تهذیب اللغه المجلد 4

اشاره

سرشناسه : ازهری، محمدبن احمد، ق 370 - 282

عنوان و نام پدیدآور : تهذیب اللغه/ ابی منصور محمدبن احمد الازهری؛ علّق علیها عمر سلامی، عبدالکریم حامد

مشخصات نشر : بیروت : دار إحیاء التراث العربی، الطبعه الأولی، 1421ه = 2001م.

مشخصات ظاهری : 15 ج

موضوع : واژه نامه ها Dictionaries

موضوع : زبان عربی -- فقه اللغه عربی

موضوع : زبان عربی -- واژه نامه ها

توضیح : «تهذیب اللغه» اثر ابومنصور محمد بن احمد ازهری از علمای ادب عرب و زبان شناس قرن چهارم هجری است که در موضوع لغت به زبان عربی در 15 جلد منتشر شده است. گردآوری لغاتی که مؤلف خود مستقیما از عرب بادیه نشین شنیده و نیز تصحیح و تهذیب کلماتی که در ثبت و ضبط قرائت و کتابتشان خطا و تصحیف رخ داده انگیزه مولف از نگارش کتاب بوده است. بر همین اساس کتابش را به تهذیب اللغه نامگذاری کرده است.

نویسنده در جلد اول بعد از مقدماتی وارد متن کتاب می شود و الفاظ را از حروف حلقی شروع کرده و با حروف لبی و حروف بدون جایگاه (جوف) در جلد آخر به پایان می برد. ترتیب کتاب بر اساس حروف چنین است: (ع ح ه خ غ- ق ک- جش ض- صس ز- ط د ت- ظ ذ ث- ر ل ن- ف ب م- و ا ی). وی بعد از هر حرف ابتداء مضاعف آن حرف را یعنی واژه هایی که دو حرف از حروف آن مشابه باشد را ذکر می کند. سپس ابواب ثلاثی صحیح و در ادامه ثلاثی معتل و در مرحله بعد ابواب لفیف و در پایان ابواب رباعی را متذکر می شود.

مؤلف در این کتاب از شیوه اشتقاقی خلیل بهره برده و آن را از نظر نوع چینش و نظام کلمات مانند «العین» خلیل مرتب نموده است؛ یعنی بر حسب ترتیب ابجد و الفبایی نیست؛ بلکه تحت تاثیر آواشناسی زبان سنسکریت، با توجه به حروف اصلی کلمه و بر طبق مخارج حروف و با محوریت حروف حلقی مرتب کرده است، و به بیرونی ترین آنها یعنی واژه های لبی ختم می گردد. او گونه های مختلف یک ماده را استخراج و الفاظ مستعمل و مهمل آن را جدا و معانی هر یک از مستعملات آن را بیان کرده است.

ص: 1

اشاره

ص: 2

ص: 3

ص: 4

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

[تتمه کتاب حرف الحاء]

[تتمه أبواب مضاعف الحاء]

باب الحاء والفاء

[ح ف]
اشاره

حفَّ ، فَحَّ : مُستعملان.

حف

قال اللیث : الحُفوفُ : یُبوسَهٌ مِنْ غیر دسم قال رؤبه :

قالتْ سُلیمی أَنْ رأَتْ حفُوفِی

مع اضطرابِ اللَّحمِ وَالشُّفوفِ

وقَالَ الأصمعیُّ : حَفَ یحِفُ حفوفاً وأَحْفَفْتُه.

وقالَ : سویقٌ حافٌ : لمْ یُلَتَّ بِسَمْنٍ. عَمْرو عنْ أَبیه : الحَفَّهُ : الکَرامهُ التامّهُ ، ومنهُ قولُهم : مَنْ حفَّنَا أو رفَّنَا فلیقتصد.

وقَالَ أَبو عُبَیْد : مِنْ أمْثَالِهم فی القَصْدِ فی المدحِ «مَنْ حفَّنَا أوْ رَفَّنَا فلیقتصد».

یقُولُ : مَنْ مدحنا فلا یغْلُوَنَّ فی ذلک وَلکن لیتکلم بالحقِّ.

وقَالَ الأصمعی : هوَ یَحِفُ وَیرِفُّ أَیْ یقومُ ویقعدُ ، وینصح ویشْفقُ ، قَالَ : وَمعنی یحفّ : تسمع له حفیفاً ، ویقَال : شجر یَرِفُّ إذا کَانَ له اهتزازٌ منَ النّضَارهِ.

وأخبرنی المنذریُّ عنْ ثعْلَب عَنْ سَلَمَهَ عَنِ الفَرَّاء قَالَ : یُقَالُ : ما یَحُفُّهم إلی ذلک إلَّا الحاجهُ یریدُ ما یدْعُوهُم ومَا یُحوِجهم.

وقَالَ اللَّیثُ : احتفَّت المرأهُ إذا أَمرت مَنْ یحُفُ شعر وَجهِها نتْفاً بخیطین. وَحفَّت المرأه وَجههَا تحُفُّهُ حَفّاً وَحِفَافاً.

وَحَفَ القومُ بسیِّدِهِم یَحُفُّونَ حَفّاً إذا أَطَافُوا به وَعکَفوا ، وَمنْهُ قولُ الله جَلَّ وَعز : (وَتَرَی الْمَلائِکَهَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ)

[الزُّمَر : 75] ، قَالَ الزَّجّاجُ : جَاءَ فی التفْسیر معنی حَافِّینَ مُحْدِقینَ.

وقال الأصمَعیُّ : یُقَالُ : بقِیَ مِنْ شَعرِهِ حِفافٌ وَذلکَ إذا صلِعَ فبقِیتْ طُرّهٌ من شعرِه حولَ رأْسهِ قَالَ : وَجمعُ الحِفَافِ أَحِفَّهٌ.

وقَال ذو الرُّمَّهِ یصفُ الجِفَانَ التی یُطعُمُ فیهَا الضِّیفَانُ :

لهُنَّ إذَا أَصبَحْنَ منهم أَحِفهٌ

وحینَ یروْنَ اللیلَ أقبلَ جائیَا

قالَ : أَراد بقوله : لهُنَّ أَی للجفَانِ أَحِفّهٌ أَی قومٌ استداروا بهَا یأکلون من الثَّرِیدِ الذی لُبِّقَ فیهَا واللُّحْمَانِ التی کُلِّلتْ بها.

قال الأصمعیُّ : وحفَ علیهم الغَیْثُ إذا اشتدَّت غَبْیَتُه حتی تسمعَ له حَفِیفاً ، ویقال : أجری الفرسَ حتی أحَفَّه إذا حمله علی الحُضْرِ الشّدیدِ حتی یکون له حَفیفٌ.

قال : ویقال : یبِسَ حَفَّافُه وهو اللّحمُ اللّیِّنُ أسفل اللهَاه.

ص: 5

قال : والمِحَفَّهُ : مَرکبٌ من مراکِبِ النِّساء ، وقال اللَّیثُ : المِحَفَّهُ : رحلٌ یُحَفُ بثوب ترکبه المرأهُ.

قال : وحِفَافَا کُلِّ شیء : جانباه ، وقال طرَفه :

کَأَنَّ جَنَاحَیْ مَضْرَبِیٍّ تَکَنَّفَا

حِفَافَیْهِ شُکَّا فی العسیب بمسرد

یصف ناحِیَتی عَسِیب ذنب النَّاقه.

قال : والحفیف : صوتُ الشیء ، کالرَّمْیه ، وطیران الطائر ، والتهاب النار ، ونحو ذلک.

وقال اللَّیثُ : حَفُ الحائِک : خَشَبَتُه العریضه یُنَسِّقُ بها اللُّحمَهَ بین السَّدَی. أبو عبید عن الأصمعیّ قال : الحَفّ بغیر هاءٍ هو المَنْسَجُ وأما الحَفَّهُ فهی الخشبه التی یَلُفُّ علیها الحائکُ الثَّوْبَ. وقال أبو زید : یقال : ما أنت بِنِیرَهٍ ولا حَفَّه. معناه : لا تَصْلُح لشیءٍ ، قال : فالنِّیرَهُ هی الخشبهُ المُعْترِضه ، والحفَّهُ : القصباتُ الثَّلاثُ.

وروی أبو حاتم عن الأصمعیّ قال : الذی یضرِبُ بهِ الحائِکُ کالسیفِ الحِفَّهُ بالکسر ، وأما الحَفُ فالقصبه التی تجیءُ وتذهب ، کذا هو عند الأعراب.

وقال اللیثُ : الحَفَّانُ : الخَدَم. والحَفَّانُ : الصِّغارُ منَ الإبل والنَّعام ، الواحدهُ حَفَّانَهٌ.

وأنشد :

وَزَفّت الشَّوْلُ من بَرْدِ الْعَشِیّ کَمَا

زَفَّ النَّعامُ إلی حَفَّانِه الرُّوحُ

أبو عُبَیْد عن الأصمعی : الحَفّانُ : وَلَدُ النَّعامِ ، الواحدهُ حَفَّانَهٌ ، الذکرُ والأنثی جمیعاً.

وقال ابن دُرَیْد : حفَفْتُ الشیءَ حَفّاً إذا قشَرْتَه ، ومنهُ حَفَّتِ المرأهُ وجهها ، قال : ومنهُ الحَفَفُ وهو الضِّیقُ والفقرُ. أبو عُبَید عن الأصمعیّ : أصَابهُم مِنَ العیشِ ضَفَفٌ وحَفَفٌ وقشفٌ کلُّ هذا من شِدَّهِ العیشِ. قال : وجاءَنا علی حَففِ أمرٍ ، أی علی ناحیهٍ منه ، ثعلبٌ عن ابن الأعرابیِّ قال : الضَّفَفُ : القِلَّهُ ، والحَفَفُ : الحاجهُ. قال : وقال العُقَیْلِیّ : وُلِدَ الإنسانُ علی حفف ، أی علی حاجه إلیه ، وقال : الضَّفَفُ والحفَفُ واحدٌ ، وأنشد :

هَدِیَّهً کَانَتْ کَفَافاً حَفَفَا

لَا تَبْلُغُ الْجارَ وَمَنْ تَلَطُّفَا

وقال أبو العبَّاس : الضَّفَفُ : أن تکون الأَکَلَه أکثر من مقدار المالِ ، والحَفَفُ : أن تکون الأکلهُ بمقدارِ المال ، قال : وکان النبیُّ صلی الله علیه وسلم إذا أَکلَ کان من یأْکُلُ معه أکثر عدداً من قدر مبلغ المأْکُولِ وکَفَافِه ، قال ومعنی قوله : ومن تلطَّفا أی من بَرَّنا لم یکن عندنا ما نَبَرُّه.

وقال ابن السکیت : یقال : ما رُئیَ علیهم حفَفٌ ولا ضَفَف أی أثَرُ عَوَزٍ ، وأُولئک قوم محفوفون ، وقد حَفّتهم الحاجهُ إذا کانوا محاویج.

وقال اللِّحیانی : إنه لَحَافٌ بَیِّنُ الحفُوفِ أی شدیدُ العین. ومعناهُ أنه یُصِیبُ النَّاس بِعَیْنه.

أبو زید : ما عند فلانٍ إلا حَفَفٌ مِنَ المتَاعِ ، وهو القوتُ القلیلُ.

ویقال : حَفَّتِ الثَّرِیدهُ إذا یَبِسَ أعلاها فَتَشَقَّقَتْ ، وحَفَّتِ الأرضُ وقفَّت إذا یَبِسَ

ص: 6

بَقلها.

وفرسٌ قَفِرٌ حافٌ : لا یسمن علی الصَّنعه.

وحِفَافُ الرمل : مُنَقَطَعُهُ وجمعه أَحِفَّهٌ.

فح

اللیث : الفَحِیحُ : من أصوات الأفعی شبیهٌ بالنَّفْخ فی نَضْنَضَهٍ.

قال : والفحفَاحُ : الأَبَحُّ منَ الرِّجال.

الأصمعیُّ : فَحَّتِ الأفعی فهی تَفِحُ فَحیحاً إذا سَمِعتَ صوتها من فمها ، یقال : سَمِعتُ فحیحَ الأفعی. قال : وأمَّا الکَشیشُ فصوتُهَا من جِلْدِها.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : فَحْفَح إذا صَحَّح المودَّه وأخلصها ، وحَفْحَف إذا ضاقت معیشتُه.

وقال أبو خَیره : الأفعی تَفِحّ وتَحِفُ والحفیفُ من جِلدِها ، والفَحِیحُ من فیها ، وقال ابن الأعرابی : الفُحُحُ : الأفاعی.

أبو زید : کَشَّتِ الأفعی وفَحَّت وهو صوتُ جِلْدِها مِنْ بین الحیَّاتِ ، وفَحِیحُ الحیَّاتِ بعد الأفعی من أصواتِ أفواهها.

باب الحاء والباء

[ح ب]
اشاره

حَبَّ بَحَّ : مستعملان ما کرر منه.

حب

قال اللیثُ : الحَبُ معروف مستعملٌ فی أشیاءَ جَمَّه من بُرٍّ وشَعِیرٍ حتی یقولوا حبَّهُ عِنَبٍ ویجمعُ علی الحُبُوبِ والحبَّات والحَبّ.

وجاء فی الحدیث : «کَمَا تَنْبُتُ الحِبَّه فی حَمِیلِ السَّیْلِ». قالوا : الحِبَّهُ إذا کانت حبوبٌ مختلفهٌ من کلِّ شیء.

ویقال لِحَبِ الرَّیاحین حِبَّه وللواحدهِ منها حَبَّه. وقال أبو عُبَیْد : قال الأصمعیُّ : کلُّ نَبتٍ له حبٌ فاسمُ الحبِ منه الحِبَّه ، وقال الفرّاء : الحِبَّه : بزُورُ البَقْل.

وقال أبو عمرو : الْحِبَّه : نبْتٌ ینبت فی الحشیش صِغار.

وقال الکسائی : الْحِبّه : حَبُ الریاحین ، وواحده الْحِبَّه حبّه ، قال : وأما الْحِنطه ونحوها فهو الْحَب لا غیر.

شمِر عن ابن الأعرابی : الحِبّه : حَبُ البَقْل الذی یَنتثِر ، قال : والحَبَّه : حَبَّه الطعام : حَبَّهٌ من بُرٍّ وشعیر وعَدَس ورُزّ وکل ما یأکله الناس ، قُلت أنا : وسمعت العرب تقول : رَعَینا الحِبّه وذلک فی آخر الصیف إذا هاجت الأرض ویَبِس البقل والعُشب وتناثرت بزورها وورقُها وإذا رَعَتها النّعم سَمِنت علیها : ورأیتهم یُسَمون الحِبّه بعد انتثارها القَمیم والقَفّ ، وتمام سِمَن النَّعَم بعد التَّبَقُّل ورَعْی العُشب یکون بِسَفّ الحِبَّه والقَمیم ولا یقع اسم الحِبَّه إلا علی بُزُور العُشب والبُقول البریّه وما تناثر من ورقها فاختلط بها من القُلْقُلَان والبَسباس والذُّرَق والنَّفَل والمُلّاح وأصناف أحرار البُقول کلها وذُکورها. وقال اللیث : حَبَّه القلب : ثَمَرَتُه وأنشد :

* فأصَبْتُ حَبَّهَ قلبها وطِحالَها*

قلت : وحَبَّه القلب هی العَلَقَه السوداء التی تَکونُ داخل القلب ، وهی حَمَاطه القلب أیضاً. یُقال : أصابت فُلَانه حَبَّه قَلْب فُلان إذ شَغَفَ قَلبَه حُبُّها. وقال أبو عَمْرو : الْحَبّه وَسَط القلب.

ص: 7

اللیثُ : الحُبُ : نقیضُ البُغض ، قالَ وتقول : أحبَبْتُ الشیء فَأنا مُحِبٌ وَهو مُحَبٌ. أبو عُبَید عن أبی زَید : أحَبَّه الله فهو مَحْبوبٌ ، قال ومِثله محزونٌ ومجنونٌ ومَزکومٌ ومَکزوز ومقرور : وذلک أنهم یَقولون : قد فُعِل بغِر ألفٍ فی هذ کلِّه ثم بنی مفعولٌ علی فُعِل وإلا فلا وجه له ، فإذا قالوا : أَفْعَلَهُ الله فهو کله بالألِفِ.

قُلْتُ : وقد جاء المُحَبُ شاذّاً فی الشِّعْر ، ومنه قول عَنتره :

ولقد نَزَلْتِ _ فلا تظُنِّی غیره

مِنّی بمَنزله المُحَبّ المُکْرَمِ

وقال شَمِر : قال الفرّاء : وحَببته لُغهٌ وأنشد البیت :

فوالله لَوْلَا تَمْرُه ما حَبَبته

ولا کان أَدْنی من عُبَیْد ومُشْرِقِ

قال : ویُقال : حُبّ الشیءُ فهو مَحْبوب ثم لا تقول حَبَبْتُه کما قالوا : جُنَّ فهو مجنون ، ثم یقولون : أَجَنّه الله. اللیث : حَبّ إلینا هذا الشیء وهو یَحَبُ إلینا حُبّاً وأنشد :

دَعانا فَسَمَّانا الشِّعار مُقدِّماً

وحَبَ إلینا أن نکون المُقَدَّما

ثَعلب عن ابن الأعرابی : حُبَ إذا أُتعِب ، وحَبَ إذا وقف ، وحَبّ إذا تودد. أبو عُبَیْد عن الأصمعی : حَبَ بفُلَان معناه ما أحَبَّه إلَیّ ، وقال الفرّاء : معناه حَبُبَ بفلان ثم أُدْغِم ، وأنشد الفرّاء :

وزاده کلفاً فی الحُبّ أَن مَنَعَت

وَحَبّ شیئاً إلی الإنسان ما مُنِعا

قال : وموضع ما رَفْعٌ ، أراد حَبُبَ فأدغَم وأنشد شَمِر :

* ولحَبَ بالطَّیْف المُلِمّ خَیالا*

أی ما أَحبَّه إلَیّ أی أحبْبِ به.

أبو عُبید عن الأصمعی : الْحُبابُ : الْحَیّه ، قال : وإنما قیل الحُباب اسم شَیْطان [لأن الحیه یقال لها شَیطان].

ویُقال للحَبیب : حُبابٌ مخفَّف ، قاله ابن السکیت ، وروی أبو عبید عن الفراء مثله.

وقال اللَّیثُ : الْحِبَّهُ والحِبُ بمنزله الْحَبیبه والحَبیبِ قال : والمَحَبَّه : الحُبُ. وقال اللیث : حَبَابک أَن یکون ذلک ، معناه : غایهُ مَحَبَّتِک. أبو عبید عن الأصمعیِّ : حَبَابکَ أن تَفْعلَ ذاک معناه غایهُ محبَّتک ومثله : حُمَاداکَ أی جُهْدُک وغایتک.

اللَّیث : حَبَّان وَحِبَّانُ لُغَهٌ : اسمٌ موضوعٌ من الحُبِ.

قال : والحُبُ : الْجَرَّهُ الضخمه والجمیع الْحِبَبهُ والحِبَابُ. قال : وقال بعضُ الناس فی تفسیر الْحُبِ والکَرامهِ ، قال : الْحُبُ : الْخَشباتُ الأربعُ التی توضع علیها الْجَرَّهُ ذاتُ الْعُرْوَتَیْن ، قال والکرامه الغطاء الذی یوضع فوق تلک الجِرَّهِ من خشب کان أو من خَزَفٍ ، قال اللیثُ : وسمعت هاتین الکلمتین بِخُرَاسَانَ.

قال وأما حَبَّذَا فإنه حَبَ ذَا فإذا وصلْتَ رَفَعْتَ به ، فقلتُ حبذا زَیدٌ.

قال : والْحِبُ : القُرْطُ من حَبَّه واحده وأنشد :

تبیتُ الحَیَّهُ النِّضْنَاضُ منه

مَکان الْحِبِ یستمِعُ السِّرَارَا

ص: 8

قلتُ : وفسَّر غیْرُه الْحِبَ فی هذا الْبیتِ الْحَبِیبَ وأَرَاهُ قولَ ابنِ الأعْرَابیِّ.

وحَبابُ الماءِ : فَقاقِیعُه التی تَطْفُو کأَنَّهَا الْقوارِیرُ ، ویقال : بل حَبابُ الماءِ : مُعْظَمُه ، ومنه قول طَرَفَهَ :

یَشُقُ حَبابَ الماءِ حَیْزُومُها بها

کَمَا قسمَ التُّرْبَ المُفَایِلُ بالْیَدِ

وقال شمر : حَبَابُ الْماء : مَوْجُه الذی یتْبَعُ بعضُه بعضاً قاله ابن الأعرابی. وأنشد شمر :

* سُمُوَّ حَبَابِ الماءِ حَالاً عَلَی حَال*

وقال : قال الأصمعیُّ : حَبابُ الماء :

الطَّرَائِقُ التی فی الماء کأَنَّها الْوَشْیُ ، وقال جَریرٌ :

* کَنَسْجِ الرِّیح تَطَّرِدُ الْحَبَابا*

وقال : الْحَبَابُ : الطَّرَائِقُ ، وقال ابن دُرید : الحبَبُ : حَبَبُ الماء ، وهو تَکَسُّرُه وهو الحَبَابُ. وأَنْشَد اللّیثُ :

کَأَنَّ صَلَا جَهِیزَهَ حین تَمْشِی

حَبَابُ الماء یَتَّبِعُ الْحَبَابَا

شَبَّه مآکَمَها بالحَبَابِ الذی کأنه دَرَجٌ ولم یُشَبِّهْهَا بالْفَقاقِیع.

قال : وحَبَبُ الأسْنانِ : تَنَضُّدُها وأنشد :

وإذا تضحک تُبْدِی حَبَباً

کأَقَا حی الرَّمل عَذباً ذَا أُشُرْ

وقال غیره : حَبَبُ الْفَمِ : ما یَتَحَبَّبُ من بَیاضِ الرِّیقِ عَلَی الأَسْنَانَ.

وقال اللیث : نَارُ الحُبَاحِب هو ذُبابٌ یطیر باللیل لَهُ شُعاعٌ کالسِّراج ، ویقال : بل نار الحُباحب : ما اقْتَدَحْتَ من الشَّرارِ من النَّارِ فی الهواء من تَصادُمِ الحجاره ، وَحَبْحَبَتُها : اتِّقَادُها ، وقال الفرَّاء : یقال للخیل إذا أَوْرَتِ النار بِحوافِرِها هی نار الحُباحِب ، قال : وقال الْکَلْبِیّ : کَان الْحُبَاحِبُ رَجلاً من أحیاءِ العرب ، وکَان من أبخل الناس فبَخِل حتی بلغ به البخل أنه کان لا یُوقِدُ ناراً بِلَیل إلا ضعیفه فإذا انتبه منتبه لیقتبس منها أَطْفَأَها : فکذلک ما أَوْرَتِ الخیل لا یُنتفع به کما لا یُنتفع بنار الْحبَاحِبِ. وقال أبو طالب : یحکی عن الأعراب : أنَ الْحُباحِبَ طائرٌ أطول من الذباب فی دِقَّه ما یَطِیرُ فیما بین المغرب والعِشاء کأَنَّه شَرارَهٌ قلت : وهذا معروف.

أبو العبَّاس عن ابنِ الأعْرَابی : إبِلٌ حَبْحَبَهٌ : مَهَازیلُ.

قال : ومن حَبْحَبَه نارُ أبی حُبَاحب.

وأنشد :

یَرَی الرَّاؤُون بِالشَّفَرَاتِ مِنْها

وقُودَ أَبی حُبَاحِبَ والظُّبِینَا

وقال اللیث : الحَبْحَابُ : الصغیر الجسم.

سلمه عن الفراء قال : الحَبْحَبِیُ : الصغیر الجسم.

ابن هانیء : من أمثالِهم : «أهلکتَ من عشرٍ ثَمَانِیاً وجِئتَ بسائرِها حَبْحَبَهً» یقال عند المَزْرِیَهِ عَلَی المِتْلَافِ لِمَالِهِ ، قال : والحَبْحَبَهُ تقع موقع الجماعه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : حُبَ إذا أُتْعِبَ ، وحَبَ إذا وقف.

أبو عبید عن أبی زید : بَعِیرٌ مُحِبٌ وقد أَحَبَ إحْبَاباً وهو أن یصیبَه مرضٌ أو کسر

ص: 9

فلا یَبْرَحُ مکانه حتی یبرأ أو یموت. قال : والإحْبَابُ : هو البُرُوکُ. وقال أبو الهَیْثَمِ : الإحْبَاب : أن یُشرفَ البَعِیرُ عَلَی الموتِ من شِدَّه المرضِ فَیَبْرُکَ ولا یقدرَ أن یَنْبَعِثَ وقال الرَاجزُ :

ما کَان ذنبی فی مُحِبٍ بَارِکْ

أَتَاهُ أَمْرُ الله وهو هَالِکْ

أبو العباس عن ابن الأعرابی : أَوّلُ الرِّیِ التَّحَبُّبُ. وقال الأصمعیُّ : تَحَبَّبَ إذا امْتَلأ ، وکذلک قال أبو عمرو. قال : وحَبَّبْتُه فَتَحَبَّبَ إذا ملأتَهُ لِلسِّقاء وغیره.

اللَّحیانی : حَبْحَبْتُ بالْجَمَل حِبْحَاباً ، وحَوَّبْتُ بِه تَحْوِیباً إذا قلت لَهُ : حَوْبُ حَوْب وهو زَجْر.

أبو عَمْرو : الحَبَابُ : الطَّلُّ عَلَی الشَّجَرِ یُصْبِحُ علیه.

بح

قال اللیث : البَحَحُ : مصدر الأبَحِ ، تقول : بَحَ یَبَحُ بَحَحاً وبُحُوحاً ، وإذا کان من داء فهو البُحَاحُ.

وعُودٌ أَبَحُ إذا کان فی صوته غِلَظٌ. أبو عُبَیده : بَحِحْتُ أبَحُ هی اللغه العالیه قال : وبَحَحْتُ أَبَحُ لُغَهٌ رواهُ ابن السکیت عنه.

روی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «مَنْ سَرَّه أن یَسْکُنَ بُحْبُوحَهَ الْجَنَّهِ فَلْیَلْزَمِ الجماعه فإن الشیطان مع الواحد وهو من الاثنین أبْعَدُ» قال أبو عبید : أراد ببُحْبُوحَهِ الْجَنَّهِ وَسَطَها ، قال : وبُحْبُوحَهُ کُلِّ شَیْءٍ : وَسَطُه وخِیَارُه ، وأنشد قولَ جریر :

قَوْمِی تَمِیمٌ هُمُ الْقَوْمُ الّذِین هُمُ

یَنْفُونَ تَغْلِبَ عن بُحْبُوحَهِ الدّارِ

ویقال : قد تَبَحْبَحْتُ فی الدار إذا تَوَسَّطْتَها وتمکنت منها. وقال اللیث : التَّبَحْبُحُ : التمکن فی الحلول والمُقام ، وأنشد :

وَأَهْدَی لها أَکْبُشاً

تَبَحْبَحُ فی المِرْبَدِ

قال : وقال أعرابیُّ فی امرأهٍ ضَرَبَها الطَّلْقُ : ترکْتُهَا تَبَحْبَحُ عَلَی أیدِی القَوَابِل.

أبو العبّاسِ عنْ سَلَمه عن الفَرَّاءِ قالَ : البَحْبَحِیُ : الواسع فی النفقه ، الواسعُ فی المنْزِلِ.

قالَ : ویقَالُ : نَحْنُ فی بَاحَهِ الدَّارِ وَهِیَ وَسَطُها وَلذَلِکَ قِیلَ : تَبَحْبَحَ فی المجْدِ.

أیْ أَنَّهُ فی مَجْدٍ وَاسعٍ. قُلْتُ : جَعَلَ الْفَرَّاءُ التَّبَحْبُحَ مِنَ البَاحَه ، ولَمْ یَجعلْه مِنَ المُضَاعَفِ.

أَبو عُبَیْد عن الأصمَعِی : بَاحَهُ الدّارِ : قاعَتُهَا وَساحَتُها. وحکی ابنُ الأعرابی عن البَهْدَلیّ قال : البَاحَهُ : النَّخْلُ الکثیرُ ، والبَاحَهُ : باحهُ الدّارِ. وأنشد :

قَرَوا أضیافَهُم رَبَحاً بِبُحٍ

یجیءُ بفضلهنّ المَشُّ سُمْر

قال البُحُ : قِدَاحُ المیسرِ.

قالَ : ویقالُ : القومُ فی ابتِحَاحٍ أی فی سَعَهٍ وخِصْب. وقال الْجَعْدیُّ یَصفُ الدّینارَ :

وأبَحَ جُندیٍّ وثاقِبَهٍ

سُبِکَتْ کثاقبهٍ مِنَ الجَمْرِ

أرادَ بالأبَحِ دیناراً أبَحَ فی صوتِه. جُندیّ : ضُرِب بأجنادِ الشامِ. والثَّاقِبهُ : سَبیکهٌ مِنْ ذهب تَثْقُبُ أی تَتَّقِد.

ص: 10

والبَحَّاءُ فی البادیهِ : رابیهٌ تعْرَفُ برابیهِ البحَّاءِ. وقال کعب :

وظلَّ سراهَ الیومِ یُبرِمُ أمرُه

برابیهِ البحَّاءِ ذاتِ الأیایلِ

باب الحاء والمیم

[ح م]
اشاره

حم ، مح : مُستعملان فی الثنائی والمکرر.

حم

قال اللّیثُ : حُمّ هذا الأمرُ إذا قُضِی قضاؤهُ قال : والحِمامُ : قضاءُ الموت.

وتقُولُ : أحمّنی هذا الأمرُ واحْتَممْتُ له کأنه اهتمام بحَمیمٍ قریبٍ ، وأنشد اللیثُ :

تعزَّ عن الصّبابه لا تُلامُ

کأنّک لا یُلِم بک احْتمامُ

وقال فی قَوْل زُهیر :

* مضت وأحمَّت حاجهُ الیوم ما تخلو*

قال معناه : حانتْ ولزِمتْ ، وقال الأصمعی : أَجمّت الحاجهُ بالجیم تُجِمُّ إجماماً إذا دنت وَحانت ، وأنشد بیت زُهیر بالجیم قال : وأَحمَ الأمرُ فهو یُحِمُ إحماماً ، وأمرٌ مُحمٌ وذلک إذا أَخذَکَ منه زَمَعٌ واهتمامٌ.

قال : وحُمَ الأمرُ إذا قُدِّرَ ویقال : عَجِلت بنا وبکم حُمهُ الفِراقِ أی قُدِّر الفراق ونزلَ به حِمامُه أی قَدره وموته. قلت : وقد قال بعضهم فی قولِ الله : (حم) [غافر : 1] معناهُ قُضِیَ ما هو کائنٌ ، وقال آخرون : هی مِنَ الْحروفِ المُعجمَهِ وعلیه العملُ.

وقال ابنُ السِّکِّیت : أَحَمّت الحاجهُ وَأَجَمّت إذا دَنتْ وأنشد :

حیِّیا ذلک الغزالَ الأحمّا

إن یَکُنْ ذلک الفراقُ أَجَمَّا

الکسائیُّ : أَجَمَّ الأمرُ وأَحمَ إذا حانَ وقتُه. وقال الفرَّاء : أَحَمَ قدومُهم : دنَا ، ویقالُ : أجَمَّ. شَمِر عن أبی عمرو : وأحَمَ وأجَمَّ : دنَا ، وقالت الکِلَّابیه : أحَمَ رحیلُنا فنحنُ سائرونَ غداً ، وأَجَمَّ رحیلُنا فنحنُ سائرون الیومَ إذا عزمنا أن نسیر من یومنا. عمرو عن أبیه : ماء محمومٌ وممکولٌ ومَسْمولٌ ومنقوصٌ ومَثمودٌ بمعنی واحد. وقال اللیث : الحَمیم : القریبُ الذی تَوَدُّهُ وَیودُّک.

والحامَّهُ : خاصّهُ الرجلِ مِنْ أهلِهِ وَوَلدِهِ وذی قرابته.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحَمیمُ : القرابهُ ، یُقالُ : مُحِمٌ مُقرِبٌ. وَقال الفراءُ فی قوله تعالی : (وَلا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً) [المعَارج : 10] لا یسألُ ذو قَرابهٍ عن قرابتهِ ولکنّهُمْ یَعرفونهم ساعهً ثمّ لا تعارُفَ بَعدَ تلک الساعه.

اللیث : الحَمِیم : الماء الحاءِّ والحمّام : مشتق من الحَمِیمِ تُذَکِّره العرب.

وقال أبو العباس : سألتُ ابن الأعرابی عن الحمیم فی قول الشاعر :

وساغ لی الشرابُ وکنتُ قبلاً

أکاد أَغَصُّ بالماء الحَمیم

فقال : الحمیم : الماء البارد ، قلت : فالحمیم عند ابن الأعرابی من الأضداد ، یکون الماءَ الحارّ ویکون البارد. وأنشد

ص: 11

شَمِر بیت المُرَقَّش :

کلَّ عِشاء لها مِقطره

ذات کِباء مُعَدٍّ وحَمیم

قال شمر : قال ابن الأعرابی : الْحمیم إن شئت کان ماءً حارّاً ، وإن شئت کان جمراً تتبخَّر به.

أبو عبید عن الأصمعی : الحمیم : العَرَق. واستَحَمّ الفَرَس إذا عَرِق ، وأنشد للأعشی :

یَصیدُ النَّحوصَ ومِسجَلَها

وجَحْشَیْهما قبل أن یَستَحِمّ

وقال أیضاً : استَحَمّ إذا اغتسل بالماء الحَمِیم. وقال الأصمعی : أَحَمّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحارّ قال : وشربْتُ البارحه حَمِیمه أی ماء سخناً. قال : ویقال : جاء بمَحَمّ أی بقُمقُم یُسخَّن فیه الماء. ویقال : اشرب علی ما تجد من الوَجَع حُساً من ماءٍ حَمَیم تُرید جمع حُسْوه من ماءٍ حار.

شمِر : الْحمیم : المطر الذی یکون فی الصیف حین تَسخُن الأرض. وقال الهُذَلی :

هنالک لو دَعَوْتَ أَتاک منهم

رجالٌ مِثلُ أَرْمِیَه الحمیم

وقال ابن السِّکِّیت : الْحمیمه : الماء یُسَخَّن ، یُقال : أَحِمُّوا لنا بالماء.

قال : والْحَمِیمه وجمعها حمائم : کرائم الإبل یقال : أخذ المُصَدِّق حمائم الإبل أی کرائمها.

ویقالُ : طابَ حَمِیمُک وحِمَّتُک : للذی یخرُجُ من الحمَّام أی طاب عَرَقُکَ.

اللیثُ : الحمَامهُ : طائرٌ. تقول العرب : حمامهٌ ذکرٌ وحمامهٌ أُنثی والجمیعُ الحَمام. وأنشد :

* أَو الِفاً مَکَّه من وُرْقِ الحِمَی*

أراد الحمام.

أبو عبید عن الکسائی : الحَمامُ هو البَرِّیُّ الذی لا یألفُ البیوتَ قال : وهذه التی تکون فی البیوت هی الیَمامُ. وقال : قال الأصمعیُّ : الیَمامُ : ضرْبٌ منَ الحمام بَرِّیّ ، قال : وأما الحمام فکلُّ ما کان ذا طَوْقٍ مثلَ القُمْرِیّ والفاخِتَهِ وأشباهها.

وأخبرنی عبد الملک عن الربیع عن الشافعیِّ أنه قال : کلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمامٌ یدخلُ فیه القَمَارِیُّ والدَّباسِیُّ والفَوَاخِتُ سواءً کان مُطَوَّقَهً أو غیرَ مُطَوَّقَهٍ آلفهً أو وحْشِیّهً.

قلت : جعل الشافعیُّ اسم الحمام واقعاً علی ما عبَّ وهَدَرَ لا علی ما کان ذا طَوْقٍ فیدخُلُ فیها الوُرْقُ الأهْلِیَّه والمُطَوّقَهُ الوَحْشِیَّه. ومعنی عَبَّ أی شَرِبَ نَفَساً نَفَساً حتی یَرَوَی ولم یَنْقُر الماء نقراً کما یفعله سائر الطیر. والهدیر صوت الحمام کلِّه.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : الحمامه : المرآه والحمامهُ : خِیارُ المال ، والحمامهُ : سَعْدانَهُ البعیرِ ، والحمامهُ : ساحهُ القَصْر النَّقیَّه ، والحمامهُ : بَکَرَهُ الدَّلوِ.

وأنشد المُؤَرِّج :

* کأن عَیْنَیْهِ حَمَامتان *

أی مرآتان. والحمامه : المرأه الجمیله.

اللیث : الحُمَامُ : حُمَّی الإبل والدَّوابِّ.

ص: 12

یقال : حُمَ البعیرُ حُمَاماً ، وحُمَ الرجلُ حُمَّی شدیدهً.

قال : والمَحَمَّهُ : أرضٌ ذات حُمَّی ویقال : طعامٌ مَحَمَّهٌ إذا کان یُحَمُ علیه الذی یأکله. قال : والقیاس أحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات حُمّی کثیره. قال : وحُمَ الرجلُ وأَحَمَّه الله فهو مَحمومٌ. وهکذا قال أبو عُبَید روایه عن أصحابه.

وقال ابن شُمَیل : الإبلُ إذا أکلت النَّدی أخذها الحُمامُ والقُماح. فأما الحُمَامُ فیأخذها فی جلدها حَرٌّ حتی یُطلی جسدُها بالطین فتدعُ الرَّتْعه ویذهبُ طِرْقُها ، یکُون بها الشهر ثم یذهبُ وأما القُماحُ فإنه یأخُذُها السُّلَاحُ ویذهبُ طِرْقُها ورِسْلُها ونسْلُها. یقال : قامحَ البعیرُ فهو مُقامِحٌ ، ویقال : أخذ الناسَ حُمامُ قُر وهو المُومُ یأخذُ الناس.

وقال اللیث : الحَمّهُ : عینُ ماءٍ فیها ماءٌ حارٌّ یُستشفی بالاغتسال فیها.

وفی الحدیث : «مَثَلُ العالِم مثلُ الحَمَّه یأتیها البُعَداء ویترکها القُرَباء ، فبینا هی کذلک إذْ غار ماؤها وقد انتفع بها قومٌ وبقی أقوامٌ یتَفکّنُون» أی یتندمون.

وقال اللیث : الحَمُ : ما اصطهرْتَ إهالَته من الألْیَه والشَّحم. والواحدهُ حَمَّهٌ. قال أبو عُبَید عن الأصمعی : ما أُذِیب من الأَلْیَهِ فهو حَمٌ إذا لم یبق فیه وَدَکٌ ، واحدته حَمَّه ، قال : وما أُذیب من الشحم فهو الصُّهارهُ والجَمِیلُ ، قلت : والصحیح ما قاله الأصمعی. وسمعت العرب تقول :

ما أُذیب من سَنامِ البعیر حَمٌ ، وکانوا یُسَمُّون السَّنامَ الشحم.

وقال شمر عن ابن عُیَیْنه : کان مَسْلَمهُ بن عبد الملک عربیاً وکان یقول فی خطبته : إنَّ أقلَّ الناس فی الدنیا هَمّاً أقلُّهم حَمّاً ، قال سُفْیان : أراد بقوله : أقلهم حَمّاً أی مُتعه ، ومنه تحمیم المُطَلَّقه.

أبو عُبَید عن الفراء : ما له حَمٌ ولا سَمٌّ ، وما له حُمٌ ولا سُمٌّ غیرُک أی ما له هَمٌّ غیرک.

أبو عبید یقال : حَمَمْتُ حَمَّه أی قصدتُ قصدَه. وقال طَرَفهُ :

جَعَلَتْه حَمّ کلْکَلها

من رَبِیع دِیمهٌ تَثِمُه

الأُمَویُّ : حاممتُه مُحامّهً : طالبْتُه.

ابنُ شُمَیل : الحَمَّه : حجارهٌ سود تراها لازقهً بالأرض ، تَقود فی الأرض اللیله واللیلتین والثلاثَ ، والأرضُ تحتَ الحجاره تکون جَلَداً وسُهوله ، والحجاره تکون مُتدانیه ومتفرقهً ، تکون مُلْساً مثل الْجُمع ورُؤوس الرجال ، وجمْعُها الحِمام ، وحجارتُها متقلِّع ولازقٌ بالأرض ، وتُنبِت نبتاً کذلک لیس بالقلیل ولا بالکثیر.

وقال أبو زید : أنا مُحامٌ علی هذا الأمر أی ثابت علیه.

وقال اللیث : الحُمَمُ : الفحم البارد ، الواحده حُمَمهٌ.

ورُوی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «إنَّ رجلاً أَوْصی بَنیهِ عند موته فقال : إذا أنَا مُتُّ فاحرقونی بالنار ، حتی إذا صرتُ حُمَماً

ص: 13

فاسحَقونی ثم ذَرُّونی فی الرِّیح ، لعلِّی أَضِلُّ الله». قال أبو عُبَید : الحُمَمُ : الفحم. الواحده حُمَمهٌ وبها سُمِّی الرِّجُل حُمَمه.

وقال طَرَفَه :

أشَجَاکَ الرَّبْعُ أَمْ قِدَمُهْ

أَمْ رَمادٌ دَارس حُمَمُهْ

وقال اللیث : الحُمَمُ : المنایا ، واحدُها حُمّهٌ.

ویقال : عَجِلت بنا حُمّه الفراق وحُمَّهُ الموت ، وفلانٌ حُمَّهُ نفسی وحُبَّه نفْسی.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیِّ : یقال : لِسَمِّ العقرب الحُمَّهُ والحُمَهُ ، وغیره لا یُجیز التشدید ، یجعل أَصلَه حُمْوَهً.

وقال اللیث : الحَممُ : مصدر الأحَمِ والحمیم الْحُمُ وهو الأسود من کل شیء ، والاسم الحُمَّهُ. یقال : به حُمَّهٌ شدیدهٌ ، وأنشد :

* وقاتمٍ أحمرَ فیه حُمّهٌ*

وقال الأعشی :

فأما إذا رکبوا لِلصَّبَاح

فأَوْجُهُهُمْ مِن صدَی البَیْضِ حُمُ

وقال النابغه :

* أَحْوَی أَحَمِ المُقْلَتَیْنِ مُقَلَّدِ*

وقال أبو إسحاق فی قول الله جلّ وعزّ : (وَظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ) [الواقِعَه : 43]. قال : الیَحْمُومُ : الشدید السواد. وقیل : إنه الدُّخَانُ الشدید السواد. وقیل : (وَظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ) أی من نار یعذَّبون بها ، ودلیل هذا القول قول الله جلّ وعزّ : (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) [الزُّمَر : 16] إلا أنه موصوفٌ فی هذا الموضع بشده السواد.

وقیل : الیَحْمُومُ : سُرادق أهل النار.

وقال اللیث : الیَحْمُومُ : الفرس.

قلت : الیحمومُ : اسم فرس کان للنعمان بن المُنذر سُمِّی یَحموماً لشده سواده.

وقد ذکره الأعْشَی فقال :

ویأمر للیحموم کلَّ عَشیَّهٍ

بِقَتٍّ وتعلیقٍ فقد کاد یَسْنق

وهو یفعولٌ من الأحَمِ الأسود.

وقال أبو عُبَید : الیحمومُ : الأسودُ من کلِّ شیء.

وفی حدیث عبد الرحمن بن عوف أنه طلَّقَ امرأته ومتَّعها بخادمٍ سوداءَ حَمَّمها إیاها.

قال أبو عُبَید : معنی حَمَّمها إیاها أی مَتَّعها بها بعد الطلاق. وکانت العرب تُسَمیها التحمیم. وأنشد :

أنت الذی وهبْتَ زیداً بعد ما

هَمَمتُ بالعجوز أن تُحَمُّمَا

هذا رجل وُلد له ابن سُمّاه زیداً بعد ما کان هَمَّ بتطلیق أُمِّه.

وقال أبو عُبَیدٍ : قال الأصمعیّ : التّحمیم فی ثلاثه أشیاء هذا أحدها.

ویُقال. حَمَّمَ الفرْخُ إذا نبت ریشُه.

قال : وحَمَّمت وجه الرجل إذا سَوَّدته بالحُمم ، وحَمَّمَ رأسُه بعد الحلْق إذا اسود.

وفی حدیث أَنَس : أنه کان إذا حَمَّم رأسُه

ص: 14

بمکهَ خرج فاعتَمَر.

وقال اللیث : الحَمْحَمه : صوْتٌ لِلْبِرْذَوْنِ دُون الصوت العالی ، وللفرس دون الصهیل. یُقال : تحمْحَم تَحَمْحُماً ، وحَمحم حمحمهً ، قلت : کأنه حکایهُ صوتِه إذا طلب العلَفَ أو رأی صاحبَه الذی کان أَلِفه فاستأنس إلیه. أَبو عُبَیدٍ عن الأصمعیّ : الحِمْحِمُ : الأسْودُ ، والحِمْحِمُ : نباتٌ فی البادیه. قلت : وهو الشُّقَّارَی وله حب أسود ، وقد یقال له : الخمْخِمُ بالخاءِ وقال عنتره :

* وَسْطَ الدیار تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم*

وَحَمُومهُ : اسم جبل فی البادیه.

أبو عمرو : وحمحم الثَّور إذا نَبَّ وأَرادَ السِّفاد. وثیابُ التَّحِمَّه : ما یُلبِس المُطلِّقُ امرأتَه إذا مَتَّعهَا ومنه قوله :

فإنْ تَلبَسِی عَنَّا ثیاب تَحِمَّهٍ

فلن یُفلح الواشِی بک المُتَنَصِّحُ

ونبتٌ یَحْمُومٌ : أخضرُ رَیَّانُ أَسودُ.

والحُمَامُ : السّیدُ الشّریفُ ، قلتُ : أُراهُ فی الأصلِ الهُمام فقُلبت الهَاءُ حاءً وقال :

أَنَا ابن الأکْرمِینَ أَخُو المعالی

حُمَامُ عشیرتَی وقِوامُ قَیْسِ

والیحامیمُ : الجبالُ السُّودُ.

والحَمامهُ : حلْقهُ البابِ ، والحمامهُ مِنَ الفرسِ : القَصُّ قاله أبو عُبیده.

وقال اللِّحْیانِیّ : قال العامریُّ : قلتُ لبعضهم : أَبَقِی عِندکم شیءٌ؟ فقال هَمْهَامِ ، وَحَمْحَامِ ، ومَحْمَاحِ ، وبَحْبَاح ، أی لم یبقَ شیءٌ.

وقال المُنْذِریُ : سُئِلَ أبو العباس عن قوله : (حم) ... (لا یُنْصَرُونَ). فقال معناهُ : والله (لا یُنْصَرُونَ) الکلامُ خبرٌ لیس بدُعاء.

مح

قال اللیثُ : المَحُ : الثّوبُ البالی ، والفعلُ أَمَحَ الثَّوبُ یُمحّ وکذلک الدارُ إذا عفتْ والحبّ وأنشد :

أَلا یَا قَتْلَ قد خَلُق الجدیدُ

وحُبُّکِ ما یُمِحّ وما یَبیدُ

وثوبٌ ماحٌ. وقال أبو عُبید : مَحَ الثوبُ : یَمُحُ وأمحَ یُمِحُ إذا أَخلقَ.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابیِّ : قال : المحَّاحُ : الکذابُ وقال : مَحَ الکذابُ یَمُحُ مَحاحهً.

وقال اللیثُ : المحّاحُ : الذی یُرْضی الناسَ بکلامِه ولا فِعلَ له.

قال هو وأبو عُبید عن الأصمعیّ : مُحُ البیضِ : صُفرتُه. وأنشد غیرهُم :

کانت قُریشٌ بَیضهً فَتفلَّقَتْ

فالمُحُ خالصهٌ لعبدِ مَناف

وقال ابن شُمَیل : مُحُ البیضِ : ما فی جَوْفه مِنْ أَصفر وأبیض کُلَّه مُحٌ ، قال : ومنهم مَنْ قال : المُحَّهُ الصفراءُ ، والغرقیُّ : البیاض الذی یُؤکلُ.

أبو العباس عَنْ عمرو عَنْ أبیه قال : یقال : لِبیاضِ البیضِ الذی یُؤکلُ الآحُ ولِصُفرتِها المَاحُ.

قال : وَقالَ ابنُ الأعرابیِّ : مَحمَحَ الرَّجلُ إذا أَخْلَصَ مودته.

ص: 15

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

أبواب الثلاثی الصحیح من حرف الحاء

اشاره

قال الخلیل بن أحمد : أهملت الحاء مع الهاء والخاء والغین.

(أبواب) الحاء والقاف

اشاره

ح ق ک ، ح ق ج أهملت وجوهها.

ح ق ش
اشاره

استعمل من وجوهها : [شقح].

شقح

قال اللیث : العرب تقول : قُبْحاً لَهُ وشُقْحاً ، وإِنَّهُ لقَبِیحٌ شَقِیحٌ ، ولا تکاد العرب تَعْزِلُ الشُّقْحَ من القُبْح. أبو عُبَید عن الکسائی : هو قَبِیحٌ شَقِیحٌ ، وجاء بالقَباحَهِ والشَّقاحَهِ. وقال أبو زید : شَقَحَ الله فُلاناً وَقَبَحَهُ فهو مَشْقُوحٌ مثل قَبَحَهُ فهو مقبوحٌ.

أبو العباس عن ابن الأعرابی : الشَّقْحُ : الکَسْرُ ، والشَّقْحُ : البُعْدُ ، والشَّقْحُ : الشَّجُّ. قال : وسمع عمَّار رجلاً یسُبُّ عائشه فقال له بعدَ مَا لَکَزَه لَکَزَات : أأنت تسُبُّ حبیبهَ رسول الله صلی الله علیه وسلم! اقْعُدْ مَنْبُوحاً مَقْبوحاً مَشْقُوحاً.

وقال اللَّحیانی : لأشْقَحَنَّک شَقْحَ الجَوْز بالْجَنْدَل أی لأکْسِرَنّک قال : والشَّقْحُ : الکَسر. وفی الحدیث أن النبی صلی الله علیه وسلم نهی عن بیع تمر النخل حتی یُشَقِّح. أبو عُبَید عن الأصمعی قال : إذا تغیرت البُسْرَهُ إلی الحُمَرهِ قیل هذه شَقْحَهٌ ، وقد أَشْقَحَ النَّخْلُ ، قال : وهی فی لغه أهل الحجاز الزَّهُوُ.

وقال أبو حاتم : یقال للأَحْمَر الأشْقَر : إنَّه لأشْقَح.

قال : والشَّقِیحُ : النَّاقِهُ من المرض ، ولذلک قیل : فلانٌ قبیح شَقِیحٌ.

أبو عبید عن الفراء : یقال لِحَیاء الکلبه ظَبْیَهٌ وَشَقْحَهٌ ، ولذوات الحافر : وَطْبَهٌ.

ویقال : شاقَحْتُ فلاناً وَشَاقَیْتُه وَباذَیْتُهُ إذا لا سَنْتَهُ بالأذیَّه.

ح ق ض

أهْمِلت وجُوهُها.

ح ق ص
اشاره

قحص ، حقص : [مستعملان].

قحص

قال أبو العَمَیْثَل : یقال : قَحَص

ص: 16

وَمَحَص إذا مَرَّ مَرّاً سریعاً. وأَقْحَصْتُه وقَحَصْتُه إذا أبعدتَه عن الشیء. وقال أبو سعید : فَحَصَ بِرِجْله وقَحَصَ إذا رَکَضَ بِرِجْله.

حقص

قال ابن الفرج : سَمِعْتُ مُدْرِکاً الجعفری یقول : سبقنی فلانٌ قَبْصاً وحَقْصاً وشَدّاً بمعنی واحد.

ح ق س
اشاره

المستعمل من وجوهه : قسح ، سحق.

قسح

قال اللیث : القَسْحُ : بقاء الإنعاظ.

یقال : إنه لقُساحٌ مَقْسُوحٌ. وقَاسَحَه : یابَسَه ، والقُسُوحُ : الیُبْسُ. وإِنَّهُ لقَاسِحٌ : یابسٌ.

سحق

اللیث : السَّحْقُ : دونَ الدَّقِّ. وقال غیره : سَحَقَتِ الرِّیحُ الأرضَ وسَهَکَتْهُ إذا قَشَرَت وَجْهَ الأرضِ بشدَّهِ هُبُوبها.

ومُسَاحَقَهُ النِّسَاءِ لفظ مُوَلَّدٌ.

وقال اللیث : السَّحْقُ فی العَدْو : دون الحُضْر وفوْق السَّحْج. وقال رُؤبهُ :

فَهِیَ تَعَاطَی شَدَّهَ المُکایَلا

سَحْقاً من الْجِدِّ وسَحْجاً باطِلا

وقال آخر :

کانت لنَا جَارَهٌ فَأَزْعَجَها

فَاذُورَه تَسْحَق النَّوَی قُدُمَا

قال : والسَّحْقُ : الثَّوْبُ البَالی ، والفِعْلُ الانسحاقُ وقد سَحَقَهُ البِلَی ودَعْکُ اللُّبْسِ ، وقال أبو زید : ثَوْبٌ سَحْقٌ وهو الْخَلَقُ.

وقال غیره : هو الذی قد انْسَحَق ولان ، وفی حدیث عمر أنه قال : مَنْ زَافَتْ علیهِ دراهمُهُ فلْیأتِ بها السُّوقَ ولیَشْترِ بها ثَوْبَ سَحَقٍ ولا یُخَالِفُ النَّاسَ أَنَّها جِیادٌ.

وقال اللیث : السّحْقُ کالبُعْد. تقول : سُحْقاً لهُ : بُعْداً ، ولغهُ أهل الحجاز : بُعْدٌ لهُ وسُحْقٌ ، یجعلونه اسماً ، والنَّصْبُ عَلَی الدُّعَاء علیه ، یریدون به : أبعده الله وَأَسْحَقهُ سُحْقاً وبُعْداً ، وإِنَّهُ لبَعیدٌ سحیقٌ.

وقال الفراء فی قوله : (فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِیرِ) [الملک : 11] اجتمعوا علی التخفیف ، ولو قُرئت فسُحْقاً کانت لغهً حسنه.

وقال الزجاج : فسُحْقاً منصوبٌ علی المصدر. أسْحَقَهم الله سُحْقاً أی باعدهم من رَحمتِه مُباعدهً.

وقال غیره : سَحَقه الله وأسْحَقه أی أبعده ، ومنه قولُه :

* تَسْحَق النوی قُدماً*

أبو عُبید وغیره : السَّحوق مِن النخل : الطویلهُ ، وأتانٌ سَحوقٌ ، وحمارٌ سحوق والجمیع السُّحُقُ وهی الطِّوال المَسانّ ، وأنشد أبو عُبید فی صفه النخل :

سُحُقٌ یمتِّعها الصَّفا وسَرِیُّه

عُمٌّ نَواعِمُ بینهن کُرومُ

أبو عُبید عن الأصمعی : إذا طالت النخله مع انْجِرادٍ فهی سَحوقٌ.

وقال شَمِر : هی الجرداء الطویلهُ التی لا کربَ فیها وأنشد :

وسالفهٌ کسَحوق اللِّیانِ

أَضْرَم فیها الغَوِیُّ السُّعُرْ

شبَّه عُنُق الفرس بالنخله الجرداء.

وقال اللیث : العیْنُ تسحق الدمعَ سَحْقاً.

ص: 17

ودُموعٌ مساحیقُ ، وأنشد :

* طَلَی طرفَ عینیه مساحیقُ ذُرَّفُ*

کما تقول : منکسِرٌ ، ومکاسر.

قلت : جعل المساحِیقَ جمعَ المُنْسَحِق وهو المُنْدَفق.

قال زُهَیْرٌ :

«قِتْبٌ وغَرْبٌ إذا ما أُفرغ انسحقا»

وقال اللیث : الإسحاق : ارتفاع الضرع ولُزُوقُه بالبطن.

وقال لبید :

حتی إذا یَبِسَت وأسحق حالِقٌ

لم یُبْلِه إرضاعُها وفِطامُها

وقال شمر : أسحقَ الضَّرْع : ذهبَ ما فیه ، وانسحقت الدَّلْوُ : ذهب ما فیها ، وأسحقت ضَرَّتُها : ضَمَرَت وذهب لبنها.

وقال الأصمعیُّ : أسحَقَ : یَبِسَ.

وقال أبو عُبید : أسحَقَ الضّرْع : ذهب لبنُه وبَلِی.

قال : والسَّوحَقُ : الطویلُ من الرجال.

وقال الأصمعیُّ : من الأمطار السَّحَائقُ الواحدهُ سحیقَهٌ وهو المطر العظیم القطر ، الشدید الوَقْع ، القلیل العَرِمُ.

قال : ومنها السَّحیفهُ بالفاء وهی المطره التی تجْرُف ما مرت به.

وساحُوق : بَلد ، وقال :

* وهُنَ بساحُوقٍ تدارکنَ ذالِقا*

ح ق ز
اشاره

حزق ، قحز ، قزح : مستعمله.

حزق

قال اللیث : الحَزْق : شدهُ جذب الرِّباطِ والوَتر ، والرجل المُتَحَزِّقُ :

المتشدِّد علی ما فی یده ضَنّاً به وکذلک الحُزُقُ والحُزُقّه والحَزِق مثله وأنشد :

* فهْی تَفَادی من حَزارٍ ذی حَزِق *

وروی ابنُ الأعرابیِّ عن الشَّعبی بإسناد له أنَّ علیّاً خطب أصحابه فی أمر المارقین ، وحضَّهم عَلَی قتالهم ، فلما قتلوهم جاءوا فقالوا : أبشرْ یا أمیر المؤمنین ، فقد استأصلناهم. فقال علیُّ رضی الله عنه : «حَزْقُ عَیْر حَزْقُ عَیُرٍ قد بقیت منهم بقیَّهٌ».

قال ابن الأعرابیّ : سمعتُ المُفَضَّل یقول فی قوله : حَزْقُ عَیْر : هذا مَثَلٌ تقوله العرب للرجلِ المُخْبِرِ بِخَبر غَیْر تامّ ولا مُحَصَّلٍ : حَزْقُ عَیْر حَزْقُ عَیْر أی حُصَاصُ حِمار أی لیس الأمرُ کما زعمتم. وقال أبو العَبَّاس : وفیه قَوْل آخر : أراد علیٌّ أَنَّ أمرَهُم مُحْکَم بعد کحَزْقِ حِمْلِ الحمارِ : وذلک أَنَّ الحمار یَضْطَرب بِحِمله ، فَرُبما أَلْقاه فیُحْزَقُ حَزْقاً شدیداً ، یقول علیّ : فأَمْرُهُم بَعْدُ مُحْکَم.

أبو عُبید عَنِ الفراء : رجلٌ حُزُقّهٌ وهو الذی یُقارِبُ مِشْیَتَه. قال : ویقال : حَزُقّهُ.

وقال شمر : الحُزُقَّهُ : الضیِّقُ القُدْرَه والرَّأْیِ ، الشَّحیحُ. قال : فإِنْ کان قصیراً دمیماً فهو حُزُقَّهٌ أیضاً. ابن السِّکِّیت عَنِ الأصمعیّ : رَجُلٌ حُزُقّهً وهو الضَّیِّقُ الرَّأْیِ من الرجال والنِّسَاءِ ، وأنشد :

وأعْجَبْنِی مَشْیُ الحُزُقَّه خالدٍ

کمشی الأتانِ حُلِّئَتْ بالمناهِلِ

أبو عُبیدٍ عَنِ الأصمعی : الحَزِیقُ : الجماعهُ من الناس وقال لَبیدٌ.

ص: 18

* کحزِیقِ الحَبَشِیِّیْنَ الزُّجَلْ*

ورُوِی : یقالُ للجماعهِ : حِزْقَهٌ وحِزَقٌ.

وجمع الحَزیق حَزَائقُ وفی الحدیث «لا رأی لحَازقٍ» وقیل : هو الذی ضاقَ علیه موضعُ قدمه مِنْ خفِّه فحزَقَها کأنه فاعلٌ بِمعنَی مَفْعُول.

ویقالُ : أحْزقتُه إحزاقاً إذا منعتُه. وقال : أبو وَجْزَهَ :

فمَا المالُ إلا سُؤْرُ حَقِّکَ کلِّه

ولکنَّه عمَّا سِوَی الحَقِ مُحْزَق

وقال أبو تُرابٍ : سمعتُ شمراً وأبَا سَعیدٍ یَقولانِ : رجلٌ حُزُقَّهٌ وحُزُمَّهٌ إذا کان قصیراً.

قحز

قال اللیث : القَحْزُ : الوَثبَان والقَلقَ.

وقال رؤبه.

* إذا تَنزَّی قاحزَاتُ القَحْز*

یعنی به شدائد الأمور. وفی حدیث أبی وائلٍ أنَّ الحجاجَ دعاه فقال له : أحْسِبُنَا قد رَوْعْنَاکَ فقال له أبو وائِلٍ : أما إنی قد بتُ أقْحَزُ البَارحه.

وقال أبو عُبید : قوله أقحز یعنی أُنزَّی : یقال : قد قحز الرجلُ یقحز إذا قلق. وهو رجلٌ قاحزٌ. وأنشد قول أبی کبیر یصف طَعنه :

مُسْتَنَّهٍ سَننَ الفُلُوِّ مُرِشَّه

تَنفی الترابَ بِقَاحزِ مُعرَورِف

یعنی خروج الدَّم باسْتنَانٍ.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابی : قحز الرجلُ فهو قاحزٌ إذا سَقطَ شبهَ المیِّت.

وقال النَّضرُ : القَاحزُ : السهم الطامح عَنْ کبد القوس ذاهباً فی السماء. یقال : لشَدّ ما قحز سهمک أیْ شَخَصَ.

قزح

فی الحدیث «أنَّ الله ضَرَبَ مَطْعَمَ ابن آدم له مثلاً وإِنْ قَزَّحه وَمَلَّحَهُ»

. أبو عُبید عن أبی زید قال : إذا جَعَلْتَ التَّوَابِلَ فی القِدْرِ قلت : فَحَّیْتُها وَتَوبَلْتُهَا وقَزَحْتُها بالتَّخفیف قال : وهی الأقزاحُ واحِدها قِزْح ، وقال ابن الأعرابی : هو القِزْحُ والقَزْحُ والفِحَا والفَحَا ، قال : والأَقْزَاحُ أیضاً : خُرْءُ الْحَیَّاتِ ، واحدِهَا قِزْح.

قال : قَزَحَ الکلبُ بِبَوْلِه قَزْحاً إذا رفع رِجْلَه وبَال.

وقال اللیث : قَزَّحْتُ القِدْرَ تَقْزِیحاً إذا بَزَرْتَها.

قال : وقَوْسُ قُزَحَ : طریقهٌ مُتَقَوِّسَهٌ فی السماء غِبَّ المطر أیام الربیع. وروی عن ابن عباس أنه قال : «لا تقولوا قَوْس قُزَح فإن قُزَحَ مِن أسماء الشیاطین ، ولکن قولوا : قَوْسُ الله». قال. وقال أبو الدُّقَیْش : القُزَحُ : الطرائق التی فیها ، والواحده قُزْحَه. عمرو عن أبیه قال : القُسْطَانُ : قَوْسُ قُزَحَ. وسُئِل أبو العباس عن صَرْفِ قُزَح فقال : مَن جعله اسم شیطان ألحقه بزُحَل ، وقال المبرِّدُ : لا ینصرف زُحل لأن فیه العِلّتین المعرِفه والعدولَ. قال أبو العبَّاس ثَعْلَبٌ : ویقال : إن قُزَحاً جمع قُزْحَه وهی خطوطٌ مِن صُفْرَهٍ وحُمْره وخُضْرَهٍ ، فإذا کان هکذا أَلْحَقتَه بِزید ، قال : ویقال : قُزَحُ : اسم ملک مُوکَّل به ، قال : فإذا کان هکذا أَلْحَقتَه بِعُمر. قلت : وعمر لا ینصرف فی

ص: 19

المعرفه وینصرف فی النکِره.

وَقَوازحُ الماء : نُفَّاخاته التی تنتفخ فتذهب. قال أبو وجْزَهَ :

لهم حاضر لا یُجْهَلُونَ وَصَارخٌ

کسَیْلِ الغَوَادِی تَرْتَمِی بِالْقَوَازِحِ

وقال أبو زید : قَزَحَتِ القِدْرُ تَقْزَحُ قَزَحاً وقَزَحَاناً إذا أقطَرَتْ مَا خَرَجَ منها.

اللیث : التَّقْزِیحُ فی رأسِ شجرهٍ أو نَبْتٍ إذا شَعَّب شُعَباً مثل بُرْثُنِ الکلب. وفی الحدیث النَّهیُ عن الصلاه خلف الشجره المُقَزَّحه.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی : ومِنْ غرِیب شجر الْبَرِّ : المُقَزَّحُ : وهو شجر علی صوره التِّین له غِصْنَهٌ قِصَارٌ فی رُؤوسِها مثل بُرْثُن الکلب ، ومنه خبرُ الشَّعْبِیِّ عن ابن عباس أنه کَرِهَ أن یُصَلِّی الرجل إلی الشجره المُقَزَّحَهِ.

وقال اللیث فی قول الأعشی :

* فی مُحِیلِ القِدِّ مِن صَحْبِ قُزَحْ *

أراد بِقُزَحَ هاهنا لقباً له ولیس باسم

ح ق ط
اشاره

أُهمِلَت وجوهها إلَّا : قحط.

قحط

الْحَرّانِی عن ابن السکیت : قُحِطَ الناس ، وقد قَحَطَ الْمَطَرُ ، وقال اللیث : القَحْطُ : احْتِبَاسُ المَطَر. یقال : قُحِطَ القَوْمُ وأَقحطوا ، وقُحِطت الأرضُ فهی مقحوطهٌ ، وقَحِطَ المطر أی احتبس.

ورجُلٌ قَحْطِیٌ وهو الأَکُولُ الذی لا یُبْقِی شیئاً من الطعام. وهذا من کلام الحاضره ونسبوه إلی القَحْط لکثره الأکل علی معنی أنه نجا من القحط فلذلک کثر أکله.

وقال اللیث : قحطان : أبو الیمن : وهو فی قول نسَّابیهم قحْطَان بن هودٍ ، وبعضٌ یقول : قحطان بن أَرْفَخْشَذْ بن سام بن نوح.

ثعلب عن ابن الأعرابی : قُحِطَ الناس وأُقْحِطوا وقَحَطَ ، المطر. وقال شَمِرُ : قُحوط المطر : أن یَحْتَبِس وهو محتاج إلیه. ویقال : زمانٌ قاحط ، وعام قاحط ، وسنهٌ قَحِیطٌ ، وأَزْمُنٌ قَواحِطُ.

وفی الحدیث : «أَن مَنْ جامَع فأَقْحَطَ فلا غُسْلَ علیه» ومعناه أن ینتشر فَیُولج ، ثم یَفْترُ ذَکَرُه قبل أن یُنزلَ. والإقْحَاطُ مثل الإکسالِ ، وهذا مثل الحدیث الآخر : «الماءُ من الماء» وکان هذا فی أول الإسلام ثم نُسِخَ وأُمِرُوا بالاغتسال بعد الإیلاج.

وقال ابن الفرج : کان ذلک فی إقْحاط الزمان وإکْحَاط الزمان أی فی شِدَّته.

ح ق د
اشاره

حقد ، حدق ، قدح ، قحد ، دحق : مستعملات.

قحد

قال اللیث : القَحَدَهُ : ما بین المأُنَتَیْن من شَحْم السنام.

وناقَهٌ مِقْحَاد : ضخمه القَحَدَه وأنشد :

* مِن کلِّ کَوْمَاءَ شَطُوطٍ مِقْحَادْ*

أبو عُبَید عن الأصمعیِّ : المِقْحَاد : النَّاقهُ العظیمه السَّنام : ویقال للسَّنام : القَحَدَه ، قال : والشَّطُوطُ : العظیمه جَنْبَتَی السَّنَام.

ثعلب عن ابن الأعرابیِّ قال : المَحْقِدُ

ص: 20

والمَحفِدُ والمحْتدُ والمَحْکِدُ کله الأصل ، قلت : ولیس فی «کتاب أبی تُرَاب» المَحْقِد مع المَحْتِد وذُکر عن ابن الأعرابی : المَحْفِدُ : أصل السَّنامِ بالفاء وعن أبی نَصْر مثله.

شمر عن ابن الأعرابی : القَحَّاد : الرجل الفَرْدُ الذی لا أخ له ولا ولد.

ویقال : واحدٌ قاحِدٌ وصَاخِدٌ وهو الصُّنْبُور. قلت : وروی أبو عمرو عن أبی العباس هذا الحرف بالفاء فقال : واحِدٌ فَاحِدٌ ، قلت : والصوابُ ما روی شمر عن ابن الأعرابی. أبو عُبید : قَحَدت النَّاقه وأقْحَدَتْ : صارت مِقْحَاداً.

حقد

شمر عن ابن الأعرابی : حَقِدَ المَعْدِنُ وأَحْقَدَ إذا لم یَخْرُجْ منه شیء وذهبت منالَتُه.

اللیث : الحِقْد : إمساکُ العداوه فی القلب والتَربُّص بِفُرْصتها ، تقولُ : حقَد یَحْقِدُ علی فلان حَقْداً فهو حاقِدٌ فالحَقْدُ الفعل ، والحِقْدُ الاسم. قلت : ویقال : رجل حَقودٌ. ومَعْدِن حاقِدٌ إذا لم یُنل شیئاً.

وجَمْع الحِقْد أحْقَادٌ.

قدح

اللیث : القَدَحُ : من الآنیه معروف.

وجمعه أَقْدَاحٌ ، ومُتَّخِذه القَدَّاح ، وصناعتُه القِداحهُ.

والقِدْحُ : قِدْح السَّهْم وجَمْعُه قِداح ، وَصانِعُه قَدَّاح أیضاً.

قال : والْقَدَّاح : أُرْآدٌ رَخْصه من الفِسْفِسَه.

الواحده قَدَّاحه.

قال والقَدَّاح : الحجر الذی یُورَی منه النار. وقال رُؤْبه :

* والْمَرْوَذَ القَدّاح مَضْبوحَ الفِلَق*

والقَدْحُ : قَدحُک بالزنْد وبالْقَدَّاحِ لِتُورِی والمِقْدَح : الحدیده التی یُقْدَح بها.

والقَدْحُ : فِعْلُ القادح ، وقد قَدَحَ یَقْدَحُ ، وقال الأصمعی : یقال للتی تُضْرب فیخرج منها النارُ قَدّاحه.

وقال اللیث : القَدْح : أُکَالٌ یقع فی الشجر والأسنان.

والقادِحه : الدُّودَه التی تأکل الشجر والسِّنَّ ، تقول : قد أسْرَعت فی أسنانه القَوادِح ، وقال الأصمعی : یقال : وقع القادحُ فی خشبه بَیتِه یعنی الآکل. ویُقال : عودٌ قد قُدح فیه إذا وَقع فیه القادحُ ، وقال جمیل :

رمی الله فی عَیْنَی بُثَیْنَهَ بالقَذَی

وفی الغُرِّ من أنیابِها بالقَوادِح

وقال اللیث : القِدْحَهُ : اسم مشتقٌ مِن اقتداح النار بالزنْد.

وفی الحدیث : «لو شاء الله لجعل للنَّاسِ قِدْحَهَ ظُلْمَه کما جعل لهم قِدحه نُور».

قال : والإنسان یَقْتَدِحُ الأمرَ إذا نظر فیه وَدَبَّرَه ، ویروی هذا البیتُ لعمرو بن العاص :

یا قاتَل الله وَرْدَاناً وقِدْحَتَه

أَبْدَی لعَمْرُکَ ما فی النفس وَرْدَانُ

وَوَرْدَان : غُلَامٌ کان لعمرو بن العاص وکان حَصِیفاً ، فاسْتشارَه عَمْرو فی أمر علیّ رضی الله عنه وأمر مُعاویه ، فأجابه وَرْدَان بما کان فی نفسه ، وقال له : الآخرهُ مع علِیّ

ص: 21

والدنیا مع معاویه ، وما أراک تختار علی الدنیا ، فقال عمرو : هذا البیت.

ومن رواه : وقَدْحَتَه أَرَاد به مَرَّه واحِدَه.

وقال اللیث : القَدِیحُ : ما یبقی من أسفل القِدْر فیُغْرَفُ بجهد.

وقال النابغهُ :

فظل الإمَاءُ یَبْتَدِرْنَ قدِیحَها

کما ابْتَدَرَتْ کَلْبٌ میاه قَراقِر

وقال الأصمعی : یقال : قَدَحَ یَقْدَحُ قَدْحاً إذا ما غَرَف.

ویقال : أعْطِنی قُدْحَهً من مَرقتک أی غُرفه.

والمِقْدحُ : ما یُغْرَفُ به ، وأنشد.

* لنَا مِقْدَحٌ منها وللجَارِ مِقْدح *

ویقال : هو یَبْذُل قَدِیح قِدْرِه یعنی ما غُرِف منها ، قال : والمِقْدحَه : المِغْرفه.

قال : ویقال : قَدَحَ فی القِدْح یَقْدَحُ وذلک إذَا خَزَقَ فی السَّهْم بِسِنْخ النّصْل.

وفی الحدیث «أَنَّ عُمَر کان یُقَوِّمُهُم فی الصفّ کما یُقوِّمُ القَدَّاح القِدْحَ».

قال : وأول ما یُقطع السهمُ ویُقْتَضَبُ یُسمی قِطْعاً ، والجمیع الْقُطُوعُ ، ثم یُبْرَی فَیسمّی بَرِیّاً ، وذلک قبل أن یُقَوَّمَ ، فإذا قُوِّم وأنَّی له أن یُرَاش ویُنْصَل فهو القِدْح ، فَإِذَا رِیشَ ورُکِّبُ نَصْلُه صار سهماً.

الأصمعی : قَدَّح فلانٌ فرسَه إذا ضَمَّره فهو مُقْدَّح. وَقَدَّحَت عَیْنُه إذا غارَتْ فهی مُقَدَّحَه.

وقال أبو عُبیده : ویقال : قَدَحَ فی سَاقه إذا ما عَمِل فی شیء یکرهه. ثعلب عن ابن الأعرابیّ : تقول : فلان یَفُتُّ فی عَضُد فلان ویَقْدَح فی ساقه.

قال : والعَضُد : أَهلُ بَیْته ، وسَاقُه : نَفسُه.

وأما قول الشاعر :

ولأنْت أَطْیَشُ حین تَغْدو سادِراً

رَعِشَ الجَنَانِ من الْقَدُوحِ الأقْدَح

فإنه أراد قول العرب : هو أَطْیَشُ من ذباب وکل ذباب أقدحُ ، ولا تراهُ إلا وکأنه یقدَحُ بیدیه ، کما قال عنتره :

هَزِجاً یَحُکُّ ذِرَاعه بذراعه

قَدْحَ المُکِبّ علی الزِّناد الأَجْذَم

ویقال فی مَثَل : «صَدَقنی وَسْمُ قِدْحه» أی قال الحقَّ.

قال أبو زید : ویقولون : أبصِرْ وَسْمَ قِدْحِک أی اعْرِف نفسک وأنشد :

ولَکن رَهْطُ أُمِّکَ من شُیَیْم

فأبْصِرْ وَسمِ قِدْحِکَ فی القِدَاح

وقال أبو زید : من أَمْثالهم «اقْدَحْ بِدِفْلَی فی مَرْخ». مثل یُضْرَب للرجل الأدیب الأریب ، قلت : وزنادُ الدِّفْلَی والْمَرخ کثیره النار لا تَصْلِد.

أبو عُبید قال : القَادِحُ الصَّدْعُ فی العود.

حدق

قال اللیث : الْحَدقُ : جماعه الحَدَقَهَ ، وهی فی الظاهر سوادُ العیْنِ ، وفی الباطن خَرَزَتُها وتُجمعُ علی الحِدَاقِ. وقال أبو ذُؤَیْب :

* فالعین بعدهم کأن حِدَاقها*

وقال غیر اللیث : السواد الأَعْظَمُ فی العین هو الحَدَقه والأصغر هو النّاظِرُ وفیه إنسان العَیْنِ ، وإنما النَّاظر کالمِرْآهِ إذا استقْبَلْتَها

ص: 22

رأیت فیها شَخْصَک.

وقال الفرَّاء فی قول الله : (وَحَدائِقَ غُلْباً) [عَبَسَ : 30] قال : کل بستان کان علیه حائِطٌ فهو حدیقه وما لم یکن علیه حائط لم یُقَلْ له حَدِیقه. وقال الزَّجّاج : الحدائقُ : البساتین والشجر المُلْتَفّ ، وقال اللیث : الحَدِیقه : أرض ذات شجر مثمر ، والحدیقه من الریاض : کل رَوْضَه قد أَحْدَقَ بها حاجز أو أرض مُرْتَفِعه. وقال عَنْتَرَهُ :

* فَتَرَکْنَ کل حَدِیقهٍ کالدرهم*

قال : وکل شیء اسْتدار بشیء فقد أَحْدَق به ، وتقول : علیه شامهٌ سَوْداءُ قد أَحْدَقَ بها بیاض. قال : والتَّحْدِیق : شده النظر.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال للباذِنْجَان الحَدَقُ وَالمَغْدُ. غیره : حَدَقَ فُلانٌ الشیء بِعَیْنِه یَحْدِقُه حَدْقاً إذا نظر إلیه ، وَحَدَقَ المیِّتُ إذا فتح عیْنه وطرِف بها ، والحُدُوق : المصدر ، ورأیت المَیِّتَ یَحْدِقُ یَمْنَهً ویَسْرَهً أی یفتح عَیْنیه ویَنْظُر.

وقال ابن شمیل : حَدِیقُ الرَّوْضِ : ما أَعْشَبَ به والتَفّ. یقال : رَوْضَه بنی فلان ما هی إلا حدیقهٌ ما یجوز فیها شیء ، وقد أَحْدَقَتِ الرَّوْضَهُ عُشْباً ، وإذا لم یکن فیها عُشْبٌ فهی رَوْضَه. والحدیقهُ : أرْض ذات شجر مُثْمِر. وکل شیء أحاط بشیء فقد أَحْدَقَ به.

دحق

العرب تسمی العَیْر الذی غلب علی عانَته دَحِیقاً.

وقال ابن المُظفَّر : الدَّحْقُ : أن تَقصُر یَدُ الرَّجُل وتناوُلُه عن الشیء ، تقول : دَحَقْتُ یَدَ فُلان عن فلان ، وقد أَدْحَقَه الله أی باعده عن کل خَیْر ، ورجل دَحِیق مُدْحَق : مُنحّی عن النَّاس والخَیْر.

قال : وَدَحَقَت الرَّحم إذا رَمَتْ بالماء فلم تقبله. وقال النَّابِغَه :

* دَحَقت علیک بِناتقٍ مِذْکارِ*

الأصمعی : الدَّحُوق من الإبل : التی یخرج رَحِمُها بعد نِتَاجِها.

وقال ابن هانیء : الدَّاحِق من النساء : المُخْرِجَهُ رَحِمَها شَحْماً ولحماً. رواه شمر.

وقال الأصمعی : تقول العربُ : قَبَّحَه الله وأمًّا رَمَعَتْ به ، ودَحَقَتْ به ، ودَمصت به ، بمعنی واحد.

عمرو عن أبیه قال : الدَّحُوقُ من النِّسَاء : ضدُّ المَقَالیت وهنَّ المُتْمِئات.

ح ق ت

مهمل الوجوه.

ح ق ظ
اشاره

مهمل الوجوه.

حذق ، قذح ، ذقح : [مستعملات].

حذق

قال اللیث : الحِذْقُ والحَذَاقَهُ : مهارَه فی کل العَمَل. تقول : حَذَق وَحَذِق فی عمله یَحْذِقُ ویَحْذَق فهو حاذِقٌ ، والغلام یَحْذِقُ القرآن حِذْقاً وحَذَاقاً ، والاسم الحَذَاقَهُ.

ص: 23

ابن السکیت عن أبی زید : حَذَقَ الغلامُ القرآن والعمل یَحْذِق حِذْقاً وحَذْقاً وحَذاقاً وحَذَاقَهً ، وقد حَذِق یَحْذَقُ لُغَه.

قال : وقد حَذَقْتُ الحَبْل أَحْذِقُهُ حَذْقاً إذا قَطَعْتَه ، بالفتح لا غَیْر.

وقد حَذَق الخَلُ یَحْذِقُ حُذُوقاً إذا کان حَامِضاً.

وقال اللیث : حَذَقْتُ الشیء وَأَنا أَحْذِقُه حَذْقاً ، وَهو مَدُّکَ الشیء تَقْطَعُه بِمِنْجَل ونَحْوِه حتی لا تُبْقِی منه شَیْئاً ، والفِعْلُ اللَّازِمُ الانْحِذاقُ وَأَنْشَد :

* یَکَادُ مِنْهُ نِیَاطُ القَلْبِ یَنْحَذِقُ *

وأنْشَد ابن السِّکّیت :

أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا یا فَرُوقُ

وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَکِثٌ حَذِیقُ

أی مَقْطُوع.

أبو عُبَیْد عن أبی زَیْد : الحُذَاقِیُ : الفَصِیحُ اللّسَان البَیِّنُ اللهْجَهِ.

وقال ابن شُمَیْل : حَذَقَ الْخَلُ یَحْذِق إذا حَمُضَ وَخَلّ باسِلٌ ، وقد بَسَلَ بَسُولاً إذا طال تَرْکُه فَأَخْلف طَعْمُه وتَغَیَّر ، وخَلّ مُبَسَّلٌ.

قذح

قال ابن الفَرَج : سَمِعْتُ خَلِیفهَ الحُصَینیّ یَقُول : المُقاذَحَه والمُقاذَعَهُ : المُشاتَمه ، وقَاذَحَنِی فُلَانٌ وقابَحَنِی : شَاتَمنِی.

ذقح

فی «نَوَادِرِ الأَعْراب» : فُلَانٌ مُتَذَقِّحٌ لِلشّرّ ، وَمُتَفَقِّح ، ومُتَنَقِّح ، ومُتَقَذِّذ ، ومُتَزَلِّم ، ومُتَشَذِّب ، ومُتَحَذِّف ، ومُتَلَقِّح بِمعْنی وَاحِد.

ح ق ث

أهملت وجوهه.

ح ق ر
اشاره

حقر ، حرق ، قرح ، قحر ، رقح ، رحق : مستعملات.

حقر

الحَقْرُ فی کل المعانی : الذِّلَّهُ. تقول : حَقَر یَحْقِر حَقْراً وحُقْرِیَّه وکذلک الاحتقار ، واسْتَحْقَرَه : رَآهُ حَقِیراً ، وتَحْقیرُ الْکَلِمَه :

تَصْغِیرُها.

والحَقِیر : ضِدُّ الخَطِیرِ.

وقال أبو عُبَیْد : یقال : حَقِیر نَقِیرٌ.

قحر

قال اللیث : القَحْرُ : المُسِنُّ وفیه بَقِیَّه وَجَلَدٌ.

أبو عُبَیْد عن أبی عَمْرو : شَیْخ قَحْر وقَهْب إِذَا أسَنَّ وکَبِرَ.

الأصمعی : إذا ارْتَفَع الجَمل عن العَوْدِ فهو قَحْر ، والأُنْثَی قَحْرَه فی أَسْنانِ الإبلِ ، وقال غَیْره : هو قُحَارِیّه.

رقح

قال اللیث : الرَّقاحِیُ : التاجر. یقال : إنه لیُرَقّحُ مَعِیشَتَه أی یُصْلِحها.

أبو عُبَیْد : التّرَقُّح : الاکتِسابُ ، والاسمُ الرَّقاحَهُ ، ومنه قَوْلُهُم فی التَّلْبِیَه : لم نَأْتِ لِلرَّقَّاحَهِ.

وقال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ دُرّه :

بِکَفَّیْ رَقَاحِیٍ یُرِیدُ نمَاءَها

لیُبْرِزَها للْبَیْع فَهْیَ فَریجُ

رحق

الرَّحِیق : من أَسْمَاء الْخَمْر معروف. وقال الزّجّاج فی قول الله جلّ وعزّ : (مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ) [المطفّفِین : 25]. قال :

ص: 24

الرّحِیقُ : الشّرَابُ الذی لا غِشَّ فیه.

وقال أبو عُبَیْد : مِنْ أَسماء الخَمْر الرّحِیقُ والرّاح.

قرح

قال اللیث : القَرْح والقُرْح لُغَتان فی عَضّ السِّلاح ونحْوِه مِمَّا یَجْرَحُ الجَسَد ، وتقول : إنه لقَرِح قَرِیح وبه قَرْحَه دامِیَه ، وقد قَرِحَ قَلْبُه من الحُزْنِ.

وقال الفَرَّاء فی قَوْل الله جلّ وعزّ : (إِنْ یَمْسَسْکُمْ قَرْحٌ) [آل عِمرَان : 140] و (قُرْحٌ) قال : وأکثر القُرّاء علی فَتْحِ القاف ، وکأَنّ القُرْحَ أَلَمُ الجِراح بأَعْیانها. قال : وهو مثل الوجْد والوُجْد. و (لا یَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ) وإلّا جَهْدَهم.

وقال الزّجَاج : القُرْح والقَرَح عند أهل اللغه بمعنی واحد ، ومعناهما الجِراح وأَلَمُها یقال : قد قَرِح الرجل یقْرَح ، قَرَحاً ، وأصابه قَرْح ، ثم حکی قولَ الفَرَّاء بعینه.

أبو عُبَیْد : القَرِیح : الجَرِیح ، وأنشد :

لا یُسْلِمون قَرِیحاً کَانَ وَسْطَهم

یوم اللِّقاء ولا یُشْوُون مَن قَرَحوا

وقال أبو الهَیْثم : القَرِیحُ : الذی به قُرُوحٌ. والقَرِیح. الخالِص.

وقال أبو ذُؤَیب :

وإنّ غُلاماً نِیلَ فی عهد کاهِل

لَطِرْفٌ کنَصْل السَّمهریِ قَرِیحُ

نِیلَ أی قُتِلَ فی عَهْد کاهل أی وله عهد ومیثاق.

اللیثُ : القَرْحُ : جَرَب شدید یأخذ الفُصْلان فلا تکاد تنجو یقال : فَصِیل مقرُوح.

وقال ابن السکیت : قَرَح فلان فلاناً بالحقِّ إذا استقبلَه ، وقَرَحه إذا جَرَحه یقْرَحَه ، وقد قَرِح یَقْرَح إذا خرجَتْ به قُرُوح.

قلت : الذی قاله اللیث مِن أن القَرْح جَرَب شدید یأخذ الفُصْلان غلط ، إنما القَرْحَه : داءٌ یأخذ البعیر فیهدَل مِشْفَرُه منه.

وقال البعیث :

ونحن منَعنا بالکُلاب نساءنا

بضرب کأفواه المُقَرِّحه الهُدْلِ

وقال ابن السِّکّیت : المقرِّحه : الإبِل التی بها قُرُوح فی أفواهها فتَهْدَل لذلک مَشافرها : قال : وإنما سَرَق البَعِیث هذا المعنی من عمرو بن شاس

وأسیافُهم آثارهُن کأنها

مشافِرُ قَرْحَی فی مَبارِکها هُدْلُ

وأخذه الکُمَیت فقال :

تُشَبِّه فی الهام آثارها

مَشافر قَرْحَی أَکلْنَ البریرا

قلت : وقَرْحَی جَمْع قَرِیح فَعِیل بمعنی مفعول : قُرِحَ البعیر فهو مقروح وقریح إذا أصابته القَرْحه وقرَّحت الإبل فهی مُقرِّحه ، والقَرْحه لیست من الجرَب فی شیء.

شمر عن ابن الأعرابی والفراء : إبِلٌ قُرْحان : وهی التی لم تجرب قطْ. قالا : والصبیُّ إذا لم یُصبه جُدَرِیٌ قُرحان أیضاً. وأنت قُرحان من هذا الأمر وقُراحِیٌ أی خارج.

وقال جریر :

ص: 25

نُدافع عنکم کلّ یوم عظیمهٍ

وأنتَ قُراحِیٌ بِسِیف الکواظِم

أی أنت خِلْوٌ منه سلیم.

وقال أبو زید : یقال للذی لم یُصبه فی الحَرْب جراحه قُرْحانٌ.

وقال شمر : قال بعضهم : القُرحانُ من الأضْداد : رجلٌ قُرْحان للذی قد مَسَّه القُرُوحُ ، ورجل قُرحان لم یَمْسَسْه قَرْحٌ ولا جُدَرِیّ ولا حَصْبه ، وکأنه الخالِص الخالی من ذلک ، ورجل قَرِیح : خالص ، وأنشد بیت أبی ذُؤَیب.

أبو عُبَیْد عن الفراء فی البعیر والصبیِ القرحان مِثل ما روی شَمِر.

قال أبو عُبَیْد : ومنه الحدیث الذی یُرْوی أن أصحاب النبی صلی الله علیه وسلم ، قَدِموا مع عُمَر الشام وبها الطاعون ، فقیل له : إنّ مَن معک مِن أصحاب النبی صلی الله علیه وسلم قُرْحانٌ فلا تُدْخلهم علی هذا الطاعون.

وقال شَمِر : قُرْحان إن شئت نَوَّنْت وإن شئت لم تُنَوَّن.

أبو العباس عن ابن الأعرابی یقال : اقترَحْتُه واجْتَبیتُه وخَوَّصتُه وخلَّمْته واختلمتُه واستخلصتُه واستمیتُه کله بمعنی اخترْتُه.

ومنه یقال : اقترح علیه صوت کذا ، وکذا أی اختاره.

اللیث : ناقَهٌ قارح ، وقد قَرَحَتْ تقْرَح قُرُوحاً إذا لم یَظُنُّوا بها حَمْلاً ، ولم تُبشِّر بذنَبِها حتی یَسْتبین الحمل فی بطنها.

أبو عُبَیْد : إذا تم حملُ الناقه ولم تُلْقِه فهی حین یَستبین الحملُ بها قارحٌ ، وقد قَرَحَتْ قُرُوحاً.

وقال اللیث : اقترحْتُ الجملَ اقتراحاً أی رَکِبتْه من قبل أن یُرْکَبَ.

قال : والاقتِراحُ : ابتِداعُ الشیْء تَبْتَدِعُه وتقترِحُه من ذات نفْسِک من غیر أن تسمَعَه. قلت : اقتِراح کل شیء : اختیاره ابتداء. یقال : قَرَحْتُه واقترحْتُه واجْتَبَیْتُه بمعنی واحد.

وقُرْحُ کلِّ شیء : أَوَّله. یقال : فلان فی قُرْحِ الأربعین أی أولها ، رواه أبو العباس عن ابن الأعرابی : وقَرِیحهُ الإنسانِ : طبیعتُه التی جُبِل علیها وجمْعُها قرائحُ لأنها أولُ خِلقتِه.

والقریحهُ : أَوّل ماء یَخرج من البئر حین تُحفَر ، رواه أبو عُبَید عن الأمویّ.

وأنشد :

فإنکَ کالقریحهِ عامَ تُمْهَی

شَرُوبُ الماء ثم تعودُ ماجَا

ثعلب عن ابن الأعرابی : قال : الاقتِراحُ :

ابتداءُ أول الشیء.

وقال أوْس :

علی حینَ أن جَدَّ الذکاءُ وأدرکَتْ

قریحهُ حِسْی من شُرَیْح مُغَمِّم

یقول : حین جَدَّ ذکائی أی کَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ وأدرک من ابنی قریحه حِسْی یعنی شِعر ابنِه شُرَیح بن أوس شَبَّهه بماء لا ینقطعُ ولا یُغَضْغَضُ. مُغَمْمِّمٌ أی مُغْرِق.

اللیث : یقال للصُّبْح أَقْرَحُ لأنه بیاضٌ فی سواد.

ص: 26

وقال ذو الرُّمه :

وَسُوجٌ إذا اللیلُ الخُدارِیُّ شَقَّه

عن الرَّکْب معروفُ السّماوَهِ أَقْرَح

یعنی الصبح.

قال : والقُرحهُ : الغُرّه فی وَسط الجَبهه.

والنعت أقرحُ وقرحاءُ.

وقال أبو عُبَیده : الغُرّه : ما فوق الدرهم والقُرْحهُ : قَدْرُ الدِّرهم فما دونه.

وقال النّضرُ : القُرْحهُ : ما بین عَیْنَی الفرس مثل الدِّرهم الصغیر. قلت : وکُلهم یقول : قَرِحَ الفرسُ یقْرَحُ فهو أَقْرحُ ، وأنشد :

تُباری قُرْحهً مثل الوتی

رهِ لم تکن مَغْدا

یصف فرساً أُنثی ، والوَتیره : الحَلْقه الصغیره یُتَعلَّم علیها الطعن والرّمْیُ.

والمَغْدُ : النّتْف أخبرَ أن قُرحتَها جِبِلَّهٌ لم تَحدث عن علاج نَتْف.

وقال اللیث : رَوْضَه قرحاءُ : فی وَسَطِها نَوْرٌ أَبْیضُ.

وقال ذو الرمه :

حَوّاءُ قَرْحاءُ أَشْرَاطِیَّهٌ وَکَفَتْ

فیها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَرَاعیم

وقال اللیث : القارح من ذِی الحافر : بمنزله البازِلِ.

یقال : قَرَحَ الفرس یَقْرَحُ قُرُوحاً فهو قارح ، وقَرَحَ نابُه. والجمع قُرَّحٌ وقُرْحٌ وقوارحُ ویقال للأنثی : قارحٌ ولا یقال قارحه.

وأنشد :

والقارِحَ العَدَّا وکلَّ طَمِرّهٍ

ما إنْ یُنَالُ یدُ الطّویلِ قَذَالَها

والقارح أیضاً : السِّنُّ التی بها صار قارحاً.

وأخبرنی المُنذِریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : إذا سَقَطَتْ رَبَاعِیَهُ الفرس ونَبَتتْ مکانَها سِنٌّ فهو رَباع ، وذلک إذا اسْتَتمَّ الرابعه ، فإذا حان قروحه سقطت السِّنّ التی تلی رَباعیَتَه ونبت مکانَها نابُه ، وهو قارحُه ولیس بعد القُروح سُقوطُ سنّ ولا نبات سنٍّ ، قال : وإذا دخل فی الخامسه فهو قارحٌ.

وقال غَیرُ ابن الأعرابی : إذا دخل الفرس فی السادسه واسْتَتمْ الخامسه فقد قَرِحَ.

وقال الأصمعیّ : إذا ألقَی الفرس آخِرَ أسنانِه قیل قد قَرَحَ. وقُروحُه : وقوعُ السنِّ التی تَلِی الرّباعِیَه. قال : ولیس قروحُه نباتَه ونحوَ ذلک قال ابن الأعرابی.

وقال اللیث : القُرْحانُ والواحده قُرْحانه : ضرْب من الکَمْأَه بِیضٌ صغار ذواتُ رؤوسٍ کرؤوس الفُطْرِ.

وقال اللیث : القَراحُ : الماءُ الذی لا یُخالطه ثُفْلٌ من سَویق ولا غیره ولا هو الماءُ الذی یُشْرَبُ علی أثر الطعام.

وقال جریر :

تُعَلِّلُ وَهْی سَاغِبَهٌ بَنِیهَا

بأنفاس من الشَّبمِ القَراح

قال : والقَراح من الأرض : کلُّ قطعه علی حِیالِها من منابتِ النَّخل وغَیر ذلک.

قلت : القراحُ من الأرض : البارزُ الظاهرُ

ص: 27

الذی لا شجرَ فیه.

وروی شَمِر عن أبی عُبید أنه قال : القَراحُ من الأرض : التی لیس فیها شجرٌ ولم یَخْتَلِط بها شیء. قال : والقِرْوَاحُ مثلُه.

وقال ابن شُمَیل : القِرْواح : جَلَدٌ من الأرضِ وقاعٌ لا یَسْتَمسک فیه الماء وفیه إشرافٌ وظَهرُه مُستوٍ لا یَستقرُّ به ماءٌ إلَّا سال عنه یمیناً وشمالاً. قال : والقِرواحُ تکونُ أرضاً عریضه نحوَ الدَّعْوه وهو لا نبت فیها ولا شجر : طینٌ وسمالقُ.

وقال شمر : قال غیره : القِرْواح : البارزُ لیس یستُرهُ من السماء شیء.

وقال ابن الأعرابیّ : القِرواحُ : الفضاءُ من الأرض المستوِی.

قال : والقَرَاحُ : الخالص من کلِّ شیء الذی لا یُخالطه شیء غیره. ومنه قیل : ماء قَراح. والقَراح من الأرض : التی لَیس بها شجر ولم یَخْتَلِطْ بها شیء.

وأنشد قول ابن أحمر :

* عَضَّت من الشَّرِّ القراحِ بِمُعْظَمِ*

عمرو عن أبیه قال : القِرْواحُ من الإبل : التی تَعافُ الشرابَ مع الکِبار فإذا جاء الدَّهداه ، وهی الصِّغارُ شَرِبَت معهن.

وقال ابن الأعرابی : قَرِیحُ السَّحابه : ماؤها.

وقال ابن مُقْبل :

* وکأنما اصْطَبَحت قرِیحَ سَحابَه*

وقال الطِّرمّاح :

ظَعائِنُ شِمْنَ قَرِیح الخریف

مَن الأنجُم الفُرْغ والذَّابحه

قال : والقَریحُ : السَّحابُ أولَ ما ینشأ.

وفلان یشوی القراح أی یُسَخّنُ الماء.

شَمِر عن أبی مَنْجوف عن أبی عُبیده :

قال : القُراحُ : سِیف القَطِیف ، وأنشد للنّابغهِ :

قُرَاحِیَّهٌ أَلْوَتْ بِلیفٍ کأنها

عِفاءُ قَلُوص طار عنها تَوَاجر

تواجر : تَنْفُقُ فی البیع لحسنها.

وقال جریر :

ظعائن لم یَدِنَّ مع النَّصَارَی

ولم یَدرین ما سَمَکُ القُراح

وقال فی قوله :

* وأنت قُرَاحِیٌ بِسِیفِ الکَواظِم*

قال أبو عمرو : قُرَاحٌ : قَریهٌ علی شاطیء البحر نسبه إلیها.

والقُراحِیُ والقُرْحانُ : الذی لم یَشهد الحرب.

أبو زید : قُرْحَهُ الرّبیع : أَوّله ، وقرحهُ الشِّتاءِ : أوله.

وأخبرنی المنذِرِیّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی : قال : لا یُقْرِّحُ البَقْلُ إلا من قدر الذراع من ماء المَطَر فما زاد.

قال : وتقریحه : نباتُ أصله ، وظهور عُودِه.

قال : ویَذُرُّ البَقْلُ من مطرٍ ضعیف قَدْر وَضَحِ الکَفِّ ولا یُقَرِّحُ إلا مِن قدر الذِّراع.

وقال أبو عبیده : والقُرَیحاءُ : هَنَهٌ تکون فی بطن الفرس مثل رأس الرَّجُل. قال : وهی

ص: 28

من البعیر لَقَّاطَهُ الحَصَا.

قال : ومن أسْنان الفَرَسِ القارِحان ، وهما خلْفَ رباعِیَتَیْه العُلْیَیَیْن ، وقارحان خلف رَباعِیَتَیْه السُّفْلَیَیْنِ ، ونَابانِ خَلْف قارِحَیْه الأَعْلَیَیْنِ ، ونَابانِ خَلْفَ رَباعیتَیْه السُّفْلَیَیْنِ. وطریقٌ مَقْرُوح : قد أُثِّرَ فیه فصار مَلْحُوباً بَیِّناً مَوْطُوءاً.

حرق

قال أبو عبید : الحَرْقُ : حَرْق النَّابَیْن أَحَدِهِما بالآخر ، وأنشد :

أبَی الضَّیْمَ والنُّعمانُ یحْرق نابَه

علیه فأَفْضَی والسُّیوفُ معاقِله

قال : وحَرِیقُ النَّاب : صَرِیفُه.

وَقَالَ الله جلّ وعزّ : (لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَ) [طه : 97] وقریء : (ثم لنَحْرقَنّه).

سَلَمه عن الفراء : من قرأ (لنَحْرقَنَّه) فمعناه لَنَبْرُدَنَّه بالحدید برداً ، من حَرَقْتُه أَحْرُقُه حَرْقاً.

وأنشد المُفَضَّل :

بِذِی فِرْقَیْن یَوْمَ بَنُو حَبِیب

نُیُوبَهُم علینا یَحْرُقُونا

قال : قرأ علی رضی الله عنه (لنحرُقَنَّه).

وقال : الزَّجَّاجُ : مَنْ قرأ (لَنُحَرِّقَنَّهُ) فالمعنی لَنَحْرِّقَنَّه مره بعد مره ومَنْ قرأ (لنَحْرُقَنَّه) فتأویلُه لَنَبْرُدَنّه بالمبْرد.

ثعلب عن ابن الأعرابی : حَرَقَ علیه نَابَه یَحْرُقُه. وحَرَقَ نابُه یَحْرُق ویَحْرِقُ.

وقال اللیث : أَحْرقنا فلان أی بَرَّحَ بنا وآذانا. قال : والحَرَقُ من حَرَق النار ، وفی الحدیث : «الحَرَقُ والشَّرَقُ والْغَرَقُ شهاده».

أبو العباس عن ابن الأعرابی : حَرَقُ النَّارِ لَهبُها. قال وهو قوله : «ضالَّه المؤمن حَرَقُ النار» أی لهبُها ، قلت : المعنی أن ضَالَّه المؤمن إذا أخذها إنسان لِتَمَلُّکِها فإنها تؤدیه إلی حَرَق النار ، والضَّالَّهُ من الحیوان : الإبل والبقر وما أشبهها مما یُبْعِد ذِهَابَه فی الأرض ویمتنع من السِّباع ، لیس لأحد أن یعرض لها ، لأن النبی صلی الله علیه وسلم أَوْعد من عَرض لها لیأخذها بالنَّار.

وقال اللیث : یقال : أَحْرَقَتْه النارُ فَاحْتَرَق.

قال : والحَرَقُ : ما یصیب الثوب من حَرَق من دقِّ القَصَّار.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی قال الحَرَقُ : الثَّقْبُ فی الثوب من النار ، والحَرَقُ مُحَرک : الثَّقْب فی الثَّوْب من دَقِّ القَصَّارِ ، جعله مثل الحَرَقِ الذی هو لهب النار.

الحَرّانی عن ابن السکیت قال : الحَرْقُ : أن یُصیب الثوب من النار احْتِرَاقٌ ، والحَرْقُ : مصدر حَرَق ناب البعیر یَحْرِقُ ویَحْرُقُ حَرْقاً إذا صرف بنابه. والحَرَق فی الثَّوب من الدِّقّ.

ابن الأعرابی : ماءٌ حُراقٌ وقُعاعٌ بمعنی واحد.

اللیث : الحَرّاقاتُ : مواضع القَلَّائین والفَحَّامِین.

قال : والحَرُوق والحُرَّاقُ : الذی تُورَی به النار. وَرَوی أبو العباس عن ابن الأعرابی الحَرُوق والحرُّوق والحُرّاق : ما یُثْقَبُ به

ص: 29

النار من خِرقه أو نَبْخ قال : والنَّبْخُ : أصول البَرْدِی إذا جف.

وقال اللیث : المُحَارَقهُ : المُبَاضَعهُ علی الجنب.

أبو العباس عن ابن الأعرابی : امرأه حَارِقَه : ضیِّقه المَلاقی. قال وفی حدیث علیّ أنه سُئِل عن امرأته وقد جمعها إلیه : کیف وَجدتَها؟ فقال : «وَجدتُها حَارِقه طارقَهً فَائِقهً». قوله : طارِقَهً أی طَرَقْت بخیر ، وروی عن عَلّی رضی الله عنه أیضاً أنّه قال : «کَذَبتکم الحارِقَهُ ما قامَ لی بها إلّا أسماءُ بنت عُمَیْس» هکذا رواه شمر بإسناده ، قال والحارِقَهُ : النِّکاحُ علی الجنب.

وقال بعضهم : الحارِقَهُ : الإبْرَاکُ.

وأما قول جریر :

أَمَدَحْتَ وَیْحَک مِنْقَراً أَن ألزَقُوا

بالحَارِقَیْن فأرْسَلُوها تَظْلَع

ورَوَی ابن عُیَیْنَه عن إسماعیل عن قیس أنه قال : قال عَلِیّ رَحمه اللهُ : «علیکم من النساء بالحَارِقَه فما ثبت لی منهن إلا أَسمَاءُ» ، قلت : کأنّه قال : علیکم بهذا الضَّرْب من الجِمَاع معهن.

وقال أبو الهیثم فیما قرأتُ بخَطّه : الحارقَهُ : النِّکاحُ علی الجنّب ، قال : وأُخِذَ من حارِقَهِ الوَرِک.

وقال اللیث : الحَارِقَهُ : عصبَه مُتّصله بین وابِلَتی الفَخِذ والعَضُد التی تدور فی صَدَفَه الوَرِک والکَتِف فإذا انفصلت لم تَلْتَئِم أبداً ، یُقال عندها : حُرِق الرجلُ فهو مَحْرُوق.

وقال ابن الأعرابی : الحَارِقَه : العَصَبَهُ التی تکون فی الوَرِک فإذا انقطعت مشی صاحِبُها علی أطرافِ أصابِعِه لا یستطیع غیر ذلک ، قال : وإذا مشی علی أطراف أصابعه اختیاراً فهو مُکْتَام ، وقد اکْتَام الراعی علی أطرافِ أصابعه یرید أن ینال أطرافَ الشجَرِ بعصاه لِیَهُشّ بها علی غنمه. وأنشد

تَرَاه تَحْتَ الفَنَن الوَرِیقِ

یشُولُ بالمِحْجن کالمَحْرُوقِ

قال : والحارِقَه من النساء : التی تُکثِر سَبَّ جَارَاتِها.

قال : والحِرْقُ ، والحَروقُ ، والحُروق ، والحِراقُ والحُراقُ : الکُشّ الذی یُلْقَح به.

أبو عُبید عن أصحابه : إذا انْقَطع الشعَرُ ونَسَل : قیل : حَرِقَ یَحْرَق فهو حَرِق وأنشد :

* حَرِقَ المَفَارِقِ کالبُراء الأَعفَرِ*

الأَعفَر : الأبیض الذی تعلوه حمره.

اللیث : الحُرقه : حَیٌّ من العرب ، والحُرْقَتَان تَیْم وسعد وهما رهطُ الأعشی.

وقال ابن السِّکیت : الحُرْقَتَان هما ابنا قیس بن ثعلبه.

وقال اللیث : الحُرْقَه : ما تجِدُ فی العیْن من الرمد وفی القلب من الوجع أو فی طَعم شیء مُحْرِق والحارِقَهُ من السّبُع : اسمٌ له.

وقال ابن السکیت الحرِیقَه والنَّفِیتَهُ : أن

ص: 30

یُذَرّ الدقیق علی ماء أو لبن حلیب حتی یَنْفِتَ ویتحسّی من نَفْتِهَا وهی أغلظ من السَّخینه فیوسِّع بها صاحب العیالِ لعیاله إذا غلبه الدهر.

وقال أبو مالک : هذه نار حِرَاقٌ وحُراق : تُحْرِق کُلَّ شیء ، ورجل حُرَاقٌ وهو الذی لا یُبْقِی شیئاً إلا أفسده ، وسنَه حُراق ونَابٌ حُراق : یقطع کُلَّ شیء.

وأَلْقَی الله الکافِرَ فی حارقته أی فی نارِه.

عمرو عن أبیه قال : الْحِرْقُ والحُرَاق والحِرَاق : الکُشُّ الذی یُلَقَّح به النخله.

وقال ابن الأعرابی : الْحَرْق : الأکل المُسْتَقْصِی.

والحُرْقُ : الْغَضَابی من الناس.

وحَرِقَ الرجل إذا ساء خُلقه.

ح ق ل
اشاره

حقل ، حلق ، قلح ، قحل ، لحق ، لقح : مستعملات.

حقل

قال اللیث : الحَقْلُ : الزرع إذا تَشعَّب قبل أن یَغْلُظ سوقه. یقال : أَحقَلَت الأرضُ وأحقلَ الزرعُ.

وقال أبو عُبید : الْحَقْلُ : القَراحُ من الأرض. قال : ومَثَل لهم : «لا تُنبِت البقلهَ إلا الحَقْلهُ» قال : ومنه نَهَی النبی صلی الله علیه وسلم عن المُحَاقَله قال : وهو بَیْعُ الزرعِ فی سُنْبُله بالبُر ، مأخوذٌ من الْحقْل القَراح. وأخبرنی المَخْلدی عن المُزَنی عن الشافعی عن سفیان عن ابن جُرَیج ، قلت لعطاء : ما المُحَاقَله؟ قال : المُحاقله : بَیْعُ الزرع بالقَمْح قال : وهکذا فسّره لی جابر.

قلت : فإن کان مأخُوذاً من إحقَال الزرعِ إذا تَشَعّب کما قال اللیث فهو بیع الزرع قبل صلاحه وهو غَرَرٌ ، وإن کان مأخوذاً من الحَقْل وهو القَرَاح ، وباع زرعاً فی سُنْبُلِه نابتاً فی قَرَاح بالبُرّ فهو بَیْع بُرٍّ مَجْهُول بِبُرّ معلوم ویدخله الرِّبَا : لأنه لا یؤمَن التَّفَاضل ، ویدخله الغَرَرُ لأنه مُغَیَّب فی أَکْمامه.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : الحقل بالحقل أن یبیع زرعاً فی قَراح بزرع فی قَراح ، قلت : وهذا قریب مما فَسّره أبو عُبید.

وروی عَمْرو عن أبیه أنه قال : الحقلُ : الموضعُ الجَارِسُ وهو الموضعُ البِکْر الذی لم یُزرع فیه قط زَرْع.

وقال ابنُ الأعرابی : ومن أمثالهم : «لا تُنْبِتُ البقلهَ إلا الحَقْلَهُ» ، یضْرب مثلاً للکلمه الخَسِیسَه تخرج من الرجل الخسیس.

وقال اللیث : الحَقِیله : ماء الرُّطْب فی الأمعاء ، ورُبّما جعله الشاعر حقْلاً وأنشد :

* إذا الْغُرُوضُ اضْطَمَّت الحَقَائِلا*

قلت : أراد بالرُّطْب البقولَ الرَّطْبه من العُشْب الأخضر قبل هَیْج الأرضِ ویَجْزَأُ المالُ حینئذ بالرُّطْب عن الماء وذلک الماء الذی یَجْزَأُ به النَّعَم من البُقُول یقال له الحَقْل والحَقِیلَه ، وهذا یَدُل علی أن الحَقْل من الزرع ما کان رَطْبا غَضّاً.

وروی شمر عن ابن شُمَیل قال : المُحَاقَلَه : المُزارَعه علی الثلث والرُّبع.

ص: 31

قال : والحقلُ : الزرعُ : وقال إذا ظهر ورقُ الزَّرع واخضرّ فهو حَقْل ، وقد أَحْقَلَ الزَّرْعُ ونحو ذلک قال الشیبانی.

وقال شمر : قال خالد بن جَنْبَهَ : الحقلُ : المَرعَهُ التی یزرع فیها البُرُّ وأنشد :

لَمُنْدَاحٌ من الدَّهْنَا خَصِیبٌ

لتَنْفَاح الجنوب بهِ نَسیم

أَحَبُّ إلیّ من قَرَیات حِسْمَی

ومن حَقْلَیْن بینهما تُخُوم

وقال شمر : الْحَقْلُ : الرَّوْضَهُ ، وقالوا : مَوْضِع الزّرْع.

والحاقِلُ : الأکَّارُ.

أبو عبید عن الأصمعی : ومن أَدْوَاءِ الإبِلِ الْحَقْلَهُ. یقال حَقِلت تَحْقَل حَقْلَهً.

وقال العَجّاجُ :

* ذاکَ وتَشْفِی حَقْلَهَ الأمْرَاضِ*

وقال رؤبه :

* فی بَطْنِه أَحْقَالُه وبَشَمه*

وهو أن یَشرَب الماءَ مع التُّراب فَیَبْشَم.

وقال أبو عمرو : الحَقله : وَجَع فی البطن یقال : جمل محقُول.

قال : وهو بمنزلَه الحَقْوَه ، وهو مَغْسٌ فی البطن.

وقال اللیث : الحِقْلَهُ : حُسافه التمر وما بقی من نُفایاتِه.

قلت : لا أَعْرِف هذا الحرْف وهو مُرِیب.

قال اللیث : والحَوْقل : الشیخ إذا فَتَر عن الجماع.

وقال أبو الهیثم : الحوقل : الرجل الذی لا یَقدر علی مُجامعه النساء من الکِبر أو الضَّعف. وأنشد :

أقول قَطْباً ونِعمَّا إن سَلَق

لَحَوْقَلٍ ذِراعُه قد امّلق

وقال :

وکنت قد حَوْقلْت أو دَنَوْتُ

وبعد حِیقَال الرِّجال الموْتُ

وقال اللیث : الحَوْقَله : الغُرْمُول اللَّیِّن وهو الدَّوْقله أیضاً.

قلت : وهذا حرف غَلِط فیه اللیث فی لفظه وتفسیره ، والصواب الحوْفله _ بالفاء _ وهی الکَمَره الضخمه مأخوذه من الحفل وهو الاجتماع والامتلاء.

قال ذلک أبو عمرو وابن الأعرابی.

والحوقله بالقاف بهذا المعنی خطأ.

وقال بعضهم : المحاقله : المزارعه بالثّلُث والرُّبع وأقل من ذلک وأکثر ، وهو مِثل المخابره ، والمحاقِلُ : المَزَارعُ ، والقول فی المحاقَله ما رَویناه عن عطاء عن جابر وإلیه ذهب الشافعی وأبو عُبید.

وقال اللحیانی : حوْقلَ الرجل إذا مشی فأعْیا وضَعُف.

وقال أبو زید : رجل حَوْقل : مُعْیٍ ، وقد حوْقل إذا أعْیا ، وأنشد :

مُحَوقِلٌ وما به من بَاسِ

إلا بقایا غَیْطل النُّعاسِ

وفی «النوادر» : أحقلَ الرجلُ فی الرکوب إذا لَزِم ظَهْرَ الراحِله.

ویقال : إحقِلْ لی من الشراب وذلک من الحِقْله والْحُقله ، وهو ما دُون مِلء القَدَح.

ص: 32

وقال أبو عُبید : الحِقله : الماءُ القلیل.

وقال أبو زید : الحِقله : البقیه من اللّبنِ ولیست بالقلیله.

قحل

قال اللیث : القاحِل : الیابس من الجلود. سقاء قاحِلٌ ، وشیخٌ قاحل ، وقد قَحَلَ یقْحَل قُحُولاً.

وقال أبو عُبَیْد : قَحل الرجل وقَفَل قُحُولاً وقُفولاً إذا یَبس ، وقَبَّ قُبُوباً وقَفَّ قُفُوفاً.

وقال الراجز فی صفه الذِّئب :

صَبَّ علیها فی الظلام الغَیْطلِ

کلّ رَحِیب شِدْقُه مُسْتَقْبلِ

یَدُقّ أوساطَ العظام القُحَّلِ

لا یَذْخَرُ العَامَ لِعَامٍ مُقْبِلِ

ویقال : تَقَحَّل الشیخ تقحُّلا ، وتقهَّلَ تقَهُّلاً إذا یَبس جلدهُ علیه من البؤْس والکِبَر.

وشیخ إِنْقَحْلٌ من هذا.

شمر : قَحَلَ یَقْحَل قْحُولا ، وتقَحَّل ، وشیخ قاحِل.

وقال ابن الأعرابی : لا أقول قَحِلَ ولکن قَحَل.

قلح

قال اللیث : القَلَح : صُفره تعلو الأسنان ، والنعت قَلِح وأقْلَح ، والمرأه قَلْحَاء وقَلِحَه ، وجمعُها قُلْحٌ ، والاسمُ القَلح. والقُلَاحُ وهو اللُّطاخُ الذی یَلْزَق بالثَّغْر قال : ویسمی الْجُعَل أقْلَح.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم : أنه قال لأصحابه : «ما لی أراکم تدخلون علیّ قُلْحاً».

قال أبو عُبَیْد : القَلَح : صفره فی الأسنَان ووسَخ یرکَبُها من طول ترک السِّواک ، ومعنی الحدیث أنهم حُثُّوا علی السواک.

وقال شَمِر : الحَبْرُ : صُفره فی الأسنان فإذا کَثُرَت وغَلُظت واسودت أو اخضرت فهو القَلَح.

قال الأعشی :

* وفَشَا فیهم مع اللُّؤْم القَلَح *

وفی «النوادر» : تَقَلَّح فلانٌ البلاد تَقَلّحا وترقَّعها ، والترقُّع فی الخِصْب ، والتقَلُّح فی الجَدْب.

لقح

اللیث : اللِّقاحُ : اسمُ ماءِ الفحل ، واللقَّاح : مصدر قولک : لَقِحَت الناقهُ تَلْقَح لَقاحاً إذا حملت ، فإذا استبان حَمْلُها قیل استبان لَقاحُها فهی لاقِح.

قال : والمَلْقَح : یکون مصدراً کاللَّقاح وأنشد :

* یشهَدُ منها مَلْقَحاً ومَنْتَحا*

وقال فی قول أبی النجم :

* وقد أَجَنّتْ عَلَقا ملقوحا*

یعنی لَقِحَتْهُ من الفَحْل أی أخَذَته.

وروی عن ابن عباس أنه سُئل عن رجل له امرأتان أرضعت إحداهُما غلاماً ، وأرضَعَت الأخری جاریه : هل یتزوّج الغلام الجاریه؟ قال : لا ، اللِّقاحُ واحد.

قلت : قد قال اللیث : اللِّقاح : اسمِ لِمَاء الفحل ، فکأنّ ابن عباس أراد أن ماء الفَحْل الذی حَمَلتا منه واحد ، فاللبن الذی أرضَعَت کلُّ واحده منهما مُرْضَعَها کان أصله ماء الفحل ، فصار المُرْضعان وَلَدَین لزوجهما : لأنه کان ألقَحَهما.

قلت : ویحتمل أن یکون اللَّقاحُ فی حدیث ابن عباس معناه الإلقاح. یقال : ألقَحَ

ص: 33

الفحل الناقه إلقاحاً ولَقَاحاً فالإلقاح مصدر حقیقی ، واللَّقَاح اسم یقوم مَقام المصدر ، کقولک أعْطَی عَطاء وإعطاء وأصلح إصلاحاً وصلاحاً ، وأنبت إنباتاً ونَباتاً.

قلت : وأصلُ اللَّقاح للإبل ، ثم استُعیرَ فی النساء ، فیقال : لَقِحَت إذا حَمَلت.

قال ذلک شَمِر وغیره من أهل العربیه.

وقال اللیث : أولاد الملَاقِیح والمضَامِین نُهی عن ذلک فی المُبَایَعه ، لأنهم کانوا یَتَبَایعون أولادَ الشَّاه فی بطون الأمَّهات وأصلابِ الآباء ، قال : فالملَاقِیح فی بطون الأمَّهات ، والمضامین فی أصلاب الفحول.

وقال أبو عُبید : الملَاقِیح : ما فی البطون وهی الأَجِنَّه ، الواحده منها مَلْقُوحَه ، قال وأنشدنی الأصمعیّ :

إنَّا وجدنا طَرَدَ الهَوَامِل

خیراً من التَّأَنَانِ والمسائِل

وعِدَهِ العامِ وعامٍ قابِلِ

ملقُوحَهً فی بَطْن نابٍ حَائِلِ

یقول : هی مَلْقُوحه فیما یُظْهر لی صاحبُها ، وإنما أُمها حائِل. قال : فالملقوحُ هی الأجِنَّه التی فی بطونها ، وأما المضامین فما فی أصلاب الفُحُول. وکانوا یبیعون الجنین فی بطن الناقه ، ویبیعون ما یَضْرِب الفحلُ فی عامه أو فی أعوام.

قلت : وروی مالک عن ابن شهاب عن سعید بن المُسَیّب أنه قال : لا ربا فی الحیوان ، وإنما نُهَی من الحیوان عن ثلاث : عن المضامین والملاقِیح ، وحَبَلِ الحَبَله.

قال سعید : والملاقیحُ : ما فی ظُهُور الجمال ، والمضامینُ : ما فی بطون الإناث.

وقال المُزَنیُّ : أنا أحفظ أن الشافعیّ یقول : المضامین : ما فی ظُهُورِ الجِمال ، والملاقیحُ : ما فی بُطُون إناثِ الإبل.

قال المُزَنی : وأَعْلَمْتُ بقوله عبد الملک بن هشام فأنشدنی شاهداً له من شعر العرب :

إنَّ المَضَامِینَ التی فی الصُّلْب

ماءَ الفُحُول فی الظُّهُور الحُدْب

لَسْنَ بمُغْنٍ عنک جُهْدَ اللَّزْبِ

وأنشد فی الملاقیح :

مَنَّیْتَنی ملاقِحا فی الأبْطُن

تُنتَج ما تَلْقَح بعد أَزْمُن

قلت : وهذا هو الصُّواب.

وأخبرنی المُنذِری عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : إذا کان فی بطن الناقه حَمْل فهی ضامِن ومِضْمان وهن ضَوَامِنُ ومَضَامِینُ ، والذی فی بطنها مَلْقُوح ومَلْقُوحَه.

قلت : ومعنی المَلْقُوح المَحْمُول ، ومعنی اللَّاقح الحامِل.

وقال اللیث : أَلْقَحَ الفحلُ الناقَه.

واللِّقْحَهُ : الناقه الحَلُوب ، فإذا جعلته نعتاً قلت : نَاقهٌ لَقُوحٌ ، ولا یقال ناقه لِقْحَه ، إلا أنک تقول : هذه لِقْحَه فُلان. قال : واللِّقَاحُ جمع اللِّقْحَه ، واللُّقُح جَمْع لَقُوح.

قال : وإذا نُتِجت الإبل فَبَعْضُها قد وَضَع وبَعْضُها لم یَضَعْ فهی عِشار ، فإذا وضعت

ص: 34

کلها فهی لِقَاحٌ.

وأخبرنی المنذری عن أبی العباس عن ابن الأعرابی یقال : لَقِحَت الناقه تَلْقَح لَقَاحاً ولَقْحاً ، وناقه لاقِح وإبِل لواقِحُ ولُقَّح. واللَّقُوح : اللَّبُون ، وإنما تکون لَقُوحاً أوَّل نَتاجِها شَهْرین أو ثلاثه أشهر ، ثم یَقَع عنها اسم اللَّقُوح ، فیقال : لَبُون. قال : ویقال : ناقه لَقُوح ولِقْحه. وجمع لَقُوح لُقُح ولِقَاحٌ ولَقائحُ ، ومن قال لِقْحَه جمعها لِقَحاً.

قال : وحیّ لَقاح : إذا لم یُمْلَکُوا ولم یَدِینُوا للمُلُوک.

وروی عن عمر أنه أوصی عُمَّاله إذْ بعثهم فقال : وأَدِرُّوا لِقْحَه المسلمین.

قال شمر : قال بعضهم : أرادَ بلِقْحه المسلمین عطاءهم.

قلت : أراه أراد بلِقْحه المسلمین دِرَّهَ الفَیْء والخراج الذی منه عطاؤُهم وما فُرِض لهم ، وإدراره : جِبایَتُه وتَحَلُّبه وجمعُه مع العدل فی أهل الفَیْء حتی تَحْسُن حالُهم ، ولا تنقطع مادّهُ جِبایتهِم.

وقال ابن شُمَیْل : یقال : لِقْحَه ولِقَح ولَقُوح ولَقَائحُ.

واللِّقاح : ذواتُ الألْبَان من النُّوق ، واحدها لَقُوح ولِقْحه.

قال عدیّ بن زید :

من یَکُنْ ذا لِقَحٍ راخیات

فلِقاحی ما تَذُوقُ الشَّعِیرا

بل حوابٍ فی ظِلالِ فَسِیلٍ

مُلِئَتْ أَجْوافُهُن عَصِیرا

فتهادَرْن کذاک زماناً

ثم مَوَّتن فکُنَّ قُبُورا

قال شمر : وتقول العرب : إنّ لی لقْحَه تُخْبِرنی عن لِقاح النَّاس. یقول : نفسی تُخْبِرُنی فَتَصْدُقُنی عن نفوس الناس : إنْ أحْبَبْتُ لهم خَیْراً أَحَبُّوا لی خیراً. وإن أحببت لهم شراً أحبوا لی شراً.

وقال زید بن کَثْوه : المعنی : أنِّی أعرف ما یصیر إلیه لِقَاحُ الناس بما أری من لِقْحَتِی ، یقال : عند التأْکید للبَصَرِ بخاصِّ أُمُور الناس أو عَوَامّها.

وأخبرنی المُنْذِرِیّ عن أبی الهَیْثَم أنه قال : تُنْتَجُ الإبلُ فی أوَّل الرَّبیع فتکون لِقاحاً واحدتها لِقْحَه ولَقْحه ولَقُوح فجَمْع لَقُوح لقائح ولُقُح ، وجمع اللِّقْحَه لِقَاح ، فلا تزال لِقَاحا حتی یُدْبِرَ الصیفُ عنها.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : ناقه لاقِح وقارح یوم تَحْمِل ، فإذا استبان حَمْلُها فهی خَلِفَه.

قال : وقَرَحَت تَقْرَحَ قُرُوحاً ، ولَقِحَت تَلْقَح لَقَاحا ولَقْحا وهی أیام نتَاجِها عائذٌ.

اللیث : اللَّقَاح : ما یُلْقَح به النَّخْله من الفُحَّال ، تقول : أَلْقَحَ القومُ النخلَ إلْقَاحا ، ولَقَّحُوها تَلْقِیحاً ، واستَلْقَحت النَّخْله أی أَنَی لها أن تُلْقَح. قال : وأَلْقَحَت الرِّیحُ الشجره ونحو ذلک فی کل شیء یُحْمل.

قال : واللَّواقحُ من الرِّیاح : التی تَحْمل النَّدَی ثم تَمُجُّه فی السَّحاب فإذا اجْتَمَع فی السحابِ صار مطراً.

وحربٌ لاقحُ : مُشبَّهه بالأنثی الحامِل.

وقال الفرّاء : فی قول الله جلّ وعزّ :

ص: 35

(وَأَرْسَلْنَا الرِّیاحَ لَواقِحَ) [الحِجر : 22] ، قرأها حمزه (وأَرْسَلْنَا الرِّیحَ لَوَاقِحَ) لأن الریحَ فی معنی جمع ، قال : ومن قرأ (الرِّیاحَ لَواقِحَ) فهو بَیِّن ، ولکن یُقالُ : إنما الرِّیحُ مُلْقِحه تُلْقح الشجر فکیف قِیلَ لواقِح؟ ففی ذلک معنیان أحدُهما أن تجعل الریحَ هی التی تَلْقَح بمرورِها علی التُّرابِ والماءِ فیکون فیها اللِّقاحُ فیقال رِیحٌ لاقِح کما یقال : ناقه لاقِحٌ ، ویَشْهَد علی ذلک أنه وصف رِیحَ العذاب بالعقِیم (1) فجعلها عَقِیماً إذ لم تَلْقَح. قال : والوجهُ الآخر أن یکون وَصَفَها باللَّقْح وإن کانت تُلْقح کما قیل : لیل نائم والنَّوْم فیه ، وسرٌّ کاتمٌ ، وکما قیل : المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ فجعله مَبْرُوزاً ولم یقل مُبْرِزاً ، فجاز مَفْعُول لمُفْعَل ، کما جاز فاعِل لِمَفْعُول إذ لم یزدِ البِناءُ علی الفِعْل ، کما قیل ماء دافِق.

وأخبرنی المُنْذِرِیّ عن الحَرَّانِی عن ابن السِّکِّیت قال : لواقِحُ : حَوَامل ، واحدتها لاقِح. قال : وسَمِعْتُ أبا الهَیْثَم یقول : ریحٌ لاقِحٌ أی ذاتُ لِقاح کما یُقال : دِرْهَم وازِنٌ أی ذو وَزْنٍ ، ورجل رامِحٌ وسائِفٌ ونابِل ، ولا یقال : رَمَح ولا سافَ ولا نَبَل ، یُرادُ ذو رُمْح وذو سَیْفٍ وذو نَبْل.

قلت : وقیل : معنی قوله : (وَأَرْسَلْنَا الرِّیاحَ لَواقِحَ) [الحِجر : 22] أی حوامِل جعل الریح لاقحاً لأنها تحمل الماء والسحاب وتقلّبه وتصرّفه ثم تَسْتَدِرّه ، فالریاح لواقح أی حوامل علی هذا المعنی ، ومنه قولُ أبی وَجْزَه :

حتی سَلَکْنَ الشَّوَی مِنْهُنّ فی مَسَک

من نَسْلِ جَوَّابَهِ الآفاق مِهْدَاج

سلکْنَ یعنِی الأُتُن أدخلن شَواهُنَّ أی قوائمهن فی مَسَک أی فی ماء صار کالمَسَک لأیدیها ، ثم جعل ذلک الماء من نَسْلِ ریح تجوب البلاد ، فجعل الماء للریح کالولد : لأنها حملته.

ومما یحقق ذلک قولُ الله جلّ وعزّ : (یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ حَتَّی إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً) [الأعرَاف : 57] أی حَمَلت ، فهذا علی المعنی لا یحتاج إلی أن یکون لاقِحٌ بمعنی ذی لَقْح ، ولکنها حامله تحمِلُ السحاب والماء.

ویقال للرجل إذا تکلم فأشار بیدیه : تلقَّحَتْ یداه ، یُشَبَّه بالناقه إذا شالت بذنبها تُرِی أنها لاقح لئِلَّا یدنو منها الفَحْلُ فیقال تلقَّحت ، وأنشد

تَلَقَّحُ أیدِیهم کأَنّ زَبِیبَهُم

زبیبُ الفُحُول الصِّیدِ وهی تَلَمَّحُ

أی أنهم یُشیرون بأیدیهم إذا خطبوا ، والزَّبیبُ : شِبْه الزَّبَدِ یظهر فی صامِغَی الخطیب إذا زَبَّبَ شِدْقاه.

لحق

اللیث : اللّحَق : کلّ شیء لَحِق شیئاً أو أَلْحَقْتَهُ به من النبات ومن حَمْلِ النَّخْل ، وذلک أن یُرْطِبَ ویُثْمِر ، ثم یخرُج فی بعضه شیء یکون أخضر قَلَّ ما یُرْطِب حتی یُدْرِکه الشِّتَاء ویکون نحو ذلک فی

ص: 36


1- یعنی قوله تعالی : (وَفِی عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَیْهِمُ الرِّیحَ الْعَقِیمَ) [الذاریات : 41].

الکَرْم یُسَمَّی لَحَقا ، قلت : وقد قال الطِّرِمَّاح فی مثل ذلک یصف نَخْلَه أَطْلَعَت بعد یَنْع ما کان خرج منها فی وقته فقال :

أَلْحَقتْ مَا اسْتَلْعَبَت بالذی

قد أَنَی إذْ حَانَ حِینُ الصِّرامْ

أی ألحقَت طَلْعا غَرِیضاً کأنها لعِبَت به إذ أَطْلَعَته فی غیر حِینه : وذلک أن النَّخله إنما تُطلِعُ فی الرّبیع ، فإذا أخْرَجت فی آخِرِ الصیف ما لا یکون له یَنْع فکأنها غیر جَادّه فیما أَطْلَعَت.

وقال اللیث : اللَّحَقُ من الناس : قومٌ یَلْحَقُون بقوم بعد مُضِیِّهم ، وأنشد :

یُغنیک عن بُصْرَی وعن أبوابِها

وعن حِصارِ الرُّومِ واغتِرَابها

ولَحَقٍ یَلْحَقُ من أعرابها

تحت لواءِ المَوْتِ أو عُقَابها

قلت : یجوز أن یکون اللَّحَقُ مصدراً للَحِقَ ، ویجوز أن یکون جمعاً للاحِق کما یقال : خادِم وخَدَم وعَاسّ وعَسَس.

وقال اللیث : اللَّحَق : الدّعِیُّ المُوَصَّل بغیر أبیه ، قلت : وسَمِعْتُ بعضَهُمْ یقولُ له : المُلْحَق.

وأخبرَنی المُنْذِرِی عن ثَعلب عن سَلَمه عن الفرّاء قال الکِسائِیّ : یقال : زرعُوا الألحاقَ والواحد لَحَق وذلک أَنّ الوادِی یَنْضُب فیُلْقَی البَذْرُ فی کل مَوضِعٍ نَضَب عنه الماءُ فیقال : اسْتَلْحَقُوا إذا زَرَعُوا.

وقال أَبو العبّاس : قال ابنُ الأعرابیّ : اللَّحَقُ أن یَزْرَعَ القومُ فی جوانِبِ الوادِی.

یقال : قد زَرَعُوا الألْحَاقَ.

وقال اللیث : اللَّحَاق : مصدر لَحِق یلحَقُ لَحَاقا.

قال : والمِلْحاقُ : الناقَهُ التی لا تکادُ الإبِل تَفُوقُها فی السیْر. قال : رُؤْبَه :

* فهی ضَرُوحُ الرّکْضِ مِلْحاقُ اللَّحَق *

وتلَاحَقَتِ الرِّکاب وأنشد :

أَقُولُ وقد تَلاحَقَتِ المَطَایا

کفَاکَ القَوْل إنّ عَلَیْک عینا

کفاک القول : أی ارفُق وَأَمْسِک عن القَوْل.

لاحِقٌ : اسم فرس مَعْرُوف من خَیْل العَرَب.

أبو عُبَیْد عن الکسائِیّ : لَحِقْتُه وأَلْحَقْتُه بمعنی واحد ، قال : ومنه ما جاء فی دُعاء الوِتْرِ : «إن عذابک بالکفار ملحق» بمعنی لاحق ومنهم من یقول : إنَّ عَذابک بالکُفَّارِ مُلْحَق.

قلت : واللَّحَق : ما یُلْحَق بالکتاب بعد الفَراغ منه فَتُلحِق به ما سقط عنه. ویُجْمَع أَلْحاقاً وإن خُفِّف فَقِیل لَحْق کان جائِزاً.

ویقال : فرَسٌ لاحِق الأیْطَل وخیل لُحْق الأیاطِل إذا ضُمِّرَتْ.

ابن شُمَیل عن الجَعْدی : اللَّحَقُ : ما زُرع بماء السماء وجَمْعُه الألحاقُ : وقال یَعْقُوب : اللَّحَق : الزَّرْعُ العِذْیُ. وقال : لَحَقُ الغَنَمِ : أَولادها.

حلق

قال اللیث : الْحَلْق : مَساغُ الطَّعامِ والشَّرَاب فی المَرِیءِ. قال : ومَخْرَجُ النَّفَسِ من الحُلْقُوم ، ومَوْضِعُ الذَّبْح هو أَیْضاً من الْحَلْق وجَمْعُه حُلُوق ، وقال أبو

ص: 37

زَیْد : الْحَلْقُ : موضع الغَلْصَمَه والمَذْبَح.

ثعلب عن ابْنِ الأعرابی قال : الْحَلق : الشُّؤْمُ. ویقال : حَلَقَ فلان فُلَاناً إذا ضَرَبَه فأَصاب حَلْقَه ، وجاء فی الحدِیث عن النبی صلی الله علیه وسلم أنَّه قال لِصَفِیّهَ بنتِ حُیَیّ حین قِیلَ له یَوْمَ النَّفْر : إنّها نَفِست فقال : «عقری حلقی ما أراها إلا حابستنا».

قال أبو عُبید : مَعْنَاه عَقَرَها الله وحَلَقَها أی أَصَابها الله بِوَجَع فی حَلْقِها کما یقال : رأَسَه إذَا أصَابَ رَأْسَه. قال : وأَصْلُه عَقْراً حَلْقاً وأَصْحابُ الحَدِیثِ یقولون : عَقْرَی حَلْقَی. وقال الأصمعی : یقال عند الأمْر یُعْجَبُ منه خَمْشَی وعَقْرَی وحَلْقَی کأَنه من العَقْرِ والحَلْق والخَمْش ، وأنشد :

أَلَا قَوْمِی أُولُو عَقْرَی وحَلُقَی

لِمَا لاقَتْ سَلامانُ بن غَنْمِ

ومعناه قَوْمی أولُوا نِسَاء قد عَقَرْنَ وُجُوههن فَخَدَشْنَها وَحَلَقْن شُعُورَهن مُتَسَلِّبَاتٍ علی مَنْ قُتِلَ من رِجالها.

وقال شَمِر : روی أبو عُبَیْد : عَقْراً حَلْقاً فقلت له : لَمْ أَسْمَع هذا إلْا عَقْرَی حَلْقَی فقال : لکِنّی لم أسْمَع فَعْلَی علی الدُّعاء.

قال شمر : فقُلْت له : قال ابْنُ شُمَیْل : إن صِبْیان البَادِیَه یَلْعَبُون ویقولون : مُطَّیْری علی فُعَّیْلَی وهو أَثْقَل من حَلْقی ، قال : فَصَیَّره فی کِتابه علی وَجْهَیْن مُنَوَّناً وغیر مُنَوَّنٍ.

وفی حدیثٍ آخر «لیْسَ مِنَّا من سَلَق أو حَلَق أو خَرَق» أی لیس من سُنَّتِنَا رَفْعُ الصوت فی المَصائبِ ولا حَلْقُ الشَّعَر ولا خَرْق الثِّیاب.

وقال اللیث : الحالقُ : المَشْؤُومُ. یقول : یَحْلِقُ أهلَه ویَقْشِرُهم قال : ویقال : للمرأه : حَلْقی عَقْرَی : مَشْؤومه مؤذِیَهٌ : قلت :

والقول فی تَفْسِیرهما ما ذکرناه عن أبی عُبَید وشَمِر. ومنه قول الرَّاجِز :

یومُ أَدِیمِ بَقَّهَ الشَّرِیمِ

أَفْضَلُ من یومِ احْلِقی وقُومِی

وقال اللیث : الحَلْقُ : حَلْق الشَّعَرِ ، والمُحَلَّقُ : موضِعُ حَلْقِ الرَّأسِ بِمِنًی وأنشد :

* کَلَّا وَرَبِّ البَیْتِ والمُحَلَّقِ *

وقال الله جلّ وعزّ : (مُحَلِّقِینَ رُؤُسَکُمْ وَمُقَصِّرِینَ) [الفَتْح : 27].

وقال الأصمعی : یقال : اشتریتُ کِساءً مِحْلَقاً إذا کان خَشِناً یَحْلِقُ الشَّعَر من الجَسَد. وقال الرَّاجِز یَصِف إبِلا تَرِدُ الماءَ فَتَشْرَب :

یَنْفُضْن بالمشَافِر الهَدالِقِ

نَفْضَکَ بِالْمَحاشِیء الْمَحالِقِ

قال والمحاشیء : أکْسِیَه خَشِنه تحلِق الجسد واحِدُها مَحْشأ بالهمز ، ویقال : مِحْشاه بغیر همز. ویقال : حَلَق مِعزاه إذا أخذ شعرها وجَزّ ضأنَه ، وهی مِعْزی محلوقهٌ وحَلِیق.

وقال اللیث : الحَلَقُ : نبات لورقه حُمُوضه یُخْلَط بالوسمه للخِضاب والواحده حَلَقه.

قال : والمحلَّق من الإبل : الموْسُوم بحلقه فی فَخِذِه أو فی أصل أُذُنه ویقال للإبل المُحَلَّقه حَلَق.

ص: 38

وقال جَنْدَل الطُّهَوِیّ :

قد خرّب الأنضاد تنشَادُ الحَلَقْ

من کلِّ بالٍ وجهُه بِلَی الخَلَقْ

یقول : خرّبوا أنضاد بیوتِنا من أمْتِعتنا بطلب الضَّوَالّ.

أبو عُبَید عن أبی زید : حَلِق قَضیب الحمار یحْلَق حَلَقا إذا احْمَرَّ وتقشَّر.

قال : وقال ثَوْرٌ النَّمِرِیّ : یکون ذلک من داء لیس له دواء إلا أن یُخْصَی وربما سَلِم وربما مات ، وأنشد :

خَصَیْتُک یا ابن حَمْزه بالقوافی

کما یُخْصی من الحَلَق الحمار

وقال الأصمعی : یکون ذلک من کثره السِّفادِ.

وقال شَمِر : یقال : أَتان حَلَقِیَّه إذا تداولتها الحُمُر فأصابها داءٌ فی رَحِمِها.

وقال اللیث الْحَلقه بالتخفیف : من القوم والجمیع الحَلَق ، قال ومنهم من یقول : حَلَقَه. وقال الأصمعی : حلْقه من الناس ومن حَدِید والجمیع حِلَق. مثل بَدْرَه وبِدَر وقَصْعَه وقِصَع : وقال أبو عُبید : أَختارُ فی حَلَقه الْحَدِید فتح اللام ویَجُوزُ الجزم وأختار فی حَلْقهِ القوم الجَزْم ویجوز التّثْقِیل. وأخبرنی المنذری عن أبی العباس أنه قال : أختار فی حَلْقَهِ الحدید وحلْقه الناس التخفیف ، ویجوز فیهما التّثْقِیل. والجمع عنده حَلَق.

وقال ابن السِّکیت : هی حَلْقَه الباب وحَلْقَهُ القوم ، والجمع حَلَقٌ وحِلاقٌ.

قال : وقال أبو عمرو الشیبانی : لیس فی الکلام حَلَقه إلا قولهم : حَلَقه للذین یحلقون المِعْزَی.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحَلَقَهُ : الضُّرُوعُ المُرْتَفِعه.

وقال أبو زید فیما رَوی ابن هانیء عنه : یقال : وفّیْتُ حَلْقَهَ الحوض تَوْفِیَه والإناء کذلک.

وحَلْقَهُ الإنَاءِ : ما بقی بعد أن تجعل فیه من الشَّرَاب والطعام إلی نصفه ، فما کان فوق النصف إلی أعلاه فهو الْحَلْقه وأنشد :

* قام یُوَفِّی حَلْقَهَ الْحَوْضِ فَلَجْ*

وقال أبو مالک : حَلْقَه الْحَوْضِ : امتلاؤه.

وحَلْقَتُه أیضاً : دون الامتلاء وأنشد :

* فَوَافٍ کَیْلُها ومُحَلِّقُ *

والمُحَلِّق : دون المِلْءِ.

وقال الفرزدق :

أخاف بأن أُدْعَی وحَوْضِی مُحَلِّق

إذا کان یَوْمُ الْحَتفِ یَوْمَ حِمَامِی

وقال اللیث : الْحِلق : الخاتَم من فضه بلا فصّ. أبو عُبید عن أبی زید : الْحِلقُ : المال الکثیر : یقال : جَاءَ فلان بالحِلْق.

أبو العباس عن ابن الأعرابی : أُعطِی فلانٌ الحِلْقَ أی خاتم المُلک یکون فی یده.

وأنشد :

وأُعطِی منا الْحِلقَ أبیضُ مَاجِدٌ

ردِیفُ مُلُوکٍ ما تُغِبُّ نَوَافِلُه

وقال الأصمعی وغیره : الحالقُ : الجَبَلُ المُنِیفُ المُشرِفُ.

ص: 39

أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : الحُلُقُ : الأَهْوِیهُ بین السماء والأرض ، واحِدُها حَالقٌ.

والحُلَّقُ : الضُّروع المرتفعه.

وقال اللیث : حلَق الضَّرعُ یَحْلُق حُلُوقاً فهو حالق یرید ارتفاعه إلی البطن وانضمامَه. وفی قول آخر : کثْرَه لَبَنِه.

أبو عُبید : عن الأصمعی أنه أنشده قول الحُطَیْئَه یصف الإبل :

إذا لم تکن إلَّا مَا لیسُ أَصْبَحَتْ

لها حُلَّق ضَرَّاتُها شَکِرَات

قال : حُلَّق جَمْع حالق ، وَرَواهُ غیره :

إذا لم تکن إلا الأَمَالیس رُوِّحَتْ

مُحلَّقَهً ضَرَّاتُها شَکِرات

قال : محلَّقه : حُفَّلا کثیره اللبن وکذلک حُلَّق : ممْتلئه ، وضرعٌ حالق : ممتلیء.

وقال النَّضر : الحالق من الإبل : الشدیده الحَفْل العظیمه الضَّرّهُ وقد حَلَقت تَحْلِق حَلْقاً. قلت. الحالق من نَعْت الضُّرُوع جاء بمَعْنَیْین مُتَضادّین : فالحالق المُرْتفع المُنْضَمّ إلی البطن لقِلَّه لَبنِه ، ومنه قَوْلُ لبید :

حتی إذا یَئِسَت وأَسْحَق حالق

لم یُبْلِه إرْضَاعُها وفِطَامُها

فالحالق فی بیت لبید الضّرْعُ المُرتفع الذی قَلَّ لَبَنُه ، وإسْحَاقُه دَلیلٌ علی هذا المعنی. والحَالق : الضَّرْعُ الممتلیء. وشاهدهُ قول الحُطَیْئَه.

وقوله : شَکِرات ، یَدُل علی کثره اللبن.

شَمِر عن ابن الأعرابی : «هم کالحلقه المُفْرَغَه لا یُدْرَی أیها طرفها». یضرب مثلاً للقوم إذا کانوا مُجْتَمعین مُؤتلفین ، کلمتهم وأَیدیهم واحِدَه ، لا یطمع عَدُوُّهم فیهم ولا ینال منهم.

وقال اللیث : الحالِق من الکرم والشَّرْی ونحوهما : ما الْتَوی منه وتعلق بالقُضبان.

قال : والمحالق من تعریش الکَرْم.

قلت : کلُّ ذلک مَأخوذٌ من استدارته کالحلْقَهِ. وحَلَّقَت عینُ البعیر إذا غَارت. وحَلَّق الإناءُ من الشَّرَابِ إذا امتلأ إلّا قلیلا. ورُوی عن أَنس بن مالک أَنَّه قال : «کان النبی صلی الله علیه وسلم یُصَلِّی العَصْر ، والشَّمسُ بَیْضاء محلِّقه ، فأرْجع إلی أَهْلی فأقُول : صَلُّوا».

قال شمر : مُحَلِّقَه قال أَسِیدُ : تَحْلِیق الشَّمْسِ من أوّل النهارِ : ارْتفاعها من المَشْرِق ومن آخر النَّهَار : انحدارُها.

وقال شَمِر : لا أری التَّحْلِیق إلا الارتفاعَ فی الهواء.

یقال : حَلَّق النجمُ إذا ارتفع ، وحَلَّق الطائر فی کَبِد السَّماء إذا ارتفع وقال ابن الزُّبِیر الأَسَدِی فی النجم :

رُبَ مَنْهلٍ طَامٍ وردْتُ وقد خَوَی

نَجْمٌ وحَلَّق فی السَّماء نُجُوم

خَوَی : غَابَ.

وقال أبو عُبیده : حَلَّق ماءٌ لحوض إذا قَلَّ وذهَب.

وفی حَدِیث آخر : فحلَّق ببصره إلی السماء. قال شمر أی رَفَعَ البصر إلی السماء کما

ص: 40

یُحَلّق الطائِرُ إذا ارتفع فی الهواء ، ومنه : الحَالق : الجبَلُ المُشرِفُ.

قال : وحَلّق الحوضُ : ذهبَ ماؤه ، وحَلّقت عینُ البَعیرِ إذا غارَتْ.

وقال الزَّفَیانُ :

ودُونَ مَسْرَاهَا فَلَاهٌ خَیْفَق

نائی المیَاهِ ناضِبٌ مُحَلِّق

وحَلَّق الطائر إذا ارتفع فی الهواء. وقال النّابغه :

إذا مَا الْتَقَی الجَمْعان حَلَّق فَوْقهم

عَصَائِبُ طَیْرٍ تَهْتَدِی بِعصائب

وقال اللیث : تَحَلَّق القمر إذا صارَتْ حوله دارَهٌ. ومُحَلِّق : اسم رَجُل.

وقال الأصمعی : أصبحت ضَرَّه الناقهِ حالِقاً إذا قَاربت الملء ولم تفعل.

ویقال : لا تفعل ذاک أمُّک حَالِقٌ ، أی أَثْکل الله أُمّک بک حتی تَحْلق شعرها.

ویقال : لِحْیهٌ حَلِیقٌ ، ولا یقال حَلِیقَه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : حَلَّق إذا أَوجع ، وحَلِق إذا وَجِعَ.

وروی فی الحدیث «دبَّ إلیکم داءُ الأمم البغضاءُ وهی الحَالِقَهُ» ، قال شمر ، وقال خالد بن جَنْبَه : الحَالِقَهُ : قطیعهُ الرَّحِم والتَّظالم والقول السَّیء. ویقال : وقعت فیهم حالِقَه لا تدع شیئاً إلا أَهْلَکَتْهُ. قال : والحالِقَهُ : السّنهُ التی تَحْلِق کل شیء ، والقومُ یحلِقُ بعضهم بعضاً إذا قَتَلَ بعضهم بعضاً ، والمرأه إذا حَلَقت شعرها عند المُصِیبَه حالِقَهٌ وحَلْقی. ومثل للعرب : «لأُمِّک الحَلْق ولعینِک العُبْرُ».

والحالِقَهُ : المَنِیَّه ، وتسمی حَلَاقِ.

أبو عُبید : الحَلْقَه : اسمٌ یجمع السِّلاح والدُّروع وما أَشْبهها. وسِکِّین حالِقٌ وحَاذِقٌ أی حدید. وحَلَّق المکُّوک إذا بلغ ما یُجعل فیه حَلقَه ، والدُّروع تسمی حَلْقَه. وقال ابن السکیت : یقال : قد أَکْثَرَ فلان من الحَوْلَقَه إذا أَکْثر من قول : لا حَوْل ولا قُوْهَ إلا بالله.

ح ق ن
اشاره

حقن ، حنق ، قنح ، نقح : مستعمله.

حقن

قال اللیث : الحَقِینُ : لَبنٌ مَحْقونٌ فی مِحْقن. قلت : الحَقِین : اللبنُ الذی قد حُقِنَ فی السِّقَاء ، ویجوز أن یُقال للسِّقَاء نفسه مِحْقن ، کما یُقال له مِصْرَبٌ ومِجزَم. وکل ذلک محفوظ عن العرب. ومن أمثالهم : «أبی الْحَقِینُ العِذْرَه» یضرب مثلاً للرجل یَعْتَذر ولا عُذْرَ له.

وقال أبو عُبید : أَصْلُ ذلک أن رجلاً ضاف قوماً فاستسْقَاهم لَبناً وعندهم لبنٌ قد حَقَنُوه فی وَطْب فاعْتَلُّوا علیه واعتذروا فقال : أبی الحَقِین العِذْرَهَ أی هذا الحَقین یُکَذِّبُکم.

وقال المُفَضَّل : کُلّ ما ملأتَ شیئاً أو دَسَسْتَه فیه فقد حَقَنْتَه. ومنه سُمِّیت الْحُقْنَه. قال : وحَقَن الله دمه : حبسه فی جلْده وملأَه به ، وأنشد فی نعت إبل امتلأَت أَجوافُها :

جُرْداً تحقَّنَت النَّجِیلَ کأنّمَا

بجُلُودِهِنّ مَدَارِجُ الأَنْبَار

وقال اللیث : إذا اجتمع الدَّمُ فی الجوف

ص: 41

من طَعْنه جائِفَه تقول : احتَقَنَ الدَّمُ فی جوفِه. واحْتَقَنَ المریض بالحُقْنَهِ.

قال وبعیر مِحْقَان : وهو الذی یَحْقِنُ البول فإذا بَال أَکثر.

قال : والحاقِنَتان : نُقْرَتَا التَّرْقُوَتین والجمیع الحَوَاقِنُ.

وقال أبو عُبید فی قول عائشه : «تُوفِّی رسول الله صلی الله علیه وسلم بین سَحْرِی ونَحْرِی وحاقِنَتِی وذَاقِنَتی».

قال أبو عمرو : الحَاقِنَه : النُّقره التی بین التَّرقُوه وحَبْلِ العاتِق وهما الحاقِنَتَان.

وقال أبو زید : یقال فی مَثَل : «لأُلحِقَنَ حَوَاقِنَک بَذَواقِنک».

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحَاقِنَه المَعِده ، والذَّاقِنَه : الذَّقَنُ.

قال : وأحقَنَ الرجل إذا جمع أَلوان اللبَن حتی تطیب. وأَحقَن بوله إذا حبَسَه.

وقال ابن شُمَیل : المُحْتَقِنَ من الضُّرُوع : الواسعُ الفسیح وهو أَحْسَنُهَا قَدْراً کأنما هو قَلْتٌ مُجْتَمع مُتَصَعِّد حسَن ، وإنها لمُحْتَقِنَه الضَّرْع.

وقال ابن الأعرابی : الحَلْقَهُ والْحَقْنَهُ : وَجَع یکون فی البطن ، والجمیع أَحْقَالٌ وَأَحْقَانٌ ، رواه أبو تُرَاب.

وفی الحدیث : «لا رأی لِحاقِب ولا حاقِن» والحاقِنُ فی البوْلِ والحاقِبُ فی الغَائِطِ.

نقح

اللیث : النَّقْحُ : تَشْذِیبُک عن العصا أُبَنَها وکذلک فی کل شیء من أذی نحَّیْتَهُ عن شیء فقد نَقَحْتَه. قال : وَالمُنَقِّح للکلام : الذی یُنَقِّش عنه ویحسن النَّظر فیه ، وقد نَقَّحتُ الکلام.

ورُوَی عن أبی عمرو بن العلاء أَنَّه قال فی مَثَل : «استغْنَت السُّلَّاءَه عن التَّنْقِیح» ، وذلک أن العصا إِنَّما تُنَقَّح لتَمْلُسَ وتَخْلُق ، والسُّلَّاءه : شَوْکَهُ النَّخْلَه وهی فی غایه الاستواء والمَلَاسَه فإن ذهبتَ تَقْشِرُ منها قِشْرَها خَشُنَت ، یُضرب مثلاً لمن یُرید تقویم ما هو مستقیم. وقال أبو وَجْزَهَ السَّعْدِیّ :

طَوْراً وَطَوْراً یَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ

کالسَّنْدِ أَکْبَادُه هِیمٌ هراکِیلُ

والنقحُ : الخالصُ من الرَّمل ، والسّنْدُ : ثیاب بیض ، وأکبادُ الرَّملِ : أوساطه. والهَراکیلُ : الضِّخامُ من کُثْبَانِه.

أبو العبَّاس عن ابن الأعرابی : أنقَحَ الرجُلُ إذا قلعَ حِلیه سیفِهِ فی الجَدْبِ والفَقْرِ. وأَنْقَح شِعْرَه إذا نَقَّحَه وحَکَّکَه.

قنح

قال اللیث : القَنْحُ : اتِّخاذُک قُنَّاحَه تَشُدُّ بها عِضاده باب ونحوه تُسَمِّیه الفُرْسُ قَانَه. ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال لِدَرْوَنْدِ البابِ النِّجافُ والنَّجْرانُ ، ولمِتْرَسِه القُنَّاحُ ، ولِعتبتِه النَّهضهُ. وفی حدیث أُمِّ زرع : «وعنده أقولُ فلا أُقَبِّح وأشرب فأَتقنَّح» وبعضهم یرویه «فأتَقَمَّح». قال ابن جَبَله : قال شمر : سمعتُ أبا عُبید یسأَلُ أبا عبد الله الطُّوالَ النَّحْوِی عن معنی قوله فَأَتَقَنَّحَ؟ فقال أبو عبد الله : أظُنّها تُرید أشربُ قلیلاً قَلِیلاً.

قال شمر : فقلت : لیس التَّفسیرُ هکذا ، ولکن التّقَنُّح أن یشرب فوق الرِّیِّ ، وهو حَرْفٌ رُوی عن أبی زید فأعجَبَ ذلک أبا

ص: 42

عُبید ، قُلْتُ : وهو کما قال شمر ، وهو التَّقَنُّج والتَرْنُّح ، سَمِعْتُ ذلک من أعرابِ بنی أسد ، وقال أبو زید : قَنَحْتُ من الشَّرَاب أَقْنَحُ قَنْحاً إذا تکارهت علی شَرْبه بعد الرِّیِّ ، وتَقَنَّحْتُ منه تَقَنُّحاً وهو الغالبُ علی کلامهم. وقال أبو الصَّقر : قنِحْتُ أَقْنَح قَنَحاً.

وقال غیره : قَنَحْتُ الباب قَنْحاً فهو مَقْنوحٌ : وهو أن تَنْحِتَ خشبهً ثم ترفع الباب بها. تقولُ للنَّجَّارِ : اقنَحْ باب دارِنا فیصنعُ ذلک ، وتلک الخشبه هی القُنَّاحَه وکذلک کلُّ خشبه تُدْخِلُها تحت أُخْرَی لتُحَرِّکَها.

حنق

الحَنَق : شِدّه الاغتیاظ. تقول : حَنِقَ یَحْنَق حَنَقاً والنعت حَنِق.

قال : والإحْنَاقُ : لُزوقُ البطن بالصُّلْب وقال لَبِید :

* فأحنَقَ صُلبُها وَسَنَامُها*

وقال أبو عُبید : المُحْنِق : القلیل اللَّحْم ، واللَّاحِق مثلُه. وقال أبو الهَیْثَمِ : المُحْنِق :

الضّامِرُ ، وأنشد :

قد قَالَتِ الأَنْسَاعُ للبَطْنِ الْحَق

قِدْماً فَآضَتْ کالفَنِیق المُحْنِق

وقال الأصمعی فی قول ذی الرُّمَّهِ یَصِفُ الرِّکَابَ فی السَّفَر :

مَحَانِیق تُضْحی وهی عُوجٌ کَأَنَّهَا

بِجَوْزِ الفَلَا مُسْتَأُجَرَاتٌ نَوَائح

قال : المَحَانِیق : الضُّمَّر.

وروی أبو العبَّاس عن ابن الأعرابی قال : الحُنُق : السِّمانُ من الإبِلِ. قال : وأَحْنَق إذا سَمِنَ فجاء بشحم کثیر. قلتُ : وهذا من الأَضْدَادِ.

قال : وأَحْنَق الرَّجُلُ إذا حَقَدَ حِقْداً لا ینحلّ.

قال : وأَحْنَق الزّرعُ فهو مُحْنِق إذا انتشر سفا سُنْبُلِهِ بعد ما یُقَنْبعُ. ورُوی عن عمرَ أنَّه قال : لا یَصلح هذا الأمرُ إلَّا لمن لا یُحْنِق علی جِرَّته.

قال ابنُ الأعرابی : معناه لا یحقد علی رَعیَّته : فضربه مثلا ولا یقال للرّاعی جِرَّه.

ح ق ف
اشاره

حقف ، فقح ، قحف ، قفح : مستعمله.

حقف

قال اللیث : یقال : للرَّمل إذا طال واعوَجَّ : قد احقَوْقَفَ. واحْقَوقَفَ ظهرُ البعیر ، ویُجمَع الحِقْفُ أحقافاً وحُقُوفاً. وقال أبو عُبید : قال الأصمعی : الحِقْفُ : الرملُ المُعَوجُّ ، ومنه قیل لِمَا اعوجَّ : مُحْقَوْقِف. وقال الفَرَّاء فی قول الله جلّ وعزّ : (إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ) [الأحقاف : 21] واحِدُها حِقْف وهو المُسْتَطِیل المُشرف.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه مَرّ هو وأصحابه وهم مُحْرِمُون بِظَبْی حاقِفٍ فی ظل شجره.

قال أبو عُبید : یعنی الذی قد انحنی وتثنَّی فی نومه. ولهذا قیل للرمل إذا کان منحنیاً حِقْفٌ ، قال : وکانت مَنازِلُ قوم عاد بالرمال ، قال : وفی بعض التفسیر فی قوله : بِالْأَحْقافِ قال : بالأرض. والمعروف فی کلام العرب الأول وأنشد :

ص: 43

طَیَّ اللَّیَالی زُلَفاً فَزُلَفا

سمَاوَهَ الهلال حتی احْقَوْقَفا

وقال اللیث : الأحقاف فی القرآن : جبل مُحیطٌ بالدنیا مِن زَبَرْجَدَهٍ خضراء ، تلتَهِبُ یوم القیامه فَتَحْشُرُ الناس من کلِّ أُفُق ، قلت : هذا الجبلُ الذی وصفه یقال له قَافٌ ، وأما الأحقاف فهی رمال بظاهر بلاد الیمن ، کانت عادٌ تنْزِل بها.

شمر عن ابن الأعرابی : الحِقْفُ : أصلُ الرْملِ ، وأصل الجبل والحائط. قال : والظَّبْی الحَاقفُ یکون رابضاً فی حِقْفٍ من الرَّمْلِ ، ویکون مُنْطَوِیاً کالحِقْفِ.

وقال ابن شُمیْل : جَمَلٌ أَحْقَفُ : خمیصٌ.

قحف

قال اللیث : القِحْفُ : العظم الذی فوق الدِّماغِ مِن الجُمْجُمَهِ. والجمیع الأقْحافُ والقِحَفَهُ. قال : والقَحْفُ : قَطْعُ القحْف أو کَسْرُه ، ورَجُل مَقْحُوفٌ : مقطوع القِحْف ، وأنشد :

یَدعْنَ هامَ الْجُمْجُمِ المَقْحُوفِ

صُمَّ الصَّدَی کالحَنْظَل المنْقُوفِ

قال : والقَحْفُ : شِدَّهُ الشُّرْبِ.

وقال امْرُؤُ القَیْس لَمَّا نُعِی إِلَیْه أبُوه وهو یَشربُ : «الیوْمَ قِحافٌ وغَداً نِقافٌ».

وقحف الإناء : إذا شرب ما فیه.

أبو عُبَیْد عن الأصمَعِیّ منْ أمثالِهم فی رمْی الرّجُل صاحبَه بالمُعْضِلات أو بما یُسْکِتُه أَنْ یَقولُوا : «رماهُ بِأَقْحَافِ رأْسِه».

قال أبو الهیثم : القِحْفُ : العَظْمُ الذی فَوْق الدّماغ من الْجُمْجُمَه.

الحَرّانی عن ابن السِّکِّیت قال : القِحْفُ : ما ضُرِبَ من الرّأسِ فَطَاح.

وأنشد لِجَرِیرٍ :

تَهْوِی بِذِی العَقْرِ أَقْحَافاً جَماجِمُهم

کأَنَّهَا حَنْظُل الْخُطْبانِ تُنْتقَف

أبو زید عن الکِلَابِیِّین قالوا : قِحْفُ الرّأْسِ : کلّ ما انفَلَقَ من جُمْجُمَتِه فبانَ ، ولا یُدْعَی قِحْفاً حتی یَبین ، وجَمَاعَهُ القِحْفُ أَقْحَافٌ وقَحْفَهٌ وَقُحُوفٌ ، ولا یَقُولُون لجمیع الجُمْجُمَهِ قِحْفٌ إلَّا أن تَنْکَسِرَ والجُمْجُمَه : التی فیها الدِّمَاغ.

وقال غیره : ضرَبه فاقْتَحَفَ قِحْفاً من رأسِه أی أبان قطعهً من الْجُمْجُمَه ، والجُمْجُمَهُ کلُّها تُسَمَّی قِحْفاً وأقْحَافاً.

وقال أبو الهیثم : القِحافُ : شِدَّهُ المَشَارَبَه بالقِحْف ، وذلک أنَّ أحدهم إذا قَتَلَ ثأره شَرِب بِقِحْفِ رأْسِه یَتَشَفی به.

قلتُ : القِحْفُ عند العربِ : الفِلْقَهُ من فِلَقِ القصعه أو القدح إذا تَثَلَّمَتْ ، ورأیتُ أهلَ النَّعَم إذا جَربت إبِلُهم یجعلون الخَضْخَاضَ فی قِحْف ویَطْلُونَ الأجربَ بالهِناء الذی جعلوه فیه ، وأَظُنُّهم شَبَّهُوه بِقحْف الرَّأس فسَمَّوْه به.

وقال اللیث : القاحِفُ من المطر کالقاعفِ إذا جاء فُجَاءَهً فاقْتَحَفَ سیلُه کل شیء.

ومنه قیل : سیلٌ قُحَافٌ وقُعَافٌ وجُحَافٌ بمعنی واحد.

أبو زید : عَجَاجَهٌ قَحْفاءُ وهی التی تَقْحَفُ الشیء وتذهب به.

وقال ابن الأعرابی : القُحُوفُ : المَغارِفُ.

فحق

أهمله اللیث : وحکی عن الفَرَّاءِ أنه

ص: 44

قال : العرب تقول : فُلَانٌ یَتَفَیْحَقُ فی کلامِه ویَتَفَیْهَقُ إذا تَوَسَّعَ فیه.

وقال أبو عمرو : انْفَحَقَ بالکلام انْفِحَاقاً وطریق مُنْفَحِق : واسِعٌ ، وأنشد :

والعِیسُ فَوْقَ لَاحِبٍ مُعَبَّد

غُبْرِ الحَصَا مُنْفَحِقٍ عَجَرَّد

فقح

اللیث : التَّفَقُّح : التَّفَتُّحُ بالکلام قال : والجِرْوُ إذا أبصر. قیل : قد فَقَحَ یعنی فَتَح عینیه.

وفی الحدیث : «أن عُبیدَ الله بن جَحْش تَنَصَّر بعد إسلامه فقیل له فی ذلک ، فقال : إنَّا قد فَقَّحْنَا وَصَأْصَأْتُم».

قال أبو عُبید : قال أبو زید والفَرَّاء : فَقَّحَ الْجِرْوُ وجَصَّصَ إذا فَتَح عینیه ، وَصَأْصَأَ إذا لم یَفْتَحْ عینیه.

وقال اللیث : الفُقَّاح : من العِطْر ، وقد یُجعل فی الدواء. یُقال له : فُقَّاحُ الإِذْخِرِ ، الواحده فُقَّاحَه ، وهو من الحشیش. قلت : هو نَوْر الإِذْخِرِ إذا تَفَتَّحَ بُرْعومُه ، وکلُّ نَوْر تَفَتَّحَ فقد تَفَقَّح ، وکذلک الورد وما أشبهه من براعِیم النَّور.

اللیث : الفَقَحَهُ معروفه وهی الدُّبُر بجُمْعِها.

قال : والفَقْحَهُ : الراحه بلغهِ أهل الیمن وجمع الفَقْحَه فِقَاح.

قفح

أبو بکر عن شمر : قال : قَفَح فلان عن الشیء إذا امتنع عنه وقَفَحَتْ نفْسُه عن الطعام إذا ترکه وأنشد :

یَسَفُّ خُرَاطه مَکْرِ الجِنا

ب حتی ترَی نفْسَه قافِحَه

قال شمر : قَافِحَهٌ أی تارکه.

قال : والخُراطه : ما انْخَرَط عِیدانُه وَوَرَقُه. وقال ابن دُرَیْد : قَفَحْتُ الشیءَ أَقْفَحُه إذا اسْتَفَفْتَه.

ح ق ب
اشاره

حقب ، حبق ، قبح ، قحب : مستعمله.

حبق

قال اللیث : الحَبَق : دَوَاءٌ من أدویه الصیادله.

أبو عُبید عن الأصْمَعی قال : الحَبَق : الفُوذَنْجُ.

اللیث : الحَبْق : ضُرَاطُ المعِز. تقول :حَبَقَت تحبِق حَبْقاً.

وقال أبو عُبَیْد : قال الأصْمَعی : یقال : نَفَخَ بها ، وحَبَق بها ، إذا ضَرَطَ.

وعِذْقُ حُبَیْق ولون حُبَیق : ضَربٌ من التمر ردیء ، وقد نهی النبی صلی الله علیه وسلم عن دَفْعه فی الصدقه المفروضه.

أبو عُبَیْده : هو یمشی الدِّفِقَّی والحِبِقَّی.

قال : والحِبقَّی : دون الدِّفِقَّی.

حقب

اللیث : الحَقَبُ : حبل یُشَدُّ به الرَّحْل إلی بطن البعیر لئلا یَجْتَذِبَه التَّصْدیر فیُقَدِّمه ، وإذا تَعَسَّر البَوْلُ علی الجمل قیل : قد حَقِبَ البَعِیرُ حَقَباً فهو بعیر حَقِبٌ.

أبو عُبَید عن الأصْمَعی : من أدواتِ الرَّحْل الغَرْض والحَقَبُ ، فأما الغَرْض فهو حِزامُ الرّحْل وأما الحقَبُ فهو حَبْلٌ یَلی الثِّیلَ.

وقال أبو زید : أحْقَبْت البعیرَ من الْحَقَب.

وقال الأصمعیّ : یقال : أَخْلَفْتُ عن البعیر

ص: 45

وذلک إذا أصاب حَقَبُه ثِیلَه ، فیحقَبُ حَقَباً ، وهو احْتِباسُ بَوْله ، ولا یقال ذلک فی النَّاقَه لأنَّ بَوْلَ الناقه مِنْ حَیائها ، ولا یبلُغُ الحَقَبُ الحَیاء ، فالإخلافُ عنه أن یُحَوَّلَ الحَقَبُ فیُجْعَلَ مما یلی خُصْیَتِی البعیر. ویقال : شَکَلْتُ عن البعیر ، وهو أن تجعلَ بین الحَقَب والتَّصدیرَ خَیْطاً ثم تَشُدُّه لِکَیْلَا یدنو الحَقَبُ من الثِّیل ، واسم ذلک الخیْط الشّکالُ.

وجاء فی الحدیث : «لا رأی لحازِق ولا حاقب» فالحازق : الذی ضاق علیه خُفُّه فحزق قدمَه حَزْقاً ، وکأنه بمعنی لا رأی لذی حَزْق ، وأما الحاقبُ فهو الذی احْتاج إلی الخلاء فلم یَتَبَرَّز وحَصر غائِطَه ، وشُبِّه بالبعیر الحَقِب الذی دَنَا الْحَقبُ من ثَیْله فمنعه من أن یَبول.

اللیث : الأحْقَبُ : الحمار الوحشیُّ سُمِّی أحقبَ لبیاضٍ فی حَقْوَیْه ، والأنثی حَقباءُ.

وقال رؤبه :

* کأنها حَقباء بلقاءُ الزَّلَق*

والقارَهُ الحقباءُ : الدقیقه المستطیله فی السماء ، وأنشد :

تری القُنَّهَ الحقباءَ منها کأنها

کُمَیْتٌ یُبَارِی رَعْلَهَ الخیْل فارِدُ

وقال بعضهم : لا یقال لها حقباءُ حتی یلتوی السّرَابُ بِحَقْوِها.

أبو عُبَیْد عن الأصمعی : حمارٌ أحقبُ : أبیض موضِع الحقَب.

قلت : والقارهُ الحقباءُ : التی فی وسطها ترابٌ أعفرُ تراه یَبرق لبیاضه مع بُرْقهِ سائِرِه.

وقال اللیث : الحِقابُ : شیءٌ تَتَّخِذُه المرأهُ تعلِّق به معالیق الحُلیّ ، تَشُدُّه علی وسطها والجمیع الحُقُب.

قلت : الحِقَابُ هو البَرِیمُ إلا أن البریمَ یکون فیه ألوانٌ من الخیوط تَشُدُّه المرأه علی حَقْوَیْها.

وقال اللیث : الاحتقابُ : شدُّ الحقیبه من خَلْفٍ ، وکذلک ما حُمِل من شیء من خَلْف. یقال : احْتُقب واستُحْقِب.

قال النابغه :

مُسْتَحْقِبی حَلَقِ الماذِیِّ یَقْدُمُهم

شُمُّ العَرانِین ضَرّابُونَ لِلْهَام

وقال شمر : الحَقیبه کالبَرْذَعَه تتخذ لِلْحِلْس وللقَتَب ، فأما حقیبه القتَبِ فمن خَلْفٍ وأما حقیبه الحِلْس فمجوَّبهٌ عن ذِرْوَه السَّنان.

وقال ابن شمیل : الحقیبه تکون علی عجُزِ البعیر تحت حِنْوَی القتب الآخَرَین.

والحَقَب : حَبْلٌ یُشد به الحقیبه.

وقال اللیث : الحِقْبه : زمانٌ من الدهر لا وقت له ، والحُقُب : ثمانون سنه والجمیع أحقابٌ.

أبو عُبید عن الکسائی : الحُقُب السِّنون ، واحدتها حِقْبه ، والحُقُب : ثمانون سنه.

وقال الفرَّاء : الحُقُب فی لُغه قیس سنهٌ. وجاء فی التفسیر أنه ثمانون سنه ذُکر ذلک فی تفسیر قوله : (أَوْ أَمْضِیَ حُقُباً) [الکهف : 60].

وقال الزجّاج : الحُقُب : ثمانون سنه.

ص: 46

وقال الفرّاء فی قوله جلّ وعزّ : (لابِثِینَ فِیها أَحْقاباً) [النّبَأ : 23].

قال : الحُقُب : ثمانون سنهً ، السنه ثلثمائه وستون یوماً ، الیوم منها ألف سنه من عدد الدنیا.

قال : ولیس هذا مما علی غایه کما یظن بعض الناس ، وإنما یدل علی الغایه التوقیت خمسهُ أحْقابٍ أو عشره ، والمعنی أنهم یَلبثون فیها أحقاباً کلما مضی حُقُب ، تبعه حُقُب آخر.

وقال الزجّاج : المعنی أنهم یلبثون أحقاباً لا یذوقون فی الأحقاب برْداً ولا شراباً ، وهم خالدون فی النار أبداً کما قال الله جلّ وعزّ.

ویقال : حَقِبَ السماءُ حَقباً إذا لم یُمْطِر.

وحَقِب المعدن حَقَبا إذا لم یُرْکِزْ.

وحَقِب نائِلُ فلانٌ إذا قل وانقَطع. والعرب تسمِّی الثعلب مُحْقَبا لبیاض بطنِه.

وأنشد بعضُهم لأمِّ الصَّریح الکِندیَّه وکانت تحت جریر فوَقع بینها وبین أُخت جَرِیر لحاءٌ وفِخَارٌ فقالت :

أتعدِلین مُحْقَباً بأَوْسِ

والْخَطَفَی بأشْعثَ بن قیس

ما ذاک بالحزْم ولا بالکیْس

عَنَتْ أنَّ رجال قومِها عند رجالها کالثعلب عند الذئْبِ ، وأوْس هو الذئب ، ویقال له أُوَیْس.

ومن أمثالهم : «اسْتَحْقب الغَزْو أصحاب البَرَاذِین». یقال ذلک عند ضِیقِ المخارج ، ویقال فی مِثْله : «نَشِبَ الحدیدهُ والْتوَی المِسمار».

یقال ذلک عند تأکید کلِّ أمر لیس منه مَخْرج.

قحب

اللّیث : قَحَب یَقْحُبُ قُحاباً وقَحْباً إذا سعل. ویُقال أخذه سُعالٌ قاحبٌ.

وأهل الیمن یُسمُّون المرأه المُسِنَّه قَحْبه.

قال : والقَحْبُ : سُعالُ الشّیخ ، وسُعالُ الکلب.

أبو عُبید عن أبی زید : من أمراض الإبل القُحابُ وهو السُّعال ، وقد قَحَبَ یقْحُبُ قَحْباً وقُحَاباً وکذلک نَحَبَ یَنْحِبُ وهو النُّحاب والنُّحازُ مثله.

وقال اللّحیانیُّ : العرب تقول للبغیض إذا سَعَل : وَرْیاً وقُحاباً ، وللحبیب إذا سعل : عُمْراً وشباباً. قال : والقُحاب : السُّعال.

قال : ویقال للعجوز : القحْبَهُ والقحْمَهُ ، وکذلک یقال لکل کبیره من الغنم مُسِنَّهٍ. وقال غیره : قیل للبغِیّ قحْبَهٌ لأنها کانت فی الجاهلیه تُؤْذِنُ طُلَّابها بقُحابها ، وهو سُعالُها.

وقال أبو زید : عجوز قَحْبَه وشیخ قَحْب : وهو الذی یأخذه السُّعال. وأنشد غیره :

شَیَّبَنِی قَبْل إِنَی وقْتِ الهَرَم

کلُّ عجوزٍ قَحْبَه فیها صَمَمْ

ویقال : بِتْنَ نساء یُقَحَّبْنَ أی یَسْعُلْن

قبح

أبو عُبید عن أبی عمرو : قبحْتُ له وجهَه مخفَّفَه وأقبَحْتَ یا هذا : أتیت بقَبیح. قلت : معنی قبحْتُ له وجهه أی قلت له : قبَحهُ الله ، وهو من قول الله

ص: 47

جلّ وعزّ : (وَیَوْمَ الْقِیامَهِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِینَ) [القَصَص : 42] أی من المُبعَدین المَلْعونین ، وهو من القبْح وهو الإبعاد.

والعرب تقول : قبَحه الله وأُمًّا رَمعت به أی أبعده الله وأبعد والدته.

وقال شمر : قال أبو زید : قبَح الله فُلاناً قبْحاً وقُبُوحاً أی أقصاه وباعده من کلِّ خیْر کقُبوح الکلْب والْخِنْزِیر.

وقال الجَعْدِیُّ :

ولیست بَشْوَهَاءَ مَقْبُوحَهٍ

تُوافی الدِّیارَ بوَجْهٍ غَبِرْ

وقال أُسَیْدٌ : المَقبُوحُ : الذی یُرَدُّ ویُخْسَأُ ، والمَنْبُوحُ : الذی یُضْرَبُ له مَثَلُ الکلْب.

ورُوِی عن عمَّار أنه قالَ لرَجُلٍ نالَ بِحَضرَتِه من عائشَه : «اسْکتْ مَقْبُوحاً مَنْبُوحاً». أراد هذا المعْنی.

ویقال : قبُح فُلانٌ یَقْبُح قَبَاحَهً وَقُبْحاً ، فهو قبیح وهو نَقِیض الحُسْن عامٌّ فی کلِّ شَیْء ، وفی الحدیث : «لا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ» معناه : لا تقُولوا ، إنَّه قَبِیح فإن الله صَوَّره ، وقد (أَحْسَنَ کُلَّ شَیْءٍ خَلَقَهُ).

ویقال : قَبَحَ فُلان بَثْرَهً خَرَجَت بوجْههِ : وذلک إذا فَضَخَها حتی یَخْرجَ قَیْحُها. وکلُّ شیء کَسرْته فقد قبَحتَه.

وروی أبو العبّاس عن ابن الأعرابی أنَّه قال : یُقَالُ : وقد اسْتَمْکَتَ العُدُّ فاقْبَحْهُ ، والعُدُّ : البَثْرَهُ. واستِمْکاتُه : اقْتِرَابُه للانْفِقاء.

وقال اللیث : القَبِیحُ : طَرفُ عَظْمِ المِرْفَق.

قال : والإبْرَه : عُظَیْم آخَر رَأْسُه کَبیرٌ وَبقِیَّتُهُ دقیق مُلَزَّزٌ بالقَبیح.

وروی أبو عُبَیْد عن الأُمَوِیِّ قال : یُقال لِعَظْم الساعِدِ مِمَّا یَلِی النِّصْفَ منهُ إلی المِرْفَق کِسْرُ قَبِیحٍ ، وأنشد :

ولَوْ کُنْتَ عَیْراً کُنْت عَیْرَ مَذَلَّهٍ

وَلَوْ کُنْت کِسْراً کُنْتَ کِسْرَ قَبِیح

وأخبرنی المُنْذِریّ عن أبی الهَیْثَم أنَّه قال : القَبِیحُ : رَأْسُ العَضُد الذی یَلی المِرْفَق بَیْنَ القَبِیح وبَیْنَ إبْرَه الذِّرَاع ، من عِنْدِها یَذْرَعُ الذَّراعُ. قال : وطَرَفُ عَظْم العَضُد الَّذی یَلی المِنْکَب یُسَمَّی الحَسَنَ لِکَثْرَه لَحْمِه ، والأسْفَل : القبیحُ.

وقال شَمِر : قال الفَرّاءُ : القَبِیحُ : رَأْسُ العَضُد الذی یَلی الذِّراع وهو أقلّ العِظام مُشاشاً ومُخّاً ، ویُقال لِطَرَفِ الذِّرَاع الإبْرَهُ وأنشد :

* حَیْثُ تُلَاقی الإبْرَهُ القَبِیحا*

وقال الفرّاءُ : أَسْفَل العَضُد : القَبِیحُ وأعْلَاها الحَسَنُ.

وفی «النَّوادر» : المُقَابَحَهُ والمُکابَحهُ : المشَاتَمَهُ.

روی أبو العبَّاس عن ابن الأعرابیّ قال : القبَّاحُ : الدُّبُّ الهَرِمُ.

والمَقَابِحُ : ما یُسْتَقْبَحُ من الأخْلَاق ، والمَمَادِحُ : ما یُسْتَحْسَنُ منها.

ح ق م
اشاره

حمق ، قحم ، قمح ، محق : مستعمله.

قحم

قال اللیث : قَحَمَ الرّجلُ یَقْحَمُ قُحُوماً.

وفی الکلام العامِّ : اقْتَحَم وهو رَمْیُه بنفسه فی نَهرٍ أو وهْدَه أو فی أمر من غیر دُرْبَه.

ص: 48

وقال الله جلّ وعزّ : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَهَ) [البَلَد : 11] ثم فسر اقْتِحَامَها فقال : (فَکَّ رَقَبه أو أَطْعَمَ). وقریء : (فَکُّ رَقَبَهٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ) [البلد : 13 ، 14] ومعنی (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَهَ) أی فلا هو اقتحم العقبه ، والعرب إذا نفت بلا فعلاً کررتها کقوله : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّی) [القِیَامَه : 31] ولم یُکَرِّرْها هاهنا : لأنه أضمر لها فعلاً دل علیه سیاق الکلام کأنه قال : فلا آمَنَ ولا اقْتَحَم العَقَبَه ، والدلیل علیه قوله : (ثُمَّ کانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا) [البلد : 17].

ویقال : تَقَحَّمَتْ بفلان دابَّتُه وذلک إذا نَدَّتْ به فلم یضبط رأسها ، فربما طوَّحت به فی وهْدَه أو وَقَصَتْ به.

وقال الراجز :

أقُولُ والنَّاقهُ بی تَقَحّمُ

وأنا منها مُکْلَئِزٌّ مُعْصِم

ویحَکِ ما اسمُ أُمِّها یا عَلْکَمُ

یقال : إن الناقه إذا تَقَحَّمَتْ براکبها نادَّهً لا یضبِط رأسَها إنه إذا سَمّی أُمَّها وقَفَت وعَلْکَم اسم ناقه.

وفی حدیث علیّ رضی الله عنه أنه وکَّل عبد الله بن جعفر بالخُصُومه وقال : «إنَّ للخصومه قُحَماً».

قال اللیث : القُحَمُ : العِظامُ من الأمور التی لا یَرْکَبُها کلُّ أَحَد ، والواحده قُحْمَه.

وقال أبو عُبید : قال أبو زید الکلابیُّ : القُحَم : المهالک. قال أبو عُبید : وأصلهُ من التقحم. قال : ومنه قُحْمَهُ الأعراب ، وهو أن تُصیبَهم السَّنَهُ فتُهلکهم ، فذلک تَقَحُّمها علیهم أو تَقَحُّمُهُم بلادَ الرِّیفِ.

وقال ذو الرُّمَّه یصف الإبل وشده ما تلقی من السّیر حتی تُجْهِضَ أولادها :

یُطْرِّحْنَ بالأولاد أو یَلْتَزِمْنَها

عَلَی قُحَمٍ بین الفَلَا والمَنَاهِلِ

وقال شمر : کلُّ شاقٍّ صعب من الأمور المُعضِله والحُروب والدُّیون فهی قُحَمٌ.

وأنشد لرؤبه :

* من قُحَم الدَّین وزُهْدِ الأرفاد*

قال : قُحَمُ الدَّیْنِ : کثرته ومَشَقَّتُه.

قال ساعِدَهُ بن جُؤَیَّه :

والشیبُ داءٌ نجیسٌ لا دواء به

للمرء کان صحیحاً صائبَ القُحَم

یقول : إذا تقَحَّمَ فی أمر لم یطش ولم یخطیء ، قال : وقال ابن الأعرابی فی قوله :

* قومٌ إذا حاربوا فی حربهم قُحَمُ *

قال : إقدامٌ وجرأهٌ وتقحُّم ، وقال فی قوله : «معنْ سَرَّه أَنْ یَتَقَحَّم جراثیمَ جَهَنَّم فَلْیَقْضِ فی الحدِّ».

قال شمر : التَّقَحُّم : التقدُّم والوقُوع فی أُهْوِیَّه وشِدَّه بغیر رَوِیَّه ولا تَثَبُّت.

وقال العجَّاج :

* إذَا کَلَی واقْتُحم المَکْلِیُّ*

یقول : صُرع الذی أُصیبت کُلْیَتُه.

قال : واقْتَحَم النَّجْمُ إذا غاب وسقط.

وقال ابن أحمر :

أُراقبُ النجم کأنی مُولَع

بحیثُ یجری النجمُ حتی یَقْتَحم

ص: 49

أی یسقط.

وقال جریر فی التقدّم :

هم الحامِلُون الخیلَ حتی تَقَحَّمَتْ

قَرابیسُها وازداد موجاً لُبُودُها

وقال اللیث : المَقاحیمُ مِنَ الإبل التی تَقْتحِم فتضرب الشّوْلَ من غیر إرسال فیها ، والواحد مِقْحَامٌ.

قلت : هذا من نعت الفُحُول.

والمُقْحَمُ : البعیرُ الذی یُرّبعُ ویُثنی فی سنه واحده : فَتَقْتَحِمُ سنٌّ علی سنٍّ قبل وقتها.

یقال : أُقْحِمَ البَعِیرُ وهذا قول الأصمعی إن البعیر إذا ألقَی سِنَّیْه فی عام واحد فهو مُقْحَم ، وذلک لا یکون إلَّا لابْن الهرِمین.

وقال اللیث : بعیرٌ مُقْحَم. وهو الذی یُقْحَمُ فی المفازه من غیر مُسِیمٍ ولا سائق.

وقال ذو الرُّمَّه :

أَوْ مُقْحَمٌ أَضْعَفَ الإبْطَان حَادِجُه

بالأمْس فاسْتأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ

قال : شبَّه به جَنَاحَی الظَّلیم.

قال : وأعرابیٌ مُقْحَمٌ : نشأ فی البَدْو والفَلَواتِ لم یُزَایلها.

والتَّقْحیم : رَمْیُ الفَرَسِ فارِسَه علی وَجْهِه وأنشد :

* یُقَحِّمُ الفارِسَ لَوْ لا قَبْقَبُه*

وفی صفه رسول الله صلی الله علیه وسلم «لا تَقْتَحِمُه عَیْن من قِصَر».

قال أبو عُبید : اقْتَحَمَتْه عینی إذا احْتَقَرَتْه ، أراد الواصف أنه لا تستصغره العینُ ولا تزدریه لقصره ، وفلان مُقْحَمٌ أی ضعیف. وکُلُّ شیء نُسب إلی الضَّعْف فهو مُقْحَمٌ ، ومنه قول الجَعْدِی :

* علوْنَا وسُدْنَا سُؤْدَداً غیر مُقْحَم *

وأصل هذا کله من المُقْحَم الذی یتحول من سِنِّ إلی سِنٍّ فی سنه واحده.

وقال ابن الأعرابی : شیخ قَحْرٌ وقَحْمٌ بمعنی واحد.

وقال أبو عمرو : القَحْمُ : الکبیر من الإبل ، ولو شُبِّه به الرجلُ کان جائزاً ، والقَحْرُ مثله.

وقال أبو العَمَیْثَل الأعرابی : القَحْمُ الذی أقْحَمَتْه السِّن تراه قد هَرِم فی غیر أوان الهَرَم.

قمح

قال اللیث : القَمْحُ : البُرُّ. قال : وإذا جَرَی الدَّقیقُ فی السُّنْبُل من لَدُنِ الإنضاج إلی الاکتناز ، تقول : قد جَری القمحُ فی السُّنْبل ، وقد أقْمَحَ البُرُّ.

قلت : وقد أنْضَج ونَضِج ، والقَمْحُ لغهٌ شامیّهٌ ، وأهل الحجاز قد تکلموا بها.

وقال اللیث : الاقْتِماحُ : أخْذُک الشیء فی راحتِک ثم تَقْتَمِحهُ فی فِیک ، والاسم القُمْحَهُ کاللُّقْمَهِ والأُکْلَهِ : قال : والقَمِیحَهُ : اسم الجُوَارِشِ.

قلت : یقال : قَمِحْتُ السویقَ أَقْمَحُهُ قَمحاً إذا سفِفْتَه. أخبرنی بذلک المنذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی. قال : والقَمِیحَه : السَّفُوفُ من السَّویقِ وغیره.

اللیث : القُمَّحان : یقال : وَرْس. ویقال : زَعْفَران.

وقال أبو عُبید : القُمَّحَانُ : زَبَدُ الخَمْرِ

ص: 50

ویقالُ : طیبٌ. وقال النابغه :

«یبَیسُ القُمَّحَان مِنَ المَدَام»

وقال اللیث : المُقامِحُ والقامِح من الإبل الذی قد اشتد عطَشُه حتی فَتَر لذلک فُتوراً شدیداً ، وبعیر مُقْمَح ، وقد قَمَحَ یَقْمَح من شِدَّهِ العطش قُموحاً ، وأقمحَه العطشُ فهو مُقْمَح.

وقال الله جلّ وعزّ : (فَهِیَ إِلَی الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) [یس : 8] : خاشعون لا یرفعون أبصارَهم ، قلت : کلُّ ما قاله اللیث فی تفسیر القامِح والمُقامِح وفی تفسیر قوْله : (فَهُمْ مُقْمَحُونَ) فخطأٌ ، وأهل العربیه والتفسیر علی غیرِه ، فأما المُقامِح فإنّ الإیَادِیّ أقرأنی لشَمِر عن أبی عُبَید عن الأصمعی أنه قال : بَعِیرٌ مُقامحٌ وکذلک الناقهُ بغیر هاء إذا رَفَع رأسَه عن الحوضِ ولم یشرَب. قال وجمعه قِمَاحٌ.

وقال بِشْر بن أبی خازم یَذْکر سفینهً ورُکبانَها :

ونحنُ عَلَی جَوانِبها قُعُودٌ

نَغُضُّ الطَّرْفَ کالإبلِ القِماح

قال أبو عُبید : قَمَحَ البعیرُ یَقْمَحُ قُموحاً وقَمَه یَقْمَه قُموها : إذا رفع رأسَه ولم یشرَب الماء.

ورَوَی أبو العباس عن ابن الأعرابیِّ أنه قال : التقَمُّحُ : کراههُ الشُّرْبِ.

وقال الهُذَلیّ :

فتًی ما ابنُ الأغَرِّ إذا شَتَوْنا

وحُبّ الزاد فی شَهْرَیْ قُماح

رواه بضمِّ القافِ قُماح ورواه ابنُ السِّکِّیت فی شهری قِماح بالکسر وهما لغتان.

وشَهْرا قُماح هما الکانونانِ أشدُّ الشتاءِ برداً : سُمِّیا شهرَی قِماح لکَراههِ کلِّ ذِی کَبِدٍ شُرْبَ الماء فیهما : ولأن الإبِلَ لا تشربُ الماءَ فیهما إلا تَعْذیراً.

وقال أبو زَید : تَقَمَّحَ فلان من الماء : إذا شرِبَ الماء وهو متکاره.

وقال شمر : یقال لشَهْرَی قِماح : شَیْبَانُ ومَلْحانُ.

وأما قول الله جلّ وعزّ : (فَهِیَ إِلَی الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) [یس : 8] فإن سَلَمه روی عن الفراء أنه قال : المُقْمَحُ : الغاضُّ بصرَه بعد رفعِ رأسِه.

وقال الزَّجَّاج : المُقْمَحُ : الرافع رأسَه الغاضُّ بصرَه.

قال : وقیلَ للکانونَیْنِ شَهْرا قُمَاح : لأن الإبلَ إذا وَرَدَت الماءَ فیهما ترفعُ رؤوسها لشِدَّه بَرْده.

قال : وقولُه : (فَهِیَ إِلَی الْأَذْقانِ) هی کنایه عن الأیدی لا عن الأعناقِ لأنَّ الغُلَّ یجعَلُ الیدَ تَلِی الذَّقَنَ والعُنُقَ وهو مقاربٌ للذَّقن. قلتُ : وأراد جلّ وعزّ أنَّ أیدیَهم لمّا غُلَّت عند أعناقِهم رَفَعَتِ الأغلالُ أذقانَهم ورؤوسهم صُعُداً کالإبل الرافعهِ رؤوسها.

وقال اللّیثُ : یقال فی مَثَل : «الظَّمَأُ القامحُ خَیرٌ من الرِّیِّ الفاضح». قلتُ : وهذا خلاف ما سمِعناه من العربِ ، والمسموع منهم : «الظمأ الفادحُ خَیرٌ من الرِّیِّ الفاضح» ومعناه العطشُ الشاقُّ خیرٌ من

ص: 51

رِیٍّ یَفضحُ صاحبَه.

وقال أبو عُبید فی قَوْل أُمِّ زَرْع : «وعِنده أقولُ فلا أُقَبَّحُ وأشربُ فأَتَقَمَّح» أی أرْوَی حتی أَدَعَ الشربَ من شِده الرِّی : قلتُ : وأصْلُ التقَمُّح فی الماء فاستعارتْه فی اللَّبن ، أرادت أنها تَرْوی من اللَّبن حتی ترفع رأسها عن شُرْبه کما یفعل البعیرُ إذا کَرِه شُرْبَ الماء.

قال ابن شُمَیل : إنَّ فلاناً لَقَموح للنَّبِیذ أی شَرُوبٌ له وإنه لَقَحوف للنبیذ. وقد قَمَحَ الشرابَ والنبیذَ والماء واللَّبَن واقْتَمَحَه وهو شُرْبه إیّاه. وقَمِح السَّوِیقَ قَمْحاً ، وأما الخبزُ والتّمرُ فلا یقال فیهما : قمِحَ ، إنما یقال القمح فیما یُسَفّ.

محق

قال اللیث : المَحْقُ : النُّقصانُ وذَهابُ البرکه. قال : والمَحاقُ : آخر الشهر إذا امَّحَق الهلال. وأنشد :

یزدادُ حتی إذا ما تَمَّ أَعْقَبَهُ

کَرُّ الْجَدِیدَیْنِ منه ثم یَمَّحِق

قال : وتقول : مَحَقَه الله فامَّحق وامْتَحَق أی ذهبَ خیرُه وبرکتُه.

وأَنشد لِرُؤبهَ :

بِلالُ یا ابنَ الأنجُم الأطْلاقِ

لَسْنَ بنَحْسَاتٍ ولا أَمْحَاقِ

قلت : واختلفَ أهل العربیه فی اللَّیالِی المحاقِ ، فمنهم من جَعَلها الثلاثَ التی هی آخرُ الشهرِ وفیها السِّرارُ وإلی هذا ذهب أبو عُبید وابن الأعرابی ، ومنهم من جَعَلها لیْلهَ خمسٍ وستٍّ وسبعٍ وعشرین لأن القمرَ یطلُع فی أخیرِها ثم یأتی الصّبحُ فیَمْحَقُ ضوءَ القمر ، والثلاثُ التی بعدها هی الدَّآدِیء وهذا قول الأصمعیّ وابن شُمَیل وإلیه ذهب أبو الهیْثَم والمبرِّد والرِّیاشی ، وهو أصحُّ القولَیْن عِندی.

ابن السکیت عن أبی عمرو : الإمْحَاقُ : أن یَهِلک المال کمَحاقِ الهلالِ وأنشد :

أَبوک الذی یَکْوِی أُنوفَ عُنُوقِه

بأظفارِه حتی أنَسَّ وأَمْحَقَا

قال : وقال الأصمعی : جاء فی ماحقِ الصَّیف أی فی شدَّهِ حَرِّه. وقال ساعِدهُ الهُذَلیُّ :

ظلَّتْ صَوَافِنَ بالأرْزَانِ صادِیَهً

فی ماحِقٍ من نهار الصَّیْف مُحْتَدِم

ویقال : یوم ماحِقٌ : إذا کان شدیدَ الحَرِّ أی أنه یَمْحَقُ کلّ شیء ویَحْرِقُه وقد مَحقْتُ الشیءَ أَمْحَقُه.

وقَرْنٌ مَحِیقٌ : إذا دُلِک فذهب حَدّه ومَلُسَ. ومن المَحْقِ الخَفی عند العرب أن تَلِدَ الإبلُ الذّکورَ ولا تِلدَ الإناثَ : لأن فیه انقطاعَ النَّسِل وذِهابَ اللَّبَن.

ومن المَحْقِ الخَفِی النَّخْل المُقارَب بینَه فی الغَرْسِ. وکلُّ شیء أبطَلْتَه حتی لا یبقَی منه شیءٌ فقد مَحَقْتَه وقد أمْحَقَ أی بَطَلَ.

قال الله : (یَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَیُرْبِی الصَّدَقاتِ) [البَقَرَه : 276] أی یَستأْصِل الله الرِّبا فیُذْهِب رَیْعَه وبَرکتَهُ.

وقال أبو زید : مَحَقَه الله وأَمْحَقَه وأبَی الأصمعیّ إلّا مَحَقَه.

ویقال : مُحَاقُ القمر وَمِحاقُه.

ومَحَّق فلانٌ بفلان تَمْحِیقاً : وذلک أنَ

ص: 52

العرب فی الجاهِلیه إذا کان یَوْمُ المُحاق من الشَّهر ، بدَرَ الرجل إلی ماء الرجل إذا غاب عنه فیَنْزِل عَلَیه ویَسْقِی به مالَه ، فلا یَزال قَیِّمَ الماء ذلک الشَّهْر ورَبَّه حتی یَنْسَلِخَ ، فإذا انْسَلَخ کان رَبُّه الأوَّلُ أحَقَّ بِه ، وکانت العرب تدعو ذلک المَحِیقَ.

أبو العبَّاس عن ابن الأعْرابیّ قال : المَحْقُ : أن یَذْهَب الشیء کُلُّه حتی لا یُرَی منه شَیْءٌ ، ومنه قول الله : (یَمْحَقُ اللهُ الرِّبا) أی یَسْتأْصِلُ الله.

حمق

قال اللیث : حَمُقَ الرجلُ یَحْمُقُ حَماقَه وحُمْقاً ، واسْتَحْمَق الرجُل إذا فَعَل فِعْل الحَمْقَی. وامْرأهٌ مُحْمِقٌ : تَلِدُ الحَمْقَی.

ویُقال مُحْمِقَهٌ. وقالت امْرَأَهٌ من العرب :

لستُ أُبالی أن أکون مُحْمِقَهْ

إذا رأیتُ خُصْیَهً مُعَلَّقَهْ

وسئل أبو العباس عن قول الشاعر :

إن للحُمْقِ نعْمَهً فی رِقَابِ الْنَ

اسِ تَخْفَی عَلَی ذَوِی الألْبَابِ

فقال : سُئل بعضُ البُلغَاءِ عن الْحُمقِ فقال : أَجْودُه خَیْرُه قال : ومَعناه أن الأحْمَق الذی فیه بُلْغَهٌ یطاوِلُک بحُمْقِه فلا تعثُر علی حُمْقه إلّا بعد مِرَاس طویل ، والأحْمَق : الذی لا مُلَاوَمَ فیه ینکشف حُمقُه سریعاً فتستریح منه ومن صُحبتِه.

قال : ومعْنی البیْت مُقَدَّم ومؤخَّر ، کأنه قال : إن للحُمق نعمهً فی رِقابِ العُقَلاءِ تَغِیبُ وتَخْفَی علی غیرهم من سائر الناس لأنهم أفطَن وأذکَی من غیره.

قال : والأحْمَق : مأخوذٌ من انحماق السوقِ إذا کسدَت فکأنه فَسَد عَقلُه حتی کَسد.

أبو عُبید عن الأحمر : نام الثَّوْبُ وانحمق إذا خَلُق. قالَ : وانْحمقَت السّوقُ إذا کَسَدت.

قال : وقال الکسائی : الحُمَاقُ : الجُدَرِیُّ یقال منْه رجل مَحْموق.

وقال ابن دُرَیْد : انحمق الرجُل إذا ضَعُفَ عن الأمر.

قال : والحَمِق : الخفیف اللِّحیه ، وقال غیره : یقال رَجُلٌ أحْمَق وحَمِقٌ بمعنًی واحِد.

والحُمَیقَاءُ : الجُدَرِیُّ الذی یصیبُ الصِّبیانَ.

والبَقْلَهُ الحَمقاءُ : هی الفَرْفَخَهُ. قال : والحَمَاق : نَبْتٌ ذکَرَتْه أمُّ الهیثم قال : وذَکَر بعضُهم أن الحَمَقِیق نَبْتٌ. وقال الخلیل : هو الهَمَقِیق.

وقال اللیث : فَرَسٌ مُحْمِق إذا کان نِتاجُها لا یَسبِق. قلت : لا أَعْرِفُ المُحْمِق بهذا المعْنی.

وقال أبو زید : انْحمق الطَّعام انْحماقاً.

ومَأقَ مُؤُوقاً إذا رَخُص.

ابن السِّکِّیت : یقال : لِلَّیَالی التی یطلُع القمرُ فیها لَیلَه کلَّه فیکون فی السماء ومن دونِه غَیْمٌ فترَی ضَوْءاً ولا تری قمراً فتَظُن أنک قد أصْبَحْت وعلیک لَیْل : المُحْمِقات. یقال : غَرَّنِی غُرورَ المُحْمِقات.

ثعلب عن ابن الأعرابی قالَ : الحُمْق أصلُه

ص: 53

الکسادُ. ویقال للأَحْمَق : الکاسِد العَقْل. قال : والحُمْق أیضاً : الغُرور. یقال : سِرْنا فی لَیَال مُحْمِقاتٍ إذا اسْتَتر القمر فیها بغَیْم أبْیضَ رقیق فیَسیر الرَّاکِبُ وهو یَظُن أنه قد أصبح حتی یملَّ ، قال : ومنه أخذ اسم الأحمق لأنه یغرک فی أول مجلسه بتعاقله ، فإذا انتهی إلی آخر کلامه بیَّن حمقه فقد غرک بأول کلامه.

أبواب الحاء والکاف

اشاره

ح ک ج : مهمل.

ح ک ش
اشاره

حشک ، حکش ، شحک ، کشح : [مستعملات].

حشک

قال اللیث : الحَشَک : تَرْکُکَ الناقهَ لا تَحْلُبها حتی یجتمع لبنُها ، فهی محشوکه. قال : والحَشَک الاسم للدِّرَّه المجتمعه وأنشد :

غَدتْ وهی محشوکَهٌ حَافلٌ

فراحَ الذِّئارُ علیها صحیحا

الذِّئَارُ : البَعَر الذی یُلْطَخ به أَطْبَاءُ الناقه لئلا یؤثِّر الصِّرَارُ فیها.

وقال أبو عُبَید : الحَشَکُ : الدِّرَّهُ. حَشَکَت الناقه تَحْشِک حَشَکاً.

وقال زُهیر :

کما استغاث بِسَیْءٍ فَزُّ غَیْطَلَهٍ

خاف العیون ولم یُنْظَرْ به الحَشَکُ

قال ابن السکیت : أراد الحَشْکَ فحرکه للضروره. أبو عبید عن الفراء : حَشَکَ القَوْم وحشدوا بمعنی واحد.

قال : وقال الأصمعی : حَشَکَتِ النخلهُ إذا کَثُر حَمْلُها.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : مِن دُعائهم : «اللهم اغفر لی قبل حشک النفس وأزِّ العروق». قال : الحَشْکُ : النَّزْعُ الشدید.

وقال الأصمعی : الرِّیاحُ الحَوَاشِکُ : المختلفه ، ویقال : الشدیده.

وقال أبو زید : حَشَکَتِ الرِّیحُ تَحْشِک حَشْکاً إذا ضَعُفَت.

وقال غیره : قَوْسٌ حاشِکٌ وحاشکهٌ إذا کانت مُواتیه للرَّامی فیما یرید.

وقال أسامه الهذلی :

له أسهمٌ قد طَرَّهُنَّ سَنِینُه

وحاشِکهٌ تَمْتَدُّ فیها السَّواعد

والحَشْک. النَّزعُ الشَّدِید. ویقال : أَحْشَکْتُ الدَّابه إذا أقْضَمْتَها فَحَشِکَتْ أی قَضَمتْ.

حکش

قال ابن درید : رجل حَکِشٌ مثل قولهم حَکِر وهو اللَّجوجُ والحَکِشُ والعَکِشُ : الذی فیه الْتِوَاءٌ علی خَصْمِه.

کشح

قال ابن السکیت : مرَّ فلانٌ یَشُلُّهم ومرَّ یَشْحَنُهم ومرَّ یَکْشَحُهُم أی یطردُهم. قال والکاشح : المتولِّی عنک بوُدِّه. یقال : کَشَحَ عن الماء إذا أَدْبَرَ عنه. أبو عُبید عن الأصمعی : کَشَحَ الرّجلُ والقوم عن الماء إذا ذهبوا عنه.

وقال اللیث : الکَشْحُ : ما بین الخاصره إلی الضِّلَعِ الْخَلْفِ ، وهو من لَدُن السُّرَّه إلی المَتْن ، وهما کَشْحان وهو موقع السیف من المُتَقَلِّد ، ویقال : طوی فُلانٌ

ص: 54

کشحَه عَلَی أمرٍ إذا استمر علیه ، قال : وکذلک الذَّاهِبُ القاطع. یقال : طوی عنِّی کَشْحَه. إذا قطعه وعاداک. ومنه قول الأعشی :

* وکان طَوَی کَشْحاً وأَبَّ لِیَذّهَبا*

قلت یحتمل قوله وکان طوی کَشْحاً أی عزم علی أمْر واستمرت عزیمته.

ویقال : طوی کَشْحاً علی ضِغْنٍ إذا أضْمَرَهُ ، ومنه قول زهیر :

وکَان طوَی کَشْحاً علی مُسْتَکِنَّهٍ

فلا هو أبداها ولم یتقَدَّم

ویقال : طوَی کَشْحَه عنه إذا أعْرَض عنه.

أبو عُبید عن الأصمعی : الکاشِحُ : العَدُوُّ المُبْغِضُ.

وروی أبو نصر عنه : سُمِّی العَدُوُّ کَاشِحاً : لأنه وَلَّاکَ کَشْحَه وأعرض عنک.

وقال ابن الأعرابی : قال المُفَضَّل : الکَاشِحُ لصاحبه مأخوذ من المِکْشَاحِ ، وهو الفأْسُ.

والکُشاحَهُ : المُقَاطَعَهُ : وقال بعضهم : سُمِّی العَدُوُّ کَاشِحاً لأنه یَخْبَأُ العداوه فی کَشْحه وفیه کبِدُه ، والکَبِدُ : بَیْتُ العداوه والبغْضَاءِ : ومنه قیل للعدُوِّ : أَسْوَدُ الکبد کأنَّ العداوه أحرقت کَبِدَه. وقال الأعشی :

فما أَجَشَمْتُ مِن إتْیَان قومٍ

هْمُ الأعداءُ والأکْبَادُ سُودُ

وجَمَلٌ مکْشُوحٌ : وُسِم بالکُشَاحِ فی أسْفَلِ الضُّلوع وإبِلٌ مُکَشَّحَهٌ ومُجَنَّبَهٌ.

شحک

اللیث : الشِّحَاکُ والشَّحْکُ. یقال : شَحَکْتُ الجَدْی ، وهو عودٌ یُعَرَّضُ فی فَمِ الجَدْی یَمْنَعُه من الرَّضَاع.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یُقال لِلْعُوْد الذی یدخل فی فم الفصیلِ لِئَلَّا یَرْضَع أُمَّه : شِحَاکٌ وحِناکٌ وشِبَامٌ وشِجارٌ ، وقال غیره : شَحَکَت الدَّابه إذا أدخلتْ ذَنَبَها بین رجلیها ، وأنشد :

یأوِی إذا شَحَکت إلی أطْبَائِهَا

سَلِبُ العَسِیب کَأَنَّه ذُعْلُوق

ح ک ض
اشاره

استُعمل من وجوهه : [ضحک]

ضحک

قال اللیث : الضَّحِک : معروفٌ ، تقولُ : ضَحِک یَضْحَک ضَحِکاً ولو قیل ضَحَکاً لکان قِیَاساً ، لأن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ.

قلت : وقد جاءت أَحْرُفٌ من المصادر علی فَعِلَ. منها ضَحِکَ ضَحِکاً ، وخَنَقَه خَنِقاً ، وخَضَف خَضِفاً وضَرِطَ ضرِطاً وسَرَق سَرِقاً ، قال ذلک الفراءُ وغیره.

وقال اللیث : الضُّحْکَه : الشّیءُ الذی یُضْحَک منه ، قال والضَّحَکَه : الرّجلُ الکثیر الضَّحِک یُعابُ به.

أبو عُبید عن الکسائی رجلٌ ضُحَکهٌ : کَثِیرُ الضَّحک ، ورجلٌ ضُحْکَهٌ. یُضْحَکُ منه.

وقال اللیث : رجلٌ ضَحَّاک نَعْتٌ علی فَعَّال ، قال : والضَّحَّاک بن عَدْنَان زَعَمَ ابْنُ دَأْبٍ المَدَنیُّ أنه الذی یقال إنه ملک الأرض ، وهو الذی یقال له المُذْهب وکانت أمه جِنِّیَّه فلحق بالجِنِّ ویتبَدَّی للقُرَّاء ، وتقول العَجمُ : إنه لَمَّا عَمِل السِّحر وأظهر الفساد أُخِذ فشُدَّ فی جبل

ص: 55

دُنْبَاوَنْد ، ویقال : إن الذی شدَّه أفْرِیذُون الذی کان مسح الدنیا فبلغت أربعه وعشرین ألف فَرْسخ.

قلت : وهذا کلُّه باطل لا یؤمِنُ بمثله إلا أحمق لا عَقْلَ له.

وقال اللیث فی قول الله جلّ وعزّ : (فَضَحِکَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ) [هُود : 71] أی طَمَثت. قلت : وروی سَلَمه عن الفَرّاء فی تفسیر هذه الآیه ، لمّا قال رُسُل الله جلّ وعزّ لِعبدِه وخَلِیله إبراهیم : (لا تَخَفْ) [هود : 70] ضَحِکَتْ عند ذلک امرأَتُه وکانت قائمه علیهم وهو قاعد فضَحِکت فبُشِّرَت بعد الضحِک بإسْحاق وإنما ضَحِکت سروراً بالأمن لأنها خَافت کما خاف إبراهیم.

وقال بعض أهل التفسیر : هذا مُقَدَّم ومؤخَّر ، المعنی فیه عندهم فبَشَّرْنَاها بإسْحاق فضحکت بالبِشَاره.

قال الفَرّاءُ : وهو مما یحتمله الکلام والله أعلم بصوابه.

قال الفَرّاءُ : وأما قولهم فضحِکت : حَاضَت فلم نسمعه من ثِقَه.

وقال أبو عمرو : سمعت أبا موسی الحَامِض یسأل أبا العباس عن قوله (فَضَحِکَتْ) أی حَاضت ، وقال : إنه قد جاء فی التفسیر فقال : لیس فی کلام العرب ، والتَّفْسِیر مُسَلَّمٌ لأهل التفسیر ، فقال له : فأنت أنشدتنا :

تَضْحَکُ الضَّبْعُ لِقَتْلَی هُذَیلٍ

وَتَرَی الذِّئْبَ بِهَا یَسْتَهلّ

فقال أبو العباس : تَضْحَک هَهُنا تَکْشِر ، وذلک أن الذئب ینازعها علی القتیل فتَکْشِر فی وَجْهه وعِیداً فیترکها مع لحم القتیل ویَمُر.

وأخبرنی المُنْذِرِی عن أبی طالب أنه قال : قال بعضهم فی قوله فَضَحِکَتْ : حَاضَتْ.

قال : ویقال : إن أصله من ضَحَّاک الطَّلْعه إذا انْشَقَّت. قال : وقال الأَخْطَلُ فیه بمعنی الْحَیْض.

تَضْحَک الضبْع من دِماءِ سُلَیْم

إذْ رأَتْها علی الحِدَاب تَمور

وکان ابن عباس یقول : ضحِکَت : عَجِبت من فزع إبراهیم.

وقال الکُمیْت :

وأَضْحَکَتِ الضِّبَاعَ سُیُوفُ سَعْد

بِقَتْلَی ما دُفِنَّ وَلَا وُدینَا

قال : وقال بعضهم : الضَّحِک : الطَّلْع.

قال : وسمعنا من یقول : أَضْحَکْتَ حَوْضَک إذا ملأته حتی یفیض.

وقال أبو ذُؤَیْب :

فجاء بِمزْج لم یَرَ الناسُ مثلَه

هو الضَّحْک إلا أنه عمل النَّحْل

قالوا : هو العَجَب وهذا یُقَوِّی ما رُوی عن ابن عباس.

وقال أبو إسْحاق فی قوله : (وَامْرَأَتُهُ قائِمَهٌ فَضَحِکَتْ) [هود : 71] یُروَی أنّها ضَحِکت لأنَّهَا کانت قالت لإبراهیم : اضمُمْ لُوطاً ابن أَخِیک إلیک فإنِّی أَعْلَم أَنّه سَیَنْزِل بهؤلاء القوم عذابٌ ، فَضَحِکَت سُرُوراً لمَّا أَتی الأمر علی ما توهَّمَت. قال : فأما من

ص: 56

قال فی تَفْسِیر : ضَحِکَت : حَاضَتْ فلیس بشیءٍ. قلت : وقد رُوِی ذلک عن مُجَاهِد وعِکْرِمه فالله أَعْلم.

وقال اللیث : قال بعضهم : فی الضَّحِک الذی فی بیت أبی ذُؤَیْبٍ : إنه الثَّلْجُ ، وقیل : هو الشَّهْدُ ، وقیل : هو الزُّبْد.

عمرو عن أبیه : الضَّحْک والضَّحَّاکُ : ولیعُ الطَّلْعَهِ الذی یُؤکل.

والضَّحْک : العَسَل.

والضَّحْک : النَّورُ.

والضَّحْک : المحجَّهُ.

والضَّحْک : ظهور الثَّنایا من الفرح.

وقال أبو زید : یقال للرجل أربعُ ثنایا وأربُع رُباعیَات وأَرْبعه ضَوَاحِکُ والواحد ضَاحِکٌ وثِنْتا عشرهَ رَحًی فی کل شِقٍّ سِتُّ وهی الطواحنُ ثم النَّواجذُ بعدها وهی أَقْصَی الأضْراس.

اللیث : الضَّحُوکُ من الطرق : ما وَضَح واسْتبان ، وأنشد :

* علی ضَحُوک النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ*

أبو سعید : ضَحِکاتُ القُلوب من الأموال والأولاد : خِیَارُها التی تَضْحَکُ القُلوبُ إلیها. وضَحِکاتُ کل شیء : خِیاره.

ورأْیٌ ضَاحِکٌ : ظاهِرٌ غیر مُلْتَبِسٍ. ویقال : إن رَأْیک لَیُضَاحِکُ المشکلات أی تظهر عنده المشکلات حتی تُعْرَف. وطریقٌ ضَحَّاک : مُسْتبین.

وقال الفَرَزدق :

إذا هی بالرّکْب العِجالِ تَرَدَّفَتْ

نَحَائِزَ ضَحَّاک المَطَالع فی نَقْب

نَحائِزُ الطَّرِیق : جَوادُّه.

وبُرْقَهُ ضَاحِک : فی دیار تَمیم ، ورَوْضَهُ ضَاحِک بالصَّمَّانِ معروفه.

ح ک ص
اشاره

استعمل من وجوهه : حکص ، کحص.

حکص

اللیث : الحِکیصُ : المَرْمیُّ بالرِّیبَهِ وأنشد :

فلن تَرَانی أَبداً حَکِیصا

معَ المُرِیبینَ ولَنْ أَلُوصَا

قلت : لا أعرف الحَکِیصَ ولم أَسْمَعهُ لغیر اللیث.

کحص

قال : الکاحِصُ : الضَّارِبُ بِرجْلِه.

سَلَمَهَ عن الفَرّاءِ : فَحَص برجله وکَحَصَ بِرجْله.

وقال أبو عمرو : کَحَصَ الأثرُ کُحُوصاً إذا دَثَرَ ، وقد کَحَصَه البِلَی ، وأنشد :

* والدِّیَارُ الکَوَاحِص *

وکَحَص الظَّلِیمُ إذا مَرّ فی الأرض لا یُرَی فهو کاحِص.

وقال ابن دُرَیْد : الکَحْصُ : نَبْت له حَبٌّ أَسْود یُشبَّه بعیون الجَرادِ ، وأنشد فی صِفَه الدُّرُوعِ :

کأنَّ جَنی الکَحْصِ الیبیس قَتیرُها

إذا نُثِلَت سالت ولم تَتَجَمّعِ

ح ک س
اشاره

حسک ، سحک ، کسح : [مستعملات].

حسک

قال اللیث : الحسَکُ : نباتٌ له ثَمر خَشِن یتعلَّقُ بأصواف الغَنَم. قال : وکل ثمَرَه یُشْبهها نحو ثَمَرَهِ القُطْب والسَّعْدان

ص: 57

والهَراس فهو حَسَک ، والواحده حَسَکهٌ ، قال : والحَسَکُ من أدوات الحرب رُبما اتُّخِذَ من حَدِید فَصُبّ حول العَسْکر.

وحَسکُ الصدر : حِقْدُ العداوه.

یقال : إنه لَحَسِکُ الصَّدر علی فُلانٍ.

قال : والحِسْکِکُ : القُنْفُذُ الضَّخْمُ.

أبو عبید : فی قلبه علیک حَسِیکهٌ وحَسِیفَهٌ وسخِیمهٌ بمعنی واحد.

وقال غیره : یقال للقوم الأشِدّاء : إنهم لَحَسَکٌ أَمْرَاسٌ ، الواحد حَسَکهٌ مَرِسٌ.

سحک

أخبرنی المُنْذری عن الحَرَّانِی عن ابن السِّکِّیت. قال : سمعت ابن الأعرابی یقول : أَسْوَدُ سُحْکُوکٌ وحُلْکُوکٌ.

قلت : ومُسْحَنْکَک مثله مُفْعَنْلَلٌ من سَحَک.

کسح

اللیث : الکَسْحُ : الکَنْسُ. والکُسَاحَهُ : تُرابٌ مَجموعٌ کُسِحَ بالمِکْسَح.

والمُکاسَحَهُ : المُشَارَّهُ الشدیدهُ.

قال : والکَسَحُ ثِقَل فی إحدی الرِّجلین إذا مَشَی جَرّها جَرّاً. ورجلٌ کَسْحَانُ ، وقد کَسِحَ کَسَحاً.

وفی حدیث ابن عمر أَنَّه ذکر الصدقه فقال : هی مَالُ الکُسْحَان والعُوران ، واحِدُهُم أَکْسَحُ وهو المُقْعدُ یقال منه : کَسِحَ کَسَحاً. وأنشد :

بین مخذولٍ کَرِیمٍ جَدُّهُ

وخَذُولِ الرِّجْلِ من غیر کَسَحْ

ومعنی الحدیث : أَنّه کره الصَّدقه إلا لأهْلِ الزَّمَانَهِ ، وأنشد اللیث بَیْتاً آخَرَ لِلأَعْشَی :

ولقد أَمْنَحُ مَنْ عَادَیْتُه

کُلَّ ما یَقْطَعُ من دَاء الکَسَحْ

قال : ویروی بالشِّین.

وقال أبو سعید : الکُسَاحُ : من أَدْوَاءِ الإبل ، جَمَل مَکْسُوح : لا یَمْشِی من شِده الظَّلْع.

قال : وعُودٌ مُکَسَّحٌ ومُکشّح أی مَقشورٌ مُسوًّی.

قال : ومنه قول الطِّرِمَّاح :

جُمَالِیَّهٌ تَغْتَالُ فَضلَ جَدِیلها

شَنَاحٍ کَصَقْبِ الطائفِیِ المُکَسَّحِ

ویروی المُکَشَّحِ ، أراد بالشَّنَاحِی عُنُقَها لطوله.

وقال أبو سعید : یقال : أَتینَا بنی فُلانٍ فاکتسحنا مالهم أی لم نُبْقِ لهم شیئاً.

وقال المُفضَّلُ : کسَحَ وکَثَحَ بمعنی واحد حکاهُ أبو تُرَاب.

ح ک ز
اشاره

استعمل من وجوهه : حَزَکَ ، زَحَکَ.

حزک

قال الفراءُ : حَزَکْتُه بالحبلِ أحْزِکُه مثل حَزَقْتُه سَواء.

قَالَ : وحَزَکه وحَزَقَهُ إذَا شدّه بحبلٍ جَمَع به یدیه ورِجْلَیْه.

أبو عُبید : عن الأصمعی : الاحْتِزَاکُ هو الاحْتِزَامُ بالثَّوْبِ.

زحک

یقال : زَحَکَ فلان عَنِّی وزحَلَ إذا تَنَحَّی.

قال : رُؤْبَهُ :

کأنه إذْ عادَ فیها وَزحَکْ

حُمَّی قَطِیفِ الخَطِّ أَوْ حُمَّی فَدَکْ

ص: 58

کأنه یعنی الهَمَّ إذْ عاد إلَیّ أَوْزحَکَ إذا تَنَحَّی عَنِّی.

ابن الفرج عن عُرَام : أزْحَفَ الرجل وأَزْحَکَ إذا أعْیَتْ به دابَّتُه.

ح ک ط
کحط

یقال : کحطَ المطرُ وقَحَطَ.

ح ک د
اشاره

حکد ، کدح : مستعملان.

حکد

ثعلب عن ابن الأعرابی : هو فی مَحْکِد صدق ومَحْتِد صِدْق.

کدح

اللیث : الکدْحُ : عملُ الإنسان من الخیْرِ والشَّرِّ یکدَح لنفسه بمعنی یسعی لنفسه ، ومنه قولُ الله جلّ وعزّ : (إِنَّکَ کادِحٌ إِلی رَبِّکَ کَدْحاً) [الانشقاق : 6] أی ناصبٌ إلی ربک نصْباً.

وقال أبو إسحاق : جاء فی التفسیر : إنک عاملٌ لِربکَ عملا وجاء أیضاً : ساعٍ إلی ربِّک سعیاً فملاقِیه.

والکَدْحُ فی اللغه : السعی والدُّؤوبُ فی العمل فی بابِ الدنیا ، وفی باب الآخره ، وقَالَ ابن مُقْبل :

وما الدهرُ إلا تارتانِ فمنهما

أموت وأخرَی أبتغی العیشَ أکدحُ

أی تاره أسعی فی طلب العیش وأَدْأَبُ.

وقال اللیث : الکدْحُ : دون الکَدْم بالأسنان. والکدْحُ بالحجر والحافِر.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «مَنْ سأَلَ وهو غنِیٌّ جاءت مسألته یوم القیامه خُدوشاً أو خُمُوشاً أو کُدُوحاً». قال أبو عُبید : الکُدُوحُ : أَثرُ الخُدُوش وکلُّ أَثَرٍ من خَدْشٍ أو عَضٍّ فهو کدْحٌ ومنه قیلَ للحمار الوَحْشِی : مُکدَّح لأن الحُمُرَ یَعْضَضْنَه ، وأنشد :

یَمْشونَ حوْلَ مُکَدَّمٍ قد کدَّحَت

مَتْنَیْهِ حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلالِ

ویقال : کدَحَ فُلَانٌ وَجْه فلان إذا ما عَمِل به ما یَشِینُه ، وکَدَحَ وَجْهَ أَمْرِه إذا أفْسَدَه.

ح ک ت
اشاره

استعمل من وجوهه : حتک ، کتح.

حتک

قال اللیث : الْحَتکُ وَالحَتَکانُ شبه الرَّتَکان فی المَشْی إلا أَنَّ الرَّتَکانَ للإبِل خاصَّه ، والحَتْک للإنسان وغَیْره.

أبو عُبید عن الأصمعی : الحَتْک _ ساکِنُ التَّاء _ : أَنْ یُقارِبَ الخَطوَ ویُسْرِع رَفْعَ الرِّجْل وَوَضْعها.

شَمِر : قال ابنُ حبیب : رجل حَتَکه وهو القَمِیءُ ، وکذلک الحَوْتَکُ والحوْتَکیُ هو القصیرُ القَریبُ الخَطْوِ ، قال : والحاتِکُ : القَطُوفُ العاجزُ قال : والقَطوفُ : القریبُ الخَطْو. وقال ذُو الرُّمَّه :

لنا ولکم یا مَیُّ أَمْسَتْ نِعاجُها

یُماشِینَ أُمَّاتِ الرِّئالِ الحوَاتِک

وقال الرَّاجزُ :

وساقِیَیْن لم یکُونَا حَتَکا

إذا أَقُولُ وَنَیَا تَمَهَّکا

أی تَمَدَّدا بالدَّلْو.

والحَوْتَکُ : الصَّغِیر الجِسْم اللَّئیم.

کتح

قال اللیث : الکَتحُ : دُون الکَدْحِ من

ص: 59

الحصی. والشیءُ یُصِیبُ الجِلْدَ فیُؤَثِّرُ فیه.

وقال أبو النَّجْم یَصِفُ الحَمیر :

یلتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَی مَلْتُوحا

ومَرَّهً بِحَافِر مَکْتُوحا

وقال الآخر :

* فأهْوِنْ بِذِئْب یکْتَحُ الرِّیحُ باسْتِه*

أی یضربه الرِّیحُ بالحَصی قال : ومَنْ روی تَکثح الرِّیحُ الثَّاء فمعناه تَکْشِف

وقال ابنُ دُرَیْدٍ : کَتَحَ الدَّبا الأرْضَ إذا أکل ما علیها من نَبات أوْ شَجَر. وأنشد :

لهُمْ أشَدُّ علیکم یوم ذُلِّکُمُ

من الکَواتِح من ذاک الدَّبا السُّودِ

قال : وکَتَحَتْه الرِّیحُ وکَثَحَتْه إذا سَفَتْ علیه الترابَ.

ح ک ظ _ ح ک ذ : أهملت وجوهها.

ح ک ث
اشاره

کثح ، کحث : مستعملان.

کثح

قال اللیث : الکَثْحُ : کَشْف الرِّیح الشیء عن الشیء.

قال : ویَکْثَحُ بالتُّراب وبالْحَصَی أی یضرب به.

وقال المُفَضَّل : کَثَحَ من المال ما شاء مثل کسحَ.

کحث

قال اللیث : کَحَث له من المال کَحْثاً إذا غرَفَ لهُ منهُ غَرْفاً بیدَیْهِ.

ح ک ر
اشاره

حرک ، حکر ، رکح : مستعمله.

حکر

اللیث : الحَکْر : الظُّلْمُ والتَّنَقُّصُ وسُوء العِشْرَهِ. یقال : فلان یَحْکِر فلاناً إذا أَدْخَلَ علیه مَشَقّه ومَضَرَّه فی مُعاشَرَته ومُعایَشَته ، والنَّعْتُ حَکِر.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الحَکْر : اللِّجاجَه. والحَکْرُ : ادّخارُ الطَّعام للتّرَبُّص.

وقال اللیث : الحَکْرُ : ما احْتَکَرْت من طعام ونَحْوه ممَّا یُؤْکَلُ. ومعناه الجَمْعُ.

وصاحِبُه مُحْتَکِر وهو احتِباسُه انتِظارَ الغَلاء ، وأَنْشَد :

نَعَّمَتْها أُمُّ صِدْق بَرَّهٌ

وأَبٌ یُکْرِمُها غَیْرُ حَکِرْ

ابن شُمَیل : إنَّهم لَیَتَحَکَّرُون فی بَیْعهم : ینظُرون ویَتَربَّصُون. وإنَّه لَحَکِر لا یزال یحبِس سِلعتَه. والسوق مادَّهٌ حتی یبیعَ بالکثِیر من شِدَّه حَکْرِه أی من شِده احتباسه وترَبُّصِه. قال : والسوق ماده أی مُلأی رجالا وبیُوعاً. وقد مدَّت السُّوق تمُدُّ مدّاً.

حرک

اللیث : تقول : حَرَکَ الشیءُ یحرُک حَرَکاً وحَرَکَه وکذلک یتحرَّک وتقول : قد أعْیا فما به حَراکٌ. قال. وتقول : حرکْت مَحْرکَه بالسیف حَرْکا ، والمَحْرَک : مُنتهی العُنُقِ عند مِفْصل الرّأس. والحارکُ : أعلی الکاهِل ، وقال لَبید :

* مُغْبِطُ الحارِکِ مَحْبُوک الکَفَل*

أبو زَیْد : حَرَکَه بِالسیف حَرْکاً إذا ضرب عُنقَه قال : والمَحْرَکُ : أَصْلُ العُنُق من أعْلَاها.

ویقال لِلْحَارک : مَحْرَک بفتح الرَّاء : وهو

ص: 60

مَفْصِل ما بیْن الکاهِلِ والعُنُق ثم الکاهل : وهو بین المَحْرَک والمَلْحاء ، والظَّهْرُ : ما بین المَحْرَک إلی الذَّنَب.

وقال اللیث : الحَرَاکِیکُ هی الحَرَاقِفُ واحدها حَرْکَکَه.

ثعلب عن ابْن الأَعرابِی : حَرَکَ إذا منع من الحَقّ الذی علیه.

وحَرِکَ إذا عُنَّ عن النِّساء. والحَرِیکُ : العِنِّین.

وقال الفرّاء : حَرکْتُ حَارِکَه : قَطَعْتُه فهو مَحْرُوک ، ورُوِی عن أَبِی هُرَیْرَه أَنَّهُ قال : «آمَنْتُ بِمُحرِّف القُلُوبِ» ورَوَاهُ بَعْضُهم آمَنْتُ بمُحَرِّک القُلُوبِ ، قال الفرّاء : المُحَرِّفُ : المُزِیل ، والمُحَرِّکُ : المُقَلِّب ، وقال العَبَّاس : والمُحَرِّکُ أجْوَدُ لأَنَّ السُّنَّه تُؤیِّدُه : «یَا مُقَلِّب القُلُوب».

رکح

أبو عُبَیْد عَن الأُمَوِیّ : أرکَحْتُ إلیه أی اسْتَنَدْتُ إلیه. وقال الفراء : لَجَأُتُ إلیه.

اللیث : الرُّکْحُ : رُکْن من الجَبَل مُنِیفٌ صَعْبٌ ، وأنشد :

کأنَّ فاهُ واللِّجَامُ شَاحِی

شَرْجَا غَبِیطٍ سَلِسٍ مِرْکاحِ

أی کأنه رُکْح جَبَل. قلت : والمِرْکاحُ من الأقْتاب غَیْر ما فَسَّرَه اللَّیْثُ.

أقْرَأنِی الإیادِیُّ لأَبی عُبَیْد عن الأصْمَعِی قال : المِرْکاح : القَتَب الذی یَتَأخَّر فیکون مَرْکَبُ الرَّجُل فیه علی آخِرهِ الرَّحْل ، وهذا هو الصحیح.

شَمِر عن ابن الأعرابی : رُکْحُ الجبل : جانِبه وحرْفُه ، ورُکْحُ کلِّ شیء : جانبُه.

ویقال : أرکحْتُ ظَهْری إلیه أی ألْجأْت ظَهْری إلیه. وقال أبو کَبِیرٍ الهُذَلِیّ :

ولقد نُقِیمُ إِذا الخُصوم تنَافَدُوا

أحلامَهم صَعَر الخَصیم المُجْنِفِ

حتی یظلَّ کأنَّه مُتَثَبِّت

بُرکُوحِ أمْعَزَ ذی رُیودٍ مُشْرف

قال : معناه یظَلُّ من فَرَقی أن یتکلَّم فیُخطیءَ ویزلّ کأنه یمشی بِرُکْح جبل : وهو جانبُه وحرْفه فیخافُ أن یزِلَّ ویسقُط.

وقال أبو خَیْره : الرَّکْحاءُ : الأرضُ الغلِیظه المُرْتفعه. وفی الحدیث : «لا شُفعهَ فی فناء ولا طَریق ولا رُکْح». قال أبو عُبیْد :

الرُّکْحُ : ناحیهُ البیْت من ورائِه ، وربما کان فضَاءً لا بِناءَ فیه. وقال القُطَامِیُّ :

* أما تری ما غَشِیَ الأرْکاحَا*

وقال ابنُ میَّاده :

ومُضَبَّر عَرِد الزِّجاجِ کأنَّه

إرَمٌ لِعَادَ مُلَزَّزُ الأرْکاح

وإرَم : قبر علیه حجاره. ومُضَبَّر یَعْنِی رأسَهَا کأنه قبْر. والأرْکاح : الآساس والأرکانُ والنَّواحی.

قال : ورواه بعْضُهم :

* ألا تَرَی ما غَشِیَ الأکْراحا*

قال : وهی بیوت الرُّهْبان قُلت : ویقال لها : الأُکْیَراحُ ، وما أراها عربیَّه.

أبو عُبید عن أبی عُبیْده : الرُّکْحه : البقِیَّه من الثَّرِید تبْقی فی الجفْنه ، ومنه قیل للجَفنه المُرْتَکِحه إذا اکْتَنَزَت بِالثَّرید.

ص: 61

ویقال : إنَّ لفلان ساحهً یتَرَکَّحُ فیها أی یَتوسَّع.

وفی النودار : تَرَکَّح فلان فی المعِیشه إذا تَصَرّف فیها.

وتَرَکَّح بالمکان تَلبَّث به.

ورکَحَ الساقی علی الدَّلْوِ إذا اعْتَمد علیها نَزْعاً ، والرّکْحُ : الاعْتماد.

وأنْشَدَ الأصْمَعِیّ :

فصادفْتَ أهْیَفَ مثل القِدْحِ

أجْرَدَ بالدَّلْو شَدید الرّکْحِ

ح ک ل
اشاره

حکل ، حلک ، کلح ، کحل ، لحک ، لکح : مستعملات.

کحل

قال اللیْث : الکُحْل : ما یُکْتَحل به.

والمِکْحال : المِیلُ تُکْحلُ به العیْنُ من المُکْحُله.

وقال ابن السکیت : ما کان علی مِفْعَل ومِفْعَله مما یُعتمَل به فهو مکسور المیم مثل مِخْرز ومِبضع ومِسلّه ومِرْدَعه ومِخلاه إلَّا أَحْرفاً جاءتْ نوادر بضمِّ المیم والعین وهی : مُسْعُط ومُنْخُل ومُدْهُن ومُکحُله ومُنْصُل.

وقال اللیث : الکَحَل : مصدر الأکْحَل والکَحْلاء من الرجال والنساء : وهو الذی یعلُو مَنابتَ أشفاره سوادٌ خِلقه من غیر کُحْل وأنشد :

* کأن بها کُحْلاً وإن لم تُکَحَّلِ *

والأکحلُ : عِرْقُ الید یسمَّی أکحَلاً وفی کلِّ عضو منه شُعبه له اسم علی حِدهٍ ، فإذا قُطع فی الید لم یرقأ الدَّمُ.

قال : والکَحْل : شِده المَحْل ، یقال : أصابهم کَحْل ومَحْل.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : صَرَّحَت کَحْلُ غَیر مُجْرًی ، وکَحَلَتهم السنون.

وأنشد :

قومٌ إذا صرَّحَتْ کَحْلٌ بیوتُهم

مأْوَی الضَّرِیکِ ومأْوَی کلِّ قُرضوبِ

فأجراه الشاعر لحاجته إلی إجرائه.

ثعلب عن سَلَمه عن الفراء : اکتَحَل الرجل إذا وقع فی شِده بعد رخاء.

اللیث : الکُحَیْل : ضرب من القَطِران.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : الکُحَیْل : الذی یُطلَی به الإبل للجرَب هو النِّفْط. قال : والقَطِران إنما هو للدَّبَر والقِرْدان.

وقال الفراء : یقال : عَیْن کَحِیل بغیر هاء : مکحوله.

والکحلاء : نَبْتٌ من العُشب معروفٌ. أبو عُبید : یقال لفلان کُحْل ولفلان سَوادٌ أی مال کثیر. قال : وکان الأصمعیّ : یتأوَّلُ فی سواد العراق أنه سُمی به للکثره. وأما أنا فأحسبُه للخُضْره.

ومن أمثال العرب القدیمه قولُهم فی التَّساوِی «باءَتْ عَرَارِ بکَحْل» وهما بقرتانِ کانتا فی بنی إسرائیل وقد مر تفسیرُهما.

حکل

أبو العباس عن ابن الأعرابی : فی لسانه حُکْلَه : أی عُجْمه وقد أَحکَل الرجل علی القَوْم إذا أَبَّرَ علیهم شرّاً. وأنشد :

أَبَوْا علی الناس أبَوْا فأحْکَلوا

تأْبَی لهم أُرُومه وأوَّلُ

ص: 62

یبْلَی الحدیدُ قبلها والجَنْدَلُ

سَلَمه عن الفراء قال : أَشْکَلت عَلَیَّ الأخبارُ وأَحْکلَت وأعْکلَتْ واحْتکلَتْ أی أشکلَتْ.

وقال ابن الأعرابیّ : حَکَل وأَحْکل وعَکل وأَعْکَل واعْتکل واحْتکَل بمعنًی واحد.

أبو عُبید عن الأصمعیّ : فی لسانِه حُکلَهٌ أی عُجمهٌ.

وقال شمر : الحُکلُ : العُجمُ من الطیور والبهائم. وقال رؤبه :

لو أننی أُعْطِیتُ عِلمَ الحُکْلِ

عِلْمَ سلَیمان کلامَ النَّمل

ثعلب عن ابن الأعرابیّ قال : الحاکِل : المُخمِّن.

لحک

قال اللیث : اللَّحْک : شده لأْم الشیء بالشیء. تقول : لُوحِکَت فَقار هذه الناقه.

أی دُوخِل بعضُها فی بعض ، والملاحَکه فی البُنیان وغیره ملاءَمه. وقال الأعشی یصف ناقه :

ودَأْیَاً تَلاحَک مثل الفُؤو

س لَاحَمَ فیه السَّلیلُ الفَقَارا

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال : لَحِکَ العسلَ یلْحَکه إذا لَعِقه. وأنشد :

* کأنما ألحَک فاه الرُّبا*

وسمعت العرب تقول : الدابَّه تکونُ فی الرمل تشبه السَّمکه البَیْضاء کأنها شَحْمه مُشربه حُمْره فإذا أحَسَّت بإنسان دارت فی مکانها وغابت. ویقال لها : بِنْت النَّقَا ویشبه بها بَنانُ العذارَی ، وتسمی الحُلَکه واللُّحَکه ، وربما قالوا لها اللُّحَکاء ویقال لها الحُلَکاء.

أبو عُبید عن أبی عمرو قال : المُتلاحِکه : الناقه الشدیدهُ الخَلْق ، والمحبوکه مِثلُها لأنها أُدْمِجَت إدماجاً.

حلک

قال اللیث : الحَلَک : شده السّوادِ کلَون الغُرابِ. تقول : إنه لأشدُّ سواداً من حَلَک الغُراب. ویقال للأسود الشدید السواد : حالکٌ وحُلْکوک ، وقد حَلَک یحلُک حُلوکا.

ابن السکت عن ابن الأعرابی : أسْوَد حالک وحانِک ومُحْلَوْلک. وأسْودُ مثلُ حَلَکِ الغُراب وحَنکِ الغراب ، وحُلْکوک ومُحْلَنْکک ، والحُلَک : دابَّه قد مرَّ تفسیرُها.

کلح

اللیث : الکُلوح : بُدوّ الأسنان عند العبوس ، وقد کلَح کُلوحاً ، وأکلَحَه الأمرُ وقال الله : (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِیها کالِحُونَ) [المؤمنون : 104].

قال أبو إسحاق : الکالحُ : الذی قد قَلَصَت شَفَتُه عن أسنانه نحو ما تری من رؤوس الغَنم إذا بَرَزت الأسنانُ وتشمَّرَتِ الشِّفاه.

قلت : وفی بَیْضاء بنی جَذِیمه ماءٌ یقال له کلح وهو شَروب علیه نَخل بَعْل قد رَسَخَتْ عروقُها فی الماء.

ودَهْر کالِح وکُلاح : شدید. وقال لبید :

* وعِصْمهً فی السَّنَه الکُلاح *

وسَنهٌ کَلاحِ علی فَعَالِ بالکسر إذا کانت مُجْدبه.

وسمِعْتُ أعرابیّاً یقول لجمل رَغُوٍّ قد کَشَّر عن أنیابه : «قَبَحَ الله کلَحَته». یعنی فَمَه

ص: 63

وأنیابَه.

وقال أبو زید : تَکَلَّحَ البرْقُ تَکلُّحا وهو دوامُ برقِه واسْتِسْراره فی الغَمامه البَیْضاء وهذا مثل قولهم : تَکلَّح إذا تبسَّم ، وتبسَّمَ البرْقُ مثلُه.

لکح

ابن دُرید : لَکَحَه یلکَحُه لکحاً إذا ضربَه بیدِه شَبیهٌ بالوَکْز. وأنشد :

یَلْهَزُه طَوْراً وطَوْراً یَلکَحُ

حتی تراهُ مائلاً یُرَنَّح

ح ک ن
اشاره

حنک ، نکح : [مستعملات].

نکح

قال اللیث : تقول : نکحَ فلان امرأه یَنکِحُها نِکاحاً إذا تزوَّجَها ، ونکَحَها إذا باضَعَها ینکِحُها أیضاً ، وکذلک دَحَمَها وخَجَأَها وقال الأعشی فی نَکَحَ بمعنی تزوَّج :

ولا تَقَرَبَنَّ جارهً إنَّ سِرَّها

علیک حرامٌ فانکِحَن أو تأَبَّدَا

قال : وامرأهٌ ناکحٌ _ بغیر هاء _ : ذاتُ زَوْج. وأنشد :

أحاطت بخُطَّاب الأیامَی فَطُلِّقت

غداتَئِذٍ منهن مَن کان ناکحا

ویجوز فی الشعر ناکحه. وقال الطِّرِماح :

ومِثلُکَ ناحت علیه النسا

ءُمن بَینِ بِکْرٍ إلی ناکحه

قال : وکان الرجل یأتی الحَیَّ خاطباً فیقوم فی نادِیهم فیقول : خِطْبٌ أی جئت خاطباً ، فیقال له : نِکْحٌ أی قد أنکَحْناک.

وقال الله جلّ وعزّ : (الزَّانِی لا یَنْکِحُ إِلَّا زانِیَهً) و (الزَّانِیَهُ لا یَنْکِحُها إِلَّا زانٍ) [النُّور : 3] تأوِیلُه لا یتزوجُ الزانی إلا زانیه وکذلک الزانیه لا یتزَوَّجُها إلا زانٍ.

وقد قال قوم : معنی النِّکاح هاهنا الوطء ، فالمعنی عندهم الزّانی لا یطأ إلا زانیه ، والزانیهُ لا یطؤها إلّا زانٍ ، قال : وهذا القول یَبْعُد ، لأنه لا یُعرفُ شیءٌ من ذِکْر النِّکاح فی کتاب الله إلا علی معنی التزویج. قال الله تعالی : (وَأَنْکِحُوا الْأَیامی مِنْکُمْ) [النُّور : 32]. فهذا تزوِیجٌ لا شکَّ فیه.

وقال الله جلّ وعزّ : (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا نَکَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) [الأحزَاب : 49] فأعلم أنَّ عقد التزویج یسمی النِّکاح ، وأکثرُ التفسیر أن هذه الآیه نزلت فی قوم من المسلمین فقراء بالمدینه وکان بها بَغَایا یَزْنین ویأخُذْن الأُجْره فأرادُوا التزوُّج بهن وعَوْلَهن فأنزل الله تحریم ذلک.

ویقال : رجل نُکَحَهٌ إذا کان کثیر النِّکاح.

قلت : أصلُ النِّکاح فی کلام العرب الوطْء ، وقیل للتزوُّج نِکاح لأنه سببُ الوطء المُباح.

وقال أبو زید : یقال إنه لنُکَحَه من قوم نُکَحاتٍ إذا کان شدید النِّکاح.

ویقال : نَکَحَ المطَرُ الأرضَ إذا اعْتَمد علیها. ونَکَحَ النّعاسُ عَیْنه وناکَ المطرُ الأرض. وناکَ النعاسُ عینَه إذا غلب علیها.

حنک

یقال : أَسْود حانِکٌ وحالِکٌ أَیْ شَدیدُ السَّوادِ. وحَنَکُ الغُراب منقارُهُ.

ص: 64

والحَنَک : الجماعه من الناسِ ینتجِعون بلداً یَرْعَوْنه. یقال : ما ترک الأحْنَاکُ فی أَرْضِنا شیئاً یَعْنُون الجماعات الماره.

وقال أبو نُخَیْلَه :

إنا وکُنَّا حَنَکاً نَجْدِیّا

لمَّا انْتَجَعْنا الوَرَقَ المَرْعِیَّا

فلم نجد رُطْباً ولا لَوِیّا

ثعلب عن ابن الأعرابی : قال : الحَنَکُ : الأسفَلُ ، والفُقْمُ : الأعْلَی مِن الفم.

یقال : أخذ بفُقْمِه.

وقال اللیث : الحَنَکانِ للأعْلی والأسفل.

فإذا فَصَلُوهُما لم یکادوا یقولون للأعْلَی حَنَک.

وقال حُمَیْدٌ یصف الفیلَ :

فالحَنَکُ الأعْلی طُوالٌ سَرْطَمُ

والحَنَکُ الأسفل منه أَفْقَمُ

یرید به الحَنَکَیْنِ.

وقول الله جلّ وعزّ : (لَأَحْتَنِکَنَ ذُرِّیَّتَهُ إِلَّا قَلِیلاً) [الإسرَاء : 62].

قال الفراء : یقول : لأسْتَوْلِیَنَّ علیهم إلا قلیلاً ، یعنی المعصومین.

وقال محمد بنُ سَلَّام : سألتُ یونُسَ عن هذه الآیه فقال : یقال : کأن فی الأرض کَلأً فاحتنَکه الجَرادُ أی أتی علیه. ویقول أحَدُهُم : لم أجد لِجاماً فاحْتَنَکتُ دَابَّتِی أی ألقیتُ فی حَنَکها حَبْلا وقدته به.

وقال الأخفش فی قوله تعالی : (لَأَحْتَنِکَنَ ذُرِّیَّتَهُ). قال : لأستأصِلَنَّهُم ولأستَمِیلَنَّهُمْ.

واحتنَک فلانٌ ما عند فلانٍ أی أخذه کله.

وأخبرنی المُنذرِیُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی أنشده لزَبَّان بن سَیَّار الفزَاری :

فإن کنتَ تُشْکَی بالجِماحِ بن جعفر

فإنَّ لدَینا مُلْجِمِینَ وحانِک

قال تُشْکی : تُزَنّ. وحانک : مَن یدقّ حنَکه باللِّجَام.

سَلَمهُ عن الفراء : رجل حُنُک وامرأه حُنُکَه إذا کانا لبیبَین عاقلین.

وقال : رجل مُحَنَّک وهو الذی لا یُسْتقلُّ منه شیء مما قد عضَّته الأمور.

والمُحْتَنِک : الرجل المتناهِی عقلُه وسِنُّه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحُنُک : العُقلاء.

والحُنُک : الأکَلَه من الناس.

والحُنُک : خشب الرَّحْل.

قلت : الحُنُک : العقلاءُ ، جمع حَنِیکٍ.

یقال : رجل مَحْنوک وحَنِیک ومُحْتَنِک ، ومُحْتَنَک إذا کان عاقلاً. وقوله : الحُنُک : الأکله من الناس جَمْع حانک وهو الآکِلُ بحَنَکه. وأما الحُنُک : خشب الرّحْل فجَمْع حِناکٍ.

أبو عُبید عن الأصمعی یقال للقِدَّهِ التی تَضُمُّ العَرَاصیفَ : حُنْکه وحِناک.

اللیث : یقال حَنَکَتُه السِّن إذا نبتت أسنانُه التی تسمی أسنان العقل.

ثعلب عن ابن الأعرابی : جرَّذَه الدهر ودَلَکَه ووَعَسَه وحَنَّکه وعَرَکه ونَجَّذَه بمعنی واحد.

وقال اللیث : یقولون : هم أهل الحُنْک والحِنْک والحَنَک والحُنْکه أی أهل السن

ص: 65

والتجارب. قال : والتَّحْنیک : أن تُحَنَّک الدابهَ : تَغرِز عوداً فی حَنَکه الأعلی أو طرَف قرن حتی یُدْمیه لحَدَثٍ یحدث فیه.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم أنه کان یُحنِّک أولاد الأنصار. قال : والتَّحْنِیک أن یَمْضُغ التمر ثم یَدْلِکه بحَنک الصبیّ داخلَ فیه ، یقال منه حَنَّکْتُه وحَنَکتُه فهو مَحْنوک ومُحَنَّک. قال ذلک شَمِر.

ویقال : اسْتَحْنک الرجل إذا اشتد أکْله بعد قِلَّه.

والحِناک : وثاق یُرْبَط به الأسیر وهو غلٌّ کلما جُذِب أصاب حَنَکه.

وقال الراعی یَذکر رجلاً مأسوراً :

إذا ما اشتکی ظُلْمَ العشیره عَضَّه

حِناکٌ وقَرّاصٌ شدید الشکائم

وقال أبو سعید : یقال : أحنَکهم عن هذا الأمر إحناکا وأحکمَهم أی رَدَّهم.

قال : والحَنَکه : الرابیه المشرفه من القُفِّ یقال : أَشرِف علی هاتیک الحنکه ، وهی نحو الفَلَکَه فی الغِلَظ.

وقال أبو خیره : الحَنَک : آکام صغار مرتفعه کرِفعهِ الدّار المرتفعه ، وفی حجارتها رَخاوه وبیاضٌ کالکَذَّان.

وقال النضر : الحَنَکه : تَلٌّ غلیظ وطوله فی السماء علی وجه الأرض مثل طول الرَّزن وهما شیءٌ واحد.

باب الحاء والکاف مع الفاء
ح ک ف
اشاره

استعمل من وجوهه : کفح ، کحف ، حکف.

کفح

قال اللیث : المُکافَحَه : مُصادَفَه الوَجْه مُفاجأه وأنشد :

أَعاذِلَ مَنْ تُکْتَبْ له النّارُ یَلْقَهَا

کِفاحاً ومَنْ یُکْتَب له الخُلْدُ یَسْعَد

قال وتقول فی التَّقْبِیل : کافَحَها کِفاحاً غَفْلَهً وِجاهاً. قال : المُکافَحَهُ فی الحَرْبِ : المضارَبَه تِلْقاءَ الوُجُوه. وفی حدیث أبی هُرَیره أنَّه سُئِل : أَتُقَبِّلُ وأنت صائم؟ فقال : نعم وأَکْفَحُها ، وبعضهم یَرْویه وأَقْحَفُها. قال أبو عُبَیْد : مَنْ رواه أَکْفَحُها أراد بالکَفْح اللِّقاءَ والمُباشره لِلْجِلْد.

وکلّ مَنْ واجَهْتَه ولَقیته کَفَّهَ کَفَّه فقد کافَحْتَه کِفاحاً ومُکافَحَه.

وقال ابْنُ الرِّقاع :

تکافِحُ لَوْحاتِ الهَواجِر والضُّحَی

مکافَحَهً للمَنْخَرَیْنِ ولِلْفَم

قال : ومَنْ رَوَی أَقْحَفُها أَرادَ : شُرْبَ الرِّیق. من قَحَفَ الرجلُ ما فی الإناء إذا شَرِبَ ما فیه.

أبو عُبَید عن الکسائی : لقِیتُه کِفاحاً أی مُواجَهَه.

وقال شمر : کَفِحَ فلانٌ عَنِّی أی جَبُن.

والمُکافحه : المُواجهه بضَرْب أو بِشیء. تقول : کافَحْتُ فلاناً بالسَّیف أی واجَهْتُه. وکافَحْتُه أی قبَّلْتُه. وأَکْفَحْتُه عَنِّی أی رَدَدْتُه وجَبَّنْتُه عن الإقْدامِ عَلَیّ.

أبو عُبَید عن الفَرَّاء : کفَحْتُه بالعَصا بالحاء أی ضَرَبتُه. وقال شَمِر : الصّوابُ کفَخْته بالخاء. قلت أنا : کفَحْتُه بالعصا والسَّیْف

ص: 66

إذا ضربْتُه مُواجَهَه ، صَحِیحٌ ، وکَفَخْتُه بالعصا إذَا ضَرَبْتَه لا غیر.

أبو عُبَید عن الأصمعی : أکْفَحْتُ الدَّابَّه إذا تَلَقَّیْتَ فاهَا باللِّجام تَضْربُه به ، وهو من قولهم : لَقِیتُه کِفاحاً أی اسْتَقْبَلْته کَفَّه کَفَّه.

وقال ابن دُرَیْد : کَفَحْت الشیءَ ، وکَثَحْتُه إذا کشفت عنه غِطاءه.

وقال ابن شُمَیلٍ فی تفسیر قوله : «أعطیت محمداً کفاحاً أی کثیراً من الأشیاء من الدنیا والآخِرَه.

وفی «النوادر» : کَفْحَهٌ من الناس وکَثْحَهٌ أی جَماعه لیْسَت بِکَثِیرَه.

حکف

أهمله اللیث. وروی أبو عمرو عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحُکوفُ : الاسْتِرْخاءُ فی العَمَل.

کحف

أهمله اللیث : وقال ابنُ الأعرابی : الکُحوفُ : الأعْضاء وهی القُحُوف.

ح ک ب
اشاره

حبک ، کحب ، کبح : [مستعملات].

حبک

قال اللیث : حَبَکْتُه بالسّیْف حَبْکا وهو ضَرْب فی اللَّحْم دُونَ العَظْم.

ابن هانیء عن أبی زید : یقال حَبَکْتُه بالسَّیْف حَبْکاً إذا ضَرَبْتَه به.

اللیث : إنَّه لمَحْبوکُ المَتْن والعَجُز إذا کان فیه اسْتِوَاء مع ارتِفَاع ، وأنشد :

علی کُل مَحْبوک السَّرَاهِ کأَنَّه

عُقابٌ هَوَتْ من مَرْقَبٍ وتَعَلَّتِ

وقال غیره : فرسٌ مَحْبوکُ الکَفَلِ أی مُدْمَجُه. قال لبید :

* مُشْرِفُ الحارِکِ مَحْبوکُ الکَفَل*

وقال الفرّاء فی قول الله جلّ وعزّ : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُکِ) [الذّاریَات : 7]. قال : الحُبُک : تَکسُّر کلِّ شیء کالرَّمْله إذا مَرَّت علیْهَا الرِّیحُ الساکنهُ والماء القَائم ، والدِّرْع من الحَدِید لها حُبُک أیضاً. قال : والشَّعْرَهُ الْجَعده تکسُّرها حُبُک ، وَوَاحِدُ الحُبُک حِباک وَحَبِیکَهٌ. وروی الثورِیُّ عن عطَاء عن سَعید بن جُبَیْر عن ابن عباس فی قوله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُکِ) [الذّاریَات : 7] : ذات الخَلْق الحسن. قال أبو إسحاق :

وأهل اللّغه یقولون : ذات الطرائق الحسنه.

قال : والمَحْبوک : ما أُجید عَمَلُه. وقال شَمِر : دابّه مَحْبوکَه إذا کانت مُدْمَجَه الخَلْق.

وقال اللیث : الحِبَاکُ : ربَاطُ الحظیره بقصبات تُعَرَّضُ ثم تُشَدّ. تقول : حَبَکْتُ الحَظِیرَهَ کما تُحْبَک عُرُوش الکرْم بالحِبَالِ.

قال : وحَبِیکُ البَیْضِ للرأس : طرائق حَدِیده ، وأنشد :

والضارِبُون حَبِیکَ البَیْضِ إذْ لَحِقُوا

لا یَنْکُصُون إذا ما استُلحِمُوا وحَموا

وکذلک طَرائِقُ الرَّمْلِ مِمَّا تَحْبکه الرِّیَاحُ إذا جَرَت علیه.

ورُوِی عن عائِشَه أنَّها کانت تَحْتَبِک تحت دِرْعها فی الصَّلاه.

قال أبو عُبَید : قال الأصمعی : الاحتباک : الاحتِباءُ لم یُعرف إلا هذا. قال أبو عُبَید : ولیس للاحْتِبَاء

ص: 67

ههنا معنی ، ولکن الاحْتِباک شَدُّ الإزار وإحکامه ، أرَادَ أنها کانت لا تُصلّی إلّا مُؤتَزِرَه.

قال : وکلُّ شیء أَحْکَمْتَه وأَحْسَنْتَ عَمَلَه فقد احْتَبَکْتَه. قال : ویقال : للدَّابَّه إذا کان شدید الْخلْق مَحْبُوک.

قلت : الذی روَاهُ أبو عُبید عن الأصمعی فی الاحْتِباک أنه الاحْتِباءُ غَلَطٌ والصواب الاحْتِیاک بالیَاءِ. یقال : احْتَاکَ یَحْتَاکَ احْتِیاکاً وتَحَوَّکَ بِثَوْبِهِ إذا احْتَبَی به ، هکذا رواه ابن السکیت وغیره عن الأصمعی بالیاء.

قلت : الذی یسبِقُ إلی وهمی أن أبا عبید کتب هذا الحرف عن الأصمعی بالیاء ، فزلّ فی النقط وتَوهَّمَه باء ، والعالم وإن کان غایه فی الضبط والإتقان فإنه لا یکاد یخلو من زله ، والله الموفق للصواب.

وقال شمر : الحُبْکَهُ. الحُجْزَهُ ومنها أُخِذَ الاحْتِبَاکُ بالباء وهو شَدُّ الإزار.

وحکی عن ابن المبارک : أنه قال : جعلت سِوَاکی فی حُبْکَتِی. أی فی حُجْزَتی.

وقال غیره : التَّحْبِیکُ : التوثیق وقد حَبَّکْتُ العقده أی وثَّقْتُها.

وقال اللیث : یقال : ما طَعِمْنَا عنده حَبَکه ولا لَبَکه. قال وبعض یقول : عَبَکه قال : والعَبَکه والحَبَکهَ : الحَبَّه من السَّوِیق.

واللَّبَکَه : اللقمه من الثَّرِیدِ. قلت : ولم أسمع حبکه بمعنی عَبَکه لغیر اللیث ، وقد طلبته فی باب العین والحاء لأبی تراب فلم أجده. والمعروف : ما فی نِحْیِه عبکه ولا عَبَقَه أی لَطْخ من السمن أو الزیت من عَبِقَ به وعَبِکَ به أی لصق به.

کحب

قال اللیث : الکَحَب بلُغَه أهل الیمن النَّوْرَه.

والحَبَّهُ منه کَحْبَهٌ. قلت : هذا حرف صحیح. وقد رواه أحمد بن یحیی عن ابن الأعرابی قال : ویقال : کحَّب العِنَبُ إذا انعقد.

وقال ابن درید : الکَحْبُ والکَحْمُ : الحِصْرِمُ لغه یمانیه.

وروی سَلَمه عن الفراء : یقال : الدراهم بین یدیه کاحِبَه إذا واجهتک کثیره. قال : والنار إذا ارتفع لهبُهَا فهی کاحِبه.

کبح

قال اللیث : الکَبْح : کَبْحُک الدابهَ باللجام. وقال غیره : کَبَحه عن حاجته کَبْحاً إذا ردَّه عنها ، وکبح الحائطُ السهمَ کَبْحاً إذا أصاب الحائط حین رمی به فرده عن وجهه ولم یَرْتَزَّ فیه.

وقیل لأعرابی : ما للصَّقرِ یُحِبّ الأرنب ما لا یحب الخَرَب؟ فقال : لأنه یکْبَحُ سَبَلَته بذَرْقِهِ فَیَرُدّه.

حکی ذلک الأصمعی ، ثم قال : رأیت صقراً کأَنما صُبَّ علیه وِخاف خِطْمِیٌّ من ذَرْق الحُبَارَی.

قال : والکابحُ : مَن استقبلک مما یُتَطَیَّرُ منه من تَیْسٍ وغیره ، وجمعه کوابِحُ. قال البَعِیثُ :

* ومُغْتدیاتٍ بالنُّحوس کَوَابِح *

ح ک م
اشاره

حکم ، حمک ، کمح ، کحم ، محک : مستعملات.

ص: 68

حکم

قال اللیث : الحَکَم : الله تبارک وتعالی ، وهو أحکم الحاکمین ، و (هُوَ الْحَکِیمُ) (... لَهُ الْحُکْمُ).

قال : والحُکم : العِلم والفِقْه (وَآتَیْناهُ الْحُکْمَ صَبِیًّا) [مریَم : 12] أی عِلْماً وفِقهاً ، هذا لِیَحْیَی بن زکریَّا. وکذلک قوله :

* الصَّمت حُکم وقلیل فاعله*

والحُکم أیضاً : القضاءُ بالعدل. وقال النَّابِغَه :

واحکُم کحُکْم فتاه الحیِّ إذ نظرت

إلی حَمام سِراعٍ وارِدِ الثَّمَد

قلت : ومن صفات الله : الحَکَم ، و (الْحَکِیمُ) والحاکِمُ وهو أحکم الحاکمین ، ومعانی هذه الأسماء متقاربه والله أعلم بما أراد بها ، وعلینا الإیمان بأنها من أسمائه ، والحکیم یجوز أن یکون بمعنی حاکِم ، مثل قدیر بمعنی قادر وعلیم بمعنی عالم. والعرب تقول : حَکَمْت وأَحْکمتُ وحکَّمت بمعنی مَنَعْت ورددت ، ومن هذا قیل للحاکم بین الناس حاکم : لأنه یمنع الظالم من الظلم. وأخبرنی المنذری عن أبی طالب أنه قال فی قولهم : حَکَم الله بیننا ، قال الأصمعی : أصل الحُکومه ردُّ الرجُل عن الظلم ، ومنه سُمِّیت حَکَمهُ اللِّجام : لأنها تَرُدُّ الدَّابَّه. ومنه قول لبید :

أحکمَ الجِنْثِیَّ من عَوْراتِها

کلُّ حِرْباءٍ إذا أُکْرِه صَلّ

والجِنْثِیُّ : السیف ، المعنی ردَّ السیفَ عن عَوْرَاتِ الدِّرع وهی فُرَجُها کلُّ حِرْباء ، وهو المِسْمار الذی یُسَمّر به حَلْقُها. ورواه غیره :

أحکم الجِنْثِیُّ من عَوْراتِها

کُل حِرباء ...

المعنی أحرَزَ الجِنْثِیُّ وهو الزَّرَّاد مسامیرها ومعنی الإحکام حینئذٍ الإحْرازُ.

وأخبرنی المُنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی أنه قال : حَکَم فلانٌ عن الشیء أی رجع ، وأحْکَمْتُه أنا أی رَجَعْتُه قلتُ : جعل ابن الأعرابی حکم لازماً کما تری کما یقال : رَجَعتُه فرجعَ ونقصتُه فنقصَ ، وما سمعت حکم بمعنی رجع لغیر ابن الأعرابی ، وهو الثِّقَهُ المأمون.

أبو عُبید : عن أبی عُبیده : حَکَمتُ الفرس وأَحْکمتُه بالْحکَمه ، وروینا عن إبراهیم النَّخَعِی أنه قال : حکِّم الیتیم کما تُحکِّم وَلَدَک.

قال أبو عُبید : قوله : حَکِّم الیتیم أی امْنَعْه من الفساد وأصلِحْه کما تُصْلِح ولدَک وکما تمنعه من الفساد.

قال : وکلُّ مَنْ منعتَه من شیء فقد حَکّمْتَه وأَحْکَمْتَه.

قال جریر :

بنی حنیفه أَحْکِمُوا سُفهاءَکم

إنِّی أَخَافُ علیکم أنْ أَغْضبا

یقول : امْنَعوهم من التعرُّض.

قال : ونَری أنَ حَکَمَه الدابه سُمِّیت بهذا المعنی : لأنها تمنع الدابه من کثیر من الجهل.

وأما قول الله جلّ وعزّ : (الر کِتابٌ أُحْکِمَتْ آیاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَکِیمٍ خَبِیرٍ) [هُود : 1] فإن التفسیر جاء أنه أُحْکِمَت آیاته

ص: 69

بالأمر والنهی والحلال والحرام ، ثم فُصلت بالوعد والوعید ، والمعنی والله أعلم أن آیاته أُحْکِمَت وفُصِّلت بجمیع ما یُحتاج إلیه من الدّلاله علی توحید الله وتثبیت نُبُوّه الأنبیاء وشرائع الإسلام ، والدلیلُ علی ذلک قول الله جلّ وعزّ : (ما فَرَّطْنا فِی الْکِتابِ مِنْ شَیْءٍ) [الأنعَام : 38].

وقال بعضهم : الحکیم فی قول الله : (الر تِلْکَ آیاتُ الْکِتابِ الْحَکِیمِ) [یُونس : 1] إنّه فَعِیل بمعنی مُفْعَل واسْتَدل بقوله جلّ وعزّ : (الر کِتابٌ أُحْکِمَتْ آیاتُهُ).

قلت : وهذا إن شاء الله کما قیل : والقرآن یُوضِّح بعضُه بعضاً ، وإنما جَوَّزنَا ذلک وصوبناه : لأن حَکَمْتُ یکون بمعنی أَحْکَمْت فرُدَّ إلی الأصل والله أعلم.

وروی شمر عن أبی سعید الضَّریر أنه قال فی قول النَّخَعِیِ : حَکِّم الیتیم کما تُحَکِّم ولدَک معناه حَکِّمْه فی ماله ومِلْکهِ إذا صَلَح کما تُحَکِّم ولدَک فی مِلْکه.

قال : ولا یکون حَکَّم بمعنی أحکم لأنهما ضدَّان.

قلت : والقول ما قال أبو عُبید ، وقول الضریر لیس بالمَرْضِیّ.

وأما قولُ النابغه :

* واحکم کحکم فتاهِ الحَیِّ*

فإن یعقوب بن السِّکِّیت حکی عن الرُّواه أن معناه کُنْ حَکِیماً کفتاه الحَیِّ أی إذا قُلت فأَصِبْ کما أصابت هذه المرأهُ إذْ نظرتْ إلی الحمَام فأَحْصَتْها ولم تُخْطِیء فی عَدَدها.

قال : ویَدُلّک علی أن معنی احکم أی کُن حکیماً قولُ النَّمِر بن تَوْلَب :

وأبغِضْ بغِیضَک بُغْضاً رُوَیداً

إذا أنت حاولت أن تَحْکُما

یرید إذا أردت أن تکون حکیما فکن کذا ولیس من الحُکم فی القضاء فی شیء.

وقال اللیث : یقال للرجل إذا کان حکیما : قد أَحْکَمَتْه التجارب.

قال : واسْتَحْکَمَ فُلانٌ فی مال فلان إذا جَاز فیه حُکْمه. والاسم الحُکومه والأُحْکُومهُ وأنشد :

ولَمِثلُ الذی جَمَعت لریبِ الده

ر یأبی حکومهَ المُقتالِ

أی یأبی حُکومهَ المُحْتکِم علیک وهو المُقْتَال.

قلت : ومعنی الحُکومه فی أَرْش الجراحات التی لیس فیها دِیَهٌ معلومه أن یُجْرحَ الإنسانُ فی موضع من بدنه بما یبقی شَیْنُه ولا یُبطِل العُضوَ فیقتاسُ الحاکم أرْشَه بأن یقول : هذا المجروح لو کان عبداً غیر مَشِین هذا الشَّیْنَ بهذه الجراحه کان قیمته ألفَ درهم ، وهو مع هذا الشَّیْن قِیمَتُه تِسْعُ مائه درهم ، فقد نقصه الشَّیْنُ عُشْرَ قیمته فیجبُ علی الجارح فی الحُرّ عُشرُ دِیَتِه. وهذا وما أشبهه معنی الحُکومه التی یستعملها الفُقَهاءُ فی أرش الجِراحات فاعْلَمه.

وقال اللیث : التَّحکیمُ : قول الحَرُورِیَّه لا حُکْمَ إلا لله ولا حَکَمَ إلا الله. ویقال :

ص: 70

حَکَّمْنَا فلانا بیننا أی أَجَزْنا حکمه بیننا. وحاکمنا فلاناً إلی الله أی دعوناه إلی حکم الله.

قال اللیث : وبلغنی أنه نُهِی أن یُسَمَّی الرجلُ حَکَماً. قلت : وقد سمَّی الناس حکیماً وَحَکَماً وما علمت النَّهی عن التسمیه بهما صحیحاً.

وقال اللیث : حَکَمهُ اللِّجامِ : ما أَحاطَ بحَنَکَیْه وفیهما العِذَاران سُمِّی حَکَمَهً : لأنه یَمْنَعُ الدّابه من الجَرْی الشَّدِید.

قال : وفَرسٌ مَحْکومهٌ : فی رَأسها حَکَمَه ، وأنشد :

* محکومه حَکمات القِدِّ والأَبَقَا*

ورواه غیرُه :

* قد أُحْکِمَت حَکماتِ القِدِّ والأبَقَا*

وهذا یدل علی جَواز حَکَمْتُ الفَرَس وأَحْکَمْتُه بمعنی واحد.

وقال اللَّیْث : وسَمَّی الأعْشی القَصِیدَه المُحْکَمه حَکیمه ، فقال :

وغَرِیبَهٍ تَأتی المُلوکَ حَکِیمهً

قد قُلْتُها لیُقالَ مَنْ ذا قالَها

وقال ابن شُمَیْل : الحَکَمه : حَلْقه تکون علی فَمِ الفرس.

ثعلب عن ابن الأعْرابی : قِیلَ للْحاکم حاکِمٌ لأنّه یَمْنَعُ من الظُّلْمِ.

قال : وحکَمْتُ الرَّجل وأَحْکَمْتُه وحَکَّمْتُه إذا مَنَعْتَه.

قال : وحَکَم الرجلُ یَحْکُم حُکْماً إذا بَلَغ النِّهایَه فی مَعْناه مَدْحاً لازِماً! وقال مُرَقِّش :

یأتِی الشَّبابُ الأَقْوَرِین وَلَا

تغْبِط أخاکَ أَنْ یُقَالَ حَکَم

أی بَلَغ النهایه فی معناه.

قال : والمُحَکِّم الشَّارِی. والمُحَکِّم : الذی یحکم فی نَفْسه.

وقال شَمِر : قال أبو عَدْنان : اسْتَحْکَم الرجل إذا تَناهَی عما یَضُرُّه فی دینه أَوْ دُنْیاه وقال ذُو الرُّمَّه :

لَمُسْتَحْکِمٌ جَزْلُ المُروءَهِ مُؤْمِنٌ

من القوْم لا یَهْوَی الکلَامَ اللَّواغِیا

قال : ویقال : حَکَّمْتُ فُلانا أی أَطْلَقْتُ یَدَه فیما شاء.

ثعلب عن ابْن الأعرابی قال : الحَکَمَهُ : القُضَاهُ ، والحَکَمَهُ : المُسْتَهْزِئون.

حمک

قال اللیث : الحَمَکُ من نعت الأَدِلَّاءِ تقول : حَمِک یَحْمَکُ.

أبو عُبَید عن أبی زَیْد : الحَمَکَه : القَمْلَه ، وجمعها حَمَک.

وقال : قد یُقْتاسُ ذلک لِلذَّرَّه ومن ذلک قِیلَ للصبیان : حَمَک صِغار.

وقال الأصمعی : إنَّه لمن حَمَکِهم أی من أَنْذَالِهم وضُعَفائهم.

والفراخ تدعی حَمَکاً.

وقال الرَّاعی یصف فِراخَ القطا :

صَیْفِیَّهٌ حَمَکٌ حُمْرٌ حَواصِلُها

فما تکادُ إلَی النَّقْناقِ تَرْتفِع

أی لا تَرْتَفِعُ إلی أُمَّهاتِها إذا نَقْنَقَتْ. وقَوْل الطِّرِمَّاح :

ص: 71

وابن سَبیلٍ قَرَّبْتُه أُصُلاً

من فَوْز حَمْکٍ مَنْسُوبَهٌ تُلُدُه

أراد من فوز قِداح حَمکٍ فَخَفَّفَه لحاجته إلی الوَزْن ، والرِّوایه المَعْرُوفَه من فَوْز بُحٍّ.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحَمَکَهُ : الصَّبِیَّهُ الصغیرهُ ، وهی القَمْلَهُ الصغیرهُ.

محک

اللیث : المَحْک : التَّمَادی واللِّجاجَه. یقال : تَماحَک البَیِّعان.

وقال غیره : رحل مَحِک ومُماحِک ومَحْکانُ إذا کان لَجُوجاً عَسِرَ الْخُلُق.

وفی «النَّوادِر» : رجل مُمْتَحِک ورجل مُسْتَلْحِک ومُتَلاحِکٌ فی الغَضَب ، وقد أَمْحَکَ وألکَدَ یکون ذلک فی الغَضَب وفی البُخْل.

کمح

قال اللیث : الکَمْحُ : رَدُّ الفَرَسِ بِاللِّجام.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الکَمَحَه : الرَّاضَهُ.

وقال اللِّحیانی : کَبَحْتُه باللِّجان وأَکْبَحْتُه وکَمَحْتُه بمعنی واحد.

قال : وقال الأصمعی : أَکْمَحْتُ الدَّابَّه إذا جَذَبْتَ عِنانَها حتی تصیرَ مُنْتَصِبَهَ الرأس.

قال ذُو الرُّمَّه :

* ... والرأسُ مُکْمَح *

قال : وکبَحْتُها باللِّجام بغیر ألف ، وهو أنْ تَجْذِبَها إلیک ، فتَضْرِبَ فاها باللِّجامِ لکیلَا تَجْرِی.

وقال اللِّحیانی : إنَّه لمُکْمَح ومُکْبح أی شامخٌ. وقد أُکْبح وأُکْمِح إذا کان کذلک.

ابن شُمَیْل : أکْمَحَت الزَّمَعَه إذا ما ابیَضَّت وخَرَجَ علیها مثلُ القُطْن فذلک الإکماحُ ، والزَّمَعُ : الأُبَنُ فی مَخارج العناقید. ذَکَرَهُ عن الطَّائِفی.

أبو زَیْد : الکَیْمُوحُ ، والکِیحُ : التُّرابُ.

یقال : لِفُلَان الکِیحُ والکَیْمُوح ، قال : الکِیحُ : التُّرَابُ. والکَیْمُوح : المُشْرِفُ.

وقال غیره : الکَوْمَحان : هما حَبْلَان من حِبال الرَّمْل معروفان. قال ابنُ مُقْبل :

أناخَ برَمْل الکومَحَیْن إنَاخَه الْ

یَمانِی قِلَاصاً حَطّ عَنْهُنْ أَکْوُرا

یصِفُ سحابا. والعرب تقول : احْثُ فی فِیه الکَوْمَح یَعْنُون التُّراب.

وقال ابن درید : الکَوْمَح : الرجل المُتراکِبُ الأسنَانِ فی الفمِ حتی کأنَّ فاهُ قد ضاقَ بأسنانِه. وأنشد :

أُهْجُ القُلاخَ واحْشُ فَاهُ الکَوْمَحا

تُرْباً فأَهْلٌ هُوَ أَنْ یُقَلَّحَا

أبواب الحاء والجیم

ح ج ش
اشاره

شحج ، جحش : [مستعملات].

شحج

قال اللیث : الشِّحیجُ : صوت البغلِ وبعضُ أصوات الحِمار تقول : شَحَجَ البغلُ یَشْحَجُ شَحِیجاً ، والغُراب یَشْحَجُ شَحَجاناً ، وهو ترجِیعُه الصَّوتَ فإذا مَدَّ رأسه قلت : نَعَب. ویقال للبِغال : بنَاتُ شاحِجٍ وبنات شحَّاج ، ویقال للحِمار الوحش : مِشْحَج وشَحَّاج. وقال لَبِید :

ص: 72

فهو شَحَّاجٌ مُدِلٌّ سَنِق

لاحق البَطْنِ إذا یَعْدُو زَمَل

وقال غیره : یقال للعربان : مُسْتَشْحَجَات ومُسْتَشْحِجَات بفتح الحاء وکسرها. قال ذو الرُّمَّه :

ومُسْتَشْحَجاتٍ بالفِراقِ کأنّها

مَثَاکِیلُ من صُیَّابَهِ النُّوبِ نُوَّحُ

وهو الشُّحَاجُ والشَّحِیجُ ، والنُّهاقُ والنَّهِیقُ.

جحش

اللیث : الجَحْشُ : من أولاد الحمار کالمُهْرِ من الخَیْل والجمیعُ الجِحَاش ، والعدد جِحَشَه. الأصمعی : الجَحْشُ : من أولاد الحَمِیر من حین تَضَعُه أُمُّه إلی أن یُفْطَمَ من الرَّضاع ، فإذا استکمل الحَوْلَ فهو تَوْلَب. وقال اللیث : الجَحْشَهُ یَتَّخِذُها الرَّاعی من صُوفه کالحَلْقه یُلقیها فی یده لیَغْزِلها.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الجَحْشَهُ : الحَلْقَهُ من الوَبَر تکون فی یَدِ الرَّاعی یَغْزِلُ منها.

وقال اللیث : الجِحاشُ : مُدَافَعَه الإنسان الشیء عن نفسه وعن غیره. وقال غیره : هو الجِحاشُ والجِحاسُ ، وقد جاحَشَه وجاحَسَه مُجاحَشَهً ومْجاحَسَهً إذا قاتَلَه.

ورُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنَّه سَقَطَ من فرس فجُحِش شِقُّه. قال أبو عُبَید : قال الکسائی فی «جَحَش» : هو أن یُصِیبَه شیء فَیَنْسَحِج منه جلدُه وهو کالخَدْش أو أَکْبَر من ذلک. یقال : جُحِش یُجْحَشُ فهو مَجْحُوش.

وقال ابن الفَرَج : قال ابن الأعرابی : الجَحْش : الجِهادُ ، قال : وتُحوَّل الشین سِیناً ، وأنشد :

یوماً تَرَانا فی عِراکِ الجَحْشِ

نَنْبُو بأجْلالِ الأُمُور الرُّبْشِ

أی الدواهی العظام.

والجَحْیش : الفرید. یقال : نزل فُلَانٌ جَحِیشاً إذا نزل حَرِیداً فریدا.

وقال شمر : الجَحِیشُ : الشِّقّ والنَّاحیهُ ، یقال : نَزَل فلان الجَحیشَ. قال الأعشی :

إذا نَزَل الحَیُّ حَلَ الجَحِیشُ

شَقِیّاً مُبِیناً غَوِیّاً غَیُورا

قال : ویکون الرجل مَجْحُوشا إذا أُصیب شِقُّه مُشْتَقّاً من هذا. قال : ولا یکون الجَحْشُ فی الوجه ولا فی البدن ، وأنشد :

لجارتنا الجَنْبُ الجَحِیشُ ولا یُرَی

لجارَتِنَا منا أخٌ وصَدِیقُ

وقال الآخر :

إذا الضَّیْفُ أَلْقَی نَعْلَه عن شمَالِه

جَحِیشاً وصَلَّی النارَ حَقّاً مُلَثَّما

قال : جَحِیشا أی جانباً بعیداً.

ح ج ض
اشاره

استعمل من وجوهه : [حضج].

حضج

قال اللیث : انْحَضَجَ الرجل إذا ضَرَبَ بنفسه الأرضَ ، ویقال ذلک إذا اتَّسَع بَطْنُه ، فإذا فعلتَ أنت به ذلک قلتَ : حضجتُه کأنّک أدخلت علیه ما کاد یَنْشَقُّ منه. ورُوِی عن أبی الدّرْداءِ أَنّه قال فی الرَّکعتین بعد العصر : «أَمَّا أنا فلا أدَعهُما ، فمن شاء أَنْ یَنْحَضِج فَلْیَنْحَضج» قال أبو عُبَید : قوله : أن ینحضج یعنی أن یَنْقَدَّ من الغَیْظ ویَنْشَقَّ. ومنه قیل للرّجل إذا اتَّسَع

ص: 73

بطنُه وتَفَتَّقَ : قد انْحَضَج. ویقال ذلک أیضاً إذا ضَرَب بنفسه الأرضَ ، فإذا فعلت به أنتَ ذلک ، قلت : حَضَجْتُه. وقال ابن شمیل : یَنْحَضِجُ : یَضْطَجعُ.

أبو عُبید عن الأصمعی : أخذتُه فحَضَجْتُ به الأرضَ ، أی ضَرَبْتُ به الأرض. وقال مُزاحم :

إذا ما السوْطُ شَمَّر حالِبیْه

وقلَّص بُدْنُه بعد انْحضَاج

الحَالِبان : عِرْقان یکُونان من الخَصْرین یعنی بعد انتِفاح وسِمَن. وامرأه مِحْضاج : واسعَهُ البَطْن.

وقال اللیث : الحَضیجُ : الماء القلیل. یقال : حِضْج وحَضْج. قال أبو عُبَیْد عن الأصمعی : الحِضْجُ : الماءُ الذی فیه الطِّین یَتَمَطَّطُ. قال : وأخبَرنی أبو مَهْدِیّ قال : سمعت هِمْیان بن قُحافه ینشده :

* فأسْأرَتْ فی الحوض حِضْجاً حاضِجا*

وقال أبو عَمْرو فی قول رُؤْبه :

* فی ذِی عُبابٍ مالیء الأحضَاجِ *

قال : الأحضاجُ : الحِیاضُ ویقال : حِضْجُ الوادی : ناحِیَتُه.

وقال أبو سعید : حَضَجَ إذا عدا والمُحْضَجُ : الحائِدُ عن السبیل.

سَلَمَهُ عن الفرَّاء قال : المِحْضَبُ والمِحْضج والمِسْعَر : ما یُحرَّک به النار.

یقال : حَضَجْتُ النارَ وحَضبْتها.

أبو زیْد : حَضَجَ البعِیرُ بِحمْله وانْحضَجَت عنه أداتُه انْحضاجا.

سَلَمَهُ عن الفرَّاء : حَضَجتُ فلاناً ومغَثْتُه ومثْمَثْتُه وبرْطَلْته کله بمعنی غَرَّقْته. وفی الحدیث أنَّ بَغْلَهَ النبیِّ صلی الله علیه وسلم لمَّا تناول الحصی لیَرْمِی به یوم حُنَیْن فَهِمَت ما أراد فانْحضجَت أی انْبسطَت ، قاله ابن الأعرابی فیما رَوی عنه أبو العبَّاس ، وأنشد :

ومُقَتَّتٍ حضجَتْ به أیّامُه

قد قاد بعْدُ قلائِصا وعِشارا

قال : مُقَتِّتٌ : فقیر. حَضَجَت : قال : انْبسطَت أیامه فی الفقّرِ فأغناه الله وصار ذا مال.

ح ج ص

أهملت وجوهه.

ح ج س
اشاره

استعمل من وجوهه : سحج ، سجح ، جحس.

سحج

قال اللیث : سَحجْتُ رأسی بالمُشْط سَحْجا وهو تسریحٌ لَیّن علی فرْوه الرأس.

قال : والسَّحْجُ : أن یُصِیب الشیءُ الشیءَ فیَسْحجُه أی یقشِر منه شیئاً قلیلاً کما یُصیبُ الحافِرَ قبل الوَجَی سَحجٌ.

وانْسحج جِلدُه من شیء مرَّ به إذا تَقشَّر الجلدُ الأعلی.

قال : والسَّحْجُ فی جرْی الدَّوابّ : دون الشَّدِید. یقال : حمارٌ مِسْحجٌ ومِسحاجٌ.

وقال النابِغه :

رَباعِیَهٌ أضَرَّ بها رَباعٌ

بِذاتِ الجِذْع مِسحاجٌ شَنُون

وقال غیره : مَرَّ یسحَجُ أی یُسْرع. وقال

ص: 74

مُزَاحِم :

علی أثر الجُعْفِیِّ دهْرٌ وقد أتی

له منذ ولَّی یَسْحَجُ السیر أرْبَعُ

وقال اللیث : التَّسْحِیج : الکَدْمُ وأنشد :

* قِلْواً تری بِلیتِه مُسحَّباً*

قلت : کأنه أراد تَرَی بِلیتِه تَسْحیجاً فجعل مُسَحَّجاً مصدراً. والمُسحَّجُ : المُعضَّضُ وهو من سَحَج الجلد.

سجح

قال اللیث : الإسجاح : حُسن العَفْو. ومنه المثل السائر «ملکْتَ فأسْجِحْ» وقال أبو عُبید : من أمثالِهم فی العفْو عند القدره : «مَلکْت فأسْجِح» قال : هذا یُرْوی عن عائشه أنها قالته لِعلِیّ رضی الله عنهما یوم الجمل حین ظَهَر علی الناس فدَنَا من هَوْدَجِها ، ثم کَلَّمها بکلام ، فأجابتْه : ملکْت فأسجِح أیْ ظفِرْت فأحْسِن ، فجهَّزها عند ذلک بأحْسن الْجِهازِ إلی المدینه.

وقال أبو عُبید : الأسْجحُ : الخَلْق المُعتَدِل الحَسَنُ : وقال اللیث : [السَجَحُ](1) لیِّنُ الخدِّ ، والنَّعت أسْجَح ، وأنشد :

* وخَدٌّ کمِرآه الغَرِیبه أسْجَح *

قال : ویقال : مَشی فلانٌ مشْیاً سجیحاً وسُجُحاً. وأنْشَدَ :

ذَرُوا التَّخاجی وامشوا مِشْیهً سُجُحاً

إنَّ الرِّجالَ أُولُو عَصْبٍ وتذْکیرِ

اللیث : سَجَحَتِ الحَمامه وسَجَعَت قال : ورُبما قالوا مُزْجِح فی مُسْجِح کالأَزْدِ والأَسْد.

الأصمعیّ : بَنَی القومُ دُورَهم علی سَجِیحَه واحده وغِرارٍ واحد أی علی قَدْرٍ واحد.

وقال أبو عُبید : السَّجِیحَه : السَّجِیَّهُ والطَّبیعَهُ ، قاله أبو زید. قال : ویقال : خلّ عن سُجْحِ الطَّرِیق أی عن سَنَنِه.

وکانت فی تَمِیم امْرَأَهٌ کَذَّابه أَیَّامَ مُسَیْلِمَه المْتَنَبِّیء فَتَنَبَّتْ هی واسْمُها سَجاح.

وبَلَغَنی أنَّ مُسَیْلِمه _ لعنه الله _ خطبَها. فتزوَّجَتْه.

وقال أبو زید : یقال : رَکِبَ فلان سَجِیحَه رأیِه وهو ما اختاره لنفسه من الرّأْی فَرَکِبه.

وفی «النَّوادِرِ» : یقال : سَجَحْت له بشیء من الکلام ، وسَرَحْتُ وسَجَّحْتُ ، وسَرَّحْتُ ، وسَنَحْتُ ، وسَنَّحْتُ ، إذا کان کلامٌ فیه تَعْرِیض بمعنی من المَعَانِی.

جحس

قال ابن السِّکِّیت : جاحَسَه وجاحَشَه إذا قاتَلَه ، وأنشد :

لَوْ عاش قاسَی لکَ ما أُقاسِی

والضرب فی یَوْم الوَغی الجِحاسِ

ح ج ز
اشاره

استعمل من وجوهه : حجز ، جزح.

حجز

قال اللیث : الحَجْزُ : أن تَحْجِزَ بین مُقَاتِلَیْن ، والحِجازُ : الاسم وکذلک الحاجِزُ. قال الله جلّ وعزّ : (وَجَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حاجِزاً) [النَّمل : 61] أی حِجَازاً بین ماء مِلْحٍ وماء عذب

ص: 75


1- زیاده من «العین» (3 / 70).

لا یَخْتلطان ، وذلک الحجاز قُدرَهُ الله ، قال : وسُمِّی الحجَازُ حِجازاً ، لأنه فَصَل بین الغَوْر والشّأم وبین البادِیه. قلت : سُمِّی الحِجَازُ حِجَازاً لأنّ الحِرارَ حَجزَت بینه وبین عالِیَه نَجْد. وقال ابن السِّکَّیت : ما ارتفع عن بطن الرُّمَّه فهو نجد ، قال : والرُّمه : وادٍ معْلُوم ، قال : وهو نَجْد إلی ثَنایَا ذاتِ عِرْق ، قال : وما احْتَزَمَت به الحرَار حرَّه شَوْران وعامَّه منازِل بنی سُلَیْم إلی المدینه ، فما احتاز فی ذلک الشق کله حِجَاز. قال : وطَرَف تِهامه من قِبَل الحجاز : مَدارِج العَرْج ، وأولها من قِبَل نَجْد مَدارج ذاتُ عِرْق. وأخبرنی المُنذِرِیّ عن الصَّیداویّ عن الرِّیاشِیّ عن الأصمعی قال : إذا عَرضَت لک الحِرارُ بنَجْد فذلک الحجاز وأنشد :

* وفَرُّوا بالحجازِ لیُعْجِزُونی*

أراد بالحجاز الحِرارَ.

ویقال للجِبالِ أیضاً حِجاز ، ومنه قَوْلُه :

* ونَحْن أُنَاسٌ لا حِجاز بأرضنا*

وقال أبو عُبید : کانت بین القوم رِمِّیَّا ثم حجزت بینهم حِجِّیزَی. یریدون کان بینهم رمی ثم صاروا إلی المحاجزه قال : والحِجِّیزَی من الحَجْزِ بین اثنین. ومن أمثالهم «إن أردْت المُحَاجزه فقبل المُناجزه» قال : والمحاجزه : المسالمه ، والمناجزه : القتال.

اللیث : الحِجاز : حَبْل یُلقی للبعیر من قِبَل رجلیه ثم یُناخُ علیه یُشَدُّ به رُسغا رجلیه إلی حِقْوَیْه وعَجُزِه.

أبو عُبید عن الأصمعی : حَجَزْت البعیر أحْجِزُه حَجْزاً وهو أن یُنِیخه ثم یَشُدَّ حبلاً فی أصل خُفّیْه جمیعاً من رِجْلیه ثم یرفع الحبل من تحته حتی یَشُده علی حِقْوَیْه وذلک إذا أراد أن یرتفع خُفّه ، وقال ذو الرُّمَّه :

فهُنّ من بین مَحْجُوزٍ بنافذهٍ

وقَائِظٍ وکِلَا رَوْقَیْه مُخْتَضِبُ

الأموی : فی الحَجْز مثله أو نحوه. وقال شمر : المُحْتَجِزُ : الذی قد شَدَّ وسَطه. قال : وقال أبو مالک : یقال لکلِّ شیء یَشُدُّ به الرجُل وسطه لیشمر ثیابه حِجاز قال : وقال الإیادِی الاحْتِجازُ بالثوب : أن یُدْرِجه الإنسان فیَشُدُّ به وسطه ، ومنه أُخِذَتْ الحُجْزَه ، وقالت أُمُّ الرَّحَّال : إن الکلام لا یُحْجَز فی العِکْم کما یُحْجَزُ العَباء. وقالت : الحَجْزُ. أن یُدْرج الحَبْل علی العِکْم ثم یُشَدُّ. والحَبْل هو الحِجازُ.

وقال اللیث : الحُجْزَهُ : حیث یُثْنَی طَرَفُ الإزار فی لَوْثِ الإزار ، وجمعه حُجُزَات.

قال : وحُجْز الرجل : مَنْبتُه وأصْلُه ، وحُجْزُه أیضاً : فَصلُ ما بین فَخِذه والفَخِذ الأخری من عشیرته ، وقال رؤبه :

* فامْدَح کریمَ المُنْتَمَی والحُجْز*

وقال أبو عمر : الحُجْز : الأَصْل والنَّاحیه ، وقال غیره : الحُجْز : العشیره یَحْتَجِز بهم ، ورواه ابن الأعرابی :

* کَرِیم المُنْتمَی والحُجْزِ*

أراد أنَّه عفیف طاهر ، کقول النَّابغه :

* رِقَاقُ النِّعال طَیِّب حُجُزَاتهم *

ص: 76

یرید أنهم أَعِفّاء عن الفجور.

ابن السکیت : انحجز القوم واحتَجَزوا إذا أَتَوا الحجاز.

وقال ابن بُزُرْج : الحَجَزُ والزَّنَجُ واحد.

یقال : حَجِزَ وزنِجَ وهو أن تَقَبَّضَ أَمْعَاءُ الرَّجُل ومصارینُه من الظَّمأ ، فلا یستطیع أن یُکْثِر الشُّرْب ولا الطُّعْم.

جزح

أبو عبید عن أبی عمْرو : الجَزْحُ : العَطِیَّه یقال : جَزحْت له أی أَعْطَیْتُه.

وأنشد أبو عمرو لابن مُقْبل :

وإنِّی إذَا ضَنَّ الرَّفُود بِرِفْده

لمُخْتَبِط من تالد المالِ جازحُ

وقال بعضهم : جازحٌ أی قاطعٌ أی أَقْطَع له مِنْ مَالِی قِطعهً.

ح ج ط
جطح

قال اللیث : تقول العرب للعنز إذا استصْعَبَت علی حالِبها : جِطِحْ أی قِرِّی فتَقِرُّ.

ح ج د
اشاره

حدج ، جدح ، جحد ، دحج : مستعمله.

دحج

أهمله اللیث : وقال أبو عمرو : دَحَج إذا جامع.

جحد

قال اللیث : الجُحود : ضِدُّ الإقرارِ کالإنکار والمعرفه.

قال : والجَحَد من الضِّیق والشُّحِّ. یقال : رجل جَحِد : قَلیلُ الخَیْر.

وقال الفراء : الجَحْد والجُحْد : الضِّیقُ فی المعیشه. یقال : جَحِد عَیْشُهم جَحَداً إذا ضاقَ واشتدَّ. وأنشدنی بعضُ العرَب فی الجُحْد :

لئِنْ بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَیْدَیْنِ مائِراً

لقد غَنِیَتْ فی غیر بُؤسٍ ولا جُحْد

أبو عُبید عن أبی عمرو : أَجْحد الرجل وجَحَد إذا أنْفَضَ وذَهَب مَالُه. وأنشد :

وبیضاءَ من أهل المدینه لم تَذُقْ

یبیساً ولم تَتْبَع حَمُولَهَ مُجْحِدقِ

أبو عُبَید : فرس جَحْد ، والأُنثی جَحْدَه والجمیع جِحاد وهو الغلیظُ القصیرُ.

وقال شمر : الجُحادِیَّه : قِرْبَهٌ مُلِئت لَبَناً أو غراره مُلِئَت تمراً أو حِنْطَهً. وأنشد :

وحتی تَرَی أنّ العَلَاهَ تُمِدّها

جُحَادیَّه والرائحاتُ الرَّواسم

وقد مَرّ تفسیر البیت فی مُعْتَلِّ العَیْنِ.

حدج

اللیث : الحَدَج : حَمْلُ البِطِّیخ والحَنْظل ما دام رَطْباً ، والواحده حَدَجَه.

قال : ویقال : ذلک لحَسَک القُطْب ما دام رَطْباً ، والحُدْج لغه فیه.

أبو عُبید عن الأصمعی : إذا اشْتَدَّ الْحَنْظَلُ وصَلُب فهو الحَدَجُ ، واحدها حَدَجَه ، وقد أحْدَجَت الشَّجَرَه قال : ونحْوَ ذلک قال أبُو الوَلِید الأعرابی.

اللیث : التَّحْدیج : شِدَّه النَّظَر بَعْدَ رَوْعَه وفَزْعَه.

ورُوی عن ابن مسعود أَنَّه قال : «حَدِّثِ القَوْمَ مَا حَدَجُوک بأَبْصَارهم».

قال أبو عُبید : یعنی ما أحدُّوا النظر إلیک. یقال : حدَجَنی بِبَصره إذا أحد النظَر إلیه. قال ومنه حدیثٌ یُروَی فی المِعْراج «ألم

ص: 77

تَرَوْا إلی مَیِّتِکم حین یَحْدِج ببصره فإنما یَنظُر إلی المِعْراج من حُسْنه». وقال أبو النجم :

تُقَتِّلُنا منها عُیونٌ کأَنها

عُیون المهَا ما طَرْفُهن بحادِجِ

یرید أنها ساجِیَهُ الطَّرْف. قال : والذی یُرادُ من الحدیث أنَّه یقول : حدِّثهم ما داموا یَشتهُون حدیثک ویَرمُونک بأَبصَارِهم. فإذا رَأیتَهُم مَلُّوا فَدَعهُم. قلت : وهذا یَدلُّ علی أنَّ الحدیث یکونُ فی النَّظَر بلا رَوْعٍ ولا فَزَع.

ابن السکیت : حَدَجَه بسَهْم إذا رماه به. یقال : حَدَجَه بذَنْب غَیْره حَمَلَه عَلَیْه وَرَمَاه به ، قال : وَحَدج البعیرَ حَدْجاً إذا شَدَّ علیه أَداته. وحَدَجَه ببصره إذا رماه به حَدْجاً وقال ابن الفَرَج : حَدَجَه بالْعَصا حَدْجاً وحَبَجَه بها حَبْجاً إذا ضَرَبُه بها.

وقال اللیث : الْحِدْجُ : مرکب لیس بِرَحْلٍ ولا هَوْدَج یرکبه نساءُ الأعراب ، قال : وحَدَجْتُ النَّاقَهَ أَحْدِجُها حَدْجاً ، والجمع حُدُوجٌ وأَحْدَاجٌ.

وقال شمر : سمعت أعرابیاً یقول : أُنظر إلی هذا البعیر الغُرْنُوقِ الذی علیهِ الحِدَاجَهُ ، قال : ولا یُحْدَجُ البعیر حتی یکمُل فیه الأداهُ وهی البِدادان والبِطانُ والحَقَبُ.

قلت : وسمعتُ العربَ تقولُ : حَدَجْتُ البعیرَ. إذا شددتَ علیه حِدَاجَتَه ، وجمع الحِدَاجَهِ حَدائجُ ، والعربُ تسمِّی مخالی القَتَب أَبِدَّهٌ واحِدُها بِدَادٌ ، فإذا ضُمَّتْ وأُسِرَتْ وشُدَّتْ إلی أَقْتَابها مَحْشُوَّهً فهی حینئذٍ حِدَاجَه ویُسَمَّی الهَوْدَجُ المشدود فوق القَتَب حتی یُشَدُّ عَلَی البعیر شَدّاً واحداً بجمیع أَداته حِدْجاً وجمعه حُدوج. ویقال : أَحْدِج بعیرَک ، أی شُدَّ علیه قَتَبَهُ بأَداته.

وأخبرنی المنذری عن أبی الهیثم لابن السکیت قال : الحُدوجُ والأَحْداجُ والحَدَائجُ : مراکب النساء ، واحدها حِدْجٌ وحِداجهٌ. قلت والصواب : ما فسَّرْتُه لک ولم یُفَرِّق ابنُ السکیت : بین الحِدْج والحِداجَه وبینهما فرق عند العرب کما بینته لک.

وقال ابن السکیت : سمعت أبا صاعد الکلابی یقول : قال رجل من العرب لصاحبِه فی أَتانٍ شَرُودٍ : إلْزَمْها رماها الله براکب قلیل الْحِداجَه بعید الحاجه ، أراد بالحِداجه أداه القَتَب.

ورُوی عن عمر أنهُ قال : «حَجَّهً هاهنا ثم احْدِجْ هاهنا حتی تفْنَی». قال أبو عُبَید : أحْدج ههنا یعنی إلی الغزو. قال والحَدْجُ شَدُّ الأحْمَالِ وتوسیقها یقال : حَدَجْتُ الأحمال أَحْدِجُها حَدْجاً والواحد منها حِدْج وجمعها حُدُوجٌ وأَحْدَاجٌ وأنشد قول الأعشی :

أَلَا قُلْ لِمَیْثَاء ما بالها

أَلِلْبَیْنِ تُحْدَجُ أَحمَالُهَا

قال : ویُرْوی تُحْدَجُ أجمالُها أی یُشَدُّ علیها قلت : معنی قول عمر : ثم أحْدِج ههنا أی شُدَّ الحِدَاجَهَ وهو القَتَب بأداته علی البعیر للغزو. والروایه الصحیحه

ص: 78

تُحدَجُ أَحمالُها وأما حَدْجُ الأحمالِ بمعنی توسیقها فغیر معروف عند العرب وهو غلط. وأما الحِدْجُ بکسر الحاء ، فهو مرکَب من مراکب النساء نحو الهودج والمحفَّهُ ومنهُ البیت السائر :

شَرَّ یَوْمَیْها وأَغْوَاهُ لها

رکِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلَا

وقال الآخر :

فَخْرَ البَغِیّ بِحِدْج رَبَّ

تها إذا ما الناس شَلُّوا

شمر عن أبی عمرو الشیبانی : یقال : حَدَجْتُهُ ببیع سوء إذا فعلتَ ذلک به. قال : وأنشدنی ابن الأعرابی :

حَدَجْتُ ابن محدوج بستین بَکْرَهً

فلمَّا استَوَتْ رِجْلاهُ ضجَّ من الوِقر

قال : وهذا شعر امرأه تزوجها رجل عَلَی ستِّین بکْره. وقال غیره. حَدَجْتُه ببیع سَوْء ومتاع سَوْء إذا ألزمته بیعاً غبنتَه فیه. ومنهُ قول الشاعر :

یَعِجُّ ابنُ خِرْباقٍ من البیع بعد ما

حَدَجْتُ ابن خرباقٍ بجَرْباء نازعِ

قلت : جعله کبعیر شُدَّ علیهِ حِداجته حین ألزمه بَیْعاً لا یقَالُ منهُ.

وقال ابن شُمَیل : أهل الیمامهِ یُسمُّون بطیخاً عندهم أخضرَ مثل ما یکون عندنا أیام التِّیرمَاه (1) بالبصره الحَدَج.

قال. والحَدَجَهُ أیضاً. طائر شبیه بالقطَا وأهل العراق یسمون هذا الطائر الذی نُسَمِّیهِ اللَّقْلقَ أَبَا حُدَیجٍ.

جدح

اللیث : جَدَحَ السویقَ فی اللبن ونحوه إِذَا خاضه بالْمِجْدَح حتی یختَلِط.

قال : والْمِجْدَح : خَشَبَه فی رَأْسها خشبتان مُعتَرِضتان. قال : وَالْمِجْدَح فی أَمْر السَّماء یقال : تردُّدُ رَیِّق الماء فی السحاب. یقال : أرسلت السماء مَجَادیحَها. وروی عن عُمَرَ أنه خرج إلی الاسْتِسْقَاء فصعد الْمِنبر فلم یزد علی الاستغفار حتی نزل ، فقیل له : إنک لم تسْتَسْقِ ، فقال : لقد استسقَیْتُ بمجادیح السَّماء. قال أَبُو عُبَیْد : قال أَبُو عمْرو : الْمَجَادیحُ واحدها مِجْدح وهو نَجْم من النُّجُوم کانت العرب تزعم أنه یُمْطَر به کقولهم فی الأَنْوَاء ، وقال الأُمَوِیّ : هو الْمُجْدَحُ أیضاً بالضَّم ، وأنشدنا :

وأَطْعُنُ بالقوم شطر الْمُلو

ک حتی إذا خَفَقَ الْمِجْدَحُ

قال : والذی یُراد من الحدیث أنه جعل الاستغفار استسْقَاء ، یتَأَوَّلُ قول الله جلّ وعزّ : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفَّاراً (10) یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً (11)) [نوح : 10 ، 11] وأراد عُمَرُ إبطال الأنواء والتکذیبَ بها ، لأنه جعل الاستغفار هو الذی یُسْتَسْقَی به لا الْمَجَادیحَ والأنواء التی کانوا یسْتَسْقُون بِها. وأَخبرنی المُنْذریّ عن ثعلب عن ابن الأعْرابی قال : المِجْدَحُ : نَجْم صغیر بین الدَّبَران والثُّریَّا. وقال شَمِر : الدَّبَران یقال له المِجْدَحُ

ص: 79


1- هو الشهر الرابع من الشهور الفارسیه ، وهو المقابل لشهر إبریل (نیسان) من السنه الشمسیه.

والتَّالی والتَّابع ، قال : وقال بعضهم : ندعو جَناحَی الجَوْزاء المِجْدَحَین. ویقال : هی ثلاثه کَواکِب کأنها مِجْدح یُعْتبر بطلوعِها الْحَرُّ ، ومنه قول الرَّاجز :

یَلْفَحُها المِجْدَحُ أَیَّ لفح

تلوذ منه بجَنَاء الطَّلْح

قلت : وأما ما قاله اللیث فی تفسیر المجادیح أَنَّها تَرَدُّدُ رَیِّقِ الماء فی السحاب فباطل ، والعرب لا تعرفه.

وقال ابن درید : المَجْدوح : من أطعمه أهل الجاهلیه : کان أحدهم یَعْمِد إلی الناقه فتُقْصَد له ، ویأْخذ دَمَها فی إناء فیشربه.

ج ح ظ
اشاره

أهملت وجوهه إلا : جَحَظَ.

جحظ

قال اللیث : الجَحاظان : حدقتا العَین إذا کانتا خارجتین ، وقال : عین جاحظه.

وقال غیره : الجُحوظ : خروجُ المُقْلَه ونُتُوُّهَا من الحِجاج.

والعرب تقول : لأَجْحَظَنَ إلیک أَثر یدک ، یعْنون به لأُرِیَنَّک سوء أثر یَدِک ، ویقال : جَحَظَ إلیه عمله یراد به أَنَّ عمله نظر فی وجهه فَذَکَّره سُوءَ صنیعه. ویقال : رجل جاحِظُ العینین إذا کانت حَدَقَتَاه خارجَتَیْن.

ح ج ذ
اشاره

أهمل اللیث هذا الباب کلّه ، وقد استعمِل منه : ذَحَجَ.

ذحج

أخبرنی المُنْذِری عن أبی العَبّاس عن ابن الأعرابی أنه قال : وَلَدَ أُدَدُ بن زید بن مُرَّهَ بن یَشْجُب مُرَّهَ والأشعَر. وأمهما دَلَّهُ بنت ذی مَنْجِشَان الحِمْیرَی فهلکت فخلف علی أُخْتها مُدِلَّه بنت ذی مَنْجِشَان فولدت مالکاً وطیِّئاً واسمه جَلْهَمَه ، ثم هلک أُدَدُ فلن تتزوج مُدِلَّهُ وأقامت علی ولدیها مالک وطَیء ، فقیل : أذْحَجَت علی ولدِیها أی أقامت ، فسُمِّی مالک وطیِءٌ مَذْحِجاً.

وقال غیره : مَذْحِجٌ : أکَمه ولدتْهُما عندها فسُمُّوا مَذْحجاً.

وقال ابن دُرَید : ذَحَجَه وَسَحَجَه بمعنی واحد ، قال : وذَحَجَتْه الریح أی جرَّتْه.

[ح ج ث]
اشاره

أُهمِلت وجوهه ، وقد قال بعضهم :

[ثحج]

سَحَجَه وثَحَجَه إذا جره جرّاً شدیداً.

ح ج ر
اشاره

حجر ، حرج ، جرح ، جحر ، رجح : [مستعملات].

حجر

قال اللیث : الحَجَر وجَمْعُهُ الحِجاره ولیس بقیاس ، لأن الحجر وما أشبهه یُجْمَع علی أحجار ، ولکن یجوز الاستِحْسان فی العربیَّه کما أنه یجوز فی الفِقْه وتَرْکُ القیاس له : کما قال الأعْشَی یمدح قوماً :

لا ناقِصِی حسبٍ ولا

أَیْدٍ إذا مُدَّتْ قِصَارَه

قال : ومثله المِهاره والبکاره لجمع المهر والبَکر ، وأخبرنی الْمُنْذِریّ عن أبی الْهَیْثَم أنه قال : العرب تدخل الهاء فی کل جمع علی فِعَالٍ أو فُعُول ، وإنما زادوا هذه الهاء فیها ، لأنه إذا سُکِت علیه اجتمع فیه عند السَّکْتِ ساکنان ، أحدهما الألف التی تنحَرُ آخر حرف فی فِعال ، والثانی آخِر

ص: 80

فِعال المَسْکُوتُ علیه ، فقالوا : عظام وعِظَامَهُ ونِقادٌ ونِقَادَه ، وقالوا : فِحَالَه وحِبَالَه وذِکَارهٌ وذُکورَهٌ وفُحُولَهٌ وحُمُولَهٌ ، قلتُ : وهذا هو العِلّهُ التی عَلَّلَها النحویون ، فأَمّا الاستحسان الذی شَبَّهَه بالاستحسان فی الفقه فإنه بَاطل.

ویقال : رُمِی فلانٌ بحجر الأرض إذا رُمِی بِداهِیَه من الرجال ، ویُرْوَی عن الأحْنَفِ بن قیس أنه قال لعلی رضی الله عنه حین سَمَّی مُعاوِیَهُ أحدَ الحکمین عمرو بن العاص : إنک قد رُمِیت بحجر الأرض فاجعل معه ابن عباس فإنه لا یَعْقِد عُقْدَهً إلا حَلَّها.

وقال اللیث : الحِجْر : حَطِیم مکه کأنه حُجْره مما یلی المَثْعَبَ من البیت.

قال : وحِجْرٌ : موضع ثمود الذی کانوا ینزلونه.

قال : وقَصَبَهُ الیمامه : حجْر بفتح الحاء.

قال : والحِجْرُ : اللُّبُّ والعَقْل.

قال : والحِجْرُ والحُجْرُ لغتان وهو الحَرام ، قال : وکان الرجل فی الجاهلیه یلقی الرجل یخافُه فی الشهر الحرام فیقول : حِجْراً مَحْجُوراً أی حرامٌ مُحَرَّم علیک فی هذا الشهر فلا یَنْدَاهُ منه شر ، قال : فإذا کان یوم القیامه رَأَی المشرکون الملائکه فقالوا : حِجْراً مَحْجُوراً ، وظنوا أن ذلک ینفعهم عندهم کفعلهم فی الدنیا وأنشد :

حتی دَعَوْنا بأَرْحامٍ لهم سَلَفَتْ

وقال قائِلهُم إِنِّی بحاجُور

یعنی بمعاذٍ.

یقال : أنا مُسْتَمْسِک بما یعیذنی منک ویَحْجُرُک عنی ، قال : وعلی قیاسه العاثُورُ وهو المَتْلَفُ.

قلت : أما ما قاله اللیث فی تفسیر قوله جلّ وعزّ : (وَیَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) [الفُرقان : 22] إنه من قول المشرکین للملائکه یوم القیامه ، فإن أهل التفسیر الذین یُعتمدون مثل ابن عباس وأصحابه فَسَّروه علی غیر ما فَسَّرَهُ اللیث ، قال ابن عباس : هذا کُلّه من قول الملائکه ، قالوا للمشرکین : حِجْراً مَحْجُوراً أی حُجِرَتْ علیکم البشری فلا تُبَشَّرون بخیر.

وأَخْبَرنی المُنْذِریُّ عن الیَزِیدِیِّ قال : سمعتُ أبا حَاتِمٍ یقول فی قوله : (وَیَقُولُونَ حِجْراً) .. تَم الکلام ، قال الحسن : هذا من قول المجرمین ، فقال الله : مَحْجُوراً علیهم أن یُعَاذُوا وأن یُجارُوا کما کانوا یُعَاذُون فی الدنیا ویُجارُون ، فحجر الله ذلک علیهم یوم القیامه.

قال أبو حاتم : وقال أحْمَد اللُّؤْلُؤیّ : بلغَنی أَنَّ ابن عباس قال : هذا کله من قول الملائکه ، قلت : وهذا أَشْبَهُ بِنظْم القُرآن المُنَزَّل بِلِسَان العرب ، وأَحْرَی أَن یکون قولُه : (حِجْراً مَحْجُوراً) کلاماً واحداً لا کَلَامَیْن مع إضمار کلام لا دلیل علیه ، وروی سَلَمَه عن الفرّاء فی قوله (حِجْراً مَحْجُوراً) أی حَرَاماً مُحَرَّماً کما تقول : حَجَر التاجِرُ علی غلامه ، وحَجَر الرجل علی أَهْله.

وقال أبو إسحاق فی قوله : (وَیَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) ، وقرئت (حُجْرا مَحْجُوراً) بضَمِّ الحاء ، والمعنی وتقول

ص: 81

الملائکه : حِجْراً مَحْجُوراً أی حَرَاماً مُحَرَّماً علیهم البشری.

قال : وأصْلُ الحِجْرِ فی اللُّغه ما حَجَرْتَ علیه أی منعتَه من أن یوصَلَ إلیه وکل ما مَنَعْتَ منه فقد حَجَرْت علیه ، وکذلک حَجْرُ الحکام علی الأَیْتَام مَنْعُهم. وکذلک الحُجْره التی یَنْزِلُها الناس وهو ما حَوَّطُوا علیه.

وقال ابن السِّکِّیت : یقال : حِجْراً مَحْجُوراً وحَجْراً مَحْجُوراً ، قال : وحَجْرُ الإنسان وحِجْرهُ بالفتح والکسر.

وأَخْبَرَنی المُنْذِرِیُّ عن الیزیدیِّ عن أبی زَیْد فی قوله : (وَحَرْثٌ حِجْرٌ) [الأنعام : 138] : حرامٌ. (وَیَقُولُونَ : حِجْراً) : حراماً ، قال : والحاءُ فی الحرفین بالضم والکسر لُغتان. قال : وقولُه : (کَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ) [الحِجر : 80] بلاد ثمود یقال لها حِجرٌ. وفی سوره النساء (فِی حُجُورِکُمْ مِنْ نِسائِکُمُ) [النِّساء : 23] واحدها حَجْر بفتح الحاء.

وقال غیره : حَجْرُ المرأَهِ وحِجْرُهَا : حِضْنُها. قلت : ویقال : فلان حَجْر فلانٍ أی فی کَنَفَهِ ومَنَعَتِه ومَنْعِه ، کله واحد ، قاله أبو زید ، وأنشد لحَسّان بن ثابت :

أُولَئِکَ قَوْمٌ لَوْ لَهُمْ قِیل أَنْقذُوا

أمیرَکم أَلْفَیْتُموهُم أُولی حَجْر

أی أُولی مَنَعَه.

ابن السکِّیت : الحِجْر : الفرس الأُنْثی ، قلت : وتجمع حُجُوراً وحُجُورَهً وأَحْجاراً ، وقیل : أَحجار الخَیْلِ : ما اتُّخِذَ منها لِلنَّسْل ولا یکادون یُفْردون الواحده ، قلت : بَلَی ، یقال : هذه حِجرٌ من أَحْجار خَیْلی یراد بالحِجْر الفرسُ الأنثی خاصَّه جعلوها کالمُحرّمَه الرَّحِم إلَّا علی حِصان کریم.

وقال لی أَعْرَابیٌّ من بنی مُضَرِّس وأَشار إلی فرس له أُنثی فقال : هذه الحِجْر من جِیاد خَیْلِنا.

وقال اللیث : المَحْجَر : المَحْرَم ، والمَحْجِر من الوَجْه : حیث یقع علیه النِّقَاب ، وقال : مَا بَدَا لک من النقاب مَحْجِر ، وأنشد :

* وکَأَنَ مَحْجِرَها سِراجُ المُوقِدِ*

وقال أبو الهَیْثم : المحجر : الحَرامُ وأنشد بیت حُمَید :

فهمَمْتُ أَنْ أَغْشَی إلیها مَحْجِراً

ولَمَثْلُها یُغُشَی إلیه المَحْجِرُ

یقول : لَمَثْلُها یُؤْتی إلیه الحرامُ.

وأخبرنی المُنْذِریّ عن الصَّیّداوِیّ أَنَّه سَمع عَبُّویَه یقول : المَحْجَر «بفتح الجیم» : الحُرمَه وأنشد :

* وَهَمَمْتُ أن أَغْشَی إلیها مَحْجَراً*

قال : والمَحْجِر : العین.

وقال أبو الهیثم : المَحْجِر : المرعی المنخفض.

قال وقیل لبعضهم : أیُّ الإبل أبقی علی السَّنَه؟ فقال : ابْنَهُ لَبُون ، قیل : لِمَه؟ قال : لأنها ترعی مَحْجِراً وتَتْرُک وسطاً.

قال : وقال بعضهم : المَحْجِر ههنا النَّاحِیَه.

أبو عُبید عن أبی عمرو : المحاجِرُ.

ص: 82

الحدائق واحدها مَحْجِر. قال لَبیدٌ :

* تَرْوِی المحاجِرَ بازِلٌ عُلْکُوم*

العُلْکُومُ : الضخمه من الإبل القویه.

قال : والحاجِرُ مِنْ مسایل المیاه ومنابت العُشْبِ : ما استدار به سَنَدٌ أو نهرٌ مرتفع والجمیع الحُجْرانُ ، وقال رؤبه :

* حتی إذا ما هاج حُجْران الذَّرَقْ*

قلت : ومن هذا قیل لهذا المنزل الذی فی طریق مکه حاجِرٌ. وأما قول العجَّاج :

* وجارهُ البیتِ لها حُجْرِیُ *

فمعناه : لها حُرْمَه والحَجْرَه : الناحیه ، ومَثَل للعرب «فُلانٌ یَرْعَی وسطاً ویَرْبِضُ حَجْرهً». ومنه قول الحارث بن حِلِّزه :

عَنَناً باطِلاً وظُلْماً کما تُعْ

تَرُ عن حَجْرَه الرَّبِیض الظِّباءُ

وحَجْرَتَا العَسْکر : جانباه من المَیْمَنه والمَیْسَره. وقال :

إذا اجتمعوا فَضَضْنَا حَجْرَتَیْهِم

ونَجْمَعَهُم إذا کانوا بَدادِ

قال الفراء : العرب تقول للحَجَر الأُحْجُرّ علی أُفعلّ. وأنشد :

* یرْمِینِی الضَّعیفُ بالأُحْجُرّ*

قال : ومِثْلُه. هو أُکْبُرّهُمُ أی أَکْبَرَهُم. وفرس أُطْمُرٌّ وأُتْرُجٌّ یشدِّدون آخر الحرف. ویقال : تَحَجَّرَ عَلَیَّ ما وسَّعَهُ الله أی حَرَّمه وضَیَّقه. وفی الحدیث : «لقد تَحَجَّرْتَ واسعاً».

وفی النوادر یقال : أمسی المالُ مُحْتَجِره بُطُونُه وتَجَبَّرتْ. ومالٌ مُتَشَدِّد ومُتَجَبِّر ویقال : احتجر البعیر احتجاراً ، واحتجر من المالِ کُلُّ ما کَرَّشَ وبلغ نِصْف البِطْنَه ولم یبلغ الشِّبَع کله ، فإذا بلغ نِصْف البِطْنَه لم یُقَلْ ، فإذا رجع بعد سُوء حال وعَجَفٍ فقد اجْرَوَّش وناس مَجْرَوِّشون.

ومن أسماء العرب : حُجْرٌ ، وحَجَر ، وحَجَّار. ومُحَجَّر : اسم موضع بعینه.

ومَحْجِرُ القَیْل : من أقْیَال الیَمَنَ : حَوْزَتُه وناحیته التی لا یدخل علیه فیها غیره.

وتجمع الحُجْره حُجْرات وحُجُراتٍ وحُجَراتِ لغات کلها.

وقال ابن السکِّیت : یقال لِلرَّجل إذا کثُر ماله وعدده : قد انتشرت حَجْرَتُه وقد ارْتَعَجَ ماله وارْتَعَجَ عدده.

جحر

قال اللیث : الجُحرُ لکل شیء یُحْتَفر فی الأرض إذا لم یکن من عِظام الخلق والجمیع الجِحَرَهُ. وتقول : أَجْحَرْتُه فانجحر أی أدخلته الجُحْر ، ویقال : اجْتحر لنفسه جُحْراً. قال : ویجوز فی الشِّعر. جَحَرَتِ الهَناهُ فی جِحَرَتها.

وأنشد :

* جَواحِرُها فی صَرَّهٍ لم تَزَیَّل*

وقال أبو عُبید : جَواحِرُها : مُتَخَلِّفاتُها.

قال والْجَحْرَه : السَّنَه الشَّدیده.

وقال زُهَیْر :

* ونالَ کِرَامَ النَّاس فی الْجَحْرَه الأکْلُ*

وقال اللیث : قیل لها جَحْره لأنها تَجْحرُ الناس. ویقال : أَجْحَرَت نُجُومُ الشِّتاء إذا لم تمْطُر. وقال الراجز :

ص: 83

إذا الشِّتَاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُه

واشْتَدَّ فی غیر ثَرًی أُرُومُه

والمُجْحَر : المُضْطَرّ المُلْجَأ ، وأنشد :

* ... نحْمِی المُجْحَرِینا*

ویقال : جَحَرَ عنا خَیْرُک أی تَخَلَّف فلم یُصِبنا.

وقال ابن بُزُرْج : جَحَرَت الشمس للغروب. قال : وجَحَرَت الشمسُ إذا ارتفعت فأَزا الظِّلُّ. وجَحَرَ الربیعُ إذا لم یُصِبْک مَطَرُه.

والجَحْرَه : السَّنَه.

ورُوِی عن عائشه أنها قالت : إذا حاضَتِ المرأه حَرُمَ الجُحْرَانِ ، هکذا رواه بعض الناس بکسر النون وذهب بمعناه إلی فَرْجِها ودُبُرها. [وقال](1) بعضُ أهل العلم : إنما هو الجُحْرانُ بضم النون اسم للقُبُل خاصه.

حرج

الحَرَجُ : المَأْثَم ، ورجل حَارِجٌ : آثِم ، ورجل حَرَج وحَرِج : ضَیِّقُ الصَّدْر ، وأنشد :

* لا حَرِجُ الصَدْرِ ولا عَنِیفُ*

وقَوْلُ الله : (یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً) [الأنعَام : 125] وقد حَرِجَ صَدْرُه أی ضاق فلم یَنْشَرِح لخِیر.

ورجل مُتَحَرِّج : کافٌّ عن الإِثْم. وقال الفَرّاء : قرأها ابن عباس وعمر (ضَیِّقاً حَرَجاً) وقرأها النَّاس (حَرِجاً) ، قال : والحَرَج فیما فَسّر ابنُ عباس هو المَوْضِع الکثیر الشَّجَر الذی لا تَصِلُ إلیه الرّاعِیَه ، قال : وکذلک صَدْرُ الکافِرِ لا تَصِلُ إلیه الحِکْمَهُ ، قال : وهو فی کسره ونصبه بمنزله الوَحَدِ والوَحِد ، والفَرَد والفَرِد ، والدَّنَفِ والدَّنِف. وقال الزّجاج : الحَرَجُ فی اللُّغَه : أَضْیَق الضِّیق ، ومعناه أنه ضَیِّقٌ جِدّاً ، ومَنْ قال : رَجُل حَرَجُ الصَّدْرِ فمعناه ذُو حَرَج فی صدره ، ومَنْ قال : حَرِج جَعَلَه فاعلا ، وکذلک رَجُل دَنَفٌ ذُو دَنَفٍ ودَنِفٌ نَعْتٌ.

وقال أبو الهیْثم : الحِراجُ : غِیاضٌ من شجر السّلَم مُلْتَفَّه ، واحدتها حَرَجَه ، والحَرَجَه من شده التفافها لا یَقْدِرُ أَحَد أن یَنْفُذَ فیها ، وقال العَجَّاجُ :

* عایَنَ حَیّاً کالحِراج نَعَمُهُ*

وقال اللیث : أَحْرَجْتُ فلاناً : صَیَّرْتُه إلی الحَرَج ، وهو الضِّیقُ ، وقال غَیْرُه : أَحْرَجْتُ فلاناً أی أَلْجَأْتُه إلی مَضِیق ، وکذلک أَجْحَرْته وأَجْرَذْتُه بمعنی واحد. وقولهم : رجل مُتَحَرِّج کقولک : رجل مُتأثِّم ومُتَحوّب ومْتَحَنِّث : یُلْقِی الحَرَجَ والإِثْمَ والحُوبَ والحِنْثَ عن نفسه ، ورجل مُتَلَوِّم إذا تَرَبَّصَ بالأمر یُرِیغُ إلْقاء المَلَامه عن نفسه ، وهذه حُروف جاءت معانیها مخالفه لألْفاظها قال ذلک أحمد بن یحیی.

وقال اللیث : یقال لِلْغُبارِ السّاطع المُنْضم إلی حائِط أو سَنَد قد حَرِجَ إلیه وأنشد :

وغارَهٍ یَحْرَجُ القَتامُ لها

یَهْلِکُ فیها المُنَاجِدُ البَطَلُ

ص: 84


1- زیاده من «اللسان» (جحر).

ویقال : أَحْرَجَنِی إلی کذا وکذا فحَرِجْت إلیه أی انْضَمَمْت ، وقال أبو عُبَید : تَحْرَجُ العَیْن أی تَحار ، وقال اللیث : معنی تَحْرَجُ العَیْن : لا تَطْرِف ولا تَنْصَرِف ، وأنشد قَوْلَ ذی الرُّمّه :

* وتَحْرَجُ العَیْنُ فیها حین تَنْتَقِبُ*

قال : والحِرْجُ : قِلادَهُ کلب ، وثَلاثَهُ أَحْرِجَه ، وتُجْمَع علی أَحْراج وکِلابٌ مُحرَّجَه أی مُقَلَّدَه ، وقال الأصمعی فی قَوله یصف الثور والکلاب :

* طاوِی الحَشَا قَصَرَتْ عنه مُحَرَّجَه*

قال : مُحَرَّجه : فی أعناقها حِرْجٌ ، وهو الوَدَع ، والوَدَع : خَرَز یُعَلَّق فی أعناقها. وقال أبو سَعِید : الحِرْجُ بکسر الحاء : نَصِیب الکَلْب من الصَّیْد ، وهو ما أَشْبَه الأطراف من الرأس والکُراع والبَطْن ، والکلاب تطمع فیها ، وقال الطِّرِمَّاح :

یَبْتَدِرْنَ الأَحْراج کَالثَّوْل والحِرْ

جُ لِرَبِّ الکِلاب یَصْطَفِدُهْ

یَصْطَفِدُه أی یَدَّخِره ویَجْعَله صَفَداً لنفسه ویَخْتارُه ، شَبَّه الکلاب فی سُرْعتها بالزنابیر وهی الثَّوْلُ ، وقال الأصمعی : یقال : أَحْرِجْ لِکَلْبک من صَیْده فإنه أَدْعَی له إلی الصَّیْد.

وقال المُفَضَّل : الحِرْج : حِبال تُنْصَبُ للسَّبُع ، وقال الشاعر :

وشَرُّ النَّدامَی مَنْ تَبِیتُ ثِیابُه

مُخَفَّفَهً کأَنها حِرْجُ حابِلِ

ویقال : حَرِجَ عَلَیَّ ظُلمک أی حَرُم ، ویقال : أَحْرَجَ امْرَأَتَه بطَلْقَه أی حَرَّمَها ویقال : أکْسَعَها بالمُحْرِجات ، یرید بِثَلَاث تَطْلِیقَات.

والحَرَج : سریر المیِّت.

أبو عُبید عن الأصمعی : الحَرَج : خشب یُشَدّ بعضُه إلی بعض یُحمل فیه المَوْتَی.

وقال امرُؤُ القیس :

* علی حَرَج کالقَرّ تَخْفِقُ أکفانِی*

وأما قول عنتره :

یَتْبَعْن قُلَّهَ رأسه وکأنَّه

حَرَجٌ علی نَعْش لهن مُخَیَّمُ

فإنه وصف نَعامَهً یَتْبَعُها رِئالُها وهی تَبْسُط جناحیها وتَجْعَلُها تحتها.

وحَرَجُ النَّعْش : شِجارٌ من خَشَب جُعِلَ فوق نَعْش المیِّت : وهو سریره.

والحَرَجُ أیضاً : مَرْکَبٌ من مراکب النِّسَاء کالهَوْدَج.

والحَرَج : الضّامر من الإبل.

وقال أبو عَمْرو : الحُرْجوج : الضامر من الإبل وجمعه حَرَاجیحُ ، والحَرَجُ مثلها. والحَرَجُ : أن یَنْظُر الرجل فلا یستطیع أن یتحرک من مکانه فَرَقا وغَیْظا. وأجاز بعضهم : ناقه حُرْجُجٌ بمعنی الحُرْجوج.

وقال غیره : حِراجُ الظَّلْماء : ما کَثُف والْتَفّ. وقال ابن میّاده :

ألا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْس ودونها

حِراجٌ من الظَّلماء یَعْشَی غُرابُها

خص الغُراب لحدّه بصره ، یقول : فإذا لم یُبْصر فیها الغراب مع حدَّه بصره فما ظنُّک بغیره.

ص: 85

وقال اللیث : الحُرْجوجُ : الناقه الوقَّاده القلب ، قال : والحَرَج من الإبل : التی لا تُرکب ولا یَضْرِبها الفحل لیکون أسمن لها ، إنما هی مُعَدّه. قلت : والقول فی الحُرْجوج والحَرَج ما قاله أبو عُبید روایه عن أبی عمرو ، وقول اللیث مدخول.

وقرأ ابن عباس : «وحَرْثٌ حِرْجٌ» وقرأ الناس : (وَحَرْثٌ حِجْرٌ) [الأنعَام : 138] ، حدثنا حاتم بن محبوب عن عبد الجبَّار عن سُفیان عن عمرو عن ابن عباس أنه کان یقرأ «وحَرْث حِرْجٌ» أی حرام.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الحِرْج : الودَعَه ، والحِرْجُ بمعنی الحِجْر : الحرام ، والحِرْج : ما یلقَی للکلب من صیده ، والحِرْجُ : القِلَاده لکل حیوان ، والحِرْجُ : الثیاب التی تُبْسَط علی حَبْل لتجِفّ وجمعُها حِراجٌ فی جمیعها.

وحَرَّجَ فُلان علی فلان إذا ضیّق علیه.

جرح

اللیث : الجَرْح : الفِعْل ، تقول : جَرَحْتُه جَرْحا ، وأنا أجْرَحه ، والجُرْح : الاسم ، والجِراحه : الواحده من طَعْنَه أو ضَرْبه ، و

قولُ النبی صلی الله علیه وسلم : «العجماء جَرْحُها جُبار» بفتح الجیم لا غیر.

وقول اللیث : الجِراحه الواحده خطأ ، ولکن یقال : جُرْح وجِراح وجِراحه ، کما یقال : حِجاره وجماله وحِباله لجَمْع الحَجَر والحَبْل والجمل.

وقال اللیث : جوارِح الإنسان : عوامِل جسده من یدیه ورجلیه ، واحدتها جارحه. والجوارِحُ من الطیر والسِّباع : ذواتُ الصید ، الواحده جارحه : فالبازی جارحه ، والکلب الضَّاری جارحه : سُمِّیت جوارِح لأنها کواسِبُ أنفُسِها من قولک : جَرَحَ واجتَرَح إذا اکتسب.

قال الله : (أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ) [الجاثیه : 21].

وأما قول الله جلّ وعزّ : (یَسْئَلُونَکَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَکُمُ الطَّیِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ) [المَائده : 4] ففیه مَحْذوف أراد جلّ وعزّ : وأحلَّ لکم صید ما عَلَّمْتم من الجَوارِح فحذف لأن فی الکلام دلیلاً علیه ، ویقال : جَرَحَ الحاکم الشاهد إذا عثَر منه علی ما تسقُطُ به عدالته من کذب وغیره ، وقد استُجْرِح الشَّاهِدُ.

ورُوِی عن بعض التَّابِعِین أنه قال : کثُرت هذه الأحادیثُ واسْتَجْرَحتْ أی فسدت وقَلَّ صِحاحُها.

وقال عبد الملک بن مروان : وعَظْتکم فلم تزدادوا بالموعظه إلا اسْتِجْراحاً أی فساداً.

وقال أبو عُبیده : یُقال : لإناث الخَیْل جوارحُ ، واحدتُها جارحه : لأنها تُکْسِبُ أربابها نِتَاجَها. ویقال : ما له جارِحَه أی ما له أنثی ذاتُ رَحِم تحمِل ، وما له جارِحَه أی ما له کاسِب. وفلان یَجْرَحُ لعیاله ویَجْتَرِح ، ویَقْرِش ویَقْتَرِش بمعنی واحد.

ابن شُمَیل : جوارح المال : ما وَلَد یقال : هذه الجاریه ، وهذه الفرس والنَّاقه والأتان من جوارح المال أی أنها شابَّهٌ مُقْبله الرَّحم والشَّباب ، یُرْجَی ولَدُها.

رجح

قال اللیث : الراجِح : الوازِن. یقال :

ص: 86

رَجَحتُ الشیءَ بیدی أی وزنتُه ونظرت ما ثِقْلُه ، وأرْجَحتُ المیزان أی أثقَلتُه حتی مال ، ورَجَح الشیءُ نفسُه یَرْجَح رُجْحانا ورُجُوحا ویقال : زِنْ وأرْجِح وأَعْطِ راجحا ، وحِلْم راجِح : یَرْزُن بصاحبه فلا یُخِفُّه شیء.

والأُرْجُوحه هی المَرْجوحه التی یُلْعَب بها. وأراجیح الإبِل : اهتزازُها فی رَتَکانها ، وأنشد :

* علی رَبِذٍ سَهْوِ الأراجیح مِرْجَم*

والفعل الارتِجاح والتَّرجُّح ، وهو التَّذَبْذُب بین شیئین.

والمِرجاحُ من الإبل : ذو الأراجیح.

وقوم مراجیحُ : حُلماءُ ، واحدهم مِرْجاح ومِرْجَح.

وقال الأعشی :

من شباب تراهُمُ غیرَ مِیلٍ

وکُهُولا مراجِحاً أحلاما

غیره : کتائِبُ رجُحٌ : جرّاره ثقیله. وجِفان رُجُحٌ : مملوءه من الثَّرید واللحم.

قال لبید :

وإذا شَتَوْا عادَتْ علی جِیرانهم

رُجُحٌ یُوَفِّیها مَرابِعُ کُومُ

أی قِصاعٌ یَمْلَؤُها نوقٌ مَرابِع ، وقال فی الکتائِبِ :

بِکَتائبٍ رُجُحٍ تَعَوَّدَ کَبْشُها

نَطْحَ الکِباش کَأَنَّهُن نُجومُ

ونخیلٌ مَراجیح إذا کانت مَواقِیرَ ، وقال الطِرمَّاح :

نَخْل القُری شالَتْ مراجِیحُه

بالوِقْر فانْدالَتْ بِأَکْمامِها

اندالت : تدلت أکمامها حین ثقل ثمارها علیها.

وقال اللیث : الأَراجِیحُ : الفَلَوات کأنها تَتَرَجَّح بمَنْ سار فیها أی تُطَوِّح به یمیناً وشمالاً وقال ذو الرُّمَّه :

بِلَالٍ أَبی عَمْرو وقد کان بیننا

أراجِیحُ یَحْسِرْنَ القِلَاص النَّواجِیا

أی فیافٍ تَرَجَّح برُکْبانها قلت : ویقال للجاریه إذا ثَقُلت روادِفُها فتَذَبْذَبَت هی تَرْتَجِح علیها ، ومنه قوله :

* ومَأْکَماتٍ یَرْتَجِحْن وُرَّمَا*

ویقال للحبل الذی یُتَرجَّح فیه : الرُّجّاحه والنُّوّاعه والنُّوّاطه والطُّوّاحه.

ح ج ل
اشاره

حجل ، جحل ، حلج ، لحج ، جلح ، لجح : مستعملات.

حجل

قال اللیث : الحَجَلُ : القَبَج ، الواحده حَجَله. وسمعتُ بعض العرب یقول : قالت القَطا للحَجَل : حَجَلْ حَجَلْ ، تَفِرُّ فی الجبل ، من خشیه الرَّجل. فقالت الحجَل للقطا : قَطَاقَطَا ، بَیْضُکِ ثِنْتا ، وبَیْضِی مِائَتا. قلت : الحَجَل : إناث الیَعاقِیب ، والیَعاقِیبُ : ذُکورها ، ورَوی ابنُ شُمَیْل حدیثاً أنّ النبی صلی الله علیه وسلم قال : «اللهُمّ إنی أَدعو قریشاً وقد جعَلوا طعامی کطعام الحَجَل». قال النَّضْر : الحَجَل هو القَبَج یأکل الحبّه بعد الحبّه لا یَجِدّ. قلت : أراد أنهم لا یَجِدّون فی إجابتی ، ولا یَدْخُل

ص: 87

منهم فی دین الله إلا الخَطِیئَهُ بعد الخطیئه.

وقال اللیث : الحَجَلَه للعَرُوس ، والجمیع الحِجال. وقال الفرزدق :

* رَقَدْن علیهن الحِجالُ المُسَجَّف*

قال : الحِجال وهی جماعه ، ثم قال : المُسَجَّف فذَکَّر : لأن لفظ الحِجال لفظُ الواحد مثل الجِدار والجِراب ، ومثله قول الله : (قالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَهِیَ رَمِیمٌ) [یس : 78] ولم یَقُل : رَمِیمه.

اللیث : الحَجْل : مشی المُقَیَّد ، قال : والإنسان إذا رفع رجلا وتوثَّب فی مشیه علی رِجْل فقد حَجَلَ ، ونَزَوان الغُراب : حَجْلُه. وقال النبی صلی الله علیه وسلم لزید : أنت مولانا فحَجَلَ. قال أبو عُبید : الحَجْل : أن یَرْفَع رِجْلاً ویقفِزَ علی الأخری من الفرح ، وقد یکون بالرِّجْلَین جمیعاً إلا أنه قَفزٌ ولیس بمَشْی.

وقال اللیث : الحَجْل والحِجْل لغتان ، وهو الخَلْخال ، قال : وحِجْلا القَیْدِ : حَلْقَتاه. الحرَّانی عن ابن السکیت : الحِجْل : الْخَلْخال : وجمعه حُجُول ، ونحو ذلک رَوَی أبو عُبید عن أصحابه حِجْل بکسر الحاء ، وما علمتُ أحداً أجاز الحِجْل غیر ما قاله اللیث وهو غَلَط.

وقال عَدِیّ :

أعاذِلُ قد لاقیتُ ما یَزَعُ الفَتَی

وطابقتُ فی الحِجْلین مَشْیَ المُقَیَّد

وقال ابن السّکّیت : حَجَل یَحْجُلُ حَجْلاً إذا مَشَی فی القَیْد.

ثعلب عن ابن الأعرابی أن المُفَضَّل أنشده :

إذا حُجِّلَ المِقْرَی یکون وفاؤُه

تَمامَ الذی تَهْوِی إلیه المَوَارِد

قال : المِقْری : القَدَح الذی یُقْرَی فیه ، وتَحْجِیلُه : أن تَصُبَّ فیه لُبَیْنَه قلیله قَدْر تَحْجِیل الفرس ثم یُوَفَّی المِقْری بالماء ، وذلک فی الجُدُوبه وعَوَز اللّبن. وقال أبو نصر عن الأصمعیّ : إذا حُجِّل المِقْری أی سُتِر بالحَجَله ضَنّاً به لیشربوه هم.

وقال اللیث : التَّحْجِیل : بیاض فی قَوائم الفرَسِ. تقول : فرس مُحَجَّل ، وفرس بادٍ حُجولُه ، قال الأعشی :

تَعَالَوْا فإنّ العِلْمَ عند ذوی النُّهی

من الناس کالبَلْقَاء بادٍ حُجُولُها

وقال أبو عُبیده : المُحَجَّلُ من الخیل : أن تکون قوائمه الأربع بِیضاً یبلغ البیاض منها ثُلُث الوَظِیف ونصفه أو ثلثیه بعد أن یتجاوز الأَرْساغ ، ولا یَبْلُغ الرُّکْبَتَین والعُرْقُوبین ، فیقال : مُحَجَّل القوائم فإن بلغ البیاضُ من التحجیل رُکبَه الید وعُرْقُوبَ الرِّجْل فهو فرس مُجَبَّب ، فإن کان البیاض بِرِجْلیه دون الید فهو مُحَجَّل إن جاوز الأرساغ ، وإن کان البَیَاضُ بِیَدَیْه دون رجلیه فهو أَعْصَمُ ، فإن کان فی ثلاثِ قوائمَ دون رِجْل أو دون یَدٍ فهو مُحَجَّل الثلاث مُطْلَق الید أو الرِّجل ، ولا یکون التَّحْجِیل واقعاً بِیَدٍ ولا یَدَیْن إلا أن یکون معها أو معهما رجل أو رجلان.

قلت : وأُخِذ تحجیلُ الخیل من الحِجْل وهو حَلْقه القَیْد ، جُعِلَ ذلک البیاض فی

ص: 88

قوائمها بمنزله القُیُود ، وجَمْع الحِجْل حُجُول.

ویقال : أَحْجَلَ الرَّجُلُ بَعِیرَه إحجالا إذا أطلق قیدَه من یده الیُمنی وشَدّه فی الأُخْری. وحَجَّل فلان أمرَه تَحْجِیلا إذا شَهَرَه ، ومنه قول الْجَعدِیّ یهجو لَیْلَی الأَخْیَلیَّه :

أَلَا حَیِّیَا لیلَی وقولا لها هَلَا

فقد رَکِبتْ أَمراً أَغَرّ مُحَجَّلا

وضَرْع مُحجَّل : به تَحجیل من أثر الصِّرار ، وقال أبو النَّجم :

* عن ذی قَرَامیصَ لها مُحَجَّلِ *

وحَجَّلَتِ المرأَهُ بنانَها إذا لَوَّنَت خضابها.

أبو عُبید عن أبی زید : نَعجهٌ حَجْلاء ، وهی البیضاءُ الأَوْظِفه وسائرها أَسْود.

عمرو عن أبیه : الحُجَیْلَاءُ : الماء الذی لا تصیبه الشمس.

وقال اللیث : الحَوْجَله : ما کان من القوارِیر من صغارها واسعَ الرأس ، وأنشد :

کأنَّ عینیه من الغُؤُورِ

قَلْتَان أَوْ حَوْجَلَتا قَارُور

أبو العباس : عن ابن الأعرابی قال : الحَواجِل : القوارِیرُ ، والسَّواجِل : غُلُفها ، وأنشد ابن الأنباری :

نَهْج تَرَی حوله بَیْضَ القَطَا قَبَصاً

کأنّه بالأفاحِیص الحَواجیلُ

حواجِلٌ مُلِئَت زَیتاً مُجَرَّدَه

لیست علیهنّ من خُوص سَواجِیلُ

قال : القَبَضُ : الجماعاتُ والقِطَع ، والسّواجیلُ : الغُلُف ، واحدها ساجُول وسَوْجَل.

قال : وحَجَل الإبِل : صِغارُ أولادها وحَشْوُها ، قال لَبِید :

لها حَجَلٌ قد قرّعَت من رُؤوسه

لها فوقَه ممّا تَحلَّب واشل

قال ابن السِّکِّیت : استعار الحَجل فجعلها صِغار الإبل.

والتَّحجیل والصّلیبُ : سِمَتان من سِماتِ الإبل.

وقال ذو الرُّمَّه یصف إبلا :

* یَلُوحُ بها تَحجیلُها وصَلیبُها*

وأما قول الشاعر :

ألم تَعْلَمی أنّا إذا القِدْر حُجِّلَت

وأُلْقِی عن وَجْه الفَتاهِ سُتُورُها

حُجّلت القِدْر أی سُتِرت کما تُسْتَر العَرُوس فلا تَبْرُز.

ویقال : حَجَلَتْ عینُه وحَجَّلَت إذا غارت ، وأنشد أبو عُبیده :

* حَواجِلُ العُیون کالقِداح*

وقال آخر فی الإفراد دون الإضافه :

* حَواجِلٌ غائِرَه العُیون*

جحل

اللیث : الجَحْل : ضرب من الیعاسِیب من صغارها ، والجمیع الجِحْلان.

أبو عُبید عن الفرّاء : الجَحْلُ : ضَرْب من الحِرْباء.

الحرّانی عن ابن السّکّیت قال : الجَحْل هو من الضِّبابِ : الضَّخم.

ص: 89

أبو زید : الجَحْلُ السِّقاء الضَّخْم أو الزّقّ ، قال : والجَحْل : صَرْعُ الرجلِ صاحبه.

یقال : جَحَلَه جَحْلا إذا صَرَعَه.

أبو عُبید عن الأصمعی : ضَرَبَه ضَرْبا فجَحَلَه ، ویقال بالتشدید : جَحَّله إذا صَرَعَه.

ابن الأعرابی : الجَحْلاء من النوق : العظیمه الخلق.

قال : والجُحال : السُّمُّ.

والجَحْلُ : السید من الرجال. والجَحْل : ولدُ الضَّبّ. والجَحْل : یَعْسُوب النحل.

لحج

قال اللیث : اللَّحَجُ : الغَمَصُ نفسه.

واللحْج مجزوم هو المَیْلُوله ، ویقال : التَحَجُوا إلی کذا وکذا ، وألْحَجَهُم إلیه کذا أی أمالهم وأنشد قول العجاج :

* أَوْ تَلْحَجُ الألسُنُ فینا مَلْحَجا*

أی تقول فینا فتمیل عن الحَسَنِ إلی القبیح.

أبو عُبید عن أبی زید : لَحْوَجْتُ الخبَر لَحْوجه : خَلَّطْتُه علیه.

وقال الفراء : لَحّجَهُ تلْحِیجاً إذا أظهر غیر ما فی نفسه.

الأصمعی وغیره : أتی فلان فلاناً فلم یجد عنده مَوئِلا ولا مُلْتَحجاً وأنشد :

حُبَّ الضَّرِیکِ تِلَادَ المالَ زَرَّمَه

فَقْرٌ ولم یتَّخِذ فی الناس مُلْتَحَجَا

شمر عن ابن الأعرابی : ألحاجُ الوادی : نواحیه وأطرافه ، واحدها لُحْجُ.

غیره : لَحِجَ الشیء إذا ضاق ، ولحِجَتْ عینُه ، وقال الشَّمّاخ :

* بخَوْصَاوَیْنِ فی لُحْجٍ کَنینِ*

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال لزوایا البیت : الألْحاجُ والأدْحال والجوازی والحراسم والأخصام والأکسار والمَزْوِیّاتُ.

قال : والملاحِیج : الطرق الضیقه فی الجبال.

وفی «النوادر» : لحجه بالعصا إِذا ضربه ، ولحجَه بعینه.

لجح

أبو عُبید عن الأصمعی : اللُّجْحُ الجیم قبل الحاء : الشیء یکون فی الوادی نحوٌ من الدَّحْل فی أسفله وأسفل البئر والجبل کأنه نَقْب.

قال شمر : وأنشدنی ابن الأعرابی :

* بادٍ نواحِیه شَطُون اللُّجْح *

قال : والقصیده علی الحاء. وأصله اللحج الحاء قبل الجیم فقُلِب.

جلح

الجَلحُ : ذهاب الشعر من مُقدَّم الرأس ، والنعت أَجْلَح وجَلْحَاءُ. أبو عُبید : إذا انحسر الشعر عن جانبی الجبهه فهو أنْزَع ، فإن زاد قلیلاً فهو أَجْلَحُ ، فإذا بلغ النصف ونحوه فهو أجْلَی ثم هو أَجْلَه ، وجمع الأَجْلح جُلْحٌ وجُلْحان.

اللیث : جُلاح : اسمُ أبی أُحَیْحه بن الجُلاح الخزرجی.

قال : والتَّجْلیح : التَّصْمیم فی الأمْر والمُضِیُّ ، یقال : جَلَّح فی الأمر فهو مُجَلِّح.

وقال أبو زید : جَلَّح علی القوم تَجْلیحا إذا

ص: 90

حَمَل علیهم ، وقال امرؤ القیس :

عصافِیرٌ وذِبَّان ودُودٌ

وأَجْرَأُ من مُجَلِّحَه الذِّئَاب

وقال لبِید یصف فَلاهً :

فکُنَّ سفینَها وضَرَبْنَ جَأْشاً

لخَمْسٍ فی مُجَلِّحه أَزُومِ

أی مفازه مُنکَشِفه بالشرّ.

أبو عُبید عن أبی عَمْرو قال : المُجَلِّح : الکثیر الأکل ، والمُجَلَّح : المأْکُول ، وقال ابن مُقْبل :

* ... إذا اغْبَرَّ العِضاهُ المُجَلَّحُ *

وهو الذی أُکِل حتی لم یُتْرَک منه شیء.

قال ابن السکیت : جَلَحَ المالُ الشجرَ یَجْلَحُه جَلْحاً إذا أکل أعلاه. قال : والمجلوح : المأکول رأسُه وأنشد :

ألا ازْحَمِیه زَحْمهً فَرُوحی

وجاوِزِی ذا السَّحَمِ المجلُوح

المأْکُول رأسه.

وقال اللیث : الناقه المجْلاحُ هو المُجَلَّحَه علی السَّنَه الشَّدِیده فی بقاء لبنها ، والجمِیعُ المجالیح ، وقال أبو ذؤیب :

المانِحُ الأَدَمَ والخُورَ الهِلابَ إذا

ما حارد الخُورُ واجْتُثَ المجالیحُ

قال : المجالیح : التی لا تُبَالی قُحوطَ المطر ، قلت : مجالیح الإبل : التی تقضم العِیدان إذا أقحطت السَّنَهُ فتَسْمَنُ علیها.

أبو عُبید عن الأصمعی قال : المجالیحُ من النوق : التی تَدِرُّ فی الشتاء.

والتّجلیح : السَّیْر الشّدیدُ.

وقال ابن شُمَیْل : جَلَّح علینا أی أتی علینا.

اللیث : الجالحه ، والجوالح : ما تطایر من رُؤوس النَّباتِ شِبْه القُطْن فی الرِّیح وما أشبه ذلک من نَسْج العنکبوت ، وکذلک الثَّلج إذا تهافت.

قال : والجلْحَاء من البَقَر : التی تَذْهَب قرناها أُخُرا.

وقریه جَلْحاءُ : لا حِصْن لها ، وقُری جُلْح ، وبقر جُلْح : لا قُرون لها.

وقال الأصمعی : أنشدنی ابن أبی طَرَفه :

فسکَّنتُهم بالْقَوْل حتی کأنَّهم

بَوَاقِرُ جُلْحٌ سَکَّنَتْها المراتِعُ

وفی حدیث أبی أیوب : «مَنْ بات علی سطح أَجْلح فلا ذِمَّه له».

قال شمر : هو السطح الذی لم یُحجَّر بجدار ولا غیره مما یَرُدُّ الرجل ، قال : والأَجْلَح من الثَّیران : الذی لا قَرْن له.

وبقره جَلْحَاء ، وهودج أَجْلَح : لا رَأْس له. وأکمه جَلْحَاء : إذا لم تکن محدده الرأس ، وفی الحدیث : «إن الله لیُؤدِّی الْحُقوق إلی أهلها حتی یَقُصَّ للشاه الجَلْحاء من الشاه القرناء نَطْحَتْها ، قلت : وهذا یبین لک أن الجلحاءَ من الشاءِ والبقر بمنزله الْجَمَّاء التی لا قرن لها.

حلج

أبو العباس عن عمرو عن أبیه : حَلَج إذا مشی قلیلاً قلیلاً.

وقال ابن الأعرابی : حَلَج الدیکُ یَحلِجُ حلْجاً إذا نشر جنَاحیه ومشی إلی أُنثاه لیَسْفِدها.

ص: 91

قال : والحُلُج : عُصَارا الحِنَّاء. والحُلُج هی التُّمور بالألْبان : والحُلُج أیضاً : الکثیر والأکل.

ابن السکیت : الْحلِیجه : عُصاره نِحْیٍ أو لبَن أُنْقِعَ فیه تمر.

وفی «نوادر الأعراب» یقال : حَجَنْت إلی کذا حُجونا ، وحاجَنْتُ وأَحْجَنْتُ وأَحْلَجْتُ ، وحالجْتُ ، ولاحَجْتُ ولَحَجْتُ لُحُوجاً وتفسیره لُصوقُک بالشیء ودخولک فی أضعافه.

اللیث : الْحَلجُ : حَلْج القطن بالمحلاج علی المِحلَج.

وقال : والْحَلْجُ فی السیر کقولک : بیننا وبینهم حَلْجَهٌ صالحه وحَلْجَهٌ بعیده. قلت : الذی سمعتُه من العرب : الْخَلْجُ فی السیر بالخاء ، یقال : بیننا وبینهم خَلْجه بعیده ، ولا أُنْکر الحاء بهذا المعنی ، غیر أن الْخلْجَ بالخاء أکثر وأفشی من الحلْج.

وقال اللیث : یقال : دَعْ ما تَحَلَّج فی صدرک وتَخَلَّج أی شککت فیه.

قال شمر : وهما قریبان من السّواء.

وقال الأصمعی : تَحَلّج فی صدری وتَخَلَّج أی شککتُ فیه ، وفی حدیث عَدِیّ بن حاتم «لا یَتَحَلَّجَنَ فی صدرک طعام ضارَعْتَ فیه النَّصْرَانیّه».

قال شمر : معنی لا یَتَحَلَّجَنَ أی لا یدخُلَنَّ قلبَک منه شیءٌ یعنی أنه نظیف.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال للحِمار الخفیف : مِحْلج ومِحْلاج ، وجمعه المَحالیج. والحَلِیجه : عُصارَه الْحِنّاء.

وقال فی موضع آخر : المحالیج : الحُمُر الطِّوالُ.

ح ج ن
اشاره

حجن ، حنج ، جنح ، جحن ، نجح : مستعملات.

حجن

قال اللیث : الحَجَن : اعْوِجَاج الشیء الأَحْجَن ، والصقر أحجن المنقار ، ومن الأنوف أَحْجَن وهو ما أقبلت رَوْثَتُه نحو الفم ، واستأْخَرَت ناشزتاه قُبْحاً ، والناشِزَه : حرف المَنْخَر.

والحُجْنه : مصدر کالْحَجَن وهو الشَّعَر الذی جُعودتُه فی أطرافه ، والْحُجْنَهُ أیضاً : موضع أصابه اعْوِجاج من العصا.

والمِحْجَن : عصاً فی طرفها عُقَّافه ، والفعل بها الاحتجان ، ومن ذلک یقال للرجل إذا اخْتَص بشیء لنفسه : قد احْتجنه لنفسه دون أصحابه.

وتقول : حَجَنتُه عنه أی صَدَدتُه وصرفته ومنه قوله :

ولا بدَّ للمشعُوفِ من تَبَعِ الهوی

إذا لم یَزَعْه من هوی النفس حاجن

والغَزوه الحَجُون : التی یُظْهَرُ غیرها ثم یُخالَف إلی غیر ذلک الموضع] ، ویُقْصدُ إلیها یقال : غزاهم غَزْوَه حَجُونا ، ویقال هی البعیده.

والحَجُون : موضع بمکه ، ومنه قوله :

فما أنت من أهل الحَجُون ولا الصَّفَا

ولا لک حَقُّ الشِّرْبِ فی ماء زَمْزَم

وقال غیره : حَجَنْتُ البعیر فأنا أَحْجنِهُ وهو بعیر محجون إذا وُسِم بسمه المِحْجن ،

ص: 92

وهو خط فی طرفه عَقْفه مثل مِحْجَن العصا.

أبو عبید التَّحْجِین : سِمَهٌ مُعْوَجَّه.

وفلان مِحْجَنُ مال أی حسن القیام علی المال وأنشد :

* مِحْجَنَ مالٍ حَیْثُما تَصرَّفا*

وفی الحدیث : «تُوضَع الرّحِمُ یوم القیامه لها حُجْنَهٌ کحُجْنه المِغْزَل. قیل : حُجْنه المغزل صِنَّارَتُها. وهی الحدیده العقْفَاءُ التی یُعلَّق بها الخیط ، ثم یفتل الغَزْل ، وکل مُنْعَقِف أَحْجَن.

واحْتجانُ المال : إصلاحه وجمعه وضمُّ ما انتشر منه. واحتجان مال غیرک : اقتِطاعه وسَرِقَتهُ.

وصاحب المِحْجَن فی الجاهلیه : رجل کان معه مِحْجَن وکان یقعدُ فی جادَّه الطریق فیأخُذُ بمحْجَنه الشیء بعد الشیء من أثاث الماره ، فإن عُثِر علیه اعْتَلَّ بأنه تعلق بمحجنه.

وقال أبو زید : الأحْجَن : الشعَرُ الرَّجِلُ والحُجنه : الرَّجَل والسبِطُ الذی لیست فیه حِجْنه ، وسرتُ عَقَبَه حجوناً أی بعیده.

جحن

أبو عُبید عن الکِسائی : الجَحِن : السّیِء الغِذاء وقد أجحَنَتْه أُمُّه ، وقال الأصمعی : فی المُجْحَن مِثْلَه.

وقال أبو زید : الجَحِن : البطیء الشَّباب.

وقال الشَّمّاخ :

وقد عرِقت مَغابِنُهَا وجادت

بِدرَّتها قِرَی جَحِنٍ قَتِینِ

یعنی أنها عَرِقَت فسار عرقها قِرًی للقُراد.

ومَثَلٌ من الأمثال : «عجِبْتُ أن یَجِیء من جَحِنٍ خَیْرٌ».

اللیث : جَیْحون ، وجیْحان : اسم نهر جاء فیهما حدیث.

وقال غیره : نَبْت جَحِنٌ : زَمِرٌ صغیر مُعَطَّش ، وکل نَبْتٍ ضَعُفَ فهو جَحِن.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال جحَن وأجحَنَ وجَحَّن ، وجَحَنَ وأحجَن وحجَّن ، وجحَدَ وأجْحَدَ وجَحَّد کله معناه إذا ضَیَّق علی عِیاله فَقْراً أو بُخْلاً.

ویقال : حُجیْناء قلبی ولُوَیْحاء قلبی ولُوَیْذَاءُ قلبی یعنی ما لزم القلبَ.

جنح

اللیث : جَنَحَ الطائِرُ جُنوحاً إذا کَسَر من جناحَیْه ثم أقبل کالواقع اللّاجِیء إلی موضع.

وقال الشاعر :

تَرَی الطیرَ العِتاق یَظَلْن منه

جُنُوحاً إن سَمِعْن له حسِیسَا

والرجلُ یَجْنح إذا أقبل علی الشیء یعمله بیدیه ، وقد حَنَی علیه صدرَه ، وقال لَبِید :

جُنُوحَ الهالِکِیّ علی یدیه

مُکِبّاً یَجْتَلی نُقَب النِّصالِ

والسفینهُ تجنَح جُنُوحاً إذا انتهت إلی الماء القلیل فلَزِقت بالأرض فلم تمْضِ.

وقال ابن شُمَیل : جَنَح الرّجلُ إلی الْحَرورِیّه ، وجَنَح لهم إذا تابعهم وخضع لهم.

وقال اللیث : اجتنح الرّجل علی رِجْله فی مَقْعدِه إذا انکَبّ علی یدیْه کالمتکیء علی یَدٍ واحده.

ص: 93

وروی أبو صالح السَّمَّان عن أبی هُرَیْره أنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم أَمَرَ بالتَّجَنُّح فی الصلاه فشَکا ناسٌ إلی النبی صلی الله علیه وسلم الضَّعْفَ فأمرهم أن یستعینوا بالرُّکَب. قال شمر : التّجنُّح والاجْتِناح کأنه الاعتماد فی السُّجود علی الکَفّیْن والادِّعامُ علی الرّاحتیْن وتَرْکُ الافْتراشِ للذِّرَاعین ، قال : وقال ابن شُمَیْل : جَنَح الرجلُ علی مَرْفِقَیْه إذا اعتمد علیهما وقد وضعهما بالأرض أو علی الوِساده یَجْنحُ جُنوحاً وجَنْحاً.

قال شمر : ومما یُصَدِّق ذلک حَدیثُ النُّعْمان بن أبی عَیّاش قال : شکا أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم إلیه الاعتمادَ فی السُّجود ، فرخَّص لهم أن یستعینُوا بمرافِقِهم علی رُکَبهم.

وقال ابن شُمَیْل : الاجْتِناحُ فی الناقه : کَأنّ مُؤَخّرها یُسْنَد إلی مُقَدَّمها من شده اندفاعها یَحْفِزُها رِجْلاها إلی صدرها.

وقال شمر : اجتنَحَتِ النّاقهُ فی سَیْرها إذا أَسْرَعَت وأنشد :

من کُلِّ وَرْقاء لها دَفٌّ قَرِحْ

إذا تَبادَرْنَ الطریقَ تجْتَنِحْ

وقال أبو عُبیده : المُجْتَنِح من الخیْل : الذی یکون حُضْرُه واحداً لأحد شِقَّیْه یَجْتنِح علیه أی یعْتَمِدُه فی حُضْره.

وقال اللیث : جَنَح الظَّلامُ جنوحاً إذا أقبل اللیل. وجنحُ الظلام وجُنْحهُ لغتان ، ویقال : کأنه جِنْحُ لیل یُشَبَّه به العسکرُ الجرار.

وجَناحا الطائر : یداه ، ویدا الإنسان : جناحاه. وجناحا الوادی : أی یکون له مَجْرًی عن یمینه ومجرًی عن شِمَاله ، وجَناحا العَسْکَر : جانباه ، وقال الزّجَّاج فی قَوْل الله جلّ وعزّ : (وَاضْمُمْ إِلَیْکَ جَناحَکَ مِنَ الرَّهْبِ) [القَصَص : 32] معنی جَنَاحک هنا العَضُد ، ویقال : الیدُ کُلّه جَناحٌ ، وقال فی قوله جَلّ وعز : (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَهِ) [الإسرَاء : 24] أی أَلِنْ لهما جانِبَک.

اللیث : جَنَحَتِ الإبل فی سیرها إذا أسرعت ، والنَّاقهُ البارکهُ إذا مالت علی أحد شِقَّیها یقال : جَنَحَت ، وقال ذُو الرُّمَّه :

إذا مال فوق الرَّحْل أَحْییْتِ نَفْسه

بِذِکْراک والعِیسُ المَراسیلُ جُنَّحُ

ویقال للناقه إذا کانت واسِعهَ الْجَنْبَیْن إنها لمجنحه الْجَنْبَین.

وجَوَانِح الصدر من الأضلاعِ : المتصلهُ رُؤوسُها فی وَسْطِ الزَّوْر ، الواحده جانِحَه.

ویقال : أقمتُ الشیءَ فاستقَام ، وأجنحتُ الشیءَ أی أَمَلْته فجنح أی مال ، وقال الله : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) [الأنفَال : 61] أی إن مالوا إلیک للصلح فمِلْ إلیها ، والسِّلْمُ : المُصَالَحه ، ولذلک أُنِّثَتْ.

وقال أبو الهیثم فی قوله تعالی : (وَلا جُناحَ عَلَیْکُمْ فِیما عَرَّضْتُمْ بِهِ) [البَقَرَه : 235] الْجُنَاحُ : الْجِنَایَه والْجُرْمُ ، وأنشد قولَ ابن حِلِّزَهَ :

أَعلینا جُناحُ کِنْدَهَ أَنْ یَغْ

نَمَ غَازِیهُمُ ومِنَّا الجَزَاءُ

ص: 94

وصف کِنْدَهَ بأنهم جَنَوْا علی بنی تَغْلِبَ جنایه ، ثم فسر الجنایه أن یَغْنَم غَازِیهم بأَنهم غَزَوْکم فَقَتَلُوکم ، وتحمِّلُونَنَا جَزَاء فِعْلهم أی عِقابَ فعلهم ، والجزاء یکون ثواباً وعِقَابا ، وقیل فی قوله : (وَلا جُناحَ عَلَیْکُمْ) [البقره : 235] أی لا إثْمَ علیکم ولا تضییق.

وأخبرنی المُنْذریّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : العرب تقول : أنا إلیک بِجُناح أی مُتَشَوِّق وأنشدنا :

یا لَهْفَ نَفِسی بعد أُسْرَهِ واهِبٍ

ذهبوا وکُنْتُ إلیهم بجُناح

وجَناحُ الشیء : نفسه ، ومنه قول عَدِیّ بن زَید :

وأَحْوَرُ العَیْن مرْبُوب له غُسَنٌ

مُقَلَّدٌ من جَنَاحِ الدُّرِّ تَقْصَارا

وقیل : جَنَاحُ الدُّرِّ : نَظْمٌ منه یُعَرَّض.

وقال أبو عمرو : کلُّ شیء جعلتَه فی نظام فهو جَنَاحٌ. وللعرب فی الجَناح أمثالٌ منها قولهم للرجل إذا جَدَّ فی الأمر واحتفَل : «رَکِبَ فلانٌ جَنَاحَیْ نَعَامه». وقال الشَّمَّاخ :

فمن یَسْع أو یَرکَبْ جَنَاحَیْ نَعَامَه

لیُدْرِکَ ما قَدَّمْتَ بالأَمْسِ یُسْبَقُ

ویقال : رکب القومُ جَنَاحَی الطائر إذا فارقوا أوطانهم ، وأنشد الفَرَّاءُ :

* کأَنما بجناحی طائر طاروا*

ویقال : فلان فی جَنَاحَی طَائِر إذا کان قلِقاً دهشاً کما یقال : کأَنه علی قرن أَعفَر ، ویقال : نحن علی جناح سَفَر أی نرید السَّفَر. وفلان فی جناح فلان أی فی ذَراه وکَنَفِه ، وأما قول الطرمّاح :

یَبُلّ بمَعْصُورٍ جَنَاحیْ ضَئیلَهٍ

أَفَاوِیقَ منها هَلَّهٌ ونُقوعُ

فإنّه یرید بالجناحین الشَّفَتین. ویقال : أراد بهما جانبی اللهاهِ والحَلْق. وقال أبو النَّجْم یصف سحابا :

وَسَحَّ کلَّ مُدْجِنٍ سَحَّاحِ

یَرْعُدُ فی بِیض الذُّری جُنَّاح

قال الأصمعی : جُنّاحٌ : دَانِیهٌ من الأرض ، وقال غیره : جُنّاحٌ : مائله عن القَصْد.

حنج

قال اللیث : الْحَنْجُ : إماله الشیء عن وجهه ، یقال : حَنَجْتُه أی أَمَلْتُهُ فاحْتَنَج فعل لازم ، ویقال أیضاً : أحنَجْتهُ ، وقال أبو عمرو : الإحْناجُ أن یَلْوِی الخبر عن وجههِ ، وقال العجَّاج :

* فتَحْمِلُ الأرواحُ وحْیاً مُحْنَجاً*

قال : والمُحْنَج : الکلام المَلْوِیّ عن جهته کیلا یُفْطَن له ، یقال : أَحْنَجَ عنِّی أمرَه أی لواه. وقال اللیث : المِحْنجَهُ : شیء من الأدوات.

وقال الأصمعی یقال : رجع فلان إلی حِنجه وبِنْجه أی رجع إلی أصله.

أبو عُبید عن أبی عُبیده : هو الحِنْجُ والبِنْجُ للأصْل. سَلَمه عن الفراء : هو السِّرَارُ ، والإحْنَاجُ ، والنَّسِیفُ ، والمُهَالَسَهُ ، والمُعامَسهُ واحد.

عمرو عن أبیه : الحِنَاجُ : الأصول ، واحدُها حِنْج.

نجح

اللیث : نجَحَتْ حَاجَتُک وأَنجحتُها

ص: 95

لک. وسار فلان سیراً ناجحاً ونَجِیحاً ، وقال لبید :

فمضَیْنَا فقَضَیْنَا ناجِحاً

مَوْطِناً یُسأَل عنه ما فَعَلْ

ورأی نجیحٌ : صوابٌ ، ورجل نجیح : مُنْجِح للحاجات ، وقال أَوْسٌ :

نَجیحٌ جَوَادٌ أَخُو مَأْقِطٍ

نِقَابٌ یُحدِّثُ بالغائِبِ

ویقال للنائم إذا تتَابعت علیه رُؤَی صدق : تناجَحت أحلامه.

وقال شمر : أنجَحَ بک الباطِلُ أی غلبک الباطل ، وکل شیء غلبک فقد أنجحَ بک ، وإذا غلبته فقد أَنجحت به.

وقال أبو عمرو. النَّجاحهُ : الصَّبر.

ویقال : ما نَفْسی عنه بنجیحه أی بصابره ، وقال ابن مَیَّاده :

وما هَجْرُ لیلَی أن تکون تباعدت

علیک ولا أَنْ أَحْصَرتک شغُولی

ولا أن تکون النفسُ عنها نجیحهً

بشیء ولا مُلْتَاقَهً ببدیل

ح ج ف
اشاره

حجف ، حفج (1) ، جحف ، فحج : مستعمله.

حجف

اللیث. الحَجَفُ : ضربٌ من التِّرَسَه ، تُتَّخَذ من جلود الإبل مُقَوَّره ، والواحده حَجَفَه. ونحوَ ذلک قال أبو عُبید فی الحَجَفِ.

وقال اللیث : الْحُجَافُ : ما یَعتَری من کثره الأکل أو من شیء لا یلائمهُ فیأخذُه البطن استِطْلاقاً ، ورجل مَحْجُوفٌ. وقال الراجز :

یا أیها الدّارِیءُ کالمَنْکُوفِ

والمُتَشَکِّی مَغْلَهَ المحجوفِ

هکذا أنشدنیه المُنْذِری عن ثعلب عن ابن الأعرابی. قال : والمحجُوفُ والمجحوفُ واحد ، وهو الجُحافُ والحُجافُ : مَغْسٌ فی البطن شدید. والمَنْکوف : الذی یشتکی نکْفَتهُ ، وهو أصل اللِّهْزِمه. وقال بعض الجعفریِّین : احْتَجَفْتُ نفسی واحتجَنتُها إذا ظَلَفتُها.

جحف

أبو العبّاس عن ابن الأعرابی : الجُحْفَه : مِلْء الید وجمعها جُحَف.

وقال اللیث : الجَحْفُ : شده الجَرْف إلا أن الجَرْف للشیء الکثیر ، والجَحْفَ للماء. تقول : اجتحفْنا ماء البئر إلا جُحفهً واحده بالکَفِّ أو بالإناء.

والفِتْیان یتجاحفون الکره بینهم بالصَّوالجه. قال : والتَّجاحف أیضاً فی القتال : تناول بعضهم بعضاً بالعصی والسُّیوف ، وقال العجَّاج :

* وکان ما اهْتَضَ الْجِحافُ بَهْرَجا*

یعنی ما کسره التَّجاحُف بینهم ، یرید به القتل.

ص: 96


1- سقط شرح الماده فی المطبوعه ، وجاء فی «اللسان» (حفج _ 3 / 234): «الحفنجی : الرَّخْو الذی لا غَناءَ عنده».

والسنه المُجحِفه : التی تُجْحِف بالقوم قتلاً وإفساداً للأَموال.

وقال بعض الحکماء : من آثر الدنیا أجْحفت بآخِرته.

والْجُحفَه : میقات أهل الشام : قریه تقرب من سِیفِ البحر.

أبو عُبید عن الفراء : الْجِحافُ : أن یستقِیَ الرجل فیصیب الدلو فم البئر فَیَنْخَرِق وأنشد :

قد عَلِمَتْ دلوُ بنی منَافِ

تَقْوِیمَ فَرْغَیْهَا عن الْجِحاف

الأصمعی والفّراء : سیل جُحاف وجُرافٌ وهو الذی یذهب بکل شیء ، وأنشد.

* أَبْرز عنها جُحافٌ مُضِرّ*

ورُوِی عن الأصْمَعی أنه قال : الجَحْف : أکل الثَّرید ، والجَحْفُ : الضرب بالسیف ، وأنشد :

[و](1)لا یستوی

الْجحفَان جَحْفُ ثَرِیدَه

وجَحفُ حرُوریٍّه بأبیض صارم

والجَحَّاف السُّلَمی : رجل من العرب معروف.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الجَحُوف : الثَّرید یبقی فی وسط الجَفْنه.

فحج

قال اللیث : الفَحَجُ : تباعد ما بین أوساط السَّاقین فی الإنسان والدَّابه ، والنعت أفْحَجُ وفَحْجاء. أبو عُبید عن أبی عمرو : الأفحج : الذی فی رجلیه اعوجاج.

وقال أبو زید : یقال : افْحَج فلان عنَّا ، وأحجم وافَّج إذا تباعد.

ح ج ب
اشاره

حجب ، حبج ، جبح ، جحب (2) ، بجح : [مستعملات].

حجب

قال اللیث : حَجَب : یَحجُب حَجْباً.

والحِجابه : ولایه الحاجب. والحِجاب : اسم ما حجبت به بین شیئین. وَکُلُّ شیء منع شیئاً فقد حجَبَه ، کما تحجب الأمَّ الإخوهُ عن فریضتها وجماعه الْحِجاب حُجُب. وجماعه الحَاجِب حَجَبَه.

واحتجب فلان إذا اکْتَنَّ من وراء الحجاب.

وحِجاب الجوف : جلده بین الفؤاد وسائر البطن.

والحاجِبان : العظمان فوق العینین بشَعَره ولَحْمه وثلاثه حواجب.

والحَجَبَتان : رؤوس عظمی الوَرِکَیْن مما یلی الْحَرقَفَتین ، والجمیع الحَجَب ، وثلاث حجبات ، وقال امرؤ القیس :

* له حَجَباتٌ مُشرفاتٌ علی الفالِ*

وقال آخر.

* ولم تُوقَّع برُکُوبٍ حَجَبُهْ *

وحاجِبُ الفیل کان شاعراً من الشعراء.

ص: 97


1- زیاده من «اللسان» (جحف).
2- أهمله اللیث.

وقال شمر : قال أبو عمرو : الْحِجابُ : ما أشرف من الجبل.

وقال غیره : الحِجابُ : الحَرَّه وقال أبو ذُؤَیب :

* شَرَفُ الحِجابِ ورَیْبُ قَرْعٍ یُقرَع*

وقال غیره : احتجبَت الحامل بیوم من تاسعها. وبیومین من تاسعها یقال ذلک للمرأه الحامل إذا مضی یوم من تاسِعها.

یقولون : أصبحت مُحْتَجِبَه بیوم من تاسعها ، هذا کلام العرب.

وقال الأصمعی : حاجب الشمس : قرْنها ، وهو ناحیه من قُرصها حین تبدأ فی الطلوع. یقال : بدا حاجب الشمس والقمر.

قال : ونظر أعرابی إلی آخر یأکل من وَسَط الرّغیف ، فقال : عَلیْک بحَواجبه أی بحُروفه.

وفی حدیث أبی ذَرٍّ أن النبی صلی الله علیه وسلم قال : «إن الله یغفر للعبْد ما لم یقَع الحِجابُ ، قیل : یا رسول الله : وما الحجابُ؟ قال : أن تموت النفسُ وهی مشرکه».

قال شمر وقال ابن شُمَیل فی حدیث ابن مسعود رضی الله عنه : «من اطَّلَع الحِجابَ واقع ما وراءه * ، قال : إذا مات الإنسان واقع ما وراءَ الحِجابین : حجابِ الجنّه ، وحجابِ النار : لأنهما قد خَفِیا.

وأنشدنا الغَنَوِیّ :

إذا ما غَضِبْنا غَضْبَه مُضَرِیَّهً

هَتَکنا حِجابَ الشمس أو مَطَرَتْ دمَا

قال : حِجابُها : ضوؤها هاهنا.

قال : وقال أبو عدنان عن خالد فی قَوْل ابنِ مسعود : من اطَّلعَ الحِجابَ واقع ما وراءه. قال : اطِّلَاعُ الحِجاب : مَدُّ الرأْس ، والمُطالع یَمُدُّ رأسَه ینظر من وراء السِّترِ ، قال : والْحِجابُ السِّترِ. وامرأه محجوبه. قد سُتِرت بِستر.

قال أبو عمرو وشَمِر : وحدیث أبی ذرّ یدلّ علی أنه لا ذنبَ یحجُب عن العبد الرحمه فیما دون الشِّرک.

وقال أبو زَیْد : فی الجَبین الحاجبان وهما مَنْبِت شَعَر الحاجبین من العظم والجمیع الحواجبُ.

حبج

قال اللیث : أحْبَجَتْ لنا النارُ إذا بدت بغته ، وأحبج العَلَم ، وقال العَجَّاج :

* عَلَوْتُ أحْشاه إذا ما أَحْبَجا*

أبو عُبید عن أبی زید : إذا أکلت الإبِلُ العَرْفَجَ فاجتمع فی بطونها عُجَر منه حتی تشتکی منه قیل : حَبِجَت حَبَجاً.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحَبَجُ : أن یأکل البَعیرُ لِحاءَ العَرْفَج فیَسْمَنَ علی ذلک ، ویَصِیرَ فی بطنه مِثلَ الأفهار ، وربما قتله ذلک.

والحَبِجُ : السمینُ الکثیر الأعْفاج ، قال : وقال ابن الزبیر : «إنا والله ما نموت علی مضاجعنا حَبَجا کما یموت بنو مروان ، ولکنا نموت قَعْصاً بالرماح وموْتاً تحت ظلالِ السیوفِ * وقال غیره : أَحْبَج لک الأمرُ إذا أعرضَ

ص: 98

فأمکَن.

والحَبْجُ : مُجْتَمَع الحیِّ ومُعظمُه.

ویقال : حَبَجَه بالعصا حَبْجاً ، وقد حَبَجَه بها حَبجاتٍ ، قاله ابن السّکّیت ، قال : وکذلک خَلَجه بالعصا إذا ضربه بها.

قال : وإبِل حَبَاجَی إذا انتفخَتْ بطونها عن أکل العَرْفَج فتعَقَّد فی بطونها وتمرَّغَت من الوجَع.

أبو عُبید عن الأصمعی : حَبَج یَحْبِج ، وخَبَج یَخبِج إذا ضَرط.

وقال شمر : حَبَجَ الرجلُ یَحبج حَبجاً إذا انْتَفخ بطنُه عن بَشم ، وحَبِج البعیرُ إذا أکلَ العرْفَج فتکبَّب فی بطنه وضاق مَبْعَرُه عنه ولم یَخرج من جوفه وربما هَلک وربما نَجَا ، قال : وأنشدنا أبو عبد الرحمن :

أشبعتُ راعِیَّ من الیَهْیَرِّ

فظَلَّ یبْکی حَبجاً بشَرِّ

خلْف اسْتِه مثلَ نَقیقِ الهِرِّ

وقال أبو زید : الحَبَجُ للبعیر منزله اللَّوَی للإنسان فإن سَلَح أفاق وإلَّا مات.

بجح

قال اللیث وغیره : فلان یَتَبَجَّحُ بفلان ویتمجَّح إذا کان یَهذی به إعْجاباً ، وکذلک إذا تَمزَّح به.

وقال اللحیانی : فلان یتبجَّح ویَتمجَّح أی یفتخر ویباهی بشیء مّا.

وفی حدیث أم زرع : «وبَجَّحَنی فبجَحْتُ» أی فرَّحَنی ففرحت وقد بَجِح یَبجَحُ وبَجَحَ یَبجَحُ قال الراعی :

وما الفَقرُ من أرض العَشیره ساقَنا

إلیک ولکنّا بقُرْباک نَبجَحُ

جبح

ثعلب عن ابن الأعرابی : جَبَح القومُ بِکعابهم وجَبَخوا بها إذا رَمَوْا بها لینظروا أیها یَخرج فائزاً ، وأنشد :

* فأجْبَح القومَ مثلَ جَبْح الکِعاب*

وقال اللیث فی جبَحَ القومُ بکِعابهم مثله.

أبو عمرو : الجِبْحُ والجَبْح : خَلِیّه العسل ، وثلاثه أَجْبُح وأجباحٌ کثیره.

قال الطِّرِمَّاح یخاطب ابنه :

وإن کنتَ عندی أنتَ أحلَی من الجَنَی

جَنَی النحلِ أضحَی وَاتناً بین أَجْبُح

واتِناً : مُقیما.

ح ج م
اشاره

حجم ، حمج ، جحم ، جمح ، مجح ، محج : [مستعملات].

حجم

قال اللیث : الحَجْم : فِعلُ الحاجم ، وهو الحَجَّام ، وفعله وحرفته الحِجامه.

وفی الحدیث : «أفْطَرَ الحاجمُ والمَحْجومُ». والمِحْجَمه : قارورتُه ، وتطرح الهاء فیقال : مِحْجَم وجمعه مَحاجمُ. وقال زهیر :

* ولم یُهریقوا بینهم مِلْءَ مِحْجَم *

والمَحْجَم من العنق : موضع المِحْجمه ، وقال غیره : أصل الحَجْم المَصُّ ، وقیل للحاجم حَجَّام لامتصاصه فَم المِحْجمه.

یقال : حَجَم الصبیُّ ثدیَ أُمِّه إذا مَصَّه ، وثدیٌ محجوم أی ممصوص.

أبو عُبید عن أبی زید : أَحْجَمتِ المرأهُ للمولود إحجاماً ، وهو أولُ رَضعه تُرضِعُه أُمُّه.

ص: 99

وقال اللیث : الحَجْم أیضاً : وِجْدانُک مَسَّ شیء تحت ثوب ، تقول : مَسِسْتُ بطن الْحُبْلَی فوجدت حجم الصَّبِیِّ فی بطنها. وقد أحجم الثدیُ علی نحرِ الجاریه إذا نتأ ونَهَد ، ومنه قول الأعشی :

قد أَحْجَم الثدیُ علی نحرِها

فی مُشْرِقٍ ذی بهجَهٍ نائر

وقال ابن الأعرابی : حَجَّمَ وبجَّمَ إذا نظر نظراً شدیداً ، قلت : وحَمَّجَ مثلُه.

ویقال للجاریه إذا غطی اللحمُ رُؤوس عظامها فسمنت ما یبدو لعظامها حَجْم.

وقال اللیث وغیره : الحِجامُ : شیء یُجْعَل علی خَطْم البعیر لکیلا یَعَضّ ، وهو بعیر محجوم.

قال : والحَجْمُ : کَفُّک إنساناً عن أمر یُریده. یقال : أحجم الرجلُ عن قِرْنه ، وأحْجَم إذا جَبُن وکَفّ. قاله الأصمعی وغیره ، والإحْجامُ ضدّ الإقْدامِ.

وقال مُبْتَکِرٌ الأعرابی : حَجَمْتُه عن حاجته : منعته عنها.

وقال غیره : حَجَوْتُه عن حاجته : مثله.

حمج

اللیث : حَمَّجَت العینُ إذا غارت ، وأنشد :

ولقد تقودُ الخیْلَ لم تُحمَّجِ *

قال : ویقال : تحمیجُها : هُزالها.

قال : والتَّحْمِیج : النظر بخوف ، والتَّحمیج : التَّغَیُّر فی الوجه من الغضب ونحوه.

وفی الحدیث أن عمر قال لرجل : «ما لی أراک مُحَمِّجا؟. قلت : التَّحمیجُ عند العرب : نظرٌ بتحدیق.

وقال بعض المفسرین فی قول الله جلّ وعزّ : (مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ) [إبراهیم : 43] قال : مُحَمِّجین مُدیمی النّظر ، وأنشد أبو عُبیده :

آأنْ رَأَیْت بَنِی أَبِی

ک مُحَمِّجِین إلیّ شُوسَا

ثعلب عن ابن الأعرابی : التحمیجُ : فتحُ العین فَزَعاً أو وعیداً ، وأنشد قول الهذلی :

وحَمّجَ للجَبَان المو

تُ حتی قَلْبُه یَجِبُ

قال : أراد : حَمّج الجَبانُ للموت فَقَلَبه.

قلت : وأما قولُ اللیث فی تَحمیج العینِ أنه بمنزله الغُثُور فلا یُعرف ، وکذلک التَّحْمیج بمعنی الهُزال منکر.

جمح

قال اللیث : جَمَح الفرسُ بصاحبه جِماحاً إذا جَرَی به جَرْیا غالباً ، وکل شیء إذا مضی لِوَجْهه علی أمر فقد جمح به. وفرس جَمُوح وجامح ، الذکرُ والأنثی فی النعتین سواء. وجَمَحت السفینهُ فهی تَجْمَح إذا ترکت قصدَها فلم یضبطها الملاحون. وجَمَحوا بِکِعابِهم مثل جَبَحوا.

وقال الفراء فی قول الله جلّ وعزّ : (لَوَلَّوْا إِلَیْهِ وَهُمْ یَجْمَحُونَ) [التّوبَه : 57] أی وَلَّوْا إلیه مسرعین.

وقال الزجاج : (وَهُمْ یَجْمَحُونَ). قال : یسرعون إسراعاً لا یَرُدُّ وجوهَهم شیء ، ومن هذا قیل : فرس جَمُوح وهو الذی إذا حَمَل لم یَردّه اللِّجَام. ویقال : جَمَح

ص: 100

وطَمَح إذا أسرع ولم یَردّ وجْهَه شیءٌ.

قُلت : فرس جَمَوح له معنیان : أحدهما : یوضع موضع العَیْب. وذلک إذا کان من عادته رکوبُ الرأس لا یَثْنِیه راکبه ، وهذا من الجماح الذی یُرَدُّ منه بالعیب.

والمعنی الثانی فی الفرس الجَمُوح أی یکون سریعاً نشیطاً مَرُوحاً ، ولیس بعیبٍ یُرَدُّ منه ومصدره الجُموحُ ، ومنه قول امریء القیس :

جَمُوحاً مَرُوحاً وإِحْضارُها

کمَعْمَعَه السَّعَف المُوقَدِ

وإنما مَدَحَها فقال :

وأعددْتُ للحرْب وَثَّابَهً

جَوَادَ المَحثَّهِ والمُرْوَدِ

ثم وصَفها فقال : جَمُوحاً مَرُوحاً أو سَبُوحاً أی تُسْرِعُ براکبها.

وقال أبو زید : جَمَحت المرأهُ من زوجها تَجْمَح جِماحاً وهو خروجها من بیته إلی أهلها قبل أن یُطلِّقَها ، ومثله طَمَحَت طِماحاً. وأنشد :

إذا رأتنی ذَاتُ ضِغْنٍ حَنَّتِ

وجَمَحت من زَوْجها وأَنَّتِ

وقال اللیث : الجُمَّاحَهُ والجَمَامِیحُ هی رُؤوس الحَلِیِّ والصِّلِّیان ونحو ذلک مما یخرج علی أطرافه شِبْهُ سُنْبُل غیر أنه لَیِّنٌ کأَذْنَاب الثَّعَالِب.

أبو عُبَید عن الأُمَوی : الجُمَّاح : ثمره تُجْعَل علی رأس خَشبه یلعب بها الصبیان.

وقال شمر : الجُمَّاح : سهمٌ لا ریشَ له أَمْلَس فی موضع النَّصْل منه تمر أو طین یُرْمَی به الطائر فیُلْقِیه ولا یقتُله حتی یأخُذَه رامِیه یقال له الجُمَّاح والجُبَّاح ، وقال الراجز :

هل یُبْلِغَنِّیهم إلی الصَّباحْ

هِقْلٌ کأنّ رأسَه جُمَّاحْ

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الجُمَّاح : المنهزمون من الحرب. والجُمَّاحُ : سهم صغیر یلعب به الصبیان. قال : وفرس جَمُوح : سریع وفرس جموح إذا لم یُثْن رأسُه.

وأخبرنی المُنذِری عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الجُمَّاح : سهم أو قصبه یُجْعَل علیه طین ثم یُرْمی به الطیر ، وأنشد لرُقَیْعٍ الوَالِبِیّ :

حَلَقَ الحوادثُ لِمَّتی فَتَرَکْن لی

رأساً یَصِلُّ کأنه جُمَّاحُ

أی یُصَوِّت من امّلاسه ، وقال الحطیئه :

* بزُبِّ اللِّحَی جُرْدِ الخُصَی کالجَمامِح *

وقال غیره : العرب تسمی ذَکَر الرجل جُمَیْحاً ورُمَیْحا ، وتسمِّی هَنَ المرأه شُرَیْحا : لأنه من الرجل یَجْمَح فیرفع رأْسه ، وهو منها یکون مَشْروحاً أی مفتوحا.

جحم

قال اللیث : الجَحیم : النار الشدیده التَّأجّج کما أجَّجوا ناراً لإبراهیم النبی علیه السلام فهی تَجْحَم جُحوما أی تَوَقَّد تَوَقُّدا. وجاحم الحرب : شده القتل فی مُعْتَرکِها ، وأنشد :

* حتی إذا ذاق منها جَاحِماً برَدَا*

ص: 101

وقال الآخر :

والحرب لا یَبْقی لِجا

حِمها التخیُّل والمِراح

وقال : کلُّ نار تُوقد علی نار جَحِیمٌ.

والجَمرُ بعضُه علی بعض جَحیم ، وهی نار جاحِمَه ، وأنشد الأصمعی :

* وضالّهٍ مِثْل الجحیم المُوقَدِ*

شبّه النِّصال وحِدّتها بالنار ، ونحو منه قول الهذلی :

* کأنّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِیجُ*

ویقال للنار جاحم أی تَوَقُّد والتهاب ، ورأیت جُحْمَه النَّار أی تَوقُّدها.

وقال اللیث : الجَحْمَه هی العین بلغه حِمْیر ، وأنشد :

فیا جَحْمَتا بَکِّی علی أُمِّ مالک

أکِیلَهَ قِلِّیب ببعض المذانب

قال : وجَحْمتا الأسد : عیناه بکل لغه.

والأجْحَمُ : الشدیدُ حُمْره العین مع سَعَتها ، والمرأه جحماء.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الجُحام : داء معروف.

والْجُحْمُ : القَلِیلُو الحیاءِ.

وأخبرنی المُنْذِری عن أبی طالب فی قولهم : فلان جَحَّام ، وهو یتجاحم علینا أی یتضایق ، وهو مأخوذ من جاحم الحرب ، وهو ضیقها وشدّتها ، وقال بعضهم : هو یتجاحم أی یتحرق حِرْصا وبُخْلاً وهو من الجحیم.

وفی الحدیث أن کلباً کان لمَیْمُونه فأخذه داء یقال له : الجُحامُ ، فقالت : وا رَحْمَتا لمِسْمار تعنی کلبها.

قال : وأخبرنی الحرّبی عن عمرو عن أبیه قال : جَحَمَتْ نارُکم تَجْحَم إذا کثر جمرها ، وهی جحیم وجاحمه.

محج

اللیث : المَحْجُ : مسح شیء عن شیء ، والریح تمْحَجُ الأرض : تذهب بالتّراب حتی تتناول من أَدَمَه الأرض ترابها ، وقال العجَّاج :

ومحجُ أَرْوَاح یُبارینَ الصَّبَا

أَغْشَیْن معروفَ الدِّیارِ التَّیْرَبا

والثَّیْرَب والتّوْرَب والتّوْراب أراد التراب.

وأخبرنی المُنْذِری عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : اختصم شیخان غَنَوِیّ وباهِلِیّ ، فقال أحدهما لصاحبه : الکاذب مَحَج أُمَّه ، وقال الآخر : انظروا ما قال لی الکاذب : مَحَجَ أُمّه أی نَاکَ أُمَّه ، فقال الغَنوِیّ : کذب ، ما قُلْتُ له هکذا ، ولکنی قلت : الکاذب مَلَجَ أمَّه أی رضعها.

وقال ابن الأعرابی : المحَّاجُ : الکذاب أیضاً ، وأنشد :

* ومجَّاج إذا کثر التجَنّی*

قلت : فمحج عند ابن الأعرابی له معنیان : أحدهما الجِماعُ ، والآخر الکَذِب.

وقال ابن الفَرَج : مَحَج المرأه ومَخَجَها إذا نکحها ، ومَحَج اللبنَ ومَخَجَه إذا مَخَضه.

مجح

قال غیر واحد : التَّمَجُّح والتبجج بالمیم والباء : البَذَخُ والفخر. هو یَتَمَجّح ویَتَبَجّح وقد مرّ تفسیره.

ص: 102

[أبواب الحاء والشین]

اشاره

ح ش ض : أهملت وجوهها :

ح ش ص : استعمل من وجوهه : [شخص].

شحص : قال اللیث : الشّحْصاءُ : الشاه التی لا لبن لها. أبو عُبید عن الأصمعی : الشَّحاصَه والشَّحَص جمیعاً : التی لا لبن لها ، والواحده والجمیع فی ذلک سواء.

شَمِر : جمع شَحَص أشْحُص ، وأنشد :

* بأَشْحُص مُسْتَأْخِر مَسافدُه*

العَدَبَّس الکِنانِّی : الشحَصُ : التی لم یَنْزُ علیها الفحل قط. وقال الکسائی : إذا ذهب لبن الشاهِ کلُّه فهو شَحْص.

وفی «النوادر» یقال : أَشْحَصْتُه عن کذا وشَحَّصْته ، وأَقْحَصْته وقَحَّصْته ، وأَمْحَصْته ومَحَّصْته إذا أبعدته ، وقال أبو وَجْزَه السَّعْدِیّ :

ظعائِنُ من قیس بن عیلانَ أشْحَصَت

بهن النَّوَی إن النَّوَی ذَاتُ مِغْولِ

أَشْحَصَت بهن أی باعدتْهن.

ح ش س : أهملت وجوهها.

ح ش ز : مهمل.

ح ش ط
اشاره

استعمل من وجوهها : شحط ، حشط.

شحط

قال اللیث وغیره : الشّحط : البُعْد ، یقال : شَحَطَت الدَّار تَشْحَط شَحْطاٍ وشُحوطاً ، قال : والشحْطُ : البُعْد فی الحالات کلها یُثَقَّل ویُخَفَّف ، وأنشد :

* والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا*

وقال اللیث : الشحْطَهُ : داء یأخذ الإبل فی صُدُورها لا تکاد تنجو منه. ویقال لأَثَر سحْج یُصِیب جَنْباً أوْ فَخِذاً ونحو ذلک.

أصابته شَحْطَه.

ثعلب عن عمرو عن أبیه یقال : شَحَطه وسَحَطه أی ذبحه.

وقال ابن الأعرابی : شَحَطَتْه العقرب وَوَکَعَتْه بمعنی واحد.

قال : ویقال : شَحَط الطائر وصام ، ومزَقَ ومَرَقَ وسَقْسَق ، وهو الشَّحْط والصوم.

وقال اللیث : الشَّوْحَطُ : ضرب من النَّبْع ، وأخبرنی المُنْذِرِیّ عن المُبَرِّد قال : یقال إن النَّبْع والشَّوْحَط والشَّرْیَان شجره واحده ولکنها تختلف أسماؤها بکرم منابتها ، فما کان فی قُلّه الجبل فهو النَّبْع ، وما کان فی سفحه فهو الشَّرْیَان ، وما کان فی الحضیض فهو الشَّوْحَطُ.

أبو عُبَید عن الأصمعی : من أشجار الجبال النَّبْع والشَّوْحَط والتَّأْلَب.

وقال اللیث : المِشْحَطُ : عود یُوضَع عند القضیب من قُضْبان الکرمْ یقیه من الأرض.

النَّضْر عن الطائفی أنه قال : الشَّحْطُ : عود یُرْفَعُ به الحَبَله حتی تستقلّ إلی العریش قال : وقال أبو الخطاب : شَحَطْتُها أی وضعت إلی جانبها خشبه حتی ترتفع إلیها.

وقال اللیث : التَّشحُّطُ : الاضطراب فی الدّم ، والولد یَتَشَحّط فی السَّلَی أی یضطرب فیه ، وأنشدَ بیت النابغه :

ص: 103

ویَقْذِفْن بالأَوْلَاد فی کل منزل

تَشَحَّطُ فی أسْلائها کالوصائِل

وقال غیره : یقال : جاء فلان سابقاً قد شَحَطَ الخیلَ شَحْطاً أی فاتها ، ویقال : شَحَطَتْ بنو هاشم العرب أی فاتوهم فضلاً وسبقوهم. ویقال : شَحَط فی السَّوْم وأَبْعَط إذا طَمَح فیه.

حشط

أهلمه اللیث ، وقال ابن الأعرابی : الحَشْط : الکشط ، ثعلب عنه.

ح ش د
اشاره

استعمل من وجوهه : حشد ، شحد ، شدح.

حشد

قال اللیث : حَشَد القوم إذا خَقُّوا فی التَّعاون وکذلک إذا دُعُوا فأسرعوا للإجابه قال : وهذا فعل یستعمل فی الجمیع ، وقَلَّما یقال للواحد حَشَد إلا أنهم یقولون للإبل : لها حالبٌ حاشد ، وهو الذی لا یَفْتُر عن حَلْبها ، والقیام بذلک. قلت : المعروف فی حلْب الإبل حاشِک بالکاف لا حاشِد بالدّال ، وقد مرّ تفسیره فی باب حَشَک إلا أن أبا عُبید قال : یقال : حَشَد القومُ ، وحَشَکُوا ، وتَحتْرشُوا بمعنی واحد فجمع بین الدَّال والکاف فی هذا المعنی وفی حدیث صفه رسول الله صلی الله علیه وسلم الذی یُروی عن أُمِّ معْبد الخُزاعِیه : «مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ *

أرادت أن أصحابه یخدمونه ویجتمعون علیه. ویقال : احتشد القومُ لفلان إذا أردتَ أنهم تَحَمَّعوا له وتَأَهّبوا ، وعند فلان حَشَدٌ من الناس أی جماعه قد احتشدوا له ، وقال أبو عمرو : یقال للرجل إذا نزل بقوم وأکرموه وأحسنوا ضیافته قد حشدوا له ، وقال الفرّاء : حشدوا له وحَفَلوا له إذا اختلطوا له وبالغوا له فی إلْطافه وإکرامه.

الحَرَّانی عن ابن السِّکِّیب : أرض نَزْلَه : تَسِیلُ من أدنی مَطَر ، وکذلک أَرْضٌ حَشاد وزَهادٌ ، وأرض شَحاح.

وقال النضر : الحَشادُ من المسایل إذا کانت أرضٌ صُلْبه سریعهُ السیل وکثرت شِعابُها فی الرَّحْبَه وحَشَد بعضها بعضا.

قال : ورجل محشود : عنده حَشْدٌ من الناس.

شحد

قال اللیث : الشُّحْدودُ : السیءُ الخُلُق ، وقالت أَعرابیه وأرادت أن ترکب بَغْلاً : لعله حَیُوص أو قَمُوص أو شُحْدودٌ ، وجاء به غیر اللیث.

شدح

أهمله اللیث ، وروی أبو عُبید عن الفراء : انشدح الرجل انشداحاً إذا استلقَی وفَرَّج رِجْلَیْه.

وقال أبو عمرو : ناقه شَوْدَح : طویله علی وجه الأرض ، وأنشد :

قَطَعتُ إلی مَعْرُوفِها مُنکراتِها

بِفَتْلاءِ إمْرارِ الذِّراعَیْن شَوْدَح

ویقال : لک عن هذا الأمر مُشْتدَح ومُرْتَدَح ومُرْتَکَح ومُنْتَدَح ، وشُدْحَهٌ وبُدْحَه ورُکْحه ورُدْحَه وفُسْحه بمعنی واحد.

وکلأ شادِح وسادِح ورادِح أی واسع کثیر.

ح ش ت
حتش

قال اللیث فی کتابه : حَتَش یَنْظُر فیه ،

ص: 104

وقال غیره : حَتَش إذا أدام النَّظَر. وقیل : حَتَش القوم وتَحَتْرَشوا إذا حَشَدوا.

تشح

قال الطرماح یصف ثورا :

مَلاً بائِصاً ثم اعتَرَتْهُ حَمِیَّهٌ

علی تُشْحهٍ من زائِدٍ غیرِ واهِن

[ح ش ظ : مهمل](1).

قال أبو عمرو فی قوله : علی تُشْحَه أی علی جِدٍّ وحَمِیَّه. قلت : أنا أظن التشحه فی الأصل أُشْحه فقُلِبت الهمزَهُ واواً ثم قلبت تاء کما قالوا : تُراث وتَقَوی.

وقال شمر : یقال : أَشِحَ یَأْشَح إذا غضب ، ورجل أَشْحانُ أی غضبان. قلت : وأصل تُشْحه أُشْحه من قولک : أَشِحَ.

ح ش ذ
اشاره

استعمل من وجوهه :

شحذ

قال اللیث : الشَّحْذُ : التحدید. تقول : شَحَذْت السکّین شَحْذا إذا أَحْدَدْته فهو مشحوذ وشحِیذ ، وأنشد :

* یَشْحَذ لَحْیَیْه بنابٍ أَعْصَلِ*

أبو عُبید عن الأحمر : الشَّحَذانُ : الجائِع.

وقال اللحیانی : شَحَذْتُه بعینی : أَحَدَدتُها فرمیته بها حتی أصبتُه بها وکذلک زَرَقْته وحدجْته قال : وشَحَذْتُه أی سُقْته سوقاً شدیداً ، وسائق مِشحذ.

وقال أبو نُخَیْله :

قلت لإبلیسَ وهامان خُذَا

سُوقا بنی الجَعْراء سَوْقاً مِشْحَذا

واکْتَنِفاهم من کذا ومن کذا

تَکَنُّفَ الریح الجَهام الرُّذَّذَا

وفلان مَشْحُوذ علیه أی مغضوب علیه.

وقال الأخْطَل :

خیالٌ لأرْوَی والرَّباب ومن یکن

له عند أَرْوَی والرَّباب تُبُولُ

یَبِتْ وهو مَشْحُوذٌ علیه ولا یُرَی

إلی بَیْضَتَی وَکْرِ الأُنوقِ سبیل

شمِر عن ابن شُمیل : المِشْحاذ : الأرض المستویه فیها حَصًی نحو حَصَی المسجد ولا جَبَل فیها ، قال : وأنکر أبو الدُّقَیْش المِشْحاذَ.

وقال غیره : المِشْحاذ : الأکمه القَرْواء التی لیست بضَرِسَه الحجاره ولکنها مستطیله فی الأرض ، ولیس فیها شَجَر ولا سَهْل.

أبو زید : شَحَذَت السماء تَشْحَذُ شَحْذاً ، وحَلَبَت حَلْباً وهی فوق البَغْشَه.

وفی «النوادر» : تَشَحَّذَنِی فلان وتَزَعَّقَنی أی طردنی وعَنَّانی.

ح ش ت

أهملت وجوهه.

ح ش ر
اشاره

حشر ، حرش ، شرح ، شحر ، رشح : [مستعملات].

حشر

قال اللیث : الْحَشر : حَشْرُ یوم القیامه ، والمَحْشَر : المجمَع الذی یُحْشر إلیه القوم وکذلک إذا حُشِروا إلی بلد أو

ص: 105


1- أهمله اللیث.

معسکر ونحوه.

وقال الله جلّ وعزّ : (لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ یَخْرُجُوا) [الحَشر : 2] نزلت فی بنی النَّضِیر ، وکانوا قوماً من الیهود عاقدوا النبی صلی الله علیه وسلم لما نزل المدینه ألا یکونوا علیه ولا له ، ثم نَقَضُوا العهد وما یلوا کُفَّار أهل مکه فقصدهم النبی صلی الله علیه وسلم ففارَقُوه علی الْجَلاء من منازلهم فجلَوْا إلی الشّام ، وهو أوَّلُ حَشْر حُشِر إلی أرض المَحْشَرِ ، ثم یُحْشَر الخَلْق یوم القیامه إلیها ، ولذلک قیل : (لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) ، وقیل : إنهم أول من أُجْلِی من أهل الذِّمّه من جزیره العرب ، ثم أُجْلِی آخِرهم أیَّامَ عمر بن الخطاب رضی الله عنه ، منهم نَصَاری نَجْران ویهودُ خَیْبَر.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) [التّکویر : 5] ، وقال : (ثُمَّ إِلی رَبِّهِمْ یُحْشَرُونَ) [الأنعَام : 38] ، وأکثر المفسرین قالوا : تُحْشَر الوحوشُ کلها وسائر الدّواب حتی الذُّباب للقصاص ، وأُسْنِد ذلک إلی النبی صلی الله علیه وسلم. وقال بعضهم : حشرُها : موتها فی الدنیا.

وقال اللیث : إذا أصابت الناسَ سَنَهٌ شدیده فأجْحَفَت بالمال وأهلکت ذوات الأربع قیل : قد حشرتْهُم السنه تحشُرُهم وتحشِرُهم وذلک أنه تُضمُّهم من النواحی إلی الأمصار. وقال رؤبه :

وما نَجَا من حَشْرِهَا المحْشُوشِ

وحْشٌ ولا طَمْشٌ من الطُّمُوشِ

قال : والحَشَرَهُ : ما کان من صغار دوابِّ الأرض مثل الیَرابِیع والقنافِذِ والضِّبَاب ونحوها وهو اسم جامع لا یُفْرَد الواحد إلا أن یقولوا هذا من الحَشَره.

وقال الأصمعی : الحشرات والأحْراشُ والأحْناش واحد وهی هوامُّ الأرض.

وفی «النوادر» : حُشِر فلانٌ فی ذَکَره وفی بطنه وأُحْثِل فیهما إذا کانا ضخْمَین من بین یدیه.

وقال اللیث : الْحَشوَر من الدواب : کل مُلَزَّز الخَلْق شدیده ، ومن الرجال : العظیمُ البَطْن أبو عُبَید عن الأحمر : الحَشْوَرُ : العظیم البطن ، وأنشد غیره :

* حَشْوَرَهُ الْجَنبَیْن مَعْطاءُ القَفَا*

وقال اللیث : الْحَشر من الآذان ومن قُذَذِ ریش السِّهام : ما لَطُف کأنما بُرِی بَرْیاً ، وأنشد ابن الأعرابی فی صفه ناقه :

لها أُذُن حَشْر وذِفْرَی أَسِیلَه

وخَدٌّ کمِرْآه الغریبه أسْجَحُ

وقال اللیث : حَشَرْت السِّنان فهو مَحْشُور أی دقَّقْتُه وأَلْطَفْته.

وقال ابن شُمَیْل عن أبی الخَطَّاب : الحَبَّه علیها قِشْرَتان ، فالتی تلِی الحَبَّهَ الحَشَرَه والجمیع الحَشَر ، والتی فوق الحشره القَصَرَه ، قال : والمَحْشَره فی لغه أهل الیمن : ما بَقِی فی الأرض وما فیها من نبات بعد ما یُحْصَد الزرعُ فربما ظهر من تحته نبات أخْضَر فذلک المَحْشَرَه. یقال : أرسلُوا دَوَابَّهم فی المَحْشَره.

شحر

قال اللیث : الشِّحْر : ساحل الیمن فی أقصاها ، وأنشد :

رَحَلْتُ من أقصی بلاد الرُّحَّلِ

من قُلَل الشِّحْرِ فجَنْبَی مَوْکَلِ

ص: 106

ثعلب عن ابن الأعرابی : الشِّحْرَهُ : الشَّطّ الضَّیِّق ، والشِّحْر : الشَّطّ.

شرح

قال اللیث : الشَّرْح والتَّشریح : قَطْع اللحم عن العُضْو قَطْعاً ، وکلُّ قطْعه منها شَرْحَهٌ.

ویقال : شَرَح الله صدرَه فانشرَح أی وَسَّع صدرَه لقَبول الحقِّ فاتَّسع.

ویقال : شرحَ فلانٌ أَمْرَه أی أوضحه.

وشرح مسأله مُشْکِله إذا بَیَّنها.

وشرح جَارِیته إذا سَلَقَها علی قَفاها ثم غَشِیَها.

وقال ابن عباس : کان أَهْل الکتاب لا یَأْتُون نساءَهم إلا علی حَرْفٍ ، وکان هذا الحیُّ من قُرَیش یَشْرحون النساءَ شَرْحاً.

وسأل رجل الحَسن : أکان الأنبیاءُ یَشْرحون إلی الدُّنیا مع علمهم بربهم ، یرید کانوا یَنْبَسِطُون إلیها ویرغبون فی اقْتِنائها رَغْبَهً واسعه.

عمرو عن أبیه قال : قال رجُل من العرب لفَتَاه : أَبْغنی شارحاً فإنَّ أَشَاءَنا مُغَوَّسٌ ، وإنّی أخافُ علیه الطَّمْلَ.

قال أبو عمرو : الشارح : الحافظ ، والمُغَوَّسُ : المُشَنَّخُ. قلتُ : تَشْنِیخُ النَّخْل : تَنْقِیحُه من السُّلَّاء. والأشَاءُ : صغار النخل.

وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابی : الشّرْحُ : الحِفْظُ ، والشَّرح : الفَتْحُ ، والشَّرْحُ : البیانُ ، والشَّرْح : الفهم ، والشَّرْح : افْتِضاض الأبکار ، وأنشد غیره فی الشَّارح بمعنی الحافظ :

وما شاکِرٌ إلا عَصافیرُ قَرْیَهٍ

یقومُ إلیها شارِحٌ فَیُطِیرُها

والشارح فی کلام أهل الیمن : الذی یحفظ الزرعَ من الطُّیُور وغیرها.

وقال ابن شُمَیل : الشَّرْحَه من الظِّبَاء : الذی یُجاءُ به یابساً کما هو لم یُقَدّد.

یقال : خُذْ لنا شَرْحَهً من الظِّباء ، وهو لحم مَشْرُوح ، وقد شَرَحْته وشَرَّحْتُه.

والتَّصْفِیف نَحْو من التَّشْریح وهو تَرْقِیق البَضْعَهِ من اللّحم حتی یَشِفَّ من رِقَّته ثم یُلْقَی علی الجَمْر.

رشح

قال ابن المظفّر : الرَّشْح : نَدَی العَرَق علی الجسد. یقال : رشح فلان عَرَقاً ، والرَّشح : اسم لذلک العرق ، وسُمِّیت البطانه التی تحت لِبد السَّرْجِ مِرْشحه لأنها تُنَشِّف الرَّشحَ یعنی العَرَق.

أبو العباس عن سَلَمَه عن الفراء یقال : أَرْشَح عَرَقاً ورَشَح عَرَقاً بمعنی واحد.

وقال أبو عمرو : الرَّشْح : العَرَق.

وقال اللیث : التَّرْشیح : أن تُرَشِّحَ الأمُّ ولدها باللَّبن القلیل تجعلُه فی فِیه شیئاً بعد شیء حتی یَقْوَی لِلْمَصِّ ، قال : والتَّرْشیح أیضاً : لَحْسُ الأُمّ ما علی طفلها من النُّدُوَّهِ حین تَلِدُهُ وأنشد :

* أُمُّ الظِّبَاء تُرَشَّح الأطْفالا*

وقال الأصمعی : إذا وضعت الناقه ولدها فهو سَلِیل ، فإذا قَوِی ومشی فهو راشِح ، وأمه مُرْشِح ، فإذا ارتفع عن الرّاشح فهو جادِل.

ص: 107

وقال اللیث : الراشِح والرَّواشِح : جبال تَنْدَی ، فربما اجتمع فی أصولها ماء قلیل ، فإن کثُر سُمِّی وَشَلاً ، وإن رأیته کالعرق یجری خلال الحجاره سُمِّی راشِحا.

وقال غیره : بنو فلان یَسْتَرْشحون البقلَ أی یَنْتَظِرون أن یَطُول فَیَرْعَوْه ویَستَرْشحون البُهْمَی یُرَبّونه لیَکْبُر ، وذلک الموضع مُسْتَرْشَح ، وقال ذو الرُّمه یصف الحمیر :

یُقَلِّبُ أَشْبَاها کأن مُتُونَها

بمُستَرْشَح البُهمی من الصّخْر صَرْدَحُ

ویقال : فلانُ یُرَشَّحُ للخلافه إذا جُعِل وَلِیَّ العَهْد.

حرش

اللیث : الحَرْش والتَّحْرِیش : إغراؤک الإنسان والأسدَ لیقع بِقِرْنه.

والأحْرَش من الدَّنانیر : الخَشِن لجدَّته ، والضَّبُ أَحْرَشُ : خَشِنُ الجلد کأنّه مُحَزَّز.

وتقول : أَحْرَشْتُ الضَّبَّ وهو أن تُحَرِّشَه فی جُحْره فتُهَیِّجه فإذا خرج قریباً منک هَدَمتَ علیه بقیه الجحر وربما حدشَ الضَّبُّ الأفْعی إذا أرادت أن تَدْخُل علیه قاتلها.

قال : وقال ابن شُمَیل : یقال : قد احترشُوا الضِّباب.

قال : والحَرْش : أن یُقَعْقِع الرجلُ الحِجارهَ علی رأس جُحرِه ، أو یُحرّکَ عَصاً أو حَصًی علی قَفَا جُحره فیحسِبُه دابّه ترید أن تدخل علیه فیجیء ویَزْحَل علی رِجْلیه لیقاتل فیناهِزه الرجلُ فیأخُذَ بذنبه فیُضَبِّب علیه فلا یَقْدر أن یَفیضَ ذَنَبُه أن یُفْلِتَه أی لا یقدر أن یَنْفلِت منه.

قال شَمِر : والتَّضْبیب : شدّه القبض ، قال والمُنَاهَزَه : المُبادَره ، قال : وأَفْعَی حَرْشاء : خشنه الجلده ، وهی الحریش أیضاً. وأنشد :

تَضْحَکُ مِنّی أن رَأَتْنی أحْتَرِشْ

ولو حَرَشْتِ لکَشَفْت عن حِرْش

أراد عن حِرِک یقلبون کاف المخاطبه للتأنیث شِینا.

وقال أبو عُبید : من أمثالهم فی مُخاطبه العالم بالشیءِ مَنْ یُرید تعلیمَه : «أَتُعْلِمُنی بضَبٍّ أنا حَرَشتُه» ونحوٌ منه قولهم : «کمعلِّمَه أمَّها البِضَاعَ».

وقال اللیث : الحَرِیشُ ، یقال هو دابّه له مَخالب کمخالب الأسد ، وله قَرْنٌ واحد فی وسطِ هامته ، وأنشد :

بها الحَرِیش وضِغْزٌ مائل ضَئْزٌ

یأوی إلی رَشحٍ منها وتَقْلِیص

قلت : ولا أدری ما هذا البیت ، ولا أعرف قائله ، وقال غیر اللیث :

* وذو قَرْنٍ یقالُ له حَرِیش *

وقال ابن الأعرابی فیما أقرأنیه المنذری عن أحمد بن یحیی له : الهِرْمِیس : الکرْکَدَّنُ : شیء أعظم من الفیل له قرن یکون فی البحر أو علی شاطئه ، قلت : وکأنّ الحَرِیش والهِرْمِیس شیء واحد والله أعلم.

أبو عُبید : الحَرْشُ : الأثَر ، وجمعه حِراشٌ ، وبه سُمِّی الرجل حِراشاً.

وسمعت غیر واحد من الأعراب یقول للبعیر الذی أَجْلَبَ دَبَرُه فی ظهره : هذا بعیر أَحْرَش ، وبه حَرَش ، وقال الشاعر :

ص: 108

فطارَ بکَفِّی ذو حِراش مُشَمِّرٌ

أحَذُّ ذَلَاذِیلِ العَسیب قصیر

أراد بذی حِراش جَمَلا به أثر الدّبَر.

ویقال : حَرَشْتُ جَرَب البعیر أَحْرِشه حَرْشاً وخَرَشْتُه خَرْشاً إذا حکَّکتَه حتی تَقَشَّر الجلدُ الأعْلی فیَدْمی ثم یُطْلی حینئذٍ بالهِناء.

وقال أبو عمرو : الحَرْشاءُ من الجُرْب :

التی لم تُطْل ، قلت : سُمّیت حَرْشاء لخشونه جلدها ، وقال الشاعر :

وحتی کأَنِّی یَتَّقِی بی مُعَبَّد

به نُقْبَهٌ حرشاءُ لم تَلْقَ طالیا

أبو عُبَید عن الأصمعی : ومن نَباتِ السَّهْل : الحَرْشاءُ والصَّفراء والغَبْراء ، وهی أعشاب معروفه تَسْتَطیبُها الرّاعیه.

وقال اللیث : الحَرْشُ ، ضَرْب من البَضْع وهی مُسْتَلْقِیه.

أبو سعید : دراهم حُرْشٌ : جِیادٌ خُشْن حدیثه العهد بالسِّکّه.

ح ش ل
اشاره

أهملت وجوهها غیر حرف واحد :

شلح

قال اللیث : الشَّلْحاء : هو السیفُ بلُغه أهل الشَّحْر وهم بأقصی الیمن ، وروی أبو العَبَّاس عن ابن الأعرابی قال : الشُّلْح : السیوف الحِدادُ.

قلتُ : ما أُرَی الشَّلْحاء والشلْحَ عربیه صحیحه ، وکذلک التشلیح الذی یتکلم به أهل السواد ، سمعتهم یقولون : شُلَّح فلان إذا خرج علیه قُطَّاع الطریق فسلبوه ثیابه وعَرَّوْه ، وأحسِبُها نَبَطِیَّه.

ح ش ن
اشاره

حشن ، حنش ، شحن ، نشح ، نحش ، شنح : [مستعملات].

حشن

قال ابن المُظَفّر وغیره : حَشِنَ السقاءُ یَحْشَن حَشناً وأَحْشَنْتُه أنا إحْشَانا إذا أکثرت استعمالَه بِحَقْن اللبن فیه ولم تتعهّده بما یُنظّفه من الوَضَر والدّرَن فأرْوَحَ وتغیّر باطنه ولَزِق به وسخ اللبن.

أبو عُبَید عن الأُمَویّ : الحِشْنه : الحِقدُ ، وأنشدنا.

ألا لا أَرَی ذا حِشْنَهٍ فی فَؤاده

یُجَمْجِمُها إلا سَیَبْدو دِفینُها

وقال شَمِر : لا أعرف الْحِشْنَه ، قال : وأراهُ مأخوذاً من حَشِن السقاء إذا لزِق به وضَر اللبنِ ودَرِن ، وأنشد ابن الأعرابی :

* وإن أتَاها ذُو فِلَاقٍ وحَشَن *

یعنی وَطْبا تَفَلَّقَ لَبَنه وَوَسِخَ فَمُه

شحن

قال اللیث : الشَّحْنُ : مَلْؤُک السفینهَ وإتمامُک جهازَها کُلّه فهی مشحونه : مملوءه.

وقال الله جلّ وعزّ : (فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ) [الشُّعَرَاء : 119] یرید المملُوء.

قلت : والشِّحْنهُ : ما یُقامُ للدّواب من العَلَفِ الذی یکفیها یومَها ولیلتَها هو شِحْنَتها.

وشِحْنَهُ الکُوره : مَنْ فیهم الکفایه لضبْطها من أولیاء السلطان.

وقال اللیث : الشَّحْناء : العداوه ، وهو مُشاحن لک ، وقال أبو زید : یقال :

ص: 109

شاحَنْتُه مشاحنهً من الشحناء ، وآحنتُه مُؤاحنه من الإحْنه.

أبو عُبَید عن الأصمعیّ وأبی زید : أشحَنَ الرجلُ إشحاناً ، وأجْهَشَ إجهاشاً إذا تهیأ للبکاء ، قال الخُذَلِیّ.

* ... وقد هَمَّت بإشحانِ *

وقال ابن الأعرابی : سیوف مُشْحَنهٌ فی أغْمادِها ، وأنشد :

إذ عارَتِ النَّبْل والْتَفَّ اللُّفُوفُ وَإذْ

سَلُّوا السیوفَ عُرَاهً بعد إشحَان

وسمعت أعْرَابِیّاً یقول لآخر : اشحَنْ عنک فلاناً أی نحّه وأبْعِده ، وقد شحنه یَشْحَنُه شَحْناً إذا طرده.

وقال شَمِر : قال الشَّیبانی : الشّاحن من الکلاب : الذی یُبْعد الطریدَ ولا یَصِید ، وفی الحدیث «یغفر الله لکل بشر ، ما خلا مشرکاً أو مُشاحِناً».

قال شَمِر : قال الأوزاعی : هو صاحبُ البِدْعه المفارق للجماعه والأُمَّه.

وقیل المُشاحنه : ما دُون القتال من السَّبِّ والتَّعایر ، مأخوذ من الشَّحناء. وهی العداوه.

شنح

اللیث : الشناحیّ : یُنعت به الجَمل فی تمام خَلْقه ، وأنشد :

أَعَدُّوا کلَّ یَعْمَلَهٍ ذَمُولٍ

وأَعْیَسَ بازلٍ قَطِمٍ شَناحِی

أبو عُبَید عن الأصمعی : الشَّناحیُ : الطّویل ، ویقال : هو شَناحٌ کما تری.

أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : الشُّنُح : الطِّوالُ. والشُّنُح : السُّکاری.

نشح

قال اللیث : نَشَحَ الشارِبُ إذا شَرِب حتی امتلأ.

وسِقاء نَشَّاح : نَضَّاح.

أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : النُّشُح السُّکَارَی.

الحرّانی عن ابن السکیت : النَّشوح من قولک : نَشَحَ إذا شَرِب شُرْباً دون الرِّیِّ.

وقال أبو النّجْم :

* حتَّی إذا ما غَیَّبَتْ نَشُوحا*

وسمعتُ أعرابیّاً یقول لأصحابه : ألا وانْشَحُوا خیلَکم نَشْحاً أی اسقوها سَقْیاً یَفْثأ غُلَّتَها وإن لم یُرْوِها ، وقال الرَّاعی یذکر ماء ورده :

نَشحْتُ بها عَنْساً تَجافَی أظَلُّها

عن الأُکْم إلا ما وَقَتْها السَّرائح

حنش

اللیث : الحَنشُ : ما أَشْبه رُؤوسه رؤوس الحیّات من الحَرابِی وسَوَامِّ أَبْرَصَ ونحوِها ، وأنشد :

تَرَی قِطَعاً من الأحْناشِ فیه

جَماجِمُهُن کالخَشَلِ النَّزِیعِ

وقال شمر : الحنَش : الحَیَّه ، وقال غیره : الأَفْعَی ، قال ذو الرُّمَّه :

وکم حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعابِ کأنّه

علی الشَّرَک العَادِیِّ نِضْوُ عِصَامِ

والذَّعْفُ : القاتل ، ومنه قیل : مَوت ذُعافٌ.

قال شمر : ویقال للضَّباب والیَرابِیع : قد

ص: 110

احْتَنَشَت فی الظَّلَم أی اطَّرَدَت وذهبت فیه ، وأنشد شمر فی الحَنَش :

فاقْدُرْ له فی بعض أَعْرَاض اللِّمَمْ

لَمِیمَهً من حَنَشٍ أعْمَی أَصَمْ

فالحنَشُ هاهنا الحیّه ، وقال الکُمَیْتُ :

فلا ترأمُ الْحِیتانُ أَحْنَاش قَفْرهٍ

ولا تَحْسَب النِّیبُ الحِجاشَ فِصَالَها

فجعل الحَنَش دَوابَّ الأرض من الحیَّات وغیرها. أبو عُبَید عن أبی عمرو : الحَنَشُ : الحیّه ، والحَنَشُ کُلّ شیء یُصادُ من الطَّیر والهَوامِّ. یقال منه : حَنَشْتُ الصیدَ أحْنِشُه وأَحْنُشُه إذا صِدْتَه ، وقیل : المَحْنُوشُ : الذی لسَعَتْه الحَنَش ، وهی الحَیَّه ، وقال رُؤْبه :

* فقُلْ لذاکَ المُزْعَج المَحْنُوش *

أی فقل لذاک الذی أقلقه الحَسَد وأزعجه ، وبه مِثْلُ ما باللَّسِیع.

وقال ابن الأعرابی : المَحْنُوش : المَسُوق جئت به تَحْنِشُه أی تسوقه مُکْرَهاً.

أبو عُبَید عن أبی زید : حَنَشْتُه عنه : عطفته. قلت : هو بمعنی طَرَدْته ، یقال : حَنَشه وعَنَشه إذا ساقه وطرده ، وقال أبو عمرو : المحنوش : المَغْموزُ فی حَسَبه.

نحش

أهمله اللیث ، وقال شَمِر فیما قرأت بخَطّه : سَمِعْتُ أَعْرَابِیاً یقول : الشِّظْفَهُ والنِّحَاشَهُ : الخُبْزُ المُحْتَرِق ، وکذلک الجِلْفَهُ : والقِرْفَهُ.

ح ش ف
اشاره

حشف ، حفش ، فشح ، فحش : مستعمله.

حشف

قال اللیث : الحَشَفُ من التَمْر : ما لم یُنْوِ ، فإذا یَبِس صَلُب وفَسَد لا طعم له ولا لحاء ، ولا حلاوه.

ویقال : قد أحشف ضَرْعُ النّاقه إذا انقبض یَسْتَشنّ أی یصیر کالشَّنِّ.

قال : والحَشَفَهُ : ما فوق الخِتَان.

ابن السکیت : الحَشِیفُ : الثوب الخَلَق وأنشد :

أُتِیحَ لها أُقَیْدِرُ ذو حَشِیفٍ

إذا سامَت علی المَلَقَاتِ سامَا

ویقال لأُذُن الإنسان إذا یَبِس فَتَقبَّض قد استَحْشَفَ وکذلک ضَرْعُ الأُنثی إذا قَلَص وتَقَبَّضَ ، یقال له : حَشَفٌ ، وقال طرفه :

* علی حَشَفٍ کالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّد*

ویقال للجزیره فی البحر لا یَعْلُوها الماء حَشَفَهٌ وجمعها حِشافٌ إذا کانت صغیره مُسْتَدیره ، وجاء فی الحدیث أنَّ موضِعَ بیتِ الله کانت حَشَفَه فَدَحَا الله الأرض عنها.

ویقال : رأیتُ فلاناً مُتَحشِّفاً إذا رأیته سیِّیء الحال مُتَقَهِّلاً رَثَّ الْهَیئَه.

وقال شمر : الحُسَافَهُ والحُشافَهُ ، بالسین والشین : الماء القلیل.

فحش

اللیث : الفُحْشُ : معروف ، والفَحْشاءُ : اسم الفاحِشَه ، وکل شیء جاوز حدّه وقدرَه فهو فاحش. وأَفْحشَ الرجلُ إذا قال قولاً فاحِشاً ، وقد فَحُش علینا فلان ، وإنه لفَحَّاش ، وکل أمر لا یکون مُوافِقاً للحق فهو فاحِشَه ، وقال الله جلّ وعزّ : (إِلَّا أَنْ یَأْتِینَ بِفاحِشَهٍ مُبَیِّنَهٍ) [النِّساء : 19] قیل : الفاحِشَه المَبَیِّنَهُ : أن تَزْنِی فَتُخرَجَ للحَدِّ ، وقیل : الفاحِشَهُ : خروجها من بیتها من غیر إذْن

ص: 111

زَوْجها.

وقال الشافعی : هو أن تَبْذَأَ علی أَحْمائها بذَرَابه لِسانِها فَتُؤْذِیهَم ، وتأوَّل ذلک فی حدیث فاطمه بنت قَیْس أنَّ النبی صلی الله علیه وسلم لم یجعل لها سُکْنی ولا نفقه ، وذکر أنه نقلها إلی بیت ابنِ أُمِّ مَکتُوم لِبَذاءتها وسَلاطَه لسانها ، ولم یُبْطِلْ سُکْناها لقولِ الله جلّ وعزّ : (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُیُوتِهِنَّ وَلا یَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ یَأْتِینَ بِفاحِشَهٍ مُبَیِّنَهٍ) [الطّلَاق : 1]. وأما قول الله جلّ وعزّ : (الشَّیْطانُ یَعِدُکُمُ الْفَقْرَ وَیَأْمُرُکُمْ بِالْفَحْشاءِ) [البَقَرَه : 268] : قال المفسرون : معناه یأمرکم بأن لا تَتَصَدَّقُوا ، وقیل : الفَحْشَاءُ هاهنا البُخْل ، والعرب تسمی البَخِیل فاحِشاً ، وقال طرفه :

أری الموتَ یَعْتَامُ الکِرامَ ویَصْطفِی

عَقِیلهَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ

وفی الحدیث : «إن الله یُبْغِضُ الفَاحِشَ المُتَفَحِّش * ، فالفَاحِشُ هو ذُو الفُحْشِ والخَنَا من قول وفِعْل ، والمتفحِّش : الذی یَتکلَّف سَبَّ النّاس ویُفْحِش علیهم بلسانه ، ویکون المُتَفَحِّش : الذی یأتی الفاحِشَه المَنْهِیَّ عنها وجمعها الفواحِش.

حفش

قال اللیث : الحِفْش : ما کان من أَسْقاط الأوانی التی تکون أوعیهً فی البیت للطِّیب ونحوه ، وفی الحدیث أنّ النبی صلی الله علیه وسلم بَعَثَ رجلاً من أصحابه ساعیاً ، فقَدِم بمال وقال : أمَّا کذا فهو من الصدقات ، وأما کذا وکذا فإنّه مما أُهْدِیَ لی ، فقال النبی صلی الله علیه وسلم : «هَلَّا جلس فی حِفْشِ أُمِّه فینْظُرَ : هل یُهدی له». قال أبو عُبَید : الحِفْشُ : الدُّرْجُ وجمعه أَحْفَاش ، قال أبو عُبَید : شَبَّه بیتَ أمه فی صِغَره بالدُّرْجِ.

وأخبرنی عبد الملک عن الربیع عن الشافعی أنّه قال : الحِفْشُ : البیت الذَّلیل القَرِیب السَّمْکِ من الأرض ونحوَ ذلک قال ابن الأعرابی. قلت : وأصل الحِفْش : الدُّرْج ، کما قال أبو عُبَید ، وشَبَّه البیت الصغیر به.

وقال اللیث : الحَفْش مصدر قولک : حَفَش السیلُ حَفْشاً إذا جَمَع الماء من کلِّ جانِب إلی مُسْتَنْقَعٍ واحد ، فتلک المسایل التی تَنْصَبُّ إلی المَسیل الأعظم هی الحَوافِشُ ، واحدتها حافِشه ، وأنشد :

عَشِیَّهَ رُحْنَا وَرَاحوا إلینا

کما ملأ الحافِشاتُ المَسِیلا

ویقال للفرس : یَحْفِشُ الجریَ أی یُعقب جَرْیاً بعد جَرْی ولا یزدادُ إلا جَوْده ، وقال الکُمَیْتُ یَصِفُ غَیْثاً :

بکُلِّ مُلِثٍ یَحْفِشُ الأُکْمَ وَدْقُه

کأنّ التِّجارَ اسْتَبْضَعَتْه الطیالِسا

قال شمر : یحفش : یَسِیل ، ویقال : یَقْشِر.

یقول : اخْضَرَّ ونَضر ، فشبَّهه بالطّیالِسه.

أبو عُبَید عن الأُمَوی : یقال : هم یَحْفِشون علیک ویَجْلِبُون علیک أی یجتمعون.

وقال اللیث : الحَفش : الْجَرْیُ.

ویقال : حَفَشَتِ المرأه لزوجها الوُدَّ إذا اجتهدت فیه.

أبو العباس عن ابن الأعرابی : حَفَشَت الأوْدِیه إذا سالت کلّها.

ص: 112

وتَحَفَّشَتِ المرأه علی زوجها إذا أقامت ولَزِمَته وأکَبَّتْ علیه.

أبو زید : یقال : حَفَشت السماءُ تَحْفِش حَفْشاً ، وحشَکَت تَحْشِک حشْکاً ، وأغْبَت تُغْبی إغْباء فهی مُغْبِیهٌ وهی الغَبْیَهُ والْحَفْشَه والحَشْکَهُ من المطر بمعنی واحِد.

ابن شُمیل قال : الحَفَشُ : أن تأخذَ الدَّبَرَه فی مُقدَّم السّنام فتأکُلَه حتی یَذهَب مُقدَّمُه فی أسفله إلی أعلاه فیبقی مُؤخَّرُه مما یلی عَجُزُه قائماً صحیحاً ، وَیذْهَب مُقَدّمُه مما یلی غارِبَه. یقال : قد حَفِش سنام البعیر ، وبعیر حَفِشُ السَّنامِ ، وجمل أحفَش وناقه حَفْشاء وحفِشَه ، وقال شُجاعٌ الأعرابی : حَفَزوا علینا الخیل والرِّکابَ وحفَشوها إذا صَبُّوها علیهم.

وتَحَفَّشَت المرأه فی بیتها إذا لَزِمته فلم تَبَرحْه.

فشح

أهْمَله اللیثُ : وأخْبَرنی المُنْذِرِیّ عن ثَعْلَب عن ابن الأعرابی قال : یقال : فَشَجَ وفَشَّج ، وفَشح وفَشَّحَ إذا فَرَّج ما بین رِجْلَیه بالحاء والجیم.

ح ش ب
اشاره

حشب ، حبش ، شحب ، شبح : مستعمله.

حشب

قال اللیث : الحوْشَب : عَظْمٌ فی باطن الحافر بین العَصَبِ والوَظِیفِ ، قال : والحَوْشَبُ : العَظِیم البطن مثله ، وأنشد بَیْتَ الأَعْلَم الهُذَلی :

وتَجُرُّ مُجْرِیهٌ لها

لَحْمِی إلی أَجْرٍ حواشِبْ

أَجْرٍ جمع جِرْوٍ علی أَفْعُل. وقال أبو عمرو : الحَوْشبُ : حَشْوُ الحافرِ ، والجُبَّهُ الذی فیه الحَوْشَبُ ، قال والدَّخِیس : بین اللَّحْمِ والعَصَب ، وأنشد :

* فی رُسُعٍ لا یَتَشَکّی الحوْشَبا*

وقال أبو عُبَیده : الحوْشَب : مَوْصِل الوَظیف فی الرُّسْغ ، وقال : الحوْشبانِ : عَظْما الرُّسغَیْن. ومما یذکر من شعر أَسَد بن ناعِصَه :

وخَرْقٍ تَبَهْنَسُ ظِلْمانُه

یُجَاوِبُ حوْشَبَه القَعْنَبُ

قیل : القَعْنَبُ : الثعلب الذَّکَر ، والحوْشَب : الأرنَب الذَّکَر ، وقیل : الحَوْشَبُ : العِجْل : وهو وَلَد البقر.

وقال الآخر :

کأنَّها لما أزْلأَمّ الضُّحی

أُدْمانَهٌ یَتْبَعُها حوْشَبُ

وقال بعضهم : الحَوْشَبُ : الضامرُ والحوْشبُ : العظیم البطن ، فجعله من الأَضْداد ، وأنشد :

فی البُدْن عِفْضَاجٌ إذا بدَّنْتَه

وإِذا تُضَمِّره فحَشْرٌ حوْشَبُ

فالحشْر : الدقیق ، والحوْشَب : الضَّامر.

وقال المؤرّج : احتَشب القومُ احتِشاباً إذا اجتمعوا.

وقال أبو السَّمَیْدع الأعْرابی : الحَشیب من الثیاب والخَشِیب والجَشِیب : الغلیظ.

وقال المُؤرّج : الْحَوْشَبُ والْحَوْشَبَه : الجماعه من النّاس.

شبح

قال اللیث : الشَّبحُ : ما بدا لک شخصُه

ص: 113

من النَّاس وغیرهم من الْخَلق ، یقال : شَبَح لنا أی مَثَل ، وأنشد :

* رَمَقْتُ بِعَیْنِی کلَ شَبْح وحائِل*

والجمیع الأشباح. ویقال فی التصریف : أسماء الأشباح : وهو ما أدرکته الرُّؤْیه والْحِسُّ.

قال : والشَّبْح : مَدُّکَ شیئاً بین أَوتاد. والمضرب یُشبَحُ إذا مُدَّ للجَلْد.

وفی صفه النبی صلی الله علیه وسلم أنه کان مشبوح الذِّراعین أی عریض الذِّراعین ، وقال اللیث أی طویلَها.

وفی بعض الروایات : أنه کان شَبْحَ الذِّراعین.

ویقال : شبحتُ العود شَبْحاً إذا نَحَتَّهُ حتی تُعَرِّضَه.

ویقال : هلک أشباحُ ماله أی هلک ما یُعرف من إبله وغنمه وسائر مواشیه ، وقال الشاعر :

ولا تذهب الأحسابُ من عُقْرِ دارنا

ولکن أشباحاً من المال تَذْهَب

ویقال : شَبَح الداعی إذا مد یده للدعاء وقال جریر :

وعلیکِ من صلوات ربِّک کلَّما

شبَح الْحَجیجُ الملْبِدونَ وغاروا

شحب

اللیث : شحَب یَشْحَب لونُ الرجل شُحوباً إذا تغیر من هُزال أو عمل أو سفر. أبو زید : شحَب لَونه یشْحُب ویشحَب ، ویقال : شَحَب وشَحُب ، وقال لَبِید :

رأَتنی قد شَحَبْت وسَلَّ جسمی

طِلَابُ النَّازِحات من الهموم

حبش

قال اللیث : الحَبَش : جنس من السودان ، وهم الحَبیشُ والحُبْشان ، ویقال الحَبَشَه علی بناء سَفَرَه ، قال : وهذا خطأ فی القیاس ، لأنک لا تقول للواحد حابش مثل فَاسِق وفَسَقَه ولکن لما تُکُلِّمَ به سار فی اللغات وهو فی اضطرار الشعر جائز.

قال : والأُحْبُوش : جماعه کالحَبَش ، وقال العجّاج :

کأَنَّ صِیران المَها الأخْلاطِ

بالرَّمْل أُحْبُوشٌ من الأنباطِ

قال : وأما الأحابیش فکانوا أحیاء من القارَه انضمُّوا إلی بنی لَیْثٍ فی الحرب التی وقعت بینهم وبین قریش قبل الإسلام ، فقال إبلیس لقریش : (إِنِّی جارٌ لَکُمْ) من بنی لیث فواقعوا محمَّدا ، وفیه یقول القائل :

لَیْثٌ ودِیلٌ وکَعْبٌ والتی ظَأَرت

جُمْعَ الأحابیش لمَّا احمَرّت الْحَدَقُ

قال : فلما سمیت تلک الأحیاء بالأحابیش من قبل تَجمُّعها صار التحبیش فی الکلام کالتَّجمیع ، وقال رُؤْبهُ :

* أولاکِ حَبَّشْتُ لهم تحبیشی *

وقال غیره : حَبَّشتُ لعیالی وهَبَّشت أی کسبت وجمعت ، وهی الحُباشه والهُباشه وأنشد :

* لو لا حُباشاتٌ من التَّحبیش *

وتحبَّش القوم وتهبشوا إذا تجمعوا.

ص: 114

قال الأصمعی : وقال اللِّحیانی : إن المجلس لیجمع حُباشات وهُباشات أی ناساً لیسوا من قبیله واحده.

اللیث : الْحُبشِیَّه : ضرب من النمل سُود عِظام ، لمَّا جُعل ذلک اسماً لها غیَّروا اللفظ لیکون فرقاً بین النسبه والاسم ، فالاسم حُبْشِیَّه ، والنسبه حَبَشِیّه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : من أسماء العُقاب الحُباشِیَّه ، والنُّساریَّه تُشبَّه بالنِّسر.

ح ش م
اشاره

حشم ، حمش ، شحم ، محش : مستعمله.

حشم

اللیث : الحَشَم. خَدَم الرجل. وقال غیره : حَشَمُ الرجل. مَنْ یغضب له إذا أصابه أمر. وقال ابن السِّکِّیت : حَشَمتُ الرجلَ أَحْشِمه حَشْماً إذا أَغْضَبْته ، قال ذلک الفراء وغیره ، وأنشد فی ذلک :

لعَمرُک إنَّ قُرْصَ أبی خُبَیْبٍ

بطیءُ النُّضْج محشوم الأکیل

أی مُغضَب.

قال : وحَشَمُ الرجل : قَرَابته وعیاله ومَنْ یغضب له.

وقال اللیث : الحِشْمه : الانقباض عن أخیک فی المَطعم وطلب الحاجه. تقول : احْتَشَمْتَ ، وما الذی أحشمک ویقال حَشَمک.

وقال اللیث : الحُشوم : الإقبال بعد الهزال یقال : حشَم یحشِم حُشوماً ، ورجل حاشم وقد حَشَمت الدَّوابُّ فی أول الربیع ، وذلک إذا أصابت منه شیئاً فَحَسُنت بطونها وعَظُمت.

وقال یونس : تقول العرب : الحُسوم یورث الحُشوم ، قال : والحسوم : الدُّؤوب ، والحُشوم : الإعیاء. وقال فی قول مُزاحِم :

فعنَّت عُنوناً وهی صغْواءٌ ما بها

ولا بالخوافی الضاربات حشُوم

أی إعیاء ، وقد حُشِم حَشما.

وقال الأصمعی : فی یدیه حُشوم أی انقباض ، وروی اللیث :

* ولا بالخوافی الخافقات حُشُوم *

وقال اللِّحیانی : الحُشْمه بالضَّم : القرابه یقال : لی فیهم حُشْمه أی قَرابه. وهؤلاء أحشامی أی جیرانی وأضیافی.

وقال أبو عمرو : قال بعض العرب : إنه لمُحْتَشِم بأمری أی مهتم به.

قال : وأحشمتُ الرجلَ : أغضبتُه.

والاحتِشام. التَغَضُّب.

شمر : وقال یونس : له الحُشمه : الذِّمام وهی الحُشْم ، قال : وبعضهم یقول : الحُشْمه والحَشَم. وإنی لأتحشَّم منه تحشُّماً أی أتذمم وأستحی ، قال : وحَشَمت فلاناً وأحْشمته أی أغضبته.

أبو عُبَید عن الکسائی : حَشَمت الرجلَ وأحشمته وهو یجلس إلیک فتُؤذیه وتُسْمِعُه ما یکره.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الحُشُم. ذوو الحیاء التام ، والْحُسُم بالسین : الأطبّاء.

عمرو عن أبیه قال : الحُشُم : الممالیک ، والحُشُم : الأتباع ، ممالیک کانوا أو أحراراً. والحَشَم. الاستحیاء.

ص: 115

حمش

قال اللیث : الحَمْش : الدَّقیق القوائم. وأَوْتَار حَمْشَه ، وَوَتَر حَمْش : مُسْتَحْمِش.

والاسْتِحْماش فی الوتر أَحْسَن ، وقال ذو الرُّمَّه :

کأنما ضُرِبَتْ قُدَامَ أَعْیُنِها

قُطْنٌ لِمُسْتَحْمِشِ الأوْتارِ مَحْلوجُ

وقال أبو العباس : رواه الفرّاء :

کأَنما ضُرِبَت قُدّام أعْیُنها

قُطْناً ...

وقال اللیث : ساق حَمْشَه : جَزْمٌ والجمیع حَمْش وحِماش ، وقد حَمُشت ساقُه تَحمُش حُمُوشَه إذا دَقَّت ، وکان عبد الله بن مسعود حَمْشَ الساقین.

وقال اللیث : یقال للرجل إذا اشتدَّ غضبُه قد اسْتَحْمش غَضباً.

أبو عُبَید عن أبی زید : أحمشت فُلاناً وحَمَّشتهُ إذا أَغْضَبْتَه ، وأنشد شمر :

* إنی إذا حَمَّشنی تَحْمِیشی *

اللِّحیانی : احْتَمَش الدِّیکان واحْتَمسا إذا اقتتلا. وحَمِش الشّرُّ وحَمِس إذا اشتدَّ.

عمرو عن أبیه : الحَمِیش : الشَّحْمُ المُذابُ.

أبو عُبَید : حَشَشْت النار وأَحْمَشْتُها ، وقال :

* ... إِحْماشُ الوَلِیده بالقِدْر*

محش

المَحْش : تناوُلٌ من لَهَب یُحرِق الجلد ویُبْدی العظم.

أبو عُبَید عن أبی عُبَیده قال : المَحَاش : المتاع ، والأثاث ، بفتح المیم.

والمِحَاش : القومُ یحالفون غیرهم من الحِلف عند النار قال النَّابغهُ :

جَمِّعْ مِحاشَک یا یزیدُ فإنّنی

أعددتُ یربُوعاً لکم وتَمِیماً

شمِر عن ابن الأعرابی فی قوله : جَمِّع مِحاشَک سَبَّ قبائل فصیَّرهم کالشیء الذی أحرقَتْه النارُ ، یقال : مَحشَتْه النارُ وأَمْحَشَتُه.

وقال أعرابی : «مِنْ حَرٍّ کاد أن یَمحَش عِمامتی» ، قال : وکانوا یوقدون ناراً لدی الحِلف لیکون أوکدَ لهم.

ویقال : ما أعطانی إلا مِحْشی خِناقٍ قَمِلٍ وإلا مَحْشاً خِناقَ قَمِلٍ فأما المِحْشَی فهو ثوب یُلْبَس تحت الثِّیاب ویُحْتَشی به ، وأما مَحْشاً فهو الذی یَمْحَشُ البَدَنَ بکثره وسخه وأخلاقه.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «یخرج ناس من النار قد امْتحَشُوا وصاروا حُمَماً» معناه : قد احترقوا وصاروا فحماً.

ویقال للخبز الذی قد احترق قد امْتَحَش ، وهو خُبْزٌ مُحاشٌ.

وقال بعضهم : مَرَّ بی حِمْلٌ فَمَحَشَنی مَحْشاً وذلک إذا سَحَجَ جلدَه من غیر أن یَسْلُخَه.

شحم

أبو العباس عن عمرو عن أبیه قال : الشَّحَم : البَطَر والحَشَم : الاستحیاء.

وقال اللیث : الشَّحْمُ ، والقطعه منه شَحْمَه ، ورجل شاحِمٌ لاحِم إذا أطْعَم الناس الشحمَ واللحَم ، وقد شَحَمَهُم یَشْحَمُهُم.

ص: 116

الحرّانی عن ابن السِّکّیت : رجل شحیم لحیم أی سمین ، ورجل شَحِمٌ لَحِمٌ إذا کان قَرِما إلی اللَّحم والشحْم وهو یشتهیهما.

وقال غیره : رجل شاحم لاحم : ذُو شَحْم ولَحم ، وکذلک لابِنٌ وتامِرٌ. ویقال : هو شاحِم ولاحِم إذا کان یُطْعِم الناس الشَّحْم واللَّحْم.

والعرب تُسَمی سنامَ البعیر شَحْما ، وبیاضَ البطن شَحْماً.

والشَّحّامُ : الذی یُکثِر إطعام الناس الشَّحْمَ : وکذلک بیَّاعُ الشَّحْم یقال له : شَحّام.

وشَحْمُ الْحَنْظَل : ما فی جوفه سِوَی حبِّه.

وشَحْمُ الرُّمانه الأصفر بین ظَهْرانَی الحبِّ.

وشَحْمهُ العَیْن : حَدَقَتها ، ویقال : هی الشَّحْمه التی تحت الحَدَقَه : وطَعام مَشْحوم ، وخبز مشحوم : قد جُعِلَ فیه الشحْم.

وأَشْحَم الرجلُ إذا کَثُر عنده الشَّحْم وکذلک ألحَم فهو مُلْحِم.

أبواب الحاء والضاد

اشاره

(ح ض ص) _ (ح ض س) _ (ح ض ز) _ (ح ض ط): أهملت وجوهها.

ح ض د
اشاره

استعمل من وجوهه : [دحض].

دحض

قال اللیث : الدَّحْضُ : الزَّلَق. یقال : دَحَضتْ رِجْلُ البعیر إذا زَلِقَت.

قال : والدَّحْضُ : الماء الذی تکون منه المَزْلَقَه.

قال : ودَحَضَت الشّمس عن بطن السّماء إذا زالت.

ودَحَضَت حُجَّتُه إذا بطلت ، وأدحض حُجَّتَه إذا أَبْطَلها.

ویقال : مکَان دَحْض إذا کان مَزَلّه لا تَثْبُت علیه الأقدام.

ودَحِیضَهُ : ماءٌ لبنی تمیم.

أبو سعید : دحَضَ برجله ودَحَصَ إذا فحص برجله.

ح ض ت : مهمل.

ح ض ظ
حضظ

قال اللیث : الحُضَظُ : لغه فی الحُضَض : وهو دواء یتخذ من أبوال الإبل.

أبو عُبَید عن الیزیدی قال : الحُضَظُ ، قال شمر : ولیس فی کلام العرب ضاد مع الظاء غیر الحُضَظ.

(ح ض ذ) _ (ح ض ث): أهملت وجوهها.

ح ض ر
اشاره

حضر ، حرض ، ضرح ، رحض ، رضح : مستعمله.

حضر

قال اللیث : الحَضَر : خِلافُ البَدْو ، والحاضره : خِلافُ البادِیَه ، وأهل الحَضَر ، وأَهْل البدو ، والحاضِرَه : الذین حضروا الأمصار ومساکن الدِّیارِ التی یکون لهم بها قرار.

قلت : المَحْضَر عند العرب : المرْجِع إلی

ص: 117

أعداد المیاه ، والمنْتجَع : المَذْهَب فی طلب الکلأ ، وکل مُنْتَجع مَبْدًی ، وجمع المَبْدَی مَبادٍ ، وهو البدو أیضاً ، فالبادیه : الذین یتباعدون عن أعْداد المیاه ذاهبین فی النُّجَع إلی مساقط الغیث ومنابت الکلأ ، والحاضره : الذین یرجعون إلی المحاضر فی القیظ وینزلون علی الماء العِدِّ ، ولا یُفارقونها إلی أنْ یقع ربیع الأرض یمْلأ الغُدرانَ فینتجعونه.

وقوم ناجِعَه ونَواجِعُ ، وبادیهٌ وبَوادٍ بمعنی واحد. وکل مَنْ نَزَل علی ماء عِدٍّ ، ولم یتحول عنه شتاء ولا صیفا فهو حاضِر ، سواء نزلوا فی القُرَی والأَرْیاف والدُّورِ المَدَرِیَّه أو بنوا الأَخْبِیَه علی المیاه فقَرُّوا بها ورَعَوْا ما حوالیْها من الکلأ ، فأمَّا الأعرابُ الذین هم بادِیَه فإنما یحْضرون الماءَ العِدَّ شُهُورَ القیْظ لحاجه النَّعَم إلی الوِرْدِ غِبّاً وَرَفْهاً وربعا فی هذا الفصل ، فإذا انقضت أیام القیظ بدوا فتَوزَّعَتْهُم النُّجَع وافْتَلوا الفَلَوات المُکلِئَه ، فإن وقع لهم رَبیع بالأرض شربوا منه فی مُبْداهم الذی انْتَوَوْه ، وإن استأخر القَطْرُ ارْتَوَوْا علی ظهور الإبل لشفاههم وخیلهم من ماء عِدٍّ یلیهم ، ورفعوا أَظْماءَهم إلی السِّبع والثِّمْن والعِشْر ، فإن کَثُرت الأمطارُ والتف العُشْب وأَخْصَبت الریاضُ وأَمْرَعَتِ البلاد جزأ النَّعَم بالرُّطْبِ ، واستغنی عن الماء ، وإذا عَطِش المالُ فی هذه الحال وردت الغُدْرانَ والتَّنَاهِی فشربت کَرْعا ، وربما سَقَوْها من الدُّحْلان.

وقال اللیث : الحُضور جمع الحاضر ، قلت : والعرب تقول : حَیٌ حاضر بغیر هاء إذا کانوا نازلین علی ماء عدٍّ ، یقال : حَاضِرُ بنی فلان علی ماء کذا وکذا ، ویقال للمقیم علی الماء حاضر وجمعه حُضُور وهو ضد المسافر ، وکذلک یقال للمقیم شاهد وخافض.

وقال اللیث : الحَضْره : قُرْبُ الشیء ، تقول : کنت بِحَضْرَه الدار ، وأنشد :

فَشَلَّتْ یَدَاه یوم یَحْمِلُ رأْسه

إلی نَهشلٍ والقَوْم حَضْرَهَ نَهْشَلِ

ویقال : ضربت فلاناً بحَضره فلان بِمَحْضَره.

وقال اللیث : الحاضِرُ القوم الذین حضروا الدَّار التی بها مُجْتَمعُهم ، وقال الشاعر :

فی حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّیْلِ سَامِرُه

فیه الصواهَلُ والرَّایاتُ والعَکَر

قال : فصار الحاضِرُ اسْماً جامعاً کالحاجِّ والسّامر والجَامل ونحو ذلک.

قال : والحُضْر والحِضارُ : من عَدْوِ الدوابِّ والفعل الإحْضار ، وفرس مِحْضیر ومِحْضار بغیر هاء للأنثی إذا کان شدید الحُضر ، وهو العَدْو ، ویقال عنه أحضر الدَّابّهُ یُحضر إحضارا ، والاسم الحُضْر وهو العَدْو.

وقال اللیث : الحَضِیر : ما اجتمع من جایِئَه المِدَّه فی الْجُرْح ، وما اجتمع من السّخْدِ فی السَّلَی ونحوه.

وقال الأصمعی : أَلْقَتِ الشَّاهُ حَضِیرتَها وهو ما ألْقَت بعد الولاده من القَذَی.

وقال أبو عُبَیده : الحَضِیره : الصَّاءه تتبع

ص: 118

السَّلَی : وهی لِفافه الولد.

وقال اللیث : المحاضره : أن یُحاضِرک إنسان بحَقِّک فیذهب به مُغَالبه أو مکابره.

قال : والحِضارُ من الإبل : البِیضُ اسم جامع کالهِجان ، والواحد والجمیع فی الحِضار سواء.

أبو عُبَید عن الأمَوِی : ناقه حِضار إذا جمعت قوه ورُحْلَهً یَعْنی جوده المشی.

وقال شمر : لم أسمع الحِضارَ بهذا المعنی ، إنما الحِضارُ بِیضُ الإبل ، وأنشد بیت أی ذُؤَیْب :

* بناتُ المخاضِ شِیمُها وحِضَارها*

أی سودها وبیضها.

وقال اللیث : یقال حَضار بمعنی احضر.

وحضَارِ : اسم کَوکب مجرور أبدا.

وقال أبو عمرو بن العلاء : یقال : طلعَتْ حَضارِ والوَزْن ، وهما کوکبان یطلعان قبل سُهَیل ، فإذا طلع أحدهما ظُنَّ أنه سُهَیل ، وکذلک الوزْنُ إذا طلع ، وهما مُحَلِّفان عند العرب سُمِّیا مُحَلِّفین لاختلاف الناظِرَیْنِ إلیهما إذا طلعا فیحْلِف أحدهما أنّهُ سُهَیْل ، ویحلف الآخر أنه لیس به ، قال ذلک کله أبو عمرو بن العلاء فیما روی أبو عُبَید عن الأصمعی عنه.

وقال اللیث : یقال : حضرت الصلاه ، وأهل المدینه یقولون : حَضِرت ، وکلهم یقول : تَحْضُر.

وقال شمر : یقال : حَضِر القاضی امرأَهٌ تَحْضُر ، قال وإنما أُنْدِرت التّاءُ لوقوع القاضی بین الفعل والمرأه ، قلت : واللغه الجیده حَضَرت تَحْضُر.

أبو عُبَید عن الکسائی : کلمته بحَضْره فلان وحِضْرَه فلان وحُضْره فلان ، وکلهم یقول : بحَضَر فلان.

وقال ابن السِّکِّیت عن الباهلی : الحَضِیره موضع التمر ، قال : وأهل الفَلْج یسمونها الصُّوبهَ وتُسَمَّی أیضاً الْجُرنَ والْجَرِین.

وقال الأصمعی : العرب تقول : اللبن مُحْتَضَر فغطِّه یعنی تَحْضُره الدَّوَابُّ وغیرها من أهل الأرض.

وحُضِر المریض واحْتُضِر إذا نزل به الموت ، وحضرنی الهمُّ واحْتَضرنی وتحضَّرنی.

وقال أبو عُبَید : فی قول الجُهَنِیَّه تمدح رجلاً :

یَرِدُ المِیاهَ حَضِیرَهً ونَفِیضَهً

وِرْدَ القَطاهِ إذا اسْمأَلَّ التُّبَّعُ

قال : الحَضیره : ما بین سبعه رجال إلی ثمانیه ، والنَّفِیضه : الجماعه ، وهم الذین ینفضون الطریق.

وروی سَلَمَه عن الفرّاء قال : حضیره الناس وهی الجماعه ، ونفیضتهم وهی الجماعه.

وقال ابن السّکّیت : الحَضِیره : الخمسه والأربعه یَغْزُون ، وأنشد :

... وحَلْقهٌ

من الدَّارِ لا تأتی علیها الحَضائِر

وأخبرنی الإیادِیّ عن شَمِر فی تفسیر قوله : حَضِیرهً ونَفِیضَهً ، قال حَضِیرَه : یَحْضُرها الناس یعنی المِیاه ، ونَفِیضَه : لیس علیها

ص: 119

أحد ، حکی ذلک عن ابن الأعرابی ، ونصب حَضِیرَه ونَفِیضه علی الحال أی خارجه من المیاه.

وروی أبو نصر عن الأصمعی : الحَضیرَه : الذین یَحْضُرون الماء ، والنَّفِیضَه : الذین یتقدمون الخَیْل وهم الطَّلائع. قلت : وقول ابن الأعرابی أَحْسَن.

وقال غیره : یقال للرجل یصیبُه اللَّمَم والجنُون : فلان مُحْتَضَر ، ومنه قول الرّاجز :

وانْهَم بدَلْوَیْک نَهِیمَ المُحْتَضَر

فقد أَتَتْک زُمَراً بَعْدَ زُمَر

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال لأُذُن الفِیلِ الحاضِرَهُ ، ولعیْنِه الهاصَّه.

قال : والْحَضْراء من النّوق وغیرها : المُبادِره فی الأکل والشرب.

والحَضْر : مدینه بُنِیت قَدِیماً بین دَجْله والفُرات.

وقال ابن الأعرابی : الْحَضر : التَّطْفیل ، وهو الشَّوْلَقِیّ ، وهو القِرْواش ، والواغلُ ، قال : والحَضْرُ : الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ.

والحُضْرَه : الشِّدّه.

أبو زید : رجل حَضِر إذا حضر بخیر.

قال : ویقال : إنه لیعرف مَنْ بِحَضْرَته ومَن بِعَقْوته.

رحض

الرَّحْضُ : الغَسْل. ثوب رَحِیض مَرحوض : مغسول.

قال : والمِرْحضَه : شیء یُتَوَضَّأ فیه مثلُ کَنِیفٍ.

وفی حدیث أبی أیوب «قَدِمْنا الشام فوجدنا بها مراحیض قد استُقْبِل بها القِبْلَه ، فکنا نَتَحَرَّف ونَسْتَغْفر الله» ، أراد بالمراحِیض مَوَاضِعَ قد بُنِیتْ للغائط ، واحدها مِرْحاض ، أُخِذ من الرَّحْض ، وهو الغَسْل.

وروی عن عائشه أنها قالت فی عُثْمَان رَحِمه اللهُ : استتابوه حتی إذا ما ترکوه کالثَّوب الرَّحیض أحالوا عَلَیه فقتلوه.

وقال ابن الأعرابی : المِرْحاض : المُتَوضَّأ ، وقال ابن شُمَیل : هو المُغْتَسَلُ. قال : والمِرْحاضَهُ : شیء یُتَوضَّأُ به کالتَّوْر. أبو عُبَید عن الأصمعیّ : إذا عَرِق المحموم من الحُمَّی فهی الرُّحَضاء. وقال اللیث : الرُّحَضاء : عَرَقُ الحُمّی ، وقد رُحِضَ إذا أخذته الرُّحَضاء.

حرض

قال اللیث : التَّحْرِیض : التَحْضِیض ، قلت : ومنه قولُ الله جلّ وعزّ : (یا أَیُّهَا النَّبِیُ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتالِ) [الأنفَال : 65]. قال الزّجّاج : تَأوِیله حُثّهم علی القتال ، قال : وتأویل التَّحْریض فی اللغه : أن تَحُثَّ الإنسانَ حَثّاً یعلم معه أَنَّه حَارِض إنْ تَخَلَّف عنه.

قال : والحارض : الَّذی قد قارب الهلاک.

وقال اللِّحیانی : یقال : حَارَض فلانٌ علی العَمَل ، وَوَاکب علیه ، وَواظب علیه ، وواصَبَ علیه إذا داوم علیه ، فهو مُحَارِض.

قلت : وجائز أن یکون تَأْوِیل قوله : (حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتالِ) [الأنفَال : 65] بمعنی حُثَّهم علی أن یحارضوا أی

ص: 120

یُداوموا علی القتال حتی یُثْخِنوهم.

وقال الفرّاء فی قول الله جلّ وعزّ : (حَتَّی تَکُونَ حَرَضاً أَوْ تَکُونَ مِنَ الْهالِکِینَ) [یُوسُف : 85]. یقال : رجل حَرَض ، وقوم حَرَض وامرأه حَرَض ، یکون مُوَحَّداً علی کلِّ حال ، الذکر والأنثی والجمیع فیه سواء ، قال : ومن العرب مَنْ یقول للذَّکَر حارِض ، ولِلأنْثَی حارضه ، ویُثَنَّی هاهنا ویُجْمع : لأنّه قد خرج علی صوره فاعِل ، وفَاعِل یُجمَع.

قال : والحارض : الفاسد فی جسمه وعقله.

قال : وأما الحَرَضُ فتُرِک جَمْعُه لأنه مَصْدر بمنزله دَنَفٍ وضَنًی ، یقال : قومٌ دَنَفٌ وضَنًی ، ورجل دَنَف وضَنًی.

وقال الزجّاج : مَنْ قال رجل حَرَضٌ فمعناه ذُو حَرَض : ولذلک لا یُثنّی ولا یُجْمع ، وکذلک رجل دَنَفٌ ذُو دَنَف ، وکذلک کُلّ ما نُعِت بالمصدر.

الحرَّانی عن ابن السِّکِّیت قال الأصمعی : رجُل حارِضَهٌ : لِلّذی لا خیر فیه.

ویقال : کَذَب کَذْبَهً فأحرَضَ نفسه أی أهلکها ، وجاء بقَوْل حَرَض أی هالک.

وقال أبو زید فی قوله : (حَتَّی تَکُونَ حَرَضاً) أی مُدْنَفاً ، وهو مُحْرَض ، وأنشد :

أمِنْ ذِکْرِ سَلْمَی غَرْبَهً أَنْ نَأَتْ بها

کأنّک حَمٌّ للأطبّاء مُحْرَض

أبو العباس عن ابن الأَعْرابی أَنّ بعض العرب قال : إذا لم یعلم القوم مکان سیّدهم فهم حُرْضانٌ کلهم.

قال : والحارِضُ : السَّاقِط الذی لا خیر فیه. وقال : جمل حُرْضانٌ وناقه حُرْضانٌ : ساقط.

قال : وقال أکثَمُ بنُ صَیْفی : سُوءُ حَمْل الفاقَه یُحرِض الحَسَب ، ویُذْئِر العَدُوّ ، ویُقَوِّی الضَّرورَه.

قال : یُحْرِضه أی یُسْقِطه.

وقال أبو الهیْثم : الحُرْضَه : الرجل الذی لا یَشْتری اللحم ولا یأکله بثمن إلا أن یجده عند غیره.

وقال الطّرماح یصف العَیْر :

وَیَظَلُّ المَلِیءُ یُوفی علی القِرْ

نِ عَذُوباً کالحُرضَه المُسْتَفَاضِ

أی الوقت الطویل عَذُوباً لا یأکل شیئاً.

قال : والمُحْرض : الهالک مرضاً الذی لا حیٌّ فیُرجَی ، ولا میّت فَیُوأس منه.

وقال اللیث : رجل حَرَض : لا خیرَ فیه وجمعه أحْراض ، والفعل حَرُض یَحْرُض حُرُوضاً. وناقَهٌ حَرَض وکل شیء ضاوِی حَرَضٌ.

قال : والحُرُض : الأُشْنان تُغسَل به الأیدی علی أَثَر الطعام.

والمِحْرَضَه : الوِعاء الذی فیه الحُرُض ، وهو النَّوْفله.

وقال غیره : الحَرَّاضه : سُوقُ الأُشْنان :

والحَرّاض : الذی یُوقد علی الْجِصّ ، قال عَدِیُّ بن زَیْد :

مثل نار الحَرّاض یَجْلُو ذُرَی المُزْ

ن لمنْ شَامَه إذا یَسْتَنِیر

ص: 121

قال ابن الأعرابی : شبّه البرقَ فی سرعه ومیضه بالنار فی الأشْنان لسرعتها فیه. وقال غیره : الحَرّاض : الذی یُعَالجُ القِلْی. وقال أبو نصر : هو الذی یُحرِق الأُشْنان ، قُلْتُ : وشَجَر الأُشْنان یقال له : الحَرْض وهو من الحَمْض ، ومنه یُسَوَّی القِلْی الذی یُغْسل به الثِّیاب ویُحْرَق الحَمْضُ رَطْباً ، ثم یُرَشُّ الماءُ علی رماده فینعَقِد ویَصِیرُ قِلیاً. وحَرَض : ماء معروف فی البادیه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الإحْریضُ العُصْفر. وثوب مُحَرَّض : مصبوغٌ بالعصفر.

ضرح

الضَّرْح : حَفْرُک الضَّریحَ للمیِّت. یقال : ضَرّحوا له ضَریحاً ، وهو قبر بلا لَحْد ، قلتُ : سُمِّی ضریحاً ، لأنه یُشَقّ فی الأرض شَقّاً ، والضَّرح والضَّرْج بالحاء والجیم : الشَّقُّ ، وقد انْضَرَحَ إذا انشَقَّ.

ورُوِی عن الأصمعی أنه قال : انضرح ما بَین القومِ وانضَرج ، إذا تباعد ما بینهم ، وقال المُؤرِّج : الانْضِراحُ : الاتِّساع.

وقال اللیث : الضَّرْح : أن تأخُذ شیئاً فَتَرْمِی به ، ویقال : اضْطَرَحُوا فلاناً أی رَمَوْا به فی ناحیه ، والعامه تقول : اطَّرَحُوه ، یظنون أنه من الطَّرْح ، وإنما هو الضرْح ، قلت : وجائز أن یکون اطرحوه افتعالا من الضرح قُلِبَت التَّاءُ طاء ثم أُدْغِمَتْ الضاد فیها فقیل : اطَّرَح.

وقال اللیث : الضُّرَاح : بَیْت فی السماء بِحِیال الکعبه فی الأرض.

قال : والمضْرَحِیُ من الصُّقور : ما طال جناحاه.

وقال غیره : المَضْرَحِیُ : النّسْر ، وبجناحیه شَبّه طَرَفَهُ ذَنَبَ ناقته وما علیه من الهُلْب فقال :

کَأَنَّ جَنَاحَیْ مَضْرَحِیٍ تَکَنَّفَا

حِفافیهْ شُکَّا فی العَسِیب بِمِسْرَدِ

مَضْرَحِی : نَسْر أبیض. حِفَافَیه : ناحیتیه.

شُکَّا : خُرِزا.

ویقال للرجل السید السَّرِیّ مَضْرَحیّ.

والمَضْرحِیّ : الأبیض من کل شیء.

أبو عُبَید عن أبی زَیْد : ضَرَحْتُ عَنّی شِهادهَ القوم أضْرَحُها ضَرْحاً إذا جَرَّحتْها وألقَیْتَها عنک. وضَرَحَتِ الدَّابَّهُ برجلها إذا رَمَحَت.

وضَرَحْتُ الضرِیحَ للمیِّت أَضْرَحه ضَرْحاً وقال أبو عمرو فی قول ذِی الرُّمَّه :

* ضَرَحْنَ البُرُودَ عن ترَائِب حُرَّهٍ*

أی ألْقَیْن ، ومن رواه بالجیم ، فمعناه شققن وفی ذلک تَغَایر.

وقال المؤرِّج : فلان ضَرَحٌ من الرجال أی فاسِد ، وأضْرَحْتُ فلاناً أی أفسدتُه ، قال : وأضرح فلانٌ السُّوقَ حتی ضَرَحَتْ ضُرُوحاً وضَرْحاً أی أکسَدَها حتی کَسَدَت.

قال : وبینی وبینهم ضَرْح أی تباعُد وَوَحْشَه ، وقال : ضارَحْتُه ورَامَیْته وسابَبْتُه واحدٌ.

وقال أبو عُبَید : الأجْدل ، والمَضرَحیّ ، والصَّقر ، والقَطَامِیّ واحد.

وقال غیره : رجل مَضْرَحیّ : عَتِیقُ النِّجار.

ص: 122

وقال عرّامٌ : نِیّه ضَرَح وطَرَح أی بعیده.

وقال غیره : ضَرَحه وطَرَحه بمعنی واحد ، وقیل : نِیّه تَرَح ونَفَح وطَوَح وضَرَح ومَصَح وطَمَح وطَرَح أی بعیده ، فی «نوادر الأعراب».

رضح

اللیث : الرّضْحُ : رَضْحُک النَّوَی بالمِرْضاح أی بالحَجَر ، وقلَّما یُقال بالحاء ، والخاء لغه فیه ، وأنشد :

خَبَطْناهُم بِکُلِّ أرَحَّ لأْمٍ

کمِرْضاح النَّوی عَبْلٍ وَقاحِ

والرّضِیح : النَّوَی المَرْضوح

ح ض ل
اشاره

استعمل من وجوهه : حضل ، ضحل.

ضحل

قال اللیث : الضّحْل : الماء القریب القعر : هو الضَّحْضاحُ إلّا أنّ الضَّحْضاح أعمُّ منه. لأنه فیما قلّ منه أو کَثُر.

قال : وأَتانُ الضَّحْل : الصخره بعضها غمرَه الماءُ ، وبعضها ظاهر.

والمَضْحَل : مکان یقل فیه الماء من الضَّحْل ، وبه یُشَبَّه السّرابُ.

وقال رُؤْبَه :

* یَنْسُجُ عُذْراناً علی مَضاحِلَا*

وقال أبو عُبَید : الضَّحْل : الماء القلیل یکون فی الغدیر وغیره ، وهو الضَّحْضاحُ.

وقال غیره : یقال : إنّ خیرَک لضَحْل أی قَلِیل ، وما أَضْحَل خَیْرَک أی ما أَقَلّه.

وقال شمر : غَدِیر ضاحِل ، إذا رَقّ ماؤُه فذهب ، والضَّحْل یکون فی البحر والبِئْرِ والعَیْن وغیرها.

حضل

قال اللیث : یقال للنَّخْله إذا فسد أصول سَعَفِها قد حَضِلَت وحَظِلَت بالضاد والظَّاء. قال : وصلاحها أن تُشْعَل النارُ فی کَرَبِها حتی یحترق ما فسد من لِیفها وسَعفها ثم تجودُ بعد ذلک.

ح ض ن
اشاره

استعمل من وجوهه : حضن ، نضح ، نحض.

حضن

قال اللیث : الحِضْن : ما دون الإبْطِ إلی الکَشْح ، ومنه الاحتضان وهو احتمالُک الشیء وجعلُه فی حِضْنک ، کما تَحْتَضن المرأهُ ولدَها فتحتمله فی أحد شِقَّیْها. والمُحْتَضَن : الحِضْن ، وأنشد للأَعْشی.

عَرِیضهُ بُوصٍ إذا أَدْبرت

هضیمُ الحشا شَخْتَهُ المُحْتَضَنْ

وحِضْنا الجبل : ناحیتاه ، وحِضْنا الرجل : جَنْباه.

وقال أبو عُبَید : قال الأصمعی : حِضْنُ الجَبَل وحُضْنُه : ما أطاف به.

قال : وقال أبو عمرو : الحُضْنُ : أصل الجبل.

وقال اللیث : الحَضانه : مصدر الحاضِن والحاضنه ، وهما المُوَکّلان بالصّبی یرفعانه ویُربِّیانه. قال : ناحیتا الفلاه : حِضْناها ، وأنشد :

* أَجَزْتُ حِضْنَیْه هِبَلًّا وَغْبَا*

هِبَلًّا : جَمَلاً ثقیلا. قال : والحِضان : أن تَقْصر إحدی طُبْیَی العَنْز وتطول الأخری جداً فهی عَنْز حَضون.

ص: 123

وقال أبو عُبَیْد : قال أبو زید والکسائی : الحَضون من المِعْزَی : التی قد ذهب أحد طُبْیَیْها ، والاسم الحِضان.

وقال اللیث : الحمامه تحضُن علی بیضها حُضوناً إذا رجَنَتْ علیه للتَّفریخ فیه حاضن هکذا یقال بغیر هاء.

ویقال للأثافی : سُفْعٌ حواضِنُ أی جواثِمُ وقال النابغه :

* وسُفْعٌ علی ما بینهن حواضِن *

یعنی الأثافیّ والرماد.

قال والمحَاضِن : المواضع التی تحضُن فیها الحمامه علی بیضها ، والواحد مِحْضَن.

قال : والمِحْضَنَه : المَعْمُولَه من الطِّین للحمامه کالقصعه الرَّوحاء.

وقال أبو عمرو : الحاضنه : النخله إذا کانت قصیره العُذوق ، قال : فإذا کانت طویله العُذوق فهی بائِنه ، وأنشد :

من کل بائنهٍ تُبِینُ عُذُوقَها

منها وحاضنهٍ لها مِیقار

وقال اللیث : یقال : احْتَجَنَ فلان بأمر دونی ، واحتضننی منه أی أخرجنی منه فی ناحیه.

وقال اللیث : جاء فی الحدیث أن بعض الأنصار قال یوم بُویع أبو بکر : تُرِیدون أن تُحْضِنُونا من هذا الأمر.

قلت : هکذا وجدته فی کتاب اللیث : أَحْضَننی بالألف ، والصواب حَضَنَنی ، وفی حدیث ابن مسعود حین أوصی فقال : ولا تُحْضَن زَیْنَبُ امرأتُه عن ذلک ، یعنی عن النَّظر فی وصیّته وإنفاذها.

قال أبو عُبَید : لا تُحْضَن : لا تُحْجَب عنه ولا یُقطع أمرٌ دونها. یقال : حضنتُ الرجلَ عن الشیء إذا اخْتَزَلْتَه دونه. قال : ومنه حدیث عُمَرَ یوم أتی سَقیفَه بنی ساعِدَه للبَیْعه قال : فإذا إخواننا من الأنصار یُرِیدون أن یَخْتَزِلوا الأمرَ دوننا ویَحْضُنونا عنه. هکذا رواه ابن جَبَلَه وعلیّ بن عبد العزیز عن أبی عُبَید بفتح الیَاءِ وهذا خلاف ما رواه اللیث ، لأن اللیث جعل هذا الکلام للأنصار ، وجاء به أبو عُبَیْد لعُمَر وهو الصحیح وعلیه الروایات التی دار الحدیث علیها.

وقال أبو عُبَید : قال أبو زید : أَحْضَنْتُ بالرّجُل إحْضانا وأَلْهَدت به إلهاداً أی أَزْرَیْتُ به.

أبو عُبَید عن الکسائی : حَضَنْتُ فلاناً عمّا یُرِید أَحْضُنُه وحَضَانَهً ، واحتَضَنْتُه عنه إذا منعتَه عمّا یُرِید.

وقال ابن السّکّیت : حضن الطائر بیضه یحضنه حضناً.

وحَضَنَ : اسم جَبَل بأعلی نَجْد ، ومنه المثل السائر : «أَنْجَدَ مَنْ رَأَی حَضَنا* وقال أبو عُبَید : الحَضَنُ : ناب الفیل ، وقال غیره : الحَضَن : العاج.

وقال اللیث : الأعْنُز الحَضَنِیَّات : ضَرْب منها شدید الحُمره ، وضربٌ سود شدیده السَّواد ، قلت : کأنها نسبت إلی حَضَن ، وهو جبل بقُنّه نجدٍ معروف.

ص: 124

نضح

قال اللیث : النّضْح کالنَّضْخ ربما اتّفقا وربما اختلفا ، ویقولون : النّضْخ : ما بقی له أثر کقولک : علی ثوبِه نَضْخُ دم ، والعینُ تَنْضَح بالماء نَضْحاً إذا رأیتها تَنُور ، وکذلک تَنْضَخ العَیْن.

وقال أبو زید : یقال : نَضَخَ علیه الماءُ یَنْضَخُ فهو ناضخ ، وفی الحدیث «یَنْضَخُ البَحْرُ ساحِله * وقال الأصمعی : لا یُقال من الخاء فَعَلْتُ ، إنما یقال : أصابه نَضخٌ من کذا.

وقال أبو الهَیْثَم : قَوْلُ أبی زَیْد أَصَحُّ ، والقرآنُ یَدُلّ علیه ، قال الله جلّ وعزّ : (فِیهِما عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ) [الرَّحمن : 66] فهذا یشهد به یقال : نضخ علیه الماء ، لأن العین النَّضّاخه هی الفَعّاله ، ولا یقال لها نَضّاخه حتی تکون ناضحه.

وقال ابن الفَرَج : سَمِعْت جماعه من قَیْس یقولون : النَّضْح والنَّضْخ واحد ، قال : وقال أبو زید : نَضَحْتُه. ونَضختُه بمعنی واحد ، قال : وسمعتُ الغَنَوِیّ یقول : النَّضْح والنَّضْخ وهو فیما بان أَثَره وما رَقَّ بمعنی واحد.

قال : وقال الأصمعی : النَّضْخ : الذی لیس بینه فُرَج ، والنَّضْح أرقّ منه (1).

وقال ابن الأعرابی : النَّضح : ما نَضحْتَه بیدک مُعْتَمد ، والناقهُ تَنْضح ببولها ، والقِرْبه تَنضحُ ، والنَّضح مِن غیر اعتماد : إذا مَرَّ فوطیء علی مَاءٍ ، فَنَضَح علیه وهو لا یُرید ذلک ومنه نَضْحُ البَوْل فی حدیث إبراهیم. أنه لم یکن یَرَی بِنضْح البَوْل بأْساً.

قال : وقال أبو لَیْلی : النَّضْح والنَّضْخ : ما رَقَّ وثَخُن بمعنی واحد.

وقال الیزیدیّ : نَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحا ، ونَضَخْناهم نَضْخاً وذلک إذا فَرَّقوها فیهم.

وقال شمر : یقال : نَضحْتُ الأدیمَ : بَلَّلته ألّا یَنْکسِر ، وقال الکُمَیْت :

نَضحْتُ أَدِیمَ الوُدِّ بینی وبینکم

بآصِرَه الأرْحام لو یَتَبلَّلُ

نَضحْت أی وصلتُ.

قال : وقد قالوا فی نَضْح المطر بالحاء والخاء. والنّاضحُ : المطر ، وقد نضحْتنا السماءُ. والنَّضْحُ أَمْثَل من الطّلّ ، وهو قَطْر بین قَطْرَیْن ، قال : ویقال لکل شیء یتحلب من عرق أو ماءٍ أو بول یَنْضَح ، وأنشد :

* یَنْضَحْن فی حافاته بالأبوالِ*

وقال : عیناه تنضحان.

وقال : النَّضْح یَدْعُوه الهَمَلَان ، وهو أَنْ تمتلیء العین دمعاً ثم تَنفضخ هَمَلَاناً لا ینقطع ، والجَرَّه تَنْضح ونَضَحَت ذِفْرَی البَعیر بالعَرَق نَضْحاً ونَضخاً ، وقال القطامی :

حَرَجاً کأن من الکُحَیْلِ صُبابهً

نَضَحَت مَغابِنُها به نَضحَانا

ص: 125


1- کذا فی المطبوع ، وفی «اللسان» (3 / 458): «قال أبو زید : قال الأصمعی : النضح الذی لیس بینه فرج ، والنضخ أرق منه».

قال : ورواه المُؤرّج : نُضِخَت.

وقال أبو عُبَید : قال أبو عمرو : نَضحْتُ الرِّیّ بالضّاد.

وقال الأصمعی : فإن شَرِب حتی یَرْوَی ، قال : نَصحْتُ بالصّاد الرِّیّ نَصْحا ونَصعْت به ونَقَعت ، قال : والنَّضح والنَّشْح واحد : وهو أن یَشرب دون الرِّیّ.

وقال غیرهم : نضحوهم بالنَّبْل أی رَشقوهم ورمَوْهم.

ویقال : هو یُناضِح عن قومه وینافح عن قومه أی یذُب عنهم ، وأنشد :

* ولو بَلَا ، فی مَحفِلٍ ، نِضَاحی *

أی ذَبیِّ ونَضْحِی عنه.

أبو عُبَید عن الأصمعی : نَضَحتُ الماء نضْحاً ، ونَضَح الرجلُ بالعرق مثله إذا عَرِقَ ، وقال الکِسَائی مثله.

وقال الأصمعی : نَضَح الشجرُ إذا تَفَطَّر بالنبات.

وقال أبو طالب بن عبد المطلب :

بُورِکَ المیِّت الغَریبُ کما بور

ک نَضْحُ الرُّمَّانِ والزَّیتُون

قال : والنَّضَح بفتح الضّاد : الحَوْضُ الصغیر وجمعه أنضَاح : قُلْتُ : ویُسمَّی نضیحاً أیضاً قاله أبو عُبَید.

قال : والنّاضِحُ : البَعیر الذی یَستَقِی الماء والأُنْثی ناضحه ، وفی الحدیث «ما سُقی من الزَّرْع نَضْحاً ففیه نصفُ العُشْر» یرید ما سُقِی بالدِّلاء والغُروب والسَّوانی ولم یُسْقَ فَتحاً.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أن عَدَّ عشر خلال من السُّنّه ، وذکر فیها الانتضاح بالماء ، وهو أن یأخذ ماء قلیلاً فَینْضَحَ به مذاکیره ومؤتَزَره بعد فراغه من الوضوء لینفی بذلک عنه الوَسْواس ، وهو فی خبر آخر انتفاض الماء ومعناهما واحد.

والرجل یُرْمَی بأمر أو یُقْرَف بتهمه فَینْتَضِح منه أی یُظهر التبرُّؤ منه.

وقال اللیث : النَّضِیح من الحُیَاض : ما قَرُب من البئر حتی یکون الإفراغ فیه من الدلو ویکون عظیماً ، وقال الأعْشی :

فَغَدَونا علیهم بکرهَ الوِرْ

دِ کما تُورِدُ النَّضیحَ الهِیامَا

قال : وإذا ابتدأ الدَّقیق فی حب السُّنْبُل وهو رَطْب فقد نَضحَ وأَنْضح لغتان.

قال : والنَّضُوح : الطِّیبُ.

الحَرّانی عن ابن السکیت : النَّضوحُ : الوَجور فی أَیِّ الفم کان ، وقال أبو النَّجم یصف رامیا :

* أنْحی شِمَالا هَمَزَی نَضُوحا*

أی مَدَّ شِماله فی القوس هَمَزی یعنی القوس أنها شدیده.

والنَّضوح أیضاً من أسماء القَوْس کأنها تَنْضَحُ بالنّبْل.

والنَّضَّاحه : الآله التی تُسَوَّی من النُّحاس أو الصُّفْر للنِّفْط وزَرْقه.

أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : المِنْضحه والمِنْضخه بالحاء والخاء : الزَّرّاقَهُ. قلت : وهی عند عوام الناس النَّضاحه ومعناهما واحد.

قال ابن الفرج : سمعت شُجاعاً السُّلَمی

ص: 126

یقول : أمضَحْتُ عِرْضی وأَنضَحته إذا أفْسَدْته ، وقال خلیفه : أَمضَحْتُه إذا أَنْهَبْته الناس.

وقال شُجاع : مَضَح عن الرجل ، ونَضَح عنه ، وذَبَّ عنه بمعنی واحد.

نحض

قال ابن المُظَفِّر : النَّحْض : اللَّحمُ نفسه ، والقطعه الضخمه منه تسمی نَحْضه.

ورجل نَحِیض وامرأه نَحِیضه ، وقد نَحُضا ، ونحَاضَتُهما : کثره لحمهما ، فإذا قلت : نُحِضت المرأه فمعناه ذهاب لحمها وهی مَنْحوضه ونَحِیض.

وقال ابن السکیت : النَّحِیضُ من الأضداد یکون الکثیرَ اللحمِ ، ویکون القلیلَ اللحم کأنه نُحِض نَحضاً.

وقال أبو عُبَید وغیره : نَحضْتُ السِّنان فهو منحوض ونَحِیض إذا رَقَّقْته وأنشد :

کموْقِفِ الأشْقَرِ إن تقدَّما

باشَرَ منْحُوض السنَان لَهْذَما

وقال امرؤ القیس :

یُبَاری شَباهَ الرُّمْح خَدٌّ مُذَلَّق

کحد السِّنان الصُّلَّبِیِ النَّحِیضِ

وقال غیره : یقال : نَحَضْت العظم أَنْحَضَه نَحْضاً إذا أخذتَ اللحم الذی علیه عنه.

ونَحضْتُ فلاناً إذا أَلْححْت علیه فی السؤال.

ونَحضْت السنان إذا رقَّقْته وأَحدَدْته.

ح ض ف
اشاره

استعمل من وجوهها : حفض ، فضح.

فضح

قال اللیث : الفَضْحُ : فعل مجاوز من الفاضح إلی المفضوح ، والاسم الفضیحه ، ویقال للمُفْتَضِح یا فضوح ، وقال الراجز :

قومٌ إذا ما رَهِبوا الفَضائحا

علی النساء لَبِسوا الصَّفائحَا

قال : والفُضْحَه : غُبْره فی طُحْله یخالِطَها لونٌ قبیح ، یکون فی ألوان الإبل والحمام ، والنعت أفضح وفَضحاء والفعل فَضِح یَفْضَح فَضَحاً ، فهو أفْضح.

وأَفضح البُسْر إذا بدت فیه الحمره.

قال أبو عُبَید : یقال : أَفضَح النخل إذا احْمَرَّ أو اصْفَرّ.

وقال أبو ذُؤَیْب الهُذَلیّ :

یا هَلْ أُریکَ حُمُولَ الحَیِّ عادِیَهً

کالنَّخْل زیَّنَها یَنْعٌ وإفضاحُ

وقال أبو عمْرو : سألت أعرابیّاً عن الأفَضَح فقال : هو لونُ اللحمِ المَطْبُوخ : أبو عُبَید عن أبی عمرو : الأفْضَح : الأبیض ولیس بشدید البیاض ، ومنه قول ابن مُقْبل یصف السحاب :

* أَجَشُّ سِمَاکِیٌّ من الوَبْل أفضَحُ *

وقال غیره : یقال للنائم وقْتَ الصباح : فَضَحَک الصُّبح فَقُم ، معناه أن الصَّبحَ قد استنارَ وتَبَیَّن حتی بیَّنک لمَنْ یراک وشَهَّرک ، وقد یقال : فصَحَک الصبح بالصاد ومعناهما متقارب.

وسُئِل بعض الفقهاء عن فَضِیخ البُسر ، فقال : لیس بالفَضِیخ ، ولکنه الفَضُوح ، أراد أنه یُسْکِر فیَفْضَح شاربه إذا سَکِر منه. والفضیحه اسم من هذا لکل أمر سِیِّیء

ص: 127

یَشْهَر صاحِبَه بما یسوءُ. ویقال : افتضح الرجل افتضاحاً إذا رکب أمراً سَیِّئاً فاشْتَهَرَ به.

حفض

قال ابن المُظَفَّر : الحَفَضُ : قالوا : هو القَعود بما علیه : وقال آخر : بل الحَفَضُ کل جُوالِق فیه متاع القوم.

أبو عُبَید عن أبی عمرو : الحَفَض : متاع البیت ، قال غیره : فسُمِّی البعیرُ الذی یحمله حَفَضاً به ، ومنه قولُ عَمْرو بن کُلْثُوم :

ونحنُ إذ عِمادُ الحَیّ خَرّتْ

علی الأَحْفاض نمنع ما یَلِینا

فهی هاهنا الإبل ، وإنما هی ما علیها من الأحمال.

الحرّانی عن ابن السکیت قال : الْحَفْض : مصدر حَفَضْتُ العُودَ أحفِضُه حَفْضاً إذا حنیته وأنشد :

* إما تَرَی دَهْراً حَنَانی حَفْضَا*

قال : والحَفَض : البعیر الذی یحمل خُرْثِیَّ المتاع ، والجمیع أَحْفَاض ، وأنشد :

* یا ابن القُرُومِ لَسْن بالأَحْفاض *

قال : والحَفَض أیضاً : متاع البیت ، ورُوِی بیتُ عَمْرو بن کُلْثُوم :

ونحنُ إذا عِمَادُ الحَیِّ خَرَّت

علی الأحفاض نَمنع مَنْ یَلِینا

أی خَرَّت الأحفاض عن الإبل التی تحمل خُرْثیّ المَتاع ، فَیُقال : خَرّت العُمُد علی الأحْفَاض أی خَرَّت علی المتاع ، ومن رواه خَرَّت عن الأَحْفَاضِ أراد خَرَّت عن الإبل هکذا قال ابن السکیت.

وقال شمر : حَفّضتُ الشیء وحَفَضْتُه إذا أَلْقَیْتَه ، وقال فی قول رؤبه :

* ... حَنَانِی حَفْضَا*

أی أَلْقَانِی ، ومنه قول أُمَیَّه :

وحُفِّضَتِ النُّذُورُ وأردَفَتْهُم

فُضُولُ الله وانْتَهَت القُسوم

قال : القُسومُ : الأیْمان ، والبیت فی صفه الجَنَّه ، قال : وحُفِّضَتْ : طُومِنَت وطُرِحَت ، قال : وکذلک قول رؤبه :

* ... حَنَانِی حَفْضَا*

أی طامَن مِنِّی ، قال رواه بعضهم : حُفّضت البُدُور ، قال شمر : والصواب النُّذُور.

فقال شمر : وقال ابن الأعرابی : الحَفَضُ : قُماش البیت وَرَدِیء المتاع ورُذاله ، والذی یُحْمَل علیه ذلک من الإبل حَفَضَ ، ولا یکاد یکون ذلک إلا رُذال الإبل.

قال : ویقال : نِعْمَ حَفَضُ العِلْم هذا أی حاملُه : قال شمر : وقال یونس. رَبِیعهُ کلها تجعل الحَفَض : البَعیرَ ، وقیس تجعل الحَفَض : المَتاعَ.

قال شمر : وبلغنی عن ابن الأعرابی أنه قال یوماً وقد اجتمع عنده جماعه فقال : هؤلاء أَحفاضُ علم ، وإنما أخِذ من الإبل الصغار ، یقال : إبِل أَحفاض : ضعیفه. ومن أمثال العرب السائره : «یَوْمٌ بِیَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّر» یضرب للمُجازاه بالسوء ، والمُجَوَّرُ : المُطَرَّح. والأصل فی

ص: 128

هذا المثل أن رجلاً کان بنُو أخیه یُؤْذُونَه ، فدخلوا بَیْته وقلبوا مَتاعه ، فلما أدرک بنوه صنعوا بأخیه مثل ذلک ، فشکاهم ، فقال : یَومٌ بِیَوْمِ الحَفَض المُجَوّر.

وفی «النوادر» : حَفَّضَ الله عَنْه ، وحَبَّضَ عَنْه أی سَبَّخَ عنه وخَفَّفَ.

ح ض ب
اشاره

استعمل من وجوهها : حبض ، حضب ، ضبح.

ضبح

قال اللیث : ضبحتُ العودَ فی النار إذا أَحْرَقْت من أعالیه شیئاً ، وکذلک حِجارهُ القدّاحه إذا طلعت کأنها مُتَحَرِّقه مَضبُوحه ، وقال رؤبه :

* والمَرْوَذَا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ*

الحرّانی عن ابن السکیت : ضَبَحَتْه الشمسُ وضَبَتْه إذا غَیَّرت لَوْنَه ولَوَّحته ، وکذلک النار ، وأنشد :

عُلِّقْتُها قبل انْضباح لَوْنی

وجُبْتُ لَمَّاعاً بعیدَ البَوْنِ

قال : الانْضِباح : تَغَیُّر اللون.

وقال اللیث : الضُّباحُ : صَوْتُ الثَّعالِب وقال ذو الرُّمّه :

سَبَارِیتُ یَخْلُو سَمْعُ مُجْتَازِ رَکْبها

من الصوت إلا من ضُباحِ الثّعالبِ

قال : والهام تَضْبَحُ أیضاً ضُباحا ، ومنه قول العَجَّاج :

* من ضابِح الهام وبُومٍ بَوَّامِ*

وقال الله جلّ وعزّ : (وَالْعادِیاتِ ضَبْحاً) [العَادیَات : 1]. قال بعضهم : یعنی الْخَیْل تَضْبَح فی عَدْوها ضَبْحاً تسمع من أفواهها صوتاً لیس بِصَهِیل ولا حَمْحَمه. وقال الفرّاء فیما روی سَلَمه عنه : الضّبح : أصوات أنفاس الخیل إذا عَدَوْن ، وکان ابن عبّاس یقول : هی الخَیْلُ تَضْبَح ، وکان عَلِیٌّ یجعل (وَالْعادِیاتِ ضَبْحاً) الإبِلَ.

وقال بعض أهل اللغه : مَنْ جعلها الإبل جعل ضَبْحاً بمعنی ضَبْعاً ، یقال : ضبحت الناقه فی سیرها ، وضَبَعَت إذا مَدّتْ ضَبْعَیْها فی السَّیر.

وقال أبو إسحاق : ضَبْح الخَیْلِ وصَوْتُ أجوافها إذا عَدت.

وقال أبو عُبَیده : ضَبَحَت الخیلُ وضَبَعَت إذا عَدَتْ وهو السَّیْر ، وقال فی «کتاب الخیل» : هو أن یَمُدَّ الفَرَسُ ضَبْعیه إذا عَدَا حتی کأنه علی الأرض طُولاً ، یقال :

ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ ، وأنشد :

* إنّ الجِیادَ الضَّابِحَاتِ فی الغَدَرْ*

أبو عُبَید عن أبی عُبَیده قال : الضَّبْح : الرَّماد ، قلتُ : أصله من ضَبَحته النَّارُ.

حضب

قال ابن المظفّر : قرأ بعض القرّاء : (حَصَبُ جَهَنَّمَ) [الأنبیاء : 98] ، وأنشد :

فلا تَکُ فی حَربنا مِحْضَباً

فتَجْعَلَ قومَک شَتّی شُعُوبا

وقال الفرّاء : روی عن ابن عباس أَنَّه قال : (حَضَب جَهَنّم) مَنْقُوطه ، قال : وکل ما هَیَّجْتَ به النار أو أَوقَدْتها به فهو حَضَب.

وقال الکسائی : حَضَبتُ النارَ إذا خَبَتْ فألقیتَ علیها الحَطَب لتَقِد.

ص: 129

وقال الفرّاء : هو المَحْضَب والمحْضَأ والمِحْضَجُ والمِسْعر بمعنی واحد.

وحکی ابن درید عن أبی حاتم أنه قال : تُسمّی المِقْلَی المِحْضَب.

ثعلب عن ابن الأعرابیّ : أحضاب الجَبل : جَوَانِبه ، واحدها حِضْب ، وهو سَفْحُه.

أبو عُبَید عن أبی عمرو : الحِضْبُ : صوت القَوْسِ وجمعه أَحْضابٌ.

وقال شَمِر : یقال : حِضْب وحَبْض ، وهو صَوْتُ القوس وجمعه أحضاب قال : والحِضْب : الحیّه ، وقال رُؤْبَه :

* جَاءَتْ تَصَدَّی خَوْفَ حِضْبِ الاحْضاب *

وقال فی کتابه فی «الحَیّات» : الحِضْب : الضَّخم من الحَیَّات الذَّکر ، وقال : کل ذکر من الحَیَّات حِضْب مثل الأسود والحُفَّاثِ ونحوها ، وقال رؤبه :

وقد تَطَوَّیْتُ انْطِوَاء الحِضْبِ

بَیْنَ قَتَادِ رَدْهَهٍ وشِقْبِ

أبو العَباس عن سَلَمه عن الفرّاء قال : الحَضْب بالفتح : سُرعه أَخْذِ الطَّرْقِ الرَّهْدَنَ إذا نَقَرَ الحَبَّهَ. الطَّرقُ : الفَخّ ، والرَّهْدَنُ : العُصْفُورُ إذا نَقَر الحَبَّه.

قال : والحَضْب أیضاً : انقلاب الْحَبْل حتی یسقط. والحَضْبُ أیضاً : دخول الحَبْل بین القَعْو والبَکْره ، وهو مثل المَرَس ، تقول : حَضِبَت البَکْرَهُ ومَرِسَت ، وتأْمُر فتقول : أَحْضِبْ بمعنی أَمْرِس أی رُدَّ الحَبْل إلی مجراه.

حبض

قال اللیث : حَبَض القلبُ فهو یَحْبِض حَبْضاً أی یضرب ضَرَباناً شدیداً ، وکذلک العِرْق یَحْبِض ثم یَسْکن ، وهو أشدُّ من النَّبْض ، قال : وتَمُدّ الوتَر ثم ترسله فیحبض ، والسهمُ إذا ما وقع بالرّمیّه وَقْعاً غیر شدید ، یقال : حَبِضَ السَّهْمُ ، وأنشد :

* والنَّبْلُ یَهْوِی خطأً وحَبْضا*

قال : ویقال : أصاب القومَ داهیه من حَبَضِ الدهر.

أبو عُبَید عن الأصمعی : الحابِضُ من السّهام : الذی یقع بین یدی الرّامی.

وقال أبو زید مِثْلَه ، قلت : وهذا هو الصواب ، فأمَّا ما قاله اللیث : إن الحابِضَ الذی یقع بالرّمِیّه وقْعاً غیر شدید فلیس بصواب.

وجعل ابنُ مقبل المحابِضَ أوتارَ العود فی قوله یذکر مُغَنِّیَه تحرک أوتار العُودِ مع غِنائها :

فُضُلاً یُنَازِعُها المحابضُ

رجعَها بِأَحَذَّ لا قَطِعٍ ولا مِصْحالِ

قال أبو عمرو : المحابِضُ : الأوتار فی هذا البیت.

وقال ابنُ مُقْبِل أیضاً فی محابض العسل :

کأنّ أصواتَها من حیث تَسْمَعُها

صَوْتُ المحابِض یَنْزِعْن المَحارِینا

قال الأصمعی : المحابِضُ : المَشاوِرُ ، وهی عِیدان یُشَارُ بها العَسَل. وقال الشَّنفَری :

أو الخَشْرَمُ المَبْثُوثُ حَثْحَث دَبْرَه

محابیضُ أَرْساهنَّ شارٍ مُعَسِّلُ

أراد بالشّاری الشّائرَ فَقَلَبه ، والمحارین : ما تساقط من الدَّبْر فی العسل فمات فیه.

ص: 130

أبو عُبَید عن أصحابه : أحبَضْتُ حَقَّه إِحْباضاً أی أبطَلْته فحبَضَ حُبُوضاً. أی بَطَل وذهب.

شَمِر : ما له حَبْضٌ ولا نَبْض أی حَرَکه.

قال : ویقال : الحبْضُ : حَبْضُ الحیاه ، والنَّبْضُ : نَبْضُ العِرْق.

وروی أبو عُبَید عن الأحمر فی باب الإتباع : (ما به حَبَض ولا نَبَض) محرّک الباء أی ما یتحرک ، وکذلک قال ابن السکیت : ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ أی ما به حَرَاک ، والقیاس ما قاله شَمِر.

أبو عُبَید عن الأصمعی : حَبَض ماءُ الرَکِیَّه إذا انحدَرَ ونقص قال أبو زید : ومنه یقال : حَبَضَ حَقُّ الرجل إذا بَطَل.

وقال ابن الفَرَج : قال أبو عمرو : الإحْباضُ : أن یکُدّ الرجل رَکِیَّتَه فلا یَدَعُ فیها ماء ، قال : والإحباط : أن یذهب ماؤُها فلا یعود کما کان ، قال وسألت الحُصَیْنیّ عنه ، فقال : هما بمعنی واحد.

ح ض م
اشاره

استعمل منه : حمض ، مضح ، محض.

حمض

قال اللیث : الْحمْضُ کلُّ نباتٍ لا یَهیجُ فی الرّبیع ویَبْقَی علی القَیْظ ، وفیه مُلوحه إذا أکلت منه الإبل شَرِبَتْ علیه وإذا لم تجدْه رَقَّت وضَعُفَت.

ویقال : حَمَضَت الإبل تَحْمُضُ حُمُوضاً إذا رَعَت الحَمْض ، وهی إبل حوامض ، وقد أَحْمَضْناها ، وأنشد :

* قَرَیبَهٍ نُدْوَتُهُ من مَحْمَضِهْ *

أی من موضعه الذی یَحْمُض فیه ، قال : ومن الأعْرَابِ مَنْ یُسمِّی کلَّ نَبْتٍ فیه مُلُوَحه حَمْضاً.

قال : واللَّحْم : حَمْض الرجال.

وإذا حَوَّلْتَ رجلاً عن أَمْر یقال قد أَحْمَضْته ، وقال الطِّرِمَّاح :

لا یَنِی یُحْمِض العدُوّ وذو الخُلْ

له یُشْفَی صَدَاه بالإحماضِ

وقال ابن السکیت : یقال : حَمَضَت الإبل فهی حامضه إذا کانت ترعی الخُلَّه ، وهو من النبت ما کان حُلْواً ، ثم صارت إلی الْحَمض ترعاه ، وهو ما کان من النبت مالحاً أو مِلْحاً وأَحْمَضْتها أنا. قال : فإذا کانت مقیمه فی الحَمْض ، قیل إبل حَمِیضه ، وکذلک إبل واضعه وآرکه : مقیمه فی الحَمْض.

قال : وإبل زاهیه : لا تَرَی الحَمْض وکذلک إبل عادیه.

قلت : وشجر الحَمض کثیر ، منها النّجِیل والرُّغْل ، والرّمث ، والخِذْراف ، والإخریطُ ، والهرْمُ ، والقُلّامُ.

والعرَب تقول : الخُلّه خُبْز الإبل ، والحَمْض فاکهتها.

وقال ابن السّکّیت فی کتاب «المعانی» حَمَضتُها الإبل أی رَعَیْتُها الحَمْض ، وأَحمَضْتُها : صَیَّرتُها تأکل الحَمْض وقال الْجَعدِیُّ :

وکَلْباً ولَخْماً لم تَزَل مُنْذُ أَحمضت

بحَمضَتِنَا أَهْلَ الجَناب وخَیْبَرا

أی طردناهم ونفیناهم عن منازلهم إلی

ص: 131

الجناب وخیبرا. قال : ومثله قولهم :

* جاءوا مُخِلّین فَلَاقَوْا حَمْضَا*

أی جاءوا یشتهون الشَّرَّ فوجدوا مَنْ شفاهم مِمّا بهم ، وقال رؤبه :

* ونُورِدُ المُستَوْرِدین الحَمْضا*

أی من أتانا یَطْلب عندنا شَرّاً شَفَیْناه من دائه ، وذلک أن الإبل إذا شَبِعت من الخُلَّه اشتهت الحَمْض.

وقال بعض الناس : إذا أتی الرجل المرأه فی غیر مأْتاها الذی یکون موضعا للولد فقد حَمَّض تحْمیضاً ، کأنه تحوّل من خیر المکانین إلی شرِّهما شَهْوَه معکُوسَه ، کفِعْل قوم لُوط الذین أهلکهم الله بحجاره من سجِّیل.

ویقال : قد أحمض القوم إِحْماضا إذا أفاضوا فیما یؤنِسهم من الحدیث ، کما یقال : فلان فکِهٌ ومُتفکِّه : والحُمَّاض : بَقْله بَرِّیه تَنْبُتُ أیام الربیع فی مَسایل الماء ، ولها ثمرهٌ حمراءُ ، وهی من ذکور البقول ، وقال رؤبه :

* کثَمَرِ الحُمّاضِ من هَفْت العَلَق*

ومَنابت الحُمّاض : الشُّعَیْبات وملاجیء الأُوْدِیه وفیها حُموضَه ، وربما نَبَّتها الحاضِرَهُ فی بساتینهم وسَقَوْها وربَّوها فلا تَهِیج وقت هَیْج البُقُول البَرِّیّه.

ویقال للذی فی جوف الأُتْرُجِ حُمّاض ، والواحده حُمّاضه.

ولَبن حامض ، وقد حَمُض یَحْمُض حُمُوضَهً فهو حامض وإنه لَشَدِید الحَمض والحُموضَه.

وروی أبو عُبَیْد فی کتابه حدیثاً لبعض التابعین أنه قال : الأُذُنُ مجَّاجه وللنَّفْس حَمْضه.

قال أبو عُبَید : المجَّاجه : التی تَمُجُّ ما تسمع ، یَعْنی أنها تُلْقیه ولا تَعِیه إذا وُعِظت بشیء أو نُهِیت عنه ، وقوله : وللنّفس حَمْضه ، أراد بالحَمْضه الشَّهوَه ، أُخِذت من شهوه الإبل للحَمْض إذا ملَّت الخُلَّه.

قلت : والمعنی أن الآذان لا تَعِی کُلّ ما تسمعه ، وهی مع ذلک ذات شهوه لما تَسْتَطْرِفُه من غرائب الحدیث ونوادر الکلام.

وحَمْضٌ : ماء معروف لبنی تمیم.

وحُمَیْضه : اسم رجل مشهور من بنی عامر بن صَعْصَعَه : وقال ابن شُمَیل : أرض حَمِیضَهٌ أی کثیرهُ أَحَمْض من الرِّمْتِ وغیره ، وقد أحْمَض القومُ إذا أصابُوا حَمْضاً ، ووطِئْنَا حُموضاً من الأرض أی ذَوات حَمْض ، قال : والملُوحَه تُسَمّی الحمُوضه.

محض

قال اللیث : المَحضُ : اللبنُ الخالص بلا رَغْوه ، وکلّ شیء خَلَص حتی لا یَشُوبه شیء یُخَالِطه فهو مَحْضٌ.

ورجل مَمْحُوض الضَّرِیبه أی مُخَلَّص.

قلت : کلام العرب : رجل مَمْحوص الضَّرِیبه بالصاد إذا کان مُنَقَّحاً مُهَذَّباً ، ویقال : فِضَّه مَحْضهٌ ، فإذا قلتَ : هذه الفِضَّه مَحْضاً ، قلتَه بالنصب اعْتماداً علی

ص: 132

المَصْدَر.

وقال أبو عُبَیْد : قال غیر واحد : هو عَرَبیّ مَحْض ، وامرأه عربیّه مَحْضه ومَحْض ، وبَحتٌ وبَحْتَه ، وقَلْب وقَلبه ، وإن شئت ثَنَّیتَ وجَمَعْت.

قال أبو عُبَید : وقال أبو زَید : أمحضتُه الحدیث إمْحاضاً أی صَدَقْتُه ، وکذلک أمْحضتُه النصح ، وأنشد :

قل للغوانی أمَا فیکُنَّ فاتِکهٌ

تَعْلُو اللئیمَ بضَرْبٍ فیه إِمْحَاضُ

وروی ابن هانیء عنه : أمْحَضْتُ له النُّصْح إذا أَخْلَصْته ، قلت : وقد قال غیره : مَحْضتُک نُصحی بغیر ألف ، ومَحَضْتُک مَوَدَّتی ، ویقال : مَحَضتُ فلاناً إذا سَقَیْتَه لبناً محضاً لا ماء فیه ، وقد امتحضه شاربُه ، ومنه قول الرّاجز :

* فامْتَحَضا وسَقَّیانی ضَیْحَا*

مضح

قال اللیث : یقال : مَضَح الرجلُ عِرْض فلان وأَمْضَحَه إذا شانه وعابه. أبو عُبَید عن أبی عُبَیده : مَضح الرجل عِرضه وأمْضحه إذا شانه ، وقال الفَرَزْدق :

وأمضحتِ عِرضی فی الحیاه وشِنْتِنی

وأوْقَدْتِ لی ناراً بکل مکان

وأنشدنا أبو عمرو :

لا تمْضَحَن عِرضی فإنی ماضِحُ

عِرضَک إن شاتَمتنی وقادِحُ

فی ساقِ مَنْ شاتمنِی وجارحُ

وفی «نوادر الأعراب» : مَضَحَت الإبل ونضحت ورفَضَت إذا انتشرت. ومَضحت الشمس ونضَحَت إذا انتشر شُعاعها علی الأرْض.

أبواب الحاء والصاد

اشاره

(ح ص س) ، (ح ص ز) ، (ح ص ط): أهملت وجوهها.

ح ص د
اشاره

استعمل من وجوهها : حصد ، صدح ، دحص.

حصد

قال اللیث : الحَصْد : جَزُّک البُرّ ونحوه من النَّبات ، وقَتْلُ الناس حَصْدٌ أیضاً ، قال الله جلّ وعزّ : (حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ) [الأنبیَاء : 15] هؤلاء قوم قتلوا رسولا بُعِث إلیهم فعاقبهم الله وقتلهم مَلِکٌ من ملوک الأعاجم ، فقال الله جلّ وعزّ : (حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ) أی کالزرع المحصود. وقال الأعشی :

قالوا البقِیَّهَ والهِنْدیُ یَحْصُدُهم

ولا بقیَّه إلا الثَّارُ فانکَشَفوا

قال : والحَصِیده : المزرعه إذا حُصِدت کلّها ، والجمیع الحصائد ، وأحصدَ البُرُّ إذا أتی حَصادُه.

والحَصاد : اسم للبُرِّ المحصود بعدما یُحْصَد ، وأنشد :

إلی مُقْعَدات تَطْرَحُ الریحُ بالضُّحی

علیهن رَفْضاً من حَصادِ القُلاقل

قلت : وحَصاد کل شجره : ثمرتها ، وحَصاد البقول البَرِّیَّه : ما تناثر مِنْ حِبتها عند هَیْجِها _ والقُلاقِل : بقله بَرِّیه یُشْبِه حَبُّها حَبّ السِّمْسِم ، ولها أکمام کأکمامها ، وأراد بحصاد القُلاقل : ما تناثر منه بعد هَیْجه. وحصاد البَرْوَقِ : حَبَّه

ص: 133

سوداء ، ومنه قول ابن فَسْوه :

کأن حَصاد البَرْوَق الجَعْدِ جائِلٌ

بِذِفْری عِفِرْناهٍ خلافَ المَعَذَّر

شبَّه ما یَقطُر من ذِفْراها إذا عَرِقت بحب البَرْوَق الذی جعله حصاده ، لأن ذلک العَرَق یتحبَّب فیقطُر أسوَد.

وقول الله جلّ وعزّ : (وَآتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصادِهِ) [الأنعَام : 141] یرید والله أعلم یوم حَصْدِه وجَزارِه ، یقال : حِصاد وحَصاد ، وجِزاز وجَزاز ، وجِداد وجَداد ، وقِطاف وقَطاف.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه نهی عن حَصاد اللیل وعن جَداده.

قال أبو عُبَید : یقال : إنه إنما نهی عن ذلک لیلاً من أجل المساکین أنهم کانوا یَحْضُرُونه فَیتُصدَّقُ علیهم ، ومنه قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصادِهِ) ، وإذا فُعِل ذلک لیلاً فهو فِرَارٌ من الصَّدقه ، ویقال : بل نُهِی عنه لمکان الهوامِّ ألا تصیب الناس إذا حَصَدوا لیلاً. قال أبو عُبَید : والقول الأول أحبُّ إلیّ.

وقول الله جلّ وعزّ : (وَحَبَ الْحَصِیدِ) [ق : 9] قال الفرّاء : هذا مما أُضیف إلی نفسه ، وهو مثل قوله : (إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْیَقِینِ) [الواقِعَه : 95] ومثله قوله : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ) [ق : 16] والحبْلُ هو الورید نفسه فأُضیف إلی نفسه ، لاختلاف لفظ الإسمین.

وقال الزَّجَّاج : نصب قولَه : (وَحَبَ الْحَصِیدِ) أی وأنبَتْنا فیها حَبَ الحَصِید ، فجمع بذلک جمیع ما یُقْتات من حَبِّ الحِنْطه والشعیر وکلِّ ما حُصِد ، کأنه قال : وحَبَّ النبْتِ الحَصِید.

وقال اللیث : أراد حَبّ البُرّ المحصود.

وقولُ الزجّاج أصح لأنه أعَمّ.

وقال اللیث : الحَصَدُ : مصدر الشیء الأَحْصَد ، وهو المُحْکم فَتْله وصَنْعته من الحبال والأوتار والدُّروع قال : ویقال للخَلْق الشدید أحْصَدُ مُحْصَد ، حَصِدٌ مُسْتَحْصِد ، وکذلک وَتر أَحْصَدُ : شدید الفَتْل. وقال الجعْدِیُّ :

* مِنْ نَزْعِ أَحْصدَ مُسْتَأْرِب*

أی شدید مُحکَم.

وقال آخر :

* خُلِقْتُ مشروراً مُمَرّاً مُحْصَدا*

قال : والدِّرْع الحَصْداء : المُحْکَمه ، قلت : ورأْی مُستحصِد : مُحْکَم. وقال لَبِید :

وخَصْمٍ کَنادِی الجِنّ أَسْقَطْت شأوَهم

بمستحْصِدٍ ذی مِرَّه وضُرُوع

أی برأی مُحْکم وثیق ، والصُّرُوع والضُّرُوع : الضُّروب والقُوَی.

واستحصد أمْرُ القوم واستَحْصفَ إذا استحکم.

وقال الأصمعی : الْحَصادُ : نَبْتٌ له قَصَب یَنبَسِط فی الأرض ، له وُرَیْقَه علی طرف قَصَبه. وقال ذو الرمّه :

* قادَ الحَصادَ والنَّصِیَّ الأغْیَدَا*

شمر : الحَصْد : شجر ، وأنشد :

* فیه حُطامٌ مِن الیَنْبُوتِ والحَصَد*

ص: 134

ویروی : والخضد ، وهو ما تثنی وتکسر وخُضِد ، وفی الحدیث : «وهل یَکُبُّ الناس علی مناخِرهم فی النارِ إلّا حَصائِدُ أَلْسنتهم.

قال أبو عُبَید : أراد بالحصائد ما قالَتْه الألسنهُ ، شُبِّه بما یُحصد من الزرع إذا جُزَّ ، ویقال : أَحْصَد الزرعُ إذا آن حصاده : وحَصَدَه واحتصده بمعنی واحد واستحصَدَ الزرعُ وأَحصَدَ واحِد.

صدح

قال اللیث : الصَّدْحُ : من شده صوْتِ الدِّیک والغراب ونحوهما.

وقال أبو النجم :

* مُحَشرِجاً ومَرَّهً صَدُوحَا*

قال : القَیْنه الصادحهُ : المُغَنِّیَه.

وصَیْدح : اسم ناقه ذی الرّمّه ، وفیها یقول :

* فقلتُ : لِصَیْدَحَ انتَجِعی بِلَالاً*

شمر عن ابن الأعرابی قال : الصَّدَحُ : الأسوَدُ.

وقال ابن شمیل : الصَّدَح أنشزُ من العُنَّاب قلیلا وأشدُّ حُمْره ، وحُمْرتُه تضرب إلی السواد.

وقال غیره : الصِّدْحَانُ : آکامٌ صغار صِلَابُ الحِجَارَهِ ، وَاحِدُها صَدَحٌ.

دحص

أهمله اللیث ، وهو مستعمل ، یقال : دَحَصَتِ الذَّبِیحَهُ بِرِجْلَیْها عند الذَّبْح إذا فحصت. وقال علْقَمَه بن عَبْده :

رغَا فَوْقَهُم سَقْبُ السَّمَاءِ فَدَاحِصٌ

بِشِکَّتِه لم یُسْتَلَبْ وسَلِیبُ

قال : أصابهم ما أصاب قوم ثَمُود حین عقروا الناقه فَرَغَا سَقْبُها ، وجعله سقب السَّماء. لأنه رُفِعَ إلی السماء لمَّا عُقِرَت أُمُّه.

والدَّاحِصُ : الذی یبحث بیدیه ورجلیه وهو یَجُودُ بنفسه کالمَذْبُوحِ.

[ح ص ت]

(1)

(ح ص ظ) _ (ح ص ذ) _ (ح ص ث): أهملت وجوهها.

ح ص ر
اشاره

حصر ، حرص ، صرح ، صحر ، رصح : مستعمله.

حصر

قال اللیث : الحَصَرُ : ضرْبٌ من العِیّ ، تقول : حَصِرَ فلانٌ فلم یقدر علی الکلام ، وإذا ضَاقَ صدرُ المرء من أَمْرٍ قیل : حَصِرَ صَدْرُ المرء عن أمره یحصَر حَصَراً.

قال الله : (إِلَّا الَّذِینَ یَصِلُونَ إِلی قَوْمٍ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ مِیثاقٌ أَوْ جاؤُکُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ یُقاتِلُوکُمْ) [النِّساء : 90] معناه : ضَاقَت صُدُورَهُم عن قتالکم وقتال قومهم.

وقال الفرّاء فی قوله : (أَوْ جاؤُکُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) [النِّساء : 90].

العرب تقول : أتانی فلانٌ ذَهَبَ عَقْلُه یریدون قَدْ ذَهَب عَقْلُه. قال : وسمع الکِسَائیُّ رجلاً یقول : فأصبحتُ نظرتُ إلی

ص: 135


1- أهمله اللیث. انظر «العین» (3 / 112 ، 113).

ذات التَّنَانِیر.

وقال الزَّجَّاجُ : جعل الفرّاء قوله حَصِرَتْ حَالاً ولا تکون حَالاً إلا بِقَدْ.

قال : وقال بعضهم : (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) خَبَرٌ بعد خبر کأنه قال : (أَوْ جاؤُکُمْ) ، ثم أخبر بَعْدُ ، فقال : (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ یُقاتِلُوکُمْ).

وقال أحمد بن یحیی : إذا أضمرتَ قد قَرُبَتْ من الحال وصارت کالاسم ، وبها قرأ من قرأ : (حَصِرَهً صُدُورُهُم).

وقال أبو زید : ولا یکون جَاءَنی القَوْمُ ضاقت صدورهم إلا أن تصله بواو أو بقد ، کأنک قلت : جاءنی القَوْمُ وضَاقَت صُدُورُهم.

وقال غیره : کلّ من ضاق صَدْرُه بأمر فقد حَصِرَ ، ومنه قول لبید :

* جرداءَ یَحْصَرُ دُونَها جُرَّامها*

یصف نخلهً طَالَتْ فحَصِرَ صَدْرُ صَارِمِ ثمرها حین نظر إلی أعالیها ، وضاق صَدْرُه أن رَقِیَ إلیها لطولها.

وقال اللیث : الْحَصرُ : اعتقال البَطْن ، وصاحبه محصور.

أبو عُبَید عن الأصمعی والیزیدی : الحُصْرُ : من الغَائِط ، والأُسْرُ : من البَوْلِ. قال أبو عُبَید : وقال الکسائی : حُصِرَ بغائطه ، وأُحْصِرَ.

وقال ابن بُزُرْج : یقال : للذی به الْحُصرِ محصور ، وقد حُصِرَ علیه بَوْلُه یُحْصَر حَصْراً أَشَدَّ الحَصْر ، وقد أخذه الحُصْرُ وأخذه الأُسْرُ شیء واحدٌ ، وهو أن یَمْسِک ببوله فلا یَبُول ، قال : ویقولون : حُصِرَ علیه بَولُه وخَلَاؤُه ، ورجل حَصِرٌ بالعَطَاء. قال : ویقال : قومٌ مُحْصَرون إذا حُوصِرُوا فی حِصْنٍ وکذلک هم مُحْصَرُون فی الحَجِّ. قال الله جلّ وعزّ : (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ) [البَقَرَه : 196] قال : ورجل حَصُورٌ إذا حُصِرَ عن النساء فلا یَسْتَطِیعُهنّ.

وقال اللیث : الحِصَارُ : الموضع الذی یُحْصَر فیه الإنسان ، تقول : حَصَرُوه حَصْراً ، وحاصَرُوه وکذلک قال رؤبه :

* مِدْحَه مَحْصورٍ تَشَکَّی الحَصْرا*

قال : یعنی بالمحصور : المحبوس ، قال : والإحْصَارُ : أن یُحْصَر الحاجُّ عن بلوغ المَنَاسِکِ بمرض أو نحوه.

قال : والحَصور : الذی لا أرَبَ له فی النساء : والحَصورُ کالهَیُوب : المُحْجِمُ عن الشیء ، وأنشد :

* لا بالحَصُور ولا فیها بِسَوّار*

وقال غیرُه : أراد الحَصور البخیل هاهنا ، وقال الفرّاء : العرب تقول للذی یمنعه خوف أو مرض من الوصول إلی إتمام حَجِّه أو عُمْرته وکل ما لم یکن مقهوراً کالحَبْس والسِّجْنِ وأشباه ذلک.

یقال فی المرض : قد أُحْصِر ، وفی الحبس إذا حَبَسه سلطان أو قاهِرٌ مانع قد حُصِر ، فهذا فَرْقٌ بینهما ، ولو نویْتَ بقهر السلطان أنها عِلَّه مانِعهٌ ، ولم تذهب إلی فعل الفاعل جاز لک أن تقول : قد أُحْصِر الرجلُ ، ولو قُلْت فی أُحْصِر من الوجَع والمرض إن المرض حَصَره. أو الخَوْف

ص: 136

جاز أن یقول : حُصر ، قال : وقوله عَزَّ وَجَلٌ (وَسَیِّداً وَحَصُوراً) [آل عِمرَان : 39] یقال : إنه المُحْصَر عن النساء لأنها عِلّه ، ولیس بمحبوس فعلی هذا فابْنِ.

وأخْبَرنی المنذری عن ابن فَهْم عن محمد بن سلّام عن یونس أنه قال : إذا رُدَّ الرجل عن وجه یریده فقد أُحْصِر. أبو عُبَید عن أبی عُبَیْده : حُصِر الرجلُ فی الحَبْس ، وأُحْصِرَ فی السفر من مَرَضٍ أو انقطاع به.

وقال ابن السکیت : یقال : أحَصَرَهُ المرضُ إذا منعه من السفر أو من حاجه یُریدُها ، وحَصَرَه العدُوّ إذا ضَیّق علیه فحُصِر أی ضاقَ صدرُه ، وقال أبو إسحاق النحویّ : الرِّوایه عن أهل اللغه أن یُقال للَّذی یَمْنعُه الخوْف والمرض أُحْصِر ، قال : ویقال للمحبوس حُصِر ، قال : وإنما کان ذلک کذلک : لأن الرجل إذا امتنع من التصرف فقد حَصَر نفْسه ، فکأَن المرض أحْبَسه أی جعله یَحْبس نَفْسَه ، وقولک : حَصَرْتُه إنَّما هو حَبَسْتُه لا لأَنَّه حبَس نفسه فلا یجوز فیه أُحْصِر ، قلت : وقد صحَّت الروایه عن ابن عباس أنه قال : لا حَصْر إلا حصْر العدو فجعله بغیر ألف جائزاً بمعنی قول الله جلّ وعزّ : (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَیْسَرَ مِنَ الْهَدْیِ) [البَقَرَه : 196] وقال الله جلّ وعزّ : (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْکافِرِینَ حَصِیراً) [الإسرَاء : 8].

قال أبو الحسن الأخْفَشُ : حَصِیراً أی مَحْبِساً ومَحْصِرا ، قال : ویقال للملک حَصِیرٌ لأنه محجوب.

والحَصیرُ : الجَنْبُ. قال : والحصیرُ : البساط الصغیر من النبات. وأخبرنی المنذری عن أبی الهیثم فی قول الله جلّ وعزّ : (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْکافِرِینَ حَصِیراً) [الإسرَاء : 8] ، قال : الحَصیرُ المَحْبِسُ : ثم ذَکَرَ نَحْواً من تفسیر الأخفش.

الحرّانی عن ابن السکیت قال : الحَصیرُ : المَحْبِس ، ویقال : رجل حَصُور وحصیرٌ إذا کان ضَیِّقاً ، حکاهما لنا أبو عمرو ، قال : ویقال : قد حَصَرْتُ القومَ فی مدینه بغیر ألف ، وقد أحْصَرهُ المرضُ أی منعه من السفر ، قال : والحَصُور : الذی لا یأتی النِّسَاء ، وقال اللیث فی قوله عزوجل :

(وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْکافِرِینَ حَصِیراً) [الإسرَاء : 8] یُفَسَّر علی وجهین علی أنهم یحصرون فیها.

قال : وحَصِیرُ الأرض : وجْهُهَا.

قال : والحَصِیرُ : سَفِیفَهٌ من بَرْدِیٍّ أَو أَسَل.

وقال القُتَیْبِیّ فی تفسیر قوله : (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْکافِرِینَ حَصِیراً) [الإسرَاء : 8] من حَصَرْتُه أی حَبَسْتُه ، فعیل بمعنی فاعل.

وقال الزجاج : حَصِیراً معناه حبْساً من حَصَرتُه أی حَبَسْتُه فهو محصور ، وهذا حصیرُه أی مَحْبسه.

قال : والْحَصیرُ : المنسوج : سُمِّی حصیراً لأنه حُصِرَت طاقاتُه بعضُها مع بعض ، وقال : والْجَنبُ یقال له الحصیر ، لأن بعض الأضلاع مَحْصورٌ مع بعض. أبو عُبَیْد عن أبی عمرو قال : الحَصیرُ :

ص: 137

الْجَنبُ.

قال : وقال الأصمعی : الحَصِیر : ما بین العِرْق الذی یظهر فی جَنْب البعیر والفرس معترضاً فما فوقه إلی مُنْقَطَعِ الْجَنْب. فهو الحَصیر.

وقال شَمِر : الحَصیرُ : لحم ما بین الکَتِف إلی الخاصِره.

أبو عُبَید عن الکسائی : الحصور : الناقه الضّیِّقَهُ الإحلیل ، وقد حَصُرت وأَحصَرَت.

قال : وقال الأصمعی : الحِصَارُ : حَقِیبَه تُلْقی علی البعیر ویرفع مؤخرها فیجعل کآخره الرَّحْل ، ویُحْشَی مُقَدَّمُها فیکون کقادمه الرَّحل ، یقال منه : قد احتَصَرْتُ البعیر احتِصاراً. وأما قول الهذلی :

وقالوا تَرَکْنا القومَ قد حَصَروا به

ولا غَرْوَ أن قَدْ کَانَ ثَمّ لَحِیمُ

قال معنی حَصَروا به أی أَحَاطُوا به.

وقال أبو سعید : امرأهٌ حَصْراء أی رَتْقَاء. وقال الزَّجاج فی قوله : (وَسَیِّداً وَحَصُوراً) [آل عِمرَان : 39] أَی لا یأتی النساء ، وقیل له حَصُور : لأنه حُصِرَ عما یکون من الرجال.

قال : والحَصُورُ : الذی لا ینفق علی الندامی ، وهم مِمَّن یُفَضِّلون الحَصور الذی یکتم السرّ فی نفسه وهو الحَصِر ، وقال جریر :

ولقد تَسقَّطَنی الوُشَاهُ فَصَادَفُوا

حَصِراً بِسِرِّک یا أُمَیْمَ ضَنِینَا

وأخبرنی المنذری عن أبی العباس أنه قال : أصل الحَصْر والإحصار : المَنْعُ ، قال : وأَحصَرَه المرض ، وحُصِر فی الحبْس أقوی من أُحصِر ، لأن القرآنَ جَاءَ بِهَا ، قال : وأحصَرْت الجَمل وحصَّرْتُه وَحَصَرْتُه : جعَلْتُ له حِصَاراً وهو کِسَاء یُجعَلُ حول سَنَامه.

قال : وقال ابن الأعرابی : أرض مَحْصُورَهٌ وَمَنْصوره ومَضْبُوطَه أی مَمْطُورَهٌ.

وقال شَمِر : یقال للناقه : إنها لَحَصِره الشُّخْب نَشِبَهُ الدَّرِّ.

والحَصَرُ : نَشَبُ الدِّرَّه فی العروق من خُبْثِ النَّفْس وکَرَاهَه الدِّرَّه.

ویقال للحِصار مِحْصَرَه للکساء حوْلَ السَّنَام.

صحر

قال اللیث : الصحراء : الفَضَاءُ الواسع وأَصْحَرَ القومُ إذا بَرَزُوا إلی فَضَاءٍ لا یُوَارِیهم شیءٌ وجمعها الصَّحارَی والصَّحَارِی ، ولا یجمع علی الصُّحْر لأنه لیس بنَعْت.

وحمارٌ أَصْحَرُ اللون ، وجمعه صُحْرٌ.

والصُّحْرَهُ : اسم اللَّوْنِ ، والصَّحَر المَصْدَر ، وهو لون غُبْرَه فیه حُمْرَهٌ خفیفهٌ إلی بیاض قلیل ، وقال ذو الرُّمَّه :

* صُحْرَ السَّرَابِیل فی أحشائِهَا قَبَبُ*

قال : ورجل أَصْحَرُ ، وامرأه صَحْراءُ : فی لونهما صُفْرَه.

ویقال للنبات إذا أخذت فیه الصُّفْرَهُ غیر الخالصه قد اصحارَّ النبات ثم یهیجُ بَعْدُ فیَصْفَرُّ.

أبو عُبَید عن الأصمعی قال : الأصْحَرُ نحوُ الأصْبَح ، والأنْثَی صَحْرَاء.

ص: 138

أبو عُبَید عن أبی زَیْد : لَقِیتُه صَحْرَهَ بَحْرَهَ إذا لم یکن بَیْنَک وبینه شَیءٌ ، وقیل : لَمْ یُجْریا لأنهما إسمان جعلا إسماً واحداً.

وقال اللیث : الصَّحِیرُ من صَوْت الحَمِیر أشَدُّ من الصَّهیل فی الخَیْل ، یقال : صَحَرَ یَصْحَرُ صَحِیراً.

ابن السِّکّیت عن أبی عمرو : الصَّحِیرَهُ : لَبَنٌ حلیبٌ یُغْلَی ، ثم یُصَبُّ علیه السَّمنُ فَیُشْرَبُ.

وقال الکِلَابیُّ : الصَّحیرهُ : اللبَنُ الحلیبُ یُسَخَّنُ ، ثم یُذَرُّ علیه الدقیق ویُتَحَسَّی.

وقال غَنِیَّهُ : الصَّحیرَهُ : الحَلیب یَصْحَر ، وهو أن یُلْقَی فیه الرَّضْفُ أو یجعلَ فی القِدْر فیُغْلَی به فَوْرٌ واحدٌ حتی یحتَرِق.

قال : والاحْتِراقُ : قَبّلَ الغَلْی.

وقالت أُمُّ سَلَمَه لعائشهَ : سکَّنَ الله عُقَیْرَاکِ فلا تُصْحِریه ، معناه لا تُبْرِزیه إلی الصَّحْراء.

وقال الأصمعی : الصّحْرَهُ : جَوْبَهٌ تَنْفَتِقُ بینَ جِبَال.

وروی عنه أبو عُبَید : الصُّحْرهُ تَنْجَابُ فی الحَرَّه تکون أیضاً لیّنه تُطِیفُ بها حجاره.

وقال أبو ذَؤَیْب :

* أَتِیٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ*

وقال ابن شُمَیْل : الصحراء من الأرض : مِثْلُ ظهر الدَّابه الأجْرَد ، لیس بها شَجَرٌ ولا إکامٌ ولا جبال مَلْسَاء ، یقال صَحْرَاءُ بَیِّنَهُ الصَّحَر والصُّحْرَه.

وقال شَمِر : یقال : أصْحَر المکانُ أی اتَّسَع ، وأصحَرَ الرجلُ : نَزَلَ الصَّحْرَاء.

وفی الحدیث أن النبی صلی الله علیه وسلم کُفِّنَ فی ثَوْبَیْنِ صُحَارِیِّیْن.

صرح

أبو الْهَیْثَم عن نُصَیْر : یقال للناقه التی لا تُرَغِّی أی لا یکون للبنها رغْوَهٌ مِصْرَاحٌ یَشْفَتِرُّ شُخْبُهَا ولا یُرَغِّی أبداً.

أبو عُبَیْد : الصَّرْحُ : کلّ بناء عال مرتفع ، وجمعه صُرُوحٌ.

وقال أبو ذُؤَیْب :

* تَحْسِبُ آرامَهُنَ الصُّرُوحا*

وقال الزَّجّاج فی قوله جلّ وعزّ : (قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ) [النَّمل : 44] قال : الصَّرْحُ فی اللغه : القَصْرُ ، والصَّحْنُ ، یقال : هذه صَرْحَهُ الدَّار وقارِعَتُها أی ساحَتُها.

وقال بعض المفسّرین : الصَّرْحُ : بلاط اتُّخِذَ لها من قَوَارِیرَ.

وقال اللیث : الصَّرْحُ : بیت واحد یُبْنَی مُنْفَرِداً ضَخْماً طویلاً فی السماء وجمعه صُرُوح.

قال : والصَّریحُ : المَحْضُ الخالِصُ من کل شیء ، ویقال للّبن والبَوْل صَریح إذا لم یکن فیه رُغوه. وقال أبو النَّجم :

* یَسُوفُ من أَبْوَالِها الصَّرِیحَا*

قال : والصَّرِیح من الرِّجال والخیل : المحضُ ، ویجمعُ الرجالُ علی الصُّرَحاء والخیل علی الصَّرَائح.

قُلْتُ : والصَّرِیح : فَحْلٌ من خَیل العرب معروف ، ومنه قول طُفَیْل :

عَناجِیجُ من آلِ الصّریح وأَعْوَجٍ

مَغَاوِیرُ فِیها للأرِیبِ مُعَقِّب

وصَرِیحُ النُّصْحِ : مَحْضُه.

ص: 139

أبو العباس عن ابن الأعرابی : صَرَحَ الشیءَ وصَرّحَه وأَصْرَحَه إذا بَیَّنَهُ وأَظْهَرَه ، وقال الهُذَلی :

* وکَرّمَ ماءً صَرِیحاً*

أی خالصاً ، وأراد بالتکریم التکثیر ، وهی لغه هُذَلِیَّه.

ویقال : صَرّحَ فلان ما فی نفسه تَصْریحا إذا أَبْدَاه ، وصَرّحَتِ الخمرُ تَصْریحاً إذا ذهب منها الزّبَدُ وقال الأعشی :

کُمَیْتاً تکَشَّفُ عن حُمْرَهٍ

إذا صَرّحَتْ بَعْدَ إزبَادِهَا

ویقال : جاء بالکُفْر صُرَاحاً أی جِهَاراً قلت : کأنه أراد صَرِیحاً.

أبو عُبَیْد عن الفرّاء : لَقِیتُه مُصارحَهً ومُقَارَحَهً ، وصِرَاحاً وکِفَاحاً بمعنی واحد ، وذلک إذا لَقِیتُه مُوَاجَهَهً.

ویقال : صَرّحَتِ السنَهُ إذا ظهَرَتْ جُدُوبَتُها ، وقال سَلامهُ بن جَنْدل :

قومٌ إذا صَرّحَتْ کَحْلٌ بُیُوتَهُم

مَأْوَی الضُّیُوفِ ومأْوی کلِّ قُرْضُوب

ومن أمثال العرب : صَرّحَتْ بِجِدّانٍ وجِلْدَانٍ إذا أَبْدَی الرجُلُ أَقْصَی ما یُرِیدُه.

والصَّرِیحُ : الخالِصُ ، والصَّرَحُ مِثْلُه.

وأنشد ابن السِّکّیت قولَه :

تعلو السیوفُ بأَیْدِیهم جَمَاجِمَهُم

کما یُفَلَّق مَرْوُ الأمْعَزِ القَرَح

ویومٌ مصرِّحٌ : لا سَحَاب فیه ولا رِیح ، وقال الطِّرِمَّاحُ :

إذا امْتَلَّ یهوِی قلتَ ظِلُّ طَخَاءَه

ذرا الرِّیحُ فی أعقاب یوم مُصَرِّح

أی ذراه الریح فی یوم مُصْحٍ.

اللیث : خَمْرٌ صُرَاح وصُرَاحِیَهٌ ، وکأسُ صُرَاح : غیر ممزوجه ، وجاء بالکفر صُراحاً أی خالصاً جهاراً.

شمر عن ابن شمیل : الصَّرْحَهُ من الأرض : ما استوی وظهر ، یقال : هم فی صَرْحَهِ المِرْبَدِ ، وصرْحَهِ الدار ، وهو ما استوی وظهر ، وإن لم یظهر فهو صرحه بعد أن یکون مُسْتَوِیاً حَسَناً. قال : وهی الصحراء فیما زعم أبو أَسْلَم ، وأنشد :

کأنها حین فاض الماءُ واخْتَلَفَتْ

فَتْخَاءُ لاحَ لها بالصرْحه الذّیبُ

حرص

أبو العباس عن ابن الأعرابی : الحَرْصَهُ والشَّقْفَه والرَّعْلَهُ والسَّلعَه : الشَّجَّهُ.

اللیث : حَرَصَ یحْرِصُ حِرْصاً ، وقول العرب : حَرِیصٌ علیک معناه حَرِیصٌ علی نفعک. وقوم حُرَصاء وحِرَاصٌ.

قلت : اللغه العالیه حَرَصَ یحرِص ، وأمَّا حَرِصَ یَحْرَص فلغه ردیئه والقراء مجمعون علی : (وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِینَ) [یُوسُف : 103].

وقال اللیث : الْحَرْصهُ مِثل العَرْصه إلا أن الحَرْصه مُستقَر وسط کل شیء ، والعَرْصهُ : الدار ، قلت : لم أسمع حَرْصه بمعنی العَرصه لغیر اللیث : وأما الصرحهُ فمعروفه.

أبو عُبَید عن الأصمعی وغیره قال : أول الشِّجَاج الحارصه ، وهی التی تحرِصُ الجلد أی تَشُقّه قلیلا ، ومنه قیل : حَرَصَ

ص: 140

القَصّارُ الثوبَ إذا شَقَّه ، وقد یقال لها : الحَرْصهُ.

وقال ابن السکیت : قال الأصمعی : الحریصهُ : سحابه تَقْشِر وجه الأرض وتُؤثر فیه من شده وَقْعها ونحو ذلک روی أبو عُبَید عنه ، وأصل الحَرْصُ : القشر ، وبه سُمِّیَت الشَّجّه حارِصه ، وقیل للشرِه حریص ، لأنه یَقْشِر بحرصه وَجُوه الناس یسألهم. والحِرْصِیانُ فِعْلیَانٌ من الحَرْصِ وهو القَشْرُ.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : یقال لباطن جِلْدِ الفیل حِرْصیان ، وقیل فی قول الله جلّ وعزّ : (فِی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) [الزُّمَر : 6] هی الحِرْصیان والغِرْس والبطن ، قال : والحِرْصِیان : باطن جلد البطن ، والغِرْسُ : ما یکون فیه الولد.

وقال فی قول الطرمَّاح :

وقد ضُمِّرتْ حتی انْطَوَی ذو ثَلاثِها

إلی أَبْهَرَی دَرْمَاء شَعْبِ السَّنَاسِن

قال : ذو ثلاثها أراد الحِرْصِیان والغِرْسَ والبَطن.

وقال ابن السکیت : الحرصِیَانُ : جِلدهٌ حمراءُ بین الجلد الأعلی واللحم تُقْشَرُ بعد السَّلْخ ، والجمع الحِرْصِیَانَات ، وذو ثَلَاثها عَنَی به بطنها ، والثلاثُ : الحِرْصِیانُ ، والرَّحِم ، والسابِیَاءُ. قلت : الحرصِیان فِعْلِیَانٌ من الْحَرْصِ ، وعلی مثاله حِذْریان وصِلِّیَان.

رصح

أهمله اللیث. وروی ابن الفرج عن أبی سعید الضَّریرِ أنه قال : الأرْصَح والأرصَعُ والأزَلُّ. واحد.

قال : وقال ذلک أبو عَمْرو ، ویقال : الرَّصَعُ : قُرْبُ ما بین الوَرِکَیْن ، وکذلک الرَّصَح والرَّسَحُ والزَّللُ.

ح ص ل
اشاره

حصل ، لحص ، صلح ، صحل : مستعمله.

حصل

قال اللیث : تقول : حَصَلَ الشیءُ یحصلُ حُصولاً ، قال : والحاصِل من کل شیءٍ : ما بقی وثبَتَ وذهب ما سواه یکون من الحساب والأعمال ونحوِها.

والتحصیل : تمییز ما یَحصُل ، والاسم الحَصِیلَهُ. وقال لبید :

وکل امریءٍ یَوْماً سَیُعْلم سَعْیُه

إذا حُصِّلت عند الإله الحصائِلُ

وقال الفرّاء فی قوله تعالی : (وَحُصِّلَ ما فِی الصُّدُورِ) [العَادیَات : 10] أی بُیِّن.

وقال غیره : مُیِّزَ.

وقال بعضهم : جُمِعَ.

اللیث : الحَوْصَله : حَوْصَلَه الطَّائر ، ویقال للشاه التی عَظُم من بطنها ما فوق سُرَّتها حَوْصلٌ وأنشد :

* أو ذات أَوْنَیْن لها حَوْصلُ *

قال : والطائر إذا ثَنَی عُنُقه وأخرج حَوْصَلَته یقال : قد احوَنْصَل. وقال أبو النَّجم :

* وأصبَح : الروضُ لَوِیّاً حَوْصَلهُ *

وحَوْصلُ الروض : قَرَارُه ، وهو أبطؤها هَیْجاً ، وبه سُمِّیت حوصلهُ الطائر ، لأنها قرار ما یأکله.

ص: 141

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : زَاوِرهُ القَطَاه : ما تحمل فیه الماء لفراخها ، وهی حَوْصَلتها ، قال : والغَرَاغِرُ : الحَوَاصِلُ ، ویقال : حَوْصلَه وحَوْصلَّه وحَوْصِلاء ممدود بمعنی واحد.

أبو زید : الحَوْصلَّهُ للطیر بمنزله المعده للإسنان ، وهی المصارین لِذی الظِّلْفِ والخُفِّ ، والقانصهُ من الطیر تُدْعَی الْجِرِّیئَهُ مهموزه علی فِعِّیلَه.

وقال ابن شمیل : من أدواء الخیل : الحَصَلُ والقَصَلُ ، قال : والحَصَلُ : سَفُّ الفرسِ التُّرابَ من البَقْل فیجتمِعُ منه ترابٌ فی بطنه فیقتله ، قال : فإن قَتَله الحصَلُ قیل : إنه لَحَصِلٌ.

وقال ابن الأعرابی : الحَصلُ فی أولاد الإبل : أن تأکل التراب ، ولا تُخرِجَ الجِرَّه وربما قتَلها ذلک.

أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : وفی الطعام مُرَیْرَاؤه وحَصَلُه وغَفَاه وفَغَاهُ وحُثَالتُه وحُفالتُه بمعنی واحد.

قال : وحصَّلَ النخل إذا استدار بلَحُه.

وقال غیره : أحصل القومُ فهم مُحْصِلون إذا حصَّلَ نخْلُهم : وذلک إذا استبان البُسْرُ وتدحْرَج.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحاصل : ما خَلَصَ من الفِضَّه من حجاره المَعْدِن ، ویقال للذی یُخَلِّصه مُحَصِّل ، وأنشد :

أَلَا رَجُلٌ جَزَاهُ الله خیراً

یَدُلُّ عَلَی مُحَصِّلهٍ تُبِیتُ

أی تُبِیتُنی عندها لأُجَامِعها

صحل

قال اللیث : الصّحَل. صَوتٌ فیه بُحَّه ، یقال : صَحِلَ صوتُه صَحَلاً فهو صَحِلُ الصوت. وفی صفه رسول الله صلی الله علیه وسلم حین وصَفَتْه بها أُمُّ مَعْبَد : «وفی صوتِه صَحَلٌ» أرادت أنَّ فیه کالبُحّه ، وهو ألّا یکون حادّاً.

وقال ابن شُمَیل : الأصْحَل : دون الأبَحّ ، إنما الصَّحَل : جُشوءٌ فی الصوت إذا لم یکن صافیاً ولیس بالشدید ، ولکنه حَسَنٌ ، یوصف به الظِّباء ، وأنشد :

إن لها لَسَائقاً إن صَحَّا

لا صَحِلَ الصوتِ ولا أَبَحّا

إذا السُّقَاهُ عَرَّدُوا أَلَحَّا

صلح

اللیث : الصُّلْح : تَصالُح القوم بینهم ، والصَّلَاح : نقیض الفساد ، والإصلاح : نقیض الإفساد ، ورجُلٌ صالح : مُصلحٌ ، والصالح فی نفسه ، والمصلح فی أعماله وأُموره ، وتقول : أصلحتُ إلی الدابه إذا أحسنتَ إلیها.

والصِّلْحُ : نهر بمَیْسان.

ویقال : صلَح فلانٌ صُلُوحاً وصَلاحاً ، وأنشد أبو زید :

فکیفَ بأطرافی إذا ما شَتَمْتَنی

وما بعد شَتْم الوالدین صُلُوح

والصِّلَاح بمعنی المصالحه ، والعرب تؤنِّثها ، ومنه قول بِشْر بن أبی خازم :

یَسُومون الصِّلاح بذاتِ کَهْفٍ

وما فیها لهم سَلَعٌ وَقَارُ

وقوله : وما فیها أی فی المصالحه ولذلک أنّث الصِّلَاح.

ص: 142

وصَلَاح : اسم لِمَکَّه علی فَعَالِ.

والمصْلَحَهُ : الصَّلَاح.

وتصالح القوم واصّالحوا واصطلحوا بمعنی واحد.

لحص

قال اللیث : اللَّحْص والتَّلْحِیص : استقصاءُ خبر الشیء وبیانه ، تقول : قد لحص لی فلان خبرَک وأمرَک إذا بیّن ذلک کله شیئاً بعد شیء ، وکتب بعض الفصحاء إلی بعض إخوانه کتاباً فی بعض الوصف فقال : وقد کتبت کتابی هذا إلیک وقد حَصَّلتُه ولَحّصْتُه وفَصَّلته ووصّلْتُه وبعض یقول : لَخَّصتُه بالخاء.

وأخبرنی المنذری أنه سأل أبا الهیثم عن قول أُمَیَّه بن أبی عائذ الهُذَلیّ :

قد کنتُ ولَّاجاً خروجاً صَیْرَفا

لم تَلْتَحِصْنِی حَیْصَ بَیْصَ لحَاص

فقال : لحَاص أخرجه مُخْرَجَ قَطَام وحَذَامِ ، قال وقوله : لم تَلْتَحِصْنِی أی لم تُثَبِّطْنِی. یقال : لحصتُ فلاناً عن کذا ، والْتَحصْتُه أی حَبَسْتُه وثَبَّطْتُه.

قال : وأخبرنی الحرّانی عن ابن السکیت فی قوله : لم تَلْتَحِصْنی أی لم أَنْشَب فیها.

ولَحَاصِ فَعَال منه. غیره : لَحِصَتْ عینُه والْتَحَصَتْ إذا الْتَزَقَت من الرَّمَص.

وقال اللِّحیانی : الْتَحَصَ فُلانٌ البیضَهَ إذا تَحَسَّاها ، والتحصَ الذئبُ عینَ الشاه ، والْتَحَصَ بیضَ النَّعَام إذا شَرِبَ ما فیها من المحِّ والبیاضِ.

ح ص ن
اشاره

حصن ، حنص ، صحن ، نحص ، نصح : مستعمله.

حصن

قال اللیث : الحِصْنُ : کل موضع حَصِین لا یُوصَلُ إلی ما فی جوفه ، تقول : حَصُنَ یَحْصُن حَصَانَه ، وحَصَّنَه صاحِبُه وأَحْصَنُه ، والدِّرْعُ الحَصِینَهُ : المُحْکَمَهُ ، وقال الأعشی :

وکل دِلاصٍ کالأضَاهِ حَصِینَهٍ

تری فضلها عن رَیْعها یَتَذَبْذَبُ

قال شمر : الحَصینَه من الدُّرُوعِ : الأمِینَهُ المُتَدَانِیَهُ الحَلَق التی لا یَحِیکُ فیها السلاح. وقال عنْتَرَهُ العبسیَّ.

فَلَقَّی أَلَّتی بَدَناً حصیناً

وَعَطْعَطَ ما أَعَدَّ من السِّهَام

وقال الله جلّ وعزّ فی قصه داود : (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَهَ لَبُوسٍ لَکُمْ لِتُحْصِنَکُمْ مِنْ بَأْسِکُمْ) [الأنبیَاء : 80] ، قال الفرّاء : قریء (لیُحْصِنَکم) و (لِتُحْصِنَکُمْ) و (لنُحْصِنَکُم) ، فمن قرأ (لیُحْصِنَکُم) فالتذکیر لِلَّبُوسِ ، ومن قرأ (لِتُحْصِنَکُمْ) ذهب إلی الصّنْعَه ، وإن شئْتَ جعلتَه للدِّرْع لأنها هی اللَّبُوس وهی مُؤَنَّثَه ، ومعنی (لیُحْصِنَکُم) لِیَمْنَعکُم ویُحْرِزَکُم ، ومن قرأ (لنُحْصِنَکُم) بالنون فمعناه لنُحصِنَکم نحن والفِعْل لله عزوجل.

وقال اللیث : الحِصَانُ : الفَحْلُ من الخَیلِ وجمعه حُصُن. وتَحَصَّن إذا تکلَّف ذلک.

أبو عُبَید عن الکسائی : فرس حِصَانٌ بیَّن التَّحَصَّن ، وامرأَهٌ حَصَانٌ بفتح الحاء بَیِّنَهُ الحَصَانَهِ والحُصْنِ.

ص: 143

وقال شمر : امرأه حَصَانٌ وحاصِنٌ وهی العَفیفَهُ ، وأنشد :

وحاصِنٍ من حاصِنَاتٍ مُلْسِ

من الأذی ومِنْ قِرَافِ الوَقْسِ

الوَقْسُ : الجَرب. مُلْسٌ : لا عیب بهن.

وقال اللیث : حَصُنَت المرأهُ تَحْصُن إذا عَفَّت عن الرِّیبَهِ فهی حَصَانٌ ، قال : والمُحْصَنَهُ : التی أحْصنهَا زَوجها ، وهی المحصنات ، فالمعنی أنهن أُحْصِنّ بأزواجهن.

وأخبرنی الإیادی عن شمر عن ابن الأعرابی والمنذری عن ثعلب عنه أنه قال : کلام العرب کله علی أفْعَلَ فهو مُفْعِل إلا ثلاثه أحرف أحْصَن فهو مُحْصَنٌ ، وألْفَجَ فهو مُلْفَج ، وأسْهَبَ فهو مُسْهَب.

وقال أبو عُبَید : أجمع القراء : علی نَصْبِ الصاد فی الحرف الأول من النساء فلم یختلفوا فی فتح هذه ، لأن تأویلها ذواتُ الأزواج یُسْبَیْن فیُحِلُّهُنَّ السِّبَاءُ لمنْ وطئها من المالِکین لها ، وتنقطع العِصْمَه بینهن وبین أزواجهن بأن یَحِضْن حَیْضَه ویَطْهُرن منها ، فأما ما سِوَی الحرف الأول فالقُرّاء مختلفون ، فمنهم من یکسر الصاد ، ومنهم من یفتحها ، فمن نصب ذهب إلی ذوات الأزواج ، ومن کسر ذهب إلی أنهن أسلَمْن فأَحْصَنَ أنْفُسَهن فهن مُحْصِنَات. قلت : وأما قول الله جلّ وعزّ : (فَإِذا أُحْصِنَ فَإِنْ أَتَیْنَ بِفاحِشَهٍ فَعَلَیْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَی الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) [النِّساء : 25] فإن ابن مسعود قرأ : (فإذا أحْصَنَ) وقال : إحْصَانُ الأَمَهِ : إسْلامُها ، وکان ابن عباس یقرؤها (فَإِذا أُحْصِنَ) [النِّساء : 25] علی ما لم یُسَمّ فاعله. ویفسره فإذا أُحْصِنّ بِزَوْج ، وکان لا یَرَی علی الأَمَهِ حَدّاً ما لم تتزوج ، وکان ابن مسعود یری علیها نِصْفَ حَدِّ الحُرَّه إذا أسلمت وإن لم تُزَوّج وبِقَوْله یَقُول فُقَهاءُ الأمْصَارِ ، وهو الصواب ، وقرأ ابن کثیر ونافع وأبو عمرو وعبد الله بن عامر ویعقوب (فَإِذا أُحْصِنَ) بضمّ الألف ، وقرأ حَفْصٌ عن عاصم مثلَه ، وأما أبو بکر عن عاصم فقد فتح الألف وقرأ حمزه والکسائی (فإذا أحْصنَ) بفَتْح الألف.

وقال شمر : أَصْلُ الحَصانَه المَنْعُ ، ولذلک قیل : مَدِینهٌ حَصِینَهٌ ، ودِرْعٌ حَصینَهٌ ، وأنشد یونس :

* زَوْجُ حَصَانٍ حُصْنُها لم یُعْقَم*

وقال : حُصْنُها : تَحْصِینُها نفسَها.

وقال ابن شمیل : حَصَنَتِ المرأهُ نفسَها ، وامرأهٌ حَصَانٌ وَحَاصِنٌ.

سَلَمَهُ عن الفرّاء فی قوله : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ) [النِّساء : 24].

قال : الْمُحْصَناتُ : العَفَائِفُ من النِّسَاء ، الْمُحْصَناتُ : ذوات الأزْوَاج اللاتی قد أَحْصَنَهُن أَزْوَاجُهُنّ.

قال : والمُحْصَنَات بِنَصْبِ الصَّادِ أکثرُ فی کلام العَرَب.

وقال الزجاج فی قوله : (مُحْصِنِینَ غَیْرَ مُسافِحِینَ) [النِّساء : 24]. قال : مُتَزَوِّجِینَ غَیْرَ زُنَاه.

ص: 144

قال : والإِحْصَانُ : إحْصَانُ الفَرْج وهو إعْفَافُه ، ومنه قوله : (أَحْصَنَتْ فَرْجَها) [الأنبیَاء : 91] أی أعَفَّتْه ، قلت : والأمَهُ إذا زُوِّجَت جاز أن یقال : قد أُحْصِنَتْ لأن تَزْویجها قد أَحْصَنَها وکذلک إذا أُعْتِقَت فهی مُحْصَنَه لأن عِتْقَها قد أَعَفَّها ، وکذلک إذا أَسْلَمَت فإن إسْلَامَها إِحْصَانٌ لها. ثعلب عن ابن الأعرابی قال : المِحْصَن : القُفْلُ.

وخَیْلُ العرب : حُصُونُها ، وهم إلی الیوم یُسَمُّونَها حُصُوناً ذُکُورَها وإنَاثَها.

وسُئِل بعضُ الحُکّام عن رَجُل جَعَل مَالاً له فی الحُصُون ، فقال : اشتروا خَیْلاً واحْمِلُوا علیها فی سبیل الله ذَهَب إلی قَولِ الجُعْفِیّ :

ولقد عَلِمْتُ عَلَی تَوَقِّیَّ الرَّدَی

أَنَ الحُصُونَ الخَیْلُ لا مَدَرُ القُرَی

والعرب تسمی السلاح کُلَّه حِصْنا ، وجعل سَاعِدَهُ الهُذَلِیُّ النِّصالَ أَحْصِنَهً فقال :

وأَحْصِنَهٌ ثُجْرُ الظُّبَاتِ کأنَّها

إذا لم یُغَیِّبْها الجَفِیرُ جَحِیمُ

الثُّجْرُ : العِرَاض ، ویروی : وأَحْصَنَه ثُجْرُ الظُّبَاتِ أی أَحْرَزَهُ.

صحن

قال اللیث : الصَّحْنُ : سَاحَهُ وَسَطِ الدار ، وساحه وسَط الفَلاه ونحوها من متون الأرض وسَعَه بُطُونِها ، وأنشد :

* ومَهْمَهٍ أَغْبَر ذِی صُحُونِ *

وقال أبو عمرو : الصَّحْنُ : المُسْتَوِی من الأرضِ.

وقال ابن شُمَیل : الصَّحْن : صَحْن الوَادِی ، وهو سَنَده ، وفیه شیء من إشْرافٍ عن الأرضِ یُشْرِفُ الأولَ فالأوَّلَ کأنه مُسْنَدٌ إسناداً ، وصَحْنُ الجَبَل ، وصَحْنُ الأکمه مثله ، وصُحُونُ الأرضِ : دُفُوفُها وهو مُنْجَرِدٌ یَسِیلُ وإن لم یکن مُنْجَرداً فلیس بِصَحْن ، وإن کان فیه شَجَرٌ فلیس بِصَحْنٍ حتی یَسْتَوِی.

قال : والأرضُ المُسْتَوِیَهُ أیضاً مِثلُ عَرْصَه المِرْبَد صَحْنٌ.

وقال الفرّاء الصَّحْنُ والصَّرْحَهُ : ساحه الدَّار وأَوْسَعُها.

عمرو عن أبیه : الصَّحْنُ : العَطِیَّهُ ، یقال : صَحَنَه دیناراً أی أَعْطاهُ.

وقال أبو زید : خَرَجَ فلان یَتَصَحَّن الناسَ أی یسأَلُهُم.

وقال أبو عَمرو : الصَّحْنُ : الضَّرْبُ ، یقال : صَحَنَه عِشرین سَوْطاً أی ضَرَبه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : أَوَّلُ الأقداحِ الغُمَرُ ، وهو الذی لا یُرْوِی الواحد ، ثم القَعْب یُرْوِی الرَّجلَ ، ثم العُسُّ ، ثم الرِّفْد ، ثم الصَّحْنُ ، ثم التِّبْنُ ، ونحوَ ذلک قال أبو زَیْد فیما رَوَی عنه أبو عُبَید.

وقال اللیث : یُقَالُ للسَّائِلِ : هو یتصحَّن الناسَ إذا سألهم فی قَصْعَهٍ ونَحْوها.

قال : والصِّحْنَاهُ بوزن فِعْلاه إذا ذَهَبَت عنها الهاء دخلها التنوین وتجمع علی الصِّحْنَی بطرح الهاء.

وقال ابن هانیء : سمعتُ أبا زَیْد یقول : الصِّحْنَاهُ : فارِسیَّه وتسمیها العرب : الصِّیْر ، قال : وسأل رجل الحَسَنَ عن

ص: 145

الصِّحْنَاه؟ فقال وهل یأکل المسلمون الصِّحْنَاه! قال : ولم یعرفها الحَسَنُ ، لأنها فارِسِیَّه ، ولو سأله عن الصِّیرِ لأجابَه.

وقال أبو عُبَیْده فی کتاب «الخیل» : صَحْنا الأذُنَیْن من الفَرَس : مُسْتَقَرُّ داخِل الأذُنَیْن ، قال : والصَّحْنُ : جَوْفُ الحافر ، والجمیع أَصْحَانٌ.

وقال الأصْمَعی : الصَّحْنُ : الرَّمْح ، یقال : صَحَنَه برجْله إذا رَمَحَه بها ، وأنشد قولَه یصف عَیْراً وأَتَانه :

قوداءُ لا تَضَغْن أو ضَغُونُ

مُلِحَّهٌ لنَحْرِه صَحُونُ

یقول : کُلَّما دَنَا الحِمَارُ منها صَحَنَتْه أی رَمَحَتْه.

نصح

قال اللیث : فلانٌ ناصِحُ الجَیْبِ معناه ناصِحُ القلبِ لیس فیه غِشٌّ.

قال : ویقال : نَصَحْتُ فلاناً ونَصَحْتُ له نُصْحاً ونَصِیحهً ، وإنّ فلاناً لَنَاصِحُ الجیْب ، مثل قولهم : طاهر الثیاب. یریدون به ناصح الصدر.

وقال اللیث : النِّصاحَهُ : السُّلُوکُ التی یُخَاطُ بهَا ، وتصغیرها نُصَیِّحَهٌ ، وقمیص منصوح أی مَخِیط.

أبو عُبَید عن أبی عَمرو قال : النِّصَاحات الجُلُودُ ، وقال فیه الأعْشی :

فَتَرَی القومَ نَشَاوَی کُلَّهُم

مِثْلَما مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الرُّبَحْ

والرُّبَحُ ، قال بعضهم : أراد به الرُّبَع.

وقال المؤرّج : النِّصَاحَاتُ : حِبَال یُجْعَل لها حَلَق وتنصب للقُرُودِ إذا أرادوا صیدها ، یَعْمِد رجل فیجعل عِدَّهَ حِبَالٍ ، ثم یأخذ قِرْداً فیجعله فی حبل منها ، والقرود تنظر إلیه من فوق الجبل ، ثم یَتَنَحّی الحابِلُ فتنزل القرودُ فتدخل فی تلک الحبال ، وهو ینظر إلیها من حیث لا تراه ، ثم ینزل إلیها فیأخذ ما نشب فی الحبال ، وهو قول الأعشی :

* مِثْلَما مُدَّت نِصَاحَاتُ الرُّبَحْ*

قالت : والرُّبَحُ : القُرُودُ ، وأَصْلُه الرُّباحُ.

أبو عُبَید عن الأصمعی وأبی زید : نصَحْتُ القیمصَ أَنْصَحُه نَصْحاً إذا خِطْتَه ، قال : والنِّصَاحُ : الخَیْطُ ، وبه سُمِّی الرَّجُلُ نِصَاحاً.

وقال أبو عَمْرو : المُتَنَصَّحُ : المُخَیَّطُ وقال ابن مقبل :

* غَدَاهَ الشَّمال الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ *

وروی عن أکثم بن صَیْفی أنه قال : «إیاکم وکثره التنصح فإنه یُورِثُ التُّهمَه.

وقال الفَرَّاءُ فی قول الله جلّ وعزّ : (تَوْبَهً نَصُوحاً) [التّحْریم : 8] قرأها أَهْلُ المدینه بفتح النون.

وذکر عن عاصم (نُصُوحاً) بضم النون.

قال الفرَّاء : وکان الذین قرأوا (نُصُوحاً) أرادوا المصدر مثل القُعود ، والذین قرأوا (نَصُوحاً) جعلوه من صفه التوبه ، والمعنی أن یُحَدِّثَ نفسه إذا تاب من ذلک الذنب ألَّا یعود إلیه أبداً.

وسُئِل أبو عمرو عن نُصوحاً فقال : لا أعرفه.

قال الفرّاء : قال المُفَضَّل : بات عَذُوباً

ص: 146

وعُذوباً ، وعَرُوساً وعُرُوساً.

وقال أبو إسحاق : تَوْبَهٌ نَصُوحٌ : بالِغَهٌ فی النُّصْح.

قال : ومن قرأ نُصُوحاً فمعناه یَنْصَحُون فیها نُصُوحاً.

وقال غیره : النَّاصِحُ : الخالِصُ ، وقال الهُذَلِیُّ :

فأَزَالَ نَاصِحَها بأَبْیض مُفْرَطٍ

من ماء أَلْخَابٍ علیه التَّأْلَبُ

یصف رجلا مَزَجَ عسلا صافیاً بماء حتی تَفَرَّقَ فیه.

وقال أبو زید : نَصَحْتُه أی صَدَقْتُه ، وتَوْبَهٌ نَصُوحٌ : صادِقَهٌ.

وقال أبو عمرو : النَّاصِحُ : النَّاصِعُ فی بیت ساعده الهُذَلِیّ ، حکاه أبو تُرَاب ، قال : وقال النَّضْرُ : أراد أنَّه فرّق بین خالصها وردیئها بأبیض مُفْرَط أی بماء غدیر مَمْلُوء.

أبو عُبَید عن الأصْمَعی : إذا شَرِبَ حتی یَرْوَی قال : نَصَحْتُ الرِّیّ بالصاد وبَضَعْتُ ونَقَعْتُ مثله.

ویقال : إن فی ثوبک مُتَنَصَّحاً أی مَوضعَ خِیاطه وإصلاح ، کما یقال : إن فیه مُتَرَقَّعاً.

وقال النَّضر : نَصَح الغیْثُ البلاد نَصْحاً إذا اتصل نَبْتُها فلم یکن فیه فضاءٌ ولا خَلَلٌ ، وقال غیره : نَصَح الغیثُ البلادَ ونصَرَها بمعنی واحد.

وقال أبو زید : الأرضُ المنصوحهُ هی المَجُودَهُ نُصِحت نَصحاً.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال للإِبْرَه : المنْصَحَه فإذا غَلُظَت فهی الشَّغِیزَهُ.

ویقال : انْتَصَحْتُ فلاناً وهو ضد اغْتَشَشْته ومنه قوله :

ألا رُبّ من تَغْتَشُّه لک ناصحٌ

ومُنتَصِحٍ بادٍ علیک غَوائلُهْ

تَغْتَشُّه : تعُدُّه غاشًّا لک ، وتَنْتَصِحُه : تعدُّه ناصحاً لک.

ویقال : نصَحْتُ فلاناً نصْحاً ، وقد نصَحْتُ له نصیحتی نُصوحاً أی أَخْلَصتُ وصَدَقْتُ.

نحص

قال اللیث : النَّحُوصُ : الأتَان الوحشیَّه الحائلُ.

وقال أبو عُبَید : قال الأصمعیّ : النَّحُوصُ من الأُتُنِ : التی لا لَبنَ لها.

وقال شمر : النَّحُوصُ : التی مَنعَها السِّمَنُ من الحَمْل ، ویقال : هی التی لا لَبَنَ لها ولا وَلدَ لها.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : یا لَیْتَنی غُودِرْت مع أصحابِ نُحْصِ الجَبَل ، أراد یا لیتنی غُودِرْتُ شهیداً مع شهداء أُحُد.

وقال أبو عُبَید : قال أبو عمرو : النُّحْصُ : أصلُ الجبل وسَفْحُه.

ثعلب عن ابن الأعرابی. قال : المِنْحاصُ : المرأهُ الدقیقه الطویله.

حنص

قال اللیث : الحِنْصَأوَهُ من الرجال :

الضعیف ، یقال : رأیتُ رجلاً حِنْصَأْوَهً أی ضعیفاً ، وقال شمر نحوه ، وأنشد :

حتی تری الحِنْصَأْوَهَ الفَرُوقَا

مُتَّکِئاً یَقْتَمِحُ السَّوِیقَا

ص: 147

ح ص ف
اشاره

حصف ، حفص ، صفح ، صحف ، فصح ، فحص : [مستعمله].

حصف

یقال : رجل حَصِیفٌ بَیّن الحَصافه ، وقد حَصُفَ حَصافه إذا کان جَیِّد الرأی مُحْکَم العَقِل.

وثوْبٌ حَصِیفٌ إذا کان مُحْکَمَ النسج صفیقَهُ.

ورَأْیٌ مُسْتَحْصِفٌ ، وقد استَحْصَفَ رأیُه إذا استحکم ، وکذلک المُسْتَحْصِد.

ویقال للفرس وغیره : أَحْصَفَ إحْصَافاً إذا عَدَا فأَسرَعَ وفیه تقارُب ، ومنه قول العَجّاج :

* ذَارٍ إذا لَاقَی العَزَازَ أَحْصَفَا*

رواه أبو عُبَید عن أصحابه.

وقال اللیثُ : الحَصَفُ : بَثْرٌ صغار یَقِیحُ ولا یَعْظُم وربما خرجَ فی مَرَاقّ البَطن أیامَ الحرِّ.

یقال : حَصِف جِلْدُه حَصفاً.

وقال أبو عُبَیْد : حَصِفَ فلانٌ یَحْصَفُ حَصَفاً ، وبَثِرَ وَجهُه یَبْثَرُ بَثَراً.

وقال اللیث : الحَصَافَهُ : ثَخَانَه العقل ورجلٌ حَصِیفٌ وحَصِفٌ.

وأَحْصَفَ الناسجُ نَسْجَه ، ویقال : اسْتَحْصَفَ القومُ واستَحصَدُوا إذا اجتمعوا ، قال الأعشی :

تأْوِی طوائِفُها إلی مَحْصوفَهٍ

مَکْروههٍ یَخشَی الکُمَاهُ نِزالَها

قلتُ : أراد بالمحصوفه کتیبهً مجموعه ، وجعلها مَحْصوفه من حُصِفَت فهی مَحصوفه.

وفی «النوادر» : حَصبْتُه عن کذا وکذا ، وأَحْصَبَتْهُ وحَصفْتُه وأحْصفْتُه ، وحَصَیتُه وأَحصَیتُه إذا أقْصَیتَه.

فصح

اللیثُ : الفِصحُ : فِطْر النصاری.

قال : والمُفْصِحُ من اللَّبَنِ إذا ذهب عنه اللِّبَأُ وکثُر مَحْضُه وقلَّت رَغْوته ، ویقال : فَصَّحَ اللبنُ تَفْصیحاً.

أبو عُبَید عن الأصمعی : أولُ اللَّبَن اللِّبَأُ ثم الذی یلیه المُفصِح. یقال : أفصح اللَّبنُ إذا ذهب عنه اللِّبأُ.

وقال اللیث : رجل فَصِیحٌ ، وقد فَصُحَ فصاحهً ، وقد أفصح الرجلُ القولَ ، فلما کثُر وعُرِف أضمروا القول واکتفوا بالفعل ، کما تقول : أَحْسَن ، وأَسرع ، وأَبْطأ ، وإنما هو أَحْسَنَ الشیءَ وأسرعَ ، العمل. قال : وقد یجیء فی الشّعرِ فی وصف العُجْم أفصح یرادُ به بیان القول ، وإن کان بغیر العربیه کقول أبی النجم :

* أَعْجَم فی آذانها فصیحاً*

یعنی صوت الحمار أنه أعْجَمُ وهو فی آذان الأَتنِ فصیح بَیِّن.

ویقال : أَفْصِحْ لی یا فلان ولا تُجَمْجِم قال : والفَصِیحُ فی کلام العامه المُعْرِبُ.

وقال غیره : یقال : قد فَصَحَک الصُّبْحُ أی بَانَ لک وغَلَبَک ضَوْؤُه ، ومنهم مَن یقول : فَضَحَک.

وقال أبو زید : ما کان فُلانٌ فَصِیحاً ، ولقد فَصُح فَصاحَهً ، وهو البیِّن فی اللسان

ص: 148

والبلاغه ، ویقال أفصح الصبیُّ فی منطقه إفْصَاحاً إذا فهمتَ ما یقول فی أول ما یتکلم : وأفصح الأغْتَمُ إذا فهمتَ کلامه بعد غُتْمَتِه.

وقال ابن شُمَیل : هذا یومٌ فِصْحٌ کما تری ، والفِصْحُ : الصَّحْوُ من القُرِّ إذا لم یکن فیه قُرّ فهو فِصْح وإن کان فیه غَیمٌ ومَطَرٌ وریحٌ بعد ألّا یکون فیه قُرّ ، وکذلک الفَصْیَهُ ، وهذا یوم فَصْیَهٍ کما تری ، وقد أفْصَینَا من هذا القُرِّ أی خرجنا منه وقد أفْصی یَومنا.

وأفْصَی القُرُّ إذا ذهب قاله ابن شُمَیْل.

صحف

قال اللیث : الصُّحُفُ : جماعهُ الصَّحِیفه ، وهذا من «النوادر» ، وهو أن تجْمَع فَعِیلَه علی فُعُل ، قال : ومثله سفینه وسُفُن ، وکان قیاسُهما صحائفُ وسَفائن ، قال : وقول الله جلّ وعزّ : (صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَمُوسی) [الأعلی : 19] یعنی الکتب التی أنزلت علیهما ، قال : وصحیفهُ الوَجْه : بَشَرَهُ جِلده. وأنشد :

* إذا بَدَا من وجهک الصَّحِیفُ *

قال : وإنما سُمِّی المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنه أُصْحِفَ أی جعل جامعاً للصُّحُف المکتوبه بین الدَّفَّتَیْن.

وقال الفرّاء : یقال : مُصحفٌ ومِصْحَف ، کما یقال : مُطرَفٌ ومِطرَفٌ قال : وقوله : مُصحف من أُصْحِفَ أی جُمِعت فیه الصُّحُف ، قال : وأُطرِف : جُعل فی طرَفیْه العَلَمان ، قال : فاستثقلت العربُ الضمه فی حروف فکسرت المیم ، وأصلها الضم ، فمن ضَمّ جاء به علی أصله ، ومن کسره فلاستثقاله الضمه ، وکذلک قالوا فی المُغزَل مِغْزَلاً ، والأصلُ مُغْزَل من أُغْزِل أی أُدِیر.

وقال أبو زید : تمیم تقول : المِغْزَلُ والمِطْرَفُ والمِصحف ، وقیس تقول : المُطرَف والمُغْزَل والمُصحَف.

وقال اللیث : الصَّحْفه : شبه قَصْعه مُسْلَنْطِحَه عریضه وجَمْعُها صِحَاف.

وأنشد :

والمَکَاکِیک والصِّحَاف من الفِ

ضهِ والضامِزاتُ تحت الرِّحَالِ

وقال الله جلّ وعزّ : (یُطافُ عَلَیْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ) [الزّخرُف : 71].

أبو عُبَید عن الکِسائی : أعظَمُ القِصَاع الجَفْنه ، ثم القَصْعهُ تلیها تُشْبع العَشَرَه ، ثم الصَّحْفَه تشبع الخمسه ونحوهم ، ثم المِئکَلَه تُشْبع الرجلین والثلاثه ، ثم الصُّحَیْفه تُشْبعُ الرجل.

قال اللیث : والذی یَرْوِی الخطأ علی قراءه الصُّحُف هو المُصَحِّف والصَّحَفِیُ.

صفح

قال اللیث : الصَّفْحُ : الْجَنب ، وصفْحا کلِّ شیءٍ جانباه ، قال : وصَفْحَتا السَّیْف : وجهاه. وصفْحهُ الرجل : عُرْضُ وجهه ، وسَیفٌ مُصْفَحٌ : عریض ، والصَّدْر المُصفَح کذلک ، وأنشد للأعشَی :

أَلسنا نحن أکرَمَ إن نُسِبنا

وأَضرَبَ بالمُهَنَّدَهِ الصِّفاح

یعنی العِراض ، وأنشد :

وصدرِی مُصْفَحٌ للموت نَهْدٌ

إذا ضاقَتْ عن الموْتِ الصُّدُور

ص: 149

وفی حدیث حُذَیفه أنه قال : «القُلوبُ أربعه : فقلْبٌ أغلفُ ، فذاک قلب الکافر ، وقلبٌ مَنکوسٌ فذاک قلب رجع إلی الکُفر بعد الإیمان ، وقلبٌ أَجْرَدٌ مثل السِّرَاج یَزْهَر فذاک قلب المؤمِن ، وقلب مُصْفح اجتمعَ فیه النِّفاق والإیمانُ ، فَمَثَل الإیمان فیه کمَثلِ بَقْلَهٍ یُمِدُّها الماءُ العَذْب ، ومثَل النفاق فیه کمثل قَرْحَه یُمِدُّها القَیْحُ والدّم ، وهو لأیِّهما غَلَب».

وقال شمر فیما قرأتُ بخطِّه : القلب المُصْفَح ، زعم خالد أنه المُضْجع الذی فیه غلّ ، الذی لیس بخالص الدِّین.

وقال ابن بُزرْج : المُصفَح : المقلوب. یقال : قلبْتُ السیف وأَصْفَحْتُه وصابَیْتُه. فالمُصفَحُ والمُصابَی : الذی یُحَرَّف عن حَدِّه إذا ضُرِب به ویُمَال إذا أرادوا أن یغمدوه.

قال : وقال أبو عمرو وغیره : ضَرَبه بالسیف مُصْفَحاً إذا ضَرَبه بعُرْضه.

وقال الطِّرِمَّاح :

فلمَّا تناهتْ وهی عَجْلَی کأنها

علی حَرْفِ سیفِ حَدُّه غیر مُصْفَح

قال : وقال بعضهم : المُصْفَح : العَرِیض الذی له صفحاتٌ لم تستقم علی وَجْه واحد کالمُصْفَح من الرُّؤُوسِ له جوانِب. قلت : والذی عِنْدِی فی القلب المُصْفَح أنَّ معناه الذی له صَفْحَان أی وجهان یَلقی أهل الکُفْرِ بوجه ، ویلقی المؤمنین بوجه. وصَفْحُ کلِّ شیء : وجهه وناحیتُه ، وهو معنی الحدیث الآخر : «من شَرِّ الرجال ذو الوجهین الذی یأتی هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» وهو المنافق.

ویقال : صَفَحَ فلانٌ عنِّی أی أَعْرَضَ بوجههِ وَوَلَّانی وَجه قَفاه.

وأنشد أبو الهیثم :

یَصْفَحُ للقِنَّه وجهاً جَأْبا

صَفْحَ ذِرَاعَیْه لِعَظْمٍ کَلْبَا

قال : وصف حبلا عرّضه فاتِلُه حین فتله فصار له وجهان ، فهو مَصْفُوحٌ أی عریضٌ ، وقوله : صَفْح ذراعیه أی کما یبْسُط الکلب ذِراعیْه علی عَرْقٍ یُوَتِّدُه علی الأرض بذراعیه یَتَعَرَّقه ، ونصب کلباً علی التفسیر.

قال : وصَفْحَتا العُنُق : ناحیتاه ، وصَفْحَتا الوَرَق : وجهاه اللذان یُکْتَبُ فیهما فجعل حُذَیفَه قلب المنافق الذی یأتی الکُفار بوجه وأهل الإیمان بوجه آخر ذا وجهین. وقال رجل من الخوارج : «لنَضْرِبَنَّکم بالسیوف غیر مُصْفَحات» یقول : نضْرِبُکم بحدّها لا بِعُرْضها.

وقال الشاعر :

تُحَیْتَ مناطِ القُرْط من غیر مُصْفَحٍ

أجاد به خَدّ المُقَلَّد ضَارِبُه

ویقال : أتانی فلان فی حاجه فأصفَحْتُه عنها إصفَاحاً إذا طلبها فمنَعْتُه.

والمُصَفَّحَات : السیوف العریضه وهی الصَّفائحُ واحدتُها صفیحه.

وقال لبید یصف السحاب :

کأنَ مُصفَّحَاتٍ فی ذُراه

وأَنْوَاحاً عَلَیهن المآلی

ص: 150

شَبّه البرق فی ظلمه السحاب بسیوف عِرَاضٍ ، وواحد الصَّفائح صفیحه.

ویقال للحجاره العریضه صفائح أیضاً ، واحدتها صَفیحَه وصفیح.

وقال لبِید :

وصَفَائِحاً صُمّاً روا

سِیها یُسَدِّدْن الغُضونا

وهی الصُّفَّاح أیضاً الواحده صُفَّاحه ، ومنه قول النابغه :

* ویُوقِدْن بالصُّفَّاحِ نار الحُباحِبِ*

وأما قول الله جلّ وعزّ : (أَفَنَضْرِبُ عَنْکُمُ الذِّکْرَ صَفْحاً أَنْ کُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِینَ) [الزّخرُف : 5] المعنی أفَنُعْرِض عن تذکیرکم إعراضاً من أجل إسرَافِکم علی أنفُسِکم فی کفرکم ، یقال : صَفَح عن فلان أی أعرض عنه مُوَلِّیا ، ومنه قول کُثَیِّر یصف امرأهً أعرَضَتْ عنه.

صفُوحاً فما تَلْقاک إلا بَخیلَهً

فَمَنْ مَلّ منها ذلک الوصل مَلَّتِ

وأما الصَّفوح من صفات الله جلّ وعزّ فمعناه العَفُوّ. یقال : صَفَحْتُ عن ذَنْبِ فلان أی أعْرَضت عنه فلم أُؤاخِذه به.

قلت : فالصَّفُوحُ فی نعت المرأه المُعْرِضَهُ صَادَّهً هاجِره والصَّفُوحُ فی صفه الله العَفُوّ عن ذنب عبده معرِضاً عن مجازاته تَکَرُّماً ، فأحدهما ضد الآخر ونصب قوله : صَفْحاً فی قوله : (أَفَنَضْرِبُ عَنْکُمُ الذِّکْرَ صَفْحاً) [الزّخرُف : 5] علی المصدر : لأنّ معنی قوله (أَفَنَضْرِبُ عَنْکُمُ الذِّکْرَ صَفْحاً) [الزّخرُف : 5] أَنُعْرِض عنکم ونصفح وضَرْبُ الذِّکْر : رَدُّه وکَفُّه ، وقد أضرب عن کذا أی کفَّ عنه وترکه.

وقال اللیث : صفَحْتُ وَرَق المصحف صَفْحاً وصَفَحْتُ القومَ إذا عَرَضْتَهم واحداً واحداً ، وتَصَفَّحْتُ وُجُوهَ القوم إذا تأملتَ وجوههم تنظر إلی حُلاهم وصورهم وتَتَعَرَّف أمرهم.

قال والصُّفَّاح من الإبل التی عَظُمَت أسْنِمتُها ، فکأن سَنام الناقه یأْخُذُ قَرَاها ، وجَمْعُها صُفَّاحات وصَفَافِیح.

أبو عُبَید : من أسماء قِداح المَیْسر المُصْفَحُ والمُعَلَّی.

قال أبو عُبَید ، وقال أبو زید : إذا سقَی الرجلُ غیرَه أیَّ شراب کان ومتی کان قال : صَفَحْتُ الرجلَ أصْفَحُه صَفْحاً ، قال : وصَفَحْتُ الرجلَ وأصْفَحْتُه کلاهما إذا سأَلَکَ فَمَنَعْته.

وفی الحدیث : «التَّسْبِیحُ للرِّجال ، والتَّصْفِیحُ للنساء» ، ویروی التَّصْفِیق ومعناهما واحد ، یقال : صَفَّح وصَفَّق بیدیه ، وروی بیت لبید فی صفه السحاب :

* کأنَ مُصَفِّحَاتٍ فی ذُرَاه*

جعل المُصَفِّحَاتِ نساءً یُصَفِّقْنَ بأیدیهن فی مأتم ، شبّه صوت الرعد بتصفیقهن ، ومن رواه : مُصَفَّحَات ، أراد السیوف العَریضه ، شبَّه بریق البرق بَبرِیقها.

وقال ابن الأعرابی : الصَّافح : الناقهُ التی فقدت ولدها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها وقد صَفَحت صُفُوحاً. والرجل یصافحُ الرجل إذا وضع صُفْحَ کَفِّه فی صُفْح کَفّه وصُفْحا

ص: 151

کَفَّیْهما : وَجْهَاهُما.

وصفْحٌ : اسم رجل من کَلْب بن وَبْرَه ، وله حدیثٌ عند العرب معروف.

وصِفَاحُ نَعْمَانَ : جِبال تُتَاخِمُ هذا الجبل وتُصَادفه. ونَعْمانُ : جَبل بین مَکَّه والطائف.

أبو زید : من الرؤوس : المُصَفح ، وهو الذی مُسِحَ جنبا رأسه ونتأ جَبینُه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه ، والأَرْأَسُ مِثْلُ المُصْفَح ولا یقال رؤاسِی.

وقال ابن الأعرابی : فی جبهته صَفَحٌ أی عُرْضٌ فاحِشٌ. قال : وناقَهٌ مُصَفَّحَهٌ ومُصَرَّاهٌ ومُصَوَّاه ومُصَرّبَهٌ بمعنی واحد.

فحص

قال اللیث : الفَحْصُ : شِدَّهُ الطَّلَب خلال کلِّ شیء ، تقول : فَحَصْتُ عن فُلانٍ ، وفَحَصْتُ عن أمْرِه لأعْلَم کُنْهَ حالِه ، والدَّجاجَه تَفْحَص برجلیها وجَناحیها فی التراب تَتَّخِذ لنفسها أُفْحُوصهً تبیض أو تَجْثُم فیها. وأَفاحیصُ القَطَا : التی تُفَرِّخُ فیها ، ومنه اشْتُقَّ قول أبی بکر : فحَصُوا عن أوساط الرءُوس أی عملُوها مثل أفاحِیص القَطَا.

ومنه الحدیث المرفوع : «مَنْ بَنَی لله مَسْجداً ، ولَوْ مثل مَفْحَص قَطَاهٍ بَنَی الله له بیتاً فی الجنه» ، ومَفْحَصُ القطاه حیث تُفَرِّخ فیه من الأرض ، والمطر یفحصُ الحَصَی إذا اشتد وقْعُ غَبْیَتِه فقلب الحَصَی ونحَّی بعضه عن بعض ، وغَبْیَهُ المطر : دَفْعَتُه الشدیده بوابل من المطر.

ویقال : بینهما فِحاصٌ أی عداوه ، وقد فاحَصَنی فلانٌ فِحَاصاً : کأن کل واحد منهما یَفْحَصُ عن عیب صاحبه وعن سِرِّه. وفلانٌ فَحِیصی ومُفَاحِصِی بمعنی واحد.

حفص

قال اللیث : الدَّجاجهُ تُکَنی أُمّ حَفْصَه ، وولد الأسد یسمی حَفْصاً.

وروی ابن شُمَیْل عن الخلیل أنه قال : یسمی ولد الأسد حَفْصا.

وقال ابن الأعرابی : هو السبع أیضاً.

والزَّبِیلُ یسمی حَفْصاً. وجمعه أحْفاصٌ ، وهی المِحْفَصَهُ أیضاً.

ح ص ب
اشاره

حصب ، حبص (1) ، صبح ، صحب : مستعمله.

حصب

قال اللیث : الحَصَبُ : الحَطَبُ الذی یُلْقَی فی تَنُّور أو فی وَقُودٍ ، فأمَّا ما دام غیر مستعمل لِلسُّجُورِ فلا یُسمَّی حَصَباً ، قال : والحَصْبُ : رَمْیُک بالحَصْبَاء : والحَصْبَاءُ : صغارُها وکِبَارُها.

وفی الحدیث الذی جاء فی مقتل عُثمان رحمه اللهُ قال : «تَحاصبُوا فی المسجد حتی ما أُبْصِرَ أَدیمُ السماء» أی ترامَوْا بالحصْباء.

وقال الفراء فی قوله : (إِنَّکُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) [الأنبیَاء : 98] ذُکِرَ أنَ الحَصَبَ فی لغه أهلِ الیمنِ الحَطَب ، وروی عن عَلِیّ أنه قرأ

ص: 152


1- أهمله اللیث. وجاء فی «اللسان» (حبص): «حبص حبصاً : عدا عدْواً شدیداً».

(حَطَبُ جَهَنَّم).

قلت : ویقال : حَصَبْتُه أحْصِبُه حَصْباً إذا رَمَیْتَه بالحصْباء ، والحجَرُ المرْمِیّ به حَصَب ، کما یقال : نَفَضْتُ الشیء نَفْضاً ، والمنْفُوضُ نَفَضٌ فمعنی قوله : (حَصَبُ جَهَنَّمَ) [الأنبیَاء : 98] أی یُلْقَوْنَ فیها کما یُلْقَی الحَطَبُ فی النار. وقال الفرّاء : الحَصَبُ فی لغه أهل نجد : ما رَمَیْتَ به فی النار ، وحَصَبْتُ الرجلَ حصْباً إذا رمَیْتَه ، وقول الله : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ حاصِباً) [القَمَر : 34] أی عذاباً یَحْصِبهم أی یَرْمیهم بحِجاره من سِجِّیل.

ویقال للریح التی تَحْمِل التُّرابَ والحَصی حَاصِبٌ ، وللسَّحَابِ یَرْمی بالبَرَد والثَّلْج حاصِبٌ لأنه یَرْمِی بهما رَمْیاً ، وقال الأعْشَی :

لَنَا حَاصِبٌ مثلُ رِجْل الدَّبَی

وجَأْواءُ تُبْرِقُ عنْهَا الهَیوبَا

أراد بالحاصِبِ الرُّماه.

وفی الحدیث أنَّ عُمَرَ أمَرَ بِتَحْصیبِ المَسْجِدِ وذلک أن یُلْقَی فیه الحَصی الصغار ، لیکون أَوْثَر للمُصلِّی وأغْفَرَ لِما یُلْقَی فیه من الأقْشَاب والخَراشِیِّ والأقْذَار.

ویقال لموضع الجِمَارِ بمِنی المُحَصَّب.

وأما التَّحْصِیب فهو النَّوْمُ بالشِّعْبِ الذی مَخْرَجُه إلی الأبْطَح ساعهً من اللَّیْل ثم یَخْرُجُ إلی مکَّه ، وکان مَوْضِعاً نَزَل به رسول الله صلی الله علیه وسلم من غیر أَنْ یَسُنَّه للناس ، فمن شَاء حَصَّبَ ومن شَاءَ لم یُحصِّب.

والحَصْبَهُ : بَثْرَهٌ تَخْرُج بالإنسان ویجوز الحَصَبَه ، وهُما لُغتان قالهما الفرَّاء ، وقد حُصِبَ الرجلُ فهو مَحْصوب.

وروی أبو عُبَید عن الیَزیدی : أرضٌ مَحْصَبهٌ : ذاتُ حَصْبَاء ومَحصاهٌ : ذاتُ حصًی.

قال أبو عُبَید : وأرضٌ مَحْصَبَهٌ : ذاتُ حَصْبَه ومَجْدَرَهٌ : ذاتُ جُدَرِیّ.

قال : وقال الأصمعیُّ : الإحْصَابُ أن یُثِیرَ الحَصَی فی عَدْوه.

ومکان حاصِبٌ : ذو حَصْبَاء ، والحاصِبُ : العددُ الکثیرُ من الرَّحَّالَه ، وهو معنی قوله :

* لَنَا حاصِبٌ مِثلُ رِجْلِ الدَّبَی*

شمر عن ابن الأعرابی : الحَاصِبُ من التُّراب : ما کان فیه الحَصْبَاء.

وقال ابن شُمَیْل : الحَاصبُ : الحَصْباءُ فی الریح یقال : کان یوْمُنا ذا حاصِبٍ ، وریحٌ حاصِبٌ ، وقد حَصَبَتْنا تَحْصِبُنا. وریحٌ حَصِبَهٌ : فیها حَصْبَاء ، وقال ذو الرُّمَّه :

* حَفِیفُ نافِجَه عُثْنونُها حَصِب *

صحب

قال اللیث : الصَّحْبُ جمع الصاحب ، والأصحابُ : جماعهُ الصَّحْب ، ویجمع الصاحِبُ أَیْضاً صُحْباناً وصُحْبَهً وصِحَاباً وصَحَابهً ، قال : والصَّحَابه مصدر قولک : صاحَبَک الله وأحْسَن صَحَابتک.

وتقول للرّجُل : عند التودیع : مُعاناً مُصاحَباً ، ومن قال : مُعانٌ مُصَاحَبٌ فمعناه أنْتَ مُعانٌ مُصاحَبٌ.

قال : والصُّحْبهُ : مصدر قولک : صَحِب

ص: 153

یَصْحَبُ. وقال غیرُه : یقال : صاحِبٌ وأَصْحَابٌ کما یقال شَاهِدٌ وأشْهاد ، وناصِرٌ وأنصَارٌ ، ومَنْ قال : صاحِبٌ وصُحْبه فهو کقولک : فَارِهٌ وفُرْهَه ، وغُلامٌ رائِقٌ ، والجمیعُ رُوقه.

ویُقَال : إنَّه لمِصْحابٌ لنا بِمَا یُحَبُّ وقال الأعْشَی :

* فَقَدْ أراکِ لنا بالوُدِّ مِصْحَاباً*

وقد أَصْحَبَ الرجلُ إذا کان ذا أَصْحاب ، أَصْحَب إذا انْقَادَ ، وقال أبو عُبَید : صَحِبْتُ الرجلَ من الصُّحْبه ، وأصْحَبْتُ أی انْقَدْتُ له ، وأنشد :

* تَوالِیَ رِبْعِیِّ السِّقابِ فأَصْحَبَا*

وکل شیء لازم شیئاً فقد استصحبه ، ومنه قوله :

إنّ لک الفضل علی صاحبِی

والمسک قد یَسْتَصْحِبُ الرَّامِکا

وقال الفراء فی قوله جلّ وعزّ : (وَلا هُمْ مِنَّا یُصْحَبُونَ) [الأنبیَاء : 43] قال : یعنی الآلهه لا تمنع أنفسها (وَلا هُمْ مِنَّا یُصْحَبُونَ) یَعْنی یُجَارون أی الکفار ، ألا تری أن العرب تقول : أنا جارٌ لک ، ومعناه أُجِیرُک وأمْنَعُک ، فقال : یُصْحبون بالإجارَه ، وقال قَتاده : لا یُصْحَبون من الله بخیر.

وقال أبو عثمان المازنی : أصْحَبْتُ الرجلَ أی مَنْعتُه ، وأنشد قولَ الهُذَلیّ :

یَرْعَی برَوْض الحَزْنِ من أَبِّه

قُرْبانَه فی عانهٍ تُصْحَبُ

أبُّه : کَلَؤُه. قُرْیانه : مجاری الماء إلی الریاض ، الواحد قَرِیّ ، قال : تُصْحَبُ : تُمْنَع وتُحْفَظَ ، وهو من قول الله : (وَلا هُمْ مِنَّا یُصْحَبُونَ) [الأنبیَاء : 43] أی یمنعون ، وقال غیره : هو من قَوْلک صَحِبَک الله أی حفظک وکان لکَ جارا.

أبو عُبَید عن الأصمعی وأبی عَمْرو : أدِیمٌ مُصْحِب إذا کان علی الجلد شَعْرُه أو صُوفُه أو وَبَرُه ، وقال ابن بُزُرْج : إنه یَتَصحَّب من مجالستنا أی یستحی منها ، وإذا قیل : فلان یَتَسحَّبُ علینا بالسین فمعناه أنه یتمادخ ویَتَدَلَّل.

ویقال : أصْحَبَ الماءُ إذا عَلاه العَرْمَضُ فهو ماءٌ مُصْحِبٌ. وفُلانٌ صاحِبُ صِدْق.

صبح

قال اللیث : الصُّبح والصَّبَاح هما أوّل النهار ، وهو الإصباح أیضاً قال الله : (فالِقُ الْإِصْباحِ) [الأنعَام : 96] یعنی الصُّبْحَ ، وأنشد :

أفْنَی رَباحاً وذوی رَباحِ

تَنَاسُخُ الإمساءِ والإصْبَاح

یُرِیدُ به المَسَاءَ والصَّبَاح. وقال الفرّاءُ مثله وزاد : فإن قال الإمساء والأصْبَاح فهو جمع المسَاءِ والصُّبْح ومثله الإبکار والأبْکار.

وقال اللیث : التَّصبُّح : النومُ بالغداه ، وفی حدیث أم زرع أنها قالت : «وعنده أقول فلا أُقَبَّح ، وأَرْقُدُ فأَتصَبَّح» والرَّقْدَهُ تُسمّی الصَّبْحَه والصُّبْحَه ، وقد کرهها بعْضهُم.

أبو عُبَید عن الأصمعی : المِصبَاح : الناقهُ التی تُصبح فی مَبْرکها ولا تَرْتَعُ حتی یرتفع النَّهار.

ص: 154

قال : وهذا مِمّا یُسْتَحَبُّ من الإبل.

وقال اللیث : المِصبَاح من الإبل : ما یَبْرک فی مُعَرَّسِه فلا یثُور وإن أُثیرَ حتی یُصبح.

وقال اللیث : الصَّبُوحُ : الخَمْرُ ، وأنشد :

ولقد غدوتُ إلی الصَّبُوح مَعِی

شَرْبٌ کِرَامٌ من بنی رُهْمِ

والصَّبْحُ : سَقْیُک أخاک صَبُوحاً من لبن ، قال : والصَّبُوحُ : ما شُرِبَ بالغداه فما دون القَائلَه ، وفعلک الاصْطِبَاحُ.

وقیل للنبی صلی الله علیه وسلم : متی تَحِلّ لنا المَیْتَه؟ فقال : «ما لم تَصْطَبِحُوا أو تَغْتَبِقُوا أو تَجْتَفِئُوا بَقْلاً فشَأْنَکم بها».

قال : أبو عُبَید : معناه إنما لکم منها الصَّبُوح ، وهو الغداء ، والغَبُوق وهو العَشَاء ، یقول : فلیس لکم أن تجمعوهما من المیْتَه.

قال : ومنه قول سَمُرَه لبنیه : یُجزیء من الضَّرُورَهِ صَبُوحٌ أو غَبُوقٌ.

قلت : وقال غیر أبی عُبَید فی تفسیره : معناه : سُئِل متی تحل لنا المَیْتَه؟ أجابهم ، فقال : إذا لم تجدوا من اللبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغُونَ به ولا غَبُوقاً تَجْتَزِئُونَ به ، ولم تَجِدُوا مع عَدَمکم الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَهً تأکلُونها وتَهْجَأ غَرَثَکم حَلَّت لکم المَیْتَهُ حینئذٍ ، وکذلک إذا وجدَ الرجلُ غَداء أو عَشَاءً من الطعام لم تحلّ له.

وهذا التفسیر واضح بَیِّن الصواب إن شاء الله.

ویقال : صَبَحْتُ فُلَاناً أی أَتَیْتُه صباحاً ، وأما قول بُجَیْر بن زُهَیْر المُزَنی وکان أسلم :

صَبَحَناهم بأَلفٍ من سُلَیْمٍ

وسَبْعٍ من بنی عُثمان وَافی

فمعناه أَتَیْنَاهم صبَاحاً بألف رجل من سُلَیْم.

وقال الرَّاجز :

نَحنُ صَبَحْنَا عامِراً فی دَارِها

جُرْداً تَعَادَی طَرفَیْ نَهَارها

یرید أتیناها صباحاً بخیل جُرْدٍ.

ویقال : صَبَحْتُ فُلَاناً أی ناولتُه صَبُوحاً من لَبَنٍ أو خَمْر أَصْبَحُه صَبْحاً ، ومنه قول طَرَفَه :

* متی تأْتِنی أَصْبَحْک کأساً رَوِیَّهً*

أی أَسقِیک کَأْساً.

وقال سیبویه : أَصْبَحْنا وأَمْسَیْنَا أی صِرْنا فی حین ذاک ، وأما صَبَّحْنَا ومَسَّیْنا فمعناه أَتَیْنَاهُ صَبَاحاً وَمَساءً.

وقال شمر : قال أبو عدنان : الفرقُ بین صَبَّحنَا وصَبَحْنَا أنه یقال : صبَّحْنَا بَلَدَ کذا وکذا ، وصَبَّحْنَا فُلَاناً فهذه مشدده ، وصَبَحْنَا أهلها خَیْراً أو شَرّاً ، وأنشد :

صَبَحْناهُم هِنْدِیَّهً بأکُفِّنا

محرّبهً تذری سَوَاعِدُهُم صُعْدَا

ویقال أیضاً : صَبَّحتُه خیراً أو شرّاً.

وقال النابغه :

وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زال کَعْبُه

علی کل مَنْ عَادَی من الناس عَالِیا

ویقال : صَبَّحه بکذا ومسّاه بکذا کل ذلک جائز.

ص: 155

والتَّصْبِیحُ علی وجوه ، یقال : صَبَّحْتُ القوم الماء إذا سَرَیْتَ بهم حتی تُورِدَهم الماءَ صبَاحاً ، ومنه قوله :

وصَبَّحْتُهم ماءً بفَیْفَاءِ قَفْرَهٍ

وقد حَلَّقِ النَّجمُ الیَمَانِیُّ فاسْتَوی

أراد سَرَیْتُ بهم حتی انتهیتُ بهم إلی ذلک الماء صَبَاحاً. وتقول : صَبَّحْتُ القوم تَصْبِیحاً إذا أتیتهم مع الصباح ، ومنه قول عَنْتَرَه یصفُ خَیْلاً :

وَغداهَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوَابِساً

یَهْدی أَوَائِلَهُنَّ شُعث شُزَّبُ

أی أَتَیْنِ الجِفارَ صباحاً یعنی خَیْلاً علیها فُرْسَانها.

ویقال : صَبَّحْتُ القومَ إذا سَقَیْتَهم الصَّبُوح.

والتَّصْبِیحُ : الغَداء. یقال : قَرِّب إلی تَصْبِیحی.

وفی حدیث المَبْعَث أن النبی صلی الله علیه وسلم کان یتیماً فی حِجْر أبی طالب ، وکان یُقَرَّبُ إلی الصِّبْیَان تَصْبِیحُهم فیختلسون

ویَکُفَّ أی یُقَرّبُ إلیهم غداؤهم ، وهو اسم بُنِی علی تَفْعیل مثل التَّرعیب للسنام المُقَطَّع ، والتنبیتُ : اسم لِمَا نبت من الغِرَاس ، والتَّنویر : اسم لنَوْرِ الشجر.

والصَّابِحُ : الذی یَصْبَح إبِلَه الماء أی یسقیها صباحاً ، ومنه قول أبی زُبَیْد :

* حین لاحَتْ للصَّابح الجوزاء*

وتلک السّقْیَهُ تسمیها العرب الصُّبْحه ولیست بناجعه عند العرب.

وقال أبو الهیثم : الصَّبُوحُ : اللَّبَنُ یُصْطَبَحُ ، والنَّاقه التی تُحْلَبُ فی ذلک الوقت صَبُوح أیضاً ، یقال : هذه النَّاقه صَبُوحِی وغَبُوقِی ، قال : وأنشدنا أبو لَیْلَی الأعرابی :

ما لی لا أسقی حُبَیِّبَاتی

صَبَائِحِی غَبَائِقِی قَیْلَاتِی

قال : والقَیْلُ : اللبن الذی یُشْرَبُ وَقْتَ الظهیره ، والقَیْلُ والْقَالَهُ : الناقه التی تُحْلَبُ فی ذلک الوقت ، وقَیَّلْتُ القومَ إذا سَقَیْتَهم القَیْل ، قال : واقْتَلْتُ اقْتِیالا إذا شَرِبْتَ القَیْلَ.

والعرب تقول إذا نَذِرَتْ بغاره من الخیل تفجؤهم صباحاً : یا صباحاه ، یُنْذِرُون الحَیَّ أَجْمَعَ بالنداء العالی.

وقال اللیث : المِصْبَاحُ : السِّرَاجُ بالمِسْرَجه ، والمِصْبَاح نَفْسُ السِّرَاج ، وهو قُرْطُه الذی تراه فی القِنْدِیل وغیره ، والقِرَاطُ لغه ، وهو قول الله جلّ وعزّ : (الْمِصْباحُ فِی زُجاجَهٍ الزُّجاجَهُ کَأَنَّها کَوْکَبٌ دُرِّیٌ) [النُّور : 35].

ومصَابیحُ النجوم : أعلامُ الکواکب ، واحدها مِصْباح ، وقول الله جلّ وعزّ : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَهُ مُصْبِحِینَ) [الحِجر : 83] أی أخذتهم الهَلکَهُ وقت دخولهم فی الصَّباح.

والمُصْبَح : الموضع الذی تُصْبِح فیه ، والمُمْسی : المکان الذی تُمْسی فیه ، وقوله :

* قَرِیبَهُ المُصْبَح من مُمْسَاها*

والمُصْبَحُ أیضاً : الإصْبَاحُ ، یقال : أصْبَحْنَا إصْبَاحاً ومُصْبَحاً ، ومن أمثال العرب :

ص: 156

«أَعَنْ صَبُوح تُرَقِّقُ» یُضْرَبُ مثلاً لمن یُجَمْجِمُ ولا یُصَرِّح ، وقد یُضْرَبُ أیضاً لمنْ یُوَرِّی عن الخَطْبِ العظیم بکنایه عنه ، ولمن یُوجِبُ علیک ما لا یجب بکلام یُلَطِّفه ، وأصله أن رجلاً من العرب نزل برجل من العرب عشاء فَغَبَقَه لبناً ، فلما روی عَلِقَ یُحَدِّثُ أُمَّ مَثْواه بحدیث یُرَقِّقُهُ ، وقال فی خلال کلامه : إذا کان غدا اصطبحنا وفعلنا ، فَفَطِن له المَنْزولُ علیه ، وقال : أَعَنْ صَبُوح تُرَقِّق.

وروی عن الشعبی أنَّ رجلاً سأله عن رجل قبَّل أمّ امرأته ، فقال له الشَّعْبِی : أَعَن صَبُوحٍ تُرَقِّق حَرُمَت علیه امرأتُه ، ظنّ الشَّعْبِی أنه کنی بتقبیله إیّاها عن جِمَاعها.

وقال أبو عُبَید : السِّیَاطُ الأصْبَحِیَّه منسوبه إلی ذِی أَصْبَح : ملک من ملوک حِمْیَر.

وقال اللیث : الصَّبَح : شده الحُمره فی الشَّعَر.

وقال أبو عُبَید : قال الأصمعی : الأصْبَحُ : قریب من الأَصْهَب.

وروی شمر عن أبی نصْر قال : فی الشَّعر الصُّبْحَهُ والمُلْحَهُ ، ورجل أَصْبَحُ اللِّحیه : للذی یعلو شَعر لِحیته بیاض مُشْربٌ حُمره ، ورجل أصبح بَیِّن الصُّبحه ، وقد اصْبَاحَ شعره ، ومن ذلک قیل : دَمٌ صُبَاحِیٌ لِشَدّه حمرته ، قال أبو زُبید :

* عَبِیطٌ صُبَاحِیٌ من الجَوْفِ أَشْقَرا*

وقال شمر : الأَصْبَحُ. الذی یکون فی سَوَادِ شعرَه حُمْرَه ، ومنه صُبْحُ النَّهارِ مُشْتَقٌّ من الأَصْبَح.

وقال اللیث : الصَّبِیحُ : الوضیء الوجه ، وقد صَبُحَ یَصْبُح صَباحَهً ، وأما مِن الأصْبَح فیقال صَبِحَ یَصْبَح صَبَحاً فهو أصْبَح الشَّعَر. قلت : ولون الصُّبْح الصادِق یَضربُ إلی الحُمْرَه قلیلاً کأنها لونُ الشفق الأول فی أول اللیل.

ویقال للرَّجُل یُنَبَّه من سِنَهِ الغَفْلَهِ أَصْبِحْ أی انْتبه وأَبْصِر رُشدَک وما یُصْلِحُک ، وقال رؤبه :

* أَصْبِحْ فَمَا مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِ*

أی بَشَرٍ مَعِیب ، وقولُ الشَّمَّاخ :

وتَشْکُو بِعَیْنٍ ما أَکَلَّ رِکَابَها

وقِیل المُنَادِی أَصْبَح القومُ أَدْلجِی

یسأل السائل عنه فیقول : الإِدْلَاجُ : سَیْرُ اللیل ، فکیف یقول : أصبح القوم وهو یأمُر بالإدْلَاج ، والجواب فیه أن العرب إذا قَرَّبَتْ المکانَ تُرِیدُه تقول : قد بَلَغْنَاه ، وإذا قرَّبت للسَّارِی طلوعَ الصُّبْح وإن کان غَیْرَ طالع تقول : أصبحنا ، وأراد بقوله : أصْبَح القومُ : دنا وقتُ دخولهم فی الصباح : وإنما فسّرت هذا البیت لأن بعض الناس فَسَّره بعینه علی غیر ما هو علیه.

وصَبَاح : حَیّ من العرب ، ومن أسماء العرب صُبح وصُبَیْح ومُصَبِّح وصَباحٌ وصَبیحٌ.

ومن أمثالهم السائره فی وصف الکذّاب قولهم : «أکذب من الآخِذِ الصَّبْحان». قال شمر : هکذا قال ابن الأعرابی قال : وهو الحُوار الذی قد شرب فروِی فإذا أردت

ص: 157

أن تستدر به أمَّه لم یشرب لریِّه درتها ، قال : ویقال أیضاً : فلان أکذَبُ من الأَخِیذَ الصبْحَان.

قال أبو عَدْنان : الأخِیذُ : الأسِیرُ ، والصَّبْحَانُ : الذی قد اصطبح فروی ، وقال ابن الأعْرَابی : هو رجل کان عند قوم فصَبَحُوه حین نهض عنهم شاخصاً ، فأخذه قوم وقالوا : دُلّنا علی حیث کنت فقال : إنّما بِتُّ القَفْر ، فبَیْنَا هُم کذلک إذ قعد یَبُول فعلموا أنه بات قریباً عند قوم فاستدلوا به علیهم واسْتَبَاحُوهم.

أخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : أتیتُه ذَاتَ الصَّبُوح وذَاتَ الغَبُوق إذا أتاه غُدْوَه وعَشِیَّهً ، وذَا صَبَاح وذا مَسَاء ، وذَاتَ الزُّمَیْن وذَاتَ العُوَیْم أی مذ ثلاثه أزمان وأَعْوَام.

ح ص م
اشاره

حصم ، حمص ، صحم ، صمح ، مصح ، محص : مستعملات.

حصم

قال اللیث : حَصَم الفرَسُ ، والحَصُومُ : الضَّرُوط.

أبو عُبَیْد عن الأصمعی : یقال : حَصَم بها ، ومَحَصَ بها ، وحَبَجَ بها وخَبَجَ بها بمعنی واحد.

ثعلب عن ابن الأعرابی : المِحْصَمَهُ : مِدَقَّهُ الحدید ، قال : والحَصْمَاءُ : الأَتَانُ الخَضَّافَهُ ، وهی الضَّرَّاطه.

حمص

قال اللیث : الحِمَّصَهُ : حَبَّهُ القِدْرِ ، والجمیع الحِمَّص.

وروی أبو العَبّاس عن سَلَمَه عن الفرّاء قال : لم یأت علی فِعَّل بفتح العَیْن وکسر الفَاءِ إلا قِنَّفٌ وقِلَّفٌ ، وهو الطین المُتَشَقِّق إذا نَضَبَ عنه المَاء وحِمَّصٌ وقِنَّبٌ ، ورجل خِنَّبٌ وخِنّابٌ : طویل.

وقال أبو عمرو : قال المبرّد : جاء علی فِعِّل جِلّقٌ وحِمَّصٌ ، قال : وأهل البصره اختاروا حمِّصاً ، وأهل الکوفه اختاروا حِمَّصاً.

وقال اللیث : حَمَصِیص : بَقْله دُون الحُمَّاض فی الحُمُوضَه ، طیّبهُ الطَّعْم ، تنبُت فی رَمْل عالجٍ من أحرار البُقُول.

قلت : رأیت الحَمَصِیصَ فی جبال الدَّهْنَاءِ وما یَلیها ، وهی بَقْلَه جَعْدَهُ الوَرَقِ حامضهٌ ولها ثمره کثمره الحُمَّاض ، وطعمُها کطَعْمِه ، وسمعتهم یُشَدِّدُونَ المِیمَ من الحَمصِیصِ ، وکنَّا نأکلُه إذَا أجَمْنَا التمرَ وحلاوَتَه نَتَحَمَّضُ به ونَسْتَطِیبُه ، وقرأت فی کتب الأطِبَّاء : حَبٌ مُحَمَّصٌ یریدون به المقْلُوَّ ، قلت : کأنه مأخوذ من الحَمْصِ ، وهو التَّرَجُّح.

قال اللیث : الْحَمْصُ أن یَتَرَجَّحَ الغلامُ علی الأُرْجُوحَه من غیر أن یُرَجِّحَه أَحَدٌ ، یقال : حَمَص حَمْصاً ، قلت : ولم أسمع هذا الحرف لغیر اللیث.

وقال : الوَرَمُ إذا سکن یقال : قد انْحَمَصَ ، وحَمَّصه الدواءُ. وقال غیره : حمَّزَهُ الدواء وحَمَّصَه إذا أَخْرَجَ ما فیه.

وفی حدیث ذِی الثُّدَیَّهِ المقتول بالنَّهْرَوانِ أنه کانت له ثُدَیَّه مثلُ ثَدْی المرأه ، إذا مُدَّتِ امْتَدَّت ، وإذا تُرِکَتْ تَحَمَّصَت ، قلت : معنی تَحَمَّصَت أی تَقَبَّضَت ، ومنه

ص: 158

قیل للورم إذا انْفَشَّ قد حَمَص وقد حَمَّصَه الدواءُ.

وروی أبو عُبَید عن أبی زید : إذا سکن وَرَمُ الجرح قیل حَمَص یَحْمُص حُمُوصاً ، وانْحَمَصَ انْحِمَاصاً.

وقال اللیث : إذا وقعت قَذَاهٌ فی العَیْن فَرَفَقْتَ بإخْرَاجِها مَسْحاً رُوَیْداً. قلت : حَمَصْتُها بیدی.

قال : وحِمْصُ : کورَهٌ من کُوَر الشأم.

عمرو عن أبیه قال : الأَحْمَصُ : اللِّصُّ الذی یسرقُ الحَمائص ، واحِدُها حَمِیصَه ، وهی الشاه المسروقه ، وهی المَحْموصه والحرِیسه.

سَلَمَه عن الفرّاء : حمَّص الرجلُ إذا اصطادَ الظِّبَاءَ نصفَ النهارِ.

أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : المِحْماصُ من النساء : اللِّصَّهُ الحاذِقهُ.

محص

قال اللیث : المَحْصُ : خُلوصُ الشیء. تقول : مَحَصْتُه مَحْصاً إذا خَلَّصتَه من کل عَیْب وقال رؤبه یصفُ فرَساً :

شدیدُ جَلْزِ الصُّلْبِ مَمْحُوصُ الشَّوَی

کالکَرِّ لا شَخْتٌ ولا فیه لَوَی

أراد باللَّوَی العِوَج ، قال : والتَّحمیص : التَّطْهیرُ من الذنوب.

وقال الفراء فی قول الله جلّ وعزّ : (وَلِیُمَحِّصَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا) [آل عِمرَان : 141] یعنی یُمَحِّص الذنوب عن الذین آمنوا ، ولم یزد الفرَّاء علی هذا.

وقال أبو إِسحاق : جعل الله جلّ وعزّ الأیام دُوَلاً بین الناس لیُمَحِّص المؤمنین بما یقع علیهم من قتل أو ألم أو ذهاب مال ، (وَیَمْحَقَ الْکافِرِینَ) أی یَستأْصِلُهم.

قال : والمَحْصُ فی اللغه : التخلیص والتَّنْقیَهُ. قال : وسمِعتُ المبرّد یقول : مَحِصَ الحبلُ یَمْحَص مَحْصاً إذا ذهب وبَرُه حتی یَمَّلِصَ ، وحَبْلٌ محِصٌ ومَلِصٌ بمعنی واحد.

قال : وتأویل قول الناس : محِّص عنا ذنوبنا أی أَذْهِبْ ما تَعلَّق بنا من الذنوب ، قال : فمعنی قوله : (وَلِیُمَحِّصَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا) [آل عِمرَان : 141] أی یخلصهم من الذنوب.

قال : ومَحَصَ الظبی یَمْحَصُ إذا عَدَا عَدْواً شدیداً ، وکذلک فَحَص الظَّبیُ. قال ویُستحَبُّ من الفرَسِ أن تَمْحَص قوائمُه أی تَخْلُص من الرَّهَلِ.

أبو عُبَید عن أبی عمرو : التَّمْحِیص : الاختبارُ والابتِلاءُ.

وقال أبو عُبَیده : من صفاتِ الخَیْلِ المُمَحَّصُ والمَحْصُ ، فأما المُمَحَّصُ فالشدید الخَلْق ، والأثنَی مُمَحَّصهٌ.

وأنشد :

مُمَحَّصُ الخَلْقِ وأًی فُرافِصَهْ

کلُّ شدیدٍ أَسْرَه مُصامِصهْ

قال : والمُمَحَّصُ والفُرافِصهُ سواء ، قال : والمَحْصُ بمنزله المُمَحَّصِ ، والجمیع مِحَاصٌ ومَحَصَاتٌ. وأنشد :

* مَحْصُ الشَّوَی مَعْصوبَهٌ قوائمُه*

قال : ومعنی مَحْصُ الشَّوَی : قلیل اللحم إذا قلت : مَحِصَ کذا ، وأنشد فی صفَهِ

ص: 159

فرَس :

مَحْصُ المُعَذَّرِ أشْرفَتْ حَجَباتُه

ینْضُو السوابقَ زاهِقٌ فَرِدُ

وقال غیره : المَمْحوصُ : السِّنانُ المَجْلُوُّ ، وقال أُسامه الهذَلیّ :

* أَشَفُّوا بمَمحوصِ القِطاع فؤادَه*

والقِطاع : النِّصَال : یصف عَیْراً رُمِیَ بالنصال حتی رقّ فؤادُه من الفزَع.

أبو عُبَید عن أبی عمرو : المَمحُوصُ والمَحِیصُ : البعیرُ الشَّدیدُ الخَلْقِ.

عمرو عن أبیه قال : الأمْحَصُ : الذی یقبل اعتِذارَ الصّادقِ والکاذب.

ویقال للزِّمام الجیِّد الفَتْل مَحِصٌ ومَحْصٌ فی الشِّعر ، وأنشد :

ومَحصٍ کاسق السَّوْذَقَانِیّ نازَعَت

بکَفِّی جَشَّاءُ البُغَامِ خَفوقُ

أراد مَحِصَ فخَفّفه ، وهو الزِّمام الشدید الفَتْل ، قال : والخفَوق : التی یَخْفِق مِشفَراها إذا عَدَت.

قال ابن عَرَفه : (وَلِیُمَحِّصَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا) [آل عِمرَان : 141] أی یَبتلیهم. قال : ومعنی التمحیص النقص.

یقال محَّص الله عنک ذُنوبَک أی نقَّصَها : فسمَّی الله ما أصاب المسلمین من بلاء تمحیصاً ، لأنه ینْقُصُ به ذنوبهم ، وسماه الله من الکافرین مَحْقاً.

قال أبو منصور : مَحَصْتُ العَقَبَ من الشّحْم إذا نَقّیتَه منه لِتَفْتله وتَرا وأراد أنه یخلصهم من الذنوب.

قال : ویقال : مَحَصتُ الذهبَ بالنار.

وفرس ممحوص القوائم : إذا خلص من الرَّهَل.

صحم

قال اللیث : الصُّحْمَهُ : لون من الغُبره إلی سواد قلیل. وبلده صَحْماء : ذات اغبرار ، وإذا أخذت البَقْلَهُ رِیَّها ، واشتدت خُضْرتها ، قیل : اصحامّت فهی مُصحامَّه.

قال : والصحماء : بقله لیست بشدیده الخُضْره.

أبو عُبَید عن الأصمعی : سواد إلی الصُّفرَه وقال شمر فی باب الفیافی : الغَبْراءُ والصَّحماءُ : فی ألوانها بین الغُبْرَه والصّحْمَه : قال والصُّحْمهُ حُمرهٌ فی بیاض ویقال : صُفْرَهٌ فی بیاض وقال الطِّرمّاح یصف فَلَاه :

وصحماءَ أشباهِ الحَزَابیّ ما یُرَی

بها ساربٌ غیرُ القَطَا المُتَرَاطِنِ

عمرو عن أبیه قال : الأصْحَمُ : الأسود الحالکُ.

أخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : حَنَأَت الأرض تَحنأ ، وهی حانئه إذا اخضَرَّت والتَفَّ نَبْتُها.

قال : وإذا أدبر المطر وتَغَیَّر نَبْتُها قیل اصْحَامَّت فهی مُصحامَّه.

قال أبو منصور : وهذا أصح مما قاله اللیث ، وقال لبید فی نعت الحَمیر :

* وصُحْمٍ صِیَامٍ بین صَمْدٍ ورِجْلَهٍ*

صمح

قال اللیث : صَمَحَهُ الصَّیف إذا کاد یذیب دماغه من شده الحرِّ.

ص: 160

وقال الطرماح یصف کانِساً من البَقَر :

یَذِیلُ إذا نَسَمَ الأَبْرَدانْ

ویُخْدِرُ بالصَّرَّه الصامِحَه

والصَّرَّهُ : شِدَّه الحَرِّ ، والصَّامِحَهُ : التی تؤلم الدِّماغَ بِشِدَّه حَرِّها.

أبو عُبَید عن الأصمعی قال : الصَّمَحْمَحُ من الرجال : الشدید ، وکذلک الدَّمَکْمَکُ ، وقال اللیث : هو المجتمع ذو الألْوَاحِ وهو فی السِّنِّ ما بین الثلاثین إلی الأربعین.

وقال غیره : حافِرٌ صَمُوحٌ أی شدیدٌ ، وقد صمَح صُمُوحاً ، وقال أبو النَّجم :

لا یتَشَکَّی الحافِرَ الصّمُوحا

یَلْتَحْن وجْهاً بالحصَی مَلْتُوَحا

وقال أبو وَجْزَهَ :

* زِبَنّون صَمَّاحون رَکْزَ المُصامح *

یقول : مَن شادّهم شادّوه فغلبوه.

أبو عُبَید عن الأصمعی : الصِّمْحَاءَهُ والحِزْباءَهُ : الأرضُ الغَلیظَهُ ، وجمعها الصِّمْحاءُ والحِزْباءُ.

ثعلب عن سَلَمَه عن الفراء قال : الصُّمَاحِیُ مأخوذ من الصَّمَاحِ : وهو الصُّنَان وأنشد :

ساکِنَاتُ العقیق أشْهَی إلی النَّف

سِ من الساکِنَاتِ دُورَ دِمَشْقِ

یَتَضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْن بالمِسْ

ک صُحَاحاً کأنّه رِیحُ مَرْقِ

والمَرْقُ : الإهابُ المُنْتِن ، وأَنشد الأصمعی فی صفه ماتح :

إذا بَدَا منه صُماحُ الصَّمح

وفاض عِطْفَاه بِماءٍ سَفْح

وقال : صَمَحْتُ فلاناً أصْمَحُه صَمْحاً إذا غلَّظت له فی مسئله أو غیر ذلک.

عمرو عن أبیه قال : الأصْمَح : الذی یتعمَّد رؤوس الأبطال بالنَّقْفِ والضَّرْب لشجاعته : وقال العجّاج :

ذُوقی عُقَیْدُ وقْعَهَ السِّلاحِ

والدَّاءُ قد یُطلَبُ بالصُّماحِ

ویروی : یُبْرَأُ فی تفسیره. عُقَیْد : قبیله من بَجیلَه فی بکر بن وائل ، وقوله : بالصُّماح أی بالکَیّ ، یقول : آخر الدواء الکَی. قال أبو منصور : الصُّماحُ أخذ من قولهم : صَمَحَتْهُ الشَّمْسُ إذا آلمت دماغه بشِدَّه حَرَّها.

مصح

قال اللیث : مَصَحَ النَّدی یَمْصَحُ مُصوحاً إذا رسخ فی الثَّری ، والدَّارُ تمصَحُ مُصوحاً أی تَدْرُسُ ، وقال الطِّرِمَّاحُ :

قِفَا نَسَلُ الدِّمَنَ المَاصِحَه

وهل هِیَ إن سُئِلَتْ بائحه

ومَصَحَت أَشَاعِرُ الفَرَسِ إذا رَسَخَت أصولها حتی أُمِنَت أن تُنْتَتَفَ أو تَنْحَصَّ ، وأنشد :

* عَبْلُ الشَّوَی ما صِحَهٌ أَشَاعره*

ابن الأعرابی : مَصَحَ الضَّرْع مُصُوحاً إذا ذهب لَبَنُه ، وقال ذو الرُّمَّه :

* ... والهَجْرُ بالآل یَمْصَحُ *

وقال أبو عمرو : مَصَعَ لَبَنُ النَّاقَه ومصح إذا ولَّی مُصُوحاً ومُصُوعاً.

قال : والأَمْصَحُ : الظّلُّ النَّاقِصُ.

ص: 161

وقال أبو زید : مَصَحَ الثَّری مُصُوحاً إذا رسخ فی الأرض.

أبو عُبَیْد عن الأصْمعی : محِص بِهَا وحَصَمَ بِهَا إذا ضَرِط.

أبواب الحاء والسین

اشاره

[ح س ز : مهمل] (1)

ح س ط
اشاره

استعمل منه : سطح ، سحط ، طحس.

سطح

قال اللیث : السَّطْحُ : سَطْحُک الشیءَ علی وجه الأرض ، کما تقول فی الحرب : سَطَحُوهُم أی أَضْجَعُوهُم علی الأَرْضِ ، والسَّطِیحُ المسطوح هو القَتِیلُ ، وأنشد :

* حتی تَراهُ وَسْطَهَا سَطیحاً*

وسَطِیحٌ الذِّئْبِیُّ کان فی الجاهلیه یتکَهَّنُ سُمِّی سطیحاً ، لأنه لم یکن له بین مَفَاصِلِه قَصَبٌ فکان لا یقدر علی قیام ولا قعود ، وکان مُنْسَطِحاً علی الأرض ، وحَدَّثنا بقصته محمدُ ابنُ إسْحَاق السّعْدِیّ قال : حدثنا علی بن حرب المَوْصِلیّ ، قال : حدثنا أبو أیوب یَعْلَی بن عمْران البَجَلِیّ ، قال : حدثنی مخزوم بن هانیء المخزومی عن أبیه ، وأَتَتْ له خمسون ومائه سنه قال : لما کانت لیله ولد فیها رسول الله صلی الله علیه وسلم ارْتَجَس إیوانُ کِسْرَی ، وسقطت منه أربعَ عشره شُرْفَهً ، وخَمِدَت نارُ فارِس ، ولم تَخْمَد قبل ذلک مائه عام ، وغاضت بُحَیْرَه سَاوَهَ ، ورأی المُوبِذَان إِبِلاً صِعاباً تقود خَیْلاً عِراباً قد قَطَعَتْ دِجْلَهَ ، وانتشرت فی بلادها فلمّا أصبح کسری أفزعه ما رأی ، فلَبِس تاجه وأخبر مَرازِبَتَه بما رأی ، فورد علیه کتَابٌ بخمود النار ، فقال المُوبِذَانُ : وأنا رأیت فی هذه اللیله وقَصَّ علیه رؤیاه فی الإبل ، فقال له الملک : وأیُّ شیء یکون هذا؟ قال : حادث من ناحیه العرب ، فبعث کسری إلی النعمان بن المنذر أن ابْعَثْ إلیّ برجل عَالِمٍ لیخبرنی عمَّا أسأله ، فوجه إلیه بعبد المسیح بن عمرو بن نُفَیْلَه الغَسَّانِی ، فأخبره بما رأی ، فقال : عِلْم هذا عند خالی سَطِیح ، قال : فأته وسَلْه وأتِنی بجوابه ، فقدم علی سَطِیح وقد أَشْفَی علی الموت فأنْشَأَ یقول :

أَصَمُّ أم یَسْمَعُ غِطْرِیفُ الیمَن

أم فَادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَن

یا فَاصِلَ الْخُطَّه أَعْیَتْ مَنْ ومَنْ

أَتَاکَ شَیْخُ الحَیِّ من آل سَنَنْ

رَسُولُ قَیْل العُجْم یَسْرِی لِلْوَسَن

وأمّه من آل ذئْب بن حَجَن

أَبْیَضُ فَضْفَاضُ الرِّداء والبَدَنْ

تَجُوبُ بی الأرضَ عَلَی ذات شَجَن

تَرْفَعُنی وَجْنَاءُ تَهْوِی من وَجَن

حتی أَتَی عاری الجبین والقَطَن

لا یَرْهَبُ الرَّعدَ ولا ریْبَ الزَّمن

تَلُفُّهُ فی الرِّیح بَوْغَاءٌ الدِّمَن

کأَنَّما حُثْحِثَ من حِضْنَی ثَکَن

ص: 162


1- أهمله اللیث : انظر «العین» (3 / 129).

فلما سمع سَطِیح شِعْرَه رفع رأسَه فقال : عبد المسیح علی جَمَلٍ مُشیح یهوی إلی سَطیح وقد أوفی علی الضَّرِیح ، بَعَثَکَ مَلِک من بنی سَاسَان لارْتجَاسِ الإیوان وخمود النیران ورُؤْیا المُوبِذان ، رأی إبِلاً صِعَاباً تقود خَیْلاً عِرَاباً. یا عبدَ المسیح ، إذا کَثُرَت التِّلاوه ، وبُعِثَ صاحبُ الهِرَاوَه ، وغاضت بُحَیرهُ سَاوَه ، فلیس الشأم لِسَطیح شَأماً ، یَمْلکُ منهم ملوک ومَلِکات علی عَدَدِ الشُّرُفات ، وکلّ ما هو آتٍ آت ، ثم قُبِضَ سَطِیحٌ مکانه ، ونهض عبد المسیح إلی راحلته وهو یقول :

شَمِّر فإنک ما عُمِّرْتَ شِمِّیرُ

لا یُفْزِعَنَّکَ تَفْرِیقٌ وتَغْیِیرُ

إن یُمْسِ مُلْکُ بنی ساسان أفرطهم

فإنَّ ذا الدَّهْرِ أَطْوَارٌ دَهَارِیرُ

فرُبَّما رُبَّمَا أَضْحَوْا بِمَنْزِلَهٍ

تخَافُ صَوْلَهُم أُسْدٌ مَهَاصِیر

منهم أخو الصَّرْح بَهْرَامٌ وإخْوَتهُم

وهْرْمُزَانٌ وسَابُورٌ وسَابُورُ

والناسُ أولاد عَلَّاتٍ فمن عَلِمُوا

أَنْ قد أقلَّ فَمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ

وهُم بَنُو الأُمِّ لَمَّا أن رَأَوْا نَشَباً

فذاک بالغَیْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصُورُ

والخیرُ والشَّرُّ مقرونان فی قَرَنٍ

فالخیرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذُورُ

فلمّا قدم علی کِسْری أخبره بقول سطیح فقال کِسْری : إلی أن یَمْلِکَ مِنَّا أربعهَ عشرَ مَلِکاً تکون أمُورٌ ، فملک منهم عَشَرَه فی أربع سنین ، ومَلَک الباقون إلی زَمَن عُثمان.

قلت : وهذا الخبر فیه ذکر آیه من آیات نبوه محمد صلی الله علیه وسلم قبل مبعثه ، وهو حدیث حسن غریب.

وقال اللیث : السَّطحُ : ظَهْرُ البیت إذا کان مُسْتَوِیاً ، وفِعْلُکه التَّسْطِیح.

قال : والمِسْطَح والمِسْطَحَهُ : شبه مِطْهَرَه لیست بمُربَّعه ، قال : ویُسَمَّی هذا الکوزُ الذی یُتَّخَذُ للسفر ذُو الجَنْبِ الواحِدِ مِسْطَحاً.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم أنّ حَمَلَ بن مالک قال للنبی صلی الله علیه وسلم ، کنتُ بین جَارَتَین لی فضَرَبَت إحداهما الأخری بمِسْطح فألقت جَنیناً میِّتاً وماتت ، فقضی رسول الله صلی الله علیه وسلم بدیه المقتوله علی عاقله القاتله ، وجعل فی الجنین غُرَّه.

قال أبو عُبَید : المِسْطح : عُودٌ من عِیدان الخِباءِ أو الفُسْطاط. وأنشد قول عوف بن مالک النَّضْرِیّ :

تَعرَّض ضَیْطَارُو فُعَاله دوننا

وما خَیْرُ ضَیْطَارٍ یُقَلِّبُ مِسْطَحا

یقول : لیس له سلاح یقاتل به غیر مِسْطح.

وفی حدیث آخر أن النبی صلی الله علیه وسلم کان فی بعض أسفاره ، ففقدوا الماء ، فأرسل عَلِیّاً وفلاناً یبغیان الماء فإذا هما بامرأه بین سطیحتین.

قال أبو عُبَید : قال الأصمعی والکِسَائی : السَّطِیحهُ : المزادَهُ تکون من جلدین ، والمزاده أکبر منها.

ص: 163

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : السَّطِیحه من المزاد : إذا کانت من جلدین قُوبِل أحدهما بالآخر فَسُطح علیه فهی سطیحه.

وقال غیره : المِسْطحُ : حصیرٌ یُسَفُّ من خُوصِ الدَّوْمِ ، ومنه قولُ تَمِیم بن مُقبل :

إذا الأمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ کأنه

من الحَرِّ فی حَدِّ الظهیره مِسطَحُ

والمِسْطَح : أیضاً : صفیحه عریضه من الصخر یُحَوَّط علیه لماء السماء ، ورُبما خلق الله عند فم الرَّکِیَّه صفَاهً ملساء مستویهً فیُحَوَّط علیها بالحجاره ، ویُسقَی فیها للإبل شبه الحوض ، ومنه قول الطّرمّاح :

* ... فی جَنْبَیْ مَدِیِّ ومِسْطَح *

والمِسْطَح أیضاً : مکان مُسْتَوٍ یُجَفَّفُ علیه التمر ویُسَمَّی الجَرِین.

والسُّطَّاحَه : بقله ترعاها الماشیه ، ویُغسَل بورقها الرؤوس.

وقال الفرّاء : هو المِسْطح والمِحْورُ والشُّوبق.

قال ابن شمیل : إذا عُرِّش الکرْمُ عُمِدَ إلی دعائم یُحْفَر لها فی الأرض ، لکل دعامه شُعْبَتان ، ثم تؤخَذُ خَشَبَهٌ فَتُعَرَّضُ علی الدّعامَتَیْن ، وتُسَمَّی هذه الخشبه المعروضه المِسْطح ، ویجعل علی المساطِح أُطُرٌ من أدناها إلی أقصاها تُسمَّی المساطِح بالأُطُر مساطِح.

طحس

قال ابن درید : الطَّحْس یُکْنی به عن الجماع. یقال : طَحَسَها وطَحَزَها ، قلت : وهذا من مَناکِیر ابن درید.

سحط

أبو عمرو والأصمعی : سَحَطه وشَحَطه إذا ذَبَحه.

وقال اللیث : سَحَط الشَّاهَ وهو ذَبْحٌ وَحِیٌّ.

وقال المُفَضَّل : المَسْحُوط من الشراب کلِّه : الممْزُوج.

وقال ابن درید : أَکلَ طعاماً فَسَحَطه أی أَشرقَه ، وأنشد ابنُ السِّکِّیت :

کاد اللُّعاعُ من الحَوْذَان یَسْحطُها

ورِجْرِجٌ بین لَحْیَیْها خَناطِیلُ

ح س د
اشاره

حسد ، حدس ، دحس ، سدح : مستعمله.

حسد

قال اللیث : الحَسَدُ معروف ، والفعل حَسدَ یَحْسُدُ حَسَداً.

أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : الحَسْدَلُ : القُرَادُ ، قال : ومنه أُخِذ الحسد لأنه یَقْشِرُ القَلْبَ کما یَقْشِر القُرادُ الجلد فیمتصّ دَمَهُ.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «لا حسَدَ إلا فی اثْنتَین ، رجل آتاه الله مالاً فهو ینفقه آناء اللیل والنهار ، ورجل آتاه الله قرآناً فهو یتلُوه». أخبرنی المنذری عن أحمد بن یحیی أنه سُئل عن معنی هذا الحدیث ، فقال : معناه لا حَسَد لا یضر إلا فی اثنتین ، قال : والحَسَدُ أن یَرَی الإنسان لأخیه نِعْمهً فیتمنَّی أن تُزْوَی عنه وتکون له ، قال : والغَبْطُ : أن یتمنی أن یکون له مثلها من غبر أن تُزْوَی عنه ، قلت : فالغَبْطُ ضرب من الحسد ، وهو أخَفّ منه ، ألا تری أن النبی صلی الله علیه وسلم لمَّا سُئل : هل یضر الغَبْط؟ فقال : نعم ، کما

ص: 164

یضُرّ الخبْطُ ، فأخبر أنه ضَارٌ ولیس کضرر الحسد الذی یتمنی صاحبه زَیَّ النعمه عن أخیه ، والخَبْطُ : ضَرْبُ ورق الشجر حتی یَتَحَاتَّ عنه ، ثم یَسْتَخلف من غیر أن یَضُرّ ذلک بأصل الشجره وأغصانها.

وقوله علیه السلام : «لا حق إلا فی اثنتین» هو أن یتمنی أن یرزقه الله مالاً ینفق منه فی سُبُل الخیر ، أو یَتمنَّی أن یکون حافظاً لکتاب الله تعالی فیتلُوه آناء اللیل والنهار ، ولا یتمنی أن یُرْزَأ صاحِبُ المال فی ماله أو تَالِی القرآن فی حفظه.

وأَصْلُ الحَسَدِ القَشر کما قال ابن الأعرابی.

سدح

قال اللیث : السَّدْحُ : ذَبْحُک الحیوانَ ممدوداً علی وجه الأرض وقد یکون إضْجاعُک الشیءَ علی وجه الأرض سَدْحاً نحو القِرْبَه المملُوءَه المسْدُوحَه.

وقال أبو النجم یصف الحیه :

یأْخذ فیه الحَیَّهَ النَّبُوحا

ثم یَبِیتُ عنده مذبُوحا

مُشَدَّخَ الهامهِ أو مَسْدُوحا

قلت : السَّدْح والسَّطْحُ واحد أبدلت الطاءُ فیه دالا ، کما یقال : مَطَّ ومَدَّ وما أشبهه.

وأخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی : سَدَحَ بالمکان وردَحَ إذا أقام بالمکان أو المَرْعَی ، قال : وسَدَحْتُه أی صَرَعْتُه.

وقال ابن بُزُرْج : سَدَحت المرأه ورَدَحَت إذا حَظِیت عند زوجها ورَضِیَت.

حدس

قال اللیث : الحَدْسُ : التّوَهُّم فی معانی الکلام والأمُور. بلغنی عن فلان أمْرٌ فأنا أَحْدِسُ فیه أی أقول بالظَّنِّ والتَّوَهُّم.

قال : والحَدْس فی السیر : سُرعَهٌ ومُضِیٌّ علی طریقه مُسْتَمِرَّه. وأنشد :

* کأنها من بَعْدِ سَیْرٍ حَدْسٍ *

وحُدَسُ : اسم أبی حَیٍّ من العرَب.

والعرَب تختلِفُ فی زجر البغال فبعضٌ یقول : عَدَس. وبعض یقول : حَدَس.

قلت : وعَدَس أکثر من حَدَس. ومنه قول ابن مُفَرِّغٍ :

عدَسْ ما لِعَبَّادٍ علیک إمارَهٌ

نَجَوْتِ وهَذَا تَحمِلین طَلِیقُ

جعل عَدَسْ اسما للبغله ، سماها بالزَّجر عَدسْ.

وقال ابن أرقم الکُوفیُ : حَدَسْ : قوم کانوا علی عهد سلیمان بن داود علیهما السلام وکانوا یَعْنُفُون علی البغال ، فإذا ذُکِرُوا نَفَرت البِغالُ خوفاً لما کانت لَقِیَتْ منهم.

وقال اللِّحیانی : حَدَسْتُ الشاه حَدْساً إذا أضجعتها لتذبحها ، ومنه المثَلُ السَّائر : «حَدَسَهم بِمُطْفِئَه الرَّضْف».

وقال ابن کُناسَه : تقول العرب : إذا أمْسَی النَّجمُ قِمَّ الرأس فَعُظْمَاها فاحْدِس ، معناه انحر أعْظَم الإبل.

وقال أبو زید حَدَسْتُ بالناقه : إذا أَنَخْتها.

وقال غیره : أصلُ الحَدْس : الرَّمْیُ ، ومنه حَدْسُ الظَّن إنما هو رَجْمٌ بالغیب.

الحَرَّانی عن ابن السکیت : یقال : بَلَغْتُ به الحِداسَ أی الغایه التی یُجْرَی إلیها

ص: 165

وأبْعَدَ ، ولا تَقُل الإدَاسَ.

أبو عُبَید عن الأُمَوِی : حَدَس فی الأرض وعَدَسَ یَحْدِسُ ویَعْدِس إذا ذهب فیها.

وقال أبو زید : تَحَدَّسْتُ عن الأخبار تَحدُّساً ، وتَنَدَّسْتُ عنها تَنَدُّساً ، وتَوَجَّسْتُ إذا کنتَ تُرِیغُ أخبارَ الناس لتعلمها من حیث لا یعلمون.

ویقال : حَدَسْتُ علیه ظَنِّی ونَدَسْتُه إذا ظَنَنْتَ الظَّنَّ ولم تَحُقَّه.

ومعنی المثل : حَدَسَهم بمُطْفِئَه الرَّضْف أنه ذبح لأضیافه شاهً سمینه أطفَأَت من شحمها ذلک الرَّضْف.

ویقال : دحَسَ بناقته إذا وجأ فی سَبَلَتِها أی أناخها فوجأها فی نحرها ، والسَّبَلَهُ هاهنا نحرُها. یقال : ملأ الدَّلوَ إلی أسْبالها أی إلی شِفَاهِها.

دحس

اللیث : الدَّحْسُ : التَدّسِیسُ للأمور تستبطنها وتطلُبُها أخفی ما تَقْدِر علیه : ولذلک سُمِّیت دودهً تحت التراب دَحّاسَهً ، وهی صفراءُ صافیه ، لها رأس مُشَعَّبُ یَشُدّها الصِّبیان فی الفِخاخ لصید العصافیر ، لا تُؤْذِی ، وأنشد فی الدَّحْس بمعنی الاستبطان :

* وَیعْتِلُون مَنْ مَأَی فی الدَّحْس *

وقال بعض بنی سُلَیْم : وِعاءٌ مَدْحُوسٌ ومَدْکُوسٌ ومَکْبُوسٌ بمعنی واحد ، وهذا یدل علی أن الدَّیْحَسَ مثل الدَّیْکَس : وهو الشیءُ الکثیر.

أبو عُبَید عن أبی زید : دَحَسْتُ بین القوم دَحْساً : أفسدتُ بینهم ، وکذلک مَأَسْتُ وأرشْتُ.

وأنشدنی أبو بکر الإیادی :

وإن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَکَرُّما

وإن خَنَسُوا عنک الحدیثَ فلا تَسَلْ

النَّضْرُ : الدَّحَّاسُ : دُودٌ یُشَدُّ فی الفَخِّ ، وجمعه دَحَاحِیس.

سُئل الأزهری عن الدَّاحس فقال : الدَّاحِسُ : قَرْحَهٌ تخرج بالید تسمی بالفارسیه بَرْوَرَهْ.

وداحس : اسم فرس معروف.

ح س ت
اشاره

استعمل من وجوهه : [سحت].

سحت

اللیث : السُّحْتُ : کلُّ حَرام قبیح الذِّکر یَلْزَمُ منه العار نحو ثمن الکَلْب والخمر والخِنْزِیر : وإذا وقع الرجل فیها قیل : قد أسْحَت الرجل. قال : والسُّحْتُ : العَذَابُ ، قال : وسَحَتْنَاهم بلغنا مجهودَهم فی المَشَقَّه علیهم ، وأَسْحَتْنَاهم لُغَهٌ.

وقال الفرّاء : قُریءَ قَوْلُ الله جلّ وعزّ : (فَیُسْحِتَکُمْ بِعَذابٍ) [طه : 61] وقریء : (فیَسْحَتَکم) بفتح الیاء والحاء ، قال : ویَسْحَتُ أکثر وهو الاستئصال. وأنشد قول الفرزدق :

وعَضُّ زَمَانٍ یا ابن مروان لم یَدَعْ

من المال إلا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ

قال : والعرب تقول : سَحَت وأَسْحَتَ.

ویُروَی : إلا مُسْحَتٌ أو مُجَلَّفُ. ومَنْ رواه کذلک جعل معنی لم یدع : لم یَتَقَارّ ، ومن رواه : إلا مُسْحَتاً ، جعل لم یَدَعْ بمعنی لم

ص: 166

یترک ورفع قوله : أو مُجَلَّفُ بإضمارٍ کأنَّه قال : أو هو مُجَلَّفٌ کذلک. وهذا قول الکسائی.

ویقال : أَسْحَت الحالِقُ شَعَرَه إذا استأصله ، وأسْحَت الخاتِنُ فی خِتَان الصبی إذا استأصله. وکذلک أغْدَفَهُ.

یقال : إذا ختنت فلا تُغْدِف ولا تُسْحِت.

وقال ابن الفرج : سمعتُ شُجَاعاً السُّلَمِی یقول : بَرْدٌ بَحْتٌ وسَحْتٌ ولَحْتٌ أی صَادِقٌ ، مثل سَاحَه الدَّار وَبَاحَتها ، ویقال : مالُ فلان سُحْتٌ أی لا شَیْءَ علی من استهلکه.

وفی الحدیث أن النبی صلی الله علیه وسلم أحمی بجُرَش حِمًی ، وکتب لهم بذلک کتاباً فیه : «فَمَنْ رعاه من الناس فما له سُحْتٌ» أی من أصاب مالَ مَنْ رَعَی الحِمَی فقد أهدرْتُه ودَمُه سُحْتٌ أی هَدَرٌ.

وقُریءَ (أَکَّالُون للسُّحُتِ) مُثَقَّلا ، ولِلسُّحْتِ [المائده : 42] مُخَفَّفا ، وتأویله أنّ الرُّشَا التی یأکلونها یُعْقِبُهم الله بها أن یُسْحِتَهم بعذاب ، کما قال الله جلّ وعزّ : (لا تَفْتَرُوا عَلَی اللهِ کَذِباً فَیُسْحِتَکُمْ بِعَذابٍ) [طه : 61].

أبو عُبَید عن الأحْمر : المَسْحُوتُ : الجائعُ ، وامرأهٌ مَسْحُوتَهٌ.

وقال رُؤبه یصفُ یُونُس والحُوتَ الذی الْتَهَمَه.

* یُدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ *

یقول : نَحَّی الله جلّ وعزّ جوَانِبَ جَوْفِ الحوت عن یونس ، وجافاه عنه فلا یُصِیبُه منه أذًی. ومن رواه :

* یَدْفعُ عنه جوفُه المَسْحوتُ *

یرید أن جوفَ الحوتِ صار وِقایه له منَ الغَرَق ، وإنما دفع الله جلّ وعزّ عنه.

أبو عُبَید عن أبی زید : أسْحَتَ الرجلُ فی تجارته إذا اکْتَسَبَ السُّحْتَ.

(ح س ظ) _ (ح س ذ) _ (ح س ث): أهملت وجوهها.

ح س ر
اشاره

حسر ، حرس ، سحر ، سرح ، رسح : مستعمله.

حسر

قال اللیث : الْحَسْرُ : کَشْطُکَ الشَّیءَ عن الشیءِ. یقال : حَسَرَ عن ذِراعیه ، وحَسَرَ البَیْضَه عن رأسه ، وحَسَرَت الرِّیحُ السّحابَ حَسْراً. وانْحَسَرَ الشیءُ إذا طاوَع. وقد یجیء فی الشِّعر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَر.

وقال اللیث : حَسَرَ البَحرُ عن الساحل إذا نَضِبَ عنه حتی بدا ما تحت الماء من الأرض ، ولا یُقالُ : انحسَرَ البَحْرُ.

وقال ابن السَّکِّیت : حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمعنی واحد ، وأنشد أبو عُبَید فی الحُسُورِ بمعنی الانکشافِ :

إذا ما القَلَاسِی والعَمائمُ أُخْنِسَتْ

فَفِیهن عن صُلْعِ الرِّجال حُسُور

وقال اللیث : الحَسْرُ والحُسُور : الإعیاء ، تقول حَسَرَت الدَّابَّهُ والعَیْنُ ، وحَسَرَها بُعْدُ الشیء الذی حَدَّقَتْ نحوه ، وقال رؤبه :

* یَحْسُرُ طَرْفَ عَیْنِه فَضَاؤُه*

ص: 167

وقال الفَرَّاء فی قول الله جلّ وعزّ : (یَنْقَلِبْ إِلَیْکَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِیرٌ) [المُلک : 4] یرید ینقلب صاغِراً وهو حَسِیرٌ أی کلیلٌ کما تَحْسِرُ الإبِل إذا قُوِّمَتْ عن هُزَال وَکَلال ، وهی الحَسْرَی ، واحدها حَسِیرٌ ، وکذلک قوله عزوجل : (وَلا تَبْسُطْها کُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) [الإسرَاء : 29].

قال : نَهَاه أن یُعْطِیَ کُلَّ ما عنده حتی یَبْقَی مَحْسُوراً لا شیء عنده.

قال : والعَرَبُ تقول : حَسَرْتُ الدَّابَّه إذا سَیّرْتَها حتی یَنْقَطِع سَیْرُها ، وأما البَصَرُ فإنه یَحْسُرُ عند أقصی بُلُوغ النظر.

وقال أبو الهَیْثَم : حُسِرَت الدَّابَّهُ حَسْراً إذا أُتْعِبَتْ حتی تَبْقَی ، واستحسرت إذا أَعْیَتْ ، قال الله تعالی : (وَلا یَسْتَحْسِرُونَ) [الأنبیَاء : 19] وفی الحدیث : «الحسیر لا یعقر» لا یجوز للغَازِی إذا حُسِرَت دابَّتُه وقَوَّمَتْ أن یَعْقِرها مخافَهَ أن یأخذها العَدُوُّ ، ولکن یُسَیِّبُها.

وقال غیره : یقال للرّجَّاله فی الحرب الحُسَّر ، وذلک أنهم یَحْسِرونَ عن أَیْدِیهم وأَرْجُلِهم.

وقال بعضهم : سُمُّوا حُسَّرا لأنه لا دُرُوعَ علیهم ولا بَیْض ، والحَاسِرُ : الذی لا بَیْضَهَ علی رأسِه ، وقال الأعْشی : یصف الدَّارعَ والحاسِر :

* تَعْصِفُ بالدَّارِع والحَاسِرِ*

وفی فتح مکه أن أبا عُبَیده کان یومئذٍ علی الحُسَّر وهم الرَّجَّالَه ، ویقال للذین لا دروع لهم.

وقال أبو إسحاق فی قول الله عزوجل : (یا حَسْرَهً عَلَی الْعِبادِ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ رَسُولٍ) [یس : 30] هذا أَصْعَب مسأله فی القرآن إذا قال القائل : ما الفائده فی مُناداه الحَسْره ، والحَسْرهُ مِمَّا لا تُجِیب ، قال : والفائده فی مناداتها کالفائده فی مُناداه ما یعقل ، لأن النِّداءَ بابُ تنبیه. إذا قلت : یا زَیْدُ ، فإن لم تکن دعوته لتخاطبه بغیر النداء فلا معنی للکلام ، إنما تقول : یا زید لتنبهه بالنداء ، ثم تقول له : فعلت کذا ، ألا تَرَی أنک إذا قلت لمن هو مقبل علیک : یا زیدُ ، ما أَحسنَ ما صَنَعْتَ فهو أوکَدُ من أن تقول له : ما أحسنَ ما صنعت بغیر نداء ، وکذلک إذا قلت للمخاطب : أَنَا أعجَبُ مما فعلت ، فقد أفدته أنک مُتَعَجِّب ، ولو قلت : وا عَجَبَاهُ ممَّا فَعَلْت ، ویا عجباه أتفعل کذا کان دُعَاؤُک العَجَب أبلغ فی الفائده ، والمعنی یا عَجَبَا أَقْبِلْ فإنه من أَوْقَاتِک ، وإنما النداء تنبیه للمتعَجَّب منه لا للعَجَب ، والحَسْرَهُ أَشَدُّ الندم حتی یبقی النَادِمُ کالحَسِیرِ من الدوَابِّ الذی لا مَنْفَعَه فیه.

وقال الله جلّ وعزّ : (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُکَ عَلَیْهِمْ حَسَراتٍ) [فَاطِر : 8]. وهذا نَهْیٌ معناه الخبر ، المَعْنَی : (أَفَمَنْ زُیِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) فأضله الله ذَهَبَتْ نَفْسُک علیهم حَسْرهً وتَحسُّراً ، ویقال حَسِر فلان یحسَر حَسْرَهً وحَسَراً إذا اشتدت ندامتُه علی أمرٍ فاته ، وقال المَرَّار :

ما أَنَا الیومَ علی شیْء خَلَا

یا ابْنَهَ القَیْن تَوَلَّی بِحَسِرْ

ص: 168

وقال اللیث : الطیرُ تتحَسَّر إذا خَرَجَتْ من الرِّیش العَتِیقِ إلی الحدیث ، وحَسّرها إبَّان التَّحْسِیر ثَقَّلَه : لأنه فُعِلَ فی مُهْلَه.

قلت : والبَّازِی یُکَرِّز للتَّحْسِیر ، وکذلک سائر الجوارح تَتَحَسّر.

وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البَعِیر والشَّعَر عن الحمار إذا سَقَطَ. ومنه قوله :

تَحَسَّرَتْ عِقَّهٌ عنه فأَنْسَلَها

واجْتَابَ أُخری جدیداً بعد ما ابْتَقَلَا

وقال اللیث : الجاریه تَتحَسَّر إذا صَارَ لحمُها فی مواضعه ، وکذلک البَعیرُ. وقال لبید :

فإذا تَغَالَی لَحمُها وتَحَسَّرَتْ

وتَقَطَّعَتْ بعد الکَلَالِ خِدَامُها

قلت : وتحسُّرُ لحم البعیر أن یکون الربیعُ سَمَّنه حتی کثُر شحمه وتَمَکَ سَنَامه ، فإذا رُکِبَ أَیّاماً فذهب رَهَلُ لحمه ، واشْتَدَّ ما تَزَیَّم منه فی مواضعه فقد تَحسّر.

ورجل حاسِرٌ : لا عِمامَهَ علی رأسه ، وامرأهٌ حاسِرٌ بغیر هاء إذا حَسَرَتْ عنهَا ثِیابها ، ورجُلٌ حاسِرٌ : لا دِرْعَ علیه ولا بیضه علی رأْسِه.

وقال اللیثُ : الحَسَارُ : ضَرْبٌ من النَّباتِ یُسلِّح الإبِلَ.

ورجُلٌ مُحَسَّر : مُحَقَّرٌ مُؤْذًی.

وفی الحدیث «یخرج فی آخر الزّمان رجُلٌ یُسَمَّی أمِیرَ العُصَبِ ، أَصْحَابُه مُحَسَّرُون مُحَقَّرُون مُقْصَوْن عن أبواب السلطان ، یأتونه من کل أَوْبِ کأنهم قَزَعُ الخَریفِ یُوَرِّثُهُم الله مَشارِقَ الأرْضِ ومَغَارِبها». أبو زید فَحْلٌ حاسرٌ وفادِرٌ وجَافِرٌ إذا أَلْقَح شَوْلَه فَعَدَلَ عنها وتَرکها.

وفی الحدیث : «ادعوا الله ولا تستحسروا». قال النَّضْرُ : معناه لا تَمَلُّوا.

قال الشَّیْخُ : رُوِی هذا الحرف : فَحْلٌ جاسرٌ بالجیم أی فادِر ، وأظنه الصواب ، وقول العَجَّاج :

کَجَمَلِ البَحْرِ إذا خَاضَ جَسَرْ

غَوَارِبَ الیَمِّ إذا الیَمُّ هَدَر.

حتی یُقَال حَاسِرٌ وما انْحَسَرَ

یعنی الیَمّ ، یقال : حاسِرٌ إذا جَزَر ، وقد حَسَر البَحْرُ وجَزَر واحد.

وقوله : إذا خَاضَ جَسَر بالجیم أی اجترأ وخاض مُعْظَمَ البحر ، ولم تَهُلْه اللُّجَحُ.

الحَسَارُ من العُشْبِ ینبت فی الرِّیاض ، الواحِدَهُ حَسَارَه.

ورِجْلُ الغُرَاب : نَبْتٌ آخر ، ودم الغزال : نبت آخر : والتأویلُ : عُشْب آخر.

سحر

قال اللیث : السِّحْرُ : عمل یُقْرَبُ فیه إلی الشیطان وبمَعُونَهٍ منه ، کل ذلک الأمْرِ کَیْنُونَتُه السِّحْر ، ومن السِّحْر الأخْذَهُ التی تأْخُذُ العَیْنَ حتی تَظُنَّ أنَّ الأمرَ کما تَری ولیس الأصْلُ علی ما تَرَی.

وفی الحدیث أنّ قیسَ بنَ عَاصمٍ المِنْقَرِیَّ والزِّبرقان بن بدر وعمرو بن الأصمِّ قَدِمُوا علی النبی صلی الله علیه وسلم ، فسأل النبیُّ عَمْراً عن الزِّبْرِقَان فأَثْنَی علیه خیراً ، فلم یَرْضَ الزّبرِقَانُ بذلک ، وقال : والله یا رسول الله إنه لیعلم أَنّی أفضل مِمَّا قال ، ولکنه حَسَدَ

ص: 169

مکانِی منک ، فأَثْنَی علیه عَمْرو شَرّاً ، ثم قال : والله ما کَذَبْتُ علیه فی الأُولی ولا فی الآخره ، ولکنه أرضانی فقلت بالرِّضا ، ثم أَسْخَطَنی فقلت بالسُّخْطِ ، فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «إنّ من البَیَان لسِحْراً».

قال أبو عُبَید : کأنّ المعنی _ والله أعلم _ أنه یَبْلُغُ من بَیَانِه أَنَّه یَمْدَحُ الإنسانَ فیَصْدُقُ فیه حتی یَصْرِفَ القلوب إلی قوله ، ثم یَذُمُّهُ فیَصْدُقُ فیه حتی یَصْرِفَ القُلُوبَ إلی قولِه الآخر ، فکأنّه قد سَحَر السامعین بذلک. قلت : وأصل السِّحْرِ صَرْفُ الشیء عن حَقِیقَتِه إلی غیره.

وقال الفرّاء فی قول الله : (فَأَنَّی تُسْحَرُونَ) [المؤمنون : 89] معناه فأَنَّی تُصْرَفُون ، ومِثْلُه (فَأَنَّی تُؤْفَکُونَ) [فَاطِر : 3] ، أُفِکَ وسُحِرَ سواء.

وأخبرنی المُنْذِری عن ابن فهم عن محمد بن سَلَّام عن یُونُسَ فی قوله : (فَأَنَّی تُسْحَرُونَ) [المؤمنون : 89] قال : تُصْرَفُون.

قال یونس : تقول العرب للرّجل : ما سَحَرَکَ عن وَجْه کذا وکذا ، أی ما صَرَفَک عنه.

وقال شَمِر : قال ابن عائشه : العَرَبُ إنما سَمَّت السِّحْرَ سِحْراً لأنه یُزِیلُ الصحه إلی المرض ، وإنما یقال : سَحَرَه أی أزاله عَنِ البُغْضِ إلی الحب. وقال الکُمَیْت :

وقَادَ إلیها الحُبَّ فانْقَادَ صَعْبُه

بِحُبٍّ من السِّحْرِ الحَلَال التَّحَبُّبُ

یرید أنّ غَلَبَهَ حُبّها کالسّحر ولَیْسَ به ، لأنه حُبٌّ حَلَالٌ ، والحَلَالُ لا یکون سحراً ، لأن السِّحْرَ فیه کالْخِدَاعِ. قال شَمِر : وأَقْرَأَنی ابن الأعرابیّ للنَّابِغَهِ :

فقالت یَمِینُ الله أَفْعَلُ إنَّنی

رأَیْتُک مَسْحُوراً یَمِینُک فاجِرَه

قال : مسحوراً : ذَاهِبَ العَقْلِ مُفسَداً.

قال : وطعَامٌ مَسْحُورٌ إذا أُفْسِدَ عَمَلُه ، وأرضٌ مَسْحُورَه : أصَابَهَا من المَطَرِ أکثَرُ مِمَّا ینبغی فأفْسَدَها ، وغَیْثٌ ذو سِحْرِ إذا کان ماؤُه أکثَرَ مِمَّا ینبغی.

وقال ابن شُمیل : یقالُ للأرض التی لیس فیها نبت ، إنما هی قاعٌ قَرَقُوسٌ. أرض مَسْحُورَه : لا تنبت ، وعَنْزٌ مَسحُورَهٌ : قلیلَهُ اللَّبَن. وقال : إِنَّ البَسْقَ یَسْحَرُ أَلْبَانَ الغَنَم ، وهو أن یَنْزِلَ اللَّبَنُ قَبْلَ الوِلَادِ.

وقال الفَرَّاء فی قول الله جلّ وعزّ : (إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِینَ) [الشُّعَرَاء : 153] قالوا لنبی الله : لستَ بمَلَکٍ إنما إنت بشر مثلنا.

قال : والمُسَحَّرُ : المُجَوَّفُ ، کأنه والله أَعْلم أُخِذَ من قَولِک : انْتَفَخَ سَحْرُک أی أنک تَأْکُلُ الطَّعامَ والشَّرابَ فَتُعَلَّلُ به ، وقال لَبِیدٌ :

فإنْ تَسْأَلِینَا فِیمَ نحن فإنَّنَا

عَصَافِیرُ من هذا الأَنَامِ المُسَحَّرِ

یرید المُعَلَّل المخدوع ، قال : ونری أنّ الساحر من ذلک أُخِذَ لأن کالخدیعه.

وقال غیره : (مِنَ الْمُسَحَّرِینَ) [الشُّعَرَاء : 153] أی مِمّن سُحِرَ مَرَّهً بعد مَرَّه. والسِّحْرُ سُمِّی سِحْراً : لأنه صَرْفُ الشیءِ عن

ص: 170

جِهتهِ ، فکأنَ الساحِرَ لمّا أَرَی البَاطِلَ فی صُورَهِ الحق ، وخَیَّلَ الشیءَ علی غیر حقیقته ، فقد سَحَر الشیءَ عن وجهه أی صَرَفَه. وقال بعضُ أهل اللغه فی قوله جلّ وعزّ : (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) [الإسرَاء : 47] قولین : أحدهما أنه ذو سَحْرٍ مِثْلُنا ، والثانی أنه سُحِرَ وأزیل عن حد الاستواء.

وأخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : السِّحْرُ : الخَدِیعَهُ ، والسَّحَرُ ، قِطْعهٌ من اللیل. وقوله عزوجل : (یا أَیُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّکَ بِما عَهِدَ عِنْدَکَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ) [الزّخرُف : 49]. یقول القائل : کیف قالوا لموسی : یا أیها الساحر وهم یزعمون أنهم مهتدون ، فالجواب فی ذلک أن السَّاحر عندهم کان نَعْتاً محموداً ، والسِّحْرُ کان عِلْماً مرغوباً فیه : فقالوا : (یا أَیُّهَا السَّاحِرُ) علی جهه التعظیم له ، وخاطبوه بما تَقدّم له عندهم من التَّسْمِیَه بالساحر إذ جاء بالمعجزات التی لم یعهدوا مثلها ولم یکن السحر عندهم کفراً ولا کان مما یتَعایَرون به ، ولذلک قالوا له : (یا أَیُّهَا السَّاحِرُ).

وقال اللیث : وشیء یَلْعَبُ به الصِّبیان إذا مُدَّ خرجَ علی لَوْن وإذا مُدَّ من جانِبٍ آخر خرج علی لون آخر مخالف للأول ویُسمَّی السَّحَّارَهَ ، قال : والسِّحْرُ : الغِذَاءُ ، وأنشد :

أرانا مُوضِعِین لحَتْم غَیْبٍ

ونُسْحَرُ بالطَّعَام وبالشَّرَاب

وقال غیره : معنی نُسْحَرُ بالطعام أی نُعَلَّلُ به.

وقال اللیث : السَّحَرُ : آخِرُ اللیل ، تقول : لَقیتُه سُحْرهَ یا هذا ، وسُحرَهً بالتنوین ، ولَقیتُه سَحَراً وسَحَرَ بلا تنوین ، ولَقیتُه بالسَّحرِ الأعلی ولقِیتُه بأعلی سَحَرینِ ولقِیتُه بأعلی السَّحَرَین ، وقال العجّاج :

* غَدَا بأَعْلَی سَحَرٍ وأَحْرَسا*

قال : وهو خطأ ، کان ینبغی له أن یقول : بأَعلی سَحَرَیْن ، لأنه أولُ تنفُّس الصبح ، کما قال :

* مَرَّتْ بأَعلی سحَریْنِ تَدْأَلُ*

قال : وتقول : سحَرِیَ هذه اللیله. وأنشد :

فی لَیْلهٍ لا نَحْسَ فی

سحَرِیِّها وعِشائها

وبعضٌ یقول : سحریَّه هذه اللَّیْله. سَلَمَهُ عن الفرَّاء ، فی قول الله عزوجل : (نَجَّیْناهُمْ بِسَحَرٍ) [القَمَر : 34] ، أجری سَحراً هاهنا لأنه نکره ، کقولک : نجیناهم بلَیْلٍ ، قال : فإذا ألقت العرب منه الباء لم یُجْرُوه فقالوا : فعلتُ هذا سَحرَ یا فتَی ، وکأنهم فی ترکهم إجراءَه أن کلامهم کان فیه بالألف واللام فجری علی ذلک ، فلما حُذفَت منه الألف واللام وفیه نِیَّتُهما لم یُصرَف ، کلام العرب أن یقولوا : ما زال عندنا منذ السَّحَر لا یکادون یقولون غیره. وقال الزجاج وهو قول سیبویه : سَحَرٌ إذا کان نکره یَرادُ به سَحَرٌ من الأسْحارِ انصرف ، تقول : أَتیتُ زیداً سَحراً من الأسحار. فإذا أردت سَحَر یومِک قلت : أَتَیتُهُ سَحَرَ یا هذا ، وأَتَیْتُه بِسحَرَ یا هذا ، قلت : والقیاسُ ما قال سیبویه.

والسَّحُورُ : ما یُتَسحَّرُ به وقت السَّحَر من

ص: 171

طَعام أو لَبَنٍ أو سَوِیق ، وُضِعَ اسماً لمَا یُؤکَل ذلک الوقت ، وقد تسحَّر الرجلُ ذلک الطعامَ أی أَکَلَهُ.

ویقال : أسْحَرْنا أی دخَلنَا فی وقت السَّحَر ، واستَحَرنا أی سِرنا فی وقت السَّحَرِ ونهَضْنا للسیر فی ذلک الوقت ، ومنه قول زُهَیر :

* بَکَرْنَ بُکُوراً واستَحَرْنَ بسُحْرَه*

وقال ابنُ شُمیْل فی باب الأرنب : یقال للأرنب مُقَطَّعَهُ الأسْحار ومُقَطِّعه القلوب لأنها تُقَطِّع أَسْحارَ الکلابِ بشدَّه عَدْوِها ، وتُقَطِّعُ أسحارَ مَنْ یطلبُها.

وقال اللیث : الإسْحارَّهُ بقله یَسْمَنُ علیها المالُ.

وقال النَّضْر : الإسْحارَّهُ : بَقْلَهٌ حارَّه تَنْبُتُ علی ساق لها وَرَقٌ صِغَارٌ ، لها حبْه سوداء کالشَّهْنِیزَه.

أبو عُبَید عن أبی عُبَیده : السَّحْر خَفیفٌ : ما لَصِق بالحلقوم وبالمریء من أعلی البطن ، وقال الفرَّاء فیما روَی عنه سَلَمه هو السَّحْر والسُّحْر والسَّحَر.

وقال اللیثُ : إذا نَزَت بالرجل البِطْنَهُ یقال : انْتَفَخَ سَحْرُه معناه عدا طَوْرَه وجاوز قدرَه.

قُلتُ : هذا خطأ إنما یقال : انتفَخَ سَحْرُه للجبان الذی مَلَاءَ الخَوفُ جوفَه فانتفَخَ السحْرُ وهو الرِّئَهُ حتی رفع القلبَ إلی الحُلْقوم ، ومنه قول الله جلّ وعزّ : (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) [الأحزَاب : 10] وکذلک قوله : (وَأَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْآزِفَهِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ) [غَافر : 18]. کل هذا یدل علی أنّ انتِفَاخ السَّحْرِ مَثَلٌ لشدّه الخَوْف وتمکّن الفزع وأنه لا یکون من البِطْنَه.

والسَّحَرُ والسُّحْرَهُ : بَیَاض یعْلو السَّواد ، یقال بالسین والصاد إلا أن السِّین أکثر ما تُسْتعمَل فی سَحَر الصُّبح ، والصادَ فی الألوان ، یقال : حِمارٌ أَصْحرُ وأَتَانٌ صَحرَاء.

وقول ذی الرُّمّهِ یصفُ فَلَاه :

مُغَمِّضُ أَسْحارِ الخُبوتِ إذا اکتَسَی

من الآل جُلًّا نَازِحَ الماء مُقْفِر

قیل : أَسحارُ الفَلَاه : أَطرافُها ، وسَحَرُ کل شیءٍ : طرَفُه ، شُبِّه بأَسحار اللیالی ، وهی أطْراف مآخیرِها ، أراد مُغَمِّضَ أطراف خُبُوتِه ، فأدخل الألف واللام فقاما مقام الإضافه.

وقال شمر : قال ابن الأعرابی : الأسحارُ واحدُها سَحْر ، قال : وسَحْرُ الوادی : أعلاه.

وأخبرنی المُنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال للذی یَشْتَکی سَحْرَه سَحِیرٌ فإذا أصابه منه السِّلُّ فهو بَحِیرٌ وبَحِرٌ.

وأنشد :

وغِلْمَتی منهم سَحِیرٌ وبَحِرْ

وقائمٌ من جَذْبِ دَلْوَیها هَجِرْ

قال : وسحَر إذا تباعد ، وسَحَر : خَدَع ، وسَحَر إذا بَکَّر.

وروی الطُّوسِیُّ عن الخَزَّاز قال : السَّحِیر الذی انقطَع سَحْرُه ، وهو رِئتُه ، والبَحِر :

ص: 172

الذی سُلَّ جسمُه وذهب لحمُه ، وهَجِرٌ وهَجیرٌ یَمشِی مُثْقَلاً مُتقارِبَ الخَطْو کأنّ به هِجاراً لا یَنْشَطُ مِمَّا به من الشِّرَّهِ والبَلاءِ.

حرس

اللیثُ : الحَرْسُ : وَقتٌ من الدهرِ دون الحُقْبِ. أبو عُبَید : الحَرْسُ : الدَّهرُ ، والمُسْنَدُ : الدَّهرُ.

وقال اللیث : الحَرَسُ هم الحُرَّاسُ والأحْرَاسُ ، والفعل حَرَس یَحْرُس ، والفعل اللازم یَحْتَرِسُ کأنه یَحْتَرِزُ. قلتُ : ویقال حارِسٌ وحَرَسٌ للجمیع ، کما یقال : خادِمٌ وخَدَمٌ ، وعاسُّ وعَسَسٌ.

وقال اللیثُ : البِناءُ الأحْرَسُ هو الأصَمُّ البنیان. قلت : البناءُ الأحْرَسُ هو القَدِیمُ العَادِیُّ الذی أَتَی علیه الحَرْسُ وهو الدَّهْرُ ، ومنه قوْلُ رُؤْبَه :

* وأَیْرَمٍ أَحْرَسَ فوْقَ عَنْزِ*

والأیْرَم : شبه عَلَمٍ یُبْنَی فوق القَارَه یُسْتَدَلُّ به علی الطریق ، والعَنْزُ قَارَهٌ سوداء ، ویروی :

* وإرَمٍ أَعْیَسَ فوق عَنْزِ*

وفی الحدیث أَنَّ غِلْمهً لحاطِب بنِ أبی بَلْتَعَهَ : احْتَرَسوا ناقَهً لِرَجُلٍ فانْتَحَرُوها.

وفی حدیث آخر : جاء فی حَرِیسَهِ الجَبَلِ قال : لا قَطْعَ فیها.

قال شَمِر : الاحتِرَاسُ : أن یُؤْخَذَ الشیءُ من المَرْعَی.

وقال ابن الأعرَابی : یقال للذی یَسْرِقُ الغنم مُحْتَرِسٌ ، ویقال للشَّاهِ التی تُسْرَقُ حَرِیسَهٌ. وفُلَانٌ یأْکُلُ الحَرِیساتِ إذا تَسَرَّقَ غَنَمَ الناس فأکلها ، وهی الحَرائِسُ.

وقال غیره : یقال للرَّجل الذی یُؤْتَمَنُ علی حفظ شیءٍ لا یُؤْمَنُ أن یخون فیه.

مُحْتَرِسٌ من مِثْلِه وهو حارِسٌ.

والحَرْسان : جَبلان یقال لأحدهما : حَرْسُ قَساً وفیه هَضْبه یقال لها البیضاء ، وقال :

هُمُ ضَرَبُوا عن وَجْهِهَا بکَتیبَهٍ

کبیضاء حَرْسٍ فی طَرَائِقها الرَّجْل

البیضاء : هَضْبهٌ فی الجبَل.

سرح

قال اللیث : السَّرْح : المالُ یُسَامُ فی المَرْعَی من الأنْعَامِ.

یقال : سَرَح القومُ إبِلَهم سَرْحاً ، وسرَحَتِ الإبلُ سَرْحاً ، والمسرَحُ : مَرْعَی السَّرْح ، ولا یُسَمَّی سَرْحاً إلا بعد ما یُغْدَی به ویُرَاح ، والجمیع السُّرُوحُ.

قال : والسَّارح یکون اسما للرَّاعی الذی یَسْرَحُها ، ویکون السَّارح اسماً للقوم لهم السَّرْح نحو الحاضر والسامر وهُما جَمِیعٌ.

وقال أبو الهَیْثَم فی قول الله عزوجل : (حِینَ تُرِیحُونَ وَحِینَ تَسْرَحُونَ) [النّحل : 6].

یقال : سَرَحْتُ الماشیهَ أی أخْرَجْتُها بالغداه إلی المَرْعَی ، وسَرَح المالُ نفسه إذا رَعَی بالغَدَاه إلی الضُّحَی.

ویقال : سَرَحْتُ أنا أَسرَحُ سُرُوحاً أی غَدَوْتُ ، وأنشد لجریر :

وإذا غَدَوْتِ فَصَبَّحَتْکِ تَحِیَّهٌ

سبَقَتْ سُرُوحَ الشَّاحِجَاتِ الحُجَّلِ

قال والسَّرْحُ : المالُ الرَّاعی.

وقال اللیث : السَّرْحُ : شجرٌ له حَمْلٌ ، وهی الأَلَاءَهُ ، الواحِدَهُ سَرْحه.

ص: 173

قلت : هذا غلط. لیس السَّرْح من الألاءَه فی شیء.

قال أبو عُبَید : السَّرْحَهُ : ضرْبٌ من الشجَرِ معروف ، وأنشد : قول عَنْتَرَه :

بَطَلٍ کأنَّ ثِیابَهُ فی سَرْحَهٍ

یُحْذَی نِعَالَ السِّبْتِ لَیْسَ بِتَوْأَمِ

یصفه بطول القامهِ فقَدْ بَیَّنَ لکَ أَنَ السَّرْحَهَ من کِبَارِ الشَّجَر ، ألا تری أنه شَبَّه به الرجلَ لِطوله ، والآلاء لا ساقَ له ، ولا طُول.

وأَخْبَرنی المنذری عن أبی الهَیْثَم أنه قال : السَّرْح : کُلُّ شَجَرٍ لا شوکَ فیها.

وفی حدیث ابن عمر أنه قال : «إنَّ بمکان کذا وکذا سَرْحَهً لم تُجْرَدْ ولم تُعْبَلْ ، سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُون نَبِیّاً» ، وهذا یدل علی أَنَ السَّرْحَه من عِظامِ الشَّجَر.

والعرب تَکْنی عن المرأه بالسَّرْحهِ النَّابتَه علی الماء ، ومنه قوله :

یا سَرْحَهَ الماء قَدْ سُدّتْ مَوَارِدُه

أَمَا إلیک طریقٌ غَیْرُ مَسْدُود

لِحَائِمٍ حامَ حتی لا حَراک به

مُحَلإٍ عن طریقِ الوِرْدِ مَرْدُودِ

کنی بالسَّرْحَهِ ، النَّابتَه علی الماء ، عن المرأه لأنها حینئذ أحسن ما تکون.

ثعلب عن ابن الأعْرابی : السَّرْحُ : کِبَارُ الذَّکْوَانِ ، والذَّکْوَانُ : شَجَرٌ حَسَنٌ العَسَالِیج.

وقال اللیث : السَّرْحُ : انْفِجَارُ البَوْلِ بعدَ احتباسه.

وَرَجُلٌ مُنْسَرِح الثِّیابِ إذا کان قَلیلَها خَفیفاً فیها وقال رؤبه.

* مُنْسرِحٌ إلَّا ذَعالیبَ الخِرَقْ*

الذَّعالیبُ : ما تَقَطَّع من الثیاب.

قال : وکل قطعه من خرقه مُتَمَزِّقَه أو دمٍ سائل مستطیل یابِسٍ فهی وما أشبههاً سریحه وجمعها سَرائح ، وقال لبید :

* بِلَبَّتِه سَرائِحُ کالعَصیمِ*

قال : والسَّرِیح : السَّیْرُ الذی یُشَدُّ به الخَدَمَهُ فوق الرُّسْغِ.

أبو عُبَیْد عن الأصمعی : المُنْسَرِحُ : الخارج من ثِیابِه ، قلت وهذا هو الصَّواب لا ما قاله اللیث. وأما السَّرائح فهی سُیُورُ نِعال الإبل ، کلّ سَیْرٍ منها سریحه.

والْخِدَامُ : سُیورٌ تُشَدُّ فی الأرْساغِ ، والسرائِحُ تُشدُّ إلی الخدَم. والسَّریحهُ : الطریقَهُ من الدَّمِ إذا کانت مستطیله.

أبو سعید : سَرَحَ السَّیلُ یَسْرَحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إذا جَرَی جَرْیاً سهلاً ، فهو سَیْلٌ سارح وأنشد :

ورُبَّ کلِّ شُوْذَبِیٍ مُنْسرِحْ

من اللِّباسِ غَیْرَ جَرْدٍ ما نُصِحْ

والجَرْدُ : الخَلَقُ من الثیاب. ما نُصِح أی ما خِیط.

وقال النّضرُ : السَّریحهُ من الأرض : الطریقه الظَّاهِرهُ المسْتوِیهُ ، وهی أکثرُ نَبْتاً وشجراً مِمَّا حولَها ، وهی مُشْرِفهٌ علی ما حوْلها ، والجمیع السَّرائحُ.

وسُرُحٌ : ماء لبنی عَجْلان ذکره ابن مُقْبِل فقال :

ص: 174

* قالَتْ سُلَیْمَی بِبَطْنِ القاع من سُرُحٍ *

والعرب تقول : إنَّ خَیْرَک لَفی سَرِیح ، وإنَّ خیْرک لسَریح وهو ضِدُّ البطِیء ، وفَرَسٌ سِریاحٌ : سَرِیعٌ ، وقال ابن مُقْبِل یصفُ الخیْل :

مِنْ کلِّ أَهْوجَ سِریاحٍ ومُقْرَبهٍ

تُقَاتُ یومَ لِکَاکِ الوِرْدِ فی الغُمَرِ

قال : وإنما خص الغُمَرَ وسَقْیها فیه لأنه وصفها بالعتْقِ وسُبوطَه الخُدود ولَطَافَهِ الأفْواه کما قال :

وتَشربُ فی القَعْبِ الصغیر وإن تُقَدْ

بِمشْفَرِها یوماً إلی الماءِ تَنْقَدِ

قال اللیث : وإذا ضاقَ شیءٌ فَفَرَّجْتَ عنه قلت : سَرّحتُ عنه تَسْرِیحاً ، وقال العَجّاجُ :

وسرّحَتْ عنه إذا تَحَوَّبا

روَاجِبُ الْجَوْفِ الصَّهِیلَ الصُّلَّبا

وتَسریحُ الشعْرِ : تَرجِیلُه وتَخْلیصُ بعضه من بعض بالمُشْط ، والمُشْط یقال له : المِرْجَلُ والمِسرح.

وأمَّا المَسرحُ بفتح المیم فهو المَرْعَی الذی تَسْرَحُ فیه الدّوَابّ للرَّعْی وجمعه المسارح ومنه قوله :

* إذا عَادَ المَسَارِحُ کالسِّبَاح*

وتَسریحُ دَمِ العِرْق المفصود : إرْسالُه بعد ما یسیل منه حین یُفْصدُ مرّهً ثانیه وسَمّی الله جلّ وعزّ الطّلاقَ سَراحاً فقال : (وَسَرِّحُوهُنَ سَراحاً جَمِیلاً) [الأحزَاب : 49] کما سَمّاهُ طَلاقاً من طَلّق المرأهَ ، وسَمّاه الفِرَاقَ ، فهذه ثَلَاثَهُ ألْفَاظ تَجمَعُ صَرِیحَ الطّلاق الذی لا یُدَیَّنُ فیها المُطَلِّق بها ، إذا أنکر أن یکون عَنَی بها طَلَاقاً. وأمّا الکِنایاتُ عنها بغیرها مثل البائنه والبَتّه والحَرَام وما أشْبَهَها فإنه یُصدَّق فیها مع الیمین أنه لم یُرِد بها طَلاقاً.

وقال اللیث : ناقَهٌ سُرُحٌ ، وهی المنْسرِحهُ فی سیرِها السریعه ، وأنشد قولَ الأعشی :

بجُلَالهٍ سُرُحٍ کأن بِغَرْزِها

هِرّاً إذا انْتَعل المَطِیُّ ظِلَالها

أبو عُبَید عن الأصمعی : مِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ هو المُنْسَرِح للذهاب والمجیء ، وأراد بالملاط العَضُد.

وقال ابن شُمَیل : ابنا مِلَاطَی البعیرِ هما العَضُدان ، قال : والمِلَاطان : ما عن یمین الکِرْکِرَه وشَمالها.

اللیث : السِّرْحان : الذِّئْبُ ویُجْمَع علی السِّرَاح ، قال : والسِّرْحانِ فِعْلان من سَرَح یَسرَح.

قلت : ویجمع السِّرْحان سَرَاحینَ وسَرَاحِی بغیر نون ، کما یقال : ثعَالِبُ وثَعَالِی ، وأما السِّرَاحُ فی جمع السِّرْحان فغیر محفوظ عندی. وسِرْحانٌ یُجْری من أسماء الذئب ، ومنه قوله :

* وغارَهُ سِرْحانٍ وتَقْرِیبُ تُفَّل*

وقال الأصمعی : السِّرْحَانُ والسیِّد فی لغه هُذَیْل : الأسَدُ. وفی لغه غیرهم الذِّئْبُ.

قال أبو المُثَلَّم یَرْثِی رَجُلاً :

شِهَابُ أَنْدِیَهٍ حَمَّالُ أَلْوِیَهٍ

هَبَّاطُ أَوْدِیَهٍ سِرْحَانُ فِتیان

وأنشد أبو الهیثم لِطُفَیْل :

ص: 175

وخَیْلٍ کأمثَالِ السِّراحِ مَصُونَهٍ

ذَخَائرَ ما أَبْقَی الغُرابُ ومُذْهَبُ

قال : ویقال : سِرْحان وسَرَاحِین وسِرَاح.

اللیث : السِّرْحَانُ : الذئب. ویجمع علی السَّرَاح. قال الأزهری : ویجمع سَراحِین وسَرَاحِی بغیر نون کما یقال : ثَعَالِب وثَعَالی فأما السِّراحُ فی جمع السِّرْحان فهو مسموع من العرب ولیس بقیاس. وقد جاء فی شعر الکاهِلیّ : وقِیسَ عَلَی ضِبْعَان وضِبَاع. ولا أعرف لهما نظیرا.

وقال اللیث : المُنْسَرِح : ضربٌ من الشعر علی مستفعلن مفعولات مستفعلن ست مرّات.

وفی کتاب کتبه رسول الله صلی الله علیه وسلم لأُکَیْدر دُومَهِ الجَنْدلِ : «لا تُعْدَل سارِحَتُکم ولا تُعَدُّ فارِدتکم».

قال أبو عُبَید : أراد أنَّ ماشِیَتَهم لا تُصْرفُ عن مَرْعیً تُرِیدُه ، والسارِحَهُ هی الماشیه التی تسرح بالغداه إلی مراعیها.

شَمِر عن ابن شُمَیل : السَّرِیحهُ من الأرض : الطریقه الظاهره المستویه بالأرض الضّیِّقَه ، وهی أکثر شجراً مِمّا حولها ، فَتَراها مستطیله شَجِیرَهً ، وما حولها قلیلُ الشجر ، وربما کانت عَقَبه وجَمْعُها سَرَائِح.

أبو عُبَید عن الکِسَائی : سَرّحَهُ الله وسَرحَه أی وفّقَه الله ، قلت : وهذا حَرْفٌ غَرِیب سمعته بالحاء فی «المؤلف» عن الإیادی.

وقال شمر : قال خالد بن جَنْبَه : السارحه : الإبل والغنم ، قال : والسارحه : الدَّابَّه الواحده. قال : وهی أیضاً الجماعه.

ویقال : تَسَرَّح فلان من هذا المکان أی ذَهَبَ وخرج ، وسَرَحْت ما فی صدری سَرْحاً أی أخْرَجْته. وسُمَّی السَّرْحُ سَرْحاً لأنه یُسرَح فیخرجُ. وأنشد :

* وسرَحْنَا کلَّ ضَبٍّ مُکْتَمِنْ*

وقال فی قوله : لا تُعْدَلُ سارحتکم أی لا تُصرف عن مرعیّ تُرِیده. یقال : عَدَلْتُه أی صَرَفْته فعدل أی انصرف.

رسح

قال اللیث : الرَّسَحُ : ألا تکون للمرأه عَجِیزهٌ. فهی رَسْحاءُ. وقد رَسِحَتْ رسَحاً. وهی الزَّلَّاء والمِزلاجُ. ویقال للسِّمع الأزَلِ أَرْسَح.

والرَّسْحاءُ : القَبَیحه من النِّسَاء. والجمعُ رُسْحٌ.

ح س ل
اشاره

حَسَلَ ، حلس ، سلح ، سحل ، لحس : مستعملات.

حسل

قال اللیث : الحِسْلُ : وَلَدُ الضَّبِّ ، ویُکْنی الضَّبُّ أَبَا حِسْل.

وقال أبو الدُّقَیْش : تقول العرب للضَّبّ : إنه قاضی الدَّوَابِّ والطَّیْرِ.

قال الأزهری : ومما یحقق قولُه ما حَدَّثَنَاه المُنْذِرِیّ عن عثمان بن سعید عن نُعَیم بن حَمَّادٍ عن مروان بن معاویه عن الحسن بن عمرو عن عامر الشعبی ، قال : سمعت النعمان بن بشیر علی المنبر یقول : یا أیها الناس ، إنی ما وجدت لی ولکم مَثَلاً إلا الضَّبُع والثعلب ، أتیا الضَّبّ فی جُحْرِه ،

ص: 176

فقالا : أبا حِسْل ، قال : أُجِبْتُما ، قالا : جِئْناک نَحْتِکم. قال : فی بیته یُؤْتی الحَکَمُ ، فی حدیث فیه طول.

وقال اللیث : جَمْعُ الحِسْل حِسَله ، قلت : ویُجْمَعُ حُسُولاً.

وروی أبو عُبَیْد عن أبی زید والأحمر أَنَّهما قالا : یقال لفَرْخِ الضَّبِّ حین یخرج من بَیْضه حِسْل ، فإذا کبِر فهو غَیْدَاقٌ.

وقال أبو عُبَیده : المَحْسُول والمَخْسولُ بالحاء والخاء : المرذُول ، وقد حَسَلْتُه وخَسَلْتُه.

أبو عُبَید عن الفراء : الحُساله : الرَّذْلُ من کل شیء.

وقال بعض العَبْسِیِّینَ :

قَتَلْتُ سَرَاتکم وحَسَلت منکم

حَسِیلاً مثلَ ما حُسِل الوَبَارُ

قال شمِر : قال ابن الأعرابی : حَسَلْتُ : أبقَیتُ منکم بَقِیَّهً رُذَالاً ، قال : والحَسِیل : الرُّذَال.

وقال اللِّحْیانی : سُحاله الفِضَّه وحُسالَتُها.

وقال ابن السِّکّیت : قال الطَّائی : الحَسِیله : حَشَفُ النخل الذی لم یکن حَلَا بُسْرُه فیُیَبِّسونه حتی یَیْبَس ، فإذا ضُرِبَ انْفَتَّ عن نواه فَیَدِنُونَه باللبن ویمْرُدُون له تمراً حتی یُحَلِّیه فیأکلونه لَقِیماً. یقال : بُلُّوا لنا من تلک الحَسیلهِ ، وربما وُدِنَ بالماء.

أبو عُبَید عن الأصمعی قال : وَلَدُ البَقَرَه یقال له : الحَسِیل ، والأنثی حَسِیله.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابی : یقال للبقره لحَسیله : والخَائِرَهُ والعجوز والیَفنَهُ ، وأنشد غیره :

عَلَیَّ الحَشِیشُ ورِیُّ لها

ویوم الغُوَارِ لِحسْل بن ضَبّ

یقولها المستَأْثَرُ علیه مَزْرِیهً علی الذی یفعلُه.

قال أبو حاتم : یقال لولد البقره إذا قرمَ أی أَکلَ من نبات الأرض حَسِیلٌ ، والجمیع حِسْلَان ، قال : والحسیلُ إذا هلکت أمه أو ذَأَرَتْه أی نفرت منه فأُوجِر لبناً أو دقیقاً فهو مَحْسول ، وأنشد :

لا تَفْخَرنَّ بلحیهٍ

کَثُرَتْ منابِتُها طویلهْ

تهوَی تُفَرِّقها الریا

حُ کأَنها ذَنَبُ الحَسِیلهْ

والحَسْل : السَّوْقُ الشدید. یقال : حسْلتُها حَسْلاً إذا ضبَطتها سَوْقاً ، وقیل لولد البقره حَسِیلٌ وحَسِیلهٌ ، لأنَّ أمَّه تُزَجِّیه معها وقال :

* کیف رأیتَ نُجْعتی وحَسْلِی *

سحل

قال اللیث : السَّحِیلُ ، والجمیع السُّحُل : ثوب لا یُبرَم غزلُه أی لا یُفْتَل طَاقیْن طَاقیْن ، یقال : سَحَلوهُ أی لم یَفْتِلُوا سَداه. وقال زهیر

* علی کل حَالٍ من سَحِیلٍ ومُبْرَم*

وقال غیره : السّحِیلُ : الغَزْل الذی لم یُبْرَم ، فأما الثَّوبُ فإنه لا یسمی سَحِیلاً ، ولکن یقال للثوب سَحْل.

روی أبو عُبَید عن أبی عمرو أنه قال : السّحْلُ : ثوبٌ أبیض من قطن وجمعه

ص: 177

سُحُلٌ. وقال المُتَنخِّل الهُذَلیّ :

کالسُّحُل البیض جَلَا لَوْنَها

هَطْلُ نِجاء الحَمَل الأَسْوَلِ

قال : وواحد السُّحُل سَحْلٌ.

وسُحُولٌ : قَرْیَهٌ من قُرَی الیمن یحمل منها ثیاب قطن بیض تدعی السُّحُولیَّه بضم السین. وقال طرفه :

وبالسَّفْح آیاتٌ کأنَّ رُسُومَها

یَمَانٍ وشَتْه رَیْدَهٌ وسُحُولُ

ریده وسُحُول : قریتان ، أراد وَشْتْه أهل ریده وسُحول.

عمرو عن أبیه قال : المُسَحَّلَهُ : کُبَّهُ الغَزْل.

وهی الوشیعه والمُسْمَّطَه.

وقال اللیث : المِسْحَلُ : الحمار الوَحْشِی وسَحِیلُه : أَشَدُّ نَهِیقِه.

والمِسْحَلُ : من أسماء اللِّسَان ، والمِسْحَلُ من الرجال : الخ طیب ، قال : والمِسْحَلَان : حَلْقَتانِ. إحداهما مُدْخَلَهٌ فی الأُخْرَی علی طرف شَکِیم اللِّجام. وأنشد قولَ رُؤبه :

* لو لا شَکِیم المِسْحَلَیْن انْدَقّا*

والجمیع المَسَاحِلُ ، ومنه قولُ الأَعشَی :

صددتَ عن الأعداء یوم عُبَاعِبٍ

صُدودَ المَذاکِی أَفْرَعَتْها المَسَاحِلُ

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : المِسْحَلُ : المِبْرَد ، ومنه سُحَالَهُ الفِضَّه. والمِسْحَلُ : فاسُ اللِّجام ، والمِسْحَلُ : المطرُ الجَوْدُ.

والمِسْحَل : الغایه فی السَّخاء. والمِسْحَل : الجَلَّادُ الذی یُقیمُ الحدودَ بین یدَی السُّلْطان. والمِسْحَل : الساقی النشیط. والمِسْحَلُ : المُنْخُل ، والمِسْحَلُ فمُ المَزَادَه. والمِسْحَل : الماهر بالقرآن.

والمِسْحَلُ : الخطیب والمِسْحَلُ : الثوبُ النقی من القطن. والمِسْحَل : الشجاع الذی یعمل وحده. والمِسْحَلُ : الخیط الذی یُفْتَل وحده. والمِسحَلُ : المِیزابُ الذی لا یطاقُ ماؤُه. قال : والمِسْحَلُ : العزم الصارم. یقال : قد رکب فلان مِسْحَلَه إذا عزم علی الأمر وجَدَّ فیه.

وأنشد :

* وإنَّ عِنْدِی لو رَکِبْتُ مِسْحَلی *

قال : وأما قوله :

* الآن لَمَّا ابْیَضَّ أعْلَی مِسْحَلِی *

فالمِسْحَلَان هاهنا الصُّدْغان ، وهما من اللِّجَام الخَدَّان.

وقال ابن شُمَیْل : مِسْحَلُ اللِّجام : الحدیده التی تَحْتَ الحَنَک. قال : والفأسُ : الحدیده القائمه فی الشَّکِیمَه. والشّکِیمَهُ : الحدیدهُ المُعْترَضهُ فی الفم.

وقال اللیث : السَّحْلُ : نَحْتُک الخشَبهَ بالمِسْحَل ، وهو المِبْرَد. قال : وسَحَلَه بلسانه إذا شتمه ، والرِّیاح تَسْحَلُ الأَرضَ سَحْلاً إذا کَشَطت عنها أَدَمَتها.

والسُّحَالَهُ : ما تحَاتّ من الحدید وبُرِدَ من الموازین. وقال : وما تحاتّ من الرُّزِّ والذُّرَه إذا دُقّ شِبْهُ النُّخَاله فهی أیضاً سُحاله.

قال : والسَّحْلُ : الضَّربُ بالسیاط یَکْشِطُ الجِلْدَ.

والسّاحِل : شاطیءُ البحر.

ص: 178

وقال غیره : سُمِّی ساحِلا : لأن الماء یَسْحَلُه أی یَقْشِرُه إذا عَلَاهُ فهو فاعِلٌ معناه مفْعُول ، وحقیقته أنه ذُو سَاحِلٍ من الماء إذا ارتفع المَدُّ ثم جَزَر فَجَرَف ما مرَّ عَلَیْهِ ، والإسْحِلُ : شَجَره من شجر المَساویک. ومنه قول امریء القیس :

* أسَارِیعُ ظَبْی أو مساوِیک إسْحِل *

ومُسْحُلَانُ. اسم وادٍ ذکره النابغه فی شعره فقال :

* فأَعْلَی مُسحُلَان فحامِرَا*

وشابٌ مُسْحُلانیّ یوصف بالطول وحسن القوام.

وقال الأصمعی : باتت السماء تَسْحَلُ لَیْلَتَها أی تَصبُّ الماءَ.

قال : وانسِحَالُ الناقه : إسراعُها فی سیرها.

ویقال : سَحَلَه مائهَ درهم إذا نَقَدَه ، والسَّحْلُ النَّقْدُ. وقال الهذلی :

* فأَصْبَح رَأْداً یَبْتَغِی المَزْج بالسّحْل *

وسَحَلَه مائَهَ سَوْطٍ أی ضَرَبَه ، وانْسَحَلَت الدَّرَاهمُ إذا امْلَاسَّت ، وانسَحَل الخَطِیبُ إذا اسْحَنْفَرَ فی کلامه ، ورکب مِسْحَلَه إذا مَضَی فی خُطْبَته.

وفی الحدیث أَنَّ ابن مسعود افْتَتَحَ سُورَهً فسحَلَها أی قَرَأَها کلَّها.

والسِّحَالُ والمُسَاحَلَهُ : المُلَاحَاهُ بَیْنَ الرَّجُلَین ، یقال : هو یُساحِله أی یُلَاحِیه.

وقال ابن السکیت : السّحَلَهُ : الأرنَبُ الصغیره التی قد ارتفعت عن الخِرْنِق وفارقت أُمَّها.

وقالوا : مِسْحَلٌ : اسم شیطان فی قول الأعشی :

دعوتُ خَلِیلی مِسْحَلاً ودَعْوَا له

جُهُنَّامَ جَدْعا للهجین المُذَمَّم

والمِسْحَلُ : موضع العِذار فی قول جَنْدَل الطُّهَوِیُّ الرَّجّاز :

* عُلِّقْتُهَا وقد نَزَا فی مِسْحَلی *

أی فی موضع عذاری من لِحْیَتِی ، یعنی الشیب.

ویقال : رکب فلان مِسْحَلَه إذا رکب غَیَّه ولم یَنْتَه عنه ، وأصل ذلک الفَرَسُ الجموح یرکب رأسه ویَعَضُّ علی لجَامِه.

وقال شمر : یقال : سَحَلَه بالسَّوْطِ إذا ضَرَبَه فقَشَرَ جِلْدَه ، وسَحَلَه بلسانه ، ومنه قیل للسان مِسْحل وقال ابنُ أَحْمر :

ومن خَطیبٍ إذا ما انساح مِسْحَلُه

مُفَرِّجُ القولِ مَیْسُوراً ومَعْسُورا

وقال بعض العرب وذکر الشعر فقال : الوقْفُ والسَّحْلُ ، قال : والسَّحْل : أن یتبعَ بعضُه بعضا وهو السَّرْدُ قال : ولا یجیء الکتاب إلا علی الوقف.

وقال أبو زید : السِّحْلِیلُ : الناقه العظیمه الضُّرْعِ التی لیس فی الإبل مِثْلُها فتلک ناقه سِحْلِیلٌ. وقال الهُذَلِیُّ :

وتَجُرُّ مُجْرِیَهٌ لها

لَحْمِی إلی أَجْرٍ حَوَاشب

سُودٍ سَحَالیلٍ کأَ

نَ جُلُودَهُنَّ ثِیابُ راهِب

قال : سَحَالِیل : عظام البطون. یقال : إنه لِسِحْلال البطن أی عظیم البطن.

ص: 179

وفی الحدیث أن الله تبارک وتعالی قال لأَیَّوبَ عَلیه السّلام : «إنه لا ینبغی أن یُخَاصِمَنی إلا من یَجْعَلُ الزَّیارَ فی فم الأسد ، والسِّحَالَ فی فم العَنْقَاء» السِّحَالُ والمِسْحلُ : واحد ، کما تقول : مِنْطَقٌ ونِطَاقٌ ، ومِئزَرٌ وإزَارٌ ، وهی الحدیده التی تکون علی طَرَفَی شَکِیمِ اللِّجام.

وفی الحدیث أن أُمَّ حکیم أَتَته بِکَتِفٍ ، فجعلت تَسْحَلُها له أی تَکْشِطُ ما علیها من اللحم ، ومنه قیل للمِبْرَد مِسْحَلٌ ، ویروی : فجعلت تَسْحاها أی تَقْشِرُهَا.

والسّاحِیَهُ : المَطْرَهُ التی تَقْشِر الأرض ، وسَحَوْتُ الشیءَ أَسْحَاهُ وأَسْحُوه.

وفی حدیث علی صلوات الله علیه أن بنی أُمَیَّه لا یزالون یَطْعُنُون فی مِسْحَل ضَلَاله ، قال القُتَیْبِیّ : هو من قولهم : رکب مِسْحَله إذا أخذ فی أمر فیه کلام ومضی فیه مُجِدّاً ، وقال غیره : أراد أنهم یُسْرِعُون فی الضلاله ویُجِدّون فیها.

یقال : طَعَن فی العِنان یَطْعُنُ ، وطَعَنَ فی مِسْحَلهِ یَطعُنُ ، ویقال : یَطْعَنُ باللسان ویَطْعُنُ بالسِّنَان.

سلح

اللیث : السَّلْح والغالِب منه السُّلَاح. ویقال : هذا الحَشِیشَهُ تُسَلِّح الإبِلَ تَسْلِیحاً. قلت : والإسْلِیحُ : بَقْلَه من أحرار البقول تَنْبُتُ فی الشتاء تُسَلِّح الإبل. إذا استکثرت منها.

وقال ابن الأعرابی : قالت أعرابیه : وقیل لها : ما شجره أبیک؟ فقالت : الإسْلِیحُ رُغْوَهٌ وصَرِیح.

وقال اللیث : السِّلَاحُ : ما یُعَدّ للحرب من آله الحدید ، والسیفُ وحده یُسَمَّی سِلَاحاً ، وأنشد :

ثَلَاثاً وشَهْراً ثم صارت رَذِیَّهً

طَلِیحَ سِفَارٍ کالسِّلَاحِ المُفَرَّد

یعنی السیف وحده.

قلت : والعرب تؤنث السِّلَاح وتُذَکِّرُه ، قال ذلک الفرّاء وابن السکیت. والعصا تُسَمَّی سلاحاً. ومنه قولُ ابن أحمر :

ولستُ بِعِرْنَهٍ عَرِکٍ سِلَاحی

عَصًی مَثْقُوبهٌ تَقِصُ الحِمارا

وقال اللیث : المَسْلَحَهُ : قوم فی عُدَّه بِموْضِعٍ مَرْصَدٍ قد وُکِّلُوا بِهِ بإزَاءِ ثَغْر ، والجمیعُ المسالِحُ. والمَسْلَحِیّ الوَاحِدُ المُوَکّلُ به.

وقال ابن شمیل : مَسْلَحه الجُند : خطاطیف لهم بین أیدیهم ینفضون لهم الطریق ویَتَحَسَّسُون خبر العدو ویَعْلَمُون عِلْمَهم لئلا یُهجَمَ علیهم ولا یَدَعُون واحداً من العدو یدخل علیهم بلاد المسلمین وإن جاء جیش أنذروا المسلمین.

وقال اللیث : سَیْلَحِینُ : أرض تسمی کذلک ، یقال : هذه سَیْلَحُونُ ، وهذه سَیْلَحِینُ. ومثله صَرِیفُونُ وصَرِیفِینُ ، وأکثر ما یقال : هذه سیلحونَ ، ورأیت سَیْلَحینَ : وکذلک هذه قِنَّسْرُونَ ، ورأیت قِنَّسْرینَ.

وقال أبو تراب : قال أبو عمرو وأبو سعید فی باب الحاء والکاف : السُّلَحَه والسُّلَکَه : فَرْخُ الحَجَل ، وجمعه سِلْحَانٌ

ص: 180

وسِلْکَانٌ.

والعرب تسمی السمَاکَ الرَّامحَ ذا السلاح ، والآخر الأعزل.

وقال ابن شمیل : السَّلَحُ : ماءُ السماء فی الغُدْرَان ، وحیث ما کان یقال : ماء العِدِّ وماء السِّلَحِ. قلت : وسمعت العرب تقول لماء السماء ماء الکَرَع ، ولم أَسْمَع السَّلَحَ.

حلس

شمر عن العِتْرِیفی : یقال : فلان حِلْسٌ من أَحْلَاس البیت : للّذی لا یبرح البیت ، قال : وهو عندهم ذمّ أی أنه لا یصلح إلا للزوم البیت ، قال : ویقال : فلانٌ من أَحْلَاس البلاد : للذی لا یزایلها من حُبِّه إیّاها ، وهذا مدح أی أنه ذو عِزّه وشِدَّه أی أنّه لا یبرحها لا یبالی ذِئباً ولا سَنَهً حتی تُخْصِبَ البلاد ، فیقال : هو مُتَحَلِّس بها أی مُقِیم ، وقال غیره : هو حِلْسٌ بها ، قال : والحَلِسُ والحُلَابِسُ : الذی لا یَبْرَح ویُلَازِمُ قِرْنَه ، وأنشد قول الشاعر :

فَقُلْتُ لها کأیِّنْ من جَبَانٍ

یُصَابُ وَیُخْطَأُ الحَلِسُ المُحَامی

کأیّن معنی کم.

وقال اللیث : الحِلْسُ : کُلُّ شَیءٍ وَلِیَ ظهر البعیر تحت الرَّحْلِ والقَتَبِ ، وکذلک حِلْس الدَّابّه بمنزله المِرْشَحَه تکون تحت اللِّبْد ، ویقال : فلان من أَحْلَاس الخیل أی یلزم ظهور الْخَیْلِ کالحِلْس اللازم لظَهْرِ الفرس. والحِلْسُ : الواحد من أَحْلَاسِ البیت ، وهو ما بُسِط تحت حُرِّ المَتَاع من مِسْحٍ ونحوه. وفی الحدیث «کُنْ حِلْساً من أَحْلَاسِ بیتک فی الفِتْنَه حَتّی تأتِیَک یَدٌ خاطِئَه أو مَنِیَّهٌ قاضیه» أمره بلزوم بیته وترک القتال فی الفِتْنَه.

وتقول : حَلَسْتُ البعیرَ فأنا أَحْلِسُه حَلْساً إذا غَشَّیْتَه بِحِلْس.

وتقول : حَلَسَتِ السماء إذا دام مَطَرُها ، وهو غَیْرُ وَابِل.

وقال شَمِر : أَحْلَسْتُ بعیر إذا جعلتَ علیه الحِلْسَ.

وأرض مُحْلِسَهٌ إذا اخْضَرَّت کلها.

وقال اللیث : عُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ تَرَی له طَرَائق بعضُها تحت بعض من تراکُمُه وسَوَاده.

أبو عُبَیْد عن الأصمعی : إذا غَطَّی النباتُ الأرضَ بکثْرَته قیل : قد اسْتَحْلَس ، فإذا بَلَغ وَالتَفَّ قیل قد اسْتَأْسَد.

وقال اللیث : اسْتَحْلَسَ السَّنَامُ إذا رکبته رَوَادِفُ الشَّحْم وروَاکبُه.

اللِّحیانی : الرابع من قداح المَیْسَر یقال له : الحِلْسُ ، وفیه أربعه فروض ، وله غُنْمُ أربعه أنصباء إن فاز ، وعلیه غرم أربعه أنصباء إن لم یَفُز.

وقال الأصمعی : الحَلْسُ : أن یأخذ المُصَدِّقُ النَّقدَ مکان الفَرِیضه.

قال : والحَلِس : الشجاع الذی یلازِم قِرْنه ، وأنشد :

* إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغَالِثُ*

المغَالِثُ : الملزم لقرنه لا یفارقه ، وقد حَلِسَ حَلَساً.

ص: 181

أبو عُبَید عن أبی زید : فی شیات المِعْزَی : الحَلْساءُ : بین السَّوَادِ والحُمْرَه ، لون بطنها کلون ظهرها.

والعرب تقول للرجل یُکرَه علی عَمَل أو أمر : هو مَحْلُوسٌ علی الدَّبَر أی مُلزَمٌ هذا الأمر إلزام الحِلْس الدَّبَر وسَیْرٌ مُحْلَسٌ : لا یُفْتَرُ.

وفی «النوادر» : تَحَلّس فلان لکذا وکذا.

أی طاف له وحام به ، وتَحَلّس بالمکان وتَحَلَّزَ به ، إذا أقام به ، وقال أبو سعید : حَلِس الرجلُ بالشیء وحَمِس به إذا تَوَلّع به.

وقال ابن الأعرابی : یقال لِبِسَاطِ البیت : الحِلْسُ ولحُصُرِه الفَحُولُ.

والحَلْسُ بفتح الحاء وکسرها _ هو العهدُ الوَثیق ، تقول : أَحْلَسْتُ فُلاناً ، إذا أَعْطَیْتَه حِلْساً أی عَهْداً یأمَن به قومَک ، وذلک مثل سَهْم یأمن به الرجل ما دام فی یده.

واسْتَحْلَس فلانٌ الخوْفَ ، إذا لم یفارقه الخوفُ ولم یأمن.

وروی عن الشَّعبی أنه دخل علی الحجَّاج فعاتبه فی خروجه مع ابن الأشعث فاعتذر إلیه وقال : إنا قد اسْتَحْلَسْنَا الْخوْفَ واکْتَحَلْنا السهرَ وأصابَتْنَا خِزْیَهٌ لم نکن فیها بَرَرَهً أتقیاء ، ولا فَجَرَهً أقویاء.

قال : لله أَبُوکَ یا شَعْبیّ. ثم عَفَا عَنه.

لحس

قال اللیث : اللَّحْسُ : أکل الدودِ الصوفَ ، وأکل الجراد الخَضِر والشَّجَر.

واللَّاحُوسُ : المَشْئُوم وکذلک الحاسوس.

واللَّحُوسُ من الناس : الذی یَتَّبعُ الحلاوهَ کالذُّباب.

قال : والمِلْحَسُ : الشُّجَاعُ. یقال : فلان أَلَدُّ مِلْحَسٌ أَحْوَسُ أَهْیَسُ.

أبو عُبَید عن الکسائی : لَحِسْتُ الشیءَ أَلحَسُه لَحْساً بکسر الحاء من لَحِسْتُ لا غیر.

ویقال : أصابتهم لَوَاحِسُ ، أی سِنُون شِدَاد تَلْحَسُ کُلّ شیء.

وقال الکُمَیْتُ :

وأَنْتَ رَبیعُ الناسِ وابنُ رَبیعهم

إذا لُقِّبَتْ فیها السُّنونَ اللَّوَاحِسَا

ح س ن
اشاره

حسن ، حنس ، سحن ، سنح ، نحس ، نسح : [مستعملات].

حسن

قال اللیث : الحَسَنُ : نعت لما حَسُنَ ، تقول : حَسُنَ الشیءُ حُسْناً ، وقال الله جلّ وعزّ : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) [البَقَرَه : 83] وقُرِیء (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حَسَنا).

أخبرنی المنذری عن أحمد بن یحیی أنه قال : قال بعض أصحابنا : اخْتَرْنَا حَسَناً : لأنه یرید قولاً حَسَنَا.

قال : والأُخْری مصدر حَسُن یَحسُن حُسْناً.

قال : ونحن نذهب إلی أن الحَسَنَ شیءٌ من الحُسْنِ ، والحُسْنُ : شیءٌ من الکلّ ویجوز هذا فی هذا ، واختار أبو حاتم حُسْناً.

وقال الزَّجاج : من قرأ حُسْناً بالتنوین ففیه قولان أحدهما : قُولُوا للناس قَوْلاً ذا حُسْنٍ ، قال : وزعم الأخْفَشُ أنه یجوز أن

ص: 182

یکون حُسْناً فی معنی حَسَناً ، قال : ومن قرأ حُسْنَی فهوَ خطأ لا یجوز أن یُقْرَأَ به.

وقال اللیث : المَحْسَنُ والجمیع المَحَاسن یعنی به المواضع الحَسَنه فی البَدَن.

یقال : فُلَانَهٌ کثِیرَهُ المَحَاسن ، قلت : لا تکاد العرب تُوَحِّد المَحَاسن ، والقیاسُ مَحْسَن ، کما قال اللیث.

قال : ویقال : امرأه حسناء ، ولا یقال : رجل أَحْسَن ، ورجل حُسَّان ، وهو الْحَسَنُ وجارِیهٌ حُسَّانه.

وأخبرَنی المُنْذِری عن أبی الهَیْثَم أنه قال : أصل قولهم : شیءٌ حَسَنٌ إنما هو شَیءٌ حَسینٌ : لأنه من حَسُنَ یَحسُن ، کما قالوا : عَظُمَ فهو عظیمٌ ، وکَرُم فهو کرِیم ، کذلک حَسُنَ فهو حَسینٌ ، إلا أنه جاء نادراً ، ثم قُلِبَ الفعیل فُعَالاً ثمَّ فُعَّالاً ، إذا بولِغَ فی نعته فقالوا : حَسینٌ وحُسَانٌ وحُسَّان ، وکذلک کَرِیمٌ وکُرامٌ وکُرَّامٌ.

وقال اللیث : المَحَاسِنُ فی الأعمال ضِدّ المساوِیء.

ویقال : أَحْسِنْ یا هذا فإنّک مِحْسانٌ ، أی لا تزال مُحْسِناً.

وقال المفسِّرون فی قول الله جلّ وعزّ : (لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَزِیادَهٌ) [یُونس : 26] فالحُسْنَی هی الجَنَّهُ وضِدّ الحُسنی السُّوءَی ، والزیاده : النظر إلی الله جلّ وعزّ.

وقال أبو إسحاق _ فی قول الله جلّ وعزّ _ : (ثُمَّ آتَیْنا مُوسَی الْکِتابَ تَماماً عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ) [الأنعَام : 154]. قال : یکون تماماً علی المُحْسِن. المعنی تماماً من الله علی المحسنین ، ویکون (تَماماً عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ) أی علی الذی أَحْسَنهُ مُوسَی من طاعه الله ، واتَّباع أَمْرِه.

وقال الفرّاء نحوه ، وقال : یجعل الذی فی معنی ما ، یرید تماماً علی ما أَحْسَن مُوسَی.

قلتُ : والإحسانُ : ضدُّ الإساءه ، وفسَّر النبی صلی الله علیه وسلم الإحسانَ حین سألَه جبریلُ ، فقال : هو أن تعبد الله کأنک تراه فإن لم تکن تراه فإِنه یراک ، وهو تأویل قوله جلّ وعزّ : (إِنَّ اللهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) [النّحل : 90] وقوله جلّ وعزّ : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) [الرَّحمن : 60] أی ما جزاء من أحسن فی الدنیا إلا أن یُحْسَن إلیه فی الآخره.

والحَسَنُ : نَقاً فی دیار بنی تمیم معروف ، أصیب عنده بِسْطَامُ بن قیس یوم النَّقَا ، وفیه یقول عبد الله بن عَنَمَهَ الضَّبِّیّ :

لأُمِّ الأرضِ وَیْلٌ ما أَجَنَّتْ

بحیْثُ أَضرَّ بالحَسَنِ السبیلُ

والتَّحاسِینُ : جمعُ التحسین ، اسمٌ بُنِی علی تَفْعیل ، ومثله تکالیفُ الأمور.

وتَقَاصیبُ الشَّعَر : ما جَعُد من ذوائِبه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : أَحْسَنَ الرجلُ إذا جلسَ علی الحَسنِ ، وهو الکَثیبُ النّقیُّ العالی.

قال : وبه سُمِّی الغلامُ حَسَنَا.

قال : والحُسَیْنُ : الجبل العالی ، وبه سمِّی الغلامُ حُسَیناً. وأنشد :

ص: 183

ترکنا بالعُوَیْنهِ من حُسیْنٍ

نِساءَ الحیِّ یَلْقُطنَ الجُمَانَا

قال : والحُسیْن هاهنا جبَل.

وفی «النوادر» : حُسیْنَاؤُه أن یفعل کذا ، وحُسیْناه مثله ، وکذلک غُنَیْماؤه وحُمَیْداؤه ، أی جهدهُ وغایتُه.

وقوله جلّ وعزّ : (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ) [التّوبَه : 52] یعنی الظَّفَر أو الشهاده. وأنَّهما لأنه أراد الخَصلَتَیْن. وقوله تعالی : (وَالَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ) [التّوبَه : 100] أی باستقامه وسلوک للطریق الذی درج السابقون علیه.

(وَآتَیْناهُ فِی الدُّنْیا حَسَنَهً) [النّحل : 122] یعنی إبراهیم آتیناه لسان صِدْق.

وقوله عزوجل : (إِنَ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ) [هُود : 114] الصلوات الخمس تکفّر ما بینها.

وقوله : (إِنَّا نَراکَ مِنَ الْمُحْسِنِینَ) [یُوسُف : 36] الذین یُحسنون التأویل.

ویقال : إنه کان ینصر الضعیفَ ویُعینُ المظلوم ، ویعود المرضی ، فذلک إحسانَه.

وقوله : (وَیَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَهِ السَّیِّئَهَ) [الرّعد : 22] أی یدفعون بالکلام الحَسنِ ما ورد علیهم من سَیِء غیرهم.

وقوله تعالی : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ) [الأنعَام : 152] قال : هو أن یأخذ من ماله ما سَتَر عَوْرتَه وسدَّ جَوْعَتَه.

وقوله عزوجل : أحسن کلّ شیء خلْقه [السَّجدَه : 7] أحسن یعنی حَسَّن. یقول : حَسَّن خَلْقَ کلِّ شیء ، نصب خلْقَه علی البَدَل. ومن قرأ (خَلَقَهُ) فهو فعل.

وقوله تعالی : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنی) [الأعرَاف : 180] تأنیثُ الأحسنَ.

یقال : الاسم الأحسنُ والأسماءُ الحُسنَی.

ولو قیل فی غیر القرآن الحُسَنُ لجاز ، ومثلُه قوله : (لِنُرِیَکَ مِنْ آیاتِنَا الْکُبْری) [طه : 23] لأن الجماعه مؤنّثه.

وفی حدیث أبی رَجاء العُطَارِدِیّ وقیل له ما تذکُر؟ فقال : أذکُر مَقْتَل بِسْطَام بن قیس علی الحَسن.

فقال الأصمعی : هو جبَلُ رمل.

وقوله تعالی : (وَوَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حُسْناً) [العَنکبوت : 8] أی یفعلُ بهما ما یَحسُن حسْناً ، ومثلُه (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) [البَقَرَه : 83] أی قَولاً ذا حُسن ، والخطابُ للیهودِ ، أی اصدُقوا فی صفه محمد صلی الله علیه وسلم.

وقوله تعالی : (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَیْکُمْ) [الزُّمَر : 55] أی اتّبِعوا القرآن ، ودلیله قوله : (نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ) [الزُّمَر : 23]

وفی حدیث أبی هریره : کنا عند النبی صلی الله علیه وسلم فی لیله ظلماء حِنْدِسٍ وعنده الحَسنُ والحُسیْن عَلیهما السَّلام ، فسمع تَوَلْوُل فاطمه عَلیها السَّلام وهی تنادیهما : یا حَسَنَانُ. یا حُسَیْنَانُ! فقال : الْحَقَا بأمّکما.

قال أبو منصور : غَلَّبت اسم أحدهما علی الآخر کما قالوا : العُمَرانُ. ویحتمل أن یکون کقولهم : الجَلَمَانُ للجَلَم ، والقَلَمانُ للمِقْلام وهو المِقراض. هکذا روی سَلَمه عن الفرّاء بضم النون فیهما جمیعاً : کأنه

ص: 184

جعل الاسمین اسماً واحداً ، فأعطاهما حَظّ الاسم الواحد من الإعراب.

وقوله تعالی : (رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَهً) [البَقَرَه : 201] أی نعمه ، ویقال : حُظوظاً حَسَنَهً وقوله تعالی : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَهٌ)

[النِّساء : 78] أی نعمه ، وقوله : (إِنْ تَمْسَسْکُمْ حَسَنَهٌ تَسُؤْهُمْ) [آل عِمرَان : 120] أی غَنیمَهٌ وخِصْبٌ (وَإِنْ تُصِبْکُمْ سَیِّئَهٌ) [آل عِمرَان : 120] أی محل.

وقوله : (وَأْمُرْ قَوْمَکَ یَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) [الأعرَاف : 145] أی یعملوا بِحَسَنِها ، ویجوز أن یکون نحوَ ما أمَرَنا به من الانتصار بعد الظلم ، والصبرُ أحْسنُ من القِصاص ، والعفْوُ أحْسنُ.

أخبرنی المنذری عن أبی الهَیْثَم قال فی قصه یوسف : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِی إِذْ أَخْرَجَنِی مِنَ السِّجْنِ) [یُوسُف : 100] أی قد أحْسنَ إلیّ.

والعرب تقول : أحسنْتُ بِفُلانٍ ، وأسأتُ بفُلانٍ ، أی أحسنْتُ إلیه ، وأسأْتُ إلیه ، وتقول : أحْسِنْ بنا أی أحْسِن إلیْنا ولا تُسِیء بنا ، وقال کُثَیِّر :

أسِیئی بِنَا أو أحْسنِی لا مَلُومَهٌ

لَدَیْنَا ولا مَقْلِیَّهٌ إن تَقَلَّتِ

سحن

اللیث : السَّحْنَهُ : لِینُ البَشَرَه ونَعْمتها.

قال أبو منصور : النَّعْمَهُ بفتح النون : التَّنَعُّمُ ، والنِّعْمَهُ بکسر النون : إنعام الله علی العبید.

وقال شَمِر : إنه لَحَسنُ السَّحَنَه والسَّحْنَاءِ ، قال : وسَحْنهُ الرجل : حُسْنُ شَعره ، ودِیباجَتُه : لونُه ولیطُه ، وإنه لَحَسنُ سَحْناء الوجْه. قال : ویقال : سَحَنَاءُ مُثَقَّلٌ ، وسحْنَاءُ أجوَدُ.

وقال اللیث : السَّحْنُ أن تَدْلُکَ خَشَبَهً بِمسْحَن حتی تَلِینَ من غیر أن تأخذ من الخَشَبَه شَیْئاً.

وقال غیره : المساحِنُ : حجاره یُدَقُّ بها حجاره الفِضَّه واحدتُهَا مِسْحَنَهٌ.

وقال الهُذَلِیّ :

* کما صَرفَتْ فوقَ الجُذَاذِ المسَاحِنُ *

والْجُذَاذُ : ما جُذَّ من الحجاره ، أی کُسِر فَصَار رُفَاتاً.

ویقال : جاءت فرس فلانٍ مُسْحِنَهً ، إذا کانت حَسنهَ الحال.

والسِّحْنَاءُ : الهیئهُ والحالُ.

أبو عُبَید عن الفرَّاء : ساحَنْتُه الشیءَ مُسَاحَنهً ، وسَاحَنْتُک : خالَطْتُکَ وفاوَضْتُک.

نحس

اللیثُ : النَّحْسُ : ضِدّ السَّعْدِ ، والجمیع النُّحُوس من النجوم وغیرِها ، تقول : هذا یومٌ نَحِسٌ وأیَّامٌ نَحِسَات ، من جعله نعتاً ثَقَّلَهُ ، ومن أضاف الیومَ إلی النّحْس خَفَّفَ النَّحْسَ ، یقال : یومُ نَحْسٍ وأَیَّامُ نحْسٍ ، وقرأ أبو عمرو : (فأرسلنا علیهم ریحاً صرصراً فی أیام نَحَساتٍ) قلت : وهی جمع أیّام نَحْسَه ، ثم نَحْسَاتٍ جَمْعُ الجمع ، وقرئت (فِی أَیَّامٍ نَحِساتٍ) ، وهی المشئومات علیهم فی الوجهین.

والعرَبُ تُسَمِّی الرِّیحَ البارده إذا دَبَرَتْ نَحْساً.

وقال الأصمعی فی قول ابن أحمر :

ص: 185

کأنَّ سُلافَهً عُرِضَتْ لنحسٍ

یُحِیلُ شَفِیفُها الماءَ الزُّلَالا

قال : لِنَحْسٍ ، أی وُضِعت فی ریحٍ فبردت ، وشَفِیفُها : برْدُها ، قال : ومعنی یُحِیلُ : یَصُبّ ، یقول : فبرْدُها یَصُبُّ الماءَ فی الْحَلق ، ولو لا بَرْدُها لم یُشْرَب الماءُ ، والنَّحْسُ : الغُبارُ ، یقال : هاج النَّحْس أی الغُبَارْ.

وقال الشاعر :

إذا هَاجَ نَحْسٌ ذو عَثَانینَ والْتَقَت

سَباریتُ أَغفال بها الآلُ یمْصَحُ

وقال الفرّاء فی قول الله جلّ وعزّ : (یُرْسَلُ عَلَیْکُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ) [الرَّحمن : 35] وقریء (ونِحاسٌ) ، قال : النُّحَاسُ :

الدخان ، وأنشد :

یُضیء کضَوْءِ سِرَاج السَّلِی

ط لم یَجْعَل الله فیه نُحاسا

وهو قول جمیع المفسرین.

أبو عُبَید عن أبی عُبَیده قال : النُّحاسُ بضم النون : الدُّخَان والنِّحاس ، بکسر النون : الطَّبیعهُ والأصل : وقال الأصمعی نحوه.

والنُّحَاس : الصُّفرُ والآنیه.

شمر عن ابن الأعرابی قال : النِّحاسُ والنَّحَاس جمیعاً : الطبیعه. وأنشد بیت لبید :

وکم فینا إذا ما المَحْلُ أَبْدَی

نِحاسَ القومِ من سَمْحٍ هَضُوم

وقال آخر :

* یا أیها السائلُ عَنْ نِحَاسی *

قال : النحّاس : مبلغ أصل الشیء.

أبو عُبَید : اسْتَنْحَسْت ، الخَبرَ إذا تَنَدَّسْته وتَحسَّسْتَه.

ابن بُزْرُج : نُحاسُ الرجل ونِحَاسه : سجِیَّتُه وطبیعتُه. قال : ویقولون النُّحاس بالضم : الصُّفر نفسه ، والنِّحاس مکسور : دُخانه.

وغیره یقول للدخان نُحاس.

حنس

قال شمر : الحَوَنَّس من الرجال : الذی لا یَضیمُه أحَدٌ إذا قام فی مکان لا یُحَلْحِله أحدٌ. وأنشد :

یَجْرِی النَّفِیُّ فوق أنفٍ أفْطَسِ

منه وعَیْنَیْ مُقْرِفٍ حَوَنَّس

ثعلب عن ابن الأعرابی : الحنَسُ : لزوم وسط المعرکه شَجاعهً. قال : والحُنُس : الوَرِعُون.

سنح

قال اللیث : السانِحُ : ما أتاکَ عن یمینِک من طائر أو ظبی أو غیر ذلک یُتَیَمَّن به تقول : سنح لنا سُنُوحاً. وأنشد :

* جَرَتْ لک فیها السانحاتُ بأسْعُد*

قال : وکانت فی الجاهلیه امرأه تقوم بسوق عُکاظ : فتُنشد الأقوال وتضرِبُ الأمثال. وتُخْجِلُ الرجال. فانْتَدَبَ لها رجل : فقالت المرأه ما قالت ، فأجابها الرجل فقال :

وَأَسْکَتَاکِ جامِحٌ ورامحُ

کالظَّبْیَتَیْنِ سانحٌ وبَارحُ

فَخَجِلَتْ وهربت.

قال : ویقال : سانح وسَنِیحٌ. ویقال : سَنَح لی رأیٌ بمعنی عَرَضَ لی وکذلک سنَح لی قَولٌ وقَرِیضٌ.

ص: 186

وقال أبو عُبَید : قال أبو عُبَیده : سأل یونُسُ رُؤْبه وأنا شاهد عن السَّانح والبارح. فقال : السَّانحُ : ما وَلَّاک میامِنَه.

والبارحُ : ما وَلَّاک مَیَاسِره.

وقال شمر : قال أبو عمرو الشیبانیّ : ما جاء عن یمینِک إلی یسارک. وهو إذا وَلَّاک جانِبَه الأیسر. وهو إنْسِیُّه فهو سانح. وما جاء عن یسارک إلی یَمینک.

وَوَلَّاک جانبه الأیمَن. وهو وَحْشِیُّه فهو بارح. قال : والسانح أحْسَنُ حالاً عندهم فی التَّیَمُّن من البارح. وأنشد لأبی ذؤیب :

أرِبْتُ لإرْبتِه فانطلقْ

تُ أُرَجِّی لِحُبّ اللقاءِ السَّنیحَا

یرید : لا أتَطَیّر من سانح ولا بارح.

ویقال : أراد أتَیَمَّن به. قال : وبعضهم یتشاءَمُ بالسَّانح.

وقال عمرو بن قَمِیئه :

* وأشأَمُ طیْرِ الزَّاجرِین سَنِیحُها*

وقال الأعشی :

أجارَهُما بِشْرٌ من الموْتِ بعدما

جرت لَهما طَیْرُ السَّنِیح بأَشْأَم

وقال رؤبه :

فکم جَرَی من سانحِ بِسَنْحِ

وبَارِحاتٍ لم تَجُرْ بِبَرْحِ

بِطَیْرِ تخْبِیبِ ولا بِتَرْحِ

وقال شمر : رواه ابن الأعرابی بِسُنْحِ قال : والسُّنْح : الیُمْنُ والبرکه.

وأنشد أبو زید :

أقول والطیرُ لنَا سانِحٌ

تجْری لنا أیْمَنهُ بالسُّعُودْ

وقال أبو مالک : السَّانح یُتَبَرَّک به. والبارح یُتَشَاءم به. وقد تشاءم زُهَیْر بالسَّانِح فقال :

جَرَت سُنُحاً فقلتُ لها أَجِیزِی

نَوًی مَشْمولَهً فَمتی اللِّقاءُ

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : السُّنُحُ : الظِّبَاءُ المَیَامِینُ ، والسُّنُح : الظِّبَاءُ المَشَائیمُ. قال : والسَّنِیحُ : الخَیطُ الذی یُنْظَمُ فیه الدُّرُّ قبل أن ینظم فیه الدُّرُّ ، فإذا نُظِم فهو عِقْدٌ وجمعه سُنُح.

اللِّحیانی : خَلِّ عن سُنُح الطریق وسُجُح الطریق بمعنی واحد.

وقال بعضهم : السَّنِیحُ : الدُّرُّ والحُلِیُّ ، وقال أبو دُوَادٍ یذکر نِساءً :

ویُغَالِینَ بالسَّنِیح ولا یَسْ

أَلنَ غِبَّ الصَّباحِ ما الأخُبَارُ

وفی «النوادر» یقال : اسْتَسْنَحْتُه عن کذا وتَسَنَّحْتُه واسْتَنْحَسْتُه عن کذا وتَنَحَّسْتُه بمعنی اسْتَفْصَحْتُه.

وقال ابن السِّکّیت : یقال : سَنَحَ له سَانِحٌ فَسَنَحه عما أَرَادَ أی صَرَفه وَرَدَّهُ.

نسح

اللیث : النَّسْحُ والنُّسَاحُ : ما تَحَاتّ عن التمر من قِشْره وفُتَات أَقْمَاعه ونحو ذلک مما یبقی أسفل الوعاء.

والمِنْسَاحُ : شیء یُدْفَعُ به التراب ویُذَرَّی به. ونِسَاحُ : وادٍ بالیمامه.

قال الأزهری : وما ذکره اللیث فی النَّسْح لم أسمعه لغیره ، وأرجو أن یکون محفوظاً.

ص: 187

ح س ف
اشاره

حسف ، حفس ، سحف ، سفح ، فسح ، فحس : مستعملات.

حسف

قال اللیث : الحُسافَهُ : حُسَافَهُ التمر : وهی قُشُورُه وَرَدِیئُه ، تقول : حَسَفْتُ التمرَ أَحْسِفُه حَسْفاً إذا نَفَیْتَه.

وقال اللِّحیانی وغیره : تَحَسَّفَت أوبارُ الإبل وتَوَسَّفَت إذا تَمَعَّطَت وتَطَایَرَت.

أبو زید : رَجَع فلان بحَسِیفَه نفسه إذا رجع ولم یَقْض حاجَهَ نفسه ، وأنشد :

إذا سُئِلوا المعروفَ لم یَبْخَلُوا به

ولم یَرْجِعُوا طُلَّابَهُ بالحَسَائِف

أبو عُبَید : فی قلبه علیه کَتِیفَهٌ وحَسِیفهٌ وحَسِیکَهٌ وسَخِیمه بمعنی واحد.

وقال أبو زید : یقال لبَقِیَّه أقماع التمر وقِشْره وکِسَرِه : الحُسَافَهُ.

وقال الفراء : حُسِفَ فلان أی أُرْذِلَ وأُسْقِطَ. وحُسَافَهُ الناس : رُذَالُهم.

ثعلب عن ابن الأعرابی : الحُسُوفُ : استقصاء الشیء وتَنْقِیَتُه.

وقال بعض الأعراب : یقال لجَرْس الحَیّات حَسْفٌ وحَسِیفٌ ، وحَفِیفٌ ، وأنشد :

أَبَاتُونی بِشَرِّ مَبِیتِ ضَیْف

بِهِ حَسْفُ الأفاعِی والبُرُوص

شمر : الحُسافَهُ : الماءُ القلیل ، قال : وأنشدنی ابن الأعرابی لکُثَیّر :

إذا النَّبلُ فی نَحْر الکُمَیْت کأنّها

شَوارعُ دَبْرٍ فی حُسَافَهُ مُدْهُن

قال شمر : وهُوَ الحُشَافَه بالشین أیضاً.

والمُدْهن : صَخْرَهٌ یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ.

حفس

قال اللیث : رجل حفْس وحَفَیْسأٌ إلی القصر ولؤم الخَلیقَه.

أبو عُبَید عن الأصمعی : إذا کان مع القصر سِمَنٌ قیل رجل حِیَفْس وحَفَیْتَأ بالتاء.

قلتُ : أری التاء مُبَدَلَهً من السین ، کما قالوا : انْحَتَّتْ أَسْنَانه وانْحَسَّت.

وقال ابن السکیت : رَجُلٌ حَفَیْسأٌ وحَفَیْتَأٌ بمعنی واحد.

سحف

اللیث : السَّحْفُ : کَشْطُک الشَّعَر عن الجِلْد حتی لا یبقی منه شیء تقول : سَحَفْته سَحْفاً.

والسَّحِیفَهُ والسَّحائف : طرائق الشحم التی بین طرائق الطَّفَاطف ونحو ذلک مما یُرَی من شحمه عَریضَه مُلزَقه بالجِلْده.

وناقهٌ سَحُوفٌ : کثیره السحائف وجَمَلٌ سَحُوفٌ کذلک ، وقد تکون القطعه منه سَحْفَه.

قال : والسَّحُوف أیضاً من الغَنَم : الرَّقیقهُ صُوفِ البَطْن.

قال أبو عُبَید : والسّحافُ : السِّلُّ ، وهو رجل مَسْحُوف.

والسَّیْحَفُ : النَّصلُ العریض وجَمْعُه : السَّیَاحِفُ ، وأنشد :

سَیَاحِفُ فی الشِّرْیان یأمُلُ نَفْعَها

صِحابِی وأُوْلِی حَدَّها مَنْ تَعَرَّما

ثعلب عن ابن الأعرابی : سَحَتَه رأسَه وجَلَطَه وسَلَتَه إذا حَلَقه وکَذلک سَحَتَه.

ص: 188

الأصمعی : السَّحِیفَهُ بالفاء المَطْرَهُ الحدیده التی تَجْرُف کلّ شیء ، والسَّحیقَهُ «بالقاف» : المَطْرَهُ العظیمه القَطْر ، الشَّدِیدَهُ الوَقْع ، القلیلهُ العَرْضِ ، وجَمْعُها السَّحائفُ والسَّحائقُ.

ثعلب عن ابن الأعرابی : قال أعرابی : أتَوْنا بصِحَاف فیها لِحَامٌ وسِحَافٌ أی شُحُومٌ ، واحدها سَحْفٌ ، وقد أَسْحَفَ الرجل إذا باع السَّحْفَ وهو الشَّحْم.

أبو عُبَید عن الفرّاء قال : السُّحَافُ : السُّلُّ وهو رجل مَسْحُوف.

ابن شُمَیل : قال أبو أسلم : ومَرَّ بناقَهٍ فقال : هی والله لأُسْحُوفُ الأحالیل أی واسِعَتُها قال : فقال الخلیل : هذا غریب.

سفح

قال اللّیث : السَّفْحُ : سَفْحُ الجَبَل وهو عُرْضُه المُضْطَجِع وجمعه سُفوحٌ.

أبو عُبَید عن الأصمعی : السَّفْح : أصل الجبل وأسْفَله.

وقال اللیث : سَفَحَ الدَّمعَ سَفَحَاناً.

وأنشد :

* سِوَی سفَحَانِ الدَّمْعِ مِنْ کلِ مَسْفَحِ *

قال : والسَّفْح للدَّمِ کالصّبِّ ، تقول رَجُلٌ سَفَّاحٌ للدِّماء : سَفّاکَ.

قال الأزهری : ویقال : سَفَحْتُ الدَّمعَ فَسَفَح وهو سَافِح ودمُوعٌ سَوافِحُ.

وقال اللیث : السِّفَاحُ والمُسَافَحَهُ : أن تُقِیم امرأهٌ مع رَجُل علی فجور من غیر تزویج صحیح.

قال : ویقال لابن البَغِیّ ابن المُسافِحَه ، قال : وفی الحَدِیثِ «أَوَّلُه سِفَاحٌ وآخره نِکاحٌ» وهی المرأه تُسَافِحُ رَجُلاً ، فیکون بینهما اجتماع علی فجور ، ثم یتزوجها ، وکَرِه بعض الصحابه ذلک ، وأجازه أکثرهم.

أبو عُبَید عن أبی زید قال : المُسَافِحَهُ : الفاجِرَهُ ، وقال الله عَزَّ وجَلَ (مُحْصَناتٍ غَیْرَ مُسافِحاتٍ) [النِّساء : 25]. قال أبو إسحاق : المُسَافِحَهُ : التی لا تَمْتَنِعُ عن الزِّنی ، قال : وسُمِّی الزِّنی سِفَاحاً : لأنه کان عن غیر عقد ، کأنه بمنزله الماء المَسْفُوح الذی لا یَحْبِسُه شیء ، وقال غیره : سُمِّی الزنی سفاحاً : لأنه لیس ثَمَّ حُرْمه نِکاحٍ ولا عَقْدُ تزویج ، وکل واحد منهما سَفحَ مَنِیَّه أی دَفقَها بلا حُرْمَه أباحَتْ دَفْقَها ویقال : هو مأخوذ من سَفَحْتُ الماء أی صَبَبْتُه ، وکان أهل الجاهلیه إذا خطب الرجُل المرأهَ قال : أنکحِینِی ، فإذا أراد الزِّنَی قال : سَافِحِینِی. وقال النَّضْرُ : السَّفِیحُ : الکِسَاءُ الغلیظ.

وقال اللیث : السَّفِیحَانِ : جُوَالِقَان یجعَلان کالْخُرجین ، وأنشد :

تَنْجُو إذا ما اضْطَرَبَ السَّفِیحان

نَجَاء هِقْلٍ جَافِلٍ بِفَیْحَان

وقال اللحیانی : یُدْخَلُ فی قِدَاح المَیْسر قِدَاحٌ یُتَکَثَّر بها کراهه التُّهَمَه ، أولها المُصَدَّر ، ثُمَّ المُضَعَّف ، ثم المَنِیحُ ، ثم السَّفِیح لیس لها غُنْم ولا علیها غُرْم.

وقال غیره : یقال لکل مَنْ عَمِل عَمَلاً لا یُجْدِی علیه مُسَفِّح ، وقد سَفّح تَسْفِیحاً ، شُبِّه بالقِدْح السَّفِیح ، وأنشد :

ص: 189

ولَطَالما أَرّبتُ غیرَ مُسَفِّح

وکَشَفْتُ عن قَمَع الذُّرَی بحُسَام

وقوله : أرّبتُ أی أحْکَمْتُ ، وأصله من الأُرْبَه وهی العُقْدَه ، وهی أیضاً خَیْر نصیب فی المَیْسَر ، وقال ابن مقبل :

* وَلَا تُرَدُّ علیهم أُرْبَهُ الیَسَر*

ویُقَالُ : ناقَهٌ مَسْفُوحَهُ الإبْطِ أی واسِعَهُ الإبْط ، وقال ذو الرُّمَّه :

بِمَسْفُوحَهِ الآبَاطِ عُرْیَانهِ القَرَی

نِبَالٌ تُوَالیها رِحابٌ جُنُوبُها

وجَمَلٌ مَسْفُوح الضُّلُوع : لَیْسَ بِکَزِّهَا ویقال : بینهم سِفاحٌ أی سَفْکٌ للدِّماء.

فسح

اللیثُ : الفُسَاحَه : السَّعَهُ الواسِعَهُ فی الأرض ، تقول : بَلدٌ فَسِیحٌ وَمَفَازهٌ فَسِیحَهٌ ، وأمر فَسِیحٌ ، ولک فیه فَسْحَهٌ أی سَعَهٌ ، والرجل یَفْسح لأخیه فی المجلس فَسْحاً إذا وسَّعَ له ، والقومُ یتفَسَّحُون إذا مَکَّنُوا.

ویقال : انْفَسَح طَرْفُک إذا لم یَرْدُدْه شیءٌ عن بُعْدِ النَّظَر.

وقال الله جلّ وعزّ : (إِذا قِیلَ لَکُمْ تَفَسَّحُوا فِی الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا) [المجَادله : 11].

وقال الفَرَّاء : قرأها الناس : (تَفَسَّحُوا) بغیر ألف ، وقرأها الحَسَنُ : (تَفَاسَحُوا) بألف ، قال : وتفاسَحُوا وتَفَسَّحُوا مُتَقَارِبٌ فی المعنی مثل تَعَهَّدْتَه وتَعَاهَدْتُه ، وَصَاعَرْتُ وصَعَّرْتُ.

قلتُ : وسمعت أعرابیاً من بنی عُقَیْل یُسَمَّی شَمْلَه یقول لخَرّازٍ کان یَخْرِزُ له قِرْبَه ، فقال له : إذا خَرَزْتَ فافسَحِ الخُطا لئلا یَنْخَرِمَ الخَرْزُ ، یقول : باعد بَیْنَ الخُرْزَتَین.

وقال الأصمعی : مُرَاحٌ مُنْفَسِح إذا کَثُرت نَعَمُه ، وهو ضد قَرعِ المُرَاح ، وقد انْفَسَح مُرَاحُهم أی کَثُر إِبِلُهم ، وقال الهُذَلِیُّ :

* سأُغْنِیکُم إذا انْفَسَحَ المُرَاحُ*

وفی صفه النبی صلی الله علیه وسلم «فَسِیحُ ما بین المنْکِبَیْن» أی بَعِیدٌ ما بینهما ، یصفه بسَعَهِ صَدْرِه.

وفی حدیث أم زرع «وبَیْتُها فُسَاحٌ» أی وَاسعٌ. یقال : بَیْتٌ فَسیحٌ وفُسَاحٌ ، ویُروی فَیَاحٌ بمعناه.

وجَمَلٌ مَفْسُوح الضُّلُوع بمعنی مَسْفُوحٍ یَسْفَحُ فی الأرضِ سَفْحاً ، وقال حُمَیْد بن ثَوْر :

فَقَرَّبْتُ مَسْفُوحاً لِرَحْلی کأنه

قَرَی ضِلَعٍ قَیْدَامُها وصَعُودُها

فحس

قال اللَّیْثُ : الفَحْسُ : أخذک الشیء عن یَدِک بلسانک وفمک من الماء وغیره

ح س ب
اشاره

حسب ، حبس ، سحب ، سبح : مستعمله.

حسب

قال اللیث : الحَسَبُ : الشَّرَفُ الثابت فی الآباء ، رجل کریم الحَسَب ، وقوم حُسَبَاء ، قال : وفی الحدیث : «الحَسَبُ المَالُ ، والکرَمُ التقوی»وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «تُنْکَحُ المرأهُ لِمَالِها وحَسَبِها ومِیسَمِها ودینها فعلیک بِذَاتِ الدِّین ، تَرِبَت یداک».

قلت : والفقهاء یحتاجون إلی معرفه الحسب ، لأنه مما یُعْتَبَرُ به مَهْرُ مثل المرأه إذا عُقِد النکاح علی مهر فاسد ، فقال شَمِر

ص: 190

فی کتابه «المُؤَلَّف فی غریب الحدیث» الحَسَبُ : الفَعَال الحَسَنُ له ولآبائه مأخوذ من الحِسَاب إذا حَسَبُوا مناقبهم ، وقال المُتَلمِّس :

ومَنْ کان ذَا أَصْلٍ کریم ولم یکن

له حَسَبٌ کان اللئیمَ المُذَمَّما

ففرّق بین الحسَب والنَّسَب ، فجعل النسب عدد الآباء والأمهات إلی حیث انتهی ، والحَسَبُ : الفَعَالُ مثل الشجاعه والجود وحُسْنِ الخُلُق والوفاء.

قلت : وهذا الذی قاله شَمِر صحیح ، وإنَّما سُمِّیت مَسَاعِی الرجل ومآثِرُ آبَائِه حَسَباً : لأنهم کانوا إذا تفاخَرُوا عَدَّ المُفَاخِرُ منهم مناقِبَه ومآثِرَ آبائِه وحَسَبَها ، فالحَسْبُ : العَدُّ والإحصاء ، والحَسَبُ : ما عُدَّ ، وکذلک العَدُّ مصدر عَدَّ یعُدُّ ، والمعدود عددٌ.

وحدّثنی محمد بن إسحاق عن علی بن خَشْرَم عن مُجَالد عن عمرو عن مسروق عن عُمَر أنّه قال : «حَسَبُ المرء دینُه ، ومروءتُه خُلُقه ، وأصله عَقْلُه» ، قال :وحَدَّثنا الحُسَیْنُ بن الفَرج عن إبراهیم بن شمَّاسٍ عن مُسْلِم بن خَالِد ، عن العلاء عن أبیه عن أبی هریره عن النبی صلی الله علیه وسلم قال :

«کَرَمُ المرء دِینُه ، ومُرُوءَتُه عَقْلُه ، وحَسَبُهُ خُلُقُهُ».

الحَرّانی عن ابن السکیت قال : الشرفُ والمجد لا یکونان إلا بالآباء. یقال : رجل شریف ، ورَجُلٌ ماجِد : له آباء متقدمون فی الشرف. قال : والحَسَبُ والکرم یکونان فی الرَّجُل وإن لم یکن له آباء لهم شرَفٌ. ویقال : رجل حَسِیب.

ورجل کَرِیمٌ بنفسه. قلت : أراد أن الحَسَب یحصل للرجل بکرم أخلاقِه وإن لم یکن له نسب ، وإذا کان حسیب الآباء فهو أکرم له.

ابن بزُرْج قال : الحَسِیبُ عندنا من الرجال : السخِیُّ الجَوادُ فذلک الحسیبُ ، ولا یقال لذی الأصْلِ والصَّلیبه البخیل حسیب.

قلت : یقال للسَّخِیِّ الجَوادِ حَسِیب. وللذی یَکْثُر أهل بیته من البنین والأهل حسیب وإنما سُمّی حَسیباً لکثره عدده. وسُمِّی الجواد حسیباً لعدد مآثره ومنابته وکریم أخلاقه ، وبکل ذلک نطقت السُّنَن وجاءت الأخبار ، ویبین ذلک ما حدّثنا السعدی عن الجرجانی عن عبد الرزاق عن مَعْمر عن الزهری عن عروه أَنَّ هَوَازِنَ أتوا النبی صلی الله علیه وسلم فقالوا : أنت أبرُّ الناس وأوصلُهم وقد سُبِیَ أبناؤُنا ونِساؤُنا وأُخِذَتْ أَمْوَالُنا ، فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «اختاروا إحْدَی الطَّائِفَتَیْنِ إما المالَ ، وإما البَنِینَ» ، فقالوا : أما إذ خیَّرتنا بین المال وبین الحسَب فإنا نَخْتَارُ الحسَب ، فاختاروا أبناءَهم ونساءَهم ، فقال النبی صلی الله علیه وسلم : «إنا خَیَّرنَاهُم بین المالِ والأحْساب فلم یَعْدِلوا بالأَحْساب شیئاً» ، فأطلق لهم السَّبیَ.

قلت : وبیّن هذا الحدیث أن عدد أهل البیت یُسَمَّی حَسَباً.

وقال اللیث : الحَسَبُ : قدرُ الشیءِ کقولک : علی حسَبِ ما أسْدَیْت إلیَ

ص: 191

شکْرِی لک تقول : أشکرک علی حَسَب بَلَائِک عندی أی علی قدر ذلک.

قال : وأَمّا حَسْب مَجْزُومٌ فمعناه کَفَی ، تقول : حَسْبک ذَاکَ أی کَفَاکَ ذَاکَ ، وأنشد ابن السکیت :

ولم یکن مَلَکٌ للقوم یُنْزِلُهم

إلا صَلَاصِلُ لا تُلْوَی علی حَسَبِ

قال : قوله : لا تُلْوَی علی حَسَب أی یُقْسَم بینهم بالسَّوِیَّه لا یُؤْثَرُ به أَحَدٌ ، وقیل : لا تُلْوَی علی حَسَب أی لا تُلْوَی علی الکِفَایه لِعَوَزِ الماء وقِلَّتِه.

ویقال أَحْسَبَنی ما أَعْطانی أی کفَانی.

وقال الفرّاء فی قول الله عزوجل : (یا أَیُّهَا النَّبِیُ حَسْبُکَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ) [الأنفَال : 64] جاء فی التفسیر : یکفیک الله ویَکْفِی مَنِ اتَّبَعَک ، قال : وموضع الکاف فی حَسْبُکَ وموضع (مَنِ) : نَصْب علی التفسیر کما قال الشاعر :

إذا کانت الهَیْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا

فَحَسْبُک والضَّحّاکَ سَیْفٌ مُهَنَّد

وقال أبو العَبّاس : معنی الآیه : یکفیک الله ویکفی مَنِ اتَّبَعک.

وقال أبو إسحاق النحوی فی قول الله جلّ وعزّ : (وَکَفی بِاللهِ حَسِیباً) [النِّساء : 6] یکون بمعنی مُحَاسِباً ، ویکون بمعنی کافیاً أی یعطی کل شیء من العِلْم والحِفظِ والجزاءِ مقدارَ ما یُحْسِبه أی یَکْفِیه تقول : حَسْبُک هذا أی اکتفِ بِهَذَا.

قال : وقوله تعالی : (عَطاءً حِساباً) [النّبَإِ : 36] أی کافیاً ، وإنما سُمِّی الحِساب فی المعاملات حِسَابا : لأنه یُعْلَم به ما فیه کِفایهٌ لیس فیه زِیادَهٌ علی المقدار ولا نُقْصانٌ.

أبو عُبَید عن أبی زید. حَسِبْتُ الشیءَ أَحْسَبَه حِساباً ، وحَسَبْتُ الشیء أحْسَبُه حَساباً وحُسْبَاناً ، وأنشد :

علی الله حُسْبَانِی إذا النَّفسُ أَشْرَفتْ

علی طَمَعٍ أو خافَ شیئاً ضمیرُها

وقال الفراء : حَسِبْتُ الشیءَ : ظَنَنْتُه أَحْسِبُه وأَحْسَبهُ ، والکَسْرُ أَجْوَدُ اللُّغَتَیْن.

وقُرِیء قولُ الله تعالی : (ولا تحسبن) ، ولیسَ فی باب السالم حَرْفٌ علی فَعِل یَفْعِل بکسر العین فی الماضی والغابر غیرُ حَسِب یَحْسِب ، ونَعِمَ یَنْعِم.

وأَمَّا قول الله جلّ وعزّ : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) فمعناه بحساب.

وأخبرنی المنذِریُّ عن ثعلب أنه قال : قال الأخفش فی قوله جلّ وعزّ : (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) [الأنعَام : 96] فمعناه بحساب ، فحذف الباء.

وقال أبو العبَّاس : حُسْبَاناً : مصدر ، کما تقول : حَسَبْتُه أَحْسبُهُ حُسْباناً وحِسَاباً ، وجعله الأخفش جَمْعَ حِسابٍ.

وقال أبو الهَیْثَم : الحُسْبان جمع حِساب وکذلک أَحْسِبَهٌ مثلُ شِهَاب وأَشْهِبَه وشُهْبَان.

وأما قوله عزَّ ذِکْرُه : (وَیُرْسِلَ (عَلَیْها) حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِیداً زَلَقاً) [الکهف : 40] فإن الأخفش قال : الحُسْبَانُ : المَرَامی ، واحدتها حُسْبَانه.

ص: 192

وقال ابن الأعرابی أیضاً : أراد بالحُسْبَان المَرَامِی ، قال : والحُسْبَانَهُ : الصاعِقَهُ ، والحُسْبَانَهُ : السَّحابَه ، والحُسْبانَهُ : الوِسادَهُ.

وقال ابن شُمَیل : الحُسْبَان : سِهَامٌ یَرْمی بها الرَّجلُ فی جوف قَصَبَهٍ ینْزِع فی القَوْسِ ثم یَرْمِی بِعِشْرین منها ، فلا تَمرُّ بشیء إلا عَقَرَتْه من صاحِب سِلَاحٍ وغیره ، فإذا نَزَعَ فی القَصَبه خَرَجَت الحُسْبَانُ کأنها غَیْبَهُ مَطَر فتَفَرَّقَتْ فی النّاسواحدها حُسْبَانَهٌ ، والمَرَامِی مِثْلُ المَسَالِّ رَقیقَهٌ فیها شیءٌ من طول لا حروف لها.

قال : والقِدْحُ بالحَدِیدَه : مِرْمَاهٌ.

وقال الزَّجَّاجُ فی قوله عزوجل : (وَیُرْسِلَ (عَلَیْها) حُسْباناً مِنَ السَّماءِ) [الکهف : 40].

قال : الحُسْبَانُ فی اللُّغه : الحِساب.

قال الله عزوجل : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) [الرَّحمن : 5] أی بحساب ، قال : فالمعنی فی هذه الآیه أی یُرْسِل علیها عذاب حُسْبَان ، وذلک الحُسْبَان حِسَابُ ما کَسَبَتْ یداک.

قلت : والذی قاله الزجاج فی تفسیر هذه الآیه بعید ، والقول ما قاله الأخْفَشُ وابن الأعرابی وابن شُمَیْل والمعنی والله أَعْلَم أن الله یُرْسِل علی جَنَّه الکافر مَرَامِیَ من عذاب ، إما بَرَدٌ وإما حِجاره أو غیرهُما مِما شاء فَیُهْلکها ویُبْطِل غَلَّتَها وأَصْلَها.

وقال اللیث : الحِسابُ والحِسابهُ : عَدُّک الشیءَ ، تقول : حَسَبْتُ الشیء أَحْسُبُه حِسَابا وحِسابَهً وحِسْبَهً.

وقال النابِغَهُ :

* وأَسْرَعَتْ حِسْبَهً فی ذلک العَددِ*

وقول الله عزوجل : (یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ) [البَقَرَه : 212].

قال بعضهم : بغیر تَقْدِیرٍ علی آخر بالنقصان ، وقیل : بغیر محاسبه ما یخاف أحداً أن یُحاسِبَه علیه ، وقیل : بغَیْر أن حَسِبَ المُعْطَی أَنّه یُعْطِیه أعطاه من حَیْث لم یَحْتسِب.

قال : والحِسْبَهُ : مصدر احْتِسابک الأجر علی الله عزوجل ، تقول : فعلتُه حِسْبَهً ، واحْتَسَب فیه احْتِساباً.

أبو عُبَید عن الأصمعی : إنه لَحَسَنُ الحِسْبَه فی الأمر إذا کان حَسَنَ التدبیر فی الأمر والنظر فیه ولیس هو من احْتِسابِ الأجْرِ.

وقال ابن السِّکِّیت : احْتَسَبْتُ فلاناً : اخْتَبَرْتُ ما عِنْدَه ، والنساءُ یَحْتسِبن ما عِنْد الرِّجَالِ لهن أی یَختَبِرْن.

قال : ویقال : احْتَسَبَ فلانٌ ابْناً له وبنْتاً له إذا ماتَا وهما کبیران ، وافْتَرَط فَرَطاً إذا مات له وَلَدٌ صغیر لم یبلغ الْحُلُم.

قلت : وأما قول الله جَلَّ وَعَزَّ : (وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ) [الطّلَاق : 3] فجائز أن یکون معناه من حیث لا یُقَدِّرُهُ ولا یظنه کائناً ، من حَسِبْتُ أَحْسِب أی ظَنَنْتُ ، وجائز أن یکون مأخوذاً من حَسبْتُ أَحْسُبُ ، أراد من حیث لم یَحْسُبْه لنفسه رزقا ولا عَدَّه فی حِسابه.

وقال اللیث : الحَسْبُ والتَّحْسِیبُ : دَفْنُ المَیِّتِ ، وأَنْشَد :

ص: 193

* غَدَاهَ ثَوَی فی الرَّمْلِ غَیْرَ مُحَسَّبِ *

أی غَیْرَ مدفون ، ویقال : غیرَ مُکَفَّن.

قلتُ : لا أعرف التَّحْسِیب بمعنی الدَّفْن فی الحجاره ولا بمعنی التکفین ، والمعنی فی قوله : غیر مُحَسَّب أی غیر مُوَسَّد.

قال أبو عُبَیْده وغیره : الحُسْبانَهُ : الوِسادَهُ الصغیره ، وقَدْ حَسَّبْتُ الرجل إذا أَجْلَستَه علیها.

وروی أبو العَبَّاس عن ابن الأعرابی أنه قال : یقال لِبِسَاط البَیْتِ : والحِلْسُ ، لِمخَادِّه المَنَابذُ ولِمساوِرِه الحُسْبَانات ، ولحُصْرِه الفُحولُ.

وقال اللیث : الأحْسَبُ : الذی ابْیَضَّت جِلْدَتُه من دَاءٍ ففسدت شَعَرَته ، فصار أَحْمَرَ وأبْیَض ، وکذلک من الإبل والنَّاس ، وهو الأبْرَصُ ، وأَنْشَدَ قولَ امْرِیء القَیْس :

أَیَا هِنْدُ لا تَنْکِحِی بُوهَهً

علیه عَقِیقَتُه أَحْسَبَا

وقال أبو عُبَیْد : الأحْسَبُ : الذی فی شعره حُمْرَهٌ وبَیَاض.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحُسْبَهُ : سواد یضرب إلی الحُمْرَهِ ، والکُهْبَهُ : صُفْرَهٌ تَضرِبُ إلی الحُمْرَهِ ، والقُهْبَهُ : سواد یضرب إلی الخُضْرَه ، والشُّهْبَهُ : سوادٌ وبیَاضٌ ، والْحُلْبَهُ : سوادٌ صِرْفٌ ، والشُّرْبَهُ : بیَاضٌ مُشْرَبٌ بحمره ، واللُّهْبَهُ : بیَاضٌ ناصعٌ نَقِیّ ، والنُّوبَهُ : لَوْنُ الخِلاسِیِّ والخِلاسِیُّ : الذی أَخَذ من سوادٍ شیئاً ومن بیاض شَیئاً ، کأنه وُلِد من عَرَبِیٍّ وحَبَشِیَّه.

أبو عُبَید عن أبی زید : أَحْسَبْتُ الرجلَ أی أعطیته ما یَرْضَی ، وقال غیره معناه : أَعْطَیْتُه حتی قال : حَسْبِی.

والحِسَابُ : الکثیر من قول الله عَزَّ وجَلَّ : (عَطاءً حِساباً) [النّبَإِ : 36] أی کثیراً.

ویقال : أَتَانی حِسابٌ من النَّاس أی جماعهٌ کثیره ، وهی لغه هُذَیْل.

وقال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ الهُذَلِیّ :

فلم یَنْتَبِه حتی أحاط بِظَهْرِه

حِسَابٌ وسِرْبٌ کالجرادِ یَسُوم

وأمَّا قَوْل الشَّاعِر :

باشَرْتَ بالوَجْعَاءِ طَعْنَه ثَائرٍ

بِمُثَقِّفٍ وثَوَیْتَ غیْرَ مُحَسَّب

فإنه یُفَسّر علی وجهین ، قیل : غیر مُوسَّد ، وقیل : غیر مکرّم ، ومعناه أنه لم یرفَعْک حَسَبُک فَیُنْجِیَکَ من الموت ولم یُعَظَّمْ حَسَبُک.

وقال الفَرّاء فی قوله جَلّ وعَزّ : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) [الرَّحمن : 5] قال : بِحسَاب ومنازل لا یَعْدُوانها. وقال الزَّجَّاج : بحُسْبَان یدل علی عدد الشهور والسنین وجمیع الأوقات.

أبو عُبَید : ذَهَبَ فلان یَتَحَسَّبُ الأخبارَ أی یَتَحَسّسها ویطلبها تَحَسُّباً.

وقال أحمد بن یحیی : سألتُ ابنَ الأعرابی عن قول عُرْوَهَ بنِ الوَرْد :

ومُحْسِبَهٍ ما أَخْطَأَ الحقُّ غیرها

تَنَفَّسَ عنها حَیْنُها فَهْی کالشَّوِی

قال : المُحْسِبَهُ بمعنیین من الحَسَب وهو الشَّرَف ، ومن الإحساب وهی الکِفَایه أی

ص: 194

أنها تُحْسِبُ بلبنها أهلَها والضَّیْفَ ، وما صله ، المعنی أنها نُحِرَت هِیَ وسَلِمَ غیرها.

أبو عُبَید عن أبی زیاد الکلابی : الأحْسَبُ من الإبل : الذی فیه سَواد وحُمْرَه وبیَاض ، والأَکْلَفُ نحوه.

وقال شمر : هو الذی لا لون له الذی یقال : أَحْسِبُ کذا وأَحْسِبُ کذا.

وقوله تعالی : (وَاللهُ سَرِیعُ الْحِسابِ) [البَقَرَه : 202] أی حِسَابُه واقع لا محاله ، وکلُّ واقع فهو سَرِیعٌ ، وسُرْعَهُ حِساب الله أنه لا یَشْغَلُه حِسَابُ واحد عن مُحاسَبَه الآخر ، لأنه لا یشغله سَمْعٌ عن سَمْع ، ولا شأْنٌ عن شأْن.

وقوله : (یا أَیُّهَا النَّبِیُ حَسْبُکَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ) [الأنفَال : 64]. أی کافیک الله. أَحْسَبَنی الشیءُ أی کَفَانی ، وأعْطَیْتُه فأحسَبْتُه أی أعطیتُه الکِفَایَه حتی قال حَسْبی ، وفی قوله : (وَمَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ) [الأنفَال : 64] کِفَایَهٌ إذا نصرهم الله ، والثانی حَسْبک من اتَّبَعَک من المؤمنین أی یَکْفِیکُم الله جمیعاً.

وقوله : (اقْرَأْ کِتابَکَ کَفی بِنَفْسِکَ الْیَوْمَ عَلَیْکَ حَسِیباً) [الإسرَاء : 14] أی کفی بک لنفسک مُحَاسِباً.

وقوله : (یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ) [البَقَرَه : 212] أی بِغَیرِ تَقْتِیرٍ وتضییق ، کقولک : فلان ینفق بغیر حساب أی یُوَسِّع النّفَقَهَ ولا یَحْسُبُها.

(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْکَهْفِ) [الکهف : 9] الخِطَابُ للنبی صلی الله علیه وسلم ، والمرادُ الأُمَّهُ.

أخبرنی المُنْذِرِیّ عن أبی بکر الخطَّابی عن نوح بن حبیب عن عبد الملک بن هشام الذماری قال أخبرنا سُفْیان عن محمد بن المنکدر عن جابر بن عبد الله أن النبی صلی الله علیه وسلم قَرَأَ : (یَحْسِب أن ماله أخلده) [الهُمَزه : 3] معنی أَخْلَدَه یُخْلِدُه ، ومثله : (وَنادی أَصْحابُ النَّارِ) [الأعرَاف : 50] أی ینادی ، وقال الحُطَیْئَه :

شَهِدَ الْحُطَیْئَهُ حِین یَلْقَی رَبَّه

أَنَّ الولیدَ أَحَقُّ بالعُذْرِ

سحب

اللیث : السَّحْبُ : جَرُّک الشیءَ علی الأرض تَسْحَبُه سَحْباً ، کما تَسحَبُ المرأه ذیلَها ، وکما تَسْحَب الریحُ الترابَ ، وسُمِّی السّحابُ سحاباً لانسحابه فی الهواء.

قال : والسَّحْبُ : شِدَّهُ الأکل والشُّرب ورَجُلٌ أُسْحوب : أَکُولٌ شَرُوب.

قُلْتُ : الذی عَرَفنَاهُ وحَصَّلْناه رجلٌ أُسْحُوتٌ بالتاء إذا کان أَکُولا شروباً ، ولعل الأسحُوبَ بالباء بهذا المعنی جائز.

ویقال : رجل سَحْبَانُ أی جَرَّاف یجرُف کلّ ما مَرَّ به ، وبه سُمِّی سَحْبَانُ وائل الذی یضرب به المثلُ فی الفصاحه «أَفْصَحُ من سَحْبَانِ وائلٍ»

ویقال : فلان یَتَسَحَّبُ علینا أین یتدَلَّل وکذلک یَتَدَکَّلُ ویتدَعَّبُ.

والسُّحْبَهُ : فَضْلَهُ ماء تبقی فی الغَدِیر ، یقال : ما بقی فی الغدیر إلا سُحَیْبَه ماء أی مُوَیْهه قلیله.

سبح

قال الله جلّ وعزّ : (إِنَّ لَکَ فِی النَّهارِ

ص: 195

سَبْحاً طَوِیلاً) [المُزمّل : 7].

قال اللیث : معناه فراغاً للنوم.

قال : وقال أبو الدُّقَیْش : ویکون السَّبْحُ أیضاً فراغاً باللیل.

وقال الفرَّاء : یقول لک فی النهار.

ما تقضی حوائجک.

وقال أبو إسحاق : (سَبْحاً طَوِیلاً) ، قال فَرَاغاً وتَصَرُّفاً ، ومن قرأ سَبْخاً فهو قَرِیبٌ من السَّبْح.

وقال ابن الأعرابی : من قرأ سَبْحاً فمعناه اضطراباً ومعاشاً. ومن قرأ : سَبْخاً أراد راحه وتخفیفاً للأبدان.

وقال ابن الفَرَج : سمِعتُ أبا الجهم الجَعْفَرِی یقول : سَبَحْتُ فی الأرض وسبَخْتُ فیها إذا تباعدت فیها. قال : وسبح الیَرْبُوعُ فی الأرض إذا حفر فیها ، وسَبَحَ فی الکلام إذا أکثرَ فیه.

وقال أبو عُبَیده : سَبْحاً طویلاً أی مُنْقَلَباً طویلا.

وقال اللیث : (سُبْحانَ اللهِ) : تنزیه لله عن کل ما لا ینبغی له أن یوصف به.

قال : ونَصْبُه أنه فی موضع فعل علی معنی تَسْبِیحاً له ، تقول : سَبَّحْتُ الله تسبیحاً أی نَزّهْتُه تنزیهاً. وکذلک روی عن النبی صلی الله علیه وسلم.

وقال الزجاج فی قول الله جَلّ وعزّ : (سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلاً) [الإسرَاء : 1] منصوب علی المصدر ، أسبِّح الله تَسبیحاً.

قال : وسُبحَان فی اللغه : تنْزِیه لله عَزّ وجَلّ عن السوء. قلت : وهذا قول سیبویه ، یقال : سَبّحْت الله تسبیحاً وسُبْحَاناً بمعنی واحد ، فالمصدر تسبیح ، والإسم سبحان یقوم مقام المصدر.

قال سیبویه : وقال أبو الخَطّاب الکبیر : (سُبْحانَ اللهِ) کقولک : بَرَاءَه الله من السوء ، کأنه قال : أُبَرِّیء الله من السوء. ومثله قول الأعْشَی :

* سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَهَ الْفَاخِر*

أی بَرَاءَه منه.

قلت : ومعنی تَنْزِیه الله من السُّوء : تَبْعِیدُه منه ، وکذلک تسبیحه تبعیده ، من قولک : سَبَحْتُ فی الأرض إذا أَبْعَدْتَ فیها ، ومنه قوله جَلَّ وعَزَّ : (وَکُلٌّ فِی فَلَکٍ یَسْبَحُونَ) [یس : 40] ، وکذلک قوله : (وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً) [النَّازعَات : 3] هی النجوم تَسْبَحُ فی الفَلَکِ أی تذهَبُ فیها بَسْطاً کما یَسْبَحُ السابح فی الماء سَبْحاً ، وکذلک السابحُ من الخَیْل یَمُدُّ یَدَیه فی الجَرْی سَبْحاً کما یسبح السابح فی الماء وقال الأعْشَی :

کم فیهم من شَطْبَهٍ خَیْفَقٍ

وسَابِحٍ ذی مَیْعَهٍ ضَامِر

وقال اللیث : النجوم تسْبَح فی الفلک إذا جَرَت فی دورانه.

وقال ابن شمیل _ فیما رَوَی عنه أبو داود المَصَاحِفی _ : رأیت فی المنام کأنّ إنساناً فَسّر لی (سُبْحانَ اللهِ) فقال : أما تری الفرس یَسْبَحُ فی سرعته ، وقال : (سُبْحانَ اللهِ) : السُّرْعَه إلیه.

قلت : والقولُ هو الأوّلُ ، وجِمَاعُ مَعْناه بُعْدُه تبارک وتعالی عن أن یکون له مِثْلٌ أو

ص: 196

شَرِیکٌ أَو ضِدٌّ أَو نِدٌّ.

وقال الفرَّاء فی قول الله جَلَّ وعَزّ : (فَسُبْحانَ اللهِ حِینَ تُمْسُونَ) [الرُّوم : 17] الآیه فصلّوا لله (حِینَ تُمْسُونَ) وهی المغرب والعِشَاء ، (وَحِینَ تُصْبِحُونَ) صَلَاهَ الفَجْر ، (وَعَشِیًّا) العصر ، (وَحِینَ تُظْهِرُونَ) الأولی.

وکذلک قوله : (فَلَوْ لا أَنَّهُ کانَ مِنَ الْمُسَبِّحِینَ) [الصَّافات : 143]. قال المفسرون : من المصلین.

وقال اللیث : السُّبْحَهُ من الصَّلَاهِ : التَّطَوُّع.

وفی الحدیث أن جبریل قال : «لله دون العرش سَبْعونَ حِجَاباً لو دَنَوْنَا من أحدها لأحرَقَتْنا سُبُحَاتُ وَجْه ربنا» قیل : یعنی بالْسُبُحاتِ جَلالَه وعَظمتَه ونورَه.

وقال ابن شمیل : سُبُحَاتُ وَجْهِه : نُورُ وَجْهه.

وأخبرنی المُنْذِرِیُّ عن أبی العباس أنه قال : السُّبُحات : مَواضِعُ السُّجود.

وأما قول الله : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِیهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ) [الإسرَاء : 44] وقال أبو إسحاق : قیل : إنَّ کل ما خلق الله یسبِّحُ بحَمْدِه ، وإنَّ صَرِیرَ السَّقْفِ وصریرَ الباب من التسبیح ، فیکون علی هذا الخطاب للمشرکین وحدهم فی (وَلکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ) ، وجائز أن یکون تَسْبِیحُ هذه الأشیاء بما الله به أعلم لا یُفْقَهُ مِنْه إلَّا ما عُلِّمنا قال : وقال قوم : (وَإِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) أی ما من شیءٍ إلا وفیه دلیل أن الله جلّ وعزّ خالِقُه ، وأنَّ خالِقَه حکیمٌ مُبَرَّأٌ من الأسواء ، ولکنکم أیها الکفار لا تفقهون أثر الصَّنْعَهِ فی هذه المخلوقات.

قال أبو إسحاق : ولیس هذا بشیء لأن الذین خوطبوا بهذا کانوا مُقرِّین بأن الله خالقُهم وخالِقُ السماء والأرض ومَنْ فیهن ، فکیف یجهلون الخِلْقَه وهم عارفون بها.

قلت : وممّا یَدُلُّک علی أن تسبیح هذه المخلوقات تَسبیحُ تُعِبِّدَتْ به قولُ الله جلّ وعزّ للجبال : (یا جِبالُ أَوِّبِی مَعَهُ وَالطَّیْرَ) [سَبَإ : 10] ومعنی (أَوِّبِی) أی سَبِّحی مع داوُد النهارَ کلَّه إلی اللیل ، ولا یجوز أن یکون معنی أمر الله جلّ وعزّ للجبال بالتأوِیبِ إلا تعبُّداً لها.

وکذلک قوله جلّ وعزّ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ یَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَمَنْ فِی الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [الحَجّ : 18] إلی قوله : (وَکَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ) [الحَجّ : 18] فسُجودُ هذه المخلوقات عبادهٌ منها لخالقها لا نَفْقَهُها عنها کما لا نَفْقَه تسبیحَها.

وکذلک قوله : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَهِ لَما یَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما یَشَّقَّقُ فَیَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما یَهْبِطُ مِنْ خَشْیَهِ اللهِ) [البَقَرَه : 74] وقد علِم الله هُبوطَها من خَشَیتِه ، ولم یُعرِّفْنَا ذلک ، فنحن نؤمِن بما أَعْلَمَنا ولا نَدّعی بما لم نُکَلَّف بأفهامنا من عِلْمِ فِعلِها کَیفیّهً نَحُدُّها.

ومن صفات الله جلّ وعزّ السُّبُّوحُ القُدُّوسُ. قال أبو إسحاق : السُّبُّوحُ : الذی تَنزَّه عن

ص: 197

کلِّ سوءٍ ، والقُدُّوسُ : المبارک ، وقیل : الطَّاهرُ ، قال : ولیس فی کلام العرب بناء علی فُعُّول بضم أوله غیر هذین الإسمین الجلیلین وحرف آخر وهو قولهم للذّرِّیحِ وهی دُوَیْبَّهٌ ذُرُّوح ، وسائر الأسماء تجیء علی فَعُّول مثل : سَفُّود وقَفُّود وقَبُّور وما أشبهها.

ویقال لهذه الخَرَزات التی یَعُدُّ بها المُسَبِّحُ تَسْبِیحَه السُّبْحَه وهی کلمه مولده.

أبو عُبَید عن أصحابه : السَّبْحَه بفتح السین وجمعها سِبَاحٌ : ثیاب من جلود.

وقال مالکُ بن خالد الهذلیّ :

* إذا عادَ المسَارِحُ کالسِّبَاح *

قال : وقال أبو عمرو : کِسَاءٌ مُسبَّح بالباء أی قوی شدید. قال : والمُشَبَّح بالباء أیضاً والشین : المُعَرَّض.

وقال شمر : السَّباحُ بالحاء : قُمُصٌ للصبیان من جلود. وأنشد :

کأن زَوَائِدَ المُهُرَاتِ منها

جَوارِی الهِندِ مُرْخِیهَ السِّبَاحِ

وأما السُّبْجَهُ بضم السین والجیم فکِساءٌ أسود.

وقال ابن عَرَفَه المُلَقَّب بِنِفْطَوَیْه فی قول الله : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ) [الواقِعَه : 74] أی سبِّحه بأسمائه ونزِّهه عن التَّسمِیَه بغیْرِ ما سَمّی به نفسه.

قال : ومَنْ سَمّی الله بغیر ما سَمّی به نفسه فهو مُلْحِد فی أسمائه ، وکلّ من دعاه بأسمائه فمسبِّح له بها إذْ کانت أسماؤه مدائحَ له وأوْصافاً.

قال الله جلّ وعزّ : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنی فَادْعُوهُ بِها) [الأعرَاف : 180] وهی صفاته التی وصف بها نفسه ، فکل من دعا الله بأسمائه فقد أطاعه ومدحه ولَحِقَه ثوابُه.

وروی الأعمش عن أبی وائل عن عبد الله قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : «ما أَحَدٌ أَغْیَرَ من الله ، ولذلک حَرَّم الفواحِشَ ولیس أحدٌ أحَبّ إلیه المدحُ من الله.

حبس

قال اللیث : الحبْسُ والمَحْبِسُ : موضعان للمَحبوسِ. قال : والمَحْبِسُ یکون سِجْناً ویکون فعلاً کالحَبْسِ. قلت : المَحبَسُ : مصدر ، والمحبِسُ : اسم للموضع.

قال اللیث : والحَبِیسُ : الفرسُ یُجْعَلُ حَبِیساً فی الله سبیل یُغْزَی عَلَیْه.

قلت : والحُبُسُ جمع الحَبِیس ، یقع علی کل شیء وقفَه صاحبِه وقفا مُحَرَّماً لا یُورَثُ ولا یُباع من أرض ونخل وکَرْم ومُسْتَغَلّ یُحَبَّسُ أصلُه وقفاً مُؤبّداً وتُسَبَّلُ ثَمَرَتُه تَقَرُّبا إلی الله کما قال النبی صلی الله علیه وسلم لعُمَر فی نَخْلٍ له أراد أن یتقرّب بصدقته إلی الله جلّ وعزّ ، فقال له : «حَبِّس الأصلَ وسَبِّل الثّمَرَه» ، ومعنی تَحْبِیسه : ألّا یُورَثَ ولا یُبَاعَ ولا یُوهَبَ ، ولکن یُترَکُ أصلُه ویُجْعَلُ ثمرُه فی سُبُل الخیر.

وأما ما رُوِی عن شُرَیْح أنه قال : جاء محمد صلی الله علیه وسلم بإطلاق الحُبُسِ ، فإنما أراد بها الحُبُسَ التی کان أهل الجاهلیه یَحْبِسُونها من السوائب والبَحَائِر والحام وما أشبهها ، فنزل القرآن بإحْلال ما کانوا یُحرِّمون منها وإطلاق ما حَبَّسُوا بغیر أمر الله منها.

ص: 198

وأما الحُبُس التی وردت السُّنَنُ بتَحْبِیس أصلها وتَسْبِیل ثَمَرِها فهی جاریَه علی ما سَنَّها المصطفی علیه السلام ، وعلی ما أُمِرَ به عُمَرُ فیها.

وقال اللیث : الحِبَاسُ : شیءٌ یُحْبَسُ به الماء نحو الحِبَاس فی المَزْرَفَهِ یُحْبَس به فُضُولُ الماءِ. والحُباسَهُ فی کلام العجم : المَزْرَفَهُ : وهی الحُباسَات فی الأرض قد أحاطت بالدّبْرَه : وهی المَشَارَهُ یحْبَس فیها الماءُ حتی تمتلیء ثم یُساقُ الماءُ إلی غیرها. قال : وتقول : حَبَّسْتُ الفرَاش بالمِحْبَس ، وهی المِقْرَمَهُ التی تُبَسط علی وجه الفراش للنوم.

وتقول : احتسبتُ الشَیْءَ إذا اخْتَصَصْتَه لنفسک خاصه.

وفی «النوادر» : یقال : جعلنی فلانٌ رَبِیطَهً لکذا وحَبِیسَهً أی یَذْهَبُ فیفعل الشیء وأُوخَذُ به.

وقال المُبَرّد فی باب عِلَلِ اللسان : الحُبْسَهُ : تَعَذُّر الکلام عند إرادته ، والغُقْلَهُ : التواء اللسان عند إراده الکلام.

أبو عُبَید عن أبی عمرو : الحِبْسُ مثل المَصْنَعه وجمعه أَحْبَاسٌ یُجْعَل للماء ، والحِبْسُ : الماء المُسْتَنْقِع. وقال غیره : الحِبْسُ : حِجارَهٌ تُبْنَی فی مَجْری الماء لتَحْبِسَه للشَّارِبَه ، فیُسمّی الماءُ حِبْساً کما یقال نِهْیٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : یکون الجبل خَوْعاً أی أبیض ، وتکون فیه بُقْعَهٌ سوداء ، ویکون الجبل حَبْساً أی أسود ، وتکون فیه بقعه بیضاء.

قال : والحَبْسُ : الشَّجَاعهُ.

والحِبْس بالکَسْرِ : حِجَارَهٌ تکون فی فُوَّهَهِ النَّهْر تَمْنَعُ طُغْیَان الماءِ.

والحِبْسُ : نِطاقُ الهَوْدَج. والحِبْسُ : المِقْرَمَهُ. والحِبْسُ : سِوَار من فِضَّه یُجْعَل فی وسط القِرام ، وهو سِتْرٌ یُجْمَعُ به لیضیءَ البیت.

ح س م
اشاره

حسم ، حمس ، سحم ، سمح ، مسح ، محس : [مستعمله].

*

حسم

قال اللیث : الحَسْم : أن تَحْسِم عرقا فتکویه بالنار کیلا یَسِیلَ دمه.

والحَسْم : المَنْع. قال : والمَحْسوم الذی حُسم رَضَاعه وغِذَاؤه. تقول حَسَمَتْه الرَّضَاعَ أمُّه تَحسِمه حَسْماً. وتقول : أنا أَحْسِم علی فلان الأمر أی أقطعه علیه حتی لا یَظْفَر منه بِشَیْء.

أبو عُبَید عن الأصمعی : الحُسامُ : السیف القاطع ، وقال الکِسائی : حُسَام السَّیْف : طَرَفه الذی یضرب به.

وقال الفراء فی قوله تعالی : (وَثَمانِیَهَ أَیَّامٍ حُسُوماً) [الحَاقَّه : 7] الحُسُوم : التِّبَاع إذا تَتَابع الشیء فلم ینقطع أوَّلُه عن آخره.

قیل فیه حُسومٌ. قال وإنما أُخِذَ من حَسْم الدَّاء إذا کُوِیَ صاحِبُه : لأنه یُحْمَی یُکْوی بالمِکواه ثم یُتابع ذلک علیه.

وقال الزَّجَّاج : الذی تُوجِبُه اللُّغه فی معنی قوله : حُسُوماً أی تَحْسِمهم حسوماً أی تُذْهِبهم وتُفْنِیهم.

ص: 199

قلت : وهذا کقوله جَلّ وعَزَّ : (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا) [الأنعَام : 45].

وقال یونس : تقول العرب : الحُسُوم یُورِث الحُشُوم. وقال : الحُسُوم. الدُّءوبُ.

قال : والحُشوم. الإعیاء ، روی ذلک شمِر لیونس.

وقال اللیث : الحُسُوم. الشُّؤْم. یقال. هذه لیالی الحُسُوم تَحْسِم الخَیْرَ عن أهْلِها.

کما حُسِمَ عن عاد فی قول الله : (وَثَمانِیَهَ أَیَّامٍ حُسُوماً) [الحَاقَّه : 7] أی شُؤْماً علیهم ونَحساً. وذو حُسُم : موضع.

قال : والْحَیْسُمَانُ اسم رجل من خُزَاعَه.

ومنه قول الشاعر :

* وعَرَّد عَنَّا الْحَیْسُمَان بن حابس*

وقال غیره : الحَسْمُ : القطع. وفی الحدیث : «علیکم بالصَّوْم فإنه مَحْسَمه * أی مَجْفَرَهٌ مَقْطَعَهٌ لِلبَاءَهِ.

ابن هانیء عن ابن کُثْوَه : قال من أمثالهم «وَلْغُ جُرَیٍّ کان محسوماً» یقال عند استکثار الحریص من الشیء لم یکن یَقْدِر علیه فقَدَر علیه أو عند أمره بالاستکثار حین قَدَر. والمَحْسومُ : السّیِءُ الغِذاء.

سحم

قال اللیث : السُّحْمَهُ : سَوادٌ کلون الغراب الأسْحَم. قال : والأسْحَم : اللیل فی بیت الأعْشی :

* بأسحَم دَاجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ*

وقال أبو عُبَید الأسْحَم : الأسود. ویقال للسحاب الأسود الأسْحَم. وللسحابه السوداء سَحْمَاء.

وأخبرنی المنذری عن ثعلب ، عن ابن الأعرابی قال : أسْحَمَتِ السَّماء وأَثْجَمَتْ. صبَّت مَاءَها.

وقال زهیر یصف بقره وحشیه وذَبَّها عن نفسها بقرنها فقال :

* وتَذْبِیبُها عنها بأسْحَمَ مِذْوَدِ*

أی بقرن أسود.

وقال ابن الأعرابی : السَّحْمَهُ : الکُتْلَهُ من الحدید وجمعها سَحَمٌ. وأنشد لطَرَفه فی صفه الخیل :

* ... مُنْعَلَاتٌ بالسَّحَمْ *

قال : والسُّحُمُ : مَطَارِقُ الحَدَّاد.

وقال ابن السکیت : السَّحَمُ والصُّفَارُ : نَبْتَان ، وأنشد :

إن العُرَیْمَه مانِعٌ أَرْماحنا

ما کان من سَحَم بها وصُفَارِ

سمح

قال اللیث : رَجُلٌ سَمْحٌ ، ورجال سُمَحَاء. ورجُلٌ مِسْمَاحٌ ، ورِجالٌ مَسَامِیحُ ، وما کان سَمْحاً ، ولقد سَمُح سَمَاحَهً وجاد بما لدیه.

قال : والتَّسْمِیحُ : السُّرْعَهُ ، وأنشد :

* سَمَّح واجْتابَ فَلَاهً قِیَّا*

والمُسامَحَهُ فی الطِّعان والضِّراب : المُسَاهَلَه ، وأنشد :

* وسَامَحْتُ طَعْناً بالوَشِیج المُقَوَّمِ*

ورُمْحٌ مُسَمَّح : ثُقِّفَ حتی لَانَ بها.

أبو زید : سَمَحَ لی بذاک یَسْمَحُ سَماحَهً ، وهی الموافقه علی ما طَلَب.

وقال غیره : تقول العَرَب : علیک بالحَقِّ فإنَّ فیه لمَسْمَحاً أی مُتَّسَعاً ، کما قالوا :

ص: 200

إنَّ فیه لمندوحه ، وقال ابن مقبل :

وإنی لأستحیی وفی الحق مَسْمَحٌ

إذا جاءَ باغِی العُرْفِ أن أَتَعَذَّرا

أبو عُبَید عن أبی زید سَمَح لی فلان أی أَعْطَانی ، وما کان سَمْحاً ، ولقد سَمُح بضم المیم.

وقال ابن الفرج حکایه عن بعض الأعراب قال : السِّباحُ والسِّمَاح : بُیُوتٌ من أَدَم ، وأنشد :

* إذا کان المسَارِحُ کالسِّماحِ *

ویقال : سَمَّح البعیرُ بعد صعوبته إذا ذَلَّ ، قال : وأَسْمَحَتْ قُرُونَتُه لذاک الأمر إذا أطاعت وانْقَادَت.

ویقال : فُلانٌ سَمِیحٌ لَمِیحٌ ، وسَمْحٌ لَمْحٌ.

فی الحدیث أنّ ابن عبّاس سُئِل عن رجل شَرِب لَبَناً محضاً أَیَتَوَضَّأ؟ فقال : «اسمح یسمح لک».

قال شمر : قال الأصمعی : معناه : سَهِّل یُسَهَّل لک وعلیک ، وأنشد :

* فلما تَنَازَعْنَا الحدِیثَ وأَسْمَحَتْ *

قال : أسمحت : أسهلت وانقادت.

أبو عمرو الشیبانی : أَسْمَحَتْ قَرِینَتُه إذا ذَلّ واستقام ، وقولهم : الحَنِیفِیَّه السّمْحَهُ : لیس فیها ضِیقٌ ولا شِدّه.

أبو عَدْنان عن أبی عُبَیده : اسْمَحْ یُسْمَحْ لک ، بالقَطْع والوصْل جمیعاً. وسَمَحَت النَّاقَهُ فی سیْرِها إذا انْقَادَت وأَسْرَعَتْ.

وقال ابن الأعرابی : سَمَحَ له بِحاجَتِه وأَسْمَح أی سهَّل له.

وقال الفرّاء : رجلٌ سَمْحٌ ، ورجال سُمَحَاء ، ونساء مَسَامِیحُ.

مسح

قال ابن شمیل : المَسْحُ : القولُ الحسَنُ من الرّجُل ، وهو فی ذلک یخدعک. یقال : مسحتُه بالمعروف أی بالمعْرُوف من القَوْل ، ولیس معه إِعْطَاء ، وإذا جَاء إعْطَاء ذهب المَسْحُ وکذلک مَسّحْتُه.

وقال اللیث : المَسْحُ : مَسْحُک الشیءَ بیدک کمسْحِک الرّشْحَ عن جبینک ، وکمسْحِک رأْسَک فی وضوئک. وفی الدعاء للمریض : مَسَحَ الله عَنْک ما بِک ، قال : ورَجُل مَمسُوح الوَجْه : مَسیح : وذلک أن لا یبقی علی أحد شِقَّیْ وَجْهه عینٌ ولا حاجبٌ إلا اسْتَوی. قال : والمَسِیح الدّجَّالُ علی هذه الصفه. والمسیحُ عیسی ابن مریم قد أُعْرِب اسمه فی القرآن علی مسیح. وهو فی التورءه مَشِیحَا. وأنشد :

* إذا المَسیحُ یَقْتُل المسیحَا*

یعنی عیسی ابن مریم یقتل الدجّال بَنَیْزَکه. قال أبو بکر الأنباری : قیل سُمِّی عیسی مَسیحاً لِسِیاحَته فی الأرض.

وقال أبو العباس : سُمِّی مَسیحاً ، لأنه کان یَمْسَحُ الأرض أی یَقْطعُها.

وروی عن ابن عباس أنه کان لا یمْسَح بیده ذا عاهَهٍ إلا بَرَأَ ، وقال غیره : سُمِّی مَسِیحاً ، لأنه کان أَمْسَحَ الرِّجْل لیس لرجله أَخْمَصُ ، و

قیل : سُمِّی مَسیحاً لأنه خرج من بطن أمه مَمسُوحاً بالدُّهْن.

وروی عن إبراهیم أنَ المسیحَ الصِّدِّیقُ.

ص: 201

قال أبو بکر : واللغویون لا یعرفون هذا ، قال : ولعل هذا قد کان مُسْتَعْمَلاً فی بعض الأزمان فَدَرَس فیما درس من الکلام.

قال : وقال الکسائی : قد درس من کلام العَرَب شیءٌ کثیر.

وقال أبو عُبَید : المسیحُ عیسَی أصله بالعبرانیه مَشِیحا ، فَعُرِّب وغُیِّر ، کما قیل موسی ، وأصله مُوشَی.

قال أبو بکر : ورُوِی عن بعض المحدثین : المِسِّیح بکسر المیم والتشدید فی الدّجّال.

قال حدثنا إسماعیلُ بن إسحاق عن عبد الله بن مَسْلَمه عن مالک عن نافع أن ابن عُمَر قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : أَرَانی الله عند الکعبه رجلا آدم کأحْسنِ مَن رأیت ، فقیل لی : هو المسیح ابن مریم ، قال وإذا أنا برجل جَعْد قططٍ أعور العَیْن الیُمْنَی کأنها عِنَبَهٌ طافیه ، فَسَأَلتُ عنه ، فقیل لی : المِسِّیح الدَّجَّال ، قال : وهو فِعِّیل من المَسْح.

ثعلب عن ابن الأعرابی : المَسِیحُ : الصِّدِّیق ، وبه سُمَّی عیسی صلی الله علیه وسلم ، قال : والمَسِیحُ الأَعْوَرُ ، وبه سُمِّی الدَّجَّال ، ونحوَ ذلک قال أبو عُبَید.

وقال شمر : سُمِّی عِیسَی المَسیحَ لأنه مُسِحَ بالبرکه.

وأخبرنی المنذری عن أبی الهیثم أنه قال : المَسِیحُ بن مریم : الصِّدِّیق ، وضد الصِّدِّیق المَسیحُ الدَّجّال أی الضِّلِّیل الکَذَّاب ، خلق الله المَسِیحَیْن أحدهما ضد الآخر ، فکان المَسِیحُ ابن مَرْیَم یُبْرِیءُ الأکمهَ والأبرصَ ویُحیِی الموتَی بإذنِ الله ، وکذلک الدجال یُحْیی المیت ویمیت الحی ، وینشیء السحاب ، ویُنبت النبات ، فهما مَسِیحان : مَسِیحُ الهُدَی ، ومَسِیحُ الضلاله ، قال لی المُنْذِری : فقلت له بلغنی أن عیسی إنما سُمِّی مَسِیحاً ، لأنه مُسِح بالبَرَکَه ، وسُمِّی الدَّجَّال مَسِیحاً ، لأنه مَمْسُوحُ العَیْن ، فأنکره وقال : إنما المَسِیحُ ضِد المَسیح ، یقال مَسَحَه الله أی خَلَقَه خَلْقاً حَسَناً مُبارَکا ، ومَسَحَه أی خَلَقَه قَبِیحاً مَلْعُوناً.

قال : ومَسَحْتُ النَّاقَهَ ومَسَخْتُها أی هَزَلْتُهَا وَأَدْبَرْتُها ، والعَرَبُ تقول : به مَسْحَهٌ من هُزَال ومَسْخهٌ من هُزَال ، وبه مَسْحَهٌ من سِمَن وجَمالٍ.

والشیءُ المَمسوحُ : القَبیحُ المَشْئوم المُغَیَّرُ عن خَلْقِه.

وقال ذو الرُّمَّه فی المَسْحَه بمعنی الجمال :

علی وَجْه مَیٍ مَسْحَهٌ من مَلَاحهٍ

وتحْتَ الثِّیاب الشَّیْن لوْ کان بادِیا

وعن جریر بن عبد الله : ما رآنی رسول الله مُذْ أسلمت إلَّا تَبَسَّم فی وجهی ، وقال : «یَطْلع علیکم رجل من خِیَارِ ذی یَمَنٍ علی وَجْهه مَسْحَهُ مَلَکٍ».

قال شمر : العرب تقول : هذا رجل علیه مَسْحَهُ جَمالٍ ومَسْحَهُ عِتْقٍ وکرَمٍ ، لا یُقَال إلا فی المدْحِ ، ولا یُقَالُ : علیه مَسْحَهُ قَیْح وقد مُسِحَ بالعِتْقِ والکَرَم مَسْحاً.

وقال الکُمَیتُ :

ص: 202

خَوَادِمُ أَکْفَاءٌ عَلَیْهِنّ مَسْحَهٌ

من العِتْقِ أَبْدَاهَا بَنَانٌ وَمَحْجِرُ

وقال الأَخْطَلُ یَمْدَحُ رَجُلاً من ولد العَبَّاس کان یقال له المُذْهَبُ :

لَذٍّ تَقَبَّله النَّعِیمُ کأنَّما

مُسِحَتْ تَرَائِبُه بمَاءٍ مُذْهَبِ

وفی صفه النبی صلی الله علیه وسلم «مَسِیحُ القدمین» أراد أنهما مَلْسَاوَان : لیس فیهما وسَخٌ ولا شُقاقٌ ولا تَکَسُّرٌ إذا أصابهما الماء نَبا عَنْهُما.

وفی حدیث أبی بکر : غاره مَسْحَاء ، هو فعلاء من مَسَحَهم یَمْسَحهم إذا مَرَّ بهم مَرّاً خَفِیفاً لا یقیم فیه عندهم.

قال : والمَسِیحُ : الکَذاب ماسِحٌ ومِسِّیحٌ وَمِمسَحٌ وتِمْسَحٌ ، وأنشد :

إنِّی إذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْیَحُ

ذُو نَخْوَه أو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ

أو کَیْذُبَانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ

وقال آخر :

* بالإفْکِ والتَّکْذابِ والتَّمسَاح *

قال : والمَسِیحُ : سبائک الفِضَّه ، والمَسِیحُ : المندیل الأخْشَنُ ، والمَسِیحُ : الذِّرَاعُ ، والمَسِیحُ : العَرَقُ ، والمَسِیحُ : الکَثِیرُ الجِماع ، وکذلک الماسِحُ ، یقال : مَسَحَها أی جامعها.

قال : والمَاسِحُ : القَتَّالُ ، یقال : مسحهم أی قَتَلَهم.

والماسِحَهُ : المَاشِطَهُ.

أبو عُبَید عن الأصمعی : المسائح : الشعر.

وقال شمر : هی ما مَسَحْتَ من شعرک فی خدِّک ورَأسِک ، وأنشد :

مَسَائِحُ فَوْدَیْ رَأْسِه مُسْبَغَلَّهٌ

جَرَی مِسْکُ دَارِینَ الأحَمُّ خِلَالَهَا

وقال الفرّاء فی قول الله جلّ وعزّ : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) [ص : 33] یرید : أقبل یَمسَح یَضْرِبُ سُوقَها وَأَعْنَاقها ، فالمسْحُ هاهنا القطع.

وأخبرنی المنذری عن ثعلب أنه سُئِل عن قوله : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) [ص : 33] وقیل له : قال قطرب : یمسحها : یُبَرِّک علیها ، فأنکره أبو العَبَّاس وقال : لیس بَشَیْء ، قیل له : فَإیشْ هو عندک؟ فقال : قال الفرَّاء وغیره : یضرب أعناقَها وسُوقَها : لأنها کانت سَبَبَ ذنبه.

قلتُ : ونحوَ ذلک قال الزَّجَّاج ، وقال : لم یَضْرِبْ سُوقَها ولا أعناقَها إلا وقد أَبَاحَ الله له ذلک : لأنه لا یَجْعَل التوبه من الذَّنْبِ بِذَنْبٍ عَظِیم ، قال : وقال قوم : إنه مَسَحَ أَعْنَاقَها وسُوقَها بالماء بیده ، قیل : وهذا لیس یُشْبِه شَغْلَها إیاه عن ذِکْرِ الله ، وإنما قال ذلک قوم : لأن قَتْلَها کان عندهم منکراً ، وما أباحه الله فلیس بمُنکر ، وجائز أن یبیح ذلک لسُلَیْمَان فی وَقْتِه ویَحْظُره فی هَذَا الوَقْتِ.

أبو عُبَید : التَّمْسَحُ : الرجل المارد الْخَبِیث.

وقال اللیث : التِّمْسَحُ والتِّمْسَاحُ یکون فی الماء شَبِیه بالسلحفاه إلا أنه یکون ضخماً طویلاً قَوِیّاً.

ص: 203

قال : والمُمَاسَحَهُ : المُلَایَنَهُ والمُعَاشَرَه والقُلُوبُ غیر صافیه.

وفلان یُتَمَسَّح به لِفَضْله وعبادته ، کأنه یُتَقَرَّبُ إلی الله بالدُّنُوِّ مِنْه.

وقال غیره : مَسَحَت الإبلُ الأرضَ یومَها دَأْباً أی سارت سیراً شدِیداً ، قاله ابن درید.

أبو عُبَید : المَسْحَاءُ : الأرضُ المستویه.

وقال اللیث : الأمْسَحُ من المفَاوز کالأمْلَسِ وجمعه الأَمَاسِحُ.

والمَسَاحَهُ : ذَرْعُ الأرض ، تقول : مَسَحَ یَمْسَح مَسْحاً.

وقال غیره : جمع المَسْحَاء من الأرض مَسَاحِی.

وقال أبو عمرو : المَسْحَاءُ : أرض حمراء ، والوحْفَاءُ : السَّودَاءُ.

وقال غیره : المَسْحَاءُ : قطعه من الأرض مستویه کثیره الحَصَی غلیظه.

وتَمَاسَحَ القومُ إذا تَبَایَعُوا فتَصَافَقوا.

أبو عُبَید عن أبی زید قال : إذا کانت إحدی رَبْلَتی الرِّجْل تُصِیب الأخری قیل : مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ مَسَحاً.

وقول الله جلّ وعزّ : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ) [المَائده : 6]. قال بعضهم : نزل القرآن بالمسح ، والسُّنَّهُ بالغَسْلُ.

وقال بعض أهل اللغه : مَنْ خَفَضَ وأرجلکم فهو علی الجِوَار.

وقال أبو إسحاق النحوی : الْخَفْضُ علی الجِوار لا یَجُوزُ فی کِتَاب الله ، إنما یجوز ذلک فی ضَرورَه الشِّعْرِ ، ولکن المَسْحَ علی هذه القراءه کالغَسْل ، ومما یدلّ علی أنه غَسْل أن المَسْحَ علی الرِّجل لو کان مَسْحاً کمَسْح الرأْسِ لم یَجز تحدیدُه إلی الکعبین کما جاء التحدید فی الیدین إلی المرافق ، قال الله : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ) [المَائده : 6] بغیر تحدید فی القرآن ، وکذلک فی التیمم : (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِکُمْ وَأَیْدِیکُمْ مِنْهُ) [المَائده : 6] من غیر تحدید ، فهذا کله یوجب غَسْل الرِّجلین ، وأما من قرأ : (وَأَرْجُلَکُمْ) ، فهو علی وجهین : أحدهما : أن فیه تَقْدِیماً وتأْخِیراً کأنه قال : فاغسلوا وجوهکم وأیدیکم إلی المرافق وأرجَلکم إلی الکعبین ، وامسحوا بُرؤسِکم وقدّم وأخرَّ لیکون الوضوء وِلَاءً شیئاً بعد شیء. وفیه قوْلٌ آخَرُ : کأنه أراد أغسلوا أرجلکم إلی الکَعْبَیْن ، لأن قوله إلی الکعبین قد دَلّ علی ذلک کما وصفنا ، ویُنْسَقُ بالغَسْل علی المَسْح کما قال الشاعر

یا لیت زَوْجَکِ قَدْ غَدَا

مُتَقَلِّدَّا سَیْفاً ورُمْحا

المعنی مُتَقَلِّداً سَیْفاً وحَامِلاً رُمْحاً.

وقال غیره : رجُلٌ أَمْسَحُ القدَم والمرأه مَسْحَاء إذا کانت قَدَمُه مستویه لا أَخْمَصَ لها ، وامرأه مَسْحَاءُ الثَّدْی إذا لم یکن لِثَدْیِها حجم.

والمَاسِحُ مِنَ الضَّاغِطِ إذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإبْطَ من غیر أن یعرُکَه عَرْکاً شدیداً.

والأَمْسَحُ : الأَرْسَحُ ، وقومٌ مُسْحٌ رُسْح وقال الأَخْطَل :

ص: 204

دُسْمُ العَمَائِم مُسْحٌ لا لحومَ لهم

إذا أحَسُّوا بِشَخْصٍ نابیءٍ لَبَدُوا

ویقال : امْتَسَحْتُ السیفَ من غِمده وامْتَسَخْتُه إذا اسْتَللْته.

وقال سَلَمَهُ بنُ الخُرْشُب یَصِف فَرَساً :

تَعَادَی من قوائِمها ثَلاثٌ

بتَحْجِیلٍ وَوَاحِدَهٌ بَهِیمُ

کأن مَسِیحَتَی وَرِقٍ علیها

نَمَت قُرْطَیهما أُذُنٌ خَذِیمُ

قال ابن السکیت : یقول : کأنما أُلْبِسَتْ صَفِیحَه فِضَّه من حُسْنِ لونها وبریقها ، قال : وقوله : نَمَتْ قُرْطَیْهما أی نَمَتْ الْقُرْطَیْن اللذین من المَسِیحَتَیْن أی رفَعَتْهُما ، وأراد أن الفضه مِمَّا یُتَّخَذُ لِلْحَلْی وذلک أَصْفَی لها ، وأُذُنٌ خَذِیمٌ أی مَثْقُوبَه.

وأنشد لعبد الله بن سَلَمَه فی مثله :

تَعْلَی علیه مَسَائِحٌ من فَضَّهٍ

وتَرَی حَبَابَ المَاء غَیْرَ یَبِیس

أراد صَفَاءَ شَعْرَته وقِصَرها. یقول : إذا عَرِق فهو هکذا ، وتَرَی الماء أَوَّلَ ما یَبْدُو من عَرَقه.

عمرو عن أبیه قال : الأَمْسَحُ : الذئب الأَزَلُّ ، والأمْسَحُ : الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا تکون عینه بَلُّوْرَهً. والأَمْسَحُ : السَّیَّارُ فی سِیَاحَتِه ، قال : والأَمْسَحُ : الکَذَّابُ : وفی حدیث اللِّعان أن النبی صلی الله علیه وسلم قال فی ولد المُلاعَنَه : «إن جَاءَتْ به مَمْسُوحَ الأَلْیَتَیْن». قال شمر هو الذی لَزِقت أَلْیَتَاه بالعَظْمِ.

رَجُلٌ أَمْسَحُ وامرأهٌ مَسْحَاء وهی الرَّسْحَاءُ ، قال ذلک ابن شمیل.

وقال الفرّاء : المَسْحَاءُ : أرضٌ لا نبات بها ، یقال : مررتُ بِخَرِیقٍ بین مَسْحاوَیْن ، والخَرِیقُ : الأرض التی تَوَسَّطَها النبات.

وقال ابن شمیل : المَسْحَاءُ : قطعه من الأرض مستویه جرداء کثیره الحَصَی لَیْسَ فیها شَجَرٌ ولا تُنبت ، غَلِیظَهٌ جَلَدٌ تَضْرِبُ إلی الصَّلابَه مثل صَرْحَهِ المِرْبَد لیست بقُفٍّ ولا سَهْلَه.

وخَصِیٌ مَمْسُوحٌ إذا سُلِتَتْ مَذَاکِیرُه.

ابن شمیل : مَسَحَه بالقول ، وهو أن یقول له ما یُحِبّ وهو یَخْدَعه.

وقال ابن الأعرابی : المَسْحُ : الکَذِبُ ، مَسَحَ مَسْحاً.

وقال أبو سعید فی بعض الأخبار : نرجو النصرَ علی مَنْ خَالَفَنَا ومَسْحَهَ النِّقْمَه علی مَنْ سعی عَلَی إمَامِنا. قیل : مَسْحَتُها : آیَتُها وحِلْیتُها ، وقیل معناه : أنَّ أعناقهم تُمسَح أی تُقْطَفُ.

قول الله تعالی : (بِکَلِمَهٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِیحُ) [آل عمران : 45]. قال أبو منصور : سمی الله ابتداء أمره کلمه ، لأنه ألقی إلیها الکلمه ، ثم کون الکلمه بشراً. ومعنی الکلمه : الولد. والمعنی : یبشرک بولد اسمه المسیح.

قال الحربی : سمی الدجال مسیحاً لأن عینه ممسوحه عن أن یبصر بها. وسمی عیسی مسیحاً : اسم خصه الله به ولمسح زکریا إیاه.

حمس

اللیث : رَجُلٌ أَحْمَسُ : شُجَاعٌ ، وعام

ص: 205

أَحْمسُ ، وَسَنهٌ حَمْساء : شَدِیده ، ونَجْدَهٌ حَمْسَاءُ یرید بِها الشَّجَاعَه ، وأصابتهم سنون أَحَامِسُ ، ولو أرادوا محض النعت لقالوا : سِنُونَ حُمْسٌ ، إنما أرادوا بالسِّنین الأَحامِس علی تَذْکِیر الأعوام.

وقال أبو الدُّقَیْش : التَّنُّورُ یقال له الوَطِیسُ والْحَمِیسُ.

قال : والحُمْس : قُرَیش ، وأَحْمَاسُ العَرَب : أَمَّهاتُهم من قُرَیْش ، وکانوا یَتَشَدَّدُون فی دینهم ، وکانوا شجعان العرب لا یُطاقُون ، وفی قَیْس حُمْسٌ أیضاً.

والحَمْسُ : جَرْسُ الرِّجال ، وأنشد :

کأَنَّ صَوْتَ وَهْسِها تَحْتَ الدُّجَی

حَمْسُ رِجَالٍ سَمِعُوا صَوْتَ وَحَا

وأَخْبَرَنی المنذری عن أبی الهَیْثَم أنه قال : الحُمْسُ : قُرَیْش ومن ولدت قُرَیْش وکنانه ، وجَدیلَهُ قیس ، وهم فهْم وَعَدْوان ابْنا عَمْرو بن قَیْس عَیْلَان ، وبنو عامر بن صعصعه هؤلاء الحُمْس ، سُمُّوا حُمْساً لأنهم تَحمَّسُوا فی دینهم أی تَشَدَّدوا ، قال : وکانت الحُمْسُ سُکَّانَ الحرم ، وکانوا لا یخرجون أیام المَوْسِم إلی عرفات ، وإنما یقفون بالمُزْدَلِفه وصارت بنو عامر من الحُمْس ولَیْسُوا من سَاکِنی الحَرَم لأن أُمَّهُم قُرَشِیَّهً ، وهی مَجْدُ بنت تَیْم بن مُرَّه.

قال : وخُزَاعه سُمِّیَتْ خُزَاعَه لأنهم کانوا من سکان الحرم فَخُزِعُوا عنه أی أُخْرِجُوا ، ویقال : إنهم من قریش انْتَقَلُوا بِنَسَبهم إلی الیمن وهم من الحُمسْ.

وأمَّا الأَحَامِسُ من الأَرْضِین فإن شَمِراً حکی عن ابن شمیل أنه قال : الأَحامِسُ : الأرض التی لیس بها کَلأُ ولا مرتَعٌ ولا مَطَرٌ ولا شیء.

أرضٌ أحَامِسُ ، ویقال : سنون أَحَامِس ، وأنشد :

لَنَا إبل لم نکتسِبْها بِغَدْرهٍ

ولم یُفْنِ مَوْلَاها السِّنُون الأَحامِسُ

وقال آخر :

سَیذْهَب بابن العَبْدِ عَوْنُ بْنُ جَحْوَشٍ

ضَلالاً وتُقْنِیهَا السِّنونَ الأحَامِسُ

وقال أبو عُبَید : یقال : وقع فلان فی هند الأَحَامس إذا وقع فی الداهیه.

وقال شَمِر عن ابن الأعرابی : الحَمْسُ : الضلال ، والهَلکَه والشَّرُّ ، وأنشدنا :

فإنکُم لَسْتُم بِدَارِ تُلُنَّهٍ

ولکنَّما أَنْتُم بهنْدِ الأحَامِس

وقال رؤبه :

* لاقَیْن منه حَمَساً حَمِیسا*

معناه : شِدَّهً وشَجَاعَه.

وقال ابن الأعرابی فی قول عمرو :

* بِتَثْلِیث ما نَاصَیْتَ بَعْدِی الأحامِسَا*

أراد قُرَیْشاً. وقال غیره : أراد بالأحامِس بنی عامرٍ ، لأن قُرَیْشاً ولدتهم ، وقیل : أراد الشجعان من جمیع الناس.

وقال اللِّحْیَانی : یقال : احْتَمَسَ الدِّیکان واحْتَمَشَا ، وحَمِسَ الشَّرُّ وحَمِس إذا اشْتَدَّ.

عمرو عن أبیه قال : الأَحْمَسُ : الوَرعُ من

ص: 206

الرِّجَال الذی یتشدد فی دینه. والأَحْمَسُ : الشجاع ، وقال ابن أحمر :

لَوْ بِی تَحمَّسْتِ الرِّکَابُ إذا

ما خَانَنِی حَسَبی ولا وَفْرِی

قال شَمِر : تَحَمَّست : تَحَرَّمَتْ واستغاثت من الْحُمْسَهِ ، وقال العَجَّاجُ :

ولم یَهَبْنَ حُمْسَهً لأَحْمَسَا

ولا أَخَا عَقْدٍ ولا مُنْجَّسَا

یقول : لم یَهَبْنَ لذی حُرْمَه حرمه أی رَکِبْنَ رؤوسهن.

وفی «النوادر» : الحَمِیسَهُ : القَلِیَّهُ ، وقَدْ حَمَّسَ اللحمَ إذا قَلَاه.

محس

أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : الأمْحَسُ : الدَّبَّاغُ الحاذِقُ.

قلت : المَحْسُ والمَعْسُ : دَلْکُ الجِلْدِ ودِبَاغُه ، أبدلت العین حاء.

[حسم]

* وقال أبو عمرو : الأَحْسَمُ : الرجلُ البازل القَاطِعُ للأمور. قال : وقال ابن الأعرابی : الحَیْسَمُ : الرجلُ القَاطِعُ للأُمورِ الکَیِّسُ.

أبواب الحاء والزای

ح ز ط

أهملت وجوهه.

ح ز د
دحز

قال اللیث : الدَّحزُ وهو الجماع.

(ح ز ت) ، (ح ز ظ) ، (ح ز ذ) ، (ح ز ث): أهملت وجوهها.

[ح ز ر]
اشاره

حزر ، حرز ، زحر ، زرح ، رزح : مستعملات.

زحر

قال اللیث : زَحَرَ یَزْحَرُ زَحِیراً ، وهو إخراج النَّفَس بأَنِینٍ عند عمل أو شده ، وکذلک التَّزَحّر ، ویقال للمرأه إذا ولدت ولداً زَحَرَتْ به وتَزَحَّرَت عَنْهُ ، وأنشد :

إنی زعیم لک أن تَزحَّرِی

عن وَارِمِ الجبهه ضخم المَنْخَرِ

یقال : هو یَتَزَحَّر بماله شُحّاً.

وقال ابن السّکیت : یقال : أخذه الزَّحیرُ والزُّحَار ، ورجل زَحَّار. قال : وقال الفرَّاء : أنشدنی بعض کلب :

* وعند الفقر زَحَّاراً أُنَانَا*

حزر

قال اللیث الحَزَوَّرُ والجمیع الحَزَاوِرَهُ.

وقال ابن السکیت : یقال للغلام إذا راهق ولم یدرک بعدُ حَزَوَّرٌ ، وإذا أدرک وَقَوِی واشتدَّ فهو حَزَوَّرٌ أیضاً ، وقال النابغه :

* نزع الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ*

وقال أراد البالغ القَوِیَّ.

وقال أبو حاتم فی «الأضداد» : الحَزَوَّرُ : الغلامُ إذا اشتد وقوی ، والحَزَوَّرُ : الضعیفُ من الرجال وأنشد :

وما أَنا إنْ دَافَعْتُ مِصْرَاعَ بَابِه

بذی صَوْله فَانٍ ولا بِحَزَوّر

وقال آخر :

إنَّ أحَقَّ النَّاسِ بالمَنِیَّهْ

حَزَوَّرٌ لَیْسَت له ذُرِّیَّهْ

قال : أراد بالحَزَوَّر هاهنا رجلاً بالِغاً

ص: 207

ضَعِیفاً.

قال أحمد بن یحیی : قال سَلَمَه : قال الفراء ، قال : أخبرنی الأرْمُ عن أبی عُبَیْده ، وأبو نصر عن الأصمعی ، وابن الأعرابی عن المُفَضَّلُ قال : الحَزَوَّرُ عند العَرَب : الصَّغیرُ غَیرُ البَالغِ ، ومن العَرَب من یجعل الحَزَوَّر : البالغ القَوِیّ البدن الذی قد حمل السلاح. قلتُ : والقول هو هذا.

شَمِر عن أبی عمرو : الحَزْوَرُ : المکان الغَلِیظُ ، وأنشد :

* فی عَوْسَجِ الوَادِی ورَضْمِ الحَزْوَر*

وقال عَبَّاسُ بن مِرْدَاسٍ :

وذابَ لُعَابُ الشَّمْس فیه وأُزِّرَتْ

بِهِ قامِسَاتٌ من رِعَانٍ وحَزْوَر

وقال اللیث : الحَزْرُ : حَزْرُک عدد الشیء بالحَدْس ، تقول أنا أَحْزِرُ هذا الطعام کذا وکذا قفیزاً ، قال : والحَزْرُ : اللَّبنُ الحامض ، وقال الأصمعی : إذا اشتدَّت حُمُوضَه اللبن فهو حازر ، وقال ابن الأعرابی : هو حازر وحامزٌ بمعنی واحد.

ابن شمیل عن المُنْتَجِع قال : الحازر : دقیق الشَّعِیر وله ریح لیس بطیب.

اللیث : الحَزْرَهُ : خِیَارُ المال ، وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه بعث مُصَدِّقاً فقال : «لا تأخُذ من حَزَرَات أَنْفسِ الناس شیئاً ، خُذِ الشَّارِفَ والبَکْر»

وقال أبو عُبَیْد : الْحَزرَهُ : خِیَارُ المال : وأنشد :

* الحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ النّفْسِ*

وأنشد شمر :

الحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ القَلْبِ

اللُّبُنُ الغِزَار غیرُ اللُّجْبِ

حِقَاقُها الجِلادُ عند اللَّزْبِ

قال شمر : یقال : حَزَرات وحَزُرات.

وقال أبو سعید : حَزَراتُ الأَمْوالِ : هی التی یَوَدُّها أَرْبَابُها ، ولیس کل المال الحَزَرَه ، قال : وهی العلائق ، قال : وفی مثل للعرب : * وا حَزْرَتِی وأبْتَغی النَّوافِلَا* شَمِر عن أبی عُبَیده قال : الحَزَرات : نُقَاوَهُ المالِ : الذکر والأُنْثَی سواء ، یقال : هی حَزْرَهُ مالِهِ وهی حَزْرَهُ قلبه ، وأنشد شمر

نُدَافِعُ عنهم کلَّ یَوْم کَرِیهَهٍ

ونَبْذُلُ حَزْراتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ

وقیل لخیار المال حَزْره ، لأن صاحِبها یَحْزُرها فی نفسه کلما رآها ، ومن أمثال العرب «عَدَا القَارِصُ فَحَزَر» یُضْرَبُ للأمْرِ إذا بَلَغَ غایَتَه وأَفْعَمَ.

وَوَجْهٌ حازِرٌ : عَابِسٌ باسِرٌ ثعلب عن ابن الأعرابی : الحَزْرَهُ : النَّبِقَهُ المُرَّه ، وتُصَغَّر حُزَیْرَه.

رزح

اللیث : رزح البَعیرُ رُزُوحاً إذا أَعْیَا فقَامَ. بَعیرٌ رازح وإبِلٌ رَزْحَی : وإبِلٌ مَرَازیحُ ، وبَعیر مِرْزَاحٌ کذلک.

والمِرْزِیحُ : الصوتُ ، وأنشد :

ذَرْ ذَا ولکن تَبَصَّر هل تَری ظُعُناً

تُحْدَی لساقتِها بالدَّوِّ مِرْزِیحُ

أبو عُبَید عن أبی زید : الرَّازحُ : البعیر

ص: 208

الذی لا یَتَحَرّک هُزَالاً ، وهو الرازم أیضاً.

غیره : وقد رَزَحَ یَرزَحُ رُزوحاً ورَزاحاً.

النضر عن الطائفی قال : المِرْزَحَهُ : خَشبهٌ یُرْفعُ بها العِنَبُ إذا سقط بعضُه علی بعض.

والمِرْزَحُ : ما اطمأنَّ من الأرض.

قال الطِّرِمَّاح :

کأن الدُّجَی دونَ البلادِ مُوَکَّلٌ

ببَمٍّ بِجَنْبَیْ کلِّ عِلْوٍ ومِرْزَحِ

قال أبو بکر الأنباری : رزَح فلان معناه ضَعُفَ وذهب ما فی یده ، وأصلُه من رَزاحِ الإبِل إذا ضَعُفَت ولَصِقَت بالأرض فلم یکن بها نُهوض. وقیل : رَزَح ، أُخِذَ من المَرْزَح ، وهو المطمَئِنُّ من الأرضِ ، کأنه ضَعُف عن الارتقاء إلی ما عَلَا منها.

زرح

أهمله اللیث : وقال شمر : الزَّرَاوِحُ : الرَّوابی الصغار ، واحدها زَرْوَح. قال : وقال ابن شمیل : الزّرارحُ من التلال : مُنبِسط من التلال لا یُمسِک الماءَ رَأْسُه صَفَاه وقال ذو الرُّمَّه :

وتَرْجافُ أَلْحِیْهَا إذا ما تَنَصَّبَتْ

علی رافع الآلِ التِّلَالُ الزَّراوحُ

قال : والحَزَاوِرُ مثلها واحدها حَزْورَهٌ ، قال : والمِزْرَحُ : المُتَطَأْطِیءُ من الأرض.

ثعلب عن ابن الأعرابی. قال : الزُّرَاحُ : النَّشِیطُو الحرکات.

حرز

قال اللیث : الحِرْزُ : ما أَحْرَزَک من موضعٍ وغیر ذلک. تقول : هو فی حِرْزٍ لا یُوصَلُ إلیه ، واحترزتُ أنا من فلان أی جعَلْتُ نفسی فی حِرزٍ ومکان حَریز ، وقد حَرُزَ حَرازهً وحَرَزاً.

قال : والحَرَزُ هو الخَطَر وهو الجَوْزُ المحکوک یَلْعَبُ به الصَّبیُّ ، والجمیع الأحْرازُ والأخْطَار.

وقال أبو عَمْرو فی «نوادره» : الحَرائِزُ من الإبل : التی لا تُبَاعُ نَفَاسَهً بها.

وقال الشَّمَّاخُ :

* یُبَاعُ إذا بِیعَ التِّلَادُ الحرائز*

ومن أمثالهم : «لا حَرِیزَ من بَیْع» أی أعطیتَنِی ثَمَناً أرضاه لم أَمْتنِع من بیعه.

وقال الراجز یصف فحلاً :

یَهْدِرُ فی عَقَائلٍ حَرائِزِ

فی مثل صُفْنِ الأَدَمِ المخَارِزِ

ومن الأسماءَ حَرَّازٌ ومُحْرِزٌ وحَریزٌ. رحز (1) : مهمل.

ح ز ل
اشاره

حزل ، حلز ، لحز ، زلح ، زحل : مستعملات.

حزل

قال اللیث : الحَزْل من قولک : احزألّ یَحْزَئِلُ احزِئلالاً یُرادُ به الارتفاع فی السیر والأرضِ. قال : والسحاب إذا ارتفع نحوَ بَطْن السماء قیل احْزَأَلَ ، قال : واحْزَأَلَّتِ الإبلُ إذا اجتمعت ثم ارتفعت عن مَتْنٍ من الأرض فی ذهابها.

أبو عُبَید عن الأصمعی : المُحْزَئِلُ :

ص: 209


1- فی المطبوع : «زحر : مهمل» وهو مستعمل وقد مرّ شرح الماده.

المرتفع وأنشد :

ذاتَ انْتِبَاذٍ عن الحادِی إذا بَرَکت

خَوَّتْ عَلَی ثَفِناتٍ مُحْزَئِلَّاتِ

وقال اللیث : الاحتزال هو الاحتزام بالثَّوْب ، قلت : هذا تصحیف ، والصواب الاحتزاک بالکاف. هکذا رواه أبو عُبَید عن الأصمعی فی باب ضروب اللُّبْس ، وأصله من الحَزْکِ والحَزْق ، وهو شِدَّهُ المَدِّ والشَّدِّ ، وقد مرَّ تفسیره فی باب الحاء والکاف.

وقال شمر : یقال للبعیر إذا بَرَک ثم تَجافَی عن الأرض قد احْزَأَلَ. واحْزَأَلَّت الأکَمَهُ إذا اجتمعت ، واحْزَأَلَ فؤادُه إذا انْضمَّ من الخَوْف. ویقال : احْزَأَلَ إذا شَخَص.

زلح

قال اللیث : الزَّلْحُ من قولک : قصعه زَلَحْلَحَه ، وهی التی لا قعر لها ، وأنشد :

ثُمَّتَ جَاءُوا بقِصَاعٍ خَمْسِ

زَلَحْلَحَات ظاهِراتِ الیُبْسِ

أُخِذْنَ من السُّوقِ بِفَلْسٍ فَلْس

قال : وهی کلمه علی فعلل أصله ثُلاثیّ أُلحِقَ بِبناء الخُماسیّ.

وذکر ابن شمیل عن أبی خَیْرَه أنه قال : الزَّلَحْلَحَاتُ فی باب القِصاع ، واحدتها زَلَحْلَحَه.

وروی ثعلب عن ابن الأعرابی أنه قال : الزُّلْحُ : الصِّحَافُ الکِبارُ ، حذف الزیاده فی جمعها.

لحز

قال اللیث : رَجُلٌ لَحِزٌ : شحِیحُ النّفْس ، وأنشد :

تَرَی اللَّحِزَ الشَّحِیحَ إذا أُمِرَّت

عَلَیْه لِما له فیها مُهِینا

وقال أبو عُبَیْد : اللَّحِزُ : الضَّیِّقُ البخیلُ.

وأَخْبرنی الإیادِیُّ عن شَمِر قال : یقال : رجُلٌ لِحْزٌ بکسر اللام وإسْکانِ الحاء ، ولَحِزٌ بفتح اللام وکسر الحاء أی بخیل.

قال : وشَجَرٌ مُتَلاحِزٌ أی مُتَضایِق دخل بعضه فی بعض.

قال : وقال ابن الأعرابی : رَجُلٌ لَحِزٌ.

ولَحْزٌ وروی بیت رُؤْبَه :

* یُعْطِیکَ منه الجودَ قبل اللَّحْزِ*

أی قبل أن یَسْتَغْلِق ویَشْتَدّ.

قال الأزهری : وفی هذه القصیده :

* إذا أَقَلَّ الخَیْرَ کُلُ لِحْزِ*

أی کُلُ لَحِز شَحِیح.

وقال اللیث : التَّلَحُّزُ : تَحَلُّبُ فیک من أَکْلِ رُمَّانه أو إجَّاصه شَهْوَهً لذلک.

والمَلَاحِزُ المَضَایِقُ.

حلز

قال اللیث : القَلْبُ یَتَحَلَّزُ عند الحُزْنِ کالاعتصار فیه والتَّوَجُّع.

وقَلْبٌ حَالِزٌ. وإنْسَانٌ حالِزٌ وهو ذُو [حَلْزٍ](1).

ورَجُلٌ حِلِّزٌ أی بخیل ، وامرأهٌ حِلِّزَهٌ بَخِیلَهٌ.

أبو عُبَیْد : الحِلِّزُ والحِلِّزَهُ مِثْله وأنشدنی الإیَادِیّ :

ص: 210


1- زیاده من «العین» (3 / 159) وفی المطبوع : «ذوه».

هیَ ابْنَهُ عَمِّ القوْمِ لا کُلِ حِلِّزٍ

کَصَخْرَهِ یَبْسٍ لا یُغَیِّرُهَا البَلَلْ

أبو عُبَیْد عن الأصمعی : حَلَزُون : دابَّهٌ تکون فی الرِّمْث جاءَ به فی باب فَعَلُولٍ ، وذکر معه الزَّرَجُون والقَرَقُوس ، فإن کانت النون أصلیه فالحرف رباعی ، وإن کانت زائده فالحرف ثلاثی أَصْلُه حَلَزَ.

وقال قُطْرُبٌ : الحِلِّزَهُ : ضَرْبٌ من النبات ، قال : وبه سُمِّی الحارِثُ بن حِلِّزه.

قلت : وقُطْرب لیس من الثّقَات ، وله فی اشتقاق الأسماء حروف منفرده.

وفی نوادر الأعراب : احْتَلَزْتُ منه حَقِّی أی أَخَذْتُه. وتحَالَزْنا بالکلام : قال لی وقلت له. ومثله : احْتَلَجْتُ منه حَقِّی ، وتحَالَجْنا بالکلام.

زحل

قال اللیث : یقال للشیء إذا زال عن مکانه زَحَل ، ومنه قول لَبِید :

لو یقُومُ الفِیلُ أَوْ فَیَّالُه

زَلَّ عن مِثْلِ مَقَامِی وَزَحَل

قال : والناقه تَزْحَلُ زَحْلاً إذا تأخَّرَتْ فی سَیْرِها ، وأنشد :

قد جَعَلَتْ نَابُ دُکَیْنٍ تَزْحَلُ

أُخْراً وإن صاحُوا به وحَلْحَلُوا

قال : والمَزْحَلُ : الموْضِعُ الذی تَزْحَلُ إلیه ، وقال الأخْطَل :

* یَکُن عن قُرَیْشٍ مُسْتَمازٌ ومَزْحَلُ *

قال : والزَّحُولُ من الإبل : التی إذا غَشِیتِ الحوضَ ضَرَبَ الذَّائِدُ وجْهَهَا فَوَلَّتْه عَجُزَها ولم تَزَل تَزْحَلْ حتی تَرِدَ الحوْضَ.

وَزُحَلُ : اسم کَوکبٍ من الکواکب الکُنَّس. وسُئِلَ محمد بن یزید المُبَرَّدِ عن صَرْفه فقال : لا ینصرف لأنَّ فیه العِلَّتَیْنِ : المَعْرِفَه والعُدُول.

وقال غیْرُه : قیل لهذا الکوکب زُحَلُ لأنه زَحل أی بَعُد ، ویقال : إنه فی السماء السابعه والله أعلم.

وقال ابن السِّکِّیت : قیل لابنه الخُسِّ : أیُّ الجِمالِ أَفْرَهُ؟ قالت : السِّبَحْلُ الزِّحَلّ ، الرَّاحِلَهُ الفَحْلُ.

قال : الزِّحَلُ : الذی یَزْحَلُ الإبَل ، یُزَاحِمُها فی الوِرْدِ حتی یُنَحِّیها فَیَشْرَب ، حکاه عن الدُّبَیْرِی.

وقال أبو مالک عمرو بن کِرْکِرَه : الزِّحْلِیفُ والزِّحْلِیلُ : المکانُ الضَّیِّقُ الزَّلِقُ من الصفَا وغَیْره.

ح ز ن
اشاره

حزن ، زنح ، زحن ، نحز ، نزح : مستعمله.

حزن

قال اللیث : للعرب فی الحُزْن لُغَتَان ، إذا ثَقَلُوا فَتَحُوا ، وإذا ضَمُّوا خَفَّفُوا ، یقال : أَصَابَه حَزَنٌ شَدِید وحُزْنٌ شَدِید.

وروی یونس عن أبی عمرو قال : إذا جاء الحَزَنُ مَنُصُوباً فَتَحُوا ، وإذا جاء مرفوعاً أو مکسوراً ضَمُّوا الحاء کقول الله عَزَّ وَجَلَّ : (وَابْیَضَّتْ عَیْناهُ مِنَ الْحُزْنِ) [یوسف : 84] أی أَنَّهُ فی مَوْضع خَفْض. وقال فی موضع آخر : (تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً) [التوبه : 92] أی أنه فی موضع النصب ، وقال : (أَشْکُوا بَثِّی وَحُزْنِی إِلَی اللهِ) [یُوسُف : 86] ضموا الحاء هاهنا ، قال : وفی استعمال الفعل

ص: 211

منه لغتان تقول : حَزَنَنی یَحْزُنُنِی حُزْناً فأنا محزون ، ویقولون : أحزَنَنی فأنا مُحْزَن وهو مُحْزِن ، ویقولون : صوتٌ مُحْزِن ، وأَمْرٌ مُحْزِن ، ولا یقولون : صوت حَازِنٌ.

وقال غیره : اللغه العالیه حَزَنَه یَحْزُنُه ، وأکثر القُرَّاء قرأوا : (فَلا یَحْزُنْکَ قَوْلُهُمْ) [یس : 76] وکذلک قوله : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُکَ الَّذِی یَقُولُونَ) [الأنعَام : 33] ، وأما الفعل اللازم فإنه یقال فیه : حَزِنَ یَحْزَنُ حَزَناً لا غیر.

أبو عُبَید عن أبی زید : لا یقولون : قَدْ حَزَنَه الأَمْرُ ، ویقولون : یَحْزُنُه ، فإذا قالوا أَفْعَلَه الله فهو بالألف.

وفی حدیث ابن عمر حین ذکر الغَزْوَ ومنْ یَغْزُو ولَا نِیَّهَ لهُ : «إنَّ الشیطَانَ یُحَزِّنُه».

قال شمر : معناه أنه یوسوس إلیه ویقول له : لِمَ تَرَکْتَ أَهْلَکَ ومالَکَ ویُنَدِّمُه حَتّی یُحَزِّنَه.

وقال اللیث : الحَزْنُ من الدَّوَاب والأرض : ما فیه خُشُونَه ، والأُنْثَی حَزْنه ، والفعل حَزُنَ یَحْزُنُ حُزُونه.

قلت : وفی بلاد العرب حَزْنان : أحدهما : حَزْنُ بنی یَرْبُوع ، وهو مَرْبعٌ من مَرَابع العرب فیه رِیاضٌ وقِیعان ، وکانت العرب تقول : مَن تَرَبَّعَ الحَزْنَ وتَشَتَّی الصَّمَّانَ وتَقَیَّظَ الشَّرَفَ فقَدْ أَخْصَبَ ، والحَزْنُ الآخَرُ : ما بَیْنَ زُبَالَهَ فما فوق ذلک مُصْعِداً فی بلاد نجد ، وفیه غِلَظٌ وارتفاع.

قال ذلک أبو عُبَید ، وکان أبو عمرو یقول : الْحَزنُ والحَزْمُ : الغَلیظُ من الأرض.

وقال غیره : الحَزْمُ من الأرض : ما احْتَزَم من السَّیْلِ من نَجَوَاتِ المتُونِ والظهور ، والجمیع الحُزُومُ ، والْحزنُ : ما غَلُظَ من الأرض فی ارتفاع.

قلت : وأنا مُفَسِّرٌ الحَزْمَ من أَسْمَاء البِلَاد فی بابها إن شاء الله.

وقال ابن شُمَیْل : أوَّلُ حُزُونِ الأرض قِفَافُها وجِبَالها وقَوَاقِیها وخَشِنُها ورَضْمُها ، ولا تُعَدُّ أرضٌ طَیِّبَهٌ وإن جَلُدَتْ حَزْناً ، وجمعها حُزُونٌ. قال : ویقال : حَزْنَهٌ وَحَزْنٌ. وقد أَحْزَن الرَّجُلُ إذا صَارَ فی الحَزْنِ.

قال : ویقال للحَزْنِ حُزُنٌ لغتان ، وأنشد قول ابن مُقْبِل :

مَرَابِعُهُ الحُمْرُ من صَاحَهٍ

ومُصْطَافُهُ فی الوُعُولِ الحُزُن

قلت : الحُزُن جَمْعُ حَزْنٍ وقال اللیث : یقول الرجل لصاحِبِه : کَیْفَ حَشَمُک وحُزَانَتُک أی کَیْفَ مَنْ تَتَحَزَّنُ بأَمْرِهم.

قال : وتُسَمّی سَفَنْجَقَانِیّهُ العرب علی العجم فی أول قُدُومهم الذی استحقُّوا به من الدور والضِّیَاع ما اسْتَحَقُّوا حُزَانه.

قال الأزْهَرِی : السَّفَنْجَقَانِیَّهُ : شَرْط کان للعرب علی العجم بخُراسان إذا افْتَتَحُوا بَلَداً صُلْحاً أن یکونوا إذا مَرَّ بهم الجُیُوشُ أَفْذَاذاً أو جَمَاعات أن یُنْزِلُوهم ویَقْرُوهُم ثم یُزَوِّدُوهم إلی ناحیه أخری.

أبو عُبَید عن الأصمعی : الحُزَانَهُ : عِیَال الرجل الذین یَتَحَزَّنُ لهم وبأَمْرِهم ، قلت :

ص: 212

وهذا کله بِتَخْفِیف الزَّای علی فُعَاله.

زحن

قال اللیث : زَحَنَ الرَّجُلُ یَزْحَنُ زَحْناً وکذلک یَتَزَحَّنُ تَزَحُّناً ، وهو بُطؤه عن أَمْرِه وعمله.

قال : وإذا أراد رَحِیلاً فعَرَض له شُغْلٌ فَبَطَّأَ به ، قلت : لَهُ زَحْنَهٌ بَعْدُ.

قال : والرَّجُلُ الزِّیْحَنَّهُ : المُتَبَاطِیء عند الحاجه تُطْلَبُ إلیه ، وأنشد :

* إذا ما الْتَوَی الزِّیحَنَّهُ المتآزِفُ*

وقال غیره : التَّزَحُّنُ : التَّقَبُّض.

قلت : زَحَنٌ وَزَحَلٌ واحد ، والنون مُبْدَلَهٌ من اللام.

وقال ابن دُرَید : الزَّحْنُ : الحرکه. قال : ویقال : زَحَنَه عن مکانه إذا أزاله عنه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الزَّحْنَه : القَافِلَهُ بِثِقْلِها وتُبَّاعها وحَشَمِها.

قال : والزُّحْنَهُ : مُنْعَطَفُ الوادی.

وقال ابن درید : رَجُلٌ زَحَنٌ وامرأه زُحَنَهٌ إذا کانا قَصِیرَین.

نزح

اللیث : نَزَحَتِ الدَّار فهی تَنْزَح نُزُوحاً إذا بَعُدت ، وبَلَدٌ نَازِحٌ ووصل نَازِحٌ کل ذلک معناه البُعْدُ ، قال : ونَزَحَتِ البِئْرُ ونَزَحْتُ ماءَها ، وبئْرٌ نَزَحٌ یَصِفُها بِقِلَّهِ المَاءِ ، وَنَزَحَتِ البئْرُ أی قَلَّ مَاؤُها.

قال : والصواب عِنْدنا نُزِحَت البِئْرُ أی اسْتُقِی مَاؤُها.

أبو عُبَید عن الفَرَّاء : نَزَحَتِ البِئْرُ ونَکَزَت إذا قَلَّ ماؤُها.

وقال الکسائی : فهی بِئْرٌ نَزَحٌ لا مَاءَ فیها ، وجَمْعُها أَنْزَاحٌ.

وقال أبو ظَبْیَه الأعرابی : النَّزَحُ : المَاءُ الکَدِرُ.

نحز

اللیث : النَّحْزُ کالنَّخْسِ. قال : والنَّحْزُ : شِبْه الدَّقِّ والسَّحْقِ.

والراکب یَنْحَزُ بصدره وَاسِطَ الرَّحْلِ قال ذو الرُّمَّه :

* یُنْحَزْنَ فی جَانِبَیْهَا وهی تَنْسَلِبُ*

قلت : معنی قوله : یُنْحَزْنَ فی جانِبیها أی یُدْفَعْن بالأعْقَاب فی مَرَاکِلِها یَعْنِی الرِّکابَ.

قال : والنُّحَازُ : سُعَال یأْخُذُ الإبِلَ والدَّوَابَّ فی رِئاتِها ، ونَاقَهٌ ناحِزٌ : بها نُحَازٌ.

أبو عُبَیْد عَنِ الأصمعی : إذا کان بالبَعیر سُعَال. قیل : بَعِیر ناحِزٌ.

قال : وقال الکسائی : نَاقَهٌ نحِزَه ومُنَحِّزَهٌ من النُّحَازِ.

وقال أبو زید مِثله وقَدْ نَحَزَ یَنْحِزُ ویَنْحَزُ.

وقال اللیث : النّاحِزُ أیضاً. أَنْ یُصِیبَ المِرْفَقُ کِرْکِرَهَ البَعیر فَیُقَالُ به نَاحِزٌ.

قُلْتُ : لم أسمع النَّاحِزَ فی باب الضَّاغِطِ لغیر اللیث ، وأراه أراد الحَازَّ فَغَیَّرَه.

وقال اللیث : المِنْحازُ : ما یُدَقُّ به ، وأنشد.

* دَقَّکَ بالمِنْحازِ حَبَّ الفُلْفُلِ*

وقال الآخر :

* نَحْزاً بِمِنْحَازٍ وهَرْساً هَرْسا*

قال : ونَحِیزَهُ الرَّجُلِ : طَبِیعَتُه ، وتُجْمَع

ص: 213

علی النَّحَائز.

والنَّحِیزَهُ من الأَرْضِ کالطِّبَّه مَمْدُودَه فی بَطْنِ الأرض تَقُودُ الفَرَاسِخ وأقَلَّ من ذلک. قال : ورُبّما جَاءَ فی الشِّعر النحائز یُعْنَی بها طِبَبٌ کالخِرَق والأدَم إذَا قُطِعَت شُرُکاً طِوَالاً.

أبو عُبَیْد عن الأصمعی قال : النَّحِیزَهُ : طُرَّهٌ تُنْسَجُ ثُمَّ تُخَاط علی شَفَهِ الشُّقَّهِ وهی العَرَقَهُ أیضاً.

شَمِر عن ابن شُمَیْل : النَّحِیزَهُ : طریقه سوداء کأَنَّها خَطٌّ ، مُسْتَوِیه مع الأرض خَشِنَه ، لا یکون عَرْضُها ذِراعین ، وإنما هی عَلَامَهٌ فی الأرضِ ، والجماعه النَّحَائز ، وإنَّمَا هی حِجَارَهٌ وَطِینٌ ، والطِّینُ أَیْضاً أَسْوَد.

وقال الأصْمَعِیّ : النَّحِیزَهُ : الطَّرِیقُ بِعَیْنه شُبِّهَ بخطوط الثَّوْبِ ، وقال الشَّمَّاخُ :

فأقْبَلَها تَعْلُو النِّجَادَ عَشِیَّهً

عَلَی طُرُقٍ کأَنَّهُنَ نَحَائزُ

وقال أبو زید : النَّحِیزَهُ من الشَعَر : یکون عَرْضُها شِبْراً طَوِیلهٌ تُعَلَّقُ علی الهَوْدَج ، یُزَیّنُونَهُ بها ، ورُبَّما رَقَمُوها بالعِهْن.

وقال أبو عمرو : النَّحِیزَهُ : النَّسِیجَهُ شِبْهُ الحَزام تکون علی الفَسَاطِیط والبُیُوت تُنْسَجُ وَحْدَها فَکأَنَ النَّحَائِزَ من الطُّرُقِ مُشَبَّهَهٌ بها.

وقال أبو خَیْرَه : النَّحِیزَهُ : الجَبَلُ المُنْقَادُ فی الأرض.

قلت : أَصْلُ النَّحِیزَه : الطّرِیقَهُ المُسْتَدِقَّه ، وکل ما قالوا فیها فهو صحیح ، ولیس یُشَاکِلُ بَعْضُه بَعْضاً.

زنح

أهمله اللیث.

وقال أبو خَیْرَهَ : إذا شَرِبَ الرجلُ المَاءَ فی سُرْعَهِ إسَاغَهٍ فهو التَّزْنِیحُ.

قُلْتُ : وسَمَاعی من العَرَب : التَّزَنُّح.

یقال : تَزَنَّحْتُ الماءَ تَزَنُّحاً إذا شَرِبْتَه مَرَّه بعد أُخْرَی.

أبو العَبَّاس عن ابن الأعْرَابی : زَنَّحَ الرجلُ إذا ضَایَقَ إنْساناً فی مُعَامَلَهٍ أو دَیْن. قال : والزُّنُجُ : المُکَافِئُون علی الخَیْرِ والشَّرِّ.

ح ز ف
اشاره

حفز ، زحف : [مستعملان].

زحف

قال اللیث : الزَّحْفُ : جَمَاعَه یَزْحَفُون إلی عَدُوٍّ لهم بِمَرَّه ، فهو الزَّحْفُ وجمعه الزُّحُوف. والصَّبِیُ یَتَزَحَّفُ علی بطنه قبل أن یَمْشِی ، والبَعیرُ إذا أَعْیا فَجَرَّ فِرْسَنَه. یقال : زَحَف یَزْحَفُ زَحْفاً ، فهو زاحِف ، والجمیع الزواحف ، وقال الفرزدق :

* عَلَی زَوَاحِفَ تُزْجَی مُخُّهارِیرُ*

قال : وأَزْحَفَها طولُ السَّفَر ، ویَزْدَحِفُون فی معنی یَتَزَاحَفُونَ وکذلک یَتَزَحَّفُونَ.

وقال الله جلّ وعزّ : (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) [الأنفَال : 15].

قال الزَّجَّاجُ : یقال : أَزْحَفْتُ للْقَوْم إذا ثَبَتَّ لهم ، قال : فالمعنی : إذا واقَفْتُمُوهم للقتال فلا تُوَلُّوهم الأدبار.

قُلتُ : أصل الزَّحْفِ لِلصَّبیِّ ، وهو أن یَزْحَفَ علی إسته قبل أن یقوم وإذا فعل ذلک علی بطنه قیل قَدْ حَبَا ، وشُبِّه بِزَحْفِ

ص: 214

الصبیان مَشْیُ الفِئَتَیْن تَلْتَقِیَان لِلْقِتَال فتمشی کل فِئَهٍ مَشْیاً رُوَیْداً إلی الفئه الأخری قبل التَّدَانی للضِّرَاب ، وهی مَزَاحِفُ أهل الحَرْب ، وربما اسْتَجَنَّت الرَّجَّالَهُ بِجُنَبِها وتَزَاحَفَت من قُعُودٍ إلی أن یَعْرِض لها الضِّرابُ أو الطِّعَان.

ویقال : ناقَهٌ زَحُوف ومِزْحَافٌ وهی التی تَجُر فراسنها ، قال ذلک الأصمعی.

ویقال أَزْحَفَ البَعِیرُ إذا أَعْیَا فَقامَ علی صَاحِبِه. وإبِلٌ مَزَاحِیفُ ، وقال أبُو زُبَیْد الطائی :

کَأَنَّ أوْبَ مَساحِی القَوْم فَوْقَهُم

طَیْرٌ تَعِیفُ عَلَی جُونٍ مَزَاحِیف

یصف حفره قبر عثمان ، وکانوا حَفَروا له فی الحَرّه فَشَبَّه المساحی التی تُضْرَبُ بها الأرض بِطَیْرٍ عائِفَهٍ علی إبِلٍ سود معایا ، قد اسودَّت من العَرَق.

ویقال : أزْحَفَ لَنَا عَدُوُّنا إزْحَافاً أی صاروا یزْحَفُون إلینا زَحْفاً لیقاتلونا ، وقال العَجَّاجُ یصف الثور والکلابَ :

وانْشَمْن فی غُبَارِه وَخَذْرَفا

مَعاً وشَتَّی فی الغُبَارِ کالسَّفَا

مِثْلَیْن ثُمَ أَزْحَفَت وأَزْحَفَا

أی أَسْرَع ، وأَصْلُه من حُذروف الصَّبی وازْدحَفَ القومُ ازدحافاً إذا مَشَی بعْضُهم إلی بعض.

وقال أبو زید : زَحَفَ المُعْیی یَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً ، ویقال لکلِّ مُعْی زَاحِف مَهْزُولاً کان أو سمیناً.

وقال أبو الصَّقْر : أَزْحَفَ البَعِیرُ فَهُوَ مُزْحِف ، قال : وأزحَف الرجلُ إزْحَافاً إذا انتهی إلی غایه ما طَلَبَ وأَرَادَ.

أبو عُبَید عن أبی زید : زَحِفْتُ فی المَشْی وأَزْحَفْتُ إذا أَعْیَیْتَ.

وقال أبو سعید الضریر : الزَّاحفُ والزَّاحکُ : المُعْیی ، یقال للذکر والأُنْثی ، وأنشد لکُثَیِّر :

فأُبن وما منهن من ذَاتِ نَجْدَهٍ

ولو بَلغَت إلَّا تُرَی وَهْیَ زَاحِکُ

وتُجْمَع الزَّواحِفَ والزَّواحِک ، وقال کُثَیِّر :

* وقَدْ أُبْنَ أَنْضَاءً وهُنَّ زَواحِکُ*

أبو عَمْرو : من الحَیَّات : الزَّحَّاف : وهو الذی یَمْشی علی أثنائه کما تمْشی الأَفْعی. ومَزَاحِف السحاب : حیث وقع قطره وزحف إلیه ، وقال أبو وَجْزَه :

* یقْرُو مَزَاحِف جَوْن ساقطِ الرَّبَبِ*

أراد : ساقِط الرَّباب فَقَصَدَه وقال الرَّبَب.

وقوله جلّ وعزّ : (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا زَحْفاً) [الأنفَال : 15] المعنی إذا لقیتُموهُم زاحفین : وهو أن یَزْحَفُوا إلیهم قلیلا قلیلا. وزَحَفَ القومُ إلی القَومُ : دَلَفُوا إلیهم.

قال أبو العَبَّاس : الزَّحْفُ : المَشْی قلیلاً قلیلاً. والزِّحَافُ فی الشّعْر منه ، سقطَ ما بین الحرفین حَرْفٌ فَزَحَفَ أَحَدُهُما إلی الآخر ، أخبرنی المنْذِرِیُّ عنه.

وناقَهٌ زَحُوفٌ إذا کانت تَجُرّ رِجْلَیْها إذا مَشَتْ ومِزْحاف قاله الأصمعی.

حفز

قال اللیث : الحَفْزُ : حَثُّکَ الشیء من خَلْفه سَوْقاً أو غیر سَوْق.

ص: 215

وقال الأعشی :

لَهَا فَخذَان یَحْفِزانِ مَحَالَها

وصُلْباً کَبُنیَان الصُّوَی مُتَلَاحِکا

وروی أبو عُبَید عن أبی نوح عن یُونس ابن أبی إسحاق عن أبیه عن علی صلوات الله علیه قال : «إذا صَلَّی الرجل فَلْیُخَوِّ ، وإذا صَلَّت المرأه فلْتُحَفِّز» أی تَضَامَّ إذا جَلَست وإذا سَجَدت.

أبو عمر فی «النوادر» : والحَفَزُ : الأَجَل فی لغه بنی سعد ، وأنشد بعضهم هذا البیت :

* أو تَضْرِبوا حَفْزاً لِعَامٍ قابل*

أی تضربوا أَجَلاً.

قال : واللیل یَحْفِزُ النهارَ أی یسوقه ، وفی حدیث أَنَس أَنَّ رسول الله صلی الله علیه وسلم أُتِیَ بتَمْر وهو محْتَفِزٌ فجعل یَقْسِمه ، قال شَمِر : یعنی أنه کان یَقسُمه وهو مُسْتَعْجِل.

قال : ومنه حدیث أبی بکره أنه دَبَّ إلی الصَّفِّ راکِعاً وقد حَفزهُ النَّفَس.

قلتُ وأما قوله : وهو مُحْتفِز فمعناه أنه مُستوفِز غیر متمکن من الأرض.

ویقال حافَزْتُ الرَّجُلَ ، إذا جاثَیْتَه ، وقال الشَّمَّاخُ :

* کما بادر الخَصْمُ اللَّجوجُ المُحَافِزُ*

وقال الأصمعی : معنی حافَزْتُه : دانَیْتُه.

وقال شمر : قال بعض الکِلابیین : الحَفْزُ : تَقَارُب النَّفَس فی الصَّدر ، وقالت امرأه منهم : حَفْزُ النَّفَس حِینَ یَدْنو الإنسانُ من الموت ، وقال العُکْلِیُّ : رأیتُ فُلاناً مَحْفُوزَ النَّفَس إذا اشْتَدَّ به ، وأنشد :

تُرِیحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوز

إرَاحَه الجَدَایه النَّفُوزِ

قال : والرجل یَحْتَفِزُ فی جلوسه کأنه یرید أن یثور إلی القیام.

وقال ابن شمیل : الاحْتِفازُ والاسْتِیفَاز والإقْعَاء واحد.

وروی شعبه عن أبی بشر عن مجاهد ، قال : ذُکِرَ القَدَرُ عند ابن عباس فاحْتَفَزَ وقال : «لو رأیت أحدَهم لعَضِضْتُ بأنفه».

قال النضر : احْتَفَزَ : استوی جالساً علی وَرِکَیْه.

وقال شمر : قال ابن الأَعْرَابی : یقال :جعلتُ بینی وبین فلان حَفَزاً أی أمَداً ، وأنشد غیره :

والله أفعلُ ما أردْتُم طَائِعاً

أو تَضْرِبُوا حَفَزاً لعام قَابِلِ

والْحَوْفَزَان لقب لجَرَّارٍ من جَرَّارِی العرب ، لُقِّبَ به لأن بِسْطَام بن قَیْس طَعَنَه فأعجله وهو من الْحَفزِ.

ح ز ب
اشاره

استعمل من وجوهه : حَزَب ، زحب.

زحب

قال ابن درید : الزَّحْبُ : الدُّنُوّ من الأرض ، زَحَبْتُ إلی فلان وزحَبَ إلیّ إذا تَدَانیا.

قلت : جعل زَحَب بمعنی زَحف ، ولعلها لغه ، ولا أحفظها لغیره.

حزب

قال اللیث : حَزَبَ الأمرُ فهو یَحْزُب حَزْباً إذا نَابَکَ فَقَد حَزَبَک.

ص: 216

قال : والحِزْبُ : أصحابُ الرجل معه علی رأیه ، والمنافقون والکافرون حِزْبُ الشیطان ، وکل قوم تَشَاکلت قلوبهم وأعمالهم فهم أَحْزَاب وإن لم یَلْقَ بعضُهم بعضاً بمنزله عادٍ وثمود وفرعون (أُولئِکَ الْأَحْزابُ). و (کُلُ حِزْبٍ بِما لَدَیْهِمْ فَرِحُونَ) [المؤمنون : 53] أی کُلُّ طائفه : هَواهُم واحدٌ.

وتَحَزَّبَ القومُ إذا تَجَمَّعُوا فصاروا أَحْزَاباً.

وحَزَّبَ فلانٌ أَحْزَاباً أی جمعهم ، وقال رؤبه :

لَقَدْ وَجَدتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا

حِینَ رَمَی الأَحْزَابَ والمُحَزِّبا

وقال غیره : وِرْدُ الرجل من القرآن والصلاه حِزْبُه.

والحِزْبُ : النَّصِیبُ ، یقال : أعْطِنی حِزْبی من المال أی حَظِّی ونَصِیبی.

وقال اللیث : الحِزْبَاءَهُ : أرض غلیظه حَزْنه ، والجمیع الحَزَابِیّ.

وقال شمر : قال أبو عمرو : الحِزْبَاءهُ : مکان غلیظ مرتفع.

قال : وقال الأصمعی : الحَزَابِیُ أماکِنُ مُنْقَادَهٌ غِلَاظٌ مُسْتَدِقَّه.

قال : وبَعِیرٌ حَزَابِیَهٌ إذا کان غَلِیظاً ، ورَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِیَهٌ أی غَلِیظٌ ، وحِمَارٌ حَزَابِیَهٌ : غَلِیظٌ ، وقال أمیّه بن أبی عائذ الهُذَلی :

أَوَ اصْحَمَ حَامٍ جَرَامِیزَه

حَزَابِیَهٍ حَیَدَی بالدِّحَالِ

أی حَامٍ نفسَه من الرُّماه وجرامِیزُه ، نفسُه وجَسدُه ، وحَیَدَی أی ذو حَیَدَی ، وأنَّثَ حَیَدَی : لأنه أراد الفَعْلَه ، وقوله : بالدِّحال أی وهو یَکُون بالدِّحَالِ.

قال : وقالت امْرأَهٌ تَصِفُ رَکَبَها :

إنَّ هَنِی حَزَنْبَلٌ حَزَابِیهْ

إذا قَعَدْتُ فَوْقَه نَبَابِیَهْ

وقال ابنُ شُمَیل : الحِزْبَاءَهُ : من أَغْلَظِ القُفِّ ، مرتفع ارْتِفاعاً هَیِّناً فی قُفٍّ أَیَرَّ شَدِیدٍ ، وأنشد :

إذا الشَّرَکُ العَادِیُّ صَدَّ رأَیْتَها

لِرُوسِ الحَزَابِیِ الغِلَاظِ تَسُومَ

وقال اللیث : الحَیْزَبُون : العَجُوزُ ، قال : والنُّونُ زائده کما زیدت فی الزیتون.

أبو عُبَیْد عن الأُمَوی فی الحَیْزَبون العَجُوز مثله.

سَلَمَه عن الفرَّاء : الحِزْبُ : النَّوْبهُ فی وُرُودِ الماء. والحِزبُ : ما یجعله الرجلُ علی نفسه من قراءه وصلاه والحِزْبُ : الصِّنْفُ من النَّاس.

وقال ابن الأعْرَابی : الحِزْبُ : الجَمَاعه من الناس والجِزْبُ «بالجیم» : النَّصِیبُ.

وفی الحدیث : «طَرَأَ عَلَیَ حِزْبی من القرآن فأَحْبَبْتُ ألَّا أَخْرُجَ حتی أقْضِیَه» ، طرأ عَلَی یرید أَنَّه بدأ فی حزبه ، کأنه طَلَع علیه من قولک : طرأ فلانٌ إلی بَلَد کذا وکذا فهو طاریءٌ إلیه أی أنه طلع إلیه حَدِیثاً وهو غیر تَانِیءٍ به.

والحازِبُ من الشُّغُلِ : ما نَابَک.

ابن الأَعْرَابیّ : حِمَارٌ حَزَابیه وهو الحِمَارُ الْجِلْدُ.

ابن السکیت : رَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِیَه وزَوَازٍ

ص: 217

وَزَوَازِیَه إذا کان غَلیظاً إلی القِصَرِ ما هو ، ورَجُلٌ هَوَاهِیَه إذا کان مَنْخُوبَ الفُؤَادِ.

ح ز م
اشاره

حزم ، حمز ، زحم ، زمح ، مزح ، محز : مستعملات.

حزم

قال اللیث : الحَزْمُ : حَزْمُک الحَطَب حُزْمَهً.

والمِحْزَمُ : حِزامَهُ البَقْل ، وهو الذی تُشَدُّ به الحُزْمَه ، وأنا أَحْزِمُه حَزْماً.

والحِزَامُ للدَّابَّه : والصَّبیّ فی مهده. یقال : فَرَسٌ نَبِیلُ المَحْزِم.

قال : والحَزِیمُ : مَوْضِعُ الحِزَام من الصَّدْرِ والظَّهْرِ کلِّه ما اسْتَدار ، یقال : قَدْ شَمَّر وشَدَّ حَزِیمَه وأنشد :

شَیْخٌ إذا حُمِّلَ مَکْرُوهَهً

شَدَّ الحَیازِیمَ لَهَا والحَزِیمْ

قال : والحَیْزُوم : وَسَطُ الصدر الذی تلتقی فیه رؤوس الجَوَانح فوق الرُّهابَه بِحِیَال الکاهِلِ.

قُلْتُ : فَرَّقَ اللیث بَیْن الحَزِیم والْحَیْزُوم ، ولَمْ أر لِغَیْره هذا الفرق ، وقد اسْتَحْسَنْتُه له.

قال : وحَیْزُوم : اسم فرس جبریل ، وفی الحدیث أنه سَمِعَ صَوْته یوم بدر یقول : أَقْدِم حَیْزُوم.

قال : والحَزْمُ : ضَبْطُ الرجل أمره وأَخْذُه فیه بالثِّقَهِ ، ویقال : حَزُم الرجلُ یَحْزُمُ حَزَامَهً فهو حَازِمٌ : ذو حَزْم.

قال الأزهری : أُخِذَ الحَزْمُ فی الأمور ، وهو الأَخْذُ بالثِّقَهِ من الْحَزمِ ، وهو الشَّدُّ بالحِزام والحَبْلِ استیثاقاً مِنَ المَحْزُومِ.

وقال اللیث : الحَزْمُ من الأرض : ما احْتَزَم من السَّیْل من نَجَوَات الأَرْضِ والظُّهُورِ ، والجمیع الحُزُوم.

وقال شَمِر : قال ابن شُمَیْل : الْحَزْمُ : ما غَلُظَ من الأرض وکَثُرت حِجَارَتُه وأَشْرَف حتَّی صار له أَقْبَالٌ ، لا تَعْلوه الإبِلُ والنَّاسُ إلا بالجَهْدِ یَعْلونه من قِبَل قُبْلِه ، وهو طِینٌ وحِجَارَه ، وحجارَته أَغْلَظُ وأَخْشَنُ وأَکلَبُ من حِجَارَهِ الأکمه ، غَیْرَ أن ظَهْرَه عَرِیض طَوِیلٌ یَنْقَادُ الفَرسَخَیْن والثَّلاثَه ، ودون ذَاک لا تَعْلوها الإبِلُ إلا فی طَرِیقٍ له قُبْلٌ مِثْلُ قُبْل الجِدَار ، والحُزُومُ الجَمِیعُ. قال : وقَدْ یکونُ الحَزْمُ فی القُفِّ ، لأنه جَبَلٌ وقُفٌّ ، غیر أنه لَیْس بمستطیل مثل الجَبَل ، قال : ولا تَلْقَی الْحَزْمَ إلَّا فی خَشُونَهٍ وقُفٍّ ، وقا المَرَّارُ بن سَعِیدٍ فی حَزْمِ الأَنْعَمَیْن :

بِحَزْمِ الأَنْعَمَیْن لَهُنَّ حَادٍ

مُعَرٍّ ساقَهُ غَرِدٌ نَسُولُ

قال : وهی حُزوم عِدَّه ، فمنها حَزْما شَعَبْعَب ، وحَزْمُ خَزَازَی ، وهو الذی ذکره ابْنُ الرِّقَاع فی شِعْرِه فقال :

فَقُلْتُ لها أَنَّی اهْتَدَیْت وَدُونَنَا

دُلوکٌ وأَشْرَافُ الجِبَالِ القَوَاهِرُ

وجَیْحَانُ جَیْحَانُ الجُیُوش وآلِسٌ

وحَزمٌ خَزَازَی والشُّعُوبُ القَوَاسِرُ

ویُرْوَی العَوَاسِرُ ، ومنها حَزْمُ جَدِید ، ذکره المَرَّارُ فقال :

یقول صِحَابی إذ نَظَرْتُ صَبَابَهً

بِحَزْمِ جَدِیدٍ ما لِطَرْفِک یَطْمَحُ

ص: 218

ومِنها حَزْمُ الأَنْعَمَیْن الذی ذکره المَرَّارُ أیضاً.

الحَرَّانی عن ابن السکیت قال : الحَزَمُ کالغَصَصِ فی الصَّدر ، یقال منه : حَزِمَ یَحْزَم حَزَماً ، قال : حَکاهُ لی الکِلَابِیُّ والبَاهِلیّ. وبَعیرٌ أَحْزَمُ : عظیمُ موضع الحِزَام ، والأَحْزَمُ هُوَ المَحْزِمُ أیضاً ، یقال : بَعیرٌ مُجْفَرُ الأحْزَمِ ، وقال ابنُ فُسْوَهَ التَّمِیمِیّ :

تَرَی ظَلِفَاتِ الرَّحْلِ شُمّاً تُبِینُها

بأَحْزَمَ کالتَّابوتِ أَحْزَمَ مُجْفَرِ

وحَزْمَهُ : اسم فرس معروفه من خیل العَرَب ، وسَمَّی الأخْطَلُ الحَزْمَ من الأرْضِ حَیْزُوماً فقال :

فَظَلَ بِحَیْزُومٍ یَفُلُّ نُسُورَه

ویُوجِعُها صَوَّانُه وأَعَابِلُه

ثعلب عن سَلَمَه عن الفَرَّاء : رَجُلٌ حَازِمٌ وقَوْمٌ حُزَّمٌ وحُزَّامٌ وأَحْزَامٌ وحَزَمَهٌ وحَزَمٌ وحَزِیمٌ وحُزَمَاءٌ ، وقَدْ حَزُمَ یَحْزُمُ وهو العاقِلُ الممَیِّزُ ذو الحُنْکَهِ ، وقال ابن کَثْوَهَ : من أَمثَالهم : «إنَّ الوَحَا من طعام الحَزْمَهِ» یُضْرَبُ عند التحَشُّدِ علی الانکماشِ وحَمْدِ المنکَمِش ، قال : والحَزْمَهُ : الحزْمُ. ویقال للرَّجُلِ : تحَزَّمْ فی أمرِک أی اقْبَلْه بالحزْمِ والوَثاقَه.

زحم

قال اللیث : الزَّحْمُ : أن یَزْحَمَ القَوْمُ بعضُهم بَعْضاً منْ کَثْرهِ الزِّحَامِ إذا ازدحموا ، والأمْوَاجُ تَزْدَحِمْ إذا الْتَطَمت ، وأنشد :

* تَزَاحُمَ المَوْج إذا الموجُ الْتَطَمْ*

وأَخْبَرَنی المُنْذِری عن ثعلب عن ابن الأعْرَابی : زَاحَمَ فُلَانٌ الأربعین وزَاهَمَها بالهاء إذا بَلَغَها ، وکذلک : حَبَا لَهَا.

قال : والفِیلُ والثَّوْرُ ذو القَرْنَیْنِ یُکَنَّیَانِ بِمُزَاحِمٍ.

قال : وأَبُو مُزَاحم : أَوَّلُ خَاقَان وَلِیَ التُّرْک وقاتَلَ العَرَب.

وَرَجُلٌ مِزْحَمٌ : یَزْحَمُ النَّاسَ فَیَدْفَعهم.

مزح

قال اللیث : المَزْحُ من قَوْلِک : مَزَح یَمْزَحُ مَزْحاً ومُزَاحاً ومُزَاحَهً ، قال : والمُزَاحُ الاسْمُ ، والمِزَاحُ مَصْدَر کالمُمَازَحَهِ ، مَازَحَهُ مِزَاحاً ومُمَازَحَهً.

ثعلب عن ابن الأَعْرَابی قال : المُزَّحُ من الرِّجَال : الخارِجُون من طبع الثُّقَلَاء ، المُتَمَیَّزُون من طَبْعِ البُغَضَاء.

زمح

قال اللیث : الزَّوْمَحُ : الأَسْوَدُ القَبِیحُ من الرِّجَال قال : ومنهم مَنْ یقول : الزُّمَّحُ ، أبو عُبَیْد عن أَبی عَمْرو قال : الزُّمَّحُ : القَصِیرُ من الرِّجَال الشِّرِّیر ، وأنشد شَمِر :

ولَمْ تَکُ شِهْدَارَهَ الأبْعَدین

ولا زُمَّحَ الأقْرَبینَ الشّرِیرا

ثعلب عن ابن الأعْرَابی قال : الزُّمَّحُ : القَصِیرُ السَّمِجُ الخِلْقَهِ السَّیِءُ الأدَمُّ المشْئُوم قال : والزُّمَّاحُ : طائِرٌ کانت الأعْرَاب تقول : إنه یَأْخُذُ الصَّبِیَّ من مَهْدِه قال : وَزَمَّحَ الرَّجُلُ إذا قَتَلَ الزُّمَّاحَ ، وهو هذا الطائر الذی یأخُذُ الصَّبِیّ وأنشد :

أَعَلَی العَهْدِ بَعْدَنَا أُمّ عَمْرٍ و

لَیْتَ شِعْرِی أَمْ عَاقها الزُّمَّاحُ

حمز

قال اللیث : تقول : حَمَزَ اللَّوْمُ فؤادَه

ص: 219

وقلبَه أی أوجعه : أبو عُبَیْد : وسُئِلَ ابن عَبَّاس : أَیُّ الأعمالِ أفْضَلُ؟ فقال : أحْمَزُها یَعْنی أمْتَنُها وأقْوَاها. قال : ویقال : رَجُلٌ حَمِیزُ الفؤاد وحامِزٌ. وقال الشَّمَّاخُ فی رجل بَاعَ قَوْساً من رَجلٍ :

فَلَمَّا شَرَاها فاضَت العَیْنُ عَبْرَهً

وفی القَلْب حَزَّازٌ من اللَّوم حامِزُ

وقال أنس بن مالک : کَنَّانی رسولُ الله صلی الله علیه وسلم ببقله کُنْتُ أجْتَنِیها ، وکانَ یُکْنَی أبَا حَمْزَه.

قلت : والحَمْزَهُ فی الطَّعامِ : شِبْه اللَّذْعَهِ والحَرَارَه کَطَعْمِ الخَرْدَلِ.

وقال أبو حاتِم : تَغَدَّی أعْرَابیٌّ مع قَوْمٍ فاعْتَمَدَ علی الخَرْدَل ، فقالوا : ما یُعْجِبُک منه؟ فقال : حَمْزَهٌ فیهِ وحَرَاوَهٌ. قلت :

وکذلک الشیءُ الحامِضُ إذا لَذَع اللسان وقَرَصَه فَهُوَ حامِز ، وقال فی قول الشَّمَّاخ :

* وفی الصَّدْر حَزَّازٌ من اللَّوْمِ حَامِزُ*

أی مُمِضٌّ مُحْرِقٌ. وقول ابن عَبَّاس : أحْمَزُها ، یرید أمضُّها وأشَقُّها ، والبَقْلَهُ التی جناها أنَس کان فی طعمها لَذْعٌ للسان فسُمِّیَت البقْلَهُ حَمْزهً لِفِعْلِها ، وکُنِی أنَسٌ أبَا حَمْزَه لِجَنْیه إیَّاها.

وقال اللِّحیانی : کلّمْتُ فلاناً بکلِمَهٍ حَمَزَتْ فُؤَادَه أی قَبَضَتْه وغَمَّتْه فَتَقَبَّضَ فؤادُه من الغَمِّ. ورُمَّانَهٌ حامِزَهٌ : فیها حُمُوضه.

شَمِر : قال ابن شُمَیْل : الحَمِیزُ : الظَّرِیفُ.

ورَجُلٌ حَمِیزُ الفؤاد أی صُلْب الفؤاد.

وقال الفَرَّاءُ : إشْرَب من نَبِیذک فإنه حَمُوزٌ لما تَجِدُ ، أی یهضمه.

وفی لغه هُذَیل : الحَمْزُ : التَّحْدیدُ ، یقال : حَمَزَ حَدیدَتَه إذا حَدَّدَها ، وقَدْ جَاء ذلک فی أشعارهم. وقال ابن السِّکِّیت : یقال : فُلَانٌ أحْمَزُ أمْراً من فُلَانٍ إذا کان مُتَقَبِّضَ الأمْرِ مُشَمَّرَه ، ومنه اشْتُقَ حَمْزَهُ ، والحَامِزُ القَابِضُ.

محز

قال اللیث : المَحْزُ : النِّکاحُ ، یقال :مَحَزَها ، وأنْشَدَ لجَرِیر :

* مَحَزَ الفَرَزْدَقُ أمَّه من شَاعِرٍ*

وقرأْت بِخَطِّ شَمِر :

رُبَّ فَتَاهٍ من بَنِی العِنَازِ

حَیَّاکَهٍ ذَاتِ هَنٍ کِنازِ

ذی عَضُدَیْنِ مُکْلَئِزٍّ نَازِی

تَأَشُّ للقُبْلَهِ والمِحَازِ

أرادَ بالمِحازِ النَّیْکَ والجِماع.

أبواب الحاء والطاء

اشاره

ح ط د : مهمل.

ح ط ت
تحط

قلت : تَحُوطُ : اسم للقَحْطِ والتاء زائده. ومنه قول أوْس بنِ حَجَر :

الحافِظُ النَّاسَ فی تَحُوطَ إذَا

لم یُرْسِلُوا تحْت عَائِذٍ رُبَعَا

قلت : کأن التاء فی تحوط تاء فعل مضارع ، ثم جعل اسماً معرفه للسنه ، ولا یُجْری ذکرها فی باب الحاء والطاء والتاء].

(ح ط ظ) ، (ح ط ذ) ، (ح ط ث): أهملت وجوهها.

ص: 220

ح ط ر
اشاره

حطر ، طحر ، طرح : مستعملات.

حطر

أهمل اللیث حطر ، وفی «نوادر الأعراب» یقال : حُطِرَ به ، وکُلِتَ به ، وجُلِدَ بِهِ إذا صُرِعَ.

طحر

أبو عُبَید عن الأصمعی : طحَر یَطْحَر طَحِیراً إذا زَحَرَ.

قال اللیث : الطَّحْرُ : قَذْفُ العَینِ بِقَذَاها ، وأنشد :

تَرَی الشُّرَیْرِیغَ یَطْفُو فوق طَاحِرَهٍ

مُسْحَنْطِراً ناظِراً نحو الشَّنَاغِیبِ

یصف عَیْنَ ماء تفور بالماء ، والشُّرَیْرِیغُ : الضِّفْدَعُ الصّغِیرُ ، والطَّاحِرَهُ : العَیْنُ التی تَرْمِی ما یُطْرَحُ فیها لِشِدَّهِ حَمْوَهِ مائها من مَنْبَعِها وقُوَّهِ فَوَرانهِ ، والشَّنَاغِیبُ والشَّغانیبُ : الأَغصَان الرطبه ، واحدها شُغْنُوب وشُنْغُوب : والمُسْحَنِطُر : المُشْرِفُ المُنْتَصِبُ.

وقال اللیث : طَحَرَتِ العَیْنُ الغَمْصَ ونحوه إذا رَمَتْ به.

وقَوْسٌ مِطْحَرَهٌ : تَرْمِی سَهْمَهَا صُعُداً لا یقصد إلی الرَّمِیَّه ، قال : والقَنَاهُ إذا الْتَوْت فی الثِّقَافِ فَوَثَبَت فهی مِطْحَرَهٌ.

وقال طَرَفَهُ :

طَحُورَان عُوَّارَ القَذَی فَتَراهما

کَمَکْحُولَتی مَذْعُورَهٍ أمِّ فَرْقد

قال : والطَّحِیرُ : شِبْهُ الزَّحِیر ، وقد طَحَرَ یَطْحِر طَحِیراً.

وقال الأصمعی : خَتَن الخاتِنُ الصَّبِیَ فأَطْحَرَ قُلْفَتَه إذا اسْتَأْصَلَها. وقال أبو زید : یقال : اخْتُن هذا الغلام ولا تَطَحَر أی تَسْتَأْصِلُ.

وقال أبو مالک : یقال : طَحَرَه طَحْراً وهو أن یَبْلُغَ بالشیءِ أَقْصَاه. ویقال : أحفی شاربَه وأطحره إذا ألزق جَزَّهُ.

ثعلب عن ابن الأعْرَابی : یُقَالُ : مَا فی السَّمَاء طَحَرَه وَلَا غَیَایهٌ. ابن السِّکِّیت عن البَاهِلیّ : ما فی السَّماء طَحَرَهٌ أی شیء من غَیْم. قال : وقال الأصْمَعِیّ : ما عَلَیْه طَحَرَهٌ إذا کانَ عَارِیاً ، وما بَقِیَت علی الإبِل من طَحَره إذا نَسَلَتْ أَوْبَارها.

وقال اللِّحیانی : ما عَلَی السَّمَاء طَحَرَهٌ ولا طخْرَهٌ بالحاء والخاء.

وقال الباهِلی : ما علیه طُحْرُورٌ أی ما علیه ثوب وکذلک ما علیه طُخْرُور ، وهی الطَّحَارِیرُ والطَّخَارِیرُ لِقَزَعِ السَّحَاب.

والمِطْحَرُ : السهْم البعیدُ الذهاب ، وقیل : المِطْحَرُ مِنَ السِّهَام : الذی قد أُلْزِقَ قَذَذُه.

وقِدْحٌ مِطْحَرٌ إذا کان یُسْرِع خُروجُه فائزاً.

وسَهْمٌ مِطْحَرٌ : یُبْعِدُ إذا رُمِیَ به ، ومنه قول أَبِی ذُؤَیْب :

فَرَمَی فَأَلْحَقَ صَاعِدِیًّا مِطْحَرا

بالکَشْح فاشْتَمَلتْ عَلَیه الأضْلُعُ

یُرْوَی مِطْحَراً ومُطْحَراً بمعنین مختلفین.

طرح

اللَّیْثُ : طَرَحْتُ الشیءَ أَطْرَحُه طَرْحاً.

قال : والطِّرْحُ : الشیءُ المَطْروحُ لا حاجَهَ لأحَدٍ فیه ، والطُّرُوحُ مِنَ البِلَاد : البَعِیدُ.

أبُو عُبَید : الطَّرَحُ : البُعْدُ ، وأنْشَد للأعشی :

* وتُرَی نارُک من ناءٍ طَرَحْ *

ص: 221

وقال عُرَام : نِیَّهٌ طَوَحٌ وطَرَحٌ أی بَعِیدَهٌ. وقال غیره : قَوْسٌ طَرُوحٌ : یَبْعُدُ ذَهَابُ سهمها.

وقال الأصمَعِی : سَیْرٌ طُرَاحِیٌ : شَدیدٌ ، وقال مُزَاحِمٌ العُقَیْلیّ :

بِسَیْرٍ طُرَاحِیٍ تَرَی من نَجَائه

جُلُودَ المَهَارَی بالنَّدَی الجَوْنِ تَنْبُعُ

ویقال : طَرَحَ به الدَّهْرُ کُلَ مَطْرَحٍ إذا نَأَی به عن أهْلِهِ وعَشِیرَته.

ثعلب عن ابن الأعرابی : طَرِحَ الرّجُلُ إذا سَاء خُلُقُه ، وطَرِحَ إذا تَنَعَّمَ تَنعُّماً واسعاً.

وقال اللِّحْیَانِیّ : قالت امرأهٌ من العَرب : إنَّ زَوْجِی لَطَرُوح أرادت أنّه إذا جامَعَ أَحْبَلَ.

ح ط ل
اشاره

حطل ، حلط ، طلح ، طحل ، لطح ، لحط : مستعملات.

حطل

أهمل اللیث حطل ، وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی أنه قال : الحِطْلُ. الذِّئْبُ والجمیع أحطَالٌ.

لحط

أهمل اللیث لحط ، وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی أنه قال : اللَّحْطُ : الرَّشُّ ، لَحَط بابَ دَارِه إذا رَشَّه بالماء.

قال : واللَّحْطُ : الزّبْنُ.

طلح

قال اللیث : الطَّلْحُ : شجر أم غَیْلَان ، له شوک أَحْجَنُ ، وهو من أعظم العِضاه شوکاً وأصْلَبِه عودا وأجوده صمغا ، والوحده طلحه. قال : والطَّلْحُ فی القرآن المَوْز.

وقال أبو إسحاق فی قول الله تبارک وتعالی : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) [الواقِعَه : 29] جاء فی التفسیر أنه شجر المَوْز ، قال : والطلح : شجر أمِّ غَیْلَان أیضاً ، قال : وجائز أن یکون عُنِی به ذلک الشجر ، لأن له نَوْراً طیِّبَ الرَّائِحَهِ جِدّاً ، فخُوطِبُوا وَوُعِدوا ما یُحِبُّون مثله ، إلا أن فضله علی ما فی الدنیا کفضل سائر ما فی الجنه علی سائر ما فی الدنیا. وقال مجاهد : أعجبهم طَلْحُ وَجٍّ وحسْنُه ، فقیل لهم : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) [الواقِعَه : 29]

وقال الفَرَّاءُ : الطِّلَاح : جمعُ الطَّلْح من الشَّجَر ، وأَنْشَد :

إنِّی زَعِیمٌ یا نُوَیْ

قَهُ إنْ نَجَوْتِ من الزَّوَاحْ

أن تَهْبِطِینَ بلادَ قَوْ

مٍ یَرْتَعُون من الطِّلَاحْ

أبو عُبَید عن الکِسَائی : یقال : إبِل طَلَاحَی وطَلِحَه إذا رَعت الطَّلْحَ فاشتکت منه وکذلک إبل أَرَاکَی وأرِکه.

ثعلب عن ابن الأعْرَابی : سُمِّی طَلْحَه الطَّلَحات الخُزاعیّ بأمهاته ، وأمّه صَفِیَّه بنتُ الحارث بن طلحه بن عبد مناف.

وکان یقال لطلحه بن عبید الله طلحه الخیر ، وکان من أَجْوَادِ العرب ، وممن قال له النبی صلی الله علیه وسلم یوم أحد : إنه قد أَوْجَبَ.

وقال ابن الأعْرَابی : المُطَلِّح فی الکلام.

البَهَّات. والمُطَلِّح فی المال الظَّالِم.

والطِّلْحُ المُعْیِی. والطّلْحُ : القُراد. قال : والطُّلُحُ : التَّعِبُون ، والطِّلُحُ : الرُّعَاه.

وقال اللیث : الطَّلَاحُ : نَقِیض الصلاح.

ص: 222

والفِعْل طَلِحَ یَطْلَح طَلَاحاً. قلت وقال بعضهم : رَجُلٌ طَالِحٌ أی فاسِدُ الدین لا خَیْرَ فیه.

الحرَّانی عن ابن السِّکِّیت قال : الطَّلْحُ : مصدر طَلَحَ البعیرُ یُطْلَح طَلْحاً إذا أَعْیَا وکَلَّ ، وقال أبو عمرو : طَلِح البَعِیرُ.

قال : والطَّلَحُ : النِّعْمَه ، وأنشد قول الأَعْشَی :

کم رأینا من أُناسٍ هَلَکُوا

ورأینا المرء عَمْراً بِطَلَح

وقال ابن السکیت : وقیل : طَلَحَ فی بیت الأعْشَی : موضع ، وقال غیره : أتی الأَعْشَی عَمْراً ، وکان مسکنه بموضع یقال له ذو طَلَح ، وکان عمرو ملکاً ناعماً ، فاجترأ الشاعر بذکر طَلَحَ دلیلاً علی النعمه ، وعلی طرح ذی منه ، قال : وذو طَلَح هو الموضع الذی ذکره الحطیئه فقال وهو یخاطب عمر بن الخطاب :

* ما ذَا تَقُولُ لأفْرَاخٍ بذی طَلَح *

أبو عُبَید عن أبی زید قال : إذا أضمره الکَلالُ والإعْیَاءُ قیل : طَلَحَ یَطْلَح طَلْحاً.

وقال شمر یقال سار علی الناقه حتی طَلَحَها وطَلَّحها.

ثعلب عن ابن الأعرابی : إنه لَطَلِیحُ سَفَر وطِلْحُ سَفَر ورَجِیعُ سَفَر ورَذِیَّهُ سَفَر بمعنی واحد.

وقال اللیث : یقال : بَعِیرٌ طَلِیحٌ ، وناقَهٌ طَلِیحُ.

قال : والمهزول من القُرَاد یُسَمّی طِلْحاً ، وقال الطِّرِمَّاحُ :

وقَدْ لَوَی أَنْفَه بِمِشْفَرِها

طِلْحٌ قَرَاشِیمُ : شاحِبٌ جَسَدُه.

القراشیم : القِرْدَان.

قال ابن السکیت : إبِلٌ طِلَاحِیَّهٌ وطُلَاحِیَّهٌ للّتی تأکل الطَّلْحَ ، وأنشد :

* کَیْفَ تَرَی وقْعَ طِلَاحِیَّاتها*

لطح

قال اللیث : اللَّطْحُ قال بعضهم کاللَّطْخ إذا جَفَّ وحُکَّ ولم یبقَ أثَر. قال : واللَّطْحُ : کالضَّرْبِ بالْیَد.

أبو عُبَیْد عن أبی عُبَیْدَهَ : اللَّطْحُ : الضَّرْبُ بالْیَدِ ، یقال منه لَطَحْتُ الرجلَ بالأرض قال غیره : هو الضَّرْبُ لیس بالشّدید ببطن الکف ونحوه.

وفی حدیث ابن عباس أن النبی صلی الله علیه وسلم کان یَلْطَحُ أُغَیْلِمَه بنی المطلب لَیْلَهَ المزدلفه ویقول : أُبَیْنِیّ ، لا تَرْمُوا جَمْرهَ العَقَبَه حتّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ.

طحل

قال اللیث : الطُّحْلَهُ : لَوْنٌ بین الغُبْرَه والبَیاض فی سواد قلیل کَسَواد الرَّمادِ ، ذِئْب أَطْحَلُ ورماد أَطْحَل.

قال : وشَرَاب طَاحِل إذا لم یکن صافی اللَّوْنِ ، قال رُؤْبَهُ :

* وَبلدَهٍ تُکْسَی القَتامَ الطَّاحِلَا*

قال : وعَنْزٌ طَحْلَاءُ ، وقد طَحِلَت طَحَلاً.

أبو زید : ماءٌ طَحِل : کثِیرُ الطّحْلُبِ. ومَاءٌ طَحِل : کثِیرُ الطُّحْلُبِ. ومَاءٌ طَحِل : کَدِر ، وقال زُهَیْر :

یَخْرُجْنَ من شَرَبَاتٍ ماؤُها طَحِل

عَلَی الْجُذُوع یَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا

وکِسَاءٌ أَطْحَلُ علی لَوْنِ الطِّحَال.

ص: 223

وطِحَال : موضع ، وقد ذکره ابن مُقْبِل فقال :

لَیْتَ اللَّیَالی یا کُبَیْشَهُ لم تَکُن

إلَّا کَلَیْلَتِنا بِحَزْمِ طِحَال

ومن أمثالهم : «ضَیَّعْتَ البِکارَ عَلَی طِحَال» ، یُضْرَبُ مَثَلاً لمن طلب حاجه إلی مَنْ أَسَاءَ إلیه ، وأصل ذلک أن سُوَیْد بن أبی کاهل هَجَا بَنِی غُبَرَ فی رَجَزٍ له ، فقال :

منْ سَرَّهُ النَّیْکُ بِغَیْرِ مالِ

فالغُبَرِیّاتُ علی طِحَالِ

شَوَاغِراً یُلْمِعْن بالقُفَّالِ

ثم إِن سُوَیْداً أُسِرَ فَطَلَب إلی بنی نُمَیْر أن یُعینوه فی فَکاکِه فقالوا له : ضیَّعْتَ البِکارَ علی طِحَال. والبِکارُ جمعَ بکْرٍ ، وهو الفَتِیّ من الإبل.

أبو العبَّاس عن ابن الأعرَابی : الطَّحِل : الأسوَدُ ، والطَّحِلُ : الماءُ المُطَحْلِبُ.

قال : والطَّحِل : الغضبانُ. والطّحِلُ : المُلآنُ : وأنشد :

ما إنْ یَرُودُ ولا یزَال فِراغُه

طَحِلاً ویمْنَعُه من الإعْیَالِ

حلط

قال اللیث : حَلَطَ فلانٌ إذا نزل بحال مَهْلَکَهٍ.

قال : والاحْتِلَاطُ : الاجتهاد فی مَحْکٍ ولَجاجَهٍ.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابی : الحلْطُ : الغَضَبُ ، والحَلْطُ القَسَمُ ، والحَلْطُ : الإقامهُ بالمکان.

وقال : الحِلَاطُ : الغضَبُ الشدیدُ. وقال فی موضع : الحُلُطُ : المُقْسِمُونَ علی الشیءِ والحُلُطُ : المُقیمون فی المکان ، والحُلُطُ : الغُضَابی من الناس ، والحُلُطُ : الهائِمُون فی الصَّحَارَی عِشْقاً.

أبو عُبَید عن الأصمعیّ : أَحْرَضَ وَأَحْلَطَ اجْتَهدَ ، ومنه قیل : احْتَلَطَ فُلانٌ ، وقال :

فأَلْقَی التَّهَامِیُّ منهما بِلَطَاتِه

وأَحْلَطَ هذَا لا أَرِیمُ مَکانِیَا

قَال أبو عُبَید : أَحْلَطَ : اجْتَهَدَ وحَلَفَ وقال : لَعلَ الاحْتِلاطَ منه.

قُلْتُ : احْتَلَطَ : غَضِبَ ، واحْتَلَطَ : اجْتَهد.

وقال ابن الأعْرَابی فی قول ابن أحمر : وأَحْلَطَ هذا أی أَقَام ویجوز حَلَفَ.

ح ط ن
اشاره

حنط ، حطن ، طحن ، نطح ، نحط ، طنح : مستعملات

طحن

قال اللیث : الطِّحْنُ : الطَّحِین المَطْحُون ، والطَّحْنُ : الفِعْلُ ، والطَّحَانَهُ : فِعْلُ الطَّحَّان.

قال : والطّاحُونهُ والطَّحَّانَهُ : التی تدور بالماء ، والجمیعُ الطّوَاحِین.

قال : وکلّ سِنٍّ من الأضراس طاحِنَه.

والطُّحَنَهُ : دُوَیْبَّهٌ کالجُعَلِ والجمیع الطُّحَن قلتُ : الطُّحَنُ یَکون فی الرَّمْل. ویقال له الحْلَک ولا یُشْبِه الْجُعَل.

وقال أبو خَیْرَه : الطُّحَنُ هو لَیثُ عِفِرِّینَ مِثْلُ الفُسْتُقَهِ ، لَوْنُه لوْنُ التُّرَاب.

وقال غَیْرُه : هو علی هیئه العَظایَه. تَشْتَال بذَنبها کما تفعلُ الخَلِفَهُ من الإبل ، یقول لها الصِّبْیان : اطحَنِی لنا جِرَاباً ، فیطحِّنُ

ص: 224

بنفسه فی الأرض حتی یغیب فیها. حکی ذلک کله أبو حاتم عن الأعْرَاب.

ابن الأعرابی قال : إذا کان الرجلُ نهایه فی القِصَر فهو الطُّحَنَهُ.

وروی أبو نصر عن الأصمعی قال : الطُّحَنَهُ : دابَّهٌ دون القُنْفُذ تکون فی الرمل تظّهَرُ أَحْیَاناً وتَدُور کأَنَّها تطحن ثم تَغُوصُ ، ویجتمع صِبیان الأعراب لها إذا ظهرت ویصیحون بها اطْحَنِی جِرَاباً أو جرابَیْن.

ویقال : طَحَنَتِ الأفْعَی إذا دَخَلَتْ فی الرَّمْلِ ورقَّقَتْه فوقها وأَخْرَجَتْ عَیْنَیها.

وقال الراجز یصف حَیَّه :

حَوَاه حاوٍ طال ما اسْتَبَاثَا

ذکورَها الطُّحَّنَ والأناثا

وحکی النَّضْرُ عن الجَعدِی قال : الطاحن هو الراکس من الدَّقُوقَهِ الذی یَقُوم فی وسط الکُدْسِ].

ومن أَمْثالهم : «أسْمَعُ جَعْجَعَهً ولا أَری طِحْناً» وقد مرَّ تفسیره.

أبو عُبَید عن الفَرَّاء قال. إذا کانت الإبِل رِفَاقاً أو معها أَهْلُها فهی الطَّحَّانَهُ والطَّحُونُ ، والرَّطّانَهُ والرَّطون.

وقال غیره : الطّحُون : اسم للحرب ، وقیل هی الکَتِیبَهُ من کتَائِب الخَیْل إذا کانت ذات شَوْکهٍ وکثْرَهٍ.

نطح

اللیثُ : النَّطحُ لِلکباش ونحوها ، وتنَاطحَتِ الأمواجُ والسُّیول والرِّجال فی الحَرْب.

أبو عُبَیْد : نَطَحَ یَنْطَح ویَنْطِحُ ، قال : والنَّطِیح : الذی یَسْتَقْبِلُک من الظِّبَاءِ والطُّیورِ وما یُزْجَر ، قلت : وغیره یُسَمِّیهِ النَّاطِح.

وأما النَّطِیحَهُ فی سُوره المائده (1) [3] فهی الشَّاهُ المَنْطوحَهُ تموتُ فلا یَحِلُّ أکلُها ، وأُدخِلَت الهاءُ فیها لأنها جُعِلت اسما لا نَعْتاً.

وقال أبو عُبَیده : من دوائر الخَیْل دائره اللَّطاهِ ، وهی التی وسْطَ الجَبْهه ، قال فإن کانت دائرتانِ قالوا : فَرَسٌ نَطِیحٌ ، قال : ویُکْرهُ دائرتا النَّطیح.

ویقال : انْتَطَحَتِ الکِباشُ وتنَاطَحَت بمعنًی واحد ، وقال :

* اللَّیل داجٍ والکِباشُ تَنْتَطِحْ *

ویقال : أَصَابهُ ناطِحٌ أی أمْر شَدیدٌ ، وکلُّ أمر شدیدٍ ذی مَشَقَّهٍ ناطحٌ ، قال الراعی :

کَئِیبٌ یَرُدُّ اللهْفَتَیْن لأُمِّه

وقد مَسَّهُ مِنَّا ومِنْهُنَ ناطِحُ

یصف رجُلاً غیُورا.

نحط

قال اللیث : النَّحْطَهُ : داءٌ یُصیبُ الخیْلَ والإبِل فی صُدورها ، فلا تکاد تسلَم منه.

قال : والنَّحْطُ : شِبْه الزَّفیر.

یقال : نَحَطَ فهو منْحوط مثل نَحَزَ فهو منحوز ، وهو سُعال خَشِن قلَّما تسلَم منه.

ص: 225


1- یعنی قوله تعالی : (حُرِّمَتْ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَهُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِیرِ وَما أُهِلَّ لِغَیْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَهُ وَالْمَوْقُوذَهُ وَالْمُتَرَدِّیَهُ وَالنَّطِیحَهُ ...).

والقَصَّارُ ینْحِطُ إذا ضَرَبَ بِثَوبِه علی الحَجَر لیکونَ أرْوَحَ له ، وهو النَّحِیطُ ، وقال الشاعر أنشده الفرَّاء :

وتَنْحِطْ حَصَانٌ آخر اللَّیْلِ نَحْطهً

تَقَضَّبُ منها أو تَکادُ ضُلوعُها

حنط

اللیث : الحِنْطهُ : البُرُّ ، والحَنَّاطُ : بَیَّاعُه ، والحِنَاطهُ : حِرْفَتُه.

قال : والحَنُوط : یُخْلَطُ من الطیب للمیت خاصَّه ، وفی الحدیث أنَّ ثمُودَ لمّا استیقَنُوا بالعَذَاب تکَفَّنوا بالأَنْطَاع وتَحَنَّطُوا بالصَّبِر. قلت : هو الحَنُوط والحِناطِ. وروی ابن المُبَارَک عن ابن جُرَیْجٍ قلتُ لِعَطَاء : أَیُ الحِنَاطِ أحَبُّ إلیک؟ قال : الکافور ، قُلت : فأَین یُجْعل منه؟ قال : فی مرافِغِه ، قلت : وفی بطْنِه؟ قال : نعم ، قلت : وفی مَرْجِعِ رِجْلَیْه ومأْبِضِه؟ قال : نعم ، قلت : وفی عینیه وأنفه وأذنیه؟ قال : نعم. قلت : أیابساً یُجْعل الکافورُ أم یُبَلُّ بماءٍ؟ قال : لا بَلْ یابساً ، قلت : أتَکْرَهُ المِسْکَ حِنَاطاً؟ قال : نعم.

قلْتُ : وهذا یَدُلّ علی أن کلَّ ما یُطَیَّب به المیت من ذَرِیرهٍ أو مِسْکٍ أو عَنْبَرٍ أو کافور وغیره من قَصَبٍ هِنْدِی أو صَنْدلٍ مدقوق فهو کلّه حَنوط وحِناط.

قال شمر : الرُّفْغَان : أصْلا الفَخِذَین.

قال : وقال بعض أعراب بنی تمیم : الرُّفْغُ من المرأه : ما حَوْل فَرْجها ، وقد رَفَغ الرجل المرأهَ إذا قَعَد بین فخذیها ، وفی الحدیث «إذا الْتقَی الرُّفْغَان فقد وجَبَ الغُسْل». ثعلب عن ابن الأعرابیّ : یقال للبَقْل إذا بَلَغ أن یُحْصَدَ حانِطٌ ، وقد حَنَطَ الزَّرعُ وأَحْنَطَ وأَجَزَّ وأشْوی إذا بلَغ أن یُحْصَد ، قال : وأوَرَس الرَّمْثُ وأحْنَطَ ، ومِثْله خَضَبَ العرْفَجُ.

أبو عُبَید عن الأصمعی : یقال للرِّمث أوّل ما یتفَطَّر لیخرج ورَقه قد أقْمَل ، فإذا زاد قلیلاً قیل : قد أدْبی ، فإذا ظهرت خُضْرَته قیل : بَقَلَ ، فإذا ابْیَضَّ وأدرَکَ قِیلَ حَنَط.

شَمِر : یقال : أحْنَطَ فهو حانِطٌ ومُحْنِطٌ کلاهما ، وإنَّه لَحَسنُ الحانِطِ ، قال : والحانِطُ والوارِسُ واحد ، وأنشد :

تَبَدَّلْن بَعْد الرَّفض فی حانِط الغَضَی

أباناً وغُلَّاناً بِهِ یَنْبُتُ السِّدْرُ

وقال غیره : رجلٌ حانِطٌ : کثیرُ الحِنْطَهِ ، وإنه لحانِطُ الصُّرَّهِ أی عَظیمُها یَعْنونَ صُرَّهَ الدراهم.

ویقال : حَنَطَ ونَحَطَ إذا زَفَر ، وقال الزَّفَیَانُ :

* وانْجَدَل المِسْحَلُ یَکْبُو حانِطا*

أراد ناحطاً یَزْفِرُ فَقَلَبَه. وأهل الیَمن یسمون النَّبْلَ الذی یُرْمَی به حَنْطاً.

وفی «نوادر الأعْراب» : فُلانٌ حانِطٌ إلیّ ومُسْتَحْنِطٌ إلیّ ومُسْتَقْدِمٌ إلیّ ونَاتِلٌ إلیّ ومُسْتَنْتِلٌ إلَیّ إذا کان مائلاً علیه مَیْل عَداوه وشحناء.

أَخْبَرَنی المنذری عن الطُّوسِیّ عن الخَزّاز أن ابن الأعْرابی أَنشدَه :

لو أَنَّ کابِیهَ بنَ حُرْقُوصٍ بهم

نَزَلَتْ قَلُوصِی حین أَحْنَطَها الدَّمُ

أَحْنَطها أی رَمَّلَها ودَمَّاها وجف علیها.

ص: 226

وذکرت الْحِنْطیء فی باب الرباعی ، وهو القصیر ، وعَنْزٌ حِنْطِئَهٌ ، لأن الهمزه أصلیه.

طنح

أهمله اللیث ، وقال ابن درید : أخبرنی عبد الرحمن عن عمه الأصمعی قال : یقال : طَنِحَتِ الإبلُ إذا سَمِنَت بالحاء ، وطَنِخَت بالخاء إذا بَشِمَت ، قال : وغیره یجعلهما واحداً.

قلتُ : ولم یُسْمَع طنح بالحاء لغیره. وأما طنخ فمعناه اتّخم وهو صحیح.

حطن

أهمله اللیث ، والحِطَانُ : التیس ، فإن کان فِعَّالاً فالنون أصلیه من حطن ، وإن جعلته فعلاناً فهو من الحَطِّ.

ح ط ف
اشاره

طحف ، طفح ، فطح ، حطف : مستعمله.

طحف

قال اللیث : الطَّحْفُ : حَبّ یکون بالیمن یُطْبَخُ. قلت : هو الطهف بالهاء ولعل الحاء تبدل من الهاء.

فطح

قال اللیث : الفَطَح : عِرَضٌ فی وسط الرأس وفی الأَرْنَبهِ حتی تلتزق بالوجه کالثَّوْرِ الأفطَح.

وقال أبو النجم یَصِفُ الْهامَهَ :

* قَبْصاءُ لم تُفْطَح ولم تُکَتَّل*

ویقال : فطحتُ الحَدِیدَهَ إذا عَرَّضْتَها وسَوَّیتَها کمِسْحَاهٍ أو مِعْزَقٍ أو غَیْرِه. قال جریر :

* لِفَطْحِ المسَاحی أو لجدْلِ الأدَاهم*

طفح

قال اللیث : طفح النهر إذا امْتَلأ ، ورأیته طافحاً : مُمْتَلِئاً ، ویقال للذی یَشْرَبُ الخمر حتی یمتلیء سکراً طافِحٌ.

قال : والرِّیحُ تُطفح القُطْنَهَ إذا سطعت بها. أبو عُبَید عن الأصمعی : الطُّفَاحَهُ : زَبَدُ القِدْر وما عَلَا مِنْهَا. ویقال اطَّفَحْتُ طُفَاحَهَ القِدْرِ إذا أَخَذْتَها ، وأنشد شمر :

أَتَتْکُمُ الجوْفَاءُ جَوْعَی تَطَّفِحْ

طُفَاحَهَ الإثْرِ وطَوْراً تَجْتَدِحْ

وقال غیره : ناقَهٌ طُفَّاحَه القوائم أی سَرِیعَتُها ، وقال ابن أَحْمَر :

طُفَّاحَهُ الرِّجْلَیْنِ مَیْلَعَهٌ

سُرُحُ المِلَاطِ بَعِیدهُ القَدْرِ

أبو عُبَید عن أبی عُبَیْده : الطَّافِحُ والدِّهَاقُ والمَلآن وَاحِد ، قال : والطافح. الممتلیء المرتفع ، ومنه قیل للسکران طافح أی أن الشَّرَاب قد ملأه حتی ارتفع ، ویقال : إطْفَح عَنِّی أی إذْهَب عَنِّی.

وقال الأصمعی : الطَّافح : الذی یَعْدُو ، وقد طَفَحَ یَطْفَحُ ، وقال المُتَنَخِّل الهُذَلی یَصِفُ المُنْهَزِمِین :

کانُوا نعائم حَفَّانٍ مُنَفَّرَهٍ

مُغْطَ الحُلُوقِ إذا ما أُدْرِکُوا طَفَحْوا

أی ذَهَبُوا فی الأرض یَعْدُون.

حطف

الحَنْطَفُ : الضخم البطن والنون فیه زائده.

ح ط ب
اشاره

حطب ، حبط ، بطح : مستعمله.

حطب

أبو عُبَید عن الأصمعی : من أمثالهم فی الأمر یُبرم ولم یشهده صاحبه قولهم : «صَفْقَهٌ لم یشهدها حاطب». قال : وکان أصله أن بعض آل حاطب باع بیعه غُبِن فیها فقیل ذلک.

ص: 227

قال أبو عُبَید : وقال أکثم بن صَیْفی : المِکْثَارُ کحاطب لیل.

قال أبو عُبَید : وإنما شبهه بحاطب اللیل : لأنه ربما نهشته الحیه ، کذلک المِکثارُ ربما أصابه فی إکثاره بعضُ ما یکره].

قال اللیث : الحَطَب : معروف ، والفعل منه حَطَب یَحْطِب حَطْباً وحَطَباً. المُخفَّفُ مصدر ، وإذا ثُقِّلَ فهو اسم.

واحْتَطَب احْتِطَاباً ، وحَطَبْتُ فُلَاناً إذا احْتَطَبْتَ لَهُ.

وقال ذو الرُّمَّه :

وهَلْ أَحْطِبَنَ القَوْمَ وهی عَرِیَّهٌ

أُصُولَ أَلاءٍ فی ثَرًی عَمِدٍ جَعْدِ

ویقال للمُخَلِّط فی کلامه أو أَمْرِه حاطِب لیل ، معناه أنه لا یَتَفَقَّد کلامَه کالحاطب باللیل الذی یحطِبُ کُلَّ رَدیء وجَیّد لأنه لا یُبْصِر ما یَجْمَع فی حَبْله.

وقال غَیْرُه : شُبِّه الجانِی علی نفسه بلسانه بحاطب اللیل لأنه إذا حطب لَیْلاً ربما وقَعتْ یَدُه علی أَفْعَی فَنَهَشَتْه ، وکذلک الذی لا یَزُمُّ لِسانَه ویَهْجُو الناسَ ویذُمُّهم رُبَّما کان ذلک سَبَباً لِحَتْفه.

وقال اللیث : یقال : حَطَبَ فُلَانٌ بفُلَان إذا سَعَی به.

وأما قول الله تعالی : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَهَ الْحَطَبِ) [المَسَد : 4] فإنه جاء فی التفسیر أنها أُمّ جَمِیل امرأهُ أبی لَهَب ، وکانتْ تمْشی بالنَّمِیمَهِ ، ومن ذلک قَوْل الشَّاعِر :

من البِیضِ لم تُصْطَدْ علی ظَهْرِ لأْمَهٍ

ولَمْ تَمْشِ بَیْنَ الحَیٍ بالحَطَبِ الرَّطْبِ

أی بالنمیمه ، وقیل إنها کانت تحمل شَوْک العِضاه فتطرحه فی طریق رسول الله صلی الله علیه وسلم وطریق أصحابه.

وقال ابن شُمَیْل : العِنَبُ کل عام یُقْطَع من أعالیه شَیْءٌ ویُسَمَّی ما یُقْطَع منه الحِطَابُ ، یقال : قد اسْتَحْطَبَ عِنَبُکم فاحْطِبُوه حَطْباً أی اقْطَعوا حَطَبَه.

ویقال للذی یَحْتَطِب الحَطَبَ فیبِیعُه حَطَّاب ، ویقال : جاءَتِ الحَطَّابه.

وقال أبو تراب : سَمِعتُ بعضَهم یقول : احْتَطَبَ علیه فی الأمر واحْتَقَبَ بمعنی واحد.

حبط

قال اللیث : الحَبَطُ : وَجَعٌ یأخذ البَعِیرَ فی بَطْنِه من کلأ یَسْتَوْبِلُه ، یقال : حَبِطَت الإبلُ تَحْبَط حَبَطاً ، قال : وإذا عَمِل الرجلُ عملاً ثم أفسده قیل : حَبِطَ عَمَلُه ، وأَحْبَطه صاحِبُه ، وأَحْبطَ الله أعْمَالَ مَنْ یُشْرِک به.

وقال ابن السکیت : یقال : حَبَطَ عَمَلُه یَحْبُط حَبْطاً وحُبُوطاً بسکون الباء ، وحَبِطَ بطنُه إذا انْتَفَخَ یَحْبَطُ حَبَطاً فهو حَبِطٌ ، ورأیت بخط الأقْرَع فی کتاب ابن هانیء : حَبَطَ عَمَلُه یَحْبُط حُبُوطاً وحَبْطاً وهو أصَحّ.

وأمَّا قول النبی صلی الله علیه وسلم : «وإنَّ مِمَّا یُنبِتُ الربیع ما یقتل حَبَطاً أو یُلِمّ» فإن أَبَا عُبَید فَسَّرَ الحَبَط ، وترک من تفسیر هذا الحدیث أشیاء لا یستغنی أهل العلم عن معرفتها ، فذکرتُ الحدیثَ علی وجهه لأفَسِّر منه کلَّ ما یُحتَاج إلیه من تفسیره.

حَدّثنا عبد الله بن محمد بن هاجَک قال :

ص: 228

حدثنا علی بن حُجْر ، قال : حدثنا إسماعیل بن إبراهیم عن هشام عن یحیی بن أبی کثیر عن هلال بن أبی مَیْمُونهَ عن عَطاءِ بن یَسَار عن أبی سَعِید الخُدْرِی أنه قال : جلس رسول الله صلی الله علیه وسلم علی المِنْبَر وجَلَسْنا حَوْلَه فقال : «إنی أخاف علیکم بعدی ما یُفْتَح علیکم من زهره الدنیا وزینتها». قال : فقال رجُلٌ : أو یَأْتی الخَیْرُ بالشرِّ یا رسول الله؟ قال : فسکت عنه رسول الله وَرَأَیْنا أَنّه یُنْزَلُ علیه فأَفَاقَ یمْسَح عنه الرُّحَضاء ، وقال : أَیْنَ هذا السائل وکأنّه حَمِده فقال : إنه لا یأْتی الْخَیْرُ بالشَّرِّ وإن مِمَّا یُنْبِتُ الرَّبِیعُ ما یَقتُل حَبطاً أو یُلِمّ إلا آکِلهَ الْخَضِر ، فإنها أکلت حتی إذا امتلأت خاصِرَتها استقبلت عَیْنَ الشمس فَثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رَتَعَتْ ، وإنَّ هذا المال خَضِرَهٌ حُلْوَه ، ونِعْمَ صاحِبُ المُسْلِم هو لمن أعطی المسکین والیَتِیم وابنَ السبیل أو کما قال رسول الله : «وإنّه مَنْ یأْخُذْه بغیر حَقِّه فهو کالآکل الذی لا یَشبَع ویکون علیه شهیداً یوم القیامه.

قلت : وإنما تَقَصَّیْتُ رِوایه هذا الخبر لأنه إذا بُتِر اسْتَغْلَقَ معناه ، وفیه مَثَلان : ضَرَبَ أحدَهما للمُفْرِط فی جمع الدنیا ومَنْع ما جَمَع من حَقّه ، والمثل الآخر ضربه للمُقْتَصِد فی جمع المال وبذله فی حَقّه.

وأما قوله صلی الله علیه وسلم : «وإنّ مِمَّا یُنْبِتُ الرَّبِیعُ ما یَقْتُل حَبَطاً فهو مَثَلُ الحرِیص المُفْرِط فی الجمع والمَنْع وذلک أن الرَّبیع یُنبِت أَحْرارَ العُشْب التی تحْلَوْلِیها الماشِیَه فَتَسْتَکْثِر منها حتی تَنْتَفِخَ بطونها وتَهْلِکُ ، کذلک الذی یجمع الدنیا ویحرص علیها ویَشحُّ علی ما جَمَعَ حتی یمنَع ذا الحقِّ حَقّه منها ، یَهلِکُ فی الآخره بدخول النار واستِیجابِ العذاب». وأمَّا مَثَلُ المُقْتَصِد المحمود ، فقوله صلی الله علیه وسلم : «إلا آکِلَه الخَضِر فإنها أکلَتْ حتی إذا امتلأت خواصِرُها استَقْبَلَتْ عینَ الشَّمْس فَثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتَعَت ، وذلک أن الخَضِر لیس من أَحْرار البقول التی تستکثر منها الماشیه فتُهْلکُه أکْلاً ولکنه من الجَنْبَه التی ترْعاها بَعدَ هَیْج العُشبِ ویُبْسِه. وأکثرُ ما رأیت العرب یَجعَلون الخضِرَ ما اخضَرَّ من الحَلِیّ الذی لم یَصْفَرّ ، والماشِیَهُ ترتَع منه شَیئاً شَیئاً ولا تستکثر منه فلا تحبَطُ بطونُها عنه ، وقد ذکره طرفَهُ فَبیَّن أنه من نبات الصیف فی قوله :

کنَباتِ المخْزِ یمأَدْنَ إذا

أنَبتَ الصَّیفُ عَسَالِیجَ الخَضِر

فالخَضِر من کلأ الصیف ، ولیس من أحرار بقول الربیع ، والنَّعَم لا تَسْتَوْبله ولا تحبَط بُوطنها عنه ، وأمَّا الخُضارَه فهی من البقول الشتویه ولیست من الْجَنبه فضرب النبی صلی الله علیه وسلم آکله الخَضِر مثلاً لمن یَقْتَصِد فی أخذ الدنیا وجمعها ولا یسرف فی قَمّها والحِرْص عَلَیْها وأنه ینجو من وَبَالِها کما نَجَت آکِلَه الخَضِر ، ألا تَرَاه قال : فإنها إذا أصابت من الخِضِر استقبلت عَیْنَ الشمس فَثَلَطَت وبالت ، وإذا ثَلَطَت فقد ذهب حَبَطُها ، وإنما تَحْبَطُ الماشِیَهُ إذا لم تَثْلِط ولَمْ تَبُلْ وأْتُطِمَت علیها بطونها. وأما قوله عَلیهِ السَّلام : «إن هَذَا

ص: 229

المَالَ خَضِرَهٌ حُلوْه» فالخَضِرَهُ هاهنا الناعمه الغَضَّهُ ، وحَثَّ علی إعطاء المسکین والیتیم منه مع حَلَاوَتِه ورغبته ورغبه الناس فیه لِیَقِیَه الله وَبالَ نَعْمتها فی دنیاه وآخرته.

وقال اللیث : الحَبِطَاتُ : حَیٌّ من تمیم ، منهم المِسْوَر بن عَبّادٍ الحَبَطِیّ.

قال أبو عُبَید : إنما سُمُّوا الحَبطات : لأن أحدهم الحارثَ بن مازن بن عمرو بن تمیم الحَبِط کان فی سفر فأَصابه مِثْلُ الحَبَط الذی یُصِیبُ المَاشِیَه فَنُسِبُوا إلیه ، وقیل : فُلَانٌ الحَبَطیّ ، قال وإذا نَسَبُوا إلی الحَبِط قالوا حَبَطِیٌ ، وإلی سَلِمَه قالوا سَلَمِیّ ، وإلی شَقِرَه قالوا شَقَرِیّ ، وذلک أنهم کرهوا کَثْرهَ الکسرات فَفَتَحُوا.

قلت : ولا أری حَبْطَ العَمَلَ وبُطْلَانَه مأخوذاً إلا من حبَط البَطْن : لأن صاحب الحَبط یَهْلِک وکذلک عَمَل المُنافق والمُشْرِک یَحْبط غیر أنَّهم سکنوا الباء من قولهم : حَبِطَ عملُه یَحْبَطَ حَبْطاً وحرکوها من حَبِط بَطْنَه یَحْبَط حَبَطاً ، کذلک أُثْبِتَ لنا عن ابن السِّکِّیت وغَیْرِه.

ویقال : حَبِطَ دَمُ القتیل یَحْبَطُ حَبْطاً إذا هُدِرَ ، وحَبِط مَاءُ البئر حَبْطاً إذا ذَهَب.

وأخبرنی أبو بکر بن عثمان عن أبی حاتم عن أبی زید أنه حکی عن أَعْرَابی قرأ : (فَقَدْ حَبَطَ عَمَلُه) بفتح الباء ، وقال : یَحْبُط حُبُوطاً.

قلت : ولم أسمع هذا لغیره ، والقِرَاءهُ : (فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) [المائده : 5].

ویقال : فَرَسٌ حَبِطُ القُصَیْرَی إذا کان مُنْتَفِخَ الخَاصِرَتَیْن ، ومنه قول الجَعْدی :

فَلِیقُ النَّسَا حَبِطُ المَوْقِفَیْ

ن یَسْتَنُّ کالصَّدَعِ الأشْعَبِ

ولا یقولون حَبِط للفرس حتی یُضِیفُوه إلی القُصَیْری أو إلی الخاصره أو إلی الموقف ، لأنَ حَبَطَه انْتِفاخُ خَوَاصِرِه.

[بطح]

قال اللیث : البَطْحُ من قولک : بَطَحَه علی وجهه فانْبَطَح ، قال والبَطْحاءُ : مَسِیلٌ فیه دُقَاقُ الحَصَی ، فإذا اتَّسَع وعَرُض فهو أَبْطَحُ ، وبَطْحَاءُ مَکَّه وأَبْطَحُها (1).

قال : ومِنّی من الأبْطِح.

وقال ابن الأعرابی : قریش البِطَاح هم الذین ینزلون الشِّعْبَ بین أَخْشَبَیْ مکّه ، وقُریش الظواهر : الذین ینزلون خَارجَ الشِّعْبِ ، وأکرمهما قُرَیْش البِطَاح.

وتَبَطَّح فلانٌ إذا اسْبَطَرَّ علی وجهه مُمْتداً علی وجه الأرض ، ومنه قول الراجز :

إذا تَبَطَّحْنَ عَلَی المَحَامِلِ

تَبَطُّحَ البَطِّ بِجَنْبِ الساحِلِ

وفی «النوادر» : البُطاحُ : مرض یأخذ من الحُمَّی.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی أنه قال : البُطَاحِیُ مأخوذ من البُطَاح ، وهو المرض الشدید.

وبُطَاح : منزل لبنی یَرْبُوع وقد ذکره لبید

ص: 230


1- بعده فی «اللسان» (حبط): «معروفه ، لانبطاحها».

فقال :

تَرَبَّعَتِ الأشْرَافَ ثُمَّ تَصَیَّفَت

حِسَاءَ البُطَاحِ وانْتَجَعْنَ السَّلَائلَا

والبَطِیحَهُ ما بَیْنَ واسِط والبَصْرَه : ماءٌ مُسْتَنْقِعٌ لا یُری طرفاه من سعته ، وهو مَغِیضُ مَاء دِجْلَه والفرات ، وکذلک مَغَایض ما بَیْنَ البصره والأهْوَاز ، والطَّفُّ : ساحِلُ البَطِیحَه وهی البَطَائح.

وتَبَطَّحَ السَّیلُ إذا سَالَ سَیْلاً عریضاً ، وقال ذو الرُّمَّه :

ولا زَالَ من نَوْءِ السِّمَاکِ عَلَیْکُما

ونوءِ الثُّریَّا وَابِلٌ مُتَبَطِّح

وقال أبو سعید : یقال : هو بَطْحَهُ رَجُل مثل قولک : قامهُ رَجُل.

وقال النضر : الأبْطَحُ : بَطْنُ المَیْثَاء والتَّلْعه والوادی وهو البَطْحَاء ، وهو التراب السهل فی بطونها مِمَّا قد جَرَّتْه السیول ، یُقَالُ : أَتَیْنَا أَبْطَحَ الوَادِی فَنِمْنَا عَلَیْه ، وبَطْحَاؤُه مِثْلُه ، وهو تُرَابُه وحَصَاهُ السهل اللَّیِّنُ ، والجمیع الأبَاطِحُ لا تنبت شیئاً إنما هی بَطْن المَسیل ، ویقال : قد انْبَطَح الوادی بهذا المکان أی اسْتَوْسَع فیه.

أبو عَمْرو : البَطِحُ : رمل فی بطحاء وسُمِّی المکانُ أَبْطَح : لأن الماء یَنْبَطِح فیه أی یَذهبَ یَمیناً وشمالاً ، والبَطِحُ بمعنی الأَبْطَح. وقال لبید :

یَزَعُ الهَیَام عن الثَّرَی ویَمُدُّه

بَطِحٌ یُهایِلُه عَلَی الکُثْبَانِ

حَدَّثَنا أبُو یَزِید عن عبد الجَبّار عن سفیان عن هشام بن عروه عن أبیه قال : کان عُمَرُ أولَ مَنْ بَطَحَ المَسْجِدَ ، وقال : ابْطَحُوه من الوادی المُبَارک ، وکان النبی صلی الله علیه وسلم نائماً بالعَقِیقِ فقیل له : إنَّکَ بالوادی المُبَارَک.

قوله : بَطَحَ المسجد أی ألْقَی فیه الحَصَی وَوَثَّرَه بِهِ.

قال ابن شُمَیْل : بَطْحَاءُ الوادی وأَبَطَحُه : حَصَاهُ السَّهْلُ اللَّیِّنُ فی بَطْن المَسِیل.

ح ط م
اشاره

حطم ، حمط ، طمح ، طحم ، مطح ، محط : مستعملات.

حطم

قال : اللیث : الحَطْمُ : کَسْرُک الشیءَ الیَابِسَ کالعَظْم ونحوه ، حَطَمْتُه فانْحَطَم ، والحُطام : ما تکَسَّر من ذلک ، وقِشْرُ البَیْض إذَا تکَسَّر حُطَامه. وقال الطِّرِمَّاحُ :

کأنَ حُطَامَ قَیْضِ الصَّیْفِ فِیهِ

فَرَاشُ صَمِیم أقحَافِ الشُّؤُون

والحَطْمَهُ : السّنَهُ الشَّدِیدهُ ، وحَطْمهُ الأسَدِ : عَیْثُه وفَرْسُه للمال.

وحِجْرُ مَکَّه یقال له : الحَطیم مِمَّا یَلِی المِیزَاب.

أبو داود عن النضر : الحَطِیمُ : الذی فیه المِیْزَاب ، وإنما سُمِّی حَطیماً لأن البَیْت رُفِعَ وتُرِک ذَاکَ مَحْطُوماً.

أخبرنی المنذری عن الحرّانی عن ابن السکیت : یقال : رجل حُطَمَه إذا کان کَثِیرَ الأَکْلِ.

وقال أبو زید : یقال للنار الشدیده : حُطَمه.

وحَطَمَ فُلَاناً أهلُه إذا کَبِرَ فیهم کأنهم صَیَّرُوه شَیْخاً محْطُوماً بُطُولِ الصّحْبَه.

ص: 231

وقالت عائِشَهُ فی النبی صلی الله علیه وسلم : بعد ما حَطَمْتُمُوه.

ویقال للجَوَارس حَاطُوم وهَاضوم وحُطَامُ الدنیا : عَرَضُها وأَثَرُها وزِینَتُها.

وقال الله جلّ وعزّ : (کَلَّا لَیُنْبَذَنَّ فِی الْحُطَمَهِ) [الهُمَزه : 4] ، الحُطَمَهُ : اسْمٌ من أَسْمَاء النار.

ویقال : شَرُّ الرِّعَاءِ الحُطَمَهُ ، وهو الراعی الذی لا یمکن رَعِیَّتُه من المَرَاتَع الخَصِیبَه ویقبضها ولا یَدَعُها تَنْتشر فی المَرْعَی.

ویقال : راعٍ حُطَمٌ بغیر هاء إذا کان عنیفاً کأنه یَحْطِمها أی یکسرها إذا ساقها أو أَسَامَها لعُنفه بها ، ومنه قول الراجز :

* قَدْ حَشَّها اللَّیْلُ بِسَوَّاقٍ حُطَم *

ویقال : فلانٌ قد حَطَمَتْه السِّنُّ إذا أَسَنَّ وضَعُفَ.

وقال أبو زید : یقال للعَکَرَهِ من الإبلِ حُطَمَه لحَطْمِها الکلأ وکذلک الغَنَم إذا کَثُرت.

وحُطامُ الدنیا : کُلُّ ما فیها من مَالٍ یَفْنَی ولا یَبْقَی.

ویقال للهاضوم حَاطُوم.

وفَرَسٌ حَطِمٌ إذا هُزِل أو أسَنَّ فَضَعُفَ.

الأصمعی : إذا تکسر یَبِیسُ البَقْلِ فهو حُطَام.

شمر : الحُطَمِیَّهُ من الدُّرُوعِ : الثَّقِیلَهُ العَرِیضَهُ.

وقال بعضهم : هی التی تَکْسِر السُّیُوفَ وکان لعلی رضی الله عنه دِرْعٌ یقال لها : الحُطَمِیَّهُ.

حمط

قال ابن درید : حمطْتُ الشیءَ حَمْطاً إذا قَشَرْته.

وقال اللیث : الحَمَطِیط : نَبْتٌ وجمعه الحَمَاطِیطُ.

قلت : ولَمْ أسمع الحَمَط بمعنی القَشْر لغیر ابن درید ، ولا الحَمَطِیطُ فی باب النبات لغیر اللیث.

وقرأْتُ بخط شمر لیونس أنه قال : یقال : إذا ضَرَبْتَ فأَوْجِع ولا تُحَمِّط ، فإن التحمیط لیس بشیء. یقول بالغ. قال : والتحمیط : أن یُضْرَب الرَّجلُ فیقول : ما أوجعنی ضَرْبُه أی لم یُبَالِغ.

وأما قول المُتَلَمِّس فی تشبیهه وشْیَ الحُلَلِ بالحَمَاطِیط :

کأنّما لَوْنُها والصُّبْح مُنْقَشِعٌ

قَبْلَ الغَزَالَهِ أَلْوَانُ الحَمَاطِیط

فإن أَبَا سعید قال : الحَماطِیط جمع حَمَطیطٍ : وهی دوده تکون فی البَقْل أیَّام الربیع مُفَصَّلَهٌ بحمره ، یُشَبَّه بها تفصِیلُ البَنَان بالحِنّاء. شبّه المتلمس وشْی الْحُلَلِ بأَلْوَان الحَماطیط.

أبو عُبَیْد عن الأصمعی : قال : الحَمَاطَهُ : حُرْقَهٌ یجدها الرجل فی حلْقِه.

قال أبو عُبَید : وقال أبو عَمْرو : إذا یَبِسَ الأَفَانَی فهو الحَمَاطُ.

قُلْتُ : الحَمَاطَهُ عند العَرَب هی الحَلَمَهُ وهی من الجَنْبَهِ ، وأما الأفَانَی فهُوَ من العُشْبِ الذی یَتَنَاثر.

وقال شمر : الحَمَاطُ : من ثمر الیَمَنِ معروف عندهم یُؤْکَلُ. قلت : وهو یشبه

ص: 232

التِّین.

قلت : وقیل : إنه مِثْلُ فِرْسِکِ الخَوْخِ.

وقال الأصمعی : العَرَبُ تقول لجِنْس من الحَیَّات. شیطانُ الحَمَاط.

وأنشد الفرّاء :

عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِینَ أَحْلِفُ.

کمِثْل شیطان الحَمَاطِ أَعْرَفُ

العَنْجَرِدُ : المرأهُ السَّلِیطَهُ. وقیل : الحَماطُ بلغه هُذَیل : شجَرٌ عِظامٌ تنبت فی بلادهم تأْلَفُها الحیَّاتُ.

وأنشد بعضهم :

* کأَمْثَال العِصِیِّ من الحَمَاطِ*

وحَمَاط : موضع ذکره ذو الرُّمَّه فی شِعْره :

فَلَمَّا لَحِقْنَا بالحُمُول وقد عَلَتْ

حَمَاطَ وَحِرْبَاءُ الضُّحَی مُتَشَاوِسُ

وقال الأصمعی : یقال : أصبت حَماطَهَ قلبه ، کقولک : أَصبت حَبَّهَ قلبه وأَسْوَد قلبه ، وأنشد الأصمعی :

لیْتَ الغُرابَ رَمَی حَمَاطَه قَلْبه

عَمْرٌو بأَسْهُمِه التی لم تُلْغَبِ

ثعلب : عن ابن الأعرَابی أنه ذکر عن کعب أنه قال : أسماء النبی صلی الله علیه وسلم فی الکتب السالفه : محمد ، وأحمد ، والمُتَوَکِّل والمُخْتار ، وحِمْیَاطا ، ومعناه حَامِی الحُرَم ، وفارِقْلِیطا أی یَفْرُق بین الحق والباطل.

طحم

قال اللیث : طَحَمَهُ السَّیْلِ : دُفَّاعُ مُعْظَمه.

وطَحَمَهُ الفِتْنَهِ : جَوْلَهُ الناس عندها.

أبو عُبَید عن أبی زید : أَتَتْنا طُحْمَهٌ من الناس وطَحْمَهٌ وکذلک طَحْمَهُ السیْلِ وطُحْمَتُه بفتح الطاء وضمها ، وهم أکثر من القَادِیَه ، والقادِیَه : أوَّلُ من یطْرَأُ عَلَیْک.

والطَّحْمَاء : نبت معروف.

وقال الأصمعی : الطَّحُوم والطَّحُورُ : الدَّفُوعُ. وقَوْسٌ طَحُورٌ وطَحُومٌ بمعنی وَاحِد.

محط

قال اللَّیثُ : المَحْطُ کما یَمْحَطُ البازِی ریشَه أی یَدْهُنه.

یقال : امتحَط البازی.

ویقال : مَحَّطَتُ الوَتَرَ وهو أَنْ یُمِرَّ الأصابعَ لتُصْلِحَه ، وکذلک تَمْحِیطُ العَقَب تَخْلِیصُه.

وقال النَّضْرُ المُمَاحَطَهُ : شِدَّهُ سِنان الجمل الناقَهَ إذا اسْتَناخَها لیضْرِبها ، یقال : سانَّها وما حَطَها مِحَاطاً شَدِیداً حتی ضَرَب بها الأرض.

وامْتَحطَ سیْفَه من غِمْدِه وامْتَخَطه إذا اسْتَلَّهُ من جَفْنِه.

طمح

قال اللیث : یقال : طَمَحَ فلان ببصره إذا رَمَی به إلی الشیء ، وفرس طامحُ البصر ، وقال أبو دُوادٍ :

طَوِیلٌ طامح الطَّرْف

إلی مِقْرَعَهِ الکَلْبِ

ویقال للفرس إذا رفع یدیه قد طمّح تَطْمِیحاً.

قال أبو عمرو : الطَّامِحُ من النساء : التی تُبْغِضُ زوجها وتنظر إلی غیره.

وأنشد :

ص: 233

* بَغَی الوُدَّ من مطْروفَهِ العَیْن طامح *

وطَمَحَت بعینها إذا رمت ببصرها إلی الرجل ، وإذا رفعت بصرها یقال : طَمَحَت ، وطمحَ به : ذَهَب به ، قال ابنُ مُقْبِل :

قُوَیْرَحُ أَعْوَامٍ رَفیعٌ قَذالُه

یَظَلُّ بِبَزِّ الکَهْلِ والکَهْلُ یَطْمَح

یطمح : یجری ویذهب بالکَهْلِ وبَزِّه.

وامرأَه طَمَّاحَه : تُکثِرُ نظرَها یَمیناً وشمالاً إلی غیر زوْجها.

وقال : طَمَحَاتُ الدَّهْرِ : شدائِدُه ، وربما خفّف ، قال الشاعر :

باتَتْ هُمُومِی فی الصَّدْرِ تَحْضَؤُها

طَمْحَاتُ دهرٍ ما کُنْتُ أَدْرَؤُها

قال : ما هاهنا صله.

وإذا رَمَیْتَ بشیء فی الهواء قلتَ : طَمَّحْتُ به تطمیحاً.

والطَّمّاحُ : من أسماء العرب.

مطح

أهمله اللیث. وقال ابن درید : المَطْحُ : الضربُ بالید ، قال : ومَطَحَ الرجلُ جاریته إذا نکحها. قلت : أما الضرب بالید مَبْسُوطه فهو البَطْحُ ، ولا أَعْرِفُ المطجَ بالمیم إلا أن تکون الباءُ أبدلت میماً.

أبواب الحاء والدال

اشاره

(ح د ت) _ (ح د ظ) _ (ح د ذ)

أهملت وجوهها : إلا حرفاً واحداً وهو : حتد.

حتد

أهمله اللیث : وهو مْسْتَعْمل.

وروی أبو عُبَید عن الأصمعی : عَیْن حُتُد : لا یَنقطع ماؤُها.

قلت : لم یُرِدْ عَیْنَ الماء ، ولکنه أراد عَیْنَ الرأس.

وروی أبو العَبَّاس عن ابن الأعرابی.

قال : الحُتُد : العیُونُ المُنْسَلقه واحدها حَتَدٌ وحَتُودٌ.

وقال ابن الأعرابی : المَحْتِدُ والمحْفِدُ والمحْقِدُ والمَحْکِدُ : الأصْلُ ، یقال : إنه لکَرِیمُ المَحْتِد.

وقال الأصمعی فی قول الرَّاعی :

حَتَّی أُنِیخَتْ لَدَی خَیْرِ الأنَام معاً

من آل حَرْبٍ نَمَاهُ مَنْصِبٌ حَتِد

قال : الحَتِدُ : الخالِصُ الأَصْل من کل شیء ، وقد حَتِد یَحْتَد حَتَداً فهو حَتِد ، وحَتَّدْتُه تَحْتِیداً أی اخْتَرْتُه لخُلُوصِهِ وفَضْلِه.

ح د ث
اشاره

استعمل من وجوهه : [حدث].

حدث

قال : الحَدَث من أَحْدَاث الدَّهْر : شِبْهُ النَّازِلَه.

قال : والحَدِیثُ : ما یُحدِّثُ به المُحَدِّثُ تحدیثاً. ورجُلٌ حِدْثٌ أی کثیر الحدِیث.

والأحادیثُ فی الفقه وغیره معروفه ، قلت : واحده الأحادیث أُحْدُوثه.

وقال اللیث : شابٌ حَدَثٌ : فَتِیُّ السِّنِّ.

والحَدِیثُ : الجدیدُ من الأشیاء.

ویقال : صار فلانٌ أُحْدُوثَهً أی أکثروا فیه الأحادیث.

ص: 234

والحَدَثُ : الإبْدَاءُ.

وقال اللحیانی : رجل حَدَثٌ وحِدْث إذا کان حسَنَ الحدیث.

شمِر عن ابن الأعرابی : رجل حَدِثٌ وحِدْثٌ وحِدِّیثٌ ومُحدِّثٌ بمعنی واحد.

ثعلب عن الأعرابی : الحَدَثَانُ : الفأْسُ وجمعه حِدْثان. وأنشد :

وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فیه

إذا أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجابَا

قال : أراد بجَوْنٍ جَبَلاً ، وقوله : أَجابا یعنی صَدَی الجَبل تسمعه.

وقال غیره : حَدَثانُ الدهرِ : حَوادِثُه وربما أَنَّثَتِ العربُ الحَدثان یذهبون به إلی الحوادث ، وأنشد الفراء :

أَلَا هَلَکَ الشِّهابُ المستنیرُ

ومِدْرَهُنا الکَمِیُّ إذا نُغِیرُ

وحَمَّالُ المِئینِ إذا أَلَمَّتْ

بنا الحَدَثانُ والإنِفُ النَّصُورُ

وقال الفراء : یقولون : أَهْلَکَنا الحدَثان ، وأمّا حِدْثانُ الشبابِ فبکسرِ الحاءِ وسکون الدال.

قال أبو عمرو الشیبانی : یقال : أَتیْتُه فی رُبَّی شبابِه ورُبَّان شَبابِه وحُدْثَی شبابِه وحدیث شَبابِه وحِدْثانِ شبابِه بمعنی واحد.

وقال غیره : یقال : هؤلاء قومٌ حُدْثانٌ جمعُ حَدَث ، وهو الفَتِیُّ السنّ.

والعرَب تقول : أَخَذَنی ما قَدُمَ وما حَدُث بضم الدال من حَدُث ، أتبعوه قَدُم ، والأصلُ فیه حدَث ، قال ذلک الأصمعیُّ وغیرُه.

ویقال : أَحْدَث الرجلُ إذا صَلَّع أو فَصَّع أو خَصَف ، أیَّ ذلک فعل فهو مُحْدِث.

وأَحْدثَ الرجلُ وأحدثَتِ المرأهُ إذا زَنَیا ، یُکنَی بالإحداثِ عن الزِّنی.

ومُحْدَثاتُ الأمور : ما ابتدعَه أهلُ الأهواء من الأشیاء التی کان السلفُ الصالح علی غیرها.

وقال صلی الله علیه وسلم : «کلُ مُحدَثِ بِدْعه ، وکلُّ بدعهٍ ضلاله».

ویقال : فلانٌ حِدْثُ نِساءٍ کقولک : تِبْعُ نساء وزِیرُ نساء.

ویقال : أَحدثَ الرجلُ سیْفَه ، وحادثَه إذا جَلَاه.

ورُوِیَ عن الحَسَنِ أنه قال : «حادِثوا هذه القلوب فإنها سریعهُ الدُّثور» معناه اجلوها بالمواعظ وشوِّفوها حتی تَنْفُوا عنها الطَّبَع والصَّدأَ الذی تَرَاکبَ علیها من الذنوب وقال لبید :

* کنَصْلِ السَّیْف حُودِثَ بالصِّقَال*

باب الحاء والدال مع الراء
[ح د ر]
اشاره

حدر ، حرد ، دحر ، درح ، ردح : مستعملات.

دحر

قال اللیث : الدَّحْرُ : تَبْعِیدُک الشیءَ عن الشیء ، یقال : اللهم ادْحَرْ عنا الشیْطان أی اطرده ونَحِّه.

وقال الله : (قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً) [الأعراف : 18] قالوا : مَطروداً.

ص: 235

وقال الفرَّاء فی قول الله جلَّ وعزَّ : (وَیُقْذَفُونَ مِنْ کُلِّ جانِبٍ (8) دُحُوراً) [الصافات : 8 ، 9] قرأ الناسُ بضم الدال ونَصْبها ، فمن ضَمّها جعَلَه مصدراً کقولک : دَحَرْتُه دُحوراً ، قال : والدَّحْرُ : الدفْعُ ، ومن فتَحَها جعلها اسماً ، کأنه قال : یُقْذفون بداحر وبما یَدْحَرُ.

قال الفرَّاء : ولستُ أَشْتَهی الفتح لأنه لو وُجِّه علی ذلک علی صحه لکان فیها الباء کما تقول : یُقْذَفون بالحِجاره ، ولا یقال : یُقْذفون الحِجارَه ، وهو جائز.

وقال الزجّاج : معنی قوله دُحُوراً أی یُدْحَرون أی یُباعَدون.

حدر

اللیث : الحَدْرُ من کلِّ شیءٍ : تَحَدُّرُه من عُلُوٍّ إلی سُفْلٍ ، والمُطاوَعَهُ منه الانحدار ، تقول : حَدَرْتُ السفینهَ فی الماءِ حُدوراً ، وحَدَرَتْ عَیْنِی الدَّمعَ فانحدر الدمعُ وتحَدَّرَ ، وحَدَرْت القِراءَه حَدْراً.

والحَدور : اسم مقدارِ الماء فی انحدار صَبَبه وکذلک الحَدور فی سَفْح الجبل وکل موضع منحدر ، ویقال : وقَعْنا فی حَدورٍ منکره ، وهی الهَبوط ، قلت : ویقال له الحُدَراء بوزن الصُّعداء.

وقال اللیث : الحادر : الممتلیء لحماً وشَحْماً مع تَرَارَه ، والفعل حَدُر حَدارهً ، وناقَهٌ حادِرهُ العیْنَیْن إذا امتلأَتا نِقْیاً فارتَوَتَا وحَسُنَتا قال الأعشَی

وعَسِیرٌ أَدْمَاءُ حادِرَهُ العَیْن

خَنوفٌ عَیْرانهٌ شِمْلَالُ

قال : وکلُّ ریَّانٍ حَسَنِ الْخَلْقِ حادِرٌ ، وأنشد :

أُحِبُّ الصَّبیَّ السَّوْءَ من أَجْلِ أُمِّه

وأُبغِضُه من بُغْضِها وهْوَ حادِرُ

وفی حدیث عُمَر أنه ضرب رجُلاً ثَلَاثینَ سَوْطاً کلُّهَا یَبْضَعُ وَیَحْدُرُ.

قال أبو عُبَید : قال الأصْمَعِیُّ : یَبْضَعُ یعنی یَشُق الجلد ، ویَحْدُرُ یعنی یورِّمُ ولا یشقُّ ، قال : واخْتُلِفَ فی إعرابه ، فقال بعضهم : یُحْدِرُ إحْداراً من أحْدَرْتُ ، قال : وأظنها لغتین إذا جعلتَ الفعل للضرب ، فأما إذا کان الفعلُ للجلد أنه الذی یَرِمُ فإنهم یقولون :

قد حَدَر جِلْدُهُ یَحْدُرُ حُدُوراً لا اختلاف فیه أعلمه ، وقال عمر بن أبی ربیعه :

لو دَبَّ ذَرٌّ فوق ضاحی جِلْدِهَا

لأَبَانَ من آثارهن حُدورُ

یَعنی الْوَرَم.

قال : وکذلک یقال : حَدَرْتُ السفینه فی الماء ، وکلُّ شیء أرسَلْته إلی أسفل فقد حَدَرْته حَدْراً وحُدُوراً ، قال : ولم أسمعه بالألف : أحْدَرْتُ ، قال : ومنه سُمِّیت القراءه السریعه الحَدْر ، لأن صاحبها یَحدُرُها حَدْراً.

قال : وأما الحَدُور فهو الموضع المُنْحَدِر.

قال الأصمعیُّ : حَدَرتْهُم السَّنَهُ تَحْدُرُهُمْ إذا حطَّتهم ، وجاءت بهم حُدوراً.

وفتی حادِرٌ أی غلیظٌ مُجْتَمِع ، وقد حَدَرَ یَحْدُر حَدارهً.

قال : وأحْدَر ثوبَه یُحدِرُهُ إحداراً إذا کَفَّهُ وذلک إذا فتله. ثعلب عن ابن الأعرابی : الحَدْرَهُ : الفتله من فتل الأَکْسِیهِ.

وقال الأصمعی : یقال عَینٌ حَدْره بَدْرَهٌ ،

ص: 236

فأما قولهم : حدره فمعناه مُکْتَنِزَهٌ صُلبهٌ ، وبدره : تَبْدُرُ بالنظر. وقال ابن الأعرابی :

عین حَدْرهٌ واسعهٌ ، وأنشد :

وعیْنٌ لها حَدْرهٌ بَدْرهٌ

شُقَّتْ مآقیهما من أُخُرْ

وغریفٌ حادر أی تامٌّ ، وقال غیره : هو الغلیظ الحروف ، وأنشد :

کأَنَکِ حادرهُ المَنْکِبَیْنِ

رَصْعَاءُ تستنُّ فی حائرِ

یعنی ضِفْدِعه ممتلئه المنکبین.

وروی عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ قول الله جلّ وعزّ : (وإنا لجمیع حادرون) [الشعراء : 56] بالدال ، وقال : مُؤدون بالکُرَاع والسِّلاح ، هکذا حدثنی المنذری عن علی بن العبّاس الخُمَرِیُّ بالکوفه عن إبراهیم بن یوسف الصَّیْرَفی عن الحکم بن ظهَیر عن عاصم عن زِرِّ عن عبد الله. قُلْتُ : والقراءه بالذال (حاذِرُونَ) لا غیر ، والدَّال شاذَّهٌ لا یجوز عندی القراءه بها ، وقرأَ عاصم وسائر القراء بالذَّال.

وقال ابن السکیت : الحادُور : القُرْطُ وجمعه حَوادِیرُ ، وقال أبو النَّجم یصف امرأهً :

خِدَبَّهُ الخَلْق عَلَی تَحْضِیرها

بَائنهُ المنکِب من حادورها

أراد أنها لیست بِوَقْصاء.

والحیْدار من الحَصی : ما صُلب واکتَنَز ، ومنه قولُ تمیم بن أُبَیّ بن مُقْبِل :

یَرْمِی النِّجَادَ بحَیْدَارِ الحَصَی قُمَزاً

فی مَشْیَهٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفَانِینَا

وقال أبو زید : رَمَاه بالحَیْدَرَه أی بالهَلَکَه.

وقال أبو العَبَّاس أحمد بن یحیی : لم یختلف الرواه فی أَنَّ هذه الأبیات لعلی بن أبی طالب رضی الله عنه :

أَنَا الّذِی سَمَّتْنِ أُمِّیَ حَیْدَره

کَلَیْثِ غَابَاتٍ غَلِیظِ القَصَرَهْ

أَکِیلُکُم بالسَّیْفِ کَیْلَ

السَّنْدَرهْ

ورُوِی عن عَمْرو عَنْ أبیه أنه قال : الحَیْدَرَهُ : الأسَدُ ، قال : والسَّنْدَرَهُ : مِکْیَالٌ کَبِیر.

وقال ابن الأعْرَابی : الحَیْدَرَهُ فی الأُسْد مثل المَلِک فی النَّاس.

قال أبو العَبَّاس : یَعْنی لِغِلَظِ عُنُقِهِ وقُوَّهِ سَاعِدَیه ، ومنه غُلَامٌ حادِرٌ إذا کان ممتلیء البَدَنِ شَدِیدَ البَطْشِ ، قال : والیَاءُ والهَاءُ زائدتان.

أبو عُبَید عن أبی زَیْد قال : الحُدْرَهُ من الإبل : ما بَیْنَ العَشَره إلی الأَرْبَعِین.

وقال شمر : یقال : مَالٌ حَوَادِر : مُکْتَنِزهٌ ضِخَامٌ ، والحَوَادِرُ من کُعُوبِ الرِّمَاح : الغِلَاظُ المُسْتَدِیرَهُ.

وحَیٌ حَادِرٌ : مُجْتَمِعٌ.

وقال المُؤَرِّجُ : یقال : حَدَروا حَوْلَهُ وبه یَحْدُرُون إذا طَافُوا به.

وقال اللیث : امرأهٌ حَدْرَاءُ ، ورَجُلٌ أَحْدَرُ.

وقال الفَرَزْدَقُ :

عَزَفْتَ بأَعْشَاشٍ وما کُنْتَ تَعْزِفُ

وأَنْکَرْتَ مِنْ حَدْرَاءَ ما کُنْتَ تَعْرِفُ

قال : وقال بعضهم : الحَدْرَاءُ فی نَعْتِ الفَرَسِ فی حُسْنِها خَاصَّه.

ص: 237

قال : والحَدْرَهُ : جِرْمُ قَرْحَهٍ تَخْرُجُ بِبَاطِنِ جَفْنِ العَیْن ، وقَدْ حَدَرَت عَیْنُه حَدْراً.

ثعلب عن ابن الأعْرَابی قال : الحَدْرُ : الإسْرَاعُ فی القراءَهِ وفی کلِّ عَمَل ، ومنه قیل : رَجُلٌ حَدْرَهٌ أی مُسْتَعْجِلُ.

قال : والحَدْرَ : الشَّقُّ ، والحَدْرُ : الوَرَمُ بلا شَق ، یقال : حَدَرَ جِلْدُه ، وحَدَرَ زَیْدٌ جِلْده.

قال : والحَدْرَهُ : العَیْنُ الواسِعَهُ الجاحِظَهُ.

والحَادِرُ والحَادِرَهُ : الغُلَامُ المُمْتَلِیءُ الشَّبَابِ.

ردح

ثعلب عن ابن الأعْرَابی قال : الرُّدْحِیُ : الْکاسُورُ ، وهُوَ بَقَّالُ القُرَی.

وقال اللَّیثُ : الرَّدْحُ : بَسْطُک الشیءَ فَتُسوِّی ظَهْرَه بالأرْض کقول أبی النَّجْم :

* بَیْتَ حُتُوفٍ مُکْفَأً مَرْدُوحاً*

قال : وقَدْ یَجِیءُ فی الشِّعْرِ مُرْدَحاً مِثْل مبسوط ومُبْسَطٍ.

أبو عُبَیْد عن الأصمعی : رَدَحْتُ البَیْتَ وأَرْدَحْتُه من الرُّدْحَه ، وهی قطعه تُدْخَل فیها بَنِیقه تزاد فی البیت ، وأنْشَدَ الأصمعی :

* بَیْتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهْ*

وقال فی مَوْضِعٍ آخر الرّدْحَهُ : سُتْرهٌ فی مُؤَخَّرِ البَیْتِ ، قال : وَرْدحهُ بَیْتِ الصَّائد وَقُتْرَتُه حِجارَهٌ ینصبها حَوْلَ بَیْتِه ، وهی الحَمَائِرُ ، واحدها حِمَارَه.

وقال اللَّیْثُ : امْرَأَهٌ رَدَاح : ضَخْمَهُ العَجِیزَهِ والمآکِمِ ، وقَدْ رَدُحَتْ رَدَاحَهً وهی رَدَاحٌ وَرَدَحَهٌ.

قال : وکتِیبَهً رَدَاحٌ : ضخمه مُلَمْلَمَهٌ کثیره الفرسانِ ، وکبشٌ رَدَاحٌ : ضخم الأَلْیَه.

وروی عن عَلِیّ رضی الله عنه أنه قال : إنَّ من ورائکم أُمُوراً مُتَماحِلَهً رُدُحاً ، وبلاءً مُکْلِحاً مُبْلِحاً ، فالمُتَمَاحِلهُ : المُتَطَاوِلَهُ ، والرُّدُحُ : العظیمه یعنی الفِتَن جمع رَدَاح وهی الفتنهُ العظیمه.

وروی عن أبی موسی أنه ذکر الفِتَن فقال : وبقیت الرَّدَاحُ المُظْلِمَه التی مَنْ أَشْرَفَ لها أشْرَفَتْ له» ، أراد الفِتنه أیضاً.

وفی حدیث أُمِّ زَرْع : «عُکُومُها رَدَاحٌ وبَیْتُها فَیَاحٌ» العُکُومُ : الأحْمَال المُعَدَّلَه ، والرَّدَاحُ : الثقیله الکثیره الحشْوِ من الأثاث والأمْتِعَه.

ومائدهٌ رَادِحَهٌ ، وهی العظیمه الکثیره الخیر.

وقال الطِّرِمَّاحُ :

هو الغَیْثُ للمُعْتَفِین المُفِیضْ

بِفَضْل مَوَائِدِه الرّادِحَهْ

وقال لبید یصف کتیبه :

* ومِدْرَهِ الکَتِیبَهِ الرّدَاحِ *

وقال شَمِر : رَوَی بعضهم فی حدیث عَلیّ عَلیهِ السَّلامْ : «إنَّ من وَرَائکم فِتَناً مُرْدِحَه» ، قال : والمُرْدِحُ له معنیان : أحدُهما المُثْقِل ، والآخر المُغَطِّی علی القلوب من أَرْدَحْتَ البیتَ إذا أرسلتَ رُدْحَتَه ، وهی سُتْرَهٌ فی مؤخر البیت ، قال : وَمَنْ رَواهُ فِتَناً رُدَّحاً فهی جمعُ الرَّادِحَهِ ، وهی الثِّقَالُ

ص: 238

التی لا تَکادُ تَبْرَحُ ، قال : والرَّادِحَهُ فی بیتِ الطِّرِمَّاح : العِظامُ الثِّقَالُ.

حرد

الحرَدُ : مصدر الأَحْرَد ، وهو الذی إذا مَشَی رفعَ قوائمه رَفْعاً شدیداً ووضعها مکانها من شِدَّه قَطافَتِه فی الدَّوَابِّ وغیرها ، قال : والرَّجُلُ إذا ثَقُل علیه دِرْعه فلم یستطع الانْبِساطَ فی المَشْی قیل حَرِدَ فهو أَحْرَد ، وأنشد :

* إذا ما مَشَی فی دِرْعِه غیر أَحْرَدِ*

قلتُ : الحَرَدُ فی البعیر : حَادِثٌ لَیْسَ بِخِلْقه.

وقال ابن شُمَیل : الحَرَدُ : أن تَنْقَطِع عَصَبَهُ ذِرَاعِ البَعیرِ فَتَسْتَرْخِی یدُه ، فلا یزال یَخْفِق بها أبداً ، وإنما تَنْقَطِع العَصَبَهُ من ظاهر الذِّرَاع ، فتراها إذا مَشَی البعیر کأنها تَمُدُّ مَدّاً من شده ارتفاعها من الأرضِ وَرَخاوَتِها ، قال : والحَرَدُ إنما یکون فی الیَدِ ، والأَحْرَدُ یُلَقِّفُ قال : وتَلْقِیفُه : شِدهُ رفعه یده کأنما یمُد مَدّاً ، کما یَمُدُّ دَقَّاقُ الأرز خَشَبَته التی یدق بها فذلک التَّلْقِیف. یقال : جَمَلٌ أَحْرَدُ ، وناقهٌ حَرْدَاءُ.

وأنشد :

إذا ما دُعِیتُم للطِّعَانِ أَجَبْتُمُ

کما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِیّهٌ حُرْدُ

وقال اللیث : الحَرَدُ لغتان ، یقال : حَرِدَ الرجلُ فهو حَرِد إذا اغْتَاظ فَتَحَرَّشَ بالَّذِی غاظه وهَمّ به فهو حارِدٌ ، وأنشد :

أُسُودُ شَرًی لاقَت أُسُودَ خَفِیَّهٍ

تسَاقیْنَ سُمّاً کُلّهن حَوَارِد

وقال أبو العبَّاس : قال أبو زید والأصمعی وأبو عُبَیده : الذی سُمِع من العَرب الفُصَحاء فی الغَضَب : حَرِد یَحْرَدُ حَرَداً بتحریک الرَّاء.

قال أبو العبَّاس : وسألتُ ابنَ الأعْرابی عنها فقالت : صَحِیحَه ، إلا أَنّ المُفَضَّل أَخْبَرَنی أَنّ من العَرَب من یقول : حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً ، والتّسْکِینُ أکثر ، والأخْرَی فَصِیحه ، قال وقلَّما یلْحَنُ النَّاسُ فی اللُّغه.

أخبرنی المنذری عن الصَّیْدَاوِی عن الرِّیاشی قال : قال الأصْمَعیّ : الحَرَدُ : داءٌ یأخذ البَعِیر یَنْفُض منه یَدَه ، وأنشد لأبی نُخَیْلَهَ :

* سَفْقاً کتَلْقِیفِ البعِیر الأحْرَد*

قال : والأحْرَدُ من الرّجال : اللئیم ، وأنشد لرؤبه :

* أَحْرَدُ أو جَعْدُ الیَدَیْنِ جِبْز*

وحَرَدْتُ حَرْدَه أی قَصَدْتُ قَصْدَهُ.

وقال ابن الأعْرَابی : الحَرْدُ : القَصْدُ ، والحَرْدُ : المنْعُ ، والحَرْدُ : الغَیْظُ ، والغَضَبُ ، قال : ویجوز أن هذا کله معنی قوله : (وَغَدَوْا عَلی حَرْدٍ قادِرِینَ) [القَلَم : 25].

ورُوِی فی بعض التفسیر أَنّ قریتهم کان اسمها حَرْد.

وقال الفرَّاء فی قوله تعالی : (وَغَدَوْا عَلی حَرْدٍ قادِرِینَ) [القَلَم : 25] یرید علی حَدٍّ وقُدْرَه فی أنفسهم ، قال : والحَرْدُ : القَصْدُ أیضاً ، کما تقول للرَّجل : قَدْ أقْبَلْتُ قِبَلکَ ، وقَصَدْتُ قَصْدَک ، وحَرَدْتُ حَرْدَک ، قال وأنشدت :

ص: 239

وجَاءَ سَیْلٌ کان من أمر الله

یَحْرِدُ حَرْد الْجَنّه المُغِلَّه

یرید : یقصد قَصْدَها.

وقال غیره فی قوله : (وَغَدَوْا عَلی حَرْدٍ قادِرِینَ) [القَلَم : 25] ، قال : مَنَعُوا وهُمْ قادرون أی واجِدُون ، نصَبَ قادِرِین علی الحال.

وقال اللیث : (وَغَدَوْا عَلی حَرْدٍ قادِرِینَ) [القَلَم : 25] قال : علی جِدٍّ من أمرهم.

قلت : هکذا وجدتُه فی نسخ کتاب اللیث مُقَیّدا ، والصواب علی حَدٍّ أی علی مَنْعٍ هکذا قاله الفرَّاء.

وقال اللیث : قَطاً حُرْدٌ : سِرَاعٌ. قلتُ : هذا خَطَأ ، والقَطَا الحُرْدُ : القِصَارُ الأرْجُل ، وهی مَوْصُوفهٌ بذلک ، ومن هذا قیل للبخیل أَحْرَدُ الیَدَیْن أی فیهما انْقِباضٌ عن العَطاء ، ومن هذا قوْلُ مَنْ قال فی قوله : (وَغَدَوْا عَلی حَرْدٍ قادِرِینَ) [القَلَم : 25] أی علی منع وبُخْل.

أبو عُبَید عن الأصْمَعی : الحُرودُ : مَباعِرُ الإبل ، واحِدُها حِرْد وحِرْدهٌ بکسر الحاء.

وقال شمر : قال ابن الأعْرابی : الحُرُودُ : الأمْعاء ، وأقرأنا لابن الرِّقَاعِ :

بُنِیَتْ عَلَی کَرِشٍ کأَنَ حُرُودَها

مُقُطٌ مُطَوَّاه أُمِرَّ قُوَاها

وسمعت العَرب تقول للحَبْل إذا اشْتَدَّتْ غَارهُ قُوَاه حتی تَتَعَقَّدَ وتَتراکب : جاء بحبْل فیه حُرُود ، وقد حَرَّد حَبْله.

وقال اللیث : الحُرْدِیَّه : حِیاصَهُ الحَظِیره التی تُشَدُّ عَلَی حَائط من قَصَب عَرْضاً ، یقول : حَرَّدناهُ تحْرِیداً ، والجَمِیعُ الحَرادِیّ.

قال : والحَیُ الحَرِیدُ : الذی یَنزِلُ مُعْتزِلاً من جَماعه القبِیله ، ولا یُخالطهم فی ارْتِجَالِه وحُلولِه.

أبو عُبَید عن أبی عَمْرو : رَجل حَرِید ، وهو المُتَحَوِّل عن قَوْمه ، وقد حَرَد یَحْرِد حُروداً ، ومنه قول جریر :

نَبْنِی علی سَنَن العَدُوِّ بُیوتَنا

لا نَسْتَجِیرُ ولا نَحُلُ حَرِیدا

یقول : لا نَنْزِل فی قَوْم من ضَعْفٍ وذِلَّه لِقُوَّتِنا وکثْرتِنا.

وقال اللیث : الحِرْد : قِطْعه من السِّنام.

قلتُ : لم أَسْمَع بهذا لغَیْر اللیث ، وهو خطأ ، إنما الحِرْدُ المِعَی. وحَارَدَتِ الإبلُ إذا انقطع ألبانها وقلّت فهی محاردهٌ وناقهٌ مُحَارِدٌ بغیر هاء : شدیدهُ الحرَاد.

وقال الکُمَیْت :

وحَارَدَتِ النُّکْدُ الجِلَادُ ولم یَکُن

لعُقْبَهِ قِدْرِ المُسْتَعِیرینَ مُعْقِبُ

وقال النَّضْرُ : المُحَرَّدُ من الأوْتارِ : الحَصِد الذی یظهر بعض قواه علی بعض ، وهو المُعَجَّر.

وقال : وقال یونس : سَمِعْتُ أعرابیّاً یسأل یقول : مَنْ یتصدَّق علی المِسْکِین الحَرِد أی المحتاج.

وقال أبو عُبَیده : حَرْدَاء علی فعلاء ممدوده : بنو نَهْشَل بن الحارث ، لَقَبٌ لُقِّبُوا به ، ومنه قول الفرزدق :

لَعَمْر أبِیک الخَیْر ما زَعْم نَهْشل

عَلَیَّ ولا حَرْدَائِها بکَبِیر

ص: 240

وقد عَلِمَت یوم القُبَیْبَات نَهْشَلٌ

وأَحْرَادُها أن قد مُنُوا بِعَسِیر

فجمعهم علی الأحْرَاد کما تری.

عمرو عن أبیه قال : الحارِدُ : القَلِیلهُ اللَّبَنِ من النُّوقِ.

وحَرَّدَ الرجلُ إذا أَوَی إلی کُوخٍ.

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال لخَشَبِ السَّقْفِ الرَّوَافِدُ ، ویقال : لِمَا یُلْقَی علیها من أَطْنَانِ القَصَبِ حَرَادِیُ.

قال : وَرَجُلٌ حَرْدِیٌ : واسعُ الأمعاء.

أبو عُبَید عن الأصمعی : البیتُ المُحَرَّدُ ، وهو المُسَنَّمُ الذی یقال له بالفارسیه کوخ ، قال : والمُحَرَّدُ من کل شیءٍ المُعَوَّجُ.

درح

أهمله اللیث. وروی أبو العَبَّاس عن ابن الأعرابی قال : الدَّرَحُ : الهَرِمُ التَّامُّ ، ومنه قیل : ناقهٌ دِرْدِحٌ للهَرِمَه المُسِنَّه.

أبو عُبَید : إذا کان مع القِصَرِ سِمَنٌ فهو دِرْحَایَه ، وأنشد قول الرَّاجز :

* عَکَوَّکٌ إذا مَشَی دِرْحَایَه *

ح د ل
اشاره

حدل ، دحل ، دلح ، لحد ، [لدح] : مستعمله.

حدل

قال اللیث : الأحْدَلُ. ذو الخُصْیَهِ الواحده من کلِّ شیءٍ ، قال : ویقال فی بعض التفسیر إذا کان مَائِلَ أَحَد الشِّقَّیْنِ فهو أحْدَلُ أیضاً.

وقال أبو عُبَید : قال الفرَّاء : الأحْدَل : المائِل ، وقد حَدِلَ حَدَلاً.

قال : وقال أبو زید : الأحْدَلُ : الذی یَمْشِی فی شِقٍّ.

وقال أبو عَمْرو : الأحْدَل : الذی فی مَنْکِبَیْه ورَقَبَتِه انکِبابٌ عَلَی صَدْرِه.

وَرَوَی ثعلبٌ عن ابن الأعْرَابی : فی عُنُقِه حَدَلٌ أی مَیْل ، وفی مَنْکِبه دَفَأٌ.

وقال اللیثُ : قَوْسٌ مُحْدَلَهٌ وذلک لاعْوِجاج سِیَتها. قال والتَّحَادُلُ : الإنحناءُ عَلَی القَوْسِ.

والحَوْدَلُ : الذَّکَرُ من القِرْدَان أبو عُبَیْد عن أبی زَیْد : حَدَلَ عَلَیَّ فُلَانٌ یَحْدِلُ حَدْلاً أی ظلمنی ، وإنَّهُ لحَدْلٌ غیر عَدْلٍ.

وقال غیره : حَادَلنی فُلَانٌ مُحَادَلَهً إذا رَاوَغَک ، وحادَلَتِ الأُتُنُ مِسْحَلها ، رَاوَغَتْه ، وقال ذو الرُّمَّه :

من العَضِّ بالأفْخَاذِ أو حَجَباتها

إذا رابَهُ استِعْصَاؤُها وحِدَالُها

وسمعتُ أَعْرَابیّاً یقول لآخر : أَلَا وانزل بهاتِیک الحَوْدَلَه ، وأشار إلی أَکَمَه بِحِذَائه ، أَمَرَه بالنزول علیها.

والحَدَالُ : شَجَرهٌ بالْبَادیه. وقال بعضُ الهُذَلِیِّین :

إذَا دُعِیَتْ بمَا فی البَیْتِ قالت

تَجَنَّ من الحَدَالِ وَمَا جُنِیتُ

أی وما جُنِی لی مِنْه.

ویقال للقَوْسِ حُدَالٌ إذا طُومِنَ من طائِفِها ، قال الهُذلیُّ یَصِفُ قَوْساً :

لها مَحِصٌ غَیْرُ جَافِی القُوَی

من الثَّوْرِ حَنَّ بِوَرْکٍ حُدَال

ص: 241

المَحِصُ : الوَترُ ، وقوله : بِوَرْکٍ أی بقَوْس عُمِلَتْ من وَرِک شجره أی أَصل شجره من الثَّوْر أی من عقَب الثَّوْر.

وحَدَال : اسم أرض لکلب بالشام. قال الرَّاعی :

فی إثر مَنْ قُرِنَتْ مِنِّی قَرِینَتُه

یَوْمَ الحَدَال بِتَسْبِیبٍ من القَدَرِ

ویُرْوَی :

یوم الحَدَالَی ...

لدح

أهمله اللیث. وقال ابن دُرَید : اللَّدْحُ : الضَّرْبُ بالیَدِ ، لَدَحَه بِیَدِه.

قلتُ : والمعروف من کلامهم بهذا المعنی اللَّطْحُ ، وکأنّ الطاءَ والدال تَعَاقَبَا فی هذا الحَرْف.

دحل

قال اللیث : الدَّحْلُ : مَدْخَلٌ تحت الجُرْف أو فی عُرْض خشب البئر فی أَسْفلِها ونحو ذلک من الموارد والمَناهِل.

قال : ورُبّ بَیتٍ من بیوتِ الأعراب یُجْعلُ له دَحْلٌ تدخل فیه المرأه إذا دَخَل علیهم داخلٌ ، والجمیع الأدْحَال والدُّحْلان.

وفی حدیث أبی هُرَیره حین سأله رَجلٌ مِصْرَادٌ أَیُدْخِلُ معه المَبْوَلَهَ فی البَیت ، فقال : نَعم وادْحَلْ فی الکِسْر.

قال أبو عُبَید الدَّحْلُ : هُوَّهٌ تکون فی الأرض وفی أسافِل الأوْدِیه فیها ضِیقٌ ثم تتَّسِعُ ، قال ذلک الأَصْمَعی.

قال أبو عُبَید : فشبَّه أبو هُرَیْرَهَ جوانب الخِبَاء ومداخِلَه بذلک ، یقول : صِرْ فیها کالّذی یصیر فی الدَّحْلِ.

قلتُ : وقد رأیتُ بالخَلْصاء ونَوَاحی الدَّهْناء دُحْلَاناً کثیره ، وقد دَخَلْتُ غَیرَ دَحْلٍ منها ، وهی خلائقُ خلقَها الله تحت الأرض یَذهَب الدَّحْلُ منها سَکّاً فی الأرض قامهً أو قامتیْن أو أکثرَ من ذلک ، ثم یتَلَجَّفُ یَمِیناً أو شِمَالاً ، فمرَّهً یضیقُ ومَرَّهً یتَّسِع فی صَفَاهٍ مَلساء لا تَحیکُ فیها المَعَاوِل المُحدَّده لصلابتِها ، وقد دخلْتُ منها دَحْلاً ، فلَمَّا انتهیتُ إلی الماء إذا جَوٌّ من الماء الراکد فیه لم أقف علی سَعَته وعُمْقِه وکثرتِه لإظلام الدَّحْلِ تحت الأرض ، فاستقَیْتُ أَنَا مع أُصَیْحَابی من مائه وإذا هو عَذْبٌ زُلال ، لأنه مَاءُ السماء یَسِیلُ إلیهِ من فوق ویَجْتَمِعُ فیه.

وأخبرنی جماعهٌ من الأعراب أن دُحْلَان الخلْصَاء لا تخلو من الماء ولا یُسْتَقی منها إلا لِلشَّفَهِ وللخَیْل لتَعَذُّر الاستقَاءِ منها وبُعْدِ الماء فیها من فُوهَهِ الدَّحْلِ ، وسمعتهم یقولون : دَحَلَ فلانٌ الدَّحْلَ بالحاء إذا دَخَله ، ویقال : دَحَلَ فلانٌ عَلَیَّ وَزَحَلَ أی تَبَاعَدَ ، ورَوَی بعضُهم قوْلَ ذِی الرُّمَّه :

* إذا رَابَهُ استَعصاؤُها ودِحالُها*

ورواه بعضُهم وحِدَالُها ، وهما قریبا المعْنی من السواء ، وقوله :

أَوَ اصَحَمَ حَامٍ جَرَامِیزَه

حَزَابِیَهٍ حَیَدَی بالدِّحالِ

قال الأصمَعیّ : الدِّحالُ : الامتناعُ کأنه یُوَارِبُ ویَعْصِی ، قال : ولیس من الدَّحْلِ الذی هو سَرَبٌ.

قال شمِر : قیل للأسَدِیّه : ما المُدَاحَلهُ؟

ص: 242

فقالت : أن یَلِیتَ الإنسانُ شیئاً قد عَلِمَه أی یکْتُمُه ویأتی بخبر سواه.

وفی حدیث أبی وائل قال : وَرَد علینا کتابُ عُمَر ونحنُ بخانقِین إذا قال الرَّجُل للرَّجُل : لا تَدْحَل فقد أَمَّنَه.

قال شمِر : سمعتُ علیَّ بن مُصْعَب یقول : لا تَدْحَل بالنَّبَطِیَّهِ أی لا تخَفْ.

وقال : فُلانٌ یَدْحَلُ عَنِّی أی یَفِرّ ، وأنشد :

ورَجلٍ یَدْحَلُ عنِّی دَحْلَا

کَدَحَلَانِ البَکْر لاقَی الفَحْلا

فکأن مَعنی لا تَدْحَلْ : لا تَهْرُب.

وقال اللیث : الدَّاحُولُ ، والجمیعُ الدَّاوحِیلُ ، وهی خَشَبَاتٌ عَلَی رُؤوسِها خِرَقٌ کأنها طَرَّادات قِصَارٌ تُرْکَزُ فی الأرض لِصَیْدِ الْحُمُر والظِّباء.

وقال غیرُه : یقال لِلذی یَصیدُ بالدَّواحِیل الظِّبَاء دَحَّالٌ ، وربما نَصَب الدَّحَّالُ حِبَالَهً باللیل للظِّبَاء ورَکَزَ دَواحِیلَه وأَوْقَدَ لها السُّرُجَ.

وقال ذو الرُّمَّه یذکر ذلک :

ویَشْرَبْنَ أَجْناً والنُّجُومُ کأَنها

مصَابِیحُ دَحَّالٍ یُذکَّی ذُبَالُها

اللِّحْیانی عن أبی عمرو : الدَّحِلُ والدَّحِنُ : الخَبُّ الخَبیثُ.

أبو عُبَید عن الأصمَعی مِثْلُه ، قال : وقال الأُمَوِی : الدَّحِلُ : الخَدَّاعُ للناس.

اللِّحیَانی عن أبی عَمْرو : الدَّحِلُ والدَّحِنُ : البَطِینُ العرِیضُ البَطن.

وقال النَّضْرُ : الدَّحِلُ من الناسِ عند البَیْع مَنْ یُدَاحِلُ الناسَ ویُماکِسهم حتی یَسْتَمْکِنَ من حَاجَتِه ، وإنه لَیُدَاحِلُه أی یُخادِعُه.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الدَّاحِلُ : الحَقُودُ بالدَّال.

لحد

قال اللَّیثُ : اللَّحْدُ : ما حُفِرَ فی عَرْضِ القَبْر ، وقبر ملْحُودٌ لهُ ومُلحَدٌ ، وقد لَحَدُوا له لَحْداً ، وأنشد :

* أَنَاسِیُ مَلْحُودٌ لها فی الحَوَاجِبِ*

شبَّه إنسانَ العیْن تحْتَ الحاجِب باللَّحْد ، وذلکَ حِینَ غارَت عیون الإبل من تعب السَّیرِ.

أبو عُبَید عن أبی عُبَیده : لَحَدْتُ له وأَلْحَدْتُ له ، وقال الله عزوجل : (لِسانُ الَّذِی یُلْحِدُونَ إِلَیْهِ أَعْجَمِیٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِیٌّ مُبِینٌ) [النّحل : 103].

وقال الفرَّاء : یُقْرَأُ (یَلحَدُون) و (یُلْحِدُونَ) ، فَمَنْ قرأ (یَلْحَدون) أرادَ یمیلون إلیه ، و (یُلْحِدُونَ) : یَعْترضون ، قال : وقولُه : (وَمَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) [الحَجّ : 25] أی باعتِرَاضٍ.

الحرَّانی عن ابن السِّکِّیت قال : المُلْحِدُ : العادِلُ عن الحَقِّ ، المُدْخِلُ فیه ما لیسَ فیه ، قدْ أَلْحَدَ فی الدِّین ولحَد ، قال : وقُرِیءَ : (یُلْحِدُونَ إِلَیْهِ) و (یَلْحَدُون) أی یمیلون. وقَدْ أَلْحَدْتُ للمیِّتِ لَحْداً ولَحَدْتُ قال : واللَّحدُ : الشَّقُ فی جانب القبر والضَّریحُ ، والضَّرِیحهُ : ما کان فی وَسَطه ، وأنشد شَمِر لرؤبه :

بالعَدْل حتی انْضَمَّ کلُّ عانِدِ

وتَرَکَ الإلْحَادَ کُلُ لاحِدِ

ص: 243

فجاء باللُّغَتَیْن معاً ، وقال : لَحْدُ کلِّ شیءٍ :

حَرْفُه ونَاحِیتُه ، وقال :

* قَلْتَانِ فی لَحْدَیْ صَفاً مَنْقُور*

ورکِیَّهٌ لَحُودٌ : زوْرَاءُ أَیْ مُخَالِفَهٌ عن القَصْدِ.

وقال الزَّجَاجُ فی قوله : (وَمَنْ یُرِدْ فِیهِ بِإِلْحادٍ) [الحَجّ : 25] قیل الإلْحَادُ فیه الشِّرْکُ بالله ، وقیل : کلُّ ظالمٍ فیه مُلْحِدٌ ، وجاء عن عُمَر أَنَّ احتکار الطَّعام بمکه إلْحادٌ ، وقال بعض أَهْلُ اللُّغَه : معنی الْبَاء الطَّرْح ، المعنی ومن یُرِدْ فیه إلحاداً بِظُلم ، وأَنْشَدُوا :

هُنَّ الحرائرُ لا رَبَّاتُ أَخْمِرَهٍ

سُودُ المحاجِر لا یقْرَأْنَ بالسُّوَرِ

المعنی عندهم لا یقرأْنَ السُّوَرَ ، قال : ومعنی الإلْحَاد فی اللُّغه : المَیْلُ عن القَصْدِ. وقال اللیثُ : أَلْحَدَ فی الحَرَمِ إذا تَرَکَ القَصْدَ فیما أُمر به ومال إلی الظُّلْم.

وأَنْشَد :

لما رَأَی المُلْحِدُ حینَ أَلْحَما

صَوَاعِقَ الحجَّاج یَمْطُرْنَ دَمَا

قال : وحدثنی شَیْخٌ مِنْ بنی شَیْبَهَ فی مَسْجِد مکه قال : إنی لأذکر حینَ نُصِبَ المنْجَنِیقُ علی أبی قُبَیْس ، وابن الزُّبَیْر قد تَحَصَّنَ فی هذا البیت ، فجعل یَرْمیه بالحِجارَه والنیران ، فاشتعلت النَّارُ فی أَسْتَار الکَعْبَهِ حتی أَسْرَعَتْ فیها ، فجاءت سَحابَهٌ من نحو الجُدَّهِ فیها رَعْدٌ وبَرْقٌ مرتفعه کأنها مُلَاءهٌ حتی اسْتَوَتْ فوق البیت فمطرَتْ فما جاوَزَ مطرُها البَیْتَ ومواضع الطَّوَافِ حتی أطفَأَتِ النّار وسال المِرْزَابُ فی الحِجْرِ ، ثمَّ عَدَلَتْ إلی أبی قُبَیْس فرمت بالصَّاعقه فأَحْرَقت المنْجَنِیقَ وما فیها ، قال : فحدَّثتُ بهذا الحدیث بالبَصْرَه قَوْماً ، وفیهم رَجُلٌ من أهل واسط ، وهو ابن سلیمان الطَّیَّار شَعْوَذِیُّ الحجَّاج ، فقال الرَّجلُ : سمعتُ أبی یحدِّثُ بهذا الحدیث ، وقال لمَّا أُحْرِقت المنْجَنیقُ أمْسَکَ الحجَّاجُ عن القِتَالِ ، وکتب إلی عبد الملک بذلک ، فکتب إلیه عبد الملِک : أما بعد ، فإنَّ بنی إسْرَائیل إذا قَرَّبُوا لله قُرْبَاناً فَتَقَبَّله منْهُم بعث ناراً من السماء فأَکلَتْه ، وإنَّ الله قَدْ رَضِی عَمَلک ، وتَقَبَّل قُرْبَانک ، فجِدَّ فی أمرک والسَّلَام.

قال شمر : روی أبو عمرو الشیبانی لأمیه بن أبی الصلت : إعلم بأن الله لیس کصُنْعِه صُنْعٌ ، ولا یخفی علیه الملحد أی المشرک. وروی السُّدِّیّ عن مُرّه عن عبد الله : لو هَمّ العبد بِسَیِّئَه ، ثم لم یعملها لم تکتب علیه ، ولم همّ بقتل رجل ، وهو بِعَدَنَ أَبْیَنَ ، وهو عند البیت لأذاقه الله العذاب الألیم ، ثم تلا الآیه.

یقالُ : ما عَلَی وَجْه فُلَانٍ لُحادَهُ لحم ولا مُزْعَهُ لحم أی ما علیه شیءٌ من اللحم لِهُزالِه.

وقال الفَرَّاءُ فی قول الله جلّ وعزّ : (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ) [الجن : 22 ، 23] أی ملجأً ولا سَرَباً ألجأُ إلیه.

أبو عُبَید عن الأَحمر. لحَدْتُ : جُرْتُ ومِلتُ. وألْحَدْتُ : مارَیتُ وَجَادَلْتُ.

ص: 244

دلح

قال اللیث : الدَّالِحُ : البَعِیرُ إذا دَلَحَ. وهو تثَاقُلُه فی مشیه من ثِقَل الحِمْل. والسَّحَابَهُ تَدْلَحُ فی سیرها من کثرهِ مائها. کأَنها تَنْخَزل انْخِزالاً. وفی الحدیث : «کنَّ النساء یدلحن بالقرب علی ظهورهن فی الغزو» أی یَسْتَقین ویَسْقین الرِّجال.

ویقال : تدالح الرجلان الحِمْل بَینهُما تدالحُاً أی حَملاه بینهما. وتدالحَا العِکم إذا أدْخلا عُوداً فی عُرَی الْجُوالِق. وأخذا بطرفی العُود فحملاه. وفی حدِیث آخر أنَّ سَلمان وأبا الدَّرْداء اشتریا لحماً فَتَدالحاهُ بینهُما علی عُود.

أبو عُبَید عن أبی عَمْرو : الدَّلْحُ : مَشْیُ الرجل بِحِمْلِه وقد أثْقَله. یقال : دَلَح یَدْلَحُ. وسَحَائِبُ دُلَّحٌ : کَثیرَهُ الماءِ.

قال النَّضْرُ : الدَّلاحُ من اللّبن : الذی یُکْثَرُ ماؤه حتی تتَبیَّن شُهْبَتُه.

ودَلَحْتُ القومَ ودَلَحْتُ لهم وهو نحو من غُساله السِّقاء فی الرِّقَّهِ أرَقُّ من السَّمارِ.

وفرسٌ دالحٌ : یَخْتالُ بِفارِسِه ولا یُتْعِبُه وقال أبو داود :

ولَقَد أغْدو بِطَرْفٍ هَیْکَلٍ

سَبِط العُذْرَهِ مَیَّاسٍ دُلَحْ

ح د ن
اشاره

حند ، دحن ، ندح ، دنح : مستعمله.

ندح

قال اللیث النَّدْحُ : السَّعَهُ والفُسْحَهُ ، تقول : إنک لَفی نَدحَهٍ من الأمْرِ ومَنْدوحَهٍ منه وأرْضٌ مَنْدوحَهٌ : بعیده واسعه ، وقال أبو النَّجْم

یُطَوِّحُ الهَادِی به تَطْویحَا

إذا عَلا دَوِّیَّهُ المَنْدُوحا

قال : والدَّوُّ : بلدٌ مُسْتَوٍ أحد طرفیه یُتَاخِم الحَفَر المنسوْب إلی أبی موسی وما صَاقَبَه من الطریق ، وطرفُه الآخر یتاخم فلوات ثَبْرَه وطُوَیلع وأَمْواهاً غیرهما.

والنَّدْحُ فی قول العَجَّاج الکثْرَه حیثُ یقول :

صِیدٌ تَسامَی وُرَّماً رِقَابُها

بنَدْح وَهْمٍ قَطِمٍ قَبْقَابُها

وفی حدیث عِمْران بن حُصَیْن أنه قال : «إنَّ فی المعاریض لمندوحَهً عن الکذب».

قال أبو عُبَید : قوله : مندوحه یعنی سَعَهً وفُسْحَهً.

قال : ومنه قیل للرَّجُل إذا عَظُم بطنُه واتَّسَعَ : قد انْدَاحَ بطنُه وانْدَحَی لغتان ، فأراد أنَّ فی المعاریض ما یَسْتَغْنی به الرجلُ عن الاضطرار إلی الکذب المَحْض.

قلت : أصاب أبو عُبَید فی تفسیر المَنْدُوحَه أنه بمعنی السَّعه والفُسْحَه ، وغَلِطَ فیما جَعَلَه مُشْتَقّاً منه حین قال : ومنه قیل : انْدَاحَ بطنُه وانْدَحی ، لأن النون فی المندوحه أصلیه ، والنون فی انداحَ وانْدحَی غیر أصلیه ، لأن انْدَاحَ من الدّوْح واندَحَی من الدَّحْوِ فبینهما وبین النَّدْح فُرْقَانٌ کبیرٌ ، لأن المندوحه مأخوذه من أنداحِ الأرض ، واحدها نَدْحٌ ، وهو ما اتسع من الأرض ، ومنه قَوْلُ رُؤْبَه :

* صِیرَانُها فَوْضی بِکُلِ نَدْح *

ص: 245

ومن هذا قولهم : لک مُنْتَدَحٌ فی البِلادِ أی مَذْهَبٌ واسعٌ عَریض.

ابن السکیت : یقال : لی عَنْه مندوحه ومُنْتَدَح.

قال : والمُنْتَدَحُ : المکانُ الواسعُ وهو النَّدْحُ ، وجَمْعُه أَنْدَاح.

وقد تَنَدَّحَتِ الغَنمُ فی مَرَابضها إذا تَبَدَّدَتْ واتَّسَعَتْ من البِطْنهِ ، ولا تَقُل مَمْدُوحه.

وفی حَدِیث أُمِّ سَلَمَه أَنها قالت لعائشَهَ حینَ أرادت الخروج إلی البَصْرَه : قد جَمَع القُرآنُ ذیْلَکِ فلا تَنْدَحیه.

وبعضهم رواه فلا تَبْدحیه بالباء ، فَمَن قاله بالباء ذَهَب به إلی البَدَاح ، وهو ما اتسع من الأرض.

ومن رواه بالنون فقد ذَهَبَ به إلی النَّدْح.

ویقال : نَدَحْتُ الشیء نَدْحاً إذا وَسَّعْتَه.

وقال ابن السِّکِّیت : تَندَّحَتِ الغَنَمُ فی مرابِضها إذا تَبَدَّدَتْ وَاتَّسَعَتْ.

ومنه یقال : لی عنه مَنْدُوحَه ومُنْتَدَح أی مکانٌ واسِعٌ.

حند

أهمله اللیث.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : الحُنُدُ : الأحْساءُ ، واحِدُها حَنُود ، وهو حَرْفٌ غَرِیبٌ.

قلتْ : أَحْسِبُه الحُتُد بالتاء ، واحِدُها حَتُود ، ومنه قولهم : عَیْنٌ حُتدٌ : لا ینْقطِع مَاؤُها.

دحن

قال اللیث : الدَّحِنُ : العظیمُ البَطْن ، وقد دَحِنَ دَحَناً. قال : وقیل لابنه الخُسِّ : أیُّ الإبِلِ خَیْرٌ؟ فقالت : خَیْرُ الإبل الدِّحَنَّه الطویلُ الذِّراعِ القصیرُ الکُرَاعِ ، وقلَّما تَجِدَنَّه.

قال اللیث : والدِّحِنَّهُ : الکثیرُ اللَّحْمِ الغَلِیظُ. قلتُ أنا : ناقهٌ دِحَنّه ودِحِنَّهٌ بفتح الحاء وکسرها ، فَمَن کسَرَها فهو مثل امرأه عِفِرَّه وصِبِرَّه ، ومن فتحَ فهو مثالُ رجُل عکَبّ وامرأه عِکَبَّه إذا کانَا جافِیی الْخَلق ، وناقَهُ دِفَقَّهٌ : سَرِیعه.

وأنشد ابنُ السِّکِّیت :

ألا ارْحَلُوا دِعْکِنّهً دِحِنَّهْ

بما ارْتَعی مُزْهِیَهً مُغِنَّهْ

ویروی : ألا ارْحلُوا ذا عُکْنهٍ أی جَمَلاً ذا عُکَنٍ من الشَّحْمِ ، وهو أَشْبَهُ ، لأنه وصفه بِنَعْتِ الذَّکَرِ فقال : ارْتَعَی.

أبو عُبَید عن الأصمعیّ قال : الدَّحِل والدَّحِنُ : الخَبُّ. وقال ابن الأعرابی : الدَّحِلُ : الدَّاهِیَهُ المُنکَرُ ، والدَّحِنُ : السَّمِینُ.

وقال أبو عمرو : الدَّحِنُ والدِّحْوَنَّهُ : المُنْدَلِقُ البَطْن وأنشد :

* دِحْوَنَّهٌ مُکَرْدَسٌ بَلَنْدَحٌ*

ودَحْنَا : اسم أَرْض. وروی عن سَعِیدٍ أنه قال : خَلَقَ الله آدَمَ من دَحْنَا.

دنح

أخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی یقال : دَنَّحَ الرجُلُ ودَبَّحَ وَدَرْبَحَ إذَا ذَلَّ. وقال شَمِر : دَمَّحَ وَدَبَّحَ ، قال : والدَّنْحُ : یَوْمُ عِیدٍ من أَعْیادِ النصاری ، وأَحْسِبُه مُعَرَّباً.

ح د ف
اشاره

استعمل من وجوهها : حفد ، فدح ، فحد.

ص: 246

حفد

قال اللیث : الْحَفْدُ فی الخِدْمَهِ والعَمَل : الْخِفَّهُ والسُّرْعَهُ ، وأنشد :

حَفَدَ الوَلَائِدُ حَوْلَهُنَّ وَأُسْلِمَتْ

بأکفّهِنّ أَزِمَّهُ الأَجَمَالِ

وروی عن عُمَر أنه قرأ قُنُوت الفجر : وإِلَیْکَ نَسْعَی ونَحْفِد.

قال أبو عُبَید : أَصْلُ الْحَفْدِ : الْخِدْمَه والعَمل. قال : ورُوِی عن مجاهد فی قول الله جلّ وعزّ : (بَنِینَ وَحَفَدَهً) [النّحل : 72] أَنّهم الخدم ، وروی عن عبد الله أَنَّهُم الأصْهارُ ، قال أبو عُبَیْد : وفی الْحَفْد لغه أُخْری : أَحْفَدَ إحْفَاداً ، وقال الراعی :

مَزَایِدُ خَرْقَاءِ الیَدَیْن مُسِیفَهٍ

أَخَبَّ بِهن المُخْلِفَان وَأَحْفَدَا

قال فیکون أَحْفَدَا خَدَمَا ، وقد یَکُون أَحْفَدَا غیرهما. قال : وأراد بقوله : وإلَیْکَ نَسْعَی ونَحْفِد : نَعْمَلُ لله بطاعَتِه.

وقال اللیث : الاحْتِفادُ : السُّرْعَهُ فی کلِّ شیء ، وقال الأعْشَی یَصِفُ السَّیْفَ :

ومُحْتَفِدُ الوَقْعِ ذُو هَبَّهٍ

أَجَادَ جِلَاهُ یَدُ الصَّیْقَل

قُلْتُ : وروَاه غَیرُه : ومُحْتَفِل الوقع باللام ، وهو الصَّوَابُ.

حَدَّثنا أبو زید عن عبد الْجَبّار عن سفیان قال : حَدَّثنا عاصم عن زِرّ قال : قال عبد الله : یا زِرّ ، هل تَدْرِی ما الحَفَدَهُ؟ قال : نعم ، حُفّادُ الرَّجْلِ : من ولده وَوَلد ولده ، قال : لا ، ولکنهم الأَصْهَارُ قال عاصم : وزعم الکَلْبِیّ أَنَّ زِرّاً قَدْ أَصَابَ ، قال سفیان : قالوا : وکَذبَ الکَلْبِیّ. وقال ابن شُمَیْل : مَنْ قال الحَفَدَهُ : الأَعْوَانُ فهو أَتْبَعُ لکلام العَرَب مِمَّنْ قال الأَصْهار.

وقال الفرَّاءُ فی قوله جلّ وعزّ : (بَنِینَ وَحَفَدَهً) [النّحل : 72] ، الحَفَدَهُ : الأَخْتَانُ ، وقال : ویقال : الأَعْوَان ، ولو قیل الحَفَدُ لکَانَ صواباً ، لأن الواحد حَافِد مثل القَاعِد والقَعَد.

وقال الحَسَنُ فی قوله : (بَنِینَ وَحَفَدَهً) [النّحل : 72] ، قال : البَنُون : بَنُوک وبَنُو بَنِیک ، وأَمَّا الحَفَدَهُ فما حَفَدَک من شیء وعَمِلَ لک وأَعَانَک. وروی أبو حَمْزَه عن ابن عَبَّاسٍ فی قوله : (بَنِینَ وَحَفَدَهً) [النّحل : 72] قال : مَنْ أعَانَکَ فَقَدْ حَفَدَکَ ، أَمَا سَمِعْتَ قوله :

* حَفَدَ الوَلَائِدُ حَوْلَهُنَّ وأُسْلِمَتْ*

وقال الضَّحَّاکُ فی قوله : (بَنِینَ وَحَفَدَهً) [النّحل : 72] قال : بَنُو المَرْأَهِ من زَوْجها الأوَّل ، وقال عِکْرِمَهُ : الحَفَدَهُ : مَنْ خَدَمَک من وَلَدِکَ وَوَلد ، ولدک ، وقال اللیث : الحَفَدَهُ : البَنَاتُ ، وهُنَّ خَدَمُ الأبَوَیْنِ فی البَیْتِ ، قال : وقال بعضهم : الحَفَدَهُ : وَلَدُ الوَلَد.

والحَفَدَانُ : فَوْق المَشْیِ کالخَبَبِ.

قال : والمَحْفِدُ : شیءٌ تُعْلَفُ فیه الدَّابَّه ، وقال الأعْشَی :

* وسَقْیی وإطْعَامِی الشَّعِیرَ بِمَحْفِدِ*

قال : والمَحْفِدُ : السَّنَامُ.

أبو عُبَید عن الأصمعی : المَحَافِدُ فی الثَّوْبِ : وَشْیُه ، واحِدُها مَحْفِد.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الحَفَدَهُ :

ص: 247

صُنَّاعُ الوَشْی. والْحَفْدُ : الوَشْیُ.

وقال شَمِر : سَمِعْتُ الدَّارِمی یقول : سَمِعْتُ ابن شمیل یقول لطرف الثَّوْب مِحْفَد بکسر المیم.

ثعلب عن ابن الأعرابی : المَحْتِدُ والمَحْفِدُ والمَحْقِدُ والمَحْکِد : الأصْلُ.

وقال أَبو تُرَاب : احْتَفَد واحْتَمَد واحْتَفَل بمعنی واحد.

ثعلب عن ابن الأعرابی : أبو قَیْس : مِکْیالٌ واسمه المِحْفَد ، وهُوَ القَنْقَلُ.

فدح

اللیث : الفَدْحُ : إثْقَالُ الأَمْرِ والحِمْلِ صَاحِبَه ، تقول : نَزَل بهم أَمْرٌ فَادِحٌ. وفی الحدیث «وعَلَی المسلمین ألَّا یترکوا فی الإسْلَامِ مَفْدُوحاً فی فِدَاءٍ أو عَقْلٍ» ، قال أبو عُبَید : وهو الذی فَدَحَهُ الدَّیْنُ أی أَثْقَلَه.

فحد

ثعلب عن ابن الأعرابی : واحِدٌ فاحِدٌ ، قلتُ : هکذا رواه أبو عمرو بالفاء ، وقرأتُ بخط شَمِر لابن الأعرابیّ قال : القَحَّادُ : الرجلُ الفردُ الذی لا أَخَ له وَلَا وَلَد ، یقال : واحِدٌ قَاحِدٌ صَاخِدٌ ، وهو الصُّنْبُورُ ، قلتُ : وأنَا واقِف فی هذا الحَرْفِ ، وخَطُّ شَمر أقربُهما إلی الصواب ، کأنه مأخوذ من قَحَدَهِ السَّنَام ، وهو أصله.

ح د ب
اشاره

حدب ، دبح ، دحب ، بدح : مستعمله.

حدب

قال الله جلّ وعزّ : (وَهُمْ مِنْ کُلِ حَدَبٍ یَنْسِلُونَ) [الأنبیَاء : 96] ، قال اللیث : الْحَدَبُ : حَدُورٌ فی صَبَبٍ ، ومن ذلک حَدَبُ الریح وحَدَبُ الرَّمْلِ والجَمِیعُ الحِدَاب ، وقال الفَرَّاء : (وَهُمْ مِنْ کُلِ حَدَبٍ یَنْسِلُونَ) [الأنبیَاء : 96] من کُلِّ أکَمهٍ ، ومِنْ کُلِّ مَوْضع مرتَفِع ، وکذلک قال الزَّجَّاجُ : (مِنْ کُلِ حَدَبٍ) ، قال : الحَدَبُ : الأکَمَهُ. وقال اللیث : الحَدَبُ : مصدر الأحْدَبِ ، والاسم الحُدْبَهُ ، والفِعْلُ : حَدِبَ یَحْدَبُ حَدَباً.

قال : ویقال : احْدَوْدَبَ ظهْرُه. قلت : والحَدَبهُ مُحرَّکهُ الحروف : موضعُ الحَدبِ فی الظَّهر الناتیء ، فالحَدبُ دخول الصدر وخروجُ الظهر ، والقَعَسُ : دخول الظَّهر وخروجُ الصَّدرِ.

اللیث : حَدِبَ فلانٌ علی فلانٍ یَحْدَبُ حَدَباً إذا عطَف وحَنا علیه ، ویقال هُوَ لهُ کالوالد الحَدِب.

وقال أبو عمرو : الحَدَأُ مثلُ الحَدَبِ ، حَدِئْتُ علیه حَدَأً مثْلُ حدِبْتْ علیه حدَباً أی أَشْفَقْتُ.

قال النَّضْرُ : فی وَظِیفَی الفرَس عُجَایَتَاهما وهما عَصَبَتان تَحمِلان الرِّجل کلها ، قال : وأما أحْدَباهما فهما عِرقان ، قال : وقال بعضهم الأحدَبُ فی الذِّراع : عِرقٌ مُستبْطِنٌ عَظْمَ الذِّراع.

ویقال : اجتمع النَّبِیطُ یلعبون الحَدَبْدَبَی وهی لُعْبهٌ لهم.

وحَدَبُ الشَّتاءِ : شِدّهُ بردِه وسنه حدباء : شدیده قال مُزَاحِمٌ العُقَیْلِیُّ فی صفه فرس :

لم یَدْرِ ما حَدَبُ الشتاءِ ونَقْصُه

ومضتْ صَنابرُه ولم یتَخَدَّد

ص: 248

أراد أنه کان یتَعهَّدَه فی الشتاءِ ویقومُ علیه والتحدُّبُ مثُله ، ومنه قوله :

إنی إذا مُضَرٌ عَلَیَ تَحَدَّبتْ

لاقَیْتَ مُطَّلِعَ الجبالِ وُعوراً

اللیث : یقال للدَّابه الذی قد بَدَتْ حَرَاقِفُه وعَظُم ظهرهُ حدْباء حِدْبیرٌ وحِدْبارٌ.

وقال غیرُه : حَدَبُ السَّیْلِ : ارتفاعُه ، وقال الفرزدق :

غدَا الحیُّ من بیْنِ الأُعَیْلام بعد ما

جرَی حَدَبُ البُهْمَی وهاجتْ أَعاصِرُه

قال : حَدَبُ البُهْمی : ما تناثر منه فرکب بعضُه بعضاً کحَدَب الرَّمل.

وقال النَّضر : الحَدَبهُ : ما أَشرف من الأرضِ وغَلُظ ، قال ولا تکون الحَدَبهُ إلا فی قُفٍّ أو غِلَظِ أرض.

وقال غیرُه : حُدْب الأمور : شَوَاقُّها ، واحدها حَدْباءُ ، وقال الراعی :

مروانُ أَحَزمُها إذا نَزَلتْ به

حُدْبُ الأُمورِ وخَیرُها مأَمولا

وسَنهٌ حدباءُ : شدیدهٌ ، شُبِّهتْ بالدَّابهِ الحَدباء.

وقال الأصمعیُّ : الحَدَبُ والحَدَر : الأثَرُ فی الجِلْد ، وقال غیره : الحَدَر : السِّلَع ، قلت : وصوابُه الجَدَر بالجیم ، الواحدهُ جَدَرَه ، وهی السِّلْعه والضَّوَاهُ.

شمِر : حَدَبُ الماء : ما ارتفع من أمواجه ، وقال العجَّاج :

* نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الغَدیر*

وقال ابن الأعرابی : حَدَبُهُ : کثْرتُه وارتفاعه ، ویقال : حَدَبُ الغَدیرِ تحرُّک الماءِ وأمواجِه ، قال : والمُتحدِّب : المتعلِّق بالشیء الملازمُ له.

ابن بُزُرْج : یقال : اشتری الإبل فی حَدابِ علی فَعَال أی فی سَنَهٍ حدْباء مثل فَسَاقِ.

دبح

ابن شمیل : دَبَّح الرَّجلُ ظهرَه إذا ثناه فارتفع وَسَطُه کأنه سَنَام.

وقال اللیث : التَّدْبیح : تَنْکیس الرأس فی المَشی ، وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه نهَی أن یُدَبِّح الرجلُ فی رکوعه کما یدبِّح الحمار. وقال أبو عُبَیْد : یُدبِّح ، معناه یطأْطیء رأْسَه فی الرکوع حتی یکون أخفضَ من ظهره.

وقال الأُمَوِیّ : دبَّح تدبیحاً إذا طَأطأَ رأسَه.

وقال اللِّحْیانی : دمَّح ودَبَّح ونحوَ ذلک قال شمر.

وقال ابن الأعرابی : دبَّح ودنَّح إذا ذَلَّ.

وقال النضر : رمْلهٌ مُدَبِّحَهٌ أی حدْبَاء ، ورِمال مدابِحُ.

أبو عدنان عن الغَنَوِیّ : دبَّح الحمارُ إذا رُکِب وهو یشتکی ظهرَه من دبَرِه ، فیُرْخِی قوائمه ویُطامن ظهرَه وعَجُزَه من الألم.

أبو العباس عن ابن الأعرابی : ما بالدَّار دِبِّیح ولا دِبِّیجٌ بالحاء والجیم ، والحاء أفصحهما ورواه أبو عُبَید : ما بالدار دبِّیجٌ بالجیم ، قلت : ومعناه من یَدِبّ.

وقال شمر : قال ابن الأعرابی : التَّدبیح : خَفْضُ الرأس وتنکیسه. وأنشد أبو عمرو الشیبانی :

ص: 249

لما رأی هِراوهً ذاتَ عُجَرْ

دبّح واستَخْفَی ونادَی یا عُمَرْ

قال : والتدبیح : التطأطؤ. یقال : ذبِّح لی حتی أرکبک.

وقال شمر : قال أبو عَدنان : التَّدبیحُ تدبیحُ الصبیان إذا لَعبوا ، وهو أن یُطامِنَ أحدهم ظهرَه لیَجیءَ الآخر یَعدُو من بعیدٍ حتی یرکبه.

والتدبیحُ أیضاً : تَدْبیحُ الکَمْأه ، وهو أن تَنفتحَ عنها الأرضُ ولا تَصْلَع أی لا تَظهرَ ، حُکِی ذلک عن العرب.

بدح

قال اللیث : البَدْحُ : ضَرْبُک بشیء فیه رَخاوه ، کما تأخذ بِطِّیخَهً فَتَبْدحُ بها إنساناً ، تقول : رأیتهم یتبادَحون بالکُرِینَ والرُّمّان ونحوِه عبَثاً یعنی رَمْیاً.

أبو عُبَیْد : بَدَحَت المرأهُ وتبدَّحَتْ. وهو جنسٌ من مِشْیَتِها. وقال أبو عمرو :

التَّبَدُّح : حُسنُ مِشْیَهِ المرأه ، وأنشد :

* یَبْدَحْن فی أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلُها*

أبو عُبَید عن الأصمعی قال : البَدَاح علی لفظ جَناح : الأرضُ اللیِّنَه الواسعهُ.

وقال أبو عمرو : البَدْحُ : عَجْزُ الرجل عن حَمالهٍ یحملُها ، وعَجْزُ البعیرِ عن حِمْله ، وأنشد :

* إذا حَمَل الأحْمَالَ لیْسَ بِبادح *

شمر عن الأصمعی : البَدَاحُ والأبْدَحُ والمَبْدوح : ما اتَّسَع من الأرض ، کما یقال الأبْطَحُ والمبطوح ، وأنشد :

* إذا عَلَا دَوِّیَّهُ المَبْدوحا*

رواه بالباء.

وقال أبو عمرو : الأبْدَحُ : العَرِیضُ الْجَنْبَیْنِ من الدَّوابِّ ، وقال الرّاجزُ :

حتَّی یُلَاقی ذَاتَ دَفٍ أبْدَحِ

بمُرْهَفِ النَّصْل رَغِیبِ المَجْرَحِ

أبو عُبَید عن الفرّاء : بَدَحْتُه بالعَصا وکَفَحْتُه بَدحاً وکَفْحاً إذا ضَرَبْتَه.

وقال الأصمعی فی کتابه فی «الأمْثال» یرویه أبو حاتم له یقال : أکلَ مالَهُ بأبْدَحَ ودُبیْدَح ، قال الأصمعی : إنما أصله دُبیْح ، ومعناه أنه أکله بالباطل ، وحکاه ابن السِّکِّیت : أَخَذَ ماله بأبْدَح ودُبیدَح ، أخْبَرنی بذلک المنذری عن الحَرّانیُ عنه ، وقال سمعتُ التَّوَّزِی یقول : یقال أکلَ مالَه بأبْدَح ودُبیْدَح أی بالباطل ، قال : یُضْرَبُ مَثلاً للأمر الذی یَبْطُلُ ، وکلهم قال دبیْدَح بفتح الدَّال الثَّانیه.

عمرو عن أبیه : یقال : ذَبَحَه ، وبَذَحَه ، ودبَحَه وَبَدحَه ومنه سُمِّی بُدَیْح المُغَنِّی ، کان إذا غَنَّی قَطَع غِنَاء غَیْره بِحُسْنِ صَوْتِه.

دحب

أهمله اللیث ، وقال ابن درید : الدَّحْبُ : الدَّفْع ، وهو الدَّحْمُ ، یقال : دَحَبَها ودَحَمَها فی الجِماعِ ، والاسْمُ الدُّحَاب.

ح د م
اشاره

حدم ، حمد ، مدح ، دمح ، دحم : مستعملات.

حدم

قال اللیث : الحَدْمُ : شِدَّهُ إحْماءِ الشَّیْءِ بِحَرِّ الشَّمْسِ والنَّار ، تقول : حَدَمه کذا فاحتدم.

وقال الأَعْشَی :

ص: 250

وإدلاجِ لَیْلٍ علی غِرَّهٍ

وهَاجِرهٍ حَرُّها مُحْتَدِم

أبو عُبَید عن الفرّاء : للنّار حَدَمَه وحَمَده ، وهو صوت الالتهاب ، وهذا یوم مُحْتَدِمٌ ومُحْتَمِدٌ ، وقال أبو عُبَید : الاحْتِدامُ : شِدَّهُ الحَرّ.

وقال أبو زید : احْتَمَد یوْمُنا واحْتَدَمَ.

وقال أبو حاتم : الحَدَمَهُ : من أصْوَاتِ الحیَّه ، صَوْتُ حَفِّه کأنه دَوِیٌ یَحْتدِم ، واحْتَدَمَتِ القِدْرُ إذا اشتدَّ غَلَیانُها.

وقال أبو زید : زَفیرُ النّار : لَهبُها وشَهِیقُها ، وحَدَمُها وحَمَدُها وکلْحَبَتُها بمعنی واحد.

واحْتَدم الشرابُ إذا غَلَی ، وقال الجعدی یصف الخمر :

رُدَّت إلی أکْلَفِ المَنَاکِب مَرْ

شُومٍ مُقیمٍ فی الطِّین مُحْتَدِم

دحم

قال اللیث : دَحْمٌ ودَحْمانٌ : من الأسمَاء ، والدَّحْم : النِّکاحُ ، یقال : دَحَمَها دحْماً ، وفی الحدیث أن النبی صلی الله علیه وسلم قیل له : هل یَنْکِحُ أهْلُ الجنَّهِ؟ فقال دحْماً دحْماً أی یَدْحَمون دَحْماً ، وهو شِدَّهُ الجِمَاع.

ودحْمَهُ : اسم امرأه ، ودُحَیْمٌ : اسم رجل ابن الأعرابی : دَحَمه دَحْماً إذا دفَعَه ، وقال رؤبه :

* ما لَمْ یُبِحْ یأْجوجَ رَدْمٌ یَدْحَمُه *

أی یَدْفَعُه. وأنشد أبو عمر :

قالت وکیف وهو کالمُمَرتَک

إنی لطول الفَشل فیه أشتکی

فادحَمْه شیئاً ساعَهً ثم اترک

مدح

قال اللیث المَدْحُ : نَقِیضُ الهِجَاء ، وهو حُسْنُ الثَّناء ، یقال : مدَحْتُه مَدْحَهً واحِدَه ، والمِدْحَهُ : اسم المَدیح ، والجمیعُ المِدَحُ ، قال : والمُثْنِی یمْدح ویمْتَدحُ قلتُ : ویقال : فلان یَتَمدَّحُ إذا کان یُقَرِّظُ نفسه ویُثْنی علیها.

والمَمَادح ضِدُّ المَقَابح ، والمدائحُ جَمْعُ المدیح من الشِّعر الذی مُدح بِه.

ورَجُلٌ مَدَّاحٌ : کَثِیرُ المدْح للْمُلوک.

حمد

اللیث : الحَمدُ : نَقیضُ الذَّمِّ ، یقال : حَمِدْتُه علی فعله ، ومنه المحْمدَهُ ، وقال الله جلّ وعزّ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ) [الفَاتِحَه : 2].

قال الفرّاءُ : اجتمع القُرَّاء علی رفع (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، فأما أهْلُ البَدْو فمنهم من یقول : الحمدَ لله ، ومنهم من یقول : الحمدِ لله بخفض الدَّال ، ومنهم من یقول : الحمدُ لله فیرفع الدَّال واللام ، قال أبو العباسُ : الرفُع هو القراءَهُ ، لأنه المأْثورُ ، وهو الاخْتِیارُ فی العَربیَّه.

وقال النحویون : مَنْ نَصَبَ من الأعراب الحمد الله فعَلی المصدر أحمد الحمد لله ، وأما مَنْ قرأ : الحمدِ لله فإن الفَرّاء قال : هذه کلمه کَثُرَت عَلَی ألْسنِ العَرب حتی صارت کالاسم الواحد ، فَثَقل علیهم ضَمُّها بعد کَسْرَه فأَتْبَعوا الکَسْرَه الکَسْرَه.

وقال الزَّجَّاجُ : لا یُلْتَفتُ إلی هذه اللغه ولا یُعْبأ بها ، وکذلک من قرأ : الحمدُ لله فی غیر القرآن فهی لُغهٌ ردیئهٌ.

وقال الأخْفَشُ : الحمدِ لله : الشُّکْرُ لله ، قال : والحمدُ أیْضاً : الثَّناء ، قلت : الشُّکْرُ

ص: 251

لا یکون إلا ثناءً لِیَدٍ أُولیتَها ، والحمدُ قدْ یکون شُکْراً للصَّنِیعه ویکون ابتداء للثناء عَلَی الرَّجُل ، فحمدُ الله الثناء علیه ، ویکون شُکراً لِنِعَمِه التی شَمِلَت الکُلّ.

وقال اللیث : أحْمَدْتُ الرجلَ : وجَدْتُه محموداً ، وکذلک قال غیره : یقال : أتَیْنا فُلَاناً فأَحْمَدناهُ وأَذْمَمْناهُ أی وجَدناه محموداً أو مذْموماً.

وقال اللیث : حُمَاداک أن تَفْعَلَ کذا أی حَمْدُک ، وحُماداک أن تَنْجُوَ من فُلان رأْساً برأس.

أبو عُبَید عن الأصمعی : حَبابُک أن تفْعَلَ ذاکَ ، ومثله حُمادَاکَ.

وقالت أُمُّ سَلمَه : حُمادَیاتُ النِّساء غَضُّ الطَّرْف وقِصَرُ الوَهَازَه ، معناه غایه ما یُحْمَد منهن هذا ، وقیل : غُناماک بِمعنی حُماداک ، وعُنَاناک مِثْلُه.

وقال اللیث : التَحْمِیدُ : کَثْرَهُ حَمْدِ الله بالمحَامِدِ الحسَنَه. قال : وأحْمَدَ الرَّجُلُ إذ فَعَلَ ما یُحْمَدُ علیه.

وقال الأعْشَی :

وأحْمَدتَ إذ نَجَّیْتَ بالأمْسِ صِرْمَهً

لَهَا غُدَداتٌ واللُّواحِقُ تَلْحَقُ

ومُحمَّد وأَحْمد اسما نَبِیِّنا المصطفی صلی الله علیه وسلم. وقول العرب : أحْمَدُ إلیک الله.

قال اللیث معناه أحمد مَعَک الله ، وقال غیره : أشکُر إلیک أیادِیَه ونعمه.

وقال ابن شُمَیْل فی قوله أحْمَدُ إلیکم غَسْلَ الإحْلِیل أی أرضاه لکم ، أقام إلی مُقام اللام الزائده.

وقال شمر : بَلَغَنی عن الخلیل أنه قال : معنی قولهم فی الکُتُب : فإنی أَحْمَدُ إلیک الله أی أحْمد معک الله ، کقول الشاعر :

ولَوْحَیْ ذِرَاعَیْن فی بِرْکهٍ

إلی جُؤْجُؤٍ رَهِل المنکب

یرید مع برکه.

ویقال : هل تَحمَد لی هذا الأمر أی هل ترضاه لی.

وفی «النوادر» : حَمِدْتُ عَلَی فلان حَمْداً وضمِدْتُ ضَمَداً إذا غَضِبْتَ ، وکذلک أَرِمْتُ أَرَماً.

وقول المُصَلِّی : سُبْحَانک اللهم وبِحَمْدِک المعنی وبِحَمْدِک أَبْتَدِیء ، وکذلک الجِالِبُ للباء فی بسم الله الابتداء ، کأنک قلت : بَدَأْتُ باسْمِ الله ، ولم تَحْتَج إلی ذکر بدأت ، لأن الحال أَنْبأَت أَنَّک مُبْتَدِیء.

أبو عُبَید عن الفَرَّاء : للنار حَمَدَه ، ویَوْمٌ مُحْتَمِدٌ ومُحْتَدِمٌ : شدید الحَرِّ.

و (الْحَمِیدُ) من صِفَاتِ الله بمَعْنَی المحمُودِ ، ورَجُلٌ حُمَدَهٌ : کَثیرُ الْحَمدِ. وَرَجُلٌ حَمَّادٌ مِثْلُه.

ومن أَمْثَالهم : «من أنفق ماله علی نفسه فلا یتحمد به إلی الناس» ، المعنی أنه لا یُحمد علی إحْسانه إلی نفسه ، إنما یُحْمَد علی إحْسَانِه إلی الناس.

دمح

شمر عن ابن الأعرابی : دَمَّحَ ودَبَّح إذا طَأْطَأَ رَأْسَه.

أبواب الحاء والتاء

اشاره

(ح ت ظ) _ (ح ت ذ) _ (ح ت ث): أهملت وجوهها.

ص: 252

ح ت ر
اشاره

حتر ، حرت ، ترح : مستعمله.

حتر

قال اللیث : الحَتْر : الذَّکَرُ من الثَّعَالِب ، قلتُ : لَمْ أَسْمَع الحَتْرَ بهذا المعنی لغیر اللیث ، وهو منکر.

وقال اللیث : الحِتَارُ : استدار بالعَیْن مِنْ زِیقِ الجَفْن من بَاطن.

قال : وحِتَارُ الظُّفْرِ : ما أَحَاطَ به ، وکذلک ما یحیط بالخِباء ، وکَذلک حِتَار الدُّبُر : حَلْقَته.

قال : والمُحْتِرُ : الذی لا یُعْطِی خَیْراً ولا یُفْضِل علی أَحَد ، إنما هو کَفَافٌ بکَفَافٍ لا ینفلت منه شیء ، قد أَحتَر علی نفسه وأهله أی ضَیَّق علیهم ومنعهم خَیْرَه.

أبو عُبَید عن أبی زید : حترتُ له شیئاً بغیر ألف ، فإذا قال : أَقَلَّ الرجلُ وأَحْتَر قاله بالألف ، والاسم منه الحِتْر ، وأنشد للأعلم الهُذَلی :

إذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِکْرِها

غُلَاماً ولم یُسْکَتْ بِحِتْرٍ فَطِیمُهَا

وأخبرنی الإیَادِیّ عن شمر : الحَاتِر : المُعْطِی ، وأنشد :

إذْ لا تَبِضُّ إلی التَّرا

ئِکِ والضَّرَائِکِ کَفُ حَاتِر

قال : وحَتَرْتُ : أَعْطَیْتُ عن أبی عمرو ، قال : وقال غیره : کان عطاؤک إیّاه حَقْراً حَتْراً أی قلیلاً ، وقال رُؤْبهُ :

* إلا قَلِیلاً من قَلِیلٍ حَتْرِ*

قال : وأَحَتَر علینا رِزْقَنا أی أقَلَّه وحَبَسَه ، قال : ویقال : ما حَتَرْتُ الیومَ شیئاً أی ما أَکَلتُه.

وقال الفَرَّاء : حَتَرَهُ یَحتُرُه إذا کَسَاهُ وأعْطَاه ، وقال الشَّنْفَری :

وأُمِّ عِیَالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهم

إذا حَتَرَتْهُمُ أَتْفَهَت وأقَلَّتِ.

غیره : أحْتَرْتُ العُقْدَهَ إحْتاراً إذا أحْکَمْتُها فهی مُحْتَرَهٌ ، وبَیْنهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ : قَد استُوثِقَ مِنْه.

وقال لَبید :

وبِالسَّفْح من شَرْقِیِّ سَلْمَی مُحَارِبٌ

شُجَاعٌ وذُو عَقْدٍ من القعوْم مُحْتَرِ

ابن السِّکِّیت عن الفَزَارِیّ قال : الحَتِیرَهُ : الوَکِیرَهُ ، وهُو طَعَامٌ یُصْنَع عند بناء البیت ، قُلْتُ : وأنا واقف فی هذا الحرف ، وبعضهم یقول : حَثِیره بالثاء.

أبو عُبَید عن الأصمعی قال : الحُتُرُ أکِفَّهُ الشِّقَاقِ ، کل واحد منها حَتارٌ.

وقال أبو زید الکلابی : الحِتْرُ : ما یوصل بأسفل الخباءِ إذا ارتفع عن الأرض وقلص لیکون ستراً ، یقال منه حَتَرْتُ البَیْتَ.

ترح

التَّرَحُ : نقِیضُ الفَرَح ، ویقال : بَعْد کُلِّ فَرْحَهٍ ترْحَهٌ.

قال : والمِتْرَاحُ من النُّوقِ : التی یُسْرعُ انْقطَاعُ لَبنها ، والجَمیعُ المَتارِیح.

وقال أبو وَجْزَه السَّعدیّ یَمدَحُ رَجلاً :

یُحَیُّونَ فَیَّاضَ النَّدَی مُتَفَضِّلاً

إذا التَّرِحُ المَنَّاعُ لَمْ یَتَفَضَّل

قال : التَّرِحُ : القَلِیلُ الخَیر.

ص: 253

وقال شمر : قال ابن مَنَاذِر : التَّرَحُ :

الهبُوطُ ، وما زلْنَا مُنْذُ اللیلهِ فی تَرَح ، وأنشد :

کأنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ

إذا انْتُحی بالتّرَح المُصَوَّب

وقال : الانتحاء : أنَ یَسْقُط هکذا ، وقال بیده بَعْضُها فوق بعض ، وهو فی السجود أن یُسْقِط جَبینَه إلی الأَرْضِ ویَشُدَّه ولا یعتمد علی راحتیه ولکن یعْتَمِد علی جَبِینه ، حکی شمر هذا عن عبد الصمد بن حَسّان عن بعض العرب.

قال شمر : وکنت سألت ابنَ مُناذِرٍ عن الإنْتِحَاء فی السُّجُود فلم یعْرِفه.

قال : فذکرتُ له ما سَمِعْتُ ، فدعا بدَواته وکتَبه بِیدِه.

حدَّثنا عبد الرحمن بن أبی حاتم ، قال حَدَّثنَا أبِی ، قال : حدَّثنا الفَضْلُ بنُ دُکیْن ، قال : حدَّثَنا أبو مَعْشَر عن شُرَحْبیل بن سَعْد عن علیّ بن أبی طالب ، قال : نهانی رسول الله صلی الله علیه وسلم عن لِبَاس القَسِّیِ المْتَرَّح وأنْ أَفْتَرِشَ حِلْسَ دابَّتی الذی یَلی ظَهْرَها ، وألا أَضَعَ حِلْسَ دابّتی علی ظهرها حتی أذکر اسم الله ، فإنَّ علی کلِّ ذِرْوَهٍ شیطاناً ، فإذا ذکَرْتم اسمَ الله ذَهَبَ.

قُلْتُ : کأنَ المُتَرَّحَ المُشْبَع حُمْرَهً کالمُعَصْفَرِ.

والتّرْحُ : الفَقْرُ ، قال الهُذَلیُّ :

کَسَوْتَ علی شَفَا تَرْحٍ ولُؤْمٍ

فأَنْتَ علی دَرِیسِکَ مُسْتَمِیتُ

دریسک : خَلَقک ، علی شفَا تَرْح أی علی شَرَف فَقْر وقِلّه ، یقال : قَلیلٌ تَرْحٌ.

حرت

قال اللیث : حَرَتَ الشیء یَحْرُتُه حَرْتاً وهو قَطْعُک إیّاه مستدیراً کالفَلْکه.

قال : والمحْرُوتُ : أَصْلُ الأُنْجُذَانِ ، قلت : ولا أَعْرِفُ ما قال اللیثُ فی الحرْتِ أنه قَطْعُ الشیء مُسْتَدِیراً ، وأَظُنُّه تَصْحِیفاً : والصَّوابُ خَرَتَ الشیءَ یَخْرُتُه خَرْتاً بالخاء المعجمه : لأنَّ الخُرْتَهَ هی الثَّقْبُ المُسْتدیر.

وروی أبو عُمَر عن أحمد بن یحیی عن أبیه أنه قال : الحُرْتَهُ بالحاء : أَخذُ لَذْعَهِ الخَرْدَل إذا أَخَذَ بالأنف.

قال : والخُرْتَهَ بالخاء : ثَقْبُ الشَّغِیزَه وهی المِسَلَّهُ.

وروی ثَعْلب عن ابن الأعرابی : حَرِتَ الرجُلُ إذا ساء خُلُقُه.

وقال ابن شُمَیل : المحْرُوتُ : شجره بیضاء تُجْعَل فی المِلْح لا تُخَالِطُ شیئاً إلا غَلَبَ رِیحُها علیه ، وتنْبُتُ فی البَادِیه ، وهی ذَکِیَّهُ الریح جداً ، والواحده مَحْرُوتَه.

وقال الدینوری : هی أصل الأُنْجُذان.

ح ت ل
اشاره

حتل ، حلت ، لحت ، لتح : مستعمله.

وقد أهمل اللیث : حتل ولحت وهما مستعملان.

لتح

قال اللیث : اللَّتْح : ضرب الوجه والجسد بالحصی حتی یؤثِّرَ فیه من غیر جَرْح شدید ، وقال أبو النجم :

* یَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَی مَلْتُوحا*

ص: 254

یصف عانَهً طردها مِسْحَلُها ، وهی تَعْدُو وتُثِیر الحَصَی فی وَجْهِه.

أبو زید : لَتَحَها لَتْحاً إذا نکحها وجامعها ، وهو لاتِحٌ ، وهی مَلْتُوحه.

وأخبرنی المُنْذِری عن أبی الهیثم أنه قال : لتَحْتُ فُلاناً ببصری أی رَمَیْتُه ، حکاه عن أبی الحسن الأعرابی الکلابی ، وکان فصیحاً.

ابن الأعرابی : رجل لاتِح ولُتاحٌ ولُتَحَهٌ ولَتِحٌ إذا کان عاقلا داهیاً ، وقومٌ لُتَّاح ، وهم العقلاء من الرجال والدُّهاهُ.

الأُمَوِیُّ : اللَّتْحانُ : الجائع ، وامرأهٌ لَتْحَی : جائِعه.

حلت

قال اللیثُ : الحِلْتِیتُ. الأنْجُزَذُ ، وأنشد :

عَلَیْک بِقُنُأَهٍ وبِسَنْدَروسٍ

وحِلْتِیتٍ وشَیْءٍ من کَنَعْدِ

قلت : أظن هذا البیت مصنوعاً ولا یحتج به ، والذی حَفِظته عن البحرانیین : الخِلْتِیت بالخاء : الأَنْجُزَذُ ، ولا أراه عَرَبِیّاً مَحْضاً.

وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی : یوم ذو حِلِّیتٍ إذا کان شدید البرد ، والأزِیزُ مثله.

قال : والْحَلتُ : لُزُوم ظهر الخَیْل.

وقال ابن الفرج : قال الکسائی : حَلَتُّه أی ضَرَبتُه ، قال : وغیره یقول : حَلأْتُه.

اللحیانی : حلأتُ الصوفَ عن الشاهِ حَلأً ، وحَلَتُّه حَلْتاً ، وهی الحُلاتَهُ والْحُلاءهُ للنُّتافَهِ : وحِلِّیتُ : موضع ذکره الراعی :

* بِحِلِّیتَ أَقْوَت منهما وتَبدَّلت*

ویروی بِحَلیَه.

لحت

قال ابن الفرج : قال السلیمی : بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أی بَرْدٌ صادِق.

وقال غیره : لَحَتَ فلانٌ عصاه لَحْتاً إذا قَشَرَها ، ولَحَتَه بالعَذْل لَحتاً مثله.

حتل

أهمله اللیث ، وروی أبو العباس عن ابن الأعرابی قال : الحاتِلُ : المِثلُ من کل شَیْءٍ. قُلْتُ : الأصْلُ فیه الحاتِنُ ، فَقْلِبَت النون لاما ، وهو حِتْنُه وحَتْله أی مِثْلُه.

ح ت ن
اشاره

حتن ، حنت ، نحت ، نتح : مستعمله.

نحت

قال اللیث : النَّحْتُ نَحْتُ النَّجَّار الخشب ، یقال هو یَنْحَتْ وینْحِتُ لُغَتَان وجَمَلٌ نَحِیتٌ قد انْحَتَّت مَنَاسِمُه ، وأنشد :

* وَهُو من الأیْن وَجٍ نَحیتُ *

والنُّحاتَهُ : ما نُحِتَ من الخَشَبِ.

وقال : نَحَتَها نَحْتاً إذا جامَعَها ، ولَحَتَها مِثْلُه.

أبو عُبَید عن أبی زید : إنه لکَرِیمُ النَّحِیتهِ والطَّبِیعه والغریزه بمعنی واحد.

وقال اللحیانی : الکَرَمُ من نحته ونحاسِهِ ونُحِتَ علی الکرم وطُبعَ عَلَیْهِ.

حتن

قال اللیث : الحَتْنُ من قولک : تحَاتَنَتْ دُمُوعُه إذا تتابعت.

وقال الطِّرِمِّاحُ :

کأنَّ العیون المُرْسَلاتِ عَشِیَّهً

شَآبِیبُ دَمْع العَبْرَهِ المُتَحَاتنِ

ص: 255

قال : وتحَاتَنتِ الخِصالُ فی النِّصَالِ إذا وقَعت خَصَلَاتٌ فی أصلِ القِرْطاس ، قیل : تحاتَنَت أی تتَابَعتْ.

قال : والخَصْلَهُ : کلُّ رَمْیَه لزِمَت القِرْطاس من غیر أن تُصِیبَه.

قال : وأهل النِّضال یَحسبون کل خَصْلَتین مُقَرْطِسه.

قال : وإذا تَصَارَع الرجلان فصُرعَ أحدُهما وثَبَ ثم قال :

* الحَتَنی لا خَیْرَ فی سَهْم زَلَجٌ*

وقوله : الحتَنَی أی عاود الصِّرَاع.

قال : والزَّالِجُ : السَّهمُ الذی یقع بالأرض ثم یُصِیب القرْطاس.

قال : والتَّحَاتُنُ : التَّبارِی.

وقال النَّابغهُ یَصِفُ الرِّیاحَ واختلافَها :

شمالٌ تَحُاذِیها الجَنوبُ بقَرْضِها

ونَزْعُ الصَّبا مُورَ الدَّبُورِ تُحاتِنُ

أبو عُبَید : المْحْتَتِنُ : الشیءُ المُسْتوِی لا یخالِفُ بَعضُه بعضاً.

وأنشد غیره للطّرِمَّاح :

تلکَ أحسابُنا إذا احْتَتَنَ الخَصْ

لُ ومُدَّ المَدَی مَدَی الأغْراض

احتتنَ الخَصْلُ أی استوی إصابه المُتَنَاضِلَیْن ، والخَصْلهُ : الإصابهُ.

وخَصَلْتُ القومَ خَصْلاً إذا فَضَلتَهُم ، وستقِفُ علی تفسیر الخَصْل مُشْبَعاً فی موضعه فی کتاب الخاء إن شاء الله.

ویقال : فلانٌ سِنُّ فلانٍ وتِنُّه وحِتْنُه إذا کان لِدَتَه عَلَی سِنِّه.

وقال الأصْمَعیّ : هُما حِتْنان أی تِرْبان مُسْتَوِیان ، وهم أَحْتان أَتْنان.

وحَوْتَنانان : وادِیان فی بلاد قَیْس ، کلُّ وَادٍ منهما یقال له حَوْتَنان ، وقد ذکرهما تمیمُ بنُ أبیّ بن مقبل فقال :

ثُمَّ اسْتغَاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له

من حَوْتَنانیْن لا مِلْاحٌ ولا زَننُ

أی لا ضَیِّق قلیل.

ویقال : رَمَی القومُ فوقَعتُ سهامُهم حَتَنی أی مستویه لَمْ یَنْضُل أحدُهم أَصْحَابه.

أبو العبَّاس عن ابن الأعرابی : رَمَی فأحْتَن إذا وقعَت سِهامُه کلُّها فی موضع واحِد.

حنت

أبو زید : رجلٌ حِنْتَأْوٌ ، وامرأهٌ حِنَتأْوَهٌ وهو الذی یُعْجَبُ بنَفْسِه وهو فی أَعْیُنِ الناس صغیر.

نتح

قال اللیث : النَّتْح : خُروج العَرَق من أُصُول الشَّعْر ، وقد نَتَحَه الجِلْدُ ، ومَناتحُ العَرَقِ : مَخَارِجُه من الجِلْدِ ، وأنشد :

جَوْنٌ کأَنَّ العَرَقَ المَنْتُوحَا

لبَّسَه القَطْرَان والمُسُوحا

وقال غیره : نَتَحَ النِّحْیُ إذا رَشَحَ بالسَّمْنِ ، وذِفْرَی البَعِیر تنِتحُ عَرَقاً إذا سارَ فی یوم صائف شدید الحَرِّ فَقَطر ذِفْرَیاه عَرَقاً.

وقال ابن السِّکْیت : نَتَح النِّحْیُ ورشَحَ ومَثّ ، ونَضَحَت القِرْبهُ والوَطْب.

وروی أبو تراب عن بعض العرب : امْتتَحْتُ الشیءَ وانْتَتَحْتُه وانتزَعْته بمعنی واحد.

ص: 256

ح ت ف
اشاره

حتف ، حفت ، فتح ، تفح ، تحف.

حتف

قال اللیث : الحَتْفُ : الموْتُ ، وقول العرَب : ماتَ فلانٌ حَتْفَ أَنْفِهِ أی بِلَا ضَرْبٍ ولا قتلٍ ، والجمیع الحُتُوف ، ولم أسمع للحَتْفِ فعلاً.

وروی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «منْ ماتَ حَتْفَ أَنفِه فی سبیل الله (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللهِ».

قال أبو عُبَید : هو أن یموت مَوْتاً علی فِراشِهِ من غیر قَتْل ولا غَرَق ولا سَبُع ولا غیره.

وروی عن عُبَید بن عُمَیْر أنه قال فی السمک : «ما مات حَتْفَ أَنفِه فلا تأْکُله» یعنی الذی یموت فی الماء وهو الطافی.

وقال غیره : إنما قیل للذی یموت علی فراشه مات حَتْفَ أَنْفِه. ویقال حَتْفَ أَنْفَیْه ، لأن نَفْسه تخرُجُ بتَنَفُّسِه من فیهِ وأَنفِه.

ویقال أیضاً : ماتَ حَتْفَ فیه ، کما یقال : مات حتْفَ أَنْفِه ، والأنفُ والفمُ : مَخْرَجَا النَّفَس.

ومَنْ قال : حَتْفَ أنْفَیْه ، احْتَمَل أن یکون أراد بأَنْفَیْه سَمَّیْ أنفِه وهما مَنْخَراه ، ویُحْتَمَلُ أن یُرادَ به أَنْفُه وفَمُه فَغُلِّب أحَدُ الإسمین علی الآخر لتجاورهما.

شمر : الحَتْفُ : الأمرُ الذی یُوقِعُ فی الهلَاکِ ، والسَّبَبُ الذی یکون به الموت ، وأنشد لبعض هُذَیْل :

فَکانَ حَتْفاً بمِقْدَارٍ وأَدْرَکَه

طولُ النَّهار ولیلٌ غَیْرُ مُنْصَرِم

تفح

التُّفَّاحُ هذا الثَّمرُ المعروف ، وجمعه تَفَافیح ، وتُصَغَّر التُّفَّاحهُ الواحدهُ تُفَیْفِیحَه ، والمَتْفَحَهُ : المکانُ الذی یَنْبُتُ فیه التُّفَّاحُ الکثیرُ.

تحف

قال اللیث : التُّحْفَهُ أبدلت التاء فیها من الواو إلّا أن هذه التاء تلزم تصریف فعلها إلّا فی التفعّل فإنه یُقَالُ : یَتَوَحَّف ، ویقولون أَتْحَفْتُه تُحْفَهً یعنی طُرَفَ الفواکه وغیرهما من الریاحین.

قلت : وأصلُ التُحَفَه وُحَفَه ، وکذلک التُّهَمَه أَصْلُها وُهمَهَ وکذلک التُّخَمَه. ورجل تُکَلَه ، والأصلُ وُکَلَه ، وتُقَاه أَصْلُها وُقَاه ، وتُراثٌ أَصْلُها وُرَاث.

فتح

قال اللیث : الفَتْحُ : افتِتَاحُ دار الحرْب ، والفَتْح : نقیض الإغْلَاق ، والفَتْحُ : أن تحکم بین قومٍ یختصمون إلیک کما قال الله جلّ وعزّ مُخْبِراً عن شُعَیْب : (رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَبَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ) [الأعرَاف : 89].

واسْتَفْتَحْتُ الله علی فلان أی سألتُه النَّصْرَ علیه ونحو ذلک.

قال : والمَفْتَحُ : الخِزَانَهُ وکلُّ خِزَانه کانت لِصِنْفٍ من الأشیاء فهو مَفْتَحٍ.

والفَتَّاحُ : الحاکِمُ.

وقال الله تعالی : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَکُمُ الْفَتْحُ) [الأنفَال : 19]. أی إن تَسْتَنْصِرُوا فقد جَاءکُم النَّصْرُ.

ومنه حدیث النبی صلی الله علیه وسلم أنه کان یَسْتَفْتِحُ

ص: 257

بصعالیک المُهَاجِرِین أی یَسْتَنْصِرُ بهِمْ.

وقال الفَرَّاء : قال أبو جهل یوم بدر : اللهم انصر أَفْضَلَ الدِّینَیْن وأحَقَّه بالنَّصْر ، فقال الله : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَکُمُ الْفَتْحُ) [الأنفَال : 19] یعنی النَّصْر.

وقال أبو إسحاق : معناه إن تستنصروا فقد جاءکم النَّصْرُ.

قال : ویجوز أن یکون معناه : إن تَسْتَقْضُوا فَقدْ جاءکم القَضَاء ، وقد جاء فی التفسیر المعنیان جمیعاً.

ورُوِی أن أبا جهل قال یومئذٍ : اللهم أقْطَعَنَا للرَّحِم وأفسدَنا للجماعه فأَحِنْه الیوم ، فسأل الله أن یَحکمُ بحَیْن من کان کذلک فَنُصِرَ النبی صلی الله علیه وسلم ونَالَه هو الحَیْنُ وأَصْحَابَه فقال الله : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَکُمُ الْفَتْحُ) [الأنفَال : 19] أی إن تَسْتَقضُوا فَقَدْ جَاءکُم القَضَاء.

وقیل إنه قال : «اللهم انْصُر أحَبَّ الفِئَتَیْنِ إلیک» فهذا یدل أَنَّ مَعْنَاه إن تَسْتَنْصِروا ، وکِلا القَوْلَیْن جَیِّد.

وقال الله جلّ وعزّ : (ما إِنَ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَهِ أُولِی الْقُوَّهِ) [القَصَص : 76].

قال الفرّاء : مَفَاتحه هاهنا کنوزه وخزائنه ، والمعنی : ما إنَ مَفَاتِحَه لتُنِیء العُصْبَه تُمِیلُهم من ثِقَلِها.

وروی أبو عَوانه عن حُصَیْن عن أبی رَزِین قال : مفاتِحهُ : خزَائنه أنْ کان کَافِیاً مفتاحٌ واحدٌ خَزَائنَ الکوفه ، إنما مَفاتِحُه المالُ.

وروی أبو عَوانه أیضاً عن إسماعیل بن سالم عن أبی صالح (ما إِنَ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَهِ) [القَصَص : 76].

قال : ما فی الخَزائن من مَالٍ تنوء به العُصْبَه.

وقال الزَّجاج فی قوله : (ما إِنَ مَفاتِحَهُ) [القَصَص : 76] جاء فی التفسیر أنَ مَفاتحه کانت من جلود وکانت تُحْمَلُ علی سِتَّین بَغْلاً.

قال : وقیل : مَفَاتحه : خَزَائنه.

قال : والأشبه فی التفسیر أن مَفَاتحه خَزائنُ مَالِه والله اعْلَمُ بما أراد.

وقال اللیث : جمعُ المِفْتاح الذی یُفتح به المِغْلَاق مفاتیح ، وجَمْعُ المَفْتَح الخِزانه المفاتح.

قلت : ویقال للذی یُفْتَح به المِغْلَاق مفتح بکسر المیم ومِفتاح وجمْعُهما مَفَاتح ومفَاتیح ، وهذا قول النحویین.

وقول الله جلّ وعزّ : (وَیَقُولُونَ مَتی هذَا الْفَتْحُ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ (28) قُلْ یَوْمَ الْفَتْحِ لا یَنْفَعُ الَّذِینَ کَفَرُوا) [السجده : 28 ، 29] الآیه.

وقال مجاهد : یومُ الفَتْحِ هاهنا یوم القیامه ، وکذلک قال قَتَاده والکَلْبِیّ.

وقال قتاده : کان أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم یقولون : إنْ لنَا یَوماً أوشکَ أَن نَسْتریح فیه وننعَم فقال الکفارُ : (مَتی هذَا الْفَتْحُ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ) [السَّجدَه : 28].

وقال الفَرَّاء : یوم الفتح یعنی یوم فتح مکه.

قلتُ : والتفسیر جاء بخلاف ما قال وقد نفع الکفارَ من أهل مکه إیمانُهُم یوم فتح مکه.

ص: 258

وقال الزَّجَّاجُ : جاء أیضاً فی قوله : (وَیَقُولُونَ مَتی هذَا الْفَتْحُ) [السَّجدَه : 28] متی هذا الحُکْمُ وَالقضَاءُ ، فأعلم الله أن یوم ذلک (الفتح لا یَنْفَعُ الَّذِینَ کَفَرُوا إِیمانُهُمْ) أی ما داموا فی الدنیا فالتَّوْبَهُ مُعْرِضه ولا توبه فی الآخره.

وقال شمر فی قول الأسعَر الجُعْفِی :

* بأَنِّی عن فُتَاحَتکم غَنِیّ*

أی من قضائکم وحُکْمِکم.

وقال قتاده فی قوله تعالی : (إِنَّا فَتَحْنا لَکَ فَتْحاً مُبِیناً) [الفَتْح : 1] أی قضینا لک قضاءً مُبِیناً.

وفی حدیث أبی الدرداء أنه أتی باب معاویه فحجبه فقال : من یأت سُدَدَ السلطان یقم ویقعد ، ومن یأتِ باباً مغلقاً یجد إلی جَنْبه باباً فُتُحاً رحْباً إن دعا أُجِیبَ وإن سأل أَعْطِی.

والسّدَّه : السَّقِیفَهُ فوق باب الدار ، وقیل : السُّدَّه : الباب نفسه.

قال أبو عُبَید وقال الأصمعی : الفُتُح : الواسع. قال : ولم یذهب إلی المفْتُوح ولکن إلی السَّعَه. قال أبو عُبَید : یعنی بالفُتُح الطلب إلی الله والمسأله.

والْفَتَّاحُ فی صفه الله معناه الحَاکم ، وأهلُ الیمن یقولون للقَاضِی الفَتَّاحُ ، ویقول أحدهم لصاحبه : تعال حتی أُفَاتِحَک إلی الفَتّاح.

ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الفَتَاح : الحکومه ، ویقال للقاضی الفَتّاح : لأنه یَفْتح مواضع الحقِّ.

قال : والفَتْحُ : النَّهْرُ ، قلت : وجاء فی الحدیث «ما سُقِیَ فَتْحاً ففیه العُشْر» والمعنی ما فُتِح إلیه ماءُ النهر فتحاً من الزروع والنخیل ففیه العُشْر.

وأخبرنی المُنْذِری عن ثعلب عن ابن الأعرابی قال : الوَسْمِیُّ أولُ المطر وهو الفَتُوح بفتح الفاء ، وأقرأنیه المنذری فی موضع آخر أَوَّل مطر الوَسْمِی الفُتُوحُ ، الواحدُ فَتْح ، وأَنْشَد :

* یَرْعَی غُیُوثَ العَهْدِ والفُتُوحا*

قلت : وهذا هو الصَّوَابُ.

أبو عُبَید عن الأصمعی : الفتْحُ : ما جَرَی فی الأنهار من الماء.

وقال اللیْثُ : الفُتْحَهُ. تَفَتُّح الإنسان بما عنده من مِلْکٍ أو أَدَبٍ یَتَطَاوَلُ به ، تقول : ما هذه الفُتْحَهُ التی أظهرتها وتَفَتَّحْتَ بها علینا.

وفواتِحُ القرآن : أوائل السَّور ، الواحدهُ فاتحه ، وأُمُّ الکِتَابِ یقال لها فاتحهُ القرآن.

أبو عُبَید عن أبی زید : باب فُتُحٌ أی واسعٌ ضَخْم ، وقال الکِسَائِیُّ : قارورهٌ فُتُحٌ : لیس لها صِمَامٌ ولا غِلاف.

وقال ابن بُزُرْج : الفَتْحَی : الرِّیحُ ، وأنْشَد :

أکُلُّهُمُ لا بَارَکَ الله فیهِمُ

إذا ذُکِرَتْ فَتْحَی من البَیْع عَاجِبُ

فَتْحَی علی فَعْلَی.

شمر عن خالد بن جَنْبَه یقال : فاتَحَ الرجلُ امْرَأَتَهُ إذا جامعها.

قال : وتفاتَحَ الرجلان إذا تَفَاتَحَا کلاماً

ص: 259

بینهما وتَخَافَتَا دون الناس.

والفُتْحَهُ : الفُرْجَهُ فی الشیء.

أبو عُبَید عن أبی زید : الفَتُوح : الناقه الواسعهُ الإحلیل وقد فَتَحَت وأَفْتَحَت ، والثَّرُورُ مثل الفَتُوح. والفُتَاحَهُ : الحُکُومهُ ، ومنه قوله :

* بأنِّی عن فُتَاحَتِکُم غَنِیّ*

حفت

قال اللیث : الْحَفْتُ : الهَلاکُ ، تقول :

حَفَتَه الله أی أهلکه ودَقَّ عُنُقه ، قلت : لم أسمع حَفَتَه بمعنی دَقَّ لغیر اللَّیْث ، والذی سمعناه عَفَتَه ولَفَتَه إذا لَوَی عَنُقَهُ وکسره ، فإن جاء عن العرب حَفَتَه بمعنی عَفَتَه فهو صحیح وإلا فهو مُریب ویشبه أن یکون صحیحاً لتعاقب الحاء والعَین فی حروف کثیره.

أبو عُبَید عن الأصمعی إذا کان مع قِصَرِ الرجل سِمَنٌ قیل رجلٌ حَفَیْتَأٌ مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ ، ومثله حَفَیْسَأٌ وأنشد ابن الأعرابی :

لا تجعلینی وعُقَیْلاً عِدْلَیْنِ

حَفَیْسَأ الشَّخصِ قَصیرَ الرِّجْلَیْنِ

ح ت ب
اشاره

أهملت وجوه هذا الباب غیر بحتِ.

بحت

قال اللیث : البَحْتُ : الشیء الخالص ، خَمْرٌ بَحْتٌ وخُمُورٌ بَحْتَهٌ ، والتذکیر بَحْتٌ ، ولا یجمع بَحْتٌ ولا یصغر ولا یُثنَّی.

أبو عُبَید : عربیٌ بَحْتٌ وعربیه بَحْتَهٌ کقولک ویقال : بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أی شدید.

ویقال : باحَتَ فلان القِتال إذا صَدَق القِتال وجَدَّ فیه ، وقیل : البَرَاکَاءُ : مُبَاحَتَهُ القتال.

وحِبْتُون : اسم جبل بناحیه المَوْصِل.

ح ت م
اشاره

حتم ، حمت ، محت ، متح ، تحم : مستعمله.

حتم

قال اللیث : الحاتِمُ : القاضی. والْحَتمُ : إیجابُ القضاء ، قال : وکانت امرأه یقال لها صَدُوف فآلت ألا تتزوج إلا من یَرُدّ علیها جوابَها ، فجاءها خاطب فوقف ببابها ، فقالت له : من أنت؟ قال : بَشَرٌ وُلِد صغیراً ونشأ کبیراً. فقالت : أین مَنْزِلُکَ؟ قال : عَلَی بِساطٍ واسعٍ وبلدٍ شاسعٍ ، قریبُه بعیدٌ ، وبعیدُه قریب. قالت : ما اسمک؟ قال : من شَاء أحدث إسماً ولم یکن ذلک حتماً ، قالت : کأنه لا حاجه لک ، قال : لو لم تکن حاجه لم آتِکِ لَجَاجَه ، وأَقِفْ ببابک وأَصِلْ بأسْبَابک.

قالت : سِرٌّ حاجَتُک أم جَهْرٌ؟ قال : سِرٌّ وسَتُعْلَنْ. قالت : فأنت إذاً خاطب ، قال : هو ذاک ، قالت : قُضِیَتْ ، فَتَزَوَّجَهَا.

قال : والحاتِمُ : الغُرابُ الأسودُ ، ویقال : بل هو غراب البَیْنِ أحمرُ المِنْقَارِ والرِّجْلَیْن.

أبو عُبَید عن أبی عُبَیده : الحَاتِمُ : الغُراب ، وأنشد لِمُرَقّشٍ السَّدُوسِیّ :

ولَقَدْ غَدَوْتُ وکنت لا

أَغْدُو علی وَاقٍ وحَاتِمْ

فإذا الأشَائِمُ کالأیَا

مِن والأیَامِنُ کالأشَائِمْ

وکذاک لا خَیْرٌ ولا

شَرٌّ عَلَی أحَدٍ بِدَائم

ص: 260

عمرو عن أبیه قال : الحاتم : المشئوم ، والحاتِمُ : الأسْوَدُ من کُلِّ شیء.

وقال غیره : سُمِّی الغراب الأسْوَدُ حاتماً لأنه یَحْتِم عندهم بالفراق إذا نَعَبَ أی یَحْکم ، والحاتِمُ : الحاکِمُ المُوجِبُ للحُکْم.

وقال اللیث : التَّحَتُّم : الشَّیء إذا أَکَلْتَه فکان فی فمک هَشّاً.

أبو عُبَید عن أبی زید قال : الحُتَامَهُ : ما فَضَل من الطَّعام علی الطَّبقَ الذی یُؤْکل علیه فهو الحُتَامَه.

وقال غیره : ما بقی علی المائده من الطعام.

سَلَمَهُ عن الفرَّاء : التَّحَتُّم : أَکْلُ الحُتَامَهِ وهی فُتاتُ الخُبز.

وجاء فی الخبر : «من أَکَلَ وتَحَتَّم فَلَهُ کذا وکذا من الثواب».

قال الفَرَّاء : والتَّحَتُّم أیضاً : تَفَتُّتُ الثُؤْلُول إذا جَفَّ ، والتَّحَتُّم : تَکَسُّر الزُّجاج بعضه علی بعض.

قال : والْحَتَمَهُ : القارُورَهُ المُفَتَّتَهُ.

وفی «نوادر الأعراب» یقال : تحتَّمتُ له بخیر أی تَمَنَّیْتُ له خیراً وتَفَاءَلْتُ له.

ویقال : هو الأخُ الْحَتْمُ أی المَحْضُ الحَقُّ.

وقال أبو خِرَاش یَرْثی رَجُلاً :

فوالله لا أَنْسَاکَ ما عِشْتُ لَیْلَهً

صَفِیٍّ من الإخوانِ والْوَلَدِ الْحَتم

تحم

قال اللیث : الأتْحَمِیُ : ضَرْبٌ من البُرُود وقال رُؤْبَه :

* أَمْسَی کَسَحْقِ الأتْحَمِیّ أَرْسُمُه*

وقد أتحمْتُ البُرُودَ إتحاماً فهی مُتْحَمَهٌ ، وقال الشاعر :

صَفْرَاء مُتْحَمَهً حِیکَتْ نَمانِمُها

من الدِّمِقْسِیِّ أو مِنْ فَاخِرِ الطُّوطِ

الطُّوطُ : القُطْنُ.

وقال غیره : تَحَّمْتُ الثوبَ : وشَّیْتُه ، وفرسٌ مُتَحَّمُ اللَّوْنِ إلی الشُّقْرَهِ ، وکأنه شُبِّه بالأتْحمِیِ من البُرودِ وهو الأحْمَرُ.

وفرسٌ أَتْحَمِیُ اللون.

وروی أبو العَبّاس عن سَلَمَه عن الفرَّاء قال : التَّحَمَهُ : البُرُودُ المخططه بالصُّفْرَه.

عمرو عن أبیه : التَّاحِمُ الحائِکُ.

متح

قال اللیث : المَتْحُ : جَذْبُک رِشَاءَ الدَّلْو تَمُدُّه بید وتأخُذُ بید علی رَأْسِ البِئْر.

والإبلُ تَتَمَتَّحُ فی سَیرها إذا تَرَاوَحَت بأیدیها.

وقال ذو الرُّمَّه :

* لأیْدِی المَهَارَی خَلْفَها مُتَمَتَّحُ *

وفَرسٌ مَتَّاحٌ أی مَدَّادٌ.

وسُئل ابن عباس عن السفر الذی تُقْصَرُ فیه الصَلاه ، فقال : لا تُقْصَرُ إلا فی یوم مَتَّاحٍ إلی اللیل ، أراد لا تقصر الصلاه إلا مَسِیرَه یوم یَمْتَدُّ فیه السیر إلی المساء بلا وَتِیرهٍ ولا نُزُول.

وقال أبو سعید المَتْح : القَطْعُ. یقال : مَتَحَ الشیءَ ومَتَخَه إذا قطعه من أصلهِ ، وقال : مَتَحَ بِسَلْحِه وَمَتَخَ به إذا رَمَی به رواه أبو تراب عنه.

ص: 261

ثعلب عن ابن الأعرابی : یقال للجراد إذا ثَبَّتَ أذنابه لیَبِیض مَتَحَ وأَمْتَحَ ومَتَّحَ ، وبَنَّ وأَبَنَّ وبَنَّنَ وقَلَزَ وأَقْلَزَ وقَلَّزَ.

قلتُ : ومَتَخَ الجَرَادُ بالخاءِ مِثْلُ مَتَحَ.

أبو عُبَید عن الأصمعی : بئرٌ مَتُوحٌ وهی التی یُمَدُّ منها بالیَدَیْن نَزْعاً.

قلتُ : وهذا هو الصَّواب لا ما قاله اللیث.

ویقال : رَجُلٌ ماتِحٌ ورجالٌ مُتَّاحٌ ، وبَعیرٌ ماتِحٌ وجِمَالٌ مَوَاتِحُ ، ومنه قولُ ذی الرُّمَّه :

* ذِمامُ الرَّکَایَا أَنْکَرَتْها المَوَاتِحُ *

وقال الأصمعی : یقال مَتَحَ النهارُ ومَتَحَ اللیلُ إذا طَالا. ویومٌ متَّاحٌ : طَوِیلٌ تامٌّ ، یقال ذلک النهار الصیف ولیل الشتاء.

حمت

قال اللیث : الحَمِیتُ : وِعَاءُ السَّمن کالعُکَّه والجمیع الحُمُت.

وفی حدیث عمر أنه قال لِرَجُل أتاه سائلاً فقال : هَلَکْت ، فقال له : أَهَلَکْتَ وأنتَ تِنِثُّ نَثِیثَ الحَمِیت.

قال أبو عُبَید : الأحْمَرُ الحَمِیتُ : الْزِّقُّ المُشْعَر الذی یُجعَل فیه السمنُ والعسلُ والزیتُ وجمعه حُمُتٌ.

وقال ابن السکیت : الحَمِیتُ : المَتِینُ من کلِّ شیء وسُمِّی النِّحْیُ حَمِیتاً : لأنه مُتِّن بالرُّبِّ. قال وغَضَبٌ حَمِیتٌ : شدیدٌ وأنشد :

* حتَّی یَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِیتُ *

ویقال للتَّمرهِ الشدیدهِ الحلاوه : هی أَحْمَتُ حَلاوهً من هذه أی أشدُّ حلاوه.

أبو عُبَید عن الکسائی : یومٌ حَمْتٌ ولیلهٌ حَمْتَهٌ ، ویوم مَحْتٌ ولیلهٌ مَحْتَهٌ ومَحْت وقد حَمُتَ ومَحُتَ کل هذا فی شده الحَرِّ ، وأنشد شمر :

* مِنْ سَافِعاتٍ وهَجِیرٍ حَمْت *

عمرو عن أبیه : الحامِتُ : التَّمر الشدید الحلاوه.

وقال ابن شُمَیل : حَمَتَک الله علیْه أی صَبَّک الله علیه بِحَمتِک.

محت

أبو عُبَید عن الکِسائی : مَحَتَ یَوْمُنا وحَمُتَ إذا اشتدَّ حرُّه.

عمرو عن أبیه. الماحِتُ : الیومُ الحارُّ.

وقال غیرُه : عربیٌّ بَحْتٌ مَحْتٌ أی خالِصٌ.

أبواب الحاء والظاء

اشاره

(ح ظ ذ) _ (ح ظ ث) : أهملت وجوهها.

ح ظ ر
اشاره

استعمل من وجوهها : حظر.

حظر

قال اللیث : الحِظَارُ : حائِطُ الحَضِیرَه ، والحَظِیرَهُ تُتَّخَذُ من خشبٍ أو قصب ، وصاحبُها مُحْتَظِر إذا اتَّخَذَها لنفسه ، فإذا لم تَخُصَّه بها فهو مُحَظِّر ، وکلُّ من حال بینکَ وبین شیء فقد حَظَرَهُ علیک.

قال الله تعالی : (وَما کانَ عَطاءُ رَبِّکَ مَحْظُوراً) [الإسرَاء : 20] وکلُّ شیء حَجَزَ بین شَیئین فهو حِظَارٌ وحِجَارٌ.

قلتُ : وسَمِعْتُ العربَ تقول للجدار من الشَّجَر یُوضَع بعضُه علی بعض لیکون ذَرًی لِلمَالِ یَرُدُّ عنه برد الشمال فی الشتاء حَظَارٌ بفتح الحاء ، وقد حَظَّر فُلانٌ علی

ص: 262

نَعَمِه ، وقال الله جلّ وعزّ : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَیْهِمْ صَیْحَهً واحِدَهً فَکانُوا کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ) [القَمَر : 31] وقُرِیء (کهَشِیم المُحْتَظَر) ، فمن قرأ الْمُحْتَظِرِ أراد کالهشیم الذی جمعه صاحبُ الحظیرَه ، ومن قرأ المُحْتَظَر بفتح الظاء فالمحتظَر اسم للحظیره ، المعنی کهشیم المکان الذی یُحْتَظَرُ فیه الهشیمُ ، والهشیمُ : ما یَبِسَ من الحُظُرَاتِ فارْفَتَّ وتَکَسَّر.

المعنی أنهم بادوا وهَلکوا فصاروا کیَبِیس الشجر إذا تَحَطَّم.

وقال الفرّاء : معنی قوله : (کَهَشِیمِ الْمُحْتَظِرِ) أی کهشیم الذی یَحْتَظِر علی هَشِیمِه ، أراد أَنَّه حَظَّرَ حِظَاراً رَطْباً علی حِظَارٍ قدیمٍ قد یَبِسَ.

ویقال للحَطَبِ الرَّطْب الذی یُحْظَرُ به الحَظِرُ. ومنه قول الشاعر :

* ولم تمشِ بینَ الحیِ بالحظِر الرَّطْب*

أی لم تَمْشِ بینهم بالنمیمه.

وفی حدیث أُکَیْدِر دُومَه : «ولا یُحْظَرُ علیکم النَّبَاتُ».

یقول : لا تُمْنَعُون من الزراعه حیث شِئْتُم ، ویجوز أن یکون معناه : لا یُحْمَی علیکم المَرْتَعُ.

ورُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال : «لا حِمَی فی الأراک». فقال له رجلٌ : أَرَاکهٌ فی حَظَارِی ، فقال : «لا حِمَی فی الأَرَاک».

رواه شَمِر وقَیَّدَهُ بخَطِّه فی حِظارِی بکسر الحاء.

وقال : أراد بِحَظَارِ الأرض التی فیها الزرع المحاط علیه.

ح ظ ل
اشاره

استعمل من وجوهه : حظل ، لحظ.

حظل

قال اللیث : الحَظِلُ : المُقَتِّرُ ، وأنشد :

* طَبَانِیَهٌ فیَحْظُلَ أو یَغَارا*

قال : والحاظِلُ : الذی یَمْشی فی شِقٍّ مهن شَکاه.

وقال : مَرَّ بنا فُلانٌ یَحْظُل ظالِعاً.

وعن ابن الأعرابی أنَّه أنشد :

وحَشَوْتُ الغَیْظَ فی أَضْلَاعه

فَهُوَ یَمْشی حَظَلاناً کالنَّقِر

قال : والکَبْشُ النَّقِرُ الذی قد التوی عِرْقٌ فی عُرْقُوبَیْه فهو یکُفُّ بعض مَشْیِه. قال : وهو الْحَظَلَانُ.

قال : حَظَلَ یَحْظُلُ حَظَلَاناً.

وقال ابن السکیت : حَظَلَت النَّقِرَهُ من الشاء تَحْظُلُ حَظْلاً أی کَفَّتْ بَعْضَ مِشْیَتِها.

وأما البیت الذی احْتَجَّ به اللیثُ فإن الرواه رووه مَرْفُوعاً :

فما یُخْطِئْکِ لا یُخْطِئْکِ منه

طَبَانِیَهٌ فَیَحْظُلُ أو یَغَارُ

یَصِفُ رجُلاً بشده الغَیْرَه ، والطِّبَانَهِ لِکُل مَنْ نَظَرَ إلی حلیلَتِه فإما أن یَحْظِلَها أی یَکُفُّها عن الظهور أو یَغَارُ فیغضب ، ورفع فیحظل علی الاستئناف.

وقال اللیث : بَعیرٌ حَظِلٌ إذا أکَلَ الحَنْظَلَ وقلَّما یأکله یحذفون النون ، فمنهم من یقول : هی زائده فی البناء ، ومنهم من

ص: 263

یقول هی أصلیه ، والبناء رُباعی ولکنها أحَقّ بالطّرْح لأنها أخف الحروف ، وهم الذین یقولون : قد أسبل الزرعُ بطرح النون ، ولغه أخری قد سَنْبَلَ الزرع.

وقال شمر : حظَلْتُ علی الرِّجُل وحظَرْتُ وعَجَزْتُ وحجَرْتُ بمعنی واحد. سمعت ابن الأعرابی یقوله ، وأنشدنا :

ألا یا لَیْلَ إنْ خُیِّرْتِ فینَا

بعَیْشِکِ فانْظُری أَیْنَ الخِیَارُ

فما یُخْطِئْکِ لا یُخْطِئْکِ منه

طَبَانِیَهٌ فَیَحْظُلُ أو یَغَارُ

قال الفرَّاء : یَحْظُل : یَحْجُر ویُضَیِّق.

وقال أبو عمرو : الحِظْلِانُ : المَنْعُ ، وأَنْشَد :

* تُعَیِّرُنی الحِظْلَانَ أُمُّ مُغَلِّس*

لحظ

قال اللیث : اللِّحَاظُ : مُؤْخِرُ العَیْنِ.

واللَّحْظَهُ : النَّظْرَهُ من جانِب الأُذُن.

ومنه قول الشاعر :

فلمَّا تَلَتْه الخَیْلُ وهوَ مُثَابِرٌ

علی الرکْضِ یُخْفِی لَحظَهً ویُعِیدُها

وقال ابن شمیل : اللِّحَاظُ : مِیسَمٌ من مُؤْخرِ العَیْنِ إلی الأُذُن وهُو خَطُّ ممْدُود ، وربْما کانَ لِحَاظَیْن من جانبین ، وربما کانَ لِحَاظاً واحداً من جانب واحد ، وکانت سِمَهَ بنی سعد.

وجَمَلٌ مَلْحُوظٌ بلِحَاظَیْن ، وقد لَحَظْتُ البَعِیرَ ولَحَّظْتُه تلْحِیظاً.

ولَحْظَهُ : مَأْسَدَهٌ بتهامه.

یقال : أُسْدُ لَحْظَه کما یُقالُ : أُسْدُ بِیشَه.

قال النَّابِغهُ الجَعْدِیّ :

سَقَطُوا عَلَی أَسَدٍ بِلَحْظَه مَشْ

بُوحِ السَّوَاعِدِ باسِلٍ جَهْمِ

وأما قول الهُذَلِیّ یَصِفُ سِهاماً :

کساهُنَّ أَلآماً کأنَ لِحَاظَها

وتفصِیلَ ما بَیْنَ اللِّحَاظ قَضِیمُ

أراد کساها رِیشاً لُؤَاماً.

ولِحَاظُ الرِّیشَهِ : بَطْنُها إذا أُخِذَتْ من الجَنَاح فَقُشِّرَتْ فأَسْفَلُها الأبیضُ هو اللِّحاظُ. شَبَّه بَطْنَ الرِّیشه المقشُوره بالقَضیم ، وهو الرِّقُّ الأبْیضُ یُکْتَبُ فیه.

وقال غیر واحد : المأْقُ : طَرَفُ العَیْنِ الذی یَلِی الأَنْفَ.

واللِّحاظُ : مُؤْخِرُها الذی یلی الصُّدْغَ.

أبو زید : لَحَظ فلان یَلْحَظُ لَحَظاناً إذا نَظرَ بمُؤْخِرِ عَیْنِه.

وفلانٌ لَحِیظُ فلانٍ أی نَظیرُه.

ح ظ ن
اشاره

استعمل من وجوهه : نظح ، حنظ.

نظح

قال اللیث : أَنْظَح السُّنْبُلُ إذا رأیت الدقیق فی حَبِّه.

قلت : الذی حَفِظْناه وسمعناه من الثِّقَات : نَضَحَ السُّنبُلُ وأَنْضحَ وقد ذکرته فی باب الحاء والضاد ، والظَّاء بهذا المعنی تصحیف إلا أن یکون محفوظاً عن العرب فیکون لغه من لغاتهم ، کما قالوا بَضْرُ المرأه لِبَظْرِها.

حنظ

تقول العرب : رَجُلٌ حِنْظِیانٌ وحِنْذِیان وخِنْذِیان وعِنْظِیان إذا کان فَحَّاشاً.

ص: 264

ویقال للمرأه : هی تُحَنْظِی وتُحَنذِی وتُعَنْظِی إذا کانت بَذِیَّهً فحّاشهً.

قلت : وحنْظَی وعنْظَی ملحقان بالرُّبَاعی ، وأصْلُها ثُلاثی ، والنون فیها زائده ، کأنَّ الأصلَ مُعْتَل.

ح ظ ف
اشاره

استعمل من وجوهه : [حفظ].

حفظ

قال اللیث : الحِفْظُ : نَقِیضُ النسیان ، وهو التَّعاهُد وقِلَّهُ الغفْلهِ.

والحَفیظُ : المُوکَّلُ بالشَّیْء یَحْفَظُه ، یقال : فُلانٌ حَفِیظُنَا علیْکُم وحافِظُنا.

قلت : والحَفیظُ من صفات الله جلّ وعزّ ، لا یَعْزُبُ عن حِفظِه الأشیاءُ کُلُّها (مِثْقالُ ذَرَّهٍ فِی السَّماواتِ وَلا فِی الْأَرْضِ) ، وقد حَفِظَ علی خَلْقِه وعباده ما یعْمَلون من خَیْرٍ أو شَرٍّ ، وقد حفِظَ السمواتِ والأرضَ بقدرته (وَلا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ).

وقال جَلَّ وعزَّ : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ (21) فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) [البروج : 21 ، 22] قال أبو إسحاق : أی القرآن (فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) ، وهو أُمُّ الکِتَاب عند الله جَلَّ وعزَّ ، قال : وقُرِئَتْ مَحْفُوظٌ وهو من نعت قوله : فی لَوْحٍ.

وقال الله جلّ وعزّ : (فَاللهُ خَیْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ) [یُوسُف : 64] ، وقُرِیء (خَیْرٌ حِفْظاً) نَصبٌ علی التمییز ، ومَنْ قرأ حافِظاً ، جاز أن یکون حالاً ، وَجَاز أن یکون تمییزاً.

وَرَجُلٌ حَافِظٌ ، وقَوْمٌ حُفَّاظٌ ، وهُم الذین رُزقوا حِفْظ ما سَمِعوا ، وقلَّما یَنْسَوْن شَیْئاً یَعُونه.

وقال بعضهم : الاحْتِفَاظُ : خصوص الحِفْظِ ، تقول : احْتَفَظْتُ بالشیء لِنَفْسی. ویقال : اسْتَحْفَظتُ فُلاناً مالاً إذا سألته أن یحفظه لک واستحفظتُه سِرّاً ، وقال الله فی أهل الکتاب : (بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ کِتابِ اللهِ) [المَائده : 44] أی استُودِعُوه وأَتُمِنُوا علیه.

وقال اللیث : التَّحَفُّظ : قِلَّهُ الغفله فی الکلام ، والتَّیَقُّظُ من السَّقْطه.

والمحافظهُ : المواظبهُ علی الأمر.

قال الله جلّ وعزّ : (حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ) [البَقَرَه : 238] أی واظبوا علی إقَامتها فی مَواقیتها. ویقال : حافَظ علی الأمر والعمل وثابَرَ علَیه بمَعْنًی وحَارَضَ وبَارک إذا داوم علیه.

والحِفَاظ : المحافَظهُ علی العهد ، والمحَامَاهُ علی الحُرَمِ ومَنْعُها من العَدُوِّ ، والاسم منه الحَفیظَهُ ، یقال : رَجُلٌ ذو حَفِیظه. وأهلُ الحَفَائِظ : أَهلُ الحَفَاظ ، وهم المحَامون علی عَوْرَاتِهم الذَّابُون علیها ، وقال العَجَّاجُ :

* إنَّا أُنَاسٌ نَلزَمُ الحِفَاظا*

والحِفْظَهُ : اسم من الاحتفاظ عند ما یُرَی من حَفِیظه الرَّجُل ، تقول : أَحْفَظْتُه فاحْتَفَظَ حِفْظَهً ، قال العَجَّاجُ :

مَعَ الْجَلَا وَلَائحِ القَتِیرِ

وحِفْظَهٍ أَکَنَّهَا ضَمِیری

یُفَسَّر علی غَضْبَهٍ أَجَنَّها قَلْبی ، وقال الآخر :

ص: 265

وما العَفْوُ إلا لامریء ذی حَفِیظَهٍ

متَی یُعْفَ عَنْ ذنْبِ امریء السَّوْءِ یَلْجَجِ

وقال غَیْرُه : الحِفاظُ : المُحافَظَهُ علی العَهْدِ ، والوَفَاء بالعَقْد ، والتَّمسُّک بالوُدّ.

والْحَفِیظَهُ : الغَضَبُ لِحُرْمَهٍ تْنْتَهک من حُرَمَاتِکَ أو جَارٍ ذی قَرابهُ یُظْلَمُ من ذَویک أو عَهْدٍ یُنْکَث.

والمُحْفِظَات : الأمُورُ التی تُحفِظُ الرجلَ أی تُغضِبه إذا وُتِرَ فی حَمیمه أو فی جیرانه ، وقال القَطامِیُّ :

أخوکَ الذی لا یَمْلِکُ الحِسَّ نَفْسَه

وتَرْفَضُّ عند المُحْفِظاتِ الکَتَائفُ

یقول : إذا استَوْحَشَ الرجلُ من ذی قرابته فاضطغن علیه سخیمهً لإساءَهٍ کانت منه إلیه فأوْحَشَتْه ثم رآه یُضامُ زال عن قَلْبه ما احْتَقَدَهُ علیه وغَضِبَ له فَنَصَره وانْتَصَر له من ظالمِه.

وحُرَمُ الرَّجُل : مُحْفِظاتُه أیضاً.

وقال النَّضْرُ : الطریق الحافِظُ هو البَیِّن المستقیم الذی لا یَنْقَطِع ، فأمَّا الطریق الذی یَبینُ مَرَّهً ثم یَنْقَطِع أَثَرُه ویمَّحی فَلَیْسَ بِحافِظٍ.

وقال اللیث : احْفَاظَّت الجِیفَهُ إذا انْتفَخَت.

قلت : هذا تصحیف منکر ، والصواب اجْفَأَظَّت بالجیم ، وروی سَلَمَهُ عن الفراء أنه قال : الجَفیظُ : المقتول المُنْتَفِخُ بالجیم ، وهکذا قرأتُ فی «نوادِر ابن بُزُرج» له بخط أبی الهیْثَمِ الذی عرفته له اجْفَأَظَّت بالجیم ، والحَاءَ تَصْحیف ، وقد ذکر اللَّیْثُ هذا الحرفَ فی کتَابِ الجیم فَظَنَنْتُ أنه کان مُتَحَیراً فیه فذکره فی موضعین.

ح ظ ب
اشاره

أهمل اللیث هذا الباب واستعمل منه : حظب.

حظب

أخبرنی المنذری عن ثعلب عن ابن الأعرابی أنه قال : الحُظُبًّی : صُلْبُ الرَّجل ، وأنشد قول الفِنْذِ الزِّمَّانِی ، واسمه شَهْلُ بنُ شَیْبَان :

ولوْ لا نَبْلُ عَوْضٍ فی

حظَبَّایَ وأوْصالِی

أراد بالعَوْضِ الدَّهْرَ له ، وحُظُبَّاهُ : صُلْبُه.

الحَرَّانی عن ابن السِّکِّیت قال الفراء : رَجُلٌ حُظُبَّه : حُزُقَّهٌ إذا کان ضیِّقَ الْخُلُق ، ورَجْلٌ حُظُبٌ أیضاً ، وأنشد :

حُظُبٌ إذا سَاءَلتِه أو تَرکْتِه

قَلاکِ وإن أعْرَضْت رَاءَی وسمَّعَا

أبو عُبَیْد عن الأُمَوی : مِن أمْثالهم فی باب الطعام : «اعْلُل تحْظُبْ» أی کُلْ مَرَّهً بعد أخْری تَسْمَن ، یقال منه قد حَظَب یَحظِبُ حُظُوباً إذا امْتَلأ ، ومِثْلُه کَظَب یَکْظِبُ کُظُوباً.

وقال الفرَّاء : حَظَبَ بَطْنُه وکَظَبَ إذا انتفَخَ.

أخبرنی المنذری عن ثعلب عن سَلَمَهَ عن الفراء قال : من أَمْثال بَنِی أسَد : اشْدُدْ حُظُبَّی قَوْسَک ، یرید اشدد یا حُظُبَّی قَوْسَک ، وهو اسم رجل ، أی هَیِّیءْ أمْرَک. ابن السکیت : رأیت فُلاناً حاظِباً ومُحْظَئِباً

ص: 266

أی مُمتَلِئاً بَطِیناً.

ح ظ م
اشاره

أهمل اللیث وجوهه :

[حمظ]

وقال أبو تُراب : سمعت بعضَ بنی سُلَیْم یقول : حَمَزَهُ وحَمَظَه أی عَصَرَهُ جاء به فی باب الظَّاء والزَّای.

أبواب الحاء والذال

اشاره

ح ذ ث : أهملت وجوهها کلها.

ح ذ ر
اشاره

استعمل من وجوهها : حذر ، ذرح.

قال اللیث ینظر فی ذحر فإن وجد مستعملاً ذکر ما فیه قلت : ولم أجده مستعملاً فی شیء من کلامهم.

حذر

قال اللیث : الحَذَرُ : مَصْدَر قَوْلِک : حَذِرْتُ أحْذَرُ حَذَراً فأنا حاذِرٌ وحَذِرٌ قال : وتُقرأُ هَذِه الآیه : (وَإِنَّا لَجَمِیعٌ حاذِرُونَ) [الشُّعَرَاء : 56] أی مُسْتَعِدُّون ومن قَرأَ (حَذِرون) فمعْناهُ إنَّا نخَافُ شَرَّهُم.

وقال الفرّاء فی قَوْلِه (حاذِرُونَ) ، رُوِی عن ابْنِ مسعود أنَّه قال : مُؤذُوْن ذَوُو أداهٍ من السِّلاح ، وقُرِیء (حَذِرون) ، قال : وکأنَ الحاذر الذی یَحْذَرُک الآن ، وکأن الحَذِر المخلوقُ حَذِراً لا تلقاه إلا حَذِراً ، وقال : الزجاج : الحاذِرُ : المسْتَعِدُّ ، والحَذِرُ : المُتَیَقّظُ ، وقال شمر : الحاذِرُ : المُؤذِی الشَّاکُّ فی السِّلاحِ وأنشد :

وبِزّهٍ فَوْقَ کَمِیٍ حَاذِرِ

ونَثْرَهٍ سَلَبْتُها عن عَامِرِ

وحَرْبَهٍ مِثْلِ قُدَامَی الطّائر

أبو زید : فی العَیْن الحَذَرُ ، وهو ثِقَلٌ فیها من قَذًی یُصِیبُها. والحذَلُ : باللام طولُ البُکَاءِ ، وألّا تجِفّ عَیْنُ الإنسان.

اللیث : أنَا حَذِیرُک مِنْ فُلَانٍ أی أُحَذِّرُکَهُ.

قلت : لم أسمع هذا الحَرْفَ لغَیْرِه ، وکأنَّه جاءَ به علی لَفْظِ نَذِیرُک وعَذِیرک.

وقال اللیث : یُقالُ حَذَارِ یا فلان أی احْذَرْ وأنشدَ :

* حَذَارِ من أَرْمَاحِنا حَذَارِ*

جُرَّتْ لِلْجَزْمِ الذی فی الأمْر وأُنِّثَتْ لأنها کلمه ، وتقولُ : قد سَمِعْتُ حَذَارِ فی عَسکَرِهم ودُعِیَتْ نَزَالِ بینَهم.

قال : وحُذَارُ : اسم أبی ربیعه بن حُذَارٍ قاضی العرب فی الجاهِلیه ، وکان مِنْ بَنِی أسدِ بن خُزَیمَه.

أبو عُبَید عن الأصْمعی : الحِذْرِیَهُ مِن الأرضِ : الخَشِنَهُ والجمع حَذَارِیّ.

وقال النَّضْرُ : الحِذْرِیَهُ : الأرضُ الغَلِیظَه من القُفّ الخَشِنَهُ.

وقال أبو خَیْرَهَ : أَعْلی الجبَل إذا کان صُلْباً غلیظاً مُسْتوِیاً فهو حِذْرِیَهٌ ، ویقالُ : رَجُلٌ حِذْرِیانُ إذا کانَ حَذِراً عَلَی فِعْلِیَانٍ.

ذرح

ابن المُظفَّر : الذُّرَحْرَحَهُ : الواحِدَهُ مِنَ الذَّرَارِیح ، ومنهم مَنْ یقول : ذَرِیحه واحدهٌ وتقولُ : طعَامٌ مَذْرُوحٌ وهی أعظم من الذُّبَاب شیئاً ، مُجَزَّعٌ مُبَرْقَشٌ بحُمْرَه وسوَادٍ وصُفْرَهٍ لها جناحان تطیرُ بهما ، وَهُوَ سَمٌّ قاتلٌ فإذا أرَادُوا أَنْ یَکْسِرُوا حَدَّ سَمِّه خَلَطُوه بالعَدَس فیصیر دوَاءً لِمَنْ عَضَّهُ الکلْبُ الکَلِبُ.

ص: 267

قال : وبَنو ذَرِیحٍ : من أحیاءِ العربِ.

والذَّرَحُ : شَجَرهٌ یُتَّخَذُ مِنها الرِّحَالهُ.

عَمْرُو عنْ أبیه : الذَّرَائح : هَضَباتٌ تُبْسَطُ عَلَی الأرْض حُمْرٌ ، واحدتُها ذَریحه.

ثعلب عن ابن الأعرابی : ذَرَّحَ إذا صَبَّ فی لَبَنِه ماءً لیَکْثُرَ.

أبو حاتم قال أبو زید : المَذِیقُ والضَّیْحُ ، والمُذَرِّحُ ، والذُّرَّاح والذُّلَّاحُ والمُذَرّقُ کلُّه : اللَّبَنُ الذی مُزِجَ بالماءِ.

عمرو عنْ أبیه : ذَرَّحَ إذا طَلی إداوَتَه الجدید بالطین لتطیب رائحتها. وقال ابن الأعرابی مرّخ إداوته بهذا المَعْنَی.

قال : ویقال : أَحْمَرُ ذَرِیحِیٌ إذا کانَ شدیدَ الحُمْرَه قال : وذَرَّحْتُ الزَّعْفَرَان وغیرَهُ فی الماءِ إذا جَعَلْتَ منهُ فیهِ شیئاً یَسِیراً.

ح ذ ل
اشاره

استعمل من وجوهه : حذل ، ذحل.

حذل

قال اللیث : الحَذَل «مُثَقَّل» : حُمْرَهٌ فی العَیْن. تقولُ : حَذِلتْ عَیْنُه حَذَلاً.

وقال العَجّاجُ :

* والشَّوْقُ شَاجٍ لِلْعُیونِ الحُذَّلِ *

وصَفَها کأنَّ تلکَ الْحمْرَه اعْتَرتْها مِنْ شِدَّهِ النَّظرِ إلی ما أَعْجِبَتْ به.

وقال أبو حاتم : الحَذَلُ : حُمْرَهٌ فی العیْنِ وانْسِلَاقٌ وسَیَلانٌ. وانْسِلَاقُهَا : حُمْرَهٌ تَعْتَرِیها.

وقال أبو زید : الحَذَلُ : طُولُ البُکاء وأَلَّا تَجِفَّ العَیْنُ.

ابن الأعرابی : الحُذَالُ : انسلاق العین.

والحَذَالُ بفتح الحاء : صَمْغُ الطَّلْح إذا خرَجَ فأکلَ العُودَ فانحَتَّ واخْتَلَط بالصَّمْغ وَإذا کانَ کذلکَ لم یُؤْکل ولَمْ یُنتفَع بِهِ.

أخبرَنی المُنْذِریّ عنْ أبی العبَّاس عن سَلَمه عن الفرّاء قال الْحُذالُ : حَیْضُ السَّمُر وقال نُسَمِّه الدُّوَدِم : وذلکَ أَنهم یَحُزُّونَ حَزّاً فی ساق السَّمُرَهِ فیخرُجُ منها دَمٌ کأَنَّه حَیْضٌ ، وأنشد :

* کأَنَّ نبیذکَ هذا الحُذَال *

قال : والحِذْلُ : الحُجْزَهُ.

وقال ثعلبٌ : وسمِعْتُه یقولُ : حُجْزَتُه وحُذْلَتُه وحُزَّته وحُبْکتُه واحِدٌ.

ذحل

قال اللیث : الذَّحْلُ : طَلَبُ مکافأَهٍ بجِنَایَهٍ جُنِیتْ عَلَیْک أو عَداوهٍ أُتِیتْ إلیک.

قُلتُ : وجمع الذَّحْلِ ذُحُول وهُوَ التِّرَهُ.

ح ذ ن
اشاره

استعمل من وجوهه : حنذ ، حذن.

حنذ

قال اللیث : الحَنْذُ : اشْتِوَاءُ اللحْمِ بالحِجَاره المُسَخَّنه ، تقول : حَنَذْتُه حَنْذاً ، وقال فی قولِ الله جلّ وعزّ : (فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِیذٍ) [هُود : 69]. قال : مَحْنوذٌ مَشْوِیٌّ.

سَلَمَهُ عنِ الفرَّاء قال : الحَنِیذُ : ما حفَرْت له فی الأرْضِ ثمَّ غَمَمْته وهوَ من فِعْلِ أهلِ البادِیَهِ معْرُوف ، وهو مَحْنوذٌ فی الأصْل ، قدْ حُنِذَ فهُوَ مَحْنوذٌ ، کما قیلَ : طَبِیخٌ ومَطْبُوخٌ.

وقال فی کتاب «المصادِرِ» : الخَیْل تُحنَّذُ إذا أُلْقِیَتْ عَلَیْها الجِلَالُ بعضُها عَلَی بَعض لِتَعْرَقَ.

ص: 268

قال : ویقال : إذا سَقَیْتَ فاحْنِذْ یَعنی أخْفِسْ ، یُرِیدُ أقِلَّ الماء وأَکثِر النَّبِیذ. قال : وأَعْرَق فی مَعْنی أَخْفَسَ.

وأَخبرنی المُنْذری عن أبی الهیْثَم أَنّه أَنکرَ ما قاله الفرَّاء فی الإحنْاذِ أنّه بمعْنی أخْفسَ وأعْرَقَ وعَرَفَ الإخفاس والإعْرَاقَ.

وقال أبو عمر : قال أبو العباس : قال ابن الأعرابی : شَرَابٌ مُحْنَذٌ ومُخْفَسٌ ومُمْذًی ومُمْهًی إذا أُکثِرَ مِزَاجُه بالماء ، وهذا ضِدُّ ما قاله الفرَّاء.

وقال أبو الهیْثَم : أصلُ الحَنِیذِ من حِناذ الخیْل إذا ضُمِّرَتْ. وحِناذها أن یُظاهَرَ علیهَا جُلٌّ فوق جُلٍّ حتی تُجلَّلَ بأَجلَالٍ خمسهٍ أو سته لیَعْرَقَ الفرسُ تحْتَ تلک الْجِلَالِ ویُخْرِجَ العَرَقُ شحمَه کیلَا یتنفس تنفُّساً شدیداً إذا أُجری. قال : والشِّوَاءُ المحنوذُ الذی قد أَلْقیت فوقه الحجارَهَ المَرْضُوفَهَ بالنار حتی یَنْشَوی انْشِواءً شدیداً فَیتهَرَّی تحتها.

ویقال : حنَذْنا الفرسَ نحنِذُه حَنْذاً وحِناذاً أی ظاهَرنا علیه الجِلَالَ حتی یعرق تَحْتَها.

وقال أبو عُبَیْد : الحَنِیذُ : الشِّوَاءُ الذی لم یُبَالَغْ فی نُضْجه ، قال : ویقال : هو الشِّوَاءُ المَغْمُومُ. وقال شمر : الحنیذ من الشواء : الحار الذی یقطر ماؤه وقد شُوِی ، وروی عن شَمِر ابن عَطِیَّه أنه قال فی قوله : (جاءَ بِعِجْلٍ حَنِیذٍ) [هود : 69] هو الذی یَقْطُر مَاؤُه وقد شُوِی وهذا أَحْسنُ ما قیل فیه.

وقال شمر : الحَنِیذُ : الماءُ السُّخْنُ. وأَنْشَد لابن مَیَّادَهَ :

* إذا بَاکَرَتْه بالْحَنِیذ غَوَاسِلُهُ*

قال شمر : الحَنِیذُ من الشِّوَاءِ : النَّضِیجُ وهو أن تَدُسَّه فی النَّار وقد حَنَذَه یَحْنِذُه حَنْذاً ویقال : أَحْنِذِ اللَّحْمَ أی أنضجه.

قلت : وَقَدْ رأیتُ بوادی السِّتَارَیْن من دیار بنی سَعْد عَیْنَ ماء علیه نَخْلٌ زَیْنٌ عامِرٌ وقُصُورٌ من قُصُورِ میاه العرب یقال لذلک الماء : حَنِیذ ، وکان نَشِیلُه حارّاً فإذا حُقِنَ فی السِّقَاء وعُلِّق فی الهواء حتی تَضْرِبَه الرِّیحُ عَذُبَ وطابَ.

وفی أَعْرَاضِ مدینه رسول الله صلی الله علیه وسلم قَرْیَهٌ فیها نَخْلٌ کثیر یقالُ لها : حَنَذ. وأَنْشَدَ ابْنُ السِّکِّیت لبعض الرُّجازِ یصفُ النَّخْلَ وأنه بحذاء حَنَذ ویُتَأَبَّرُ منه دون أن یُؤْبَر فقال :

تَأبَّرِی من حَنَذٍ فَشُولی

تَأَبَّرِی یا خَیْرَهَ الفَسِیلِ

إذْ ضَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ

بالْفُحُولِ

ومعنی تَأَبری أی تلقَّحی وإن لم تُؤَبَّری برائحه حِرْق فحاحیل حَنَذ : وذلک أَنَّ النَّخْلَ إذا کان بحذاء حائِطٍ فیه فُحّالٌ مما یلی مَهَبَّ الجنوبِ فأنها تَتَأَبَّرُ برَوَائحها وإن لم تُؤَبَّرْ ، وقوله : فَشُولی ، شبَّهها بالنَّاقَهِ التی تَلْقَح فَتَشُولُ ذَنَبها أی ترفَعُه.

حذن

أبو عُبَیْد عن الأَحْمَرِ : الحُذُنَّتَانِ : الأذُنَانِ. قلت : والواحده حُذُنَّهٌ وحُذْنُ الرَّجُلِ وحُذْلُه : حجزته.

والْحَوْذَانَهُ : بَقْلهٌ من بُقُولِ الرِّیاضِ رَأَیتُها فی ریاض الصَّمَّان وقِیعَانها ، ولها نَوْرٌ أصفرُ رائحتُه طیِّبَهٌ وتجمعُ الحوذَان.

ص: 269

ح ذ ف
اشاره

استعمل من وجوهها : حذف ، وفذح.

حذف

قال ابْنُ المُظَفَّر : الحَذُف : قَطْفُ الشَّیءِ من الطَّرَفِ کما یُحْذَفُ ذنب الدَّابَّه.

قال : والمَحْذُوفُ : الزِّقُّ ، وأنشد :

قاعداً حَوْلَهُ النَّدَامی فما یَنْ

فَکُّ یُؤْتَی بمُوکَرٍ مَحْذُوفِ

المُوکَرُ : الزِّقُّ الملآنُ ، ورَوَاهُ شمر عن ابْن الأَعْرَابی مَجْدُوف ومَجْذُوف بالجیم وبالدَّال أو بالذَّال. قال : ومَعْناهُما المقَطُوعُ ، ورَواه أبو عُبَید مَنْدُوف ، فأَمَّا مَحْذُوف فما رَواه غیر اللیث. قال : والحذْفُ : الرَّمْیُ عن جانِبٍ. تقول : حَذَفَ یحْذِفُ حَذْفاً.

وتقول : حَذَفنی فُلانٌ بجائِزَهٍ أَیْ وَصَلنی.

قال : وَحَذَفَه بالسَّیف إذا ضَرَبَه.

ابن شمیل : الأبْقَعُ : الغُرَابُ الأبْیَضُ الجَنَاح.

قال : والحَذْفُ : الصِّغَارُ السُّودُ ، والواحده حَذَفَهٌ وهی الزِّیغَانُ التی تُؤکَل ، والحَذَفُ : الصِّغارُ مِنَ النِّعاج ، قال : والحَذَفُ : شاءٌ صِغارٌ لیست لها أذنابٌ ولا آذانٌ یُجاءُ بها مِنْ جُرَشَ.

وفی حدیث النبی صلی الله علیه وسلم : «تَرَاصُّوا بَیْنَکُم فی الصلاه لا تَتَخَلَّلُکُم الشیاطینُ کأنها بناتُ حَذَفٍ».

قال أبو عُبَید : الحَذَفُ هی هذه الغَنمُ الصِّغار الحجازیه واحدتها حَذَفَه ، ویقال لها : النَّقَدُ أیضاً. قال : وقد فُسِّر الحَذَفُ فی بعض الرِّوایه أنها ضَأنٌ سُودٌ جُرْدٌ صِغارٌ تکون بالیمن.

قال أبو عُبَید : وهذا أحبُّ التَّفسیرین إلیَّ لأَنَّه فی الحدیث.

والعربُ تقولُ : حَذَفَه بالْعَصَا إذا رَمَاهُ بها.

قلت : وقد رأیتُ رُعْیانَهم یَحْذِفُونَ الأرانب بِعِصیِّهم إذا عَدَتْ ودَرَمَتْ بین أیدیهم فرُبَّما أصابت العصا قَوَائِمَها فیصیدُونها ویذبحُونها.

وأما الخَذْفُ بالخاء فإنه الرَّمْیُ بالحَصَی الصِّغار بأطراف الأصابع ، یقال : خذَفَه بالحَصَی خَذْفاً.

ورُوِی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه نَهَی عن الخَذْفِ بالحَصی ، وقال : «إنه یَفْقَأُ العَیْنَ ولا یَنْکِی عَدُوّاً ولا یُحْرِزُ صَیْداً» ، ورَمْیُ الجِمَارِ یکون بِمِثْل حَصَی الخَذْف وهی صِغارٌ.

ورَوَی الحَرَّانی عن ابن السِّکِّیت أنه قال : یقال : ما فی رَحْلِهِ حُذَافَهٌ أی شیءٌ من طعام ، وأکلَ الطَّعام فما ترک منه حُذَافَهً ، واحتملَ رَحْلَهُ فما ترک منه حُذَافَهً.

قلتُ : وأصحابُ أبی عُبَیْدٍ رَوَوْا هذا الحرف فی باب النَّفی حُذَافَهٌ بالقاف ، وأنکره شَمِر ، والصَّواب ما قاله ابن السّکِّیت ونحو ذلک قاله اللِّحْیانی بالفاءِ فی «نوادره» وقال : حُذَافَهُ الأَدِیم : ما رُمِیَ منه.

قلت : وتَحْذِیفُ الشَّعَرِ تَطْرِیرُه وتسویته ، وإذا أخذتَ من نواحیه ما تُسوِّیهِ به فقد حَذَّفْتَه ، وقال امْرؤْ القیس :

لها جَبْههٌ کَسَرَاه المِجَنْ

نِ حَذَّفَهُ الصَّانِعُ المُقْتدِر

ص: 270

وقال النَّضْرُ : التَحْذِیفُ فی الطُّرَّهِ أن تُجْعَلَ سُکَیْنِیَّهً کما یفعل النَّصاری.

فذح

أهمله اللیثُ.

وقال ابن دُرید : تَفَذَّحَتِ النَّاقهُ وانْفَذَحَت إذا تَفَاجّتْ لِتَبولَ.

قلتُ : ولم أسمع هذا الحرف لغیرِه ، والمعروفُ فی کلامهم بهذا المعنی تَفَشِّحَتْ وتَفَشَّجَتْ بالحاء والجیم.

ح ذ ب
اشاره

استعمل من وجوهه : ذبح ، بذح.

حَبذ

قلت : وأما قولهم حَبَّذَا کذا وکذا بتشدید الباء فهو حرف مَعْنًی أُلِّفَ مِنْ حَبَّ وَذَا ، یقال : حَبَّذَا الإمارهُ والأصل حَبُبَ ذا فأُدغمت إحدی الباءین فی الأخری وشُدِّدت ، وذا إشاره إلی ما یقرب منک وأنشد بعضهم :

حبذا رجعها إلیها یدیها

فی یَدَیْ درْعِهَا تَحُلُّ الإزَارَا

کأنه قال : حَبُبَ ذَا ، ثمَّ ترجم عن ذا فقال : هو رجعها یدیها إلی حَلِّ تِکَّتِها أیْ ما أَحَبَّه وَیَدَا دِرْعِها : کُمَّاهَا.

وأما حَبَذَ : یَحْبِذُ فهو مهملٌ.

وقال أبو الحسن بن کَیْسَان : حَبَّذَا کلمتان جُعلتا شیئاً واحداً ولم تُغَیَّرا فی تَثْنِیهٍ ولا جمعٍ ولا تأَنیثٍ ، وَرُفِعَ بها الإسمُ تقول : حَبَذَا زَیْدٌ وحَبَّذَا الزَّیْدَانِ ، وحَبَّذَا الزَّیْدُون ، وحَبَّذا هِندٌ وحَبَّذَا أَنْتَ وأَنْتُما وأَنْتُم. وحَبَّذَا یُبتدأ بها ، فإن قلتَ : زَیْدٌ حَبَّذَا فهی جائزه وهی قبیحه : لأن حَبَّذا کلمه مدح یُبتدأُ بها لأنها جواب وإنَّما لم تُثَنَّ ذَا ولم تجمع ولم تُؤنث : لأنک إنما أجریتها علی ذِکْرِ شیء سمعته فکأنک قلت : حَبَّذَا الذَّکْرُ ذِکْرُ زَیْد فصار زَیْدٌ موضع ذِکْرِه وصار ذَا مُشاراً إلی الذِّکْرِ به ، والذِّکْرُ مُذَکَّر ، وحَبَّذا فی الحقیقه فِعْلٌ واسم ، حَبَّ بِمنْزِلَهِ نِعْمَ وَذَا فاعل بمنزله الرَّجُلِ.

ذبح

قال : اللیث : الذَّبْحُ : قَطْعُ الحُلْقُوم من باطنٍ عند النَّصِیل ، وهو موضع الذَّبْح من الحلق. قال : والذَّبیحَهُ : الشَّاهُ المذْبُوحَهُ.

والذَّبْحُ : مَا أُعِدَّ لِلذَّبْحِ وهو بمنزله الذَّبِیح والمذبوح.

قلتُ : والذَّبِیحَهُ : اسم لما یُذْبَحُ من الحیوان ، وأُنِّثَ لأنه ذُهِبَ به مذهب الأسماء لا مذهب النَّعت فإذا قلتَ : شاهٌ ذَبِیحٌ أو کبشٌ ذَبِیحٌ أو نَعْجَهٌ ذَبِیحٌ لم تُدْخِل فیه الهاء لأن فَعِیلاً إذا کان نعتاً بمعنی مفعول یُذَکَّرُ. یقال : امرأهٌ قتیلٌ وکَفٌّ خَضِیبٌ.

والذَّبْحُ : المذبوحُ وهو بمنزله الطِّحْنِ بمعنی المَطْحُون والقِطْفِ بمعنی المَقْطُوف.

قال الله جلّ وعزّ : (وَفَدَیْناهُ بِذِبْحٍ عَظِیمٍ) [الصَّافات : 107]. أی بِکَبْشٍ یُذْبَحُ ، وهو الکبش الَّذی فُدِی به إسماعیل بن خلیلُ الله صلی الله علیه وسلم (1).

والمِذْبَحُ : ما تُذْبَحُ به الذَّبِیحَهُ من شَفْرَهٍ

ص: 271


1- فی أحد نسخ «التهذیب» : «فدی به إسماعیل أو إسحاق علیهما السلام».

وغیرها.

وفی الحدیث أَن النبی صلی الله علیه وسلم نَهَی عن ذَبَائِح الجِنْ.

قال أبو عُبَید : وذَبَائح الجِنِّ : أن یَشْتَرِی الرجلُ الدارَ أو یَسْتَخْرِجَ العینَ أو ما أشبه ذلک فَیَذْبَحَ لها ذَبِیحَهً لِلطِیَرهِ ، قال : وهذا التفسیرُ فی الحَدیثِ.

قال : ومعناهُ أَنَّهُمْ یَتَطَیَّرُون إلی هذا الفِعْلِ مَخَافَهَ أَنَّهُم إن لم یَذْبَحُوا ویُطْعِمُوا أن یُصِیبَهم فیها شیء منَ الجِنِّ یُؤْذِیهم ، فأَبْطَل النبیُّ صلی الله علیه وسلم ونَهَی عنْه.

وقال اللیث فی کِتابه : جاءَ عن النبیِّ صلی الله علیه وسلم أنه نَهَی أن یُذَبِّحَ الرَّجُلُ فی الصلاهِ کما یُذَبِّحُ الحِمارُ.

قال وقولُه : أنْ یُذَبِّح هو أن یُطأْطِیءَ الرجلُ رأْسَه فی الرُّکوعِ حتی یکونَ أخُفَضَ من ظَهْرِه.

قلتُ : صَحَّفَ اللیثُ الحرْفَ ، والصَّحیحُ فی الحدیثِ أنْ یُدَبِّحَ الرجلُ فی الصَّلاهِ بالدَّالِ غَیْرِ مُعْجَمه.

کذلک رواه أصحابُ أبی عُبَیْد عنْه فی «غَریبِ الحدیثِ» ، والذَّالُ خَطَأٌ لا شَکَّ فِیه.

رَوَی ابنُ شُمَیْل عنِ ابنِ عَوْنِ عن ابن سِیرین قال : لمَّا کان زَمَنُ ابن المُهَلب أُتِی مَرْوَانُ برَجُلٍ کفَرَ بعدَ إسْلامِه فقال کعْبٌ أدْخِلُوه المَذْبح وضَعُوا التَّوْرَاهَ وحَلِّفُوهُ بالله.

قال شَمِر : المذابِحُ : المقَاصِیرُ ، ویُقَالُ هی المَحارِیبُ ونحوُها.

قال : وذَبَّحَ الرجلُ إذا طأْطأَ رأْسَهُ للرُّکوعِ ودبَّحَ وَدَرْبَحَ.

قال : والذَّبْحُ : الشَّقُّ وکلُّ ما یُشَقُّ فقَدْ ذُبِحَ.

قال أبُو ذُؤَیْبٍ :

* کأَنَّ عیْنَیَّ فیها الصَّابُ مَذْبُوحُ *

وکذلک کلُّ ما فُتَّ أو قُلِعَ فقَدْ ذُبِحَ.

قال : وتُسَمَّی مقَاصِیرُ الکنَائِس مَذابحَ ومَذْبحاً لأنهم کانوا یذْبحُونَ فیها القُرْبانَ.

وقال اللیث : الذَّابِحُ : شَعَرٌ یَنْبُت بین النَّصِیل والمذْبحِ.

قال : والذُّبْحَهُ : داءٌ یأْخُذُ فی الحَلْقِ وربَّما قَتَل.

قال والذُّبَحُ : نبَاتٌ له أصْلٌ یُقْشَرُ عنه قِشْرٌ أَسْوَدُ فیخرُج أبیضَ کأَنه جَزَرَهٌ ، حُلْوٌ طَیِّبٌ یُؤْکَل ، والواحدهُ ذُبَحهَ.

أبو عُبَید عن الأصمعی قال : الذُّبْحهُ بتسْکِین الباء : وَجَعٌ فی الْحَلْقِ ، وأما الذُّبَحُ فهو نَبْتٌ أحْمَرُ.

وفی الحدیث أنَّ رسولَ الله صلی الله علیه وسلم کَوَی أسْعَدَ بنَ زُرارهَ فی حَلْقِه من الذُّبْحَهِ ، وقال : لا أدَعُ فی نفسی حَرَجاً من أسْعد.

وکان أبو زَیْد یقولُ : الذَّبَحَهُ والذِّبَحَهُ لهذا الدّاءِ ولم یعْرِفْه بإسکان الباء.

وأخبرنی المُنْذِریُّ عن ثعلب أَنَّهُ قال : الذُّبَحهُ والذُّبَحُ هو الذی یُشْبِه الکَمْأَهَ قال : ویُقالُ لهُ : الذَّبَحَهُ والمذّبَحُ والضمُّ أکثرُ وهو ضَرْبٌ من الکمْأَهِ بِیضٌ.

وقال اللیث : الذُّبَاحُ : نَبْتٌ من السَّمِّ وأنشد :

ص: 272

* ولَرُبّ مَطْعَمَهٍ تکونُ ذُباحا*

وقال رُؤْبَهُ :

* کأساً منَ الذِّیفَانِ والذُّباح *

وقال الأعْشی :

ولکن مَاءُ عَلْقَمهٍ بِسَلْعٍ

یُخَاضُ عَلَیْهِ مِنْ عَلَقِ الذُّباح

أبو عُبَید : عن الأصمعی : أخَذَهُ الذُّبَّاحُ بتشدید الباء ، وهو تَحَزُّزٌ وَتَشَقُّقٌ بین أصابع الصِّبْیَانِ من التُّرابِ.

وقال ابنُ بُزُرْج : الذُّبَّاحُ : حَزٌّ فی باطِن أصابِع الرِّجْلِ عَرْضاً ، وذلک أنه ذَبَحَ الأصابعَ وقَطَعَها عرْضاً ، وجَمْعُهُ ذَبَابِیحُ وأنشد :

حَرٌّ هِجَفٌّ مُتَجَافٍ مَصْرَعُه

به ذَبَابیحُ وَنَکْبٌ تُظْلِعُه

وکان أبو الهَیْثَم یقول : ذُبَاح بالتَّخْفیف ویُنْکِر التَّشْدید.

قلت : والتَّشْدید فی کلام العربِ أکثر ، وذهبَ أبو الهَیْثَم إلی أنَّه من الأدْواءِ التی جَاءت عَلَی فُعال.

وقال ابن شُمَیل : مَذابِحُ النَّصَاری : بیوتُ کُتُبهم ، وهو المَذْبَحُ لِبَیتِ کُتُبهم.

ویقال : ذَبَحْتُ فارَه المِسْکِ ، إذا فَتَقْتها وأخْرَجْتَ مَا فیها من المِسْکِ ، وأنشد ابنُ السِّکِّیت :

کأنَّ بین فَکِّها والفَکِ

فأرَهَ مِسْکٍ ذُبِحَتْ فی سُکِ

أی فُتِقت فی الطِّیبِ الذی یُقال لَهُ : سُکُّ المِسْکِ.

وقال بعضُهمْ : الذُّبَحُ : الجَزَرُ البَرِّیُّ ، ولوْنُه أَحْمَرُ ، وأنشدَ بیتَ الأعْشَی :

وشَمُولٍ تَحْسِبُ العینُ إذا

صُفِّقَتْ فی دَنّها لوْنَ الذُّبَح

ویُرْوَی

صُفِّقَتْ بُرْدَتُها لوْنَ الذُّبَح»

. وبُرْدَتُها : لَوْنُها وأَعْلاها.

ویقال ذَبَحَتْ فُلاناً لِحْیَتُه ، إذا سالت تَحْتَ الذَّقَنِ وبَدَا مُقَدّمُ حَنکِه ، فهوَ مَذْبُوحٌ بها ، وقال الراعی :

من کلِّ أَشْمَطَ مَذْبوحٍ بِلِحْیَتِه

بادِی الأداهِ علی مَرْکُوِّهِ الطَّحِلِ

یصِفُ قَیِّمَ ماءٍ منعَهُ الوِرْدَ.

ویقالُ : ذَبَحَتْه العَبْرهُ ، أی خَنَقَتْه.

شمر : یقال : أصابه موت زُؤام ، وذُؤاب ، وذُباح. وأنشد للبید :

* کأساً من الذِّیفانِ والذُّبَاح *

قال : الذُّباح : الذّبْح.

یقال : أخذهم بنو فلانٍ بالذُّباحِ ، أی بالذَّبْح ، أَی ذبحوهم.

قال : ویقال : أخذ فلاناً الذُّبَحَهُ فی حلقه بفتح الباء.

یقال : کان ذلک مثل الذُّبَحَهُ علی العُرِّ ، مثل یضرب للذی تخاله صدیقاً فإذا هو عدو ظاهر العداوه.

وقال النضر : الذُّبَحَهُ : قَرْحَهٌ تخرج فی حلق الإنسان مثل الذِّئبه التی تأخذ الحمار.

وقال النَّضْرُ : الذَّابحُ : مِیسَمٌ علی الْحَلْقِ فی عُرْضِ العُنُق ، ویُقَالُ للسِّمَهِ : ذَابِحٌ.

ص: 273

وقال ابن کُنَاسه : سَعْدٌ الذَّابحُ : من الکواکب ، أحدُ السُّعُودِ سُمِّی ذابحاً لأنَّ بحذائه کَوْکَباً صغیراً کأنه قد ذبحهُ ، والعربُ تقولُ : إذا طلع الذابحُ انجحر النَّابحُ ، وأصلُ الذبحِ الشّقُّ ، ومنه قوله :

* کأَنَّ عَیْنَیَّ فیهَا الصَّابُ مذبوح *

أی مشقوق مَعْصُور.

وقال شَمِر : المذَابِحُ : من المسَایِلِ واحدها مَذْبَح ، وهو مسِیلٌ یسیل فی سَنَدٍ أو عَلَی قَرار الأرضِ ، إنما هو جَرْحُ السَّیْلِ بعضِه عَلَی إثْرِ بعض.

وعَرْضُ المذْبحِ فِتْرٌ أَو شِبْرٌ ، وقد تکون المذابحُ خِلْقَهً فی الأرض المُسْتویه لها کهیئه النَّهْر یسیلُ فیها ماؤها ، فذلک المذبحُ. والمَذابحُ تکون فی جمیع الأرضِ فی الأوْدِیه وغیر الأوْدِیَهِ ، وفیما تواطأ من الأرض.

بذح

البَذْحُ : الشِّقُّ. أبو عُبَید عن العَدَبَّس الکِنانی : بَذَحْتُ لسان الفصیل بَذْحاً ، إذا فلَقْتَهُ. قلت : ورأیتُ من الرُّعْیَان مَنْ یَشُقُّ لسان الفصیلِ اللَّاهج بثنَایاه فیقْطَعُه ، وهو الإحْزَازُ عند العرب.

وقال أبو عَمْرو : أصابه بَذْحٌ فی رجله ، أی شَقٌّ ، وهو مثل الذَّبح ، وکأَنه مَقلُوب.

ح ذ م
اشاره

استعمل من وجوهه : حذم ، مذح.

حذم

قال اللیث : الحَذُمُ : القَطْعُ الوحِیُّ. وسیفٌ حَذْیَمٌ : قاطع. وفی حدیث عُمَر أنه قال لمُؤذِّنِه : «إذا أذَّنْت فترَسَّل ، وإذا أقمتَ فاحْذِم»

قال أبو عُبَید : قال الأصمعی : الحذْمُ : الحَدْرُ فی الإقامه وقطعُ التَّطْویل.

قال وأصلُ الحَذْم فی المشی إنما هو الإسراع فیه ، وأن یکون مع هذا کأَنه یهْوِی بیدیه إلی خلفه. وقال غیره : هو کالنَّتْفِ فی المشیء شبیهٌ بمشی الأرنب.

ابن السّکِّیت عن الأصمعی : یقال : للأرْنب حُذَمَهٌ لُذَمَهٌ ، تَسْبق الجمع بالأکَمَه. حُذَمَه : إذا عدت فی الأکَمَهِ أسْرَعت فسبقَت مَن یطلبها ، لُذَمَه : لازمهٌ للعَدْوِ.

وقال ابن شُمَیْل : یُقال : حَذَم فی مشیته أی قارب الخطا وأسرع.

قال : والحُذَمُ : القصیر من الرجال القریبُ الخطوِ.

وقال شمر : قال أبو عدنان : الحَذَمَانُ : شیءٌ من الذَّمیل فوق المشی.

قال : وقال لی خالد بن جَنْبَهَ : الحَذَمَانُ : إبْطَاءُ المشی ، وهو من حْروف الأضدادِ.

قال : واشتری فلانٌ عَبْداً حُذَام المشی : لا خیر فیه.

وقال اللیث : حَذَامِ : من أسماء النسَاء وأنشد :

إذا قالت حَذَامِ فَصَدِّقُوها

فإن القوْلَ ما قالت حَذَامِ

قال : جَرّتِ العرب حذَامِ فی موضع الرَّفْع لأنهَا مَصْروفهٌ من حَاذِمه فلما صُرِفتْ إلی فَعَال کُسِرَت : لأنهم وجدوا أکثر حالاتِ المؤنَّثِ إلی الکسر ، کقولک : أنتِ ، علیکِ ، وکذلک فجَارِ ، وفسَاقِ ، قال : وفیه

ص: 274

قولٌ آخر أن کلّ شیء عُدل من هذا الضرب عن وجههِ یُحملُ علی إعراب الأصوات والحکایات من الزَّجْرِ ونحوه مجروراً ، کما یقالُ فی زجْرِ البَعیرِ : یاهٍ یاهٍ ، ضاعف یاهٍ مرتین.

وقال ذو الرُّمَّه :

یُنادی بَیَهْیَاهٍ ویاهٍ کأنه

صُوَیْتُ الرُّوَیعِی ضلَّ باللیلِ صاحبُه

یقولُ : سکن الحرْف الذی قبل الحرف الأخیر فحُرِّکَ آخره بکسْرَهٍ ، وإذا تحرَّکَ الحرف قبل الحرف الأخیر وسکن الأخیرُ جزمْت کقولک : (بجَلْ) و (أَجَلْ). وأمَّا حَسْبُ ، وجَیْرُ ، فإنک کسرت آخره ، وحرکْته لسکون السِّین والبَاء.

ثعلب عن ابن الأعرابی : قال : الحُذُمُ : الأرانبُ السِّرَاع. والحُذُمُ أیضاً : اللُّصُوصُ الْحُذَّاقُ.

مذح

قال اللیث : المَذَحُ : الْتِوَاءٌ فی الفخِذیْنِ إذا مشی انْسَحَجَتْ إحداهما بالأخری.

یُقال : مَذِحَ الرجل یَمْذَحُ مَذَحاً ، ومَذِحَتْ فخذاهُ وأنشد :

إنک لو صاحَبْتِنَا مَذِحْتِ

وفَکَّکِ الْحِنوَانِ فانفَتَحْتِ

أبو عُبَید عن الأصمعی : إذا اصْطَکَّتْ أَلْیَتَا الرَّجُل حتی تنسحجا قیل : مَشِقَ مَشَقاً قال : وإذا اصْطکَّتْ فخذاه قیل : مَذِحَ یَمْذَحُ مَذَحاً.

وقال غیره : التَّمَذُّحُ : التَّمَدُّدُ.

ویُقال : شرب حتی تمذَّحت خاصرتُه أی انتفخت من الرِّیّ ، وأنشد أبو عُبَید :

فلما سَقیناها العَکِیسَ تَمَذّحتْ

خواصرُها وازْدَادَ رَشْحاً وَرِیدُها

والعَکِیسُ : الدقیق یُصَبُّ علیه الماءُ ثم یُشْرَبُ.

أبواب الحاء والثاء

ح ث ر
اشاره

استعمل من وجوهه : حرث ، حثر.

حرث

قال اللیث : الْحَرْثُ : قَذفُکَ الحَبُّ فی الأرض لازْدِرَاع ، وقال : الاحتراثُ من کَسْبِ المال ، وقال الشاعرُ یُخَاطبُ ذِئباً.

* ومن یَحْتَرِثْ حَرْثِی وحَرْثَکَ یُهْزَلِ*

أبو عُبَید عن أبی عُبَیْدَهَ قال : حَرَثتُ النَّاقَه وأَحْرَثتُها ، إذا سِرت علیها حتی تُهْزَلَ ، ونحوَ ذلک قال اللّیْثُ.

ابنُ بُزُرْج : أرضٌ مَحْرُوثهٌ ومُحْرَثَهٌ : وطِئَهَا الناس حتی أَحْرَثُوها وَحَرَثُوها ، وَوُطِئت حتی أَثَاروها ، وهو فسادٌ إذا وُطِئتْ فهی مُحْرَثَه ومَحْرُوثَه تُقْلَبُ للزَّرْعِ وکلاهُمَا یُقال بعدُ.

عمْرُو عن أَبیه : حَرِثَ الرجل إذا جمع بین أربع نسْوهٍ ، وحَرِثَ إذا تفقَّه ، وفَتَّشَ ، وحَرِث إذا اکتسب لعیَالِه واجتهد لهم.

والحُرْثَهُ : عِرق فی أَصل أُدَاف الرَّجُل. ثعلب عن ابن الأعرابی : الحَرْثُ : إشعال النار قال اللیث : مِحْراثُ النَّار : مِسْحَاتُها التی تحرک بها النار.

ومِحْراث الحرْب : ما یُهَیِّجُها.

وقال ابن الأعرابیّ : الحَرْث : الجِماع الکثیر ، وقال : حرْثُ الرجلِ : امرأتُه.

ص: 275

وأنشد المُبَرِّدُ :

إذا أکل الجراد حُرُوثَ قومی

فحرْثی همُّه أکلُ الجراد

وقال ابن الأعرابی الحرثُ : المَحَجَّهُ المکدوده بالحوافر. والحَرْث أصل جُرْدان الحمار. والحَرْث : تفتیش الکتاب وتدبُّره ، ومنه قول عبد الله : «احْرُثوا هذا القرآن» أی فتشوه. وقال غیره : الحَرْث : العمل للدُّنیا والآخره. ومنه حدیث ابن عمر أنه قال : «احرث لدنیاک کأنک تعیش أبداً واحرث لآخرتک کأنک تموت غداً». ومعناهُ تقدیم أمر الآخره وأعمالها حِذَار الفَوْت بالموت علی عمل الدنیا ، وتأخیر أمر للدنیا کراهیه الاشتغال بها عن عمل الآخره.

ویقال : هو یحْرُثُ لعیاله ویحترث ، أی یَکتسب.

وقال أبو عمرو : الحُرثه : الفُرضه التی فی طَرْف القوسِ للْوَتَرِ.

وقال الله جلّ وعزّ : (نِساؤُکُمْ حَرْثٌ لَکُمْ فَأْتُوا حَرْثَکُمْ أَنَّی شِئْتُمْ) [البَقَرَه : 223]. قال الزَّجَّاج : زعمَ أبو عُبَیدَه أنه کنایه ، قال : والقول عندی فیه أنَّ معْنی (نِساؤُکُمْ حَرْثٌ لَکُمْ) : فیهنَ تحْرُثون الولد واللَّذَّه (فَأْتُوا حَرْثَکُمْ أَنَّی شِئْتُمْ) ، أی ائْتوا موضع حَرْثِکم کیف شِئْتم مُقْبِلهً ومُدْبرهً.

قال شِمر : قال الغَنَوِی : یُقال : حَرْق القوس والکُظرَه وهو فُرْضٌ ، وهی من القوْسِ حَرْثٌ ، وقد حرثتُ القوسَ أحرثها إذا هَیَّأْتَ موضعاً لِعُرْوه الوَتَر ، قال : والزَّنده تُحْرَث ثُم تُکْظَرُ بعد الحَرْثِ فهو حَرثٌ ما لم یُنفَذْ ، فإذا أُنفذ فهو کُظْرٌ.

وقال الفرَّاء : حَرَثْتُ القرآن أحْرُثه ، إذا أطَلْتَ دراسَتَه وتدَبَّرْتَهُ. وفی الحدیث : أصدق الأسماء الحارث ، لأن الحارث معناهُ الکاسب.

واحتراث المال کسبه. وقول الله جلّ وعزّ : (وَمَنْ کانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیا نُؤْتِهِ مِنْها) [الشوری : 20] أی من کان یرید کسب الدنیا.

حثر

أبو العبّاس عن ابن الأعرابی قال : الحَثْرَهُ : انْسلاق العین ، وتصغِیرها حُثَیْرَهٌ.

قال : والحَوْثره : الفَیْشَه الضخمه وهی الکوْشَلَهُ ، والفَیْشَله.

أبو عُبَید : حَثِر الدِّبْسُ ، أی خَثُرَ ، وحَثِرَتْ عینه : خرج فیها حبٌّ أحْمَر.

شَمِر عن ابن الأعرابی قال : الدَّوَاء إذا بُلَّ وعُجِنَ فلم یجتمع وتناثر فهو حَثِرٌ ، وقد حَثِرَ حَثَراً.

وأُذُنٌ حَثِرَهٌ إذا لم تسمع سَمْعاً جیِّداً.

ولسانٌ حَثِرٌ : لا یجِد طَعْمَ الطَّعام.

أبو العباس عن ابنِ الأعْرَابیِّ : حَثَّر الدَّوَاءَ ، إذَا حَبَّبهُ ، وحَثِرَ إذَا تَحَبَّبَ.

ابنُ شُمَیْل : الحَثَرُ مِنَ العِنَب : ما لَمْ یُونِع وَهُوَ حَامِضٌ صُلْبٌ لم یُشْکِلْ وَلَمْ یَتَمَوَّه.

وحثِرَ العَسَلُ إذَا أَخَذَ یَتَحَبَّبُ ، وَهُوَ عَسَلٌ حاثِرٌ وحَثِرٌ.

والحَثَرَهُ مِنَ الجِبَأَه ، کأَنَّها تُرَابٌ مَجْمُوعٌ فإذَا قُلِعَتْ رَأَیْتَ الرملَ حَوْلَها.

ص: 276

عَمْرو عَنْ أَبِیه قالَ : الحثَرُ : ثمَرُ الأرَاکِ ، وَهُوَ البَریرُ.

أبو حَاتِم الحَاثرُ _ الحاءُ غَیْرُ مُعْجَمَه _ : المُتَفَلِّقُ مِنَ اللَّبَنِ ، وقَدْ حثَرَ یَحْثِرُ حُثُوراً.

وقال الحِرْمَازِیُّ : الحَثِرُ : المُتَفَلِّقُ.

ح ث ل
اشاره

[استعمل من وجوهه : حثل].

حثل

قال اللیث : الحَثْلُ : سُوءُ الرَّضَاعِ ، تَقُولُ : أَحْثَلَتْهُ أُمُّه ، وقَدْ یُحْثِلُه الدَّهْرُ بِسُوءِ الحَالِ ، وأنْشَدَ :

وأَشْعَثُ یَزْهَاهُ النُّبُوح مُدَفَّعٌ

عَنِ الزَّادِ مِمَّن حَرَّفَ الدَّهْرُ مُحْثَلُ

وحُثَالَهُ النَّاسِ : رُذَالَتُهُمْ.

أَبُو زَیْد : أَحثَلَ فُلَانٌ غَنَمَهُ ، فهی مُحْثَلَهٌ إذا هَزَلَها.

أبُو عُبَیْد : المُحْثَلُ : السَّیِّیءُ الغِذَاء.

وقال غیرُه : جَاءَ فی الحدیث الَّذی یَرْویه عَبْدُ الله بنُ عُمَر أَنَّهُ ذَکَرَ آخِرَ الزَّمان : فیبْقَی حُثَالَهٌ مِنَ النَّاسِ لا خَیْرَ فِیهم.

أَرَادَ بحُثَالَهِ النَّاسِ رُذَالَهُمْ وَشِرَارَهم ، وأصْلُه مِنْ حُثَالَه التَّمْرِ وحُفالَتِه وهو أَرَدَؤُه وَمَا لا خیْرَ فِیه مِمَّا یَبْقَی فی أَسْفَلِ الْجُلَّهِ.

ثَعلبٌ عَنِ ابن الأعْرَابی قال : الحُثَالُ : السِّفَلُ.

أبو عُبَید عنِ الأصمعیّ : الْحِثیَلُ : مِنْ أسْمَاءِ الشَّجَرِ معْروفٌ.

ح ث ن
اشاره

استعمل من وجوهه : حنث ، حثن.

حثن

أَهْمَلَه اللَّیْثُ. وحُثُن : جَاءَ فی شِعْرِ هُذَیْل ، وهُوَ موْضِعٌ مَعْروفٌ فی بِلَادِهم.

حنث

قال اللیث : الحِنْثُ : الذّنْبُ العظیمُ.

ویُقَالُ : بَلَغَ الغُلَامُ الحِنْث ، أی بَلَغَ مَبْلَغاً جَرَی القَلَم عَلَیْهِ بالطَّاعهِ والمَعَاصِی.

قال : وحَنِثَ فی یَمینِه حنِثاً ، إذَا لمْ یُبِرَّها.

وفی الحدیث : «الیمِینُ حِنْثٌ أَوْ مَنْدَمَهٌ» یَقُول : إمَّا أَنْ ینْدَمَ عَلَی مَا حَلَفَ عَلَیْه ، أو یَحْنَثَ ، فَتَلْزَمهُ الکَفَّارهُ.

وفی حَدِیثٍ آخَر أَنَّ النبی صلی الله علیه وسلم کان قَبْلَ أَنْ یُوحَی إلَیْهِ یَأْتی حِرَاءَ ، وَهو جَبَلٌ بِمَکَّهَ فِیهِ غَارٌ ، فکان یَتَحَنَّثُ فِیه اللَّیَالِی.

قالَ أبُو العَبَّاس : قالَ ابنُ الأعْرَابی : قَوْلُه : یَتَحَنَّثُ ، أی یَفْعَلُ فِعْلا یَخْرُجُ به من الحِنْثِ وَهُوَ الإثْم.

ویُقَالُ : هُوَ یَتَحَنَّث أَیْ یَتَعَبَّدُ لله. قالَ : ولِلْعَرَبِ أَفْعَالٌ تُخَالِف معَانیها أَلْفَاظَها ، یقَالُ فُلانٌ یَتَنَجَّسُ إذَا فَعَل فِعْلا یَخْرُجُ به مِنَ النَّجاسَهِ.

کما یُقَال فُلَانٌ یَتَأَثٌمَ وَیَتَحَرَّج ، إذَا فَعَل فعْلاً یَخْرُج به مِنَ الإثم والحَرَج.

قال : وقَوْلُهُم : بَلَغَ الغُلَام الحِنْثَ. أی الإدْرَاک والبُلوغ.

قال : والحِنْث فی غیر هذا : الرُّجُوعُ فی الیمینِ.

وأخْبَرَنی المُنْذِرِیُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابی أنه قال : الحِنْثُ الحُلُمُ ، والْحِنْثُ : الشِّرْکُ. قال الله تعالی : (وَکانُوا یُصِرُّونَ عَلَی الْحِنْثِ الْعَظِیمِ) [الواقِعَه : 46] وأنشد :

* من یَتشَاءَمْ بالهدی فالحِنْثُ شَرّ*

ص: 277

أی الشِّرْکُ شَرٌّ.

قال : والْحِنْثُ : حِنْثُ الیمین إذا لم تَبرَّ وفی الحدیث «من مَاتَ لَهُ ثَلَاثَهٌ من الولد لم یبلغوا الحِنْثَ دخل من أیّ أبواب الجَنَّه شاء». قال ابنُ شُمَیل : معناه : قبل أن یبلغوا فیُکْتَبَ علیهم الإثمُ.

قال : والحِنْثُ : الإثمُ ، وحَنِثَ فی یمینه أی أَثِمَ.

وقال خالد بنُ جَنْبهَ : الحِنْثُ : أن یقول الإنسان غیرَ الحَقِّ.

وقال ابن شُمَیْل : عَلَی فُلان یمینٌ قد حنِثَ فیها ، وعلیه أَحْنَاثٌ کثیره.

وقال مُجَاهِدٌ فی قوله : (وَکانُوا یُصِرُّونَ عَلَی الْحِنْثِ الْعَظِیمِ).

قال : الحِنْثُ : الذَّنبُ ، ویُصِرُّون ، أی یَدُومون.

والحِنْثُ : المَیلُ مِنْ باطلٍ إلی حَقِّ ، وَمِن حقٍّ إلی باطل.

یقال : قد حَنِثْتُ ، أی مِلتُ إلی هَوَاک عَلَیَّ ، وقد حَنِثْتُ مع الحقِّ عَلَی هوَاک.

ورُوِی عن حَکِیم بن حِزَام أَنهُ قال لرسول الله صلی الله علیه وسلم : «أَرَأَیْتَ أُمُوراً کُنتُ أتحنَّثُ بها فی الجاهِلیه مِن صله رَحِم وصَدَقهٍ هل لی فیها مِن أَجْرٍ؟ فقال لهُ عَلیه السَّلام : أَسْلَمتَ عَلَی ما سَلَف لک مِنْ خَیر» یُرِیدُ بقوله : کنتُ أتحَنَّث أی أتَعَبَّدُ وألْقِی بها الحِنْثُ ، وهو الإثم ، عن نفسی.

ویُقالُ للشیء الذی یَختلفُ فیه النَّاس فیحتَمِلُ وجهین : مُحْلِفٌ ، ومُحْنِث.

ح ث ف
اشاره

حفث ، فحث (حثف ، فثح) : [مستعملات].

حفث

أبو عُبَید عن الأحمر : الحَفِثُ والفَحِثُ : الذی یکونُ مع الکَرِشِ وهو یُشْبهها.

وقال اللیث : الحفْثَهُ : ذَاتُ الطَّرَائق من الکَرِش کأَنها أَطْبَاقُ الفَرْثِ.

وأَنشد اللیثُ :

لا تُکْرِبَنَّ بَعْدَها خُرْسِیّا

إنّا وَجَدْنَا لَحْمَها رَدِیّاً

الکِرْشَ والحِفْثَه والمَرِیّا

[فحث]

وقال أبو عَمْرُو : الفَحِثُ : ذاتُ الطَّرَائق والقِبَهُ الأخرَی إلی جَنْبه. ولیس فیها طرائق قال : وفیها لُغَاتٌ : حَفِثٌ ، وحَثِفٌ ، وحِفْثٌ ، وحِثْفٌ : وقیل : فِثْحٌ ، وثِحْفٌ ، ویُجْمْعُ الأحْثَافَ والأفْثَاحَ والأثحَافَ ، کُلٌّ قد قیلَ.

وقال شَمِر : الحُفَّاثُ : حَیَّهٌ ضخمٌ عظیمُ الرَّأْسِ أَرْقَشُ أحْمَرُ أکْدَرُ ، یُشْبُه الأسْوَد ولیس به ، إذا حَرَّبْته انتَفَخَ ورِیدُه.

وقال ابنُ شمیل : هو أکبرُ مِنَ الأرْقَم ، ورَقَشُه مِثلُ رَقَشِ الأرْقم ، لا یَضُرُّ أحداً ، وجَمْعُه حَفَافِیثُ. وقال جریر :

إنَ الحفَافیثَ عِنْدِی یا بَنِی لَجأٍ

یُطرِقْنَ حِینَ یصُولُ الحیَّهُ الذَّکَرُ

وقال اللیثُ : الحُفَّاثُ : ضَرْبٌ من الحیَّات یأْکلُ الحشیشَ لا یضُرّ شیئاً.

ویقال للغَضْبان إذا انْتَفختْ أوْدَاجه : قدِ احرَنفَشَ حُفَّاثُه.

ص: 278

وفی «النَّوَادرِ» : افتحَثْتُ ما عند فُلَانٍ وابْتَحَثتُ بمعنی واحدٍ.

ح ث ب
اشاره

استعمل من وجوهه : بحث ، حبث.

بحث

قال اللیث : البَحْثُ : طلَبُک الشیءَ فی التُّرَاب ، والبَحْث : أن تسألَ عن شیءٍ وتَسْتَخْبر ، یُقَالُ : بحَثْتُ أبحَثُ بَحْثاً ، واسْتَبْحَثتُ ، وابْتَحَثْتُ ، وتَبَحَّثْتُ بمعْنی واحدٍ.

والبَحُوث مِن الإبل : التی إذا سارَتْ بحثتِ التُّرَابَ بأیْدیها أُخُراً ، أی ترْمی به إلی خَلفها ، قاله أبو عَمْرو.

وقال أبو زید وابن شمیل : البَاحِثَاءُ من جِحَرَهِ الیَرابیع : تُرَابٌ یُخَیَّلُ إلَیْکَ أنه القاصِعاءُ ولیْسَ بها ، والجمیع بَاحِثَاوَات. وسورهُ برَاءَه کانَ یُقالُ لها : البَحُوث : لأنها بحثَتْ عنِ المنافقِینَ وأسْرَارِهم.

وقال ابن شُمَیْل : البُحَّیْثی مِثال خُلَّیْطَی : لُعْبَهٌ یلعبون بها بالتُّرَاب.

قال : والبحْث : المَعْدِن یُبْحَث فیه عن الذَّهب والفِضَّه.

قال : والبُحَاثهُ : الترَاب الَّذی یُبْحَثُ عمّا یُطلَب فیه.

وقال شمر : البُحْثَه جاء فی الحدیث أنّ غُلَامَیْنِ کانا یَلعَبَانِ البُحْثهَ ، وهو لَعِبٌ بالتُّرَابِ.

حبث

ینشد للأصْمَعی فی أُرجوزَهٍ له :

* أَوْمَجّ أَنْیَابٍ قُزَاتٍ أوْ حَبِث *

والقُزَات : جَمْع قُزَه : مِن الحَیّات ، وکذلک الحِبْثُ.

قُلت : لا أَعرِف الحَبِث.

ح ث م
اشاره

أهمله اللیث واستعمل من وجوهه : حثم.

حثم

أبو العبَّاس عن ابن الأعرابی : الحُثُمُ : الطُّرُق العالیه.

وسمعت العرب تقول للرَّابیه : الحَثَمه ، یقال : انزِل بهاتِیک الحَثَمَه ، وجمعها حَثَمات ، ویَجوز حَثْمَه بسکون الثّاء ، ومنه ابن أبی حَثْمَهَ.

ص: 279

ص: 280

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

المنهج العام لکتاب تهذیب اللغه

1 _ یتَّبع مخارج الحروف. وتألیفها :

ع ح ه خ غ / ق ک / ج ش ض / ص س ز / ط د ت / ظ ذ ث / ر ل ن / ف ب م / و ا ی.

وقد نظمها أبو الفرج سلمه بن عبد الله المعافری فی قوله :

یا سَائِلِی عَنْ حُرُوفِ العَیْنِ دُوْنَکَهَا

فی رُتْبَهٍ ضَمَهَّا وَزْنٌ وإِحْصَاءُ

العَیْنُ والحَاءُ ثُمَّ الهَاءُ والخَاءُ

والغَیْنُ والقَافُ ثُمَّ الکَافُ أَکْفَاءُ

والجیْمُ والشِّیْنُ ثُمَّ الضَّادُ یَتْبَعُهَا

صَادٌ وسِیْنٌ وَزایٌ بَعْدَهَا طَاءُ

والدَّالُ والتَّاءُ ثُمَّ الظَّاءُ مُتَّصِلٌ

بِالظَّاءِ ذَالٌ وثَاءٌ بَعْدَهَا رَاءُ

واللَّامُ والنُّوْنُ ثُمَّ الفَاءُ والبَاءُ

والمِیْمُ والوَاوُ والمَهْمُوْزُ والیَاءُ

2 _ یجری نظام أبواب الکتاب علی الوجه التالی :

أولاً : المضاعف.

ثانیاً : أبواب الثلاثی الصحیح.

ثالثاً : أبواب الثلاثی المعتل.

رابعاً : أبواب اللفیف.

خامساً : الرباعی مرتباً علی أبوابه.

سادساً : الخماسی بدون أبواب.

ص: 281

ص: 282

فهرس الابواب اللغویه للجزء الرابع من تهذیب اللغه

باب الحاء والفاء........................................................... 5

باب الحاء والباء........................................................... 7

باب الحاء والمیم......................................................... 11

أبواب الثلانی الصحیح من حرف الحاء..................................... 16

أبواب الحاء والقاف...................................................... 16

أبواب الحاء والکاف..................................................... 54

باب الحاء والکاف مع الفاء............................................... 66

أبواب الحاء والجیم....................................................... 72

أبواب الحاء والشین..................................................... 103

أبواب الحاء والضاد..................................................... 117

أبواب الحاء والصاد..................................................... 133

أبواب الحاء والسین..................................................... 162

باب الحاء والزای....................................................... 207

باب الحاء والعطاء...................................................... 220

أبواب الحاء والدال..................................................... 234

باب الحاء والدال مع الراء............................................... 235

أبواب الحاء والتاء...................................................... 252

أبواب الحاء والظاء..................................................... 262

أبواب الحاء والذال..................................................... 267

أبواب الحاء والثاء...................................................... 275

ص: 283

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.