تهذیب اللغه المجلد 9

اشاره

سرشناسه : ازهری، محمدبن احمد، ق 370 - 282

عنوان و نام پدیدآور : تهذیب اللغه/ ابی منصور محمدبن احمد الازهری؛ علّق علیها عمر سلامی، عبدالکریم حامد

مشخصات نشر : بیروت : دار إحیاء التراث العربی، الطبعه الأولی، 1421ه = 2001م.

مشخصات ظاهری : 15 ج

موضوع : واژه نامه ها Dictionaries

موضوع : زبان عربی -- فقه اللغه عربی

موضوع : زبان عربی -- واژه نامه ها

توضیح : «تهذیب اللغه» اثر ابومنصور محمد بن احمد ازهری از علمای ادب عرب و زبان شناس قرن چهارم هجری است که در موضوع لغت به زبان عربی در 15 جلد منتشر شده است. گردآوری لغاتی که مؤلف خود مستقیما از عرب بادیه نشین شنیده و نیز تصحیح و تهذیب کلماتی که در ثبت و ضبط قرائت و کتابتشان خطا و تصحیف رخ داده انگیزه مولف از نگارش کتاب بوده است. بر همین اساس کتابش را به تهذیب اللغه نامگذاری کرده است.

نویسنده در جلد اول بعد از مقدماتی وارد متن کتاب می شود و الفاظ را از حروف حلقی شروع کرده و با حروف لبی و حروف بدون جایگاه (جوف) در جلد آخر به پایان می برد. ترتیب کتاب بر اساس حروف چنین است: (ع ح ه خ غ- ق ک- جش ض- صس ز- ط د ت- ظ ذ ث- ر ل ن- ف ب م- و ا ی). وی بعد از هر حرف ابتداء مضاعف آن حرف را یعنی واژه هایی که دو حرف از حروف آن مشابه باشد را ذکر می کند. سپس ابواب ثلاثی صحیح و در ادامه ثلاثی معتل و در مرحله بعد ابواب لفیف و در پایان ابواب رباعی را متذکر می شود.

مؤلف در این کتاب از شیوه اشتقاقی خلیل بهره برده و آن را از نظر نوع چینش و نظام کلمات مانند «العین» خلیل مرتب نموده است؛ یعنی بر حسب ترتیب ابجد و الفبایی نیست؛ بلکه تحت تاثیر آواشناسی زبان سنسکریت، با توجه به حروف اصلی کلمه و بر طبق مخارج حروف و با محوریت حروف حلقی مرتب کرده است، و به بیرونی ترین آنها یعنی واژه های لبی ختم می گردد. او گونه های مختلف یک ماده را استخراج و الفاظ مستعمل و مهمل آن را جدا و معانی هر یک از مستعملات آن را بیان کرده است.

ص: 1

اشاره

ص: 2

ص: 3

ص: 4

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

[تتمه کتاب حرف القاف]

[تتمه أبواب الثلاثی الصحیح من حرف القاف]

[أبواب باب القاف والطاء]

اشاره

اشاره(1)

(ق ط د) - (ق ط ت) - (ق ط ظ). (ق ط ذ) : أهملها اللیث کلها.

وقد استعمل من جمیع وجوهها : [ذقط].

ذقط

قال أبو عُبید : وَنَم الذُّبَابُ وذَقَطَ : بمَعْنی واحدٍ. (قالَ : وقال أبو زَیْدٍ : ذَقَط الطّائِرُ یَذْقُطُ ذَقْطاً ، إذَا نَزَا. وأنشد :

لَقدّ وَنَم الذُّبَابُ عَلَیهِ حَتّی

کَأَنَّ وَنِیْمَهُ نُقَطُ المِسدَادِ

ثعلبٌ عن ابنِ الأَعرابیِّ : الذَّاقِطُ : الذُّبَابُ الکَثِیرُ السّفَادِ.

وقال غیرُه : الذُّقَطُ : ذُبابٌ صَغِیرٌ ، یدخُلُ فی عُیُونِ النّاسِ ، وجمعُهُ : ذُقْطَانٌ.

وقالَ الطّائِفِیُّون : من ضُرُوبِ الذُّبَابِ : الذُّقَطُ ، وهو الّذی یَکُونُ فی البُیُوتِ.

وَحَکَی أبو تُرابٍ عَنْ بَعْضِ بَنِی سُلَیمٍ یُقَالُ : تَذَقَّطْتُ الشَّیءَ تَذَقُّطاً ، وَتَبقَّطْتُهُ تَبَقُّطاً ، إذا أَخَذْتَهُ قَلِیلاً قَلِیلاً ، ذَکَرَهُ فی بابِ : اعْتِقَابِ الباءِ والذَّالِ.

[ق ط ث : مهمل].

ق ط ر
اشاره

قطر - قرط - طرق - رقط - : مستعمله.

قطر

قال اللیثُ : قَطَرَ الماءُ قَطْراً وَقَطَرَاناً.

قالَ : وجَمْعُ القَطرِ ، قِطَارٌ والقِطَارُ : أن تقْطُرَ الإبلَ بعضَها إلی بَعْضِ عَلَی نَسَقٍ واحِدٍ ، والمِقْطَرَه اشْتُقَّتْ اسْماً مِنْهُ ؛ لأنَّ مَنْ حُبِسَ فیها کانُوا عَلَی قِطارٍ واحِدٍ ، مَضْمُومٌ بعضهُم إلی بَعْضٍ أرجُلُهُمْ فی خُرُوقٍ خَشَبَهٍ مَفْلُوقَهٍ کلُّ خَرْقٍ عَلَی قَدْرِ سعَهِ السَّاقِ.

أبو عُبید عن الکِسائیِّ : قَطَرَ الرَّجُلُ فی

ص: 5


1- ما بین المعکوفتین ساقط من المطبوعه - (من باب القاف والطاء حتی ماده طفق) - وأثبتناه من کتاب «تهذیب اللغه» المستدرک علی الأجزاء السابع والثامن والتاسع ، بتحقیق الدکتور رشید عبد الرحمن العبیدی.

الأرْضِ قُطُوراً ، ومَطَرَ مُطُوراً ، إذَا ذَهَب فِیها.

وقال شَمِر : یُقالُ : تَقَطَّر عَنِّی ، أیْ : تَخَلَّفَ عنِّی ، وأنشد :

إنِّی عَلَی مَا کانَ مِنْ تَقَطُّرِی

عَنْکَ ومَا بی عَنْکَ مِنْ تَأَسُّرِی

ویُقَالُ : تَقَطَّرَ فلانٌ لِلقتَالِ تَقَطُّراً ، وتَقَتَّرَ وتَشَذَّرَ ، إذَا تَهَیَّأَ لَهُ ، وتَحَرّفَ لِذلِکَ.

قالَ ذلکَ أبو عُبَیدٍ : (قالَ ابنُ الأَعرابیِّ : تَشَذَّرَ فُلانٌ وتَقَتّرَ وتَقَطَّر وتَشَزَّنَ إذا تَهَیَّأ للحَمْلَهِ.

وَرَوی ابنُ شُمَیل عن هِشَام عن ابنِ سِیرِینَ : أنَّهُ کانَ یَکرَهُ القَطَر. قالَ : والْقَطَرُ أَنْ یَزِنَ جُلّهً مِنْ تَمْرٍ ، أو عِدْلاً من المَتَاعِ والحَبِّ ویَأْخُذَ مَا بَقِیَ عَلی حِسَابِ ذلِکَ ، ولا یزِنُ.

وقالَ أبو مَعَاذٍ : القَطَرُ : هو البَیْعُ نَفْسُهُ.

وقالَ أبو العَبَّاسِ : قال ابنُ الأعرابیِّ : المُقَاطرَهُ : أن یَأْتِیَ الرَّجُلُ إلی رَجُلٍ فَیَقُولَ له : بِعْنِی مَا لَکَ فی هَذَا البَیْتِ من التّمرِ جُرافاً بلا کَیْلٍ ولا وَزْنٍ فَیَبِیعَهُ.

وَأَخْبَرَنی المُنْذِرِیُّ عن الصَّیْدَاوِیّ عَنِ الرَّیاشِیِّ ، قالَ : یُقالُ : أکْرَیْتُهُ مُقَاطرهً إذا أکراهُ ذَاهِباً وجَائِیاً ، وأکْریتُهُ وُضْعَهً و (تَوْضِعَهً) إذَا أَکْراهُ دَفعَهً.

وقالَ الله جلّ وعزّ : (سَرابِیلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ) [إبراهیم : 50] قِیلَ ، والله أعْلَمُ : إنَّهَا جُعِلَتْ مِنَ القَطِرَانِ ؛ لأنهُ یُبالغُ فی اشْتِعَالِ النَّارِ فی الجُلُودِ.

وَقَرأهَا ابنُ عَبَّاسٍ : مِنْ قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ : النُّحاسُ ، والآنی الَّذی قَدِ انْتَهی حَرّهُ.

وَقالَ اللیثُ : القَطِرَانُ والقِطْرَانُ : لُغَتَانِ ، وهو یَتَحَلَّبُ من شَجَرِ الأَبْهُلِ ، یُطْبَخُ ، فَیتَحلَّبُ مِنْهُ.

وقولُه - جلّ وعزّ : (مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الرحمن : 33]. أقْطَارُهَا : نَواحِیْهَا ، واحِدُها : قُطْرٌ. وکذلک أَقْتَارُها ، واحدُها : قُتْرٌ.

وقالَ ابنُ مَسْعُودٍ : لا یُعْجِبَنَّکَ ما تَری من المَرْء حَتَّی تَنْظُر عَلَی أَیِ قُطْرَیْهِ یَقَعُ. أَیْ : عَلَی أیِّ. شِقَّیْهِ یقع فی خاتمه عمله؟ أَعلَی شق الإسلام أو غیره؟.

وأقْطارُ الفَرسِ : ما أشْرَفَ منهُ : وهو کَاثِبَتُهُ ، وعَجُزُهُ. وکَذلِکَ أَقْطارُ الجَبَل والجَمَلِ :

ما أشْرَفَ من أعالیهِ.

الأصمعی : طَعَنَه فَقَطَّرهُ ، إذا ألْقَاهُ عَلَی أحَدِ قُطْرَیْهِ وَصَرَعَهُ.

وقال اللیث إذا صَرَعْتَ الرَّجُلَ صَرْعَهً شَدِیدهً قُلْتَ : قَطَّرْتُهُ ، وأَنشَدَ :

قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَی وَجَاراتُهَا

ما قَطَّرَ الفَارِسَ إلا أنَا

ص: 6

وبَعِیْرٌ قاطِر ، وهو الذی لا یَزالُ یَقْطُرُ بَوْلُهُ.

أبو عبید عن الأصمعیِّ : إذا تَهَیّأ النَّبْتُ لِلیُبْسِ ، قیلَ : قد أقْطَارَّ أَقْطِیراراً ، وهو أَن یَنْثَنی ویَعْوَجَّ ، ثم یَهِیج - یَعْنی : النَّباتَ - ، وقالَ أبو عُبَیدٍ : القَطَرُ : العُودُ الذی یُتَبَخَّرُ بِهِ ، والمِجْمَرَهُ : مِقْطَرَهٌ. وقال امرؤُ القَیْسِ :

کأن المُدامَ وصَوْبَ الْغَمَامِ

وریحَ الخُزَامی ونَشْرَ الْقَطَرْ

أبو عبید عن أبی عمرٍو ، قالَ : الْقَطر : نَوْعٌ مِنَ الْبُرُودِ ، وأنشَدَ :

کَسَاکَ الْحَنْظَلیُّ کِسَاءَ صُوْفٍ

وقِطْریّاً فأَنْتَ بهِ تَفِیْدُ

شمر عن الْبَکْراوی ، قالَ : الْبُرودُ الْقِطْریّهُ حُمرٌ لهَا أعْلَامٌ ، فیها بَعْضُ الْخُشُونَه.

وقالَ خَالِدُ بنُ جَنْبَهَ : هی حُلَلُ تُعْمَلُ بِمکَانٍ لا أدْری أینَ هو؟ وهی جِیَادٌ وقد رأَیْتُها ، وهی حُمر تأتِی من قِبَلِ البَحْرینِ.

قُلْتُ فی أَعراضِ الْبَحْرینِ عَلَی سَیْفِ الْبَحْرِ بین عُمَانَ والعُقَیرِ : مدینهٌ یقال لها : قَطَر ، وأَحْسِبُهُمْ نَسَبُوا هذِهِ الثِّیابَ إلیها ، فَخَفَّفُوا ، وقالوا. قِطْریُ والأصل. قَطَرِیّ.

کما قالوا : فَخْذٌ للفَخِذِ.

وقال جریر :

لَدَی قَطَرِیَّاتٍ إذَا ما تَغَوَّلَتْ

بِها البِیْدُ غَاوَلْنَ الحُزُومَ الفَیَافِیَا

أرادَ بالقَطَرّیاتِ : نَجَائِبَ - نَسَبهَا إلی قَطَرَ ، لأنّه کانَ بِها سُوقٌ فی قَدِیمِ الدَّهْرِ.

وقالَ الرّاعِی فجعل النَّعامَ قَطَرِیهً :

الأَوبُ أوبُ نَعَائِم قَطَرِیّهٍ

والآلُ آلُ نَحَائِصٍ حُقْبِ

نَسَبَ النّعائِمَ إلی قَطَر ، لا تّصالِها بِالبَرّ ومُحَاذَاتِهَا رِمَالَ یَبْرِیْنَ (والله أعلم).

(فالنَّعَائِمُ تَبیضُ فیها فَتُصادُ وتُحْمَلُ إلی قَطَر). ویُقَالُ : آقطَرّتِ النّاقَهُ اقْطِراراً ، فهی مُقْطَرَّهٌ ، وذلک إذا القِحَتْ فَشَالَتْ بِذَنَبِها ، وشَمَخَتْ بِرأسِها.

قلتُ : وَسَماعی من العَرب بهذا المَعْنی : أقمَطَرَّتْ فهیَ مُقْمَطِرَّهُ (وکأنّ المِیْمَ زائِدَهٌ فیها) : (وَلَسْتُ من : أَقْطَرَّتْ عَلَی ثِقَهٍ).

وقال اللیثُ : قَطُوراءُ - مَمْدود - اسمُ نَبْتٍ : وهیَ سَوادِیهٌ. سلمهُ عن الفَرّاء : القُطاریّ : الحَیَّهُ مأخوذٌ من القُطارِ ، وهو سَمُّهُ الّذی یَقْطُرُ من کَثْرَتِه.

وقال أبو عَمْرٍو : القُطَاریه : الحَیَّهُ.

ثعلبٌ عن ابنِ الأعرابیِّ قَالَ : قَطَرْتُ الثَّوْبَ ، وَلَقَطْتُهُ ونَقَلْتُهُ ولهَطْتُهُ ونَصَحْتُهُ بِمعْنی واحِدٍ.

قال : والقُطَیْرَهُ : تَصْغِیرُ القُطْرَهِ ، وهو الشّیءُ التّافِهُ الخَسِیسُ ، (ومنه قَولُه : یا قُطَیْرُ بْنَ القُطَیْرَهْ).

رقط

یقالُ : تَرَقَّطَ ثوبُه تَرقُّطاً ، إذا تَرشَّشَ عَلَیه مِدَادٌ أو غَیرُهُ ، فصار فیه نُقَطٌ.

ص: 7

وَدَجَاجَهٌ رَقْطاءُ ، إذا کَانَ فیها لُمَعٌ بِیْضٌ وسُوْدٌ ، وفی حَدِیثِ حُذَیْفَهَ : «تکُونُ فیکُم اربَعُ فتَنٍ : الرَّقْطاءُ والمُظْلِمَهُ وکذا وکذا»

. أبو عُبید عن أبی زَیْدٍ : نَعْجَهٌ رَقْطَاءُ : هی التی فیها سَوادٌ وبَیَاض.

قرط

قال اللیثُ : القُرْطُ : مَعْروفُ یکونُ فی شَحْمَهِ الأُذُنِ ، وجَمْعُهُ : قِرَطَهٌ.

وجَاریهُ مُقَرَّطَهٌ.

قالَ : والقِرَاطُ شُعْلَهُ السِّراجِ. وقالَ ساعدهُ الهُذَلِیُّ ، یصف نصالاً) :

مُسَالاتُ الأغِرَّهِ کالقِرَاظِ

مُسالاتُ : جَمْعُ المُسَالَهِ وهی : المحَدَّدَهُ ، والأَغِرَّهُ : جَمْعُ الغِرارِ ، وهو الحَدُّ.

والقُراطَهُ : ما یُقْطَعُ من أَنْفِ السِّراجِ ، إذا غَشِی.

ثعلب عن ابن الأَعرابیَّ ، قال : القِراطُ : السِّراجُ وهو : الهِزلِقُ. وأَخبرنی المُنْذِریُّ عن أبی الهَیْثمَ ، أنَّه قالَ : القِیْراطُ فی الوَزْنِ ، أَصْلُهُ : قِرَّاطٌ وجمعُه : قَرارِیطُ ، کما قالوا : دِیْباجٌ ، وجمعه : دَبَابِیْجُ ، (وَدِینار ، وجَمْعُهُ : دَنَانِیرُ).

وقال ابن دُرَید : أصل القِیراطِ من قولهم : قَرَّطَ عَلَیهِ ، إذَا أعْطاهُ قَلیلاً قَلیلاً.

(وَیُقَالُ للدرّه تُعَلَّقُ فی الأُذُنِ : قُرْطُ ، وللتُّومَهِ فی الفِضّهِ قُرْط ، وَللمَعَالیق من الذَّهَبِ : قُرْطٌ ، والجَمْع فی ذلک کله : قِرَطه).

وقال اللیثُ : القَرَطُ : شِیَهٌ حَسَنَهٌ فی المِعْزَی ، وهو أن یکونَ لها زَنَمتان مُعَلَّقَتَانِ من أُذُنَیها ، فهی قَرْطاءَ ، والذَّکَر : أقْرَطُ و (مُقَرَّطٌ).

ویستَحَبُّ فی التَّیْسِ ، لأنّه یکونُ مِئْناثاً.

والفِعْل قَرِطَ قَرَطاً.

أبو عمرو : القِرْطِیْطُ : الدّاهِیَهُ ، وأنشد :

سَأَلْنَاهُمْ أَنْ یُرْفِدُونا فَأَحْبَلُوا

وجاءَتْ بِقِرْطِیطٍ مِنَ الأمْر زَیْنَبُ

وقوله :

وقَرَّطُوا الخَیْلَ مِنْ فَلْجٍ أَعِنَّتها

مُسْتَمْسِکٌ بِهَوَادیهَا ومَصْرُوع

وفی حَدِیثِ النُّعْمَانِ بنِ مُقَرِّنٍ : أنَّه أَوْصَی أصْحَابهُ - یَوْمَ نَهَاوَنْدَ - فقال : (إذا هَزَزْتُ اللِّوَاءَ فَلْیَثِبْ الرِّجالُ إلی خُیُولهَا فَیُقَرِّطُوهَا أعِنَّتِهَا) ، کأنَّهُ أمَرَهُمْ بإلْجَامِهَا (قالَ بعضُهُمْ : تَقْریطُها إلجامها).

وقال ابنُ دُرَیْدٍ : تَقرِیطُ الفَرَسِ ، لَهُ مَوْضِعَانِ ، أحُدُهُمَا : تَرْکُ اللِّجامِ فی رَأْسِ الفَرَسِ. والثانی ؛ إذا مَدَّ الفارِسُ یَدَهُ حَتَّی یَجْعَلَهَا عَلَی قَذَالِ فَرَسِهِ ، وَهْیَ تَحْضُرُ.

وقیلَ : تَقْرِیطُها : حَمْلها علی أشَدِّ الحُضْرِ ، وذَلِکَ أنَّها إذا اشْتَدَّ حُضْرُها ، امتَدَّ الْعِنَانُ علی أُذُنیْها ، فَصارَ کالْقُرْطِ.

وروی ابنُ دُرید ، لِیُونُسَ أنَّهُ قالَ : القِرْطِیُ : الصَّرْعُ علی القَفَا. (أبو عُبَیْدٍ عن الأصمعیُّ : مِنْ مَتَاعِ الرَّجُل : البَرْذَعَهُ ،

ص: 8

وهو الْحِلْسُ للبَعیر ، وهو لِذَواتِ الحافرِ : قِرطَاطٌ ، وقرطان قالَ : والطِّنْفَسَهُ الَّتی تُلْقی فَوْقَ الرَّحْلِ تُسَمَّی : النُّمْرُقَهَ).

ابنُ دُرَیْدٍ : القِرْطانُ ، والقِرْطَالُ ، والقِرطَاطُ : شِبْهُ الوَلْیَهِ للرَّحْلِ والسَّرْجِ.

ویقالُ : ما جَادَ لنا بِقِرْطِیطٍ ، أیْ : بِشَیءٍ یَسِیرٍ.

قلتُ : ولَیْسَ فی کلامِ العَرَبِ : (فِعْلِیل).

طرق

فی حدیثِ النبی صلی الله علیه وسلم «الطِّیْرَهُ والعِیافَهُ والطَّرْقُ من الجِبْتِ».

قالَ أبو عُبَیْدٍ : الطَّرْقُ : الضَّرْبُ بالحصَا.

ومنهُ قَوْلُ لَبیْدٍ :

لَعَمْرُکَ ما تَدْرِی الطَّوَارِقُ بالْحَصَا

ولا زَاجِراتُ الطُیْرِ ، ما اللهُ صانعُ

قال الزَّجَاجُ : والطَّرْقُ : الخَطّ ، وهو الزجْرُ والکهَانَهَ. والّذِینَ یَفْعَلُونَ ذلِکَ : طُرَّاقٌ ، والنِّسَاءُ طَوَارِقُ ، وأنشدَ بَیْتَ لَبِیدٍ.

قالَ : وأصلُ الطّرْقِ : الضَّرْبُ. ومنْهُ سُمِّیَتْ مِطرَقَهَ الصَّائِغِ والحَدّادِ ؛ لأَنّهُ یَطرُق بها ، أیْ : یَضْرِبُ بها وکذلکَ ، عَصَا النّجّاد الذِی یضْرِبَ بها الصُّوْفَ.

قَالَ أبو عُبَیْدٍ : والطرْق فی غَیْرِ هَذَا : الماءُ الذِی قَدْ خَوَّضَتْهُ الإبلُ ، وَبَوَّلَتْ فِیهِ ، فهو طَرْق ومَطرُوق ، ومنْهُ قَوْلُ إبْرَاهِیمَ فی الوضُوء بالماءِ الطرْق أحبُّ إلیَّ من التَّیَمُّمِ).

ومن أمثالِ العَرَب المضْرُوبَهِ لِلّذی یُخَلِّطُ فی کلامِهِ ویَتَفَنّنُ فیه ، قولهم : (أَطرُقِی ومِیشی). فالطَّرْق : ضَرْبُ الصُّوفِ بالعَصَا ، والْمَیْشُ : خَلْطُ الصُّوفِ بالشّعرِ.

وقال أبو زَیْدٍ : الطَّرْقُ : أن یَخُطَّ الرَّجُلُ فی الأَرضِ بإِصْبَعَیْن ثم بأُصْبَعٍ ، ویقولُ : (ابنَیْ عِیَانٍ أسَرِعَا البَیَانَ) ، قالَ : وهُو ضَرْبٌ من الکَهَانَهِ.

قالَ : والطرْق : أن یَخْلِطَ الکاهِنُ الْقُطْنَ بالصُّوفِ ، فَیَتکَهَّنَ.

قلتُ : وتَفْسِیرُ الطرْق الذی جَاء فی الحَدِیثِ ما فَسّرَهُ أبو عُبَیْدٍ وقولُ الله - جلّ وعزّ - (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراکَ مَا الطَّارِقُ (2)) [الطارق : 1 ، 2]؟.

قالَ الفَرَّاءُ : الطارِق : النّجْمُ : لأنَّهُ یَطْلُعُ باللیلِ ، ومَا أتاکَ لَیلاً فهو طَارِق ، وَقَدْ فَسَّرَهُ ، فقَالَ : (النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)) [الطارق : 3].

وقد طَرَق یَطرُقُ طُرُوقاً.

ویروی عن هِنْدٌ بنتِ عُتْبَهُ ، أنها قَالَتْ یَوْمَ أُحُدٍ - وَهِیَ تَحُضُّ الْمُشرکِینَ عَلَی الْحَرْبِ ، (وتَضْرِبُ بالدُّفِّ مِنْ ورائهِمْ ، وتَقُولُ).

نَحْنُ بَنَاتُ طارِقِ

لا نَنْثَنی لِوامِقِ

إنْ تَقْبِلوا نُعانِق

أو تُدْبروا نُفَارِق

(فِرَاقَ غَیْرِ وَامِقِ)

ص: 9

أرادت نحنُ : بناتُ ذی الشَّرَفِ فی النَّاسِ ، کأنَّهُ النَّجْمُ الوَقَّادُ (باللَّیْلِ) فی عُلُوِّ قَدْرِهِ.

وقال الفَرّاءُ فی قَوْلِ الله - جلّ وعزّ : (وَیَذْهَبا بِطَرِیقَتِکُمُ الْمُثْلی) [طه : 63].

قَالَ : الطَّریقَهُ : الرِّجَالُ الأَشْرافُ ، یُقالُ : هؤلاء طَرِیقَهُ قَوْمِهِمْ ، وطَرائِق قَوْمِهِمْ.

قالَ : وقولُه - جلّ وعزّ - (طَرائِقَ قِدَداً) [الجن : 11] من ذلک (وقال الزّجَاج : (کُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) أیْ : جَمَاعاتٍ مُخْتَلفهً.

وقال الأَخْفَشُ فی قَوْلِهِ - جلّ وعزّ - : (بِطَرِیقَتِکُمُ الْمُثْلی) ، أی : بِسُنَّتِکُمْ ودِینکُمْ ، وما أَنْتُمْ عَلَیْه.

وقال الفَرّاء فی قوله : (کُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) أی : کُنَّا فِرَقاً مُخْتَلِفَه أهواؤُنا. والطَّرِیقَهُ : طریقَهُ الرَّجُلِ. وقال أبو إسْحَاقَ. فی قَوْله تعالی : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَهِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً) [الجن : 16] أرادَ : لو اسْتَقَامُوا عَلَی طَرِیقَهِ الهُدَی. وَقَدْ قِیْلَ : عَلَی طَرِیقَهِ الکُفْرِ.

وقال غیْرُهُ : فلانٌ حَسَنُ الطَّرِیقَهِ ، أیْ : حَسَنُ الخَلِیْقَهِ. وکلُّ لَحْمَهِ مُسْتطِیْلَهٍ ، فَهْی طَرِیقَهٌ ویقالُ للخَطِّ الذِی یَمْتَدُّ عَلَی ظَهْرِ الْحِمَارِ : طَرِیقَهٌ.

وقال اللیثُ : کلُّ أخْدُودٍ من الأَرْضِ ، أو صَنِفَهِ ثَوَبٍ ، أو شَیْءٍ مُلْصَقٍ بعضُهُ بِبَعْضٍ ، فهو طَریقَهٌ ، وکذلک من الأَلْوَان.

قَالَ : والسماوات السبع والأرضون السبع طرائق بعضها فوق بعض والطَّرِیقَهُ : الحَالُ. یُقَالَ : هُوَ عَلی طَرِیقَهِ حَسَنَهٍ ، وطَریقَهٍ سَیِّئَهٍ.

وَقَالَ الفَراءُ فی قولِ الله - جلّ وعزّ - : (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَکُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) [المؤمنون : 17] ، یَعْنی : السماوات السبع ، کلُّ سَمَاء طَرِیقَهُ.

أبو عُبَیْدٍ : الإطْرَاقُ : یکونُ من السُّکُوتِ ، ویکون - أیضاً - اسْتِرْخَاء فی الجُفُونِ.

وأنشد :

وما کُنْتُ أَخْشَی أَن تَکُونَ وفاتُه

بکَفْی سَبَنْتَی أَزرقِ العَیْنِ مُطرِق

قَالَ : وقَالَ الأَصْمَعیُّ : رجُلٌ مَطروقٌ ، أیْ : ضَعِیفٌ.

وَقَالَ ابنُ أحْمَرَ :

ولا تَحْلَیْ بِمَطروقٍ إذَا ما

سَرَی فی القَوْمِ أصْبَحَ مُسْتَکِیْنَا

یُخاطِبُ امرأتَهُ.

وامرأهٌ مطروقَهٌ : ضَعِیْفهٌ لیسَتْ بِمُذَکَّرَهٍ.

وَیُقالُ : بَعِیْرٌ أَطْرَقُ ، ونَاقَهٌ طَرْقَاءُ بَیْنَهُ الطرَقِ ، إذا کانَ فی یَدَیْهِ لِینٌ.

ویُقالُ : فی الرَّجُل : طرِّیقَهٌ ، أیْ : استِرْخَاءٌ.

وَیُقَالُ : إنْ تَحْتَ طرِّیقَتِکَ لَعِنْدَأَوهً ، أیْ : إنْ تَحْتَ سُکُونِکَ لَنَزْوهً وطِمَاحاً.

وقَال اللیثُ : أمُ طریقٍ هی الضَّبُعُ ، إذا

ص: 10

دَخَلَ الرَّجُلُ عَلَیُها ، وجَاءَها قَالَ : أطْرقِی أُمَ طرِّیقِ لَیْسَتِ الضَّبُعُ هَاهُنا.

قَالَ : وَرَجُلٌ طرِّیقٌ : إذَا کانَ کَثیرَ الإطْرَاقِ (فَرَقَا) قَالَ : والکَرَوَانُ الذَّکَرُ : اسمُهُ طِرِّیقٌ ؛ لأنَّهُ ، إذَا رأی الرِّجُلَ سَقَطَ وأطْرَقَ.

وزَعَم أبو خَیْرهَ : أَنهم إذا صَادُوهُ فَرَأَوْهُ من بَعِیدٍ أَطَافُوا بِهِ ، وَیقُولُ أحدُهُمْ : أطْرِقْ کَری ، إنَّکَ لا تُرَی) حتّی یَتَمکَّنَ منْهُ ، فَیُلْقِیَ عَلَیه ثَوْباً ، ویأخذُهُ.

وفی حَدیثِ فَرائِضِ صَدَقاتِ الإِبِلِ : (فَإذَا بَلَغَتِ الإِبِلُ کَذَا ، فَفِیها حِقّهٌ طَرُوقَهُ الفَحْلِ). المعنی : فِیها نَاقَهٌ حِقَّهٌ ، یَطْرُقُ الفَحْلُ مِثْلَها ، أَیْ : یِضْرِبُها.

وقال اللیثُ : کلُّ امرأَهٍ طَرُوقَهُ بَعْلِها وکلُّ نَاقَهٍ طَرُوقَهُ فَحْلِها ، نَعْتٌ لها من غیرِ فِعْلٍ لها.

قالَ : ویُقَالُ للقَلُوصِ التی بَلَغَتْ الضّرابَ وأَربَّتْ بالفَحْلِ فاخْتَارَها من الشَّوْلِ : هِیَ طَرُوقَتُهُ.

ویُقالُ للمُتَزَوجِ : کیفَ وَجَدْتَ طَروقَتَکَ؟

قلتُ : فَطروقَهٌ بمعنی : مَطْروقَهٍ : کما یقال : جَلُوبَهٌ بمعنی : مَجْلوبَهٍ ، ورکوبهٌ بمعنی : مَرْکوبَهٍ.

وقال الأصمعیّ : یَقُولُ الرجلُ. للرجلِ : اعِرْنی طَرْقَ فَحْلِکَ العَامَ ، أی : ماءَهُ وضِرَابَه. ومنه یُقالُ : جاء فُلانٌ یَسْتَطْرِقُ : فأُطْرِقَ. وفی حَدِیثَ عَمْرٍو بنِ العَاصِ : أنه قَدِمَ علی عُمَرَ من مِصْرَ ، فَجَرَی بَیْنَهُما کَلامٌ ، فَقَالَ له عُمَرُ : (إنّ الدَّجَاجَهَ لتَفْحَصُ فی الرّمادِ ، فَتَضَعُ لِغَیْرِ الفَحْلِ.

والبَیْضَهُ مَنسْوبَهٌ إلی طَرْقِها فَقَامَ عَمْروٌ ، مُتَربّدَ الوَجْهِ). قولُهُ : مَنْسُوبهٌ إلی طَرْقِها ، أیْ : فَحْلِهَا.

وأَصْلُ الطَّرْقِ : الضْرابُ ، ثم یُقَالُ للضّارِبِ : طَرْقٌ - بالمَصْدَرِ - والمَعْنی : أَنَّه ذو طَرْقٍ ، وقالَ الرّاعی یَصِفْ إبِلاً :

کانَتْ هَجَائِنُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقِ

أُمّاتِهِنَّ وطرقُهُنَ فَحِیْلاً

أی : وکان ذو طَرْقِهِنَ فَحْلاً فَحیلاً ، أی منجبا.

أبو عُبَیدٍ عن الأصْمَعیّ : طَارَقَ الرَّجُلُ نَعْلَیْهِ ، إِذا أَطْبقَ نَعْلاً علی نَعْلٍ فَخُرِزَتَا وطارَق الرّجُلُ بَیْنَ ثَوَبَیْنِ ، إذا لَبِسَ ثَوْباً علی ثَوْبٍ ، وهو الطِّرَاقُ ، وقدْ اطَّرَقَ جَناحا الطّائِر ، إذا لَبِسَ الرّیشُ الأَعْلی الأسَفَلَ ، ومنهُ قولُ ذی الرُّمَّهِ :

طِرَاقُ الخَوَافی واقِعُ فَوْق رِیْعَهٍ

نَدَی لَیْلِهِ فی رِیْشِهِ یَتَرقْرَقُ

ویقالُ : اطَّرَقَتِ الأرْضُ ، إذا رَکِبَ التُّرابُ بعضهُ بَعضاً. ویُقالُ : فی ریشِهِ طَرَق ، أیْ : تَرَاکُبٌ ، وأَنشدَ الأصمعیُّ (فی نعتِ قَطأهٍ).

ص: 11

سَکَّاءُ مَخْطومَهٌ فی رِیشها طَرَقٌ

سُوْدٌ قَوادِمُها صُهْبٌ خُوافِیهَا

وقال أَبو عُبَیْدٍ : یُقَالُ للطّائِرِ ، إذا کَانَ فی ریشِهِ فَتخٌ ، وهو اللین : فیه طَرَقٌ.

ویقَالُ : جاءتِ الإبِلُ مَطَارِیْقَ ، یا هذا ، إذا جَاءَ بعضُها فی أثَرِ بَعْضٍ ، والواحد : مِطْراقٌ.

ویُقالُ : هذا مِطْراقُ هذا ، أی : مِثْلُه وشِبْهه.

وأنشد الأصمعی :

فاتَ البُغَاهَ أبو البَیْداءِ مُحْتَزِماً

ولم یُغَادِرْ لَهُ فی النّاسِ مِطْراقَا

ویُقَالُ : هذا بعیرٌ ما بِهِ طِرْقٌ ، أیْ «سِمَنٌ وشَحْمٌ».

أبو عُبَیدٍ عن الأصمعیّ : طَرَّقَتِ القَطَاهُ إذا حَانَ خُروجُ بَیْضِها ، ولا یُقَالُ ذلکَ فی غَیْرِ القَطَاهِ.

قالَ : وأنشدَ أبو عمرٍو بنُ العلاء :

وَقَدْ تَخِذَتْ رِجْلی لَدَی جَنْبِ غَرْزِهَا

نَسِیفاً کأفْحُوصِ القَطَاهِ المُطَرّقِ

قالَ : وَضَربَهُ حتّی طَرَّقَ بِجَعْرِهِ وقَالَ أبو زید : طَرَّقْتُ الإبلَ تَطْرِیقاً ، إذا مَنَعْتَهَا عنْ کَلإ وغیرِهِ. (وقال أبو زَیْدٍ خَرَجَ القَوْمُ مَطَارِیقَ ، إذا خرَجُوا مُشاهً علی أقدامِهِمْ بِلَا دَوَابَّ. وقال شمرُ : لا أعْرِفُ ما قالَ أبو زَیْدٍ فی : (طَرَّقْتُ) - بالقافِ ، وقَدْ قال ابنُ الأعرابیّ. (طَرَّفَهُ) - بالْفاء - إذا طرَدَهُ.

الأصمعیّ : اخْتَضَبَتِ الْمَرْأَهُ طرْقاً أو طَرْقَیْنِ ، أی : مَرَّهً أو مَرّتَیْنِ وقال اللیثُ : الطرْقُ : کلُّ صَوْتٍ مِنَ الْعُوْدِ ، ونَحْوِهِ : طَرْقٌ علی حِدهٍ. یَقُولُ : تَضْرِبُ هذه الجَارِیَهُ : کَذَا وکَذا طَرْقاً.

قالَ : والطرْقُ حِبَالَهٌ یُصَادُ بها الْوَحْشُ تُتَّخَذُ کالْفَخِّ.

ثعلبٌ عن ابنِ الأعرابیِّ : الطرق : الفَخُّ.

أبو عبید عن الأصمعی أنَا آتِی فُلَاناً بالنّهَارِ طرْقَهً أو طرْقَتَیْنِ ، أیْ : مَرّهً أو مَرْتینِ ، وأنشدَ شمر قولَ لبید :

فإنْ یُسْهِلُوا فالسَّهْلُ حَظِّی وطرقَتِی

وإنْ یُحْزِنُوا أرْکَبْ بِهِم کلّ مَرْکِبِ

قال : طُرْقَتی : عادَتی.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیّ : فی فلانٍ طُرْقَهٌ وحِلَّهٌ وتَوْضِیْعٌ ، إذا کانَ فیه تَخْنِیثٌ.

أبو مالک : طرَّقَ فُلانٌ بالحَقِ تَطْریقاً. إذا کان یَجْحَدُ بِهِ ، ثمْ أقرّ بَعْدَ ذلِکَ. ونحوَ ذلکَ قال أبو زَیْدٍ.

شمر عن ابنِ الأعرابی : طارَق فلان بینَ ثَوْبینِ وصافقَ وطَابقَ : بمعنی واحدٍ ، قَال : وأطرَقْتُ نَعْلِی وطرقْتُهَا ، قالَ : والجِلْدُ الّذی تَضْرِبُها بِهِ : الطِّراق. وقال ابن حِلِّزَهَ :

وطرَاق مِنْ خَلْفِهِنّ طرَاق

ساقطاتٌ تُلْوَی بِها الصّحْراءُ

ص: 12

یعنی : نِعَالَ الإبِلِ.

قَالَ : وطراق بَیْضَهِ الرّأس طَبَقَاتٌ ، بَعْضُها فَوْق بَعْضٍ والمَجَانُ المُطرّقَهُ : ما یکونُ من جِلْدَینِ ، أحدُهُما فَوْق الآخرِ. والّذِی

جاء فی الحَدِیثِ «کأنّ وجُوهَهُمُ المجَانُ المُطرّقَهُ».

أرادَ : أنهُمْ عِراضُ الوُجُوهِ غِلَاظُهَا ، (وهُمْ التُّرْکُ).

وتطَارَق القَوْمُ ، إذا تَبِعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً (وأقْبَلَتْ الإبُل مَطَاریقَ).

وقال اللیثُ : الطِّراق : الحَدِیدُ الّذِی یُعرّضُ ثم یُدَارُ فَیُجْعَلُ بَیْضهً ، أو ساعِداً ، ونَحْوَهُ. فکلُّ طبقهٍ علی حِدَهٍ : طِرَاق.

وجِلْدُ النّعْلِ : طِراقُها.

وروی ابن الفَرَج ، لِبَعْضِ بَنی کِلَابٍ : أنه قالَ : مَرَرْتُ عَلی عَرَقَهِ الإبِلِ وَطَرَقَتِها ، أی : علی أَثَرِها.

وقال الأصْمَعِیُّ : هی الطَّرَقَهُ والعَرَقَهُ : للصَّفِ والزرْدَقِ. وَطَرَقَتْنَا طارِقَهٌ من خیرٍ وشَرِّ. ویُقَالُ : اللهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بکَ مِنْ طَوارِقِ السُّوء.

أبو عبیدٍ عن أبی زَیْدٍ والکِسَائی : قومٌ مَطارِیقُ ، أیْ : رَجَّالَهٌ ، واحِدُهُمْ : مُطْرِقٌ ، وهو الراجِلُ.

قالَ اللیثُ : الطَّریقُ مَعْروفٌ تُؤَنِّثُهُ العَرَبُ.

الحَرّانی عن ابنِ السِّکیت : الطَّرِیقُ یُذَکَّر ویؤنَّثُ یُقالُ : الطریقُ الأَعْظَمُ : وَالطریقُ العُظْمَی ، وکذلک السَّبیلُ.

قَالَ : والطرِیقَهُ : أطولُ ما یکونُ من النَّخْلِ - بِلُغَهِ أهْل الیَمامَهِ.

والجمعُ : طَرِیقٌ ، قالَ الأعشَی :

طَریقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ

عَلَیْهِ أبابِیلٌ مِنَ الطیْرِ تَنعَبُ

والطویلُ ، من النَّخْلِ یُسَمّی : طَرْقاً ، وجمعُهُ : طُرُوقٌ ، وقال :

کأنه لَمَّا بَدَا مُخَایِلا

طَرْقٌ تَفُوتُ السُّحْقَ الأَطاوِلَا

قلتُ : وَطَرَقَاتُ الطرِیقِ : شِراکُها ، کلُّ شَرَکهٍ منها طَرَقهٌ.

وقال اللیثُ : الطارِقیَّهُ : ضرْبٌ من القَلائِدِ. قالَ : والطرْقُ خَطٌّ بالأَصابعِ فی الکَهَانَهِ قال والطرْقُ أنْ یَخْلِطَ الکاهِنُ القطنَ بالصُّوفِ ، فیتَکَهَّنَ.

قلتُ هذا باطِلٌ ، وقد تَقَدَّم تفسیرُ الطرْقِ فی أوّلِ البابِ : أنّه الضَّربُ بالحَصَا ، وشاهدُهُ قولُ لبیدٍ.

وقالَ اللیثُ : الطرَقُ من منافِع الْمِیاهِ یکونُ فی نَحائِزِ الأَرْضِ. وقال رُؤْبَهٌ :

للعِدِّ إذْ أخْلَفَهُ ماءُ الطرَقْ

قلتُ : ونَحْو ذلِکَ قالَ ابنُ شُمَیلٍ. وأما الطرقُ بِسُکُونِ الراءِ فهو : الماءُ المَطروقُ الذِی قد خاضَتْهُ الإِبِلُ فکَدَّرَتْهُ .. (قالَ : وقالَ بعضُهُمْ : هو موضِعٌ).

وقال اللیثُ : طَرَّقتِ المَرْأهُ ، وکلُّ حامِلٍ تُطرقُ ، إذا خَرَجَ مِنَ الولدِ نِصْفُهُ ، ثم

ص: 13

نَشِبَ ، فیقالُ طَرقَتْ ، ثم خَلَصتْ.

قلتُ : وغیرُهُ یَجْعَل التَّطریقَ للقَطَاهِ ، إذَا فَحَصَتْ للبَیْضِ کأنّها تَجْعَلُ لَه طَریقاً ، قالُه أبو الهَیْثَم ، وجائزُ أن یُسْتَعَارَ فیُجعَلَ لغَیرِ القطَاهِ.

ومنه قولُه :

قَدْ طَرَّقَتْ بِبِکْرِها أُمُّ طَبَقْ

یَعْنی : الدّاهِیَهَ.

الحَرّانی عن ابنِ السّکیتِ : الطَّرِیقَهُ ، وجمعُها : طَرائِقُ : نسیجَهٌ تُنْسَجُ من صُوْفٍ أو شَعَرٍ ، عَرْضُها عُظْمُ الذّراعِ أو أقلُّ وطولُها أربعُ أو ثمَانی أَذْرُع ، علی قَدرٍ عِظَمِ البَیْتِ ، وصِغَرِهِ ، فَتُخَیَّطُ فی عَرْضِ الشَّقَاقِ مِنَ الْکِسْرِ إلَی الْکِسْرِ ، وفِیهَا تَکُونُ رُؤوسُ الْعَمَدِ ، وبَیْنَها وبَیْنَ الطِّرائِقِ أَلْبادٌ ، تکونُ فیها أُنُوفُ العَمَدِ ، لِئَلّا تَخْرِقَ الطّرائِقَ.

قُلْتُ : وَهکَذا رأیتُ العَرَبَ یُسَمُّونَهَا وَیَجْعَلُونَها. أبو عَمْرٍو : أَطرَقَتِ الإبِلُ إطِرَاقاً! إذا تَبعَ بعضُها بَعْضاً ، وأنشد :

جَاءَتْ مَعاً وأطْرَقَتْ شَتِیتَا ...

واطَّرَقَ الحَوْضُ - علی «افْتَعَل) : إذا وَقَع فیهِ الدِّمْنُ. فَتَلبَّدَ فیهِ.

أبو عُبَیْدٍ عن الفَرّاءِ : أَطْراقُ القِرْبَهِ : أثْنَاؤُهَا ، إذا انْخَنَثَتْ وتَثَنَّتْ ، واحدُها : طَرَقٌ. ثَعْلبُ عن ابنِ الأعرابیّ : أَطْرَقَ الرّجُلُ للصَّیْدِ ، إذَا نَصَبَ له حِبَالَهً.

وأطْرَقَ فُلانٌ لِفُلَانٍ ، إذا مَحَل بِه ، لیُوقِعَهُ فی وَرْطَهٍ ، أُخِذَ مِنَ الطَّرْق ، وهو الفَخُّ ، ومن ذلکَ قِیلَ للعَدُوِّ : مُطْرِقٌ وللسّاکِتِ : مُطْرِق.

قالَ : وطارِقَهُ الرَّجُلِ : عَشِیرَتُهُ ؛ وقال ابنُ أحْمَرَ :

شَکَوْتٌ ذَهَابَ طَارِقَتی إلیه

وطَارِقتی بأکْنَافِ الدُّرُوبِ

وکَلأٌ مطروقٌ : وهو الذی ضَرَبه المَطَرُ بَعْدَ یُبْسِهِ.

وقال اللْحیانیّ ثَوْبٌ طَرائِق وَرَعابِیْلُ ، بمعنی واحدٍ. قالَ : وإذا وُصِفَتِ القَنَاهُ بالذُّبُولِ ، قِیلَ : قَنَاهٌ ذَاتُ طَرائِق. وکذلکَ القَصَبهُ إذا قُطِعَتْ رَطْبَهً ، فأَخَذَتْ تَیْبَسُ ، رَأَیْتَ فیها طَرَائِق ، قد اصْفَرَّتْ حین أَخَذَتْ فی الیُبْسِ ، وما لَمْ تَیْبَسْ ، فهی علی لَوْنِ الخُضْرَهِ ، وإنْ کانَ فی القَنَا ، فَهُو عَلَی لَوْنِ القَنَا .. قالَ ذو الرُّمَّهِ یَصِفُ قَناهً :

حَتّی یِئِضْنَ کأمْثَالِ القَنَا ذَبَلَتْ

مِنْها طَرَائِقُ لَدْناتٌ عَلَی أَوَدِ

وقال الأصمعیّ : سمعتُ أبا عَمْرٍو یقول : (کانَ ثلاثَهُ نَفَرٍ) (بأطْرِقا) ، وهو مَوْضِعٌ فَسَمِعُوا صَوْتاً : فَقَالَ أَحدُهُم لصاحِبَیْهِ : أَطْرِقَا ، أَیْ : اسکُتَا فَسُمِی المَکَانُ (أطْرِقا) بذلک. وفیه یَقُولُ أبو ذُؤیبٍ :

ص: 14

عَلَی أَطْرِقَا بالیَاتُ الخِیَا

مِ إلّا الثُّمامَ وإلّا العِصِیّ

وَقالَ غیرُهُ : الطُّرْقَهُ : الرجل الأَحْمقُ.

یُقَالُ : (إنهُ لطُرْقَهٌ ما یُحْسِنُ ، یَطَّافُ مِنْ حُمْقِهِ).

وقال ابنُ دُرَیْدٍ : ناقَهٌ مِطْرَاقٌ : قَرِیبَهُ العَهْدِ بِطَرْقِ الفَحْلِ إیّاها.

ورُوی عن ابنِ عُمَر : أَنهُ قَالَ : (ما شَیءٌ أفْضَلُ مِنَ الطَّرْقِ)

.. الرَّجُلُ یُطْرِقُ عَلَی الفَحْلِ فَیَذْهَبُ حَیْریَّ دَهْرٍ.

قالَ شمر : یُطرِقُ. أَیْ : یُعِیرُ فَحْلَهُ ، فَیَضْرِبُ طرُوقَهُ الذی یَسْتطْرِقُهُ.

قالَ : ویُقَالُ : لا أَطْرَقَ الله عَلَیْکَ). أی : لا صَیَّر الله لَکَ ما تَنْکحُهُ.

قالَ ذلک کلّه أَبُو عبیدَهَ.

قالَ : والطرْقُ - أیضاً - الفَحْلُ ، وجَمْعُهُ : طُروقٌ وطرّاقٌ ، وأنْشَدَ للطرمَاحِ ، یَصِفُ نَاقَهً :

مُخْلِفِ الطُّرّاقِ مَجْهُولَهٍ

مُحْدِثٍ بَعْدَ طِرَاقِ اللُّؤَامْ

قَالَ أبو عَمْرٍو : مُخْلف : لَمْ تَلْقَحْ ، والطرّاقُ : الفُحُولُ ، مَجْهولهٍ : مُحَرَّمَه الظُّهُورِ ، لم تُرْکَبْ ، ولم تُحْلَبْ ، مُحْدَثٍ : أُحْدِثَتْ لَقَاحاً. والطِرَاقُ : الضِّرَابُ ، واللُّؤَام : الذی یُلائِمُها.

قال شمرٌ : ویُقالُ للفَحْلِ : مُطْرِقٌ - أیْضاً - وأنْشَد :

یَهَبُ النَّجَیبَهَ والنَّجِیْبَ إذَا شَتَا

والبازِلَ الکَوْمَاءَ مِثْلَ المطْرِقِ

وقال مُتَمِّم :

فَهَلْ تُبْلِغَنِّی حیثُ کانَتْ دیارُهَا

جُمَالِیَّهٌ کالْفَحْلِ وجْنَاءُ مُطْرِقُ

قالَ : ویکونُ المطْرِقُ مِنَ الإطْرَاقِ.

أیْ : لا تَرغُو ، ولا تَضِجُّ.

وقالَ خالدٌ بنُ جَنْبَهَ : مُطْرِقٌ من الطرْقِ وهو سُرْعَهُ المَشْی.

وقَال : العَنِیقُ : جُهْدُ الطَّرْقِ. (قلتُ : وَقَدْ قِیلَ للراجِلِ : مُطرِقٌ وجمعُهُ مَطارِیقُ.

وقالَ. النَّضْرُ : نَعْجَهٌ مَطْروقَهٌ ، وهیَ التی تُوْسَمُ بالنّارِ علی وَسَط أذنِها من ظاهِر ، فَذَانِکَ الطِّراقَانِ ، وإنما هو خَطٌّ أبیضُ بنارِ ، کأنما هو جادَّهٌ. وقد طَرَقْناها نَطْرُقُها طَرْقاً.

والمِیْسَمُ الذی فی موضِعِ الطِّراقِ له حُروفٌ صِغَارٌ.

فأما الطَّابَعُ فهو مِیْسَمُ الفَرائضِ ، یُقَالُ : طَبَع الشَّاهَ. (وَفَرسٌ أطْرَقُ : بَیَّنُ الطَّرَقِ ، وهو اسْتِرْخاءُ فی عَصَبِ الرّجلِ ، والأنثی : طَرْقَاءُ).

ق ط ل
اشاره

قلط ، قطل ، لقط ، طلق : مستعمله.

قلط

قال اللیثُ والقَلَطِیُ : القَصِیرُ جِدّاً ،

ص: 15

وَالقِلّوْطُ : یُقَالُ - والله أعْلمُ إنهُ من أولادِ الجِنِّ والشّیاطِینِ.

عمرو عن أبیهِ : القِیْلِیْطُ : الآدَرُ ، وَهی القِیْلَهُ. (وقال بعضُهُم : القَلَطِیُ : الخَبِیثُ المارِدُ من الرّجالِ).

وَقال ابنُ الأعرابیِّ : القَلْطُ : الدَّمامَهُ.

قطل

(قال ابنُ دُریدٍ : القَاطُولُ : موضعٌ یمکنُ أن یَکُونَ عَرَبیَاً ، (فَاعُولاً) من القَطْلِ ، وهو القَطْعُ. قالَ : والمِقطَلَهُ : حَدیدهٌ تَقْطَعُ.

أبو عُبید عن الأصمَعیِّ : القُطُل المَقطوعُ من الشَّجَر ، وأنشَد (هُوَ أو غیْرُهُ :

مُجَدَّلٌ یَتکَسّی جِلْدُه دَمَهُ

کما تَقَطرَ جِذْعُ الدَّوْمَهِ القُطُلُ

وقد قَطَلْتُه ، أی : قطعته. وقال الهُذَلیّ :

إِذَا مَا زَارَ مُجْنَأَهً علیها

ثِقالُ الصخر ، والخشب القُطُلُ

أراد بالقَطیلِ : المَقْطول وهو المقطوع.

وقد قَطلْتُه أی : قَطَعْتُهُ.

وقَالَ اللِّحْیانیُّ : قَطَلَ عنقه وقَصَلها أی ضرب عنقه.

ثعلب عنِ ابنِ الأعرابیّ : القَطَل الطول ، والقطل القِصَر ، والقَطَل اللَّیِّنُ ، والقَطْلُ : الخَشِنُ.

[لقط]

قال اللیثُ : یُقالُ : [لَقَطه یَلْقُطه لَقْطاً والتقَطَه : أخذه](1) من الأرْضِ. قالَ : واللُّقْطَهُ بِتَسْکین القاف ، اسم الشیء الذی تجِدهُ مُلقیً فَتَأْخُذُهُ. وکذلک المنبوذُ من الصبیان لُقطهٌ.

وأما اللُّقَطَهُ : فهو الرَّجُل اللَّقَّاطُ یتتبع اللُّقْطَاتِ. یَلْتَقِطُها. قلتُ : وَکلامُ العَرَبِ الفُصحَاءِ [علی] غیر ما قال اللیث فی اللُّقْطَه واللُّقَطه.

أبو عُبید عَنِ الأصمعیّ وَالأحمر قالا : اللُّقَطَهُ وَالقُصَعَهُ والنُّفَقَهُ - مُثَقَّلاتٌ کلّها.

(لِما یُلْتَقَطُ من الشَّیءِ السّاقِطِ).

وهذا قَوْلُ حُذْاقِ النَّحْوِیینَ - ولم أَسْمَعْ لُقْطَهً ، لغیرِ اللیثِ. وَإن کانَ ما قَالَهُ قِیاساً ، وهکذا رَواهُ المُحَدِّثُونَ.

حَدَّثَنِی عبدُ الله بنُ هَاجَکَ عن ابنِ جَبَلَه عن أبی عُبید ، (وحَدَّثَنِیه أبو الحُسَین المزنی عن علیّ بنِ عَبْدِ العزیزِ عن أبی عبید) : أنَّه قالَ فی حَدِیثِ النبی صلی الله علیه وسلم : أَنَّهُ سُئِل عن اللُّقَطَهِ؟ فقال : إحْفَظْ عِفَاصَها وَوِکَاءَهَا).

وأما الصبیُّ المنبوذُ یَجِدُهُ إنْسَانٌ ، فَهو اللَّقِیطُ عندَ العَرَبِ ، فَعِیل ، بمعنی مفْعُول.

والّذی یأخُذُ اللّقِیطَ أو الشَّیْء السّاقِطَ ، فإنه یقالُ له : المُلتَقِطُ ، ویُقالُ للّذی یَلْقُطُ السَّنَابِلَ ، إذا حُصِدَ الزَّرُعُ وَوَخِزَ الرُّطَبُ

ص: 16


1- کذا جاء فی «اللسان» (لقط - 12 / 312) ، وانظر «العین» (5 / 100).

من العِذْقِ : لاقِطٌ ولقّاطٌ وَلَقّاطَهٌ.

وَأَما اللُّقَاطَهُ : فهو ما کانَ ساقِطاً من الشیء التافِه الذی لا یقیمهَ لهُ ، ومن شاء أخَذَهُ. (وقرأتُ فی کِتَابِ «المَصَادِرِ» للفَرّاء : اللُّقْطَه ، لما یُلْتَقَطُ ، والصّوابُ ما قَالَهُ الأَحْمَرُ ، لأَنَّهُ صحَّ فی الحَدِیثِ).

وقال اللیْثُ : اللَّقَاطُ : السُّنْبُلُ الذی تُخْطِئُه المَنَاجِلُ ، یَتَلَقَّطُهُ الناسُ.

وَاللِّقَاطُ : اسمٌ لذلکَ الفعلِ کالحَصَادِ وَالحِصاد (قلت : الحَصَاد والحِصَاد بمعنی واحدٍ ، وَمثله : الجِزَازُ وَالجِزَازُ ، والصِّرامُ والصَّرَامُ والجِدَاد والجَدَادُ.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قالَ : اللّاقِطُ : الرّفَاءُ ، واللّاقِطُ : العَبْدُ المُعْتَقُ قالَ : والماقِطُ عبد اللّاقِطِ ، والسّاقِطُ عبد الماقِطِ. قالَ : ومن أمثالِهِمْ : (أَصِیْدَ القُنْفذُ ، أم لُقَطَهٌ؟). یُضْرَبُ مَثَلاً للرَّجُلِ الفَقِیرِ یَسْتَغْنی فی ساعهٍ.

وقال اللیثُ : اللّقَطُ : قِطَع ذَهَبٍ أو فِضَّهٍ أَمْثَالُ الشّذْرِ وأَعظَمُ فی المَعَادِنِ ، وهو أجوَدُهُ ، ویُقَالُ : ذَهَبٌ لَقَطٌ.

أبو عُبیدٍ عَنِ الأَصْمَعی : ورَدْتُ الماء التِقَاطاً : وذلکَ إذا هَجَمْتَ عَلَیْهِ ، ولَمْ تَحْتَسِبْهُ ، وأنْشَدَ :

وَمَنْهَلٍ وَرَدْتُهُ التِقَاطَا

لَمْ أَلْقَ مذ وَرَدْتُهُ فَرَّاطاً

إلا الحَمامَ الوُرْقَ والغَطَاطا

وقال اللیثُ : اللّقِیطَهُ : الرَّجُلُ المَهِینُ الرَّذْلُ ، والمرأَهُ - کذلکَ .. تَقُولُ : إنّه لَسَقِیطٌ لَقِیطٌ ، وإِنّه لساقِطٌ لاقِطٌ ، وإنّهَا لسَقِیطَهٌ لَقیطَهٌ ، وَإذا أفْرَدُوا الرّجلَ ، قَالُوا : إِنّه لِلَقَیْطَهٌ. قالَ : وتَقُولُ : یا مَلْقَطَانُ ، تعنِی به الفِسْلَ الأحمَقَ ، والأُنثی : مَلْقَطَانهٌ.

واللُّقَیْطَی : شِبْهُ حکایهٍ إذا رأیتَهُ کثیرَ الالْتِقَاطِ لِلُّقَاطَاتِ ، تُعَیِّرُهُ بذلِکَ.

وأخبرنِی المُنْذریّ عن ثَعْلبٍ عن ابنِ الأعرابیِّ قالَ. من کلامِهِمْ : (إنَّ عِنْدَکَ دیکاً ، یَلْتَقِطُ الحَصَا). قالَ : وَیقالُ هذا للرجلِ النّمّامِ.

وقال اللیثُ : إذا التَقَطَ الکلامَ لِنَمِیمَهٍ ، قلتَ : لُقَّیطی خُلَّیْطی حکایهً لفِعْلِهِ.

اللحیانی : دارِی بِلقاطِ دارِ فُلانٍ وطَوَارِهِ ، أیْ : بِحِذَائِها.

وقالَ : أبو عبیدٍ : المُلاقَطَهُ فی سیرِ الفَرَسِ : أن یأخُذَ التَّقریبُ بقوائِمِه جَمیعاً.

وقال الأصمعیّ : أَصْبَحَتْ مَراعِینا مَلَاقِطَ من الجَدْبِ ، إذا کانَتْ یابسهً لا کلأ فیها.

وأنشد :

نُمْسِی وَجُلُّ المُرْتَعَی مَلاقِطُ

وَالدِّنْدِنُ البَالی وحَمْضٌ حَانِطٌ

شِمْرٌ عن الفَراء : اللَّقْطُ : الرَّفْوُ المُقَارِبُ - یُقَالُ : ثَوْبُ لَقِیطٌ. ویقال : القُطْ ثوبَکَ ، أی : ارفأْهُ ، وکذلکَ : نَمِّلْ ثَوْبَکَ.

ص: 17

قال شَمِر : وَسَمِعْتُ حِمْیَرِیَّهٌ تقولُ لِکَلِمَهٍ أَعَدْتُها عَلَیْها : قَدْ لَقَطْتَها بالمِلْقَاطِ ، أیْ : کتْبتَها بالقَلَمِ.

أبو عبیدٍ عن الکسائِی : لَقَطْتُ الثَّوْبَ لَقْطاً.

وقال أبو مالکٍ : اللَّقَطَهُ واللَّقَطُ للجَمْعِ ، وهیَ بَقْلَهٌ تَتْبَعُها الدَّوابُّ ؛ لِطیْبهَا ، فَنَأکلها ، وربما انْتَتَفَها الرَّجُلُ فَنَاوَلَها بَعِیْرَه ، وهی بُقُولٌ کَثِیرَهٌ ، یَجْمَعُها : اللّقَط.

(ولُقَاطُ النَخْلِ : ما لُقِطَ ، والمِلْقَطُ : ما لُقِطَ فیهِ.

ولُقَاطَهُ الزَّرْعِ ما لُقِطَ مِنْ حَبِّهِ بَعْدَ حَصَادِهِ. ومن أمثالهم : لِکُلّ ساقِطَهٍ لاقطهٌ ...

وقالَ غَیْرهُ : اللاقِطَهُ : هی ذاتُ الأَطْباقِ الّتی یُقَالُ لها : الفَحِثُ).

طلق

اللیث : الطّلْقُ : طَلْقُ المَخَاضِ عِنْدَ الوِلَادَهِ (طَلْقاً) ، وَقَدْ طُلِقَتْ فهی مَطْلوقَهٌ ، وضَرَبَها الطّلْقُ ..

أبو عُبید عن الکِسَائی : طُلِقَتِ المَرْأَهُ عِنْدَ طَلْقِ الوِلَادَهِ طَلْقاً.

قالَ أبو عُبَیدٍ : وقالَ أبو عَمْرٍو : طُلِّقَتْ مِنَ الطَّلاقِ ، فَطَلُقَتْ - بَضَم اللّامِ -.

وأُطْلِقَتِ النَّاقَهُ مِنَ العِقَالِ ، فَطَلَقتْ.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیِّ : طَلُقَتْ مِنَ الطَّلاقِ ؛ أَجْوَدُ.

وطَلَقَتْ بفتحِ اللَّامِ - جائزٌ وَمِنَ الطَّلقِ : طُلِقَتْ. وکلُّهم یَقُولُ : إِمْرأَهٌ طالِقٌ ، بِغَیْرِ (هَاءٍ).

وأما قول الأعشی :

أیا جارتا بِینی فإِنک طالِقَه

فإن اللَّیث قَالَ : أراد طالِقَه غداً. وقال غیره : قال : طالِقَه علی الفعل لأنها یقال لها قد طَلَقَت ، فبنی النَّعتَ عَلَی الفِعْلِ.

وقالَ اللّیث : ورجل مِطلاق ومِطْلیقٌ أی کثیر التَّطْلیق للنساء.

واطلقت الناقه من العِقال فَطَلَقَت.

والطالِق من الإِبِلِ الَّتی قد طَلقَتْ فی المرعی.

وقال أبو نصر : الطالق التی تَنطَلِق إلی الماء ویقال للتی لا قید علیها ، وهی طُلق وطالِق أیضاً وطُلُق أکثَرُ ؛ وأنشد : مُعَقَّلات العیس أو طوالِقِ

أی قد طَلَقَت عن العقال فهی طالِق لا تحبَس عن الإبل](1).

وقال أَبو عَمْرو الشّیبانی. الطالِقُ مِنَ النُّوقِ. الْتی تَتْرُکها بِصَرارِهَا ، وأَنشَدَ للحُطیئه :

أَقِیمُوا عَلَی المِعزَی بِدَارِ أبِیکُمْ

تَسُوف الشِّمالُ بَیْنَ صَبْحَی وطالِقِ

ص: 18


1- ما بین المعکوفتین استدراک من «اللسان» (طلق - 8 / 187 ، 188) انظر «العین» (5 / 101).

قال : الصَّبْحَی : التی یحلُبُها فی مَبْرَکِها ، یَصْطَبِحُها ، والطّالِقُ : الّتی یَتْرُکها بِصَرارِهَا فلا یَحْلُبُها فی مَبْرَکهَا.

وقالَ : اللّیْثُ. الطَّالِقُ من الإبِل. ناقَهٌ تُرْسَلُ فی الحَیِّ ، وَتَرْعَی من جَنَابِهِمْ ، حَیْثُ شَاءَتْ ، لا تُعْقَلُ إذا راحَتْ ، ولا تُنَحَّی فی المَسْرَحِ.

وقَالَ أبو ذُؤَیْبٍ :

غَدَتْ وَهْیَ مَحْشُوکَهُ طَالِقُ ..

قالَ : الجَمیع : المَطالِیق ، والأَطْلَاقُ.

وَقَدْ أُطْلِقَتِ النّاقَهُ فَطلَقتْ ، أیْ : حُلَّ عِقَالُها : وقال شمرٌ : سَأَلْتُ ابنَ الأعْرابیّ عن قولِهِ :

سَاهِمُ الوَجْهِ مِنْ جَدِیلَهَ أَو نَبْ

هَانَ أَفْنَی ضِرَاءَهُ الإِطْلَاقُ

قالَ : هَذا یکونُ بمَعْنی : الحَلِّ والإِرْسَالِ.

قالَ : وإطلاقُهُ إیّاهَا. إرْسالُها عَلَی الصَّیْدِ ، أفْنَاهَا. أبو عبیدٍ عن أبی زید رجُلٌ طَلیقُ الوجْهِ. ذو بِشْرٍ حَسَن وطلقُ الیدَیْنِ ، إذا کانَ سخِیاً ، وَمِثْلُهُ. بعیرٌ طَلْقُ الیدَیْنِ ، أیْ غیرُ مُقَیَّدٍ ، وَجمعه : أطْلاقٌ ، وَیقالُ.

حَبَسُوهُ فی السِّجْنِ طُلُقاً بغیرِ قَیْدٍ.

(أبو العَبَّاسِ : طَلَقَتِ المَرْأَهُ ، وَطَلُقَتْ ، وَطُلِّقَتْ عندَ الوِلادَهِ ، وَطَلُقَ وجهُهُ طَلَاقَهً.

ورجلٌ طَلْقُ الوَجْهِ وَطَلِقُ الوجْهِ ، ویومٌ طَلْقٌ ، ولیلهٌ طَلْقَهٌ : لا قُرَّ فیها ، ولا أذًی).

ویقالُ : هَذَا لَکَ طِلْقٌ أی : حَلَالٌ.

الکِسائی : رجلٌ طُلْقٌ : وهو الَّذی لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْءٌ ، ولَهُ لِسَانٌ طُلَقٌ ذُلَقٌ ، وَهُوَ طَلِیقُ اللِّسَانِ ، وطِلْقٌ وَطَلْقٌ.

وَیقَالُ : هو طَلِیقُ الوجْهِ ، وطَلْقُ الوجْهِ.

شَمِر عن ابنِ الأعرابیِّ : لِسَانٌ طُلُقٌ ذُلُقٌ ، وطلِیقٌ ذَلِیقٌ ، ولا تَقُلْ : طُلَقٌ ذلَقٌ ، والکسائی یقولُهُمَا. وهو طَلْقُ الکَفِّ وطَلِیقُ الکَفِّ قَرِیبتَانِ مِنَ السَّوَاء.

وقال شَمِر : قال أبو حاتمٍ : شَکَّ الأصمعیُّ فی : طُلُقٍ أو طُلَقٍ ، فقالَ : لا أدْری. لسان طُلُقٌ ، أو طُلَقٌ.

وقال شَمِر : یقالُ طَلُقَتْ یَدُهُ ولسانُه طُلوقَهً وطُلُوقاً.

وقال ابن الأعرابی : یقال : هو طَلِیقٌ وطُلُقٌ وطَالِقٌ ومُطْلَق إذا خُلِّی عَنْهُ. قالَ : والتَّطْلِیقُ. التَّخْلِیَهُ والإرْسَالُ ، وحلّ العَقْدِ ویکونُ الإطْلاقُ بمعْنَی التَّرْکِ والإرْسَالِ.

وطَلَّقْتُ البِلَادَ. فَارَقْتُهَا. وطَلَّقْتُ القَوْمَ.

ترکْتُهُمْ.

وقال ابنُ أَحْمَرَ :

غَطَارِفَهٌ یَرَوْنَ المَجْدَ غُنْماً

إذا ما طَلَّقَ البَرِمُ العِیالا

أیْ : تَرَکَهُمْ ، کما یترُکُ الرجلُ المرأهَ.

أبو عبید عن أبی زید : أطْلَقتُ الإبلَ إلی الماء ، حتَّی طَلَقَتْ طَلْقاً وطُلُوقاً ، والاسمُ

ص: 19

الطّلَق - بفَتح اللام.

وقال الأصْمعی طَلَقَتِ الإبلُ ، فهی تَطْلُق طَلَقا ، وذلک إذا کان بینها وبیْنَ الماءِ یومانِ ، فالیومُ الأول : الطَّلَقُ ، والثانی : القَرَبُ ، وقد أطْلَقَها صاحِبُها إطْلاقَاً.

وروی أبو عبیدٍ عنه ، قالَ : إذا خَلَّی وُجُوهَ الإبلِ إلی الماءِ وتَرَکَها فی ذلِکَ تَرْعی - لَیْلَتَئِذٍ - فهیَ لیلهُ الطّلْقِ ، فَإنْ کانَتْ اللیلهُ الثانِیَهُ ، فهی لَیْلَهُ القرَبِ ، وهی السَّوْقُ الشدیدُ.

أبو نصرٍ عن الأصمعیّ. یقالُ لِضَرْبٍ من الدّوَاءِ ، أو نَبْتٍ ، طَلَقٌ - مُتَحرِّک - ویقالُ للإنْسَانِ ، إذا عَتَقَ. طَلِیقٌ ، أیْ إذا صَار حُرّاً ، ویقال للسَّلیمِ ، إذا لُدِغَ. قد طُلّقَ ، وذلکَ حینَ ترْجعُ إلیْهِ نفسُهُ ، وَأنشد :

کما تَعْتَری الأَهْوالُ رأسَ المُطَلّقِ

وقال النابغه (یَذْکُرُ حَیَّهً) :

تَنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ من سُوْءِ سُمِّها

تُطَلِّقُهُ حِیْناً ، وحِیْناً تُرَاجِعُ

قالَ : والطَّلَقُ - مُتَحَرِّک - قَیْدٌ من جُلُودٍ ، وجَمْعهُ. الأطْلَاقُ وبَعِیرٌ طُلُقٌ ، لا قَیْدَ عَلَیْهِ والجمیعُ. أطْلاق ، وأنشد :

تَقَاذَفْنَ أطلاقاً وَقارَبَ خَطْوَهُ

عَنِ الذَّوْدِ تَقْرِیبٌ وَهُنَّ حَبَائِبُهُ

أبو عُبَیْدٍ عن أبی عَمْروٍ. لَیْلَه طَلْقٌ ، وهی التی لا بَرْدَ فیها ، وأنْشَدَ لأوس بن حَجَر :

خُذِلْتُ عَلَی لَیْلَهٍ سَاهِرَهْ

فَلَیْسَتْ بِطَلْقٍ ولا سَاکِرَهْ

وأخْبَرَنی الإیادیّ عن شمر : یومٌ طَلْقٌ ولَیْلَهٌ طَلْقَهٌ لا حَرَّ فیها ولا بَرْدَ ، ولا مَطَرٌ ، ولیالٍ طَلْقاتٌ ، وطَوَالِقُ.

وقالَ أبو الدُّقَیْشِ. إِنَّها لطَلْقَهُ السَّاعَهَ ، وقال الرّاعی :

فَلَمَّا عَلَتْهُ الشَّمْسُ فی یَوْمِ طَلْقَهٍ

یریدُ : یومَ لَیْلَهٍ طَلْقَهٍ ، لیسَ فیها قُرٌّ ولا رِیْحٌ. یُرِیدُ یَوْمَها الَّذی بَعْدَها ، والعَرَبُ تبدأ باللَّیْلِ قَبْلَ الیَوْمِ. وقال أبو الهیْثَم وأَخْبَرَنی عنه المُنْذِری ، فی قولِ الرَّاعی ، وفی بیت آخَرَ أنشَدَه لذی الرُّمَّه :

لها سُنَّهٌ کالشَّمْسِ فی یَوْمِ طَلْقَهٍ

قالَ : العَرَبُ تُضِیفُ الإسمَ إلی نَعْتِهِ.

قالَ : وزادوا فی الطَّلْق. الهاءَ ، للمُبَالَغَهِ فی الوصْف ، کما قالوا. رَجُلٌ دَاهِیَهٌ. قالَ ویقالُ : لَیْلَهٌ طلْقٌ - بغیر هَاء - وَأَنْشَدَ بَیْتَ لَبِیدٍ :

بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِیْنَ کَمْ مِنْ لَیْلَهٍ

طَلْقٍ لَذِیْذٍ لَهْوُهَا وَنِدَامُهَا

وقال الأصمعیّ : یُقَالُ : یَوْمٌ طَلْقٌ ، ولَیْلَهٌ ، أیْ : سَهْلَه ، طَیِّبَه ، لا بَرْدَ فیها ، قال : ویُقَالُ : لَیْلَهٌ طُلْقٌ - بغیر هَاء - وأَنْشَدَ بَیْتَ لَبِیدٍ :

بَلْ أَنتِ لا تَدْرِینَ کَمْ مِنْ لَیْلَهٍ

طَلْقٍ لَذِیذٍ لَهْوُهَا وَنِدَامها

ص: 20

قالَ : ویقالُ : عَدَا طَلقاً أو طَلَقَیْنِ ، أَیْ.

شَوْطاً أو شَوْطَیْنِ ، ویقالُ : أنْتَ طِلْقٌ مِنْ هذا الأمْرِ ، أیْ. خَارجٌ.

ثعلبٌ عن ابْنِ الأعرابیِّ. قالَ : المُطَلَّقُ.

المُلَقَّحُ من النَّخْلِ ، وَقَدْ أطْلَقَ نَخْلَهُ وطَلَّقَها ، إذا کانَتْ طِوالاً فألْقَحَها ، قالَ ، وأطْلق خَیْلَهُ فی الحَلَبَهِ ، وأطْلَقَ عَدُوَّهُ ، إذا سَقَاهُ سُمّاً. قالَ : وطَلَقَ ، إذا أعْطی ، وطَلِقَ : إذا تَبَاعَدَ.

وقال أبو عمرٍو : الطَّلَقَهُ : النُّوقُ التی تُحْلَبُ فی المَرْعی ، وقال ابنُ الأعرابی.

الطّالِقُ. النَّاقَهُ الّتی تُرْسَل فی الرَّعْی.

ویقالُ : طَلَقَ یَدَهُ وأَطْلَقَها فی المالِ ، بمعنی واحدٍ ویدُهُ مَطْلُوقَهٌ ومُطْلَقَهٌ ، والطَّلیقُ : الأَسِیرُ ، یُطْلَقُ ، فَعِیلٌ بِمَعْنی : مَفْعولٍ. وقالَ ذُو الرُّمَّه :

وَتَبْسِمُ عَنْ نُورِ الأقاحِیّ أقْفَرَتْ

بِوَعْثاءَ مَعْروفٍ تُغَامُ وتُطْلَقُ

تُغَامُ مَرَّهً بالغَیْمِ ، أی تُسْتَرُ ، وتُطْلَقُ. إذا انْجَلی عَنْهَا الغَیْمُ. یَعْنی. الأقاحِی إذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ عَلَیها فَقَد طَلَقَتْ.

وقالَ اللیثُ : رجلُ مطْلِیقٌ ومِطْلَاقٌ. کثیرُ الطَّلاقِ للنِّسَاءِ. والطَّلِیقُ : الأسِیْرُ ، یُطْلَقُ عَنْهُ. وإذا خَلّی الرَّجُلُ عن نَاقَتِهِ ، قیل طَلَّقَها ، قال : والعَیْرُ ، إذا جَاز عَانَتَهُ ، ثم خَلی عَنْها قِیلَ طَلَّقَها. وإذا اسْتَعْصَتِ العَانَهُ عَلَیهِ ، ثم انقَدْنَ لَهُ ، قِیلَ. طَلَّقَتْهُ.

وأنْشَدَ قَوْلَ رُؤبَهَ :

طَلَّقْتَهُ فاسْتَوْرَدَ العَدامِلاً ...

قالَ : والظَّبیُ ، إذا خَلَی عن قَوَائِمِه ، فَمَضَی لا یَلْوِی علی شَیْء ، قیل. تَطَلَّقَ.

قال. والانْطِلاقُ. سُرْعَهُ الذهابِ فی أصلِ المِحْنَهِ. قَالَ : واستَطْلَقَ بطنُهُ وأطْلَقَهُ الدّواءُ. ویُقَالُ : ما تَطَلَّقُ نَفسِی لهذا الأَمْرِ أیْ : لا تَنْشَرِحُ ولا تَسْتَمِرُّ.

ویقالُ : تَطَلقَتِ الخَیْلُ ، إذا مَضَتْ طَلَقاً ، لم تَحْتَبِسْ إلی الغَایَهِ. قَالَ. والطلَقُ.

الشَّوْطُ الواحِدُ فی جَرْی الخَیْلِ.

وقالَ ، أبو عُبَیْدَه فی البطن أطْلاق ، واحدُها. طَلَقٌ - مُتَحَرّک ، وهی طَرائقُ البَطْنِ ، ویُقالُ. لَقِیْتُه مُنْطَلِقَ الوَجْهِ إذا أسْفَر ، وأنشد :

یَرْعَیْن وَسْمِیَّاً وصَی نَبْتُهُ

فانْطَلَق الوَجْهُ ودَقَّ الکُشُوحْ

قال والتَّطَلقُ : أن تبول الفَرَسُ بعدَ الجَرْی ، ومنه قولهُ :

فصادَ ثَلاثاً کجزْعِ النظامِ

ولم یَتَطَلقْ ولم یُغْسِلِ

لم یُغْسل ، أیْ. لم یُعْرق.

أبو عُبَید. طَلَقَ یَدَهُ بالخَیْرِ ، وأطْلَقَها فی المالِ ، بمعْنًی واحدٍ ویَدُهُ مَطْلُوقَهٌ ، رواهُ عن الکِسَائی فی باب. (فَعَلَتْ وأَفْعَلْتُ).

أنْشَدَ ثعلبٌ. أطْلِقْ یَدَیْکَ تَنْفَعَاکَ یا رجلْ.

ویجوزُ. أطلُقْ یدیک).

ص: 21

ق ط ن
اشاره

قطن - قنط - نطق - نقط : مستعمله.

قطن

أخبرنی المُنْذری عن أبی العباسِ أنّه قال : القُطْنِیَّهُ : الثیاب ، والقطنیه : الحُبُوبُ الَّتی تَخْرُجُ من الأرْض.

ویقالُ : لهَا : قِطْنِیّهٌ ، مثلُ : لُجِّیٍّ ولجِّی ، قالَ وإنما سُمِیْتِ الحبُوبُ : قطْنیهً : لأنها تُزْرَعُ فی الصْیفِ ، وتُدْرَکُ فی آخرِ وَقتِ الحَرِّ.

وقیلَ : سُمِّیَتْ : قُطْنیهٌ : لأنَّ مَخَارِجَها من الأَرْضِ ، مثلُ مخارجِ الثیابِ القُطْنیهِ.

وقال أبو معاذٍ. القَطَانِیُ : الْخِلْفُ وَخُضَرُ الصَّیْفِ. وقالَ شَمِرٌ : القُطْنِیَهُ : اسمٌ لهذِه الحُبوبِ التی تُطْبَخُ.

قال الأزهریُّ : هِیَ مثلُ العَدَسِ والخُلَّرِ : وهو الماشُ والفولُ والدَّجْرِ : وهو اللّوبِیاءُ ، والحِمَّص وما شَاکَلَها مما (یُختَبَزُ) ، وَیُقتَاتُ ، سَمّاهَا الشَّافِعیّ کلها : قِطنِیّهَ ، فیما أخبرنی عبدُ الملکِ عنِ الرّبیع عَنْهُ ، وهو قولُ مالِکٍ بنِ أنسٍ (قال الشافعیُّ : تُؤْخَذُ الزکاهُ من الحِنْطَهِ والشّعیر والدُّخَّنِ وَالسُّلْتِ ، والقِطْنیه کلّها ، حِمَّصِها وعَدَسِها وَفُولها ودَجْرِها ، لأنّ هذا کلَّه یُؤْکلُ مَسْلوقاً وطَبیخاً وَیَزْرَعُهُ الآدَمِیُّونَ.

(قال ابنُ الأنباریّ : من العَرَبِ من یَقُولُ : (قَطْنَ عبدَ اللهِ دِرْهَمٌ) ، و (قَطْن عَبْدِ اللهِ دِرْهَمٌ) ، فیزیدُ (نُوناً) علی : قَطْ عَبْدَ الله دِرْهَمٌ وینصِبُ بها وَیَخْفِضُ ویُضیفُ إلی نفسِهِ ، فیقولُ (قَطْنِی) ، ولم یُحْکَ ذلکَ فی (قَدْ) ، والقیاسُ فیهما واحِدٌ.

قالَ : وقولهُمْ : لا تَقُلْ إلَّا کَذَا وکذا قَطْ ، معناه : حَسْبُ. وطاؤُها ساکِنَهٌ : لأنّها بمنْزِلِهِ : (هَلْ وَبَلْ وَأَجَلْ) وکذلِکَ قَدْ یُقَالُ (قَدْ عبدَ اللهِ دِرْهَمٌ). ومعناه : (قَطْ عَبْدَ اللهِ دِرْهَمٌ). أی یکفی عبدَ اللهِ دِرْهَمٌ.

أبو عُبَیْدٍ عن الأصمعی : قَطَنُ الطائِرِ ، أصلُ ذَنَبِهِ.

وفی الحدیث : «أَنَّ آمِنَهَ لمّا حَمَلَتْ بالنبی صلی الله علیه وسلم قَالَتْ : ما وَجَدْته فی القَطَنِ والثُّنَّهِ ، ولکنّی کنتُ أجدُهُ فی کَبِدی». فالقَطَنُ : أَسْفَلُ الظَّهْرِ وَالثَّنَّهُ : أسْفَلُ البَطْنِ.

وقال اللیثُ : القَطَنُ : الموضِعُ العَرِیضُ بَیْنَ الثَّبَجِ والعَجُزِ.

قال رُؤْبَه :

فلا وَرَبِّ الفَاطِناتِ القُطّنِ

وقد قَطَن یقطُنُ قُطوناً.

وقال اللیثُ : القَطِینُ کَالخَلِیطِ ، لَفْظُ الواحِدِ والجَمِیعُ فیهِ : سَواءٌ.

قالَ. والقطینُ. تُبَّاعُ المَلِکِ ، وَمَمَالِیکُهُ.

عمرو عن أبیهِ : القَطِینُ : أَهل الدَّارِ ، والقَطِینُ : الحَشَمُ الأَحرارُ ، والقَطینُ : الحَشَم المَمَالِیکُ. والقَطِینُ : المُقِیمُونَ فی الموضِعِ ، لا یکادُونَ یَبْرَحُونَهُ.

ص: 22

وقالَ ابنُ دُریدِ : قَطِینُ الرُّجلِ : حَشمُه وخَدَمُهُ ، وإذا قالَ الشاعِرُ : (خَفَ القَطِینُ ..)

فهمُ القَوْمُ القَاطِنُونَ ، أَیْ : المُقِیمُونَ ..

ورُوی عن سلمانَ الفارسی - رَحِمَهُ الله - أنه قالَ : (کُنْتُ رَجلاً من المَجُوسِ. وکُنْتُ قَطِنَ النارِ الَّذی یُوقِدُهَا).

قال شَمر : قَطِن النَّار : خادِمُها ، وخازِنُها : ویجوز أنه کانَ مُقیماً عَلَیها ، رواهُ (قَطِنَ ..) بکسرِ الطاء. قالَ : وقَطَن یقطُنُ ، إذا خَدَم : قال جریر :

لو شِئْتُ ساقَکُم إلیَ قَطیناً

ابنُ السِّکیتِ : القَطِینُ : الإماءُ. والقَطِینُ : السُّکّانُ فی الدَّارِ. والقَاطِنُ : المُقیمُ بالمکانِ ، وجمعُهُ القُطّانُ. قال : والقَطِنَهُ : هی ذاتُ الأطباقِ الَّتی تَکونُ مع الکَرِشِ ، وهیَ ذاتُ الأطْباقِ التی تَکُونُ مع الکَرِشِ ، وهی الفَحِثُ - أیْضاً -.

قال ابنُ السّکّیتِ : القطن : ما بَیْنَ الوَرِکَیْنِ ، وَالقَطْنُ : فی معنی (حَسْبُ) یُقَالُ : قطْنِی مِنْ کَذَا وکَذَا ، وأنشد :

امتلأ الحَوْضُ وَقَالَ : قَطْنِی

سَلَّا رُوَیْداً قَدْ مَلأَتَ بَطْنی

وقال اللیث : قال أبو الدُّقَیش : القِطَانُ : شِجَارُ الهَوْدَجِ ، وجمعُه : قُطُنٌ ، قال لبید :

فَتَکَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِبَامُهَا

قلتُ : وقالَ غیرُه فی قولِهِ : (قُطناً). أیْ : ثِیابَ قُطْن. یُقالُ : قُطْنٌ وقُطُنٌ وقُطُنٌ.

وأنْشَدَنی الإیادیّ :

جَارِیَهٌ لَیْسَتْ مِنْ الوَحْشَنِ

وَلَا مِنَ السُّودِ القِصَارِ الجنِ

قُطُنّهٌ مِنْ أَحْسَنِ القُطُنِ

اللیثُ یُقالُ للکَرْمِ ، إذا بَدَتْ زمعاتُهُ : قَدْ عَطَّبَ وقَطَّنَ. قالَ : والقَیْطُونُ ، هو المَخْدَعُ - بلغه أَهْلِ مِصْرَ وَبَرْبَرَ قالَ : وَحَبَّهٌ یَسْتَشْفی بِها ، یُسَمِّیها أهلُ العِراقِ : (بَزْرَقَطُونَا).

قلتُ : وَسَأَلْتُ عَنْها البَحْرانِیّینَ؟ فَقَالُوا : هِیَ عِنْدَنا ، تُسَمّی : (حبَّ الذرّقَهِ) ، (وهی الاسْفِیُوشْ) مُعَرَّبٌ.

وقال أبو زید : القُطُونُ : الإقَامَهُ.

ومُجاوِرُو مَکَّهَ : قُطّانُها ، وحَمَامُ مَکَّهَ ، یُقَالُ لها : قُواطِنُ مَکَّه. والیَقْطِینُ : شَجَرهُ القَرْعِ ، قالَ الله تَعَالی : (وَأَنْبَتْنا عَلَیْهِ شَجَرَهً مِنْ یَقْطِینٍ (146)) [الصافات : 146].

قالَ الفَرَّاءُ : قِیلَ ، عِنْدَ ابنِ عَباسٍ : هو وَرَقَ القَرْعِ ، فَقالَ : وما جَعَلَ القَرْعَ ، مِنْ بَیْنِ الشَّجَرِ یَقْطِینَا؟ کلُّ وَرَقَهٍ اتّسَعَتْ وَسَتَرَتْ فهی یَقْطِینٌ.

وقال ابنُ مَسْعُودٍ : هُو القرْعُ.

وقال مُجَاهِدُ کلُّ شَیْء ذَهَبَ بسْطَاً فی الأرْضِ : یَقْطِینُ ، ونَحْوَ ذلکَ قال الکَلِبیُّ ، قالَ : ومنهُ القَرعُ والبِّطِّیخُ والقِثّاءُ والشِّرْیانُ.

ص: 23

قال سَعِیدٌ بنُ جُبَیْرٍ : کلُّ شَیءٍ یَنْبُتُ ثم یَمُوتُ عَنْ عامِهِ ، فهو یَقْطِینُ

: قال ابنُ السِّکِّیتِ هی القَطِنَهُ : الَّتی تکونُ مَعَ الکَرِشِ ، فهیَ ذَواتُ الأَطْبَاقِ. قال : وهی النَّقِمَهُ والمَعِدَهُ والکَلِمَهُ والسَّفِلَهُ.

قال أبو العَبّاسِ : القَطِنَهُ : وهی الرُّمانَهُ فی جَوْفِ البَقَرهِ ..

قال ابنُ دُرَیْدٍ : قَطِنَهُ البَعِیرِ ، التی یُسَمِّیها العَامَّهُ : الرُّمَّانَهَ وهی أیضاً - لَقَّاطَهُ الحَصَا.

نطق

قال اللیث : یُقَالُ : نَطَقَ النّاطِق یَنْطِقُ نُطْقاً ، وَإِنّه لمِنْطِیقٌ بَلِیغٌ ، قالَ : وَکتابٌ ناطِقٌ بَیِّنٌ وقالَ لبید :

أَوْ مُذْهَبٌ جُدَدٌ عَلَی أَلواحِهِ

النَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ

قال : وکلامُ کُلِّ شَیْءٍ مَنْطِقُهُ ، ومنه قولُ الله جلّ وعزّ : (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ) [النمل : 16].

قال : والمِنْطقُ : کلُّ شَیءٍ شَدَدْتَ بهِ وَسَطکَ.

والمِنْطَقَهُ : اسم خَاصٌّ.

والنِّطاقُ شِبْهُ إِزَارٍ ، فیه تِکَّهٌ ، کانَتِ المَرْأَهُ تَنْتَطِقُ بِهِ.

وإذا بَلغَ المَاءُ النِصْفَ منَ الشجَرَهِ ، والأکَمَهِ ، یقالُ ، نَطَّقَها.

أبو عُبید عن أبی زیادٍ الکِلابیّ ، قالَ : النِطاقُ أَنْ تَأخُذُ المَرأهُ ثوباً فَتَلْبسَه ثُمَّ تشد وسَطَها بِحَبْلٍ ، ثم تُرْسِل الأَعلَی علی الأسْفَلِ.

وقالتْ عائِشَهُ فی نِساء الأنْصَار : فعَمَدْنَ إلی حُجَزِ ، أو حُجُوزِ مَنَاطِقِهنَ ، فَشَقَقْنَها وَسَوَّیْنَ مِنْهَا خُمُراً ، حینَ أَنْزَلَ الله - جلّ وعزّ - (وَلْیَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلی جُیُوبِهِنَ) [النور : 31].

المَناطِقُ : واحدُها مِنْطَقٌ ، وهو النِّطاقُ الَّذِی وَصَفَهُ أبو زِیادٍ الکِلابیّ.

یقالُ ، مِنْطَقٌ ونِطاقُ ، کما یُقالُ ، مِئْزَرٌ وإِزَارٌ ومِلْحَفُ ولِحَافٌ وَمِسْرَدٌ وَسِرَادٌ ، وَقَدْ تَنَطَّقَتِ المَرْأَهُ : إذا شَدَّتْ نِطَاقَها عَلَی وَسَطِها ، وَأَنَشدَ ابنُ الأعرابیّ یصف امرأه) :

تَغْتَالُ عَرْضَ النُّقْبَهِ المُذَالَهْ

ولم تَنَطَّقْهَا عَلَی غِلَالَهْ

وقال شمر ، فی قولِ جَرِیرٍ :

والتَّغْلِبیونَ بِئْس الفَحْلُ قَحْلُهُمُ

قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلَّاءُ مِنْطِیْقُ

تَحْتَ المَناطِقِ أَسْتاهٌ مُصَلّبَهٌ

مِثْلَ الدَّوَا مَسَّها الأقلَامُ واللِّیْقُ

قال شعر ، مِنْطیقٌ : تأتزر بِحَشِیَّهِ تُعَظِمُ بِهَا عَجِیزَتَها.

قالَ ، وقالَ بعضُهُم ، النِّطاقُ ، الإزَارُ الَّذی یُثْنی والمِنْطَق ، ما جُعِلَ فیهِ من خَیْطٍ أَوْ غَیْرِهِ وَأَنشَدَ :

ص: 24

تَنْبو المَنَاطِقُ عَنْ جُنُوبِهِمُ

وَأَسِنَّهُ الخَطِّی ما تَنْبُو

وَصَفَ قَوْماً بِعِظَمِ البُطُونِ والجنوب والرَّخَاوهِ قالَ : وقَدْ یکونُ النِّطاقُ والمِنْطَقُ ، بمعنی واحدٍ مثلَ ، الإزَارِ والمِئْزَرِ.

وسُمِّیَتْ أَسماءُ بنتُ أبی بَکْرِ - رضی الله عنهما - ذاتَ النِّطَاقَیْنِ لأنَّهَا کَانَتْ تُطَارِقُ نِطَاقاً عَلَی نِطَاقٍ ، وقیل : إنَّهُ کَانَ لهَا نِطَاقَانِ تَلْبَسُ أحدَهُما وَتَحْمِلُ فی الآخَرِ الزَّادَ إلی النبی صلی الله علیه وسلم وأبی بکر رضی الله عنه وهما فی الغارِ ، وهذا أصحُّ القَوْلَینِ.

وروَی الزُّهری عن عُرْوَهَ عن عائِشَه : أن النبی صلی الله علیه وسلم لما خَرَجَ مع أبی بَکْرٍ مُهَاجِرَیْنِ ؛ صَنَعْنا لَهُما سُفْرَهً فی جِرَابٍ ، فَقَطَعتْ أسماءُ بنتُ أبی بَکْرٍ من نِطاقِها ، وأوْکَت بهِ الجِرَابَ ؛ فلذلکَ کَانَتْ تُسَمی : ذاتَ النِّطاقَیْنِ.

حَدَّثَنَا السَّعْدِی - عَنِ الرَّمادِیّ عن عبدِ الرّزاقِ عنَ مَعْمَرٍ عنِ الزُّهْری

وهذا هو الصحیح.

ویُقَالُ ، تَنَطَّقَ بالمِنْطَقَهِ ، وانْتَطَقَ بِها ، ومنْهُ قولُ خداشٍ بنِ زهیرٍ :

وأَبْرَحُ ما أَدَامَ الله قَوْمِی

بِحَمْدِ اللهِ مُنْتَطقاً مُجِیداً

فی قولهِ : مُنْتَطِقَاً ؛ قَوْلَانِ : أحدُهُما ، مُجْتَنِباً إلیَّ فَرَساً. والآخَرُ ، شَادّاً إلیَّ إزَارِی إلی دِرْعِی. ویُقالُ : انْتَطَق فُلانٌ فَرَسَهُ : إذا قادَهُ ، قَالَهُ المَازِنُّی.

ثعلبٌ عنِ ابْنِ الأَعْرابیِّ فی قَوْلِهِمْ (ما لَهُمْ صَامِت ولا نَاطِقٌ).

فالصّامِت ، الذهب والفِضَّهُ والجَوْهَرُ ، والنّاطِقُ : الحَیَوانُ. وقالَ الأصمَعیُّ : النَّاطقُ : الحَیَوانُ مِنَ الرَّقیقِ وغیره سمی نَاطِقاً ؛ لِصَوْتِهِ وَصَوْتُ کلّ شَیْءٍ مَنْطِقُهُ وَنُطْقُهُ.

قنط

قالَ الله تعالی : (قَالَ وَمَن یَقْنِطُ مِن رَّحْمَهِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّآلُّونَ) وَقُرِئ ؛ (قالَ وَمَنْ یَقْنَطُ) فمن قرأ (یَقْنِطُ) قال : قَنَطَ فی الماضی ، ومن قَرأَ ، یَقْنَطُ قالَ : قَنِط.

قالَ الأزْهَریّ ، وهما لُغَتَانِ جَیّدَتَانِ ، قَنِطَ یَقْنَط ، وقَنَطَ ، یَقْنِطُ قنُوطاً ، فی اللُّغَتَینِ ، قالَ ذلک أبو عَمْرٍو بن العَلَاء.

قال اللیث : القُنُوطُ : الإیَاسُ من الُخَیْرِ ، ویُقالُ : شَرُّ النَّاسِ الذین یَقَنِّطُون الناسَ من رحمهِ الله ، أی : یُؤَیِّسُونَهُم.

نقط

قال اللیث : یُقالُ : نَقَطَ النَّاقِطُ الکِتَابَ : یَنْقُطُهُ نَقْطاً والنُّقْطهُ : الإسْمُ.

والنَّقْطَهُ : فَعْلَه واحِدَه.

وَیُقالُ : نَقَّطَ ثوبَهُ بالمِدادِ والزَّعْفَرانِ ، تَنْقِیطاً ثعلبُ عنِ ابن الأعْرابی ، قالَ : ما بَقِی من أموالِهم إلا النُّقْطَهُ ، وهی قِطْعَه من نَخْلٍ

ص: 25

- هَاهُنا - وقطعه من زَرْغٍ - هَاهُنا.

ق ط ف
اشاره

قطف - قفط - طفق : مستعمله.

قطف

قالَ اللیث وغیرُهُ : القَطْف : قَطْعُکَ العِنَبَ وغَیْرَهُ وکلُّ شَیْءٍ تقطَعُه ، فقد قَطَفْتَهُ ، حتَّی الجرادُ تُقْطَفُ رؤوسُها.

قالَ : والقِطْفُ : اسمٌ للثِمارِ المقْطُوفَهِ ، وجَمْعُها : قُطُوف.

قالَ : الله تعالی : (قُطُوفُها دانِیَهٌ (23)) [الحاقه : 23] أی : ثِمَارُها قَریْبَه المُتَناوَلِ ، یَقطِفُها القَاعِدُ والقَائِمُ.

قالَ : والقطافُ : اسمُ وَقْتِ القطْفِ ، قالَ الحَجَّاجُ علی المِنْبَرِ : (أَرَی رُؤوساً قَدْ أیْنَعَت وَحَانَ قِطَافُهَا). قُلتُ : والقطَاف - بالفَتْح - جائز ، عندَ الکِسائیِّ ، أیضاً.

وقالَ اللیثُ : والقَطَفُ : نبات رَخْص عریضُ الوَرَقِ یُطبَخُ ، الواحدهُ : قَطَفَه.

والقِطافُ مَصْدرُ القَطُوفِ مِنَ الدّوابِّ ، وَهْوَ المُقارِبُ الخَطْوِ ، البَطِیءُ وأقْطَفَ الرَّجُلُ ، إذا کانَتْ دابَّتُهُ قَطُوفاً ، وَقَد قَطَف الدّابَّهُ یَقْطِفُ قُطُوفاً ، وقال ذُو الرُّمَّهِ یذکُر جَراداً :

کأنَّ رِجْلَیْهِ رِجْلا مُقْطَفٍ عَجِلِ

إذَا تَجَاوَب من بُرْدَیْهِ تَرْنِیمُ

أبو عُبیدٍ عن الأحْمَرِ : أَقْطَفَ القَوْمُ : إذا حَانَ قِطَافُ کُرومِهِمْ ، وأَجْزَزُوا من الجِزَازِ فی النَّخْلِ ، إذا أَصْرَمَوا. وأقْطَفَ الکَرْمُ ، إذا أَتی قِطافُه. والقَطْفُ : الخَدشُ ، وأنشد :

وَهُنَّ إذَا أَبْصَرْنَهُ مُتُبَذِّلاً

خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّهً لم تُقَطَّفِ

أیْ لم تُخَدَّشْ.

ابن السّکّیت ، عن أبی عمرٍو : القُطُوفُ : الخُدُشُ ، واحدُها : قَطْفٌ ، وقد قطَفَهُ یقطِفُهُ ، إذا خَدَشَهُ ، وأنشَدَ لحاتِمَ :

ولکِنْ وَجْهَ مَوْلاکَ تَقْطِفُ

قلتُ : والقَطِیفَهُ : ثوبٌ ذو خَمَلٍ تُفْتَرَشُ ، وجمعُهُ : قُطُفٌ وهیَ : القَراطِفُ ، ومنه قوله :

بأنْ کَذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ

وقیلَ للطْعام الّذی سُمِّیَ : (القَطَائِف) ؛ لأنَّ لَهَا مِثْلَ خَمَلِ : القَطَائِفِ.

روی سَعیدُ بنُ أبی عُروبَهَ عن أنَسِ : أن النبی صلی الله علیه وسلم : جاءَ عَلَی فَرَسٍ ، لأبی طَلْحَهَ یَقطِفُ.

قلتُ : القَطْفُ مُقَارَبَهُ الخَطْو ، وذلکَ من فعلِ الهَمَالِیجِ. والقَطِیفهُ والقَرْطَفَهُ ، وجمعُها : القطائِفُ ، والقراطفُ : فُرُشٌ مَخْمَلَهٌ.

والقَطائِفُ : طَعَامٌ یُسَوّی من الدَّقیقِ المُرَقِّ بالماءِ شُبِّهَتْ بخَمل القطائفِ الّتی تُفْتَرشُ ، الواحده : قَطِیْفَهٌ.

ص: 26

قفط

أبو عُبَیْدٍ عن الأصْمعِیّ : قَفط الطّائِرُ أُنْثَاهُ وقَمَطَها ، یَقْفِطُها ویَقمِطُها ، ویَقْفُطُها.

قالَ : وقال أبو زیدٍ : ذَقَطَ الطّائرُ یَذْقُطُ ذَقْطاً. فأما القَّفْطُ ، فَلِذَواتِ الظِّلف.

وقالَ ابنُ شُمَیْلٍ : القَفْطُ : شِدّهُ لِحَاقِ الرَّجُلِ المَرْأهَ ، أیْ : شِدَّه احْتِفازِهِ.

قالَ. والذَّقْطُ : غَمْسُهُ فیها ، والمَقْط : نَحْوُهُ ، یقالُ : مَقَطَها ، ونَخَسَها ، ودَاسَها یُدوسُها ، قالَ : والدَّوْسُ : النَّیْکُ.

وقالَ اللیثُ : یُقالُ للعَنْزِ إذا حَرَصَتْ عَلَی التَّیْس فَمَدَّتْ مُؤَخَّرَها إلَیْهِ ، قَدِ أقْفَاطَّت أقْفِیطَاطاً ، والتَّیْسُ یَقْتَفِطُ إلَیْها ، إذا ضَمَّ مُؤَخَّرَهُ إلَیْها ، وَقَد تَقَافطا ، إذا تَعَاوَنا عَلَی ذلِکَ.

وقالَ اللیثُ : رُقْیَهٌ للعَقْرَبِ ، قِیْلَ : (شَجَّهٌ قَرَنیَّه مِلْحَه بَحْری قَفَطی) ، یُقْرأُ هذا سبعَ مراتِ ، و: (قُلْ هُوَ اللهُ) [الإخلاص : 1] : سَبْعَ مَرّاتٍ.

طفق

قال اللیثُ : طَفِقَ : بِمَعْنی : عَلِقَ یَفْعَلُ کِذا ، وهو یَجْمَعُ : مَعْنی : ظَلَّ وَبَاتْ.

قالَ : وَلُغَهٌ رَدِیئَه : طَفَقَ. وقالَ أبو سَعِیدٍ : الأَعْرابُ یَقُولُونَ : طِفِقَ فلان بما أراد ، أیْ : ظَفِرَ بِهِ ، وأطْفَقَهُ الله بِهِ إطْفَاقاً ، إذا أَظْفَرَه بهِ ، ولئِنْ أَطْفَقَنی اللهُ بِفُلانٍ ، لأَفْعَلَنَّ بِهِ ، (ولأَفْعَلَنْ).

وقالَ أبو الهیثَم : طفِقَ وَعَلِقَ ، وجَعَلَ وَکَادَ ، وکَرَبَ لا بُدَّ لَهُنَّ من صاحِبٍ یَصْحَبُهُنَّ ، یُوصَفُ بِهِنَّ ، فَیَرْتَفِعُ. وَیَطْلُبْنَ الْفِعْلَ المسْتَقْبَلَ خاصهً ، کقولِکَ : (کادَ زیدٌ یقولُ ذَاکَ).

فإن کَنَّیْتَ عن الاسْمِ قُلْتَ : (کادَ یقولُ ذَاکَ) ومنْهُ قولُه - جلَّ وعزّ - (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ) [ص : 33] أرادَ ؛ طَفِقَ یَمْسَحُ مَسْحاً (بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) وهذِهِ تُسَمی حُروفَ المُقَارَبَهِ](1).

ق ط ب
اشاره

قطب ، قبط ، طبق ، بقط ، بطق : مستعمله.

قطب

قال اللیث : القطب : نبات. قلت : القطْبه : هَنَه من الشّوک کأنّها حَسَکه مثلّثه ، وجمعها قطَبٌ ، وورق أصلها یشبه ورق النّفَل والذُّرَق ؛ والقطْب ثمرُها.

وقال اللیث : القطوب : تزوِّی ما بین العینین عند العبوس. یقال : رأیته غضبانَ قاطباً ، وهو یَقطِب ما بین عینیه قطباً وقطوباً ، ویقطّب ما بین عینیه تقطیباً.

قال : والقطْب : کوکب بین الجدی والفرقدَین ، وهو صغیر أبیض لا یبرح مکانَه أبداً ؛ وإنما شبِّه بقطب الرّحی ، وهو الحدیده التی فی الطبق الأسفل من

ص: 27


1- انتهی القسم الساقط من المطبوعه.

الرّحَیَین یدور علیها الطبَق الأعلی ، ویدور الکواکب علی هذا الکوکب الذی یقال له القطب.

أبو عمرو : شمِر عن أبی عدنان : القطب أبداً وسطَ الأربع من بنات نعش ، وهو کوبٌ صغیر لا یزول الدَّهرَ ، والجدی والفرقدان تدور علیه.

أبو عبید عن الأصمعیّ قال : القطبه من نصال الأهداف.

وقال اللیث : القطْبه : نصل صغیر قصیر مربّع فی السّهم یُرمَی به الأغراض.

وقال النّضر : القطبه لا تعدُّ سهماً.

وأخبرنی المنذری عن أبی الهیثم أنه قال : السّلْق : إدخال الشِّظاظ مرّهً فی عُری الجوالق عند العَکْم ، فإذا ثنیتَه فهو القطْب. قال : ومنه یقال : قطب الرجلُ ، إذا أثنَی جلدهَ ما بین عینیه.

قال : والقطْب : المزْج أیضاً ، وذلک لِلخَلْط. وکذلک إذا اجتمع القومُ وکانوا أصنافاً فاختلطوا قیل : قطَبوا فهم قاطبون. ومن هذا یقال : جاء القومُ قاطبهً ، أی : جمیعاً مختلطاً بعضُهم ببعض.

أبو عبید عن أبی عمرو : قَطبت الشّرابَ وأَقطبته ، أی : مزجته.

قال ابن مُقبِل :

یقطِّبُه بالعنبرِ الوَردِ مقطِبُ

قال : وقال الکسائی : القطب : القائم الذی تدور علیه الرّحی. وفیه ثلاث لغات : قُطْب ، وقَطْب ، وقُطُب.

وقال شمِر : وقِطْبٌ أیضاً.

وقال اللیث : قاطبه : اسمٌ یجمع کلّ جیلٍ من الناس ، کقولک : جاءت العرب قاطبه.

قال : والقطاب : المِزاج الذی یُشرَب ولا یشرب ، کقول الطائفیّه فی صفه غِسْله.

قال أبو فروه : قدم فَرِیغونُ بجاریهٍ قد اشتراها من الطائف فصیحه.

قال : فدخلت علیها وهی تعالج شیئاً.

فقلت : ما هذا؟.

فقالت : هذه غِسْله.

فقلت : وما أخلاطها؟.

فقالت : آخُذ الزبیب الجیّد فأُلقی لَزِجَه وأُلَجِّنُه وأَعبِثُه بالوخِیف ، وأقطّبه.

وأنشد غیرُه :

یَشرَب الطِّرْم والصَریفَ قطابَا

قال : الطِّرْم : العَسَل. والصَّریف : اللبن الحارّ. قِطاباً ، أی : مِزاجاً.

ابن السکیت عن ابن الأعرابی قال : القطیبه : أَلْبان الإبل والغَنم یُخلَطان.

وقال ابن شُمَیل : القطیبه : اللبن الحلیب والحقین یُخلط بالإهاله. وقد قطبتُ له قطیبهً فشربَها.

وقال أبو زید : القطِیبه : أن یخلط لبن الضأن والمِعزَی ، وهی النَّخیسه. وکلُ

ص: 28

ممزوج قطیبهٌ. والقطاب : المزاج. قطّبَ بین عینیه ، أی : جمعَ الغضون.

وقال أبو عبیده : القطیبه : الرثیئه.

أبو زید : فی الجبینِ المقطَّبُ ، وهو ما بین الحاجبَین.

وقُطَیبَ : من أسماء العرب ، تصغیر قطب.

طبق

قال اللیث : الطَّبقُ : عُظَیم رقیق یفصل بین الفَقَارین.

وقال غیره : الطَبَق : فَقار الصلب أجمع. وکلّ فَقاره طبَقه.

وفی حدیث ابن مسعود : «وتبقی أصلابُ المنافقین طَبقاً واحداً».

قال أبو عبید : قال الأصمعی : الطَبَق : فَقَار الظهر ، واحدتُه طَبقه.

یقول : فصار فقارهم کلّه فَقَارهً واحده ، فلا یقدرون علی السُّجود.

ویقال : ید فلانٍ طبقهٌ واحده ، إذا لم تَکن منبسطهً ذاتَ مفاصل.

والطبقه من الأرض : شبه المشَاره ، والجمیع الطبقات.

ثعلب عن سَلمه عن الفراء ، یقال : لقیت منه بناتِ طبَقٍ ، وهی الداهیه.

أبو عبید عن الأصمعیّ : یقال : جاء بإحدی بناتِ طَبَق ، قال : وأصلها من الحیّات. ولمّا نُعی المنصورُ إلی خلفٍ الأخمر أنشأ یقول :

قد طرَّقتْ ببِکرِها أمَ طبَقْ

فَذَمَّروها وَهْمهً ضخمَ العُنُق

موت الإمام فِلقهٌ من الفِلَق

وقال غیره : قیل للحَیه أم طبق وبنت طَبَق لَتَرحِّیها وتَحوِّیها. وأکثر الترحّی للأفعی.

وقال غیره : قیل للحیّات بناتُ طبق لإطباقها علی مَن تَلسعه. وقیل : إنَّما قیل لها بناتُ طَبَق لأنّ الْحواء یُمسکها تحت أطباق الأسفاط المجلّده.

ویقال : مضی طَبقٌ من النهار ، أی : ساعه. ومِثله مضت طائفه من اللیل.

وطِباق الأرض وطِلاعُها سواء ، معناهما مِلْؤها.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : هذا الشیء وَفْق هذا ووِفاقُه ، وطِبْقُه وطَبقه ، وطَابَقُه ، وطَبیقُه ومُطبَقُه ، وقالَبُه وقَالِبُه ، بمعنًی واحد.

ومنه قولهم : «وافَق شنٌ طَبقه».

أبو عبید : شنٌّ وطبق : حیّانِ من العرب.

وقال ابن السکّیت : طَبق : حیّ مِن إیاد ، وشَنّ : ابن أفْصَی بن عبد القیس ، وکانت شَنٌّ لا یقام لها ، فواقعتْها طَبق فانتصفتْ منها فقیل :

وافَقَ شَنٌ طبَقه

وافَقه فاعتَنَقهُ

وأنشد :

ص: 29

لَقیتْ شَنٌّ إیاداً بالقَنا

طَبقاً وافَق شَنٌ طَبقه

أبو عبید عن الأصمعی فی هذا المَثل : الشَّنُ : الوِعاء المعمول من الأدَم ، فإذا یبس فهو شَنٌ ، فکان قوم لهم مِثلُه فتَشَنَنَ ، فجعلوا له غِطاءً ، فوافَقه.

أبو عبید عن أبی زید : المطابَقه المشیُ فی القید. وهو الرَّسْف.

وقال ابن الأعرابی : المطابقه أن یضع الفرسُ رجلَه فی موضع یدِه ؛ وهو الأحَق من الخیل.

ویقال : طابَق فلان لی بحَقی وأَذْعَن ، إذا أقَرّ وبَخَع.

وقال الجعدیّ :

وخَیلٍ تُطابِق بالدَّارعین

طِباقَ الکلاب یَطأن الهَرَاسا

ویقال : طابَق فلان فلاناً ، إذا وافَقه وعاوَنَه.

أخبرنی المنذری عن الحرّانی قال التطبیق فی حدیث ابن مسعود : أن یضع کفّه الیمنی علی الیسری.

یقال : طابقت وطبّقت.

قال : وقولهم : «رحمه الله طِباقُ الأرض» ، أی : تغشَی الأرض کلّها.

وفی حدیث عمران بن حُصین أنَّ غلاماً له أبَق فقال : لئن قدَرتُ علیه لأقطعنّ منه طابقاً ، قال : یرید عُضواً.

والتطبیق فی الرکوع کان مِن فِعل المسلمین أوّل ما أُمِروا بالصلاه ، وهو مُطابَقه الکفَّین مبسوطتین بین الرُّکبتین فی الرکوع. ثم أمروا بإِلقام الکفیْن داغِصَتَیِ الرُّکْبَتین ، کما یَفعل الناس الیوم.

وکان ابنُ مسعودٍ استمرَّ علی التطبیق لأنّه لم یکن سَمِع من النبی صلی الله علیه وسلم الأمر الآخَر.

وقال الأصمعی : التطبیق أن یثب البعیرُ فتقعَ قوائمُه بالأرض معاً.

وقال الراعی یصف ناقه :

حتّی إذا ما استوی طَبَّقت

کما طبّق المِسحَلُ الأغبرُ

یقول : لمّا استوی الراکبُ علیها طبَّقت.

قال الأصمعی : وأحسن الراعی فی قوله :

وهی إذا قام فی غَرزِها

کمِثلِ السَّفینه أو أوْقَرُ

لأنَّ هذا من صفه النجائب ، ثم أساء فی قوله : «لأنَّ النجیبه یُستحبّ لها أن تُقدِّم یداً ثم تقدِّم الأخری ، فإذا طبَّقتْ لم تُحْمد. قال : وهو مثل قوله :

حتی إذا ما استوی فی غَرْزِها تَثِبُ

وفی حدیث ابن عباس أنه سأل أبا هریره عن امرأهٍ غیر مدخول بها طُلقت ثلاثاً ؛ فقال : لا تَحلّ له (حَتَّی تَنْکِحَ زَوْجاً غَیْرَهُ).

فقال ابن عبّاس : «طبَّقَت».

قال أبو عبید : قوله : طبّقت أراد أصبْتَ وَجهَ الفُتْیا وأصلُه إصابه المفْصِل ، ولهذا قیل لأعضاء

ص: 30

الشاه طوابق ، واحدها طابَق ، فإذا فصَّلها الرجل فلَم یخطئ المفاصل قیل : قد طبَّق.

وقال الشاعر :

یصمّم أحیاناً وحِیناً یُطبِّق

یصف السیف : فالتصمیم أن یَمضی فی العَظْم. والتطبیق : إصابه المَفصِل.

قال الراعی یصف إبلاً :

وطبّقن عَرْضَ القُفِّ لمّا عَلَوْنَه

کما طبّقتْ فی العَظْم مُدْیهُ جازِرِ

وقال ذو الرُّمه :

لقد خَطَّ رُومِیٌّ ولا زَعَماتِهِ

لعُتبه خَطّاً لم تُطبَّق مَفاصِلُهْ

وقال الفراء فی قول الله جل وعز : (لَتَرْکَبُنَ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19)) [الانشقاق : 19].

حدثنی ابن عیینه عن عمرو عن ابن عباس أنه قرأ (لترکَبَنّ).

وفسّر : لتصیرنّ الأمورُ حالاً بعد حال للشدّه.

قال : والعرب تقول : وقع فلانٌ فی بنات طَبَق إذا وقعَ فی الأمر الشدید.

وقال ابن مسعود : لَترکَبنَّ السماءُ حالاً بعد حال.

وقرأ أهل المدینه : (لَتَرْکَبُنَ طَبَقاً) یعنی الناسَ عامه.

والتفسیر الشِّدّه.

وقال الزجاج : لترکبنَّ حالاً بعد حال حتی تصیروا إلی الله من إحیاء وإماته وبَعْث.

قال : ومَن قرأ : (لترکبَنّ) أراد لترکبَنّ یا محمدُ طبَقاً عن طبق من أطباق السماء وقرئت : (لیرکَبَنَ طبقاً عن طبق).

وفی حدیث الاستسقاء : «أسقِنا غیثاً مُغِیثاً طبقاً».

یقال : هذا غیثٌ طَبق الأرضِ إذا طبّقها.

وقال امرؤ القیس :

طَبق الأرضِ تحرَّی وتدُرَّ

ومن نَصَب طَبَق أراد : تحرَّی طَبَق الأرضِ ، وهو وجهها.

أخبرنی المنذری عن الحَرَّانی عن أبی نصر عن الأصمعی فی قوله : «غَیثاً طَبَقاً» ، الغیث : الطَبَق : العامّ.

وقال الأصمعی فی حدیث رواه : «قریشٌ الکَتَبَهُ الحَسَبه ، مِلحُ هذه الأمّه ، عِلم عالِمِهم طِباق الأرض»

کأنه یُعمّ الأرضَ فیکون طبقاً لها.

وأما قول العباس بن عبد المطلب فی امتداحِه رسولَ الله صلی الله علیه وسلم :

إذا مضی عالمٌ بدا طَبَق

فمعناه : إذا مضَی قَرْن ظهر قَرْن آخر.

وإنّما قیل للقَرْن طَبَق لأنهم طَبَق للأرض ثم ینقرضون ویأتی طبق للأرض آخرُ.

ص: 31

وکذلک طبقات الناس کلُ طبقهٍ طَبّقت زمانَها.

وروی عن محمد بن علی أنه وصف مَن یلی الأمر بعد السُّفیانیّ فقال : «یکون بین شَثٍّ وطُبّاق». والشث الطبّاق : شجرتان معروفتان بناحیه تِهامه ، وقد ذکرهما تأبّط شراً فقال :

کأنما حَثحَثوا حُصّاً قَوَادِمُه

أو أُمَّ خِشفٍ بذی شَثٍّ وطُبّاق

ویقال : طبّقت النجومُ : إذا ظهرت کلُّها.

وفلان یَرعَی طَبَق النجوم.

وقال الراعی :

أَرَی إبلِی تَکالأ راعیاها

مَخافهَ جارِها طَبَق النجوم

وفی حدیث أمّ زرع ، أن إحدی النساء وصفتْ زوجَها فقالت : «زوجی عَیایاء طَبَاقاء ، کلُّ داءٍ له داء».

قال أبو عبید : قال الأصمعی : الطَّباقاء : الأحمق الفَدْم.

وقال جَمِیل :

طَباقاء لم یَشهد خُصوماً ولم یَقُد

رِکاباً إلی أکوارِها حین تُعکَف

وقال ابن الأعرابی فی قول المرأه : «زوجی عَیَایاء طباقاء».

قال : هو المطبَق علیه حُمْقاً.

ابن شمیل : یقال : تجَلّبوا علی ذلک الإنسان طَباقاءَ بالمدّ ، أی : تَجمّعوا کلُّهم علیه.

وقال الله جل وعز : (أَلَمْ تَرَوْا کَیْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (15)) [نوح : 15].

قال أبو إسحاق : معنی طِباقاً مطبَق بعضها علی بعض.

قال : وطِباقاً مصدر طُوبقت طِباقاً.

قال : ونصب طِباقاً علی وجهین : أحدهما مطابقهً طباقاً.

والآخر من نعت سَبْع ، أی : خلق سبعاً ذات طِباق.

وقال اللیث : السموات طباق بعضها علی بعض ، وکلّ واحد من الطباق طَبقه ، ویذکر فیقال : طَبَق.

قال : والطبَقه : الحال.

یقال : کان فلانٌ من الدنیا علی طبقات شتّی ، أی : حالات.

والطَبَق : جماعهٌ من الناس یَعْدِلُون جماعهً مِثلَهم.

قال : وأطبق القومُ علی الأمر ، إذا أجمَعوا علیه.

وطابَقتِ المرأه زوجَها ، إذا واتَتْه.

ویقال : طابَقتُ بین شیئین ، إذا جعلتَهما علی حَذْوٍ واحد.

قال : والمطبّق : شبه اللؤلؤ إذا قُشِر اللؤلؤ أخِذ قِشره ذلک فألزق بالغراء بعض ببعض فیصیر لؤلؤاً وشِبهه.

ص: 32

الانطباق : مطاوعه ما أطبقتَ.

وفی الحدیث : «لله مائه رحْمه ، کل رحمه منها کطباق الأرض» ، أی : تَغْشَی الأرضَ کلّها.

وقیل : طِباق الأرض مِلْؤها.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الطَبَق : الحال علی اختلافها.

والطَبَق : الأُمّه بعد الأمّه.

والطبَق : سَدُّ الجراد عَینَ الشّمس.

والطَبَق : انطباق الغیم فی الهواء.

والطَبَق : الدَّرَک من أدراک جهنّم.

ابن نجده عن أبی زید : یقال للبلیغ من الرجال : قد طبّق المفصِل ، ورَدَّ قالَب الکلام ، ووضع الهِناء مَوضع النُّقب.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الطِّبْق : الدِّبق ، والطَّبْق بفتح الطاء. الظُّلم بالباطل. والطِّبْق : الخَلْق الکثیر.

وقال الأصمعیّ : الطِّبق الجماعه من الناس.

وکلُّ مفصل طِبق وجمعه أطباق.

ولذلک قیل للذی یصیب المفصل مطبَّق.

وقال :

ویحمیک باللین الحسامُ المطبِّق

قال : وجاء فلان مقتعطاً ، إذا جاء متعمّماً طابقیّاً ، وقد نهی عنها.

وأخبِرَ الحسنُ بأمر فقال : إحدی المُطْبقات.

قال أبو عمرو : یرید إحدی الدواهی والشدائد التی تُطْبِق علیهم. ویقال للسنه الشدیده : المُطبقه.

وقال الکمیت :

وأهل السَّماحهِ فی المُطْبِقات

وأهل السکینه فی المَحفِلِ

قال : ویکون المطبِّق بمعنی المُطبِق.

وطبَّق فلانٌ ، إذا أصاب فَصّ الحدیث.

وطبَّق السیفُ ، إذا وقع بین عَظْمَین.

بطق

یروی عن عبد الله بن عَمرٍو أنّه قال : یؤتی برجلٍ یوم القیامه وتُخرَج له تسعهٌ وتسعون سجلاً فیها خطایاه ، وتُخرَج له بطاقه فیها شهاده أن لا إله إلّا الله فتَرَجح بها.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : البطاقه : الورقه. وقال غیره : البطاقهُ رقعه صغیرهٌ ، وهی کلمه مبتذله بمصر وما والاها ، یَدْعُون الرُّقعه التی تکون فی الثوب وفیها رَفْم ثمنِه بِطاقه. وکأنها سمِّیت بطاقهً لأنّها تشدّ بِطاقهٍ من الثَّوب. رواها بعضهم : «نِطاقه» ومعناها الرُّقعه أیضاً.

قبط

قال اللیث : القبْط هم أهل مصرَ بُنْکُهَا. والنسبه إلیهم قِبْطیّ.

قال : والقُبطیَّه ، وجمعها القَباطیّ ، وهی ثیابٌ بیض مِن کتَّان تُعمل بمصر. فلمَّا ألزمتْ هذا الاسمَ غیَّروا اللفظ ، فالإنسان قِبطیّ والثوب قُبْطیّ.

وقال أبو عبید : یقال للناطف القُبَّیطَی

ص: 33

مقصوره ، والقُبَیطاء ممدود ، إذا قصرت شدّدت الباء ، وإذا مددت خفَّفتها.

وقال شمر : القَباطیّ : ثیابٌ إلی الرقَّه والدقَّه والبیاض.

وقال الکمیت یصف ثوراً :

لیاحٌ کأنْ بالأتحمیّه مُسبِغٌ

إزاراً وفی قُبْطِیَّهٍ متجلبِبُ

بقط

البُقَّاط : ثُفْل الهبید وقِشْره.

وقال الشاعر :

إذا لَم یَنَلْ مِنْهُنَّ شیئاً فقَصْرُه

لدَی حِفْشِه من الهبیدِ جَریمُ

ترَی حولَه البُقّاط مُلْقی کأنه

غَرانیقُ نخل یَعْتَلِین جُثُومُ

یصف القانِصَ وکِلابَه ومَطعَمه من الهبید إذا لم یَنَل صَیْداً.

وروی شمرٌ بإسنادٍ له عن ابن المسیّب أنه قال : «لا یَصلح بَقْطُ الجِنَان».

قال شمر : سمعت أبا محمدٍ یروی عن ابن المظفر أنه قال : البَقْط أن تُعطَی الجِنانُ علی الثُّلث والربع.

قال : وبلغنا عن أبی مُعاذٍ النحوی أنه قال : البَقْط ما یسقُط من التمر إذا قطِعَ یخطئه المِخلَب.

قال : وبقَطُ البیت قُماشُه ، ومِن أمثالهم : «بقِّطیه بطِبِّک» یقال : ذلک للرجل یُؤمر بإحکام العمل بعِلمه ومعرفته ، وأصله أنّ رجلاً أتی امرأه فی بیتها فأخَذَه بطنُه فأحدَثَ فقال لها : «بَقَّطیه بطبّک» ، أی : فرِّقیه برفْقِکَ لا یُفْطَن له ، وکان الرجل أحمَق.

وأنشد بعضهم :

رأیت تمیماً قد أضاعت أمورَها

فَهمْ بَقَطٌ فی الأرض فرْثٌ طوائف

فأما بنو سعد فبالخَطِّ دارُها

فبابانُ منها مألفٌ فالمَزَالفُ

«فهم بَقط» ، أی : فِرَق.

وقال اللِّحیانیّ : بقَّط متاعَه : إذ فرَّقه.

عمرو عن أبیه : بقَّط فی الجَبل وبَرْقط وتقَذْقذ فی الجبل ، إذا صَعَّد.

أبو سعید ، قال بعض بنی سُلیم : تبقّطتُ الخبر وتسقطتُه وتذَقَّطته ، إذا أخذتَه شیئاً بعد شیء.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَبط : الجمع ، والبَقط : التَّفرقه.

قال : وفی حدیث علیّ أنه حَمَل علی عسکر المشرکین ، فما زالوا یُبقِّطون ، أی : یتعادَون إلی الجبال.

وقال شمر : روی بعضُ الرواه حدیثَ عائشه ، فو اللهِ ما اختلفوا فی بُقْطهٍ إلا طارَ أبی بحَظِّها.

قال : البقْطه : البقْعه من بقاع الأرض.

تقول : ما اختلفوا فی بُقعه من البقاع.

یقال : أَمْسینا فی بُقطهٍ مُعشِبه ، أی : فی

ص: 34

رُقعه من کَلأٍ.

قال : ویقع قول عائشه علی البُقطه من الناس ، وعلی البُقطه من الأرض : والبقطه من الناس : الفِرقه.

ق ط م
اشاره

قطم ، قمط ، مقط ، مطق : مستعمله.

قطم

قال اللیث : فحل قَطِم. وقد قَطِمَ یقطَمُ قَطَماً ، وهو شدَّه اغتلامه ، والجمیع : قُطْم.

قال : والقطِم والقطِیم : الفحل الصَّؤُل.

وأنشد :

یَسُوق فحلاً قَطِماً قِطْیَمَّا

أبو عبید عن الأصمعی : القطِم : الفحل الهائج من الإبل.

قال : ویقال : قَطَامیّ وقُطَامیّ للصقر ، وهو مأخوذ من القَطِم ، وهو المشتهی للحم وغیره.

وقال اللیث : القُطامیُ من أسماء الشاهین.

قال : وقَطامِ : من أسماء النساء.

أبو عبید عن الفراء قال : قَطَمْتُ الشیء بأطراف أسنانی أقطِمُ قَطْماً ، إذا تناولتَه.

وقال غیره : قَطَمَ یقطِمُ ، إذا عَضَّ بمقدَّم الأسنان.

وقال أبو وَجْزه :

وخائفٍ لحماً شاکاً براثنُه

کأنه قاطمٌ وقْفَینِ من عاجِ

ابن السکیت : القطْم : العَضّ بمقدَّم الأسنان. یقال : اقطِمْ هذا العودَ فانظر ما طعمُه.

وأنشد :

وإذا قَطمتهمُ قَطَمْتَ علاقِماً

وقواضیَ الذِّیفانِ فیما تَقْطِمُ

قال : والقطم : شهوه الفحل للضِّراب ، جَمَل قَطِمٌ بیِّن القَطم.

وقال اللیث : مِقطم البازی : مِخْلبه.

والقطم : تَناول الحشیش بأدنی الفم.

مقط

قال اللیث : المِقاط : حَبلٌ صغیر یکاد یقوم من شدّه إغارته ، والجمیع المَقط :

من البیاضِ مُدَّ بالمِقاطِ

یصف الصبح.

قال : والمقَّاط : أجِیر الکَرِیّ ، والماقِط : مولَی الموالی. والمقط : الضرب بالحبیل الصغیر.

شمر : المقَّاط : الحامل من قریه إلی قریه أخری. حکاه عن ابن شمیلٍ أبو عمرو فیما روی عنه.

أبو عبید : المِقَاط : الحَبل ، وجمعُه مُقُط.

قال : وقال الفراء : الماقط : البعیر الذی لا یتحرک هُزالاً ، وقد مَقط یَمقط مُقوطاً ، وهو الرازمُ أیضاً.

أبو زید : مَقطتُ صاحبی أمقطه مَقطاً ، إذا

ص: 35

بلغتَ إلیه فی الغیظ. وَمقطْتُ عنقَه بالعصا ومَقرْته ، إذا ضربتَه بها حتی ینکسر عَظم العُنق والجلدُ صحیحٌ.

وقال أبو جندب الهذلی :

أین الفتی أسامه بن لُعْطِ

هلّا تقوم أنت أو ذو الإبطِ

لو أنه ذو عِزّهٍ ومَقطِ

لمنعَ الجیرانَ بعض الهمط

قیل : المقط : الضَّرب. یقال : مقطه بالسَّوط.

قیل : والمقط : الشدَّه ، وهو ماقِط : شدید. والهمط : الظُّلم.

وقال اللیث : المقط : الضرب بالحُبَیل الصغیر المغار.

وقال غیره : امتقط فلانٌ عَینین مثلَ جمرتین ، أی : استخرجهما.

قمط

قال اللیث : القَمط : شَدٌّ کشَدّ الصبی فی المهد وفی غیر المهد ، إذا ضُمّ أعضاؤه إلی جسده ثم لُفّ علیه القِماط ، والقماط هی الخرقه العریضه التی تُلفّ علی الصبیّ إذا قُمط ، ولا یکون القَمط إلا شدّ الیدین والرجلین معاً.

قال : وسِفاد الطّیر کله قِماط.

الحرَّانی عن ثابت بن أبی ثابت قال : قفَط التّیسُ یقفِطه ، إذا نزا ، وقمط الطائر یقمط.

وقال الأصمعی : یقال : قمطها وقفَطها.

وفی حدیث شریح : أنه قَضی بالخصّ للذی یلیه القُمط ، وذلک أنه احتکمَ إلیه رجلانِ فی خُصٍّ ادَّعیاه معاً ، وشُرّطه التی یوثق بها من لیف کانت أو من خُوص هی القُمُط ، فقضی به للذی تلیه المعَاقِد دون من لا تلیه مَعاقِد القُمط.

وقال اللیث : القُمَّاط : اللصوص ، ویقال : وقعتُ علی قِماطِ فلان ، أو علی بُنوده ، وجمعُه القُمط.

مطق

أبو عبید : التمطق والتلمظ : التذوّق.

وقد یقال فی التلمظ إنه تحریک اللسان فی الفم بعد الأکل کأنه یتتبَّعُ بقیه من الطعام بین أسنانه. والتمطق بالشفتین أن تُضم بین أسنانه. والتمطق بالشفتین أن تُضم إحداهما بالأخری مع صوت یکون منهما.

وأنشد :

تراه إِذا ما ذاقها یتمطقُ

[أبواب] القاف والدال

ق د ت
اشاره

قتد - تقد : [مستعملان].

قتد

قال اللیث : القَتَدُ : من أَدَوات الرَّحْل والجمیع القُتود والأقتاد.

قلت : وَالقَتادُ : شجرٌ ذو شوک لا تأکله الإبل إلا فی عام جِدْبٍ ، فیجیء الرجل ویُضرِم فیه النارَ حتی یحترق شوکُه ، ثم یُرعیه إِبلَه ، ویُسَمّی ذلک التَّقتید. وقد قتّدَ القَتَادَ ، إذا لَوّح أطرافه بالنار.

ص: 36

وقال الشاعر یصف إبله وسقیَه أَلْبانَها الناسَ فی سنه الْمَحْل :

وتَرَی لها زمنَ القتاد علی الثّری

رَخَماً ولا یَحیا لها فُصُلُ

وقوله : تری لها «رَخَماً علی الثَّرَی» یعنی الرّغّوه شَبّهها فی بیاضها بالرّخَم ، وهی طیر بِیض.

وقوله : «ولا یَحیا لها فُصُلٌ ، لأنّه یؤثِر بأَلْبانها أَضیافَه ویَنحَرُ فُصْلانها ولا یقتنیها إلی أن یُحیِیَ الناسَ.

وقُتَائِدَهُ جبَل وتَقْتُدُ : اسم رَکیّه بعینها ، ومنه قول الراجز :

وذکرَتْ تَقْتُدَ بَرْدَ مائها

نصب بَرَدَ ، لأنّه جعله بدلاً من تَقْتُد.

تقد

أبو العباس عن ابن الأعرابی : التِقْده : الکُزبره ، وَالنِقْده بالنون : الکَرَوْیا.

(ق د ظ) - (ق د ذ) : أهملت وجوهها.

ق د ث
اشاره

قثد - ثدق - دثق : مستعمله.

قثد

قال اللیث : القَثَد : خیار باذْرَنْق.

وقال ابن درید : القَثَد : القِثاء المدوَّر.

قال حُصیب الْهذَلی :

تُدعی خُثیم بن عمرٍو فی طوائفها

فی کل وَجهٍ رَعیلٌ ثم یُقتثَدُ

أی : یقطع.

ثدق

أهمله اللیث وَهو مستعمل.

ثادق : اسمُ موضعٍ ذکره لبیدٌ فقال :

فأجمادَ ذی رَقْد فأکنافَ ثادقٍ

فصارهَ یوفی فوقَها والأصائلا

أبو العباس عن ابن الأعرابیّ قال : الثَّدْقّ والثادِقّ : النَّدَی الظاهر.

یقال : تباعَدَ فی الثادقّ.

وقال ابن درید : سألتُ الریاشیّ وأبا حاتم عن اشتقاق ثادق فلم یَعرِفاه ، فسألت أبا عثمان الأشْناندانیّ عنه فقال : ثَدَق المطرُ من السحاب ، إذا خرَج خروجاً سریعاً.

دثق

أهمله اللیث. وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی أنه قال : الدَّثْقّ : صَبُّ الماء بالعَجَله.

قلتُ : هو مِثل الدَّفْق سواء.

ق د ر
اشاره

قدر ، قرد ، دقر ، درق ، رقد ، ردق : مستعمله.

قدر

قال اللیث : القَدَر : القضاء الموفَّق ، یقال : قدّر الله هذا تقدیراً ، قال : وإذا وافَقَ الشیءُ الشیءَ ، قلت : جاء قَدَرُه.

والقَدَریه : قوم یُنسَبون إلی التکذیب بما قَدَّر الله من الأشیاء.

وقال بعض متکلّمیهم : لا یَلزمنا هذا النبز ، لأنّا نَنفِی القَدَر عن الله ، ومن أَثبتَه فهو أولی به. وهذا تمویهٌ منهم ، لأنهم

ص: 37

یتبینون أنَ القَدَر لأنفسهم ، ولذلک سُمُّوا قَدَریَّه.

وقولُ أهل السّنّه : أنّ علم الله قد سَبقّ فی البَشر وغیرِهم ، فعلِمَ کُفرَ من کَفَر منهم ، کما عَلم إیمانَ مَن آمن ، فأثبتَ عِلمَه السابق فی الْخَلق وکتَبَه ، وکلٌّ میسَّرٌ لما خُلِق له وکُتِب علیه.

وقال اللیث : المِقدار اسم القَدَرِ ، إذا بلغ العبدُ المقدارَ مات ، وأنشد :

لو کان خَلفَک أو أمامَکَ هائباً

بَشَراً سِواکَ لَهابکَ المِقدارُ

یعنی الموت.

ویقال : إنَّما الأشیاء مقَادیرُ ، لکلِّ شیءٍ مقدارٌ وأجل.

والمقدار : هو الهِنْداز.

تقول : یَنْزل المطر بمقدارٍ ، أی : بقَدَر وقَدْر ، وهو مبلغ الشیء.

وقال الفراء فی قول الله جل وعزّ : (عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ) [البقره : 236] ، وقرئ قَدَرُهُ وقَدْرُه بالرفع ، ولو نصبَ کان صواباً علی تکریر الفعل فی النیّه ، أی : لیُعْط الموسعُ قَدَرَه والمُقْتِرُ قَدَرَه.

وقال الأخفش : (عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ) ، أی : طاقته.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی العباس فی قوله : (عَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ) و (قَدْرُه).

قال : الثقیل أعلی اللغتین وأکثر ، ولذلک اختیر. قال : واختار الأخفش التسکین ، وإنّما اخترنا التثقیل لأنّه اسم.

وقال الکسائیّ : یقرأ بالتخفیف والتثقیل ، وکلٌّ صواب ، قال : قَدَر یَقدِر مقدِره ومَقدَرهً ومَقدُره وقَدَراناً وقِداراً وقُدرهً ، کلُّ هذا سمعناه من العرب.

قال : ویَقْدُر لغه أخری لقوم یضمّون الدال فیها. فأمَّا قدرتُ الشیءَ فأنا أقدِره خفیف فلم أسمعه إلّا مکسوراً.

قال : وقوله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَ قَدْرِهِ) [الحج 74] خفیف ، ولو ثُقِّل کان صواباً ، وقوله : (إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49)) [القمر : 49] مثقَل ، وقوله : (فَسالَتْ أَوْدِیَهٌ بِقَدَرِها) [الرعد : 17] مثقَّل ولو خفّف کان صواباً ، وأنشد :

وما صَبَّ رِجْلی فی حدیدِ مُجاشِعٍ

مع القَدْر إلّا حاجهٌ لی أُریدُها

وقال اللیث فی قوله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَ قَدْرِهِ) ، أی : ما وصفوه حقَّ وصفه.

وقال الزجاج : جاء فی التفسیر : ما عظموه حقَّ عظمته. قال : والقَدْر والقَدَر هاهنا بمعنًی واحد.

وقال الفراء فی قول الله جل وعزّ : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ) [الأنبیاء : 87].

قال : المعنی : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ) من

ص: 38

العقوبه ما قَدَرْناه.

وقال أبو الهیثم : رُوِی أنَّه (ذَهَبَ مُغاضِباً) لقومه ، ورُوی أنَّه (ذَهَبَ مُغاضِباً) لربه ، فأمَّا من اعتقد أنّ یونُس ظن أن لن یَقدِر الله علیه فهو کافر ، لأنّ من ظنّ ذلک غیرُ مؤمن ، ویونس رسولٌ لا یجوز ذلک الظنُّ علیه.

قال : والمعنی : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ) العقوبهَ.

قال : ویحتمل أن یکون تفسیره فظنَّ أن لن نضیّق علیه من قوله جل وعزّ : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ) [الطلاق : 7] ، أی : من ضیِّق علیه.

وکذلک قوله : (وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ) [الفجر : 16] ، معنی : فقدر : فضیَّقَ علیه ، وقد ضَیق الله جلّ وعزّ علی یونس أشدّ التضییق علی معذَّبٍ فی الدنیا ، لأنَّه سَجَنه فی بطن الحوت فصار مکظوماً ، أُخِذ فی بطنه بکظمه.

وسمعتُ المنذری یقول : أفادنی ابنُ الیزیدی عن أبی حاتم فی قوله : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ) ، أی : لن نضیّق علیه.

قال : ولم یدر الأخفشُ ما معنی (نَقْدِرَ) ، وذهب إلی موضع القُدره ، إلی معنی فظنّ أن یفوَّتنا ولم یَعلَم کلامَ العرب حتَّی قال : إنَّ بعض المفسرین قال : أراد الاستفهام أفظَنَّ أن لن نقدر علیه ، ولو علم أنّ معنی نَقْدِرَ : نُضیِّق ، لم یَخْبِط هذا الخَبْط ولم یکن عالماً بکلام العرب ، وکان عالماً بقیاس النحو.

قال : وقوله : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ) [الطلاق : 7] ، أی : ضیِّق علیه ، وکذلک قوله : (وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ) [الفجر : 16] ، أی : ضیَّق.

وأما قوله جل وعز : (فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (23)) [المرسلات : 23].

فإنّ الفراء قال : قرأها علی (فقدَّرنا) وخففها عاصم ، ولا تُبعدنَّ أن یکون المعنی فی التخفیف والتشدید واحداً ، لأنَّ العرب تقول : قُدِّر علیه الموت وقُدر علیه الموتُ ، وقُدِّرَ علیه رزقُه وقدِر.

قال : واحتجّ الذین خفّفوا فقالوا : لو کانت کذلک لقال : (فنعم المقدّرون). وقد تجمع العرب بین اللغتین.

قال الله جل وعز : (فَمَهِّلِ الْکافِرِینَ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً (17)) [الطارق : 17].

وقال أبو إسحاق فی قوله تعالی : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ) [الأنبیاء : 87] ، أی : ظَنّ أنْ لن نقدِّر علیه ما قدرنا من کونه فی بطن الحوت.

قال : ونقدِر بمعنی نقدِّر. وقد جاء هذا التفسیر.

قلت : وهذا الذی قاله أبو إسحاق صحیح ، والمعنی : ما قدّره الله علیه من التضییق فی بطن الحوت ، ویکون المعنی :

ص: 39

ما قدّره الله علیه من التضییق ، کأنه قال : ظنّ أن لن نضیّق علیه ، وکلّ ذلک شائع فی اللغه ، والله أعلم بما أراد ، فأما أن یکون قوله : (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ) فی القدره فلا یجوز ، لأنَّ مَن ظنّ هذا کَفَر ، والظنّ شکّ ، والشکّ فی قدره الله کفرٌ. وقد عصم الله أنبیاءه عن مثل ما ذهب إلیه هذا المتأوّل. ولا یتأول مثله إلا الجاهلُ بکلام العرب ولغاتها.

والقَدِیر والقادر من صفات الله جل وعز ، یکونان فی القُدره ، ویکونان من التقدیر.

وقوله جل وعزّ : (إِنَّ اللهَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ) [البقره : 20] فی القدره لا غیر ، کقوله : (عَلی کُلِّ شَیْءٍ مُقْتَدِراً) [الکهف : 45] ، والله مقدِّر ما هو کائن وقاضیه.

وفی الحدیث : «إنّ الله قَدَّر المقادیر قبل أن یخلق السموات والأرَضینَ بخمسین ألف عام».

وقال اللیث : القدره : مصدرُ قَدَرَ علی الشیء قُدره ، أی : مَلَکه فهو قادرٌ قدیر.

واقتَدَر الشیءَ : جَعَلَه قَدْراً ، وکلُّ شیء مقتَدِر فهو الوَسَط ، تقول : رجل مقْتَدِر الطول لیس بجد طویل.

وقوله جل وعزّ : (عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ) [القمر : 55] ، أی : قادر.

قال : والقَدْرُ من الرحال والسُّروج ونحوها الوَسَطَ ، تقول : هذا سَرْج قَدْر وقَدَرٌ مخفّف ویثقل.

وقال النبی صلی الله علیه وسلم : «صوموا لرُؤیته وأفطروا لرؤیته فإن غُمّ علیکم فاقدرُوا له».

وفی حدیث آخر : «فإنْ غُمَّ علیکم فأکملوا العدّه».

وقوله : فاقدروا له ، أی قَدِّروا عددَ الشَّهر وأکْملوه ثلاثین یوماً ، واللفظان وإن اختَلَفَا یرجعان إلی معنًی واحد.

ورُوی عن أبی العباس بن سُرَیج أنه قال فی تفسیر قوله : «فاقدرُوا له» أی : قدّروا له مَنازلَ القمر ، فإنّها تُبیِّن لکم أنّ الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون.

قال : وهذا خطابٌ لمن تخصّص بهذا العِلم من أهل الحساب.

قال : وقوله : «فأکملوا العِدّه» هو خطابٌ لعوامِّ الناس الذین لا یُحسنون تقدیر منازلَ القمر.

قال : وهذا نظیر المسأله المشکِلهَ تنزل بالعالِم الذی أعطیَ آلهَ الاجتهاد ، فلهم تقلیدُ أهل العلم.

والقول الأول عندی أصح وأوضح ، وأرجو أن یکون قول أبی العباس غیر خطأ. والله أعلم.

وقال اللیث : القِدْر معروفه وهی مؤنثه وتصغیرها قُدیْر بلا هاء.

قلت : القِدْر مؤنّثه عند جمیع العرب بلا هاء ، وإذا حُقِّرتْ قیل لها : قُدَیره وقدیرٌ

ص: 40

بالهاء وغیر الهاء لم یختلف النحویّون فی ذلک.

أبو عبید عن أبی زیاد الکلابی : قَدَرْت القدر أقدُرها قَدْراً : إذا طبخت قِدراً.

وقال اللیث : القَدیر : ما طُبخ من اللحم بتوابل ، فإن لم یکن ذا تَوابل فهو طبیخ.

قال : ومَرَقٌ مَقدُور وقدیر ، أی : مطبوخ.

ثعلب عن سلمه عن الفراء قال : القُدَار : الجزار ، والقُدَار : الغلام الخفیف الروح الثَّقِف اللّقِف. قال : والقُدَار : الحیّه ، کل ذلک بتخفیف الدال.

وقال اللیث : القُدار : الجزّار الذی یلی جَزْرَ الجَزور وطبْخه.

قلت : وجاء فی بعض الأخبار أن عاقر ناقه ثمود کان اسمه قداراً ، وأنَّ العرب قالت للجَزّار : قُدار تشبیهاً به.

ومنه قول الشاعر :

إنا لنَضرب بالصَّوارم هامَهُمْ

ضَرْبَ القُدار نَقیعهَ القُدّام

وقال اللیث : قدّرتُ الشیءَ ، أی : هیَّأته.

قال : والأقدر من الرجال : القصیر العُنُق.

والقُدار : الثُّعبان العظیم.

أبو عبید عن أبی عمرو : الأقدر : القصیر ، وأنشد :

رأَوک أَقَیْدرَ حِنْزقْرَه

وقال غیره : قادرتُ الرجلَ مقادرَه ، أی : قایسته وفعلتُ مثلَ فِعله.

وقال أبو عبید : سمعتُ أبا عمرو یقول : الأقدر من الخیل : الذی إذا سار وقعت رِجلاه مواقع یدیه ، وأنشد :

وأقدَرُ مُشرف الصّهَوات ساطٍ

کُمَیتٌ لا أَحقُّ ولا شَئیتُ

وقال أبو عبیده : الأقدر الذی یُجاوز مَواقع حافری رجلیه مواقع حافری یدیه.

وقال غیره : سرجٌ قادر وقاتر ، وهو الواقی الذی لا یعقِر. وقیل : هو بین الصغیر والکبیر.

والتقدیر علی وجوه من المعانی : أحدُهما : التروِیَه والتفکیر فی تسویه أمرٍ وتهیئته. والثانی : تقدیره بعلاماتٍ تقطِّعه علیها. والثالث : أن تنویَ أمراً بعَقدک تقول : قدّرتُ أمرَ کذا وکذا ، أی : نویته وعقدتُ علیه.

ویقال : قَدّرْتُ لأمر کذا وکذا أقدُرُ له وأقدِرُ له قَدْراً ، إذا نظرتَ فیه ودبَّرتَه ، وقایَستَه.

ومنه

قول عائشه : فاقدِروا قدرَ الجاریهِ الحدیثه السِّنّ المشتهیهِ للنظر» ، أی : قدّروا وقایسوا.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَدَر : القاروره الصغیره ، وقال : القُدار : الرَّبْعه من الناس.

وقال شمِر : یقال : قدَرتُ ، أی : هیّأت ، وقدرتُ ، أی : أطقْتُ ، وقَدَّرْتُ ، أی :

ص: 41

وقَّتُّ وقدَرتُ : ملکْتُ.

قال لبید :

فَقَدَرْتُ للوِرْد المُغلِّس غُدوَهً

فوردتُ قبلَ تَبیُّن الألوانِ

قال أبو عمرو : قَدَرْتُ وقّتّ وهیَّأت.

وقال الأعشی :

فاقدِرْ بذَرْعِک بَیْننا

إن کنتَ بوأْتَ القَدارهْ

بوأت : هیَّأت.

وقال أبو عبیده : اقدِرْ بذرعک ، أی : أَبْصِر واعرِف قَدرَک.

وتقدیر الله الخَلْق : تیسیره کلًّا منهم لمّا علم أنَّهم صائرون إلیه من سَعاده أوْ شَقاوه کُتبتْ لهم ، وذلک أنه علم ذلک منهم قبلَ خَلْقِه إیّاهم ، وحینَ أمرَ بنفخ الرُّوح فیهم ، فکتب عِلْمَه الأزَلیَّ السابق فیهم وقدَّره تقدیراً. ومقدار الإنسان : قدرُ عمره وحیاتُه.

دقر

أبو العباس عن ابن الأعرابیّ : الدّوْقَره : بُقْعهٌ تکون بین الجبال المحیطه بها.

وقال اللیث : هی بُقعهٌ تکون بین الجبال فی الغِیطان انحسرتْ عنها الشَّجر وهی بیضاءُ صُلْبه لا نبات فیها. ویقال : إنها مَنازل الجنّ ، ویُکره النزولُ بها.

قال : ویقال للکذب المستشنَع والأباطیل ما جئتَ إلا بالدّقارِیر. قال : والدِقْرار : التُّبَّان ، وجمعُه الدقاریر.

أبو عبید : رجل دِقْراره ، وهو النمّام ، وجمعه دَقارِیر ، ویقال : الدِقْرار. التُّبَّان : وجمعهُ الدَقاریر.

وقال أوس بن حَجَر :

یَعْلون بالقَلَع الهِندیّ هامَهُمُ

ویَخرج الفَسْوُ من تحت الدَّقارِیر

وقال شمر : الدَّقاریر : الدواهی والنمائم.

وقال الکمیت :

علی دَقاریرَ أحْکیها وأفْتَعِلُ

ثعلب عن ابن الأعرابی : الدِقْراره : التُّبّان. والدِقْراره : القصیر من الرجال.

والدِّقراره : النمّام. والدِقْراره : الداهیه من الدواهی. والدِّقْراره : العَوْمره ، وهی الخصومه المتبعه. والدِقْراره : الحدیث المفتَعَل. والدِقْراره : المخالَفه.

ومنه حدیث عمر : «أنه أمر رجلاً بشیء فعارَضَه ، فقال له : قد جئتَنی بدِقْرارهِ قومک» ، أی بمخالفتهم.

وقال اللیث : الدُّقْران : الخُشُب التی تُنصَب فی الأرض یُعرَّش علیها العِنَب ، الواحده دُقْرانه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الدَّقْر : الروضه الحَسناء ، وهی الدَّقْری.

وأنشد :

وکأنها دَقَری تَحَیَّلُ ، نبتُها

أُنُفٌ ، یَغُمُّ الضّالَ نبتُ بِحارها

ص: 42

وقال غیره : دَقَری اسم روضه بعینها.

وقوله : «تَخیَّلُ ، أی : تَلوَّنُ فتریک رُؤیا تخیّل إلیک أنَّها لونٌ ثم تراها لوناً آخر ، ثم قطعَ الکلامَ الأوّل ، وابتدأ فقال : «نبتُها أُنُف».

عمرو عن أبیه : هی الدَّقَری والدِّقْره والدَّقیره والوَدَفه والوَدِیفه والرَّقَّه والرّقْمه والمُزْدَجّه للروضه.

قرد

قال اللیث : القِرد معروف ، والأنثی قرده ، وثلاثه أقرُد وقُرود وقِرَده کثیره.

وأقرَد الرَجُل : إذا ذَلّ.

وأنشد الفراء :

یقول إذا اقلَوْلَی علیها وأَقَرَدَتْ

ألا هل أخو عیشٍ لذیذٍ بدائم

والقُراد معروف ، وثلاثه أقرِده ، وقِرْدَانٌ کثیره.

والقَرْد : لغه فی الکَرْد ، وهو العُنُق ، وهو مجثِم الهامَه علی سِلفَه العُنُق.

وأنشد :

فجلَّله عَضْب الضَّرِیبهِ صارِماً

فطبَّقَ ما بین الذُّؤابَه والقرْدِ

وقال : والقَرِد من السحاب الذی تراه فی وجهه شبه انعقادٍ فی الوهم ، یشبَّه بالوَبَر القَرِد. والشعر القَرِد : الذی انعقدتْ أطرافُه.

وإذا فسدت مَمْضَغَه العِلْک قیل : قد قَرِد.

وقُرْدُوده الظهر : ما ارتفع من ثَبَجه.

الحرانی عن ابن السکیت عن الأصمعی : قال : السِّیساء : قردوده الظهر.

وقال أبو عمرو الشَّیبانی : السِّیساء من الفَرَس : الحارِک ، ومِن الحِمار الظَّهر.

وقال اللیث : القَردد من الأرض : قُرنهٌ إلی جنب وهده. وأنشد :

متی ما تزرنا آخر الدَّهرِ تلقَنا

بقرقرهٍ ملساءَ لیست بقردد

وقال شمر : قال الأصمعی : القردد : نحوُ القُفّ.

قال ابن شمیل : القُرْدوده : ما أشرفَ منها وغَلُظ ، وقلَّما تکون القرادید إلَّا فی بَسْطَه من الأرض وفیما اتَّسع منها ، فتَرَی لها مَتْناً مُشرِفاً علیها غلیظاً لا یُنبت إلا قلیلاً.

قال : ویکون ظَهْرُها سَعَته دَعْوَهً. قال : وبُعْدُها فی الأرض عُقْبَتَیْن وأقلُّ وأکثر ، وکلُّ شیءٍ منها جَدْب ظَهْرُها وأسنادُها.

وقال شمر : یقال القَرْدوده : طریقهٌ منقاده کقُردوده الظَّهر.

وقال أبو عمرو : القَرْدَدُ : ما ارتفع من الأرض.

وقال أبو سعید : القِرْدیده : صُلْب الکلام.

وحُکی عن أعرابیٍّ أنه قال : استَوْقَح الکلامُ فلم یَسْهُلْ لی ، فأخذتُ قِرْدیدهً منه فرکبتُه ولم أَزُغ عنه یمیناً ولا شمالاً.

ویقال لَحلَمه الثّدی قُراد : یقال للرجل إنّه

ص: 43

لحَسن قرادَیِ الصّدْر.

وقال ابن میاده یمدح بعض الخلفاء :

کأنّ قُرادَی زَوْرِه طَبعتْهُما

بطِین مِن الجَوْلان کُتَّابُ أعْجما

قال أبو الهیثم : القرادان من الرجل : أسفل الثندوه. یقول : فهُما منه لطیفان کأنهما فی صدره أثر طین خاتم ختمه بعض کتاب العجم. وخصّهم لأنهم کانوا أهلَ دواوین وکتاب.

أبو عبید عن الأموی : قردت فی السقاء قرداً : جمعت السمنَ فیه.

وقال شمر : لا أعرفه ولم أسمعه إلّا لأبی عبید.

وسمعت ابن الأعرابی : قلدت فی السقاء وقریت فیه. والقلْد : جمعک الشیء علی الشیء من لبن وغیره.

وفرس قَرِدُ الْخَصیل : إذا لم یکن مسترخیاً ، وأنشد :

قَرِدُ الخَصِیل وفی العظام بقیَّه

ویقال : فلان یقرِّد فلاناً : إذا خَادَعَه متلطِّفاً ، وأصله الرجل یجیء إلی الإبل لیلاً لَیرکبَ منها بعیراً فیخاف أن یَرْغُوَ ، فینْزع منهُ القُرادَ حتی یستأنس إلیه ثم یَخطِمه.

وقال الأخطل :

لَعَمرکَ ما قُراد بنی نُمیرِ

إذا نُزع القُراد بمستطاع

قال ذلک کلَّه الأصمعیُّ فیما رَوَی عنه أبو عبیدٍ : وإنما قیل لمن ذَلَّ قد أقرَد ، لأنّه شبّه بالبعیر یقرّد أی : یُنزع منه القُراد فیُقْرِد لخاطمه ولا یستصعب علیه.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیّ : أقرد الرجل : إذا سکتَ ذُلًّا ، وأخْرَدَ : إذا سکتَ حیاءً.

ویقال : جاء الحدیث علی قَرْدَدِه وعلی قَنَنِه وعلی سَمِّه ، إذا جاء به علی وجهه.

وقال أبو زید : القِرْدیده الخطّ الذی وسط الظّهْر.

وقال أبو مالک : القُرْدوده هی الفَقَاره نفسُها.

ویقال : تُمضی قُرْدوده الشتاء عنّا ، وهی حَدْبَتُه وشِدّته.

وأمّ القِرْدان فی فِرْسِن البعیر : بین السُّلامَیات.

وأنشد شمرٌ فی القَرْد القصیر :

أو هِقْلهً مِن نَعام الجَوّ عارَضَها

قَرْدُ العَفَاءِ وفی یافوخه صَقَعَ

قال : الصَقَع : القَرَع ، والعَفَاء : الریش.

والقَرْد : القَصِیر.

رقد

قال اللیث : الرُّقود : النوم باللیل ، والرُّقاد : النوم.

قلت : الرُّقاد والرُّقود یکونان باللیل والنهار عند العرب.

ومنه قول الله جلَّ وعزَّ : (قالُوا یا وَیْلَنا مَنْ

ص: 44

بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) [یس : 52] ، هذا قول الکفار إذا بُعثوا یومَ القیامه. وانقطع الکلام عند قوله : (مِنْ مَرْقَدِنا) ثم قالت لهم الملائکه : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) [یس : 52]. ویجوز أن یکون هذا من صفه المرقد وتقول الملائکه : حقّ ما وعد الرحمن.

والرقْده : هَمْدهُ ما بین الدُّنیا والآخره.

ویحتمل أن یکون المرقد مصدراً ، ویحتمل أن یکون موضعاً وهو القبر. والنوم أخو الموت.

وقال اللیث : الرَّاقُود : دَنٌّ کهیئه إِردبَّه یُسیَّع باطنُه بالقار. وجمعُه الرواقید. وقال ابن الأعرابیّ فی الراقُود نحوه (1).

أبو عبید : الارقداد والارمداد : السُّرعه ، وکذلک الإغذاذ.

ومنه قوله :

فَظلّ یرقَدُّ من النَّشاطِ

وقال : الارقداد : عَدْوُ النافر ، کأنه قد نَفَر من شیء فهو یَرْقُدُّ. یقال : أتیتُک مُرْقَدّاً.

ورَقْد : اسم جَبَلٍ أو وادٍ فی بلاد قیس.

وأنشد ابن السکّیت :

کأرحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المناقِرُ

زلَّمَتْها ، أی : سَوّتْها.

المنذریّ عن ابن الأعرابیّ : أرقدَ الرجلُ بأرض کذا إرقاداً ، إذا أقامَ بها.

ردق

قال اللیث : الرَّدَق لغه فی الرَّدَج ، وهو عِقْی الجَدْی ، کما أنَّ الشَیْرق لغهٌ فی الشَّیْرج.

درق

قال اللیث : الدَرَق : ضَربٌ مِن التِّرسه ، الواحده دَرَقه ، وتُجمَع علی الأدراق تُتَّخذ من جلود.

والدَوْرَق : مِکیالٌ لما یُشرب ، وهو مُعَرَّب.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الدَّرْق : الصُّلْب من کلّ شیء.

وقال مُدرِک السُلَمی فیما روی ابن الفَرَج عنه : مَلَسَنی الرجلُ بلسانه ومَلَقَنی ودَرَقَنی ، أی : لیّننی وأصلح منّی ، یَدْرُقنی ویملُسُنی ویَمْلُقُنی.

والدَّرْدَق : صغار الإبلِ والناس ، ویُجمع دَرادِق.

والدَّرْدَاق : دَکٌّ صغیر مُتَلبِّد ، فإذا حُفِرَ حُفِرَ عن رَمْل.

ق د ل
اشاره

دلق ، دقل ، قلد ، لقد : [مستعمله].

دلق

روی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «یؤتی بالرجل یومَ القیامه فیُلقی فی النار فتندلق أقتاب بطنه».

ص: 45


1- قبلها فی المطبوع : «و».

قال أبو عبید : الاندلاق : خروج الشیء مِن مکانه ، وکلُّ شیءٍ نَدَر خارجاً فقد اندلق.

ومنه قیل للسیف : قد اندَلَق مِن جَفْنِه ، إذا شقَّه حتی یخرج منه.

ویقال للخیل : قد اندلقَتْ ، إذا خرجتْ فأسرعَتِ السَّیْرَ.

وقال طرفه یصف خیلاً :

دُلُقٌ فی غارهِ مسنوحه

کرِعال الطیرِ أسراباً تَمُرّ

وقال اللیث : الدَّلْق مجزوم : خروج الشیء عن مَخرجه سریعاً.

ویقال : دَلَق السیفُ من غِمْدِه ، إذا سَقَط وخَرَج من غیر أن یُسَلّ ، وأنشد :

کالسَّیف من جَفْن السِّلاح الدالِقِ

ابن السکیت : سیفٌ دَلُوق ودالق ، إذا کان یخرج من غمدِه مِن غیر سَلٍّ ؛ قال : وهو أجود السیوف وأخلَصُها. وکلُّ سابقٍ متقدِّم فهو دالِق.

قال : ودَلَقّ الغاره : إذا قَدّمها وبَثَّها. قال : ویقال : بینا هم آمنون إذْ دَلق علیهم السَّیْل.

أبو عبید عن الأصمعی : غارهٌ دُلُقٌ : سریعه الدَّفْعه. والغاره : الخیل المغیره.

ویقال : أدلقت المُخّه من قَصب العَظْم فاندَلَقَتْ.

وقال غیره : دلقَتِ الخیلُ دُلوقاً : إذا خرجتْ متتابعه فهی خیل دُلُق ، واحدها دالق ودَلُوق.

ویقال : دَلق البعیر شقْشِقَته یَدْلِقها دَلْقاً ، إذا أخرجَها فاندلقت.

وقال الراجز یصف جَمَلاً :

یَدْلِق مِثلَ الحَرَمیّ الوافرِ

مِن شَدْقَمِیّ سبِطِ المَشافِرِ

أی : یخرج شِقْشِقهٌ مثل الحَرَمیّ ، وهو دَلوقٌ فُرِیَ من أَدمَ الْحَرَمُ.

وقد دَلَقُوا علیهم الغاره ، أی : شَنُّوها.

والدَّلُوق والدِلْقِم : الناقه التی تکسَّر أسنانُها هَرَماً فهی تمجّ الماء.

دقل

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : الدّقْل : ضَعْفُ جِسم الرجل.

أبو عبید عن الأصمعیّ : الدّقَل من النخل یقال لها الألوان ، واحدها لَوْن.

قلت : وتَمر الدّقَل مِن أرادأ التَّمْر ، إلَّا أنَّ الدَقَله تکون من مَواقیر النخل ، ومن الدّقَل ما یکون تمره أحمر ، ومنه ما یکون أسودَ وجِرم تَمرِه صغیرٌ ونواه کبیرٌ.

وقال اللیث : الدّقَل : خشبه طویلهٌ تُشَدّ فی وسط السّفینه یُمدُّ علیها الشراع. قال : والدّوْقَله : الکَمَره ، یقال : کَمَره دَوْقَله : ضخمه. والدّوْقَله : الأکل. وأخْذُ الشیء اختصاصاً یُدوقِلهُ لنفسه.

وقال غیره : دَوقلَ فلانٌ جاریتَه دوقلهً : إذا أولَجَ فیها کَمَرَتَه فأَوْعَبها.

ص: 46

وفی «النوادر» یقال : دَوْقَلَتْ خُصْیا الرجل : إذا خرجتا مِن خَلفه فضَرَبَتا أدبارَ فخذیه واسترخَتا. ودَوْقَلْتُ الْجرَّه : نَوَّطْتُها بیدی.

وقال أبو تراب : سمعتُ مبتکراً السُّلَمیَّ یقول : دَقل فلانٌ لَحْیَ الرجل ودَقَمَه : إذا ضَرب فَمه وَأنفه. والدقْل : لا یکون إلا فی فَمه وَأنفه. والدقْل : لا یکون إلا فی اللَّحْی والقَفا. والدَقْم فی الأنف والفمّ.

قلد

قال الله جلّ وعزّ : (وَلَا الْهَدْیَ وَلَا الْقَلائِدَ) [المائده : 2].

قال الزّجّاج : کانوا یقلدون الإبِل بلِحاء شجر الحَرَم ، ویعتصمون بذلک من أَعْدائهم ، وکان المشرکون یَفعلون ذلک ، فأُمر المسلمون بأَن لا یُحِلُّوا هذه الأشیاءَ التی یتقرَّب بها المشرکون إلی الله ، ثم نُسِخَ ذلک وما ذُکِر فی الآیه بقوله جلّ وعزَّ : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبه : 5].

وقال فی قوله جلّ وعزّ : (لَهُ مَقالِیدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الزمر : 63].

معناه : له مفاتیحُ السمواتِ والأرض.

وتفسیرُه : أَنَّ کلّ شیءٍ من السموات والأرض فاللهُ خالقُه وفاتحُ بابه.

وقال اللیث : المِقْلَادُ : الخِزانه.

والمقَالید : الخَزائن.

قال : والْقِلاده ما جُعل فی العُنُق ، جامعٌ للإنسان والبَدَنه والکلْب.

وتقلیدُ البَدَنه : أَنْ یُعَلَّق فی عنقها عُروَهُ مَزادهٍ أو خَلَقُ نعْلٍ فیُعْلَمَ أنها هَدْیٌ.

وتقَلَّدْتُ السَّیْفَ ، وتَقلَّدْتُ الأمْر ، وقلّدَ فلانٌ فلاناً عَملاً تقلیداً.

قال : والإقلیدُ : المفتاح بلغه أَهل الیمن.

وقال تُبَّع حین قَصَد البیت :

وأَقمْنا به من الدّهْر سَبْتاً

وجَعَلْنا لبابه إقلیدا

وقال غیره : الإقلید معرب ، وأصله کَلِیذ.

وأخبرنی المنذریّ ، عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : قیل لأعرابیٍّ ما تقول فی نساءِ بنی فلان؟ فقال : قلائد الْخیل ، أی : هنَّ کِرامٌ ، لا یُقلَّد من الخیل إلّا سابقٌ کریم.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال للشیخ إذا أَفْنَدَ : قد قُلِّدَ حَبْله ، فلا یُلتَفَتُ إِلی رأْیه.

وقال اللیث : القلدُ : إدراتُکَ قُلباً علی قُلب من الحُلیّ ، وکذلک لیُّ الحدیده الدقیقه علی مثلها قَلْد.

قال : والبُرَهُ التی یُشَدّ فیها زمامُ الناقه لها إقلید ، وهو طرفها یُثنَی علی الطرف الآخر ویُلوَی لیّاً حتی یستمسک. وسِوار مَقْلُود ، وهو ذو قُلْبَیْن مَلوِیَّیْنِ.

قال : وأقْلَدَ البحر علی خَلْقٍ کثیر ، أی : ضَمَّ علیه وأحْضَنه فی جَوْفه.

وقال أمیّه :

ص: 47

یُسَبِّحه الحِیتانُ والبحر زاخِراً

وما ضَمَّ من شیءٍ وما هو مُقْلِدُ

سَلمه عن الفرَّاء یقال : سَقَی إبلَه قَلْداً ، وهو السّقْی کلَّ یوم ، بمنزله الظاهره.

قال : ویقال : قلدتْه الحمّی : إذا أخذَته کلّ یوم ، تقلِده قَلْداً.

أبو عبید عن الأصمعی : القِلد : یومَ یأْتی المحمومَ الرِّبْعُ.

والمِقْلَد : المِنجَل یُقطع به القَتّ.

وقال الأعشی :

یَقُتُّ لها طوراً وطوراً بمِقلِدِ

وقال ابن درید : المِقلد عصاً فی رأسها اعوجاج یُقْلَد بها الکَلأ کما یُقلَد القُتّ.

المنذریّ عن الحسن عن أبی الهیثم : الإقلید : المفتاح ، وهو الْمِقلید. والإقلید : شریط یُشَدُّ به رأسَ الجُلّه. والإقلید : شیءٌ یُطَوّل مثل الخیط من الصُّفر یقلد علی البُرَه وخَرق القُرْط. وبعضهم یقول : القِلادُ ، یُقْلَد ، أی : یُعْوَی.

والقلْدُ : لیُّ الشیء علی الشیء. والقلد : جمع الماء فی الشیء یقال : قلدت أَقلِد قلْداً ، أی : جمعتُ ماءً إلی ماءٍ.

عمرو عن أبیه : هُم یتقالدون الماء ، ویَتَفارَطون ، ویترافصون ، ویتهاجرون ، ویتفارصون ، أی : یتناوَبون.

وفی حدیث عبد الله بنِ عمرٍو أنه قال لقَیِّمِه علی الوهْط : «إذا أَقمتَ قِلْدک من الماء فاسقِ الأقربَ فالأقرب». أراد بقِلْدِه یومَ سَقیِه مالَه.

ویقال : کیف قِلْد نَخْل بنی فلان؟ فیقال : تَشرب فی کلِّ عشرٍ مرّهً. والقِلد : یومُ السّقی ، وما بین القِلْدَین ظِمْءٌ. وکذلک یوم وِرْد الحمّی.

وفی حدیث عمر أنّه استسقی ، قال : «فقَلَّدَتْنا السماءُ قَلْداً کلّ خمس عشره لیله».

قلت : القَلْد : المَصْدر. والقِلْد : الاسم.

اقلوَّده النعاسُ : إذا غشیه وغَلبَه.

وقال الراجز :

والقوم صَرعَی من کَری مُقْلوِّدِ

أبو عبید عن الکسائی : یقال لثُفْل السّمن : القلْده والقِشْده والکُدَادَه.

شمر عن ابن الأعرابیّ : قلَدت اللبنَ فی السِّقاءَ وقریتُه : جمعته فیه.

وقال أبو زید : قلدت الماءَ فی الحوض ، وقلدت اللبن فی السقاء ، أقلِدُه قَلْداً ، إذا قَدَحْتَ بقَدَحِک من الماء ثم صببْتَه فی الحوض أو فی السقاء. وقَلَد من الشراب فی جوفه إذا شرب.

لقد

وأما (لَقَد) فأصلُه (قَدْ) ثم أدخلتْ علیها اللام توکیداً.

قال الفَرَّاء : وظن بعضُ العرب أنَّ اللام أصلیّه فأدخل علیها لاماً أخری فقال :

ص: 48

للَقَدْ کانوا لَدَی أزماننا

لصَنِیعَیْن لِبأْسٍ وتقَاءِ

ق د ن
اشاره

دنق ، قند ، قدن ، نقد : مستعمله.

دنق

قال اللیث : یقال : دانِق ودانق ، وجمع دانِق دَوَانق ، وجمع دانَق دوانیق.

وقال غیره : یجوز فی جمعهما معاً دوانق ودوانیق. وکذلک کلُّ جمع علی فواعل ومفاعل فإنه یجوز مدُّه بیاء.

ثعلب عن ابن الأعرابی عن أبی المکارم قال : الدّنیق والکِیص والصُّوص الذی ینزل وحدَه ویأکل وحدَه بالنهار ، فإذا کان اللیلُ أکلَ فی ضوء القمر لئلَّا یراه الضیف.

وقال : یقال للأحمق : دائِق ودانق ، ووادق ، وهِرْط.

وقال أبو عمرو : مریضٌ دانق : إذا کان مُدْنَفاً مُحْرَضاً. وأنشد :

إنَّ ذواتِ الدَّلِّ والبَخَانق

یقتُلن کلَّ وابِقٍ وعاشقِ

حتَّی تراه کالسلیم الدانقِ

وقال اللیث : دَنَّقَ وَجْهُ الرجل تدنیقاً : إذا رأیتَ فیه ضُمْراً ؛ لهزاله من مرض أو نَصَب.

أبو عبید : دَنَّقَت الشمس تدنیقاً : إذا دنَتْ للغروب ، حکاه عن الأحمر.

وقال غیره : دنقَتِ العَینُ تدنیقاً : إذا غارت. ودَنق للموت تدنیقاً : إذا دنَا منه.

وقیل : لا بأس للأسیر إذا خاف أن یمثل به أن یدنِّق للموت.

وأهل العراق یقولون : فلان مدنِّق : إذا کان یُدَاقُّ النظرَ فی معاملاته ونفقاته ویَستعصِی فیها.

قلت : والتدنیق والمُدَاقَّه والاستقصاء : کنایاتٌ عن البُخل والشحّ.

وقال ابن الأعرابی : الدُّنقُ : المقترون علی عیالهم وأنفسهم. وکان یقال : «من لم یُدَنق زَرْنق». قال : والزَرْنقه : العِینه.

وقال أبو زید : من العیون الجاحظه والظاهره والمدنقه ، وهنَّ سواء ، وهو خروج العین وظُهورُها.

قال الأزهری : وقوله أصحُّ ممن جعل تدنیق العین غُؤُوراً.

قند

قال اللیث : القَنْد : عُصاره قصبِ السکّر إذا جَمَد ؛ قال : ومنه یتخذ الفَانیذ.

وسَوِیق مقنودٌ مقنَّدٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القِندَدُ : حالُ الرجل حسنهً کانت أو قبیحه.

عمرو عن أبیه : هی القِنْدیدُ والطَّابه ، والطَّلَّه ، والکَسیس ، والفَقْد ، وأمّ زَنْبقٍ وأمُّ لَیْلَی والزرقاء ، للخمر.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَنادید : الخُمور ، والقَنادید : الحالات ، الواحد منها قِنْدید.

ص: 49

وقال أبو عبید : سمعتُ الکسائی یقول : رجل قِنْدأوه وسِنْدَأْه وهو الخفیف : وقال الفرّاء : هی من النُّوق الجریئه.

وقال شمر : قِندأوهُ تُهمز ولا تُهمز.

وقال أبو الهیثم : قِنْدَأَوه : فِنْعاله ؛ وکذلک سِنْداوه وعِنداوه.

وقال اللیث : القِنْدَأوُ : السیِّئ الخُلُق والغِذاء وأنشد :

فجاء به یسوِّقُه ورُحْنا

به فی البَهْم قِنْدَأْواً بَطینا

أبو سعید : فأسٌ قِندَأوه وقنداوه ، أی : حدیده.

وقال أبو مالک : قَدومٌ قِندأوه : حادّه.

نقد

قال اللیث : النّقْد : تمییز الدراهم.

وإعطاؤها إنساناً وأخْذُها. الانتقادُ والنَقدُ : ضربه الصبیّ جَوزَهً بإصبعه إذا ضَرَب.

المنقَده : حُزَیفَه تُنْقَد علیها الجَوْزه.

ویقال : نَقدَ أرنَبَتَه بإِصبعه : إذا ضَرَبها ، وقال خلف الأحمر :

وأرنَبهٌ لک محمَرّهٌ

تَکاد تفطِّرها نَقدَه

أی : تشقّها عن دمها.

والطائر ینقد الفَخّ ، أی : یَنقُره بمنقاره.

والإنسان یَنقد الشیء بعینه ، وهو مخالفه النَّظر لئلَّا یُفطَن له.

وقال ابن السکیت : النقْد : مصدر نَقدته الدراهمَ.

والنَقَد : غَنَمٌ صغار.

یقال : «هو أذلّ من النَقَد» وأنشد :

رُبَّ عَدیمٍ أعزُّ من أسَدِ

ورب مُثْرٍ أَذَلُّ من نَقَد

والنَّقَد : أکل الضِّرْس ، ویکون فی القَرْن أیضاً وأنشد :

عاضها الله غلاماً بَعد ما

شابت الأصداغُ والضِّرْسُ نَقِدْ

وقال الهذلی :

تَیْس تُیوسٍ إذا یناطحها

یألم قَرْنانُ أَرومُه نَقدُ

أی : أصله مؤتکل ، ویُجمع نَقَد الغنم نِقاداً ونقاده ، ومنه قول علقمه :

والمال صُوفُ قَرارٍ یَلعَبون به

علی نقادَتهِ وافٍ ومجلومُ

یقول : المال یَقلُّ عند قوم ویکثر عند آخرین ، کما أن من الغنم ما یکثر صوفُه ، ومنه ما یَزْمَر صوفه ، أی : یقلُّ.

أبو عبید عن الأصمعی : النُّقْد والنُّعْض : شجر ، واحدته نُقْده ونُعْضه.

وقال اللحیانی : نُقْده ونُقْد ، وهی شجرهٌ.

وبعضهم یقول : نَقَدَه ونَقَد.

قلت : ولم أسمعه من العرب إلّا نَقداً محرّک القاف ، وله نَوْر أصفرَ ینبت فی القیعان.

ص: 50

وفی حدیث أبی الدرداء أنه قال : «إن نقدت الناس نقدوک ، وإن ترکتهم لم یترکوک» ، معنی نقدتهم ، أی : عبتَهم واغْتبتَهم.

وهو من قولک : نقدت رأسه بإِصبعی ، أی : ضربته.

والطائر ینقد الفخَّ ، أی : ینقره بمنقاره.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الأنقد والأنقذ ، بالدال والذال : القُنفُذ. ومن أمثالهم : «بات فلان بلیله أنقد» : إذا بات ساهراً یسری ؛ وذلک أن القنفذ یَسرِی لیله أجمع.

یقال : «فلانٌ أسْرَی مِن أنقدَ» معرفه لا ینصرف.

وقال اللیث : الإنقدَانُ : السُّلَحفاه الذّکر.

قال : والنَّقد : ثمرُ نبت یشبه البَهْرَمان.

وأنشد :

یَمُدَّانِ أشداقاً إلیها کأنها

تَفَرَّقُ عن نُوّارِ نُقد مثقبِ

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : النَقد : السِّفَل من الناس.

والنّقده : الکَرْوْیا.

قدن

ثعلب عن ابن الأعرابی : القدْن : الکفایهُ والحَسْب.

قلت : جَعَل القَدْنَ اسماً ؛ وأصله من قولهم : قَدْنی کذا وکذا ، أی : حسبی.

ومنهم من یحذف النون فیقول : قَدِی ، وکذلک قَطْنی وقَطِی.

ق د ف
اشاره

قفد ، قدف ، فقد ، دفق ، دقف : [مستعمله].

قدف

قال اللیث : القَدْف بلغه عُمانَ : غَرْفُ الماء من الحَوْض أو من شیءٍ تَصبّه بکفّک.

قال : وقالت العُمانیّه بنت جُلَنْدی ، حین أَلبَستِ السّلحفاهَ حُلیَّها : «فغاصت فأقبلت تغترف من البحر بکفّها وتصبّن علی الساحل وهی تنادی القَوَم : نَزافِ نَزافِ ، لَم یَبق فی البحر غیر قُدَاف» ، أی : غیر حَفْنه.

وقال ابن درید وذکر قصه هذه الحَمُقاء ثم قال : القُداف : جَرّه من فَخّار.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَدْفُ : الصبّ. والقَدْف : النَّزْح.

وقال ابن درید : القَدْف : الکَرَب الذی یقال له الرَّفّوج ، من جرید النّخل ، لغه أزْدیّه.

دقف

أهمله اللیث.

روی أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : الدَّقْف : هَیجان الدُّقْفانه ، وهو المخنَّث.

وقال فی موضع آخر : الدُّقوف : هَیَجان الخَیُعامه ، وکلُّه واحد.

ص: 51

دفق

قال الله جلّ وعزّ : (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6)) [الطارق : 6].

قال الفراء : معنی دافِقٍ : مدفوق. قال : وأهل الحجار. أفعَلُ لهذا من غیرهم : أن یجعلوا المفعول فاعلاً إذا کان فی مذهبِ نَعْتٍ ، کقول العرب : هذا سرٌّ کاتم ، وهَمٌّ ناصب ولَیْلٌ نائم. قال : وأعانَ علی ذلک أنَّها وافقتْ رؤوس الآیات التی هی معهنّ.

وقال الزجاج : (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6)) معناه : من ماءٍ ذی دَفْق ، وهو مذهب سیبویه والخلیل. وکذلک سرٌّ کاتم : ذو کتمان.

وقال أبو الهیثم نحواً منه.

وقال اللیث : یقال : دَفَق الماء دُفوقاً ودَفْقاً : إذا انصبَّ بمرَّه. واندفَقَ الکُوز : إذا دَفَقَ ماؤه. فیقال فی الطّیَره عند انصباب الکُوز ونحوِه : «دافِقُ خَیُر». وقد أدفقْتُ الکُوزَ : إذا کَدَرت ما فیه بمرّه.

قلت : الدَفْق فی کلام العرب صَبُّ الماء ، وهو مجاوِزٌ ، یقال : دفقتُ الکُوزَ فاندفق ، وهو مدفوق. ولم أسمَعْ دفقْتُ الماءَ فدَفق لغیر اللیث ، وأحسبه ذهب إلی قول الله : (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6)) [الطارق : 6].

وهذا جائزٌ فی النعوت : ومعنی دافِقٍ ذی دفْق ، کما قال الخلیل وسیبویه.

وقال اللیث : ناقه دِفاقٌ ، وهی المتدفِّقه فی سَیرها مُسْرِعه ؛ وقد یقال : جَمَلٌ دِفَاق ، وناقه دَفْقاء وجَمل أدفَق ، وهو شدّه بینونه المِرفَق عن الجَنْبین وأنشد :

بعَنْتَریسٍ نَرَی فی زَوْرِها دَسَعاً

وفی المَرافق عن حَیْزُومها دَفَقا

وقال ابن درید : یقال : دَفَق الله رُوحَه : إذا دعا علیه بالموت.

وسار القومُ سیراً أدفَقَ ، أی : سریعاً.

ویقال : فلان یتدفَق فی الباطل تدفُّقاً : إذا کان یسارع إلیه ، قال الأعشی :

فما أنا عما تَصنَعون بغافلٍ

ولا بسفِیهٍ حِلْمُه یتدفّقُ

وقال ابن الأنباری : هو یمشی الدِفِقیَ ، وهی مشیه یتدفق فیها ویسرع. وأنشد :

یمشی العُجَیْلَی من مخافهِ شدقمٍ

یمشی الدِّفقیِ والخنِیفَ ویصبرُ

ویقال : هلالٌ أدفقُ : إذا رأیته مرقوناً أعقَفَ ولا تَراه مستلقیاً قد ارتفعَ طرفاه.

وقال ابن الأعرابیّ : رجل أدفَقُ : إذا انحنی صُلبه من کِبرٍ أو غَمّ. وأنشد المفضَّل :

وابن مِلاطٍ متجافٍ أدفَقُ

وقال أبو مالک : هلال أدفَقُ خیرٌ من هلالٍ حاقن.

قال : والأدفَق : الأعوج. والحاقن : الذی یرتفعَ طرفَاه ویستلقی ظهرُه.

وفی «النوادر» : هلالٌ أدفق ، أی : مستوٍ أبیض لیس بمنتکِثٍ علی أحد طرفیه.

ص: 52

ورجل أدفَق فی نبتهِ أسنانِه.

وقال أبو زید : العرب تَستحِبُّ أن یُهَلَّ الهلالُ أدفَق ، ویکرهون أن یکون مستلقیاً قد ارتفع طَرَفَاه.

وقال اللیث : جاءوا دُفْقَهً واحده : إذا جاءوا دُفعهً واحده.

قفد

قال اللیث : القَفْد : صَفْع الرأس ببُسْطِ الکفّ من قِبَل القَفَا تقول : قفَدْتُه قَفْداً.

قال : والقَفَدانه : غِلاف المُکحُله یتَّخذ من مشاوب ، وربما اتُّخِذ من أدیم.

وقال ابن درید : القَفَذان : خریطه العطّار.

وقال اللیث : الأقفد : الذی فی عَقِبه استرخاءٌ من الناس ، والظلیم أقْفَد ، وأَمَهٌ قَفْداءُ.

وقال غیره : الأقفد من الرجال الضعیف الرِّخو المَفاصل. وقَفِدَتْ أعضاؤه قَفَداً.

وقال أبو عبیده : القَفَد مِن عیوب الخیل : انتصاب الرُّسْغ وإقبالٌ علی الحافر ، ولا یکون القَفَد إلّا فی الرِّجْل.

والعِمَّه القَفْداء معروفه ، وهی غیرُ المیْلاء.

وقال ابن شُمَیل : القَفَد : یُبْسٌ فی رُسْغ الفَرَس کأنّه یطأ علی مقدم سُنْبُکه.

قال عمرو : کان مصعب بن الزُّبیر یعتمُ القَفْداء. وکان محمد بن أبی وقاص الذی قتله الحجّاج یعتمُّ المیلاء.

فقد

اللیث : الفَقد الفِقدان ، ویقال امرأهٌ فاقد : قد مات ولداها أو حَمیمُها.

أبو عبید : امرأه فاقد ، وهی الثَّکُولُ.

قال : وقال الأصمعِیُّ : الفاقد من النِّساء التی یموت زوجُها.

وأنشد اللیث :

کأنّها فاقِدٌ شمْطاءُ مُعْوِله

ناصت وجاوَبَها نُکْدٌ مَثاکیلُ

قال : وبَقره فاقده : أکلَ السِباعُ ولَدَها.

ویقال : أنقدَه اللهُ کلَّ حمیم.

ویقال : مات فلان غیرَ حمید ولا فَقید ، أی : غیر مکتَرَثٍ لفِقدانه.

قال : والتفقّد : تطلُّب ما غاب عنک من الشیء ورُوِی عن أبی الدرداء أنّه قال : «مَن یَتفقّد یَفقِد ، ومن لا یُعِدَّ الصبر لفواجع الأمور یَعْجِز» ، فالتفقّد : تطلَّب ما فقدْتَه ، ومنه قول الله عزوجل : (وَتَفَقَّدَ الطَّیْرَ فَقالَ ما لِیَ لا أَرَی الْهُدْهُدَ) [النمل : 20].

ومعنی قول أبی الدرداء : إنَّ مَن یتفقّد الخیرَ ویطلبه فی الناس لا یجدُه لعِزّه فی الناس ، وذلک أنّه رأی الخیرَ والزُّهد فی الدنیا عزیزاً غیرَ قاشٍ ؛ لأنَّه فی النادر من الناس.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الفَقَده الکُشُوث.

وقال اللیث : الفَقَد : شرابٌ یُتَّخذ من الزَّبیب والعَسل.

ویقال : إنّ العسل یُنبَّذ ثم یُلقَی فیه الفَقَد

ص: 53

فیشُدُّه. قال : وهو نَبتٌ یشبه الکُشوثُ فیشَدِّدُه.

ق د ب
اشاره

استعمل من وجوهه : [دبق].

دبق

قال اللیث : الدِّبق : حَمْل شجرٍ فی جَوْفه غِراء لازقٌ یَلزق بجناح الطائر دَبْقاً.

قال : ودبّقتُها تدبیقاً : إذا صِدتَها به.

أبو عبید عن أبی عمرو والأمویّ : الدَّبُوقاء : العَذِره.

قال رؤبه :

لو لا دَبُوقاءُ استِهِ لم یَبطغِ

وقال غیره : الدَّبِیقیّ مِن دِقّ ثیاب مِصْر معروفه ، تُنسب إلی دَبیق اسم موضع.

ودابق : اسم موضع آخر.

والدَّبُّوق : لُعبهٌ معروفه.

ق د م
اشاره

قدم ، قمد ، دمق ، دقم ، مقد : مستعمله.

قمد

قال اللیث : القَمُدّ : القویّ الشدید ؛ یقال : إنّه لقُمُدّ قُمْدُد ، وامرأه قُمُدَّه.

والقُمود شِبْه العُسُوّ مِن شِدَّه الإباء.

یقال : قَمَد یَقْمدُ قَمْداً وقُموداً : جامَعَ فی کلِّ شیء.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَمْد : الإقامه فی خَیرٍ أو شرّ. قال : والقُمُدّ : الغلیظ من الرجال ؛ ویقال : رجل قُمُدّانیّ أیضاً.

وقال غیره : رجلٌ أقْمَدُ : إذا کان ضخمَ العُنُق طویلها ؛ وامرأه قَمْداء.

قال رؤبه :

ونحن إن نُهِنه ذَوْدُ الذُّوّادْ

سَواعِدُ القَومِ وقُمْدُ الأقمادْ

أی : نحن غُلْبُ الرقاب أقویاء.

مقد

قال اللیث : المَقَدِّیّ من نَعْت الخمر ، منسوبهٌ إلی قریه بالشام.

وأنشد فی تخفیف الدال :

مَقَدِیاً أحَلّه الله للنا

س شراباً وما تَحِلُّ الشَّمولُ

وقال شمر : أسمعتُ أبا عبیدٍ یروی عن أبی عمرِو المَقَدِیّ : ضربٌ من الشَّراب ، بتخفیف الدال.

قال : والصحیح عندی أنّ الدال مشدّده.

قال : وسمعت رجاءَ بن سَلَمه یقول : المَقَدِّی بتشدید الدال. الطَّلاء المنصَّف ، مُشبَّهٌ بما قُدّ بنصفین. ویصدِّقه قول عمرو بن معدیکرب :

وهم تَرکوا ابنَ کَبْشهَ مُسْلَحِبّاً

وهمْ شَغَلوهُ عن شُرْب المَقَدِّی

حدثنا السعدیّ قال : حدثنا ابن عفان عن ابن نمیر عن الأعمش عن منذرٍ الثّوری قال : رأیت محمد بن علیّ یشرب الطِّلاء المقدّیّ الأصفر ، کان یرزُقه إیاه عبد الملک. وکان فی ضیافَتِه یرزقه الطِّلاءَ وأرطالاً من لحم.

ص: 54

دقم

قال اللیث : الدَّقْم : دَفْعَک الشیء مفاجأهً تقول : دقمتُه علیهم ، وقد اندقمَتْ علیهم الریاح والخیل.

وقال رؤبه :

مَرّاً جَنُوباً وشَمَالاً تندقمْ

أبو عُبید عن أبی زید : دَقُمْتُ فاه ودمَقْته دَقْماً ودَمْقاً ، إذا کسرتَ أسنانَه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الدَّقْم : الغَمّ الشدید مِن الدَّیْن وغیره.

دمق

قال اللیث : الدَّمَق : ثلْجٌ ورِیحٌ مِن کلِّ أوْب حتی یکاد یَقْتُل من یُصیبه.

قال : والاندماق : الانخراط ، یقال : اندَمَق علیهم بغته ، واندمَق الصّیَّاد فی قُترته ، واندمق منها : إذا خرج.

وقال أبو عمرو : اندَمَق : إذا دخل ؛ وأدمقْتُه إدماقاً.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الدَّمْق : السَّرِقه.

وروی شمر بإسنادٍ له أنّ خالداً کتب إلی عُمر : «أنَّ الناس قد دَمَقوا فی الخمر وتَزاهدوا فی الحَدّ».

قال شمر : قال ابن الأعرابیّ : دَمَق الرجل علی القوم ودَمَر : إذا دخل بغیر إذن.

قال : ومعنی قوله : دمقوا فی الخمر : دخَلوا واتَّسَعوا.

وقال رؤبه یصف الصائد ودخوله فی قُترته :

لمّا تَسَوَّی فی خَفیِ المُنْدَمَقْ

قال : مُندمَقُه : مَدخله.

وقال غیره : المندَمق : المتَّسَع.

أبو عدنان عن الأصمعیّ : دَمَقَ فمَه ودَقَمَه : إذا دَقّه حتی دخل. ویقال : أخذ فلانٌ مِن المال حتی دَقِم وحتَّی فَقِم ، أی : حتی احتَشی.

قدم

الحرّانی عن ابن السکیت قال : القَدَم والرِّجل أنثیان ، وتصغیرهما قُدَیمه ورُجَیله ، ویُجمعان أرجلاً وأقداماً.

وقال اللیث : القَدَم مِن لَدُن الرُّسْغ : ما یطأ علیه الإنسان.

وقال أبو إسحاق النحویّ فی قول الله جلّ وعزّ : (أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) [یونس : 2] ، قال : قَدَم الصِّدق : المنزِله الرفیعه.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم أنّه قال : القَدَم السابقه.

ونحو ذلک قال اللیث ، قال : وکذلک القُدْمه. قال : والمعنی : أنّه قد سَبق لهم عند الله خیر. قال : وللکافرین قَدَم شَرّ.

وقال ذو الرمه :

وأنت امرؤٌ من أهل بیتِ ذؤابهٍ

لهمْ قَدَمٌ معروفهٌ ومفاخرُ

قالوا : القَدَم والسّابقه ما تقدَّموا فیه غیرَهم.

وفی الحدیث : أنّ جهنّم تمتلئ حتّی یضع الله فیها قَدَمه.

ص: 55

رُوی عن الحسن أنه قال : معناه حتّی یجعل الله فیها الذین قدّمهم من شرار خَلْقه إلیها ، فهم قَدَمُ اللهِ للنار ، کما أنّ المسلمین قَدَمُه للجنّه.

وأخبرنی محمد بن إسحاق السعدیّ عن العباس الدُّورِیّ أنه سأل أبا عبیدٍ عن تفسیره وتفسیر غیره من حدیث النزول والرؤیه فقال : هذه أحادیثُ رواها لنا الثِّقاتُ عن الثّقات حتی رفعوها إلی النبی علیه السلام ؛ وما رأینا أحداً یفسِّرها ، فنحن نؤمن بها علی ما جاءت ولا نفسِّرها.

أراد أنها تُترک علی ظاهرها کما جاءت.

وأخبرنی المنذریّ عن أحمد بن یحیی أنّه قال فی قوله جلّ وعزّ : (أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) قال : القَدَم : کلُّ ما قدّمتَ من خیر ، قال : وتقدّمَتْ فیه لفُلان قَدَمٌ ، أی : تقدمٌ فی الخیر.

وقال القُتیبیّ : معناه : أنّ لهم عملاً صالحاً قدَّموه.

وقال أبو زید : رجل قَدَم وامرأهٌ قَدَم ، مِن رجال ونساء قَدم ، وهم ذَوو القَدَم.

وجاء فی التفسیر فی قوله : (أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) : شفاعهً للنبیّ صلی الله علیه وسلم یوم القیامه.

وقال ابن شمیل : رجل قَدَم ، وامرأهٌ قَدَم : إذا کانا جَریئین.

وقال أبو الهیثم : القِدَم : العِتْق ، مَصدر القَدیم. وقد قدُم یَقدُم. قال : والقدُوم : الإیاب مِن السفَر. وقد قَدِم یَقدمَ قُدوماً.

قال : والقُدْم : المضِیّ ، وهو الإقدام.

یقال : أقدَمَ فلانٌ علی قِرْنِه إقداماً وقُدْماً ومُقْدَماً : إذا تَقدّم علیه بجرأه صَدْرِه.

وضِدُّه الإحجام.

وقال اللیث : قُدَّام : خلاف وراء. وتقول : هذه قُدّام ، وهذه وراء ، تصغیرهما قُدیدیمه ووُرَیِّئه. تقول : لَقیتُه قُدَیْدیمه ووُرَیِّئه ذاک.

وأما قول مُهلهِل :

ضَرْبَ القُدارِ نَقیعَهَ القُدّامِ

فإن الفراء قال : القُدّام : جمع قادم.

ویقال : القُدّام : الملک.

شمر عن أبی حسّان عن أبی عمرو.

وقال : القُدّام والقِدِّیم الذی یتقدَّم الناس بالشرف.

ویقال : القُدّام : رئیس الجیش.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَدْم : الشرف القدیم علی مثال فَعْل.

وقال ابن شمیل لفلان عند فلان قَدَمٌ ، أی : یَدٌ ومعروف وصَنِیعَه.

وقال الفراء : هی القَدُوم التی یُنحَتُ بها ، وجمعُها قُدُم. وأنشد :

فقلتُ أعِیرانِی القدُوم لعلّنی

أَخُطّ بها قَبراً لأبیَضَ ماجِدِ

وقال الأعشی فی جمع القَدوم :

ص: 56

أقامَ به شاهبورُ الجنو

دَ حَولینِ یضرب فیها القُدُمْ

وقال اللیث : القُدُم : ضدُّ أُخُر ، بمنزله قُبُل ودُبُر.

ورجل قُدُم ، وهو المقتحم علی الأشیاء یتقدَّم الناس ویَمضی فی الحروب قُدُماً.

وقال غیره : مقدِّمه الجیش بکسر الدال : الذین یتقدَّمون الجیش.

ومُقْدِم العَین ما یلی الأنف ، ومُؤخرها : ما یلی الصّدْغ.

ویقال : ضَرَب مقدَّم رأسه ومُؤخَّره.

وقال اللیث : المقدِّمه : الناصیه ، والمقدِّمه : ما استقبلک من الجبْهه والجبین.

ویقال : ضربتُه فَرکِب مَقادیمه ، أی : وقع علی وجهه ، واحدها مُقْدِم.

ویقال : مَشَطَتها المقدمه لا غیر.

وقال اللیث : قادمه الرّحْل من أمام : الواسط بالهاء.

قلت : العرب تقول : آخِره الرحل وواسِطه. ولا یقال : قادمه الرحل.

وللناقه قادِمان وآخران ، الواحد قادِم وآخِر.

وکذلک للبقره قادِماها : خلْفاها اللذان یَلیان السُّرَّه ، وآخِراها : الخِلْفان اللذان یلیان مؤخّرها.

وقَوَادِم رِیش الطائر : ضدّ خَوافِیها ، الواحده قادمه وخافیه.

ومن أمثالهم : «ما جَعَل القوادمَ کالخوافی!؟».

وقال ابن الأنباری : قُدَامَی الریش : المقَدَّم.

وقال رؤبه :

خلِقتُ من جَناحک الغُدافِ

من القدامَی لا من الخوافی

قال : والقدامَی : القدماء.

قال القطامی :

وقد علمت شیوخُهم القدامی

إذا قعدوا کأنهم النِّسارُ

جمع النِّسر.

ورواه المنذری لنا عن الحرانی عن ابن السکیت کما قال ابن الأنباریّ.

وقال اللیث : قَیْدوم الرجل : قادِمَته.

وقال غیره : یقال : مَشی فلان القدَمیّه والیَقْدُمیّه : إذا تقدّم فی الشرف والفضل ولم یتأخّر عن غیره فی الإفضال علی الناس.

وروی عن ابن عباس أنه قال : «إن ابن أبی العاصی مَشَی القُدَمیّه ، وإنَّ ابن الزُّبیر لَوَی ذَنَبَه» ، أراد أنَّ أحدهما سَمَا إلی معالی الأمور فحازَها ، وأنّ الآخر عَمِیَ عما سَمَا لهُ منها.

وقال أبو عبید فی قوله : ومشَی القدمیّه.

ص: 57

قال أبو عمرو : معناه : التَّبختُر.

أبو عبید : فإِنما هو مثلٌ ، ولم یُرد المشْیَ بعینه ، ولکنه أراد أنّه یحبُّ معالی الأمور.

ویقال : قَدِم فلانٌ من سَفَره یَقدَم قُدوماً ، وقَدِم فلان علی الأمر : إذا أقدَمَ علیه.

وقال الأعشی :

فکم ما ترینَ أمراً راشداً

تَبیَّنَ ثم انتهی أو قَدِمْ

وقَدِم فلانٌ إلی أمر کذا وکذا ، أی : قَصَد له ، ومنه قوله : (وَقَدِمْنا إِلی ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ) [الفرقان : 23].

قال الفراء والزجاج : قَدِمْنا : عَمَدْنا وقَصَدْنا.

قال الزجاج هو کما تقول : قام فلانٌ یَشتم فلاناً ، ترید : قَصَد إلی شَتْم فلان ، ولا ترید بقامَ القیامَ علی الرجلین.

شمر عن ابن الأعرابی قال : القدْم ، بالقاف : ضربٌ من الثیاب حُمْرٌ.

وأقرأنی بیت عنتره :

وبکلِّ مرهفه لها هیف

تحت الضلوع کطُرَّه القدْمِ

لا یرویه إلا القدْمِ.

قال : والفدم بالفاء. هذا علی ما جاء وذاک علی ما جاء.

ویقال : قَدَم فلانٌ فلاناً یقْدُمُه : إذا تقدّمه ومنه قول الله جلَّ وعزَّ : (یَقْدُمُ قَوْمَهُ یَوْمَ الْقِیامَهِ) [هود : 98] ، أی : یتقدَّمهم إلی النار. ومَصدَرُه القَدْم.

ویقال : قَدّم فلانٌ یقدّم ، وتَقدّم یتقدّم ، وأقدَم یُقْدِمُ ، واستَقْدَمَ یَستقدم ، بمعنی واحد.

قال الله جلَّ وعزَّ : (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیِ اللهِ وَرَسُولِهِ) [الحجرات : 1] ، معناه : لا تتقدّموا ، وقرئ : (لا تَقَدَّمُوا).

وقال الزجاج : معناه : إذا أمرْتم بأمرٍ فلا تَفعلوه قبلَ الوقت الذی أمرْتم أن تفعلوه فیه.

وجاء فی التفسیر : «أنَّ رجلاً ذبح یوم النحر قبلَ الصلاه ، فتقدَّمَ قبل الوقت ، فأنزل الله الآیه وأعلَم أنّ ذلک غیر جائز». وقال الزجاج فی قوله : (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِینَ مِنْکُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِینَ (24)) [الحجر : 24] ، قیل : المستَقْدمین ممّن خُلِق ، والمستأخرین ممّن یُحدَث من الخلْق إلی یوم القیامه. وقیل : المستقدمین منکم فی طاعه الله والمستأخرین فیها.

وقال ابن شمیل فی قول النبی صلی الله علیه وسلم : «أوّل من اختَتَن إبراهیم بالقَدوم». قال : قَطَعه بها. فقیل له : یقولون : قَدوم : قریه بالشام ؛ فلم یعرفه ، وثبتَ علی قوله.

قال : ویقال : قَدِمَهٌ مِن الحَرّه وقَدِمٌ ، وصَدِمهٌ وصَدِم : ما غَلظ مِن الحرّه.

ورجل مقدام فی الحرب : جریء ؛ ورجال

ص: 58

مَقادیم. والإقدام : ضدّ الإحجام.

[أبواب] القاف والتاء

اشاره

ق ت ظ ، ق ت ذ ، ق ت ث : أهملت وجوهها.

ق ت ر
اشاره

قتر ، قرت ، رتق ، ترق : مستعمله.

قتر

قال الله جلَّ وعزَّ : (وَالَّذِینَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَلَمْ یَقْتُرُوا) [الفرقان : 67] ، قرئ (لم یَقْتِروا) و (لَمْ یَقْتُرُوا). وقرئ : (ولم یُقتِروا).

وقال الفراء : (لَمْ یَقْتُرُوا) : لم یقصِّروا عما یجب علیهم من النفقه ، ویقال : قَتَر وأَقتَر بمعنی واحد.

وقال اللیث : القَتْرُ : الرُّمْقه فی النَّفقه ، ویقال : فلان لا یُنفق علی عیاله إلّا رُمْقهً ، أی : یُمسِک الرّمَق. ویقال : إنّه لَقتورٌ مقتر. قال : وأقتَر الرجل : إذا أَقَلّ ، فهو مُقْتِرٌ. قال : والمقتِّر عقیبُ المکثِّر ، والمُقْتِر عقیبُ المکْثِر.

أبو عبید عن الأموی : قتَّرت للأسد : إذا وضَعْتَ له لحْماً یَجِدُ قُتارَه.

قال : وقال غیره : القُتار : ریح القِدْر.

وقال اللیث : القُتار رِیح اللحم المشویّ ونحو ذلک.

قال : والقتار أیضاً ریح العُود الذی یُحرَق فیذکَّی به (1).

وقال الفرّاء : هو آخر رائحه العود إذا بخّر به. [قاله](2) فی کتاب «المصادر».

قلت : هذا التفسیر للقُتار من أباطیل اللیث. والقُتار عند العرب : رِیحُ الشِّواء إذا ضُهِّب علی الجمر. وأما رائحه العود إذا أُلقی علی النار فإنَّه لا یقال له قُتار ، ولکنّ العرب تصف استطابهَ القَرِمین إلی اللحم ورائحه شِوائه ، فشبَّهتها برائحه العود إذا أُحْرِق.

ومنه قول طرفه :

أقُتارٌ ذاک أم رِیحُ قُطُرْ

والقُطُر : العُود الذی یُتبخَّر به. ونحو ذلک قول الأعشی :

وإذا ما الدخان شُبّه بالآ

نُف یوماً ، بشَتْوهٍ ، أهضاما

والأهضام : العود الذی یُوَقَّص لیُستَجمَر به.

وقال لبیدٌ فی مثله :

ولا أضِنُّ بمعْبوط السَّنَام إذا

کان القُتار کما یُستَروَح القُطُر

ص: 59


1- بعده فی «اللسان» (قتر): «قال الأزهری : هذا وجه صحیح وقد قاله غیره».
2- زیاده من «اللسان» (قتر).

أخبر أنَّه یجود بإطعام الطعام إذا عزَّ اللحم ، وکان ریح قُتار اللحم عند القَرِمِین إلیه کرائحه العود الذی یُتبخَّر به.

ویقال : لحمٌ قاتر : إذا کان له قُتارٌ لدَسَمِه ، وقد قتَر اللحمُ یَقْتِر. وربما جَعلتِ العرب الشَّحم والدَّسَم قُتاراً.

ومنه قول الفرزدق :

إلیک تَعَرَّقْنا الذُّری برِحالنا

وکلّ قُتار فی سُلامَی وفی صُلْبِ

وقال أبو عبید : القُتْره : البئر یحتفرها الصائد یَکمنُ فیها ، وجمعُها قُتَر.

وقال اللیث : القُتْره : کُثْبه من بَعْرٍ أو حَصًی تکون قُتَراً قُتَراً.

قلت : أخاف أن یکون قوله قُتَراً قُتَراً تصحیفاً ، وصوابه قُمَزاً قُمَزاً ، والقُمْزه : الصُّوبه من الحَصَی وغیره ، وجمعها القُمَز.

والقَتَرَه : غَبَره یعلوها سواد کالدخان.

قال الله جلّ وعزّ : (وَوُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَهٌ (40) تَرْهَقُها قَتَرَهٌ (41)) [عبس : 40 ، 41].

وکذلک القَتَر بلا هاء.

أبو عبید : القاتر من الرجال : الجیِّد الوُقوع علی ظهر البعیر.

وقال اللیث : هو الذی لا یَستقدم ولا یستأخر.

أبو عبید عن الأصمعیّ : القِتْر : نِصال الأهداف.

وقال اللیث : هی الأقتار ، وهی سهامٌ صغار.

یقال : أُغالِیکَ إلی عشرٍ أو أقلّ ، فذلک القِتْر بلغه هُذَیل ، یقال : کم جَعلتُم قِتْرکم.

وقال أبو ذؤیب :

کسهم الغِلاءِ مستدرّاً صیابُها

وقال ابن الکلبی : أهدی یکسوم ابن أخی الأشرم للنبی صلی الله علیه وسلم سِلاحاً فیه سهمٌ لَغْبٌ قد رکبت مِعبلهٌ فی رُعْظِه ، فقوَّم فُوقَه وقال : هو مستحکم الرِّصاف ، وسماه : «قِتْر الغِلاء».

وروی حماد بن سلمه عن ثابت عن أنس أنَّ أبا طلحه کان یَرمی والنبی یُقتّر بین یدیه ، وکان رامیاً وکان أبو طلحه یَشُور نفسَه ویقول له إذا رَفَع شخصه : نحری دونَ نحرِک یا رسول الله!.

قال غیره : هی والأقتار والأقطارُ : النواحی ، واحدها قُتْر وقُطْر.

وقد تَقتَّر فلانٌ عنّا وتقطّر : إذا تنحّی.

وقال الفرزدق :

وکُنّا به مستأنسین کأنه

أَخٌ أو خَلیطٌ عن خلیطِ تَقتَّرا

وقال أبو عبید : تَقطَّر فلان وتَقتَّر وتَشذَّر ، کلُّه تهیّأ للقتال وتحرَّف لذلک.

وقال الفرزدق أیضاً :

لطیف إذا ما انغَلَّ أدْرک ما ابتغی

إذا هو للمُطنِی المَخُوفِ تَقتّرا

ص: 60

وقال شمر : ابن قتْرهَ : حیَّه صغیره تنطوی ثم تَنْزُو فی الرأس ، والجمیع بنات قتْره.

وقال ابن شمیل : هو أُغَیبر اللَّون صغیرٌ أرقط ینطوی ثم ینقُز ذراعاً أو نحوَها.

وهو لا یُجرَی ؛ یقال : هذا ابن قتْرَهَ.

وأنشد :

له مَنزِلٌ أنفُ ابنِ قتْرهَ یَقتری

به السمَّ لم یَطعَم نُقَاخاً ولا بَرْدا

وقال الفرّاء : سمّیَ ابن قتره بالسهم الذی لا حدیدهَ فیه ، یقال له قترهٌ ، ویجمع القِتَرَ.

وقال اللیث : القَتیر أنْ تدنیَ متاعک بعضَه من بعض ، أو بعض رکابک إلی بعض ، تقول : قتِّر بینها ، أی : قارِبْ.

أبو عبید : القَتیر : الشَّیب.

وقال غیره : القَتیر : مَسامِیر حَلَق الدُّروع تَراها لائحهً ، یشبَّه بها الشیب إذا ثقَّب بین الشعر الأسود.

قرت

قال اللیث : قرَتَ الدمُ یَقرُت قروتاً.

وَدمٌ قارت : قد یَبِسَ بین الجِلد واللحم ، وَمِسْک قارتٌ وهو أجفُّه وَأجوَده ، وَأنشد :

یُعَلُ بقرّاتٍ من المِسْک قاتِنِ

رتق

قال اللیث : الرَّتْق : إلحام الفَتْق وَإصلاحُه ، یقال : رتَقنا فَتْقهم حتی ارتَتَقَ.

قال الله جلَّ وعزَّ : (کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) [الأنبیاء : 30].

حدثنا عبد الملک عن إبراهیم بن مرزوق عن عاصم عن سفیان عن أبیه عن عکرمه عن ابن عباس ، أنه سئل : آللیل کانَ قبلُ أم النهار؟ فتلا : (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما).

قال : والرَّتْق : الظُّلمه.

وروی عبد الرزاق عن الثَّوریّ عن أبیه عن عکرمه عن ابن عبّاس قال : خلق الله اللیلَ قبلَ النهار ، ثم قرأ : (کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) ، قال : هل کان إلّا ظُلَّه أو ظلمه؟!.

قال الفراء : فتِقت السَّماء بالقطر ، والأرضُ بالنبت.

قال : وقال : (کانَتا رَتْقاً) ، ولم یقل رَتْقَین لأنه أخِذ من الفعل.

وقال الزجاج : قیل : رَتْقاً لأنّ الرَّتق مصدرٌ ، المعنی : کانتا ذَواتَیْ رَتْق فجعِلتا ذواتی فَتق.

وقال أبو الهیثم فیما أخبر المنذریُّ عنه : الرَّتْقاء : المرأه المنضمهُ الفَرْج التی لا یکاد الذکَر یجوز فَرْجها ، لشدَّه انضمامه.

ترق

قال اللیث : التّرْقُوَهُ علی تقدیر فَعْلُوَه ، وهو وصلُ عَظْمٍ بین ثُغْره النّحر والعاتق فی الجانبین.

قلت : وجمعها التراقی ، وقد تَرْقَیتُ فلاناً : إذا أصبت ترقوتَه.

وقال : التریاق : لغهٌ فی الدّرْیاق ، فیه شِفاء للسمّ.

ص: 61

ق ت ل
اشاره

قتل ، قلت ، تِقِلق : [مستعمله].

قتل

قال اللیث : القتل معروف ، یقال : قتَله : إذا أماته بضربٍ أو حجر أو سمّ أو علّه. والمنیّه قاتله.

وقال المفسرون فی قول الله جلّ وعزّ : (قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّی یُؤْفَکُونَ) [التوبه : 30] ، لعنهم الله أنّی یصرفون ، ولیس هذا من القتال الذی هو بمعنی المقاتله والمحاربه بین اثنین ؛ لأنَّ قولهم : قاتله الله بمعنی لَعَنه الله ، من واحدٍ ؛ فإذا قلتَ : قاتل فلانٌ فلاناً فإنه لا یکون إلّا بین اثنین.

قال أبو عبیده : معنی : قاتل الله فلاناً قتله.

وقال الفرَّاء فی قوله : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَکْفَرَهُ (17)) [عبس : 17] ، معناه : لُعن الإنسان.

وقاتله الله : لعَنه.

وقال ابن الأنباری : قاتل الله فلاناً ، أی : عاداه.

أبو عبید : القَتَال : بقیَّه النفس.

وقال ذو الرمه :

مهاوٍ یَدَعْن الجَلْسَ نَحلاً قَتالُها

قال : وقال الفراء عن الکسائیّ : إذا قتل الرجلَ عشِق النساء أو قتله الجنّ فلیس یقال فی هذین إلّا اقتُتل فلانٌ.

وأنشد :

إذا ما امرؤ حاولْن أن یَقْتَتِلْنَه

بلا إضهٍ بین النفوس ولا ذَحْلِ

قاله أبو عبید. وقال الأصمعی : الأقتال : الأعداء ، واحدهم قِتْل ، وهم الأقران.

قال : وقال أبو عمرو : المجرَّذ ، والمجرَّس والمُقَتَّل ، کلُّه الذی قد جَرَّب الأمور وعَرَفها.

أبو عبید عن أبی عبیده : ومن أمثالهم فی المعرِفه وحمدِهم إیاها قولُهم : «قَتَّلَ أرضاً عالمُها وقَتَلَتْ أرضٌ جاهلَها».

قال : قتَّل : ذلّلَ ، من قولهم : فلان مُقَتّل ومضرَّس.

وقال اللیث : المقتَّل من الدَّوابّ الذی ذلَّ ومَرَن علی العمل. وقَلْبٌ مقَتَّل ، وهو الذی قُتل عشقاً.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم أنه قال فی قول امرئ القیس :

بسهْمَیْکِ فی أعْشار قَلبٍ مقتَّل

قال : المقتَّل : المُعَوَّدُ الْمُضَرَّی بذلک الفِعل ، کالناقه المقتَّلَه المذَلَّله لعملٍ من الأعمال. وقد ریضتْ وذُلِّلَتْ وعُوِّدَت.

قال : ومن ذلک قیل للخمر مقتوله ، إذا مُزِجَت بالماءِ حتی ذهبت شدَّتها فصار ریاضهً لها.

وقال الفراء فی قول الله جلّ وعزّ : (وَما قَتَلُوهُ یَقِیناً بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَیْهِ) [النساء : 157 ، 158].

ص: 62

قال : الهاء هاهنا للعلم ، کما تقول قتلته عِلْماً وقتلتُه یقیناً ، للرأی والحدیث.

وأما الهاء فی قوله : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ) [النساء : 157] فهی هاهنا لعیسی علیه السلام.

ونحو ذلک قال الزجاج : ما قَتلوا عِلمَهم یقیناً ، کما تقول : أنا أَقتُل الشیء عِلْماً ، تأویله إنِّی أَعلمه عِلماً تامّاً.

وقال غیره : قَتل فلانٌ فلاناً : إذا أماتَه.

وأقتَله : إذا عرَّضَه للقَتْل.

وقال مالک بنُ نُوَیره لامرأته یومَ قتَلهُ خالدُ بن الولید : أَقَتَلتِنی - أی : عرَّضتنی - بحُسْن وجهک للقتْل. فقَتله خالدٌ وتزوَّجها ، وأنکر فِعْلَه عبدُ الله بن عمر.

أخبرنی المنذری عن الحرانی عن ابن السکیت قال : یقال : هو قاتلُ الشَّتَوَاتِ ، أی : یُطعِم فیها ویُدفئ الناس.

والعرب تقول للرجل الذی جرّب الأمور : هو مُعاودُ السَّقی سقی صیِّباً.

وقال اللیث : تقتّلَت الجاریهُ للفتی : یُوصف به العِشق.

وأنشد :

تقتّلْتِ لی حتی إذا ما قَتَلتِنِی

تنَسَّکتِ ما هذا بفِعل النّواسک

وقال أبو عبید : یقال للمرأه : هی تَقَتَّل فی مِشیتها ، وتَهالَکُ فی مِشیتِها.

قلت : ومعنی تقتُّلها وتدلُّلها (1) واختیالها.

وقال أبو زید : اقتُتل الرَّجل : إذا جُنّ واقتتلَتْهُ الجنّ ، أی : خَبَلوه.

ورَوی سَلمه عن الفراء : اقتُتِلَ الرجُل : إذا عَشق عِشقاً مبرِّحاً. ونحو ذلک قال ابن الأعرابی.

ومن أمثالهم : «مَقْتَل الرَّجُل بین فکَّیه» ، أی : سببُ قَتْلِه بین لَحْییه ، یعنی لسانه الذی یَنال به مِن أَعْراض الناس ؛ فیُقتل بهذا السبب.

قلت

قال اللیث : ناقهٌ بها قَلَتٌ ، أی : هی مِقلاتٌ ، وقد أَقْلَتَتْ ، وهو أَن تضع واحداً ثم یَقلَتُ رَحِمُها فلا تَحمل.

وقال الطِّرِمَّاح :

لنا أُمٌّ بها قَلَتٌ ونَذْرٌ

کأُمِّ الأُسْد کاتمه الشَّکاهِ

قال : وامرأهٌ مِقلاتٌ ، وهی التی لیس لها إلَّا وَلدٌ واحدٌ ، وأنشد :

وَجْدِی بها وجْدُ مِقلاتٍ بواحدِها

ولیس یَقوَی مُحِبٌّ فوق ما أجِدُ

وأَقلتَت المرأهُ إقلاتاً : إذا لمْ یَبقَ لها وَلدٌ.

أبو عبید : المِقلات من النساء التی لم یَبقَ لها وَلد.

ص: 63


1- قبلها فی المطبوع «و» وانظر : «اللسان» (قتل).

وقال أبو زیدٍ : القَلَت : الهلاک ؛ وقد قَلِتَ الرجُل یَقْلَتُ قلْتاً. وأَقْلته فلانٌ : إذا أَهلَکه. وأَقلتَت المرأهُ : إذا هَلک ولدُها ، وامرأهٌ مِقلاتٌ ، وهی التی لا یعیشُ ولدُها.

قلت : والقول فی المِقْلات ما قال أبو زید وأبو عبید ، لا ما قاله اللیث.

أبو عبید عن أبی عمرو : القَلْتُ : کالنُّقْره تکون فی الجَبَل یَسْتَنقِعُ فیها الماء.

والوَقْب نحوٌ منه.

قلت : وقِلات الصَّمَّان نُقَرٌ فی رؤوس قِفَافها یملؤها ماءُ السماء فی الشتاء. وقد وَردتُها مرَّهً وهی مُفعَمه فوجدتُ القَلْتَ منها یأخذ ملء مائه راویه وأقلّ وأکبر ؛ وهی حُفرٌ خَلقها الله فی الصُّخور الصُّمّ.

وقال أبو زید : القَلت : المطمئِنّ فی الخاصره. وَالقَلْتُ : ما بین التُّرقوه والعُنُق. والقَلتُ : عَیْنُ الرُّکْبَه. والقَلت : ما بین الإبهام والسَّبّابه.

وقال اللیث : القَلْت : حُفرهٌ یَحفِرها ماءٌ واشِلٌ یَقْطر من سَقف کَهْف علی حَجَر أیر (1) فیوقبُ فیه علی مَرِّ الأحقاب ، وقْبَهً مستدیره ، وکذلک إن کان فی الأرض الصُّلبه فهو قلتٌ کقَلْت العَیْن وهو وقْبتُها ، قال : وقلتُ الثّریدهِ : أُنقوعَتها.

وقال ابن السکیت : القَلَت : الهلاک.

قال : وحکی الأصمعیُّ عن بعض العرب : «إنَّ المسافِر وَمتاعَه لَعَلی قَلَتٍ إلّا ما وقَی الله» ، والمَقلَتَه : المهلکه. وامرأه مِقلات : لا یَعِیش لها ولد ، ویقال : انقَلتُوا ولکن قَلَتوا.

اللحیانی : أمسَی فلانٌ علی قَلت ؛ أی : خَوْف.

ورجل قَلِت وقَلْت ، أی : قلیل اللحم.

والقَلت مؤنّثه تُصغَّر قُلَیْته ؛ وإنّ فلاناً بمقلَتهٍ ، أی : بمکان مخوف.

[ق ل ق]
قلق

(تقلق) : قال اللیث : تِقلِق : مِنْ طیر الماء.

ق ت ن
اشاره

قتن ، قنت ، تقن ، نتق ، نقت : [مستعمله].

قتن

قال اللیث : القتین : القلیل اللّحم والطُّعم.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال فی امرأه : «إنّها وضیئه قَتین».

قال أبو عبید : قال الأصمعیّ : القتین هی القلیله الطعم ، یقال : منه امرأه تقین بیِّنه القَتانه والقَتَن.

قال أبو زید : وکذلک الرجل ، وقد قَتَن قَتانه.

ص: 64


1- أی صُلبٍ.

وقال الشماخ فی ناقته :

وقد عَرِقَتْ مغابنها وجادت

بدِرَّتها قِرَی جَحِنٍ قَتینِ

ابن جبله عن ابن الأعرابی : القَتین والقَنیت واحد ، وهی القلیله الطَّعم النحیفه. والقُراد قَتین (1) ، وسِنانٌ قَتین ، أی : دقیق.

ابن السکیت : دم قاتن وقاتم ، وذلک إذا یَبِس واسودّ. قال الطِّرِمَّاح :

کطَوْفِ مُتَلِّی حَجَّه بین غَبْغَب

وقُرّهِ مُسْوَدٍّ من النُّسْکِ قاتنِ

وقال ابن المظفّر : مِسکٌ قاتن ، وقد قَتَن قُتوناً ، وهو الیابس الذی لا نُدوَّه فیه.

عمرو عن أبیه : القَتین : القُراد ، والقَتین : الرُّمْح.

نقت

أهمله اللیث.

وروی أبو ترابٍ عن أبی العمیثل ، یقال : نُقِت العَظْمُ ونُکِتَ إذا أُخرج مُخُّه.

وأنشد :

وکأنها فی السِّبّ مُخّهُ آدبٍ

بیضَاء أُدِّبَ بَدْؤها المَنْقُوتُ

قنت

قال الله جلّ وعزّ : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ) [البقره : 238].

قال زید بن أرقم : کنَّا نتکلم فی الصّلاه حتّی نزلت : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ) فأُمِرنا بالسُّکوت ونُهینا عن الکلام.

فالقُنوت هاهنا : الإمساک عن الکلام فی الصلاه.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنّه قَنَت شهراً فی صلاه الصُّبح بعد الرکوع یدعو علی رِعْلٍ وذَکْوان.

وقال أبو عبید : القُنوت فی أشیاء : فمنها القیام ، وبهذا جاءت الأحادیث فی قنوت الصلاه لأنَّه إنما یدعو قائماً. ومن أبیَنِ ذلک

حدیثُ جابرٍ أنّ النبی صلی الله علیه وسلم سُئل : أیُّ الصلاه أفضلُ؟ قال : «طولُ القُنوت» ، یرید : طُولَ القیام. والقنوت أیضاً : الطاعه.

وقال عِکْرِمه فی قوله : (کُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) [البقره : 116] ، قیل : القانت : المطیع.

وقال الزَّجاج : القانت : المطیع. قال : والقانت : الذاکرِ لله کما قال : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَقائِماً) [الزمر : 9] ، وقیل : القانت : العابد. وقیل فی قوله : (وَکانَتْ مِنَ الْقانِتِینَ) [التحریم : 12] ، أی : مِن العابدین.

قال : والمشهور فی اللُّغه أن القنوت الدُّعاء. وحقیقه القانت أنَّه القائم بأمر الله ، فالداعی إذا کان قائماً خُصَّ بأن یقال

ص: 65


1- القُراد جمع قرد ، وجاء فی «الصحاح» للجوهری (قتن): «ویسمی القُراد قتیناً لقله دمه» وانظر «اللسان» (قتن).

له قانت ، لأنَّه ذاکرٌ لله وهو قائم علی رجلیه. فحقیقه القنوت العبادهُ والدعاء لله فی حال القیام ویجوز أن یقع فی سائر الطاعه لأنَّه إن لم یکن قیامٌ بالرِّجْلین فهو قیامٌ بالشیء بالنِّیه. ویقال للمصلِّی قانت.

وفی الحدیث : «مثل المجاهد فی سبیل الله کمثل القانت الصائم» ، أی : المصلّی.

تقن

قال اللیث : التِّقْن : رُسَابه الماءِ فی الربیع ، وهو الذی یجیء به الماء من الْخُثوره ؛ یقال : تقَّنوا أَرضَهم ، أی : أرسلوا فیها الماء الخاثر لتَجود. قال : والإتقان : الإحکام للأشیاء.

أبو عبید : یقال : رجلٌ تِقْنٌ ، وهو الحاضر المنطق والجواب.

وقال الفراء : رجلٌ تِقْنٌ حاذقٌ بالأشیاء ، ویقال : الفصاحه من تِقْنه ، أی : من سُوسِه.

وقال ابن السکِّیت : ابن تِقْنٍ : رجل من عاد ، ولم یکن یَسْقُط له سَهْم.

وأنشد :

لأکلهٌ من أَقِطٍ وسَمْن

ألیَنُ مَسّاً فی حَوایا البَطْنِ

من یَثْرِبیّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِ

یَرمِی بها أَرْمَی مِن ابنِ تِقْنِ

قلت : الأصل فی التِّقْن ابن تِقْنٍ هذا ، ثم قیل لکلِّ حاذقٍ فی عملٍ یعمَلُه عالم بأمره تَقْن ، ومنه یقال : أتقنَ فلانٌ أمره : إذا أحکَمه.

أنشد شمِر لسلیمان بن ربیعه بن ریَّان بن عامر بن ثعلبه بن السیِّد :

أهلکن طسماً وبعدهم

غذِیّ بهم وذا جُدونِ

وأهل جاش ومأْرب

وحیّ لقمان والتُّقون

والیسر کالعُسر والغنی کال

عدم والحیاه کالمنون

التُّقون ، من بنی تِقن بن عاد ، منهم عمرو بن تِقن ، وکعب بن تِقن ، وبه ضُرب المثلُ فقیل : «أرمَی من ابن تِقْن».

نتق

روی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنَّه قال : «علیکم بالأبکار من النِّساء فإنهنَّ أعذبُ أفواهاً وأنتق أرحاماً» ، معناه : أنَّهنَّ أکثر أولاداً.

یقال : امرأهٌ ناتق ومنتاق : إذا کانت کثیرهَ الولد.

وقال الفراء فی قوله عزوجل : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ) [الأعراف : 171] ، قال : رُفع الجبلُ علی عساکرهم فرسخاً فی فرسَخ.

ونَتَقْنَا : رَفَعْنا.

وقال غیره : (نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ) ، أی : زعزعناه ورفعناه. ویقال : نتقْتُ السِقاء : إذا نفضْتُه لِتقلَعَ منه زُبْدَته. قال : وکان نتْق الجبل أنَّه قُطِع منه شیءٌ علی قدر عسکر موسی فأظلَّ علیهم ، قال لهم موسی : إمَّا

ص: 66

أن تَقبلوا التوراهَ وإمَّا أن یَسقُط علیکم.

وأخبرنی المنذریُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : یقال : نَتَق جِرابَه : إذا صَبَّ ما فیه. وامرأهٌ مِنْتاق : کثیره الوَلَد.

قال : والناتق : الرافع. والناتق : الفاتق.

وقالت أعرابیه لأُخری : انْتُقِی جِرابَکِ فإِنه قد سوَّس. والناتق : الباسط ، انتُقْ لَوْطَکَ فی الغَزالهِ حتی یَجف. والناتق : المرأه الکثیره الأولاد.

وقال اللیث : النَّتْق : الجَذْب. ونتَقْتُ الغَرْبَ من البئر : إذا جذبته بمرَّه. قال : والبعیر إذا تزعزعَ بحملِه نَتَق عُرَی حِباله ، وذلک إذا جَذَبها فاسترخت عُقَدها وعُراها فانتقتْ ، وأنشد :

ینتقن أَقتاد النُّسوع الأطَّطِ

وقال ابن الأعرابی : أنتَقَ : إذا أشالَ حَجر الأشداء. وأَنتَقَ : عمل مظلّهً فی الشمس وأنتَقَ إذا بَنی دارَه نِتاقَ دارٍ أی حِیالَهَا.

وأَنتقَ صامَ ناتقاً ، وهو شهر رمضان.

وأنتقَ : فَتَق جِرابَه لیُصلحه من السُّوسِ.

وقال أبو زید : یقال : سَمِنَ حتی نَتَق نُتوقاً ، وذلک أنْ یمتلئ جلدُه شحْماً ولحماً.

وقال أبو مالک : نتقتُ الشیءَ : إذا حرکته حتَّی یَسْفُل ما فیه.

ق ت ف
اشاره

استعمل من وجوهه : فتق.

فتق

قال الفراء فی قوله تعالی : (کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) [الأنبیاء : 30] ، قال : فُتِقت السماءُ بالقطْر والأرضُ بالنبات.

وقال الزجاج : (کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) ، قال : المعنی أن السموات کانت سماءً واحدهً مرتتقه لیس فیها ماء فجعلها غیر واحده ؛ ففتق الله السماءَ فجعلها سبعاً ، وجعل الأرض سبع أرَضِینَ. ویدل علی أنه یراد بفتقِها کونُ المطرِ قولُه : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ کُلَّ شَیْءٍ حَیٍ) [الأنبیاء : 30].

وقال ابن السکیت : أفتق قَرنُ الشمس : إذا أصاب فَتقاً من السَّحاب فبدا منه. وقد أفتقنا : إذا صادفْنا فَتقاً من السَّحاب فبدا منه. وقد افْتقْنا : إذا صادفنا فَتقاً ، وهو الموضع الذی لم یُمطر وقد مُطِر ما حولَه.

وأنشد :

إنَّ لها فی العام ذی الفُتوق

وزَلَلِ النّیه والتصفیق

وقد فتقَ الطّیبَ یُفتِقُه فَتْقاً ، وفَتَق الخیاطه یفتِقُها.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم قال : الفَتْقاء من النساء : التی صار مَسلکاها واحداً ، وهی الأَتُوم. والفِتاق : انفتاق الغَیْم عن الشمس فی قوله :

وفتاهٍ بیضاءَ ناعمهِ الجِس

مِ لعوبٍ ووجهُها کالفِتاقِ

ص: 67

وقیل : الفِتاق : أصل اللِّیف الأبیض ، یشبَّه به الوجه لنقائه وصفائه.

والفَتْق : انفلاق الصبح.

وقال ذو الرمه :

وقد لاح للسارِی الذی کمَّل السُّرَی

علی أُخْریاتِ اللَّیل فَتْقٌ مُشَهَّرُ

وقال أبو عمرو : عام الفَتْق : عام الخِصْب ، وقد أفتَقَ القوم إفتاقاً : إذا سَمِنَتْ دوابُّهم ففتَقت.

والفَتْق : أن تَنشَقَّ الجلده التی بین الخُصیَه وأسفل البطن فتقع الأمعاءُ فی الخُصیه.

وقال أبو زید یقال : انفتقت الناقه انفتاقاً ، وهو الفَتَق ، وهو داءٌ یأخذها ما بین ضَرعها وسُرَّتها فربَّما أفْرقَتْ وربَّما ماتت ، وذلک من السّمَن. وتفتَّقتْ خواصر الغَنم من البَقْل : إذا اتّسَعتْ من کثره الرَّعْی.

أبو عبیدٍ عن أبی زید : الفَتیق اللِّسانِ : الحُذاقیّ الفصیح اللسان. والفیتَقُ : الحدّاد ، ویقال : النَّجَّار.

وقال الأعشی :

کما سَلَکَ السَّکِّیَّ فی الباب فَیْتَقُ

ویقال للملِک فَیْتَق.

وقال الآخر :

رأیتُ المنایا لا یغادِرْن ذا غِنًی

لمالٍ ولا ینجو مِن الموت فَیْتَقُ

وقال اللیث : الفِتاق : خَمِیره ضخمه لا تلبثُ العَجین إذا جُعلتْ فیه أن یُدرک.

فتقتُ العجینَ ، إذا جعلتَ فیه فِتاقاً. قال : والفِتاق : أدویهٌ مدقوقه تُفْتَق ، أی : تُخلط بدُهن الزَّنبق کی یفوح ریحُه.

ونصلٌ فتیق الشَّفرتین : إذا جُعل له شُعبتان فکأنّ إحداهما فُتقت من الأخری ، وأنشد :

فَتیقُ الغِرارین حَشْراً سَنِینا

وقال غیره : سیف فَتیق ، أی : محدَّد الحَدِّ.

ومنه قوله :

کنصل الزَّاعبیّ فتیقُ

قال : والفَتق یصیب الإنسان فی مَراقّ بطنه ، ینفتقُ الصِّفاق الداخلُ.

وروی عن زید بن ثابت أنَّه قال فی الفَتْق الدّیه ، أخبرنی بذلک المنذریّ عن إبراهیم الحربیّ ، قال إبراهیم : والفَتقُ هو انفتاق المثانه.

قال : وقال زیدٌ فیه الدیه.

وقال شُریح والشعبیّ : فیه ثُلث الدیه.

وقال مالک وسفیان : فیه الاجتهاد من الحاکم.

وقال اللیث : الفَتق : شَقُّ عصا المسلمین بعد اجتماع الکلمه مِن قبلِ حَرْبٍ فی ثغر أو غیر ذلک. وأنشد :

ولا أری فَتْقَهمْ فی الدّین یرتَتِقُ

ص: 68

وقال ابن السکّیت فی قول الراجز :

لم تَرْجُ رِسْلاً بعدَ أعوامِ الفَتَقْ

أی : بعد أعوام الخِصب.

یقال : بعیر فَتیق وناقه فتیق ، أی : تفتّقتْ فی الخِصب ، وقد فتِقَت تفتق فَتقاً.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیّ : أفْتَقَ القمر : إذا بَرَز بین سَحابتین سَوْداوَیْن.

وأفتَقَ الرجلُ : إذا ألحَّتْ عَلَیْهِ الفُتوق ، وهی الآفات من جوع وفَقر ودَین ، وأفتقَ : إذا استَاکَ بالفِتاق ، وهو عُرجون الکَبَاثِ. ویقال : فَتَق فلانٌ الکلامَ وبَجَّه : إذا قوّمه ونَقَّحه.

أبو عبید عن الأصمعی : امرأه فُتُقٌ مُنفتِقه بالکلام.

ق ت ب
اشاره

استعمل من جمیع وجوهه : [قتب].

قتب

فی الحدیث : «فتندلِق أقتابُ بطنه» ، وقد مرّ تفسیر الاندلاق ، وأما الأقتاب فهی الأمعاء واحدها قِتْب.

وروی أبو عبید عن أبی عبیده أنّه قال : القِتب : ما تَحْوّی من البطن ، یعنی استدار ، من الحوایا وجمعه أقتاب.

وقال الأصمعی : واحدها قتْبه ، وبها سمِّی الرجل قُتیبه ، وهو تصغیرها.

وقال اللیث : القَتَب : إکاف الجَمَل ، وقد یؤنّث ، والتذکیر أعَمّ ، ولذلک أنَّثوا التصغیر فقالوا : قتیبه.

قلت : ذهب اللیث إلی أنَ قتیبه مأخوذ من القَتَب.

وقرأت فی «فتوح خُراسان» ، أنَ قتیبه بن مسلمٍ لما أوقع بأهل خَوَارزم وأحاط بهم أتاه رسولُهم فسأله عن اسمه ، فقال : قتیبه. فقال : لست بفتحها إنَّما یَفتَحها رجلٌ اسمه إکاف ، فقال قتیبه : فلا یفتحها غیری ، وإسمی إکاف.

وهذا یوافق ما قاله اللیث.

وقال اللیث : قَتَب البعیر مذکّر ولا یؤنّث ، ویقال له القِتب ، وإنَّما یکون للسّانیه.

ومنه قول لبید :

وأُلقی قِتبُها المحزومُ

أبو عبید عن أبی زید : القَتوبه من الإبل : التی تُقْتَب بالقَتَب إقتاباً.

وقال غیره : أقتبْتُ زیداً یمیناً إقتاباً : إذا غَلَّظتَ علیه الیمین فهو مُقْتَب علیه.

ویقال : ارفُقْ به ولا تُقْتِب علیه فی الیمین ، وأنشد :

إلیک أشکو ثِقْلَ دیْنٍ أقْتَبا

ظهری بأقتابٍ ترکن جُلَبا

وأقبلتُ البعیر : إذا شددتَ علیه القتَب.

ق ت م
اشاره

قتم ، مقت : [مستعمله].

ص: 69

قتم

قال اللیث : الأقتم : الذی یعلوه سوادٌ لیس بالشَّدید ، ولکنه کسوادِ ظهرٍ البازی.

وأنشد :

کما انقضَّ بازٍ أقتم اللون کاسرُه

والمصدر المُقْتمه والقَتَم : ریحٌ ذات غُبار کریهه.

قال : والقَتمه : رائحه کریهه ، وهی ضدُّ الخمطه ، والخَمطه تُسْتَحبّ ، والقَتَمه تُکره.

قلت : أرَی الذی أراده ابن المظفَّر القَنَمه بالنون ، یقال : قَنِم السقاء یَقْنم : إذا أَرْوَح. وأمّا القَتَمه بالتاء فهی اللَّون الذی یضرب إلی السواد والقَنَمه بالنون الرائحه الکریهه ، ویقال : أسود قاتم وقاتن.

وقال اللیث : القَتَام : الغُبار. وقد قَتم یَقْتِم قُتوماً : إذا ضرب إلی السواد.

وأنشد :

وقاتمِ الأعماق خاوِی المخثرقْ

أبو عبید عن الأصمعیّ : إذا کانت فیه غبره وحمره فهو قاتم وفیه قُتْمه ، جاء به فی الثیاب وألوانها.

مقت

قال الله جل وعز : (لَمَقْتُ اللهِ أَکْبَرُ مِنْ مَقْتِکُمْ أَنْفُسَکُمْ) [غافر : 10].

قال قتاده : یقول : (لَمَقْتُ اللهِ) إیاکم حین دُعیتم إلی الإیمان فلم تؤمنوا (أَکْبَرُ مِنْ مَقْتِکُمْ أَنْفُسَکُمْ) حین رأیتم العذاب.

وقال اللیثُ : المَقْتُ : بُغضٌ من أمرٍ قبیح رَکِبه ، فهو مَقیت. وقد مَقُتَ إلی الناس مَقاتهً ، ومَقَتَه الناسُ مَقْتاً فهو ممقوت.

وقال الزجاج فی قول الله جل وعز : (وَلا تَنْکِحُوا ما نَکَحَ آباؤُکُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ کانَ فاحِشَهً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِیلاً (22)) [النساء : 22].

قال : المقت أشدُّ البغض. والمعنی : أنهم علموا أنَّ ذلک فی الجاهلیه کان یقال له : مَقْت ، وکان المولود علیه یقال له : المَقْتیّ ، فأُعلِموا أنّ هذا الذی حُرم علیهم من نکاح امرأه الأب لم یزلْ منکراً فی قلوبهم ، ممقوتاً عندهم.

وقال اللیث : المُقیت : الحافظ.

قلت : المیم فی المُقیت مضمومه ، ولیست بأصلیه ، وهو من باب المعتلّ.

أبواب القاف والظاء

اشاره

أهملت القاف مع الظاء مع الحروف إلی آخرها إلَّا مع الراء فقد استعمل.

[ق ظ ر]
قرظ

قال اللیث : القَرَظ : ورق السَّلَم یُدبغ به الأَدم ، یقال : أدیم مقروظ وقد قرظتُه أقْرِظه قَرْظاً.

والقارظ : الذی یَجْمع القَرَظ. ومن أمثال العرب فی الغائب الذی لا یُرجی إیابُه قولهم : «حتی یؤوب العنزیُ القارظ»

ص: 70

وذلک أنه خرج یَجنِی القَرَظ ففُقِد ، فصار مَثَلاً للمفقود الذی یُؤْیَس منه.

ومنه قول بشر یخاطب ابنته :

فرجِّی الخیرَ وانتظری إیابی

إذا ما القارظُ العَنَزیُّ آبَا

وقال أبو عبیدٍ : قال ابن الکلبی : هما قارظان ، وکلاهما من عَنَزه ، فالأکبر منهما یذکرُ بن عَنزَه کان لصُلبه ، والأصغر هو رُهم بن عامر ، من عَنزَه. وکان من حدیث الأوَّل أن حَزِیمه بن نَهدٍ کان عشق ابنته فاطمه بنت یذکُر ، وهو القائل فیها :

إذا الجوزاءُ أردفَتِ الثُّرَیّا

ظننتُ بآلِ فاطمهَ الظُّنونا

وأما الأصغر منهما فإنه خرج یطلب القَرَظ أیضاً فلم یرجع ، فصار مَثَلاً فی انقطاع الغَیْبَه ، وإیَّاهما عَنَی أبو ذؤیبٍ بقوله :

وحتی یؤوب القارظانِ کلاهما

ویُنْشَرَ فی القتلی کلیبٌ لوائِلِ

وبنو قریظه إخوه النّضیر ، وهما حیَّانِ من الیهود کانوا بالمدینه ، فأمّا قریظه فإنهم أُبِیدُوا لنقضهم العهدَ ومظاهرتِهم المشرکینَ علی رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فأمر بقتل مقاتلتِهم وسبی ذراریهم ، واستفاءه أموالهم. وأمّا بنوا النضیر فإنهم أُجلُوا إلی الشام ، وفیهم نزلَتْ سوره الحَشر.

وقال أبو عبید : یقال : قرَّظت فلاناً تقریظاً : إذا مدحتَه وأثنیتَ علیه فی حیاته ، کأنَّه أخِذ من تقریظ الأدیم إذا بُولغ فی دِباغِه بالقَرَظ.

أبواب القاف والذال

ق ذ ث

مهمل الوجوه.

ق ذ ر
اشاره

قذر ، ذرق.

ذرق

قال اللیثُ : الذُّرَق : نبات کالفِسْفِسه ، تسمِّیه الحاضره الحَنْدَقُوقی الواحده ذُرَقه.

أبو عبید عن أبی عمرو : الذُّرَق : الحُنْدُقُوقی.

وقال شمر : یقال : حَندَقوقَی وحِنْدَقُقی وحُنْدُقوقی.

أبو عبید عن الأصمعیّ : ذَرَق الطائر وخذَق ، یَذْرِق ویخذقُ.

قال أبو زید : ویَحْذُقُ لغه.

وقال اللیث : الذَّرق : ذَرْق الحُبارَی بسَلْحه.

قال : والخَذْق : أشدُّ من الذَّرْق.

وفی «نوادر الأعراب» : تذرَّقَتْ فلانهُ بالکُحْل ، وأذرقتْ : إذا اکتحلتْ.

قذر

قال اللیث : قَیْذار : اسمُ ابنِ إسماعیل ، وهو جدّ العَرَب ، یقال : هم بنو نَبْتِ بن إسماعیل.

ص: 71

ویقال : قَذِرْت الشیءَ : إذا استقذرْته وتقذَّرْتَ منه.

وقد یقال للشیء القَذِر : قَذْرٌ أیضاً. فمن قال : قَذِرٌ جعله بناءً علی فَعِلٍ مِن قَذِر یَقذَر فهو قَذِر ، ومَن جَزَم قال : قذُر یقذُر قَذاره فهو قَذْر.

وفی الحدیث : «اتَّقوا هذه القاذُوره التی نَهی الله عنها».

قال شمِر : قال خالد بن جَنْبه : القاذوره التی نهی الله عنها الفِعْلُ القبیح واللفظ السَّیِّئ ، والقاذوره من الرجال لا یُبالی ما قال وما صَنَع.

وأنشد :

أَصْغَتْ إلیه نَظَر الحَیِیِ

مخافهً من قَذِرٍ حَمِیِ

قال : والقَذِر : القاذوره ، عَنَی ناقهً وفَحلاً.

وقال عبد الوهاب الکلابیّ : القاذوره المتطرِّس ، وهو الذی یَقْذَر کل شیء لیس بنظیف.

وقال أبو عبیده : القاذوره الذی یتقذَّر الشیء فلا یأکله.

ورُوِی أن النبی صلی الله علیه وسلم کان قاذورهً ، لا یأکل الدَّجاج حتی یُعْلَف (1).

وقال أبو الهیثم : یقال : قَذِرْتُ الشیءَ أقذَرُه قذراً فهو مَقذُور.

وقال العجاج :

وقَذَرِی ما لیس بالمقذورِ

یقول : صرتُ أقذَرُ ما لم أکن أَقْذَرُه فی الشَّباب من الطَّعام.

ولما رَجَم رسول الله صلی الله علیه وسلم ماعِزَ بن مالک قال : «اجتنبوا هذه القاذوره»

یعنی الزنا.

أبو عبید عن الکسائی قال : رجل قَذِر وقَذُر.

وقال اللِّحیانی : رجل قُذَره ، وهو الذی یتنزّه عن مَلائم الأخلاق ویکرهُها.

ویقال : أقْذَرْتَنا یا فلان ، أی : أضجرْتنا.

ورجل قاذوره ، وهو الذی یتبرَّم بالناس لا یجلس ولا ینزل إلَّا وحدَه. وناقه قَذَورٌ : تَبرُک ناحیه من الإبل.

وقال الحطیئه :

إذا بَرکتْ لم یؤذها صوتُ سامِرٍ

ولم تُقصَ مِن أدنی المخَاض قَذُورُها

یصف إبلاً عازبهً لا تَسمع أصوات الناس.

أبو عبید : القاذوره من الرجال : الفاحش السیء الخلق.

وقال متمّم :

ص: 72


1- بعده فی «اللسان» (قذر): «القاذوره هاهنا : الذی یقذُر الأشیاء وأراد بعلفها أن تُطعم الشیء الطاهر والهاء للمبالغه».

وإنْ تَلْقَه فی الشرْب لا تَلقَ فاحشاً

لدی الکأسِ ذا قاذورهٍ متزبِّعا

وقال اللیث : القاذوره : الغَیور من الرجال.

ق ذ ل
اشاره

استعمل من وجوهه : قذل ، ذلق.

ذلق

أبو عبید عن الفراء : الذَّلْق : مَجرَی المِحْورِ فی البَکَره.

وقال أبو زید : المذلَّق من اللبن الحلَب یُخلَط بالماء.

وفی حدیث ماعز : أن رسول الله صلی الله علیه وسلم أمر برجمه ، فلما أذلقَتْه الحجارهُ فَرَّ.

وفی حدیث عائشه : أنَّها کانت تصوم فی السّفر حتی أذلَقَها السَّموم.

قال ابن الأعرابی : أَذلَقها ، أی : أذابها.

وقال فی موضع آخر : أذلَقها السَّموم ، أی : أقلقها.

وقال : أذلقه الصَّوم وذلَّقه ، أی : أضعفَه.

وقال شمر : أذلقها السَّموم ، أی : جهدها وأقلقها.

وقال ابن شمیل : أذلقها السَّموم : أحرَجها.

قال : وتذلیق الضِّباب : توجیه الماء إلی حجرَتها.

وقال الکُمَیت :

مستذلِقٌ حَشرات الإکا

مِ یمنَع مِن ذی الوِجارِ الوِجارا

یَعنی الغیثَ أنه یستخرج هَوامّ الآکام.

عمرو عن أبیه قال : الذَّلق : حِدَّه الشیءَ وقد أذلقنی السّمومُ ، أی : أذابنی وهَزلنی.

وقال أبو زید : أذلقْتُ السراج إذلاقاً ، أی : أضأتُه.

وروی أن أیوب النبی صلی الله علیه وسلم قال فی مناجاته : «أذلقَنی البَلاءُ فتکلمتُ»

ومعنی الإذلاق أن یبلغ منه الجهد حتی یَقلق ویتضَوَّر.

ویقال : قد أقلقنی قولُک وأذلَقنی.

والضَّب : إذا صُبَّ فی جُحره الماءُ أَذلقَه فیخرج منه.

وعدوٌّ ذلیق : شدید.

وقال الهذلی :

أوائِلُ بالشَّدِّ الذلیق وحَثَّنی

لَدَی المَتْنِ مشبوحُ الذراعینِ خَلْجَم

وذلَّقْتُ الفَرَس تذلیقاً : إذا ضمَّرْته.

وقال عَدِیّ بن زید :

فذلَّقْتُه حتّی ترفَّعَ لحمُه

أداوِیه مکْنُوناً وأرکبُ وادِعا

أی : ضمَّرتُه حتی ارتفع لحمُه إلی رؤوس العِظام وذهب رَهَله.

وقال اللیث : حَدُّ کلُّ شیء : ذَلْقه. وذَلْق اللسانِ : حَدُّ طَرَفِه.

ص: 73

قال : والذَّلْق : تحدیدُک إیاه ، تقول : ذَلقته وأذلقتُه.

أبو عبید عن أبی زید : الذَّلیق : الفصیحُ اللسان. ولسانٌ ذَلِق وذَلِیق.

وفی الحدیث : «إذا کان یومُ القیامه جاءت الرّحِمُ فتکلَّمتْ بلسانٍ ذُلَق طُلَق ، یقول : اللهمَّ صِلْ منَ وصَلنی ، واقطعْ من قطَعنی».

أبو عبیدٍ عن الکسائیّ : لسانٌ طُلق ذُلق ، کما جاء فی الحدیث.

والحروفُ الذُّلْق معروفه : الراء واللام والنون ، سُمِّیتْ ذُلْقاً لأنَّ مخارجَها من طرف اللسان. وذَلْق کلّ شیء وذَوْلَقُه : طَرَفُه.

قذل

قال اللیث : القَذَال : مؤخَّر الرأس فوق فأس القَفَا ، والجمیع القُذُل ، والعَدَدُ أَقذِله. والمَقْذول : المشجوج فی قَذالِه.

وقَذال الفَرَس : مَوضع مُلتقی العِذار مِن فوق القَوْنَس.

وقال زُهیر :

ومُلجِمُنا ما إنْ ینالُ قَذالَه

ولا قَدَماه الأرضَ إلا أنامِلهْ

وقال اللحیانیّ : قَذَلْتُ فلاناً أقذِلُه قَذْلاً : إذا تَبِعْتَه ، وقَذَلْتُه أیضاً أقذِلُه : ضربتُ قَذاله ، وهو مؤخَّر رأسه.

ثعلب عن سَلَمه عن الفرَّاء قال : القَذَل والمؤکَف والنطَف والوَجر العَیْب ، یقال : قَذَله یَقْذِله قَذْلاً : إذا عابه.

وأخبرنی المنذریُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَذال ما دُون القَمَحْدُوَه إلی قُصاص الشَّعر.

قذن
اشاره

ذقن ، نقذ : [مستعملان].

ذقن

قال اللیث : الذَقَن : مجتمع اللّحْیین.

وناقه ذَقُون : تُحرِّک رأسَها : إذا سارت.

والذِقْن : الشَّیخ.

وفی حدیث عائشه : أنها قالت : «تُوفّی رسول الله صلی الله علیه وسلم بین حاقِنَتی وذاقِنَتی».

قال أبو عبید : الذاقِنه : طَرف الحُلْقوم.

وقال أبو زید : یقال فی مَثَل : «لألحِقنّ حَواقِنک بذواقِنِک» ، فذکرتُ ذلک للأصمعیّ فقال : هی الحاقنه والذَّاقنه ، ولم أَرَه وَقَف منها علی حدّ معلوم.

وأما أبو عمرو فإنه قال : الذاقنه : طَرَف الحُلْقوم.

وقال ابن جَبَله ، قال غیره : الذاقِنه الذقَن.

وقال غیره : ذقَنتُ الرجل أذقُنه ذَقْناً : إذا ضربتَ ذَقَنَه فهو مَذْقُون. وذَقَنته بالعصا ذَقْناً : ضرَبتُه بها.

وفی حدیث عمر : أنه عُوتِب فی شیء فَذَقَن بسَوْطه یستمِع.

وفی حدیث آخر : «فوضع عُودَ الدِّرَّه ثم ذَقَن علیها» ، وقد ذَقَن علی یَدِه : إذا

ص: 74

وضَعَها تحتَ ذقنه.

أبو عبید عن الأصمعی : إذا خُرِزَت الدَّلْوُ فجاءت شَفَتُها مائلهً قیل : ذَقِنَتْ تَذقَن ذَقَناً.

وفی «نوادر العرب» : ذَاقَنَنی فلان ولاقَنَنی ولاغَدَنی أی لازَّنی وضایَقَنی.

نقذ

وقال اللیث : فرسٌ نَقَذٌ : إذا أخذ مِن قومٍ آخَرین.

أبو عبید : النّقائذ من الخیل التی تُنُقِّذتْ مِن أیدی الناس.

وقال لُقَیم بن أوسٍ الشَّیبانیّ :

أفکان شُکرِی أنْ زعمتَ نفاسهً

نَقذِیک أمْسِ ولیتنی لم أشْهَدِ

قال ابن حبیب : نقذِیک من الإنقاذ ، کما تقول : ضَرْبیک.

قلت : یقال : نَقذتُه وأنقذتُه ، واستنقذْته وتنقذته ، أی : خلَّصْته ونجّیتُه.

وقال شِمر فیما وجدتُه بخطّه : النَّقیذه : الدرْع المستنقذَه مِن عدُوّ.

وقال یزید بن الصَّعِق :

أعددتُ للحدثانِ کلَ نَقیذهٍ

أنُفٍ کلائحه المُضِلّ جَرُورِ

أُنُف : لم یلبسها غیره. کلائحه المُضِلّ ، یعنی السَّراب.

المفضَّل : النَقیذهُ الدِّرْع ، لأنَّ صاحبَها إذا لبِسَها أنقذَتْه من السُّیوف. والأُنُف : الطویله. جَعلَها تَبرُق کالسَّرابِ لِجِدّتِها.

ق ذ ف
قذف

قال اللیث : القَذْف : الرَّمْی بالسهم والحَصَی والکلامِ وکلِّ شیء وسَبْسَبٌ قَذَفٌ وقَذُوف وبلده قَذوفٌ وقَذَف ، وهو البعید.

وأنشد أبو عبید :

وشَطَّ وَلْیُ النَّوَی إنّ النّوی قَذَفٌ

تَیّاحهٌ غَرْبهٌ بالدّار أحیانا

قذف : الدار التی تنوی بعیده کذلک.

ویقال : قُذِفت النَّاقهُ باللحْم قذفاً ولُدِسَتْ به لَدْساً ، کأنَّها رُمیتْ به رَمْیاً فاکتنزَتْ منه.

وقال النابغه :

مقذوفهٍ بدِخِیس اللَّحْمِ بازِلُها

له صَریفٌ صَرِیفَ القَعْوِ بالمَسدِ

عمرو عن أبیه : المِقْذَف والمِقْذاف : مِجذاف السَّفینه. قال : والقَذَّاف : المَرْکَب.

وقال اللیث : یقال للمَنْجَنیق : قذَّاف.

شمِر عن ابن شُمَیل : القِذَاف : ما قبضْتَ بیدکَ مما یملأ الکف فرمیت به قال : ویقال : نعم جلمود القِذاف هذا ، قال : ولا یقال للحَجَر نفسه نِعْم القِذاف.

وقال أبو خَیره : القِذاف ما أَطقْتَ حَملَه بیَدِک ورمَیتَه. قال رؤبه :

ص: 75

وهو لأعدائکَ ذو قِراف

قَذّافهٌ بحَجَر القذافِ

والقَذّافه والقَذَف جمْعٌ ، وهو الذی یُرمَی به الشیء فیُبعَد. وأنشد :

لمّا أتانی الثّقَفِیّ الفَتّانْ

فَنَصَبوا قَذّافهً بَلْ ثِنْتانْ

وقال أبو عمرو : ناقه قِذّاف وقَذُوف ، وقُذُف وهی التی تتقدَّم مِن سرعتها وتَرمی بنفسها أمامَ الإبل فی سَیْرها. وقال الکمیت :

جَعلتُ القِذافَ لِلَیل التِّمامِ

إلی ابن الولید أبانِ سِبَارَا

یقول : جعلتْ ناقتی هذه لهذا اللیل حَشْواً.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القُذْف بالحَجَر ، والحَذْف بالعصا. یقال : هو بینَ حاذِف وقاذِف ، وبین حاذٍ وقاذٍ ، علی الترخیم.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القذَاف : المیزان. والقذَّاف : المَرکَب ، روایه أبی عمرو.

ورُوی عن ابن عمر : أنّه کان لا یصلِّی فی مسجد فیه قُذاف.

قال أبو عبید : هکذا یحدّثونه. وقال الأصمعیّ : إنما هی قَذَف ، واحدتها قُذْفه ، هی الشُّرَف. قال : وکلُّ ما أشرفَ من رؤوس الجبال فهی القُذُفات.

وقال امرؤ القیس :

مُنیفٌ تَزِلّ الطیرُ عن قُذُفاته

یَظَلّ الضَّباب فوقَه قد تقصَّرا

قال اللیث : القِذاف : النواحی ، واحدتها قُذفه. وقال غیره : قذفا الوادی والنهر : جانِباه.

وقال الجعدیّ :

طلیعهُ قوم أو خَمَیسٍ عَرمرَمٍ

کسَیْل الأتیِّ ضَمَّه القُذُفانِ

والمقذَّف : الملعَّن فی بیتِ زهَیر :

لدَی أَسَدٍ شاکِی السلاح مقذَّفٍ

له لِبَدٌ أظفارهُ لم تُقلَّمِ

وقیل : المقذَّف الذی قد رُمِی باللحم رَمْیاً فصار أغلبَ.

ویقال : بینهم قذِّیفَی ، أی : سِباب ورَمْیٌ بالحجاره أیضاً.

ق ذ ب
اشاره

استُعمِل من جمیع وجوهه : بذق.

بذق

أبو عبید عن الأحمر : رجل حاذِقٌ : باذقٌ.

وقال شمر : وسئل ابن عباس عن الباذَق فقال : سَبَقَ محمد الباذَق وما أَسْکَر فهو حَرام.

قال أبو عبید : الباذَق کلمهٌ فارسیّه عُرّبت فلَم نَعرِفها.

ومما أُعرِب البَیاذقه للرّجَّاله ؛ ومنه بَیْذَق الشِّطْرنج. وحذَف الشاعر الیاء فقال :

ص: 76

وللشَّرّ سُوَّاقٌ خِفافٌ بُذُوقُها

أراد : خِفافٌ بَیاذِقُها ، کأنه جَعَل البَیْذَقَ بَذْقاً ؛ قال ذلک ابن بُزُرْج.

ق ذ م
اشاره

قذم ، مذق : [مستعمله].

قذم

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : القُذُم : الآبَار الخُسُف ، واحدها قَذُوم.

قال : والقُذُم والقُثُمُ : الأسخیاء.

أبو عبید عن الأصمعی قال : قَذَمْتُ له من العطیّه وقَثَمْتُ ، وغَذَمْتُ له وغَثَمْتُ : إذا أکثرتَ.

أبو عبید عن أبی عمرو : القِذَمُ : الرجل الشدید ، والقِذَمّ أیضاً : السریع.

یقال : انقَذِمْ فی حاجتک ، أی : أسرعْ.

وقال ابن شمیل : القِذَمُ : السیِّد الرغیبُ الخُلُق ، الواسِع البَلْده.

وقال غیره : قَذِم من الماء قُذْمه ، أی : جَرِعَ جُرْعه.

وقال أبو النجم :

یَقْذَمْنَ جَرْعاً یَقْصَعُ الغلائلا

والقَذِیمه : قِطعه من المال یُعطیها الرجل ، وجَمعُها قَذائم.

مذق

أهمله اللیث.

وقال أبو عبید : قال الأصمعیّ : إذا خُلط اللبنُ بالماء فهو المَذِیق ؛ ومنه قیل : فلانٌ یَمْذُق الوُدَّ : إذا لم یُخْلِصْه ؛ وهو المَذْقُ أیضاً.

وأنشد :

ویَشرَبُه مَذْقاً ویسْقِی عِیالَه

سَجَاجاً کأَقراب الثَّعالب أوْرقَا

وقال غیره : الماذَقَهُ فی الوُدّ : ضِدّ المُخَالَصه.

ورجل مَذّاقٌ : کَذُوب.

ابن بزرج : قالت امرأه من العرب : امَّذَق. فقالت لها الأخری : لم [لا](1) تقولین امتذق؟.

فقال الآخر : والله إنی لأحبُّ أن تکون ذَمَلَّقِیّه اللسان ، أی فصیحه اللسان.

أبواب القاف والثاء

ق ث ر
اشاره

قرث ، قثر ، ثقر.

قثر

أهمله اللیث.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : القَثَره : قُماش البیت ، وتصغیرها قُثَیْرَه ، واقتثرْتُ الشیءَ.

قرث

قال اللیث : القَرِیثاء : ضَرْبٌ من التمر ، وهو أسود سریع النَّفْض لِقشره عن لحائه إذا أرْطَب. وهو أَطیَبُ تَمْرٍ بُسْراً.

ص: 77


1- زیاده عن «اللسان» (مذق).

وقال أبو زید : هو القَرِیثاء والکَرِیثاء ، لهذا البُسْر.

قال اللَّحیانی : تَمرٌ قَرِیثاءُ وقَراثاءُ ، ممدودان.

ثقر

قال اللیث : التَثَقُّر : التردُّد والجَزَع.

وأنشد :

إذا بُلیتَ بقِرنٍ

فاصبِر ولا تَتَثَقَّر

ق ث ل
اشاره

قثل ، ثقل ، لثق ، لقث : [مستعمله].

ثقل

روی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنَّه قال فی مرضه الذی مات فیه : «إنی تارِکٌ فیکم الثَّقَلَین : کتابَ الله وعِتْرتی ، ولن یفترقا حتی یرِدَا علیَّ الحوضَ» ، فسَّر النبیُّ صلی الله علیه وسلم الثَّقَلین فجعلهما کتاب الله جلّ وعزّ وعِترته علیه السلام ؛ وقد فسّرت العِتْره فیما تقدّم وهم جماعهُ عشیرته الأدْنَوْن.

وقال أبو العباس أحمد بن یحیی : سُمِّیا ثَقَلین لأنَّ الأخْذ بهما ثقیل ، والعَمَل بهما ثقیل.

وأصل الثَّقَل أنّ العَرَب تقول لکلِّ شیء نفیس مَصُون : ثَقَل ، وأصلُه فی بَیض النعام المَصُون.

وقال ثعلبه بن صُعَیْر المازنیّ یَذکر الظَّلیم والنعامه :

فتَذکَّرا ثَقَلاً رئیداً بَعدَ ما

ألقَتْ ذُکاءُ یَمینها فی کافِرِ

ویقال للسیّد العزیز : ثَقَلٌ ، من هذا.

وسَمَّی الله جل وعز الجنَّ والإنس الثَّقَلَین فقال : (سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ (31)) [الرحمن : 31] سُمِّیا ثَقَلیْن لتفضیل الله إیَّاهما علی سائر الحیوان المخلوق فی الأرض بالتمییز والعقل الذی خُصَّا به.

وقال ابن الأنباری : الثَّقلان : الجن والإنس ، قیل لهما الثَّقلان لأنهما کالثقل للأرض وعلیها.

قال : والثّقَل بمعنی الثِّقل ، وجمعهما أثقال. ومجراهما مجری قول العرب : مِثل ومَثَل ، وشِبه وشَبَه ، ونَجْس ونَجَس.

وقال فی قول الله : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (2)) [الزلزله : 2] ، معناه : ما فیها من کنوز الذهب والفضه.

قال : وخروج الموتی بعد ذلک.

ومن أشراط الساعه أن تقیء الأرضُ أفلاذَ کبدها ، وهی الکنوز.

وکانت العرب تقول : الفارسُ الشُّجاع ثِقْل علی الأرض ، فإِذا قتل أو مات سقط به عنها ثِقْل. وأنشد :

دِحلَّت به الأرض أثقالها (1)

ص: 78


1- البیت للخنساء کما فی «اللسان» (ثقل) ، وهو بتمامه : أبعد ابن عمرو من آل الشر ل- دِحلَّت به الأرض أثقالها

أی : لما کان شجاعاً سقط بموته عنها ثقل.

وقیل معناه : زینت به موتاها ، من الحلیه.

وقال الله جل وعز : (إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْکَ قَوْلاً ثَقِیلاً (5)) [المزمل : 5] ، یعنی : الوحیَ الذی أنزلَ اللهُ علی نبیّه صلی الله علیه وسلم ، جَعَلَه ثقیلاً مِن جهه عِظَم قُدْرِه ، وجلاله خَطَره ، وأنَّه لیس بسَفْسافِ الکلام الذی یُستخفّ به فکلُّ شیء نفیسٍ وعِلْق خَطیر فهو ثَقَل وثَقیل وثاقِل ، ولیس معنی قوله (ثَقِیلاً) بمعنی الثّقیل الذی یَستثْقله الخَلْق فیتبرَّمون به.

وجاء فی التفسیر فی قوله : (قَوْلاً ثَقِیلاً) أنَّه یثْقُل العملُ به ، وأنَّ الحرام والحلال والصَّلاه والصِّیامَ ، وجمیع ما أقر الله أن یُعمَل به لا یؤدِّیه أحدٌ إلَّا بتکلُّف ما یثقُل.

والقولُ هو الأوّل.

وقال الزجاج : یجوز علی مذهب اللغه أن یکون معناه أنه قولٌ له وزنٌ فی صحته وبیانه ونَفْعِه ، کما تقول : هذا کلامٌ رَصِین ؛ وهذا قولٌ له وَزْن ، إذا کنتَ تستجیده وتَعلمُ أنّه قد وقعَ موقع الحِکمه والبیان.

وقال اللیث : الثِّقل : مَصْدَر الثقیل ، تقول : ثَقل الشیءُ ثِقلاً فهو ثَقیل. والثِّقل : رجْحَان الثقیل. والثَّقل : مَتَاعُ المسافِر وحشَمُه ، والجمیع الأثقال.

قال : والمثقال : وَزْنٌ معلومٌ قدرُه ، ومِثقال الشیء : میزانُه مِن مِثله.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّهٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَهٍ) [لقمان : 16] ، الآیه.

قال الفراء : یجوز نصب المثقال ورفعُه ، فمن رَفَعه رَفَعَه ب- «تکنْ» ، ومَنْ نَصَب جعل فی «تکُن» اسماً مُضمراً مجهولاً ، مِثل الهاء التی فی قوله : (إِنَّها إِنْ تَکُ).

قال : وجاز تأنیث «تکن» ، والمثقال ذکر ، لأنه مضاف إلی الحَبّه والمعنی للحبَّه ، فذهب التأنیثُ إلیها ، کما قال الأعشی :

کما شرِقَتْ صَدْرُ القَناه مِن الدَّمر

وقال ابن السکّیت : یقال : هذا شیءٌ ثقیل ، وهذه امرأهٌ ثَقَال ، وهذا شیء رَزِین ، وهذه امرأهٌ رَزَانِ ، أی : رَزِینهٌ فی مجلسها.

وقال الفراء فی قوله : (وَلَیَحْمِلُنَ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) [العنکبوت : 13] ، یعنی : أوزارَهم وأوزارَ من أضَلُّوا ، وهی الآثام.

وقال فی قوله : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (2)) [الزلزله : 2].

قال : لفَظت ما فیها مِن ذهبٍ أو فضَّه أو مَیْت. وقیل معناه : أخرجَتْ مَوْتاها.

وقال الفراء فی قوله : (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَهٌ إِلی حِمْلِها لا یُحْمَلْ مِنْهُ شَیْءٌ وَلَوْ کانَ ذا قُرْبی) [فاطر : 18].

یقول : إنْ دَعتْ نفسٌ داعیهٌ أَثقلْتها ذنوبُها

ص: 79

إلی حَمْلها ، أی : إلی ذُنوبها ، لیُحمَل عنها شیء مِن الذُّنوب لَم تجِد ذلک ، وإن کان المَدْعُوّ ذا قُرْبی منها.

أبو عبید عن الکسائی : الثَّقِیلهُ : أثقال القوم ، بکسر القاف وفتح الثاء ، وقد تُخفَّف فیقال : الثَّقْلَه.

قال : والثّقْله : ما وجد الإنسانُ من ثِقَل الطعام.

وقال الأصمعیّ : یقال : أعْطِه ثِقْلَه ، أی : وَزْنَه.

ویقال : ثَقَلْتُ الشاهَ وأنا أثقُلها ثَقْلاً : إذا رفَعتَها لِترزُنها.

ویقال دینارٌ ثاقل إذا کان لا ینقُص ، ودنانِیرُ ثَواقِل ، ویقال : أَلقَی علیَ مَثاقِیله ، أی : مُؤنَهُ.

وقال اللیث : امرأهٌ ثَقالٌ : ذاتُ کَفَل ومآکِم.

قال : والثّقَله : نَعْسهٌ غالبهٌ. والمُثْقل من النساء : التی قد ثَقُلت مِن حَمْلِها.

قال : والمُثقَل : الذی قد أثقَله المرض ، والمستثقل : الذی قد استثقَلَ نَوْماً.

قال : والمستثقَل : الثقیل مِن الناس ، والتثاقُل : التباطُؤ من التحامُلِ فی الوطْء ، یقال : لأطَأَنّه وَطْء المتثاقل.

وقال أبو نصر : یقال : أصبح فلانٌ ثاقلاء ، أی : أثقله المرض.

وقال لبید :

رأیتُ التُّقَی والحمدَ خیرَ تجارَهٍ

رَباحاً إذا مَا المرءُ أصبَحَ ثاقِلا

أی : أدنَفَه المَرَض.

قثل

أهمله اللیث.

وروی أبو عبید عن أبی زید : رَجُل قِثْوَلٌ ، وهو العَییُّ الفَدْم.

وأنشدنا :

لا تجعَلَنی کفَتًی قِثْوَلِ

رَثٍّ کحَبْل الثَّلّه المبْتَلِ

ویقال : أعطیتُه قِثْوَلًّا من اللحم ، أی : بَضْعَهً کبیرهً بعظامها.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم قال : قال لی أبو لیلی الأعرابیّ ولصاحبٍ لی کنّا نختلف إلیه : «أنت بُلْبُلٌ قُلْقُل ، وصاحبُک هذا حِثْوَلٌ قِثْوَل».

قال : والقُلقُل والبُلبُل : الخفیف من الرجال. والعِثْوَلّ القِثْوَلُ : الثقیل الفَدْم.

لثق

قال اللیث : اللَّثَقُ : مصدر الشیء الذی قد لَثِق یَلْثق لَثَقاً کالطائر الذی یَبْتَلّ جَناحاه من الماء.

قال : واللّثَق : ماءٌ وطینٌ یختلطان.

وقال غیره : لثّقْتُه تلثیقاً : إذا أفسدْتَه.

وقال ابن درید : اللَّثَقُ : النَّدَی والحَرّ ، مثل الوَمَد.

لقث

أهمله اللیث.

وقال ابن درید : لقَثْتُ الشیءَ لَقثاً : إذا

ص: 80

أخَذْتَه أخذاً سریعاً.

ق ث ن
اشاره

استعمل من وجوهه : نقث.

نقث

قال أبو عبید فی تفسیر حدیث أمِّ زرع ونَعتِها جاریهَ ابن زَرع : «لا تَنقُل مِیرتَنا تَنْقیثا».

قال : التنقیث : الإسراع فی السیْر.

وقال الفراء : خرجَ فلان یَنقُثُ ویَنتَقِثُ : إذا أسرَعَ فی سَیره.

وقال غیره : نَقَثَ فلانٌ عن الشیء ونَبث عنه : إذا حَفَر عنه.

وقال الأصمعیّ فی رَجَزٍ له :

کأنّ آثارَ الظَّرابی تَنتَقِثْ

حَوْلکَ بُقَّیْری الولیدِ المبتَحِث

وقال أبو زید : نقَث الأرضَ بیَدِه یَنْقُثها نَقْثاً : إذا أثارَها بفأسٍ أو مِسْحاه.

وقال ابن درید : نَقَثْتُ العَظْم : إذا استخرجتَ ما فیه مِن المُخّ. ویقال : انتقَثَه وانتقاه بمعنًی واحد.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : النَّقث : النمیمه.

ق ث ف
اشاره

استعمل مِن وجوهه : ثقف.

ثقف

قال ابن المظفّر : قال أعرابی : إنّی لَثَقْفٌ لَقْفٌ ، راوٍ رامٍ.

أبو عبید عن الأحمر : إنه لثَقف لَقْفٌ.

وقال اللِّحیانی : رجل ثَقف لَقْف وثِقف لَقِف ، وثَقیف لَقِیف ، بیِّن الثّقافه ، واللقافه وقد لقِفتُ الشیء والتقفْته.

وقال ابن السکیت : رجل ثَقف لَقف : إذا کان ضابطاً لما یحویه قائماً به.

وقال اللیث : ثقِفنا فلاناً فی موضع کذا ، أی : أخذناه ، ومصدرُه الثّقف.

قال : وثقیف : حَیٌّ مِن قیس. وخَلٌ ثقیف ، وقد ثَقف ثقافهً ، ومنهم من یقول : خَلٌ ثِقِّیف کما قالوا : خَرْدلٌ حِرِّیف ، ولیس بحسَن.

قال : والثِّقاف : حدیدهٌ تکون مع القَوَّاسِ والرّمَّاح یقوّم بها الشیء المعوج ، والعدَد أثقِفه ، والجمیع ثُقف ، ویقال : ثَقِف الشیء وهو سُرعه التعلم.

وقال ابن شُمَیل : خَلٌ ثَقِیف شدید الحموضه ، وخَلٌّ حاذق ، أی : حامض ، ونبیذ حاذق : إذا أَدرَک ، وقد حَذَق النبیذُ والخَلُّ.

وقال ابن درید : ثقِفتُ الشیء : حَذِقتُه وثَقِفْته : إذا ظَفرْتَ به.

قال الله تعالی : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی الْحَرْبِ) [الأنفال : 57].

ق ث ب
اشاره

ثقب ، بثق : [مستعمله].

ثقب

قال اللیث : الثَّقْب : مصدر ثقبْتُ

ص: 81

الشیء أثقبُه ثَقْباً.

قال : والثَّقْب : اسمٌ لما نفذ. والمِثقَب : أداهٌ یُثقَب بها. والثُّقوب : مصدر النار الثاقبه والکوکب الثاقب : المضیء.

قال الله جلّ وعزّ : (وَما أَدْراکَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)) [الطارق : 2 ، 3].

قال الفراء : الثاقب : المضیء. والعرب تقول : أَثقِبْ نارَک ، أی : أَضِئها للمُوقد.

ویقال : إن الثاقب النجمُ الذی یقال له زُحَل والثاقب أیضاً : الذی ارتفع علی النجوم. والعَرَب تقول للطائر إذا لحِق ببطن السماءِ : قد ثَقب ، کلّ ذلک قد جاء فی التفسیر.

وقال اللیث : حسبٌ ثاقب : إذا وُصف بشهرته وارتفاعه.

قال : والثَّقیب والثَّقیبه من الرجال والنساء : الشدید الحُمره ، والمصدر الثقابه ، وقد ثَقُب یَثقَب ، ویَثقُب : موضع.

والثقوب : ما یُثقَب به النار.

الأصمعیّ : حَسَبٌ ثاقب : نیِّرٌ متوقِّد.

وعلم ثاقب منه.

ویقال : هَبْ لی ثَقُوباً ، أی : حُرّاقاً ، وهو ما أَثقَبْتُ به النارَ ، أی : أوقدتها به.

ویقال : ثقَبَ الزَّنْدُ یثقُب ثقوباً : إذا سَقَطت الشراره. أو ثقبْتها أنا إِثقاباً ، وزندٌ ثاقب ، وهو الذی إِذا قُدح ظهرتْ نارُه. ولؤلؤاتٌ مثاقیب ، واحدها مثقوب ، وطریق العراق من الکوفه إِلی مکه ، یقال له مِثقب.

أبو عبید عن أبی زید : الثقیب من الإبل : الغزیره اللبن : وقد ثقبَتْ تثقُب ثقوباً : إِذا غَزُرتْ.

وقال غیره : یقال : إنَّها لثقیبٌ من الإبل ، وهی التی تُحالِب غِزارَ الإبل فتغْزُرُهُن.

أبو عبید عن أبی زیدٍ أیضاً : الثَّاقب : الغزیره من الإبل علی فاعل.

وقال أبو زید : تثقّبْتُ النارَ فأنا أتثقّبها تثقُّباً ، وأَثْقبتها إثقاباً ، وثَقَّبْتُ بها تثقیباً ، ومَسَّکْتُ بها تَمْسِیکاً ، وذلک إذا فَحَصْتَ لها فی الأرض ثم جعلتَ علیها بعراً وضِراماً ثم دَفَنْتَها فی التُّراب. ویقال : تثَقَّبْتُها تثقُّباً حینَ تَقدَحُها.

بثق

قال اللیث : البَثْق : کسْرُک شَطَّ النهر لیَنْبَثِقَ الماءُ ، وقد ثَبقْته ثبقاً. والبِثْق : اسم الموضع الذی حفَرَه الماء ، وجمعُه البُثوق.

ویقال : انبثَق علیهم الماء ، إذا أقبَل علیهم ولم یَظُنّوا به.

أبو عبید : هو بَثْقُ السَّیْل بفتح الباء ، وکذلک قال ابن السکیت وغیره.

وقال أبو زید : یقال للرکیّه الممتلئه ماء باثقه ، وقد بثَقَتْ تَبثُق بُثوقاً ، وهی الطامیه ، وفلانٌ باثِق الکَرَمِ ، أی : غزیرُه.

ق ث م
اشاره

استعمل من وجوهه : قثم.

ص: 82

قثم

قال اللیث : القَثْم : لَطْخ الجَعْر ونحوه.

ویقال للضَّبع : قَثَارِم ، لتلطّخها بجَعْرها.

ویقال للذِّیخ قُثَم ، واسم فِعله القُثْمه ، وقد قَثِم یَقْثَم قَثَماً وقُثْمَهً. والقَثوم : الجموع للخیر یقال : إنّه لَقَثُومٌ للطَّعام وغیره ، وأنشد :

وللکُبَراء أکلٌ کیف شاءوا

وللصُّغَراء أکلٌ واقتثامُ

وقال غیره : یقال : قَثَمَ له من المال فأکثر ، إذا أعطَی به ، وبه سُمِّی قُثَم. وقَثَمَ مالاً : إِذا کسَبه. وقَثام : اسمٌ للغنیمه إذا کانت کثیره. وقد اقتثم مالاً کثیراً : إذا أخَذَه.

أبواب القاف والراء

ق ر ل
اشاره

قرل ، رقل ، قرقل : [مستعمله].

قرل

قال : القِرِلّی : طائر.

ومن الأمثال : «أحزم من قِرِلِّی» و «أخطَفُ من قِرِلّی» ، و «أحذر من قِرِلّی».

یقال : إن قِرِلَّی طیر من بنات الماء صغیر الجِرم ، سَریع الغَوص ، حدید الاختطاف ، لا یُرَی إلّا مرفوفاً علی وجه الماء علی جانب فیه ، یهوی بإحدی عینیه إلی قعر الماء طمعاً ، ویرفع الأخری فی الهواء حذراً.

ورُوی فی أسجاع ابنه الخُسّ : «کُن حذِراً کالقِرِلّی ، إن رأی خیراً تدلَّی ، وإن رأی شرّاً تولّی».

وقال الأزهری : ما أری قِرِلَّی عربیّاً.

قرقل

أبو عبیدٍ عن الأمویّ : هو القَرْقَل باللام لِقَرقَل المرأه (1).

قلتُ : ونساء أهل العراق یقولون : قَرْقَر ، وهو خطأ ؛ وکلام العرب القَرْقَل باللام.

وکذلک قال الفراء والأصمعیّ.

رقل

قال أبو عبید عن أصحابه : الإرقال ، والإجذام ، والإجمار : سُرْعه سَیْر الإبل.

ابن المظفر : أرقَلَت الناقه إرقالاً : إذا أَسرعتْ. وأَرقَلَ القومُ إلی الحَرْب إِرقالاً.

وقال النابغه :

إذا استُنْزِلوا للطَّعن عنهنّ أرقَلوا

إلی الموت إِرقالَ الجِمالِ المَصاعِبِ

قال : وأرقَلْنا المَغازَهَ إرقالاً : قطعناها.

وقال العجّاج :

لا همّ ربَّ البیت والمشرَّقِ

والمُرْقِلاتِ کلَّ سَهْبٍ سَمْلَقِ

قلت : إرقال المفازه : قطعُها خطأ ولیس بشیءٍ. ومعنی قوله : «والمُرقِلات کلّ سَهْب ...» ، معناه : ورَبَ المرقِلات ، وهی الإبل المسرِعه. ونَصَب کلَّ لأنَّه جعَلَه

ص: 83


1- هو قمیص للمرأه ، أو ثوب لا کمّی له ، «القاموس» (قرقل).

مَحَلًّا وظَرْفاً أراد : ورَبَ المرقِلات فی کلِّ سَهْب. وهذا هو الصحیح.

أبو عبید عن الأصمعی : إذا فاتت النخله یدَ المتناولِ فهی جَبَّاره ، فإذا ارتفعَتْ عمن ذلک فهی الرَّقْلَه ، وجمعُها رَقْل ورِقال.

وقال کُثیِّرٌ :

حُزِیتْ لی بحَزْمِ فَیدَهَ تُحْدَی

کالیَهودیّ مِن نَطَاهَ الرِّقالِ

أراد کنخل الیهودیّ الرِّقال من نخیل نَطَاه ، وهیَ عینٌ بخَیْبر.

ق ر ن
اشاره

قرن ، قنر ، رقن ، رنق ، نقر : مستعمله.

قرن

أبو داود عن ابن شُمیل قال : أهل الحجاز یسمُّون القاروره القَرَّان ، الراء شدیده. وأهل الیمامه یسمُّونها الحُنْجوره.

الحَرّانی عن ابن السکّیت ، قال : القَرْن : الجُبیلِ الصغیر. والقَرْن : قَرْن الشاه والبقر وغیرهما. والقَرْن من الناس.

قال الله جلّ وعزَّ : (أَلَمْ یَرَوْا کَمْ أَهْلَکْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) [الأنعام : 6].

قال أبو إسحاق : قیل : القَرْن ثمانون سنه ، وقیل : سبعون. قال : والذی یقع عندی والله أعلم أنَ القَرْن أهلُ کلِّ مدّه کان فیها نَبِیٌّ أو کان فیها طبقهٌ مِن أهل العِلم قَلَّت السِّنُونَ أو کثرت. والدلیل علی هذا قولُ النبی صلی الله علیه وسلم : «خیرُکم قَرْنی - بمعنی أصحابی - ثم الذین یلونهم - یعنی التابعین - ثم الذین یَلُونَهم» یعنی الذین أخذوا عن التابعین. قال : وجائز أن یکون القَرْن لجمله الأمه ، وهؤلاء قُرونٌ فیها.

وإنما اشتقاق القَرْن مِن الاقتران ، فتأویله أنَ القَرْن : الذین کانوا مقتَرِنین فی ذلک الوقت ، والذین یأتون مِن بَعدهم ذَوُو اقترانٍ آخر.

وقال ابن السکّیت : یقال هو علی قَرْنه ، أی : علی سِنِّه.

وقال الأصمعیّ : هو قَرْنُه فی السِّنّ بالفتح ، وهو قِرْنه بکسرٍ ، إذا کان مثله فی الشدّه والشجاعه.

وقال ابن السکیت : القَرْن کالعَفَله.

وقال الأصمعی : هی فی المرأه کالأدْرَه فی الرجل. وقال : هی العَفَله الصغیره.

وقال ابن السکیت : القَرْنُ : الدُّفْعه مِن العَرَق ، یقال : عَصرْنا الفَرَسَ قَرْناً أو قرنین.

أبو عبید عن ابن عمرٍو ، قال : القُرون : العَرَق. قلتُ : کأنه جمعُ قَرْن. قال : والقَرُون : الفَرس الذی یَعرَق سریعاً : إذا جَرَی.

وقال ابن السکیت : القَرْن : الخُصله من الشعر ، وجمعه قُرون.

قال الأخطل یصف النساء :

ص: 84

وإِذا نصَبنَ قُرونهنَ لغَدرهٍ

فکأنما حلّتْ لهن نُذورُ

وقال أبو الهیثم : القرون هاهنا : حبائل الصَّیاد یجعل فیها قُرون یَصطاد بها ، وهی هذه الفخوخ التی یصطاد بها الصِّعاءُ والحمام. یقول : فهؤلاء النساء إذا صرنا فی قرونهنَ فاصطدنَا فکأَنهنّ کانت علیهنّ نذور أن یقتلننا فحلّت.

وقال الأصمعیّ : القَرْن : جَمْعُک بین دابَّتین فی حَبْل. والحَبْل الذی یُلَزّان به یُدعَی قَرَناً.

قال : وقَرْنا البئر ، هما ما بُنِی فعُرِّض ، فیُجعَل علیه خَشبٌ تُعَلَّق البکره منه.

وقال الراجز :

تَبَیَّن القَرْنین فانظر ما هما

أمَدَراً أم حَجَراً تراهما

وقال أبو سفیان بن حرب للعباس بن عبد المطلب حین رأَی المسلمین وطاعتهم لرسول الله صلی الله علیه وسلم ، واتِّباعَهم إیّاه حینَ صلَّی بهم : «ما رأیتُ کالیوم طاعهَ قَوْم ، ولا فارسَ الأکارِم ، ولا الرُّوم ذاتَ القُرون».

قیل فی تفسیره : إنَّهم قیل لهم ذات القرون لتَوارثهم المُلْکَ قَرْناً بعد قَرْن ؛ وقیل : سُمُّوا بذلک لقُرون شعورهم وتوفیرِهم إیَّاها ، وأنَّهم لا یَجُزّونها.

وقال المرقَش :

لاتَ هَنَّا ولیتَنی طَرَفَ الزُّ

جِّ وأهلِی بالشامِ ذاتِ القُرون

أراد الرومَ ، وکانوا ینزلون الشام.

ومن أمثال العَرَب : «تَرَحک فلانٌ فلاناً علی مثْل مَقَصِ قَرْن» ، و «مَقَطّ قَرْن».

قال الأصمعیّ : القَرْن : جبلٌ مُطِلّ علی عَرفات. وأنشد :

وأصبَحَ عَهدُه کَمَقصِ قَرْنٍ

فلا عَیْنٌ تُحَسّ ولا أثَارُ

ویقال : القَرْن هاهنا الحَجَر الأملس النقیُّ الذی لا أثَرَ فیه. یُضرب هذا المَثل لمن یستأصل ویُصْطَلَم. والقَرْن : إذا قُصَّ أو قُطُّ بَقیَ ذلک الموضعُ أَملَسَ.

وفی الحدیث : «الشمس تَطلُع بین قَرنَیْ شیطان ، فإذا طلَعَتْ قارنَها ، فإذا ارتفعَتْ فارقَها».

ونَهَی النبی صلی الله علیه وسلم عن الصلاه فی هذا الوقت.

وقیل : قَرْنا الشیطان : ناحیتا رأسه ، وقیل : قَرْناه : جَمعاه اللذان یُغْریهما بالبَشَر ویفرِّقهما فیهم مُضِلِّین.

ویقال : إن الأشعّه التی تتقَضَّب عند طُلوع الشمس وتتراءی لمن استَقبَلها أنَّها تُشرق علیهما ، ومنه قوله :

فصبّحتْ والشمسُ لم تَقَضَّبِ

عَیْناً بَغَضْیانَ ثجوجِ العُنْبُبِ

ویقال : إنّ الشیطانَ وقرنیه مَدْحُورون لیلهَ القَدْر عن مَراتبهم ، مُزالون عَنْ مَقاماتهم ،

ص: 85

مُراعِین طُلوعَ الشمس ، ولذلک تَطلعُ الشمسُ لا شُعاع لها مِن غَدِ تلک اللیله ، وهذا بیِّنٌ فی حدیث أُبیّ بن کعب وذکرِه الآیه لیله القدر.

وفی حدیث آخر : أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم قال لعلیّ : «إنَّ لک بیتاً فی الجنه ، وإنَّک لذو قَرنَیها».

قال أبو عبید : کان بعض أهل العِلم یتأوَّل هذا الحدیث أنَّه ذو قَرْنَی الجنَّه ، أی : ذو طَرَفَیها.

قال أبو عبید : ولا أحسِبه أراد هذا ، ولکنه أراد بقوله : ذو قَرنَیْها ، أی : ذو قَرْنَیْ هذه الأمّه ، فأَضمَرَ الأمّه ، وکنَی عن غیرِ مذکورٍ ، کما قال الله جلَّ وعزَّ : (حَتَّی تَوارَتْ بِالْحِجابِ) [ص : 32] أراد الشمسَ ولا ذِکر لها.

وقال حاتم :

أماویَّ ما یُغْنِی الثَّراء عن الفتی

إذا حشرَجَتْ یوماً وضاقَ بها الصَّدْرُ

یعنی : النفس ، ولم یذکرها.

قال : ومما یحقّق ما قلنا أنَّه عَنی الأُمّهَ حدیثٌ

یُرْوَی عن علی رضی الله عنه ، أنَّه ذَکَر ذا القَرْنین ، فقال : «دعا قومَه إلی عباده الله فضَرَبوه علی قَرْنَیه ضربتین ، وفیکم مِثلُه» فنُرَی أنه إنَّما عَنی نفسه ، یعنی أدعو إلی الحقِّ حتَّی أُضْرَب علی رأسی ضربتین یکون فیهما قَتْلی.

وروَی أبو عُمَر عن أحمد بن یحیی أنه قال فی قول النبی صلی الله علیه وسلم لعلیّ : «وإنَّک لَذو قَرْنَیْها» : یعنی جَبَلَیها وهما الْحَسن والحسَین. وأنشد :

أثَوْرَ ما أَصِیدُکم أم ثوررَیْن

أم هذه الجَمّاءَ ذاتَ القرنینْ

قال : قَرناها هاهنا فزّاها ، وکانا قد شَدَنا فإِذا آذاها شیءٌ دَفَعا عنها.

قال : وقال المبرّد فی قوله الجمّاء : ذات القرنین ؛ قال : کان قرناها صغیرین فشبَّهها بالجُمِّ.

ومعنی قوله : «إنک لذو قرنیها» ، أی : إنک ذو قرنَیْ أمّتی کما أنَّ ذا القرنین الذی ذکره الله تعالی فی القرآن کانَ ذا قرنَیْ أمَّته التی کان فیهم.

وقال النبی صلی الله علیه وسلم : «ما أدری ذو القرنین کان نبیّاً أم لا؟». وأمَّا القَرَن فإِنّ الحرانیّ رَوَی عن ابن السکیت أنه قال : القَرَن : السّیف والنَبْل ؛ یقال : رجل قارِنٌ : إذا کان معه سیف ونَبْل.

أبو عبید عن الأصمعی قال : القَرَن : جعْبه من جلود تکون مشقوقهً ثم تُخرَزُ ، وإنما تُشَقّ کی تَصِل الرِیحُ إلی الریش فلا یَفْسُد.

وقال ابن شُمیل : القَرَن من خَشَب وعلیه أدیمٌ قد غُرِّیَ به ، وفی أعلاه وعُرْض مقدَّمه فَرْجٌ فیه وشجٌ قد وُشِجَ بینه قِلاتٌ ،

ص: 86

وهی خَشَبات معروضات علی فَم الْجَفیر جُعِلن قِواماً له أن یَرْتَطِم ، یُشرَج ویُفتَح.

وقال ابن السکیت : القَرَن : الجَعْبه ، وأنشد :

یا بنَ هِشامِ أهلَکَ الناسَ اللبَن

فکلّهم یَسعَی بقَوْسٍ وقَرَنْ

قال : والقَرَن : الحبْل یُقرَن فیه البعیران ؛ والأقران : الحبال. قال : والقَرَن أیضاً : الجَمَل المَقْرون بآخر.

وقال جریرُ بنُ الخَطَفَی :

ولو عندَ غَسّانَ السَّلیطیّ عَرّسَتْ

رَغا قَرَنٌ منها وکاسَ عقیرُ

وقال أبو نصر : القَرْن : حَبْل یُفتل من لحاء الشَّجَر.

وقال ابن السکیت : القَرَن : مصدر کبشٍ أقرَن بیِّن القرَن. والقرَن : أن یلتقی طرفُ الحاجبین ، یقال : رجلٌ أقرنُ ومقرون الحاجبین.

الأصمعی : القَرون : الناقه التی تجمع بین مِحلبین. والقَرون : الناقه التی تُدانِی بین رُکْبتیها إذا بَرَکتْ. والقَرون : التی تضع خُفَّ رِجلیها علی خُفّ یَدِها.

أبو عبید عن الأصمعی یقال : سامحَتْ قَرُونُه ، وهی النَّفس.

وقال غیره : سامحت قَرونُه وقَرونته وقَرینته ، کلُّه واحد ، وذلک إذا ذَلَّت نفسُه وتابَعْته ؛ وقال أوْس :

فلافَی امرأً مِنْ مَیْدعانَ وأسمحَتْ

قَرونَته بالیأس منها فَعجَّلا

أی : طابت نفسُه بترکها.

ودُورٌ قَرائن : إذا کانت یَسْتقبِل بعضُها بعضاً.

والقَرون : الفَرَس الذی یَعْرق سریعاً.

أبو یزید : أقرنَت السماءُ أیاماً تُمطِر ولا تُقْلع ، وأغضَنَتْ وأَغینَتْ بمعنی واحد ، وکذلک بَجَّدَتْ ورَیَّمَتْ.

ثعلب عن ابن الأعرابی : أقرَنَ الرجل : إذا أطاقَ أمر ضَیْعَته ، وأقْرَن : إذا لم یُطِقْ أمرَ ضَیْعیه من الأضداد.

قال : وأَقْرَنَ : إذا ضَیَّقَ علی غریمه.

وقال الله تعالی : (وَما کُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ) [الزخرف : 13] ، أی : ما کنا له مُطیقین ، واشتقاقه من قولک : أنا لفلانٍ مُقْرِن ، أی : مُطیق ، أی : قد صِرْت له قِرْناً.

وقال ابن هانئ : المُقرِن : المطیق ، والمقرن : الضعیف ، وأنشد :

وداهیهٍ دَاهَی (1) بها القومَ

مَفْلِقُ

بصیرٌ بعَوْرات الْخُصُوم لَزومُها

أَصَخْتُ لها حتّی إذا ما وَعیتُها

رُمیتُ بأخری یَستدیمُ خَصِیمُها

ص: 87


1- فی المطبوع : «داهی» والمثبت من «اللسان» (قرن).

تَرَی القَوم منها مُقرِنین کأنما

تَساقَوا عُقاراً لا یُبِلّ نَدیمُها

فلم تلْغِنی فَهًّا ولم تُلفِ حجتی (1)

ملجلَجهً أَبغِی لها مَنْ یُقیمها

وقال أبو الأحوص الریاحیّ :

ولو أدرکته الخیلُ تدَّعی

بذی نَجَبٍ ما أقرنت وأجلّتِ

أی : ما ضَعفَتْ.

وقال الأصمعی : الإقران : رَفْع الرجُل رأس رُمْحِه یصیب مَن قُدَّامه ، یقال : أقرِن رُمْحَک. والإقران : قوه الرجل علی الرجل ، یقال : أَقرَنَ له : إذا قَوِی علیه.

وقال غیره : المُقرِن : الذی قد غَلبتْه ضَیعتُه ، یکون له إبلٌ أو غَنَم ولا مُعینَ له علیها ولا مُذِید لها یذودُها یومَ ورْدِها ، فهو رجل مُقْرِن.

الأصمعی : القران : النبل المستویه مِن عملِ رجلٍ واحد. ویقال للقوم : إذا تَناضَلُوا : اذکروا القِران ، أی : وَالُوا بِسَهْمین سهمین.

وقال ابن المظفّر : القِران : الحبْل الذی یُقرَن به البعیران ، وهو القَرَن أیضاً.

قلت : الحبل الذی یُقرَن به بعیران یقال له القَرَن ، وأما القِرن ، وأما القِران فهو حَبلٌ یُقلَّده البعیرُ ویقادُ به.

ورُوِی أن ابن قتاده صاحب الحماله تحمّل بحماله ، فطافَ فی العرب یَسأل فیها ، فانتهی إلی أعرابی قد أورَدَ إبِله ، فسأله فیها ، فقال له : أمعَک قُرُنٌ. قال : نعم ، قال : ناولنی قِراناً ، فقَرَن له بعیراً ، ثم قال له : ناولنی قِراناً ؛ فقَرَن له بعیراً آخر ، حتّی قَرَن له سبعین بعیراً.

ثم قال : هات قِراناً ؛ قال : لیس معی ؛ قال : أولی لو کانت معک قُرُنٌ لقَرَنْتُ لک منها حتی لا یَبقَی منها بعیر.

وهو إیاس بن قتاده.

والقِران : أن یَجمَع الرجل بین الحجّ والعُمْره. وجاء فلان قارِناً.

والقَرْناء من النساء : التی فی فَرْجها مانع یمنع مِن سُلوک الذَکَر فیه ، إمّا غُدَّه غلیظه ، أو لحمهٌ مُرْتَتِقه ، أو عَظْم ، یقال لذلک کله القرَن. وکان عمرُ یجعل للرجل إذا وجد امرأته قرناء ؛ الخیار فی مفارقتها من غیر أن یوجب علیه مهْراً.

وقال الأصمعی : القرنتان : شُعبتا الرَحِم کلُّ واحده منها قَرْنه. والقرنه : حد السکین والرمح والسَّهم ؛ وجمعُ القرنه قُرَن.

وقال اللیث : القَرْن : حدُّ رابیهٍ مشرفه علی وهده صغیره. والقُرانی : تثنیه فُرادی ، یقال : جاءوا قرانی وجاءوا فرادی.

ص: 88


1- فی المطبوع : «فلم یلغنی منها ولم تلف حجر» والمثبت من المصدر السابق (قرن).

وفی الحدیث فی أکل التمر : «لا قِرَانَ ولا تفتیش» ، أی : لا یقرن بین تمرتین بأکلهما معاً.

والقرون : الناقه التی إذا بَعَرتْ قارنَتْ بعرها. والقرین : صاحبک الذی یُقارنُک ، وقال ابن کلثوم :

مَتی نعقِد قَرینتنا بحبلٍ

نجذُّ الحبل أو نَقِصُ القرینا

قرنیته : نفسه هاهنا. یقول : إذا أقرَنَّا القِرن غلبناه.

وقال أبو عبید وغیره : قرینه الرجل : امرأته.

وقال اللیث : القرنانُ : نعتُ سَوءٍ فی الرجل الذی لا غیره له.

قلت : هذا من کلام حاضره أهل العراق ولَم أَر البوادِیَ لفَظُوا به ولا عرفوه.

وقارون : کان رجلاً من قوم موسی فبغَی علی قومه ، فخسف الله (بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ).

والقَیُّرَوان معرب ، وهو بالفارسیه کاروان وقد تکلمت به العرب قدیماً ، قال امرؤ القیس :

وغارهٍ ذاتِ قَیْرَوانٍ

کأنّ أسرابها الرعالُ

أبو عبید عن الأصمعی : القَرنُوَه : نبت.

قلت : ورأیتُ العرب یدبغون بورقه الأُهُبَ ، یقال : إهابٌ مُقرنی بغیر همز وقد هَمَزَه ابنُ الأعرابی.

وقال ابن السکیت : سقاء قرنَوِی : دبغ بالقَرْنُوَه.

ویقال : ما جعلتُ فی عینی قَرْناً من کُحْل ، أی : میلاً واحداً ، من قولهم : أتیتُه قَرناً أو قَرنین ، أی : مرهً أو مرّتین.

والمقَرَّنه : الجبال الصغار یَدْنو بعضُها من بعض ، سُمِّیَتْ بذلک لتَقارُنِها.

قال الهُذَلِیّ :

وَلَجِیءٍ إذا ما اللیلُ جَنّ

علی المقرَّنه الحَباحِبْ

وقال أبو سعید : استَقرَن فلانٌ لفلانٍ : إذا عازَّه وصار عند نفسِه من أقرانه.

وقال أبو عبید : أقرَنَ الدُّمَّل : إذا حانَ أن یتَفَقَّأ. وأَقرَنَ الدَّمُ واستقرَن ، أی : کثر.

وإِبلٌ قُرانَی ، أی : قَرائن.

وقال ذو الرمه :

وشِعْبٍ أبَی أن یَسلُکَ الغُفْرَ بینَه

سَلَکْتُ قَرانَی من قیَاسِرَهٍ سُمْرَا

قیل : أراد بالشِّعب شِعَب الجبَل.

وقیل : أراد بالشِّعب فُوقَ السَّهْم.

وبالقُرانَی وَتَراً فَتِل مِن جِلْد إبلٍ قَیاسره.

والقَرینه : اسم روضه بالصَّمّان.

ومنه قول الشاعر :

جَرَی الرِّمْثُ فی ماءِ القَرینه والسّدْرُ

وقال أبو النجم یَذکر شَعْرَه حین صَلِع :

ص: 89

أفناه قولُ الله للشمسِ اطلُعی

قرْناً أَشِیبیهِ وقرْناً فانزِعی

أی : أفنَی شَعرِی غروبُ الشمس وطلوعُها وهو مَرُّ الدهر.

قال : والقَرَن : تَباعُد ما بین رأسَیِ الثَّنِیَّتَیْنِ وإن تدانت أصولهما.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَرْن : الوقت من الزمان ، فقال قومٌ : هو أربعون سنه ، وقالوا : ثمانون سنه ، وقالوا : مائه سنه.

قال أبو العباس : وهو الاختیار ، لأنَّه جاء

فی الخبر أنّ النبی صلی الله علیه وسلم مَسَح رأْسَ غلام.

وقال : «عِشْ قَرْناً» فعاش مائه سنه.

عمرو عن أبیه : القَرین : الأسیر.

والقَرین : العَیْن الکَحِیلُ.

شمر عن الأصمعی : القَرناء : الحیَّه ، لأنَّ لها قَرْناً.

وقال ذو الرمّه یصف الصائد وقُتْرَتَه :

یُبایتُه فیها أحَمُّ کأنه

إباضُ قَلوصٍ أسلمتْها حِبالُها

وقرْناءُ یدعو باسمها وهو مُظْلمٌ

له صوتُها إرْنانُها وزَمالُها

یقول : یُبیِّن لهذا الصائد صوتُها أنَّها أفْعَی ، ویُبیّن لها مَشْیُها - وهو زَمالُها - أنها أفْعَی ، وهو مُظلم ، یعنی الصائد أنّه فی ظُلمه القُتْرَه.

ابن شمیل : قرَنْتُ بین البعیرین وقَرَنتهما : إذا جمعتَ بینهما فی حَبْل قَرْناً. والحَبْل الذی یُقْرَن به بینهما قَرَن.

رقن

قال اللیث : الترْقِین : ترقین الکتابه وهو تزیینها ، وکذلک تزیین الثوب بالزَّعفران أو الوَرْس.

وقال رؤبه :

دارٌ کرَقْم الکاتب الْمُرَقِّنِ

قال : والراقنه : الحَسنه اللون.

وأنشد :

صفراءُ راقنهٌ کأنَّ سَمُوطَها

یَجرِی بهنّ إذا سَلِسْن جَدیلُ

أبو عبیدٍ عن الفراء قال : الرَّقُون والرِّقان کلُّه اسمٌ للحِنّاء. وقد رَقَّنَ رأسه وأَرْقَنَه : إذا خَضَبه بالحنّاء.

وأنشد ابن الأعرابیّ :

غِیاثُ إن مُتُّ وعِشتَ بعدِی

وأشرفتْ أمُّک للتصدِّی

وارتقنتْ بالزَّعفران الوَرْدِ

فاضرب ، فِداکَ والِدی وجَدّی

بین الرِّعاثِ وقناطِ العِقْدِ

ضَرْبه لا وانٍ ولا ابنِ عبدِ

رنق

قال اللیث : الرَّنَق : تراب فی الماء مِن القَذَی ونحوِه ، ماءٌ رَنْق ورَنَق ، وقد أرنَقْتُه ورنَّقتُه إرْناقاً وترنیقاً.

وسئل الحَسَن : أینفُخ الإنسان فی الماء؟

ص: 90

فقال : إن کان مِن رَنَق فلا بأس.

ویقال : ما فی عیشِه رَنق ، أی : کدَر.

قال زهیر :

مِن ماءٍ لینهَ لا طَرْقاً ولا رَنَقاً

قال : والترنیق : کسْر جَناح الطائر برَمیهٍ أو داءٍ یصیبه حتی یسقط وهو میِّت مُرَنَّق الجناح.

وأنشد :

فیَهوِی صحیحاً أو یرنَّقُ طائرُه

قلت : ترنیق الطائر علی وجهینِ : أحدهما : صَفُّ جناحیه فی الهواء لا یحرِّکهما ، والآخر خَفْقُه بجناحیه.

ومنه قول ذی الرّمه :

إذا ضرَبتْنا الریحَ رَنَّقَ فَوْقنا

علی حَدِّ قَوْسَیْنا کما خَفَقَ النَّسرُ

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أَرْنَق الرجل : إذا حَرَّک لواءَه للحمْلَه.

قال : وأرنَقَ اللواءُ نفْسُه ورنَّق فی الوجهین مِثله.

وأنشد :

نَضْربهمْ إذا اللِّواءُ رَنَّقَا

والترنیق : الانتظار للشیء. والعرب تقول :

رمّدت المِعْزَی فرَنِّق رَنِّق

رَمَّدَت الضَّانُ فربّق ربّق

وترمیدُها : أن تَرِم ضُروعُها ویَظهر حَمْلُها.

والمِعْزَی إذا رمَّدَت تأَخَّرَ وِلادُها. والضَّأْنُ إذا رَمَّدَتْ أَسرَع وِلادُها علی أثر ترمیدِها.

والتربیق : إعداد الأرباق للسِّخال.

أبو العباس عن ابن الأعرابیّ : الترنیق یکون تکدیراً ، ویکون تصفیه. قال : وهو من الأضداد ، یقال : رَنق اللهُ قَذَاتَک ، أی : صَفَّاها.

وتَرنوق المسیل والنَّهر : ما یرسُب فیه من طینٍ وغیره. یقال : تَرنوقٌ وتُرنوق.

نقر

قال اللیث : النَقْر : صَوتٌ للسان ، وهو إلْزَاق طرَفه بمَخرج النون ، ثم یصوِّت به فیَنْقُر بالدابهِ لیسیره.

وأنشد :

وخانِق ذی غُصّه جِریاضِ

راخَیْتُ یومَ النّقْرِ والإنقاضِ

وأنشده ابن الأعرابی :

وخانِقَیْ ذی غُصّه جَرَّاض

وقال : أراد بقوله : خانِقَیْ : هَمَّیْن خَنَقَا هذا الرجل : راخیت ، أی : فرّجْتُ.

والنَقْر : أن یَضع لسانَه فوقَ ثنایاه مما یلی الحَنَک ثم یَنقُر.

وقال أبو إسحاق فی قول الله جلَّ وعزّ : (فَإِذا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ (8)) [المدثر : 8].

قال أهل التفسیر : الناقور : الصُّورُ الذی یُنفَخ فیه للحَشر.

ورَوَی أبو العباس عن ابن الأعرابی فی قوله : (فَإِذا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ (8)) قال : الناقُور : القَلْب.

ص: 91

وقال الفرّاء : یقال : إنَّها أول النَّفْختین.

وقال مجاهد وقَتاده : الناقور : الصُّور.

وأخبرنی المنذریُّ عن الحرّانی عن ابن السکّیت فی قول الله : (وَلا یُظْلَمُونَ نَقِیراً) [النساء : 124] ، قال : النَقِیر النُّکتَه التی فی ظَهر النَّواه.

قال : وسمعتُ أبا الهیثم یقول : النَقیر : نُقْره فی ظهر النَّواه منها تنبتُ النخله ، قال : والنَّقیر : الصوت. والنّقیر : الأصل ، ویقال : أنْقَر الرجل بالدابه یُنقِر بها إنقاراً ونقراً.

وأنشد :

طِلْحٌ کأنَّ بطنَه جشیرُ

إذا مَشَی لکَعْبه نَقِیرُ

أی : صَوْت ، قال : والنَّقیر : أصل النخله یُنقَر فیُنبذ فیه.

ونهَی النبی صلی الله علیه وسلم عن الدُّبّاء والحَنْتَم والنَّقیر.

قال أبو عبید : أمَّا النَقیر فإنّ أهل الیمامه کانوا یَنقُرون أصل النخله ثم یَشْدَخون فیها الرُّطب والبُسْر ثم یَدَعُونه حتَّی یَهْدِر ، ثم یَمُوت.

وقال اللیث : النّقْر : ضربُ الرحَی والحَجر وغیره بالمِنقار. والمِنقار : حدیدهٌ کالفأس مسلَّکه مستدیره لها خلْفٌ واحد یُقطع به الحجاره والأرضُ الصُّلبَه.

والنَّقّار : الذی یَنقُر الرّکُب واللُّجُم ونحوها ، وکذلک الذی ینقر الرحی ، ورجُل نَقّار : منقِّر عن الأمور والأخبار.

وجاء فی الحدیث : «مَتَی ما یَکثر حَمَله القرآن یُنقِّروا ومَتَی ما یُنَقَّروا یختلفوا».

والمُناقَره : مُراجعه الکلام بین اثنین وبثُّهما أحادیثَهما وأمورهما.

والنُّقْره : قطعهُ فضّه مُذابه. والنُقْره : حُفْره من الأرض لیست بکبیره. ونُقْره القفا معروفه.

والنُّقره : ضَمُّک الإبهامَ إلی طَرف الوسْطَی ، ثم تَنقُر فیَسمع صاحبُک صوتَ ذلک وکذلک باللسان. والرجل یَنْقُر باسمِ رجلٍ من جماعهٍ ، یخصُّه لیدعوه ، یقال : نَقَر باسمِه : إذا سمَّاه من بینهم. وإذا ضَرَبَ الرجلُ رأسَ رجل قلت : نَقَر رأسه.

أبو عبید : یقال : دعوتُهم النّقَرَی ، وهو أن یدعوَ بعضاً دون بعض ، یَنْقُر باسم الواحد بعد الواحد.

قال : وقال الأصمعیّ : فإذا دعا جماعتَهم ، قال : دعوتُهم الجَفَلی.

وقال طرَفَه :

نحنُ فی المشْتاه ندعُو الجَفَلی

لا تری الآدِب فینا یَنتَقِرْ

قال شمِر : المناقره : المنازعه ، وقد ناقره ،

ص: 92

أی : نازعَه.

وقال أبو عمرو : النواقر : المقرطِسَات.

وقال الشماخ یصف صائداً وسَیره :

یشفی نفسَه بالنواقرِ

والنواقر : الحُجج المصیباتُ کالنَّبل المصیبه.

وقال ابن شمیل : إنه لَمُنقَّر العین ، أی : غائر العین.

وقال أبو سعید : التنقُر : الدُّعاء علی الأهل والمال : أراحَنِی الله منکم. ذهب الله بماله.

وقال ساعده :

وفی قوائمه نَقْر من القسَم

کأنه الضَّرَبان.

وقال ابن بزرج : قالت أعرابیّهٌ لصاحبهٍ لها : مُرِّی علی النّظَری ، ولا تَمُرّی بی علی النَقَرَی ، أی : مُرِّی بی علی من یَنظر إلیّ ولا ینقِّر. ویقال : إنَّ الرجال بنو النَّظری ، وإنّ النساء بنو النَّقَرَی.

وقال ابن السکیت نحواً من ذلک ، قال : ویقال : مَقَره یَنْقُره : إذا عابه ووَقَع فیه ، ویقال : ما أَنقَرَ عنه حتّی قَتَله ، أی : ما أَقْلع عنه.

ورُوِی عن ابن عباس أنّه قال : ما کان الله لیُنقِرَ عن قاتل المؤمن ، أی : ما کان لیُقلع.

وأنشد أبو عبید :

وما أنا عن أعداءِ قَومِی بمُنْقِرِ

وقال اللیث : المِنْقَر : بئر کثیره الماءِ بعیدهُ القَعْر. وأنشد :

أصدَرَها عن مِنْقَر السَّنابِرِ

نَقْدُ الدنانیر وشرب الحازِرِ

واللَّقْمُ فی الفاثُور بالظَّهائر

أبو عبید عن الأصمعیّ : المُنْقُر وجمعُها مَناقِر ، وهی آبارٌ صغارٌ ضیَّقه الرؤوس تکون فی نَجَفه صُلْبه لئلا تَهشَّم.

قلت : والقیاس مِنْقَر کما قال اللیث ، والأصمعی لا یَروِی عن العرب إلّا ما سمِعَه وأَتقنَه.

وبنو مِنْقَر : حَیٌّ مِن بنی سعد بن زید مَناه.

وقال اللیث : انتقرتِ الخیلُ بحوافرها نقراً ، أی : احتَفَرتْ بها ، وإذا جَرَت السُیُول علی الأرض انتَقَرَتْ نُقَراً یَحْتبِس فیها شیء من الماء.

وقال ابن السکّیت : النُّقْرهُ : داء یأخذ المِعْزَی فی خَواصرها وفی أفخاذها فیُلتَمسُ فی موضعه فیُرَی کأنَّه وَرَم فیُکوی ، یقال بها : نُقره وعَنْز نَقره.

وقال المرّار :

وحَشوتُ الغَیظَ فی أضلاعِه

فهو یَمشِی حَظَلاناً کالنَّقِرْ

أبو عبید عن الأمویّ : هو نَقِر علیک ،

ص: 93

أی : غضبان.

المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : ما لفلانٍ بموضع کذا وکذا نَقِرٌ بالراء غیر معجمه ولا مَلْک ولا مُلْک ومِلْک ومَلَک یرید بئراً أو ماء.

قال : وما أغْنی عَنّی زَبَله ولا نَقْره ولا فَتْلهً ولا زِبالاً.

أبو عبید عن الأمویّ : هو نقِر علیک ، أی : غضبان.

وقال غیره : رَمَی الرامی الغَرَضَ فنَقَرهُ ، أی : أصابه ولم یُنْفِذْه ، وهی سِهامٌ نواقر.

ویقال لرجل إذا لم یستقرّ علی الصواب : أَخطأَتْ نواقِرُه.

وقال ابن مقبل :

وأَهتَضَم (1) الخالَ

العزیزَ وأَنتَحِی

علیه إذا ضَلَّ الطّریق نَواقره

وتقول : نعوذ بالله من العَقَر والنّقر.

فالعَقَر : الزَّمانه فی الجسَد. والنَّقَر : ذَهاب المال.

والنّقیره : رَکِیه معروفه ماؤها رَوَاءٌ بین ثاج وکاظمه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : کلُّ أرض مُتَصوِّبه فی هَبْطه فهی النّقره وبها سمِّیت نَقِرهُ طریقِ مکه التی یقال لها : مَعدِن النّقره.

قنر

أبو عبید : رجل قَنَوَّر ، شدید. قال : وکلُّ فظٍّ غلیظٍ قَنَوّر ، وأنشد :

حَمّال أثقال بها قَنَوَّرُ

وأنشد ابن الأعرابی :

أرسلَ فیها سیطاً لم یقفرِ

قَنَورّاً زادَ علی القَنَوّرِ

وقال أبو عمرو : قال أحمد بن یحیی فی باب فعوّل : القِنَّوْر : الطویل. والقِنَّوْر : العبد. قاله ابن الأعرابیّ.

قال : وأنشدنا أبو المکارم :

أضحتْ حلائلُ قِنَّورٍ مجدّعهً

بمَصرَع العبد قِنّور بن (2)

قِنَّوْرِ

قلت : ورأیت فی البادیه ملاحهً تُدْعی قَنُّور بوزن سَفُّود ، وملحها من أجود الملح.

وفی «نوادر الأعراب» : رجل مُقَّنْوِر ومُقَنِّر ، ورجلٌ مُکَنْوِرٍ ومُکنِّر : إذا کان ضخماً سمِجاً ، أو مُعْتمّاً عِمهً جافیه.

وقال اللیث : القَنَوَّر : الشدید الرأس الضَّخْمُ من کل شیء.

ق ر ف
اشاره

قرف ، قفر ، رقف ، رفق ، فرق ، فقر : مستعملات.

ص: 94


1- کذا فی ه «اللسان» والتاج» (نقر) ، وفی المطبوع «وأهقضم» تصحیف.
2- فی المطبوع : «بنی».
قرف

الحرانیّ عن ابن السکیت قال : القَرْف : مصدَرُ قَرَفْت القَرْحه أقرِفها قَرْفاً ، إذا نَکَأْتَها.

أبو عبید یقال للجُرح إذا تقشَّر قد تَقرَّف واسم الجلده القِرْفه ، وأنشد :

عُلالَتُنا فی کلِّ یومِ کریههٍ

بأَسیافنا والقَرْحُ لم یتقرّفِ

وقال ابن السکیت : قَرَفتُ الرجلَ بالذنب قَرْفاً : إذا رمیتَه به.

وقال الأصمعیّ : یقال : قَرَف علیه یَقْرف قَرْفاً : إذا بَغی علیه. وقَرَفَ فلانٌ فلاناً : إذا وقع فیه. وأصل القرف : القَشْر.

والقِرْف : القِشْر.

یقال : صَبَغَ ثوبه بقِرْف السِّدْر ، أی : بقِشره.

ابن السکیت : القَرْفُ : شیءٌ من جُلود یُعمَل فیه الخَلْع. والخَلْع : أن یؤخذ لحمُ جَزورٍ وَیُطبخ بشحمه ویُجعل فیه توابل ، ثم یفرَّغ فی هذا الْجِلد.

قال معقِّر البارقیّ :

وذُبانِیَّهٍ وَصَّتْ بنیها

بأنْ کذَبَ القَراطِفُ وَالقُرُوف

قال : وَقِرْف کل شجره قِشرها.

وقال أبو سعیدٍ فی قوله :

بأنْ کَذبَ القراطف وَالقُرُوفُ

قال : القَرْف : الأدیم الأحمر.

وَروی أبو ترابٍ عن أبی عمرو : القُرُوف : الأُدْم الحُمْر الواحد قَرْف.

قال : والقُرُوف والظروف بمعنی واحد.

وَقال اللِّحیانیّ : یقال : أحمرُ قَرف ، وَبعضهم یقول : أحمرُ کالقَرف. والقَرْف : الأدیم الأحمر ، وأنشد :

أَحمرُ کالقَرْف وَأَحْوَی أَدعَجُ

الأصمعی یقال : ترکتُهم علی مِثل مَقْرِف الصَّمْغَه ، أی : مَقْشِر الصَّمغه. ویقال : اقتَرَف ، أی : اکتسَبَ ، وبعیرٌ مُقتَرفٌ ، وهو الذی اشتُرِیَ حدیثاً.

ویقال : ما أَقْرَفَتْ یدی شیئاً مما تکره ، أی : ما دانت وما قارَبتْ. وَالمُقْرِف من الخیل الذی دانَی الهُجْنه من قِبَل أبیه.

ویقال : إنِّی لأخشَی عَلَی فلانٍ القَرَف ، أی : مداناه المَرَض.

ابن السکیت : یقال : قَرَفَ فلانٌ فلاناً ، إذا اتهمهُ بسرقه أو غیرها.

ویقال : هو قَرَفٌ من ثوبی أو بعیری ، وهو قِرْفتی : إذا اتهمَه.

اللیث : القِرْفه دواء معروف. وفلان یُقْرَف بسوء ، أی : یُرقی به ، واقتَرَف ذَنْباً ، أی : أتاه وفَعَله.

وقالت عائشه : «کان النبی صلی الله علیه وسلم یُصبح جُنباً مِن قرافٍ غیر احتلام» ، أی : مِن جماع وخِلاط.

وقال أبو عمرو : القَرَف : الوباء ، یقال : احذَر القَرَفَ فی غَنَمکَ ، وقد اقتَرَف فلانٌ

ص: 95

من مَرَضَی آل فلان ، وقد أقرفوه إقرافاً ، وهو أن یأتیهم وهمْ مَرْضی فیصیبه ذلک.

أبو سعید : إنَّه لقَرَفٌ أن یَفعل ذاک ، مِثل قَمَن وخَلیق.

وقال ابن الزُّبیر : «ما علی أحدِکم إِذا أتی المسجدَ أن یُخرج قِرْفهَ أنفِه» ، أی : ینقی أنفه مما یَبِس فیه من المُخاط ولَزِق بداخله.

ویقال : معنی قولهم : إنّه لأحمرُ قَرْف : إذا کان شدید الحمره ، کأنه قُرِف ، أی : قُشِر من شده حُمرته.

فرق

قال اللیث : الفَرْق : موضع المفْرِق من الرأس. والفَرْق : تفریق بین الشیئین حتَّی ینفرق.

الحرانی عن ابن السکّیت قال : الفَرْق مصدر فَرَقتُ الشعر. والفِرْق : القَطیع مِن الغَنَم العظیم.

قال الراعی :

ولکنّما أَجْدَی وأَمْتَعَ جَدُّه

بِفِرْق یُخَشِّیهِ بِهَجْهَجَ ناعِقُهْ

وفی حدیث ابن أبی هاله فی صفه النبی صلی الله علیه وسلم : «إن انفَرَقتْ عَقیصتُه فَرَقَ ، وإلَّا فلا یبلغُ شَعْرُه شحمه أذنه إذا هو وفَّره» ، ویُروَی : «عَقِیقته»

أراد أنَّه کان لا یَفرِقُ شعرَه إلَّا أن ینْفرِق هو ، وکان هذا فی أوّل الإسلام ثم فرق بعدُ.

والفَریقه : القطعه من الغنم ، ویقال : هی الغَنَم الضَّاله. وأفرَقَ فلانٌ غَنَمه : إذا أضلَّها وأضاعها.

وقال کثیر :

وذِفْرَی ککاهلِ ذِیخِ الخَلِیفِ

أصابَ فَریقهَ لَیْلٍ فعاثا

وقال ابن السکّیت : الفَریقه : التَّمْر والحُلْبَه تُجعَل للنُفَساء.

وقال أبو کبیر :

ولقد وردتُ الماءَ لَونُ جِمامِه

لون الفریقه صُفِّیتْ للمدنَفِ

قال : والفَریقه : فریقه الغَنَم ، أن تَنْفرِق منها قِطعهٌ أو شاهٌ أو شاتان أو ثلاث شیاه فتذهَب عن جماعه الغنم تحت اللیل.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَإِذْ فَرَقْنا بِکُمُ الْبَحْرَ) [البقره : 50] ، معنی (فَرَقْنا بِکُمُ الْبَحْرَ) جاء تفسیره فی آیه أخری وهو قوله : (فَأَوْحَیْنا إِلی مُوسی أَنِ اضْرِبْ بِعَصاکَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَکانَ کُلُ فِرْقٍ کَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ (63)) [الشعراء : 63] ، أراد فانفَرَق البحر فصار کالجبال العظام وصاروا فی قَراره.

وقوله : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَی النَّاسِ) [الإسراء : 106] ، وقرئ : (فَرَّقْناه) : أنزَل الله جلّ وعزّ القرآن جملهً إلی سَماء الدُّنیا ، ثم نَزَل علی النبی صلی الله علیه وسلم فی عشرین سنه. فرَّقه الله فی التنزیل لیَفهمَه الناس.

وقال اللیث فی قوله : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) معناه

ص: 96

أحکمناه ، کقوله : (فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ (4)) [الدخان : 4].

وقال الفرّاء فی قوله : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) قرأه أصحاب عبد الله مخفّفه ، والمعنی : أحکمناه وفصَّلناه ، کما قال الله فیها : (فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ (4)) ، أی : یفصَّل.

قال : وروی عن ابن عبّاس : (فَرّقناه) بالتثقیل ، یقول : لم ینزل فی یوم ولا یومین ، نزل متفرّقاً.

قال : وحدّثنیه الحکم بن ظهیر عن السّدّیّ عن أبی مالک عن ابن عباس : (فَرَقْناهُ) مخففه.

وقوله جلّ وعزّ : (وَإِذْ آتَیْنا مُوسَی الْکِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ (53)) [البقره : 53] ، یجوز أن یکون الفرقان الکتابَ بعینه ، وهما معاً التوراه ، إلّا أنّه أعید ذِکره باسمٍ غیر الأوّل. وعنی به أنّه یفرّق بین الحقّ والباطل. وقد ذکر الله الفرقانَ لموسی فی غیر هذا الموضع فقال : (وَلَقَدْ آتَیْنا مُوسی وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِیاءً) [الأنبیاء : 48] ، أراد التوراه ، فسمَّی الله جلّ وعزّ الکتابَ المنزَل علی محمدٍ صلی الله علیه وسلم فُرقاناً ، وسَمَّی الکتابَ المنزَل علی موسی فُرقاناً.

والمعنی : أنه جلّ وعزّ فَرّق بکلِّ واحدٍ منهما بین الحقّ والباطل.

وقال الفرّاء : المعنی : (آتَیْنا مُوسَی الْکِتابَ وَ) أتینا محمداً الْفُرْقانَ ، والقول الذی ذکرناه قبله واحتججنا له من الکتاب بما احتججنا ، هو القول ، والله أعلم.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الفِرق : الجَبَل.

والفِرق : الهضبه. رواه أبو عمرو.

والفِرْق : المَوْجَه. والفِرْق : الجَبل.

والفِرْق : الهَضْبه. قال ذلک ابن الأعرابی.

قال : ویقال : فرقتُ أفرُقُ بین الکلام.

وفرَّقتُ بین الأجسام.

قال : وقول النبی صلی الله علیه وسلم : «البَیِّعان بالخیار ما لم یتفرَّقا» ، بالأبدان لأنه یقال : فرّقتُ بینهما فتَفرَّقا.

أبو عبیدٍ عن الکسائیّ : الأفرق من الرجال : الذی ناصیتُه کأنَّها مفروقه.

ومنه قیل : دِیک أفرَق ، وهو الذی له عُرْفانِ. والأفرق من الخیل : الناقص إحدی الوَرِکَین.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الأفرق من الخیل : الذی نَقَصَتْ إحدی فخذیه عن الأخری.

وقال اللیث : الأفرق شِبه الأفلج ، إلَّا أن الأفلج زعموا ما یُفلَّج. والأفرق : خِلْقه.

قال : والفَرْقاء من الشاء : البعید ما بین الخُصْیَتَین.

قال : والأفرق مِن الدوابّ : الذی إحدی حَرْقَفَتیْه شاخصهٌ ، والأخری مطمئنّه.

قال : ویقال للماشطه : تمشِّط کذا وکذا فَرْقاً ، أی : کذا وکذا ضَرْباً.

والفِرْق : طائفهٌ من الناس.

ص: 97

قال : وقال أَعرابیٌّ لصبیان رآهم هؤلاءِ فِرْقُ سوء.

قال : والفَریق : الطائفه من الناس ، وَهم أَکثر من الفِرْق. وَالفُرقه : مصدر الافتراق.

قلت : الفُرْقه : اسم یوضع موضع المصدر الحقیقی من الافتراق.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَما أَنْزَلْنا عَلی عَبْدِنا یَوْمَ الْفُرْقانِ یَوْمَ الْتَقَی الْجَمْعانِ) [الأنفال : 41].

قال أَبو إسحاق : یوم الفُرقان هو یومُ بَدْر ، لأنَّ الله جلَّ وعَزّ أَظهرَ فیه مِن نَصْره ما کان فیه فُرقانٌ بین الحق وَالباطل.

وَنحو ذلک قاله اللیث.

قال : وَسمَّی الله عُمر الفاروقَ لأنه ضرب بالحق علی لسانه فی حدیث ذکره.

حدّثنا عثمان عن جریر عن منصور عن مجاهد فی قوله : (إِنْ تَتَّقُوا اللهَ یَجْعَلْ لَکُمْ فُرْقاناً) [الأنفال : 29].

قال عثمان : وَحدثنا یحیی بن یمان عن سفیان عن أبیه عن منذر الثوری عن الربیع بن خیثم : (إِنْ تَتَّقُوا اللهَ یَجْعَلْ لَکُمْ فُرْقاناً) ، قال : من کل أَمرٍ ضاقَ علی الناس.

وَحدثنا الحسن عن عثمان عن ابن نمیر عن وَرقاء عن ابن أَبی نجیح عن مجاهد : (یَوْمَ الْفُرْقانِ) ، قال : یوم بدر ، فرق فیه بین الحق وَالباطل.

أبو عبید عن الأصمعی والکسائی قال : إذا أخذ الناقهَ المخاضُ فندَّت فی الأرض فهی فارق ، وَجمعها فُرق ، وَقد فرقت تفرق فروقاً وَنحو ذلک قال اللیث.

قال : وَکذلک السحابه المنفرده لا تخلِف ، وَربما کان قبلَها رَعْدٌ وَبَرَق.

وَقال ذو الرّمه :

أو مُزنهٌ فارقٌ یجلو غواربَها

تَبَوُّجُ البرق والظّلماءُ علجومُ

ثعلب عن ابن الأعرابی : أَفْرقْنا إبلَنا العامَ ، إذا حَلَّوها فی المَرعَی والکَلأ لم ینتجوها ولم یُلقِحوها.

وقال اللیث : والمطعون إذا برأ قیل : أفرَقَ یُفْرِق إفراقاً.

قلت : وکذلک کلُّ علیل أفاق من علّته فقد أفرَقَ.

وانفَرَقَ البحر وانفَلق واحدٌ.

قال : وهو الغَرَقَ والفَلَق للفجر.

وأَنشد :

حتَّی إذا انشقَّ عن إنسانه فَرَقٌ

هادِیه فی أخریات اللیل منتصبُ

وفی الحدیث : أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم کان یتوضأ بالمُدّ ویَغْتسل بالصَّاع.

وقالت عائشه : «کنت أغتسل معه علیه السلام من إناءٍ یقال له : الفَرَق».

ص: 98

قالت : والمحدِّثون یقولون الفَرْق. وکلام العرب الفَرَق. قال ذلک أحمد بن یحیی وخالد بن یزید ، وهو إناءٌ یأخذ ستّهَ عشر مُدّاً ، وذلک ثلاثه آصُع.

والفَرَق أیضاً : الخَوف ؛ وقد فَرِق یَفرَق فَرَقاً.

وأخبرنی الإیادیُّ عن شمِر أنه قال : رجلٌ فَروقه وفَرُّوقه وفاروقه. وهو الفَزع الشدید الفَرَق.

قال : وبلَغنی أن الفَرُوقه : الحرمه.

وأنشد :

ما زال عنه حُمقُه ومُوقُهُ

واللّؤم حتی انتُهِکتْ فَرُوقُه

أبو عبید عن الأموی : الفَروقه : شَحْم الکلیتین.

وأنشدنا :

فبِتْنا وباتت قِدْرُهم ذات هِزَّهٍ

تضیء لنا شَحْم الفروقه والکُلَی

وقال غیره : أرض فَرِقه : فی نبتها فَرَق : إذا لم تکن واصیهً متّصله النبات.

وأنکر شمر الفَروقه بمعنی شَحم الکلیتین فیما أخبرنی الإیادیّ عنه.

ویقال : وقفتُ فلاناً علی مَفارق الحدیث ، أی : علی وجوهه. وقد فارقْتُ فلاناً مِنْ حسابی علی کذا وکذا : إذا قطعتَ الأمر بینک وبینَه علی أمرٍ وَقَع علیه اتّفاقُکما.

وکذلک صادَرْتُه علی کذا وکذا.

ویقال : فَرَق لی هذا الأمرُ یَفرُق فُروقاً : إذا تبیَّنَ ووضَح.

وفُرُوق : موضعٌ أو ماءٌ فی دیار بنی سعد.

وأنشدنی رجلٌ منهم :

لا بارکَ اللهُ علی الفُروقِ

ولا سَقاها صائبُ البُروق

وقال أبو زید : الفُرْقانُ والفرْق : إناء ، وأنشد :

وهیَ إذا أَدَرَّها العَبْدان

وسطَعتْ بمشرفٍ شَیْحانِ

ترفِد بعد الصَّفِّ فی الفُرْقانِ

أراد بالصفّ قِدحین قد صُفَا.

وقال أبو مالک : الصفّ : أن تصفّ بین القدحین فتملأهما.

والفَرقانِ : قدحان مفترقان.

وقوله : «بمشرِف شیحان» ، أی : بعُنُق طویل.

قال أبو حاتم : قال الراجز :

یرفد بعد الصَّفّ فی فُرقانِ

قال : الفُرْقان : جمع الفرْق ، والفرْق : أربعه أرباع. والصف : أن یصفّ بین مِحلبین أو ثلاثه من اللبن.

رفق

أبو العباس عن سلمه عن الفراء قال : الرَّفاقه والرُّفْقه واحد.

وقال اللیث : الرُّفْقه یسمَّون رُفْقه ما داموا منضمِّین فی مجلس واحد ومسیرٍ واحد ،

ص: 99

فإذا تفرَّقوا ذهبت عنهم اسمُ الرُّفْقه.

قلت : وجمعُ الرفْقه رُفَق ورِفَاق.

والرُّفقه : القوم ینهضون فی سَفَرٍ یسیرون معاً ، وینزلون معاً ولا یفترقون ، وأکثر ما یسمَّون رُفقهً : إذا نهضوا مُیَّاراً.

وقال اللیث : الرِّفق : لین الجانب ولَطافه الفِعل ، وصاحبُه رفیق ، وقد رفَقَ یَرْفُق.

وإذا أمرتَ قلتَ : رفقاً ، ومعناه : رُفق رِفقاً. ویقال : رَفُقَ یرفُق أیضاً.

أبو عبید عن أبی زید والأصمعی : رفقتُ به وأرفقْتُه.

شمِر عن ابن الأعرابی : رفَقَ : انتظَر ، ورَفُق : إذا کان رقیقاً بالعمل.

قال شمر : ویقال : رَفَق به ورَفُقَ به ، ورَفِیق به ، وهما رفیقانِ وهم رُفقاء.

وقال أبو زید : رفَق الله بک ورَفَق علیک رِفقاً ومَرْفِقاً ، وأَرْفَقک الله إرفاقاً.

وقال الله جل وعز : (وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً) [النساء : 69].

قال أبو إسحاق : یعنی النبیَّین علیهم السلام ، لأنه قال : (وَمَنْ یُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِکَ) - یعنی المطیعین - ، (مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِینَ وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً) یعنی الأنبیاء ومن معهم.

قال : ورَفِیقاً منصوب علی التمییز ینوب عن رُفقاء.

وقال الفراء : لا یجوز أن ینوب الواحد عن الجمیع إلا أن یکون من أسماء الفاعلین ، لا یجوز حسن أولئک رجلاً.

وأجازه الزجاج. وقال : وهو مذهب سیبویه.

ورُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه خُیِّر عند موته بین البقاء فی الدنیا ونعیمها وبین ما عند الله مقبوضاً إلیه ، فاختار ما عندَ الله.

وقال : «بل أختارُ أن أکون مع الرفیق الأعلی» أراد بالرفیق الأعْلی جمع النبیِّین ، وهو قوله عزوجل : (وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً). ولما کان الرفیق مشتقاً مِن فِعلٍ جاز أن ینوب عن الرفَقاء.

وقال اللیث : یُجمع الرفیق : رُفقاء.

قال : ورفیقک : الذی یرافِقک فی السفر ، یجمعُک وإیاه رُفقهٌ واحده ، وقد ترافَقوا وارتفَقوا ، والواحد منهم رَفیق ، والجمیع أیضاً رفیق.

قال : ویقال : هذا الأمر بک رَفیق ورافق علیک.

وقال شمر فی حدیث عائشه : «فوجدتُ رسول الله صلی الله علیه وسلم یَثقُل فی حِجری».

قالت : «فذهبتُ أنظرُ فی وجهه فإذا بَصَرُه قد شَخص وهو یقول : بل الرفیق الأعلی من الجَنَّه. وقُبض».

حدَّثنا السعدی قال : حدثنا ابن عفان عن ابن نمیر عن الأعمش عن مسلم بن صُبیح

ص: 100

عن مسروق عن عائشه : کان رسول الله صلی الله علیه وسلم إذا ثقل إنسان من أهله مسحه بیده الیمنی ثم یقول : «أذهِب الباس ربَّ الناس ، واشف وأنت الشافی لا شافیَ إلّا شِفاک ، شفاء لا یغادر سُقماً».

قالت عائشه : فلما ثقُل أخذتُ بیده الیمنی فجعلت أمسحه وأقولهنّ ، فانتزع یدَه منی وقال : «اللهمّ اغفر لی ، واجعلنی من الرَّفیق».

وقوله : «من الرفیق» یدلّ علی أنّ المراد بالرفیق جماعهُ الأنبیاء.

قال شمر : قال أبو عدنان : قوله : «اللهمَّ ألْحِقْنی بالرَّفیق الأعلی».

سمعت أبا الفهد الباهلیَّ یقول : إنّه تبارک وتعالی رَفیق وَفیق (1) ، فکان معناه : أَلْحِقنی بالرفیق ، أی : بالله.

قلت : والعلماءُ علی أنَّ معناه : أَلْحِقْنی بجماعه الأنبیاء ، والله أعلم بما أراد.

ویقال للمتطبِّب : مترفِّق ورَفیق. وکُره أن یُقال طبِیب ، فی خبرٍ وَرَد عن النبی علیه السلام.

أبو عبید عن الأصمعیّ : ناقهٌ رَفْقاء ، وهو أن یَستَدَّ إحْلیلُ خِلْفها.

وقال شمر : قال زَید بن کُثْوَه : إذا انسدَّ أحالیلُ الناقه قیل : بها رَفَق ، وناقه رَفیقه ، وهو حرفٌ غریب.

وقال اللیث : المِرفاق من الإبل : التی إذا صُرَّتْ أوجَعَها الصِّرار ، فإذا حُلِبَتْ خرج منها دمٌ وهی الرَّفِقَه.

وقال الفرّاء فی قوله : (وَیُهَیِّئْ لَکُمْ مِنْ أَمْرِکُمْ مِرفَقاً) [الکهف : 16] ، کسره الأعمش والحسن ، یعنی المیم من مِرْفق.

قال : ونَصَبَها أهلُ المدینه وعاصم ؛ فکأَنَّ الذین فتحوا المیم وکسروا الفاء أرادوا أنْ یفرقوا بین المَرْفَق من الأمر وبین المِرْفَق من الإنسان.

قال : وأکثر العرب علی کسر المیم من الأمر ومِن مِرفق الإنسان. والعرب أیضاً تفتح المیم من مَرْفِق الإنسان لغتان فی هذا. وفی هذا.

وقال الأخفش فی قوله : (وَیُهَیِّئْ لَکُمْ مِنْ أَمْرِکُمْ مِرفَقاً) ، وهو ما ارْتفَقْتَ به.

ویقال : مَرْفِق الإنسان.

وقال یونسُ : الذی أختار المِرْفَق فی الأمر ، والمِرْفق فی الید.

وقال جلّ وعزّ : (نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) [الکهف : 31].

قال الفراء : أنّث الفعل علی معنی الجنه ، ولو ذکّر کان صواباً.

وأخبرنی المنذریُّ عن الحَرَّانی عن ابن

ص: 101


1- کذا فی «اللسان» و «التاج» (رفق) وفی المطبوع : «ورفیق».

السکیت قال : مُرْتَفَقاً ، أی : متّکئاً.

یقال : قد ارتَفَق : إذا اتَّکأ عَلَی مِرْفَقه.

وقال اللیث : المِرفق مکسورٌ من کلِّ شیء ، من المتَّکَأِ ، ومن الید ، ومن الأمر.

قال : والْمِرفق من مَرافق الدار ، من المغتسَل والکنیف ونحوه.

قال : والرَّفق : انفتال المِرفق عن الجَنْب ، ناقهٌ رَفْقاء وجَمَل أَرْفق.

قلتُ : الذی حفِظتُه وسمعتُه بهذا المعنی ناقهٌ دَفْقاء وَجَمَلٌ أَدفق : إذا انفتَق مِرفَقُه عن جَنبه ، وقد ذکرته فیما تقدَّم.

أبو عبید عن أبی عمرو : الرفاق : أن یشدّ حَبْلٌ من عُنق البعیر إلی رُسْغِه. یقال : رَفِقْتُ البَعیرَ أَرفُقُه رَفْقاً.

ومنه قول بشر :

وإنِّی والشَّکاهَ مِن آلِ لأمٍ

کذاتِ الضِّغْنِ تمشی فی الرِّفاق

قال : وقال الأصمعیُّ : الرُّفاقُ : أَنْ یُخشَی علی الناقهِ أَن تَنزعَ إلی وطَنها فیشدَّ عضُدها شدّاً شدیداً ، لتُخْبَلَ عن أن تُسْرع.

وقد یکونُ الرِّفاقُ أیضاً أنْ تَظْلعَ من إحدی یدیها فیخشَون أَنْ تُبْطر الیدُ الصحیحهُ السقیمهَ ذَرْعَها فیصیرَ الظَّلْع کَسْراً ، فیُحَزّ عضُد الید الصحیحه لکی تَضْعُف فیکون سَدْوُهُما وَاحداً.

وقال غیره : جَمَلٌ مِرْفاقٌ : إذا کان مِرفقُه یصیب جَنْبَه.

وقال شمر : سمعتَ ابن الأعرابیّ ینشد بیتَ عَبِید :

مِن بینِ مُرتفِق منها ومُنصاحِ

وفسَّر المُنصَاحَ : الفَائضَ الجاریَ علی وَجْه الأرض. والمرتفِق : الممتلئ الواقف الثابت الدائم کَرَب أن یمتلئ أو امتلأ.

قال : والرفَق : الماء القصیر الرِّشاء.

وقال غیره : یقال : تطلَّبتُ حاجهً فوجدتها رَفَق البِغیه : إذا کانت سَهْلهً.

ورَوی أبو عبیده بیت عَبِید :

مِن بینِ مُرتَفِق منها ومُنصَاحِ

قال : المُنصاح : المنشق.

فقر

قال اللیث : الفَقْر : الحاجه ، وفِعْلُه الافتقار ، والنعت فقیر. وقد أفقره الله ، والفُقْر : لُغه ردیئه.

وأَغنَی اللهُ مفاقِرَه ، أی : وجوه فقرِه.

وقال الله جلّ وعزّ : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساکِینِ) [التوبه : 60] ، فسمعتُ المنذریَّ یقول : سمعتُ أبا العباس وسُئل عن تفسیر الفقیرِ والمسکین؟ فقال : قال أبو عمرو بن العلاء فیما یَروی عنه الأصمعی : الفقیر الذی له ما یأکل.

قال : والمسکین الذی لا شیء له.

وقال الراعی :

ص: 102

أمَّا الفقیرُ الذی کانت حَلُوبَتُه

وَفْق العِیالِ فلم یُترَک له سَبَدُ

قال المنذرِیُّ : وأخبَرنی ابنُ فَهْمٍ عن محمد بن سلّام عن یونس قال : الفقیر یکون له بعضُ ما یقیمه. والمسکین : الذی لا شیء له.

قال : وقلت لأعرابی مرَّهً : أَفَقِیرٌ أَنت؟ قال : لا والله ، بل : مسکین.

قال : فالمسکین أَسْوَأ حالاً من الفقیر.

والفقیر : الذی له بُلْغَهٌ من العیش.

وقال أبو بکر : یروی عن الأصمعی أنه قال : المسکینُ أحسَنُ حالاً من الفقیر.

قال : وکذلک قال أحمد بن عبید ، قال : وهو الصحیح عندنا ، لأنَّ الله قال : (أَمَّا السَّفِینَهُ فَکانَتْ لِمَساکِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ) [الکهف : 79] ، وهی تساوی جملهً.

قال : والذی احتجَّ به یونس أنه قال لأعرابی : أفقیرٌ أنت؟ قال : لا والله بل مسکین! یجوز أن یکون أراد لا والله بل أنا أحسن حالاً من الفقیر.

قال : والبیت الذی احتج به لیس فیه حجه لأن المعنی کانت لهذا الفقیر حلوبه فیما مضی ولیست له فی هذه الحاله حلوبه.

قال : والفقیر معناه المفقور الذی نُزِعَت فِقره من ظهره فانقطع صُلبه من شدَّهِ الفقر ، فلا حال هی أوْکد من هذه.

وأنشد :

رفع القوادمَ کالفَقِیر الأعزلِ

وأخبرنی المنذریُّ عن خالد بن یزید أنه قال : کأنَ الفقیرَ إنما سُمِّی فقیراً لزمانه تصیبُه مع حاجه شدیده تمنعه الزمانه من التصرُّف فی الکسب علی نفسه ، فهذا هو الفقیر.

وَیقال : أصابته فاقره ، وهی التی فَقَرَت فَقارَه ، أی : خَرَزَ ظهرِه.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی العباس عن ابن الأعرابیّ أنه أنشده للبید :

لمّا رأی لُبَدُ النُّسُورَ تطایرتْ

رَفَعَ القوادمَ کالفَقیر الأعزَلِ

وقال : الفقیر : المکسور الفَقار ، یُضرب مثلاً لکلِّ ضعیف لا ینفُذُ فی الأمور ، قال : وأقلّ فِقَر البعیر ثمانی عشره ، وأکثرها إحدی وعشرون ، إلی ثلاث وعشرین ، ویقال : فِقْرهٌ وثلاثُ فِقَر وفَقاره ، وتُجمع فِقَاراً.

وقال الفرّاء فی قوله : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساکِینِ) [التوبه : 60].

قال : الفقراء : هم أهلُ صُفَّه رسول الله صلی الله علیه وسلم ، کانوا لا عشائرَ لهم ، فکانوا یلتمسون الفَضْل بالنَّهار ، ویأوْون إلی المسجد.

قال : والمساکین الطوَّافون علی الأبواب.

وأخبرنی عبد الملک عن الربیع عن الشافعی أنّه قال : الفقراء : الزَّمْنَی الضِّعاف الذین لا حِرْفه لهم ، وأهل

ص: 103

الحِرْفه الضّعیفهِ التی لا تَقع حِرْفتُهم مِن حاجتهم مَوقِعاً. والمساکین : السُّؤَّال ممّن لا حرفهَ لهم تقع موقعاً ولا تغنیه وعیالَه.

قلت : فالفقیر أشدُّهما حالاً عند الشافعی.

وأخبرنی المنذری عن أبی الهیثم أنه قال : للإنسان أربعٌ وعشرون فَقَارهً وأربعٌ وعشرون ضِلَعاً ، ستُ فَقارات فی العُنق وستّ فقَاراتٍ فی الکاهل ، والکاهل بین الکتفین ، وبین کلِّ ضِلعین من أضلاع الصّدر فَقاره من فقارات الکاهل الستّ ، ثم ست فقارات ، أسفلَ مِن فَقارات الکاهل ، وهی فَقارات الظَّهر التی بحذاء البطن بین ضِلَعین من أضلاع الجنبین فَقارهٌ منها ، ثم یقال لفَقارهٍ واحدهٍ تَفرُق بین فَقار الظهر والعَجز : القَطاه ، ویلی القَطاه رأسا الوَرِکَین ، ویقال لهما : الغُرابان ، وبَعدها تمامُ فَقار العَجُز ، وهی سِتّ فَقارات آخرُها القُحْقُح ، والذَّنَبُ متّصل بها ، وعن یمینها ویسارها الجاعِرَتان ؛ وهما رأسا الورِکین اللذان یَلیانِ آخرَ فَقَارهٍ من فَقارات العَجُز ، قال : والفَهقَه : فَقارهٌ فی أصل العُنُق داخله فی کُوَّه الدماغِ التی إذا فُصِلتْ أدخَلَ الرّجلُ یدَه فی مَغْرِزها فیخرج الدماغ.

وقال أبو إسحاق فی قول الله جلّ وعزّ : (تَظُنُّ أَنْ یُفْعَلَ بِها فاقِرَهٌ (25)) [القیامه : 25] ، المعنی : توقِن أن یفعل بها داهیه من العذاب ، ونحو ذلک قال الفرّاء.

قال : وقد جاءت أسماءُ القیامه والعذاب بمعنی الدَّواهی وأسمائها.

وقال اللیث : الفاقره : داهیه تکسر الظَّهر.

قال : والفاقره : الداهیه ، وهو الوَسْم الذی یُفْقَر به الأنف.

أبو عبید عن الأصمعی : الفَقْر : أن یُحَزَّ أنفُ البعیر حتَّی یَخْلُص إلی العَظْم أو قریبٍ منه ، ثم یُلوَی علیه جَریر ، یُذَلَّل بذلک الصَّعْبُ.

ومنه قیل : عُملتْ به الفاقره.

وقال الأصمعی : الودیَّهُ إذا غُرست حُفِرَ لها بئر فغُرِستْ ، ثم کُبس حَولَها بتُرْنُوق المَسِیل والدّمْن ، فتلک البئر هی الفقیر.

یقال : فَقَّرْنا للوَدِیه تفقیراً.

قال ابن الأعرابی : قال أبو زیاد : تکون الجرفه فی اللهزمه ، وقد یفقر الصعب من الإبل ثلاثه أفقُر فی خطمه ، فإذا أراد صاحبُه أن یذلّه ویمنعه من مرحه جعل الجریر الذی علی فقره الذی یلی مشفره فَمَلکه کیف شاء. وإن کان بین الصَّعب والذّلول جعل علی فقره الأوسط فتزید فی مشیه واتَّسع ، فإذا أراد أن ینبسط ویذهب بلا مؤونه علی صاحبه جعل الجریر علی فقره الأعلی فذهب کیف شاء ، قال : وإذا حزّ الأنف حزّاً فذلک الفَقْر ، وبعیر مفقِر.

شمر عن أبی عبیده قال : الفقیر له ثلاثه مواضع ، یقال : نَزلْنا ناحیه فقیر بنی فلان ،

ص: 104

یکون الماء فیه هاهنا رکیَّتان لقومٍ ، فهُمْ علیه ؛ وهاهنا ثلاث ، وهاهنا أکثر ، فیقال : فقیرُ بنی فلان ، أی : حِصَّتُهم منها ، کقوله :

تَوزَّعْنا فقیرَ میاهِ أُقْرٍ

لکلِّ بنی أبٍ منها فقیرُ

فحِصّه بعضِنا خَمسٌ وسِتٌ

وحصّه بعضنا مِنهنَّ بِیرُ

والثانی : أفواه سُقُف القُنِیّ.

وأنشد :

فوَرَدتْ واللیلُ لمّا ینجلی

فقیرَ أفواهٍ رکیات القُنِی

والثالث : تُحفَر حفرهٌ ثم تُغرَس فیها الفسیله ، فهی فقیر کقوله :

احفِرْ لکلّ نخلهٍ فقیرا

وقال اللیث : یقولون فی النِّضال : أرامیکَ مِن أدنی فُقْره ، ومن أبعَد فُقْره ، أی : مِن أَبعَد مَعْلم یتعلّمونه مِن حُفْره أو من هَدَفٍ أو نحوِه.

قال : والفُقْره : حُفْره فی الأرض ، وأرضٌ منْفقره : فیها فُقَر کثیره.

وحدثنی محمد بن إسحاق عن أبی الهیثم عن إبراهیم بن موسی عن ابن أبی زائده عن مُجالد عن عامر ، فی قول الله جلَّ وعزّ : (وَالسَّلامُ عَلَیَّ یَوْمَ وُلِدْتُ وَیَوْمَ أَمُوتُ وَیَوْمَ أُبْعَثُ حَیًّا (33)) [مریم : 33].

قال : فُقَراتُ ابن آدم ثلاث : یوم وُلِد ، ویوم یموت ، ویوم یُبعث حیّاً ؛ هی التی ذَکَر عیسی.

قال محمد بن إسحاق : قَال أبو الهیثم : الفُقَرات : هی الأمور العظام.

کما قیل فی قتل عثمان : «أن استَحلُّوا الفقر الثلاث : حرمه الشهر الحرام ، وحرمه البلد ، وحرمه الخلیفه». قلت : ورَوَی القُتیبیُّ قول عائشه فی عثمان : «المرکوبُ منه الفِقَر الأربع» ، بکسر الفاء.

وقال : الفِقَر : خَرَزات الظهر ؛ الواحده فِقْره.

قال : وضربَتْ فَقار الظَّهر مثلاً لما ارتُکِب منه ، لأنها موضع الرکوب. وأرادت أنّه رُکب منه أَربع حُرَم عظام تَجِب له بها الحقوق ، فلم یَرعوْها وانتهکوها ، وهی حُرمته بصحبته النبی صلی الله علیه وسلم وصهرِه ، وحُرمه البلد ، وحرمه الخلافه ، وحرمه الشهر الحرام.

قلت : والروایه الصحیحه : «الفقَر الثلاث» بضم الفاء علی ما فسّره ابن الأعرابی وأبو الهیثم ، ویؤید قولَهما ما قاله الشعبیّ فی تفسیر الآیه وقوله : «فُقرات ابن آدم ثلاث».

ورَوَی أبو العباس عن ابن الأعرابی أَنه قال : البعیرُ یقرَم أنفُه ، وتلک القُرْمه یقال لها : الفُقْره ، فإن لم یَسْکُنْ قُرِم أخری ثم

ص: 105

ثالثه.

قال : ومنه قول عائشه فی عثمان : «بَلَغتمْ منه الفُقَر الثلاث».

قال : وقال أبو زیاد : یُفقَر الصَّعبُ من الإبل ثلاثه أفقُرٍ فی خَطْمه ، فإذا أراد صاحبه أن یُذلّه ویَمنعَه مِن مرَحِه جعلَ الجریر علی فقره الذی یَلِی مشفَره ، فملکه کیف شاء ، وإن کان بین الصَّعب والذَّلُول جعلَ الجریرَ علی فقْره الأوسط فتزیدَ فی مَشْیه واتَّسَع ، فإن أَراد أَلا یکون علیه منه مَؤونه جعل الجَریر علی فَقره الأعلی فذهب کیف شاء.

فهذه الأقاویل أولَی بنا فی تفسیره الفُقَر ممَّا فسّره القُتیبی.

وقال شمِر : الفقیر : اسم بئرٍ بعینها.

وأنشد :

ما لیلهُ الفقیر إلَّا شَیْطانْ

مجنونهٌ تُودِی برُوحِ الإنسان

لأنَّ السَّیْر إلیها مُتْعِب.

وقال ابن درید : الفقیر وجمعُها فُقُر ، وهی رَکایا یَنْفُذُ بعضُها إلی بعض. قال : وفقَّرتُ الْخَرَزَ ، إذا ثَقَّبته.

وأنشد :

شَذْراً مُفقَّراً

قلت : وأصل هذا مأخوذ من الفَقار.

وقال ابن المظفّر فی هذا الباب : التفقیر فی رجل الدوابّ : بیاضٌ یخالط الأسوُقَ إلی الرُکَب. شاهٌ مُفقَّره وفرس مفقَّر.

قلت : هذا تصحیفٌ عندی ، والصواب بهذا المعنی التقفیز بالزای والقاف قبل الفاء.

وقال أبو عبیده : إذا کان البیاض فی یدَی الفرس إلی مرفقیه دون الرِّجلین فهو أقفز.

وروی أبو العباس عن عمرٍو عن أبیه قال : إذا کان البیاض فی یدَی الفرس فهو مقفَّز ، فإذا ارتفع إلی رُکبتیه فهو مجبَّب وهو مأخوذ من القفَّازین.

وذکر أبو عبیدٍ وُجوه العَوارِی فقال : أمَّا الإفقار فأن یُعطیَ الرجلُ الرجلَ دابَّته فیرکبها ما أحبَّ فی سَفر أو حَضر ثم یردّها علیه.

أبو عبید عن الکسائیّ : أرکب المهرُ ، أی : حانَ له أن یرکب. وأفقرَ ظهرُه بمعناه. قال : وأفقرک الرَّمی وأکثَبکَ : أمکنک.

وقال ابن السکیت : أفقرتُ فلاناً بعیراً : إذا أعرتَه بعیراً یَرکب ظهرَه فی سَفَر ثم یَردُّه ، وهی الفُقْری. ویقال : قد أفْقَرک الصَّیدُ : إذا قَرُب منکَ أو أمکنک مِن رَمْیه. وقد فَقَرْتُ أنفَ البعیر أفقِرُه : إذا حززتَه بحدیده ، ثم وضعْتَ علی موضع الحزِّ منه جریراً وعلیه وتَرٌ مَلْوِیّ لتُذِلّه.

ومنه قولهم : عَمِلتُ به الغاقره.

ص: 106

وقال ابن الأعرابیّ : فُقُور النَّفس وشُقُورُها هَمُّها ، وواحد الفُقور فَقْرٌ.

وقال اللیث : رجل مُفْقَر ، أی : قوی.

وقال ابن شُمیل : إنَّه لَمُفْقَر لذاک الأمرِ ، أی : مُقْرِن له ضابط مُفْقِر لهذا الغُرم وهذا القِرْن ومؤْدٍ سواءٌ.

أبو عبید عن الأصمعی : المُفَقَّر مِن السیوف الذی فیه حُزوز مطمئنّه عن متنه.

وقال أبو العباس : سُمِّی سیفُ النبی صلی الله علیه وسلم : ذا الفَقَار لأنه کانت فیه حُفَر صغارٌ حِسَان ، ویقال للحُفْره فُقْره ، وجمعُها فُقَر ، وللبئر العتیقهَ فَقِیر ، وجمعُه فُقُر. ولأمور الناس فُقورٌ وفَقُور.

قفر

قال اللیث : القَفْر : المکان الخَلاء مِن الناس ، وربما کان به کلأ قلیل. وقد أقْفَرَت الأرضُ من الکَلأَ والناس ، وأقفرت الدارُ مِن أهلها. وتقول : أرضٌ قَفْر ودارٌ قَفْر ، وأرضٌ قِفار ودارٌ قِفار ، تُجمَع لسَعَتها علی توهُّم المواضع کل موضع علی حِیاله قَفْر فإذا سمَّیْتَ أرضاً بهذا الاسم أنَّثْتَ. ویقال : أقْفر فلانٌ من أهله : إذا انفردَ عنهم وبقیَ وحْدَه. وأنشد لعَبِید :

أقْفَر مِن أهلِه عَبیدُ

فالیومَ لا یُبدی ولا یُعِیدُ

ویقال : أقْفَر جسدُه مِن اللَّحم ، وأقفَر رأسُه من الشعر ، وأنه لَقَفِر الرأس ، أی : لا شَعر علیه ، وإنه لقَفِر الجسم من اللحم.

وقال العجاج :

لا قَفِراً عَشّاً ولا مُهبَّجا

أبو عبید : القَفِره من النساء : القلیله اللحم.

والعرب تقول : نزلنا ببنی فلانٍ فبتْنا القَفْر : إذا لم یُقْرَوْا.

وفی الحدیث : «ما أقفَرَ بیتٌ فیه خَلٌّ»

. وقال أبو عبید : قال أبو زید وغیره : هو مأخوذ من القَفَار ، وهو کلُّ طعام یؤکل بلا أُدْم.

یقال : أکلتُ الیومَ طعاماً قَفَاراً : إذا أکَلَه غیر مأدوم ، ولا أری أصله مأخوذاً إلّا مِن القَفر ، مِن البلد الذی لا شیءَ به.

وقال اللیث : القَفُّورُ : شیء مِن أفاوِیه الطِّیب. وأنشد :

مَثْواهُ عَطَّارِینَ بالعُطورِ

أَهضامِها والمسکِ والقَفُّورِ

أبو عبید عن الأصمعی : الکافور : وِعاءُ الطَلْع ، ویقال له أیضاً : قَفُّور.

قلت : وکذلک الکافور الطِّیبُ یقال له : قَفُّور.

وقال شمِر : القَفّور فی بیت ابن أحمر : نبت ، وهو قوله :

ص: 107

تَرعَی القَطاهُ الخِمسَ قَفُّورَها

ثم تَعُرُّ الماءَ فیمن یَعُرُّ

ابن السکیت : أقفرَ فلانٌ إقفاراً ، إذا لم یکن له أدْم. ویقال : أکَل خُبْزَه قَفاراً : بغیر أُدْم.

أبو الهیثم : القَفار والقَفیر : الطعام إذا کان غیر مأدوم. ومنه : ما أقفَرَ بیتٌ فیه خلٌّ ، أی : لم یَخْلُ من الأُدْم.

ویقال : أقْفَرْنا ، أی : صِرْنا إلی القَفْر.

ویقال : قَفَر أثرَه یَقفِر قَفْراً ، وتقفّره تقفُّراً ، واقتَفَره اقتفاراً : إذا تتبَّعَهُ.

وأنشد :

ولا یزالُ أمامَ القوم یَقتَفِر

رواه المبرد : «ولا تراه أمامَ القوم یقتفر» وفسّره ، قال : یقول : لا یسبقهم إلی شیء من الزّاد.

وقال ابن الأعرابی : نبتٌ قِفرٌ : لا صَیُّورَ له فی البطن.

قال : وسئل أعرابیٌّ عن الوشیح ، وهو اسم بقله ، فقال : قذر قَفیر ، أی : لا خیر فیه.

وقال ابن دُرید : القَفیر : الزَّبیل ؛ لغه یمانیه.

ورَوَی عمرو عن أبیه قال : القَفیر ، والقَلِیف ، والبَحْوَنه : الجُلَّه العظیمه البَحرانیه التی یُحمَل فیها القُبَاب ، وهو الکَنْعَد المالِح.

وقال ابن درید : القَفَر : الشَّعَر ، وأنشد :

قد عَلمتْ خودٌ بساقیها القَفَر

قلت : الذی عرفناه بهذا المعنی الغَفَر بالغین ، ولا أعرفُ القَفَر.

وقال اللیث : قُفَیره : اسم أمّ الفرزدق.

قلت : کأنَّه تصغیر القَفیرهِ من النساء ، وقد مرّ تفسیره.

وقال أبو زید : قَفِر مالُ فلان وزَمِرَ یَقْفَر ویَذْمَرُ قَفراً وزَمَراً : إذا قَلَّ مالُه ، وهو قَفِر المال زَمرُه.

رقف

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الرُّقوف : الرُّفوف.

وفی «نوادر الأعراب» : رأیته یُرقَف من البرد ، أی : یُرعَد.

ترقف : اسم بلد أو امرأه ، منه العباس بن الولید الترقفی.

وقال أبو مالک : أُرقفَ إرقافاً ، وقَفَّ قفوفاً ، وهی القشعریره.

قال الأزهری : والقرقفه : الرعده ، مأخوذ من الإرقاف ، کررت القاف فی أولها.

وقال أبو عبید : القرقف : اسم للخمر ، وأنکر قول من قال إنها تقرقف ، یعنی ترعد الناس.

ق ر ب
اشاره

قرب ، قبر ، رقب ، ربق ، برق ، بقر مستعملات.

ص: 108

قرب

قال اللیث : القَربُ : أن یَرعَی القومُ بینهم وبین المَورِد ، وفی ذلک یسیرون بعضَ السیر ، حتی إذا کان بینهم وبین الماء لیلهٌ أو عشیهٌ عجَّلوا فقَربوا یَقربُون قُرْباً ، وقد أقرَبوا إبلَهم ، وقَرَبَت الإبل.

قال : والحِمارُ القارب والناقه القوارب ، وهی التی تَقرُب ، أی : تعجّل لیلهَ الوُرود. قال : والقارب الذی یَطلب الماء.

وقال أبو سعید : یقول الرجل لصاحبه إذا استحثَّه : تقرَّبْ ، یقول : اعجلْ ، سمعتُه من أفواههم.

وأنشد :

یا صاحبَیّ تَرحَّلَا وتَقَرَّبا

فلقد أَنی لمسافِرٍ أن یَطْرَبا

أبو عبید : إذا خَلَّی الراعی إبله إلی الماء وترکها فی ذلک ترعَی لیلتئذٍ فهی لیله الطَّلَق ، فإن کانت اللیلهَ الثانیه فهی لیله القَرَب ، هو السوْق الشدید.

وقال الأصمعیّ : إذا کانت إبلهم طوالق قیل : أطلَقَ القومُ فهم مُطْلِقون ، وإذا کانت إبلُهم قَوارب ، قالوا : هم قاربون ، ولا یقالُ مُقْرِبون ، وهذا الحرف شاذّ.

وقال أبو زید : أقربتُها حتی قَرِبتْ تَقربُ.

وقال لبید :

إحدی بنی جعفرٍ بأرضهِم

لم تُمْسِ مِنّی نَوْباً ولا قَرَبا

شمر عن ابن الأعرابیّ : القَرَب والقَرْب واحد فی بیت لبید.

وقال أبو عمرو : القَرَب فی ثلاثه أیام أو أکثر.

ثعلب عن ابن الأعرابی یقال : ما لَه هاربٌ ولا قاربٌ ، أی : ما له واردٌ یَرِدُ الماء ولا صادرٌ یصدُر عنه.

اللیث : القارِب : سفینه صغیره تکون مع أصحاب السُفن البَحْریه تستخفّ لحوائجهم والجمیع القَوارب. والقِراب للسَّیف والسکِّین. والفِعل أن تقول : قَربْتُ قِراباً ، ولغه أقربتْ إقراباً.

قلت : قِراب السیف شِبه جراب من أَدَم یَضَع الراکب فیه سیفه بجفْنِه ، وسَوْطه ، وعصاه ، وأداهً إن کانت معه.

وقال شمر : أقربتُ السیفَ : جعلتُ له قراباً ، وقَرَبْتُه : جعلتُه فی القراب.

وقال اللیث : القراب : مقاربه الشیء ، تقول : معه ألفُ درهمٍ أو قِرابُه ، ومعه مِلءُ قَدَح ماءٍ أو قِرابه.

وتقول : أتیتُه قرابَ العَشیّ أَو قِراب اللَّیل.

وتقول : هذا قَدحٌ قَربانُ ماءً ، وهو الذی قد قَاربَ الامتلاء.

ونحو ذلک قال الکسائیُّ فیما روی عنه أبو عبید.

اللیث : القُرَب : نَقیض البُعْد. والتقرب :

ص: 109

التدنی إلی شیء ، والتوصل إلی إنسانٍ بقُرْبهٍ أو بحقٍّ. والاقتراب : الدُنُوّ.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَاتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ ابْنَیْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ) [المائده : 27].

وقال فی موضع آخر : (إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَیْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّی یَأْتِیَنا بِقُرْبانٍ تَأْکُلُهُ النَّارُ) [آل عمران : 183].

وکان الرجلُ إذا قرّب قرباناً سَجَد لله ، وتنزل النار فتأکل قُربانه ، فذلک علامهُ قَبول القُرْبان ، وهی ذبائح کانوا

یذبحونها.

وقال اللیث : القُرْبان : ما قربتَ إلی الله تبتغی بذلک قُربه ووسیله.

أبو العباس : قربت منک أقرب قرباً ؛ وما قربتُکَ ؛ ولا أقرَبک قُرباناً. وقرِبت الماءُ أقرَبه قَرَباً ، أی : طلبته ؛ وذلک إذا کان بینک وبین الماء مسیره یوم.

أبو عبید عن الکسائی قال : القرابین : جُلساء الملوک وخاصّتُه ، واحدهم قُربان.

وقال اللیث : قرابین المِلک : وزراؤه.

قال : ویقال : قرِبَ فلانٌ أهلَه قُرباناً : إذا غشیها ، وما قَرِبت هذا الأمرَ ولا قَرَبته.

قال الله تعالی : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَهَ) [البقره : 35].

وقال : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنی) [الإسراء : 32] ، کلّ ذلک من قَرِبْتُ أقرَبُ.

ویقال : فلان یَقْرُب أمراً ، أی : یغزوه ، وذلک إذا فَعَل شیئاً وقال قولاً یَقْرُب به أمراً یغزُوه. وتقول : لقد قَرَبْتُ أمراً ما أدری ما هو؟.

قال : والقُرْب : من لَدُن الشاکله إلی مراقّ البطن ، وکذلک من لَدُن الرُّفْغ إلی الإبط قُرْبٌ مِنْ کل جانب. وفرسٌ لاحق الأقراب ، یجمعونه وإنَّما قُرْبان لسعته ، کما یقال : شاهٌ ضَخمه الخَواصر ، وإنما لها خاصرتان.

قال : والقریبُ والقَریبه ذو القَرابه ، والجمیع من النساء قرائب ، ومن الرجال أقارب. ولو قیل : قُرْبَی لجاز.

قلت : الأقارب : جمع الأقرب ، والقُرْبی : تأنیث الأقرب.

وقال اللیث : القَریب : نقیض البعید ، یکون تحویلاً فیستوی فی الذکر والأنثی والفردِ والجمیع ، کقولک : هو قریبٌ ، وهی قریب ، وهم قریب وهنّ قریب.

قلت : وهذا الذی قاله فی القریب النَّسَب ، والقریب والمکان قولُ الفراء.

وقال الله جل وعز : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ) [الأعراف : 56].

وقال الزجاج : إنما قیل قریبٌ لأن الرحمه والعَفو والغفران فی معنًی واحد ، وکذلک کل تأنیثٍ لیس بحقیقیّ.

قال : وقال الأخفش : جائز أن تکون

ص: 110

الرحمه هاهنا بمعنی المَطَر.

قال : وقال بعضهم : هذا ذُکِّر لیُفصَل بین القریب من القُرْب والقریبِ من القرابه ، وهذا غلطٌ ، کلُّ ما قَرُب فی مکانٍ أو نَسَب فهو جارٍ علی ما یصیبُه من التّذکیر والتأنیث.

وأخبرنی المنذری عن الحرانی عن ابن السکیت قال : تقول العرب : هو قریبٌ منی ، وهما قریبٌ منّی ، وهم قریبٌ منی ، وکذلک المؤنث هی قریبٌ منّی وهی بَعیدٌ منی وهما بعیدٌ وهم بَعید ، فتوحِّد قریباً وتُذَکره ، لأنه وإن کان مرفوعاً فإنه فی تأویلِ هو فی مکانٍ قریبٍ منی.

قال الله جل وعز : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ) [الأعراف : 56]. وقد یجوز قریبه وبعیده بالهاء ، تبنیها علی قرُبت وبَعُدَتْ. فمن أنثها فی المؤنث ثَنَّی وجَمَع.

وأنشد :

لیالیَ لا عَفْراء منک بعیدهٌ

فتسلو ولا عَفْراءُ مِنک قریبُ

أبو عبید عن الأحمر : الخیْل المُقْرَبه : التی تکون قریباً مُعَدَّهً ، ویقال : هی التی تُدْنی وتُقَرَّب وتکرَّم.

وقال شمر : الإبل المُقْرَبه التی حُزِمَتْ للرکوب ، قالها أعرابیّ مِن غَنِیّ.

قال : والمُقْرَبات من الخیل : التی قد ضُمِّرَت للرکوب.

وقال أبو سعید : الإبل المُقْرَبه : التی علیها رِحلٌ مُقْرَبه بالأدَم ، وهیَ مَراکبُ المُلوک.

قال : وأنکر الأعرابی هذا التفسیر.

وقال اللیث : أقرَبتِ الشاهُ والأتَانُ فهی مُقْرِب ، ولا یقال للنَّاقه إلّا إذا أَدْنَتْ فهی مُدْنٍ.

أبو عبید عن العَدَبَّس الکنانیّ : جمیع المُقْرب من الشاءِ مَقاریب ، وکذلک هی مُحدِث وجمعُها مَحادیث. والقِریب : السّمَک المملَّح ما دام فی طَراءته.

ویقال : قد حَیّا وقَرَّب : إذا قال حیَّاک الله وقرب دارک.

وفی أحادیث المَبعث : خرج عبد الله بن عبد المطلب ذات یومٍ متقرباً متخصّراً بالبَطْحاء فبَصُرتْ به لَیلی العَدَوِیه».

وقوله : متقرباً ، أی : واضعاً یدَه علی قُربه وهو یَمشی.

وفی حدیث آخر : «ثلاثٌ لَعِیناتٌ : رجلٌ عَوّرَ الماءَ المَعِین المُنْسَاب ، ورجل عَوّر طریقَ المَقْربه ، ورجل تَغَوَّط تحت شجره»

. قال أبو عمرو : المَقربه : المنزل ، وأصلُه من القَرب وهو السّیر.

وقال الراعی :

فی کلّ مَقْرَبَهٍ یَدَعْن رَعِیلا

وجمعُها مَقارب. والقَرب : سَیر اللیل.

ص: 111

وقال طفیلٌ یصف الخیل :

مُعرَّقه الألحِی تَلوحُ مُتونُها

تُثیر القَطَا فی مَنهل بعد مَقربِ

سلمه عن الفراء : جاء فی الخبر : «اتَّقوا قُرابَ المؤمن - وقُرابتَه أی فِراسَتَه - فإِنه یَنظُر بنور الله»

. قال : والقُراب : القریب. والقَرب : البئر القریبه الماء ، فإذا کانت بعیده الماء فهی النَّجاء.

وأنشد :

ینهضنَ بالقوم علیهنّ الصُّلُبْ

مُوکَّلاتٍ بالنَّجاء والقَربْ

یعنی الدلاء ، والعرب تقول : تقاربتْ إبلُ فلان ، أی : أدبرتْ ، وقلت : وقال حَندلٌ الطُّهوی :

غَرکِ أن تقاربتْ أباعِری

وأن رأیتِ الدهر ذا الدوائر

والقِربه وجمعها قِرب من الأساقیّ.

ومن أمثالهم : «الفِرار بقُرابٍ أکیس» یقول : الفرار قبل أن یُحاط بک أکیس لک.

ویقال : لو أنّ فی قُرابِ هذا ذهباً ؛ أی : ما یقارب مِلأه.

وفی الحدیث : «إذا تقارب الزمانُ لم تکد رؤیا المؤمن تکذب». معنی تقارب الزمان : اقتراب الساعه. یقال للشیء إذا ولّی وأدبر قد تقارب. وتقارب الزرع : إذا دنا إدراکه. ویقال للرجل القصیر : متقارب ومتآزف.

الأصمعی : إذا رفعَ الفرسُ یدیه معاً ووضعهما معاً فذلک التقریب.

وقال أبو زید : إذا رجَمَ الأرضَ رَجماً فهو التقریب ، یقال : جاءنا تُقرب به فرسُه.

وقال الله جل وعز : (قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّهَ فِی الْقُرْبی) [الشوری : 23] ، أی : إلا أنْ تَوَدنی فی قرابتی ، أی : فی قرابتی منکم ، ویقال : فلانٌ ذا قَرابتی وذو قَرابهٍ منی ، وذو مَقربه وذو قُربی منی.

قال الله جل وعز : (یَتِیماً ذا مَقْرَبَهٍ (15)) [البلد : 15] ، وجائز أن تقول : فلانٌ قَرابتی بهذا المعنی والأول أکثر.

قال : والقرقَبَه : صوت البَطْن. والمقَارب : الطُّرق.

رقب

قال اللیث : رَقَبَ الإنسانَ یرقَبُ رِقْبَهً ورِقْباناً ، وهو أن یَنتظره. ورقیب القوم : حارِسهم ، وهو الذی یُشرف علی مَرقَبهٍ لیحرسهم. ورقیب المیسر : الموکَّل بالضَّرِیب. ویقال : الرقیب اسم السهم الثالث.

وقال أبو دُوَادٍ الإیادیّ :

کمقَاعد الرُّقَباءِ للضُ

رَباءِ أیدیهم نواهِدْ

وقول الله جل وعز : (وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِی) [طه : 94] ، معناه : لم تنتظر قولی.

ص: 112

قال : والترقُّب : تَنظر شیء وتوقُّعُه. قال : والرقیب : الحفیظ.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «ما تَعُدّون فیکم الرَّقوب؟» قالوا : الذی لا یَبْقی له ولد.

قال : بل الرّقُوب الذی لم یقدِّم من ولده شیئاً.

قال أبو عبید : وکذلک معناه فی کلامهم إنما هو علی فَقْد الأولاد.

وقال صخرُ الغَیّ :

فما إِنْ وَجْدُ مِقْلاتٍ رَقُوبٍ

بواحِدِها إذا یَغْزُو تضِیفُ

قال أبو عبید : فکان مذهبه عندهم علی مصائب الدنیا فجَعَلها رسول الله صلی الله علیه وسلم علی فَقْدِهم فی الآخره ، ولیس هذا بخلافِ ذاک فی المعنی ، ولکنّه تحویل الموضع إلی غیره نحوحدیثه الآخر : «إن المحْرُوبَ مِنْ حُرِبَ دینَه». ولیس هذا أن یکون مَن سُلِب ماله لیس بمحروب.

وقیل : الرّقوب : الناقه التی لا تدنو إلی الحوض مع الزِّحام ، وذلک لکرمها. حکاه أبو عبید.

وقال اللیث : الرَّقَبه : مؤخّر أصل العُنُق.

والأرقَب الرَّقَبانیّ : الغلیظ الرقَبه.

ویقال للأَمه الرَّقَبانیّه رَقْباء ، لا تُنعَت به الحُرّه.

وقال ابن درید : یقال : رجل رَقَبانٌ ورقبانیّ أیضاً ، ولا یقال للمرأه رَقَبانیّه.

وقال الله فی آیه الصَّدَقات : (وَالْمُؤَلَّفَهِ قُلُوبُهُمْ وَفِی الرِّقابِ) [التوبه : 60].

قال المفسّرون : (وَفِی الرِّقابِ) هم المکاتَبون ولا یُبتدأ منه مَمْلوک فیُعتَق.

وقال اللیث : یقال : أعتَقَ اللهُ رقبتَه ، ولا یقال : أعتَقَ اللهُ عُنقَه.

والرَّقیب : ضَرْبٌ مِن الحیّات خبیث والجمْع الرَّقیبات والرُّقُب.

وقال شمر : المَرْقَبه هی المَنظره فی رأس جَبَل أو حِصْن ، وجمعه مراقب.

قال : وقال أبو عمرو : المَراقب : ما ارتفع من الأرض.

وأنشد :

ومَرْقبَهٍ کالزُّجّ أشرفْتُ رأسَها

أُقَلِّبُ طرفی فی فضاءِ عریضِ

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم فی العُمْرَی والرُّقْبَی : «إنها لمن أُعمِرَها ولِمن أُرقِبَها ولوَرثتهما من بعدهما». قال أبو عبید : حدّثنی ابن عُلَیَّه عن حجّاج أنه سأل أبا الزبیر عن الرُّقْبی فقال : هو أن یقول الرجل للرجُل وقذ وَهَب له داراً : إن متَّ قَبْلی ، رجعَتْ إلیّ ، وإنْ متُّ قبلَک فهی لک.

قال أبو عبید : وأصل الرُّقْبی من المراقبه ، کأنَّ کلَّ واحد منهما إنما یَرْقُب موت صاحبِه. ألا تری أنه یقول : إنْ مُتَّ قَبْلی

ص: 113

رجعَتْ إلیّ ، وإنْ مُتُّ قبلَک فهی لک ، فهذا ینبئک عن المراقبه.

قال : والذی کانوا یریدون من هذا أن یتفضَّل عن صاحبه بالشیء فیستمتع به ما دام حیّاً ، فإذا مات الموهوبُ لم یَصِل إلی ورثته منه شیء ، فجاءت سنّهُ رسول الله صلی الله علیه وسلم بنَقْضِ ذلک ، أنه من ملک شیئاً حیاتَه فهو لورثته من بعد موته.

قال : وجاءت فی هذا الباب آثارٌ کثیره وهی أصلٌ لکلِّ من وَهَب هِبَهً واشترط فیها شرطاً ، أنَّ الهبه جائزه ، وأن الشرط باطل.

ویقال : أرقبتُ فلاناً داراً ، وأعمَرْتُه داراً : إذا أعطیتَه إیّاها بهذا الشرط فهو مرقَب وأنا مُرْقِب.

ویقال : ورِثَ فلانٌ مالاً عن رِقْبَهٍ ، أی : عن کلالَهٍ ، لم یَرِثه عن آبائه. ووَرِثَ مجداً عن رِقْبَه : إذا لم یکن آباؤه أمجاداً.

وقال الکُمیْت :

کانَ السَّدَی والنَّدَی مجداً ومکرمهً

تلک المَکارِمُ لم یُورَثْن عن رِقَبِ

أی : وَرِثَها عن دُنًی فَدُنًی مِن آبائه ، ولم یَرثْها من وراءُ وراءُ.

ورَقیبُ الثریّا : رأسُ الإکلیل.

وأنشد الفراء :

أحقّاً عبادَ الله أنْ لست لاقیاً

بُثینَهَ أو یَلقَی الثُّریّا رَقیبُها

وسمعت المنذریّ یقول : سمعتُ أبا الهیثم یقول : الإکلیل : رأس العقرب.

ویقال : إنَ رقیب الثُّریّا من الأنواء الإکلیل ، لأنه لا یَطلُع أبداً حتی تغیب ، کما أن الغَفْر رقیبُ الشَّرَطَین لا یَطلع الغَفْر حتی یغیبَ الشَّرَطان ، وکما أن الزُّبانَیَیْن رقیبُ البُطَین لا یَطلُع أحدهما أبداً إلّا بسقوط صاحبه وغَیْبوبته فلا یلقی أحدُهما صاحبَه. وکذلک الشَّوْلَه رقیبُ الهَقْعه ، والنَّعائم رقیبُ الهَنْعه. والبَلْده رقیب الذِّراع.

وقال اللیث : المُراقَبه فی أجزاء الشعر عند التجزئه بین حرفین ، هو أن یَسقُط أحدُهما ویَثبُت الآخر ، ولا یَسقُطان جمیعاً ولا یَثبُتان جمیعاً ، وهو فی مَفاعیلُن التی للمضارع لا یجوز أن یتمّ ، وإنما هو مفاعیلُ أو مَفَاعِلُنْ.

قال : ورقیبُ الجیش : طلیعتهم. ورقیب الرجل : خَلَفُه مِن وَلَدِه أو عشیرته.

ورقیب کلِّ شیء : آخره ، حتی قالوا : رقیب الغُبار.

قال عدیّ بن زید یصف فرساً اتبع غبارَ الجیش :

کأنَّ ریِّقَهُ شؤبوبُ غادیه

لما تقفّی رقیب النَّقع مُسطارا

أی : تبع آخر النقع.

برق

قال اللیث : البَرَق : دخیلٌ فی العربیه ،

ص: 114

وقد استعملوه ، وجمعُه البِرْقان.

الأصمعیّ : بَرَقتِ السماءُ ورَعَدتْ ، وبَرَقَ الرجلُ یَبرقُ ورَعَد یَرْعُد : إذا تَهَدَّدَ.

وقال ابن أحمر :

ما جَلّ ما بَعُدتْ علیکَ بلادُنا

وطِلابُنا فابرُق بأرضِک وارعُدِ

قال أبو نصر : وسمعتُ من غیر الأصمعیّ أبْرَقَ وأرْعَدَ ، أی : تهدَّد.

قلت : وهذا قول أبی عبیده ، وکان الأصمعِیّ یُنکره ویقول : بَرَق ورَعَد.

واحتجّ أبو عبیده بقول الکمیت :

أبرِقْ وأرْعِدْ یا یزی

دُ فما وَعیدُک لی بضائرْ

وکلُّهم یقول : أَرْعدنا وأَبْرَقْنا بمکان کذا وکذا ، أی : رأینا البرقَ والرَّعدَ. وأبرقَ الرجلُ بسیفه یُبرِق : إذا لمعَ به.

ویقال للناقه إذا تلقَّحَتْ ولیستْ بِلاقح : قد أبرقتْ ، وناقهٌ مُبْرِق ، ونوقٌ مَباریق.

ویقال أیضاً : ناقهٌ بَروق : إذا شالت بذَنَبها.

ویقال للسلاح إذا رأیتَ بَریقَه : رأیتُ البارقه.

ویقال : ما فعلتِ البارقهُ التی رأیتَهَا البارحه؟ یعنی السحابهَ التی یکون فیها بَرْق.

وقال الله جلّ وعزّ : (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)) [القیامه : 7].

قال الفراء : قرأ عاصمٌ وأهل المدینه بَرِقَ بکسر الراء ، وقرأها نافعٌ وحدَه : (فإذا بَرَقَ) بفتح الراء من البَرِیق ، أی : شَخَصَ ، ومن قرأَ بَرِقَ فمعناه فزع. وقال طرَفه :

فنفْسک فانْعَ ولا تَنْعَنِی

وداوِ الکُلُوم ولا تَبرق

یقول : لا تفزعْ من هَول الجراح التی بک.

قال : ومن قرأَ برقَ یقول : فتَح عینیه من الفَزَع. وبرقَ بصَرُه أیضاً کذلک.

وقال الأصمعیّ : بَرِقَ السِقاءَ یَبْرق برَقاً ، وذلک إذا أصابه الحرُّ فیذوبُ زُبْدُه ویتقطَّع فلا یجتمع ، یقال : سِقاءٌ بَرِق.

وقال اللِّحیانی : حبْلٌ أبرق لسوادٍ فیه وبیاض.

ویقال للجبَل أبرقُ ، لبُرْقه الرمل الذی تحته.

وقال الأصمعیُّ : الأبرق والبرقاء : حجارهُ رملٍ مختلطه. وکذلک البُرْقَهُ.

وقال غیره : جمعُ البُرقه بُرَق ، وجمعُ الأبرَق أبارِق ، وجمعُ البرقاء بَرْقاوَات ، وتُجمع البُرْقه بِراقاً أیضاً.

شمِر عن ابن الأعرابی : الأبرق : الجَبل مخلوطاً برَمْل ، وهی البُرْقه ، وکلُّ شیئین خلطا من لونین فقد بُرِقا. وبرَّقْتُ رأسَه بالدُّهْن.

قال شمر : وقال ابنُ شمیل : البُرْقه ذاتُ حجارَهٍ وتراب ، وحجارتُها الغالب علیها

ص: 115

البیاض ، وفیها حجارهٌ حُمْرٌ وسود ، والتُّراب أبیضُ أعْفَر ، وهو یَبرُق لک بلونِ حجارتها وتُرابها ، وإنما برَّقَها اخْتلافُ ألوانها ، وتُنبِتُ أسنادُها وظهرُها البقْلَ والشجَر نباتاً کثیراً ، یکون إلی جَنبها الروضُ أَحیاناً.

اللحیانی : یقال : من الغنَم أبرَق وبَرقاء للأنثی ، ومن الدوابّ أَبلَق وبلْقَاء للأُنثی ، ومن الکلاب أَبقَع وبَقْعاء.

أبو عبید عن أبی زید : إذا أَدَمْتَ الطعامَ بدَسَمٍ قلیلٍ قلتَ : برقْتُه أبرُقُه بَرقاً.

وقال اللِّحیانی مثلَه. وقال : البُرْقه : قلَّه الدَّسم فی الطعام.

قال : ویقال : أَبرَقَ الرجل : إذا أَمَ البرقَ أی قَصَده. ومرَّتْ بنا اللیله سحابهٌ برّاقهٌ وبارِقه.

وقال اللیث : برَّق فلان بعینیه تبریقاً ، إذا لأْلأ بهما من شدّه النظر.

وأنشد :

وطفِقَت بعینِها تَبْریقا

نحوَ الأمیرِ تبتغِی تطلیقا

والبُرَاقُ : دابّه الأنبیاء.

وقال اللِّحیانی : إبریقٌ : إذا کانت برَّاقه.

قال : وأبرقت المرأه وبرّقَت : إذا تحسَّنَتْ وتعرّضت.

وأما قول ابن أحمر :

تعلَّقْتَ إبْرِیقاً وعَلَّقْتَ جَعْبَه

لتَملِک حَیّاً ذا زُهاءٍ وجامِلِ

فإنَّ بعضهم قال : الإبریقِ السیف هاهنا ، سمِّی به لبَریقه.

وقیل : الإبریق هاهنا قَوسٌ فیها تَلَامِیعُ.

والإبریق أیضاً إناء ، وجمعُه أَباریق.

والبَرْوَق : نبت معروف ، تقول العرب : أشْکَرُ من بَرْوَق» وذلک أنَّه یخضرّ بأدنی النَّدَی یقع من السماء.

ویقال للعین بَرْقاء لسواد الحَدقه مع بیاض الشَّحْمه.

وقال ابن السکِّیت : قال أبو صاعد : البَرِیقه ، وجمعُها برائِقُ ، وهی اللَّبَنُ یُصَبُّ علیه إهالهٌ وسمنٌ.

ویقال : ابرقُوا الماءَ بزَیت ، أی : صُبُّوا علیه زَیْتاً قلیلاً. وقد برَقوا لنا طعاماً بزیتٍ وسمنٍ ، وهی التباریق.

ویقال للجراد إذا کان فیه بیاضٌ وسواد بُرْقان.

وقال المُؤرِّج : بَرَّق فلان تبریقاً : إذا سافر سفراً بعیداً ، وبرَّق مَنزله ، أی : زیَّنه وزَوَّقه. وبرَّق فلانٌ فی المعاصی : إذا لَجَّ فیها. وبرَّق بی الأمرُ ، أی : أعیا علیَّ.

أخبرنی المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : عمِل رجلٌ عملاً فقال له بعضُ أصحابه : برّقتَ وعرَّقتَ : قال معنی برَّقتَ : لوّحت بشیءٍ لیس له مِصْداق.

ص: 116

وعرْقتَ : أقللتَ. وأنشد :

لا تملأ الدَّلوَ وعرِّق فیها

ثعلب عن ابن الأعرابی : البُرْق : الضِّباب. والبُرْق : العین المُنْفَتِحَه.

ویقال : «لکلِّ داخل بُرقه» ، أی : دَهْشَه.

والبَرْق : الدَّهَش.

ربق

قال اللیث : الرِّبْق : الخیط ، الواحده رِبْقَه.

وفی الحدیث : «مَنْ فعل کذا فقد خَلع رِبقهَ الإسلام من عُنقه».

وشاهٌ مَرْبوقهٌ وشاهٌ مُرَبَّقَهٌ.

ثعلب عن سَلَمه عن الفراءِ یقال : «لقِیت منه أُمَ الرُّبَیْق علی وُرَیْقٍ». ویقال : أریَق ، وهی الداهیه.

وقال اللیث : أُمُ الرُّبَیْق من أَسماء الحَرب والشدائد.

وقال الراجز :

أُمُ الرُّبَیق والوُرَیق الأزنَم

وَقال غیره : تُجمَع الربْقَه رِبَقاً.

وروی عن حذیفه أنه قال : «من فارق الجماعه قِید شِبْر فقد خلع رِبْقَهَ الإسلام من عُنُقه». قال شمر : قال یحیی بن آدم : أرادَ برِبْقه الإسلام عَقْدَ الإسلام.

قال : ومعنی مفارقهَ الجماعه : ترکُ السُّنَّه واتِّباع البدعه.

قال : والرِّبقَهُ : نَسْجٌ من الصُّوف الأسود عرضُه مثل عَرض التِّکَّهَ وفیه طریقهٌ حمراءُ من عِهْنٍ تُعَقَّد أطرافُها ، ثم تعلّق فی عُنق الصبیّ وتُخْرج إحدی یدیه منها کما یُخْرِج الرجُل إحدی یدیه من حَمائل السیف.

وإنما یعلِّق الرِّبقَ الأعرابُ فی أعناق صبیانهم من العین.

والرِّبْق أیضاً ما یُربَّق به الشاهُ ، وهو خَیْطٌ یثنی حَلْقَهً ثم یُجعَل رأسُ الشاه فیه ، ثم یشدُّ ، سمعتُ ذلک مِن أعراب بنی تمیم.

ویقال : رَبَّق الرجُل أثناءُ حَبْلِه ، ورَبَّق أرباقهً ، إذا هَیَّأَها للبَهْم.

ومنه قولهم :

رَمَّدَت المِعْزَی فرَبِّق رَبِّق

وقد جَعل زُهیرٌ الجوامِعَ رِبَقاً ، فقال یَمدح رجُلاً :

أشمُّ أَبیَضُ فیّاضٌ یفکِّکُ عن

أیدی العُناهِ وعن أَعْناقها الرِّبقا

بقر

رَوَی الأعمش عن المِنهال بن عمرو ، عن سعید بن جُبَیر ، عن ابن عباس ، قال : بینما سلیمانُ فی فلاهٍ إذا احتاج إلی الماء ، فدعا الْهُدْهُد فبَقَر الأرضَ ، فأَصابَ الماءَ ، فدعا الشیاطینَ فسَلخُوا مواضعَ الماء ، کما یُسْلخُ الإهاب ؛ فخرج الماء.

قال شمِر فیما قرأْتُ بخطِّه : معنی بقَر : نظَر موضع الماء ، فرأی الماء تحت الأرض ، فأَعلم سلیمان حتی أَمر بحَفره.

ص: 117

وقوله : فسَلخوا ، أی : حَفَروا حتی وَجَدوا الماءَ.

قال : وقال أبو عدنان عن أبی نُباتَه : المُبَقِّر : الذی یَخُطُّ فی الأرض دائرهً قَدْرَ حافر الفَرس ، وتُدْعی تلک الدائره البَقره.

وأنشد غیره :

بها مِثل آثارِ المُبَقِّر ملعبُ

وقال الأصمعیّ : بقَّر القومُ ما حولهم ، أی : حَفَروا واتَّخذوا الرَّکایا. وبقَّر الصِّبیان یبقِّرون : إذا لَعِبوا البُقَّیْرَی.

وقال اللیث : البُقَّار : تراب یجمعونه بأیدیهم ثم یجْعَلونه قُمَزاً قُمَزاً ، والقُمز کأنها صوامعُ ، وهی البُقّیْرَی.

وأنشد :

نِیطَ بحَقْوَیْها خَمِیسٌ أقمرُ

جَهْمٌ کبُقَّار الولید أَشعَرُ

وکان یقال لمحمد بن علیِّ بن الحسین : «الباقر» لأنَّه بَقَر العِلْم وعرَفَ أصلَه واستنبطَ فَرعَه ، وأصل البَقْر الشّقُّ والفتح ، أظنّه مأخوذاً من بقر الهدهد لسلیمان من تحت الأرض.

ویقال له الباقر والقُناقِن والعرَّاف.

ورُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنَّه «نَهَی عن التَبقُّر فی الأهل والمال».

قال أبو عبید : قال الأصمعی : یرید الکثْره والسَّعَه.

قال : وأصل التَّبقُّر التوسّع والتفتّح ، ومنه قیل : بَقَرْتُ بطنَه ، إنّما هو شققته وفتحتُه.

قال أبو عبید : ومن هذا حدیث أبی موسی حین أقبلت الفِتنهُ بعد مَقْتَل عثمانَ ، فقال : «إنّ هذه الفتنهَ باقرهٌ کداءِ البَطْن لا یُدْرَی أنَّی یُؤتَی له» ، إنما أراد أنّها مُفْسِدَهٌ للدِّین ، مفرِّقه بین الناس ومشتّتَه أمرهم.

أبو عبید عن أبی عمرو : بَقِر الرجُل یَبقر بقراً وبقْراً ، وهو أن یَحْسَر فلا یکادُ یُبصر.

قلت : وقد أنکر أبو الهیثم فیما أخبرنی عنه المنذریّ قوله : «بَقْراً» بسکون القاف.

وقال : القیاس بَقَراً علی فعلاً ، لأنّه لازم غیر واقع.

أبو عبید عن الأصمعیّ قال : البَقیره أن یُؤخَذ بُرْد فیُشقّ ، ثم تُلقیه المرأه فی عُنُقها من غیر کُمین ولا جَیْب.

وقال أبو نصر : قال الأصمعی : رأیت فلان بَقَرا وبقِیرا وباقُوره وباقِراً وبواقِر ، کلّه جمعُ البقر.

وأنشدنی ابن أبی طرفه :

فسکّنتهُمْ بالقَول حتَّی کأنهم

بواقرُ جُلْحٌ أسکَنتها المراتعُ

وقال غیره : یقال لجماعه البَقَر بَیْقورٌ أیضاً. وأنشد :

سَلَعٌ ما مِثلُه عشرٌ ما

عائلٌ ما وعالت البَیْقورا

ویقال : جاء فلانٌ یجرّ بَقرهً ، أی : عیالاً.

ص: 118

وقال اللیث : الباقر : جماعه البَقَر مع راعیها ، وکذلک الجامل جماعَهُ الجمال مع راعیها.

أبو عبید عن الأصمعیّ : بَیْقَر الرجل : إذا هاجر من أرضٍ إلی أرض.

وأنشد :

بأنَّ امرأ القیس بن تملکَ بَیْقرا

قال : ویقال : بَیْقر : إذا أَعْیا.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : بَیْقَر : إذا تحیر.

وبَیْقر : خَرج من بلد إلی بَلَد. وبَیقر : إِذا شَکَّ. وبَیقَر : إذا حَرَص علی جَمْع المال والحشَم. ومنه التبقُّر الذی جاء فی الخبر ، وهو الحِرص علی جمع المال.

ومَنعه. وبیْقر : إِذا مات.

وروی شمر عنه أنّه قال : البَیْقَره : الفساد.

قال : وبیقَر الرجلُ فی مالِه : إِذا أسرَع فیه.

وروی عمرو عن أبیه : البَیْقَرهُ : کثره المال والمتاع.

وقال أبو عبیده : بَیْقَر الرجل فی العَدْوِ : إذا اعتَمَد فیه. وبَیْقر الدّارَ : إذا نزلها واتخذها مَنزِلاً. وبیْقَرَ فی مالِه : إذا أفسَدَه.

أنشد ابن الأعرابی :

وقد کان زیدٌ والقعودُ بأرضه

کراعی أناسٍ أرسلوه فبیقرا

قال : البیقره : الفساد. وقوله : «کراعی أناس» ، أی : ضیّع غَنَمه للذئب.

أبو نصر عن الأصمعیّ : بَیْقر الفرسُ : إذا خامَ بیَدِه ، کما یَصْفِن برجْله.

قبر

قال اللیث : القبْر : مَدْفن الإنسان.

والمقبَر : المصدَر والمقبَرهُ : الموضع.

والمقبرُ أیضاً : موضع القبْر.

أبو عبید عن الأحمر یقال : مَقبرَه ومَقبُره.

وقال ابن السکّیت مثله. وهو المقبریّ والمقْبُری.

سلمه عن الفراء فی قوله : (ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)) [عبس : 21] ، أی : جَعَله مقبوراً ولم یَجعله ممّن یُلقی للطیر والسباع ، ولا ممن یُلقی فی النَّواویس ، کأنَ القبر مما أکرِم به المسلم.

قال : ولم یَقُلْ فقَبَره ، لأن القابرَ هو الدافن بیَدِه ، والمقبِر هو الله ، لأنه صَیّره ذا قَبْر ، ولیس فعلُه کفعل الآدمیّ.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : قَبَره : إذا دَفَنه. وأقبَرَه : إذا أمر إنساناً بحَفَر قَبْر.

وقال الزجاج : أقبَرَه : جَعل له قَبراً یُوارَی فیه. وقَبَره : دفَنَه.

وقال اللیث : الإقبال : أن یهیئ له قَبْراً وینزله منزله.

وقال ابن السکیت : أقبرتُه ، أی : صیّرْتُ له قبراً یدفَن فیه.

قال : وقال أبو عبیده : قالت بنو تمیمٍ للحجّاج ، وکان قَتَل صالحاً وصَلَبَه «أقبِرناً

ص: 119

صالحاً» وقد قبرته : إذا دفنته.

عمرو عن أبیه : جاء فلان رامعاً قبرَّاه ورامعاً أنفَه : إذا جاءَ مُغضَباً ومثله : جاءنا فخا قِبراهُ ؛ ووارِماً خَوْرَمتَه.

وأنشد :

لما أتانا رامعاً قِبِرّاه

لا یعرِف الحقَّ ولیس یهْواهْ

ورُوی عن ابن عبّاس أنَّه قال : «إنَّ الدَّجّال وُلد مَقبوراً». قال أبو العباس : معنی قوله : وُلد مقبوراً لأن أمّه وضعتْه وعلیه جِلْده مُصْمَته لیس فیها شَقٌّ ولا ثَقب ؛ فقالت قابلتُه ؛ هذه سِلْعَهٌ ولیس وَلَداً ، فقالت أمّه : بل فیها ولد ، وهو مَقبور فیها ، فشقُّوا عنه ، فاستهلّ.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : القَبیره : تصغیر القِبره ، وهی رأس القَنْفاء. والقِبّراه أیضاً : طَرَف الأنف ، تُصغَّر قُبَیْره.

وقال ابن درید : نخلهٌ قَبور وکَبوس ، وهی التی یکون حَملها فی سَعَفها. وأرضٌ قبورٌ : غامضه.

ویقال : للقنْبُره قُبُّرَه وقُبَّرٌ.

ق ر م
اشاره

قمر ، قرم ، رقم ، رمق ، مرق ، مقر : مستعملات.

قرم

الحرّانی عن ابن السکیت یقال : قَرَم یَقرِم قَرْماً : إذا أکل أکلاً ضعیفاً. ویقال : هو یتقرَّم تقرُّمَ البهمه.

أبو عبید عن أبی زید یقال للصبیّ أول ما یأکل : قد قَرَم یقرِم قَرْماً وقُروماً.

ثعلب عن ابن الأعرابی : قَرِمتُ إلی اللحم أقرَم قَرَماً. وقَرَمت البَهْمهُ : إذا تناوَلتْ.

وقال الفرّاء : السَّخْله تقرِم قَرْماً : إذا تعلمت الأکلَ.

وقال عدیّ :

سکَبَتْ فی کلِّ عامٍ ودقَها

فَظِباءُ الرّوض یَقْرمِن الثمرْ

ابن السکّیت : أقرمْتُ الفحلَ فهو مُقرم ، وهو أن یوَدِّع للفِحْله من الحمل والرُّکوب. وهو القَرْم أیضاً.

وفی حدیثٍ رواه دُکین بن سَعِید قال : أمرَ رسول الله صلی الله علیه وسلم عُمر أن یزوِّد النعمانَ بن مقرِّن المزنیّ وأصحابه ، ففَتَح غرْفَهً له فیها تمرٌ کالبعیر الأقرم.

قال أبو عبید : قال أبو عمرو : لا أعرف الأقرَم ولکنی أعرف المقرَم ، وهو البعیر المکرَّم الذی لا یُحمل علیه ولا یذلَّل ، ولکن یکون للفحله.

قال : وإنما سمِّی السیِّد الرئیس من الرجال المقرَم لأنه شبِّه بالمقرَم من الإبل لعظم شأنه وکرمه عندهم.

وقال أوس بن حجر :

إذا مقْرَم منا ذرا حدُّ نابه

تخمَّط فینا ناب آخر مُقرَم

قال : وأما المقروم من الإبل فهو الذی به

ص: 120

قُرمه ، وهی سِمَهٌ تکون فوق الأنف تسلخ منها جلده ، ثم تجمع فوق أنفِه ، فتلک القُرْمه ، یقال منه : قرمتُ البعیرَ أَقرِمُه.

قال : ویقال للقُرْمه أیضاً القِرام. ومثله فی الجسد الجُرفَه.

وقال اللیث : هی القُرمه والقَرْمه لغتان ، وتلک القِطعه التی قطعتها هی القُرامه.

قال : وربما قرموا من کِرکِرَته وأذنِه قُرامات یُتبلَّغ بها فی القَحْطِ.

قال ابن الأنباری فی کتاب «المَمْدود والمقصور» : جاء علی فَعَلاء : یقال له سَحَناء ، أی : هیئه. وله ثأداء ، أی : أمَه.

قال : وقَرَماء : اسم أَرض.

وأنشد :

علی قَرَماءَ عالیهٍ شَواه

کأنَّ بیاض غُرّته خِمارُ

کُتب عنه بالقاف. وکان عندنا فرماء بمصر فلا أَدری قرماء أرض بنجد وفرماء بمصر.

المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی : فی السِّمات القرمه ، وهی سمه علی الأنف لیست بحزّ ولکنّها جرفه للجلد ثم یترک کالبعره ، فإذا حُزّ الأنف حزّاً فذلک الفقر.

یقال : بعیر مفقور ومقروم ومجدوف. ومنه ابن مقروم الشاعر.

وفی حدیث عائشه : أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم دخلَ علیها وعلی الباب قِرامُ سِتْر.

قال أبو عبید : القِرام : السِّتْر الرقیق ، فإِذا خِیط فصارَ کالبیْت فهو کلّه.

وأنشد بیت لبید یصف الهودَج :

مِن کلِّ مَحْفُوفٍ یُظِلُّ عِصِیَّهُ

زَوجٌ علیه کِلّهٌ وقِرامُها

وقال اللیث : القِرام : ثوبٌ من صوفٍ فیه ألوانٌ من العِهْن ، وهو صَفیق یُتَّخذ سِتراً.

قال : وأمَّا المِقْرَمَه فهی المِحْبَس نفسُه یُقْرم به الفِراش.

أبو عبید عن أَبی زید ، ما فی حَسَب فلان قُرامه ولا وصْم ، وهو العَیْب.

قال : وقال الفراء : القُرامه : ما التَزَقَ مِن الْخُبز بالتَّنُّور. وکلُّ ما فسرْتَه عن الْخُبز فهو القُرامه.

قال : وقال الکسائیّ : المُقَرقَم : البطیء الشَّباب.

وقال الراجز :

أَشْکو إلی الله عِیالاً دَرْدَقا

مُقَرقَمِینَ وعجوزاً سَمْلَقا

وقال أبو سعید فی تفسیر قوله : علیه کِلهٌ وقِرَامُها قال : القِرام : ثوبٌ من صُوف غلیظ جدّاً یُفْرش فی الهَوْدَج ثم یُجعل فی قواعد الهَوْدَج أو الغَبیط.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، قال : القَرم : الجِداء الصِّغار. والقَرم : صغار الإبل.

والقَزَم بالزای : صغار الغَنَم ، وهی

ص: 121

الحَذَف.

رقم

قال اللیث : الرَّقْم والترقیم : تعجیم الکتاب : (کِتابٌ مَرْقُومٌ (9)) [المطففین : 9] ، أی : قد بُیّنَتْ حُروفه بعلاماتها من التنقیط.

قال : والتاجر یَرْقُم ثَوبَه بسِمَته.

والمرقوم من الدوابّ : الذی یکون علی أَوظفته کَیَّاتٌ صغار ، فکلّ واحدهٍ منها رَقْمه ، ویُنْعَت بها الحمار الوحشیُّ لسوادٍ علی قوائمه.

والرَّقَم : خَزٌّ موشَّی ، یقال : خَزُّ رَقْم ، کما یقال بُرْدُوشی.

والرقمتان : شِبه ظُفْرین فی قوائم الدابَّه متقابلین.

والرَّقَمه : نبتٌ معروف یُشبه الکَرِش.

شمر عن ابن شمیل : الأرقَمُ حیَّهٌ بین الحیّتین مُرقَّمٌ بحُمره وسواد وکُدْره وبُغْثه.

وقال الأصمعیّ : الأرقم من الحیّات الذی فیه سوادٌ وبیاض.

وقال رجل لعمر : «مَثَلی کمثل الأرقم ، إن تقتُله ینقِم ، وإن تترکه یَلْقَم». وقال شمر : الأرقم من الحیّات : الذی یشبه الجانَّ فی اتِّقاءِ الناس من قَتْله ، وهو مع ذلک من أضعف الحیّات وأقلّها غضباً ، لأنَ الأرقم والجانّ یُتَّقی فی قتلهما من عُقوبه الجِنّ لمن قتلهما ، وهو قوله : «إِن یُقتل ینقِم» ، أی یثأر به.

وقال ابن حبیب : الأرقم أخبث الحیّات وأطلبها للناس.

وقال ابن المظفَّر : یقال للذکر [من الحیّات] أرقم ، ولا یقال للأنثی رَقْماء ، ولکنها رَقْشاء.

قال : والأرقم : إذا جعلتَه نَعْتاً. قلتَ أَرقَش ، وإنما الأرقم اسمُه.

والأراقم : قومٌ من ربیعه ، سُمُّوا الأراقم تشبیهاً لعیونهم بعیون الأراقم من الحیّات.

وقال اللیث : التَّرقیم من کلام دیوان أهل الخَراج.

أبو عبید عن الأصمعیّ : جاءَ فلانٌ بالرَقِم الرَّقْماء ، کقولهم : بالداهیه الدَهْیاء.

وأنشد :

تمرّسَ بی من حَیْنِهِ وأنَّا الرقِمْ

یرید الداهیه.

وقال الفراء فی قوله : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْکَهْفِ وَالرَّقِیمِ) [الکهف : 9].

قال : هو لوحُ رَصَاصٍ کُتبت فیه أنسابُهم وأسماؤهم ودِینُهم ومِمَّ هَرَبوا؟. وقیل : الرَّقیم : اسمُ القریه التی کانوا فیها.

وقیل : إنه اسم الجبل الذی فیه الکهف.

حدّثنا ابن هاجک عن علی بن جُحرِ عن شریک عن سماک بن حرب عن عِکرمه ، قال : سأل ابن عباسٍ کعباً عن الرّقیم ، قال : هی القریه خرجوا منها.

وقال أبو العباس فی قوله جلّ وعزّ :

ص: 122

(کِتابٌ مَرْقُومٌ (9)) [المطففین : 9] ومعناه : کتابٌ مکتوب.

وأما المؤمن فإنَّ کتابه یجعل فی عِلِّیِّین فی السَّماء السابعه. وأَمّا الکافر فیجعل کتابُه فی السِّجِّین وأَسفلِ الأرض السابعه.

وأَنشد :

سأرقُمُ فی الماءِ القَراحِ إلیکم

علی بُعدِکم إن کان للماء راقمُ

أی : سأکتب.

سَلَمه عن الفراء قال : الرَّقیمه : المرأَه العاقله البَرْزَه الفَطِنه.

ویقال : فلانٌ یَرْقُمُ فی الماء یضرب مَثَلاً للرجل الفَطِن العاقل. والمُرقِّم والمرقِّن : الکاتب ، وقال :

دارٌ کرَقْم الکاتبِ المرقِّن

والرقمُ : الکتابه. وقیل : المرقِّن الذی یحلِّق حَلَقاً بین السطُّور ، کترقین الخِضاب.

ویقال للرجل : إذا أسرفَ فی غَضبه ولم یقتصد : طَمَا مِرقَمُک ، وجاشَ مَرقَمُک ، وغَلا وطَفَح وفاضَ وارتفَع ، وقَذَف مِرقَمُک.

ویقال للنُّکتتین السّودَاوَین علی عَجُزَی الحمار : الرَّقْمتان ، وهما الجاعِرَتان.

والرَّقْمتان : رَوْضتان بناحیه الصَّمان ، ذکرهما زُهیر فقال :

ودارٌ لها بالرّقْمَتین کأنها

مَراجِیعُ وَشْمٍ فی نواشِرِ مِعصمِ

وقیل : رَقمهُ الوادی : مجتَمع مائه فیه.

قال الفراء : علیک بالرَّقمه ودَع الضَّفّه.

ورقمهُ الوادی : حیث الماء. وضَفَّتَاه : ناحیتاه.

مرق

أبو عبید عن أبی زید : أمرقتُ القِدْر فأنا أُمرقُها إمراقاً : إذا أکثرتَ مَرقَها.

قال : وقال الفراء : مَرقْتُها أمرُقها : إذا أکثَرتَ مَرقَها.

سلمه عن الفراء : سمعت بعض العرب یقول : أطعَمنا فلانٌ مَرقهَ مَرقین یرید اللحمَ إذا طُبخ ، ثم طُبخ لحمٌ آخر بذلک الماء. وهکذا قال ابن الأعرابی.

وقال اللیث : المَرق : جمع المَرقه.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم حین ذکر الخوارج فقال : «یمرقون من الدِّین کما یَمرُق السهْم من الرمیَّه».

قال اللیث : المروق : الخروج من شیءٍ من غیر مَدخله.

والمارقه : الذین مَرقوا من الدِّین لغلوِّهم فیه. وقد مَرقَ السهمُ مِن الرَّمیَّه ، وأمرقْتُه أنا إمراقاً.

ویقال للذی یُبدِی عَورتَه : امَّرق یَمرَّق وقد مَرِقَت البیضه مَرقاً ، ومَذِرت مَذَراً : إذا فسدتْ فصارت ماءً.

قال : والامتراق : سرعه المروق وقد امترقَت الحمامهُ من الوَکْر.

ص: 123

قال : والمریق : شحمُ العُصفر.

قال : وبعضهم یقول : هی عربیّه محضه.

وبعضٌ یقول : لیست بعربیّه.

وأنشد الباهلیّ :

یا لیتنی لکِ مِئزَرٌ متمرق

بالزّعفرانِ لبسته أیّاما

وقال المازنی : متمرق مصبوغ بالزعفران.

ومتمرق : مصبوغ بالمریق وهو العُصفر.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : المرق : الطعْن بالعَجله.

والمرق : الذِّئاب الممعَّطه ؛ والمِرق : الصوف المنفش ؛ یقال : أعطنی مِرقهً ، أی : صوفه. والمَرَق : الإهاب الذی عُطِن فی الدِّباغ وَتُرِک حتی أنتن وتمرط.

ومنه قوله :

ساکناتُ العَقیقِ أشهی إلی النَّف

س من السّاکناتِ دونَ دِمشقِ

یتضوّعْن لو تضمّخن بالمِسْ

ک صُماحاً کأنه رِیحُ مرقِ

وقد مَرَقْت الإهابَ مَرْقاً فامَّرق امِّراقاً.

أبو عبید عن الأصمعی : المُراقه : ما انتتف من الجِلد المَعْطُوف ، وهو الذی یُدفَن لیسترخی.

وقال أبو عمرو : المُراقه والمُراطه : ما سَقط من الشَّعر.

أبو عبید قال الفراء : الممرق من الغِناء : الذی یغنّیه السَّفِله والإماء. ویقال : للمغنِّی نفسِه : الممرِّق.

وقال شمر : المُرُوق : سرعه الخروج من الشیء ، مَرَق الرجلُ مِن دِینه ، ومَرَق من بیته. وامتَرَقَ وامَّرَق من بطن أمّه.

والمارِق : العِلم النافذ فی کل شیء لا یتعوَّج فیه.

رمق

قال اللیث : الرَّمَق : بقیّه الحیاه.

ویقال : رَمَّقوه وهم یُرمّقونه بشیءٌ ، أی : قَدْرَ ما یمْسِک رَمَقه ویقال : ما عَیشُه إِلّا رُمْقَهٌ ورِماق.

وقال رؤبه :

ما وَجْزُ معروفِک بالرِّماقِ

وما مُواخاتَک بالمِذاق

أی : الذی لیس بمحضِ خالص.

والرِماق : القلیل.

والترمیق : العَمَلُ یعمله الرجل لا یحسِنُه ، وقد یتبلَّغ به.

ویقال : رَمِّقْ علی مَزادتیک ، أی : رُمَّهما مَرَمّه تتبلّغ (1) بهما.

وقال أبو عبید : المُرْمَقُ من العَین : الدُّون

ص: 124


1- فی المطبوع «تبتلغ» : والمثبت من «اللسان» (رمق - 5 / 318). وفی «التاج» (رمق - 25 / 364) : «یُتبلغ».

الیسیر.

وقال الکمیت بن زید یذکره :

تُعالج مُرْمَقّاً مِن العَیش فانِیاً

له حارِکٌ لا یَحمِل العِبْءَ أجزَلُ

أنشدنی المنذریّ لأوس بن حجر :

صبوتَ وهل تصبو ورأسُک أشیَبُ

وفاتتک بالرهن المرامِق زینبُ

قال أبو الهیثم : الرهن المرامَق ویروی : المُرامِق ، وهو الرَّهن الذی لیس بموثوق به. وهو قلب أوس.

والمرامَق : الذی بآخر رمَق. وفلانٌ یرامقُ عیشَه ، أی : یُداریه. فارقته زینب وقلبه عندها فأوسٌ یرامقه ، أی : یداریه.

ویقال : رقمتُه ببصری ورامقْته : إذا أتبعْتَه بصرَک تتعمّده وتنظر إلیه وتَرقُبه.

وقال اللیث : الرمَق والرامَج هو المِلواح الذی یُصاد به البازی والصَّقر ؛ وهو أن یؤتَی ببُومه فیُشَدّ فی رِجْلها شیء أسوَد ، ویخاط عیناها ویُشَدّ فی سِبَاقَیْها خیطٌ طویل ، فإذا وقع علیها البازی صاده الصیّاد مِن قُترته.

وقال الأصمعی : ارْمَقَ الإهابُ ارمِقاقاً : إذا رَقَّ ؛ ومنه ارمِقاق العَیش.

وأنشد غیره :

ولم یَدبُغُونا علی تِحْلِئ

فیرْمَقُ عیشٌ ولَم یُغْمِلوا

المُرْمَقُ : الفاسد من کل شیء. والرُّمَّق : الضَّعیف من الرجال.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : حَبْلٌ مُرْماقٌ : ضعیف.

قال : والرُّمُق : الحَسَده ، واحدهم رامِق ورَمُق. والرُّمُق : الفقراء الذین یتبلّغون بالرِّماق ، وهو القَلیل من العیش.

قمر

قال اللیث : القَمَر : الذی فی السماء ، وضوءُه القَمْراء ، ولیلهٌ مقمِره.

ویقال : أقمَرَ التَّمرُ : إذا لم ینضَجْ حتَّی یصیبه البَرْد ، فتَذهب حلاوته وطعمُه.

وأخبرنی المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : قَمِر الماء والکَلأ : إذا کَثُر.

وقَمِر الرجل : أرِقَ فی القَمَر فَلم یَنَم.

وقَمِر الرجل أیضاً : إذا حارَ بصرُهُ فی الثلج فلم یُبصِر. وقَمرتِ الإبل : إذا تأخر عَشاؤها.

وقال الأصمعی قمِرتِ القِربه تَقْمَر قَمراً : إذا دخل الماء بین الأدَمه والبَشَره فأصابها قضاءٌ وفساد.

وقال ابن الأعرابی : یقال للذی قَلَصَتْ قُلْفَته حتی بدا رأسُ ذَکَرِه عضَّه القَمَر.

وأنشد :

فذاکَ نِکْسٌ لا یَبِضُّ حَجَرُه

مُخرَّق العِرْض جدیدٌ مِمطرُه

فی لیل کانونٍ شدید خَصَرُه

عَضَّ بأطراف الزُّبانَی قَمَرُه

ص: 125

قال : یقول : هو أقلف لیس بمختون إلّا ما نَقص منه القمر وسبّه قُلفته بالزُّبانَی وقیل معناه : أنّه ولد والقمر فی العقرب ، فهو مشؤوم.

والعَرَب تقول : استرعیتُ مالِیَ القَمر : إذا ترکتَه هَمَلاً لَیْلاً بلا راعٍ یحفظه.

واسترعیتُه الشَّمسَ : إذا أهملتَه نهاراً.

وقال طَرْفه :

وکان لها جارانِ قابُوسُ منهما

وبِشْر ولم أستَرعِها الشمسَ والقَمرْ

أی : لم أُهمِلْها.

قال : وأراد البَعیث هذا المعنی بقوله :

بحَبْل أمیر المؤمنین سَرَحْتُها

وما غَرّنی منها الکواکب والقَمر

وأمَّا قول الأعشی :

تَقَمَّرها شَیْخ عِشاءً فأصبحتْ

قُضاعیّهٌ تأتی الکَواهِن ناشِصا

قال أبو عمرو : تَقَمَّرها : أتاها فی القَمْراء.

وقال شمر : قال ابنُ الأعرابیّ : تقمرها : تزوّجَها وذهبَ بها وکان قلبُها مع الأعشی فأصبحت تأتی الکواهنَ تسألهم : متی النجاهُ مما وقعت فیه ومتی الالتقاء.

وقال الأصمعیّ : تَقَمَّرَها : طَلَب غِرَّتَها وخَذَعها ؛ وأصلُه من تَقمُّر الصّیاد الظبَاءَ والطّیرَ باللیل : إذا صادها فی ضَوء النار فتَقمَرُ أَبصارُها فتُصاد.

وقال أبو زُبَیدٍ یصف الأسَدَ :

وراحَ علی آثارهمْ یتقمَّرُ

أی : یتعاهد غِرَّتهم.

وکأَنَ القِمار مأخوذ من الخِداع.

یقال : قامَرَه بالخِداع فقَمَره.

وقال اللیث : القُمْره : لَوْن الحمار الوحْشی ، وهو لونٌ یَضرب إلی خُضْره.

قال : والقَمْراءَ : دُخَّلهٌ من الدُّخَّل.

والقُمْرِیّ : طائر یشبه الحمام والقُمْرُ البِیض. وسحابٌ أقمَر.

وأنشد :

سَقَی دَارَها جَوْنُ الرَّبابهِ مُخْضِلٌ

یَسُحُّ فَضِیضَ الماءِ مِن قَلَعٍ قُمْرِ

وأخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم أنّه قال : یسمَّی القَمَر للیلتین من أوّل الشهر هلالاً ، وللیلَتین من آخره لیلهَ سِتّ وسبع وعشرین هِلالاً ، ویسمَّی ما بین ذلک قَمَراً.

وفی الحدیث أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم ذکر الدّجّال فقال : «هِجانٌ أقْمَر».

قال القُتیبیّ : الأقمر : الأبیض الشدید البیاض.

ویقال للسحاب الذی یشتد ضوءُه لکثره مائه : أقمر. وأَتانٌ قَمْرَاء ، أی : بیضاء.

ویقال : إذا رأیتَ السحابهَ کأَنها بطنُ أتان قَمْرَاءَ فذلک الجَوْد.

أبو زید : یقال فی مَثَل : «وضعتُ یَدِی بین

ص: 126

إحدی مقمورتَین ، أی : بین إحدی شَرَّتین.

مقر

أبو عبید عن الأصمعی قال : المَقِر : الصَّبِر نفسُه.

وکذلک الأمویّ.

وقال أبو عمرو : المَقِر : هو شجر مُرٌّ.

قال : وقال أبو الحسن الأعرابیُّ : المُمْقِر : الحامض ، وهو المقِر أیضاً بیِّن المقَر.

وقال اللیث : المَقْر : إنْقاع السّمَک المالِح فی الماء ، تقول : مَقَرْتُه فهو مَمْقُور.

وقال ابن السکّیت : أمْقَر الشیءُ فهو مُمْقِر : إذا کان مُرّاً.

ویقال : للصَبِر المَقِر.

وقال لبید :

مُمْقِرٌ مُرٌّ علی أعدائه

وعلی الأدنَینَ حُلوٌ کالعَسَلْ

ویقال : مَقَرَ عنقَه فهو یَمقُرُها : إذا دقّها.

ویقال : سَمَک ممقور ، ولا تقل (1) منقور.

قلت : والسَّمَک الممقور : الذی یُنقَع فی الخلّ والمِلح ، فیجیء منه صِباغٌ یؤتدم به.

وقال اللیث : المُمْقِر من الرَّکایا : القلیله الماء.

قلت : هذا تصحیف ، والصواب المُنْقُر بضم المیم والقاف ، وقد مرّ تفسیره فی بابه.

وقال أبو زید : المُزّ والمُمْقِر : اللَّبن الحامض الشدید الحُموضه.

وقد أمقرَ إمقاراً.

وقال أبو مالک : المزّ : القلیل الحُموضه وهو أطیب ما یکون.

المُمْقِر : الشَّدید المراره.

ثعلب عن ابن الأعرابی ، یقال : سَمَک مَمْقور ، أی : حامض.

ویقال : سَمَک مَلِیح ومملوح ومالح لغه أیضاً.

قال : والمُمْقَرُّ : الرجل الناتئ العِرْق.

وأنشد :

نَکَحتْ أُمیمهُ عاجزاً ترِعِیّهً

مُشَّقِّقَ الرجْلین مُمْقَرَّ النَّسَا

باب القاف واللام

ق ل ن
اشاره

استعمل من وجوهه : لقن ، نقل ، قلن ، (قالون).

لقن

قال اللیث : اللَّقَن : إعراب لکن ، وهو شبِیه طَسْت من الصُّفْر.

قال : واللَّقَن : مصدَرُ لَقِنْتُ الشیءَ ، أی : فَهمتُه ألقَنُه لَقَناً.

وقد لقّننی فلانٌ کلاماً تلقیناً ، أی : فهَّمنی

ص: 127


1- فی المطبوع : «مقل» والمثبت من «الصحاح» للجوهری (مقر).

منه ما لم أفهَم ، وقد لقِنْتُه وتلقّنتُه.

اللحیانیّ : هی اللَّقانه واللَّقَانِیَه ، واللَّحانه واللّحانِیَه ، والتَّبانَهُ والتَّبانِیَهُ ، والطَّبانَهُ والطَبانِیَه ، معنی هذه الحروف واحد.

وقال اللیث : مَلْقَن : اسم موضع.

نقل

قال اللیث : النَّقْل : تحویل شیءٍ من موضع إلی موضع.

والنُّقلْه : انتقال القوم من موضع إلی موضع.

قال : والنَّقَل ما بَقی من الحجاره إذا قُلِع جَبَلٌ ونحوه.

أبو عبید عن الأصمعی : النّقَل : الحجاره کالأثافِیّ والأفهار.

والفَرَس یناقِلُ فی جَرْیه : إذا اتَّقی فی عَدْوِه الحجاره.

وقال جریر بن الخَطَفَی :

من کلّ مشترِفٍ وإنْ بَعُد المدَی

ضَرِمِ الرِّقاقِ مُناقل الأجرالِ

وأرض جَرِله : ذات جَراول وغلَظ وحجاره.

وقال اللیث : المَنْقل : طریق مختصر.

والمَنْقَله : مَرْحله مِن مَنازل السَّفَر.

والمناقل : المراحل.

وفی حدیث ابن مسعود : «ما من مصلَّی لامرأهٍ أفضلُ من أشدِّ مکانٍ فی بیتها ظلْمه ، إلَّا امرأهً قد یئستْ من البُعوله ، فی مَنْقَلیْها». وقال أبو عبید : قال الأمویّ : المنْقَل : الخُفّ (1) ، وأنشد لِلکمَیْت :

وکان الأباطحُ مِثل الإرِینَ

وشُبّه بالحِفْوه المنْقَل

قال أبو عبید : ولو لا أنَّ الروایه والشعر اتَّفقا علی فتح المیم ما کان وجهُ الکلام فی المنْقل إلَّا کسر المیم.

وقال ابن بُزُرج : المنقَل فی شعر لبید : الثنیّه. قال : وکلُّ طریق مَنْقَل. وأنشد :

کلَا ولَا ثم انتعلنا المَنْقَلا

قِتْلَین منها ناقهً وجَمَلا

عَیْرانهً وما طِلِیّاً أفْتَلَا

قال : ویقال للخُفّین المنْقَلان ، وللنَّعلین : المنْقَلان.

ورَوَی أبو العباس عن ابن الأعرابی : یقال للخُفِّ المِنْدَل والمِنْقل بکسر المیم فیها.

شمر عن ابن الأعرابیّ : أرضٌ نقِله : فیها حجاره ، والحجاره التی تنقلها قوائم الدابه من موضع إلی موضع نقیل. قال جریر :

یُناقلنَ النَّقیلَ وهُنَّ خوصٌ

بِغُبْر البیدِ خاشعه الجروم

وقال غیره : یَنقُلن نقیلهنّ ، أی : نعالهنّ.

ص: 128


1- قال أبو عبید فی «غریب الحدیث» (4 / 70): «وأحسبه الخلق».

وقال أبو عبیده : المناقله هی الثَّعلبیه ، وهی التقریبُ الأدنی ، وذلک حین تجتمع یداه ورجلاه.

قال : وللمناقله موضع آخر ، أن یفعل ما یفعل الآخر یناقله.

وقال حمید یذکر عیراً وعانته :

ضرائرٌ لیس لهنّ مَهرُ

تأنیفُهن نَقَلٌ وأَفْرُ

والنَّقْل : عَدْوُ ذوِی الاجتهاد.

سلمه عن الفراء : نَعْلٌ مُنْقَلهٌ مُطرَقه ؛ فالمُنقَله : المرقوعه ، والمطرَقه : التی أُطبق علیها أخری.

أبو عبید عن الکسائی : أنْقلْتُ الخُفّ ونقّلتُه : إذا أصلحتَه.

قال : وقال غیره : النَّقائل واحدتها نَقِیله ، وهی رقاع النِعال ، وهی نَعْلٌ منْقله.

وقال الأصمعیّ : فإِن کانت النَعْل خَلَقاً قیل : نِقْل وجمعهُ أنقال.

وقال شمر : یقال : نَقْل ونِقْل.

وقال أبو الهیثم : نَعْل نَقْل. قال : وسمعتُ نُصَیراً یقول لأعرابیّ : ارفَعْ نَقْلَیْک ، أی : نَعْلَیْک.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی العباس أنّه قال : النّقْل : الذی یُتنقَّل به علی الشَّرَاب ، لا یقال إلا بفتح النون.

وقال ابن درید : النِقال : نِصالٌ من نِصال السهام ، الواحده نَقْله. ورجلٌ نَقِیل : إذا کان فی قومٍ لیس منهم. قال : ونواقل العرب : من انتقل من قبیلته إلی قبیله أخری فانتمی إلیها ، وقال الأعشی :

غدَوْتُ علیها قُبَیل الشروق

إما نِقالاً وإما اغْتمارا

قال بعضهم : النِقال : مُناقَله الأقداح ، یقال : شَهِدْتُ نِقال بنی فلان ، أی : مجلسَ شرابهم ، وناقلتُ فلاناً ، أی : نازَعتُه الشراب. والنَّقَل مِن ریشات السِّهام : ما کان علی سهمٍ ثم نُقِل إلی سهمٍ آخر. یقال : لا تَرِشْ سهمِی. بنقَلٍ بفتح القاف.

وقال الکمیت یصف صائداً وأَسْهُمَه :

وَأقدُحٍ کالظُّباتِ أنصُلُها

لا نَقَلٌ رِیشُها ولا لَغَبُ

أبو عبید : النّقَل : المُناقَله فی المنطق.

رجلٌ نَقِل ، وهو الحاضر المنطق والجواب.

وأنشد للبید :

ولقد یَعلمُ صَحْبی کلُّهم

بَعِدَانِ السَّیف صَبرِی ونَقَلْ

أبو عبید عن الأصمعی : المُنَقَّله من الشِجاج وهی التی یَخرج منها فَراشُ العظام ، وهی قشره تکون علی العظم دون اللحم.

شمر عن ابن الأعرابیّ : شَجّهٌ مُنَقَّلهٌ بیِّنه

ص: 129

التنقیل ، وهی التی یخرج منها کِسرُ العِظام.

وقال عبد الوهاب بن جَنْبه : المنقّله التی تُوضح العَظمَ من أحد الجانبین ولا تُوضِحه من الجانب الآخر. قال : وسمِّیت منقَّله لأنها یُنقل جانبُها التی أوضحَتْ عظمَه بالمِرْوَد. والتّنقیل أن یُنقل بالمروَد لیَسمَع صوتُ العَظْم لأنَّه خفیّ ، فإذا سُمِع صوتُ العَظْم کان أکثر لنَذْرِها. النّذْر : الأرش ، وکانت مثل نِصف الموضِحه.

قلت : وکلام الفقهاء علی ما حکی أبو عبید عن الأصمعیّ ، وهو الصواب.

وقال اللیث : النّقَل : سرعهُ نَقْل القوائم وفرسٌ مِنْقَل ، أی : ذو نَقَل وذو نِقال.

وفَرَس نَقَّال : سریع النّقْل للقوائم.

والتنقیل مثل النَّقَل. وقال کعب :

لهنَّ من بَعدُ إرقالٌ وتنقیلُ

والناقله من نواقل الدهر التی تَنقُل قوماً من حال إلی حال. والنواقل من الخراج : ما یُنقل من خراج قریه أو کُوره إلی کُوره.

ویقال : سمعتُ نَقَلهَ الوادی ، وهو صوتُ السّیْل. قاله أبو زید وغیره.

ابن السکیت : النَقیله : الرقْعه یُرْقَع بها خُفّ البعیر ویُرقَع النّعْل.

ویقال للرجل : إنَّه ابنُ نَقیله لیست من القوم ، أی : غریبه.

[قلن] - قالون

رُوِی عن علی رضی الله عنه أنه سأل شریحاً عن امرأه طُلِّقَتْ ، فذکرتْ أنَّها حاضت ثلاث حَیضاتٍ فی شهر واحد. فقال شُریح : إن شَهِدَ ثلاثُ نسوَهٍ من بطانه أهلها أنَّها کانت تحیض قبل أن طُلقت فی کلِّ شهرٍ کذلک فالقولُ قولها.

فقال علی کرم الله وجهه : «قالون».

قال غیر واحدٍ من أهل العلم : قالون بالرومیه : أصبْتَ.

ق ل ف
اشاره

قلف ، قفل ، لقف ، لفق ، فلق ، فقل : مستعملات.

قلف

قال اللیث : القَلَف : مصدر الأقلف.

والقَلیفه : الجُلَیْده. والقَلْف : جَزْم اقتلاع الظُفْر من أصله ، واقتطاع القلْفه من أصلها ، وأنشد :

یقتلف الأظفار عن بَنانِه

وقال أبو مالک : القِلَّف والقِنَّف وَاحد ، وهو الغِرْیَن والتِّقْن : إذا یَبِسَ. ویقال له : غِرینٌ : إذا کان رَطْباً.

ونحو ذلک قال الفراء : ومثلهُ حِمَّص وقِنَّب ، ورجل خِنّب : طویل.

وقال النضر : القَلْف : الجلال المملوءه تَمْراً ، کل جُلَّه منها قَلْفه ، وهی المقلوفه أیضاً ، کل جُلَّه منها قَلْفه ، وهی المقلُوفه أیضاً ، وثلاثُ مَقْلوفات ، کلُّ جُلّه مَقْلوفه ، وهی الجِلال البَحْرانیه. قال : واقتلفْتُ من فلانٍ أربع قَلَفَات وأربعَ مقلُوفات ، وهو أن تأتی الجُلَّه عند الرجل فیأخذها بقولِه

ص: 130

منه ولا تکیلها.

لقف

اللیث : اللَّقْف : تَناوُل الشیء یُرمَی به إلیک. تقول : لقَّفَنی تلقیفاً فلقِفْتُه والتقَفْتُه.

ورجلٌ لَقْف ثَقْف ، أی : سریع الفَهم لما یُرمَی إلیه من کلامِ باللسان ، وسریعُ الأخذ لما یُرمَی إلیه بالید.

وقال العجاج :

مِن الشمالِیلِ وما تَلَقَّفا

یصف ثوراً وحشیّاً وحَفْرَه کِناساً تحت الأرطاه وتلقَّفَه ما ینهار علیه ورَمْیهُ به.

وقال ابن السکیت فی باب فَعْل وفَعَل باختلاف المعنی : اللَّقفِ ، مصدرُ لقِفْتُ الشیءَ أَلقَفُه لَقْفاً : إذا أَخذتَه فأکلتَه أو ابتلعته. ویقال : رجل ثَقْف لَقْفِ : إذا کان ضابطاً لما یحویه قائماً به.

ورَوَی أبو عبید عن الأحمر : إنّه لثَقْف لَقْف ، وثَقِف لَقِف ، وثقیف لَقیف ، بیِّن الثَّقافه واللَّقافه.

وقال الله جلّ وعزّ : (فَإِذا هِیَ تَلْقَفُ ما یَأْفِکُونَ) [الأعراف : 117] ، وقرئ : (فإذا هی تَلَقَّف).

قال الفرّاء : لقِفْتُ الشیءَ أَلقَفُه لَقْفاً ولَقَفاناً ، قال : وهی فی التفسیر تبتلع.

أبو عبید : الحوضُ اللقِّیف : الملآن.

وقال شمر : قال أَبو عمرو الشیبانیّ : اللقیف : الحوض الذی لم یُمْدَر ولم یُطیَّن ، فالماء ینْفجِر من جوانبه.

وقال الأصمعیُّ : هو الذی یتلجّف من أَسفله فیَنهار وتَلجُّفه : أَکلُ الماء نواحیَه.

وقال أبو الهیثم : اللقیف من الملآن أشبهُ منه بالحوض الذی لم یُمْدَر یقال : لقِفْتُ الشیءَ ألقَفُه لَقْفاً فأنا لاقِف ولَقیف ، فالحَوْض لَقِفَ الماء فهو لاقف ولَقیف.

قال : وإن جعلتَه بمعنی ما قال الأصمعی أنَّه تلجَّف وتَوَسّع ألجافُه حتی صار الماء مجتمعاً إلیه فامتلأت ألجافُه کان حَسَناً.

وقال اللیث فی اللقیف مثل قول أبی عمرو.

وقال أبو ذؤیب :

کما یتهدمُ الحوضُ اللَّقِیفُ

وقال أبو عبیده : التلقیف : أن یخبط الفرسُ بیدیه فی اشتقاقه لا یقلُّهما نحوَ بطنه.

قال : والکَرْوُ مثل التلقیف.

وقال أبو خراش :

کأبی الرَّماد عظیمُ القِدْر جفنَته

عند الشّتاء کَحوض المنْهِل اللقفِ

هو مثل اللَّقیف.

وقال أبو وَجْزَه :

قد شاع فی الناس فیما یذکران به

وهی الأدیم وأنَّ الحوضَ قد لقفا

شمر عن ابن شمیل : إنهم لیُلقِّفونَ الطعامَ ، أی : یأکلونه ، ولا تقول یتلقّفونه.

وأنشد :

ص: 131

إذا ما دعیتم للطعام فلقِّفوا

کما لقفَتْ زُبٌّ شآمیَّهٌ حُرْدُ

والتلقیف : شدَّه رفعِها یدَها کأنها تمدُّ یَداً ، ویقال : تلقیفُها : ضربُها بأیدیها لبّاتِها ، یعنی الجِمالَ فی سیرها.

فلق

قال الله جل وعزّ : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ الْفَلَقِ (1)) [الفلق : 1].

قال الفراء : الفَلَق : الصُّبح ، یقال : هو أبیَنُ من فَلق الصبح وفَرَق الصبح.

وقال الزجَّاج : الفَلق : بیان الصُّبح.

قال : وقیل : الفَلق : الخَلْقُ.

قال الله تعالی : (فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوی) [الأنعام : 95] ، وکَذلک فَلقَ الأرضَ بالنّبات ، والسَّحاب بالمطر ، وإذا قلتَ الخَلْقَ تَبیّنَ لک أن أکثره عن انفلاق ، فالفَلق : جمیعُ المخلوقات. وفَلقُ الصُّبح من ذلک.

ثعلب عن عمرو عن أبیه قال : الفَلق : جهنّم ، والفَلق : الصبح. والفَلق : بیان الحقّ بعد إشکال.

وقال الأصمعیّ : الفَلق : المطمئنُّ من الأرض بین المرتفعین.

وأنشد :

وبالأُدم تُحدی علیها الرحالُ

وبالشَّوْل فی الفَلق العاشبِ

والفَلق : المِقْطره أیضاً.

الحرَّانی عن ابن السکیت قال : الفَلْق : مصدَرُ فلقتُ أفلِقُ فَلْقاً. وسمعتُ ذاک مِن فَلْق فیه.

أبو عبید عن الأصمعی : الفُلوق : الشُّقوق ، واحدها فلَق محرّک.

وقال أبو الهیثم : واحدها فَلْق ، وهو أصوَبُ مِن فَلق.

وقال ابن السکیت : الفِلق : الداهیه.

وأنشد :

إذا عَرَضَتْ داوِیَّهً مُدْلهمّهٌ

وغَرَّدَ حادِیها فَرَیْنَ بها فِلقا

أی : عَمِلن بها داهیهً مِن شدّه سیرها.

ابن الأنباری : أراد عمِلن بها سیراً عَجَباً.

والفِلق : العجَب.

قال : والفِلق : القضیب یُشَق فیُعمل منه قَوْسان ، فیقال لکلِّ واحده فِلق.

أبو نصر ، یقال : کان ذلک بفالق کذا وکذا ، للمنحدِر بین رَبْوَتین. ویقال : مَرَّ یَفتَلِق بالعَجَب ، أی : یأتی بالعَجَب.

ویقال : أفلَق فلانٌ الیوم وهو یُفلِق : إذا جاء بعَجَب.

أبو عبید عن الکسائیّ : جاءنا بعُلَق فُلق ، وقد أعلقْتَ وأَفلقْتَ ، وهی الداهیه أیضاً.

وقال غیره : أعطِنی فِلقهَ الجَفْنه وفِلق الجَفْنه ، وهو أحد شِقَّیها إذا انفلقَتْ.

وفالق : اسم موضع.

ص: 132

وقال اللیث : فَلقتُ الفُسْتُقه وغیرَها فانفَلقَتْ. والفِلقه : کِسْره مِن خبز وشاعر مُفْلِق : یجیء بالعجائب فی شِعره. ورجل مِفلاق دنیٌّ رذلٌ قلیل الشیء. والفَلیق : عِرْق فی العَضُد.

وقال غیره : الفَلیق : ما بین العِلْباوین ، وهو أن ینفلق الوَتر بین العِلباوَین ، ولا یقال فی الإنسان.

وأنشد :

فَلِیقُها أجرَدُ کالرمْحِ الضلِعْ

وقیل : الفَلیق : هو المطمئنُّ فی باطن عُنُق البعیر.

والفَیْلَق : الجیش العظیم.

قال الکُمیت :

فی حَوْمَه الفَیْلق الجأواءِ إذ نزلَتْ

قسْرٌ وهیضَلُها الخشخاشُ إذ نزلوا

وقال النضر : الفَلقه فی عدو البعیر مثل الرّبَعه ، یقال : افتلق الجمل فَلقهً. ویقال : یا للفلیقه ویا للأفیکه! إذا جاءَ بشیء منکر.

اللحیانی : کلّمنی فلان من فَلق فیه وفِلق فیه ، والفتح أکثر.

قال : ویقال : خلّیتُه بفالق الوَرْکاء ، وهی رملهٌ ، ویقال : کأنه فلاقَه آجُرَّه ، أی : قطعه. ویقال : فَلقَتِ النَّخله : إذا انشقت عن الکافور ، وهو الطَّلْع ، وهی نخلهٌ فالق ونخْلٌ فُلَّق ، ویقال : قُتِل فلان أفلق قِتْله ، أی : أشدَّ قِتله. وما رأیتُ سیراً أفلق مِن هذا ، أی : أَبعَدَ. وفُلاق البیضه : ما تَفَلّق منها.

وسمعتُ أعرابیاً یقول للبنٍ کان محقوناً فی السِّقاء ، فضرَبه حرُّ الشمسِ فتقطَّع : إنه للبنٌ متفلِّق ومُمْذَقِرٌّ ، وهو أن یصیر اللبنُ ناحیهً والماء ناحیه ، ورأیتُهم یَکرهون شُرب اللبن المتفلّق.

ثعلب عن ابن الأعرابی : جاء فلان بالفُلقانِ ، أی : بالکَذِب الصُّراح ، وجاء بالسُّماق مِثله.

وفی «النوادر» : تَفَیْلَم الغلام ، وتَفَیْلق ، وتَفَلق ، وخَنْزَرَ : إذا ضَخُم وسَمِن.

وفی حدیث الدجّال وصفته : «رجل فَیلَق» هکذا رواه القتَیبیّ فی «کتابه» بالقاف.

وقال : لا أعرف الفَیلق إلّا الکتیبهَ العظیمه.

قال : فإنْ جَعَله فیْلَقاً لِعظمه فهو وجهٌ إنْ کان محفوظاً ، وإلّا فهو الفیْلَم بالمیم بمعنی العظیم.

قلت : والفَیْلم والفیْلق : العظیم من الرجال. ومنه یقال : تَفیْلق الغلام وتَفیْلم بمعنی واحد.

لفق

قال : اللّفق : خیاطهُ شُقتَین تَلفِق إحداهما بالأخری لَفقاً. والتلفیق : أعمّ ، وکلاهما لِفقان ما داما منضمَّین ، فإذا تباینا بعد التلفیق قیل : قد انفتق لفقهما.

ص: 133

ولا یلزمُه اسمُ اللفق قبلَ الخیاطه.

وقال غیره : اللفَاق جماعه اللفق.

وأنشد :

ویا رُبَّ ناعمهٍ منهم

تشُدُّ اللفَاقَ علیها إزارا

وقال المؤرج : یقال للرجلین لا یفترقان : هما لفِقان.

وفی «النوادر» : تأفّقْتُ بکذا وتلفّقْتُ به ، أی : لَحِقْتُه.

قال شمِر فی قول لقمان : «صَفّاق أفَّاق» ، قال : رواه بعضهم : «لفّاق».

قال : واللفّاق : الذی لا یدرک ما یطالب.

یقال : لفق فلانٌ ، أی : طلب أمراً فلم یدرکه.

قال : ویفعل ذلک الصَّقر إذا کان علی یدَی رجلٍ فاشتهی أن یُرسله علی الطیر ، ضربَ بجناحیه ، فإذا أرسله فسبقه الطیرُ فلم یدرکه فقد لفق.

قال : والدِّیک الصفّاق : الذی یضرب بجناحیه إذا صوَّت.

قفل

قال اللیث : القفل معروف ، وفِعله الإقفال وقد أقفلتُه فاقتفل. والمقتَفِل من الناس : الذی لا یُخرج من بین یدیه خیراً ، وامرأه مقتفِله.

والقَفله : إعطاؤک إنساناً الشیءَ بمرّه ؛ أعطیتُه ألفاً قَفله.

وقال ابن دُرید : درهمٌ قَفلهٌ ، أی : وازن ، الهاء أصلیّه.

قلت : وهذا مِن کلام أهل الیمن (1).

والقفلهُ : شجره معروفه. وجمعُها قفل نبت فی نجود الأرض وتیبس فی أول الهیج.

وقال معقِّر بن حمارٍ البارقیّ لبنتٍ له بعد ما کفّ بصره وقد سمع صوت راعدهٍ : «وائلِی بی إلی جانب قفله ؛ فإنها لا تنبت إِلا بمَنجاه من السیل».

وقال ابن السکیت : یقال لما یبس من الشجر : القفل ؛ وکذلک قال أبو عبید.

وأنشد :

فخرّت کما تتابعُ الریحُ بالقفلِ

قال : القَفْل : جمع قفله ، وهی شجرهٌ بعینها تهیج فی وَغْره الصَّیف ، فإذا هبت البوارحُ بها قلعْتها وصیرتها فی الجوّ.

وقال اللیث : القفول : رجوع الجند بعد الغزو ، وقد قَفَلوا یقفلُون قفولاً ، وهم القَفل بمنزله القَعَد ، اسمٌ یَلزمهم ، والقَفْل أیضاً : القُفول ، واشتُقَّ اسمُ القافله من ذلک ، لأنهم یقفُلون.

قلت : سُمِّیت القافله وإن کانت مبتدئهَ السّفَر قافلهً تفاؤلاً بقَفُولها عن سَفَرها ، وظَنَّ القتیبیّ أنّ عَوامّ الناس یَغلَطون فی

ص: 134


1- بعده فی «اللسان» ونسخه من «التهذیب» : «ولا أدری ماذا أراد بقوله : «الهاء أصلیه».

تسمیتهم المنشِئین سفراً قافلهً.

وقال : لا تسمَّی قافلهً إلَّا منصرفهً إلی وطنها. وهو عندی غلطٌ ، لأنَّ العرب لم تزلْ تسمِّی المنشئه للسَّفَر قافلهً علی سبیل التفاؤل ، وهو سائغٌ فی کلام فُصَحائهم إلی الیوم.

وقال ابن السکیت عن أبی عمرو : أقفلتُ البابَ فهو مُقفَل ، ولا یقال : مقفول.

وأقفلتُ الجندُ مِن غزوهم. وقد قَفلوهم یقفلُون قَفولاً وقَفلاً. وقد أقفَله الصَّوْمُ : إذ أیبسه. وأقفلتُ الجِلْد : إذا أیبستَه. وخیلٌ قوافلٌ ضوامر. واستقفل فلانٌ : إذا بخل فهو متقفلٌ. والقفیل : السَّوط المفتول.

وقال :

قمت إلیه بالقفیل ضربا

وقال أبو زید : کم تقفل هذا ، أی : کم تحزُره ، وهو القَفْل وکم تثقُله مثله.

ویقال للفرس إذا ضَمَر : قَفَل یقفُل قُفولاً ، وهو القافل والشازِب والشاسِب.

وقال ابن شُمیل : قَفَل القومُ الطعامَ وهم یقفُلون ، ومکَر القومُ : إذا احتَکَروا ویمکرون. رواه المصاحفی عنه.

وفی «نوادر الأعراب» : أقفلتُ القومَ فی الطرِیق.

قال : وقفلتُهم بعینی قَفَلاً : أتبعتهم بَصری ، وکذلک قذَذْتهم.

وقالوا فی موضعٍ : أقفلتُهم علی کذا ، أی : جمعتهم.

فقل

قال ابن شمیل فی کتاب «الزرع» : الفَقْل : التذریه بلغه أهل الیمن. یقال : فَقَلوا ما دِیسَ مِنْ کُدْسِهم ، وهو رَفْع الدقّ بالمفقَله ، وهی الحِفراه ، ثمَّ نثره.

قال : ویقال : کانت أرضهم العامَ کثیره الفَقْل ، أی : کثیره الرَّیْع ، وقد أَفْقَلْت أرضهم إفْقالاً.

والدّقّ : ما دِیسَ ولم یذَرّ. ولا أحفَظُ الفَقْل لغیر ابن شُمَیل.

ابن الأعرابیّ : المقفال من النخیل : التی تحاتَّ ما علیها من الحمل.

قلف

یقال : قلبٌ أقلفُ : إذا لم یَع خیراً ، کأنّه مُغَشی مُغَطًّی لا یدخُله وعظ. وهی القُلْفه والقلفه. وقلفت الجُلّهَ : إذا قشرتَها عما فیها من تمر مکنوز وهو القلیف.

ق ل ب
اشاره

قبل. قلب. لقب. لبق. بقل. بلق : مستعملات.

قبل

قال ابن المظفر : قَبْل : عقیب بَعْد ، وإذا أفردوا قالوا هو مِن قبلُ ومِن بَعدُ.

قال : وقال الخلیل : قبلُ وبعدُ رُفِعا رفْعاً بلا تنوین لأنهما غایتان ، وهما مثلُ قولک : ما رأیتُ مثله قطّ فإذا أصفتَه إلی شیء نصبتَه إذا وقعَ موقعَ الصّفه ، کقولک : جاءنا قبلَ عبد الله ، وهو قبلَ زیدٍ قادمٌ.

فإذا وقعتَ علیه مِنْ صار فی حدّ

ص: 135

الأسماء ، کقولک من قبلِ زید فصارت مِن صِفهً وخفض قبلُ ، لأن مِن من حروف الخفض ، وإنما صار قبلُ منقاداً لِمن وتحوّل من وصفّیته إلی الإسمیّه ، لأنّه لا یجتمع صفتان. وغلَبَه منْ لأنّ مِنْ صار فی صدر الکلام فغَلب.

قلت : وقد مرتْ عِلَلُ قبلُ وبعدُ فیما مَرَّ مِن الکتاب ، فکرهتُ إعادتها.

وقال اللیث : القُبْل خلاف الدُّبْر. وقُبل المرأه : فَرْجُها.

قال : والقُبل : إقبالک علی الإنسان کأنّک لا ترید غیره. تقول : کیف أنت لو أقبلتُ قُبْلَک.

وجاء رجلٌ إلی الخلیل فسأله عن قولِ العرب : کیف أنت لو أُقبِلَ قبلُک؟ فقال : أُراه مرفوعاً لأنّه اسمٌ ولیس بمصدر کالقَصْد والنحو ، إنَّما هو کیف لو استُقبل وجهُک بما تکره.

وقال الزجاج فی قول الله : (فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ) [آل عمران : 37] ، أی : بتقبل حسن ولکن قبولٌ محمول علی قوله : قَبِلها قَبولاً حَسَناً ، یقال : قَبلتُ الشیءَ قَبولاً : إذا رضیتَه.

وقبلت الرِّیحُ تَقْبلُ ، وهی ریحٌ قَبولٌ.

وقَبَلْتُ بالرجل أقبُل به قَبالهً ، أی : کفلْتُ به. وقد رُوی قَبِلت به فی معنی کَفِلْت علی مثال فَعِلت.

ویقال : سَقَی فلانٌ إِبِلَه قَبَلاً : إذا صَبَّ الماء فی الحوض وهی تَشرب منه فأصابها.

وقال الأصمعی : القَبل : أن یورِد الرجل إِبِلَه فیستقی علی أفواهها ولم یکن هیَّأَ لها قبل ذلک شیئاً.

وقال الزجاج : کلُّ ما عاینْتَه قلتَ فیه أتانی قِبَلاً ، أی : مُعَایَنَهً ، وکلُّ ما استقبلک فهو قَبَل ، وتقول : لا أکلّمک إلی عَشْرٍ مِن ذلک قِبل وقَبَل ، فمعنی قِبَلٍ إلی عشر مما یُشاهده من الأیام ، ومعنی قبَلٍ إلی عَشْر تستقبِلُنا.

ویقال : قَبِلَت العینُ قَبَلاً : إذا کان فیها إقبال منطر علی الأنف.

وقال أبو نصر : قَبِلَت العینُ قَبَلاً ، إذا کان فیها مَیَل کالحَوَل.

وقال أبو زید : الأقبل : الذی أقبلتْ حَدَقتاه علی أنفه. قال : والأحول الذی حولتْ عیناه جمیعاً.

وقال اللیث : القَبل فی العَین : إقبال السوادِ علی المَحْجِر.

ویقال : بل إذا أقبَلَ سوادُه علی الأنف فهو أَقبلَ ، وإذا أَقبل علی الصُدْغین فهو أخرَز.

عمرو عن أبیه : القَبَل شبیهٌ بالحَوَلِ ، والقَبل : صَدَدُ الجَبَل. والقَبل : المحَجَّه

ص: 136

الواضحه. والقَبل : لطُف القابله لإخراج الولد.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : فی قَدَمیه قَبل ، ثم حَنَف ثم فَحَجٌ.

وقال الکمیت :

فأمَّا أمیه من وائلٍ

فمستدبر المجد مُستقبلُ

معناه : أنّه کریم القدیم والحدیث.

قال أبو سعید : قال أعرابیّ : وعلیّ فروٌ لی قَبَلٌ ، أی : جدید ؛ کأنَّه أوّل ما لبسه.

ویقال : أقبلته مرّه وأدبرته ، أی : جعلته أمامی ومرَّه ورائی - یعنی فی المشی -.

وقبلتُه الجبلَ مرّه ودبرتُه أخری.

وقال الله جلّ وعزّ : (أَوْ یَأْتِیَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً) [الکهف : 55] ، و (قِبَلاً) و (قَبَلاً) کلٌّ جائز.

قال الزجاج : فمن قال (قُبُلاً) فهو جمع قَبیل ، المعنی : ویأتیهم العذاب ضُروباً.

ومَن قرأ (قِبَلاً) فالمعنی أو یأتیهم العذاب معَاینَهً. ومن قرأ (قَبَلاً) فالمعنی أو یأتیهم مقابِلاً.

وقوله جل وعزّ : (وَحَشَرْنا عَلَیْهِمْ کُلَّ شَیْءٍ قُبُلاً) [الأنعام : 111] ، المعنی : وحشرنا علیهم کلَّ شیء قبِیلاً قَبیلاً. ویجوز أن یکون قبُل جمع قبیل ، ومعناه : الکَفِیل فیکون المعنی لو حُشِر علیهم کلُّ شیء فکَفَل لهم بصحّه ما یقول ما کانوا لیؤمنوا ویجوز أن یکون قبلاً فی معنی ما یُقابِلهم ، أی : لو حشَرْنا علیهم کل شیء فقابَلهم ، ویجوز وحشَرْنا علیهم کل شیء قِبلاً بکسر القاف ، أی : عِیاناً ویجوز قُبْلاً علی تخفیف قُبُلاً.

وقوله جلّ وعزّ : (لا قِبَلَ لَهُمْ) [النمل : 37] ، معناه : لا طاقهَ لهم بها.

ویقال : أصابنی هذا مِن قِبَله ، أی : من تِلقائه : مِن لدُنْه ، لیس من تِلقاء الملاقاه ، لکنْ علی معنی مِن عنده. قاله اللیث.

قال : وکلُّ جِیل من الجِنّ والناس قَبِیل.

وقوله : (إِنَّهُ یَراکُمْ هُوَ وَقَبِیلُهُ) [الأعراف : 27] ، أی : هو ومَن کان مِن نَسْله. فأما القَبیله فمن قبائل العَرَب وسائرهم من الناس.

أبو عبید عن أبی زید : القَبیل : الجماعه یکونون من الثلاثه فصاعداً من قومٍ شتّی ؛ وجمعُه قُبُل. والقَبیله : بنو أبٍ واحد.

وقال ابن الکلبیّ : الشَّعْب أکثر من القبیله ، ثم القبیله ، ثم العِماره ، ثم البطن ، ثم الفَخِذ.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی العباس ، أنه قال : أُخذت قبائل العرب من قبائل الرأس ، لاجتماعها.

قال : وجماعتُها الشَّعْب. والقبائل دونها.

قال الفراء فی کتاب «المصادر» : حدثنی مندل قال : قال سِنان بن ضرار الشیبانی

ص: 137

عن عبد الله بن أبی الهذیل قال : أتیتُه وعلیَّ فروٌ لی قَبَل ، یرید کَبَل. فقال : یا ضرار ، قلبٌ نقیٌّ فی ثیابٍ دنَسه خیر من قلب دنسٍ فی ثیاب نقیه.

وقال اللیث : قبیله الرأس کلُّ فِلْقَه قد قوبلت بالأخری ، وکذلک قبائل بعض الغروب ، والکثره لها قبائل.

وقال أبو نصْر : قبائل الرأس : قَطعُه المشعوب بعضها إلی بعض.

قال : والقَبَل : النَّشَز من الأرض یستقبِلُک.

یقال : رأیتُ شخصاً بذلک القَبَل.

وأنشد للجعدیّ :

خشیهُ الله وأنی رَجُلٌ

إِنما ذِکری کنارٍ بقَبَلْ

أخبرنی المنذریّ عن ابن عُمیره الأسدی عن الریاشی عن الأصمعی ، قال : الأقبال : ما استقبلک من مُشرف ، الواحد قَبَل.

قال : والقَبَل : أن یُرَی الهلالُ أوّلَ ما یُری ولم یُرَ قبل ذلک.

یقال : رأیت الهلال قَبَلاً. والقَبَل : أن یتکلّم الرجلُ بالکلام ولم یستعدَّ له.

یقال : تَکلّم فلان قَبَلاً فأجادَ.

ویقال : أفْعلُ ذلک مِن ذی قَبَل ، أی : فیما یُسْتقبَل.

ویقال : اقتَبَل أمرَه : إذا استأنَفَه. وهو مُقْتبِل الشّباب ، أی : مستقبَل الشباب.

قال أبو کبیر الهذلیّ :

ولرُبّ مَن طأطأتَه لِحَفِیرَهٍ

کالرُّمْحِ مُقتبِل الشباب محَبَّرِ

سَلَمه عن الفرّاء : اقتَبل الرجلُ : إِذا کاسَ بعدَ حَماقه.

أبو عبید عن الأصمعی : رَجَزْتُه قَبَلاً : أنشدتُه رَجَزاً لم أکن أعدَدْتُه.

ویقال : اقتَبَل فلانٌ الخطبه اقتبالاً : إذا تکلّم بها ولم یکن أَعدّها.

ابن بزرج قالوا : أقبلوها الرِّیحَ.

قال الأزهری : وقابلوها الریح بمعناه.

فإذا قالوا : استقبلوها الریح کان أکثر کلامهم : استقبلوا الریح واستقبلت أنا الریح.

وقال الأعشی :

وقابلها الرِّیحَ فی دنّها

وصلّی علی دنِّها وارتسمْ

أی : أقبلها الرِّیح.

وقال أبو الهیثم : قَبَلتُ الشیء ودبرته : إذا استقبلته أو استدبرته. وقابل عام ودابر عام. فالدَّابر : المولّی الذی لا یرجع.

والقابل : المستقبل. والدابر من السهام : الذی خرج من الرمیه. وعام قابل ، أی : مقبل.

وقَبِلت المرأه القابلهُ تَقْبَلها قِباله. وکذلک قَبِل الرجل الغَرْبَ من المُسْتَقی ، وهو القابل ، وقَبِلتُ الهدیَّه قَبُولاً.

ص: 138

ویقال : علیه قَبولٌ ، ذلک إذا کانت العَین تَقبَله.

أبو نصر : یقال رجل ما لَه قِبْله : إِذا لم تکن له جِهه.

ویقال : أین قبْلتُک؟ أی : أین جِهَتُک.

ویقال : قَبَل به یقبُل به قَبالهً : إذا کَفَل به.

وأنشد :

إنّ کفّی لک رَهْنٌ بالرضا

فاقبُلی یا هِندُ قالت قد وجَبْ

اقبُلی معناه : کونی أنتِ قَبیلاً.

أبو عبید عن الأصمعیّ : أَقبلتُ إبلِی أَفواهَ الوادی ، وکذلک أَقبَلْنا الرِّماحَ نحوَ القوم.

ویقال : قابِلْ نَعْلَک ، أَی : اجعل لها قِبالَین.

قال : وقال الیزیدیّ : أَقبلتُ النعلَ : إذا جَعلتَ لها قِبالاً ؛ فإن شدَدْتَ ، قلتَ : قَبَلتُها مخفّفهً.

قال أبو عبید : والقِبال : مِثْل الزِّمام بین الإصبع الوسطی والتی تلیها.

ورُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أَنه کان لنَعْلِه قِبالان ، أَی : زِمامان.

وقال أَبو نصر : أَقبَلَ نَعلَه وقابَلها : إذا جَعَل لها قِبالین.

ویقال : انزِلْ بقَبَل هذا الجَبَل ، أَی : بسَفْحِهِ. ووَقعَ السهمُ بقُبْل هذا الهَدَف وبدُبْره ، وکان ذلک فی قُبْلٍ من شبابه.

وکان ذلک فی قُبْل الشتاء وفی قُبْل الصیف ، أی : فی أَوّله ووجهه.

عمرو عن أَبیه فی قولهم : «فلانٌ لا یَعرِف قَبیلاً مِن دَبیر».

قال : القَبیل : طاعه الرّب. الدَبیر : معصیتُه.

أَبو نصر عن الأصمعی : القَبیل : ما أَقبَلَ به الفاتل إلی حَقْوه. والدَّبیر : ما أَدبَرَ به الفاتل إلی رُکْبَتِه.

وقال المفضّل : القَبیل : فوزُ القِدْح فی القمار. والدَبیرُ : خیبه القِدْح.

وقال جماعه من الأعراب : القَبیل أن یکون رأسُ ضمن النَعْل إلی الإبهام.

والدَّبیرُ : أن یکون رأسُ الضِمْنِ إلی الخِنْصِر.

وقال ابن الأعرابیّ فی قول الأعشی :

أخو الحَرْبِ لا ضَرَعٌ واهِنٌ

ولم ینتَعِلْ بقِبالٍ خَذِمْ

قال : القِبال : الزمام. قال : وهذا کما تقول : هو ثابت الغَدَر عند الجَدَل والحُجج والکلام والقتال ، أی : لیس بضعیف.

وقال اللیث : القِبال : شِبه فَحَجٍ وتَبَاعُدٍ بین الرِجلین.

وأنشد :

حَنْکَلَهٌ فیها قِبالٌ وفَجَأ

ویقال : فلانٌ قُبالتی ، أی : مستقبِلی.

ص: 139

ویقال : هو جاری مُقابِلی ومُدَابری.

وأنشد :

حَمَتْک نفسِی ومَعی جاراتی

مُقابِلاتی ومُدابِراتی

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم : «أنه نَهَی أن یضحّی بشَرْقاء أو خَرْقاء ، أو مُقابله أو مُدابره». قال أبو عبید : قال الأصمعی : المقابَله أن یُقطَع مِن طرف أُذنها شیءٌ ثم یترک معلَّقاً لا یَبین کأنه زَنَمَه. والمُدابَرهُ : أَن یُفعل ذلک بمؤخّر الأُذُن من الشاه.

قال الأصمعی : وکذلک إنْ بان ذلک من الأُذُن أَیضاً فهی مُقابَله ومُدابَره بعد أَن یکون قد قُطع.

ویقال : رجلٌ مُقابَل ومُدابَرٌ : إذا کان کریمَ الطَّرَفین من قِبَل أَبیه وأمِّه.

وقال اللیث : إذا ضمَمْتَ شیئاً إلی شیءٍ قلت : قابلتُه به. والقابلهُ : اللیلهُ المقْبِله ، وکذلک العامُ القابل ، ولا یقولون فَعَل یَفعُل.

وقال العجّاج یصف قطاً :

ومهمهٍ یُمسی قطاه نُسَّسا

روابعاً وبعد ربع خُمَّسا

وإنْ تَوَلَّی رکضُه أو عرّسا

أمسی من القابلتین سُدَّسا

قوله : من القابلتین : یعنی اللیله التی لم تأتِ بعد فقال :

روابعاً وبعد ربع خمسا

فإن بنی علی الخمس فالقابلتان السادسه والسابعه ، وإن بنی علی الرِّبع فالقابلتان الخامسه والسادسه. وإنما القابله واحده ، فلما کانت اللیله التی هو فیها والتی لم تأت بعد غلّب الاسم الأشنع فقال القابلتین ، کما قال :

لنا قمراها والنجوم الطوالع

فغلّب القمر علی الشَّمس

قال : والقبول من الریاح : الصَّبَا لأنها تَستقبل الدَّبُور.

وقال أبو عبیدٍ عن الأصمعیّ : الریاح معظمها الأربع : الجَنوب والشمال ، والدَّبُور والصَّبَا. فالدَّبور : التی تهبّ من دُبْر الکعبه ، والقَبُول من تلقائها وهی الصَّبَا.

وقال اللیث : القَبُول : أن تَقبَل العَفْوَ والعافیه وغیر ذلک ، وهو اسم للمصدر وأمیت الفِعل منه.

قال : والقُبله معروفه وجمعُها القُبَل ، وفِعلُها التقبیل.

أبو عُبیدٍ عن أبی زید : قَبَلَت الماشیه الوادی تقبُله ، وأنا أقبلتُها إیاه.

وسمعتُ العرب تقول : انزِلْ بقابِل هذا الجبل ، أی : بما استَقْبَلَک من أقباله وقوابِلِه.

اللِّحیانیّ : قَبِلتُ هدیَّتَه أقبَلُها قَبولاً

ص: 140

وقُبولاً ، وعلی فلان قَبول ، أی : تَقبَله العَیْن.

وأخبرنی المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، یقال : قَبِلتُه قَبولاً وقُبولاً ، وعلی وجهه قَبول لا غیر.

وقال اللحیانیّ : قَبلتْ عینُه ، وعَیْنٌ قَبْلاء ، وهی التی أقبلتْ علی الحاجب. ورجل أقبَلُ وامرأه قَبْلاء.

ویقال : قد قَبَلَنی هذا الجَبَل ثم دبرَنی ، وکذلک قیل : عامٌ قابِل.

ویقال : قبَّلتُ العامل تقبیلاً ، والاسم القَبَاله. وتقبَّلَه العامِلُ تَقبُّلاً.

قال : والقَبَله : حَجَر أبیضُ عظیم ، تجعل فی عُنُق الفَرَس.

یقال : قَلَّدها بقَبَلَه. والقَبَل والقَبَله من أسماء خَرَزِ الأعراب.

وأخبرنی المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال رجلٌ من بنی ربیعهَ بن مالک : «إنّ الحقّ بِقَبَل ، فمن تعدّاه ظَلَم ، ومَن قصَّر عنه عَجَز : ومَن انتهی إلیه اکتفی».

قال : بِقَبَل ، أی : یَضِحُ لک حیث ، وهو مِثل قولهم : إن الحق عارٍ.

سلمه عن الفراء قال : لقیتُه مِن ذی قِبَل وقَبَل ، ومِن ذی عِوَض وعَوَض ، ومن ذی أُنُف ، أی : فیما یُستقبَل.

غیرُه : اذهبْ فأَقْبِله الطریق ، أی : دُلَّه علیه. وأقبلْتُ المِکْواه الداءَ. وأقْبلتُ زیداً مَرّهً وأدبَرْتُه أخری ، أی : جعلتُه مرّهً أمامی ومرّهً خَلْفِی فی المَشیِ. وقَبَلْتُ الجبلَ مرّهً ودبرْتُه أخری.

والعرب تقول : «ما أنتَ لهم فی قِبال ولا دِبار» ، أی : لا یَکترثون لک.

وقال الشاعر :

وما أنتَ إنْ غَضبتْ عامِرٌ

لها فی قِبالٍ ولا فی دِبارِ

ویقال : أتانا فی ثوبٍ له قبائل ، وهی الرِّقاع.

أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : إذا رُقِّع الثوبُ فهو المقبَّل والمقْبول والمُرَدَّم ، والمُلَبَّد والمَلْبودُ. وقبائلا اللجام : سُیورُه ، الواحده قبیله.

وقال ابن مقبل :

تُرْخِی العِذارَ وإن طالت قبائلُهُ

عن حَشْره مِثلِ سِنْفِ المَرْخهِ الصَّفِرِ

ویقال : رأیت قبائل من الطَّیْر ، أی : أصنافاً ؛ وکلُّ صنفٍ منها قَبیله. فالغِربان قَبیله ، والحمام قبیله.

وقال الراعی :

رأیتُ رُدَافَی فوقَها مِن قَبیلهٍ

مِن الطَّیر یَدْعوها أَحَمُّ شَحوجُ

یعنی الغِرْبان فوق النَّاقه.

وقال شمر فی کتابه فی «الحیّات» : قُصَیْرَی قِبالٍ : حَیّه سمّاها أبو خَیْره :

ص: 141

قُصَیْری ، وسمّاها أبو الدُّقَیش قُصَیْری قِبال ، وهی من الأفاعی غیر أنَّها أصغر جِسماً ، تَقتُل علی المکان.

قال : وأَزَمَتْ بفرْسِنِ بعیرٍ فمات مکانَه.

عمرو عن أَبیه ، یقال للخِرْقه التی یُرَقَّع بها قَبّ القمیص : القَبیله ، والتی یُرقَّع بها صَدْرُ القمیص اللِّبْده.

وأخبرنی المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : القَبیله : صَخْرَه علی رأس البئر. والعُقابان : دِعامَتا القَبیله مِن ناحیتها جمیعاً. وهی القَبیله والمنزَعه.

قال : وعُقاب البئر : حیث یقوم الساقی.

أَبو عبید عن أَبی زید یقال لأحناء الرَّحْل : القبائل ، واحدتُها قبیله.

بقل

قال اللیث : البقْل من النبات : ما لیس بشجَرٍ دِقٍّ ولا جِلّ ، وفَرْقُ ما بین البَقْل ودِقّ الشجر أَنَ البقل إذا رُعِیَ لم یَبقَ له ساقٌ ، والشجر تَبقی له سُوق وإن دَقّت.

وابتَقَل القومُ : إذا رَعَوُا البقلَ. والإبل تُبتَقل وتتبقّل.

والباقِل : ما یَخرج فی أعراض الشجر إذا ما دنَتْ أیامُ الربیع وجَرَی فیها الماء فرأیتَ فی أعراضه شِبْهَ أَعیُن الجَراد قبل أَن یستبِین وَرقُه ، فذلک الباقل ، وقد أَبقَلَ الشجرُ.

ویقال عند ذلک : صارَ الشجرُ بَقْلهً واحده. وأبقَلتِ الأرض فهی مُبْقله ، والمَبْقَله : ذات البَقْل.

أَبو عبید عن الأَصمعی : أَبقَل المکان فهو باقل مِن نبات البَقْل ، وأَورَسَ الشجر فهو وارِسٌ : إذا أَوْرَقَ ، وهو بالألف.

وقال اللیث : ویقال للأمرد إذا خرج وجهُه : قد بَقَل. وبقَل نابُ الجمل أَوّلَ ما یطلع. وجَمَلٌ باقِلُ الناب.

قال : والباقِلیّ من نبات البَقْل : اسمٌ سوادِیّ ، وهو الفُول ، وحَمَلُه الجِرجِر.

وقال أَبو عبید : الباقِلیّ : إذا شدّدْت اللام فَصَرْت ، وإذا خفّفتَ مدَدْتَ فقلت : الباقلاء.

أَبو عبید عن الأموی قال : مِن أَمثالهم فی باب التشبیه : «إنه لأعْیَا من باقل».

قال : وهو رجل مِن رَبیعهَ ، وکان عَیِیّاً فَدْماً.

قال : وإیاه عَنَی الأرَیْقِطُ فی وصف رجلٍ ملأ بطنَه حتی عَیَّ بالکلام فقال :

أَتانا وما داناه سَحْبانُ وائل

بیاناً وعِلْماً للذی هو قائلُ

فما زال عنه اللَّقْمُ حتی کأنه

مِن العِیّ لمّا أَن تَکلّمَ باقل

قال : وسحبان هو من ربیعه أیضاً من بکْر ، کان لسناً بلیغاً.

قال اللیث : بَلَغ مِن عیّ باقل أنه سئل : بکم اشتریتَ الظبیَ؟ فأخرج أصابعَ یدیه ولسانَه ، أیْ : بأحدَ عشر ، فأفلتَ الظبیُ

ص: 142

وذهب.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : البُوقاله : الطَّرْجَهاره.

قلب

قال اللیث : القَلْب : مضغهٌ مِن الفؤاد معلَّقه بالنِّیاط.

وقال الله : (إِنَّ فِی ذلِکَ لَذِکْری لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ) [ق : 37].

قال الفراء : یقول : لمن کان له عَقْل.

قال : هذا جائز فی العربیه ، أن تقول ما لَک قَلْب وما قَلْبک معک ، تقول : ما عَقلُک معک فأین ذهبَ قَلْبُک ، أی : أین ذهب عَقْلک؟.

وقال غیره فی قوله : (لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ) ، أی : تفهُّم واعتبار.

وفی الحدیث : أن موسی لما أجَر نفسه من شُعیب ، قال شعیب : لک من غنمی ما جاءت به قالبَ لون. فجاءت به کله قالب لون غیر واحده أو اثنتین. قالب لون ، تفسیره فی الحدیث : أنها جاءت بها علی غیر ألوان أمّهاتها.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «أتاکم أهل الیَمن ، هم أَرَقُ قلوباً وألیَنُ أفئده» ، فوصَفَ القلوب بالرّقه والأفئده باللین.

وکأن القلْبَ أخَصُّ من الفؤاد فی الاستعمال. ولذلک قالوا : أصبت حبه قلبه وسُویداءَ قلبه.

وأنشد بعضهم :

لیتَ الغرابَ رمی حماطه قلبه

عمروٌ بأسهمه التی لم تُلغَبِ

وقیل : القلوب والأفئده قریبان من السواءِ ، وکُرِّر ذکرهما لاختلاف لفظیهما تأکیداً.

وقال بعضُهم : سمِّی القلب قلباً لتقلبه ، وسمی فؤاداً لتحرقه علی من یشفق علیه.

وقال الشاعر :

ما سمِّیَ القلبُ إلّا من تقلُّبِه

والرأیُ یصرِف بالإنسان أَطوارا

ورُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «سبحان مقلب القلوب والأبصار».

وقال الله جلّ وعز : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ) [الأنعام : 110].

ورأیت من العرب من یُسمِّی لحمهَ القلب بشحمها وحِجابها قَلباً ، ورأیت بعضهم یسمُّونه فؤاداً ، ولا أنکر أن یکون القَلْب هی العَلَقه السوداء فی جَوْفه ، والله أعلم ، لأنَ قَلْب کل شیء لُبه وخالصه.

وقال اللیث : جئتُک بهذا الأمر قَلباً ، أی : محضاً لا یشُوبُه شیء.

وفی الحدیث : «إنَّ لکلِّ شیءٍ قلباً ، وَقلب القرآن یاسین». وفی حدیث یحیی بن زکریاء : «أنه کان یأکل الجراد وقُلوب الشجرِ» ، یعنی ما رَخُص فکان رَخْصاً مِن البُقول الرَطْبَه.

وقَلْبُ النخله : جُمّارُها وهی شَطْبَهٌ بیضاء

ص: 143

رَخْصهٌ فی وَسَطها عند أعلاها کأنَّها قُلْب فضّهٍ رَخْصٌ طیّبٌ یسمَّی قَلْباً لبیاضه.

والقُلْب من الأسوِرَه : ما کان قَلْداً واحداً.

ویقولون : سِوارٌ قُلْب. ویقال للجبّه البیضاءِ قُلْب تشبیهاً به.

وقال شمر : یقال : قَلْب وقُلْب لقَلب النخله ، ویُجمَع قِلَبه.

وقال غیره : القُلْب بالضم : السَّقف الذی یَطلِعُ من القَلْب. والقُلْب هو الجُمّار.

وقال اللیث : القَلْب : تحویلُک الشیءَ عن وجهِه. وکلامٌ مقلوب ، وقد قلبتُه فانقلَب ، وقلّبتُه فتقلّب. والقَلْبُ : صَرْفُک الرجلَ عن جههٍ یریدُها. والمُنْقَلب : مَصیرُ العباد فی الآخره.

والقُلَّب الحُوَّل : الذی یقلّب الأمورَ ویصرِّفُها ویحتال لا تِّساقها.

ورُوی عن معاویه أنَّه کان یقلَّب علی فراشه فی مَرَضه الذی مات فیه.

فقال : «إنّکم لتُقلّبون حُوَّلاً قُلّباً إنْ وُقِیَ هَوْلَ المُطّلَع».

وقال اللیث : القَلیب : البئر قَبل أن تُطْوَی ، فإذا طُویتْ فهی الطَوِیّ ، وجمعه القُلَب.

وقال ابن شُمیل : القَلیب : اسمٌ مِن أسماء الرَّکیّ مطویّهً أو غیر مطویّه ، ذات ماء أو غیر ذات ماء جَفْراً أو غیرَ جَفْر ؛ والجمیع القُلب.

قال الأزهری : وقال غیره : البئر العادیه : القدیمه ، مطویّهً کانت أو غیر مطویّه. ذات ماء أو غیر ذات ماء ، جفر أو غیر جفر.

وقال شمر : القَلیب : اسمٌ مِن أسماء البئر البَدِیء والعادیّه ، ولا یُخَصّ بها العادیّه.

قال : وسمِّیت قلیباً لأنّ حافرَها قَلَب تُرابها.

وقال اللیث : القِلِّیب والقِلَّوْب : الذِّئبُ بلُغه أهل الیَمَن. وبعضهم یقول : قِلَّاب.

ومنه قولُه :

أَیا جَحْمَتَا بکیِّ علی أمّ واهِبِ

قتیله قَلِّوْب (1) بإحدی

الذنائبِ

وقال ابن الأعرابی فی القِلّیب والقِلَّوْب نحواً منه.

والقَلَب : انقلاب فی الشَفَه ، فهی قَلْباء وصاحبُها أَقْلَب.

وأخبرنی المنذری عن المفضّل بن سَلَمه فی قولهم : ما به قَلَبه.

قال الأصمعیّ : أی ما به داء ، وهو القُلَاب ، داءٌ یأخذ الإبل فی رؤوسها فیَقلِبُها إلی فوق.

ص: 144


1- قبلها فی المطبوع : «(قلیب). والمثبت کما فی «العین» (قلب - 5 / 172). وروایه عجز البیت فی «اللسان» (قلب - 11 / 272): «أکیلهِ قِلَّوبٍ ببعض المَذانبِ».

قال : وقال الفرّاء : معناه : ما به عِلّهٌ یُخْشی علیه منها ؛ وهو مأخوذ من قولهم.

قُلِب الرجل : إذا أصابه وجعٌ فی قَلْبه ولیس یکاد یُفْلِتُ منه.

قال : قال ابن الأعرابی : أصل ذلک فی الدوابّ. أی : ما به داءٌ یقلَّب منه حافره.

وأنشد :

ولم یُقلِّبْ أرضَها البَیْطارُ

ولا لِحَبْلَیه بها حَبَارُ

قال : وقال الطائیّ : معناه : ما به شیء یُقْلقُه فیتقلَّب مِن أجلِه علی فراشِه.

أبو عبیدٍ عن الأصمعیُ : إذا عاجَلَت الغُدَّه البعیرَ فهو مَقْلوب. وقد قُلِب قُلَاباً.

وقال اللیث : ما به قَلَبَهٌ ، أی : لا داء ولا غائله.

ویقال : قَلَب عینَه وحِمْلاقَه عند الوَعید والغضب.

وأنشد :

قالبَ حملَاقَیْهِ قد کاد یُجَنْ

قال : والقالَب دَخیل. ومنهم من یقول : قالِب.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ ، قال : القُلْبَه : الحُجْره.

أبو عبید عن الأمویّ فی لغهِ بلحارث بن کعب : القالِب : البُسْر الأحمر یقال منه : قَلَبتِ الْبسْره تَقْلِبُ إذا احمرّت. أبو عبید : هو عَرَبیٌ قَلْب ، وامرأه عربیَه قَلْبَهٌ وقَلْب ، وکذلک هو عَرَبیٌّ مَحْض.

وقال أبو وَجْزه یصف امرأه :

قَلَبٌ عَقیلهُ أقوامٍ ذَوی حَسَب

یَرمِی المقانبُ عنها والأراجیلُ

وقال أبو زید : قلبتُ فلاناً : إذا أصبتَ قَلْبَه ، فهو مَقْلوب. وقَلَبتُ المملوکَ عِنْد الشِّرَی أَقلِبه قَلْباً : إذا کشفْتَه لتَنظُر إلی عیوبه.

أبو عبید عن الفراء : أقْلَبَت الخُبزهُ : حانَ لها أن تُقْلَب.

وقال غیره : قَلَب المعلِّم الصِّبیانَ قَلْباً : إذا رَجَعُهم إِلی منازلهم.

وقال أبو زید : یقال للبلیغ من الرجال : قد رَدَّ : قالَبَ الکلام ، وقد طَبَّق المَفْصِل ، ووَضَع الهِناءَ مواضع النُّقْبِ.

لقب

قال اللیث : اللَّقَب : النّبَز ، اسم غیر الذی سُمِّی به.

قال الله جلّ وعزّ : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) [الحجرات : 11].

یقول : لا تَدْعُوا الرجلَ إلَّا بأحبّ أسمائه إلیه.

وقال الزجاج فی قوله : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) یقول : لا یقول المسلم لمن کان یهودیّاً أو نصرانیاً فأسلم : یا یهودیُّ یا نصرانیُّ ، وقد آمن.

وقال اللیث : یقال : لقّبتُ فلاناً تلقیباً.

ولَقَّبْتُ الاسمَ بالفِعل تَلْقیباً : إذا جعلتَ له

ص: 145

مِثالاً مِن الفِعْل ، کقولک للجَوْرَب : فَوْعَل.

بلق

قال اللیث : البَلَق والبُلْقَه : مصدر الأبلق.

یقال للدابه أَبْلَق وبَلْقاء ، والفِعلَ بَلِقَ یَبْلَق.

والعرب تقول : دابّهٌ أبلَق. وجَبَل أبْرَق.

وجَعل رُؤبه الجبالَ بُلْقاً فقال :

بَادَرْنَ رِیحَ مَطَرٍ وبَرْقاً

وظُلمهَ اللیلِ نِعافاً بُلْقَا

ویقال : ابلَقَ الدابَّهُ یَبْلَقُ ابلِقاقاً ، وابلَاقَ ابلِیقاقاً ، وابلَوْلَقَ ابلیلاقاً فهو مبلَقٌ ومبلاقٌ وأبلق.

وقلَّما تراهم یقولون : بَلِقَ یَبْلَق ، کما أنَّهم لا یقولون : دَهِمَ یَدْهَم ولا کَمِتَ یَکْمَتُ.

وقال اللیث : البَلُّوقه والجمع البَلالیق ، وهی مواضع لا یَنْبُت فیها الشجر.

وقال أبو عبید : السبارِیتُ الأَرَضون التی لا شیء فیها ، وکذلک البَلالیق والمَوَامِی.

وقال اللیث : بَلَقْتُ البابَ فانبَلَقَ : إذا فتحتَه کلَّه وفی لغه أَبلقْتَ.

أبو عبید عن أبی عبیده : بَلَقْتُ البابَ وأبلَقْتُه بمعنی واحد ، أی : فتحته.

عمرو عن أبیه : البَلْق : فتح کَعْبه الجاریه.

وأنشد لفتًی من الحیّ :

رَکَبٌ تَمَّ وتَمَّت رَبَّتُه

قد کان مختوماً ففُضّتْ کُعْبتُه

قال : والبَلَق : الحُمقُ الذی لیس بمُحْکَم بَعْدُ.

وقال أبو نصر : البَلَق : بَلَقُ الدابه. قال : والبَلَق : الفِسْطاط.

وقال امرؤ القیس :

فلیأت وسط قبابِه بَلَقِی

ولیأت وَسطَ حمِیهِ رَحْلی

وقال أبو خَیره : البَلُّوقه : مکانٌ صُلْب بین الرِمال کأنه مَکْنوس ، ویزعم الأعراب أنَّه مِن مساکن الجنّ.

شمر عن الفرّاء : البَلُّوقه : أرضٌ واسعه مُخْصِبه لا یشارِکُک فیها أحد ، وجمعُها بَلالیق.

یقال : ترکتُهمْ فی بَلُّوقه مِن الأرض.

قال : وقال ابنُ الأعرابی : البَلُّوقه : مکان فسیحٌ من الأرضِ ، بسیطهٌ تنبت الرُّخامَی لا غیرها.

ونحو ذلک قال المؤرِّج.

وقال ذو الرمه یصف الثور :

یَرُودُ الرُّخامَی لا تَرَی مُسْتَرادَه

ببَلُّوقهٍ إلّا کثیر المَحافِرِ

أراد أنه یَستثیر الرُّخامی.

لبق

قال أبو بکر : اللَّبِق : الحلو اللیِّن الأخلاق.

قال : وهذا قول ابن الأعرابی.

قال : ومن ذلک الملبّقه ، إنما سمِّیت ملبَّقه

ص: 146

للینها وحلاوتها.

وقال قوم : معناه : الرفیق اللطیف العمل.

قال رؤبه :

قبّاضه بین العنیف واللَّبِق

أبو زید : اللَّبِقه من النساء : الحسنه الدل اللبیبه الصناع.

وقال الفراء : اللبِقه : التی یشاکلها کلُّ لباسٍ وطِیب.

قال اللیث : رجل لَبِق ویقال : لَبیق ، وهو الرفیق بکلِّ عمل ، وامرأه لَبیقه : لطیفه رقیقه ظریفه ، ویَلْبَقُ بها کلّ ثوب. وهذا الأمر یَلبَق بک ، أی : یَزْکو بک ویوافقک.

والثرید المُلَبَّق : الشدید التثْرید.

وفی الحدیث : أنّ النبی صلی الله علیه وسلم «دعا بثریدهٍ ثم لَبَّقَها». قال أبو عبید : أی جمَعَها بالمِقْدحه.

وقال شمر : قال ابن المظفَّر : لُبِّقت الثریدهُ : إذا لم تکن بلحم.

وقیل : ثریده ملبَّقهٌ : خُلِطَتْ خَلْطاً شدیداً.

ق ل م
اشاره

قلم ، قمل ، لمق ، لقم ، ملق ، مقل : مستعملات.

لمق

قال اللیث : اللَّمَقُ : لَمَقُ الطریق ، وهو قلب لَقَّم. وقال رؤبه :

ساوَی بأیدیهنّ مِن قَصْد اللَّمَقْ

اللِّحیانیّ : خَلِّ عن لَمَقِ الطریق ولَقَمه.

أبو عبید عن أبی زید : نمقته أنمِقه نمقاً ، ولمقته ألمقه لمقاً : کتبته.

شمر : لمقت من الأضداد ، بنو عقیل یقولون : لمقت کتبت.

وسائر قیس یقولون : لمقت : محوت.

الفراء : لمقتُ عینَ الرجل لَمْقاً : إذا رمیتَها فأصَبْتَها.

أبو عبید عنه قال الأصمعی : ما ذُقْتُ لمَاقاً ولا لمَاجاً.

قال : واللَّمَاق یُصلح فی الأکل والشرب.

وأنشدنا لنهشَل بن حَرِّیّ :

کبرقٍ لاح یُعجِب مَن رآه

ولا یَشفی الحَوائم مِنْ لماقِ

وقال أبو عمرو : اللَّمْق : اللّطْم.

یقال : لمقْتُه لَمْقاً.

ثعلب عن ابن الأعرابی : اللُّمُق : جمعُ لامِق ، وهو الذی یَبدأ فی شَرِّه یَصْفِقُ الحَدَقَه.

یقال : لمق عینَه : إذا عَوَّرَها.

لقم

أبو عبید عن الفراء : لقمتُ الطریق وغیر الطریق ألقُمه لَقْماً : سَدَدْتُ فمَه. واللقَم محرَّک : معظَم الطریق. غیره : لقمتُ اللقْمه ألقَمها لَقْماً : إذا أخذْتَها بفیک.

وألقمتُ غیری لُقْمه فلقمِها ، والتقمْتُ لُقْمهً ألتَقِمها الْتِقاماً.

وقال ابن شمیل : أَلقَمَ البعیرُ عَدْواً : بینما

ص: 147

هو یَمشی إذْ عَدا ، فذلک الإلقام. وقد ألقمَ عَدْواً وألقمتُ عدواً.

وقال اللیث : لقمُ الطّریقِ : منفرَجُه ، تقول : عَلَیْکَ بلَقَم الطّریق فالزَمْه.

واللُّقمه : اسمٌ لما یهیّئُه الإنسان للالتقام.

واللَّقمه : أکلُها بمَرّه. تقول : أکلت لُقمهً بلَقمتیْن ، وأکلتُ لُقمتین بلقْمه. وأَلقمتُ فلاناً حَجَراً.

قلم

قال الله جل وعزّ : (إِذْ یُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَیُّهُمْ یَکْفُلُ مَرْیَمَ) [آل عمران : 44].

قال الزجاج : الأقلام : هاهنا القِداح ، قال : هی قِداحٌ جعلوا علیها علاماتٍ یَعرفون بها مَن یکفُل مریم علی جهه القُرَعه. قال : وإنما قیل للسَهْم قَلَم لأنّه یُقلَم ، أی : یُبْرَی. وکلُّ ما قطعتَ منه شیئاً بعد شیء فقد قلَمته من ذلک القَلَم الذی یُکتَب به ، وإنّما سمّی قَلَماً لأنّه قُلِم مَرّهً بعد مرّه. ومِن هذا قیل : قلّمت أظفاری.

سلمه عن الفراء : یقال للمقراض المقلام والقلمان والجلمان ونحو ذلک.

وقال اللیث : قلمت الشیء : بریته.

ثعلب عن ابن الأعرابی : القَلَمه : العُزّاب من الرجال ، الواحد قَالم ، ونساء مقلَّمات.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القَلَم : طول أیْمَهِ المرأه ، وامرأه مقلَّمه ، أی : أیِّمٌ.

قال : ونظر أعرابیٌّ إلی نساء فقال : إنِّی أظنّکنّ مقلَّمات بغیر أزواج.

شمر : المِقْلم : طرف قضیب البعیر وفی طَرَفه حُجْنه ، فتلک الحُجْنه المقْلَم.

وجمعُه مَقالم.

وقال اللیث : القَلْم : قطع الظُّفر بالقلَمین وبالقَلَم ، وهو واحدٌ کلّه.

قال : والقُلَامه هی المقلومه عن طَرَف الظُّفر.

وأنشد :

لما أبیتم فلم تَنْجُوا بمظلِمه

قِیسَ القُلامهِ مما جَزَّهُ الجَلَمُ

والقُلَّام : القاقُلَّی.

وقال لبید :

مسجورهً متجاوِراً قُلَّامُها

قلتُ : والقُلّام من الحَمْض لا ساقَ له.

والإقلیم : واحد الأقالیم ، وأحسبه عربیّاً.

وأهل الحساب یزعمون أنَّ الدنیا سبعه أقالیم کلّ إقلیمٍ معلوم.

وقَول الفرزدق :

رأت قریشٌ أبا العاصی أحقَّهمُ

باثنین : بالخاتم المیمون والقلمِ

قیل : أراد بالقلم القضیب الذی یختصر به ، سمِّی قلماً لأنه یُقلم ، أی : یقطع من شجره وینقّح للاختصار به. والقلْم : القطع. وقیل : أراد بالقلم الخلافه. وذو القلمین کان وزیراً لبعض الخلفاء. کأنَّه

ص: 148

سمِّی إقلیماً لأنَّه مقلومٌ من الإقلیم الذی یُتاخمه ، أی : مقطوع عنه.

ملق

قال اللیث : المَلَق : الوُدُّ واللُّطْف الشدید.

قال العجّاج :

إیّاک أَدْعو فتَقبَّل مَلَقی

قال : یعنی دُعائی وتضرُّعی.

ویقال : إنّه لمَلّاق متملِّق ذو مَلق ، ولا یقال منه فَعَل یَفعَل ، إلّا علی یتملَّق.

الحَرّانیُّ عن ابن السکیت : المَلْق : الرّضعُ.

یقال : مَلَقَ الجَدْیُ أُمَّه یَملقُها : إذا رضعَها. والمَلْقُ أیضاً : المرُّ الخفیف.

یقال : مرَّ یَملُق الأرض مَلْقاً ، ویقال : مَلَقه مَلقاتٍ : إذا ضرَبه. والمَلق من التملّق ، وأصله من التلیین.

ویقال للصَّفاه الملساء اللَّینه مَلَقه ، وجمعها مَلَقات.

قال الهُذَلی :

أتیحَ لها أقَیْدِرُ ذو حَشِیفٍ

إذا سامَتْ عَلَی المَلقات ساما

وقال الراجز :

وحَوْفل ساعِدُهُ قد امَّلقْ

أی : لانَ.

وقال اللیث : الإملاق : کثره إنفاق المال وتبذیرُه حتَّی یُورِّث حاجه.

وفی الحدیث : أنَّ امرأهً سألت ابنَ عباس : أَأُنفق مِن مالی ما شئتُ؟ قال : نعم أمْلِقِی من مالک ما شئت.

قال الله : (خَشْیَهَ إِمْلاقٍ) [الإسراء : 31] ، معناه خشیه الفقر والحاجه.

وقال ابن شمیل : إنّه لمُملِق ، أی : مُفْسِد.

والإملاق : الإفساد.

وقال شمِر : أَمْلق لازم ومُتعدّ ، یقال : أَمْلق الرجُل فهو مُملق : إذا افتقَر فهذا لازمٌ. وأَمْلق الدَّهرُ ما بیده.

وقال أَوْس بن حَجَر :

لما رأیتُ العُدْمَ قَیّدَ نَائِلی

وأَمْلَق ما عندی خُطوبٌ تَنَبَّلُ

وقال اللیث : المالَق : الذی یملِّسُ به الحارثُ الأرضَ المُثَارَهَ.

وقال أبو سعید : یقال لمالج الطیان مالق ومِمْلَق.

وقال النضر : قال الجَعْدیّ : المالق : خشبهٌ عریضهٌ تُشَدُّ بالحبال إلی ثَوْرَیْن یقوم علیها رجلٌ ویجرُّها الثوران فتعفِّی آثار السِّنّ.

وقد مَلَّقوا الأرض تملیقاً : إذا فعلوا ذلک بها.

قلتُ : مَلَّقُوا وملَّسُوا واحد ، وهی تملیس الأرض ، فکأَنّه جعل المالق عربیّاً.

وقال غیره : مَلَق الرجُلُ جاریتَه ومَلَجَها :

ص: 149

إذا نکحها کما یَمْلُق الجَدْی أُمَّه : إذا رَضَعها.

أبو عبید : مَلَقْتُ الثَّوْبَ أملُقُه مَلقاً : إذا غَسَلْتَه.

وقال خالد بن کلثوم : الملِق من الخیل : الذی لا یوثق بجَرْیه ، أُخِذَ من مَلق الإنسان الذی لا یَصْدُق فی مودَّته.

وقال الجعدیّ :

ولا مَلِق یَنْزُو ویُنْدِرُ رَوْثَه

أحادَ إذا فأسُ اللِّجام تَصَلصَلَا

وقال الأصمعی : الملق : الضعیف.

وقال أبو عبیده : فرسٌ مَلِقٌ والأنثی ملقه ، والمَصْدَر الملَق ، وهو أَلْطَفُ الحُضْر وأسرعُه.

وأنشد بیت الجَعْدِیّ.

ویقال : وَلَدَتْ الناقهُ فخرج الْجَنین مَلِیقاً من بطنها ، أی : لا شَعَرَ عَلیه. والملَق : المُلوسَه.

وقال الأصمعیّ : الْجَنین مَلیط بالطاء بهذا المعنی.

عمرو عن أبیه : الملَق : اللِّینُ من الحیوان والکلامِ والصُّخُور.

وفی حدیثِ عَبیدهَ السَّلْمانیّ : أنَّ ابنَ سِیرِین قال له : ما یوجب الْجَنابه؟ قال : «الرَّفُّ والاستملاق». الرفّ : المصُّ.

والاستملاق مَنْ مَلق الجدیُ أمّه إذا رضَعَها. وأراد أنَّ الذی یُوجب الغُسل امتصاصُ فمِ رحم المرأه ماءَ الرجل : إذا خالطها ، کما یَرضَع الرضیعُ إذا لَقِمَ حَلمهَ الثدی.

مقل

قال اللیث : مُقلهُ العَین : سوادُها وبیاضُها الذی یدور کله فی العین ، یقال : مَقَلْتُه بعینی ومَا مقَلَتْ عینایَ مِثله ، أی : ما أبصرَتْ.

ابن الأنباریّ قولهم : ما مقَلتْ عینی مثله ، أی : ما رأت ولا نظرت ، وهو فعلت من المُقْله ، وهی الشحمه التی تجمع سوادَ العین وبیاضَها.

والحدَقه : السواد دون البیاض.

وقال : سمعت بالغَرَّاف یقولون : سَخِّن جبینک بالمقْله. شبه عینَ الشمس بالمقله.

قال شمر : قال ابن الأعرابی : المُقْله : العَین کلها ، وإنما سمیت مقله لأنها ترمی بالنَّظر. والمَقْل : الرمی.

وقال غیره : المقله : تجمع سواد العین والبیاض تحت الجفن.

والحدقه : السواد لا غیر. وفی الحدقه الإنسانُ ، وفی الإنسان الناظرُ.

أبو عبید عن أبی عمرو : المَقْله : الحصاهُ التی یُقسم علیها الماء فی السَّفَر إذا قَلَّ ، فتُلقَی فی قَدَح ویُصَبُّ علیها من الماء ما یَغمرُها.

وأنشد لیزید بن طُعْمه الخطمِیُّ :

ص: 150

قَذَفوا سَیِّدَهم فی وَرْطَهٍ

قَذْفَکَ المَقْلَهَ وَسْطَ المعتَرَکْ

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم : «إذا وَقَع الذُّبابُ فی إناء أحدکم فامْقُلوه ، فإن فی أحد جناحَیْه سَمّاً وفی الآخر شِفاء وإنه یؤخِّر الشفاء ویقدِّم السُّمّ»

. قال أبو عبید : قوله فامقُلوه ، یعنی فاغمسوه فی الطعام أو الشراب لیُخرج الشفاءَ کما یُخرجُ الداء.

والمَقْل : الغَمْس : ویقال للرجُلین إذا تفاطَّا فی الماء ، هما یتماقلان.

قال : والمَقْل فی غیر هذا النَّظر.

روی فی الحدیث : أن ابن لقمان الحکیم قال لأبیه : أرأیت الحبه التی تکون فی مَقْل البحر؟

أی : فی مَغاص البحر.

یقال : مقل یمقُل : إذا غاص ویقال : نَزَحت البئر حتی بلغت مقلها ، أی : قعرها.

وقال اللیث : المقْلُ : ضَرْبٌ من الرضاع.

وأنشد فی وصف الثَّدی :

کثَدیِ کَعابٍ لم یُمَرَّثَ بالمَقلِ

قال : نَصَب الثاء علی طلب النون.

قلت : وکأنَ المقْل مقلوبٌ من المَلْق ، وهو الرَّضاع.

قال ؛ والمُقْل : حَمْلُ الدَّوْم. والدوْمُ : شجرهٌ تشبه النَّخله فی حالاتها.

قال : والمُقْل : الکُنْدُر الذی تتدخِّن به الیهود ، ویُجعَل فی الدواء.

وقال شمر : قال بعضهم : لا نَعرف المقْل المغْمس ، ولکنَ المقْل أن یُمقَل الفَصیلُ الماءَ إذا آذاه حَرُّ اللبن فیؤجر الماء فیکون له دواء ، والرجل یَمرَض ولا یسمع شیئاً فیقال : امقلوه الماءَ واللبنَ وشیئاً من الدواء ، فهذا المقْل الصحیح.

وقال أبو عبیده : إذا لم یَرضع الفَصیل أُخِذ لسانُه ثم صُبَّ الماءُ فی حَلْقِه وهو المقل. وقد مَقَلْتُه مَقْلاً.

قال : وربَّما خرج علی لسانه قُروحٌ فلا یَقدِر علی الرضاع حتی یُمقَل.

وأنشد :

إذا استَحَرَّ فامْقُلوه مَقْلا

فی الحَلْق واللهاهِ صُبُّوا الرِّسْلا

وفی حدیث ابن مسعود فی مسح الحصی فی الصلاه قال : مره ، وترکها خیر من مائه ناقه لمقْله.

قال أبو عبید : المقله هی العین. یقول : ترکها خیر من مائه ناقه یختارها الرجل علی عینه ونظره کما یرید.

قال أبو عبید : قال الأوزاعی : معناه : أنه ینفقها فی سبیل الله.

قال أبو عبید : هو کما قال الأوزاعیّ ، ولا یرید أنه یقتنیها.

وقال : أمقلته ، أی : أغضبته ، ویقال : أسمعته ذَا مَقَل ، أی : ما أغضبه.

ص: 151

وقال أبو وجزه :

فاسمع ولا تسمع لشیءٍ ذی مَقَلْ

قمل

قال اللیث : القَمْل معروف.

وفی الحدیث : «مِن النساء غُلٌ قَمِل یقذِفها الله فی عُنُق من یشاء ثم لا یخرجها إلا هووذلک أنهم کانوا یَغُلون الأسیر بالقدْ فیقمَل القِدّ فی عُنقه.

أبو عبید عن أصحابه : القَمَلیّ من الرجال : الحقیر الصغیر الشأن.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : رجلٌ قَملیّ : إذا کان بَدَوِیّاً فصار سَوادِیاً.

وقال الله جل وعز : (فَأَرْسَلْنا عَلَیْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ) [الأعراف : 133].

قال الفراء : القُمَّل : الدَّبی الذی لا أجنحهَ له.

قلت : وهذا یُروَی عن ابن عباس مِن روایه ابن الکلبیّ.

قال ابن الأنباری : قال عکرمه فی قول الله : (فَأَرْسَلْنا عَلَیْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ).

قال : القُمل : الجنادب ، وهی الصغار من الجراد ، واحدتها قُمَّله.

قال : وقال الفراء : یجوز أن یکون واحد القمَّل قاملاً ، مثل : راکع ورکّع ، وصائم وصُیّم.

وأخبرنی المنذری عن الحرانی عن ابن السکیت قال : القُمل : شیءٌ یقع فی الزرع لیس بجراد فیأکل السُّنبلهَ وهی غَضَّه قبل أن تخرج فیطول الزرعُ ولا سُنبلَ له.

قلت : وهذا هو الصحیح.

قال : وقال أبو عبیدهَ : القُمَّل عند العرب : الحَمْنان.

أبو عبیدٍ عن أبی الحسن العَدَوِیّ : القُمّل دوابٌّ صِغارٌ من جنس القِرْدان إلا أنها أصغر منها ؛ واحدتها قُمَّله.

وقال اللیث : القُمَّل : دَوابُّ صغارٌ من جنس القِرْدان إلا أنها أصغر منها ، واحدتها قُمَّله.

وقال اللیث : القُمَّل : الذَّر الصغار ، ویقال : هو شیء أصغر من الطَّیر الصغیر ، له جَناح أحمر أکدَر.

ثعلب عن ابن الأعرابی : قَمِل القوم : کثروا.

وقَمِل الرجل بعد هزال : إذا سمن. وقمل رأس الرجل.

وأنشد :

حتی إذا قملت بطونکُمُ

ورأیتم أبناءکم شبُّوا

وقال اللیث : امرأه قَمَلیّه : قصیره جدّاً.

أبو عبید عن أبی عمرو : قَمِل العَرْفَج قَمَلاً : إذا اسوَدَّ شیئاً بعد مطر أصابَه فلانَ عودُه. شُبِّه ما خرج منه بالقمَّل.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : المِقْمَل : الذی استَغنی بعد فَقْر.

ص: 152

أبواب القاف والنون

ق ن ف
اشاره

قنف ، قفن ، نقف ، نفق ، فنق : مستعمله.

قنف

قال اللیث : الأُذن القَنفاء : أذن المِعزَی إذا کانت غلیظهً کأنها نَعْلٌ مخصوفه ، ومن الإنسان إذا کانت لا أطَر لها.

قال : وکمَره قَنْفاء ، وذکر قصهً لهمام بن مرَّه وبناتِه یَفْحُش ذِکرها فلم أکتُبها (1).

وقال أبو عبیده : فَرش أقنف ، وهو الأبیض القفا وَلونُ سائره ما کان ، والمصدَر القَنف.

ثعلب عن ابن الأعرابی : أقْنفَ الرجُل : إذا استرخت أذُنُه.

عمرو عن أبیه : قال : القَنف واللَّخْن : البیاض الذی علی جُردان الحمار.

وقال ابن الأعرابی : استَقْنَف الرجلُ وأَقنَف : إذا اجتمع له رأیُه وأمرُه فی مَعاشه.

وقال اللیث : رجلٌ قُنافٌ : إذا کان ضَخْمَ الأنف. ویقال : هو الطویل الجسم الغلیظه.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : القِنَّف والقِلَّف : ما تطایرَ مِن طِین السَّیْل عن وجه الأرض وتَشقَّق.

أبو عبید عن أبی عمرٍو قال : القَنیف والقَنیب : جماعات الناس.

قال : والقَنیف أیضاً : السحاب ذو الماء الکثیر.

نقف

قال اللیث : النَّقْف : کسرُ الهامه عن الدِّماغ ونحو ذلک ، کما یَنقُف الظَّلیم الحنظلَ عن حَبِّه. والمُناقَفهُ : المُضارَبه بالسیوف علی الرؤوس.

وقال لبید یصف الخمر فجعلَ النَّقْف مَزْجاً :

لذیذاً ومنقوفاً بِصافِی مَخیلهٍ

من الناصِع المحمودِ من حَمر بابلا

أراد ممزوجاً بماءٍ صاف من ماء سحابه.

وقیل : المنقوف المَبْزُول من شراب الدَّنّ ، نَقَفْتُه نَقْفاً ، أی : بَزَلْتُه.

وقال أبو عمرو : یقال للرجلین جاءا فی نِقابٍ واحدٍ ونِقافٍ واحد إذا جاءا فی مکان واحد.

وقال أبو سعید : إذا جاءا متساویَین لا یتقدَّم أحدهما الآخر. وأصلُه الفَرْخان یخرجان من بَیضه واحده.

ویقال : أنقف الجرادُ بیضَه. ونقفت البیضه ونقبت واحدٌ ، قاله ابن الأعرابی.

وقال أبو خیره : یرکب الجراد بعضُه بعضاً. فیدفن بیضه. وهو الرَّزّ. ثم یَسرأ.

ص: 153


1- لم ترد هذه القصه فی مطبوع «العین» (5 / 176) ، ماده (قنف).

ویقال : نحتَ النحّاتُ العُودَ فترَک فیه مَنْقَفاً : إذا لم یُنْعِمْ نَحْتَه ولم یُسوِّه.

وقال الراجز :

کِلْنَا علیهنّ بمُدٍّ أجوَفا

لَم یَدَع النَّقَّافُ فیه مَنْقَفا

إلّا انتَقی مِنْ حَوْفِه ولَجَّفا

وقال اللیث : المِنْقاف : عَظْم دُوَیْبَّه تکون فی البحر تُصْقَل به الصُّحُف ، له مَشَقٌّ فی وَسَطه. ورجلٌ نقَّاف : صاحب تدبیر ونَظَرٍ فی الأشیاء.

ویقال : نَقَفَ رأسَه ونقَخَه : إذا ضربه علی رأسه حتَّی یخرج دِماغُه. ونَقَفَ الرُّمّانه : إذا قَشَرَها لیَستخرج حَبَّها.

فنق

قال اللیث : ناقه فَنَق : جسیمه حَسنَهُ الْخَلْق. وجاریه فُنُق : مُفَنَّقَهٌ منعَّمه فَنّقَها أهلها تفنیقاً وفِناقاً.

قال : والفَنِیق : الفَحْل المُقْرَم لا یُرکَب علی أهله. والتَّفَنُّق : التنَعُّم ، کما یُفَنّق الصبیَّ المُتَرَفَ أهلُه.

أبو عبید عن الأصمعی : [وامرأه](1) فُنُق : قلیلهُ اللّحْم.

وقال شمر : لا أعرف امرأهٌ فُنُق قلیله اللّحْم ولکنَ الفُنُق المنعَّمه ، وفَنَّقَها : نَعَّمَها.

وأنشد قول الأعشی :

هِرْکَوْلَهٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها

وقال : لا یکون دُرْمٌ مرافقها وهی قلیلهُ اللّحْم.

قال : وقال بعضهم : ناقه فُنُق : إذا کانت فَتِیَّهً لَحِیمهً سمینهً ، وکذلک امرأه فُنُق : إذا کانت عظیمهً حَسْناء.

مَضبورهٌ قَرْواءُ هِرْجابٌ فُنُق

قال : والفُنُق : الفَتِیَّه الضَّخمه.

وقال ابن الأعرابی : فُنُقٌ کأَنَّها فَنیق ، أی : جَمَل فَحْل.

أبو عبید عن أبی عمرو : الفَنیقه : الغِراره ، وجمعُها فَنائق.

وأنشد :

کأنَّ تحت العِلْو والفَنائق

مِن طُولِه رَجْماً علی شَواهِق

عمرو عن أبیه : الفَنیقه : المرأه المنعَّمه تفَنَّقْتُ فی أمر کذا ، أی : تأنّقْت وتنطّعْتُ.

قفن

قال عمر بن الخطاب : إنِّی لأستعمل الرَّجل القویَّ وغیرُه خیرٌ منه ، ثم أکون علی قَفَّانه.

یقول : أکون علی تتبع أمره حتّی أستقصیَ علمه وأعرفه.

قال أبو عبید : ولا أحسب هذه الکلمه عربیه ، إنما أصلها قَبّان. ومنه قول العامه : فلانٌ قَبّانٌ علی فلان : إذا کان

ص: 154


1- زیاده من «اللسان» (فنق).

بمنزله الأمین علیه والرئیس الذی یتتبع أمره ویحاسبه. ولهذا سمِّی هذا المیزان الذی یقال له القبان : القبان.

وقال ابن الأعرابی : القفَّان عند العرب الأمین. قال : وهو فارسیٌّ عُرّب.

قال أبو عبیده : هو الذی یتتبّع أمرَ الرجل ویحاسبهُ.

قال أبو عبید : قَفَّانُ کلِّ شیء : جِماعُهُ واستقصاء معرفته.

عمرو عن أبیه : القَفِین : المذبوح مِن قفَاه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : هذا یومُ قَفْنٍ : إذا کان ذا حِصار.

ورُوِی عن النخعیّ أنه قال فیمن ذَبَح فأَبانَ الرأسَ قال : «تلک القَفِینهُ لا بأس بها». قال أبو عبید : القَفِینه کان بعضُ الناس یُری أنها التی تُذبَحُ مِن القَفا ؛ ولیست بتلک ، ولکن القَفِینه التی یُبانُ رأسُها بالذَّبح وإنْ کان من الحَلْق.

قال أبو عبید : ولعلّ المعنی یرجع إلی القَفا ، لأنه إذا أبان لم یکن له بُدٌّ من قطْع القَفا.

وقد قالوا : القَفَنّ للقَفا ، فزادوا نوناً.

وأنشد للراجز فی ابنه :

أُحِبُّ منکَ موضعَ الوُشْحَنّ

ومَوضعَ الإزار والقَفَنِ

وقال أبو جعفر بن جَبَله : قال ابن الأعرابی مِثله ، وقال : قَفَّن رأسَه وقَنَّفه : إذا قَطَعه فأَبانَه.

قال : وقال غیره : اقْتَفَنْتُ الشاه والطائرَ : إذا ذبَحْتَ مِن قِبل الوجه فأَبَنْتَ الرأس.

وقال أبو عمرو : القَفْن : الضربُ بالعصا والسَّوط. قال الراجز :

قَفَنْتُه بالسَّوطِ أیَ قَفْنِ

وبالعصا مِن طولِ سُوءِ الضَّفْن

قال : ویقال : قَفَن یقْفِن قُفوناً : إذا مات ، قال الراجز :

أَلقَی رَحَی الزَّوْرِ علیه فَطحَنْ

فَقَاءَ فرثاً تَحتَه حتَّی قَفَنْ

قال : وقَفَن الکلبُ : إذا وَلَغ.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَفْن : الموت ، والکَفْن : التغطیه.

شمر عن أبی زید : القَفِینه : المذبوحه من قِبَل القفا.

یقال : شاهٌ قَفِینهٌ ، وقد قَفَنْتُها قَفْناً : إذا ذَبَحْتَها من قبل القَفا.

قال : وقَفَنْتُ الرجل قُفْناً : إذا ضَرَبْتَ قفاه.

وقال شمر : بلغنی عن ابن الأعرابی أنه قال : القَفینَه والقَنِیفَه واحد ، وهو أن یُبانَ الرأسُ.

وکذلک رواه ابن جبله عنه.

نفق

قال اللیث : نفقَت الدابهُ : إذا ماتت ،

ص: 155

وأنشد :

نفَقَ البغلُ وأودَی سَرْجُه

فی سبیل الله سَرْجِی وبَغَلْ

وقال اللحیانی : نَفَقَ الفرسُ وکلُّ بهیمه ینفق نفُوقاً : إذا مات. ونفق الدرهمُ ینفق نفوقاً : إذا فنِیَ.

ومنه قوله عزوجل : (إِذاً لَأَمْسَکْتُمْ خَشْیَهَ الْإِنْفاقِ) [الإسراء : 100] ، أی : خشیه الفناء والنَّفادِ.

وقال اللیث : نَفَق السِّعر ینفُق نُفُوقاً : إذا کثُر مُشتَروه.

قال : والنفقه : ما أنفَقت واستنفَقْت علی العیال وعَلَی نفسک.

والنَّفق : سَرَب فی الأرض له مَخْلَصٌ إلی مکانٍ آخر. والنافقاء : موضع یرقِّقه الیربوع فی جُحَره ، فإذا أتی من قبل القاصعاءِ ضَرَب النافقاء برأسه فانتفق منها. وبعضهم یسمیه النُّفقه.

وتقول : أنفقنا الیربوع : إذا لم یُرفق به حتی انتفق وذهب.

وقال أبو عبید : سَمِّی المنافق منافقاً للنَّفق وهو السَّرَب فی الأرض.

وإنمَا سمِّی المنافق منافقاً لأنّه نافق کالیربوع ، وهو دخوله نافقاءَه.

یقال : قد نَفق فیه ونافق ، وله جُحْرٌ آخر یقال له القاصعاء ، فإذا طُلب قَصَّع فخرج من القاصعاء ، فهو یدخل فی النافقاء ، ویخرج فیقال : هکذا یفعل المنافق ، یدخل فی الإسلام ثم یخرج منه من غیر الوجه الذی دخل فیه.

وأخبرنی المنذریُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : قُصْعهُ الیربوع : أن یَحْفر حفیره ثم یسد بابها بترابها ، ویسمِّی ذلک التراب الدامَّاء ، ثم یحفِر حَفْراً آخر یقال له : النافقاء والنُّفقه والنَّفق فلا ینفذُها ولکنه یحفرها حتَّی تَرق ، فإذا أخِذ علیه بقاصِعائه عَدَا إلی النافقاء فَضَرَبها برأسه ومَرَقَ منها ، وتُرابُ النُّفقه.

وتقول : أنفقنا الیربوع : إذا لم یُرفق به حتی انتفق وذهب.

وقال أبو عبید : سَمِّی المنافق منافقاً للنَّفق وهو السَّرَب فی الأرض.

وإنمَا سمِّی منافقاً لأنّه نافق کالیربوع ، وهو دخوله نافقاءَه.

یقال : قد نَفق فیه ونافق ، وله جُحْرٌ آخر یقال له القاصعاء ، فإذا طُلب قَصَّع فخرج من القاصعاء ، فهو یدخل فی النافقاء ، ویخرج فیقال : هکذا یفعل المنافق ، یدخل فی الإسلام ثم یخرج منه من غیر الوجه الذی دخل فیه.

وأخبرنی المنذریُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : قُصْعهُ الیربوع : أن یَحْفر حفیره ثم یسد بابها بترابها ، ویسمِّی ذلک التراب الدامَّاء ، ثم یحفِر حَفْراً آخر یقال له : النافقاء والنُّفقه والنَّفق فلا ینفذُها ولکنه یحفرها حتَّی تَرق ، فإذا أخِذ علیه بقاصِعائه عَدَا إلی النافقاء فَضَرَبها برأسه ومَرَقَ منها ، وتُرابُ النُّفقه یقال له الراهِطاء. وأنشد :

وما أمُّ الرُّدَین وإن أکلّتْ

بعالمهٍ بأخلاق الکرام

إذا الشیطان قَصَّع فی قَفَاها

تَنَفَّقَاه بالحبل التؤام

أی : إذا سَکَن فی قَفاها ، أی : استخرجْناه کما یستخرج الیربوع من نافقائه.

قال الأصمعی فی القاصعاء : إنما قیل له ذلک لأن الیربوع یخرج تراب الجحر ثم یسد به فم الآخر ، من قولهم : قصعَ الکلم بالدم : إذا امتلأ به. وقیل له دامّاء لأنه یخرج تراب الجحر ویطلی به فم الآخر ؛ من قولهم : أدمم قدرک ، أی : اطلِها بالطِّحال والرّماد.

اللیث : النّیْفق دَخیلٌ : نیفق السراویل والنافقه نافقه المسک دخیلٌ أیضاً وهی

ص: 156

فأر : المسک ، وهی وِعاؤه.

اللِّحیانی : نفق ماله ینفق نفقاً : إذا نقص ونفِقَتْ نفاقُ القَوْم : إذا نَفِدَتْ. والنّفاق : جمعُ النفقه.

قال : والنفق : السریع الانقطاع من کل شیء.

یقال : سیرٌ نفق ، أی : منقطع.

وقال لبید :

شَدّاً ومرفوعاً یقرِّبُ مثْلُه

للوردِ لا نَفِق ولا مسْؤُوم

أی : عَدْوٌ غیر منقطع ، وقال أبو وجزه :

یهدی قلائصَ خُضَّعاً یکنفنه

صُعْرَ الخُدودِ نَوافق الأوْبار

أی : نَسَلَتْ أوبارُها من السِمَن.

وفی «نوادر الأعراب» : أنفقت الإبل : إذا انتثرت أوبارُها عن سمن.

قالوا : ونفق الجرحُ : إذا انقشر.

وقال غیره : نفقت الأیِّم تنفق نفاقاً : إذا کثُر خُطابها. وأنفق الرجُل إنفاقاً : إذا وَجَد نفاقاً لمتاعه.

وفی مثل من أمثالهم : «من باعَ عِرضه أنفق» ، أی : من شاتَم الناسَ شُتِم ، ومعناه أنه یجد نفاقاً لعِرضه ینالُ منه.

ومنه قول کعب بن زهیر :

أبیتُ ولا أهجو الصدیق ومَنْ یبعْ

بعِرْض أبیه فی المعاشِر یُنفق

أی : یجد نفاقاً. والباء مُقْحَمه فی قوله : «بعرض أبیه».

ق ن ب
اشاره

قنب ، قبن ، نقب ، نبق ، بقن ، بنق : مستعملات.

بقن

أمَّا بقن : فإنَّ اللیث أهمله.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی : أبقَنَ الرجلُ : إذا خصب جَنابُه واخضرَّت فعاله.

قنب

قال اللیث : القُنْب : جِرَابُ قضیب الدابه وإذا کُنِیَ عما یُخفضُ من المرأه قیل قنْبُها.

قال : والقُنْب : شِراعٌ ضَخْم من أعظم شُرُع السفینه. والمِقْنب : زُهاءُ ثلاثمائه من الخَیل. والقِنّب : من الکتان. والقَنِیب : الجماعه من الناس.

قال أبو عبید. وأنشد شمر :

ولعبد القیس عِیصٌ أُشِبٌ

وقَنِیبٌ وهجاناتٌ زُهُرْ

وفی حدیث عمر أنه ذُکر سعد حین طُعِن فقال : «إنما یکون فی مِقْنَبٍ من مقانبکم».

قال أبو عبید : المقنب : جماعهُ الخیل والفرسان. یرید أن سعداً صاحب جیوش ومحاربه ، ولیس بصاحب هذا الأمر.

وجمع المقنب مَقانب.

وقال لبید :

ص: 157

وإذا تواکلت المقانب لم یزل

بالثغر مِنّا مِنشِر معلومُ

قال : وقال أبو عمرو : المنسر : ما بین ثلاثین فارساً إلی أربعین. ولم أره وقّت فی المقنب شیئاً.

والقنیب : السحاب.

أبو عبید عن القنانی الأعرابیّ : المقنب : شیءٌ یکون مع الصَّائد یجعل فیه ما یصید.

قال شمر : ولم أسمَعْه إلّا هاهنا.

وقال أبو الهیثم : المِقْنَب الذی مع الصیّاد مشهور ، وهو شِبه مِخْلاه أو خریطه تکون مع الصائد.

وأنشد قول الراجز :

أنشدتُ لا أصطادُ منها عُنظُباً

إلّا عَواساءَ تَفَاسَی مُقْرِبا

ذاتَ أوانَیْنِ تُوفِّی المِقنَبا

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القانب : الذئب العوّاء. والقانب : الفَیج المنکمِش.

قال : وأقْنبَ الرجلُ : إذا استَخفَی مِن سلطانٍ أو غَریم.

قال : والمِقْنَب : کَفُّ الأسد.

قال : والقَیْناب : الفَیج النشیط ، وهو السِّفْسیر.

ویقال : مِخلب الأسد فی مِقْنَبه ، وهو الغِطاء الذی یسترُه. وقد قَنَب الأسد بمخلَبه : إذا أدخَلَه فی وعائه یقنِبُه قَنْباً.

وقَنّب القومُ وأقنَبوا إقناباً وتقنیباً : إذا صاروا مِقْنَباً.

ومنه قول الهُذَلیّ :

عجبتُ لقیس والحوادث تُعجِبُ

وأصحابِ قیس یومَ ساروا وأقْنَبوا

ویروی : «قنّبوا» ، أی : باعدوا فی السَّیر.

وقنْب الجمل : وِعاءُ ثِیلِه. وقُنْب الحمار : وعاء جُردانه.

وقال النضر : قنّبوا العنب : إذا ما قطعوا منه ما لیس یحمل ، وما قد أدَّی حمله یقطع من أعلاه.

قلت : وهذا حین یقضب عنه شکیره رطباً.

قبن

أهمله اللیث.

وروی أبو عبیده عن أبی زید : قَبَنَ الرجلُ یقبِنُ قُبوناً : إذا ذهب فی الأرض. وقبَعَ مثله.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أقْبَن الرجل : إذا انهزمَ مِن عَدوِّه. وأقبل : إذا أسرَعَ عَدْواً فی أمان.

عمرو عن أبیه قال : القَبین : المنکمِش فی أمورِه. والقَمِین : السَّرِیع.

وقال ابن بُزُرجَ : المُقْبَئِنّ : المنقبِض المنْخنِس ، وقد اقبأنّ اقبئناناً.

والقَبّان : الذی یُوزَن به ، لا أدری أعربیٌّ أم مُعْرب.

وفی حدیث عمر : «إنی لأستعین بالرجلُ

ص: 158

الفاجر ثم أکون علی قَفَّانه».

قال أبو عبید : یقول : أکون علی تتبُّع أموره حتی أستقْصِیَ علمَه وأعرِفَه.

قال : وقال الأصمعیّ : قفّان کلّ شیء : جِماعُه واستقصاء معرفته.

قال أبو عبید : ولا أحسب هذه الکلمه عربیه ، وإنما أصلها قَبان.

ومنه قول العامّه : فلانٌ قَبّان علی فلان : إذا کان بمنزله الأمین علیه والرئیسِ الذی یتتبَّع أمره ویحاسِبُه. وبهذا سمِّی هذا المیزان الذی یقال له القَبّان وقد مضی هذا فیما تقدم من الکتاب.

وحِمار قَبّانَ : دُوَیْبَّه معروفه.

ومنه قوله :

یا عجباً لقد رأیت عَجَبا

حِمارَ قَبّانٍ یَسوقُ أرنَبا

خاطِمَها أمَّها أن تذهبا

نقب

قال الله جلّ وعزّ : (فَنَقَّبُوا فِی الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِیصٍ) [ق : 36].

قال الفراء : قرأ القُرّاء : (فَنَقَّبُوا) مشدداً یقول : خَرَقوا البلادَ فساروا فیها فهل کان لهم مَحیصٌ من الموت.

قال : ومن قرأ : (فنَقِّبُوا) بکسر القاف فإنه کالوعید ، أی : اذهبوا فی البلاد وجیئوا.

وقال الزّجاج : نقّبوا : طَوَّقوا وفَتَّشُوا.

قال : وقرأَ الحسن : (فَنَقَبُوا) بالتخفیف.

وقال امرؤ القیس :

وقد نقّبتُ فی الآفاق حتی

رَضِیتُ من السلامه بالإیاب

أی : ضَربتُ فی البلاد ، أقبلتُ وأدْبَرْتُ.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَیْ عَشَرَ نَقِیباً) [المائده : 12].

قال أبو إسحاق : النَّقیب فی اللُّغه کالأمین والکَفیل. ونحن نبیِّن حقیقته واشتقاقه.

یقال : نَقَب الرجلُ علی القوم ینقُب نِقابهً فهو نَقِیب.

قال أبو زید : وما کان الرجل نقیباً ولقد نَقُب. وفی فلانٍ مَناقبُ جمیله ، أی : أخلاق. وهو حَسَنُ النقیبهِ ، أی : حَسَن الخلیقه. وإنما قیل للنقیب نقیبٌ لأنه یَعلَم دَخِیلَهَ القوم ویعرِف مناقبَهم ، وهو الطریق إلی معرفه أمورهم.

وهذا الباب کلُّه أصله التأثیر الذی له عُمْق ودُخول.

ومن ذلک یقال : نَقَبْتُ الحائط ، أی : بَلغتُ فی النَّقب آخرَه. والنَّقْب فی الجبل : الطریق.

ویقال : کلبٌ نَقیب ، وهو أن یُنْقَب حَنجرهُ الکلْب لئلَّا یرتفع صوتُ نُباحه ، وإنما یَفعل ذلک البخلاءُ من العرب لئلَّا یطرُقَهم ضَیف باستماع نُباح الکلاب.

وفی الحدیث أن النبی صلی الله علیه وسلم ، قال : «لا یُعدِی شیء شیئاً» ، فقال أَعرابیّ : إنَ النُّقْبه قد تکون بمِشْفَر البعیر أَو بذَنبِه فی الإبل

ص: 159

العظیمه فتجرب کلُّها. فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «فما أَعْدَی الأوَّل».

قال أبو عبید : قال الأصمعی : النُّقْبه هی أَوّل جَرَبٍ یبدأَ.

یقال للبعیر : به نُقْبه ؛ وجمعها نُقَب.

وقال درید بن الصِّمَّه :

متبذِّلاً تبدو مَحاسِنُه

یَضَعُ الهِناءَ مواضعَ النُّقْبِ

قال أبو عبید : النُّقبه فی غیر هذا : أن تؤخذ القِطعهُ من الثوب قَدْرَ السراویل فتُجعل لها حُجْزه مَخِیطه من غیر نَیْفَق ، وتُشدُّ کما تُشدّ حُجزه السَّراویل ؛ فإذا کان لها نَیفَق وساقان فهی سراویل ؛ فإذا لم یکن لها نَیْفَقٌ ولا ساقان ولا حُجْزه فهی النِّطاق. وقد نقبت الثَّوب أَنقُبُه : إذا جعلتَه نُقْبه.

قال : والنُّقْبه : اللون.

وقال ذو الرمّه :

ولاحَ أَزهَرُ مشهورٌ بنُقْبَتِه

کأنَّه حینَ یَعْلو عاقِراً لَهَبُ

شمر عن ابن شمیل : النُّقّبه : أوّل بَدء الْجَرَب تَری الرُّقْعه مِثلَ الکفّ بجَنْب البعیر أَو وَرِکه أَو بمشْفَرِه ثم تتمشَّی فیه حتی تُشریَه کلّه ، أی : تملأه.

وقال أَبو النجم یصف فحلاً :

فاسودّ مِن جُفْرته إبْطاها

کما طَلَی النُّقّبَه طالِیاها

أی : اسودَّ من العرق حین سالَ حتی کأنَّه جَرِبَ ذلک الموضع فطُلِیَ بالقَطِران فاسودَّ مِن العَرَق. والجُفْره : الوَسَط.

والنِّقاب علی وجوه : یقال : فلانه حسنَهُ النِّقْبه والنِّقاب.

وقال أَبو عبید : قال الفراء : إِذا أَدْنَتْ المرأَهُ نِقابَها إلی عینها فتلک الوَصْوَصهُ ؛ فإنْ أَنزلَتْه دون ذلک إلی المَحْجِرِ فهو النقاب ، فإنْ کان علی طرف الأنف فهو اللِّفام.

وقال أَبو زید : النِّقاب علی مارِنِ الأنف.

وقال أَبو عبید : النِّقاب : هو الرجل العالِمُ بالأشیاء الباحثُ عنها الفَطِنُ الشّدیدُ الدُّخول فیها.

وقال أوسٌ یمدح رجلاً :

نَجِیحٌ جوادٌ أَخو مأقِطٍ

نِقابٌ یحدِّث بالغائبِ

والنِّقاب أیضاً : جمع النَّقْب ، وهو الطریق الضیِّق فی المیل.

والبَیْطار یَنْقُب فی بَطن الدابه بالمِنْقَب فی سُرَّته حتی یَسیلَ منه ماءٌ أَصفر ، وقال :

کالسِّید لم یَنْقُب البَیطارُ سُرَّته

ولم یَسِمْه ولم یلمُس له عصَبَا

والناقبه : قرْحه تخرج بالجَنْب تَهجُم علی الجوف یکون علی رأسها من داخل.

والنُّقْبه : الصَّدَأ یرکب الحدیدَ ، وجمعه نُقَب.

ص: 160

وقال لبید :

جُنوحَ الهالکیّ علی یدَیْه

مُکِبّاً یَجتلی نُقَب النِّصالِ

وقد نَقِبَ خُفُّ البعیر ینقب نَقباً : إذا حَفِیَ حتی ینخرق فِرْسِنُه ، فهو نَقِب.

وقال ابن بُزُرج : ما لَهمْ نقیبه ، أی : نَفاذ رأی.

وقال شمر : النقیبه : النَّفْس ؛ فلان میمون النَّقیبه : إذا کان مظفّراً.

وقال ابن بزرج ما ذکرنا.

ثعلب عن ابن الأعرابی : فلانٌ میمون النقیبه والنَّقیبه ، أَی اللون ، وَمنه سمِّی نِقابُ المرأَه لأنه یَستُر نِقابَها ، أی : لونَها بلون النِّقاب.

وقال اللیث : النَّقیبه : یُمْنُ العَمَل ، إنّه لمَیْمون النقیبه ، إذا کان مُظفّراً.

قال : والمَنْقَبه : کَرمُ العَمَل یقال : إنّه لکریم المَناقب من النَّجدات وغیرها.

قال : والنَقیبه مِن النُّوق : المؤتزِره بضَرْعها عِظَماً وحُسْناً ، بیِّنه النَقابه.

قلتُ : صحَّف اللیث النَّقیبه بهذا المعنی ، وإنَّما هی الثَّقیبَه بالثاء ، وهی الغزیره من النوق.

وقال غیره : إنَّ علیه نُقْبهً ، أی : أثراً ، ونُقْبه کلِّ شیء : أثره وهیئتُه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أنقَب الرجلُ : إذا سار فی البلاد. وأنقَب : إذا صار حاجباً. وأنقَب : إذا صار نقیباً.

قال : والنُّقْب : الطَّریق فی الجبل ، وجمعه نِقبه ومِثله الجُرْف وجمعُه جِرفه.

قال : والنّقّاب : البَطن ، یقال فی المَثل فی الاثنین یتشابهان : «فَرْخانِ فی نِقاب».

قال : والنقیب : المزمار. والنَّقیب : الرئیس الأکبر.

بنق

أبو عبید : البَنیقه من القمیص : لَبنَتُه ، وجمعُها بقانق.

وأنشد :

یضُمّ إلیَّ اللیلُ أطفالَ حُبِّها

کما ضَمَّ أزرارَ القَمیصِ البنائقُ

فی «النوادر» : بنّق فلانٌ کذبه حَرْشاء ، وبوّقها ، وبلّقها : إذا صنعَها وزوّقها.

قالوا : وبنّقته بالسوط وبلّقته ، وقوَّبته ، وحوَّبته ، ونتقته ، ولفّقته : إذا قطعته.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : بَنَّقَ فلانٌ کلامَه ، أی : جَمَعه وسوّاه ، ومنه بَنائق القمیص ، أی : جَمْعُ شیء إلی شیء ، وقد بَنّقَ کتابَه.

وقال اللیث فی قوله :

قد اغتدی والصبح ذو تَبنیق

ویُروَی : «ذو بَنیق». قال : شبَّه بیاضَ الصبح ببیاض البَنیقه.

وقال ذو الرّمه :

دَیاجِمُها مبنوقهٌ بالصَّفاصِفِ

مبنوقه : موصولهٌ بها ، أُخذ من البَنیقه.

ص: 161

وقال أبو النجم :

إذا اعتَقَاها صَحْصَحانٌ مَهْیَعُ

مُبَنقٌ بآلِه مُقنَّعُ

قال الأصمعی : قوله مبنَّق ، یقول : السّرابُ فی نواحیه مقنَّع قد غُطِّیَ کلُّ شیء منه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أَبنَق وبَنق وبنَّقَ ، ونبَّق وأنْبَقَ ، کلُّه إذا غَرَسَ شِراکاً واحداً مِن الودِیِّ. فیقال : نخلٌ مُنَبِّق ومُبَنق.

نبق

قال اللیث : النَّبِق : حَمْل السِّدْر.

عمرو عن أبیه : النَّبِق : دقیق یَخرج من لُبِّ جذع النخله حلوٌ یُقَوَّی بالصقْر ثم یُنْبذ فیکون نهایهً فی الجوده ، ویقال لنبیذه : الضرِیّ.

أبو عبید عن الأصمعی : المنبِّقُ من النخل المصطفُّ علی سطرٍ مستَوٍ. وأنشد :

کنخلٍ من الأعراض غیر منبِّقِ

ورُوِی غیر مُنبَّق.

وقال شمر : قال المفضل فی قوله غیر منبق : غیرُ بالغٍ.

أبو عبید عن أبی زید : إذا کانت الضَّرْطه لیست بشدیده قیل : أنبَق بها إنْباقاً.

سلمه عن الفراء : النُّبَاقی مأخوذ من النُّباق ، وهو الحُصاص الضّعیف.

وقال زائده البکریّ وحَتْرَشٌ ، فیما رَوَی أبو تراب عنهما : هو یَنتبِق الکلامَ انتباقاً وینتَبِطُه ، أی : یَستخرجه.

ق ن م
اشاره

قنم ، قمن ، نقم ، نمق : مستعمله.

نقم

قال الله جلّ وعزّ : (قُلْ یا أَهْلَ الْکِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ) [المائده : 59].

قال أبو إسحاق : یقال : نَقَمْتُ علی الرجل أنقِم ، ونَقِمْتُ علیه أنقَم ، والأجود نَقَمْتُ أنقِم ، وهو الأکثر فی القراءه.

قال الله : (وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ یُؤْمِنُوا بِاللهِ) [البروج : 8].

قال : ومعنی : نَقَمتُ : بالغْتُ فی کَراهه الشیء.

وقال ابن الرّقیات :

ما نَقَموا مِن بنی أمیّه إل

لَا أنّهم یَحلُمون إن غضبوا

یروی بالفتح والکسر نَقَموا ونَقِموا.

وقال اللیث یقال : لَم أرْضَ منه حتی نَقَمْتُ وانتَقَمْت : إذا کافأه عُقوبهً بما صَنَع.

وقال :

نقود بأرسان الجیاد سَرَاتنا

لیَنقِمنَ وِتراً أو لیدفَعْنَ مَدفَعا

یقال : نَقم فلانٌ وِترَه ، أی : انتقم.

قال أبو سعید : معنی قول القائل : «مثلی مثل الأرقم ، إن یُقتَلْ ینقَم ، وإن یُترکَ یلقم». قوله : إن یقتل ینقم ، أی : یثأر به.

ص: 162

قال : والأرقم : الذی یشبه الجانّ ، والناس یتقون قتله لشبهه بالجانّ. والأرقمُ مع ذلک من أضعف الحیات وأقلّها عضّاً.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : النِّقمه : العقوبه.

والنِّقمه : الإنکار.

قال : وقوله : (هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا) [المائده : 59] ، أی : هل تُنْکرون.

قلتُ : یقال : النَّقِمه والنِّقْمه : للعقوبه.

وناقم : تمرٌ بعُمانَ. وناقِم : حیٌّ من الیَمن.

نمق

قال اللیث : یقال : نمَّقتُ الکتاب تنمیقاً : إذا حسنتَه وجَودْتَه ، ولو قیل بالتخفیف لحسُنَ.

أبو عبید عن أبی زید : نَمَقْتُه أنمقُه نَمقاً ، ولمقتُه ألمُقُه لمقاً.

قال أبو عبید : ویقال : نَمَّقْتُ الکتاب ونَبَّقْتُه ، ونَمَقْتُه واحد.

وقال شمر : بَنَّقْتُه مقلوب من نَبقْتُه.

وقال الأصمعیُّ : یقال للشیء المرْوِح فیهِ نَمقَهُ وزَهْمَقَهُ ونَمَسهُ.

قمن

رُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «إنی قد نُهیتُ عَنِ القراءه فی الرکوع والسجود.

فأما الرکوع فعظِّموا الله فیه ، وأما السجود فأکثروا فیه من الدُّعاء ، فإنّه قَمِنٌ أن یستجاب لکم». قال أبو عبید : قوله : قمنٌ کقولک جَدیرٌ وحَرِیٌّ أن یُستجاب لکم.

یقال : فلانٌ قَمِنٌ أن یفعل ذلک. وقمینٌ أن یفعل ذلک فمن قال قمِنٌ أراد المصدَر فلم یُثنِّ ولم یَجمع ولم یؤنِّث.

یقال : هما قمنٌ أنْ یَفْعَلا ذاک ، وهم قمنٌ أن یَفعلوا ذاک ، وهُنّ قمنٌ أن یفْعلْن ذاک.

ومَن قال قمِنٌ أراد النعْتَ فثَنّی وجَمَع فقال : هما قَمِنان وهم قَمِنُون ، ویؤنث علی ذلک ویجمع وفیه لُغَتان هو قمنٌ أن یفعل ذاک وقمینٌ أن یفعل ذاک.

وقال قیس بن الخطیم :

إذا جاوَزَ الإثنین سِرٌّ فإنّه

بِنثّ وتکثیر الوشاهِ قمینُ

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القَمِن : القریب.

والقَمِن : السَّریع.

وقال أبو عمرو : القَمِن : السریع.

قال ابن کیسان : قمینٌ بمعنی حریٌّ ، مأخوذ من تقمَّنتُ الشیء : إذا أشرفتَ علیه أن تأخذه.

وقال غیره : هو مأْخوذ من القمین بمعنی السریع والقریب.

وقال اللِّحیانی : إنّه لمقْمَنَهٌ أن یَفعل ذاک ، وإنهم لمقْمَنَهٌ أن یفعلوا ذاک ، لا یثنی ولا یُجمع فی المذکر والمؤنث ، کقولک : مَخْلَقَهٌ ومَجْدَره.

قنم

الأصمعی وغیْره : قَنِم الوَطْبُ یَقْنَم قَنماً فهو قَنم وأَقنُم : إذا تغیرتْ رائحته.

وأنشد :

ص: 163

وقد قَنِمتْ مِن صَرِّها واحتلابها

أنامِلُ کفَّیها وللْوطبُ أقْنَم

ویقال : فیه قَنَمهٌ ونمقه : إذا أروحَ وأَنتن.

[أبواب القاف والفاء]

اشاره

ق ف ب : مهمل.

ق ف م
اشاره

استُعمل من وجوهه : فقم.

فقم

قال اللیث : الفقَم : رَدّهٌ فی الذَّقَن ، والنعتُ أفقَم.

والفُقم : طرفا الخَطْمِ للکلب ونحوه.

وربَّما سموا ذقَن الإنسانِ فُقماً وفَقْماً.

والأمر الأفقم : الأعوج المخالف. وقد فَقِم الأمر یفقَم فَقَماً وفُقوماً.

قال : والمفاقمه : البُضع. وأمرٌ متفاقم ، وإنْ قیل فَقم الأمر کان صواباً.

وأنشد :

فإنْ تَسمَعْ بلأمِهما

فإنَّ الأمر قد فَقِما

وقال غیره : الفَقَم فی الفم أن یتقدَّم الثنایا السُّفلی فلا تقع علیها العلیا إذا ضَمَّ الرجُل فاه. یقال : فَقِم یَفقَم فَقَماً فهو أفقم.

وقال أبو عمرو : الفقَم : أن یطُول اللَّحیُ الأسفل ویقصرُ الأعلی.

ویقال للرجل إذا أخذ بلحیه صاحبه وذَقَنه أخذ بفُقْمه.

وفی الحدیث : «من حَفظ ما بین فقْمیه دخل الجنه». وفَقَمتُ الرجلَ فَقْماً وهو مفقوم : إذا أخذتَ بفقمه.

أبو عبید عن أبی زید : أخذتُ بفقم الرجل : إذا أخذتَ بذقنه ولحیَیْه.

والفُقْمان : اللَّحیانِ.

وقال أبو تراب : سمعتُ عَرَّاماً یقول : رجل فَقمٌ فهِم : إذا کان یعلو الخُصومَ.

وقال غیره : رجل لقِم لهِمٌ مِثْلُه.

[أبواب القاف والباء]

ق ب م
اشاره

استعمل من وجوهه : بقم.

بقم

قال اللیث : البَقَّمَ دخیل ، وهو اسمٌ لشجره ، وهو صِبْغ یصبَغ به.

وقال رؤبه (1) :

کمَرْجَل الصَّبّاغ جاشَ بَقّمه

قال : وإنّما علمنا أنّه دخیل معرب لأنه لیس للعرب بناءُ کلمه علی فَعَّل ، ولو کانت بقّم کلمهً عربیه لوُجد لها نظیر ، إِلا ماءٌ یقال له بذّر ، وخَضّم ، هم بنو العنبر بن عمرو بن تمیم.

ص: 164


1- البیت للعجاج کما فی «دیوانه» (64) ، و «اللسان» و «المقاییس» (بقم).

ورَوَی سلمه عن الفراء : لم یأت فعَّل اسماً إلّا بَقَّم وعَثَّر وبذَّر ، وهما موضعان ، وشَلّم بیت المقدس ، وخَضَّم ، لا تنصرف ، وهی قریه.

قال الفرّاء : وکلُّ فَعَّل ینصرف إلّا أن یکون مؤنثاً.

ویقال للرجل الضعیف : ما أنت إلّا بُقَامه.

ورَوَی سلمه عن الفراء قال : البُقَامه : ما تَطایر من قَوْس الندّاف من الصُّوف.

ص: 165

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

کتاب [الثلاثی] المعتل من حرف القاف

اشاره

ق ک (وایء) مهمل.

[باب القاف والجیم]

ق ج
اشاره

(وایء) استعمل من وجوهه : لجوق.

جوق

قال اللیث : الجَوْق : کلُّ قطیع من الرُّعاه أمرهم واحد.

وأخبرنی المنذری عن أبی العباس عن ابن الأعرابی قال : یقال فی وجهه : شَدَق وجَوَق ، أی : مَیَل. وقد جَوِق یَجْوق جَوَقاً فهو أجْوَقُ وجَوِقٌ.

وقال : عَدُوٌّ أجْوَقُ الفکِّ ، أی : مائل الشِّدق ، وجمعه جَوَقه.

[باب القاف والشین]

ق ش
اشاره

(وایء) قشا ، وقش ، وشق ، شقا ، شقأ ، شوق ، شیق.

قشا

قال اللیث : قَشوْت القضیبَ ، أی : خَرطْته وأنا أَقْشُوه قَشْواً فأنا قاشٍ والمفعول مَقْشُوّ.

قال : والقاشر فی کلام أهل السواد : الفَلْسُ الرَّدیء.

أبو عبید عن الأصمعیّ یقال : درهم قَشِیّ ، مِثل رجلٍ دَعِیّ.

قال الأصمعی : کأنَّه إعراب قاشی.

وقال اللیث : القَشْوه : قُفّه یکون فیها طِیب المرأه.

وأنشد :

لها قَشْوهٌ فیها مَلابٌ وزَنْبَقٌ

إذا عَزَبٌ أَسرَی إلیها تَطیَّبا

قلتُ : والقَشوه : شبه العَتِیده المغشَّاه بجِلد ، وجمعُها قِشاء وقَشَوات.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أَقشَی الرجُل : إذا افتقَر بعد غِنًی. وقال رجل دخل علی معاویهَ فرأی فی یَدِه لِیاءً مُقَشًّی.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : اللِّیا بالیاء ،

ص: 166

واحدتُه لِیاءه ، وهو اللّوبِیاء (1) واللُّوبیاج.

قال : ویقال للصبیَّه الملیحه : کأنَّها لِیاءهٌ مَقْشُوّه.

وقال أبو عبید : قال الفراء : المُقَشَّی هو المُقَشَّر ؛ یقال منه : قَشَوْتُ العَوْدَ وغیرَه : إذا قَشَرْتَه ، فهو مَقْشُوٌّ ، وقشَّیْتُه فهو مُقَشَّی.

وقال فی اللِّیاء نحو ما قال ابن الأعرابیّ.

ورَوَی أبو تراب عن أبی سعیدٍ الضّریر أنه قال : إنَّما هو اللِّباء الذی یُجعل فی قِداد الجَدْی. وجعله تصحیفاً من المحدِّث.

وقال أبو سعید : اللبأ : یُحلب فی قداد ، وهی جلود صغار المعزی ثم یملّ فی الملّه حتی یَیْبَس ویجمد ثم یخرج ویباع کأنه الجُبْن ، فإذا أراد الآکل أکله قَشَا عنه الإهابَ الذی طُبخ فیه ، وهو جلدُ السَّخله الذی جُعِل فیه.

قال أبو تراب : وقال غیره : هو اللِّیاء بالیاء ، وهو مِن نَبات الیَمَن ، وربَّما نَبَتَ بالحجاز فی الخِصْب ، وهو فی خِلْقَه البَصَله وقَدْر الحِمَّصه ، وعلیه قُشورٌ رِقاقٌ ، إلی السواد ما هو ، یُقْلَی ثم یُدْلَک بشیء خَشِنٍ کالمِسْح ونحوه فیخرج مِن قِشره فیؤکل بَحْتاً ، وربّما أکِل بالعَسَل وهو أبیض ، ومنهم من لا یَقْلیه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القَشَا : البُزَاق.

قال : والقَشْوه : حُقّهُ النُّفَساء.

وقال أبو عمرو : القَشْوانه : الدَّقیقه الضعیفه من النساء.

وقش

أخبرنی المنذری عن أبی العباس عن ابن الأعرابیّ أنّه قال : رُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنّه قال : «دخلتُ الجنّه فسمِعتُ وَقْشاً خَلْفی ، فإذَا بِلال».

وقال مالک بن نویره :

وکنت متی ألْقَ الجُهینیّ لم یزل

له وقَشٌ فی داخل القلب واغرُ

یرید : حرکه الحقد. وقد توقَّشَ زمعٌ فی فؤادی : إذا تحرَّک.

وقال ذو الرمه :

فدع عنک الصّبا وعلیک همّا

توقَّشَ فی فؤادک واحتیالا

وقال :

تسمعُ للرِّیح بها أوقاشا

أی : أصواتاً.

قال ابن الأعرابیّ : یقال : سمَعت وَقْش فلان ، أی : حَرکْتَه.

وأنشد :

لأخفافها باللیل وَقْشٌ کأنه

علی الأرض تَرسَاف الظِباء السّوانِح

ص: 167


1- بعده فی المطبوع : «وهو اللوبیا» ، وانظر «اللسان» (قشا).

أبو عبید عن أبی زید : الوَقْشه والوقْش : الحرکه.

أبو تُراب سمعتُ مبتکِراً یقول : الوَقَش.

والوَقَصُ : صغار الحطب الذی یُشَیّع به النار.

وشق

رُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنّه أُتِیَ بوشیقه یابسه من لحمِ صَیْد فقال : «إنی حَرامٌ».

قال أبو عبید : الوَشیقه : اللّحمُ یؤخذ فیُغْلی إغلاءهً ویحمل فی الأسفار ولا یُنضَج فیتهرّا. وزعم بعضهم أنه بمنزله القَدید لا تَمَسُّه النار. یقال منه : قد وشَقْتُ اللحمَ أَشِقُه وَشْقاً ، واتّشَقَتْ اتِّشاقاً.

وأنشد :

إذا عَرَضتْ منها کَهاهٌ سَمِینَهٌ

فلا تُهْدِمنها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

عمرو عن أبیه : الوَشیق : القَدِید وکذلک المُشنَّق.

وقال اللیث : الوَشِیق : لحمٌ یُقَدَّد حتّی یَقِبَّ وتَذهب نُدُوّتُه ، ولذلک سُمِّی الکابی واشقاً ، اسمٌ له خاصّه.

وفی حدیث حذیفه : أنَّ المسلمین أخطأوا بأبیه الیَمَانِ فتَواشَقُوه بأسیافهم ، أی : قطَّعوه کما یقطَّع اللحمُ إذا قُدّد.

شقا

قال اللیث : یقال : شَقِیَ شَقاءً وشقاوه وشِقْوه.

وقال غیره : شاقَیْتُ فلاناً مُشاقاه : إذا عاشرتَه وعاشَرَک.

والشَّقاء : الشدّه والعُسْر ، وشاقیتُهُ ، أی : صابَرْتُه.

وقال الراجز :

إذا یُشاقِی الصّابراتِ لَم یَرِثّ

یَکادُ مِن ضَعْف القُوَی لا یَنْبعِثْ

یعنی جَمَلاً یُصابِر الجَمالِ مَشْیاً.

ویقال : شاقیتُ ذلک الأمرَ بمعنی عانَیتُه.

وقال الله جلّ وعزّ : (قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَیْنا شِقْوَتُنا) [المؤمنون : 106] ، وهی قراءه عاصم وأهلِ المدینه.

قال الفراء : وهی کثیرهٌ فی الکلام. وقرا ابن مسعود : (شَقَاوَتَنا).

قال : وأنشدنی أبو ثرْوان :

کلِّف مِن عَنائه وشِقْوتِهْ

بنتَ ثمانی عَشْرهٍ من حجَّته

عمرو عن أبیه قال : المُشاقاه : المعالَجه فی الحَرْب وغیرها.

شقأ

أبو زید : شَقأَ النابُ تَشْقَأ شَقْأ وشُقُوءاً : إذا طلعتْ ویقال : شَقأ رأسَه بالمُشْط شَقْئاً وشُقوءاً : إذا فَرّقه. قال : والمَشقأ : المَفرِق. والمِشقاء : المُشْط.

وقال اللیث نحوه : قال : والمِشْقأه : المِدراه.

وقال ابن الأعرابیّ : المِشْقأ ، والمِشْقاء ،

ص: 168

والمِشْقَی مقصور غیر مهموز : المُشْط.

أبو ترَاب عن الأصمعی : إبِلٌ شُوَیقِئه وشُویکئه حین یطلع نابُها ، مِن شقأ نابُهُ وشَکَأ وشاکَ أیضاً.

وأنشد :

شُوَیْقِیّه النابَیْنِ تَعدِلُ دَفَّها

بأفْتَلَ من سَعَدانه الزَّورِ بائنِ

وقال آخر :

علی مستظَلّات العُیون سَواهِمٍ

شُوَیْکِئهٍ یکْسُو بُراها لُغامُها

شوق

قال اللیث : الشَّوْقُ یقال منه : شاقَنی حُبُّها وذِکرُها یَشُوقُنی ، أی : یَهیجُ شوقی.

وقد اشتاق اشتیاقاً.

أبو الهیثم فیما قرأت بخطّه لابن بُزُرج : شُقْتُ القِرْبَه أشُوقُها : نَصَبْتُها إلی الحائط ، فهی مَشوقهٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الشَّوْق : حرکه الهوی ، والشُّوَّق : العُشّاق.

یقال : شُقْ شُقْ : إذا أمرتَه أن یشوِّق إنساناً إلی الآخره.

وقال اللیث : الأُشَّق هو الأُشَّجُ ، وهو دواء کالصَّمغ ، دخیل فی العربیه.

شیق

أبو العباس عن ابن الأعرابی : الشِّیق : الشّقّ فی الجبل.

والشِّیقُ : ما حَدَث. والشِّیقُ : ما لم یَزَلْ.

والشِّیق : رأس الأُدَاف. والشِّیق : شَعَر ذَنَب الفَرَس.

والشِّیق : ضَرْبٌ من السَّمَک.

وقال اللیث : الشِّیق : شَعَر ذَنَب الدابه ، الواحده شِیقَه.

والشِّیق : سُقْعٌ مستوٍ دقیق فی لهِبْ الجبَل ، لا یستطاع ارتقاؤه.

وأنشد :

إحْلِیلُها شَقٌّ کشَقّ الشِّیقِ

باب القاف والضاد

ق ض (وایء)
اشاره

قضی ، قوض ، قیض ، ضیق ، قضأ ، ضقی.

قضی

عمرو عن أبیه : قَضَّی الرجُل : إذا أکل القَضَی ، وهو عَجَم الزَّبیب.

قال ثعلب : هو بالقاف.

قال ابن الأعرابی : وقال الله : (وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَکاً لَقُضِیَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا یُنْظَرُونَ) [الأنعام : 8].

قال أبو إسحاق : معنی قُضی الأمر : أُتمَّ إهلاکُهم.

قال : وقضی فی اللغه علی ضرُوب کلُّها تَرجع إلی معنی انقطاع الشیءِ وتمامِه ، ومنه قوله جل وعزّ : (ثُمَ قَضی أَجَلاً) [الأنعام : 2] ، معناه : ثم حَتَم بذلک وأتمَّه.

ومنه الأمر ، وهو قوله : (وَقَضی رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ) [الإسراء : 23] ، معناه :

ص: 169

أمر ، لأنّه أَمرٌ قاطع حَتْم.

ومنه الإعلام ، وهو قوله : (وَقَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْکِتابِ) [الإسراء : 4] ، أی : أعلمناهم إعلاماً قاطعاً.

ومنه القضاء الفَصْلُ فی الحکم ، وهو قوله جلّ وعز : (وَلَوْ لا کَلِمَهٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ) [الشوری :

14] ، أی : لفُصِل الحکم بینهم.

ومثل ذلک قولهم : قد قَضَی القاضی بین الخُصوم ، أی : قد قَطع بینهم فی الحکم.

قال : ومِن ذلک قد قَضَی فلانٌ دَیْنَه ، تأویله قد قَطَع بالعَزیمه علیه وأدَّاه إلیه ، وقَطع ما بینه وبینَه.

وکلُّ ما أُحکِم فقد قُضِیَ.

تقول : قد قضیتُ هذا الثوبَ ، وقد قضیتُ هذه الدارَ : إذا عَمِلْتَها وأحکمت عملها.

قال أبو ذؤیب :

وعلیهما مسرودتان قضاهما

داودُ أو صَنَعُ السَّوابغِ تُبَّعُ

ومنه قوله جلّ وعزّ : (فَقَضاهُنَ سَبْعَ سَماواتٍ فِی یَوْمَیْنِ) [فصلت 12] ، أی : فَخَلَقهن وعَملهنَّ وصَنَعهنَّ.

قال اللیث : تقول : قضی الله عهداً ، معناه : الوصیّه.

وبه یفسَّر : (وَقَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ).

قال : وقضی ، أی : حکم ، وقضَی فلانٌ صلاته ، أی : فرغ منها.

وقضی عبرتَه ، أی : أخرجَ کلّ ما فی رأسه.

وقال أوس :

أم هل کبیر بکی لم یقضِ عَبرتَه

إثر الأحبّهِ یومَ البینِ معذورُ

أی : لم یخرج کل ما فی رأسه.

وقال أبو بکر : قال أهل الحجاز : القاضی فی اللغه معناه : القاطع للأمور المحکم لها.

قال الله : (فَقَضاهُنَ سَبْعَ سَماواتٍ فِی یَوْمَیْنِ) ، أراد فقطعهنَّ وأحکم خلقهنَّ.

قال : والقضاء بمعنی العمل.

قال الله تعالی : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) [طه : 72] معناه : فاعملْ ما أنت عامل.

والقضاء : الحکم. والقضاء : الأمر.

قال الله تعالی : (وَقَضی رَبُّکَ) [الإسراء : 23] ، أی : أمر ربک.

وقال اللیث فی قوله : (فَلَمَّا قَضَیْنا عَلَیْهِ الْمَوْتَ) [سبأ : 14] ، أی : أتی علیه.

قال : والانقضاء : ذَهاب الشیء وفَناؤه ، وکذلک التَقضِّی.

وأما قوله جل وعز : (ثُمَ اقْضُوا إِلَیَّ وَلا تُنْظِرُونِ) [یونس : 71].

فإن أبا إسحاق قال : ثم افعلوا ما تریدون.

وقال الفراء فی قوله : (ثُمَ اقْضُوا إِلَیَ) ،

ص: 170

معناه : ثم امضوا إلیّ ، کما یقال قد قَضَی فلانٌ یراد قد مات ومَضَی.

وقال أبو إسحاق : هذا مِثل قوله فی سوره هود [55]. قال هودٌ لقومه : (فَکِیدُونِی جَمِیعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ).

یقول اجهَدوا جهدَکم فی مکایدتی والتألُّبِ علیّ.

ولا تنظرونی ، أی : لا تمهِلونی.

قال : وهذا من أقوی آیات النبوّه : أن یقول النبی صلی الله علیه وسلم لقومه وهم متعاوِنون علیه : افعلوا بی ما شئتم.

وقال أبو عبید : القَضَّاء من الدُّرُوع : التی قد فُرغ مِنْ عَمَلها وأحکِمتْ.

وقال أبو ذُؤیب :

وعلیهما مَسْرُودتان قضاهما

داودُ أو صَنَعُ السَّوابغِ تُبَّعُ

قال : والفِعل من القَضَّاء : قَضَیتها.

قلت : جعل القَضَّاء فَعَّالاً مِنْ قَضَی.

وغیرُه : تُجعل القضّاء فَعْلاء مِن قَضَّ یَقَضُّ وهی الجدیدُ الخَشِنه ، مِن إقضاض المَضْجَع.

ویقال : تقاضَیتُه حَقِّی فقضانیه ، أی : تَجَازیْتُه فَجزَانِیه.

ویقال : اقتضیتُ مالِی علیه ، أی : قبضتْهُ وأخذتُه.

واستُقضِیَ فلانٌ ، أی : جُعل قاضیاً یَحْکم بین الناس.

والقاضیه من الإبل : ما یکون جائزاً فی الدِّیَهِ والفریضهِ التی تجب فی الصَّدَقه.

وقال ابن أحمر :

لَعَمْرُکَ ما أَعانَ أبو حَکِیم

بقاضیهٍ ولا بَکْر نجیبِ

ویقال : اقتَتَل القومُ فقَضَّوا بینهم قَواضِی وهی المَنایا.

قال زُهَیر :

فقَضَّوا مَنَایا بینهمْ ثم أصدَرُوا

ویقال : قَضَی بینهم قضیّهً وقَضایا.

والقَضایا : الأحکام ، واحدتها قضِیّه.

وقال اللیث : القاضیه : المنیّه التی تقضِی وَحِیّاً.

أبو عبید عن الأصمعی : مِن نبات السَّهْل الرِّمْث والقِضَه.

وقال ابن السکیت : یجمع القِضَه قِضِینَ ، وأنشد :

بساقَینِ ساقَیْ ذی قِضینَ تحُشُّه

بأعواد رَنْدٍ أو ألاویهً شُقْرا

قوض

قال الله جلَّ وعزَّ : (جِداراً یُرِیدُ أَنْ یَنْقَضَ) [الکهف : 77] ، وقرئ : (ینقاضَ) و (ینقاصَ) بالضاد والصاد.

فأما ینقضّ فیَسقُط بسرعهٍ ، من انقضاض الطیر ، وهذا مِن المضاعَفِ. وأمَّا ینقاضُ فإِنَّ المنذریَّ أخبرنی عن الحرانی عن ابن السکِّیت أنه قال : قال عمرو : انقاضَ وانقاضَّ واحد ، أی : انشقَّ طُولاً.

ص: 171

قال : وقال الأصمعیَّ : المُنْقَاضُ : المُنْقَعِر من أصلِه. والْمُنْقاضُّ : المنشقُّ طولاً.

یقال : انقاضَت الرَّکِیَّهُ وانقاضَت السِنُّ.

أبو عبید عن أبی زید : انقضَّ الجدار انقضاضاً وانْقاضَ انقیاضاً ، کلاهما إذا تَصدَّع من غیر أن یَسقُط ، فإِن سَقَط قیل : تقیَّضَ تقیُّضاً وتقوَّضَ تقوُّضاً ، وأنا قَوَّضْتُه.

حدثنا السعدی قال : حدثنا العطاردی قال : حدثنا أبو معاویه عن أبی إسحاق الشیبانی عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن مسعود عن أبیه قال : کنَّا مع النبی صلی الله علیه وسلم فی سفر فنزلنا منزلاً فیه قریه نمل ، فأحرقناها فقال لنا : «لا تعذِّبوا بالنار فإنه لا یُعذِّب بالنار إلّا ربُّها».

قال : ومررنا بشجره فیها فرخَا حُمَّرهٍ فأخذناهما فجاءت الحمرهُ إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم وهی تقَوِّضُ ، فقال : «مَن فَجَعَ هذه بفرخیها؟» قال : فقلنا : نحن.

فقال : «ردّوهما». قال : فرددناهما إلی موضعهما.

قال الأزهری : قوله : «تقوَّضُ» ، أی : تجیء وتذهب ولا تقَرَّ.

قال : وتقیّضَت البیضه تقیُّضاً : إذا تکسَّرتْ فِلَقاً ، فإِذا تَصَدَّعتْ ولم تُفَلَّق قیل : انقاضتْ فهی مُنْقَاضَه. قال : والقارُوره مِثْلُه. والقَیْض : ما تَفلَّق من قُشور البَیْض.

اللیث : قوَّضْتُ البناءَ : إذا نَقَضْتَه من هَدْم. وقَوَّضَ القومُ صُفُوفَهم ، وتقوَّضَت الصُّفوف وانقاضَ الحائط : إذا انهَدَم مکانَه من غیر هَدْم ، فأمَّا إذا دُهْوِرَ فسَقَط فلا یقال إلّا انقضَّ انقضاضاً.

قال : والقیْض : البَیْض الذی قد خرج فَرْخُه وماؤه کلُّه. وقد قاضَها الفَرْخُ وقاضَها الطائر ، أی : شقَّها عن الفرخ فانقاضَتْ ، أی : انشقّت. وأنشد :

إذا شئتَ أن تَلقیَ مَقِیضاً بقَفْرَهٍ

مفلَّقهٍ خِرشاؤها عن جَنِینِها

وبئر مَقِیضه : کثیره الماء. وقد قِیضَتْ عن الجَبْله.

أبو عبید عن الأمویّ : انقاضَت البئر : انهارتْ.

وقال غیره : انقاضت : تکسَّرت.

أبو تراب عن مصعبٍ الضِّبابی : تقوَّزَ البیضُ وتَقَوَّضَ : إذا انهدَم ، سواءٌ کانَ بیتَ مَدَرٍ أو شَعَر.

حدثنا السعدی قال : حدثنا ابن قهزاذ قال : أخبرنا ابن شمیل عن عوف عن أبی المنْهال عن شهر بن حَوْشَب عن ابن عبّاس قال : إذا کان یوم القیامه مُدَّت الأرض مَدَّ الأَدِیم وزِیدَ فی سَعَتِها ، وجُمع الخَلْقُ إنْسُهم وجِنُّهم فی صعیدٍ واحد ، فإذا کان ذلک قِیضَتْ هذه السَّماءُ الدنیا عن أهلها فنُثِرُوا علی وجه الأرض ، ثم

ص: 172

تُقاضُ السمواتُ سماءً فسَماءً ، کلَّما قِیضَتْ سَماءٌ کان أهلها علی ضِعف مَنْ تحتها حتی تقَاضَ السابعهُ. فی حدیث طویل.

قال شمر : قِیضَتِ السماءُ ، أی : نُقِضَتْ ، یقال : قُضْتُ البِناءَ فانقاضَ.

وقال رؤبه :

أَفرَخَ قَیضُ بَیْضها المُنقاضِ

قیض

ومن ذوات الیاء ، قال أبو عبید هما قَیْضان ، أی : مِثلان. وقایضْتُ الرجلَ مقایضه : إذا عاوَضتَه بمتاع. وقیَّض الله فلاناً لفلان : جاء به. قال الله : (وَمَنْ یَعْشُ عَنْ ذِکْرِ الرَّحْمنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطاناً) [الزخرف : 36].

قال أبو إسحاق : أی : نسبِّبْ له شیطاناً یجعل الله ذلک جزاءه. قال : ومعنی قوله جلَّ وعزَّ : (وَقَیَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ) [فصلت : 25] ، أی : سبَّبْنَا لهم من حیث لم یَحتَسبوه.

أبو عبید عن أبی زید : تَقَیّضَ فلانٌ أباه تَقَیّلَه تَقَیضاً وتَقَیُّلاً : إذا نزع إلیه الشَّبَه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القَیْض : العِوَض القَیْض : التمثیل.

یقال قاضَ یَقِیضُ : إذا عاضَه.

والمقایضه فی البیع شبه المبادله ، مأخوذ من القیض ، وهو العوض. وهما قیضانِ ، أی : مثلان.

قال : وقَیّضَ إبِلَه : إذا وَسَمَها بالقَیِّض ، وهو حَجَر یُحْمَی.

وقال ابن شمیل : زعموا أنَّ أبا الخطاب قال : القَیِّضه : حُجَیرٌ یُکوَی به نُقْرهُ الغَنَم.

قال ابن شمیل : یقال : لسانُه قَیِّضَهٌ ، الیاء شدیده.

قضأ

قال أبو عبید عن الأمویِّ : قضِئتُ الشیء أقضؤه : إذا قَضئتْ عینُه تَقْضأُ قَضأً ، وذلک إذا قَرِحَتْ وفَسَدَتْ ، وکذلک یقال للقِرْبه إذا فَسَدتْ أو عَفِنَتْ. القُضْأَه الاسم.

ویقال للرجل إذا نَکَحَ فی غیر کَفاءه : نَکَح فی قُضْأه.

ویقال : ما علیک فی قُضْأَه ، أی : ضَعَه.

وقال ابنُ بزرج : یقال : إنهم لیتقَضَّؤون منه أن یزوّجوه. یقول : یَسْتَخِسُّون حَسَبه ، مِن القُضْأَه.

ضقی

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : ضَقَی الرجل : إذا افتقر. وقَضَی : إذا مات.

وقَضَی : إذا أَمَرَ.

ضیق

قال اللیث : تقول : ضاقَ الأمرُ وهو یَضیق ضِیقاً ، وهو أمر ضَیِّق. وفلانٌ مِن أمرِه فی ضِیق ، أی : فی أمرٍ ضَیِّق ، والاسم ضَیْق. وضَیْقه : منزل للقَمَر بِلِزْق الثُّریّا ممّا یلی الدَّبَران ، تَزعمُ العَرَب أنّه نَحْسٌ.

قلت : وأمَّا قول الشاعر :

ص: 173

بضَیقهَ بینَ النجمِ والدَّبَرَانِ

فإنه جعل ضیقهَ معرفه ، لأنه جعله اسماً علماً لذلک الموضع ، ولذلک لم یَصْرفه.

الحرَّانی عن ابن السکیت : یقال : فی صدر فلان ضِیقٌ وضَیْق ، ومکانٌ ضیِّق وضَیْق. والضَّیْق : المصدر. والضَّیَق بفتح الیاء : الشَّکّ. والضِّیقه مثل الضیق.

وأنشد :

بضیْقَهِ بَین النَّجمِ والدَّبَرَانِ

بکسر الهاء جَعله ضیِّقاً ولم یجعله اسماً لموضعٍ ، أراد بضیْقِ ما بین النَّجم والدبَرَان.

قلت : وقال أبو عمرو : الضَّیَق محرکه الیاء : الشکّ. والضَّیْق بهذا المعنی أکثر وأفشی.

وقال الفراءُ فی قول الله : (وَلا تَکُ فِی ضَیْقٍ مِمَّا یَمْکُرُونَ) [النحل : 127].

قال : الضّیْق : ما ضاق عنه صدرُک ، والضِّیقُ : ما یکون فی الذی یتَّسع ویضیق ، مِثل الدار والثوب.

قال : وإذا رأیتَ الضَّیْق قد وقَع فی موضع الضِّیق کان علی أمرین : أحدهما : أن یکون جَمْعاً للضَّیْقه ، کما قال الأعشی :

کشَفَ الضَّیْقَه عَنَّا وفَسَحَ

والوجه الآخر : أن یراد به شیءٌ ضَیِّق فیکون ضَیْقاً مُخَفَّفاً ، وأصله التشدید ، ومثله هَینٌ لَینٌ.

ویقال : أضاقَ الرجلُ فهو مُضِیق : إذا ضاقَ علیه مَعاشُه.

وقالت امرأه لضرّتها وهی تُسامِیها :

ما أنتِ بالخُورَی ولا الضُّوقی حِرَا

الضُّوقی : فُعْلَی من الضِّیق ، وهی فی الأصل الضِّیقَی فقُلبت الیاء واواً من أجل الضمّه ، والخُورَی : فُعْلی مِن الخیر ، وکذلک الکُوسَی فُعلَی مِن الکَیْس.

والمَضایق : جمعُ المضیق. والمُضایقه : مُفاعلهٌ من الضِّیق.

باب القاف والصاد

ق ص (وایء)
اشاره

قصا ، قیص ، وقص ، صیق ، صوق (1).

قصا

قال اللیث وغیره : القَصْو : قَطْع أذُن البعیر ، یقال : ناقه قَصْواء وبعیرٌ مَقْصُوٌّ ، هکذا یتکلمون به ، وکان القیاس أن یقولوا : بعیرٌ أقصی فلم یقولوا.

ص: 174


1- جاء فی «اللسان» (صوق - 7 / 444): «الصّاقُ : لغه فی الساقِ ، عنبریه. قال ابن سیده : وأُراه ضرباً من المضارعه لمکان القاف. والصَّویقُ : لغه فی السَّویق المعروف لمکان المضارعه». وکذا فی «التاج» (صوق).

قال أبو بکر : القصَا : حذف فی أذن الناقه ، مقصور ، یکتب بالألف. وناقه قصواء وبعیر مقصیّ ومقصُوّ.

أبو عبید عن أبی زید قال : القَصْواء من الشاءِ : المقطوعُ طرفُ أذنِها.

وقال الأحمر : المُقَصَّاه من الإبل : التی شُقّ من أذنها شیء ثم تُرِک مُعَلَّقاً.

وقال الله جلّ وعزّ : (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَهِ الدُّنْیا وَهُمْ بِالْعُدْوَهِ الْقُصْوی) [الأنفال : 42].

قال الفراء : الدنیا مما یلی المدینه ، والقُصْوی مما یلی مکه.

الحرانی عن ابن السکیت قال : ما کان من النُّعوت مِثل العُلیا والدُّنیا فإِنه یأتی بضم أوَّله وبالیاء ، لأنهم یستثقلون الواو مع ضمّه أوله ، فلیس فیه اختلاف ، إلّا أنّ أهل الحجاز قالوا : القُصْوَی فأظهروا الواو ، وهو نادر ، وأخرجوه علی القیاس إذْ سَکَن ما قَبْل الواو ، وتمیم وغیرُهم یقولون : القُصْیَا.

اللیث : کلُّ شیء تَنحَّی عن شیء فقد قَصا یقصو قُصُوّاً فهو قاصٍ. والقاصیه مِن الناس ومن المواضع : ما تَنحَّی.

والقصْوَی والأقصی ، کالأکبر والکبْری.

أبو زید : قصَوْتُ البعیرَ : إذا قطعتَ أذنه ، وناقه قَصْواء وبعیرٌ مقصُوٌّ علی غیر قیاس.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال للفَحْل : هو یَحْبو قَصا الإبل : إذا حفِظها من الانتشار.

ویقال : تقصَّاهم ، أی : طلبهم واحداً واحداً من أقصاهم.

ویقال : حاطهم القصا مقصوراً ، یعنی کان فی طُرَّتهم لا یأتیهم. وقال غیره : حاطهم القصا ، أی : حاطَهُم من بعید وهو یبصرهم ویتحرَّز منهم ، ومنه قول بشر بن أبی خازم :

فحَاطُونا القَصا ولقد رَأَوْنا

قریباً حیث یُستَمَع السرار

ویقال : أقصاه یُقصیه ، أی : باعَدَه ، ویقال : هَلُمّ أقاصیک أیُّنا أبعَدُ من الشرِّ.

یقال : قاصیتُه فقصَوْتُه.

والقصایا : خِیار الإبل ، واحدتها قَصِیَّه ، وهی التی تُودَع ولا تُجْهَد فی حَلَب ولا رُکوب ، وإذا جُهِدت الإبلُ قیل فیها : قَصایا.

ویقال : نزلْنا منزِلاً لا تُقْصِیه الإبل ، أی : لا تَبلعُ أقصاه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : أقْصَی الرجلُ : إذا اقتنَی القَواصِیَ مِن الإبل وهی النِّهایه فی الغَزاره والنّجابه. ومعناه : أنَّ صاحب الإبل : إذا جاءَ المصدِّق أقصاها ، ضِنّاً بها. وأقصی : إذا حَفِظ قَصَا العَسکر وقَصاءَه ، وهو ما حول العسکر ، وتقصَّیتُ الأمر واستقصیتُه.

وقص

قال اللیث : الوَقَص : قِصَرٌ فی العُنق کأنه رُدّ فی جَوْف الصَّدْر. ورجل أوْقَص

ص: 175

وامرأه وَقْصاء.

وتقول : وقَصْتُ رأسَه : إذا غمَزْتَه سُفْلاً غمْزاً شدیداً ، وربّما اندقَّت منه العُنُق.

والدابَّه تَذُبُّ بذَنبِها فَتَقص عنها الذُّباب وَقْصاً : إذا ضَرَبْته به فقتَلْته. والدوابُّ إذا سارت فی رؤوس الإکام وقَصَتْها ، أی : کَسرتْ رؤوسَها بقوائمها.

وفی الحدیث : أنّ رجلاً کان واقفاً مع النبی صلی الله علیه وسلم فوَقصَتْ به ناقتُه وهو مُحْرمٌ فی أخَاقِیق جِرذان. فمات.

قال أبو عبید : والوَقص : کَسْرُ العُنق ، ومنه قیل : للرجل أوقص ، إذا کان مائل العُنُق قصیرَها. ومنه یقال : وقصْتُ الشیء : إذا کسَرْتَه.

وقال ابن مُقْبل :

فبعثتُها تَقِصُ المقَاصِرَ بعد ما

کرَبتْ حَیاهُ النارِ للمتنوِّرِ

أی : تدُقّ وتکسِر یَعنی ناقته.

وقال ابن السکّیت : الوَقص : دَقُّ العُنق.

والوَقْص : قصَر العُنق. والوَقَص أیضاً : دِقاقُ العِیدان تُلقی علی النار ، یقال : وقِّصْ علی نارِک.

قال حُمید بن ثَور یصف امرأه :

لا تَصطلی النارَ إلَّا مِجْمَراً أرِجاً

قد کَسّرَتْ مِن یَلَنْجوجٍ لها وَقصَا

وفی حدیث علیّ : أنه قضی فی الواقصه والقامصَه والقارصَه وهی ثَلاث جوارٍ رکبت إحداهنّ الأخری فقرصت الثالثه المرکوبه فقمصت فسقطت الراکبهُ فقضی للتی وَقصت ، أی : اندقَّ عنقها بثلثی الدِّیه علی صاحبتیها.

والواقصه بمعنی الموقوصه ، کما قالوا آشِرهٌ بمعنی مأشوره ، کما قال :

أناشِرُ لا زالت یمینک آشِره

أی : مأشوره.

وفی حدیث مُعاذ بن جَبَل : أنه أُتِی بوَقَص فی الصّدَقه وهو بالیمن ، فقال : «لم یأْمرنی رسول الله صلی الله علیه وسلم فیه بشیء».

قال أبو عبید : قال أبو عمرو : الوَقص : هو ما وَجَبَتْ فیه الغَنم مِن فَرائض الإبل فی الصَّدَقه ما بین الخَمس إلی العشرین.

قال أبو عبید : ولا أرَی أبا عمرٍو حَفِظ هذا ، لأنَّ سُنَّه النبی صلی الله علیه وسلم أنَّ فی خَمسٍ من الإبل شاهً ، وفی عَشْرٍ شاتَین إلی أربع وعشرین فی کلِّ خمس شاه ، ولکنَ الوَقَصَ عندنا ما بین الفَریضتین ، وهو ما زادَ علی خمسٍ من الإبل إلی تِسْع ، وما زاد علی عَشْر إلی أربع عَشره ، وکذلک ما فوقَ ذلک. وجمعُ الوَقَص أوقاص.

قال أبو عبید : وبعض العلماءِ یجعل الأوْقَاصَ فی البقر خاصَّه ، والأشناق فی الإبل خاصّه ، وهما جمیعاً ما بین الفریضتین.

وفی الحدیث : «أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم أُتِیَ بفَرَس فرَکِبه ، فجعل یتوقَّص به».

ص: 176

أبو عبید عن الأصمعیّ : إذا نَزَا الفَرَسُ فی عَدْوِه نَزْواً وهو یقارِبُ الخَطْو فذلک التوقُّص ، وقد تَوَقَّصَ.

وقال أبو عبیده : التوقُّصُ : أن یَقْصُر عن الْخَبب ، ویزیدَ علی العَنَق ، وَینْقُل قوائمه نَقْل الخَبَب ، غیر أنَّها أقرب قَدْراً إلی الأرض ، وهو یرمی نفسَه ویَخُبْ.

أبو عبید عن الکسائی : وقَصْتُ عُنقَه أقِصُها وَقْصاً ، ولا یکون وقَصَت العُنُقُ نفسها ، إنما هی وُقِصَتْ.

قال الأزهری : قال ابن السکیت : الوَقَص : قِصَر العُنق.

قال شمر : قال خالد : وُقِص البعیر فهو موقوص : إذا أصبح داؤه فی ظهره لا حَرَاک به.

قال : وکذلک العُنق والظهر فی الوقْص.

قیص

قال اللیث : یقال : قاصَتِ السِّنّ تَقِیص : إذا تحرّکتْ. ویقال : انقاصت.

وقال غیره : انقاصت السنُّ : إذا انشقت طُولاً ، وکذلک انقاصَتِ الرکیَّه.

وأنشد ابن السکّیت :

یا رِیَّها مِن بارِدٍ قَلّاصٍ

قد جَمَّ حتی هَمَ بانقیاص

وتقیَّصَت الحِیطانُ : إذا مالتْ وتقدّمتْ.

صیق

قال اللیث وغیره : الصِّیق : الغُبار الجائل فی الهواءِ. ویقال : صِیقَهٌ.

وأنشد ابنُ الأعرابیّ :

لی کلَّ یومٍ صِیقَهٌ

فَوْقِی تأجَّلُ کالظِّلالَهْ

أبو عبید عن أبی زید : الصِّیق : الریح المنتنه ، وهی من الدوابِّ.

وقال بعضهم : هی کلمه معرّبه ، أصلها زِیقا بالعِبرانیَّه.

سلمه عن الفرّاء قال : الصِّیق : الصَّوْت.

والصِّیقُ : الغُبار.

وقال أبو عمرو : الصائق والصائک : اللازق.

قال جَندَل :

أسوَدَ جَعْدٍ ذی صُنَانٍ صائقِ

باب القاف والسین

ق س (وایء)
اشاره

قوس ، قیس ، قسا ، وقس ، وسق ، سقی ، سوق.

قوس - قیس

قال اللیث : القَوْس معروفه عجمیه وعربیّه تُصَغَّرَ قُوَیْساً ، والجمیع القِیاس وقِسِیّ ، العَدَد أقواس.

أبو عبید : جمْعُ القوس : قِیاس.

قال : وهذا أقیَسُ مِن قول مَن یقول قِسِیّ ، لأنّ أصلها قَوْس ، والواو منها قَبل السین ، وإنما حُوّلت الواو یاءً لِکسرهِ ما قبلها ، فإذا قلتَ فی جمع القَوْس قِسِیّ أخّرْتَ الواوَ بعدَ السین ، فالقِیاس : جمعُ القَوْس ، عندی أحسنُ من القِسِیّ.

ص: 177

وکذلک قال الأصمعی : القِیاس : الفَجَّاء.

وقال اللیث : شیخٌ أقوَسُ : مُنحنی الظهر ، وقد قَوَّس الشیخُ تقویساً ، وتقوّس ظهْرُه.

وقال امرؤ القیس :

أراهنُ لا یُحْبِبْن مَن قَلَّ مالُه

ومَن قد رأیْنَ الشَّیْبَ فیه وقَوّسا

وحاجبٌ مُسْتَقْوِسٌ ونُؤْیٌ مُسْتَقوِس ، ونحو ذلک مما ینعطف انعطافَ القَوْس.

قال والقَوْس : ما یَبقَی فی أسفل الجُلّه من التمر.

یقال : ما بَقیَ إلّا قوسٌ فی أسفَلِها. وقاله ابن الأعرابیّ وغیره.

قال اللیث : والقُوس : رأسُ الصَوْمَعه.

وقال أبو عبید : رُوِی أن عمرو بن معدیکرَب قال : «تضیَّفْتُ بنی فلان ، فأَتَوْنی بثور وقَوْسٍ وکَعْب». قال : فالقَوْس : الشیءُ من التَّمر یَبقَی فی أسفَل الجُلّه. والکَعْب : الشیء المجموع من السَمْن یَبْقَی فی النِّحْی. والثَّوْر : القِطْعه من الأقِط.

وقال أبو عبید : قال الأصمعی : القُوس ، بضم القاف : موضع الرَّاهب.

قال جریر :

وذُو المِسْحَیْنِ فی القُوسِ

أبو عبید عن أصحابه : المِقْوَس : الحَبْل الذی یُصَفّ علیه عند السِّیاق وجمعُه مَقاوِس ، ویقال له : المِقْبصُ أیضاً.

وقال أبو العِیال :

إنَّ البَلاءَ لَدَی المقَاوِسِ مُخْرِجٌ

ما کانَ مِنْ غَیْبٍ ورَجْمِ ظُنُونِ

وقال اللیث : قامَ فلانٌ علی مِقْوَسٍ ، أی : علی حِفاظ.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القُوسُ : صَوْمعه الراهب ، وهو بیت الصائد.

قال : والقُوس أیضاً : زجْر الکلْب : إذا خَسأته قلت : قُوسْ قُوسْ : فإذا دعوْتَ قلت : قُسْ قُسْ.

قال : وقَوْقَسَ : إذا أشلی الکلْبَ.

قال : والقَوْس : الزمان الصَّعب.

یقال : زمانٌ أقوَس وَقوِسٌ وقُوسِیّ : إذا کان صَعْباً. والأقوسُ مِن الرمل : المُشْرِف کالإطار.

وقال الراجز :

أُثنِی ثَناءً مِن بعید المَحْدِس

مشهورهٌ تجتازُ جَوْزَ الأقْوَسِ

أی : تقطع وسط الرمل. وجَوْزُ کلّ شیء : وسَطُه.

أخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم أنه قال : یقال : إن الأرنب قالت : لا یدَّرینی إلّا الأجْنَأَ الأقوَس ، الذی لا یبدُرنی ولا ییأس. قوله : لا یدَّرینی ، أی : لا یختِلُنی.

قال : والأجنأ الأقوس : الداهیه من

ص: 178

الرجال. یقال : إنه لأجنأ أقوس : إذا کان کذلک.

قال : وبعضهم یقول : أحوَی أقوس ، یریدون بالأحوی الألوی. وحَوَیْتُ ولویت واحد.

وأنشد :

ولا یزال وهو أَجْنی أقوس

یأکل أو یحسو دماً ویلحس

وقال اللیث : المقایَسه : مُفاعَلهٌ من القِیاس.

قال : ویقال : هذه خَشبهٌ قِیسُ إصبَع ، أی : قَدْرُ إصبع. وقد قاسَ الشیءَ یَقِیسُه قِیاساً وقَیْساً ، أی : قَدْرَه. والمقیاس : المقدار.

قال : والمقایَسه تجری مجرَی المُقاساه ، التی هی معالجه الأمر الشدید ومُکابَدتُه ، وهو مقلوبٌ حینئذ.

وقال ابن السکیت : قاسَ الشیءَ یَقُوسُه قُوساً ، لغهٌ فی قاسَه یَقیسُه ، یقال : قِسْتُه وقُسْتُه.

قال ابن السکیت : قال الأصمعی : قست الشیء أقیسه قیساً وقیاساً ، وقُسته أقوسُه قوساً وقیاساً. ولا یقال أقسته بالألف.

ویقال : قایسْتُ بین الشیئین ، أی : قادَرْت بینهما.

وقال أبو العباس : یقال : هو یَخْطو قِیساً ، أی : تجعل هذه الخُطوه مِیزان هذه الخُطوه. ویقال : «قَصر مِقیاسُک عن مِقْیاسی» ، أی : مِثالُک عن مثالی.

ورُوِی عن أبی الدَّرْداءِ أنّه قال : «خیرُ نسائکم التی تدخلُ قَیساً وتَخْرُج قَیْساً». أی : تُدَبّرُ فی صَلاح بیتها لا تَخْرُقُ فی مِهْنَتها.

وقاسَ الطبیبُ قَعْرَ الجِراحَه قَیْساً.

وأنشد :

إذا قاسَها الآسی النِطاسیُّ أدبَرَتْ

غثِیثتُها وازدادَ وَهْیاً هُزُومُها

قسا

قال اللیث : القَسْوهُ : الصَّلابه فی کلِّ شیء والفعل قَسَا یَقْسُو فهوَ قاسٍ. قال : ولیله قاسیهٌ : شدیده الظُّلْمه.

أبو عبید عن أبی عمرو : یومٌ قَسِیّ ، مِثال شَقِیّ ، وهو الشدید من حَرْب أو شَرّ.

وفی حدیث ابن مسعود : أنه باعَ نُفایهَ بیتِ المال ، وکانت زُیُوفاً وقِسْیاناً بدون وَزْنها ، فذُکِر ذلک لعُمَر فنَهاه ، وأَمَرَه أَن یَرُدَّها.

قال أبو عبید : قال الأصمعی : واحد القِسْیان دِرْهَمٌ قَسِیّ مخفّف السین مشدد الیاء علی مِثال شقِیّ.

قال : وکأنّه أعرابُ قاشٍ. ومنه حدیثه الآخر : ما یَسُرّنِی دِینُ الذی یأتی العَرّافَ بِدرهمٍ قَسِیّ.

وقال أبو زُبَید یَذکر المَساحِیَ :

لها صَوَاهِلُ فی صُمِّ السِّلَامِ کما

صاحَ القِسِیّاتُ فی أَیدی الصَّیاریفِ

ص: 179

ویقال منه : قد قسا الدرهم یَقْسو.

ومنه حدیثٌ آخرُ لعبد الله أنه قال لأصحابه : أَتَدْرون کیف یَدْرُس العِلْم؟

فقالوا : کما یَخْلُقُ الثّوْبِ ، أَو کما یَقْسو الدرهم. فقال : لا ولکن دُروسُ العلم بمَوْت العُلماء.

وقال غیره : حَجَر قاسٍ : صُلْبٌ. وأرضٌ قاسیه : لا تُنبِت شیئاً. وقَسَا : موضع بالعالیه.

وقال ابن أحمر :

بَهْجلٍ مِن قَسَا ذَفِر الخُزامَی

تَداعَی الجِرْبِیاء به الحَنِینَا

وعامٌ قَسِیٌ ؛ ذو قَحْط.

وقال الرَّاجز :

ویُطعِمون الشَّحْم فی العامِ القَسِیّ

قُدْماً إذا ما احمرَّ آفاقُ السُّمِی

وأصبحت مثلَ حَواشی الأتْحَمِیّ

وقال شمر : العامُ القَسِیُ الشدید لا مَطَر فیه. وعشیَّهٌ قَسِیّه : بارده.

وقال أبو إسحاق فی قوله : (ثُمَ قَسَتْ قُلُوبُکُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ) [البقره : 74] ، تأویل قَسَت فی اللغه غَلُظت ویَبِستْ وعَسَّتْ.

وتأویل القسوه فی القلب : ذَهاب اللِّین والرحمه والخشوع منه.

أبو زید : یقال : ساروا سیراً قَسِیّاً ، أی : سیراً شدیداً.

ثعلب عن ابن الأعرابی : أقْسَی : إذا سَکَن قُسَاءً وهو جَبَل وکلُّ اسمٍ علی فعالٍ فهو ینصرف ، وأما قُسَاءُ فهو علی قُسَواء علی فُعَلاء فی الأصل. ولذلک لم یَنصرف.

وقس

قال اللیث : الوَقْس : الفاحشه والذِّکر لها ، وقال العجاج :

وحاصنٍ من حاصِناتٍ مُلْسِ

عن الأذَی وعن قِراف الوَقْسِ

قال : والوَقْس : الصوت.

قلتُ : غَلِط اللیث فی تفسیر الوَقْس فجعَلَه فاحشهً ، وأخطأ فی لفظ الوَقْس بمعنی الصَّوت ، وصوابه : الوَقش بالشین.

أخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی أنه قال : رُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «دخلتُ الجنه فسمعتُ وقْشاً خَلْفی ، فإذا بلال»

. قال ابن الأعرابی : یقال : سمعتُ وقْشَ فلان ، أی : حَرَکته ، وقد مرَّ تفسیرُه فی باب القاف والشین.

وقال ذو الرمه :

لأخفافها باللَّیل وقْشٌ کأنه

علی الأرض تَرسافُ الظِّباء السَّوانح

وقال أبو عبید : قال أبو زید : الوقْشه والوقْش : الحرکه. وأما الوَقْس فهو الجَربُ.

قال أبو عبید : قال الأصمعی : إذا قارفَ البعیر مِنَ الجَرَب شیءٌ قیل : إنَّ به لوَقْساً.

ص: 180

وأنشد للعجاج :

یصفَرُّ للیُبْسِ اصفرارَ الوَرْسِ

مِنْ عَرَق النّضْح عَصیمُ الدَّرْسِ

مِن الأَذَی ومِن قِراف الوَقْسِ

ومن أمثالهم :

الوقس یُعدی فتعدَّ الوقْسَا

من یدْنُ للوقْسِ یلاق تَعْسَا

قال أبو عمرو : الوقْس : أوَّل الجرَب.

والتَّعْس : یضرب مثلاً لتجنُّب من یُکره صحبتُه.

وسمعت أعرابیه من بنی تمیم کانت ترعی إبلاً جُرْباً ، فلما أراحَتْها نادت القَیِّمَ بِأَمر النَّعَم. فقالت : أَلا أَین آوِی هذه المُوقَسه؟ أرادت : أین أنیخ هذه الجُرْب.

سقی

قال اللیث : السَّقْی معروف. والاسم السُّقْیا والسِّقاء : القِرْبه للماء واللبن.

والسِّقایه : الموضع الذی یُتَّخذ فیه الشراب فی المواسم وغیرها والسِقایه فی القرآن : الصُّوَاعُ الذی کان یشرب فیه المَلِک ، وهو قول الله جلّ وعزّ : (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقایَهَ فِی رَحْلِ أَخِیهِ) [یوسف : 70] ، وکان إناء من فضه به کانوا یکیلون الطَّعَام ، کذلک جاء فی التفسیر. ویقال للبیت الذی یُتَّخذ مَجمعاً للماء ویُسقَی منه الناسُ السِّقایه. وسِقایه الحاجِ سَقْیُهم الشرابَ.

وقال الفراء فی قول الله جلّ وعزّ : (وَإِنَّ لَکُمْ فِی الْأَنْعامِ لَعِبْرَهً نُسْقِیکُمْ مِمَّا فِی بُطُونِهِ) [النحل : 66].

وقال فی موضع آخر : (وَنُسْقِیَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً) [الفرقان : 49].

العرب تقول لکلِّ ما کان من بطون الأنعام ومِن السَّماء أو نهرٍ یجری لقومٍ : أسْقیْتُ.

فإذا سَقاکَ ماءً لشَفَتک ، قال : سَقاه ولم یقولوا : أَسْقاه.

کما قال الله جلّ وعزّ : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) [الإنسان : 21].

وقال : (وَالَّذِی هُوَ یُطْعِمُنِی وَیَسْقِینِ (79)) [الشعراء : 79] ، وربما قالوا فی بطون الأنعام ولماء السماء سَقی وأَسْقَی ؛ کما قال لبید :

سَقَی قَومِی بنی مَجْدٍ وأسْقَی

نمیراً والقبائلَ من هِلالِ

وقال اللیث : الإسقاء من قولک : أسقیتُ فلاناً نهراً أو ماءً ، إذا جعلتَه له سُقْیا ، وفی القرآن : ونَسقیه ممَّا خلقنا أنعاما [الفرقان : 49] ، مِن سَقَی وقرئَ : (وَنُسْقِیَهُ) مِن أَسْقَی ، وهما لغتان بمعنًی واحد.

قال : والسّقی ما یکون فی نَفافِیخِ بیضٍ فی شَحْم البطن. والسِّقی : ماء أصفَر یقع فی البطن.

یقال : سَقَی بطنُه یَسقی سَقْیاً.

وقال أبو عُبید : قال الیزیدیّ : الأحبَن الذی به السَّقَی.

ص: 181

وقال الکسائیّ : سَقَی بَطْنُه یَسقی سَقْیاً.

قال شمر : السَّقْی : المصدر. والسَّقْی : الاسم ، وهو السَّلَی ، کما قالوا رَعْی ورِعی.

وقال أبو عبیده : السّقْیُ : الماء الذی یکون فی المَشیمَهِ یخرج علی رأس الوَلَد.

وقال ابن السکیت : السَّقی : مصدَرُ سَقَیتُ سَقْیاً ، والسِّقْی : الحظّ.

یقال : کم سِقْی أرضِک؟ أی : کم حظُّها مِن الشِّرْب.

وأنشد أبو عبیدٍ قول ابن رَوَاحه :

هُنالک لا أبالِی نخلَ سَقْیٍ

ولا بَعْلٍ وإنْ عَظُم الإتَاءُ

قال : یقال : سَقیٌ وسِقْیٌ فالسَّقی بالفتح الفِعل ، والسّقْی بالکسر : الشِرْب.

وقال اللیث : السَقِیُ هو البَرْدِیّ ، الواحده سَقِیه ، وهی لا یَفوتها الماءُ.

وقال امرؤ القیس :

وساقٍ کأُنْبوب السَّقِیِ المُذلَّلِ

قال بعضهم : أراد بالأُنبوب أنبوبَ القَصَب النَّابت بین ظَهْرانی نَخل مَسْقیّ ، فکأنه قال : کأنبوب النخل السَّقِیِ ، أی : کقَصَب النخل ، أضافه إلیه لأنّه نبتَ بین ظَهْرانیه وقیل السَقِیُ : البَرْدیّ الناعم. وأصلُه العُنقُر ، یُشَبَّه به ساقُ الجاریه.

ومنه قول العجاج :

علی خَبَنْدَی قَصَبٍ مَمْکورِ

کعُنْقُرات الحائر المَسْکُورِ

وأخبرنی المنذریُّ عن أحمد بن یحیی عن سلمه عن الفراء : زَرْعٌ سِقیٌ ونخلٌ سِقیٌ للذی لا یعیش بالأعْذاءِ ، إنَّما یُسْقَی ، والسَّقْی : المَصدَر. ویقال : کم سِقْی أرضک؟ أی : کم شِربها.

وقال غیره : زرْعٌ مَسْقَوِیّ : إذا کان یُسْقی : إذا کان عِذْیاً.

قال ذلک أبو عبید ورواه فی الحدیث.

وأنکر أبو سعید المسقویّ والمظمئیّ وقال : لا یعرف النحویّون هذا فی النّسب.

أبو عبید : أَسْقیت الرجلَ إسْقاءً : اغْتبتُه.

وقال ابن أحمر :

ولا عِلْمَ لِی ما نَوْطَهٌ مستکِنَّهٌ

ولا أیُّ من عادیتُ أسقی سقائبا

وقال شمر : لا أعرف قول أبی عبید : أسقَی سِقائیاً بمعنی اغتبتُه.

قال : وسمعتُ ابن الأعرابیّ یقول معناه : لا أدری مَن أوْعَی فیَّ الداء.

وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابیّ : یقال : سَقَی زیدٌ عَمْراً ، وأسْتَقاه : إذا اغتابَه غِیبهً خَبیثه.

وقال غیره : المُساقاه فی النخیل والکُروم علی الثّلث والرُّبُع وما أشبهه.

یقال : ساقَی فلانٌ فلاناً نخلَه أکْرَمَه : إذا

ص: 182

دَفَعه إلیه علی أن یَغمرُه ویَسقیَه ویقوم بمصلحته من الإبار وغیره ، فما أخرج الله مِن ثمره فلِلعامل سَهْم من کذا وکذا سَهْماً ، والباقی لمالِکِ النخل. وأهل العراق یسمّونها المُعامَله.

وقال أبو زید : یقال : استسقَی بطنُه استسقاءً ، والاسم السّقی.

ویقال : استَقَی فلانٌ من الرکیه والنهرِ والدَّحْل استقاءً.

ویقال : أسْقیتُ فلاناً : إذا وَهبتَ له سِقاءً معمولاً ، وأسقیتُه : إذا وهبتَ له إهاباً لیَدْبغَه ویتَّخذه سِقاء.

وقال عمر بن الخطاب لرجل استفتاه فی ظبی أصابه وهو مُحْرِم ، فقال : «خُذْ شاهً من الغنم فتصدقْ بلَحمِها واسقِ إهابها» ، أی : أَعْطِ إهابَها من یتخذه سِقاء.

وقال اللیث : یقال للثوب إذا صبغتَه : سَقَیته مَنّاً مِن عُصْفر ونحو ذلک.

ویقال للرجل إذا کُرّر علیه ما یکرهُه مِرَاراً : سُقِّی قَلبُه بالعَداوه تَسقِیهً.

والمَسْقی : وقتُ السَّقْی ، والساقیه مِن سَواقی الزرع : نُهیْرٌ صغیر. والمِسقاهُ : لا یتَّخذ للجِرار والکیزان تُعلَّق علیه.

ومن أمثال العرب : «اسْق رَقاشِ إنَّها سَقّایه».

ویقال : «سقَّاءه» ، والمعنی واحد ، ویُجمع السِّقاء أسقیهً. ثم أساقٍ جمعُ الجَمع.

أبو عبید عن الأصمعی : السَّقِیّ والرَّقِیُّ علی فَعیل : سحابتان عظیمتَا القَطْر ، شدیدتا الوَقْع.

قال أبو زید : یقال : اللهم أَسقنا إسقاءً رِوَاءً ، وسقیتُ فلاناً رکیتین : إذا جعلتَها له. وأسقیتُه جَدْولاً من نهری : إذا جعلتَ له منه مَسْقًی وأشعبتُ له منه.

سوق

قال اللیث : السَّوْقُ معروف ، یقول : سُقْناهم سَوْقاً.

وتقول : رأیتُ فلاناً یَسُوق سُووقاً ، أی : یَنزع نَزْعاً ، یعنی الموتَ.

أبو عبید عن الکسائی یقال : هو یَسُوقُ نفسَه ویفیظُ نفسَه ، وقد فاظت نفسُه وأفاظُه الله نفسه.

ویقال : فلانٌ فی السِّیاق ، أی : فی النزع.

وقال اللیث : السَّاق لکل شجرهٍ ودابه وإنسان وطائر ، وامرأه سَوْقاء تارَّه الساقین ذاتُ شعر ، والأسْوَق : الطویل عَظْم الساق والمصدر السَّوَق.

وأنشد :

قُبٌّ من التَّعدَاءِ حُقْبٌ فی سَوَقْ

قال : والساق : الحمام الذکر.

أبو عبید عن الأصمعی : ساقُ حُرٍ.

قال بعضهم : الذَّکر من القَماری.

وقال شمر فی قولهم : ساقُ حُرّ. قال بعضهم : الساق الحمام ، وحُرّ فَرْخُها.

وقال الهذلی یذکر حمامه :

ص: 183

تناجی ساقَ حُرَّ وظَلتُ أدعو

تَلیداً لا تُبین به کلاما

قال : ساق حُرَّ ، حکی نداءها.

ویقال : ساقُ حُرّ صَوْتُ القُمْری کأنَّه حکایهُ صوته.

وقال اللیث : السُّوقُ : موضع البیاعات.

وسوقُ الحَرْب : حَوْمه القتال ، والإساقه : سیرُ الرِّکاب للسُّروج.

وقال ابن شُمیل : رأیت فلاناً فی السَّوْقِ ، أی : فی الموت ، یُساقُ سَوْقاً ، وإنَّ نفسَه لتُساق. وساق فلانٍ مِن امرأته ، أی : أعطاها مَهْرها ، وساقَ مَهْرها سِیاقاً.

والسّیاق : المَهْر.

وقال اللیث : السُّوقَه مِن الناس ، والجمیع السُّوَقُ : أوساطُهم.

وقال غیره : السُّوقه بمنزله الرَّعیَّه التی یَسُوسُها الملَک ، سُمُّوا سوقهً لأنَّ الملوک یسوقونهم فینساقون لهم ، ویقال للواحد سُوقه وللجماعه سُوقه ، ویُجمع السُّوقه سُوَقاً.

وأما قوله جلّ وعزّ فی قصه سلیمان : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) [ص : 33] ، فالسُّوق جمع السَّاق ، مِثل الدُّور لجمع الدار ، والمعنی أنه عَقَرها فضَرَب أعناقَها وسُوقها ، لأنها کانت سببَ ذنْبه فی تأخیر الصلاه عن وقتها ، یعنی سلیمان النبی علیه السلام.

وقال اللیث : الأیاسق : القلائد ، ولم نَسمع لها بواحدٍ.

وأنشد :

وقَصِرْنَ فی حَلَق الأیاسِقِ عندهم

فجَعَلْنَ رجْعَ نُباحِهنّ هَرِیرا

وقال الله جل وعز : (یَوْمَ یُکْشَفُ عَنْ ساقٍ) [القلم : 42].

قال الفرَّاء : (عَنْ ساقٍ) : عن شدَّه.

قال : وأنشدنی بعض العرب لجدّ أبی طرفه :

کشفت لهم عن ساقها

وبَدا من الشَّرِّ البَرَاحْ

وقال الزجاج فی قوله : (یَوْمَ یُکْشَفُ عَنْ ساقٍ) : عن الأمر الشدید.

قال : وأخبرنی عبد الله بن أحمد عن أبیه عن غُندر عن شُعبه عن مغیره عن إبراهیم قال : قال ابن عباس فی قوله : (یَوْمَ یُکْشَفُ عَنْ ساقٍ) : إنَّه الأمْر الشدید.

قال : وقال ابن مسعود : یوم یکشِفُ الرحمن عن ساقِه.

وقال أهلُ اللغه : قیل للأمر الشدید ساقٌ لأن الإنسان إذا دهمْته شدَّهٌ شمَّرَ لها عن ساقیه ثم قیل لکل أمرٍ شدیدٍ یُتَشَمَّر له ساقٌ.

ومنه قولُ درَیْد :

کَمِیشُ الإزارِ خارجٌ نصفُ ساقِه

أرادَ أنَّه مشمِّر جادّ ، ولم یُرد خروجَ

ص: 184

الساق بعینها.

ویقال : قام فلانٌ علی ساقٍ : إذا عُنِیَ بالأمر وتحزَّم له.

وقال الأصمعیّ : السَّیِّق من السحاب : ما طردتْه الرِّیحُ کان فیه ماءٌ أو لم یکن.

ویقال : لما سیقَ من النَّهْب فطُرِدَ سَیِّقَه ، وأنشد :

وهل کنتُ إلَّا مِثلَ سَیِّقهِ العِدَی

إن اسْتَقْدَمَتْ نحرٌ وإنْ جبأَتْ عَقْرُ

أبو عبید : سُقْتُ الإنسان أسوقُه سَوْقاً : إذا أَصبتَ ساقه ، وتَسَاوَقَتِ الإبلُ تَسَاوُقاً : إذا تتابعتْ ، وکذلک تَقَاوَدَت فهی مُتَقاوِده ومتساوِقهٌ ، والسوِیق معروف.

وقال أبو زید : السُّوَّاق : الطویل السَّاق من الشجَر والزَّرع.

قال العَجاج :

بمُخْدِرٍ من المخادیرِ ذَکَرْ

هَذَّکَ سَوَّاقَ الحَصادِ المختضَر

الحَصاد : جمعُ الحَصادَه ، وهی بَقْلَهٌ بعینها یقال لها : الحصاده. والمختضَر : المقطوع.

یقال : خَضَرَه وخَدَرَه : إذا قطَعَه.

والمِخْدَرُ : القاطع. وسَیفٌ مِخْدَرٌ.

ابن السکیت یقال : وَلَدَتْ فلانهُ ثلاثه بَنِینَ علی ساق واحدٍ ، أی : بعضُهم علی إثر بعض ، لیس فیهم جاریه.

وقوله : (إِلی رَبِّکَ یَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30)) [القیامه : 30] ، أی : السوْق.

وسق

قال الله جلّ وعزّ : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّیْلِ وَما وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)) [الانشقاق : 16 ، 18].

قال الفرّاء فی قوله : (وَما وَسَقَ) ، أی : وما جَمَع وضَمّ.

وأنشد :

مُسْتَوْسِقاتٍ لو یَجدْنَ سائقا

قال أبو عبیده فی قوله : (وَما وَسَقَ) ، أی : وما جمع من الجبال والبحار والأشجار ، کأنه جمعها بأَنْ طلعَ علیها کلّها.

عمرو عن أبیه : هو القمر والوبَّاص والطَّوْس ، والمتّسِق ، والجلَم ، والزّبرْقان ، والسِّنِمّار.

وقوله : (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)) : اتِّسَاقُه : امتلاؤُه واجتماعُه واستواؤُه ، لیلهَ ثلاثَ عشره وأربع عشره.

وَقال الفرّاء : إلی ستَّ عشره ، فیهنّ امتلاؤُه واتّساقه.

وقال الأصمعی : فَرَسٌ مِعْتاق الوَسیقه ، وهو الذی إذا طُرِد علیه طریدهٌ أنجاها ، وسبق بها الطلب.

وأنشد :

ألمْ أَظْلِف علی الشُّعراء عِرْضِی

کما ظُلِفَ الوسیقهُ بالکُراعِ

سمّیت الطریدهُ من الإبل وسیقه لأنَّ طاردها إذا طردها وسقَها ، أی : جَمَعها

ص: 185

وقبضها ولم یَدَعْها تنشر علیه فیتعذّر علیه طردُها.

ویقال : وَاسقْتُ فلاناً مُوَاسَقهً : إذا عارضْتَه فکنتَ مِثلَه ولم تکن دُونَه.

وقال جندل :

فلستَ إنْ جاریْتنِی مُوَاسِقِی

وَلستَ إن فَرَرْتَ منِّی سابقی

والوِساق والمُوَاسَقه : المُناهَده.

وقَال عدیّ بن زید :

وَندامی لا یَبْخلون بما نا

لُوا ولا یُعْسِرون عندَ الوِساقِ

ورُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «لیس فیما دُون خمسهِ أوْسُقٍ من التَّمر صَدَقه».

والوَسْق : مکیلهٌ معلومه ، وهی سِتُّون صاعاً بصاعِ النبی صلی الله علیه وسلم ، وهو خمسهُ أرطال وَثُلُث. والوَسْقُ علی هذا الحساب : مائه وستُّون مَنّاً.

وقال الزجّاج : خمسه أوْسُق هی خمسه عشر قفیزاً بالملجَّم ، وهو قفیزنا الذی یسمَّی المعدَّل. وکلُ وَسقٍ بالملجَّم ثلاثهُ أَقفزَه.

قال : وستون صاعاً أربعه وعشرون مَکُّوکاً ، وذلک ثلاثه أقفِزَه. ووَسَقْتُ الشیءَ أَسِقُه وَسْقاً : إذا حَمَلْتَه.

ومنه قول الشاعر :

کقابِضِ ماءٍ لم تَسِقْه أنامِلُه

أی : لم تحمله.

ثعلب عن سلمه عن الفراء قال : تقول العرب : إنَّ اللیل لطویلٌ ولا یَسِقْ لی بالَهُ ، مِن وَسَق یسِق.

قال اللحیانی : أی : لا یجتمع لی أمرُه.

قلت : ولا یسقْ جزم علی الدعاء ، ومثله : إنّ اللیل لطویل ولا یطل إلَّا بخیر ، أی : لا طال إلا بخیر.

أبو عبید عن الأصمعی : یقال للطَّیر الذی یُصفِّق بجناحَیْه : إذا طارَ هو المئساق ، وجمعهُ مآسِیق.

قلت : هکذا روی لنا بالهمز.

وقال اللیث : الوسیقه من الإبل کالرُّفْقه مِن الناس ، ووَسیقه الحمار : عانَتُه.

قلت : الوسیقه : القطعَه من الإبل یطرُدُها السَّلَّال ، سمیتْ وَسیقهً لأنَّ طارِدَها یقْبضها ویجمعها ولا یدعُها تنتشر علیه فلا تنْساقُ ویلحقُها الطلب.

وهذا کما یقال للسائق قابضٌ ؛ لأنَّ السلال إذا ساقَ قطیعاً مِن الإبل قبضها ثم طرَدَها مجتمعهً لئلَّا یتعذر علیه سَوْقُها ؛ لأنها إذا انتشرتْ علیه لم تتتابع ولم تطردْ علی صَوْبٍ واحد.

والعرب تقول : فلانٌ یسوق الوسیقه ، وینسل الودیعهَ ، ویحمی الحقیقه.

وقال شمر : قال عطاء فی قوله : «خمسه أوسق» هی ثلاثمائه صاع.

وکذلک قال الحسن وابن المسیب.

ص: 186

قال شمر : وأهل العربیه یسمون الوسق الوِقْر ، وهی الوُسُوق والأوساق.

قال : وکلُّ شیءٍ حملته فقد وسقته.

ومن أمثالهم : «لا أفعل کذا وکذا ما وَسَقَتْ عینی الماءُ». ووَسَقَت الأتان : إذا حملتْ وَلداً فی بطنها.

ویقال : وَسَقَت النخله : إِذا حملتْ ، فإذا کثر حملها قیل : أَوْسَقَتْ ، أی : حملتْ وَسْقاً.

وقال لبیدٌ یصف نخیلاً مُوقَرَهً :

مُوسَقاتٌ وحُفَّلٌ أَبْکَارُ

واستوسق لک الأمرُ : إذا أمکنک ، وجَعل رُؤبه الوسق من کلِّ شیء فقال :

کأنّ وَسْقَ جندَلٍ وتُرْبٍ

عَلَیّ من تنحیب ذاک النَّحْبِ

باب القاف والزای

ق ز (وایء)
اشاره

زوق ، أزق ، زقا ، قزی ، قوز ، قزو ، [زیق].

زوق

قال اللیث بن المظفر : أهل المدینه یسمون الزِّئبق الزاوُوق.

قال : ویدخل الزئبق فی التصاویر ، ولذلک قالوا لکل مزیَّن مزوَّق.

أبو زید یقال : هذا کتاب مُزَوَّر مُزَوَّق ، وهو المقوم تقویماً. وقد زَوَّر فلان کتابه وزَوَّقه : إذا قومه تقویماً.

ویقال : فلانٌ أثقل من الزاووق ، ودرهم مُزَوَّق ومُزَأْبق بمعنی واحد.

عمرو عن أبیه : الزَّوَقه : نَقَّاشو سَمَّان الرَّوافد والسَّمّانُ : تزاویق السقوف.

والطَّوقه : الطیور. والغَوَقه : الغِرْبان.

والقَوَقه : الدُّیوک. والهوقه : الهَلْکی.

حدثنا السعدی عن علیّ بن خشرم عن عیسی عن الأوزاعی عن حسان بن عطیه قال : أبصر أبو الدرداء رجلاً قد زوّق ابنه فقال : زوِّقوهم ما شئتم فذلک أغوی لهم.

زیق

قال اللیث : الزّیق زِیق الجَیب المکفوف قال : وزِیق الشیاطین شیء یَطیر فی الهواء یسمِّیهُ العَرَب لُعابَ الشمس.

قلت : هذا تصحیف ، والصواب رِیق الشمس بالراء ، ومعناه : لُعاب الشمس ، هکذا حفظتهما عن العرب.

وقال الراجز :

وذابَ للشَّمس لُعابٌ فنَزَلْ

أبو عبید عن أبی زید : تزیَّقَت المرأه تزیُّقاً وتَزَیَّغَتْ تَزَیُّغاً : إذا ما تزیّنَتْ.

قزی

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القَزْو : التقزُّز.

وقال اللِّحیانیّ : القِزْیُ : اللَّقَب.

یقال : بئس القِزْی هذا ، أی : بئس اللَّقَب.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أَقْزَی الرجلُ : إذا تَلَطَّخَ بعیْب بعد استواء.

ص: 187

قوز

قال اللیث : القَوْز مِن الرَّمْل صغیر مستدیرٌ یُشبَّه به أردافُ النساء.

وأنشد :

ورِدْفُها کالقَوْزِ بین القَوْزَیْنْ

والجمیع : أقواز وقیزانٌ.

قلتُ : وسَماعی مِن العرب فی القَوْز أنه الرمْل المشرِف. وقال :

إلی ظُعُنٍ یَقْرِضْن أقوازَ مُشْرِفٍ

أزق

قال اللیث : الأزْق : الضیِّق فی الحَرْب ، ومنه المأزِق مفعِل من الأزْق وجمعُه المآزِق ، وکذلک المآقط.

زقا

قال اللیث : زَقا المُکَّاء والدِّیکُ یَزْقو ویَزْقِی ، زَقواً وزُقوّاً وزُقیّاً وزُقاءً.

ورُوِی عن ابن مسعود أنه کان یقرأ : (إنْ کانت إلَّا زَقیهً واحدهً) ، والعامَّه تقرأ : (إِلَّا صَیْحَهً واحِدَهً) [یس : 29].

ویقال : زَقوْتَ یادِیکُ وزَقیْتَ ، بالواو والیاء.

قزو

أبو العباس عن ابن الأعرابیّ : القُزَهُ : لعبه لهم ، وهی التی تُسَمَّی فی الحَضَر یا مُهَلْهِلَه هَلِلَه.

وروی عمرو عن أبیه أنه قال : القُزَه من أسماء الحیَّات.

وقال غیره : هی حیّه عَرْجاء بَتْراء ، وجمعُها قزَات.

وقرأت فی «نوادر أبی عمرو» : المُتَوَقِّز : الذی یتقلَّب لا یکاد ینام.

العرب تقول : فلانٌ أثْقَلُ من الزَّوَاقِی ، وهی الدِّیَکه تزقو وقتَ السَّحَر فتفرق بین المتحابِّین. وإذا قالوا : أثقل من الزَّاوُوق ، فهو الزئبق.

باب القاف والطاء

ق ط (وایء)
اشاره

قطا ، قوط ، طوق ، وقط ، أقط.

قطا

قال اللیث : القطا : طیرٌ ، والواحده قَطاهٌ ، ومَشْیها القَطْو والأقطیطاءُ.

یقال : اقطَوْطَت القَطاه تَقْطَوْطِی ، وأمَّا قَطَتْ تَقْطو فبعضٌ یقول : مِن مشیها ، وبعضٌ یقول : مِن صَوْتها ، وبعضٌ یقول : صَوْتُها القَطقطه.

أبو عبید عن أبی عمرو : القَطْوُ : تقارُب الْخَطْو مِن النَّشاط ، وقد قَطا یقْطو ، وهو رجُلٌ قَطَوان.

وقال شمر : هو عندی قَطْوانُ بسکون الطاء.

وقال اللیث : الرجل یقطَوْطی فی مَشیه :

إذا استدارَ وتجمَّع. وأنشد :

یمشی مَعاً مُقْطَوْطِیاً إذا مَشَی

قال : والقَطاه : موضع الرّدِیف مِن الدَّابه ، وهی لکلِّ خَلْق ، وأنشد :

وَکَسَتِ المرطَ قَطاه رَجْرَجَا

وثلاث قَطَوات.

ص: 188

قال : وتقول العرب فی مَثل : «لیس قُطَکَ مِثلَ قُطی» ، أی : لیس النَّبیل کالدنیءِ.

وقال ابن الأسلت :

لیس قَطاً مِثلَ قُطَیٍ ولا ال

مَرعیُّ فی الأقوام کالراعِی

وقال غیره : سمِّی القطا قَطاً بصوتها ، ومنه قول النابغه الذُّبیانی :

تَدْعُو قَطَا وبه تُدْعَی إذا نُسِبتْ

یا صِدْقَها حینَ تَدْعوها فتنتسِبُ

وقال أبو وَجْزه یصف حمیراً وردت لیلاً فمرتْ بقَطاً وأثارَتْها :

ما زِلْن یَنْسُبْن وَهْنا کل صادقهٍ

باتت تُباشِر عُرْماً غیرَ أزواج

أراد أن الحمیر تمر بالقطا فتثیرُها فتصیحُ : قَطَا قَطَا ، وذلک انتسابُها.

ویقال : فلانٌ مِن وَطَاتِه لا یَعْرِف قطَاتَه من لطَاتِه ، یُضْرَبُ مثلاً للرجُل الأحمق الذی لا یَعرف قُبَلَهُ من دُبُرِه حُمْقاً.

أبو عبیدٍ عن الفراء : من أَمثالهم فی باب التشبیه : «إنّه لأصدَقُ من قطَاهٍ» ، وذلک أنها تقول قطَا قطَا ، فتُدْعَی به.

ویقال أیضاً : «إنه لأدَلُّ من قطَاهٍ» ، لأنها تَرِدُ الماءَ لیلاً من الفَلَاهِ البعیده.

وقال أبو تراب : سمعتُ الحُصَیْنِیّ یقول : تقطَّیْتُ عَلَی القوم وتَلَطَّیْتُ علیهم : إذا کانت لی عندهم طَلِبه لأخذتُ من مالهم شیئاً فسبقْتُ به.

قوط

قال أبو عبید : قال أَبو زید : القَوْطُ من الغَنَم : المائهُ فما زادت.

وقال اللیث : القَوْط : قَطیع یسیرٌ مِن الغنم ، وجمعُه أقواط.

أقط

قال : والأَقِطُ : یتخذ مِن اللبن المَخیض ، یُطبخ ثم یُتْرکَ حتی یَمْصُل ، والقِطعه منه أَقِطه.

وقال أَبو عبید : لبَنتُهمْ ألبُنهم مِن اللّبن ، ولَبأتهُمْ ألبؤهم مِن اللِّبأ ؛ وأَقطتُهم من الأَقِطِ.

وقال اللیث : الأَقِطَه : هَنَهُ دُونَ القبه مما یلی الکرِش.

قلت : وسمعتُ أعرابیّاً یسمِّیها اللاقطه ، ولعلّ الأقطه لغهٌ فیها.

والمأْقِط : المَضیق فی الحرْب ، وجمعُه المآقِطُ.

وقط

اللیث : الوَقط : موضعٌ یستنقع فیه الماءُ یُتَّخذ فیه حِیاضٌ تحبِس الماءَ للمارّه ؛ واسمُ ذلک الموضع أجمعَ وقْطٌ ، وهو مثلُ الوَجْذ ، إلّا أنّ الوَقط أوسَعُ.

وجمعُه الوِقطان.

وقال رؤبه :

وأخلَف الوقِطانَ والمآجلا

ویجمع وِقاطاً أیضاً.

قال : ولغه بنی تمیم فی جمعه الإقاط ، یصیّرون کلَّ واوٍ تجیء علی هذا المثال أَلفاً.

ص: 189

وقال الأصمعی : الوَقط : النّقْره فی الجَبل یستنقع فیها الماءُ.

وقال أبو العمیثل : جمعُه وِقاط.

أبو عبید عن الأحمر : ضرَبَه فوَقطَه ، أی : صرَعَه صَرْعهً لا یقومُ منها ، والمَوْقوط : الصَّریع.

وقال ابن شُمَیل : الوَقیط والوَقیع : المکانُ الصُّلبُ الذی یستنقع فیه الماءَ فلا یرزأ الماءَ شیئاً.

طوق

قال اللیث : الطَوْق : حلیٌ یجعَل فی العُنق وکلُّ شیءٍ استدار فهو طَوْق ، کطَوْق الرَّحَی الذی یُدیرُ القُطْب ، ونحو ذلک.

وطائق کل شیء : ما استدار به مِن جَبَل وأَکمهٍ ، والجمع أَطواق.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الطائق : حَجَر ینشزُ من الجَبل وکذلک ما نشز من جال البئر من صخره ناتئه.

وقال فی صفه الغَرْب :

موقر من بَقر الرَّسائق

ذی کُدْنهٍ علی جِحاف الطائق

أی : ذی قوه علی مکادحه تلک الصخره.

والطائق : إحدی خشبَاتٍ بطن الزَّوْرَق.

أبو عبید : الطائق : ما بین کلّ خشبَتین من السفینه.

شمِر عن أبی عمرو الشیبانی : الطائق : وسط السفینه.

وأنشد قول لبید :

فالتامَ طائِقُها القدیمُ فأصبحتْ

ما إنْ یُقَوِّمُ دَرْأَها رِدْفان

وقال الأصمعی : الطائِق : ما شَخَص من السَّفینه کالحَیْد الذی یَنْدُرُ مِن الحَبَل.

وقال ذو الرمّه :

قرْوَاءَ طائِقُها بالآلِ مَحزُوم

قال : وهو حَرْفٌ نادرٌ فی القُنَّه.

وأخبرنی المنذریّ عن الحزَنْبَلیّ أنَّ عمر بن بُکَیْر أنشده :

بَنَی بالغمْرِ أرغُنَ مُشمَخِرّاً

یُغَنِّی فی طَوائِقهِ الحَمامُ

قال : طَوائقُه : عُقُودُه.

قلت : وصَفَ قَصْراً شُرِّف بناؤه.

وطوائقه : جمع الطاق الذی یُعقَد بآجُرٍّ وحجاره ، وأصله طائق. ومثله الحاجه جُمعتْ حوائج. لأنَّ أصلها حائجه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : یقال : طُقْ طُق ، مِنْ طاقَ یَطُوقُ إذا طاقَ.

وقال اللیث : الطَّوْق : مصدَرٌ مِن الطاقه.

وقال الراجز :

کل امرئٍ مجاهد بطوقهِ

والثَّور یَحمِی أنفَه برَوقِه

یقول : کلُّ امرئ مکلَّف ما أطاق.

والطَّوق : أرض سهله مستدیره.

ویقال للکَرّ الذی یصعد به إلی النخل :

ص: 190

الطَّوق ؛ وهو البرْوَند بالفارسیَّه.

وقال الشاعر یصف نخله :

ومیّاله فی رأسها الشَّحم والنّدی

وسائرها خالٍ من الخیر یابسُ

تهیبها الفِتْیانُ حتی انبری لها

قصیر الخُطی فی طوقه متقاعس

یعنی : البروند.

قال الأزهری : یقال : طاقَ یَطوق طَوْقاً ، وأَطاقَ یُطیق إطاقه وطاقَهً ، کما یقال : طاعَ یَطُوعُ طَوْعاً وأطاعَ یُطیع إطاعهً وطاعهً.

والطاقه والطاعه اسمان یوضَعان موضع المصدر.

ورُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «مَن غَصَب جارَه شِبراً من الأرض طُوِّقَه من سَبع أرَضِینَ».

یقول : جُعِل ذلک طَوْقاً فی عُنُقه.

قال الله جل وعز : (سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَهِ) [آل عمران : 180] ، یعنی : مانعَ الزکاه یطوَّق ما بَخل به من حقّ الفقراء یومَ القیامه من النار ، نعوذ بالله منها.

ویقال : تَطوَّقت الحیّهُ علی عنقه : إذا صارت کالطَّوْق علیه.

والطاقه : الشُّعْبه مِن رَیْحان أو شَعر أو قوّهٍ من الخَیْط.

والطاق : عَقْد البناءِ حیث کان ، وجمْعه أطواق.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : والطَّاق : الطَّیْلسان وأنشد :

یُمَشِّی بین خاتام وطاقِ

باب القاف والدال

ق د
اشاره

(وا یء) قود ، قید ، قدا ، وقد ، ودق ، دوق ، دقی.

قدا

قال اللیث : القَدْو : أصل البناء الذی ینْشعِب منه تصریف الاقتداء.

ویقال : قِدْوُه وقُدوه لما یُقتَدَی به.

قال أبو بکر : القِدَی : جمع قِدْوه یکتب بالیاء.

اللِّحیانی عن الکسائیَّ یقال : لی بک قُدْوه وقِدوَه وقِدَه. ومثله حَظِیَ فلانٌ حِظْوَه وحُظْوه وحِظَهً ، ودارِی حِذْوَهِ دارک وحُذْوه وحِذَتُه.

وقال أبو زید : یقال : قداً وأقداءٌ ، وهم الناسُ یتساقطون بالبلد فیقیمون به ویَهدَءون.

ثعلب عن ابن الأعرابی : القَدْوُ : القُدوم مِن السَّفَر. والقَدْوُ بالقُرْب.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أقدی : إذا استَوَی فی طریق الدِین. وأَقدَی أیضاً : إذا أسَنَّ وبلغ الموت.

عمرو عن أبیه أقْدی : إذا قَدِم من سَفَر

ص: 191

وأقدَی : إذا استقام فی الخبر.

وقال اللیث : یقال : مَرّ بی یتقَدَّی به فَرَسُه ، أی : یَلزَم به سَنن السِّیره. وتقدَّیتُ علی دابّتی. ویجوز فی الشِّعر : یَقْدُو به فرسُه.

أبو عبید عن أبی زید قال : أتتْنا قادیهٌ مِن الناس ، وهم أوّل من یَطرأُ علیک. وقد قَدَتْ فهی تَقْدِی قَدْیاً.

قال : وقال أبو عمرو قاذیه بالذال.

والمحفوظ ما قال بالدال. أبو زید.

وقال أبو عبید : قال أبو زید : إذا کان الطَّبیخ طیّب الریح قلتَ قَدِیَ یَقدَی قَدًی وقَداهَ وقَداوَهً.

وقال الفراء : ذهبت قَداوَه الطعام : إذا أتی علیه وقتٌ یتغیّر فیه طعمه ورِیحه وطیبُه.

وقال أبو عمرو : قَدّاهُ بالطِّیب تقدیهً : إذا خلط العُودَ بالعنبر والمسکِ ثمَّ جمَّرهم به.

أبو عبید عن الفراء قال : القَدْیان والذَّمَیان : الإسراع. یقال منه : قَدَی یَقْدِی ، وذَمی یَذْمِی.

الأصمعی : بینی وبینه قِدَی قوس وقِیدُ قوس وقادُ قوس.

وأنشد الأصمعیّ :

ولکنَّ إقدامی إذا الخیلُ أحجمتْ

وصَبْری إذا ما الموتُ کانَ قِدَی الشِبْرِ

وقال الآخر :

وإنی إذا ما الموتُ لم یک دونَه

قِدَی الشِّبْر أحْمِی الأنفَ أن أتأخّرا

قلتُ : قِدَی وقِید وقاد ، کلُّه بمعنی قَدْرِ الشیء.

وقال أبو عبید : سمعت الکسائی یقول : سِنْدَأوهٌ وقِنْدَأْوه ، وهو الخفیف.

وقال الفراء : هی من النُّوق الجَرِیئه.

وقال شَمِر : قِنْدَأوه یُهمَز ولا یُهمَز.

وقال أبو الهیثم : قِنْداوَهٌ فِنْعاله.

قلتُ : والنون فیها لیست بأصلیّه.

وقال اللیث : اشتقاقها مِن قَدَی والنونُ زائده ، والواو فیها صِلَه ، وهی الناقه الصُّلْبه الشدیده ، وجَمَلٌ قِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْو ، هَمزَهما واحْتَجَّ بأنّه لم یجئ بناء علی لفظ قِنْدَأْو إلّا وثانیه نون ، فلمّا لم یجئ علی هذا البناء بغیر نون علمْنا أنّ النون زائده فیها.

أبو عبیده : مِنْ عَنَق الفرسِ التَّقَدِّی ، وتَقَدِّی الفرسِ : استعانتهُ بهادیه فی مَشیه برفع یدیه وقبْض رِجلِیه شِبْه الخَبب.

وقال ابن الأعرابی : القَدوه : التقدُّم.

ویقال : فلان لا یُقادیه أحدٌ ولا یُمادیه ولا یُباریه ولا یُجاریه أحدٌ ، وذلک إذا بَرَزَ فی الْخِلال کلِّها.

أبو عبید عن أبی زید : أقبِلْ علی خَیدبتک ، أی : أمرک ، وخُذْ فی هِدْیتک وقِدیتک ، أی : فیما کنتَ فیه. قیّده

ص: 192

الإیادی فی «کتابه» بالقاف : قِدیتک.

قید - قود

قال اللیث : القَید معروف ، والفِعل قَیِّده یقیِّده تقییداً. قال : وقَید السیف هو الممدود فی أصول الحمَائل تمسکه البَکرات. وقَیْد الرَّحْل : قیدٌ مضفورٌ بین حِنوَیهِ من فَوق ، وربَّما جُعل للسَّرجِ قَیْدٌ کذلک. وکذلک کلُّ شیء أُسِرَ بعضَهُ إلی بعض.

أبو عبید عن أبی زید : یقال للقِدَّه التی تَضُمّ عرْقُوتی الرَّحْل قَیْد.

وقال غیره : یقال للفَرَس الجواد الذی یَلحق الطّرائدَ من الوحْش قید الأوابد.

والمعنی : أنه یلحق الوحش بجودته ، فکأنّها مقیّده له.

وقالت امرأهٌ لعائشه : أأقیِّدُ جَمَلی؟ أرادتْ بذلک تأخیذَها إیاه عن النساءِ غیرها.

فقالت عائشه لها بعد ما فَهمتْ مُرَادَها : وَجْهی من وجهکِ حَرَام.

وتقیید الخطّ : إحکامُه بالتنقیط والتعجیم.

أبو عبید عن الأحمر : مِن سِمات الإبل قَیْدُ الفَرَس ، وهی سِمهٌ فی أعناقها.

وأنشد :

کومٌ علی أعناقها قَیْدُ الفَرَسْ

تنجو إذا اللیلُ تَدانَی والتبس

وقال غیره : قُیود الأسنان : لِثاتُهَا.

وقال الشاعر :

لِمُرتجِّهِ الأردافِ هیفٍ خُصورُها

عِذابٍ ثَنَایاها عِجاف قُیُودُها

یعنی اللّثاتَ وقله لَحمِها.

أبو زید : بینی وبینه قِیدُ رُمْح وقادُ رُمح.

وقال اللیث : القَوْد : نقیض السّوْق ، یقودُ الدابّه من أمامها ویسوقُها من خَلْفِها.

والقِیادُ والمِقْوَدُ : الحَبْل الذی تُقاد به الدابه.

ویقال : إنَّ فلاناً سَلِس القیاد.

ویقال : أعطیتُ فلاناً مَقادَتی ، أی : انقدْتُ له. والاقتیاد والقَوْد واحد. والقائد مِن الجَبَل : أنْفُه. والقِیاده : مصدر القائد.

وکلُّ شیءٍ من جَبَل أو مُسَنَّاه کان مستطیلاً علی وجه الأرض فهو قائد. وظَهَر من الأرض یَقُود ویَنقَاد ویتقاوَد کذا وکذا مِیلاً.

وفی الحدیث : «قیَّدَ الإیمانُ الفتکَ» ، معناه : أن الإیمان یمنع عن الفتک بالمؤمن کما یَمنع ذا العَبَثُ عن الفساد قَیده الذی قُیِّد به.

والمِقود : خَیْط أو سَیْرٌ یُجعل فی عُنُق الکلب أو الدابه یقاد به. والأقوَد من الدوابّ والإبل : الطویلُ الظَّهر والعُنُق.

قال : والأقْوَد من الناس : إذا أقبلَ علی الشیء بوجهه لم یَکَدْ یَصرف وجهه عنه.

وأنشد :

ص: 193

إنّ الکریم مَن تلفّتَ حَوْله

وإن اللئیم دائم الطَّرف أقوَدُ

أبو عبید عن الأصمعیّ : القَیادید : الطَّوال مِن الأتُن الواحد قَیْدُود.

وقال الکسائیّ : فرسٌ قَوُود بلا همز : الذی ینقاد. والبعیر مِثلُه.

وقال ابن شمیل : الأقود من الخَیل : الطویل العُنُق العظیمه.

وقال اللیث : القَوَدُ : قَتل القاتل بالقتیل تقول : أقدْتُه واسْتَقَدْتُ الحاکِم.

وإذا أَتَی الإنسان إلی آخِرَ أمراً فانتقَم منه مِثلها قیل : استَقادها منه.

أبو عبید عن الأحمر : فإنْ قَتَلَه السلطان بقَوَدٍ قیل : أقادَ السلطان فلاناً وأقصَّه.

ویقال : انقاد لی الطّریقُ إلی موضع کذا انقیاداً : إذا وَضحَ صَوْبُه.

وقال ذو الرمه یصف ماءً ورَدَه :

تَنزَّلَ عن زِیزائه القُفُّ وارتَقَی

عن الرَّمْل وانقادت إلیه المَوارِدُ

قال أبو نصر : سألت الأصمعیَّ عن معنی قوله : ... «وانقادت إلیه الموارد» ، فقال : تتابعت إلیه الطُرُق.

والقائده من الإبل : التی تَقدَّمُ الإبلَ وتألَفها الأَفْتاء.

قال : والقَیِّده من الإبل : التی تقاد للصَّید یُخْتَلُ بها ، وهی الدَّرِیّه.

وأَقادَ الغَیْثُ فهو مُقِیدٌ : إذا اتَّسع.

وقال ابن مُقبل یصف الغَیْث :

سَقَاها وإن کانت علینا بخیلهً

أَغَرُّ سِماکیٌّ أَقَاد وأَمْظرا

وَقال غیره : أقاد ، أی : صار له قائدٌ من السحاب بین یدیه کما قال ابن مُقبِل أیضاً :

له قائدٌ دُهْم الرَباب وخَلْفَه

رَوَایا یُبَجِّسْنَ الغَمامَ الکَنَهْوَرَا

أراد له قائدٌ دُهمٌ رَبابُه ، فلذلک جَمَعَه.

والقائده : الأَکَمَه تمتَدُّ علی وجه الأرض.

والقَوْد من الخیل : التی تُقاد بمقاوِدها ولا تُرکَب ، وتکون مُودَعهً معدّهً لوقت الحاجه إلیها.

یقال : هذه الخیل قَوْدُ فلانٍ القائد.

وجمعُ القائد قادَهٌ وقوّاد.

وهو قائدٌ بیِّن القیاده.

أبو عبید : القیادید : الطِّوال من الأتنُ ، قَیدوده. وأنشد :

له الفرائسُ والسُّلْب القیادیدِ

ابن بُزرج : تُقَیِّد : أرضٌ حمِیضَه ، سُمِّیتْ تُقیِّد لأنَّها تقیِّد ما کان بها مِن المال یَربَّعُ فیها ، مُخْصِبهٌ لکثره خَلّتها وحَمْضِها.

وقد

قال الله جل وعز : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَهُ) [البقره : 24].

وقال : (النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (5)) [البروج : 5].

وقرئ : الوُقود.

ص: 194

وقال الزّجاج : الوقود : الحطب ، وکل ما أوقدَ به فهو وَقود.

والمصدر مضموم ویجوز فیه الفتح.

قد رَوَوْا : وقدت النارُ وَقوداً مثل : قبلت الشیءَ قبولاً ، فقد جاء فی المصدر فَعول والباب الضم.

قال الأزهری : وقوله : (النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) معناه : التوقُّد فیکون مصدراً أحسن من أن یکون الوقود بمعنی الحطب.

وقال ابن السکیت : الوُقُود ، بالضم : الاتّقاد.

یقال : وَقَدَت النارُ تَقِدُ وُقُوداً ووَقَداناً ووَقْداً وقِدَهً.

ویقال : ما أجوَدَ هذَا الوَقودِ للحطب.

قال الله : (وَأُولئِکَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) [آل عمران : 10].

ویقال : وَقَدتِ النارُ تَقدِ وَقُوداً ووُقوداً ، وکأنّ الوقود اسمٌ وضع موضعَ المصدر.

وقال اللیث : ما تَرَی من لهبها ، لأنه اسم ، والوقود المصدَر.

والمَوْقد : موضع النار وهو المستوقَد.

وزَنْدٌ مِیقادٌ : سَریع الوَرْیِ. وقَلبٌ وَقّاد : سریعُ التوقُّد فی النشاط والمضاء.

وکل شیء یتلألأ فهو یَقِد ، حتَّی الحافر إذا تلألأ بَصِیصُه.

وقال الله جل وعز : (کوکب دُرّیّ تَوَقَّدَ مِن شجره مبارکه) [النور : 35].

وقرئ : (تَوَقّدُ) ، و (تُوقَّدُ) ، و (یُوقَدُ).

قال الفراء : مَن قرأ (تَوقَّدَ) ذَهب إلی المصباح.

ومَن قرأ (تُوقَد) ذَهب إلی الزُّجاجه ، وکذلک مَن قرأ (تَوَقَّدُ).

ومن قرأ (یُوقَدُ) بالیاء ذهب إلی المصباح.

وقال اللیث : من قرأ (تَوقَّدُ) فمعناه تتوقّد وردّه علی الزُّجاجه.

ومَن قرأَ (یُوقَدُ) أخرجه علی تذکیر النور.

ومَن قرأَ (تُوقَد) فَعَلَی معنی النار إنها توقد مِن شجره.

ویقال : أوقَدْتُ النار واستَوقَدْتُها إیقاداً واستیقاداً ، وقد وقَدِت النارُ وتوقّدَتْ واستَوْقَدَت استیقاداً أیضاً.

والعَرَب تقول : أَوقدْتُ للصِّبَا ناراً ، أی : ترکته ووَدّعْتُه.

وقال الشاعر :

صَحَوْتُ وأوقَدْتُ للجهل ناراً

ورَدَّ علیَّ الصِبا ما استعارا

وقال : سمعت بعض العرب یقول : أبعد الله فلاناً وأوقَدَ ناراً أثرَه ، ومعناه : لا رجَعَه الله ولا رَدَّه.

أخبرنی المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : مِن دعائهم : أبْعَدَه الله وأَسحَقَه.

وأَوْقَدَ ناراً أثره.

ص: 195

قال : وقالت العُقَیلیَّه : کان الرجُل إذا خِفْنا شَرَّه فتحوَّلَ عنّا : أوقَدْنا خلفَه ناراً.

قال : فقلت لها : ولم ذلک؟ قالت : لتحوّل ضَبُعهم معهم ، أی : شرّهم.

دقی

قال اللیث : فَصیلٌ دَقٍ ، وهو الذی یکثِر اللبن فیَفْسُد بطنُه ویَکثُر سَلْحُه.

والأنثی دَقِیَه ، والفِعْل دَقِیَ یَدْقی دَقًی ، وهو فی التقدیر مِثل فَرِحٌ وفرِحَه ، فمن أدخَل فَرْحان علی فَرح قال : فَرْحان وفَرْحَی. وقال علی مثاله : دَقْوَان ودَقْوی.

أبو عبید عن الکسائی : دَقِی الفَصِلُ دَقًی ، وأُخِذَ أخذاً : إذا أکثرَ مِن اللَّبن حتَّی یفسُد بطنُه ویَبشَم.

وقال الأصمعی فی الدَّقی مثله.

ودق

قال اللیث : الوَدْق : المَطَر کلُّه شدیدهُ وهیّنُه.

ویقال للحَرْب الشدیده ذات ودَقیْن ، تشبَّه لسحابهٍ ذاب مَطْرتین شدیدتین.

ویقولون : سحابهٌ وداقه ، وقلما یقولون : ودَقَتْ تَدِق.

وقال غیره : یقال للداهیه ذاتُ وَدَقَیْن.

قال الکمیت :

إذا ذاتُ وَدْقیْن هابَ الرُّقا

هُ أن یَمسَحوها وأنْ یتْفُلُو

وقیل : ذات وَدْقین مِن صفهِ الحیّات.

ویقال : ذات وَدْقین مِن صفه الطّعنه.

وقال اللیث : الوَدیقه : حَرُّ نصف النهار.

والمَوْدِق : مُعْتَرک الشرّ.

أبو عبید عن الأصمعیَّ : الودیقه : شِدَّه الحرّ.

وقال شمر : سمِّیتْ وَدِیقهً لأنّها وَدَقَتْ إلی کل شیء ، أی : وَصَلَتْ.

وقال ابن الأعرابی : یقال : فلانٌ یحمی الحقیقه ویَنسِل الوَدیقه ؛ یقال ذلک للرجل القویّ المُشمِّر ، أی : یَنْسِل نَسَلاناً فی شده الحرّ لا یُبالیها.

وقال أَبو عبیدٍ فی باب استخذاء الرجل وَخضوعِه واستکانته بعد الإباء. یقال : وَدَقَ العَیْرُ إلی الماء ، یقال ذلک للمستخذِی الذی یَطلب السِّلْمَ بعدَ الإباء.

وقال : وَدَقَ ، أی : أَحَبَّ وأَرادَ واشتَهَی.

أبو عبید : یقال : لکلِّ ذاتِ حافرٍ إذا اشتهت الفَحْلَ. قد استَوْدَقَتْ وودَقَتْ تَدِق وَدْقاً وُوُدوقاً.

وقال ابن السکیت : قال أَبو صاعدٍ الکلابیّ : یقال : وَدِیقه من بَقْل ومِن عُشْب ، وَحَلُّوا فی وَدِیقهٍ منکَره.

وقال اللیث : یقال : أتانٌ وَدِیقٌ وَبغلهٌ وَدِیق ، وقد وَدَقَتْ تَدِق وِداقاً : إذا حَرَصَتْ علی الفَحْل. ووَدَقَ الصَّیدُ یَدِقُ وَدْقاً : إذا دنا منک.

وقال ذو الرمه :

ص: 196

کانت إذا وَدَقَتْ أمثالهُن له

فبعضُهنّ عن الأُلَّاف مشتعِبُ

ویقال : مارَسْنا بنی فلانٍ فما وَدَقُوا لنا بشیء ، أی : ما بَذَلوا ، ومعناه : ما قَرَّبوا لنا شیئاً مِن مأکول أو مشروب ، یَدِقُون وَدْقاً.

الأصمعیّ : یقال : فی عَیْنه وَدْقه خفیفه : إذا کانت فیها بَثْرهٌ أو نُقْطه شَرِقهٌ بالدم.

وقد وَدَقتْ عینُه تِیدَقُ وَدَقاً.

وقال رؤبه :

لا یَشتَکِی عینیه مِن داءِ الوَدَق

ویقال : وَدَقتْ سُرّتُه تَدِق وَدْقاً : إذا سالت واسترخت. ورجل وادقُ السُرَّه : شاخِصُها.

دوق

أبو عبید : هو مائق دائق ، وقد ماقَ یَمُوق وداقَ یدُوق ، مَواقهً وَدَواقهً ومُؤوقاً ودُؤوقاً.

وقال أبو سعید : داقَ الرجلُ فی فِعلِه وداک یَدُوقُ وَیَدُوک : إذا حَمُق. ومالٌ دَوْقَی ورَوْبَی ، أی : هَزْلَی.

باب القاف والتاء

ق ت
اشاره

(وا یء) قتا ، قوت ، وقت ، توق ، تیق ، تقی ، تأق.

قتا

قال اللیث : القَتْو : حُسْنُ الخِدمه.

تقول : هو یَقْتُو الملُوک ، أی : یَخدمُهم :

إنی امرؤٌ مِن بنی خُزَیمه لا

أحْسِنْ قتْوَ المُلُوک والخَبَبا

والمَقَاتیَه هم الخُدَّام ، والواحد مَقْتَوِیّ ، وإذا جُمع بالنوق خُفِّفتْ الیاء مَقْتَوون وفی الخفض والنصب مَقْتَوِین ، کما قالوا أشقرِین. وأنشد :

مَتَی کنّا لأمِّکَ مَقْتَوِینا

وقال شمر : المَقْتَوُون : الخَدَم ، واحدهم مَقْتَوِیّ. وأنشد :

أرَی عَمرو بن صِرْمهَ مَقْتَوِیّاً

له فی کل عامٍ بَکْرَتانِ

قال : ویروی عن المفضل وأبی زید أن أبا عَوْنٍ الحِرمازیّ قال : رجلٌ مَقْتَوِین ورجلانَ مَقْتَوِینٌ ، وکذلک المرأه والنساء ، وهم الذین یَخدُمون الناس بطعام بطونهم.

قال الکیمت : وقال أبو الهیثم : یقال : فَتَوْتُ الرجلَ فَتْواً ومَقْتی ، أی : خَدَمتهُ ثم نسبوا إلی المقْتَی فقالوا : رجل مَقْتَوِیّ ، ثم خفّفوا یاءِ النسبه فقالوا : رجلٌ مَقتَوٍ ورجالٌ مَقْتَوُون ، الأصل مَقْتَوِیون.

ثعلب عن ابن الأعرابی : القَتْوَه : النمیمه.

قلتُ : أَصلُها القَتَّه.

قوت

قال اللیث : القُوت : ما یمسک الرَّمَق من الرِّزق والقَوْت مصدرُ قولک : قاتَ یَقُوتُ قَوْتاً ، وأنا أقُوتُه ، أَی : أَعُولُه برِزْق قلیل.

وإذا نَفَخَ نافخٌ فی النار تقول له : أنْفُخ

ص: 197

نفخاً قَوِیّاً. واقتَتْ لها نفخکَ قِیتهً ، یأمره بالرِّفق والنّفخ القلیل.

لقول ذی الرُّمّه :

فقلتُ له خُذها إلیک وأَحْیِها

برُوحِکَ واقتَتْهُ لها قِیتهً قَدْرا

وقال الفراء فی قول الله جلّ وعزّ : (وَکانَ اللهُ عَلی کُلِّ شَیْءٍ مُقِیتاً) [النساء : 85] ، المُقِیتُ : المقتدِر والمقدِّر ، کالذی یُعطِی کلَّ رجلٍ قُوتَه.

وجاء فی الحدیث : «کَفَی بالرجُل إثماً أن یضیِّع مَنْ یَقُوت» و «یُقِیت».

وأخبرنی المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : وحَلَفَ العُقَیْلِیّ یوماً فقال : «لا وقائتِ نَفَسِی القَصیر» قال : هوَ مِن قوله :

یَقْتاتُ فضْلَ سَنامها الرَّحْلُ

قال : والاقتیات والقُوتُ واحد.

قلت : معنی قوله : «وقائتِ نَفَسی» أراد بنَفَسه رُوحَه ، والمعنی : أنّه یَقْبِض رُوحَه نَفَساً بَعد نفَسٍ حتی یَتوفّاه کلّه.

وقوله :

یَقْتاتُ فضْلَ سَنامها الرَّحْلُ

أی : یأخذُ الرَّحْلُ وأنا راکبُ شَحْمَ سَنامِ هذه الناقهَ قلیلاً قلیلاً حتی لا یَبقَی منه شیءٌ ، لأنه یُنْضِیها.

وقال الزجاج فی قوله وجلّ وعزّ : (وَکانَ اللهُ عَلی کُلِّ شَیْءٍ مُقِیتاً).

قال : قال بعضهم : المُقِیتُ : القَدِیر.

وأنشد الفرّاء :

وذی ضغن کففت النفسَ عنه

وکنتُ علی إساءَته مُقیتا

أی : مقتدراً. وقیل : المُقیتُ : الحفیظ.

وقال أبو إسحاق : هو عندی بالحفیظ أشبَه ، لأنَّه مُشتقّ من القَوْت.

یقال : قُتُ الرجلَ أقوتُه قَوْتاً : إذا حَفِظْتَ نفْسَه بما یَقُوتُه. والقُوتُ : اسمُ الشیء الذی یَحفظ نفْسه ولا فضلَ فیه علی قَدْر الحِفظ.

فمعنی الْمقِیت ، والله أعلم : الحَفیظ الذی یُعطِی الشیءَ قَدْرَ الحاجه مِن الحفظ.

وأنشد :

أَلِیَ الفضلُ أم علیَّ إذا حُو

سبتُ إنِّی علی الحساب مُقیتُ

وقال أبو عبیده : المقیت عند العرب : الموقوف علی الشیء. وأنشد هذا البیت.

وقال آخر :

ثم بعدَ المماتِ ینشرنی من

هو علی النشْرِ یا بُنیَ مُقیتُ

أی : مقتدر.

وقت

قال اللیث : الوَقْتُ : مقدارٌ من الزمان. وکلُّ شیءٍ قَدَّرْتَ له حِیناً فهو موَقّت ، وکذلک ما قدَّرْتَ غایتَه فهو موَقَّت. والمیقات : مَصْدَرُ الوقت.

ص: 198

والآخره میقاتٌ للخلْق ، ومواضع الإحرام مواقیت الحاجّ ، والهلال مِیقات الشهر ، ونحو ذلک کذلک.

وقال الله جلَّ وعزّ : (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)) [المرسلات : 11].

قال الزجاج : جُعل لها وَقت واحدٌ للفصل فی القضاء بین الأمه.

وَقال الفرّاء : جُمعتْ لوقتها یومَ القیامه.

قال : واجتَمع القرَّاء علی همزها ، وهی فی قراءه عبد الله : (وقِّتَتْ) ، وقرأها أبو جعفر المدنیّ : (وُقِتَتْ) ، خفیفهً بالواو ، وإنّما هُمزتْ لأنَّ الواو إذا کانت أوَّلَ حَرْفٍ وضُمّتْ هُمزَتْ.

من ذلک قولُک : صَلَّی القَوْمُ أُحْدَاناً.

وأنشدنی بعضهم :

یحُلُّ أُحَیْدَهُ ویقالُ بَعْلٌ

ومِثْلُ تموُّلٍ منه افتقارُ

ویقال : هذه أُجُوهٌ حِسانٌ بالهمز ، وذلک لأنَّ ضمه الواو ثقیله ، کما کانت کسره الیاء ثقیله.

ویقال : وقتٌ مَوْقوتٌ ومُوَقَّت.

قال الله : (إِنَّ الصَّلاهَ کانَتْ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ کِتاباً مَوْقُوتاً) [النساء : 103] ، أی : کُتِبَتْ علیهم فی أوقات مُؤقّته.

توق

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : المتَوَّقُ : المتَشَهَّی. قال : والمُبَوَّق : الکلام الباطل.

وقال اللیث : التَّوْقُ : تؤوق النَّفس إلی الشیء ، وهو نِزاعُها إلیه. تَاقتْ إلیه نفْسی تَتُوقُ تَوْقاً وتؤوقاً. نفْسٌ تَوَّاقهٌ : مُشْتاقهٌ.

وأنشد الأصمعی :

جاء الشتاءُ وقمِیصی أَخْلاق

شراذِمٌ یضحکُ منی التَّوَّاق

قال : التّواق : الذی تَتُوقُ نفسُه إلی کلِّ دَناءَهٍ.

وقیل : التَّوَّاق اسم ابنه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : التَّوَقَهُ : الخُسَّف جمعُ خاسِف ، وهو الناقهُ.

وقال أبو عمرو مثله. قال : والتّوْق : نَفْس النّزع.

قال : والتُّوق : العَوَج فی العَصا وغیرِها.

*

تاق

قال اللیث : التَّأَق : شِدَّهُ الامتلاء.

یقال : تَئِقَت القِرْبه تَتْأَق تَأَقاً ، وأتاقَها الرجُل إتآقاً. وتَئِقَ فلانٌ : إذا امتلأَ حُزْناً وکاد یبکی ، وأَتأَقتُ القَوْسَ : إذا شَدَدْتَ نَزْعَها فأغْرقت السهم.

وقال الأصمعی تقول العرب : «أنا تئق ، وأخی مئق ، فکیف نتّفق».

یقول : أَنا مُمتلئٌ من الغیظ والحزن ، وأخی سریع البُکاء فلا یکاد یقع بیننا وِفاق.

تقی

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : التُّقاه وَالتقیَّه والتقوَی والاتِّقاءُ کلُّه واحدٌ.

ص: 199

قال أبو بکر : رجلٌ تقیٌ معناه : أنّه مُوقِّ نفسَه من العذاب بالعمل الصَّالح. وأصله من وقیت نفسی أقیها.

قال النحویُّون : الأصل فیه وَقُویٌ ، فأَبدلوا من الواو الأولی تاء کما قالوا مُتَّزِر وَالأصل فیه مُوتزر ، وأبدلوا من الواو الثانیه یاء وأدغموها فی الیاء التی بعدها وکسروا القاف لتصبح الیاء.

وقال أبو بکر : الاختیار عندی فی تقیٍ أنه من الفعل فعیلٌ مُدغم ، فأدغمت الیاء الأولی فی الثانیه ، الدلیل علی هذا جمعُهم إیَّاه أتقیاءِ ، کما قالوا ولیّ وأَوْلیاء.

ومن قال : هو فعولٌ قال : لما أشبَه فعیلاً جمع کجمعه.

وأخبرنی المنذریُّ عن الحرَّانی عن ابن السکیت قال : یقال : اتّقاه لحقّه یتَّقیه ، وتَقاه یَتَّقیه.

وأنشد :

زیادتُنا نُعمانَ لا تنسَیْنها

تَقِ اللهَ فینا والکتابَ الذی تتلو

وقال آخر :

ولا أَتْقِی الغَیُورَ إذا رآنی

ومِثلی لِزَّ بالحَمِسِ الرَّبِیسِ

وقال الأصمعیّ : أنشدنی عیسی بن عمرو :

جلاها الصَّیْقلون فأَخْلَصُوهَا

خِفافاً کلُّها یَتْقی بأَثْرِ

أی : کلها یستقبلک بفِرِنْدِه.

قلت : اتَّقَّی کان فی الأصل اوْتقی ، والتاء فیها تاء الافتعال ، فأُدْغِمَتْ الواوُ فی التاء وشُدِّدَتْ فقیل : اتَّقَی ثم حذفوا ألفَ الوَصْل والواو المنقلبه تاء فقیل تَقَی یَتَقِی بمعنی تَوَقَّی.

وإذا قالوا : تَقِیَ یَتْقَی فالمعنی أنه صار تقیّاً.

ویقال فی الأول تقی یَتقَی ویَتْقِی.

وأخبرنی المنذری عن أبی العباس : أنه سمع ابن الأعرابی یقول : واحدُ التُّقی تقاهٌ ، مِثل طلاه وطُلی. وهذان الحرفان نادران.

قلت : وأصل الحرف وَقَی تِقِی ، ولکن التاء صارت لازمهً لهذه الحروف فصارت کالأصلیه ، ولذلک کتبتُها فی باب التاء.

والتَّقوی : اسم ، وموضع التاء واو ، أصلها : وَقْوَی وهو فَعْلَی من وقَیْت.

وقال أبو العباس فی قول الله جل وعز : (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاهً) [آل عمران : 28] ، وقرأ حُمید : (تقِیَّهً) ، وهو وجهٌ إلَّا أنّ الأُولی أشهر فی العربیه.

والتُّقی یکتب بالیاء.

وقال الشاعر :

ص: 200

قِرانا التُّقیَّا بعد ما هبت الصَّبا

لنا وأرشَّ الثَّوبَ من کلّ جانب

أی : قدر ما تقول : أطمعته شیئاً یتقی به الذمّ. والتاء مبدله من الواو. وقری الضیف إذا کانَ یسیراً فهو التُّقِیا.

یقول القائل : هل عندک قِرَی فأضیفک؟

فتقول : لا أقلَّ من التُّقیا.

تأق

وقال أبو تراب فی باب التاء والمیم : قال الأصمعی : تَئِقَ الرجلُ : إذا امتلأ غضباً. ومَئِقَ : إذا أخذه شبه الفُواق عند البکاء قبل أن یبکی.

وقال : وکان أبو سعید یقول فی قولهم : «أنا تَئِق وأنت مَئِق : أنت غضبان» وأنا غضبان.

قال : وحکاه أبو الحسن عن أعرابی من بنی عامر.

قال الأصمعی فی قول رؤبه :

کأنما عولتها بعد التأَقْ

عَوله ثکلی ولولت بعد المأَقْ

قال : التّأَق : الامتلاء. والمَأْق : نشیج البکاء الذی کأنه نفس یقلعه من صدره.

وقال أبو الجراح : التَّئِق : الملآن شبعاً وریّاً. والمَئِق : الغضبان.

وقال أبو عمرو : التَّأَقه : شده الغضب والسرعه إلی الشرّ. والمأق : شده البکاء.

باب القاف والظاء

ق ظ
اشاره

(وا یء) قیظ ، یقظ ، وقظ.

وقظ

أما وقظ فإن اللیث أَودَعَه هذا الباب.

وزعم أنَّه حَوْضٌ لیس له أعضادٌ إلّا أنه یجتمع فیه ماءٌ کثیر.

قلت : هذا خطأ محضٌ وتصحیف ، والصواب الوَقْط ، وقد مرَّ تفسیره فی باب القاف والطاء.

قیظ

قال اللیث : القَیْظ : صمیم الصَّیف ، وهو حاقُّ الصیف.

یقال : قظنا بمکان کذا وکذا. والمَقیظ والمصیف واحد.

قلتُ : العَرب تجعل السَّنَهَ أربعهَ أزمان لکلِّ زمان منها ثلاثه أشهر ، وهی فصول السنه : منها فصل الصیف وهو فصلُ ربیع الکلأ ، أوَّلُه آذار ونیسان وأیَّار ، ثم بعده فصل القیظ ثلاثهُ أشهر : حَزِیران وتمُّوز وآب ، ثم بعده فصل الخریف ، وهو أیلول وتَشْرین وتَشْرین ، ثم بعدها فصل الشتاء وهو الکانونان وشُباط.

وفی حدیث عمر أنه قال حین أمره النبی صلی الله علیه وسلم بتزوید وفْدِ مُزَنیه تمْراً مِن عندِه : «ما هی إلَّا أصوعٌ ما یُقَیِّظْنَ بنیَّ» لا یکفیهم لقَیْظهم.

والقیظ : حَمَارَّه الصیف.

یقال : قیَّظنی هذا؟؟؟ هذا الثوبُ ،

ص: 201

أی : کفانی لقیظی.

الکسائیّ یُنشد هذا الرجز :

مَن یَکُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّی

مُقیِّظٌ مصیِّفٌ مُشَتِّی

یقول : یکفینی للقیظ والصَّیف والشتاء.

ومَقیظ القوم : الموضع الذی یُقام فیه وقتُ القیظ.

مَصیفُهم : الموضع الذی یُقام فیه وقت الصیف.

والمقیظهُ : نباتٌ یبقی أَخضر إلی القیظ ، یکون عُلقَهً للإبل إذا یکبسَ ما سِواه.

یقظ

قال اللیث : الیقظه : نقیض النوم ، والفِعل استیقَظَ ، وأیقظتُه أنا ، والنَّعْت یَقْظانُ والتأنیث یَقْظی ونسوهٌ یَقَاظی ، ورجالٌ أیقاظٌ.

ویَقظه : اسم أبی حیّ من قریشِ.

ابن السکیت فی باب فَعُل وفعِل : رجل یقُظ ویقِظ ، أی : کان کثیر التیقُّظ. ومثله عَجُل وعجِل وطَمُع وطَمِع وفَطُن وفَطِن ونحو ذلک قال أبو عبید.

وقال اللیث : یقال للذی یثیر التراب : قد یقظه وأیقَظَه.

قلت : لا أحفظُ یقظ وأیقظ بهذا المعنی ، وأحسبه تصحیفاً ، صوابه بَقَّط التُّرابَ یُبَقِّطُ تبقیطاً : إذا فرّقَه.

وقد مرّ تفسیره فی بابه.

ویقال : یقِظ فلانٌ ییقَظُ یقظاً ویقظهً ، فهو یقظان ، ورجُل یقُظ ویقِظٌ ، إذا کان متیقظاً ، وقد تیقظ للأمر : إذا تنبَّه له. وقد یقظتْه التجارب.

وقال اللِّحیانی : ما کان فلانٌ یقُظاً ، ولقد یقُظ یقاظهً ویقظاً بیِّناً.

باب القاف والذال

ق ذ
اشاره

(وا یء) قذی ، وقذ ، ذوق ، ذقی.

ذقی

أمّا ذَقی فلا أحفظه لأحدٍ مِن الثقات.

وذکره اللیث فی هذا الباب فقال : فَرَسٌ أَذْقَی والأنثی ذَقْواء ، والجمیع الذُّقْوُ ، وهو الرِّخْو رانِف الأنف ، وکذلک الحمار.

قلت : وهذا عندی تصحیف بیِّن ، والصواب فَرَسٌ أَذْفی [أدفی] ، والأنثی ذفْواء [دفواء] : إذا کان مُسترخِیَی الأذنین. وقد فسرته فی کتاب الدال.

وقذ

قال الله جلّ وعزّ : (وَالْمُنْخَنِقَهُ وَالْمَوْقُوذَهُ) [المائده : 3].

قال الفراء : الْمَوْقُوذَهُ : المضروبه حتی تموت ولم تُذَکَ.

وأخبرنی المنذری عن الحرانی عن ابن السکیت ، یقال : ترکتهُ وَقِیذاً ووَقیطاً بالذال والطاء.

أبو عبید عن الأحمر : ضَربه فوقَطَه.

وقال ابن السکیت : وَقَذَه بالضَّرب.

ص: 202

والْمَوْقُوذَهُ والوَقیذُ : الشاه تُضرب حتی تموت ثم تؤکل.

ویقال : ضَربه علی موْقِذٍ مِن مَواقِذه ، وهو المِرْفَق أو طَرَف المَنکِب أو الرُّکْبَه أو الکَعْب.

وأنشد :

دَیْنِی إذا وَقَذَ النُعاس الرُّقّدا

أی : صاروا وکأنهم سُکاری فی النُّعاس.

وقال اللیث : حُمِل فلانٌ وَقیذاً ، أی : ثقیلاً دَنفاً مُشْفِیاً.

أبو عبید عن الأصمعی : المُوقَذه : الناقه التی یُؤثِّر الصِّرار فی أَخلافها.

وقال العَدَبّس : المُوقَّذه : التی یَرغَثُها الفَصیل فلا یخرج لبنُها إلَّا نَزْراً لعَظم الضَرْع ، فَیرِمُ ضَرْعُها ویأخذها داءً فیه.

وفی حدیث عمر أنه قال : إنِّی لأعلم مَتَی تهلک العَرَب : إذا ساسَها مَن لم یُدرک الجاهلیه فیأخذها بأخلاقها ولم یُدْرِکه الإسلام فیَقِذُه الوَرَع.

قوله : فیقذه ، أی : یُسکّنه ویُثْخنه ، أی : یبلغ منه مبلغاً یَمنعه مِن انتهاک ما لا یَحِلّ ولا یَجْمل.

قال : وقال خالد : الوَقْذُ : أن یَضرب فائِقُه أو خُشَّاءَهُ من وراء أُذُنه.

وقال أبو سعید : الوَقْذ : الضَرْب علی فأس القَفا ، فتصیر هَدَّتُها إلی الدِّماغ فیذهب العَقل. یقال : رجل مَوْقوذٌ ، وقد وقَذَه الْحِلم : سَکّنه.

وقال ابن شُمیل : الوَقیذُ : الذی یُغْشی علیه لا یُدْرَی أمیّتٌ أم لا.

ذوق

قال اللیث : الذَوْق : مصدرُ ذاقَ یذوقُ ذَوْقاً ومَذاقاً وذَوَاقاً. فالذَّوَاق والمَذاق یکونان مصدَرَین ، ویکونانِ طَعْماً ، کما تقول : ذَواقهُ ومذاقُه طیِّبٌ. وتقول : ذُقْتُ فلاناً وذُقْتُ ما عنده ؛ وکذلک ما نَزل بإنسان مِن مکروه فقد ذاقَه.

وجاء فی الحدیث : «إن الله لا یُحبّ الذَّوّاقین والذَوّاقات».

قال : وتفسیره ألا یطمئن ولا تطمئن ، کُلَّما تزَوَّجَ أو تزوجَتْ کَرِهاً وطَمحا إلی غیر الزَّوج.

ویقال : ذُقتُ فلاناً ، أی : خَبَرْتُه وَبُرْتُه واستَذَقْتُ فلاناً إذا خَبَرْتَه فلَم تَحمد مَخْبَرتَه. ومنه قوله :

وعهدُ الغانیات کَعهدِ قَیْنٍ

وَنَتْ عنه الجَعائلُ مُسْتذاقِ

وقال الله جلّ وعزّ : (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها) [الطلاق : 9] ، أی : خَبَرت. والذَّوْق یکون فیما یُکرَه ویُحمَد.

قال الله جلّ وعزّ : (فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) [النحل : 112] ، أی : ابتلاها بسوءِ ما خَبَرتْ مِن عقاب الجوع والخوف وضَرَب لباسَها مثلاً لأنَّهما شَمِلاهم عامه.

ویقال : ذُقْ هذا القَوْسَ ، أی : انزع فیها

ص: 203

لتَخبُر لینَها وشدَّتها.

وقال الشماخ :

فذاقَ فأَعطتْه مِن اللِّین جانباً

کفَی ولَهَا أنْ یُغْرِقَ النَّبْلَ حاجِزُ

أی : نظَرَ إلی القوْس ورازَها. وقوله : کفی ، أی : وکفی ذاک اللِّین منها. وقوله : ولها أن یُغرق النبل حاجز ، أی : لها حاجزٌ یَمنعُ مِن إغراق النَّبْل ، أی : فیها لینٌ وشدَّه بمقدارٍ وَفْقٍ. ومثله :

فی کَفِّه مُعْطِیَهٌ مَنُوع

وقال آخر :

شِریانهٌ تَمنَع بعدَ اللِّینِ

وقال ابن مُقبل :

أو کاهتزازٍ رُدَینیٍ تَذاوَقَهُ

أیْدِی التِّجارِ فَزادُوا مَتْنَه لِینا

وذاقَ الرجلُ عُسَیلهَ المرأه : إذا أولجَ فیها أدافَهُ حتَّی خبَرَ طِیبَ جِماعها وذاقت هی عُسَیلته کذلک لما خالَطَها فوَجَدَتْ حلاوهَ لَذَّهِ الخلاط.

ثعلب عن ابن الأعرابی : (فَذُوقُوا الْعَذابَ) [الأنعام : 30] ، قال : الذَوْق یکون بالفَم وبغیر الفَم.

وقال غیره : أَذاقَ فلانٌ بَعدَک سَرْواً ، أی : صارَ سَرِیّاً ، وأَذاقَ بَعدَک کرماً ، وأَذاقَ الفَرسُ بَعْدک عَدْواً ، أی : صار عَدّاءً بعدَک.

ورجل ذَوّاق : مِطْلاق : إذا کان کثیر النکاح کثیر الطلاق.

ویقال : ما ذُقْتُ ذَواقاً ، وهو ما یُذاق من الطعام.

قذی

أبو عبید عن الأصمعی : قَذَتْ عینُه تقذِی : إذا ألْقتْ قَذاها وقَذَّیْتُ أنا عینَه : إذا ألقیتَ فیها القَذَی. وقَذَیتها : أخرجت منها القَذَی.

قال : وقال أبو زید مثله ، إلا أنّه قال أقذیتُها : إذا أخْرَجْتَ منها القَذَی.

وقال شمر : قال غیر أبی زید : أقْذَیْتُ عینَه : رَمَیتُ فیها القَذَی.

قال : وهذا أشبَه عندنا بالصواب مما قال أبو زید.

وأخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی : قَذَیْتُ عینَه وَأَقذیتها ، بأَلف وَغیر ألف : إذا ألقَیْتَ فیها القَذَی.

رَوَی أبو نصر عن الأصمعی : لا یُصِیبُک منی ما یَقْذِی عینَک بفتح الیاء.

أبو عُبید عن الأصمعی : قَذِیَتْ عینُه تَقْذَی : إذا صار فیها القَذَی.

وقال غیره : القَذَی : ما عَلا الشرابَ من شیء یَسْقُط فیه.

ورَوَی أبو حاتم عن الأصمعیّ : قَذَّی عینَه یُقَذِّیها : إذا أخرج ما فیها من القَذَی ، ومنه یقال : عَیْنٌ مُقَذَّاه. وَیقال : قَذَت الشاهُ فهی تَقْذِی قَذْیاً : إذا ألْقَتْ بیاضاً مِن رَحمِها ترید الفَحْل. وقال : کلُّ فَحْلٍ

ص: 204

یَمْذِی ، وَکلُّ أنثی تَقْذِی.

وقال حُمَیدٌ یصف بَرْقاً :

خَفَی کاقتِذاء الطَّیْر واللیلُ واضِعٌ

بأَرواقِه والصبحُ قد کادَ یلمعُ

وقال الأصمعی : لا أدرِی ما معنی قوله : کاقتذاء الطیر.

وقال غیره : کما غمّضَ الطائر عینَه من قَذاهٍ وقعَتْ فیها.

وقال ابن الأعرابیّ : الاقتذاء : نَظَرُ الطیر ثم إغماضُها تَنظُر نَظَراً ثم تُغمِض. وأنشد قولَ حُمید هذا.

أبو عبید عن أبی عمرو : أَتتْنا قاذِیهٌ من الناس ، بالذال معجَمه ، وهم القَلیل ، وجمعُها قَواذٍ.

وقال أبو عبید : المحفوظ عندنا قادیه ، بالدال.

اللیث : قَذِیَتْ عینُه تَقْذَی قَذًی فهی قَذِیَهٌ مخفّفهً.

ویقال : قذیَّه مشدّده الیاء.

قلت : وأنکر غیرُه التشدید.

ویقال : قَذاه واحده ، وجمعُها قَذًی وأقذاء.

وقال النبیّ علیه السلام فی فتنهٍ ذکرَها : «هُدْنهٌ علی دَخَنٍ وجماعهٌ علی أقذاء».

قال أبو عبید : هذا مَثَل ، یقول : اجتماعُهم علی فسادٍ مِن القلوب ، شُبّه بأقذاء العَیْن.

ویقال : فلانٌ یُغْضِی علی القَذَی : إذا سکتَ علی الذُّلّ والضَّیم وفَساد القَلْب.

باب القاف والثاء

ق ث
اشاره

(وا یء) قثا ، وثق ، قیث.

قیث

فقد استُعمل منه : التَقَیُّثُ.

قال أبو عمرو : التَّقَیُّثُ : الجمع والمَنْع ، والتهَیُّثُ : الإعطاء.

قثا

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : القَثْوه : جَمْعُ المال وغیره.

یقال : قَثَا فلانٌ الشیء قَثْیاً ، واقتاثه ، وجَثَاه واجتثأه وقَبَاه وعَباهُ وجَباه ، کلُّه : إذا ضمَّه إلیه ضمّاً.

قال : والقَثو : أکْلُ القَثَد والکِرْبِز. والقَثَدُ : الخِیار. والکِربِز : القِثّاءُ الکبار.

وقال أبو زید فی «کتاب الهمز» : هو القِثّاء والقُثَاء بضم القاف وکسرها. وقال اللیث : مدتها همزه ، وأرض مقثأهٌ.

وثق

شمر : أرضٌ وَثیقَهٌ : کثیره العُشْب مَوْثوقٌ بها ، وهی مِثل الوَثِیخه وهی دُونها.

وقال اللیث : الثِّقه : مَصدرُ قولِک وثِقْتُ به فأنا أَثِقُ به ثِقَهً ، وأنا واثقٌ به ، وهو موثوقٌ به ، وهی مَوْثوقٌ بها ، وهمْ مَوْثوقٌ بهم.

ویقال : فلانٌ ثقهٌ وهی ثِقَهٌ وهمْ ثِقه ، وقد

ص: 205

تُجمَع فیقال : ثِقاتٌ فی جَماعه الرجال والنساء.

والوَثاقه : مصدَرُ الشیء الوَثیق المُحکم.

والفِعل اللازم وَثُق یَوْثُق وَثاقهً فهو وَثیق.

ومن الثِقَه وَثِق به یَثِقُ به ثِقَهً.

والوَثاق : اسم الإیثاق. تقول : أوثقْتُه إیثاقاً ووَثاقاً. والْحَبْل أو الشیء الذی یُوثَق به وِثاق ، والجمیع الوُثُق بمنزله الرِّباط والرُّبُط.

وناقه وثیقَه وجمل وَثِیق.

والوَثیقه فی الأمر : إحکامُه والأخذ بالثقه ، والجمیع الوَثائق. والمِیثاق مِن المُواثقه والمُعاهده ، ومنهُ المَوْثِق. تقول : واثقْتُه بالله لأفعلنّ کذا وکذا.

وقال الفراء : یقال : مَیَاثِقی ومَواثِق.

وأنشد فی لغه الیاء :

حِمًی لا یُحَلُّ الدّهر إلّا بإذننا

ولا نَسألُ الأقوامَ عَقْدَ المَیاثِق

ویقال : استوثَقْتُ من فلانٍ ، وتوثّقْتُ من الأمر : إذا أَخَذَتَ فیه بالوَثاقه.

باب القاف والراء

ق ر
اشاره

(وا یء) قرا ، قرأ ، قری ، قور ، قیر ، ورق ، رقا ، أرق ، روق ، ریق ، [وقر].

قرا

من ذوات الیاء والواو.

قال اللیث : القَرْو : مصدَرُ قولک : قَرَوْتُ إلیهم أقْرُو قَرْواً ، وهو القَصْد نحو الشیء.

وأنشد :

أقْرُو إلیهم أنابِیبَ القَنَا قِصَداً

قال : والقَرْو : مَسِیل المِعصَره ومَثْعَبها ، والجمیع القَرِیُ والأقراء ولا فعْل له.

والقَرْو : شِبْه حَوْض محدودٍ مستطیل إلی جَنْبِ حَوْض ضَخْم یُفَرَّغ فیه من الحَوْض الضَّخم تَرِدُه الإبلُ والغَنَم. وکذلک إنْ کان من خَشَب.

قال : والقَرْو : کلُّ شیءٍ علی طریقه واحده.

وقال الأصمعی : القَرْوُ : أصلُ النخله یُنْقَر فیُنْبَذُ فیه. والقَرْوُ غیر مهموز : مِیلَغُ الکلْب.

وقال ابن الأعرابیّ : هو القَرْوُ بلا هاء.

قال : ویقال : ما فی الدار لاعِی قَرْوٍ.

قال : والقَرْوُ : الإناء الصغیر.

أبو عبید عن الکسائی : القَرْوُ : القَدَحُ.

وأنشد قول الأعشی :

وأنتَ بینَ القَرْوِ والعاصِرِ

ثعلب عن ابن الأعرابی : القِرْوَ ، والقَرْوَهُ والقُرْوَهُ : مِیلغَهُ الکلب.

أبو عبید عن الأصمعی : القارِیَه : حَدُّ الرمْح والسَّیف.

ویقال : هُمْ أهلُ القارِیَه للحاضِرَه ، وهم أهل البادیه لأهل البدو. والقاریه هذا الطائر القصیر الرِّجل الطویل المِنْقار

ص: 206

الأخضر الظهر. وقریت الماء فی الحوض ، واسمُ ذلک الماء القَرِیّ.

والمِقْرَی : الإناء العظیم الذی یُشرب فیه الماء. والقَرْوَه : مِیلَغ الکلب. والمِقْراه : الحَوْض العظیم. والمِقْراه : الموضع الذی یُقْرَی فیه الماء.

أبو حاتم عن الأصمعی : قَرَوْتُ الأرض : إذا تتبَّعْتَ ناساً بعدَ ناس ، فأنا أقْروها قَرْواً.

قال : وناقه قَرْوَاء : طویلهُ القَرَا ، وهو الظّهر.

وَیقال : الناسُ قَوارِی اللهِ فی الأرض ، أی : شهُوده.

وَقال اللیث : یقال فلانٌ یَقْتَرِی فلاناً بقوله ، وَیَقْتَرِی سبیلاً وَیَقْرُوهُ ، أی : یتّبعه.

وأنشد :

یَقْتَرِی مَسَداً بِشِیقِ

والإنسان یَقْتَرِی أرضاً ویستقریها ویَقْرُوها : إذا سارَ فیها ینظُر حالَها وأمرَها.

وقال بعضهم : ما زلتُ أستقرِی هذه الأرضَ قَرْیهً قریه.

أبو عبید عن الأصمعیّ : الناسُ قَواری اللهِ فی الأرض ، أی : شهداء الله ؛ أخذ من أنهم یَقْرُون الناسَ یتَّبِعُونهم فینظرون إلی أعمالهم.

وقال فی قول الأعشی :

وأنتَ بَیْنَ القَرْوِ والمعاصِرِ

إنه أصل النخله یُنْقَرُ فیُنْبَذُ فیه.

وقال الأخطل :

کأنها قاربٌ أَقْرَی حلائلَه

ذاتَ السَّلاسلِ حتی أیبَسَ العودُ

یقال : أقریته ، أی : جعلته یقرو المواضع یتتبّعها وینظر أحوالها.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أقْرَی : إذا لَزم الشیءَ وأَلَحَّ علیه وأَقْرَی : إذا اشتَکَی قَراه. وأقْرَی لَزِمَ القُرَی. وأقْرَی : طَلَب القِرَی.

أبو عبید عن الأصمعیّ : رَجَع فلانٌ علی قَرْوَاه ، أی : عادَ إلی طریقته الأُولی.

القَرْواء جاء به الفراء ممدوداً فی حروف ممدوده مثل المَصْواء وهی الدُّبر.

والقِرْوانُ : الظَّهر ، ویجمع قِرْوانات.

قال مالک الهذلی یصف الضبع :

إذا نَفَشَتْ قِروانها وتلفَّتت

أشَتَّ بها الشَّعْرُ الصُّدور القراهبُ

أراد بالقراهب أولادها التی قد تمّت ، الواحد قَرهَب. أراد أن أولادها تناهبُها لحومَ القتلی.

قال الأزهری : کأَنّ القِروان جمع القَرَی.

وقال اللیث : القَرْیُ : جَبْیُ الماء فی الحَوْض.

یقال : قَرَیْتُ فی الْحَوض الماءَ قَرْیاً.

ویجوز فی الشعر قِرَی. والمِقْراهٍ : شَبْه حَوْض ضَخْم یُقْرَی فیه من البئر ثم یُفرَغ

ص: 207

فی المِقْراه ، وجمعُها المَقارِی.

قال : والمَقارِی أیضاً : الجِفانُ التی یُقرَی فیها الأضیاف ، الواحد یقْرَی.

ومنه قوله :

ولا یَضنُّون بالمِقْرَی وإنْ ثَمَدُوا

ویقال للناقه : هی تَقْرِی : إذا جَمَعَتْ جِرَّتها فی شِدْقِها. وکذلک جمعُ الماء فی الحَوْض ، واسمُ ذلک الماءِ القِرَی مقصور. وکذلک ما قُرِیَ الضَّیفُ قِرًی ، والمِقْرَی : الإناء العظیم ، لأنه یُشرب فیه الماء.

وقال الفراء : هو القِرَی والقَرَاء ، والقِلَی والقَلَاء ، والبِلَی والبَلاء ، والإیا والأیاء : ضوء الشمس.

ثعلب عن ابن نجده عن أبی زید قال : القِریَّه والجِرِّیَّهُ : الحَوْصَله ، وهی الزاوُوره والفُرْغُره.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القَرَا : القَرْعُ الذی یؤکل.

وقال ابن شُمیل : قال لی أعرابیٌّ : اقتَرِ سَلامی حتی ألقاک.

وقال : اقترِ سلاماً حتی ألقاک ، أی : کن فی سَلام وخَیر وسَعه.

اللیث : هی القَرْیه والقِرْیه لُغَتان ، المکسوره یمانیه. ومِن ثمّ اجتمعوا فی جَمعِها علی القُرَی فحَملوها علی لغه من یقول کُسْوه وکُسًی ، والنسبه إلیها قَرَوِیّ ، وأم القُری : مَکه.

وقال غیره : هی القَرْیه بفتح القاف لا غیر ، وکسر القاف خطأ ، وجمعُها قُرَی ، جاءت نادره.

وأخبرنی المنذریّ عن الحرَّانی عن ابن السکیت قال : ما کان من جَمع فَعْله مِن الیاء والواو علی فِعال کان ممدوداً ، مِثْل رَکْوَه ورِکاء ، وشَکْوَه وشِکاء ، وقَشْوه وقِشاء.

قال : ولم نَسمع فی جمع شیءٍ من جمیع هذا القَصْر إلا کَوَّه وکُوًی وقریهً وقُرَی ، جاءتا علی غیر قیاس.

وقال اللیث : المِدَّه تَقْرِی فی الجَرْح ، أی : تجمَّعُ.

وفی الحدیث : «أن الشیطان یغدو بقیْرَوَانه إلی الأسواق». قال اللیث : القیْرَوان دَخیلٌ ، وهو مُعظَم العسکر ، ومعظم القافله ، وأصل القیْرَوَان کاروان بالفارسیه ، فأعرب.

والقُرِیُ : مَجرَی الماءِ إلی الریاض ، وجمعُه قُرْیان وأقْراء.

وقال امرؤ القیس :

وَغارَهٍ ذاتِ قَیْرَوانٍ

کأنَ قُرْیانَها الرحالُ

اللحیانیّ : إنه لمقراءٌ للضیف وإنها لمِقراءٌ للضیف ، وإنه لقَرِیٌ للضیف وإنها لقرِیّهٌ للأضیاف.

ص: 208

وقَریتُ فی شِدْقی جَوْزَهً : ضَبأْتُها. وقَرَت الظبیَهُ تَقرِی : إذا جَمعتْ فی شِدْقها شیئاً.

وقال بعضهم : یقال للإنسان إذا اشتکی صدغَه قَرَی یَقرِی.

وَأقرَت النّاقهُ تُقرِی فهی مُقرٍ : إذا استقرَّ الماءُ فی رَحمها.

وقَرَوْتُ بنی فلان ، أی : مَرَرْتُ بهم رجلاً رجلاً. واستقریْتُ الأرض وَبنِی فلان ، وَاقتریْتُ بمعنًی وَاحد واستقریْت فلاناً واقتریْتُه أی سألته أن یَقرِینی.

قرأ

قال أبو إسحاق الزجاج : یسمَّی کلامُ الله الذی أنزله علی نبیه صلی الله علیه وسلم کِتاباً ، وقرآناً ، وفُرقاناً ، وذِکْراً.

قال : ومعنی قرآن معنَی الجمع. یقال : ما قرأتْ هذه الناقهُ سَلًی قطُّ ، إذا لم یضطمّ رَحِمُها علی الولَدِ.

وأنشد :

هِجانِ اللَّوْنِ لم تقرأ جَنِینَا

قال : وَقال أکثر الناس : لم تجمع جنیناً ، أی : لم تضْطَمّ رَحِمها علی الجَنین.

قال : وقال قطرب فی القرآن قولین : أحدهما : هذا وهو المعروف ، وَالذی علیه أکثر الناس.

والقول الآخر : لیس بخارج من الصحه وهو حسن.

قال : لم تقرأ جَنیناً لم تُلْقِه.

قال : ویجوز أن یکون معنی قرأتُ القرآن لفظْتُ به مجموعاً ، أی : ألقیتُه.

وأخبرنی محمد بن یعقوب الأصمّ ، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحکم أن الشافعی أخبرَه أنه قرأ القرآن علی إسماعیل بن قُسْطَنْطین. وکان یقول : القرآنُ اسمٌ ولیس بمهموز ، ولم یؤخذ مِن قرأتُ ، ولکنه اسمٌ لکتاب الله ، مثل التوراه والإنجیل.

قال : ویُهمز قرأت ولا یهمز القرآن ، کما تقول إذا قرأت القرآن.

وقال إسماعیل : قرأت علی شِبل ، وقرأ شِبلٌ علی عبد الله بن کثیر ، وأخبر عبد الله بن کثیر أنه قرأ علی مجاهد ، وأخبر مجاهد أنه قرأ علی ابن عباس ، وأخبر ابن عباس أنه قرأ علی أُبَیّ ، وقرأ أبَیٌّ علی النبی صلی الله علیه وسلم.

وقال أبو بکر بن مجاهد المقرئ : کان أبو عمرو بن العلاء لا یهمز القرآن ، وکان یقرؤه کما رُوی عن ابن کثیر.

أبو عبید : الأقراء : الحَیْض ، والأقراء : الأطهار ، وقد أقرأتِ المرأه فی الأمرین جمیعاً ، وأصلُه من دُنُوِّ وقت الشیء.

قلت : ونحو ذلک أخبرنا عبد الملک عن الربیع عن الشافعی ، أنّ القرءَ اسمٌ للوقت ، فلمّا کان الحَیض یجیء لوقت والطُّهر یجیء لوَقْت ، جاز أن یکون الأقراء حَیْضاً وأطهاراً.

ص: 209

قال : ودَلَّت سنهُ رسول الله صلی الله علیه وسلم علی أنَّ الله أَراد بقوله : (وَالْمُطَلَّقاتُ یَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَهَ قُرُوءٍ) [البقره : 228] الأطهارَ ، وذلک أنَّ ابن عمر لمَّا طلَّق امرأَته وهی حائض فاستفتی عمر النبیَّ علیه السلام فیما فَعَل.

قال : «مُره فلیراجعْها ، فإذا طَهُرتْ فلیطلّقها ، فتلک العِدّه التی أَمَر اللهُ أَن یطلَّق لها النساء».

ذکر أبو حاتم عن الأصمعی أَنه قال فی قول الله جل وعز : (ثَلاثَهَ قُرُوءٍ) : جاء هذا علی غیر قیاس. والقیاس ثلاثه أَقْرؤ.

قال : ولا یجوز أَن تقول : ثلاثهُ فلوس ، إنما یقال : ثلاثه أفلُس ، فإذا کثرَتْ فهی الفُلوس.

قال : ولا یقال : ثلاثه رجال إنما هی ثلاثه رَجْلَه ، ولا یقال : ثلاثه کِلاب إنما هی ثلاثه أکلُب.

قال أَبو حاتم : والنحویون قالوا فی قول الله جلَّ وعزَّ : (ثَلاثَهَ قُرُوءٍ) جاء هذا علی غیر قیاس. والقیاس ثلاثه أَقْرؤ.

قال : ولا یجوز أَن تقول : ثلاثهُ فلوس ، إنما یقال : ثلاثه أفلُس ، فإذا کثرَتْ فهی الفُلوس.

قال : ولا یقال : ثلاثه رجال إنما هی ثلاثه رَجْلَه ، ولا یقال : ثلاثه کِلاب إنما هی ثلاثه أکلُب.

قال أَبو حاتم : والنحویون قالوا فی قول الله جلَّ وعزَّ : (ثَلاثَهَ قُرُوءٍ) أَراد ثلاثهً من القروء.

وقال أَبو إسحاق الزجاج : أخبرنی مَن أثق به یَرفَعه إلی یُونس أن الأقراء عنده تصلحُ للحیض والأطهار.

قال : وذکر أبو عمرو بن العَلاء أن القرء : الوقت ، وهو یَصلح للحَیض ویصلح للطُّهر.

ویقال : هذا قارئ الرِّیاح لوقت هُبوبها.

وَأنشد :

شَنِئتُ العَقر عَقر بنی شُلَیلٍ

إِذا هَبّتْ لقارئها الریاحُ

أی : لوقت هُبوبها وشده بردها.

قال أَبو إسحاق : والذی عندی فی حقیقه هذا أَن القُرءَ فی اللغه الجمع ؛ وأَنَّ قولهم : قریتُ الماءِ فی الحوض وإِن کان قد أُلزِم الیاء فهو جَمَعْتُ ، وقرأْتُ القرآنَ : لفظتُ به مجموعاً ، والقِرْدُ یقرِی ، أی : یجمع ما یأکل فی فیه ، فإِنما القَرْء اجتماع الدَّم فی الرَّحم ، وذلک إنما یکون فی الطُّهر.

قلت : وقد روینا عن الشافعی بالإسناد المتقدّم فی هذا الباب نحواً مما قاله أبو إسحاق.

وصح عن عائشه وَابن عمر أنَّهما قالا : الأقراء والقُروء : الأطهار.

وحقق ما قالاه مِن کلام العرب.

قول الأعشی :

مُوَرِّثهٍ عِزّاً وفی الحیّ رِفْعَهً

لما ضاعَ فیها مِنْ قُرُوءِ نسائکا

لأنّ القُروء فی هذا البیت الأطهار لا غیر ، لأنَّ النِّساء إنما یؤْتَیْن فی أطارهنَّ لا فی حیضهن فإِنما ضاع بِغَیبته عنهنّ أطهارُهنّ.

وقال أبو عبید : القُرْء یَصلح للحیض والطُّهْر. قال : وأظنُّه من أقرأتِ النجومُ :

ص: 210

إذا غابت.

وأخبرنی الإیادیُّ عن أبی الهیثم أنّه قال : یقال : ما قرأتِ الناقهُ سَلًی قطّ. وما قرأتْ مَلْقُوحاً قَطّ. فقال بعضهم : أی : لم تَحمِل فی رَحِمِها وَلداً قطّ.

وقال بعضهم : ما أسقطَتْ ولداً قطّ ، أی : لم تَحمل. قال : ویقال : قرأَتِ المرأهُ : إذا طَهُرَتْ ، وقرأتْ : إذا حاضت. وقال حمید :

أراها غُلاماها الخَلَا فتَشذَّرتْ

مِراحاً ولم تَقْرَأْ جنِیناً ولا دَما

یقال : معناه : لم تَحْمل عَلَقَهً ، أی : دَماً ولا جنیناً. قلت : وأهل العراق یقولون : القُرء : الحَیْض. وحجّتهم حدیثٌ رُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم ، أنَّه قال لامرأه : «دَعِی الصلاهَ أیام أقرائک» ، أی : أیام حَیْضک.

وقال الکسائیّ والفراء معاً : اقْرَأَت المرأه : إذا حاضت ، فهی مقرئ.

وقال الفراء : أقرأتِ الحاجهُ : إذا تأخّرتْ.

وقال الأخفش أیضاً : أقرأت المرأه : إذا حاضت. وما قرأَتْ حیضهً ، أی : ما ضَمَّت رَحِمَها علی حَیْضه.

وقال ابن شمیل : یقال : ضَرَب الفحلُ الناقه علی غیر قُرْء. وقرء الناقه : ضَبَعتُها.

وقال أبو عبیده : ما دامت الوَدیقُ فی وِداقها فهی فی قَرْئِها وإقْرَائها.

أبو عبید عن الأصمعی : إذا قَدِمْتَ بلاداً فمکثتْ بها خمسَ عشرهَ لیلهً فقد ذهبتْ عنک قِرأه البلاد. وأهل الحجاز یقولون : قِرَه البلاد بغیر همز. ومعناه : إنّک إنْ مَرِضْت بعد ذلک فلیس من وَباء البلاد.

قال : وقال أبو عمرو بن العلاء : دَفَع فلانٌ جاریتَه إلی فلانه تُقَرِّئها ، أی : تُمسِکها عندها حتی تحیض للاستبراء.

أبو الحسن اللحیانی یقال : قرأتُ القرآن وأنا أقرؤه قَرْءاً وقراءه وقُرآناً ، وهو الاسم ، وأنا قارئٌ من قومٍ قُرّاء وقَرَأه وقارئین ، وأقرأتُ غیری أقرئه إقراء ، ومنه قیل : فلان المقرئ. ویقال : أقرأتُ مِنْ سَفَری ، أی : انصرفْت ؛ وَأقرأتُ من أهْلی ، أی : دَنَوْتُ ، وأقرأَتْ حاجتُک وأقرأَ أمرُک ، قال بعضهم : دَنَا ، وقال بعضهم : استأخر. ویقال : أعْتَم فلان قِراهُ وأقرأه ، أی : حبسه. ویقال : قرأت ، أی : صرت قارئاً ناسکاً ، وتقرأت تقرؤاً بهذا المعنی. وقال بعضهم : تقرَّأَتُ : تَفقَّهْتُ.

ویقال : أقرأتُ فی الشِّعْر. وهذا الشعر علی قَرء هذا الشِّعر ، أی : علی طریقته ومثاله.

وقال ابنُ بُزرج : هذا الشعر علی قَرِیِ هذا الشعر وغِرارِه.

وقال اللَّحیانی : یقال : قارأتُ فلاناً مُقارأهً ، أی : دارسْتُه ، واستقرأتُ فلاناً.

ویقال للناقه : ما قرأتْ سَلًی قَطّ ، أی : ما

ص: 211

طَرَحَتْ ، تأویلُه ما حَمَلتْ. وهذه ناقهٌ قارئ ، وهذه نُوقٌ قوارئُ یا هذا. وهو من إقراء المرأه ، إلّا أنه یقال فی المرأه بالألف ، وفی الناقه بغیر ألف. ویقال للناسک : إنّه لقُرَّاءٌ مِثلُ حُسَّان وجُمّال.

وقال ابن السکیت : قال الفراء : رجلٌ قُرَّاء وامرأه قُرَّاءهٌ.

قال : ویقال : أقریْتُ الجُلَّ الفَرَسَ ، أی : ألزَمْتُه قَرَاهُ.

أبو حکم عن الأصمعی : یقال : اقرأ علیه السلامَ ولا یقال أقرئْه السلام ، لأنَّه خطأ.

وسمعتُ أعرابیّاً أَملَی علیّ کتاباً ، وقال فی آخره : اقترئ منِّی السلام.

قری

وقال ابن السکیت : سمعتُ أبا صاعدٍ الکلابیّ یقول : القَرِّیه بلا همز : أن تؤخذ عُصَیَّتانِ طولهما ذراع ، ثم یُعْرَض علی أطرافهما عُوَیْدٌ یُؤْسَر إلیهما من کلِّ جانب بقدِّ ، فیکون ما بین العُصیتین قدرَ أربع أصابع ، ثم یؤتی بعُوَید فیه فَرْض فیُعْرَض فی وَسَط القَرِّیه ویُشَدُّ طَرَفاه القَرِیّه بقِدٍّ فیکون فیه رأس العَمُود.

ثعلب عن ابن الأعرابیَّ : تَنَحّ عن سنَن الطریق وقَرِیِّه وقِرْقِه بمعنًی واحد.

قور - قیر

قال اللیث : القُور : جمع القاره ، والقِیرانُ : جماعه القاره أیضاً ، وهی الأصاغر من الجبال وأعاظمُ الآکام ، وهی متفرِّقه خشنه کثیره الحجاره.

ومن أمثال العرب القدیمه : «قد أنصَفَ القارَهَ مَن راماها» ، قال القارَه : حَیٌّ من العرب ، وَهم عَضَل والدِّیش (1) مِن کنانه ، وکانوا رُماه الحَدِق ، وهم الیوم فی الیَمَن ، والنسبه إلیهم قاریٌ. وزعموا أنَّ رجلین التقیَا أحدُهما قارِیّ والآخر أسَدِیّ ، فقال القاریّ : إن شئتَ رامیتُک وإن شئتَ سَابقتُک ، وإن شئتَ صارعتک.

فقال : اخترتُ المُراماهَ. فقال القاریّ : «قد أنْصَفَ القارَهَ من راماها!». ثم انتَزَع له سَهْماً فَشَکَّ به فؤادَه. وقیل : القاره فی هذا المَثَل الدُّبّه. وقیل فی مَثَل : «لا یُفطَّن الدُّبّ إلّا الحجاره».

وقیل : القاره مشتقَّهٌ من قُوَاره الأدیم والقِرْطاس ، وهو ما قوَّرْتَ من وَسَطِه ورُمی ما حَوَالَیْه کقُوَاره الجیب إذا قَوَّرْته وقُرْته. والقُوَّاره أیضاً : اسمٌ لما قَطعتَ من جوانب الشیء المقوَّر وکل شیء قطعت من وسطِه خَرقاً مستدیراً فقد قَوَّرْتَه.

ودارٌ قَوْراء : واسعه الجَوْف.

والاقوِرارُ : تَشَنُّجُ الجِلد وانحناء الصُّلْب

ص: 212


1- فی المطبوع : «والدین» والمثبت من «اللسان» (قور) وفیه : «عضل والدیش ابنا الهون بن خزیمه من کنانه».

هُزالاً وکِبَراً کما قال رؤبه :

بَعْدَ اقوِرَار الْجِلدِ والتشنُّنِ

وناقه مُقَوَّرهٌ وقد اقوَرَّ جِلْدُها وانحنت وهُزِلت.

وقال ذو الرمه :

وإنْ حَبا من أنفِ رملٍ منخِرُ

أعنَقُ مقورُّ السَّراه أوعَرُ

واقورّت الأرض : ذهبَ نباتُها. واقورار الإبل : ضمرها وذبولها. وقال :

ثمَّ قَفَلن قَفَلاً مقورَّا

أی : یبِسنَ. وفلانٌ القاریّ محدّث.

قال محمد بن إسحاق : نُسب إلی القار ، وهی قریه خارج المدینه معروفه یقال لها : القار. وینسب إلی القاره. أعنِی القبیله.

فیقال : قاریٌ أیضاً.

وأخبرنی المنذری عن أبی العباس أنّه قال : القارُ والقِیرُ : کلُّ شیء یُطلَی به ، مسموعٌ من العَرَب. قال : کلُّ ما طُلِیَ بشیء فقد قُیِّر به.

وقال اللیث : القار والقِیر : لغتان ، وصاحبُه قَیّار ، وهو صُعُدٌ یُذاب فیُستخرج منه القار ، وهو أسود یُطلَی به السُّفُن ، یَمنع الماء أن یَدخُل. ومنه ضَربٌ یُحْشَی به الخلاخیل والأسوره.

قال : وفَرَسٌ کان یسمَّی قَیّاراً ، لشده سوادِه.

وأنشد غیره :

فمن یک أمسَی بالمدینه ثاوِیاً

فإنِّی وقیَّارٌ لها لغریبُ

والقار : شجرٌ مُرّ.

وقال بشر :

یَسومُون الصِّلاحَ بذاتِ کَهْفٍ

وما فیها لهمْ سَلَعٌ وقارٌ

شمر عن الأصمعیّ : القار : أصفر من الحَبَل.

وقال غیره : هی الجَبَل الصغیر الأسودُ المنفرد شِبه الأکَمَه ، وهی القُورُ.

وقال ابن شمیل : القاره : جُبَیل مستدِقٌّ ملحُومٌ طویلٌ فی السماء لا یَقُور الأرض کأنَّه جُثْوَه ، وهوَ عظیمٌ مستدیر.

وقال ابن هانئ فی «کتابه» : من أمثال العرب : «قَوِّرِی وألْطِفی» قالها رجلٌ کان لامرأته خِدْنٌ فطَلبَ إلیها أن یَتّخذ له شِراکَین مِن شَرَج است زوجها ، قال : ففَظِعتْ بذلک ، فأبَی أن یرضی دُونَ فعلِ ما سألها ، فنظرتْ فلم تجِدْ لها وَجْهاً ترجو به السبیلَ إلیه إلَّا بفَسَادِ ابنٍ لها منه ، فعَمَدتْ فعصّبَتْ علی مَباله عَقْبه فأخْفَتْها ، فعَسُر علیه البَوْل ، فاستفاث بالبکاء فسألها أبوه : ما أبکاه. فقالت : أخَذَه الأُسْر وقد نُعِتَ له دواؤه. فقال : وما هو؟ فقالت : طَرِیدَهٌ تُقَدّ له مِن شَرَج استک. فاستَعظَم ذلک ، والصّبیُّ یتضوّر ، فلما رأَی ذلک بَخَع لها به. وقال لها :

ص: 213

«قَوِّرِی وألطِفی» ، فقطفتْ منه طَرِیده ترضیهً لخلیلها ، ولم تَنظُر سَدادَ بَعْلِها ، وأطلقتْ عن الصبیِّ ، وسلّمت الطَّریده إلی خلیلها.

یقال ذلک عند الأمر بالاستبقاء من العَزیز أو عند المرْزئهِ فی سوء التدبیر ، أو طَلَبِ ما لا یُوصل إلیه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : القَیِّر : الأسوار مِن الرُماهِ الحاذق ، مِنْ قارَ یَقُور.

وقال غیره : قُرْتُ خُفَّ البعیر قَوَراً ، واقتَرَتْهُ : إذا قَوْرتَه. وقُرْتُ البِطّیخه : قَوَّرْتُها. واقتَرْتُ حدیثَ القوم : إذا بحثتَ عنه وتَقوَّر اللیلُ : إذا تَهَوَّر.

وقال ذو الرمه :

حتّی تَرَی أعجازَهُ تَقَوَّرُ

أی : تَذهب وتُدْبِر.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیّ : القَوْرُ : التراب المجتَمع. والقَوَر : العَوَر وقد قُرْتُ فلاناً : إذا فقأْت عینَه.

وتقوَّرَت الحَیّهُ : إذا تَثَنَّت.

وقال الشاعر یصف حیّهً :

یَسرِی إلی الصَّوت والظّلماءُ داجیهٌ

تَقَوُّرَ السَّیْلِ لاقَی الحَیْدَ فاطّلَعا

أبو عبید عن الفراء : انقارت الرکیَّهُ انقیاداً : إذا تَهدّمَتْ.

قلتُ : وهذا مأخوذ من قولک : قُرْتُه فانقارَ.

وقال الهُذَلیّ :

حَارَ وعَقّتْ مُزْنَه الرّیحُ وانْ

قارَ به العَرْضُ ولَم یُشمَلِ

أراد کأنّ عَرْض السحابِ انقارَ ، أی : وَقعتْ منه قِطعهٌ لکثره انصباب الماء.

وأصله مِن قُرتُ عینَه : إذا قلعْتَها.

وقال اللیث : القاریَه : طائر من السُّودانیّات ، أکثر ما یأکل العِنَب والزیتون ، وجمعُها قَوَارٍ ، سمِّیتْ قاریَهً لسوادِها.

قلت : هذا غلطٌ ، لو کان کما قال أنّها سمِّیت قاریهً لسوادها تشبیهاً بالقار ، لقیل : قاریّهٌ بتشدید الیاء ، کما قالوا عاریَّه مِن أعار یُعیر. وهی عند العرب قارِیَه بتخفیف الیاء.

أبو عبید عن الکسائی : القاریه : طیرٌ خُضْر ، وهی التی تُدعی القَوارِیر ، وهی أوَّلُ الطّیر قُطوعاً سُودُ المَناقیر طوالها ضَخْمُ تحبُّها الأعراب ، یشبهون الرجل السخیَّ بها.

وأخبرنی الإیادیّ عن شمر أنه قال : قال أبو عمرو : القواری واحدها قاریه طیرٌ خضرٌ ، وهی التی تدعی القواریر ، وهی أوَّل الطَّیر قُطوعاً سُودُ المناقیر طِوالها ، أضخم من الخطّاف.

أبو حاتم عن الأصمعی : القاریَهِ : طَیر أخْضَر ، ولیس بالطائر الذی نعرفه نحن.

وقال ابن الأعرابی : القاریهَ : طائر مشؤوم

ص: 214

عند العرب ، وهو الشِّقِرّاق.

أبو عبید عن أبی عبیده قال : القار : الإبل. وأنشد للأغلب :

ما إنْ رأیْنا مَلِکاً أغارا

أکثر مِنْ قِرَه وقارا

قال : والقرَه والوقیر : الغَنَم.

وقال أبو عبید : قال الکسائی : لقِیتُ منه الأمَرِّینَ والبُرَحِینَ والأقْوَرِینَ والأقوریَّات ، أی : الدواهی.

وقال أبو زیدٍ نحواً من ذلک.

واقورّت الأرضِ اقوراراً : إذا ذهب نباتُها.

وجاءت الإبل مُقْوَرَّه ، أی : شاسِفَه.

وأنشد :

ثم قَفَلْن قَفَلاً مُقْوَرَّا

قَفَلن : أی : ضَمَرنَ ویَبِسْن.

وقال أبو وجْزهَ یصف ناقهً قد ضَمَرت :

کأنَّما اقورَّ فی أنْساعِها لَهَقٌ

مُزَمَّعٌ بسوادِ اللیل مَکْحولُ

وقر

الحرانی عن ابن السکیت : الوَقْر : الثقل فی الأُذُن.

یقال : من قد وُقِرَتْ أُذُنه تُوقَر فهی موقُوره.

ویقال : اللهمَ قِرْ أذُنَه.

ویقال أیضاً : قد وَقِرَتْ أذنهُ تَوْقَرُ وقَراً.

قال : والوِقْر : الثِقْل یُحمَل علی ظَهْرٍ أو علی رأس.

یقال : جاء یَحْمِل وِقْره.

قال الفراء : یقال : هذه نخله مُوقِره ومُوقَره وموقِرٌ. وامرأه مُوقَرَه : إذا حَملتْ حمْلاً ثقیلاً.

وقال الله تعالی : (فَالْحامِلاتِ وِقْراً (2)) [الذاریات : 2] ، یعنی السحابَ تَحمِل الماءَ الذی أوقَرَها.

وقال جل وعز : (وَفِی آذانِنا وَقْرٌ) [فصلت : 5].

قال : ووَقَرَ الرجُل من الوقَار یَقِر فهو وَقُور ، ووَقُر یَوْقُر.

قال العجّاج :

ثَبْتٌ إذا ما صِیحَ بالقَوْمِ وَقَرْ

أبو نصر عن الأصمعی : یقال : وَقَر یَقِر وَقاراً : إذا سَکَن.

قلتُ : والأمر منه قِرْ.

ومنه قول الله جل وعز : (وَقَرْنَ فِی بُیُوتِکُنَ) [الأحزاب : 33] ، وقد تغیره فی مضاعف القاف.

قال : ووَقُر یوقرُ والأمرُ منه أوقُرْ.

وقال الأصمعی : یقال : ضَرَبَه ضَرْبهً وقَرَتْ فی عَظْمه ، أی : هَزَمَتْ وکلمتُه کلمهً وقَرَتْ فی أذنه ، أی : ثبتَتْ. والوَقْره : تُصِیبُ الحافر ، وهی أن تَهزِم العَظْم.

وأما قول الله جلّ وعزّ : (ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13)) [نوح : 13].

ص: 215

فإنَّ الفراء قال : ما لکم لا تخافون لله عظمهً. ووقَّرْتُ الرجل : إذا عظّمته. ومنه قوله جل وعزّ : (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) [الفتح : 9].

وقال اللیث : الوَقار : السکینه والوداعه.

ورجلٌ وَقُور ووَقَّارٌ ومتوقِّر : ذو حِلمٍ ورَزانه.

ورجل فقیر وَقِیرٌ ، جُعِل آخرُه عِماداً لأوّله.

ویقال : یُعنَی به ذِلَّته ومهانَته ، کما أنَ الوقیر صغار الشاء.

قال أبو الهیثم :

نَبْحُ کلابِ الشَّاءِ عن وَقِیرِها

قال : وبعضهم یقول : فقیر وَفیر : قد أوقره الدَّینُ.

قال : والتَّیْقُور : لغه فی التَّوقیر.

وأنشد قول العجّاج :

فإنْ یکن أمسی البِلَی تَیْقُور

قال : وقیل : کان فی الأصل ویقُوراً فأبدَلَ الواو تاءً وحَمَله علی فَیعول ، ویقال : حَمَله علی تَفعول مثل التَّذْنوب ونحوه ، فکَرِه الواوَ مع الواو فَأَبدلها یاء لئلّا یشبه فَوعُولاً فیخالف البناء ألا تری أنَّهم أبدلوا الواو حینَ أعْرَبوا فقالوا : نَیرُوز.

قال : والوَقْر فی العَظْم : شیءٌ من الکَسْر وهو الهَزْم ، وربّما کُسِرت ید الرجلِ أو رِجْلُه : إذا کان بها وَقْر ثم یُجبَر ؛ فهو أصلَب لها. والوقْر لا یزال واهیاً أبداً.

قال : والوَقِیر : الجماعه من الناس وغیرهم. وقال غیره : الوَقیر : الشاء براعیها وکَلْبها.

وقال أبو عبید : الوَقیر : الغَنَم التی بالسَّواد.

قال ذو الرُمه یصف بقرهً :

مُوَلَّعهً خَنْساءَ لیست بنَعْجهٍ

یُدَمِّنُ أَجوافَ المِیاه وَقِیرُها

وقال اللیث : الوَقْره : شِبه وَکْتَه إلّا أنَّ لها حُفْره تکون فی العَیْن وفی الحافر وفی الحجَر. والوَقْره : أعظَم من الوَکْتَه.

وقال ابن السکیت : قال العُذْرِیّ : الوَقیره : النُقْره فی الصَّخره العظیمه تُمسِک الماءَ.

ورجلٌ مُوَقَّر : إذا وقَحَتْه الأمورُ واستمرّ علیها وقد وقَرَتْنی الأسفار ، أی : صلَّبَتْنی ومرَّنتنی علیها.

وقال ساعدهُ الهُذَلیُّ یصف شُهْده :

أُتیحَ لها شَثْنُ البَراثِن مُکْزَمٌ

أخو حُزَنٍ قد وَقَّرَتْه کُلُومُها

لها : للنَّحْل : مُکزَم : قصیر. حُزَنٌ من الأرض ، واحدتُها حُزنه.

اللِّحیانیّ : ما علیّ منک قِرَه ، أی : ثقل.

وأنشد :

لما رأتْ حَلیلتی عَیْنیَّهْ

ولمَّتی کأنّها حَلِیهْ

ص: 216

تقول : هذا قِرَه عَلَیَّهْ.

الأصمعی : بینهم وقَره ووغرهٌ أی ضغْنٌ وعداوه. وتَوَقَّرَ الرجل : إذا تَرَزَّن.

واستَوقَر : إذا حَمَل حِمْلاً ثقیلاً.

روق - ریق

قال اللیث : الرَّوْق : القَرْن من کل ذی قَرْنٍ. قال : وَرَوق الإنسان هَمُّه ونَفْسُه : إذا ألقاه علی الشیء حِرْصاً قیل : ألقَی علیه أرواقَه ، کقول رؤبه :

والأَرْکُب الرَّامُون بالأرْواقِ

والسحابه إذا ألحَّت بالمطر وثَبتتْ بأرضٍ قیل : ألقت علیها أرواقَهَا وأنشد :

وباتت بأوراقٍ علینا سَوارِیا

أبو عبید عن الأصمعی یقال : أکل فلانٌ رَوْقَه : إذا طال عمره حتَّی تحاتّت أسنانُه.

وألقَی علیه أوراقَه وشَراشِرَه ، وهو أن یُحبَّه حتی یَسْتَهْلک فی حُبه. وألقَی أرواقَه : إذا اشتدَّ عَدْوُه.

وأخبرنی الإیادیّ عن شمر یقال للسحابه : ألقت أرواقها : إذا جَدَّت فی المطر. وإنَّه لَیرکَبُ النَّاسَ بأرواقه.

وأرواق الرجل : أطرافُه وجسَدُه. وألقَی علینا أرواقَه ، أی : غطّانا بنفسه.

یقال : رقونا بأرواقهم ، أی : رَمَوْنا بأنفسهم.

وقال شمر : لا أعرف قوله ألقَی أَرواقَه : إذا اشتدَّ عَدْوَه ، ولکن أعرِفه بمعنی الجدّ فی الشیء.

قال تأبّط شراً :

نجوتُ منها نجاتی من بجیله إذْ

أرسلتُ لیله جَنْب الرَّعْنِ أرواقی

یقال : أرسل أرواقَه : إذا عدا. ورمی أرواقَه : إذا قام وضرب بنفسه الأرض.

وفی «النوادر» : رَوْقُ المَطَر ورَوْقُ الجیش ورَوْقُ البیت ورَوْقُ الجَبَل : مقدَّمُه. ورَوْق الرجل : شَبابُه ، وهو أوَّل کلِّ شیءٍ مما ذکرتُ.

ویقال : جاءنا رَوقٌ من بنی فلان ، أی : جماعه.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : الرَّوْق : السَّید.

والرَّوْق : الصافی من الماء وغیره.

والرَّوْق : العُمْر ، یقال : أکل رَوْقَه.

والرَّوْق : نَفْس النَّزْعِ. والرَّوْق : المعجِب.

یقال : رَوْقٌ ورَیق.

وأنشد المفضّل :

علی کلّ رَیْقٍ تری مُعَلّماً

یُهدِّرُ کالجملِ الأجرَبِ

قال : الرَّیْق هاهنا : الفرس الشریف.

قال : والرَّوْق : الحُبُّ الخالص. والرُّوق : الطِّوال الأسنان. والرُّوق : الغِلمان المِلاح.

قلت : أمَّا قوله : الرُوق : الطِّوال الأسنان ، فهو جمع الأَرْوَق. ویقال : رَوِقَ یَرْوَقُ رَوَقاً فهو أروَقُ : إذا طالت أسنانهُ.

قال لبید :

ص: 217

تُکْلحُ الأرْوَقَ منهم والأیَلّ

وأما الرُّوق : الغِلمان الملاح فالواحد رائق. ویقال : غِلْمانٌ رُوقه کما یقال صاحب وصُحْبه ، وفارِهٌ وفُرْههٌ.

وقال اللیث : الرِّوَاق : بیتٌ کالفُساطُ یُحمَل علی سِطاعٍ واحد فی وَسَطِه ، والجمیع الأرْوِقه.

ورُوِی عن عائشه فی حدیث رُوِی عنها أنها قالت : وضَرَبَ الشَّیطان رَوْقَه.

قلتَ : رَوْق البیت ورِوقُه ، واحد ، وهی الشُّقه التی دون الشّقه العُلْیا.

ومنه قول ذی الرمه :

ومیّتهٍ فی الأرض إلّا حُشاشهً

ثَنَیْتُ بها حَیّاً بمَیْسُورِ أربَعِ

بِثنتَیْن إنْ تَضْرِبْ ذِهِ تنصرفْ ذِهِ

لکتیهما رَوْقٌ إلی جَنْبِ مُخْدَعِ

قال الباهلی : أراد بالمیِّته الأثره ثنیتُ بها حیّاً ، أی : بعیراً. یقول : اتّبعتُ أثره حتّی ردَدْتُه. والأثْره : مِیسمٌ فی خُفّ البعیر.

میِّته أی خفیه ، وذلک أنها لا تکون بیِّنه ، ثم ثبتت مع الخُفّ فتکاد تستوی حتی تُعاد. إلَّا بقیهً منها بمیسور ، أی : بشقِّ میسور ، یعنی أنه رأی الناحیه الیسری فعَرَفه. ثَنیتَین ، یعنی عینین. رَوْقَ ، یعنی رِواقاً واحداً ، وهو حِجاجُها المشْرِف علیها. وأراد بالمخْدع داخلَ العَین.

وقال اللیث : الرَّوْق : الإعجاب ، یقال : راقنی هذا الأمر یَرُوقُنی رَوْقاً ، أی : أعجَبَنی فهو رائقُ وأنا مَرْوق ، واشتُقَّتْ منه الرُّوقه ، وهو ما حَسُن من الوصائف والوصَفاء ، یقال : وصیفٌ رُوقه ووُصَفاء رُوقه.

وقال بعضهم : وُصفاء رُوق. ویوصف به الخیلُ فی الشِّعر.

وقال غیره : أرواق اللیل : أثناء ظُلَمه.

وقال الراجز :

ولیلهٍ ذات قَتَامٍ أطباقْ

وذاتِ أرواقٍ کأثناء الطَّاقْ

ویقال : أسبلت أرواقُ العَیْن : إذا سالت دموعُها.

وقال الطِّرِمَّاح :

عیناک غَرْبَاشَنهٍ أسبلَتْ

أرواقُها من کَبْنِ أخصامها

ویقال : أرخت السماء أرواقَها وعَزَالِیَها.

وقال ابن الأعرابی : من الأخبیه ما یُرَوَّق ومنها ما لا یُرَوَّق. فإذا کان بیتاً ضخماً جُعل له رِواقٌ وکفاء. وقد یکون الرِّواق من شُقّه وشقتین وثلاث شقائق.

أبو عبید عَن الأصمعی : رِوَاق البیت : سماوته وهی الشفه التی دون العُلیا.

وقال أبو زید : رواق البیت : ستره مقدّمه من أعلاه إلی الأرض ، وکفاؤه : سترهُ أعلاه إلی أسفله من مؤخره. وستر البیت أصغر من الرّواق. وفی البیت فی جوفه

ص: 218

ستر آخر یدعی الحجَله.

وقال غیره : رواق البیت : مقدّمه.

وکِفاؤه. مؤخَّرُه ، سمِّیَ کِفاءً لأنه یکافئ الرِواق. وخالِفَتاه : جانِباه.

وقال ذو الرمّه یصف الفَجْر :

وقد هَتَکَ الصُّبحُ الجَلِیّ کِفاءَه

ولکنَّه جَوْن السَراهِ مُرَوَّقُ

شبَّه ما بدا من الصُّبح ولمَّا ینسفِر الظّلامُ ببیتٍ رُفع کِفاؤه وأسبِل رِواقُه.

أبو عبید عن الکسائی : هو یَرِیق بنفسه ویَفُوق بنفسه ، وهو یَسُوق نفسَه.

وقال ابن مُقبل فی راقَ :

راقَتْ علی مُقْلَتَیْ سُواذنِق خَرِصٍ

طاو تنَقَّضَ من طَلٍّ وأمطار

وصفَ عَینَ نفسه أنها زادت علی عینَی سُواذنِق.

ویقال : راقَ فلانٌ علی فلان : إذا زاد علیه فضلاً یَرُوق علیه ، فهو رائق علیه.

وقال الشاعر یصف جاریه :

راقت علی البِیض الحِسا

نِ بحُسْنها وبَهائها

وقال ذو الرمَّه یصف ثوراً :

حتّی إِذا شمَّ الصَّبا وأوردا

سَوْفَ العَذَارَی الرّائق المجسَّدا

قیل : أراد بالرائق ثوباً قد عُجِن بالمسک.

والمجسَّد : المشبَع صبغاً.

وقیل : الرائق : الشَّبابُ الذی یعجبها حسنُه وشبابه.

ویقال : رَمَی فلانٌ بأرواقه علی الدّابه : إذا رکِبها ، ورَمَی بأرواقه عن الدابه : إذا نزل عنها.

وقال الأصمعی : جَاءنا رَوْقٌ من بنی فلان ، أی جماعهٌ منهم ، کما یقال جاءنا رأسٌ ، لجماعه القوم.

وقال اللیث : الرَوْق : طول الأسنان وإشْرَافُ العُلَا علی السُّفلی ، والنَّعت أَروَق ، ورَوْقاء ، والجمیع رُوق.

وأنشد :

إذا ما حال کُسُّ القومِ رُوقا

أبو عبید : الراووق : المِصفاه.

وقال اللیث : الراووق : ناجود الشَّراب الذی یُرَوَّق به فیُصفّی ، والشراب یتروَّق من غیر عَصْرٍ.

وقال الأعشی :

راووقَه خَضِلُ

قال شمر : قال ابن الأعرابی : الراووق : الکأس بعینها.

قال شمر : وخالفَه فی ذلک جمیعُ الناس.

وجمعه روَائق.

أبو عبید : راقَ الشراب یَروق ، ورَوَّقْته.

وقال اللیث : الرَّیْق : ترَدُّدُ الماء علی وجه الأرض من الضَّحضاح ونحوه إذا انصبَّ الماء.

ص: 219

وقال غیره : راقَ الماءُ یَریق رَیْقاً ، وأرقْتُه أنا إراقهً. وراقَ الشرابُ یَرِیق رَیْقاً : إذا تضحضح فوق الأرض.

قال رؤبه :

إِذا جَرَی من آلها الرَّقْراق

رَیْقٌ وضحضاحٌ علی القیاقی

قال : ورَیِّقُ کل شیء : أَفضَلُه ، تقول : رَیِّق الشباب ، ورَیِّق المطر : ناحیته وطرفه.

یقال : کان ریّقُه علینا وحِمِرُّه علی بنی فلان. وحِمِرُّه : معظمه. ویقال : ریّق المطر : أوّل شؤبوبه.

وقال شمر : روق السَّحاب : سیله.

وأنشد :

مثل السحاب إذا تحدَّرَ رَوقُه

ودنا أُمِرَّ وکان مما یُمنَع

أی : أُمِرَّ علیه فمرّ ولم یصبه منه شیء بعد ما رجاه.

وقال اللیث : الرِّیق : ماء الفَمِ.

ویؤنث فی الشعر فیقال ریقتها.

ویقال : شربتُ الماء رائقاً ، وهو أن یشربه شاربُه غدوه بلا ثقل ، ولا یقال إلا للماء.

أبو عبید عن أبی عبیده : ریق ، مثل : فیعل : الذی علی الرّیق.

وقال اللیث : الریق : ماء الفم غُدوهً قبل الأکل.

وقال أبو عثمان المازنی : لم یصح عندنا أنَّ علی بن أبی طالب رضی الله عنه تَکلم بشیء من الشعر إلّا هذین البیتین :

تلکمْ قریش تمنانی لتقتلنی

فلا وجَدِّک (1) ما بروا ولا

ظفروا

فإِن هلکتُ فرهنٌ ذِمتی لهم

بذاتِ رَوْقَین لا یعْفُو لها أَثَر

قال : ویقال : داهیه ذاتُ رَوْقین وذات وَدْقین : إذا کانت عظیمه.

وقال غیره : الترْیاق : اسم علی تفْعال ، تسمی بالرِّیق ، لما فیه من ریق الحیات ، ولا یقال : ترْیاق ، ویقال : درْیاق.

ویقال : ذهب رَیْقاً ، أی : باطلاً. وقال الشاعر :

حمارَیْکِ سُوقِی وازجری إنْ أطعتنِی

ولا تَذهبی فی رَیْق لُبٍّ مضلَّلِ

ویقال : اقصر عن رَیْقک ، أی : عن باطلک.

عمرو عن أبیه : جاءنا فلانٌ رائقاً عَثْریّاً : إذا جاء فارغاً.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : التروِیق : أن یَبیع الرجل سِلْعهً ویَشتری أجودَ منها. یقال : باع سِلْعته فرَوَّقُ أی اشتَری أجود منها.

ویقال : کان هذا الأمر وبنا رَیْقٌ ، أی : قوّه. وکذلک کان هذا الأمر وفینا رَمَق

ص: 220


1- کذا فی المطبوع : وفی «اللسان» (روق): «وربِّک».

وبُلَّه ، کلُّه الرّخاء والرِفْق.

ورق

قال اللیث : الوَرَق : وَرَق الشجر والشوک. ورقَّت الشجرهُ توریقاً ، وأورقتْ إیراقاً : إذا أخرجتْ ورقَهَا. وشجرهٌ وَرِیقَه : کثیره الوَرَق.

أبو عبید : شجره وارقه ، وهی الخضراء الورق الحسنَتُهُ.

قال : وأمَّا الوراق فخضره الأرض من الحشیش ، ولیسَ الوَرَق. وقال أوس بن زُهیر (1) :

کأنَّ جِیادَهُنْ بِرَعْنِ زُمٍ

جَرَادٌ قد أطَاعَ له الوَرَاقُ

وأنشد غیره :

قل لنُصَیْب یَحْتلِبْ نابَ جعفرٍ

إذا شَکِرَتْ عند الوَرَاق جِلامُها

الجِلام : الجِداء.

وقال اللیث : الوَرَق : الدَمُ الذی یَسقُط من الجِراح عَلَقاً قِطَعاً.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الوَرْقه : العَیْبُ فی الغُصْن ، فإذا زادت فهی الأُبنه ، فإذا زادت فهی السَّحْتنه.

أبو عبید عن الأصمعیّ : إذا کان فی القوس مَخرَجُ غُصْن فهو أُبْنه ، فإذا کان أخفی من ذلک فهو وَرْقه.

وقال ابن الأعرابیّ : الوَرقه : الخَسیسُ من الرجال ، والوَرَقه : الکریم من الرجال ، والوَرَقه : مقدار الدِّرهم مِن الدَمِ.

والوَرَق : المال الناطق کلُّه ، والوَرَق : الأحداث من الغِلْمان.

ابن السکیت : الورَق من القوم : أحداثهم.

وأنشد :

إذا وَرَقُ الفتیان صاروا کأنّهم

دراهمُ منها جائزاتٌ وزُیَّفُ

والورق : المال من الإبل والغنم. والورق من الدم : ما استدار. وقال أبو سعید : فتًی ورَق ، أی : ظریف ، وفتیانٌ وَرَق.

وأنشد البیت. قال عمرو بن الأهتم فی ناقته وکان قدمَ المدینه :

طال التِّواء علیها بالمدینه لا

ترعی وبِیع لها البیضاءُ والوَرقُ

أراد بالبیضاء الحَلِیَّ ، وبالورق : الخبَط.

وبیع ، أی : اشتری.

وقال اللیث : الوَرَق : أَدَمٌ رِقاق ، منها وَرَق المُصحَف ، الواحده وَرَقه. قال : والوَرِق : اسمٌ للدَّراهم وکذلک الرِّقَه ؛ یقال : أعطاه ألفَ درهمٍ رِقَهً لا یخالطها شیءٌ من المال غیرها. ورُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «وفی الرِّقَه رُبْع

ص: 221


1- البیت لأوس بن حجر کما فی «دیوانه» (18) ، و «اللسان». وقال : «ونسبه الأزهری لأوس بن زهیر».

العُشْر».

وأخبرنی المنذریّ عن أبی الهیثم أنّه قال : الوَرِق والرِّقَه : الدّراهم خالصهً. والورّاق : الرجل الکثیر الوَرِق.

قال : الورق : المالُ کلّه. وأنشد :

اغفِرْ خَطایایَ وثَمِّرْ وَرِقِی

أی : مالی.

قال شمر : قال أبو عبیده : الوَرِق : الفضّه کانت مضروبه دَراهم أوْ لا.

وأخبَرَنی أبو الحسین المُزَنی عن أبی العباس أحمد بن یحیی أنّه قال : تُجمَع الرِّقَه رِقِینَ ؛ ومنه قولهم : «وجْدانُ الرِّقِینَ ، یُغَطّی أفْنَ الأفین».

وقال أبو سعید : یقال : رأیتهُ وَرَقاً ، أی : حیّاً ، وکلّ حَیّ وَرَق ؛ لأنّهم یقولون : یموتُ کما یَموت الوَرَق ، أی : یَیْبَسُ کما یَیْبس الورَق. وقال الطائی :

وهزَّت رأسَها عَجَباً وقالت

أنا العَبْرَی أإیَّانا تُریدُ

ومَا یَدْرِی الوَدُودُ لعلّ قلبی

ولو خُبِّرتَهُ وَرَقاً جَلیدُ

أی : ولو خُبِّرْتَه حیّاً فإنّه جلید.

عمرو عن أبیه : الوَرِیقه : الشجره الحَسَنه الوَرَق.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال للنِّصِیّ والصِّلِّیان إذا نَبَتَا رِقهٌ ، خفیفهً ، ما داما رَطْبَیْن. والرِّقَه أیضاً : رِقه الکلأ إذا خرجَ له وَرَق.

قال : والأوْرَق مِن کلِّ شیء : ما کان لونُه لونَ الرماد. وأنشد :

ولا تَکُونی یا ابنهَ الأشَمِ

وَرْقاءَ دَمَّی ذِئبَها المدمِّی

قال : والذِّئابُ إذا رأت ذئباً قد عُقِر وظَهَر دَمُه أکبَّتْ علیه فقطَعْته وأُنثاه معها. فیقول هذا الرجل لامرأته : لا تکونی إذا رأیتِ الناسَ قد ظَلمونی ، معهم علیّ فتکونی کَذِئبه السَّوء.

قال : والأورَق من الناس : الأسمر. ومنه قول النبی صلی الله علیه وسلم فی ولد المُلاعَنه : «إِنْ جاءت به أمُّه أَوْرَق» ، أی : أسمر.

قال : والسُّمْره : الوَرْقه. والسَّمْره : الأُحْدُوثه باللَّیل.

وقال أبو عبید : الأوْرَق الذی لونهُ بین السَّواد والغُبْره ، ومنه قیل للرَّماد أَورَق وللحمامه وَرْقاءَ ، وإِنَّما وصَفَه بالأدْمه.

أبو عبید من أمثالهم : «إنّه لأشأمُ من ورقاء» ، وهی مشؤومه. یعنی الناقه ربَّما نفرتْ فذهبت فی الأرض.

ویقال للحمامه ورقاء للونها.

وقال الأصمعی : جاء فلانٌ بالرُّبیق علی أُرَیق : إذا جاء بالداهیه الکبیره.

قال الأزهری : أرَیق تصغر أورَق علی الترخیم ، کما صغّروا أسوَد سُوَید. وأُرَیق فی الأصل وُرَیق ، فقلبت الواو ألفاً

ص: 222

للضمَّه ، کما قال : (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)) [المرسلات : 11] والأصل وُقّتت. ویقال : رعَینا رِقَه الطَّریفه ، وهی الصِّلّیانُ والنَّصیّ مرّه. والرِّقَه : أول خروج نباتها رطباً.

رواه المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی.

وقال غیره : تَوَرَّقَت الناقه : إذا رَعَت الرِّقَه.

ویقال : رِقْ لی هذه الشجرهَ وَرْقاً ، أی : خُذ وَرَقَها ، وقد وَرَقْتُها أرِقُها وَرْقاً فهی مَوْروقه.

ویقال : أَورَقَ الحابِل یُورِق إیراقاً فهو مُورِق : إذا لم یَقَعْ فی حِبالته صَیْد ، وکذلک الغازی إذا لم یَغنَم ، فهو مُورِق ومُخْفِق.

أخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی أنه أنشده :

فلا تلحیَا الدُّنیا إلیَّ فإننی

أری ورق الدُّنیا یَسُلّ السخائما

ویا ربّ مُلتاثٍ یجرُّ نساءَه

نفَی عنه وِجدانُ الرِّقین العزائما

یقول : ینفی عنه کثرهُ المال عزائمَ الناس فیه أنه أحمق مجنون.

قال الأزهری : لا تلحیا : لا تذمَّا.

والملتاث : الأحمق.

وقال النضر : یقال : إیراقّ العِنَب یَوْراقُ ایرِیقاقاً : إذا لوَّن فهو مُورَاقٌ.

وقال اللحیانی : إنْ تَتْجُرْ فإِنّه مَوْرَقَهٌ لمالِک ، أی : مَکثَره. وزمانٌ أورَق ، أی : جَدْب. وقال جندلٌ :

إنْ کانَ عَمِّی لکریمَ المَصْدَقِ

عَفّا هَضوماً فی الزَّمانِ الأورَقِ

أبو عبید عن الأصمعی : إذا کان البعیر أسودَ یخالط سوادَهُ بیاضٌ کدُخان الرِّمْث ، فتلک الوُرْقه ؛ فإن اشتدَّت وُرْقته حتّی یذهب البیاض الذی فیه فهو أدهم.

وقال ابن الأعرابی : قال أبو نصرٍ النَّعامیّ : هَجِّرْ بحمراءَ ، وأَسْرِ بوَرْقاء ، وصَبّحِ القومَ علی صَهْباء ، قیل له : ولم ذلک؟ قال : لأنَّ الحمراء أصبَرُ علی الهَواجِر ، والوَرْقاء : أصبَرُ علی طول السُّرَی ، والصِّهْباء أشهر وأحسن حینَ ینظر إلیها.

شَمِر عن ابن سِمْعان وغیره : الرِّقه : الأرض التی یُصِبها المَطَر فی الصَّفَریّه أو فی القَیْظ ، فتنبت فتکون خضراء.

فیقال : هی رِقَهٌ خضراء.

والرِّقَه : رِقَهُ النَّصِیِّ والصِّلِّیان : إذا اخضرَّ فی الربیع.

وقال شمِر : الرِّقَه : العَیْن ؛ ویقال : هی من الفضَّه خاصَّه.

قلت : الرِّقَه أصلُها وِرْقه ، مثل : العِدَه والصِّلَه والزّنَه.

والوَرقاء : شجره معروفه تسمو قدر قامهِ رجل ، لها ورق مدوَّر واسع رقیق ناعم.

ص: 223

أرق

قال اللیث : الأَرَق : ذَهابُ النوم باللَّیل ؛ یقال : أَرِقْت آرَقُ أَرَقاً فأنا أرِقٌ ، وأرَّقَنی کذا وکذا فأنا مؤرَّق. وزَرْعٌ مأروق ، ونخلهٌ مأروقه. والْیَرَقان والأَرقان : آفهٌ تصیب الزّرعَ ، یقال : زَرْعٌ مَیْرُوق. وقد یُرِق أیضاً. والْیَرَقان والأَرَقان أیضاً : داءٌ یصیب النّاسَ شِبهُ الصُّفار یَصْفَرّ منه حَدَقُ الإنسان وبَشَرَتُه.

رقا

قال اللیث : یقال : رَقأ الدم فهو یَرْقأُ رُقوءاً. ورقأَ العِرْق : إذا سَکَنَ. ورَقأَ الدَمعُ رُقوءاً : إذا انقطع.

وقال ابن السکیت : الرَّقُوء : الدواء الذی یُرقأ به الدم. والعرب تقول : لا تَسُبُّوا الإبل فإنَّ فیها رَقُوءَ الدماء ، أی : تُعطی فی الدِّیات فتَحقِن الدماء.

ثعلب عن ابن الأعرابی یقال : ارْقَ علی ظَلْعِک ، فیقول : رَقِیتُ رُقِیّاً ، ویقال : ارْقَأ علی ظَلْعِک فیقول : رَقأْتُ رَقئاً. ومعناه : أصلِحْ أمرکَ أولاً ویقال : رَقِی علی ظلْعک بالهمز ، فیُجیبُه وَقَیْتُ أقی وُقِیّاً.

ویقال : رقَی الراقی رَقْیهً وَرَقْیاً : إذا عَوَّذ ونَفَثَ فی عُوذتِه ، وصاحبُها رقَّاءٌ.

والمَرْقیّ یَسترْقی ، وهم الراقُون.

وقال النابغه :

تناذَرَها الرَّاقونَ مِن سَوءِ سَمِّها

ویقال : رَقِیَ فلانٌ فی الجبل یَرقی رُقِیّاً : إذا صَعِد.

ویقال : ارتَقی یَرْتَقی.

والمَرْقاه : واحده مراقی الدرجه. ویقال : هذا جبلٌ لا مَرقَی فیه ولا مُرْتقَی.

ویقال : ما زال فلانٌ یترقَّی به الأمر حتی بلغ غایتَه.

وَالرَّقْوَه : فُوَیق الدِّعْص من الرمل.

ویقال : رَقُوٌ ، بلا هاء. وأکثر ما یکون الرُّقْوُ إلی جَنب الأودیه. وقال الشاعر :

لها أُمٌّ مُوَقَّفهٌ وَکُوبٌ

بحیثُ الرَّقْوُ مَرْتَعْها البَریرُ

یصف ظبیَه وخِشْفها. والمُوَقَّفه التی فی ذراعیها بیاض. والوکوب : التی واکبَتْ ولدَها ولازمتْه. وقال آخر :

مِن البیض مِبْهاج کأنَّ ضَجِیعَها

یَبیتُ إلی رَقْوٍ مِن الرَمْلِ مُصعَبِ

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الرَّقْوه : القُمزَه من التُّراب تجتمع علی شَفیر الوادی ، وجمعُها الرُّقَی.

وقال أبو عمرو : الرُقّی هی الشَّحمه البیضاء النقیَّه تکون فی مَرجع الکَتِف وعلیها أخری مِثلُها یقال لها المأَناتُ.

فلما یَرَها الآکل یأخذها مُسابَقهً. قال : ومَثَلٌ یضربُه النِّحریر لِلخَوْعَم حسِبْتَنی الرُقَّی علیها المأنات.

أبو عبید عن الکسائی فی باب لزوم الإنسان أمره : ارقأ علی ظلعک ، وارقَ علی ظلعک ، وقِ علی ظَلْعک بغیر همزه

ص: 224

من وقیت ، أی : الزمْه واربعْ علیه. وقال شمر : معناها کلّها ، أی : اسکت علی ما فیک من العیب. وذلک أن الظَّلْع العیب.

أخبرنی المنذریُّ عن أبی طالب فی قولهم : لا أرقَأَ الله دَمعتَه.

قال : معناه : لا رفَع الله دمْعَتَه. ومنه رَقأتُ الدرجه ، ومن هذا سُمِّیت المِرْقاه.

یقال : رقأتُ ورقیتُه ، وتَرْک الهمز أکثر.

قال : وقال الأصمعیُّ : مثلَ ذلک فی الدم إذا قَتل رجلٌ رجلاً فأخذ ولیُّ الدمِ الدِّیهَ رَقأَ دَمُ القاتل ، أی : ارتفَع ، ولو لم تُؤخذ الدِّیه لَهُرِیقَ دَمُه فانحدَر.

قال : وکذلک قال المفضَّل الضبیّ.

وأنشد :

وتَرقَأُ فی مَعاقِلها الدِّماءُ

باب القاف واللام

ق ل
اشاره

(وا یء) قول ، قیل ، قلا ، لقا ، لیق ، یلق ، ولق ، وقل ، [ألق].

قلا

قال الله جل وعز : (ما وَدَّعَکَ رَبُّکَ وَما قَلی (3)) [الضحی : 3].

قال الفراء : نزلتْ فی احتباس الوَحْی عن رسول الله صلی الله علیه وسلم خمسَ عشرهَ لیله ، فقال المشرکون : قد وَدّعَ محمداً ربُّه ، وقَلاه التابعُ الذی یکون معه ، فأنزَل الله جل وعز : (ما وَدَّعَکَ رَبُّکَ وَما قَلی (3)) یرید : وما قَلاک ، فأُلقِیت الکافُ کما تقول : قد أعطیتک وأحسنت معناه وأحسنت إلیک.

فتکتفی بالکاف الأولی ، من إعاده الأخری.

وقال الزجاج : معناه : لم یَقطع الوحیَ عنک وَلا أبغضک.

قلت : وکلام العرب الفصیحُ : قَلاه یقلِیه قِلًی ومَقلِیهً : إذا أبغضه ، ولغهٌ أخری ولیست بجیده : قَلاه یَقْلاهُ وهی قلیله.

ویقال : قَلَیْت اللَّحم علی المِقْلَی أقلیه قَلْیاً : إذا شوَیْتَه حتی تُنضِجَه ، وکذلک الحبُ یُقلَی علی المِقْلی.

الحرَّانی عن ابن السکیت یقال : قَلَوْت البُسر وَالبُرّ.

وبعضهم یقول : قَلَیْت ولا یکون فی البُغض إلّا قَلَیت.

أبو عبیدٍ عن الکسائی : قَلَیْتُ الحَبّ علی المِقْلَی أقْلِیه ، وقَلَوْتُه.

وقال غیره : قلیتُ اللحمَ علی المِقْلَی أقلیه قَلْیاً : إذا شوَیْتَه حتی تُنضِجَه ، وکذلک الحَبُ یُقْلَی علی المِقْلی.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : القَلَی والقِلَی والقَلاءُ : المَقْلیه.

ویقال : قَلا العَیْرُ عانته یَقلوها ، وکسأَها ، وشَحَنها ، وشَذَّرَها : إذا طردَها.

وقال اللیث : القَلِیّه : مَرَقهٌ مِن لحُوم الجُزُر وأکبادها ، وَالقَلّاء : الذی یَقلِی البُرّ للبَیع.

وَالقَلَّاءه محدوده : الموضع الذی یُتخذ فیه

ص: 225

مقالی البَرّ.

ویقال للرجل إذا أملقَه أمرٌ مُهِمٌّ فباتَ لیلتَه ساهراً : باتَ یَتَقَلَّی ، أی : یتقلّب علی فِراشه کأَنه علی المِقْلی.

وقال ابن الأعرابی : القُلَّی : القصیره من الجواری.

قلتُ : هذا فُعْلَی مِن الأقل والقلَّه.

أبو عبید عن أبی عمرو : المِقْلاء وَالقُله : عُودان یلعب بهما الصِّبیان ، فالمِقلاء العود الذی یُضْرَب به القُلَه ، والقله الصغیره التی تُنْصَب.

قلت : القَالی : الذی یَلعب فیضرب القُلَه بالمقلاء ، ومنه قوله :

کأَنَّ نَزْوَ فِراخ الهامِ بینهم

نزْوُ القُلَاتِ زَهاها قَالَ قالِینَا

قال الأصمعی : وَالقال هو المِقلاء ، والقالُون : الذین یلعَبون بها ، یقال : قَلَوْت أَقلو.

ابن السکیت : قَلَا العَیْرُ أُتُنَه یَقْلُوها قَلْواً : إذا طردَها.

وقال ذو الرمه :

یَقْلو نحائصَ أشباهاً محملجهً

قال : والقِلْو : الحِمار الخفیف. قاله أبو عُبیدٍ.

وقال اللیث : تجمع القُله قُلِینَ.

وأنشد الفراء :

مِثْل المَقالی ضُرِبتْ قُلِینُها

قلت : جعل النون کأَنّها أصلیَّه فرفَعها ، وذلک علی التوهّم ، ووجه الکلام فتحُ النون لأنها نونُ الجمع.

وقال اللیث : یقال الدابّهُ تقلو بصاحبها قَلْواً وهو تَقَدِّیها به فی السیْر فی سرعه ، یقال : جاء یقْلُو به حمارُه.

قال : والقِلو : الجَحْش الفتیّ الذی قد أرکَبَ وحَمَل.

وفی حدیث ابن عمر : أنه کان لا یُرَی إلَّا مُقْلوْلِیاً.

قال أبو عبیدٍ : المَقْلوْلِی : المتجافی المستوفِز.

قال : وأنشدنی الأحمر :

قد عَجبت مِنّی ومِن یُعَیْلِیَا

لمّا رأتنی خَلَقاً مُقْلوْلیَا

قال أبو عبید : وبعض المحدثین کان یفسر مُقُلَولیاً کأَنه علی مِقْلًی.

قال أبو عبید : ولیس هذا بشیء ، إنما هو من التجافی فی السُّجود. وأنشد :

تقول إذا اقلَوْلی علیها وأَقْرَدَتْ

ألا هلْ أخو عیشٍ لذیذٍ بدائم

ثعلب عن ابن الأعرابی فی تفسیر هذا البیت کان یزنِی بها فانقضت شهوتُه قبل انقضاء شهوتها.

قال : وأقردت ، أی : ذلّت.

وقال اللیث : یقال لهذا الذی یُغسل به الثیاب قِلْیٌ ، وهو رَمادُ الغَضَی والرِّمث

ص: 226

یُحرَقُ رَطباً ویُرَشُّ بالماء فیَنعقد قِلْیاً.

وقال أبو عمرٍو فی قول الطّرماح :

حوائم یتَّخذنَ الغِبَّ رِفْهاً

إذا اقلَوْلَیْن للقَرَب البَطِین

أی : ذهبن.

وقال ابن الأعرابی : القُلَی : رؤوس الجبال. والقُلی : رؤوس هامات الرجال.

والقُلی : جمعُ القُلَه التی یُلعب بها.

وقطاهٌ قلَوْلاه : تَقْلولی فی السماء.

قال حمید بن ثور :

وقَعْنَ بجوف الماء ثمَّ تصوَّبت

بهنّ قَلولاهُ الغدوِّ ضَروبُ

لقا

ثعلب عن ابن الأعرابی : اللُّقَی : الطُّیور. واللُّقی : الأوجاع. واللقَی : السَّرِیعات اللَّقْح من جمیع الحیوان.

وقال اللیث : اللَّقْوه من النساء : السّریعه اللّقْح. واللَّقوه : داءٌ یأخذ فی الوجه یعوجّ منه الشَّدِق.

یقال : لقی الرجلُ فهو مَلقُوٌّ. واللَّقوه واللِّقوه : العُقاب.

أبو عبید عن أبی زیدٍ ، والأمویِّ ، والکسائی : اللَّقوه : الداء الذی یکون بالوجه.

وقال الأمویُّ وحده : اللَّقْوه واللِّقوه : العُقاب ، وجمعُها لِقاءٌ.

وقال أبو عبید فی باب سرعه اتفاق الأخوَین فی التَّحابّ والموده.

قال أبو زید : مِن أمثالهم فی هذا : کانت لِقْوهً صادفتْ قبیساً.

قال : وقال أبو عبیده : اللَّقْوه هی السَّریعه اللَّقْح والحَمْل ، والقَبیسُ هو الفَحل السریع الإلقاح ، أی : لا إبطاء عندهما فی النَّتاج. یُضرب للرجلین یکونان متَّفِقَین علی رأیٍ ومذهب ، فیلتقیان فلا یلبثان أن یتصاحبا ویتصافَیا علی ذلک.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : یقال فی المرأه والناقه لِقْوه ولَقْوه.

أبو عبید عن الفراء قال : اللَّقْوه من النساء بفتح اللام ، هی السریعه اللَّقْح.

وأنشد :

حَملْتِ ثلاثهً فوَلدْتِ تِمَّا

فأمٌ لَقْوهٌ وأبٌ قَبیسُ

وقال أبو عبیدٍ : سُمّیت العُقاب لِقْوهً لسَعه أشداقها.

قلت : واللَّقْوه فی المرأه والناقه بفتح اللام أفصح من اللِّقوه. وکان شمر وأبو الهیثم یقولان لَقْوه فیهما.

وقال اللیث : یقال : لقِیَ فلانٌ فلاناً لِقاءً ولُقِیّاً ولَقْیه واحده ، وهی أقبحها علی جوازها. وکلُّ شیءٍ استقبلَ شیئاً أو صادفَه فقد لقیه ، من الأشیاء کلّها.

واللَّقِیّان : کلُّ شیئین یَلقَی أحدُهما

ص: 227

صاحبه ، فهما لَقِیّان.

ورُوِی عن عائشه أنها قالت : «إذا التَقی الخِتانان فقد وجَب الغُسْل». وقال الشافعیّ : التقاؤهما من المرأه والرجل : تَحاذِیهما مع غُیوب الْحَشَفَهِ فی فَرْجها ، لا أن یُماسَّ خِتانُه ختانَها ، وذلک أنَّ الْحَشفهَ إذا غابت فی الفَرْج منها صار خِتانُه بحذاء خِتان المرأه ، وخِتان المرأه عالٍ علی مَدخَل الحَشَفه ، وخِتان الرجل أسفلَ من ذلک ، وهو موضع قَطْع الفُرْله من الذکر. فهذا معنی التقاء الختانین.

الحرّانی عن ابن السکیت ، یقال : لقیتُه لقاء ولُقْیاناً ولُقِیّاً ولَقًی ولِقْیانهً واحده ، ولَقْیه واحده ، ولقاءهً واحده ؛ ولا تقل لَقَاهً فإنها مولّدهٌ لیست بفصیحه عربیَّه.

وقال اللیث : رجل شَقِیٌ لَقِیٌ : لا یزال یلقی شَرّاً.

ونَهی النبی صلی الله علیه وسلم عَنْ تلقّی الرُّکبان وجاء تفسیره فی حدیثٍ حدّثنا به محمد بن إسحاق عن أبی حاتم الرازی ، عن الأنصاری ، عن هشام بن حسّان ، عن محمد بن سیرین ، عن أبی هریره قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «لا تتلقَّوُا الرُّکبانَ والأجلاب ، فمن تَلقَّاه فاشتری منه شیئاً فصاحِبُه بالخِیار إذا أَتی السُّوق».

وأخبرنا عبد الملک عن الربیع عن الشافعیّ أنه قال : وبهذا آخُذ إنْ کان ثابتاً.

وقال : وفی هذا دلیلٌ علی أنَّ البَیع جائز غیرَ أنَّ لصاحبها الخیارَ بعد قُدوم السُّوق ، لأنَّ شراءها مِن البَدَوِیّ قَبْل أنْ یصیر إلی موضع المتساومَیْن من الغُرور بوجه النَّقْص من الثَمن ؛ فله الخِیارُ.

قلتُ : والتَلَقِّی هو الاستقبال.

ومنه قول الله جلَّ وعزَّ : (وَما یُلَقَّاها إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَما یُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ (35)) [فصلت : 35].

قال الفراء : یرید ما یُلَقّی دَفعَ السیِّئه بالحسنه إلَّا مَن هو صابرٌ أو ذو حَظٍّ عظیم ، فأنَّثها لتأنیث إراده الکلمه.

وأما قوله عزوجل : (فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ) [البقره : 37] فمعناه : أنَّه أخذها عنه. ومِثله لَقِنها وتلقّنها.

أبو عبید عن أبی زید : أَلْقیتُ علیه أُلْقِیَّهً.

قلت : معناه : کلمه مُعایاهٍ یُلْقیها علیه لیستخرجها.

وقال اللیث : الألقِیه واحده من قولک : لَقِیَ فلانٌ الألاقِیَ مِن شرٍّ وعسر.

وقال اللِّحیانی : یقال : هم یتلاقون بأُلْقِیَّهٍ لهم.

وقال اللیث : الاستلقاء علی القفا ، وکلُّ شیء کان فیه کالانبطاح ففیه استلقاء.

ص: 228

وقوله تعالی : (فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ) ، أی : تعلّمها ودعا بها.

وقوله تعالی : (وَما یُلَقَّاها إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا) ، أی : ما یُعلّمها ویُوفَّق لها إلَّا الصّابرون.

وتقول : لاقیتُ بین فلانٍ وفلانٍ ، ولاقیتُ بین طَرَفَیْ قضیبٍ : حَنَیتُه حتی تَلاقَیا والتَقَیَا.

قال : والمَلْقی : أشرافُ نَواحی أعلی الْجَبَل ، لا یزال یمثل علیها الوَعِل یستعصِم به من الصیّاد.

وأنشد :

إذا سامت علی المَلْقاهِ ساما

قلتُ : والرواه رووا :

إذا سامت علی المَلَقات ساما

قال النضر : الوعل : الضأن الجبلیُّ الکبش ، والأرویّهَ : النعجه والمصامَ.

قال الهذلیّ :

إذا صامت علی المَلْقَاه صاما

جعله من لقی یلقی. والملقات ، واحدتها مَلقه ، وهی الصَّفاء المَلْساء ، والمیم أصلیه.

کذلک أخبرنی المنذری عن الحرانی عن ابن السکیت أنّه أنشده البیت. والذی رواه اللیثُ إن صحَّ فهو مُلْتقی ما بین الجبلین.

وقال : الملْقَاه ، وجمعُها المَلاقی : شُعَبُ رأس الرَّحِم ، وشُعَبٌ دون ذلک أیضاً.

ورَوَی أبو عبید عن الأصمعی ، أنه قال : المتلاحمه من النساء : الضیِّقه المَلاقی ، وهی مآزِمُ الفَرْج ومَضایِقُه.

وقال اللیث : ورجلٌ ملقًّی : لا یزال یلقاه مکروه. وفلان یتلقَّی فلاناً ، أی : یستقبله.

فالرجل یُلقَّی الکلام ، أی : یُلقّنه.

قال الأصمعیّ : تلقَّت الرّحمُ ماءَ الفحل : إذا قبلْته وأرتجت علیه.

وقال أبو الهیثم : اللَّقَی : ثَوب المُحرِم یُلقیه إذا طاف بالبیت فی الجاهلیه ؛ وجمعُه ألقاه. وقال :

ومنهل أقْفَرَ من ألقائه

وردتُه واللَّیلُ فی غشائه.

أی : مقفر من ألقاء الناس ، وهو ما یُلقونه ممَّا لا خیرَ فیه.

وقیل : من ألقائه ، أی : من الناس.

یقال : ما بها لقًی ، أی : ما بها أَحد.

وفلانٌ شقیٌ لقیٌ.

قال : واللَّقَی : کلُّ شیءٍ متروک مطروح کاللُّقَطَه.

وقال فی قول جریر :

لَقًی حَملْته أُمُّه وهی ضَیفَهٌ

فجاءت بیَتْنٍ للنِّزاله أَرشَما

جعَلَ البعیثَ لَقًی لا یُدرَی لمن هو وابن مَن هو.

قلت : أراد أَنّه وُجِد منبوذاً لا یُدرَی ابنُ مَن هو؟.

ص: 229

قول - قیل

قال اللیث : القَولُ : الکلام ، تقول : قال (1) یقول قَوْلاً ، والفاعل قائل ، والمفعول مَقُول.

ویقال : إنَّ لی مِقْولاً ما یَسُرّنی به مِقْوَلٌ ؛ وهو لسانه. والمِقْوَل بلغه أَهل الیمن : القَیْل ، وجمعُه المقَاوِله ، وهم الأقوال والأقیال ، والواحد قَیْل.

قال الفرّاء : العرب تقول : إنّه لابن قَول وَابن أَقوالٍ : إذا کان ذا کلامٍ وَلسانٍ جیّد.

الحرّانی عن ابن السکّیت : القَیْل : المَلِک مِن مُلوکِ حِمیَر ، وجمعُه أَقیال وأَقوال ؛ فمن قال : أَقیال بَناه علی لفظ قَیْل ، وَمَن قال أَقوال بَناه علی الأصل ، وأَصله من ذوات الواو. وکان أصلُ قَیْل قَیِّلا فخُفّف ، مثل سَیِّد مِن سادَ یَسُود.

قال : والقَیْل أیضاً : شُربُ نِصف النهار.

وقال اللیث : القَیْل : رَضْعَهُ نِصفِ النهار.

وأنشد :

یُسْقَیْن رَفْهاً بالنَّهار واللیل

مِن الصَّبوح والغَبُوق والقَیْل

جعل القَیْل هاهنا شَربهَ نصف النهار.

وقالت أمُّ تأبط شرّاً : ما سقَیْتُه غَیْلاً ، ولا حَرَمْتُه قَیْلاً.

شمر عن ابن شمیل ، یقال للرجل : إنَّه لمِقْوَل : إذا کان بیِّناً ظریف اللسان.

والتِّقْوَله : الکثیر الکلام ، البلیغ فی حاجته وَأمره.

ورَوَی عن النبی صلی الله علیه وسلم أَنه کتب لوائل بن جُحْر الحَضْرمیّ ولقومه : مِن محمدٍ رسول الله إلی الأقیال العباهله من أَهل حضرموت.

قال أَبو عبیدٍ : قال أَبو عبیده : الأقیال : ملوک بالیمن دون المَلِک الأعظم ، واحدهم قَیْل یکون ملکاً علی قومِه ومِخْلافه ومَحجَره.

وقال غیره : سمِّی المَلِک قَیْلاً لأنه إذا قال قَولاً نَفَذ قولُه.

وقال الأعشی فجَمَعه أَقوالاً :

ثم دانتْ بَعدُ الرِّبابُ وکانت

کعذابٍ عقوبهُ الأقوالِ

قال أبو الهیثم فی قوله : (زَعَمَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنْ لَنْ یُبْعَثُوا) [التغابن : 7] : اعلم أن العرب تقول : قال : إنّه زعم أنه ، فکسروا الألفَ فی قال علی الابتداء ، وفتحوها فی زعم لأنّ زعم فعلٌ واقعٌ بها متعدٍّ إلیها.

تقول : زعمتُ عبد الله قائماً.

ولا تقول : قلت : زیداً خارجاً ، إلا أن تُدخلَ حرفاً من حروف الاستفهام فی أوّله.

ص: 230


1- قبلها فی المطبوع : «قال».

فتقول : هل تقوله خارجاً؟.

ومتی تقوله فعل کذا؟ وکیف تقولهُ صنع؟.

وعلام تقوله فاعلاً ، فیصیر عند دخول حرف الاستفهام علیه بمنزله الظن.

وکذلک تقول : متی تقولنی خارجاً؟.

وکیف تقولنی صانعاً؟ وأنشد :

فمتی تقول الدار تجمعنا

وقال الکمیت :

علامَ تقوم همدانَ احتذتنا

وکندهَ بالقوارِص مُجلِبینا

اللیث ، رجل تِقْوالهٌ : منطیق. ورجل قوّالٌ قَوَّالهٌ وامرأه قَوّاله : کثیره القول.

ویقال : تقول فلانٌ علی باطلاً ، أی : قال علی ما لم أکن قلتُ.

ومنه قول الله جل وعزّ : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا بَعْضَ الْأَقاوِیلِ (44)) [الحاقه : 44].

أبو عبیده عن الکسائی یقال : أقوَلْتَنی ما لم أَقُلْ ، وقوَّلتنی مثله وأکلتَنی وأکَّلتنی ما لم آکل ، أی : ادَّعیته علیَّ.

وقال شمر : تقول أیضاً : قوَّلنی فلانٌ حتی قلت ، أی : علمنی وأمرنی أن أقول.

ومنه قول سعید بن المسیب حین قیل له : ما تقول فی عثمان وعلی؟ فقال : أقول فیهم ما قولنی الله. ثم قرأ : (وَالَّذِینَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ) [الحشر : 10].

وقال اللیث : یقال : اقتالَ قولاً ، أی : اجترَّ إلی نفسه قولاً من خیر أو شر.

قال أبو عبید : سمعتُ الهیثم بن عَدِیّ یقول : سمعتُ عبد العزیز بن عمر بن عبد العزیز یقول فی رُقیَه النمل : «العَروس تحتفل ، وتَقْتال وتَکتحل ، وکلَّ شیء تفتعل ، غیر أن لا تَعصی الرجل».

قال : تقتال : تحتکم علی زوجها.

قال الأزهری : واقتالَ الرجلُ : إذا احتکم ، فهو مُقْتال.

وقال اللیث : یقال : انتشرتْ لفلانٍ فی الناس قالهٌ حسنه أو قالهٌ سیّئه.

قال : والقاله تکون بمعنی قائله ، والقال بمعنی قائل.

وقال بعض الشعراء فی قصیده : أنا قالُها أی : أنا قائلها.

قال : والقاله : القولُ الفاشی فی الناس.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنّه : «نَهَی عن قیلٍ وقال ، وعن إضاعه المال».

قال أبو عبید فی قوله : نَهَی عن قیلٍ وقال ، نحوٌ وعربیهً ، وذلک أنّه جعل القال مَصدَراً ؛ ألا تَراه یقول : عن قیلٍ وقالٍ.

کأنه قال : عن قیل وقَوْل.

یقال : قلتُ قوْلاً وقیلاً وقالاً.

قال : وسمعتُ الکسائی یقول فی قراءه عبد الله : (ذلک عیسی بن مریم قال الحق)

ص: 231

[مریم : 34] فهذا مِن هذا ، کأنه قال : قولُ الحق.

وقال الفراء : القال بمعنی القَول ، مِثل العَیْب والعاب.

قال : وقولُه : (الْحَقِّ) ، فی هذا الموضع أریدَ به اللهُ ، کأنه قال : قولُ الله.

وأخبرنی المنذریُّ عن المفضل بن سلمه عن أبیه عن الفراء : أنه قال فی قول النبی صلی الله علیه وسلم ونَهیه عن قیلَ وقالَ وکثره السؤال قال : فکانتا کالاسمین ، وهما منصوبتان ، ولو خُفِضتا علی أنهما أُخرجتا من نیه الفعل إلی نیه الأسماء کان صواباً ، کقولهم : أعییتنی من شُبْ إلی دُبَّ ، ومن شُبٍّ إلی دُبٍّ.

وقال اللیث : تقول العرب : کثر فیه القِیلُ والقال.

ویقال : إن اشتقاقهما من کثره ما یقولون قال وقیل له.

ویقال : بل هما اسمان مشتقان من القَوْل.

ویقال : قیلٌ علی بناء فِعْلٍ ، وقُیلَ علی بناء فُعِلَ ، کلاهما من الواو ، ولکن الکسره غَلَبَتْ فقلبت الواو یاء.

وکذلک قوله تعالی : (وَسِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ) [الزمر : 73].

وقال غیره : العرب تقولُ للرجل إذا کان ذا لسانٍ طُلُق : إنه لابن قولٍ وابن أقوال.

وقال الفراء : بنو أسد یقولون قَول وقیل بمعنی واحد. وأنشد :

وابتذَلتْ غَضْبَی وأمُّ الرَّحَّالْ

وقُولَ لا أهلٌ له ولا مالْ

بمعنی وقیل.

شمر عن أبی زید یقال : ما أحسنَ قِعلک وقَوْلک ، ومقالک ومقالَتک ، وقالک : خمسه أوجه.

قلت : وسمعتُ بعض العرب یقول للناقه التی یُشرب لبنها نصفَ النهار قَیْله ، وهنَّ قَیْلاتی ، للِّقاح التی یحْتلبونها وقتَ القائله.

وأنشدنی أعرابی :

ما لیَ لا أَسقی حُبَیِّباتی

وهُنّ یومَ الوِرْد أمهاتی

صبائحی غِبائقی قَیْلاتی

أراد بحبیِّباته إبله التی یسقیها یومَ وِردِها ویشرب ألبانها ، جعلهنَّ کأمَّهاته اللاتی أرضعنه.

وقال اللیث : القَیلوله : نَومَهُ نصف النهار ، وهی القائله : وقد قال یقیل مقیلاً.

والمقیل أیضاً : الموضع.

قال : وقالت قریشٌ للنبی صلی الله علیه وسلم قبل أن فَتَح الله علیه الفُتوح : إنا لأکرم مُقَاماً وأحسنُ مَقیلاً. فأنزل الله : (أَصْحابُ الْجَنَّهِ یَوْمَئِذٍ خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِیلاً (24)) [الفرقان : 24].

وقال الفراء : قال بعض المحدثین : یروی

ص: 232

أنه یُفْرَغ من حساب الناس فی نصف ذلک الیوم فیَقِیل أهل الجنه فی الجنّه ، وأهل النار فی النار.

فذلک قوله تعالی : (خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِیلاً).

وقال الفراء : وأهل الکلام إذا اجتمع لهم أحمقُ وعاقل لم یستجیزوا أن یقولوا : هذا أحمق الرجلین ولا أعقل الرجلین.

ویقولون : لا یقول هذا أعقلُ الرّجلین إلَّا العاقلین یُفضَّل أحدهما علی صاحبه.

قال الفراء : وقد قال الله جل وعز : (خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا) فجعل أهل الجنه خیراً مستقرّاً من أهل ولیس فی مستقر أهل النار شیءٌ من الخیر فاعرِف ذلک مِن خَطائِهم.

وذکر المنذری عن المفضَّل بن سلمه أنه قال إنما جاز ذلک لأنه موضع ، فیقال : هذا الموضع خیرٌ من ذلک الموضع ، وإذا کانت نَعْتاً لم یستقم أن یکون نعتٌ واحدٌ لاثنین مختلفین.

قلت : ونحو ذلک قال الزجاج ، وقال : یفرَّق بین المنازل والنُعوت.

قلت : والقَیلوله عند العربِ. والمَقیلُ : الاستراحه نصفِ النهار إذا اشتدَّ الحرّ ، وإن لم یکن مع ذلک نوم ، والدلیل علی ذلک أنَّ الجنه لا نوم فیها.

ورُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «قِیلُوا فإنَّ الشَّیاطینَ لا تَقِیل». وقال أبو زید : تقول : قِلْتُه البیْع قَیْلاً ، وأقَلْته البیعَ إقالهً ، وهذا أحسنُ. وقد تقایلا بَعْد ما تَبایعا ، أی : تَتارَکا.

أبو عبید عن أصحابه ، یقال : قِلْتُه البیعَ وأقلتُه.

وقال أبو زید : یقال : تَقَیَّلَ فلانٌ أَباه وتقیَّضه ، تقیُّلاً وتَقیُّضاً : إذا نَزع إلیه فی الشَّبَه.

ویقال : أَقال فلانٌ إِبِلَه یُقِیلها إقاله : إذا سقاها الماءَ نصف النهار.

ویقال : قال الله فلاناً عَثَرتَه : إذا صَفح عنه ، وتَرک عقوبته.

وفی الحدیث : «أَقِیلوا ذوِی الهیئات عَثَراتهم». ثعلبٌ عن ابن الأعرابیّ یقال : أدْخِلْ بَعیرَک السُّوقَ واقتَلْ به غیرَه ، أَی : استَبدِل به.

وأنشد :

واقتلْتُ بالجِدَّهِ لَوْناً أَطْحَلا

أی : استَبْدَلْتُ.

قال الأزهری : والمُقایلهُ والمقایَضَهُ : المبادَله ، یقال : قایَضَهُ وقایَله : إذا بادَله.

وقال ابنُ الأعرابی : العرب تقول : قالوا بزید ، أی : قتلوه. وقُلنا به ، أی : قتلناه.

وأنشد :

نحنُ ضَرَبناه علی نِطابه

قُلنا به قُلْنا به قُلْنا بِهْ

ص: 233

أی : قتلْناه. والنِّطَاب : حَبْلَ العاتق ، والقَیله : الأُدره.

وفی الحدیث : «سبحان مَن تَعَطَّفَ بالعِزِّ وقال به» تعطَّف بالْعزّ ، أی : اشتمل بالعزّ وغَلب به کلَّ عزیز. وأصله من القَیْل المَلِک الذی یَنفُذ قولُه فیما یرید. والله أعلم.

والقِیلَه : الأُدْره.

ویقال للذی به أُدره : القِیلیط والآدَر.

لیق

أخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی ، یقال : فلانٌ یَلِیقُ بیده مالاً ولا یلیق مالاً ولا یَلیق بِبَلد ولا یلیقُ به بلد.

قال : والالتیاق : لزوم الشیء للشیء.

وقال اللیث : یقال : أَلقتُ الدَّواهَ إلاقهَ ، ولِقْتُها لَیْقاً ، والأَولی أعرَب.

ویقال : هذا الأمر لا یَلیقُ بک ، أی : لا یَزکو بک ، فإذا کان معناه لا یَعْلَق قیل : لا یَلْبَقُ بک.

قال ابنُ الأعرابی : یقال : أَلْقَتُ الدّواه فهی مُلاقه. روَاه ثعلبٌ عنه.

قال ثعلب : وحکی بعضُ أصحابنا عن أبی زید : لِقْتُ الدوَاهَ فهی مَلیقه ، ولُقْتها فهی مَلوقه.

رواه المنذریّ عن أحمد بن یحیی عنه.

قال أبو العیال یصف السَّیف :

خِضَمّ لم یُلِقْ شیئاً

کأنَّ حُسامَه اللهَبُ

لم یُلِق شیئاً إلّا قطعَه حسامه. یقال : ما ألاقَنی ، أی : ما حبسنی ، أی : لا یحبس شیئاً.

قال : واللِّیق شیءٌ یُجعل فی دواء الکحْل القِطعه منها لِیقه.

قال : واللِّیقه : لیقه الدَّوَاه ، وهی ما اجتَمَع فی وَقْبَتها مِن سوادها بمائها.

أبو عبیدٍ عن أَبی عبیده : لِقْتُ الدَّوَاهَ وأَلَقْتُها حتی لاقَتْ ، فهی لائق.

ویقال : ما ألقت بعدک بأَرْضٍ ، أی : ما ثبتّ وفلانٌ ما یُلیق شیئاً من سخائه ، أی : ما یُمسک.

وقال الأصمعی : یقال : ما لاقتنی البصره ، أی : ما ثبتُّ بها.

قال : وقال الأمویّ : یقال للمرأه ، إذا لم تَحْظَ عند زوجها. ما لاقتْ عند زوجها ولا عاقَت ، أی : لم تَلصق بقلبه.

ومنه لاقَتْ الدواهُ ، أی : لَصِقَتْ ، وألَقْتُها أنا أُلیقها.

قلت : والعرب تقول : هذا الأمر لا یَلیق بک. فمن قال لا یَلیقُ بک فمعناه لا یَحسُن بک حتی یلصَق بک.

ومَن قال : لا یَلْبَق بک فمعناه أنّه لیس بوَفْقٍ لک ، ومنه تلبیق الثَّرِید بالسَّمن : إذا رُوِّغ بالسَّمن.

ص: 234

وفی حدیث عُبَاده بن الصامت أنه قَال : لا آکل إلّا ما لُوِّق لی.

قال أبو عبیدٍ : هو مأْخوذٌ من اللُّوقه وهی الزُّبده فی قول الفرّاء والکسائیّ.

وقال ابن الکلبیّ : هو الزُّبْد بالرُّطب. وفیه لُغتان : لُوقه وألُوقه.

وأنشد لرجُلٍ من عُذْره :

وإنِّی لمَن سالَمتُمُ لألُوقهٌ

وإنی لِمَنْ عادیْتُمْ سَمُّ أَسْوَدِ

وقال آخر :

حدیثُکَ أشهی عندنا من أَلُوقهٍ

تعَجَّلَها ظَمْآنُ شَهْوَانُ للطُّعْمِ

قال : والذی أراد عُباده بقوله : «لُوِّقَ لی» ، أی : لُیِّنَ لی من الطّعام حتی یَکونَ کالزُّبد فی لینه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : اللَّوقه : الرُّطَب بالسَّمْن.

وقال اللیث : الألْوَقُ : الأحمق فی الکلام بیِّنِ اللَّوَق.

أبو زید : هو صَیْقٌ لَیْق ، وصیِّق لَیِّق.

وقد التاقَ فلانٌ بفلان : إذا صافاه کأَنه لَزِق به.

واللِّیقَهُ : الطِّینه اللَّزِجه یُرْمَی بها الحائطُ فتلزق به.

وقال ابن الأعرابی : اللَّوْق : کلُّ شیءٍ لیِّن من طعامٍ أو غیرِه. واللُّوق : جمعُ لُوقه ، وهی الزُّبدهُ بالرُّطب.

ولق

قال الفرّاء : روی عن عائشه أنها قرأَتْ قولَ الله عزوجل : (إذ تَلِقُونه بأَلْسنَتِکم) [النور : 15].

قال الفرّاء : وهو الوَلْق فی السَّیْر ، والوَلْق فی الکذب بمنزلهٍ ، إذا استمرَّ فی السیر والکذب.

وأنشد الفراء :

إنَّ الجَلِیدَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ

جاءَتْ به عَنْسٌ من الشَّام تَلِقْ

قال : ویقال فی الولْق من الکذب هو الألْق والإلْق. وفعَلْتُ منه أَلَقْت فأنتم تألِقُونه.

وأنشدنی بعضهم :

مَن لیَ بالمُزَرَّرِ التِلامِق

صاحبِ إدْهانٍ وإِلْقِ آلِقِ

أبو عبید عن أبی عمرو : أَخَفُّ الطَّعْنِ الولْق.

وأخبرنی المنذریُّ ، عن ثعلب عن ابن الأعرابی قالوا : الولْق : إسْرَاعُک بالشیء فی أثر الشیء ، مثلَ : عَدْوٍ فی أَثَرِ عَدْوٍ ، وکلامٍ فی أثَرِ کلامٍ.

ومنه قول الشاعر :

أحینَ بلغْتُ الأربعینَ وأحْصِیَتْ

عَلَیَّ إذا لم یَعْفُ ربِّی ذُنُوبُها

ص: 235

یُصَبِّبنا حتی تَرِفَّ قلوبُنا

أُوالق مِخْلافُ العِداتِ کذوبُها

قال : أوَالِق مِن أَلْق الکلام ، وهو مُتابعتُه.

وقال اللیث فی قوله : (إذْ تَلِقُونه) ، أی : تُدَبِّرونه. وفلانٌ یَلقُ الکلامَ ، أی : یُدَبِّرُه.

قلت : لا أدْرِی تدبِّرونه أَو تُدِیرُونه.

قال : والوَلیقهُ تُتَّخَذ من دَقیقٍ وسَمْن ولبَن.

وقال ابن دُرَید فی الوَلیقه مِثله. وأراه أَخذَه من «کتَاب اللیث» ، ولا أَعْرِفُ الولیقهَ لغیرهما.

ألق

قال أبو عبید عن الأحمر ، قال : رجلٌ مَألوقٌ ومُؤَوْلَق ، عَلَی مِثال مُعَوْلَق ، من الأوْلق.

وأنشد أبو عُبَیده فیما روی الریاشی عنه :

کأنما بی منْ أَرانی أوْلَقُ

قال : والأولق : الجنون.

وأنشد ابنُ الأعرابی :

شمَرْدَلٍ غیر هُراءٍ مِئلقِ

قال : المئلق من المألوق ، وهو الأحمق أو المعتوه.

أبو زید : ألق الرجُلُ یُؤلق أَلْقاً ، فهو مألوق : إذا أخذَه الأولَق.

وقال اللیث : الإلقه یوصف بها السّعلاه والذئبهُ والمرأهُ الجریئه ، لخبثهنّ.

وفی الحدیث : «اللهمَّ إنَّا نعوذ بک من الألسن الألْق»

. قال أبو عبید : لا أحسبه أَراد بالألق إلّا الأوْلق ، وهو الجنون.

وَأنشد :

ألمَّ بها مِن طائف الجنّ أوْلقُ

قال : ویجوز أن یکون أراد بالأُلْق الوَلْق ، وهو الکذب.

وقال غیره : بَرْقٌ إلاقٌ : لا مطرَ فیه ، کأنّه کذوب.

قال الجعدیّ : فَجَعل الکَذُوبَ إلَاقاً :

ولستُ بذی مَلَقٍ کاذبٍ

إلاقٍ کبَرْقٍ من الخُلَّب

ویقال : ائتلقَ البرقُ یأتلقُ إتلاقاً : إذا أضاء.

وقال أبو تراب : قال أبو عبیده : به أُلَاق وأُلاس ، من الأوْلَق والأَلْس ، وهو الجنون.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : یقال للذئب سِلْق وإلْق. قال : والألقُ : الکَذِب.

وقل

قال أبو عبید عن أبی عمرو : الوَقْل : شجر واحدته وَقْله.

وسمعتُ غیر واحدٍ من أعراب بنی کلاب یقول : الوَقل ثمر المُقْل. ودلَّ علی صحَّه ما سمعتُ قولَ الجعدیّ :

وکأنّ عیرهُم تُحَثُّ غُدیَّهً

دَوْمٌ تَنُوءُ بِناعمِ الأوْقالِ

فالدَّوْم : شجر المُقْل ، وأو قاله : ثمَرُه.

ص: 236

وقال الفراء : أنشدنی المفضّلُ :

لم یَمنَع الشِرّب منها غیرَ أنْ هَتَفَتْ

حَمامهٌ مِن سَحوق ذات أوقالِ

والسَّحوق : ما طال من الدَّوْم ، وأوقالُه : ثِمارُه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : وَقَل فی الجَبل یَقِلُ وُقولاً ، وتَوَقَّلَ تَوَقُّلاً : إذا صَعِد فیه.

وقال اللحیانیّ : وَعِلٌ وَقِلٌ ووَقُلٌ ، وقد وَقَل فی الجبل یَقِل.

وقال اللیث : الواقل : الصاعد بین حُزُونه الجبال. والوَقْل : الحجاره.

یلق

یقال : أبیض یَلَق ولَهَق ویَقَق ، بمعنی واحد.

وقال أبو سعید : المقله ثم حبُّها الذی یجنی ثم یسف. فالوقله الیابسه التی فی جوفها لا تؤکل.

باب القاف والنون

ق ن
اشاره

(وا یء) قنا ، قین ، وقن ، نوق ، نیق ، نقا ، أنق ، أقن ، [قنأ ، یقن].

قنا

قال الله جل وعز : (قِنْوانٌ دانِیَهٌ) [الأنعام : 99].

أبو عبیدٍ عن الأصمعیّ : القِنْو : الذی یقال له الکِباسه وهو القَنا أیضاً مقصور.

قال : ومَن قال قِنْو فإنّه یقول للاثنین قِنوانِ بالکسر ، وللجمیع قُنْوانٌ بالضم والتنوین ، ومِثْله صنوٌ وصِنْوانِ وصنوانٌ للجمیع.

قال : ومَن قال هذا قَنًا جَمعَه أقناءً.

وقال الزجاج فی قوله : (قِنْوانٌ دانِیَهٌ) ، أی : قریبه المتناوَل.

حدثنا عروه عن یحیی بن حکیم عن یحیی بن سعید عن عبد الحمید بن جعفر عن صالح عن أبی عریب عن کثیر بن مره الحضرمی عن عوف بن مالک الأشجعی ، قال : خرج رسول الله صلی الله علیه وسلم وقد علّق رَجلٌ قِنَا حَشَفٍ وفی یده عصاً فجعل یطعن بیده فی ذلک القنو وقال : «لو شاء ربُّ هذه الصدقه قد تصدَّق بأطیب منها» ، هکذا رواه قِنا بکسر القاف ، وأراه قَنا.

وقال جل وعزَّ : (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنی وَأَقْنی (48)) [النجم : 48].

قال أبو إسحاق : قیل فی أَقْنی قولان : أحدهما : أَقْنی : أرْضَی ، والآخر : جُعِل الغِنی أصلاً لصاحبه ثابتاً. ومِن هذا قولُک : اقتنَیْتُ کذا وکذا ، أی : عَمِلتُ علی أنّه یکون عندی لا أخرجه مِن یَدی.

وقال الفراء : أَقْنی : رَضَّی الفقیرَ بما أغناه به. وأَقْنی مِن القِنْیه والنَّشَب.

وقال ابنُ الأعرابی : أَقْنی : أعطاه ما یدَّخره بعدَ الکِفایه.

وقال الکسائیّ : أَقْنی واستَقْنَی وقَنَا وقَنَّی : إذا حَفِظ حیاءَه ولَزِمه.

وقال غیره : قنیتُ الحیاء ، أی : لزِمتُه.

ص: 237

وقال ابن شمیل : قَنَانی الحیاءُ أنْ أفعلَ کذا ، أی : رَدَّنی ووَعظنی ، وهو یَقْنینی.

وأنشد :

وإنِّی لَیَقْنینی حیاؤکِ کلّما

لقیتُکِ یوماً أن أبثکِ ما بیا

قال : وقد قَنِیَ الحیاءَ : إذا استَحْیا.

وقال اللیث : یقال : قَنا الإنسانُ یَقْنو غَنماً وشیئاً قَنْواً وقُنواناً ، والمصدَرُ القِنانِ والقُنْیان. ویقال : اقتَنَی یقتَنِی اقتناءً ، وهو أن یتخذه لنفسه لا للبیع.

یقال : هذه قِنْیه ، واتَّخذَها قِنیهً للنَّسْل لا للتجاره. وأنشد :

وإنَ قنَاتی إن سألتَ وأسرتی

مِن الناس قومٌ یقْتَنون المُزَنما

وغَنمُ قِنْیه ومالٌ قِنْیان : اتخذتَه لنفسک.

قال : ومنه قَنِیتُ حیائی ، أی : لزمْتُه.

وأنشد :

فاقْنَی حیاءَکِ لا أبا لَکِ واعْلَمی

أنّی امرؤٌ سأموتُ إن لم أُقْتَلِ

قال : وقیل : قَنیتُ به ، أی : رَضیتُ به ، واقتنَیْتُ لنفسی مالاً ، أی : جعلتُه قِنْیهً ارتَضَیت.

وقال فی قول المتلمس :

ألقیته بالثِّنْی من جَنْب کافر

کذلک أَقْنُو کلَّ قِطِّ مُضَلِّل

إنه بمعنی أرضَی.

وقال غیره : أقْنو ، أی : أَلْزَم وأحفَظ.

وقیل : أقنو : أجزی. ویقال : لأقنونّک قِناوتَک ، أی : لأجزیّنک جزاءک. ویقال : قنوتُ المال ، أَی : اتخذته أَصلاً.

قال : والمَقْنُوه خفیفه ، من الظلّ : حیث لا تُصیبه الشمس فی الشتاء.

الحرانیّ عن ابن السکّیت عن أبی عمرو : المَقْنأه والمَقْنُؤه : المکان الذی لا تَطلُع علیه الشمْس.

وقال غیر أبی عمرو : مقناه ومَقنُوَه بغیر همز.

وقال الطرماح : فَجَمعها مَقانیَ غیر مهموزه :

فی مَقانی أقَنٍ بینها

عُرّه الطَّیْر کصَوْم النَّعامْ

وقال قیس بن العَیزاره الهذلیّ :

بما هی مقناهٌ أنیقٌ نباتها

مرَبٌّ فتهواها المَخاض النوازع

قال : معناه : أی هی موافقه لکل من نزلها ، من قوله :

مقاناه البیاض بصفره

أی : یوافق بیاضها صفرتَها.

قال الأصمعی : ولغه هذیل مفناه ، بالفاء ، وقیل المَقناه مثل المرَبّ تحفظ الندی فترمه من قَنوتُ المال : إذا اتخذته أصلاً.

وقال الشاعر یصف حمیراً جزأت بالرطب إلی أن هاجه المقانی :

ص: 238

أخلقتهن اللواتی الألی

بالمقانی بعد حسن اعتمام

أی : الریاض اللواتی فی المقانی.

وقال الفراء : أهل الحجاز یقولون : قِنْوان وَقیسٌ قُنوان ، وتمیم وضَبّه قُنْیان.

وأنشد :

ومالَ بقُنْیانٍ من البُسر أحمَرا

قال : ویجتمعون فیقولون : قِنْو وقُنو ، وَلا یقولون قِنی.

قال : وکلبٌ تقول قِنیان.

وقال اللیث : القَناه أَلفُها واو ، والجمیع قَنوَات وقَناً. ورجل قَنَّاءُ ومُقنٍ ، أی : صاحب قَناً.

وأنشد :

عَضّ الثَقافِ خُرُصَ المُقنِّی

قلت : القَناه من الرِّماح ما کان ذا أنابیبَ کالقَصَب ، ولذلک قیل للکظائم التی تجری تحت الأرض قَنوات ، واحدتها قَناه ، ویقال لمجاری مائها قصَب ، تشبیهاً بالقصَب الأجوف.

اللیث : القَنا مقصور : مصدَر الأَقنَی من الأنوف ، والجمیع القُنْو ، وهو ارتفاعٌ فی أعلاه بین القَصَبه والمارِن من غیر قُبح ، وفَرَسٌ أقْنی إذا کان نحوَ ذلک. والبازی والصَّقْر ونحوه أقْنی ، أی : فی مِنقاره حُجْنه.

وأنشد :

مِن الطیر أَقْنی ینفُضُ الطَّلَّ أَزرقُ

والفِعل قَنِیَ یَقْنی قِناً.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القَنَا : نُتُوٌّ فی وسَطَ قَصَبه الأنف ، وإشرافٌ وضیقٌ فی المِنْخرین.

وقال أبو عبیده : القَنا فی الخیل : احدیدابٌ فی الأنف ، یکون فی الهجن.

وأنشد :

لیس بأقنی ولا أسْفی ولا سَغِلِ

یُسقَی دواءً قَفیِّ السکن مَرْبوبِ

أبو بکر : قولهم : فلان صُلب القناه ، ومعناه : صُلب القامه. والقناه عند العرب القامه. وأنشد :

سباط البنان والعرانین والقنا

لطاف الخصور فی تمام وإکمال

أراد بالقنا القامات.

قال : وکل خشبه عند العرب قناه وعصا.

والرمح عصا.

وأنشد قول الأسود بن یعفر :

وقالوا شریسُ قلت یکفی شریسَکم

سنانٌ کنبراس النِّهامی مفتَّقُ

نمتْه العصا ثم استمر کأَنه

شهابٌ یکفَّیْ قابس یتحرقُ

نمته : رفعته ، یعنی السنان. والنهامی فی قول ابن الأعرابی : الراهب.

وقال الأصمعی : هو النَّجَّار. ویقال : قناه

ص: 239

وقناً ثم قنی جمع الجمع.

کما یقال : دلاه ودلا ، ثم دِلیّ ودُلیّ جمع الجمع.

وقال ابن السکِّیت : ما یُقانینی هذا الشیء وما یُقامینی ، أی : ما یوافقُنی.

وقال الأصمعیّ : قانیْتُ الشیء : خَلَطته.

وکلُّ شیء خَلَطته فقد قانیته.

وأخبرنی المنذری عن أبی الهیثم فی قوله :

کبِکر المُقاناه البیاضَ بصُفْرهٍ

قال : أراد کالبکر المقاناه بصفره ، أی : خُلط بیاضها بصُفْره ، فکانت صفراء بیضاء ، فترک الألف واللام من البِکْر ، وأضافَ البِکْرَ إلی نعْتِها.

وقال غیر أبی الهیثم : أراد کبِکر الصَّدَفه المُقاناه البیاضَ بصُفْره ، لأن فی الصَّدَفه لونَیْن من بیاض وصُفْره ، أَضافَ الدَّرهَ إلیها.

وقال أبو عبید : المُقاناه فی النَّسْج : خیطٌ أبیض وخیطٌ أَسوَد.

وقال ابن بُزُرْج : المُقاناه : خَلْط الصُوف بالوَبَر أو بالشَّعر من الغَزْل ، یؤلَّف بین ذلک ثمَّ یُبرَم.

وقال اللیث : المُقاناه : إشرابُ لونٍ بلَوْنٍ یقال : قُونِیَ هذا بذاکَ ، أی أُشرِب أحدهما بالآخر.

وقال غیره : قانَی لک عیشٌ ناعِمٌ ، أی : دامَ.

وأنشد :

قانَی له بالقَیظ ظِلٌّ بارد

ونَصِیٌّ باعِجَه ومَحْضٌ مُنْقَعُ

وقال ابن الأعرابی : القُنَا : ادِّخار المال.

وقال أبو تراب : سمعت الحُصَینیّ یقول : همْ لا یُقانُون ما لَهم ولا یفانونَه بالقاف والفاء ، أی : ما یقومون علیه.

وقال ابن الأعرابی : تقنّی فلانٌ : إذا اکتفی بنَفَقَته ثم فَضَلتْ فَضْلهٌ فادَّخَرها ، یُقانی هذا ، أی : یوافقُه.

یقال : قنوته أقنوه قناوهً : إذا جزیته ، ومنه قول المتلمس :

ألقیتها بالثِّنی من جنب کافر

کذلک أَقْنو کلَّ قِطٍّ مضلّل

أقنو : أجزی وأکافئ. یقال : لأقنونّک قناوتک ، ولأمنونّک مناوتک ، کقولک : لأجزَیَّنک جزاءک. قاله خالد بن زید.

قنأ

أبو عبید : أحمر قانئ ، وقد قنأ یقنأ.

أبو زید : قَنأَتْ أطرافُ المرأه قُنوءاً بالحنَّاء : إذا احمرَّت احمراراً شدیداً.

وقرأت للمؤرِّج : یقال : ضربتُه حتَّی قَنِئَ یَقنأ قُنُوءاً : إذا مات. وقَنَأه فلانٌ یَقْنَؤُه قَنَئاً وأقْنأَتُ الرَّجُلَ إقناءاً : حملتَه علی القتْل.

نقا

قال اللیث : النِّقْوُ : کلُّ عَظْم من قَصَب الیدین والرِّجلین نِقْوٌ علی حِیاله ، والجمیع الأنقاء.

ص: 240

أبو عبید عن الأصمعی : الأنقاء : کلُّ عَظْم ذی مُخّ ، وهی القَصَب. وقال غیره : واحدها نِقْی ونِقْوٌ.

ابن الأعرابی : هو أحمر کالنَّکَعه ، وهی ثمره النُّقاوی ، وهو نبت أحمر.

وأنشد :

إلیکم لا نَکون لکم خلاهً

ولا نکَعُ النُّقاوَی إذْ أحالا

قال ثعلب : النُّقاوی : ضرب من النبت ، وجمعه نقاویات ، واحدها نُقاوهٌ ونُقاوَی.

وقال اللِّحیانی : یقال : أخذتُ نُقاوَتَه ونُقایَتَه ، أی : أفضَلَه ، وجمع النُّقاوه نُقَاوَی ونُقاء ، وجمع النُّقایه نَقَایَا ونُقاء ممدود.

والنُّقاوی : نبتٌ بِعینه له زَهْر أحمر.

وقال اللیث : رجلٌ أنْقَی : دقیق عَظْم الیدین والرجلین والفَخِذ ، وامرأهٌ نَقْوَاء.

وفَخِذٌ نَقْواء : دقیقه القصَب نَحیفه الجِسم قلیلهُ اللَّحْم فی طُول.

قال : النِّقْی : شحمُ العِظام ، وشحم العَیْن من السِّمن. وناقه مُنْقِیه ونُوقٌ مَناقٍ.

وقال الراجز :

لا یَشتَکین عَمَلاً ما أنْقَیْن

ما دامَ مُخٌّ فی سُلامَی أو عَیْن

ویقال : نقَوْتُ العَظْم ونَقیْتُه : إذا استخرجتَ النِّقِیَ منه.

والنُّقاوَه : أفضَل ما انتقیتَ من الشیء.

والنَّقاوَه مصدر الشیء النَقِیّ. تقول : نَقِیَ یَنْقَی نَقاوَه ، وأنا أنقیتُه إنقاءً. والانتقاء : تجوُّدُه. وانتقیتُ العظم : إذا أخرجتَ نِقیه ، أی : مخّه. وانْتقیت الشیء : إذا أخذتَ خیاره.

أبو عبید عن أبی محمد الأموی : النَّقاه : ما یُلقَی فی الطعام ویُرمی به.

قال : سمعتُه من ابن قَطَریّ قال : والنُّقاوه خِیارُه.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی فی النَّقاه مِثلَه ، وکذلک فی النُّقاوه.

قال : وقال أبو زیاد : النُّقاه والنُّقایه : الردیء. قال : والنُّقاوه : الجید.

أخبرنی بذلک المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی.

وقال اللیث : النَّقاء ممدود : مصدر النَّقیّ ، والنقَا مَقْصورٌ من کُثْبان الرَمْل ، ونَقَوانِ ، وأنقاءٌ للجمیع. ویقال لجَمع الشیء النَّقیّ أَنقاء.

وفی الحدیث : «یُحْشَر الناسُ علی أرض بیضاءُ کقُرصه النّقِیّ». قال أَبو عبید : النَّقِیُ : الحُوَّارَی ، وأَنشد لطرفه :

نُطعِم النّاسَ إذا ما أَمْحَلُوا

مِنْ نَقِیٍ فوقَه أُدُمُهْ

ویقال للحُلَکَه ، وهی دویْبَهٌ تسکن الرّمْل کأنها سَمَکه مَلساءُ فیها بَیاضٌ وحُمْره :

ص: 241

شحمه النَّقا. ویقال لها بنات النَّقا.

وقال ذو الرمَّه وشبَّه بنانَ العَذارَی بها :

بناتُ النُّقَا تَخفَی مِراراً وتَظهَرُ

ویُجمَع نقَا الرملِ نُقیاناً ، وهذه نقاهٌ من الرَّمل ، للکثیب المجتمع الأبیض الذی لا یُنبت شیئاً.

وفی حدیث أم زرع : «لا سَهْلٌ فیُرْتَقی ، ولا سَمِین فیُنتَقَی».

قال أبو عبید : قال الکسائی : یقال : نَقَوْتُ العَظْم ونَقیْتُه : إذا استخرجْتَ النِقْیَ منه.

قال : وکلهم یقول : انقیتُه. وقولُها : «ولا سَمینٌ فیُنتَقَی» ، أی : لیس له نِقْیٌ.

وقال أَبو تراب : سمعتُ الحُصَیْنی یقول : سمعتُ نَغْیَه حَقٍّ ونَقْیَه حَقٍ ، أی : کلمهَ حقّ.

قین - قون

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : قانَ الحَدَّادُ الحدیدَ یَقِینُه قَیْناً : إذا سَوَّاه.

وَقال اللیث : القَیْن : الحَدّاد ، وَجمعُه قیون.

وَقال غیره : کلُّ عامِلٍ بالحَدید عند العرب قَیْن.

وَقال اللیث : القَیْن وَالقیُنَه : العَبْد والأَمَه.

قال زهیر :

رَدَّ القِیانُ جِمال الحَیِّ فاحتَمَلوا

أَراد بالقِیان الإماء ، أنهن رَدَدْن یوم الظَّعْن الجِمالَ إلی الدر لَشَدِّ أَقتابِها علیها.

وَقال اللیث : عَوَام الناس یقولون : القَیْنه : المغنّیه.

قلت : إنّما قیل للمغنّیه قَینَهً : إذا کان الغِناءُ لها صناعهً ، وذلک مِن عَمَل الإماء دُونَ الحَرائر.

وقال اللیث : ربَّما قالت العرب للرجل المتزیِّن باللباس قَیْنهٌ ، إذا کان الغِناء صناعهً له أو لم یکن ؛ وهی کلمهٌ هُذلّیّه.

والتقیُّن : التزیُّن بألوان الزینه. قال : واقتانت الروضهُ : إذا ازدانت بألوان زَهْرتِها. وأنشد :

کما اقتان بالنَّبْت العِهَادُ المُحَوَّفُ

ثعلب عن ابن الأعرابی : القَیْنه : الفِقْره من اللَّحْم. والقَیْنه : الماشطه. والقَیْنَه : المغنّیَّه. والقَیْنه : الجاریه تخدُم حَسْبُ.

أبو عبید أبی عمرو : اقتانَ النَّبْت اقتیاناً : إذا حَسُن. ومنه قِیل للمرأه مُقَیِّنَه ، أی : أنَّها تزیِّن العَرائسَ.

قلتُ : ویقال للماشطه مقیِّنهٌ لتزیینها النِّساء.

وقال اللحیانی : یقال : قاننی الله علی حبّه یوم قاننی ، وطاننی الله علی حبّه یوم طاننی ، وطوانی علی حبّه یوم طوانی ، أی : خلقنی علی حبه ، یقیننی ویطیننی.

قال أبو بکر : قولهم : فلانه قینه ، قال : القینه معناها فی کلام العرب الصانعه.

والقین : الصانع ؛ قال خبّاب بن الأرتّ : کنت قیناً فی الجاهلیّه ، أی : صانعاً.

ص: 242

والقینه : هی الأَمه صانعهً کانت أو غیر صانعه. وقوله :

رد القیانُ جِمالِ الحیّ

العبیدُ والإماء.

ابن السکیت : قلت لعُماره : إنَّ بعض الرواه زعم أنّ کلّ عامل بالحدید قیْن فقال : کذب إنما القینُ الذی یعمل الحدیدَ ویعمل بالکِیر ولا یقالُ للصائغ قَیْنٌ ولا للنّجّار قَیْن.

وبنو أسد یقال لهم : القُیُون ، لأنَّ أوَّل من عَمِلَ الحَدِیدَ بالبادیه الهالک بن أسَد بن خُزَیمه. ومِن أمثالهم : «إذا سَمِعتَ بسُرَی القَیْن فإِنَّه مصبِّح». قال أبو عبید : یُضرب للرجُل یُعرَف بالکذب حتّی یُرَدَّ صِدقُه.

قال الأصمعیّ : وأَصله أَنَ القَیْن بالبادیه یتنقَّل فی میاههم فیُقیم بالموضع أیّاماً.

فیکسُد علیه عملُه ، فیقول لأهل الماء : إنِّی راحلٌ عنکم اللیلهَ! وإن لم یُردْ ذلک ، ولکنّه یُشیعُه لیستعمله مَن یرید استعمالَه.

فکَثُر ذلک مِن قوله حتّی صار لا یصدَّق.

وقال أوس بن حَجَر :

بَکَرتْ أُمیّهُ غُدْوَهً برَهِینِ

خانتکَ إنَ القینَ غیرُ أمینِ

والقانُ : شجرهٌ تنبُتُ فی جبال تِهامه.

وقال ساعده :

یَأوی إلی مشمخَّراتٍ مصعِّده

شُمٍّ بهنّ فُروع القانِ والنَّشَم

أبو عبیده : القَیْنان مِن یَدِی الفَرَس : موضِعَا القَیْد. قال ذو الرمّه :

دَانَی له القَیدُ فی دیمومهٍ قَذَفٍ

قَیْنَیْه وانحسرتْ عنه الأناعیمُ

وقال اللیث : القَیْنانِ : الوَظیفان لکلِّ ذی أربع.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیّ : القَوْنه : القطعه من الحدید أو الصُّفْر یُرْفع بها الإناء.

وقال اللیث : قَوْن وقُوَیْن : موضعان.

وقال ابن الأعرابیّ : التقَوّن : التعدّی باللسان ، وهو المدح التَّامّ.

نوق - نیق

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : النَّوَقه : الذین یُنْقُّون الشَّحْم مِن اللَّحْم للیَهود ، وهم أمَناؤهم. وأنشد :

مُخّهُ ساقٍ بأیادِی ناقِی

قلت : وهذا مقلوب.

قال ابن الأعرابیّ : والنَّوْقَه : الحَذَاقه فی کل شیء. قال : والمنَوَّق : المذلَّل من کلِّ شیء ، حتّی الفاکهه إذا قُرِّبتْ قُطوفُها لآکلها فقد ذُلِّلتْ.

الفَرّاء عن الدُّبَیْریّه أنّها قالت : تقول للجَمَل الملیَّن : المُنَوَّق.

وقال الأصمعیَّ : المنوَّق من النَّخل الملقَّح. والمنوَّق مِن العُذَوق : المُنَقَی.

المُنَوَّق : المصَفَّف ، وهو المُطَرَّق والمُسَکَّک.

وقال اللیث : النِّیق : حرفٌ مِن حروف

ص: 243

الجَبَل. وقال أبو عبید : النِّیق : الطویل من الجبال.

وقال اللیث : النِّیقَه مِن التنوُّق ، تَنَوَّقَ فلانٌ فی مَطعَمِه ومَلبَسه وأمُورِه : إذا تَجوّدَ وبالَغ. وتنیَّقَ لغهٌ.

والناقه جمعُها نُوق ونِیاق ، والعَددُ أیْنُق وأیانِق علی قلب أنُوق. وأنشد :

خیَّبکنَّ اللهُ مِن نِیاقِ

إنْ لم تُنجِّین مِن الوَثاقِ

قال : والنَّاقُ : شبه مَشَقِّ بین ضَرّه الإبهام وأصل أَلْیه الْخِنْصِر مستقبلٌ بطنَ الساعِد بلِزْق الراحه. وکذلک کلُّ موضعٍ مثل ذلک فی باطن المرفق ، وفی أصل العُصْعُص النَّاقُ. ونحو ذلک قال ابن الأعرابی فی الناق رواه ثعلبٌ عنه.

قال : ویقال : نُقْ نُقْ : إذا أمرتَه بتمییز الشّحْم من اللَّحْم.

أنق

أبو زید : أنِقْتُ الشیءَ أَنَقاً : إذا أحْببتَه.

وقال اللیث : الأنَقْ : الإعجاب بالشیء.

تقول : أَنِقْتُ به ، وأنا آنَقُ به أَنَقاً ، وأنا به أَنقٌ : مُعجَبٌ ؛ وقد آنَقَنی الشیء یُؤنقنی إیناقاً ؛ وإنّه لأَنِیقٌ مُؤْنق ، لکلِّ شیءٍ أعجبک حُسنُه.

وتقول : روضهٌ أنِیقٌ ، ونباتٌ أنِیق.

وأنشد :

لا آمِنٌ جَلیسُه ولا أَنِقْ

وفی حدیث ابن مسعود : إذا وقعْتُ فی آل حِمْیَر وقعتُ فی رَوْضات دَمِثات أتأنَّق فیهنّ.

قال أبو عبید : قوله : أتأنق فیهن : یعنی أتتبَّع مَحَاسنَهُنّ ، ومنه قیل : منظر أنیقٌ : إذا کان حَسَناً مُعْجِباً. وکذلک قول عُبید بن عمیر : ما من عَاشیهٍ أشدُّ أَنَقاً ولا أبعَد شِبَعاً مِن طالبِ عِلْم.

ومن أمثالهم : لیس المتعلِّق کالمتأنّق.

ومعناه : لیس القانع بالعُلقه وهی البُلغه من العیش کالذی لا یقنع إلا بآنق الأشیاء وأعجبها یقال : هو یتأنق ، أی : یطلب آنق الأشیاء إلیه.

وقال أبو سعید : نِقهُ المال : خِیارُه. یقال : أخذتُ نِقتی من المتاع ، أی : ما أعجَبَنی وآنَقَنی.

قلتُ : نِقه المال فی الأصل نِقْوَه المال ، وهو ما انتُقیَ منه. ولیس مِن باب الأنَقْ ولا الأنیق فی شیء.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیّ : أنْوَقَ الرجُل : إذا اصطادَ الأنُوق ، وهی الرَّخَمَه. قال : وقال معاویهُ لرجلٍ أدارَهُ عَلَی حاجهٍ لا یسأل مِثلُها وهو یَفْتل له فی الذَّروه لیخدعه عنها : أنا أَجلُّ مِن الحَرْش ، یرید : الخدیعه ، ثم سأله أخری أصعبَ منها فقال :

طلبَ الأبلقَ العَقوقَ فلمَّا

لم یَنَلْه أرادَ بَیْضَ الأنُوقِ

قال أبو العباس : وبَیْض الأنُوق عزیزٌ لا

ص: 244

یوجد. وهذا مَثَلٌ یُضرب للذی یَسأل الهیِّن فلا یُعطی فیسأل ما هو أعزُّ منه.

أخبرنی المنذری عن الحرانی عن ابن السکیت قال : قال عماره : الأنوق عندی : العقاب ، والناس یقولون الرخمه ، والرّخَمه توجد فی الخراباتِ وفی السَّهل.

قال : وقال أبو عمرو : الأنوق : طائر أسود له کالعرف ، یُبعِد لبیضه.

ویقال : فلان فیه مُوقُ الأنوق ، لأنَّها تحمَّق. وقد ذکرها الکمیت فقال :

وذاتِ اسمینِ والألوانُ شتَّی

تُحمّقُ وهی کیِّسه الحَوِیلِ

یعنی الرّخمه ، وإنّما کیَّس حَوِیلها ، أی : حیلتها ، لأنَّها أوّل الطَّیْر قِطاعاً ، وأنها تبیض حیثُ لا یلحق شیءٌ بیضها.

وقن - أقن

أبو العباس عن ابن الأعرابیّ : أَوقَنَ الرجلُ : إذا اصطادَ الطَّیر مِن وُقْنیه ، وهی مِحْضَنُهُ. وکذلک تَوَقَّنَ : إذا صاد الحَمامَ مِن مَحاضِنها فی رؤوس الجبال.

قال : والتوقُّن : التوقُّل فی الجبل ، وهو الصُّعود فیه.

وقال أبو عبیده : الأَقْنَه والوقْنه ، موضع الطائر فی الجَبَل ، الأُقَنات والوقَنات والوُکَنات. وقال الطِرماح :

فی شَناظِی أُقَنٍ بینها

عُرّهُ الطیرِ کصَوْم النَّعامْ

وقال أبو سعید : الأُقْنه : الْحُفْره فی الجبَل وجمعُها أُقَنٌ.

وقال اللیث : الأقنه : شِبه حُفْره تکون فی ظهر قُفٍّ أو جَبَلٍ ضیِّقه الرأس ، قَعْرُها قَدْرُ قامه أَو قامتین خِلْقهً ، وربما کانت مَهْواه بین نِیقَیْن.

یقن

أبو زید : رجلٌ أَذنٌ یَقَنٌ ، وهما واحد ، وهو الذی لا یسمع بشیءٍ إلَّا أَیقَن به.

وقال اللیث : الیَقَن : الیقین ، وأنشد قول الأعشی :

وما بالذی أبصرتْه العُیونُ

من قَطْع یأسٍ ولا مِن یَقَنْ

قال : والیقین : إزاحه الشک وتحقیق الأمر. وقد أیقَنَ یُوقن إیقاناً فهو مُوقِنٌ ، ویَقِنَ یَیْقَنُ یَقَناً فهو یَقِن. وتیقَّنْتُ بالأمر واستیقنت به ، کلُّه واحِدٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : المَوْقونَه : الجاریه المَصُونه المخدَّره.

باب القاف والفاء

ق ف
اشاره

(وا یء) قفا ، قوف ، قیف ، فقأ ، وقف ، وفق ، أفق ، فوق ، فأق.

قفا

قال اللیث : القَفْوُ : مصدرُ قولِک : قَفَا یَقْفُو قَفْواً ، وهو أَن یتَّبع شیئاً.

وقال الله جل وعز : (وَلا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ) [الإسراء : 36].

قال الفراء : أکثر القراء یجعلونها مِن

ص: 245

قَفَوْتُ ، کما تقول : لا تَدْعُ مِنْ دعوْتُ.

قال : وقرأ بعضهم : (لا تَقُفْ) مِثل ولا تَقُل. والعرب تقول : قُفْتُ أثرَه وقَفَوْتُه ، مِثل قاعَ الجملُ الناقهَ وقَعَاها : إذا رکبها لیَضربها. ومِثله عاثَ وعَثَا.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یُقالُ : قَفَوْتُ فلاناً : اتّبعتُ أَثَرَه ، وقَفْوَتُه : رَمَیْتُه بأمر قبیح. وله عندی قَفِیّهٌ ومَزِیّهٌ : إذا کانت له منزِله لیست لِغیره. ویقال : أقْفَیتُه ولا یقال أمْزَیْتُه.

ومن أمثالهم : «رُبَّ سامِعٍ عِذْرَتی ، لم یَسمَع قِفْوَتی» ؛ والقِفْوه : الذَّنْب. یقول : ربَّما اعتذرتُ إلی رجلٍ من شیء قد کان منّی إلی مَن لم یبلْغه ذَنْبی. یُضرَبُ مَثَلاً لمن لا یحفَظ سِرّه.

أخبرنی بذلک کله عن المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی.

وقال الأخفش فی قوله : (وَلا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ) [الإسراء : 36] ، أی : لا تتَّبع ما لا تَعلم.

قال : والقَفْو : القَذْف. قال : والقَوْفُ مثل القَفْو. وأنشد :

أَعُوذُ بالله الجلیلِ الأعظَمِ

مِن قَوفیَ الشیءَ الذی لم أعلَمِ

وأخبرنی المنذری عن المبرّد ، أنّ أبا عمر الجرمیّ حَدَّثَه عن کَهمَس عن سعید عن قتاده فی قوله : (وَلا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ) قال : لا تقل سمعتُ ولم تَسمَع ، ولا رأیتُ ولم تَرَ ، ولا علمتُ ولم تَعلَم ، و (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ کُلُّ أُولئِکَ کانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً).

وقال أبو عبید : قال الأصمعی : هو یَقْفو ویقُوفُ ویَقتاف ، أی : یتّبع الأَثَرَ.

وقال اللیث : القَفَا : مؤخَّر العُنُق ، أَلِفُها واواً. قال : والعَرب تؤنّثها ، والتذکیر أعمّ ؛ یقال : ثلاثه أقفاء ، ومَن قال : أقفیَه فإِنّ جماعَه القِفِیّ والقُفِیّ.

ویقال للشیخ إذا هَرِم : رُدَّ علی قَفاً. وقال الشاعر :

إنْ تَلْقَ رَیْبَ المَنایا أو تَرُدَّ قَفاً

لا أَبکِ منکَ علی دِینٍ ولا حَسَبِ

وقال أبو حاتم : جمعُ القَفا أَقْفاء ، ومَن قال : أقفِیَه فقد أخطأ.

قال : وسمعْنا فی أدنی العَدد ثلاثه أقْفٍ.

والقَفا مؤنّثه. قال : ومِن العرب مَن یذکِّر القَفَا.

وقال ابن السکیت : القَفا مذکَّر ، وقد تؤنَّث. وأنشد :

وما المَولَی وإنْ عَرُضتْ قَفاهُ

بأحمَلَ للمَحامِدِ مِن حِمارِ

وقال اللیث : تقفَّیْتُ فلاناً بعَصاً فضربتُه ، واستَقْفَیته کذلک إذا جئته من خَلْفُ.

قال : وسمّیت قافیه الشِعْر قافِیه لأنها تَقْفو البَیْت.

ص: 246

وفی حدیث مرفوع : علی قافیه رأس أحدِکم ثلاث عُقَد ، فإِذا قام من اللیل وتوضأَ انحلَّت عُقْدَهٌ.

وقال أبو عبید : یَعنی بالقافیه القفا.

ویقولون : القَفَنُّ فی موضع القَفا.

وقال أبو عبید : هی قافیه الرأس. وقافیه کلِّ شیء آخره ؛ ومنه قافیه بیت الشعر.

وقال غیره : العرب تسمِّی البیت من الشعر قافیه ، وربَّما سمَّوا القصیده بکمالها قافیهً.

ویقول الرجُل منهم : رَوَیْتُ لفلان کذا وکذا قافیهً. وقالت خَنْساء :

وقافیَهٍ مِثْلِ حَدِّ السِّنا

نِ تَبقَی ویَهلِکُ مَن قالَها

ویقال : قفّیْتُ الشِعْر تقفِیهً ، أی : جعلتُ له قافیَهً. وقال الله جل وعز : (ثُمَ قَفَّیْنا عَلی آثارِهِمْ بِرُسُلِنا) [الحدید : 27] ، أی : أَتْبعنا نوحاً وإبراهیمَ رُسُلاً بعدَهم. وقال امرؤ القیس :

وقَفَّی علی آثارهنَّ بحاصِبِ

أی : أتْبع آثارَهنَّ حاصباً. وقال ابن مقبل : قَفَّی بمعنی أتَی :

کم دُونها مِن فَلاهٍ ذات مطّرَدٍ

قَفَّی علیها سَرابٌ سارِبٌ جارِی

أی : أتَی علیها وغَشِیَها.

ثعلب عن ابن الأعرابی : قَفَّی علیه : ذهَبَ به. وأنشد :

ومأرِبُ قَفّی علیه العَرِمْ

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم أنّه قال : «لی خمسهُ أسماء ، منها کذا وکذا ، وأنا المُقَفِّی.

وفی حدیث آخر : «وأنا العاقب».

حدثنا ابن منیع قال : حدثنا علی بن الجعد عن حماد بن سلمه عن جعفر بن أوس عن نافع بن جبیر بن مطعم عن أبیه قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «أنا محمد ، وأحمد ، والمقفّی ، والحاشر ، ونبیّ الرحمه ، ونبیّ الملحمه».

قال شمر : المقَفِّی نحو العاقب ، وهو المولِّی الذاهب ؛ یقال : قَفّی علیه ، أی : ذَهَب به ، فکأنَّ المعنی أنّه آخر الأنبیاء ، فإِذا قَفّی فلا نبیَّ بعدَه قال : والمُقَفِّی : المتَّبع للنبیِّین.

وقال ابن أحمر :

لا تقتفی بهم الشمالُ إِذا

هبّت ولا آفاقُها الغُبر

أی : لا تقیمَ الشمال علیهم ، یرید تجاوزهم إلی غیرهم ولا تستبین علیهم لخصبهم وکثره خیرهم. مثله قوله :

إذا نزل الشتاءُ بدار قوم

تجنّبَ دارَ بیتهم الشتاءُ

أی : لا یظهر لجارهم أَثر الشتاء.

قال شمر فی تفسیر بیت ابن أحمر.

قال أبو عبید الله : معنی قوله : لا تقتفی بهم الشمال ، أَی : لا تتخذهم قفوه فتطمع

ص: 247

فیهم ، ولا تصیبهم شده المحل فهم مخصبون.

وقال غیره : لا تودهم ، تتعهدهم جعلها عدوّاً.

وقال أبو عمرو : یعنی أنهم یُطعمون فیها فهم حربٌ لها ، ولو ترکوا الإطعام کانوا سلماً لها ، أی : هم حربٌ لها یبارونها إذا هبّت.

أبو عبید عن الکسائی : القُفْیه مِثل الزُّبْیه ، إلّا أنّ فوقَها شَجراً.

وقال اللِّحیانی : هی القُفْیه والغُفْیه.

وقال غیره : القِفْوَه : ما اخترتَ من شیء ؛ وقد اقتفَیْتُ ، أی : اخترتُ. رواه أبو عبید عن أبی زید.

قال أبو عبید : والقَفِیُ : الذی یُکرَمُ به الرجلُ من الطعام. تقول : قَفَوْتُه.

وأنشد :

یُسْقَی دواءَ قَفِیِ السَّکْنِ مَرْبوبِ

قال أبو عبید : اللَّبن لیس باسم القَفِیّ ، ولکنه کان رُفع لإنسانٍ خُصَّ به.

یقول فآثرْتُ به الفَرَس.

وقال اللیث : قَفیّ السکْن هو ضَیفُ أهلِ البیت.

وقال الکُمَیت :

وکاعبُهم ذاتُ القَفاوَه أسغَبُ

أی : ذاتُ الأُثْرَه والقَفِیه.

ویقال : فلانٌ قَفِیٌ بفلان : إذا کان له مُکرِماً ؛ وهو مُقتفٍ به ، أی : ذو لَطَف وبِرّ.

أبو زید : قَفَوْتُه أقفُوه ، أی : رمیتُه بأمرٍ قبیح. وقفَیتُه أقْفیه : ضرَبتُ قَفاه.

وقال أبو الهیثم : قَفَیْتُه ولَصَیتُه : رَمَیته بالزنا.

وقَفَوْتُ الرجلَ أقْفوه : ضَربْتُ قَفاه ، وهو بالواو. ویقال : قَفاً وقَفوان ، ولم أسمعْ قَفَیان.

أبو عبید عن أبی زید : شاهٌ قَفِیَّهٌ : مذبوحه من قفاها ، وغیره یقول : قَفینَهٌ ، والأصل قفِیَّه ، والنون زائده.

وفی «نوادر الأعراب» : قَفَا أثَرَه ، أی : تَبِعه وضدُّه فی الدعاء : قَفا الله أَثرَه ، مِثل عَفا الله أثَرَه.

وقال أبو عمرو : القَفْو : أنْ یصیبُ النبتَ المطرُ ثمّ یرکَبه التراب فیَفسد.

وقال أبو زید فی کتاب «الهمز» : قفِئتِ الأرضُ قَفئاً : إذا مطرتْ وفیها نبت ، فجعل المطرُ علی النّبت الغُبارَ فلا تأکلُه الماشیه حتی یجلوَه النَّدَی.

قلت : وسمعت بعض العرب یقول : قُفِیَ العُشْب فهو مَقفُوٌّ ، وقد قفاه السَّیل ، وذلک إذا حملَ الماءُ الترابَ علیه ، فصار مُؤبِیاً.

قال أبو بکر : قولهم : قد قَفَا فلانٌ فلاناً.

قال أبو عبید : معناه : أتبَعه کلاماً قبیحاً.

وقَفَوْت فلاناً : اتَّبعت أثَره. وقَفا فلانٌ

ص: 248

فلاناً یقفو : إذا رماه بالقبیح.

وقال مجاهد فی قوله : (وَلا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ) [الإسراء : 36] ، لا تَرْمِ.

وقال محمد بن الحنفیه : معناه : لا تَشْهَدْ بالزُّور. قال أبو عبید : الأصل فی القَفْو والتَّقافی : البُهْتان یَرْمی به الرجلُ صاحبَه. وقال النبی علیه السلام : «نحن بنی النضر لا نَقذف بالزنا ، ولا نقْفُو أُمَّنا» معنی نَقْفو : نَقْذِف.

قوف - قیف

یقال : قافَ أثَره یقُوفُه قَوْفاً ، واقتافَ أثره اقتِیافاً : إذا تَبِع أثره. ومنه قیل للذی ینظر إلی شَبَه الوَلد بأبیه قائف ، وجمعُه القافه ، ومصدرُه القیافه.

ثعلب عن ابن الأعرابی یقال : خُذْ بقوفِ قفاه وبقوفه قفاه ، وبقافیه قفاه ، وبصوف قَفاه وصوفته ، وبظَلیفته ، وبصلیفه (1) وبصلِیفته ، کلُّه بمعنی قفاه.

أبو عبید : یقال : أخذْتُه بقوفِ رقبته ، أی : أخذتُه کلَّه.

وقال ابن شمیل : فلانٌ یتقوَّف علی مالی ، أی : یحجُر علیَّ فیه ، وهو یتقوَّفنی فی المجلس ، أی : یأخذ علیَّ فی کلامی ، ویقول : قل کذا وکذا.

وقال بعضهم : قُوفُ الأُذن : مُستدارُ سَمّها.

وقال الکسائی : أخذتُ بقوف رقَبته وصوفِ رقَبَتَه ، ومعناه : أن یأخذ برقبته فیعصرها.

فقأ

أبو زید : فَقأتُ عینَه فقْئاً. وتقول : تفقّأت البُهْمَی تَقَفُّؤاً.

ویقال : فقَأَتْ فَقئاً : إذا تَشقَّقتْ لفائقُها عن ثمرَتها.

ویقال : أصابتْنا فقأَه ، أی : سحابَهٌ لا رَعدَ فیها ولا بَرْق ، ومطرُها متقارب وهذا فی «نوادره».

ثعلب عن الأعرابیّ : الفَقْءُ : الحُفْره فی الجَبَل.

قال : والفَقَأ : خروج الصدر. والنّسَأ : دخولُ الصُّلب.

وقال شمر : الفَقْء : کالجُفره فی وسط الحرَّه وجمعها فُقْآن.

قال : والمفَقِّئه : الأودیه التی تَشُق الأرضَ شَقّاً. وأنشد قول الفرزدق هذا :

أتعْدِلُ دارماً ببَنی کلَیْب

وتَعدِلُ بالمُفقئه الشِّعَابا

أبو عبید عن الأصمعی : الفَقْءُ : کالحفْره فی وسَط الحرَّه. شکَّ أبو عبید فی الحُفره أو الجُفْره.

ص: 249


1- فی المطبوع : «بظلیفته». والمثبت من «اللسان» (قوف).

قلتُ : وهما عندی شیء واحد.

قال أبو الحسن اللحیانی : قیل لامرأه : إنک لم تحسنی الخرز فافتقِئیه ، أی : أعیدی علیه. یقال : افتقأته ، أی : أعدت علیه ، وذلک أن یجعل بین الکلبتین کُلبه ، کما تخاط البواری إذا أُعِید علیها.

والکُلبه : السَّیر والطاقه من اللِّیف یستعمل کما یستعمل الإشفی الذی فی رأسه جُحر یدخل السَّیر أو الخیط فی الکلبه وهی مثنیَّه ، فتدخل فی مواضع الخرز ، ویدخل الخارز یده فی الإداوه ثم یمد السَّیر أو الخیط. وقد اکتلبَ إذا استعمل الکِلبه.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : الفُقْأه : جُلَیْدَه رقیقه تکون علی الأنف ، فإن لم تَکشِفها مات الوَلَد.

قال ابن الأعرابی : السابیاء : السَّلَی الذی یکون فیه الوَلَد وکثر سابیاءهم العامَ ، أی : کثر نتاجهم. قال : والسُّخْد : دمٌ وماء فی السابِیاء.

أبو عبید عن أبی عمرو : الفقْءُ مهموز : السَّابِیاء.

وقال الأصمعی : السَّابِیاء : الماء الذی یکون علی رأس الولد.

قال اللیث : انفقأتِ العَیْن وانفقأَت البَثْره ، وَبکی حتَّی کاد ینفقِئُ بطنُه ، أی : ینشقّ.

وکانت العرب فی الجاهلیّه إذا بَلَغتْ إبِلُ الرجل منهم ألفاً فقأ عَیْنِ بعیرٍ منها وسَرَّحَه لا یُنتَفع بظَهْره.

وقال الفرزدق :

غلبتُک بالمفَقِّئ والمُعَنِّی

وبیتِ المحتبِی والخافقاتِ

قلت : لیس معنی المُفَقِّئ فی هذا البیت ما ذَهَب إلیه اللیث ، إنما أراد به الفرزدق قوله لجریر :

ولست ولو فقّأت عینَک واجداً

أباً لک إنْ عُدَّ المَساعی کدارِمِ

وهکذا أخبرنی به أبو محمد المُزَنیّ عن أبی خلیفه عن محمد بن سلّام.

وقال اللیث : یقال : تفقَّأت السحابه : إِذا تبعّجتْ بمائها. وأنشد :

تفقأ حولَه القَلَعُ السَّوارِی

وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا

وقال أبو نخیله :

أنا الذی سقیت قومی علقا

بالفقء ساقوا القِرْملیّ الأطْرَقا

یرجون بذَّاخ الهدیرِ أشوَقا

الفقء : موضع وماء علیه نخیل کان لأبی نخیله.

ثعلب عن ابن الأعرابی : أفقأ : إذا انخَسَفَ صدْرُه مِن عِلّه. قال : والفَقْءُ : الحُفْره فی الجَبَل. والفَقْء : الماءُ الذی فی المَشیمه. قال : وهو السُّخْتُ والسُّخْدُ والنُّخْط.

ص: 250

وقف

قال اللیث : الوَقْف : مصدرُ قولک : وقفتُ الدابه ووقَفْتُ الکلمهَ وَقْفاً. وهذا مُجاوِزٌ ، فإِذا کان لازماً قلتَ : وقفت وُقُوفاً. وإذا وقّفْتَ الرجلَ علی کلمهِ قلتَ وقَّفتُه توقیفاً. وفی حدیث الحسن : «إنّ المؤمنَ وقّافٌ ، متأنٍّ ، ولیس کحاطب اللیل»

. ویقال للمُحْجم عن القتال : وَقَّاف. وقال دُرَید :

فإِنْ یَکُ عبدُ الله خَلَّی مکانَه

فما کانَ وَقّافاً ولا رَعِشَ الیَدِ

أبو عبید عن الکسائی : وقَفْتُ الدّابه والأرضَ وکلَّ شیء ؛ وأما أوقَفْت فهی ردیئه.

قال : قال الأصمعیّ والیزیدی عن أبی عمرو بن العلاء : وقَفْتُ فی کل شیء.

قالا : وقال أبو عمرو : ألَا إنِّی لو مررتُ برجُل واقف فقلت : ما أوقَفَک هنا رأیته حَسَناً.

وقال أبو زید : أوقفت الرجل علی خزیه : إذا کنت لا تحبسه بیدک ، فأنا أوقفه إیقافاً. قال : ومالک تقف دابتک : تحبسها بیدک. وقال أبو عمرو الشیبانی : کان علی أمر فأوقف ، أی : قصّر.

وقال أبو زید : وقَّفْتُ الحدیثَ توقیفاً وبَیّنتُه تَبْییناً ، وهما واحد. ودابهٌ مُوَقَّفهٌ توقیفاً ، وهی شِیَتها. ووَقّفَت المرأهُ یدَیْها بالحِنّاء : إذا نقّطتْ یدیها.

قال اللحیانی : حمار موقَّف وموقَّح ومنقَّح. فالموقّف الذی کویت ذراعاه کیّاً مستدیراً.

وأنشد :

کویْنَا خَشرماً فی الرأس عشراً

ووقَّفْنا هُدیْبَه إذْ أتانا

قال : والموقَّح والمنقَّح : الدَّبر. ورجل موقَّف علی الحقّ ، أی : ذلول به.

وقال بعضهم : حمارٌ موقَّف : قد دنا من ذراعیه مثل وقوف العاج.

أبو عبید عن الأصمعی : الوَقْف : الخَلخال ما کانَ من شیءٍ ، فضهٍ أو غیرها ، وأکثر ما یکون من الذَّبْلِ. وأمَّا التوقیف فالبیاض مع السواد.

وقال ابن شُمیل : التوقیف : أن یوقَّف علی طائِفی القَوْس بمضائغَ من عَقَب قد جَعَلهن فی غِراءٍ من دماء الظِّباء فیحئن سُوداً ، ثم یُعَلَّی علی الغِراءِ بصَدَأ أطراف النَّبْل ، فیجیء أسْود لازقاً لا ینقطع أبداً.

قال : والمَسْک إذا کان من عاجٍ فهو وقْف ، وإذا کان من ذَبْل فهو مَسْک ، وهو کهیئه السِّوار.

وقال اللیث : وَقْفُ التُّرس من حدید أو مِنْ قَرْنٍ یستدیر بحافَّتَیه ، وکذلک ما أشبهه.

أبو عبیدٍ إذا أصابت الأوظِفه بیاضٌ ولم یَعْدُها إلی أسفلَ ولا فَوْق فذلک التوقیف

ص: 251

یقال : فَرَسٌ مُوَقّف.

وقال اللیث : التوقیف فی قوائم الدابه وبَقَر الوحش : خطوطٌ سُود.

وأنشد :

شَبَباً مُوقّفاً

وقال آخر :

لها أُمٌ مُوَقَّفَهُ وَکُوبٌ

بحیث الرَّقْو مرتَعُها البَریرُ

أبو عبیده : الموْقِفانِ من الفَرَس : نُقْرَتا خاصِرَتَیْه ، یقال : فَرَسٌ شدید المَوْقِفَیْن ، کما یقال : شدید الجَنْبَیْن ، وحَبِط المَوْقِفَیْن ، إذا کان عظیما الجنبین.

قال الجعدیّ :

شدید قِلات الموقَفینِ کأنما

به نفَسٌ أو قد أراد لیَزفرا

وقال آخر (1) :

فلیق النَّسا حَبِط الموقفَیْ

نِ یسَنُّ کالصَّدَع الأشعبِ

وقال غیره : مَوْقف الدابه ما أشرَفَ مِن صُلْبه علی خاصرتیه.

أبو عبید عن الأصمعی : بَدَا من المرأه مَوْقِفُها ، وهو یداها وعیناها وما لا بدَّ لها من إظهاره.

وقال بعضهم : فَرَس موقَّف ، وهو أبرَشُ أعلی الأُذُنین کأنَّهما منقوشتان ببیاض ، ولونُ سائره ما کان.

والوَقِیفه : الأُرْوِیَّه.

وقال الشاعر :

فلا تحسبنِّی شحمهً من وقیفهٍ

تَسَرَّطُها مما تَصِیدُک سَلْفَعُ

یرید أرویَّهً ألجأها الکلابُ [إلی](2) موضع لا مَخْلَصَ لها منه فی الجَبل.

وقال اللِّحیانی : المِیقَفُ والمیقافُ : العُودُ الذی یُحرَّک به القِدْرُ ویُسکّن به غَلَیانُها ، وهو المِدْوَم والمِدْوام. قال : والإدامه : تَرْکُ القِدْرِ علی الأثَافی بعد الفَراغ.

فوق

قال أبو عمرو وشِمر بن حَمْدویه : الفُواق : ثائب اللّبَنَ بعد رضاعٍ أو حِلاب ، وهو أن تُحلَب ثم تُترک ساعهً حتی تَدُرّ ، وقد فاقت تَفُوقُ فواقاً وفیقهً.

قال : وقال ابن الأعرابیّ : أفاقت الناقه تُفیق إفاقهً ، وفُواقاً : إذا جاء حینُ حَلْبِها.

وقال ابن شمیل : الإفاقه للناقه : أن تُرَدّ من الرِعْی وتُترک ساعهً حتی تستریح وتُفیق.

وقال زید بن کُثْوه : إفاقه الدِّرّه : رجوعها

ص: 252


1- هو الجعدی ، وانظر : «اللسان» (حبط).
2- زیاده من «اللسان» (وقف) وفیه : «تلجئها الکلاب إلی صخره لا مخلص لها منها فی الجبل فلا یمکنها أن تنزل حتی تصاد».

وغِرَارُها : ذَهابُها.

ویقال : استفق الناقه ، أی : لا تَحلُبها قبلَ الوَقت. ومنه قوله : ما یستفیق من الشَّراب ، أی : لا یشربه فی الوقت.

وقال اللیث : الفَوْق : نقیض التَّحْت. فمن جَعلَه صِفهً کان سبیله النصب کقولک : عبد الله فوق زید ، نصبٌ لأنَّه صفه. فإِنْ صیَّرته اسماً رفعتَه فقلت : فَوْقُه رأسُه ، صار رفعاً هاهنا لأنَّه هو الرأس نفسُه رَفَعْتَ کلَّ واحدٍ منهما بصاحبه ، الفَوْقَ بالرأس والرأسَ بالفَوْق وتقول : فَوْقَه قَلَنْسُوَه ، نصبْت الفَوْق لأنَّه صفهٌ غیر القَلَنْسُوَه.

وتقول : فلانٌ یَفُوقُ قَوْمه ، أی : یَعلوهم ویَفُوق سَطْحاً ، أَی : یَعْلُوه. وجاریه فائقه : فاقت فی الجمال.

قال : والفُواق : ترجیعُ الشَّهقه الغالبه.

تقول للذی یُصیبه البُهْر : یَفُوقُ فُواقاً وفُؤوقاً.

أبو عبید عن الکسائی : هو یَفُوقُ بنفسه فُؤُوقاً ، وهو یَسُوقُ نفسَه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الفَوْق : نَفَس المَوْت.

عمرو عن أبیه قال : الفُوق : الطَّریق الأوَّل.

والعرب تقول فی الدعاء : لا رَجَعَ فلانٌ فُوقه ، أی : ماتَ.

وأنشد :

ما بال عِرْسِی شَرِقتْ برِیقِها

ثمَّتَ لا یَرجِعْ لها فی فُوقِها

أی : لا یرجع بریقُها إلی مجراه.

ابن الأعرابی : الفُوق : السهام الساقطات النُّصول. والفُوق : أعلی الفضائل.

وفی حدیث ابن مسعودٍ : ولَّینا أعلانا ذَا فُوقٍ ، أی : ولَّینا أعلانا سَهماً ذا فُوق.

وقال أبو عبیدٍ فی حدیث ابن مسعود أنه قال : إنا أصحابَ محمدٍ اجتَمَعْنا فأمَّرنا عثمانَ ، ولم نأْلُ عن خَیرنا ذا فُوق.

قال أبو عبید : قال الأصمعی : قوله : ذَا فُوق ، یعنی السَّهم الذی له فُوق ، وهو موضع الوَتر.

قال : وإنما نری أنه قال خیرنا ذا فُوق ، ولم یَقل خیرنا سَهْماً ، لأنه قد یقال له سهم وإن لم یکن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحکِم عمله ، فهو سَهْم ، ولیس بتامٍّ کامل ، حتی إذا أُصلح عَمَله واستَحکم فهو حینئذ سهمٌ ذُو فُوق ، فجعلَه عبدُ الله مَثَلاً لعثمان بقوله : إنه خیرُنا سَهْماً تامّاً فی الإسلام والسابقه والفَضْل ، فلهذا خَصَّ ذا الفُوق.

قال الفرّاء : أنشدنی المفضّل بیت الفرزدق :

ولکن وجدتُ السهمَ أهونَ فُوقُه

علیک فقد أودی دمٌ أَنت طالبه

قال : وهکذا أنشدنیه المفضل.

ص: 253

قال : إیَّاک وهؤلاء الذین یروونه : فُوقَهٌ.

وقال أبو الهیثم : یقال : شَنَّه وشَنَّات ، وشَنٌّ وشِنانٌ.

وقال ابن الأعرابی : المفوَّق : الذی یؤخذ قلیلاً قلیلاً مِن مأکول أو مشروب.

قال : والفؤاق : الوجَع مهموز لا غیر.

وأمّا الفُوَاق بین الحَلْبتین وهو السُّکون فغیرُ مهموز ، ویجوز فیه الفتح.

وقال الله جل وعز : (وَما یَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَیْحَهً واحِدَهً ما لَها مِنْ فَواقٍ (15)) [ص : 15].

قال الفراء : (ما لَها مِنْ فَواقٍ) ، وقرئ : (ما لها مِن فُواق) ، ومعناهما واحد ، أی : ما لَها مِن راحهٍ ولا إفاقهٍ ، وأصلُها من الإفاقه فی الرضاع إذا ارتضَعت البُهْمهُ أُمَّها ثم ترکَتها حتی تُنزِل شیئاً من اللبن ، فتلک الإفاقهُ الفُواق.

ورُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «العیاده قَدْر فُوَاق ناقه». وقال أبو عبیده : مَن قرأها : (ما لَها مِنْ فَواقٍ) [ص : 15] ، أرادَ ما لَها مِن إفاقه ولا راحه ، ذهب بها إلی إفاقه المریض ، ومَن ضَمَّها جعلَها مِن فُواق الناقه ، وهو ما بین الحَلْبَتین ، یرید ما لَها مِن انتظار.

وقال قتَاده : (ما لَها مِنْ فَواقٍ) ، مِن مَرجوع ولا مثَنوِیَّه ولا ارتداد.

وقال اللیث : فُواق الناقه : رُجوعُ اللَّبن فی ضَرْعها بعد حَلبها. تقول العرب : ما أَقامَ عندی فُواقَ ناقه.

قال : وکلَّما اجتمع مِن الفُواق دِرَّهٌ فاسمُها الفِیقه ، وقد أفاقت الناقه واستفاقها أهلها ، إذا نفَّسوا حَلَبَها حتی تجتمع دِرَّتها.

وبعضٌ یقول : فَواق ناقه بمعنی الإفاقه ، کإفاقه المَغْشیّ علیه. تقول : أفاقَ یُفیق إفاقهً وفَواقاً.

قال : وکلُّ مغْشیٍّ علیه أَو سَکْران أو مَعْتوهٍ إذا انجَلی ذلک عنه قیل : قد أَفاقَ واستَفاقَ.

وقالت خنساء :

هَرِیقی مِن دُموعِکِ واستفِیقی

وصَبْراً إنْ أَطَقْتِ ولَنْ تُطیقی

والفُوقُ : مَشَقُّ رأس السهم حیثُ یقع الوَتر. وحَرْفاه : زنمتاه. وهُذیلٌ تسمَّی الزَّنمَتین : الفُوقَین.

وأنشد :

کأنَّ النَّصْلَ والفُوقَین منه

خِلالَ الرأس شِیطَ به مُشیحُ

قال : وإذا کان فی الفُوق مَیل أو انکسارٌ فی إحدی زنمَتیه فذلک السهمُ أفْوَق ، وفِعْله الفَوَق.

وأنشد :

کَسَّر مِن عینیه تقویمُ الفَوَق

أبو عبید عن أبی عمرو قال : الأفْوَق من السِّهام : المکسور الفُوق.

ص: 254

قال : وقال الأصمعی : قد انفاق السهمُ : إذا انشقّ فوقُه.

وقال أبو عمرو : فإن کسرتَه أنت قلت : فقْتُ السهمَ أفوقه. فإن عمِلتَ له فوقاً قلتَ : فَوَّقتُه تَفْویقاً ، ونحو ذلک.

قال الکسائیّ : قالا : فإن وضعتَه فی الوتر لتَرمِیَ به قلت : أَفقتُ السَّهمَ وأفوقْتُه.

الأصمعیّ مثلَ هذا إلا أَنه قال بالسِّهم بالباء (1).

قال : وجمعُ الفوق أَفواق وفُوَق وفُقًی مقلوب.

وقال شَهْل بن شَیبان ، وهو الفِنْد الزِّمَّانیّ :

ونبلِی وفقاها ک

عراقیبِ القطَا الطُّحْلِ

وقال الکمیت :

ومِنْ دُونِ ذاکَ قِسِیُّ المَنو

نِ لا الفوقُ نَبْلاً ولا النُّصَّلُ

أی : لیست القوسُ بفَوقاء النّبْل ، أی : لیست نبالُها بفوق ولا بِنُصَّلٍ ، أی : بخارجه النِّصال من أَرعاظها.

قال : ونَصب نَبْلاً علی توهُّم التنوین وإخراج اللام کما تقول : هو حَسَنٌ وجهاً ، وکریمٌ والداً.

قال : والفاقه : الحاجه ، ولا فِعْل لها.

وقال ابن السکیت : یقال من الفاقه : إنه لمُفْتاق ذو فاقه.

وقال اللیث : الفاق : الجفنه المملوءهُ طعاماً ومنه قوله :

ترَی الأضیافَ ینتجِعون فاقِی

وقال غیره : الفاقُ : الزیتُ المطبوخ فی قول الشمَّاخ :

قامت تریکَ أَثِیتَ النَّبْت مُنْسدِلاً

مِثل الأساوِدِ قد مُسِّحْن بالقافِ

وقال أبو عبیده : الفاق : البان فی قول الشّمَّاخ.

وقال بعضهم : أَراد الأنفاق ، وهو الغَضُّ من الزیت.

ورواه أَبو عمرو :

قد شدِّخْن بالفاق

وقال : الفاق : الصَّحْراء. وقال مَرّه : هی أَرض.

وقال اللِّحیانی : خرجنا بعدَ أَفاویقَ من اللّیل ، أی : بعد ما تمضی عامَّه اللیل.

وأفاوِیقُ السحابه : مَطرُها مرَّهً بعد مرَّه.

وفی حدیث أبی موسی أنه ذکر قراءته القرآن فقال : «أما أنا فأتَفَوّقه تَفوُّقَ اللَّقوحِ». قال أبو عبید : یقول : لا أَقرأ جُزْئِی بمَرهٍ ، ولکنی أَقرأ منه شیئاً بعد شیء فی آناء اللّیل والنهار ، مأخوذ مِن فواق الناقه ،

ص: 255


1- فی «اللسان» (فوق): «وقال الأصمعی : أفقت بالسهم ، وأوفقتُ بالسهم ، بالباء».

وذلک أنها تحلَب ثم تترک ساعه حتی تَدِرَّ ثم تحلَب. یقال منه : قد فاقت تَفوق فواقاً وفِیقه.

وأنشد :

فأَضحَی یَسُحُّ الماءَ مِن کلِ فِیقهٍ

قال : وفی حدیثٍ مرفوع أنّه قَسَم الغنائمَ یومَ بَدْرٍ عن فُواق ، کأنه أراد أنه فَعَل ذلک فی قَدْر فُواقِ ناقه ، وفیه لُغَتان : فُواق وفَواق.

قال : وقیل : إنه أراد التفضیل ، أنَّه جعل بعضهم فیه أَفْوَقَ مِن بعض علی قدر غَنائهم.

وقال النَّضْر : فُوقُ الذکر : أعلاه.

یقال : کَمَرهٌ ذاتُ فُوق. وأنشد :

یا أیُّها الشیخُ الطَّویلُ المُوقِ

إِغْمزْ بهنَّ وضَحَ الطَرِیق

غمزَک بالحوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ

بین مَنَاطیْ رَکَبٍ مخلوقِ

قال أبو شعیب : قال أبو یوسف : یقال : فُوقَه وفُوق وفُوَق وأفواق.

قال رؤبه :

کسَّر من عینیه تقویمُ الفُوَق

فهذا جمع فُوقه.

ویقال : فُقوه وفقی علی القلب.

ویقال : ما بللتُ منه بأفوقَ ناصل ، وهو السَّهم المکسَّر الفوق الساقط النَّصل.

وقال أبو عمرو : یقال : رمَیْنا فُوقاً واحداً ، وهو أن یرمِیَ القومُ المجتمعون رَمیهً رَمیهً بجمیع ما معهم من السِّهام ، یعنی یَرمی هذا رَمیهً وهذا رمْیه.

والعرب تقول : أقْبِل علی فُوقِ نبلک ، أی : أقبلْ علی شأنک وما یعنیک.

ویقال : فلان لا یستفیق من الشراب ، أی : لا یجعل لشُرْبه وَقْتاً ، إنما یشربه دائماً.

ویقال : أَفاق الزمانُ : إذا أخصبَ بعدَ جَدْب.

وقال الأعشی :

المُهینین ما لَهمْ فی زمان ال

سَّوْءِ حتی إذا أفاقَ أفاقوا

یقول : إذا أفاق الزمانُ بالخِصْب أفاقوا مِن نَحْر إبلهمْ.

وقال نُصَیر : یرید إذا أفاق الزمانُ سهمَه لیَرمیَهم بالقَحْط أفاقوا له سِهامهم بنَحْر إبلهم.

ویقال : محالهٌ فَوْقاء : إِذا کان لکلِّ سِنٍّ منها فوقان ، مثل فوقی السَّهْم.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الفَوَقه : الأدباء الخُطْباء.

الأصمعی : فوّقَ نبله تَفْویقاً : إذا قَرَضَها وجَعل لها أفواقاً.

ومَثَل للعرب یُضرب للطالب لا یجدُ ما طَلَب : رجعَ بأفْوَقَ ناصلٍ ، أی : بسهمٍ

ص: 256

منکسر الفوق لا نَصْلَ له.

ویقال للإنسان تشخص الرِّیحُ فی صَدْرِه فاقَ یفُوق فُواقاً وبه فواق.

وقال أبو تراب : قال السُّلَمی : شاعر مُفْلِق ومُفِیقٌ ، باللام والیاء.

ثعلب عن سلمه عن الفراء قال : یجمع الفُواق أَفیقَه ، والأصل أَفْوِقه ، فنقِلتْ کسره الواو لما قبلها فقلبت یاء لانکسار ما قَبْلها ومِثلُه : (أَقِیمُوا الصَّلاهَ) [البقره : 43] ، الأصل أقْوِموا ، فألْقَوا حرَکَه الواوِ علی القاف فانکسرتْ وقَلبوا الواو یاء لکسره القاف ، فقُرئت أقیموا. کذلک قولهم أَفیقَه ، هذا میزانُ واحد ، ومثله مُصیبه ، کانت فی الأصل مُصْوبه وأفْوِقه مثل جَواب وأجوبه.

وفق

قال اللیث : الوَفْق : کلُّ شیء یکون متفقاً علی تیفاقٍ واحد فهو وَفْق ، کقوله :

یَهْوِینَ شَتّی ویَقَعْنَ وَفْقا

قال : ومنه الموافقه.

تقول : وافقتُ فلاناً فی موضع کذا وکذا ، أی : صادفتُه. ووافقتُ فلاناً علی أمر کذا وکذا ، أی : اتفقنا علیه مَعاً.

وتقول : لا یتوفق عبدٌ حتّی یوفِّقه الله وأنَّ فلاناً موفَّق : رَشید. وکنَّا مِن أمرنا علی وِفاق.

وقال اللیث : لغهٌ أوفقتُ السهمَ إذا جعلتَ فوقَه فی الوَتر ، واشتق هذا الفعل من موافَقه الوتر مَحزَّ الفُوق.

وَقال غیره : الأصلُ : فوقتُ السهمَ مِن الفوق.

ومَن قال : أَوفَقْتُ فهو مقلوب.

وقال ابن بُزرج : أَوفَقَ القومُ الرجلَ : دَنَوْا منه واجتمعتْ کلمتُهم علیه. وأَوفَقَت الإبلُ : اصطفت واستَوت مَعاً.

وقال ابن الأعرابی : هذا وَفْقُ هذا ووِفاقُه ، وفیقُه وفُوقُه ، ورسیّه وعِدْله ، واحد.

ویقال : أتان لتَوْفاق الهلال ، وتِیفاق الهلال ، ومِیفاق الهلال ، وتوفیق الهلال معناه أتانا حینَ أُهِلَّ الهلال.

ویقال : حَلوبه فلانٍ وَفْقُ عیاله ، أی : قدر ما یقُوتُهم.

قال الراعی :

أمَّا الفقیر الذی کانت حَلُوبتُه

وفقَ العِیالِ فلم یُترَکْ له سَیَدُ

أبو عبید عن أبی عمرو : ووفق أمرُه یفِق.

وقال الکسائی : یقال : رَشِدْتَ أَمرَکَ وَوفِقْتَ رأْیک.

وقال القُتیبیّ معنی وَفِقَ أَمْرَهُ : وجدهُ موافقاً.

وقال اللِّحیانیّ : وَفِقه : فَهِمه.

وفی «النوادر» : فلانٌ لا یفِقُ لکذا وکذا ، أی : لا یقدَّر له لوقته ، یقال : وَفِقْتُ له ،

ص: 257

ووفقْتُه ووفقنی ، وذلک إذا صادَفنی ولقِینی.

وقال أبو زید : مِن الرِّجال الوفیق ، وهو الرفیق ؛ یقال : رفیق وفیق.

وقال الأصمعی : أَوفقَ الرامی إیفاقاً : إذا جَعَل الفُوقَ فی الوتر.

وقال رؤبه :

وأُوفِقَتْ للرمی حَشْرابُ الرَّشَقْ

ویقال : إنه لَمُستَوفقُ له بالحُجّه ومفیق له : إذا أصاب فیها.

أفق

أبو عبید عن أبی عمرو : الآفِق علی میزان فاعل : الذی قد بلغ فی العِلم الغایه ، وکذلک فی غیره من أبواب الْخَیر.

وقد أفَق یأفِق.

وقال الأعشی :

ولا الملکُ النعمانُ یوم لقیته

بغِبْطتِه یُعْطِی القُطوطَ ویأْفِقُ

قال : یأفق : یُفْضِل.

وقال اللیث : أفقَ الرجلُ یأفقُ : إذا رکِب رأسَه فذهب فی الآفاق.

قال : وقوله : «یعطی القطوطَ ویأفقْ» ، أی : یأخذ من الآفاق وواحد الآفاق أُفْق ، وهی النواحی. وکذلک آفاق السماء نواحیها ، وکذلک أُفق البیت من بیوت الأعراب : ما دُون سَمْکه.

وقال أبو عبید عن غیر واحد من أصحابه : الجِلد أوّلُ ما یُدبَغ فهو منیئه ثم أفیق ، ثم یکون أَدِیماً. وقد أَفقْته. قال : وجمعُ الأفیق أفَقَ ، مثل : أَدیم وأَدَم.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم : «أنَّ عمر دخلَ بیتَه وفیه أفیق».

وقال اللیث : الأفَقَه : مَرْقَهٌ مِن مَرْق الإهاب.

وقال الأصمعیّ : بعیرٌ آفِق ، وفَرَسٌ آفِق : إذا کان رائعاً کریماً وکان البعیرُ عَتِیقاً کریماً.

وقال شمِر : فرَس أُفُقٌ رائِعَه.

وأنشد :

أرجِّلُ لِمَّتِی وأَجُرّ ثوْبی

ویَحْمِل بِزَّتی أُفق کُتَیْتُ

قال أبو سعید : الأفیق من الجلود : ما دُبغ بغیر القَرظ من أَدْبِغه أهل نجد ، مثل الأرْطَی والحُلَّب والقَرْنُوَه والعِرْنه وأشیاء غیرها ، فهذه التی تدبغ بهذه الأربعه فهی أَفَق حتی تُقَدَّ فیُتَّخذ منها ما یُتَّخَذ.

وقال الأصمعی : رجُلٌ أَفَقِیٌ : إذا کان من آفاق الأرض ، أی : نواحیها.

وقال الکمیت :

الفاتقون الراتقو

ن الآفِقون علی المعاشر

ویقال : تأَفّق : إذا جاءَ من أُفق.

وقال أبو وجْزه :

ص: 258

أَلَا طُرقَتْ سُعْدَی فکیف تأَفَّقَتْ

بنا وهی مِیسانُ اللیَالی کَسُولُها

قالوا : تأفَّقَتْ بنا : أَلَمَّتْ بنا وأتتنا.

وقال ابن السکیت : رجُلٌ أَفَقِیّ بفتح الألف والفاء : إذا أضفتَه إلی الآفاق.

وبعضهم یقول : أُفُقِیّ بضم الألف والفاء.

وأُفاقه : موضعٌ ذکره لَبیدٌ فقال :

وَشهدْتُ أنجیهَ الأُفاقه عالیاً

کَعْبِی وأرْدافُ الملوکِ شُهودُ

وفی حدیث لقمان بن عاد حِین وَصَف أخاه فقال : صَفَّاقٌ أفّاق ، یُعمِل الناقهَ والسَّاق.

معناه : أنه یضرب فی آفاق الأرض کاسباً.

ویقال : أفقَه یأفِقُه : إذا سبقه بالفضْل.

وقال أبو زید : أفَقَ یأفِق أفْقاً ، أی : غَلَب یغلب.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الأفَقَهُ : الخاصِرَه.

قال : وقَعَدْتُ علی أَفَق الطریق ، أی : علی وَجْهه ، والجمیعُ آفاق.

فاق

قال اللیث : الفَأَق : داءٌ یأخذُ الإنسانَ فی عَظْم عُنقه الموصول بدماغه ، فیقال : فَئِق الرجلُ فأَقاً فهو فَئق مُفْئِقٌ ، واسمُ ذلک : العظْم الفائق.

وأنشد :

أو مُشْتَکٍ فائِقُه من الفَأَق

وإکافٌ مُفْأَقٌ : مُفَرَّج.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : الفائق هو الدُّرْدَاقِسُ.

وقال أبو نصر ، یقال : فلانٌ یشتکِی عَظْمَ فائقه ، یعنی العظم الذی فی مؤخّر الرأس یُغمَز من داخل الحَلْق إِذا سَقَط.

وقال اللّحیانی : الفائق : عظْم فی مؤخّر الرأس مما یَلی الحلق.

یقال : فاقه فهو یفُوقه : إذا أزال فائقَه.

وقال کثیر :

یفوق رقاته الثّؤباء فوقاً

أجابته ولیست لانسیاب

یصف رجلاً کأنّه حیَّه صماء لا تغنی فیها الرُّقی ، أنَّ الرقاه یرمونها ویتثاءبون حتی تفوقهم الثؤباء ، أی : تزیل فائقهم.

باب القاف والباء

ق ب
اشاره

(وا یء) قوب ، قبا ، قأب ، بقی ، وقب ، وبق ، أبق ، [بوق].

قبا

رَوی شمر بإِسنادٍ له عن عطاء أنّه قال : یُکره أن یَدخل المعتکف قَبْواً مَقْبُوّاً. قیل له : فأَیْنَ یُحْدِث؟ قال : فی الشِّعَابِ.

قیل : فقعود المسجد؟ فقال : إنَّ المسجد لیس کذلک.

قال شمر : قال ابن شمیل : قَبَوْتُ البِناء ،

ص: 259

أی : رَفَعْتُه.

قال : والسماء مَقْبُوَّهٌ ، أی : مرفوعه.

قال : ولا یقال : مَقْبُوَّهٌ من القُبَّه ، ولکن یقال : مُقَبَّبه.

وقال اللیث : القَباءُ ممدود ، وثلاثهُ أقْبِیه.

وقد تَقَبَّی الرجلُ : إذا لبس قَباءَه. وقُبا : قریه بالمدینه.

ویقال : اللِّئام : قابیاً وقابِعاً.

ومنه قوله :

بنو قابیاً وبَنُو قَوْبَعَه

والقَبَایَه : المَفازَه بلُغه حِمْیَر.

وقال الرَّاجز :

وما کان عَنْزٌ تَرْتَقِی بقَبایهٍ

ثعلب عن ابن الأعرابی : القَبا : ضَرْبٌ من الشجر. والقَبَا : تقویسُ الشیء. وتَقبَّی الرجلُ فلاناً : إذا أتاه مِن قِبَل قَفَاه.

وقال رؤبه :

وإن تَقَبَّی أَنْبَتَ الأنایبا

فی أُمَّهاتِ الرأسِ هَمْزاً وَاقبَا

شمر عن أبی عمرو : قَبَوْتُ الزَّعفَرانَ والعُصْفُر أقْبُوه قَبْواً ، أی : جَنَیْتُهُ.

سَلَمه عن الفرَّاء : القابِیَه : المرأه التی تلقُطُ العُصْفُر.

وقال شمر فی قوله :

مِنْ کلِّ ذاتِ ثَبَجٍ مَقَبِّی

المقبِّی : الکثیر الشحم. وأهل المدینه یقولون للضَّمه قَبْوَه. وقد قَبا الحَرفَ یَقْبُوه : إذا ضمَّه وکأنَ القَباء مشتقٌّ منه.

وقال اللِّحیانیّ : یقال : قَبِ هذا الثوب تقبیهً ، أی : اقطعْ منه قَباء. وانقَبَی فلانٌ عنَّا انقِباءً : إذا استخفَی.

وقال أبو تراب : سمِعتُ الجَعْفَرِیّ یقول : اعتبَیْتُ المتاعَ واقتبیتُه : إذا جمعته. وقد عَبَا الثیابَ یَعبَاها وقَباها یقباها.

قلت : وهذا جائزٌ علی لُغه مَن یَرَی تَلیین الهمزه.

بقی

قال اللیث : تقول العرب : نشدتُک الله والبُقْیا ، وهی البقِیّه.

أبو عُبَیدٍ عن الکسائیِّ قال : البَقْوَی والبُقْیا هی الإبقاء ، مِثل الرَّعْوَی ، والرُّعْیَا مِن الإرعاء علی الشیء ، وهو الإبقاءُ علیه.

العرب تقول للعدوّ إذا غلب : البقیَّه! أی : أبقوا علینا ولا تستأصلونا.

ومنه قول الأعشی :

قالوا البقیه والخطیّ تأخذهم

وقوله : (أُولُوا بَقِیَّهٍ) [هود : 116] من دینٍ ، قومٌ لهم بقیّه : إذا کانت بهم مُسْکَه ، وفیهم خیر.

قال الأزهری : البقیّه : اسمٌ من الإبقاء ، کأنه أراد ، والله أعلم : فلو لا کان من القرون قومٌ أُولوا إبقاءٍ علی أنفسهم لتمسکهم بالدِّین المرضیّ. ونصب (إِلَّا قَلِیلاً) [هود : 116] لأنَّ المعنی فی قوله

ص: 260

(فَلَوْ لا) : فما کان. ولأن انتصاب (قَلِیلاً) علی انقطاعٍ من الأول.

وقال الفرّاء : قوله : (بَقِیَّتُ اللهِ خَیْرٌ لَکُمْ) [هود : 86] ، أی : ما أبقی لکم من الحلال خیر لکم.

قال : ویقال : مراقبه الله خیر لکم.

اللیث : بَقِیَ الشیءُ یَبْقَی بقَاءً ، وهو ضِدُّ الفناء.

ویقال : ما بقیَت منهم باقیهٌ ، ولا وَقاهم من اللهِ وَاقیه.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (فَهَلْ تَری لَهُمْ مِنْ باقِیَهٍ (8)) [الحاقه : 8].

قال الفرّاء : یرید من بقاء ، ویقال : هل تَری منهم باقیاً ، کلُّ ذلک فی العربیّه جائزٌ حَسَن.

وقال اللیث : الباقی حاصل الخراج ونحوِه.

وفی لغه طیِّئ : بَقَی یبقَی ، وکذلک لُغَتُهم فی کل یاءٍ انکسر ما قبلها ، یجعلونها ألفاً ساکنه نحوَ بَقِیَ ورَضِیَ وفَنِیَ.

قال : واستَبْقَیْت فلاناً : إذا وَجَب علیه قَتْلٌ فعفوْتَ عنه. وإذا أعطیتَ شیئاً وحبستَ بعضَه قلت : استبقَیْتَ بعضَه. واسْتَبْقَیْتُ فلاناً فی معنی العفو عن ذنبه ، واستِبقاء مودَّته.

وقال النابغه :

ولست بمستَبقٍ أخاً لا تلُمُّه

علی شَعَثٍ أیُّ الرجال المهذّبُ

الأصمعیّ : المُبْقِیات من الخیل : التی تُبْقِی بعضَ جَرْیها تدَّخره.

وقول الله : (وَالْباقِیاتُ الصَّالِحاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّکَ ثَواباً) [الکهف : 46] ، هی : الصلوات الخمس.

وقیل : الأعمالُ الصالحهُ کلُّها.

بقا

فی حدیث معاذ بن جبل : «بَقَیْنَا رسولَ الله صلی الله علیه وسلم فی أشهر رمضان حتی خشینا فوت الفَلاح».

قال أبو عبید : قال الأحمر فی قوله : بَقَیْنَا ، أی : انتظرْنا وتبصَّرْنَا.

یقال منه : بقیْتُ الرجلَ أَبْقِیه بَقْیاً.

وأنشد الأحمر :

فهنَّ یَعْلِکْنَ حدائداتها

جُنْحَ النواصِی نحوَ أَلْوِیاتِها

کالطَّیْرِ تَبقی متداوماتِها

یعنی : تنظر إلیها.

وقال اللحیانیّ : بَقَیْتُه وبقَوْتُه : نظرْتُ إلیه.

وقال الزجاج فی قوله جلّ وعزّ : (أُولُوا بَقِیَّهٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ) [هود : 116] ، معناه : أُولوا تمییز.

قال : ویجوز (أُولُوا بَقِیَّهٍ) : أُولوا طاعه.

قال : ومعنی البقیه إذا قلتَ فی فلانٍ بقیّه ، معناه : فیه فضلٌ فیما یُمْدَح به ، وجمعُ

ص: 261

البقیَّه بَقَایا.

بوق

روی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «لیس بمؤمنٍ من لا یأمَن جارُه بَوائقَه».

قال أبو عبید : قال الکسائی وغیره : بوائقه غوائله وشرّه. ویقال للداهیه والبلیَّه تنزل بالقوم : أصابتهم بائقه.

وفی حدیث آخر : «اللهمَّ إنِّی أعوذُ بک مِن بَوائق الدهر».

قال الکسائی : یقال : باقَتهم البائقه فهی تَبُوقُهم بَوْقاً ، ومثله فقَرَتْهم الفاقره.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : باقَ : إذ هَجَم علی قومٍ بغیر إذنهم. وباق : إذا کذب.

وباقَ : إذا جاء بالشَّرّ والخُصومات.

أبو عبید عن الأصمعیّ : أصابتْنا بُوقهٌ منکَره وبوق ، وهی دُفْعهٌ من المطر انبعجتْ ضَرْبهً.

وقال رؤبه :

نَضّاح البُوَقْ

ویقال : هی جمع بُوقه مِثل أُوقهٍ وأُوَق.

وقال اللیث : البُوقه : شجرهٌ مِن دِقّ الشَّجر ، شدیده الالتواء.

قال : ویقال : أصابَهمْ بَوْقٌ من المطر ، وهو کَثْرته.

قال : والبُوقُ شِبه منقافٍ مُلْتوِی الخَرْق ، وربّما نَفخ فیه الطَّحان فیَعلو صوْته فیُعلَم المرادُ به. ویقال للإنسان الذی لا یکتم سرَّه : إنّما هو بُوق.

أبو عبید عن أبی عمرٍو قال : البُوق : الباطل. وأنشد :

إلا الذی نطقوا بُوقا

وقال شمر : البُوق : شیء یُنفَخ فیه. قال : ولم أسمع البُوق فی الباطل إلَّا هنا ، وأنکر بیت حسان فلم یعرفه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ یقال : باقَ یَبوق بَوْقاً : إذا تَعَدَّی علی إنسان. وباقَ یَبُوقُ بَوْقاً : إذ جاء بالبُوق ، وهو الکذب السُّماق.

قلت : وهذا یدلّ علی أنَّ الباطل یسمَّی بُوقاً.

قوب

قال اللیث : القَوْب : أن تُقوِّب أرضاً أو حُفْرهً شِبْه التقویر. تقول : قُبْتُها فانقابت.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیّ : قاب الرجلُ : إذا قَرُب ، وقابَ : إذا تَقوَّب جِلدُه ، وقاب یَقوبُ قَوْباً : إذا هَرَب.

وقال اللیث : الجَرَبُ یُقوِّب جِلد البعیر فتَری فیه قُوَباً قد انحردتْ مِن الوَبَر ، ولذلک سمِّیت القُوبَاء التی تخرج فی جِلد الإنسان فتُداوی بالرِّیق ، وأنشد :

یا عَجَبَاً لهذه الفَلِیقَهْ

هل ینفعنَ القُوَباءَ الرِّیقَه

ابن السکیت : رجلٌ قُوَبه : ثابت الدار مقیم.

سلمه عن الفراء قال : القُوبا مؤنَّث

ص: 262

وتذکّر ، وتُحرَّک وتُسکّن ، فیقال : هذه قُوَباءُ فلا تُصرَف فی معرفه ولا نکره ، وتُلحَق بباب فُقَهاء وهو نادر ، وتقول فی التخفیف هذه قُوبی فلا تصرف فی المعرفه وتصرف فی النکره ، وتقول : هذه قُوباء فتصرف فی المعرفه والنکره وتُلحق بباب طُومار. وأنشد :

به عَرَصاتُ الحَیِ قَوَّبْن مَتنَه

وجَرَّدَ أثباجَ الجراثیم حاطبُه

قوّبنَ متنَه ، أی : أثّرن فیه بمَوْطئهم ومَحَلِّهم.

وقال العجّاج :

مِنْ عَرَصات الحیِّ أمْسَتْ قُوَبا

أی : أمست مقوَّبه.

وقال الله جل وعزّ : (فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی (9)) [النجم : 9] ، قال مُقاتل : لکلِ قابان ، وهما ما بین المَقْبِض والسّیه.

وقال الحسن : (قابَ قَوْسَیْنِ) ، أی : طول قوسین.

وقال الفراء : (فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ) ، أی : قدر قوسین عربیَّتین ، ونحو ذلک قال الزجاج.

وقال ابن الأعرابی : القُوبیُ : المُولع بأکل الأقواب وهی الفراخ.

وقال الفراء : القائبه : البیضه ، والقوب : الفرخ.

وقال الکمیت :

لهنَّ وللمشیب ومَن عَلاهُ

من الأمثال قائبه وقوبُ

شبه مزایله النساءِ من الشیوخ بخروج القوب ، وهو الفَرْخُ ، من القائبه ، وهی البَیضه. فیقول : لا یرجعن إلی الشیخ کما لا یرجع الفرخ إلی البیضه.

ونهی عمر عن التمتع (بِالْعُمْرَهِ إِلَی الْحَجِ) وقال : «إنکم إن اعتمرتم فی شَهر الحج رأیتموها جازیهً مِن حجِّکم وعمرتکم ، فقَرعَ موضعُ الحج سائر السنَه ، وکانت قائبه قَوبٍ».

ضَرَب عمر هذا مثلاً لخلاء مکّه من المعتمرین سائر السنه ، أراد أن تکون مکهُ معمورهً بالمعتمرین فی غیر شهور الحج.

ویقال : قُبتُ البیضَه أقُوبُها قَوْباً فانقابت انقیاباً.

قلت : وقیل للبیضه قائبه ، وهی مَقُوبه لأنّهم أرادوا أنها ذاتُ قُوب ، أی : ذاتُ فَرْخ. ویقال لها قاوبه : إذا خَرج منها الفَرْخ ، والفَرْخ الخارج منها یقال له قُوبٌ وقُوبیٌ.

وقال الکمیت :

وأفرَخَ مِن بَیض الأنُوقِ مَقُوبُها

ویقال : انقابَ المکان وتقوَّب : إذا جُرِّد فیه مواضعُ من الشّجر والکلأ.

وقال الفرّاء : هی القِبه للفَحِث.

وفی «نوادر الأعراب» : قِبَّه الساق :

ص: 263

عَضَلتها. وتقوّبت البیضه : إذا انفلقت عن فرخها.

یقال : انقضت قائبه من قُوبها ، وانقضی قوبیٌ من قائبه. معناه : أنّ الفرخ إذا فارق بیضتَه لم یَعُد إلیها.

وقال الکمیت :

فقائبهٌ ما نحن یوماً وأنتم

بنی مالک إن لم تفیئوا وقوبها

یعاتبهم علی تحوُّلهم بنسبهم إلی الیمن.

یقول : إن لم ترجعوا إلی نسبکم لم تعودوا إلیه أبداً فکانت بلیّه ما بیننا وبینکم.

وقال شمر : قِیبت البیضهُ ، فهی مقوبهٌ : إذا خرجَ فرخها.

ویقال : قابه وقوب ، بمعنی قائبه وقوب.

ابن هانئ : القوب : قِشر البیض.

وقال الکمیت یصف بیض النعام :

إلی توائم أصغی من أجنّتها

وساوسَ عنها قابت القُوَبُ

أصغَی من أجنّتها ، یقول : لما تحرَّک الولدُ فی البیض تسمَّعَ إلی وسواس. جعل تلک وسوسهً. قال : وقابت : تفلَّقَت. والقوب : البیضه.

قأب

أبو عبید عن الفراء : قَئِب وصئِب وذَبحَ : إذا أکثر من شرب الماء.

وقال أبو زید : قَئبْتُ مِن الشراب أقَأَب قأباً : إذا شرِبتَ منه.

وقال اللیث : قئبت من الشراب أقأبُ ، وقأبْتُ لغه : إذا امتلأتَ منه.

أبو عبید عن الأمویّ : قأبتُ الطعام : أکلته وکذلک دأثْتُه.

وقال غیره : یقال : إناء قَوأبٌ وقوأبیٌ کثیر الأخْذ للماء. وأنشد :

مدٌّ من المِداد قوأَبیُ

وقال شمر : القوأبیّ : الکثیر الأخذ.

وقب

اللیث : الوَقْب : کلُّ قَلْت أو حُفْره کقَلْتٍ فی فهرٍ وکوقْب المُدْهُنه. ووَقْبهُ الثّرید : أُنقوعتُه.

وأنشد :

فی وَقْبِ خَوْصاء کوقْبِ المُدْهُنِ

أبو عبید عن أبی زید : الوَقیت : صوتٌ یخرج من قُنْب الفَرس ، وهو وِعاء قضیبه ، وقد وقَب یَقب.

وقال الفراء فی قول الله جل وعز : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3)) [الفلق : 3] ، الغاسق : اللَّیل. (إِذا وَقَبَ) : إذا دخلَ فی کلّ شیء أو ظلم.

ورُوِی عن عائشه أنها قالت : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم لما طلع القمَر : «هذا الغاسق (إِذا وَقَبَ) فتعوَّذی بالله من شرّه».

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الأوقاب : قماش البیت. والوَقْب : الرجل الأحمق ، وجمعُه

ص: 264

أوقاب. والأوقاب : الکِوَی ، واحدها وَقب.

قال : والوُقبیّ : المولَعُ بصحه الأوقاب ، وهم الحَمقی. والمنقاب : الرجل الکثیر الشُّرب للنَّبیذ.

وقال الفراء : الإیقاب : إدخال الشیء فی الوَقْبه.

وأنشد غیره :

أبنی لُبَیْنَی إنّ أمَّکُمُ

أمَهٌ وإنَّ أباکُمَ وَقْبُ

وقال مبتکرٌ الأعرابیّ فیما رَوی أبو تراب عنه : إنهم یسیرون سَیْر المیقاب ، وهو أن یُواصلوا بین یومٍ ولیله.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیّ : المیقَب : الوَدَعه.

وبق

قال الفراء فی قول الله جل وعز : (وَجَعَلْنا بَیْنَهُمْ مَوْبِقاً) [الکهف : 52] ، یقول : جعلْنا تَواصُلهم فی الدُّنیا مَوْبِقاً ، أی : مَهْلَکاً لهم فی الآخره.

وقال ابن الأعرابی : (جَعَلْنا بَیْنَهُمْ مَوْبِقاً) ، أی : حاجزاً. قال : وکلُّ حاجزٍ بین شیئین فهو مَوْبق.

وقال أبو عبیده : الموبق : الموعد فی قوله : (وَجَعَلْنا بَیْنَهُمْ مَوْبِقاً) ، واحتجّ بقوله :

وجادَ شَرَوْرَی والسِّتَار فلم یَدعْ

بعاراً له والوادیین بموبقِ

یعنی بموعد.

وقال الفراء : یقال : أوبقتْ فلاناً ذُنوبُه ، أی : أهلکتْه فَوَبِقَ یَوْبقُ وَبقاً ومَوْبِقاً : إذا هَلَک.

قال : وحَکی الکسائی : وَبقَ یَبِق وُبُوقاً.

وفی «نوادر الأعراب» : وبقت الإبل فی الطِّین : إذا وَحِلَتْ فنشبتْ فیه. ووَبق فی ذَنْبه : إذا نَشِب فیه فلم یتخلّصْ منه.

وقال الله جل وعزّ : (أَوْ یُوبِقْهُنَ بِما کَسَبُوا) [الشوری : 34] ، أی یحبسهنّ ، یعنی الفُلْک ورُکبانها ، فیهلکوا غرقاً.

أبق

قال اللیث : الأبَق : القُنب ، ومنه قول زهیر :

قد أحکِمَتْ حَکماتِ القِدّ والأبَقا (1)

وقال اللیث : الإباقُ : ذَهاب العبد من خَوْف ولا کد عمل.

قال : وهکذا الحکمْ فیه أن یُرَد ، فإذا کان من کَدّ عملٍ أو خوف لم یُرَدّ قلتُ : الإباق : هَرَب العبد من سیّده.

وقال الله جل وعز فی قصه یونس علیه السلام حین نَدَّ فی الأرض مغاضباً لقومه : (إِذْ أَبَقَ إِلَی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ (140)) [الصافات : 140].

ص: 265


1- فی المطبوع : «القدّ والأبقا» والتصویب من «اللسان» (أبق).

أخبرنی المنذریُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی أنّه أنشده :

ألَا قالت بَهانِ ولم تَأَبَّقْ

نَعِمْتَ ولا یَلیقُ بک النَّعیمُ

قال : لم تأَبقْ ، أی : تَأَثمْ من مَقالتها.

وقال غیره : لم تأبقْ ، أی : لم تأنفْ.

ویقال : أبَق العبدُ یأَبقُ إباقاً فهو آبِق ، وجمعُه أبَّاق.

باب القاف والمیم

ق م
اشاره

(وا یء) قوم ، قمی ، قمأ ، وقم ، ومق ، موق ، مأق ، مقا.

قوم

قال اللیث : القوم : الرِّجال دون النساء.

ومنه قول الله : (لا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) ، أی : رجالٌ من رجال ، (وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ) [الحجرات : 11] یدلُّ علیه قولُ زهیر :

وما أدری ولستُ إخالُ أدرِی

أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نِسَاءُ

قال : وقومُ کلِّ رجلٍ شیعتُه وعشیرته.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی العباس ، أنّه قال : النَّفَر والقَومُ والرَهْط ، هؤلاء معناهم الجَمع ، لا واحدَ لهم من لفظهم ، للرِّجال دون النساء.

وقال اللیث : القَوْمه : ما بین الرَّکعتین مِن القیام.

قال : وقال أبو الدُّقَیش : «أُصَلِّی الغداه قَوْمَتَین ، والمغربَ ثلاث قومات». وکذلک قال فی الصلاه.

وقال اللیث : القامه : مقدارٌ کهیئه رجُل ، یُبنَی علی شَفیر البئر ، یوضع علیه عُودُ البَکره : والجمیع القِیَم. وکلُّ شیءٍ کذلک فوق سطحٍ ونحوه فهو قامه.

قلت : الذی قاله اللیث فی تفسیر القامه غیر صحیح. والقامه عند العرب : البَکْره التی یُسْتَقی بها الماء من البئر.

وأقرأنی الإیادیُّ عن شمر لأبی عُبیدٍ عن أبی زید أنه قال : النَّعامه الخشبه المعترضه علی زُرنُوقَیِ البئر ، ثم تُعلَّق القامه ، وهی البکره ، من النَّعامه ، وجمیعها قِیَم.

وأخبرنی غیر واحدٍ عن أبی الهیثم ، أنه قال : القامه : جماعه الناس. والقامه أیضاً : قامه الرجل.

وقال الأصمعی : فلانٌ حسن القامه والقِمَّه والقُومِیَّه بمعنًی واحد.

وأنشد :

فتَمَّ من قَوامها قُومیُ

وقال اللیث : یقال فلان ذو قُومیَّهٍ علی مالِه وأمرِه. وتقول : هذا الأمر لا قُومیّه له ، أی : لا قِوَامَ له.

أبو عبید عن أبی عبیده : هو قِوام أهل بیته وقِیَام أهل بیته ، من قول الله جلَّ وعزَّ : (جَعَلَ اللهُ لَکُمْ قِیاماً) [النساء : 5].

ص: 266

وقال الزجاج : قُرئت : (جَعَلَ اللهُ لَکُمْ قِیاماً) و (قِیَماً).

قال : ویقال : هذا قِوام الأمر ومِلاکُه.

المعنی : التی جعلها الله لکم قِیاماً تُقِیمُکم فتَقومون بها قِیاماً. ومَن قرأ : (قِیَماً) فهو راجعٌ إلی هذا. والمعنی : جعَلَها الله قَیِّمهَ الأشیاء ، فیها تَقُومُ أمورُکم.

وقال الفراء فی قوله تعالی : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَکُمُ الَّتِی جَعَلَ اللهُ لَکُمْ قِیاماً) [النساء : 5] یعنی التی بها تقومون قیاماً وقِواماً.

قال : وقرأها نافع المَدَنیّ : (قِیَماً) والمعنی واحد. والله أعلم.

اللیث : قمتُ قیاماً. والمَقام : موضع القَدمین. وأقمتُ بالمکان مُقاماً وإقامهً.

والمَقام والمُقامه : الموضع الذی تقیم به.

ورجالٌ قیام ونساءٌ قُیّمٌ ، وقائمات أعرف.

ودنانیرُ قُوَّم وقُیَّم. ودینارٌ قائم : إذا کان مثقالاً سواءً لا یرجَح ، وهو عند الصَّیارِفه ناقصٌ حتی یرجَحَ بشیء فیسمَّی مَیَّالاً.

والعَیْن القائمه : أن یذهب بَصَرُها والحَدَقهُ صحیحه.

قال : وإذا أصاب البَرْدُ شجراً أو نبْتاً فأهلَک بعضاً وبقیَ بعضٌ ، قیل : منها : هامد ومنها قائم. ونحو ذلک کذلک.

قال : وقائم السیف مَقبِضُه وما سِوَی ذلک فهو قائمه نحو قائمه الخِوان والسَریرِ الدَّابه.

ویقال : قام قائم الظَهیره ، وذلک إذا قامت الشمس وکاد الظلّ یَعقِل : وإذا لم یُطِق الإنسان شیئاً قیل : ما قام به.

وقیّم القومِ : الذی یقوِّمهم ویَسُوسُ أمرَهم.

وفی الحدیث : «ما أفلح قومٌ قیِّمتُهم امرأه».

وفی الحدیث : «قل آمنتُ بالله ثم استقِمْ»

فسِّر علی وجهین : قیل : هو الاستقامه علی الطاعه ، وقیل : هو ترک الشِّرک.

قال الأسود بن هِلال فی قوله تعالی : (رَبُّنَا اللهُ ثُمَ اسْتَقامُوا) [فصلت : 30] : لم یُشرِکوا به شیئاً.

وقال قتاده : استقاموا علی طاعه الله تعالی.

وقال کعب بن زهیر :

فهم ضربوکم حین جُرتم عن الهُدَی

بأسیافکم حتی استقمتُم علی القِیَمْ

قالوا : القِیَم : الاستقامه. (دِیناً قِیَماً) : مستقیماً.

ویقال : رُمْح قَوِیم ، وقَوامٌ قَوِیم ، أی : مستقیم.

وفی حدیث حکیم بن حزام : «بایعتُ رسول الله صلی الله علیه وسلم ألّا أخِرَّ إلا قائماً».

قال أبو عبید : معناه : بایعتُ أن لا أمُوتَ إلَّا ثابتاً علی الإسلام. وکلُّ من ثبتَ علی شیءٍ وتمسّک به فهو قائم علیه.

ص: 267

قال الله جل وعزّ : (لَیْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ أُمَّهٌ قائِمَهٌ یَتْلُونَ آیاتِ اللهِ) [آل عمران : 113] ، إنما هو من المواظبه علی الدِّین والقیام به.

وقال جل وعزّ : (لا یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً) [آل عمران : 75].

قال مجاهد : مواظباً. ومنه قیل فی الکلام للخلیفه : هو القائم بالأمر. وکذلک فلانٌ قائم بکذا وکذا ، إذا کان حافظاً له مستمسکاً به.

قال أبو عبید : وفی الحدیث أنّه لما قال له : «أبایُعک ألَّا أخِرَّ إلّا قائماً» ، قال له النبی صلی الله علیه وسلم : «أمَّا مِن قِبَلِنا فلستَ تَخِرّ إلّا قائماً» ، أی : لسنا ندعوک ولا نبایُعک إلَّا قائماً ، أی : علی الحق.

وروی عن الفراء قال : القائم : المستمسک بدینه. ثم ذکر هذا الحدیث.

وقال فی قول الله : (أُمَّهٌ قائِمَهٌ) ، أی : مستمسکه بدینها.

وقول الله جل وعزّ : (دیناً قیّماً).

قال أبو إسحاق : القیِّم ، هو المستقیم ؛ وقرئت : قِیَماً [الأنعام : 161].

والقِیَم مصدر کالصِّغَر والکبر ، إلا أنه لم یُقَل قِوَم مثل قوله : (لا یَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) [الکهف : 108] ، لأنَ قِیَماً من قولک : قام قِیَماً ، وقام کان فی الأصل قَوَمَ أو قَوُمَ فصار قام ، فاعتلّ قِیَم.

فأَمَّا حِوَل فهو علی أنه جارِ علی غیر فِعْل.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (وَذلِکَ دِینُ الْقَیِّمَهِ) [البینه : 5].

قال أبو العباس والمبرِّد : هاهنا مضمَر ، أراد ذلک دِین المِلَّه القیّمه ، فهو نعت مضمَرٍ محذوف.

وقال الفراء : هذا ممَّا أضیف إلی نفسه ، لاختلاف لفظیه.

قلتُ : والقول ما قالا.

ثعلب عن ابن الأعرابیِّ أنه قال : القَیّوم والقَیّام والمدبِّر واحد.

وقال أبو إسحاق : (الْقَیُّومُ) والقَیّام فی صفه الله : القائمُ بتدبیرِ أمر خلقِه فی إنشائهم ورِزقهم وعِلمِه بأمکنتهم.

قال الله : (وَما مِنْ دَابَّهٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَی اللهِ رِزْقُها وَیَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها) [هود : 6].

وقال الفراء : صُوره القَیُّوم مِن الفِعل الفَیْعول ، وصوره القَیَّام الفَیْعال ، وهما جمیعاً مَدْح.

قال : وأهل الحجاز أکثر شیءٍ قَوْلاً للفَیْعال مِن ذوات الثلاثه ، مِثل الصَّوَّاغ ، یقولون الصَّیّاغ.

وقال مجاهد : (الْقَیُّومُ) : القائم علی کلِّ شیء.

وقال قتاده : (الْقَیُّومُ) : القائم علی خَلْقه

ص: 268

بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم.

وقال الکلبیّ : (الْقَیُّومُ) الذی لا بَدئَ له.

وقال أبو عبیده : علی الأشیاء.

وقال الفرَّاء فی القیِّم : هو من الفعل فَعِیل ، أصله قَوِیم ، وکذلک سَیِّدٌ سَوِید ، وجَیِّدٌ جَوِید ، بوزن ظریف وکریم ، وکان یلزمهم أن یجعلوا الواوَ ألفاً لانفتاح ما قَبلَها ثم یُسقِطوها لسکونها وسکون التی بعدها. فلما فَعَلوا ذلک صارت سَیْد علی وزن فَعْل ، فزادوا یاءً علی الیاءَ لیکمل بناءَ الْحَرْف.

وقال سیبویه : قَیِّم وزنُه فَیْعل ، وأصله قَیْوِم ، فلما اجتمعت الواو والیاء والسابق ساکنٌ أبدَلوا مِن الواو یاءً وأَدْغَموا فیها الیاء التی قَبلَها فصارتا یاء مشدَّده. کذلک قال فی سیِّد وجیِّد ومیِّت وهیّن ولیِّن.

قال الفراء لیس فی أبنیه العرب فَیْعِل ، والحَیُّ کان فی الأصل حَیْوٌ ، فلمَّا اجتمعت الیاء والواو والسابق ساکن جُعِلتا یاءً مشدَّده.

وقال اللیث : القیامه : یومُ البَعْث ، یومَ یقوم فیه الخَلْقُ بین یَدَی الحیِ القیوم قال : والقِوام مِن العَیْش : ما یُقیمُک : وقوام الجِسم : تَمامُه وقوام کلِّ شیءٍ ما استقام به.

وقال العجاج :

رأسَ قِوام الدِّین وابنُ رأْسِ

ویقال : ما زلتُ أقاوِم فلاناً فی هذا الأمر ، أی : أنازلُه.

والقِیمه : ثمن الشّیء بالتّقویم. یقال : تَقاوَموه فیما بینهم.

وإذا انقادَ الشیءُ واستمرّت طریقته فقد استقامَ لوجهه. وفی حدیث ابن عباس : «إذا استقَمْتَ بنَقْدٍ فبعتَ بنقد فلا بأسَ به.

وإذا استقمتَ بنقد فبعتَ بنَسیئهٍ فلا خیر فیه».

قال أبو عبید : قوله : إذا استَقَمْت یعنی قوّمت. وهذا کلامُ أهلِ مَکّه ، یقولون : استقمتُ المتاعَ ، أی : قوّمتُه.

ومَعْنی الحدیث أنْ یَدفع الرجل إلی الرجل الثَّوبَ فیقوِّمه ثلاثین ، ثم یقولُ له : بِعْه ، فما زاد علیها فلک. فإن باعه بأکثر من ثلاثین بالنقد فهو جائز ، ویأخذ ما زاد علی الثلاثین ؛ وإن باعه بالنَّسیئه بأکثر مما یبیعه بالنَّقد فالبَیع مردود لا یجوز.

قال أبو عبید : وهذا عند من یقول بالرأی لا یجوز ؛ لأنَّها إجازه مجهوله وهی عندنا معلومه جائزه ؛ لأنَّه إذا وَقَّت له وقتاً فما کان وراء ذلک من قلیلٍ أو کثیر فالوقتُ یأتی علیه.

وأخبرنی محمد بن إسحاق عن المخزومیّ قال : قال سفیان بن عُیینه بعد ما رَوَی هذا الحدیث : یستقیمه بعشره نَقْداً فیبیعه بخمسه عشر نَسیئه ، فیقول : أعطی صاحبَ الثوب مِن عندی عَشرَه فتکون الخمسهَ

ص: 269

عشر لی ، فهذا الذی کُرِهَ.

أبو زید الأنصاری : أقمت الشیء وقوّمته فقام ، بمعنی استقام. قال : والاستقامه : اعتدال الشیء واستواؤه. واستقام فلانٌ بفلانٍ ، أی : مدَحَه وأثنَی علیه.

أبو زید الأنصاری فی «نوادره» : یقال : قامَ بی ظَهْرِی ، أی : أوجَعَنی ؛ وقامت بی عَینایَ ؛ وکلُّ ما أوجَعَکَ مِن جَسَدک فقد قام بک. قال : ویقال : کم قامت ناقتُک؟ أی : کم بَلَغتْ وقد قامت الأمَهُ مائهَ دینار ، أی : بلغَ قیمتها مائهَ دینار.

وقال غیره : قامت لفلانٍ دابّتُه : إِذا کَلَّت أو عیّتْ فلمْ تَسِر وقامت السُّوقُ : إذا نَفَقَتْ. ونامَت : إذا کَسَدَتْ. وقام میزان النهار : إذا انتَصَف. وقام قائم الظَهیره.

وقال الراجز :

وقامَ مِیزانُ النهارِ فاعتدَلْ

أبو عبیدٍ عن الکسائی فی باب أمراض الغنم : أخَذها قُوامٌ ، وهو داء یأْخذها فی قوائمها تقوّم منه. وقال غیره : فلانٌ أقوَمُ کلاماً مِن فلانٍ ، أی : أعدَلُ کلاماً.

ومَقامات الناس : مَجالسهم. ویقال للجماعه یَجْتمعون فی مجلسٍ مَقامه ، ومنه قول لبید :

ومَقامهٍ غُلْب الرِّقاب کأَنّهمْ

جِنٌّ لَدَی بابِ الحَصِیرِ قِیامُ

ویقال : أقمتُ بالمکان مُقاماً وإقامَه ، فإذا أَضفْتَ حذفْتَ الهاء کقول الله جل وعز : (وَإِقامَ الصَّلاهِ وَإِیتاءَ الزَّکاهِ) [الأنبیاء : 73].

قمی

أبو العباس عن ابن الأعرابیّ قال : القُمَی : الدُّخول. وفی الحدیث : «کان النبی صلی الله علیه وسلم یَقْمو إلی منزل عائشه کثیراً» ، أی : یَدخل. قال : والقُمَی : السِّمَن ، یقال : ما أحْسَنَ قَمْوَ هذه الإبل. قال : والقُمَی : تنظیف الدار مِن الکِبا.

ورَوَی سَلَمه عن الفراء قال : القامِیّه من النساء : الذّلیلهُ فی نفْسها.

قمأ

قال أبو زید فی کتاب «الهمز» : قمَأَتِ الماشیه قُمُوءاً وَقُمُوءه. وتقول : قَمُؤتْ قَماءه ، وذلک إذا سَمِنَتْ. وتقول : قَمُؤ الرجل قَماءهً : إِذا صَغُر.

وقال اللیث : رجل قَمِیءٌ وامرأه قَمیئَه ، وقد قَمُؤَ الرجل قَماءهً فهو قَمِیء : قصیر ذلیل. قال : والصاغر : القَمِیء ، یُصغَّر بذلک وإن لم یکن قصیراً. وقمأت الماشیه تَقمَأُ فهی قامِئه : إذا امتلأت سَمِناً. وأنشد الباهلیّ :

وحُرْدٍ طارَ باطلُها نَسِیلاً

وأحدَثَ قَمْؤُها شَعَراً قِصار

قال : ویقال : قَمَأت الماشیهُ بمکان کذا وکذا حتَّی سَمِنت. وقال اللیث : أقمَیْتُ الرجلَ : إذا ذَلّلْتَه. قال : القَمْأَه : المکان الذی تَطْلُع علیه الشمس وجمعها القِماء.

ص: 270

وقال غیره : هی المقمأه والقُمؤه ، وهی المقنأه والمقْنؤه. وقال ابن السکیت : قال أبو عمرو : المقنأه والمقْنؤه : المکان الذی لا تطلع علیه الشمس. قال : وقال غیر أبی عمرو : مَقْناهٌ بغیر هَمْز.

أبو عبید عن الأصمعی : یُقامِینی الشیءُ وما یقانینی ، أی : ما یوافِقُنی ومنهم من یهمزه یقامِئنی. قال : وتقمَّأتُ المکانَ تَقَمُّؤاً ، أی : وافَقَیی فأقمتُ به. وقال ابن مقبِل :

لقد قضیتُ فلا تستهزئا سَفَهاً

مما تَقَمأْتُه مِنْ لذَّهٍ وَطَرِی

وقال أبو زید : هذا زمانٌ تَقْمأُ فیه الإبل ، أی : یحسُن وبَرُها وتَسمَن.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أقْمَی الرجُل : إذا سَمِنَ بعدَ هُزال. وقمَی : إذا لَزم.

البیتَ فِراراً من الفِتَن. وأقْمَی عَدُوَّه : إذا أذَلَّه.

قلت : والهمز جائز فی جمیعها.

موق - [ماق]

قال اللیث : المُوقان : ضَرْبٌ مِن الخِفاف ویُجمع علی الأمواق. قال : والمُئُوقُ : حُمْق فی غَباوه. والنعت مائق ومائقه والفِعل ماقَ یَموق مُئُوقاً ودُؤوقاً ، وکذلک استَماقَ.

أبو عبید عن الکسائیّ هو مائقٌ دائق ، وقد ماقَ ودَاقَ یَموقُ ویَدُوق مَوَاقَهً ودَوَاقه ومُؤُوقاً ودُؤوقاً.

وقال أبو زید : ماقَ الطعامُ وانحَمَق : إذا رَخُصَ.

وأخبرنی المنذریّ عن أَبی الهیثم أنّه قال فی حرف العین الذی یلی الأنف خمس لغات ، یقال : مُؤْق ومَأْق مهموزان ویُجمعان أَمآقاً ، وقد یُترَک همزُهما فیقال : مُوق وماق ویُجمعان أَمواقاً بالواو إلَّا فی لغه مَن قَلَب فقال آماق ، ویقال : مُوقٍ علی مُفْعِل فی وزن مُؤْتٍ ویُجْمع هذا مآقی. وأَنشد لحسّان :

ما بال عینک لا تنام کأنّما

کُحلتْ مَآقِیها بکُحْل الإثمِد

قال : ویقال : هذا ماقِی العَیْن ، علی مِثال قاضی البَلَد ، ویُهمز هذا فیقال : مَأْقی ، ولیس لها نظیرٌ فی کلام العرب فیما قال نصیرٌ النحوی ، لأنَّ ألف کل فاعل من بنات الأربعه مِثل داعٍ وقاضٍ ورامٍ وعالٍ لا تهمز ، وحُکی الهمز فی مأْقٍ خاصه.

وروی سَلَمه عن الفراء فی باب مَفعل : ما کان من ذوات الواو والیاء من دَعوتُ وقضیت فالمفعَل فیه مفتوح اسماً کان أو مصدراً ، إلَّا المأقی من العین ، فإن العربَ کسَرَتْ هذا الحرفَ.

قال : ورُوِی عن بعضهم أنَّه قال فی مأْوی الإبل مَأْوی ، فهذان نادران لا یُقاس علیهما.

وقال اللحیانی : القَلْب فی مَأْق فی لغه من

ص: 271

یقول : مَأْق ومَؤق أَمْق العَیْن والجمیع آماق ، وهی فی الأصل أمْآق فقُلِبَت. فلمَّا وَحَّدُوا قالوا أَمْق لأنهم وَجدوه فی الجمع کذلک.

قال : ومن قال ماقی جمعَه مَوَاقی.

وأنشد أبو الحَسن :

کأَنَّ اصْطِفافَ الماقتِینِ بطَرْفها

نَثِیرُ جُمانٍ أَخطأَ السِّلْک نَاظمُه

وقال الآخر فیمن جمَعه مَواقی :

فظلَّ خلیلی مستکِیناً کأنَّه

قَذًی فی مَوَاقی مُقْلَتیه یُقلْقِل

وقال اللیث : المَأق مهموز : ما یعتَرِی الصّبِیَّ بعد البکاء.

یقال : مَئِقَ فلانٌ مَأَقاً ، وقَدِم فلانٌ فامْتَأَقْنا إلیه ، وهو شِبْه التَّباکی إلیه لطُول الغِیبه.

وقال ابن السکیت : المَأَق : شِدَّهُ البُکاء.

وقالت أمُّ تأبّط شرّاً تُؤَبِّنُه : ما أَبتُّه مَئِقاً ، أی : باکیاً.

وأنشد :

عَوْلَهُ ثَکْلَی وَلْوَلَتْ بَعْدَ المَأَق

وقال اللیث : مُوق العینُ : مُؤخرها.

وماقُها : مُقدِمُها.

رواه عن أبی الدُّقیش. قال : ورُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنَّه «کانَ یَکْتَحِلُ مِن قِبل مُوقه مرَّه ومِن قِبل ماقِه مَرَّه» یعنی مُقْدِم العین ومؤَخِّرَها.

قُلتُ : وأهلُ اللُّغَه مُجْمِعُون علی أنَ المُوق والماق : حرفُ العین مما یَلِی الأنف ، وأنَّ الذی یلی الصُّدْغ یقال له اللَّحاظ.

والحدیث الذی استشهدَ به اللَّیث غیر معروف.

وقال اللیث : المُؤْق من الأرض والجمیع الأمآق ، وهی النَّواحی الغامضه من أطرافها.

وقال رؤبه :

تَفْضِی إلی نازِحَه الأمْآق

وقول الشاعر :

لعَمْری لئن عینٌ من الدمع أنزحتْ

مقاها لقد کانت سریعاً جموحُها

أراد بالمقَی جمع مأقی العین فقلبه.

وقال غیره : المَأَقه : الأنفه وشدّه الغضب.

وقد أَمْأَق الرجل إمآقاً : إذا دخل فی المأَقه ، کما یقال اکْأَبَ. والإمْآق نَکث العهدِ من الأنَفه.

وفی کتاب رسول الله صلی الله علیه وسلم لبعض الوفود والیمانیِّین : «ما لمْ تُضْمِروا الإماق ، وتأکلوا الرّباق» ، ترْکُ الهمز مِن الإماق لِیُوازِن به الرّباق.

یقول : لکم الوفاء بما کتبتُ لکم ما لم تأتوا بالمأَقه فتغدِروا وتقطعوا رِباق العَهد الذی فی رِقابکم.

وقال الأصمعیّ : یقال : امتأَق غَضبُه امتِآقاً : إذا اشتدَّ.

ص: 272

أبو عبیدٍ عن الأمویّ : من أمثالهم فی سُوء الاتِّفاق والمعاشَرَه : «أنْتَ تَئِقٌ ، وأَنا مَئِق ، فمتی نتّفق».

قال الأمویّ : النئِق : السَّرِیع إلی الشر ، والمئِق : السَّریعُ البکاء. ویقال للممْتَلِئ من الغضب.

قال : وقال الأصمعیّ : فی التئق والمئق نحوه.

قال أبو بکر : قولُهم فلانٌ مائق فیه ثلاثه أقاویل.

قال قومٌ : المائق : السِّیء الخُلُق مِن قولهم : أنت تئق وأنا مئق ، أی : أنت ممتلئ غضباً وأنا سیِء الْخُلْق فلا نتَّفق.

وقیل : المائق : الأحمق لیس له معنًی غیره.

وقال قومٌ : المائق : السریع البکاء القلیل الحَزم والثبات ، من قولهم : ما أباتَتْه أمُّه مَئِقاً ، أی : ما أَباتَتْهُ باکیاً.

ومق

قال اللیث : یقال : وَمِقْتُ فلاناً أمقُه وأنا وامِقٌ ، وهو مومُوق ، وأنا لک ذو مِقَه ، وبک ذو ثِقَه.

أبو عبید عن أبی عمرو : فی باب فَعِل یَفعِل ، ومِق یَمِق ، ووَثِق یثِق. والتَّومُّق : التودّد.

مقا

ابن السکیت یقال : مقَا الطَّسْتَ یَمقُوها : إذا جَلاهَا ، ویَمقیها ، ومَقَوْتُ أَسنَانی ومقیتُها.

وقم

أبو عبید عن الکسائیّ : المَوْقومُ والموْکُوم : الشدید الحُزْن ، وقد وقمَه لأمر ووَکَمَه.

قال : وقال الأصمعیّ : المَوْقوم : المردود عن حاجته أشدَّ الرَّد. وقد وقمتُه وَقْماً.

وأنشد :

أَجازَ منّا جائزٌ لَم یُوقَمِ

ویقال : قِمْه عن حاجته ، أی : رُدَّه. وقیل فی قول الأعشی :

بَناها من الشَّتویِّ رامٍ یُعِدُّها

لقَتل الهوادی داجِنٌ بالتوقُّم

إنّ معناه : أنّه معتاد للتولُّج فی قترته.

وقال ابن السکیت : یقال : إنَّک لتَوقَّمُنی بالکلام ، أی : ترکبنی وتتوثَّب علیّ.

قال : وسمعتُ أعرابیّاً یقول : التوقُّم : التهدُّد والزَّجر.

وقال أبو زید : الوِقام : الحَبْل. والوقام : السّیْف. والوِقام : العَصا. والوِقام : السَوْط وحَرّه واقم معروفه.

ص: 273

باب لفیف حرف القاف

اشاره

قوی ، قوقی ، قأی ، قاء ، قاق ، آق ، وقوق ، یق ، ققق ، واق [وقی].

یقّ

أبو عمرو : یقال لجُمَّاره النخله یَقَقه ، والجمیع یَقَق.

أبو عبید : أبیضُ یَقَق ویَلَق. وقد یَقَ یَیقُ یَقَقاً.

قوی

یقال : قویَ الرجلُ یقوَی قُوّه ، فهو قَوِیّ.

وقال اللیث : القُوَّه من تألیف قاف وواو ویاء ، ولکنَّها حُمِلت علی فُعله ، فأدغِمت الیاء فی الواو کراهیه تغیر الضمَّه ، والفعاله منها قِوایه ، یقال ذلک فی الحزْم دون البَدَن. وأنشد :

ومالَ بأعناق الکَرَی غالباتُها

وإنِّی علی أمر القوایهِ حازمُ

قال : جَعَل مصدرَ القَوِیِ علی فِعاله ، وقد یتکلّف الشعراء ذلک فی النَّعْت اللازم ، وجمعُ القُوَّه قُوی. قال الله : (شَدِیدُ الْقُوی) [النجم : 5]. قیل : هو جبریل ، والقُوَی : جمعُ القوَّه. وقال الله لموسی حین کَتب له الألواح : (فَخُذْها بِقُوَّهٍ) [الأعراف : 145] ، قال الزجاج : أی : خذْها بقوَّهٍ فی دِینِک وحُجَّتک. وقال الله جل وعزّ لیحیی : (خُذِ الْکِتابَ بِقُوَّهٍ) [مریم : 12] ، أی : بجِدّ وعَوْن من الله جل وعزَّ.

الحرانیّ عن ابن السکیت قال : قال أبو عبیده یقال : أقوَیْتَ حَبْلَک ، وهو حبلٌ مُقْوی ، وهو أن تُرْخَی قُوّهً وتُغیر قوَّه ، فلا یَلْبث الحبل أنْ یتقطّع. ومنه الإقواء فی الشِّعر.

وقال ابن السکیت : القُوه : الخُصْله الواحده من قُوی الحَبْل.

وقال غیره : هی الطَّاقه الواحده مِن طاقات الحَبْل ، یقال : قُوّهٌ وقُوی ، مِثل صُوّه وصُوی وهُوَّهٍ وهُوًی.

وقال اللیث : رجلٌ شدید القوی ، أی : شدید أَسْر الخَلْق مُمَرُّه. قال : وجاء فی الحدیث : «یذهب الدین سُنَّهً سُنَّه کما یذهب الحبْلُ قُوَّهً قُوَّه».

أبو عبید عن أبی عبیده قال : الإقواء فی عیوب الشعر : نُقصان الحرف من الفاصله ، کقوله :

أَفبعد مَقتَل مالکِ بن زُهیرٍ

ترجو النِّساءُ عواقبُ الأطهارِ

فنقص من عَروضه قُوّه. والعَروض فی وسط البیت.

ص: 274

قال : وقال أبو عمرو الشیبانیّ : الإقواء : اختلاف إعراب القَوافی. وکان یَروِی بیت الأعشی :

ما بالُها باللیل زالَ زَوَالُها

بالرفع. ویقول : هذا إقواء. قال : وهو عند الناس الإکْفاء ، وهو اختلافُ إعراب القوافی.

وقال الأصمعی : المَقْوِی الذی یُقْوی وَتَره ، وذلک إذا لم یُجِدْ غَارَتَه فتراکَبتْ قواه. یقال : وَتَرٌ مُقْوی.

سلمه عن الفراء فی قول الله : (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْکِرَهً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِینَ (73)) [الواقعه : 73] ، یقول : نحنُ جعلنا النارَ تذکرهً لجهنّم (وَمَتاعاً لِلْمُقْوِینَ) ، یرید مَنفعَهً للمسافرین إذا نزلوا بالأرض القِیِ وهی القَفْر. وقال أبو عبید : المُقْوِی الذی لا زاد معه ، یقال : أقوی الرجلُ : إذا نَفِد زاده.

وقال أبو إسحاق : المُقْوِی : الذی یَنزل بالقَواء ، وهی الأرض الخالیه.

أبو عبید عن أبی عمرو : القَوَایَه : الأرض التی لم تُمطَر. وقد قَوِیَ المَطَر یَقوی : إذا احتَبسَ.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أَقوَی : إذا استغنی. وأقوَی : إذا افتقر. ویقال : أقوَی الرجلُ فهو مُقْوٍ : إذا کانت دابَّتُه قویّه.

وقال اللیث : أقوَی القومُ : إذا وقعوا فی قِیٍ من الأرض ، والقِیُ : المستوی ، وأنشد :

قِیٌ تُناصِیها بلادُ قِیِ

واشتقاقه من القَوَاء. یقال : أرضٌ قَواء : لا أهل فیها. والفِعل أقوت الأرض.

وأقْوَت الدار ، أی : خلتْ من أهلها.

ورُوِی عن مسروق أنّه أوْصی فی جاریه له : أن قولوا لبَنِیَّ ألَّا تَقتَوُوها بینکم ولکن بِیعُوها ، إنِّی لم أَغْشها ، ولکنِّی جلستُ منها مجلساً ما أحِبُّ أن یجلس ولدٌ لی ذلک المجلس.

قال شمر : قال أَبو زید : یقال : إذا کان الغلامُ أو الجاریه أو الدابّه أو الدار بین الرجُلین فقد یتقاویانِها ، وذلک إذا قَوَّماها فقامت علی ثمَنٍ ، فهما فی التّقاوِی سواء ، فإذا اشتراها أحدُهما فهو المقتوی دون صاحبِه ، ولا یکون اقتواؤها وهی بینهما إلَّا أن تکون بین ثلاثه فأقول للاثنین من الثلاثه إذا اشتریَا نصیبَ الثالث اقتویَاها ، وأقواهما البائعُ إقواءً.

والمُقْوِی : البائع الذی باع. ولا یکون الإقواء إلَّا من البائع ، ولا التقاوِی من الشرکاء ولا الاقتواء ممن یشتری من الشُّرکاء إلا والذی یُباعُ من العبد أو الجاریه أو الدابه من اللذین تَقَاویَا ، فأمَّا فی غیرِ الشرکاء فلیس اقتواءٌ ولا تقاوٍ ولا إقواء.

وقال شمر : یروی بیت عمرو بن کلثوم :

ص: 275

مَتَی کنَّا لأمّک مُقْتوِینا

أی : متی اقتوتْنا أمُّک فاشترتْنا.

قال : وقال ابن شمیل : کان بینی وبین فلانٍ ثوبٌ فتَقاویْناه بیننا ، أی : أعطیتُه ثمَناً وأعطانی به هو فأخَذَه أحدُنا. وقد اقتویتُ منه الغلامَ الذی کان بیننا ، أی : اشتریت نَصِیبَه.

وقال الأسدیّ : القاوِی : الآخِذ.

یقال : قاوِهِ ، أی : أعطِه نَصِیبَه. وقال النّظَّار الأسَدِیّ :

ویومَ النِّسارِ ویومَ الجِفا

رِ کانوا لَنَا مُقتَوی المقتَوِینا

وقال اللیث فی الاقتواء والمُقاواه والتَّقاوِی نحواً مما قال أبو زید.

وسمعت العربَ تقول للسُّقاه إذا کَرَعوا فی دَلْوٍ ملآن ماءً فَشربوا ماءهُ قد تقاووه : وقد تَقاوَیْنا الدّلْوَ تَقاوِیاً.

أبو عبید عن أبی عبیده : قَوِیت الدار قَوی مقصور ، وأقوَتْ إقواءً : إذا أقفرَتْ.

وقال شمر : قال بعضهم : بلدٌ مُقْوٍ : إذا لم یکن فیه مَطَر. وبلدٌ قاوٍ : لیس به أحَد.

وقال ابن شمیل : المُقْوِیه : الأرض التی لم یُصبْها مَطَر ولیس بها کلأ. ولا یقال لها مُقْوِیه وبها یَبْسٌ مِن یَبس عامٍ أوّل.

قال : والمُقْویه : المَلْساء التی لیس بها شیءٌ ، مِثل إقواء القوم إذا تَفِد طعامُهُمْ.

وأنشد شمرٌ لأبی الصُّوف الطائیّ :

لا تکسعنّ بَعدَها بالأغبارْ

رِسْلاً وإِنْ خِفتَ تَقاوِی الأمطارْ

قال : والتَّقاوِی قِلّتُه. وسَنَه قاوِیَه : قلیله الأمطار.

وقال الفراء : أرضٌ قِیٌ ، وقد قَوِیَتْ وأقوَتْ قَوایهً وقَوًی وقَواءً.

قال : أقوَی الرجُل وأقفَر وأرمَلَ : إذا کان بأرضٍ قَفْرٍ لیس معه زاد. وأقوَی : إذا جاع فلم یکن معه شیء وإن کان فی بیته وسْطَ قومِه.

أبو عبید عن الأصمعی : القَواء : القَفْر.

والقِیّ من القَواء ، فِعْل منه مأخوذ.

قال أبو عبید : کان ینبغی أن یکون قُوی ، فلما جاءت الیاء کسرت القاف.

اللحیانی قال الأصمعی : من أمثالهم : انقَطَع قُوَیٌ من قاویه : إذا انقطع ما بین الرِجلین أو وَجبتْ بَیْعَهٌ لا تُستقال.

قلت : والقاوِیه هی البیضه ، سُمِّیت قاویَهً لأنها قَوِیتْ عن فَرْخها. فالقویُ : الفرخُ تصغیر قاوٍ ، سمِّی قُوَیّا لأنَّه زایَلَ البیضَهَ فقوِیتْ عنه وقَوِیَ عنها ، أی : خلا وخَلَت. ومِثله : «انقضَت قائبه مِن قُوبِ».

عمرو عن أبیه : هی القائبه والقاوِیه للبیضَه ، فإذا نَقَبَها الفَرْخُ فخرج فهو القُوب ، وهو القُوَیّ.

قال : والعرب تقول للدنیء : «قُوَیٌ مِن قاویه».

ص: 276

قوقی

قال اللیث : القَوْقاه : صَوتُ الدجاجه ، وقد قَوَّقَتْ تُقَوْقِی قَوْقاهً وقیقاءً فهی مُقَوْقِیه.

أبو عبید : قَوْقَت الدَجاجه قِیقاءً وقَوْقاهً ، مِثل دَهْدَیت الحَجَر دِهْداءً ودَهْداهً.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القِیقاءه : قِشرُ الطَّلْعه.

اللیث : هی القِیقاهُ والقِیقایه لغتان تُجعَل مِشْرَبه ، کالتَّلْتَله. وأنشد :

وشُرْبٌ بقِیقاهٍ وأنتَ بَغِیرُ

قَصَره الشاعر للضروره. قال : والقِیقاءهُ : القاع المستدیرهُ فی صَلابه مِن الأرضِ إلی جانب سهل. ومنهم من یقول : قِیقاهٌ ، وقال رؤبه :

إذا جَرَی مِنْ آلِها الرَقْراقِ

رَیْقٌ وضَحضاحٌ علی القَیاقِی

وقال أیضاً :

وخَبَّ أعرافُ السَقَا علی القِیَقْ

کأنّه جمعُ قِیقه وإنَّما هی قِیقاهٌ حُذفتْ ألفُها. قال : ومن هی قِیقهٌ وجمعُها قِیاقٌ فی البیت الأول کان له مَخَرَجٌ.

أبو عبید عن الأحمر : القِیقَاءه : الأرض الغلیظه.

شمر عن ابن شمیل : القِیقاءه جمعها ، قیقاءُ ، والقَواقی ، وهو مکانٌ ظاهر غلیظ کثیرُ الحجاره ، وحجارتها الأظِرَّهُ وهی مستویهٌ بالأرض ، وفیها نُشوز وارتفاع مع النشوز ، نُثرت فیها الحجاره نَثْراً لا تکاد تستطیع أن تمشی ، وما تحتَ الحجاره المنثورهِ حجارهٌ عاضٌّ بعضُها ببعض لا تَقدر أن تحفرها ، وحجارتها حُمْر تُنبت الشجر والبَقْل.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القَیْق : صوتُ الدَّجاجَه : إذا دَعَت الدِّیکَ للسِّفاد.

أبو عبید عن الفراء قال : القِیقِیهِ : القِشره الرقیقه التی تحت القَیْض من البیض.

ونحوَ ذلک قال الأحْمر.

وقال اللحیانی : یقال لبَیاض البَیض القئقئ ، ولصُفْرَتها المحُّ.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القِیق : الجَبَل المُحِیط بالدُّنیا.

قیأ - قاء

قال اللیث : القَیْءُ مهموز ، ومنه استقاءَ : إذا تکلَّف ذلک. والتقیّؤ : أبلغ وأکثر.

وفی الحدیث : «لو یَعلم الشارب قائماً ما ذا علیه لاستقاء ما شَرِب».

وفی حدیث آخر : «مَن ذَرَعَه القَیء وهو صائم فلا شیء علیه ، ومَن تقیّأ فعلیه الإعاده».

وقَیّأَت الرجل : إذا فعلتَ به فعْلاً یتقیّأ منه.

وقال اللیث : تقیّأتِ المرأه لزوجِها.

قال : وتقیؤُها : تکسُّرها له ، وإلقاؤها نفسَها علیه وتَعرضُها له.

ص: 277

وأنشد :

تقیّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفْر

لعابسٍ جافی الدَّلالِ مُقْشَعرّ

قلت : لم أسمع تقیأَت المرأه بالقاف بهذا المعنی ، وهو عندی تصحیف. والصواب : تفیّأَت بالفاء ، وتفیؤُها : تثَنّیها وتکسُّرها علیه من الفَیء ، وهو الرجوع.

قوق

أبو عبید عن الأصمعی : القاق غیر مهموزٍ. والقوق : الطویل.

وقال أبو الهیثم : یقال للطویل قاقٌ وقُوق وقِیق وأَنقوق.

وقال اللیث : القاق : الأحمق الطائش.

وأنشد :

لا طائشٌ قاقٌ ولا عَییُ

قال : والقُوقُ : الأهوَج الطویل.

وأنشد :

أحزَمُ لا قوقٌ ولا حَزَنبَلُ

قال : والدنانیر القُوقیَّه من ضَرْبِ قیْصَر ، کان یسمی قوقاً.

قال : والقوقُ : طائر من طیر الماء طویل العُنق ؛ قلیلُ نَحْض الجسم.

وأنشد :

کأَنک من بنات الماءِ قوقُ

أبو عبید : فرسٌ قُوقٌ ، والأنثی قُوقهٌ : الطویلُ القوائم.

قال : وإن شئت قلت : قاق وقَاقَه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : القُوقه : الصَّلَعَه.

ورجل مقوَّق : عظیم الصَّلَعه.

قال اللیث : والإقاءه : شجره (1).

وقال الأصمعیّ : قُوق المرأه وسُوسها : صدع فرجها.

وأنشد :

نُفاثیه أیّانَ ما شاءَ أهلُها

رأَوا قُوقها فی الخُصِّ لم یتغیّب

وقوق

قال اللیث : رجلٌ وَقْواقه : کثیر الکلام. والوَقْوقه : نُباح الکلب عند الغرَق.

وأنشد :

حتی ضَغَا نابحُهم فوَقوَقا

والکلبُ لا یَنبحُ إلا فَرَقَا

ویقال : امرأهٌ وقواقه بالهاء ، ورجلٌ وقواق ، وهو أکثر. وقال : لدی ثَرْماء أمهٌ وقواقه

وقی

الوِقایه والوَقایه : کلُّ ما وَقَی شیئاً فهو وِقایه.

وفی الحدیث : «مَن عَصی الله لم تَقِه منه

ص: 278


1- جاء فی حاشیه المطبوع : «ما بعده من الکلام إلی آخر الماده ورد فی جمیع النسخ فی نهایه الماده التالیه ، وقد رجعته إلی موضعه هنا». اه کلام الأستاذ عبد السلام هارون.

واقیه إلَّا بإحداث توبه».

وأنشد الباهلیّ للمتنخِّل الهذَلیّ :

لا تَقِهِ الموتَ وقِیّاتُه

خُطَّ له ذلک فی المَهبِلِ

قال : وَقِیّاتُه ما تَوقَّی به من ماله والمَهْبِل : المستودَع.

ورجلٌ وَقِیٌ تقیٌ بمعنی واحد.

ویقال : وقاک الله شرَّ فلان وِقایه.

وقال الله : (وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) [الرعد : 34] ، أی : من دافع.

أبو عبید عن أبی عبیده فی باب الطِّیرَه والفأْل : الواقی : الصُّرَد. وقال مرقّش :

ولقد غَدَوْتُ وکنتُ لا

أغدو علی واق وحاتمْ

فإِذا الأشائم کالأیا

مِن والأیامِن کالأشائم

وقال أبو الهیثم : قیل للصُّرَدِ واق لأنه لا ینبسط فی مَشیه ، فشُبه بالواقی من الدوابّ إذا خَفِیَ. وقال غیره : سَرجٌ واق : إذا لم یکن مُعقِراً. وما أوقاه.

ویقال : فَرَسٌ واق : إذا حَفِی من غِلظ الأرض ورقّه الحافر ، فوَقَی حافرُه الموضعَ الغلیظ ، وقال ابن أحمر :

تَمشِی بأَوظفه شِدادٍ أسرُها

شُمِّ السنابِک لا تقِی بالجَدجَدِ

أی : لا تشتکی حزونه الأرض لصلابه حوافرها.

وقال اللیث : الوُقیّه : وزنٌ من أوزان الدُّهن ، وهی سبعه مثاقیل.

قلت : واللغه الجیّده أوقیه ، وجمعُها أواقیّ وأواق.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم «أنه لم یُصْدِق امرأهً من نسائه أکثر من اثنتی عشره أوقیه ونَشٍّ».

قال أبو عبیده : الأُوقیه والنَّشّ یُروی تفسیرهما عن مُجاهد.

قال : الأوقیه : أربعون ، والنّش : عشرون.

وفی حدیث آخر مرفوع : «لیس فیما دون خمسِ أواق مِن الوَرِق صَدقه».

قلت : وخمس أواقیّ مائتا درهم. وهذا یحقّق قول مجاهد.

وقال اللیث : التّقوی أصلها وَقوَی علی فَعلی من وقیت ، فلمّا فتحت قلبت الواو تاءً ، ثم ترکت التاء فی تصریف الفعل علی حالها فی التُّقی والتَّقوَی والتَّقِیَّه والتَّقِیّ والاتقاء.

قال : والتُقاه جمعٌ ، وتُجمع تُقِیاً ، کالأباهِ تُجمَع أبِیّاً. ویقال : تُقاه وتُقًّی ، طُلاه وطُلًی. ورجل تَقیّ ویُجمع أتقیاء ، معناه : أنّه مُوَقٍ نفسه عن المعاصی. وتَقِیّ کان فی الأصل وَقُویٌ علی فعول فقُلِبتْ الواو الأولی تاء ، کما قالوا : تَوَلَج وأصله وَوْلَج ، والواو الثانیه قُلبتْ یاءً للیاء

ص: 279

الأخیره ، ثم أدغمتْ فیها فقیل : تَقِیّ.

وقال ابن الأنباریَّ : تَقیّ کان فی الأصل وَقِیّ کأنه فَعِیل ، ولذلک جُمع أَتقیاء.

واق

قال اللیث : الواقه من طیر الماء عند أهل العراق ، وأنشد :

أَبوکَ نهاریٌّ وأُمُّک واقَهٌ

قال : ومنهم من یَهمز فیقول وأَقه ، لأنه لیس فی کلام العرب واوٌ بعدَها ألف أصلیه فی صَدْر البناء إلّا مهموزه ، نحو : الوَأْلهِ فتقول : کان جَدُّهُ وأَلْهَ ، فَلُینت الهمزه. وبعضهم یقول لهذا الطائر قائی.

قأی

أبو العباس عن ابن الأعرابی : قَأَی : إذا أَقرَّ لخصمه بحقٍّ وذَلَّ وأَقَی ، إذا کرِه الطعامَ والشراب لِعلَّه.

قال : والقَیْق والقَوْق : صوت الغِرْغِره إذا أَرادت السِّفاد ، وهی الدَّجاجه السِّندیه.

أوق - أیق

قال اللیث : یقَال آق فلانٌ علینَا ، أَی : أَشرف. وأَنشد قوله :

آقَ علینا وهو شَرُّ آیقٍ

أبو عبیدٍ عن أبی عمرو : أَوَّقتُه تأویقاً ، وهو أن یُقلِّلَ طعامَه.

وأنشد :

عَزَّ عَلَی عَمِّکِ أَنْ تؤَوِّقی

وأن تَبِیتِی لیلهً لم تُغْبَقِی

أبو عبیده : الأیْقَانِ من الوَظِیفین : موضِعا القَید ، وهما القَیْنَان.

وقال الطِّرِمَّاح :

وقام المَها یُقْفِلْنَ کلَّ مکبَّلٍ

کما رُصَّ أَیْقاً مُذْهَبِ اللَّونِ صافِنِ

قال : وقال بعضهم : الأَیْقُ هو المَرِیطُ بین الثُّنّه وأمّ القرْدان مِن باطن الرُّسْغ.

وقال غیرُه : آق فلانٌ علینا أَتانا بالأوْق وهو الشُّؤْم.

ومنه قیل : بیت مُؤَوَّق.

وقال امرؤ القیس :

وبیتٍ یفوح المسک مِن حَجَرَاته

بعیدٍ من الآفاق غیر مؤوَّقِ

أی : غیر مشؤوم.

وقال : آقَ فلان علینا یَئُوق ، أی : مال علینا. والأوْق : الثّقْل ؛ یقال : أَلْقَی أَوْقَه ، أی : ثِقلَه.

قال أَبو عبید : وقال شمر : قال ابن شُمیل : الأُوقه : الرَکیَّه مِثل البالُوعه فی الأرض ، هُوّهٌ فی الأرض خَلیقَهٌ فی بطون الأودیه ، وتکون فی الریاض أَحیاناً ، أَسمِّیها إذا کانت قامَتین أَوْقهً فما زاد ، وما کان أَقلَّ من قامتین فلا أَعدّها أُوقَه.

وَفمها مثلُ فَم الرکیّه أَو أَوسع أحیاناً وهی الهُوّه. وقال رؤبه :

وانْغمَسَ الرامِی لها بینَ الأُوَقْ

فی غِیلِ قَصْباءَ وخِیسٍ ممتَلَقْ

ققق

فی الحدیث : «أَنَّ فلاناً وضع یده فِی قَقَّه».

قال شمر : قال الهوازنیّ : القَقَّه :

ص: 280

مَشْی الصبیّ وهو حَدَثٌ. قال : وإذا سَلَحَ الصبیّ قالت أمُّه : قَقَّه : دَعَه ، ققَهٌ : دَعَهْ ، ققَّه : دَعْهُ ، فرفع ونَوَّن.

ویقال : وقعَ فلانٌ فی ققّهٍ : إذا وَقع فی رأْیِ سوء.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القَقَقَه : الغِرْبان الأهلیه.

ص: 281

أبواب رباعی حرف القاف

باب القاف والجیم

[قج]
[قمجر]

أبو العباس عن أَبی نصر عن الأصمعی قال : یقال لغِلاف السِّکّین القِمْجار.

وقال ابن السکّیت : القَوَّاس یقال له المُقمجِرُ وأَنشد :

مِثلَ القِسی عاجَها المقَمجِرُ

وبعضهم یقول : القَمنجَر : القواس ، وإنّما هو ، بالفارسیه کمان قرْ.

[مجنق] *

أبو تراب : یقال للمنجنیق المنجلیق.

وقال غیره : مَجنَقَ المنجنیق.

ویقال : جَنقَ.

[جرمق] *

وقال أبو تراب : قال شجاع الْجِرْماق والجِلماق : ما عُصِب به القَوْس مِن العَقَب والجرامقه : جیلٌ من الناسِ.

[قنجر] *

وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابی : القُنجور : الرجُل الصغیر الرأس الضعیف العقل.

[قنجل]

وقال أبو بکر بن درید : القُنْجُل : العَبد.

[جردق] *

ویقال للرغیف : الجرْدَق.

ویقال للحانوت کُرْبَج وقُربَج.

قلت : وهذه الحروف کلُّها عندی معربه ولا أُصولَ لها فی کلام العرب (1).

باب القاف والشین

[قش]
[شدقم]

قال اللیث : الشّدْقَمِیّ والشَدْقَم : الواسِع الشِّدْق ، وهو من الحروف زادت العربُ فیها المیم مِثل زُرْقم وسُتْهُم وفُسحُم وشَدقَم : اسم فحلٍ من فحول العرب معروف.

[دمشق]

ودِمْشَق جُند من أجناد الشام ، واسم کُوره مِن کُوَرِها.

وقال عمرو بن أبی عمرو عن أبیه الدَّمْشق : الناقه السریعه ، واسم المدینه من هذا أُخذ. قیل : فَدمشْقوها إذاً ، أی : ابنُوها بالعَجله. وأنشد أبو عبیده للزَّفَیان :

وصاحبی ذاتُ هِیابٍ دَمْشقُ

ص: 282


1- جاء فی حاشیه المطبوع : «وردت فی «ح» تکمله یبدو أنها استدراک من الأزهری ملحقه بنهایه (باب القاف والشین) فارجع إلیها إن شئت» اه .. وستأتی (ص 285).
[دنقش]

ثعلب عن سَلَمه عن الفراء قال : الدَّنْقَشه الفَساد.

رواه بالشین ورواه غیره الدَّنْقسه بالسین ، وهما لغتان.

[برقش] *

وقال اللیث : البَرْقَشه : شِبهُ تنقیشٍ بألوانٍ شتَّی ، وإذا اختلف لونُ الأَرقش سُمِّی بَرْقَشَه.

قال : والبِرْقِش طُوَیئر من الحُمّر صغیرٌ.

مبرقش بسوادٍ وبیاض. وأنشد :

وبرقشاً یغدو علی معالقا

أبو عبید عن الأصمعی : البرقش : طائر صغیر. مثل العصفور یسمّیه أهل الحجاز الشُّرْشور.

قلتُ : وسمعتُ صِبیانَ الأعراب یسمُّونه أبا براقِش.

وقال عبد الرحمن بن هانئ : زعم یونس أنَّ أبا عمرٍو وقال فی هذا المثل : «علی أهلها تجنی براقِش» ، أنَ براقِش کانت امرأهً لبعض الملوک ، فسافر الملک واسْتَخلَفَها ، وکان لهم موضعٌ إذا فَزِعوا دَخَّنوا فیه ، فإذا أَبصَره الجُند اجتَمعوا ، وأن جَوارِیها عَبِثْن لیلهً فدخَّنَّ فجاء الجُند ، فلمّا اجتَمعوا قال لها نُصَحاؤها إنّک إن رَدَدْتهم ولم تستعملیهم فی شیءٍ فدخَّنتُمْ مرّه أخری لم یأتکم أحد ، فأمرتهِمْ فبنوا بناءً دون دارها ، فلما جاء الملک سأل عن البِناء فحدَّثوه القصه.

فقال : «علی أهلها تجنی براقش» فصار مَثَلاً.

أبو عبید عن أبی عبیده قال : بَراقِش اسم کلْبه نبحَتْ علی جیشٍ مَرُّوا لیلاً ولم یشعروا بالحیّ الذین فیهم الکلبه ، فلما سمعوا نُبَاحَها عَلموا أن أهلها هناک ، فعطفوا علیهم فاستباحوهم ، فذهبت مَثلاً.

[مردقش]

وقال ابن مقبل :

یعلُون بالمرْدقوش الوردِ ضاحیهً

علی سعابیبِ ماء الضَّالَه اللَّجنِ

قیل : المردقوش : هو المرْزَجوش : ونعته بالوَرِد لأنّ المرزجوشَ إذا بلغ احمرَّتْ أطرافه.

ویقال للمردقوش أیضاً : العَنْقَز والسَّمْسَق.

قلت : ولیس المردقوش من کلام العرب ، إنما هو مَرْدقوش ، أی : لیّن الأذن.

أبو عمرو : السَّمسَق : الیاسمین.

وروی أَبو عبید عن أبی عمرو قال : المردقوش : الزَّعفرانُ أیضاً.

[برقش] *

أبو العباس عن ابن الأعرابی : البرْقَشه : التفرّق. وترکتُ البلادَ براقِشَ ، أی : ممتلئه زهراً مختلفهً مِن کلِّ لون.

وبرقش لنا الرَّجُلُ ، أی : تَزَیّن بألوان مختلفه.

وقالت خنساء ترثی أخاها :

ص: 283

تَطیر حَوالیَّ البلادُ بَراقِشاً

بأرْوَع طَلّابِ التِّراث مطلَّبِ

[قشبر]

ثعلب عن ابن نَجْده عن أبی زید قال : القِشْباره والقِسباره : العَصَا.

[شبرق]

وقال اللیث : الشِّبرق نباتٌ غَضّ.

وقال ابن شمیل : الشِّبْرق : الشیء السَّخیف من نبتٍ أو بَقْل أو شجَر أو عِضاهٍ.

یقال : فی الأرض شِبْرِقه مِن نبت ، وهی المشْره.

وقال غیره : الشِّبرقه مِن الْجَنبه ولیس فی البَقْل شبرقه ، ولا تَخرج إلّا فی الصیف.

سلمه عن الفراء قال : الشِّبرق : نبتٌ.

وأَهل الحجاز یسمُّونه الضَّرِیع إذا یبس وغیرهم یسمِّیه الشِّبرق.

وقال الزجاج : الشبرق جنس من الشّوک : إذا کان رطْباً فهو شِبْرق ، فإذا یبس فهو الضَّریع.

أبو عبید عن أَبی عمرو : المُشَبرق : الرقیق من الثیاب.

قال : والمقطوع أیضاً مُشبرَق.

وقال اللحیانی : ثوبٌ شبارِق وشَمَارِق ومُشبرَق ومُشمْرَق.

وقال أبو زید : الشِّبْرق الواحده شِبْرقه.

یقال لها : الحِله ، ومنبتُها نَجد وتهامه ، وثمرتها حُبْلهٌ صغار ، ولها زهره حمراء.

وقال الهذلیّ :

کأن بأیدیهم حواشی شبرق

قال : شبرق : شجره لها ثمرهٌ حمراء. أراد أَنَّهم رُمِّلوا بالدَّم.

قال الفراء : شرْبَقْت الثوب فهو مُشَربَق ، أی : قطعته مثلَ شَبْرَقت.

وقال اللیث : ثوب مشبرق : أفسِد نَسْجاً وسخافهً. وصار الثوبُ شَباریق ، أی : قطعاً.

قال ذو الرمه یصف الدار :

فجاءت بنسج العنکبوتِ کأنّه

علی عَصَوَیْها سابِریٌ مُشبرَق

قال : والدابّهُ یشبرق فی عَدْوه ، وهو شده تباعد قوائمه. وأَنشد :

مِنْ جَذْبه شِبْرَاق شَدٍّ ذی مَعَقْ

[برشق]

أبو عبید عن الأصمعی : رجل مُبْرَنْشِق : فَرِحٌ مسرور.

قال : وحدثْتُ هارونَ الرَّشید بحدیث فابرنْشَقَ ، أی : فَرِحَ وسُرَّ.

[قبشر]

وقال اللیث : القُبْشُورُ : المرأَه التی لا تحیض.

[قرشب]

ثعلب عن ابن الأعرابی : رجل قِرشَبٌ سیِّئ الحال.

وقال الأصمعی : القِرْشَبُ الأکُول.

وقال أَبو مالک : القَراشِب الضِخام ، رجل قِرْشَبٌ.

ص: 284

وقال غیره : هو السیِّئ الحال. وأَنشد :

کیف قَرَیْتَ شیخک الأزَبّا

لما أتاک بائساً قِرْشَبّا

[شرنق]

وقال أبو عمرو : ثیاب شرانق مُتَخَرِّقه ، لا واحد لها. وأنشد :

کأنها بصریه صوافقُ

لما حمته کَنَّهٌ وحالقُ

منه وأعلی جلده شرانقُ

ویقال لِسَلخ الحیه إذا ألقتْه : شَرانق.

[قفشل]

عمرو عن أَبیه : یقال للمغْرفه القَفْشَلِیل.

قلت : وهو معرب أَصله کفجلین.

[قرشم]

سلمه عن الفراء قال : یسمَّی القُراد القِرْشام.

وقال الطرماح :

وقد لَوَی أنفه بمشفَرها

طِلْحُ قراشیمَ شاحبٌ جسدُه

وقال اللیث : القُرْشوم : شجره زعمت العرب أنها القِردان ، وذلک أنَّها مأوی القِرْدَان.

ثعلب عن ابن الأعرابی : فیها قَرَمَّشٌ مِن الناس ، أی : أخلاط.

وقال ابن درید : القِرشَمُ : الصُّلب الشدید.

[شفشلق]

وقال : عجوز شَفْشَلیق وشَمْشَلیقٌ : إذا استَرخَی لحمها.

[شملق]

وقال أَبو عمرو : یقال للعجوز شُمْلق وشَمْلق ، وسُمْلق وسَمْلق ، کلُّه تقول.

[شقشق]

ویقال للشِقْشِقه شِمْشِقه.

[قنفش]

قال : القَنْفَشه : التقبض.

[ششقل]

قال : والشَّشْقَله : کلمهٌ حِمْیریه لهَج بها صیارفه أهل العراق فی تعییر الدنانیر. یقولون : قد ششقلناها ، أی : عیَّرناها ، أی : وزناها دیناراً دیناراً ، ولیستْ الشَّشقله عربیه محضه.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی یقال : اشقُل الدَّنانیر ، وقد شقلْتُها ، أی : وزَنتُها.

قلتُ : وهذا أشْبه بکلام العرب.

وأمَّا قولُ اللیث تعییر الدَّنانیر ، فإنَّ أبا عُبید رَوی عن الکسائی والأصمعیّ وأبی زید أنهم قالوا جمیعاً عایرْتُ المکاییل وعاوَرْتُها ، ولم یُجیزوا عَیَّرَتْها.

وقالوا : التعْییر بهذا المعنی لحْن.

[شقرق]

أبو عبید عن الفرّاء : الأخیل : الشِّقِرَّاق عند العرب ، بکسر الشین.

ورواه أبو العباس عن ابن الأعرابی أنه قال : الأخطَب هو الشَّقِراق بفتح الشین.

وقال اللِّحیانیّ : شِقِرَّاق فی باب فِعِلّال.

وقال اللیث : الشِّقِراق والشِّرِقراق لُغتان : طَائرٌ یکون فی آخر الأرض الجَرْم فی منابت النَّخیل کقَدر الْهُدْهُد ، مرقّط بحمره وخُضره وبیاض وسوادٍ.

ص: 285

[شفلق]

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الشَّفَلَّقَه : لُعْبَهٌ للحاضره ، وهو أن یَکسع إنساناً من خَلْفِ فیصرعَه ، وهو الأسْنُ عند العرب.

قال : ویقال : ساتاه : إذا لَعِبَ معه الشَّفَلّقَه.

[شبزق]

وسمعْتُ المنذری یقول : سمعتُ أبا علیٍّ یقول : سمعتُ أبا الهیثم یقول : الشَبْزَق هکذا سمعته : دِیْوکَذْ خَرِیذِه کَرْدَه.

(عمرو عن أبیه : یقال للعجوز : شملق ، وشلمق ، وسملق ، وسلمق ، کلُّه مَقول) (1).

ومن باب القاف والجیم

اشاره

(2)

[قنفج]

اللیث : القِنْفِج : الأتان العریضه القصیره.

ویقال للحانوت : کُرْبُق وکُربَق وکُربَج.

[جرمق]

والجُرموق : خُفٌّ یُلبَس فوق الخُفّ. وجَرامقه الشام : نبطها.

[جبلق]

وجابَلْق ، وجابَرْص : مدینتان إحداهما بالمشرق ، والأخری بالمغرب لیس وراءهما إنسیْ.

وروی عن الحسن بن علی علیهما السلام حدیث ذکر فیه هاتین المدینتین.

ویقال جابَلَق وجابَرص ، قَیدَهما أبو هاشم کذلک.

[جردق] *

ومن المعرب قولهم : جَرْدق وجَرْذَق.

[مجنق] *

ویقال : جَنَّقُوا المجانیق ومَجْنَقُوها.

[جبثق]

وبخطّ أَبی هاشم فی هذا الباب : الجُنَبْثِقَه : امرأَه السَّوء.

وقال :

بنو جُنَبْثقَهٍ وَلدَتْ لئاماً

عَلَیَّ بلؤْمکم تتوثَّبونا

والکلمه خماسیّه ، وقال : أراها عربیَّه (3).

باب القاف والضاد

[قض]
[قرضب]

قال اللیث : القَرْضَبَه : شدَّه القَطْع. وسیفٌ قِرْضابٌ ومُقَرضِبٌ : قطَّاع.

وقال لبید :

ومدجّجِین تری المغاوِلَ وَسْطَهم

وذبابَ کلِّ مُهَنَّدٍ قِرضابِ

أبو عبید عن الأصمعیّ : قرضبتُ الشیء وَلهذَمتُه : قطعتُه ؛ وبه سمِّی اللُّصوص

ص: 286


1- تکرار لماده «شملق» السابقه.
2- لعله استدراک من الأزهری ، وانظر الهامش السابق (ص 281).
3- فی «اللسان» : «قال : وما أراها عربیه».

لهاذِمَهٌ وقَرَاضِبَه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : القِرْضاب : الفقیر. والقِرضاب : الرجل الکثیرُ الأکل.

والقِرْضاب : اللِّصّ ، وهو القُرْضُوبُ.

والقَراضِبه : الصَّعالیک واحدهم قُرْضوب.

وأنشد ابن کیسان :

وعامُنا أعجبَنا مُقَدَّمُه

یُدْعَی أبا السَّمْح وقِرْضابٌ سُمُه

قال : القِرْضابُ : الذی یأکلُ الشیءَ الیابس. قرضَب الرجلُ : إذا أَکلَ شیئاً یابساً. وقُراضبه : موضع.

وقال بشر بن أبی حازم :

وحَلَّ الحیُّ حیُّ بنی سُبَیْع

قُراضبهً ونحن لهم إطارُ

[قنبض]

أبو عبید عن أبی عمرٍو : القُنْبُضَه : القصیرهُ من النِّساء.

قال الفرزدق :

إذا القُنْبُضَاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضحی

رَقَدْن علیهنّ الحِجال المسجَّفُ

[قرضم]

عمرو عن أبیه قال : من غریب شجر البَرّ القِرْضِئْ واحدته قِرْضِئیَّه.

وقِرضِم : اسم.

قال ذو الرمه یصف إبلاً :

قهاریسُ مِثل الهَضْب یَنمی فُحُولُها

إلی الشر مِن أولاد رَهْط ابن قِرْضِم

قلت : والمیم فیه زائده. وقرضَمْتُ الشیءَ : قطعتُه. وَالأصلُ قَرَضْتُه.

[قرضف]

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : القُرْضُوف : القاطع. والقُرضُوف : الکثیرُ الأکل.

باب القاف والصاد

[قص]
[صندق]

قال اللیث : الصُّنْدوق : لُغه فی السُّنْدُوق ، ویُجمع صَنادیق.

[قنصر]

وقال : قُناصِرِین : موضعٌ بالشام.

[قرصد]

وذکر بعضُ مَن لا یوثق بعربیَّته : القَرصَد للقِصْرِیِّ وهو بالفارسیه کَفَه. ولا أَدْرِی ما صحَّته.

[قرمص]

أبو عبید : القُرْمُوص : وَکْرُ الطائر حیث یَفحَص عن الأرض.

قال أبو النجم :

عن ذی قرامِیصَ لها مُحَجَّل

قال : قرامیصُ ضَرْعها بَواطن أفخاذها فی قول بعضهم.

قال أبو الهیثم : أراد أنها تؤثر لِعظَم ضَرعِها : إذا بَرَکتْ مِثل قُرموص القَطَاه إذا جَثَمَتْ.

قال : ویقالُ لحُفْره الصائد قُرْمُوص.

قلت : وکنت فی البادیه فهبَّتْ ریحٌ عَرِیَّهٌ فرأیتُ مَن لا کنّ له مِن خَدَمِهم یَحْتفِرُون حُفَراً فی الأرض السَّهله ویَبیتون فیها ویُلقُون أهدامهم فَوْقهم ، یردُّون بذلک برْدَ

ص: 287

الشمال عنهم ، ویسمُّون تلک الحُفَر القرامیص.

وقد تقرْمَصَ فلانٌ فی قُرْمُوصه : إذا انقبض فیه.

وأنشد ابن الأعرابیّ :

جاءَ الشِّتاءُ ولمَّا أتَّخِذْ رَبَضاً

یَا وَیْحَ نفْسِیَ مِن حَفْر القرامیص

وقال أبو زیدٍ : فی وجهِهِ قِرْماصٌ إذا کان قصیرَ الخَدَّین.

ابن بزرج فی وَجهه قِرْماصٌ ، أی : قِصَرُ خدَّین.

[صمقر]

وقال شمر وغیره : یومٌ مُصْمَقِرّ : إذا کان شدید الحرّ ، والمیم زائده.

ویقال : اصْمَقَرَّ اللَّبَنُ فهو مُصمَقِرّ : إذا اشتدَّت حُموضُته ، والمیمُ فیه أیضاً زائده.

یقال : جاءنا بصَقْرَه ما تُذاق حُموضته.

[قرصم]

أبو عبید عن الأصمعیّ : قرصمْتُ الشیءَ : کسرتُه.

وقال شمر : قَرْصَمْتُه : قطعتُه. وقَرصَمتُه : کسَرْتُه.

[قرفص]

(والقرافصه : اللُّصوص ، سُمُّوا قرافصهً لشدِّهم یدَ الأسیر تحت رجلیه) (1).

وفی حدیثِ قَیْلهَ أنها وَفَدَتْ علی رسول الله صلی الله علیه وسلم فرأتْه وهو جالسٌ القُرْفُصاء.

قال أبو عبید : القُرفصاء : جِلسهَ المحتبی ، إلا أنّه لا یَحتبی بثوبٍ ولکن یَجعل یدیه مکانَ الثَّوْب علی ساقَیْه.

قال : وقال الفرّاء : جلس فلانٌ القُرْفصاء ، ممدود مضموم.

قال بعضهم : القِرْفِصَی مکسور الأول مقصور.

وقال شمر : قال ابن الأعرابی : قعَد فلان القُرْفُصاء ، (فاعلم) ، وهو أن یَقعُد علی رجلیه ویَجمع رُکبتیه ویَقبِض یدیه إلی صدره.

وقال غیره : قَرْفَصْتُ الرجُل : إذا شدَدْتَه.

[صلقم]

وقال اللیث : الصَّلْقَمَهُ : تَصَادُم الأنیاب.

وأنشد :

أَصْلَقَهُ العزُّ بنابٍ فاصْلَقَم

قال : والصِّلْقام : الضَّخْم من الإبل.

وأنشد :

یَعلو صَلَاقِیمَ العظامِ صَلْقَمُهْ

أی : جسمه العظیم.

[قصمل]

قال : والقَصْمَلَه : شدَّه العضّ والأکل.

ص: 288


1- أثبت فی المطبوع بعد ماده (قصمل) ووضعناه هنا کما فی «اللسان» (قرفص - 11 / 127).

ویقال : ألقاه فی فیه فالْتَقمه القَصْمَلَی.

وأَنشد فی صفه الدَّهر :

والدَّهْرُ أَحْبَی یَقْتُل المَقاتلا

جارحهً أنیابُه قَصامِلا

وقال أبو النجم :

ولیس بالفیَّاده المقَصْمِلِ

(ابن الأعرابیّ : یقالُ : رمیتُ أرنباً فدرْ بَیْتُها وقصملتها وقرْمَلْتُها : إذا صرعتَها. ورجرحته مِثله. ورمیتُه بحجرٍ فتَدَرْبَی) (1).

قال : والقَصمله : دوْیبَّه تقع فی الأضراس فلا تلبث أن تُقَصْمِلَها حتی تَهتِکَ فمَ الإنسان.

ثعلب عن ابن الأعرابی : قَصْمَلَ الرجل : إذا قاربَ الخُطَی فی مشیِه.

قلت : القَصْمَله مأخوذه من القَصْل ، وهو القَطْع والمیم زائده. وسیفٌ مِقْصَل وقَصَّال : قاطع.

[قصلم]

وفحلٌ قِصلامٌ : قُضوضٌ.

وأنشد شمر :

سِوی زِجَاجاتٍ مُعِیدٍ قِصْلامْ

(والمُعِید : الفحل الذی أَعاد الضِّرَاب فی الإبل مرَّهً بعد أخری) (2).

[قنصف]

وقال اللیث : القِنصِف : طُوطُ البَردیّ نفسُه.

[صقلب]

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : الصِّقْلاب : الرجل الأبیض.

وقال أبو عمرو : هو الأحمر.

وأنشد لجندلٍ الطُّهَوِیّ :

بینَ مَقَذَّیْ رأسِه الصِّقْلابِ

قلت : الصَّقالبهُ : جِیلٌ حُمْر الألوان صُهْبُ الشُّعور یُتاخِمُون بلادَ الْخزَر فی أعالی جبل الرُّوم.

وقیل للرجل الأحمر صِقلاب علی التشبیه بألوان الصَّقالبه.

[قرنص]

وقال اللیث : القَرانیص : غُرَزٌ فی أعلی الخُفّ ، واحدها قُرْنُوص.

قلتُ : ویقال للبازی إذا کُرِّزَ قد قُرْنِصَ قَرْنصهً فهو مُقَرْنَص.

وقال اللیث : قَرْنَسَ البازِی ، فعل له لازمٌ ، إذا کُرِّزَ ، وخِیطَتْ عیناه أوَّلَ ما یصَاد ، رواه بالسِّین علی فِعللِ.

وغیرُه یقول : قَرْنَصِ البازِی.

وقال غیر هؤلاء : قَرْنص الدِّیکُ وقَرْنَسَ إذا قَوْزَع من دِیکٍ آخر.

ص: 289


1- ورد فی المطبوعه بعد ماده (قصفل) ، ووضِع هنا کما فی «اللسان» (قصمل - 11 / 198).
2- أثبت فی المطبوعه بعد ماده (قرفص) ، ووضعناه هنا کما فی «اللسان» (قصلم - 11 / 197) ، نقلاً عن «التهذیب».
[قصفل]

وفی «نوادر الأعراب» : قَصْفَل الطعامَ ، وقَصمَلَه ، وقَصْبَله : إذا أکلَه أجْمَع.

باب القاف والسین

[قس]
[قسطس]

قال الله جلّ وعزّ : (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِیمِ) [الإسراء : 35].

قال اللیث : القِسطاس والقُسطاس لُغه ، وهو أَقوم الموازین. وبعضهم یفسّره الشاهین.

وقال الزجاج : قیل للقسطاس : القَرَسْطُون ، وقیل : هو القبّان.

قال : والقِسْطاس هو مِیزان العَدْل ، أیَّ میزانٍ کان مِن موازین الدراهم وغیرها.

قال : وهما لُغتان : قُسْطاس وَقِسْطاس.

(وقال عدیّ :

فی حدید القِسطاسِ یرقبنی الحا

رسُ والمرءُ کلَّ شیء یلاقی

أُراه أراد حدید القَبَّان) (1).

[قسطنس]

وقال اللیث : القُسْطَناس [والقُسْنَطاسُ](2) : صَلایه الطیب والقُسْطَنَاسُ : صلایه العَطّار.

وقال الخلیل : قُسْطَناس : اسم شجرٍ ، وهو من الْخُماسیّ المترادف ، وأصله قَسْطَنَس) (3). وأنشد :

کالقَسْطناسِ (عَلاها الورس) (4)والجَسَدُ

وقال ابن الأعرابیّ نحوه. قال سیبویه : قسطناس أصله قسطنس ، فمدَّ بألف کما مدُّوا عضرفوط بالواو ، والأصل عضرفط.

[قسطر]

وقال اللیث : القَسْطَریّ : الجِهْبِذ بلغه أهل الشام ، وهم القَساطره.

وأنشد :

دنانیرُنا مِن قَرْنِ ثَوْرٍ ولم تکُن

مِن الذَّهب المضروبِ عند القَساطره

ویقال أیضاً للواحد : قَسْطَر وقِسْطار.

والقَسْطَرِیّ أیضاً : الجَسیم.

[قسطن]

وقال اللیث : القُسْطانیّه : نُدْأه قَوس قُزَح ، أی : عِوَجُه.

وأنشد :

ونُؤیٍ کقُسْطانیه الدّجْنِ مُلْبَدِ

ص: 290


1- أثبت الکلام فی المطبوعه بعد ماده (قرفص) ، ووضعناه هنا کما فی «اللسان» (قسطس - 11 / 159).
2- زیاده من «اللسان» (قسطنس - 11 / 162).
3- ما بین الهلالین جاء فی المطبوع بعد ماده (قنسط) وأثبتناه هنا کما فی «اللسان» (قسطنس - 11 / 162) ، و «التاج» (16 / 378 ، 379).
4- فی المطبوعه : «علیه الوردُ» والمثبت من المصادر السابقه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القُسْطالَه : قوسُ قَزَح ، وهی القُسْطانه.

[قسطل]

وقال اللیث : القَسْطل : الغُبار الساطع ، وهو القَسْطلان.

قال : والقَسْطلانیّ : قُطُفٌ منسوبه إلی عامل أو بَلَد ، الواحده قَسْطلانیه.

وأنشد :

کأنّ علیها القَسْطلانیّ مُخْملاً

إذا ما اتَّقَت شَفَّانَهُ بالمناکِبِ

[قسطن]

وقال أبو عمرو : القَسْطان والکَسْطان : الغُبار ، وأنشد :

تُثیرُ قسْطان غُبارٍ ذی رَهَجْ

قال : وهو القَسْطَل والکَسْطل : لِلغُبار.

[قرطس]

وقال اللیث : القِرْطاس معروف یُتخذ مِن بَرْدیٍّ یکون بمصر.

قال : وکلُّ أدِیم یُنصَب للنّضالِ فاسمُه قِرْطاس ، فإِذا أصابه الرَّامی بسَهْمِه ، قیل : قَرْطَس. والرَّمْیه التی تُصیب مُقَرْطِسه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : یقال للجاریه البیضاء المَدیده القامه قِرطاس.

وقال أبو عمرو : یقال لجَمل الآدمِ : قِرْطاس.

وقال ابن الأعرابی : القِرْطاس : الصَّحیفه ، وهو القَرْطَس.

ومنه قول الله جل وعزّ : (فِی قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَیْدِیهِمْ) [الأنعام : 7].

وقال غیره : دابه قِرطاسیّ : إذا کان أبیَض اللَّون لا یخالط لونَه شیه ، فإذا ضَرب بیاضُه إلی الصُفْره فهو نرجِسیّ.

[قردس]

وقال اللیث : قُرْدُوس : اسمُ أبی حَیٍّ مِن أحیاء العرب ، وهم مِن الیَمَن ، فُلانٌ القُرْدُوسیّ.

[قدمس]

قال : والقُدْمُوس : الملک الضّخم.

والقُدْمُوسه : الصخره العظیمه.

وأنشد :

ابنَا نزارٍ أحَلَّانی بمنزلهٍ

فی رأسِ أرْعَنَ عادِیّ القَدامِیس

أبو عبید : القُدْمُوس : القَدیم.

[دنقس]

وقال اللیث : الدَّنقَسَه : تَطأطُؤ الرأس. وأنشد :

إذا رآنی مِن بَعیدٍ دَنْقَسا

قال : والدَّنْقَسه : خَفْض البصر.

وأنشد :

یُدَنْقِسُ العَیْنَ إذا ما نَظَرا

وأخبرنی المنذریُّ عن أبی الهیثم والإیادی عن شمر ، کلاهما لأبی عبیدٍ فی باب العین : دَنْقَسَ الرجلُ دَنْقَسه وطَرْفَشَ طَرْفَشهً : إذا نظر وکَسَر عینه.

وقال شمر : إنّما هو دَنْفَش بالفاء والشین.

وروی ثعلبٌ عن سلمه عن الفراء : الدَّنقَشه : الفساد. رواه فی حروف شینیه مثل : الدهْفَشه والعکبشه والخنبشه ، ورواه

ص: 291

بالقاف.

وأخبرنی الإیادی لأبی عبیدٍ عن الأموی : المدَنقِسُ : المُفْسِد. وقد دَنْقَسْتُ بینهم : أفسدْتُ.

قال أبو بکر : ورأیتُه فی نسخه غیری دنقشت بینهم : أفسدت. والمدنقِش : المُفْسد.

وکان فی نسخه أبی بکر بالسین.

قلت : والصواب عندی بالقاف والشین.

[قندس]

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : قَندَسَ الرجلُ : إذا تاب بعد معصیته.

وقال أبو عمرو : قَنْدَسَ فلانٌ فی الأرض قَنْدسه : إذا ذهب علی وجهه سارِباً فی الأرض. وأنشد :

وقندسْتَ فی الأرض العریضه تَبتغی

بها مَلَسی فکنت شر مُقَنْدِسِ

[سندق]

وقال أبو تراب : قال الفراء : سُنْدوق وصُنْدوق ، ویجمع صَنادیق وسَنادیقِ.

[دمقس]

وقالوا للإِبْرَیْسَم : دِمَقْسِ ودِقَمْس.

وأنشد :

وشَحْمٍ کهُدّاب الدَّمَقْسِ المفتَّلِ

وقال شمر : قال أبو عبیده : الدِمَقْس مِن الکتان.

وقال : دِمَقْس ومِدَقس مقلوب.

وقال غیره : الدّمَقْس : الدِّیباج ، ویقال : هو الحریر. ویقال : الإبرَیْسَم.

ورَوی أبو عبید عن أبی عمرو : الدَّمَقْص : القزّ بالصاد.

[مستق]

ورُوِی عن عمر أنَّه کان یصلی ویداه فی مُسْتُقه.

قال أبو عبید : المَسَاتق : فِراءٌ طِوال الأکمام ، واحدها مُستَقه ، وأصلُها بالفارسیه مُشْتَه فعُرِّب.

قلت : والفُسْتُقه أیضاً فارسیه معرّبه ، وهی ثمرهُ شجرهٍ معروفه.

وقال شمر : یقال : مُسْتُفه ومُسْتَقَه.

وعن أنس رضی الله عنه ، «أن ملک الرُّوم أهدی إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم مُسْتُقهً من سُندسٍ فلبِسها رسولُ الله صلی الله علیه وسلم ، فکأنّی أنظُر إلی یدیها تذبذِبان ، فبعثَ بها إلی جعفر ، وقال : ابعثْ بها إلی أخیک النَّجاشیّ».

وأنشد :

إذا لبِسَتْ مساتقَها غنیٌ

فیا ویحَ المساتقِ ما لَقِینا

قال ابنُ الأعرابی : هو فروٌ طویلُ الکم ، وکذلک قال الأصمعیّ ، قال النَّضر : هی الجُبه الواسعه.

[سنسق]

قال المبرِّد : روی أنّ خالد بن صفوان دخلَ علی یزید بن المهلَّب وهو یتغدَّی فقال : یا أبا صفوان ، الغَداء.

فقال : یا أیها الأمیر ، لقد أکلتُ أکلهً لستُ ناسیها ، أتیتُ ضیعتی إیان العماره ،

ص: 292

فجلتُ فیها جوله ، ثم ملتُ إلی غرفهٍ هفهافهٍ تخترقها الریاحُ ، فُرِشتْ أرضُها بالرّیاحین ، من بین ضَیمُرانٍ نافح ، وسنسقٍ فائح ، وأتیتُ بخُبز أرزٍ کأنه قطع العقیق ، وسمک بَنَانی بیض البطونِ سود المتون عِراض السُّرر غِلاظ القَصَر ، ودُقَّه وخلٍّ ومُرِّی.

قال المبرّد : السَّنْسَق : صِغار الآس.

والدُّقَّه : المِلْح. والرَّند : الآسُ علی دحنه.

[سردق]

وقول الله جل وعز : (أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) [الکهف : 29] ، فی صفه النار أعاذنا الله منها.

قال أبو إسحاق : صار علیهم سرادِقٌ مِن العَذاب.

قال : والسُّرادِق : کلُّ ما أَحاط بشیء نحو الشُّقّه فی المضْرِب ، أو الحائط المشتمل علی الشیء.

وقال بعض أهل التفسیر فی قوله جلّ وعزّ : (وَظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ (43)) [الواقعه : 43] ، هو سُرادق أهلِ النَّار.

وقال اللیث : یُجمع السُّرادِق سُرادِقات.

وبیت مُسَرْدَق ، وهو أن یکون أعلاه وأسفله مسدوداً کله.

وأنشد قول الأعشی (1) :

هو المدخِلُ النُعمانَ بیتاً سَماؤه

نحورُ الفُیول بعد بَیْتٍ مُسَرْدَق

ویقال للغُبار الساطع والدُّخان الشاخص المحیطِ بالشَّیء : سُرادِق.

وقال لبیدٌ یصف عَیْراً یطرد أتُنَه :

رَفَعْنَ سُرادِقاً فی یومِ رِیح

یصفِّق بین مَیْلٍ واعتدالِ

وقال ابن السکّیت : هو الرُّسْداق ، والرُّزْداق ، ولا تَقل رُسْتاق وکلُّ صفٍ رَستَقٌ ورَزْدقٌ.

[سرقن]

السِّرقِین معرَّب ، أصله سِرْجین.

[قنسر]

وقال اللیث : قِنَّسْرین : کوره من کُوَر الشام.

قال : ورجلٌ قِنَّسْر وقِنَّسْری : إذا أتی علیه الدهرُ. وأنشد :

أطَرَباً وأنتَ قِنَّسْرِیُ

ویقال للشیخ إذا وَلّی وعَسَا : قد قَنْسَره الدهر ، ومنه قول الشاعر :

وقَنْسَرَتْه أمورٌ فاقْسَأَنّ لها

وقد حَنَی ظهره دهْرٌ وقد کَبرا

[نقرس]

وقال اللیث : النِقْرِس : داءٌ یأخذ فی المَفاصل والنّقرس : الدّاهیه من الأدِلاء ، یقال : دلیلٌ نِقْرِس ونَقرِیس.

وأنشد أبو عبید :

ص: 293


1- البیت لسلامه بن جندل وهو فی «دیوانه» (ص 19).

وقد أکون مرّهَ نطِّیسا

صَبّاً بأَدواء النّسا نِقْرِیسا

وقال المتلمِّس :

یُخشَی علیک من الحِباءِ النِّقْرسُ

یخاطب طرفه أنه یخشی علیه من الحباء الذی کتب له به النِّقرس ، وهو الهلاک والدَّاهیه العظیمه.

وبخطّ أبی الهیثم : النّقرس : الداهیه.

قال : ورجلٌ نِقْرسٌ ، أی : داهیه.

وقال اللیث : النَّقاریس : أشیاء تتخذها المرأه علی صَنْعه الورد یغَرِّزنها فی رؤوسهن وأنشد :

فحلِّیتِ من خَزٍّ وبَزٍّ وقِرْمِز

ومِن صَنْعه الدُّنیا علیک النقارسُ

قال : واحدها نقْریس.

[قرنس]

أبو عبید : القُرْناس : شِبه الأنف مِن الجَبَل. وأنشد لمالک بن خالد الهذلیّ یصف الوعل :

دون السماء له فی الجوِّ قُرْناسُ

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القِرْناس بکسر القاف : أنف الجَبَل. قال : والقِرْناس : عِرْناس المغْزَل.

قلت : وهو صِنارته. ویقال لأنف الجبل : عِرناسٌ أیضاً.

[قربس]

وقال اللیث : القَرَبُوس : حِنْو السَّرْج وجمعُه قَرابیس.

قال : وبعض أهل الشام [یقول](1) قَرَبُّوس مثقّل الراء (2) ، وهو خطأ ، ثم یجمعونه علی قَرَابیس (3) وهو أشدُّ خطأ.

قلت : وللسرج قَرَبوسان ، فأَما القربوس المقدَّم ففیه العَضُدان وهما رِجلا السَّرْج.

ویقال لهما : صِنْواه ، وما قُدَّام القَرَبُوسَیْن من فَضْله دَفَّه السَّرْج ، یقال له : الدَّرْوَاسیج ، وما تحت قُدَّام القَرَبُوس فی الدّفه یقال له الأبراز.

والقربوس الآخر فیه رِجْلا المؤخره وهما صِنْواه. والقَیْقَبُ : سیرٌ یَدورُ علی القَرَبوسَیْن کلیهما.

[قسبر]

(ومن أسماءِ الذکر : القُسبُرِی (4) والقُزْبری).

ومِن أسماء العصا : القِسْبار ، والقِشبار.

وأنشد أبو زید :

ص: 294


1- زیاده من «اللسان» (قربس).
2- فی المطبوع : «الباء» والمثبت من «اللسان» (قربس - 11 / 87) ، نقلاً عن الأزهری.
3- کذا فی المطبوع : وفی «اللسان» (قربس): «قربابیس» وجاء فی «العین» (5 / 252): «وبعض أهل الشام یُثَقِّلهُ وهو خطأ. ویجمعه قربابیس ، وهو أشد خطأ» ا. ه.
4- فی المطبوعه : «القُشبری» ، والمثبت فی «العین» (قسبر) و «اللسان» (قزبر).

لا یَلتَوِی من الوَبِیل القِشْبَارْ

وإنْ تَهَرَّاهُ بها العَبْد الهارْ

[قبرس]

وقال اللیث : القُبَرُس : من النحاس أجوَدُه. وفی ثغور الشام موضعٌ یقال له قُبْرُس.

[قرقس]

وقال اللیث : القَرَقُوس : القُفُّ الصُّلْب.

وقال شمر : قال الفراء : أرضٌ قَرَقُوس وقاعٌ قَرَقُوس : إذا کانت ملساء مستویه.

وقال ابن شمیل : القَرَقُوس : القاع فی الأملَس الغلیظ الأجرد الذی لیس علیه شیء ، وربما نبع فیه ماء ، ولکنه محتَرِق خبیث ، إنما هو مِثل قِطعهٍ من النار ، ویکون مرتفعاً مطمئناً ، وهی أرضٌ مسحورهٌ خبیثه.

قلت : من سحرها أَیبَس الله نَبْتَها ومَنَعَه.

قال : وقال بعضهم : وادٍ قَرَقٌ وقَرْقَر وقَرْقُوس ، أی : أملس. والقَرَق : المصدر.

وأنشد :

تَرَبَّعتْ مِن صُلْب رَهْبَی أنَقا

ظواهراً مَرّاً ومَرّاً غَدَقا

ومن قَیاقی الصُّوَّتین قِیَقا

صُهْباً وقُریاناً تُنَاصِی قَرَقَا

وقال أبو نصر : القَرَق : شبیه بالمصدَر ، ویُروَی علی وجهینِ : قَرِق وقَرَق.

وقال الفراء : هو القِرْقِس للجِرْجِس ، شِبْه البَقّ.

وأنشد :

فلیتَ الأفاعی تعضَضْنَنا

مَکانَ البراغیث والقِرْقِسِ

أبو عبید عن أبی زید : أشْلَیْتُ الکلب ، وقرقَسْت به : إذا دعوتَه.

[سمقر]

أبو عمرو : یومٌ مسمقرُّ : شدید الحرّ. وقد اسمقرَّ اسمقراراً. وکذلک یوم صَیخود.

[بستق]

وقدِم أعرابیٌّ من نجدٍ فقال :

سقَی نجداً وساکِنَه هزیمٌ

حثیث الوَدْق منسکبٌ یمانِ

بلادٌ لا یحَسُّ البَقُّ فیها

ولا یُدری بها ما البَسْتَقَانی

ولم یَستَبَّ ساکنُها عِشاءً

بکَشْخانٍ ولا بالقَرْطَبانِ

قیل : البَسْتَقان : صاحبُ البستان ، وقیل : هو النّاطور.

[سملق] (1)

شمر عن أبی عمرو : السَّمْلَق : الأرض المستویه.

وقال ابن شمیل : السَّمْلق : القاعُ المستوِی الأجرَد لا شجر فیه ، وهو القَرِق.

[صملق]

(وقال ابن الدُّقَیْش : صَمْلَق.

یقال : ترکتُه بقاعٍ صَمْلَق.

وأنشد قول رؤبه :

ص: 295

ومخفقٍ أطرافُه فی مَخْفَق

أخْوَق من ذاک البعید الأخْوَق

إذا انفأتْ أجوافُه عن صَمْلَقِ

مَرْتٍ کجِلد الصَّرصَران الأمْهَق) (1)

عمرو عن أبیه یقال للعجوز : سَمْلَق وشَمْلَق.

وقال اللیث : السَّمْلَقه : المرأه الردیئه فی البضْع. وعجوزٌ سَمْلَق : سَیِّئه الخُلُق.

وقال ابن السکّیت : السَّمْلقه : المرأه التی لا إسکَتَانِ لها.

[قسمل]

وقال اللیث : القَسامِله : حیٌّ من الیَمَن ، والنسبه إلیهم قَسْمَلِیّ.

[قلمس]

أبو عبید عن الفراء : القَلَمَّس : البحر.

وأنشدنا :

فصَبّحتْ قَلَمَّساً هَموما

شمر : القَلَمّس من الرَّکایا : الکثیره الماء.

یقال : إنها لقَلَمّسه الماء ، أی : کثیره الماء لا تُنزَح. ورجل قَلَمَّسٌ : إذا کان کثیر الخیر والعطیّه.

وقال اللیث : القَلمَّس : الرجل الداهیه المنکر البعید الغَور. وکان القَلَمَّس الکِنانیُّ مِن نَسَأه الشُّهور فی الجاهلیه ، فأبطل الله النسیءَ بقوله : (إِنَّمَا النَّسِیءُ زِیادَهٌ فِی الْکُفْرِ) [التوبه : 37].

[انقلس]

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الشِّلْق : الأنکلیس. ومرهً قال : الأنقلیس ، وهو السَّمک الجِزّیّ والجِرّیت.

وقال اللیث : هو بفتح الألف واللام ، ومنهم من یکسر الألف واللام ، وهو سمکهٌ علی خِلْقَه حیّه.

قلت : أراها معرّبه ، والله أعلم.

[سفسق]

أبو عبید : سَفاسِق السَّیف : طرائقه التی یقال لها الفِرِنْد.

وقال اللیث : الواحده منها سِفسِقه ، وهی شُطْبه السَّیف کأَنها عمودٌ فی مَتْنه کالخَیط.

وقال آخرون : هی ما بین الشُّطْبتین علی صَفحه السیف طولاً.

ثعلب عن ابن الأعرابی : سَفْسَقَ الطائر : إذا رَمَی بسَلْحِه.

وعن أبی عثمان النّهدی عن ابن مسعود وزعم أنه کان یُجالسه بالکوه إذ سَفسَق علی رأسه عصفور ، ثم قذف رابطته فنکتَه بیده.

سَفسَق : رمَی بذَرْقه ، فنکتَه ، أی : رمَی به الأرض.

عمرو عن أبیه : فیه سُفْسُوقه من أبیه ودُبَّه ، أی : شَبَه.

(والسَّفسوقه : المحجَّه الواضحه) (2).

[سمسق]

قال : والسَّمْسَق : الیاسَمین.

ص: 296


1- أثبتت العباره فی المطبوعه ضمن ماده (قنسط) ووضعناها هنا کما فی «اللسان» (سفسق - 6 / 280).

وقال اللیث : سِمْسِق.

[رستق]

وکان الفرّاء یقول للذی یقول له الناس : الرُّسْتاق : الرُزْداق ، والذی یقولون له : الرَّسْتَق وهو الصَّفّ : رَزْدَق. وهذا کلّه دخیل.

(والسِّرْقین معرّب ، ویقال له سِرجین) (1).

[قلنس]

أبو عبید عن الأصمعیّ قال : القُلَنْسِیه وجمعها قَلانِس ، والقُلَیْسِیه وجمعُها قَلاسی. وقد تقَلْنَسْت وتقلْسَیْت.

قال : ویقال : قَلَنْسُوَه وقَلانِس.

[سقدد]

عمرو عن أبیه : السُّقدُد : الفَرَس المضمَّر.

[سلقد]

وقال ابن الأعرابی : السِّلقِد : الضاوی المهزول.

ومنه قول ابن مِعْیَرِ : خرجتُ أسَلْقِد فَرَسی ، أی : أضمِّره.

[قنسط]

ثعلب عن ابن الأعرابی : القُنْسَطِیط : شجره معروفه.

باب القاف والزای

قز
[قرمز]

وقال اللیث : قِرمِز : صبْغ أرمَنیٌّ أحمر یقال : إنَّه من عُصاره دودٍ یکون فی آجامهم) (2).

أنشد شمر لبعض الأعراب :

جاء من الدَهْنا ومِن آرابِه

لا یأکل القِرماز فی صِنَابِه

ولا شواءَ الرُّغْفِ معْ جُوذا بِه

إلّا بقایا فضلِ ما یؤتَی به

مِن الیرابیع ومِن ضِبابِه

أراد بالقِرماز : الْخُبْز المحوَّر ؛ وهو معرب.

[قرزم] *

شمر عن ابن الأعرابیّ : القُرزُوم بالقاف : الخشبه التی یَحْذو علیها الحَذّاء ، وجمعُها قَرازیم.

وقال ابن السکِّیت : هو الفُرزوم ، بالفاء.

وفی شعر الطرماح فی نعت النساء :

إلی الأبطال من سبأَ تنمَّتْ

مناسبُ منه غیر مُقَرزماتِ

أی : غیر لئیماتٍ ، من القرزوم.

وکتبتُ من خط الإیادیِّ فی صفه النَّعل : القُرزوم بالقاف : خشبهُ الحذّاء.

وهذا حُجّه لقول ابن الأعرابیّ. وهما لغتان.

[زندق]

وقال اللیث : الزِّندیق معروف.

وزندقتُه أنَّه لا یؤمن بالآخره وأنَّ الله واحد.

وقال أحمد بن یحیی : لیس زندیق ولا

ص: 297


1- تکرار لماده (سرقن) السابقه.
2- أثبت فی المطبوعه بعد ماده (قرزم) ووضع هنا کما فی «اللسان» (قرمز).

فِرْزیق من کلام العرب.

ثم قال : ولکنَّ البیاذقه هم الرجَّاله.

قال : ولیس فی کلام العرب زِندیق ، وإنما تقول العرب : رجل زَندق وزَنْدَقی : إذا کانَ شدید البخل. فإذا أرادت العربُ معنی ما تقول العامّه قالوا : مُلحِد ودَهریٌّ.

فإذا أرادوا معنی السنّ قالوا دُهریّ.

قال : وقال سیبویه : الهاء فی زنادقه وفرازنه ، عوضٌ من الیاءَ فی زندیق وفِرْزین.

وقال ابن درید : الزِّندیق : فارسیٌّ معرب ، کأَنَّ أصله عنده زَنْدَه ، أی : یقول بدوام بقاءَ الدهر.

[قرزل]

وقال اللیث : القُرزُل شیئان : أحدهما اسم فرس کان فی الجاهلیه ، وشیءٌ تتَّخذه المرأه فوق رأسها کالقُنزُعه.

یقال : قَرزَلَتِ المرأه شعرها : إذا جَمعتْه وسطَ رأسها.

عمرو عن أبیه : القُرْزُل : القَیْد.

وقیل لفرس عامر بن الطفیل قُرْزُل ، کأَنه قَیْدٌ للوحش یَلحَقُها.

وقال أبو عبید : قُرزُل کانت للطُّفیل أبی عامر بن الطُّفیل العامریّ. قال : وهو الفَرَس المجتمع الخَلْق الشَّدید الأسْر.

[زبرق]

وقال اللیث : الزِّبْرِقان : لیله خَمْس عشره من الشهر ؛ یقال : لیله الزِّبرقان.

وأمّا لیله البدر فهی لیله أربعَ عشره.

وقال غیره : الزِّبرقان : الرجل الخفیف اللحیه. وَالزِّبرقان : القمر. وَقد زبرق ثوبه : إذا صَفَّره.

وقیل : إنّ الزِّبرقان بن بدرٍ سمّی بصُفرهِ عمامته ؛ واسمه حُصَین.

[قزبر]

وقال أبو زید : یقال للذکَر القَزْبرُ والفَیْخَرُ والجُردَان والعُجَارم والمتْمَئِرُّ.

[برزق]

وقال ابن السکیت : البِرْزِیق : جماعهُ خیل دونَ الموکِب.

وقال زیاد : هذه البرازیق التی تتردَّد.

وروی أبو عبید عن حجَّاج عن حماد بن سلمه عن حُمَید قال : کان یقال : لا تَقوم الساعه حتی یکون الناس برَازیق.

قال أبو عبید : یعنی جماعات.

قال : وأنشدنا ابنُ الکلبی :

یَظَلّ جیادُه متمطّرات

بَرازیقاً تُصبِّح أو تُغیرُ

وقال اللیث : البَرْزَق : نبات.

قلت : هذا منکرٌ وأراه البَرْوَق فغُیِّر.

[زرقم]

أبو عبید عن الأصمعی : ومما زادوا فیه المیم : رحل زُرْقُم للأزرق.

وقال اللیث : إذا اشتدَّت زُرقه عین المرأه ، قیل : إنها لزَرقاء زُرْقم.

وقال بعض العرب : زَرْقاءُ زُرْقم ، بیدیها ترقُم ، تحتَ القُمْقم.

ص: 298

[قمرز]

اللحیانیّ : رجلٌ قُمَّرِزٌ ، أی : قصیر ، وهو علی بناء الهُمَّقِع ، وهو جَنَی التّنْضُب.

[زرمق]

وجاء فی الحدیث : أَنَّ موسی کانت علیه زُرْمانِقه : صُوف لمّا قال له ربه : (وَأَدْخِلْ یَدَکَ فِی جَیْبِکَ تَخْرُجْ بَیْضاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ) [النمل : 12].

قال أبو عبید : زُرمانِقه : جُبَّه صوف.

قلت : وهو معرب.

[زملق]

وقال أبو الهیثم : یقال : رجل زُمَّلِق وزُمَلِق ، أی : شَکَّازٌ یُنزل إذا حدَّثَ المرأه مِن غیر جماع.

وأنشد :

یُدْعَی الجُلَیدَ وهو فِینا زُمَّلِقْ

کذنب العقرب شَوّالٌ غَلِقْ

وأنشد الفراء :

إنَّ الجُلید زَلِقٌ وزُمَّلقْ

جاءت به عَنْسٌ مِن الشام تَلِقْ

بتشدید المیم.

وسمعت شُقَیراً السعدیّ یقول للغلام النّزِّ الخفیف : زُملُوق وزُمَالق : لا یکاد یدرِکه طالبُه لخفَّته فی عَدْوِه.

وقال اللیث : الزُّمَلِق : الخفیف الطیّاش.

[زلقم]

ثعلب عن أبی نصر عن الأصمعی قال : مِقَمّه الشاه ، ومنهم من یقول مَقَمّه ، وهی مِن الکَلْب الزُّلْقوم.

وقال ابن الأعرابیّ : زُلْقوم الفِیل : خُرطومُه.

[قلزم]

والقَلزَمه : ابتلاع الشیء. یقال : تقلزَمه : إذا التَهَمه. وسمِّی بحر القُلزُم قلزُماً لالتهامِه مَن رکبه ، وهو المکان الذی غرق فیه فرعونُ وآله.

زرنق - [زنقر]

قال اللیث : الزُّرنُوق ظَرْفٌ یُستقی به الماء.

قلت : لم یعرف اللّیث تفسیر الزرنوق فغیّره تخمیناً وحَدْساً.

وروی أبو عبید عن أبی عمرٍو قال : الزرنُوقان : حائطان یُبنیان علی رأس البئر من جانبیها ، وتُعْرض علیهما خشبه ثم تُعلَّق منها البکره فیُستقی بها وهی الزرانیق.

وقال ابن الأعرابی : الزرْنقه علی وجوه : فالزرْنقه : الحُسن التام.

ابن الأنباریّ : تزرنق فی الثیاب : إذا لبسَها.

وأنشد :

ویُصبح منها الیومَ فی ثوب حائضٍ

کثیر به نَضْحُ الدِّماءِ مزرنقا

قال اللِّحیانیّ : ما کان من الأسماء علی فعلول فهو مضموم الأول ، مثل بُهلول وقرقُور ، إلا أحرفاً جاءت نوادر منها بالضم والفتح ، یقال لحیٍّ من الیمن صَعفوق.

ص: 299

قال : ویقال : زَرنوق وذُربوق ، لبناءین علی شفیر البئر. ویقال : ترکتُهم فی بُعکوکه القوم وبُعکوکه الشرّ ، وهی وسطُه.

والزرْنقه : السَّقْی بالزرنوق.

قال : والزرْنقه : الزیاده ، یقال : لا یُزَرْنقک أحدٌ علی فضل زید.

وروی عن علی رضی الله عنه أنه قال : «لا أدَع الحَجَّ ولو تزرنقتُ» ، قیل : معناه : ولو استقَیتُ بالأجر. وقیل : ولو تعیَّنْتُ عِینه للزاد والراحله.

وروی عن عائشه رضی الله عنها : أنها کانت تأخذ الزرنَقه ، فقیل لها : أتأخذین الزرنقهَ وعطاؤکِ من قِبَل معاویه عشره آلاف درهم کل سنه؟! فقالت : سمعتُ رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : «مَن کان علیه دَینٌ وفی نِیَّته أداؤه کان فی عَون الله» ، فأحببتُ أن آخذ الشیء یکون فی نیَّتی أداؤه فأکون فی عَون الله.

ورُوی عن عکرمه أنه قیل له : الجُنُب یغتَمِس فی الزرنوق یُجزئه من غُسل الجنابه؟ قال : نعم.

قال شمر : الزرنوق : النهر الصغیر هاهنا.

وقال ابن شمیل فی قوله : لا أدع الحجَّ ولو تزرنَقْت.

قال : ویقول : ولو تعیّنْتُ. والزرنقه : العِینه.

والزنقِیر قالوا : هو قُلامَه الظُّفر ، ویقال له : الزنجیر ، وکلاهما دخیلان. ویقال : للزِّرنیخ : زِرْنیق وهما دخیلان أیضاً.

وقال الشاعر :

معنَّز الوجه فی عِرنینه شَمَمٌ

کأنما لِیطَ ناباه بزِرنیق

[زنبق]

عمرو عن أبیه : الزَنْبق : الزمَّاره.

وقال أبو مالک : الزنْبق : المِزْمار.

وقال المعلوط :

وحنّتْ بِقاع الشامِ حتی کأنما

لأصواتها فی منزل القوم زَنبقُ

ثعلب عن ابن الأعرابی : أمُ زَنْبق مِن کُنی الخمر ، وهی أمّ لیلی ، وهی الزرقاء والصِّندید.

قلت : وأهل العراق یقولون لدهن الیاسَمین : دهن الزنبَق.

[زفلق]

وقال ابن درید : الزرْفَقه : السُّرعه وکذلک الزفْلَقه.

[قرزم]

* : وقال : القُرْزُم : سِندانُ الحَدَّاد.

ویقال : هو یُزرق فی أمر فلانٍ ، أی : یخف ویُسرع فیه.

باب القاف والطاء

[قط]
[قنطر]

قال الله جل وعز : (وَالْقَناطِیرِ الْمُقَنْطَرَهِ) [آل عمران : 14].

ص: 300

حدثنی المنذریّ عن أبی بکر الخطَّابی عن عثمان بن أبی شیبه عن عبد الصمد بن (1) عبد الوارث عن حماد بن سلمه عن عاصم عن أبی صالح عن أبی هریره عن النبی صلی الله علیه وسلم قال : «القنطار : اثنا عشر ألف أوقیه ، والأوقیه خیرٌ مما بین السماءِ والأرض».

قال : وحدثنی أَحمد بن علی بن مروان الحنّاط عن علی بن حرب عن حفص بن عُمیر بن حکیم عن عُمر بن قیس المُلائی عن عطاء عن ابن عباس قال : قال النبی صلی الله علیه وسلم : «مَن قرأ أربعمائه آیه کُتب له قِنطار ؛ القنطار مائه مثقال ، المثقال عشرون قیراطاً ، القیراط مثل أُحُد».

قال : وأخبرنی الغَسَّانیّ عن سلمه عن أبی عبیده قال : القناطیر واحدها قنطار.

قال : ولا تجد العرب تعرِف وزنه ، ولا واحدَ له من نفسه ، یقولون : هو قَدْر وزن مَسْکِ ثورٍ ذهباً. والمقنطَره مُفَنْعله مِن لفظه ، أی : مُتَمَّمه ، کما قالوا : أَلفٌ مؤلَّفه : متمَّمه.

قال : وأخبرنی أبو طالب عن أبیه عن الفراء قال : واحد القناطیر قنطار ، ویقال : إِنه مِلء مَسْک ثور ذهباً أو فضه. ویجوز القناطر فی الکلام. والقنطره تسعه والقناطیر ثلاثه. ومعنی المقنطره المضعَّفه.

وقال أحمد بن یحیی : اختلف الناس فی القنطار ما هو؟ فقالت طائفه : مائه أوقیه من ذهب. وقیل : مائه أوقیه من الفضه.

وقل : ألف أوقیه من الذهب ، وقیل : ألف أوقیه من الفضه. وقیل : ملء مَسْک ثورٍ ذهباً ، ویقال : مِلْء مَسْک ثورٍ فضه.

وقیل : أربعه آلاف دینار. وقیل : أربعه آلاف درهم.

قال : والمعمول علیه عند العرب الأکثر أنه أربعه آلاف دینار. فإِذا قالوا مقنطَره فمعناها ثلاثه أدوار : دَوْرٌ ودَوْرٌ وَدَوْر ، فمحصولها اثنا عشر ألف دینار.

وقال اللیث : القنطره معروفه.

قلت : هو أزَج یُبنی بالآجُرّ أو بالحجاره علی الماء یُعبَر علیه.

قال طرفه :

کقنطره الرُّومی أقسَم ربُّها

لتُکتَنَفَنْ حتّی تُشادَ بقَرمَدِ

وقال أبو عبید عن الأصمعی : جاء فلانٌ بالقِنطر ، وهی الداهیه.

وأنشد شمر :

وکلّ امرئ لاقٍ من الدَّهر قِنطِرا

وأنشدنی محمد بن إسحاق السعدی :

ص: 301


1- بعدها فی المطبوع : «بنی».

لَعَمرِی لقد لاقی الطُّلَیْلِی قِنطراً

من الدَّهر إنَّ الدهر جَمٌ قناطِرُهْ

أی : دواهیه. وبنو قنْطُور هم التُرْک.

ورُوی عن حذیفه أنه قال : یوشک بنو قَنطور أن یُخرجوا أهلَ البصره منها ، کأنِّی بهم خُزْرَ العیون عِراض الوجوه.

قال : ویقال : إن قَنطوراء کانت جاریهً لإبراهیم فولدتْ له أولاداً ، والتُرک من نَسلِها.

[قطرب]

ثعلب عن ابن الأعرابی : القُطْرُبُ : دویْبَّه. قال : والقُطْرب : اللِّصّ الفارِه فی اللُّصوصیه. والقطرب : الذئب الأمْعط.

والقُطْرَب : الجاهل الذی یَظهر بجهله.

والقُطرب : الجبان وإن کان عاقلاً.

والقطرب : السفیه. والقطرب : المصروع من لَممٍ أو مِرار ، وجمعُها کلُّها قطارِیب.

وقال عبد الله بن مسعود : لا أعرِفنَّ أحدَکم. جِیفَهَ لیل قُطربَ نهار.

وقال أبو عبید : یقال : إن القطرب دوْیبَّه لا تستریح نهارَها سَعْیاً ، فشبه عبد الله الرجل یَسعَی نهارَه فی حوائج دنیاه فإذا أمْسَی أَمْسَی کالًّا مُزْحِفاً فینامُ لیلته حتی یصبح بمثل ذلک فهذا جِیفه لیلٍ قُطرب نهار.

وقال اللیث : القُطْرب : الذَّکر من السَّعَالی.

[قرطب] *

عمرو عن أبیه : قَرطَبَ الرجل : إذا عَدَا عَدْواً شدیداً.

وأنشد :

إذا رآنی قد أتیت قَرطَباً

وجالَ فی جِحاشِهِ وطَرْطَبا

والطَرطبه : دعاءُ الحُمُر.

أبو نصر عن الأصمعی : طَعَنه فقرطَبَه وقَحْطَبَه : إذا صَرَعَه.

وأمَّا القَرطَبانُ الذی یقوله العامه للذی لا غَیرهَ له فهو مغیَّرٌ عن وجهه.

وروی ثعلب عن أبی نصر عن الأصمعی ، قال : الکلبتَان مأخوذ من الکَلْب ، وهو القیاده ، والتاء والنون زائدتان. قال : وهذه اللفظه هی القدیمه عن العرب.

قال : وغیّرتها العامه الأولی ، فقالت : القَلْطَبان ، وجاءت عامهٌ سُفْلَی فغیَّرت علی الأولی فقالت : القَرطَبان.

وأمَّا قول أبی وجزه السعدیّ :

والضَّربُ قَرْطَبهٌ بکل مهنَّدٍ

تَرَک المداوِسُ مَتنه مَصقولا

وقال أبو عبید عن الفراء : قرطبته : إذا صرعتَه ، والقُرطبیّ : السَّیف.

وأنشد أبو تراب فی کتاب «الاعتقاب» بیتاً لابن الصَّامت الجُشَمِی :

رفَوْنی وقالوا لا تُرَعْ یابن صامتٍ

فظَلْتُ أنادیهمْ بثَدْیٍ مجدَّدِ

ص: 302

وما کنت مغترّاً بأصحابِ عامِرٍ

مع القُرطبَی تبّتْ بقائمه یَدِی

قال : القُرطُبَی : السیف.

قلت : کأنه من قَرْطَبَه : إذا قَطَعَه.

[بطرق]

وقال اللیث : البطْریق : بلغه أهل الشام والروم هو القائد ، وجمعُه بَطارقه.

شمر عن ابن الأعرابیّ قال : البِطْرِیقان : اللذان علی ظَهر القَدَم من الشِّراک.

[قبطر]

أبو عبید القُبْطُری : ثیابٌ بیض.

وأنشد :

کأنَّ لونَ القِهْزِ فی خُصورها

والقُبطُریّ البِیض فی تأزیرها

[قمطر]

قال اللیث : القِمَطْرِ : جَمَلٌ قویّ ضَخْم.

وقال حُمید بن ثور :

قِمَطْرٌ یَلوح الوَدْعُ تحت لَبانه

إذا أرْزمَتْ من تحته الرِّیحُ أرْزَما

قال : والقِمَطْره : شِبه سَفَطٍ یُسَفُّ من قَصَب.

وقال شمر : رجل قَمِطْر : قصیر.

وأنشد أبو بکر الإیادیُّ لعُجَیْر السَّلولیّ :

قِمَطْرٌ کحُوَّاز الدَّحاریج أبْتَرُ

وقال اللِّحیانی : قَمْطَرْتُ القِرْبه : إذا ملأتَها. وقَمْطَر فلانٌ العَدْوَ قَمْطَرَهً : إذا هَرَب. وقَمْطَر فلانٌ جاریتَه قَمْطَرهً : إذا جامَعَها. وکلبٌ قِمَطر الرِّجل : کأن به عُقَّالاً من اعوجاج ساقَیه.

وقال الطرماحُ وذکر کلباً :

مُعیدٌ قِمطرُ الرِّجْل مختلف الشَّبا

شَرَنْبَثُ شوکِ الکفِّ شَثْنُ البَراثن

وقال الله جلّ وعزّ : (یَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِیراً) [الإنسان : 10].

قال أبو إسحاق : یوم قَمطریرٌ ویومٌ قُماطِر : إذا کان شدیداً غلیظاً.

وجاء فی التفسیر أن معنی قوله قَمْطَرِیراً یعبِّس الوجه فیجمع ما بین العینین. وهذا سائغ فی اللغه. یقال : اقمطَرَّت الناقهُ : إذا رفعتْ ذنَبَها وجَمَعَتْ قَطْرِنها وزَمَّت بأَنْفها.

أبو عبید : قَمَطرِیر : مقبَّض ما بین العینین وقد اقمَطرَّ.

وقال اللیث : شرٌّ قماطر وقِمْطِر.

وأنشد :

وکنتُ إذا قومٌ رَمَوْنی رمیتُهمْ

بمُسقِطه الأحمالِ فقماءَ قِمْطرِ

ویقال : اقمطرَّت علیه الحجاره ، أی : تراکمت وأظلّت.

وقالت خنساءُ تصف قَبْراً فقالت :

مُقْمَطِرّات وأحجارُ

أبو عبید عن الأصمعی : المُقْمَطَرّ : المنتشر.

وأنشد غیره :

ص: 303

قد جعلَتْ شَبْوهُ تزبئرُّ

تکسو استَها لحماً وتقمطرُّ

ومن الأحاجی التی رُوِیتْ عن العرب : ما أبیَضُ شَطْراً ، أسوَدُ ظَهْراً ، یمشی قِمَطْراً ، وَیبُول قَطْراً؟ وهو القُنفذُ.

یمشی قِمَطراً ، أی : مجتمعاً. وکل شیءٍ قَمطَرتَه فقد جمعتَه) (1).

قرمط

قال اللیث : القَرْمطه : دِقَّه الکتاب وتَدانی الحروف والسُّطور ، وکذلک القَرمطه فی مَشی القَطُوف.

وقال أبو زید : قَرْمَط الکاتب : إذ قارَبَ بین کتابته. وقرمط البعیرُ : إذا قاربَ خُطاه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال لدُحْروجه الجُعَل القُرْمُوطه.

قال : وقال أعرابیٌّ : جاءنا فِی نِخافَینِ ملکمین فَقَّاعِیَّین مُقَرطَمین. قال أبو العباس فی قوله : ملکَّمین : جَوانبهما رِقاع ، فکأَنّه یَلْکُم بهما الأرض. وقوله : فَقّاعِیین : یَصِرَّان. وقوله : مقرطَمَین : لهما مِنقاران.

وقال أبو عمرو : القُرمُوط مِن ثمَرَ الغَضا.

کالرمَّان ، یشبّه به بالثَّدْی. وأنشد هذا الشعر فی صفه (2) جاریه نَهَد ثَدْیاها :

وبُنْشِز جَیْبَ الدِّرعِ عنها إذا مَشتْ

خَمِیلٌ کقُرموط الغضا الخَضِل النَدِی

قال : یعنی ثدییها. ویقال : اقرمَّط الرجل اقْرِمَّاطاً : إذا غَضِب وتقبَّض. وأنشد لزید الخیل :

إذا اقرمَّطَتْ یوماً مِن الفَزَع المَطِی

قلت أنا : قُرمُوط الغضا : زهرُه الأحمر یَحکی لونُه لونَ نُور الرّمان أوَّلَ ما یخرج.

[قرطم]

وقال اللیث : القِرطِم : ثمرَ العُصْفُر.

أبو عبید عن الکسائیّ : هو القُرطُم والقِرطِم.

[طمرق - طرمق]

وقال اللیث : الطُّمْرُوق اسمٌ من أسماءِ الخُشَّاف. وقال ابن دُرَید : الطُّرموق : الخُفّاش.

قال : وقُرْمُود : ثَمرَ الغَضَا.

[قطمر]

وأخبرنی المنذریّ عن الحرّانی عن ابن السکّیت قال : القِطْمیر : القِشره الرَّقیقه التی علی النَّواه.

وأخبرنی عن ثعلب عن ابن الأعرابیّ أنّه قال فی القطمیر نحوه ، وهی لِفافهُ النَّوَی.

[قرطل]

وفی بعض نسخ «کتاب اللیث» :

ص: 304


1- أثبت فی المطبوعه ضمن ماده (قنثل) ووضعناه هنا کما فی «اللسان» (قمطر).
2- فی المطبوعه : «صغه» والمثبت من «اللسان» (قرمط).

القِرطاله البَرْذَعه ، وکذلک القِرطاط والقِرطِیط.

[قرطف]

والقَرْطَف : قطیفهٌ مُخْمله. وأنشد غیره :

بأَن کذب القراطف والقُروف

[قرطب] *

والمقرطب : الغضْبان. وأنشد :

إذا رآنی قد أتَیتُ قَرْطبا

وجال فی جحاشِه وطرطَبا

باب القاف والدال

قد
قرمد *

قال اللیث : القَرمَد : کلُّ شیء یُطلَی به للزِّینه نحو الجِصّ. حتَّی یقال : ثوب مُقرمَد بالزَّعفران والطِّیب ، أی : مَطْلیّ.

قال : والقرمید اسم الإردبِّه.

وقال الأصمعیّ فی قوله :

یَنْفی القرامیدَ عنها الأعصَمُ الوَعِلُ

قال : القَرامید فی کلام أهل الشام آجُرّ الحمّامات. وقیل : هی بالرومیه قِرْمِیدَی.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال لطوابیق الدار : القَرامید ، واحدها قِرْمِید.

وقال شمر : قال أبو عمرٍو وابنُ الأعرابیّ : القَرمَد : الصُّخور.

وقال العَدَبَّس الکِنانیّ : القَرْمَدَ : حجارهٌ لها نَخارِیبُ ، وهی خُرُوق ، یُوقَد علیها حتّی إذا نَضِجَتْ قُرْمِدَتْ بها الحِیاض.

وقال النابغه یصف الرَّکَب :

رابِی المَجَسّهِ بالعَبیر مُقَرْمَدِ

وقال بعضهم : المقرمَد : المطلیّ بالزَّعفران. وقیل : المقرمَد : المُضَیَّق.

وقیل : المقرمَد : المُشْرِف.

وقال یعقوب فی قول الطرماح :

حرَجاً کمِجدل هاجریّ لزَّه

تذواب (1) طبخ أطیمه لا

تخمدُ

قُدِرت علی مُثُلٍ فهنّ توائم

شَتّی یلائم بینهنّ القَرمدُ

وقال : القَرمد : خزف یطبخ. والحرَج : الطویله. والأطیمه : الأَتون ، وأراد تذواب طبخ الآخر.

[قردم]

وقال شمر : فیما قرأتُ بخطّه : القَرْدُمانیّه ، قال بعضهم : سِلاحٌ کانت الأکاسره تدّخِرُها فی خزائنها ، یسمُّونه کَرْدماند ، أی : عُمل وبقی.

قلت : وهذا حکاه أبو عبیدٍ عن الأصمعیّ. وقال ابن الأعرابیّ : أراه فارسیه. وأنشدَ بیت لبید :

فَحْمهً ذَفْراءَ تُرْتَی بالعُرَی

قُرْدُمانیّاً وتَرْکاً کالبَصَلْ

ویقال : القُردُمانیه : الدُّروع الغلیظه مِثل الثوب الکُردُوانیّ. ویقال : هو المِغفَر.

ص: 305


1- فی المطبوع : «بذوات» والتصویب من «اللسان» (قرمد).

وقال بعضهم : إذا کان للبیضه مِغْفَر فهی قُردُمانیّه.

[درقل]

أبو عبید عن أبی عمرو قال : الدِّرَقْلُ : ثیابٌ.

قال شمِر : لم أسمَع الدِّرَقْل إلّا هنا.

وقال أبو تراب : سمعتُ الغَنَویّ یقول : دَرْقَلَ القومُ دَرقلهً ودرقَعُوا دَرْقعهً ، إذا مَرُّوا مَرّاً سریعاً.

[دردق]

وقال اللیث : الدَّرْدَق : والجمِیعُ الدَّرادِق : صغارُ الإبل والناسِ. قال الأعشی :

یَهَب الجِلَّهَ الجراجرَ کالبُ

ستانِ تَحْنو لِدَرْدَقٍ أطفالِ

وقال اللیث : الدَّرْداق : دَکٌّ صغیر. وأنشد غیره للأعشی :

وتَعادَی عنه النَّهارَ تُواری

هِ عِراضُ الرِّمال والدَّرْدَاقُ

قلت أنا : الدَّرْدَاق : حِبال صغارٌ مِن حِبال الرملِ العظیمه.

[دلقم]

أبو عبید عن الأصمعیّ قال : الدِّلْقِم : الناقه التی قد تَکسَّر فُوها وسال مرْغُها.

[دملق]

أبو عمرو : المُدَمْلَق : الأملس الصُلْب. یقال : دَمْلَقَه ودمْلَکَه : إذا مَلَّسَه وسَوَّاه.

وقال اللیث : یقال : حَجَر دُمَلِقٌ دُمالِق مُدَمْلَق دُمْلوق ، وهو الشَّدید الاستداره.

وأنشد :

وعَضَّ بالناسِ زَمَانٌ عارِقٌ

یَرفَضُّ منه الحَجَر الدُّمالِق

شمِر عن أبی خیره : الدُّمْلُوق : الحجَر الأملَسَ مِلءُ الکَفِّ.

وقال ابن شمیل : الواحد دُمالیق ، وجمعه دَمالِیق. قال : ورجل دُمالق الرأس : محلُوقَه.

[قندل]

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : قَنْدَل الرجل : ضَخُم رأسُه. وصَنْدَل البعیرُ : ضَخُم رأسه.

قال : والقَنْدَویل : الطَّویل القَفا.

وقال أبو زید : إنَّ فلاناً لقَنْدَل الرأس ، وصندل الرأس وهو العظیم الرأس.

وقال اللیث : القَنْدَل : الضخم الرأس من الإبل ، وکذلک هو مِن الدوابّ.

الأصمعی : مَرَّ الرجل مُسَنْدِلاً ومَقُنْدِلاً ، وذلک استرخاءٌ فی المشی.

[بندق - فندق]

وقال اللیث : البُنْدُق : الواحده بُندقه وهو الذی یُرمَی به. قال : والفُندق : حَمل شجره مدحرج کالبُندق یُکسَر عن لبٍّ کالفُسْتُق. قال : والفُندق أیضاً بلغه أهل الشام خانٌ من هذه الخانات التی یَنزلها الناس ممّا یکون فی

ص: 306

الطُّرْق والمدائن.

سلمه عن الفراء : سمعتُ أعرابیّاً من قُضاعه یقول : فُنْتُق للفُنْدُق ، وهو الخان.

وقال اللیث : الفُنْداق هو صحیفه الحساب.

قلت : أحسبه معرباً.

[درمق]

والدَرْمَقُ : لغه فی الدَرْمَک ، وهو الدقیق المحوَّر. وذکر عن خالد بن صَفوان أنَّه وصف الدرهم فقال : یُطعِم الدَّرْمَق ، ویکسر النَّرْمَق ، أراد بالنَّرْمَق اللِّین ، وهو بالفارسیه نَرْم.

[قندد] *

وقال أبو عمرو : القِنْدید : الخمرُ.

وقال اللیث : هو الوَرْسُ الجیِّد. وأنشد :

کأنَّها فی سَیَاعِ الدَّنِّ قِنْدِیدُ

[قفند]

قال : والقَفَنَّد : الشدید الرأس.

[قردن]

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : خُذْ بقَرْدَنِه وبکَرْدَنه وبکَرْدِه ، أی : بقفاه.

[نقرد]

وقال اللیث : النِّقْرِد : الکَرَوْیا.

وروی ثعلب عن ابن الأعرابی : التِّقْده : الکُزبره. والنِّقده : الکرویا.

قلت : وهذا صحیح. وأما النِّقْرِد فلا أعرفه فی کلام العرب وقد ذکره الدِّینَوریَّ.

[فرقد]

الفرقدان : نَجمان فی السماء لا یَغْرُبان ، ولکنَّهما یطوفان بالجَدْی ، وربما قالت العرب لهما الفَرْقَد.

قال لبید :

حالَفَ الفَرْقَدُ شرکاً فی الهُدَی

خُلَّهً باقیهً دونَ الخُلَل

أبو عبید : الفَرْقَد : ولد البقره. وقال ابن الأعرابی : هو الفُرْقُود. وأنشد :

ولیلهٍ خامِدَهٍ خُموداً

طَخْیاء تُعْشِی الجَدْیَ والفُرْقُودا

[قرمد] *

وقال شمر : قال الأخفش : القَرامِید : أولاد الوُعُول ، واحدها قُرْمُود.

[فقدد]

عمرو عن أبیه : الفُقْدُد : نَبیذ الکَشُوث.

[قندد] *

والقِنْدِ : حالُ الرجل. والقِندید : الخمر.

قال : والقِنْدَأْو : السیِّئَ الخُلُق والغِذاء.

وقال أبو تراب : قال أبو زید : القِنْدَأْو : القصیر من الرجال ، وهم قِنْدَأْوُون.

والسِّنْدأْوُ : الفَسِیح من الإبل فی مَشیه ، والجمعَ السِنْدَأْوُون.

[باب القاف والتاء]

[قت]
[ترنق]

شمِر : التَّرْنُوق : الطین الذی یَرْسُب فی مَسایِل المیاه. وقال أبو عبید : تُرْنوق المَسِیل بضم التَاء ، وهما لُغَتان.

[قربت]

وقال اللِّحیانی : یقال لقَرَبُوس السَّرْجِ قَرَبُوت.

ص: 307

باب القاف والذال

[قذ]
[مذقر - ذمقر]

فی حدیث عبد الله بن خَبَّاب أنَّه لما قَتَله الخوارج بالنَّهْروان سَالَ دَمُه فی النهر فما امذَقَرَّ وما اختَلَط. قال الراوی : فأتبعتُه بصری کأنه شِراکٌ أَحمر.

قال أبو عبید : معناه : أنّه امتزجَ بالماء.

وقال شمر : الامذِقْرَار أنَّه یجتمع الدم ثم ینقطع قِطَعاً ولا یَختلط بالماء.

یقول : فلم یکن کذلک ، ولکنَّه سالَ وامتَزَج. قال شمر : وقال أبو النضر هاشم بن القاسم : معنی قوله : فما امذَقرَّ دَمُه ، أی : لم یتفرق ولا اختلَط.

قلت : وهذا هو الصواب ، والدلیل علی ذلک قوله : رأیتُ دمَه مِثل الشِّراک فی الماء ، أراد أنه بَقیَ فی الماء کالطَّریقه غیر مختلطه بالماء. ورواه بعضهم : فما ابذَقَرَّ دَمُه ، وهی لغه ، معناه ما تفرَّق. ولا تمذَّرَ مثله ، ومنه قولهم : تَفَرَّق القومُ شَذَر مَذَر.

والدلیل علی صحه هذا القول ما رواه أبو عبید عن الأصمعی : إذا انقطع اللبنُ فصار اللبن ناحیهً والماء ناحیهً فهو ممذقِر.

وقال ابن شمیل : المُمَذْقر : اللبن الذی تَفَلَّقَ شیئاً ، فإذا مُخِض استوی.

وقال الفراء : امذَقَرَّ اللبنُ واذمَقرّ : إذا تَفَلَقَ.

وقال ابن الأعرابی : لبنٌ مُمْذَقِرٌّ : إذا تقطَّعَ حَمْضاً.

[قلذم]

وقال اللیث وغیره : القَلَیْذِمَ : البئر الکثیره الماء. وأنشد :

إنَّ لنا قَلَیْذَماً قدُوما

یزیدها مَخْج الدِّلا جُمُوما

[قنفذ]

وقال اللیث : القنفذ معروف ، والأنثی قنفذه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال للشجره إذا کانت فی وسط الرّمله القُنْفُذه والقُنفُذ.

ویقال للموضع الذی دون القَمَحْدوَه : القُنْفُذه. ویقال للرجل النمّام : ما هو إلّا قنفُذلیل ، وأنْقَدلیل.

[باب القاف والثاء]

[قث]
[قمثل]

أبو عبید عن أبی عمرو : القمیثل : الرجل القبیح المِشیه) (1).

[قنثل]

الأصمعی : القَنثَله أن یَنْبُثَ الترابَ إذا مشی ؛ [و] هو مُقَنْثِل.

قلت : وقال غیره : هو النّقْثَله أیضاً ، حکاه اللحیانی ، کأَنه مقلوب.

[بلثق]

أبو عبید : البلاثقّ : الماء الکثیر.

ص: 308


1- أثبت فی المطبوعه بعد ماده (قلذم) وأثبتناه هنا کما فی «العین» (5 / 262).

وقال امرؤ القیس :

بَلاثِق خُضْراً مَاؤهنَّ فَضیضُ

[قثرد]

عمرو عن أبیه : القِثْرِد : قُماش البیت.

وقال غیره : هو القثرد والقُثارِد ، وهو القَرْبَشُوش.

[ذملق]

الذَّمْلَق : الرجلُ المَلَّاذ.

(وفی «النوادر» : رجل ذمَلَّقُ الوجه : مُحَدَّدُه) (1)

[الفالوذ]

ابن السکیت : لا یقال الفالوذج ، وقل هو الفالوذق والفالوذ.

قاله ابن الأعرابی.

[ثفرق]

وروی مجاهد أنَّه قال فی قول الله جل وعز : (وَآتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصادِهِ) [الأنعام : 141] ، قال : یُلقَی لهم مِن الثَّفَارِیق والتمر.

وقال ابن شمیل : العُنْقُود إذا أُکِل ما علیه فهو ثُفْرُوق وعُمْشُوش ، وأراد مجاهد بالثفاریق العناقید تُخرط ممَّا علیها فیَبقَی علیها التَّمره والتمرتان والثّلاث ، یُخطئها المِخلب ، فتلقَی للمساکین.

وقال اللیث : الثُّفْروق : غِلافُ ما بین النَّوی والقِمَع.

وقال الأصمعی : الثُّفْروق : قِمَع البُسْره والتُّمْره.

وقال أبو عبید : قال العَدَبّسُ : الثُّفروق : هو ما یلتزق به القِمع من التمره.

[باب القاف والراء]

[قر]
[برقل]

ثعلب عن ابن الأعرابی. بَرْقَل الرجُل : إذا کَذَب.

[قرمل]

والعرب تقول للرجل الذلیل یَعوذُ بمن هو أضْعَفُ من ذلِیلٌ عاذ بقَرْمَله.

قال : والقَرْمَلهُ مِن دِقّ الشجر لا أصلَ له.

وقال أبو النجم :

یَخْبطْن مُلَّاحاً کذاوِی القَرْمَلِ

وقال اللحیانی : هی شجره مِن الحَمض ضعیفه لا ذَرَی لها ولا سُتْرَهَ ولا مَلجأ.

وقال اللیث : القَرامِیل مِن الشَّعَر والصوف : ما تَصِل به المرأهُ شَعرها.

والقَرْمَلِیّه : إبِلٌ کلُّها ذو سَنامَیْن.

عمرو عن أبیه : القِرْمِلِیّ : الجَمَل الصغیر.

وروی أبو عبید عن الأصمعی مِثلَه.

وأَخبرنی الإیادیّ عن شمر أنَّه قال : القِرْمِلیَّه من الإبل : الصِّغار الکثیره الأوبار ، وهی إبِل التُّرک.

وقال أبو الدُقیش : أمُّها البُختِیَّه ، وأبوها الفالِج.

ص: 309


1- جاء فی المطبوعه بعد ماده (قنبر) ، ووضعناه هنا کما فی «التاج» (ذملق - 25 / 326).
[قرنفل]

وقال اللیث : القَرَنْفُل : حَمل شجرهٍ هندیّه. وطِیبٌ مُقَرْفَل : فیه قَرَنْفُل.

وجائزٌ للشاعر أن یقول قَرَنْفُول. وأنشد :

خُودٌ أناهٌ کالمَهاه عُطْبولْ

کأَنَّ فی أنیابها القَرَنْفولْ

[قنبر]

وقال اللیث : القُنْبُر : ضَربٌ من الحُمَّر. قال : ودَجاجه قُنبُرانیَّه ، وهی التی علی رأسها قُنبره ، أی : فضلُ رِیشِ قائم مثل ما علی رأس القُنْبر.

وقال أبو الدُقیش : قُنبُرْتها التی علی رأسها.

وقال : القُنْبر : نبات یسمِّیهِ أهل العراق البَقْر فیُمْشِی کدواء المَشی.

[فنقر]

وقال اللیث : الفُنقُوره : ثَقب الفَقْحه.

[فرنق]

اللیث : فُرانِق : دخیلٌ معرّب.

وقال ابن دُرَید : فُرانِق البَرید فَرْوانَه.

[قرنب]

أبو عبید : القَرَنْبَی : وجعَلَه مِن بابِ فَعَنْلَلَ معتلاً.

قال : وقال الأصمعی : هی دُوَیْبّهٌ شِبه الخُنْفَساء طویله الرجْل. وأنشد لجریر :

تَری التّیْمِیَّ یَزْحَفُ کالقَرَنْبی

إلی تَیْمِیَّهٍ کعَصَا المَلِیلِ

ثعلب عن ابن الأعرابی : القُرْنُب : الخاصره المسترخیه.

[قرقب] *

قال : والقُرْقُبُ : البَطْن.

[نمرق] *

وقال الفراء فی قوله : (وَنَمارِقُ مَصْفُوفَهٌ (15)) [الغاشیه : 15] : هی الوسائد ، واحدها نُمرُقَه.

قال : وسمعتُ بعضَ کلبٍ یقول : نِمْرِقه ، بالکسر.

[نرمق]

وقال اللیث : فی قول رؤبه :

أَعَدَّ أخطَالاً له ونَرْمَقَا

النَرْمَق فارسیٌّ معرب ، لأنَّه لیس فی الکلام کلمهٌ صَدْرُها نونٌ أصلیَّه.

وقال غیره : معناه : نَرْم ، وهو اللیِّن.

[قرقف]

أبو عبید : القَرْقَف : اسمُ الخَمْرِ.

وأنکر قول من یقول : إنها تُقرقِفُ ، أی : تُرعِد الناسَ.

وقال اللیث : القَرقَف : اسم للخمر ، ویوصف به الماء الباردُ ذو الصَفاء. وقال الفرزدق :

ولا زادَ إلَّا فَضْلتان سُلافهٌ

وأَبیَضُ مِن ماءِ الغمامه قَرْقَفُ

أراد به الماءَ.

قلت : قول اللیث : إنَّه یوصَف بالقَرْقف الماءُ البارد وَهْم ، وأوهَمَه بیت الفرزدق.

وفی البیت تأخیر أرید به التقدیم ، وذلک الذی شَبَّه علی اللیث ، والمعنی : سُلافه قرقف وأبیَضُ من ماء الغمامه.

وقال اللیث : یسمّی الدرهم قُرقُوفاً.

وقال بعض الأعراب فی أدعیَّهٍ له : أبیضُ

ص: 310

قُرقُوف ، بلا شَعْر ولا صُوف ، فی کلّ البلاد یَطُوف ، أراد به الدِّرهَم الأبیض.

وقال شمر : القرقَفه : الرِّعْده ؛ یقال : إنِّی لأُقرْقِف من البَرْدِ ، أی : أُرْعَدُ.

قال : وقال ابن الأعرابی : سُمِّیت الخمرُ قرقفاً لأنَّه إذا شربَها شاربُها قَرْقَفَتْه ، أی : أخذَتْه علیها رِعْده.

وفی الحدیث : إنّ الرجل إذا لم یَغَرْ عَلَی أهله بعثَ الله طائراً یقال له القَرْقَفَنّه ، فیقَع علی مِشرِیق بابه ، فلو رأی الرجالَ مع أهلِه لم یُبصرِهم ولم یُغَیِّر أمرهم.

وقال الفراء : مِن نادر کلامهم : القَرْقَفنَّه : الکَمَرَه.

وقال غیره : القُرقُف : طیرٌ صغار کأنها الصِّعاء. قلت : لا أعرفه. وهو قرقب بالباء.

[نمرق] *

وقال أبو عبیده : النُّمرُقه والنُّمرق والمِیثَره : ما افترشت استُ الراکبِ علی الرَّحْل کالمِرفَقه غیر أن مؤخّرها أعظم من مقدّمها ولها أربعه سُیور تُشدّ بآخره الرَّحْل وواسطِه.

وأنشد :

تَضِجُّ من أستاهها النَّمارقُ

مفارِشُ الرِّحال والأیانقُ

[فرقب]

وقال الفراء : زهیرٌ الفُرْقبیُ رجلٌ من أهل القرآن منسوب إلی فُرقُب.

وقال اللحیانی : ثوب فُرقبیٌ وثُرقبیٌّ بمعنی واحد.

وقال اللیث : الفُرقبیَّه : ثیابٌ بیضٌ من کَتَّان.

[قرقب] *

وقال اللیث : القُرقب : الصِّغار من الطیر نحو من الصَّعْو.

قال : والقُرقب : البطن. یقال : ألقَی طعامه فی قُرقبِه. وجمعه القراقب.

عمرو عن أبیه : القَرْقبه : صوتُ البَطن : إذا اشتکی.

[قرقم] *

وقُرقم الصبیُّ : إذا أُسیءَ غذاؤه.

[باب القاف واللام]

[قل]
[قنقل]

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : القَنْقَل : اسم مِکیال.

[قنبل]

وقال اللیث : القَنْبَله : الطائفه ، قَنبله من الخیل ، وقَنبله من الناس.

وأنشد :

شَذَّبَ عن عاناته القَنابلا

أثناءَها والرُّبَعَ القُنادِلا

ثعلب عن ابن الأعرابی : القُنبُله : مِصیدَه یُصاد بها النُّهَس ، وهو أبو بَرَاقش.

وقِدْر قُنْبُلانیه : تجمع القَنْبلَه من الناس ، أی : الجماعه.

قال : وقَنبَل الرجل : إذا أوقدَ القُنبُل ، وهو شجر.

ص: 311

[قرقم]

أبو عبید عن الأصمعی : المُقَرقَم : البطیء الشباب.

وقال اللیث : هو الذی أُسیءَ غذاؤه.

وأنشد شمر :

أشکو إلی الله عِیالاً دَرْدَقا

مُقَرْقَمین وعَجُوزاً سَمْلقا

وقال أبو عمرو : القِرْقمُ : حَشفه الرجُل.

وأنشد :

مشغوفهٌ برَهْزِ حَکِ القِرْقِمِ

ورواه بعضهم : الفِرقم ، وأنا لا أعرفها) (1).

[قرقل]

أبو عبید عن الأمویّ : هو القَرْقَلُ الذی یسمیه الناس القَرقَر.

وقال أبو تراب : القَرْقل : قمیص من قمُص النساء ، بلا لَبِنَهٍ ، وجمعُه قَراقل.

[قلمون]

وقال الفراء : قَلَمون هو فَعَلول مثل قَرَبوس.

قال : وهو موضع.

وقال غیره : أبو قلمون : ثوبٌ یتراءی إذا قُوبِل به عینُ الشمس بألوان شتَّی ، یعمل ببلاد یونان.

ولا أدری لم قیل له ذلک. وقال لی قائل سکن مصر : أبو قلمون أصله طائر من طیر الماء یتراءی بألوانٍ شتی ، فیشبَّه الثوْب به. وقول القائل :

بنفسی حاضرٌ ببقیع خَوعَی

وأبیاتٌ علی القلمون جُونُ

جعل القلمونَ موضعاً.

[رزتق]

(اللِّحیانی : الرُّزتاق والرُّستاق واحد) (2).

وقال الأصمعیّ : اندقرَّ القومُ وابذَعَرُّوا : تفرَّقوا.

باب خماسی حرف القاف

أخبرنی المنذریّ عن أحمد بن یحیی أنه قال : الحُرّ : ابنُ عَربیَّیْن. والفَلَنْقَس : ابن عربیَّین لأمَتین.

وقال شمِر : (الفَلَنْقس) : الذی أبوه مولًی وأمُّه عربیه.

وأنکر أبو الهیثم ما قاله شمِر وقال : الفلنقَس : الذی أبواه عربیان وجَدَّتاه من قبل أبیه وأمِّه أَمَتان.

قلت : وهذا قول أبی زید قال : هو ابن عربیَّین لأَمتین.

وقال اللیث : هو الذی أمُّه عربیهٌ وأبوه لیس بعربیّ.

(القطربوس) : الشدید الضَّرب من العقارب. یقال : عقربٌ قطربوسٌ. قاله أبو زید.

ص: 312


1- کذا أثبت فی المطبوعه وهو من باب رباعی القاف والراء.
2- کذا أثبت فی المطبوعه وهو من باب رباعی القاف والراء.

وأنشد :

فقرَّبوا لی قطربوساً ضاربا

عقربهً تناهز العقاربا

المازنیّ : القطربوس : الناقه السریعه.

قال : وناقه (قَنطَرِیسٌ) : وهی الشدیده الضخمه.

أبو عبید عن الأصمعی : (القَنْفَرِش) : العجوز الکبیره.

وقال شمِر : القنفَرِش : الضخمه من الکَمَر.

وقال رؤبه :

عن واسعٍ یذهبُ فیه القَنْفَرِشْ

وقال آخر فی صفه العجوز :

فانیه النَّابِ کَزومٌ قنفرِشْ

أبو عبید عن الأمویّ : (القَفَنْدَر) : الرجُل الضخم الرِّجل.

وقال اللیث : هو الضخم من الإبل ، ویقال : الضخم الرأس.

أبو عبید عن الأمویّ یقال للعجین الذی یقطّع ویُعمَل بالزیت (مُشَنَّق).

قال الفراء : واسم کلِّ قطعه منه (فَرَزْدَقه) ، وجمعها فَرَزْدق.

وقال شمر : سُمِّی الفرزدقَ لغلظ حروفِ وجهِه ، شُبِّه بالعجین الذی یسوَّی منه الرغیف.

ویقال للجَردَق العظیم الحُروف : فرزْدقٌ.

وقال الأصمعیّ : الفرزدق : الفَتوت الذی یفَتُّ من الخبز الذی تشربُه النساء.

اللیث : (ادْرنفَقَ) ، أی : اقتحمَ قدُماً.

وادرنفَقَت الناقه : إذا تقدَّمت الإبل.

وقال اللیث : (الجَنْفَلِیق) مِن النِّساء هی العظیمه وکذلک الشَّفْشَلِیق.

قلت : مِن الخماسیّ الملحق ما رَوَی أبو العباس عن ابن الأعرابیّ : (اقرَنْفَطَ) : إذا تَقبّضَ واجتمع. وأنشد :

یا حبّذا مُقْرَنفطُکْ

وروی أبو عبید عن الأصمعی : (المُدْرَنْفَق) : المسرعُ فی سَیْرِه.

وقال اللحیانی : ادرنفقَت الناقه : إذا مَضَت فی السَّیْر وأسْرعَتْ.

قال : و (اسْلَنْقَی) علی قفاهُ ، وقد سَلْقَیْتُه علی قفاه.

(الدّملقی) : الفصیح اللسان.

وقال أبو إسحاق فی قول الله جل وعزّ : (عالِیَهُمْ ثِیابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) [الإنسان : 21] ، قال : هو الدِّیباج الصفیق الغلیظ الحَسَن. قال : وهو اسمٌ أعجمی أصله بالفارسیه : استَفْره. قال : ونُقِل من العَجَمیَّه إلی العربیه ، کما سُمِّی الدیباج ، وهو منقول من الفارسیه.

وقال غیره : هذه حروف عربیه وقَع فیها وِفاقٌ بین ألفاظها فی العجمیه والعربیه.

وهذا عندی هو الصواب.

أبو عبید عن أبی عمرٍو : (المَرْدَقُوش) :

ص: 313

الزَّعفران.

قال ابن مُقْبل :

یَعْلُون بالمَرْدَقُوش الوَرْدَ ضاحیهً

سَعابیب ماءِ الضالَهِ اللَّجِنِ

وقال أبو الهیثم : المَرْدَقوش معرَّبٌ معناه : اللیِّن الأُذن.

وقال أبو عبیده : (الدُّرْداقِس) : عَظْمٌ یَصل بین الرّأس والعُنُق کأنه رُومِیٌّ.

وقال الأصمعی : (الشِّمشلیقُ) من النِّساء : السَّرِیعهُ المشی الصّخّابه. وأنشد :

بضَرّهٍ تَشُلُّ فی وسیقِها

نئَّاجَه العَدْوهِ شَمْشَلِیقَهَا

صَلیبَه الصَّیحه صَهْصَلِیقِها

أبو تراب : مَرَّ مَرّاً (دَرَنْفَقا) و (دَلَنْفَقا) ، وهو مَرٌّ سَریع شبیهٌ بالهَمْلَجه. وأنشد قول علیّ بن شیبه الغَطَفانی :

فَراحَ یُعاطِینَ مَشْیاً دَلَنْفَقا

وهنَّ بعَطفَیه لهنَّ خَبیبُ

وقال الأصمعیّ فیما رَوَی عنه أبو تراب أیضاً : (القَنْدَفِیل) : الضخم.

وقال المخروع السَّعدیّ :

مائره الضَّبْعین قَنْدَفیلُ

وقال ابن درید : (القَنْدَفیر) : العجوز.

قلتُ : وأصله عجمیٌّ کندبیر.

وفی «النوادر» : (القُسْطِبینَه) وَ (القُسْطَبِیلَه) : الکَمَره.

آخر حرف القاف

ص: 314

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

هذا کتاب حرف الکاف

[کتاب حرف الکاف]

أبواب المضاعف منه

[باب الکاف والجیم]

کج
کج

أهمله ابن المظفَّر.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی أنه قال : کَجَ فلان : إذا لعب بالکُجَّه ، ومنه خَبَر ابن عباس : فی کل شیء قِمارٌ حتی فی لعب الصِّبیان بالکُجّه.

قال ابن الأعرابی : وهو أن یأخذ الصبیُّ خِرقه فیُدوِّرَها کأنها کرَه ، ثم یتقامرون بها ، فتُسمَّی هذه اللعبه فی الحضَر باسمین ، یقال لها : التُّوانُ ، والآجُرَّه یقال لها : البُکْسَه.

قال الأزهری : لا أدری هی النون أو النوز بالزای.

قال الکاتب : هذه لعبه مشهوره عندنا بالعراق إلی الآن ویسمونها النوز بالزای لا غیر.

باب الکاف والشین

اشاره

کش [کش ، شک : مستعمله].

کش

قال اللیث : تقول العرب : کشَ البکر ، وهو یَکِشّ کَشیشاً ، وهو صوتٌ بین الکَتِیت والهدیر.

أبو عبید : إذا بلغ الذَّکر من الإبل الهَدِیر فأولهُ الکَشیش ، وقد کَشَ یَکِشُ کشیشاً.

وقال رؤبه :

هَدَرْتُ هَدْراً لیس بالکَشیش

فإذا ارتفع قلیلاً قیل : کَتَّ یَکِتّ کتیتاً ، فإِذا أفصَح بالهَدیر قیل : هَدَر هَدِیراً.

أبو عبید عن الأصمعیّ : إذا سمعتَ للزَّند صوتاً خَوّاراً عند خروج نارِه قلت : کَشَ الزَّند کشیشاً.

وقال شمِر : الحیّات کلها تَکِشّ ، غیر الأَسْوَد فإِنه ینبَح ویَصفر ویصیح.

وأنشد :

ص: 315

کشیشُ أفعَی أجمَعَتْ بِعَضِ

فهی تَحکُّ بعضَها ببعضِ

وقال أبو نصر : یقال : سمعت فحیحَ الأفعی وهو صوتها من فمها ، وسمعت کَشِیشَها وقَشیشها ، وهو صوتُ جِلدها.

وقال اللیث : الکشکشه لغه لربیعه ، یقولونها عند کاف التأنیث علیکِشْ إلیَکشْ بِکِشْ ، یزیدون الشین بعد کاف التأنیث.

وبعضهم یجعل مکان الکاف شیناً فیقولون : عَلَیْشِ إلَیْشِ بِشِ.

وأنشد :

تَضحَک منِّی أنْ رأَتْنی أحتَرِش

ولو حَرَشْتِ لکشَفْتِ عن حِرِشْ

یرید عن حِرِک.

وروی أبو تراب فی باب الکاف والفاء : الأفعَی تَکِشُ وتَقِشّ ، وهو صوتُها من جلدها وهو الکشیش والقشیش. قال : والفحیح : صوتها من فیها.

قال : وقال بعض قیس البَکر یَکشّ ویَقِشّ ، وهو صوته قبل أن یهدر.

أبو عبید عن أبی الجراح : الکشیش : صوت الأفعی مِن جلدها. قال : وتَفِحُّ من فیها.

وقال ابن الأعرابی : الکُشّ : الحرْق الذی یُلقّح به النخل.

شک

قال اللیث : الشَّکُ : نقیض الیقین.

والفعل شکَ یشُکّ شکّاً. والشِّکه : ما یَلبَسه الرجل من السِّلاح. وقد شَکّ فیه یشُک شکاً. وقد خُفّف فقیل : شاکی السِّلاح ، وشاکُ السِّلاح. وباقی تفسیره فی المعتل من هذا الکتاب.

أبو عبید : یقال : فلان شاکُ السلاح ، مأخوذ من الشِکّه ، أی تام السلاح. قال : والشاکی بالتخفیف والشائک جمیعاً : ذو الشَّوکه والحدَّه فی سلاحه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : شُکَ : إذا أُلحق بنسب غیره. وشَکّ : إذا ظَلَع وغَمَز.

وقال أبو الجراح : واحد الشَّوَاک شاکٌ.

وقال غیره : شاکَّه ، وهو وَرمٌ یکون فی الحَلْق ، وأکثر ما یکون فی الصِّبیان.

اللیث : یقال : شکَکْتُه بالرُّمح : إذا خَزقْته.

وقال طرفه :

حِفافَیْهِ شُکَّا فی العَسِیب بمسرَدِ

أبو عبید عن أبی زید قال : الشَّکائک : الفِرَق من الناس ، واحدتها شَکیکَه.

وقال الأصمعیّ : الشّکّ : أیسر من الظَّلْع ، یقال : بعیرٌ شاکٌ ، وقد شَکّ یشُکُ.

وأنشد :

کأنَّه مستبَان الشَّکّ أو جَنِبُ

وقال غیره : الشَّکائک مِن الهوادج : ما شُکَ مِن عِیدانها التی تُصَبَّبُ بها بعضُها فی بعض.

وقال ذو الرمّه :

ص: 316

وما خِفْتُ بین الحیِّ حتّی تَصدّعَتْ

علی أوجُهٍ شَتَّی حُدُوج الشَّکائِکِ

ویقال : شَکَ القومُ بیوتَهم یشکُّونها شکّاً : إذا جعَلوها علی طریقهٍ واحده ونَظْم واحد ، وهی الشِّکاکِ للبیوت المصطفَّه.

وقال الفرزدق :

فإنی کما قالت نَوارُ إن اجتَلَتْ

علی رَجُل ما شَکّ کفِّی خَلیلُها

أی ما قارَنَ. ورَحمٌ شاکَّه ، أی : قریبه. وقد شُکَّت : إذا اتصلت.

وقال أبو سعید : کلُّ شیء ضَممتَه إلی شیءٍ فقد شککتَه.

قال الأعشی :

أو اسفِنْطَ عانَهَ بعد الرُّقا

دِ شَکَ الرّصافُ إلیها الغَدیرا

ومنه قول لبید :

جُماناً ومَرجاناً یَشُکّ المَفَاصلا

أراد بالمَفاصل ضُروبَ ما فی العِقد من الجواهر المنظومه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الشُّکَک : الأدعیاء. والشُّکَک : الجماعات من العساکر یکونون فِرَقاً.

شمر عن ابن الأعرابی : شکَ الرجل فی السِّلاح : إذا لبسَه تامّاً فلم یدعْ منه شیئاً ، فهو شاکٌ فیه. والشّکّه : السِّلاح کلّه ، فمن ثمّ قیل : شاکٌ فی سلاحه ، أی : داخلٌ فیه وکل شیءٍ أدخلتَه فی شیء أو ضممتَه إلیه فقد شکَکته.

ورحمٌ شاکَّه : قریبه. وقول ابن مُقْبل یصف الخیْل :

بکلِّ أشَقَّ مقصوصِ الذُّنَابَی

بشکِّیَّاتِ فارسَ قد شجِینا

یعنی : اللُّجُمَ.

باب الکاف والضاد

[کض]
ضک

أبو عبید عن الأمویّ : الضَّکْضَکه : سرعه المَشْی.

قال : وقال الأصمعیّ : الضّکْضاک : الرَّجل القَصیر ، وهو البَکْباک.

ابن المظفَّر : امرأه ضکضاکهٌ مکتنزه صُلْبه.

وفی «النوادر» : ضُکْضکَت الأرض وفُضْفِضَت بمَطَرٍ ، ورُقرِقَت ومُصْمِصَتْ ومُضْمِضَتْ ، کلُّ هذا غَسَلها المَطَر.

وضک : غیر مکرَّر غیر مستعمل.

باب الکاف والصّاد

اشاره

[کص] کص صک : مستعملان.

کص

قال أبو عبید : الکَصِیصه : حباله الظّبْیِ التی یُصادُ بها.

وقال اللحیانی : ترکتهم فی حَیْصَ بَیْص کَکَصِیصه الظّبی. وکَصِیصَتُه : موضعه

ص: 317

الذی یکون فیه ، وحِبالتُه.

ویقال له مِن فَرَقِه : أصیصٌ وکَصِیص ، أی : انقباض.

وقال أبو نصر : سمعت کصِیص الجراد ، أی : صوتَها.

أبو عبید : أَفْلَتَ وله کَصیصٌ وأصیص وبصیص ، وهو الرِّعْدَه ونحوها.

صک

قال اللیث : الصَّکَک : اصطکاک الرُّکبتین ، والنعت : رجل أصَکُ وظَلِیم أَصَکُ لتَقارُب رُکبتیه یصیبُ بعضُها بعضاً : إذا عَدا. وأنشد غیره :

إنَّ بنی وَقْدانَ قومٌ سُکُ

مِثلُ النَّعام والنَّعامُ صُکُ

ویقال : صَکّ یَصَکُ صَککاً ، وقد صَکِکتَ یا رجل.

ابن السکّیت عن أبی عمرو : وکلُّ ما کان علی فَعِلتْ ساکنه التاء مِن ذوات التضعیف ، فهو مدغَم نحو صَمَّت المرأه ، وأشباهه ، إلّا أحْرُفاً جاءت نوادر فی إظهار التضعیف ، وهو لَحِحت عینُه : إذا التصقت ، وقد مَشِشَت الدّابه وصَکِکَتْ ، وقد ضَبِب البَلد : إذا کَثُر ضِبابه ، وألِلَ السّقاءُ : إذا تغیَّرتْ رِیحُه ، وقد قَطِط شَعرُهُ.

وقال اللیث : الصَکُ : ضَربُ الشیء بالشیء العریض : إذا کان ضرباً شدیداً.

یقال : صَکّه یصُکّه صَکّاً.

أبو عبید عن أبی زید : یقال : لقِیتُه صَکّهَ عُمَیٍّ ، وهو أشدُّ الهاجره حَرّاً.

قال شمر : وأنشدنی ابن الأعرابیّ :

صَکّ بها عَیْنَ الظَهِیره غائراً

عُمَیٌّ ولم ینعَلْنَ إلّا طِلالَها

قلت : والصَّکّ الذی یُکتَب للعُهْده مُعْرب ، أصلُه جَکْ ، ویُجْمَع صِکاکاً وصُکوکاً ، وکانت الأرزاق تسمّی صِکاکاً لأنها کانت تخرج مکتوبه.

ومنه الحدیث فی النهی عن شِراء الصّکاکِ والقطوط.

وحِمارٌ مصکٌ : شدید. ورَجُل مِصَکٌ : قویّ شدید.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : فی قَدَمَیْه قَبَل ثم خَنَف ثم فَحَج ، وفی رکْبتیه صَکَک وفی فَخِذیه فجاً.

أبو عبید عن الأصمعیِّ : إذا اصطکّت رُکبتاه ، قیل : صَکّ یصَکُ صَکَکاً ، وقد صَکِکْتَ یا رجل.

عمرو عن أبیه قال : کان عبد الصمد بن علیّ قُعْدُداً ، وکانت فیه خَصْله لم تکن فی هاشمیٍ ، کانت أسنانه وأضراسُه کلُّها ملصَقَه ، وهذا یسمَّی أصَکَ.

قلت : ویقال له الأَلصُّ أیضاً.

[باب الکاف والسین]

اشاره

کس کس ، سک : [مستعمله] ..

ص: 318

کس

قال اللیث : الکَسَس : خروج الأسنان السُّفلی مع الحنک الأسفل وتقَاعُسُ الحَنَک الأعلی. والنعت : رجل أکَسُ.

وأنشد :

إذا ما حالَ کُسُ القَوْمِ رُوقا

حال بمعنی تحوّل. قال والتکَسُّسُ : التکلُّف من غیر خِلْقَه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : البَلَل أشدُّ مِن الکَسَس.

وقال ابن شمیل : الکَسَس : أن یکون الحَنَک الأعلی أقصر مِن الأسفل ، فتکون الثَّنیتان العُلْییان وراءَ السُّفلیَین من داخل الفم ، وقال : لیس من قِصَر الأسنان.

قال ابن الأعرابیِّ : الکَسَس : قِصَر الأسنان ، رجل أکَسُ وامرأهٌ کسَّاء.

عمرو عن أبیه : الکَسِیس من أسماء الخمر ، هی القِنْدید.

أبو مالک : الکَسکاس : الرجل القصیر الغلیظ. وأنشد :

حیث تری الحَفَیْتَأ الکَسْکاسا

یَلتَبِس الموتُ به الْتِباسا

والکَسْکسه : لغه من لغات العرب تقارب الکشکشه.

سک

أبو نصر عن الأصمعیّ یقال : سکّ سمعُه واستکّ.

وقال اللیث : السَّکک صِغَر قُوف الأُذن وضیق الصِّماخ ، وقد وُصِف به الصَّمَم.

وقال ابن الأعرابیِّ : یقال للقَطاه حَذّاء لقِصر ذَنَبها ، وسَکَّاء لأنَّه لا أُذُن لها.

وأصلُ السَّکک الصَّمَم.

وأنشد :

حَذَّاء مدبِرهً سکاءُ مقبلهً

للماء فی النَّحْرِ منها نَوطَهٌ عَجَبُ

وقوله :

إنّ بنی وَقْدان قَوم سُکُ

مثلُ النَّعام والنَّعامُ صکُ

سُکٌ ، أی : صُمٌّ.

وقال اللیث : یقال : ظَلیم أَسَکُ لأنّه لا یَسمَع.

وقال زهیر :

أسَکُ مُصَلّمُ الأُذنین أَجْنی

له بالسِّیِّ تَنُّومٌ وآءُ

ورُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «خیرُ المال سِکّهٌ مأبوره ، وفَرَسٌ مأموره»

. قال أبو عبید : السکّه المأبوره : هی الطریقه المستویه المصطفَّه من النخل.

ویقال : إنما سمِّیت الأزقّه سِکَکاً لاصطفاف الدُّور فیها کطرائق النَّخل.

وفی حدیث آخر عن النبی علیه السلام : «أنه نهَی عن کسر سِکه المسلمین الجائزه بینهم إلّا مِن بأس» ، أراد بالسِّکه الدِّینار والدِّرْهم المضروَین ، سمِّی کلُّ واحدٍ منهما سکه لأنه طُبع بالحَدیده المُعلمه له.

ص: 319

ویقال له : السَّک. وکلُّ مِسمارٍ عند العرب سَکٌ.

وقال امرؤ القیس یصف دِرْعاً :

ومشدودهَ السَّکِ مَوْضونهً

تضاءلُ فی الطیِّ کالمِبْرَدِ

وقال اللیث : السِّکه : حدیده قد کُتِب علیها یُضرب بها الدّراهم.

وفی حدیثٍ ثالثٍ عن النبی علیه السلام أنه قال : «ما دخَلَتِ السِّکهُ دارَ قومٍ إلّا ذَلُّوا».

والسکّه فی هذا الحدیث : الحدیده التی یُحْرَثُ بها الأرض ، وهی السِّنُّ واللُّؤمَه.

وإنَّما قال علیه السلام إنها لا تَدخل دارَ قومٍ إلّا ذَلوا کراههَ اشتغال المسلمین والمهاجرین عن مُجاهده العدوّ بالزِّراعه والخفْض واقتناء المال ، وإنهم إذا فعلوا ذلک طُولبوا بما یلزمهم مِن مال الفَیء ، فیلقَونَ عنتاً مِن عمال الخراج وذُلًّا مِن النوائب. وقد عَلِم علیه السلام ما یَلقَی أصحابُ الضِّیاع والمزارع من عَسْف السلطان وانحنائه علیهم بالمطالبات ، وما ینالُهم مِن الذُّلّ عند تغیُّر الأحْوال بعدَه.

فهذه ثلاثه أحادیث ذُکِر فیها السکه بثلاثه معانٍ مختلفه ، وقد فسّرتُ کل وجه منها فافهمه.

وقال اللیث : السِّکه أوسَعُ مِن الزقاق.

والسَّکُ : تضبیبُک البابَ أو الخشب بالمسمار ، وهو السَّکِّی.

وقال الأعشی :

کما سَلَک السَّکِّیَ فی الباب فیْتَقُ

وقال الأصمعی : استکت الریاض : إذا التفَّت.

وقال الطرمَّاح یصف عَیراً :

صُنع الحاجبَیْن خَرَّاطهُ البَقْ

لُ بَدِیّاً قبلَ استکاکِ الریاضِ

شمر ، قال الأصمعیّ : إذا ضاقت البئر فهی سُکٌ.

وأنشد :

یُجبی لها علی قَلیبٍ سُکٍ

وهی التی أحکم طیُّها فی ضِیق.

ثعلب عن ابن الأعرابی : سَکَ بسَلْحِه ، وشجّ وهَکّ : إذا خَذَق به.

وقال : والسُّکُک : القُلُص الزرّاقه یعنی الحُبارَیات.

قال الأصمعی : هو یَسک سکّاً ویَسُجُّ سجّاً : إذا رَق ما یجیء مِن سَلْحِه.

ویقال لبیت العقرب : السُّکّ ، والسُّکّ : البئر الضیقه.

وقال اللیث : السُّکّ : طیبٌ یتخذُ مِن مِسْک ورامک.

والسُّکّ مِن الرکایا : المستوِیه الجراب والطَّیِّ. والسکّ : جُحْر العنکبوت.

والسکه : الطَّریق المستوی ، وبه سمیتْ

ص: 320

سِکَک البرید.

وقال الشماخ :

حَنّتْ علی سِکه السَّارِی فجاوَبَها

حَمامهٌ مِن حمامٍ ذاتُ أطواق

أی : علی طریق الساری ، وهو موضع.

وقال العجاج :

نَضْرِبهم إذا أَخَذوا السَّکائکا

یرید : الطُّرُق.

وسَکَّاء : اسم قریهٍ فی شعر الراعی یصف إبلاً له :

فلا رَدّها رَبِّی إلی مَرْج راهِط

ولا أصبحتْ تمشِی بسَکَّاءَ فی وَحْلِ

أبو زید : رجل سُکاکه ، وهو الذی یمضی لرأیه ولا یشاوِرُ أحداً ولا یُبالی کیف وقع رأیُه. حکاه ابن السکیت عنه.

وقال اللِّحیانی : هو اللُّوحُ والسُّکاک والسُّکاکه للهواء بین السماءِ والأرض.

والسکاسِک : مِن أحیاء الیمن ، والنسبه إلیهم سَکْسَکِیّ.

وسمعتُ أعرابیّاً یصف دَحْلاً دَحَله فقال : ذهب فَمُه سَکّاً فی الأرض عَشر قِیم ثم سَرَّب یمیناً ، أراد بقوله سَکّاً ، أی : مستقیماً لا عِوَج فیه.

وقال ابن شمیل : سَلْقَی فلان بناءه ، أی : جعَلَه مستلقیاً ولم یَجعله سَکّاً.

قال : والسُّکّ : المستقیم مِن البناء والحفْر کهیئه الحائط.

واستکَّتْ مسامِعه : إذا صَمَّ. ویقال : ما استَکَ فی مَسامِعی مثله ، أی : ما دخل.

عمرو عن أبیه : سَکّ بسَلْحِه وزَکَّ : إذا رَمَی به یزُکُّ ویسُکّ.

ثعلب عن ابن الأعرابی : السُّک : لؤمُ الطبْع ، یقال : هو بِسُکِ طبعه یفعل ذاک.

قال : وسَکَ : إذا ضَیّق ، وسَکَ : إذا لَؤُمَ.

وقال أبو عمرو : السِّکه والسِّنه : المأْنُ الذی یحرث به الأرض.

وقال ابن شمیل : ما سَکَ سَمْعی مثلُ هذا الکلام ، أی : ما دخل سمعِی.

باب الکاف والزای

[کز]
اشاره

کز ، زک.

کز

قال اللیث : الکزازه : الیبس والانقباض ، رجلٌ کزٌّ : قلیل الخیر والمُواتاه بیِّن الکزَز.

وأنشد :

أنت للأَبعَدِ هَیْنٌ لَیِّنٌ

وعلی الأقرب کزٌّ جافی

وخشَبهٌ کَزَّهٌ : إذا کان فیها یُبس واعوجاج.

وذهَبٌ کَزٌّ : صُلْبٌ جداً. ویقال للشیء إذا جعلتَه ضیِّقاً کزَزتُه فهو مَکْزُوز.

وأنشد :

ص: 321

یا رُبَّ بیضاء تکُزّ الدُّمْلَجا

تزوّجتْ شَیخاً طُوالاً عَنْشَجا

قال : والکُزاز : داء یأخذ مِن شِدّه البَرْد ، والعَفْز تعتری من الرِّعده. رجلٌ مکزُوز.

أبو زید : کُزّ فهو مکْزوز ، وقد أکزَّه الله ، وهو تشنج یصیب الإنسانَ من برد شدید وخروج دَمٍ کثیر.

عمرو عن أبیه : الکَزَز : البُخْل.

وقال ابن الأعرابی : الکزَّاز : الرِّعده من البَرْد. والعامه تقول کُزَازَ.

ابن شمیل : من القسِیّ الکَزَّه ، وهی الغلیظه الأزَّه الضیِّقهُ الفَرْج. والوطیئه أکزُّ القِسِیّ.

زک

ثعلب عن ابن الأعرابی : زُکَ : إذا هَرِم ، وزُکَ : إذا ضَعُف من مَرَض.

عمرو عن أبیه : الزَّکیک : مَشْیُ الفِراخ.

والزَّوْک : مشی الغراب.

أبو نصر عن الأصمعی : الزَّکیک : أنْ یقارب الخَطو ویُسرع الرّفْع والوَضْع ، یقال : زَکَ یَزُک زکیکاً.

وقال أبو زید زَکْزَک زَکْزکه ، وزَوْزَی زَوْزاهً ، ووَزْوَزَ وَزْوزهً ، وزاکَ یَزُوک زَوْکاً وزاک یَزِیک زیکاً ، کلُّه مَشْیٌ متقارب الخَطْو مع حرکه الجسد.

وقال غیره : یقال : أخذَ فلانٌ زِکَّتَه ، أی : سلاحه ؛ وقد تَزکَّکَ تَزکُّکاً : إذا أخذ عُدَّته.

وفی «النوادر» : ورجل مُصِکٌ مُزِکٌ ومُغِدّ ، أی : غضبان. وفلانٌ مِزَکٌ وزاکٌ ومِشَکٌّ ، وهو فی زِکیّه وشِکیَه ، أی : فی سِلاحِه.

وزُکُ الفاخته : فرخُها.

باب الکاف والدال

[کد]
اشاره

کد ، دک : [مستعملان].

کد

قال اللیث : الکدّ : الشده فی العمل ، وطلب الکسب.

یقال : هو یَکُدُّ کَدّاً ، والکد : الإلحاح فی الطلب والإشاره بالأصابع. وأنشد : وحُجْتُ ولم أکددکم بالأصابع أبو عبید عن الأصمعیّ : الکُداده ما بَقِی فی أسفل القِدر.

قلت : إذا لَصِقَ الطبیخُ بأسفل البُرمه فکَدّ بالأصابعِ فهو الکُداده.

وسمعتُ أعرابیاً یقول لعَبْدٍ له : لأکُدّنّک کَدَّ الدَّبرِ ، أراد أنه یُلِحّ علیه فیما یکلّفه من العمل الواصب إلحاحاً یُتعِبُه ، کما أنَّ الدَّبِرَ إذا حُمِل علیه ورُکب أتعَبَ البعیر.

عمرو عن أبیه : الکُدُد : المجاهِدون فی سبیل الله.

قال : وکَدَّدَ الرجلُ : إذا ألقی الکَدِید بعضَه علی بعض. وهو الْجَریش من المِلح.

قال : ویقال : کَدْکَدَ الرجل ، وکتکتَ وکَرکَر ، وطَخطخ ، وطَهْطَه ، کلُّ ذلک إذا

ص: 322

أفرط فی ضحکه.

وقال اللیث : الکَدکَده : ضَرْب الصَیْقل المِدْوَسَ علی السَّیف إذا جلاه.

والکَدکَده : شدّه الضحک ، وأنشد :

ولا شدیدٍ ضحْکُها کَدْکادِ

حَدادٍ دونَ سِرِّها حَدادِ

قال : والکدید : موضع بالحِجاز.

والکدید : التُّراب الدِّقاق المُرکَّل بالقوائم.

وقال امرؤ القیس :

مِسحٍّ إذا ما السانحاتُ علی الوَنَی

أثَرْن الغُبارَ بالکدید المرکَّلِ

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : الکَدید : صوتُ المِلح الجَریش إذا صُبَّ بعضُه علی بعض. والکدید : ترابُ الْحَلْبَهِ.

وقال شمر : الکَدِید : ما غَلُظ من الأرض.

قال : وقال أبو عبیده : الکدید من الأرض : البطنُ الواسع خُلِقَ خَلْقَ الأودیه أو أوسع منها.

ابن شمیل : کَدْکَدَ علیه ، أی : عَدَا علیه ، وکَدکَد فی الضَّحِک. وأکَدَّ الرجلُ واکتَدّ : إذا أَمسَکَ.

وفی «النوادر» : کَدَّنی وکَدَّدَنی وکَدْکَدَنی وتکَدَّدنی وتکرَّدنی ، أی : طردنی طرداً شدیداً.

دک

قال الله جل وعز : (فَدُکَّتا دَکَّهً واحِدَهً) [الحاقه : 14].

قال الفراء : دکّتا : زُلزِلَتا.

قال : ولم یقل فدُکِکن لأنَّه جعَل الجبال کالواحده ، ولو قال : فدُکَّت دکّهً واحده لکان صواباً.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : قال : دُکّ : هُدِم ودَکَ : هَدَم.

قال : والدُّکَک : القِیزان المنهاله.

والدُّکَک : الهِضاب المفسّخه. والدُّکُک : النُوق المنفضخه الأسنمه.

وقال اللیث : الدکّ : کَسر الحائط والجبل.

ویقال : دکّتْه الحُمَّی دَکّاً.

وأخبرنی المنذریّ عن الصَّیداوی عن الریاشیّ عن الأصمعیّ ، قال : الدکّاوات من الأرض ، الواحده دَکّاء ، وهی رَوابٍ مشرِفهٌ من طِین فیها شیء من غِلظ.

وقال الله جلّ وعزّ : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّی جَعَلَهُ دَکَّاءَ) [الکهف : 98](1).

أخبرنی المنذری عن أحمد بن یحیی أنه قال : قال الأخفش فی قوله : جعَله دکّاً بالتنوین ، کأنَّه قال : دَکّه دَکّاً ، مصدرٌ مؤکِّد.

قال : ویجوز جعلُه أرضاً ذات دَکّ ، کقوله تعالی : (وَسْئَلِ الْقَرْیَهَ) [یوسف : 82].

قال : ومن قرأها : (دَکَّاءَ) ممدوداً أراد

ص: 323


1- فی المطبوع : «حتی إذا جاء وعد ...» الآیه. کذا.

جعله مثل دَکّاء ، وحذف مِثل.

قال أبو العباس : ولا حاجهَ به إلی مِثل ، وإنما المعنی جعل الجبل أرضاً دکّاء واحداً.

وقال الأخفش : ناقه دَکّاء : إذا ذهَب سَنامُها.

قال : وتُجمع الدَّکَّاء من الأرض دکَّاوات ودُکّاً ، مثل حَمْراوات وحُمر.

قال : وأفادنی ابن الیزیدیّ عن أبی زید : جعله دَکّاً.

قال المفسّرون : ساخَ فی الأرض فهو یذهب حتَّی الآن. ومن قرأ : (دَکَّاءَ) علی التأنیث فلتأنیث الأرض ، جعلها أرضاً دَکَّاءَ.

عمرو عن أبیه : الدَّکِیک : الشهر التامّ.

وقال اللیث : أقمتُ عنده حَوْلاً دَکِیکاً ، أی : تامّاً.

ابن السکّیت : عامٌ دَکِیک ، کقولک : عامٌ کَرِیتٌ ، أی : تامّ.

أبو عبید عن الأصمعی : الدَّکداک من الرمل : ما التَبَدَ بعضُه علی بعض ، والجمیع الدّکادِک.

وکتب أبو موسی إلی عمر : إنّا وجدنا بالعِراق خَیْلاً عِراضاً دُکاً ، فما یَرَی أمیر المؤمنین فی إسْهامِها؟.

یقال : فَرَس أَدَکُ وخَیْلٌ دَکٌ : إذا کان عریضَ الظهر قَصیراً ، حکاه أبو عبید عن الکسائیّ.

قال : ویقال للجَبَل الذَّلیل : دُکّ ، وجمعُه دِکَکه.

ویقال : تَداکَ علیه القومُ : إذا ازدَحموا علیه.

وقال أبو زید : دککْتُ الترابَ علیه أدکّه دکّاً : إذا هِلْتَه علیه فی قَبره.

وقال الکسائیّ : أَمَهٌ مِدکّه ، وهی القویَّه علی العَمَل. ورجلٌ مِدَکٌ : شدید الوَطءِ علی الأرض.

وقال اللیث : اختلفوا فی الدّکّان فقال بعضهم : هو فُعْلان من الدَّکّ.

وقال بعضهم : هو فُعّالٌ من الدَّکْن.

أبو عمرو : دَکَ الرجلُ جاریتَه : إذا جَهَدَها بإلقائه ثِقْله علیها إذا خالَطَها.

وأنشد أبو بکر الإیادیّ :

فقدتُکَ من بَعْلٍ عَلَام تَدُکُّنی

بصَدْرِک لا تُغْنی فَتیلاً ولا تُعْلی

باب الکاف والتاء

اشاره

کت کت ، تک : مستعملان.

کت

قال أَبو عبید : قال أَبو زید : کتّت القِدْر تَکِتُ کَتیتاً : إذا غَلَتْ ؛ وکذلک الجَرّه وغیرها.

أَبو عبید عن الأصمعیّ : إذا بلغ الذَّکر من الإبل الهَدیرَ فأوّله الکَشیش ، فإِذا ارتفع

ص: 324

قلیلاً فهو الکتیت.

وقال اللیث : یَکِتّ ثم یَکِشّ ثم یَهدِر والصواب ما قال الأصمعیّ.

سلمه عن الفراءِ : الکُتّه : شَرَطُ المال وقَزَمُه ، وهو رُذَاله.

تک

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : تُکَ الشیءُ : إذا قُطِع. وتَکَ الإنسان : إذا حَمُق.

قال : والتُّکَّکُ والفُکَّکُ : الحَمْقَی والقُیَّق.

أبو عبیدٍ عن الکسائیّ : هو أحمقُ فاکٌ تاکٌ وتائکٌ. والتِّکّه : تِکّه السَّراویل.

[بقیه باب]

کت

أَبو عبید عن الأصمعی : أَتَانَا فی جیش ما یُکتُ ، أَی : ما یعلم ما عددُهم ولا یحصی.

وقال أبو الحسن اللِّحیانی : سمعت أعرابیاً فصیحاً قال له رجل : ما تَصنَع بی؟ قال : ما کَتَّک وعظَاک وأورَمک وأرغَمَک ، قال : ومعناها واحد.

أبو عبید عن الأحمر : کتکتَ فلانٌ بالضحک کَتْکَته ، وهو مثل الخَنین.

وقال أبو سعید : الکَتیت : الرجل البخیل السیء الخُلُق المغتاظ.

وهکذا قال الأصمعی ، وأنشد لبعض شعراء هذیل :

تَعَلَّمْ أنّ شرَّ فَتَی أناسٍ

وأوضَعَه خُزاعیٌ کتیتُ

إذا شَربَ المُرِضّهَ قال أَوْکِی

علی ما فی سقائک قد رَویتُ

عمرو عن أبیه : هی الکَیتیّه واللَّوِیه ، والمعصوده ، والضَّویطَه.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : جیشٌ لا یُکت ، أی : لا یُحصَی ولا یُسْهَی ، أی : ولا یُحزَر ، ولا یُنکَف ، أی : لا یُقطَع.

یقال : کُتَّنی الحدیث وأکتَّنِیهِ وفُرَّنی وأفِرَّنیهِ ، أی : أَخبرنیه کما سمعته. ومثلُه قُرَّنی وأقِرَّنیه وقُذَّنیه.

وتقول ؛ اقترَّه منِّی یا فلان واقتذّه واکتَتَّه ، أی : اسمعْه منِّی کما سمعتُه.

[باب الکاف والظاء]

[کظ]
اشاره

استعمل من وجوهه : کظ.

کظ

قال اللیث : یقال : کَظّه یَکُظّه کِظّهً ، معناه : غمّه من کثره الأکل.

وقال الحسن : أخذَتْه الکِظّه فقال لجاریته : هاتی هاضُوماً.

قال اللیث : الکَظکَظَه : امتلاءُ السِّقاءِ : إذا ملأتَه ، والکِظاظ فی الحرب : الضیِّق عند المعرکه.

وقال غیره : الکظیظ : الزحام. یقال : رأیت علی بابه کظیظاً.

وفی حدیث جاء فی ذکر باب الجنَّه :

ص: 325

«یأتی علیه زمانٌ وهو کظیظ».

قال أبو نصر : کظظت السقاء : إذا ملأته.

وسِقاءٌ مکظوظ وکظیظ.

ویقال : کظظت خَصْمی أَکُظّه کَظّاً : إِذا أَخذتَ بکظَمِه وأَفحمتَه حتَّی لا یجد مَخرجاً یخرج إلیه.

وفی حدیث الحسَن أنه ذکر الموتَ فقال : غَنْظٌ لیس کالغنط وکظُّ لیس کالکظ ، أی : همٌّ یملأ الجوف لیس کالکظ ولکنه أشدّ.

وکظّه الشرابُ ، أی : ملأه ؛ وکظ الغیظُ صدره ، أی : ملأه ، فهو کظیظ.

ابن الأنباریّ : کظّنی الأمرُ ، أی : ملأنی همُّه. واکتظَّ الموضع بالماء ، أی : امتلأ.

وقال رؤبه :

إنا أَناسٌ نلزم الحِفَاظَا

إذْ سئمت ربیعهُ الکِظَاظَا

أی : ملَّت المکاظه ، وهی هاهنا القتال وما یملأ القلبَ من همِّ الحرب.

واکتظَّ الوادی بثجیج السماء ، أی : امتلأ بالماء. ومَثَلٌ للعرب : لیس أخُو الکِظاظ من یسأمه ، یقول : کاظّهم ما کاظوک ، أی : لا تسأمهم أو یسأموا. ومنه کِظاظ الحرب ، قال :

إذْ سئمتْ ربیعهُ الکِظاظا

والکِظّه : غمٌّ وغِلْظه یجدها فی بطنه وامتلاءٌ.

[باب الکاف والذال]

اشاره

کذ کذ : مستعمل.

کذ

قال اللیث : الکَذَّان : حجارهٌ کأنها المَدَر فیها رَخاوه ، وربما کانت نخره ، والواحده کَذَّانه. قال : وهی فَعَّاله.

أبو عبید عن أبی عمرو : الکَذَّان : الحجاره التی لیست بصُلْبه.

وقال غیره : أکذّ القوم إکْذاذاً : إذا صارُوا فی کَذَّانٍ من الأرض.

[باب الکاف والثاء]

اشاره

کث استعمل منه : کث.

کث

فی صفه النبی صلی الله علیه وسلم : أَنَّه کان کثَ اللحیه.

قال شمر : أَراد کَثره أُصولها وشعورها ، وأَنها لیست برقیقه.

وقال اللیث : الکَثّ والأکَثّ نعتُ کثیثِ الحیه ، ومصدرُه الکُوثَه.

وقال أبو خیره : رجل أکَثّ ولحیهٌ کَثّاء بیِّنهُ الکَثَث ، والفِعل کَثَ یَکِثّ کُثُوثه.

وقال : والکَثکَث والکِثکِث : دُقاق التراب. ویقال : بفیه الکُثکَث.

وقال أبو خیره : من أسماء التراب الکَثکَث وهو التُّراب نفسُه ، والواحده بالهاء ، ویقال : الکَثاکِث.

ص: 326

وقال الکسائی : الحِصْحِص والکَثکَث : کلاهما الحجاره.

وقال رؤبه :

ملأتُ أفواهُ الکِلابِ اللُّهَّثِ

مِن جَندلِ القُفِّ وتُرْب الکَثکَثِ

وروی عن ابن شمیل أنه قال : الزِّرِّیع والکاث واحد ، وهو ما ینبت ممَّا یتناثر من الحصید ، فینبت عاماً قابلاً.

قال الأزهریّ : لا أعرف کرک الکاثّ.

[باب الکاف والراء]

اشاره

کر کر ، رک ، کرک : مُستعملان.

کر

قال اللیث : الکَرّ : الحَبل الغلیظ.

شمر عن أبی عبیده : الکَرُّ من اللِّیف ، ومن قِشر العَراجین ، ومن العَسیب.

أبو عبید عن أبی زید : الکَرّ : الذی یُصعَد به علی النَّخل ، وجمعُه کُرور ، ولا یسمَّی به غیره من الحِبال.

قلت : وهکذا سماعِی من العرب فی الکرّ ، ویُسَوَّی مِن حُرِّ اللِّیف الجیّد ؛ وقال الراجز :

کالکَرّ لا شَخْتٌ ولا فیه نَوَی

وَجعل العَجّاج الکَرَّ جَبْلاً یُقاد به السُّفُن علی الماء فقال :

جذبُ الصَّرارِیَّیْن بالکُرُورِ

والصَّراری : المَلّاح.

الحرانی عن ابن السکّیت : الکَرُّ : مصدَرُ کرّ یَکِرّ کَرّاً. والکَرُّ : الحَبل الذی یُصعَد به النخلُ. والکَرّ : حَبلُ شِراعِ السَّفینه.

قال : والکَرّ : الحِسْیُ ، وجمعُه کِرَار.

ویقال للحِسْی کُرٌّ أیضاً ؛ وقال کثیّر :

به قُلُبٌ عادیّهٌ وکِرار

وقال اللیث : الکَرُّ : الرجوعُ علی الشیء ، ومنه التَّکرار.

وقال ابن بُزرج : التَّکِرَّه بمعنی التکرار ، وکذلک التَّسِرَّه والتَّضِرّه والتَّدرّه.

الأصمعیّ : الکُرّه : البعر. وقال النابغه یصف الدُّروع :

عُلِین بِکدْیَوْنٍ وأبِطنَ کُرّه

فهنّ وِضاءٌ صافیات الفَلائلِ

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : کَرّ یَکِرّ مِن کَرِیر المختنِق. وکرّ علی العَدُوّ یکُر.

أبو عبید : الکَرِیر : مِثل صوت المختنِق المجهود. قال الأعشی :

فأهلی الفِداءُ غداهَ النِّزال

إذا کان دَعوَی الرِجالِ الکَریرا

وقال أبو الهیثم : کَرَّ یکرُّ کَرِیراً : إذا حَشْرج عند الموت ؛ فإذا عَدَّیْتَه قلت : کَرَّه یکرُّه : إذا رَدّه.

أبو عبید عن أبی عمرو قال : الکرکرْه : صوتٌ یُردِّده الإنسان فی جوفه.

وقال اللیث : الکَرُّ : مِکیالٌ لأهل العراق.

قلت : الکَرّ : ستّون قفیزاً ، والقفیز : ثمانیه

ص: 327

مَکاکیک ، والمَکُّوک : صاع ونصف ، وهو ثلاثُ کِیلَجات.

قلت : والکُرُّ علی هذا الحِسابِ اثنا عشر وَسْقاً ، کلُّ وَسْق ستُّون صاعاً.

ابن الأعرابی : کَرْکَرَ فی الضَّحِک کَرْکَرهً : إذا أَغْرَب. وکَرْکَر الرَّحَی کَرْکَرهً : إذا أدارها.

أبو عبید عن الفراء : عکَکْته أعُکُّه ، وکرَرْتُه مِثله.

وقال شمر : الکَرْکَره مِن الإداره والتردید.

قال : وهو مِن کَرَّ ، وکَرْکَرَ. قال : وکَرَکَره الرَّحی : تَردادُها.

قال : وأَلَحَّ أعرابی علیَّ بالسّؤال فقال : لا تُکَرْکِرونی.

أراد : لا تردُّوا علیَّ السُّؤالَ فأغلَط.

وکرکر الضاحک ، شبِّه بکرکرهِ البعیر ، إذا ردَّد صوته.

وروی عن عبد العزیز عن أبیه عن سهل بن سعد أنه قال : کنّا نفرح بیوم الجمعه ، وکانت عجوزٌ لنا تبعث إلی بُضاعَه فتأخذ من أصول السِّلق فتطرحه فی قدر ، وتکرکر حبّاتٍ من شعیر ، فَکنَّا إذا صلَّینا انصرفْنا إلیها فتقدِّمه إلینا ونفرح بیوم الجمعه من أجلها.

قال القَعنبیُّ : تکرکر ، أی : تطحن ، وسمیت کرکره لتردید الرَّحَی علی الطَّحن.

قال أبو ذؤیب :

إذا کرکرته ریاحُ الجنوبِ

ألقحَ منها عجافاً حیالا

قال اللیث : الکِرْکره : رحی زَوْر البعیر ، وجمعُها کَرَاکِر. قال : والکَراکِر : کرادِیس الخیْل. وأنشد :

نحنُ بأرض الشرقِ فینَا کَراکِرٌ

وخیلٌ جِیادٌ ما تَجِفّ لُبودُها

قال : والکَرکَره : تصریف الرِّیح السَّحابَ : إذا جمعْته بعد تفرُّق. وأنشد :

تکرکِرُه الجَنائب فی السِّدادِ

ویقال : کَرَّرتُ علیه الحدیثَ وکرکرْتُه : إذا ردَدته علیه ، وکَرْکَرتُه عن کذا کَرْکَرَهً : إذا ردَدْتَه.

وفَرَسٌ مِکَرٌّ مِفَرٌّ : إذا کان مؤَدَّباً طیِّعاً : إذا انعطف انعطف مسرِعاً ، وإذا أراد راکبُه الفِرارَ علیه فرَّ به.

وقال اللیث : الکریر : بُحَّهٌ من الغُبار.

والکِراران : ما تحت المِبرکه من الرَّحْل.

وأنشد :

وَقَفْتُ فیها ذاتَ وجهٍ ساهمٍ

سَجْحاءَ ذاتَ مَحزِمِ جُراضِم

تُنْبِی الکِرارَیْن بصُلْبٍ زاهمِ

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : کَرکَر : إذا انهَزَم ، ورَکْرَک : إذا جَبُن.

أبو عبید عن أبی زید : یقال للأَدَم التی تُضَمّ بها الظَّلِفَتَان مِن الرَّحْل وتَدخل فیها أکرار ، واحدها کَرَّ. قال : والبِدادانِ فی

ص: 328

القَتَب بمنزله الکَرّ فی الرَحْل ، غیر أنَّ البِدادَیْن لا یَظهران مِن قُدّامِ الظَّلِفه.

قال أبو منصور : والصواب فی أکرار الرَّحل هذا لا ما قاله فی الکرارین ما تحت الرحل.

رک

أبو عبید عن الأصمعی : الرِّکُ : مطرٌ ضعیف ، وجمعُه رِکاک ، ویُجمع رَکائک.

وأنشد :

تَوضَّحْن فی قَرْن الغَزاله بعدَ ما

تَرَشَّفْن دِرَّات الذِّهابِ الرَّکائک

وقال ابن الأعرابیّ : قیل لأعرابیّ : ما مَطَر أرضِک! فقال : مُرکِّکَهٌ فیها ضُروسٌ وثَرْدٌ.

یذرُّ بقْلهُ ولا یقرِّح.

قال : والثَّرْدُ : المطر الضعیف.

وقال اللیث : الرَّکَاکه مصدَر الرِّکیک ، وهو القلیل. قال : والرَّکّ : إلزامُک الشیءَ إنساناً. تقول : رَکَکْتُ الحقَّ فی عُنُقِه ، ورُکَّت الأغلالُ فی أعناقهم. ورجلٌ رکِیک العَقْل : قلیلُه.

اللِّحیانیّ : أرکَّت الأرضُ فهی مُرِکَّه ، وأُرِکَّتْ فهی مُرَکَّه : إذا أَصابَها الرِّکاک من الأمطار. ویقال : رَکَ الرجل المرأهَ رَکّاً ، ودَکَّها دَکّاً : إذا جَهَدها فی الجماع.

قالت خِرْنِقُ بنت غبغبه تهجو عبد عمرو بن بشر :

أَلَا ثکلتکَ أُمُّکَ عبدَ عمرو

أبا الخزیات آخیتَ الملوکا

هُم رکُّوک للورکین رَکّاً

ولو سألوکَ أعطیتَ البروکا

أبو زید : رجل رَکیک ورُکاکه : إذا کُنَّ النساءُ یستضعِفنه فلا یَهْبنَه ولا یَغار علیهنَّ. وفی الحدیث أنّ النبی صلی الله علیه وسلم «لَعَن الرَّکاک» ، وهو الذی لا یَغار من الرجال ، وأصلُه من الرَّکاکه ، وهو الضَّعف.

واسترککْته : إذا استضعفته. وقال القطامیُّ یصف أحوال الناس :

تراهمْ یَغمِزُون مَن استَرَکُّوا

ویَجتنبون مَن صَدَق المِصاعا

شمِر عن ابن شُمَیْل : الرِکُ : المکان المضعوف الذی لم یُمطَر إلّا قلیلاً ؛ یقال : أرضٌ رِکٌ لم یصبْهُ مطرٌ إلّا ضعیف. ومطرٌ رِکٌ : قلیل ضعیف. وأرضٌ مرکَّکه ورَکیکه أصابَها رِکٌ وما بها مَرْتَعٌ إلَّا قلیل.

قال شمر : وکلُّ شیءٍ قلیل رقیق مِن ماء ونَبت وعَلَم فهو رَکِیک.

کرک

أبو عبید عن أبی عمرو : الکَرِک : الأحمر. وأنشدنی الإیادیّ لأبی دُؤاد :

کَرِکٌ کلَوْن التِّین أحوَی یانعٌ

متراکِبُ الأکمام غیر صَوادی

[باب الکاف واللام]

اشاره

کل کل ، لک : مستعملان.

ص: 329

کل

أبو العباس عن ابن الأعرابی : الکَلُ : الصَّنَم.

والکَلُ : الثقیل الروح من الناس.

والکَلُ : الیتیم.

والکَلُ : الوکیل.

وکَلَ الرجُل : إذا أُتعِبَ. وکَلَ : إذا تَوکَّلَ.

وقال اللیث : الکَلّ : الرجل الذی لا وَلد له ولا والد ، وقد کلَ یَکلُ کلالهً.

والکَلُ : الیتیم.

وأنشد :

أکولٌ لمالِ الکَلِ قبلَ شَبابه

إذا کان عَظمُ الکَلِ غیرَ شدیدِ

قال : والکَلّ : الذی هو عِیالٌ وثِقْل علی صاحبه.

قال الله جل وعز : (وَهُوَ کَلٌ عَلی مَوْلاهُ) [النمل : 76] ، أی : عِیال.

قلت : والذی أراد ابنُ الأعرابیّ بقوله : الکَلُ : الصَّنم.

قول الله جلّ وعزّ : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوکاً) [النحل : 75] ، ضَرَبه مَثلاً للصَّنم الذی عَبَدُوه ، وهو لا یقدر علی شیء ، فهو کلٌ علی مولاه ، لأنه یَحمله إذا ظعَن ویحوِّله من مکانٍ إلی مکانٍ إذا تحوَّلَ فقال الله : هل یَستوی هذا الصنم؟ استفهامٌ معناه التوبیخ ؛ کأَنه قال : لا تُسَوُّوا بین الصَّنم الکَلِ وبین الخالق جل جلاله.

وجاء فی الحدیث : «نُهی عن تقصیص القبور وتکلیلها» ، رواه الدَّبَریّ عن عبد الرزاق عن یحیی بن العلاء عن الأحوص بن حکیم عن راشد بن سعد.

قال الدَّبَریّ : حکی عن البجلیّ أنه قال : التکلیل : رفعها ببناءٍ مثل الکِلَل ، وهی الصوامع والقِباب التی تبنَی علی القبور.

وقال الله جل وعزّ : (وَإِنْ کانَ رَجُلٌ یُورَثُ کَلالَهً أَوِ امْرَأَهٌ) [النساء : 12] ، الآیه.

وقد اختلف أهل العربیه فی تفسیر الکلالَه فأخبرنی المنذرُ عن الحُسَین بن فَهم عن سَلَمه عن أبی عبیده أنه قال : الکلاله کلُ مَن لم یَرِثْه ولدٌ أو أبٌ أو أَخٌ ونحو ذلک قال الأخفش.

وأخبرنی المنذریّ عن أبی طالب عن أبیه عن الفراء أنه قال : الکلالهَ : ما خلا الوالد والولد.

قال : وسمعتُ أبا العباس یقول : الکلاله من القَرابه : ما خلا الوالد والولَد ، سُمُّوا کلالهً لاستدارتهم بنَسَب المیِّت الأقرَب فالأقرب مِن تکلّله النّسَبُ : إذا استدارَ به.

قال : وسمعتُه مرهً یقول : الکلاله مَن سَقَط عنه طرفاه ، وهما أبوه وولدُه ، فصار کَلًّا وکلالهً ، أی : عِیالاً علی الأصل.

یقول : سقَطَ من الطَّرَفین فصار عِیالاً علیهم.

ص: 330

قال : کتبتُه حِفظاً عنه.

قلتُ : وحدیثُ جابر یفسِّر لک الکلالهَ وأنه الوارث ، لأنه یقول : مَرِضتُ مرضاً أشفیت منه علی الموت ، فأتیتُ النبی صلی الله علیه وسلم فقلتُ : إنی رجلٌ لیس یَرثُنی إلّا کلالَه ، أراد أنه لا والد له ولا وَلَد.

وذکَر الله جل وعزّ : الکلالهَ فی سوره النساء فی موضعین : أحدهما : قوله تعالی : (وَإِنْ کانَ رَجُلٌ یُورَثُ کَلالَهً أَوِ امْرَأَهٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِکُلِ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ) [النساء : 12].

فقوله : (یُورَثُ) مِن وُرِث یُورَثُ لا من أُورثَ یُورَثُ.

ونَصَب (کَلالَهً) علی الحال ، المعنی : وإن مات رجلٌ فی حال تَکلُّلِه نسَب ورثَته ، أی : لا والد له ولا وَلد ، (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ) من أمٍّ ، (فَلِکُلِ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ) ، فجعل المیِّت هاهنا کلالهً ، وهو المورِّث ، وهو فی حدیث جابرٍ الوارث.

فکلُ من مات ولا والدَ له ولا ولد ، فهو کلالهُ وَرَثَتِه.

وکلُ وارثٍ ولیس بوالد لمیّتٍ ولا ولدٍ له فهو کلالهُ مَوْرُوثِه.

وهذا مستوٍ من جهه العربیّه ، موافقٌ للتنزیل والسنه ، ویجب علی أهل العلم معرفتُه لئلا یلتبس علیهم ما یحتاجون إلیه منه.

والموضع الثانی : مِن کتاب الله جلَّ وعزَّ فی الکَلاله قوله : (یَسْتَفْتُونَکَ قُلِ اللهُ یُفْتِیکُمْ فِی الْکَلالَهِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَکَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَکَ) [النساء : 176] ، الآیه ، فجَعَل الکلاله هنا الأخت للأب والأُمّ ، والإخوه للأب والأمّ ؛ فجعل للأخت الواحدهِ نصفَ ما تَرَک المیْت ، وللأختین الثلثین ، وللإِخوه والأخوات جمیعَ المال بینهم (لِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ) ، وجَعَل للأخ والأخت من الأمّ فی الآیه الأولی الثُّلُث ، (لِکُلِ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ) ، فبیَّنَ سیاقُ الآیتین أنّ الکَلاله تشتمل علی الأخوه للأُمّ مرَّه ومرَّه علی الأخوه والأخوات للأب والأمِّ. ودَلَّ قولُ الشاعر أنَّ الأبَ ، لیس من الکَلاله ، وأنَّ سائر الأولیاء مِن العَصَبهِ بَعد الوَلَد کَلاله ، هو قولُه :

فإنّ أبا المرء أحْمَی له

ومَوْلَی الکَلالَه لا یَغضَبُ

أراد أنّ أبا المرء أغضَبُ له إذا ظُلم ، ومَوالی الکلاله ، وهم الإخوه والأعمام وبنو الأعمام وسائر القرابات ، لا یغضبون للمرء غَضَب الأب.

أبو عبید عن أبی الجرّاح قال : إذا لم یکنْ ابن العَمِّ لَحّاً ، وکان رجلاً مِن العشیره قالوا : هو ابنُ عَمِّی الکلالهُ ، وابن عَمٍّ کلَالهً وابنَ عمِّی کلالهً.

قلت : وهذا یَدلُّ علی أن العَصَبه وإن

ص: 331

بَعُدوا یُسَمَّوْن کلاله ، فافهمْه. وقد فسّرتُ لک مِن آیتَی الکلاله وإعرابهما ما تشتفی به ویزیل اللبس عنک فتدبره تجده کذلک إِن شاء الله.

قال اللیث : الکلیل : السیف الذی لا حدّ له ، ولسان کلیل : ذو کله وکلاله ، الکال : المعیی ، وقد کل یَکِلّ کلالاً وکلالهً.

وقال أبو عبید : الکله من السُّتُور : ما خِیط فصارَ کالبیت. وأنشد للبید :

من کلِ محفوفٍ یُظِلّ عصیّه

زوجٌ علیه کِلّهٌ وقِرامُها

ثعلب عن ابن الأعرابی : الکلّه أیضاً : حالُ الإنسان ، وهی البِکْله ؛ یقال : باتَ فلان بِکلَّه سَوْء أی بحال سَوْءِ. والکِلّه : مَصدَرُ قولک : سیفٌ کَلِیلُ بیِّن الکِلّه.

ویقال : ثقُل سَمعه وکلَ بَصرُه وذَرا سِنُّه.

وأخبرنی المنذری عن أبی الهیثم أنّه قال : یقال : إنَّ الأسد یُهَلِّل أو یُکَلل ، وإنَّ النَّمِر یُکَلِّل ولا یُهَلِّل. قال : والمکلِّل : الذی یَحمِل فلا یرجع حتّی یَقع بِقرنه.

والمهلِّل : الذی یَحْمِلُ علی قِرْنه ثم یُحجِم فیرجع.

قال الجعدیُّ :

بَکَرَتْ تلومُ وأمس ما کلّلتها

ولقد ضللت کذاک أیَّ ضلالِ

«ما» صلهٌ. کلّلتها ، أی : عصَیتها.

یقال : کلّل فلانٌ فلاناً ، أی : لم یطعْه.

وأصبحَ فلانٌ مُکِلًّا : إذا صار ذوو قرابته کلًّا علیه ، أی : عیالاً. وکللتُه بالحجاره ، أی : علوته بها ، قال :

وفرجُه بحصَی المَعْزاء مکلولُ

والکِلّه : الصُّوقعه ، وهی صُوفهٌ حمراء فی رأس الهودج.

وقال الأصمعی : انکلّتْ المرأه فهی تَنکَلُ انکَلالاً : إذا تبسَّمَتْ. وانْکَلَ السحابُ بالبَرق : إذا تَبسَّم بالبرق.

أبو عبید عن أبی عمرو : الغمام المکَلَّلُ : السحابه تکون حَولَها قِطَعٌ مِن السَّحاب ، فهی مکلَّله بهنَّ. وأنشد غیره لامرئ القیس :

أَصاحِ تَرَی بَرْقاً أریکَ ومَیضَه

کلَمْعِ الیَدَیْن فی حَبِّی مکلل

قلت : ویقال : تأکلَ السَّیف تأکلاً وتأکل ، البرق تأکُّلاً : إذا تلألأ. ولیس من هذا الباب.

وقال اللیث : الإکلیل : شِبه عِصابه مزیَّنه بالجواهر.

قال : والإکلیل : منزلٌ من منازل القمر.

قلت : الإکلیل : رأسُ بُرج العقرب.

ورَقیبُ الثریّا من الأنواءِ هو الإکلیل ، لأنه یطلُع بغُیوبها.

وقال اللیث : کلَّل الرجلُ : إذا ذهبَ وترکَ عیالَه بمَضْیَعَه.

قال : وأما کُلٌ فإِنّه اسمٌ یجمع الأجزاء.

ص: 332

ویقال فی قولهم : کِلَا الرَّجُلین ، إن اشتقاقَه من کَلَ القوم ، ولکِنَّهم فرقوا بین التثنیه والجمیع بالتخفیف والتثقیل.

قلت : وقال غیره من النحویِّین : کلا وکلتا لیستا من باب کَلَ. وأنا مفسِّر کلا وکلتا فی الثلاثیِّ المعتلِّ من هذا الکتاب إن شاء الله تعالی.

وقال أبو الهیثم فیما أفادنی عنه المنذریُّ : یقع کَلٌ علی اسم منکور موحَّد ، فیؤدِّی معنی الجماعه ، کقولهم : ما کل بیضاء شَحمهً ولا کل سوداء تمرهً ، وتمرهٌ جائزه أیضاً إذا کرَّرت ما فی الإضمار.

وسئل أحمد بن یحیی عن قول الله عزوجل : (فَسَجَدَ الْمَلائِکَهُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)) [الحجر : 30] ، وعن توکیده بکلّهم ثم بأجمعین فقال : لما کانت کلهم تحتمل شیئین : مرهً اسماً ومره توکیداً ، جاء بالتوکید الذی لا یکون إلا توکیداً حَسْبُ.

وسئل المبرد عنها فقال : لو جاءت فسجد الملائکهُ احتمل أن یکون سجد بعضُهم ، فجاء بقوله : (کُلُّهُمْ) لإحاطه الأجزاء.

فقیل له : ف- (أَجْمَعُونَ)؟.

فقال : لو جاءت (کُلُّهُمْ) لاحتمل أن یکونوا سجدوا کلُّهم فی أوقات مختلفاتٍ ، فجاءت (أَجْمَعُونَ) لتدلَّ أن السجود کان منهم کلِّهم فی وقت واحد ، فدخلت (کُلُّهُمْ) للإِحاطه ودخلت (أَجْمَعُونَ) لسُرعه الطاعه.

وقال أبو عبید عن الأصمعیّ : إذا کان الرجلُ فیه قِصَرٌ وغِلَظ مع شده قیل : رجلٌ کُلکُلٌ وکُلاکِل وکَوَأْلَلٌ.

وأما الکَلْکَل فهو الصدر.

وقال اللیث : الکلاکل : هی الجماعات کالکَراکر.

وأنشد قول العجاج :

حتی یحُلُّون الرُّبا الکلاکلا

وروی عن الأصمعیّ أنه قال : الکِلَّه : الصَّوقَعه ، وهی صُوفه حمراء فی رأس الهودج.

سلمه عن الفراء : الکُلَّه : التأخیر.

والکَلَّه : الشَّفره. والکِلّه : الحالُ حالُ الرجل.

ویقال : ذئب کلیل : لا یَعدو علی أحد.

وباتَ بِکلّه سَوءٍ ، أی : بحال سَوء.

لک

قال اللیث : اللَّکُ : صِبغٌ أحمرُ یُصبَغ به جلودُ المِعْزَی للخِفاف ، وهو مُعَرَّب.

قال : واللُّکّ : ما یُنحت من الجلد الملکوک فتُشدُّ به السَّکاکین فی نُصُبها ، وهو مُعَرَّبٌ أیضاً.

أبو عبید : اللَّکالِک من الجمال : العظیم ، حکاه عن الفراء.

وأنشد غیره :

أرسلتُ فیها مُقرَماً لُکالِکا

من الذَّریحیَّات جعداً آرکا

ص: 333

أبو عبید عن الأصمعی : اللَّکیک : الصلب من اللحم ، والدَّخیس مثلُه.

وقال اللیث : اللَّکیک : المکتنز. یقال : فرسٌ لکیک الخَلْق واللحم ، وعسکرٌ لکیک. وقد التکَّتْ جماعتهم لِکاکاً ، أی : ازدحمت ازدحاماً.

وقال غیره : ناقهٌ لُکِّیَّه : شدیده اللحم وقد لُکَ لحمُها لَکاً فهو ملکوک.

وأنشد :

إلی عُجَایات له ملکوکه

فی دُخُس دُرم الکُعوبِ آثْنان

والْتَکّ الوِردُ التکاکاً ، إذا ازدحَمَ. واللَّکُ : الضغط ، یقال لکه لَکّاً.

[باب الکاف والنون]

اشاره

کن کن ، نک : مستعملان.

نک

أهمل اللیث نک.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی أنه قال : نَکنَکَ غریمه : إذا شدَّد علیه.

کن

قال اللیث : الکِنُ : کلُّ شیء وقَی شیئاً فهو کِنُّه وکِنانُه. والفعل من ذلک کننت الشیءَ ، أی : جعلتُه فی کِنٍ ، أکنُّه کَنّاً.

وقال الفراء فی قوله جل وعز : (أَوْ أَکْنَنْتُمْ فِی أَنْفُسِکُمْ) [البقره : 235] ، للعرب فی أکننتُ الشیءَ : إذا سترته لغتان : کننتُه وأکننتُه وأنشدُونی :

ثلاثٌ من ثلاثِ قدامَیاتٍ

من اللائی تکُنُ من الصَّقیع

وبعضُهم یرویه : تُکِنُ من أکننت.

وأما قوله جل وعز : (لُؤْلُؤٌ مَکْنُونٌ) [الطور : 24] ، و (بَیْضٌ مَکْنُونٌ) [الصافات : 49] ، فکأنه مَذهبٌ للشیء یُصان ، وإحداهما قریبه من الأخری.

ثعلب عن ابن الأعرابی : کَننتُ الشیءَ أکُنُّه وأکننتُه : أُکِنه.

وقال غیره : أکننتُ الشیءَ : إذا سترتَه ، وکننتُه : إذا صُنْته.

أبو عبید عن أبی زید : کننتُ الشیء وأکننتُه فی الکِنّ ، وفی النَّفس مثلُها.

قال أبو عبید : وقال أبو عمرو : الکُنَّه والسُّدَّه کالصُّفَّه تکون بین یدی البیت : والظُّلَّه تکون بباب الدار.

وقال الأصمعیّ : الکُنَّه : هی الشیء یخرجه الرجل من حائطه کالجناح ونحوه.

اللیث : الکِنانه کالجَعبه غیر أنها صغیره ، تُتَّخذ للنَّبْل.

أبو عبید عن أبی عمرو : الکنانه : جَعبه السِّهام.

وقال اللیث : استکنَ الرجلُ واکتَنَ : إِذا صار فی کِنّ. واکتنَّت المرأهُ : إذا سترت وجهَها حیاءً من الناس.

قال : والکَنّه : امرأه الابن أو الأخ ، والجمیع الکنائن.

ص: 334

قال : وکلُّ فَعله أو فعِله أو فُعله من باب التضعیف فإنها تجمع علی فعائل ، لأن الفعله إذا کانت نعتاً صارت بین الفاعله والفعیل ، والتصریف یضم فعلاً إلی فعیل ، کقولک : جَلْد وجلید ، وصُلب وصَلیب ، فردوا المؤنث من هذا النعت إلی ذلک الأصل.

وأنشد :

یَقلن کنّاً مَرّهً شبائبا

قَصَر شابَّه فجعلها شَبّه ، ثم جمعها علی الشبائب.

قال : والکانون : المصطَلی.

والکانونان : شهران فی قُبْل الشِّتاء هکذا یسمِّیها أهل الرُّوم.

قلت : وهذان الشهران عند العرب هما الهَرَّاران والهَبَّاران ، وهما شهرَا قُماحٍ وقِماح.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الکانون : الثَّقیل من الناس.

وأنشد للحطیئه :

أغربالاً إذا استُودِعتِ سِرّاً

وکانوناً علی المتحدّثینا

وروی عن أبیه أنه قال : الکوانین : الثُّقلاء من الرجال.

قال : ویقال : هی حَنّته ، وکَنَّته ، وإزارُه ، وفراشُه ، ونَهضتُه ، ولِحافُه ، کلُّه واحد.

ثعلب عن ابن الأعرابی : کنکَنَ : إذا هَرَبَ.

قال : وتَکنَّی : لزِم الکِنَ.

وقال رجلٌ من المسلمین : رأیت علجاً یومَ القادسیه قد تکنَّی وتحجَّی فقتلتُه.

قال : تحجَّی ، أی : زَمْزمَ.

والأکنان : الغِیرانُ ونحوُها یُسکن فیها ، واحده کِنٌ ، وتجمع أکِنَّه ، وقیل : کِنان وأکنّه.

[باب الکاف والفاء]

اشاره

کف کف ، فک : [مستعملان].

کف

قال اللیث : الکفُ : کفُ الید. وثلاثُ أکفٍ والجمیع کفوف. والعرب تقول : هذه کفٌ واحده.

قال : وکُفّه اللِّثه : ما انحدر منها علی أصول الثَّغر. وکُفّه السَّحاب وکِفافُه : نواحیه ، قال : وکِفّه المیزان ، وکِفّه الحباله یُجعل کالطَّوق ، مکسوران.

وقال الأصمعیّ : یقال : نفقَتُه الکَفَاف ، أی : لیس فیها فضل.

قال : والکِفّه : حباله الصائد ، وکذلک کِفّه المیزان بالکسر. وأما کُفّه الرمل والقمیص فَطُرَّتُهما وما حولهما.

وقال أبو إسحاق فی قول الله جل وعز : (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ)

ص: 335

کَافَّهً [البقره : 208] ، قال : کافّه بمعنی الجمیع والإحاطه ، فیجوز أن یکون معناه : ادخلوا فی السلم کلِّه ، أی : فی جمیع شرائعه.

قال : ومعنی کَافَّهً فی اشتقاق اللغه یکفُ الشیءَ فی آخره. ومن ذلک کُفّه القمیص : وهی حاشیته ، وکلُّ مستطیلٍ فحرفه کُفَّه ، وکل مستدیرٍ کِفّه ، نحو کِفّه المیزان.

قال : وسمّیت کُفّه الثوب لأنها تمنعه أن تنتشر ، وأصل الکفّ المَنْع ، ولهذا قیل لطرف الید کفٌ لأنها یُکَفّ بها عن سائر البدن ، وهی الراحهُ مع الأصابع. ومن هذا قیل : رجل مکفوفٌ ، أی : قد کُفَ بصره من أن ینظر. فمعنی الآیه : ابلغوا فی الإسلام إلی حیث تنتهی شرائعه فتکَفُّوا من أن تَعْدوا شرائعه وادخلوا کلکم حتّی یُکَفَ عن عددٍ واحد لم یدخل فیه.

وقال فی قوله تعالی : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِکِینَ کَافَّهً) [التوبه : 36] : کافّه منصوب علی الحال ، وهو مصدرٌ علی فاعله ، کالعافیه والعاقبه ، وهو فی موضع قاتِلوا المشرکینَ محیطین بهم. ولا یجوز أن یثنی ولا یجمع ، لا یقال قاتلوهم کافّاتٍ ولا کافّین ، کما أنک إذا قلت قاتِلْهم عامّه لم تثن ولم تَجمع. وکذلک خاصه ، وهذا مذهب النّحویین. وأکافیف الجبَل : حُیوده.

قال :

مسحنفِراً من جبال الرُّوم تستره

منها أکافیفُ فیما دونَها زَوَرُ

یصف الفُراتَ وجرْیَه فی بلاد الرُّوم المطلَّه علیها حتی یشقَّ بلاد العراق.

وقال الأصمعی : یقال للبعیر إذا کبِر وقصُرت أسنانه حتی تکاد تذهب : بَعیرٌ کافٌ. وکذلک الأنثی بغیر هاء ، وقد کُفَّتْ أسنانها ، فإذا ارتفع عن ذلک فهو ماجّ.

ورجلٌ مکفوف ، أی : أعمی. وقد کُفَ.

وقال ابن الأعرابی : کُفّ بصره وکَفَ.

وقال أبو سعید : یقال فلانٌ لحمه کَفَافٌ لأدیمه : إذا امتلأ جلدُه من لحمه.

وقال النمر بن تولب :

فضولٌ أراها فی أدیمی بعد ما

یکون کَفَافُ اللَّحمِ أو هو أجملُ

أراد بالفضول تغضُّنَ جلده لکبره بعد ما کان مکتنز اللَّحم وکان الجلدُ ممتدّاً مع اللحم لا یفضُل عنه.

وفی الحدیث : «لأنْ تَدَع ورثَتک أغنیاءَ خیرٌ من أن تدعَهم عالهً یتکفَّفون الناس» معناه : یسألون الناسَ بأکفِّهم یمدُّونها إلیهم.

أبو عبید عن الکسائی : استکففتُ الشیء واستشرفته ، کلاهما أن تضعَ یدَک علی حاجبک کالذی یستظل من الشَّمس حتی یستبین الشیء.

وقال ابن مُقبل یصف قِدْحاً له :

ص: 336

خروجاً من الغمَّی إذا صُکَّ صَکّهً

بدا والعیونُ المستکِفّهُ تَلْمَحُ

یقال : استکفّتْ عینُه : إذا نظرت تحت الکفّ. واستکفّت الْحَیَّهُ : إذا ترحّت کالکِفّه ، واستکفّ به الناسُ : إذا عصَبوا به.

وفی کتاب النبی صلی الله علیه وسلم بالحدیبیَه لأهل مکه : «وإنّ بیننا وبینهم عیبهً مکوفَه» أراد بالمکفوفه التی أشرِجت علی ما فیها ، وضربَها مثلاً للصُّدور أنها نقیَّه من الغِلّ والغِشّ فیما کتبوا من الصُّلح والهُدنه.

والعربُ تشبِّه الصُّدورَ التی فیها القلوبُ بالعیاب التی تُشرَج علی حُرِّ الثِّیاب وفاخر المتاع ، فجعل النبیُّ صلی الله علیه وسلم العِیابَ المُشْرجَه علی ما فیها مثلاً لقلوبٍ طویت علی ما تعاقدوا.

ومنه قولُ الشاعر :

وکادت عیابُ الوُدِّ بینی وبینکم

وإن قیل أبناءُ العمومهِ تَصْفَرُ

فجعلَ الصُّدورَ عیاباً للودّ.

وقال أبو سعید فی قوله : وإنّ بیننا وبینهم عیبهً مکفوفه ، معناه : أن یکون الشرُّ عیبهً مکفوفه ، معناه : أن یکون الشرُّ مکفوفاً کما تُکفُ العَیبهُ إذا أشرِجَتْ علی ما فیها من متاع. کذلک الذُّحول التی کانت بینهم قد اصطلحوا علی أن لا ینشُروها ، ویتکافُّون عنهم ، کأنهم قد جعلوها فی وعاء وأشرجوا علیها.

وقال اللیث : کففتُ فلاناً عن السُّوء فکفَ یکفُ کفّاً ، سواءٌ لفظ اللازم والمجاوز.

قال : والمکفوف فی علل العروض مَفاعیلُ کان أصله مفاعیلن ، فلمّا ذهبَ النّون قال الخلیل : هو مکفوف.

قال : وکفاف الثَّوب : نواحیه. ویکُفُ الدِّخریض : إذا کُفَ بعد خیاطته مرّه.

قال : والکفکه : کفُّک الشیءَ ، أی : ردُّک الشیء عن الشیء.

قال : وکفکفتُ دمعَ العین.

قال أبو منصور : وقد تکفکَف ، وأصله عندی من وکف یکِف. وهذا کقولک : لا تعِظینی وتعظعظی. وقالوا : خضخضتُ الشیءَ فی الماء ، وأصله من خضت.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : کفکف : إذا رفَق بغریمه أو ردّ عنه من یؤذیه.

وقال شمِر : یقال : نفقهُ فلانٍ الکفَاف ، أی : لا فضلَ عِنده ، إنما عنده ما یکفُ وجهَه عن الناس.

ورُوی عن الحسن أنه قال : «ابدأْ بمن تَعُول ولا تُلام علی کَفاف» ، یقول : إذا لم یکن عندک فضلٌ لم تُلَم علی ألَّا تُعطِیَ.

ویقال : تکفّف واستکف : إذا أخذ الشیءَ بکفّه.

وقال الکمیت :

ولا تطعموا فیها یداً مُستکِفَّهً

لغیرکم لو یستطیع انتشالها

ص: 337

ویقال : لقیتُه کَفّهَ کَفّهَ ، وکَفّهَ لکَفَّهٍ ، أی : مواجهه.

فک

قال اللیث : یقال : فککْتُ الشیء فانفک بمنزله الکتاب المختوم تفکُ خاتمه ، کما تفکُ الحنکین تفصل بینهما.

والفَکَّانِ : ملتقی الشِّدقین من الجانبین.

وقال الأصمعیّ : الفَکّ : أن یفکّ الخلخال والرقبه. وفکَ یدَهُ فکّاً : إذا أزال المَفْصِل. ویقال : أصابه فَکَک.

وقال رؤبه :

هاجَک من أروی کَمُنهاض الفکَکْ

وقال الله عزوجل : (لَمْ یَکُنِ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ وَالْمُشْرِکِینَ مُنْفَکِّینَ حَتَّی تَأْتِیَهُمُ الْبَیِّنَهُ (1)) [البینه : 1].

قال الزجاج : (الْمُشْرِکِینَ) فی موضع خفض نسق علی (أَهْلِ الْکِتابِ) ، المعنی : لم یکن الذین کفروا من أهل الکتاب ومن المشرکین.

وقوله تعالی : (مُنْفَکِّینَ حَتَّی تَأْتِیَهُمُ الْبَیِّنَهُ) ، أی : لم یکونوا منفکِّین من کفرهم ، أی : منتهین عن کفرهم.

وقال الأخفش : زائلین عن کفرهم.

وقال مجاهد : یقول : لم یکونوا لیؤمنوا حتی یتبیَّن لهم الحق.

وقال ابن عرفه المقلب بنفطویه : معنی قوله : مُنْفَکِّینَ مفارقین. یقول : لم یکونوا مفارقین الدنیا حتی أتتهم البیِّنه التی أثبتت لهم فی التَّوراه من صفه محمد ونبوّته : وتأتیهم لفظه لفظ المضارع ، ومعناه الماضی ، ثم وکَّد ذلک فقال جلّ وعزّ : (وَما تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَیِّنَهُ (4)) [البینه : 4] ، ومعناه : أنَّ فِرقَ أهل الکتاب من الیهود والنصاری کانوا مُقِرِّین قبل مبعث النبی صلی الله علیه وسلم أنه مبعوث ، وکانوا مجتمعین علی ذلک فلمّا بُعِث تفرَّقوا فِرقتین کلُّ فرقهٍ تنکره.

وقیل معنی قوله تعالی : (وَما تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَیِّنَهُ (4)) : أنه لم یکن بینهم اختلاف فی أمره ، فلمّا بُعِث آمن به بعضهم وجَحده الباقون وحرَّفوا وبدَّلوا ما فی کتابهم من صفته ونبوّته.

وقال الفراء : قد یکون الانفکاک علی جههِ یَزَالُ ویکون علی الانفکاک الذی تعرفه ، فإذا کان علی جهه یزال ، فلا بدّ لها من فعل وأن یکون معها جحد ، فتقول : ما انفککت أذکرک ، ترید ما زلتُ أذکرک.

وإذا کانت علی غیر جهه یَزَالُ. قلت : قد انفککت منک ، وانفکَ الشیء من الشیء ، فیکون بلا جحد ولا فِعل.

قال ذو الرمه :

قلائص لا تنفکُ إلَّا مُناخَهً

علی الخسف أو نَرمی بها بلداً قفرا

فلم یُدخل فیه إلّا : إلّا وهو ینوی به التمامَ وخِلافَ یزالُ ، لأنک لا تقول ما زلتُ إلا

ص: 338

قائماً.

قلت : وقول الله تعالی : مُنْفَکِّینَ لیس من باب ما انفکّ وما زال ، إما هو من انفکاک الشیء من الشیء : إذا زالَ عنه وفارقَه ، کما فسَّره ابنُ عرفه ، والله أعلم.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : فُکَ فلانٌ ، أی : خُلِّص وأریح من الشیء.

ومنه قوله تعالی : مُنْفَکِّینَ معناه : لم یکونوا مستریحین متخلّصین حتی جاءهم البیان مع رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فلمَّا جاءهم ما عرفوا کفَروا به. وفکُ الرقبه : تخلصیها من إسار الرِّقّ. وفکُ الرهن وفِکاکه : تخلیصه من غلق الرهن. وشیخٌ فاکٌ : إذا انفرج لحَیاه من الهَرَم. وکلُّ شیءٍ أطلقتَه فقد فککتَه.

وقال اللیث : الفکَک : انفراج المنکَب عن مَفصِله ضعفاً واسترخاءً. وأنشد :

أبدّ یمشی مِشیهَ الأَفَکِ

وقال الأصمعیّ : فلانٌ یسعی فی فَکاک رقبته.

ویقال : هلمَ فَکاکَ رهنک. وانکسر أحدُ فکَّیه ، أی : لَحیَیه وأنشد :

کأنّ بین فکِّها والفَکِ

فارهَ مسکٍ ذُبِحت فی سُکِ

أبو عبید عن الأصمعیّ قال : فککت یدَه فکّاً.

ویقال : فی فلانٍ فَکَّهٌ ، أی : استرخاءٌ فی رأیه. قال ابن الأسلت :

الحزمُ والقُوَّهُ خیرٌ من ال

إدهانِ والفَکَّهِ والهاعِ

قال : والفَکَّه أیضاً : النُّجوم المستدیره التی یسمِّیها الصِّبیان : قَصعهَ المساکین.

وقال شمر : سمِّیت قصعهَ المساکین لأنَّ فی جانبٍ منها ثُلْمهً. وکذلک تلک الکواکب المجتمعه فی جانبٍ منها فضاء.

وقال شمر : یقال : ناقه متفکِّکه : إذا أقرَبَتْ فاسترخَی صَلَواها وعظُم ضَرعُها ودنا نِتاجها ، شُبِّهت بالشیء یُفَک فیتفکک ، أی : یتزایل وینفرج. وکذلک ناقه مُفکَّهٌ ، وقد أفکَّت. وناقه مُفْکِهه ومُفْکِهٌ بمعناها.

قال : وذهب بعضُهم بتفکُّک الناقه إلی شِدَّه ضَبَعتها.

ویروی للأصمعی :

أرغثَتْهُمْ ضرعَها الدُّن

یا وقامَتْ تتفکَّکْ

انفشاحَ الناب للسَّقْ

بِ متی ما یَدْنُ تَحشِکْ

وقال أبو عبید : المتفککه من الخیل : الوَدیقُ التی لا تمتنع علی الفحل. ویقال : إنه لأحمق فاکٌ تاکٌّ ، وقد حَمُقْتَ وفَکُکْتَ ، وبعضهم یقول : فکِکْتَ.

وقال النضر : الفاکُ : المُعْیِی هُزالاً. ناقهٌ فاکَّهٌ وجملٌ فاکٌ.

ص: 339

وقال اللیث : الأفکُ : المنکسر الفَکّ.

والأفکُ : هو مَجمع الْخَطْم ، وهو مَجمع الفکِّین علی تقدیر أفعَل.

وفی «النوادر» : أفَکَ الظَّبیُ من الحِباله : إذا وقع فیه ثم انفلت. ومثله أفسَحَ الظبی من الحباله.

وقال الحصینی : أحمق فاکٌ وهاکٌّ ، وهو الذی یتکلّم بما یدری وما لا یدری وخطؤُه أکثر من صوابه. وهو فکّاکٌ هَکَّاک.

[باب الکاف والباء]

اشاره

کب کب ، بک : [مستعملان].

کب

قال اللیث : تقول : کببتُ فلاناً لوجهه فانکبّ. وکببت القصْعَهَ : قلبتُها علی وجهها. وأکب الرجلُ علی عملٍ یَعْمَله.

وقال لبید :

جنوحَ الهالکیّ علی یدیه

مُکِبّاً یجتلی نُقَب النِّصال

ویقال : أکبَ فلانٌ علی فلانٍ یطالبُه.

والفرس یکُبُ الحمارَ : إذا ألقاه علی وجهه.

وأنشد :

فهو یکُبُ العِیطَ منها للذَّقَنْ

والفارس یکبُ الوحشَ : إذا طعَنها فألقاها علی وجوهها.

قال : والکُبَّه والکَبْکَبه : جماعهٌ من الخیل.

أبو عبید : الکُبَّه : الجماعه. وقال أبو زُبید :

وعاث فی کُبَّه الوَعواعِ والعِیر

وقال آخر :

تعلَّمْ أنَّ مَحْمِلَنا ثقیل

وأَنَّ ذِیاد کُبَّتنا شدیدُ

وقال الله : (فَکُبْکِبُوا فِیها هُمْ وَالْغاوُونَ (94)) [الشعراء : 94].

قال اللیث : أی : جُمعوا ودُهوِرُوا ثم رُمی بهم فی هُوَّه النار.

وقال الزجّاج : (فَکُبْکِبُوا فِیها) ، طُرِحَ بعضهم علی بعض.

وقال أهل اللغه : معناه : دُهْوِروا ، وحقیقه ذلک فی اللغه تکریر الانکباب ، کأنَّه إذا ألقیَ ینکبُ مرّهً بعد مرّه حتی یستقرّ فیها ، ونستجیر بالله منها.

وفی الحدیث : «کُبکُبَه من بنی إسرائیل» ، أی : جماعه.

وقوله تعالی : (فَکُبْکِبُوا فِیها) ، أی : جُمِعوا ، مأخوذ من الکُبْکُبَه.

عمرو عن أبیه : کَبَ الرجُل : إذا أوقد الکُبّ ، وهو شجرٌ جیِّدُ الوقود ، الواحده کُبَّه. وکُبَ إذا قُلِبَ. وکَبَ إذا ثَقُل.

وألقی علیه کَبَّتَه ، أی : ثِقْلَه وکَتَاله.

وقال اللیث : الکبَّه من الغزْل : الجَرَوْهَق.

تقول : کببتُ الغزْل.

ص: 340

قال : والکُبَّه : الإبل العظیمه. تقول : إنک لکالْبائع الکُبّه بالهُبّه ، والهُبّه : الرِّیح.

قلت : وهکذا قال أبو زید فی هذا المثل ، شدَّد الباءَین من الحرفین.

ومنهم من یقول : لکبائع الکُبَهَ بِالهُبَه ، بتخفیف الباء من الکلمتین. فالکُبَه من الکابی. والهُبَه من الهابی.

قال : ویقال : علیه کُبَّه وبقَرَهٌ ، أی : علیه عیال.

الأصمعیُّ : کبَ الرجلُ إناءَه یکبُّه کَبّاً وأکَبَ الرجُلُ یُکِبُ إِکْباباً : إذا ما نکَّسَ.

والکُبَاب : ما تکبّب من الرَّمْل.

وقال ذو الرمه :

یُثِرْنَ الکُبَابَ الجعد عن متنِ مِحْمِلِ

قال : والکَبّه : الدَّفعه فی القتال وشدَّته.

وکذلک کَبّه الشتاء : دفعتَه وشِدّته.

وأَنشد :

ثارَ غبارُ الکَبّه المائر

ویقال : تکبّب الرّملُ : إذا ندِیَ فتعقَّد ، ومنه سُمِّیَتْ کُبَّهَ الغَزْل.

ونَعَمٌ کُبابٌ : إذا رکب بعضُه بعضاً من کثرته.

وقال الفرزدق :

کُبابٌ من الأخطَارِ کان مراحُه

علیها فأَودَی الظِّلف منه وجاملُه

وقیسُ کُبّه : قبیله من بنی بَجْلَه.

قال الراعی یهجوهم :

قُبیِّله من قیس کُبّه ساقَها

إلی أهل نجدٍ لُؤْمُها وافتقارُها

وقال ابن الأعرابی : من الحَمض النَّجیل والکُبّ.

وأَنشد :

یا إبل السَّعدیِّ إن تأْتَبِّی

لِنُجُلِ القاحهِ بعد الکُبِ

ورجلٌ کُبْکُبٌ : مجتمع الخلْق شدید وکذلک الکُباکِب.

وکَبکَبَ : اسم جبل.

وقال الشاعر :

یکنْ ما أَساءَ النارَ فی رأْس کبکبا

وقال اللیث : الکَباب : الطُّباهج ، والفعل التکبیب.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : یقال للجاریه السَّمینه : کَبکابه وبکباکه.

أبو عبید عن الفراء : الکُباب : الثَّرَی الندیّ. والجعد الکثیر الذی قد لزِم بعضُه بعضاً.

وقال أُمیّه یذکر حمامهَ نوح :

فجاءَت بعدما رکضت بقِطْفٍ

علیه الثأط والطِّینُ الکُبابُ

بک

قال اللیث : البَکُ : دقّ العنق. ویقال : سمِّیَتْ مکَّه بکّه لأنها کانت تُبکُ أعناق الجبابره إذا ألحدُوا فیها.

ص: 341

ویقال : بل سمِّیت بکّه لأنَّ الناسَ یَبُکُ بعضهم بعضاً فی الطُّرق ، أی : یدفع.

عمرو عن أبیه : بَکَ الشیءَ ، أی : فسخَه ؛ ومنه أُخِذَت بکَّه لأنها کانتْ تبکُ أَعْناقَ الجبابره إذا ألحدُوا فیها.

ویقال : بل سمِّیَتْ بکه لأنَّ الناسَ یبکُ بعضُهم بعضاً فی الطُّرُق.

قال : وبَکَ الرجلُ : إذا افتقر ، وبَکَ : إذا خشُنَ بدنُه شجاعه.

ویقال للجاریه السَّمینه : بکباکه ، وکبکابه ، وکواکه ، وکوکاءَه ، ومَرمارء ، ورِجْراجه.

وقال الزجاج فی قول الله تعالی : (إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَکَّهَ مُبارَکاً) [آل عمران : 96].

قیل : إنَ بَکَّهَ موضع البیت ، وسائرُ ما حوله مکّه.

قال : والإجماع أنَّ مکّه وبکّه الموضع الذی یحجُّ الناسُ إلیه ، وهی البلْدَه.

قال الله جلّ وعزّ : (بِبَطْنِ مَکَّهَ) [الفتح : 24] ، وقال : (لَلَّذِی بِبَکَّهَ مُبارَکاً). فأمّا اشتقاقُه فی اللغه فیصلح أن یکون الاسم اشتُقّ من بکَ الناسُ بعضُهم بعضاً فی الطَّواف ، أی : دفع بعضُهم بعضاً.

وقیل : إنما سمِّیَت بکّه لأنها تبکُ أعناق الجبابره.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : البُکُک : الأحداث الأشداء. والبُکُک : الحمیر النّشیطه وأنشد :

صَلَامهٌ کحُمُرِ الأبَکِ

وقال غیره : الأبکُ : موضعٌ نُسبت الحمرُ إلیه.

یقال : فلانٌ أبَکُ بنی فلانٍ : إذا کان عسیفاً لهم یسعی فی أمورهم.

وبکَ الرجلُ المرأهَ : إذا جهدها فی الجماع.

وقال اللیث : البکبکه : شیء تفعله العنزُ بولدها.

وقال أبو عبیده : أحمق باکٌ تاکٌّ ، وبائک تائک ، وهو الذی لا یدری ما خطأه من صوابه.

[باب الکاف والمیم]

اشاره

کم مک ، کم : [مستعملان].

کم

قال اللیث : کم : حرف مسأله عن عدد أو خبر ، وتکون خبراً بمعنی ربَّ. فإنْ عُنِی بها رُبَّ جَرّت ما بعدها. وإن عُنِی بها رُبّما رَفَعت ، وإنْ تبِعها فعلٌ رافع ما بعدها انتصبت.

قال : ویقال : إنها فی الأصل من تألیف کاف التشبیه ضُمّت إلی ما ثمَّ قصِرت ما فأسکِنت المیم. فإذا عنیت بکم غیر المسأله عن العدد قلت : کم هذا الشیءُ الذی معک؟ فهو مُجیبُک کذا وکذا.

ص: 342

وقال الفراء : کم وکأیِّن لغتان ، ویصحبهما مِن ، فإذا ألقیتَ مِن کان فی الاسم النکرهِ والنصبُ والخفض. من ذلک قول العرب : کم رجلٍ کریم قد رأیت ، وکم جیشاً جرّاراً قد هزمت. فهذان وجهان : یُنصَبان ویُخفَضان والفِعل فی المعنی واقع. فإن کان الفعل لیس بواقعٍ وکان للاسم جاز النَّصبُ أیضاً والخفض ، وجاز أن تُعمل الفعل فترفع فی النکره ، فتقول : کم رجلٌ کریمٌ قد أتانی ، ترفعه بفعله ، وتُعمل فیه الفعل إن کان واقعاً علیه فتقول : کم جیشاً جراراً قد هزمت ، فتنصبه بهزمت.

وأنشدونا :

کم عمه لک یا جریر وخاله

فدعاءَ قد حلبَتْ علیَّ عشاری

رفعاً ونصباً وخفضاً. فمن نصب قال : کان أصل کم الاستفهام ، وما بعدها من النکره مفسِّر کتفسیر العدد ، فترکناها فی الخبر علی ما کانت علیه فی الاستفهام فنصَبنا ما بعدها من النکرات ، کما تقول : عندی کذا وکذا دِرْهماً. ومن خَفض قال : طالت صحبهُ مِن للنکِره فی کم ، فلمَّا حذفناها أعملنا إرادتها. وأما من رَفع فأَعمل الفعل الآخر ونوی تقدیم الفعل کأَنه قال : کم قد أتانی رجلٌ کریم.

وقال اللیث : الکُمُ : کمّ القمیص. والکمَّه من القَلانِسِ : والکِمام : شیء یُجعَل علی فم البعیر أو البرذون. والکُمُ : کمّ الطّلْع.

ولکل شجره مثمره کمّ ، وهو بُرعومتُه.

وقال شمِر : کِمام العُذُوق : التی تُجعَل عَلیها واحدُها کمّ.

وأما قول الله جلّ وعزّ : (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَکْمامِ) [الرحمن : 11] ، فإنّ الحسن قال : أراد سبائب اللِّیف زُینَتْ بها.

وقال شمر : الکُمّه : کلُّ ظرفٍ غطّیتَ به شیئاً وألبستَه إیّاه فصار له کالغلاف. ومن ذلک أکمام الزَّرع : غُلُفها التی تخرج منها.

وقال الزجّاج فی قوله : (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَکْمامِ) [الرحمن : 11].

قال : عَنَی بالأکمام ما غطَّی. وکلُّ شجرهٍ تُخرج ما هو مکمَّم فهی ذاتُ أکمام.

وأکمام النَّخله : ما غطَّی جُمَّارَها من السَّعَف واللِّیف والجِذع. وکلُّ ما أخرجتْه النَّخلهُ فالطَّلعه کُمُّها قِشرها. ومن هذا قیل للقلنسوه کُمَّه ، لأنّها تغطِّی الرأس. ومن هذا کمَّا القمیص لأنّهما یغطِّیان الیدَینِ.

وقال شمِر فی قول الفرزدق :

یعلِّق لمّا أعجبتْه أتانُه

بأرآد لَحییها جیادَ الکمائم

یرید جمع الکمامه التی یجعلها علی منخرها لئلّا یؤذیها الذباب.

والمکموم من العذوق : ما غُطِّیَ بالزُّبلان عند الإرطاب لیبقی ثمرُها غضّاً ولا ینقرها الطَّیر ولا یفسدها الحرور.

ص: 343

ومنه قول لبید :

حَمَلَتْ فمنها مُوقَرٌ مکمومُ

وفی حدیث النُّعمان بن مقرّن أنه قال یوم نهاوَند : ألَا إنی هازٌّ لکم الرایه ، فإذا هززتُها فلیثبِ الرجالُ إلی أکِمه خیولها ویقرِّطوها أعنَّتَها ، أراد بأکمه الخیول مَخَالیَها المعلقه علی رؤوسها وفیها علفُها. أمرهم بنزْعها من رأسها وإلجامها بلجمها ، وذلک تقریطُها.

وقال ابن شمیل عن الیمامیّ : کممتُ الأرضَ کَمّاً ، وذلک إذا أثَارها ثمَّ عَفَّی آثارَ السنِّ فی الأرض بالخشَبه العریضه التی تزلِّقها ، فیقال : أرض مکمومه.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : کممتُ رأسَ الدَّنِّ ، أی : سددته وطیّنته.

وقال الأخطل :

کُمَّتْ ثلاثهَ أحوالٍ بطِینتها

وقیل : کُمَّتْ ، أی : غطِّیت ، وأصل الکَمِ التَّغطیه.

وفی حدیث عمر أنه رأی جاریهً متکمکمهً فضربَها بالدِّرّه وقال : أتَشَبَّهین بالحرائر!.

قال أبو عبید : أراد بالمتکمکمه المتکمِّمه ، وأصله من الکُمه ، وهو القَلَنسُوه ، فشبّه قِناعَها بها.

وقال أبو تراب : المِغَمه والمِکمه : شیءٌ یوضع علی أنف الحمار کالکِیس ؛ وکذا الغِمامه والکمامه.

وقال ابنُ الأعرابیّ : کُمَ : إذا غُطِّیَ ، وکَمَ : إذا قتل الشُّجعان.

أنشد الفراء :

بل لو شَهدتَ الناسَ إذْ تُکمُّوا

بغُمهٍ لو لم تُفرَّج غُموا

قوله : تُکمُوا ، أی : ألبِسوا غُمهً کمُوا بها.

والکَمُ : قمع الشیء وستْره ، ومنه : کمَّیتُ الشهادهَ : إذا قمعتَها وسترتَها. والغُمَّه ما غطّاک من شیءِ. المعنی : بل لو شهدتَ.

الأصل تکممْت ، مثل : تقصَّیت ، والأصل تقصصتُ.

مک

مکه معروفه ، وقد مرّ تفسیرها. وقیل : إنها سمّیت مکه لأنها تَمُکُ مَن ألحدَ فیها.

وقال الراجز :

یا مکهُ الفاجرَ مُکِّی مَکّا

ولا تمُکِّی مَذحِجاً وعَکَّا

وسمعت کلابیّاً یقول لرجل یعنِّته : قد مَککتَ روحی! أراد أنّه أحرجَه بلجاجِه فیما أشکاه.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «لا تمککوا غرماءکم» ، یقول : لا تُلحُّوا علیهم إلحاحاً یضرُّ بمعایشهم ولا تأخذوهم علی عُسره وأَنظروهم إلی میسرتهم. وأصل هذا مأخوذ من مکَ الفصیلُ ما فی ضَرع الناقه وامتکَّه ، إذا لم یُبق فیه من اللَّبنِ شیئاً.

والمَکُ : مَصُّ الثدی. ومنه قیل للرجُل

ص: 344

اللئیم الذی یرضَع الشاهَ من لؤمه : مَکَّانُ ومَلْجانُ ومَصَّانُ.

وقال ابن شُمیل : تقول العرب : قَبَح اللهُ استَ مَکَّان ، وذلک إذا أَخطأَ إنسانٌ أو فعلَ فِعلاً قبیحاً دُعِی علیه بهذا.

ویقال : مککتُ المخَ مکّاً ، وتمککْته وتمخَّخته وتمخَّیتُه : إذا استخرجتَه فأَکلتَه ، فهو المُکاکه والمکَاک.

وقال اللیث : المکُّوک : طاسٌ یُشرَب به ، والمکُّوک : مِکیال لأهل العراق ، وجمعه مکَاکیک. وهو صاعٌ ونصف ، وهو ثلاث کیلجات. والمکَّاء : طائر ، وجمعه مکَاکیّ.

ولیس المُکّاء من باب المضاعف ، ولکنه من المعتلّ بالواو ، من مکَا یمکو : إذا صَفَر.

نهایه الجزء التاسع ویتلوه

إن شاء الله الجزء العاشر

ص: 345

ص: 346

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

المنهج العام لکتاب تهذیب اللغه

1 - یتَّبع مخارج الحروف. وتألیفها :

ع ح ه خ غ / ق ک / ج ش ض / ص س ز / ط د ت / ظ ذ ث / ر ل ن / ف ب م / و ا ی.

وقد نظمها أبو الفرج سلمه بن عبد الله المعافری فی قوله :

یا سَائِلِی عَنْ حُرُوفِ العَیْنِ دُوْنَکَهَا

فی رُتْبَهٍ ضَمَهَّا وَزْنٌ وإِحْصَاءُ

العَیْنُ والحَاءُ ثُمَّ الهَاءُ والخَاءُ

والغَیْنُ والقَافُ ثُمَّ الکَافُ أَکْفَاءُ

والجیْمُ والشِّیْنُ ثُمَّ الضَّادُ یَتْبَعُهَا

صَادٌ وسِیْنٌ وَزایٌ بَعْدَهَا طَاءُ

والدَّالُ والتَّاءُ ثُمَّ الظَّاءُ مُتَّصِلٌ

بِالظَّاءِ ذَالٌ وثَاءٌ بَعْدَهَا رَاءُ

واللَّامُ والنُّوْنُ ثُمَّ الفَاءُ والبَاءُ

والمِیْمُ والوَاوُ والمَهْمُوْزُ والیَاءُ

2 - یجری نظام أبواب الکتاب علی الوجه التالی :

أولاً : المضاعف.

ثانیاً : أبواب الثلاثی الصحیح.

ثالثاً : أبواب الثلاثی المعتل

رابعاً : أبواب اللفیف.

خامساً : الرباعی مرتباً علی أبوابه.

سادساً : الخماسی بدون أبواب.

ص: 347

ص: 348

محتوی الجزء التاسع من تهذیب اللغه

أبواب القاف والطاء.............................................................. 5

أبواب القاف والدال............................................................ 36

أبواب القاف والتاء............................................................. 59

أبواب القاف والظاء............................................................ 70

أبواب القاف والذال............................................................ 71

أبواب القاف والثاء............................................................. 77

أبواب القاف والراء............................................................. 83

أبواب القاف واللام........................................................... 127

أبواب القاف والنون........................................................... 153

أبواب القاف والفاء........................................................... 164

أبواب القاف والباء........................................................... 164

کتاب الثلاثی المعتل من حرف القاف

باب القاف والجیم............................................................ 166

باب القاف والشین........................................................... 166

باب القاف والضاد........................................................... 169

باب القاف والصاد........................................................... 174

باب القاف والسین........................................................... 177

باب القاف والزای............................................................ 187

باب القاف والطاء............................................................ 188

باب القاف والدال............................................................ 191

باب القاف والتاء............................................................. 197

باب القاف والظاء............................................................ 201

ص: 349

باب القاف والذال............................................................ 202

باب القاف والثاء............................................................. 205

باب القاف والراء............................................................. 206

باب القاف واللام............................................................ 225

باب القاف والنون............................................................ 237

باب القاف والفاء............................................................ 245

باب القاف والباء............................................................. 259

باب القاف والمیم............................................................. 266

باب لفیف حرف القاف...................................................... 274

أبواب رباعی حرف القاف

باب القاف والجیم............................................................ 282

باب القاف والشین........................................................... 282

ومن باب القاف والجیم....................................................... 286

باب القاف والضاد........................................................... 286

باب القاف والصاد........................................................... 287

باب القاف والسین........................................................... 290

باب القاف والزای............................................................ 297

باب القاف والطاء............................................................ 300

باب القاف والدال............................................................ 305

باب القاف والتاء............................................................. 307

باب القاف والذال............................................................ 308

باب القاف والثاء............................................................. 308

باب القاف والراء............................................................. 309

باب القاف واللام............................................................ 311

باب خماسی حرف القاف..................................................... 312

ص: 350

کتاب حرف الکاف

أبواب المضاعف منه

باب الکاف والجیم........................................................... 315

باب الکاف والشین.......................................................... 315

باب الکاف والضاد.......................................................... 317

باب الکاف والصاد.......................................................... 317

باب الکاف والسین.......................................................... 318

باب الکاف والزای........................................................... 321

باب الکاف والدال........................................................... 322

باب الکاف والتاء............................................................ 324

بقیه باب کت................................................................ 325

باب الکاف والظاء........................................................... 325

باب الکاف والذال........................................................... 326

باب الکاف والثاء............................................................ 326

باب الکاف والراء............................................................ 327

باب الکاف واللام........................................................... 329

باب الکاف والنون........................................................... 334

باب الکاف والفاء........................................................... 335

باب الکاف والباء............................................................ 340

باب الکاف والمیم............................................................ 342

ص: 351

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.