ، أی ألقاهُ علی السَّاحل.

وفی الحدیث أنَّ البَحر جَفَل سمکاً ، أی ألقاه ورمی به. وقال ابن شُمیل : جَفَلْتُ المتاعَ بعضَه علی بعض ، أی رمیته بعضه علی بعض.

وقال أبو زید : سَحَیْتُ الطیرَ وجَفَلته إذا جَرَفْتَه.

وفی حدیث أبی قَتَاده : أنه کانَ مع النَّبی صلی الله علیه وسلم فی سَفَر ، فَنَعَسَ علی ظَهْر بَعیره حتی کادَ یَنْجفل فدعَمتْه ، معنی قوله : یَنْجَفل ، أی یَنْقَلب.

وقال أبو النجم یصف إبِلاً :

یَجْفِلُها کلُّ سنامٍ مِجْفَلِ

لَأْیاً بِلَأْیٍ فی الْمراغ الْمُسهِلِ

یرید : یَقْلِبُها سَنامُها من ثِقلِه إذا تمرَّغت ، ثم أَرادَت الاستواء ، قَلَبَها ثِقْلُ أَسْنِمَتِها.

والجُفول : سُرْعَهُ الذَّهابِ والنُّدودُ فی الأَرْض ، یقال : جَفَلت النَّعامَهُ ، ورجلٌ إجْفِیل ، إذا کان نَفوراً جباناً وجَفَّلَ الفزعُ الإبِلَ تجفیلاً ، فجفلت جُفولاً. وقال : إذا الحرُّ جَفَّلَ صِیرَانَها. وانْجَفَل القوم انجفالاً ، إِذا هَربوا بسُرعه. وانْجَفَلت الشَّجره ، إذا هَبَّت بها ریح شَدیده فَقَعَرتْها.

والْجُفَالُ من الشَّعْر : المجتمِعُ الکَثِیر ، وقال ذو الرمه یصف شَعر امرأه :

وأسْودَ کالأَسَاوِدِ مُسْبَکِرّاً

علی الْمَتْنَیْن مُنْسَدِلاً جُفَالاً

وقال أبو عُبید : الْجِفْلُ : تَصْلیعُ الْفیل.

وقد قاله الکسائیّ ، وقد جَفَل الفیلُ یَجْفِلُ ، إذا رَاثَ ، قال : وشَعْرٌ جُفَالٌ أی مُنْتَفِشٌ ، ویقال لِرَغْوه القِدر : جُفَال.

ورُوِی عن رؤْبه أنَّه کان یَقْرأ : فأمّا الزّبد فیذهب (جفالا) [جفاء] [الرعد : 17].

وفی کلام الأعراب ، فیما حُکِیَ عن البهائم : أن الضّائِنَهَ قالت : أُجَرُّ جُفَالاً ، وأُحْلَبُ کُثَباً ثُفَالاً ، ولم تَرَ مِثْلی مالاً : وقال أبو زید : یقال : إنه لجافِلُ الشَّعر ، إذا شَعِثَ وَتَنصَّبَ شَعْرُه تَنَصُّباً ، قد جَفَلَ شَعْرُه یَجْفِلُ جُفُولاً.

وقال اللیث : جَفَلَ الظَّلیم ، وأَجْفَل ، إذا شَرَدَ فَذَهَبَ ، وما أَدْری ما الَّذی جَفَّلها؟

أَی نَفَّرها ، قال : والجَفَّالَهُ من الناس : جماعَهٌ ذَهَبوا وجاؤوا.

ج ل ب
اشاره

جلب ، جبل ، لجب ، لبج ، بلج ، بجل: مستعملات.

جلب

قال اللَّیث : الْجَلَبُ ما جَلَبَ القومُ

ص: 62

من غَنَمٍ أو سَبْی ، والجمع أَجْلاب ، والفِعْل یَجْلِبُون ، وعَبْدٌ جَلِیبٌ ، وعَبیدٌ جُلَبَاء ، قال : والْجَلَبُ : الْجَلَبَهُ فی جَماعهِ النّاس ، والفعل أَجْلَبُوا وجَلَّبوا من الصّیاح ، والْجَلُوبَهُ : ما جُلِبَ للبیع ، نحوِ النّاب والفَحْل والقَلُوص ، فأَمَّا کِرامُ الإبل والفُحوله التی تُنْتَسَل ، فلَیْسَت من الْجَلُوبَه. یقال لصاحب الإبل : هل فی إِبِلِکَ جَلُوبه؟ یَعْنی شَیْئاً جَلَبه للبیع.

وفی الحدیث : «جَلَبَ ولا جَنَب».

قال أبو عُبَید : الْجلَبُ یکون فی شَیْئَین ، یکونُ فی سِبَاق الخیل ، وهو أن یَتْبَعَ الرجلُ فَرسَه فَیَزْجُرَه ، ویُجَلِّبَ علیه ، ففی ذلک مَعونهٌ للفرس علی الْجَرْی.

والوجْهُ الآخر فی الصَّدَقه ، أَنْ یَقْدُمَ المَصَدِّقُ فَیَنْزِلَ مَوْضِعاً ، ثم یُرْسِلَ إلی المیاه من یَجْلُبُ إلیه أَغْنَامَ أَهْل المیاه فَیُصَدِّقَها ، فَنُهِیَ عن ذلکَ ، وأُمِرَ بأَنْ یَصَّدَّقوا علی میاههم وبأَفْنِیَتِهم.

الحرانیّ عن ابن السِّکّیت. قال : یقال هم یُجْلِبون علیه ، ویُحْلِبُون علیه ، بمعنی واحد ، أی یُعِینُون علیه.

روی محمد بن إسماعیل البخاریّ ، عن أبی موسی محمد بن المثنی ، عن أبی عاصم ، عن حنظله ، عن القاسم ، عن عائشه أنها قالت : «کان النبی صلی الله علیه وسلم إذا اغتسل من الجنابه دعا بشیء نحو الجُلّاب ، فأخذ بکفه ، فبدأ بِشِقّ رأسه الأیمن ، ثم الأیسر ، فقال بهما علی وَسَطِ رأسِه».

قلت : أراه أراد بالجُلابِ ماءَ الورد وهو فارسیّ معرب ، والورد یقال له : جُلْ واب معناه الماء ، فهو ماء الورد ، والله أعلم.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : أَجْلَبَ الرجُلُ الرَّجُلَ إذا تَوَعَّدَه بالشر ، وجَمَعَ علیه الجمع ، بالجیم.

قال : وأَجْلَبَ الرَّجل إذا نُتِجَتْ ناقته سَقْباً ، وکذلک إذا کانت إبِلهُ تُنتجُ الذُّکور ، فَقد أَجْلَبَ ، وإذا کانت تُنتجُ الإناث ، فقد أَجْلَب ، ویَدعو الرجلُ علی صاحبِه فیقول : أَجْلَبْتَ ولا أَحْلَبتَ ، أی کان نِتاجُ إبِلک ذکوراً لا إناثاً لِیَذْهَبَ لَبَنُهُ.

وقول الله جلَّ وعزّ : (وَأَجْلِبْ عَلَیْهِمْ بِخَیْلِکَ وَرَجِلِکَ) [الإسراء : 64] أی اجْمَع علیهم وتَوَعَّدْهُم بالشّرّ.

أبو عُبید ، عن الأصْمَعیّ : إذا عَلَتْ الْقَرْحَهَ جِلْدَهٌ لَلْبُرْء ، قیل جَلَبَ یَجْلِبُ ، ویَجْلُبُ ، وأَجْلَبَ یُجْلِبُ.

وقال اللیث : یقال قرحهٌ مُجْلِبَهٌ وجَالبه ، وقروحٌ جوالب وجُلّب ، وأَنشد :

عافاک ربِّی من قُروحٍ جُلَّبِ

بعد نُتُوضِ الجلد والثّقَوُّبِ.

قال أبو عُبید ، عن أبی عمر : جِلْبُ الرَّحْل وجُلْبُه : عیدانُه وأنشد :

ص: 63

کأَنَّ أَعْلاقی وجِلْبَ کُوری

عَلَی سَراهِ رائحٍ فَطُور

الحرانیّ عن ابن السِّکّیت : جِلْبُ الرَّحْل وجُلْبُه أَحْنَاؤه قال : الْجِلبُ من السّحاب ، ما تراه کَأَنَّه جبل ، وأنشد :

ولستُ بِجِلْبٍ ، جِلْبِ ریحٍ وقِرَّهٍ

ولا بِصَفَا صَلْدٍ عن الخیْرِ مَعْزلِ

وقال أبو زید : الجُلْبَه الشِّدَّه والجَهْدُ والجوع ، وأَنشد الریاشیّ :

کأَنَّما بین لَحْیَیْه ولَبَّته

من جُلْبَه الجوع جَیَّارٌ وإرْزِیرُ

قال : والْجُلْبَهُ الشِّدَّه ، وأصابتهم جُلْبَهٌ ، وهی السَّنه والشِّدَّه والمجاعه. والإرزیز : الطَّعنه. والْجَیَّار : حُرْقهٌ فی الجَوْف.

رأیت فی نسخه «دیوان العجاج» فی قصیده له یذکر فیها العَیْرَ وأُتُنَه :

تکسوه رَهْباها إذا تَرَهَّبا

عَلَی اضْطِمار اللَّوْح بَوْلاً زَغْرَبَا

عُصارهَ الجُزْءِ الذی تجلَّبا

فأصبحت مُلْساً وأضحی مُعْجَبَا

قال : عُصاره الجزء : ما انْعصَر من بَوْلها ، وهی جازئه.

قال : والتَّجَلُّبُ التماسُ المرعی ما کان رَطْباً من الکلأ. رواه بالجیم کأنه بمعنی اجْتَلبه.

وقال اللیث : الجُلْبَهُ : العُوذَهُ التی یُخْرز علیها الجلد ، وجمعها : الجُلَب.

وقال عَلْقَمَهُ یصف فرساً :

بغَوْجٍ لبانُهُ یُتَمُّ بَرِیمُهُ

عَلَی نفْثِ راقٍ خَشْیَه العین مُجْلِبِ

الْغَوْجُ : الواسع جِلْد الصدْر. والبَرِیمُ خیْطٌ یُعْقَدُ علیه عُوذهٌ : یُتَمُّ بَرِیمه : أی یُطالُ إطالهً لسعه صدْرِه.

والمُجْلِبُ : الذی یجعلُ العوذهِ فی جِلْبٍ ثمَّ یُخاط علَی الفَرَس عن أبی عمرو وقال اللیث : الْجُلْبَه : الحدیدهُ یُرقع بها القَدَح ، وهی حدیده صغیره ، والجُلْبَه فی الجبل ، إذا تراکم بعض الصخر علی بعض ، فلم یکن فیه طریق تَأْخذ فیه الدّوابّ.

وقول الله جلَّ وعزَّ : (یُدْنِینَ عَلَیْهِنَّ مِنْ جَلَابِیبِهِنَ) [الأحزاب : 59].

قال ابن السکّیت ، قالت العامِریَّهِ : الجلْباب الخِمار. وقیل : جلْباب المرأه مُلاءَتُها التی تَشتَمِلُ بها ، واحدها جلباب ، والجماعه جلابیب.

وقال اللیث : الجلباب : ثوبٌ أَوسعُ من الخِمار دون الرِّداء ، تُغَطِّی به المرأه رأسها وصدرَها ، وقد تجلببت ، وأنشد :

* والعَیْشُ داجٍ کنَفَاً جلْبابُه *

وقال الآخر :

* مُجَلْبَبٌ من سواد اللیل جلْبابا*

وفی حدیث علی : من أَحَبَّنا أَهْلَ البیت فَلْیُعِدَّ للفقر جلباباً أو تَجفافاً.

ص: 64

قال القُتَیبیُّ : معنی قوله فلْیُعِدّ للفقر جلباباً وتَجفافاً أی لِیَرْفض الدنیا ولیزهد فیها ، ولیَصْبِرْ علی الفقر والتَّقَلُّل ، وکنی عن الصبر بالجلباب والتَّجفاف لأنه یستر الفقر کما یستر الجلباب والتَّجفاف البدن.

قال أبو العباس ، قال ابن الأعرابیّ : الْجِلْبابُ الإزار. قال : ومعنی قوله «فلْیُعِدّ للفقر جلباباً».

یرید لفقْرِ الآخره ونحو ذلک.

قال أبو عُبید قلت : ومعنی قول ابن الأعرابیّ : الجلبابُ الإزار ، ولم یرد به إزار الْحَقْو ، ولکنه أراد به الإزار الذی یستمل به فیُجَلِّلُ جمیع الجسد ، وکذلک إزارُ اللیل هو الثَّوْب السابغ الذی یشتملُ به النائم فیغطی جسده کلّه.

اللیث : الجُلْبان المُلْکُ ، الواحده جُلبانه ، وهو حَبٌّ أَغبَرُ أکْدَرُ عَلَی لون الماشِ ، إلا أنه أشَدّ کُدْرَهً منه وأعظمُ جرْماً ، یُطبخ.

حدثنا ابن عُروه ، عن البُسْرِیّ ، عن غُنْدَر ، عن شُعْبه ، عن أبی إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب یقول : لما صالحَ رسول الله صلی الله علیه وسلم المشرکین بالحدیبیه ، صالحهم عَلَی أن یَدخُلَ هو وأصحابه من قابلٍ ثلاثهَ أیام ؛ ولا یُدخِلونها إلَّا بجُلبَان السلاح.

قال : فسألته : ما جُلبان السلاح. قال : القِرَاب بما فیه.

قلت : القِرابُ : هو الغمدُ الذی یُغمدُ فیه السیف ، والجِلْبانُ : الجراب من الأدَم یوضع فیه السیف مغموداً ، ویَطرح فیه الراکبُ سوطَه وأداتَه ویُعلِّقُه من آخِرهِ الرّحْلِ أو واسطِه.

وقال غیره : امرأَهٌ جِلِبّانَهٌ وجُلُبَّانه وتِکِلَّابهٌ ، إذا کانت سیِّئَه الخُلق ، صاحبه جَلَبَهٍ ومُکالبه.

وقال شَمر : الجُلُبّانه من النساء الجافیهُ الْغَلِیظه ، کأن علیها جُلْبَه ، أی قَشْرَهٌ غلیظه.

وقال حُمَید بن ثَوْر :

جُلُبَّانَهٌ وَرْهاءُ تُخْصَی خِمارها

بفی من بَغَی خیراً لدیها الجلامدُ

والأجلاب : أن تأخذَ قطعهَ قِدٍّ فتُلبِسها رَأْسَ القَتَب ، فَتَیْبَسُ علیه ، وهی الْجُلْبهُ.

قال الجعدِیّ :

* کتَنْحِیه الْقَتَب الْمُجْلَبِ *

والتَّجْلیبُ : أن تُؤْخذ صُوفَهٌ ، فَتلقی عَلَی خِلْفِ الناقه ، ثم تُطْلی بطینٍ أو عجین ، لئلا یَنْهَزَها الفصیل.

یقال : جلِّب ضَرْعَ حلوبَتِکَ ، ویقال : جَلَّبته عن کذا وکذا تَجْلِیباً وأَصفحتُه ، إذا منَعْتَه.

ویقال : إنه لفی جُلْبه صدْق ، أی فی بُقْعه

ص: 65

صدق ؛ وهی الجُلَب.

ویقال : جَلَبْتُ الشیء جَلَباً وجنبت الفرسَ جنباً ؛ والمجلوبُ أیضاً : جَلَبٌ ، وهذا کما یقال لما نُفضَ من الشجر نَفَضٌ ؛ وللمعدودِ عدد وجمعه أجْلاب.

وفی حدیثِ الحُدَیْبِیه ألا یَدْخُلَ المسلمون مَکَّهَ إلا بجُلُبَّان السِّلاح.

قال شَمِر : قال بعضهم : جُلُبَّانُ السِّلاح الْقِرَابُ بما فیه.

قال شِمر : کأَنَّ اشتقاق الجُلُبّان من الجُلْبَه ، وهی الجلْده التی تُجعَلُ علی القَتَب ، والجلدهُ التی تُغَشِّی التمیمه ، لأنه کالغِشاء لِلقِراب ، وقال جِران العَوْد :

نَظَرْتُ وَصُحْبَتی بِخُنَیْصِراتٍ

وجُلْبُ اللَّیْلِ یَطْرُده النّهارُ

أراد بجُلْبَ اللَّیل سَوادَه.

سلمه ، عن الفراء ، قال. الجُلْبُ جمع جُلْبَه وهی السَّنَهُ الشبهاء والجُلْبُ : جمعِ جُلْبَه وهی بَقْلَه.

والجَلْبُ : الجِنایَه علی الإنسان وکذلک الأجْل.

وقد جَلَبَ علیه ، وأَجَلَ علیه : أی جَنَی علیه.

جبل

قال اللیث : الجبل اسمٌ لکلِّ وَتِد من أَوْتَاد الأرْض إذا عَظُمَ وطالَ من الأعْلام والأطْوار ، والشَّناخِیب والأنْضاد. فأمَّا ما صَغُرَ وانْفَرد ، فإنها من الآکام والقِیران.

قال : وجَبْلَهُ الْجَبَل تَأْسیسُ خِلْقَتِهِ الَّتی جُبِلَ علیها.

ویقال للثَّوْب الجیِّد النَّسج والغزل والفتل إنَّه لَجیِّدُ الْجَبْلَه. وجَبْلَهُ الوجه بَشرَتُه.

ورَجُلٌ جَبْلُ الْوَجْه : غَلیظُ بَشَره الْوَجهْ ورَجُلٌ جَبْلُ الرأْس : غلیظُ جِلْدَهِ الرَّأْس والْعِظام.

وقال الراجز :

إِذَا رَمَیْنا جَبْلَهَ الأشَدّ

بمُقْذَفٍ باقٍ علی المرَدّ

أبو عُبید ، عن الأصمَعیّ : الجُبْلُ الناسُ الکثیر ، والْعُبْر مثْله.

وقول الله جلَّ وعَزَّ : (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْکُمْ جِبِلًّا کَثِیراً) [یس : 62] قال أبو إسحاق تُقْرَأ. (جُبْلاً) و (جُبُلاً) و (جِبِلاً) ، ویجوز أیضاً جِبَلًّا بکسر الجیم وفتح الباء ، جمع جِبْلَه وجِبلَ ، وهو فی جَمیع هذه الأوجه خَلْقاً کثیراً.

وقال أبو الهیثم : جُبْلٌ وجُبُلٌ ، وجِبْلٌ وجِبِلٌ ، ولم یعرف جُبُلا بالضمّ وتَشْدید اللَّام.

قال : وجَبِیلٌ وجَبِلَّهَ لغات کلها.

وقوله جلّ وعزّ (وَالْجِبِلَّهَ الْأَوَّلِینَ) [الشعراء : 184].

أخبرنی المنذری ، عن ابن جابر ، عن أبی

ص: 66

عمر الدُّوریّ ، عن الکسائیّ ، قال : الجِبِلَّهُ والجُبُلَّهُ تکسر وتُرفع مُشَدّده کُسِرَت أو رفعت ، وقال فی قوله تعالی : (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْکُمْ جِبِلًّا کَثِیراً) [یس : 62] کمثل.

قال : فإذا أَردت جِماع الْجَبِیل قلت : جُبُلاً ، مثل قَبِیل وقُبُلٍ ، کلٌّ قد قُرِیء قرأ ابن کثیر وحمزه ، والکسائی ، والحَضْرمیّ : (جُبُلاً) بضمتین ، وتخفیف اللام. وقرأ أبو عَمْرو ، وابن عامر : (جُبْلاً) بتسکین الباء. وقرأ عاصمُ ، ونافع ، (جِبِلًّا) بکسر الجیم والباء وتشدید اللام ، ولم یقرأ أحدٌ جُبُلًّا.

قال : وسمِعتُ أبا طالب یقول فی قولهم : «أجَنَّ اللهُ جِباله» قال الأصمعی : معناه أَجَنَّ الله جِبْلَتَه ، أی خِلْقَتَه.

وقال له غیره : أجَنَّ اللهُ جبالَه ، أی الجبال التی یَسکنُها أی أکْثَر الله فیها الجِنَّ ، وقال أبو ذؤیب :

* جِهاراً ویَسْتَمْتِعْنَ بالأنَسِ الجَبْلِ *

أی الکثیر.

سَلَمَهُ ، عن الفراء : الجبَلُ سَیِّدُ الْقَوم وعالِمُهم فمعنی أَجَنَّ الله جباله ، أی سادات قومه ، یقال : هؤلاء جبال بنی فلانِ ، وهؤلاء أنیاب بنی فلان أی سادتهم.

وقال اللیث : الجِبِلُ : الخلْق ، جَبَلَهم الله فهم مَجْبُولون ، وأنشد :

* بحَیْثُ شَدَّ الجابِلُ المجابِلا*

أی حیث شَدَّ أَسْرَ خَلْقِهم ، وکلُّ أمَّه مَضَتَ علی حِدَهٍ فهی جِبِلِّه.

وجُبِلَ الإنسانُ علی هذا الأمر ، أی طُبعَ علیه ، وأجْبلَ القومُ ، أی صاروا فی الجبال ، وتجبَّلوها ، أی دخلوها.

قال : والجُبْل : الشجرُ الیابس.

ابن السکّیت : مالٌ جِبْلٌ ، أی کثیر ، وأنشد :

وحاجِبٍ کَرْدَسُه فی الحَبْلِ

منا غلامٌ کان غیر وَغْلِ

حتی اقْتَدَی منه بمالٍ جِبْلِ

وروی بیت أبو ذؤیب : الجِبْل.

وقال : الأَنَسُ والإنْس والجِبْلُ : الکثیر ، ویقال : أنت جَبْلٌ وجَبِل ، أی قَبیح.

والمُجْبَلُ فی المنع.

وفی «النَّوادر» ، اجْتبلتُ فلاناً علی أَمر وجَبَلْتُه ، أی أجبرْتُه.

ابن بُزُرْج : قالوا لا حَیَّا اللهُ جَبْلَته ، وجَبْلَتُه غُرُّته.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَجْبَلَ ، إذا صادَفَ جبلاً من الرَّمل ، وهو العریض ، الطویل وأَحبل : إذا صادف حبلاً من الرمل ، وهو الدقیق الطویل.

لجب

قال اللیث : اللَّجَب : صوت العسکر ، یقال : عسکرٌ لَجِبٌ : ذو لَجب. وسحابٌ لَجِب بالرَّعْد. ولَجَبُ الأمواج کذلک.

ص: 67

أبو عُبَیْد ، عن الأصمعی : إذا أتی علی الشاهِ بعد نِتاجِها أربعه أشهر ، فخفّ لبنها وقلَّ فهی لِجابٌ ، الواحده لَجْبَه.

وقال أبو زید اللَّجْبَهُ من المِعْزَی خاصه.

رُوی لأبی ذؤیب :

فجاءَ بها کالتّین فی جوف وَرْبَهٍ

مُلَمْلَمهٍ بیضاءَ فیها لِجَابُها

قال اللِّجابُ : الشمع یکون فی الشُّهد ، والوَرْبهُ ما یُجعلُ فیه الشُّهْد ، والتِّین الزُّبد.

وقال الکسائی : یقال منه لجبتُ.

وقال اللیث : یقال : لَجُبتْ لُجوبهٌ. وشیاه لَجْباتٌ ، ویجوز لَجَّبتْ.

لبج

أبو عُبید : یقال لُبِجَ ، بفلان ، ولُبطَ به إذا صُرعَ یُلْبَجُ لَبْجاً. ویقال : لَبَج به الأرض.

وقال اللیث : اللَّبَجَهُ : حدیدهٌ ذات شُعَبٍ ، کأنها کفٌّ بأَصابعها ، تنفرجُ فتوضع فی وسَطها لحمهٌ ، ثم تُشَدُّ إلی وَتِدٍ ، فإذا قبَضَ علیها الذِّئْبُ. الْتَبَجَتْ فی خَطمِه فقبضت علیه فَصَرعَتْه ، والجمیع اللَّبَج.

بلج

ابن شمیل : بَلَجَ الرجلُ یَبْلَجُ بلَجاً ، إذا وضح ما بین عینیه ولم یکن مقرونَ الحواجب ، فهو أبلَج.

ابن السکیت هی البَلْجه والْبُلْجَهُ. قلت یعنی ما بین الحاجبین المفروقین.

وقال أبو عُبید : هی البُلْجَهُ والبُلْدَه ، وهو الأبلجُ والأبلَد إذا لم تکن أقْرن.

ویقال هذا أمرٌ أبلج ، أی واضحٌ وقد أبلجه وأوْضحه ، ومنه قوله :

الحقُ أبلجُ لا تَخفَی مَعالمُه

کالشَّمس تظهرُ فی نُورٍ وإِیلاجِ

قال : والبَلجُ أیضاً الفرحُ والسرور ، وهو بَلِجٌ فرح ، وقد بَلِجت صدورُنا وفرِحَت.

وروی أبو تراب للأصمعیّ : بلِجَ بالشیء ، وثَلِجَ به ، بالباء والثّاء ، إذا فرح به ، یَبلَجُ بَلَجاً ، وقد أبلجنی وأثلجنی ، أی سَرَّنی.

وقال اللیث : یقال للرجل الطّلْق الوجه : أبلَجٌ وبَلْجٌ ، وأبلجت الشمسُ ، إذا أضاءت.

ویقال : انبلج الصُّبحُ ، إذا أضاءَ.

أبو عُبید : بلج الصبح یبلَجُ ، ویقال : أتیته ببُلْجَهٍ من اللیل وبَلْجهٍ ، وذلک حین ینْبَلِجُ الصبح حکاه عن الکسائیّ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیُّ ، قال : البلْجُ النَّقِیُّو مواضع القَسماتِ من الشعر.

ورجلَ بلْجٌ : کقولک طلق ، وأَبلَجَ الحقُّ إذا أضاء.

بجل

أبو عُبید : یقال : بجلکَ درهمٌ وقد أبجلنی ذاک ، أی کفانی.

وقال الکمیت :

ص: 68

* ومِنْ عِندِه الصَّدَرُ المُبْجِلُ *

وقال لبید :

* بَجلِی الآن من العَیش بَجَلْ *

وقال اللیث : هو مجزوم لاعتمادِه علی حرکه الجیم ، ولأنه لا یَتمکَّن فی التَّصریف.

وفی حدیث لُقمان بن عاد ، ووصفه إخوته لامرأهٍ کانوا خَطبوها فقال لقمان فی أحدهم : خُذِی منِّی أخی ذا البَجَل.

قال أبو عبید : معنی البجَل : الحسب ، قال : ووجهه أنه ذَمَّ أخاه ، وأخبر أنه قصیر الهِمَّه ، لا رغبهَ له فی معالی الأمور ، وهو راضٍ بأنْ یُکَفی الأمور ویکون کَلًّا علی غیر ، ویقول : حَسْبی ما أنا فیه.

قال : وأما قوله فی أخ آخر : خُذِی منِّی أخی ذَا الْبَجْله ، یَحْملُ ثِقْلِی وثِقْلَه ، فإنَّ هذا مَدْحٌ لیس من الأوَّل.

یُقال : رَجُلٌ ذو بَجْلَه ، وذُو بَجَاله ، وهو الرُّواء والحُسْن والنُّبل ، وبه سُمِّی الرجل بَجَاله.

قال : وقال الکسائیّ : رَجُلٌ بَجَالٌ کبیرٌ عظیم.

قال شَمِر : الْبَجَالُ من الرجالِ : الذی یُبَجِّلُه أصحابه ویُسَوِّدونَه ، والبَجیلُ : الأمرُ العظیم ، وإنه لذو بَجْلَهٍ ، أی ذو شارهٍ حسنَهٍ ، ورجل بجال : حسن الوجه. قال والبَجْلَهُ : الشیءُ إذا فُرحَ به.

وقال القُتَیْبیّ : حدَّثنی أبو سفیان ، أنه سأل الأصمعی عن قوله : خُذِی مِنّی أَخِی ذَا البَجَل ، فقال : یقال : رَجلٌ بَجالٌ وبَجیلٌ ، إذا کان ضَخْماً ، وأنشد :

* شَیْخاً بَجالاً وغُلاماً حَزْوَراً*

وبَجَّلْتُ فلاناً : عَظَّمْتُه. وفی الحدیث : أن النَّبی علیه السلام أتی القُبور ، فقال : «السلام علیکم ، أَصَبْتُم خَیْراً بجیلاً ، وسَبَقْتُم سَبْقاً طویلاً».

ولم یُفَسِّر قوله : أَخی ذَا البَجْلَه ، وکأَنَّه ذَهب إلی معنی البَجَل.

وقال اللیث : رجل بَجالٌ : ذو بَجالهٍ وبَجْله ، وهو الکَهْلُ الذی تری له هَیْبَه ، وتَبْجیلاً وسِنّاً.

وأنشد :

قامَتْ ولا تَنْهَزُ حَظّاً واشِلَا

قَیْسٌ تُعدُّ الساده البَجابلا

قال : ولا یقال : امرأهٌ بَجالهَ ورَجل باجِلٌ ، وقد بَجَلَ یَبْجُلُ بُجولاً ، وهو الحسن الجَسیم ، الخَصیبُ فی جسمه.

وأنشد :

* وأنت بالباب سَمینٌ باجل *

وبَجْلَه : حیٌّ من قیسِ عَیْلان ، والنِّسْبه إلیهم : بَجْلِی.

وقال غیره :

ص: 69

* وفی البَجْلِیِ مِعْبَلَهٌ وقِیعُ*

وبجیله : حیُّ من الأزْد والنسبه إلیهم : بَجَلِیّ ، وإلیهم نسب جَریرُ بن عبد الله البَجَلیّ.

اللیث : البُجُل البُهتان العظیم ، یقال : رَمَیْتَه بِبُجلِ.

وقال أبو دُوَادٍ الإیادیّ :

امْرُؤُ القَیْسِ بن أَرْوَی مُولیاً

إن رَآنی لأَبُوءَنْ بُسْبَدْ

قلتَ : بُجلاً قلتَ قولاً کاذباً

إنما یَمنعنی سَیْفی وَیَدْ

قلت : وغیرُ اللیث یقول : رْمَیْته بِبُجْر بالراء ، وقد مر فی باب الراء والجیم من هذا الکتاب ، ولم أسمعه باللام لغیر اللیث ، وأرجو أن تکونَ اللام لُغه.

فإن الراء واللام متقاربا المخرج ، وقد تعاقبا فی مواضع کثیره.

وقال أبو عبیده : الأبْجل من الفَرس والبعیر بمنزل الأکحل من الإنسان.

وقال أبو الهیثم : الأبْجل والأکحل والصَّافِنُ عروق ، تُفْصَد ، وهی من الجداول لا من الأوْرده وقال اللیث : الأبْجلان العِرقان فی الیدین ، وهما الأکحلان من لَدُن المنکبِ إلی الکفّ ، وأنشد :

* عارِی الأشاجِع لم یُبْجَل *

أی لم یُفْصَدْ أَبْجَلُه.

ج ل م
اشاره

جلم ، جمل ، لجم ، لمج ، مجل ، ملج : مستعملات.

جلم

قال اللیث : الجَلَمُ اسم یَقع علی الجَلَمیْن. کما یقال المِقْراضُ والمِقْراضان ، والقلم والقلمان.

قال : وجَلَمْتُ الصُّوفَ والشَّعر بالجَلَم ، کما تقول : قَلَمْتُ الظُّفر بالقلم.

وأنشد :

لما أُتیتُم فلم تنْجُوا بمَظْلمهٍ

قِیسَ القُلامَهِ مما جَزَّهُ الجَلَمُ

والقَلَم کلُّ یُرْوی.

وأَخبرنی المنذریّ عن ثعلب عن سَلَمه ، عن الفرّاء ، عن الکسائیّ قال : یقال للمِقراض المِقلام والقَلَمان والجَلَمانُ ، هکذا رواه بضم النون ، کأنه جعله نَعْتاً علی «فَعلان» من القَلْم والجلْم وجعله اسماً واحداً.

کما یقال : رجلٌ صَحَیَان وأَبَیان. قال : وشَحَذانُ.

قال : وأخبرنی الحرانیّ عن ابن السّکّیت ، قال : الجَلْمُ مصدر جَلَم الجزُورَ یَجْلِمُها جَلْماً ، إذا أخَذَ ما علی عظامها من اللَّحم.

یقال : خُذْ جَلْمَهَ الجزور أی لحمها أجْمع.

ص: 70

ویقال : قد أَخَذَ الشیءَ بِجَلْمَتِه ، بإسکان اللام ، إذَا أخَذَه أجمع وقد جَلَمَ صُوفَ الشَّاه ، وإذا جَزَّه ، والْجَلَمُ : الذی یُجَرُّبه.

أبو عُبید عن أبی زید : أخذ الشّیءَ بجَلْمَتِه ، إذا أخَذَه کُلَّه.

وقال أبو مالک : جَلْمه مثل حَلْقَه ، وهو أن یُحْتَلَمَ ما علی الظَّهر من الشَّحم واللَّحم.

أبو حاتم : یُقال للإبل الکثیره : الجَلَمَه والعکَنَانُ.

وقال اللیث : جَلْمَه الشَّاه والجزور بمنزله المسْلوخه إذا أُخِذ أکارِعُها وفُضولها.

قلتُ : وهذا غیر ما رویناه عن العلماء ، والصحیح ما قال أبو زید ، وأبو مالک.

أبو عبید : الجِلامُ الجدَاء.

وقال الأعشی :

سَوَاهِمُ جُذْعانُها کالجِلا

مِ قد أَقْرَحَ القَوْدُ منها النُّسُورا

وقال أبو عبیده : الجِلامُ شاءُ أهل مکَّه ، واحدها جَلمَه ، وأنشد :

* شَواسِفٌ مِثلُ الجِلامِ قُبُّ*

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الجَلَمُ القَمر ، واللُّجْمُ الشُّؤم ، والجلَّام التُّیوس المَحْلُوقَه.

لجم

قال اللیث : اللِّجام لجامُ الدَّابه ، واللِّجام ضربٌ من سِمات الإبل ، من الخَدَّیْن إلی صَفْقَتی العُنق ، والجمیعُ منهما اللُّجُم والْعَدَدُ أَلْجِمَه.

ویقال : أَلْجَمْتُ الدّابه ، والقیاس علی الآخر مَلْجُوم ، ولم أسمع به ، وأحسن منه أن تقول : به سِمَهُ لِجامٍ ، قال : واللُّجَمُ دابَّهٌ أَصْغَرُ من العَظَایَه ، وأنشد لِعَدِیّ بن زید :

* له سَبَّهٌ مِثْلُ جُحْر اللُّجَمْ *

یصف فرساً.

وأمّا قول الأخطل :

ومَرَّتْ عَلَی الأَلْجامِ ألْجامِ حَامِرٍ

یُثِرْنَ قَطاً لولا سُراهُّنَّ هُجَّدا

فإنه أراد بالألجام جمع لُجْمهِ الوادی ، وهی ناحیه منه. وقال رؤبه :

* إذا ارْتَمَتْ أَصْحانُه ولُجَمُه *

قال ابن الأعرابیّ : واحدتها لُجْمه ؛ وهی نواحیه.

قال النَّضر : اللجام سمهٌ تکون من الجنون ؛ تکون مجتمع شِدْقیه ؛ وتُمَدُّ حتی تبلغ عَجْب الذنب من کلا الجانبین خَطّاً ، وبعیر ملجوم ومُلْجَمٌ.

وقال الأصمعی : اللَّجَم : الصَّمْد المرْتفع.

وقال أبو عمرو : اللُّجْمه : الجبل المسطّح لیس بالضّخْم. واللّجَم : ما یُتَطَیّرُ منه ، واحدته لَجَمَه ؛ وقال رؤبه :

ص: 71

* ولا یخافُ اللُّجمَ العَواطسا*

وتلجَّمَتْ المرأَه ، إذا اسْتنفرت لمحیضها.

ولُجْمَه الدابه : موقع اللِّجام من وَجْهها ، وأَلْجَمَتُ الدابه ، فهی مُلجَمه ؛ والذی یُلْجِمه مُلجِم.

لمج

أبو عبید : لمجْتُ أَلْمُجُ لَمْجاً ، إذا أَکلت.

قال لبید یصِف عِیراً :

یَلْمُج البارِضَ لمجاً فی النّدی

من مَرابیع ریاضٍ ورِجَلْ

أول ما یطلع من النّبات تَلْمَجه لمجاً ، أی تنْتِفه ، والشّماج : الذی لا یُتنوَّقُ فی مَضغه کما یَشْمَج الخیاط.

وقال اللیث : اللّمْج تناول الحشیش بأدنی الفم.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : ما ذُقْت لمَاجاً ولا شمَاجاً ، قال : وأصله الشیء القلیل.

واللُّمْجَه : ما یُتعلَّل به قبل الْغِذَاء ، وقد لَمَّجْتُه ولَهَّنْته بمعنی واحد.

وقال أبو عمرو : اللّمیج الکثیر الأکل ، واللَّمیج : الکثیر الجِماع.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : لَمَجَ أُمَّه ومَلَجَها ، إِذا رَضَعَها.

ویقال : إنه تسمِیج لَمِیج ، وسَمِجٌ لَمِج وسَمْجٌ لَمْجٌ ، کل ذلک حکاه اللحیانیّ.

وقال ابن الأعرابیّ : اللَّامج : الکثیرُ الجِماع ، والمالج : الراضع.

قال : وقَدَّمَ رجلٌ رجُلاً إلی السلطان ، وادَّعَی علیه أنه قَذَفه ، وقال له : لَمَجْتَ أمَّک ، فقال المدَّعَی علیه : إنما قلتُ لک : مَلَجْتَ أُمَّک ، فخلَّی سبیله.

ملج

رُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم ، أنه قال : «لا تُحرِّمُ الإملاجهُ ، ولا الإمْلاجتَان».

قال أبو عُبید : قال الکسائیّ وأبو الجرَّاح : یعنی المرأهَ تُرْضع الصبیَّ مرهً أو مرتین ، مَصَّه أو مَصَّتین. والمصُّ : الملْج. یقال : ملَجَ الصَّبیُّ أُمه یملُجُها ملْجاً ، وملِج یملَجُ ، ومن هذا یقال : رجل مَصَّان وملْجان ومکَّانٌ ، کلُّ هذا من الْمَصّ ، یعنُونَ أنه یَرْضَعُ الغنم من اللُّؤم لا یحتَلِبها فیُسمَعُ صوتُ الحلْب.

ویقال : قد أملجت المرأهُ صبِیَّها إملاجاً.

فذلک قوله : الإملاجهُ والإملاجتان ، یعنی أن تُمِصَّهُ هی لبنَها.

الخرَّازُ عن ابن الأعرابی ، قال : املاجَّتْ عیناه إذا رأیتهما کأنهما شهلاوان من الکبَر ، قال : واملاجّ الصبیُّ واشهابّ إذا طلع ، مهموزاً وغیر مهموز.

قلت : هکذا سمعت المنذریّ عن الطوسیّ عن الخراز عنه بالجیم ویحتمل : املاحَّت بالحاءُ من الأملح ، والأملح بالأشهب أشبه ، والله أعلم.

وفی بعض الکتب : الأملجُ من الألوان

ص: 72

بین الأسود والأبیض ، ومن النبات بین الأخضر والأبیض. قال مُلیج :

هملن به حتی دنا الصیف وانقضی

ربیع وحتی صارعُ القلب أملَجُ

وقال أبو زید : المُلْج نَوَی المُقْل ، وجمعه أملاج.

وفی الحدیث : أن قوماً من أهل الیمن وفدوا علی رسول الله صلی الله علیه وسلم ، یشکون القحط ، فقال قائلهم : سقط الأُملوج ، ومات العُسلوج ، قلت : الأملوج عندی نَوَی المُقْل مثل المُلْج سواء.

وقال القُتَیْبیّ : الأمْلوجُ ورق کالعِیدان لیس بعرِیضٍ مثل وَرَق الطّرْفاء والسَّرْو ، ویکون لبعض الشجر ، والجمیع الأمالیج.

قلت : ولا أحفظ ما قال لغیره.

وقال أبو العباس : عن ابن الأعرابیّ أنه قال : المُلْج نَواهُ المُقْلَه ، قال ومَلَجَ الرّجل : إذا لاک الملْج.

قال : والمُلْجُ : الجِدَاءُ الرُّضَّع.

والملْجُ السُّمْر من الناس ، وقرأت فی «نوادر الأعراب» : أَسْوَدُ أَمْلَج ، وهو اللَّعِس.

عمرو عن أبیه : المَلیجُ الرَّضیع ، والمَلِیجُ الجلیل من النَّاس أیضاً.

مجل

أبو عبید عن أبی زید : مَجِلت یده تَمجَلُ ، ومَجَلَتْ تَمْجُلُ ، لغتان ، إذا کان بین الجلد واللّحْم ماء.

وقال اللیث : مَجِلتْ یده ، إذا مَرَنَتْ وصَلُبَتْ ، وکذلک الرَّهْصَهُ تُصیبُ الدَّابَّه فی حافرها ، فیشتَدّ ویَصْلُب.

قال رؤبه :

* رَهْصاً ماجِلاً*

قلت : والقول فی مَجِلتْ یده ما قال أبو زید ، ونحو ذلک.

قال الأصمعی : ویقال : جاءت إبلُ فلانٍ کأنها المَجلُ من الرِّیّ.

قال : والمجْلُ أن یُصیب الجِلدَ نارٌ أو مشَقّه ، فیَتَنَفَّطُ ویمتَلِیءُ ماء ، والرَّهْص الماجل الذی فیه ماء فإِذَا بُزِغَ خرج منه الماء ومن هذا قیل لمستنقع الماء ماجِل.

هکذا رواه بکسر الجیم ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ غیر مَهْموز.

وأما أبو عبید فإنه رَوَی عن أبی عمرو : المأْجَلُ ، بفتح الجیم وهمزه قبلها ، وقال : هو مثل الْجَیْئَه ، وجمعه مآجِل.

وقال رؤبه :

* وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمآجِلا*

وقد قال أبو عُبید : المَجْلُ أثرُ العمل فی الکَفّ یُعالجُ بها الإنسانُ الشیءَ حتی یَغلظَ جِلدُها ، وأنشد غیره :

قد مَجَلَتْ کفَّاه بَعْدَ لِینِ

وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرونِ

ص: 73

جمل

قال اللیث : الجمل یستحِقُّ هذا الاسم إذا بزَل.

وقال شمر : البَکْرُ والبَکْرَهُ بمنزله الغلام والجاریه ، والجملُ والنَّاقه بمنزله الرجل والمرأه. وقال الله : (حَتَّی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ الْخِیاطِ) [الأعراف : 40].

قال الفراء : الجمل هو زَوْجُ الناقه. وقد ذکِرَ عن ابن عباس أنه قرأ (الجُمَّل) ، یعنی الجِمال المجموعه.

وأخبرنی المنذری ، عن أبی طالب أنه قال : رواه الفراء الجُمَّل بتشدید المیم ، ونحن نظن أنه أراد التخفیف.

قال أبو طالب : وهذا لأن الأسماء إنما تأتی علی «فُعَل» مُخفّف ، والجماعه تجیء علی فُعَّل ، مثل صُوَّم ونُوَّم.

وقال فیما وجدتُ بخطِّ أبی الهیثم ، قرأ أبو عمرو والحسن وهی قراءهُ ابن مسعود : (حتَّی یَلجَ الجُمَل) ، مثل النُّغَر فی التقدیر.

قلت : الصحیح لأبی عمرو (الْجَمَلُ) ، وعلیه القراء ، وأبو الهیثم ما أراه حفظ لأبی عمرو : (الجُمَل). اتفق قراء الأمْصارِ علی الْجَمَلُ وهو زوج الناقه.

وروی عن ابن عباس : (الجُمَّلُ) ، بالتَّثْقیل والتخفیف أیضاً ، فأما الجُمَلُ بالتخفیف ، فهو الحبْلُ الغلیظ ، وکذلک الجُمَّلُ مشدَّد.

وحکی عن عبد الله وأُبَیّ : (حتی یَلجَ الجُمَلُ).

وأما قول الله جلَّ وعزَّ : (کَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) [المرسلات : 33] فإن سَلَمه رَوی عن الفراء أنه قال : قرأ عبدُ الله وأَصحابه : (جِمالَتٌ).

وروی عن عمر بن الخطاب أنه قرأ : (جِمالات).

قال وهو أَحَبُّ إلیَّ ، لأن الجِمَال أکثرُ من الجِماله فی کلام العرب ، وهو یجوز ، کما یقال : حَجَرٌ وحِجاره ، وذَکَرٌ وذِکاره ، إلَّا أن الأول أکثر ، فإذا قلت : (جِمالات) : فواحدها جِمال ، مثل ما قالوا : رِجالٌ ورِجالات ، وبیُوت وبیُوتات ، وقد یجوز أن تجعل واحدَ الجِمالات جِماله.

وقد حکی عن بعض القُراء : (جُمالات) برفع الجیم ، فقد یکون من الشیء.

المُجْمَل ، ویکون الجُمالات جمعاً من جمع الجِمال کما قالوا : الرَّخِل والرُّخال ، والرِّخال.

قلت : ورُوِی عن ابن عباس أنه قال : الجِمالات : حِبالُ السفن یجمع بعضها إلی بعض حتی تکون کأَوساط الرجال ، وقال مجاهد : جِمالات حِبال الجُسور.

وقال الزجّاج : من قرأ جُمالات فهی جمع جُماله ، وهو القَلس من قلوس سُفُن البحر أو کالقَلْس من قلوس الجِسر ،

ص: 74

وقرئت : (جُماله صُفر) علی هذا المعنی.

قلت : کأن الحبلَ الغلیظ سُمِّی جُماله ، لأنها قُوی کثیره جُمِعت فأُجْمِلت جُمْله ، ولعل الجُمله أُخِذَت من جمله الحبال.

وقال اللیث : الجُمْله جماعه کُلِّ شیء بکماله من الحساب وغیره ، یقال : أجملت له الحسابَ والکلام.

وقال الله : (لَوْ لا نُزِّلَ عَلَیْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَهً واحِدَهً) [الفرقان : 32].

وقال اللیث : حسابُ الجُمَّلُ : ما قُطِعَ علی حروف أبی جاد.

وفی «نوادر أبی عمرو» : الجمیلهُ جمیله الظِّباء والحمامِ وهی جماعتها. قلت : وکأن الجُملَهَ مأخوذهٌ من الجمیله.

وروی أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، أنه قال : الجامِلُ الجِمال.

وقال غیره : الجامل قطیع من الإبل ، معها رُعْیانُها وأَرْبابها کالبَقَر والباقِر.

وقال أبو الهیثم : قال أعرابی : الجامِلُ الحَیُّ العظیم ، وأَنکَرَ أن یکون الجامِلُ الجِمال ، وأنشد :

* وَجَامِلٍ حَوْمٍ یَروحُ عَکَرهُ*

* إذا دنا من جُنْح لیل مَقِصْرُه*

* یُقَرْقِرُ الْهَدْرَ ولا یُجرْجِرُه*

قال : ولم یَضْع الأعرابیّ شیئاً فی إِنکاره أَن الجامِلَ الجِمال.

أبو زید : جَمَّل الله علیک تجمیلاً ، إذا دَعوْتَ له أن یَجْعَلَه الله جمیلاً حسناً.

وأما قول طرفه :

وجَامِلٍ خَوَّعَ من نِیبه

زَجْرُ المُعَلَّی أُصُلاً والسَّفیحْ

فإنه دل علی أن الجامِل یجمع الجِمال والنوّق ، لأن النِّیب إناث واحدها ناب.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : الجَمَلُ الکُبَعُ. قلت : أرادَ بالجَمْل والکُبَع ، سمکهٌ بَحْریه تُدْعی الْجَمَل.

قال رؤبه :

* واعْتَلَجَتْ جِمالُه ولُخمُه*

وقال أبو عمرو : الجَمَلُ سمکه تکون فی البحر ، ولا تکون فی العَذْب.

قال : واللُّخْمُ الکَوْسَج ، یقال : إنه یأکل الناس.

وروی سلمه ، عن الفرّاء أنه قال : الجَملُ الکُبَع.

وفی حدیث المُلاعَنهِ أنه قال النبیّ صلی الله علیه وسلم : «إن جاءَت بِه أُمُّه أَوْرَقَ جَعْداً جُمالیّاً فهو لِفلان».

والجمالَیّ : الضَّخْم الأعْضاء التّامّ الأوْصال ، ونَاقَهٌ جُمالیه کأنها جَمَلٌ عِظَماً.

وقال الأعشی :

جُمَالِیَّهٌ تَغْتَلِی بالرِّدَافِ

إذا کَذَّبَ الآثماتُ الْهَجِیرا

ص: 75

وقال اللیث : طائر من الدَّخاخیل ، یقال له : جُمَیلٌ وجُمْلانه. قلت : یُجمَعُ جُمَیْلُ جُملاناً.

ومن أَمْثال العرب : اتَّخذ فلانُ اللَّیل جَملاً إذا سری اللَّیلَ کُلَّه.

والْجُمیلُ : طائر شبیه بالعصفور والقُنبر والغُرّ ، وقال :

وصِدْتُ غُرَّا أو جُمَیلاً آلِفَا

وبرْقشاً یعلو علی مَعالِفَا

والجَمِیلُ : الإهالهُ المُذَابه ، واسم ذلک الذّائب : الجُماله ، والاجْتِمال : الادِّهانُ به ، والاجْتِمالُ أیضاً : أَنْ تَشْوِیَ لَحْماً ، فکُلما وَکَفَتْ إِهالَته اسْتَودَقْتَه علی خُبْز ، ثم أَعَدْتَهُ. والجمَال : مصدر الْجَمِیل ، والفِعل منه : جَمُلَ یَجْمُلُ.

وقال الله تعالی : (وَلَکُمْ فِیها جَمالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَحِینَ تَسْرَحُونَ (6)) [النحل : 6]. أی بَهاءٌ وحُسْن.

ویقال : جامَلْتُ فلاناً مُجاملهً ، إذا لم تُصْف له الموَدَّه وماسَحْتَه بالْجَمیل ، ویقال : أَجْمَلْتُ فی الطَّلب.

وقال غیره : جَمَّلْتُ الجیش تَجْمیلاً ، وجَمَّرته تَجْمیراً ، إذا أَطَلْتَ حَبْسه.

وقال شَمِر ، أقرأنی ابن الأعرابیّ :

فأنا وَجَدْنا النِّیبَ إذْ یَفْصدونها

یُعیشُ بَنِینَا وجَمُّها وجَمیلُها

قال : الْجَمِیلُ المرَقُ ، وما أُذیب من شَحْم أو إهَالهٍ فهو جَمیل. وأنشد :

ومَکنونهٍ عند الأمیر عظیمهٍ

إذا قَحطَ السُّیَّامُ فار جَمیلُها

قال : المکنونه الْقِدْرُ ، والسُّیَّام الرُّعاه ، والجمالهُ : الصُّهاره.

أبو عبید ، عن الفرّاء : جَمَلْتُ الشّحم أَجْمُلُه جَمْلاً ، ویقال : أَجْمَلْتُه ، وجَمَلْت أَجْوَد ، واجْتَمَلَ الرجل.

وقال لبید :

* فاشْتوی لَیْلَه رِیحٍ واجْتَمَلْ *

سَلَمه عن الفرّاء قال : المُجامِل الذی یَقْدر علی جوابک فیترکه إبقاءً علی مَوَدَّتک.

والمُجامل : الَّذی لا یَقْدر علی جوابک فیترکه ویَحقد علیک إلی وَقْتٍ ما.

ابن السِّکِّیت : استجمل البعیرُ إذا صار جَمَلاً ، قال : ویسمی جَمَلا إذا أَرْبع ، واسْتَقْرَم بکْرُ فلان إِذا صار قَرْماً.

(أبواب) الجیم والنون

ج ن ف
اشاره

جنف ، جفن ، نجف ، نفج ، فجن ، فنج : مستعمله.

جنف

قال الله جلَّ وعزَّ : (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً) [البقره : 182].

قال اللیث : الجَنَفُ المیل فی الکلام ، وفی الأُمور کلِّها ، تقول : جَنَفَ فلانٌ

ص: 76

علینا ، وأَجْنَفَ فی حُکمه ، وهو شَبیهٌ بالْحَیْف ، إلَّا أنَّ الحَیف من الحاکم خاصّه ، والجَنَفُ عام.

ومنه قول الله جلَّ وعزَّ : (غَیْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ) [المائده : 3] أی مُتَمَایل مُتَعَمِّد.

ورجلٌ أَجْنَف : فی أَحَدِ شَقَّیْه مَیَلٌ علی الآخر.

قلت : أمَّا قوله الحَیْفُ من الحاکم خاصَّه ، فهو خطأ ، والحَیْفُ یکون مِن کل مَنْ حاف ، أی جارَ. ومنه قول بعض الفقهاء :

یُرَدَّ مِنْ حَیْف النَّاحِلِ ما یُرَدُّ من جَنَفِ المُوصِی ، والنّاحِل إذا فَضَّل بعض أولاده علی بعض بنُجْل فقد حافَ ولیس بحاکم.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم أنه قال : الحِنَفُ : المیْلُ والجَوْر ، جَنِف جَنَفاً.

قال الأغلب :

* غِرٌّ جُنَافِیُ جَمیلُ الزِّیِّ*

والجُنافِیُ : الذی یَتَجانَف فی مَشْیه اختِیالاً.

وقال شَمِر : یقال : رَجُلٌ جُنافِیُ - بضم الجیم - مُخْتال فیه مَیَل ، قال : ولم أسْمع جُنَافِیّ إلا فی بَیْت الأغلب وقَیَّده شَمِر بخَطِّه بضم الجیم.

وقال الفراء : الجَنَفُ الجَوْر.

وقال الزجّاج فی قوله : (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً) [البقره : 182] أی مَیْلاً ، (أَوْ إِثْماً) ، أی قَصْدَ الإثم.

وقال أبو سعید : یقال : لَجَّ فی جِنافِ قَبیج ، وجِنابٍ قبیح ، إذا لَجَّ فی مجانَبَه أَهلِه.

جفن

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الجَفْنَهُ الأصْل من أُصولِ الکَرْم ، وجمعهما الجَفْن ، وهی الحبَلَه.

وقال اللیث : الجفْنُ ضَرْبٌ من العِنب ، ویُقال : بل الجَفْنُ الکَرْمُ نفسُه ، بلغه أهل الیمن ، قال : ویقال : الجفْنُ والجفْنَهُ : قَضِیبٌ من الکَرْم.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی قال : الجَفْنُ الکَرْمُ ، والْجَفْنُ جَفْنُ الْعَین ، والجَفْنُ جَفْنُ السَّیف الذی یُغْمَدُ فیه ، والْجَفْنَهُ معروفه ، وتجمع جفاناً ، والعدد : الْجَفَنات.

وآلُ جَفْنَهَ ملوکٌ من أهل الیمن کانوا استوطنوا الشام ، وقال حسان یذکرهم :

أولادُ جَفْنَهَ عند قَبْرِ أَبیهمُ

قَبرِ ابنِ مارِیَهَ الکَرِیم المُفْضِلِ

وأراد بقوله : عند قَبْرِ أَبیهم أنهم فی مساکن آبائهم ورِباعهم التی ورثوها عنهم.

وقال الأصمعی : الجَفْنُ ظَلْفُ النَّفْس عن الشیء الدّنیّ ، یقال : جَفَنها جَفْنا ، وأنشد :

ص: 77

وَفَّرَ مالَ الله عَمْداً وجَفَنْ

نَفْساً عن الدُّنیا إذ الدُّنیا زِیَنْ

وقال أبو سعید : لا أَعْرِفُ الجَفْنَ بمعنی ظَلْفِ النَّفْس.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی قال : التَّجفِین کثرهُ الجِماع.

قال : وقال أعرابی : أَضْوَانِی دَوَامُ التَّجَفِین.

وفی حدیث عمر : «أنه انکسرت قَلوصٌ من نَعَمِ الصَّدقه فَجَفَّنَها» معنی جَفَّنها ، أی نَحرَها وطَبَخَها ، وأطعَم لَحمَها فی الْجِفان ، ودَعَا علیها النَّاس حتی أکلوها.

وقال ابن الأعرابی : الجَفْنُ قِشْرُ العنب الذی فیه الماء ، ویُسَمَّی الْخَمْر ماءَ الْجَفْنِ ، والسَّحابُ جَفْن الماء.

وقال الشاعر یصفُ امرأهً شَبَّه طعْمَ ریقها بالخمر :

تُحسِی الضَّجِیعَ مَاءَ جَفْنٍ شابَه

صَبِیحهَ الْبَارِقِ مَثْلوجٌ ثَلِجْ

قلت : أراد بماء الْجَفْنِ الخمر ، والجَفْنُ : أَصل العِنَب ، شیب أی مُزِجَ بماءٍ بارد.

قال الدینوَری : ومن الشجر الطیب الریح الجَفْنُ والغَارُ. وقال الأخطل یصف الخمر :

آلَتْ إلی النِّصْف من کَلْفَاءَ أنْزَعَها

عِلْجٌ ولَثَّمها بالْجَفْنِ والغارِ

لَثَّمَها : عَصَبَ فمها بالجَفْن ، قال : والجفن أیضاً جَفْنُ الکَرْمَ.

وقال اللحیانی : لُبُّ الخُبْز ما بین جَفْنَیْه ، وجَفْنَا الرَّغیف وَجْهاه من فوقٍ ومن تحت.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : الجَفْنَهُ الکَرْمَه ، والْجَفْنَه الخمر ، والْجَفْنَهُ الرَّجُل الکریم ، قال : وأَجفَن إذا أکثر الجِماعَ.

ومن أمثالهم : وعند جُفَیْنَهَ الْخَبَرُ الیَقِین.

قال ابن السکیت : ولا تَقُل «جُهَیْنَه» وجُفَیْنَهُ : اسمُ رَجُلٍ فی المثل.

فجن

قال اللیث : الفِجَّانه إناءٌ من صُفْر ، وجمعها فجاجین. قال : والفِجَّانُ مقدارٌ لأهل الشام فی أَرَضِیهم.

قلتُ : هو مِقدارٌ للماء إذا قُسمَ بالفِجَّانِ ، وهو معرّب ، ومنهم یقول فِنجان ، والأول أفصحَ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الفَیْجنُ والفَیْجَلُ : السَّذَاب ، وقد أَفْجَن الرَّجلُ ، إذا أدام علی أکْلِ السَّذاب.

نجف

قال اللیث : النَّجَفهُ تکون فی بَطْنِ الوادی ، شِبه جِدارٍ لیس بعریض ، له طولٌ مُنْقادٌ من بین مُعْوَجٍّ ومستقیم لا یعلوها الماءُ ، وقد تکون فی بطن الأرض.

وقد یقال لإبِطِ الکثِیب نَجفَهٌ ، وهو

ص: 78

الموضِعُ الذی تُصَفِّقُه الرِّیاحُ فَتَنْجُفُه ، فیصیرُ کأَنه جُرُفٌ مَنْجُوف.

وقَبْرٌ مَنْجُوف وهو الذی یُحْفَرُ فی عُرْضَهٍ ، وهو غیر مَضْروح.

وغارٌ منجوف : مُوَسَّع ، وأنشد :

* یَفْضِی إلی جَدَثٍ کالغارِ مَنْجوفِ *

وإناءٌ مَنْجُوف : واسِعُ الأسْفَل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : النَّجَفَهُ المُسَنَّاه والنَّجَفُ التَّلّ.

قلت : والنَّجفَهُ هی التی بظاهر الکُوفَه ، وهی کالمُسَنَّاهِ تمنعُ ماءَ السَّیل أن یَعْلُوَ منازل الکُوفه ومقابِرَها.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : النِّجَافُ هو الدَّرَوَنْد والنَّجْران.

وقال ابنُ شُمیل : النِّجاف الذی یُقال له الدَّوَّاره ، وهو الذی یَسْتَقبِلُ البابَ من أَعْلَی الأُسْکُفَّه.

وقال ابن الأعرابیّ : النِّجافُ أیضاً شِمال الشَّاه الذی یُعَلِّقُ علی ضَرْعِها ، وقد أَنْجَفَ الرجل إذا علق علی شَاته النِّجاف ، والمِنْجَفُ الزَّبیل ، والنَّجَفُ قُشور الصِّلِّیان ، والنّجْفُ : الحَلَبُ الجَیِّد حتی یُنْفِضَ الضَّرْعَ.

وقال الراجز یصف ناقه غَزِیرَه :

تَصُفُّ أو تُرْمِی علی الصِّفوفْ

إذا أَتاها الحالِبُ النَّجوفْ

والنَّجیفُ : النَّصْل الْعریض ، وجمعه نُجُفٌ ، وقال أبو کبیر :

نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوَافِیَ طائرٍ

حَشْرِ القوادم کاللِّفاعِ الأَطْحَلِ

أبو عبید ، عن الأمویّ : انتَجَفْتُ الشیءَ انتجافاً ، وانتجثتُه انتجاثاً ، إذا استخرجته.

وقال الفراء : نِجافُ الإنسان مَدْرَعَتُه.

وقال اللیث : نِجَافُ التَّیْس جِلْدٌ یُشَدُّ بَطنِه والقضِیب ، فلا یقدر علی السِّفاد ، ویقال تَیْس مَنْجُوف.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الْمِنْجَفُ الزَّبِیل ، وهو المِجْفَنُ والمِسْمَدُ ، والخِرْص والمِنْثَله.

نفج

قال اللیث : نَفَجَت الأَرْنَبُ تَنْفُجُ ، وتَنفِجُ نُفُوجاً وانْتَفَجَت انْتِفاجاً ، وهو أَوحَی عَدْوِها ، وقد أَنْفَجَها الصائد إذا أثارها من مَجْثَمِها.

ورجل مُنْتَفِجُ الجَنْبین ، وبَعیرٌ مُنْتَفِجُ ، إذا خرجت خَواصِرُه. ورجل نَفَّاج ذُو نَفْج ، یقول ما لا یَفعل ، ویَفْتَخِرَ بما لیس له ولا فیه.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : النّافِجَهُ أوّلُ کُلَّ ریحٍ تَبْدأُ بشده.

وقال ذو الرُّمَّه :

* حَفِیفُ نافِحَهٍ عُثْنُونُها حَصِبُ*

ویروی : «نافِجهٍ».

ص: 79

قال الأصمعیّ : وأری فیها بَرْداً.

وقال شَمَر : النّافِجَه من الریاح التی لا تَشْعُر حتی تَنْتَفِجُ علیک ، وانتِفاجُها : خُروجُها عاصِفاً علیک وأنت غافل.

أبو عُبید ، عن أبی عمرو ، قال : النَّوافج بالجیم مُؤخَّرات الضلوع ، واحدها نافِجٌ ونافِجَهٌ.

وقال اللیث : النِّفاجَهُ رُقْعَه للقمیص تحت الکُمّ ، وهی تلک المربّعه.

وقال ابن السِّکیت : تُسَمی الدَّخاریص التّنافیج ، لأنها تَنفُجُ الثوب فتوَسِّعه ، ویقال : ما الذی استَنْفَجَ غضبک؟ أی أَظهره وأَخرجه. وامرأهٌ نُفُجُ الحقیبه ، إذا کانت ضخمهَ الأرداف والمآکم ، وأنشد :

* نُفُجُ الحقِیبَهِ بضَّهُ المَتَجرَّدِ*

وقال الراجز :

تسمعُ للأعْبُد زَجراً نافجاً

من قِیلهِم أَیا هجَا أَیا هَجا

قال بعضهم : صوتٌ نافجٌ جاف غلیظ ، وقیل أراد بالزّجْر النافج : الذی یَنْفُج الإبِلَ حتی تتوسَّع فی مَراعیها ولا تَجْتَمع.

وکانت العرب تقول للرّجل إذا وُلدت له بنت : هنیئاً لک النّافجه ، یَعنُون أَنه یزَوِّجها بإِبل تُمْهَرها ، فَینفجُ بها إبِلَهُ أی یُکثِّرها.

ویقال للإبل التی یَرِثُها الدَّجل فیکثر بها إبله : نافِجَهٌ أیضاً.

وفی الحدیث : ذِکر فتْنَتَیْن فقال : «ما الأولی عند الآخره ، إلَّا کَنَفْجَهِ أَرْنَب» یعنی فی تقلیل المُدَّه.

وقال ابن شُمَیْل : نَفْجَهُ الأَرْنَب وثْبته من مَجْثمِه.

ورُوی عن أبی بکر ، أنه کان یَجْلُبُ بعیراً ، فقال : «أأُنفِجَ أم أُلْبِد»؟ ومعنی الإنْفاج ، إبَانَهُ الإناءِ من الضَّرْع عند الحَلب ، والإلباد ، إِلْصَاقُ الإِناء بالضِّرع ، ونَفَجت الفَرُّوجه من بَیْضَتها إذا خَرجت.

وقال ابن الأعرابیّ : النَّفیج ، بالجیم ، الذی یجیء أجنبیاً فیدخُل بین القوم ، ویسْمُل بینهم ، ویُصْلح أمرَهم.

وقال أبو العباس : النَّفیجُ : الذی یَعْترض بین القوم لا یُصْلِحُ ولا یُفْسد.

فنج

أبو العباس ، عن ابن الأعرابی : الفُنُجُ : الثُّقلاءَ من الناس.

ج ن ب
اشاره

جنب ، جبن ، نجب ، نبج ، بنج : مستعملات.

جنب

قال الله جلّ وعزّ : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللهِ) [الزمر : 56].

سَلمه ، عن الفرّاء : الجَنْبُ : القُرْب ، وقوله : (عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللهِ). أی

ص: 80

فی قُرْبِ الله وجواره ، قال والجَنْبُ : معظمُ الشیء وأکثرُه ، ومنه قولهم : هذا قلیل فی جَنْبِ مودَّتک.

وقال ابن الأعرابیّ فی قوله : (فِی جَنْبِ اللهِ) : فی قُرْب الله ، من الْجَنَبَهِ.

وقال الزّجاج : معناه عَلَی ما فَرَّطَتْ فی الطریق الذی هو طریقُ الله الذی دَعانی إلیه ، وهو توحیدُ الله ، والإقرار بنبوَّهِ رسوله صلی الله علیه وسلم.

وقال سعید بن جُبَیر فی قوله : (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) هو الرَّفیق فی السَّفر ، (وَابْنِ السَّبِیلِ) [النساء : 36] : الضَّیْف ، وهو قولُ عِکْرِمه ومُجاهد وقتاده.

ویقال : اتَّقِ الله فی جَنْب أَخیکَ ، ولا تَقْدَح فی شأنه ، وأنشد اللیث :

* خلِیلَیَّ کُفَّا واذکرا الله فی جنْبِیْ *

أی فی الوَقِیعَهِ فیَّ.

وقال أبو إسحاق فی قوله جلّ وعزّ : (وَإِنْ کُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) [المائده : 6].

یقال للواحد : رجُلٌ جُنُبٌ ، وامرأهٌ جُنُب ، ورجلان جُنُبٌ ، وقَوْمٌ جُنُبٌ ، کما یقال : رجلٌ رِضاً ، وقومٌ رِضاً ، وإنما هو علی تأویل ذوِی جُنب ، فالمصْدَرُ یقومُ مقام ما أُضیف إلیه. ومن العرب من یُثَنِّی ویجمع ویجعل المصدر بمنزله اسمِ الفاعل ، وإذا جُمعَ جُنُب قیل فی الرّجال : جُنُبُون ، وفی النساء : جُنُبَات ، وللاثنین : جُنُبَان.

سلمه عن الفرّاء : یقال من الجنَابه أَجْنَبَ الرجل وجنِب ، وجنَّب ، وتَجَنَّب.

شمر : قال الفراء : أجنبت المرأهُ الرّجلَ إذا ألْزَمهَا الجنابه ، وکذلک کلُّ شیء یُجْنِب شیئاً.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أَجْنَبَ : تَبَاعَدَ.

وروی عن ابن عباس ، أنه قال : الإنسان لا یُجْنب ، والثَّوْبُ لا یُجنب ، والماء لا یُجنب ، والأرض لا تُجنب ، وتفسیره : أنَ الجُنُب إذا مَسَّ رَجُلاً لا یُجْنِب ، أی لم یَنجُسَ بمُماسه الجُنب إیاه ، وکذلک الثَّوْبُ إذا لَبِسَه الْجُنب لم یَنجس ، والأرض إذا أَفضی إلیها الجُنُب لم تَنجس ، والماء إذا غَمَس الجُنُب فیه یده لم یَنجس.

وقیل للجُنُب : جُنُب ، لأنه نُهِیَ أن یَقْرَبَ مواضعَ الصلاه ما لم یتطَهَّر فتجنَّبها وَأَجنب عنها ، أی بَعُدَ.

وفی الحدیث : «لا جَنَبَ ، ولا جلب».

وهذا فی سِباق الخیل والجَنبُ : أن یَجْنبُ فَرساً عُرْیاً إلی فَرسه الذی یُسابق علیه ؛ فإذا فَتَرَ المرکوبُ تَحوَّل علی المجْنوبُ.

وقد مرَّ تفسیر قوله : «لا جَلَب» فی الباب قبله.

وأخبرنی المنذریّ عن الشّیخیّ عن الریاشیّ فی تفسیر قوله «لا جَنب». قال : الجَنبُ أن یکون الفرسُ قد أعْیا فیؤتی

ص: 81

بفرسٍ مُرَیَّح فیجری إلی جنبه لیجری الآخر بجریه کأنه یُنشِّطه.

ویقال : جَنَبتُ الْفَرس أَجْنُبُه جَنباً إذا قُدْتَه.

وفی حدیث أبی هریره أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم ، بعث خالدَ بن الولید یوم الفَتح علی المُجنِّبه الیمنی ؛ والزُّبیر علی المُجَنِّبه الیسری ، وجعَلَ أبا عُبیده الحُسَّر وهم البیاذقه.

قال شَمِر : قال ابنُ الأعرابیّ ، یقال : أَرْسَلوها مُجَنَّبین ، أی کتیبتین أَخذتا ناحِیَتی الطَّریق.

وقال غیره : المُجَنِّبه الیمنی هی : مَیْمَنَه العَسْکَر ؛ والمُجنِّبه الیسری. هی المیْسره ، والحسَّرُ : الرَّجَّاله.

وقال الأصمعیّ : یقال : نَزَل فلانٌ جَنْبهً یا هذا ، أی ناحیه.

وقال عمر فی أَمْر النساء : «علیکم بالجَنْبه ، فإنها عفاف».

وقال الراعی :

* هَمّان باتا جَنْبهً ودَخِیلاً*

وقال اللّیث : رجلٌ ذو جَنْبَه أی ذُو عُزْلَه من النّاس.

وقال شَمِر : جَنَبَتَا الوادِی ناحِیتاه ، وکذلک جِنَاباه وَضِیفاه. ویقال : أصابنا مَطرٌ نَبَتت عنه الجَبَبَه.

قلت : والجَنْبَهُ اسمٌ واحد لنُبُوتٍ کثیره ، هی کلُّها عُرْوَه ، سُمِّیت جَنْبه لأنّها صَغُرت عن الشجر الکبار ، وارتفعت عن التی لا أَرومه لها فی الأرض ، فمن الجَنْبه : النَّصِیّ ، والصِّلِّیان ، والعَرْفج ، والشّیح والمَکْر والجدَر وما أشبهها مما له أَرُومه تبقی فی المحل ، وتَعْصِمُ المال.

وقال الأصمعیّ : یقال : أَعْطنی جَنْبه ، فیعطیه جِلْداً فیتّخِذُه عُلْبَه.

والجَنْوب من الرِّیاح : حارَّه ، وهی تَهْبّ فی کلِّ وقت ، ومَهَبُّها ما بین مَهَبّی الصَّبا والدَّبُّور ، علی صوب مَطْلعَ سُهَیل ، وجمع الجَنُوب : أَجْنُب ، وقد جَنَبَت الریحُ تَجْنُبُ جُنُوباً.

قال ابن بُزرْج : ویقال : أَجْنبْت أیضاً.

وقال الأصمعیّ : سَحابهٌ مَجْنوبَهُ : هبتَّ بها الجَنوب ؛ وأَجْنَبْنَا منذُ أَیام ، أی دَخَلنا فی الجنوب ، وجُنِبْنا ، أی أَصابَتنا الجَنوب.

وقال ابن السِّکِّیت : قال الأصمعیّ مَجیءُ الجَنوبُ ما بین مَطلَعَ سُهَیلٍ إلی مطلع الشمس فی الشّتاء.

قال وقال عُماره : مَهَبّ الجنوب ما بین مَطْلَع سُهَیل إلی مَغْرِبِه.

ویقال : جُنِبَ فلان ؛ وذلک إذا ما جُنبَ إلی دَابَّه والجَنببهُ : الدَّابهُ تُقاد ، وقد جَنِبَت الدابهُ جَنَباً ، وفَرَسٌ طَوْعُ الجَنب والجِناب ، وهو الذی إذا جُنب کان سَهْلاً مُنقاداً وجَنب فلان فی بنی فلان ، إذا نَزل

ص: 82

فیهم غَرِیباً یَجنِب ویَجنُب.

ومن ثَمَّ قیل : رجل جانِبٌ ؛ أی غریب ، والجمیع جُنّابٌ ، ورجل جُنُب غریب ، والجمیع أَجْناب.

ویقال : نِعْمَ الْقَوْمُ هُمْ لِجارِ الجنَابَه ، أی لجارِ الغُرْبه.

وجَنِب البعیرُ جَنَباً إذا طَلَعَ من جنْبه.

أبو عبید عن الأصمعیّ : الجَنب أن یَعطَشَ البعیرُ عَطَشاً شدیداً حتی تلتصق رِئته بجَنبه ؛ وقد جَنَب جنباً.

قال ذو الرمه :

* کأَنهُ مُسْتَبان الشَّکِّ أو جَنب *

وجَنَّب بنو فلان ؛ فهم مُجَنِّبون ، إذا لم یکن فی إِبلهم لَبن.

وقال الْجُمَیح :

لما رأت إِبِلی قَلّتْ حَلوبتُها

وکلُّ عامٍ علیها عامُ تجَنیب

یقول : کلُّ عام یمرُّ بها ، فهو عام قِلّهٍ من اللبن.

سَلمه ؛ عن الفرَّاء ؛ قال : الجَنابُ الجانِب ، وجمعه أجْنبه.

ابن السِّکّیت : الجَنیبه صُوف الثَّنِیِّ والعقِیقهُ : صُوفُ الجذَع.

قال : والجنیبه من الصُّوف أفضلُ من العَقیقه وأکثر.

قال : والجَبَنیه النَّاقَهُ یُعطیها الرَّجلُ القومَ یمتارون علیها له ، وهی العَلِیقَه.

أبو عبید عن أبی عمرو : المَجنَبُ الخیْرُ الکثیر.

یقال : خَیْرٌ مَجْنَبٌ.

وقال کثَیِّر :

وإذْ لا تری فی الناس شَیْئاً یَفُوقُها

وفیهنّ حُسْنٌ لو تَأَمَّلتَ مَجْنَبُ

قال شمر : والمَجْنَبُ ، یقال فی الشَّر إذا کَثُر ، وأنشد :

* وکُفْراً ما یُقوَّجُ مَجْنَبَا*

والمِجْنَبُ : التُّرْس ، قال ساعده :

صَب اللهِیفُ السُّبُوبَ بطَغْیهٍ

تُنْبِی العُقاب کما یُلَطُّ المِجْنَبُ

عَنَی باللهیف الْمُشْتار ، وسُبُوبُه : حِبالُه التی یُدَلَّی بها إلی العَسَل ، والطَّغْیَهُ : والصَّفَاهُ الْمَلْساء.

أبو عبید ، عن أبی عمرو : المُجَنَّبُ من الخیل : البعید ما بین الرجلین من غیر فَجج ، وهو مَدْح.

وقال أبو عُبیده : التَّحْنِیبُ : أن یُنَحِّی یدیه فی الرّفع والوَضْع. وقال الأصمعیّ : التَّجْنِیب بالجیم فی الرِّجْلین ، والتَّجْنِیب بالحاء فی الصُّلْتِ والیدین.

والجِنابُ : أَرْض معروفَهٌ بنَجْد.

ویقال : لَجَّ فلان فی جِنابٍ قَبیح ، أی فی مُجانَبَهِ أَهْلِه ، وضَرَبه فَجَنَبَه ، إذا أصابَ جَنْبَه.

ص: 83

وأخْصَبَ جَنابُ القوم بفتح الجیم ، وهو ما حَوْلهم.

ویقال : مَرُّوا یسیرون جِنابَیْه ، وجِنَابَتیْه ، وَجَنَبَتَیْه أی ناحِیَتَیْه ، وقَعَدَ فلان إلی جَنْبِ فلان ؛ وإلی جانب فلان.

ابن الأعرابی : جَنِبْتُ إلی لقائک ، وغَرِضْتُ إلی لِقائک جَنَباً ، وغَرَضاً ، أی قَلِقْتُ من شدَّه الشَّوْق إلَیْک.

وذَاتُ الْجَنب : عِلَّهٌ صَعْبَهٌ ، تأخُذُ فی الجَنب.

وقال ابن شُمیل : ذاتُ الجَنْب هی الدُّبَیْله ، وهی قَرْحَهٌ قبیحه تثقبُ البطن ، وربما کَنَوْا عنها فقالوا : ذاتُ الجَنْب ، قال : وجَنِبَت الدَّلْوُ تَجْنِبُ جَنَباً ، إذا انقطعت منها وَذَمَهٌ ، أَوْ وَذَمتان فمالَت.

سلمه ، عن الفراء : الجَناب الجانب ، وجمعه أَجْنِبَه.

وقال اللیث : رجل لیّن الجانب والجَنْب ، أی سهل القُرْب ، وأنشد :

* الناسُ جَنْبٌ والأمیر جَنب *

کأنه عدلَه بجمیع الناس. وقوله عزّ وجَلَّ مُخْبِراً عن دعاء إبراهیم إیاه : (وَاجْنُبْنِی وَبَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) [إبراهیم : 35] أی نَجِّنی.

یقال : جَنَبتُه الشَّرَّ وأجْنَبتُه ، وجَنَّبتُه بمعنی واحد ، قاله الفراء والزجاج وغیرهما.

وقال اللیث : الجَأْنب بالْهمز ، الرَّجل الْقَصِیرُ الجافی الخِلقه ، ورجل جأنب إذا کان کزّاً قَبیحاً.

وقال امرؤ القیس :

* ولا ذاتُ خَلْقٍ إنْ تأَمَّلتَ جَأَنب *

قال : والجُنابیَ ، لُعْبهٌ لهم ، یتَجانَب الغُلامان فَیعتَصِمُ کل واحد من الآخر.

ورَجلٌ أَجْنب : وهو الْبَعید منک فی القَرابه ، وأَجْنبیُ مثله ، والجارُ الجُنب ، هو الذی جاوَرَک ونَسَبُه فی قومٍ آخرین.

وقال علقمه :

فلا تَحْرِمَنِّی نائِلاً عن جَنَابَهٍ

فإنی امرؤٌ وَسْط القِبابِ غَریبُ

وقال أبو عمرو فی قوله : «عن جَنَابَهٍ» أی بعد غُرْبَهٍ.

ویقال : نِعْمَ القوم هم لِجَارِ الجَنَابَه ، أی لِجار الغُرْبَه ، والجنَابه : ضِدُّ القَرابه.

وفی الحدیث : «المَجْنُوبُ فی سَبِیلِ اللهِ شَهید».

قیل : المجنُوبُ ، الذی به ذَات الجَنْب ، یقال : جُنِبَ فهو مَجْنُوب ، وصُدِرَ فهو مَصْدُور ، ویقال : جَنِبَ جَنَباً ، إذا اشتکی جَنْبَه ، فهو جَنِب.

کما یقال : رجل فَقِرٌ وظَهِرٌ ، إذا اشتکی ظَهْره وفَقارَه.

جبن

فی الحدیث : أنَّ النَّبی صلی الله علیه وسلم احتضَنَ أَحَدَ ابْنَیْ بِنْتَه ، وهو یقول : «إنکم

ص: 84

لَتُجِّبنُون ، وتُبَخِّلون ، وتُجَهِّلُون ، وإنکم لمن رَیْحان الله».

یقال : جَبَّبْتُ الرّجل ، وبَخَّلْتُه ، وجَهَّلْتُه ، إذا نَسَبْته إلی الجُبن ، والبُخل ، والجهل.

وأَجْبَنْتُه ، وأَبُخَلْتُه ، وأَجْهَلْتُه ، إذا وَجدْتَه جَباناً بَخیلاً جاهلاً ، یرید : أن الولد لما صار سبباً لجُبن الأب عن الجهاد ، وإنْفاق المال ، والافْتِتان به ، کان کأَنَّه نَسَبَه إلی هذه الخلال ، ورماه بها ، وکانت العرب تقول : «الولد مجْنَبَهٌ مَبْخَلَه».

ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، عن المُفَضَّل : العرب تقول : فلانٌ جَبَان الکلب ، إذا کان نهایهً فی السَّخاء ، وأنشد :

وأجْبَنُ مِنْ صَافِرٍ کَلْبُهُمْ

وإنْ قَذَفَتْهُ حَصَاهٌ أَضافا

قذفته : أصابته. أضاف : أی فرّ وأَشْفَق.

أبو زید : امرأهٌ جَبان وجَبانَه.

وقال اللّیث : رجلٌ جَبان ، وامرأَه جَبانه ، ورجال جُبناء ، ونساء جَبانات.

قال : وأَجْبَنْتُه ، حَسِبْتُه جَباناً.

والجبین : حرف الجَبْهه ما بین الصُّدْغَیْن ، عِدَاءَ النّاصیه ، کل ذلک جبین واحد.

قال : وبعضٌ یقول هما جَبینان.

قلت : وعلی هذا کلام العرب ، والجبهه بین الجبینین.

وقال اللیث : جَبّانَهٌ واحدهٌ ، وجَبَابِینُ کَثِیره.

وقال شِمر : قال أبو خَیْرَه : الجَبَّان ما اسْتَوی من الأرض فی ارتفاع ، ویکونُ کریمَ المَنْبِت.

وقال ابنُ شُمیل : الجَبَّانَه ما استوی من الأرض ومَلُسَ ولا شَجَر فیه ، وفیه آکامٌ وجِلاهٌ ، وقد تکون مستویهٌ لا آکامَ فیها ولا جِلاه ، ولا تکونُ الجَبَّانَهُ فی الرَّمْل ولا فی الجبل ، وقد تکون فی القِفاف والشَّقائق ، وکل صحراءَ جَبَّانه.

وقال اللیث : الجُبُنُ مُثَقَّل الذی یؤکل ، الواحده جُبُنَّه ، وقد تَجَبَّنَ اللّبن ، إذا صارَ کالجُبُنِ.

ورُوی عن محمد بن الحنفیه ، أنه قال : کُلِ الْجُبُنَ عُرْضاً ، رواه أبو عُبید بتشدید النون ، ویقال : اجْتَبَنَ فلانٌ اللّبَن ، إذا اتخذه جُبُنّاً.

نجب

قال اللیث : النَّجَبُ قُشُورُ الشَّجر ، ولا یُقال لما لَانَ من قِشْرِ الأغْصَان نَجَب ، ولا یُقال قِشْرُ العُروق ، ولکن یقال : نَجَبُ العُروق ، والقِطعه منه نَجَبَهٌ ، وقد نَجَّبْتُه تَنجیباً ، وذهب فلانٌ یَنْتَجِبُ أی یَجْمَعُ النَّجَب.

قلت : النَّجب قشورُ السِّدْرِ یُصْبَغُ به.

وقال ابن السکیت : سِقَاءُ مَنْجُوب ، أی دُبغَ بالنَّجَب ، وهو قُشورُ ، سُوقِ الطَّلْح ، وسِقاء نجَبِیّ.

ص: 85

أو عُبید ، عن الأحمر : المَنْجُوبُ الْجِلْدُ المدبوغُ بالنَّجَب وهو لحاءُ الشَّجر.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَنْجَب الرجلُ جاء بولد نجیب ، وأَنجب ، إذا جاء بولد نجیب ، قال : ومن جَعَله ذَمّاً أخذَه من النَّجب ، وهو قِشْرُ الشَّجر.

أبو عُبید ، عن أبی عمرو : المِنْجابُ الرَّجل الضَّعیف وجمعه مَناجِیب ، وأنشد لعُرْوَه :

بَعَثْتُهُ فی سَوادِ اللَّیْلِ یَرْقُبُنِی

إذ آثَرَ النَّومَ والدِّفْءَ المناجِیبُ

وقال الأصمعیّ : المِنْجابُ من السِّهام ما بُرِیَ وأُصْلِح ، ولم یُرَشْ ولم یُنَصَّل.

وأنجَبَت المرأه ، إذا وَلَدتْ ولداً نجیباً ، وامرأَهٌ مِنْجاب : ذات أولاد نُجَباء ، ونساءٌ مَناجِیب.

وقال اللیث : النَّجابَهُ مَصْدرِ النَّجِیب من الرجال ، وهو الکریمُ ذو الحسَب إذا خَرج خُروج أبیه فی الکرم ، والفعل نَجُب یَنْجُب نجابَهً ، وکذلک النَّجابَه فی نجائب الإبل ، وهی عِتاقها التی یُسابَقُ علیها ، وقد انْتَجب فلانٌ فلاناً ، إذا استخلَصَه واصطفاه علی غیره.

نبج

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : رَجُلٌ نَبَّاجُ ، ونَبَّاحُ : شدید الصوت.

وقال اللَّحیانیّ : هو نَبیجُ الکلب ، ونَبُجُه ، ونَبیحُه ، ونَبْحُه.

وقال اللیث : النَّبْجُ ضَرب من الضُّرَاط قال : وَنَبَجَتِ القَبَجهُ ، إذا خَرجت من جُحْرِها.

وقال ابن الأعرابیّ : أَنْبجَ الرَّجُل ، إذا خَلَّطَ فی کلامه.

وقال اللیث : الأنْبجُ حَمْلُ شَجَرَهٍ هِنْدِیه ، تُرَبَّب بالعَسَل علی خِلْقه الخَوْخ ، مُجَرَّفُ الرَّأْس ، یُجْلب إلی العِراق وفی جَوْفِه نَواهٌ کنواه الخَوْخ ، ومنه اشتُقَّتْ الأَنْبجات التی تُرَبَّب بالعسل من الأَتْرُجِّ ، والأَهْلِیلَجه ونحوها.

اللّحیانیّ : یُقال للضَّخْم الصَّوْتِ من الکلاب : إنه لَنَبّاجٌ ، ونُبَاجِیّ ، وإنه لَشَدِیدُ النُّباج والنِّباج.

وقال ابن الفرج : وسألت مُبْتکراً عن النُّباج فقال : لا أَعْرفُ النُّباجَ إلا الضُّراط.

وقال أبو عمرو : النّابِجَهُ والنَّبیجُ کان من أَطعمه العَرب فی المجاعه ، یُخاضُ اللبن فی الْوَبرَ ویُجْدَح.

وقال الجعدیّ یذکر نساء :

تَرکْنَ بَطالَهً وأَخَذن جِذّاً

وأَلْقَیْنَ المکاحِلَ للنَّبِیج

قال ابن الأعرابیّ : الجِذُّ والمِجَذُّ : طَرَفُ المِرْوَد.

ومنه قول الراجز :

ص: 86

* قالَتْ وقد سَافَ فَجَذُّ المِرْوَدِ*

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَنْبَجَ الرَّجُلُ : جَلَس علی النِّباج ، وهی الآکام العالیه.

قال ، وقال المفَضّل : العرب تقول للمِخْوَض : المِجْدَحَ ، والمِزْهَف ، والنَّبَّاج.

وقال أبو عمرو : نَبَجَ ، إذا قَعَدَ علی النَّبَجه ، وهی الأکمه. ونَبَجَ إذا خاض سَویقاً أو غیره. والنُّبُجُ : الغرائر السُّود ، وفی بلادِ العرب نِباجان ، أحدهما علی طریق البصره ، یقال له : نِبَاجُ بنی عامر ، وهو بحذاء فَیْد ، والنِّباج الآخر نِباجُ بنی سَعْد بالقَرْیتین.

بنج

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : یقال : أَبنَجَ الرجل إذا ادَّعی إلی أصل کریم ، قال : والبُنْجُ الأُصول.

وقال ابن السِّکیت عن الأصمعیّ : رَجَع فلان إلی جِنْجِه ، وبِنْجِه ، أی إلی أَصْلِه وعِرْقِه.

ج ن م
اشاره

جنم ، جمن ، نجم ، مجن ، منج : مستعمله.

أهمل اللیث : جنم.

جنم

روی أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ قال : الْجَنْمَهُ جماعَهُ الشیء.

قلت : أَصْلُه الجَلْمَه ، فَصُیِّرت اللام نوناً ، وقد أَخَذ الشیء بجَلْمَته وجَنْمته ، إذا أَخَذَه کلَّه.

جمن

قال اللیث : الجُمانُ من الفِضّه ، یُتَّخَذُ أَمْثال اللؤلؤ.

وقال غیره : توهَّمه لبیدُ لُؤْلُؤَ الصَّدف البَحریَّ فقال فیه :

* کَجُمانَهِ البَحْرِیّ سُلَّ نِظامُها*

نجم

قال الله جلَّ وعزَّ : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوی (1)) [النجم : 1].

قال أبو إسحاق : أَقسم الله جلَّ وعزَّ بالنَّجم ، وجاء فی التفسیر ، أنه الثریا ، وکذلک سَمَّتها العرب.

ومنه قول ساجعهم : طَلَعَ النجْمُ غُدَیَّهْ ، ابتَغَی الرَّاعِی شُکَیَّهْ.

وقال الشاعر :

فباتَتْ تَعُدُّ النجْمَ فی مُسْتَحِیرَهٍ

سَریعٍ بأَیدی الآکلین جُمودُها

أراد الثُّریا.

قال : وجاء فی التفسیر أیضاً ، أن النَّجم نزولُ القرآنِ نَجْماً بعد نجْم ، وکان ینزل منه الآیه والآیتان ، وکان بین أوَّل ما نَزل منه وآخره عِشرون سنه.

قال ، وقال أهل اللغه : النَّجْم بمعنی النجوم ، وأما قوله جل وعز : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ یَسْجُدانِ (6)) [الرحمن : 6]. فإن

ص: 87

أهل اللغه وأکثر أهل التفسیر قالوا : النَّجم : کل ما نَبَتَ علی وجه الأرض مما لیس له ساق ، ومعنی سجودهما : دَوَران الظِّلِّ معهما.

وقال أبو إسحاق : قد قیل إن النَّجم یراد به النجوم ، وجائز أن یکونَ النجم ها هنا ، ما نَبت علی وجه الأرض ، وما طلع من نجوم السماء ، ویقال لکلِّ ما طلع : قد نجمَ.

وقال الله جلَّ وعزّ فی قصه إبراهیم علیه السلام : (فَنَظَرَ نَظْرَهً فِی النُّجُومِ (88) فَقالَ إِنِّی سَقِیمٌ (89)) [الصافات : 88 ، 89].

وأُثْبِتَ لنا عن أحمد بن یحیی ، أنه قال فی قوله : «فَنَظَرَ نَظْرَهً فِی النُّجُومِ» ، قال : جمْعُ نجم ، وهو ما نَجم من کلامهم لمّا سأَلوه أن یخرج معهم إلی عِیدهم ، قال : ونَظَرَ هنا ، تَفَکَّرَ لِیُدَبِّر حُجَّه ، فقال : (إِنِّی سَقِیمٌ) أی سقیم من کفْرِکُم.

وقال أبو إسحاق : «فَنَظَرَ نَظْرَهً فِی النُّجُومِ فَقالَ إِنِّی سَقِیمٌ». قال لقومه وقد رأی نَجْماً : «إِنِّی سَقِیمٌ» أَوْهمَهم أنَّ به طاعوناً (فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِینَ (90)) [الصافات : 90] فراراً من عَدْوی الطاعون.

وقال اللیث : یقال للإنسان إذا تَفَکَّرَ فی أمر لینظر کیف یُدَبِّرُه : نظر فی النجوم.

وقال : وهکذا جاء عن الحسن فی تفسیر قوله : (فَنَظَرَ نَظْرَهً فِی النُّجُومِ (88)) أی تفکر ما الذی یصرفُهم عنه إذا کلَّفُوه الخروج معهم.

قال : والنجومُ تجمعُ الکواکب کلَّها ، قال : والنجوم وظائف الأشیاء وکلُّ وظیفَه نجْم.

قال : والنجوم ما نجم من العروق أیام الربیع ، تری رؤوسَها أمثال المسالِّ تَشُقُّ الأرض شَقّا.

ونجَم النَّبَات ، إذا طلع.

وقال غیره : یُقال جَعَلتُ مالی علی فلان نجوماً مُنَجَّمَه ، یُؤدَّی کلُ نجم منها فی شهر کذا ، وأصل ذلک أن العرب کانت تجعل مطالع منازل القمر ومساقطها ، مواقیتَ لحلول دیونها ، فتقول : إذا طلع النجم ، وهو الثُّریا ، حلَّ لی علیک مالی ، وکذلک سائرُها.

قال زهیرٌ یذکر دِیاتٍ جُعلت نجوماً علی العاقله :

یُنَجّمها قومٌ لقومِ غرامه

ولم یُهَرِیقُوا بینهم ملْءُ مِحْجم

فلما جاء الإسلام جعل الله جلَّ وعزَّ الأهِلَّهَ مواقیت لما یحتاجون إلیه من معرفه أوقاتِ الحج والصَّوم ، ومَحِلِّ الدیون ، وسموها نجوماً فی الدیون المنَجَّمه والکتابه اعتباراً بالرسم القدیم الذی عرفوه ، واحتذاءً حَذْوَ ما أَلِفوه ، وکَتبوا فی ذکر حقوقهم المؤجَّله نجوماً ،

ص: 88

وقد جعل فلانٌ ماله علی فلان نجوماً یُؤدِّی عند انقضاء کلِّ شهر منها نجماً ، فهی مُنَجَّمهٌ علیه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : النَّجْمَهُ شجره ، والنجمه الکلمه ، والنجمهَ نَبْتَهٌ صغیره ، وجمعها نَجْم.

قال : فما کان له ساق فهو شَجر ، وما لم یکن له ساق فهو نَجْم.

وقال أبو عُبید : السَّرَادیخُ أماکن تنبت النجمَهَ والنَّصِیّ.

قال : والنجمَه تَنْبُتُ مُمْتَدَّه علی وجه الأرض.

وقال شمِر : النَّجَمَهُ ها هنا بالفتح ، وقد رأیتها بالبادیه ، وفَسَّرَها غیرُ واحدٍ منهم ، وهی الثَّیِّلَهُ ، وهی شُجَیُرَهٌ خضراء ، کأنها أوّل بَذْر الحَبِّ حین یخرج صِغاراً ، قال : وأما النجمه ، فهو شیء ینبت فی أصول النّخْله وأنشد :

أَخُصْیَیْ حِمارٍ ظلَّ یَکْدِمُ نَجْمهً

أَتُؤْکَلُ جاراتی وجارک سالِمُ

وإنما قال ذلک ، لأن الحمار إذا أرادَ أن یَقْلَع النجمه ، وکَدَمها ارْتَدّتْ خُصْیاه إلی مُؤَخَّره.

قلت : النجمه لها قَضْبَه تفترش الأرض افتراشاً.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : أَنجَمَ المطرُ ، إذا أَقْلع ، وکذلک أَقْصَم وأَقصی.

ویقال : ما نَجَم لهم مَنْجَمٌ مما یطلبون ، أی مَخرَج ، لیس لهذا الأَمر نَجْمٌ ، أی أصل.

والمنجَم : الطَّریق الواضِح.

وقال البَعیثُ :

* لَها فی أَقَاصِی الأَرْض شَأْوٌ ومَنْجم *

ومِنْجَما الرِّجل : کَعْباها.

وقال شمر فی قول ابن لجأ ، قال : وأنشده أبو حبیب الأعرابیّ :

فَصَجَّتْ والشمس لم تُنعم

أن تَبلُغَ الجُدَّهَ فوق المَنْجَمِ

قال : معناه لم تُردْ أن تبلغ الجُدَّه ، وهی جُدَّه الصُّبح ؛ طریقته الحمراء ، والمَنْجَمُ : مَنْجَمُ النهار حین یَنْجُم.

منج

قال اللیث : المَنْجُ إِعراب المَنْک ، دَخیل فی العربیه.

قال : وهو حَبٌّ إِذَا أُکِل أَسْکَر آکِلَه ، وغَیَّر عَقْلَه.

مجن

قال اللیث : الماجِنُ والماجِنَهُ معروفان ، والمجَانه ألا یُبالی ما صَنَع وما قِیل له ، والفِعْل : مَجَن مُجُوناً.

قلت : وسمعت أَعرابیاً یقول لخادم له کان یَعْذِلُه وهو لا یَریعُ إلی قوله : أَراکَ قد مَجَنتَ علیّ الکلام. أراد أنه مرَن علیه ، لا یَعْبأ به ، ومثله : مَرد علی الکلام. قال

ص: 89

الله تعالی : (مَرَدُوا عَلَی النِّفاقِ) [التوبه : 101].

والماجِنُ عند العرب : الذی یرْتکب المقابحَ المُرْدِیه ، والفضائحَ المُخزیه ، ولا یمضُّه عَذْلُ العاذل ، وتأنیبُ المُوبِّخ.

وقال أبو عمرو : المجْنُ خَلْطُ الجِدِّ بالهزل ، یقال : قد مَجَنْتَ فاسْکُتْ ، وکذلک المسْنُ ، وقد مسَنَ ومجَن بمعنی واحد.

وقال اللیث : المَجَّانُ عطیهُ الشیء بلا مِنَّهٍ ولا تَمَنّ.

وأخبرنی المنذریّ ، عن أبی العباس أنه قال : سمعت ابنَ الأعرابیّ یقول : المَجَّانُ عند العرب الباطل ، وقالوا : ماءٌ مَجَّان.

قلت : والعرب تضع المجّان موضع الشیء الکبیر الکافی ، یقال تمْرٌ مجان وماءٌ مجان ، أی کثیر واسع ، واستَطعَمنی أعرابیٌّ تمراً فأطعمته کُتْله ، واعتذرتُ إلیه من قلَّته ، فقال : هذا والله مَجّان ، أی کثیرٌ کافٍ.

[أبواب الجیم والفاء]

اشاره

ج ف ب : مهمل (1)

ج ف م
مفج

سلمه عن الفراء : رجل نَفَّاجَهَ مَفَّاجه ، إذا کان أحمق مائقاً ، وقد نَفَجَ ومَفَجَ.

[أبواب الجیم والباء]

[باب الجیم والباء مع المیم] [ج ب م ]
[بجم]

عمرو عن أبیه : رأیت نَجْماً من الناس ، وَبَجْذاً ، أی جماعه ، قال : والنَجْمُ الجماعه الکثیره. وقد بَجَّمَ الرّجل ، إذا سکت.

ص: 90


1- أهمله اللیث.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

کتاب الثلاثی المعتل من حرف الجیم

[باب الجیم والشین] [ج ش ]

اشاره

و (وا یء) جشو ، جشأ ، جاش ، شجا ، وشج ، أشج.

شجا

أبو عبید ، عن أبی زید : شجانی الحبُ یشجونی شَجْواً.

وأخبرنی المنذریّ ، عن الحرانیّ ، عن ابن السکِّیت ، أنه قال الشجْوُ الحزْن ، یقال : شجاه شَجْواً ، قال : وأَشْجاه یُشجیه ، إذا أَغَصَّهُ ، وقد شَجِیَ یَشْجَی شَجًی.

ابن شُمیل : شَجَاه یَشْجُوه حَزَنَه ، قال : وأَشْجَیْتُ فُلاناً عَنِّی ، إِمَّا غَرِیمٌ. وإمَّا رَجُلٌ سَأَلَکَ فأعْطَیتَه شَیْئاً أَرْضَیْتَه به ، فذهب ، فقد أَشْجَیْتَه.

ویقال للغریم : شَجًی عَنِّی یَشْجَی شَجًی ، أی ذهبَ.

أبو زید : أَشْجَانی قِرْنِی إِشْجاءً ، إذا قهَرَک وغَلَبَکَ حتی شَجِیتَ به شَجَّی ، ومثله : أَشجانی العُودُ فی الحَلْق حتی شَجِیتُ به شَجًی.

وقال أبو عبد الرحمن : أَشجاه العَظْمُ ، إذا اعترضَ فی حَلْقه ، وأَشْجَیْتُ الرَّجل إذا أَوْقَعْتَه فی حُزْن.

وقال غیرُه : شجَانِی تَذَکُّرُ إِلْفِی ، أی طَرَّبَنِی وهَیَّجَنِی ، وأَشْجَانِی : حَزَنَنِی وأَغْضَبَنِی.

الحرانیّ ، عن ابن السکّیت : العرب تقول : وَیْلٌ للشَّجِی من الخَلِیّ ، فالشّجی مَقْصور والخَلِیّ ممدود.

وقال غیره : الشَّجی الذی شَجِیَ بعظمٍ فغَصَّ به حَلْقُه ، یقال : شَجِیَ یَشْجَی شَجًی ، فهو شَجٍ کما تری ، وکذلک الذی شَجِیَ بالهمِّ فلم یجد مَخْرجاً منه ، والذی شَجِیَ بِقِرْنِهِ فلم یُقاوِمْه ، وکلُّ ذلک مَقْصور.

قلت : وهذا هو الکلامُ الفصیح ، فإن تجامَلَ إنسان ومَدَّ الشَّجِیّ فله مَخَارجُ فی

ص: 91

العربیه ، تُسَوِّغُ له مذهَبه ، وهو أن تجعلَ الشَّجِیَ بمعنی المَشْجُوّ. «فعیلاً» من شَجَاه یَشْجُوه ، فهو مَشْجُوٌ وشَجِیّ.

والوجه الثانی : أنَّ العرب تَمُدُّ «فَعِلاً» بیاء ، فتقول : فلان قَمِنٌ لذلک ، وقمین ، وسَمِج وسمِیج : وفلان کَرٍّ وکَرِیّ للنائم ، وأنشد ابنُ الأعرابیّ :

مَتَی تَبِتْ بِبَطْنِ وادٍ أو تَقِل

تَتْرُکْ بهِ مِثْلَ الکَرِیِّ المُنْجَدِلْ

أراد بالکَرِیّ الناعس الذی قد کَرِیَ. وقال المتنخل الهذلیّ :

* وما إنْ صَوْتُ نَائِحَهٍ شَجِیُ *

فشدَّد الیاء ، والکلام صوتٌ شَجٍ.

والوجه الثالث : أن العرب تُوازی اللَّفظ باللفظ إذا ازْدَوَجَا ؛ کقولهم : إنِّی لآتیه بالغَدایا والعَشایا ، وإنما تُجْمَعُ الغده غَدَوات ، فقالوا : غَدایا لازدواجه بالعشایا.

ویقال : ما ساءَه وناءَه ، والأصل : أَنَاءه وکذلک وازنوا الشَّجِیَ بالخَلِیّ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : الشَّجْوُ الحاجه ، والشَّجْوُ الحُزْن ، قال : وشَجاه الغِنَاءُ ، إذا هَیَّجَ أَحْزَانَه وشَوَّقَه.

وقال اللیث : شَجَاهُ الهَمُّ. وفی لغهٍ : أَشْجَاه ، وأنشد :

إنِّی أتانی خَبَرٌ فأَشجانْ

إنَّ الْغُواهَ قَتلُوا ابنَ عَفانْ

قال : والشَّجا مَقْصُورٌ ، ما نَشَبَ فی الحَلْق من غُصَّهِ هَمِّ أَوْ عُودٍ ، والفِعْلُ : شَجِیَ یَشْجَی ، والشَّجَی : اسم ذلک الشَّیء وأنشد :

ویَرانِی کالشَّجَا فی حَلْقِهِ

عَسِراً مَخْرَجُه ما یُنْتَزَعْ

قال : مَفَازَهٌ شَجْوَاء : صَعْبَهُ المَسْلَک مُهِمَّهٌ.

ویقال : بَکَی فلانٌ شَجَوَه ، ودَعَتِ الحمامهُ شَجوها.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الشَّجَوْجَی الطَّویل ، وقیل هو الطویل الرِّجْلَین الْقَصیرُ الظَّهْر. ویقال للعَقْعَق شَجَوْجَی ، والأنثی شَجَوْجَاهٌ ، قاله اللیث.

وقال الأصمعیّ : جَمَّشَ فَتًی مِنَ العرب حَضَرِیَّهً ، فتشاجَتْ علیه ، فقال لها : والله ما لکِ مُلَاءَهُ الحُسنِ ، ولا عَمُودُه ولا بُرْنُسُه ، فما هذا الامتناع؟

قال الأصمعیّ : قال أبو عمرو بن العلاء : مُلاءتُه بَیاضه ، وعَمُودُه طُولُه ؛ وبُرْنُسه شَعْرُه ، ومعنی قوله : «فتشاجَتْ علیه» أی تَمَنَّعَتْ وتحازَنَتْ ، وقالت : وَا حَزَناً حین یَتَعرض جِلْفٌ لمثلی.

وشج

قال اللیث : یقال : وَشَجَتْ العُرُوقُ والأَغْصَانُ وکلُّ شیءٍ یَشْتَبِک ؛ فهو واشِجٌ ، وقد وَشَجَ یَشِجُ وَشِیجاً ، والوَشیج من القَنَا والقَصَبِ ، ما ثَبَتَ منه مُعْتَرِضاً

ص: 92

مُلْتفّاً ، دخل بعضُه فی بعض ؛ وهو من القَنا أَصْلَبُه.

وأنشَدَ اللّیث :

والقراباتُ بَیْنَنا واشِجاتٌ

مُحْکَمَاتُ القُوی بِعَقْدٍ شَدِیدِ

قال : والوشِیجَهُ لِیفٌ یُفْتَل ، ثم یُشَدُّ بین خَشَبَتَیْن یُنْقَلُ به البُرُّ المحصودُ وما أشبهه من شُبَیْکهٍ بین خَشبتیْن ، فهی وَشِیجهٌ ، مثل : الکَسِیح ونحوه.

والمُوَشَّجُ : الأمْرُ الْمُداخَلُ بعضه فی بعْض وأنشدَ :

* حالاً بحالٍ یَصْرِفُ الْمُوَشَّجا*

ولقد وَشَجَتْ فی قلبه أمورٌ وَهُموم.

أبو عُبید : الواشِجَه الرَّحِمُ الْمُشْتَبِکهُ الْمُتَّصِله.

وقال الکسائیّ : هُم وَشِیجهٌ فی قَولهم وَوَلِیجَه ، أی حَشْوٌ.

وقال النضر : وَشَجَ فلانٌ مَحْمِلَهُ وَشْجا إذا شَبَّکَه بِقِدٍّ أو شَرِیطٍ لئلا یسقُط منه شیء.

أشج

قال اللیث : الأَشَجُ أکبر من الأَشقّ وهما معاً هذا الدَّوَاء.

جوش - جیش

قال اللَّیث : الجَیْشُ ، جُنْدٌ یسیرون لحرْب أو غیرها ، قال : والجَیْش جَیَشانُ القِدْر ، وکلُّ شَیء یَغْلِی ، فهو یَجِیش ، حَتَّی الهَمّ والغُصَّه فی الصَّدر ، والبَحرُ یَجیشُ ، إِذَا هَاج.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : جاشَتْ نفسُه جَیْشاً ، إِذا دَارَت للغَثَیان ، وجَشَأَت ، إذا ارْتَفَعَتْ من حُزْنٍ أَو فَزع.

وقال اللیث : جَأْشُ النَّفْس ، رُوَاعُ القَلْبِ ، إِذا اضطربَ عند الفَزَع ، یقال : إنَّه لَوَاهِی الجأْشِ ، وإذا ثَبَت قیل : إنَّه لَرابِطُ الجأْش.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الرابِطُ الجَأْشِ الذی یَرْبِطُ نفسَه عن الفِرار ، یَکُفُّها لجُرْأَتِه وشَجاعَته.

وقال مجاهد فی قول الله جلَّ وعزَّ : (یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّهُ (27) ارْجِعِی) [الفجر : 27 ، 28] ، هی التی أَیْقَنَتْ أَنَّ اللهَ ربِّها ، وضربت لذلک جَأْشاً ، أی قَرَّتْ یَقیناً واطمَأنَّت ، کما یضربُ البعیرُ بصدرهِ الأرضَ إذا بَرَکَ وسَکَن.

وقال ابن السکّیت : یقال رَبَطْتُ لذلک الأَمْرِ جَأْشاً بالهمز لا غیر.

وقال الأحمر : مَضَی جَوْشٌ من اللَّیل ، وجَرْشٌ وجَرْسٌ ، أی هَزِیع.

وقال اللَّحْیانیّ : مَضَی جُؤْشُوشٌ من اللَّیل.

قال أبو زید : الجُؤْشوش الصَّدْر.

وقال أبو ناظره : مَضَی جَوْشٌ من اللَّیل ، من لَدُنْ رُبْع اللیل إلی ثُلُثه.

قال ذو الرُّمَّه :

* من اللَّیلِ جَوْشٌ واسْبَطَرَّتْ کواکبُه*

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : جاشَ یجُوش

ص: 93

جَوْشاً ، إِذا سارَ اللیلَ کلَّه ، وجاش صدرُه یَجِیش جَیْشاً ، إذا غَلَی غَیْظاً ودَرَداً ، وجاشت نَفْسُ الجبانِ وجَشَأَتْ ، إذا هَمَّ بالفرار.

(قلت : وصف القَوَسِ ب الأجَشُّ وهو الأبَحُّ فی إرْنانه إذا أنْبض) (1).

جشا - (جشو)

أبو عُبید عن الأصمعیّ : جشأت نَفْسِی إذا ارتَفَعَتْ من حُزْنٍ أو فَزَع.

وقال ابن شُمیل : جَشَأَتْ إلیَّ نَفْسِی أی خَبُثَتْ من الوَجَعِ مما تَکْرَه تجْشأُ ، وأنشد :

وقَولِی کُلَّما جَشَأَتْ لنَفْسی

مکانَکِ تُحْمَدِی أو تَسْتَرِیحی

یرید تَطَلَّعت ونَهَضَتْ جَزَعاً وکَراهَه.

قال العجاج :

أجْراسُ نَاسٍ جَشَئُوا ومَلَّتِ

أرضاً وأَهْوالُ الجنان اهْوَلَّتِ

جشئوا : نهضوا من أرض إلی أرض ، یعنی الناس ، وملَّتِ أرضاً واهوَلَّت : اشتدّ هَولُها.

شَمِر ، عن ابن الأعرابیّ قال : الجَشْءُ : الکثیر ، وقد جَشأَ اللَّیلُ ، وَجَشَأَ البَحرُ ، إذا أَظْلَمَ وأَشْرف علیک ، وجُشَأُ اللَّیلِ والبَحْرِ دُفْعَتُه.

وقال شمِر : جَشَأَت نَفْسِی ، وخَبُثَت ، ولَقِسَتْ ، واحد.

وقال اللیث : جَشَأَتِ الغَنم ، وهو صَوْتٌ یخرج من حُلُوقِها.

قال امرؤ القیس :

إِذا جَشَأَتْ سَمِعْتَ لها ثُغاءً

کأَنَّ الحیَّ صَبَّحَهم نَعِیُ

قال : ومنه اشْتُقَ تَجَشَّأْتُ ، والاسم الجُشاء ، وهو ، تَنَفُّسُ المَعِدَهِ عند الامتلاء.

أبو عُبید عن الفرّاء : اجْتَشَأَتْنی البِلادُ واجْتَشأْتُها ، لم تُوافِقْنی.

وقال شَمِر : أَحْسِبُ ذلک من جَشَأْتْ نفسی.

أبو عُبَید ، عن الأصمعیّ قال : الجَشْءُ : القوس الخفیفه. وقال اللیث : هی ذات الإرْنان فی صوتها ، وقِسِیٌ أجْشاء وجَشْآت.

وأنشد :

ونَمیمَهً من قانصٍ مُتَلَبِّبٍ

فی کَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ

ابن شُمَیل : جَشَأ فلان عن الطِّعام ، إذا ما اتَّخَم فکَرِه الطَّعامَ ، وقد جَشَأَتْ نَفْسُه فما تَشتهِی طعاماً تَجْشأ ، والبَشَم : التُّخَمَه.

وقال أبو عمرو : جَوْشُ اللَّیل ، جَوْزُه وَوَسَطُه.

ص: 94


1- أثبت فی المطبوعه عند نهایه ماده (جشأ) ، ووضعناه هنا کما فی «اللسان» (جوش - 2 / 420).

[باب الجیم والضاد] [ج ض (وا یء) ]

اشاره

جاض ، ضاج : [مستعملان].

جیض

قال أبو عُبید

فی حدیث رُوِیَ : فجاض المسلمون جَیْضَهً.

یقال : جَاضَ یجِیضُ جَیْضَهً وحَاصَ یَحیصُ حَیْصَه ، وهما الرَّوَغانُ والعُدُول عن القَصْد ، قال ذلک الأصمعیّ.

وقال القُطامی :

وَتَری لِجَیْضَتِهنَ عند رَحِیلنا

وَهَلاً کَأَنَّ بِهنَّ جِنَّهَ أَوْلَقِ

قال ، وقال أبو عَمْرو : المِشْیَهُ الجِیَضُ فیها اختِیال.

ابن الأنباری : هو یمشی الجِیَضَّی بفتح الیاء ، وهی مِشْیَهٌ یختال صاحبُها.

قال رؤبه :

مِن بَعْد جَذْبِی المِشْیَهَ الجِیضَیَ

فقد أُفَدِّی مِرْجَماً مُنْقَضّاً

وابن السکیت هکذا قاله.

ضوج

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الضَّوْجُ بالجیم : جِزْعُ الوادِی ، وهو مُنْعَرَجهُ حیث یَنعَطِف ، وجَمْعُه : أَضْواج.

قال رُؤبه :

* خَوْقاءُ من تَراغُبِ الأضْواجِ *

وتَراغبُها : اتِّساعُها.

اللیث : الضَّوْجَان من الإبلِ والدَّواب کلُّ یابِسِ الصُّلْب ، وأنشد :

* فی ضَبْرِ ضَوْجَانِ القَرَی لِلْمُمْتَطی*

یصِف فَحْلاً.

قال : ونَخْلَهٌ ضَوْجَانَهٌ ، وهی الیابِسهُ الکَزَّهُ السَّعَف ، قال : والعصا والکَزّهُ ضَوْجانَه.

وروی أبو تراب لبعض الأعراب : ضاجَ السَّهْمُ عن الهَدف ، إذا مالَ عَنْه.

قال : وقال غیره : ضاج الرجلُ عن الحق : مالَ عنه.

الطُّوسِیّ ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : ضاجَ عَدَلَ ومالَ یَضِیجُ ضُیُوجاً ، وضَیَجاناً وأنشد :

إِمَّا تَرَیْنِی کالْعریشِ المَفْرُوجْ

ضَاجَتْ عِظامِی عن لَفِیءٍ مَضْرُوج

اللّفیءُ : عَضلُ لَحْمِه ، مَضْرُوج : مَکْشوف وقال قائل من العرب : فَلَقِینا ضَوْجٌ من أَضْواجِ الأَوْدِیَهِ ، فانْضَوَجَ فیه ، وانضَوَجْتُ علی أَثَرِه.

ج ص : مهمل.

[باب الجیم والسین][ج س (وا یء) ]

اشاره

جسأَ ، جاس ، وجس ، سجا ، ساج ، وسج : [مستعمله].

جسأ

قال اللیث : جَسَأَ الشَّیءُ یَجْسَأُ جُسُوءاً وهو جَاسِئ ، إذا کانت فیه صَلابه ، وخُشُونه وجَبل جاسِئٌ ، وأَرض جاسِئَهٌ ودابَّه جاسِئَهُ القوائم. قلت : وتَرْکُ الهمز فی جمیع ذلک جائز.

وقال أبو زید ، یقال : جَسَأَتْ یدُ الرجل

ص: 95

جُسُوءاً ، إذا یَبِسَتْ ، وکذلک النَّبتُ إذا یَبِسَ ، فهو جاسِئٌ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : جاسَی فلانٌ فلاناً ، إذا عاداه ، وسَاجاه ، إذا رَفَقَ به.

الکِسَائیّ : جُسِئت الأرض فهی مَجْسُوءَهٌ من الجَسْءِ ، وهو الجِلْدُ الخشن الذی یُشْبه الحَصی الصِّغار.

جوس

قال الله جلّ وعزّ : (فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ) [الإسراء : 5].

سَلَمه ، عن الفراء ، یقول : قَتلوکُم بین بُیُوتکم. قال : وجاسُوا بمعنی واحدٍ یذهبون ویَجیئُون.

وقال الزّجاج : (فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ) ، أی فَطافُوا فی خِلال الدِّیار ینظرون هل بَقِیَ أَحَدٌ لم یَقتلوه؟

قال : والجَوْسُ طلَبُ الشَّیء باستِقْصاء.

المنذریّ عن الحرَّانی ، عن ابن السِّکّیت عن الأصمعیّ قال ترکتُ فلاناً یُحوسُ بَنی فُلان ویجوسهم ، أی یَدُوسهم ، ویَطْلُبُ فیهم ؛ وأنشد أبو عُبید :

نَجُوسُ عِمَارَهٌ وَنَکُفُّ أُخْری

لنا حتّی یجاوِزَها دَلیلُ

قال : نُجوّس. نَتَخَلَّل.

وقال أبو عُبید : کُلُّ موضع خالَطْته وَوَطِئْتَه ، فقد جُسْتَه وحُسْتَه.

وقال اللیث : الجوسانُ التَّرَدُّدُ خلال البیوت فی الغاره ، قال : وجَیْسان اسم.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ ، قال : الجُوس الجوع ، وهو الجودُ. یقال جُوساً له وجُوداً له وجُوعاً بمعنی واحد.

وجس

قال الله تعالی : (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَهً) [الذاریات : 28].

قال أبو إسحاق معناه : فأَضْمَرَ منهم خَوْفاً ، وقال فی موضع آخر : معنی أَوْجَس وقع فی نفسه الخوف.

وسُئِلَ الحسنُ عن الرّجُلِ یُجامِع المرأه والأخری تَسمع ، فقال : کانوا یَکرهون الوَجْس.

قال أبو عُبید : الوَجْس هو الصَّوْتُ الخَفِیّ.

وقال اللیث : الوَجْس فَزْعَهُ القَلب ، یقال : أَوْجَسَ القَلب فَزَعاً ، وتَوَجَّسَت الأُذن إذا سَمِعَتْ فَزَعاً ، قال : والوَجْس الفَزَعُ یَقَع فی القَلب ، أو فی السَّمع من صَوْتٍ أو غیر ذلک.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، یقال : لا أَفعل ذلک سَجِیسَ الأوْجَس ، أی لا أَفْعله طُولَ الدَّهر.

أبو عُبید ، عن الأحمر ، مثله ، قال : وقال الأُمَوِیّ : ما ذُقت عنده أَوْجَسَ یعنی الطَّعام.

وقال شَمِر : لم أَسمعه لغیره ، قلت : وهو حرفٌ صحیح. یقال : تَوَجَّسْتُ الطعامَ

ص: 96

والشّرابَ ، إذا تَذَوَّقتَه قلیلاً قلیلاً.

وهو مأخوذٌ من الأَوْجَسِ ، وتوجَّستُ الصوتَ ، إذا سمعتَه وأنت خائف منه ، ومنه قوله :

* فَغَدَا صبیحه صَوْتها مُتَوجِّساً*

سجا

قال الله جلَّ وعزَّ : (وَاللَّیْلِ إِذا سَجی (2)) [الضحی : 2].

قال اللیث : إذا أَظْلَمَ ورَکَدَ فی طوله ، کما یقال : بَحْرٌ ساجٍ ، ولَیْلٌ ساجٍ ، إذا رَکَدَ وأَظلم ، ومعنی رَکَدَ سَکَن.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : سجا : سکن ، وسجا : امتدّ بظلامه ، وسجا : أظلم.

حمزه ، عن عبد الرزاق ، عن مَعْمَر ، عن قتاده : (وَاللَّیْلِ إِذا سَجی (2)) قال : إذا سکن بالناس.

قال حمزه : وحدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الحسن فی قوله : (وَاللَّیْلِ إِذا سَجی (2)) قال : إذا ألبس الناسَ إذا جاء.

وقال الزجاج ، معناه : إذا سکن ، وأنشد :

یا حَبَّذا القَمْراءُ واللیل السَّاجْ

وطُرُقٌ مِثْل مُلاءِ النّسَّاج

ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، یقال : سَجا یَسْجو سَجْواً وسَجَّی یُسَجِّی ، وأَسْجی یُسْجی ، کلُّه إذا غَطَّی شیئاً ما.

وقال اللیث : عینٌ ساجِیهٌ ، فاتِرَه النَّظَر یَعْتَرِی الحُسْنَ فی النساءِ ، ولیلهٌ ساجِیَهٌ ، إذا کانت ساکِنَهَ الرِّیح غیر مُظلمه ، وسجا البحر ، إذا سَکَنت أمواجُه ، والتّسْجیهُ : أن یُسَجَّی المیتُ بثَوب ، أی یُغَطَّی به ، وأنشد فی صِفَهِ الرّیح :

* وإنْ سَجَتْ أَعْقَبَها صَباها*

أی سکنت.

أبو زید : أَتانا بطعام فما ساجَیْناه ، أی ما مَسَسْناه.

وقال أبو مالک ، یقال : هل نُسَاجِی ضیْعهً ، أی هل نُعالجها.

قال ابن بُزرج ، قال الأصمعیّ : سُجُوّ اللیل : تغطیته النهار مثل ما یُسَجَّی الرجل بالنوب ، وسجا البحرُ وأسْجی إذا سکن.

ناقه سَجْواء ، إذا حُلِبت سکنت. وکذلک السَّجو فی النظر والطرف ، امرأه سجواء الطرف وساجیه الطرف ، أی فاتِره الطرف ساکنته ، ابن بزرج : ما کانت البئر سَجُوّاً ولقد أسْجتْ ، وکذلک الناقهُ أسْجت فی الغَزاره فی اللبن ، قال : وسجا اللیل سُجُوّاً ، إذا سکن ، وما کانت البئر عَضُوضاً ولقد أَعَضَّتْ.

سوج - سیج

قال اللیث : السِّیجانُ : الطّیالِسَه السُّود ، واحدها ساجٌ.

وقال اللیث : هو الطَّیْلَسان الضَّخْم الغَلیظ.

وقال ابن الأعرابیّ : ساجَ یَسوج سَوْجاً وسُواجاً وسَوجَاناً ، إذا سارَ سَیْراً رُوَیْداً ، وأنشد :

ص: 97

* غَرَّاءُ لَیْسَتْ بالسَّؤوجِ الجِلْبح*

وقال أبو عمرو : السَّوَجان الذَّهابُ والمجیء.

ابن کیسان : السِّیجان فی الطیالسه السُّود کما قال ابن الأعرابیّ ، الواحد ساجٌ.

یقال : حَظّرَ فلانٌ جداره ، بالسیاج وهو أن یُسَیِّجَ حائطه بالشّوْکِ لئلّا یُتَسَوَّر.

اللیث : الساجهُ ، الخَشَبه الوَاحده المشَرْجَعَهُ المُرَبّعه کما جُلِبت من الهِنْد ، وجَمْعها السَّاج.

وقال ابن الأعرابیّ : یقال للسَّاجَه التی یُشَقُّ منها الباب : السَّلِیجَه.

وقال اللیث : السُّوج مَوْضِع ، وسُوَاجٌ اسم جَبَل.

ویقال : حَظَّرَ فُلانٌ کَرْمَه بالسِّیاجِ ، وهو أنْ یُسَوِّجَ حائِطَهُ بالشَّوک یُتَسَوَّر.

وسج

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الوَسْجُ والعَسْجُ ضربان من سَیْرِ الإبل ، وقد وَسَجَ البعیرُ یَسِج وسْجاً ووَسِیجاً.

وقال النَّضْر : أَوّلُ السَّیْرِ الدَّبِیبُ ، ثم العَنَقُ ، ثم التَّزَیُّد ، ثم الذَّمِیلُ ، ثم العَسْج والوَسْج ، ثم الرَّنْک ونحو ذلک.

قال الأصمعیّ ، وقال اللیث : وسَجَبَ النَّاقَهُ تَسِج وَسِیجاً ، وهیَ وَسُوجٌ : وهو مَشْیٌ سَریع.

[باب الجیم والزای] [ج ز ]

اشاره

(وا یء) جزا ، جَزَأ ، جاز ، جئِز ، وجز ، زاج ، زجا ، أزج.

جزی

سَمِعْتُ المُنذِریّ یقول : سَمِعْتُ أبا الهیْثَم یقول : الجزاءُ یکون ثَواباً ، ویکونُ عِقاباً. قال الله جلَّ وعزَّ : (قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ کُنْتُمْ کاذِبِینَ (74) قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِی رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ) [یوسف : 74 ، 75].

قال : معناه ، قالوا فما عُقوبَتُه إنْ بانَ کَذِبُکم بأَنّه لم یَسْرِق ، أی ما عُقُوبَهُ السّرِقِ عِنْدَکُم إن ظهرَ علیه؟ قالوا : جَزَاءُ السّرِقِ مَنْ وُجِدَ فی رَحْلِهِ ، أی الموجُودُ فی رَحْلِه ، کأنّه قال : جَزاءُ السَّارِق عندنا استرقاقُ السارِق الذی یُوجَدُ فی رَحْله سَنَه ؛ وکانت سُنَّهُ آلِ یعقوب ، ثم وَکَّدَه ، فقال : (فَهُوَ جَزاؤُهُ).

قلت : وهذا الذی ذَکَرْتُه فی الهاءات وغَیرها ، قولُ أبی العباس أحمد بن یحیی ، وقول أبی إسحاق الزجاج.

والجزاء أیضاً : القضاء. قال الله جَلّ وعَزّ : (وَاتَّقُوا یَوْماً لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً) [البقره : 48].

قال الفراء : یَعودُ علی الیوم واللّیله ، ذکرهما مَرَّهً بالهاء وحدَها ، ومرَّهً بالصِّفَه ، فَیجوزُ ذلک ، کقوله :

ص: 98

لا تَجْزِیهِ نَفْسٌ عن نَفْسٍ شَیْئاً : وتُضْمِرُ الصفهَ ، ثم تظهرها فتقول : (لا تَجْزِی) فیه (نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً).

قال : وکان الکسائیّ لا یُجِیزُ إضمار الصِّفَه فی الصِّلات.

وسمعتُ المُنْذِریّ یقول : سمعت أَبا العبّاس ، یقول : إضمار الهاء والصِّفَه واحِدٌ عند الفرّاء. تَجْزِی وتَجْزِی فِیه ، إذا کان المَعْنَی واحِداً.

قال : والکِسائِیّ یُضْمِرُ الهاء ، والبَصْریونُ یُضْمرون الصِّفه.

وقال أبو إسحاق : معنی (لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً) [البقره : 48] أی لا تَجْزِی فیه.

وقیل : لا تَجْزِیهِ ، وحَذْفُ «فیه» ها هُنا سائِغ ، لأنَّ «فی» مع الظُّروف مَحْذوفَه ، وقد تقول : أَتَیْتُکَ الیوم ، وأَتَیْتُکَ فی الیوم ، فإذا أضْمَرْت ، قلت : أَتیتک فیه ، ویجوزُ أن تَقول : أَتَیْتَکَهُ ، وأنشد :

ویَوْماً شَهِدْناهُ سُلَیماً وعَامِراً

قَلِیلاً سِوی الطّعْنِ النِّهال نَوَافِلُه

أرادَ شَهِدْنا فِیه.

قلت : ومعنی قوله : (لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً) یعنی یوم القیامه ، أی لا تَقْضِی فیه نَفْسٌ عن نَفْسٍ شَیئاً.

یقال : جَزَیتُ فلاناً حَقَّه ، أی قَضَیْتُه ، وأَمَرْتُ فلاناً یَتَجَازَی دَیْنی ، أی یَتَقَاضَاه ، ومنه حدیثُ النبی صلی الله علیه وسلم حین قال لأبی بُرْدَه بن نِیَار فی الْجَذَعَهِ التی أَمَره أن یُضَحِّی بها من المِعْزَی : «ولا تَجْزِی عن أَحَدٍ بَعْدَک».

قال أبو عُبید : قال الأصمعیّ : هو مأْخوذٌ من قولک : قد جَزَی عَنِّی هذا الأمْر ، فهو یَجْزِی عَنِّی ، ولا هَمْزَ فیه.

قال : ومعناه لا تَقْضِی عن أَحَدٍ بَعْدک ، ولیس فی هذا هَمْز.

ویقال : جَزیت فلاناً بما صَنَع جَزاءً.

وقضیتُ فلاناً قَرْضَه ، وجزیته قرضه.

وتقول : إن وَضَعْتَ صدقَتَک فی آلِ فلان جَزَتْ عنک ، وهی جازِیَهٌ عَنْک.

قلت : وبعضُ الفقهاء یقول : أَجْزَی عنک بمعنی جَزَی أی قَضَی. وأهل اللُّغه یقولون : أجزأ بالهمز ، وهو عندهم بمعنی کَفَی.

قال الأصمعیّ : أَجْزَأَنِی الشّیءُ إِجْزاءً مهموز ، معناه کفانی. وأنشد :

لَقد آلَیْتُ أغْذِرُ فی جَدَاعٍ

وإن مُنِّیتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ

بأَنَّ الغَدْرَ فی الأَقْوام عارٌ

وأنَّ المرْءَ یَجْزَأُ بالکُرَاعِ

قوله : یَجْزَأُ بالکراعِ ، أی یکتفی بها ، ومنه قول الناس : اجتَزَأْتُ بکَذا وکَذا ، وتَجَزَّأْتُ به ، أی اکْتَفَیْت به وأَجْزَأْتُ بهذا المعنی.

ص: 99

ومنه قول العرب : جَزَأْت الماشیهُ تَجْزَأُ جَزْءاً إذا اکتَفَتْ بالرّطْبِ عن شرب الماءِ.

وقال لبید :

* جَزَأ فَطالَ صیامُه وصِیامُها*

أی اکْتَفَیا بالرّطب عن شُربِ الماء ، یَعْنی عَیْراً وأتانه.

وأخبرنی المنذریّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، أنه أنشده لبعض بنی عمرو بن تمیم :

ونحن قتلنا بالْمَخَارِقِ فارساً

جَزَاءَ العُطاسِ لا یموت المُعاقب

قال : یقول : عَجَّلنا إِدراک الثأر کقدر ما بین التّشمیت والعُطاس.

والمُعاقب : الذی أدرک ثأره لا یموت المُعاقِب أی أنه لا یموت ذکرُ ذلک بعد موته ، قال : ومثله قول مهلهل :

فقتلی بقتلانا وجَزٌّ بجَزِّنا

جزاء العُطاسِ لا یموتُ مَن اتّأَرْ

أی لا یموت ذکره.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : یُجزِیءُ قلیلٌ من کثِیر. ویُجْزِی هذا من هذا ، أی کلُّ واحد منهما یَقُومُ مقام صاحِبه.

وسئل أبو العباس عن جَزَیْتُه وجازَیْته ، فقال : قال الفراء : لا یکون جَزَیتُه إلا فی الخبر ، وجازیته یکون فی الخیْر والشّرّ.

قال : وغیره یجیز جَزَیتُه فی الخیر والشّر ، وجازیته فی الشّر ، ویقال : اللّحم السّمین أجزأ من المهزول ، ومنه یقال : ما یُجْزِئُنی هذا الثوب ، أی ما یَکفینی.

ویقال : هذه إبلٌ مَجازِئٌ یا هذا ، أَیْ تکفی الحِمْل ، الواحدُ مُجْزِئٌ ، وفلان بارع مُجزئٌ لأمره ، أی کافٍ أمْرَه.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَکَفُورٌ مُبِینٌ (15)) [الزخرف : 15].

قال أَبو إسحاق : یَعْنی به الَّذین جَعَلوا الملائِکه بنات الله ، تَعالی اللهُ عما افتَرَوْا.

قال : وقد أُنْشِدْتُ لبعض أهلِ اللغه بَیتاً یَدُلُّ علی أَنَّ معنی : جُزءٍ معنی الإناث ولا أَدْرِی البیتُ قَدیمٌ أم مَصْنوع.

أنشدونی :

إنْ أَجْزَأَتْ حُرَّهٌ یوماً فلا عَجَبٌ

لا تُجزِیءُ الْحُرَّهُ المِذْکَارُ أَحْیاناً

أی إنْ آنَثَتْ ، أی وَلَدت أُنْثی.

قلت : واستدل قائل هذا القول بقوله جل وعز : (وَجَعَلُوا الْمَلائِکَهَ الَّذِینَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) [الزخرف : 19].

وأَنْشَد غیره لبعض الأَنْصار :

نَکَحْتُها من بنات الأوْس مُجْزِئَهً

للعَوْسَج اللَّدْنِ فی أَبْیاتِها زَجَلُ

ص: 100

یعنی امْرَأَهً غَزَّالَهً بمغازِلَ سُوِّیَتْ من خَشَب العَوْسَج.

قلت : والجزْءُ فی کلام العرب : النَّصِیب ، وجمعه أَجزَاء.

ویقال : جَزَأْتُ الحالَ بَینهم ، وجَزَّأْتَه إذا قَسَّمْتَه ، یُخَفَّف ویُنْقّل.

وکأنَّ المعنی فی قول الله جلَّ وعزَّ : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) [الزخرف : 15].

أی جَعَلوا نَصیبَ الله من الولد الإناثَ ، دُون الذکور ، واسْتَأْثروا بالذکور.

قلت : ولا أدری ما الجزء بمعنی الإناث ، ولم أَجِدْه فی شِعْر قدیم ولا رَوَاه عن الْعَربِ الثّقاب. ولا یعبأ بالبیت الذی ذکره لأنه مصنوع.

وقال الأصمعیّ : اسمُ الرجل جَزْءٌ بفتح الجیم ، وکأَنَّهُ مَصدر جَزَأْتُ جَزْءاً.

وکذلک قال أبو عُبیده ، قال : والجُزْأَهُ : نِصابُ السِّکین.

قال أبو زید : وقد أَجْزَأْتُها إجْزَاءً ، وأَنْصَبتُها إنْصاباً ، أی جَعَلْتُ لها نصاباً ، وجُزْأَهً ، وهما عَجُزُ السِّکین.

قال أبو زید : والجُزأَهُ لا تکون للسَّیْف ولا للخِنجَر ، ولکن للمِئثَره التی تُوسَمُ بها أَخفافُ الإبل ، وللسکاکین ، وهی المقْبضُ.

ویقال : ما لفلان جُزْءُ ، وما له أجْزاء ، أی ما له کِفَایه.

أبو عُبید ، عن أبی زید : أَجْزَأْتُ عنک مُجْزَأَ فُلان ، ومُجْزَأَتَه ، ومَجْزَأ فُلان ، ومَجْزَأَتَه ، وکذلک أَغْنَیْتُ عَنْک مِثْلهُ فی اللَّغات الأرْبع.

قال : ویقال : هذا رَجُلٌ حَسْبُک من رَجُلِ ، ونَاهِیک وکافیک وجَازِیکَ ، بمعنی واحد.

قال القُطامی :

وما دَهرِی یُمنِّینی ولکن

جَزَتْکُم یا بنی جُشَمَ الجوازِی

أی جزتکم جوازیَ حقوقکم وذمامکم ، ولا مِنَّه لی علیکم.

والجزْیه : جزیه الناس التی تؤخذ من أهل الذمّه ، وجمعها : الْجِزَی.

وقال ابن الأعرابی : الْجِزَی الجوالی ، والجالیه الجِزیَهُ.

وقال أبو بکر : الجزیه فی کلام العرب : الخراج المَجعول علی الذِّمِّیّ ، سُمِّیت جزیه لأنها قضاءٌ منه لما علیه ، أُخِذَ من قولهم : جَزَی یجزی ، إذا قضی.

وأمَّا قولهم : جَزَتکَ عَنِّی الجوازی ، فمعناه جَزَتکَ جوازی أفعالِکَ المحموده ؛ وحقوقِکَ الواجبه ، والجوازِی معناها الجَزاءَ : جمع الجازِیه مَصْدَر علی «فاعِله» کقولک : سَمِعْت رَواغی الإبل وثَواغِی الشّاه أی سمعت رُغاءها وثُغاءها ، ومنه قول الله جلَّ وعزَّ : (لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَهً (11)) [الغاشیه : 11] أی لَغْواً ، وجمعها

ص: 101

اللَّواغِی. وقال أبو ذؤیب :

فإِنْ کنتَ تشکو من خَلیل مَخَانَهً

فَتِلْکَ الجوازِی عَقْبُها ونَصِیرُهَا

أی جُزِیت کما فعلت ؛ وذلک أنه اتهَمَه فی حیلته.

وقال اللیث : فلان ذو جزاءٍ ، وذو غَناءٍ ، محدودان. قال : والمجزوءُ من الشِّعرِ ، إذا ذَهَب فعلٌ واحد من فواصله. کقوله :

یَظُنُّ الناسُ بالمَلِکَیْ

ن أَنَّهما قد الْتَأَمَا

فإنْ تَسْمَعْ بِلأْمِهِمَا

فإِنَّ الأمرَ قد فَقِما

ومثله قوله :

* أَصْبَحَ قلْبی صَرِداً*

ذهب منه الجزء الثالث من عجزه.

جوز - جیز - جاز

الأصمعیّ : الجَأَز الْغَصَصُ ، یقال : جَئِز یَجأَزُ جَأَزاً ، إذَا غَصَّ.

وفی حدیث النبیّ صلی الله علیه وسلم : «أَنَّ امرأَهً أَتَته ، فقالت : إنی رَأَیْتُ فی المنام کأَنَ جائِزَ بَیتی انْکسر ، فقال : خیر ، یَرُدُّ اللهُ غَائِبَک ، فرجع زَوْجُها ، ثم غابَ ، فرأَتْ مِثْلَ ذلک ، فلم تَجِد النبیّ صلی الله علیه وسلم ، ووجدَت أبا بکر ، فسألته ، فقال : یموت زَوْجُک».

قال أبو عبید : الجائِزُ فی کلامهم الْخَشبَهُ التی توضَعُ علیها أطراف الْخُشُب ، وهی التی تُسمَّی بالفارِسیَّه التِّیر.

قال : وقال أبو زید : جَمع الجائِز أَجْوِزَهُ وجُوزَان.

وقال أبو عمرو نحوَه.

وقال ابن شُمیل : الجائِزُ الذی یُمرُّ علی القوم ، وهو عَطْشان سُقِیَ أو لم یُسْق ، فهو جائز ، وأنشد :

مَنْ یَغْمس الجائِزَ غَمْسَ الوَذَمَهْ

خَیْر مَعَدٍّ حَسَباً وأکْرَمَه

وقال اللیث : جَزْتُ الطَّریقَ جَوَازاً ، ومَجَازاً وجُؤُوزا ، والمجاز : الموضع ، وکذلک الْمجَازَه.

أبو عُبَید ، عن الأصمعیّ : جُزْتُ الموضِع ، سِرْتُ فیه ، وأَجَزْتُه : خَلَّفتُه وقَطَعْتُه ، وأَجَزْتُه : أَنَقَذتُه.

هکذا رواه شَمِر لأبی عُبَید بالقاف ، ومنه قال امرؤ القیس :

فلمَّا أَجَزْنَا ساحهَ الحیِّ وانتَحَی

بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذی حِقافٍ عَقَنْقَلِ

وقال أوس بن مَغراء :

* حَتَّی یُقال أَجِیزوا آلَ صَفْوَانَا*

أی أَنفِذُوهم ، یمْدحُهُم بأَنَّهُم یُجیزون الحاج.

وقال اللیث : جَاوزتُ الموضعَ جَوازاً ، بمعنی جُزْتُه ؛ وتجاوَزْتُ عن ذنبه ، أی لم آخذْه به.

ص: 102

الحرانیّ ، عن ابن السّکّیت ، قال : الجواز السَّقْیُ ؛ یقال : أَجِیزونا أی اسْقونا ، والمسْتَجِیر : المسْتَقِی.

قال الراجز :

یا صاحبَ الماءِ فَدتکَ نَفْسی

عَجِّل جوازِی وأَقِلَّ حَبْسِی

أی عجل سَقْی.

وقال القطامی :

وقَالوا : فُقَیْمٌ فَیِّمُ الماءِ فاسْتَجزْ

عُبادَهَ إنَ الْمسْتَجیزَ علی قُتْرٍ

وقال : وحکی ابنُ الأعْرابیَّ ، عن بعض الأعراب : لِکُلِّ جابَهٍ جَوْزَه ثم یُؤَذِّن ، أی لِکُلِّ من وَرَدَ عَلَیْنَا سَقْیَهٌ ، ثم یُمْنَعُ من الماء. یقال : أَذَّنْتُه تَأْذِیناً ، أی رَدَدْتُه.

أبو بکر : أجاز السلطانُ فلاناً بجائزه ، وأصل الجائزه أن یُعطیَ الرجلُ الرجلَ ماءً یُجیزه لیذهبَ لوجهه ، فیقول الرجلُ : إذا وردَ ماءً لِقَیِّم الماء أجزْنی أی أعطنی ماءً حتی أذهب لوجهی ، وأجوز عنک ، ثم کثر هذا حتی سَمُّوْا العطیّه جائزه.

وقال اللیث : التّجوُّز فی الدَّراهم أَنْ تُجَوِّزَها ، قال : والْمُجَوَّزهُ من الغَنَم الَّتی بِصَدْرِها تَجویز ، وهو لَونٌ مخالف لِلَوْنها.

أبو عبید ، عن أبی زید فی شِیات الضّأن ، قال : إذا ابْیَض وَسَطُها ، فهی جَوْزاء.

وقال غیره : جَوْزُ کُلِّ شَیء وَسَطُه ، وجَوْزُ الْفَلاه : وسَطُها ، وجَوْزُ الْجراد : وَسَطُها.

وقال ابن الْمُظَفَّر : الإجاز : ارْتفاق العرب. کانت العرب تَحْتَبِی وتَسْتَأجِزُ علی وسادَه ، ولا تَتَّکِیءُ علی یَمین ولا علی شمال أی تَتَحَنَّی عَلَی وِساده.

قلت : لم أسمع الإجازَ لغیر اللّیث ، ولعله قد حَفِظه.

ورُوِیَ عن شُرَیْحٍ أنه قال : إذا باع الْمُجِیزان فالبیع للأوّل ، وإذا أنْکَح الْمُجیزان فالنکاح للأَول ، والمجیز : الوَلیّ.

ویقال : هذه امرأهٌ لیس لها مُجیز ، والمجیز : الوصِیّ ، والمجیز : القَیِّم بأَمْر الیتیم ؛ والمجیزُ : العبد المأْذون له فی التِّجاره.

وفی الحدیث أَنَّ رجلاً خاصم إلی شُرَیح غُلاماً لزیادٍ فی بِرْذَونهٍ باعها وکَفل له الغُلام ، فقال له شُریح : إنْ کان مُجِیزاً ، وکفل لک غَرِمَ ، أراد ، إنْ کان مَأذوناً له فی التِّجاره.

قلت : والْجِیزهُ من الماء مِقْدَارُ ما یَجُوز به المسافرِ من مَنْهلٍ إلی مَنهل. یقال : اسْقِنی جِیزهً وجائِزهً وجَوْزَهً.

وفی الحدیث : الضِّیافَهُ ثلاثَهُ أَیَّام ، وجائِزَتهُ یومٌ ولیله ، أی یُعْطَی ما یجوزُ به مسافه یوم ولیله.

والتّجاویز : بُرودُ مَوْشِیَّهٌ من بُرودِ الیمن ،

ص: 103

واحدها تِجْواز.

وقال الکمیت :

حتی کأَنَّ عِراصَ الدارِ أرْدِیهٌ

من التجاوِیزُ أو کُرّاسُ أَسْفارِ

والْمجازَه : موسمٌ من المواسم. وذُو المجازه : مَنْزل من مَنازِل طریق مَکَّه بین ماوِیّه وینْسُوعَهَ علی طریق البَصْرَه.

والْجِیزه : النّاحیه ، وجمعها جِیزٌ ، وَعِبْرُ النّهر : جِیزَتُه ، وجِیزُ : قَرْیهٌ من قری مصر ، وإلیها نسب الربیع بن سلیمان الجِیزیّ.

وأَخْبرنی المنذریّ ، عن أبی العباس أحمد ابن یحیی ، قال : دَفَع إلیّ الزبیرُ الإجازهَ ، وکتَب بخطِّه. وکذلک عبد الله بن شَبیب أجاز إلَیَّ ، فقلت لهما : أَیْش أقولُ فیه؟

فقالا : قل فیه إن شِئت : حَدَّثنا ، وإن شِئْت أَخبرنا ، وإن شئت کَتَبَ إلَیَّ.

أزج

قال ابنُ السّکّیت : قال أبو عمرو : الأُزُوجُ : سُرْعَهُ الشَّدّ ، وفَرَسٌ أزُوج ؛ وأنشد :

* فَزَجَّ رَمْدَاءَ جواداً تَأْزِجُ *

وقال النضْر : الأزَجُ مَعْروفٌ ؛ یقال له بالفارسیه «أُوسْتَان».

وقال اللّیْث نحوَه ، قال والتَأْزِیجُ : الفعل ، وهو بَیْتٌ یبْنی طویلاً.

وجز

قال اللیث : الوجْزُ الوَحَاءُ ، تقول : أَوْجَزَ فلانٌ إیجازاً فی کلِّ أَمر ، وقد أَوْجزَ الکلامَ والعِطیّه ونحوها.

وأنشد :

* مَا وَجْزُ مَعْرُوفِکَ بالرِّماقِ*

وأَمْر وَجِیز ، وکلامٌ وجِیز.

قال رُؤْبه :

* لَوْلَا عَطاءٌ من کَریمٍ وَجْزِ*

قال أبو عمرو : الوَجْزُ السَّریعُ العَطاء ، وَجَزَ فی کلامه وأَوْجَزَ.

وقال رُؤْبه أیضاً :

* عَلَی حَزَابیٍّ جُلالٍ وَجْزِ*

یعنی بَعیراً سَریعاً.

زوج

قال اللیث : الزّاج ، یقال له : الشَّبّ الْیَمانیّ ، وهو من الأدْویه وهو من أخلاط الحِبْر.

الحرّانی عن ابن السِّکّیت : یقال هو زَوْجها وهی زَوْجه.

قال الله تعالی : (أَمْسِکْ عَلَیْکَ زَوْجَکَ) [الأحزاب : 37].

وقال أیضاً : (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَکانَ زَوْجٍ) [النساء : 20] أی امْرأَهً مکانَ امْرَإهٍ ، والجمیع الأزْوَاج.

وقال : (یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْواجِکَ) [الأحزاب : 28]. قال : ویقال : هی زَوْجتُه.

وأنشد :

یا صَاحِ بَلِّغْ ذَوِی الزَّوْجات کلِّهمُ

أَنْ لَیْسَ وصَلٌ إذا انحلَّتْ عُرَا الذنَبِ

ص: 104

وتقول العرب : زَوَّجته امْرأَهً ، وتَزَوَّجت امرأَهً ، ولیس من کلام العرب. تزوَّجتُ بامْرأَهً ، ولا زوَّجْت منه امْرأَهً.

قال : وقول الله : (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِینٍ) [الدخان : 54] أی قَرَنَّاهم.

وقال الفراء : هو لُغَهٌ فی أَزْدِ شَنُوءه.

وقال أبو بکر : العامه تخطیءُ فَتَظنّ أنّ الزّوجَ اثنان ، ولیس ذلک من مذاهب العرب ، إذا کانوا لا یتکلمون بالزوج موَحَّداً فی مثل قولهم : زوج حمام ، ولکنهم یُثنُّونَه فیقولون : عندی زوجان من الحمام ، یَعنون ذکراً وأنثی ، وعندی زوجان من الخِفاف ، یعنون الیمین والشمال. ویوقعون الزّوجین علی الجنسین المختلفین ، نحو : الأسود والأبیض ، والحلو والحامض.

قال الله : (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَیْنِ الذَّکَرَ وَالْأُنْثی (45)) [النجم : 45].

وقال : (ثَمانِیَهَ أَزْواجٍ) [الأنعام : 143] أراد ثمانیه أفراد ، دلَّ هذا علی ذلک.

قال : ولا تقول للواحد من الطیر زوجٌ کما یقولون للاثنین زوجان ؛ بل یقولون للذکر فَرْدٌ ، وللأُنْثی : فَردهٌ.

قال الطرماح :

خرجنَ اثنتین ، واثنتین وفَرْدَهً

یُبادِرْنَ تَغلیساً سِمالَ المداهنِ

وتقول العرب فی غیر هذا : الرجل زوج المرأه ، والمرأه زوج الرجل وزوجته ، وسمَّی العرب الاثنین زَکاً ، والواحد : خَساً.

والافتعال من هذا الباب ازدوَج الطیرُ ازدِواجاً فهی مزدَوِجهٌ.

قال : وتقول : عندی زَوْجا نِعالٍ وزَوجَا حَمام ، وأَنْتَ تعنی ذَکراً وأُنثی.

قال الله : (فَاسْلُکْ فِیها مِنْ کُلٍ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ) [المؤمنین : 27].

ویقال للنَّمَطِ زَوْجٌ ، قال لبید :

مِنْ کلِّ مَحْفُوفٍ یُظِلُّ عِصِیَّهُ

زَوْجٌ علیه کِلَّهٌ وقِرَامُهَا

وقال الله : (مِنْ کُلِ زَوْجٍ بَهِیجٍ) [ق : 7]. أی من کلِّ ضَرْبِ من النبات حَسَن ، والزَّوج : اللَّوْن.

وقال الأعشی :

وکلُ زَوْجٍ من الدِّیباجِ یَلْبَسُه

أبو قُدامهَ مَخْبُوٌ بذَاک مَعا

وکان الحَسَن یقول فی قوله : (وَمِنْ کُلِّ شَیْءٍ خَلَقْنا زَوْجَیْنِ) [الذاریات : 49]. قال : السَّماءُ زَوْجٌ ، والأَرْضَ زَوْج والشِّتاء زَوْج ، والصَّیْف زَوْج ، واللَّیْلُ زَوْج ، والنهار زوج ، ویُجْمَعُ الزَّوْجُ أَزْواجاً وأزَاوِیج ، وقد ازْدَوَجَتْ الطَّیْر ، افْتِعالٌ منه.

ص: 105

وفی حدیث أَبِی ذَرّ ، أنّه سَمِعَ رسولَ الله صلی الله علیه وسلم یقول : «منْ أَنْفَقَ زَوْجَیْن من مَاله فی سَبِیلِ الله ابْتَدَرَتْه حَجَبَهُ الجَنَّه. قال : وقلت : وما زَوْجانِ من ماله؟ قال : عَبْدَان أَوْ فَرَسان أوْ بَعیران من إبِله» وکان الحَسَن یقول : دِیناران أَوْ دِرْهمان أو عَبْدَان ، واثنان من کلِّ شَیْءٍ زَوْجٌ.

إسحاق ، قلت لأحمد : ما زوجان من ماله؟ قال : عَبْدَان. وقال : عجبت من امرأه عجبت من امرأه حَصَانٍ رأیتها لها ولَدٌ من زوجها وهی عاقر. أراد من زوج حمام لها ، وهی ، یعنی المرأه ، عاقر.

فقلت لها : بُجْراً فقالت مُجیبَتِی

أتعجب مِن هذا ولی زوجٌ آخَرُ

یعنی زوجَ حمامٍ آخر.

قال الزجاج فی قول الله : (احْشُرُوا الَّذِینَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) [الصافات : 22] معناه : ونظراءهم ضَرَبَاءَهم. تقول : عندی من هذا أزواج أی أمثال ، وکذلک زوجان من الخِفافِ أی کلُّ واحدٍ منهما نظیر صاحبه ، وکذلک الزّوج : المرأه ، والزوجُ : المرْء قد تناسبا بعقد النکاح.

وکذلک قوله : (وَآخَرُ مِنْ شَکْلِهِ أَزْواجٌ) [ص : 58] أی أنواع.

وقال : فی قوله : (أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُکْراناً وَإِناثاً) [الشوری : 50] معنی یُزَوِّجُهُمْ : یَقْرِنُهم ، وکل شیء اقترن أحدهما بالآخر فهما زوجان.

وقال الفراء : یجعلُ بعضَهم بنین ، وبعضَهم بنات ؛ فذلک التَّزْویج. قلت : أراد بالتزویج التَّصنیف ؛ والزوج : الصِّنْف ، فالذکر صِنْف ، والأنثی : صِنف.

قال : وکان الأصمعیّ لا یُجیزُ أن یُقال لفَرْخَیْن من الحمام وغَیره زَوْج. ولا للنّعْلین زَوْج. ویقال فی ذلک کلِّه : زَوْجان لکُلّ اثْنَین.

وقال ابن شُمَیل : الزوْج اثنان ؛ وکل اثنین زَوْجٌ ، وقال : اشْتَرَیْت زوجین من خِفاف ، أی أَرْبعه.

قلت : وأنکرَ النَّحویون ما قال ابن شُمَیل.

والزَّوْجُ : الْفَرْدُ عندهم.

ویقال للرّجل والمرأه : الزَّوجان.

وقال الله : (ثَمانِیَهَ أَزْواجٍ) [الأنعام : 143] ، یرید ثمانیه أَفراد.

وقال : (احْمِلْ فِیها مِنْ کُلٍ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ) [هود : 40] وهذا هو الصَّواب.

ویقال للمرأه : إنَّها لَکَثِیرَهُ الأَزْوَاج والزِّوَجهَ ، ویقال : زَوَّجْتُ الْمَرْأَهَ الرَّجُلَ ، ولا یقال : زَوَّجْتُها مِنْه.

زجا

قال اللیث : التَّزْجیَهُ دَفْعُ الشَّیْء کما تُزَجِّی البَصَرَهُ وَلَدَها ، أی تَسوقُه ، وأَنْشَدَ :

وصَاحِبٍ ذِی غِمْرَهٍ داجیْتُه

زَجَّیْتُهُ بالْقَوْلِ وازْدجیْتُهُ

ص: 106

والرّیحُ تُزْجی السَّحاب : أی تَسُوقُه سَوْقاً رفیقاً ، والْمُزَجیِ الْقَلیلُ.

وقال الله : (وَجِئْنا بِبِضاعَهٍ مُزْجاهٍ) [یوسف : 88] أخبرنا المنذری ، عن الغسّانیّ ، عن سلمَه ، عن أبی عبیده ، قال فی قوله : (وَجِئْنا بِبِضاعَهٍ مُزْجاهٍ) [یوسف : 88] أی یَسیرَه قَلیله ، وأنشد :

* وحاجهٍ غَیْرِ مُزْجاهٍ من الْحَاجِ*

ویقال : أَزْجَیْتُ الشَّیءَ إِزْجاءً ، أی دَافَعْتُ بقَلیله ، وهذا أَمْرٌ قد زَجوْنا علیه نَزجُو.

ویقال : أَزْجَیتُ أَیامی وزَجَّیتها ، أی دافعتها بقوتٍ قلیل.

قلت : وسَمعتُ أَعْرابیاً من بَنی فَزاره یقول : «أَنْتم مَعاشِرَ الحاضِرَهِ قبلتمْ دُنیاکم بِقُبْلانٍ ونحن نُزَجِّیها زجاهً» أی نَتبلّغُ بقلیلِ القوت ونَجْتزِیءُ به.

ورُوِی عَن أَبی صالح ، أنه قال فی قوله : (وَجِئْنا بِبِضاعَهٍ مُزْجاهٍ) قال : کانت حَبَّهَ الخضْراء والصّنوْبَر.

وقال إبراهیم النّخَعی فی قوله : «مُزْجاهٍ» ما أَراها إلا القَلیله.

وقلیل کانت متاع الأعراب : الصُّوف ، والسَّمن.

وقال سعید بن جُبیْر : «بِضَاعَهٌ مُزْجاهٌ» دَراهمُ سَوْء.

وقال عِکْرِمه : هی النَّاقَصه.

وقال اللیث : زَجا الخَراجُ یَزْجُو : إذا تَیسرتْ جِبَایَته.

ج ط (وا یء)

مهمل.

[باب الجیم والدال] [ج د ]

اشاره

(وا یء) جاد ، جدا ، ودج ، وجد ، دجا ، (داج) ، أجد.

جود - جید - أجد

الحرانیّ ، عن ابن السّکّیت ، یقال : هذا شَیْءٌ جید ، بَیِّنُ الجودَه من أَشْیاء حَیاد ، وهذا رَجلٌ جوادٌ من قَوْم أَجْوادٍ بیِّن الجَوْدَه ، وهذا فَرسٌ جَوادٌ من خیلِ جِیادٍ بَیِّنَهُ الجُودهِ ، والجَودهِ ، وهذا مَطرٌ جَوْدٌ ، بیِّن الْجَوْد ، وقد جِیدَت الأرْضُ ، ویقال : هاجَت بنا سماءٌ جَوْد ، وقد جادَ بنفْسهِ عندَ الموت یَجُودُ جؤوداً ، وقَدْ جِیدَ فلانٌ من العطش ، یُجادَ جُوَاداً وَجَوْدَهً.

وقال ذو الرُّمه :

تُعاطِیه أَحْیاناً إذا جِیدَ جَودهً

رُضاباً کطعم الزَّنجبیلِ المُعَسَّلِ

أی إذا عَطِشَ عَطْشَهً.

وقال الباهلی فی الْجُواد :

ونَصْرُکَ خَاذِلٌ عَنِّی بَطیءٌ

کأَنَّ بکم إلی خَذْلِی جُوَاداً

أبو عبید : الجُوَادُ الجوع.

وقال أبو فراس :

ص: 107

تکادُ یَداه تُسْلمان رِدَاءَه

من الجودِ لما اسْتَقَبَلَتْها الشَّمائل

یرید جمع الشمال.

قال : وقال الأصمعیّ : من الجود ، أی من السّخاء ویقال للذی غَلَبَهُ النَّوم مَجُود ، کأَنَّ النَّومَ جادَه ، أی مَطَره.

قال لَبِید :

ومَجُودٍ من صُباباتِ الکَری

عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المبْتَذَلْ

ویقال : جِیدَ فُلانٌ ، إذا أَشْرف علی الهَلاک ، کأن الهلاک جادَه ؛ وأنشد :

وقِرْنٍ قد تَرَکْتُ لَدی مِکَرٍّ

إِذَا ما جادَهُ النَّزْفُ اسْتَدارا

ویقال : إنِّی لأُجَادُ إلی لقائک ، أی أُسَاقُ إلیْک ، کأَنَّ هَواهُ جادَهُ الشَّوْقُ ، أَیْ مَطَرَه ، وإنَّه لیُجادُ إلی فلان ، وإلی کلِّ شیء یَهْواه.

وقال اللیْث مثل ذلک ، وقال : هو یجُودُ بنَفْسِه ، ویَرِیقُ بنَفْسه ویَفُوق بها ، إذا کان فی السّیاق. وهو یَسُوق نفسه ، ویغیظُ نَفسه بلا باء. وقال : وهو یجُودُ بنَفسه ، معناه یَسوقُ نَفسَه ، من قولهم : إنَّ فلاناً لیُجادُ إلی فلان ، وإنه لَیُجاد إلی حَتْفِهِ ، أی یُساق إلیه. وقول لبید :

* ومَجُودٍ من صُبابات الکَری*

معناه سِیقُ إلی صُبَابات الکَری.

وقال الأصمعیّ : معناه صُبَّت علیه صُبابات الکَری صبًّا من جَوْد المطر وهو الکثیر منه.

ویقال : أَجادَ فلانٌ فی عِلمه ، وأَجْوَدَ وجَوَّدَ فی عَدْوِه تجویداً. وعَدَا وعَدْواً جَوَاداً. وإنِّی لأجَادُ إلی القتال : أی لأساق إلیه.

والجیدُ : مُقَدَّمُ العنقُ ، وجمعه أَجیاد وامْرأَهٌ جیْدَاء ، إذا کانت طویله العنقَ ، لا یُنْعَت به الرُّجل. وقال العجاج :

تسمعُ للحَلْیِ إِذا ما وَسْوسَا

وارتجَّ فی أجیادِها وأَجْرَساً

جَمْعُ الجید بما حَوْله. قال : وامرأهٌ جیْد أنه حَسَنهُ الجید.

أبو عبید : أَجادَ الرَّجُل ، إذا کانَ ذَا دابَّهٍ جَوَادٍ. وقال الأعشی :

فَمِثْلُکِ قَدْ لَهَوْتِ بها وأَرْضٍ

مَهَامَه لا یَقُودُ بها الْمُجِیدُ

ویُقال : أَجَاد به أَبَوَاه : إذا وَلَدَهُ جَوَاداً.

وقال الفرزدق :

قَومٌ أَبُوهُمْ أبو العاصی أَجاد بهم

قَرْمٌ نجیبٌ لجَدَّاتٍ مَنَاجِیب

اللِّحیانی : سرنا عُقْبَهً جواداً ، وسِرْنا عُقْبَتَیْن جَوَادَیْن ، وسِرْنا عُقُباً أَجْواداً إذا کانَتْ بَعِیْدَهً.

ویقال : جَاوَرْتُ فُلاناً فجدتُه أَجُودُه إِذا غَلَبْتَهُ فی الجود.

ص: 108

وقال أبو سعید : سَمِعْتُ أعرابیاً یقول : کنتُ أَجْلِسُ إلی القوم یَتجاوَبُون الحدیث ، ویَتجاودُون ، فقلت له : ما یَتجاوَدون؟

قال : یَنْظرون أَیُّهُمْ أَجْوَد حُجَّهً.

وأَرْضٌ مَجُودَهٌ : أَصَابها مَطَرٌ جَوْدٌ.

وجَاد عملُه یَجُود جَوْدَهً ، وَجَدْتُ له بالمالِ جُوداً ، وقَوْمٌ أَجْوَادٌ وجُودٌ ، ونِساءٌ جُودٌ.

قال الأَخْطَل :

* وَهُنَّ بالبَذلِ لا بُخْلٌ ولا جُودُ*

ابن هانیء عن أبی زید : وَقَعَ النّاسُ فی أَبی جادٍ أی فی باطلٍ.

جدا

قال الأصمعیّ : الْجَداءُ الغَنَاءُ مَحدودٌ ، یقال : فلانٌ قلیلُ الجدَاء عنک : أی قلیلُ الغَنَاءِ ، ومنه یقال : قَلَّ مَا یُجْدِی فلانٌ عنک ، أی قلَّ ما یُعْنِی.

والجَدَی من العَطِیّه مقصورٌ ، یقال : فلانٌ قلیلُ الجَدَی علی قومه ، ویقال : ما أَصَبْتُ من فلانٍ جَدْوَی قطُّ أی عَطِیَّه ، ویقال : فلانٌ یَجْتَدِی فلاناً ، ویجْدُوه أی یسأَله ، والسُّؤَال : الطالبون ، یقال لهم : الْمُجتَدُون.

ویقال : أَصَابَنا مطَرٌ جدًی ، أی مطرٌ عام.

وقال اللیث : یقال : جَدَی علینا فلانٌ یجدو جَدْوَی ، وأجدی فلان أی أَعْطَی ، وقال : قومٌ جُداهٌ ومُجْتَدُون.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ وأبی عمرو ، یقال : هذه بصیرهٌ من دَمٍ ، وجَدِیَّهٌ من دم.

قال : وقال أبو زید : الجِدِیَّهُ ما لَزِقَ بالجَسَد ، والبَصِیرَهُ ما کان علی الأرض.

وقال اللیث : الجَدِیَّه هی لونُ الوجه.

یقال : اصْفَرّتْ جَدِیَّهُ وجهِه ، وأنشد :

تَخَالُ جَدِیَّهَ الأبطالِ فیها

غداهَ الرَّوْع جادِیّاً مَدُوفاً

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الجَادِیُ الزَّعْفَرَانُ ، والجِسَادُ مثله.

جادیَّه : قریه بالشام ینبت بها الزعفران ؛ فلذلک قالوا جادِیّ.

وقال عباس بن مَرْداس :

سُیول الجَدِیّه جادتْ بها

مُراشاهُ کلِّ قتیلٍ قتیلا

سُلَیْمٌ ومن ذا الذی مثلهم

إذا ما ذَوُو الفضل عَدّوا الفضولا

أراد جَدِیَّه الدم.

أبو عُبید عن الأصمعی : الجَدَایه من أولاد الظِّبَاءِ الذکر والأنثی منها. قال : والجَدْیُ الذّکر من أولاد المِعْزَی ، وإذا أَجذَعَ الجَدْی والعَنَاقُ سُمِّیَ عریضاً وعَتُوداً. ویقالُ للجدْی : إِمَّرٌ وإِمَّرَهٌ ، وهِلَّعٌ وهِلّعَهٌ ، قال : والعُطْعُطُ الجَدْی.

أبو عُبَید عن الأصمعی : من أداهِ الرَّحْلِ

ص: 109

الجَدْیَاتُ ، واحدتُها جَدْیَهٌ بتخفیف الیاء ، وهی القِطَع من الأکْسِیَه المحشُوَّهِ ، تُشَدُّ تحت ظَلِفَات الرَّحْل. وقال أبو عمرو : فی الجَدْیه مثله.

وقال اللیث : فی جَدْیات القَتَبِ مثله. وقد جَدَّیْنَا قَتَبَنَا بجَدیَهٍ.

وقال اللیث : جَدْیهُ السَّرْج التی یُسَمُّونها الْحَدِیده ، والجمیع الجَدْیاتُ.

ویقال : إنها لسماءٌ جَدًی ما لها خُلْفٌ ، أَی واسعٌ عامٌ.

ویقال للرجل : إنَّ خیْرَه لجَدًی علی النّاس ، أَی واسعٌ.

ابن السکّیت : الجَدَی یُکتب بالألف وبالیاء. ونجْمٌ فی السَّماءِ ، یقال له : الجَدْی قریبٌ من القُطْب.

وأما الذی یُقال له الجَدْی ، فهو بِلِزْقِ الدَّلْوِ ، وهو غیرُ جَدْی القُطْب. والجُدَاءُ محدودُ : مبلغُ حسابِ الضَّرْبِ ، ثلاثهٌ فی اثنین ، جُدَاء ذلک ستّه.

وجد

قال الأصمعیّ وغیره : وَجَدْتُ علی فلان فأَنا أَجِدُ علیه مَوْجِدَهً وذلک فی الغَضب ، ووجَدْتُ بفلان فأَنا أَجِدُ وَجْداً ، وذلک فی الحُزْن ، وإنّه لَیَجِد بفلانه وجْداً شدیداً إذا کان یَهْواها ، ووجدتُ فی الغِنی والیَسَار وُجْداً ووِجداناً ، ومنه قوله : لَیُ الواجِد یُحِلّ عِرْضَه وعقوبته.

قال أبو عبید : اللَّیُّ المَطْلُ ، والواجِدُ : الذی یَجد ما یقضی به دیْنَه ، ومثله : مَطْلُ الغَنیّ ظُلْمٌ.

وقال الله جلّ وعزٌ : (أَسْکِنُوهُنَّ مِنْ حَیْثُ سَکَنْتُمْ مِنْ وُجْدِکُمْ) [الطلاق : 6]. وقرِئ (من وِجْدِکم).

یقال : وجدْتُ فی المال وُجداً ووِجْداً وجِدَهً ، أی صِرْتُ ذا مال ، ووجدْت الضَّالَّهِ وِجداناً ، وقد یُسْتَعْملُ الوجدانُ فی الوُجد ؛ ومنه قول العرب : وِجدانُ الرَّقِین یُغَطِّی أَفَنَ الأفِین.

وقال أبو سعید : توجَّدَ فلانٌ أَمْرَ کذا أَی شکاه ، وهُمْ لا یَتَوَجّدُون سهرَ لَیْلهِم ، ولا یَشْکون ما مَسّهم من مَشَقَّتِهِ.

ابن السّکّیت ، عن الأصمعیّ : الحمدُ لله الذی أَوْجَدَنی بعد ما أَفْقَرَنی أَی أَغْنَانی.

والواجِدُ : الغَنِیّ ، وأَنشد :

* الحمدُ للهِ الغَنیِ الواجِدِ*

ویقال : الحمدُ لله الذی آجَدَنِی بعد ضعفٍ ، أَی قَوّانی.

وناقَهٌ أُجُدٌ ، أی قویَّهٌ مُوثَّقَهُ الخَلْق.

وقال اللیث : الأَجْدُ اشتقَاقُه من الإجاد ، والإِجادُ کالطّاق القصیر. یقال : عَقْدٌ مُوَجَّدٌ ، وبابٌ مُوَجَّدٌ. وناقَهٌ مُؤْجَدَه القَرَی ، وناقهٌ أُجُدٌ ، وهی التی فَقارُ ظَهْرِها مُتّصِلٌ کأَنَّه عَظمٌ واحد.

ابن السکیت : بناءٌ مُؤَجّدٌ وثیقٌ مُحْکم.

ودج

قال اللیث : الوَدَجُ عِرْقٌ متصلٌ من

ص: 110

الرّأس إلی السَّحْر ، والجمیع الأوداج ، وهی عروقٌ تکْتَنِفُ الْحُلْقُوم ، فإذا فُصِدَ قیل : وُدِّجَ.

وقال أبو الهیثم : الْوَدَجَان عِرْقَانِ غلیظانِ عریضانِ عن یَمِینِ ثُغْرَهِ النَّحْر ویسارها ، والوریدَانِ بجنْبِ الْوَدَجَین. فالودَجَان : من الْجَداول التی تجری فیها الدِّماء ، والوریدان : للنّبْضِ والنَّفَس.

وقال غیره : یقال فلانٌ ودَجِی إلیک : أی وسیلَتی وسبَبَی ، والتَّوْدِیجُ فی الدّوابّ کالفَصْدِ فی الناس.

أبو عُبَید : ودَجْتُ بیْنَ القَوْمَ أَدِجُ ، وَدْجاً إذا أَصْلَحْتَ.

أبو مالک : یقال لْلأَخوین هُما وَدَجَان.

وقال زید الخیل :

فقُبِّحْتُمَا من وافِدَیْنِ اصْطُفِیتُمَا

ومن وَدَجَیْ حَرْبٍ تَلَقَّحُ حائلٍ

أراد بوَدَجَیْ حَرْبٍ أخَوَا حرْب.

ابن شُمیل : المَوَادَجَهُ المسَالَمَهُ والمُلایَنَهُ ، وحُسْنُ الخُلق ، ولینُ الجانب.

دجا

قال اللیث : الدُّجْوُ الظُّلْمَه ، ولَیْلَهُ داجِیَهٌ مُدْجِیَهٌ ، وقد دَجَتْ تَدْجُو ، وأَدْجَت تُدْجِی.

أبو عبید ، عن الأصمعیّ دَجَا اللَّیْل یَدْجُو إذَا ألْبَسَ کلَّ شَیْء ، قال : ولَیْسَ هو من الظُّلْمَهِ قال : وأَنْشَدنی أَعْرَابی :

* أَبَی مُذْ دجَا الإسْلام لا یَتَحنَّفُ*

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : دَجَا الشَّیْءُ الشَّیْءَ ، إذَا سَتَرَه. قال : ومعنی البیت یقول : لَجَّ هَذَا الکافِرُ أَنْ یُسْلِمَ بعد ما غَطَّی الإسْلامُ بِثَوْبِهِ کلَّ شَیْء.

الحرانیّ ، عن ابن السّکّیت ، یقال : ما کانَ ذَاکَ مُذْ دَجَا الإسْلام ، أَی ألْبَسَ کُلَّ شَیْء ، ویقال : دَجَا شَعْرُ الماعِزَهِ ، رَکِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً.

وقال اللیث : یقال إنَّهُ لَفِی عَیْشٍ دَاجٍ دجیِ ، وأنشد :

* والْعَیْشُ دَاجٍ کَنَفاً جِلْبَابُه*

قال : ویقال دَاجَیْتُ فُلاناً إذَا ماسَحْتَهُ علی ما فی قَلْبِهِ وجَامَلَته.

والْمُدَاجَاهُ : الْمُدَارَاهُ. والْمُداجاه : الْمُطَاوَلَه.

أبو عُبید : دَاجَیْتُهُ وَوَالَیْتُه ، وصَادَیْتُهُ ، إِذَا دَارَیْتَه.

ثعلب ، عن ابن الأَعْرابیّ : الدُّجی : صِغَارُ النَّحْل ، وأنشد :

* دَبِیبَ الدُّجَی وَسْطَ الضَّرِیب الْمُعَسَّلِ*

والدُّجّیَهُ : قُتْرَهُ الصَّائِدِ ، وجمعها : الدُّجَی.

قال الشّمّاخ :

عَلَیْهَا الدُّجَی الْمُسْتَنْشآتُ کَأَنَّها

هَوَادِجُ مَشْدُودٌ علیها الْجَزَاجِزُ

والدجْیَهُ : الظُّلمَه ، وجَمْعها : الدُّجَی.

ص: 111

أبو عمرو : الدَّجْوُ الْجِماعُ ، وأنشد :

* لَمَّا دجَاها بِمتَلٍّ کالصَّقَبْ*

وقال ابن الأعرابیّ : الدُّجَی الصُّوفُ الأَحْمر ، وأَرَاد الشَّماخُ هذا بقوله : عَلَیْها الدُّجَی.

یقال : دِجًی ودُجًی.

وروی أبو العباس ، عن ابن الأَعْرابی ، قال : مُحاجَاهٌ للأَعْراب ، یَقُولون : ثَلاثُ دُجَهْ یَحْمِلْنَ دُجَهْ ، إلی الُغَیْهَبَان ، فالمِنْثَجَهْ. قال : الدُّجَه : الأصَابعُ الثَّلاثَ ، والدُّجَهُ : اللُّقمَه ، والْغَیْهَبَان : الْبَطْن ، والمِنْثجه : الإسْت.

قال : والدُّجَه زِرُّ الْقمِیص ، یقَال : أَصْلحْ دُجَهَ قمِیصک ، قال : والدُّجَهُ علی أربع أصابع من عُنْتُوتِ القَوْس ؛ وهو الحَزّ الَّذِی تدخل فیه الْغانَه والْغَانَهُ حلَقَهُ رأْسِ الْوتَر.

دیج

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : داجَ الرجلُ یَدُوج دَوْجاً إذا خَدَمَ. ودَاجَ یَدِیجُ دَیْجاً وَدَیَجاناً ، إذا مَشَی قَلیلاً.

وقال أبو زید : الدَّاجَهُ تُباعُ الْعَسْکَر بالتَّخْفِیف.

وقال شَمِر : الدَّیِّجانُ الْحَوَاشی الصِّغَار ، وأَنْشدَ :

باتَتْ تُداعی قَرَباً أفَایَجَا

بالْخَلِّ تَدْعُو الدَّیِّجَانَ الدَّاجِحَا

وجاء رَجلٌ إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم فقال : ما تَرکْتُ من حاجَهِ ولا دَاجهٍ إِلَّا أَتَیْتُ

، أَرَادَ أنه لم یَدَعْ شَیْئاً دَعَتْهُ إلیه نَفْسُه من المعاصی الشَّهوات إلا أَتاها. قال : ودَاجهُ إتباعٌ لحاجه کما یقال : حَسَنٌ بَسَنٌ.

وقیل الدّاجَهُ : ما صَغُرَ من الحَوَائج ، والْحاجَهُ : ما عَظُمَ مِنْها.

جید

الجِید : العُنُق ، وامرأه جَیْدَاء : طویله العنق حَسنتُه ، وأَجْیاد : موضع فی مکه معروف.

أبو عبید : عن أبی عُبَیْده ، أنه قال فی قول الأعشی :

وَبَیْدَاءَ تَحْسِبُ آرامَها

رِجالَ جِیَادٍ بأَجْیَادِهَا

قال : أَرادَ بالأَجْیَاد الْجُوذِیَاء ، وهو الکِساءُ بالفارِسیَّه وأَنشدَ شَمِر لأَبی زُبَیْد الطَّائِی فی صِفَهِ الأسَد :

حَتی إِذَا ما رأَی الأبْصارَ قَدْ غَفَلَتْ

واجْتابَ من ظُلْمهٍ جُوذِیَّ سَمُّورِ

قال : جُوذیَّ : بالنبطیّه جُّوذیاء ، أراد جُبّهَ سَمّور.

[باب الجیم والتاء] [ج ت (وا یء) ]

اشاره

جوت ، تاج ، توج : [مستعمله].

توج - (تاج)

قال اللّیث : التّاج : جمعه التِّیجان ، والفعل التَّتْوِیج.

ص: 112

ابن الأعرابیّ : الْعَرب تُسَمِّی العِمامه التَّاج ، وقد تَوَّجَهُ إذا عَمَّمه ، ویَکون تَوَّجَه بمعنی سَوَّده ، والمْتَوَّج : المُسَوَّد ، وکذلک المُعَمَّم ، والعمائمُ : تِیجانُ الْعَرَب ، والأکالیل : تِیجانُ مُلوک الْعَجَم.

ویُقال للصَّلِیحَهِ من الفِضه تاجَه ، وأَصْله تازَهُ بالْفارِسِیَّه لِلدِّرْهَم المَضْروبِ حَدیثاً.

وقول هِمْیان :

* تَنَصَّفَ النَّاسُ الهمامَ التائجا*

أرادَ مَلِکاً ذا تاج ، وهذا کما یقال : رَجُلٌ دَارعٌ : ذُو دِرْعٍ.

وتَوَّجُ : اسم مَوْضِع ، وهو مَأْسَدَه ، ذَکره مُلَیْح الهُذَلیّ :

* ومِنْ دُونِهِ أَثْباجُ فَلْجَ وَتَوَّجُ *

جوت

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : یقال لِلْبعیر إذا دَعَوْتَهُ إلی الماء ، جَوْتَ جَوْتَ ، وأَنْشَد :

* کما رُعْتَ بالْجَوْتِ الظِّمَاءَ الصَّوادِیا*

وقال أحمد بن یحیی : یُقال للبعیر : جَوْتَ جَوْتَ ، فإذا أَدْخَلوا علیه الألف واللَّام ترکوه علی حَاله قبل دُخُولهما.

وکانَ أَبُو عَمْرو یکسر التاء من قوله : «کما رُعْتَ بالْجَوْتِ ...» ؛ ویقول : إذا أُدْخِلَتْ علیه الألف واللام ذَهَبتْ منه الحِکَایه ، والأوّل قَوْلُ الفَرّاء والکسائی وکان أبو الهیثم یُنکر النَّصب ، ویقول : إذا دخل الألفُ أُعرب ، وینشده : کما رعتَ بالجَوْتِ.

[باب الجیم والظاء] [ج ظ (وا یء) ]

جوظ

روی أبو العباس ، عن سلَمه ، عن الفَرّاء : یقال للرّجُل الطّویل الْجِسم ، الأکُول ، الشّرُوب ، البَطِر ، الْکافِرِ : جَوّاظ ، جَظٌّ ، جِعْظار.

وقال اللیث : الْجَوّاظَهُ الأکُول.

وقال النّضر : الْجَوّاظ الصَّیّاحُ. وفی «نوادر الأعراب» : رَجُلٌ جَیّاظٌ سَمینٌ سَمِجُ المِشْیَه.

وقال أبو سَعید : الْجُوَاظُ الضجَرُ ، وقِلّه الصّبر علی الأمور ، یقال : ارْفُقْ بجُواظِکَ ، ولا یُغْنِی جُواظُکَ عنک شیئاً.

وروی القُتَیبیُّ عن أبی حاتم عن أبی زید ، أنه قال : الجَوَّاظ الکثیر اللحم ، المختال فی مِشْیته ، ونحو ذلک. قال الأصمعیْ ، وأنشد لرُؤبه :

* یَعْلو به ذا الْقَصَلِ الجوّاظا*

قال أبو زید : والجَعْظَرِیُّ : الذی ینتفخ بما لیس عنده. وهو إلی القِصَرِ ما هو.

وحدثنا السّعدیّ قال : حدثنا الصَّغَانیّ قال : حدثنا أبو نُعَیم قال : حدثنا سُفْین عن معبد بن خالد قال : سمعت حارثه بن وهب الخزاعیّ قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «ألا أُخبرکم بأهلِ النار؟ کلُّ عُتُلٍ جَوّاظٍ مُستکبر».

ص: 113

[باب الجیم والذال] [ج ذ (وا یء) ]

اشاره

جذا ، جاذ ، ذیج ، ذاج ، وجذ : مستعمله.

جذا

فی حدیث ابن عباس : أَنَّه مَرّ بقوم یَتَجاذَوْنَ حَجَراً ، ورواه بَعضُهم یُجْذُونَ حَجَراً ، فقال : عُمّالُ اللهِ أَقْوَی مِنْ هؤلاء.

قال أبو عبید : الإجْذاءُ إشَالَهُ الحجَرِ لتُعرفَ به شِدّهُ الرّجل ، یقال : هُمْ یُجْذَوْنَ حَجَراً وَیَتَجَاذَوْنَه ، وفی حدیث مرفوع : «مَثَلُ الْکافِرِ کَمَثَلِ الأَرَزَهِ المجْذِیَهِ حَتَّی یکون انجِعَافُها مَرّهً واحده».

قال أبو عبید : قال أبو عبیده : المجْذِیَهُ الثَّابِتَه علی الأرْض.

قلت : فالإِجْذَاءُ فی حدیث ابن عباس وَاقِعٌ مُتَعَدٍّ ، وهُو فی هذا الحدیث المرفوع لازمٌ غیرُ واقِع. یقال : أجذَی الشْیءُ یُجْذِی إِجذاءً ، وجَذا یَجذُو جُذُوًّا ، إذا انْتَصَبَ واسْتَقام.

وقال أبو عمرو : واجْذَوْذَی اجْذِیذَاءً مثله ، وأنشد :

أَلَسْتَ بِمُجْذَوْذٍ عَلَی الرّحْل دائِبِ

فَما لَکَ إلّا ما رُزِقْتَ نَصِیبُ

وقال أبو عُبیده : أَجْذَی الشَّیْءُ ، إِجْذَاءً ، وجَذَا یَجْذُو إذا ثَبت. لُغتان.

وقال أبو عُبید : قال الکسائیّ : إذا حَمَل ولدُ النّاقَهِ فی سنَامِهِ شَحْماً ، فهو مُجْذٍ ، وقد أَجْذَی. وأمَّا قولُ الرّاعی یَصِفُ ناقَهً صُلْبَه :

وبازِلٍ کعلاهٍ القَیْنِ دوسَرَهٍ

لم یجذُ مِرْفَقُها فی الدّفِّ من زَوَرِ

فإِنَّهُ أَراد أنّه لم یتباعد من جنْبَیْهِ مُنتصباً من زَوَر ، وکان خلقه.

وقال الأصمعیّ : الجوَّاذِیّ الإبلُ السِّرَاع اللاتی لا یَنْبسِطنَ فی سَیْرهِنّ ، ولکن یَجذُون ویَنتَصِبن.

وقال ذو الرُّمَّه یصف جِمالاً :

علی کل مَوَّارٍ أَفانینُ سَیْرِه

شَؤُوٍّ لأبْوَاعِ الجَوَاذِی الرَّواتِکُ

وقال ابن الأعرابیّ : الجاذی عَلَی قَدَمَیه ، والجاثی علی رُکْبَتَیْه.

وأما الفراء فإنّه جعلَهُما واحداً.

ابن السِّکیت : جِذوهٌ من النار ، وجِذَی : وهو العودُ الغلیظ یؤخذ فیه نار. قال : ونبتٌ یقال له الجِذَاه ، یقال : هذه حِذاه کما تری ، فإن أَلْقیت منها الهاءَ فهو مقصورٌ یکتب بالیاء لأن أوله مکسور.

والحِجَی : العقل : یکتب بالیاء لأن أوله مکسور. واللِّثَی : جمع لِثَهٍ ، یکتب بالیاء.

قال : والقِضَهُ نبت ، یجمع القِضِین.

والقِضُون ؛ فإذا جمعته علی مثالِ البُرَی.

قلت : القُضَی.

أبو عبید عن الأصمعیّ : جَثَوْتُ وجَذَوْتُ ،

ص: 114

وهو القیامُ علی أطراف الأصابع.

وأنشدنا :

إذا شِئْتُ غنّتْنی دَهاقِینُ قَرْیَهٍ

وصَنّاجهٌ تَجذُو عَلَی کلِّ مَنْسِمٍ

وقال أبو عمرو : جَثَا وجَذَا لُغَتان.

قال : والجاذِی الْقائِم علی أَطْرَافه.

وقال أَبُو دُوَادٍ یَصِفُ الْخَیْل :

جَاذِیاتٌ علی السَّنابِکَ قَدْ أَنْ

حَلَهُنَّ الإسْرَاجُ والإلجامُ

وقال أبو عبیده فی قول الله : (جَذْوَهٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّکُمْ تَصْطَلُونَ) [القصص : 29]. الجِذوَهُ مثل الجِذمَه ، وهی القِطعَه الغلیظهُ من الخَشَب. لَیْس فیها لهب ، والجمیع جُذًی. وأنشد :

* جَزْلَ الجِذَا غَیْرَ خَوَّارٍ ولا ذَعَرِ*

وقال الفراء : یقال جُذوَهٌ من النَّار. وجُثوَهٌ وجَذوهٌ وجَثوَهٌ. وکلٌّ یقول : جِذوَهٌ.

وقال أبو سَعِید : الجِذْوَهُ عُودٌ غَلِیظٌ ، یکونُ أَحد رأسیْه جَمْرَه ، والشّهاب دُونَها فی الدِّقَّه ؛ قال : والشُّعلَهُ ما کانَ فی سِرَاجٍ أَوْ فَتِیلَه.

وقال اللیث : رَجُلٌ جاذٍ ، وامْرَأَهٌ جاذِیَهٌ ، بَیِّنُ الجُذُوِّ ، وهو الْقَصِیرُ البَاع.

وأَنشد :

إنّ الْخِلَافَهَ لَمْ تَکُنْ مَقْصُورَهً

أَبَداً علی جَاذِی الْیَدَیْنِ مُجَذَّرِ

یرید : قَصِیر الْیَدَیْنِ المُوَرِّج.

یقال : لأصْل الشَّجره : جِذْیَهٌ وَجِذْلَهٌ.

وقال الأصمعیّ : جِذْمُ کلِّ شَیْءٍ ، وجِذْیُهُ : أَصْلُه.

وفی «النوادر» یقال : أَکلْنَا طَعاماً فَجاذَی بَیْنَنا ، ووَالَی بَیْنَنا ، وتابَع بَیْننا ، أی قَتَلَ بَعْضَنا علی أَثَرِ بَعْض ، ویقال : جَذَبْتُه عن کذا وکذا ، وأَجْذَبْتُه : إذا مَنَعْتَه.

ومنه قول أبی النجم یصف ظلیماً :

* ومرهً بالحَدِّ من مِجذَایِه *

قال : المِجذَی مِنقارُه ، أراد أنه ینزع أصول الحشیش بمِنْقاره.

وقال ابنُ الأنباریّ : المِجْذَی عودٌ یُضرَبُ به.

وقال الراجز :

ومَهْمَهٍ للرکبِ ذی انْجیاذِ

وذی تباریحَ وذی اجْلوّاذِ

لیس بذی عِدٍّ ولا إِجَاذِ

غَلّسْتُ قَبلَ الأَعْقدِ الشَّمَّاذِ

لا أدْرِی انْجِیاذٌ أم انْجِباذُ

أذج

أبو عَمْرو : أَذَجْ ، إذا أَکْثَرَ من الشُّرْب ، وذَأَجَ ، إذا شَرِبَ قلیلاً.

رواه عمر عن أبیه.

جاذ

قال اللّیث : الْجَائِذُ الْعَبّابُ فی الشُّرْب ، والفِعْل : جَأَذَ یَجْأَذُ جَأَذاً ، إذا شَرِبَ.

ص: 115

وقال أَبُو عَمْرو نَحوَه : جَأَذَ فلانٌ فی القدَح ، یَجأَذُ ، إذا عَبَّ. وأنشد :

مُلَاهِسُ القَوْمِ عَلَی الطَّعَامِ

وجَائِذٌ فی قَرْقَفِ المُدَامِ

ذأج - ذیج

أبو عبید (عن الأموی): ذَأَجْتُ السِّقَاءَ نَفَخْتُه.

وقال شَمر : الذَّأْجُ الجَرْعُ الشَّدِیدُ ، ذَأَجَ یَذأَجُ ، إذا أکثرَ من شُرْبِ الماء. وأنشد :

حَوامِضاً یَشْرَبْنَ شُرْباً ذَأْجَا

لا یَتَعَیَّضْنَ الأُجَاجَ المأْجَا

قال : وذَأَجَهُ ، إذا ذبحه.

قال شَمر : لَمْ أَسْمَعْه بمعنی نَفَخَهُ لغیْر الأُمَوِیّ.

وقال أبو زید : ذَأَجَ من الشَّرَابِ ، ومِن اللّبَن ، أَوْ ما کانَ یَذْأَجُ ذَأَجاً ، إذا أکثرَ منه.

أبو عُبید : عن الفَراء : ذَئِجَ یَذْأَجُ ، وقَئِبَ یَقأَبُ ، وصَئِبَ وصَئِمَ ، إذا أکثرَ من شُرْب الماء.

وجذ

أبو عَمرو : الوَجْذُ النُّقْرَهُ یَسْتنقعُ فیها الماء ، وجمعه وِجَاذ وکذلک الوَقْطُ ، وجمعه وِقاطٌ.

[باب الجیم والثاء] [ج ث (وا یء) ]

اشاره

جوث ، ثوج ، جأث ، جثا ، ثأج ، وثج ، (ثجه).

جوث - جأث

قال اللیث : الجَوَثُ عَظمٌ فی أَعْلی البَطْنُ کأَنَّهُ بَطنُ الحُبْلَی ، والنّعْتُ : أَجوَثُ ، وجَوْثَاء.

وقال ابنُ دُرَید : الجَوَثُ اسْتِرخاءُ البَطن.

وقال اللیث : الجَأْثُ ثِقَلُ المَشی ، یقال : أَثقَلهُ الحِمْلُ حتی جَأَثَ.

وقال غیره : الجأَثَانُ : ضَرْبٌ من المشی.

وأنشد :

* عَفَنْجَجٌ فی أَهلِه جئَّاثُ*

وجُوَاثی : قریهٌ بالبَحْرین مَعْرُوفه.

وقال أبو زید : جأَثَ البَعیر جَأْثاً ، وهو مِشیَتُه مُوقَراً حِمْلاً.

أبو عُبید : جُئِثَ فهو مَجْؤُوثٌ ، وجُثّ فهو مَجثُوثٌ ، إذا فَزِعَ.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم : «أَنَّه رأَی جبْریل ، قال : فَجُئِثْتُ منه فرَقاً» معناه : ذُعِرْتُ.

ثعلب عن أبی نصر ، عن الأصمَعیّ : جَأَثَ یَجأَثُ جَأْثاً ، إذا ثَقلَ الأخبار.

وأنشد :

* جآثُ أَخْبارٍ لها نَبَّاثُ*

ثوج - ثاج

ابن درید : الثّوْجُ شَیْءٌ یُعْمَل من الخُوصِ نحْوَ جُوَالِقِ الجصّ ، یُحْمَل فیه التُّراب وغیره ، قال : وهو عَربیُّ صحیح.

أبو زید : ثَأَجت الغَنَمُ تَثأَج ثُؤَاجاً ، إذا صاحَت ، ویقال : قَد ثَأَجوا کثُوَاجِ الغَنم.

ص: 116

وثاج : قَرْیه فی أَعراض البَحرین ، فیها نخَلٌ زَینٌ.

وقال أبو ترَاب : الثَّوْج : لُغهٌ فی الفوْج.

وأنشد لجندل :

* من الدَبا ذَا طَبَقٍ أَثَایِجِ *

ویروی : أَفَاوِج ، أَو فوْجاً فوْجاً.

وقال ابن الأعرابیّ : ثاجَ یَثُوج ثَوْجاً ، وثَجَا یَثجُو ثَجُواً ، مثل حاثَ یَحُوث حَوْثاً ، إذا بَلبَلَ مَتاعَه وفَرَّقَه.

وثج - (ثجه)

الحرّانیّ ، عن ابن السِّکیت ؛ عن الأصمَعیّ : استَوثجَ فُلانٌ من المال ، واستَوثَن استِثیَاجاً ، واستِیثاناً ، إذا استَکثرَ منه.

والوَثِیجُ : الکثِیفُ من کلِّ شیء.

واستَوثجَت المرْأَهُ ، إذا تمَّ خَلْقُها.

وقال اللیث : الوَثِیجَه الأرض الکثِیره الشجر المُلتَفّه ، ویقال : بَقلٌ وَثِیجٌ ، وکلأٌ وَثِیجٌ.

وقال اللیث : فرَسٌ وَثِیجٌ : قویّ وقد وَثُجَ وَثاجهً ، وهو اکتِنازُه.

وقال العجاج یَصِف جیشاً :

* بِلَجِبٍ مثلِ الدَّبا أَوْ أَوثَجا*

شِمر ، عن أبی عبیده : الثَّجَه : الأقنَه ، وهی حُفْرَهٌ یحتَفرُها ماءُ المطر. وأنشد :

فوَرَدَت صادِیهً حِرارَا

ثِجَاتِ ماءٍ حُفِرَتْ أُوَارَا

أَوقَاتَ أُقنٍ تَعتَلِی الْغِمارَا

وقال شمِر : والثَّجَّهُ بفتح الثاء ، وتشدِید الجیم : الرّوضه التی حُفِرَت فیها الحِیاض ، وَجَمعها ثجّات ، سمِّیت بذلک لثجِّها الماءَ فیها.

شمِر ، عن ابن الأعرابیّ : مکان وَثیجٌ : کثیر الْکلأ. ویقال : أَوثِجْ لنا من هذا الطَّعام ، أَیْ أکثِرْ.

شمِر : من الثِّیاب الموْثُوج ، وهو الرِّخو الغَزْل والنّسج ، قاله رَجل من باهِله.

جثا

الفراء : جِثْوَهٌ من النَّار ، وجِذْوَهٌ ، وجُثْوَهٌ وجُذْوَهٌ.

قال : والجُثَی تُرابٌ مَجْموعَه ، واحدتها جُثْوَه.

وفی الحدیث : «فلانٌ من جُثَی جَهَنَّمْ» وله مَعْنیان فیما فَسَّر أبو عُبید : أَحدُهما أَنَّه مِمَّن یَجْثُو علی الرُّکَب فیها ، والآخر أنه من جماعات أَهْلِ جَهَنَّم ، علی رِوَایَه من رَوی جُثَی بالتَّخفیف ، ومَنْ رَواه من جُثِیّ جَهَنَّم ، بتشدید الیاء ، فهو جَمْعُ الثَّانی.

قال اللهُ تعالی : (ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِیًّا) [مریم : 68].

وقال طَرَفَه فی الجُثْوَهِ یصفُ قَبْرَیْ أَخَوین :

تَرَی جُثْوَتَیْنِ من تُرابٍ علیهما

صَفائحُ صُمٌّ مِنْ صَفِیحٍ مُصَمَّدِ

ویقال : جثا فُلانٌ علی رُکْبَتَیْهِ ، یَجْثُو جُثُوّاً

ص: 117

وجِثیّاً.

وقال شمر : قال ابنَ شُمَیْل یقال للرجل إنه لَعَظِیمُ الجُثْوَهِ ، والجُثَّهِ ، وجثْوَهُ الرَّجل : جَسَدُه ، والجمیع الجُثَی.

وأَنشد :

* یَوْمَ تَرَی جثْوَتَهُ فی الأَقْبُرِ*

قال : والْقَبْرُ جُثْوَهٌ ، وما ارْتَفَعَ من الأرْض ، نحو ارْتِفاعِ الْقَبْر جُثْوَه.

وقال أبو عمر : والجُثْوَهُ التُّرابُ الْمجْتَمِع.

[باب الجیم والراء] [ج ر (وا یء) ]

اشاره

جری ، جأر ، جار ، جرو ، راج ، رجا ، أرج ، أجر ، وجر ، رجی.

جری

فی حدیثِ عبدِ الله بن الشِّخِّیر ، أَنَّه قال : «قَدِمْتُ المدینه فی رَهْطٍ من بنی عَامِر ، فسلَّمنا علی النّبی صلی الله علیه وسلم ، فقال قائل منا : أَنْتَ سَیِّدُنا ، وأَنْتَ الجَفْنَهُ الغَرّاء ، فقال : «قولوا بقَوْلکم ، ولا یَسْتَجرِیَنَّکُمُ الشَّیطان».

کانت العربُ تَدْعو السَّید المِطْعام جَفْنَهً لإطْعامِهِ فیها ، وجعلوها غَرَّاء لما فیها من وَضَحِ السَّنَام ، وقوله : «ولا یَسْتَجْرِیَنَّکُمْ الشیطان» ، هو من الجَرِیّ ، وهو الوَکِیل ، تقول : جرَّیْتُ جَرِیّاً ، واستجریتُ جَرِیّاً ، أی اتخذتُ وَکیلاً ؛ یقول : تکلَّموا بما یحضُرکم من القول ، ولا تَتَنَطَّعُوا ولا تَسْجَعُوا کأَنما تنطقون علی لِسان الشیطان ، وهذا قول القُتَیْبیّ ، ولم أرَ القومَ سجعوا فی کلامهم ، فَینْهاهم عنه ، ولکنهم مَدَحوا فَکَرِهَ لهم الْهَرْفَ فی المدح ، وکان فی ذلک تأْدِیبٌ لهم ولغیرهم من الذین یمدحون الناس فی وجُوههم.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الجَرِیُ الوَکیل.

قال : والجَرِیُ الرَّسول ، والجَرِیُ الضامِن.

وقال اللیث : الخَیل تَجْرِی والریاح تجری والشمس تجری جَرْیاً إلا الماء فإنه یَجْرِی جِرْیَهً. والجِراءُ : للخیل خاصه. وأنشد :

* غَمْرُ الجِرَاءِ إذا قَصَرْتَ عِنَانَه*

وفرسٌ ذُو أَجَارِیّ ، أی ذو فنونٍ من الجَرْی.

قال أبو عُبید : الإِجْرِیّاء الوَجهُ الذی نأخُذُ فیه.

قال لبید :

* عَلَی کلِ إجرِیّا یَشُقُّ الْخَمائِلَا*

وقال ابن السکّیت : یقال : جرَّیْتُ جِریّاً.

أی وَکَّلْتُ وَکیلاً ، والجَرِیُ : الرسول.

قال : وقد جرَّأْتُکَ علی فلان حتی اجتَرَأْتَ علیه جُرْأَهً.

وقال اللیث : هو جَرِیُ المُقْدَمِ ، وقد جَرُؤَ یَجْرُؤُ جُرْأهً وجراءَهً وجرّأْتُه أنا تَجْرِئَهً ، وجمع الجریءُ أَجرِئَاءُ بهمزتین ، ویجوز حذف إحدی الهمزتین وجمع الجَرِیّ

ص: 118

الوَکیل : أَجرِیاء ، بِمَدَّه فیها همزه.

وقال أبو زید : جَرُؤَ یَجْرُؤُ جَراءَهً وجَرَائِیَهً علَی فَعالِیَه.

أبو عُبید ، عن الفراء : یقال : أَلْقِهِ فی جَرِیَّتَکَ ، وهی الحَوْصَلَه. أبو زید : هی القَرِیَّهُ والجَرِیَّهُ والنّوطَه لحَوْصَلَه الطائر ؛ هکذا روَاه ثعلب عن ابن نَجْدَه عنه بغیر همزٍ.

وأما ابنُ هانیء فإنه رَوَی لأبی زید : الجِرَّئَه بالهمز ، والجِرْوُ : جرْوُ الکلب.

وجمعه جِرَاءٌ ممدود. والعدد ثلاثه أَجْرٍ ؛ کما تری.

وفی الحدیث : «أنه أُهْدِیَ لرسول الله صلی الله علیه وسلم قِناعٌ مِنْ رُطَبٍ وأَجرٍ زُغْبٍ» والأجری فی هذا الحدیث أُرِید بها صِغار القِثَّاء المزْغِّبَه شُبِّهت بأَجری السِّباع والکلاب لرُطُوبتها.

وقال أبو عُبید : قال الأصمعیّ : إذا أَخْرَجَ الْحَنْظَلُ ثمرَه ، فصِغارُه الجِرَاءُ ممدود ، واحدها جِرْو ، ویُقال لِشَجَرَتِه قد أَجَرَت.

ویقال : کلْبَهً مُجْرِیَه.

وقال الهذلی :

وتَجُرُّ مُجْرِیَهٌ لها

لَحْمِی إلی أَجْرٍ حَوَاشِب

أراد بالمُجرِیه هاهنا ضَبُعاً ذات أولاد صِغار ، شبهها بالْکلْبه المُجْرِیه. ویقال للرجل إذا وَطَّنَ نفسه علی أَمْر : قد ضربَ له جِرْوَتَه.

وقال الفرزدق :

فَضَرَبْتُ جِرْوَتَهَا وَقُلتُ لها : اصْبِرِی

وشَدَدْتُ فی ضیقِ المَقَام إِزَارِی

ثعلب ، عن ابنِ الأعرابیّ : الْجِرْوَهُ النّفْس ، وهی اللَّوَّامَه ، قال : والْجَارِیه عَیْنُ کلِّ حَیَوان ، والجارِیَه : النِّعمه مِن الله علی عِباده.

وقال غیره : الجاریه الشَّمْسُ فی السَّماء ، قال الله : (وَالشَّمْسُ تَجْرِی لِمُسْتَقَرٍّ لَها) [یس : 38].

وقال أبو زید : یُقال جَارِیهٌ بَیِّنَه الجَرَابَهِ والْجَرَاء ، وجَرِیٌ بَیِّنُ الْجَرایَه ، وأنشد :

* والْبیضُ قَدْ عَنَسَتْ وطال جَراؤُها*

قال : ویقال ضَرَبْتُ جِرْوَتِی عنه ، وَضَرَبْتُ جِرْوِی عَلَیْه ، أی صَبَرْتُ عنه ، وصَبَرْتُ عَلیه.

وفی الحدیث : «الأرْزاقُ جَارِیهً ، والأُعْطِیاتُ دَارَّه».

قال شمر : هُما واحد ، یقول : هو دائم ، یقال : جَرَی علیه ذلک الشیء ودَرَّ له بمعنی دامَ له.

وقال بِشْر بن أبی خَازم یصف امرأه :

غَذَاها قَارِصٌ یَجْرِی علیها

ومَخْضٌ حین تُبْتَعّثُ العِشَارُ

قال ابن الأعرابیّ : یجری علیها ، أیْ یَدُومُ لها ، من قولک : أَجْرَیْتُ له کذا وکذا ، أی أَدَمْتُ له ،

ص: 119

والجاری لفُلان من الرزق کذا ، أی الدَّائم.

والجاریه : عین الشمس فی السماء.

روی لابن عبد الرحمن عن أبیه عن أبی هریره أن رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : «إذا مات الإنسان انقطعَ عنه عمله إلا من ثلاث صدقه جاریه».

جور - (جار)

قال الله عزوجل : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ اسْتَجارَکَ فَأَجِرْهُ حَتَّی یَسْمَعَ کَلامَ اللهِ) [التوبه : 6].

قال الزّجاج : المعنی ، إنْ طلب منک أَحدٌ من أَهْل الحرب أَنْ تُجیره من القَتْل إلی أَنْ یَسْمَع کلام الله فَأَجِرْهُ ، أی آمِنْه ، وعَرَّفْه ما یجب علیه أن یَعْرفَه من أمْر الله الذی یَتبَیّن فی الإسلام ، (ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) لئلا یُصاب بسوءٍ قبل انْتهائِه إلی مَأْمَنه.

ویُقال للذی یتجیرُ بک جَارٌ ، وللَّذِی یُجیره جارٌ.

وروی أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : أنه قال : الجارُ الذی یجاوِرُک بَیتَ بَیتَ ، والْجار النَّفیح : هو الغَریب ، والْجار الشریک فی العَقار لم یُقاسم والجار : المُقاسم ، والْجار : الحلیف. والجار : الناصر ، والجار : الشَّرِیکُ فی التِّجاره ، فَوْضَی کانت التِّجاره أو عِناناً ، والجاره : امْرأَهُ الرجل ، وهو جارها والجار : فَرْجُ المَرْأَه ، والْجاره : الطِّبِّیخه ، وهی الإِسْت ، والجار : ما قَرُبَ من المنازِل من السَّاحل ، والجار : الصِّنَّارهُ السَّیِءُ الجِوار ، والجار : الدّمِثُ : الحَسن الجوار ، والجار : الیَرْبُوعِیّ ، والجار : المنافق ، والجار : الْبَراقِشِیُّ المُتَلَوِّنُ فی أَفْعاله ، والجارُ الْحَسْدَلِیّ : الذی عینُه تراک ، وقلبه یرعاک.

قلت : ولما کان الجار فی کلام العرب مُحتملاً لجمیع المعانی التی ذکرها ابن الأعرابیّ لم یَجُزْ أَنْ تُفَسِّر قول النبی صلی الله علیه وسلم : «الجار أَحَقُّ بِصَقَبه» ، أنه الجار الملاصق إلا بِدَلالَهِ تدلُّ علیه فَوَجَبَ طلبُ الدّلاله علی ما أُرید به ، فقامت الدلاله فی سُنَنٍ أُخری مُفَسِّرَهٌ أَنَّ المرادَ بالجارِ الشّریکِ الذی لا یُقاسم ، ولا یجوزُ أَن یجعل المقاسِمُ مثلَ الشریک.

وأما قول الله جلّ وعز : (وَإِذْ زَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَکُمُ الْیَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّی جارٌ لَکُمْ) [الأنفال : 48].

فإن الفرّاء قال : هذا إبلیسٌ تَمَثَّلَ فی صوره رَجُلٍ من بنی کِنانه ، قال : وقولهُ (إِنِّی جارٌ لَکُمْ) یریدُ أُجِیرکُمْ من قومی فلا یَعْرِضون لکم ، وأنْ یکونوا معکم علی محمد ، فلمَّا عاین إبلیس الملائکه عَرَفهم ، فَنکَصَ هارباً ، فقال له الحارِثُ بنُ هِشام : أَفِراراً من غَیْرِ قِتال؟ فقال : (إِنِّی أَری ما لا تَرَوْنَ) [الأنفال : 48] الآیه.

وأَخْبَرَنی المنذریّ ، عن أبی الهیثم أنه

ص: 120

قال : الجارُ والمجِیر والمعیذ واحد. ومَن عاذَ بالله ، أی اسْتجار به أجاره ، ومن أجارهُ الله لم یُوصَلْ إلیه ، (وَهُوَ یُجِیرُ وَلا یُجارُ عَلَیْهِ) أی یُعیذ.

وقال اللهُ لنَبِیِّهِ : (قُلْ إِنِّی لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللهِ أَحَدٌ) [الجن : 22]. أی لن یَمْنَعَنی من الله أحَدٌ. والجارُ والمجیرُ هو الذِی یَمنعُک ویُجِیرُک.

قال : وقول الله حکایه عن إبلیس (وَإِنِّی جارٌ لَکُمْ) [الأنفال : 48] أی إنی مُجِیرکُم ومعیذُکم من قومی بَنی کنانه.

قال : وکان سَیِّدُ العشِیره إذَا أجارَ علیها إنساناً لم یَخْفِرُوه.

وقول اللهِ جلّ وعزّ : (وَالْجارِ ذِی الْقُرْبی وَالْجارِ الْجُنُبِ) [النساء : 36]. فالجار ذو القربَی هو نسیبُک النازِلُ معک فی الْجِواءِ ، أو یکون نازِلاً فی بَلْدَهٍ وأنتَ فی أُخْرَی فلهُ حُرْمَهُ جِوار الْقَرابه. والجار الجُنبِ : أَلا یکون له مناسباً فَیَجِیءُ إلیه فیسأله أنْ یُجیرَه ، أی یَمنعَه ، فینزل معه ، فهذا الجار الجنب له حُرْمَه نزوله فی جِوَارِه ومَنَعَتهِ ورکونه إلی أمانه وعَهْده ، والمرأه جَاره زوجها ؛ لأنه مُؤْتَمَنٌ علیها وأُمِرَ بأن یُحسنَ إلیها ، وأن لا یَتَعَدَّی علیها ؛ لأنها تمسکت بعَقْد حُرْمَه قَرابه الصِّهْر ، وصار زَوْجُها جَارَها ؛ لأنه یُجیرُها ویَمنعها ولا یَعتدِی علیها ، وقد سَمَّی الأعشی امرَأَته فی الجاهلیهِ جارَه ، فقال :

أیَا جَارتا بِینِی فَإِنَّکِ طالِقَهْ

ومَوْمُوقَهٌ ما دُمْتِ فینا وَوَامِقَهْ

یقال : أجار فُلانٌ مَتاعه فِی وِعائهِ وقد أجاروه فی أوعیتهم. وقال أبو المثلّم الهذلی :

کلوا هنیئاً فإن أنفقتُمُ بکلا

مما تُجیر بنی الرّمداء فابْتَکلوا

تجیر : تجعله فی الأوعیه. وصُرِعَ رجل فأراد صارعُه قتْله فقال : إِجْرِ علیّ إزاری فإنی لم أسْتعن ، أراد دَفْعَ الناس من سلبی وتعزیتی.

وقالَ أبو زید : یُقالُ جاوَرْتُ فی بنی فلان ، إِذَا جاوَرْتَهم.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : یقال جُرْجُرْ إذا أَمَرْته بالاستعداد لِلْعَدُوِّ ، ویقال : تجاوَرْنا واجتوَرْنا بمعنًی واحد.

جار - جیر - جور

قال قَتاده فی قول الله تعالی : (إِذا هُمْ یَجْأَرُونَ) [المؤمنین : 64] قال : یَجْزَعون. وقال السُّدِّی : یَصِیحون.

وقال مُجاهد : یَضْرَعُون دعاء.

الأصمعیّ : جَأَرَ الثَّوْرُ جُؤَاراً ، وخَارَ خُوَاراً ، بمعنی واحد.

وقال اللّیث : یقال جأرت الْبَقرهُ جُؤَاراً ، وهو رَفْعُ صَوْتها ، وجأر القَوْمُ إلی اللهِ

ص: 121

جُؤاراً ، وهو أن یَرْفعوا أَصْواتهم إلی الله مُتَضَرِّعِین.

أبو عُبید ، عن أبی زِیادٍ الکِلابی والأصمعیّ : الجائِرُ حَزٌّ فی الحَلْق هکذا رواه أبو عُبید ، وقال شمر : إنما هو حزّ فی الحلق.

وأخبرنی المنذریّ عن السَّبَخِیّ عن الرّیاشی ، قال : الجَیّارُ الذی یجِدُ حَرّاً شدیداً فی جوْفه وأنشد :

کَأَنَّما بَیْنَ لَحْیَیْهِ ولَبَّتِهِ

من جُلْبَهِ الجُوعِ جَیارٌ وَإرْزِیزُ

قال : الإرْزیز الطَّعن ، والصَّاروجُ أیضاً یقال : له جَیَّار.

وقال أبو عَمْرو : جیَّرْتُ الحَوْضَ وأَنشد :

إذا ما شَتَتْ لمْ یَسْتَرِبْها ، وإنْ تَقِظْ

تُباشِرْ بِصُبْحِ الْمَازِنِیِّ الْمُجَیَّرَا

وقال ابن الأعرابیّ : إذا خُلِطَ الرَّمَادُ بالنُّورَهِ والجِصّ فهو الجَیّار.

أبو عُبید ، عن أبی زَید : یقال جَیْرِ لا أَفْعَلُ ذاکَ ، وبعضهم یقول : جَیْرَ بالنَّصْب معناها نَعَمْ وأَجَل ، وهی خَفْضٌ بغیر تَنوین. وقال الکسائی مثله : فی الخَفْضِ بلا تَنْوِین.

وقال شَمِر : فی قولهم لا جَیْرِ لا حَقّاً ، وتقول : جَیْرِ لا أَفْعَلُ ذاک ، ولا جَیْرِ لا أَفُعَلُ ذاک ، وهی کَسْرَه لا تَنْتَقل ، وأنشد :

جَامِعُ قد أَسْمَعتَ مَنْ تَدْعُو جَیْرِ

ولیْسَ یَدْعُو جَامِعٌ إلی جَیْرِ

وقال ابنُ الأنباریّ : جَیْرِ یُوضَعُ مَوْضِعَ الْیَمین.

ابن السکیت : یقال : غَیْثٌ جِوَارٌّ ، إذا کان غَزِیراً کَثیرَ المَطر. ورواها الأصمعیّ : غَیْثٌ جُؤَرٌّ بالهَمْز علی فُعَلّ ، أی له صَوْت. وأنشد :

* لا تَسْقِهِ صَیِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ*

قال : وَجَأَرَ بالدُّعاءِ إذا رَفَع صَوْتَه.

وقال اللیث : الجَوْرُ : نَقِیضُ العَدْل ، والجور : تَرْکُ القَصْد فی السَّیْر. قال : والفِعْل منهما جَارَ یَجُورُ ، وقَومٌ جَارَهٌ وَجَوَرَهٌ ، أی ظَلَمه ، قال : والجَوّارُ الذی یَعْمَلُ لک فی کَرْمٍ أو بُسْتَان أَکَّارا.

قلت : لَمْ أَسْمَع الجَوَّار بهذا المعنی لغیر اللّیث.

وقال : الْجِوَارُ بالکسرِ : المُجاوَرَه ، والْجُوَار : الاسْم ، ویجمع الجار أَجْوَاراً وجِیرهً وجیراناً ، وأنشد :

* وَرَسْمِ دارٍ دارِسِ الأجوارِ*

ابن الأعرابیّ : بَعِیرٌ جوَرٌّ : أی ضَخْم ، وأنشدَ :

* بَیْنَ خَشَاشَی بَازِلٍ جِوَرِّ*

والخِشَاشان : الْجُوَالِقان.

أبو عُبید ، عن أصحابه : طَعَنَه فَجَوَّرَهُ ، وقد تَجَوَّرَ إذا سَقَط. ومنه المثل السائر :

ص: 122

* یَوْمٌ بِیَوْمِ الخَفَضِ المُجَوَّرِ*

وقد مر تفسیره.

وقال غیره : عُشْبٌ جَأْرٌ وغَمْرٌ ، أی کثیر ، وأنشد :

أَبْشِرْ فهذِی خُوصَهٌ وجَدْرُ

وعُشُبٌ إذا أکَلْتَ جَأْرُ

وقال آخر :

* وکُلِّلَتْ بالأُقحُوَانِ الْجَأْرِ*

وهو الذی طالَ واکْتَهَل.

أجر

قال الله عزوجل : (عَلی أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمانِیَ حِجَجٍ) [القصص : 27].

قال الفرّاء : یقول أَن تَجْعَلَ ثَوَابِی أَنْ تَرْعَی عَلَیَّ غنمی ثمانِیَ حِجج.

وأخبرنی المنذریّ ، عن حسین بن فَهْم ، عن محمد بن سلّام ، عن یونس ، قال : معناها علی أَنْ تُثِیبَنِی علی الإجَارَه.

ومن هذا قول الناس : آجرَکَ اللهُ أَی أَثَابَکَ الله.

وقال الزَّجَّاجُ فی قوله : (قالَتْ إِحْداهُما یا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) أی اتَّخِذْهُ أَجیراً ، (إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ) أی خَیْرَ من استَعْمَلْتَ مَنْ قَوِیَ علی عَمَلِکَ ، وأَدَّی الامانهَ فیه.

قال : وقوله (عَلی أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمانِیَ حِجَجٍ) أی تکون أَجیراً لی ثَمانِیَ حِجَج.

وقال أبو زید ، یقال : آجَرهُ الله یَأْجُرُه أَجْراً ، وأَجرْتُ المملوک ، فهو مَأْجُورٌ أَجراً ، وأَجرْتُه أُوجرهُ إیجاراً ، فهو مُؤْجَرٌ ، وکُلٌّ حَسَنٌ من کلام العرب.

قال الله تعالی : (عَلی أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمانِیَ حِجَجٍ) [القصص : 27] ویقال : أَجَرَتْ یَدُ الرجل تَأجُرُ أَجْراً وأُجوراً ، وذلک إذا جُبِرَتْ فَبَقِیَ لها عَثْمٌ ؛ وهو مَشَشٌ کَهَیْئَهِ الْوَرَم فیه أَوَدٌ.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : أَجَرَ الْکَسْرُ یَأْجُرُ أُجوراً ، إذا بَرَأَ علی اعْوِجَاج ، وآجرْتُهَا أَنَا إیجاراً.

وقال أبو عُبید ، قال الکسائیّ : الإجَارَهُ فی قَول الخَلیل أن تکُون القافیه طَاءً ، والأخری دَالاً ، ونحو ذلک.

قلت : وهذا من أُجور الکسر إذا جبِرَ عَلَی غیر اسْتِواء ، وهو فِعالَه. مَنْ أَجَرَ یَأْجُرُ ، وهو ما أعْطَیْتَ من أَجرٍ فی عَمَل.

قال : والأجر جزَاءُ الْعَمَل ، والأَجَّار : سَطْحٌ لیْسَ حَوالَیْه سُتْرَه. وجمعه أَجَاجِیر.

وفی الحدیث : «مَنْ باتَ علی إجَّار لیس له ما یَرُدُّ قَدَمَیْهِ فقد بَرِیَتْ منه الذِّمَّه» أی علی سطح. قاله أبو عُبید.

قال : والإنْجارُ لُغه. والصَّواب : الإجَّار.

قال ابن السِّکِّیت : یقال ما زالَ ذَاک هِجِّیراه وإجِّیرَاه ، أی دَأْبَهُ وعادَتَه.

الأصمعیّ : قال أبو عمرو : هو الأَجُرُ مُخَفَّفُ الراء ، وهی الآجُرَهُ.

وقال غیره : یقال آجُورٌ وآجُرٌّ ، ویقال لأم

ص: 123

إسماعیلَ النَّبی صلی الله علیه وسلم : هاجَرَ وآجَر.

وقال الکسائیّ : العرب تقول : آجُرَّهٌ وآجُرٌّ للجمیع ، وآجِرَه وجمعها آجُرٌ ، وآجُرَهٌ وجمعها آجُرٌ ، وأَجُورَهٌ وجمعها آجُورٌ.

وجر

قال اللیث : الْوَجْرُ أن تُوجِرَ ماءً أَوْ دَواءً فی وَسَطِ حَلق صَبیّ ، والْمیجَر : شِبْه مُسْعُطٍ یُوجَرُ به الصَّبیَّ الدَّواءُ فی الحلق ، واسم ذلک الدَّواء : الوَجُور.

ابن السِّکّیت وغیره : اللَّدودُ ما کان فی أَحَد شِقَّی الْفَم ، والوَجُورُ فی أَیِّ الْفَم کانَ ، والنَّشُوقُ فی الأنْف.

وقال اللیث : أَوْجَرْتُ فلاناً الرُّمحَ ، إذا طَعَنْتَه فی صَدْره ، وأنشد :

أَوْجَرتهُ الرُّمْحَ شَرْیاً ثم قلتُ له :

هَذی المرُوءهُ لا لِعْبُ الزَّحَالیق

قال : والْوَجرُ الخوفُ ، یقال : إنِّی منه لأَوْجر ، وأَوْجل ، وَوَجِرٌ وَوَجِلٌ ، أَیْ خائِف.

والْوِجارُ : سَرَبُ الضَّبُع ونَحوهِ إذا حَفَر فأَمعن ، والجمیع أَوْجِرَه.

ویقال : تَوَجَّرْتُ الدَّواء ، إذا ابتلعْته شَیئاً بعدَ شیء.

أبو خیره : إذا شَرِب الرَّجل الماء کارِهاً فهو التَّوَجُّر ، والتَّکارُهُ ، وَوَجره : مَوضعٌ مَعروف.

وقال أبو عُبید : الْوَجُورُ وَسَطِ الْفَم ، وقد وَجرْتُه الوَجُورَ ، وأَوُجرتُه ، قال : وأَوْجرتُه الرَّمحَ ، لا غیر.

قال : وقال أبو عبیده : أَوْجَرْتُه الماءَ ، وأَوْجَرْتُه الرُّمح ، وأَوْجرتُه غَیْظاً أَفْعَلْتُه فی هذا کُلِّه.

قال : وقال أبو زید : وجرَته الدَّوَاء أَجرِهُ وَجْراً ، إذا جعَلْتَه فی فیه.

أبو عبید ، عن أبی زید : یقال لجُحْرِ الضَّبَع والذئب. وِجَار وَوَجار.

رجا

قال اللیث : الرَّجاءُ ممدود وهو نقیض الْیَأْس ، والفعل منه ، رَجَا یَرْجُو ، ورَجِیَ یَرْجَا ، وارْتَجَی یَرْتَجِی ، وتَرَجَّی وَیَتَرَجَّی.

قال : ومَنْ قال فعلتُ ذَاکَ رَجاهَ کذا وکذا ، فهو خَطأ ، إنما یقال رَجاءً کذا وکذا.

قال : والرَّجْوُ المُبالاهُ ، یقال : ما أرجو ، أی ما أُبالی.

قلت : أَما قوله : رَجِیَ یَرجَی ، بمعنی رَجَا. فما سمعته لغیر اللیث. ولکن یقال : رَجِیَ الرَّجُل یَرجَی إذا دُهِشَ.

وأَخْبرنی المنذریّ ، عن ثعلب عن سلمه عن الفراء ، قال : یقال بَعِلَ ، وبَقِرَ ، ورَتِج ، ورَجِیَ ، وعَقِرَ ، إذا أرادَ الْکلامَ فأُرْتِجَ علیه.

وأما قوله : الرَّجْوُ الْمَبالاه ، فهو مُنْکَر ، إنما یُسْتعمل الرَّجاءُ فی موضع الخوف إذا کان معه حَرْفُ نَفْی.

ص: 124

ومنه قولُ الله جلَّ وعزَّ : (ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13)) [نوح : 13] المعنی : ما لکُمْ لا تَخافون لله عَظَمه ، ومنه قول الرَّاجز.

أنشده الفراء :

لا تَرْتَجِی حین تُلاقِی الذَّائدَا

أَسَبْعَهٌ لاقَتْ مَعاً أَوْ وَاحداً

قال الفراء : وقد قال بعضُ المفَسِّرین فی قول الله : (وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا یَرْجُونَ) [النساء : 104]. إنَّ معناه تخَافُون.

قال الفراء : ولم نَجدْ مَعْنَی الْخوف یکونُ رَجاءً إلا ومعه جَحْد. فإذا کان کذلک کان الخوفُ علی جههِ الرَّجا والْخوف ، وکان الرَّجَا کَذلِکَ ، کقول الله جلَّ وعزَّ : (قُلْ لِلَّذِینَ آمَنُوا یَغْفِرُوا لِلَّذِینَ لا یَرْجُونَ أَیَّامَ اللهِ) [الجاثیه : 14] هذه للَّذین لا یَخافونَ أیامَ الله.

وکذلک قوله : (ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13)) [نوح : 13].

وقال أبو ذؤیب :

إذا لسَعَتْهُ النحْل لم یَرْجُ لَسْعَتَها

وحَالَفها فی بَیْتِ نُوبٍ عَوامِل

قال : ولا یَجوزُ رَجوْتک وأنْتَ تُریدُ خِفتُکَ ، ولا خِفتُکَ وأنت تریدُ رَجوْتُک.

وقال اللیث : الرَّجا مَقصور : ناحیَهُ کلِّ شیء ، والجمیع : الأرْجاء. والاثنان : الرَّجَوَان ، ومنه قول الله تعالی : (وَالْمَلَکُ عَلی أَرْجائِها) [الحاقه : 17] أی نواحِیها.

وقال ذو الرمه :

بَیْنَ الرَّجا والرَّجا من جَیْبِ وَاصِیهٍ

یَهْماء خَابِطُها بالْخَوفِ مکعوم

والأرْجاءُ یُهْمزُ ولا یُهمز.

قال ابن السکیت : یقال أَرْجَأْتُ الأمر وأَرْجیته ، إذا أخَّرتَهُ.

قال الله جلَّ وعزَّ : وآخرون مرجؤن لأمر الله [التوبه : 106]. وقرئ : (مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ). وقریء : (أَرْجِهْ وَأَخاهُ). وقریء :

(أَرْجِئْهُ وأَخَاه).

قال : ویقال هذا رجلٌ مُرْجِیٌ ، وهم المُرْجِئَهُ ، وإن شئت قلت : مُرْجٍ ، وهُم الْمرجیَه.

قال : وینسبون إلیه فی قول مَنْ لا یَهمِز مُرْجِیٌ ، ومن قال بالهمز قال : مُرْجَائیَّ.

وقال غیره : إنما قیلَ لهذه العِصَابه مُرْجئه ، لأنَّهم قَدَّموا القولَ. وأَرجئوا الْعَمل. أی أَخَّرُوه.

وقال أبو عمرو : أَرْجَأَت الْحامِلُ إذا دَنَا أن یَخْرُجَ وَلَدُهَا ، فهی مُرْجئٌ ومُرْجئهٌ.

وقال ذو الرمه :

* إذا أرْجَأَتْ ماتَتْ وَحَیَ سَلِیلُها*

ویقال : أرْجَتْ بغیر همزٍ أیضاً.

روج

أبو العباس عن ابن الأعرابیّ : الرَّوْجهُ الْعَجَلَه.

وقال اللیث : تقول رَوَّجتُ له الدراهم.

ص: 125

قال : والأوَارِجهُ من کُتب أصحاب الدَّواوین فی الْخَراج وغیره.

یقال : هذا کتاب التّأْرِیج.

وقال غیره : رَوَّجتُ الأمرَ فراجَ یَرُوجُ رَوْجاً إذا أرَّجتَه.

أرج

قال اللیث : الأَرْجُ نَفحهُ الرِّیح الطَّیِّبَه.

تقول : أرِجَ البیتُ یأْرَجُ أَرَجاً ، فهو أَرجٌ بریحٍ طَیِّبَه ، والتَّأْرِیجُ شِبْهُ التّأْرِیشِ فی الْحَرب. وقال العجاج :

* إنا إِذَا مُذْکِی الحُرُوبِ أَرَّجا*

والأرِیجَهُ : الرائِحهُ الطَّیِّبه ، وجمعها الأرَایِیج.

وقال غیره : أَرَّثْتُ النارَ وأَرَّجتُها ، إذا شَعْلَتها.

وقال اللیث : الیارجان کأنه فارِسیَّه ، وهو من حُلِیِّ الیدین.

وقال غیره : الأیَارِجه دَواء. وهو معرَّب.

[باب الجیم واللام] [ج ل (وا یء) ]

اشاره

جلا ، (جلی) ، جال ، لجأ ، ولج ، وجل ، أجل ، جلأ ، جیل.

جلا

قال اللّیث : یقال جَلا الصیْقَلُ السَّیفَ جِلاءً ، واجتَلاه لِنَفسه.

قال لَبِید :

جُنوحُ الهالِکیِّ علی یَدَیْه

مُکِبّاً یجتَلِی نُقَبَ النِّصَالِ

قال : والماشِطَه تَجلُو العروس جَلْوهً وجِلْوَه. وقد جُلِیَتْ علی زواجها.

واجتلَاها زوْجُها ، أی نَظَر إلیها. وأمْرٌ جَلِیٌ : واضِحٌ.

وتقول : أَجْلِ لی هذا الأمرَ ، أی أَوْضِحْهُ.

وقال زهیر :

وإنَّ الْحَقَّ مَقطعُه ثَلاثٌ

یمینٌ أوْ نِفَارٌ أَوْ جِلَاءُ

قال : یرید بالجِلاء الْبَیان ، والنِّفار الْمحاکَمه ، وأراد بالجِلاء البینَه والشُّهود.

وقال اللّیث : یقال ما أقَمتُ عندهم إلَّا جِلاءً یومٍ واحد ، أی بَیاضَ یَوْمٍ واحد.

وقال الراجز :

مَا لیَ إنْ أَقْصَیْتَنِی من مَقْعَدِ

ولا بِهَذِی الأرْض من تَجلُّدِ

* إلَّا جلاءَ الیوم أو ضُحَی الْغَدِ*

ویقال للمریض : جَلَا اللهُ عنه المرض ، أی کَشَفَه ، والله یُجَلِّی السَّاعَه ، أی یُظْهِرُها.

قال الله : (لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) [الأعراف : 187].

والْبَازِی یُجَلِّی إذا آنس الصَّیْد ، فرفع طَرْفَه ورأْسه ، وتَجَلَّیْتُ الشَّیءَ ، إذا نَظَرْتَ إلیه.

وقول الله جلَّ وعَزَّ : (فَلَمَّا تَجَلَّی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) [الأعراف : 143].

حَدَّثنی المنذریّ ، عن أبی بکر الخطّابیّ

ص: 126

عن هُدْبَه ، عن حَمَّاد ، عن ثابت ، عن أَنسَ ، قال : قرأ رسولُ الله صلی الله علیه وسلم : (فَلَمَّا تَجَلَّی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا) [الأعراف : 143] قال : وَضَعَ إبْهامَهُ علی قَریبٍ من طَرَفِ أَنْمُلَهِ خِنْصَرِه ، فَساخَ الجبَل.

قال حمّاد : قلت لثابِت : تَقول هذا؟

فقال : یقوله : رسولُ الله ، ویقوله أَنَس ، وأَنا أکتُمْه.

وقال الزّجاج فی قوله : (فَلَمَّا تَجَلَّی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) أیْ ظَهَرَ وَبَانَ ، وهو قول أَهْلِ السُّنّه والجماعه.

وقال اللّیْث : قال الحسن : تَجَلَّی بَدَا لِلْجَبَلِ نُور العَرْش.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : جَلاهُ عن وطَنِه ، فَجَلا ، أی طَرَدَهُ فَهَرَبَ ، قال : وجَلَا أیضاً ، إذا عَلا ، وجَلَا ، إذا اکتَحَل ، قال : والجَلَا. مَقصور ، والجِلَاءُ مَمدود ، والجِلَا مَقصور : الأثمِد ، وأنشد :

أَکحُلْکَ بالصّابِ أو بالجِلا

فَفَتِّحْ لذلک أو غَمِّضِ

ویقال : جَلَا القَومُ عن أَوْطَانِهم ، یَجْلُون ، وأَجْلَوْا ویُجلُون ، وجَلّوا یُجِلُّون ، إذا خَرجوا من بَلَدٍ إلی بَلد ، ومنه یقال : استُعمِلَ فلانٌ علی الجَالِیهَ ؛ والجَالّهِ لُغَتان.

والجَلاءُ ممدود مَصدَرُ جَلا عَن وَطَنه ، ویقال : أَجلاهم السُّلطان فأَجْلَوْا وجَلَوْا ، أی أخرَجَهم فَخَرجوا.

وقیل لأهلِ الذِّمّه : الجالِیَه ؛ لأنّ عمر بن الخطاب أَجلَاهُم عن جزیره العرب لِما تَقَدّمَ من أمر النبی صلی الله علیه وسلم فیهم ؛ فسُمُّو جالِیَه. ولزمهم هذا الاسم أیْنَ حَلُّوا ثُمّ لَزِمَ کُلّ من لَزِمتْه الجِزیه من أهلِ الکتاب بکُلِّ بَلَد ، وإن لم یُجلَوا عن أَوطانهم.

وقال الأصمعیّ : یقال : جَلّی فلانٌ امرَأَتَه وَصیفاً حین اجتَلاها ، أی أعطاها وصیفاً عِندَ جَلْوَتِها. ویقال : ما جِلْوَتُها بالکسر.

فیُقال : کَذَا وکَذَا.

وقال أبو زید : یُقال : جَلَوْتُ بَصَرِی بالْکُحْلِ جَلْواً. وَانجَلی الْفَمُ انجلاءً.

وجَلَوتُ عَنِّی هَمِّی جَلواً ، إذا أَذهَبتَه.

وأَجْلَیتُ العمامَهَ عن رَأْسی ، إذا رَفَعتها مع طَیِّها عن جَبِینک.

وقال أبو عبید : إذا انحسر الشّعرُ عن جانِبی جَبْهَه الرّجُل ، فهو أَنزَع ، وإذا زاد قلیلاً فهو أَجْلَح ، فإذا بَلَغَ النِّصفَ ونحوه فهو أَجلَی ، ثم هو أَجْلَهُ ، وأَنشد :

* مَعَ الجَلَا ولائِحِ القَتِیرِ*

وقد جَلَی یَجْلِی جَلًی ، فهو أَجْلَی ، وانْجَلی الظّلامُ انْجِلاءً ، إذا انکَشَفَ ، ویقال للرجل إذا کان عَالی الشّرف ، لا یَخْفَی مکانُه : هو ابْنُ جَلَا.

وقال القُلاخ :

ص: 127

أنا الْقُلَاخُ بنُ قُلاخِ بنِ جلَا

ابنُ جَتَاثِیْر أَقُودُ الْجَمَلا

وقال سُحَیْم بن وَثیل الرّیاحی :

أَنا ابْنُ جَلا وطَلّاعُ الثّنایا

مَتَی أَضَعِ الْعِمامَهَ تَعْرِفونی

ویقال : تَجلّی فلانٌ مکانَ کَذا ، إذا علاه ، والأَصْل : تَجَلّله.

قال ذو الرمه :

فَلَمّا تَجَلّی قَرْعُها الْقاعَ سَمْعَه

وبَانَ له وَسْطَ الأَشاءِ انْغِلالُها

قال أبو نصر : التّجَلِّی النّظَر بالأشراف.

وقال غیره : التّجَلِّی التّجَلُّل ، أی تَجَلّلَ فَرْعُها سَمْعَه فی الْقاع.

رواه ابن الأعرابیّ :

* تَجَلّی فَرْعُها الْقاعَ سَمْعَه*

وقال الله جَلّ وعَزّ : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها (3)) [الشمس : 3].

قال الفراء : إذا جَلّی الظُّلْمه ، فجازت الکِنَایَه عن الظّلْمه ، ولم تُذْکَر فی أوّله : لأنّ معناها مَعْروف ، أَلا تَری أنک تقول : أصْبَحت بارِدَهً ، وأَمْسَتْ عَرِیّهِ ؛ وهَبّتْ شَمالاً ، فکَنّی عن مُؤَنّثات لم یَجْرِ لَهُنّ ذِکْر لأن مَعناهُن مَعْروف.

وقال الزّجّاج : إذا جَلّاها إذا بَیّنَ الشّمس ؛ لأنّها تَتَبین إذا انْبسط النهار.

وقال اللیث : أَجْلَیْتُ عنه الْهَمّ إذا فَرّجت عنه ، وانْجلت عنه الهموم ، کما تَنْجَلِی الظُّلمه.

ویقال : أَخْبرنی عن جَلِیّهِ الأمْر ، أی حَقِیقَتِه.

وقال النابغه :

وآبَ مُضِلُّوه بِعَیْنٍ جَلِیّهٍ

وغُودِرَ بالجوْلَانِ حَزْمٌ وناثِلُ

یقول : کذّبُوا بخَبره أَول ما جاء. فجاء دافِنوه بخبر ما عایَنُوه.

ابن السِّکِّیت : قال الکِسَائیّ : فعلت ذاک من إجلَاک ، وأَجلَاک ، ومن جلالِکَ ، أی فعلته من جَرّاکَ.

جول - جیل

قال اللیث : یُقال جالُوا فی الحرب جَوْلَهً ، وجالوا فی الطّوفان جَوَلاناً وجوّلتُ البِلادَ تَجْویلاً ، أی جلْت فیها کثیراً.

والْجَوْلَانُ : التّراب الذی تَجُولُ به الریح علی وجه الأرض.

قال : والْجَوْلُ والْجُولُ ، کُلٌّ لغاتٌ فی الْجَوَلَان. قال : ویقال جَال التُّراب وانْجال. قال : وانْجِیاله انکِشاطُه. قال : ویقال للقوم إذا ترکوا الْقَصْدَ والهُدی : اجتالهم الشیطان أی جالوا معه فی الضّلاله.

وفی الحدیث : «إنّ الله جلّ وعزّ قال : إنِّی خَلَقْتُ عِبَادِی حُنفَاءَ فاجتالتهم الشّیاطین»

ص: 128

أی اسْتَخَفّتْهُم ، فجالوا معها.

وقال اللیث : وِشَاحٌ جَایِلُ ، وبطانٌ جَایِلُ وهو السّلِس.

ویقال : وِشَاحٌ جالٌ ، کما یُقال : کَبْشٌ صائِفٌ ، وصَافٌ ، ورجل شائِکُ السِّلاح ، وشَاکٌ. ویقال : أَجَلْتُ السِّلاح بین القوم إذا حَرّکْتَها ثم أَفَضْتَ بها فی القِسْمه ، ویقال : أَجالوا الرّأیَ فیما بینهم.

أبو عُبید ، عن الفرّاء : اجْتَلْتُ منهم جَوْلاً ، وانتضَلْتُ منهم نَضْلَهً معناهما الاختیار.

أبو عبید : الْجَالُ والْجولُ نواحی البِئر من أَسفلها إلی أعلاها.

وقال أبو الهیثَم : یقال للرّجل الذی له رأی ومُسْکَه : رجلٌ له زَبْرٌ وجَولٌ ، أی تَماسُک لا ینهدِمُ جُولُه ، وهو مَزبُورٌ ما فوق الجُولِ منه ، وصُلْبٌ ما تحت الزّبْرِ من الجُول.

ویقال للرجل الذی لا تماسُک له ولا حزْم : لیس لفلان جُولٌ أی ینهدِم جُولُه ، فلا یُؤْمَنُ أن یکون الزّبْرُ یسقُط أیضاً.

وقال الرّاعی یمدح عبد الملک :

فأَبوکَ أَحْزَمُهم ، وأنت أمیرهم

وأشَدُّهمْ عند العزائم جُولاً

ویقال فی مَثَل : لیس لفلان جُولٌ ولا جالٌ ، أی لیس له حزم.

شَمر ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الجولُ الصخره التی فی الماء ، یکون علیها الطّیُّ ، فإنْ زالت تلک الصّخْره ، تهوّر البئر ، فهذا أصل الجُول ، وأنشد :

أَوْفَی علی رُکْنین فوق مَثَابهٍ

عن جُولِ نازحهِ الرِّشاءِ شَطُونِ

وقال اللیث : جالا الوادی جَانبا مائه ، وجالا البحر شطّاه ، والجمیع الأجوال ، وأنشد :

* إِذا تنازعَ جالا مَجْهَلٍ قذَفٍ*

أبو عبیده ، عن الفرّاء ، قال : جَوَلانُ المالِ : صغارُه وردیئُه ، وجَوْلان : قریهٌ بالشام.

وقال اللحیانیّ : یومٌ جولانیُ ، وجَیْلانیّ : کثیرُ التراب ، والرِّیج.

ورُوِی عن عائشه ، أنّها قالت : کان النبی صلی الله علیه وسلم إذا دخل إلیها ، لبس مِجْوَلا.

قال أبو العَبّاس ، قال ابن الأعرابیّ : المجْوَلُ الصُّدْرهُ ، وهو الصِّدار ، قال : والمجوَلُ الدرهمُ الصحیح ، والمجوَلُ العُوذَهُ ، والمجولُ : الحمار الوحشیُّ ، والمجوَلُ هلالٌ من فِضّهِ یکون وسطَ القلاده ، والأجولیُ من الخیل : الجَوّالُ السریع.

جلأ

أبو زید : جَلأْتُ بالرجلِ أَجَلأُ به جَلأً إذا صَرَعَته ، وجلأ بثوبه : رمی به.

أبو عُبید : الاجئِلال بوزن الافعِلال :

ص: 129

الفزَعُ والوَجل.

وأنشد :

* للقَلْبِ من خوْفِهِ اجْئِلَالُ*

شَمر ، عن ابن الأعرابیّ : اجئلال أصله من الوجل ؛ قلت : لا یَسْتَقیم هذا القول إلا أن یکون مقلوباً کأنه فی الأصل إیجْلال ، فأُخِّرت الیاءُ والهمزه بعد الجیم. وفیه وجهٌ آخر.

قال أبو عبید ، قال أبو زید : من أسماء الضِّباع. والجَیْأَل.

قال : وقال الکسائی : هی الجَیْأَله.

وقال أبو الهیثم ، قال ابن بُزُرْج ، قالوا : فی الجیأَل ، وهی الضبُع ، جأَلَت تجأَلُ ، إذا أجمعت.

قال :

وکان لها جاران لا یُخفرانها

أبو جَعْدَهَ العادی وعَرفاءُ جَیْأَل

أبو جَعْدَه : الذئب ، وعَرفاء : الضبع. وإذا اجتمع الضبع فی غنم منع کلُّ واحدٍ منهما صاحبَه ، وقال سیبویه فی قولهم : اللهُمّ ضبُعاً وذئباً أی اجمعهما ، وإذا اجتمعا سلمت الغنم.

قال : والجَأَثانُ مثلُ مَشی الظلیم وما أشبهه من مَشی الناس ، وقد جأثت جأَثاناً.

قلت : وجائز أن یکون اجْئِلال افعِلالاً من جَأَلَ یجأَلُ إذا ذهب وجاء ، کما یقال : وجَف القلبُ إذا اضْطَرَبَ.

وجل

قال اللیث : الوجَل ، الخوْف ، وأنا وَجلٌ من هذا الأمر ، وقد وجِلْتَ ، فأنت تَوجلَ ، ولُغهٌ أخری تَیْجلُ ، ویقال تأجل ، وهو وَجِلٌ وأوْجل ، وأنشد :

لَعَمْرَکَ ما أَدْرِی وإنی لأَوْجلُ

عَلَی أَیِّنا تَعْدو المنیّه أَوّلُ

جیل

أخبرنا ابنُ رزین ، عن محمد بن عمرو ، عن الشاه ، عن المؤرج فی قول الله جل وعز : (إِنَّهُ یَراکُمْ هُوَ وَقَبِیلُهُ) [الأعراف : 27] أی جِیلُه ومعناه جِنسه.

وقال عمرو بن بجر : جَیْلانُ فَعَلَهُ الملوک.

وکانوا من أهل الجیل : وأنشد :

أتیح لهُ جَیلانُ عند جِدَاره

وردّد فیه الطرفَ حتی تحیّرا

وأنشد الأصمعیّ :

أرسل جَیلانَ ینحِتون له

ساتیدَ ما بالحدید فانصدَعا

وقال اللیث : الجیلُ کلُّ صنف من الناس ، التُّرک جیل ؛ والصِّین جیل ، والجمیع أجیال ، وجَیْلانُ : جیلٌ من المشرکین خلف الدّیلم ، یقال لهم : جیلُ جیلان.

ولج

فی «نوادر الأعراب» : وَلّجَ فلانٌ ماله توْلیجاً ، إذا جعله فی حیاته لبعض ولَدِه

ص: 130

فتسامَع الناسُ بذلک ، فانَقَدَعُو عن سُؤاله.

وقال اللیث : الولُوج الدُّخول ، قال الله جلّ وعزّ : (وَلَمْ یَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَهً) [التوبه : 16].

وقال أبو عبیده : الولیجهُ البطانَه ، وهی مأخوذه من وَلَج یَلِجُ وُلوجاً ، إذا دخل ، أی یَتّخذوا بینهم وبین الکافرین دخیلهَ مَوَدّه.

وأخبرنی المنذریّ عن الغسّانیّ ، عن أبی عبیده ، أنه قال : وَلِیجَهُ ، کلّ شیءٍ أدخلته فی شیءٍ لیس منه فهو ولیجه ، والرجل یکون فی القوم ولیس منهم فهو ولیجهٌ فیهم. یقول : فلا تتخذوا أولیاء لیسوا من المسلمین دون الله ورسوله. ومنه قوله :

فإنّ القوافی یَتّلجْنَ مَوَالجاً

تضایَقَ عنه أن تَولّجهُ الأمرْ

وقال الفراء : الولیجهُ البِطانهُ من المشرکین.

والتّوْلَجُ : کِنَاسُ الظِّباء وبَقَر الوحش ، وأصله «وَوْلَج» فَقُلِبَتْ إحدی الواوین تاء ، وقد اتّلَجَ فی تَوْلَجِه ، وأَتْلَجُهُ الْحَرُّ فیه ، أی أَوْلَجه.

وقال اللیث : جَاءَ فی بعض الرُّقَی : أَعُوذُ باللهِ من کُلِّ نَافِثٍ ورَافثٍ ، وشَرِّ کُلِّ تَالِجٍ وَوَالِج.

وقال ابنُ الأعرابیّ : أَوْلَاجُ الْوَادِی : مَعاطِفُه وزوایاه ، وَاحِدَتها وَلَجَه ، وتُجْمَعُ : الْوُلُج ، وأنشد ابن الأعرابی :

أَنْتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ الْبِطاحِ ولَمْ

تَعْطِفْ علیک الحُنِیُّ والْوُلُجُ

قال : الْحُنِیُّ : الأَزِقّهِ والوُلُجُ مثله ، والْوُلُجُ : النّواحی ، والْوُلُج أیضاً : مَغَارِف الْعَسَل. وقال ابن السکیت : الوَلَجَهُ مکانٌ من الوادی دایعه فیها شجر ، وأنشد :

* ولم تُطرّق علیک الحنِیُّ والوَلَجُ *

قال : والوَلَج : جمع وَلَجهٍ.

لجأ

أبو زید : لَجأَتُ إلی المکان ، فأَنا أَلْجأُ إلیه لُجوءًا وَلَجْأً. وأَلْجَأْتُ فُلاناً إلی الشّیء إِلْجاءً إذا اضْطَرَرْتَه ، ولَجَأ : اسم رجل.

یقال : أَلْجَأْتُ الشّیء ، إذا حَصّنْتَه فی مَلْجأ ولجاء والْتَجأْتُ إلیه الْتِجاءً.

وقال أبو الهیثم : التّلجِئَهُ أَنْ یُلجئَکَ أن تَأتِیَ أمراً باطنُه خلافُ ظاهره ، وذلک مثلُ إشْهادٍ علی أَمْرٍ ظاهرٍ ، وباطنه خلاف ذلک.

وقال ابن شُمیل : أَلْجأتُه إلی کذا ، أی اضْطَررته ، قال ولجّأ فلان ماله ، والتّلجئَهُ أن یَجْعَلَهُ لبَعْضِ وَرَثَتِه دونَ بَعْض ، کأَنّه یَتَصَدّق به علیه ، وهو وارثهُ ، قال : ولا تَلجِئَهَ إلّا إلی وارِث. قال ابن الأنباریّ : اللّجَأُ مهموز مقصور : ما لجأتَ إلیه ، واللجا مقصور غیر مهموز : جمع لجاهٍ.

وهی الضِّفْدَعَهُ الأنثی ، یقال لذکرها : لَجأَ.

ص: 131

قال ابن شمیل : ویقال : أَلَکَ لَجَأٌ یا فلان؟ واللّجَأُ : الزّوجه. وقال اللِّحیانیّ : یقال : ما لی فیه حَوْجَاءُ وَلا لَوْجَاء ، وما لی فیه حُوَیجاء ، ولا لُوَیجاء کلاهما بالمَدّ ، أی ما لی فیه حَاجَه.

وقال غیره : یقال ما لِیَ علیه عِوَجٌ ولا لِوَج.

أجل

قال اللیث : الأجَلُ غایهُ الوقْت فی المَوت ، ومَحَلُّ الدّیْن ونحوه.

أبو عُبَیْد عن أبی زید : أَجَلْتُ علیهم آجَلُ أَجْلاً : أی جَرَرْتُ جَریرهً.

وقال أبو عمرو ، ویقال : جَلَبْتُ علیهم ، وجَرَرْتُ ، وأَجَلتُ ، بمعنًی واحد ، أی جَنَیْت. الکسائی : فعلت ذَاک من أَجْلَاک وإجْلاکَ ومن جَلَالِکَ بمعنًی واحد.

الحرانیّ عن ابن السکّیت : فعلتُ ذاک من أجْلکَ ، وإذا اسْقَطْتَ «مِنْ» قلتَ : فعلتُ ذاک أَجْلَکَ. هذا کلامُ العرب ، ومن أجل جَرّاک ، وإذا جِئْتَ ب- «من» قلت : من أجلِکَ. وتقول أجَلَ هذا الشیء یأجِلُ فهو آجِل ، وهو نَقیض الْعَاجل ، قال : والأجیلُ والْمُؤَجّلُ إلی وَقْت ، وأنشد :

* وغَایَهُ الأَجِیلِ مَهْوَاهُ الرّدَی*

الحَرانیّ عن ابن السکیت : الأجْلُ : مَصْدَر أَجَلَ علیهم شَرّاً یَأجِلَهُ أَجْلاً إذا جَنَاه علیه.

وقال خَوّاتُ بن جُبَیْر :

وأهْلِ خِبَاءٍ صَالحٍ ذاتُ بینهم

قد احْتَرَبوا فی عاجِلٍ أنا آجِلُه

أی جَانیه.

قال : والأَجْلُ الْقَطیعُ من بَقَر الوحش ، وجمعه الآجَال.

قال : وحَکَی لنا الفَرّاء : والإجْلُ وَجَعٌ فی الْعُنق.

وحکی عن أبی الجرّاحِ ، أنه قال : بی إجْلٌ فَأَجِّلونی ، أی دَاوُونی.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : هو الأَجَلُ والأَدَل ، وهو وَجَعُ العُنُق من تَعادِی الْوِسَاد.

وقال الأصمعیّ : هو الْبَدَلُ أیضاً ، وقول الله جلّ وعزّ : (مِنْ أَجْلِ ذلِکَ کَتَبْنا عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ) [المائده : 32]. الأَلفُ مقطوعهٌ من جَرّی ذلک وربّما حَذَفَت العرب مِنْ فقالت : فَعَلْتُ ذاکَ أجْلَ کذا.

قال عدِیّ :

أجْلَ أنّ اللهَ قد فَضّلَکُمْ

فوق ما أحکی بصُلْب وإزارِ (1)

رواه شَمِر : إجْلَ أَنّ اللهَ قد فضّلکم.

وقال اللیث : الآجِلَه الآخِره ، والعاجِلَهُ الدُّنیا.

قلت : والأُصل فی قولهم فَعَلْتُه من أجلِکَ ، من قولهم أجَلَ علیه أجْلاً ، أیْ

ص: 132


1- کذا فی المطبوع ، وفی «اللسان» بإزار.

جَنَی وَجَرَّ. والمَأجَل : شِبْهُ حَوْضٍ واسعٍ یُؤْجَلُ فیه ماءُ القَناه إذا کان قلیلاً ، أی یجْمَعُ ، ثم یُفجَّر إلی المزرعه ، وهو بالفارسیه طَرخَا.

وقال غیر اللیث : المأْجَلُ : الجِبَأهُ التی یجتمع فیها میاه الأمطار من الدّور قلت : وأصلُ قولهم : من أجلک ، مأخوذ من قولک : أجَلْتُ ، أی جَنیت ، وهو کقولک : فعلت من جرَّاک.

وبعضهم لا یهمِزُ المأْجَل ، وبکسر الجیم ، فیقول الماجل ، ویجعله من المَجْل ، وهو الماء یجتمع فی النُّقطه تمتلیء ماء من عَمَل أو حَرَق.

وأَجَلْ : تَصْدیقٌ لخبرٍ یُخْبِرُک به صاحِبُک ، فنقول : فَعل فلان کذا وکذا ، فَتُصَدِّقه بقَولک له : أجَلْ ، وأَمَّا نعم ، فإنَّه جواب المستَفْهِم بکلام لا جحَدْ فیه ، یقول لک هل صَلَّیْت ، فتقول : نعم.

[باب الجیم والنون] [ج ن (وا یء) ]

اشاره

جنی ، جنأ ، وجن ، نجا ، نجأ ، جون ، ونج ، نأج ، أجن ، نوج : [مستعمله].

جنی

رُوِیَ عن علیّ بنِ أبی طالب رضی الله عنه أنَّهُ دَخَلَ بَیتَ المال ، فقال : یا حَمْراءُ ، ویَا بَیْضَاءُ احْمَرِّی وابْیَضِّی.

وغُرِّی غَیْری.

هذا جَنَایَ وخِیَارُه فیه

إذْ کلُ جانٍ یَدُه إلی فیه

قال أَبو عبید : یُضرَبُ هذا مثلاً للرجل یُؤثِرُ صاحبه بخیار ما عنده.

وذکر ابن الکلبی أنَّ المثل لعمرو بن عَدِیِّ اللّخْمِیّ ابن أخت جَذِیمَه ، وأن جذیمه نزل منزلاً وأمَرَ الناسَ أن یَجتنُوا له الْکَمْأَهَ ، فکان بعضهم یَستأثر بخیر ما یجد ، فعندها قال عمرو :

هذا جَنَایَ وخِیارُه فِیه

إذْ کُلُ جانٍ یَدهُ إلی فیه

وقال اللیث : یقال : جنی الرجل جنایه ، إذ جرّ جریرهً علی نفسه أَوْ علی قَوْمه یجنی ، وتجنَّی فلانٌ علی فلان ذنباً لم یَجْنِه ، إذا تَقَوَّله علیه وهو برئ.

والجَنَی : الرُّطَبُ.

وأنشد الفراء فیه :

* هُزِّی إلیْک الجِذعَ یَجنِیک الجَنَی *

ویُقال للعسل إذا اشْتِیر : جَنًی ، وکلُّ ثَمَرٍ یُجتَنَی ، فهو جَنًی مقصور.

والاجتِناء : أَخْذُکَ إیَّاه ، وهو جنًی ما دام طَرِیّاً ، ویُقال لکل شیء أُخِذَ من شَجره قد جُنِیَ واجتُنِیَ.

وقال الراجز یذکر الکَمْأَه :

* جنَیْتُهُ من مُجْتَنی عَویص*

وقال آخر :

* إنکَ لا تَجْنِی من الشّوْکِ العِنَبْ*

ویقال للثّمر إذا صُرِمَ : جَنِیّ.

ص: 133

وقال أبو عُبید : یقال جنَیتُ فلاناً جَنًی أی جنَیْتُه له ، وأنشد :

ولَقَدْ جَنَیْتُکَ أَکْمُؤاً وعَساقِلاً

وَلَقَد نَهَیْتُکَ عن بَناتِ الأوْبَرِ

وقال شمِر : جنیتُک جنَیْتُ لَکَ وَعَلَیْک ، ومنه قولک :

جانِیکَ مَنْ یَجنی علیک وقَدْ

تُعْدِی الصِّحاحَ فتَجْرَبُ الجُرْبُ

قال أبو عبید فی قولهم : جانیکَ مَنْ یَجنِی علیک ، یُضْرَب مَثلاً للرّجل یُعاقَب بجنایته ، ولا یُؤخَذُ غیره بذَنبه.

وقیل معناه : إنما یَجنِکَ مَنْ جنایَتُه راجعه إلیک ، وذلک أنَّ الإخوه یجنون علی الرجل ، یدل علی ذلک قوله :

* وقد تُعْدِی الصِّحاحَ مَبارکُ الجُرْبِ*

وقال أبو عبید : ومن أَمْثالهم «أَجنَاؤُها أَبْنَاؤها».

قال أبو عُبید : الأَجناء ، جَمْع الجانی ، والأبناء جمع البانی ، مثل : شَاهِد وأشْهاد ، ونَاصِر وأَنصار ، والمعنی أنَّ الذی جنی فَهَدم هو الذی بَنَی بغَیْر تَدْبیر فاحتاج إلی نقص ما عَمل وإفساده.

وقال أبو الهیثم : فی قوله : «جانیک مَن یجنی علیک» یراد به الجانی لک الخیر مَن یجنی علیک الشرّ. وأنشد :

* وقد تُعدی الصحاح مبارک الجُرْب*

وقال شمر : قال ابن الأعرابیّ جنأ فی عَدْوِه إذا أَلَحَّ وأَکبّ وأنشد :

وکأنه فَوْتَ الجوالب جانئاً

رِئمٌ یضایفه کلابٌ أخْضَعُ

یُضایفه : یُلحِیه رِئمٌ أخضع.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الجانی اللَّقّاح.

قلت والجانی : الکاسب.

ویقال : أَجنتِ الشجره ، إذا صار لها جَنًی یُجنیَ فَیؤکل.

وقال الشاعر :

* أَجنَی له باللِّوَی شَرْیٌ وتَنُّومُ*

جنأ

أبو زید جَنَأَ الرَّجُل یَجْنأُ جُنُوءًا علی الشیء ، إذا أکَبَّ علیه ، وأنشد :

أغَاضِرَ لو شَهِدْتِ غَدَاهَ بِنْتُمْ

جُنُوءَ الْعَائِدَاتِ علی وِسَادِی

قال : وجَنئَ الرجلُ یَجْنَأُ جَنَأً ، إذا کانت فیه خِلْقَهً.

وقال الأصمعیّ : یقال للرجل إذَا انْکَبَّ علی فَرَسه ، یَتَّقی الطَّعْن : قد جَنَأَ یَجْنَأ جُنُوءًا.

وقال مالک بن نویره :

ونَجَّاکَ مِنَّا بعد ما مِلْتَ جَانئاً

ورُمْتَ حِیاضَ الموتِ کلَّ مَرامِ

قال فإذا کان مُسْتَقیم الظَّهر ، ثم أَصَابَهُ جَنَأ ، قیل : جَنِئَ یَجنَأ جَنأ ، فهو أَجنَأَ ، قال : وإذا أکَبَّ الرجلُ علی الرَّجلَ یَقِیه

ص: 134

شیئاً ، قیل : أَجنَأَ علیه إجناء.

وفی الحدیث : أَنَّ یهودیّاً زَنَی بامرأه ، فأَمَرَ النبیُّ صلی الله علیه وسلم بِرْجِمهما ، فَعَلِقَ الرَّجلُ یجانئُ علیها یَقِیها الحِجَارَه» ، أی یُکِبُّ علیها.

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : المُجْنَأ التُّرْس.

قاله أبو قیس :

* وَمُجْنَإٍ اسْمَرَ قَرَّاعِ*

قال : والمُجْنَأ حُفْرَهُ القبر.

قال الْهُذَلِیْ :

إِذَا ما زَارَ مُجْنأهً علیها

ثِقال الصَّخْرِ والخشَبُ الْقَطِیلُ

وقال اللیث : الأَجنأ الذی فی کاهله انْحنَاءٌ علی صدره ، ولیس بالأحْدَب.

أبو عبید ، عن أبی عمرو : رَجلٌ أَجنَأ وأَدْنأ مهموزان ، بمعنی الأقْعَس ، وهو الذی فی صدره انْکبابٌ إلی ظَهْره.

وقال اللیث : ظَلیم أَجنَأ ، ونَعَامَهٌ جَنْآء ، ومن حذف الهمز قال : جَنْواء ، والمصدر : الجنَأ ، وأنشد :

* أَصَکُّ مُصَلَّمُ الأذْنَیْن أَجنَا*

قُلت : وقال غیره فی قوله : أجنَی ، صَار له التّنُّومُ والآءُ جَنًی یأکله ، وهو أصَحّ.

نجا

قال اللیث : یقال نَجَا الرَّجل من الشّر یَنْجو نَجْواً أَوْ نَجاهً ، وهو یَنْجُو فی السُّرعه نَجاءً ممدود ، فهو نَاجٍ سریعٌ ، وناقهٌ ناجیَه ونجاهٌ ، إذا کانت سریعه.

سَلَمه ، عن الفراء : العرب تقول : النّجاءَ النّجاءَ. والنَّجا النَّجاءَ. (والنَّجاءَکَ النَّجاءَکَ). والنجاکَ النَّجاکَ ، وأنشد غیره :

* إنّا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنّجا النَّجا*

وقال الله جلَّ وعَزَّ : (لا خَیْرَ فِی کَثِیرٍ مِنْ نَجْواهُمْ) [النساء : 114].

قال أبو إسحاق : مَعْنی النَّجوی فی الکلام ما یَتَفَرَّدُ به الجَماعَه والاثنان سِرّاً کان أَو ظاهراً. قال : وقوله جلَّ وَعزَّ : (وَإِذْ هُمْ نَجْوی) [الإسراء : 47]. قال : هذا فی معنی المصدر. وإذْ هم ذُوو نجوی.

والنَّجْوی : اسمٌ للصْدَر ، قال : ومعنی نَجَوْتُ الشیء فی اللغه : خَلُّصْتُه وأَلقَیتَه ، ویقال : نَجَوْتُ الشیء أَنجوه إذا ناجَیْتَه.

سَلَمه ، عن الفرّاء : نجوْتُ الدَّوَاءَ ، إذا شَرِبْتَه ، وقال : إنما کنت أسْمَع من الدواء ما أَنْجَیتُه ، ونجوْتُ الجلد وأَنْجَیْتُه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَنجانی الدَّواء ، أی أقعَدَنِی.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : أَنجَی فلانٌ إنْجاءاً إذا جلس علی الْغائِطِ فَتَغَوَّطَ ، وقد نجَا الغائِطُ نَفْسُه یَنْجُو.

قال : وقال بعض العرب : اللَّحْمُ أَقَلُّ الطعام نَجْواً ، والنَّجْوُ : الْعَذِرَهُ نَفْسُها.

قال : واسْتَنْجَیْتُ اسْتِنجاءً ، إذا لَقَطْتَها ،

ص: 135

والنَّجو : السَّحابُ الذَّی هَراق ماءَه ، وناقه نجاهٌ ، أی سَرِیعَهٌ ، واسْتَنْجَیْتُ بالماء الحجاره ، أی تَطَهّرْتُ بها.

وقال الکسائیّ : جَلَسْتُ عن الغائِط فما أَنْجَیْتُ.

أبو عُبید : قال أبو زید : أَنجَیْتُ قَضِیباً من الشَّجرهِ ، إذا قَطَعْتَه ، واسْتَنْجَیْتُ الشَّجرهَ إذا قَطَعْتَها من أَصْلِهَا.

وقال شَمِر : نَجَیْتُ غُصنَ الشَّجره ، واسْتَنْجَیْتُه ، إذا قَطَعْتَه.

قال : وأَرَی الاسْتنجاءَ فی الوضُوء من هذه القَطِعه القَذِرَه بالماء.

وقال الزّجاج : یقال : أَنجَی فلان شیئاً وما نَجا شیئاً منذُ أیام ، أی لم یأت الغائط.

وقال اللیث : نَجا فلان یَنْجو ، إذا أَحْدَثَ ذَنْباً ، أَوْ غیر ذلک ثم یَنْجو. قال : واسْتَنْجی اسْتَفْعل من النجاه ، والاسْتِنجاء هو التَّنظیف بماءٍ أَوْ مَدَر ، والنَّجاه : هی النَّجوَهُ من الأرض لا یعلوها السَّیْل ، وأنشد :

فَأَصُونُ عِرضِی أَنْ ینَال بنَجْوَهٍ

إنَّ البَریءَ من الْهَنَاتِ سَعِیدُ

وفلانٌ نَجِیُ فلان ، أی یُناجیه دون مَنْ سِواه.

وقال الله : (خَلَصُوا نَجِیًّا) [یوسف : 80] معناه : اعْتَزلوا الناس مُتَناجِین ، تقول : قَوْمٌ نَجِیُ وأنجِیَه ، وأنشد :

إنِّی إذا ما القَوْمُ کانوا أنْجِیَهْ

واضْطَرَبْت أعْناقُهم کالأَرْشِیَهْ

وقال أبو إسحاق : نَجِیٌ لفظٌ واحد فی معنی جَمیع ، وکذلک قوله : (وَإِذْ هُمْ نَجْوی) [الإسراء : 47] ، ویجوز : قَوْمٌ نَجِیٌ ، وقَوْمٌ أنْجِیَهٌ ، وقَوْمٌ نَجْوَی.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَنجَی ، إذا عَرِق ، وأنْجَی ، إذا سَلَحَ ، وأنجَی ، وإذا کشف الجُلَّ عن ظَهْرِ فَرسه.

وقال أبو العباس فی قوله : (إِنَّا مُنَجُّوکَ وَأَهْلَکَ) [العنکبوت : 33] أی نُخَلِّصَکَ من العذاب وأهلک.

الحرانیّ ، عن ابن السِّکّیت ، قال : أنشد الفراء ، وذکر أن الکسائیّ أنشده :

أقولُ لِصَاحِبَیَّ وقَدْ بَدَا لِی

مَعالِمُ منْهما وهما نَجِیّاً

قال الکسائیّ : أراد نَجِیّان ، فحذف النون. وقال الفراء : أی هما بموضع نَجْوَی ، فنَصب نَجِیّاً علی مَذْهب الصِّفه.

وفی حدیث النَّبیّ صلی الله علیه وسلم : «إذا سافرتم فی الجَدْبِ فاسْتَنْجو» ، معناه : أسْرِعوا السّیر وانجُوا.

ویقال للقوم إذا انهزَموا : اسْتَنْجُوا ، ومنه قول لقمان بن عاد : أوَّلُنا إذا غَدَوْنا وآخِرُنا إذا اسْتَنْجیْنا» أی هو حامِیَتُنا ، إذا انهزمنا یَدْفع عَنَّا.

ص: 136

وقول الله جلَّ وعَزَّ : (فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ) [یونس : 92].

قال أبو إسحاق : معناه نُلْقیکَ عُریاناً لتکون لمن خَلْفک عِبْره ، وقیل : نُلْقیکَ علی نَجْوَهٍ من الأرْض.

وقال أبو زید : النَّجْوَهُ المکان المرتفع الذی تَظُنُّ أنه نَجاؤک.

وقال ابن شُمیل : یُقال للوادی نَجْوَه ، وللجَبْلِ نَجْوَه ، وللجَبَلِ نجوه ، فأمَّا نَجْوَهُ الوادی فَسَنَداه جمیعاً مُستقیماً ؛ ومُسْتَلْقِیا ، کُلُّ سَنَدٍ نَجْوه وکذلک هو من الجبل ومن الأکمه ، وکُلُّ سند مُشْرِفٍ لا یَعْلوه السَّیل فهو نَجوَهٌ من الأرض. وهی النجوَات.

والرّمل کله زعم نجوه ؛ لأنَّه لا یکون فیه سَیْلٌ أبداً ؛ ونَجْوَهُ الْجَبَل : مَنْبِتٌ للبقل ، ویقال : نَجَوْتُ الْجِلْدَ إذا أَلْقَیْتَه عن البعیر وغیره. وأنشد :

فَقُلْتُ : انْجُوَا عَنْها نَجَا الْجِلْدِ إنَّه

سَیُرْضِیکُما منها سَنَامٌ وغارِبُهْ

وقد نَجَوْتُ فلاناً ، إذا اسْتَنْکَهْتَه ، قال الشاعر :

نَجَوْتُ مُجَالِداً فوجدْتُ منه

کَریحِ الکلْبِ ماتَ حدیثَ عَهْدِ

وَنَجَوْتُ الْوَتَر واسْتَنْجَیْتُه ؛ إذا خَلَّصْتَه وأنشد :

فَتَبازَتْ فتبازَخْتُ لها

جِلْسَهَ الْجَازِرِ یَسْتَنْجِی الْوَتَر

وقیل : أصل هذا کله من النَّجْوَه ، وهو ما ارتفع من الأرض ؛ وقیل : إن الاسْتَنجاء من الحَدَثَ مأخوذٌ من هذا ؛ لأنه إذا أراد قَضاء الْحاجَه اسْتَتَر بنجْوَهٍ من الأرض.

وقال عَبِید :

فمن بِنَجْوَتِه کمنْ بعَقْوَتِهِ

والْمُستَکِنُّ کَمَنْ یَمْشِی بِفرْوَاحِ

نجأ

قال اللّحیانیّ : یقال للرَّجل الشَّدید الإصَابَه بالعین : إنَّهُ لَنَجُؤُ الْعین ، علی فَعُل ونَجُوء الْعَین علی فَعُول ، ونَجِیءُ العین علی فَعِلَ ، ونَجِیءُ العین علی فعیل. وقد نَجأْتَه وتَنَجأْته ، أی أصَبْتَهُ.

ویقال ادْفع عنک نَجْأَهَ السَّائل ، أی أعطه شیئاً مما تأَکل لتدفع به عنک شِدَّهَ نَطَره ، وأنشده :

* ألا بِکِ النَّجْأَهُ یا ردَّادُ*

أبو عُبید ، عن الکسائیّ ، والأمَوِیّ : نَجَأْتُ الدَّابَّهَ وغیرها ، أی أصَبْتُها بعینی ، والاسم : النّجأَه.

ونج

قال اللیث : الْوَنَج ضَرْبٌ من الصَّنْجِ ذی الأوْتار ، وقال غیره : الْوَنْجُ : مُعَرّب ، وأصله : وَنَهْ ، والعربُ قالت : الْوَنُّ بتَشْدید النُّون.

نأج

قال اللیث : نأَجَ الْبُومُ ، یَنْأَجُ نَأْجاً ، والإِنسانُ إذا تَضَرّع فی دعائه نَأَجَ إلی الله ، بَنْأَجُ ، وهو أَضْرعُ ما یکون وأحْزَنُه ، وأنشد :

ص: 137

فلا یَغرَّنَّکَ قولُ النُّؤَّجِ

الْخَالجِین القولَ کلُّ مَخْلَجِ

وقال العجاج فی الهام :

* واتَّخَذَتْهُ النَّائجاتُ مَنْأَجَا*

وقال غیره : النَّائِجاتُ الرِّیاحُ الشَّدیدهُ الْهُبوب ، ونَأَجَت الإبِلُ فی سَیرها ، وأنشد ابن السِّکّیت :

قَدْ عَلِمَ الأحْماءُ والأزَاوِیجْ

أنْ لَیْس عَنْهُنَّ حدیثٌ مَنْؤوج

قال : والْمَنْؤوجُ الْمَعْطُوفُ.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : النَّؤوج الریحُ الشَّدید المرّ.

وقال ابن بُزُرْج : نَأَج الخبرُ : ذَهَب فی الأرْض.

أجن

أبو عُبید ، عن أبی زید : أجِنَ الماء یَأْجِنُ أُجُوناً ، إذا تَغیر غیر أنه شَرُوب.

وأسِنَ یأسَنْ أسَناً وأسُوناً ، وهو الذی لا یَشْربه أحد من نَتْنِه.

وقال اللیث : أجُونُ الماء ، وهو أنْ یَغشاه الْعِرمِضُ والْوَرَقُ.

وقال العجاج :

عَلَیهِ من سَافِی الرِّیاحِ الْخُلَّطِ

أَجْنٌ کِنِّی اللّحْم لم یُشَیَّطِ

قال : ولغه أخری : أجِنَ یأجَنُ أجَناً.

سلمه ، عن الفراء : یقال : إجَّانه وإنجانه وإلْجانَه ، بمعنی واحد وأفصحُها إجَّانَه.

وجن

قال اللیث : الوَجْنَهُ ما ارتفعَ من الخدَّین ، الشِّدْق والمَحْجِر ، والأَوْجَنُ من الجِمال ، والْوَجْنَاءُ من النُّوق : ذات الوَجْنَهِ الضَّخْمَه ، وقَلَّما یقال : جَمَلٌ أَوْجَن ، ویقال : الوَجْنَهُ : الضخمه ، شُبِّهَت بالوَجِین من الأرض ، وهو مَتْنٌ ذو حِجَارهٍ صغیره.

أبُو عُبید ، عن الأصمعیّ : الوَجِینُ : العارِضُ من الأرض یَنْقَادُ ویرتفعُ ، وهو غَلیظ.

شَمِر ، عن ابن الأعرابی : قال : الأوْجَنُ : الأفْعَلُ من الوَجِین ، فی قول رُؤْبه :

* أَعْیَسَ نَهَّاضٍ کَحَیْدِ الأَوْجَن *

قال : والأَوْجَن الجَبَلُ الغَلیظ.

وقال ابن شمیل : الوَجِینُ قُبُلُ الجَبَلِ وسَنَدُه ، ولا یکون الوَجِینُ إلَّا لِوَادٍ وَطِیء ، یُعَارِضُ فیه الوادِی الداخل فی الأرض الذی له أَجْرافٌ کأَنَّها جُدُر ، فتلک الوُجُنُ والأسناد ، قال : والناقهُ الوَجْناء تُشَبَّهُ بالوَجِین ، وهی العظیمه.

وقال ابن الأعرابیّ : إنما سُمِّیت الوَجْنَهُ وجْنَهً لِنُتُوئها وغِلَظِها.

ابن السکیت ، عن الفراء : حکی الکسائی : وُجْنَهٌ وأجْنَهٌ وَوَجْنهٌ ، قال : وسمعت بعض العرب یقول : وِجْنَه.

وقال ابن السکیت : یقال : ما أَدْرِی أیُّ مَنْ وَجَّنَ الجِلدَ هو؟ أیْ أیُّ الناس هو؟

ص: 138

وقال اللِّحیانیّ : المِیَجَنه التی یُوجَّن بها الأدِیم ، أی یُدَقُّ لِیَلِین عند دِباغِه ، وَوَجَنَت الدَّابِغَهُ أدِیمَها ، إذا دَقَّته.

وقال النابغه الجعدی :

ولم أرَ فیمَنْ وَجَّنَ الجِلدَ نِسْوَهً

أسَبَّ لأضْیافٍ وأقْبَحَ مَحْجِرا

أبو عُبید ، عن أبی زید : المِیجَنه المِدَقَّه ، وجمعها : مَوَاجِن ، وأنشدنا عن المفَضّل لعامر بن عُقیل السَّعدیّ :

رِقابٌ کالمَوَاجِنِ خَاطِئاتٌ

وأسْتَاهٌ علی الأکْوارِ کُومُ

أبو عُبید ، عن الفراء : وَجَّنْتُ به الأرضَ ، وعَدَّنْتُ ومَرَّنْتُ ، إذا ضَربتَ به الأرض.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : التَّوَجُّن : الذُّلُّ والخُضوع ، وامرأه مَوْجُونَه ، وهی الخَجِلَهُ من کثْرهِ الذُّنوب.

ابن السِّکیت : رَجُلٌ مُوَجَّن إذا کان عَظِیمَ الوَجَنَات.

جون

قال اللیث : الجَوْنُ الأسْوَدُ الیَحْمُومِیُّ ، والأنثی جَوْنَه ، والجمیع جُون ، ویقال : کلُّ بعیرٍ جَوْنٌ من بَعِید ، وکلّ حمارِ وَحْشٍ جَوْنٌ من بعید ، وعینُ الشمس تُسَمّی جَوْنَه ، وکلُّ لونِ سوادٍ مُشْربٍ حُمْرَه جَوْن ، أو سوادٍ مُخالِطُه حُمْره کلَوْنِ القَطا.

ابن السِّکیت : القطا ضربان : جُونیُ وکُدْرِیُّ ، أخرجوه علی فعْلِیّ ؛ فالجُونیُ والکُدْرِیُّ واحد ، والضَّربُ الثانی : القَطاط.

قال : والکُدْرِیُّ والجُونیُ ما کان أکْدَر الظهر أسْود باطِنَ الجناح مُصْفَرَّ الحَلْق قصیر الرِّجْلین ، فی ذَنَبه رِیشَتان أطولْ من سائر الذَّنب.

قال : والقَطاطُ منه ما کان أسود باطن أجنحته ، وطالت أرْجُله ، واغْبَرَّتْ ظهوره ، غُبره لیست بالشدیده ، وعظمت عُیونه.

وقال اللیث : الجُونَهُ سُلَیْلَهٌ مستدیره مُغَشَّاهُ أَدَماً ، تکون مع العطَّارین ، وجمعها جُوَنٌ ومنهم من یهمز الجُؤَن. وقال الأعشی :

إذَا هُنَّ نَازَلْنَ أَقْرانَهُنَ

وکان المِصاعُ بما فی الجُوَنْ

یصف نساءً تَصَدَّیْن للرجال حالیات.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : التَّجوُّنُ تَبْیِیض باب العَروس ، والتَّجوُّنُ تَسْوِیدُ باب المیّت.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الجَوْنُ الأسْودَ ، والجَونُ الأبْیض. قال وأتِیَ الحجاجُ بِدِرْعٍ وکانت صافِیه ، فجعل لا یَری صَفاءها ، فقال له فلان ، وکان فَصیحاً : إن الشمس جَوْنَه ، یعنی أنها شدیده البَرِیق ، والصفاء فقد قَهَرَتْ لونَ الدِّرع ، وأنشد الأصمعیّ :

غَیَّر یا بِنْتَ الجُنَیْدِ لَوْنِی

طولُ اللَّیالی واختلافَ الجَوْنِ

یریدُ النَّهار. وقال آخر :

ص: 139

* یُبَادِرُ الجَوْنَه أن تَغِیبا*

وقال الفرزدق :

وجَوْنٍ علیه الجِصُّ فیه مَرِیضهٌ

تَطَلَّعُ منها النَّفْسُ والمَوْتُ حاضِرُهُ

قال : والجَوْن هاهنا : الأبیض ، یصف قصراً أبیض.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الجَوْنَهُ الْعَجَمَه ، قال : ویقال لِلْخابِیه جَوَنه ، وللدّلْو إذا اسْوَدَّتْ جَوْنه ، ولِلْعَرَق جَوْنٌ.

وأنشد ابن الأعرابی لماتِحٍ ، قال لماتِحٍ فی البئر :

إنْ کانَتِ أُمّاً امَّصَرت فَصُرَّها

إنَّ امِّصَارَ الدَّلو لا یَضُرُّها

أَهیَ جُوَیْنٌ لَاقِها فبِرَّها

أَنْتَ بِخیْرٍ إن وُقیتَ شَرَّها

فأجابه :

* وُدِّی أُوَقَّیَ خَیْرَها وشَرّهَا*

قال : معناه : علی وُدِّی فأضْمر الصّفه ، وأَعملها.

وقوله : أَهِیَ جُوَیْن ، أَرادَ أَخِی کان اسمُه جُوَیْنا ، وکل أخ یقال له : جُوَیْنٌ ، وجَوْنٌ.

سلمه ، عن الفراء ، قال : الجَوْنَان : طَرَفا القَوْس.

نوج

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : ناجَ یَنُوجُ ، إذا راءی بعَمَله ، قال : والنَّوْجَهُ ، الزَّوْبَعَهُ من الرِّیاح.

باب الجیم والفاء [ج ف (وا یء) ]

اشاره

جفا ، جفأ ، جاف ، فجأ ، وجف ، فوج ، (فاج).

جفا

عمرو ، عن أبیه : الْجُفایهُ السَّفِینَهُ الْفَارِغَه ، فإذا کانت مَشْحونَهً فهی غامِدُ وآمِد ، ویقال أیضاً : غامِدَهٌ وآمِدَهٌ ، والْخِنُّ : الْفَارِغَهُ أیْضاً.

وقال اللیث : یقال : جَفَا الشیْءُ یَجْفو جَفَاءً ، ممدودٌ کالسَّرج ، یَجْفو عن الظّهر إذا لم یَلْزَم ، وکالْجَنْبِ یَجفو عن الْفِراشِ ، وتَجافَی مثله.

وقال الشاعر :

إنَّ جَنْبِی عن الفِراشِ لَنَابٍ

کتَجافِی الأسَرِّ فوق الظِّرابِ

والحُجهُ فی أنَ جفا یکونُ لازِماً مثل تَجافَی قولُ العجاج یَصفُ ثَوراً وَحْشِیاً :

* وَشَجَرَ الهُدَّابَ عنه فَجَفَا*

یقول : رفع هُدّاب الأرض بقَرْنه حتی تجَافَی عنه ، ویقال : جَافَیْتُ جَنبی عن الفراش فتجافَی ، وأجْفَیْتُ الْقَتَبَ عن ظَهْرِ البعیر فَجفا.

أبو عُبَید ، عن أبی زید : أجْفَیْتُ الماشیهَ فهی مُجْفَاهٌ ، إذا اتْعبْتَها ولم تَدَعْها تَأْکُل ، وذلک إذا ساقها سَوْقاً شدیداً.

وقال اللیث : الْجَفَاءُ یُقْصَرُ ویمَدّ : نَقِیضُ

ص: 140

الصِّلَه. قلت : الْجَفاءُ مَمدود عند النحویین ، وما عَلِمْتُ أحداً أجاز فیه الْقَصْرَ.

وقال اللیث : والجَفْوَه ألْزمُ فی تَرْک الصلّه من الجفاء ، لأنّ الجفاء قد یکون فی فَعَلاته إذا لم یکن له مَلَقٌ ولا لَبَق.

حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا علیّ بن حرب ، قال : حدثنا المحاربیّ عبد الرحمن بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن عمر ، عن أبی سلمه ، عن أبی هریره. قال : قال النبی صلی الله علیه وسلم : «الحیاء من الإیمان ، والإیمان فی الجنه ، والبذَاء من الجفاء ، والجفاءُ فی النار».

قلت : یقال جَفَوْتُه أجْفُوه جَفْوَهً ، أی مَرَّه واحده ، وجَفَاءً کثیراً ، مصدر عام ، والجفاءُ یکون فی الخِلْقَه والخُلُق ، یقال : رجل جافِی الخِلْقَه ، وجافِی الخُلُقِ ، إذا کان کَزّاً غلیظَ العِشْره ، ویکون الْجفاء فی سُوء الْعِشْرَه ، والْخُرْق فی الْمعامله ، والتَّحامل عند الْغَضَب ، والثَّوْرَه علی الجلیس.

ابن السِّکّیت ، یقال : جَفَوْتُه فهو مَجْفُوٌّ ، وجاء فی الشِّعْر مَجْفِیّ ، وأنشد :

* مَا أنَا بالجَافِی ولا الْمجْفِیُ *

بُنِیَ علی جُفِی فهو : مَجْفِیّ. والأصل مَجْفوّ.

جفأ

قال الله تعالی : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفاءً) [الرعد : 17].

قال الفراء : أصله الْهَمْز ، یقال : جَفَأَ الْوادِی غُثَاءَه جَفْأً ، وقیل الجُفَاء کما یقال الغُثاء ، وکلُّ مصدر اجتَمع بعضُه إلی بعض ، مثل الْقُماش ، والدُّقَاق ، والحُطام ، مصدرٌ یکونُ فی مَذهبِ اسم علی هذا المعنی ، کما کانَ العَطاءُ اسماً للإعطاء ، فکذلک القُماش ، لَوْ أرَدْت مصدراً ، قلت : قَمشْتُه قَمْشاً.

الحرّانی ، عن ابن السّکّیت ، قال : الجُفَاء ما جَفَأَهُ الوادِی إذا رَمَی به ، ویقال : جَفَأَتِ القِدْر بزَبَدِها.

وأخبرنی أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : یقال جَفَأْتُ الغُثاءَ عن الوَادی ، وجَفَأْتُ القِدْرَ ، أی مَسَحْت زَبَدَها الذی فوقَها من غَلْیها ، فإذا أمَرْتَ قلت : اجفَأْهَا ، ویقال : أجفَأَت الْقِدْرُ ، إذا عَلا زَبَدُهَا. وقال غیره : تصغیر الجُفَاء جُفَیْءٌ ، وتصغیر الغُثاء غُثَیُّ بلا هَمْز.

وقال الزّجاج : مَوضعُ قوله : (فَیَذْهَبُ جُفاءً) نَصْبٌ علی الحال. قال : وقال أبو زید : یقال جَفَأْتُ الرَّجلَ ، إذَا صَرَعْتَه ، قال : وأجفَأَت الْقدْرُ بزَبَدِها ، إذا ألْقَت زَبَدَها ، من هذا اشْتقاقه.

وروی ابن جبله عن شِمر عن ابن الأعرابیّ : تجَفَّأت الأرضُ : إذا رُعِیَتْ.

ص: 141

وأخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی : جفأتُ النَّبْتَ واجتفأته ، إذا قلعته.

وأخبرنی عن الطوسی عن أحمد بن الحارث عن ابن الأعرابیّ قال : تَجفَّأت الأرضُ إذا أکل نبتَها الجدْبُ.

قال : وقال فی قوله : وتجتفِئوا بَقْلاً.

قال : تصیبوا بقلا ، وأنشد :

* فلما رأت أنَّ البلادَ تجفَّأتْ *

أی أُکل نبتها.

وقال أبو عَوْن الحِرمازِیّ : أجفَأَتُ الْبابَ وجَفَأْتَه ، إذا فتَحْتَه ، ویقال : جَفَأتُ القِدْرَ جَفْأً ، وکَفَأْتَها کَفْأً ، إذا قَلَبْتَها ، فصَبَبْتَ ما فیها ، حکاه النضر. وأنشد :

جَفْؤکَ ذَا قِدْرِکَ للضِّیفانِ

جَفْؤٌ علی الرُّغفَانِ فی الجفانِ

خَیرٌ من العَکِیسِ بالألبان

وفی الحدیث : أنَّ النبیّ صلی الله علیه وسلم حَرَّمَ یَوْم خَیْبر الحُمُرَ الأهلِیَّه فَجفَئوا القدورَ» ویُروی : «فأجفئوا» أی قَلَبُوها وفرَّغُوها.

جوف - جیف

أبو عبید عن الأُمویّ : رجل مَجْؤُوف مثل مَجعُوف : جائع ، وقد جُئِفَ.

قال أبو عبید ، وقال الکسائی : جُیفَ فلانٌ وجُیثَ ، إذا ذُعر فهو مجؤوف ومجئوث.

وفی حدیث المبعَثِ : «فجَثیت فَرَقاً حین رأیت جبریل.

وقال اللیث : الجاف ضرب من الخوف والفزع.

وقال العجاج :

* کأن تحتی ناشِطاً مُجافاً*

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : انجأفت النخله وانجأَثَتْ ، إذا تقَعَّرت وسقطت.

قال اللیث : الجَوْفُ معروف ، وجمعه أَجْوَاف ، والجَائِفَه الطَّعْنَهُ تدخل الْجَوْف ، والجَوْفُ خَلَاءُ الجَوْفِ ، کالْقَصَبَهِ الجوفاء ، والْجُوفَانُ جَمْعُ الأجْوَف.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ الجَوْفُ المُطْمَئِنُّ من الأرض.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الْجَوف الوادِی ، یقال : جَوْفٌ لَاخٌّ ، إذا کان عَمیقاً ، وجَوْفٌ جِلْوَاخٌ : واسعٌ ، وجوف زَقَبٌ : ضَیِّق ، وبالیمین وادٍ یقال له : الْجَوْف ، ومنه قول الراجز :

الْجَوْفُ خیرٌ لک من أَغْوَاطِ

ومِنْ أَلاءَاتِ وَمِنْ أُرْاطِی

وقال امرؤ القیس :

* وَوادٍ کَجَوْفِ الْعَیْر قَفْرٍ قَطَعْتُهُ*

أرادَ بِجَوْفِ العَیْرِ وادِیاً بعَیْنِه أُضِیف إلی العَیْر ، وعُرِفَ به.

أبو عبید : رَجُلٌ مُجَوَّفٌ ، جَبَانٌ لا قَلْبَ له ، ومنه قولُ حَسّان :

أَلَا أَبْلِغْ أبا سُفیَانَ عَنِّی

فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَوَاءُ

ص: 142

أی خالی الجوفِ من القَلْبِ.

ویقال : جَافت الجیفه ، واجْتَافَت ، إذا انْتَنَتْ وأَرْوَحَتْ ، وجَیَّفَت الجِیفَهُ ، إذا أَصَلَّتْ ، وجمع الجِیفه ، وهی الْجُثَّهُ المَیْتَهُ والمُنْتِنَه : جِیَف.

ویقال : اجْتَافَ الثّوْرُ الکِنَاسَ ، إذا دَخل جَوْفَه ، والْجُوَافُ : ضَرْبٌ من السّمک الواحدهُ جُوَافَه. ویقال : أَجَفْتُ البابَ فهو مُجَافٌ ، إذا رَدَدْتَه.

وفی الحدیث : «أَجِیفوا الأبوابَ ، واکْفِتُوا إلیکم صِبْیانِکم».

ویقال : طَعَنْتُه فجُفْتُه أجُوفُه. وجافَه الدّواءُ فهو مَجُوفٌ ، إذا دخَل جَوفَه ، وَوِعاءٌ مُسْتَجَافٌ : واسعُ الجَوف ، قال الشاعر :

فهیَ شَوْهاءُ کالْجُوالِقِ فُوها

مُسْتَجَافٌ یَضِلُّ فیه الشَّکِیمُ

واسْتَجَفْتُ المکانَ : وجدتُه أجوَف.

عمرو ، عن أبیه : إذا ارتفَع بَلَقُ الفَرِس إلی حِقْوَیْهِ فهو مُجَوَّفٌ بَلَقاً ، وأنشدَ :

ومُجَوَّفٍ بَلَقاً مَلکْتُ عنانه

یَعْدو علی خَمْسٍ قَوائمُه زَکا

أراد أنّه یعدو علی خَمسٍ من الوَحْش ، فیَصِیدُها ، وقوائمه زَکاً ، أی لیْست خَمساً. ولکنها أزوَاج ، ملکْتُ عِنانه : أی اشتریتُه ولم أستعِرْه : وقال أبو عبیده : فَرَسٌ أجوَف ، وهو الأبیض الْبَطْن إلی منتهَی الجَنبَیْن ، ولوْنُ سائِره ما کان ، وهو المُجوَّف بالبَلَقِ ، ومجوَّفٌ بَلَقاً ، وتَلْعَهٌ جائفهٌ قعیره ، وتِلَاعٌ جَوائف ، وجوائفُ النّفس : ما تَقَعّرَ من الجوف ، ومقارّ الرُّوح.

وقال الفرزدق :

ألمْ یَکْفِینِی مَرْوَانُ لما أتَیْتُه

زِیاداً ورَدّ النفْسَ بین الجَوائِفِ

وفی الحدیث : «لا یَدخُلُ الجَنَّهَ دیْبوبٌ ولا جَیَّاف».

والجَیَّاف : النَّبَّاش ، سُمِّیَ جَیَّافاً لأنه یَکْشِفُ الثیابَ عن جِیَفِ الموتی. قال وجائز أن یکون سمی به لنتنِ فعله أی لقبح فِعله.

ابن شمیل : الجُوفانُ ذَکَرُ الحِمار. وکانت بنو فزاره تُعَیِّر بأَکل الجُوفان. وقال سالم بن داره یهجو بنی فزاره :

أطعمتُمُ الضیفَ جُوفاناً مُخاتَلهً

فلا سقاکم إلهی الخالقُ الباری

أوله :

لا تَأْمَنَنَّ فَزارِیّاً خَلَوْتَ به

علی قلوصِکَ واکتُبها بأَسْیار

لا تأمنَنْه ولا تأمَن بَوائقَه

بعد الذی امتلّ إیر العَیْر فی النار

وقال أبو عُبید فی قوله : لا تَنسَوا الجَوفَ وما وَعَی ، فیه قولان ، یقال : أَرادَ بالجَوفِ الْبَطْنَ والفَرْج ، کما قال : إنَّ أَخْوَفَ ما أخافُ علیکم الأجْوفان ،

ص: 143

وقیل : أراد بالجوف القَلْب ، وما وَعَی ، أی حَفِظَ من مَعْرِفَهِ الله.

فجأ

قال اللیث : فَجَأَه الأمْرُ یَفْجَؤُه ، وفاجَأَه یُفاجِئُه ، وفَجِئَه یفجؤُه فجأَه ، وکلُّ ما هَجَمَ علیک من أمْرٍ لَمْ تَحتَسِبْه فقد فَجِئَکَ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَفْجَأَ ، إذا صادَفَ صدیقه علی فَضیحه ، وأفْجَی : إذا وَسَّعَ علی عیاله فی النَّفَقه ، قال : والأفْجَی المُتَبَاعِدِ الْفَخذَینِ الشَّدیدُ الْفَجَجَ ، وهو الأفْجَجُ.

الأصمعیّ : فَجَا قَوْسَه یفجُوها ، وقَوْسٌ فَجْوَاءُ ، إذا بانَ وَتَرُها عن کَبِدِها ، ومن ثَمَّ قیل : وَسَطُ الدّار فَجْوَه ، ویقال : بفلان فَجاً شدید ، إذا کان فی رِجْلیه انتِفاخ ، وقد فَجِیَ یَفجَا فجاً.

ابن الأنباریّ : فَجِئَت الناقه ، إذا عظم بطنها. والمصدر الفَجَأ مهموز مقصور.

وقال شمر : فجأ بَابه یفجؤه ، إذا فتحه بلغهِ طَیء ، قالهُ أبو عمرو الشیبانیّ ، وأنشدَ للطرماح :

کجُبَّهِ الساج فَجا بابَها

صُبْحٌ جَلا خُفْرَهَ أهدامها

قال : قوله فجا بابها ، یعنی الصبح ، وأما أجاف الباب ، فمعناه ردَّه ، وهما ضِدّان ، وانفجی القوم عن فلان : انفرجوا عنه وانکشفوا. وقال :

لما انْفجی الخَیلان عن مُصعَبٍ

أدی إلیه قرضَ صاعٍ بصاع

فوج

وقول الله تعالی : (یَدْخُلُونَ فِی دِینِ اللهِ أَفْواجاً) [النصر : 2]. قال أبو إسحاق : أی جماعاتٍ کثیره بعد أنْ کانوا یدخلون فی الدِّین واحداً واحداً ، واثنین اثنین ، صارت القبیله بأَسرها تدخل فی الإسلام.

وقال اللیث : الفوْج قطیعٌ من الناس ، وجمعه أَفواج ، قال : والفائجُ من قولک مَرَّ بنا فائجُ وَلیمهِ فلان ، أی فَوْجٌ ممن کان فی طَعامه ، قال : والْفائج من الفَیْج ، کأنه مشتقٌّ من الفارسیه وهو رسول السلطان علی رِجْله ، والفُیُوج : جماعه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الفَیْج الجماعه من الناس.

قلت : وأصله فَیِّج من فاجَ یَفُوج ، کما یُقال : هَیِّن ، من هَانَ یَهُون ، ثم یُخَفَّف فیقال : هَیْنٌ. ویُجمع الفَوْج أَفاوِیج.

وقول عَدی :

أمْ کَیف جُزْتَ فُیُوجاً حولهم حَرَسٌ

وَمُتْرَصاً بَابُه بالسَّکِّ صَرَّار

قیل : الفُیُوج الذین یدخلون السجن ویخرجون یَحرسون.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الفوائج مُتَّسَعُ ما بین کلِّ مُرْتفعین من غِلَظٍ أو رمل ، واحدتها فائجه.

وقال أبو عمرو : الفائج البِساطُ الواسع

ص: 144

من الأرض.

وقال حُمید الأرقط :

إلَیْکَ رَبَّ الناسِ ذا المعارجِ

یَخْرُجْنَ من نَخْله ذی مَضَارجِ

فی فائجٍ أفْیَجَ بعد فائجِ

وقال آخر :

باتَتْ تَدَاعَی قَرَباً أَفائجا

تَدْعو بذَاک الدّحَجانَ الدّارِجا

أفائج وأفاوج یجمع أفْواج ، أی باتَتْ تَقْرُب الماء فَوْجاً بعد فوج ، قد رَکِبَتْ رؤوسها لقرب الماء ، وقال العجاج یصف القمه :

ویأمر البعّال أن یموجا

وجبل الأمرار أن یفیجا

یفیج : یجری.

* فی النّفْر حین رِیعَ واستُفیجا*

أی استُجِفَ ففاج یفیج.

أبو عُبید ، عن الفرّاء : أفاجَ الرجلُ فی الأرض ، إذا ذَهبَ فیها.

وأنشد :

* لا تَسْبِق الشَّیْخَ إذا أفَاجَا*

وقال ابن شمیل : الْفَائِجه ، کَهَیئَهِ الوادی بین الجبلین ، أو بین الأبْرَقَین ، کَهَیئه الخَلیف إلّا أنها أوسع ، وجمعها فوائِج.

وجف

قال الله جلّ وعزّ : (قُلُوبٌ یَوْمَئِذٍ واجِفَهٌ (8) أَبْصارُها خاشِعَهٌ (9)) [النازعات : 8 ، 9].

قال الزّجاج : واجِفَهٌ ، شدیده الاضْطراب.

وقال قَتاده : وَجَفتْ ممّا عَایَنتْ.

وقال ابن الکلبیّ : واجِفَهٌ ، خائِفَه ، وقول الله جلّ وعزّ : (فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خَیْلٍ وَلا رِکابٍ) [الحشر : 6] ، یعنی ما أفَاءَ اللهُ علی رسوله من أمْوال بنی النَّضِیر ، مما لم یُوجف المسلمون علیه خَیْلاً ولا رکاباً ، والرِّکاب : الإبل ، والوَجیف : دُونَ التَّقریب من السَّیر.

یقال : وَجَفَ الفَرَسُ وأوْجَفْتُه أنا.

وقال اللّیث : الْوَجْفُ : سُرَعه السَّیر.

یقال : وَجَفَ البعیرُ یَجِفُ وجِیفاً ، وأوْجَفَهُ رَاکِبُه.

قال : ویقال : رَاکِبُ البَعیرِ یُوضِع ، وراکبُ الفرس یُوجِف.

قلت : الوَجِیفُ یصلُحُ للبعیر والفرس.

ویقال : اسْتوجَفَ الحُبُّ فُؤادَه : إذا ذَهَب به ، وأنشد :

ولکِنَّ هذَا الْقَلبَ قَلْبٌ مُضَلَّلٌ

هَفَا هَفْوَهً فاسْتَوجَفَتْهُ المقادِرُ

[باب الجیم والباء] [ج ب (وا یء) ]

اشاره

جبا ، جاب ، جأب ، جبأ ، باج ، وجب.

جبأ

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : الْجَبا مَقْصُورٌ ما حَوْلَ البئر ، والجِبا بِکسر الجیم : ما جَمَعت فی الحوض من الماء ، ویقال له أیضاً : جُبْوَهٌ وجِباوَهٌ. قلت :

ص: 145

الجِبَی ما جُمع فی الحوض من الماء الذی یستقی من البئر. قال ابن الأنباریّ وهو جمع جُبْیَه ، قال : والجَبَی ما حول الحوض یکتب بالیاء ، والجَبَا : موضع.

الکِسَائیّ : یقال منه جَبَیْتُ الماءَ فی الحوض أجبِیه جَبًی مقصور. وقال شمر : جَبَیتُ أجِبی جَبْیاً ، وجَبَوْتُ أجْبُو جَبْواً وجِبَایَهً وجَبَاوهً ، والْجَابِی : الْجَرادُ.

وقال الهُذَلیّ :

صَابُوا بِسِتَّهِ أبْیَاتٍ وأَرْبَعهٍ

حَتَّی کأنّ عَلَیْهم جابیاً لُبَدَاً

وهَمَزَ الأصمعیّ : الْجَابئُ ، الجَرادُ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، العرب تقول : إذا جَاءَت السّنَهُ جاء معها الْجَابی والْحَابی ؛ فالجابی : الجرادُ ، والحابی : الذِّئب ولم یهمِزْهما قال شمر : أخبرنی یزید بن مُره عن أبی الخطاب قال : الاجباء : بیع الحرث قبل صَلاحه. قلت : أبو الخطاب هو الأخفش الکبیر ، وهو من الثقات.

وقال الفراء فی قوله تعالی : (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآیَهٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَیْتَها) [الأعراف : 203] معناه : هَلاً اجتَبَیتَها ، هلا اخْتلقتها وافْتَعَلَتها من قِبلَ نفسِک وهو فی کلام العرب جائز أنْ تقول : لقد اختارَ لک الشیءَ واجْتبَاهُ وارْتَجَلَه.

وقال الله : (وَکَذلِکَ یَجْتَبِیکَ رَبُّکَ) [یوسف : 6].

قال الزّجّاج : معناه ، وکذلک یَختارُک ویَصْطَفِیکَ ، وهو مشتق من : جَبَیْتُ الشیء ، إذا حَصّلْتَه لنفسِک ، ومنه : جَبَیْتُ الماءَ فی الْحَوْض.

قلت : وجِبَایَهُ الخَرَاج جَمْعُه وتحْصِیلُه ، مأخُوذه منه.

وفی حدیث وائل بن حجر أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم : کتبَ له فی کتابه : «وَمَنْ أَجْبَی فقَدْ أرْبَی».

قال أبو عُبَید : الإجْبَاءُ بَیْعُ الحَرْثِ قبلَ أن یَبْدُوَ صَلاحُه ، وقیل : «مَنْ أَجْبَی فقَدْ أَرْبَی» ، أی من عَیَّنَ فقد أرْبَی.

أخبرنی المنذریُّ ، عن ثعلب أنه سُئِلَ عن قوله : «من أجْبَی فقد أربی».

فقال : لا خِلافَ بیننا ، أنهُ من باع زَرْعاً قبل أن یُدْرِک ، کذا قال أبو عبید ، فقیل له : قال بعضهم : أخطأ أبو عُبید فی هذا ، من أین کان زَرْعٌ أیام النبی علیه السلام؟ فقال : هذا أحْمق. أبو عبید تَکَلّمَ بهذا علی رؤوس الخَلْق وتکلم بعده الخلقُ من سنه ثمانَ عشْرَه إلی یومنا هذا لم یُرَدّ علیه.

وأخبرنی ابن هاجَک ، عن ابن جَبَله ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الإجْبَاءُ أن یُغَیِّبَ الرجلُ إبلَه عن المُصَّدِّق ، یقال : جَبَأَ عن الشیء ، إذا تَوَارَی عنه ، وأجبَأْتُه ، إذا

ص: 146

وَارَیْتَه ، وجَبَأَ الضَّبُّ فی جُحْره إذا اسْتَخْفَی ، ورَجُلُ جُبَّأٌ جَبَأٌ ، وأنشد :

فما أنا من رَیْبِ الزَّمانِ بِجُّبَّأٍ

وما أنا مِنْ سَیْبِ الإله بآیِسِ

وحدثنا السعدی عن علی بن حرب ، عن محمد بن حُجر ، عن عمه سعید ، عن أبیه ، عن أمه عن وائل بن حُجر ، قال : کتب لی رسول الله صلی الله علیه وسلم : «لا جَلَبَ ولا جَنَب ولا شِغار ولا رِواط ، ومن أجْبَی فقد أرْبَی» وفسّر من أجبی فقد أربی ، أی من عیَّن فقد أربی ، وهو حسن.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : جَبَأتُ علیه ، خرجتُ علیه ، وجَبأت عنه ، إذا تواریت.

أخبرنی المنذرِیّ عنه به.

أبو زید : یقال : جَبأتُ عن الرَّجل وغیره جُبُوءاً ، إذا خَنَسْتُ عنه.

وأنشد :

وهلْ أنا إلّا مِثلُ سَیِّقَهِ العِدَا

إن استَقْدَمتْ نحْرٌ وإن جبأَتْ عَقْرُ

ویقال : جَبَأَتْ عَلَیَّ الضّبُعُ جُبُوءاً ، إذا خَرجتْ علیک مِنْ جُحْرِها.

وقال الأصمعیّ : یقال للمرأه إذا کانت کریهه المَنظرِ لا تُسْتَحلَی : إنْ العیْن لَتُجبَأُ عنها.

وقال حُمید بن ثَوْر الهلالی :

لیستْ إذا سَمِنتْ بجابئهٍ

عنها العُیونَ کریههَ المَسِ

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الجُبَّأُ مهموزٌ مقصور : الجَبَان.

أبو عمرو : الجبّأ : الناجی من الأمر الذی انفلت منه ، وأنشد :

* وما أنا من ریب المنون بجُبَّأ*

ویقال : جَبَأَ علیه الأسْوَدُ من جُحْرِه ، إذا خرج علیه ، یَجبَأ جَبْأ وجُبُوءاً ، وجَبَأْتُ عن أمر کذا وکذا إذا هِبتَهُ ، وارْتَدعتَ عنه. والجَبْأَهُ : خَشَبَهُ الحَذّاء.

وقال ابن الأعرابی وقال الجعدیّ :

فی مِرفَقیْهِ تَقارُبٌ وله

بِرْکهُ زَوْرٍ کجَبْأَهِ الخزَمِ

والجَبْأ : حُفْرَهٌ یستنقعُ فیها الماء. ویقال : الجَبْیُ للحفره ، ویجمع جُبِیّاً.

قال جندل :

* مثل الجُبیّ فی الصّفا الصهارج*

أَبو عُبید ، عن الأصمعیّ : من الکمأَه والجَبَأَه. قال ، وقال أبو زید : [الجِبَأَه] الحُمُرُ منها ، وواحد الجِبَأَه جَبْء ، وثلاثه أَجْبُؤ.

وأنشد ابن الأعرابیّ :

إنْ أُحَیْحاً ماتَ من غیرِ مَرَضْ

ووُجْدَ فی مَرْمَضهِ حیثُ ارْتمض

عَسَاقِلٌ وجِبَأٌ فیها فَضَضْ

عَسَاقِل : بِیض ، وجِبَأ : سُود.

ص: 147

أبو زید : أجبَأَتِ الأرض فهی مُجْبِئهٌ ، إذا کثُرَتِ جِبَأَتُهَا.

وقال أبو عمرو : الجُبّاءُ من النساء بوزن جُبّاع : التی لا تَروعُ إذا نَظرتْ.

وقال الأصمعیّ : هی التی إذا نَظَرت إلی الرّجال انْخَذَلَتْ راجِعَهً لِصِغَرِها.

وقال ابن مقبل :

وطَفْلَهٍ غیرِ جُبّاءٍ ولا نصفٍ

مِنْ دَلِّ أمثالِها بادٍ ومکتومُ

کأَنَّه قال : لیست بصغیره ولا کبیره.

ویُروَی : غیر جُبّاع ، وهی القصیره ، وقد مر تفسیره شبَّهها بسَهمٍ قصیر یَرمِی به الصبیانُ : یقال له : الجُبّاع. ویقال : ناقهٌ بجَاوِیّهٌ ، تُنسبُ إلی بجَاوَه ، وهی أرض النوبه ، بها إبلٌ نجایب.

وقال الطرماح :

بَجَاوِیّهٍ لم تَسْتَدِرْ حولَ مَثْبِرٍ

ولَم یَتَخَوَّن دَرَّها ضَبُّ آفِن

وفی الحدیث : أن وفد ثقیف اشترطُوا علی رسول الله صلی الله علیه وسلم : ألّا یُعشَروا ولا یُحشَروا ولا یُجَبُّوا. فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «لا خیْرَ فی دِینٍ لا رُکُوعَ فیه».

قال شِمر : معنی قوله ألّا یُجَبُّوا ، أی ألا یَرکعوا فی صلاتهم ولا یسجدوا کما یفعل المسلمون ، والعَربُ تقول : جَبَّی فُلان تَجْبِیَهً ، إذا أکَبَّ علی وجهه بارکاً ، أی وَضَعَ یدیه علی رکبتیه مُنْحَنیاً ، وهو قائم.

وفی حدیث ابن مَسْعود : أنه ذکر القیامه والنْفْخَ فی الصُّور ، قال : فیقومون فَیُجَبُّون تَجْبِیَهَ رَجلٍ واحد قیاماً لرَبِّ العالمین.

قال أبو عُبید : قوله یُجَبُّون ، التجْبِیَه تکون فی حالین : أحدهما : أن یضع یَدیه علی رُکبتَیه ، وهو قائم ، وهذا هو المعنی الذی فی الحدیث ، ألا تراه قال : «قِیاماً لرب العالمین»؟

والوجه الآخر : أن یَنْکَبَ علی وجهه بارِکاً ، وهذا الوجه المعروف عند الناس وقد حمله بعض الناس علی قوله : «فَیَخِرُّون سُجَّداً لربِّ العالمینَ». فجعل السجود هو التّجْبِیَه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : جَبَی المالَ یَجبِیهِ ، وجَباهُ یَجْبَاه ، قال : وهذا ممَّا جاء نادراً ، مثل أبَی یَأبَی.

جوب - جیب

قال الله جل وعز : (وَثَمُودَ الَّذِینَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (9)) [الفجر : 9].

قال الفراء : جابُوا : خرقوا الصّخْر ، فاتخذوه بیوتاً فارِهین. ونحو ذلک.

قال الزَّجاج : واعتبره بقوله (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً فارِهِینَ) [الشعراء : 149].

وقال اللیث : الجَوْبُ قطعک الشیءَ کما یُجاب الْجَیبُ ، یقال : جَیْبٌ مَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ ، قال : وکل مُجَوَّفٍ وسطُه فهو

ص: 148

مَجُوبُ. وقال الراجز :

* واجتَابَ قَیظاً یَلْتَظِی التظَاؤُها*

اجْتَابَ لَبِسَ.

أبو عُبَید ، عن الیزیدی : جُبْتُ القمیص ، إذا قَوَّرتَ جَیْبَه ، وجَیَّبْتُهُ ، إذا عَمِلْتَ له جَیْباً.

شَمرٌ ، سمعت سلمه یقول : جِبتُ القمیصَ وجُبْتُهُ ، وأنشد :

باتتْ تَجِیبُ أدْعَجَ الظلامِ

جَیْبَ البَیَطْرِ مِدْرعَ الهُمامِ

ابن بُزُرْج : جَیَّبتُ القمیصَ ، وجَوَّبْتُه.

أبو عُبید : الْجَوبُ التَّرْسُ ، وکذلک قال غیره.

وقال اللیث : الجوابُ رَدِیدُ الکلام ، والفعل : أجَابَ یُجِیبُ. ومن أمثال العرب : أساءَ سَمْعاً فأسَاءَ جابهً.

قال أبو الهیثم : جابهٌ اسمٌ یقوم مقام المصدر ، وهو کقولهم : المالُ عارهٌ ، وأطعتُهُ طاعهً ، وما أُطیق هذا الأمر طاقَهً ، فالإجابه مصدرٌ حقیقیّ ، والجابه اسمٌ ، وکذلک الجواب ، وکلاهما یقومان مقَامَ المصدر.

وقال الله تعالی : (وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَهَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی) [البقره : 186].

قال الفراء ، یقال : إنها التّلْبِیه.

وقال الزَّجاج : أی فَلْیُجِیبونی ، وأنشد :

وداعٍ دعا یا مَنْ یُجِیبُ إلی النَّدی

فلم یَسْتَجِبْهُ عند ذاک مُجِیب

أی فلم یُجِبْه أحد.

وجَیْبُ اللیل : الصُّبح. قاله شمر.

قال العجاج :

حتی إذا ضوءُ القمیص جَوَّبا

لیلا کأثناء السَّدوس غَیْهبا

جَوَّبَ : نَوَّر ، وکشف ، وجلی.

وروی خالد الحذَّاء عن أبی قُلابَه عن ابن عمر أن رجلاً نادی : یا رسول الله ، أی اللیل أجوَبُ دعوه؟ قال : «جوف اللیل الغابر».

قال شمر : قوله أجوَبُه من الإجابه ، أی أسرعه إجابه ، کما یقال أطوعُ من الطاعه. قال : والأصل جاب یجوب ، مثل طاع یطوع.

وقال الفراء : قیل لأعرابی یا مُصاب ، فقال : أنت أصوبُ منی. قال : وأصل الإصابه من صاب یَصُوب إذا قَصَد.

ویقال : جُبْتُ البلدَ أَجُوبُهُ جَوْباً ، إذا قطعْته ، واجْتَبْتُه مثله ، ویقال : اجْتَاب فلانٌ ثوباً ، إذا لبسه. وأنشد :

تحسَّرَتْ عِقَّهٌ عنها فأَنْسَلهَا

واجتاب أخْرَی جدیداً بعد ما ابْتقلا

واجتاب : احتفر ، ومنه قول لبید :

ص: 149

تجتابُ أَصْلاً قائماً مُتَنَبِّذاً

بِعُجُوبِ أنقاءٍ یمیلُ هیامُها

یصفُ بقره احتفرت کِناساً تکْتَنُّ فیه من المطر فی أَصْلِ أرْطاهٍ ، ورجلٌ جَوَّابٌ ، إذا کان قَطَّاعاً للبلاد ، سیَّاراً فیها. ومنه قول لقمان بن عاد فی أخیه :

* جوَّاب لیلٍ سَرْمد*

أراد أنَّه یَسْرِی لیله کُلَّه.

والجوْبهُ : شبْهٌ رَهْوَهٍ تکون بین ظَهْرانَیْ دُور قوم یسیل إلیها ماء المطر ، وکلُّ مُنْفَتقٍ یتَّسِع فهو جَوْبهٌ.

وقال ابن شُمیل : الْجَوْبهُ من الأرض الدَّارهُ من المکان المُنجَاب ، الوطیء القلیل الشَّجر ، سُمِّی جَوْبه لانجیَابِ الشَّجرِ عنه ، مثل الغائِط المستدیر لا یکونُ إلا فی جَلَدِ الأرض ، والجمیع جَوْبات وجُوب.

أبو عُبید ، عن أبی عُبیده : جَابهُ المِدْرَی من الظِّبا ، غیر مهموز حین طلع قرْنُه.

ویقال : الملساءُ اللَّیِّنَه القَرْن.

وقال شمر : جابهُ المِدْرَی أی جائِبَتُه ، أی حین جاب قَرْنُها الجِلْدَ فطلع. وهو غیر مهموز. والجوْبُ : التُّرس.

قال لبید :

فأجازنی منهُ بطِرسٍ ناطقٍ

وبکلِّ أطلسَ جَوْبُه فی المِنْکبِ

یعنی بکل حبشیّ جَوْبه فی منکبه.

جاب

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : جَأَبَ وجَبَأَ ، إذا باعَ الجَأْبَ ، وهو المَغْرَهُ.

قال : والجأبُ : الکَسْب. وقال غیره : الْجَأْبُ أیضاً : السُّرّه.

أبو عُبید : الجَأبُ الحمارُ الغلیظ ، وکاهلٌ جَأبٌ : غلیظ ، وخَلْقٌ جَأب : جافٍ غَلیظ.

وقال الراعی :

فلمْ أَر إلَّا آل کلِّ نجِیبهٍ

لها کاهلٌ جَأبٌ وصلْبٌ مُکَدَّح

ابن بزُرْج : جَأبهُ البَطْنِ ، وجبْأتُهُ مَأنتُه ویقال : هل سمعتَ جَائِبَهَ خبَر. وقال : یتنازعون جَوَائِب الأمثال ، یعنی سرائر تَجُوبُ البلاد. وفلان فیه جَوْبان من خُلُق ، أی ضَرْبان ، لا یثبت علی خُلُق واحد.

قال ذو الرّمه :

* جُوبَینِ من هماهِمِ الأغْوال*

أی تسمع ضربین من أصوات الغیلان.

وفلان جَوَّاب جَأَّاب یجُوب البلادَ ویکسِب المال.

بوح - باج

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : باجَ الرّجُل یَبُوجُ بَوْجاً ، إذا أَسْفَرَ وَجهه بعد شُجوبِ السّفَر ، وباجَ الْبَرْقُ یَبُوج بَوْجاً

ص: 150

وبَوَجَاناً ، إذا بَرَقَ ، وتَبَوّجَ تَبَوُّجاً : مِثْله.

ابنُ بُزُرْج : بَعِیرٌ بائج ، إذا أعْیَا ، وقد باج ، وبُجْتُ أنا : مَشَیْتُ حتی أَعْیَیْتُ ، وأنشد :

قد کُنت حِیناً تَرْتجِی رِسْلَهَا

فاطّرَدَ الحائِلُ والبائج

یُریدُ الْمُخِفُّ والمُثْقَل.

وقال الأصمعیّ : یقال انْبَاجَ البَرْقُ انبِیَاجاً ، إذا تَکَشَّفَ ، وانبَاجَتْ علیهم بَوَائِجُ مُنْکَرَه ، إذا تَفَتّحَت علیهم دوَاهی.

وقال الشَّماخُ یَرثی عمرَ رضی الله عنه :

قَضَیْتَ أُمُوراً ثُمّ غَادَرْتَ بَعدَها

بِوائِجَ فی أکْمَامِها لم تُفَتّقِ

والبائج عِرق فی باطن الفخِذ ، قال الراجز :

* إذا وَجَعْنَ أبْهَراً وبایجا*

وقال جندل :

* بالکاسِ والأَیدی دَمُ البوائج *

یعنی العروق المُتَفَتِّقَه.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : جاءَ فلان بالبائِجَه والفَلِیقَهِ ، وهی من أسماءِ الدّاهِیَه.

وقال أبو زید : الباجَهُ الاخْتِلاط.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : البَاجُ یُهْمَز ولا یُهْمَز ، وهو الطریقه من المَحَاجّ المُسْتَوِیَه ، ومنه قول عُمر : «لأَجْعَلَنَّ النَّاس بَاجاً واحداً

أی طریقه واحده فی العطاء ، ویجْمع بَأْج علی أَبْؤُج.

وقال ابن السّکّیت : یقال : اجْعَلْ هذا الشَّیء بَأْجاً واحداً مهموزاً.

قال : ویُقال أوَّل من تَکَلَّم به عثمان ، أیْ طَریقه واحده ، ومثله : الْجَأْشُ ، والْفَأْسُ ، والرَّأْس.

وجب

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الوَجْبُ والقَرْعُ : الذی یوضع فی النِّصال والرِّهان ، فمن سَبَق أخذَه.

وقال أبو إسحاق فی قول الله جَلَّ وعَزَّ : (فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَکُلُوا مِنْها) [الحج : 36].

أی سَقَطَتْ إلی الأرض جُنوبُها ، فَکُلوا منها. قال : ویقال : وَجَبَ الحائط یَجِب وَجْبَهً ، أی سَقَط ، وَوَجَب القَلْب ، یَجِبْ وَجِیباً : إذا تَحَرَّکَ من فَزَع ، وَوَجَب البیعُ وُجوباً وجِبَهً ، والمُسْتَقْبَلُ فی کُلِّه یَجِبُ.

وقال الأصمعیّ : وجَبَ القَلْبُ وَجِیباً إذا خفَق ، ووجبت الشمس تَجِبُ وجوباً إذا سَقَطت ، ویقال للبَعیر إذا بَرک وضرب بِنَفْسِهِ الأرْض ، قد وَجَّبَ تَوْجِیباً ، وأوْجَب فلانٌ البیعَ إیجاباً ، وفلان یَأکل کل یوم وَجْبَهً ، أی مرّهً واحِده ، وقد وَجَّبَ لِنَفْسِه تَوْجیباً.

وفی الحدیث : «من فَعل کذا وکذا فَقَدْ أَوْجَبَ» ، أی وَجبتَ له الجنَّه أو النار.

والمُوجِباتُ : الکبائِرُ من الذنوب الّتی

ص: 151

أوْجَبَ الله بها النار.

حدَّثنا السعدیُّ قال : حدثنا ابن عفان عن ابن نمیر ، عن الأعمش ، عن إبراهیم عن أبیه ، قال : قال أبو ذَرٍّ : کنتُ مع رسول الله صلی الله علیه وسلم حین وَجَبَت الشمس. فقال : یا أبا ذرّ ، هل تدری أین ذَهَبَتْ؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال : فإنها تذهب حتی تسجد بین یدی ربها تستأذن فی الرجوع لها مکانها قد قیل لها ارجعی من حیث جئتِ ، فتطلع وذلک مستقر لها.

وفی الحدیث : أنَّ أقْوَاماً أتَوا النَّبی صلی الله علیه وسلم ، فقالوا : یا رسولَ الله ، إنَّ صاحباً لَنَا أوْجَب ، فقال : «مُرُوهُ فَلْیَعْتِقْ رَقَبه».

قال هُدْبَه بن خَشْرَم :

فقلت له لا تَبْکِ عینُک إنّه

بکَفَّی ما لاقیتُ إذ حانَ مَوْجِبی

أراد بالموجِبِ موتَه ، یقال : وَجَبَ : إذا مات مَوْجِباً. وأنشد الفراء :

وکأن مُهرِی ظل محتفراً

بقفا الأسنه مَغْرَهَ الجَأْبِ

والجأْبُ : ماء لبنی الهُجَیم عند مَغْرَه عندهم. وقال اللیث فیما قرأت له فی بعض النسخ : المُوَجَّبُ من الدواب الذی یفزع من کل شیء ، قلت : ولا أعرفه.

وأخبرنی المنذریّ عن ثعلب أن ابن الأعرابیّ أنشده :

ولستُ بدُمَّیْجَهٍ فی الفراش

ووَجَّابهٍ یَحْتَمِی أن یُجیبا

ولا ذی تلازم عند الحِیَاضِ

إذا ما الشّریبُ أنابَ الشّریبا

قال : وجّابهٌ : فرق ، دُمَّیجه : یندمج فی الفراش.

ابن السکیت ، عن أبی عمرو : الْوَجِیبَه أنْ یُوجِبَ الرجلُ البَیْعَ علی أنْ یأخُذَ منه بعضاً فی کلِّ یوم ، فإذا فَرَغَ قیل : قَد اسْتَوْفَی وَجِیبَتَه.

أبو زَید ، یقال : وَجَّبَ فلان عِیَالَه تَوْجِیباً إذَا جَعَلَ قُوْتَهُمْ کُلّ یوم وَجْبَه.

قال شَمِر : وأقرأنا ابنُ الأعرابیّ لِرُؤْبَه :

فَجَاء عَوْدٌ حِنْدِفِیٌّ قَشْعَمُهْ

مُوَجَّبٌ عَاریّ الضُّلوعِ جِرْضِمُه

قال : مَوَجَّبٌ أی لا یَأکل فی النهار إلا أکْله واحده ، جِرْضِمٌ : عَرِیضٌ ضَخْم.

وفی الحدیث : «أنّ النبی صلی الله علیه وسلم جَاء یَعودُ عبدَ اللهِ بن ثَابت فوَجَدَه قد غُلِبَ ، فاستَرْجَعَ ، وقال : غُلِبْنَا علیک یا أبا الرّبیع ، فَصاحَ النِّساءُ وَبَکَیْن ، فَجَعَلَ ابنُ عَتِیکٍ یُسَکِّتُهُنَّ ، فقال : رسول الله صلی الله علیه وسلم دَعْهُنّ ، فإِذا وَجَبَ فلا تَبْکِیَنَّ باکیه ، فقالوا : ومَا الوُجُوب؟ قال : إذا مَاتَ».

وقال بعض الأنصار :

أطاعَت بَنُو عوف أمیراً نهاهم

عن السِّلم حتی کانَ أولَ واجِبِ

ص: 152

أی أول مَیِّت.

وفی «نوادر الأعراب» : یقال وَجَبتُه عن کَذَا ، ووَکَبتُهُ : إذا رَدَدتَهُ عنه ، حتّی طال وُجُوبُه ووُکُوبُه عنه. قال الدینوریّ فی باب العسل : ویُوعَی العَسَلُ فی الوِجَاب وهی أسقِیَهٌ عِظام ، وواحد الوِجَاب وَجْبٌ.

[باب الجیم والمیم] [ج م (وا یء) ]

اشاره

جما ، جیم ، وجم ، مأج ، أمج ، أجم ، موج ، جوم.

جما

سَلَمه ، عن الفرّاء : جُمَاءُ کلِّ شیءٍ حَزْرُه وَمِقدارُه ، مَمدود.

وقالَ ابن درید : جَمَاءُ کلِّ شیءٍ شَخصه ، وأنشد :

* وقُرْصَهٍ مِثلَ جَمَاءِ التُّرْسِ*

ابن السّکّیت : تَجَمَّی القَومُ ، إذا اجْتَمَع بعضهم إلی بعض ، وقد تَجَمَّوا علیه.

وقال ابن بُزرج : جَمَاءُ کلِّ شیء اجتماعُه وحَرکته ، وَأَنشد :

وبَظْرٍ قد تَفَلَّقَ عن شَفِیرٍ

کأَنَّ جَماءَهُ قَرْناً عَتُودِ

أبو بکر : یقال جَماءُ الترس وجُماؤه وهو اجتماعه ونتوّه ، قال : وجُماء الشیء قدره. أبو عُبید عن أبی عمرو الجُماء : شخص الشیء تراه من تحت الثوب.

قال الشاعر :

فیا عجباً للحب داء فلا یُری

له تحت أثواب المحبِّ جُماءُ

أبو عمر : التجمُّؤ : أن ینحِنی علی الشیء تحت ثوبه. الظلیم یتجمَّا علی بیضه.

جوم

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : الْجَامُ الفَاثُورُ من اللُّجیْن.

قال : ویُجمع علی أَجْؤُم. قال : وجامَ یَجُومُ جَوماً ، مثل حام یَحُومُ حَوماً ، إذا طلبَ شیئاً خَیراً أو شرَّاً.

وقال اللیث : الجَوْمُ کأَنَّها فارسیه ، وهم الرُّعَاهُ ، أمْرُهُمْ وکلامُهُمْ ومَجْلِسُهُم واحِد.

وقال ابن الأعرابی : یقال یُجمع الجامُ جامَات ، ومِنْهم مَنْ یقول ، جُومٌ.

موج - مأج

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : ماجَ فی الأمرِ إذا دارَ فیه.

قال : والْمَیْجُ الاخْتَلاط.

اللّیث : المَوْجُ : ما ارتفَعَ من الماء فوقَ الماء ، والفِعل : ماجَ الْمَوْجُ.

وقال ابن الأعرابیّ : ماجَ یَمُوجُ إذا اضْطرب وتَحیَّر ، وماج البحرُ ، وماجَ النَّاس إذا دَخَلَ بَعضُهم فی بعض.

والمُؤوجُ : مُؤوج الدَّاغِصَه ، ومُؤوج السِّلعه تَمَوُّرٌ بین الجِلْدِ والعظم ، ومن مهموزه : أبو عُبید ، عن أبی زید : الْمَأْجُ الماءُ

ص: 153

المِلح.

وقال ابن هَرْمَه :

فإنَّکَ کالْقَرِیحَهِ عام تُمْهَی

شُرُوبُ الماءِ ثم تَعُودُ مأجَا

وقال اللیث : یقال مؤُجَ الماءُ ، یَمْؤُجُ مُؤُوجَهً فهو مَأجُ ، وأنشد :

* بأرْضٍ نَأَتْ علیها الْمُؤُوجَهُ والبَحْر*

وجم

قال اللیث : الْوُجُوم السکوتُ علی غَیْظ. یقال : رَأیْتُه وَاجماً.

أبو عُبید : إذا اشتدَّ حُزْنُه حتی یُمْسِکَ عن الکلام ، فهو الواجِم ، وقد وَجَمَ یَجِمُ.

قال شَمِر ، قال أبو عُبید : الْوَجَمُ جَبَلٌ صغیر ، مِثل الإرَمَ.

وقال ابن شُمیل : الْوَجَمُ حجاره مَرْکُومهٌ بعضها فوق بعض علی رؤوس القُورِ والإکام ، وهی أغلظ وأطول فی السماء من الأُرومِ.

قال : وحجارتها عِظامٌ کحجاره الصِّیَرهِ والأمَرَه ، لو اجتمع علی حجرٍ ألفُ رجل لم یُحَرِّکوه ، وهی أیضاً من صَنعه عاد ، وأصلُ الوَجَم مُستَدِیرٌ ، وأعلاه مُحدَّد ، والجماعه الوُجُومُ.

وقال رؤبه :

وَهَامَهٌ کالصَّمِدْ بَیْنَ الأصْمَادْ

أوْ وَجَم العَادِیّ بَیْنَ الأجْمَادْ

قال شَمِر ، وقال ابنُ الأعرابی : بَیْتٌ وَجْمٌ وَوَجَمٌ ، والأوْجامُ : الْبُیوت ، وهیَ العِظَام منها.

وقال رُؤْبه :

* لَو کَانَ من دون رُکَامِ الْمُرتَکَم*

* وأرْمُلِ الدهْنَا وَصَمَّانِ الْوَجَم *

قال : الوَجَمُ الصَّمَّانُ نَفسُه ، ویُجمع أوجاماً. قال رؤبه :

* کَأَنَ أوجاماً وصَخْراً صَاخِراً*

أجم

قال اللیث : یُقال أکَلْتُه حَتَّی أْجِمتُه.

أبو عُبید ، عن الکسائی ، وأبی زید : إذَا کَرِهَ الطعامَ فهو آجِم ، علی فَاعِل ، وقد أجَم یَأْجَمُ.

وقال الأصمعیّ : ماءُ آجِنٌ وآجِمٌ إذا کان مُتَغَیِّراً.

وقال ابنُ الخَرْعِ :

ونَشْرَبُ أسْآرَ الحِیاضِ تَسُوفُها

ولَو وَرَدَتْ مَاءَ المُرَیْرهِ آجِمَا

أراد آجِنَا.

وقال غیره : آجِمٌ بمعنی مأجومٌ ، أی تَأجِمُهُ وتَکرَهُه.

ویقال : أجَمت الشیء إذا لم یُوافِقکَ فکرِهتَه.

أبو عُبید ، عن الأحمر : تَأَجَّمَ النّهار تأَجُّما إذا اشتَدّ حَرُّه. والأَجَمهُ : مَنْبِتُ الشجر ، کالْغَیْضه ، والجمیع الآجام.

والأُجُم والأُطُم : الْقَصْر بلُغَه أهل

ص: 154

الحجاز ، وهی الآجام والآطام. قال :

* ولا أُجُماً إلَّا مَشیداً بجَنْدَل*

أمج

الأصمعیّ : الأَمَجُ تَوَهُّج الحَرِّ قال العجاج وأنشد :

* حَتَّی إذا ما الصَّیْفُ کان أمَجَا*

وقال اللیث : أَمِجَت الإبل تأْمَج ، إذا اشتد بها حَرٌّ أو عطش.

عمرو ، عن أبیه : أَمَج ، إذا سَار سَیْراً شدیداً ، بالتخفیف.

جیم

قال اللیث والجیم من الحروف تؤنث ، ویجوز تَذْکیرها ، وقد جَیَّمتُ جیماً إذا کَتَبْتَها.

باب اللفیف من حرف الجیم

اشاره

جو ، جوی ، جأی ، أجا ، جئاوه ، جیأه ، جا ، أجّ ، وجأ ، وجّ ، جؤجؤ ، جأْجاء ، أوجی ، جیّا ، یأجج ، جاجه ، یأجوج ، ویج.

جو

قال اللیث : الجَوُّ الهواء ، وکانت الیمامَهُ تُسَمَّی جَوّاً ، وأنشد.

* أخْلَقَ الدّهْرُ بِجَوّ طَلَلَا*

قلت : الجَوُّ ما اتّسع من الأرض واطمأَنَّ وبرز ، وفی بلاد العرب أَجوِیَهٌ کثیره یُعرف کل جو منها بما نُسِبَ إلیه ؛ فمنها جوُّ غِطْرِیف وهو فیما بین السِّتار وبین الجماجم ، ومنها جوّ الخُزَامی ، ومنها جوّ الإحساء ، ومنها جوّ الیمامه ، وقال طرفه :

* خَلَالَکِ الجَوُّ فبیضی واصْفِرِی*

ویقال : هذا جوُّ مُکْلِیءٌ ، أی کَثیر الْکَلأ ، وهذا جوٌّ مُمْرعٌ. وجوُّ السماء : الهواءُ بین السماء والأرض.

قال الله : (إِلَی الطَّیْرِ مُسَخَّراتٍ فِی جَوِّ السَّماءِ) [النحل : 79].

ودَخَلتُ مع أعرابی دَخْلاً بالخَلصاءِ ، فلما انتهینا إلی الماء قال : هذا جوٌّ من الماء لا یوقف علی أقصاه.

وقال ابن الأعرابی : الْجَوُّ الآخرَه.

وقال اللیث : الْجِوَاء مَوضع. قال : والفُرْجَهُ التی بین مَحَلَّهِ القوم وسْط البیوت تُسَمَّی جِوَاءً ، یقال : نَزَلْنا فی جِوَاءِ بَنی فلان قلت : الجِوَاء جمع الجَوّ ، ومنه قول زهیر :

* عَفَا مِنْ آلِ فاطِمَهَ الجِوَاءُ*

ویقال : أراد بالجِوَاءِ موضعاً بعینه.

وقول اللیث : الجِوَاءُ الفُرْجهُ وسْط البیوت لا أعرفه ، ویُجمع الجوُّ جواءً وهو عندی تصحیف وصوابه الحِواء وجمعه أحویه وقد یجمع الجوُّ جِواءً ، ومنه قوله :

أیا أُمَّ عَمْرٍو من یَکن عَقْرُ داره

جِواءَ عَدِیٍّ یأکل الحشرات

البیت یُروی للنابغه ولأوس بن حجر.

ورُوِی عن سَلمان ، أنه قال : لکل أمریء جَوّانیّاً وبَرّانیّاً ، فمن أصْلَحَ جوّانیَّهُ أصلَحَ

ص: 155

اللهُ بَرّانیَّه ، ومَنْ أفْسد جوّانیّه أفسد الله بِرانیَّه.

قال شمر ، قال بَعْضهم : عَنَی بِجَوّانِیِّه سِرَّه ، وبِبَرّانیِّه عَلَانِیَّه.

قال : وجوُّ کل شیء بَطْنُه وداخِله ، وهو الجَوّه بالهاء أیضاً ؛ وأنشد قوله :

یَجْرِی بِجَوّتِهِ مَوْجُ الْفُرَاتِ کأَن

ضَاحِ الخُزَاعِیِّ جازَت رَنْقَه الرِّیحُ

قال : جَوّتُه : بَطنُ ذلک الموضع.

وقال آخر :

لَیست تَرَی حولها شخصاً وَراکبُها

نَشْوانُ فی جَوّهِ الْباغُوتِ مَخمورُ

قال شمر ، قال ابن الأعرابیّ : الْباغُوت مَوْضع ، وجوَّتُه : دَاخِلُه ، وقال قَتَاده فی قول الله : (فِی جَوِّ السَّماءِ) [النحل : 79] فی کَبِدِ السماء ، ویقال کُبَیداء السماء.

جوی

قال اللیث : الجَوَی مقصور ، کلُّ داءٍ یَأْخُذُ فی الباطن لا یُستَمرَأَ معه الطعام.

یقال : رَجلٌ جَوٍ ، وَامرأهٌ جَوِیَهٌ کما تری ، وَاستَجْوَینا الطّعامَ واجتَوَینَاه ، وصار الاجتواء أیضاً لما یُکرَهُ ویُبْغَض.

وفی الحدیث : «أنَّ وَفْدَ عُرْینَه قَدِمُوا المدینه فاجتَوَوْها».

قال أبو عُبید : قال أبو زید : «اجَتَویت البلاد إذا کَرِهْتها ، وَإن کانت مُوافِقَهً لک فی بَدَنک ، واسْتَوْبَلَتها إذا لم تُوَافِقک فی بدنک وإن کنتَ مُحِبّاً لها.

قلت : قال أبو زید فی «نوادره» : الاجتِوَاء النزاعُ إلی الوَطن ، وکراهَهُ المکان الذی أنت به وإن کنتَ فی نِعمه.

قال : وإن لم تکُن نازِعاً إلی وَطنک فأَنت مُجتوٍ أیضاً.

قال أبو زید : وقد یکونُ الاجتَوَاءُ أیضاً ألا تَسْتمریءَ الطعامَ بالأرض ولا الشَّراب ، غیر أنک إذا أحبَبْتَ المقامَ بها ولم یُوافِقک طعامُها ولا شَرابُها ، فأَنتَ مُسْتوبِل ، ولستَ بمجتَوٍ.

قلت : جعل أبو زید الاجتَوَاء علی وَجْهین.

وقال ابن بُزرْج : یقال للذی یجتَوِی الْبَلَد : به اجتِوَاء ، وجوًی مَنْقوص ، وَجِیهٌ.

قال : وحَقَّرُوا الجِیَهَ جُیَیَّه.

حدَّثنا السعدیُّ عن الرمادیّ عن یزید بن هارون عن العوام بن حَوْشَبِ ، عن جَبَلهً بن صُحَیْم ، عن مُؤثر بن عفازه عن عبد الله ، قال : «لما کانت لیله أسری برسول الله صلی الله علیه وسلم ، لقی إبراهیم وموسی وعیسی ، فتذاکروا الساعه ، ورَدّوا الحدیث إلی عیسی فذکر الدَّجال وقتلَهُ إیاه ، وخروج یأجُوج ومأجُوج ، وإفسادهم الأرض ، ودعاءه علیهم فیموتون ، وتَجوی الأرضُ من

ص: 156

ریحهم».

ثم ذکر الحدیث بطوله : قال أبو عُبید : قولُه تجتَبیء الأرضُ منهم ، أی تُنِتن ، وهو جَوٍ من أی مُنْتِن ؛ وأنشد :

ثمَّ کان المِزاجُ ماءَ سحاب

لا جَوٍ آجنٌ ولا مطروقٌ

قال : الجَوِی المنْتنُ المتغیّر. وقال :

بَسَأْتَ بَنِیهَا ؛ وجَوِیتَ عنها

وعندی لو أرَدْتَ لها دواء

جویت عنها : أی لم تُوافقک فکرهتها.

أبو عبید : الْجَوی الْهَوی الباطِن.

وقال ابن السِّکِّیت : رَجُلٌ جَوِی الجَوْف : وامْرَأَهٌ جَوِیَه ، أیْ دَوِی الْجَوف.

أبو عُبید ، عن أبی زید : جَوِیَتْ نفْسِی جَوًی ، إذا لم توافِقک البِلاد.

قال ، وقال أبو عمرو : الْجِواءُ الواسعُ من الأوْدِیه ، وأنشد :

* یمْعَسُ بالماءِ الْجِوَاءُ مَعْساً*

جأی

قال اللیث : الجُؤْوَهُ بوزن الجُعْوَه : لَوْنُ الأجْأَی ، وهو سوادٌ فی غُبْرَهٍ وحُمْرَه.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : یقال : کَتِیبَهٌ جَأْوَاءُ إذا کانت علیتها صَدَأُ الحدید.

قال : وإذا خَالَطَ کُمْتَهَ البعیرِ مثلُ صَدَأ الحدید ، فهو الجُؤْوَه ، وبَعیرٌ أَجأَی.

قال ، وقال الأُمویّ : الجُوَّهُ غیر مهموز : الرُّقعه فی السِّقاء.

یقال : جَوَّیتُ السِّقَاءَ : رَقَعْتُه.

وقال شمِر : هی الجُؤْوَهُ ، تَقدیرُ الجُعْوَه.

یقال : مِقَاءٌ مُجْئِیٌ ، وهو أنْ یُقَابِلَ بین الرُّقعتین علی الوَهْیِ من ظَاهرٍ وباطن.

قال شمر : وکلّ شیءٍ غَطَّیتَه أو کَتَمْته ، فقد جَأَیتَه.

قال : وقال أبو زید : جَأَیت سِرَّه کَتَمته ، وما یَجأَی سِقاءُک شَیْئاً ، أی لا یَحبِس الماء ، وما یَجأَی الرَّاعی غَنَمه ، إذا لم یَحفَظها.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، یقال : فلان أحْمَق ما یَجأَی مَرْغَه ، أی لا یَسْتُر لُعَابَه.

قال : وجأَی ، إذا مَنَعَ.

وقال شِمر : جَیَّأْتُ الْقِرْبهَ خِطتُها. وأنشد :

تخَرّقَ ثَفْرُها أیام خُلَّتْ

علی عَجَلٍ فَجِیبَ بها أَدِیمُ

فَجیَّأَها النساءُ فخان منها

کَبَعْثَاهٌ ورَادِعَهٌ رَدُومُ

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ ، والفراء : الْجِئَاوَهُ مثل فِعاله : الشیءُ الذی یوضع علیه القِدْرُ إن کان جِلداً ، أو خَصَفَهً أو غیرها.

قال ، وقال الأحمر : هی الْجِئَاءُ ، والجِواءُ أیضاً.

وفی حدیث علیّ : «لأنْ أَطَّلِیَ بجِواءِ جِلْدٍ أحَبّ إلیّ من أن أطَّلِیَ بزعْفَران».

ص: 157

قال : وجمْع الجِئَاء أَجِئیَه ، وجمع الجِوَاءَ أَجْوِیه.

وقال شمر : قال الفراء : جأَوْتُ البُرْمَهَ إذا رَقعتها ، وکذلک النّعل ، وقد جأَی علی الشیء إذا عَضَّ علیه.

أبو عدنان ، عن أبی عُبیده : أَجِئْ هذا ، أی غَطّه.

قال لبید :

* حَوَاسِرُ لا یُجِئنَ عَلَی الْجِذَام*

أی لا یَسْتُرْنَ. ویقال : أحیءْ علیک ثَوْبک.

ابن السّکّیت : امرأَهٌ مُجَیَّأَهٌ ، إذا أُفضِیَتْ ، فإذا جُومعَتْ أَحْدَثت ، ورجل مُجَیَّأ ، إذا جامعَ سلح.

وقال الفرّاء فی قول الله : (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلی جِذْعِ النَّخْلَهِ) [مریم : 23] هو من جِئْتُ ، کما تقول : فجاءَ بها المخاض ، فلمَّا أُلقِیَت الباءُ جُعل فی الفعل ألف ، کما تقول : آتیْتُکَ زَیْداً ، ترید أتَیْتُکَ بزیْد.

ومن أمثال العرب : شَرٌّ ما أجَاءک فی مُخَّهِ عُرْقوب ، ومنهم من یقول : شَرٌّ ما ألجَأَک. والمعنی واحد.

وتمیم تقول : شَرٌّ ما أشاءَک ، وأنشد غیره :

وشَدَدْنَا شَدَّهً صادقَه

فأجاءَتْکم إلی سَفْحِ الجبل

وقال زهیر :

وجارٍ سارَ مُعْتمداً إلینا

أجاءَتْهُ المخافهُ والرّجاءُ

أی ألجأتْه معنی قوله : إلی مُخَّهِ عُرقوب ، أن العرقوبَ لا مُخَّ فیه ، فلا یحتاجُ إلیه إلا من لا یقدر علی شیء.

قال أبو عبید : ویُضرَبُ هذا لکلِّ مضطر إلی ما لا خیر فیه ولا یَسُدُّ مَسَدّاً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : جَایأَنی الرجلُ من قُرْب ، أی قابلنی ، ومَرّ بی مُجَایأَهً أی مُقَابَله.

قلت : هو من جِئْتُهُ مَجیئاً ومَجِیئهً ، فأَنَا جاءٍ وجِیءَ به یُجاء به ، فهو مَجِیءٌ به.

أجأ

قال اللیث : أَجَأٌ وسَلْمَی جَبَلا طیِء ، وإذا نُسب إلی أجأ قلت : هؤلاء أَجِئیُّون بوزن أجَعِیُّون.

وقال ابن الأعرابیّ : أَجَأَ ، إذا قَرَّ.

جأی

قال اللیث : جِئاوَه اسمُ حَیٍّ من قیس ، قد دَرَجُوا ولا یُعْرفون.

جیأ

والجَیْأه : مُجْتمَعُ ماءٍ فی هَبْطهٍ حَوالی الحصون.

أبو عُبید ، عن الکسائیّ ، وأبی عُبَیده ، والأمویّ : الجَیْأه الموضعُ الذی یجتمع فیه الماء.

شمر ، عن أبی زید : الجَیْأَهُ الحُفْرَهُ العظیمه ، یجتمع فیها ماء المطر ، ویَشْرَعُ

ص: 158

الناسُ فیه حُشُوشَهُم.

قال الکمیت :

ضفادعُ جَیْأَهٍ حَسِبَتْ أَضَاهً

مُنَضِّبَهً ستَمْنَعُهَا وطیناً

وقال الفرّاء : جاء فلانُ جَیْأَهً. قال : وأما الجِیَّهُ بغیر همز ، فهو الذی یَسیل إلیه المیاه.

وقال الهُذَلیّ :

من فوقه شَعَفٌ قُرٌّ وأسْفَلُه

جِیءٌّ تَنَطَّقَ بالظَّیَّانِ والعُتُمِ

وقال شمر : یقال له جِیَّهٌ وجَیأَهٌ ، وکلٌّ من کلام العرب.

وفی «نوادر الأعراب» یقال : قِیّهٌ من ماء ، وجِیّهٌ من ماء ، أی ماءٌ ناقعٌ خَبیث ، إمَّا مِلْحٌ ، وإما مَخْلوط بِبَول.

وقال اللیث : الجائیه ما اجتمعَ فی الخُراجِ من المِدَّه والقَیْح ، یقال : جاءَتْ جائیَهُ الجِرَاح.

وفی حدیث : یَأْجوجَ ومأجُوج «فَتَجْوَی منهم الأرض» قال أبو عُبید : أیّ تُنْتِنُ ، وأنشد :

ثمّ کانَ المِزَاجُ ماءً سحابٍ

لا جَوٍ آجِنٌ ولا مطرُوقُ

قال : والجَوِی المُنْتِن ، والأجِنُ دونَه فی التَّغیُّر.

أجج

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَجَ فی سیره ، یَؤُجُ أَجّاً ، إذا أسرع وهَرْوَل ، وأنشد :

* یؤُجُ کما أجَ الظَّلیمُ المُنَفَّرُ*

وقال اللیث : أجَّت النارُ تَؤُجُ أَجیجاً ، وأجَّجْتها تأجِیجاً ، وائتجَ الحَرُّ ائتجاجاً.

والأُجَاجُ : شِدَّهُ الحَرّ.

قال رؤبه :

* وحَرَّقَ الحَرُّ أجاجاً شاعلاً*

قال : والأُجاجُ الماءُ المُرَّ المِلْح ، قال الله تعالی : (وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) [الفرقان : 53] وهو الشدیدُ الملوحه والمرارهَ ، مثل ماء البحر.

ویقال : جاءت أجَّهُ الصَّیف.

أبو عُبید : الائتجاج : شدّه الحَرّ.

قال ذو الرمه :

* بِأجهٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ*.

یأجوج : قال أبو إسحاق فی «یأجوج ، ومأجوج» : هما قبیلان من خَلق الله ، جاءت القراءهُ فیهما بهمزٍ وبغیر همز.

قال : وجاء فی الحدیث : «أنَّ الخلقْ من الناس عشره أجزاء ، تِسْعه منها یأجُوج ومأجُوج» قال : وهما اسمان أعْجَمیان واشتقاق مثلهما من کلام العرب یخرج من أَجَّتِ النار ، ومن الماءِ الأُجاج ، وهو الشّدید الملوحه والمراره ، مثل ماء البحر ، المُحْرِق من مُلوحته ، ویکون التقدیر فی یأجوج یَفْعُول ، وفی مأجوج

ص: 159

مفعول.

قال : ویجوز أن یکون یَأْجوج فاعُولاً ، وکذلک مأجوج.

قال : وهذا لو کان الاسمان عَرَبِیَّین لکان هذا اشتقاقُهما ، فأما الأعجمیَّه فلا تُشْتَقُّ من العربیه.

عمرو عن أبیه : أَجَّجَ ، إذا حمل علی العدوّ ، وجَأَجَ ، إذا وقف جُنْباً.

ویج

قال اللیث : الوَیْجُ خَشبهُ الفَدَّان بلُغهِ عُمَان.

وجأ

فی الحدیث المرفوع : «من استطاع منکم الباءَه فَلیَتَزَوَّج ، ومنْ لم یستطِعْ فعلیه بالصَّوْم فإنه له وِجاء».

وقال أبو عُبید : قال أبو زید یقال للفحل إذَا رُضَّت أُنثیَاه : قد وُجِئَ وِجاءً ممدود ، فهو مَوجوءٌ ، وقد وَجَأتُه ، فأراد أنَّه یَقْطَعُ النِّکاح لأنَ المَوْجوءَ لا یَضْرِب.

وقال اللیث : الوَجْءُ بالید ، والسِّکین.

یقال : أَجَأتُه أَجَؤُهُ وَجْأ مقصور.

وجا

وأما الوَجا فهو شدَّه الحَفَا. یقال : وَجِیَت الدّابهُ تَوْجَی ، وَجاً ، مقصور ، وإنّهُ لَیَتَوَجَّی فی مِشْیته ، وهو وَجٍ.

وقال ابن السکِّیت : أَنْ یشتکِی البعیرُ باطنَ خفِّه ، والفرسُ باطن حافرِه.

قال : وقال أبو عُبیده : الوَجَا : قبل الحَفا ، والحفا قبل النَّقَب.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الوَجِئَه البقَره.

ابن نَجده ، عن أبی زید : الوَجِیءُ : الخَصِیّ.

سَلَمهُ عن الفرّاء : یقال وَجَأْتَه وَوَجَیْتُه وِجاءً.

قال : والوِجاءُ فی غیرِ هذا وِعاءٌ یُعمَلُ من جران الإبل ، تَجعلُ فیه المرأهُ غِسْلَتَها ، وقُماشَها ، وجمعه أَوجیَه.

عمرو عن أبیه : جاءَ فلانٌ مْوجًی ، أی مرْدُوداً عن حاجَته وقد أوْجَیْتُه.

وقال اللیث : الإیجاءُ أنْ تَزْجرَ الرجلَ عن الأمر ، تقول : أوْجَیتُه فَرَجع.

قال : والإیجاءُ إن یَسأَلَ فلا یُعْطِی السائِلَ شَیئاً.

وقال رَبیعهُ بنُ مَقروم :

أَوْجَیْتُه عَنِّی فأَبْصَر قَصْدَه

وکَوَیتُهُ فَوقَ النَّواظِر مِنْ عَلِ

وقال :

فإنْ تَکُ لا تَصیدُ الیوم شیئاً

فآب قمیصُها أوجی وخابا

أبو عُبید ، عن الکسائیّ : أوْجیتُه أعطیتُه.

قال شمِر : لا أعْرِفه بهذا المعنی ، وأوْجیتُه : رَدَدتُه.

وقال غیره : حَفَر فَأَوْجَی ، إذا انتَهی إلی صَلابَه ولم یُنْبِط. قال : وأوْجی الصَّائِدُ إذَا أخْفَقَ ولم یَصِدْ ، وأوْجأَتِ الکَرِبَّهُ

ص: 160

وأوْجتْ ، إذا لم یَکُن فیها مَاء ، وکذلک الصَّائد.

وأتینَاه فَوَجیْناه ، أی وَجَدْناه وَجِیئاً لا خَیرَ عنده.

ویقال : أوْجَتْ نفسه عن کذا ، أی أضْرَبت وانتزعتْ ، فهی مُوجِیَه ، وأوْجَیْتُ عنکم ظُلْمَ فُلان ، أی دَفَعتُه. وأنشد :

کأَنَّ أبی أوْصَی بِکم أن أضُمَّکم

إلیَّ وأَوجِی عَنْکُمُ کلَّ ظَالِم

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أوْجَی ، إذا صَرَفَ صَدِیقَه بغیر قَضاءٍ حاجتِه ، وأوْجَی أیضاً باعَ الأوْجِیَه ، واحدها وِجاء ، وهی العُکُومُ الصِّغار ، واحدها عِکْم. وأنشد :

کَفَّاکَ غَیثَانِ عَلیهم جُودَانْ

تُوجَی الأکُفُّ وهما یَزیدان

قال : تُوجِی تَنقطع. ویقال : ماءٌ یُوجِی ، أی یَنقطع.

ویقال : رَمی الصَّیَد فَأَوْجَی ، وسَأَلَ حَاجَهً فَأَوْجَی ، أی أخْفَق.

ابن السکیت : الوَجِیَئهُ ، التَّمْر ، یُدَقُّ حتی یَخْرُجَ نَواه ، ثم یُبَلُّ بلَبَنٍ أو سَمْن حَتَّی یَتَّدِنَ ، أی یَبْتَلَّ ویَلزمَ بعضُه بعضاً فیؤکل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الوَجِیئَهُ التَّمْر ، یُوجَأُ ثمَّ یؤکلُ باللَّبن.

وجج

رُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «إنّ آخِر وطأهٍ لله بِوَجّ».

وَجّ ، هو الطائف.

وأراد بالوطْأَهِ الغَزَاهَ هاهنا ، وکانت غَزْوَه الطَّائف آخر غزواتِ رسول الله صلی الله علیه وسلم ، واسمُها وَجّ.

وقال اللیث : الوَجُ عِیدانٌ یُتَدَاوَی بها.

قلت : ما أراهُ عربیاً مَحْضاً.

وروی أبو العباس ، عن ابن الأعرابی ، قال : الْوَجُ السُّرْعه والوُجُجُ : النعام السریعه العدو. وقال طرفه :

ورِثَتْ فی قیسَ مَلْقَی نُمْرُقٍ

وَمَشَتْ بین الحشایا مَشْیَ وَجْ

قیل : الوَجُ السرعه ، وقیل : الوَجُ : القُطَا.

جأجأ

عمرو ، عن أبیه ، قال : الجَأجأُ الهزیمه ، قال : وتجأجأتُ عنه ، أی هِبتُه ، فلان لا یتجأجأُ عن فلان ؛ أی هو جَرِیء علیه.

أبو عبیدٍ ، عن الأمویّ : جأجأتُ بالإبل ، إذا دَعَوْتها إلی الشُّرب ، وهَأهأتُ بها للعَلَفِ ، والاسم منه الجِیءُ والهِیءُ. وقال مُعَاذ الهرّاء :

وما کان عَلَی الجِیءُ

ولا الهِیءِ امْتِداحِیکا

وقال :

ذکّرها الوِرْدَ بقولِ جِیجا

فأقبلتْ أعناقُها الفَرُّوجا

یعنی فروج الحوض.

اللیث ، تجأجأتُ أی کَفَفْتُ وانتهیت ،

ص: 161

وأنشد :

سَأنزعُ منکَ عِرْسَ أبیک إنی

رأیتُکَ لا تَجَأجأُ عن حِمَاها

جی اسم مدینه أصْبَهان ، وکان ذو الرمه وَرَدَها ، فقال :

نَظَرتُ ورائی نَظرَهَ الشَّوق بعد ما

بَدَا الجَوُّ من جَیِ لنا والدَّسَاکِرُ

قال : جؤجؤ : عظامُ صَدْرِ الطائر ، والجُؤْجُؤْ : صَدْرُ السَّفینه ، والجمیع الجآجِئ.

وقال أبو زید یقال : جایأتُ ، إذا وَافَقَتَ مجیئه ، ویقال لو قدْ جاوزْتَ هذا المکانَ لجایأتَ الْغَیْثَ مُجَایأهً وجِیَاءً ، أی وَافَقْتَه.

وقال الأصمعِیّ : یَأجِجُ مهموزٌ ، مکانٌ من مَکَّهَ علی ثمانیه أمْیال ، وکان من مَنَازل عبد الله بن الزبیر ، فلما قَتَلَه الحجاج أنزَله الْمُجَذَّمین ، ففیها المجذَّمُون قد رأیْتُهُم وإیَّاها ، أرادَ الشَّماخ بقوله :

کأَنِّی کَسَوْتُ الرَّحْلَ أحقَبَ قَارحاً

من اللآءَ ما بین الجنابِ فَیَأحِجِ

جاج

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : الجاجهُ : جمعها جاج ، وهی خَرَزَهٌ لا تُساوِی فَلْساً ، وقال غیره : یقال : ما رَأَیْتُ علیها جاجهٌ ولا عَاجهُ ، وأنشد :

فجاءَتْ کخَاصِی العَیْرِ لم تَحْلَ عاجهً

ولا جَاجهٌ فیها تَلُوحُ علی وَشمِ

وقال أبو زَیْد : الجَاجهُ الخَرزَهُ التی لا قیمَهَ لهَا یاجِ وأَیاجِج من زجر الإبل. قال الراجز :

فَرَّجَ عنه حَلَقَ الرَّتَایجِ

تَکَفْکُفُ الرَّسایِمِ الأوَاجِجِ

وقیل : یاجٍ ، وأیاجِجِ

عاتٍ عن الزَّجْرِ ، وقیل : جاهِجِ

* * *

ص: 162

أبواب الرباعی من حرف الجیم

[باب الجیم والشین] [ج ش ]

شرجب

قال اللیث : الشَّرْجَبُ نَعْتُ الفَرس الجَوَاد الکریم ، ومن الرِّجال : الطَّویل.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الشَّرْجَبُ الطَّوِیل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الشُّرّجُبَانَهُ شَجرهٌ مُشْعانَّه طَوِیله یَتَحلَّبُ منها کالسُّمّ ، ولها أَغْصان.

جرشم

قال اللیث : جَرْشَمَ الرُّجل ، إذا کان مَهْزولاً أو مَرِیضاً ثم اندمَلَ ، وبعضهم یقول : جَرْشَبَ.

جرشب

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الجُرْشُبُ القصیر السَّمین ، قال : والخُرْشُب بالخاءَ الطَّویل السَّمین.

وقال ابن شُمیل : جَرْشَبت المرأهُ إذا وَلَّتْ وهَرِمَتْ ، وامْرأهٌ جَرْشَبِیَّه.

شمرجه

قال اللیث : الشَّمْرَجهُ حُسْنُ قیام الحاضِنَهِ علی الصَّبیّ ، واسم الصَبیّ مُشَمْرَج من ذلک اشْتُقّ.

أبو عُبید عن أبی زید ، قال : إذا خَاطَ الْخَیّاط الثوبَ خِیاطه مُتباعِدهً ، قال : شَمَجتُه أَشْمُجُه شَمْجاً ، وشَمْرَجْتُهُ شمرجَهً قال ، وقال أبو عمرو : الشُّمْرُج الرقیق من الثِّیابِ وغیرها.

ابن مُقبل :

* غَداه الشَّمال الشُّمْرُجُ الْمتنَصَّحُ*

یعنی الْمخِیط.

فنجش

قال ابن دُرید : فَنْجَشٌ : واسِع ، وَفَجشْتُ الشیءَ فَجْشاً ، إذا وَسَّعْتَه ، وأَحْسِبُ اشْتقاق فَنْجَش مِنْه.

[باب الجیم والضاد] [ج ض ]

جرضم

قال اللیث : الجُراضم الأَکُولُ الواسع البَطْن ؛ ومثله الجِرْضِم ، وهو الأکول جِدَّاذَا جِسْمٍ کان أو نحیفاً.

وقال ابن السِّکِّیت : الجُرَاصِیَه الرَّجُل العظیمُ بالصَّاد وأنشد :

* مِثْلُ الهجِینِ الأحْمَرِ الجُرَاصِیَهْ*

وقال الفرزدق فی الجُراضِم :

فلما تَصَافَنَّا الإداوَهَ أَجْهَشَت

إلیَّ غُصونُ العَنْبَریِ الجُراضِم

جرمض

وقال ابن دُرید : رجُل جُرَامِضٌ وجُرَافِضٌ ، وهو الثّقیل الوخِمُ.

ص: 163

ضربج

أخبرنی المنذریّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابی أنه أنشده :

قَدْ کُنْتُ أَحْجُو أَبا عَمْرٍو أَخَاثِقَهٍ

حَتَّی أَلمتْ بنَا یَوْماً مُلِمَّاتُ

فقلت والمرءُ تُخطِیهِ مَنِیَّتُه

أَدْنَی عَطیَّاتِه إیَّایَ مئْیَاتُ

فَکانَ مَا جَادَ لی ، لا جَادَ من سَعَهٍ

دراهِم زَائِفات ضَرْبَجِیَّاتُ

حجوته سَخِیّاً : أی ظننته.

قال ابن الأعرابیّ : درهم ضَرْبَجیُ ، أی زَائِف ، وإن شِئتَ. قلت : زَیْفٌ قَسِیّ ، والقِسیّ : الذی صَلُبَ قصبه من طول الخَبْء. قال : ومئیات بوزن مِعْیَات ، الأصل فی مِئَات ، مِئْیَه بوزن مِعْیَه ، وقوله : کنت أحجو أَبا عَمْرو ، أی أَظُنُّه ، وقوله : «لَا جَادَ من سَعَهٍ» : دُعَاءٌ عَلَیْه.

[باب الجیم والصاد] [ج ص ]

صملج

عمرو : عن أبیه : الصَّمَلَّجُ الصُّلب من الخَیل وغیْرها.

جلبص

قال ابن السّکّیت : قال أبو عمرو الجَلبَصَهُ الفِرَار ، الصواب : الخَلْبَصَه بالخاء وأنشد :

لمَّا رَآنی بالبَرَازِ حَصْحَصَا

فی الأرْض مِنِّی هَرَباً وخَلْبَصَا

[باب الجیم والسین] [ج س ]

جسرب

قال اللیث : الجَسْربُ : الطَّویل.

وروی ، أبو عُبید عن الأصمعیّ فی الجَسْرَبِ مثله.

جرفس

وقال اللیث : الجَرَافِسُ والجِرْفَاسُ من الرجال : الضَّخْم الشدید.

أبو عُبید ، عن الکسائیّ : جَمَلُ جِرْفَاسٌ ، وجُرَافِسٌ : عَظِیم.

وقال غیره : الجَرْفَسَهُ شِدَّهُ الْوَثَاق ، وجرْفَاس من أسْماء الأسَد ، وجَرْفَسه جَرْفَسَهً ، إذا صَرَعه.

وأَنشد ابن الأعرابی :

کأَنّ کَبشاً سَاجِسیّاً أرْبَسَا

بَیْنَ صَبِیَّی لَحِیهِ مُجَرْفَسَا

وقال أبو العباس : جعل خبر کَأَنَّ فی الظَّرف.

جرسم

جُرسُم : ماله سقاه الله الجرسمَ ، قال : والجرسمُ والحُمَهُ واحد.

نرجس

والنَّرْجسُ : معروف ، وهو دَخِیل مُعرب. ونِرْجِسٌ أَحْسن إذَا أُعْرِب.

سمرج

وقال اللیث : السَّمَرَّجُ یوم جَبَابَه الْخَراج.

قال العجاج :

عَکْفَ النّبیط یلعبون الفَنزَجا

یوم خَراجٍ یُخرِجُ السمَرَّجا

ص: 164

قال ابنُ السِّکّیت : أصْلُه بالفارِسیّه : سَهْ مَرَّه ، وهو استِخراجُ الخَراج فی ثلاثِ مَرات.

وقال ابن شمیل : السَّمَرَّج یومٌ یُنتَقدُ فیه دَرَاهِمُ الْخَراج.

یقال : سَمْرِجْ له ، أی أعْطِه.

سجلط

قال اللیث : السِّجِلّاطُ الیَاسِمین.

عمرو عن أبیه : یقال للکساء الکُحَلِیِ سِجِلّاطِیّ.

وقال ابن الأعرابیّ : خَرُّ سِجلَّاطِیُ إذا کان کُحْلِیّاً.

وقال الفراء : السِّجِلّاط شَیْءٌ من صُوفٍ تُلقیه المرأهُ علی هَوْدَجها.

وقال غیره : هی ثیابٌ کتانٌ مَوشیَّهٌ ، کأنّ وَشْیَها خَاتَم وهی - زَعموا - بالرُّومِیّه.

وقال حُمَید بن ثَور :

تَخَیَّرْنَ إمَّا أُرْجُوَاناً مُهَذَّباً

وإما سِجِلَّاطَ العِراقِ المُخَتَّمَا

سفنج

قال اللیث : السَّفَنَّجُ الظَّلیمُ الذّکر.

وقال أبو عُبید مِثله.

وقال ابن الأعرابی : سُمِّی سَفَنّجاً لسرعته.

قال : وقال أبو عُبیده : السَّفَنَّجُ من أسماء الظَّلیم فی سُرْعته ونحو ذلک.

قال ابنُ الأعرابیّ مثله :

جَاءَتْ به من اسْتِهَا سَفَنَّجا

سودَاءُ لم تَخْطُط له نِینَیْلَجَا

أی وَلدَتْهُ أَسْوَد.

وقال اللیث : هو طائِر کثیرُ الاسْتِنان ، ویقال : سَفْنَجَ أی أَسْرَع.

قال أبو الهیثم : سَفْنَجَ فلانٌ لفلان النّقْدَ أی عَجَّله ، والسَّفَنَّجُ : السریع. وأنشد :

إذا أخذتَ النَّهْبَ فالنَّجا النجا

إنی أخافُ طالباً سَفَنَّجا

وقال آخر :

یا شیخُ لا بُدَّ لنا أن نَحْجُجا

قد حَجَّ فی ذا العامِ مَنْ تَحَوّجا

فابْتَعْ لنا جِمَال صِدْقٍ فالنَّجا

وعَجِّلِ النّقْدَ له وسَفْنِجَا

* لا تُعْطِه زَیْفاً ولا تُبَهْرِجا*

قال : عجِّل النّقد له ، وقال : سَفْنِجاً أیْ وَجِّهْ وأَسْرِعْ له من السَّفَنَّج السریع.

سملج

عمرو عن أبیه : السَّمَلَّجُ اللّبَنُ الحُلو.

أبو عُبَید ، عن الفراء : یقال : لِلَّبَن إنه لَسَمْهَجُ سَمْلَجٌ إذا کان حُلواً دسماً.

وقال اللیث : هو اللَّبَن السُّمَالج. وقال بعضهم : هو الطَّیِّب الطّعم ، وقیل : الذی لم یُطْعِم. وسِمِلَّاجٌ : عیدٌ من أَعْیادِ النّصَاری.

سلج

شمِر : السُّلَّجُ : نبت من الحَمْض.

ص: 165

سلجن

قال : والسِّلَّجْنُ ضرب من الأطعمه ، وأنشد :

* یأکل سِلْجناً بها وسُلَّجَا*

وقال ابن الأعرابیّ : السِّلَّجْنُ الکعک.

سلجم

ثعلب عن ابن الأعْرابِیّ : السَّلْجَمُ : الطَّویلُ من الرِّجال ، والسَّلْجَمُ : الطویلُ من النِّصَال.

قال : والمأکول یقال له سَلْجَمٌ أیضاً ، ولا یقال شَلْجَمٌ ولا ثَلْجَم.

وقال غیره : یقال للنِّصَالِ المُحَدَّدَه : سَلَاجِمُ وسَلَامِج.

وقال الراجِز :

یَعْدُو بِکَلْبَیْنِ وقَوْسٍ فَارِج

وقَرَنٍ وصِیغَهٍ سَلَامِج

قال الهذلی :

* وبیضٌ کالسّلاجم مُرْهَفاتٌ*

أراد : بیض سلاجم ، والکاف زائده ، والسَّلاجم : الطوال.

سبرج

ابن درید : سَبْرَج فلانُ علیّ الأمْرَ ، إذا عَمّاه.

برجس

وقال شَمِر : البِرْجاسُ شِبْهُ الأَمَرَه تُنْصَبُ من الحجاره.

وقال ابن الفرج فی باب المیم والباء المِرْجاس.

مرجاس

حجرٌ یُرْمَی به فی البِئْر لیُطَیِّبَ ماءَها ، ویَفْتَحَ عُیونَها ، وأنشد :

إِذَا رَأَوْا کَرِیههً یَرْمُونَ بی

رَمْیَکَ بالمِرْجَاس فی قَعْرِ الطَّوِی

قال : ووجَدت هذا الشعر فی أَشْعارِ الأَزْدِ «بالبِرْجَاسِ فی قَعْرِ الطَّوِی» بالْباء. والشِّعرُ لسعد بن المُنْتَحِر البارِقیّ ، وهو جاهلیّ ، رَواه المُوَرِّجُ له ، وهو حجرُ یُرْمَی به فی البِئر.

جرسم - جلسم

ابن درید : جِرْسامٌ وجِلْسام لِلَّذی یُسَمِّیه العامّه بِرْسَاما.

سنجل

وسِنْجالُ : قریهُ بأَرْمِینِیهً ، ذکره الشماخ فی شعره ، فقال :

* ألَا یا اصْبَحَانی قبْلَ غَارَهِ سِنْجَالِ *

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : سَنْجَلَ ، إذا مَلأ حَوْضَه نشاطاً.

وجنفس : قال : وجنْفَس ، إذا اتَّخَمَ.

سجان

أبو مالک : وَقَعَ فی طعامٍ بسَّجانٍ [بَسْتَجانٍ] أیْ. کثیر.

[باب الجیم والزای] [ج ز ]

زنجر

قال اللیث : یقال زَنْجَرَ فلانٌ لفلان : إذا قال بِظُفْرِ إبهامه ووضَعَها علی ظُفْرِ سَبّابَتِهِ ، ثم قرع بینهما فی قوله : ولا مِثْلَ هذا. وأنشد :

فمَا جَادَتْ لنا سَلْمَی

بِزِنْجِیرٍ ولا فُوفَهْ

وقیل : الزِّنجیر : قُضبان الکرمِ الرطب.

ص: 166

ثعلب ، عن ابن الأعرابی ، قال : الزِّنْجِیرَهُ ما یأْخُذُ طَرَفُ الإبهام من رَأْسِ السِّنِّ ، إذا قال : مالک عِنْدِی شَیْءٌ وَلَاذِهْ.

ابن نجده عن أبی زید : یقال لِلبیاضِ الذی علی أَظْفَارِ الأحْدَاثِ ، الزِّنْجِیرُ والزِّنْجِیرَه والفُوفُ والوَبَشُ.

زرجن

وقال اللیث : الزّرَجون قُضْبانُ الکَرْم بِلُغَهَ أهل الطَّائِف ، ولُغه أهل الغَور.

وقال شَمِر : أصله زَرَکُون ، یقال ذلک لِلْخَمْر ، ولِقُضْبان الکَرم وقد مَرّ تفسیره فی ثلاثی الجیم.

زرنج

قال اللیث : زَرَنْج اسمُ کُورَه معروفه.

وقال ابن الرُّقَیّات :

جَلَبوا الخَیْلَ من تهامهَ حتَّی

وَرَدَتْ خَیْلُهم قُصُورَ زَرَنْجِ

زبرج

وقال اللیث : الزِّبْرجُ : الذَّهَبُ ، والزِّبْرِجُ أیْضاً زینهُ السِّلاح ، والزِّبِرْجُ : الوَشْی ، والزِّبرجُ : السَّحابُ النَّمِرُ بسَوادٍ وحُمْرَهٍ فی وَجْهِهِ. وقال العجاج :

* سَفْرَ الشَّمالِ الزِّبرِجَ المُزَبْرَجَا*

أبو عُبید ، عن الفَرّاء : الزِّبْرِجُ والزَّعْبَجُ : السَّحاب الرّقیق.

قلت : وهذا هو الصَّواب. والسحاب النّمِرُ المُخیِّلُ لِلْمَطر ، والزِّبْرِجُ من السَّحاب : الرَّقیقُ الذی لا ماءَ فیه ، وزِبرِجُ الدُّنیا : زینتُها ، وهی الزّبَارِیجْ.

زمجر

ثعلب عن ابن الأعرابی : الزَّمَاجِیرُ زَمّاراتُ الرُّعْیان.

ورُوِی عن عَمرو ، عن أبیه : الزَّمْخَره بالْخَاء : الزّمّاره ، والزّمجَر : السَّهم الدّقیق النّاقِر.

وروی أبو عُبیدٍ ، عن أبی عُبیده ، أنّه قال : الزَّمْجَرَهُ الصّوتِ مِن الْجَوْف ، والزَّمْخَرَهَ : الزّمّاره. قلت : والصواب الأوّل.

جرمز

أبو عُبید ، عن أبی عمرو : الجُرْموز الْحَوْضُ الصّغیر ، وقال ذو الرمه :

* ونَشَّتْ جَرَامِیزُ اللِّوَی والمَصانَعُ*

أبو زَید : رَمَی فلانٌ الأرضَ بجَرامِیْزِه وأَوْرَاقِه ، إذا رَمَی بنفْسه ، ویقال : جَمَع فلانٌ لفلان جَرامیزَه إذا استعَدّ له ، وعَزَمَ عَلَی قَصْدِه.

وقال اللیث : الجُرْمُوزُ حَوْضٌ مُتَّخَذٌ فی قاع أو رَوْضه ، مُرتفِعُ الأعْضَاد ، فیَسِیلُ فیه الماء ، ثم یفَرَّغُ بعد ذلک. قال والجَرْمَزَهُ : الانقِبَاضُ عن الشِّیء ، قال : ویقال : ضَمّ فلانٌ إلیه جَرامیزَه ، إذا رَفَعَ ما انتشَرَ من ثِیابِه ، ثم مَضَی ، وإذا قلت : الثَّوْرُ ضَمّ جَرامیزَه ، فهی قَوائَمه ، والفعل منه : اجْرَمّزَ ، إذَا انقَبض فی الکِناس : وأَنشدَ :

* مُجْرَمِّزاً کَضَجْعَهِ الْمَأْسُورِ*

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الْمُجْرَنْمِز والمُجْرَنْجِمُ : المُجْتَمِع.

ص: 167

قلت : وإذا أدْغَمْتَ النون فی المیم قلت : مُجْرَمِّز.

أبو عُبید : قال الأمویّ : تَجَرْمَزَ اللَّیْلُ تَجَرْمُزاً ، إذا ذهب.

قال النّضر : قال المُنْتَجِعُ یُعجبُهم کلُّ عامٍ مُجْرَمِّزِ الأول ، أی لیس فی أوله مَطَر.

أبو داود عنه.

قال : وقال الکسائیّ : أخَذ الشیءَ بحذافیرِه وجَرامیزِه ، وجَذامِیرِه ، إذا أخَذَه کُلَّه.

سَلَمه عن الفراء قال : خُذْه بِجَذَامِیره ، وجُذْمُورِه ، وجِذْمَارِه ، وأنشد :

لعلَّکَ إنْ أَدْرَرْتَ منها خَلِیَّهً

بِجُذْمُورِ ما أبقَی لکَ السَّیفُ تَغْضَبُ

أبو عُبید عن الأمویّ : الزِّنجیلُ : الضّعیف بالنون. وقال شَمِر عن ابن الأعرابیّ : زِنجیل بالنون أیضاً.

وقال أبو عُبید عن الفَرّاء : الزِّئْجِیلُ مهموز وهو الزُّؤَاجِلُ.

وإذا قَطَعْتَ سَعَفَه فبقِیَت منها قطعهٌ فی أصلِ السّعَفهِ ؛ فهو جِذْمارٌ وجِذْمورٌ. قاله الأخفَشُ ، رواه شَمِر عنه ، وما بقی من یَدٍ الأقطَعِ عند رأْسِ الزَّنْدَیْنِ جُذْمور.

یقال : ضَرَبه بِجُذْمُوره ، کما یقال ضَرَبه بقَطَعَتِه. وقال الشاعر :

بَنَانَتَانِ وَحُذْمُورٌ أَقِیمُ به

صَدْرَ القناهِ إذا ما صارخٌ فَزِعَا

الصّارخُ : المستغیث ، فزِعَ : استغاث.

جربذ

(1)

قال أبو عُبیده : الجَرْبَذَهُ مِن سَیر الخَیل ، وفَرَسٌ مُجَربِذ ، وهو القریبُ القَدْر فی تَنْکیس الرّأْس ، وشَدّهُ الاخْتِلَاطِ مع بُطْءِ إحَارَهِ یَدَیهِ ورِجْلَیْهِ.

قال : وقد یکونُ المُجَرْبِذُ أیضاً فی قُرْب السُّنْبُکِ من الأرض وارتفاعِه. وأنشدَ :

کُنتَ تَجرِی بالْبُهْرِ خِلْواً فلمَّا

کلَّفَتْکَ الجِیَادُ جَرْیَ الجِیادِ

جَرْبَذَتْ دونَها یَداکَ وأزری

بکَ لُؤمُ الآباءِ والأجدادِ

وقال ابن درید : جرْبَذَت الفَرسُ جَرْبَذَهً وجِرْباذاً ، وهو عَدْوٌ ثقیل. وفرَسٌ مُجَرْبِذٌ ، إذا کان کذلک.

ابن الأنباریّ : البَرُوکُ من النِّسَاءِ التی تَتَزَوّجُ زَوْجاً ولها ابنٌ مُدرِکٌ من زَوجٍ آخَر. ویقال لابنها الْجَرَنْبَذ.

قلت : وهو مَأخُوذٌ من الْجَرَبَذَه.

جلفز

قال اللیث : نابٌ جَلْفَزِیز هَرِمَهٌ حمول عَمولُ ویقال : داهِیَهٌ جلْفَزِیزُ. وقال :

* إنِّی أرَی سَوداءَ جَلْفَزِیزَا*

ویقال : جعلها اللهُ الْجَلفَزیزَ ، إذا صَرَمَ أمره وقطعه.

ص: 168


1- الماده تابعه لباب الجیم والذال من الرباعی.

وأنشد ابن السکّیت لبعض الشُّعَراء :

السِّنُّ من جلفَزِیزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ

والحِلْمُ حِلمُ صَبیٍّ یَحرُثُ الْوَدَعَه

یصف امرأهً أسَنَّتْ وهی مع سِنِّها ضعیفَهُ العقْل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : ناقَهٌ جلفَزیزٌ صُلبهٌ غَلِیظه.

وقال اللیث : عجوزٌ جَلفَزیزٌ متَشَنِّجهٌ وهی مع ذلک عَمُول.

جلبز

ابن درید : رَجُلٌ جَلْبَزٌ وجُلابِزٌ : صُلبٌ شَدِید.

فنزج

قال : والفَنْزَجُ الدَّسْتَبَنْد ، یعنی به رقْصَ المَجُوس إذا أخَذَ بعضُهم یَدَ بَعض ، وهم یَرْقُصون ، وأنشد قول العجاج :

* عَکْفَ النَّبیطِ یلْعَبُون الفَنْزَجا*

وقال ابن السّکّیت : الفَنْزَجُ لُعْبَهٌ لهم تُسَمَّی بنْجَکان بالفارِسِیَّه ، فَعُرِّب.

وقال ابن الأعرابی : الفنْزَجُ : لَعِبُ النَّبیط إذا بَطِروا.

وقال شمر : یقال الفنْزَجُ : النَّزَوان ، قاله الأصمعی. قال شمر : ویقالُ الفنزجُ خَراج یؤدِّیه الأنْباط فی خمسه أیام بنَجْم.

قلت : الخراج یقال له السَّمَرَّجُ لا الفنْزَجُ.

زنجب

عَمْرو ، عن أبیه : الزُّنْجَبُ : المِنْطَقَه ، وقال فی موضع آخر : الزَّنْجَبان : بفتح الزای المِنْطِقَه.

جربز

اللیث : الجُرْبُز : دَخِیل ، وهو الْخِبُّ من الرجال.

جمزر

ویقال : جَمْزَرْتَ یا فلان ، أی نَکَصْتَ وفَررت.

جرمز

وجَرْمَزْتَ : أی أخْطَأت.

جلنز

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : جمل جَلَنْزِیَ ، وبَلْنزِیَ إذا کان غَلیظاً شدیداً.

زنجل

أبو عُبَیْد : الأمویّ ، قال : الزِّنْجیلُ الضَّعیفُ من الرّجال.

قال : وقال الفراء : الزّیجیل بالیاء.

وقال أبو تراب ، قال مزاحم : الزِّنجیلُ القَوِیُّ الضَّخم.

وروی شَمر بإسنادٍ له فی کتابه عن محمد ابن علیّ ، قال : کانت لعلیّ بن حُسین سَبَنْجُونَهٌ من جلود الثَّعالب ، وکان إذا صَلَّی لم یَلْبَسْها.

قال شمر : سألْت محمد بن بَشّار عن السَّبَنْجونَه ، فقال : فَرْوهٌ من ثعالب ، وسأَلْتُ أبا حاتِم عنها ، فکان یذهبُ إلی لون الخُضْرَهِ اسْمَانجُون ونحوه.

[باب الجیم والطاء] [ج ط ]

جلفط

قال اللیث : الجِلْفاطُ : الذی یَشُدُّ دُروزَ السُّفُن الجُدُدِ بالخُیُوطِ والخِرَقِ ثم

ص: 169

یُقَیِّرها یقال : جَلْفَطهُ بالجِلْفاطِ ، إذا سَوّاهُ وقَیَّره.

وقال ابن درید : هو الذی یُجَلْفِطُ السُّفُنَ ، فَیُدْخِلُ بین مسامیر الألواح وحُزوزِها مُشاقَهَ الکَتَّان ، ویمْسَحُه بالزِّفتِ والقار.

طثرج

عمرو عن أبیه ، قال : الطَّثرج النَّمْل.

جلمط

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : جَلمَطَ رأسه وجَلَطَهُ ، إذا حَلَقَه.

[باب الجیم والدال] [ج د ]

جردب

أبو عبید ، عن الفراء ، جَرْدَبْتُ الطَّعام وهو أن یَضَعَ یده علی الشَّیءِ یکونُ بین یَدَیه الخِوانِ کی لا یَتَنَاولَهُ غیرُه. وأنشدنا :

إذا ما کُنتَ فی قومٍ شَهادَی

فلا نجْعَلْ شِمالَک جرْدَبانا

أبو العباس ، عن ابن الأعرابی ، قال : الجَرْدَبان الذی یأکل بیمینه ، ویمْنَعُ بشماله. ورواه بعضهم : «جُرْدُبانا».

وقال شمر : یقال هو یُجَرْدِمُ فی الإناءِ أی یأکُلُه ویُفنِیه.

وروی أبو تراب ، عن الفراء : جَردَبَ وجردَمَ بالمعنی الذی رواه أبو عبید عنه.

وأنشده الغَنَوِیّ :

* فَلَا تجْعَلْ شِمالَکَ جردَبیلا*

وزعم أن معناه أن یأخذ الکِسْرَهَ بیده الیسری ، ویأکلَ بالیمنی فإذا فنِیَ ما بین یَدی القَوْم أکل ما فی یَدِه الیُسْری.

ویقال : رجل جَرْدَبیلٌ ، إذا فعل ذلک.

أخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : جردمْتُ السّتینَ ، إذا جُزْتَها. وجردَمَ ما فی الجَفنَهِ ، إذا أتی علیه. قال : وزاحم السّتِّین وزاهمَها ، إذا بلغها.

برجد

عمرو ، عن أبیه : البُرْجُد کِساءٌ من صُوفٍ أحمر.

أبو عُبید عن الأصمعی : البُرْجُد کِساءٌ ضَخْم فیه خُطوط یَصلُح لِلخباء وغیره.

جردب

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : الجِردَابُ وسَطُ البَحرِ.

بردج

وأنشد ابن السکیت قول العجاج :

* کما رأَیتَ فی المُلَاءِ البَرْدَجَا*

قال : البَرْدَجُ السَّبْی ، وأصلُه بالفارسیه «بَرْدَه».

یرندج

وقال أبو عبید : الیَرَنْدَجُ والأَرَنْدَج بالفارسیه رَنْدَه ؛ وهو جِلدٌ أسود ، وبعضهم یقول : إرَنْدَج. وأنشد :

علیه دَیَابُوذٌ تَسَربلَ تحتَهُ

أرَندَجَ إسکافٍ یُخالِطُ عِظْلِما

وقول ابن أحمر :

لم تَدر ما نَسْجُ الیَرَنْدَجِ قبلها

ودراس أعوصَ دارسٍ مُتَجَرِّد

ص: 170

وقال الأصمعیّ : الیَرندج جلد أسود.

قال : ولم یدر ابنُ أحمر ما الیَرَندج ، ظنّ أنه یُنسَجُ ، وأنه من عمل الناس.

وقال غیره : أراد بقوله : «ما نسج الیرندج» أنه حدّثها بحَدیثٍ ظَنَّت أنه حَقٌ. ولم تکن تعرف الکذب قبل ذلک.

دردج

وقال اللیث : الدّردَجهُ إذا توافقَ اثنان بِمَوَدَّتِهما ، قِیل : قد دَردَجَا ، وأنشد :

* حتّی إذا ما طَاوَعَا ودَردَجَا*

وقال غیره : الدَّرْدَجهُ : رِئمانُ النَّاقهِ وَلَدَها ، یقال : قد دَرْدجَتْ تُدَرْدِجُ ، وأنشد ابن الأعرابیّ :

* وکُلُّهُنَّ رَائمٌ تُدَرْدِجُ *

وفی «نوادر الأعراب» : دَرْبجت النّاقهُ ودَرْدَجت ودَرْدَبَتْ إذَا رَئِمَتْ وَلَدها.

جلندد

أبو عمرو : رَجُلٌ جَلَنْدَدٌ ، أی فاجِرٌ یَتَّبع الفُجور ، وأنشد :

قَامَتْ تُناجی عَامِراً فَأَشْهَدَا

وکَانَ قِدْماً نَاخِباً جَلَنْدَدَا

فَداسَها لَیْلَتَهُ حَتی اغْتَدی

النّاخبُ : النّاکح ، وأشْهَدا ، أی أمْذَی.

جندل

شمر ، قال أبو خَیْرَه : الْجَنْدَلُ صَخْرَهٌ مِثلُ رأْس الإنسان وجمعه جنادِل.

وقال أبو عُبیده : الجُنَدِل علی مثال فُعَلِل : الموْضَعُ فیه الْحِجاره.

جلمد

شَمِر عن ابن شُمیل : الجُلمُودِ مِثلُ رأس الجَدْی ، ودون ذلک ، شیء تَحمِلُه بیدک قابضاً علی عُرْضِه ، ولا تَلتَقِی علیه کَفُّک وتَلتَقی علیه کَفاکَ جمیعاً تَدُقُّ بِه النَّوی ، وغیره.

وقال الفرزدق :

فَجاءَ بِجلْمود له مثل رَأْسه

لیُسقَی علیه الماء بین الصَّرائم

أبو عُبید عن الفراء : الجَلْمَدُ والخِطْرُ ، والعَکْنانُ : الإبلُ الکثیره العظیمه.

یقال : جُلْمُودٌ وجَلْمَدُ. وأنشد :

* وَسْط رِجامِ الجَنْدل الجُلْمودِ*

وقال أبو خَیْره : الجُلْمود الصَّخْره المستَدیره.

وقال اللیث : رجل جَلْمَدُ وجلمَدَهٌ ، وهو الشَّدید الصُّلب. قال : والجُلمُودُ أَصغَر من الجَنْدَل قَدر ما یُرْمَی به بالقُذَّاف.

عمرو ، عن أبیه : الجَلمَدَهُ البَقره ، والجُنادِل : الشَّدید من کلِّ شیء ، وأرض جنْدَل : ذات جنادِل.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : الجِلْمَدُ أتَانُ الضَّحْل ، وهی الصَّخره التی تکون فی الماء القلیل ، وهی السَّهْوَه.

دملج

قال اللیث : الدُّمْلُجُ المِعضَدُ من الحُلِیّ.

قال : والدَّمْلَجَهُ تَسْویهُ صَنعَهِ الشَّیء کما یُدَملَجُ السِّوار.

ص: 171

أبو العبّاس ، عن ابن الأعرابیّ : الدَّمالیجُ الأَرضُون الصِّلَاب.

اللحیانیّ : دُمِلجَ جسمُهُ دَمْلَجَهً ، أی طُوِیَ طَیّاً حتی اکْتَنَزَ لحْمُه.

أنشد ابن الأعرابیّ :

والبیضُ فی أعضَادِها الدَّمالِیج

ومُعْطیات مَذَلٍ فی تعویج

جمع الدَّملوج.

جندف

وقال اللیث : الجُنادِفُ الجافِی الجسِیمُ من الناس والإبل : یقال ناقَهٌ جُنَادِفَهٌ وأَمَهٌ جنادِفَهٌ ، ولا تُوصفُ به الْحُرَّه.

وقال الأصمعیّ : رَجلٌ جُنَادِفٌ غلیظٌ قصیر الرقَبَه ، وقال الراعی :

جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرّاس مَنْکِبُه

کأَنَّه کَوْدَنٌ یُوشَی بَکُلَّابِ

جندب

وقال اللیث : الجُنْدَبُ الذکر من الجَراد.

أبو بکر : الجُندَبُ الصغیر من الجراد وأنشد :

یُغالین فیها الجُزءَ لولَا هَوَاجرٌ

جنادِبُها صَرْعی لهن فَصِیصُ

أی صوت.

وقال أبو الهیثم : العربُ تقول وقع القوم بأمِ جُندُب ، إذَا ظلموا وقتلوا غیرَ قاتل صاحبهم ، وأنشد :

قتلنا به القومَ الذین اصْطلوا به

جهاراً ولم نَظلمْ به أمّ جُندَب

وقال عکرمه فی قول الله تعالی : (فَأَرْسَلْنا عَلَیْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ) [الأعراف : 133] القُملُ : الجنادب ، وهی الصغارُ من الجراد ، واحدتها : قُمَّلَه.

وقال الفراء : یجوز أن یکون واحدُ القُمَّل قامِلاً ، مثل راکع ورُکَّع.

أبو عُبید ، عن العَدَیَّس الکِنانیّ ، قال : الصَّدَی هو الطائر الذی یَصِرُّ باللّیل ، ویَقفز ویَطیر ؛ والناس یَرونه الجندَب ، وإنَّما هو الصَّدَی. فأمَّا الجُندَب : فهو أصغَر من الصدی. یکون فی البَراریّ.

وإیاه عَنی ذُو الرُّمه :

کأَنَّ رجلَیه رجلَا مُقطِفٍ عَجلٍ

إذَا تَجَاوَبَ من بُردَیهِ تَرنِیم

قلت : والعربُ تقول : «صَرَّ الجُندَبُ» یُضْرَبُ مَثَلاً للأَمر یَشْتَد حتی یُقْلِقَ صاحِبَه. والأصل فیه أنَ الجُندَبَ إما رَمَضَ فی شِدّه الحرّ لمْ یَقرَّ علی الأرض وطار ، فَتَسْمعُ لرجلَیه صَرِیراً. ومنه قول الشاعر :

قَطَعتُ إذَا سمعَ السامِعو

ن للجُندَب الجَوْنِ فیها صَرِیرا

ویقال : وقع فلان فی أم جندَب ، إذا وقع فی داهیه.

ص: 172

دمج

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، یقال : دَمَجَ علیهم ، وادرَمَّجَ ، ودَمَرَ ، وتَعَلَّی علیهم ، وطَلَع علیهم ، کلّه بمعنًی واحد.

[باب الجیم والتاء] [ج ت ]

فرتج

فِرتاج : موضعٌ فی بلاد طَیِء.

أبو عُبید ، عن أَبی زید : مِن سِماتِ الإبل الفِرتَاج. ولم یَحُدَّهُ.

تفرج

ابن الأعرابیّ : التفاریج فُرَجُ الدّرَابزین. قال : والتّفارِیجُ فَتَحات الأصابع وأَفواتُها. وهی وَتَایِرُها ، واحدها تِفرَاج.

جرفت

جِیرَفْت : کُورَهٌ من کُوَرِ فارس.

[باب الجیم والظاء] [ج ظ ]

جلنظی

اللحیانی : اجلَنظَی الرجل علی جنْبه واستَلقَی علی قَفاه.

أبو عبید عن أبی عمرو : المُجلَنظِی : الذی یَستَلقِی علی ظهره ویَرفع رجلیْه.

وفی حدیث لقمان بن عاد : «إذا اضطجَعتُ لا أَجلنظِی ، ولا تملأُ رئتی جنبی».

قال أبو عبید : المُجلنظِی المسبَطِرّ فی اضْطَجاعِه ، یقول : فَلستُ کذلک ، ومنهم من یَهمز فیقول : اجلنظأْتُ واجلنظیتُ.

[باب الجیم والذال] [ج ذ ]

جذمر

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الجُذمُور بَقیَّهُ کلِّ شیء مَقطوع ، ومنه جُذمُور الکِباسه.

جربذ

الجربَذَهُ ثِقَلُ الدابه ، وهو المجربِذُ ، والمجربذ من الخیل الثقیل.

شمر : الدَّیدَجان الإبِلُ تَحملُ حموله التجار ، وأنشد :

إذا حَدَوتُ الدَّیدَجانَ الدَّارِجا

رَأَیته فی کلِّ بَهْوٍ دَامِجَا

[باب الجیم والثاء - والجیم والراء][ج ث - ج ر ]

ثبجر*

أبو زید : اثْبَجَرَّ فی أمرِه ، إذا لم یَصرِمه وضَعُف.

وقال أبو مالک : اثبَجَرَّ ، إذا رَجَع علی ظَهْرِه ، وأنشد :

* إذا اثْبَجَرَّا من سَوَادٍ حَدَجا*

قال الباهِلیّ اثبجرّا ، أی قاما وتَقَبَّضا.

جرثم

وقال اللیث الجرثُومُ : أَصلُ شجره یَجتمعُ إلیها التُّراب.

قال : وجُرْثُومه کلِّ شیء أصله ومُجتَمَعه ، واجرنثَم القومُ ، إذا اجتمعوا ولَزِموا موضعاً.

ابن دُرید : تجَرْثم الرجلُ : سقط من عَلْو

ص: 173

إلی سُفْل.

وقال المفضَّل : الجُرْثومه وهی الْغَلْصَمَه ، وتجَرْثم الشیء ، إذا اجتمع.

ورُوی عن بعضهم أنه قال : أسدُ جُرْثومهُ العرب ، فمن أضل نسبه فلْیأتهم.

جنثر

عمرو ، عن أبیه ، الجُنْثُر الجملُ الضخم.

وقال اللیث : هی الجناثِرِ ، وأنشد :

* کُومٌ إذا ما فَصَلَتْ جَنَاثِرُ*

ثنجر

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الثِّنْجَارَهُ والثِّیجَاره : الحُفره التی یحفرها ماءُ المِرْزاب.

جثال

اللحیانیّ : اجْثَأَلَ الطائر ، إذا انْتَفَشَ للندی والبرد ، واجثأَلَ للشر ، إذا تَهیّأ له ، وقال الراجز :

* جاء الشتاءُ واجثأَلَ القُبَّرُ*

[ثبجر]

أنشد ابن السکیت :

* إذا اثْبَجَرَّا من سوادٍ حَدَجَا*

اثْبَجَرَّا ، أی نفرا وجَفَلا ، وهو الاثْبِجْرَار.

قال اللیث : الاثْبِجْرارُ ارتداعُ فزعهٍ أو تَرْدادُ القومِ فی مسیرٍ إذا ترادّوا.

جرثل

قال ابن درید : جَرْثَلْتُ التراب ، إذا سَفَیْتَه بیدک.

وقال أبو زید : اجْثَأَلَّ النَّبتُ ، فهو مُجْثَئِلُّ ، إذا ما اهتزّ وأمکن لأن یُقبَض علیه ، والمجثَئِلُّ من الرجال المُنْتَصِبُ قائماً.

جذأر

قال اللیث : المَجذْئِرُّ المُنْتَصُّ للسِّباب.

وقال الطِّرمّاح :

تَبیتُ عَلَی أطرافها مُجْذَئِرَّهً

تُکابدُ هَمّاً مثل همِّ المُرَاهِن

والمُراهِنُ : المخاطِر.

(وقال ابن بُزْرُج : المجْذَئِرُّ : المنتصبُ الذی لا یَبرح ، والمجْذَئِرُّ من النبات : الذی نبتَ ولم یَطُل ، ومن القرون حین یُجاوزُ النجوم ولم یَغْلُظْ) (1).

جفاظ

قال : والمُجْفَئِظُّ الذی أصبح عَلَی شفَا الموت من مرضٍ أو شَرٍّ أصابه ، یقال : أَصبح مُجْفَئِظّاً. قال : والمجفئِظُّ المنتفِخ.

فرجل

قال اللیث : الفَرْجلهُ التَّفَحُّج.

قال الراجز :

تَقَحَّمَ الفیلِ إذا ما فَرْجَلا

یُمِرُّ أخفافاً تَهُضُّ الجَنْدَلا

فرجن

والفَرْجنه : فَرْجَنهُ الدّابه بالفِرْجون ، وهو المِحَسّه.

فنجل

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الفَنجَلهُ

ص: 174


1- أثبت فی المطبوعه عند نهایه ماده (جفأظ) ، ووضعناه هنا کما فی «اللسان» (جذأر).

أن یمشی مُفَاجّاً ، ورجل فَنجَلٌ ، وهو المتباعد الفخذین ، الشدید الفَجَج ، وأنشد :

اللهُ أَعطانیکَ غیر أَجْدَلا

ولا أَصَکّ أَوْ أَفجَ فَنجَلا

یقال : مرّ یُفَنجل فنجلهً.

مرجل

وقال اللیث : المَرَاجلُ : ضرب من برود الیمن ، وأَنشد :

وأَبْصَرْتُ سلمی بین بُرْدی مراجِلٍ

وأخْیاش عَصْبٍ من مُهَلْهلهِ الیَمَن

وثوبٌ مُمَرْجلٌ علی صنعهِ المراجل من البُرُود.

مرجن

قال الله جلّ وعزّ : (یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (22)) [الرحمن : 22].

قال المفسرون : المرجانُ صغار اللُّؤلؤ ، واللؤلؤ : اسم جامعَ للحَبِّ الذی یخرُج من الصَّدَفه ، والمرجانُ أشدُّ بیاضاً ، ولذلک خُصَّ الیاقوتُ والمرجان فشَبَّه الحور العین بهما.

وقال أبو الهیثم : اختلفوا فی المرجان ، فقال بعضهم : هو صغار اللؤلؤ ، وقال بعضهم : هو البُسَّذ ، وهو جوهر أحمر ، یقال إن الجِنّ تُلقیه فی البحر ، وبیت الأخطل حجه للقول الأول :

کأنما القَطْرُ مرجانٌ تُساقطُهُ

إذا علا الرَّوْقَ والمَتْنیْنِ والکَفَلا

برجم

أبو عُبید : الرّواجبُ والبراجمُ جمیعاً مفاصل الأصابع.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی ، قال : البراجم هی المُشَنَّجاتُ فی ظهور الأصابع والرواجبُ ما بینهما ، وفی کلِّ إصْبَع بُرجُمَتان. قال : والبَرَاجم فی تمیم : عمرو ، وقیس ، وغالبُ ، وکُلْفَهَ ، والظَّلَیْمُ ، وهم بنو حَنْظَله بن مالک بن زید مناه ، تخالفوا علی أن یکونوا کبراجم الأصابع فی الاجتماع ، ومن أمثالهم : إنَّ الشَّقِیّ راکبُ البَرَاجم.

وکان عمرو بن هند له أخٌ قتله نفر من تمیم ، فآلی أن یقتل به منهم مائه ، فقتل تسْعَهً وتسعین ، وکان نازلاً فی دیار تمیم ، فأَحْرَق القتلی بالنار ، فمرّ رجل من البَراجم وراحَ رائحه حریق القتلی فحسبه قُثار الشّواء ، فمال إلیه ، فلما رآه عمرو ، قال له : مِمّنْ أنت؟ قال : رجلٌ من البراجم. فقال حینئذٍ : «إن الشَّقِیّ راکبُ البَراجم» ، وأمر به فقُتِل وأُلقِی فی النار ، وبَرّت به یمینه.

وقال ابن دُرید : الْبَرجَمه : غِلَظُ الکلام.

فرجن

وقال اللیث : الفرجون : المِحَسَّهَ.

نفرج

وقال ابن الأعرابی : ورجلٌ نِفْرَجهٌ ونفْرَاجَهٌ إذا کانَ جَبَاناً ضعیفاً.

ابن الأنباریّ : رجل نِفْرِجاء ، وهو الجبان یکسر النون والراء ممدود.

ص: 175

جنبر

ثعلب ، عن سلمه ، عن الفراء : رجل جَنبرٌ قصیر ، وکذلک الجَنثَر.

وقال أبو عمر : والجنبرُ الجملُ الضَّخمُ.

جانب

الأصمعیّ : رجل جأنَبٌ ، قصیرٌ ، بهمزه ساکنه.

اللیث : یفَریْنَجُ ، معربٌ لَیس من کلام العَرب.

فربج

قال : وافْرَنَبَج جِلدُ الحَمَلِ ، یَفْرِنْبِجُ ، إذا شُوِیَ فَیَبِسَ أَعالیه ، وکذلک إذا أصابه ذلک من غیر شیء. وقال الشاعر یصف عَنَاقاً شواها وأَکل منها :

* فأَکلُ من مُفرَنبِجٍ بین جلدها*

نرجل

وقال اللیث : النَّارجیلُ ، هو الجوزُ الهِندیّ ، قال : وعامَّه أَهل العراق لا یَهمزُونه ، وهو مَهموز.

قلت : وهو مُعرب دَخیل.

جنبل

وقال اللیث : الجُنْبلُ العُسُّ الضخمُ ، وأنشد :

* مَلمُومَهٌ لَمَّا کَظَهرِ الجُنْبُلِ *

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الجنْبلُ : القَدَحُ الضخم ، وهو المِجْوَلُ أیضاً.

منجنون

وقال أبو الحسن اللّحیانی : الْمَنجَنُون هی التی تدور ، جعلها مؤنثه.

وأما قول عمرو بن أحمر :

* ثَمِلٌ رَمَتْهُ الْمَنْجَنُونُ بِسَهْمِها*

فإنَّ أبا الفضل أَخبرنی عن شیخٍ من أهل الأدب ، سمع أبا سعید المکفوف یقول : هُو الدهر فی بیت ابن أحمر.

قال أبو الفضل : المنجنون الدُّولاب ، وأنشد :

* ومَنْجَنُونٌ کالأَتَانِ الْفَارِقِ*

شفرج

أبو العباس ؛ عن ابن الأعرابیّ : الشُّفَارِجُ طرِّیَانٌ رَحْرَحَانِیّ ، وهو الطَّبَق فیه الْفَیْخَاتُ والسُّکرُّجَات.

وقال ابن السّکّیت : یقال هو الشُّفارج لهذا القار الذی یقال له الشُّبارج.

جنفر

عمرو ، عن أبیه : الجَنَافِیرُ الْقبُور العادِیَه ، واحدها جُنْفُور.

سلیج

قال : السَّلالِیْجُ : الدُّلْبُ الطِّوال.

فرجل

وقال : فَرْجَلَ الرجلُ فَرْجَلَهً وهو أن یَتَفَحَّجَ ویُسرع. وأنشد :

تَقَحُّمَ الفِیلِ إذا مَا فَرْجَلَا

یُمِرُّ أَخْفَافاً تَهُضُّ الْجَنْدَلَا

دربج

ویقال : هو یُدْرِبِجُ فی مشیته ، وهی مشیه سهله ، ورَجْلُ دُرَابِجٌ : یختال فی مِشْیَه.

وقال غیره دَرْبَجَ فی مشیته ودَرْمَجَ ، إذا دَبَّ دَبِیباً ، وأنشد :

ثُمّتَ یَمْشِی الْبَخْتَرَی دُرَابِجَا

إذا مشی فی دَفِّهِ دُرَامِجَا

ص: 176

جرجم

وقال الأصمعیّ : جَرْجَمَه جَرْجَمَهً ، إذا صَرَعَه.

وفی الحدیث : أنَّ جبریل أخَذَ بِعُرْوَتِها الْوُسْطَی ، یعنی مدائن قوم لُوط ، ثم أَلْوَی بها فی جَوِّ السّماء حتی سَمِعَت الملائکه ضواغی کلابها ، ثم جَرْجَمَ بعضها علی بَعض.

وقال العجاج :

* کأَنَّهُ من قَائِظٍ مُجَرْجَمِ *

جرجب

أبو عبید : الْجَراجِبُ الإبلُ الْعِظام ، والجَراجِرُ مثلها ، وأنشد :

یَدْعو جَرَاجِیبَ مُصَوَّیَاتِ

وبَکَرَاتٍ کالمُعَنَّساتِ

لَقِحْنَ ، لِلْفَنیق شَاتیاتِ

قال : والْمَصَوّیَات الْمُغَرِّزَات.

ینجلب

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : من خَرَزَاتِ الأعراب الْیَنْجَلِب ، وهو للرّجوع بعد الفِرار.

قال : والکَرّارُ للعطف بعد الْبُغْض. قال : وتقول المرأه :

أُعِیذُه بالیَنْجَلِبْ

إنْ یُقِمْ وإنْ یَغِبْ

وقال اللحیانی : قالت امرأه :

أَخذتُه بالیَنْجَلِبْ

فلا یَرِمْ ولَا یَغِبْ

ولا یَزَلْ عند الطُّنُبْ

وقال ابن درید : جُلَنْداء اسم ملک یُمد ویُقْصر ، ذکره الأعشی فی شعره.

جلنب

ناقه جلَنْبَاهٌ : سمینه صُلْبه ، وأنشد شمر للطرماح :

کأَنْ لم تجد بالوَصْل یا هِنْدُ بَیْنَنَا

جَلَبْنَاهُ أَسفَارٍ کَجَنْدَلَهِ الصَّمْد

جلنف

وقال اللیث : طَعَامٌ جَلنفَاهٌ ، وهو الْقَفَارُ الذی لا أُدْمَ فیه.

باب الخماسی من حرف الجیم

زنجبیل

ذکر الله جلَّ وعزَّ الزَّنجبیل فی کتابه ، فقال فی خمر الجنه : (کانَ مِزاجُها زَنْجَبِیلاً عَیْناً فِیها تُسَمَّی سَلْسَبِیلاً (18)) [الإنسان :

17 ، 18].

والعرب تَصِف الزَّنْجَبیل بالطّیب ، وهو مُسْتطاب عندهم جداً.

وقال الأعشی یذکر طعم رِیقِ جارِیه :

کأَنَّ الْقَرْنفُلَ والزَّنجبی

لَ بَاتَا بِفِیها وأَرْیاً مَشُورا

فجائز أن یکون الزَّنجبیل فی خمر الجنه ، وجائز أن یکون مِزَاجها ولا غَائِلَه له ، وجائز أن یکون اسْماً للعین التی یُؤْخَذ منها هذا الخمر ، واسمه الزَّنجبِیل ، واسمه السَّلْسَبِیل أَیضاً.

جرنفش

أبو عُبید ، قال : الجَرَنْفَش : العظیم من الرِّجال.

ص: 177

مجرئش

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الْمُجْرَئِشُ : الغلیظ الجنَبین الجافی ، وأنشد :

* جَافٍ عَرِیضٌ مُجْرَئِشُ الجنْبِ*

سفرجل

والسَّفَرْجَلُ : معروف ، الواحده سَفَرْجَلَه ، ویُصَغَّر : سُفَیرِجاً وسُفَیْجلَا.

سجنجل

والسَّجَنْجلُ المِرْآه وقال بعضهم ، یقال : زَجَنْجَل ، وقیل هی رُومِیّه دخلت فی کلام العرب ، وقال :

* تَرَائِبُها مَصْقولَهٌ کالسَّجنْجلِ *

زبرجد

قال اللیث : الزَّبَرْجَد ، هو الزَّمُرُّد ، وأنشد :

تأْوِی إلی مِثْل الْغَزالِ الأغْیَدِ

خَمْصَانَهٌ کالرَّشَاءِ المُقَلَّد

دُرّاً مع الْیَاقُوت والزَّبَرْجدِ

أَحْصَنَها فی یَافِعِ مُمَرَّدِ

أراد بالْیَافِع حِصْناً طَوِیلاً.

جرنشم

أخبرنی المنذریّ ، عن الحرانیّ ، عن ابن السکیت أنه أَنشده لابن الرِّقاع :

مُجْرَنْشِماً لِعَماءٍ باتٍ یَضْرِبهُ

مِنْه الرُّضَابُ ومنه المسْبِلُ الْهَطِفُ

قال مُجْرَنْشِم : مُجتمعٌ مُتَقَبِّض ، رواه لنا بالجیم ، قال : والرُّضاب قِطَعُ النَّدی ، وکذلک رُضَابُ الرِّیق ، والْهَطِفُ الْغَزِیر.

وأخبرنی المنذریّ ؛ أیضاً عن ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ فی «النوادر» : (اخْرَنْشَمَ) الرَّجل : تَقَبَّضَ وتَقَارَبَ خَلْقُ بَعْضِه إلی بَعْض ، وأنشد :

* وفَخذٍ طَالَتْ ولَمْ تَخْرَنْشَمِ *

وأنشدنیه بالخاء فی نوادر ابن الأعرابیّ.

وأقرأنی الأیادی لِشمّر ، عن الفراء ، أنه قال : المخَرنْشَمَ هو المتعظِّم فی نفسه المتکبِّر ، والمخرَنشمُ أیضاً المَتَغیِّر اللون ، الذّاهبِ اللحم.

هکذا رواه شمِر بالخاء ، وأنا وَاقِفٌ فی هذا الحرف.

وقد جاءت حروف تعاقب فیها الخاء والجیم ، کالزَّلخَان و (الزَّلجان).

وانْتجبْتُ الشَّیء وانْتَخَبْتُه ، إذا اخْتَرته.

وکذلک (الجشیبُ) والخشِیبُ : الغلیظ من الطعام والنبات.

آخر کتاب الجیم (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ).

* * *

ص: 178

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

هذا کتاب الشین من تهذیب اللغه

[کتاب حرف الشین]

أبواب مضاعف من حرف الشین

اشاره

ش ض : مهمل.

[باب الشین والصاد] [ش ص ]

اشاره

استعمل منه : شصّ.

شص

قال اللّیث بن المظفر : الشَّصُ والشِّصُ لُغتان ، وهو شَیءٌ یُصاد به السَّمک ، ویقال لِلصِّ الذی لا یَری شیئاً إلا أتی علیه ، إنَّه لَشَصٌّ من الشُّصوص.

قال : ویُقال : شَصَّتْ معیشَتُهم شُصُوصاً ، وإنّهم لفی شَصَاصَاء ، أی فی شِدّه.

أبو نصر ، عن الأصمعیّ : أصابتهم لأُوَاءُ ولَوْلَاءُ ، وشَصَاصَاء ، إذا أَصَابتْهم سَنَهٌ وشِدَّه.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : یقال أَتَیْتُهُ علی شَصَاصَاءَ ، وعلی أوْفَازٍ وأَوْفاضٍ ، أی علی عَجَله.

وقال المفضل : الشَّصَاصَاء مَرْکَبُ السُّوء.

وقال اللّیث : شَصَ الإنسان یَشِصُ شَصّاً ، إذا عَضَّ نواجذَه علی شیءِ صَبْراً ، ویقال : نَفَی الله عنک الشَّصَائِصَ.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الشَّصُوصُ النَّاقَهُ التی لا لَبن لها.

ویقال : قد أَشَصَّتْ فهی شَصُوصُ ؛ وهذا شَاذٌ علی غیر قیاس.

وقال أبو عبید : قال الکسائیّ شَصَّتْ بغیر أَلِف.

وقال اللْیث شَصَّتْ تَشِصُ شِصَاصاً. إذا قَلَّ لبنها.

قلت وجمع الشَّصُوصِ من النُّوق شَصَائِص

ص: 179

وأَنشد أبو عُبید :

أفرَحُ أن أُزْرَأَ الکِرَامَ وأَنْ

أورَثَ ذَوْداً شَصَائِصاً نَبَلَا

ابن بُزْرُج : لقیته علی شَصَاصَاءَ ، وهی الحاجه التی لا تستطیع تَرکها ، وأنشد :

* علی شَصَاصَاءِ وأَمْرٍ أَزْوَرِ

[باب الشین والسین] [ش س]

اشاره

اسْتَعمِلَ من وجهیه : شَسَّ.

شس

قال اللَّیث : الشسُ الأرض الصُّلْبه التی کأنها حجر واحد ، والجمیع شِساسٌ وشُسُوس ، وأنشد لِلْمَرَّار بن مُنْقِذ :

أَعَرَفْتَ الدَّارَ أَمْ أَنْکَرْتَها

بین تِبْرَاکٍ فَشِسَّیْ عَبْقُرِ

[باب الشین والزای] [ش ز]

اشاره

استعمل منها : شَزّ.

شز

قال اللیث : الشَّزَازَهُ الْیُبْس الشَّدید الذی لا یَنْقادُ للتَّثقِیف ، یقال : شَزَّ یَشِز شَزِیزاً.

[باب الشین والطاء] [ش ط]

اشاره

شَطّ ، طَشّ : [مستعملان].

شط

قال اللیث : الشَّطُّ شَطُّ النَّهر ، وهو جانبه ، والشَّطُّ : شِقُّ السَّنام ، ولکلِّ سَنَام شَطَّان ، وناقَهٌ شَطُوط ، وهی الضَّخْمَهُ الشَّطّیْن.

وقال الأصمعیّ : هی الضَّخْمَهُ السَّنَام ، وجمعها شَطَائِط.

وقال الرّاجز یصف إِبِلاً وراعیها :

قد طَلَّحَتْهُ جِلَّهٌ شَطَائِطُ

فَهْوَ لَهُنَّ خَائِلٌ وفارِطُ

طَلَّحَتْهُ : جعلته کالأَخَایلِ رَاعٍ ، شطائط :

جمع شَطوط.

وقول الله جلّ وعزّ : (لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً) [الکهف : 14].

قال أبو إسحاق ، یقول : لَقَدْ قُلْنَا إذاً جَوْراً وشَطَطَاً. وهو مَنْصُوب علی الصدر المعنی : لقد قُلْنا إذاً قَوْلاً شَطَطا.

یقال : شَطَّ الرجل ، وأَشَطَّ ، إذا جَارَ.

وقال اللیث : الشَّطَطُ مُجَاوَزَهُ القَدْرِ فی کلّ شیء.

یقال : أَعطیته ثمناً لا شَطَطاً ولا وَکْساً ، وأَشطّ الرجل ، إذا ما جَار فی قَضِیَّته ، وشَطَّ : بَعُدَ.

وقال الزّجاج فی قول الله جلَّ وعَزَّ : (وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا) [ص : 22]. قال : قُریءَ (ولا تشْطِطُ) قال : ویجوز فی العربیه ولا تَشْطَطُ ، فمن قَرأَ (لا تُشْطِطْ) بضَمّ التاء ، وکسر الطاء ، فمعناه لا تَبْعُدْ عن

ص: 180

الحَقّ ، وکذلک لا تَشْطِط کمعنی الأُولی.

وکذلک (لا تَشْطَط) بفتح الطاء کمعناهما.

وأنشد :

تَشَطُّ غَداً دارُ جِیرَانِنَا

ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبعَدُ

وأخبرنی ابن هاجَک ، عن ابن جَبَله ، عن أبی عُبَیده : شَطَطْتُ أَشْطُطُ ، وأَشْطَطْتُ أُشِطّ ، وأَنشدنیه المنذریّ عن أبی العباس :

* تَشُطُّ غَداً دَارُ جیرَانِنَا*

وفی حدیث تمیم الداریّ : «أنّ رجلاً کلّمه فی کثره العِباده ، فقال : أَرَأَیتَ إن کنتُ أنَا مؤمناً ضَعِیفاً ، وأنت مُؤمنٌ قوِیّ أنَّک لَشَاطِّیّ حتی أحمل قُوّتک علی ضَعْفی فلا أسْتَطیع فَأَنْبَتَ».

قال أبو عُبید : هو من الشّطَط ، وهو الجَوْرُ فی الحُکْم ، یقول : إذا کَلّفْتَنی مثلَ عَملک ، وأنت قَوِیٌّ وأنا ضعیف ، فهو جَوْرٌ منک عَلَیّ. قلت : جعل قوله شَاطِّیّ بمعنی : ظَالمی ، وهو مُتَعَدٍّ.

وقال أبو زید. وأبو مالک : شَطَّنِی فلانُ فهو یَشِطّی شَطّاً وشُطُوطاً ، إذا شَقّ علیک.

قلت : أراد تمیمٌ بقوله «شاطِّیّ» هذا المعنی الذی قاله أبو زید.

ویقال : أشَطَّ القومُ فی طَلبنا إشطَاطاً ، إذا طَلَبُوهم رُکْبَاناً ومُشَاه.

وقال اللّیث : أَشَطَّ القومُ فی طَلَبِهِ ، إذا أمْعَنوا فی المفَازَه.

قال : واشْتَطّ الرجل فیما یَطْلب ، أو فیما یَحْتکُم ، إذا لمْ یَقْتَصِد.

الحرانیّ ، عن ابن السِّکّیت : جَارِیَهٌ شَاطّهٌ بَیِّنَهُ الشَّطَاط والشطَاط ، لغتان ، وهما الاعْتِدال فی القامه. وأنشد غیره للهذلی.

* وَإذْ أَنَا فی المخِیلَهِ والشَّطَاطِ*

طش

أبو عُبید عن أبی عُبیده : طَشَّت السَّماء ، وأطَشَّت ، ورَشَّت وأرَشَّت ، بمعنًی ، واحد.

وقال اللّیث : مَطَرٌ طَشٌ وطَشِیشٌ.

وقال رؤبه :

* ولا جَدَا نَیْلِکَ بالطَّشِیشِ *

أی بالنَّیْل الْقَلیل.

وقال أبو عبید : قال الکسائیّ هی أرْضٌ مَطْشوشَه ومَطلُولَه. ومن الرّذَاذِ : أَرْضٌ مُرَذَّه.

وقال الأصمعی : لا یقال مُرَذَّه ولا مَرْذُوذَه ، ولکن یقال : أرْضٌ مُرَذٌّ عَلَیْها.

وقال غیره : الطَّشاشُ : داءٌ من الأدْواء.

یقال : طُشَ فهو مَطْشُوش کأَنَّهُ زُرَکَم.

والمعروف طَشِیءَ ، فهو مَطْشُوء.

ص: 181

[باب الشین والدال] [ش د]

اشاره

شدَّ ، دَشَّ : [مستعملان].

شد

قال ابن المظَفَّر : الشَّدُّ الْحَمْلُ. تقول : شَدَّ علیه فی القتال.

قال : والشَّدُّ الحُضْرُ ، والفِعل اشْتَدَّ.

قال : والشِّدَّهُ : الصَّلَابَه. والشِّدَّه النَّجْدَهُ ، وثَباتُ الْقَلْب ، والشِّدَّهُ : المَجاعَه. ورجل شَدید : شُجَاع.

وقال أبو إسحاق فی قول الله جَلَّ وعَزَّ : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَیْرِ لَشَدِیدٌ (8)) [العادیات : 8] أی لَبَخیل. أی وإنَّه من أجْلِ حُبِّ الخَیْر لَبَخیل.

وقال طَرَفه :

أَرَی الموتَ یَعْتامُ الکریمَ ویَصْطَفِی

عَقِیلَهَ مالِ الفاحِش المتشَدِّدِ

وقال اللیث : الشَّدائدُ الهَزاهِز. قال : والأَشُدُّ : مَبْلغُ الرَّجل الحُنْکَهَ والمعْرِفَه.

وقال الله عزوجل : (حَتَّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ) [الإسراء : 34].

وقال أبو عُبید : قالَ الفرّاء الأشُدُّ واحدِها شَدٌّ فی القیاس ، ولمَ أسْمَع لها بوَاحد.

وأنشد :

قَدْ سَادَ وهْو فَتًی حتی إذا بَلَغتْ

أشُدُّهُ وَعلَا فی الأمْر واجْتمعا

وأخبرنی المنذریّ ، عن أبی الهیثم ، أنه قال : وَاحَدهُ الأنعُم نِعْمَه ، وواحدهُ الأشُدِّ شِدَّه. قال : والشِّدَّهُ القُوَّهُ والجَلادَه.

قال : والشَّدید الرّجُل الْقَوِیّ. قال : وکأَنّ الْهَاءَ فی النِّعْمه والشِّدَّه لم تَکُنْ فی الحرف ، إذْ کانت زَائِدَه ، وکأَنَّ الأصل نِعْمٌ وشِدٌّ ، فجمعا علی أَفْعُل ، کما قالوا : رِجْلٌ وأرْجُل ، وقِدْحٌ وأقْدُح ، وضِرْسٌ وأضْرُس.

قلت : والأشُدُّ فی کتاب الله جلَّ وعزَّ جاء فی ثَلاثه مَواضِع بمعانٍ یَقْرُبُ اخْتِلافها فأمّا قول الله جلَّ وعزّ فی قِصه یُوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَیْناهُ حُکْماً وَعِلْماً) [یوسف : 22] فمعناه الإدراک والبلُوغ ، فحینئذٍ راودَتْه امرأهُ العزیز عن نفسه ، وکذلک قوله جلَّ وعزّ : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتَّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ) [الإسراء : 34].

فقال الزجاج : معناه ، احْفَظوا علیه مَالَه (حَتَّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ) فإذا بلغ أشُدّه فادفعوا إلیه ماله. قال : وبُلُوغه أشدّه أن یُؤنَسَ منه الرُّشد مع أن یکونَ بالغاً. قال : وقال بعضهم : (حَتَّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ) حتی یبلغ ثمانی عشره سَنه.

وقال أبو إسحاق : لست أعرف ما وجهُ ذلک ، لأنه إن أدرک قبل ثمانی عشره سنه وقد أُونِسَ منه الرُّشد ، فطلب دفْعَ مالِه إلیه ، وجب له ذلک.

ص: 182

قلت : وهذا صحیح ، وهو قول الشافعی ، وقول أکثر أَهْلَ العلم. أما قول الله جل وعزَّ فی قصه موسی : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوی) [القصص : 14]. فإنه قرنَ بُلوغ الأشُدّ بالاستواء ، وهو أن یجتمع أمره ، وقُوَّته ، ویَکْتَهل ، وینتهی شبابه ، وذلک ما بین ثمانی وعشرین سنه إلی ثلاثٍ وثلاثین سنه ، وحینئذٍ یَنْتهی شَبَابُه.

وأما قول الله جَلَّ وعزْ فی سوره الأحقاف : (حَتَّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَهً) [الأحقاف : 15] ، فهو أقصی بلوغ الأشُدّ ، وعند تمامها بُعِثَ محمد صلی الله علیه وسلم نَبِیّاً ؛ وقد اجتمعت حُنْکَتُهُ وتمام عَقْلِه ؛ فبلوغ الأشُدّ محْصُور الأوّلِ ، محصور النهایه ، غیرُ محصورٍ ما بین ذلک. والله أعلم.

وأخبرنی المنذری ، عن ثَعلب ، عن ابن الأعرابی : یقال : شَدّ الرجل یَشِدُّ شَدّهً ، إذا کان قَویاً ، ویقول الرجل إذا کُلِّفَ عملاً : ما أَمْلِکُ شَدّاً ولا إرخاءً ، لا أَقْدِرُ علی شیء ، ویقال : شَدَدْتُ عَلَی القوم أشُدُّ علیهم ، وشَدَدْتُ الشیءَ أشُدُّه شَدّاً ، إذا أوْثَقْتَه.

قال الله جلّ وعزّ : (فَشُدُّوا الْوَثاقَ) [محمد : 4] ، وقال : (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی (31)) [طه : 31].

سلمه ، عن الفرّاء ، قال : ما کان من المُضاعف علی «فَعَلْتُ» غیر واقع ؛ فإن «یَفْعِل» منه مکسور ، مثل : عَفَّ یَعِفُّ وخَفَّ یَخِفُّ ، وما أشبهه. وما کان واقعاً مثل : مَدَدْتُ ، وعَدَدْتُ فإن «یَفْعُل» منه مضموم إلا ثلاثه أحْرف : شَدَّهُ یَشُدُّهُ ، ویَشِدُّه وعَلَّهُ یَعُلَّهُ ، ویَعِلُّه ، ونَمَّ الحدیثَ یَنُمُّه ویَنِمُّه ، فإن جاء مثله ، فهو قلیل ، وأصْلُه الضّم.

وقال غیره : اشْتَدَّ فلان فی حُضْره ، وتَشَدَّدَت الْقَیْنَهُ ، إذا جَهَدَتْ نفسها عند رفع الصَّوْت بالْغِناء ، ومثله قول طرفه :

إذا نَحْنُ قُلْنا أَسمِعینا انْبَرتْ لنا

علی رِسْلها مَطْرُوقَهً لم تَشَدَّدِ

ویقال : شَدَّ فلان علی العَدُوّ شَدّهً واحده ، وشَدَّ شَدَّاتٍ کَثیرهً.

وقال أبو زیْد : خِفْتُ شدَّی زَیْدٍ ، أی شِدَّتَه ، وأنشد :

فإنِّی لا ألِینُ لِقَوْلِ شُدَّی

ولو کانَتْ أَشَدَّ من الحَدِیدِ

ویقال : أَصَابَتنی شَدَّی بَعْدَک ، أی الشِّدهُ ، مَدَّه ابنُ هانیء.

دش

قال اللیث : الدَّشُ اتِّخاذُ الدَّشِیشَهِ ، وهی لُغَه فی الجَشِیشَه وهی حَسْوٌ یُتَّخَذُ من بُرِّ مَرْضُوض ، قلت : لَیْست الدَّشِیشَهُ بِلُغَهٍ ، ولکنها لُکْنَه. وقد جاءت فی حدیث مرفوع دلَّ علی أنها لُغه.

حدثنا مُحمد بن إسحاق السَّعدیّ ، قال : حدثنا الرَّمادِیّ ، عن أبی داود الطّیالسیّ ،

ص: 183

عن هشام ، عن یحیی بن یعیش بن الولید ابن قیس بن طَخْفَه الغِفَارِیّ ، قال : وکان أبی من أصْحاب الصُّفَّه ، وکان رسولُ الله صلی الله علیه وسلم یأْمر الرجلَ یأْخُذُ بید الرّجل ، والرّجلَ یأْخُذ بید الرجلین ، حتی بَقیتُ خامِسَ خمسه ، فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «انْطَلِقوا ، فانطَلَقنا معه إلی بیت عائِشَه ، فقال : یا عائِشَه ، أطْعمینَا. فجاءَت بِدَشِیشَه فأکَلنا ، ثم جاءت بِحَیْسَهٍ مثل القَطاه فأکَلنا ، ثم بِعُسٍّ عظیم فَشَرِبنا ، ثم انطَلقنا إلی المسْجد».

قال الأزهریّ : ودَلَّ هذا الحدیث أنَ الدشِیشَه لُغَهٌ فی الجَشِیشَه.

[باب الشین والتاء] [ش ت ]

شت

قال الله : (یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) [الزلزله : 6].

قال أبو إسحاق : أی یصدرُون مُتَفَرِّقین ، منهم من عَمِلَ صالحاً ، ومنهم من عَمِل شرّاً ، قلت : واحد الأشتاتِ شَتُ. قاله ابن السِّکّیت وقال : جاءوا أشتَاتاً ، أی مُتَفَرِّقین. قال : وحکی لنا أبو عَمرو عن بعض الأعراب : الْحَمْدُ للهِ الّذی جَمَعنَا من شَتّ.

وقال اللّیث : شَتَ شَعبُهم شَتّاً وشَتَاتاً ، أی تَفَرّق جَمعُهم.

وقال الطِّرِمّاح :

شَتَ شَعْبُ الحَیِّ بَعدَ التِئَامِ

وشَجَاکَ الرَّبْعُ رَبْعُ المقَامِ

وقال الأصمعیّ : شَتَ بقلبی کذا وکذا أی فَرَّقَه.

ویقال : شَتَ بی قَوْمی ، أی فرَّقوا أمْرِی.

ویقال : شَتُّوا أمْرَهُمْ ، أی فَرَّقُوه. وقد اسْتَثَتَّ الأمْرُ وتَشَتَّتَ إذا انتشرَ ، ویقال : جاءَ القوم أَشْتَاتاً ، وشَتَاتَ شَتَاتَ.

قال ، ویقال : وقَعُوا فی أَمْرِ شَتٍ وشَتَّی ، ویقال : إنِّی أخافُ علیکم الشَّتَاتَ ، أی الفُرْقه. ویقال : شَتّانَ ما هُما.

وقال الأصمعی : لا أَقُولُ شَتَّانَ ما بینهما ، وأنشد للأعشی :

شَتَّانَ ما یَوْمِی علی کُورِهَا

ویَوْمُ حَیَّان أَخِی جَابِرِ

معناه : تَبَاعَد ما بینَهما.

وشَتان : مَصروفَهُ عن شَتُتَ ؛ فالفتحه التی فی النون هی الفتحه التی کانت فی التاء وتلک الفتحه تَدُلُّ علی أنه مصروفٌ عن الفعل الماضی. وکذلک وَشْکان وسَرْعان تقول : وَشْکانَ ذَا خُروجاً ، وسَرْعَانَ ذَا خُرجاً ، أصله : وَشُکَ ذَا خُروجاً ، وسَرُعَ ذَا خروجاً.

روی ذلک کله ابن السِّکیت عن الأصمعیّ ، وقال ، یقال : شَتَّان ما هُما ،

ص: 184

وشَتانَ ما عمرو وأَخُوه ، ولا یُقال : شَتانَ ما بَینهما ، وقال فی قوله :

لَشَتَّانَ ما بین الیَزِیدَیْن فی النَّدی

یَزیدِ سُلَیمٍ والأغرِّ ابنِ حاتِم

إنّه لیس بحُجه ، إنما هو مُوَلَّد. والحجهُ قول الأعشی.

وقال أبو زید : شتانَ مَنصوبٌ علی کلِّ حالٍ ، لأنه لیس له واحد ، وقال فی قول الشاعر :

شَتانَ بَیْنهُما فی کُلِّ منزِله

هذا یُخافُ وهذا یُرتَجَی أبَداً

فَرَفَع البَیْنَ لأن المعنی وَقَع له.

قال : ومن العَرَب من یَنْصِبُ بَیْنَهما فی مثل هذا المَوْضع ، فیقول : شَتَّانَ بَیْنَهما ویُضْمِرُ «ما» ، کأنه یقول : شَتَ الذی بَیْنَهما کقول الله جلَّ وعزَّ (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَکُمْ) [الأنعام : 94].

وقال اللیث : ثَغْرٌ شَتِیتٌ ، أی مُفَلَّج.

وقال طَرَفه :

* عَنْ شَتِیتٍ کَأَقَاحِ الرَّمْلِ غُرّ*

باب الشین والظاء [[ش ظ] ]

شظ

قال اللیث : یقال شَظَظْتُ الْغِرَارَتَیْن بِشِظَاظٍ ، وهو عُودٌ یُجعل فی عُرْوَتَی الْجُوَالِقَیْن إذا عُکِمَا علی البعیر ، وهما شِظَاظَان.

أبو عُبَید : شَظَظَتُ الْوِعَاءَ وأَشظَظْتُه من الشِّظَاظ.

وقال غیره : أَشَظَّ الغُلامُ إذا أَنْعَظَ ، ومنه قول زهیر :

* أَشَظَّ کأَنَّهُ مَسَدٌ مُعَارُ*

وقال اللیث : الشَّظْشَظَهُ فِعْلُ زُبِّ الْغُلامُ عِنْد الْبَوْل.

أبو عُبید ، عن أبی زَید ، یقال : إنه لأَلَصُّ من شِظاظ. قال : وهو رجل من ضَبَّهَ ، کان لِصّاً مُغیراً ، فصار مَثَلاً.

وقال غیره : أَشْظَظْتُ الْقَوْمَ إشْظَاظاً ، وشَظَّظْتُهم تَشْظِیظاً ، وشَظَظْتُهم شَظّاً ، إذا فرَّقْتَهم.

وقال البعیث :

إذَا ما زَعانِیفُ الرِّباب أَشَظَّها

ثِقالُ الْمَرَادِی والذُّرَا والْجماجِم

ویقال : طَارُوا شَظَاظاً ، أی تَفَرَّقُوا.

وروی أبو تراب للأصمعیّ : طارَ القَوْمُ شَظَاظاً وشَعَاعاً.

وأنشد لرویشد الطائیّ ، یصف الضَّأْن :

طِرْنَ شَظَاظاً بین أَطْرَافِ السَّنَدْ

لا تَرْعَوِی أُمٌّ بِها عَلَی وَلَدْ

کَأَنَّما هَایَجَهُنَّ ذُو ولِبَدْ

سلمه ، عن الفراء : الشَّظِیظُ الْعودُ المشَقَّقُ ، والشَّظِیظُ الجَوالِق المشدود.

ص: 185

[باب الشین والذال] [ش ذ ]

شذ

قال اللَّیث : شَذَّ الرجل ، إِذا انْفَرَدَ عن أَصْحابه ، وکذلک کل شَیء مُنْفَرد ، فهو شَاذّ وکَلمَهٌ شَاذَّه.

وشُذَّاذُ الناس : الذین لیسوا فی قَبائِلهم ولا مَنازِلهم ، وشُذَّاذُ النَّاس. مُتَفَرِّقُوهم ، وکذلک شُذَّان الْحَصا. وقال رؤبه :

* یَتْرُکُ شُذَّانَ الْحَصَا قَنَابِلَا*

ویقال : أَشَذَذْتَ یا رجل ، إذ ، جاءَ بقَوْلٍ شاذٍّ نَادِر.

باب الشین والثاء [[ش ث] ]

شثّ

قال اللیث : الشَّثُ شَجَرٌ طَیِّبُ الرّیح مُرُّ الطَّعْم.

قال أبو الدُّقیْش : ویَنْبُتُ فی جِبالِ الْغَوْرِ وتِهامَه ، وأنشد لشاعرٍ وصف طبقات النِّساء :

فَمِنْهُنَّ مِثلُ الشَّثِ یُعْجِبُ رِیحُهُ

وفی عَیْنِهِ سُوءُ الْمَذاقَهِ والطَّعْم

أبو عُبَید ، عن الأصمعیّ : الشَّثّ : من شَجَرِ الْجِبال.

وأنشد غیره :

کَأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه

أَو أمَّ خِشْفٍ بِذِی شَتِّ وطُبَّاقِ

وقال أبو عمرو : الشَّثّ الدَّبْرُ ، وهو النَّحْل. وأنشد للراجز :

حَدیثُها إذْ طَالَ فبِها النَّثّ

أَطْیَبُ من ذَوْبٍ مَذَاه الشَّثُ

والذَّوْب : الْعَسَل ، مَذَاهُ مَجَّهُ النَّحْل کما یَمْذِی الرَّجُلُ مَذِیَّه.

باب الشین والراء [[ش ر] ]

اشاره

شَرّ ، رَشّ : [مستعملان].

الشر

قال اللیث : الشّرُّ السُّوءِ ، والفِعْل للرَّجل الشِّرِّیر ، والْمَصْدَر الشَّرارَه ، والفِعل : شَرَّ یَشِرُّ ، وقَوْمٌ أشرارُ : ضِدّ الأَخْیار ، والشَّرُّ : بَسْطُکَ الشّیءَ فی الشّمْسِ من الثیاب وغیره.

ثَوْبٌ علی قَامَهٍ سَحْلٌ تَعَاوَرَهُ

أَیْدِیَ الْغَواسِلِ للأَرْوَاحِ مَشْرُورُ

وقال أبو الحسن اللّحیانیّ : شَرَّرْتُ الثّوب واللّحم ، وأَشرَرْتُ وشَرَرْتُ خفیف.

ویقال : إشْرَاره من قَدِید ، وأنشد :

لها أَشَارِیرُ من لَحْمٍ مُتَمَّرَهٌ

مِن الثَّعَالِی وَوَخْزٌ من أَرَانِیها

أی مُقَدَّده. قال : والْوَخْزُ الْخَطِیئَهُ بعد الْخَطِیئَه. وقال الکمیت :

کَأَنَّ الرَّذَاذّ الضَّحْلَ حَوْلَ کِنَاسِه

أَشَارِیرُ مِلْحٍ یَتَّبِعْنَ الرَّوَامِسا

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الإشْرَارَهُ :

ص: 186

صَفِیحَهُ یُجَفَّف علیها القَدِید ، وجمعها الأشَارِیر.

وقال اللیث : الإِشْرارُ شَیءٌ یُبْسَطُ للشّیءِ یُجَفَّف علیه من أَقِطٍ وبُرّ ، قلت : اتَّفَقَا علی أنّ الإشرارَ ما یُبْسَطُ علیه الشَّیء لِیَجِفّ ، فصَحَّ أنه یکون ما یُشَرَّرُ من أقِطٍ وغیره ، ویکون ما یُشَرَّرُ علیه.

اللیث : الشَّرارَهُ ، والشَّرَرُ والشَّرَارُ ما تطایر منه النّار ، قال الله جَلَّ وعزّ : (تَرْمِی بِشَرَرٍ کَالْقَصْرِ) [المرسلات : 32].

وقال فی الشَّرار :

أَوْ کَشَرَارِ الْعَلَاهِ یَضْرِبها الْ

قَیْنُ علی کلِّ وِجْهَه تَثِبُ

قال : والشَّرَّانُ علی تقدیر فَعْلَان من کلام أَهْلِ السَّوَاد ، وهو شَیءٌ تسمیه العرب الأذَی شبه الْبَعُوضِ یغشی وجهَ الإنسان ولا یَعَضّ ، والواحِدَه شَرَّانَه.

عَمْرو ، عن أبیه : الشُّرَّی : الْعَیَّابَه من النِّسَاء ، قال : ویقال ما رددت هذا علیک من شُرٍّ به ، أی من عَیْبٍ به ، ولکنی آثَرْتُک به ، وأنشد :

* عَیْنُ الدَّلیلِ البُرْتِ من ذِی شُرِّهِ *

أی من ذِی عَیْبَه ، أی من عَیْبِ الدّلیل ، لأنّه لیس یحسن أن یسیر فیه حَیْرَهً.

وقال اللّحیانیّ : عَیْنٌ شُرَّی ، إذا نَظَرت إلیک بالبغضاء.

وحکی عن امْرأه من بنی عامر ، قالت فی رُقْیه : أرْقِیکَ بالله من نَفْسٍ حَرَّی ، وعَیْنِ شُرَّی.

والشِّرَّهُ : النَّشَاط ، ویقال : فلان یُشَارُّ فُلاناً ویُمارُّهُ ویُزَارُّه ، أی یُعادِیه. وقوله :

* وحَتَّی أُشِرَّتْ بالأکُفِّ المصاحِفِ*

أی نُشِرَتْ وأَظْهِرَت.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الشُّرْشُور طائِرٌ صغیر مثل الْعُصفور قال : ویُسَمِّیه أهلُ الحجاز الشُّرشور ، وتسمیه الأعراب.

والْبِرْقِش. وقال الأصمعیّ أیضاً : الشَّراشِرُ النَّفْسُ والمَحَبَّهُ جمیعاً.

وقال ذو الرمه :

* وَمِنْ غَیَّهٍ تُلْقَی عَلَیْها الشَّرَاشِرُ*

وقال الآخر :

وتُلْقَی علیه کلَّ یَوْمِ کَرِیهَهٍ

شَراشِرُ مِنْ حَیَّیْ نِزَارٍ وألْبُبُ

ویقال : أَلْقَی علیه شَراشِرَه ، أی ألقی نَفْسَه علیه مَحَبَّهً له.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشَّراشِرُ النّفْس ، ویقال : الْمَحَبَّه. وأنشد :

وما یَدْرِی الْحَرِیصُ عَلامَ یُلقِی

شَراشِرَه أیُخطیءُ أم یُصیبُ

وفی حدیث الإسراء : أنَّ النبیَّ صلی الله علیه وسلم أُسْرِیَ به ، قال : «فأتَیْتُ علی رجل مُسْتَلْقٍ وإذا برجل قائم علیه بکَلُّوب ، وإذا هو یأتی أحَدَ شِقَّی وَجهِه ، فَیُشَرْشِرُ شِدْقه إلی قَفَاه».

ص: 187

قال أبو عُبید : یعنی یُشَقِّقُه ویُقَطِّعُه. وقال أبو زبید یصف الأسد :

یَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَهُ مِنْ فَرَائِسٍ

رُفاتُ عِظامٍ أو عَرِیضٌ مُشَرْشَرُ

وقال أبو زید : یقال فی مَثَلٍ : کُلَّما تَکْبَرُ تَشِرُّ.

وقال ابن شُمیل : من أَمْثالهم : شُرَّاهُنَ مُرَّاهُنّ. وقد أَشَرَّ بنو فُلانٍ فُلاناً ، أی انْتَقَذُوه وأَوْحَدُوه ، ویقال : هو شَرُّهُم ، وهی شَرُّهُنَ ، ولا یقال : هو أشَرُّهم.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : ومن الْبُقُول الشِّرْشِرِ ، قال : وقیل لبعض العرب : ما شَجرهُ أبِیک؟ فقال قُطَبٌ وشِرْشِرٌ وَوَطْبٌ جَشِرٌ.

قال : والشّرْشِرُ خیر من الإسْلیح والْعَرْفَج. قال : وشَرَّ یَشَرُّ ، زادَ شَرُّه ، وشَرَّهُ شَیْئاً یَشُرُّهُ شَرّاً ، إذا بسطه لِیجِفَّ ، وشَرَّ إنساناً یَشُرُّهُ إذا عابَه.

عمرو ، عن أبیه ، قال : الشِّرَارُ صفائِحُ بِیضُ یُجَفَّف علیها الکَرِیصُ. قال الیزیدی یقال : شَرَّرَنِی فی النّاس ، وشَهَّرَنِی فیهم بمعنی واحد.

شَمِر ، قال أبو عَمْرو : الأَشِرَّهُ واحدها شَرِیرُ ، وهو ما قَرُبَ من الْبَحر ، وقیل : الشَّرِیر شَجَرٌ یَنْبُتُ فی البحر ، وقیل : الأشِرَّهُ : الْبُحُور.

قال الکمیت :

إذَا هُوَ أَمْسَی فی عُبَابیْ أَشِرَّهٍ

مُنیفاً علی الْعَبْرَیْن بالماء أکْبَدَا

وقال الجعدی :

سَقَی بِشَرِیرِ الْبَحْرِ حَوْلاً تَمُدُّهُ

حَلَائِبُ قُرْحٌ ثم أَصْبَحَ غَادِیَا

أراد بالْحلائِبِ السَّحائب ، وهی الْقُرْح.

ویقال : شارَّاه وشَارَّه.

رش

قال اللَّیث : الرَّشُ رَشُّکَ البیتَ بالماء ، وتقول رَشَّتْنا السماءُ رشّاً ، وأرَشَّتِ الطَّعنه تُرِشُ ، ورَشاشها : دَمُها ، وکذلک رشاش الدَّمع.

وقال أبو کبیر :

مُسْتَنَّهٍ سَنَنَ الْغُلُوِّ مُرِشَّهٍ

تَنْفِی التُّرابَ بِقَاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ

یصف طعْنهً تُرِشُ الدَّمَ إرْشاشا.

ابن الأعرابیّ : شِوَاءٌ رَشْرَاشٌ : یقطُر دَسَمُه.

وقال أبو دُوَاد یصف فرساً :

طَوَاهُ القَنِیصُ وتَعْدَاؤُهُ

وإرْشَاشُ عِطْفَیْه حتَّی شَسَبْ

أراد تَعْرِیقَهُ إیَّاه حتی ضَمَرَ ، واشْتَدَّ لحمُه بعد رَهَلِه.

ص: 188

باب الشین واللام [ش ل ]

اشاره

شلّ ، لشّ : [مستعملان].

شل

قال اللیث : الشَلُ الطَّرْدُ.

أبو عبیدٍ : شَلَلتُه شَلًّا طَرَدْتُه ، وانشَلَ هو.

وذَهَب القومُ شِلَالاً ، أی انشَلُّوا مَطْرودین.

الأصمعیّ ، والفراء ، یقال : شَلَّتْ یَدُه تَشَلُ شَلَلاً ، فهو أَشَلّ ، ولا یُقال : شُلَّتْ یَدُه ، وإنما یُقال : أَشَلَّها اللهُ.

وقال اللیث : الشلَلُ ذَهَابُ الْیَدِ ، ویقال : لَا شَلَلِ ، فی معنی لا تَشَللْ لأنَّه وقع موقع الأمْر ، فَشُبِّه به وجُرَّ ، ولو کان نَعْتاً لنُصب ، وأنشد :

* ضَرْباً علی الْهامَاتِ لا شَلَلِ *

قال : وقال نَصْر بن سیّار :

إنِّی أَقُولُ لِمنْ جَدّتْ صَرِیمتُه

یَوْماً لِغَانِیَهٍ : تَصْرِمْ ولا شَلَلِ

قلت : هذا الحرف هکذا قرأته فی عِده نسخ من کتاب اللَّیْث : لا شَلَلِ بالکسر قُیِّدَ کذلک ، ولم أَسْمَعْه لغیره : وسمعت العرب تقول للرجل یُمارِسُ عملاً ، وهو ذُو حِذْق بِعَمَلَه : لا قَطْعاً ولا شَلَلاً ، أی لا شَلِلْتَ ، علی الدعاء ، وهو مَصْدر.

وأنشد ابن السکیت :

مُهْرَ أبی الحَبْحَابِ لا تَشَلِّی

بارک فیکِ اللهُ من ذی ألِ

قلت : معناه لا شَلِلت ، کقوله :

ألَیْلَتَنا بِذِی حُسُمٍ أَنِیرِی

إذَا أَنْتِ انقضَیتِ فلا تَحُورِی

أی لا حُرْتِ.

وسمعتُ أعرابیاً یقول : شُلَ یَدُ فلان بمعنی قُطِعتْ. ولم أسمعه من غیره.

وقال ثعلب : شَلَّتْ یَدُه لغهٌ فَصِیحَه ، وشُلَّت یَدُه لغهٌ رَدِیئه قال : ویقال أُشِلَّتْ یَدُه.

ورَوی أبو عمرو ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : شَلَ یَشُلُ ، إذا طَرَدَ ، وشَلَ یَشِلُ ، إذا اعْوَجَّتْ یده بالکسْر. قال : والأشَلُ المْعوَجُّ المِعْصَم الْمَتَعطِّل الکَفّ.

قلت : والمعروف فی کلامهم شَلَّتْ یدُه ، تَشَلُ ، بفتح الشین ، فهی شَلّاء.

أبو عبید ، عن أبی زید : الشلَلُ فی الثوْب أنْ یُصیبَه سوادٌ أو غیره ، فإذا غُسِلَ لم یَذْهَب.

وقال الأصمعیّ : تَشَلْشَلَ الماءُ ، إذا اتّصَلَ قَطْرُ سَیَلانِه ، ومنه قول ذی الرمه :

وَفْراءَ غَرْفِیَّهٍ أَثْأَی خَوارِزَهَا

مُشَلشِلٌ ضَیَّعَتْه بینها الْکُتَبُ

وقال اللیث : یُقال للصبی هو یُشَلْشِل بَبَوْلِه.

ص: 189

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ؛ یقالُ للغلام الحارِّ الرَّأْس الخفیف الرّوح النْشیط فی عمله ، شُلْشُلٌ وشُنشُنٌ وسَلْسُلٌ ، ولُسْلُسٌ وشُعْشُعٌ وجُلْجُلٌ.

وقال الأعشی :

* شَاوٍ مِشَلٌ شَلُولٌ شُلْشلٌ شَوِلُ*

وقال ابن الأعرابیّ : الشُّلْشُل الزِّقُّ السّائِل.

وقال اللّحیانیّ : شَلّت العینُ دَمْعَها ، وشَنّتْ وسَنّتْ ، إذا أرْسَلْته.

وقال ابن الأعرابیّ : شَلَلتُ الثوْبَ أَشُلُّهُ شَلًّا : إذا خِطْتَه خِیاطَهً خَفِیفَهً ، فهو ثوب مَشلُولُ.

أبو عُبید ، عن أبی عُبیده : الشَّلِیل الْغِلَالَهُ التی تحت الدِّرْع من ثوب أو غَیره ، قال : وربَّما کانت دِرْعاً صغیرهً تحت العلیا.

والشَّلیل من الوادی أیضاً : وَسَطُه حیث یَسیلُ مُعظم الماء ، والشَّلِیلُ : الکساءُ الذی یُجْعَلُ تحت الرَّحْلِ.

وقال النضر : عَیْنٌ شَلَّاءُ ، للَّتی قد ذَهب بَصَرُها ، قال : وفی العین عِرْقٌ إذا قُطع ذَهبَ بَصَرُها ، أو أَشَلَّها.

وقال شمِر : انْسَلَّ السَّیْلُ وانْشَلَ ، وذلک أولَ ما یَبْتَدیء حین یَسِیلُ قبل أن یَشْتَدّ.

وقال ابن شُمیل : شَلَ الدِّرْعَ یَشُلُّها شَلًّا ، إذا لَبِسَها ، وشَلَّها علیه ، ویُقال للدِّرع نَفْسها : شَلِیلٌ.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : المُشَلِّلُ الحمار ، النِّهایَهُ فی الْعِنایه بِأُتُنِهِ ، یقال : إنّه لَمُشِلٌ مِشَلٌ مُشَلِّلٌ لِعانَتِهِ ، ثم یُنْقَلُ فیضربُ مثلاً للکاتب النِّحْرِیر الکافِی.

یقال : إنّهُ لَمِشَلُ عُونٍ.

سلَمه ، عن الفراء : الشُّلهُ النِّیَّهُ فی السَّفر ، یقال : أین شُلَّتُهم؟ أی نِیَّتُهم.

والشُّلَّهُ : الدِّرعُ ، والشُّلّه : الطّرْدَه ، قال : والشُّلّی النِّیَّهُ فی السَّفر والصَّوم والحرب ، یقال : أین شُلّاهُمْ؟

لش

قال اللیث : اللَّشْلَشَهُ کثرَهُ التَّرَدُّدِ عند الفَزَع ، واضْطِرابُ الأحشاءِ فی موضع بعد مَوْضع ، یقال : جَبَانٌ لَشْلَاشٌ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : اللَّشُ : الطّرْدُ.

باب الشین والنون [ش ن ]

اشاره

شَنَّ ، نَشَّ : [مستعملان].

شن

الحرانیّ ، عن ابن السّکیت ، قال الأصمعیّ : شَنّ علیهم الغاره ، أی فَرَّقها وقد شَنَ الماء علی شَرَابِه ، أی فَرَّقَه علیه ، وشَنَ علیه دِرْعَه ، إذا صَبَّها ، ولا یُقال سَنّها ، وکذلک شَنَ الماءَ علی وَجْهه ، أی صَبَّه علیه صَبّاً سَهْلاً.

وفی الحدیث : «إن النبی صلی الله علیه وسلم أمَرَ بالماء فَقُرِّسَ فی الشِّنان».

ص: 190

قال أبو عُبید : الشِّنانُ الأَسْقِیَهُ ، والْقِرَبُ الخُلْقَان ، یقال للسِّقَاءِ شَنٌ ، ولِلقرْبَه شَنٌ ، وإنما ذُکِرَ الشِّنانُ دُونَ الجُدُدِ لأنها أشَدُّ تَبْریداً للماء ، والتَّقْریسُ : التبْرِید.

وفی حدیث ابن مسعود : أَنه ذَکَرَ القُرآن فقال : «لا یَتْفَهُ ولا یَتَشَانّ» معناه أنه لا یَخْلَقُ علی کَثرَه القِراءَهِ والتَّرْدَاد ، وهو مَأْخوذٌ من الشَّنّ أیضاً.

وقال اسْتَشَنَ السِّقَاءُ إذا صار شَنّاً خَلقاً ، وشَنَّنَ السِّقاء أیضاً.

وقال اللیث : الشَّنِینُ قَطَرانُ الماءِ من الشَّنّهِ شَیْءٌ بعد شَیْءٍ.

وأَنْشد :

* یا مَنْ لِدَمْعٍ دَائم الشَّنِین *

وکذلک التّشْنَانُ والتَّشْنِینُ.

وقال الشاعر :

عَیْنَیَّ جَودَا بالدُّموع التّوَائِم

سِجَاماً کتَشْنانِ الشَّنَانِ الهزَائم

قال : والتّشنُّنُ فی جلد الإنسان التَّشَنُّجُ عند الْهَرمِ.

وأنشد :

* بَعْدَ اقْوِرَارِ الْجِلْدِ والتَّشَنُّنِ *

أبو عُبید ، عن الأصمَعی : الشُّنَانُ : الماءُ البَارِد.

وقال أبو ذُؤَیْب :

بمَاءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَهُ الصَّبا

وجادَتْ علیه دِیمَهٌ بَعْدَ وابِل

وقال أبو زید : فی الجَبِینِ الشّانّان ، النون الأولی ثقیله ولا همز فیه ، وهما عِرْقانِ یَنْحدِران من الرّأس إلی الحاجِبَیْن ثم العَینین.

وقال ابن السکیت نحوه.

وأَخبرنی المنذریّ ، عن الحَرْبِیّ ، عن عمرو ، عن أبیه ، قال : هما الشَّأْنان بالْهَمْزْ ، وهما عرقان ؛ واحتج بقوله :

* کأنَّ شَأْنَیْهما شَعِیبُ*

وقال ابن السکیت فی قول العرب : وَافَقَ شَنٌ طَبَقَه ، قال : هو شَنُ بنُ أَفْصَی بن عبد القیس بن أَفْصَی بن دُعْمِیّ بن جَدِیلَه بن أَسد بن رَبیعه بن نِزار ، وطَبَقٌ : حَیٌّ من إِیَاد ، وکانت شَنُ لا یُقامُ لها فَوَاقَعَتْها طَبَقٌ فانتَصَفَتْ منها ، فقیل : وافَقَ شَنٌ طَبَقَه ، ووافَقه فاعْتَنَقَه.

وأنشد :

لَقِیَتْ شَنٌ إِیَاداً بالْقَنَا

طَبَقاً ، وَافَقَ شَنٌ طَبَقهْ

وَأَخبرنی المنذریّ ، عن الحَرْبیّ ، قال : قال الأصمعیّ : کان قَوْمٌ لهم وِعَاءٌ من أَدَم فَتَشَنَّنَ علیهم فَجَعَلُوا لهُ طبَقاً فوافَقه ، فقیل : «وافَقَ شَنٌ طَبَقَه».

ویقال : شَنَ الجَمَلُ من العطش یَشِنُ : إذا یَبِسَ ، وشَنَّت الْقِرْبهُ تَشِنُ : یَبِسَتْ.

ص: 191

ورُوی عن عمر أنه قال لابن عباس فی شیء شاوَرَه فیه ، فأَعْجَبه کلامه ، فقال : «نِشْنِشَهٌ أَعْرِفُها من أَخْشَن».

قال أبو عُبید : هکذا حَدَّث به سُفْیان ، وأَمَّا أهل العربیه فیقولون غیره.

قال الأصمَعِیّ : إنما هوشِنْشِنَهٌ أَعْرِفها من أَخْزَم.

قال : وهذا بیت رَجز تمثَّل به.

قال : والشِّنشِنَهُ قد تکون کالْمُضْغَه أو القِطعَه تُقْطَع من اللّحم ، قال : وقال غیرُ واحد : بل الشِّنشِنَهُ مِثلُ الطّبیعه والسَّجِیَّه ، فأراد عُمر أنِّی أعرِفُ فیک مَشَابِهَ من أَبِیکَ فی رَأْیِه وعَقْلِه. ویقال ، إنَّهُ لم یَکُنْ لِقُرَشِیّ رَأْیٌ مثلُ رَأْی العباس.

وقال ابنُ الکلبیّ : هذا الرَّجزُ لأَبی أخزم الطائیّ ، وهو قوله :

إنَّ بَنِیَّ زَمَّلُونِی بالدَّم

شِنْشِنَهٌ أَعْرِفُها مِنْ أخْزَمِ

وقال أبو عُبیده ، یقال : شِنْشِنَهٌ ونِشْنشَهٌ.

وقال اللیث : الشَّنُون المَهْزُول من الدَّواب ، قال : ویقال الشَّنُون السَّمین.

قال : والذّئْبُ الشَّنُون : الجائِع ، وأنشد :

یَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاهُ

شَجٍ بخُصُومَهِ الذِّئْبِ الشَّنُونِ

وقال أبو خَیره : إنَّما قیل له شَنُون ؛ لأنَّه قد ذَهَب بعض سِمَنِه ، فقد اسْتَشَنَ کما تُسْتَشَنُ الْقِرْبَه ، ویقال للرَّجل والبعیر إذا هُزِلَ : قد اسْتَشَنَ.

وقال اللحیانیّ : یقال مَهْزُولٌ ثم مُنْقٍ إذا سَمِنَ قلیلاً ، ثم شَنُونٌ ، ثم سَمِینٌ ، ثم سَاحٌّ ، ثم مُتَرَطِّم ، إذا انْتَهی سِمَناً.

ابن السّکّیت ، عن أبی عمرو ، یقال : شَنَ بسَلْحِه ، إذا رَمَی به رَقیقاً ، والحُبْارَی تَشُنُ بِذَرْقها ، وأنشد :

* فَشَنَ بالسَّلْحِ فلمَّا شَنّا*

وقال النضر : الشَّنِین اللَّبن یُصَبُّ علیه الماءُ حَلِیباً کانَ أو حَقِیناً.

وقال أبو عَمْرو : الشَّوَانُ من مَسایِلِ الجِبال التی تَصُبُّ فی الأودیه من المکان الغلیظ واحدتها شَانَّهٌ.

نش - (نشنش)

أبو عُبید : نَشنَش الرجلُ المرأَهَ ومَشْمشها ، إذا نَکَحَهَا ، وأنشد :

بَاکَ حُیَیٌّ أُمَّهُ بَوْکَ الفَرَسْ

نَشْنَشها أَرْبَعَهً ثُمّ جَلَسَ

وفی الحدیث أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم لم یُصْدِق امرأَهً من نِسَائه أَکثر من ثِنْتَیْ عشرهَ أُوقیَّه ونَشّاً.

قال أبو عبید ، قال مجاهد : الأُوقِیَّه أَرْبَعُون ، والنَّشُ عشرون.

قلت : وتصدیقُه ما حدَّثنا به عبدُ الملک عن الرّبیع عن الشافعیّ عن الدْرَاوَرْدِیّ ، عن یزید بن عبد الله ، عن الهادی ، عن محمد ابن إبراهیم التَّیمیّ ، عن أبی سَلمه بن عبد الرحمن قال : سأَلتُ عائشه : «کما کان صَداقُ النبی صلی الله علیه وسلم»؟

ص: 192

قالت : «کان صداقهُ لأزْوَاجه اثْنَتَیْ عَشره أوقیه ونَشّاً».

قالت : والنَّشُ نِصْفُ أوقیه.

شَمِر ، عن ابن الأعرابیّ قال : النَّشّ النِّصْفُ من کلِّ شیء ، نَشُ الدرهم ، ونَشُ الرّغیف : نِصْفه ، وأنشد :

* مِنْ نِسْوَهٍ مُهُورُهُنَ النَّشُ *

وأخبرنی المنذریّ ، عن الحربی ، قال : نَشَ الْغَدِیرُ إذا نَصَبَ ماؤُه ، وسَبَخَهٌ نَشَّاشَهٌ تَنِشُ من النزِّ.

قال : والْقِدْرُ تَنِشُ ، إذا أَخَذت تَغْلِی.

وقال اللیث نحوَه : نَشّ الماء ، إذا صبَبْتَه فی صَاخِرَهٍ طال عهدُها بالماءِ ، ونشیش اللَّحْم : صَوْتُه إذا قُلِی ، والخمرُ تَنِشُ إذا أَخَذت فی الغلیان ، وفی الحدیث : «إذا نَشَ فَلَا تَشْرَبْه».

وفی حدیث عمر : «أنَّه کان یَنُشُ الناسَ بعد العشاء بالدِّرَّه».

قال شَمِر : صَحّ الشِّینُ عن شُعْبه فی حدیث عمر ، وما أراه إلَّا صحیحاً ، وکان أبو عبید یقول : إنَّما هو یَنُسُّ أو یَنُوشُ.

قال شَمِر : یقال نَشنَشَ الرَّجُلُ الرَّجلَ إذا دَفَعَه وحَرّکه ، ونشنَشَ ما فی ذلک الوعاء إذا نَثَرَه وتَنَاوَله ، وأنشدَ ابنُ الأعرابیّ :

الأُقْحُوانَهُ إذْ بَیْتِی یُجَانِبُها

کالشَّیخ نشنش عنه الفارسُ السَّلبَا

وقال الکُمیت :

فَغَادَرْتُها تَحْبُو عَقِیراً ونشْنشُوا

حَقِیتَهَا بَیْن التّوزُّعِ والنَّتْرِ

أی حَرّکوا ونفَضُوا.

قال : ونشْنَشَ ونَشّ ، مثل نَسْنَسَ ونَسّ بمعنی ساقَ وطَرَد.

وقال اللیث : النَّشْنَشهُ : النّفْضُ والنَّتْر.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : النَّشُ السَّوْقُ الرّفیق ، والنَّشُ : الخَلْط ، ومنه قیل : زَعْفَران مَنْشُوش.

وروی عبد الرازق ، عن ابن جُرَیج ، قلت لعطاء : الْفَأْرَهُ تَموتُ فی السَّمْن الذّائب أو الدُّهْن؟ قال : أَمَّا الدُّهْنُ فَیُنَشُ ویُدْهَنُ بهِ إن لم تَقْذَرْه. قلت : لَیْسَ فی نفسک من أن تَأْثمَ إذا نُشّ؟. قال : لا. قلت : فالسَّمن یُنَشُ ثم یُؤکَلُ به؟. قال : لیس ما یُؤکَلُ به کهیْئَه شیءٍ فی الرأس یُدَّهَنُ به.

أخبرنی عبد الملک ، عن الرّبیع ، عن الشّافعی ، قال : الأدْهانُ دُهْنان : دُهْنٌ طَیِّبٌ مثل الْبان الْمَنْشُوش بالطِّیب ، ودُهْنٌ لیس بالطَّیِّب ، مثل سَلِیخَهِ غیر مَنْشُوقٍ مثل الشَّبْرَق.

قال الأزهریّ : المَنْشُوش بالطِّیب إذا رُبِّی بالطِّیب الذی یَخْتَلِطُ به ، فهو مَنْشُوسٌ ، والسَّلِیخَهُ : ما اعْتُصِرَ من ثَمَر البان ، ولم یُرَبَّبْ بالطِّیب.

وقال شَمِر : قال أبو زید الأَبَانِیَّ : رجُلٌ نَشْنَاشٌ ، وهو الکَمِیشَهُ یَداه فی عَمَلِه ، یقال : نَشْنَشَهُ ، إذا عَمِلَ عملاً فَأَسْرع فیه ، ویقال : نَشْنَشَ الطَّائِرُ رِیشَهُ بِمِنْقَارِه ، إذا

ص: 193

أَهْوَی لَه إِهْواءً خَفِیفاً فَنَتَفَ منه وطَیَّرَ به ، وکذلک لو وَضَعْتَ له لحماً فَنَشْنَشَ منه إذا أکَلَ بعَجَلَهِ وسُرْعه.

وقال أبو الدَّرْدَاء ، عبدٌ لِبَلْعَنْبَرَ ، یَصِفُ حَیَّهً نَشَطَتْ فِرْسَنَ بعیرٍ :

فَتَشْنَشَ إحْدَی فِرْسَنَیْها بِنَشْطَهٍ

رَغَتْ رَغْوَهً مِنْها وکادتْ تَقَرْطَبُ

تقَرْطَبُ : تَسْقُطُ ، ورجل نَشْنَشِیُ الذِّراعَ وَوَشْوَشِیُّ الذراع ، وهو الخفیفُ فی عَمَلِهِ ومِراسِه.

سلمه ، عن الفراء : النَّشْنَشَهُ صَوْتُ حرکه الدُّروع ، والْمَشْمَشَهُ : تَفْرِیقُ الْقُماش.

نشن

قال ابن بُزُرْج فیما قرأت له بخط أبی الهیثم : نَشِنَ الرجل نَشَناً ، إذا هَلَکَ ، فهو نَشِنٌ.

[باب الشین والفاء] [ش ف ]

اشاره

شفَّ ، فشَّ : [مستعملان].

شف

قال اللَّیث : الشَّفُ ضَرْبٌ من السُّتور یُرِی ما وراءه.

وهو سِتر أحمر من صوف ، وجَمعه شُفُوف. ویقال : علّق علی بابه شَفّاً ، وأنشد :

زانَهن الشُّفُوفُ یَنْضَحْن بالمس

ک وعیش مُفانقٌ وحَریرُ

واسْتَسْفَفْتُ ما وراءه إذا أَبْصَرْتَه ، وشَفَ الثَّوبُ عن المرأه یَشِفُ شُفُوفاً ، وذلک إذا بَدا ما وراءَه من خَلْقِها.

وفی حدیث عمر : «لا تُلْبِسُوا نساءَکم الْقَباطِیَّ ؛ فإنَّه إلَّا یَشِفُ فإنّه یَصِفُ».

ومعناه : أنَّ قَبَاطِیَّ مِصْر ثِیابٌ دِقاق ، وهی مع دِقَّتها صِفیقَهُ النَّسْج ، فإذا لَبِسَتْها المرأهُ لَصقَتْ بأَرْدافِها فوصَفَتْها ، فنهی عمر عن إلْباسِها النّساء ؛ لأنَّها تَلْزَقُ بِبَدن المرأه لِرِقَّتِها فَیُرَی خَلْقُها وراءها من خارجٍ ناتئاً یَصِفُها ، وأَمَرَ أَنْ یُکْسَیْنَ من الثّیاب ما غَلُظَ وجَفا ؛ لأنَّهُ أَسْتَرُ لخَلْقِها.

وأخبرنی المُنذریّ ، عن أبی الهَیْثم أنه قال : یقال : شَفَّهُ الْهَمُّ والحُزْن ، أی هَزَلَه وأَضْمَرَهُ حتی رَقَّ وهو من قولهم : شَفَ الثوب ، إذا رق حتی أَنْ یَصِفَ جِلْدَ لابِسِهِ ، وتقول للبزاز : اسْتَشِفّ هذا الثوب ، أی اجْعَلْه طَاقاً وارْفَعْهُ فی ظِلٍّ حتی أنْظُر ، أَکَثِیفٌ هو أو سَخِیف؟.

ونقول : کَتَبْتُ کِتاباً فَاسْتَشِفَّه ، أی تَأَمَّلْ فیه ، هل وَقَعَ فیه لَحْنٌ أَوْ خَلَل؟

وأخبَرَنی الْمُنذریّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، أنّه أنشده :

تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وهی لاهِیَهٌ

کَأَنَّما شَفَ وَجْهُها نَزَفُ

وجاءَ فی حدیثٍ فی الصَّرْف : فَشَفَ الخَلْخَالانِ نَحْواً من دَانِقٍ فَقَرَضَه.

قال شمر : شَفَ ، أَی زَادَ.

ص: 194

وقال الفراء : الشِّفُ. الفَضْل ، یقال : شَفَفْتُ علیه تَشِفُ ، أی زِدْتَ علیه ، وفلان أَشَفُ من فلان ، أی أَکْبَرُ قَلِیلاً.

وقال غیره : شُفَ علیه ، أی زِیدَ علیه وفُضِلَ.

وقال جریر :

کانُوا کَمُشْتَرِکِین لما بایَعوا

خَسِرُوا وشُفَ علیهمُ واسْتُوضِعُوا

قال شمر : والشِّفّ النَّقص أَیضاً ، یقال : هذا دِرْهم یَشِفُ قلیلاً ، أی یَنْقُص.

ولا أَعْرِفَنْ ذا الشَّفِ یَطْلُبُ شِفَّهُ

یُداوِیه مِنْکم بالأَدِیمٍ الْمُسَلَّمِ

أراد : لا أَعْرِفَنّ وضِیعاً یَتَزَوَّج إلیکم لِیَشْرُفَ بکُم.

وقال ابن شُمیل : یقول الرجل للرجل : أَلَا أَنَلْتَنی مما کان عندک؟ فیقول : إنه شَفَ عنک أی قَصُرَ عنک. والمُسَلَّمُ : الأدِیمُ الذی لا عَوَارَ فیه.

الحرانیّ ، عن ابن السّکیت : الشَّفُ بالفتح : السِّتْرُ الرّقیق ، والشِّفُ : الرِّبْح والْفَضْل ، والشِّفُ أیضاً : النُّقْصان. قال : وقال أبو زید ، یقال : ثَوْبٌ شَفٌ وشِفٌ : للرَّقیق.

وقال اللیث : یقال للفَضْل والرِّبْح : شَفُ ، وشِفّ.

قلت : والمعروف فی الفَضْل الشِّفُ بالکسر ، ولم أسمع الفتح لغیر اللیث.

وقال الجعِدیّ یصف فرسَین :

واسْتَوَتْ لِهْزِمَتَا خَدَّیْهِما

وجَرَی الشِّفُ سَواءً فاعْتَدَلْ

یقول : کادَ أحدهما یَسْبِقُ صاحبه فاسْتَویا وذَهَب الشِّف. قال : والشِّف من المَهْنَأ ، یقال : شِفٌ لک یا فُلان ، إذا غَبَطْتَه بشَیء ، قلتَ له ذلک.

وقال الأصمعیّ : أَشَفّ فلانٌ بعض بَنیه علی بَعْض ، إذا فَضَّله.

ویقال : إن فلاناً لیَجِد فی أَسنانه شفِیقاً ، أی بَرْداً.

ویقال : إنَّ فی لیلتنا هذه شِفَّاناً شدیداً ، أی بَرْداً.

وفی حدیثِ أمّ زَرْع : أنّ إحْدی النّساء وَصَفَتْ زَوْجها. فقالت : «زَوْجی إنْ أکَلَ لَفّ وإن شَرِبَ اشْتَفَ». ومعنی اشْتف أی شَرِبَ جمیع ما فی الإناء ، والشُّفَافَهُ : آخِرُ ما یَبْقی فیه. ومن أمثالهم : «لَیْسَ الرِّیُّ عن التشافّ» ، معناه : لیس مَن لا یَشرب جمیع ما فی الإناء لا یَرْوَی.

یقال : تَشافَفْتُ ما فی الإناء ، واشْتَفَفْتُه إذا شرِبتَ جمیع ما فیه ولم تُسْئِرْ فیه شیئاً.

ویقال للبعیر إذا کان عَظِیمَ الجُفْرَه : إن جَوْزَه لَیشتفُ حِزامه ، أی یَسْتَغْرِقُه کلّه حتی لا یَفْضُلَ منه شَیءٌ.

ص: 195

وقال کعبُ بن زهیر :

له عُنُقٌ تَلْوِی بما وَصَلتْ به

ودَفّانِ یَشْتَفّان کلَّ ظِعَانِ

والظِّعان : الحبلُ الذی یُشَدُّ به الهَوْدَجُ علی البَعیر.

قال ، ویقال : شَفَ فَمُ فلان شَفِیفا وهو وجَعٌ یکون من البَرْدِ فی الأسْنان واللِّثاثِ.

وقال أبو سَعید ، یقال : فلان یجِدْ فی مَقْعدته شَفِیفاً ، أی وَجعاً.

وقال أبو عمرو : شَفْشَفَ الحَرُّ والْبَرْدُ الشَّیءَ ، إذَا یَبَّسَه.

وقال اللیث : الشَّفْشفَه : الارْتِعادُ والاخْتِلاط ، والشفْشَفهُ : سُوء الظّنِّ مع الْغَیْرَه.

وقال الفرزدق یصف نساءً بالعفاف :

مَوَانِعُ للأسْرار إلّا لأهلها

ویُخْلِفْنَ ما ظَنَّ الغیور المُشَفْشِفُ

أراد المشفشف الذی شفت الغَیْرَهُ فُؤادَه فأَضمَرَتْه وهَزَلَتْه ، وکَرَّر الشین والفاء تَبْلیغاً کما قالوا مُحَثْحَث ، وقد تَجَفْجَفَ الثّوب من الجفاف والشُّفوف : نُحول الجسم من الهَمِّ والوَجْد.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : رجل مُشَفشَف سَخِیف سَیَّیء الخُلق.

وقال أبو عمرو : الشَّفْشَفَه تَشْوِیطُ الصقیع نَبْتَ الأرض فیحرِقُه ، أو الدواء تَذُرُّه علی الجُرح یقال : شوَّطه وشیّطه.

وفی حدیث أنس أَنَّ النبی صلی الله علیه وسلم خطب أصحابَه یَوْماً وقد کادَت الشمس تَغربُ فلم یَبْق منها إلا شِفٌ یَسیر.

قال شمر : معناه إلا شَیْءٌ یَسیر.

وشُفَافَه النَّهارِ : بَقِیَّتُه وکذلک الشفَا : بَقِیَّهُ النَّهار.

وقال ذو الرمه :

شُفَافَ الشفَا أوْ قَمْسَه الشمسِ أَزْمَعا

رَوَاحاً فَمَدّا من نَجَاءٍ مُهَاذِبِ

وقَمْسَه الشمس : غُیوبُها.

ابن بزرج قال : یقولون من شُفوفِ المال قَد شَفّ ، وهو یَشفُ ، وکذلک الْوَجَعُ یَشُّفّ صاحِبَه مَضْمومه.

قال : وقالوا شَفّ الفَمُ یَشف مفتوح ، وهو نتْنُ رِیحٍ فیه.

قال : والثّوبُ یَشفُ فی رِقَّته ، والشِّفُ مکسور ، بَثْرٌ یَخْرج فَیُرْوِح.

قال : والمَحْفوفُ مثل المشْفُوف المخنوع من الْحَفَفِ ، والحَفّ.

فش

قال اللیث : الفَشُ حَمْلُ الیَنْبُوتِ ، الواحدهُ فَشَّه ، والجمیع الفِشاش.

قال : والْفَشُ : تَتَبُّعُ السّرِقَهِ الدّون ، وأنشد :

ونَحْنُ وَلِیناهُ فلا تَفُشُّهْ

وابْنُ مُضاضٍ قائمٌ یَمُسُّهْ

ص: 196

یَأْخُذ ما یُهْدَی له یَقُشُّهْ

کَیْفَ یُوَاتِیه وَلَا یَؤُشُّه

قال : والْفِشَاشُ : الکساء الْغَلِیظ ، والْفَشُ : الْفَسْوُ.

وقال رؤبه :

* واذْکُرْ بَنِی النَّجَاخَهِ الْفَشُوشِ *

ویقال للسِّقاءِ إذا فُتِحَ رأْسُه وأُخرِجَ منها الرِّیح : فُشَ یُفَشُ ، وقد فَشَ السِّقاءُ یَفِشُ.

والانْفِشَاشُ : الفَشَلُ والانْکِسار عن الأَمْر ، والفَشُ : الْحَلْبُ ، والفَشُوشُ : الّتی تُحْلَبُ ، وهی الفَشَّاء.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الفَشُوشُ : الکِسَاءُ السَّخِیفُ. والفَشوشُ : الْخَرُّوبُ. والفَشُوشُ : النَّاقَه الواسِعَه الإحْلیل. والفَشُوش : الأَمَه الفَسَّاءَه ، وهی المْفَصَّعَه والمُطَحْرَبَه.

أبو عمرو : وفَششْتُ الزِّقّ ، إذا أخرجتَ رِیحَه ، ومن أمثالهم. لأَفُشَّنَّک فَشَ الْوَطْبِ. أی لأُخْرِجَنَّ غَضَبک من رَأْسِک.

أبو عبید ، عن الأمَوِی : فَشَشْتُ النَّاقَه أُفُشَّها فَشّاً ، إذا أَسْرَعْتَ حَلْبَها.

وقال ابن شُمیل : هَجْلٌ فَشٌ لَیْس بِعَمیقٍ جدّاً ولا مُتَطامِن ، وقال : نَاقَهٌ فَشُوشٌ ، أی یَتَشَعَّبُ إِحْلِیلُها ، مِثْلَ شُعاعِ قَرْن الشَّمْسِ حین تَطْلُع ، أی یَتَفَرَّقُ شُخْبُها فی الإناء فلا یُرَغَّی ، بَیِّنَهُ الفِشاش.

ویقال : انفَشَّت عِلّهُ فلان ، إذا أَقبَلَ منها.

سلمه ، عن الفراء ، قال : الفَشْفَشَهُ ضَعْفُ الرَّأی ، والفَشْفَشَهُ الخَرُّوبه.

وقال ابن الأعرابیّ : الفَشُ الطَّحْرَبَه ، والفَشُ النَّمیمَه ، والفَشُ الأحْمق ، والفَشُ الْخرُّوب ، والفَشُ : الکِسَاء الرَّقیق.

[باب الشین والباء] [ش ب ]

اشاره

شب ، بش.

شب

قال اللیث : الشَّبّ حَجَرٌ مِنها الزَّاجُ وأَشْبَاهُه ، وأَجْوَدُها ما جُلِبَ من الیمن ، وهو شَبٌ أبیض له مَضِیضٌ شدید.

وشَبَّه : اسمُ رجل ، وکذلک شَبیب. أبو نصر عن الأصمعیّ : شَبَ الغُلَام یَشِبُ شَبابَا ، وشَبَ الفَرَسُ یَشِبُ شِباباً وشُبوباً وَشَبِیباً ، إذا نَشِطَ ومَرِح.

وقال ذو الرمه :

* شُبُوبَ الْخَیْلِ تَشْتَعِلُ اشْتِعَالا*

وشَبَبت النارَ فأنا أَشُبُّها شَبّاً وشُبُوباً ، ویقال : إنَّ شَعْرَ فُلانَه یَشُبُ لَوْنَها ، إذَا کان یُحَسِّنُه ویُظْهِرُ حُسْنَه وبَصِیصَه ، ویقال للرَّجل الجمیل : إنَّه لَمَشْبُوب.

ویقال : أَشَبَّتْ فلانهُ أوْلاداً ، إذا شَبّ لها أَوْلاد.

ویقال للثَّور إذا کان مُسِنّاً : شَبَبٌ ومُشِبُ وشَبُوب.

ویقال : فَعَلَ ذلک فی شَبِیبتِه ، وامْرَأَهٌ

ص: 197

شَابَّهٌ ، ونِسْوَهٌ شَوَابّ.

وقال أبو زید : یَجُوز نِسْوَهٌ شَبَائب فی معنی شَوَابّ ، وأنشد :

عَجَائِزٌ یَطْلُبْنَ شَیئاً ذَاهِبَا

یَخْضِبْنَ بالحِنّاءِ شَیْباً شَائِبَا

یَقُلْن کُنَّا مَرَّهً شَبائِباً

قلت : شَبائبُ جمع شَبَّه لا جمع شَابَّه ، مثل ضَرْه وضَرَائِر. وکَنَّه وکَنَائِن.

وشِبَابُ الفَرَسِ : أَنْ یَرْفَعَ یدیه جَمیعاً کأَنَّه یَنْزُو وَنَزَواناً.

وفی الحدیث : «اشْتَشِبُّوا علی أَسْوُقِکُم علی الْبَوْل» ، یقول : اسْتَوْفِزُوا علیها ولا تُسِفّوا من الأرض.

وعَسَلٌ شَبَابِیّ : یُنْسَبُ إلی بنی شَبَابَهَ ، قَوْمٍ بالطَّائف من بنی مالِک بن کنانه ، یَنْزِلون الیمن.

وتَشْبیبُ الشِّعر : تَرقیقُ أوّله بذکر النِّساء ، وهو من تَشْبِیبِ النار وتَأْریثُها.

أبو عبید ، عن أبی زید : أُشِبَ لی الرَّجُلُ إشْباباً إذا رَفَعْتَ طرفَک فرأَیْتَه من غیر أن تَرْجُوَه أوْ تَحْتَسِبه.

وقال الهذلیّ :

حَتَّی أُشِبّ لها رَامٍ بمُحْدَلَهٍ

نَبْعٍ وبِیضٍ نَوَاحِیهِنّ کالسَّجَمِ

قال : السّجَمُ ضَرْبٌ من الورق شَبّه النِّصَالَ بها.

ویقال : لَقِیتُ فلاناً فی شبابِ النهار ، أی فی أوّله.

عَمْرو ، عن أبیه ، قال : شَبْشَبَ الرَّجل ، إذا تَمَّمَ ، وشَبَ ، إذا رُفِعَ ، وشَبَ إذا لَهَب.

وقال ابن الأعرابیّ : من أسماءِ الْعَقْرب الشّوْشب ، ویقال للقمله : الشّوْشبَه.

بش

قال اللیث : الْبَشّ اللُّطْف فی المسأله ، والإقبال علی أخِیک. تقول : بَشِشتُ به بَشّاً وبَشَاشَهً ، ورَجُلٌ هَشٌ بَشٌ. قال :

والبَشِیشُ : الوَجْهُ. یقال : رجُلٌ مُضِیٌ البَشیش ، أی مُضِیءُ الوَجْه.

وقال رؤبه :

* تکَرُّماً والهشُّ للتَّهْشِیشِ*

* وارِی الزِّناد مِسْفِر الْبَشِیش *

وفی الحدیث : «لا یُوطِنُ رجلٌ المساجدَ للصَّلاه والذِّکْر إلّا تَبشْبَشَ اللهُ به حین یَخْرُج من بیته ، کما یتَبَشْبَشُ أهلُ البیت بغائبهم إذا قَدِمَ علیهم» وهذا مَثَلٌ ضربه لتلقِّیه جلّ وعزّ بِبِرِّه وکرامته وتَقْرِیبه إیّاه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی ، قال : الْبَشُ فَرَحُ الصدیق بالصدیق ، والتَّبَشْبُش فی الأصل التَّبَشُّش ، فاستُثْقل الجمع بین ثلاث شِینات فقُلِبَتْ إحداهن باء.

ص: 198

[باب الشین والمیم] [ش م ]

اشاره

شم ، مش.

قال اللیث : الشَّمُ من قولک شَمِمْتُ الشیءَ أَشَمُّه ، ومنه التَّشَمُّم کما تَشَمَّمُ البهیمهُ ، إذا التَمَسَتْ رِعْیاً ، قال : والمشامَّه مُفَاعلهٌ من شامَمْتُ العدوَّ ، إذا دَنَوْتَ منهم حتی یَرَوْکَ وتراهم. والشَّمَمُ : الدُّنُوَّ ، اسمٌ منه. یقال : شامَمْنَاهُمْ وناوَشْنَاهم.

قال الشاعر :

ولم یَأْتِ للأمْرِ الذی حال دونه

رجالٌ هُمُ أعداؤک الدَّهرَ من شَمَمْ

أی من قُرب.

عمرو ، عن أبیه : هو عَدُوُّک من شَمَم ومن زَمَم ، أی من قُرْبٍ.

وفی حدیث علیّ أنه قال حین بَرَزَ لعمرو ابن وُدّ : «أَخرُجُ إلیه ، فأُشامُّه اللقاء» أی أَنظُر ما عنده.

یقال : شامِمْ فلاناً ، أی انظر ما عِنده.

وقال ابن السِّکِّیت : الشَّمُ مصدر شَمِمْتُ ، والشَّمَمُ : طول الأنف ، ووُرُودٌ من الأرْنَبه ، والنعت : رجل أَشَمّ ، وامرأهٌ شَمَّاء ، وجبل أشمّ : طویلُ الرأس. قال : وشَمَام : جَبَلٌ له رأْسان یُسمیان ابنَیْ شَمَام. قال : والإشمَامُ أن تُشِمَ الحرْفَ الساکن حرْفاً کقولک فی الضَّمَّه : هذا العملُ وتسکُتْ ، فتجدُ فی فِیک إشماماً للّام لم یبلغ أن یکون واواً ولا تحریکاً یُعتد به ، ولکن شَمَّهٌ من ضمَّهٍ خفیفه ، ویجوز ذلک فی الکسر والفتح أیضاً.

وأشَمَمْتُ فلاناً الطِّیب.

وتقول للوالِی : أَشْمِمْنِی یَدک ، وهو أحسن من قولک : ناولْنی یَدَک أُقَبِّلها.

ابن السکیت ، عند أبی عمرو : أَشَمَ الرَّجلُ یُشِمّ إشماماً ، وهو أن یَمُرَّ رافعاً رأْسَه.

وحکی عن بعضهم أنه قال : عَرَضْتُ علیه کذا وکذا فإذا هو مُشِمٌ لا یریده ، وقال : بیْنا هم فی وجْهٍ إِذْ أَشَمُّوا ، أی عَدَلُوا.

قال یعقوب : وسمعْتُ الکلابیّ یقول : أَشَمُّوا ، إذا جاروُا عن وجههم یمیناً وشِمالاً ، ویقال : شَمِمْتُ الشیءَ أَشُمُّه شَمّاً وشَمِیماً ، وبُرْقَهُ شَمَّاء : جبلٌ معروف.

وقال أبو زید : یقال لما یَبقی علی الکِباسه من الرُّطَب : الشَّمَلُ والشَّماشم.

وقال ابن الأعرابی : شُمّ ، إذا اخْتُبِرَ ، وشَمَ ، إذا تَکبَّرَ.

مش

قال اللیث : مَششْتُ المُشاشَ ، أی مَصَصْته مَمْضُوء فلان یَمُشُ مالَ فلان ، ویَمُشُ من مالِه : أَخذَ الشیءَ بعد الشیء ، قال : والْمشَشُ مَششُ الدَّابهِ

ص: 199

معروف.

أبو عبید ، عن الأحمر : مَشِشَت الدَّابّهُ بإظهار التّضعیف ، ولیس فی الکلام مثلُه.

وقال غیره : ضَبِبَ المکانُ ، إذا کثُر ضبابُه ، وأَلِلَ السِّقاءُ ، إذا خَبُثَ ریحُه.

اللیث : أَمَشَ العظْمُ وهو أن یُمِخَّ حتی یَتَمشّشَ. قال : والمَشُ ، أن تَمْسَحِ قِدْحاً بثوبک لِتُلَیَّنَه کما تمشُ الوتر.

والمشُ : المَسْحُ. یقال : مَشّ یَده یَمُشُّهَا مَشّاً ، إذا مسحها بالمندیل. ویقال : امْشُشْ مُخاطَه ، أی امْسَحْه.

وقال أبو زید ، یقال : أعطنی مَشُوشاً أَمُشّ به یدی ، یرید مِندیلاً.

وقال أبو العباس أحمد بن یحیی : أهل الکوفه یقولون : مَشْمَشٌ ، وأهل البصره یقولون مِشمِش یعنی الزَّرْدالو.

وقال اللیث : أَهلُ الشام یُسَمّون الإجَّاصَ مِشمشاً.

أبو عُبید : المُشَاشُ : رُؤوس العِظَامَ مثل الرّکبتین والمرفقین والمنْکبین ، وجاء فی صفه النبی صلی الله علیه وسلم أنه کان جلیلَ المُشاش.

أبو زید ، یقال : فلان یمْتَشُ من فلان امْتشاشاً ، أی یُصِیب منه ، ویَمْتشنُ منه مثلُه.

أبو عُبید ، عن الأُموی : مششْتُ النّاقه أُمُشُّها مَشّاً ، إذا حَلَبْتَ وترکْتَ فی الضَّرع بعضَ اللبن.

وقال غیره ، یقال : فلان لَیِّنُ المُشَاسِ ، إذا کانَ طَیِّبَ النَّحِیزه عفیفاً عن الطمع.

وقال ابن الأعرابیّ : امْتَشَ المتَغَوِّطُ وامْتَشَع ، إذا أَزالَ القذَی عن مَقْعَدتِه بِمَدَرٍ أوْ حَجر.

قال : والمَشُ الحَلْبُ باستقصاء ، والمشُ الخُصُومه ، والمشّ مَسْحُ الیدین وبالمَشوشِ وهو المندیل الخشن ، وامْتَشّ ما فی الضَّرَع ، وامْتَشَعَ إذا حَلَب جمیع ما فیه.

شمر عن ابن شمیل : المُشاشهُ جوفُ الأرض ، وإنما الأرض مَسَکٌ ، فمسکَهٌ کَذَّانه ، ومَسَکَهٌ حجارهٌ عظیمه ، ومَسَکهٌ لَیِّنهٌ ، وإنما الأرض طرائق فکلُّ طریقه مَسَکهٌ ، والمُشَاشهُ : الطریقه التی هی حجاره خَوَّاره وتراب ، فتلک المشاشه ، وأَما مُشاشهُ الرَّکِیَّه فَجَبلُها الذی فیه نَبَطُها ، وهو حجرٌ یَهْمی منه الماء ، أی یرشح فهی کَمُشاشهِ العظام تتحلّبُ أبداً.

یقال : إنَ مُشاشَ جَبَلِها لَیَتَحْلَّب ، أی یرشحُ ماءً.

وقال غیره : المشاشهُ أرضٌ صُلبه یُتّخذ فیها رَکایا یکون من ورائِهَا حاجز ، فإذا مُلِئت الرّکیهُ شَرِبت المشاشهُ الماءَ ، فکلما اسْتُقِیَ منها دَلوٌ جَمَّ مکانها دَلْوٌ أخری.

ص: 200

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

أبواب الثلاثی الصحیح من حرف الشین

[أبواب الشین والضاد]

اشاره

ش ض ص - ش ض س - ش ض ز - ش ض ط - ش ض د - ش ض ت - ش ض ظ - ش ض ذ - ش ض ث

مهملات.

ش ض ر
شرض

قال اللیث : یقال عَمَل شِرْواضٌ : رِخْوٌ ضَخْمٌ ، فإن کان ضخماً ذا قَصَرَهٍ غلیظه وهو صُلْبٌ ، فهو جِرْوَاض.

قال رؤبه :

* بِهِ نَدُقُّ الْقَصَرَ الجِرْوَاضا*

شمرض

قال : وَالشِّمِرْضَاضُ شَجَرهٌ بالجزیره فیما قیل ، ویقال : بل هی کلمهُ مُعَایاهٍ ، کما قالوا : عُهْعُخ. فإِذا بدأْت بالضَّاد هُدر والْباقی مُهْمَل.

(أبواب) الشین والصاد

اشاره

ش ص س - ش ص ز - س ص ط - ش ص د - ش ص ت - ش ص ظ - [ش ص ذ] ش ص ث [ش ض ر - ش ض ل - ش ض ن - ش ض ف - ش ض ب - ش ض م

مهملات](1)

أهملت کلها.

ش ص ر
اشاره

شرص. شصر : مستعملان.

شرص

قال اللیث : الشِّرْصَتَان نَاحِیتا النَّاصِیَه وهُما أرَقُّهَا شَعْراً ، ومنهما یَبْدَأ النَّزَعتان. والشَّرْصُ شَرصُ الزِّمام. وهو

ص: 201


1- أهملها اللیث.

فَقْر یُفْقَرُ علی أنْفِ الناقه ، وهو حَزٌّ فَیُعْطَفُ علیه ثِنْیُ الزِّمام لیکون أسْرعَ وأطْوَعَ وأدْوَمَ لِسَیْرِها وأنشد :

لولا أبو عُمَرٍ حَفْصٌ لما انْتَجَعَتْ

مَرْواً قَلُوصِی ولا أزرَی بها الشَّرَصُ

وقال غیره : الشَّرْصُ والشّرْرُ واحد ، وهما الْغِلَظُ فی الأرض. وقال ابن درید : الشِّرْصَهُ النَّزْعَهُ عند الصُّدغ.

شصر

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : شَصَرَ ، إذا خَاطَ ، وشَصِرَ ، إذا ظَفِرَ.

أبو عُبید : شَصَرْتُ الثّوْبَ شَصْراً إذا خِطتَه ، مثل البَشْکِ.

الأصمعیّ : فیما رَوی أبو عبید عنه : أَوَّل ما یُوَلدُ الظَّبْیُ فهو طَلاً ، فإِذا طَلَعَ قَرْناه فهو شَادِنٌ ، فإِذا قَوِیَ وتحرَّک فهو شَصَر والأنثی شصره ، ثم جَذَع ، ثم ثَنِیّ.

وقال اللیث : یقال له : شَاصِرٌ إذا نَجَمَ قَرْنُه ، وهو الشَّوْصَرُ فی لُغه.

قال : والشِّصارُ خشَبَهٌ نُشَدُّ بین شُفرَی النّاقه. یقال : شصَّرتها تشصیراً.

وقال ابن شمیل : الشِّصَاران : خَشبتان یُنْقَدُ بهما فی شُفْرِ خُوران الناقه ، ثم یُعْصَبُ من ورائهما بخُلْبَهٍ شدیده ، وذلک إذا أرادوا أن یَظأَروها علی ولد غیرها ، فیأخذون دُرْجهً محْشُوَّه ، ویدسُّونها فی خُورانیْها ویُخِلُّون الْخُوران بخلالَیْنِ هما الشِّصاران یُوثقان بخُلْبَهٍ یُعصَبَان بها ، فذلک الشّصْر والتّشصیرُ ، وهو التّزْنِیدُ أیضاً.

وقال اللیث : ترکت فلاناً وقد شَصَرَ بَصَرُه یَشصُرُ شُصُوراً ، وهو أن تَنقَلِبَ العین عند حضور الموت ؛ وقد شَخَص بَصَرُه قلت : هذا عندی وَهْم ، والمعروف بهذا المعنی شصَا بَصَرُه یَشْصُوا شُصُوّاً. وشَطَرَ یَشْطُرُ شُطُوراً ، وهو الذی کأَنَّه ینْظُر إلیک. وإلی آخر. روی ذلک أبو عبید عن الفراء والشَّصُور بمعنی الشُّطُور من مَناکیر اللیث.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : الشَّصَرَهُ الظَّبْیَه الصغیره ، مُحَرِّک. والشَّصْرَه : نَطْحَهُ الثورِ الرجُلَ بِقرْنه.

ش ص ل
شصل

وجدت حرفاً لابن الأعرابی. رواه عنه أبو العباس. قال : شَوْصَلَ الرَّجُلُ ، وشَفْصَلَ جمیعاً ، إذا أکلَ الشَّاصُلَّی ، وهو نبات.

ش ص ن
اشاره

شصن ، نشص ، شنص : مستعمله.

شصن

أهمل اللیث : شصن.

ورَوَی عَمْرو عن أبیه : الشَّواصِینُ البَرَانِیُّ الواحده شَاصُونه.

قلت : الْبَرانی تکون الْقَواریر ، وتکون الدِّیَکَه ، ولا أَدْرِی ما أراد بها.

ص: 202

نشص

أبو عبید ، عن الأصمَعیّ : النَّشَاصُ من السَّحاب : المُرتَفِعُ بَعْضُه فَوق بَعْض ، ولیس بمُنْبَسِط.

قال : وقال أبو زِیادِ الکِلابی فی النَّشاص مِثْلَه.

ابن السکیت ، عن الأصمعیّ : نشصَت المرأه علی زوجها نُشُوصاً ، ونَشَزَتْ نُشُوزاً ، بمعنی واحد.

قال الأعشی :

تَقَمَّرهَا شَیْخٌ عِشَاءً فَأَصْبَحَتْ

قُضَاعِیَّهً تَأْتِی الکَوَاهِنَ نَاشِصَا

ونَشِصَتْ ثَنِیَّتُه ، إذا خَرجَتْ من موضعها نُشُوصاً.

وقال الأصمعیّ : جَاشَتْ إلیّ النفس ونَشَصتْ ونَشَزَتْ ، رواه عنه أبو تراب.

وقال ابن الأعرابی : المِنْشاصُ المرأهُ التی تَمْنَعُ فِراشَها فی فِراشِها ، فالفِراش الأول الزوج ، والثانی المُضَرَّبه.

شنص

أبو عبیده : فَرَسٌ شُنَاصِیُ ، وهو النّشیط الطویلُ الرأس.

وقال ابن درید : الشَّانص المُتَعَلِّق بالشیء والأنثی شَنَاصِیّه ، وهو الشَّدید الجواد ، وأنشد قول المرّار بن مُنْقذ :

شُنْدُفٌ أشْدَفُ ما ورَّعْتُه

وشَنَاصِیٌ إذا هِیجَ طَمَرَ

وقال اللیث : فَرسٌ شَنَاصِیٌ ، وهو النّشیط الطویل الرأس.

وقال ابن درید : الشَّانِصُ المتعلق بالشّیء شَنَصَ یشْنُص شُنُوصاً.

ش ص ف

مهمل.

ش ص ب
[شصب]

مستعمل.

ابن هانیء : إنّه لَشَصِبٌ لَصِبٌ وَصِبٌ إذا أکّد النَّصب.

وقال أبو العباس : المَشْصُوبَهُ الشّاهُ المَسْموطَه ، والشَّصْبُ : السَّمْطُ ، ویقال للقَصَّاب : شَصّاب.

وروی عمرو ، عن أبیه : رَجُلٌ شَصِیبٌ ، أی غریبٌ.

أبو عُبیدٍ ، عن أبی عمرو : الأَشْصَابُ الشَّدائد ، واحدها شِصْبٌ بکسر أوله ، وقد شَصِبَ یَشْصَبُ.

أبو سَعید : هی الشَّصَائِبُ والشّصَائِصُ للشّدائد.

قال أبو تُراب ، وقال غیره : هی الشّصَائِبُ والشَّطَائِب ، للشَّدائد.

وقال ابن المظفر : الشَّصِیبَهُ شِدَّهُ الْعَیْش یقال : دَفَعَ الله عنک شَصائِبَ الأمور ، وعَیْشٌ شَاصِبٌ ، وقد شَصَبَ شُصُوباً ، وأَشْصَبَ الله عَیْشَه.

قال جریر :

ص: 203

کِرامٌ یَأْمَنُ الْجِیرانُ فِیهمْ

إذا شَصَبتْ بهم إحْدَی اللّیالی

سلمه ، عن الفراء ، عن الدُّبَیْرِیِّین ، قالوا هو الشَّیطان الرجیم ، والخَیّثَعُورُ ، والشَّیْصَبَان والْبَلأَز والجَلأَز والجانُّ ، والْقَانُّ ، کلها من أسماء الشیطان.

اللیث : الشّیْصَبَان الذَّکر من النمل ویقال : هو جُحْرُ النمل.

ش ص م
اشاره

استعمل من وجوهه : شمّص.

شمص

اللیث : شَمّصَ فلان الدَّواب ، إذا طَرَدَها طَرْداً عَنِیفاً ، وأنشد :

* وحَثَّ بَعِیرَهم حَادٍ شَموصُ *

قال : ولا یُقال هذا إلا بالصَّاد ، وهو الحثّ ، فأما التَّشمیصُ فأَنْ تَنْخَسه حتی یَفعل فِعل الشَّموسُ.

قال : والانشماصُ الذُّعْر.

قال أبو عَمْرو : أَتَیْتُ فلاناً فانشمَصَ مِنی إذا ذُعِر ، وأَنشد :

فانشمَصَتْ لما أتاها مُقْبِلاً

فَهَابها فَانْصَاعَ ثُمّ وَلْوَلَا

وقد شَمَّصَتْنی حاجَتُک تشمیصاً ، أی أعْجَلَتْنی وقد أخذَه من هذا الأمر شِمَاصٌ ، أی عَجَلهٌ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : شَمّصَ ، إذا آذی إنساناً حتّی یَغْضَب.

(أبواب) الشین والسین

ش س ز

مهمل.

ش س ط
اشاره

استعمل منه : شطس.

شطس

قال اللیث : الشَّطْسُ الدَّهاءُ والْعِلْم ، وإنّه لرجلُ شُطَسِیُ ذُو أَشْطَاس.

قال رؤبه :

یَا أَیُّها السَّائل عن نَحَاسِی

عَنِّی ولمَّا یَبْلغوا أشْطاسِی

وقال أبو تُراب : سمعت عَرَّاماً السُّلَمِیّ یقول : شَطَفَ فی الأرض ، وشَطَسَ ، إذا دَخَلَ فِیها إمَّا راسِخاً وإمَّا واغِلاً ، وأنشد :

تُشَبُّ لِعَیْنِی رَامِقٍ شَطَسَتْ به

نَوًی غرْبَهٌ ، وصْلَ الأحِبَّهِ تَقْطَعُ

ش س د - ش س ت - ش س ظ - ش س ذ - ش ش ث :

مهملات.

ش س ر
اشاره

استعمل من وجوهها : سرش. شرس.

سرش

أما سرش فإنَّ اللَّیث أَهْمله.

وروی أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : یقال سَرِشَ الإنسان ، إذا تحَبَّبَ إلی الناس.

شرس

قال اللیث : الشَّرْسُ شِبْهُ الدَّعْک للشَّیء کما یَشْرِسُ الحمارُ ظُهورَ الْعَانَهِ بِلَحْیَیْه وأنشد :

ص: 204

* قَدَّا بأَنْیَابٍ وشَرْساً أَشْرَسَا*

ورَجلُ شَرِسُ الْخُلُقِ وإنه لأشْرَس ، وإنَّه لَشرِیسٌ ، أی عَسِرٌ شدید الخِلاف.

وأنشد :

فَظَلْتُ ولی نَفْسانِ نَفْسُ شریَسَهٌ

ونَفْسٌ تَعَنَّاها الفِراقُ جَزُوعُ

قال : والشِّراسُ شِدّه الْمُشَارَسَه فی مُعامله الناس وتقول : رَجُل أَشْرسٌ ذُو شِراسٍ ، وناقَهٌ شَرِیسَهٌ : ذاتُ شِرَاسٍ ، وذات شَرِیس. وأَنشد :

قَدْ عَلِمَتْ عَمْرَهُ بالْغَمِیسِ

أَنَّ أبا الْمِسْوَرِ ذُو شَرِیسِ

ومکان شَراسٌ : صُلْبُ ، وأرض شَرْسَاءُ.

وشَراسِ علی فَعَالِ : نعت واجِبٌ للأرض کالاسم.

ابن السِّکِّیت : أَرضّ مُشرِسَهٌ ، کَثِیرَهُ الشِّرْس ، وهو ضرب من النَّبات.

وقال ابن الأعرابیّ : الشِّرْسُ الشُّکاعِیُّ ، والْقَتَادُ والسِّحاءُ ، وکلُّ ذِی شَوْکٍ مما یَصْغُر ، وأنشد :

* وَاضِعَهٌ تأکُلُ کُلَ شِرْسِ *

وقال أبو زید : الشَّراسَهُ شِدَّهُ أَکْلِ الماشِیه ، تَشَرسُ شَراسَهً ، وإنه لَشرِسُ الأکل.

أبو عُبَید ، عن أبی زید : الشَّرِسُ السَّیِءُ الخُلُق ، وقد شَرِسَ شَرَساً.

ش س ل

مهمل.

ش س ن
شنس

أُشْناس : اسم أعجمی.

ش س ف
اشاره

استعمل من وجوهه : شسف.

شسف

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الشَّسِیْف : البُسْرُ الْمُشَقَّق.

وقال اللیث : اللَّحْمُ الشسیفُ ، الذی قد کادَ یَیْبَس وفیه نُدْوَّهٌ بَعْد.

وقال اللیث ؛ الشاسِف : الْقَاحِلُ الضَامر ، ویقال : سِقَاءٌ شاسِفُ ، وشَسِیفٌ ، وقد شسَّفَ یَسْشِفُ شُسُوفاً ، وشِسَافَهً لغتان.

ش س ب
شسب

قال اللیث : الشَّاسب والشّازِب : الضَّامر الیَابِس ، وخَیْلٌ شُزَّب.

وقال أبو تراب قال الأصمعیّ : الشّاسِب والشّاسِفُ : الذی قد یَبِسَ علیه جِلْدُه.

وقال لَبید :

أَتِیکَ أمْ سَمْحَجٌ تَخَیَّرَها

عِلْجٌ تَسَرَّی نحَائِصاً شُسُبَا

وله :

تَتّقِی الأَرْضَ بِدَفٍ شاسِبٍ

وضُلُوعٍ تَحْتَ زوْرٍ قَدْ نَحَلْ

ص: 205

ش س م
اشاره

استعمل منه : شمس.

شمس

قال اللیث : الشّمس عَیْنُ الضِّحِّ ، أراد أنّ الشمس هو العَین الذی فی السماء ، جارٍ فی الفَلک ، وأنَّ الضِّحَّ ضَوْءُه الذی یُشرِقُ علی وَجْه الأرض.

وقال اللیث : الشُّموسُ مَعَالیق القلائِد ، وأنشد :

والدُّرُّ واللُّؤلُؤُ فی شَمْسه

مُقلِّدٌ ظَبْیَ التّصَاوِیرِ

قال : ویقال : یَوْمٌ شامِسٌ ، وقد شمَسَ یَشمُسُ شُمُوساً ، أی ذُو ضِحّ نَهارُه کُلُّه.

أبو عُبید ، عن الکسائی : شَمِسَ یَوْمُنا وَأَشْمَسَ.

وقال أبو زید : شَمَسَ یَشْمُسُ ، إذا کان ذَا شَمْسٍ.

اللیث : رَجُلٌ شَمُوسٌ : عَسِرٌ ، وهو فی عَدَاوَتِهِ کذَلِکَ خِلافاً وعَسراً علی من نازَعه ، وإنهُ لَذُو شِمَاس شدید. وشَمَسَ لی فلانٌ إذا أبْدَی لکَ عَداوَته ، کأَنَّهُ قد هَمَّ أن یفعل.

قال : والشَّمِس والشَّمُوس من الدَّواب الذی إذَا نُخِس لم یَسْتَقِرّ ، والشَّمَّاسُ من رُؤساء النَّصاری الذی یَحْلِقُ وَسَطَ رَأْسِه لازماً لِلْبِیعَه ، والجمیع الشمامِسَه.

أبو سَعید : الشَّمُوس هَضْبَهٌ معروفه ، سُمِّیت به لأَنها صَعْبَهُ الْمُرْتَقَی.

وقال النضر : الْمُتَشمِّسُ من الرّجال الذی یَمْنع ما وَراءَ ظَهره. قال : وهو الشدیدُ القومیهِ. قال : والْبَخِیل أیضاً متَشمِّسُ ، وهو الذی لا یُنالُ منه خَیْر. یقال : أَتَیْنا فلاناً نَتَعَرَّض لمعروفه ، فَتشمَّسَ علینا ، أی بَخِلَ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشُّمَیْسَتان جَنَّتان بإزاء الفِرْدَوْس ، قلت : ونحو ذلک قال الفَرّاء.

أبواب الشین والزّای

اشاره

ش ز ط - ش ز د - ش ز ت - ش ز ظ - ش ز ذ - ش ز ث

أهملت کلها.

ش ز ر
اشاره

شزر ، شرز. مستعملان.

شزر

قال اللیث : الشَّزْرُ نَظَرٌ فیه إعْراضْ کنظرِ المُعَادِی المُبْغِض.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الطَّعْنُ الشَّزْر ما طَعنْتَ عن یَمینک وشمالک ، والیَسْرُ ما کان حِذَاءَ وَجْهِک.

وقال اللیث : الْحَبْلُ المشزُورُ الْمفتُول شزْراً ، وهو الذی یُفْتل مما یلی الْیسَار ، وهو أشدُّ لِفَتله.

وقال غیره : الْفَتلُ الشزْر إلی فَوْق ، والیَسْرُ إلی أسْفَل.

أبو عُبید ، عن أبی زید : طحنتُ بالرَّحَا

ص: 206

شَزْراً ، وهو الذی یَذهَبُ بالرّحا عن یمِینه ، وبَتّاً ، أی عن یَسَاره ، وأنشدنا :

ونَطحَنُ بالرحا بَتّاً وشَزراً

ولَو نُعطَی المغازِلَ ما عَیِینا

وقال أبو عبید : قال الأصمعیّ : المشزُورُ المفتُولُ إلی فوق ، وهو الشَّزْر. قلت : وهذا عِندَنا هو الصَّحیح.

وقال الفراء ، یقال : شَزَرَهُ وتَزَره ، إذا أصابه بالْعَین.

أخبرنی المنذریّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابی أنَّه أنشده :

ما زَالَ فی الْحَوْلاء شَزْراً رَائِغاً

عِنْدَ الصَّریم کَرَوْغَهٍ مِنْ ثَعْلَبِ

قال : معناه لم یَزَل فی رَحِمِ أُمه رَجُلَ سَوْءٍ شَزْراً ، یأْخُذُ فی غیر الطّریق. قال : والصَّرِیمُ : الأمْر المَصْرُوم ، وهو المَعْزُومُ علیه.

شرز

ثعلب ، عن ابن الأعْرابیّ ، قال : الشُّرَّازُ الذین یُعذبون الناس عَذاباً شَرْزاً ، أی شَدِیداً.

وقال أبو عَمْرو : والشَّرْزُ من المُشَارَزَه ، وهی المُعادَاه.

وقال رؤبه :

* یَلْقَی مُعادِیهم عَذَابَ الشَّرْزِ*

ویقال : أَتَاهُ الدَّهر بشَرْزَهٍ لا یَتَخَلَّی منها ، ویقال : رماه بشرْزَه ، أی هَلَکَهٍ ، وقد أَشْرَزَهُ الله ، أی أَلْقاه فی مَکْرُوهٍ لا یَخْرُجُ منه.

وقال اللیث ، یقال : هو مُشَارِزُ ، أی مُحَارِبٌ مُخَاشِنٌ ، وشَارَزَه ، أی عَادَاه.

ش ز ل
اشاره

أهمله اللیث.

شلز

قال شمِر : المِشْلَوْزُ المِشْمِشَه الحُلوَهُ المُخّ ، قال : وهذا غَریب.

قال الأزهری : أُخِذَ من المِشْمِشْ واللّوز.

قال شمِر : والجِلَّوْزُ نَبُت له حَب إلی الطول ، ما هو یُؤکل مُخُّ یُشبِه الْفُسْتُق.

ش ز ن
اشاره

شزن ، نشز.

شزن

قال اللیث : الشزَنُ شِدَّهُ الإعْیَاءِ من الحَفا ، یقال : شَزِنت الإبلُ من الحفا شَزَناً ، وفی قِصَّه لُقمان بن عاد : رَتَبَ رُتُوب الْکَعْبِ وَوَلَّاهُم شَزَنَه.

قال أبو عُبید : الشَّزَنُ الشِّدَّهُ والْغِلْظَه ، یقول : یُوَلِّی أَعْدَاءَه شدَّتَه وبَأْسَه ، فیکون علیهم کذلک ، ورواه أبو سفیان : وَوَلَّاهُمْ شُزُنَه ، قال : وسألت الأصمعیّ عنه ، فقال : الشُّزُنُ : عُرْضُه وجانبِهُ ؛ وفیه لغه : الشَّزَن.

وأنشد :

أَلَا لَیْتَ المَنَازِلَ قد بَلِینَا

فَلا یَرْمِینَ عَنْ شُزُنٍ حَزِینَا

ص: 207

یریدُ أنه حین دَهَمهم الأمْرُ أَقْبلَ علیه وَوَلَّاهُمْ جَانِبَه.

قلت : وهذا الذی قاله الأصمعیّ حَسَن.

وقال الأجْدَع أبو مسروق :

وکأَنَّ ضَرْعاهَا کِعَابُ مُقَامِرٍ

ضُرِبَتْ علی شُزُنٍ فهنَّ شَواعِی

قال شمر ، یقال : شُزُنٌ وشَزَنٌ : وهو النَّاحِیَه والجانب.

قال : ویقال : عن شُزُنِ ، عن بُعْدٍ واعترَاضٍ وتَحَرُّفٍ.

وقال اللیث : الشَّزْنُ : الکَعْبُ الذی یُلْعَبُ به ، ویقال : شُزُن.

وأنشد :

* کأَنَّه شَزُنٌ بالدَّوِّ مَحْکُوکُ*

وفی الحدیث : أنَّ أبا سَعیدٍ الخُدری أتَی جَنَازهً وقد سبقه القَومُ ، فلما رَأَوْوه تَشَزَّنُوا له لِیُوسِّعُوا له ، فقال : أَلَا إِنِّی سمِعتُ رسولَ الله صلی الله علیه وسلم یقول : «خَیْرُ المَجالِس أَوْسَعُها» ؛ وجَلَسَ نَاحِیَهً.

قال شمر : قوله تَشَزَّنُوا له ، یقول : تَحَرَّفُوا لیُوسِّعوا له.

یقال : تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْی ، إذا تَحَرَّفَ واغتراض ، ورَماه عن شُزُنٍ ، أی تَحَرَّفَ له ، وهو أشدُّ للرَّمْی.

وقال ابن شمیل : التَّشَزُّنُ فی الصِّراع أَنْ یَضعَه علی وَرِکِهِ فَیَصْرَعَه ، وقد تشزَّنهُ وتَوَرَّکَهُ ، إذا وَضَعه علی وَرِکه فَصَرَعَه.

شمر : عن المؤرّج : الشَّزَنُ والشَّزُونَه : الْغِلَظ.

قال شمر : ویکون الشزَنُ الْحَرْفُ والجانِب.

وقال الهذلی :

کِلانا وإنْ طَال أیَّامُه

سَیَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ

قال : الشَّزَنُ الْحَرف ، یَعْنی به المَوْت وأنّ کلَّ واحِدٍ ستَزْلَقُ قدمه بالموت وإن طَال عُمره.

وقول ابن مقبل :

إنْ تُؤْنِسَا نَارَ حَیٍّ قد فُجِعْتُ بهم

أمْسَتْ علی شَزَنٍ مِنْ دَارِهم دَارِی

أی علی بُعْدٍ.

ویقال : ما أُبالِی علی أیِ شزْنَیهِ وَقَع ، أی علی أیِّ قُطْرَیْه وقع ، وتَشزَّنَ فلانٌ للأَمْر ، إذا اسْتَعَدَّ له.

نشز

قال الله جلَّ وعزَّ : (وَإِذا قِیلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا) الآیه. [المجادله : 11].

قال الفراء : قرأها الناس بکسر الشین ، وأهْلُ الحجاز یرفَعُونهما : (انْشُزُوا).

قال : وهما لُغتان.

قال أبو إسحاق : معناه ، إذا قیلَ : انْهَضُوا فانْهَضُوا ، کما قال : (وَلا مُسْتَأْنِسِینَ لِحَدِیثٍ) [الأحزاب : 53].

ص: 208

وقیل : (إِذا قِیلَ انْشُزُوا) ، أی قوموا إلی الصَّلاه ، أَوْ قَضَاءِ حَقٍّ ، أو شَهَادَهٍ فَانْشُزُوا.

وقال أبو زید : نَشَزْتُ بِقِرْنِی أنشُزُ بهِ ، إذا احْتَمَلْتَهُ فَصَرَعْتَه.

قال شمِر : وکأَنَّهُ من المَقْلوب مثل : جَذَبَ وجَبَذَ ، یعنی نَشَزَ وشَزَنَ.

وقال أبو زید : یقال : نَشَزْتُ أَنشُزُ نُشُوزاً ، إذا أَشْرَفْتَ علی نَشَازٍ من الأرض وهو ما ارْتَفَعَ وظهَرَ.

قال شمر ، وقال الأصمعیّ : النَّشْزُ والنَّشَزُ والوَشَزُ ما ارْتَفَعَ من الأرض.

وقال الأعشی فی النّشَز :

وتَرْکَبُ مِنِّی إنْ بَلَوْتَ خَلِیقَتِی

علی نَشَزٍ قَدْ شَابَ لَیْسَ بِتَوْأَمِ

أی علی غِلَظ.

وقال الله جلَّ وعزّ : (کَیْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَکْسُوها لَحْماً) [البقره : 259].

قال الفراء : قرأها زیدُ بنُ ثابت بالزَّای ، قال : والإِنْشَازُ نَقْلُها إلی مَوْضِعها. قال : وبالزَّای قرأَها الکوفیون.

قال ثعلب : ونَخْتار الزَّای ؛ لأن الإنشَازَ فی التأویل ، تَرْکِیبُ العظام بعضها علی بعض قال : ومن قال (ننشرها) فهو الإحیاء. وقال الزجاج : من قرأ (نَنْشُزُهَا) فالمعنی نجعلها بعد همود ناشزه یَنْشُزُ بعضها إلی بعض.

وقال اللیث : نَشَزَ الشیءُ ، إذا ارْتَفَعَ ؛ وتَلٌ ناشِزُ وجمعها نَوَاشز. وقَلْبٌ ناشِزٌ ، إذا ارْتَفَعَ عن مکانه من الرُّعْب ، وعِرْقٌ ناشِزُ : لا یَزالُ مُنْتَبِراً یَضْرِبُ من دَائِه.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَاللَّاتِی تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ فَعِظُوهُنَ) [النساء : 34] الآیه. نُشُوزُ الْمَرأَه : اسْتِعصاؤُها علی زَوْجِها.

وقال أبو إسحاق : النُّشُوزُ یَکون من الزَّوْجَین ، وهو کَراههُ کُلِّ واحدٍ منهما صاحِبَه ، واشْتِقَاقُه من النَّشَز ، وهو ما ارْتَفَع من الأرْض.

وقال اللیث : یقال للدّابه إذا لم تَکد تَسْتَقِرُّ للسَّرْج وللرّاکب إنها لَنَشْزَه ، ورَکَبٌ ناشِزٌ نَاتِیءٌ ، وأَنْشَزْتُ الشیءَ ، إذا رَفعْتَه عن مکانه.

وقال غیره : إنه لَنَشْزٌ من الرِّجال ، وصَتْمٌ من الرّجال ، إذا انتهی سِنُّه وقُوَّتُه وشَبَابُه.

وقال الأعشی :

* علی نَشَزٍ قَدْ شَبَّ لیس بِتَوْأَم*

وقال أبو عُبید : النَّشْزُ والنّشَزُ : الْغَلِیظ الشَّدید.

ش ز ف
اشاره

أَهْملَه اللّیث.

شفز

وقال ابنُ درید : الشّفْزُ الرَّفْس ، مصدَر شَفَزَهُ یَشْفُزُه شَفْزاً.

ص: 209

ش ز ب

الشازِبُ والشاسِب والشاسِف : الضَّامِر.

عَمْرو ، عن أبیه : الشَّوْزَبُ ، هو الْعَلّامه والْمَئِنَّه : مِثْله. وأنشد :

* غُلَامٌ بین عَیْنَیْهِ شَوْزَبُ *

ش ز م
اشاره

استعمل من وجوهه : شمز. واشْمَأَزّ.

شمز

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشَّمْزُ نُفُورُ النَّفْس من الشَّیء تَکْرَهُه.

اشماز

وقال أبو إسحاق فی قَول الله جَلَّ وعَزّ : (وَإِذا ذُکِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِینَ) [الزمر : 45] الآیه. قال : اشْمَأَزَّتْ نَفَرَتْ ، وکان المشرکون إذا قیل : لا إله إلا الله وحده ، نفروا من هذا.

وقال ابنُ الأعرابیّ : اشْمَأَزَّتْ ، أی اقشَعَرَّتْ.

وقال أبو زید : الْمُشْمَئِزُّ المذْعور. وقال ابن بزرج : هو النّافرُ الْکارِه.

أبو عُبید ، عن الفراء : رَجُلٌ فیه شُمَأْزِیزهٌ ، من اشْمَأْزَزْتُ.

وقال شَمِر : قال خالد بن جَنْبَه : اشمئزاز السَّفْر انشِمَازُ اللّیل والنَّهار مُقْلَوْلِیاً.

قال : قلت : ما الْمُقْلَوْلِی؟ قال : النَّدْهُ الذی یَجمعها جَمْعَهً واحِدهً.

قلت : ما النَّدْه؟ قال : السَّوْقُ الشدید حتی تکون کأنَّها مُشْرَبهٌ فی الأفْرَان.

أبواب الشین والطاء

اشاره

ش ط د - ش ط ت - ش ط ظ - ش ط ذ - ش ط ث

مهملات.

ش ط ر
اشاره

شطر ، شرط ، طرش : [مستعمله].

شطر

قال اللیث : شَطْرُ کلِّ شیء نِصْفُه ، وفِی مثل : احْلُبْ حَلْباً لک شَطْرُه ، أی نِصْفُه. وشَطَرْتُ الشیءَ : جَعَلْتُهُ نِصْفَیْنِ.

أبو عُبید ، عن أبی زید ، قال : إذا یَبِسَ أَحَدُ خِلْفَی النَّعجه ، فهو شَطُورٌ ، وهی من الإبل التی قَدْ یَبسَ خِلْفان من أَخْلَافها ، لأنَّ لها أَربعَهَ أَخلاف ، فإن کان یَبِسَ ثلاثهٌ فهو تَلُوث.

وقال اللیث : شاهٌ شَطُورُ ، وقد شَطَرَتْ شِطاراً ، وهو أن یکون أحدُ طُبْیَیْها أطولَ من الآخرِ ، فإن حُلِبَا جَمیعاً والخِلْفَهُ کذلک ، سُمِّیَتْ حَضُوناً.

ابن السکیت : حَلبَ فلان الدَّهْرَ أَشْطُرَه ، أی خَبَرَ ضُرُوبَه ، أی مَرَّ بهِ خَیرٌ وشَرّ.

قال : وللنّاقه شَطْران قَادِمان وآخِران ، قیل : فکلُّ خِلْفَیْن شَطْرٌ. ویقال : قد شَطَّرَ بِنَاقَتِهِ ، إذا صَرَّ خِلْفَین وتَرکَ خِلْفَیْن ، فإنْ صَرَّ خِلفاً واحِداً قیل : خَلَّفَ بها ، فإِذا صَرَّ ثَلَاثَهَ أَخْلَافٍ قیل : ثَلَثَ بها ، فإِذا صَرَّها کلها قیل : أَجْمَعَ بها ، وأکْمَشَ

ص: 210

بها.

قال ، وتقول : شَطَرْتُ شاتِی ، ونَاقَتِی ، أی حلَبْتُ شَطْراً وتَرَکْت شَطْراً ، وقد شَاطَرْتُ طَلِیِّی ، أی حَلَبْتُ شَطْراً وصَرَرْتُه ، وتَرَکْتُه والشَّطرَ الآخر.

أبو عُبید : الشَّطِیرُ الْبَعِید.

ویقال للغریب شطِیراً ؛ لِتَباعُدِه عن قَوْمه.

وأنشد الفراء :

* لا تَتْرَکَنِّی فِیهُم شَطِیراً*

والشَّطْر : الْبُعْد.

وقال اللیث : شَطَر فلان علی أَهْله ، إذا ترکهم مُرَاغِماً أو مُخَالِفاً ، ورَجل شَاطِر ، وقد شَطَر شُطُوراً وشَطَارَهٌ ، وهو الذی أَعْیَا أَهْلَه ومُؤَدِّبَه خُبْثاً ، وثَوْبٌ شَطُورٌ : أَحَدٌ طَرَفی عَرْضِه أَطْولُ من الآخر ، یعنی أن یکون کُوساً بالفارسیه.

أبو عُبید ، عن الفراء : شَطَرَ بَصَرَهُ یَشْطُرُه شُطُوراً وشَطْراً ، وهو الذی کَأَنَّه ینظر إلیک وإلی آخر.

وقال غیره : وَلَدُ فلان شَطْرَهٌ ، إذا کان نِصْفُهم ذکوراً ، ونصفُهم إناثاً ، وشاطَرنِی فلانٌ المالَ مُشَاطَرهً ، أی قاسَمَنِی بالنِّصْف.

وقال الله جل وعز : (فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) [البقره : 149].

قال الفراءَ : یُریدُ نَحْوَه وتِلْقَاءَه ، ومثله فی الکلام : وَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَهُ وتُجَاهَه. قلت ونحو ذلک قال الشافعی فیما أخبرنی عبد الملک ، عن الربیع ، عنه ، وأنشد :

إن الْعَسِیرَ بِها داءٌ مُخَامِرُها

فَشَطْرُها نَظَرُ الْعَیْنَیْن مَحْسُورُ

قال أبو إسحاق : أی نَحْوَها ، لا اخْتِلاف بین أهل اللغه فیه ، قال : والشّطْر النَّحْوُ.

قال : وقول الناس : فلان شاطِرٌ ، معناه ، أنه قُدَّ فی نحوٍ غیرِ الاسْتِواء ، ولذلک قیل له شاطِرٌ ، لأنَّه تباعد عن الاسْتِواء.

ویقال : هؤلاء القوم مُشاطِرونا.

قال : ونَصَبَ قوله : (فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) علی الظرف.

وقال الأصمعی : نِیَّهٌ ، شَطور وَشَطُون ، أَی بَعِیدَه.

شرط

قال اللیث : الشَّرْطُ معروف فی الْبَیْع ، والفِعْل : شَارَطَهُ فَشَرَطَ له علی کذا وکذا ، وهو یَشْرِطُ.

أبو عُبید ، عن أبی زید : شَرَطَ یَشْرِطُ ، والحجَّامُ مثله.

وقال اللیث : الشَّرْطُ : بَزْغُ : الحجّام بالمِشْرَط. وذکَر النبیُّ صلی الله علیه وسلم أَشْراطَ السَّاعه.

قال أبو عُبید : قال الأصمعیّ هی عَلَامَاتُها ، قال : ومنه الاشْتراط الذی یَشترِط الناسُ بعضُهم علی بعض ، إنما هی علامات یَجْعلونها بینهم ، قال : ولهذا

ص: 211

سُمِّیَتْ الشُّرَط ، لأنَّهم جعلوا لأنفسهم عَلامَهً یُعْرَفون بها.

قال أبو عبید ، وقال غیره فی بیت أوْس بن حَجَر :

فأَشْرَطَ فیها نَفْسَهُ وهو مُعْصِمٌ

وأَلْقَی بأَسْبَابٍ له وتَوَکَّلَا

هو من هذا أیضاً ، یرید أَنَّه جعَل نَفْسَه عَلَماً لهذا الأمر.

وأَخْبرنی المنذریّ ، عن الحرانیّ ، عن ابن السکیت : قال : أَشْرَطَ فلانٌ من إبله وغَنَمِه ، إذا أَعَدَّ منها شیئاً للبیع ، وقد أَشْرَطَ نفسه لکذا وکذا : أی أَعْلَمَها وأَعَدَّهَا.

قال : وقال أبو عُبیده : سُمِّیَ الشُّرَطُ شُرَطاً لأنَّهم أُعِدُّوا. وقال : وأَشراطُ السَّاعه علاماتها.

وقال أبو سَعِید : أشْراط السَّاعه عَلاماتُها ، وأَسْبابُها التی هی دون مُعْظمها وقِیامها.

قال : وأشراطُ کلِّ شیء ابْتِدَاءُ أوّله ، وأنشد للکمیت :

وَجَدْتُ النَّاسَ غَیْرَ ابْنَیْ نَزارٍ

وَلَمْ أَذْممهُمُ شَرَطاً وَدُوناً

قال : والشَّرَط : الدُّونُ من النَّاس ، والذین هُمْ أَعظم منهم لَیْسُوا بِشَرَط.

قال : وشَرَطُ المالِ ، صِغارُها ، قال : والشُّرَطُ سُمُّوا شُرَطاً لأنَ شُرْطَهَ کلِّ شیءٍ خِیَارُه ، وهم نُخْبَهٌ السُّلطان من جُنْده.

وقال الأخطل :

ویَوْمَ شُرْطَهٍ قَیْسٍ إذْ مُنِیتُ بهم

حَنَّتْ مَثَاکِیلُ من أَیْفَاعهم تُکُدُ

وقال آخر :

* حتَّی أَتَتْ شُرْطَهٌ للموت حَارِدَهٌ*

وقال أوس :

* فَأَشْرَطَ فیها نَفْسَه وهُوَ مُعْصِمُ*

أشْرَطَ نَفْسَه : اسْتَخَفِّ بِهَا وجَعَلَها شَرَطاً ، أی شَیْئاً دُوناً خاطَرَ بها.

وقال أبو عَمرْو : أَشْرَطْتُ فلاناً لِعَمَلِ کذا ، أی یَسَّرْتُه وجعلتُه یَلِیه ، فهو مُشَرط له أی مُعَدٌّ له ، وأنشد :

قَرَّبَ منها کلّ قَرْم مُشرَطٍ

عَجَمْجَمٍ ذِی کِدْنَهٍ عَمَلَّط

قال : وقول أوس «أشَرطَ فیها نفسه» أی هَیَّأَهَا لهذه التَّبْعَه ، ویقال : رَجُلٌ شَرَط ، ورِجَالٌ شَرَطٌ ، إذا کانوا دُوناً.

وقال اللیث : الشّرَطَان : کَوْکَبان یقال إنهما قَرْنا الحَمَلِ وهو أوّل نجم من الرَّبیع ، ومن ذلک صار أوائلُ کلِّ أمْرٍ یقع أَشراطَه.

وقال العجاج :

* مِنْ بَاکر الأشرَاطِ أَشراطِیُ *

أراد الشَّرَطَیْن.

قال : وإذا عَجَّل الإنسان رسولاً إلی أَمرٍ قیل : أَشرَطَهُ ، وأَفْرَطَه ، من الأشراطِ التی

ص: 212

هی أوائِلُ الأشیاء.

وقال : والشَّرَطُ من الإبل ما یُجلَبُ للبیع نحو النَّابِ والدَّبِر ، یقال : أفِی إبِلک شَرَطٌ؟ فتقول : لا ، ولکنها لُبابٌ کلُّها.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الشِّرْوَاطُ من الرِّجال الطویل وأنشد ابن السکیت :

یُلْحِنَ من ذی زَجَلٍ شِروَاطِ

مُحْتَجِزٍ بَحَلقٍ شَمْطَاطِ

شِرواط : من نعت الحادی.

وقال اللیث : نَاقَهٌ شرواط ، وجَمَلٌ شِرْواط ، أی طَوِیلٌ فیه دِقّه.

وفی الحدیث أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم نَهَی عن شَرِیطَهِ الشَّیْطَان ، وهی ذَبِیحَهٌ لا تُفْرَی فیها الأوْدَاجُ ، أُخِذَ من شَرْط الْحَجّام.

وأخبرنی المنذریّ ، عن ثعلب ، قال : الشَّرِیطُ الْعَتِیدَهُ للنِّسَاء تَضَع فیها طِیبَها وأداتها ، والشرِیطُ : الْعَیْبَهُ أیضاً ، وأنشد فی العتیده.

فَزَیْنُکَ فی الشرِیطِ إذَا الْتَقَینَا

وسَابِغَهٌ وذُ النُّونین زَینِی

والشُّرَطُ : حِبالٌ دِقاقٌ تُفتَل من اللِّیف والخُوْص ، واحدها شریطٌ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : مَنْ نَسَب إلی الشُّرْطَهِ قال : شُرْطِیّ ، ومَنْ نَسَبَ إلی الشُّرَط قال : شُرَطِیَ.

ابن شمیل : الشُّرُطُ حِبَالٌ دِقاق تُفْتَل من اللِّیف والخُوص. والشَّرَطُ : المسیلُ الصَّغیر قدر عشره أذرُع ، مثل شَرَطِ المالِ رُذالِها.

طرش

الطَّرَشُ : الصَّمَمُ ، ورجُلٌ أُطْرُوشٌ ، ورجالٌ طُرُشٌ.

ش ط ل
شلط

قال اللیث : شَلْطا السِّکین ، بلُغه أهل الْجَوْف ، قلت : لا أدری ما شَلْطَاه ، وما أراه عَرِبیّاً.

ش ط ن
اشاره

شطن ، نطش ، نشط ، شنط : مستعمله.

شطن

قال اللیث : الشَّطَنَ الْحَبْلُ الطویل الشّدید الْفَتْلِ یُسْتَقَی به ویُشَدُّ به الخیل ، ویقال للفرس العزیز النّفس : إنه لَیَنْزُو بین شَطَنَیْن ، یُضْرَبُ مثلاً للإنسان الأشِرِ الْقَوِیّ ، وذلک إذا اسْتَعْصَی علی صاحِبه ، شَدَّهُ بحَبْلَین من جانِبین ، وهو فَرَسٌ مَشْطون.

وقال ابن السّکت : الشَّطْنُ مَصْدر شَطَنَهُ یَشْطِنُه ، إذا خالفه عن نِیّته وَوَجْهِه.

والشَّطَنُ : الحَبْل الذی یُشطَنُ به الدَّلْو قال : والْمُشَاطِنُ : الذی یَنْزِعُ الدَّلْوَ من البِئر بِحَبْلَین.

وقال ذو الرمه :

ونَشوانَ من طُول النُّعَاسِ کَأَنَّه

بحَبْلَین فی مَشْطَونَهٍ یَتَطَوَّحُ

وقال الطرماح :

ص: 213

أَخُو قَفَصٍ یَهْفُو کَأَنَّ سَرَاتَهُ

ورِجْلَیْهِ سَلْمٌ بین حَبْلَیْ مُشاطِنِ

أبو عُبید : نَوًی شَطُونُ : أی بعیدهٌ شَاطَّه.

وقال اللیث : غَزْوَهٌ شَطُونٌ ، أَی بَعیدَهٌ.

وشَطَنَت الدَّارُ شُطُوناً ، إذا بَعُدَتْ.

وقال غیره : أَلْیَهٌ شَطُونُ ، إذا کَانَتْ مَائِلَهً فی شِقٍّ ، وبِئْرٌ شَطُونٌ : مُلْتَوِیَهٌ عَوْجَاء ، وحَرْبٌ شَطُونٌ : عَسِرَهٌ شَدیدَه.

وقال الراعی :

لَنَا جُبَبٌ وأَرْمَاحٌ طِوَالُ

بِهِنَّ نُمَارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونَا

الأصمعیّ : رُمْحٌ شَطون ، طَوِیلٌ أَعْوَج ، وبِئْرٌ شَطُونٌ ، بَعیدَه القَعْرِ فی جِرَابِها عَوَج.

وأخبرنی المنذریّ ، عن أبی إسحاق الحربِیّ : وسُئل عن معنی حدیث النّبی صلی الله علیه وسلم : إنّ الشمس تَطْلُع بین قَرْنَی شَیْطان ، فقال : هذا مَثَل. یقول : حینَئِذٍ یَتَحَرک الشیطان فیکون کالمُعِین لها ، وکذلک قوله : الشیْطان یَجْرِی من ابن آدم مَجْرَی الدّم ، إنّما هذا مثل ، وإنما هو أَنْ یَتَسَلَّطُ علیه ، لا أَنْ یَدْخُلَ جَوْفَه.

وقال اللیث : الشیطان فَیْعَالٌ من شَطَنَ ، أی بَعُدَ.

قال : ویقال : شَیْطَنَ الرَّجُل ، وتَشَیْطَنَ ، إذا صَارَ کالشیْطان وفَعَل فِعلَه.

وقال رُؤْبه :

* شَاقٍ لِبَغْیِ الکَلِبِ المُشَیْطِنِ *

وقال غیره : الشیْطان : فَعْلان ، من شَاطَ یَشِیطُ ، إذا هَلَک واحْتَرَق ، مثل هَیْمان وغَیْمان ، من هام وغام.

قلت : والأول أکبرُ ، والدّلیل علی أنه من شَطَنَ قول أُمیه بن أبی الصَّلت یذکر سلیمان النبی :

* أَیُّما شَاطِنٍ عَصاهُ عَکاهُ*

أراد : أیما شیطان.

وقال الله جَلَّ وعزَّ فی صِفَه شَجره تَنْبُت فی النار : (طَلْعُها کَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّیاطِینِ (65)) [الصافات : 65].

قال الفراء : فی الشَّیاطین فی العربیه ثَلاثهُ أَوْجه : أحدها أَنه یُشبَّه طَلُعُ هذه الشجره فی قُبْحِه برُؤوس الشیاطین ؛ لأنها موصوفه بالقُبْح وإن کانت لا تُری ، وأنت قائل للرِّجل إذا اسْتَقْبَحْتَه : کأنه شیطان ، والوَجْهُ الآخر أَنَّ العرب تُسَمِّی بعض الحَیّات شیطاناً ، وهو حَیَّهٌ ذُو عُرْفٍ قبیح المَنْظَر ، وأنشد لرجل یذُمُّ امرأهً له :

عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حین أحْلِفُ

کَمِثْل شَیطانِ الحِماطِ أعْرَفُ

ویقال فی وَجْه آخر : إنَ الشیطان نَبْتٌ قبیح یُسَمَّی برؤوس الشیاطین. قال : والأوْجُه الثلاثه تذهب إلی معنی واحد من القُبح.

أبو عُبید ، عن أبی زید : من السِّماتِ

ص: 214

الفِرْتَاجُ ، والصُّلَیْبُ ، والشَّجَارُ والمُشَیْطَنَهُ.

شنط

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : المشنَّط : الشِّواء ، وقال فی موضع آخر الشُّنْط : اللُّحْمانُ المنْضَجَه.

نشط

قال اللیث : نَشِطَ الإنسان یَنْشَطُ ویَنْشِطُ نشاطاً ، فهو نَشیط طیِّبُ النّفس للعمل ، والنَّعْت ناشِطُ.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : أنشطْتُ الأُنشوطَهَ إنشاطاً ، إذا حَلَلْتَها.

قال : وقال أبو زید : نَشَطْتَها : عَقَدْتَها ، وأنشطَتها حَلَلتَها.

وقال غیره : هی الأنْشُوطَهُ لِلْعَقْد الّذی یُمَدُّ أحدُ طرفی حَبْلِه فَیَنْحَلّ ، والمُؤَرَّبُ الذی لا یَنْحَلّ إذا مُدَّ حتی یُحَلّ حَلًّا.

قال : ونَشَّطت العَقُد تَنشِیطاً ، إذا عَقَدْتَه بأُنشُوطَه.

قال له شَمِر : قال أبو عبد الرّحمن : قال الأَخْفش : الحِمار یَنشِطُ من بَلَدٍ إلی بلد ، والْهُموم تَنشِطُ بِصاحِبها.

وقال هِمْیان :

أَمْسَت هُمومی تَنْشِطُ الْمَناشِطَا

الشَّامَ بِی طَوْراً وطَوراً واسِطَا

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : النَّشِیطَهُ فی الغَنیمه : ما أصاب الرَّئیسُ فی الطَّریق قبل أنْ یَصِلَ إلی بَیْضَهِ القوم.

وقال ابن عَنَمهَ الضَّبِّیّ :

لَکَ المِرْبَاعُ فیها والصّفَایَا

وحُکْمُکَ والنَّشیطَهُ والفُضُولُ

ویقال : نَشَطَتْهُ الأفْعی ، إذا نَهَشَتْهُ ، ویقال للنَّاقَه : حَسُنَ ما نَشَطَتْ السّیْرَ ، یعنی سَدْوَ یَدَیْها ، ویقال : سَمِنَ فأنْشَطَه الکلأُ.

ویقال : نَشطْتُ الدّلْوَ أَنشِطُها ، وأَنشطُها نَشْطاً : نَزَعْتُها.

شمر ، عن أبی سَعِید الهُجَیمیّ : أنشطه الکلأُ ، أی سَمّنه ، وأَحْکم خَلْقَه. ویقال : سَمِنَ بأَنْشِطَه الکلأ ، أی بِعُقَدتِه وإحکامه إِیاه ، وکلاهما من أُنشوطَهِ العُقْدَهِ.

وقال شمِر : انْتشط المالُ المَرْعَی ، أی انْتَزَعْتُه بالأسنان کالاختلاس.

یقال : نشطَتُ وانْتَشَطْتُ ، أی انْتَزَعتُ.

اللیث : طریقٌ ناشِطٌ یَنشِطُ من الطَّرِیق الأعْظَم یَمْنهً أو یَسْرَه ، کقول حُمید :

* مُعْتَزِماً للطُّرُق النَّوَاشِطِ*

وکذلک النَّواشِطُ من المسَایِل ، ویقال : نَشَطَ بهم الطَّریق. والنَّاشِطُ فی قول الطّرمّاح هو الطریق ، قال : والنشُوط : کلامٌ عِراقیّ ، وهو سَمَکٌ یُمْقَرُ فی ماءٍ وملح. وانتشطْتُ السَّمکهَ ، إذا قَشَرْتَها.

وقال رؤبه :

* تَنشَّطَتْهُ کلُّ مِغْلاه الْوَهَقْ*

یقول : تَنَاوَلَتْه وأَسْرَعت رَجْعَ یَدَیْها فی سَیرها ، قال : والمِغْلَاه الْبَعیده الخَطْو ، والْوَهَق : المباراه فی السَّیر.

ص: 215

وقال اللهُ جلَّ وعزَّ : (وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (2)) [النازعات : 2].

روی عن ابن مسعود ، وابن عباس ، أنهما قالا فی قوله : (وَالنَّازِعاتِ) ... (وَالنَّاشِطاتِ) ، هی الملائکه.

وقال الفراء : هی الملائکَهُ تَنْشِطُ نفسَ المؤْمِن وتَقبِضُها.

وقال أبو زید : نَشطْتُ الدَّلْوَ من البئر نشْطاً ، وهو جَذْبُک الدَّلْوَ من البئر صُعُداً بغیر قامَهٍ ، فإذا کان بِقَامَهٍ فهو المتْحُ ، ونشَطَتْهُ الأفعی ، إذا عَضَّتْه ، ونشَطَتْه شَعُوبُ نَشْطاً ، وهی المَنِیّه.

وقال أبو إسحاق : الناشطات الملائِکه ، وتنشُط الأرْواح نشطاً أی تَنْزِعُها نزعاً کما ینزع الدَّلو من البئر.

وقال الفراء : نشَطْتُ الحَبْلَ ، بغیر ألف ، إذا رَبَطْتَه ، وأنا نَاشِط ، وإذا حَلَلْته فقد أَنشطته.

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : یقال : بِئرٌ إنشاطٌ ، بکَسر الألف ، وهی التی یَخرُج منها الدلو بجَذبَهٍ واحِدَه ، وبئر نشوط ، وهی الّتی لا یخرج الدَّلْو منها حتی تَنشَط کثیراً.

وقال اللیث : یقال للمریض یُسْرِع بُرْؤُه ، وللمَغِشیِّ علیه تُسْرِعُ إفَاقَتُه ، وللمرسَلِ فی أَمرٍ یُسْرِعُ فیه عَزیمَته : کأنما أُنْشِطَ من عِقَال.

وقال أبو زَید : رَجلٌ مُنْتَشِطٌ ، من الانتشاط ، ومُتَنشِّط ، من التنشِیط ، إذا نزل عن دابتهِ من طول الرُّکوب ، ولا یقال ذلک لِلرَّاجل.

ویقال : نشَّطتُ الإبلَ تَنشیطاً ، إذا کانت مَمْنوعه من الرَّعی فأرسلتها تَرْعَی ، وقالوا : أَصْلها من الأُنشوطه إذا حُلَّتْ.

وقال أبو النجم :

نشَّطها ذُو لِمَّهٍ لم تَقْمَلِ

صُلْبُ العَصَا جافٍ عن التَّعَزُّلِ

أی أرسلها إلی مَرْعاها بعد ما شَرِبتْ.

ثعلب عن ابن الأعرابی : النُّشُط نَاقِضُو الحبال فی وقت نَکْثِها لتُضْفَرَ ثانِیهً.

نطش

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : ما به نَطِیش ، أی ما به قُوَّه.

وقال رؤبه :

* بَعْدَ اعْتماد الجَرزِ النّطِیش *

ابن السکیت : یقال ما به نَطِیشٌ ، أی ما به حَرَاک.

ش ط ف
اشاره

استعمل من وجوهه. طَفَش. شَطَفَ.

طفش

قال اللیث : الطَّفْشُ النِّکَاحُ.

وقال أبو زُرْعَه التَّمیمی :

قُلْتُ لها وأُولِعَتْ بالنّمْشِ

هل لکِ یا حَلِیلَتِی فی الطَّفشِ؟

ص: 216

قال : والطَّفَاشَاهُ المهزوله من الغنم وغیرها.

شطف

الأصمعیّ فیما رَوَی له أبو تراب : شَطَفَ.

وشَطَبَ ، إذا ذَهَبَ وَتَبَاعَدَ ، وأنشد :

أحانَ مِنْ جِیرَتِنَا خُفُوفُ

وأَقلقتهُمْ نِیَّهٌ شَطُوف

وفی «النَّوادر» : رَمْیَهٌ شَاطِفَهٌ وشَاطِبَهٌ وشَاطِیَهٌ وصَایفهٌ ، إذا زَلّتْ عن المَقْتَل.

ش ط ب
اشاره

شطب ، شَبَط ، بَطَش : مستعمله.

شطب

قال اللیث : الشَّطْبُ ، مَجْزومٌ : سَعَفُ النَّخْل الأخْضر ، الواحده : شَطْبَه ؛ ولذلک قیل للجاریه الغَضَّهِ التَّارّه الطَّوِیلَهِ : شَطْبَه ، وفَرْسٌ شَطْبَه.

وفی حدیث أُمِّ زرع : «ابن أبی زَرْع کَمَسَلِ شَطْبه». قال : قال أبو عبید : الشَّطْبَهُ ما شُطِبَ من جَرید النَّخْل ، وهو سَعَفُه ، شَبَّهَه بتلک الشَّطْبَه ، لِنَعْمَتِه ، واعْتِدَالِ شبَابِه.

وأخبرنی المنذریّ ، عن أبی إسحاق الحربیّ أنه قال : أرادَت أنه مَهْزولٌ کأنَّه سَعَفَهٌ فی دِقَّتِها.

وقال أبو سَعِید فی قولها : «کَمَسَلِ شَطْبَه» : الشَّطْبَه السَّیْف ، أَرادت أنه کالسَّیف یُسَلُّ من غِمْده ، کما قال :

* فَتًی قُدَّ قَدَّ السَّیفِ لا مُتَأَزِّفِ*

ویقال : غُلامٌ شَطْبٌ : حَسَنُ الخَلْقِ ، لیس بطویل ولا بقَصیر. ورجُلٌ مَشْطُوب ومُشَطَّبٌ ، إذا کان طَوِیلاً.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، قال : الشَّطائِبُ دون الکَرَانِیف ، الواحده شَطِیبَه ، والشَّطْبُ دون الشَّطائِب ، الواحِدَهُ شَطْبَه.

وقال ابن السکیت : الشّاطبه الَّتی تَعمل الحُصْرَ من الشَّطْبِ ، ویقال : شَطِبَتْ تَشْطِبُ شُطُوباً ، وهو أن تأخُذَ قِشْرَه الأعْلی ، قال : وتَشْطِبُ وتَلْحَی واحِد.

قال : وواحد الشَّطْب شَطْبَه ، وهی السَّعَفَه.

وقال الأصمعیّ : الشَّاطِبهُ التی تَقْشُر العَسِیبَ ثم تُلْقِیه المُنَقِّیه ، فَتَأخُذ کل شیء علیه بِسِکِّینها ، حتَّی تترکه رَقِیقاً ، ثم تُلْقِیه المُنَقِّیَهُ إلی الشَّاطِبهِ ثَانیه ، وهو یقول :

* تذَرُّعُ خِرْصَانٍ بِأیْدِی الشَّواطِبِ *

اللیث : الشُّطْبَهُ طریقَهٌ من مَتْنِ السّیْف والجَمیع «شُطَب».

قال : والشِّطْبَهُ لغه فی الشُّطْبَه ، وکان أبو الدُّقَیْشِ یُفَرِّقُ بینهما ، ویقول : الشِّطْبَهُ قِطعه من سَنَام تُقَطَّع طُولاً ، وکل قَطعه من ذلک أیضاً تسمی شَطِیبَه. ویقال : شَطَبْتُ الأدیم والسّنَام ، وأنا أَشْطِبُه شَطْباً ، وکل قِطعه من أدیم یُقَدُّ طولاً تُسمی شَطِیبَه ، ویقال للفرس السّمین الذی انْتَبَرَ مَتْنَاه ،

ص: 217

وتَبایَنَتْ غُرورُه : مَشْطُوب الْمَتْن والکَفَل.

قال الجَعْدِیّ :

مِثْلُ هِمْیانِ العَذَارَی بَطْنُهُ

أبْلَقُ الحَقْوَیْنِ مَشْطوبُ الکَفَلْ

سلمه ، عن الفَراء ، قال : شُطَبُ السّیف ، وشُطُبُه.

أبو نَصْر ، عن الأصْمَعِیّ ، قال : السّیفُ المشْطُوب : الذی فیه طرائِق ، وربما کانت مُرْتَفِعَه ومُنْحَدِرَه.

وقال أبو زَیْد : شُطَبُ السَّنَامِ أنْ تُقَطِّعَه قِدَداً ولا تُفَصِّلها ، واحِدُها شُطْبه ، وقالوا أیضاً : شَطِیبَهٌ ، وجمعها شَطائِب.

وقال ابن شُمیل : شُطْبَهُ السَّیف عَمُودُه النّاشِز فی مَتْنِه.

وقال أبو تراب : الشَّطائب والشَّصَائب الشدائد.

وأخبرنی المنذریّ ، عن ابن السِّکِّیت ، عن إبراهیم الحربی ، عن یوسف بن بُهلول ، عن ابن إدریس ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبیه ، قال : حمل عامرُ بن ربیعه علی عامِر بن الطُّفیلِ فَطَعَنَهُ فَشَطَبَ الرُّمْحُ عن مَقْتَلِه ، أی لم یَبْلُغْه.

وقال الأصمعیّ : شَطَبَ وشَطَفَ ، إذا عَدَل.

أبو عبید : المنْشَطِبُ السّائِل.

بطش

قال اللیث : البَطْشُ التَّناوُلُ عند الصَّوْلَه ، والأخْذُ الشَّدید فی کلِّ شیء بَطْشٌ. وقال الله جلَّ وعَزَّ : (وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِینَ (130)) [الشعراء : 130].

قال الکلبی : معناه تَقتُلون عند الغَضَب.

وقال غیره : تَقتلون بالسَّوْط.

وقال الزجاج : جاء فی التَّفسیر أنّ بَطْشَهُم کان بالسَّوْط والسَّیف ، وإنما أنکرَ الله ذلک ؛ لأنه کان ظُلماً ، فأَمَّا فی الحق فالبَطشُ بالسّوط والسّیف جائز.

وقال أبو مالک : یقال بَطَشَ فلانٌ من الحُمیّ إذا أفاق منها ، وهو ضعِیف.

وبَطَشَ یَبْطُشُ بَطْشاً.

شبط

قال اللیث : الشَّبُّوطُ والشُّبُّوطُ لُغَه ، وهو ضرب من السّمک دقیق الذَّنَب ، عَریضُ الْوَسَط ، لیِّن المَمَسّ ، صغیر الرّأس کأنه بَرْبَط. وإنما یُشَبَّهُ البَرْبَطُ إذا کان ذا طول لیس بِعَرِیض بالشَّبُّوط.

ش ط م
اشاره

شمط. مشط. طمش : مستعمله.

طمش

أبو عبید عن أبی زید ، یقال : ما أدری أیّ الطَّمْش هو؟ معناه : أی الناس هو؟ قلت : وقد اسْتُعْمِلَ غیر مَنْفِیِّ الأول.

قال رؤبه :

* وَحْشٌ ولا طَمْشٌ من الطُّمُّوشِ *

مشط

أبو عبید ، عن الکسائیّ ، قال : هو المُشْط ، والمُشُط ، والمِشْط.

ص: 218

قال أبو الهیثم : ولغه رابعه المُشُطُّ ، وأنشد :

قد کُنْتُ أَحْسَبُنِی غَنِیّاً عنکم

إنّ الْغَنِیَّ عن المشُطِّ الأقرعُ

وقال اللیث : المِشْطه : ضرب من المَشْط ، والمَشْطَهُ واحده ، والمشّاطَه : الجاریه التی تحسن المَشَاطَه. قال : وضَربٌ من سِمَاتِ الإبل ، یسمی المُشْط.

یقال : بَعیرٌ مَمْشُوط. به سِمَهُ المُشْط.

وقال أبو زید : المُشْطُ : سُلامِیَات ظَهر القَدم ، یقال : انکسر مُشْطُ ظهر قدمیه ، والمُشْط : نَبْتٌ صغیرٌ یقال له : مُشْطُ الذِّئب ، مثل : جِرَاء القَثَد.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : مَشِطت یده تمشَطُ مَشَطاً ، وهو أن یمسّ الرجلُ الشَوْکَ والجِذْع فیدخُل منه فی یده.

وروی ابن السکیت وغیره : مَشِظَتْ یده بالظّاء ، وهما لغتان. وقال أبو تراب : قال الخیل : الممشوطُ الطَّویلُ الدَّقیق.

قال : وغیره یقول : هو الممْشوق. وفی الحدیث أَنَّ النبی صلی الله علیه وسلم طُبّ وجُعِلَ سِحْرُهُ فی مُشْطٍ ومُشَاطَه.

المشاطه : الشَّعر الذی یَسْقُط من الرأس واللّحیه عند التَّسریح بالمشط.

شمط

قال اللیث : الشَّمَطُ فی الرجُل شَیْبُ اللِّحْیه ، ولا یقال للمرأه : شَیْبَاء شَمطاء.

ویقال للرجل : أَشْمَط.

والشُّمِیطُ من النبات : ما رأیت بَعْضَه هائجاً وبَعْضَه أَخْضَر. وقد یقال لبعض الطَّیر إذا کان فی ذَنَبِه سَوَادٌ وبَیاض : إنَّه لَشَمِیط الذُّنَابَی.

سَلَمه ، عن الفراء ، قال : الشماطِیط والعَبادید ، والشَعاریر والأَبَابیل ، کلُّ هذا لا یُفْردُ له واحد.

وقال اللیث : الشّماطِیط القِطَع الْمُتَفَرقُون.

یقال : جاءت الْخَیْل شماطِیطَ أَیْ مُتَفَرقین واحد شُمْطُوط وشِمْطاط ، وأنشد أبو عمرو :

* مُحْتَجِزٌ بخَلَقٍ شِمْطاط*

أی بخَلَقٍ قد تشَقَّقَ وتَقَطَّعَ.

الکسائیّ ذهب القوم شَمَاطِیطَ ، وشمالیلَ ، إذا تَفَرَّقُوا.

وقال اللیث : الشمالیل ما تفرّقَ من شُعَب الأغْصَان فی رؤوسها مثل شماریخ العِذْق.

ویقال للصُّبح : الشَّمِیطُ ؛ لاختلاط بیاض النّهَارِ بِسواد اللیل.

وقال الکمیت :

وأَطلعَ منه اللِّیاحَ الشَّمیط

خُدودٌ ، کما سُلَّت الأَنْصُلِ

الأصمعیّ عن أبی عمرو بن العلاء ، أنه کان یقول لأصحابه : اشْمِطُوا ، أی خُوضوا مرَّهً فی الشِّعر ، ومره فی الغریب ، ومره فی کذا.

ص: 219

عمرو ، عن أبیه : الشُّمْطانُ الرُّطَبُ المنَصَّف.

وقال ابن الأعرابی : الشُّمطانَهُ التی یُرطِبُ جانِبٌ منها وسائرها یابسٌ.

أبواب الشین والدال

اشاره

ش د ت - ش د ظ - ش د ذ - ش د ث

مهملات.

ش د ر
اشاره

شرد ، رشد ، درش (1).

شرد

قال ابن المظفر : شَرَد البعیرُ یشرُدُ شِراداً ، وکذلک الدّوابّ ، وفرسٌ شَرودٌ وهو المسْتَعصِی علی صاحبه ، وقافیهٌ شرود : عائرهٌ سائره فی البلاد ، وقال الشاعر :

شَرُودٌ إذا الرّاءُونَ حَلُّوا عِقَالها

مُحَجَّلهٌ فیها کلامٌ مُحَجَّلُ

وشرَدَ الجمل شُروداً فهو شارد ، فإِذا کان مُشَرَّداً فهو شریدٌ طرید. وتقول : أَشرَدْتُه ، وأَطرَدْتُه ؛ إذا جعلته شریداً طریداً لا یُؤْوَی.

وقال الفراء فی قوله تعالی : (فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ) [الأنفال : 57] : یقول إنْ أَسَرْتَهم یا محمد فنکِّلْ بهم مَنْ خَلفَهم ممن تخافُ نقْضَه لِلْعَهد ؛ لعلهم یَذّکرون فلا ینْقُضون العهد. وأَصل التشرید التَّطرید.

رشد

قال اللیث : یقال رَشَد الإنسان یَرْشُدُ رُشداً ورَشاداً ، وهو نقیض الغَیّ ، ورَشِد یَرْشَدُ رَشَداً ، وهو نقیض الضَّلالَ. إذا أصابَ وَجْهَ الأمر والطریق فقد رَشِد ، وإذا أرشدک إنسانٌ الطریق فقل : لا یَعْمَی علیک الرُّشد.

قلت : وغیر اللیث یَجْعَلُ رَشَدَ یَرْشُدُ ورَشِدَ یَرشَدُ بمعنی واحدٍ فی الْغَیّ والضَّلال ، ورجلٌ رشِیدٌ ورَاشِدٌ. والإرْشادُ الْهِدَایَه والدِّلالَه.

وقال الفراء فی «کتاب المصادر» : وُلِدَ فلانٌ لِغَیرِ رَشْدَهٍ ، وَوُلِدَ لِغَیَّهٍ ولِزَنْیَهٍ کلّها بالْفَتح.

وقال الکسائیّ : ویَجُوزُ لِرِشْدَهَ ولِزنْیَهٍ ، فأَمَّا غَیَّه فهو بالْفَتْح.

وقال أبو زید : هو لِرَشْدِهٍ ولِزَنْیَهٍ بفَتْح الرّاء والزّای منهما ، ونحو ذلک.

قال اللیث : وأنشد :

لذِی غَیَّهٍ من أُمِّه ولِرَشدهٍ

فَیَغْلِبُها فحلٌ علی النَّسْلِ مُنْجِبُ

قال : ویقال : یا رِشْدِینُ ، بمعنی یَا رَاشِد.

وقال ذو الرمه :

ص: 220


1- أهمله اللیث وجاء فی «اللسان» (درش - 4 / 330): «الدارِشُ : جلدٌ أسود».

وکَائِنْ تَرَی مِنَ رشْدَهٍ فی کَرِیهَهٍ

ومن غَیِّهٍ تُلْقَی علیها الشَّراشِرُ

یقول : کم رُشْدٍ لَقیتَهُ فیما تکْرَهُه ، وکم من غَیٍّ فیما نُحبُّه ونهواه.

قلت : وأَهْلُ العراق یقولون للْحُرْف : حَبّ الرَّشاد کأَنَّهم تَطَیَّرُوا من لَفظ الحُرْفِ ، لأَنَّهُ حِرْمان ، فقالوا : حبُ الرَّشاد ، والرَّشادُ الحجرُ الذی یَملأُ الکَفَّ ، الواحِدَهُ رَشَادَه.

ش د ل

مهمل

ش د ن
اشاره

شَدَن ، نَشَد ، ندش ، دشَنَ : [مستعمله].

ندش

أهمل اللیثُ نَدَشَ.

وروی أبو تراب ، عن أبی الوازع : نَدَفَ القطن ونَدَشَه ، بمعنی واحد.

قال رُؤْبَه : * فی هِبْرِیَاتِ الکُرْسُفِ الْمَنْدوشِ *.

شدن

قال اللیث : شَدَنَ الصَّبِیُّ ، والْخِشْفُ ، فهو یَشْدُنُ شُدُوناً إذا صَلُحَ جِسْمُه وتَرَعْرَع. ویقال للمهر أیضاً قد شَدَن ، فإذا أفردت الشادن فهو وَلَدُ الظَّبْیَه ، وظَبْیَهٌ مُشْدِنٌ : یَتَبَعُهَا شَادِنٌ.

وقال أبو عُبید : الشّادِنُ من أَوْلادِ الظِّباء الذی قد قَوِیَ وطَلَع قَرْنَاه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : امرأَهٌ مَشْدُونٌ : وهی العاتِقُ من الجَوارِی.

دشن

قال اللیث : دَاشِنٌ مُعرَّب من الدَّشْنِ ، وهو کلامَ عِراقِیّ لیس من کلام الْبَادِیه.

وقال ابن شمیل : الدّاشِنُ والْبُرْکَهُ کلاهما الدَّسْتَارَان ، یقال بُرْکَهُ الطَّحَّان.

نشد

قال : اللیث ، یقال : نَشَدَ یَنْشُدُ فلانٌ فُلاناً ، إذا قال : نَشَدّتُکَ بالله والرحم ، وتقول : نَاشَدْتُکَ اللهَ نِشْدَهً ونِشْدانا ، ونَشَدْتُ الضَّالَّهَ إذا نادَیْتَ وسأَلْتَ عنها ، والنَّاشدون قوم یَطْلُبون الضَّوالّ فیأخذونها ویحبسونها علی أربابها.

وقال ابن عرس :

عِشْرُونَ أَلْفاً هَلَکُوا ضَیعَهً

وأَنْت منهم دَعْوهُ الناشِدِ

یعنی قوله : أَیْنَ ذَهَبَ أهلُ الدّار؟ وأین انْتَوَوْ؟ کما یقول صاحبُ الضَّاله : مَنْ أَصابَ؟ من أصاب؟ فالنَّاشِد : الطَّالب ، یقال منه : نَشَدْتُ الضَّالهَ ، أَنْشُدُها وأَنْشِدُها نَشداً ونِشْدَاناً ، إذا طلبتها ، فأَنَا نَاشد.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم وذِکْرِهِ حَرَمَ مَکَّهَ ، فقال : «لا یُخْتَلَی خَلَاهَا ، ولا تَحِلُّ لَقَطتُها إِلا لِمُنْشِد».

قال أبو عبید : المنشِد المعرِّفُ ، قال : والطالب هو الناشد ، یقال : نشدتُ.

ویقال : نشدت الضاله أَنشُدها نِشداناً : إذا طلبتها ، فأنا نَاشِد ، ومن التَّعْرِیف أنْشَدْتُهَا إنْشَاداً ، فأَنا مُنْشِدٌ ، قال : ومما یُبَیِّن لک

ص: 221

أن النَّاشِدَ هو الطَّالب ، حدیثُ النبی صلی الله علیه وسلم ، حین سَمِع رجُلاً یَنْشُدُ ضالَّته فی المسجد ، فقال : «أیُّها النَّاشِدُ ، غَیْرُکَ الْوَاجِدُ».

قلت : وإنَّما قیل للطَّالب ناشِدٌ لِرَفْعِه صَوْتَهُ بالطَّلَب ، والنَّشِیدُ : رَفْعُ الصَّوْت ، وکذلک المُعَرِّف یرفعُ صوتُه بالتعریفِ فَسُمِّی مُنْشِداً ، ومن هذا إنشاد الشِّعْر ، إنما هو رَفْعُ الصَّوْتِ به.

وقول العَرب : نَشَدْتُکَ باللهِ والرَّحِمِ ، معناه : طلبت إلیکَ بالله وبحقِّ الرَّحْم.

وأخبَرَنی المنذریُّ ، عن أبی العباس أنه قال فی قولهم : نشدْتک بالله ، قال : النشیدُ الصوت ، أی سأَلْتُک باللهِ بِرَفْعِ نشیدی ، أی صَوْتِی بِطَلبِهَا ، قال : ومنه نشدَ الشِّعْرَ ، وأنشده ، إذا رَفَعَه.

وقال أبو عُبید : قال الکسائی : نَشدْتُ الدَّابَّهَ طَلبَتها ، وأَنْشَدْتها عَرَّفْتها ، قال : ویقال أیضاً : نَشَدْتُها ، إذا عَرَّفْتَها.

وقال أبو دُواد :

ویَصیخُ أَحْیاناً کما اس

تَمَعَ المُضِلُّ لصوتِ ناشِدْ

قال : ویقال للناشد إنّه المعَرِّف.

وقال شَمِر : رُوِی عن المُفَضّل الضَّبِّیّ أنه قال : زعموا أنَّ امرأَه قالت لابنَتِها : احْفَظِی بَیْتَکِ ممن لا تَنْشُدِین ، أی ممَّن لا تَعْرِفین.

وأما معنی قولُ النبی صلی الله علیه وسلم فی لُقَطَهِ مَکهَ : «ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلا لمُنْشِد» ، فإنه علیه السلام فَرَّقَ بقوله هذا ، بین لُقَطَهِ الْحَرَمِ ، وبین لُقَطَهِ سائر البُلدان ؛ لأنه جَعَلَ الحُکم فی لُقطَهِ سائِر البلاد أَنَّ مُلْتقِطَها إذا عَرَّفَها سَنهً حَلَّ له الانْتفاعُ بها ، وجَعَلَ لُقَطَه الحَرَمِ مَحْظُوراً علی مُلْتَقطها الانْتِفَاعُ بها وإن طال تعْرِیفُه لها ، وحَکَم أنَّهُ لا یحِلُّ لأحَدٍ الْتَقَاطُها إلا بنیّه تعریفها ما عاش ، فأَمَّا أن یأْخُذَها من مکانها وهو یَنْوی تعریفها سنهً ثم یَنْتَفِعُ بها کما ینْتَفع بسائر لْقَطَهِ الأرض فلا. وهذا معنی ما فسره عبد الرحمن بن مهدی ، وأبو عُبید ، وأَهْل الآثار.

وأمل قول أبی دُوَاد فإن أبا عُبَید ذکر عن الأصمعیّ ، أَنَّ أَبا عَمرو بن العلاء کان یَعْجَبُ من قوله :

* کما اسْتَمَعَ المُضِلُّ لِقوْل نَاشِدْ*

قال : وأَحْسِبُه قال هُو أو غیره أنه قال : أَرَادَ بالنّاشد أیضاً رجلاً قد ضَلَّتْ دابَّته ، فهو یَنْشُدُها أی یَطلُبُها لَیَتَعزَّی بذلک.

قلت : وأما ابنْ المظفر فإنه جعل النّاشد : المُعَرِّف فی هذا البیت ، قال : وهذا من عَجِیبِ کلامهم أن یکون النَّاشدُ : الطّالِبُ والمُعَرِّفُ.

قال : والنَّشید : الشِّعْرُ المَتناشَدُ بین الْقَوم ، یُنْشِدُ بعضهم بعضاً.

ص: 222

ش د ف
اشاره

استعمل من وجوهه : شدف فقط.

شدف

قال اللیث وغیره : الشُّدُوفُ الشُّخُوصُ ، الواحد شَدَفٌ.

قال الهُذلِیّ :

مُوَکَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْم یَنْظُرُها

من المَغَارِبِ مَخْطُوفُ الحَشازَرِمُ

قال : ومعنی البیت : أَنه من مَخافَهِ الشُّخوص کأَنَّهُ مُوَکَّلٌ بهذا الشّجر ، یخافُ أن یکون فیه ناس ، وکلُّ ما وَرَاءَک فهو مَغْرِبٌ ، ویقال : شَدِفَ الفرس شَدَفاً ، إذا مَرِحَ ، فهو شَدِفٌ أَشْدَفُ.

قال العجاج :

* بِذَاتِ لَوْثٍ أَوْ نُبَاجٍ أَشْدَفا*

وقال الفَرّاء واللّحیانیّ : خرجنا بِسُدْفَهٍ من اللَّیل ، وشُدْفَهٍ ، ویُفْتَحُ صُدُورُهما ، وهو السّوَادُ الباقی.

قال الفراء : والسَّدَفُ ، والشَّدَفُ : الظُّلْمَهُ.

وقیل : فَرَسٌ أَشْدَف ، وهو المایل فی أحد شِقَّیه بَغیاً ونَشاطاً.

وقال المرّار :

شُنْدُفٌ أَشدَفُ ما وَرَّعْتَهُ

وإذا طُوطِیءَ طَیّار طِمِرْ

قال : والشنْدُفُ مِثْلُ الأشْدَف ، والنون زائِدَهٌ فیه.

وقال الأصمعیّ : یقال لِلقِسِیّ الفارِسیَّه : شُدْفٌ ، واحدها شَدْفاء ، وهی الْعَوْجَاء.

أبو عبیده والفراء : أسدَفَ اللّیْل ، وأشدَف ، إذا أرْخَی سُتورَهُ وأظْلَم.

ش د ب
اشاره

استعمل من جمیع وجوهه : دبش.

دبش

قال اللیث : الدَّبْشُ القَشْرُ والأکل ، یقال : دُبِشت الأرض دَبشاً ، أی أُکِلَ ما علیها من النَّبات.

وقال رؤبه فی شینیته :

جاؤوا بأُخْراهُم علی خُنْشوشِ

مِنْ مُهْوَئِنَّ بالدَّبا مَدْبوشِ

ش د م
اشاره

استعمل من جمیع وجوهه : دمش.

مدش

یقال : ما مَدَشْتُ منه مَدْشاً ومُدُوشاً ، وما مَدشِنی شیئاً ، وما أمْدَشنِی ، وما مَدَّشتُهُ شیئاً ولا مُدِّشتُ شیئاً ، أی ما أَعْطانِی ولا أَعْطَیته ، وهذا من نَوادِرٍ الأعراب.

وقال اللیث : المَدَش : اسْتِرْخاءٌ ودِقَّهٌ فی الْیَد ، یقال : یَدٌ مَدْشاء ، ونَاقَهٌ مَدْشَاءٌ.

أبو عُبَید ، عن أبی عمرو : المَدْشَاءُ من النِّساء الَّتی لا لَحْمَ علی یَدَیْها.

وقال أبو عُبیده : المَدْش فی الخَیْل هو اصْطکاکُ بَواطِن الرُّصْغَین من شدّه الْفَدَع ، والْفَدَعُ : الْتِوَاءُ الرُّصْغ من عُرْضِه

ص: 223

الْوَحْشِی.

ابن شمیل : یقال : إنه لأمْدَش الأصابع ، وهو المُنتَشرُ الأشاجِع ، الرّخْو الْقَبْضَه.

وقال غیره : نَاقَهٌ مَدْشَاءُ الْیَدَین سَرِیعه أوْ بِهما فی حُسْنِ سَیر ، وأنشد :

ونازِحَهِ الجُولَیْن خاشعَهُ الصُّوَی

قَطَعْتُ بِمَدْشَاءِ الذِّراعَیْن ساهِم

وقال آخر :

* یَتْبَعْنَ مَدْشَاءَ الْیَدیْنِ قُلْقُلا*.

دمش

قال : والدَّمَشُ الهَیَجَانُ والثّوَارنُ من حرارهٍ ، أو شُرْبِ دواءٍ ثَارَ إلی رَأْسِهِ.

یقال : دَمِشَ دَمَشاً. قلت : وهذا عِنْدِی دَخِیلٌ أُعْرِبَ ولیس من مَحْض کلام الْعَرَب.

(أبواب) الشین والتاء

اشاره

ش ت ظ - ش ت ذ - ش ت ث

أهملت وجوهها.

ش ت ر
اشاره

استعمل منها : شتر ، ترش ، تشر.

شتر

قال اللیث : الشَّتْرُ انقلابٌ فی جَفن العین قَلَّ ما یکون خِلْقه ، والشَّتْرُ مُخَفِّفٌ : فِعْلُک بها ، والنَّعت أَشْتر وشتْراء ، وقد شَتِرَ یَشتَرُ شَتَراً.

وقال ابن الأعرابیّ : شَتَرَ قطعَ ، وشَتِر انقطَعَ.

وقال أبو زید : الشترُ انقلاب شُفْرِ الْعَین من أَسْفل وأَعلی ویَتَشَنَّجُ شُفْرهُ تَشنُّجاً.

قلت : والشفْر حرف العین.

أبو عبید ، عن أبی زید : شَتَّرْتُ به تشتِیراً ، سمَّعَتُ به تسمیعاً ، ونَدَّدْتُ به تندیداً ، کلُّ هذا إذا أسمعَه القبیحَ وشَتَمَه. قلت : وهکذا قال ابن الأعرابیّ وأبو عمرو : شَتَّرت بالتاء ، وکان شمر أنکَرَ التاء ، وقال : إنما هو شنُرْتُ بالتاء وقال : إنما هو شنرْتُ بالنون ، وأنشد :

وباتَتْ تُوَقِّی الزَّوُجَ وهی حَرِیصهٌ

علیه ولکن تَتَّقِی أَنْ تُشَنَّرا

قلت : جَعَله شَمِرُ من الشَّنَار ، وهو العیْب ، والتاء عندی صحیح أیضاً.

تشر

قال اللیث : تِشرین اسم شهر من شهور الخریف بالرومیه.

قلت : هما تِشْرِینان : الأول والثانی وبعدهما الکانُونَان.

ترش

ابن درید : التَّرَشُ خِفَّهٌ ونَزَقٌ ، تَرِشَ یَتْرَشُ تَرَشاً ، فهو تَرِش وتارِشٌ.

قلت : الترشُ مُنْکر لم یروه غیرُه.

ش ت ل

مهمل.

ش ت ن
اشاره

شتن ، نتش : [مستعملان].

ص: 224

شتن

قال اللیث : الشَّتْنُ النَّسْجُ ، والشاتنُ والشَّتون الناسجُ.

یقال : شَتَنَ الشاتنُ الثوب ، أی نسجه ، وهی لغه هُذَلیَّه ، وأنشد :

نَسَجَتْ بها الزُّوَعَ الشَّتونَ سبائبَا

لمْ یَطْوِها کفُّ البِیَنْطِ المُجْفَلِ

قال : والزُّوع العنکبوت ، والمجفَل العظیم البطْن ، والبِیَنْط الحائِک.

قلت : وقال ابن الأعرابیُّ فی تفسیر هذا البیت کما قال اللیث.

نتش

قال اللیث : النَّتْشُ إخراجُ الشوک بالمِنْتاش ، وهو المنقاش الذی یُنتَفُ به الشعر ، والنَّتْشُ جَذْب اللحم ونحوه ، قَرْصاً ونهشاً. ویقال : أَنتش النباتُ وهو حین یخرج رأسه من الأرض قبل أن یُعرَف ، وأَنتشَ الحَبُّ ، إذا ابتلَّ فضرَبَ نَتَشَه فی الأرض ، بعدما یبْدُو منه أوَّل ما یَنبُتُ من أسفل وفوق ، فذلک النبات النَّتَش.

قلت : العرب تقول لِلْمِنقاش : مِنْتَاخٌ ومِنْتَاش.

وقال اللّحیانی : یقال : هو یَکْدِشُ لِعیاله ، وینتِشُ ویعصِفُ ویصرِفُ.

أبو عُبید ، عن الأمویّ : ما نتشّتُ منه شیئاً ، أی ما أخذْت منه شیئاً.

وقال الفراء : النُّتَّاشُ النُّغّاش والعَیّارون ، ونتشَه بالعصا نَتَشاتٍ.

ابن شُمیل ، یقال : نَتَشَ الرجلُ برجله الحجرَ أو الشیء ، إذا دفعهُ برجله فنحَّاه نَتْشاً.

ش ت ف
فتش

قال اللیث : الفَتْشُ والتَّفتیش : طَلَبٌ فی بحْثٍ.

وقال شمر : فتَّشْتُ شعرَ ذی الرُّمَّه أطلُبُ بیتاً.

ش ت ب

مهمل.

ش ت م
اشاره

شمتَ ، شتم ، متش : [مستعمله].

شتم

قال اللیث : شَتَمَ فلانٌ فلاناً شَتْماً.

وأسَدٌ شَتِیمٌ ، وحمارٌ شتیم ، وهو الکریهُ الوجه القبیح.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : الشَّتْمُ : قبیحُ الکلام ، ولیس فیه قَذف ، وقال : هو یشْتِمُهُ ویَشْتُمُه ، قال : والمشتَمهُ والشَّتِیمَهُ : الشَّتْم.

وأنشد أبو عُبید :

لیْسَت یمَشْتِمَهٍ تُعَدُّ وعَفْوُها

عَرَقُ السِّقاءِ علی القَعُودِ اللَّاغِبِ

یعنی : کلمه کرِهَها وإنْ لم تُعدّ شَتْماً ؛ فإِنَّ العفْوَ عنها یَشتَدّ.

ص: 225

شمت

قال اللیث : الشماتَهُ : فرحُ العدُوِّ ببِلیَّه تنزل بمن یُعادیه ؛ والفعل منها شمِتَ یشْمَتُ شماتهً ، وأشَمَتهُ الله بکذا وکذا ؛ ومنه قول الله جلّ وعزّ حکایه عن هارون أنه قال لأخیه : (فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ) [الأعراف : 150].

قال الفراء : هو من أشمت ، قال : وحدثنی ابنُ عُیَیْنَه عن رجلٍ عن مجاهد أنه قرأ : (فلا تَشْمَت بی الأعداء) ، قال الفراء : ولم نَسمعها من العرب.

فقال الکسائیّ : ما أدْرِی لعلهم أرادوا «فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ» فإن تکن صحیحه فلها نَظَائِر : العربُ تقول : فَرِغْتُ وفَرَغْتُ ، فمن قال : فَرِغْتُ قال : أَفْرَغُ ، ومن قال : فَرَغْتُ ، قال : أَفْرُغُ.

وقال ابن السکیت فی قوله :

فارْتاعَ من صَوْتِ کلَّابٍ فَبَاتَ له

طَوْعَ الشَّوَامِتِ من خَوْفٍ ومن صَرَدِ

قال ابن السکیت : قوله : «طَوعُ الشَّوامِت» ، یقول : باتَ له ما أَطاعَ شامِته من البرْد والخوف ، أی بات له ما اشْتهَی شَوَامِتُه. قال : وسُرُورها به : طَوْعُها ، ومن ذلک یقال : اللهم لا تُطِیعَنَّ بی شامِتاً ، أی لا تفعل بی ما یُحبّ.

وقال أبو عبیده : من رَفع «طوع» أراد : بَاتَ له ما یُسِرُّ الشَّوامِت اللواتی شَمِتْن به. قال : ومن رواه بالنَّصْب ، أراد بالشَّوامت القوائِم ، واسمُها الشَّوامت ، الواحِدَهُ شَامِته ؛ یقول : فباتَ الثَّوْرُ طوعَ شَوامِته ، أی قوائمه ، أی بات قائماً.

روی أبو عبید ، عن أبی عبیده فی تَفْسِیره نَحْواً منه.

وقال : طَوْعُ الشَّوامِت ، أراد بات له ما شَمِتَ به شماته.

وقال أبو عبید وغیره : شَمَّت العاطسَ وشمته ، إذا دَعا له ، وکل داعٍ لأحد بخیر فهو مُشَمِّت له ، قال : والشِّین أعلی وأفشی فی کلامهم.

وأخبرنی المنذریّ ، عن ابن العباس ، أنه قال : الأصل فیهما السّین من السَّمْت ، وهو الْقَصْدُ والهَدْی.

قال : وقال ابن الأعرابیّ : الاشْتِمَاتُ : أوَّلْ السِّمن ، وأنشدنا :

أرَی إبلی بَعْدَ اشْتِمَاتٍ کأَنَّما

تُصِیتُ بِسَجْعٍ آخر اللَّیْلِ نِیبُهَا

قال : وإبلٌ مشتَمِته : إذا کانت کذلک.

ویقال : خَرَج القوم فی غزاه فقفلوا شَماتی ، ومُتَشَمِّتین.

قال : والتَّشَمّت : أن یَرْجعوا خائبین لم یَغْنَموا.

وقال غیره : کل دعاءٍ بخیر فهو تَشْمِیتٌ ، ومنه تَشْمیتُ النبیّ صلی الله علیه وسلم فاطمه وعلیّاً علیهما السلام حین أدخلها علیه.

ص: 226

متش

قال ابن درید : المَتْشُ : تَفریقُک الشّیءَ بأَصَابعک ، تقول : متشت أَخْلَافَ النَّاقه بأَصابِعِی ، إذا احتَلَبَتهَا حَلْباً ضَعِیفاً.

قال : والْمَتْش : سُوءُ البصر ، رَجُلٌ أَمْتَش ، وامرأه متْشَاء.

وقال أیضاً : تَمَشْتُ الشّیْءَ تَمْشاً ، إذا جَمَعْتَه.

قلت : وهذا مُنْکَرٌ جدّاً.

(أبواب) الشین والظاء

اشاره

ش ظ ذ - ش ظ ث

أهملت وجوهها.

ش ظ ر
شظر

قرأتُ فی «نوادر الأعراب» : یقال :

شِظْرَهٌ من الجبل وشَظِیّهٌ ، وقالوا : شِنْظِیهٌ وشِنْظِیرَهٌ.

وقال الأصمعیّ : الشِّنْظِیرُ : الْفَحَّاشُ السّیّیءُ الخُلُق ، والنون زائده.

ش ظ ل

مهمل.

ش ظ ن
اشاره

شنظ ، نشظ : [مستعملان].

شنظ

قال اللیث : الشِّنَاظُ من نَعْتِ المرأه ، وهو اکْتِنَاز لحمها ، وَشَنَاظِی الجبل : أطْرَافه وأَعالیه ، الواحده شُنْظُوَهٌ.

وقال الطرماح :

فی شَنَاظِی أُقَنٍ بَیْنَها

عُرَّهُ الطَّیْرِ کَصَوْم النَّعَام

وروی أبو تراب ، عن مُصعب الضِّبَابِیّ : امرأه شِنْظِیانٌ بِنْظِیَانٌ ، إذا کانتْ سَیِّئَهَ الخلق صَخَّابَه.

نشظ

قال اللیث : النُّشوظُ نَباتُ الشَّیءِ من أُرومَتِهِ أول ما یَبْدو حین یَصْدَعُ الأرض نحو ما یَخْرُج من أصول الحَاج.

قال : والفعل منه نَشَظَ ، وأنْشَد :

* لَیْسَ له أَصْلٌ ولا نُشُوظُ*

قال اللیث : والنَّشْظُ اللَّسْعُ فی سُرْعَهٍ واخْتِلَاس.

قلت : هذا تصْحِیفُ مُنکَر ، وصوابُه التَّشْظُ بالتَّاء ، وقد مَرَّ تفسیره فی بابه ، یقال : نَشَظَتْه الأَفْعَی نَشْظاً.

ش ظ ف
اشاره

استعمل من وُجوهه : (شظف).

شظف

قال اللیث : الشَّظَفُ یُبْسُ الْعَیش ، وأَنْشَد :

وراجِی لینَ تَغْلبَ عن شَظَافٍ

کَمُثَّدِنِ الصَّفا کَیْما یَلِینَا

والشَّظِیفُ من الشجر ، وهو الذی لم یَجِدْ رِیَّهُ فَخَشُنَ وصَلُبَ من غیر أن تَذْهَب نُدُوَّتُه ، والفِعْل شَظُفَ یَشْظُفُ شَظَافَهً.

ویقال : أَرْضٌ شَظِفَهٌ ، إذا کانت خَشِنَهً یابسه.

ص: 227

أبو عُبید : الشَّظَفُ : الشِّدَّهُ.

وقال ابن الرِّقاع :

* وأَصَبْتُ فی شَظَفِ الأمورِ شِدَادَها*

عَمْرو عن أبیه : الشَّظْفُ والْمَعْلُ أَنْ یُسَلَّ خُصْیَا الکَبْش سَلًّا.

وقال ابن الأعرابیّ : الشِّظْفَهُ والنِّحاشه ما احْتَرَقَ من الخُبْز ، والشَّظْفُ شِقَّهُ الْعَصا ، وَأنشد :

* کَبْداءُ مِثْلُ الشَّظْفِ أَوْ شَرُّ العِصِی*

ش ظ ب

مهمَل.

ش ظ م
اشاره

شظم ، شمظ ، مشظ.

شظم

أبو عبید وغیره : الشَّظْمُ والشَّیْظَمَهُ الطَّویل ، والطّویل من الخیل.

وقال عنتره :

* من بین شَیْظَمَهٍ وأَجْرَدَ شَیْظمِ *

ورجل شَیْظَمٌ وشَیْظَمیٌ من رجال شَیاظِمه ، وقیل : الشیْظَمُ من الرجال : الطَّلْقُ الوجه الهش ، الذی لا انْقِباض فیه.

مشظ

قال اللیث : الْمَشظُ : أن یَمَس الشوْکَ أو الْجِذْعَ فیدخل مِنْه فی یده ، یقال : مَشظَت یده تَمْشُظ مَشظاً.

وقال ابنُ السکیت نحوَه ، وأَنشدَ قول سُحَیم بنُ وَثِیل :

وإنَّ قَناتَنَا مَشِظٌ شَظَاهَا

شَدِیدٌ مَدُّهَا عُنُقَ الْقَرینِ

وقال جریر :

* مِشاظُ قَناهٍ دَرْؤُهَا لَمْ یُقَوَّمِ*

وکان شمر یقول : مَشَظَتْ یَدُه ، بالظَّاء ، وینکر مَشِظَتْ ، وهما عندی لغتان رواهما أبو الهیثم وغیره. ورواه المِسْعَریُّ ، عن أبی عُبید. بالطاء : ویقال : شظَاه مَشِظَّهٌ ، إذا کانت حَدیده صُلْبه ، تُمشظُ بها یدُ من تناولها.

وقال الشاعر :

وکَلّ فَتَی أَخِی هَیْجَا شُجاعٍ

علی خَیْفَانَهٍ مَشِظٍ شَظَاها

شمظ

شَمْظَه : اسم مَوْضع فی شِعْرِ حُمید ابن ثَوْر :

کما انْقَبَضَتْ کَدْرَاء تَسْفِی فِراخَها

بشمْظَهَ رِفْهاً والْمِیاهُ شُعوبُ

وقال ابن دُرید : الشمْظُ : الْمَنْع ، شَمَظْتُه من کذا ، أی مَنَعْتُه.

وأنشد :

سَتَشمَظُکُمْ من بَطْنِ وَجٍّ سُیوفُنا

ویُصْبحُ منکم بَطْنُ جِلْذَان مُقْفِراً

(أبواب) الشین والذال

ش ذ ث

مهمل.

ص: 228

ش ذ ر
اشاره

استعمل منه : شذر.

شذر

قال اللیث : الشَّذْرُ : قِطَعٌ من ذَهَبٍ ، الواحده شَذْرَهٌ ، تُلْقَطُ من المعدن من غیر إذَابَه الحِجَاره ، ومما یُصاغُ من الذّهب فرائد یْفَصَّل بها اللُّؤلؤ والجَوْهر.

وقال ابن درید : الشَّذْرُ : خَرَزٌ یُفَصَّلُ به النّظم ، وأنشد :

* شَذْرَهَ وَادٍ ورَأَیْتُ الزُّهَرَهْ*

وقال شمر : الشَّذْرُ هَناتٌ کأنها رؤوس النَّمْل من الذّهب ، یُجْعَلُ فی الخَوْق.

وفی حدیث علی رضی الله عنه ، أنَّ سلیمان بن صُرَد قال : بلغنی عن أمیر المؤمنین : «ذَرْوٌ من قَوْلٍ تَشَذّرَ لِی به من شتْمٍ وإیعاد».

قال أبو عُبید : والتَّشَذُّرُ التَّوَعُّدُ والتّهَدُّد.

وقال لبید :

غُلْبٌ تَشَذّرُ بالذُّحُل کأَنَّها

جِنُّ البَدِیِّ رَواسِیاً أَقْدامُها

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : تَشَذَّرَ فلانٌ وتَقَتَّرَ ، إذا تَشَمَّر وتَهَیَّأَ للحمله ، وقال : شَذّرَ به ، وشَتَّر به ، إذا سَمَّع به.

وقال اللیث : التّشذُّر ، من النشاط والتَّسَرُّع إلی الأمر.

یقال : للقوم فی الحرب إذا تَصَاوَلُوا : تَشَذّرُوا ، وتَشَذّرَت النَّاقه ، إذا رَأَتْ رِعْیاً یَسرُّها فحرکت رأسها مَرَحاً وفَرَحاً.

وقال أبو عُبید ، قال الکسائیّ : التَّشَذُّرُ بالثوب : هو الاسْتِثْفَارُ به.

قال : وقال العدبَّسُ الکِنَانیّ : الشّوْذَرُ : الإتْبُ.

وأنشد :

* مُنْفَرِجٌ عن جانبَیْه الشَّوْذَرُ*

وقال الفراء : الشَّوْذَرُ : هو الذی تلبسه المرأه تحت ثَوبها.

وقال اللیث : الشَّوْذَرُ : ثوب تَخَبَّأُ به المرأهُ والجاریه إلی طرف عَضُدِها.

ش ذ ل - ش ذ ن - ش ذ ف

أهملت وجوهها.

ش ذ ب
اشاره

استعمل من وجوهها : شذب.

شذب

أبو عُبید ، عن الأصمَعیّ ، قال : الشَّذَبُ : قِطَعُ السَّجَر ، الواحده شَذَبَه.

وقال اللیث : الشَّذَبُ : قِشْرُ الشَّجر ، والشذْبُ : المَصْدَر ، والفعل یَشذِبُ ، وهو القطعُ من الشجر. وکل شیء من نُحِّیَ عن شیء ، فقد شُذِبَ عنه.

* نَشذِبُ عن خِنْدِفَ حتّی تَرضَی*

أی تَدْفع العِدا.

وقال رُؤبه :

* یَشذِبُ أُولاهُنَّ عن ذاتِ النَّهَقْ*

أی یَطْرُدْ.

ص: 229

قال : والشذَبُ : متاعُ البیت من القُماش وغیره.

والشوْذَب : الطویل النّجِیب من کلِّ شیء ، وفی صفه النبی صلی الله علیه وسلم أنه کان أطولَ من المربرع ، وأقْصرَ من المُشذَّب.

قال أبو عبید : المشذَّبُ : المُفْرِطُ فی الطُّول ، وکذلک هو فی کل شیءُ.

قال جریر :

أَلْوی بها شَذِبُ الْعُروق مُشذّبٌ

فکأنما وکَنَتْ علی طِرْبَالِ

وقال شمر : شَذَبْتُهُ أَشذِبُهُ شذْباً ، وشلَلْته شلّا ، وشذَّبْته تَشذِیباً بمعنی واحد.

وقال بُرَیْقٌ الْهُذَلیّ :

یُشذِّبُ بالسَّیْفِ أَقْرانَهُ

إذ فَرَّ ذو اللِّمّهِ الْغَیْلَمُ

والشذَبُ : الْقُشورُ والْعِیدان المُتَفَرِّقه.

ش ذ م
اشاره

استعمل منه : شمذ ، شذم.

شذم

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : یقال للنّاقه الْفَتِیّه السَّریعه : شملَّهٌ وشملَالٌ : وشیْذُمانَهٌ.

وقال اللیث : الشَّیْمُذَان والشَّیْذُمَان من أسماء الذّئب.

وقال الطِّرماح :

عَلَی حَوْلَاءَ یَطْفُو السُّخْدُ فیها

فَراهَا الشَّیْذمانُ عن الخبیر

شمذ

قال اللیث : الشَّمْذُ رَفْعُ الذّنَب ، نُوق شَوامِذ ، والعَقْربُ شَامِذٌ أیضاً.

وقال الشاعر یصف ناقه :

علی کلِّ صَهْبَاءً الْعَثَانین شامِذٍ

جُمَالِیّهٍ فی رأسها شطْنانِ

وقال الأصمعیّ : یقال للنّخیل إذا أُبِّرَتْ : قد شمذَتْ ، وهی نَخیل شوامِذ.

وقال لبید :

* غُلْبٌ شَوامِذُ لم یَدْخُلْ بها الحَصْرَ*

وقال شمر : یقال : شَمِّرْ إزَارَکَ ، أی ارْفَعْه ، ورجل شَمذَانٌ ، یرفع إزَارَهُ إلی رُکْبَتَیهِ.

(أبواب) الشین والثاء

ش ث ر
اشاره

استعمل من وجوهه : شرث.

شرث

قال اللیث : الشَّرَثُ غِلَظُ ظَهر الکَفّ من بَرْدِ الشتاء ؛ وقد شَرِثَتْ یَدُه تشرَث.

وقال أبو عَمْرو : سَیْفٌ شَرِثٌ. وقال طَلْقُ بنُ عَدیّ فی رجل طَرد نعامهً علی فَرسه :

یَحْلِفُ لا تَسْبِقه فما حَنثْ

حتی تَلافاها بمَطْرُورٍ شَرِثْ

أی بِسِنَانٍ مَطْرورٍ ، أی حَدِید.

ابن الأعرابیّ : الشرِثُ الْمُخْلِقُ من کلِّ شیء.

ص: 230

ش ث ل
شثل

ابن السکیت : الشثْلُ لغهٌ فی الشثْن وقد شثَل شثُولَهً.

ش ث ن
شثن

قال ابن السکیت : وشثَنَ شثُونَهً ، إذا غَلُظَ. أبو عُبید ، عن الفراء : رجل مَکْبُونُ الأصَابع ، مثل الشثْن.

وقال اللیث : الشثْن : الرّجُلُ الذی فی أَنامِله غِلَظٌ ، والفعل شثُنَ ، وشثِنَ شَثَناً وشثُونَهً.

قلت : وفیه لغه ثالثه : شنِثَ شنَثاً ، فهو شنِثٌ.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : إذا أکل البعیر الشوک فَغَلُظَت مَشافِره ، قیل : شَنِثتْ مَشافِرُه ، فهو شنِثٌ.

ش ث ف

مهمل.

ش ث ب
اشاره

شبث ، ثبش : [مستعملان].

ثبش

ثُباش من أَسماء العرب مَعْروف ، وکأنه مَقْلوب شُبَاث.

شبث

وقال أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الشبَثُ : دُوَیْبَهٌ کثیره الأرجل عظیمه الرأس ، وجَمعه شِبْثانٌ ، وأنشد غیره :

* مَشارِبُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِیمُ*

عَمْرو ، عن أبیه : الشبَثُ : الْعَنْکَبُوتُ ، وکذلک قال ابن الأعرابی.

وقال اللیث : هی ذُوَیْبَّهٌ تکون فی الأرض ، تُخَرِّب الأرض وتکون عند النُّدُوَّهِ ، والجمیع الشِّبْثانُ.

قال : والتّشَبُّثُ : اللُّزومُ وشدّه الأَخْذِ ، ورجُلٌ شُبَثَهٌ ضُبَثَهٌ ، وإذا کان ملازماً لِقِرْنِه لا یُفَارِقه.

قلت : وأمّا البَقْلَهُ التی یقال لها الشِّبِثُ فمُعرْبه ، ورَأَیْتُ البَحْرانِیِّین یُسمونها سِبِثٌ بالسِّینِ ، والتَّاء ، قلبوا الشین سِیناً والذّالَ تاء ، وهی بالفارسیه یقال لها شوِذ بالذال المعجمه.

(أبواب) الشین والراء

ش ر ل

مهمل.

ش ر ن
اشاره

شنر ، شرن ، نشر ، رشن.

نشر

قال الله جلَّ وعَزَّ : (وَانْظُرْ إِلَی الْعِظامِ کَیْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَکْسُوها لَحْماً) [البقره : 259] ، قرأها ابن عباس (نُنشِرُها) ، وقرأ الحسن : (نَنْشرُها).

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : أَنشرَ اللهُ المیِّتَ ونَشرَهُ ، فنشر المیِّتُ لا غیر.

وقال الفراء : من قرأها (کیف نُنشْرُها) بضم النون ، فإنشارها إحْیاؤُها. واحْتَجَ

ص: 231

ابن عباس بقوله : (ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (22)) [عبس : 22].

قال : ومن قرأها (نَنْشرها) فَکأَنه یَذْهَب إلی النشرِ والطّیّ ، والوجه أن یقال : أنشرَ اللهُ الموْتی فنَشروا هم إذا حَیُوا ، کما قال الأعشی :

حتی یَقولَ النّاس ما رَأَوْا

یا عَجَباً لِلمیِّت النّاشرِ

قال : وسمِعْت بعضَ بنی الحارث یقول : کانَ به جَرَبٌ فنُشر ، إذا عادَ وحَیِیَ.

وقال الزجاج : یقال : نَشَرَهُمُ الله أی ، بَعَثهم ، کما قال الله : (وَإِلَیْهِ النُّشُورُ) [الملک : 15]. وقال جلّ وعزَّ : (وَهُوَ الَّذِی یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ) [الأعراف : 57] وقریء (نُشُراً) و (نُشْراً).

قال أبو إسحاق : من قرأ (نَشْراً) فمعناه إحْیاء بنشر السَّحاب الذی فیه حَیاهُ کلِّ شیء ، ومن قرأ : (نُشْراً) و (نُشُراً) ، فهو جمع نَشور ، مثل : رَسُول ، ورُسُل ورُسْل.

وقال فی قوله : (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (3)) [المرسلات : 3] هی الرِّیاح تأْتِی بالمَطَر.

الحَرانیّ ، عن ابن السِّکِّیت : النَّشْرُ أن یَخْرُجَ النَّبْتُ یُبْطِیءُ عنه المطر فیَیْبَس ثم یُصِیبُه مطرٌ بعدَ الْیُبْس ، فینْبُت ، وهو ردِیء للغَنم والإبل فی أول ما یَظْهر.

قال : مصدر نَشرْتُ الثوبَ أَنْشُرُه نَشْراً ، ومصدر نَشَرْتُ الخَشَبَهَ بالمنْشار أنشرُها نَشْراً ، والنّشْرَ : أَنْ تَنْتَشرَ الغَنمُ باللّیل فَتَرْعَی.

وأخبرنی المنذریّ : عن أبی الهیثم ، عن نُصَیر الرازی ، قال : النّشرُ : أن تَرْعَی الإبل بَقْلاً قد أَصابه صَیْفُ ، وهو یَضُرُّها.

ویقال : اتّقِ علی إبِلِک النَّشْر. ویقال : أصابَها النَّشَر ، أی دَوِیَتْ عن النَّشر.

وقال أبو عُبَید : النَّشْرُ : الرِّیح.

وقال اللیث : النَشْرُ نَشرُ الرِّیح الطّیبه.

وفی الحدیث : خَرَجَ معاویه ونَشْرُه أمامَه ، یعنی رِیحَ المِسْک.

وقال أبو الدُّقَیْش : النَّشْرُ : ریحُ فَمِ المرأه وأَنْفِها وأَعْطافها بعد النّوم ، وأنشد غیره :

* ورَیحَ الْخُزَامَی ونَشْرَ الْقُطُرْ*

وقال اللیث : النَّشْرُ : الْکَلأُ یَهیجُ أَعْلاه ، وأَسْفَله نَدٍ أَخْضَر ، تَدْوَی منه الإبِلُ إذَا رَعَتْه ، وأنشد :

وَفِینَا وَإنْ قِیلَ اصْطَلَحْنا تَضَاغُنٌ

کما طَرَّ أَوْبَارُ الجِرابِ علی النَّشِر

قلت : وقال غیره : النَّشْرُ فی هذا البیت نَشْر الجَرَبِ بعد خَفَائِهِ ونَبَاتِ الْوَبَرِ علیه ، وهذا هو الصَّواب.

یقال : نشَرَ الجَرَبُ یَنْشُرُ نَشْراً ونُشُوراً ، إذا حَیِیَ بَعد ذَهابِه.

ویقال : جاءَ الجیشُ نَشَراً ، أی مُتَفَرِّقِین.

ص: 232

وضَمَّ اللهُ نَشَرَکَ ، أی ما انْتَشَر من أَمْرِک کقولهم : لَمَّ اللهُ شَعَثَک.

وقال أبو العباس : نَشَرُ الماء : ما تَطایر منه عند الوُضوء.

وسأل رجلٌ الحسن عن انْتِضَاحِ الماءِ فی إنَائِه إذا تَوَضَّأَ ، فقال : وَیْلَکَ! أَتَمْلِکُ نَشَرَ الْماء ، یعنی ما یَنْتَشرُ منه ، کلُّ هذا مُحَرَّک الشین مثلُ نَشَرِ الْغَنَمِ وانْتَشَرَ ذَکَرُه إذا قَامَ ، وانتشار عَصَبِ الدَّابَّهِ فی یدِه : أَنْ یُصِیبَه عَنَتٌ فَیَزُولَ الْعَصَبُ عن مَوْضعه.

وقال أبو عبیده : الانتِشَار : انْتِفَاخٌ فی العصب للإِتْعاب.

قال : والعَصَبَهُ التی تَنْتَشِرُ هی العُجَابَه.

قال : وتَحَرُّکُ الشَّظَی کانْتِشَارِ الْعَصَب غیر أنَّ الفرس لانْتِشَارِ العَصَب أشَدُّ احْتمالاً منه لتحریک الشَّظی.

أبو عُبید ، عن أبی عَمرو والأصمعیّ : النَّواشِرُ والرَّوَاهِسُ : عُروق باطِنِ الذِّراع.

وقال زهیر :

* مَراجِیعُ وَشْمٍ فی نَوَاشِرِ مِعْصَمِ*

ثعلب ، عن ابن الأعربیّ : امرأه مَنْشُورَهٌ ومَشْبورَهٌ ، إذا کانت سَخِیَّهٌ کَریمه.

قال : ومن المنشُورَه قوله : (نشراً بین یدی رحمته) [الأعراف : 57]. أی سخاء وکرامه.

وقال اللیث : النُّشْرَهُ : عِلاجُ رُقْیَهٍ یُعالج بها المَجْنُون ، یُنَشَّرُ بها عنه تَنشِیراً ، ورُبَّما قالوا للإنسان المهزول الهالک ، کأنَّهُ نُشْرَه ، والتّناشِیرُ : کتابَهَ الغِلمان فی الکُتّاب ، والمنْشُور من کُتُب السلطان : ما کان غَیْرَ مَخْتُوم.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، قال : النَّشْرُ نَبَاتُ الوَبَرِ علی الجَرَبِ بعد ما یَبْرَأُ.

والنَّشْرُ : نَفَیانُ الطّهُور. والنَّشْرُ : الحیَاه.

والنَّشْرُ : الرِّیجُ الطّیَّبَهُ.

شرن

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الشَّرْنُ : الشَّقُّ فی الصَّخْرَه.

عمرو عن أبیه : فی الصَّخْرَه شَرْمٌ وشَرْنٌ وثَتٌّ وفَتٌّ وشِیقٌ وشِرْیَانُ ، وقد شَرِنَ وشَرِمَ ، إذا انْشَقّ.

شنر

أبو عُبید : الشَّنَارُ : العارُ والعَیْب.

اللیث : رجل شِرِّیرٌ شِنِّیرٌ ، إذا کان کثِیرَ الشَرِّ والْعُیُوبِ ، وشَنَّرْتُ بالرَّجل تَشْنِیراً ، إذا سَمَّعْتَ به وفَضَحْتَه.

وقال شَمِر : الشَّنَارُ : الأَمْرُ المشهور بالقُبْح والشُّنْعَهِ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشَّمْرَهُ : مِشْیَهُ الْعَیَّار ، والشَّنْرَهُ : مِشْیَهُ الرَّجل الصَّالح المشَمِّر.

وقال اللّحیانیّ : رَجُلٌ شِنِّیرٌ : شِرِّیر.

رشن

أبو زَیْد : رَشَنَ الرَّجُل یَرْشُنُ رُشُوناً فهو راشِنٌ ، وهو الذی یَتَعَهَّدُ مواقِیتَ

ص: 233

طعامِ الْنَوم فیَغتَرُّهُم اغْتِراراً ، وهو الذی یقال له الطّفَیْلیّ.

ویقال للکلب إذا وَلَغَ فی الإِناء : قَدْ رَشَنَ رُشُوناً ، وأنشد :

لَیْسَ بِقَصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِ

عند البُیُوتِ راسِنٍ مِقَمِ

عمرو عن أبیه : الرَّفیفُ : الرَّوْشَنُ ، قلت :

هو الرَّفُّ.

ش ر ف
اشاره

شرف ، شفر ، رشف ، رفش ، فرش : مستعمله.

شرف

رُوِیَ عن النَّبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «ما ذِئْبَان عَادِیَان أَصَابَا فَرِیقَهَ غَنَم بأَفْسَدَ فِیها من حُبِّ المَرءِ الْمالَ والشَّرَفَ لدِینِه» ، یرید أنَّه یَتَشَرَّفُ فیجمعُ المال لُیبارِیَ بِه ذوی الأمْوال ولا یُبَالی أجَمَعَهُ من حَلالٍ أَوْ حرام.

الحرانیّ عن ابن السّکیت ، قال : الشّرَفُ والمَجْدُ لا یکونان إلا بالآباء ، یقال : رَجُلٌ شَریف ، ورجل ماجِدٌ : له آباء مُتَقَدِّمون فی الشَّرف.

قال : والْحَسَبُ والکَرَم یکونان فی الرَّجل وإنْ لم یکن له آباء لهم شَرَف.

وقال اللیث : الشَّرَفُ مصدرُ الشَّریف من النّاس ، والفعل شَرُفَ یَشْرفُ ، وقَوْمٌ أشْراف ، مثل شَهِید وأَشْهاد ونَصیر وأَنْصَار. وشَرَفُ الْبَعیر : سَنَامُه. وقال الشاعر :

* شَرَفٌ أَجَبُّ وکاهِلٌ مجدُولُ*

والشَّرَفُ : ما أَشْرَفَ من الأرض. ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، قال : الْعُمَرِیّهُ ثِیابٌ مصْبُوغَهٌ بالشرَفِ ، وهو طِینٌ أَحْمر ، وثَوْبٌ مُشرَّفٌ : مَصْبوغٌ بالشرَفِ.

أَلَا لا تَغُرَّنَّ أمْراً عُمَرِیهٌ

عَلَی غَمْلَجٍ طَالَتْ وَتَمَّ قَوَامُها

قال : ویقال : شَرْفٌ وشَرَفٌ ، لِلمغَرَه.

وقال اللیث : الشرَفُ : شَجرٌ له صِبْغٌ أَحْمر یقال له الدَّارْبَرْنَیان.

قلت : والقولُ ما قالَ ابنُ الأعرابیّ فی تَفْسیر الشرَف.

وقال اللیث : الْمشرَفُ : المکانُ الذی تُشرِفُ علیه وتَعْلُوه ، قال : ومَشارِفُ الأرض : أعالِیها ، ولذلک قیل : مَشَارِفُ الشام.

أبو عبید ، عن الأصْمعیّ : السُّیوفُ الْمشرَفیّهُ ، منسوبهٌ إلی مشارِف ، وهی قُری من أَرْض العَرب تَدْنو من الرِّیف.

وقال اللّیث : الشُّرْفَه : التی تُشرَّفُ بها القُصُور وجمعها شُرَف. والشرَفُ : الإشفاءَ علی حَظَرٍ من خَیْرٍ أو شرِّ ، یقال هو عَلَی شَرَفٍ من کَذا ، وأَشرَفَ المریضُ وأَشفَی علی الموْت. ویقال : سارُوا إلیهم حتی شَارَفُوهُم ، أی أَشرَفوا علیهم.

ص: 234

أبو عبید : عن الفراء : أَشرَفْتُ الشیءَ : عَلَوْتُه. وأَشرَفْتُ علی الشیء ، إذا طَلَعْتَ علیه من فَوْقِه. ویقال : ما یُشرِفُ له شَیءٌ إلَّا أَخَذَه. وما یُطِفُّ له شَیْءٌ. وما یُوهِفُ له شَیْءٌ إلا أَخَذَه.

وفی حدیث علیّ : «أُمِرْنَا فی الأضَاحی أن نَسْتَشْرِفَ العینَ والأذُن».

أبو عبید ، عن الکسائیّ : اسْتَشْرَفْتُ الشَّیءَ ، واسْتَکْفَفتُه ، کلاهما أن تَضَعَ یدَک علی حاجبک کالذی یَسْتَظِلّ من الشمس حتی یَستبینَ الشیء.

وقال أبو زید : اسْتَشْرَفْتُ إِبلَهُم ، إذا تَعَیَّنْتَها لتُصیبَها بالعین. ومعنی قوله : «أُمِرنَا أن نَسْتَشرَف العین والأذن» ، أی نتأمَّل سلامَتَهُما من آفهٍ بهما ، وآفهُ العین عَوَرُها. وآفَهُ الأذن قَطْعها ، فإذا سَلمت الأضْحِیهُ من العَوَرِ فی العین والجَدْعَ فی الأُذُن. جازَ أن یُضَحَّی بها. وإذا کانت عَوْراءَ أو جَدْعَاءَ أو مُقَابَلَهً أو مُدَابرَهً. أو خَرْفَاء أَوْ شَرْفَاء : لَم یُضَحَّ بها.

وقیل : اسْتِشراف العین والأذن : أن تَطْلَبهُما شریفتین بالتمامِ والسّلامه.

وقال اللیث : اسْتَشرَفتُ الشیءَ ، إذا رَفَعْتَ رأسَکَ تَنْظُر إلیه قال : ونَاقَهٌ شُرافِیَّهٌ : ضَخْمهُ الأذُنین جَسِیمه ، وأذنٌ شَرْفَاءُ ، طَویلَهُ الْقُوفِ. وقال أبو زید : هی الْمنتَصِبَهُ فی طُولٍ. قال : والشارِفُ : النَّاقَهُ التی قد أَسَنَّت وقَدْ شرَفتْ تَشرُفُ شُروفاً.

وقال ابن الأعرابیّ : الشَّارِفُ : النَّاقَهُ الْهِمَّه ، والجمیعُ شُرُفٌ وشَوَارِف ، ولا یقال للْجَمَل شَارِف ، وأنشد اللیث :

نجاهٌ من الهَوج المرَاسِیلِ هِمَهٌ

کُمیْتٌ علیها کَبْرَهٌ فَهی شَارِفُ

قال : وسهم شارف یقال : هو الدَّقیق الطّویل. ویقال : هو الذی طالَ عهدُه بالصِّیانَهِ ، وانتَکَث عَقبُهُ وَرِیشهُ.

قال أوس :

یُقلِّبُ سهْماً رَاشَهُ بمَنَاکِبٍ

ظُهَارٍ لؤام فهو أعجف شارف

ومنْکِبٌ أشْرَفٌ ، وهو الذی فیه ارْتفاع حَسَنٌ ، وهو نقیض الأهْداء ، وقصْرٌ مُشَرَّفٌ : مُطَوَّل ، والمَشْرُوفُ من الناس ، الذی قد شُرِّفَ علیه غیره ، یقال : شَرَف فلانٌ فلاناً ، إذا فاقَهُ ، فهو مَشْرُوفٌ ، والفائِقُ : شَرِیفُ.

وشُرَیْفٌ : أَطْولُ جَبَلٍ فی بلادِ العرب ، وشَرَفٌ : جَبَلٌ آخرِ بِحِذَائِه ، وشُرَافٌ : ماءٌ لبنی أسَد.

الحرَانیّ عن ابن السکیت ، قال : الشَّرَفُ : کَبِدُ نَجْد ، وکانت منازِلَ الملوکِ من بنی آکل الْمُرار ، وفیها حِمَی ضَرِیَّه ، وضَرِیَّهٌ : بئْرٌ. وفی الشَّرَفِ الرَّبَذَهُ ، وهی الحِمَی الأیْمَن ، والشُّرَیْفُ إلی جَنْبِه ، یَفْرقُ بین

ص: 235

الشَّرَفِ والشُّرَیْفِ وادٍ یقال له التَّسْرِیر ، فما کان مُشَرِّقاً فهو الشُّرَیْفُ وما کان مُغَرِّباً. فهو الشَّرَفُ.

قلت : وصِفَهُ الشَّرَفِ ، والشُّرَیْف علی ما فَسَّرَه یعقوب.

وقال شَمِر : الشَّرَفُ : کلُّ نَشَزٍ من الأرْض قد أَشْرَفَ علی ما حَوْله قادَ أَوْ لَمْ یَقُدْ وسواءٌ کان رَمْلاً أَوْ جَبَلاً ، وإنما یَطُولُ نحواً من عَشره أذْرَع أو خمس ، قَلَّ عَرْضُ ظَهْرِه أوْ کَثُر.

قال اللیث : یقال : أَشْرَفَتْ علینا نَفْسُه ، وهو مُشْرِفٌ علینا أی مُشْفِق ، والأَشْرَافُ :

الشَّفَقَه ، وأنْشَدَ :

ومِنْ مُضَرَ الحَمْراء إشْرافُ أنْفُسٍ

علینا وَحَیَّاها إِلَیْنا تَمَضُّرَا

الأصمعیّ : شُرْفَهُ المال : خِیارُه ، والجمیع الشُّرَف. ویقال : إنی أَعُدُّ إتْیانَکُمْ شَرْفَه ، أی فَضْلاً وشَرَفاً أَتَشَرَّفُ بِه ، وأَشْرافُ الإنْسان أُذُنَاه وأَنْفُه.

وقال عَدِیُّ :

کَقَصِیرٍ إذْ لَمْ یَجِدْ غَیر أنْ جَدّ

عَ أَشْرَافَهُ لمکْرٍ قَصِیرُ

والشَّرَفُ من الأرْض : ما أَشْرَفَ لک.

یقال : أَشْرَفَ لی شَرَفٌ فما زِلْتُ أرْکُضُ حتی عَلَوْتُه.

وقال الهُذَلِیّ :

إذا ما اشْتَأَی شَرَفاً قَبْلَه

وَوَاکَظَ أوْشَکَ منه اقْتِرَابا

والشُّرَافِیُ : لونٌ من الثِّیاب أَبْیَض.

قال : والشِّرْنَافُ : عَصْفُ الزَّرْعِ العَریض ، یقال : قد شَرْنَفُوا زَرْعَهُمْ ، إذا جَزُّوا عَصْفَه.

قلت : لا أدْرِی ، هو شَرْنَفُوا زَرْعَهُم بالنُّون أوْ شَرْیَفُوا بالیاء ، وأَکْبَرْ ظَنِّی أنه بالنُّون لا بالیاء.

فرش

ثعلب ، عن ابنِ الأعْرابیّ : فَرَشْتُ زَیداً بِسَاطاً ، وأَفْرَشْتُه وفَرَّشْتُه ، إذا بَسَطْتَ له بِسَاطاً فی ضِیَافَتِه ، وأَفْرَشْتُه : أَعْطَیْتَه فَرَشاً من الإبل صغاراً أو کِبَاراً.

وقال اللیث الْفَرْشُ مَصْدَرُ فَرَشَ یَفْرُشُ ، وهو بَسْطُ الفِراش ، والْفَرْشُ : الزَّرْعُ الذی بثَلاث وَرَقات أوْ أکثر ، ویقال : فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِیشاً ، إذا جَعَلَ یُرَفْرِفُ علی الشیء ، وهی الشَّرْشَرَهُ والرَّفْرَفَهُ. ویقال : ضَرَبَهُ فما أَفْرَشَ عنه حتی مات ، أی ما أَقْلَعَ عنه ، ونَاقَهٌ مَفْرُوشَهُ الرِّجْل ، إذا کان فیها انْئِطَارٌ وانْحِنَاءٌ ، وأَنشد :

* مَفْرُوشَهُ الرِّجْلِ فَرْشاً لَمْ یَکُنْ عَقَلَا*

وقال ابن الأعرابیّ : الْفَرْشُ مَدْحٌ ، والعَقْلُ ذَمٌّ ، والفَرْشُ اتّساعٌ فی رِجْلِ البَعیر ، فإن کَثُرَ فهو عَقَل.

اللیث : فَرَشْتُ فُلاناً ، أَیْ فَرَشْتُ له ، ویقال : فَرشْتُهُ أَمْرِی ، أی بَسَطْتُه کُلَّه ،

ص: 236

وافْتَرش فَلانٌ تُراباً أو ثوباً تحته ، وافْتَرَشَ فلانٌ لسانَه یَتَکَلَّمْ کیف ما یشاء.

ورُوِی عن النَّبی صلی الله علیه وسلم «أَنَّه نَهَی فی الصَّلاهِ عن افتِراشِ السَّبُع ، وهو أن یَبْسُطَ ذِرَاعَیْهِ ولا یُقِلَّهما عن الأرض ، مُخَوِّیاً إذا سَجَدَ ، کما یَفْتَرِشُ الکَلبُ ذِرَاعَیه» والذِّئبُ مثله إذا رَبَضَ علیهما ومَدَّهما علی الأرْض. قال الشاعر :

تَرَی السِّرْحَانَ مُفْتَرِشاً یَدَیْهِ

کأَنَّ بَیَاضَ لَبَّتِهِ الصَّدیعُ

ویقال : لَقِیَ فلانٌ فلاناً فافتَرَشَهُ ، إذا صَرَعَه ، والأرْضُ فِراشُ الأنام.

وقال اللیث : یقال : فَرَشَ فلانٌ دارَه ، إذا بَلَّطَها باجُرِّ أَوْ صَفِیح. وفِراشُ اللِّسان اللحْمه الَّتی تَحْتَها ، وفِراشُ الرَّأْسِ : طرائق رِقَاقٌ من القَحْفِ.

وقال أبو عُبید : قال الأصمعیّ : المُنَقِّلَهُ من الشّجاج هی الَّتی یَخْرج منها فَراشُ العِظَام ، وهی قِشْرَهٌ تکونُ علی العَظمِ دون اللحم.

وقال النابغه :

* ویَتْبَعُهَا منهم فَرَاشُ الحَواجِبِ*

وقال اللیث : فَرَاشُ القَاعِ والطِّین ما یَبِسَ بعد نُضُوب الماءِ من الطِّین علی وَجْه الأرض.

وقال أبو عُبید : الفراشُ أقلُّ من الضَّحْضَاح.

وقال ذو الرُّمه :

وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطَافُه

فَراشاً وأَنّ البَقْلَ ذَاوٍ ویَابِسُ

وقال الزَّجاح فی قوله الله : (یَوْمَ یَکُونُ النَّاسُ کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (4)) [القارعه : 4] : الفَراشُ : ما تراه کصغار الْبَقّ ، یَتَهافَتُ فی النار ، شَبَّه الله تبارک وتعالی الناس یوم البَعث بالْجَرادِ المنْتَشر ، وبالفَراشِ المبْثُوث ؛ لأنهم إذا بُعِثُوا یَمُوجُ بعضهم فی بعض کالجراد الذی یموجُ بعضه فی بعض.

وقال الفراء فی قوله : (کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) : یرید کالغَوْغَاءِ من الجَرادِ یَرْکَبُ بعضُه بعضاً ، کذلک الناسُ یومئذ یَجُول بعضهم فی بعض.

وقال اللیث : الفَرَاشُ : الذی یَطیرُ ، وأنشد قوله :

أَوْدَی بِحِلْمِهُمُ الْفِیاشُ فَحِلْمُهم

حلْمُ الفَراشِ غَشِینَ نَارَ المُصْطَلی

قال : ویقال : للخفیف من الرِّجال : فَرَاشه.

قال : ویقال : ضَربَهُ فأطارَ فراشَ رأسه ، وذلک إذا طارت العِظَامُ رِقاقاً من رأسه.

وکل رقیقٍ من عظم أو حدید فهو فَرَاشَه ، وبه سُمِّیت فراشه القُفْل لرِقَّتها.

قال : والفراشَ : عظم الحاجب ، والمِفْرَشُ : شیء یکون مثل الشَّاذَ کُونک.

قال : والمِفْرَشهُ تکون علی الرَّحْل یَقعد

ص: 237

علیها الرجل ، وهو أصغر من المفرش.

وفی «نوادر الأعراب» : أَفْرَشت الفرسُ ، إذا استأنَتْ.

وقال أبو عُبیده : الفَرِیشُ من الخیل : التی أتی علیها بعد وِلادَتها سبعه أیام ، وبلغَت أن یَضرِبها الفَحْل ، وجمعها فَرَائش.

وقال الشماخ :

رَاحَتْ یُقَحْمها ذُو أَزْمَلٍ وسَقَتْ

لَهُ الفرائشُ والسُّلبُ القیَادیدُ

وقال اللیث : جاریهُ فَریشٌ ، قد افترَشها الرجل ، فعیلٌ جاء من «افْتعل».

قلت : ولم أسمَع «جاریه فریش» لغیره.

والفَرِیشُ من الحافرَ بمنزله النُّفساءَ من النِّساء إذا طهرت ، وبمنزله العائِذ من الإبل.

عمرو عن أبیه : الفراشُ : الزَّوج ، والفِراشُ : المرأه ، والفِراش : ما یَنَامانِ علیه ، والفِراش : البیتُ ، والفِراش : عُشُّ الطَّائِرِ.

وقال الهُذَلِیّ :

* حتی انْتَهَیْتُ إلی فراشِ عزیزَهٍ*

أراد : وَکْرَ العُقاب. والفَراش : موقع اللِّسان فی قَعْرِ الفم.

وقال الفرَّاء فی قول الله جلَّ وعزَّ : (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَهً وَفَرْشاً) [الأنعام : 142] ، قال : الحَمُولهُ : ما أطاقَ العملَ والحمْل ، والفَرْش : الصِّغار.

وقال أبو إسحاق : أجْمَع أهلُ اللغه علی أنَ الفَرْشُ : صغارُ الإبل ، وأنَّ الغَنَم والبقرِ من الفَرْش.

قال : والّذی جاء فی التفسیر یدل علیه قوله جلّ وعزّ : (ثَمانِیَهَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَیْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَیْنِ) [الأنعام : 143] ، فلما جاءَ هذا بدلاً من قوله : (حَمُولَهً وَفَرْشاً) ، جعله للبقَر والغنم من الإبل.

قلت : وأنشد غَیرُه ما یحقِّق قولَ أهلِ التفسیر :

ولَنَا الحَامِلُ الحَمولهُ والفرْ

شُ من الضَّأْنِ والحُصُونُ الشِّیوفُ

وأخبرنی المنذریّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : قال : یقال : أفرَش عنهم الموت ، أی ارْتَفع ، ویقال : ضرَبهُ فما أفرَشَ عنه حتی قَتَله ، أی أقْلعَ عنه.

قال : والفرْشُ : الغَمْضُ من الأرْض فیه العُرْفُط والسَّلَمُ ، وإذا أکلته الإبل اسْتَرخَت أفواهها ، وأنشد :

* کَمِشفرِ النّابِ تلوکُ الفرْشَا*

وقال اللیث : الفرْشُ من الشجر والحطبِ : الدِّقُّ والصَّغار. یقال : ما بها إلّا فرشٌ من الشجر.

قال : والفرْشُ من النّعَمِ التی لا تصلُح إلّا للذَّبح. وقول النبی علیه السلام : «الوَلدُ للفراشِ وللعاهِر الحجَر» ؛ معناه أنّه لِمالک

ص: 238

الفراشِ ، وهو الزَّوْج ، ومالک الأمَه ؛ لأنه یَفترشها بالحقّ ، وهذا من مُخْتَصر الکلام. کقوله جلَّ وعزّ : (وَسْئَلِ الْقَرْیَهَ الَّتِی کُنَّا فِیها) [یوسف : 82] ، یرید أهل القریه.

ویقال : افترشَ القومُ الطریق إذا سلکوه ، وافترشَ فُلانٌ کریمهَ بنی فلان فلمْ یُحسِن صُحْبَتَها إذا تَزَوَّجها ؛ ویقال : فلان کریم متفرِّشٌ لأصحابه ، إذا کان یَفْرشُ نفسَه لهم.

وقال أبو عبیده : فراشا الکِتفَیْن : ما شخصَ من فُروعهما إلی أصْل العُنُق ومستَوی الظّهر.

وقال النضر : الفَراشَان : عِرْقَانِ أَخْضَرَان تَحت اللّسان ، وأنشد :

خفیفُ النّعامهِ ذُو مَیْعهٍ

کثیفُ الفراشهِ ، ناتِی الصُّرَد

یصف فَرساً.

أبو عُبَید : الْفَراش : حَبَبُ الْعَرَق فی قول لبید :

* فَرَاشُ المَسِیحِ کالْجُمانِ الْمُحَبَّبِ*

وقال ابن شُمیل : فَرَاشا اللِّجام : الْحَدِیدَتان اللَّتان یُرْبَطُ بهما الْعِذَارَان ، والْعِذاران : السَّیْرَان اللَّذان یُجْمعان عند الْقَفَا.

وقال ابنُ الأَعرابیّ : الْفَرْشُ : الکَذِب ، یقال : کم تَفْرُشُ! ، أی کم تَکْذِبُ!.

رشف

قال اللیث : الرَّشْفُ ماءٌ قلیلٌ یَبْقَی فی الحوض تَرْشُفُه الإبل بأفواهها ، والرَّشِیفُ : تناوُلُ الماء بالشَّفَتین ، وهو فوق المصّ ، وأنشد :

سَقَیْنَ الْبَشَامَ الْمِسْکَ ثم رشَفنَهُ

رشیفَ الْغُرَیْرِیَّاتِ ماءَ الْوَقَائِع

وسمعتُ أَعْرابیاً یقول :

* الْجَرْعُ أَرْوَی والرَّشِیفُ أَشْرَبُ*

وذلک أن الإبل إذا صادفت الحوضَ مَلآن جرَعَتْ ماءَه جَرْعاً یَمْلأُ أفواهها وذلک أَسْرَعُ لریِّها ، وإذا سُقِیَتْ علی أَفْواهها قبل امْتلاء الحوض تَرَشَّفَت الماءَ بمشَافِرِها قلیلاً قلیلاً ، ولا تکاد تروَی مِنْهُ. والسُّقَاهُ إِذَا فَرَطوا الوارِدَه سقوا فی الْحَوض ، وتَقَدَّموا إلی الرُّعیان بأَلا یُورِدُ والنَّعَم ما لم یَطْفَح الحوض ؛ لأنها لا تکاد تَرْوَی إذا سُقِیَتُ قلیلاً ، وهو معنی قولهم : الرَّشِیفُ أَشْرَب.

أبو عُبید عن الأمویّ : الرَّشُوفُ : المرأه الطَّیِّبَهُ الْفَم.

ثعلب عن ابنُ الأعرابیّ : الرَّشُوفُ من النِّساء : الیابِسَه المکان ، والرَّصُوفُ : الضَّیِّقَهُ المکان.

قال : وأَرْشَفَ الرَّجل ورَشَفَ ورَشَّفَ ، إذا مَصَّ ریقَ جارِیته.

وقال شمر : قال أبو عمرو : یقال : رَشِفْتُ ورَشَفْتُ قَبّلْتُ وَمَصَصْتُ.

ص: 239

قلت : فمن قال : رَشِفْتُ ، قال : أَرْشَفُ ، ومن قال : رشَفْتُ ، قال أرْشُفُ.

رفش

قال اللیث : الرَّفْشُ والرُّفْشُ : لُغَتان سَوادِیَّه ، وهو الْمِجْرَفَهُ یُرْفَشُ بها الْبُرُّ رَفْشاً ، وبعضهم یُسَمِّیه المِرْفَشَه. وفی حدیث سلمان الفارسی : «أنَّهُ کان أَرْفَشَ الأُذُنَیْن».

قال شمِر : الأرْفَش : العَرِیض الأُذُن من الناس وغیرهم ، وقد رَفِشَ یُرْفَشُ رَفَشاً ، شُبِّه بالرَّفْش ، وهو الْمجْرَفَهُ من الخشب.

وقال غیره : یقال للرجل إذا شَرُفُ بعد خُموله : من الرَّفْشِ إلی الْعَرْشِ ، أی جلس علی سَریر الملک بعد ما کان یَعْمَل بالرَّفْش ، وهذا من أمثال أهل العراق.

والرَّفْش أیضاً : الدّقُّ والهَرْس ، یقال للذی یُجِید أَکل الطعام : إنه لَیَرْفُش الطِّعام رَفْشاً ، ویَهْرِسُه هَرْساً.

وقال رؤبه :

دَقّاً کَرَفْشِ الوَضِیم المَرْفُوشِ

أو کاخْتِلاقِ النُّورَهِ الجَموشِ

ویقال : وَقَعَ فلانٌ فی الرَّفْش والقَفْش ، فالرّفْشُ الأکل والشَّرْب فی النَّعْمَه والأمْن ، والقَفْش : النِّکاح.

ویقال : أَرْفَش فلانٌ ، إذا وقع فی الأَهْیَفَیْن : الأکْلُ والنِّکاح.

شفر

قال اللیث : الشُّفْرُ : شُفْرُ الْعَین ، والشُّفْرُ : حَرْفُ هَنِ الْمَرْأَه ، وحَدّ الْمِشْفَر.

وأَخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم ، عن نُصیر ، أنه قال : یُقال لنا حیتی فَرْجِ الْمَرْأَهِ : الأسْکَتَان ، ولِطَرَفَیْهِما الشُّفْران.

قلت : وشُفْرُ الْعَین : مَنَابِتُ الأَهْدابِ من الْجُفُون.

وقال اللیث : هما الشَّافِرَان من هَنِ الْمَرْأَه أَیْضاً ، قال : ولا یقال الْمِشْفَرُ إلَّا لِلْبَعیر.

وقال أبو عُبَید : إنما قیل مَشَافِرُ الْحَبَشِ تَشْبِیهاً بمشَافِرِ الإِبل. وشَفیرُ الوادی : حَدُّ حَرْفِهِ ، وکذلک شَفیرُ جَهَنَّم ، نعوذُ بالله تبارک وتعالی منها!

وقال اللیث : امْرأَهٌ شفِیرَهٌ وشِفَرهٌ ، وهی نَقِیضَهُ الْعَقِیرَه.

وفی الحدیث : «إنَّ فُلاناً کانَ شَفْرَهَ الْقَوْم فی السَّفَر» ؛ معناه أنه کان خادِمَهُم الذی یَکْفِیهم مَهْنَتَهُمْ ، شُبّهَ بالشَّفْرِه التی تُمْتَهَنُ فی قطع اللّحم وغَیْره.

وقال اللیث : الشَّفْرَهُ : هی السِّکّین الْعَرِیضَه ، وجمعها شَفْرٌ وشِفَار. وشَفَرَاتُ السُّیُوف : حروفُ حَدِّها.

وقال الکمیت یصفُ السُّیوف :

یَرَی الرَّاءُون بالشَّفَرَاتِ منها

وُقودَ أبِی حُبَاحِبَ والظُّبِینَا

أبو عُبید عن الکسائیّ : یقال : ما بالدار شَفْرٌ ، بفَتْح الشین.

ص: 240

وقال شمر : ولا یَجُوزُ شُفْرٌ ، بضم الشّین.

وقال اللحیانیّ : شُفْرٌ لُغه.

وقال ذُو الرمَّه فیه بلا حَرْف النَّفْی :

تَمُرُّ لَنَا الأَیَّامُ ما لَمَحَتْ لَنا

بَصِیرَهُ عَیْنٍ مِنْ سِوَانا إلی شَفْرٍ

أی ما نَظَرت عینٌ مِنّا إلی إنْسانٍ سِوانا.

وقال اللیث : الشُّفَارِیّ : ضَرْبٌ من الیَرابِیع ، یقال لها ضأن الیرابیع وهی أَسْمَنُها وأَفضَلُها یکون فی آذَانها طُول ، وللیَرْبُوعِ الشُّفَارِیّ ظُفْرٌ فی وَسَطِ ساقِه.

ثعلب ، عن ابن الأَعرابیّ : شَفَر ، إذا آذَی إنْساناً ، وشَفَر ، إذَا نَقَّصَ ، والشَّافِر : الْمهلِکُ لِمالِه ، والزَّافِرُ : الشُّجَاعُ ، وشَفَّرَ مالُ الرَّجُل ، إذَا قَلَّ ، وعَیْشٌ مُشَفِّرُ : ضَیِّق.

وقال الشاعر یذکر نِسَاءً بالنَّهمَ والطَّلَب :

مُولَعَاتٌ بِهاتِ هَاتِ فإنْ شَفّ

-رمالٌ سأَلْن منک الْخِلاعَا

وقال الآخر :

قَدْ شَفَّرَتْ نَفَقاتُ الْقَومِ بَعْدَکُمُ

فأصْبَحُوا لَیْسَ فیهم غَیْرُ مَلْهُوفِ

أبو عبید : أُذُنٌ شُفَارِیَّهٌ وشُرَافِیَّهٌ ، أی ضَخْمَهٌ. وقال أبو زید : وهی الطَّویلَه.

الْفَرَّاء ، عن الدُّبَیْرِیَّه : ما فی الدَّارِ عَیْنٌ ولا شَفْرَهٌ ولا شَفْرٌ.

ش ر ب
اشاره

شرب ، شبر ، رشب ، ربش ، بشر ، برش : أَهمل اللیث : رشب.

[رشب]

وروی أبو العباس ، عن عمرو ، عن أبیه ، أنه قال : الْمراشِبُ : جَعْوُ رُؤوسِ الخُروس ، والجَعْوُ : الطِّین ، والْخُروسُ : الدّنَان.

شرب

الحرانیّ ، عن ابن السکیت ، قال : الشَّرْب : مَصْدَر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً ، قال : والشَّرْبُ أیضاً : الْقومُ یَجْتَمعون علی الشَّراب.

وقال الفراء : حدثنی الکسائیّ عن یحیی بن سعید الأُمویّ ، قال : سمعت ابن جُریج یَقْرَأ : (فشاربون شرب الهیم) [الواقعه : 55]. فذکرتُ ذلک لجعفر بن محمد ، فقال : ولیست کذلک ، إنَّما هی : (شُرْبَ الْهِیمِ).

وقال الفراء : وسائرُ القراء یَقْرءون برَفْع الشِّین.

وقال ابن السکیت : الشِّرْبُ : الماءُ بِعَیْنه یُشْرَبُ ، والشِّرْبُ : النَّصِیبُ من الْمَاءِ ، قال : والشَّرَبُ : جمع الشَّرَبَه ، وهی کالْحُوَیْض حول النخله ، تُملأُ ماءً فتکون رِیّ النَّخْلَه.

وقال اللیث : یقال : شَرِبَ شَرْبَاً وشُرْباً ، والشِّرْبُ وَقْتُ الشُّرْب ، والْمشرَبُ : الْوجْهُ الذی یُشْرَبُ مِنه ویکون مَوْضِعاً ،

ص: 241

ومَصْدراً ، وأنشد :

ویُدْعَی ابْنُ مَنْجُوفٍ أَمامِی کَأَنَّه

خَصِیُّ أَتَی لِلْماءِ من غیر مَشْربِ

أی من غَیْر وَجْهِ الشُّرْبِ.

والْمَشرَبُ : الشُّرْبُ نَفْسُه ، والشَّرَابُ : اسم لما یُشْرَب وکل شیء لا یُمصغَ فإِنَّه یقال فیه یُشْرَب ، وَرجل شَرُوبٌ : شَدیدُ الشُّرب ، وقَوْمٌ شُرُبٌ.

أبو عُبید ، عن أَبِی زَیْد : الماءُ الشَّرِیبُ : الذی لیْسَ فیه عُذُوبَه ، وقد یَشْرَبُه النَّاس علی ما فیه ، والشَّرُوبُ : الذی لیس فیه عُذُوبهٌ ، ولا یَشْرَبُه الناس إلا عند الضَّروره ، وقد یشربه الْبَهائم.

وقال الأُمویّ : الماء الشَّروب : الذی یُشْرَب ، والْمَأْجُ : الماءُ الملحُ ، وأنشدنا لابن هَرْمه :

فَإنّک کالْقَرِیحَه عام تُمْهَی

شَرُوبُ الماءِ ثم تَعودُ مَأْجَا

وقال اللیث : ماءُ شَرِیبٌ وشَرُوبٌ : فیه مَرارَه ومُلوحَهٌ ولم یمْتَنِعْ من الشُّرب.

والشَّرِیب : صاحبُک الذی یَسْقِی إِبله معک ، والشَّرِیبُ : المولَعُ بالشَّراب ، والشَّرَّابُ : الکثیرُ الشُّرْب ، قال : والْمُشْرِبُ : العَطْشان. یقال : اسْقِنی فإنی مُشْرِب ، والمُشْرِبُ : الذی عَطشَتْ إِبِلُه أیضاً. قال ذلک ابنْ الأعرابیّ.

وقال غیره : رَجُلٌ مُشْرِبٌ : قد شَرِبَتْ إِبِلُهُ ، ورجل مُشْرِبُ : حان لإِبِله أنْ تَشْرَب ، وهذا عند صاحبه من الأضداد.

وقال الزَّجاج فی قول الله جلَّ وعزَّ : (وَأُشْرِبُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِکُفْرِهِمْ) [البقره : 93] معناه : سُقُوا حُبَّ العِجْلِ ، فحذف الحبّ وأُقیمَ العجلُ مکانَه.

وقال الفراء : العربُ تقول : أَکَّلَ فلانٌ مالِی وشَرَّبَه ، أی أطْعمهُ الناسَ وسقاهم به ، قال : وسَمِعْتهم یقولونُ : کُلُّ ما لی یُؤکَّلُ ویُشَرَّبُ ، أی یرْعَی کیفَ شَاء ، ورَجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَهً ، وإنَّه لَمُسْتَقَی الدّم مثله. قال : وأَشْرَبَ إبِلَه : جعل لکُلِّ جَمَلٍ قِرِیناً ، ویقول أحدهم لناقَته : لأَشْرِبَنَّکِ الحبالَ والنُّسُوع ، أی لأقْرِنَنَّکِ بها ، وماء شَرُوبٌ ، وطَعِیمٌ بمعنی واحد.

أبو عبید : مَشْرَبَهٌ ومَشْرُبَهٌ للغُرْفَه.

وفی الحدیث : أَنَّ النبی صلی الله علیه وسلم کان فی مَشْرُبَهٍ له ، أی فی غُرْفَه ، وجمعها مَشَارِب ، ومَشْرُباتٌ.

والشَّوارب : مَجاری الماء فی الحَلْق ، ویقال للحمار إذا کان کثیر النَّهْق : إنَّه لَصَخِبُ الشَّوارِب.

وقال أبو ذؤیب :

صَخِبُ الشَّوارِبِ لا یزالُ کأَنَّه

عَبْدُ لآلِ أبِی رَبِیعَه مُسْبَعُ

وقال ابن درید : الشَّوارِبُ : عُروقٌ فی باطِنِ الحَلْق.

ص: 242

وقال اللیث : الشَّارِبَهُ هُم القومُ الذین مَسْکَنُهم علی ضَفَّه النَّهر ، وهم الذین لهم ماءُ ذلک النَّهْر.

والشَّاربان : تجمعهما السَّبَلَه ، والشَاربان أیضاً : ما طال من ناحیه السَّبَلَه ، وبذلک سُمِّیَ شَارِبا السَّیْف ، وبعضهم یسمی السَّبَلَه کلَّها شَارِباً واحداً ، ولیس بصَواب.

قال : والشَّوارِبُ : عروقٌ مُحْدِقَهٌ بالحُلْقُوم ، یقال فیها یقع الشَّرَقُ ، ویقال : بل هی عُروقٌ تَأْخُذُ الماء ، ومنها یَخْرُجُ الرِّیق.

قال : وأَشْرَبْتُ الخیلَ ، أی جعلتُ الحِبالَ فی أَعْناقِها ، وأنشد :

* یا آلَ وَرْدٍ اشْرِبُوها الأقْرانْ*

ویقال للزَّارع إذا خرج قَصَبُه : قد شرِبَ الزَّرع فی القَصَب.

وقال ابن شمیل : الشاربان فی السَّیف : أَسْفَل القائم ، أَنْفانِ طویلان ، أحدهما من هذا الجانِبُ ، والآخر من هذا الجانب ، والغاشِیَهُ ما تحت الشاربین ، والشَّارِب والغاشیه یکونان من حدیدٍ وفِضَّهٍ وأدَمٍ.

وقال اللیث : الْمشْرَبَهُ : إناءٌ یُشْرَبُ فیه ، والْمَشرَبَهُ : أرْضٌ لَیِّنه ، لا یزال فیها نَبْتٌ أَخْضَرَ رَیّان.

قال : ویقال لکل نَحیزَهٍ من الشجر : شرَبَّهٌ فی بعض اللُّغات. والجمیع الشرَبَّات والشرائِبُ والشرابیبُ.

قال : والأشرابُ : لونٌ قد أُشرِبَ من لَوْن ، والصِّبْغُ یَتَشرَّبُ فی الثَّوب ، والثَّوْبُ یَتَشَرَّبُه ، أی یَتَنَشفُه.

أبو عُبَید : شرَّبْتُ القِرْبَهَ بالشِّین إذا کانت جَدیدهً ، فجعل فیها طِیناً لِیَطیبَ طَعْمُها.

وقال القطامی :

ذَوَارِفُ عَیْنَیْهَا من الْحَفْلِ بالضُّحَی

سُجُومٌ کَتَنْضَاحِ الشِّنانِ المْشرَّبِ

وأما تشریبُ القِرْبه فأَنْ یُصَبَّ فیها الماء لتَنْسَدَّ خُروزُها.

وقالت عائشه : «اشرَأَبَ النِّفاق وارْتَدَّت العَرب».

قال أبو عُبید : معنی اشرأَبَ ارْتَفَعَ وعَلا ، وکل رافِعِ رأسَهُ مُشرئِبّ.

وفی حدیث مرفوع : «یُنادی یومَ القیامه مُنادٍ : یا أهل الجنه ، ویا أهل النار ، فیشرئِبُّون لصَوْته».

وأنشد قول ذی الرمه :

ذَکَرْتُکَ إنْ مَرَّتْ بنا أمُّ شادِنٍ

أَمام المطایا تَشرَئِبُ وَتَسْنَحُ

یصف الظَّبْیَه ، ورفعَها رأسها.

وقال أبو عُبید : قال الکسائیّ : ما زال علی شَرَبَّهٍ واحده ، أی علی أَمْرٍ واحد.

اللِّحیانیّ : طَعامٌ مَشْرَبهٌ ، إذا کان یُشْرَبُ علیه الماء ، کما قالوا شَرَابٌ مَسْهَفَهٌ

ص: 243

وجاءت الإبل وبها شَرَبهٌ شَدِیدَهٌ ، أی عطش وقد اشْتَدَّتْ شَرَبَتُها ، وطعامٌ ذو شَرَبَهٍ إذا کان لا یُرَوی فیه من الماءِ.

ویقال فیه شُرْبَهٌ من الْحُمْرَهِ ، إذا کان مُشْرَباً حُمْرَهً.

أبو عَمرو : شَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع ، إذا صارَ الماءُ فیه.

عَمرو ، عن أبیه : الشَّرْبُ : الفَهْمُ ، وقد شَرَبَ یَشْرُبُ شَرْباً ، إذا فَهِمَ ، ویقال للبلید : احْلُبْ ثم اشْرُبْ ، أی ابْرُکْ ثم افْهَمْ ، وحَلَبَ ، إذا بَرَک.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشُّرْبُبُ : الْغَمْلَی من النبات ، والشُّرْبُبُ : اسم وادٍ بِعَیْنِه. قال : والشَّارِبُ : الضَّعْفُ فی جمیع الحیوان.

یقال : إنَّ فی بَعیرک شاربَ خَوَر ، أی ضَعْفاً ، قال : وشَرِبَ ، إذا رَوَی ، وشَرِبَ إذا عَطَش ، وشَرِبَ ، إذا ضَعُفَ بعیرُه.

شبر

قال اللیث : الشِّبْرُ : الاسم ، والشَّبْرُ : الفِعْل ، یقال : شَبَرْتُه شَبْراً بِشِبْرِی.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : سَبَرَ وشَبَرَ ، إذا قَدَّرَ ، وشَبَرَا أیضاً إذا بَطِر. یقال : قَصَّرَ الله شِبْرَه وشَبْرَه ، أی قصَّر الله عُمْرَه وطُولَه.

سلمه ، عن الفَراء : الشَّبْرُ القَدُّ. یقال : ما أَطْولَ شَبْرَهُ ، أی قَدَّه ، وفلانٌ قَصیرٌ الشَّبْر. قال : والشَّبَرُ العَطِیَّه.

وقال اللیث : الشَّبَرُ القُرْبان ، وهو شیءٌ یُعْطیه النّصاری بعضُهم لبعض یَتَقَرَّبون به.

وقال عدی :

إذا أَتَانِی نَبَأٌ منْ مُنْعِمٍ

لَمْ أَخُنْهُ والذی أَعْطَی الشَّبَرْ

وفی الحدیث : النّهْی عن شَبْر الْجَمَل ، معناه : النّهْی عن أَخْذ الکِرَاءِ علی ضِرَاب الْفَحْل ، وهو مثل النّهْی عن عَسْبِ الفَحْل ، وأَصل العَسْبِ والشَّبْرِ : الضَّراب.

ومنه قول یَحْیَی بن یَعْمَر لرَجل خاصَمَتْه امرأته إلیه تطلُب مَهْرَها : أَإِنْ سَأَلْتکَ ثمنَ شَکْرِها وشَبْرِکَ أَنْشَأْتَ تَطُلُّها ، وتَضْهَلُهَا؟.

فشَکْرُها : بُضْعُها ، وشَبْرُه : وَطْؤُه إیاها.

وقال اللیث : أَعْطَاهَا شبْرَها ، أی حَقَّ النِّکاح.

ابن السکّیت : شبَرْتُ فلاناً مالاً ، وأَشْبَرْتُه ، إذا أَعْطَیْتَه.

وقال أوس :

وأَشبَرَنِیها الْهَالِکِیُّ کأَنَّها

غَدِیرٌ جَرَتْ فی مَتْنِهِ الرِّیحُ سَلْسلُ

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشَّبَرَهُ : العَطِیَّهُ ، شبَرْتُهُ وأَشْبَرْتُه وشبّرْتُه : أَعْطَیْتَه ، وهو الشَّبْرُ ، وقد حُرِّک فی الشِّعر.

قال : والشَّبْرَهُ : الْقامَهُ تکونُ قصیرهً وطَویله.

وقال شمِر فی حدیث یحیی بن یعمر :

ص: 244

الشَّبْرُ : ثَوابُ البُضْعِ من مَهْرٍ وعُقْر.

قال : وشَبْرُ الجَمَلِ : ثوابُ ضِرَابِه.

قال : ورَوی أحمد بن عَبْدَه ، عن ابن المبارک ؛ أنه قال : الشَّکْرُ : القُوت ، والشَّبْرُ : الجِمَاعُ.

وقال شَمِر : القُبُلُ : یقال له : الشَّکْرُ ، وأنشد :

صَنَاعٌ بإشفاها حَصَانٌ بشَکْرِها

جَوَادٌ بِقُوتِ الْبَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ

ثعلب ، عن ابن الإعرابیّ قال : المَشْبُورَهُ المرأهُ السَّخِیَّهُ الکریمه.

عَمرو عن أبیه : قال : الشِّبْرُ الحَیّه ، وقِبالُ الشِّسْعِ : الحَیِّه.

وقال أبو سَعید : المَشابِرُ : حُزُوزٌ فی الذِّراع التی یُتَبَایَعُ بها ، منها حَزُّ الشِّبْرِ ، وحَزُّ نِصْف الشِّبر ، ورُبْعِه ، کلُّ حَزِّ منها صَغُرَ أو کَبُرَ مَشْبَرٌ.

والشَّبُّور : شیءٌ یُنْفَخُ فیه ، ولیس بعربی صحیح.

بشر

الحرانیّ ، عن ابن السّکّیت : البَشْرُ بَشْرُ الأدیم ، وهو أنْ یُؤْخَذَ باطنه بشَفْرَهٍ ، یقال : بَشَرْتُ الأدیمَ أبْشُرُه بَشْراً.

قال : والبَشَرُ : جَمْعُ بَشَرَهٍ. وهی ظَاهِرُ الجِلْد : والبَشَرُ أیضاً : الخَلْقُ ، یقع علی الأُنثی والذّکر ، والواحد والاثنین والجمیع یقال : هی بَشَرٌ ، وهو بَشَرٌ ، وهُمَا بشَرٌ وهم بَشرٌ.

وقال اللیث : الْبَشَرهُ أَعْلَی جِلْدَهِ الوجْه والجَسَد من الإنسان ، ویعنی به اللّون والرِّقّه ، ومنه اشْتُقّتْ مُبَاشَرَهُ الرَّجُلِ المرأهَ لِتَضامِ أبشَارِهِما. ومُبَاشَرَهُ الأمر : أنْ تَحْضُرَهُ بنَفْسِک.

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : رجلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ ، وهو الذی قد جمع لِیناً وشِدَّهً مع المعرفه بالأمور.

قال : وأصْلُهُ من أدَمَهِ الجِلد وبَشرَتِهِ ، فالْبَشَرَهُ ظاهِره ، وهو مَنْبَتُ الشَّعر.

قال : والأَدَمَهُ باطِنُه ، وهو الذی یلی اللّحم. قال : والذی یُرادُ منه أنه قد جمع لِینَ الأدَمَهِ ، وخُشونَه البَشَرَه ، وجَرَّب الأمور.

وقال أبو زید : من أمثالهم : إنَّما یُعاتَبُ الأدِیمُ ذو البَشَره. أی یُعَادُ فی الدِّباغ ، یقول : إنَّما یُعاتَبُ من یُرْجَی ومن له مُسْکهُ عقل ، وفلانَهٌ مؤدمهٌ مُبْشَرَهٌ ، إذا کانت تامَّه فی کلِّ وجْه.

وقال جلَّ وعزَّ : (أَنَّ اللهَ یُبَشِّرُکَ) [آل عمران : 45] وقُرِیء (یَبْشُرُکَ).

قال الفراء : کأَنَّ المُشَدَّدَ منه علی بِشَارات البُشراءِ ، وکأَنَّ المُخَفَّفَ من جهه الأفراح والسرور ، وهذا شیء کان المَشْیَخَهُ یقولونه.

قال : وقال بعضهم : أَبْشَرْتُ ، ولعلَّها لغهٌ

ص: 245

حجازیه. سمعت سُفیان بن عُیَیْنَه یذکرها : فَلْیُبْشِرْ ، قال : وبَشِرْتُ لغهٌ رواها الکسائیّ ، یقال : بَشِرَنی بوجهٍ حَسَنٍ یَبْشَرُنی ، وأنشد :

وإذا رَأَیْتَ الباهِشِین إلی النَّدی

غُبْراً أکُفُّهُمُ بقَاعٍ مُمْحِلِ

فأَعِنْهُمُ وابْشَرْ بما بَشِرُوا به

وإذا هُمُ نَزَلوا بضَنْکٍ فانْزِلِ

وقال الزَّجاجُ : معنی یَبشَرُک یَسُرُّک ویُفْرِحُک. بَشَرْتُ الرّجلَ أَبَشرُهُ ، إذا فَرَّحتَه ، وبِشرَ یبْشَرُ ، إذا فرح.

قال : ومعنی یَبْشُرُکَ من البِشَارّه ، قال : وأصل هذا کله أنَ بَشرَهَ الإنسانَ تنْبَسِطُ عند السرور ، ومن هذا قولهم : فلان یَلْقَانی بِبِشْرٍ ، أی بوجهٍ مُنْبَسِطٍ عند السرور.

وأخبرنی المنذریّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : یقال : بشَرْتُه ، وبشَّرتُه ، وبَشِرْتُهُ ، وأَبْشَرْتُه ، قال : وبَشِرتُ بکذا ، وبَشرْتُ ، وأبشرْتُ ، إذا فرحتَ به ، ورجل بشیرُ الوجه. إذا کان جمیلَه ، وامرأه بشیره الوجه.

أبو عُبید ، عن الفراء ، قال : البَشَارَهُ : الجمالُ. قال الأعشی :

ورأت بأنّ الشیبَ جا

نَبَه البشاشَهَ والبَشارَه

وقال اللیث : البِشَارَهُ : ما بُشِّرتَ به ، والبشیرُ : الذی یُبشِّرُ القوم بأَمرٍ خیرٍ أو شَرّ ، والبُشَارَهُ : حَقُّ ما یُعطَی من ذلک ، والبُشرَی الاسم ، ویقال : بشرْتُهُ فأبشرَ ، واسْتَبشر ، وتَبشَّر.

وتباشِیرُ الصُّبْح : أوائلُه.

وقال لبید :

قَلّما عَرَّسَ حتی هِجْتُهُ

بالتّباشیر من الصُّبْحِ الأوَلْ

والتّباشیرُ : طرائقُ ضوء الصُّبح فی اللّیل.

وقال اللیث : یقال للطَّرائق التی تراها علی وَجه الأرض من آثار الرِّیاح التی تَهُبُّ بالسحاب إذا هی جرَّته : التَّباشیر.

ویقال لآثار جنب الدابه من الدبر : التباشیر وأنشد :

نِضْوَهُ أسْفَارٍ إذا حُطَّ رَحْلُها

رأیْت بکَفّیْها تَبَاشِیرَ تَبْرُقُ

والمُبشراتُ : الرِّیاحُ التی تهُبُّ بالسحاب والغَیْث.

غیره : بَشرَ الجرادُ الأرضَ یبشُرها ، إذا أکل ما علیها.

أبو عُبید ، عن أبی زید : أبشرَت الأرض ، إذا أخْرَجَت نباتها ، وما أحسن بشرَهَ الأرض.

وقال أبو زیاد والأحمر : ما أَحْسَنَ

ص: 246

مَشرَتَها.

وقال أبو الهیْثم : مَشرَتَها ، بالتَّثْقِیل.

وقال أبو خیره : مَشرَتُها : وَرَقُها.

وقال اللحیانیّ : نَاقَهٌ بشِیرَهٌ ، لیست بمَهْزوله ولا سَمِینَه.

وحُکِیَ عن أبی هلال قال : هی التی لیست بالکریمه ولا الخَسیسه. ویقال : أَبشرَت النَّاقَهُ ، إذا لَقِحَتْ فکأنها بَشَّرَتْ باللِّقاح.

وقال الطِّرِمَّاح :

عَنْسَلٌ تَلوِی إذَا أَبْشرَتْ

بِخَوافِی أَخْدَرِیّ سُخَام

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : هُم الْبُشَارُ ، والْقُشَارُ والخُشَارُ : لِسُقَّاطِ النَّاس.

أبو زَید : أَبشرتِ الأرضُ إبشاراً ، إذا بُذَرِتْ فخرج بَذْرها ، فیُقال عند ذلک : ما أَحْسَنَ بَشَرَهَ الأرض.

وأَبْشرْتُ الأَدِیمَ فهو مُبْشَرٌ ، إذا ظَهَرَتْ بَشَرَتُه الّتی تَلِی اللّحم وآدمْتُه ، إذا أظْهرتَ أَدَمَتهُ التی یَنْبُت علیها الشعرَ.

ابن الأعرابیّ : الْمبشورَهُ : الْجارِیَهُ الحَسَنَهُ الخَلْق واللّوْن ، وما أَحْسَنَ بَشرَهَا!

برش

قال اللّیْث : الأَبْرشُ : الذی فیه أَلْوانٌ وخَلْط ، والْبُرشُ الجمیع. وحیه بَرْشَاءُ بمنزله الرَّقْشَاء ، والْبَرِیشُ مِثْله.

وقال رؤبه :

وترکتْ صاحبتی تَفْرِیشی

وأَسْقَطَتْ من مُبْرِمٍ بَرِیشِ

أی فیه أَلوان ، وکان جَذیمَهُ الملک أَبْرَص ، فلقبه العرب الأَبْرَش ، کراهِیَهً للفظ الأبْرص.

أبو عُبیده : فی شِیاتِ الخیل مما لا یُقال له بَهیم ، ولا شیَهَ له : الأَبْرَش ، والأَنْمر ، والأَشیَم ، والمْدَنَّر ، والأبْقَع ، والأبْلَق ، فالأَبْرشُ : الأَرْقَط ، والأَنْمر : أنْ تکونَ به بُقْعَهٌ بیضاء ، وأخری أیّ لَونٍ کانَ. قال : والأَشیَم : أن یکون به شامٌ فی جَسده ، والْمُدَنَّرُ : الذی له نُکَتٌ فوق الْبَرَش.

ربش

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : أرْمَشَ الأْرضُ وأَرْبَش ، وأَنْقَدَ ، إذا أوْرَق وتَفَطَّر ، وأرضٌ رَبشاءُ وَبَرشاءُ : کثیرهُ العُشب مُخْتَلِفٌ أَلوانُها ، ومکانٌ أرْبشٌ وأَبْرَشٌ مختلفُ اللّون.

وقال اللّحیانیّ : بِرْذَوْنٌ أَرْبشٌ وأَبْرَشٌ.

وقال الکسائیّ : سَنَهٌ رَبشاءُ ورَمْشاءُ وبَرْشاء : کثیره العُشب.

ش ر م
اشاره

شرم ، شمر ، رشم ، رمش ، مشر ، مرش.

شرم

قال اللیث : الشرْمُ : قطع ما بین الأرْنَبه ، وقَطْعٌ فی ثَفَرِ النّاقه ، قیل ذلک

ص: 247

فِیهما خاصَّه ، وناقه شَرْمَاء ومُشَرَّمَهٌ ، ورجل أَشرَمُ ومشرُومُ الأنْف ، وکان أبرهه صاحبُ الفیل جاءَهُ حَجَرٌ فَشرَم أنفه فسُمِّیَ الأشرَم.

وفی حدیث ابن عمر أنه اشتَری ناقَهً فرأی بها تَشریمَ الظِّئارِ فَرَدَّها.

قال أبو عُبید : التَّشریمُ : التّشقیق ، یقال لِلْجِلْد إذا تَشقَّقَ قد تَشرَّم ، ولهذا قیل للمشقُوق الشفّهِ : أشرَم ، وهو شبِیهٌ بالْعَلَم.

وفی حدیث کَعْب أنه أَتَی عُمر بکتابٍ قد تَشَرَّمتْ نَواحیه ، أی تَشقْقَتْ.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، قال : یقال للرجل المشقوق الشفه السفلی : أَفْلَج ، وفی العلیا : أَعْلم ، وفی الأنْفِ : أَخْرم ، وفی الأُذُن : أَخْرَبُ ، وفی الْجَفْنِ : أَسْتَرُ ، ویقال فیه کله : أشرَمُ.

قلت : ومعنی تشرِیمُ الظِّئار الذی فی حدیث ابن عمر : أن الظِّئار أنْ تُعْطَف الناقَهُ علی وَلَدِ غیرها فَتَرْأَمه ، یقال : ظاءَرْتُ أُظَائِرُ ظئَاراً ، وقد شاهدتُ ظِئارَ العرب النّاقَهَ علی وَلَدِ غیرها ، فإذا أرادوا ذلک شدُّوا أَنْفَها وعَیْنَیْها ، وحَشْوا خَوْرَانَها بِدُرْجَهٍ قد حُشِیَتْ خِرَقاً ومُشَاقَهً ، ثم خَلُّوا الخَوْرَانَ بِخِلالَیْن ، وتُرِکَتْ کذلک یوماً ، وتَظُنُّ أنها قد مَخِضَتْ للولاده ، فإذا غَمَّها ذلک نَفّسُوا عنها ، واستخرجوا الدُّرْجَهَ من خَوْرَانِها وقد هُیِّیءَ لها حُوارٌ فَیُدْنَی منها ، فَتَظُنّ أنَّها وَلَدَته فَتَرْأَمُه وتَدُرُّ علیه.

والخَوْرَان : مَجْری خروج الطعام من الناس والدَّوابّ.

أبو عبید ، عن الأحمر : الشَّرِیمُ : المرأهُ المُفْضَاه ، وأنشدنا :

یَوْمَ أدیمِ بَقَّهَ الشَّریمِ

أَفْضَلُ من یومِ احْلِقِی وقُومِی

أراد الشدّه. والشرْمُ : لُجَّهُ البَحْر.

رشم

قال اللیث : الرَّشْمُ : أن تَرْشُمَ یَدَ الکُرْدِیّ والعِلْج کما تُوشَمُ یَدُ المرأَهِ بالنِّیل لکی تُعْرَفَ بِها ، وهو کالْوَشم.

قال : والرَّشمُ : خاتمُ الْبُرِّ والحُبوب ، وهو الرَّوْشمُ بلغه أَهْلِ السَّواد.

یقال : رَشَمْتُ البُرَّ رشْمتُ البُرَّ رشْماً ، وهو وَضْعُ الخاتَم علی فَراءِ البُرّ فیَبْقَی أَثَرُه فیه.

وقال النّضْر : الرَّشمُ : أَوَّلُ ما یَظْهَرُ من النَّبات ، یقال : فیه رَشَمٌ من النَّبات.

وقال اللّحیانیّ : بِرْذَوْنٌ أَرْشمٌ وأَرْمَشٌ ، مثل الأبْرش فی لَوْنه.

قال : وأرْضٌ رَشماءُ ورَمْشاءُ ، مثل الْبَرْشاءُ ، إذا اخْتَلَفَ أَلْوانُ عُشبها.

شمر ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الأرْشم : الذی لَیْسَ یِخَالِصِ اللّوْن ولا حُرِّه ، ومَکانٌ أَرْمَشُ وأرْشم ، وأَبْرَش وأرْبَشُ ، إذا اختلف ألْوانه.

ص: 248

أبو عُبید ، عن الأُمویّ : الأرْشمُ : الذی یَتَشَمَّمُ الطعام ، ویحرصُ عَلیه.

وقال جریر یَهجو الْبَعیث :

لَقاً حَمَلْتُه أُمُّهُ وهیَ ضَیفَهٌ

فجادَتْ بِنَزِّ للضِّیَافَهِ أَرْشما

وقال ابن السکیت فی قوله : «أَرْشَما» قال : فی لَوْنِه بَرَش یشوبُ لَوْنَه لَوْنٌ آخر یَدُلّ علی الرِّیبَه.

قال ، ویُرْوَی : مِنْ نِزَالَهِ أَرْشما ، یرید من ماءِ عَبْدٍ أرْشم.

وقال أبو تُراب : سَمِعْتُ عَرَّاماً یقول : الرَّسْمُ والرشمُ : الأثَر ، ورسَمَ علی کذا ، ورَشمَ ، أی کَتَبَ. ویقال للخاتم الذی یُخْتَم به الْبُرّ : الرَّوْسَمُ ، والرَّوْشمُ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَرْشَمَ الشجر وأَرْمَش ، إذا أَوْرَق.

رمش

قال اللیث : الرَّمَش : تَفَتُّلٌ فی الشُّفْر ، وحُمْرَهٌ فی الجفون مع ماءٍ یَسیل ، وصاحِبُهُ أَرْمَش ، والْعَیْن رَمْشاء.

وأنشد غیره :

لَهُمْ نَظَرٌ نَحْوِی یَکادُ یزِیلِنی

وأَبصارُهُمْ نحو الْعَدُو مَرَامِش

قال : مَرامِش : غَضِیضَهٌ من الْعَدَاوَه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الْمِرماشُ : الذی یُحَرِّکُ عَیْنَیْه عند النظر تحریکاً کثیراً ، وهو الرَّأْراءُ أیضاً.

قال : والرَّمْشُ : الطَّاقَهُ من الحماحِمِ الرَّیْحانِ وغیره.

وقال اللِّحیانیّ : بِرْذدْنٌ أَرْمَش ، وبه رَمَشٌ ، أی بَرَشٌ ، وأرضٌ رَمْشاء : کثیره العُشب.

وقال غیره : الرَّمْشُ : أَنْ تَرعَی الغَنمُ شیئاً یَسیراً ، وقد رَمَشتْ تَرْمِشُ رَمْشاً ، وأنشد :

* قَدْ رَمَشتْ شیئاً یَسیراً فاعْجَلِ*

مرش

قال اللیث : المَرْش : شِبْهُ الْقَرْصِ من الجِلْد بأَطْرَاف الأظافیر ویقال : قَدْ أَلْطَفَ مَرْشاً وخَرْشاً ، والخَرْش : أشدُّه ، قال : والمَرْشُ : أرْضٌ إذا وَقَعَ علیها ماء المطر رَأَیْتَها کلَّها تَسیلُ ویَمْرُشُ الماءُ من وَجْهها فی مواضِعَ لا یبلُغُ أن یَحْفِرَ حَفْرَ المَسِیل ، وجمعه الأَمْراش.

یقال : انْتَهَینَا إلی مَرْشٍ من الأَمْراش ، اسمٌ للأَرْض مع الماءِ ، وبَعْدَ الماءِ إذا أَثَّرَ فیه ، والإنسان یَمْتَرِش الشَّیْء بَعْدَ الشیء من هاهنا ثم یَجْمعه.

وقال النضر : المَرْسُ ، والمَرْشُ : أَسْفَلُ الْجَبَل ، وحَضِیضُه یَسِیلُ منه الماء فَیَدِبُّ دَبیباً ولا یَحْفِر ، وجمعه أَمْراسٌ وأمْراش.

قال : وسمعت أبا مِحْجَن الضِّبَابیّ یقول : رأیت مَرْشاً من السَّیل ، وهو الماء الذی یجرَح وَجْهَ الأرْض جَرْحاً یَسیراً ، ویقال : لی عِنْدَ فلان مُرَاشهٌ ، ومُرَاطهٌ ، أی حَقُ

ص: 249

صَغیر ، ومَرَش وَجْهَه ، إذا خَدَشه ، وامْتَرَسْتُ الشَّیء وامْتَرَشتُه ، إذا اخْتَلَسْتَه.

شمر

قال اللیث : شَمِرٌ اسمُ مَلِکٍ من ملوک الیمن یقال : إنه غَزَا مدینه السُّعْد فهدَمَها ، فسمیت شِمْرُکَنْذ. وقال بعضهم : بل هو بَنَاها فسمیت شِمْرُکَثْ ، فأُعْرِبَتْ سَمْرَقَنْد.

قال : والشَّمْرُ : تَشْمِیرُکَ الثَّوْب إذا رَفَعْتَه وکلُّ شیءٍ قالِص ، فإنَّه مُتَشَمِّر ، حتی یقال لِثَهٌ مُتَشَمِّرَهٌ لازِقَهٌ بأَسْنَاخِ الأسْنان. ویقال أیضاً : لِثَهٌ شامِرَهٌ ، وشفَهٌ شامرَهٌ أیضاً.

ورَجُلٌ مُتَشَمر : ماضٍ فی الحوائج والأمور ، وهو الشَّمَّرِیُ أَیْضاً.

وبعضهم یقول : شِمَّرِیّ ، وأنشد :

لِیْسَ أخُو الحاجاتِ إلا الشِّمَّرِی

والجملُ البَازِلُ والطِّرفُ القَوِی

وقد انشَمرَ لهذا الأمر وشَمَّرَ إزَاره ، ویقال : شاهٌ شامِرَهٌ ، إذا انْضَمّ ضَرْعُها إلی بَطْنها من غیرِ فِعْل.

قال : وشمَّر : اسمُ نَاقَه ، وهو من الْقُلُوص والاستعداد للسیر وأنشد :

فَلَمَّا رَأَیْتُ الأمْرَ عَرْشَ هُوِیَّهٍ

تَسَلَّیْتُ حاجاتِ الْفُؤَادِ بشَمَّرا

وقال الأصمعیّ : شَمَّر : اسم نَاقه.

ویقال : أَصَابهم شرٌّ شمِرّ.

وقال شمر ، یقال : شَمْرَ الرجل وتشَمَّرَ ، وشَمَّر غیرَه ، إذا أَکمشْتَه فی السَّیْر والإرْسَال ، وأنشد :

* فشمرَتْ وانْصَاعَ شَمَّرِیّ *

شَمّرَتْ : انْکمشتْ ، یعنی الکِلاب ، والشَّمری : المشمَّر ، قاله الأصمعیّ ، قال : ویقال : شَمّرَ إبلَه وأَشْمَرَهَا ، إذا أَکمشها وأَعْجلها ، وأنشد :

لَمَّا ارْتَحَلنَا وأَشْمَرنَا رکائبَنَا

ودونَ وَارِدَهِ الجَوْنِیِّ تَلْفَاظُ

سلَمه ، عن الفراء : الشَّمَّرِیُ : الکَیِّسُ فی الأمور المنْکمش ، بفتح الشین والمیم ، ومن أمثالهم : «شَمَّرَ ذَیلاً وادَّرَعَ لَیْلاً» أی قَلَّصَ ذَیْلَهُ.

وفی حدیث عمر أنه قال : «لا یُقِرّ أحدٌ أنه کانَ یَطَأُ وَلِیدَتَهُ إلّا أَلحَقْتُ بِهِ وَلَدَهَا ، فمن شاءَ فَلْیُمْسِکْها ، ومن شاء فَلْیُسَمِّرْها».

قال أبو عبید : هکذا الحدیث بالسِّین ، وسمعت الأصمعیّ یقول : أعرف التشمیر بالشین وهو الإرسال.

قال : وأراهُ من قول الناس : شَمّرْتُ السفینه : أرْسَلْتُها فحوِّلت الشین إلی السین.

قال أبو عُبید : الشین کثیر فی الشعر وغیره.

وقال الشماخ یَذْکُرُ أَمْراً أَرِقَ له :

أَرِقْتُ له فی القوْم والصُّبْحُ ساطِعُ

کما سَطَعَ المَرِّیخُ شَمَّرَهُ الغَالی

ص: 250

وقال شمر : تَشمِیرُ السّهم : حَفْزُه وإکماشه وإرسَالُه.

قال أبو عُبید : وأمَّا السین فلم نَسْمعه إلا فی هذا الحدیث ، ولا أراها إلا تحویلاً کما قالوا : أَرشم بالشین ، وهو فی الأصل بالسین ، وکما قالوا : سَمَتَ العَاطِسَ وشَمَّته.

وقال المؤرِّج : رجل شِمْرٌ ، أی زَوْلٌ بصیرٌ بالأمور ، نافِذٌ فی کل شیء ، وأَنشد :

* قَدْ کُنتُ سَمْسِیراً قَدُوماً شِمرا*

قال : والشِّمْرُ : السَّخِیُّ الشجاع ، وانشمَرَ للأمر ، إذا خَفَّفَ فیه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الأمْرش : الرجلُ الکثیر الشر ، یقال : مَرَشه ، إذا آذاه ، والأَرمَش : الحسنُ الخُلُق.

والأَمْشر : النّشیط. والأرشمُ : الشَّرِه.

وقال أبو عَمْرو : الأَمْراش : مَسایِلُ الماءِ تَسْقی السُّلْقان.

مشر

قال اللیث : المَشْرَهُ : شِبْه خُوصهٍ تخرج فی الْعِضَاه ، وفی کثیر من الشجر أَیام الخریف ، لها ورقٌ وأغصَان رَخْصَهٌ.

یقال : أمشرت الْعِضَاهُ.

أبو عُبَید عن أبی زِیاد والأحمر : أَمْشَرَت الأرض ، وما أَحْسَنَ مَشَرَتها.

وقال أبو خَیْرَه : مَشَرَتُها : وَرَقُها. ویقال : أُذُنٌ حَشْرَهٌ ومَشْرَهٌ ، أی مُؤَللَهٌ علیها مَشْرَهُ العِتْق ، أی نضارَتُه وحُسْنُه.

وقال النَّمِریّ یصف فرساً :

لها أُذُنٌ حَشْرَهٌ مَشْرَهٌ

کأُعْلیطِ مَرْخٍ إذا ما صَفِرْ

وقیل : مَشْرَهٌ : إتْباعٌ لحَشِره.

أبو عُبید : مَشَرْتُ اللّحمَ : قَسَمْتُه ، وأنشد :

فقُلْتُ أشِیعَا مَشَّرَ القِدْرَ حَوْلَنا

وأیَّ زَمَانٍ قَدْرُنَا لَمْ تُمَشَّرِ

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : التَّمشیر : حُسنُ نَباتِ الأرض واسْتِواؤُه ، والتَّمشیر : نشاطُ النَّفْسِ لِلْجماع.

وفی الحدیث : «إنِّی إذا أَکَلْتُ اللّحم وجَدْتُ فی نَفْسی تَمْشیراً».

والتَّمشیر : الْقِسْمَهُ وتَمشَّر الشجرُ ، إذا أصابه مطر فخرجت ورقته ، وتَمَشَّرَ الرجل ، إذا اکتسَی بعد عُرْی ، وامرأه مَشرَهُ الأعْضاء ، إذا کانت رَیّا ، والْمَشْرَهُ من الْعُشب ما لم یطل.

وقال الطرماح :

* عَلَی مَشْرَهٍ لَمْ تَعْتَلِقْ بالْمَحَاجِن*

وتَمشَّرَ الرَّجُل ، إذا اسْتَغْنَی ، وأنشد :

ولَوْ قَدْ أَتانَا بُرُّنَا ودَقِیقُنَا

تَمشَّرَ منکمْ مَنْ رَأَیْنَاهُ مُعْدِمَا

شمر : أرضٌ ماشِرَهٌ ، وهی التی قد اهْتَزَّ نباتها ، واسْتَوَتْ ورَوِیَتْ من المطرِ.

ص: 251

وقال بعضهم : أرضٌ نَاشِرَهٌ بهَذَا المَعْنَی.

(أبواب) الشین واللّام

اشاره

[ش ل ن](1)

ش ل ف
اشاره

استُعْمِل من وجوهه : فشل ، شفل.

شفل

أهمل اللیث شَفَلَ ، وقرأتُ فی کتاب النَّضر بن شُمیل : الْمِشْفَلَهُ : الکَبَارَجَه ، والْمَشافِلُ جَماعَه. قال : الْقُرْطَالَهُ : الکَبَارَجَهُ أیْضاً. قال : وسَمِعْت شَامِیّاً یقول : والْمِشْفَلَهُ : الکَرِشُ.

فشل

قال اللیث : رجل فَشِلٌ ، وقد فَشِلَ یَفْشَلُ عند الحرب والشِّدَّه ، إذا ضَعُفَ وذهبت قُواه ، ویقال : إنه لَخَشْلٌ فَشْلٌ ، وإنه لَخَشِلٌ فَشِلٌ.

وقال الله جَلَّ وعزَّ : (وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِیحُکُمْ) [الأنفال : 46].

قال الزّجاج : أی تَجْبُنُوا عن عَدُوِّکُمْ إذا اخْتَلَفْتُمْ.

ثعلب ، عن ابْن الأعرابیّ : الْمِفْشَلُ : الذی یَتَزَوَّجُ فی الغَرائِب لئلا یَخْرُجَ ولدُه ضَاوِیاً ، والمِفْشَلُ : سِتْرُ الْهَوْدَج.

وقال ابن شمیل : هو الْفِشْل ، وهو أنْ یُعلِّقَ ثَوْباً علی الهَوْدَج ، ثمَّ یُدْخِلُهُ فیه ویَشُدُّ أطرافَه إلی القَواعد ، فیکون وجایَهً من رُؤوس الأَحْنَاءِ والاقْتاب ، وعُقَد العُصُمِ ، وهی الْحِبال.

وقد افْتَشَلَت المرأَهُ فِشْلَها ، وفشلَتْهُ.

عمرو ، عن أبیه : الفِشْلُ : سِتْرُ الهَوْدَج.

قال : والفَیشَلَهُ : طَرَفُ الذّکَر ، وجمعها الفَیشَل والفَیاشلُ. وقال ابن السکیت : یقال : تَفَشَّلَ فلانٌ منهم امرأَهً ، إذا تَزَوَّجَها.

ش ل ب
اشاره

استُعْمِل من وجوهه : شبل.

شبل

قال اللیث : الشِّبْلُ وَلَدُ الأَسَد.

أبو عُبید ، عن الکسائیّ : الإشبَالُ التَّعَطّفُ علی الرجُل ومعونته.

وقال الکمیت :

هُمُ رَئموها غَیرَ ظَأْرٍ وأَشبَلُوا

علیها بأَطْرَافِ الْقَنَا وتَحدَّبُوا

ص: 252


1- سقط الباب من المطبوعه وجاء فی «اللسان» (نشل - 14 / 151) - نقلاً عن الأزهری - : «اللیث : النَّشل لحم یطبخ بلا توابل یخرج من العرق ویُنشل. أبو عمرو : یقال نشِّلوا ضیفکم وسَوِّدوه ولوُّوه وسَلِّفوه بمعنی واحد. قال أبو منصور : وسمعت الأعراب یقولون للماء الذی یستخرج من الرکِیَّه قبل حَقْنِه فی الأسَاقی نشیل. ویقال : نشیلُ هذه الرکیَّه طیِّبٌ. فإذا حُقِنَ فی السقاء نقصت عُذُوبتُهُ. ونشل المرأه یَنْشُلها نشلاً : نکحها ...» وانظر «العین» (6 / 263 ، 264) و «التاج» (نشل).

قال : وقال الأصمعیّ : المُشبِلَهُ من النِّساء هی التی تُقِیم علی ولدها بعد زوجها ولا تَتَزَوَّجُ.

یقال لها : أَشَبَلَتْ وحَنَتْ علی ولدها.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : إذا کان الغُلام مُمْتَلِیءَ البَدن نَعْمَهً وشَباباً ، فهو الشابِلُ ، والشابنُ والحِضْجَر.

أبو عُبید ، عن أبی زَید : إذا مَشی الْحُوَارُ مع أُمِّهِ فهی مُشبِلٌ.

قال الأزهریّ : قِیلَ لَها : مُشْبِلٌ ؛ لشفقتِها علی ولدها.

ش ل م
اشاره

شلم ، شمل ، مشل ، ملش ، لمش.

شلم

قال اللیث : شَالَمٌ وشَیْلَمٌ ، بلغهِ أهل السَّواد ، هو الزُّوَانُ الذی یکون فی البُرّ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : هو الشَّیْلَمُ والزُّوَانُ والسَّعِیعُ.

وقال أبو تراب : سمعتُ السُّلَمِیَّ یقول : رَأَیتُ رجلاً یَتَطَایَرُ شِلَّمهٌ وشنّمُه.

إن تحملیه ساعهً فرُبَّما

أَطارَ فی حُب رِضاکَ الشِّلَّما

سلَمه عن الفراء ، قال : لم یَأْت علی فَعَّلَ اسمٌ إلا بَقَّم ، وعَثّر وبَذَّر ، وهُما مَوْضعان ، وشَلَّم بَیْتُ المقدس وخضَّمُ : اسمُ قَرْیه.

مشل

أهْمله اللیث ، وهو مُسْتعمل.

رَوی أبو العباس ، عن ابن الأعرابی ، قال : الْمَشْلُ الحَلْبُ القلیل ، والْمِمْشَلِ : الحالِبُ الرَّفیق بالحلْب.

أبو عُبید ، عن الأُمویّ : مَشَّلَت النَّاقه تمشیلاً ، إذا أنزلت شیئاً من اللّبن قلیلاً.

شَمِر ، عن ابن شُمیل : تمشیلُ الدِّرَّه : انتِشارُها لا یجتمع فیحلبها الحالِبُ أو فَصِیلها.

قال شمر : ولو لم أسْمَعه له لأنکرته.

سلَمه ، عن الفراء : التَّمشِیلُ : أَن یَحْلُب ویُبْقَی فی الضَّرْع شیئاً ، وهو التَّفشیلُ أیضاً.

لمش

أهمله اللّیث ، وروی أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : اللّمْشُ : الْعَبَثُ ، وهذا صحیح.

ملش

وقال ابنُ درید : مَلَشتُ الشیءَ أَمْلِشهُ مَلْشاً ، إذا فَتَّشتَه بیدِکَ کأنک تَطْلب فیه شیئاً.

شمل

أبو عُبید ، عن أبی زید : أَشمَلَ الْفَحْلُ شَوْلَه إشمالاً ، إذا أَلْقَحَ النِّصفَ منها إلی الثُّلُثَین ، فَإذا أَلْقَحَهَا کُلَّها قیل : أقمهَا حتی قَمَّتْ تَقِمّ قُمُوماً.

وَشملت الناقه لَقاحاً شَمَلاً ، وأَشْمَلَ فلانٌ خَرَائِفَهُ إِشْمالاً ، إذا لَقَطَ ما علیها من الرُّطَب إلَّا قلیلاً ، والخَرائِفُ : النخیل اللواتی تُخْرَصُ أی تُحزَرُ ، واحدتها

ص: 253

خَرُوفَهٌ.

قال : ویقال لما بَقِیَ فی العِذْق بعد ما یُلْقَطُ بعضه شَمَلٌ ، وإذا قلَّ حَمْلُ النّخله ، قیل فیها شَمَلٌ أیضاً.

قال : وکان أبو عُبیده یقول : حِمْلُ النَّخله ما لم یَکثر ویَعظُم ، فإذا کثر فهو حَمْلٌ ، وشَمَلْتُ الشاهَ شَمْلاً أَشْمُلُها إذا شدَدْت الشِّمال علیها.

الأصمعیّ ، والکسائیّ : فی شِمال الشاه مِثْله.

وقال اللیث : شَمِلَهم أمْرٌ ، أی غَشیتهُم یَشمَلُهُمْ شَمْلاً وشُمولاً. قال : واللَّون الشامل : أن یکون لون أسود یعلُوه لونٌ آخر. والشِّمال خلاف الیمن خلیقه الإنسان ، وجمعه شمائِل.

وقال لبید :

هُمُ قَوْمِی وقد أَنْکَرْتُ مِنْهُمْ

شمائِلَ بُدِّلُوها من شِمالِی

وإنها لحسنه الشمائل ، ورجُل کَریمُ الشمائِل ، أی فی أَخْلاقه وعِشرتِه.

والشَّمَال : ریحٌ تَهُبّ من قِبَلِ الشّام ، عن یسار الْقِبله ، والشَّمأَلُ لغهٌ فیها ، وقد شَمَلَتْ تَشْمُل شُمولاً. وأَشْمَلَ یومُنا ، إذا هَبَّتْ فیه الشمال ، وغَدِیرٌ مَشْمول : شَمَلَتْه ریح الشمال ، أی ضَرَبَتْهُ فَبَرَدَ ماؤُه ، وخَمْرٌ مَشموله : بارِدَهٌ ، والشَّمْلَه : کِسَاءٌ یُشتَمل به ، وجمعها شِمال.

قلت : الشمْلَهُ عند البادیه : مِئْزَرٌ من صُوفٍ أو شَعَرٍ یُؤْتَزَرُ به ، فإذا لُفِّقَ لِفْقَان فهی مِشمَلَه یَشتَمِلُ بها الرّجل إذا نام باللّیل ، والشِّمله : الحالهُ التی یَشتَمِلُ بها.

ورُوی عن النبیّ صلی الله علیه وسلم أنه نهی عن اشْتِمال الصَّمَّاء.

قال أبو عُبید : قال الأصمعیّ : هو أن یشتَمِلَ بالثوب حتی یُجَلِّل جَسَدَه لا یَرْفَع منه جانِباً ، فیکون فیه فَرْجَهٌ تَخْرُج منها یده ، وربما اضْطَجع فیه علی هذه الحاله.

قال أبو عُبید : وأما تَفْسیر الفُقَهاء فإنهم یقولون : هو أَنْ یشتَمِلَ بثوب واحد لیس علیه غیره ، ثم یَرْفعه من أحد جانبیه ، فیضعه علی مَنْکِبه فیبدو منه فَرْجُه.

قال : والفقهاءُ أعلمُ بالتَّأویل من هذا ، وهذا أصَحُّ فی الکلام ، والله أعلم.

وقال أبو عُبید : الشَّمول : الخَمْر ، لأنها تَشمل بریحها النّاس.

وقال اللیث : هی البَارِدَه.

وقال أبو حاتم : یقال : شَمَلْتُ الخمر ، إذا وضعتَها فی الشَّمال ، ولذلک قیل للخمر : مَشمُولَه.

وقال أبو عُبید : الْمِشْمَلُ : ثوبٌ یشتمل به ، والمِشمَلُ أیضاً : سَیْفٌ قصیرٌ دقیق نحو المِغْوَل.

وقال اللیث : المِشْمَلَهُ والمِشمَلُ : کِسَاءٌ له خَمْلٌ متَفَرق یُلْتَحفُ به دون القَطِیفه ،

ص: 254

وقالت امرأهُ الْوَلیدِ له : من أَنْتَ ورأْسُکَ فی مِشمَلِکَ؟

أبو زَیْد : یقال : اشتمل فلان علی ناقَهٍ فذَهب بها أی رکِبها وذَهب بها ، ویقال : جاء فلان مُشتَمِلاً علی دَاهِیَه. والرَّحِمُ تشتَمل علی الولَد ، إذا تَضَمَّنَتْهُ.

وأخبرنی المنذریّ ، عن الحرانیّ ، عن ابن السکیت أنه قال فی قول جریر :

حَیُّوا أُمَامَه واذکُروا عَهْداً مَضَی

قَبْل التَّفَرُّق من شَمَالِیلِ النَّوَی

قال : الشَّمالیل الْبَقایا ، قال : وقال أبو صَخْر ، وعماره : عَنَی بشمالیل النَّوی : تَفَرُّقها.

قال : ویقال : ما بَقِیَ فی النّخله إلَّا شَمَلٌ ، وشَمالیل ، أی شَیْءٌ مُتَفَرِّق.

وقال الأصمعیّ : الشَّمالیل : شیءٌ خفیف من حَمْل النَّخْله ، وناقه شِمْلال : خَفِیفَهٌ ، وأنشد قول امریء القیس :

کَأَنِّی بفَتْخَاءِ الْجَناحَیْن لِقْوَهٍ

دَفُوفٍ من العِقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلالِی

ویروی :

* عَلَی عَجَلٍ منها أُطَأْطِیءُ شِمْلَالِی *

ومعنی طَأْطَأْتُ : أی حرّکتُ واحتَثَثْتُ ، وطأطأ فلان فَرَسَه : إذا حَثَّها برجْلَیه ، وقال المرَّار :

* وإذَا طُؤْطِیءَ طَیَّارٌ طِمِرّ*

وقال أبو عُبید : قال أبو عمرو : أراد بقوله أُطأْطِیءُ شِمْلَالِی : یَدَه الشِّمال ، والشِّمال والشِّمْلال واحد ، ویقال للناقهِ السریعه : شِمْلال ، وهی الشِّمِلَّهُ أیضاً.

وقال ابن السکیت فی قول زهیر :

* نَوًی مَشْمولَهً فَمَتی اللِّقاءُ*

قال : مَشمُوله : سریعهُ الانْکِشاف ، أَخَذَه من أنَّ الریح الشمال إذَا هبَّتُ بالسّحاب ، لم یلبث أن یَنْحَسِرَ ویذهب ، ومنه قولُ الهُذَلی :

حارَ وَعقَّتْ مُزْنَهُ الریحُ وانْ

قَارَ به الْعَرْضُ ولم یشمَلِ

یقول : لم تَهبّ به الشمال فتقشعه ، قال : والنَّوی والنِّیَّهُ : الموضِعُ الذی تَنُوِیه.

قال ابنُ السکیت فی قول أبی وَجْزَه :

مَجْنُوبَهُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَوَاعِدُهَا

من الهِجانِ الجمالِ الشُّطْبِ والْقَصَبِ

قوله : مَجْنُوبَه الأنْس ، أی أُنسها محمودٌ ؛ لأنَّ الْجُنوبَ مع المطر فهی تُشْتَهی لِلخِصْب ، وقوله : مَشْمُولٌ مواعِدُها ، أی لیست مواعیدها بمحموده.

ویقال : به شَمْلٌ من جنون ، أی به فَزَعٌ کالجنون ، وأنشد :

* حَمَلَتْ به فی لَیْلَهٍ مَشْمُولَهٍ*

أی فَزِعَهٍ ، وقال آخر :

ص: 255

فما بِی مِنْ طَیْفٍ علی أَنَّ طَیْرَهً

إِذَا خِفْتُ ضَیْماً تَعْتَرِینی کالشَّمْلِ

قال : کالشَّمل : کالجُنون من الْفَزع.

والشَّمل : الاجْتماع. جَمعَ الله شَمْلَک ، ویقال : انشَمَل الرجل فی حَاجَته. وانشمَرَ فیها ، وأنشد أبو تراب :

وجْنَاءُ مُقَوَرَّهُ الألْیاطِ یَحْسَبُها

مَنْ لَمْ یَکُنْ قَبْلُ رَاهَا رَأْیَهً جَمَلا

حتی یَدُلَّ علیها خَلْقُ أَرْبَعَهٍ

فی لأزِقٍ لَحِقَ الأَقْرابَ فانشمَلَا

أراد أربعه أخْلاف فی ضَرْعٍ لازقٍ لحقَ أقرابَها فانشمرَ ، وانْضَمّ.

وقال الآخر :

رَأَیْتُ بَنِی العَلَّاتِ لما تَضَافَرُوا

یَحوزون سَهْمِی دُونَهُمْ فی الشَّمَائِل

أی یُنزلوننی بالمنزِله الْخَسِیسه ، والعرب تقول : فلان عِنْدی بالیمین ، أی بمنزلَهٍ حَسَنَه ، وإذا خسَّتْ منزلَتُه قال : أنت عندی بالشِّمال.

وقال عدِی بن زید یخاطب النُّعمان بن المِنْذِر ، ویفضله علی أخیه :

کیف تَرْجو رَدَّ المُفِیضِ وقد أَخَّ

- رَ قِدْحَیْکَ فی بَیاضِ الشِّمال

یقول : کنتُ أنا المُفیضَ بقدح أَخیک وقِدْحِک ففوَّزْتُک علیه ، وقد کان أخوک قد أَخَّرَک ، وجعلِ قِدْحَکَ بالشِّمال لئلا یَفُوز ، قال : ویقال : فلان مَشمُول الخَلَائق ، أی کریم الأَخْلاق ، أُخِذَ من الماء الذی هَبّت به الشَّمالُ فَبَرَّدَتْه.

والشمالیل : جِبَالُ رمالٍ مُتَفرقه بناحیه مَعْقُلَه.

قال : ویقال للریح الشَّمال : شَمْأَل وشأمَلٌ وشَوْمَلٌ وشَیْمَلٌ وشَمْلٌ. وزاد ابن حبیب : شَمُولٌ وشَمَلٌ ، وأنشد :

ثَوَی مالِکٌ ببلادِ العَدُوّ

تَسْفِی علیه رِیاحُ الشمَلْ

وفی الحدیث : أنَّ النبیَّ صلی الله علیه وسلم ذکر القرآن فقال : «یُعْطَی صاحبُه یوم القیامه المُلْکَ بیمینه ، والخُلَد بشماله» ، لم یرد به أن شیئاً یوضع فی یمینه ولا فی شماله ، وإنما أراد أنَّ الملکَ والخُلْد یُجْعلان له ، وکلُّ من جُعِلَ له شیء فملکه فقد جُعل فی یده وقبضته ، ومنه قیل : الأمْرُ فی یَدِکَ ، أی فی قَبْضَتِکَ ، ومنه قول الله : (بِیَدِکَ الْخَیْرُ) [آل عمران : 26] أی هو له وإلیه. وقال الله جلّ وعزَّ : (الَّذِی بِیَدِهِ عُقْدَهُ النِّکاحِ) [البقره : 237] یُراد به الْوَلِیّ الذی إلیه عَقدُه ، وأراد الزوجَ المالک لنکاح المرْأَه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : قال : أُمُ شَملَهٌ : کُنْیَهُ الدُّنیا ، وأنشد :

* من أمِ شمْلَهَ تَرْمِینَا بِذَائِفِها*

عَمْرو ، عن أبیه قال : أم شَمْله ، وأُمُ

ص: 256

لیلی : کُنْیَهُ الخمر.

[أبواب الشین والنون]

ش ن ف
اشاره

شفن ، شنف ، نشف ، نفش ، فنش ، فشن.

شنف - شفن

أبو عُبید ، عن الکسائیّ : شَفَنتُ إلی الشَّیْءِ ، وشنَفتُ ، إذا نظرت إلیه.

وقال أبو عمرو : فی الشَّفْنِ والشنَفِ مِثله.

وأنشد :

وقَرَّبُوا کُلَّ صِهْمِیمٍ مَناکِبُه

إذا تَدَاکَأَ مِنهُ دَفعُهُ شَنَفَا

وقال الأخطل :

وإذَا شَفَنَ إلی الطَّرِیقِ رَأَیْتَهُ

لَهَفاً کَشاکِلَهِ الحِصَانِ الأبلَقِ

وقال اللیث : الشَّطُونُ : الْغَیُورُ الذی لا یَفْتُرُّ بصرُه عن النّظَر من شِدَّه الْغَیره والْحَذَرَ ، وأنشد :

* حِذَارهُ مُرْتَقِبٌ شَفُونَا*

وقال العجاج :

* أزمانُ غَرَّاءُ تروقُ الشُّنَّفَا*

أی تُعْجِبُ من نَظَر إلیها.

وفی حدیث مُجالد بن مسعود ، أنه نظر إلی الأسْودِ بن سَریع یَقُصُّ فی ناحیه المَسْجد ، فشَفَن النَّاسُ إلیهم.

قال أبو عُبید ، قال أبو زید : الشَّفْنُ : أَنْ یَرْفَعَ الإنْسان طَرْفَهُ ناظِراً إلی الشّیْء کالمتعجّبِ منه ، أو کالکارِهِ له ، ومثله : شَنَفَ.

وقال اللیث : الشَّنَفُ : شِدَّهُ الْبُغْضِ ، یقال : شَنِفَهُ ، أی أَبْغَضَهُ ، وأنشد :

ولَنْ أَزَالَ وإنْ جَامَلْتُ مُحْتَسِباً

فِی غَیْرِ نَائِرَهٍ ضَبّاً لها شَنِفَا

أی مُبْغِضاً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ قال : الشَّنْفُ بفَتْح الشین : فی أَعْلَی الأُذن ، والرَّعْثَهُ : فی أَسْفَل الأُذُن ، وجمعه : شُنُوف.

وقال اللیث : الشَّنْفُ : مِعْلَاقٌ فی قُوفِ الأُذُن.

أبو عُبید ، عن الأُمویّ : الشَّفْنُ ، ساکِنُ الفاء : الکَیِّس.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشَّفْنُ : رَقِیبُ الْمِیراث.

عَمْرو ، عن أبیه : الشَّفْن : الانتِظَار ، ومنه قول الحسن : «تَمُوتُ وتَتْرُکُ مالَکَ للشافِنِ».

والشَّفْنُ : الْبُغْض.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : شَنِفْتُ : فَطِنْتَ ، وأنشد فی ذلک قوله :

وتَقُولُ : قَدْ شَنِفَ الْعَدُوُّ فَقُلْ لهَا

ما لِلْعَدُوِّ لغیرها لا یَشنَفُ

أبو زیْد : من الشِّفاه والشَّنْفَاءُ ، وهی

ص: 257

الْمُنْقَلبه الشفَهِ العلیا من أَعْلَی ، والاسم الشَّنَفُ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : شَنِفْتُ له وَعَدِیتُ له ، إذا أَبْغَضْتَه.

قال : ویقال : مالی أراکَ شانِفاً عَنِّی وخَانِفاً ، وقَدْ خَنَفَ عَنِّی وَجْهَه ، أی صَرَفَه.

نفش

قال اللیث : النَّفْشُ : مَدُّک الصّوفَ حتی یَنْتَفِشَ بعضُه عن بعض ، وکلّ شیء تراه مُنْتَبِراً رِخْوَ الْجَوْفِ ، فهو مُنْتَفِشٌ ومُتَنَفِّشٌ. وقد یقال : أَرْنَبَهٌ متنفِّشه ، إذا انْبَسَطَت علی الوجه ، وقد تنَفّشَ الضِّبعَانُ ، أو بَعْض الطّیر ، إذا نَفَضَ رِیشه کأَنَّه یخاف أَو یُرْعَد.

ویقال : أَمَهٌ مُتَنَفِّشهٌ.

الحرانیّ ، عن ابن السِّکیت ، قال : النَّفَش : أَنْ تنتشِرَ الإبلُ باللَّیل فَتَرْعَی ، وقد أَنفَشتُها ، إذا أرسَلْتَها باللیل ، فَتَرعَی بلا راعٍ وهی إبلٌ نُفَّاشٌ ، وأنشد :

أجْرِسْ لها یابْنَ أبی کِبَاشِ

فما لها اللّیْله من إنْفاش

غیر السّری وسائِقٍ نَجَّاش

إلّا بمعنی غیر السُّری کقوله : (لَوْ کانَ فِیهِما آلِهَهٌ إِلَّا اللهُ) [الأنبیاء : 22] أراد غیر الله.

قال المنذریّ : أخبرنی ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : قال : یقال : نفِشت الإبلُ تَنَفش ونَفَشتْ تَنفُش ، إذا تَفَرَّقت ، فرعت باللیل من غیر عِلم راعیها ، والاسم : النَّفَش ، ولا یکون إلا باللّیل ، ویقال : باتت غَنَمُه نَفَشا ، وهو أن تَفَرَّقَ فی المرْعی من غیر علم صاحِبها ، وقد نَفِشتْ نَفَشا.

أخبرنی المنذریّ ، عن أبی طالب ، أنه قال فی قولهم : إنْ لم یکن شحمٌ فَنَفَشٌ ، قال : قال ابن الأعرابیّ معناه : إن لم یکن فِعْلٌ فَرِیاءٌ ، قال : والنَّفَش : الصُّوفُ.

فشن

قال اللیث : فَیْشون : اسمُ نَهر.

فنش

قال أبو تراب : سمعت السُّلَمِیّ یقول : بَنّش الرجلُ فی الأَمر وفَنّشَ ، إذا اسْتَرْخَی فیه ، وأنشد أبو الحسن :

* إنْ کُنْتَ غَیْرَ صائِدِی فَنَبِّشِ*

قال : ویروی : «فَبَنِّش» أی اقعُد.

وقال أبو تراب : سَمِعتُ العَبْسِیِّین یقولون : فَنّش الرجلُ عن الأمر ، وفَیَّش إذا خَامَ عنْه.

نشف

قال اللیث : النَّشْفُ : دخولُ الماء فی الأرض ، والنشْفُ : حجاره علی قَدْر الأَفهار ونَحْوها سُودٌ کأنها مُحْتَرِقَه ، تُسمی نَشْفه ونشَفاً ، وهو الذی یُنَقِّی به الوَسَخُ فی الحمامات ، سُمیت نَشْفه لتَنشفُّها الماءَ.

وقال آخرون : سُمِّیت نَشْفَهً لانتِشافها الوسَخَ عن مَواضِعِه ، والجمیع النَّشْفُ.

والنَّشْفَهُ : الصُّوفه التی یُنْشفُ بها الماء من

ص: 258

الأرض.

الحرانیّ ، عن ابن السکیت : النَّشْفُ : مَصدر نَشِفَ الحوضُ الماءَ یَنْشَفُه نشفَاً ، ویقال : أَرضٌ نَشِفَهٌ بَیِّنَهُ النَّشَف ، إذا کانت تَنْشَفُ الماء.

وقال فی باب فَعِلَ : وهو الفصیح الذی لا یُتَکَلَّمُ بغیره ، ومن العَرب من یَفتَح نَشِف الحوضُ ما فیه من الماء ، یَنشفُه ، ونَفِذَ الشیء یَنْفَذُ.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : النِّشْفُ والنَّشَفَه : حجاره الحَرَّه وهی سودٌ کأنها مُحتَرقه.

وقال أبو عمرو : النَّشْفَهُ : الحجاره التی یُدلَکُ بها الأقْدام. وقال الأمویّ مِثلَه ، إلا أنه قال : النِّشْفَهُ ، بکسر النون.

اللّحیانیّ : انْتُسِف لونُه ، وانْتُشفَ لونه ، بمعنی واحد.

وقال ابن السکیت : هی الرُّغْوَهُ والنُّشافَهُ لما یعلو أَلْبان الإبل والغنمَ إذا حُلِبَت.

ویقال انتَشفتُ ، إذا شرِبْت النُّشَافَهَ ، ویقول الضبیّ : أنشفْنی ، أی أعْطنی النُّشافَه أَشرَبُها. ویقال : أَمْست إبلکم تُنَشِّفُ وتُرَغِّی ، أی لها نُشَافَهٌ ورُغْوَه.

وقال اللّحیانیّ : النُّشافَه والنُّشْفَهُ : ما أخذته بمغْرَفهٍ من القِدر ، وهو حارٌّ فَتَحَسَّیْتَهُ.

وقال النضر : نَشَّفت الناقه تَنشیفاً ، وهی ناقهٌ مُنَشِّفٌ ، وهو أن تراها مَرَّه حافِلاً ، ومره لیس فی ضَرْعِها لَبَن ، وإنما تَفعل ذلک حین یدنو نَتَاجها ، والنُّشافَهُ : الرُّغْوه ، وهی الجُفَالَه.

ش ن ب
اشاره

شنب ، نشب ، نبش ، بنش ، شبن.

شبن

الشابِنُ والشَّابِلُ : الغلام الثّار الناعم ، وقد شَبَنَ وشَبَلَ.

شنب

شمر : قال ابن شمیل : الشَّنَب فی الأسنان أن تراها بیضاء مُسْتَشْرِبه شیئاً من سواد ، کما تری الشیء من السَّوَادِ فی البُرُد. وقال بعضهم یصف الأسنان :

مُنَصَّبُها حَمْشٌ أَحَمُّ یَزِینُه

عوارضُ فیها شُنْبَهٌ وغُروب

والغروب : ماء الأسنان ، والظَّلَمُ : بیاضها کان یعلوه سواد.

قال اللیث : الشَّنَبُ : ماءٌ ورِقَّهٌ تجری علی الثَّغْر.

عَمْرو ، عن أبیه : المشانِبُ : الأفواه الطّیبه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : المِشْنَبُ : الغلامُ الحَدث المحزَّزُ الأسنان المُؤَشَّرُها فَتَاءً وحَدَاثَهً.

وقال أبو العباس : اخْتَلَفَوا فی الشَّنَب ، فقالت طائفه : هو تَحْرِیزُ أطراف الأسنان ، وقیل : هو صفاؤُها ونقَاؤُها ، وقیل هو

ص: 259

تَفْلِیجُهَا ، وقیل : طِیبُ نَکْهتِها.

وقال الأصمعیّ : الشَّنَبُ : البَرْدُ والعذُوبَهُ فی الفم.

وقال اللیث : رُمَّانَهٌ شنْبَاء ، وهی المَلِیسَهُ ، ولیس فیها حَبّ ، وإنما هو ماءٌ فی قِشْرٍ علی خِلْقَه الحَبّ من غیر عَجَم.

نشب

عمرو ، عن أبیه : المنَاشِبُ : بُسْرُ الخَشْوِ.

وقال ابن الأعرابیّ : المِنْشَبُ : الخَشُوُ ، أَتَوْنَا بخِشْوِ مِنْشَبٍ یَأْخُذُ بالحلْقِ.

وقال اللیث : النَّشَبُ : المالُ الأصیلُ.

أبو عبید : من أسماءِ المال عندهم النَّشَب.

یقال : فلان ذو نشبٍ ، وفلان ماله نَشب.

وقال اللیث : نَشِبَ الشَّیءُ فی الشیء نَشَباً ، کما یَنْشَبُ الصَّید فی الْحِباله.

وأَنشبَ البازِیّ مخالبه فی الأَخِیذه ، ونَشِبَ فلان مَنشِبَ سوء ، إذا وقع فیما لا مَخْلَصَ له منه ، وأنشد لأبی ذؤیب :

وإذا المِنیّهُ أَنشبَتْ أَظفارَهَا

أَلْفَیْتَ کلَّ تمیمهٍ لا تَنْفَعُ

والنُّشَّابُ : جمع النُّشَّابه ، والنَّاشِبَهُ : قومٌ یرمون بالنُّشَّابِ ، والنَّشَّاب : مُتَّخِذه ، وأُشْبَه ونُشْبَه : من أسماء الذِّئبِ.

وقال غیره : انتشبَ فلان طعاماً ، أی جمعه ، واتخذ منه نَشَباً ، وانتشبَ حطباً : جَمَعه.

قال الکمیت :

وأَنْفَدَ النَّمْلُ بالصَّرَائِم ما

جَمَّعَ والحاطِبُونَ ما انتَشَبُوا

أبو عبید ، عن أبی زید : أَنْشَبَتِ الرّیحُ ، وأَسْنَفَت ، وأَعَجَّتْ ، کلُّ هذا فی شِدَّتِها وسَوْفِها التُّرَاب.

نبش

قال اللیث : النَّبْشُ : نبشکَ عن المیّت ، وعن کلِّ دفین ، وأَنا بیشُ العُنْصُل : أُصُوله تحت الأرض ، واحدها أُنْبُوشه ، وأنشد :

* بأَرْجائِهِ القُصْوَی أَنابیشُ عُنْصُلِ*

بنش

قال اللحیانی : بنَّشَ : قَعَدَ.

ش ن م
اشاره

شنم ، نشم ، نمش ، مشن.

نشم

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : من أشجار الجبال النَّبْعُ والنَّشَمُ.

وقال غیره : یُتَّخذُ من النَّشَم القِسِیّ العَرَبیَّه.

وقال امرؤ القیس :

عارِضٍ زَوْرَاءَ من نَشَم

غیرِ باناهٍ علی وَتَرِهْ

وفی حدیث مقتل عثمان رضی الله عنه : أنه لما نَشَّمَ الناس فی أمره ، قال أبو عُبید : معناه : طعنوا فیه ونالوا منه.

ص: 260

قال : وأخبرنی المنذریّ ، عن أبی عمرو ابن العلاء ، أنه کان یقول فی قول زهیر :

* تَفَانَوا ودَقُّوا بَینَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ *

قال : هو من ابتداء الشرّ ، یقال : قد نَشَّمَ القومُ فی الأمْرِ تنشیماً إذا أَخَذُوا فی الشَّرّ ، ولم یکن یذهب إلی أنَ مَنْشَمَ امرأه کما یقول غیره.

قال أبو عُبید ، وأخبرنی ابن الکلبیّ فی قوله : عِطْر مَنْشَم ، قال : مَنْشَم : امرأهٌ من حِمْیَر ، کانت تبیع الطِّیب ، فکانوا إذا تَطیّبوا بِطیبها اشْتَدَّت حربُهم ، فصارَتْ مَثلاً فی الشَّرِّ.

وقال شمِر : قال ابن الأعرابیّ : تَنَشَّمَ فی الشیءِ ، ونَشَّمَ فیه ، إذا ابْتَدَأ فیه وأنشد :

وَقَدْ أَغْتَدِی واللَّیلُ فی جَرِیمِه

مُعَسْکِراً فی الْغُرِّ من نُجومِه

والصُّبْحُ قد نَشَّمَ فی أَدِیمِه

یَدُعُّه بِضِفَّتَیْ حَیْزُومِه

دَعَّ الرّبیبِ لَحْیَتَیْ یتیمه

قال : نَشَّمَ فی أدیمه ، یرید تَبدَّی فی أَوَّل الصُّبح ، قال : وأدیم اللَّیل : سَوادُه وجَرِیمُه : نفْسُه.

أبو عُبید ، عن الفراء : نَشَّمَ اللحم تَنْشِیماً ، إذا تَغَیَّرَتْ ریحه لا من نتْنٍ ولکن کَراههً.

شمِر عن ابن الأعرابیّ : التنْشِیمُ الابتداءُ فی کلِّ شیءٍ.

قال : والْمَنْشَمُ : شیءٌ یکون فی سُنْبُل العِطْر ، یَسمیه العطَّارون رَوْقٌ وهو سَمٌّ ساعَه.

وقال بعضهم : هی ثمرهٌ سوداءُ مُنْتِنَه.

وقد أکثرت الشُّعراء ذکر مَنْشَم فی أشعارها ، قال الأعشی :

أَرَانِی وعَمْراً بیننا دَقُ مَنْشَم

فلم یَبْقَ إلا أَنْ أُجَنَّ ویَکْلَبَا

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الْمُنَشَّمُ : الذی قد ابْتَدَأَ یَتَغیَّر ، وأنشد :

وقَدْ أُصاحِبُ فِتْیاناً شَرَابُهم

خُضْرُ المَزادِ ولحمٌ فیه تَنشیمُ

قال : وخُضْرُ المزادِ الْفَظَ ، وهو ماءُ الکَرِش ، ویقال : أراد أن الماء بَقِیَ فی الأدَاوَی ، فاخْضَرَّت من القوم.

اللِّحْیانیّ : تَنَشَّمْتُ منه عِلماً ، وتَنَسَّمْتُ منه علماً ، إذا اسْتَفَدْتَ منه عِلما.

نمش

قال اللیث : النَّمَشُ : خطوطُ النُّقوش من الوَشی ونحوه ، وأنشد :

أَذَاکَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْیِ أَکْرُعُه

مُسَفَّعُ الخدِّ غادٍ ناشِطٌ شَبَبُ

قلت : نَمِشٌ : نعتٌ للأکْرع مُقَدَّم ، أراد : أَذاک أم ثَوْرٌ نَمِشٌ أَکْرُعُه؟

وقال اللیث : النَّمْشُ : النَّمِیمهُ والسِّرَارُ.

والنَّمْشُ : الالْتِقَاطُ للشیءِ ، کما یَعْبَثُ الإنسانُ بالشیء فی الأرض.

وأخبرنی المنذریّ ، عن أبی الهیثم أنه أنشدَه :

ص: 261

یا مَنْ لِقَوْمٍ رَأْیُهُمْ خَلْفَ مُدَنْ

إن یَسْمَعُوا عَوْراء أَصْغَوْا فی أَذَنْ

* ونَمَشوا بکَلِمٍ غیرِ حَسَن*

قال : نَمَشُوا : خلَطوا ، وثوْرٌ نمِشُ القَوائم ؛ فی قوائمه خُطوط مُختلفه ، أراد خَلطوا حدیثاً حَسَناً بقبیح.

قال : ویُروَی نمسوا : أی أَسَرُّوا ، وکذلک هَمَسوا ، وعَنْزٌ نَمْشَاءُ ، أی رَقْطَاء.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : یُقال فی الکذب : نَمَشٌ ، ومَشَّ ، وفَرَشَ ، وقرَشَ ودبشَ.

أبو تُرَاب ، عن واقع : بَعیرٌ نمِشٌ ونَهشٌ ، إذا کان فی خُفِّه أَثَرٌ یَتَبیَّن فی الأرض من غیر أثْرِه.

مشن

قال اللیث : المَشْنُ : ضربٌ من الضَّرب بالسِّیاط ، یقال : مَشنَهُ ومَتَنَه ، مَشنَاتٍ ، أی ضَربَات. ویقال : مَشنَ ما فی ضَرعِ الناقه ومَشْقَه ، إذا حَلَبه.

أبو تُراب : إن فلاناً لیمتَشُّ من فلان ویَمتَشنُ من فلان ، أی یُصیب منه.

وقال ابن السِّکِّیت ، عن الکلابیّ : مَرَّتْ بی غِرَارَهٌ فمَشَنْتنی. وأَصَابَتْنی مَشْنه : وهو الشیء له سَعَه لا غَوْرَ له ؛ منه ما بَضَّ منه شیء ، ومنه ما لم یَجْرح الجِلد.

قلت : وسمعتُ رجلاً من أهل هَجَر یقول لآخر : مَشِّن اللِّیف ، معناه : مَیِّشه وانْفُشْه للتَّلْسِین.

وقال ابن السکیت : امْرأه مِشانٌ : سَلِیطه وأنشد :

وهَبْتُه من سَلْفَعٍ مِشَانِ

کَذِئْبَهٍ تَنْبَحُ بالرُّکْبَانِ

وأخبرنی المنذریّ ، عن جُنَیْد ، عن محمد ابن هارون ، قال : سمعت عُثمان بن عبد الوهاب الثَّقفیّ یقول : اختلف أبی وأبو یوسف عند هارون ، فقال أبو یوسف : أَطْیَبُ الرُّطَب المُشانُ ، وقال أبی : أَطْیَب الرُّطب السُّکر. فقال هارون : یُحْضران.

فلما حضرا تناول أبو یوسف السُّکر ، فقلتُ له : ما هذا؟ فقال : لما رأیتُ الحق لم أَصْبِرْ عنه.

ومن أمثال أهلِ العراق : بِعِلَّهِ الوَرَشَان تأکل الرُّطَب المُشانَ.

أبو عَمرو : والمَشْنُ : الخدْشُ. وقال الکلابیّ : امْتَشَنْتُ الناقه وامْتَشَلْتُها ، إذا حَلَبْتَها.

وقال ابن الأعرابیّ : المَشْنُ : مَسحُ الید بالشَّیءِ الخَشن.

وأخبرنی المنذریّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : مَشقتُه عِشْرِین سَوْطاً ومَتَحْتُهُ ومَشنْتُهُ. وقال : کأَنَّ وجْهَه مُشِنَ بقَتَادَه ، أی خُدِش بها ، وذلک فی الکراهه والعُبوس والغَضب.

شنم

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشنْمُ :

ص: 262

الخَدْش ، والشُّنْم ، الرِّجالُ الْمُقَطَّعو الآذان.

وقال : رَمَی فَشَنَم : إذا خَرقَ طرف الجِلْد.

[ش ف ب]

ش ف م : مُهمل.

[باب الشین والباء مع المیم]
ش ب م
اشاره

شبم ، بشم.

شبم

قال اللیث : الشبَمُ : بَرْدُ الماءِ ، یقال : ماءٌ شَبِمٌ ، ومطرٌ شَبِم.

وقال اللِّحیانیّ : قیل لابنه الْخُسِّ : ما أَطْیَبُ الأشْیاءِ؟ فقالت : لَحْمُ جَزُورٍ سَنِمَه ، فی غَداهٍ شبِمه ، بشِفارٍ خَدِمَه ، فی قُدورٍ هَزِمَه. أرادَتْ : فی غَداهٍ بارِدَهٍ ، والشفارُ الخَذِمَه : القاطِعه ، والقُدور الْهَزِمَه : السریعهُ الغَلیان.

وقال ابن الأعرابیّ : الشبامُ : عودٌ یُجْعَلُ فی فم الْجَدْی لئلا یَرْضِعُ ، فهو مَشْبُوم.

وقال عدِیّ :

لیس للمرْءِ عَصْرَهٌ من وِقاعِ الدَّ

هر تُغْنِی عنه شِبَامَ عَناقِ

وشِبام : حیٌّ من الیمن.

والعرب تسمی السّمّ شبِماً ، والموت شبِماً ، لبَرْده.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : یقالُ لرأس البُرْقُع ، الصَّوقَعَه ، ولِکَفِّ عَیْن البُرْقع : الضّرْس ، ولخَیطِه : الشِّبامَان.

بشم

قال اللیث : البَشمُ : تُخمَهٌ علی الدَّسَم ؛ وربما بَشِمَ الفَصیلُ من کثره اللَّبن حتی یَدْقَی سَلْحاً فَیهْلک ، یقال : دَقِیَ : إذا کَثُرَ سَلْحَه.

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : البَشامُ : شجرُ طَیِّبُ الرِّیح یُسْتَاکُ به ، وأنشد :

أَتَذْکُرُ إذْ تُوَدِّعُنَا سُلَیْمَی

بِفَرْعِ بَشَامَهٍ سُقِیَ البَشام

آخر الثلاثی الصحیح من حرف الشین.

* * *

ص: 263

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

أبواب الثلاثی المعتل من حرف الشین

[باب الشین والضاد] [ش ض (وا یء) ]

مهمل.

[باب الشین والصاد] [ش ص (وا یء) ]

اشاره

شصا ، شاص ، شیص.

شوص

قال ابن شمیل : رجُل به شوْصَهُ ، والشّوْصَه : الرَّکْزَهُ ، به رَکْزَه ، أی شوْصَهٌ قال : والشوْصَهُ : ریح یأخذ الإنسان فی لَحْمه ، تَحَوَّلُ مرَّهً هاهنا ، ومره هاهنا ، ومره فی الظَّهر ، ومره فی الحَوْاقِن.

وقال اللیث : الشَّوْصَهُ : ریحٌ تَنْعَقِد فی الأضْلاع ، تقول : شاصَتْنِی شوْصَهٌ ، والشوائِصُ أسماؤها.

وفی الحدیث : أنَّ النَّبی صلی الله علیه وسلم کان یشوصُ فاهُ بالسّواک.

قال أبو عبید : الشّوْصُ : الغَسْل ، وکلُّ شیء غَسَلْته فقد شصْتَهُ تَشوصُه شوْصاً ، وهو الْمَوْصُ ، یقال : مَاصَهُ وشاصَهُ ، إذا غَسَلَه.

وقال شِمر : قال الفرّاء : شاسَ فمه بالسِّواک وشاصه.

قال : وقالت امرأه : الشوْص یُوجع ، والشوْسُ أَلْیَنُ مِنْه.

وقال أبو عَمْرو : هو یَشُوصُ ، أی یَسْتَاکُ.

وقال أبو عبیده : شصْتُ الشَّیءَ ، نَقَّیْتَه.

وقال ابنُ الأعرابیّ : شوْصُه : دَلْکُهُ أَسْنَانه وشدْقَه.

وقال الهَوَازِنیّ : شاصَ الولد فی بَطن أُمِّه ، إذا ارْتَکَضَ ، یَشوصُ شَوْصَهً.

وقال اللیث : الشّوَص فی العَیْن ، وقد شَوِصَ شوَصاً ، وشاصَ یَشاصُ. قلت : الشوَسُ بالسِّین فی العَین أَکْثَر من

ص: 264

الشوَص ، یقال : رجل أَشوَسُ ، وذلک إذا عُرِفَ فی نظره الغَضَبُ أو الحِقْد ، ویکون ذلک من الْکِبْر ، وجَمعه الشُّوس.

وقال أبو زید : شاسَ الرَّجلُ سِوَاکه یَشوصُهُ ، إذا مَضَغَه ، واسْتَنَّ به ، فهو شائِص.

شصا

أبو عُبید ، عن الفَراء : الشُّصُوُّ من العین مثل الشخوص. یقال : شصا بَصرهُ فهو یَشصُو شُصُوّاً ، وهو الذی کأَنَّه ینظُر إلیکَ وإلی آخرَ.

أبو الحَسنَ اللِّحیانیّ : یقال للمیْت إذا انْتَفَخَ فارْتفعت یداه ورِجْلاه : قد شصَا یَشصَی شُصِیّاً ، حکاه عن الکسائی.

قال : وحکی لی الأحمر : شصَا یَشصُو شُصُوّاً ، فهو شاصٍ.

قال : ویقال للشاصِی : شاظٍ ، بالظاء ، وقد شظَا یَشظِی شُظِیّاً ، قال : ویقال للزِّقاق المملوءه الشایلَه القوائم ، ولِلقِربَ إذا کانت مملوءه ، أو نُفِخَ فیها فارتفعَتْ قوائمها شاصِیَه ، والجمیع شواصٍ ، وشاصِیَاتٍ ، وأنشد قول الأخطل :

أناخُوا فَجرُّوا شاصِیَاتٍ کأنَّها

رِجالٌ من السُّودان لم یتسرْبَلُوا

وقال اللحیانی : شصَی وشظی مثلُ ذلک ، ومن أمثال العرب : «إذا أَرْجَعَنَ شاصِیاً فارْفَعْ یَداً» معناه : إذا ألْقی الرجلُ لک نفسه وغَلبْته فرفع رجلیه ، فاکْفُفْ یَدَک عنه.

اللیث : شصَت السَّحابه تَشصو ، إذا ارْتَفَعَتْ فی نشوئها ، والشاصِی : الذی إذا قُطعت قوائمُه ارْتَفَعَت مفاصِلُه أَبَداً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، الشَّصْوُ : السَّواکُ ، والشصْوُ : الشدَّه.

شیص

أبو عُبید ، عن الفراء ، یقال للتّمْر الذی لا یَشتَدُّ نواه : الشِّیْسَاء ، وهو الشیص.

وقال الأمویّ : هی بلغه بَلْحارث بن کعب : الصِّیص.

وقال الأصمعیّ : صَأْصَأَت النَّخلهُ ، إذا صارت شِیصاً ، وأهل المدینه یُسمُّون الشیص السُّخُل.

وقال اللیث : الشِّیصُ : شِیصَاءُ التَّمر ، وهو الرَّدیء منه ، وقد أَشَاصَت النَّخْله ، والواحده شِیصَهٌ ، وشِیصَاءَهٌ ممدودَه.

وفی «نوادر الأعراب» : شیَّصَ فلان النّاس ، أی عَدَّبهم بالأذی. قال : وبینهم مُشایصَه ، أی مُنَافَره.

[باب الشین والسین] [ش س (وا یء) ]

اشاره

شوس ، شأس ، شسا.

شوس

قال اللیث : یقال : شاسَ یَشاسُ وشَوِسَ یَشُوْسُ شَوَساً ، ورجل أَشْوَس ، وامرأه شوْسَاءُ ، إذا عُرِفَ فی نظره

ص: 265

الغَضَب والحِقْد.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الشَّوْسُ والشَّوْصُ فی السِّواک ، والشُّوسُ : جمع الأَشْوس ، وأَنشد شمر :

أَإِن رأَیتَ بنی أَبیک مُحَمّجِینَ إلَیَ شُوسَا

ویقال : فلانٌ یتشاوَسُ فی نظره ، إذا نظَرَ نظَرَ ذی نَخْوَهٍ وکِبْر.

وقال أبو عَمْرو : الأَشْوَسُ والأشْوَزُ : المُذَیِّخُ المتکَبِّرُ ، ویقال : ماءُ مُشاوِسٌ ، إذا قلَّ فلم تَکَدْ تَراه فی الرَّکیَّهِ من قِلَّتِه ، أو کانَ بعید الغَوْر. وقال الراجز :

أَدْلَیْتُ دَلوِی فی صَرًی مُشاوِسِ

فبَلَّغَتْنِی بَعْدَ رَجْسِ الرَّاجِسِ

سَجْلاً عَلیه جِیَفُ الخنَافِسِ

والرَّجْسُ : تحریک الدَّلو لتَمْتَلیءَ من الماء.

شأس

قال اللیث : مکانٌ شَئِسٌ ، وهو الخَشنُ من الحِجاره ، وأَمْکِنَهٌ شُؤسٌ ، وقد شَئِسَ شَأَساً.

وقال أبو زید : شَئِسَ مکانُنا شأَساً ، وشئزَ شأَزاً ، إذا غَلُظَ واشتَدَّ.

قلتُ : وقد یُخفَّفُ فیقال للمکان الغلیظ : شازٌ وشاسٌ ، ویُقلب فیقال : مکانٌ شاسِیءٌ جَاسِیءٌ : غَلِیظٌ.

[شسا]

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشَّسَا : البُسْرُ الیابس.

[باب الشین والزای] [ش ز (وا یء) ]

اشاره

شأز ، وشز ، شیز ، زوش.

شأز

فی حدیث مُعاویه أنَّه دخل علی خَالِه وقد طُعنَ ، فبکی. فقال : ما یُبْکیکَ یا خال؟ أَوَجَعٌ یُشئِزُکَ ، أم حِرْصٌ عَلَی الدنیا؟

قال أبو عُبید : قوله : یُشْئِزُکَ أی یُقْلِقُکَ یقال : شَئِزْتُ أی قَلِقْتُ ، وأَشأَزَنی غَیْرِی.

وقال ذُو الرَّمّه یصف ثوراً وحشیاً :

فَباتَ یُشْئِزُهُ ثَأُدٌ ویُسْهِرُه

تَذَاؤُبُ الرِّیح والوَسْواسُ والهضَبُ

وقال اللیث : شَئِزَ المکانُ ، إذا غَلظَ وارْتَفَعَ ، وأَنْشَد لرؤبه :

* جَذْبَ الملَهَّی شَئِزَ المعَوَّهْ*

قلَبه فی موضع آخر ، فقال :

* شَازٍ بِمَنْ عَوَّه جَذْبَ المُنْطَلِق*

ترک الهمز وأَخْرجه مَخْرج : عاثٍ وعایِثٍ وعاقٍ وعایِقٍ.

أبو عمرو : وأَشأَزَ الرَّجل عن کذا ، أی ارْتفع عنه. وأنشد :

فلو شَهِدْتَ عُقَبِی وتَقْفازِی

أَشأَزْتَ عن قَولک أَیَ إشآزِ

شمر ، عن ابن شمیل : الشَّأْزُ : الموضِعُ الغلیظ الکثیر الحجاره ، ولیست الشُّؤْزَهُ إلا فی حجاره وخُشُونه ، فأما أرض غلیظه

ص: 266

وهی طینٌ فلا تُعَدُّ شَأْزاً.

وشز

قال اللیث : الْوَشْزُ من الشِّدَّه ، یقال : أصابَهم أَوْشَازُ الأمور ، أی شَدائِدُها.

وقال غیره : لَجأْت إلی وَشَزٍ ، أی تَحَصَّنْتُ به.

أبو عبید ، عن الأصمعیّ : قال : الْوَشَزُ والنَّشَزُ ، کلُّه ما ارْتفع من الأرض ، وأنشد غیره :

یَا مُرَّ قاتِلْ سَوْفَ أَکْفیک الرَّجَزْ

إنَّکَ مِنِّی مُلْجَأ إلی وشَزْ

قلت : وقد جعله رؤبه وَشْزاً مُخَفَّفه ، وقال :

* وإنْ حَبَتْ أَوْشازُ کلِ وشْزِ*

حَبَتْ ، أی سالت بعدد کثیر.

وقال ابن الأعرابیّ ، یقال : إنَّ أمامک أَوْشَازاً فاحْذَرها ، أی أموراً شِداداً مَخُوفَهً. والأوشازُ من الأمور : غَلْظُها.

شیز

قال اللیث : الشِّیزُ : خَشبَهٌ سوداءُ ، یُتَّخذ منها الأمشاط وغیرُها.

وقال غیره : یقال لِلْجِفان التی تُسَوَّی من هذه الشجره : الشِّیزَی.

وقال ابن الزِّبَعْرَیّ :

إلی رُدُحٍ من الشِّیزَی مِلَاءٍ

لُبَابَ الْبُرِّ یُلْبَکُ بالشِّهادِ

أبو عبید ، فی باب فِعْلَی : الشِّیزی : شجره.

عمرو ، عن أبیه ، قال : الشِّیزَی یقال : الآبَنُوس ویقال : السَّاسَم ، قال : والأَشوَزُ مثل الأَشوَس ، وهو المتکبر.

زوش

سلمه ، عن الفرّاء ، قال الکسائیّ : الزَّوْشُ : العَبْدُ اللَّئیم ، والعامه تقول : زُوش.

[باب الشین والطاء] [ش ط (وا یء) ]

اشاره

شوط ، شیط ، شطأ ، طاش ، وطش ، طشأ.

شوط - شیط

قال الأصمعی : شاط یشُوطُ شَوْطاً ، إذا عَدَا شوطاً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : شوَّطَ الرجل إذا طَوَّلَ سَفَرَه.

وقال اللیث : الشوْطُ : جَرْیُ مَرَّه إلی الغایه ، والجمیع الأَشواط.

وقال رؤبه :

* وبَاکرٍ مُعْتَکرٍ الأَشواط*

یعنی الریح. ویقال : الشوطُ بَطِینٌ ، أی بَعید. وفی الحدیث : «أَنَّ سفینهَ أَشاطَ دَمَ جَزُورٍ بجَذْلٍ فَأَکَلَه».

قال الأصمعی : أشاطَ دَمَ جَزْورٍ ، أی سَفَکه ، فشاط یَشیطُ ، وأَشاط فلانٌ فُلاناً إذا أَهْلَکَهُ.

وقال غیره : أَصْلُ الإشاطه الإحْراق ، یقال : أَشاط فلانٌ دم فلان ، إذا عَرَّضَهُ للقَتْل.

ص: 267

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «إذا اسْتشاطَ السُّلطان تَسَلَّطَ الشیطان».

قوله : اسْتَشاط السُّلطان ، أی تَحَرَّق من شدَّهِ الغضب ، وتَلَهَّبَ وصار کأنه نارٌ.

ویقال : شاطَ السَّمْنُ یشیطُ ، إذا نَضِجَ حتی یحترق ، وشیَّطَ الطَّاهی الرأْسَ والکُراع إذا أَشعل فِیهما النَّار حتی یَتَشیَّط ما علیهما من الشَّعرِ والصوف ، ومنهم مَنْ یَقولُ : شَوَّطَ.

وقال اللیث : التشیُّط شَیْطُوطَهُ اللّحم إذا مَسَّتْه النار ، یَتشیَّطُ فیحترِقُ أعلاه تشیُّطَ الصُّوف.

قال : وتشیَّط الدّم ، إذا غَلَی بصاحبه ، وشاط دَمُه.

وقال الأصمعیّ : شاطت الجزُور ، إِذَا لم یَبْق منها تصیبٌ إلا قُسِمَ.

وقال ابن شمیل : أَشاطَ فلانٌ الجزور ، إذا قَسَمَها ، بعد التَّقْطیع. قال : والتَّقْطیعُ نفسه إشاطَهٌ أَیْضاً.

واسْتَشاطَ فلانٌ ، إذا اسْتَقْتَل ، وأنشد :

أسال دماء المسْتِشیطین کلَّهم

وغُلَّ رُؤُوسُ الْقوم فیهم وسُلْسِلُوا

ورَوَی ابن شمیل بإسناد له : أن النَّبی صلی الله علیه وسلم ما رُئی ضاحِکاً مُسْتَشیطاً ، قال : معناه : ضاحِکاً ضَحِکاً شدیداً.

واسْتشاط الحَمام ، إذا طارَ ، وهو نَشیط.

وقال الأصمعیّ : الْمَشایِیط من الإبل : اللواتی یُسْرِعن السِّمَن. یقال : ناقه مِشْیاطٌ.

وقال أبو عمرو : هی الإبل التی تجعل للنَّحر من قولهم : شَاطَ دَمُه. قال : ویقال : شَیَّطَ فلانٌ من الْهِبَّه ، أی نَحِلَ من کَثْره الجِماع.

وروی عن عمر أنه قال : إنَّ أَخْوفَ ما أَخَافُ علیکم أن یُؤْخَذَ الرَّجل المسلم الْبریءُ ، فیقال : عاصٍ ، ولیس بعاصٍ ، فیشاط لحمه کما یُشاطُ الجُزُور.

وقال الکمیت :

نطعم لجیئلَ اللهِیدَ من الکُو

م ولم تَدْعُ من یُشیطُ الجزورا

قلت : وهذا من أَشَطْتُ الجزورَ ، إذا قَسَمْتَ لحمها ، وقد شَاطَ ، إذا لم یبقَ فیه نصیبُ إلا قُسِمَ.

والشَّیّطَانِ : قاعان بالصَّمَّانِ ، فیهما حَوایَا لماءِ السَّمَاء.

ویقال للغُبار السَّاطع فی السَّماء : شَیْطِیّ.

وقال القطامی :

تَعادِی الْمَراخِی ضُمَّرا فی جُنوحِها

وهُنَّ من الشَّیْطیِ عارٌ ولَا لِبسُ

یَصف الخیلَ وإثارَتَها الغُبار بسَنَابِکها.

أبو تراب ، عن الکلابیّ : شَوَّطَ القِدْرَ ، وشیَّطَها ، إذا أَغْلَاها.

ص: 268

وقال ابن شمیل فیما قرأت بخطَّ شمر له : الشوْطُ مکانٌ بین شَرَفَیْن من الأرض یأْخُذ فیه الماءُ والنَّاس کأَنَّه طریقٌ طوله مِقدار الدَّعْوه ثم یَنْقَطع ، وجمعه الشِّیاط ، ودُخولُه فی الأرض : أَنْ یُوَارِی البَعیرَ ورَاکِبَه ، ولا یکون إلّا فی سُهول الأرض یَنْبُتُ نَبْتاً حَسَناً.

شطا

الأصمعیّ : شَطَأَ الناقهَ یَشطَؤُوها شطْأ ، إذا شدَّها بالرَّحْل.

وقال أبو زید : شَطَأَ جاریَته ، ورَطَأَها ونَطَأَها ، إذا نَکَحها.

وقال الفراء فی قول الله : (کَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) [الفتح : 29] ، قال : شَطْأَهُ : السُّنْبل تُنْبِتُ الحبَّه عَشْراً وثمانیه وسَبْعاً ، فیقْوَی بعضُه ببعض فذلک قوله : (فَآزَرَهُ) ، أی فأعانه.

وقال أبو زید : أَشطَأت الشجره بغُصونها ، إذا أَخْرجت غُصونَها.

وقال الزجاج : (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) تَنَسَّمْتُ : أخرج نَباتَه.

وقال ابن الأعرابیّ : شَطْأَهُ : فِراخه ، وجمعُه أَشطاء. وأَشطَأ الزَّرع ، إذا فَرَّخَ.

أبو خیره : شاطِئُ الوادی : شَفَتُه ، وجمعه شُطْآن وشواطئ. والشَّطّ : مثلُ الشاطیء.

وقال ابن الأعرابیّ : الشَّطْوُ : الْجَانِب.

وقال اللیث : الثِّیَابُ الشَّطَوِیَّهِ : ضربٌ من الکَتَّان ، یُعمل بأرض یقال لها الشَّطَاه.

ورَوی أبو تُراب ، عن الضّبابِی : لَعَنَ الله أُمّاً شطأَتْ به ، وفَطَأَتْ به ، أی طَرَحَتْه.

وقال ابن السکیت : شطَأْتُ بالْحِمْل ، أی قَوِیَتُ علیه ، وأنشد :

* کَشَطْئِکَ بالْعِبْءِ ما تَشْطَؤُه *

وفی «النوادر» : مَا شَطَّیْنَا هذا الطَّعام ، أی ما رَزَأْنَا منه شَیْئاً وقد شَطّیْنا الجزور ، أی سَلَخْناه وفَرَّقْنا لَحْمه.

طشأ

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الطُّشْأَهُ : الزُّکام ، وقد طَشِئَ ، إذا زُکِمَ ، وأَطْشَأَ ، إذا أَخَذَتْهُ الطُّشْأَه.

وقال اللیث : طَشْیَأَ الرجلُ أَمْرَه ورأیَه ، مثل : رَهْیَأَهُ وفی «نوادر الأعراب» : رجل طَشَهٌ ، وتصغیره طُشَّیَّهٌ ، إذا کان ضَعیفاً ، قال : ویقال : الطُّشَه : أُمُّ الصِّبیان ، ورجل مَطْشِیٌّ ومَطْشُوّ.

طیش

قال اللیث : الطَّیْش : خِفَّهُ العقل ، والفعل طاش یَطِیش ، وقوم طَاشَه : خِفافُ العقول ، ویقال : طاش السَّهم یطیش ، إذا لم یَقْصِدْ للرَّمِیَّه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : طاش الرَّجل بعد رَزَانَتِه.

وقال شِمر : طَیْش الْعقل : ذَهابُه حتی یَجهل صاحبُه ما یُحاول ، وطَیش الحِلْم : خِفَّتُه ، وطَیش السَّهم : جَوْرُه عن سَنَنِه.

[طوش]

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ :

ص: 269

الطَّوْش : خِفَّهُ العَقل.

[وطش]

ثعلب ، عنه : یقال : سألته عن شیء فَما وَطَشَ ، وما وَطَّش ، وما ذَرَّع ، أی ما بَیَّنَ لی شَیئاً.

وقال اللحیانی : یقال : وَطِّشْ لی شَیْئاً ، وغَطِّشْ لی شیئاً ، معناه : افْتَحْ لی شیئاً.

وقال ابن الأعرابیّ : الْوَطْش : بیان طَرَفٍ من الحدیث.

وقال اللّحیانیّ : یقال : ضَربوه فما وَطَّش إلیهم بشیء ، أی لم یُعْطِهم.

وقال الفراء : وَطَّشَ له ، إذا هَیّأَ له وَجْه الْکلام والْعمل والرَّأی ، وطَوَّش ، إذا مَطَل غَریمَه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : التَّطْویش : الإِعْطاءُ القلیل ، وأنشد :

سِوَی أَنَّ أَقْوَاماً من النَّاسِ وَطَّشوا

بأَشْیَاءَ لم یَذْهَبْ ضَلالاً طَریقُها

أی لم یَضِعْ فَعالُهم عِنْدنا.

[باب الشین والدال] [ش د (وا یء) ]

اشاره

شدا ، داش ، دوش ، شاد ، دیش ، ودش.

شید - شود

قال الله جَلَّ وعزَّ : (وَقَصْرٍ مَشِیدٍ) [الحج : 45] وقال : (فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَهٍ) [النساء : 78].

قال الفراء : یُشَدَّدُ ما کان فی جمعٍ مثل قولک : مررت بِثیابٍ مُصَبَّغَهٍ ، وکِباش مُذَبَّحَه ، فجاز التشدید ، لأنَّ الفعل مُتَفَرِّقٌ فی جمع فإذا أَفْردْتَ الواحدَ من ذلک ، فإن کان الفعلُ یتردَّد فی الواحد ویَکْثر ، جاز فیه التخفیف والتشدید ، مثل قولک : مررت برجلٍ مُشجَّجٍ ، وبثوب مُخَرَّق.

وجاز التشدید لأنَّ الفعل قد تَردَّد فیه وکثر.

ویقال : مررت بکبش مَذْبوح ، ولا تقل مُذَبَّح ؛ لأنَّ الذّبح لا یتردَّد کتردد التَّحرق وقوله : «وَقَصْرٍ مَشِیدٍ» یجوز فیه التشدید ؛ لأنَ التشیید بناء ، والبناء یَتَطاول ویَتَرَدّد ، یقاس علی هذا ما ورد.

أبو عبید ، عن أبی عبیده : الْبِناءُ المشیَّد : المُطَوَّل ، والمَشِید : المعمولُ بالشِّید ، وهو کلُّ شیء طَلَیْتَ به الحائط من جَصِّ أو بَلاط.

قال : وقال الکسائی : مَشِیدٌ للواحد ، ومُشیّدٌ للجمیع. قال الله (فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَهٍ) [النساء : 78].

قال اللیث : تشیید البناء : إحْکامُه ورَفعه قال : وقد یسمی بعضُ العرب الجِصَ شِیداً ، والمشِید : المبْنی بالشِّید.

قال عدیّ :

شَادَهُ مَرْمَراً وجَلَّلَهُ کِلْ

ساً فَللطَّیْرِ فی ذرَاهُ وُکُورُ

وقال اللیث : الإشَادَه : شبه التَّنْدِید ، وهو

ص: 270

رَفْعُک الصوتَ بما یکره صاحِبُک.

ویقال أشادَ فلان بذکرِ فلان فی الخیر والشر ، والمَدْح والذَّم ؛ إذا شَهَرَهُ ورَفَعه.

وقال اللِّحیانیّ : أشَدْتُ الضَّالَّهَ : عَرَفْتَها.

وقال الأصمعیّ : کلُّ شیء رَفَعْت به صَوْتَک فقد أَشَدْتَ به ، ضَالَّهً کانت أَوْ غَیْرَ ذلک.

وقال اللیث : التَّشْوِیدُ طلوعُ الشَّمس ، وارْتفَاعُهَا ، یقال : تَشَوَّدَتِ الشَّمسُ ، إذا ارْتَفَعت. قلت : هذا تَصْحِیفٌ ، والصحیح بالذّال من المِشْوَذِ ، وهی العِمَامَه.

وقال أُمَیَّه :

وشُوِّذَتْ شَمْسُهُمْ إِذَا طَلَعَتْ

بالْخِبِ هِفّاً کَأَنَّهُ کَتَم

أراد أَنَّ الشمسَ طلعت فی قُتْمَهٍ کأنها عُمِّمت بِقَتَمَهٍ تضرب إلی الصُّفره ، وذلک فی سَنَهِ الْجَدْبِ والْقَحْط.

شدا

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : قال : الشادِی : المغَنِّی ، والشادی : الذی تَعَلَّمَ شیئاً من العلم.

وقال اللیث : الشَّدْوُ : أَنْ یُحْسِنَ الإنسان من أَمر شیئاً.

یقال : هو یَشْدُو شیئاً من العلم والْغِناء ، ونحو ذلک.

ویقال : شدَوْتُ منه بَعضَ المعرفه ، إذا لم یَعْرِفْه معرفهً جَیِّده.

وقال الأخطل یَذْکر نساءً عَهِدْنَه شَابّاً حسناً ، ثم رأینه بعد کبره ، فأَنکرْنَ معرفته ، فقال :

فَهُنَ یَشدُونَ مِنِّی بَعْضَ مَعْرِفَهٍ

وهُنَّ بالْوَصْلِ لا بُخْلٌ ولا جُودُ

قلت : وأَصْلُ هذا من الشدَا ، وهو الْبَقِیَّه.

وأنشد ابن الأعرابیّ :

* لَوْ کَانَ فی لَیْلَی شَدًی من خُصُومَهٍ*

أی بَقِیَّه.

ودش

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : وَدَشَ ، إذا أَفْسَدَ ، والْوَدْشُ : الْفَساد.

دیش - (داش)

سلمه ، عن الفرَّاء : داش الرجل ، إذا أَخَذَتْه الشَّبْکَره.

دوش

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الدَّوَشُ : ظُلْمَه الْبَصَر.

وقال الأصمعیّ : الدَّوَش : ضَعْفُ الْبَصَر ، وضَیقُ العین ، وقد دَوِشَتْ عینه ، فهی دَوْشَاء ، وصاحبها أَدْوَش.

دشا

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : دَشَا ، إذا غَاصَ فی البحر. وشدَا ، إذا قَوِیَ فی بَدَنِه ، وشدَا ، إذا بَقَّی بَقِیَّه ، وشدَا : تَعَلَّم شیئاً من خُصُومَهٍ أو عِلْم.

دیش

قال اللیث : دِیش : قَبیلهٌ من بَنی الْهُون بن خُزیمه ، وهم من القاره ، وهم الدِّیشُ والعَضَلُ ابْنَا الْهُون بن خُزَیْمه.

ص: 271

[باب الشین والتاء] [ش ت (وا یء) ]

اشاره

شتا ، تشا ، شأت ، وتش.

شتا

قال اللیث : الشِّتاءُ معروف ، والواحده شتْوَهٌ ، والموضع المُشتَی ، والمشتاه ، والفعل شتَا یَشتُو. ویَوْمٌ شَاتٍ ، ویومٌ صائِف. والعرب تُسمی القحط شتاءً ؛ لأن المجاعات أکثر ما تُصیبهم فی الشتاء ، إذا قلَّ مطره واشتَدَّ بردُه.

وقال الحطیئه :

إذَا نَزَلَ الشتَاءُ بِدَارِ قَوْمٍ

تَجَنَّبَ جَارَ بَیْتِهمُ الشتَاءُ

أراد بالشتاء : المَجَاعَهَ.

وفی حدیث أُمِّ مَعْبَدِ حین قصَّت أمر النبیّ صلی الله علیه وسلم مارّاً بها علی زَوْجِها أَبی مَعْبَد ، * قالت : «والنَّاسُ إِذْ ذَاکَ مُرْمِلُونَ مُشْتُون» ، أرادت أنَّ الناس کانوا فی أَزْمَهٍ ومَجاعه وقِلَّهِ خیر. یقال : أَشتَی القومُ فهم مُشْتُون ، إذا أصابَتْهُمْ مَجاعه.

وقال ابن السّکّیت : السَّنَهُ عند العرب اسمٌ لاثنی عَشر شَهْراً ، ثم قَسَّمُوا السَّنه فجعلوها شطرین : ستَّه أَشْهر ، وستّه أَشْهر ، فبدأَه بأولِ السَّنه ، أَوّلِ الشتاء ، لأنه ذَکَر والصَّیف أُنْثَی ، ثم جعلوا الشتاء نِصْفین ؛ فالشَتْوِیُ أوَّله ، والرَّبیع آخره ، فصار للشّتْوِی ثلاثه أشهر ، وللرَّبیع ثلاثه أَشهر ، وجعلوا الصَّیف ثلاثهَ أشهر ، والْقَیْظَ ثلاثه أشهر فذلک اثْنَا عشر شهراً.

وقال غیره : الشَّتِیُ : المطرُ الذی یَقَعُ فی الشِّتاء.

قال النّمِرُ بن تَوْلَب :

عَزَبَتْ وباکَرَهَا الشَّتِیُ بدیمَهٍ

وَطْفَاءً تَمْلَؤُها إلی أَصْبَارِها

ویقال : شَتَوْنَا بالصَّمَّان ، أی أقمنا بها فی الشتاء ، وشَتَیْنَا الصَّمَّان ، أی رَعیْنَاها فی الشتاء ، وهذه مشاتِینَا ومصایفُنَا ومَرابعنا ، أی منازلُنا فی الشِّتَاء والصیف والربیع.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی قال : الشَّتَا : الموضعُ الْخَشِنُ ، والشّتَا : صَدْرُ الوادی.

تشا

قال : تَشَا ، إذا زَجَر الحمار.

قلت : کأنه قال له : تَشُوء تَشُوء.

شأت

أَبُو عُبید ، عن أبی عَمْرو : والشَّئِتُ من الخیل العَثُور. وأنشد :

* کُمَیْتٌ لا أَحَقُّ ولا شَئِیتُ *

وروی شمر ، عن ابن الأعرابی ، قال : الأَحَقُّ : الذی یضع رِجْله فی موضع یده.

وقال : والشَّئِیتُ : الذی یقصرُ عن ذلک.

والجمیع شُؤُوتٌ ، ونحو ذلک قال أبو عُبیده فی «کتاب الخیل».

وتش

قرأت فی «نوادر الأعراب» : یقال للحارضِ من القوم الضَّعیف : وتَشَه وأَتیشه وهِنَّمَه وضَوِیکَه ، وضُوَیْکَه.

ص: 272

[باب الشین والظاء] [ش ظ (وا یء) ]

اشاره

شظا ، وشظ ، شوظ.

شظا

قال اللیث : الشظا : عُظَیْمٌ لازِقٌ ، والشَّظیَّه : شِقَّهٌ من خشب أو قَصَبٍ أو فِضَّهٍ أو عَظْ.

وجاء فی الحدیث : أَنَّ الله تبارک وتعالی لما أراد أن یخلق لإبلیس نَسْلاً وزَوْجه ألْقی علیه الغضب ، فصارت منه شَظِیّهٌ من نارٍ ، فخلق منها امرأه.

وقال ابن شمیل : شواظی الجبال وشنَاظیها ، هی الکَسِرُ من رؤوس الجبال کأَنَّها شُرَفُ المسجد ، وقال : کأنّها شَظِیَّه أَنشَظَتْ ولم تَنْفَصم ، أی انکسرت ولم تنفرج.

والشَّظِیّه من الجبل : قطعه قُطِعت منه ، مثل الدَّار ، ومثل البیتَ. وجمعها شظایا ، وأصغر منها وأکبر کما تکون.

وقال النَّضْرُ : الشَّظَا : الدَّبْرَهُ علی أَثَر الدَّبْرَه فی المزرعه حتی تبلغ أقصاها.

الواحد شَظاً بِدَبَارها ، والجماعهُ الأشظِیه.

قال : والشظَا ربما کانت عشْرُ دَبْرَات ، حُکِیَ ذلک عن الشافعی.

ویقال : شظّیْتُ القوم تشظِیَهً ، أی فرَّقتهم ، فتشظّوا أی تَفَرَّقُوا.

وقال اللِّحیانیّ : شظَی السِّقاء یشْظِی شُظِیّاً ، مثل شصا ؛ وذلک إذا مُلِیءَ وارْتفعت قوائمه.

وقال أبو عُبیده : فی رؤوس المِرْفقین إبْرَه ، وهی شَظِیَّه لاصِقَه بالذراع ، لیست منها ، قال : والشَّظَا : عَظْمٌ لاصِقٌ بالرَّکِیَّه ، فإذا شخَصَ قیل : شَظِیَ الفَرس.

قال : وتَحرُّکَ الشظا کانتشار الْعَصَب غیر أن الفرسَ لانتشار الْعَصَب أشدُّ احْتمالاً منه ، لتحرکِ الشظا ، وقال الأصمعیّ نحواً من قوله.

وبعض الناس یَجْعل الشظا : انْشِقاقُ الْعَصَب ، وأَنشد :

سَلیمُ الشَّظَا عَبْلُ الشَّوَی شَنِجُ النَّسا

له حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ علی الفالِ

وشظ

قال اللیث : الْوَشْظُ من الناس لفیف لیس أصلهم واحداً ، وجمعه الْوَشائِظُ.

قال : والْوَشیظه : قطعهُ عظم تکون زیاده فی العظم الصمیم. قلت : هذا غَلَط.

والوَشیظه : قطعهُ خشبهٍ یُشَعَّبُ بها الْقَدَح.

وقیل للرجل إذا کان دخیلاً فی القوم ولم یکن من صمیمهم : إنه لَوَشِیظَهٌ فیهم ، تشبیهاً بالْوَشیظَه التی یُرْأَبُ بها القَدح.

أبو عُبید ، عن أبی عمرو : الْوَشِیظُ : الْخَسِیسُ من الناس.

شوظ

وقال الله جلَّ وعزّ : (یُرْسَلُ عَلَیْکُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ) [الرحمن : 35].

ص: 273

قال الفراء : أکثر القراء یقرؤون (شُواظٌ) ، وکسر الحَسَنُ الشین ، کما قالوا لجماعه البقر : صِوَارٌ وصُوَارٌ.

وقال الزجاج : الشُّوَاظ : اللهب الذی لا دُخان معه ونحو ذلک. قال اللیث : ابن شمیل : یقال لدُخان النار : شواظ ، ولحرها شواظ ، وحَرُّ الشمس شواظ.

أصابنی شواظٌ من الشمس.

[باب الشین والذال] [ش ذ ]

اشاره

(وا یء) شذا ، شوذ ، (شاذ).

شذا

أبو عُبید : الشَّذَاهُ : ذُبَابٌ ، وجمعها شَذًی ، مقصور.

وقال الکسائی : هی ذُبَابهٌ نقضُّ الإبل ، ومنه قیل للرجل : آذَیْتَ وأَشْذَیْتَ.

وقال شمر : الشَّذَی : ذُباب الکلْب ، وکلُّ شیء یُؤذی فهو شَذًی ، وأنشد :

* حکَّ الجِمالِ جُنوبَهُنّ من الشَّذَی *

ویقال : إنِّی لأخْشی شذَاهَ فُلان ، أی شَرَّه.

وقال اللیث : شذَاهُ الرجل : شدَّتُه وجُرْأَتَه ، ویقال للجائع إذا اشْتَدَّ جوعه : قَدْ ضَرِمَ شَذَاه.

أبو عُبَید ، عن الفراء : الشَّذَی : شِدَّه ذَکاءِ الرِّیح ، وأنشدنا :

إذا ما مَشتْ نادَی بما فی ثِیابِها

ذَکِیُ الشَّذَی والْمنْدَلِیُّ المُطَیَّرُ

وقال اللیث : الشَّذَی : کَسْرُ العودِ الصِّغارِ منه.

قلت : والقول قول الفراء فی تَفْسیر الشذی.

وقال اللیث : الشَّذَی أیضاً : ضَرْبٌ من السُّفن ، والواحده شَذَاه.

قلت : هذا معروف ولکنه لیس بعَرَبیّ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : شذَی إِذَا آذَی ، وشذَی ، إذا تَطَیِّبَ بالشَّذْو ، وهو المِسْک ، ویقال : هو رائحه الْمِسْک. وأنشد الأصمعی :

إنَّ لکَ الْفَضْلَ علی صُحْبَتی

والْمِسْکُ قد یَسْتَصْحِبُ الرَّامِکا

حتَّی یصیرَ الشَّذْوُ من لَوْنِه

أَسْودَ مَظّنُوناً به حَالِکاً

شوذ

روی عن النبی صلی الله علیه وسلم : أنه بعث سَرِیَّهَ فأمرهم أن یَمْسَحوا علی الْمشاوِذ والتَّسَاخِین.

قال أبو عُبید : المُشَاوِذُ : الْعَمائِم ، واحدها مِشْوَذ.

قال الولید بن عقبه :

إذا ما شَدَدْتُ الرّأسَ مِنِّی بمِشْوَذٍ

فَغَیَّکِ منِّی تَغْلِبَ ابنه وَائِلِ

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ. یقال : للعمامه : المِشوَذُ والعمامه.

وقال أمیه :

ص: 274

* وشُوِّذَتْ شَمْسُهم إذا طَلَعَتْ*

معنی شُوِّذَتْ ، أی عُمِّمَتْ ، أی صار حولها حلب سحابٍ رقیق لا ماءَ فیه ، وفیه صُفْره ، وکذلک تَطْلُع الشمس فی الجدْب وقلّه المطر ، والْکتَم نَباتٌ یُخْلط مع الوسْمهِ فیصیر خضاباً.

ویقال : فلانٌ حَسَنُ الشِّیذه ، أی حسن العِمَّه.

[باب الشین والثاء] [ش ث (وا یء) ]

الشَّثا

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشَّثا : صَدْرُ الْوَادِی.

[باب الشین والراء] [ش ر ]

اشاره

(وا یء) شری ، شار ، وشر ، ورش ، رشا ، راش ، أرش ، أشر.

شری

قال اللیث : شَرِیَ البرقُ یَشْرَی ، إذا تَفَرَّقَ فی وَجْهِ الغَیْم.

وقال غیره : شَرِیَ البرق یَشْرَی ، إذا تَتَابَعَ لمعَانُه ، واسْتشری مثله ، ومن هذا یُقال للرجل إذا تَمَادَی فی غَیِّه وفساده : شرِیَ شَرًی.

واسْتَشرَی فلانٌ فی الغیّ إذا لجَّ فیه ، والمُشارَاه : المُلَاجَّه ، یقال : هو یُشارِی فلاناً ، أی یُلَاجُّه.

وقال اللیث : الشری : داءٌ یأخُذُ فی الرَّجْل أحمر کهیئه الدراهم ، والفعل شرَی الرّجل ، وشری جلْدُه شرًی وهو شر.

وأَشراءُ الحرم : نواحیه ، والواحد شری ، وشری الفرات : ناحِیَتُه.

وقال الشاعر :

لُعِنَ الکواعبُ بَعْد یوم وصَلْنَنِی

بشری الفُراتِ وبعد یوم الْجَوسَقِ

ویقال للشجعان : ما هُمْ إلَّا أُسود الشرَی.

قال بعضهم : شرًی : مَأْسَدَهٌ بعینها ، وقیل : شرَی الفُرات وناحیته ، وبه غیاضٌ وآجام. وقال الشاعر :

* أُسودُ شرًی لاقتْ أُسُودَ خَفِیَّهٍ*

واسْتَشرَتْ أمورٌ بینهم : تَفاقَمَتْ وعظمت.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : الْحَنْظَلُ : هو الشرْیُ ، واحدته شرْیَه.

قال رؤبه :

* فی الزَّرْبِ لو یَمْضُغُ شَرْیاً ما بَصَقْ*

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَشرَی حوضَه : مَلأَهُ ، وأَشرَی جِفانَه ، إذا ملأَها للضِّیفان ، وأنشد :

* ونَشْرِی الجِفانَ ونَقْرِی النَّزِیلَا*

أبو عبید : الشَّرْیَانُ من الشجر : الذی یُتَّخَذُ منه القِسِیّ ، ویقال : شِرْیان بکَسْرِ الشین.

وأخبرنی المنذریّ ، عن المبرِّد ، أنه قال النَّبْعُ والشوْحَطُ ، والشّرْیَان : شجره

ص: 275

واحده ، ولکنها تختلف أسماؤها ، وتکرم مَنَابِتُها ؛ فما کان منها فی قُلَّهِ الجبل فهو النَّبع ، وما کان فی سفحه فهو الشّریان ، وما کان فی الحضیض فهو الشوْحَط.

والشَّریانات : عُروقٌ رِقاقٌ فی جسد الإنسان.

أبو سَعید ، یقال : هذا شرْوَاهٌ وشَرِیَّهٌ ، أی مِثْلُه ، وأنشد.

وتَرَی مَالِکاً یقولُ أَلَا تُبْ

-صِرُ فی مَالِکٍ لهذا شرِیّاً

وفی حدیث أُمِّ زَرْع أنَّها قالت : طَلَّقَنی أبو زرع ، فَنَکَحْتُ بعده رجلاً سَرِیّاً ، رَکِبَ شرِیّاً ، وأَخَذَ خَطِّیّاً ، وأَرَاحَ عَلَیَّ نَعَماً شرِیّاً.

قال أبو عُبید : أَرَادت بقولها : رَکِبَ شَرِیّاً ، أیْ فرساً یَسْتَشْرِی فی سَیْره. أی یَلِجُّ ویَمْضی فیه بلا فُتور ولا انْکسار ، ومن هذا یقال للرجل إذا لَجَّ فی الأَمر : قد شَرِیَ فیه ، واسْتَشْرَی.

وقال غیره : شَرِیَتْ عینُه بالدَّمع ، أی لَجَّتْ وتابعت الهَملان.

وقال الأصمعیّ : إبِلٌ شرَاهٌ وسراهٌ ، إذا کانت خِیارَا.

وقال ذو الرمه :

یَذُبُّ الْقَصایَا عن شَرَاهٍ کَأَنَّمَا

جَماهیرُ تَحْتَ الْمُدْجِنَات الْهَوَاضِبِ

ویقال لِزِمام النَّاقَه إذا تَتَابع حرکاته لتَحْرِیکها رأسها فی عَدْوِها : قد شرِیَ زِمَامُها ، یشرَی شَرًی.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشِّرْیان : الشقّ ، وهو الثَّتُّ ، وجمعه ثُتُوت.

قال : وسأَلْته عن قوله علیه السلام فی شریکه : «لا یُشَارِی ولا یُمارِی ولا یُدارِی فقال : لا یشارِی من الشر. قلت : کأَنَّه أَراد لا یشارّ ، فقلب إحدی الرّاءیْن یاءً. ولا یُماری : لا یخَاصِمُ فی شیءٍ له فیه مَنْفَعَه. وقوله : «ولا یُدارِی» ، أی لا یَدْفَع ذا الحق عن حَقِّه ، وقیل : لا یشاری : لا یلاجّ.

أبو عُبَید ، عن أبی زید : شَرَیْتُ بمعنی بِعْتُ ، وشَرَیْتُ أی اشْتَرَیْت. وقال الله : (وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) [البقره : 102].

قال الفراء : معناه ، بِئْسَ ما باعُوا به أَنْفُسَهُمْ. قال : وللعرب فی شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان : فالأکثر منهما : أَنَّ «شَرَوْا» ، بَاعُوا ، و «اشْتَرَوْا» : ابتاعوا ؛ وربما جعلوهما بمعنی بَاعوا. والشَّراه : الْخوارِج ، سَمَّوْا أنفسهم شُراهً ؛ لأنَّهم أرادوا أَنَّهم باعوا أَنفسهم لله ، والواحد شارٍ ، وشَرَی نفسه شِرًی ، إذا باعها.

وقال الشاعر :

* فَلَئِنْ فَرَرْتُ من الْمَنِیَّهِ والشِّرَی *

ص: 276

والشِّری : یکون بَیْعاً واشْتِراءً.

والشَّارِی : الْبَائِع ، والشَّارِی أیضاً : الْمُشْتَری.

وقال اللیث : شَرَاه : أَرْض ، والنِّسْبَه إلیهم شَرَوِیّ.

أبو تراب : سمِعت السُّلَمِیّ یقول : أَشْرَیْتُ بین القَوْم وأَغْرَیت ، وأَشْرَیْتُه به فَشَرِیَ ، مثل أَغْرَیْتُه به فَغَرِیَ.

ابن هانیء : یقال : لحاهُ الله وشَرَاه.

وقال اللحیانیّ : شَراهُ الله وعَظَاه وأَوْرَمُه وأَرْغَمَه.

وشَرَوْی : اسم جَبَلٍ بعَیْنه.

شیر - شور

أبو زید ، یقال اسْتَشَارَ أَمْرَه ، إذا تَبَیَّنَ واسْتَنَارُ.

ثعلب ، عن سلمَه ، عن الفراء : یقال : شَارَ الرَّجل ، إذا حَسُنَ وَجْهُه ، وراش ، إذا اسْتَغْنَی.

الأصمعیّ : شَارَ الدّابه وهو یَشُورُها شَوْراً ، إذا عَرَضَها ، ویقال للمکان الذی یشَوَّرُ فیه الدَّوابّ : الْمِشْوَار. ویقال : اشْتَارت الإبِل ، إذا لبِسَها شیءٌ من السِّمَن. ویقال : جاءت الإبِلُ شِیَاراً ، أی سِماناً حِسَاناً.

وقال عمرو بن معدیکرب :

أَعَبَّاسُ لو کانَتْ شِیاراً جِیَادُنَا

بِتَثْلِیثَ مَا نَاصَبْتَ بعدی الأحَامِسَا

ویقال : ما أَحْسَنَ شَوَارَ الرَّجُل وشَارَتَه! یعنی لِبَاسَه وهَیئته.

ویقال : شَارَ العسلَ یَشُوره شَوْراً ومشارَهً ، وذلک إذا اجْتَناه وأَخذَه.

أبو عُبید : شرْتُ الْعَسَلَ ، أَخَذتُه من مَوْضعه.

وقال الأعشی :

کَأَنَّ جَنِیّاً من الزَّنْجبی-

-ل باتَ بِفِیها وأَرْیاً مَشورَا

شَمِر : شرتُ العسلَ واشتَرْتُه وأَشَرْتُه قال : وقال أبو عَمْرو : یقال : أَشِرْنی علی العَسَل ، أی أَعِنِّی علی جَنَاه ، کما تقول : أَعْکِمْنِی ، وأنشد قولَ عِدِیّ بن زَیْد :

فی سَمَاعٍ یَأْذَنُ الشیْخُ لَهُ

وحَدیثٍ مثْلِ مَاذِیِ مُشارِ

قال : مُشارٌ ، قَدْ أُعِینَ علی أَخْذه.

الأصمعیّ : أشارَ الرَّجل یُشیرُ إشاره ، إذا أَوْمی بیدیه ، وأَشَارَ یُشیرُ ، إذا ما وَجَّهَ الرَّأْی. ویقال : فلانٌ جَیِّدُ الْمَشورَه.

وقال ابن السکیت : هو جَیِّدُ الْمَشورَهِ ، والْمَشْوَرَه : لُغَتان.

وقال الفراء : الْمَشُورَهُ : أَصْلُها مَشوَرَه ، ثم نُقِلت إلی مَشُورَه.

یقال : فلان حسن الشارَه والشَّوْرَه ، إذا کان حَسَنَ الهیئه ، وفلان حسنُ الشوْرَه ، أی حَسَنُ اللِّباس.

ص: 277

ویقال : فلان حسنُ المِشوار ، ولیس بفلان مِشوار ، أی مَنْظَر.

وقال الأصمعیّ : حَسَنُ المِشوَار ، أی مُجَرَّبه حسَنٌ حینَ تُجرِّبُهُ. ویقال لمتاع البیت : الشَّوارُ ، والشِّوار والشُّوار ، وکذلک الشَّوار والشَّوارُ لمتاع الرَّحل.

وتقول : شوَّرْتُ إلیه بیدی ، وأشرت إلیه ، أی لَوَّحْتُ إلیه ، وأَلَحْتُ أیضاً.

ویقال : شرْتُ الدَّابه والأَمَهَ أَشورهما شَوْراً إذا قلبتهما ، وکذلک شوّرتهما وأشرتُهما ، وهی قلیله ، وإنه لَصَیِّرٌ شیِّر ، أی حَسَن الصّوره والشِّوْرَه.

أبو عبید عن أبی زید : أَبْدَی اللهُ شوَارَه ، یعنی مذاکیره. ویقال : فی مَثل : «أَشوَارَ عَروس تَرَی»!

اللِّحیانی : شوَّرت بالرجل ، إذا خجُلْته ، وقد تَشوَّر الرجلُ. والشَّوَار : الفَرْج ، وشَوارُ المرأه : فَرْجُها.

اللیث : الشَّورَهُ : الموضعُ الذی یُعسّل فیه النحلُ إذا دَحَتْها. قال : والمَشوَرهُ : مَفْعله ، اشتُقّ من الإشاره ، ویقال : مَشُورَه قال : والمُشیرَهُ هی الإصْبع التی یقال لها : السَّبّابَه ، ویقال : ما أحسن شِوار الرجل وشارَته وشِیارَه! یعنی لِباسه وهیئته وحُسْنَه. وقصیده شیِّرهٌ ، أی حسناء.

وشیء مَشور ، أی مَزَیَّن ، وأنشد :

کأَنَّ الجرادَ یُغَنِّینَه

یُبَاغِمْنَ ظَبْیَ الأَنیسِ المشورَا

قال : والتشویر : أَنْ تُشَوِّرَ الدَّابه ، تَنْظُر کیف مِشْوَارها! أی کیف سِیرتُها ، والمشوار : ما أَبْقَت الدَّابه من عَلَفها.

قال الخلیل : سألتُ أَبا الدُّقَیْشِ عنه ، فقلت نِشوار أو مِشوار؟ فقال : نِشوار ، وزعم أنه فارسی.

أبو عبید عن الأمَوِیّ : المسْتَشیر : الفَحْلُ الذی یَعْرِفُ الحائِلَ من غیرها ، وأنشد :

أَقْرَعْتُها کلّ مُسْتَشیر

وکلَّ بَکْرٍ دَاعِرٍ مِئْشِیر

أبو عمرو : المستشیر السَّمین ، وکذلک المستَشیط.

أبو سَعِید : یقال : فلانُ وزیرُ فلان وشَیِّره ، أی مُشَاوِرُه ، وجمعه شُوراء.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشَّورَه : الجمالُ الرائع ، والشوْرَهُ : الخَجْلَه : والشیِّرُ : الجمیلُ.

وفی الحدیث أن النبی صلی الله علیه وسلم رأی امرأهً شَیِّرَهً ، علیها مَنَاجِد ، أی جمیله.

أبو عمرو : الشیارُ : یوم السبت.

ویقال للسَّبَّابَتَیْن : المْشیرتان.

شمِر ، عن الفراء : إنَّه لحسَنُ الصُّوره والشُّوره فی الهَیئه ، وإنه لَحَسَنُ الشوْرَه والشوَارِ وأَخَذَ شَوْرَهُ وشَوَارَه ، أی زِینَته ، قال : وشرْتُه : زَیَّنْتُه ، فهو مَشور.

ص: 278

رشا

قال اللیث : الرَّشو ، فعل الرَّشْوه ، تقول : رَشَوْتُه ، والمراشاه المحاباه.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی العبّاس أنه قال : الرِّشوه مأخوذه من رَشا الفرخُ ، إذا مَدَّ رأسه إلی أمّه لتزقُهُ.

وقال اللیث : الرَّشاهُ ، نبات یشرب لدواء المشیّ.

أبو عبید : الرَّشاءُ من أولاد الظباء الذی قد تحرَّک وتمشّی.

قال : والرِّشاء : رسن الدلو.

أبو عُبید : عن الکِسائیّ : الرِّشاء الحبل ، یقال منه : أرشیتُ الدلو ، إذا جعلتَ لها حَبْلاً.

قال : وقال الأصمعیّ : إذا امتدَّتْ أغصان الحنظل قیل : قد أرْشت ، أی صارت کالأرْشیه ، وهی الحِبال.

وقال أبو عمرو : استْرشَی ما فی الضرْع واستوْشی ما فیه ، إذا أخرجه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أرشی الرجل ، إذا حک خَوْرَان الفَصیل لیَعْدُو.

ویقال للفصیل : الرَّشِیّ.

ویقال : رُشوه ورِشوه ، وقد رشاه رِشوهً ، وارتشی منه رِشوه ، إذا أخذها ، وجمعها الرُّشَا.

أرش

قال اللیث : الأَرش : دِیَه الجراحَه ، والتأریش : التحریش.

وقال رُؤْبه :

* أصبحتُ من حرصٍ علی التأریش *

وقال :

* أصْبِحْ فما من بشر مأروش *

قوله : «أصْبحْ» یقول : تأمَّل وانظر وأبصرْ حتی تعقل ، فما من بشر مأروش. یقول : إِنْ عِرْضی صحیح لا عَیْب فیه ، والمأروش : المخدوش.

وقال ابن الأعرابیّ : انتظر حتی تعقل ، فلیس لک عندنا أرش إلا الأسنّه ، یقول : لا نقتل إنساناً فَنَدِیه أبداً. قال : والأرْش الدِّیه.

شَمِر عن أبی نهشل وصاحبه : الأرش : الرِّشوه ، ولم یعرفاه فی أرش الجراحات.

وقال غیرهما : الأرش ثمن الجراحات کالشّجه ونحوها.

وقال ابن شُمیل : یقال : ائترش من فلان حُمَاشتک یا فلان ، أی خذ أرشها ، وقد ائترش للخُماشه ، واستسلم للقصاص.

قلت : وأصل الأرش الخدْش ، ثم قیل لما یؤخذ دیهً لها : أرش ، وأهل الحجاز یسمّونه النّذْر ، وکذلک عُقْر المرأه ما یؤخذ من الواطیء ثمناً لبُضْعِها ، وأصلُه من العَقْر ، کأنه عَقَرها حین وطِئها وهی بِکْرٌ ، فافترعها ودمَّاها ، فقیل لما یؤخذ بسبب العَقْر : عُقْر.

وقال القُتَبیّ : یقال لما یدفع بین السَّلامه

ص: 279

والعَیْب فی السِّلعه : أَرْش ، لأنْ المبتاع للثوب علی أنّه صحیح إذا وقف فیه علی خَرْق أو عیب وقع بینه ، وبین البائع أَرش ، أی خصومه واختلاف ، من قولک : أرَّشت بین الرجلین ، إذا أغریتَ أحدهما بالآخر ، وأوقعت بینهما الشرَّ ، فسمی ما نقص العیبُ الثوبَ أرْشاً إذا کان سبباً للأرش.

ورش

قال اللیث : الوَرْش : تناول شیء من الطعام ، تقول : وَرَشتُ أَرِشُ وَرْشاً ؛ إذا تناولتَ منه شیئاً ، ویقال للذی یدخل علی قوم یَطْعمون لیُصیب من طعامهم : وارش. وللذی یدخل علیهم وهم شَرْب : واغل.

أبو عُبید ، عن أبی زَیْد : وَرَشتُ شیئاً من الطعام أَرِشُ وَرْشاً ؛ إذا تناولت قلیلاً من الطعام. والوَرَشان : طائر وجمعه وِرْشان ، والأنثی وَرَشَانه.

أبو عَمرْو : الوَرِش النشیط وقد وَرِش وَرَشاً ، وأنشد :

یَتْبَعْنَ زَیّافاً إذا زِفْنَ نجا

باتَ یُبَارِی وَرِشَاتٍ کالْقَطَا

إذا اشتکَیْنَ بُعْدَ مَمْشاهُ اجْتَزَی

منهُنّ فاستوفَی برحْبٍ وعدا

أی زاد. اجتزی منهن ، من الجزاء قال : ورجل وَرِش : نشیط.

أبو زَیْدٌ : یقال : لا تَرِش علیّ یا فلان ، أی لا تعرِضْ لی فی کلامی فتقطعه علیّ.

روش - ریش

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الرَّوش : الأکل الکثیر ، والورْش الأکل القلیل ، قال : والرائش الذی یُسَدِّی بین الراشی والمرتشی.

وقول الله جلّ وعزّ : (وَرِیشاً وَلِباسُ التَّقْوی) [الأعراف : 26] وقریءَ (وَرِیاشاً).

أخبرنی المنذریّ عن الحُسین بن فَهْم ، عن محمد بن سلّام ، قال : سمعت سلاماً أبا المنذر القاری یقول : الرِّیش الزینه ، والرِّیاش کلّ اللباس ، قال : فسألتُ یونس فقال : لم یقل شیئاً ، هما سَوَاء ، وسأل جماعهً من الأعراب ، فقالوا کما قال.

قال أبو الفضل : أراه یعنی کما قال أبو المنذر.

قال : وأخبرنی الحرّانیّ : أنه سمع ابن السِّکّیت : یقول : الرِّیش جمع ریشه ، والرَّیْش مصدر راش مهمه یریشه رَیْشاً ، إذا رکّب علیه الرِّیش.

وقال القُتَیْبِیّ : الرِّیش والرِّیاش واحد ، وهما ما ظهر من اللباس ، وریش الطائر ما ستره الله تعالی به.

وقال ابن السّکّیت : قالت بنو کلاب : الریاش هو الأثاث من المتاع ، ما کان من لباسٍ أو حشوٍ من فراش أو وِثار.

والرِّیش المتاع والأموال أیضاً ، وقد یکون فی الثیاب دون المال ، وراشه الله ، أی

ص: 280

نعشه بریشه. وإنه لحسن الریش ، أی الثیاب ، والرّیاش القِشَرِ.

اللیث ، یقال : ارتاش فَلان ، إذا حَسُنَت حالتُه ، قال : ورِشتُ فلاناً ؛ إذا قوّیتَه وأَعنْتَه علی مَعَاشه.

وقال غیره : الرَّاشی الذی یرشو الحاکم لیحکم له علی خَصْمِه ، إمّا أن یحیفَ فیحکُمَ بخلاف الحقّ ، وإمّا أن یؤخر الحاکم إمضاء الحکم حتی یرشوَه صاحبُ الحق شیئاً ، فیحکم له حینئذ بحقّه ، والحاکم جائر فی کلا الوجهین ، والرَّاشی فی أحد الوجهین معذور. وإذا أخذ الحاکم الرِّشوه فهو مرتشٍ ، وقد ارتشی.

والرائش الذی یتردّد بینهما فی المصانعه فیریش المرتشَی من مال الراشی. وکل من أنلْتَه خیراً فقد رِشتَه. والرائِش الحمیریّ مَلک من ملوک حِمْیر ، کان غزا قوماً فغنِم غنائم کثیره ، وراش أهل بیته حتی أغناهم.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : راش فلان صَدِیقه یَریشه رَیشاً إذا جمع الرِّیشَ ، وهو المالُ والأثاث. ویقال : کلاء رَیْشٌ ورَیّش ، وله رِیش ؛ وذلک إذا کثر ورَقَّ ، وکان علیه زَغبه من زِفِّ ، وتلک الزَّغَبه یقال لها : النَّسَال.

ویقال : رمح راشٌ خَوَّار ضَعِیف ، وجملٌ راش الظَّهر : ضعیف. ورجل راشٌ : ضعیف.

وشر - أشر

روی عن النبی صلی الله علیه وسلم ، أنّه لعن الواشره والمؤتشِره.

قال أبو عُبَید : الوَاشِره : المرأه التی تَشِر أسنانها ، وذلک أنها تفلِّجُها وتُحَدِّدها حتی یکون لها أُشُر ؛ والأُشر تحدُّد ورقّه فی أطراف الأسنان ، ومنه قیل : «ثَغْرٌ مُؤَشّر» ، وإنما یکون ذلک فی أسنان الأحداث ، تفعله المرأه الکبیره ، تتشبّه بأولئک ، ومنه المثل السائر : «أَعْیَیْتِنِی بأُشُر ، فکیف أرجوک بِدُرْدُر» ، وذلک أنّ رجلاً کان له ابن من امرأهٍ کَبِرت ، فأخَذ ابنه یوماً منها یُرَقِّصُه ، ویقول : یا حبذا دُرْدُرک! فعمِدت أمّه الحمقاء إلی حجر فهتَمتْ أسنَانها ، ثم تعرَّضت لزوجها ، فقال لها حینئذ : «أَعْیَیْتِنِی بأُشر فکیف بِدَرْدُر»!

وقال ابن السّکِّیت : یقال للمنشار الذی یُقطع به الخشب : میشار وجمعه مواشیر ، من وَشَرْت أشر ، ومئشار وجمعه مآشیر من أشرْتُ آشِرُ ، وأنشد :

* أناشرَ لا زالَت یمینک آشِرَهْ*

قالوا : أرادت لا زالت یمینک مأشوره کما قال الله جل وعز : (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6)) [الطارق : 6] ، أی مدفوق.

والأَشَر المَرح والبَطَر ، ورجل أَشِر وأشْرَان ، وقوم أَشَارَی وأُشارَی ، وامرأه مِئْشیر بغیر هاء ، مثل الرجل ، وحَرَّه شَوْرَانِ معروفه فی بلاد العرب.

ص: 281

[باب الشین واللام] [ش ل (وا یء) ]

اشاره

شال ، شلی ، وشل ، لشا ، أشل.

شول

یقال لبقیّه الماء فی المَزَاده أو القِرْبه : شوْل ، وجمعه أشوال. وقد شَوَّلت المزادهُ وَجَزَّعَتْ ، إذا بقی فیها جِزْعَهٌ من الماء ، ولا یقال : شالت المزادَهُ ، کما یقال : درهم وازن ، أی ذو وَزْن ، ولا یقال : وزن الدرهم. والشوْل أیضاً من النُّوق : التی قد أتی علیها سبعه أشهر من یوم نَتَاجها ، فلم یَبْقَ فی ضروعها إلا شَوْلٌ من اللبن ، أی بقیّه مقدار ثلث ما کانَتْ تحلبُ فی حِدْثَان نَتَاجها ، واحِدَتُها شائِله. وقد شوَّلتِ الإبلُ ، أی صارب ذات شَوْل من اللّبن ، کما یقال : شَوَّلَتِ المزادهُ إذا بقی فیها نُطَیْفه ، وأما الناقه الشائِلِ بغیر هاء. فهی التی ضربَها الفَحْلُ فشالت بذَنَبها ، أی رفعته. تُرِی الفحلَ أنّها لاقح ؛ وذلک آیه لِقَاحها ، وتشمخ حینئذٍ بأنفها ، وهی حینئذٍ شامِذٌ ، وقد شَمَذت شِمَاذاً. وجمع الشائِل من النُّوق والشامِذُ شُوَّل وشُمَّذ ، وهی عاسِرٌ أیضاً ، وقد عَسَرَت عِسَاراً.

قلت : وجَمیع ما ذکرتُ فی هذا الباب من العرب مسموع ومرویّ.

وقد روی أبو عُبید ، عن الأصمعیّ أکثره ، إلا أنَّه قال : إذا أَتَی علی الناقه مِنْ یَوْم حَمْلها سبعه أشهر خفَّ لبنها. وهو غَلَط لا أدری أهو من أبی عبید أو الأصمعی والصواب : إذا أتی علیها من یوم نَتاجها سبعه أشهر ، کما ذکرته لا من یوم حملها ، اللهم إلا أن تَحمل الناقه کِشافاً ، وهو أن یضربَها الفحلُ بعد نَتَاجها بأیَّام قلائل. وهی کَشُوفٌ حینئذٍ ، وهو أرداً نَتَاجٍ عند العرب.

وقال اللیث : یقال : شال المیزان ، إذا ارتفعت إحدی کَفَّتَیْه لِخِفَّتها ، ویقال للقَوْم إذا خَفُّوا ومضَوْا : شَالَتْ نَعَامتُهم ، والعقرب تشول بذنبها ، وأنشد :

* کَذَنَبِ العَقْرَبِ شوَّالٍ عَلِقْ*

أبو عُبید عن الیزیدیّ : شَالَتْ الناقهُ بذنبها ، وأشالَتْ ذَنَبَها.

قال : وقال أبو عَمْرو : أشلْتُ الحجرَ وشلتُ به.

وقال غیرُه : شال السَّائلُ یدیه ، إذا رفعهما یَسألُ بهما ، وأنشد :

* وأعسرَ الکف سَأَلَّا بها شَوِلاً*

وقول الأعشی :

* شاوٍ مِشَلٌّ شِلیلٌ شُلْشُلٌ شوِلُ *

فإنّ ابن الأعرابی قال : الشوِل الذی یَشُول بالشیء الذی یشتریه صاحِبُه ، أی یرفعه.

وقال شَمِر : وقال ابن الأعرابیّ : شولَهُ العقرب التی تضربُ بها ، تسمی الشوکه والشَّبَاه والشَّوْکه والإبره.

ص: 282

قلت : وبها سمّیت إحدی منزل بُرْج العقرب : شولَهُ تشبیهاً بها ، لأنّ البرج کلَّه علی صوره العقرب.

والشهر الذی یلی رمضان یقال له شوَّال ، وکانت العرب تَطَّیر من عَقْد المناکح فیه ، وتقول : إن المنکوحه تمتنع مِنْ ناکحها ، کما تمتنع طَرُوقه الفحل إذا لُقِحَتْ ، وشالت بذَنَبَها ، فأبطل النبیَّ صلی الله علیه وسلم طِیَرَتُهمْ.

وقالت عائشه : تزوجنی رسولُ الله صلی الله علیه وسلم فی شوَّال ، وبنی علیَّ فی شوَّال ، فأیُّ نسائه کان أحظی عنده مَنّی؟

وقال ابن السِّکِّیت : من أمثالهم فی الذی ینصح للقَوْم وهو مَلُوم : «أنت شولَهُ الناصِحَه» ، قال : وکانت أَمَهٌ لعَدْوَان رَعْنَاء ، تَنْصَح لموالیها ، فتعود نصیحتُها وَبَالاً علیها لحمْقِهَا.

قال : وقال ابن الأعرابیّ : الشوْلَهُ الحمقاء.

قال : ویقال : شال میزانُ فلان یَشول شَوَلاناً ، وهو مَثَل فی المفاخره. یقال : فاخَرته فشال میزانُه ، أی فخرتُه بآبائی وغلبْتُه.

وقال : شالت نعامتُهم ؛ إذا تفرقَّت کلمتُهم ، وشالت نعامتُهم ؛ إذا ذهب عِزُّهم.

أبو عُبید ، عن أبی زَید : تشاوَل القومُ تشاوُلاً ؛ إذا تناول بعضُهم بعضاً عند القتال.

شلی

أبو عُبید ، عن أبی زید : أَشلَیتُ الکلب وقَرْقَسْتُ به ، إذا دَعَوْتَه.

وروی عن مطرّف بن عبد الله ، أنه قال : «وجدتُ الْعَبْد بین الله وبین الشیطان ، فإن اسْتَشْلَاهُ ربُّه نجّاه ، وإن خَلَّاه والشیطانَ هَلکَ».

قال أبو عُبید : قوله : «استشلاه» ، أی استنقذه ، وأصل الاستشلاء الدّعاء ، ومنه قیل : أشلیت الکلب وغیره ، إذا دعوتهُ.

قال حاتم طییء یذکر ناقه دعاها فأقبلت إلیه :

أشلَیْتُها باسم المرَاح فأقبلتْ

رَتَکاً وکانت قبل ذلک تَرْسُفُ

قال : فأراد مطرّف أنّ الله تعالی إنْ أغاث عَبْدَه ودعاه ، فأنْقَذَه من الهلکه فقد نجا ، وذلک الاستشلاء.

وقال القُطامی یمدح رجلاً :

قَتَلْتَ کلباً وبکراً واشتَلیتَ بنا

فقد أَرَدْتَ بأن تَسْتَجْمعَ الْوَادِی

وقوله : «اشتلیت» واستشلیت» سواء فی المعنی ، وکّل مَنْ دَعَوْته فقد أشلیتَه.

اللیث : الشِّلْو : الجسد والجِلْد من کلّ شیء ، وقال الرّاعی :

فَادفَعْ مظالِمَ عَیَّلَتْ أبناءَنَا

عَنَّا وَأَنْقِذْ شِلْوَنَا الْمأکُولَا

قال : واشتلی الرجُلُ فلاناً ، أی أنقذ

ص: 283

شِلوَه ، وأنشد :

* إنَّ سُلَیْمَانَ اشتَلَانَا ابْنَ عَلِی*

أی أنقذ شِلْوَنا.

ابن السکِّیت ، عن أبی زَیْد : یقال : ذهبت ماشیَه فلان وبقیت له شَلِیَّه ، وجَمعها شَلایا ، ولا یقال إلا فی المال.

وقال أبو عُبید : الشِّلْو : العضو. وقیل : الشِّلْو : البَقِیه. وقالت بنو عامر لما قَتَلُوا بنِی تمیم یوم جَبَله : لم یبق منهم إلّا شِلْو ، أی بَقیّه ، فغَزَوْهم یوم ذی نَجَب ، فقتلتْهم تمیم. وفی ذلک یقول أوْس بن حَجَر :

فَقُلْتُمْ : ذَاکَ شِلُوٌ سَوْفُ نَأْکُله

فکیف أَکْلکُمُ الشِّلْوَ الَّذِی تَرَکُوا

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال لأبیّ بن کعب فی القَوْس التی أهداها له الطُّفَیل ابن عمر الدَّوْسِی بإقْرَائِه إیاه القرآن : «تقلَّدْ بها شِلْواً من جهنم»

أی قطعه منها ، ومنه قیل للعضو : شلْو ؛ لأنه طائفه من الجسَد.

وسُئل بعضُ النسَّابین من قریش عن النعمان بن المنذر ونسبه ، فقال : کان من أشلاء قُنَص بن مَعَدّ ، أراد أنه کان من بقایا ولده.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الشّلا : بقیَّه المال ، والشَّلِیّ : بقایا کل شیء ، وشلَا ، إذا سار ، وشلَا ، إذا رَفَع شیئاً.

لشا

أهمله اللیث فی کتابه ، ورَوَی أبو العباس ، عن ابن الأعرابی أنه قال : لشا ، إذا خَسَّ بعد رِفعه. قال : واللّشِیّ : الکثیر الحَلَب.

وشل

قال اللیث : الوَشَل : الماء القلیل یُتَحَلَّب. وجبَلَ واشل : یقطرُ منه الماء ، وماء واشل : یَشِلُ منه وَشْلاً.

وقال ابن السِّکّیت : سمعتُ أبا عَمْرو یقول : الوُشُول قله الغَنَاء ، والضعف ، والنقصان ، وأنشد :

إذا ضَمَّ قَوْمَکُمُ مَأْزِقٌ

وَشلْتُمْ وُشولَ یَدِ الأجْذَمِ

وناقه وَشُولٌ : یَشِلُ لبنُها من کثرته ، أی یسیل ویقطرُ من الوَشَلان ، ویقال : وَشلَ فلان إلی فلان ، إذا ضَرَع إلیه ، فهو واشل إلیه. ورأْیٌ واشل ، ورجل واشلُ الرَّأْیِ ، أی ضعیفه. وفلان واشلُ الْحَظّ : لا جَدّ له. وأوشلت حَظَّ فلان ، أی أقللتَه.

أبو عُبید : الوَشَل ما قَطَر من الماء ، وقد وشَل ویشِل ، ورأیت فی البادیه جَبَلاً یقطر فی لِحَفٍ منه من سَقفِه ماء ، فیجتمع فی أسفله ، ویقال له الوَشَل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، عن الدُّبَیْرِیه : یُسَمَّی الماء ، الذی یقطر من الجبل المَذَع ، والفَزیزُ والوَشل.

أشل

قال اللیث : الأشْل من الذَّرْع بلغه أهل البصره ، یقولون : کذا وکذا أَشلا

ص: 284

لمقدارٍ معلوم عندهم.

قلت : وما أراه عربیاً صحیحاً.

[باب الشین واللام] [ش ن (وا یء) ]

اشاره

شان ، شنأ ، ناش ، نشأ ، نشی ، أشن.

شین

قال اللیث : الشَّیْن معروف ، وقد شَانَه یَشِینُه شَیناً.

قلت : والشَّیْن ضد الزَّیْن ، والعرب تقول : وجه فلان زَیْن ، أی حَسَنٌ ذو زَین ، ووجه الآخر شَین ، أی قبیح ذو شیْن.

سَلمه ، عن الفراء ، قال : العَیْنُ والشَّیْن ، والشنار : العَیْب.

والشِّین حرف هجاء ، وقد شَیَّنْتُ شِیناً حَسَناً.

وقول الله جلّ وعزّ : (کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ) [الرحمن : 29] ، قال المفسِّرون : من شأنه أن یعزّ ذلیلاً ، ویذلّ عزیزاً ، ویغنی فقیراً ، ویُفقر غنِیّاً ، ولا یشغَلُه شأن عن شأن.

والشأن الخطْب ، وجمعه شئُون.

ویقال : أتانی فلان وما شَأَنتُ شأْنَه ، ولا مَأنْتُ مأنَه ، ولا انتبلْتُ نَبْلَه ، أی لم أعبأ به ولم أکثرتْ له.

وقال اللیث : الشئُون : عروق الدَّمْع من الرأس إلی العَیْن الواحد شَأْن. قال : والشُّئون نمانم فی الجمجمه بین القبائل.

وقال أحمد بن یحیی : الشئون عُروق فوق القبائل ، فکلّما أَسَنَّ الرجلُ قَوِیت واشتدَّت.

وأخبرنی المنذریّ ، عن إبراهیم الحربی ، عن أبی نصر ، عن الأصمعی ، قال : الشئون مواصل القبائل ، بین کلّ قبیلتین شأن ، والدموعُ تخرج من الشئون ، وهی أربَعٌ بعضُها إلی بعض.

قال إبراهیم ، وقال ابن الأعرابیّ : للنّساء ثلاث قبائل.

وروی عن عمرو ، عن أبیه ، أنه قال : الشُّأْنَانِ عِرقان من الرأَس إلی العَیْن.

وقالَ عَبِید بن الأبرص :

عَیْنَاکَ دَمْعُهما سَرُوب

کأَنَّ شأْنیهما شعِیبُ

قال : وحجه الأصمعی قوله :

لا تُحْزِنینی بالفِراق فإنَّنی

لا تَسْتَهِلُّ من الفِراقِ شئُونی

وقال غیره : الشئون : عروق فی الجبل ینبت فیها النَّبْع ، واحدها شَأْن. ویقال : رأیت نخیلاً نابتهً فی شأن من شئون الجبل. وقیل : عروق من التراب فی شقوق الجِبَال یُغرَسُ فیها النخل. وشئون الخمر ما دبَّ منها فی عُروق الجَسَد.

قال البَعِیث :

بأطیبَ مِنْ فیها ولا طعمَ قَرْقَفٍ

عُقارٍ تمشِّی فی العظام شئونُها

ص: 285

أشن

قال اللیث : الأشْنَه شیء من العِطْر أبیض دقیق ، کأنه مبشور من عِرق.

قلت : ما أراه عربیّاً.

نوش

قال الله جلَّ وعزَّ : (وَأَنَّی لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَکانٍ بَعِیدٍ) [سبأ : 52].

قال أبو عبید : التَنَاوش التناول ، والنَّوْش مثله.

نُشتُ أنُوش نَوْشاً.

سلمه ، عن الفرّاء : أهل الحجاز ترکوا همز التَّناوش ، وجعلوه من نُشتُ الشیء ، إذا تناولتَه ، وأنشدنا :

فهیَ تَنُوشُ الحوضَ نَوْشاً من عَلَا

نَوْشاً به تقطع أجوازَ الْفَلَا

وقد تناوَشَ القومُ فی القِتَال ، إذا تناول بعضُهم بَعْضاً بالرِّمَاح ، ولم یتَدانَوْا کلَّ التَّدَانِی.

قال الفرَّاء : وقرأ الأعمش وحمزه والکسائیّ : التناؤش بالهمز یجعلونه من نَأشْتُ ، وهو البطء. وأنشد :

* وجئتَ نئیشاً بَعْدَ ما فاتک الخبَرْ*

وقال الآخر :

تَمَنِّی نَئِیشاً أن یکون أطاعَنِی

وَقَدْ حَدَثَتْ بَعْدَ الأمُورِ أمورُ

قال : وقد یجوز همز التناوُش ، وهو من نُشْت ، لانضمام الواو. ومثل قوله : (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)) [المرسلات : 11].

قال الزّجاج : التَّناوُشُ بغیر همز : التناول. المعنی : وکیف لهم أن یتناوَلُوا ما کان مبذولاً لهم ، وکان قریباً منهم ؛ فکیف یتناوَلُونه حین بَعُدَ عنهم؟

قال : ومَنْ همز فهو من النّئِیش ، وهو الحرکه فی إبطاء ، والمعنی مِنْ أین لهم أن یتحرکوا فیما لا حیله لهم فیه!

أبو عُبَید عن الأصمعیّ : انْتَأَش الشیء ، أی تأخَّر بالهمز.

وأخبرنی المنذریّ عن الحربیّ عن عمرو عن أبیه : ناقه مَنُوشَهُ اللحم ؛ إذا کانت رقیقه اللحم.

وانْتَأَشه ، أی انتزعَهُ.

وأمّا قولهم : انتاشنی فلان من الهَلکه ، أی أنْقَذَنی ، فهو بغیر همزٍ بمعنی تناولنی.

نشأ

قال اللیث : النَّشَأُ : أحداث النّاس.

یقال للواحدِ أیضاً : هو نَشَأُ سَوْءٍ.

والناشِئُ الشابّ ، یقال : فتًی ناشئ ، ولم أسمع هذا النّعْتَ فی الجاریَه.

والفعل نَشَأ ینشَأ نشْأً ونَشْأَهً ونشاءَه.

ورَوی سَلَمه عن الفراء : العرب تقول هؤلاء نَشْءُ صِدْق ، فإذا طَرَحُوا الهمزه قالوا : هؤلاء نَشُو صِدْقٍ ، ورأیت نشَا صِدْق ، ومررت بنَشِی صدق ، وأجوَد من ذلک حَذفُ الواو والألف والیاء ، لأن قولهم : «یَسَل» أکثر من قولهم یَسْأَل و «مَسَلَهٌ» أکثر من «مَسأله».

ص: 286

وأخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم ، أنه قال : الناَّشئ الشابّ حین نشأ ، أی بلغ قامَهَ الرجل ، ویقال للشابّ والشابَّه إذا کانوا کذلک : هم النَّشَأ یا هذا والنّائون ، وأنشد لنُصَیب :

وَلَوْلَا أَنْ یُقَالَ صَبَا نُصَیْبٌ

لَقُلْتُ بنفسیَ النَّشَأُ الصِّغَارُ

فالنَّشَأ قد ارتفعْن عن حدّ الصِّبا إلی الإدراک ، أو قربْنَ منه.

نشأَتْ تنشَأ نَشْأ ، وأنشأ الله إنشاء ، قال وناشیء ونَشَأ جماعه ، مثل خادم وخَدَمَ ، وطالب ، وطَلَب.

الحرانیّ ، عن ابن السِّکِّیت ، قال : النَّشَأ : الجواری الصّغار فی بیت نُصَیب.

وقال الفراءِ فی قول الله جلّ وعزّ : (ثُمَّ اللهُ یُنْشِئُ النَّشْأَهَ الْآخِرَهَ) [العنکبوت : 20].

قال : القُرّاء مجتمعون علی جزم الشین ، وقَصْرها إلا الحسن البَصْرِی ، فإِنه مَدَّها فی کلّ القرآن ، فقال : النَّشاءه ، وهو مثل الرّأفه والرآفه ، والکَأبه والکآبه.

وقوله تعالی : (أَوَمَنْ یُنَشَّؤُا فِی الْحِلْیَهِ) [الزخرف : 18] ، قال الفرّاء : قرأ أصحابُ عبد الله : (یُنَشَّؤُا) ، وقرأ عاصم وأهل الحجاز : (یَنشَأُ). قال : معناه أن المشرکین قالوا : الملائکه بَنَات الله ، تعالی الله عما افتروا ، فقال الله جلّ وعزّ : أَخَصَصْتُم الرحمنَ بالبَنَات ، وأحدکم إذا وُلد له بنتٌ یَسودُّ وجهه!. قال : وکأنه قال : أوَمَنْ لا یُنشَّأ إلا فی الحِلیه ، ولا بَیَان له عند الخِصَام - یعنی البنات - تجعلونَهُنّ لِلَّهِ وتستأثرون بالبنین!

قال الزّجاج فی قوله تعالی : (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ) [الرحمن : 24] وقرئ (الْمُنشِئَات) ، قال : ومعنی الْمُنْشَآتُ : السفُن المرفوعات الشُّرُع ، قال : والمنشِئَات : الرّافعات الشرع.

وقال الفرّاء : مَن قرأ (المنشِآت) فهن اللّائی یُقْبِلن ویُدْبِرْن ، و (الْمُنْشَآتُ) أُقْبِلَ بهنَّ وأُدْبِر.

وقال الشماخ :

عَلَیْهَا الدُّجَی المستنشَآت کأنها

هَوادجُ مشدودٌ علیها الجزاجزُ

یعنی الزُّبَی المرفوعات. وقال الله جلّ وعزّ : (إِنَ ناشِئَهَ اللَّیْلِ هِیَ أَشَدُّ وَطْئاً) [المزمل : 6].

أخبرنی المنذریّ ، عن الحربیّ ، عن الأثْرم ، عن أبی عُبَیده ، قال : ناشئه اللیل : ساعاته ، وهی آناءُ اللیل ، ناشئهً بعد ناشئه.

وقال الزَّجّاجُّ : ناشئه اللیل ساعات اللیل کلّها ، ما نشأ مِنْهُ ، أی ما حَدَث ، فهو ناشئه.

وأخبرنی المنذریّ عن إبراهیم الحربیّ ، أنه قال : کان أنس والحسَن وعلیّ بن

ص: 287

الحسَیْن والضحاک والحکَم ومجاهِد یقولون : ناشئه اللیل : أوله ، وإلیه ذهب الکسائیّ.

وقال ابن عباس : النّاشئه : ما کان بَعْدَ نَوْمه.

قال : وقال ابن مسعود وابن عمر وابن الزبیرَ وأبو مالک ومُعَاویه بن قُرّه وعِکْرمه وأبو مَجْلَز والسُّدِّیّ : اللیل کلّه ناشئَه ، متی قمتَ فَقَدْ نَشأْتَ.

قال : وأخبرنی أبو نصر ، عن الأصمعیّ : خرج السَّحاب له نشء حَسَن ، وخرج له خروج حسن ، وذلک أوّل ما ینشأ ، وأنشد :

إذَا هَمَّ بالإقْلَاعِ هَبَّتْ له الصَّبَا

فَعَاقَبَ نشءٌ بعدها وخَرُوجُ

قال : وأخبرنا عمرو عن أبیه : أنشأت الناقه فهی مُبْشِیءٌ (1) إذا لَقِحَت ، ونشأ اللیل ارتفع ، والنشأ : أحداث الناس ، غلام ناشیء وجاریه ناشئه ، والجمیع نشأ.

وقال شمِر : نشأَ : ارتفع ، ونشأت السحابهُ ، ارتفَعَت ، وأنشأها الله ، ویقال : من أین أنشأْتَ؟ أی من أین جئتَ؟

وقال أبو عمرو : أنشأ یقول کذا وکذا ، أی أقبل ، وأنشأ فلان : أقبل. وأنشد قولَ الراجز :

* مَکَانَ مَنْ أَنشا عَلَی الرَّکَائِبِ*

وقال ابن الأعرابیّ : أنشأ ، إذا أنشد شِعْراً أو خطب خُطبه فأَحسَنَ فیهما.

ابن السّکّیت عن أبی عمرو : تنشّأْتُ إلی حاجتی ، نهضت إلیها ومَشیْتُ ، وأنشد :

فَلمَّا أَنْ تَنَشَّأَ قَامَ خِرْقٌ

من الفِتْیانِ مختلَقٌ هضُومُ

قال وسمعتُ غیرَ واحد من الأعراب یقول : تَنشَّأَ فلان غادِیاً ، إذا ذهب لحاجته.

أبو عُبید : النشیئَه : الحجر الذی یُجعَل أسفل الحوض ، والنَّصَائِب : ما نَصِب حوله ، وأنشد :

هَرَقْنَاهُ فی بادی النَّشیئَهِ دائِرٍ

قدیمٍ بعهد الماء بُقْعٍ نَصَائِبُهْ

وقال اللیث : أنشأ فلان حدیثاً ، أی ابتدأ حدیثاً ورفعه.

نشی

ابن السکِّیت عن الکسائیّ : رجل نَشیان للخبر ونشْوَان ، وهو الکلام المعتَمَدُ.

ویقال : من أین نشِیتَ هذا الخبر؟ وفی السُّکْر : رجل نَشوان ، واستبانت نَشوتُه.

قال : وزعم یونس أنه سمع «نشوته».

أبو عُبید عن أبی زید : نشیتُ منه أنشَی

ص: 288


1- فی المطبوعه (یُبشیء) ، والمثبت من «اللسان».

نشوَهً ، وهی الریح یجدها.

وقال شمِر : یقال : من الریح نِشوه ، ومن السُّکر نَشوه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : النّشوه : ریح الخمر.

الأصمعیّ : انظر لنا الخبَرَ ، واسْتَنْشق واسْتَوْشِ ، أی تعرَّفْه.

وقال شمِر : یقال : رجل نشیان للخبر ، ونشوان من السُّکْر ، وأصلهما الواو ففرّقوا بینهما ، قال : وقوله :

* منَ النّشوات والنِّساء الحسان*

أراد جمع النّشوه.

وقال اللیث : یقال : نَشِیَ فلان وانْتَشی ، فهو نَشوان ، وامرأه نَشوَی ، أی سَکْرَی.

واستنْشیت نَشَا ریح طیبه ، أی نسَمْتُها ، وأنشد :

ویَنشی نَشا المِسْکِ فی فارهٍ

وریحَ الْخُزامی عَلَی الأجرَع

وقال ابن الأعرابیّ : النَّاشِئ الغلام الحسَن الشباب.

شنأ

قال الله جلّ وعزّ : (إِنَ شانِئَکَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)) [الکوثر : 3].

قال الفرَّاء : قال الله تعالی لنبیه صلی الله علیه وسلم : (إِنَ شانِئَکَ) ، أی مُبْغِضُک وعدوّک (هُوَ الْأَبْتَرُ).

الحرّانیّ عن ابن السِّکیت ، قال : سمعْتُ أبا عمرٍو یقول : الشانئ : المبغض ، والشِّنْء والشَّنْء : البِغْضَه.

قال : وقال أبو عُبیده فی قوله : (وَلا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) [المائده : 2] یقال : الشنآن ، بتحریک النون والهمزه ، والشنْآن بإسکان النون : البغْضه ، وبعضُهم یقول : الشَّنآن ، وأنشد :

* وإنْ لَامَ فیه ذُو الشّنَانِ وفَنَّدَا*

سَلَمه عن الفراء : من قرأ : (شَنَان قوم) فمعناه بُغْضُ قوم ، شِنئتُهُ شنَآنا وشَنانا ، ومن قرأ : (شَنَآنُ قَوْمٍ) فهو الاسم لا یحملنکم بَغِیضُ قَوْم.

وقال أبو عُبید : یقال : شَنِئتُ حقّک ، أی أقررتُ به وأخرجتُه من عندی.

قال العجّاج :

زَلَّ بنُو الْعَوّام عَنْ آل الحکَمْ

وشَنِئُوا المُلْک لمَلْکِ ذِی قَدَمْ

أی أخرجوه من عندهم ، وقَدَم : منزلهٌ ورفعه.

وقال الفرزدق :

وَلَوْ کَانَ فِی دَیْنٍ سوَی ذا شنِئتُم

لَنَا حَقَّنَا أو غَصَّ بالماء شَارِبُهْ

وقال أبو الهیثم : یقال : شَنِئْتُ الرجل شَنْأَ وشنْأهً وشنآنا وَمَشْنَئاً ، أی أبْغضته ، ولغهٌ ردیئه شَنَأْتُ بالفتح.

الحرّانِیّ عن ابن السکیت : أزد شَنُؤَه ،

ص: 289

بالهمز علی «فَعُولَه» ، ولا یقال : شَنُوَّه.

أبو عُبید ، عن أبی عُبیده : الرجل الشَّنُوءه : الذی یتقزّز من الشیء ، قال : وأَحْسِب أن أزْدَ شَنوءه سُمِّی بهذا.

قال : والمِشْناء ، ممدود الهمزه مکسور المیم : الذی یُبْغضه الناس ، وهو علی «مفْعَال».

وقال ابن السِّکِّیت : رجلٌ مشنوء ، إذا کان مُبَغَّضاً ؛ وإن کان جمیلاً ، ورجل مَشْنَاء ، إذا کان قبیح المنظر ، ورجُلان مَشْناء ، ورجال مَشْنَاء.

وروِی عن عائِشه أنها قالت : «علیکم بالمشنْیئه النَافِعَه التلبین» تعنی الحَسُوّ.

وقال الرّیاشیّ : سألت الأصمعیْ عن المَشنیئه ، فقال : البغیضه.

وقال اللیث : رجل شَناءَه وشنَائِیه ، بوزن «فِعَاله» و «فَعَالِیه» ، مُبَغَّض سیْیء الخُلُق.

وشن

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : التَّوشّن : قِلَّه الماء. قال : والتشوُّن خفّه العقل ، قال : والشَّوْنه : المرأه الحمقاءِ.

وقال ابن بُزُرْج : قال الکِلابیّ : کان فینا رجل یَشون الرؤوس یُرید یَفْرِج شئون الرؤوس ، ویخرج منها دابّه تکون علی الدِّماغ ، فترک الهمز وأخرجه إلی حدّ «یقول» کقوله :

* قُلْتُ لرجلیَّ اعملا ودُوبَا*

فأخرجها من دأبْتُ إلی دُبْتُ ، کذلک أراد الآخر «شنْتُ».

[باب الشین والفاء] [ش ف ]

اشاره

(وا یء) شفی ، شاف ، شأف ، فشا ، فاش.

شفی

قال اللیث : الشفاء معروف ، وهو ما یبرِیء من السَّقَم ، والفِعل : شفاه الله یشفیه شفاء ، واستشفی فلان ، إذا طلبَ الشفاء ، وأشفیت فلاناً ، إذا وهبْتَ له شفاء من الدواء.

ویقال : شِفاء العِیّ السؤال.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أَشفَی ، إذا سار فی شفَا القمر ، وهو آخر اللیل ، وأشفَی ، إذا أشرف علی وصیْهٍ أو وَدِیعه.

عَمْرو عن أبیه : أشفی زیدٌ عمراً ، إذا وَصفَ له دواء یکون شفَاؤه فیه ، وأشفَی ، إذا أعطَی شیئاً ما ، وأنشد :

وَلَا تُشفِی أبَاهَا لَوْ أَتَاهَا

فقیراً فِی مَبَاءتها صِمَامَا

وشَفَا کلّ شیء جَرْفُه. قال الله تعالی : (عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ) [التوبه : 109] ، والجمیع الأشفاء.

وأخبرنی المنذریّ ، عن الحرّانیّ ، عن ابن السِّکّیت ، قال : الشَّفا ، مقصور : بقیَّه الهلال ، وبقیَّه البَصر ، وبقیّه النهار ، وما أشبههه.

ص: 290

وقال العَجّاج :

وَمَرْبإِ عالٍ لمن تَشَرَّفَا

أشْرَفْتُه بلا شَفَا أو بِشفَا

وَأشفَی فلان علی الهلکه ، أی أشرَف علیها.

وحدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدَّثنا الحسن بن الربیع ، عن عَبد الرزَّاق ، عن ابن جُریج ، عن عطاء ، سمعت ابن عباس یقول : ما کانت المُتْعه إلا رحمهً رحم الله بها أمَّه محمد ، فلو لا نهیُه عنها ما احتاج إلی الزنا أحَدٌ إلا شفاً» ، والله لکأنی أسمع قوله : «إلا شَفا».

عطاء القائل : قلت : هذا الحدیث یدلّ علی أنَّ ابن عباس علم أن النبیّ صلی الله علیه وسلم نهی عن المُتعه ، فرجع إلی تحریمها بعد ما کان باح بإحلالها ، وقوله : «إلا شفاً» ، أی إلا خطیئه من الناس لا یجدون شیئاً قلیلاً یستحلون به الفرْج.

وقال اللیث : الشَّفَهُ نقصانها واو ، تقول : شَفَه وثلاث شفَوات ، ومنهم من یقول : نقصانها هاء ، وتجمع شفاهاً ، والمشافهه : مُفاعله منه.

وقال الخلیل : الباء والمیم شفویتان نسبهما إلی الشفه : وسمعتُ بعضَ العرب یقول : أخبرنی فلان خبراً اشتفَیْت به ، أی نَقَعَت بصحّته وصدقه. ویقول القائلُ منهم : تشفَّیْتُ من فلان ، إذا أنْکَی فی عدوّه نِکَایَهً تسرُّه.

وقال الأصمعیّ : یقال : شفَت الشمس إذا غابت إلا قلیلاً ، وأتیته بشَفًا من ضَوْء الشمس ، وأنشد :

وما نِیلُ مِصْرٍ قُبَیْلَ الشَّفَا

إذَا نفحتْ ریحُه النّافِحَهْ

أی قُبَیل غروب الشمس.

وشَفِیّه : رِکیّه عَادِیّه ، عَذْبه الماء فی دیار بنی سَعْد. والإشفَی : السِّراد ، وجمعه الأشافِی.

قال ابن السِّکیت : الإشفی ما کان للأساقی ، والقِرَب ، وهو مقصور ، والمِخْصَف للنِّعَال.

شوف - شیف

قال اللیث : الشوْف الجلَوْ.

والمشوفُ : والمجلوّ. وقال عنتره :

وَلَقَدْ شرِبْتُ مِنَ المدَامَهِ بعدَما

رَکَدَ الهواجرُ بالْمشُوفِ المُعْلَم

قال أبو العباس : قال ابنُ الأعرابیّ : المشوفُ المُعْلَم : الدینار الّذی شافَهُ ضارِبُه ، وقیل : أراد بالمشوف قَدَحاً صافیاً مُنَقّشاً.

ابن السِّکّیت : أشاف علی الشیء وأشفی علیه ، إذا أشرَف علیه. وهذا من باب المقلوب. ویقال : شِیفَتِ الجاریهُ. تُشاف شوْفاً ، إذا زُیِّنَتْ. واشتَاف فلان یشتاف

ص: 291

اشتیافاً ، إذا تطاول ونظر. ورأیت نساء یتشوَّفْنَ من السطوح ، أی ینظرن ویتطاوَلْنَ.

وقال اللیث : تشوَّفت الأوْعَال ، إذا ارتفعت علی معَاقِل الجبال فأشرفَتْ.

أبو عُبید عن أبی عَمْرو : المشُوف : الجمل الهائج فی قول لَبید :

بخطیرهٍ تُوفی الجدیل سریحَهٍ

مثلِ المشوفِ هَنَأْتَهُ بعَصیم

وقیل : المشوف المزیّن بالعهون وغیرها ، وأنشد ابن الأعرابیّ :

یشْتِقْنَ للنَّظر البعیدِ کأنّما

إرْنَانُها ببواءِنِ الأشْطانِ

یصِفُ خیلاً نشیطه إذا رأت شخصاً نائِیاً طمَحتْ إلیه ، ثم صهلت ، وکان صهیلها فی أبآرِ بعیده لسعه أجوافها.

وقال ابنُ الأعرابیّ : بَعَثَ القومُ شِیفَهً ، أی طلِیعهً.

قال : والشَّیِّفانُ : الدَّیْدَبان.

وقال أعرابیّ : تَبَصَّرُوا الشَّیِّفان فإنهُ یصوک علی شَعَفَهِ المصَادِ ، أی یلزمها.

شاف

أبو زید : شئفت أصابعه شأَفاً ، إِذا تشقَّقَتْ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : شَئفَتْ أصابعه ، وسَئِفت وشَعِفتْ ؛ بمعنی واحد.

أبو عُبید عن الکسائیّ : شَئفَتْ ، وسَعِفت ، وهو التشعّث حول الأظفار ، والشُّقاق.

وقال أبو زَیْد : شَئِفْتُ له شَأَفاً ، إذا أبغضتَه.

قال وشَئف الرجل ، إذا خفْتَ حینَ تراه أن تصیبه بعین ، أو تدلّ علیه من یکره.

قال : واستشاف الجرح ، فهو مُسْتَشِیف بغیر همز ، إذا غَلظُ.

واستأصل الله شأفتَهُ - وهو قَرْح یخرج بالقدم - إذا حسم الأمر من أصله.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ ، یقال : استأصَل الله شأفته ، وهو قَرْح یخرج بالقدم ، یقال منه : شَئِفَتْ رجله شَأَفاً ، والاسمُ منه الشأفه ، فیُکوَی ذلک الداء فیذهب ، فیقال فی الدعاء : أذهبک الله ، کما أذهب ذلک الداء.

شَمِر ، عن الهُجیمیّ : الشأفه : الأصل ، واستأصل الله شأفته ، أی أصله.

قال : والشأفه : العداوه.

وقال الکُمیت :

وَلَمْ نَفتأ کَذَلِکَ کلَّ یَوْمٍ

لشأفه واغرٍ مُسْتَأْصِلینا

أبو عُبید : شُئِفَ فلانٌ شأفاً ، فهو مشئوف ، مثل جُئِث وزُئِد ، إذا فَزع وذعر.

وفی الحدیث : «خرجت بآدَم شأْفَهٌ فی رجله».

قال : والشأفه قد جاءت بالهمز وغیر

ص: 292

الهمز ؛ وهی قَرْحه.

فشا

روی عن النبیّ صلی الله علیه وسلم أنه قال : «ضُمّوا فواشیکُم باللیل» والفواشی کلّ شیء ینتشر من المال ، مثل الغنم السائمه ، والإبل وغیرها.

وقال غیره : أفْشی الرَّجل ، إذا کثرت فواشیه.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : أفشی الرجل وأمشی وأوْشَی ، إذا کثر ماله ، وهو الفِشاء والمِشاء ، ممدود ، ونحو ذلک.

قال الفرّاء : قال اللیث : فَشَا الشیءُ یفشُو فُشُوّاً إذا ظهر ، وهو عامٌّ فی کل شیء.

ومنه إفشاء السرّ ، وقد تفشَّی الخبرُ إذا کُتِبَ علی کاغد رقیق فتمشَّی فیه.

ویقال : تفشّی بهم المرض وتفشّاهم المرض ، إذا عمَّهم. وأنشد :

تَفَشَّی بإخوان الثِّقاتِ فعمَّهُم

فأَسْکَتُّ عَنْهُ المعْوِلاتِ البواکیا

وقال أبو زید فی کتاب «الهمز» : تَفَشَّأَ بالقوم المرض تفشؤا ، إذا انتشر فیهم.

وأنشد :

وأمرٌ عظیم الشأن یُرْهَب هَوْلُهُ

وَیَعْیَا به مَنْ کانَ یُحْسَبُ رَاقِیاً

تَفَشَّأ إخْوَانُ الثَّقاتِ فعمّهمْ

فأسْکَتُّ عنّی المعْوِلَات الْبَواکِیَا

وقال ابن بُزُرْج : الفَشء من الفخر ، من أفُشأتُ ، ویقال : نَشَأْت.

وقال اللیث : یقال : فَشَتْ علیه أمورُه ، إذا انتشرت ، فلم یدر بأیّ ذلک یأخذ ، وأفشیته أنأ.

والفَشَیَان : الغَثْیَهُ التی تعتری الإنسان ، وهو الذی یقال له بالفارسیه : «تاسا».

فیش

قال اللیث : الفَیْش : الفیشلَه الضعیف. والفَیْش النفْج یرِی الرّجل أنّ عنده شیئاً ، ولیس علی ما یُری.

وفلان صاحبُ فِیَاش ومُفَایشه وفُلَان فَیّاش ، إذا کان نفّاجاً بالباطل ، ولیس عنده طائل. ویقال أیضاً : رجل فَیُوش.

قال رؤبه :

* عَنْ مُسْمَهِرِّ لَیْسَ بالْفَیُوش *

والفیشوشه : الضّعْف والرّخاوه. وقال جریر :

أدْرَی بحلمهمُ الفیاشُ فَحِملْهُمْ

حِلْمُ الْفَراشِ غَشِین نَارَ المْطَلَی

شمِر : یقال : جاءوا یتفایشُون ، أی یتفاخرون ویتکاثَرون ، وقد فایَشنی فِیَاشاً ، قال : یقال : فاش یفیشُ وفَشَّ یَفُشُّ بمعنًی ، کما یقال : ذَام یَذِیمُ ، وَذَمَّ یذُمّ.

[باب الشین والباء] [ش ب (وا یء) ]

اشاره

شاب ، شبا ، بشا ، وبش ، باش.

أشب ، أبش.

ص: 293

شبا

قال اللیث : حدّ کلّ شیء شَباتُه ، والجمیع شَبَوَات.

وقال أبو عُبَید : شَبْوَه هی العقرب غیر مجراهٍ ، وأنشد :

قَدْ جَعَلَتْ شَبْوَهُ تَزْبَئِرُّ

تکْسُواسْتَهَا لحْماً وتَقْمَطِرُّ

یقول : إذا لَدَغت صار اسْتُها فی لحم الناس ، فذلک اللحم کسوه لها.

وقال اللیث : الشَّبْوه : العقرب الصفراء ، وجمعها شَبَوات.

قلت : والنحوَّیون یقولون : شَبْوهُ ، معرفه لا تنصرف ولا تدخلها الألف واللام.

أبو عبید عن الیزیدیّ : المُشبِیُ : الّذی یولد له ولد ذکیٌّ. وأشْبَی ، وأنشد شَمِر قول ذی الإصبع العَدوانیّ :

وهم من ولُدُوا وأَشْبَوْا

بسرِّ الْحَسبِ المحضِ

قال : وأشبی ، إذا جاء بولدٍ مثل شَبَا الحدید.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : رجل مُشببٍ یلد الکرام ، ورجل مَشْبِیّ : مُکْرَم. قال : والمُشبیّ : المُشْفِق ، وهو المُشْبِل.

قال : ویقال : أَشْبَی زیدٌ عمراً ، إذا ألقاه فی بئر ، أو فیما یکره.

وأنشد :

اعْلَوَّطَا عَمْراً لیُشْبِیَاهُ

فی کلِّ سُوءٍ ویُدَرْبِیَاهُ

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : من أسماء العقرب الشَّوْشَب ، والفِرْضخ ، وتَمَرهُ ، لا تنصرف. قال : وشَبَاه العقرب : إبرتها.

والشَّبْو : الأذی.

الفرَّاء : شبا وجهُه ، إذا أضاء بعد تغیّر.

وبش

قال اللیث : الوَبْش والوَبش النِّمنِم الأبیض یکُون علی الظّفر.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : هو الْوَبْش والکَدَب والنِّمنم.

قال اللیث : ویقال : ما بهذه الأرض إلا أوْبَاشٌ من شجر أو نبات ، إذا کان قلیلاً مُتَفَرقاً.

أبو عبید عن الأصمعیّ : یقال : بها أوباشٌ من الناس وأوشابٌ من الناس ، وهم الضُّروب المتفرّقون.

قال : والأشائب : الأخلاط. الواحده أشابه. وفی الحدیث : «إنّ قریشاً وَبَّشَتْ لحرب رسول الله صلی الله علیه وسلم أوباشاً» أی جمَعتْ له جموعاً من قبائلَ شتی.

وقال ابن شُمیل : الوَبْش الرَّقْط من الجرَب یتفشی فی جلد البعیر ، یقال : جمل وَبِش ، وبه وَبَشٌ ، وقد وبِشَ جلده وبشاً.

بوش

قال اللیث : البَوْش : الجماعه الکثیره.

وقال أبو زید : بَیَّش الله وجهه وسرّجه.

ص: 294

أی حَسنّه. وأنشد :

لَمّا رأیتُ الأزْرَقَیْنَ أرَّشَا

لا حَسَنَ الوجْه ولا مُبَیّشا

قال : «أزْرَقَیْن» ، ثم قال : «لا حَسَن».

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : باش یَبُوش بَوْشاً ، إذا صَحِبَ البَوْش ، وهم الغوغاء.

شیب

قال اللیث : الشَّیب معروف قلیله وکثیره.

یقال : علاه الشیبُ.

ویقال : شاب یشیب شَیْباً وَشَیْبَهً ، ورجل أشیب وقوم شِیب. والشِّیب حکایه ترشّف مشافر الإبل الماء إذا شربت. وأنشد ابن السکیت قول ذی الرُّمه یصف الإبل :

تداعَیْن باسم الشِّیب فی مُتَثَلّمٍ

جوانِبُه من بَصْرهٍ وَسَلَامِ

وأما قول عدیّ بن زید :

أرِقْتُ لمکفِّهرِّبَاتَ فَیه

بَوَارِقُ یَرْتَقِین رُؤوسَ شِیبِ

فإن بعضهم : قال : الشِّیب هاهنا سحائب بیض ؛ واحدها أشیب.

وقیل : هی جبال مبیضّه الرؤوس من الثلج ، أو من الغبار. وقیل شِیبُ اسم جَبل ذکره الکُمَیت : فقال :

فما فُدرٌ عَواقلُ أَحْرزَتْها

عَمایهُ أو تَضَمّنَهنَ شیبُ

ویقال : رجل أشْیَب ، ولا یقال : امرأه شیباء ، لا تنعت به المرأه ، وقد یقال : شاب رأسُها ، وکانت العرب تقول للبکر إذا زفّت إلی زوجها فدخل بها ولم یَقْتَرِعْها لیله زفافها : باتت بلیلهٍ حُرَّه ، وإن اقترعها تلک ، قالوا : باتت بلیلهِ شَیْبَاء.

وقال عُرْوه بن الوَرْدِ :

کَلَیْلَهِ شَیْباءَ الّتی لَسْتُ نَاسِیاً

ولَیْلَتِنا إذ مَنَّ مَا منَّ قَرْمَلُ

وقال أبو العباس : یقال للکانونین : هما شَیْبان ومَلْحان.

ویقال : شِیبان.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : شاب یَشُوب شَوْباً ، إذا غشّ ، قال : ومنه الخبر : «لا شَوْب ولا رَوْب» ، أی لا غِشّ ولا تخلیط فی شراءٍ أو بیع.

وروی عنه أنه قال : معنی قولهم : «لا شَوْبَ ولا روْب» فی البیع والشراء فی السّلعه یبیعها ، أی أنک بریء من عَیْبها.

قال : ویقال : ما عنده شَوْبٌ ولا رَوْب ، فالشَّوْب العسل والمشُوب والرَّوْب : الرائِب.

وقال : یقال : فی فلان شَوْبَه ، أی خَدِیعَهٌ ، وفی فلان ذَوْبَه ، أی حمقه ظاهره.

سلمه ، عن الفرّاء : شابَ إذا خان ، وباش إذا خَلّط.

أبو عُبید عن الأصمعیّ فی باب إصابه

ص: 295

الرجل فی منطقه مَرّه وإخطائه أخری : هو یَشُوب وَیَرُوبُ.

وقال أبو سَعِید : یقال للرجل إذا نضح عن الرجل : قد شوَّب عنه وراب ، إذا کسِل.

قال : والتَّشویب أن تَنضح نَضْحاً غیر مبالَغ فیه فمعنی قولهم : هو یَشُوب ویَرُوب ، أی یدافِع مُدافعه غیرَ مبالَغ فیها ، ومره یکسَل فلا یدافع البتّه.

وقال غیره : یَشُوب ، من شَوْب اللبن ، وهو خَلْطُه بالماء ومذْقُه. ویَرُوب ، أراد أن یقول : یُرَوِّب ، أی یجعله رائباً خاثِراً لا شَوْب فیه ، فأتبع «یَرُوب» «یَشُوب» لازدواج الکلام ، کما قالوا : هو یأتیه الغَدَایا والعَشایا ، والغدایا لیس بجمع للغداه ، فجاء بها علی وزن «العشایا».

وشابَه : اسم جبل بناحیه الحجاز.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : الشآبیبُ من المطر الدُّفَعَات.

وقال غیره : شُؤبُوب العَدْوِ دُفَعُهُ.

ویقال للجاریه : إنها لحسنهُ شَآبیبِ الوَجْه ، وهو أوّل ما یظهر من حُسْنها فی عین الناظر إلیها.

أبو زَید : الشُّؤبوب : المطر یُصِیبُ المکان ویخطیء الآخر ، وجمعه الشآبیب ، ومثله : النَّجْو والنَّجَاء.

وقال أبو حاتم : سألتُ الأصمعیّ عن المشَاوب ، وهی الغُلُف ، فقال : یقال لغلاف القاروره : مُشَاوب ، علی «مُفَاعِل» ، لأنه مَشُوب بحُمْره وصفره وخضره.

وقال أبو حاتم : یجوز أن یجمع المُشَاوَب علی «مَشَاوِب».

أشب

أبو عُبید : أَشَبْتُه ، أشِبُه : لُمْتُه.

وقال أبو ذُؤَیْب :

ویأشِبُنِی فیها الَّذِین یَلُونَهَا

وَلَوْ عَلِمُوا لَمْ یأْشِبُونِی بِطائِلِ

وقال غیره : أشَبْتُه ، أی عبتَه ووقعتَ فیه.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : الأشَب کَثْره الشجر.

یقال منه ، موضع أشِب ، أی کثیرُ الشجر.

اللیث : أشَّبْتُ الشرَّ بینهم تأشیباً. قال : والتأشیب التجمّع من هاهنا وها هنا ، یقال : هؤلاء أُشابهٌ لیسوا من مکانٍ واحد ، والجمیع الأشائِب ، وکذلک الأُشابَه فی الکسب مما یخلطه من الحرام الذی لا خیر فیه.

وقال ذو الرُّمَّه :

نَجائِبُ لیست من مهورِ أشابهٍ

ولا دِیَهٍ کانت ولا کسْبُ مَأْثَمِ

وقال النابغه :

* قبائل من غَسّانَ غیر أشائب *

أبش

یقال : تأبَّش القوم وتهبَّشوا وتَحبّشُوا ، وتأشَّبُوا ، إذا تجمعوا.

ص: 296

بشا

ابن الأعرابیّ : بشا ، إذا حَسُن خُلُقه.

باب الشین والمیم [ش م ]

اشاره

(وا یء) شأم ، شام ، (شیام) ، وشم ، ومش ، ماش ، مشی ، شما.

شما

أهمله اللیث. وروی أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ : شما ، إذا علا أمرُه ، قال : والشَّمَا : الشمَع.

ومش

أهمله اللیث. وروی أبو العباس عن ابن الأعرابیّ قال : الوَمْشَه : الخالُ الأبیض.

وشم

روی عن النبیّ صلی الله علیه وسلم أنه لَعَن الواشِمه والمسْتَوشِمه ، وبعضهم یرویه : «المُؤتشِمه».

قال أبو عُبید : الوَشْمُ فی الید ، ذلک أنّ المرأه کانت تَغْرِزُ ظهر کفّها ومِعْصمها بإبره أو بمِسلّه حتی تؤثر فیه ، ثم تحشوه بالکحل ، أو بالنَّؤُر فیخضرّ ، تفعل ذلک بدَاراتٍ ونقوش.

یقال : وَشَمَتْ تَشِمُ وشْماً ، فهی واشِمَهٌ ، والأخری موشومه ومُسْتَوشِمه ، وأنشد :

* کما وُشِمَ الرَّوَاهِشُ بالنَّؤُورِ*

والنَّؤُور : دُخَان الشّحْم.

ابن شُمَیل : یقال : فلان أعظم فی نَفْسه من المتَّشِمه ، وهذا مَثَل ، والمتّشمه امرأه وشمت اسْتَها ، لیکون أحسنَ لها.

وقال الباهلیّ : من أمثالهم : لَهُوَ أَخْیَلُ فی نفسه من الواشمه.

قلت : والمتّشمه فی الأصل مُوتشمه ، وهو مثل المتّصل ، أصله (موتصل) ، فأدغمت الواو أو الهمزه فی التاء وشدّدت.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : أوْشَمَت السماء ، إذا بَدَا منها بَرق ، وأنشدنا :

* حَتی إذا ما أوشمَ الرواعدُ*

ومنه قیل : أوشَم النَّبْت ، إذا أبصَرْتَ أولَه.

وقال اللیث : أوشمت الأرض ، إذا ظهر شیء من نَبَاتها.

أبو عُبید ، عن الفرّاء : ما عصیتُک وَشْمه ، أی طرفَه عَیْن.

وقال غیره : أوشم فلان فی ذلک الأمر إیشاماً ، إذا نظر فیه ، وأوشمت الأعناب ، إذا لانتْ وطابَتْ.

وقال ابن شُمیل : الوُشُوم والوُسُوم : العلامات.

شیم

أبو عُبید ، عن أبی عُبیده : شِمتُ السیفَ ، أغمدته ، وشِمْتُه سَلَلْته.

قال شَمر : أبو عبید فی شِمْتُه ، بمعنی سَللْتُه. قال شَمر : ولا أعرفه أنا.

وقال أبو حاتم فی الأضداد : یقال : شامَ سَیفه ، إذا سلّه ، وشامه إذا أغمَدَه ، وأنشد قول الفرزدق فی الشَّیْم بمعنی السلّ :

ص: 297

إذا هی شِیمَتْ فالقوائم تحتها

وإن لم تُشَمْ یوماً عَلَتْها القوائم

قال : أراد سُلَّت ، والقوائم مَقَابضُ السیوف.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : شام السیف : غَمَدَه ، وشامه ، جَرّدَه ، وشام البرقَ : نظر إلیه ، وشام الرّجل یَشِیم شَیْماً وشُیُوماً ، إذا حَقَّقَ الحمْلَه فی الحرب ، وشَامَ أبا عُمَیر ، إذا نال من البِکْر مرادَه ، وشام یَشِیمُ ، إذا ظهرت بجلدته الرّقمه السوداء ، وشام یَشِیم إذا غبّر رجلیه بالشِّیام ، وهو التراب ، وشام إذا دَخَلَ.

وقال اللیث : شِمْتُ البرق والسَّحاب ، إذا نظرت أین یَقْصِد وأین یمطر.

وقال أبو زید : شِمْ فی الفرس ساقَک ، أی أرکُلْها بساقک وأَمِرَّها.

وقال أبو مالک : شِمْ ، أَدخِلْ ، وذلک إذا أَدخَلَ رجلَهُ فی بطنها یضربُها وأشام فی الشیء ، دخل فیه.

أبو عبید ، عن الکسائیّ : رجل مَشِیم ومَشْیُوم ومَشُوم ، من الشامَه. وقال الطِّرِمّاح :

کم بها من مَکْوِ وَحْشِیهٍ

قِیضَ من مُنْتَثِلٍ أو شِیَامِ

قال أبو سعید : سمعت أبا عمرو ینشده أو شَیَام یفتح الشین ، وقال : هی الأرض السهله.

قال أبو سعید : وهو عندی «شِیام» بالکسر ، وهو الکِناس ، سُمِّی «شِیاماً» لأن الوَحْش تنشام فیه ، أی تدخل.

قال : والمُنْتَثِلُ : الذی کان اندَفَنَ ، فاحتاج الثَّورُ إلی انتثاله ، أی استخراج تُرابه ، والشِّیام ، الذی لم یندَفن ولا یحتاج إلی انتثاله ، فهو یَتْشام فیه ، کما یقال : لِباسٌ لا یُلْبس.

قال : ویقال حَفَرَ فَشَیم ، وقال : الشَّیْم : کلّ أرض لم یُحْفَرْ فیها قبل ، فالحفْر علی الحافر فیها أشَدُّ.

وقال الطِّرِمّاح أیضاً ، یصف ثَوْراً :

غَاصَ حَتَّی اشتباث من شَیَمِ الأرْ

ض سَفَاهً من دوتها ثَأَدُهْ

والمَشِیمَه هی للمرأه التی فیها الوَلَد ، والجمیع مَشِم ومَشائم.

قاله التَّوزیّ ، وأنشد لجریر :

وذاک الفحلُ جاء بشرِّ نَجْلٍ

خبیثاتِ المثَابِرِ والمَشِیم

ثعلب ، عن ابن الأعْرابی ، یقال : لما یکون فیه الولد : المَشِیمه والکِیسُ والْحَوْرَان والقمیص.

وقال اللیث : الأشْیَمُ من الدواب ومن کلُّ شیءَ : الذی به شامَه ، والشامَه علامه مخالِفَه لسائر اللَّون ، والأنثی شَیْمَاء.

وقال أبو عُبَیده : ممّا لا یقال له بَهِیم ولا شِیَهَ له : الأبرش ، والأشْیَم. قال :

ص: 298

والأشْیَم أن تکون به شامَهٌ ، أو شامٌ فی جَسَده.

وقال ابنُ شُمَیْل : الشَّامه : شامهٌ تخالف لونَ الفرس علی مکان یُکْرَه ، ربّما کانت فی دَوَابِرها.

أبو زید : رجل أشیم بیِّن الشَّیَم ، للّذی به شامه ، ولم یعرف له فِعل.

قال ابن الأعرابیّ : الشَّامه : النّاقه السوداء ، وجمعها شام ، والشِّیمُ : الإبل السُّود ، والحِضار البیض.

وقال أبو ذؤیب :

* بنات المخاضِ شِیمُها وحِضَارُها*

ویُرْوَی : «شُومها» أی سُودُها وبیضها ، قال ذلک أبو عَمْرو.

ابن الأعرابیّ : الشِّیام بالکسر : الفأر.

والشِّیَام : التّراب.

شأم

قال اللیث : الشَّأم : أرض : سمِّیَتْ بها لأنها عن مَشْأمَه القبله. ویقال : شأمْتُ القومَ ، أی یَسَرْتُهم. والمشْأَمَهُ من الشُّؤْم ، یقال : رجل مشئوم ، وقد شُئِمَ. ویقال : شَأَمَ فلانٌ أصحابَه ؛ إذا أصابَهُم شُئُوم من قِبلَه. ویقال : هذا طائر أشأم ، وطیر أشأَم ، والجمیع الأَشائم.

وأنشد أبو عُبیده :

فإذا الأشائم کالأیا

مِنِ والأیامِنُ کالأشَائمْ

وأخبرنی المنذری عن أبی الهیثم أنَّه قال : العَرَبُ تقول : أَشأَمُ کُلِّ امریء بین لحْیَیْه.

قال : أشأَم ، فی مَعْنی الشؤم ، یعنی اللسان ، وأَنشد :

فَتُنْتِجْ لکُمْ غِلْمَانَ أشْأَمَ کُلُّهُمْ

کأحْمَرِ عادٍ ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِم

قال : «غلمان أشأمَ» ، أی غلمان شؤم.

وقال ابن السِّکِّیت : یقال : یامِنْ بأصحابک أی خذْبهم یَمْنَهً ، وشائِمْ بهم ، أی خُذْ بهم شَأْمَه ، أی ذات الشمال ، ولا یقال : تیامنْ بهم.

ویقال : قعد فلان یَمْنَهً ، وقعد فلان شَأْمَهً.

وتقول : قد یُمِن فلانٌ علی قومه ، فهو میمونٌ علیهم. وقد شُئِمَ علیهم فهو مَشْئوم علیهم ، بهمزه بعدها واو. وقوم مشائیم ، وقوم مَیَامِین ، وقد أشأم القوم ، إذا أتوا الشأم ، ورجل شآمٍ وتَهامٍ ، إذا نُسب إلی تهامه والشأم ، وکذلک رجل یمانٍ ، زادوا ألفاً وخفّفوا یاء النّسْبَه.

وفی الحدیث : «إذا نشأَتْ بَحْرِیهً ثم تشاءَمتْ فتلک عینٌ عَذِیقه» ، تشاءمتْ : أخذت نحو الشأم. قال : تشاءم الرجل ، إذا أخذ نحو الشأم ، وأشأم ، إذا أتی الشأم ، ویامَنَ القوم وأیمنوا ، إذا أتوا الیَمَن.

میش

قال اللّیث : المیْش : أن تمَیش المرأه القطنَ بیدها ، إذا أزبدته بعد الحلْج ،

ص: 299

وأنشد :

* إلیَّ سِرّاً فاطْرُفِی وَمِیشی *

قلت : المَیْش : خَلْط الشَّعر بالصوف ، کذلک فَسَّره الأصمعیّ وابن الأعرابیّ وغیرهما.

ویقال : مَاشَ فلانٌ ، إذا خَلَطَ الصدق بالکذب.

أبو عبید عن الکسائیّ ، قال : إذَا أخْبر الرَّجُل ببعض الخبر ، وکتم بعضه قیل : مَذَع ، وماش یَمِیش.

وقال النابغه :

* وَمَاشَ مِنْ رَهْطِ رِبِعِیّ وَحَجَّارِ*

ورَوَی ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : یقال : ماش یمیش مَیْشاً ، إذا خَلَطَ اللّبن الحلو بالحامض ، أو خَلَطَ الصُّوف بالوبرَ ، أو خَلَط الجِدَّ بالهزْل.

قال : وماش کَرْمَه یَمُوشُه مَوْشاً ، إذا طلب باقی قُطُوفه.

قال : والماش قماش البیت ، وهی الأوقَابُ والأوغابَ والثَّوی.

قلت : ومِنْ هذا قولهم : «الماش خیر من لَاش» ، أی ما کان فی البیت من قماش خیر لا قیمهَ له ، خیرٌ من بیت فارغ لا شیء فیه ، مخفف «لا شیء» ؛ لازدواجه مع «ماش».

أبو عُبَید عن أبی عمرو : مِشْتُ الناقه أَمِیشُها ، وهو أن تحلبَ نصفَ ما فی ضَرْعِها ، فإذا جُزْتَ النِّصْف فلیس بمیْش.

وقال اللّیث : ماش المطر الأرض ، إذا سحاها. وأنشد :

وقلتُ یوم المطر المیشِ

أقاتلی جبیله أم مُعیشی

مشی

قال اللّیث : المِشْیَهُ : ضرب من المَشْی إذا مشی. قال : والمَشَاء ممدود ، وهو المَشُوْ والمَشِیُ. یقال : شربت مَشُوّاً ومَشِیّاً وَمَشَاءً ، وهو استطلاق البُطْن ، والفعل استَمشی إذا شرب المَشیَ ، والدواء یُمْشِیهِ.

وقال ابن السکِّیت : یقال : شربت مَشُوّاً ومَشاءً ، وهو الدّواء الذی یسهل ، مثل : الحَسُوّ والحَسَاء ، قاله بفتح المیم ، وذکر المشیَ أیضاً ، وهو صحیح.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : مَشی الرجل یمشی ، إذا أنْجی ، داواؤه ، قال : ومشی یمشی بالنَّمائم.

وقال اللیث : المَشَاء ، ممدود : فِعل الماشیه ، تقول : إنَّ فلاناً لذو مَشاءٍ وماشیه. وأمشی فلان ، کثرت ماشِیتُه ، وأنشد :

وکلُّ فتیً وإن أمْشی فأثرَی

ستخِلجُه عن الدّنیا المنونُ

وقال الحُطیئه :

ص: 300

فَیبْنی مَجْدَهَا وَیُقیمُ فیها

ویَمْشِی إنْ أُرِید بِها المَشاءُ

قال أبو الهَیْثَم : یمشی : یکثر یقال : مشت إبلُ بنِی فلان تمشی مَشاءً ، إذا کثرت والمشَاء : النَّماءِ ، ومنه قیل : الماشیه.

وقال غیره : کلّ مالٍ یکون سائمهً للنَّسل والقُنْیه من إبل وبقر وشاءٍ ، فهی ماشیه ، وأصل الشاء النّماءِ والکثره والتناسل.

وقال الراجز :

* الْعَنْزُ لَا تَمْشِی مَعَ الْمَمَلَّعِ*

ابن السّکّیت : الماشیه تکون من الإبل والغَنَم ، یقال : قد أمشی الرجل ، إذا کَثُرت ماشیتُه ، وقد مَشِیَت الماشیه ، إذا کثرت أولادُها. وناقه ماشیه : کثیره الأولاد.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : المَشاء الجَزَرُ الذی یؤکل ، وهو الإصطفلین.

أبو زَید : شَرِبتُ مَشیّاً ، فمشیْتُ عنه مَشیاً کثیراً.

باب اللفیف من حرف الشین

اشاره

شیء : شیشاء ، شوی ، شاء ، شأی ، وشی ، أشّ ، أشا.

شیء

قال الله تبارک وتعالی : (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ) [المائده : قلت : لم یختلف النحویّون فی أن أَشْیاءَ جمع شیء ، وأنها غیر مجراه ، واختلفوا فی العِلّه فکرهت أن أحکیَ مقاله کلّ واحد منهم ، واقتصرت علی ما ذکره أبو إسحاق الزجاج فی کتابه ، لأنه جمع أقاویلَهم علی اختلافها ، واحتجّ لأَصْوَبها عنده ، وعَزَاه إلی الخلیل بن أحمد ، فقال فی قوله : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ) : أشیاء فی موضع خفضٍ إلا أنها فتحت لأنها لا تنصرف.

قال : وقال الکسائیّ : أشبه آخرُها آخرَ حمراءٍ ، وکثر استعمالهم لها فلم تصرف.

قال الزّجَّاج : وقد أجمع البصریون وأکثرُ الکوفیِّین علی أن قول الکسائیّ خطأ ، وألزموه ألّا یصرف أبناء وأسماء.

قال الفرّاء والأخفش : أصل أشیاءٍ «أفعلاءٍ» کما تقول : هیْن وأهوناء ، إلّا أنه کان فی الأصل «أَشْیِئاء» علی وزن أشیِعَاع ، فاجتمعت همزتان بینهما ألفٌ فحذفت الهمزهُ الأولی.

قال أبو إسحاق : وهذا القول أیضاً غَلَط ، لأن «شیئاً» «فَعْل» ، و «فَعْل» لا یجمع علی «أفعلاء» ، فأمّا هَیْن فأصله «هَیِّن» فجمع علی «أفعلاء» کما یجمَعُ «فعیل» علی أفعلاء مثل : نصیب وأنصباء.

قال : وقال الخلیل : أشیاء اسم للجمیع کأنّ أصلَه فَعْلاء شیئاء ، فاستثقلت

ص: 301

الهمزتان ، فقُلبت الهمزه الأولی إلی أوّل الکلمه ، فجعلت «لَفْعاء» کما قلبوا «أنْوُق» ، فقالوا : «أینُق» وکما قلبوا قووس «قِسیّاً» ، قال : وتصدیق قول الخلیل جمعهم أشیاء علی أشاوَی وأشَایَا.

قال : وقول الخلیل هو مذهَب سیبویه والمازنیّ وجمیع البصریین إلا الزیادیّ منهم فإنه کان یمیل إلی قول الأخفش.

وذُکِرَ أنّ المازنیّ ناظر الأخفش فی هذا ، فقطع المازنیّ الأخفشَ ، وذلک أنه سأله ، کیف تُصَغِّر «أَشیاء»؟ فقال له : أقول «أُشَیَّاء» ، فاعلم ، ولو کانَتْ أفعلاء لرُدَّتْ فی التصغیر إلی واحدها ، فقیل : «أشَیَّات» ، وإجماع البصریین أن تصغیر أصدقاء إن کان للمؤنث «صُدَیِّقات» ، وإن کان للمذکر «صُدَیِّقُون».

قلت : وأما اللّیث فإنه حَکَی عن الخلیل غیر ما حکاه الثَّقاتُ من أصحابه عنه ، وخَلَّط فیما حکی ، وطوَّل تَطْوِیلاً دَلَّ علی حَیْرَتِه ولذلک أعرضت عنه ، ولم أکتبه بعَیْنه.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : الأَیْدَعُ والشَّیَّانُ : دَمُ الأَخَوَیْن.

وقال اللیث : الشیء الماء. وأنشد :

* تری رَکْبَه بالشَّیء فی وَسْطِ قفْرَهٍ*

قلت : لا أعرِف الشَّیء بمعنی الماء ، ولا أدرِی ما هو؟ ولا أَعْرِفُ البیت.

وقال أبو حاتم : قال الأصمعیْ : إذا قال لک الرجل : ما أردتَ؟ قلت : لا شَیئاً ، وإذا قال لک : لِمَ فعلتَ ذلک؟ قلت : للاشیءٍ. وإن قال : ما أَمْرُک؟. قلت : لا شیءٌ. تنون فیهن کلهن.

شیشاء : أبو عُبید عن الفراء : یقال للتَّمر الذی لا یشتدّ نوَاه الشیشاء.

وأنشد :

یا لَکَ من تَمْرٍ ومِنْ شِیشَاءِ

یَنْشَبُ فی الْمَسْعَلِ واللهَاء

شأشأ

أبو زَیْد : شأشأتُ بالحمار ، إذا دعوته «شَأْشَأْ» و «تَشُؤْتَشُؤْ».

عَمْرو عن أبیه : الشأْشَاء : زجر الحمار وکذلک الشأْشأ.

قال : وَالشأشأ : الشیّص ، والشأشأ : النخل الطوال.

وقال غیره : شأشأت النخله وصأصأت.

وقالوا : شاشت فهی مُشیشه من الشیشاء.

ثعلب ، عن ابن الأعرابی : الشَّأشاء : الشیِّص.

وفی الحدیث : أن رجلاً من الأنصار قال لبعیر : «شأ لعنک الله» ، فنهاه النبیّ صلی الله علیه وسلم عن لَعْنه.

قلت : قوله : «شأْ» زجر للجمل ، وبعض العرب تقول : «جأ» وهما لغتان.

شوی

وقال اللیث : الشَّیّ : مصدر شَوَیت ،

ص: 302

والشِّواء الاسم ، وتقول : أَشوَیْتُ أصحابی إشواءً إذا أطعمتَهم شِوَاء ، وکذلک شَوّیتهم تشویَهً.

قال : واشْتَوینا لحماً فی حَالِ الْخُصوص ، وانْشوی اللّحم.

قلت : وهذا کلّه صحیح.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : شویت الماء إِذا سَخَّنْتَه.

قال وأَشْوَی الرجل وشَوْشَی وشمْشم وأشْرَی إذا اقتَنی النّقَزَ من رَدیء المال.

وقال الفراء فی قول الله جلّ وعزّ : (کَلَّا إِنَّها لَظی (15) نَزَّاعَهً لِلشَّوی (16)) [المعارج : 15 ، 16]. قال الشَّوی : الیدان والرِّجلان والأطراف ، وقحف الرأس وجلدهُ الرأس ، یقال لها : شواه ، وما کان غیر مقتل فهو شوّی.

وقال الزجاج : الشَّوی : جمع الشّواه ، وهی جلده الرأس ، وأنشد :

قالت قُتَیْلَهُ ماله

قد جُلِّلَتْ شَیْباً شَوَاتُه

وقال أبو ذُؤَیب :

إذا هی قامت تَقْشَعِرُّ شَوَاتُهَا

ویُشْرِقُ بَیْنَ اللِّیتِ منها إلی الصُّقْلِ

وقال مجاهد : ما أَصاب الصائم شَوّی إلا الغِیبه والکذِب.

قال أبو عُبید : قال یحیی بن سَعِید : الشَّوی : هو الشیء الیسیر الهیِّن ، قال : وهذا وجهه ، وإیاه أراد مجاهد ؛ ولکنَّ الأصل فی الشّوی الأطراف ، وأراد أن الشَّوی لیس بمقتل ، وأن کل شیء أصابه الصائم لا یبطل صومه ، فیکون کالقتل له إلّا الغِیبه والکذب ، فإنهما یُبطلان الصَّوم ، فهما کالقَتْل له.

أبو عُبَید عن الأحمر ، وأبی الولید : الشِّوایهُ : الشیءُ الصغیر من الکبیر کالقِطعه من الشاه ، قال وشُوَایهُ الخُبْز : القُرص.

قال أبو بکر : العرب تقول : نَضِجَ الشُّوَاءُ ، بضم الشین ، یریدون الشِّواء.

قال : والشَّوی : جلده الرأس ، والشّوی : إخطاء المقتل ، والشوی : الیدان والرجلان ، والشوی : رُذال المال ، ویقال : کل ذلک شوّی - ی هیِّنٌ - ما سَلِمَ دینک.

وقال اللیث : الإشْواء یوضع موضع الإبقاء ، حتی قال بعضهم : تَعَشَّی فلان فأَشْوَی من عشائه ، أی أبقی بعضاً ، وأنشد :

فإنَّ منَ القَوْل التی لا شَوَی لها

إذا زَلَّ عن ظهرِ اللسان انْفِلاتُها

أی لا بُقْیَا لها.

وقال غیره : لا خطأَ لها. وقال الکُمیت :

أَجیبُوا رُقَی الآسِی النِّطاسِیّ واحذروا

ص: 303

مُطَفّئه الرَّضْفِ التی لا شَوَی لها

أی لا بَرْءَ لها.

قلت : وهذا کله من إِشْواء الرامِی ؛ وذلک إذا رَمَی فأَصاب الأطرافَ ولم یُصِب المقتَل ، فیوضع الإشواء موضع الخطأ والشیء الهَیِّن.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، قال : الشاء والشّوِیّ والشَیِّهُ واحِد ، وأنشد :

قالتْ بُهَیَّهُ لا یُجَاوِرُ رَحْلنا

أَهلُ الشَّوِی وغاب أهلُ الجامِل

قلت : والواحد شاه للذکر والأُنثی ، والشاه ، الثَّور الوحشیّ ، لا یقال إلّا للذکر. وقال الأعشی :

* وحانَ انطلاقُ الشَّاهِ من حیثُ خَیَّما*

وربما کَنَّوْا بالشاه عن المرأه فأنثّوا کما قال عنتره :

یا شاهَ ما قَنَصٍ لمن حَلَّتْ له

حَرُمَتْ عَلَیَّ وَلَیْتها لم تَحْرُم

فأَنَّثها.

وقال اللیث : الشاه کانت فی الأصل «شاهه» ، وبیان ذلک أنّ تصغیرها «شُوَیْهه» ، وأرض «مُشاهه» کثیره الشاء.

قلت : وإذا نسبوا إلی الشَّاء قالوا : هذا شاوِیّ.

وشی

قال الله عزوجل : (لا شِیَهَ فِیها) [البقره : 71]. قال أبو إسحاق : أی لیس فیها لون یخالف سائر لونها.

حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا عبید الله بن جریر ، قال : أخبرنا حجاج عن حماد ، عن یحیی بن سعید ، عن قاسم بن محمد أن أبا سیّاره وَلِعَ بامرأه أبی جُندب ، فأبت علیه ، ثم أعلمت زوجها ، وکَمَنَ له ، وجاء فدخل علیها ، فأَخذه أبو جندب فدق عنقه إلی عَجْبِ ذنبه ، فائْتَشَی مُحْدَوْدِباً.

قال : والوشی فی اللون خَلْطُ لونٍ بلون ، وکذلک فی الکلام ، یقال وشیت الثوب أشیه وَشْیَهً.

وقال اللیث : الشِّیَه سَوَاد فی بیاض ، أو بیاض فی سواد ، وثور مُوَشَّی القوائم : فیه سُفعه وبیاض ، والحائک واشٍ یشی الثوب وَشْیاً ؛ أی نسجاً وتألیفاً ، والنَّمَام یشی الکذب ، یُؤلِّفه. وقد وشی فلان بفلان وشایَهً ، أی نمّ به. والْوَشی فی الصوت.

أبو عُبَید عن أبی عمرو والفرّاء : ائتَشی العَظم ، إذا برأ من کسْرٍ کان به.

قلتُ : وهو افتعال من الوشی.

ورُوِیَ عن الزُّهْرِیّ أنه کان یستوشی الحدیث.

قال أبو عُبید : معناه أنه کان یستخرجه بالبحث والمسأله ، کما یستوشی الرجل جَرْیَ الفرس وهو ضربه جنبه بعقبه وتحریکه لیجری ، یقال : أوشی فرسه

ص: 304

واسْتَوْشاهُ.

وقال الشاعر :

یُوشُونَهُنَ إذا ما آنَسُوا فَزَعاً

تحت السَّنَوّرِ بالأعقابِ والْجِذَمِ

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : أوشی إذا کثر ماله ، وهو الْوَشَاء والمشاء. وأَوْشی ؛ إذا اسْتَخرج رکض الفرس بجرْیه ، وأَوْشی استخرج معنی کلامٍ أو شعر.

وقال اللیث : الوشْوَاش : الخفیف من النعام ، وناقه وشواشه. وناقه شَوْشاء ، ممدود.

وقال حُمَید :

من العیش شَوْشَاءٌ مِزَاقٌ تَری بها

نُدُوباً من الأنشاع فَذّاً وتَوْأَماً

وقال بعضهم : هی فَعْلاء ، وقیل : هی فعلال. وسماعی من العرب : ناقه شَوشاه بالهاء وقصر الألف.

أبو عُبید : الشَّوشاه : الناقَه السریعه.

قال : وقال الأُمَوِیّ : الوشوَاش من الرجال الخفیف.

وقال اللیث : الوشْوَشه : کلام فی اختلاط وکذلک التشویش.

قلت : هذا خطأ ، أمّا الوشوشه فهی الخِفَّه ، وأما التشویش فإن اللّغویین أجمعوا علی أنه لا أصل له فی العربیه وأنه مِنْ کلام المَولّدین. وأصله التهویش ، وهو التخلیط ، وقد مرَّ تفسیره فی کتاب الهاء.

عَمْرو عن أبیه : فی فلان من أبیه وَشْوَاشَه ، أی شَبَهٌ.

وقال أبو عُبیده : رجل وَشْواش الذّراع ونَشْنَشِیُّ الذراع ، لم یَتَلَبَّثُ ولم یَهْمُمْ.

أشش

قال اللیث : الأَشُ والأَشاش : الْهَشاشُ ، وهو الإقبال علی الشیء بنَشاط ، وأنشد :

* کیف یُوَاتیه ولا یَؤُشُّه *

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الأشُ : الخبز الیابس الهَشّ ، وأنشد شَمِر :

رُبَّ فتاه مِنْ بنی العِنَازِ

حَیَّاکَهٍ ذاتِ هَنٍ کِنَازِ

ذِی عضدین مُکْلَئِزٍّ نَازی

تَأَشُ للقُبْلَهِ والْمحازِ

الجماع.

شمر عن بعض بنی کلاب : أَشَّت الشَّحمه ونَشَّت. قال : أَشَّتْ ، إذا أَخَذَت تحلب ، ونَشَّت إذا قَطرت ، تَنِشُّ نَشِیشاً.

شأی

قال اللیث : الشَّأْو : الْغایَهُ.

یقال : عَدَا الفرس شَأْواً ، أو شأوَیْن ، أی طَلَقاً أو طلَقین.

ویقال : شَأَوتُ القوم ، أی سبقتهم ، وشَآهُ یَشْآهُ شَأْواً ، إذا سبقه.

ص: 305

ویقال : تَشَاءی ما بینهم بوزن تشاعَی ، أی تباعد.

وقال ذو الرُّمه :

أبوک تَلافَی الدِّینَ والناسَ بعدما

تَشاءَوْا وبیتُ الدِّینِ منقطع الکسرِ

وقال ابن الأعرابی : الشَّأْیُ : الفساد ، مِثل : الثّأْی. قال : والشَّأْیُ التفریق.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : شَآنی الأمرُ مثل : شَعانی ، وشاءنی مثل : شاعنی ، إذا حَزَنک.

وقال الحارث بن خالد :

مَرّ الخُمولُ فما شَأْونَکَ نَقْرَهً

ولقد أراکَ تُشَاءُ بالأَظْعَان

فجاء باللغتین جمیعاً.

وقال أبو عمرو : ومنه قول عدیّ بن زید :

لَمْ أُغَمِّضْ له وَشَأْیِی به مّا

ذاک أَنِّی بصَوبه مَسْرُور

ومن أمثالهم : شَرُّ ما أَشَاءک إلی مُخَّهِ عُرقُوب ، وشرّ ما ألجأَک ، وقد أُشِئْتُ إلی فلان ، وأُجِئْتُ إلیه ، أی أُلْجِئْتُ.

اللیث : شُؤْتُه أَشُوءُهُ أی أَعْجَبتُه.

وقال ساعده الهُذْلیّ :

حتّی شآها کَلِیلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ

باتت طِراباً وبات اللیلَ لم یَنِمَ

شَآها ، أی شاقها وطَرَّبَها ، بوزن شَعَاهَا.

وقال اللیث : شَأْوُ الناقه : زِمامُها.

قال : وشَأْوُها بَعَرُها ، وقال الشَّماخ عَیْراً وأتانه :

إذا طَرَحا شأواً بأرض هَوَی له

مُفَرَّضُ أطرافِ الذّراعین أفلَجُ

ویقال : للزَّبیل الْمِشآه ، فشبَّه ما یُلْقِیه الحمار والأتان من رَوْثهما به.

شیأ

وقال اللیث : للشیئه مَصْدَر شاء یشاء مشیئَه.

وقال أبو عُبیده : الشَّیِّئان بوزن الشَّیِّعان : البَعید النظر ، ویُنعتُ به الفرس ، وأنشد شمر :

* مُخْتَتِیاً لِشَیِّئانٍ مِرْجَمِ*

ویقال : شُؤتُ به : أعجبتُ به وسُررت.

أبو عُبید : اشتأَیْتُ أی استمعْتُ ، وأنشد للشماخ :

وحُرَّتَیْنِ هِجانٍ لیس بَیْنَهما

إذا هُما اشْتَأَتا للسَّمْع تَمَهْیل

أبو عُبید : الإشاء الصغار من النخل ، واحدها أشاءه.

أبو عَمْرو : الْمُشَیَّأ : المختلف الخَلْق ، القبیح ، وقد شَیّأَ الله خَلْقَه أی قَبَّحَهُ.

وقالت امرأه من العرب :

إنی لأَهْوَی الأطْوَلین الْغُلْبَا

وأُبْغِضُ المشَیَّأَیْنِ الزُّغْبا

وقال أبو سَعِید المُشَیَّأُ مثل المؤبَّن.

وقال الجَعدیّ :

ص: 306

زَفیرَ الْمُتِمّ بالْمُشَیَّأِ طَرَّقَتْ

بِکاهِله فیما یَرِیم الملاقیا

اللِّحیانیّ : عن الکسائی : جاء بالعَیّ والشَّیّ.

وهو عَیِییّ شَییّ ، وما أعیَاه وأشیاه ، وأشواه أکثر.

ویقال : هو عَوِیّ شَوِیَّ.

والشَّوی : رُذال الإبل والغنم ، وصغارها شَوًی.

وقال الشاعر :

أَکَلْنا الشَّوَی حتی إذا لم نَدَعْ شَوًی

أَشَرْنا إلی خَیْراتها بالأصابع

أبو عبید ، عن الأحمر : یا فَیْءَ ما لی ، ویا شیْء ما لی ، ویا هَیْء ما لی ، معناه کله الأسف والتلهُّف والحزن.

اللِّحیانیّ ، عن الکسائیّ ، یا فَیَّ ما لِی ، ویا هَیَّ ما لی ، لا یهمزان ، ویا شَیْءَ ما لی ویا شیَ ما لی یهمز ولا یُهْمز. قال : و «ما» فی کلها فی موضع رفع ، تأویله یا عجباً ما لی! ومعناه التلهُّفُ والأسَی.

وقال الفراء : قال الکسائیّ : من العرب من یتعجب بشَیْءٍ وهیْء وفیء ، ومنهم من یزید فیقول : یا شَیَّمَا ، ویا هَیَّمَا ویا فَیَّما ، أی ما أحسن هذا!

ص: 307

باب الرباعی من حرف الشین

شفصل

قال اللیث : الشَّفْصلی : حَمْلُ اللّواء الذی یلتوی علی الشجر ، ویخرج علیه أمثال المَسالّ ، تَتَفَلَّقُ عن قطنٍ ، وحبّ کالسمسم.

شندف

أبو عُبید : فرس شُنْدُف ، أی مُشرف.

وقال المرَّار :

شُنْدُفٌ أشدفَ ما وَرَّعْتَه

فإذا طُؤطِیء طَیَّارٌ طِمِر

شوصل

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : شَفْصَل وشوصَل جمیعاً ، إذا أکل الشّاصُلَّی ، وهو نبات.

شرشف

وقال اللّیْث : الشُّرْسُوف ضِلَعٌ علی طرفها الغُضروف الرَّقیق وشاه مُشَرْسَفَه ، إذا کان بجنبها بیاض ، قد غَشِیَ الشَّراسیف والشَّواکل.

الأصمعیّ : الشراسیف أَطراف أضلاع الصَّدر التی تُشرِف علی البَطْن.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشُّرْسُوف رأس الضِّلَعِ مما یلی البطن ، والشُّرْسوف أیضاً البعیر المقَیّد ، وهو الأسیر المکتوف ، وهو البعیرُ الذی عُرْقِبَت إحدی رجلیه.

شنتره

أبو زید : الشَّنْتَرَه والشِّنْتِیره : الإصبع ، بلغه أهل الیمن ، وأنشد :

فلم یَبق منها غیر نصف عِجانها

وشِنْتِیرهٍ منها وإحدی الذَّوائبِ

شفتر

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : اشْفَتَرَّ السِّراجُ إذا اتسعت النار ، فاحتجْتَ أن تقطع من رأسِ الذُّبال.

وقال أبو الهیثم فی قول طرفه :

فتری الْمَرْوَ إذا ما هَجَّرَتْ

عن یَدَیها کالجراد الْمُشفَتِرّ

قال : والْمُشفَتِرُّ : المتفرق.

قال : وسمعت أعرابیاً یقول : المشفتِرُّ : المنتصِب ، وأنشد :

* تَغْدُو علی الشّرِّ بوَجْهٍ مُشفَتِرّ*

وقیل : المشفترّ المقْشعِرّ.

وقال اللیث : اشفَتَرَّ الشیءُ اشفِتْرَاراً والاسم الشَّفتَرَه ، وهو تفرُّق کَتَفَرُّق الجراد.

شرنف

وقال اللیث : الشِّرْنَافُ : ورق الزرع إذا طال وکثُرَ حتی یخاف فَساده فیقطع ، یقال : حینئذٍ : شَرْنَفْتُ الزرع ، وهی کلمه یمانیَّه.

ص: 308

شنظب

قال : والشُّنْظُب : موضع فی البادیه ، والشُّنْظُب : کلّ جُرف فیه ماء.

وقال أبو زید : الشُّنْظُب الطویلُ الحسَنُ الخَلْق.

شنظر

قال : والشِّنظیر : الفاحش الغَلِقُ من الرجال والإبل السَّیِءُ الخُلُق.

أبو عَمْرو : وشَنظَرَ الرجُل بالقوم شنْظَرَهً ، إذا شتمهم ، وأنشد :

یُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الکرام ویَعتزی

إلی شَرِّحَافٍ فی البلاد وناعِلِ

شِمر : الشِّنظیر مثل الشُّنْظُرَه ، وهی الصخره تَنْفلق من رُکن من أرکان الجبل فَتَسْقُط.

النَّضْر عن أبی الخطاب : شَناظِیر الجبل : أطرافُه وحُروفُه ، الواحد شِنْظِیر.

طفنشأ

أبو عُبید عن الأمویّ : الطَّفَنْشَأُ ، مهموز مقصور : الضعِیف من الرجال.

طرفش

قال : وقال أبو عمرو : طَرْفش طَرْفَشَهً ، ودَنْفَشَ دَنْفَشَهً ، إذا نظر وکسر عینیه.

قلت : وکان شمِر وأبو الهیثم یقولان فی هذا الحرف : دنقس دنقسه ، بالقاف والسین.

فرشط

أبو عُبید ، عن الفراء : فرشط الرجل فرشَطَهً ، إذا ألصَقَ ألَیتَیْه بالأَرض وتوسَّدَ ساقیه.

وقال ابن بُزْرُج : الْفَرشطَهُ بَسْط الرِّجلین فی الرکوب من جانب ، والبَرقطه القُعود علی الساقین بتفریج الرکبتین.

شمصر

غیرُه : الشمْصَرَه : الضِّیق ، یقال : شَمْصَرت علیه ، أی ضَیَّقْتَ علیه ، وشَمَنْصِیر : جبل من جبال هذیل معروف ، ذکره بعضُهم فقال :

تَبَوَّأَ من شمَنْصِیرٍ مقاماً

شرذم

والشِّرْذِمَهُ : الجماعهُ القلیل ، قال الله تعالی : (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَهٌ قَلِیلُونَ (54)) [الشعراء : 54]. وقال اللّیث : الشِّرذِمَهُ :

القطعه من السَّفَرْجَله ونحوها ، وأنشد :

یُنَفِّرُ النِّیبَ عنها بین أَسْوُقِهَا

لم یَبْقَ مِنْ شَرِّها إلّا شَراذِیمُ

وثیاب شراذم ، أی أخلاق متقطعه.

شبرذ

أبو عَمْرو : ناقه شَبَرْذَاهٌ : نَاجِیَهٌ سریعه.

وقال مرداس الزبیریّ :

لما أتانا رافِعاً قِبِرّاه

علی أَمُونٍ جَسْرَهٍ شَبَزذاهُ

شمذر

أبو عُبید عن أبی عمرو : بعیر شَمَیْذَر ، وناقه شَمَیْذَرَهٌ ، وسَیر شَمَیْذَر ، وأنشد :

* وَهُنَّ یُبَارِیَن النَّجاءَ الشَّمیْذَرا*

وأنشد الأصمعی لحُمید :

* کَبْدَاءُ لاحِقَهُ الرَّحَا وشَمَیْذَرُ*

ص: 309

ابن الأعرابیّ : غلام شمْذاره وشَمَیْذَر ، إذا کان نشیطاً خفیفاً.

شبذر و شنذر

أبو زید : رجل شِبْذَارَهٌ وشِنْذَاره ، أی غَیور ، وأنشده :

أَجَدَّ بِهِمْ شِنْذَارَهٌ مُتَعَبِّسٌ

عَدوّ صَدیقِ الصَّالحین لَعِینُ

اللیث : رجلٌ شِنْذیرَهٌ وشِنْظِیرَهٌ وشِنْفِیرَهٌ ، إذا کان سَیِّیءَ الخلق ، وأنشد :

* شِنْفِیرَهٍ ذی خُلُقٍ زَبَعْبَقِ*

وقال الطِّرمّاح یصف ناقه :

ذاتِ شِنْفَارَهٍ إذا هَمّتْ الذِّفْ-

-رَی بماء عَصائِمٍ جَسَدُهْ

أراد أنها ذات حِدَّهٍ فی السیره.

شبرم

أبو عَمْرو : رجل شُبْرُمٌ ، أی قصیر ، قال هِمْیان :

ما منهُمُ إلَّا لَئیمٌ شُبْرُمٌ

أَرْصَعُ لا یُدْعَی لِعَنْزٍ حَلْکَمُ

والحَلْکُمُ : الأسود ، والشُّبْرُم : ضرب من النَّبات معروف.

سلَمه عن الفراء : الشُّبْرُمُ : حبٌّ یُشبه الحِمَّص ، والشُّبْرُم : النَّخیل ، وإن کان طویلاً.

وقال أبو زَیْد : من الْعِضَاه ، والشُّبْرُم الواحِدَه شُبْرُمَه ، ولها ثَمره نحو النَّجْد فی لونه ونبْتَته ، ولها زهرهٌ حمراء ، والنَّجْد : الحِمَّص.

برشم

أبو عُبَید عن الأُمَویّ : البِرشام جدَّه النَّظر ، والمبرشِمُ : الحادُّ النَّظر ، وهی البَرشَمه والبَرهَمه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : البُرشُوم من الرُّطَب الشَّقُم.

شفتن

قال : وأَرَّ فلانٌ ، إذا شَفْتَنَ ، وآرّ ، إذا شَفْتَنَ.

قال : ومنه قوله :

* وما النَّاسُ إلَّا آئِرٌ ومَئِیر*

قلت : ومعنی شفتن ، جامع ونکح ، مثل أرَّ وآر.

شمطل

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الشُّمطاله : الْبَضْعَهُ من اللحم یکون فیها شحم.

فندش

وغلام فَنْدَشٌ ، إذا کان قَوِیّاً ضابِطاً ، وقد فَنْدش غیرَه ، إذا غلبه وقهره ، وأنشدنی بعض بنی نُمیر :

قد دَمَصَتْ زَهراءُ بابن فَنْدشِ

یُفَنْدِشُ ولم یُفَنْدِش

شنبل

وقال ابن الأعرابیّ عن الدُّبیریّه : یقال : قَبَّلَهُ ورشفه وثاغَمَه وشَنْبَله ولَثَمه ، بمعنی واحد.

شنظی

وقال أبو السَّمیدع : امرأهٌ شِنْظیان عِنْظیان ، إذا کانت سَیِّئَه الخُلُق.

برنشأ

أبو عُبید عن أبی زَید : ما أَدری أیُ الْبَرْنَشاء هو ، وأَیّ الْبَرْنَساء هو ،

ص: 310

ممدودان.

وقال الکسائیّ مثله ، معناه ، أی النَّاس هو؟

ومن خماسیّه.

شمردل

أبو عُبید ، عن أبی زیاد الکِلابیّ : الشَّمَرْدَلَه : الناقه الحسنهُ الجمیله.

وقال اللیث : الشَّمَرْدَل : الْفَتِیُّ القویُّ الْجَلْد ، وکذلک من الإبل ، وأنشد :

* مُوَاشِکَهٌ الإیغالِ حَرْفٌ شَمردَلُ *

عَمْرو عن أبیه : الشَّمَرْدَله : النّاقه الْقَوِیَّهُ علی السیر ، ویقال للجمل : شَمَرْدَل ، وللناقه : شمردل ، وشمردَلَه.

قال ذو الرمّه :

بَعیدُ مَسَافِ الْخَطْوِ عَوْجٌ شَمَرْدَلٌ

تُقَطَّعُ أَنْفاسَ المهاری تَلاتِلُهْ.

شرنبث

والشَّرْنبَث : الغلیظ الکَفّ ، وعُروق الید.

شبربص

عَمْرو عن أبیه : الشِّبَرْبَصُ والقِرْمِلیّ والحَبَرْبَرُ : الجمل الصغیر.

طفنش

ابن دُرید : الطّفَنَّشُ : الرجل الواسِعُ صَدْر القدم.

شمرضض

اللیث : الشِّمِرْضاض : شجَرٌ بالجزیره.

وهذا آخر حرف الشین ، والمنه لله.

* * *

ص: 311

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

کتاب حرف الضاد

أبواب مضاعف الضّاد

اشاره

قال اللیث : قال الخلیل بن أحمد : الضَّاد مع الصَّاد معْقُومٌ ، لم تدخلا معاً فی کلمه من کلام العرب إلَّا فی کلمه وُضِعت مثالاً لبعض حساب الجمّل ، وهی «صعفض» هکذا تأسیسها ، وبیانُ ذلک أنها تُفَسَّر فی الحساب علی أن الصاد ستون ، والعین سبعون ، والفاء ثمانون ، والضاد تسعون ، فلما قبحث فی اللفظ ، حولت الضاد إلی الصاد ، فقیل : «صعفص».

ض س : مهمل.

[باب الضاد والزای] [ض ز ]

اشاره

استعمل منه : ضزّ.

ضز

قال اللیث : الأَضَزّ مَصْدَره الضَّزَزَ ، وهو الذی إذا تکلم لم یَسْتَطع أن یفرّج بین حَنکیه ، خِلْقَهً خُلِقَ علیها ، وهی من صلابه الرأس فیما یقال : وأنشد لرؤبه :

دَعْنِی فقد یُقْرَعُ للأضَزِّ

صَکِّی حِجَاجَیْ رأسِه وبَهْزِی

والفِعل ضزَّ یَضَزُّ ضَزَزاً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : فی لَحْیه ضَززٌ وکَزَزٌ ، وهو ضیق الشِّدْق ، وأن تَلْتَقِی الأضراس العُلیا والسُّفلی ، إذا تکلم لم یَبِنْ کلامه.

قال : والضُّزَّازَ : الذین تقرُب أَلْحِیتُهم فیضیق علیهم مخرجُ الکلام حتی یستعینوا علیه بالضاد.

وقال أبو عمرو : رَکْبٌ أَضَرُّ : شدید ، وأنشد :

یا رُبَّ بَیْضاءَ تلَزُّلزَّا

بالفْخذین رَکَباً أَضَزَّا

وبئر فیها ضزَزٌ ، أی ضیق ، وأنشد :

وفَحَّت الأَفْعَی حِذَاءَ لِحْیَتِی

ونَشِبَتْ کَفّیَ فی الجال الأضَزّ

ص: 312

[باب الضاد والطاء] [ض ط ]

اشاره

أهمله اللیث.

ضط

وروی أبو العباس ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الضُّطَط : الدَّواهِی.

وقال غیره : الضَّطِیط : الوَحَل الشدید من الطِّین ، یقال : وقَعْنا فی ضَطیِطَه مُنْکَرَه ، أی وَحَلٍ وَرَدْغَه.

[باب الضاد والدال] [ض د ]

ضد

قال اللیث : الضِّدُّ : کل شیء ضَادَّ شیئاً لیغْلِبَه ، والسَّوادُ ضدُّ البیاض ، والموتُ ضدُّ الحیاه ، تقول : هذا ضِدّه وضَدِیده ، واللیلُ ضدُّ النهار ، إذا جاء هذا ذهب ذاک ، ویُجمع علی الأضْداد.

قال الله عزوجل : (وَیَکُونُونَ عَلَیْهِمْ ضِدًّا) [مریم : 82] ، قال الفراء : أی یکونون علیهم عَوْناً.

قلت : یعنی الأصْنام التی عَبدها الکفار ، تکونُ أعواناً علی عابدیها یومَ القیامه.

ورُوِی عن عِکْرَمَه أنه قال فی قوله : (وَیَکُونُونَ عَلَیْهِمْ ضِدًّا) [مریم : 82] قال : أعداء. وقال أبو إسحاق : أی یکونون علیهم.

وأخْبرنی المنذریّ ، عن ثعلب ، أنه قال : قال الأخفش فی قوله : (وَیَکُونُونَ عَلَیْهِمْ ضِدًّا) ، لأن الضِّدَّ یکونُ واحداً وجماعهً ، مثل الرَّصَد والأرْصاد ، قال : والرّصد یکون للجماعه.

وقال أبو العباس : قال الفراء : معناه فی التفسیر : ویکونون علیهم عَوْناً ، فلذلک وُحِّد.

الحرانیّ عن ابن السکیت ، قال : حکی لنا أبو عمرو : والضِّدُّ مثل الشیْءِ ، والضِّدّ خلافُه.

قال : والضَّدّ : الملء یا هذا.

وقال أَبو زید : ضَدَدْتُ فلاناً ضَدّاً ، أی غَلَبْته وخَصَمْته ، ویقال : لَقِیَ القومُ أضدادهم وأَنْدَادَهم وأَیْدادهم ، أی أقرانهم.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم : یقال : ضادَّنی فلان إذا خالفک ، فأردتَ طولاً وأراد قِصَراً ، وأردت ظُلْمه وأرادَ نُوراً ، فهو ضِدُّکَ وضَدِیدُک وقد یقال : إذا خالفک تذهبُ فأردتَ وجهاً فیه ، ونازعَک فی ضِدِّه.

وفلان نِدِّی ونَدِیدی ، للذی یرید خلاف الوجه الذی تریده ، وهو مستقلّ من ذلک بمثل ما تستقلّ به.

شمِر عن الأخفش : النِّدُّ : الضِّدُّ ، والشِّبه ، (وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً) [فصلت : 9] ، أی أضداداً ، أی أشباهاً.

وقال أبو تراب : سمعت زائده یقول :

ص: 313

صَدَّه عن الأمر وضَدَّه ، أی صرفه عنه بِرِفْق.

عمرو عن أبیه ، قال الضُّدُدُ : الذین یملئون للناس الآنیه إذا طلبوا ، الماء واحدهم ضَادّ ، فیقال : ضَادَد وضَدَد.

ض ت - ض ظ - ض ذ - ض ث

أهملت وجوهها.

[باب الضاد والراء] [ض ر ]

اشاره

ضر ، رض : [مستعملان].

ضر

قال اللیث : الضَّرّ والضُّرُّ : لغتان ، فإذا جمعت بین الضَّر والنّفع فتحت الضاد ، وإذا أفردتَ الضُّرّ ضَمَمْتَ الضاد إذا لم تجعله مصدراً ، کقولک : ضَررت ضُرّاً.

هکذا یستعمله العرب.

قال : وقال أبو الدُّقَیْش : الضُّرُّ : ضِدّ النفع : والضُّر : الهُزَال وسُوء الحال ، والضَّرَرُ : النُّقصان ، تقول : دخَل علیه ضَرَرٌ فی ماله.

قلت : وهکذا قال أَهلُ اللغه ، وقال فی قوله جلّ وعزّ : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ) [یونس : 12] ، وقال : (کَأَنْ لَمْ یَدْعُنا إِلی ضُرٍّ مَسَّهُ) [یونس : 12]. وکلّ ما کان من سُوء حالٍ وفقر ، فی بدنٍ ، فهو ضُرٌّ ، وما کان ضِدّاً للنّفع فهو ضَرٌّ.

وأما الضِّرُّ ، بکسر الضاد ، فهو أن یَتَزَوَّج الرَّجلُ امرأهً علی ضَرَّه ، یقال : فلان صاحب ضِرِّ ؛ هکذا قاله الأصمعی.

قال : ویقال : امرأه مُضِرٌّ ، إذا کان لها ضَرَّهٌ ، ورجُل مُضِرٌّ ، إذا کان له ضرائر.

وجمع الضَّرَّه ضرائر. والضَّرتان : امرأتان للرّجل ، سُمِّیتا ضَرَّتین ، لأن کل واحده منهما تُضَارُّ صاحبتها ، وکُرِه فی الإسلام أن یقال لها : ضَرّه ، وقیل : جارَه ، کذلک جاء فی الحدیث ورُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ فی الإسلام» ولکلِّ واحدهٍ من اللّفْظتین معنی غیر الآخر.

فمعنی قوله : «لا ضرر» أی لا یَضُرُّ الرجلُ أخاهُ فینقص شیئاً من حقه أو مسلکه ، وهو ضِدُّ النفع.

وقوله : «لا ضِرَار» أی لا یُضَارّ الرجل جاره مُجَازاه فینقصه ویُدخِل علیه الضَّرر فی شیء فیجازیه بمثله ، فالضِّرّار منهما معاً ، والضّرر فعل واحد ، ومعنی قوله : «ولا ضرار» ، أی لا یُدخلَ الضرر ، وهو النقصان علی الذی ضَرَّه ، ولکن یعفو الله عنه ، کقول الله : (ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَبَیْنَهُ عَداوَهٌ) [فصلت : 34] الآیه.

ورُوِیَ عن النَّبی صلی الله علیه وسلم أنه قیل له : أَنَرَی رَبَّنا یومَ القیامه؟ فقال : «أَتُضارّون فی

ص: 314

رُؤْیَه الشَّمس فی غَیْر سَحاب؟» ، قالوا : لا ، قال : «فإنکم لا تُضارون فی رُؤْیته تبارک وتعالی».

قلت : رُوِیَ هذا الحدیث بالتَّشدید من الضّرّ. وروی : «تضارُون» بالتخفیف من الضّیْر ، والمعنی واحد. یقال : ضَارَّه ضِرَاراً وضَرَّه ضَرّاً وضَارَهُ ضَیْراً ، والمعنی : لا یُضَارُّ بعضکم بعضاً فی رُؤْیته ، أی لا یخالِفُ بعضکم بعضاً فیکذِّبه ؛ یقال : ضارَرْتُه ضِراراً ومُضارَّه ؛ إذا خالفته.

وقال الجعدیُّ :

وَخَصْمَیْ ضِرارٍ ذَوَی تُدْرَإ

مَتَی بَاتَ سِلْمُهما یَشْغَب

ویُرْوَی : «لا تُضامُون فی رُؤْیته» ، أی لا یَنْضَمّ بعضکم إلی بعض فیُزَاحمه ، ویقول له : أَرِنیِه ، کما یفعلون عند النَّظر إلی الهِلال ، ولکن ینفرد کلّ منکم برُؤْیته.

ورُوِیَ من وَجْهٍ آخر : «لا تضامُون» بالتخفیف ، ومعناه : لا ینالُکُمْ ضَیْمٌ فی رؤیته ، أی ترونه حتی تَسْتووا فی الرُّؤْیه ، فلا یَضِیمُ بعضکم بعضاً ؛ ومعنی هذه الألفاظ وإن اختلفت متقاربه ، وکل ما رُوِیَ فیه صحیح ، ولا یدفع لفظ منها لفظاً ، وهو من صِحاح أخبار رسول الله صلی الله علیه وسلم وغُرَرها ، ولا ینکرها إلا مُبْتَدِعٌ صاحبُ هوًی.

وقال اللیث : الضَّروره : اسم لمصدر الاضْطرار ، تقول : حملتنی الضَّروره علی کذا ، وقد اضْطُرَّ فلان إلی کذا وکذا ، بناؤه : «افْتُعل» ، فجعلت التاء طاء ؛ لأن التاء لم یَحْسُن لفظها مع الضاد.

وقال ابن بُزُرْج : هی الضّارُورَه ، والضارُورَاء ، ممدود.

وقال اللیث : الضَّرِیر : الإنسان الذاهب الْبَصر ، یقال : رجل ضَریرٌ البَصر ، إذا ضَرَّ بِهِ ضَعْفُ الْبَصر ، ویقال : رجل ضریر ، وامرأه ضَرِیرَه. والضَّرِیرُ : اسم للمضَارّه ، وأکثر ما یستعمل فی الْغَیْرَه ؛ یقال : ما أشَدَّ ضَرِیرَه علیها! وقال الراجز یصف عَیْراً :

* حَتَّی إذَا مَا لَانَ مِنْ ضَرِیرِه *

وقال أبو عُبَیْد : الضریر : بقیه النَّفَس.

وقال الأصمعیّ : إنَّه لذو ضَریر علی الشیء ، إذا کان ذا صَبْرٍ علیه ومقاساهٍ ، وأنشد :

* وهَمَّامُ بنُ مُرَّهَ ذُو ضَرِیرِ*

یقال ذلک فی النّاس والدّواب ، إذا کان لها صَبْر علی مقاساه الشرّ.

وقال الأصمعیّ فی قول الشاعر :

بِمُنْسَحَّهِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها

بأَطْرَافِها والْعِیسُ بادٍ ضَریرُها

قال : ضَرِیرُها شدّتُها ، حکاه الباهلیّ عنه.

ویقال : انزل بأحد ضرِیرَی الوادِی ، أی

ص: 315

بإحدی ضِفّتیْه.

وقال أَوْس :

وما خَلیجٌ من الْمرُّوت ذُو شُعَبٍ

یَرْمِی الضَّرِیر بخُشْبِ الطَّلحِ والضَّالِ

أبو عُبَید عن الأصمعیّ : الإضرار : التزویج علی ضَرّه. یقال منه : رجل مُضِر ، وامرأه مُضِر بغیر هاء. والمضرّ أیضاً ، الدَّانی من الشیء. ومنه قولُ الأخطل :

ظَلَّتْ ظباء بَنِی الْبَکَّار راتعَهً

حتی اقْتُنِصْنَ علی بُعْدٍ وإِضْرارِ

ویقال : مکان ذُو ضِرار ، أی ضَیّق.

ویقال : لیس علیک فیه ضَرَر ولا ضارُوره. ویقال : أضرّ الفرس علی فَأْسِ اللِّجام ؛ إذا أَزَمَ علیه.

اللیث : الضَّرَّتان للألیه من جانب عظمها ، وهما الشَّحمتان اللتان تَهدَّلان من جانبیها ، وضِرّهُ الإبهام : لحمهٌ تحتها ، وضَرَّهُ الضَّرْع لحمهما ، والضَّرْعُ یذکّر ویؤنث. والمِضرُّ الرجلُ : الذی عنده ضَرَّهٌ من مال ، وهی القطعه من الإبل ، وأنشد :

بِحَسْبکَ فی القومِ أَن یَعْلَموا

بأَنَّکَ منهم غَنِیٌ مُضِرّ

وفی حدیث مُعاذ : «أنه کان یُصلّی فأَضَرُّ به غُصْنٌ ، فَمَدَّ یَدَه فکَسره» قوله : «أَضَرَّ به» ، أی دَنا مِنْه.

وقال عبد الله بن عَنَمه الضبیّ :

لأُمِّ الأرض وَیْلٌ ما أَجَنَّتْ

بحیث أضَرَّ بالحَسَن السبیلُ

أی بحیث دنا حبل الحسن من السبیل.

وقال الأخطل :

لِکلِّ فَراشهٍ منها وَفَجِ

أَضَاهٌ مَاؤُهَا ضَررٌ یمورُ

قال ابن الأعرابیّ : ماؤها ضَرَرٌ ، أی یَمُرَّ فی مضیق ، وأراد أنَّه کثیرٌ غَزِیرٌ فمجاریه تضیق به وإن اتَّسَعَت.

وقال أبو عَمرو : یقال : رجل ضِرُّ أضْرارٍ ، وعِضُّ أَعْضاضٍ وَصِلُّ أَصْلالِ ، إذا کان داهِیَهً فی رأیه ، وأنشد :

والقَومُ أَعْلَمُ لو قُرْطٌ أُرِید بها

لکانَ عُرْوهُ فیها ضِرُّ أَضْرارِ

أی لا یَسْتَنْقِذُه ببَأْسه وحِیَله.

وعروهً أخو أبی خِراش ، وکان لأبی خِراش عند قُرْطٍ منَّه ، وأَسرت أزدُ السَّراهِ عُروه ، فلم یحمَد نیابه قُرْط ، عند أبی خراش فی إسارهم أخاه :

إذاً لَبُلَّ صَبِیُّ السَّیفِ من رجلٍ

من ساده القوم أو لَالْتَفَّ بالدار

سلمه عن الفراء : سمعت أبا ثَرْوان یقول : ما یضرُّک علیها جاریه ، أی ما یزیدک.

قال : وقال الکسائی : سمعتهم یقولون : ما یضرک علی الضَّبّ صَبْراً ، وما یَضیرُکَ علی الضَّب صبراً ، أی ما یزیدک.

ص: 316

ثعلب ، عن ابن الإعرابیّ : یقال : ما یَضُرُّک علیه شیئاً وما یزیدُک علیه شیئاً ، بمعنی واحد.

وقال ابن السکیت فی أبواب النَّفی : یقال : لا یضرک علیه رجل ، أی لا یزیدک ولا یضرَّک علیه حمل.

وسئل أبو الهیثم عن قول الأعشی :

* ثُمَّ وَصّلْتَ ضَرَّهً بربیع*

فقال : الضَّرَّه : شده الحال ، فَعْلَه من الضرّ. قال : والضُّرُّر أیضاً هو حال الضریر ، وهو الزَّمِنُ. والضَّرَّاء الزَّمانه ، والضَّرّاء : السَّنَه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : قال : الضَّرّه : الأذاه ، والضَّرَّهُ : المال الکثیر ، ومنه قیل : رجل مُضِرّ.

وقال أبو زید : الضَّرَّهُ : الضَّرْعُ کلُّه ما خلا الأطْباء ، وإنما تُدْعی ضَرَّه إذا کان بها لَبن ، فإذا قَلُص الضَّرْع وذهب اللّبن ، قیل له : خَیْف.

رض

قال اللیث : الرّضُ : دَقُّکَ الشیء ، ورُضَاضُه : قطعه. قال : والرَّضْراضَهُ : حجاره تُرَضْرَضُ علی وجه الأرض ، أی تتحرک ولا تثْبت.

قلت : وقال غیره : الرَّضْراض والرَّصراص : ما دَقَّ من الحصی.

وقال الباهلیّ : الرّضُ : التَّمر الذی یُدَقُّ ویُنَقَّی من عَجَمِه ، ویُلْقی فی المَخْض.

وقال ابن السکیت : المُرِضَّه : تمر یُنقع فی اللبن فتشربه الجاریه ، وهو الکُدَیْراء.

وقال : المُرِضَّهُ بهذا المعنی.

قال : وسألتُ بعض بنی عامر عن المُرِضَّه ، فقال : هی اللّبَن الشدید الحموضه الذی إذا شربه الإنسان أصبح قد تَکَسَّر.

وقال أبو عُبید : إذا صْبّ لبنٌ حلیب علی لبن حَقین ، فهو المرِضَّه والریْبَه ، وأنشد قول ابن أحمر :

إذا شَرِبَ المُرِضّهَ قال : أَوْکِی

علی ما فی سَقائِک قد رَوینَا

أبو عُبید عن الأصمعیّ : الرَّضْرَاضَه : المرأه الکثیره اللّحم.

قال رُؤْبَه :

أَزْمانَ ذاتُ الکفَلِ الرّضْراضِ

رَقْرَاقَهٌ فی بُدْنِها الفَضفاض

ورجل راضْراض ، وبعیر رضراض : کثیر اللحم.

وقال الأصمعیّ : أرَضَ الرُّجُل إِرْضَاضاً : إذا شَرِبَ المُرِضَّهَ فَثَقُلَ عنها.

وأنشد :

* ثم اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضا*

وقال أبو عُبیده : المُرِضَّهُ من الخیل : الشَّدیده العَدْو. وقال أبو زید : المُرضَّهُ : الأُکله والشُّرْبَهُ إذا أکلتها أوْ شَرِبتها

ص: 317

أَرَضَّتْ عَرَقَک ، فأَسالته.

قال : ویقال للراعیه إذا رضّت العشب أکلاً وهَرْساً : رَضَارض ، وأنشد :

یَسْبُتُ راعیها وهی رِضارضُ

سَبْتَ الوَقیدِ والورِیدُ نابضُ

وقال الجَعدی یصف فرساً :

فعَرَفْنا هزّه تأْخُذُه

فقرنّاهُ برَضْرَاضٍ رِفَلْ

أراد : قرَنّاهُ ببعیر ضخمٍ ، والرّضُ : التّمر والزُّبْد یُخْلطان. وقال :

جاریهٌ شَبّتْ شباباً غَضّاً

تشرب مَحْضاً وتَغَذَّی رَضّا

وقال ابن السکیت : الإرْضاض شِدهُ العَدْو ، وأَرَضّ فی الأرض : ذَهَب.

باب الضاد واللّام [ض ل ]

اشاره

ضلّ ، لضلض : [مستعملان].

لضلض

قال اللیث : اللّضْلاض الدلیل ، ولَضْلَضْتُه : التفَاتُه وتَحْفُّظُه ، وأنشد :

وبَلَدٍ بعیَا علی اللّضلاضِ

أَیْهَمَ مغبِّر الفِجاج فَاضی

أی واسعٌ ، من الفضاء.

ضل

الحُرانیّ عن ابن السکیت : یقال : أَضْلَلْتُ بعیری وغیره ، إذا ذهب منک ، وقد ضلِلْتُ المسجدَ والدّار ، إذا لم تعرفْ موضعَهما.

وقال أبو حاتم : ضَلِلْتُ الدار والطریق ، وکلِّ شیء ثابتٍ لا یَبْرَح. ویقال : ضَلَّنی فلانٌ فلم أَقْدِرْ علیه ، أی ذَهَبَ عنی ، وأنشد :

والسَّائِلُ المُبْتَغِی کرائمها

یعلم أَنِّی تَضِلُّنی عِلِلی

أی تذهب عنی ، ویقال : أضللت الناقه.

والدراهم وکلَّ شیء لیس بثابت قائم ؛ مما یزول ولا یثبت.

وقال الفراء فی قول الله عزوجل ؛ (فِی کِتابٍ لا یَضِلُ رَبِّی وَلا یَنْسی) [طه : 52].

أی لا یَضِلُّه ربی ولا ینساه.

ویقال : أَضْلَلْتُ الشیء ، إذا ضَاعَ منک ، مثل الدّابه والنّاقه ، وما أشبههما إذا انْفَلَت منک. وإذا أخطأتَ موضع الشیء الثابت ، مثل : الدار والمکان قلت : ضَلِلْتُه وضَلَلْتَه ، ولا تَقل : أَضْلَلْتُه.

وأخبرنی المنذریّ عن ابن فهمْ عن محمد ابن سلّام ، قال : سمِعْتُ حمّاد بن سَلمه یقرأ (فی کتاب لا یُضِلُ ربی ولا ینسی) فسألتُ عنها یونس فقال : «یُضلّ» جَیِّدَهٌ ، یقولون : ضَلَ فلان بعیرَه ، أی أَضَلّه.

قلت : خالفهم یونس فی هذا.

وقال الزَّجاج : ضَلِلْتُ الشیء أَضِلُّهُ إذا جعلتَه فی مکان ولم تَدْرِ أَین هو ، وأضْلَلْتُه ، أی أضَعْته.

ص: 318

وقول الله جلَّ وعزَّ : (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَ إِحْداهُما فَتُذَکِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْری) [البقره : 282]. وقُریء (إنْ تَضِلَ) بالکسر ، فمن کسر «إنْ» فالکلام علی لَفْظ الجزاء ومعناه.

وقال الزَّجاج : المعنی فی (إن تضلّ) : إنْ تَنْسَ إحداهما تُذَکِّرْها الأخری الذاکره.

قال : وتُذَکِّرُ وتُذْکِرُ ، رفعٌ مع کسر «إنْ» لا غیر. ومن قرأ (أَنْ تَضِلَ إِحْداهُما فَتُذَکِّرَ) ، وهی قراءه أکثر الناس.

قال : وذکر الخلیل وسیبویه أن المعنی : اسْتَشهِدُوا امرأَتَین ، لأن تُذَکّرَ إحداهما الأخری ، ومن أجل أن تُذَکّرها.

قال سیبویه : فإن قال إنسان : فلمَ جاز أن تضِلَ ، وإنما أُعِدَّ هذا للإذکار! ، فالجواب عنه أنّ الإذکار لما کان سبَبُه الإضلال ، جاز أن یذکر أن تَضِلَ ، لأن الإضلال هو السبب الذی به وجب الإذْکار. قال : ومثلُه أَعْدَدْتُ هذا أن یَمِیلَ الحائط فأَدْعَمه ، وإنما أَعْدَدْتُه للدَّعْم ، لا للمیل ؛ ولکن المیل ذُکِرَ ، لأنه سبب الدَّعْم ، کما ذکر الإضلال ، لأنه سبب الإذکار ، فهذا هو الْبَیِّن إن شاء الله تعالی.

وقوله : عزوجل : (أَإِذا ضَلَلْنا فِی الْأَرْضِ) [السجده : 10]. معناه : أإذا مِتْنَا وصِرْنا تُراباً وعِظاماً ، فضللنا فی الأرض فلم یتبیَّن شیءٌ من خَلْقِنا.

وقوله : (رَبِّ إِنَّهُنَ أَضْلَلْنَ کَثِیراً مِنَ النَّاسِ) [إبراهیم : 36].

قال الزّجاجُ : أی ضَلُّوا بسببها ، لأن الأصْنام لا تعقل ولا تفعل شیئاً ، کما تقول : قد فتَنَتَنِی. والمعنی : إنی أحببتها ، وافْتَتَنتُ بسببها.

وقوله جلّ وعزّ : (إِنْ تَحْرِصْ عَلی هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا یَهْدِی مَنْ یُضِلُ) [النحل : 37].

قال الزجاج : هو کما قال جلّ وعزّ : (مَنْ یُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِیَ لَهُ) [الأعراف : 186].

قلت : والإضلال فی کلام العرب ضدّ الهِدَایه والإرشاد. یقال : أَضللْتُ فلاناً ، إذا وجهتَه للضلال عن الطریق ، وإیاه أراد لبید :

مَنْ هداه سُبُلَ الخَیْرِ اهْتَدَی

ناعِمَ البالِ ومن شَاءَ أَضلّ

وقال لبید هذا فی جاهلیته ، فوافق قوله التنزیل یُضلّ مَنْ یشاء ، وللاضلال فی کلام العرب معنی آخر.

یقال : أَضللْتُ المیِّتَ ، إذا دَفَنْتَهُ.

وقال المخَبَّلُ :

أَضلَّتْ بنو قَیْسِ بن سَعْدٍ عَمیدَها

وفارِسَها فی الدَّهْرِ قَیْسَ بن عاصم

وقال النابغه :

فَآبَ مُضِلُّوهُ بعَیْنٍ جَلِیّهٍ

وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائِلُ

ص: 319

یرید بمضلِّیه : دافِنیه حینَ مات.

وقال أبو عَمْرو : یقال : ضَلِلْتُ بعیری إذا کان معقولاً فلم تهتد لمکانه ، وأَضْلَلْتُه إضلالاً إذا کان مُطْلقاً ، فذهب ولا تدری أین أخذ ، وکُلَّما جاء الضلالُ من قِبَلِکَ قلت : ضللْتُه ، وما جاء من المفعول به ، قلت : أَضللْتُه.

قال أبو عَمْرو : أصل الضلال الغَیبوبه ، یقال : ضلَ الماءُ فی اللبن ، إذا غَاب ، وضلَ الکافِرُ : غاب عن الحُجَّه ، وضلَ الناسِی ، إذا غابَ عنه حِفْظُه.

قال الله تعالی : (لا یَضِلُ رَبِّی) [طه : 52] ، أی لا یغیب عنه شیءٌ ، ولا یغیب عن شَیْءٍ ، وقوله : (أَنْ تَضِلَ إِحْداهُما) [البقره : 282] أی تغیب عن حِفظها ، أو یغیب حِفْظُها عنها.

سلَمه عن الفراء قال : الضُّلَّهُ ، بالضم : الحذاقَهُ بالدّلاله فی السَّفَر ، والضَّلّه : الغیبوبهُ فی خیر أو شر ، والضِّلّهُ : الضلال.

وقال ابن الأعرابیّ : أَضلَّنِی أمرُ کذا وکذا ، أی لم أَقْدِرْ علیه.

وأنشد :

إنی إذا خُلَّهٌ تَضیّفَنِی

یُریدُ مالِی أَضلَّنی عِلَلِی

أی فارقَتْنی ، فلم أَقْدر علیها ، ویقال : أرض مَضَلَّهٌ ، ومَضِلّهٌ : لا یهتدی فیها.

وقال شمِر : قال الأصمعیّ : المَضَلُ : الأرض المَتِیهه.

وقال غیره : أَرْضٌ مَضَلَ یَضلّ فیها الناسُ ، والمَجْهل کذلک.

ویقال : أَخَذْتُ أَرْضاً مَضِلّهً ، ومَضَلّه ، وأَرْضاً مَضَلَّا مَجْهلاً.

وأنشد :

أَلَا طَرَقَتْ صَحْبِی عُمَیْرَهُ إنَّها

لَنا بالمَرَوْرَاهِ المَضَلِ طَرُوقُ

وقال غیره : أرض مَضِلّه ومَزِلّهٌ ، وهو اسم ، ولو کان نَعْتاً کان بغیر الهاء.

ویقال : فلاهُ مَضَلَّهٌ وخَرْقٌ مَضَلهٌ ، الذکر والأنثی ، والجمع سواء ، کما قالوا : الولد مَبْخَلَهٌ ، وقیل : أرضٌ مَضِلهٌ ، وأَرَضونَ مَضِلَّات.

أبو عُبید عن أبی زید : أَرْض مَتِیهه مَضِلَّهُ ومَزِلهٌ من الزّلَق.

وقال الأصمعیّ : الضَّلَضِلَهُ : الأرض الغلیظه. ویقال للدلیل الحاذِق : الضَّلاضِل ، والضُّلَضِلَهُ ، قاله ابن الأعرابیّ.

ویقال : فلان ضُلّ بن ضُلّ ، إذا لم یُدْرَ مَنْ هو؟ وممَّنْ هو؟ وهو الضُّلالُ بن الأُلَال ، والضُّلالُ بن فَهْلَل ، وابن ثَهلل ، کلُّه بهذا المعنی.

وقال اللحیانیّ : یقال : فلان ضِلُ أَضْلال وصِلُّ أصْلال بالضاد والصاد ، إذا کان

ص: 320

داهِیَه ، وضَلاضِلُ الماءِ وصَلاصِلُه : بقایاه ، واحدتُها ضُلْضُلَه وصُلْصلَه ، وضَلَ الشَّیْءُ ، إذا ضاع ، وضَلَ فلان عن الْقَصْدِ ، إذا جَارَ.

وسُئِلَ النبی صلی الله علیه وسلم عن ضَوَالِ الإبل ، فقال : «ضَالَّهُ المؤمن حَرَقُ النار» وخرج جَوابُ النبی صلی الله علیه وسلم علی سؤال السائل ، لأنه سأله عن ضَوَالِ الإبل ، فنهاه عن أخذها ، وحذَّره النَّار لئلا یَتَعَرَّض لها ، ثم قال علیه السلام : ثم قال : «دَعْها ، ما لک ولَها ، معها حذاؤها وسِقاؤها ، ترد الماء ، وتأکل الشجر» أراد أنها بعیده المذهب فی الأرض ، طویله الظَّمَأ ، ترد الماء وترعی الشجر بلا راع لها ، فلا تتعرض لها ، ودعها حتی یأتیها ربها.

وقال اللیث : الضَّالَّهُ من الإبل التی بمَضْیَعه لا یُعرف لها مالک ، وهو اسم للذکر والأنثی ، والجمیع الضَّوَالّ.

قال : والضَّلال والضَّلالَه مَصْدران ، ورجلٌ مُضَلَّل لا یُوفّق لخیرٍ ، صاحبُ غَوایات وبَطالات. وفلان صاحبُ أَضالیل ، واحدتها أُضْلُوله.

وقال الکمیت :

وسُؤالُ الظِّبَاءِ عن ذی غَدِ الأَمْ-

-رِ أضالیلُ من فُنون الضَّلال

والضَّلیل الذی لا یُقْلِعُ عن الضَّلاله ، والضَّلَل الماء الذی یکون تحت الصَّخْر لا تصیبه الشمس. یقال : ماءُ ضَلَلٌ.

قال : والضَّلْضِلَه کلُّ حَجَر قدرَ ما یُقِلُّه الرجل ، أو فوق ذلک أملس یکون فی بطون الأودیه. قال : ولیس فی باب التضعیف کلمه تشبهها.

وقال الفرّاء : مکان ضَلَضِل وجَنَدِل ، وهو الشدید ذی الحجاره ، وقال : أرادوا ضَلَضِیل وجَنَدِیل علی بناء حَمَصِیص ، وصَمَکِیک ، فحذفوا الیاء.

باب الضّاد والنون [ض ن ]

اشاره

ضنّ ، نضّ : [مستعملان].

ضن

قال اللیث : الضِّنه وَالضِّنُ والمِضنّه ، کل ذلک من الإمساک والبُخلُ ، تقول : رجل ضَنِین.

قال الله تعالی : (وَما هُوَ عَلَی الْغَیْبِ بِضَنِینٍ (24)) [التکویر : 24].

قال الفراء : قرأ زید بن ثابت ، وعاصم ، وأهل الحجاز : بِضَنِینٍ ، وَهو حَسَن.

یقول : یأتیه غَیب ، وهو مَنْفوسٌ فیه ، فلا یبخلُ به علیکم ، ولا یَضِنُ به عنکم ، ولو کان مکان «علی» «عن» صَلَح ، أو الباء کما تقول : ما هو بضنین بالغیب.

وقال الزجاج : ما هو علی الغیب ببخیل ، أی هو صلی الله علیه وسلم یُؤَدِّی عن الله ، ویُعَلِّمُ کتابَ الله ، وقُرِیء : بظنین ، وتفسیره فی

ص: 321

بابه. ویقال : ضَنِنْتُ أَضَنُ ضَنّاً وهی اللغه العالیه. ویقال : ضَنَنْتُ أَضِنُ.

ویقال : هو عِلْقُ مِضَنَّهٍ ومَضَنَّهٍ ، أی هو شیءٌ نَفِیسٌ یُضَنُ به ، ویُتَنافَسُ فیه.

ویقال : فلان ضِنَّتِی من بین إخوانی ، أی اخْتَصُّ به وأَضِنُ بمودَّته.

وفی الحدیث : «إنَّ للهَ ضَنَائِنُ من خَلْقِه یُحْیِیِهمْ فی عافِیه ، ویُمیتُهُم فی عافیه» أی خَصَائِص.

ویقال : أضطنَ یضطَنُ ، أی بَخِلَ یَبْخَلُ ، وهو افْتِعال من الضنّ ، وکان فی الأصل : اضتَنَّ ، فقُلِبت التَّاء طاءً.

وقال الأصمعیّ : المَضنُونَهُ : ضَرْبٌ من الغِسْلَهِ والطیب.

وقال الراعی :

تضم علی مَضنونهٍ فارسیَّهٍ

ضفائرَ لا ضاحِی القُرون ولا جَعْد

وأنشد ابن السکیت :

قَدْ أکْنَبَتْ یداک بَعْدَ لِینِ

وبَعْدَ دُهْنِ الْبَانِ والمضنُونِ

أکْنَبَتْ : غَلُظَتْ ، والمضنُون : ضرب من الغَوالِی الجَیِّده.

نض

أبو عُبید عن الأصمعیّ ، قال : اسمُ الدَّراهم والدَّنانیر عند أَهْلِ الحجاز : «النَّاضُ» وإنما یُسَمُّونَه ناضّاً ، إذا تحوَّلَ عَیْناً بعد أَنْ یکون مَتَاعاً ، وفِعله : نَضَ المالُ ، أی صار عَیْناً بعد ما کانَ مَتاعاً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : النَّضُ : الإظهارُ ، والنَّضُ : الحاصِل ، یقال : خُذْ ما نَضَ لک من غَرِیمکَ. قال : ونَضَّضَ الرّجُلُ ، إذا کثُر نَاضُّه ، وهو ما ظَهَر وحَصَلَ ما مالِه ، قال : ومنه الخَبْر : «خُذُوا صَدَقَهَ مَا نَضَ من أَمْوَالِهم» ، أی ما ظَهَر وحَصَلَ.

وَوُصِفَ رجلٌ بکثره المال ، فَقِیل : هو أکثرُ النّاس نَاضّاً.

وروی شمر بإسْنادٍ له ، عن عِکْرمه أَنَّه قال : إنَّ الشَّریکَیْن یَقْتَسِمان ما نَضَ مِنْ أَمْوَالِهمَا ولا یَقْتسمان الدَّیْن.

قال شمِر : ما نَضَ ، أی ما صَار فی أَیْدِیهما.

أبو عُبید عن أَبی زید : هو نُضَاضَهُ وَلَدِ أَبَوَیْه ، ونُضَاضَهُ الماء وغیره : آخِره وَبِقیَّتُه.

ویقال : نَضِ إلیَّ من معروفک نُضَاضَهً ، وهو الْقَلِیلُ منه.

وقال أبو سَعِید : علیهم نَضَائِضُ من أَمْوالهم وبَضَائِضُ ، واحدتها نَضِیضَهٌ ، وبَضِیضَهٌ.

وقال الأصمعیّ : نَضَ له بَشیءٍ ، وبَضَّ له بشیءَ ، وهو الْمَعروفُ الْقَلیل.

وقال اللیث : النَّضُ : نَضِیضُ الماءِ کأَنَّما یخرج من حَجر ، تقول : نَضَ الماءُ یَنِضُ ،

ص: 322

وفلان یَسْتَنِضُ معروفَ فلان ، أی یَسْتَخرجه ، ومنه قول رؤبه :

إنْ کَانَ خیراً مِنْکِ مُسْتَنَضّاً

فَاقْنَی فشر الْقَوْلِ ما أَنضّا

وقال أیضاً :

تَمتَاحُ دَلْوَی مکْرَهُ البِضَاضِ

ولا الْجَدَی من مُتْعَبٍ حَبَّاض

والنّضُ : مکرُوهُ الأمْرِ ، تقول : أَصَابَنِی نَضُ من أَمْرِ فلان.

شمر ، عن ابن الأعرابیّ : اسْتَنْضَضْتُ منه شَیئاً ، أی اسْتَخْرجته وأَخذته ، وأنشد بیت رؤبه.

أبو عُبید ، عن أبی عمرو : نَضْنَضْتُ الشیءَ ونَصْنَصته ، إذا حَرَّکته وأَقْلَقْته ، ومنه قیل للحیَّه : نَضْنَاضٌ ، وهو القلق الذی لا یَثْبُتُ فی مکانه بِشرّته ونَشَاطِه. قال الراعی :

یَبیتُ الحیّهُ النّضاضُ فیها

مکانَ الْحِبِّ یَسْتَمعُ السِّرارَا

قال : وأخبرنی الأصمعیّ : أنه سأل أَعرابیاً عن النضاض : فأخرج لِسانه وحرکه ، ولم یزِدْ علی هذا ، وهذا کله یرجع إلی الحرکه.

أبو عَمْرو : النَّضِیضه : المطر القلیل ، وجمعها نَضائِض ، وأنشد :

* فی کُلّ عام قَطْرُهُ نَضائِضُ *

أبو عبید : النَّضِیضَهُ من الریاح التی تنِضّ بالماء فَیَسِیل ، ویقال : الضّعیفه.

[باب الضاد والفاء] [ض ف ]

اشاره

ضف ، فض : [مستعملان].

ضف

قال اللیث : الضَّفَّهُ ، والضِّفه ، لغتان ، وهما : جانبا النهر اللذان یقع علیها النَّبائِتُ (1) ، والجمیع الضَّفات ، والضِّفّات.

وقال الأصمعیّ وغیره : ضَفَّهُ الوادی ، وضِیفُهُ جانبه. وقال القُتَیْبیّ : الصواب الضِّفَّهُ بالکسر.

قلت : الضَّفَّه لغهٌ عالیه جَیِّده.

وفی الحدیث أن النَّبی صلی الله علیه وسلم لم یَشْبَعْ من خبزٍ ولحم إلا علی ضفف ، وبعضُهم یرویه : علی شَظَف.

قال أبو عُبَید ، قال أبو زید : الضَّفَفُ والشَّظَفُ جمیعاً : الضِّیقُ والشِّدَّه ، تقول : لم یَشْبعَ إلا بضیق وقِلَّه.

قال أبو عُبید : ویقال : فی الضَّفَفِ : إنَّهُ اجْتَماع الناس ، یقول : لم یَأْکل وحده ، ولکن مع النّاس.

وقال الأصمعیّ : ماء مَضْفُوفٌ ، وهو الذی کَثُر علیه الناس وأنشد :

ص: 323


1- . فی المطبوعه (النبأئث) ، والمثبت من «اللسان».

لا یَسْتَقِی فی النَّزَح المضْفوفِ

إلَّا مُدَاراتُ الْغُروبِ الْجُوف

وقال أبو العباس أحمد بن یحیی : الضَّفَفُ : أن تکون الأَکْلَه أکثر من مِقْدَار المال ، والْحَفَفُ : أن تکون الأکله بمقدار المال.

وکان النبی صلی الله علیه وسلم إذا أَکَلَ کانَ من یأکل معه أکثر عَدَداً مِن قَدْرِ مبلغ المأکول وکفافِه.

وقال ابن الأعرابیّ : الضّفَفُ : الْقِلّه ، والْحفَف : الحاجه.

قال : وقال العُقَیلِی : وُلِدَ الإنسانُ علی حَفَف. أی علی حاجَهٍ إلیه. وقال : الضّفَف والْحفَف واحد.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : أصابهم من العیش ضَفَفٌ وحَفَف وشَظَفٌ ، کل هذا من شِدّه العیش.

وقال اللیث : الضّفف : العَجلَه فی الأَمْر ، وأنشد :

* ولیس فی رأیه وَهْنٌ ولا ضَفَفُ *

ویقال : لَقیته علی ضَفَف ، أی علی عَجل من الأمر.

شمِر : الضَّفَفُ : ما دون ملءِ المِکْیال ، وکل مملوء وهو الأکل دون الشِّبع.

أبو عبید : عن الکسائیّ : ضَبَبْتُ الناقه أَضُبُّها ضَبّاً ؛ إذا حَلَبْتَها بالکف. قال : وقال الفَرّاء : هذا هو الضَّفُ بالفاء ، فأما الضّبُّ فأَنْ تَجعلَ إبْهامَک علی الْخِلْف ، ثم تَرُدُّ أَصابِعَکَ علی الإبهام والْخِلْف جمیعاً.

ویقال : من الضَّفِ : ضَفَفْتُ ، أَضُفُ.

أبو عَمْرو : ناقهٌ ضَفوف : کثیرهُ اللبن ، وعین ضَفُوف : کثیره الماء ، وأنشد :

* حَلْبَانَهٌ رَکبانَهٌ ضَفُوفُ *

وقال شمِر نحواً منه ، وقال الطرماح :

وتَجُودُ من عَیْنِ ضَفو

فِ الْغَرْبِ مُتْرَعَهِ الْجَدَاوِل

قال : وماء مضفوف کثیر الغاشیه ، وأنشد :

ما یَسْتَقِی فی النَّزحِ المضْفوف

إلّا مُدَاراتُ الْغُروب الْجُوفِ

قال : والمدار الْمَسوَّی إذا وقعَ فی الْبِئر اجْتَحَفَ ماؤُها ، وقالت امرأهٌ من العرب : تُوُفَّی أبو صِبْیانی ، فما رُئِیَ علیهم حَفَفٌ ولا ضَفَفٌ ، أی لم یُرَ علیهم حُفُوفٌ ولا ضیق.

وقال اللیث : الضَّفُ : الحلب بالکَفِّ کلِّه ، وأنشد :

بِضَفِ القوادِم ذاتِ الْفُضو

لِ لا بالْبکاء الکِمَاشِ اهْتِصارا

أبو عُبید : عن الکسائیّ : الْجَفّه والضَّفَّه جماعه القوم.

وقال الأصمعیّ : دخلتُ فی ضَفَّه القوم ، أی فی جماعتهم.

وقال اللیث : دخل فلان فی ضَفّه القوم

ص: 324

وضَفْضَفَتهم ، أی فی جماعتهم.

وقال أبو سَعِید : یقال فلان من لَفِیفَنا وضَفِیفِنا ، أی ممن نَلُفُّهُ بنا ، ونَضُفُّه إلینا ، إذا حَزَبَتْنَا الأمور.

وقال أبو عَمْرو : شاه ضَفّهُ الشَّخْبِ ، أی واسعه الشّخب.

وقال أبو زَیْد : قوم مُتضافّون : خفیفه أموالهم.

وقال أبو مَالک : قوم متضافُّون : مُجْتمعون ، وأنشد :

فراحَ یَحْدُوها علی أکْسائِها

یضُفُّها ضَفّاً علی انْدِرائِها

أی یجمعها. وقال غیلان :

ما زالَ بالْعُنفِ وفَوقَ الْعُنفِ

حتی اشْفَتَرّ الناسُ بعد الضَّفِ

والجمیع الضِّفَفَه : هُنَیَّهٌ تشبه الْقراد إذا لَسعت شَرِیَ الْجِلْدُ بَعْدَ لَسْعَتِها ، وهی رَمْداء فی لونها ، غبراء.

فض

قال اللیث : الفَضُ تفریقُک حَلقَهً من الناس بعد اجتماعهم ، ویقال فَضَضْتُهم فانفضُّوا ، وأنشد :

إذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَیْهم

ونَجْمَعُهُمْ إذا کانوا بَدَادِ

وفَضَضْتُ الخاتَم من الکتاب ، أی کَسَرْته ، ومنه قولهم : لا یَفْضُض اللهُ فاکَ.

ورُوِی فی حدیث العباس بن عبد المطلب أنه قال : «یا رسول الله ، أی إریدُ أن أَمْتَدِحَکَ» فقال : «قل ، لا یَفْضُض اللهُ فَاکَ» ؛ ثم أنشده قصیده مدحه بها ، ومعناه : لا یُسقِط الله أَسْنانَک ، والفَم یقوم مَقامَ الأسنان ، وهذا من فَضّ الخاتم والجموع ، وهو تَفْرِیقها.

قال الله جلّ وعَزّ : (لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ) [آل عمران : 159] أی : تفرقوا.

وفی حدیث خالد بن الولید أنه کتب إلی مَرازبه فارس : «أما بعد ؛ فالحمد للهِ الذی فَضّ خَدَمَتکم».

قال أبو عُبید : معناه فرَّق جمعکم ؛ وکل مُنْکَسِرٍ مُتَفَرِّق ، فهو منفضّ ، وأصل الخَدَمَه الخَلْخَال ، وجمعها خِدَام.

والفِضه معروفه. قال الله عزوجل : (قَوارِیرَا مِنْ فِضَّهٍ قَدَّرُوها تَقْدِیراً (16)) [الإنسان : 16].

یسأل السائل : فتقول : کیف تکون القواریر من فضه جوهَرُها غیر جَوْهَرِها؟.

فقال الزَّجَّاج : معنی (قَوارِیرَا مِنْ فِضَّهٍ) : أصل القواریر الذی فی الدنیا من الرَّمْل ، فأَعْلَمَ الله أنَّ أفضلَ تلک القواریر أصْله من فضه یُرَی من خارجها ما فی داخلها.

قلت : فجمع مع صفاء قواریره الأمْنَ من الکسْر ، وقبوله الجبر مثل الفِضه ، وهذا من أَحْسن ما قیل فیه.

ص: 325

وقال شمر : الفَضْفاضَهُ : الدِّرْعُ الواسِعَه.

وقال عمرو بن معدی کرب :

وأَعْدَدْتُ للْحَرْبِ فَضْفاضَهً

کأَنَّ مَطَاوِیهَا مِبْرَدُ

قال : وقمیص فَضفاض : واسعٌ ، وجاریه فضفاضه : کثیره اللّحْم مع الطُّول والجسم. وقال رؤبه :

* رَقْرَاقَهٌ فی بُدْنِها الْفَضْفَاضِ *

والفَضفاض : الواسع.

وقال رؤبه :

* یُسْعِطْنَهُ فَضفَاضَ بَوْلٍ کالصَّبِرْ*

أبو عُبید الفَضِیض : الماء السائل ، والسّربُ مثله.

وقالت عائشه لمروان : «إن النبی صلی الله علیه وسلم ، قال لأبیکَ کذَا وکذا ؛ فأَنت فَضَضٌ منه».

أرادت أنک قطعه منه ، وفَضَضُ الماء : ما انتشر منه إذا تُطُهِّرَ به.

وفی حدیث أم سلمه أنها قالت : «جاءتْ امرأهٌ إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فقالت : إنّ ابنَتی تُوُفِّیَ عنها ، زوجُها وقد اشْتَکتْ عینها ، أَفتَکْحُلُها؟ فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : لا ، مَرَّتین أو ثلاثاً ، إنما هی أربعه أشهر وعشر ، وقد کانت إحداکُنَّ ترمی بالبَعْره علی رأس الحوْل ، قالت زینب بنت أم سلمه : ومعنی الرَّمْی بالبَعْرَهِ : أن المرأهَ کانت إذا تُوُفِّیَ عنها زَوْجُها دخلت خِفْشاً ، ولَبِسَتْ شرّ ثیابها حتی تَمُرّ بها سنه ، ثم تُؤْتی بدابّه : شاهٍ أو طَیْر ، فتَفْتَضُ بها ، فقلما تَفْتَضُ بشیء إلّا مات ، ثم تَخْرُجُ فتُعْطَی بَعْرَهً فَتَرْمِی بها».

وقال القُتَیْبِی سألت الحجازیین عن الافْتضاض فذکروا أن المُعْتَدَّهَ کانت لا تَغْتَسِل ، ولا تَمَسُّ ماءً ، ولا تُقَلِّم ظُفْراً ، ولا تَنْتِفُ من وجهها شعراً ، ثم تخْرج بعد الحوْل بأَقْبَح مَنْظرٍ ، ثم تَفْتَضُ بطائر تمسح به قُبُلَها وتَنْبِذُه ، فلا یکاد یعیش.

قال : وهو من فضضتُ الشیء ، أی کَسَرته ، کأنها تکون فی عِدّه من زوجها فتکسِر ما کانت فیه ، وتخرج منه بالدَّابّه.

قلت : وقد رَوی الشافعیُّ هذا الحدیث ، غیر أنه رَوی هذا الحرف بعیْنه ، فَتَقْبِضُ به بالقاف والصاد ، وقد مَرّ تفسیره فی باب القاف.

ورجل فضفاض : کثیر العطاء ، شُبِّه بالماء الفضفاض ، وتَفَضْفَضَ البول ، إذا انتشر علی فخذی الناقه. والمِفَضُ ما یُفَضُ به مَدَرُ الأرض المُثَارَه ، وهو المِفْضاض ، ویقال : افْتَضّ فلانٌ جاریته واقْتَضَّها ، إذا افْتَرعها.

وفَضَّاض : من أَسْماءِ العرب.

وقال اللیث : فلان فُضَاضَهُ وَلَدِ أبیه ، أی آخِرهم.

قلت : والمعروفُ بهذا المعنی فلان نُضَاضَهُ وَلَد أبیه بالنُّون.

ص: 326

أبو عُبید ، عن الفراء : الفاضّهُ : الداهِیه ، وهن الْفَوَاضّ.

وقال شِمر فی قوله : «أنا أول من فَضّ خَدَمهَ الْعَجَم» : یرید کَسَرهم وفرّق جَمعهم ، وکلُّ شیء کسرتَه وفَرَّقتْه فقد فَضَضتَه. وطارت عِظامُه فُضاضاً ، إذا تَطایَرَتْ عند الضَّرب.

قال : والفَضَضُ : المتفرق من الماء ، والعَرق. وأنشد لابن میّاده :

تجلو بأَخْضَر من فُروعِ أَراکَهٍ

حسن المُنَصَّبِ کالْفَضیضِ البارِدِ

قال : الفضض المتفرق من ماءِ الْبَرد أو المطر ، وفی حدیث عمر : حین انقطعنا من فضَض الحصا.

قال أبو عُبید : یعنی ما تفَرّق منه ، وکذلک الفَضِیض.

وقال شمرِ فی قول عائشه لمروان : «أنت فَضَضٌ من لعنه رسول الله».

قال : الْفَضض اسم ما انْفَضَ ، أی تَفَرَّق.

والفِضاض نحوه.

باب الضاد والباء [ض ب ]

اشاره

ضبّ ، بضّ : [مستعملان].

ضب

قال اللیث : الضَّبُ یُکنی أَبَا حِسْلْ ، والأنثی ضَبّه ، ویجمع ضِبابا. وفلان أَضبّ. قال : والضَّبَّه حدیده عریضه یُضَبَّبُ بها الخشَبُ ، والجمیع الضِّباب.

قلت : یقال لها : الضبَّهُ والکَتِیفَهُ ، لأنّها عریضه کهیئه خَلْقِ الضَّبّ ، وسُمِّیتْ کَتِیفَه ، لأنها عُرِّضَتْ علی هیئه الکَتِف.

ویقال للطّلْعَهِ قبل انشقاقها عن الْغَرِیض : ضبَّه ، وتجمع ضِبَابا.

وأنشد ابن السکیت :

یُطِفْنَ بِفُجّالٍ کأَنّ ضِبابَهُ

بُطونُ المُوالی یوم عیدٍ تَغَدَّتِ

أراد بضباب الْفُحّال ما خرج ما طلعه الذی یُؤْبَر به طَلْعُ الإناثِ.

ویقال : أَضبّت أرضُ بَنی فلان ، إذا کَثُرَ ضبابها ، وأَرْضٌ مَضَبَّهٌ ، ومَرْبَعَه : ذاتُ ضباب ، ویَرابِیع.

وقال الأصمعیّ : یقال : وَقَعْنا فی مَضابّ مُنْکَره ، وهی قِطَعٌ من الأرض یکثر ضبابها ، وسمعت غیر واحد من العرب یقول : خرجنا نَصْطَاد المَضَبَّه ، أی نَصِیدُ الضِّباب ، جمعوها علی مَفْعَله کما یقال للشیوخ : مَشْیَخه ، وللسُّیوف : مَسْیَفه.

أبو نَصْر ، عن الأصمعیّ : أَضبّ فلان ما فی نفسه ، أی أخرجه.

وقال شمِر فیما قرأت بخَطِّه : قال أبو حاتم : أضبّ القوم ، إذا سَکتُوا ، وأَمْسکوا عن الحدیث ، وأَضَبُّوا إذا تَکَلَّموا وأفاضوا فی الحدیث.

وقال اللیث : أَضبّ القومُ ، إذا تکلّموا ،

ص: 327

وأَضبُّوا ، إذا سکتوا ، وزعم أنه من الأضداد.

وقال أبو زید : أضبّ الرجل ، إذا تَکلّم ، ومنه یقال : ضبَّبَ یدُه دَماً ، إذا سالَت ، وأضبَبْتُها أنا ، إذا أَسَلْتُ منها الدّم ؛ فکأنه أَضبّ الکلام ، أی أَخرجه کما یَخْرُج الدم.

وقال اللیث : أَضبّ الرجلُ علی حِقْدٍ فی الْقَلْب ، وهو یُضِبُ إضباباً.

وقال الأصمعیّ : یقال : ترکت لِثَتَهُ تَضِبُ ضبِیباً من الدّم ، إذا سالت. وجاءنا فلان تَضِبُ لِثَتُه ، إذا وُصِفَ بِشدّه النَّهِم للأکل ، أو الشَّبَقِ لِلْغَلْمه ، أو الحرص علی حاجته وقضائِها.

وأنشد أبو عُبید قول بِشْر بن أبی خازم :

وبَنی تمیمٍ قد لَقِینا مِنْهُمُ

خَیْلاً تَضِبُ لِثاتُها لِلْمَغْنَمِ

وقال آخر :

أَبَیْنَا أَبَیْنا أن تَضبّ لِثاتکم

علی مُرْشِقَاتٍ کالظِّبَاءِ عَوَاطِیا

یُضرب هذا مثلاً للحریص النّهْم.

وفی حدیث ابن عمر أنه کان یُفْضِی بیدیه إلی الأرض إذا سَجَدَ وهما تَضِبَّانِ دَماً ، أی تَسِیلان.

وقال أبو عُبید : الضُّبُ : دون السّیلان الشدید ، ویقال منه : ضبّ یَضِبّ ، وبَضَّ یَبِضُّ ، إذا سال الماءُ وغیره.

قال أبو عُبید ، وقال أبو عمرو : الضَّبِیبَه سَمْن ورُبٌّ یُجْعَلُ للصَّبی فی الْعُکّهِ یُطْعَمُه. یقال : ضبِّبُوا لِصِبْیَتِکم.

ویقال : ضَبّ ناقته ، یَضُبُّها ضبّاً ، إذا حَلَبها بخمس أصابع.

وقال الأصمعیّ : أضبَّت السماء ، إذا کان لها ضباب ، ویقال للرجل إذا کان خَبّاً مَنُوعاً : إنه لَخَبٌ ضبّ.

قال : والضَّبُ : الْحِقْدُ فی الصدر ، والضبُ : ورم فی خُفِّ البَعیر.

وقال اللیث : أضبّ الرجلُ علی حِقْدٍ فی القلب وهو یُضِبُ إِضباباً.

ویقال : الضَّبُ : الْقَبْض علی الشیء بالْکَفّ.

والضَّب : داءٌ یأخذ فی الشَّفَهِ فَتَرِمُ ، أو تَجْسُو ، ویقال : تَجْسأَ حتّی تَیْبَسَ وتَصَلَّب.

قال : والضِّباب والضَّبابَهُ : ندًی کالغُبَارِ یَغْشَی الأرض بالْغَدَوَات. یقال : أَضَبَ یومُنا ، ویَوْمٌ مُضِبّ ، وسماء مُضِبّهٌ.

وقال اللیث فی الحدیث : «إنما بَقِیَتْ من الدنیا ضُبَابَهٌ کضُبَابهِ الإِناء» ، یعنی فی القِلَّه وسرعه الذهاب.

قلت : الذی جاء فی الحدیث : إنما بقیت من الدنیا صُبَابَهٌ کصُبَابه الإناء بالصاد.

هکذا رواه أبو عبید وغیره.

أبو عبید ، عن الکسائیّ : أَضْبَبْتُ علی

ص: 328

الشیء : أشرفْتُ علیه أن أظْفَرَ به.

قلت : وهذا من أَضْبَی یُضْبِی ، ولیس من باب المضاعف ، وقد جاء به اللیث فی باب المضاعف ، والصَّواب ما رویناه للکسائی.

وقال أبو زید : أَضَبَ ، إذا تکلَّم ، وأَضْبَأَ علی الشیء ، إذا سَکَت علیه.

وقال اللیث : امرأَه ضِبْضِبٌ ، ورجل ضُبَاضِبٌ : فَحَّاشٌ جریءُ.

قال : ورجل ضُباضِبٌ أَیضاً ، أی قَصیر سمین مع غَلِظ.

قال : والتَّضَبُّبُ : السَّمَنُ حین یُقبِل.

وروی أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : رجلٌ ضُباضِبٌ ، إذا کان قَصیراً سَمِیناً.

أبو عُبَید ، عن الأُمَوِیّ : بعیرٌ أَضَبَ ، وناقَهٌ ضَبَّاء بَیِّنَهُ الضَّبَب ، وهو وَجعٌ یأخذ فی الْفِرْسِن.

قال أبو عُبید : وقال الْعَدَبَّسُ الکِنانِیُّ : الضَّاغِطُ والضَّبُ شَیءٌ واحد ، وهما انْفِتاقٌ من الإِبط ، وکَثْره من اللَّحم.

ابن السکیت : ضَبِبَ البَلدُ : کَثُرَتْ ضِبَابُه ، ذکره فی حروف أَظْهَر فیها التَّضْعیف ، وهی متحرکه ، مثل قَطِطَ شَعرُه ، ومَشِثَت الدّابه ، وأَلِلَ السِّقاء : تغیَّر ریحُه.

والْمضَبِّب الذی یُؤَتِّی الماءَ إلی جِحره الضِّباب ، حتَّی یُذْلِقَها ، فَتبْرُز فَیصیدَها.

قال الکُمَیْت :

بِغَبْیَهِ صَیْفٍ لا یُؤَتِّی نِطافُها

لِیَبْلُغَهَا ما أَخْطَأَتْهُ الْمضَبِّبُ

یقول : لا یحتاج الْمضَبِّبُ أَنْ یُؤَتِّی الماءَ إلی جِحرَتها حتی یَسْتَخرج الضِّباب ویَصیدَها ؛ لأنَّ الماءَ قد کَثُرَ ، والسَّیْل علا الرُّبا ، فکفاه ذلک.

شمِر عن ابن شمیل : التَّضبیب شِدَّه القَبْض علی الشَّیء ؛ کیلا یَنْفَلِتَ مِنْ یده ، یقال : ضَبَّب علیه تَضبیباً.

أبو عبید ، عن أبی عَمْرو : التَّضبُّبُ : السِّمَن حین یُقْبل.

والعَرَب تشبه کَفَّ الْبخیل إذا قَصَّر عن العطاء بکَفِ الضبّ ، ومنه قول الشاعر :

مِناتِینُ أَبْرامٌ کأَنَّ أکُفَّهم

أَکُفُ ضِبَابٍ أُنشقَت فی الْحَبائِلِ

أبو زید : رجل ضِبْضِبٌ ، وامرأه ضِبْضبَهٌ ، وهو الجریء علی ما أتی ، وهو الأَبْلَخ أیضاً ، وامرأه بَلْخاء ، وهی الْجریئه التی تَفْخر علی جیرانها.

أبو عمرو : ضَبَ ، إذا حَقَد.

ابن بُزُرْج : أضَبَّت الأرضُ بالنبات : طلع نباتُها جمیعاً. وأَضَبَ القومُ : نهضوا فی الأمر جمیعاً.

بض

الأصمعیّ وغیره : بَضَ الحَسْیُ ، وهو

ص: 329

یَبِضُ بَضیضاً ، إذا جَعَلَ ماؤه یخرج قلیلاً قلیلاً ، ویقال للرجُل إذا نُعِتَ بالصّبْر علی المصیبه : ما تَبِضُ عَیْنُه.

ویقال للمرأه إذا کانت لَیِّنَه الجلد ، ظاهره الدَّم : إنها لَبَضَّه ، وقد بَضَّتْ تَبِضُ بَضاضَهً.

أبو عُبید ، عن أبی زید : بَضَضت له أَبُضُ بَضّاً ، إذا أعطاه شیئاً یسیراً ، وأنشد شمر :

ولم تُبْضِض النُّکْدُ للجاشِرِین

وأَنْفَدت النَّملُ ما تَنْقلُ

قال : هکذا أَنْشدنیه ابن أنس ، بضم التاء ، وهما لغتان : بَضَ یَبُضُ ، وأَبَضَ یُبِضُ.

ورواه القاسم : «ولم تَبْضُض».

قال : وقال ابن شمیل : البَضَّهُ : اللَّینه الحاره الحامِضه ؛ وهی الصَّقْره.

وقال ابن الأعرابیّ : سقانی بَضّاً وبَضَّهً ؛ أی لبناً حامِضاً.

وقال اللیث : امرأه بَضَّهٌ ، تَارَّهٌ مُکْتَنزَهُ اللّحم فی نَصَاعَه لون ، وبَشَرَهٌ بَضّهٌ بَضیضهٌ ، وامرأه بَضهٌ بَضاض. وبِئْرٌ بَضوضٌ ، یجیءُ ماؤها قلیلاً قلیلاً.

والبَضباض : قالوا : الکَمْأَه ، ولیست بمَحْضه.

وقال أبو سَعِید : فی السِّقاءُ بضاضَه من ماء أی شیء یسیر.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : بَضَّضَ الرجلُ إذا تَنَعَّم ؛ وغَضَّض : صار غَضَاً مُتَنَعِّماً ، وهی الغُضوضهُ. قال : وغضَّض ، إذا أَصابته غضَاضَه.

قال : والْبَضَّهُ : المرأه الناعمه ، سمراء کانت أو بیضاء ، والْمضّهُ : التی تؤذیها الکلمه ، أو الشیء الیسیر.

أبو عُبید : عن الأصمعیّ : الْبَضّهُ من النساء : الرقیقهُ الجلد کانت بیضاء ، أو أَدْماء.

وقال أبو عمرو : هی اللَّحِیمه البیضاء.

وقال الأصمعیّ : الْبَضُ من الرجال الرّخْص الجسد ، ولیس من البیاض خاصه ، ولکنه من الرُّخوصه والرَّخاصه.

وقال غیره : هو الجیِّد الْبَضْعَه السَّمین ، وقد بَضِضْتَ یا رجل تَبَضُ بَضَاضَهً.

باب الضاد والمیم [ض م ]

اشاره

ضم ، مض : [مستعملان].

ضم

قال اللیث : الضَّمُ : ضمک الشّیْء ، تقول : ضَمَمْتُ هذا إلی هذا ، فأَنَا ضَامٌ ، وهو مَضْمُومٌ ، وضامَمتُ فلاناً ، إذا أقُمْتَ معه فی أمرٍ واحد ، والضِّمامُ کلُّ شیء تَضُمُ به شیئاً إلی شیء. والإضْمامَهُ : جماعهٌ من الناس لیس أصْلُهم واحداً ، ولکنهم لفیفٌ ، والجمیع الأضامیم.

ص: 330

وأنشد :

* حَیٌ أَضامِیمُ وأَکْوار نَعَم*

قال : والضُّمَاضِمُ ، من أسماء الأسَدِ ، وضَمْضَمَتُه : صوته.

قال : والضِّمُ والضِّمام : الدّاهیه الشّدیده.

قلت : العَرب تقول للدّاهیه : صَمِّی صَمامِ بالصاد ، وأحسب اللیث أوْ غیره : صَحْفوه فَجَعلُوا الصاد ضاداً ، ولم أسمع الضمّ والضّمام فی أسماء الدواهی.

لغیر اللیث : وضَمْضَم ، اسم رجل.

ویقال : اضْطَ فلان شیئاً إلی نفسِه.

وقال أبو زید : الضُّماضِمُ : الکثیر الأکل الذی لا یشبع.

وقال اللحیانیّ : قال الأمویّ : یقال للرجل البخیل : الضِّرِزّ والضُّماضم ، والْعَضَمَّز ، کله من صفه البخیل ، وهو الصُّوَتِن أیضاً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الضَّمْضَم : الجسیم الشجاع ، بالضاد.

قال : والصَّمْصَم : البخیلُ ، النِّهایه فی البخل ، بالصّاد.

قال : وضَمْضَم الرجل إذا شَجُعَ قلبُه ، ومضَمْض : نام نوماً قلیلاً.

مض

رُوی عن الحسن أنه قال : «خَباثِ کلَّ عِیدانِکِ قد مَضِضْنا فوجدنا عاقبته مُرّا».

وقال اللیث : المَضُ : مضیض الماء کما تَمْتَضُّه ، ویقال : لا تَمِضّ مَضِیض الْعَنْز ، ویقال : ارشف ولا تَمُضّ إذا شربت.

وفی الحدیث : «ولهم کلب یَتَمَضمض عراقیب الناس» ، أی یمضّ.

قال : مَضَّت الْعَنْزُ تَمَضّ فی شربها مَضیضاً ، إذا شربَتْ وعصرت شفتیها.

والمضمضه : تحریک الماء فی الفم وفی الإناء.

أبو عُبید عن الکسائیّ : مَضَّنِی الجرح وأَمَضّنی.

وقال أبو زید والأصمعیّ : أَمَضّنِی. وهو کخل یُمضُ العین ، لم یَعْرفا غیره.

وقال أبو عُبیده : مَضَّنِی الأمر. وأَمَضَّنِی وقال : وأمضّنی کلام تمیم.

قال اللیث : کحل یَمُضّ العین ، ومضیضه : حُرْقته ، وأنشد :

* قَدْ ذَاقَ أکْحالاً من المَضاضِ *

ومَضِضتُ له ، أی بلغت منه المشَقّه.

وقال رؤبه :

* فاقْنَیْ فَشَرُّ ما أَمَضّا*

وکذلک الْهَمُ یُمِضُ القلب أی یَحْرِقه ، وقال : والمِضماض. النوم. یقال : ما مَضمضت عَیْنِی بنوم ، أی ما نامت.

وقال رؤبه :

مَنْ یَتَسَخَّطْ فالإله راضِ

عَنْکَ ومَنْ لم یَرْضَ فی مِضْماضِ

أی فی حُرقه.

ص: 331

وأخبرنی المنذری ، عن المفضل بن سلمه ، عن أبیه ، عن الفراء أنه قال : یقال : ما عَلَّمک أَهْلک من الکلام إلا مضّاً ومیضاً ، وبَضّاً وبیضاً ویقال فی مثلٍ : «إنَّ فی بَضّ وبِضِّ لمَطْعَما».

وقال اللیث : المِضُ : أن یقول الإنسان بطرف لسانه شِبْهُ «لا» ، وهو «هیج» بالفارسیه ، وأنشد :

سألتُها الوَصْلَ فقالت : مِضِ

وحرَّکَتْ لی رأسها بالنَّغْض

وقال الفراء : مِضّ کقول القائل : «لا» یقولها بأضراسه ، فیقال : ما علَّمک أهلُک إلا مِضّ ومِضّ ، وبعضهم یقول : إلا مضّاً ، یُوقع الفعل علیها.

وقال أبو زید : کثرت المضائِضُ بین الناس ، أی الشرّ ، وأنشد :

* وقد کَثُرت بین الأعَمِ المضائِضُ *

والمِضماض : الرجل الخفیف السریع.

وقال أبو النجم :

یَتْرکْنَ کلّ هَوْجَلٍ نَفَّاض

فَرْداً وکلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ

أبو تراب ، قال الأصمعیّ : مَضْمض إناءه ومَصْمصَه ، إذا حرَّکه. وقال اللحیانی : إذا غسله.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : مَضَّض ، إذا شرِب الْمُضاض ، وهو الماءَ الذی لا یطاق ملوحهً ، وبه سمی الرجل مُضاضاً ، وضده من المیاه الْقَطیعُ وهو الصافی الزُّلال.

وقال بعضُ الکلابِیِّین فیما روی أبو تراب : تَماضَ القوم وتماظُّوا ، إذا تَلاحَوْا وعَضَّ بعضهم بعضاً بألسنتهم ، والله أعلم.

* * *

ص: 332

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

کتاب الثلاثی الصحیح من حرف الضاد

اشاره

ض ص : أُهلمتا مع الحروف کلها إلی آخرها.

[أبواب الضاد والسین]

اشاره

ض س ز - ض س ط - ض س د - ض س ت - ض س ظ - ض س ذ - ص س ث

أهملت وجوهها کلها.

ض س ر
اشاره

استُعمل من وجوهها : ضرس.

ضرس

قال اللیث : الضَّرْسُ : العَضُّ الشدید بالضِّرس ، قال : والضَّرَس : خَوَرٌ فی الضِّرْسِ من حموضه ، والضِّرْس ما خشُن من الآکام والأخاشِب ، والضِّرْس : السَّحابه تُمْطر لا عرض لها.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الضَّرْس الأرض الخشنه ، والضَّرْس : المطر الخفیف ، والضَّرْس : کفّ عن البرقع ، والضَّرْس : طول القیام فی الصلاه ، والضَّرْس عَضُّ الْعِدْل والضَّرْس تعلیم القِدْح ، والضِّرس الْفِنْدُ من الجبل ، والضَّرْس : سوء الخلق ، والضَّرْس : صَمْتُ یومٍ فی اللیل ، وَالضَّرْس : الأرض التی نباتها هاهنا ، وهاهنا.

قال : والضَّرْس : المطر هاهنا ، وهاهنا.

والضَّرْسُ : امتحان الرجل فیما یدعیه من علم أو شجاعه.

أبو عُبید ، عن الأصمعیّ : ناقه ضَرُوسٌ ، أی سَیِّئَهٌ الخلُق ، ومنه قولهم فی الحرب : قد ضَرِسَ نابُها ، أی ساء خُلُقها. وقد ضَرَّسْتُ الرجل ، إذا عَضَضْتَه بأَضْراسک ، وبِئر مَضْروسهٌ ، إذا بُنِیت بالحجاره ، وهی

ص: 333

الضَّریس ، ووقعت فی الأرض ضُرُوس من مطر ، أی وقعت فیه قِطع مُتَفَرقه ، وفلانٌ ، ضَرِسٌ شَرِسٌ أی صَعْبُ الخُلُق.

ورَیْط مُضَرَّس : ضرْبٌ من الوَشْی. وحَرَّهٌ مُضَرَّسَهٌ : فیها کأَضْرَاسِ الکِلاب من الحجاره.

شمِر : رَجُلٌ مُضَرَّسٌ ، إذا کان قد سافر وجَرَّب ، وقاتل. وضارَسْتُ الأمور : جَرَّبْتها وعرفْتها. وضَرِسَ بنو فلان بالحرب ، إذا لم ینتهوا حتی یقاتلوا.

ویقال : أصبح القوم ضَراسَی ، إذا أصبحوا جِیاعاً ، لا یأتیهم شیء إلا أکلوه من الجوع. قال : ومثل ضَرَاسی قوم حَزَانَی لجماعه الحزِین ، وواحد الضَّراسَی ضَرِیس ، وثَوْبٌ مُضَرَّسٌ أی مَوَشَّی ، وقال الشاعر :

رَدَعُ الْعَبِیرِ بِجِلْدِها فَکأَنَّه

رَبْطٌ عِتاقٌ فی الْمَصانِ مُضَرَّسُ

قال : ورجل مُضَرَّس : مجرّب قد جُعِل ضَرِساً.

وقال اللیث : التضریسُ : تحزیزُ دینارٍ ، ونبرٌ یکون فی یاقوتهٍ ، أو لؤلؤه ، أو خشبه. وقِدْحٌ مُضَرَّسٌ لیس بأَمْلس.

وقال أبو الأسود الدُّؤلی وأنشده الأصمعیّ :

أتانِیَ فی الضَّبْغاءِ أوْسُ بنُ عامرٍ

یُخادِعُنی عنها بِجِنّ ضِراسِها

قال الباهلیّ : الضِّراس : مِیسَمٌ لهم ، والجِنُّ حِدْثان ذاک. وقیل : أراد بحدثان نتاجِها ، ومن هذا قیل : ناقه ضَرُوس ، وهی التی تَعَضُّ حالبها.

شمِر ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الضِّرْس : الأکمهُ الخشناء الغلیظه ، وهی قطعه من القُفِّ مُشرفه شیئاً ، غلیظه جداً ، خَشِنه الموطیء ، إنما هی حجر واحد لا یخالطه طین ، ولا ینبت شیئاً ، وهی الضُّروس ؛ إنما ضَرَسُه غِلَظُه وخُشْنَتُه.

وقال الفراء : مررنا بِضِرْس من الأرض ، وهو الموضع یُصیبه المطر یوماً أو قَدْرَ یوم.

وقال غیره : حَرَّهُ مُضرَّسَهٌ : فیها کأضراسِ الکلاب من الحجاره.

وقال المُفَضل : الضِّرْسُ : الشِّیحُ والرِّمْثُ ونحوه إذا أُکِلت جُذوله ، وأنشد فی صفه إبل تجلح أُرُوم الشجره :

رَعَتْ ضِرْساً بصحراءِ التَّناهِی

فأَضْحَت لا تُقِیم علی الْجُدوب

وقال أبو زید : الضَّرِسَ : الضَّرِمُ الذی یَغْضب من الجوع. والضَّرْسُ : أنْ یُفْقَر أَنْفُ البعیر بمَرْوَهٍ ، ثم یوضَع علیه وَتَرٌ أَوْ قِدٌّ لُوِیَ علی الجریر یُذَلَّلُ به ، فیقال : جمل مُضرُوسُ الجریر وأنشد :

تَبْعِتکُم یا حَمْدُ حَتَّی کأَنَّنی

لحبکِ مَضرُوسُ الجرِیر قَؤُودُ

ص: 334

الحرانیّ ، عن ابن السکیت ، قال : الضَّرْسُ : طَیُّ البِئر بالحجاره ، یقال : ضَرَسها یضرِسها ، والضَّرْس : أن یُعَلِّمَ الرجل قِدْحَه بأن یَعَضَّه بأسنانه ، فیؤثر فیه ، وأنشد الأصمعیّ :

وأَصْفَر من قِداح النَّبْعِ فَرْعٍ

به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ

والضَّرَسُ : أن تَضْرَسَ الأسنان من شیْءَ حامضٍ.

ض س ل - ض س ن ض س ف

مهملات.

ض س ب
ضبس

أهمله اللیث : وفی حدیث عمر أنه قال فی الزبیر : ضرس ضَبِس.

هکذا رواه شمِر فی کتابه ، قال : وقال أبو عَدنان : الضَّبِس فی لغه تمیم : الْخَبّ ، وفی لغه قیس : الدّاهیه.

قال : ویقال : ضَبْسٌ ، وضِبْس.

وقال الأصمعیّ فی أرجوزه له :

* بالْجارِ یَعْلَقُ حَبْلَهُ ضِبسٌ شَبِث*

وقال أبو عَمْرو : الضِّبْس : الثَّقیل البدن والرّوح.

قال : وقال ابن الأعرابیّ : الضَّبْسُ : إلحاح الغریم علی غریمه ، یقال : ضَبَسَ علیه ، والضِّبْس : الأحمقُ الضَّعیف البدن.

ض س م

مهمل.

أبواب الضاد والزای

اشاره

ض ز ط - ض ز د - ض ز ت - ض ز ط - ض ز ذ - ض ز ث :

مهملات.

ض ز ر
ضرز

قال اللیث : الضَّرِزُ : ما صَلُب من الصخور ، والضَّرِزُّ : الرجل المتشدد الشَّدید الشّح.

وقال الأمویّ : یقال للرجل البخیل : ضِرِزّ.

وقال ابن شمیل : ضَرْزُ الأرض : کَثْرَهُ هُبْرِها ، وقِلّه جَدَدِها. یقال : أرض ذات ضَرْز.

ض ز ل :

مهمل.

ض ز ن :
اشاره

استعمل من وجوهها : ضزن.

ضزن

قال اللیث : الضَّیْزَنُ : الشریک فی المرأَه.

وقال أوس :

الفارِسِیَّه فیکم غیرُ مُنْکَرَهٍ

فکُلُّکُمْ لأبیه ضَیْزَنٌ سَلِفُ

یقول : أنتم مثل المجوس یتزوج الرجل منهم امرأه أبیه ، وامرأه ابنه.

وقال اللحیانیّ : جعلت فلاناً ضَیْزَنا علیه ، أی بُنْدَاراً علیه. قال : وأرسلته مُضْغِطاً

ص: 335

علیه ، وأهل مکه والمدینه یقولون : أرسلته ضاغطاً علیه.

قال : والضَّیْزَنُ أیضاً : وَلدُ الرجل وعِیاله وشرکاؤه ، وکذا کل من زَاحَمَ رجلاً فی أمرٍ فهو ضَیْزَن ، والجمیع الضیَّازن.

وقال غیره : یقال للنِّخَاس الذی تُنْخَسُ به الْبَکَرَهُ إذا اتسع خرقُها الضیْزَن ، وأنشد :

* علی دَمُوکٍ تَرْکَبُ الضیازِنَا*

وقال أبو عَمْرو : الضَّیْزَنُ یکون بین قَبِّ الْبَکَرهِ والسَّاعد ، والسَّاعد خَشَبهٌ تُعَلَّق علیها الْبَکَرَه.

وقال أبو عُبَیْده : یقال : للفرس إذا لم یَتَبَطَّن الإناث ، ولم یَنْزُ قَطّ : الضَّیْزَان.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : الضَّیْزَن : الذی یتزوج امرأه أبیه إذا طلَّقها ، أو مات عنها. والضیْزَنُ : خَدُّ بکره السَّقْی ، والضیْزَن : السّاقی الْجَلد ، والضَّیزَن : الحافظ الثِّقه. وأنشد :

* إنَّ شَرِیبَیْکَ لَضَیْزَنَانِهْ *

ض ز ف
ضفز

ضَفَزَ یده. قال : قال اللیث : الضَّفْزُ : تَلْقِیمُکَ البعیرَ لُقَماً عِظاماً ، تقول : ضَفَزْتُه فاضْطَفَزَ ، وکل واحده منها ضَفِیزَه ، ویقال : ضَفَزْتُ الفَرَس لجامَه ، إذا أَدْخَلته فی فیه.

أبو عُبید ، عن أبی زید : الضَّفْزُ والأَفْزُ : الْعَدْو ، ویقال : منه ضَفَزَ یَضْفِزُ ، وأَفَزَ یَأْفِزُ.

وقال غیره : أَبَزَ وضَفَزَ بمعنی واحد.

وقال عمرو ، عن أبیه : الضَّفْزُ : الجِمَاعُ.

وقال أعرابیّ : ما زِلْتُ أَضْفِزُ بها ، أَیْ أَنِیکُها إلی أن سَطَعَ الفُرْقان ، أی السَّحَر.

قال : والضَّفْزُ التَّلْقِیمُ ، والضَّفْزُ الدَّفْع ، والضَّفْز : القَفْز.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «مَلْعُونٌ کلُ ضَفَّاز».

وقال الزجاج : معنی الضَّفَّاز : النَّمَّام مُشْتَقُّ من الضَّفْز ، وهو شعیر یُجَشُّ فیُعْلَفُه البعیر ، وقیل للنمام : ضَفَّاز ؛ لأنه یُزَوِّرُ القول ، کما یهیّأ هذا الشعیر لُقَماً لعلف الإبل ، ولذلک قیل للنمام : «قَتَّاب» من قولهم : دُهْنٌ مُقَتَّتٌ ، أی مُطَیَّبٌ بالرَّیاحین.

ض ز ب
[ضبز]

قال اللیث : الضَّبْزُ. الشّدید المحْتال من الذئاب ، وأنشد :

وتَسْرِقُ مالَ جَارِکَ باحْتِیَالٍ

کَحَوْلِ ذُؤَالَهٍ شَرِسٍ ضَبِیزِ

قال والضَّبْزُ : شده اللحظ ، یعنی نظراً فی جانب.

ض ز م
اشاره

استعمل منه : ضمز.

ضمز

قال اللیث : الضَّمْزُ من الإکام ،

ص: 336

الواحده ضَمْزَه ، وهی أکمه صغیره خاشعه ، وأنشد :

* مُوفٍ بها علی الإکامِ الضُّمَّزِ*

وقال شمر ، عن ابن الأعرابیّ : الضَّمْز : الغِلَطُ من الأرض ، ویقال للرجل إذا جمع شِدْقَیْه فلم یتکلم : قد ضَمِزَ.

وقال الأصمعیّ : الضَّمْز : ما ارتفع من الأرض ، وجمعه ضُمُوز ، وقال رؤبه :

کَمْ جَاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ

ونَکَّبَتْ من جُوءَهٍ وضَمْز

وقال أبو عَمْرو : الضَّمْزُ : جبل من أصاغِر الجبال مُنفرِد ، وحجارته حُمر صِلاب ، ولیس فی الضَّمْز طین ، وهو الضَّمْزَزُ أیضاً.

وقال اللیث : الضّامِزُ : الساکِتُ لا یتکلم ، والبعیرُ إذا لم یَجْتَرَّ فقد ضَمَزَ.

وقال الشماخ یصف عِیراً وأُتُنَه :

لَهُنَّ صَلِیلٌ یَنْتَظِرْنَ قضاءه

بضاحی غَدَاهٍ أَمْرُه وهو ضامِزُ

قال : وکل من ضمّ فاه ، فهو ضامِز ، وناقهٌ ضامِز : لا تَرْغُو. والله تعالی أعلم بمراده.

(أبواب) الضاد والطّاء

اشاره

ض ط د - ض ط ت - ض ط ظ - ض ط د - ض ط ث

مهملات.

ض ط ر
اشاره

استعمل من وجوهه : ضرط ضیطر.

ضطر.

ضطر

أبو عُبید ، عن الأمویّ : الضَّیطر : العظیم من الرِّجَال ، وجمعُه : ضیَاطِر ، وضَیَاطِرَه ، وضَیْطارون ، وأنشد أبو عَمْرو لمالک بن عوف :

تَعَرَّضَ ضَیْطَارُ وخُزاعهَ دُونَنا

وما خَیْرُ ضَیْطارٍ یُقَلِّبُ مِسْطَحا

وقال اللیث : الضَّیْطَر : اللئیم ، قال الراجز :

* صاحِ أَلَم تَعْجَبْ لِذاکَ الضَّیْطَرِ*

ویقال للقوم إذا کانوا لا یُغْنون غَناء : بَنُو ضَوْطَری.

وقال جریر :

تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّیب أَفْضلَ مَجْدِکُمْ

بَنِی ضَوْطَری لَوْ لَا الْکَمِیَّ الْمُقَنَّعا

ضرط

قال اللیث : الضُّراط معروف ، وقد ضَرَطَ یَضْرِطُ ضَرْطاً.

وقال اللحیانیّ : من أمثالهم : الأَخْذُ سُرَّیْطاء ، والقضاء ضُرَّیْطَاء.

قال : وبعض یقول : الأخْذُ سُرَّیْطٌ والقضاءُ ضُرَّیطٌ.

قال : وتأویله تحب أن تَأْخُذ وتَکْرَه أَن تَرُدّ.

ویقال : أَضْرَطَ فلان بفُلان ، إذا اسْتَخَفَ

ص: 337

به وسَخِرَ منه ، ومن أمثالهم : «کانت منه کَضَرْطهِ الأصَمّ» ، إذا فعل فعلهً لم یَکن فعَل قبلها ولا بعدها مثلَها ، یضرب له ، قاله أبو زید :

ض ط ل

مهمل.

ض ط ن
اشاره

استعمل منه : ضنط. ضطن.

ضطن

قال اللیث : الضَّیْطَن والضَّیْطَان : الرجل الذی یحرک مَنْکِبَه وَجَسَدَه حین یمشِی مع کثره لَحْم. یقال : ضیْطَن الرجلُ ضَیْطَنَهً وضِیطَاناً ، إذا مَشی تلک المِشیه.

قلت : هذا حرف مریب ، والذی عَرفناه ما روی أبو عُبید ، عن أبی زید : قال : الضَّیَطَانُ بتحریک الیاء ، أی یحرک مَنْکِبَیْه وجسده حین یمشی مع کثره لَحْم.

قلتُ : هذا من ضَاطَ یَضِیطُ ضَیَطاناً ، والنون فی الضَّیَطان نون فَعَلان ، کما یقال : من هام یهیم هَیَماناً.

وأما قول اللیث : ضَیْطَنَ الرجل ضَیْطَنَهً ، إذا مشی تلک المشیه ، فما أراه حفظه الثِّقات.

ضنط

قال ابنُ درید : قال أبو مالک : قال أبو عُبیده الضَّنَطُ : الضَّیق ، وفی «نوادر أبی زید» : ضنِطَ فلانٌ من الشحم ضنَطا وأنشد :

* أبُو بَنَات قَدْ ضَنِطْنَ ضَنَطَا*

والضِّناط الزحام.

ض ط ف
اشاره

استعمل من وجوهه : ضفط.

ضفط

فی حدیث عمر : أنه سمع رجلاً یتعوَّذ من الفِتَن ، فقال : «اللهم إنی أعوذ بک من الضَّفَاطَهِ أتسأل ربک ألا یرزقک أهلاً ومالاً».

قلت : تأوّل عمر قول الله جلّ وعزّ : (أَنَّما أَمْوالُکُمْ وَأَوْلادُکُمْ فِتْنَهٌ) [التغابن : 15] ، ولم یُرِدْ فتْنه القتال والاختلاف التی تموج موج البحر ، وأما الضَّفَاطَهُ فإن أبا عُبید عَنَی به ضَعْف الرأی والجَهْل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیُّ : یقال منه : رجل ضَفِیطٌ.

وروی عن ابن سیرین أنه شَهِدَ نکاحاً ، فقال : أین ضَفَاطَتُکُمْ؟

فَسَّرُوه أنه الدّفّ ، سُمِّی ضَفَاطَه ، لأنه لعِبٌ ولهوٌ ، وهو راجع إلی ضَعْف الرّأی والجهل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الضَّفَّاطُ : الأحْمَق.

وقال اللیث : الضفَّاطُ : الذی قد ضَفَطَ بسَلْحِه ، ورَمی به.

شمِر : رجل ضَفِیطٌ ، أی أحمق کثیرُ الأکل.

قال : وقال ابن شُمیل : الضِّفِطُّ : التّارُّ من

ص: 338

الرّجال ، والضّفّاط : الجالبُ من الأصْل ، والضَّفَّاطُ : الحامل من قَرْیه إلی قریهٍ أخری والضفَّاطَه : الإبلُ التی تحمل المتاع ، والضَّفَّاط الذی یُکری الإبل من قریه إلی قریه أخری.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ : الضفّاط الجمّال.

ورُوی عن عمر : أنه سئِل عن الوِتْر ، فقال : «أنا أوتر حین یَنام الضَّفْطَی» ، أراد بالضَّفْطَی جمع الضفِیط ، وهو الضعیفُ الرَّأی.

قال : وعُوتِب ابنُ عباس فی شیء فقال : «هذه إحدی ضَفَطَاتِی» ، أی غَفَلاتی.

ض ط ب
اشاره

استعمل من وجوهه : ضبط.

ضبط

قال اللیث : الضبط : لزوم شیء لا یفارقه فی کل شیء ، ورجل ضابط : شدید البطش ، والقوّه والجسم.

وفی الحدیث : أنه سُئِل عن الأضْبَط.

قال أبو عُبید : هو الذی یعمل بیدیه جمیعاً ، یعمل بیساره کما یعمل بیمینه.

قال : وقال أبو عمرو مثله. قال أبو عبید : ویقال من ذلک للمرأه : ضَبْطاء ، وکذلک کلُّ عامل یعمل بیدیه جمیعاً.

وقال معن بن أوس یصف ناقه :

غدافِرَهٌ ضَبْطَاءُ تَحْذِی کأَنَّها

فَنِیقٌ غَدا تحْمِی السَّوامَ السَّوارِحَا

وهو الذی یقال له : أَعْسَرُ یَسَرٌ ، وأنشد ابن السکیت یصف امرأه :

أمّا إذا أحْرَدَتْ حَرْدَی فَمُجْریَهٌ

ضبْطاءُ تَقْرُب غِیلاً غَیْرَ مَقْروبِ

فشبه المرأه باللبؤه الضبْطاء نَزقاً وخِفَّهً.

ثعلب : عن ابن الأعرابیّ : إذا تَضبَّطتِ الضأن شَبِعت الإبل ، وذلک أنَّ الضأْن یقال لها : الإبل الصُّغْری ، لأنها أکثر أَکلاً من المِعْزی ، والمِعْزی أَلْطف أَحْناکاً ، وأَحْسَنُ إِرَاحه ، وأَزْهَد زُهداً منها ، فإذا شبعث الضأن فقد أَحْیا الناسُ لکثره الْعُشْب ، ومعنی قوله : تَضبَّطَتْ : قَوِیَت وسَمِنَتْ.

ویقال : فلان لا یَضبِطُ عملَه ، إذا عَجز عن وِلایَهِ مَا وَلِیَه ، ورجل ضابِطٌ : قَوِیٌّ علی عَمَله.

ثعلب ، عن ابن الأعرابیّ ، قال : لُعْبَهٌ للأعراب تسمی الضَّبْطَهُ ، والمَسَّه ، وهی الطَّریدَه.

ض ط م

مهمل.

وأمَّا الاضطمام فهو افتعالٌ من الضمّ.

انتهی بحمد الله تعالی

ص: 339

ص: 340

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

المنهج العام لکتاب تهذیب اللغه

1 - یتَّبع مخارج الحروف. وتألیفها :

ع ح ه - خ غ / ق ک / ج ش ض / ص س ز / ط د ت / ظ ذ ث / ر ل ن / ف ب م / و ا ی.

وقد نظمها أبو الفرج سلمه بن عبد الله المعافری فی قوله :

یا سَائِلِی عَنْ حُرُوفِ العَیْنِ دُوْنَکَهَا

فی رُتْبَهٍ ضَمَهَّا وَزْنٌ وإِحْصَاءُ

العَیْنُ والحَاءُ ثُمَّ الهَاءُ والخَاءُ

والغَیْنُ والقَافُ ثُمَّ الکَافُ أَکْفَاءُ

والجیْمُ والشِّیْنُ ثُمَّ الضَّادُ یَتْبَعُهَا

صَادٌ وسِیْنٌ وَزایٌ بَعْدَهَا طَاءُ

والَّدالُ والتَّاءُ ثُمَّ الظَّاءُ مُتَّصِلٌ

بِالظَّاءِ ذَالٌ وثَاءٌ بَعْدَهَا رَاءُ

واللَّامُ والنُّوْنُ ثُمَّ الفَاءُ والبَاءُ

والمِیْمُ والوَاوُ والمَهْمُوْزُ والیَاءُ

2 - یجری نظام أبواب الکتاب علی الوجه التالی :

أولاً : المضاعف.

ثانیاً : أبواب الثلاثی الصحیح.

ثالثاً : أبواب الثلاثی المعتل.

رابعاً : أبواب اللفیف.

خامساً : الرباعی مرتباً علی أبوابه.

سادساً : الخماسی بدون أبواب.

ص: 341

ص: 342

فهرس الأبواب اللغویه للجزء الحادی عشر من تهذیب اللغه

أبواب الجیم والتّاء......................................................... 5

أبواب الجیم والظّاء......................................................... 9

أبواب الجیم والذال........................................................ 9

أبواب الجیم والثّاء........................................................ 15

أبواب الجیم والرّاء........................................................ 21

أبواب الجیم واللام....................................................... 55

أبواب الجیم والنون....................................................... 76

أبواب الجیم والفاء....................................................... 90

باب الجیم والباء مع المیم................................................. 90

کتاب الثلاثی المعتل من حرف الجیم....................................... 91

باب الجیم والشین........................................................ 91

باب الجیم والضاد........................................................ 95

باب الجیم والزای........................................................ 98

باب الجیم والدال...................................................... 107

باب الجیم والتاء....................................................... 112

باب الجیم والظاء....................................................... 113

باب الجیم والذال...................................................... 114

باب الجیم والثاء....................................................... 116

باب الجیم والراء........................................................ 118

باب الجیم واللام....................................................... 126

باب الجیم والنون....................................................... 133

ص: 343

باب الجیم والفاء....................................................... 140

باب الجیم والباء....................................................... 145

باب الجیم والمیم........................................................ 153

أبواب الرباعی من حرف الجیم........................................... 163

باب الجیم والشین...................................................... 163

باب الجیم والضاد...................................................... 163

باب الجیم والصا....................................................... 164

باب الجیم والسین...................................................... 164

باب الجیم والزای....................................................... 166

باب الجیم والطاء....................................................... 169

باب الجیم والدال...................................................... 170

باب الجیم والتاء....................................................... 173

باب الجیم والظاء....................................................... 173

باب الجیم والذال...................................................... 173

باب الجیم والثاء – والجیم والراء.......................................... 173

کتاب الشین من تهذیب اللغه

باب الشین والصاد..................................................... 179

باب الشین والسین..................................................... 180

باب الشین والزای...................................................... 180

باب الشین والطاء...................................................... 180

باب الشین والدال...................................................... 182

باب الشین والتاء....................................................... 184

باب الشین والظاء...................................................... 185

باب الشین والذال...................................................... 186

باب الشین والثاء....................................................... 186

ص: 344

باب الشین والراء....................................................... 186

باب الشین واللام...................................................... 189

باب الشین والنون...................................................... 190

باب الشین والفاء...................................................... 194

باب الشین والباء....................................................... 197

باب الشین والمیم....................................................... 199

أبواب الثلاثی الصحیح من حرف الشین.................................. 201

أبواب الشین والضاد.................................................... 201

أبواب الشین والصّاد.................................................... 201

أبواب الشین والسین.................................................... 204

أبواب الشین والزّای..................................................... 206

أبواب الشین والطاء.................................................... 210

أبواب الشین والدال.................................................... 220

أبواب الشین والتاء..................................................... 224

أبواب الشین والظاء.................................................... 227

أبواب الشین والذال.................................................... 228

أبواب الشین والثاء..................................................... 230

أبواب الشین والرّاء...................................................... 231

أبواب الشین واللّام..................................................... 252

أبواب الشین والنون..................................................... 257

أبواب الشین والباء مع المیم.............................................. 263

أبواب الثلاثی المعتل من حرف الشین..................................... 264

باب الشین والضاد..................................................... 264

باب الشین والصاد..................................................... 264

باب الشین والسین..................................................... 265

ص: 345

باب الشین والزای...................................................... 266

باب الشین والطاء...................................................... 267

باب الشین والدال...................................................... 270

باب الشین والتاء....................................................... 272

باب الشین والظاء...................................................... 273

باب الشین والذال...................................................... 274

باب الشین والثاء....................................................... 275

باب الشین والراء....................................................... 275

باب الشین واللام...................................................... 282

باب الشین واللام...................................................... 285

باب الشین والفاء...................................................... 290

باب الشین والباء....................................................... 293

باب الشین والمیم....................................................... 297

باب الرباعی من حرف الشین........................................... 308

کتاب حرف الضّاد

أبواب مضاعف الضّاد.................................................. 312

باب الضاد والزای...................................................... 312

باب الضاد والطاء...................................................... 313

باب الضاد والدال...................................................... 313

باب الضاد والراء....................................................... 314

باب الضاد واللّام...................................................... 318

باب الضاد والنون...................................................... 321

باب الضاد والفاء...................................................... 323

باب الضاد والباء....................................................... 327

باب الضاد والمیم....................................................... 330

ص: 346

کتاب الثلاثی الصحیح من حرف الضاد.................................. 333

أبواب الضاد والسین.................................................... 333

أبواب الضاد والزای..................................................... 335

أبواب الضاد والطّاء.................................................... 337

ص: 347

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.