سرشناسه:محمدی ری شهری، محمد، 1325 -
عنوان و نام پدیدآور:موسوعةالامام الحسین علیه السلام فی الکتاب والسنة والتاریخ [کتاب]/ محمد الری شهری، بمساعدة السیدمحمود الطباطبائی نژاد، السیدروح ا... السیدالطبائی ؛ التحقیق قسم تدوین السیره مرکز بحوث دارالحدیث.
مشخصات نشر:قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 1431 ق.-= 1389 -
مشخصات ظاهری:9 ج.
فروست:مرکز بحوث دارالحدیث؛ 244
شابک:650000 ریال : دوره : 978-964-493-519-0 ؛ 800000 ریال (دوره، چاپ دوم) ؛ ج.1 : 978-964-493-520-6 ؛ ج. 9 978-964-493-528-2 : ؛ ج.10 978-964-493-723-1 : ؛ ج.11 978-964-493-724-8 : ؛ ج.12 978-964-493-725-5 :
یادداشت:عربی.
یادداشت:ج.1 (چاپ دوم: 1433 ق.= 1391).
یادداشت:ج.10 - 12 (چاپ اول: 1434ق. = 1392)(فیپا).
یادداشت:کتابنامه.
موضوع:حسین بن علی (ع)، امام سوم، 4 - 61ق.
موضوع:واقعه کربلا، 61ق.
شناسه افزوده:طباطبائی نژاد، محمود، 1340 -
شناسه افزوده:سیدطبایی،سیدروح الله
شناسه افزوده:دارالحدیث. مرکز تحقیقات. قسم تدوین السیره
شناسه افزوده:موسسه علمی فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر
رده بندی کنگره:BP41/4/م3435م8 1389
رده بندی دیویی:297/9534
شماره کتابشناسی ملی:2910922
ص :1
ص :2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص :3
موسوعةالامام الحسین علیه السلام فی الکتاب والسنة والتاریخ
محمد الری شهری
بمساعدة السیدمحمود الطباطبائی نژاد، السیدروح ا... السیدالطبائی
التحقیق قسم تدوین السیره مرکز بحوث دارالحدیث.
ص :4
ص :5
ص :6
3474.الکافی عن یونس الکناسیّ عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا أتَیتَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَائتِ الفُراتَ وَاغتَسِل بِحِیالِ قَبرِهِ،وتَوَجَّه إلَیهِ وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ حَتّی تَدخُلَ إلَی القَبرِ مِنَ الجانِبِ الشَّرقِیِّ،وقُل حینَ تَدخُلُهُ:
السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُنزَلینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُردِفینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُسَوِّمینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ الَّذینَ هُم فی هذَا الحَرَمِ مُقیمونَ. (1)
فَإِذَا استَقبَلتَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فَقُل:
السَّلامُ عَلی رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلی أمینِ اللّهِ عَلی رُسُلِهِ وعَزائِمِ أمرِهِ، وَالخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِمَا استَقبَلَ،وَالمُهَیمِنِ (2)عَلی ذلِکَ کُلِّهِ،وَالسَّلامُ
ص:7
عَلَیهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ تَقولُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ،عَبدِکَ وأخی رَسولِکَ،الَّذِی انتَجَبتَهُ بِعِلمِکَ، وجَعَلتَهُ هادِیاً لِمَن شِئتَ مِن خَلقِکَ،وَالدَّلیلَ عَلی مَن بَعَثتَهُ بِرِسالاتِکَ، ودَیّان (1)الدّینِ بِعَدلِکَ،وفَصلَ قَضائِکَ بَینَ خَلقِکَ،وَالمُهَیمِنَ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَیهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ عَبدِکَ وَابنِ [ رَسولِکَ ] (2)الَّذِی انتَجَبتَهُ بِعِلمِکَ وجَعَلتَهُ هادِیاً لِمَن شِئتَ مِن خَلقِکَ،وَالدَّلیلَ عَلی مَن بَعَثتَهُ بِرِسالاتِکَ، ودَیّانَ الدّینِ بِعَدلِکَ،وفَصلَ قَضائِکَ بَینَ خَلقِکَ وَالمُهَیمِنَ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَیهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ تُصَلّی عَلَی الحُسَینِ وسائِرِ الأَئِمَّةِ علیهم السّلام،کَما صَلَّیتَ وسَلَّمتَ عَلَی الحَسَنِ علیه السّلام، ثُمَّ تَأتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فَتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ عَنِ اللّهِ عز و جل ما امِرتَ بِهِ،ولَم تَخشَ أحَداً غَیرَهُ،وجاهَدتَ فی سَبیلِهِ،وعَبَدتَهُ صادِقاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ.
أشهَدُ أنَّکَ کَلِمَةُ التَّقوی،وبابُ الهُدی،وَالعُروَةُ الوُثقی،وَالحُجَّةُ عَلی مَن یَبقی ومَن تَحتَ الثَّری،أشهَدُ أنَّ ذلِکَ سابِقٌ فیما مَضی،وذلِکَ لَکُم فاتِحٌ
ص:8
فیما بَقِیَ،أشهَدُ أنَّ أرواحَکُم وطینَتَکُم طَیِّبَةٌ،طابَت وطَهُرَت هِیَ بَعضُها مِن بَعضٍ،مَنّاً (1)مِنَ اللّهِ ورَحمَةً،واُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُکُم أنّی بِکُم مُؤمِنٌ،ولَکُم تابِعٌ فی ذاتِ نَفسی،وشَرائِعِ دینی،وخاتِمَةِ عَمَلی،ومُنقَلَبی ومَثوایَ، وأسأَلُ اللّهَ البَرَّ الرَّحیمَ أن یُتِمَّ ذلِکَ لی،أشهَدُ أنَّکُم قَد بَلَّغتُم عَنِ اللّهِ ما أمَرَکُم بِهِ،ولَن تَخشَوا أحَداً غَیرَهُ،وجاهَدتُم فی سَبیلِهِ وعَبَدتُموهُ حَتّی أتاکُمُ الیَقینُ،لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکُم،ولَعَنَ اللّهُ مَن أمَرَ بِهِ،ولَعَنَ اللّهُ مَن بَلَغَهُ ذلِکَ مِنهُم فَرَضِیَ بِهِ،أشهَدُ أنَّ الَّذینَ انتَهَکوا حُرمَتَکُم،وسَفَکوا دَمَکُم، مَلعونونَ عَلی لِسانِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.
ثُمَّ تَقولُ:
اللّهُمَّ العَنِ الَّذینَ بَدَّلوا نِعمَتَکَ،وخالَفوا مِلَّتَکَ،ورَغِبوا عَن أمرِکَ،وَاتَّهَموا رَسولَکَ،وصَدّوا عَن سَبیلِکَ،اللّهُمَّ احشُ قُبورَهُم ناراً وأجوافَهُم ناراً، وَاحشُرهُم وأشیاعَهُم إلی جَهَنَّمَ زُرقاً (2)،اللّهُمَّ العَنهُم لَعناً یَلعَنُهُم بِهِ کُلُّ مَلَکٍ مُقَرَّبٍ،وکُلُّ نَبِیٍّ مُرسَلٍ،وکُلُّ عَبدٍ مُؤمِنٍ امتَحَنتَ قَلبَهُ لِلإِیمانِ،اللّهُمَّ العَنهُم فی مُستَسِرِّ السِّرِّ وفی ظاهِرِ العَلانِیَةِ،اللّهُمَّ العَن جَوابیتَ (3)هذِهِ الاُمَّةِ،وَالعَن طَواغیتَها (4)،وَالعَن فَراعِنَتَها (5)،وَالعَن قَتَلَةَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلَیهِ السَّلامُ،وَالعَن قَتَلَةَ الحُسَینِ عَلَیهِ السَّلامُ وعَذِّبهُم عَذاباً لا تُعَذِّبُ بِهِ أحَداً
ص:9
مِنَ العالَمینَ،اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن یَنصُرُهُ وتَنتَصِرُ بِهِ،وتَمُنُّ عَلَیهِ بِنَصرِکَ لِدینِکَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ اجلِس عِندَ رَأسِهِ فَقُل:
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ،أشهَدُ أنَّکَ عَبدُ اللّهِ وأمینُهُ،بَلَّغتَ ناصِحاً،وأدَّیتَ أمیناً، وقُتِلتَ صِدّیقاً،ومَضَیتَ عَلی یَقینٍ،لَم تُؤثِر عَمیً عَلی هُدیً،ولَم تَمِل مِن حَقٍّ إلی باطِلٍ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وَاتَّبَعتَ الرَّسولَ،وتَلَوتَ الکِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ،ودَعَوتَ إلی سَبیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وسَلَّمَ تَسلیماً.
وجَزاکَ اللّهُ مِن صِدّیقٍ خَیراً عَن رَعِیَّتِکَ،وأشهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَکَ جِهادٌ،وأنَّ الحَقَّ مَعَکَ وإلَیکَ،وأنتَ أهلُهُ ومَعدِنُهُ،ومیراثَ النُّبُوَّةِ عِندکَ وعِندَ أهلِ بَیتِکَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وسَلَّمَ تَسلیماً.
أشهَدُ أنَّکَ صِدّیقُ اللّهِ وحُجَّتُهُ عَلی خَلقِهِ،وأشهَدُ أنَّ دَعوَتَکَ حَقٌّ،وکُلَّ داعٍ مَنصوبٍ غَیرِکَ فَهُوَ باطِلٌ مَدحوضٌ (1)،وأشهَدُ أنَّ اللّهَ هُوَالحَقُّ المُبینُ.
ثُمَّ تَحَوَّلُ عِندَ رِجلَیهِ،وتَخَیَّرُ مِنَ الدُّعاءِ،وتَدعو لِنَفسِکَ.
ثُمَّ تَحَوَّلُ عِندَ رأسِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ وتَقولُ:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ عَلَیکَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلی أهلِ بَیتِکَ،وعِترَةِ آبائِکَ الأَخیارِ الأَبرارِ،الَّذینَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهیراً.
ص:10
ثُمَّ تَأتی قُبورَ الشُّهَداءِ وتُسَلِّمُ عَلَیهِم،وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الرَّبّانِیّونَ.أنتُم لَنا فَرَطٌ (1)ونَحنُ لَکُم تَبَعٌ،ونَحنُ لَکُم خَلَفٌ وأنصارٌ،أشهَدُ أنَّکُم أنصارُ اللّهِ وسادَةُ الشُّهَداءِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ؛ فَإِنَّکُم أنصارُ اللّهِ کَما قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ: «وَ کَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ کَثِیرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَکانُوا » 2
وما ضَعُفتُم ومَا استَکَنتُم (2)،حَتّی لَقیتُمُ اللّهَ عَلی سَبیلِ الحَقِّ،ونُصرَةِ کَلِمَةِ اللّهِ التّامَّةِ،صَلَّی اللّهُ عَلی أرواحِکُم وأبدانِکُم وسَلَّم تَسلیماً.
أبشِروا بِمَوعِدِ اللّهِ الَّذی لاخُلفَ لَهُ إنَّهُ لا یُخلِفُ المیعادَ،وَاللّهُ مُدرِکٌ لَکُم بِثارِ ما وَعَدَکُم.أنتُم سادَةُ الشُّهَداءِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،أنتُمُ السّابِقونَ وَالمُهاجِرونَ وَالأَنصارُ،أشهَدُ أنَّکُم قَد جاهَدتُم فی سَبیلِ اللّهِ،وقُتِلتُم عَلی مِنهاجِ رَسولِ اللّهِ،وَابنِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً.الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی صَدَقَکُم وَعدَهُ وأراکُم ما تُحِبّونَ.
ثُمَّ تَرجِعُ إلَی القَبرِ،وتَقولُ:
أتَیتُکَ یا حَبیبَ رَسولِ اللّهِ وَابنَ رَسولِهِ،وإنّی بِکَ عارِفٌ وبِحَقِّکَ،مُقِرٌ بِفَضلِکَ،مُستَبصِرٌ بِضَلالَةِ مَن خالَفَکَ،[موقِنٌ] (3)عارِفٌ بِالهُدَی الَّذی أنتُم عَلَیهِ،بِأَبی أنتَ واُمّی ونَفسی.
اللّهُمَّ إنّی اصَلّی عَلَیهِ کَما صَلَّیتَ عَلَیهِ أنتَ ورَسولُکَ وأمیرُ المُؤمِنینَ،صَلاةً
ص:11
مُتَتابِعَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً تَتبَعُ بَعضُها بَعضاً،لَاانقِطاعَ لَها ولا أمَدَ ولا أجَلَ،فی مَحضَرِنا هذا،وإذا غِبنا وشَهِدنا،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
وإذا أرَدتَ أن تُوَدِّعَهُ فَقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أستَودِعُکَ اللّهَ،وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ، آمَنّا بِاللّهِ وبِالرَّسولِ،وبِما جِئتَ بِهِ ودَلَلتَ عَلَیهِ،وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فَاکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا ومِنهُ،اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ أن تَنفَعَنا بِحُبِّهِ،اللّهُمَّ ابعَثهُ مَقاماً مَحموداً تَنصُرُ بِهِ دینَکَ،وتَقتُلُ بِهِ عَدُوَّکَ، وتُبیرُ (1)بِهِ مَن نَصَبَ حَرباً لِآلِ مُحَمَّدٍ؛فَإِنَّکَ وَعَدتَ ذلِکَ وأنتَ لا تُخلِفُ المیعادَ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أشهَدُ أنَّکُم شُهَداءُ نُجَباءُ (2)، جاهَدتُم فی سَبیلِ اللّهِ،وقُتِلتُم عَلی مِنهاجِ رَسولِ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً. (3)
3475.المزار الکبیر عن صفوان الجمّال: قالَ لی مَولایَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصّادِقُ علیه السّلام:
إذا أرَدتَ زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،فَصُم قَبلَ ذلِکَ ثَلاثَةَ أیّامٍ، وَاغتَسِل فِی الیَومِ الرّابِعِ،وَاجمَع إلَیکَ أهلَکَ ووُلدَکَ،وقُل قَبلَ مَسیرِکَ:
ص:12
اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ الیَومَ نَفسی وأهلی ومالی ووُلدی،ومَن کانَ مِنّی بِسَبیلٍ، الشّاهِدَ مِنهُم وَالغائِبَ.اللّهُمَّ اجعَلنا مِنَ الفائِزینَ،وَاحفَظنا بِحِفظِ الإِیمانِ وَاحفَظ عَلَینا،اللّهُمَّ اجعَلنا فی جِوارِکَ وحِفظِکَ وحِرزِکَ (1)،ولا تُغَیِّر ما بِنا مِن نِعمَتِکَ،وزِدنا مِن فَضلِکَ إنّا إلَیکَ راغِبونَ.
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ (2)السَّفَرِ وکَآبَةِ المُنقَلَبِ،وسوءِ المَنظَرِ فِی المالِ وَالأَهلِ وَالوَلَدِ،اللّهُمَّ ارزُقنا حَلاوَةَ الإِیمانِ وبَردَ المَغفِرَةِ،وأماناً مِن عَذابِکَ،وآتِنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّهُ لا یَملِکُ ذلِکَ غَیرُکَ.
فَإِذا أتَیتَ الفُراتَ،فَکَبِّرِ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،وهَلِّل مِئَةَ مَرَّةٍ،وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ قُل بَعدَ ذلِکَ:
اللّهُمَّ أنتَ خَیرُ مَن وَفَدَ إلَیهِ الرِّجالُ،وشُدَّت إلَیهِ الرِّحالُ،وأنتَ سَیِّدی خَیرُ مَقصودٍ،وقَد جَعَلتَ لِکُلِّ زائِرٍ کَرامَةً،ولِکُلِّ وافِدٍ تُحفَةً،فَأَسأَلُکَ أن تَجعَلَ تُحفَتَکَ إیّایَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وَاشکُر سَعیی،وَارحَم مَسیری إلَیکَ،مِن غَیرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیکَ بَل لَکَ المَنُّ عَلَیَّ،إذ جَعَلتَ لِیَ السَّبیلَ إلی زِیارَتِهِ،وعَرَّفتَنی فَضلَهُ وشَرَفَهُ.اللّهُمَّ فَاحفَظنی بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ حَتّی تُبَلِّغَنی هذَا المَکانَ،فَقَد رَجَوتُکَ فَلا تَقطَع رَجائی،وقَد أمَّلتُکَ فَلا تُخَیِّب أمَلی، وَاجعَل مَسیری هذا کَفّارَةً لِذُنوبی،یا رَبَّ العالَمینَ.
فَإِذا أرَدتَ الغُسلَ نَدباً فَقُل:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وعَلَی الأَئِمَّةِ الصّادِقینَ،اللّهُمَّ طَهِّر بِهِ قَلبی،وَاشرَح بِهِ صَدری،
ص:13
ونَوِّر بِهِ بَصَری،اللّهُمَّ اجعَلهُ لی نوراً وطَهوراً وخَیراً،وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،وعافِنی مِن کُلِّ ما أخافُ وأحذَرُ.اللّهُمَّ اجعَلهُ لی شاهِداً یَومَ حاجَتی وفَقری وفاقَتی إلَیکَ یا رَبَّ العالَمینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
فَإِذا فَرَغتَ مِن غُسلِکَ،فَالبَس ثَوبَینِ طاهِرَینِ أو ثَوباً،وصَلِّ رَکعَتَینِ نَدباً خارِجَ المَشرَعَةِ،وهُوَ المَکانُ الَّذی قالَ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ: «وَ فِی الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِیلٌ صِنْوانٌ وَ غَیْرُ صِنْوانٍ یُسْقی بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلی بَعْضٍ فِی الْأُکُلِ» 1 .وَاقرَأ فِی الرَّکعَةِ الاُولی فاتِحَةَ الکِتابِ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ،وفِی الثّانِیَةِ فاتِحَةَ الکِتابِ و «قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ» .فَإِذا سَلَّمتَ فَکَبِّرِ اللّهَ مَا استَطَعتَ،وقُل:
الحَمدُ للّهِ ِ الواحِدِ المُتَوَحِّدِ فِی الاُمورِ کُلِّها،الرَّحمنِ الرَّحیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِهذا وما کُنّا لِنَهتَدِیَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ،لَقَد جاءَت رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ.
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً کَثیراً دائِماً سَرمَداً (1)،لا یَنقَطِعُ ولا یَفنی،حَمداً تَرضی بِهِ عَنّا،حَمداً یَتَّصِلُ أوَّلُهُ ولا یَنفَدُ آخِرُهُ،حَمداً یَزیدُ ولا یَبیدُ، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ.
فَإِذا تَوَجَّهتَ إلَی الحائِرِ،فَقُل:
اللّهُمَّ إلَیکَ قَصَدتُ،ولِبابِکَ قَرَعتُ،وبِفِنائِکَ نَزَلتُ،وبِکَ اعتَصَمتُ، ولِرَحمَتِکَ تَعَرَّضتُ،وبِوَلِیِّکَ الحُسَینِ عَلَیهِ السَّلامُ تَوَسَّلتُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل زِیارَتی مَبرورَةً،ودُعائی مَقبولاً.
فَإِذا أتَیتَ البابَ فَقِف خارِجَ القُبَّةِ،وَارمِ بِطَرفِکَ (2)نَحوَ القَبرِ،وقُل:
ص:14
یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،یَابنَ رَسولِ اللّهِ،عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ،وَابنُ أمَتِکَ، الذَّلیلُ بَینَ یَدَیکَ،المُقَصِّرُ فی عُلُوِّ قَدرِکَ،المُعتَرِفُ بِحَقِّکَ،جاءَکَ مُستَجیراً بِذِمَّتِکَ،قاصِداً إلی حَرَمِکَ،مُتَوَجِّهاً إلَی اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی بِکَ.
أفَأَدخُلُ یا حُجَّةَ اللّهِ،أأَدخُلُ یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أأَدخُلُ یا وَلِیَّ اللّهِ،أأَدخُلُ یا بابَ اللّهِ،أأَدخُلُ یا مَلائِکَةَ اللّهِ،أأَدخُلُ أیُّهَا المَلائِکَةُ المُحدِقونَ بِهذَا الحَرَمِ،المُقیمونَ بِهذَا المَشهَدِ.
ثُمَّ أدخِل رِجلَکَ الیُمنَی القُبَّةَ وأخِّرِ الیُسری،وقُل:
اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأصیلاً (1)،وَالحَمدُ للّهِ ِ الفَردِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الواحِدِ،المُتَفَضِّلِ المُتَطَوِّلِ الجَبّارِ،الَّذی مَنَّ عَلَیَّ بِطَولِهِ،وسَهَّلَ زِیارَةَ مَولایَ،ولَم یَجعَلنی عَن زِیارَتِهِ مَمنوعاً،وعَن ذِمَّتِهِ مَدفوعاً،بَل تَطَوَّلَ ومَنَحَ،فَلَهُ الحَمدُ.
ثُمَّ ادخُلِ الحائِرَ،وقُم بِحِذائِهِ بِخُشوعٍ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عَلِیٍّ حُجَّةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الحَسَنِ الدّاعی إلَی اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نَبِیِّ اللّهِ.
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ الشَّهیدُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها البَرُّ الرَّضِیُّ،السَّلامُ
ص:15
عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ وَابنَ ثارِهِ،وَالوِترَ المَوتورَ (1)،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ.
ثُمَّ ادخُل عِندَ القَبرِ،وقُم عِندَ الرَّأسِ خاشِعاً قَلبُکَ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وِعاءَ النّورِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا خازِنَ الکِتابِ المَشهورِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا اسَّ (2)الإِسلامِ النّاصِرَ لِدینِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا نِظامَ المُسلِمینَ.
یا مَولایَ،أشهَدُ أنَّکَ کُنتَ نوراً فِی الأَصلابِ الشّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ، لَم تُنَجِّسکَ الجاهِلِیَّةُ بِأَنجاسِها،أشهَدُ أنَّکَ یا مَولایَ مِن دَعائِمِ الدّینِ، وأرکانِ المُسلِمینَ،ومَعقِلِ المُؤمِنینَ،وأشهَدُ أنَّکَ الإِمامُ البَرُّ التَّقِیُّ،المُطَهَّرُ الزَّکِیُّ،الهادِی المَهدِیُّ،وأشهَدُ أنَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِکَ کَلِمَةُ التَّقوی،وأعلامُ الهُدی،وَالعُروَةُ الوُثقی،وَالحُجَّةُ عَلی أهلِ الدُّنیا مِن أولِیائِکَ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقُل:
إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،یا مَولایَ،أنَا مُوالٍ لِوَلِیِّکُم مُعادٍ لِعَدُوِّکُم،وأنَا بِکُم مُؤمِنٌ وبِإِیابِکُم مُوقِنٌ،بِشَرائِعِ دینی وخَواتیمِ عَمَلی،وقَلبی لِقَلبِکُم سِلمٌ،وأمری لِأَمرِکُم مُتَّبِعٌ (3).یا مَولایَ،آمَنتُ بِسِرِّکُم وعَلانِیَتِکُم،
ص:16
وظاهِرِکُم وباطِنِکُم،وأوَّلِکُم وآخِرِکُم.
یا مَولایَ،أتَیتُکَ خائِفاً فَآمِنّی،وأتَیتُکَ مُستَجیراً فَأَجِرنی،یا سَیِّدی،أنتَ وَلِیّی ومَولایَ وحُجَّةُ اللّهِ عَلَی الخَلقِ أجمَعینَ،آمَنتُ بِسِرِّکُم وعَلانِیَتِکُم، وبِظاهِرِکُم وباطِنِکُم،یا مَولایَ،أنتَ السَّفیرُ بَینَنا وبَینَ اللّهِ،وَالدّاعی إلَی اللّهِ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،لَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً سَمِعَت بِذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ.
ثُمَّ صَلِّ عِندَ الرَّأسِ رَکعَتَینِ زِیارَةً نَدباً،فَإِذا سَلَّمتَ فَقُل بَعدَ ذلِکَ:
اللّهُمَّ إنّی صَلَّیتُ ورَکَعتُ وسَجَدتُ لَکَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وبَلِّغهُم عَنِّی السَّلامَ کَثیراً،وأفضَلَ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ،وَاردُد عَلَیَّ مِنهُمُ السَّلامَ کَثیراً.
ثُمَّ تَقولُ:
اللّهُمَّ! هاتانِ الرَّکعَتانِ هَدِیَّةٌ مِنّی،وکَرامَةٌ إلی سَیِّدی ومَولایَ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَقَبَّل مِنّی،وبَلِّغنی أفضَلَ أملی ورَجائی فیکَ،وفی وَلِیِّکَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلَیهِ السَّلامُ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ ثانِیَةً وقُل:
یا مَولایَ،أشهَدُ أنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ مُنجِزٌ لَکَ ما وَعَدَکَ،ومُعَذِّبٌ مَن قَتَلَکَ، عَلَیهِ اللَّعنَةُ إلی یَومِ الدّینِ.
ثُمَّ تَأتی إلی قَبرِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَتُقَبِّلُهُ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وَابنَ وَلِیِّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حَبیبَ اللّهِ وَابنَ حَبیبِهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا خَلیلَ اللّهِ وَابنَ خَلیلِهِ،عِشتَ سَعیداً ومِتَّ فَقیداً وقُتِلتَ
ص:17
مَظلوماً،یا شَهیدُ ابنَ الشَّهیدِ عَلَیکَ مِنَ اللّهِ السَّلامُ.
ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ وتُکثِرُ (1)بَعدَهُما مِنَ الصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ وآلِهِ،وتَسأَلُ حاجَتَکَ.
ثُمَّ تَأتی إلی قَبرِ العَبّاسِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوَلِیُّ الصّالِحُ،النّاصِحُ الصِّدّیقُ،أشهَدُ أنَّکَ آمَنتَ بِاللّهِ ونَصَرتَ ابنَ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ودَعَوتَ إلی سَبیلِ اللّهِ،وواسَیتَ بِنَفسِکَ،وبَذَلتَ مُهجَتَکَ،فَعَلَیکَ مِنَ اللّهِ السَّلامُ التّامُّ.
ثُمَّ تَنکَبُّ عَلَی القَبرِ وتُقَبِّلُهُ،وتَقولُ:
بِأَبی أنتَ واُمّی یا ناصِرَ دینِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا ناصِرَ الحُسَینِ الصِّدّیقِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا شَهیدُ ابنَ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَیکَ مِنّی أبَداً ما بَقیتُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ.
وتَخرُجُ مِن عِندِهِ فَتَرجِعُ إلی قَبرِ سَیِّدِنَا الحُسَینِ علیه السّلام،فَتُقیمُ عِندَهُ ما أحبَبتَ،ولا احِبُّ لَکَ أن تَجعَلَهُ مَبیتَکَ.فَإِذا أرَدتَ الوَداعَ فَقُم عِندَ الرَّأسِ وأنتَ تَبکی وتَقولُ:
یا مَولایَ،السَّلامُ عَلَیکَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ ولا سَئِمٍ،فَإِن أنصَرِف یا مَولایَ فَلا عَن مَلالَةٍ،وإن اقِم فَلا عَن سوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللّهُ الصّابِرینَ.یا مَولایَ،لا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِنّی مِن زِیارَتِکَ،وتَقَبَّلَ مِنّی،ورَزَقَنِیَ العَودَ إلَیکَ، وَالمُقامَ فی حَرَمِکَ،وَالکَونَ فی مَشهَدِکَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.
ثُمَّ تُقَبِّلُهُ وتَمُرُّ سائِرَ بَدَنِکَ ووَجهَکَ عَلَی القَبرِ،فَإِنَّهُ أمانٌ وحِرزٌ مِن کُلِّ ما تَخافُ وتَحذَرُ بِإِذنِ اللّهِ،وتَمشِی القَهقَری (2)وتَقولُ:
ص:18
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا بابَ المَقامِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا سَفینَةَ النَّجاةِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلائِکَةَ رَبِّی المُقیمینَ فی هذَا الحَرَمِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ وعَلَی المَلائِکَةِ المُحدِقینَ بِکَ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ،السَّلامُ عَلَیکَ أبَداً مِنّی ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ.
وتَقولُ:
إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ کَثیراً. (1)
3476.مصباح المتهجّد عن صفوان بن مهران: استَأذَنتُ الصّادِقَ علیه السّلام لِزِیارَةِ مَولانَا الحُسَینِ علیه السّلام، فَسَأَلتُهُ أن یُعَرِّفَنی ما أعمَلُ عَلَیهِ،فَقالَ ! یا صَفوانُ! صُم ثَلاثَةَ أیّامٍ قَبلَ خُروجِکَ وَاغتَسِل فِی الیَومِ الثّالِثِ،ثُمَّ اجمَع إلَیکَ أهلَکَ،ثُمَّ قُل:
اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ الیَومَ نَفسی وأهلی،ومالی ووُلدی،ومَن کانَ مِنّی بِسَبیلٍ،الشّاهِدَ مِنهُم وَالغائِبَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاحفَظنا بِحِفظِ الإِیمانِ وَاحفَظ عَلَینا،اللّهُمَّ اجعَلنا فی حِرزِکَ،ولا تَسلُبنا نِعمَتَکَ، ولا تُغَیِّر ما بِنا مِن عافِیَتِکَ،وزِدنا مِن فَضلِکَ إنّا إلَیکَ راغِبونَ.
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ،ومِن کَآبَةِ المُنقَلَبِ،ومِن سوءِ المَنظَرِ
ص:19
فِی النَّفسِ وَالأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ،اللّهُمَّ ارزُقنا حَلاوَةَ الإِیمانِ وبَردَ المَغفِرَةِ، وآمِنّا مِن عَذابِکَ إنّا إلَیکَ راغِبونَ (1)،وآتِنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
فَإِذا أتَیتَ الفُراتَ،یَعنی شَریعَةَ الصّادِقِ علیه السّلام بِالعَلقَمِیِّ (2)فَقُل:
اللّهُمَّ أنتَ خَیرُ مَن وَفَدَ إلَیهِ الرِّجالُ،وأنتَ سَیِّدی أکرَمُ مَقصودٍ وأفضَلُ مَزورٍ،وقَد جَعَلتَ لِکُلِّ زائِرٍ کَرامَةً،ولِکُلِّ وافِدٍ تُحفَةً،فَأَسأَلُکَ أن تَجعَلَ تُحفَتَکَ إیّایَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وقَد قَصَدتُ وَلِیَّکَ وَابنَ نَبِیِّکَ،وصَفِیَّکَ وَابنَ صَفِیِّکَ،ونَجِیَّکَ وَابنَ نَجِیِّکَ،وحَبیبَکَ وَابنَ حَبیبِکَ.
اللّهُمَّ فَاشکُر سَعیی،وَارحَم مَسیری إلَیکَ بِغَیرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیکَ،بَل لَکَ المَنُّ عَلَیَّ إذ جَعَلتَ لِیَ السَّبیلَ إلی زِیارَتِهِ،وعَرَّفتَنی فَضلَهُ،وحَفِظتَنی فِی اللَّیلِ وَالنِّهارِ حَتّی بَلَّغتَنی هذَا المَکانَ،اللّهُمَّ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی نَعمائِکَ کُلِّها،ولَکَ الشُّکرُ عَلی مِنَنِکَ کُلِّها.
ثُمَّ اغتَسِل مِنَ الفُراتِ؛فَإِنَّ أبی حَدَّثَنی عَن آبائِهِ علیهم السّلام قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:إنَّ ابنی هذَا-الحُسَینَ-یُقتَلُ بَعدی عَلی شاطِئِ الفُراتِ،فَمَن زارَهُ وَاغتَسَلَ مِنَ الفُراتِ تَساقَطَت خَطایاهُ کَهَیئَةِ یَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ.
فَإِذَا اغتَسَلتَ،فَقُل فی غُسلِکَ:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ اجعَلهُ نوراً وطَهوراً،وحِرزاً وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ
ص:20
وآفَةٍ وعاهَةٍ،اللّهُمَّ،طَهِّر بِهِ قَلبی،وَاشرَح بِهِ صَدری،وسَهِّل لی بِهِ أمری.
فَإِذا فَرَغتَ مِن غُسلِکَ،فَالبَس ثَوبَینِ طاهِرَینِ،وصَلِّ رَکعَتَینِ خارِجَ الشِّرعَةِ وهُوَ المَکانُ الَّذی قالَ اللّهُ عز و جل: «وَ فِی الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِیلٌ صِنْوانٌ وَ غَیْرُ صِنْوانٍ یُسْقی بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلی بَعْضٍ فِی الْأُکُلِ» . (1)
فَإِذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ فَتَوَجَّه نَحوَ الحائِرِ وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،وقَصِّر خُطاکَ؛فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَکتُبُ لَکَ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَجَّةً وعُمرَةً،وسِر خاشِعاً قَلبُکَ،باکِیَةً عَینُکَ،وأکثِر مِنَ التَّکبیرِ وَالتَّهلیلِ،وَالثَّناءِ عَلَی اللّهِ عز و جل،وَالصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله وَالصَّلاةِ عَلَی الحُسَینِ علیه السّلام خاصَّةً،وَاللَّعنِ عَلی مَن قَتَلَهُ،وَالبَراءَةِ مِمَّن أسَّسَ ذلِکَ عَلَیهِ.
فَإِذا أتَیتَ بابَ الحائِرِ فَقِف،وقُل:
اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأصیلاً،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِهذا وما کُنّا لِنَهتَدِیَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ،لَقَد جاءَت رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ.
ثُمَّ قُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا رَسولَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا نَبِیَّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خاتَمَ النَّبِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا سَیِّدَ المُرسَلینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حَبیبَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا سَیِّدَ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا قائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلینَ،السَّلامُ عَلی فاطِمَةَ سَیِّدةِ نِساءِ العالَمینَ.
ص:21
السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَئِمَّةِ مِن وُلدِکَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وَصِیَّ أمیرِ المُؤمِنینَ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ الشَّهیدُ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلائِکَةَ اللّهِ المُقیمینَ فی هذَا المَقامِ الشَّریفِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلائِکَةَ رَبِّی المُحدِقینَ بِقَبرِ الحُسَینِ عَلَیهِ السَّلامُ،السَّلامُ عَلَیکُم مِنّی أبَداً ما بَقیتُ،وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ.
ثُمَّ تَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،المُقِرُّ بِالرِّقِّ،وَالتّارِکُ لِلخِلافِ عَلَیکُم،وَالمُوالی لِوَلِیِّکُم وَالمُعادی لِعَدُوِّکُم،قَصَدَ حَرَمَکَ،وَاستَجارَ بِمَشهَدِکَ،وتَقَرَّبَ إلَیکَ بِقَصدِکَ.
أأَدخُلُ یا رَسولَ اللّهِ؟أأَدخُلُ یا نَبِیَّ اللّهِ؟أأَدخُلُ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟أأَدخُلُ یا سَیِّدَ الوَصِیّینَ؟أأَدخُلُ یا فاطِمَةُ سَیِّدَةَ نِساءِ العالَمینَ؟أأَدخُلُ یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ؟أأَدخُلُ یا مَولایَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟
فَإِن خَشَعَ قَلبُکَ ودَمَعَت عَینُکَ فَهُوَ عَلامَةُ الإِذنِ فَادخُل.ثُمَّ قُل:
الحَمدُ للّهِ ِ الواحِدِ الأَحَدِ،الفَردِ الصَّمَدِ،الَّذی هَدانی لِوِلایَتِکَ،وخَصَّنی بِزِیارَتِکَ،وسَهَّلَ لی قَصدَکَ.
ثُمَّ تَأتی بابَ القُبَّةِ،وقِف مِن حَیثُ یَلِی الرَّأسَ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبرهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ أمیرِ المُؤمِنینَ وَلِیِّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ مُحَمَّدٍ المُصطَفی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عَلِیٍّ المُرتَضی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خَدیجَةَ الکُبری،السَّلامُ عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ
ص:22
وَابنَ ثارِهِ،وَالوِترَ المَوتورَ،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وأطَعتَ اللّهَ ورَسولَهُ حَتّی أتاکَ الیَقینُ؛فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً سَمِعَت بِذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ.
یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ کُنتَ نوراً فِی الأَصلابِ الشّامِخَةِ (1)، وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ،لَم تُنَجِّسکَ الجاهِلِیَّةُ بِأَنجاسِها،ولَم تُلبِسکَ مِن مُدلَهِمّاتِ (2)ثِیابِها،وأشهَدُ أنَّکَ مِن دَعائِمِ الدّینِ وأرکانِ المُؤمِنینَ،وأشهَدُ أنَّکَ الإِمامُ البَرُّ التَّقِیُّ،الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ،الهادِی المَهدِیُّ،وأشهَدُ أنَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِکَ کَلِمَةُ التَّقوی،وأعلامُ الهُدی،وَالعُروَةُ الوُثقی،وَالحُجَّةُ عَلی أهلِ الدُّنیا،واُشهِدُ اللّهَ ومَلائِکَتَهُ،وأنبِیاءَهُ ورُسَلَهُ أنّی بِکُم مُؤمِنٌ،وبِإِیابِکُم موقِنٌ،بِشَرائِعِ دینی وخَواتیمِ عَمَلی،وقَلبی لِقَلبِکُم سِلمٌ وأمری لِأَمرِکُم مُتَّبِعٌ (3)،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم وعَلی أرواحِکُم،وعَلی أجسادِکُم وعَلی أجسامِکُم،وعَلی شاهِدِکُم وعَلی غائِبِکُم،وعَلی ظاهِرِکُم وعَلی باطِنِکُم.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقَبِّلهُ،وقُل:
بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،بِأَبی أنتَ واُمّی یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَقَد عَظُمَتِ الرَّزِیَّةُ،وجَلَّتِ المُصیبَةُ بِکَ عَلَینا وعَلی جَمیعِ أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ، فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً أسرَجَت وألجَمَت وتَهَیَّأَت لِقِتالِکَ،یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ، قَصَدتُ حَرَمَکَ،وأتَیتُ إلی مَشهَدِکَ،أسأَلُ اللّهَ بِالشَّأنِ الَّذی لَکَ عِندَهُ،
ص:23
وبِالمَحَلِّ الَّذی لَکَ لَدَیهِ،أن یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،و أن یَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ قُم فَصَلِّ رَکعَتَینِ عِندَ الرَّأسِ،اِقرَأ فیهِما بِما أحبَبتَ.فَإِذا فَرَغتَ مِن صَلَواتِکَ،فَقُل:
اللّهُمَّ،إنّی صَلَّیتُ ورَکَعتُ وسَجَدتُ لَکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ؛لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّکوعَ وَالسُّجودَ لا یَکونُ إلّالَکَ،لِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأبلِغهُم عَنّی أفضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِیَّةِ،وَاردُد عَلَیَّ مِنهُمُ السَّلامَ.اللّهُمَّ! وهاتانِ الرَّکعَتانِ هَدِیَّةٌ مِنّی إلی مَولایَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ عَلَیهِ السَّلامُ.
اللّهُمَّ ! فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلَیهِ وتَقَبَّل مِنّی،وَأجُرنی عَلی ذلِکَ بِأَفضَلِ أمَلی ورَجائی فیکَ وفی وَلِیِّکَ یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ.
ثُمَّ قُم وصِر إلی عِندِ رِجلِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،وقِف عِندَ رَأسِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ نَبِیِّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ الحُسَینِ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الشَّهیدُ وَابنُ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا المَظلومُ وَابنُ المَظلومِ،لَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً سَمِعَت بِذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلی قَبرِهِ،فَقَبِّلهُ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وَابنَ وَلِیِّهِ،لَقد عَظُمَتِ المُصیبَةُ،وجَلَّتِ الرَّزِیَّةُ (1)
ص:24
بِکَ عَلَینا وعَلی جَمیعِ المُسلِمینَ،فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،وأبرَأُ إلَی اللّهِ وإلَیکَ مِنهُم.
ثُمَّ اخرُج مِنَ البابِ الَّذی عِندَ رِجلِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام.
ثُمَّ تَوَجَّه إلَی الشُّهَداءِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم یا أولِیاءَ اللّهِ وأحِبّاءَهُ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أصفِیاءَ اللّهِ وأوِدّاءَهُ (1)،السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ دینِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ أبی مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ الوَلِیِّ (2)النّاصِحِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ أبی عَبدِ اللّهِ،بِأَبی أنتُم واُمّی،طِبتُم وطابَتِ الأَرضُ الَّتی فیها دُفِنتُم،وفُزتُم فَوزاً عَظیماً،فَیا لَیتَنی کُنتُ مَعَکُم فَأَفوزَ مَعَکُم.
ثُمَّ عُد إلی عِندِ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام،وأکثِر مِنَ الدُّعاءِ لَکَ ولِأَهلِکَ ولِوَلَدِکَ ولِإِخوانِکَ؛فَإِنَّ مَشهَدَهُ لا تُرَدُّ فیهِ دَعوَةٌ،ولا سُؤالُ سائِلٍ،فَإِذا أرَدتَ الخُروجَ فَانکَبَّ عَلَی القَبرِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفوَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خاصَّةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خالِصَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أمینَ اللّهِ،سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ ولا سَئِمٍ،فَإِن أمضِ فَلا عَن مَلالَةٍ،وإن اقِم فَلا عَن سوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللّهُ الصّابِرینَ،لا جَعَلَهُ اللّهُ یا مَولایَ آخِرَ العَهِد
ص:25
مِنّی لِزِیارَتِکَ،ورَزَقَنِی العَودَ إلی مَشهَدِکَ،وَالمُقامَ فی حَرَمِکَ،وإیّاهُ أسأَلُ أن یُسعِدَنی بِکَ وبِالأَئِمَّةِ مِن وُلدِکَ،ویَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ قُم وَاخرُج ولا تُوَلِّ ظَهرَکَ،وأکثِر مِن قَولِ:إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،حَتّی تَغیبَ عَنِ القَبرِ.
فَمَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام بِهذِهِ الزِّیارَةِ کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ مِئَةَ ألفِ حَسَنَةٍ،ومَحا عَنهُ مِئَةَ ألفِ سَیِّئَةٍ،ورَفَعَ لَهُ مِئَةَ ألفِ دَرَجَةٍ،وقَضی لَهُ مِئَةَ ألفِ حاجَةٍ،أسهَلُها أن یُزَحزِحَهُ عَنِ النّارِ،[و] (1)کانَ کَمَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَینِ علیه السّلام،حَتّی یَشرَکَهُم فی دَرَجاتِهِم. (2)
3477.الکافی عن الحسین بن ثویر: کُنتُ أنَا ویونُسُ بنُ ظَبیانَ وَالمُفَضَّلُ بنُ عُمَرَ وأبو سَلَمَةَ السَّرّاجُ جُلوساً عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام،وکانَ المُتَکَلِّمُ مِنّا یونُسَ،وکانَ أکبَرَنا سِنّاً،فَقالَ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ! إنّی أحضُرُ مَجلِسَ هؤُلاءِ القَومِ-یَعنی وَلَدَ العَبّاسِ-فَما أقولُ؟
ص:26
فَقالَ:إذا حَضَرتَ فَذَکَرتَنا فَقُل:اللّهُمَّ أرِنَا الرَّخاءَ وَالسُّرورَ؛فَإِنَّکَ تَأتی عَلی ما تُریدُ.
فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! إنّی کَثیراً ما أذکُرُ الحُسَینَ علیه السّلام،فَأَیَّ شَیءٍ أقولُ؟
فَقالَ:قُل:صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ-تُعیدُ ذلِکَ ثَلاثاً-؛فَإِنَّ السَّلامَ یَصِلُ إلَیهِ مِن قَریبٍ ومِن بَعیدٍ،ثُمَّ قالَ:إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ الحُسَینَ علیه السّلام لَمّا قَضی بَکَت عَلَیهِ السَّماواتُ السَّبعُ،وَالأَرَضونَ السَّبعُ،وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ،ومَن یَنقَلِبُ فِی الجَنَّةِ وَالنّارِ مِن خَلقِ رَبِّنا،وما یُری وما لا یُری بَکی عَلی أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام،إلّا ثَلاثَةَ أشیاءَ لَم تَبکِ عَلَیهِ،قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! وما هذِهِ الثَّلاثَةُ الأَشیاءِ؟
قالَ:لَم تَبکِ عَلَیهِ البَصرَةُ ولا دِمَشقُ ولا آلُ عُثمانَ عَلَیهِم لَعنَةُ اللّهِ (1).قُلتُ:
جُعِلتُ فِداکَ! إنّی اریدُ أن أزورَهُ،فَکَیفَ أقولُ وکَیفَ أصنَعُ؟ (2)
قالَ:إذا أتَیتَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَاغتَسِل عَلی شاطِئِ الفُراتِ،ثُمَّ البَس ثِیابَکَ الطّاهِرَةَ،ثُمَّ امشِ حافِیاً؛فَإِنَّکَ فی حَرَمٍ مِن حَرَمِ اللّهِ وحَرَمِ رَسولِهِ،وعَلَیکَ بِالتَّکبیرِ وَالتَّهلیلِ وَالتَّسبیحِ وَالتَّحمیدِ وَالتَّعظیمِ للّهِ ِ عز و جل کَثیراً،وَالصَّلاةِ عَلی مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ علیهم السّلام،حَتّی تَصیرَ إلی بابِ الحَیرِ،ثُمَّ تَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلائِکَةَ اللّهِ وزُوّارَ قَبرِ ابنِ نَبِیِّ اللّهِ.
ثُمَّ اخطُ عَشرَ خُطُواتٍ،ثُمَّ قِف وکَبِّر ثَلاثینَ تَکبیرَةً،ثُمَّ امشِ إلَیهِ حَتّی تَأتِیَهُ مِن قِبَلِ وَجهِهِ،فَاستَقبِل وَجهَکَ بِوَجهِهِ (3)،وتَجعَلُ القِبلَةَ بَینَ کَتِفَیکَ،ثُمَّ قُل:
ص:27
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا قَتیلَ اللّهِ وَابنَ قَتیلِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ وَابنَ ثارِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وِترَ اللّهِ المَوتورَ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،أشهَدُ أنَّ دَمَکَ سَکَنَ فِی الخُلدِ،وَاقشَعَرَّت (1)لَهُ أظِلَّةُ العَرشِ،وبَکی لَهُ جَمیعُ الخَلائِقِ،وبَکَت لَهُ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرَضونَ السَّبعُ،وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ،ومَن یَتَقَلَّبُ فِی الجَنَّةِ وَالنّارِ مِن خَلقِ رَبِّنا،وما یُری وما لا یُری.
أشهَدُ أنَّکَ حُجَّةُ اللّهِ وَابنُ حُجَّتِهِ،وأشهَدُ أنَّکَ قَتیلُ اللّهِ وَابنُ قَتیلِهِ،وأشهَدُ أنَّکَ ثائِرُ اللّهِ وَابنُ ثائِرِهِ،وأشهَدُ أنَّکَ وَترُ اللّهِ المَوتورُ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،وأشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ ونَصَحتَ ووَفَیتَ وأوفَیتَ،وجاهَدتَ فی سَبیلِ اللّهِ ومَضَیتَ لِلَّذی کُنتَ عَلَیهِ شَهیداً ومُستَشهَداً وشاهِداً ومَشهوداً.
أنَا عَبدُ اللّهِ ومَولاکَ وفی طاعَتِکَ وَالوافِدُ إلَیکَ،ألتَمِسُ کَمالَ المَنزِلَةِ عِندَ اللّهِ، وثَباتَ القَدَمِ فِی الهِجرَةِ إلَیکَ،وَالسَّبیلَ الَّذی لا یُختَلَجُ (2)دونَکَ مِنَ الدُّخولِ فی کَفالَتِکَ الَّتی امِرتَ بِها.
مَن أرادَ اللّهَ بَدَأَ بِکُم،بِکُم یُبَیِّنُ اللّهُ الکَذِبَ،وبِکُم یُباعِدُ اللّهُ الزَّمانَ الکَلِبَ (3)،وبِکُم فَتَحَ اللّهُ وبِکُم یَختِمُ اللّهُ،وبِکُم یَمحو ما یَشاءُ وبِکُم یُثبِتُ،
ص:28
وبِکُم یَفُکُّ الذُّلَّ مِن رِقابنا،وبِکُم یُدرِکُ اللّهُ تِرَةَ کُلِّ مُؤمِنٍ یُطلَبُ بِها،وبِکُم تُنبِتُ الأَرضُ أشجارَها،وبِکُم تُخرِجُ الأَشجارُ أثمارَها،وبِکُم تُنزِلُ السَّماءُ قَطرَها ورِزقَها،وبِکُم یَکشِفُ اللّهُ الکَربَ،وبِکُم یُنَزِّلُ اللّهُ الغَیثَ،وبِکُم تَسیخُ (1)الأَرضُ الَّتی تَحمِلُ أبدانَکُم،وتَستَقِرُّ جِبالُها عَن مَراسیها،إرادَةُ الرَّبِّ فی مَقادیرِ امورِهِ تَهبِطُ إلَیکُم،وتَصدُرُ مِن بُیوتِکُم،وَالصّادِرُ عَمّا فُصِّلَ مِن أحکامِ العِبادِ.
لُعِنَت امَّةٌ قَتَلَتکُم،واُمَّةٌ خالَفَتکُم،واُمَّةٌ جَحَدَت وِلایَتَکُم،واُمَّةٌ ظاهَرَت عَلَیکُم،واُمَّةٌ شَهِدَت ولَم تُستَشهَد (2)،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ النّارَ مَثواهُم وبِئسَ وِردُ الوارِدینَ،وبِئسَ الوِردُ المَورودُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ، وصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ-أنَا إلَی اللّهِ مِمَّن خالَفَکَ بَریءٌ -ثَلاثاً-.
ثُمَّ تَقومُ فَتَأتِی ابنَهُ عَلِیّاً علیه السّلام-وهُوَ عِندَ رِجلَیهِ-فَتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ الحَسَنِ وَالحُسَینِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خَدیجَةَ وفاطِمَةَ، صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ- تَقولُها ثَلاثاً
-أنَا إلَی اللّهِ مِنهُم بَریءٌ- ثَلاثاً-.
ثُمَّ تَقومُ فَتُومِئُ بِیَدِکَ إلَی الشُّهَداءِ،وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکُم- ثَلاثاً
-فُزتُم وَاللّهِ فُزتُم وَاللّهِ،فَلَیتَ أنّی مَعَکُم فَأَفوزَ فَوزاً عَظیماً.
ثُمَّ تَدورُ فَتَجعَلُ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام بَینَ یَدَیکَ،فَصَلِّ سِتَّ رَکَعاتٍ وقَد تَمَّت زِیارَتُکَ،فَإِن شِئتَ فَانصَرِف. (3)
ص:29
3478.کامل الزیارات: حَدَّثَنا سَعدانُ بنُ مُسلِمٍ قائِدُ أبی بَصیرٍ،قالَ:حَدَّثَنا بَعضُ أصحابِنا عَن أبی عَبدِ اللّهِ [الصّادِقِ] علیه السّلام،قالَ:إذا أتَیتَ القَبرَ بَدَأتَ فَأَثنَیتَ عَلَی اللّهِ عز و جل،وصَلَّیتَ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله،وَاجتَهَدتَ فی ذلِکَ،ثُمَّ تَقولُ:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ فیما تَروحُ وتَغدو،وَالزّاکِیاتُ الطّاهِراتُ لَکَ، وعَلَیکَ سَلامُ المَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ وَالمُسَلِّمینَ لَکَ بِقُلوبِهِم،وَالنّاطِقینَ بِفَضلِکَ،وَالشُّهَداءِ عَلی أنَّکَ صادِقٌ وصِدّیقٌ،صَدَقتَ ونَصَحتَ فیما أتَیتَ بِهِ،وأنَّکَ ثارُ اللّهِ فِی الأَرضِ،وَالدَّمُ الَّذی لا یُدرِکُ تِرَتَهُ (1)أحَدٌ مِن أهلِ الأَرضِ،ولا یُدرِکُهُ إلَّااللّهُ وَحدَهُ.
جِئتُکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ وافِداً إلَیکَ،أتَوَسَّلُ إلَی اللّهِ بِکَ فی جَمیعِ حَوائِجی، مِن أمرِ دُنیای وآخِرَتی،وبِکَ یَتَوَسَّلُ المُتَوَسِّلونَ إلَی اللّهِ فی حَوائِجِهِم،وبِکَ یُدرِکُ أهلُ التِّراتِ مِن عِبادِ اللّهِ طَلِبَتَهُم.
ثُمَّ امشِ قَلیلاً،ثُمَّ تَستَقبِلُ القَبرَ،فَقُل:
الحَمدُ للّهِ ِ الواحِدِ المُتَوَحِّدِ بِالاُمورِ کُلِّها،خالِقِ الخَلقِ فَلَم یَعزُب عَنهُ شَیءٌ مِن أمرِهِم،وعالِمِ کُلِّ شَیءٍ بِغَیرِ تَعلیمٍ،ضَمَّنَ الأَرضَ ومَن عَلَیها دَمَکَ وثارَکَ،یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أشهَدُ أنَّ لَکَ مِنَ اللّهِ ما وَعَدَکَ مِنَ النَّصرِ وَالفَتحِ، وأنَّ لَکَ مِنَ اللّهِ الوَعدَ الحَقَّ فی هَلاکِ عَدُوِّکَ وتَمامِ مَوعِدِهِ إیّاکَ،أشهَدُ أنَّهُ قاتَلَ مَعَکَ رِبِّیّونَ (2)کَثیرٌ،کَما قالَ اللّهُ: «وَ کَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ کَثِیرٌ
ص:30
فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ». 1
ثُمَّ کَبِّر سَبعَ تَکبیراتٍ،ثُمَّ امشِ قَلیلاً وَاستَقبِلِ القَبرَ،ثُمَّ قُل:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً،ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ، وخَلَقَ کُلَّ شَیءٍ فَقَدَّرَهُ تَقدیراً.أشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ عَنِ اللّهِ ما امِرتَ بِهِ، ووَفَیتَ بِعَهدِ اللّهِ،وتَمَّت بِکَ کَلِماتُهُ،وجاهَدتَ فی سَبیلِهِ حَتّی أتاکَ الیَقینُ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً خَذَّلَت عَنکَ.
اللّهُمَّ،إنّی أشهَدُ بِالوِلایَةِ لِمَن والَیتَ ووالَت رُسُلُکَ،وأشهَدُ بِالبَراءَةِ مَمَّن تَبَرَّأتَ مِنهُ وبَرِئَت مِنهُ رُسُلُکَ.اللّهُمَّ العَنِ الَّذینَ کَذَّبوا رُسولَکَ،وهَدَموا کَعبَتَکَ،وحَرَّفوا کِتابَکَ،وسَفَکوا دَمَ أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ،وأفسَدوا عِبادَکَ وَاستَذَلّوهُم.اللّهُمَّ ضاعِف لَهُمُ اللَّعنَةَ فیما جَرَت بِهِ سُنَّتُکَ فی بَرِّکَ وبَحرِکَ، اللّهُمَّ العَنهُم فی سَمائِکَ وأرضِکَ،اللّهُمَّ وَاجعَل لی لِسانَ صِدقٍ فی أولِیائِکَ، وحَبِّب إلَیَّ مَشاهِدَهُم حَتّی تُلحِقَنی بِهِم،وتَجعَلَهُم لی فَرَطاً،وتَجعَلَنی لَهُم تَبَعاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ امشِ قَلیلاً فَکَبِّر سَبعاً،وهَلِّل سَبعاً،وَاحمَدِ اللّهَ سَبعاً،وسَبِّحِ اللّهَ سَبعاً،وأجِبهُ سَبعاً،تَقولُ:
لَبَّیکَ داعِیَ اللّهِ،إن کانَ لَم یُجِبکَ بَدَنی فَقَد أجابَکَ قَلبی وشَعری وبَشَری ورَأیی وهَوایَ،عَلَی التَّسلیمِ لِخَلَفِ النَّبِیِّ المُرسَلِ،وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ، وَالدَّلیلِ العالِمِ،وَالأَمینِ المُستَخزَنِ،وَالموصِی البَلیغِ،وَالمَظلومِ المُهتَضَمِ (1)،
ص:31
جِئتُ انقِطاعاً إلَیکَ،وإلی وَلَدِکَ ووَلَدِ وَلَدِکَ،الخَلَفِ مِن بَعدِکَ عَلی بَرَکَةِ الحَقِّ،فَقَلبی لَکُم مُسَلِّمٌ،وأمری لَکُم مُتَّبِعٌ،ونُصرَتی لَکَ مُعَدَّةٌ،حَتّی یَحکُمَ اللّهُ وهُوَ خَیرُ الحاکِمینَ لِدینِهِ ویَبعَثَکُم،فَمَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم،إنّی مِنَ المُؤمِنینَ بِرَجعَتِکُم،لا انکِرُ للّهِ ِ قُدرَةً،ولا اکَذِّبُ لَهُ مَشِیَّةً،ولا أزعُمُ أنَّ ما شاءَ لا یَکونُ.
ثُمَّ امشِ حَتّی تَنتَهِیَ إلَی القَبرِ،وقُل وأنتَ قائِمٌ:
سُبحانَ اللّهِ،یُسَبِّحُ لَهُ المُلکُ وَالمَلکوتُ،ویُقَدِّسُ بِأَسمائِهِ جَمیعُ خَلقِهِ، سُبحانَ اللّهِ المَلِکِ القُدّوسِ،رَبِّنا ورَبِّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،اللّهُمَّ اجعَلنی فی وَفدِکَ إلی خَیرِ بِقاعِکَ وخَیرِ خَلقِکَ،اللّهُمَّ العَنِ الجِبتَ وَالطّاغوتَ.
ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ حَتّی تَضَعَهُما مَمدودَتَینِ عَلَی القَبرِ،ثُمَّ تَقولُ:
أشهَدُ أنَّکَ طُهرٌ طاهِرٌ مِن طُهرٍ طاهِرٍ،قَد طَهُرَت بِکَ البِلادُ،وطَهُرَت أرضٌ أنتَ فیها،وأنَّکَ ثَأرُ اللّهِ فِی الأَرضِ حَتّی یَستَثیرَ لَکَ مِن جَمیعِ خَلقِهِ.
ثُمَّ ضَع یَدَیکَ وخَدَّیکَ جَمیعاً عَلَی القَبرِ،ثُمَّ اجلِس عِندَ رَأسِهِ وَاذکُرِ اللّهَ بِما أحبَبتَ،وتَوَجَّه إلَیهِ (1)وَاسأَلِ اللّهَ حَوائِجَکَ.
ثُمَّ ضَع یَدَیکَ وخَدَّیکَ عِندَ رِجلَیهِ،وقُل:
صَلَّی اللّهُ عَلی روحِکَ وبَدَنِکَ؛فَلَقَد صَبَرتَ وأنتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ،قَتَلَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ بِالأَیدی وَالأَلسُنِ.
ثُمَّ قُم إلی قَبرِ وَلَدِهِ،وتُثنی عَلَیهِم بِما أحبَبتَ،وتَسأَلُ ربَّکَ حَوائِجَکَ وما بَدا لَکَ.
ثُمَّ تَستَقبِلُ قُبورَ الشُّهَداءِ قائِماً،فَتَقولُ:
ص:32
السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الرَّبّانِیّونَ،أنتُم لَنا فَرَطٌ ونَحنُ لَکُم تَبَعٌ وأنصارٌ،أبشِروا بِمَوعِدِ اللّهِ الَّذی لا خُلفَ لَهُ،وأنَّ اللّهَ مُدرِکٌ بِکُم ثارَکُم،وأنتُم سادَةُ الشُّهَداءِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ اجعَلِ القَبرَ بَینَ یَدَیکَ،وصَلِّ ما بَدا لَکَ،وکُلَّما دَخَلتَ الحائِرَ فَسَلِّم،ثُمَّ امشِ حَتّی تَضَعَ یَدَیکَ وخَدَّیکَ جَمیعاً عَلَی القَبرِ.
فَإِذا أرَدتَ أن تَخرُجَ فَاصنَع مِثلَ ذلِکَ،ولا تُقَصِّر عِندَهُ مِنَ الصَّلَواتِ ما أقَمتَ.
وإذَا انصَرَفتَ مِن عِندِهِ فَوَدِّعهُ،وقُل:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبیائِهِ المُرسَلینَ،وعِبادِهِ الصّالِحینَ، عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،وعَلی روحِکَ وبَدَنِکَ وذُرِّیَّتِکَ،ومَن حَضَرَکَ مِن أولِیائِکَ.
[ قالَ المُؤَلِّفُ:] حَدَّثَنی بِهذِهِ الزِّیارَةِ أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ،عَن أبیهِ،عَن جَدِّهِ،عَن موسَی بنِ الحَسَنِ بنِ عامِرٍ،عَن أحمَدَ بنِ هِلالٍ،قالَ:حَدَّثَنا امَیَّةُ بنُ عَلِیٍّ القَیسِیُّ الشّامِیُّ،عَن سَعدانَ بنِ مُسلِمٍ،عَن رَجُلٍ،عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام مِثلَهُ،وزادَ فی آخِرِهِ:«
مِن عِندِ مَن حَضَرَکَ مِن أولِیائِکَ »:
فَإِذا بَلَغتَ الرَّواحَ فَقُل هذَا الکَلامَ مِن أوَّلِهِ إلی آخِرِهِ کَما قُلتَ حینَ دَخَلتَ الحائِرَ،فَإِذا دَخَلتَ مَنزِلَکَ فَقُل:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَلَّمَنی وسَلَّمَ مِنّی (1)،الحَمدُ للّهِ ِ فِی الاُمورِ کُلِّها وعَلی کُلِّ
ص:33
حالٍ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.
ثُمَّ کَبِّر إحدی وعِشرینَ تَکبیرَةً مُتَتابِعَةً،وسَهِّل (1)،ولا تَعجَل فیها إن شاءَ اللّهُ تَعالی،وَالباقی مِثلُهُ. (2)
3479.کامل الزیارات عن الحسن بن عطیّة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا دَخَلتَ الحائِرَ فَقُل:
اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ أکرَمتَنی بِهِ وشَرَّفتَنی بِهِ،اللّهُمَّ فَأَعطِنی فیهِ رَغبَتی عَلی حَقیقَةِ إیمانی بِکَ وبِرُسُلِکَ،سَلامُ اللّهِ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،وسَلامُ مَلائِکَتِهِ فیما تَروحُ وتَغتَدی (3)بِهِ الرّائِحاتُ الطّاهِراتُ لَکَ وعَلَیکَ،وسَلامٌ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُقَرَّبینَ،وسَلامٌ عَلَی المُسَلِّمینَ لَکَ بِقُلوبِهِمُ،النّاطِقینَ لَکَ بِفَضلِکَ بِأَلسِنَتِهِم.
ص:34
أشهَدُ أنَّکَ صادِقٌ صِدّیقٌ،صَدَقتَ فیما دَعَوتَ إلَیهِ،وصَدَقتَ فیما أتَیتَ بِهِ، وأنَّکَ ثارُ اللّهِ فِی الأَرضِ (1)،مِنَ الدَّمِ الَّذی لا یُدرَکُ ثارُهُ مِنَ الأَرضِ إلّا بِأَولِیائِکَ.اللّهُمَّ حَبِّب إلَیَّ مَشاهِدَهُم وشَهادَتَهُم حَتّی تُلحِقَنی بِهِم،وتَجعَلَنی لَهُم فَرَطاً (2)وتابِعاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ تَمشی قَلیلاً وتُکَبِّرُ سَبعَ تَکبیراتٍ،ثُمَّ تَقومُ بِحِیالِ القَبرِ وتَقولُ:
سُبحانَ الَّذی سَبَّحَ لَهُ المُلکُ وَالمَلَکوتُ،وقَدَّسَت بِأَسمائِهِ جَمیعُ خَلقِهِ، وسُبحانَ المَلِکِ القُدّوسِ رَبِّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ،اللّهُمَّ اکتُبنی فی وَفدِکَ إلی خَیرِ بِقاعِکَ وخَیرِ خَلقِکَ،اللّهُمَّ العَنِ الجِبتَ وَالطّاغوتَ،وَالعَن أشیاعَهُم وأتباعَهُم.
اللّهُمَّ أشهِدنی مَشاهِدَ الخَیرِ کُلَّها مَعَ أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ،اللّهُمَّ تَوَفَّنی مُسلِماً، وَاجعَل لی قَدَماً مَعَ الباقینَ الوارِثینَ الَّذینَ یَرِثونَ الأَرضَ مِن عِبادِکَ الصّالِحینَ.
ثُمَّ تُکَبِّرُ خَمسَ تَکبیراتٍ،ثُمَّ تَمشی قَلیلاً وتَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی بِکَ مُؤمِنٌ وبِوَعدِکَ موقِنٌ،اللّهُمَّ اکتُب لی إیماناً وثَبِّتهُ فی قَلبی، اللّهُمَّ اجعَل ما أقولُ بِلِسانی حَقیقَتَهُ فی قَلبی وشَریعَتَهُ فی عَمَلی.اللّهُمَّ
ص:35
اجعَلنی مِمَّن لَهُ مَعَ الحُسَینِ عَلَیهِ السَّلامُ قَدَماً ثابِتاً،وأثبِتنی فیمَنِ استُشهِدَ مَعَهُ.
ثُمَّ کَبِّر ثَلاثَ تَکبیراتٍ،وتَرفَعُ یَدَیکَ حَتّی تَضَعَهُما عَلَی القَبرِ جَمیعاً،ثُمَّ تَقولُ:
أشهَدُ أنَّکَ طُهرٌ طاهِرٌ مِن طُهرٍ طاهِرٍ،طَهُرتَ وطَهُرَت بِکَ البِلادُ،وطَهُرَت أرضٌ أنتَ بِها،وطَهُرَ حَرَمُکَ،أشهَدُ أنَّکَ أمَرتَ بِالقِسطِ ودَعَوتَ إلَیهِ، وأنَّکَ ثارُ اللّهِ فی أرضِهِ حَتّی یَستَثیرَ لَکَ مِن جَمیعِ خَلقِهِ. (1)
ثُمَّ ضَع خَدَّیکَ جَمیعاً عَلَی القَبرِ،ثُمَّ تَجلِسُ وتَذکُرُ اللّهَ بِما شِئتَ،وتَوَجَّهُ إلَی اللّهِ فیما شِئتَ أن تَتَوَجَّهَ،ثُمَّ تَعودُ وتَضَعُ یَدَیکَ عِندَ رِجلَیهِ،ثُمَّ تَقولُ:
صَلَواتُ اللّهِ عَلی روحِکَ وعَلی بَدَنِکَ،صَدَقتَ وأنتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ،وقَتَلَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ بِالأَیدی وَالأَلسُنِ.
ثُمَّ تُقبِلُ إلی عَلِیٍّ ابنِهِ،فَتَقولُ ما أحَببتَ،
ثُمَّ تَقومُ قائِماً فَتَستَقبِلُ القُبورَ،قُبورَ الشُّهَداءِ،فَتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الشُّهَداءُ،أنتُم لَنا فَرَطٌ ونَحنُ لَکُم تَبَعٌ،أبشِروا بِمَوعِدِ اللّهِ الَّذی لا خُلفَ لَهُ،اللّهُ مُدرِکٌ لَکُم وَترَکُم،ومُدرِکٌ لَکُم فِی الأَرضِ عَدُوَّهُ، أنتُم سادَةُ الشُّهَداءِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ تَجعَلُ القَبرَ بَینَ یَدَیکَ،ثُمَّ تُصَلّی ما بَدا لَکَ،ثُمَّ تَقولُ:
جِئتُ وافِداً إلَیکَ،وأتَوَسَّلُ إلَی اللّهِ بِکَ فی جَمیعِ حَوائِجی،مِن أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی،بِکَ یَتَوَسَّلُ المُتَوَسِّلونَ إلَی اللّهِ فی حَوائِجِهِم،وبِکَ یُدرِکُ عِندَ اللّهِ
ص:36
أهلُ التِّراتِ طَلِبَتَهُم.
ثُمَّ تُکَبِّرُ إحدی عَشرَةَ تَکبیرَةً مُتَتابِعَةً،ولا تَعجَل فیها،ثُمَّ تَمشی قَلیلاً فَتَقومُ مُستَقبِلَ القِبلَةِ،فَتَقولُ:
الحَمدُ للّهِ ِ الواحِدِ المُتَوَحِّدِ فِی الاُمورِ کُلِّها،خَلَقَ الخَلقَ فَلَم یَغِب شَیءٌ مِن امورِهِم عَن عِلمِهِ،فَعَلِمَهُ بِقُدرَتِهِ،ضُمِّنَتِ الأَرضُ ومَن عَلَیها دَمَکَ وثارَکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ،أشهَدُ أنَّ لَکَ مِنَ اللّهِ ما وَعَدَکَ مِنَ النَّصرِ وَالفَتحِ،وأنَّ لَکَ مِنَ اللّهِ الوَعدَ الصّادِقَ فی هَلاکِ أعدائِکَ،وتَمامَ مَوعِدِ اللّهِ إیّاکَ،أشهَدُ أنَّ مَن تَبِعَکَ الصّادِقونَ،الَّذینَ قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی فیهِم:
«أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ» . (1)
ثُمَّ کَبِّر سَبعَ تَکبیراتٍ،ثُمَّ تَمشی قَلیلاً،ثُمَّ تَستَقبِلُ القَبرَ وتَقولُ:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ وَلَداً،ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،وخَلَقَ کُلَّ شَیءٍ فَقَدَّرَهُ تَقدیراً،أشهَدُ أنَّکَ دَعَوتَ إلَی اللّهِ وإلی رَسولِهِ،ووَفَیتَ للّهِ ِ بِعَهدِهِ، وقُمتَ للّهِ ِ بِکَلِماتِهِ،وجاهَدتَ فی سَبیلِ اللّهِ حَتّی أتاکَ الیَقینُ.لَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً خَذَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً خَذَّلَت عَنکَ.
اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ بِالوِلایَةِ لِمَن والَیتَ ووالَتهُ رُسُلُکَ،وأشهَدُ بِالبَراءَةِ مِمَّن بَرِئتَ مِنهُ وبَرِئَت مِنهُ رُسُلُکَ،اللّهُمَّ العَنِ الَّذینَ کَذَّبوا رُسُلَکَ،وهَدَموا کَعبَتَکَ،وحَرَّفوا کِتابَکَ،وسَفَکوا دِماءَ أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ،وأفسَدوا فی بِلادِکَ،وَاستَذَلّوا عِبادَکَ.اللّهُمَّ ضاعِف لَهُمُ العَذابَ فیما جَری مِن سُبُلِکَ وبَرِّکَ وبَحرِکَ،اللّهُمَّ العَنهُم فی مُستَسَرِّ السِّرِّ وظاهِرِ العَلانِیَةِ فی أرضِکَ وسَمائِکَ.
ص:37
وکُلَّما دَخَلتَ الحائِرَ فَسَلِّم وضَع خَدَّکَ عَلَی القَبرِ. (1)
3480.کامل الزیارات عن أبی حمزة الثُمَّالی عن الصادق علیه السّلام: إذا أرَدتَ المَسیرَ إلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام، فَصُم یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،فَإِذا أرَدتَ الخُروجَ فَاجمَع أهلَکَ ووُلدَکَ وَادعُ بِدُعاءِ السَّفَرِ،وَاغتَسِل قَبلَ خُروجِکَ،وقُل حینَ تَغتَسِلُ:
اللّهُمَّ طَهِّرنی وطَهِّر قَلبی،وَاشرَح لی صَدری،وأجرِ عَلی لِسانی ذِکرَکَ ومِدحَتَکَ وَالثَّناءَ عَلَیکَ؛فَإِنَّهُ لا قُوَّةَ إلّابِکَ،وقَد عَلِمتُ أنَّ قِوامَ دینی التَّسلیمُ لِأَمرِکَ وَالاِتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِیِّکَ،وَالشَّهادَةُ عَلی جَمیعِ أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ إلی جَمیعِ خَلقِکَ.اللّهُمَّ اجعَلهُ نوراً وطَهوراً،وحِرزاً وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،وآفَةٍ وعاهَةٍ،ومِن شَرِّ ما أخافُ وأحذَرُ.
فَإِذا خَرَجتَ فَقُل:
اللّهُمَّ إنّی إلَیکَ وَجَّهتُ وَجهی،وإلَیکَ فَوَّضتُ أمری،وإلَیکَ أسلَمتُ نَفسی، وإلَیکَ ألجَأتُ ظَهری،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،لا مَلجَأَ ولا مَنجی إلّاإلَیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ.
ثُمَّ قُل:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،ومِنَ اللّهِ وإلَی اللّهِ،وفی سَبیلِ اللّهِ وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،عَلَی اللّهِ تَوَکَّلتُ وإلَیهِ أنَبتُ (2)،فاطِرِ السَّماواتِ السَّبعِ وَالأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ.
ص:38
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاحفَظنی فی سَفَری،وَاخلُفنی فی أهلی بِأَحسَنِ الخِلافَةِ،اللّهُمَّ إلَیکَ تَوَجَّهتُ،وإلَیکَ خَرَجتُ،وإلَیکَ وَفَدتُ، ولِخَیرِکَ تَعَرَّضتُ،وبِزِیارَةِ حَبیبِ حَبیبِکَ تَقَرَّبتُ.
اللّهُمَّ لا تَمنَعنی ما عِندَکَ بِشَرِّ ما عِندی،اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی،وکَفِّر عَنّی سَیِّئاتی،وحُطَّ عَنّی خَطایای،وَاقبَل مِنّی حَسَناتی.
وتَقولُ:
اللّهُمَّ اجعَلنی فی دِرعِکَ الحَصینَةِ الَّتی تَجعَلُ فیها مَن تُریدُ،اللّهُمَّ إنّی أبرَأُ إلَیکَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ-ثَلاثَ مَرّاتٍ-.
وَاقرَأ فاتِحَةَ الکِتابِ وَالمُعَوِّذَتَینِ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ،و «إِنّا أَنْزَلْناهُ» ،وآیَةَ الکُرسِیِّ،ویس،وآخِرَ الحَشرِ: «لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ لَرَأَیْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْیَةِ اللّهِ وَ تِلْکَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ* هُوَ اللّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ* هُوَ اللّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبّارُ الْمُتَکَبِّرُ سُبْحانَ اللّهِ عَمّا یُشْرِکُونَ* هُوَ اللّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» . (1)
ولا تَدَّهِن ولا تَکتَحِل حَتّی تَأتِیَ الفُراتَ،وأقِلَّ مِنَ الکَلامِ وَالمِزاحِ،وأکثِر مِن ذِکرِ اللّهِ تَعالی،وإیّاکَ وَالمِزاحَ وَالخُصومَةَ ! فَإِذا کُنتَ راکِباً أو ماشِیاً فَقُل:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن سَطَواتِ (2)النَّکالِ (3)،وعَواقِبِ الوَبالِ (4)،وفِتنَةِ الضَّلالِ،
ص:39
ومِن أن نُلقی بِمَکروهٍ،وأعوذُ بِکَ مِنَ الحَبسِ وَاللَّبسِ (1)،ومِن وَسوَسَةِ الشَّیطانِ وطَوارِقِ السَّوءِ،وشَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ،ومِن شَرِّ شَیاطینِ الجِنِّ وَالإِنسِ، ومِن شَرِّ مَن یَنصِبُ لِأَولِیاءِ اللّهِ العَداوَةَ،ومِن أن یَفرُطوا عَلَیَّ أو أن یَطغَوا.
وأعوذُ بِکَ مِن شَرِّ عُیونِ الظَّلَمَةِ،ومِن شَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ،وشَرَکِ إبلیسَ،ومَن یَرُدُّ عَنِ الخَیرِ بِاللِّسانِ وَالیَدِ.
فَإِذا خِفتَ شَیئاً فَقُل:
لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،بِهِ احتَجَبتُ،وبِهِ اعتَصَمتُ،اللّهُمَّ اعصِمنی مِن شَرِّ خَلقِکَ؛فَإِنَّما أنَا بِکَ وأنَا عَبدُکَ.
فَإِذا أتَیتَ الفُراتَ فَقُل قَبلَ أن تَعبُرَهُ:
اللّهُمَّ أنتَ خَیرُ مَن وَفَدَ إلَیهِ الرِّجالُ،وأنتَ یا سَیِّدی أکرَمُ مَأتِیٍّ وأکرَمُ مَزورٍ،وقَد جَعَلتَ لِکُلِّ زائِرٍ کَرامَةً،ولِکُلِّ وافِدٍ تُحفَةً،وَقد أتَیتُکَ زائِراً قَبرَ ابنِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ،فَاجعَل تُحفَتَکَ إیّایَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وتَقَبَّل مِنّی عَمَلی،وَاشکُر سَعیی،وَارحَم مَسیری إلَیکَ بِغَیرِ مَنٍّ مِنّی،بَل لَکَ المَنُّ عَلَیَّ إذ جَعَلتَ لِیَ السَّبیلَ إلی زِیارَتِهِ،وعَرَّفتَنی فَضلَهُ،وحَفِظتَنی حَتّی بَلَّغتَنی قَبرَ ابنِ وَلِیِّکَ.
وقَد رَجَوتُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ولا تَقطَع رَجائی،وقَد أتَیتُکَ فَلا تُخَیِّب أمَلی،وَاجعَل هذا کَفّارَةً لِما کانَ قَبلَهُ مِن ذُنوبی،وَاجعَلنی مِن
ص:40
أنصارِهِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ اعبُرِ الفُراتَ،وقُل:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل سَعیی مَشکوراً،وذَنبی مَغفوراً، وعَمَلی مَقبولاً،وَاغسِلنی مِنَ الخَطایا وَالذُّنوبِ،وطَهِّر قَلبی مِن کُلِّ آفَةٍ تَمحَقُ دینی أو تُبطِلُ عَمَلی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ تَأتِی النّینوی فَتَضَعُ رَحلَکَ بِها،ولا تَدَّهِنُ ولا تَکتَحِلُ ولا تَأکُلُ اللَّحمَ ما دُمتَ مُقیماً بِها،ثُمَّ تَأتِی الشَّطَّ بِحِذاءِ نَخلِ القَبرِ،وَاغتَسِل وعَلَیکَ المیزَرُ،وقُل وأنتَ تَغتَسِلُ:
اللّهُمَّ طَهِّرنی وطَهِّر قَلبی،وَاشرَح لی صَدری،وأجرِ عَلی لِسانی مَحَبَّتَکَ ومِدحَتَکَ وَالثَّناءَ عَلَیکَ؛فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ،وقَد عَلِمتُ أنَّ قِوامَ دینِی التَّسلیمُ لِأَمرِکَ،وَالشَّهادَةُ عَلی جَمیعِ أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ بِالاُلفَةِ بَینَهُم، أشهَدُ أنَّهُم أنبِیاؤُکَ ورُسُلُکَ إلی جَمیعِ خَلقِکَ.
اللّهُمَّ اجعَلهُ نوراً وطَهوراً وحِرزاً،وشِفاءً مِن کُلِّ سُقمٍ وداءٍ،ومِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ،ومِن شَرِّ ما أخافُ وأحذَرُ.
اللّهُمَّ طَهِّر بِهِ جَوارحی وعِظامی،ولَحمی ودَمی،وشَعری وبَشَری،ومُخّی وعَصَبی،وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّی،وَاجعَلهُ لی شاهِداً یَومَ فَقری وفاقَتی.
ثُمَّ البَس أطهَرَ ثِیابِکَ،فَإِذا لَبِستَها فَقُل:اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ-ثَلاثینَ مَرَّةً-وتَقولُ:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی إلَیهِ قَصَدتُ فَبَلَّغَنی،وإیّاهُ أرَدتُ فَقَبِلَنی ولَم یَقطَع بی، ورَحمَتَهُ ابتَغَیتُ فَسَلَّمَنی،اللّهُمَّ أنتَ حِصنی وکَهفی،وحِرزی ورَجائی وأمَلی،لا إلهَ إلّاأنتَ یا رَبَّ العالَمینَ.
فَإِذا أرَدتَ المَشیَ فَقُل:
ص:41
اللّهُمَّ إنّی أرَدتُکَ فَأَرِدنی،وإنّی أقبَلتُ بِوَجهی إلَیکَ فَلا تُعرِض بِوَجهِکَ عَنّی، فَإِن کنتَ عَلَیَّ ساخِطاً فَتُب عَلَیَّ،وَارحَم مَسیری إلَی ابنِ حَبیبِکَ،أبتَغی بِذلِکَ رِضاکَ عَنّی،فَارضَ عَنّی ولا تُخَیِّبنی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ امشِ حافِیاً وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،بِالتَّکبیرِ وَالتَّهلیلِ،وَالتَّحمیدِ وَالتَّمجیدِ، وَالتَّعظیمِ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،وَالصَّلاةِ عَلی مُحَمَّدِ وآلِهِ.
وقُل أیضاً:
الحَمدُ للّهِ ِ الواحِدِ المُتَوَحِّدِ بِالاُمورِ کُلِّها،خالِقِ الخَلقِ ولَم یَعزُب عَنهُ شَیءٌ مِن امورِهِم،وعَلِمَ کُلَّ شَیءٍ بِغَیرِ تَعلیمٍ،صَلَواتُ اللّهِ وصَلَواتُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبیائِهِ المُرسَلینَ،ورُسُلِهِ أجمَعینَ،عَلی مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ الأَوصِیاءِ.
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أنعَمَ عَلَیَّ وعَرَّفَنی،فَضلَ مُحَمَّدٍ (1)وأهلِ بَیتِهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.
ثُمَّ امشِ قَلیلاً وقَصِّر خُطاکَ،فَإِذا وَقَفتَ عَلَی التَّلِّ فَاستَقبِلِ القَبرَ فَقِف وقُل:اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ-ثَلاثینَ مَرَّةً-وتَقولُ:
لا إلهَ إلَّااللّهُ فی عِلمِهِ مُنتَهی عِلمِهِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهی عِلمِهِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهی عِلمِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ فی عِلمِهِ مُنتَهی عِلمِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهی عِلمِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهی عِلمِهِ،وسُبحانَ اللّهِ فی عِلمِهِ مُنتَهی عِلمِهِ،وسُبحانَ اللّهِ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهی عِلمِهِ،وسُبحانَ اللّهِ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهی عِلمِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ بِجَمیعِ مَحامِدِهِ عَلی جَمیعِ نِعَمِهِ.
ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،وحَقٌّ لَهُ ذلِکَ،لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ
ص:42
إلَّا اللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ نورُ السَّماواتِ السَّبعِ،ونورُ الأَرَضینَ السَّبعِ،ونورُ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلائِکَةَ اللّهِ وزُوّارَ قَبرِ ابنِ نَبِیِّ اللّهِ.
ثُمَّ امشِ عَشَرَ خُطُواتٍ،وکَبِّر ثَلاثینَ تَکبیرَةً،وقُل وأنتَ تَمشی:
لا إلهَ إلَّااللّهُ تَهلیلاً لا یُحصیهِ غَیرُهُ،قَبلَ کُلِّ أحَدٍ وبَعدَ کُلِّ أحَدٍ ومَعَ کُلِّ أحَدٍ وعَدَدَ کُلِّ أحَدٍ،وسُبحانَ اللّهِ تَسبیحاً لا یُحصیهِ غَیرُهُ،قَبلَ کُلِّ أحَدٍ وبَعدَ کُلِّ أحَدٍ ومَعَ کُلِّ أحَدٍ وعَدَدَ کُلِّ أحَدٍ،وسُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا إلهَ إلَّا اللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،قَبلَ کُلِّ أحَدٍ وبَعدَ کُلِّ أحَدٍ،ومَعَ کُلِّ أحَدٍ وعَدَدَ کُلِّ أحَدٍ أبَداً أبَداً.
اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ وکَفی بِکَ شَهیداً،فَاشهَد لی أنّی أشهَدُ أنَّکَ حَقٌّ،وأنَّ رَسولَکَ حَقٌّ،وأنَّ قَولَکَ حَقٌّ،وأنَّ قَضاءَکَ حَقٌّ،وأنَّ قَدَرَکَ حَقٌّ،وأنَّ فِعلَکَ حَقٌّ،وأنَّ جَنَّتَکَ حَقٌّ،وأنَّ نارَکَ حَقٌّ،وأنَّکَ مُمیتُ الأَحیاءِ،وأنَّکَ مُحیِی المَوتی،وأنَّکَ باعِثُ مَن فِی القُبورِ،وأنَّکَ جامِعُ النّاسِ لِیَومٍ لا رَیبَ فیهِ، وأنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلائِکَةَ اللّهِ ویا زُوّارَ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ عَلَیهِ السَّلامُ.
ثُمَّ امشِ قَلیلاً وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،بِالتَّکبیرِ وَالتَّهلیلِ،وَالتَّمجیدِ وَالتَّحمیدِ، وَالتَّعظیمِ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ صلّی اللّه علیه و آله،وقَصِّر خُطاکَ،فَإِذا أتَیتَ البابَ الَّذی یَلِی المَشرِقَ فَقِف عَلَی البابِ وقُل:
أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأمینُ اللّهِ عَلی خَلقِهِ،وأنَّهُ سَیِّدُ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،
ص:43
وأنَّهُ سَیِّدُ الأَنبِیاءِ وَالمُرسَلینَ،سَلامٌ عَلی رَسولِ اللّهِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِهذا وما کُنّا لِنَهتَدِیَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ،لَقَد جاءَت رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ.
اللّهُمَّ إنّی أشهَدُ أنَّ هذا قَبرُ ابنِ حَبیبِکَ وصَفوَتِکَ مِن خَلقِکَ،وأنَّهُ الفائِزُ بِکَرامَتِکَ،أکرَمتَهُ بِکِتابِکَ،وخَصَصتَهُ وَائتَمَنتَهُ عَلی وَحیِکَ،وأعطَیتَهُ مَواریثَ الأَنبِیاءِ،وجَعَلتَهُ حُجَّةً عَلی خَلقِکَ،فَأَعذَرَ فِی الدُّعاءِ،وبَذَلَ مُهجَتَهُ فیکَ؛لِیَستَنقِذَ عِبادَکَ مِنَ الضَّلالَةِ وَالجَهالَةِ،وَالعَمی وَالشَّکِّ وَالاِرتیابِ،إلی بابِ الهُدی مِنَ الرَّدی،وأنتَ تَری ولا تُری،وأنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،حَتّی ثارَ عَلَیهِ مِن خَلقِکَ مَن غَرَّتهُ الدُّنیا،وباعَ الآخِرَةَ بِالثَّمَنِ الأَوکَسِ (1)،وأسخَطَکَ وأسخَطَ رَسولَکَ،وأطاعَ مِن عِبادِکَ مِن أهلِ النِّفاقِ وحَمَلَةِ الأَوزارِ (2)مَنِ استَوجَبَ النّارَ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلی وُلدِ رَسولِکَ،وضاعَفَ عَلَیهِمُ العَذابَ الأَلیمَ.
ثُمَّ تَدنو قَلیلاً وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وَصِیِّ رَسولِ اللّهِ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ الزَّکِیِّ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ فاطِمَةَ الصِّدّیقَةِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ الشَّهیدُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوَصِیُّ
ص:44
الرَّضِیُّ البارُّ التَّقِیُّ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ،وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ،ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ وأناخَت بِرَحلِکَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُحدِقینَ بِکَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ وزُوّارِ قبرِ ابنِ نَبِیِّ اللّهِ.
ثُمَّ ادخُلِ الحائِرَ،وقُل حینَ تَدخُلُ:
السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُقَرَّبینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُنزَلینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُسَوِّمینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ الَّذین هُم بِهذَا الحائِرِ یَعمَلونَ،وبِأَمرِ اللّهِ مُسَلِّمونَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ وَابنَ أمینِ اللّهِ وَابنَ خالِصَةِ اللّهِ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عِبدِ اللّهِ،إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،ما أعظَمَ مُصیبَتَکَ عِندَ أبیکِ رَسولِ اللّهِ ! وما أعظَمَ مُصیبَتَکَ عِندَ مَن عَرَفَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ ! وأجَلَّ مُصیبَتَکَ عِندَ المَلَأِ الأَعلی،وعِندَ أنبِیاءِ اللّهِ،وعِندَ رُسُلِ اللّهِ !
السَّلامُ مِنّی إلَیکَ وَالتَّحِیَّةُ مَعَ عَظیمِ الرَّزِیَّةِ،کُنتَ نوراً فِی الأَصلابِ الشّامِخَةِ،ونوراً فی ظُلُماتِ الأَرضِ،ونوراً فِی الهَواءِ،ونوراً فِی السَّماواتِ العُلی،کُنتَ فیها نوراً ساطِعاً لا یُطفی،وأنتَ النّاطِقُ بِالهُدی.
ثُمَّ امشِ قَلیلاً وقُل:اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ-سَبعَ مَرّاتٍ-وهَلِّلهُ-سَبعاً-وَاحمَدهُ- سَبعاً-وسَبِّحهُ-سَبعاً-وقُل:لَبَّیکَ داعِیَ اللّهِ-سَبعاً-وقُل:
إن کانَ لَم یُجِبکَ بَدَنی عِندَ استِغاثَتِکَ،فَقَد أجابَکَ قَلبی وسَمعی وبَصَری
ص:45
ورَأیی وهَوایَ عَلَی التَّسلیمِ لِخَلَفِ النَّبِیِّ المُرسَلِ،وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ، وَالدَّلیلِ العالِمِ،وَالأَمینِ المُستَخزَنِ،وَالمُؤَدِّی المُبَلِّغِ،وَالمَظلومِ المُضطَهَدِ، جِئتُکَ انقِطاعاً إلَیکَ،وإلی جَدِّکَ وأبیکَ،ووَلَدِکَ الخَلَفِ مِن بَعدِکَ،فَقَلبی لَکُم مُسَلِّمٌ،ورَأیی لَکُم مُتَّبِعٌ،ونُصرَتی لَکُم مُعَدَّةٌ،حَتّی یَحکُمَ اللّهُ بِدینِهِ ویَبعَثَکُم.
واُشهِدُ اللّهَ أنَّکُمُ الحُجَّةُ،وبِکُم تُرجَی الرَّحمَةُ،فَمَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم، إنّی بِکُم مِنَ المُؤمِنینَ،لا انکِرُ للّهِ ِ قُدرَةً،ولا اکَذِّبُ مِنهُ بِمَشِیَّةٍ.
ثُمَّ امشِ وقَصِّر خُطاکَ حَتّی تَستَقبِلَ القَبرَ،وَاجعَلِ القِبلَةَ بَینَ کَتِفَیکَ،وَاستَقبِل وَجهَهُ بِوَجهِکَ،وقُل:
السَّلامُ مِنَ اللّهِ،وَالسَّلامُ عَلی مُحَمَّدٍ أمینِ اللّهِ عَلی رُسُلِهِ وعَزائِمِ أمرِهِ، الخاتِمِ لِما سَبَقَ،وَالفاتِحِ لِمَا استَقبَلَ،وَالمُهَیمِنِ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدِ صاحِبِ میثاقِکَ،وخاتَمِ رُسُلِکَ،وسَیِّدِ عِبادِکَ، وأمینِکَ فی بِلادِکَ،وخَیرِ بَرِیَّتِکَ،کَما تَلا کِتابَکَ،وجاهَدَ عَدُوَّکَ،حَتّی أتاهُ الیَقینُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ،عَبدِکَ وأخی رَسولِکَ،الَّذِی انتَجَبتَهُ بِعِلمِکَ، وجَعَلتَهُ هادِیاً لِمَن شِئتَ مِن خَلقِکَ،وَالدَّلیلَ عَلی مَن بَعَثتَهُ بِرِسالَتِکَ، ودَیّانَ الدّینِ بِعَدلِکَ،وفَصلَ قَضائِکَ بَینَ خَلقِکَ،وَالمُهَیمِنَ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَیهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
اللّهُمَّ أتمِم بِهِ کَلِماتِکَ،وأنجِز بِهِ وَعدَکَ،وأهلِک بِهِ عَدُوَّکَ،وَاکتُبنا فی أولِیائِهِ وأحِبّائِهِ،اللّهُمَّ اجعَلنا لَهُ شیعَةً وأنصاراً،وأعواناً عَلی طاعَتِکَ
ص:46
وطاعَةِ رَسولِکَ،وما وَکَّلتَهُ بِهِ وَاستَخلَفتَهُ عَلَیهِ یا رَبَّ العالَمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی فاطِمَةَ بِنتِ نَبِیِّکَ،وزَوجَةِ وَلِیِّکَ،واُمِّ السِّبطَینِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ،الطّاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ،الصِّدّیقَةِ الزَّکِیَّةِ،سَیِّدَةِ نِساءِ أهلِ الجَنَّةِ أجمَعینَ،صَلاةً لا یَقوی عَلی إحصائِها غَیرُکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ،عَبدِکَ وَابنِ أخی رَسولِکَ،الَّذی انتَجَبتَهُ بِعِلمِکَ،وجَعَلتَهُ هادِیاً لِمَن شِئتَ مِن خَلقِکَ،وَالدَّلیلَ عَلی مَن بَعَثتَهُ بِرِسالاتِکَ،ودَیّانَ الدّینِ بِعَدلِکَ،وفَصلَ قَضائِکَ بَینَ خَلقِکَ،وَالمُهیمِنَ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ،عَبدِکَ وَابنِ أخی رَسولِکَ،الَّذِی انتَجَبتَهُ بِعِلمِکَ،وجَعَلتَهُ هادِیاً لِمَن شِئتَ مِن خَلقِکَ،وَالدَّلیلَ عَلی مَن بَعَثتَهُ بِرِسالاتِکَ،ودَیّانَ الدّینِ بِعَدلِکَ،وفَصلَ قَضائِکَ بَینَ خَلقِکَ،وَالمُهَیمِنَ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
وتُصَلّی عَلَی الأَئِمَّةِ کُلِّهِم کَما صَلَّیتَ عَلَی الحَسَنِ وَالحُسَینِ علیهما السّلام،وتَقولُ:
اللّهُمَّ أتمِم بِهِم کَلِماتِکَ،وأنجِز بِهِم وَعدَکَ،وأهلِک بِهِم عَدُوَّکَ وعُدُوَّهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعینَ،اللّهُمَّ اجزِهِم عَنّا خَیرَ ما جَزَیتَ نَذیراً عَن قَومِهِ، اللّهُمَّ اجعَلنا لَهُم شیعَةً وأنصاراً وأعواناً عَلی طاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ.
اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن یَتَّبِعُ النّورَ الَّذی انزِلَ مَعَهُم،وأحیِنا مَحیاهُم وأمِتنا مَماتَهم،وأشهِدنا مَشاهِدَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ أکرَمتَنی بِهِ وشَرَّفتَنی بِهِ،وأعطَیتَنی فیهِ رَغبَةً عَلی حَقیقَةِ إیمانی بِکَ وبِرَسولِکَ.
ثُمَّ تَدنو قَلیلاً مِنَ القَبرِ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،وسَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ وأنبِیائِهِ
ص:47
المُرسَلینَ کُلَّما تَروحُ الرّائِحاتُ الطّاهِراتُ لَکَ وعَلَیکَ،سَلامُ المُؤمِنینَ لَکَ بِقُلوبِهِمُ،النّاطِقینَ لَکَ بِفَضلِکَ بِأَلسِنَتِهِم.
أشهَدُ أنَّکَ صادِقٌ صِدّیقٌ صَدَقتَ فیما دَعَوتَ إلَیهِ،وصَدَقتَ فیما أتَیتَ بِهِ، وأنَّکَ ثارُ اللّهِ فِی الأَرضِ،اللّهُمَّ أدخِلنی فی أولِیائِکَ،وحَبِّب إلَیَّ شَهادَتَهُم ومَشاهِدَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،رَحِمَکَ اللّهُ یا أبا عَبدِ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا إمامَ الهُدی،السَّلامُ عَلَیکَ یا عَلَمَ التُّقی،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ عَلی أهلِ الدُّنیا،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ وَابنَ ثارِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وِترَ اللّهِ وَابنَ وِترِهِ.
أشهَدُ أنَّکَ قُتِلتَ مَظلوماً،وأنَّ قاتِلَکَ فِی النّارِ،وأشهَدُ أنَّکَ جاهَدتَ فی سَبیلِ اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ،لَم تَأخُذکَ فِی اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ،وأنَّکَ عَبَدتَهُ حَتّی أتاکَ الیَقینُ،أشهَدُ أنَّکُم کَلِمَةُ التَّقوی،وبابُ الهُدی،وَالحُجَّةُ عَلی خَلقِهِ.
أشهَدُ أنَّ ذلِکَ لَکُم سابِقٌ فیما مَضی وفاتِحٌ فیما بَقِیَ،وأشهَدُ أنَّ أرواحَکُم وطینَتَکُم طینَةٌ طَیِّبَةٌ،طابَت وطَهُرَت بَعضُها مِن بَعضٍ،مِنَ اللّهِ ومِن رَحمَتِهِ، واُشهِدُ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی وکَفی بِهِ شَهیداً،واُشهِدُکُم أنّی بِکُم مُؤمِنٌ ولَکُم تابِعٌ،فی ذاتِ نَفسی وشَرایِعِ دینی،وخاتِمَةِ عَمَلی ومُنقَلَبی ومَثوایَ،فَأَسأَلُ اللّهَ البَرَّ الرَّحیمَ أن یُتَمِّمَ ذلِکَ لی.
أشهَدُ أنَّکُم قَد بَلَّغتُم ونَصَحتُم،وصَبَرتُم وقُتِلتُم وغُصِبتُم،واُسیءَ إلَیکُم فَصَبَرتُم،لُعِنَت امَّةٌ خالَفَتکُم،واُمَّةٌ جَحَدَت وِلایَتَکُم،واُمَّةٌ تَظاهَرت عَلَیکُم،واُمَّةٌ شَهِدَت ولَم تُستَشهَد،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ النّارَ مَثواهُم،
ص:48
وبِئسَ الوِردُ المَورودُ،وبِئسَ الرِّفدُ المَرفودُ.
وتَقولُ:
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ-ثَلاثاً-وعَلی روحِکَ وبَدَنِکَ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلیکَ،ولَعَنَ اللّهُ سالِبیکَ،ولَعَنَ اللّهُ خاذِلیکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن شایَعَ عَلی قَتلِکَ،ومَن أمَرَ بِذلِکَ،وشارَکَ فی دَمِکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ أو سَلَّمَ إلَیهِ،أنَا أبرَأُ إلَی اللّهِ مِن وِلایَتِهِم،وأتَوَلَّی اللّهَ ورَسولَهُ وآلَ رَسولِهِ.
وأشهَدُ أنَّ الَّذینَ انتَهَکوا حُرمَتَکَ،وسَفَکوا دَمَکَ،مَلعونونَ عَلی لِسانِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ،اللّهُمَّ العَنِ الَّذینَ کَذَّبوا رُسُلَکَ،وسَفَکوا دِماءَ أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِم.
اللّهُمَّ العَن قَتَلَةَ أمیرِ المُؤمِنینَ،وضاعِف عَلَیهِمُ العَذابَ الأَلیمَ،اللّهُمَّ العَن قَتَلَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ،وقَتَلَةَ أنصارِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ عَلَیهِمَا السَّلامُ،وأصلِهِم حَرَّ نارِکَ،وأذِقهُم بَأسَکَ،وضاعِف عَلَیهِم عَذابَکَ،وَالعَنهُم لَعناً وَبیلاً. (1)
اللّهُمَّ أحلِل بِهِم نَقِمَتَکَ،وَأْتِهِم مِن حَیثُ لا یَحتَسِبونَ،وخُذهُم مِن حَیثُ لا یَشعُرونَ،وعَذِّبهُم عَذاباً نُکراً،وَالعَن أعداءَ نَبِیِّکَ وآلِ نَبِیِّکَ لَعناً وَبیلاً، اللّهُمَّ العَنِ الجِبتَ وَالطّاغوتَ وَالفَراعِنَةَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
وتَقولُ:
بِأَبی أنتَ واُمّی یا أبا عَبدِ اللّهِ،إلَیکَ کانَت رِحلَتی مَعَ بُعدِ شُقَّتی،ولَکَ فاضَت عَبرَتی،وعَلَیکَ کانَ أسَفی ونَحیبی،وصُراخی وزَفرَتی وشَهیقی، وإلَیکَ کانَ مَجیئی،وبِکَ أستَتِرُ مِن عَظیمِ جُرمی،أتَیتُکَ زائِراً وافداً قَد أوقَرتُ ظَهری.
ص:49
بِأَبی أنتَ واُمّی یا سَیِّدی،بَکَیتُکَ یا خِیَرَةَ اللّهِ وَابنَ خِیَرَتِهِ،وحُقَّ لی أن أبکِیَکَ،وقَد بَکَتکَ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ،وَالجِبالُ وَالبِحارُ،فَما عُذری إن لَم أبکِکَ،وقَد بَکاکَ حَبیبُ رَبّی،وبَکَتکَ الأَئِمَّةُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم،وبَکاکَ مَن دونَ سِدرَةِ المُنتَهی (1)إلَی الثَّری جَزَعاً عَلَیکَ.
ثُمَّ استَلِمِ القَبرَ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،یا حُسَینَ بنَ عَلِیٍّ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ،أشهَدُ أنَّکَ عَبدُ اللّهِ وأمینُهُ،بَلَّغتَ ناصِحاً، وأدَّیتَ أمیناً،وقُلتَ صادِقاً،وقُتِلتَ صِدّیقاً،ومَضَیتَ عَلی یَقینٍ،لَم تُؤثِر عَمیً عَلی هُدیً،ولَم تَمِل مِن حَقٍّ إلی باطِلٍ،ولَم تُجِب إلَّااللّهَ وَحدَهُ.
وأشهَدُ أنَّکَ کُنتَ عَلی بَیِّنَةٍ مِن رَبِّکَ،بَلَّغتَ ما امِرتَ بِهِ،وقُمتَ بِحَقِّهِ، وصَدَّقتَ مَن کانَ قَبلَکَ،غَیرَ واهِنٍ ولا موهِنٍ،فَصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وسَلَّمَ تَسلیماً،جَزاکَ اللّهُ مِن صِدّیقٍ خَیراً،أشهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَکَ جِهادٌ،وأنَّ الحَقَّ مَعَکَ وإلَیکَ،وأنتَ أهلُهُ ومَعدِنُهُ،ومیراثُ النُّبُوَّةِ عِندَکَ وعِندَ أهلِ بَیتِکَ.
وأشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ ونَصَحتَ ووَفَیتَ،وجاهَدتَ فی سَبیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،ومَضَیتَ لِلَّذی کُنتَ عَلَیهِ شَهیداً ومُستَشهَداً ومَشهوداً، فَصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وسَلَّمَ تَسلیماً.
أشهَدُ أنَّکَ طُهرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ،مِن طُهرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ،طَهُرتَ وطَهُرَت أرضٌ أنتَ بِها،وطَهُرَ حَرَمُکَ،أشهَدُ أنَّکَ أمَرتَ بِالقِسطِ ودَعَوتَ إلَیهِ،وأشهَدُ
ص:50
أنَّ امَّةً قَتَلَتکَ أشرارُ خَلقِ اللّهِ وکَفَرَتُهُ،وإنّی أستَشفِعُ بِکَ إلَی اللّهِ رَبِّکَ ورَبّی مِن جَمیعِ ذُنوبی،وأتَوَجَّهُ بِکَ إلَی اللّهِ فی حَوائِجی ورَغبَتی فی أمرِ آخِرَتی ودُنیایَ.
ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی القَبرِ،وقُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِحَقِّ هذَا القَبرِ ومَن فیهِ،وبِحَقِّ هذِهِ القُبورِ ومَن أسکَنتَها، أن تَکتُبَ اسمی عِندَکَ فی أسمائِهِم؛حَتّی تورِدَنی مَوارِدَهُم،وتُصدِرَنی مَصادِرَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
وتَقولُ:
رَبِّ أفحَمَتنی ذُنوبی وقَطَعَت مَقالَتی،فَلا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ لی،فَأَنَا المُقِرُّ بِذُنوبی،الأَسیرُ بِبَلِیَّتی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَجَلِّدُ (1)فی خَطیئَتی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدی،المُنقَطَعُ بی.
قَد أوقَفتُ یا رَبِّ نَفسی مَوقِفَ الأَشقِیاءِ الأَذِلّاءِ المُذنِبینَ،المُجتَرِئینَ عَلَیکَ بِوَعیدِکَ،یا سُبحانَکَ! أیَّ جُرأَةٍ اجتَرَأتُ عَلَیکَ،وأیَّ تَغریرٍ غَرَّرتُ بِنَفسی،وأیُّ سَکرَةٍ أوبَقَتنی (2)،وأیُّ غَفلَةٍ أعطَبَتنی؟! ما کانَ أقبَحَ سوءَ نَظَری،وأوحَشَ فِعلی !
یا سَیِّدی ! فَارحَم کَبوَتی لِحُرِّ وَجهی (3)،وزَلَّةَ قَدَمی،وتَعفیری فِی التُّرابِ خَدّی،ونَدامَتی عَلی ما فَرَطَ مِنّی،وأقِلنی عَثرَتی،وَارحَم صَرخَتی
ص:51
وعَبرَتی،وَاقبَل مَعذِرَتی.وعُد بِحِلمِکَ عَلی جَهلی،وبِإِحسانِکَ عَلی خَطیئاتی،وبِعَفوِکَ عَلَیَّ،رَبِّ أشکو إلَیکَ قَساوَةَ قَلبی،وضَعفَ عَمَلی، فَارتَح (1)لِمَسأَلَتی؛فَأَنَا المُقِرُّ بِذَنبی،المُعتَرِفُ بِخَطیئَتی،وهذِهِ یَدی وناصِیَتی،أستَکینُ لَکَ بِالقَوَدِ (2)مِن نَفسی،فَاقبَل تَوبَتی،ونَفِّس کُربَتی، وَارحَم خُشوعی وخُضوعی وَانقِطاعی إلَیکَ سَیِّدی،وأسَفی عَلی ما کانَ مِنّی، وتَمَرُّغی وتَعفیری فی تُرابِ قَبرِ ابنِ نَبِیِّکَ بَینَ یَدَیکَ،فَأَنتَ رَجائی ومُعتَمَدی،وظَهری وعُدَّتی،لا إلهَ إلّاأنتَ.
ثُمَّ کَبِّر خَمساً وثَلاثینَ تَکبیرَةً،ثُمَّ تَرفَعُ یَدَیکَ وتَقولُ:
إلَیکَ یا رَبِّ صَمَدتُ مِن أرضی،وإلَی ابنِ نَبِیِّکَ قَطَعتُ البِلادَ رَجاءً لِلمَغفِرَةِ، فَکُن لی یا سَیِّدی سَکَناً وشَفیعاً،وکُن بی رَحیماً،وکُن لی مَنجیً یَومَ لا تَنفَعُ الشَّفاعَةُ عِندَهُ إلّالِمَنِ ارتَضی،یَومَ لا تَنفَعُ شَفاعَةُ الشّافِعینَ،ویَومَ یَقولُ أهلُ الضَّلالَةِ:ما لَنا مِن شافِعینَ ولا صَدیقٍ حَمیمٍ.فَکُن یَومَئِذٍ فی مَقامی بَینَ یَدَی رَبّی لی مُنقِذاً،فَقَد عَظُمَ جُرمی إذَا ارتَعَدَت فَرائِصی،واُخِذَ بِسَمعی وأنَا مُنَکِّسٌ رَأسی بِما قَدَّمتُ مِن سوءِ عَمَلی،وأنَا عارٍ کَما وَلَدَتنی امّی، ورَبّی یَسأَلُنی،فَکُن لی یَومَئِذٍ شافِعاً ومُنقِذاً،فَقَد أعدَدتُکَ لِیَومِ حاجَتی ویَومِ فَقری وفاقَتی.
ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیسَرَ عَلَی القَبرِ وتَقولُ:
اللّهُمَّ ارحَم تَضَرُّعی فی تُرابِ قَبرِ ابنِ نَبِیِّکَ؛فَإِنّی فی مَوضِعِ رَحمَةٍ یا رَبِّ.
ص:52
وتَقولُ:
بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ،إنّی أبرَأُ إلَی اللّهِ مِن قاتِلِکَ ومِن سالِبِکَ.یا لَیتَنی کُنتُ مَعَکَ فَأَفوزَ فَوزاً عَظیماً،وأبذُلَ مُهجَتی فیکَ، وأقِیَکَ بِنَفسی،وکُنتُ فیمَن أقامَ بَینَ یَدَیکَ حَتّی یُسفَکَ دَمی مَعَکَ،فَأَظفَرَ مَعَکَ بِالسَّعادَةِ وَالفَوزِ بِالجَنَّةِ.
وتَقولُ:
لَعَنَ اللّهُ مَن رَماکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن طَعَنَکَ،لَعَنَ اللّهُ مَنِ اجتَزَّ رَأسَکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن حَمَلَ رَأسَکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن نَکَتَ (1)بِقَضیبِهِ بَینَ ثَنایاکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن أبکی نِساءَکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن أیتَمَ أولادَکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن أعانَ عَلَیکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن سارَ إلَیکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن مَنَعَکَ ماءَ الفُراتِ،لَعَنَ اللّهُ مَن غَشَّکَ وخَلّاکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن سَمِعَ صَوتَکَ فَلَم یُجِبکَ.لَعَنَ اللّهُ ابنَ آکِلَةِ الأَکبادِ،ولَعَنَ اللّهُ ابنَهُ وأعوانَهُ وأتباعَهُ وأنصارَهُ وَابنَ سُمَیَّةَ،ولَعَنَ اللّهُ جَمیعَ قاتِلیکَ وقاتِلی أبیکَ ومَن أعانَ عَلی قَتلِکُم،وحَشَا اللّهُ أجوافَهُم وبُطونَهُم وقُبورَهُم ناراً،وعَذَّبَهُم عَذاباً ألیماً.
ثُمَّ تُسَبِّحُ عِندَ رَأسِهِ ألفَ تَسبیحَةٍ مِن تَسبیحِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام (2)،فَإِن أحبَبتَ تَحَوَّلتَ إلی عِندِ رِجلَیهِ وتَدعو بِما قَد فَسَّرتُ لَکَ،ثُمَّ تَدورُ مِن عِندِ رِجلَیهِ إلی عِندِ رَأسِهِ.فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الصَّلاةِ سَبَّحتَ،وَالتَّسبیحُ تَقولُ:
سُبحانَ مَن لا تَبیدُ مَعالِمُهُ،سُبحانَ مَن لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ،سُبحانَ مَن لَا انقِطاعَ لِمُدَّتِهِ،سُبحانَ مَن لا یَنفَدُ ما عِندَهُ،سُبحانَ مَن لَااضمِحلالَ لِفَخرِهِ،
ص:53
سُبحانَ مَن لا یُشاوِرُ أحَداً فی أمرِهِ،سُبحانَ مَن لا إلهَ غَیرُهُ.
ثُمَّ تَحَوَّل عِندَ رِجلَیهِ وضَع یَدَکَ عَلَی القَبرِ،وقُل:
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ-ثَلاثاً-صَبَرتَ وأنتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ،قَتَلَ اللّهُ مَن قَتَلَکُم بِالأَیدی وَالأَلسُنِ.
وتَقولُ:
اللّهُمَّ رَبَّ الأَربابِ،صَریخَ (1)الأَخیارِ،إنّی عُذتُ مَعاذاً فَفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، جِئتُکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ وافِداً إلَیکَ،أتَوَسَّلُ إلَی اللّهِ فی جَمیعِ حَوائِجی مِن أمرِ آخِرَتی ودُنیایَ،وبِکَ یَتَوَسَّلُ المُتَوَسِّلونَ إلَی اللّهِ فی جَمیعِ حَوائِجِهِم،وبِکَ یُدرِکُ أهلُ الثَّوابِ مِن عِبادِ اللّهِ طَلِبَتَهُم.أسأَلُ وَلِیَّکَ ووَلِیَّنا أن یَجعَلَ حَظّی مِن زِیارَتِکَ الصَّلاةَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَالمَغفِرَةَ لِذُنوبی،اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن تَنصُرُهُ وتَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ تَضَعُ خَدَّیکَ عَلَیهِ وتَقولُ:
اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَینِ،اشفِ صَدرَ الحُسَینِ،اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَینِ،اطلُب بِدَمِ الحُسَینِ،اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَینِ،انتَقِم مِمَّن رَضِیَ بِقَتلِ الحُسَینِ،اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَینِ،انتَقِم مِمَّن خالَفَ الحُسَینَ،اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَینِ،انتَقِم مِمَّن فَرِحَ بِقَتلِ الحُسَینِ.
وتَبتَهِلُ إلَی اللّهِ فِی اللَّعنَةِ عَلی مَن قَتَلَ الحُسَینَ وأمیرَ المُؤمِنینَ علیهما السّلام،وتُسَبِّحُ عِندَ رِجلَیهِ ألفَ تَسبیحَةٍ مِن تَسبیحِ فاطِمَةَ علیها السّلام،فَإِن لَم تَقدِر فَمِئَةَ تَسبیحَةٍ،وتَقولُ:
سُبحانَ ذِی العِزِّ الشّامِخِ المُنیفِ (2)،سُبحانَ ذِی الجَلالِ الفاخِرِ العَظیمِ،
ص:54
سُبحانَ ذِی المُلکِ الفاخِرِ القَدیمِ،سُبحانَ ذِی المُلکِ الفاخِرِ العَظیمِ،سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وَالجَمالَ،سُبحانَ مَن تَرَدّی بِالنّورِ وَالوَقارِ،سُبحانَ مَن یَری أثَرَ النَّملِ فِی الصَّفا (1)وخَفَقانَ الطَّیرِ فِی الهَواءِ،سُبحانَ مَن هُوَ هکَذا ولا هکَذا غَیرُهُ.
ثُمَّ صِر إلی قَبرِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَهُوَ عِندَ رِجلَیِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،فَإِذا وَقَفتَ عَلَیهِ فَقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،وَابنَ خَلیفَةِ رَسولِ اللّهِ، وَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ مُضاعَفَةً،کُلَّما طَلَعَت شَمسٌ أو غَرَبَت،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی روحِکَ وبَدَنِکَ،بِأَبی أنتَ واُمّی مِن مَذبوحٍ ومَقتولٍ مِن غَیرِ جُرمٍ،وبِأَبی أنتَ واُمّی دَمُکَ (2)المُرتَقی بِهِ إلی حَبیبِ اللّهِ، وبِأَبی أنتَ واُمّی مِن مُقَدَّمٍ بَینَ یَدَی أبیکَ،یَحتَسِبُکَ ویَبکی عَلَیکَ،مُحرَقاً عَلَیکَ قَلبُهُ،یَرفَعُ دَمَکَ بِکَفِّهِ إلی أعنانِ السَّماءِ لا تَرجِعُ مِنهُ قَطرَةٌ،ولا تَسکُنُ عَلَیکَ مِن أبیکَ زَفرَةٌ،وَدَّعَکَ لِلفِراقِ،فَمَکانُکُما عِندَ اللّهِ مَعَ آبائِکَ الماضینَ،ومَعَ امَّهاتِکَ فِی الجِنانِ مُنَعَّمینَ،أبرَأُ إلَی اللّهِ مِمَّن قَتَلَکَ وذَبَحَکَ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ،وَضَع یَدَکَ عَلَیهِ،وقُل:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ وعِبادِهِ الصّالِحینَ، عَلَیکَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلی
ص:55
عِترَتِکَ،وأهلِ بَیتِکَ وآبائِکَ،وأبنائِکَ واُمَّهاتِکَ الأَخیارِ الأَبرارِ،الَّذینَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهیراً.
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ وَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ وَابنَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَنِ استَخَفَّ بِحَقِّکُم وقَتَلَکُم،لَعَنَ اللّهُ مَن بَقِیَ مِنهُم ومَن مَضی،نَفسی فِداؤُکُم ولِمَضجَعِکُم،صَلَّی اللّهُ عَلَیکُم وسَلَّمَ تَسلیماً.
ثُمَّ ضَع خَدَّکَ عَلَی القَبرِ،وقُل:
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبَا الحَسَنِ-ثَلاثاً-بِأَبی أنتَ واُمّی أتَیتُکَ زائِراً وافِداً، عائِذاً مِمّا جَنَیتُ عَلی نَفسی،وَاحتَطَبتُ عَلی ظَهری،وأسأَلُ وَلِیَّکَ ووَلِیّی أن یَجعَلَ حَظّی مِن زِیارَتِکَ عِتقَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ.
وتَدعو بِما أحبَبتَ،ثُمَّ تَدورُ مِن خَلفِ الحُسَین علیه السّلام إلی عِندِ رَأسِهِ،وصَلِّ عِندَ رَأسِهِ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فِی الاُولَی الحَمدَ ویس،وفِی الثّانِیَةِ الحَمدَ وَالرَّحمنَ،وإن شِئتَ صَلَّیتَ خَلفَ القَبرِ،وعِندَ رَأسِهِ أفضَلُ.
فَإِذا فَرَغتَ فَصَلِّ ما أحبَبتَ،إلّاأنَّ الرَّکعَتَینِ-رَکعَتَیِ الزِّیارَةِ-لابُدَّ مِنهُما عِندَ کُلِّ قَبرٍ،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الصَّلاةِ فَارفَعَ یَدَیکَ،وقُل:
اللّهُمَّ إنّا أتَیناهُ مُؤمِنینَ بِهِ،مُسَلِّمینَ لَهُ،مُعتَصِمینَ بِحَبلِهِ،عارِفینَ بِحَقِّهِ، مُقِرّینَ بِفَضلِهِ،مُستَبصِرینَ بِضَلالَةِ مَن خالَفَهُ،عارِفینَ بِالهُدیَ الَّذی هُوَ عَلَیهِ،اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ واُشهِدُ مَن حَضَرَنی مِن مَلائِکَتِکَ،أنّی بِهِم مُؤمِنٌ، وأنّی بِمَن قَتَلَهُم کافِرٌ.
اللّهُمَّ اجعَل لِما أقولُ بِلِسانی حَقیقةً فی قَلبی،وشَریعَةً فِی عَمَلی،اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن لَهُ مَعَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ عَلَیهِ السَّلامُ قَدَمٌ ثابِتٌ،وأثبِتنی فیمَنِ استُشهِدَ مَعَهُ،اللّهُمَّ العَنِ الَّذینَ بَدَّلوا نِعمَتَکَ کُفراً،سُبحانَکَ یا حَلیمُ عَمّا یَعمَلُ الظّالِمونَ فِی الأَرضِ.
ص:56
تَبارَکتَ وتَعالَیتَ یا عَظیمُ،تَری عَظیمَ الجُرمِ مِن عِبادِکَ فَلا تَعجَلُ عَلَیهِم، تَعالَیتَ یا کَریمُ أنتَ شاهِدٌ غَیرُ غائِبٍ،وعالِمٌ بِما اتِیَ إلی أهلِ صَفوَتِکَ وأحِبّائِکَ مِنَ الأَمرِ الَّذی لا تَحمِلُهُ سَماءٌ ولا أرضٌ،ولَو شِئتَ لَانتَقَمتَ مِنهُم،ولکِنَّکَ ذو أناةٍ،وقد أمهَلتَ الَّذینَ اجتَرَؤوا عَلَیکَ وعَلی رَسولِکَ وحَبیبِکَ،فَأَسکَنتَهُم أرضَکَ،وغَذَوتَهُم بِنِعمَتِکَ،إلی أجَلٍ هُم بِالِغوهُ، ووَقتٍ هُم صائِرونَ إلَیهِ،لِیَستَکمِلُوا العَمَلَ الَّذی قَدَّرتَ،وَالأَجَلَ الَّذی أجَّلتَ،لِتُخَلِّدَهُم فی مَحَطٍّ ووَثاقٍ،ونارٍ وحَمیمٍ وغَسّاقٍ (1)،وَالضَّریعِ (2)وَالإِحراقِ،وَالأَغلالِ وَالأَوثاقِ،وغِسلینٍ (3)وزَقّومٍ وصَدیدٍ،مَعَ طولِ المُقامِ فی أیّامٍ لَظی وفی سَقَرَ،الَّتی لا تُبقی ولا تَذَرُ،وفِی الحَمیمِ وَالجَحیمِ.
ثُمَّ تَنکَبُّ عَلَی القَبرِ،وتَقولُ:
یا سَیِّدی،أتَیتُکَ زائِراً موقِراً (4)مِنَ الذُّنوبِ،أتَقَرَّبُ إلی رَبّی بِوُفودی إلَیکَ، وبُکائی عَلَیکَ،وعَویلی وحَسْرَتی،وأسَفی وبُکائی،وما أخافُ عَلی نَفسی،رَجاءَ أن تَکونَ لی حِجاباً وسَنَداً،وکَهفاً وحِرزاً،وشافِعاً ووِقایَةً مِنَ النّارِ غَداً،وأنَا مِن مَوالیکُمُ الَّذینَ اعادی عَدُوَّکُم واُوالی وَلِیَّکُم،عَلی ذلِکَ أحیا وعَلَیهِ أموتُ،وعَلَیهِ ابعَثُ إن شاءَ اللّهُ.
وقَد أشخَصتُ بَدَنی،ووَدَّعتُ أهلی،وبَعُدَت شُقَّتی،واُؤَمِّلُ فی قُربِکُمُ النَّجاةَ،وأرجو فی أیّامِکُمُ الکَرَّةَ،وأطمَعُ فِی النَّظَرِ إلَیکُم وإلی مَکانِکُم غَداً فی جِنانِ رَبّی مَعَ آبائِکُمُ الماضینَ.
ص:57
وتَقولُ:
یا أبا عَبدِ اللّهِ،یا حُسَینُ ابنَ رَسولِ اللّهِ،جِئتُکَ مُستَشفِعاً بِکَ إلَی اللّهِ،اللّهُمَّ إنّی أستَشفِعُ إلَیکَ بِوَلَدِ حَبیبِکَ،وبِالمَلائِکَةِ الَّذینَ یَضِجّونَ عَلَیهِ ویَبکونَ ویَصرُخونَ،لا یَفتُرونَ ولا یَسأَمونَ،وهُم مِن خَشیَتِکَ مُشفِقونَ،ومِن عَذابِکَ حَذِرونَ.لا تُغَیِّرُهُمُ الأَیّامُ ولا یَهرَمونَ،فی نَواحِی الحَیرِ یَشهَقونَ، وسَیِّدُهُم یَری ما یَصنَعونَ وما فیهِ یَتَقَلَّبونَ،قَدِ انهَمَلَت مِنهُمُ العُیونُ فَلا تَرقَأُ (1)،وَاشتَدَّ مِنهُمُ الحُزنُ بِحُرقَةٍ لا تُطفَأُ.
ثُمَّ تَرفَعُ یَدَیکَ وتَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ مَسأَلَةَ المِسکینِ المُستَکینِ،العَلیلِ الذَّلیلِ الَّذی لَم یُرِد بِمَسکَنَتِهِ غَیرَکَ،فَإِن لَم تُدرِکهُ رَحمَتُکَ عَطِبَ (2)،أسأَلُکَ أن تَدارَکَنی بِلُطفٍ مِنکَ،فَأَنتَ الَّذی لا تُخَیِّبُ سائِلَکَ،وتُعطِی المَغفِرَةَ وتَغفِرُ الذُّنوبَ.فَلا أکونَنَّ یا سَیِّدی أنَا أهوَنَ خَلقِکَ عَلَیکَ،ولا أکونُ أهوَنَ مَن وَفَدَ إلَیکَ بِابنِ حَبیبِکَ؛فَإِنّی أمَّلتُ ورَجَوتُ،وطَمِعتُ وزُرتُ وَاغتَرَبتُ،رَجاءً لَکَ أن تُکافِیَنی إذ أخرَجتَنی مِن رَحلی،فَأَذِنتَ لی بِالمَسیرِ إلی هذَا المَکانِ،رَحمَةً مِنکَ وتَفَضُّلاً مِنکَ یا رَحمانُ یا رَحیمُ.
وَاجتَهِد فِی الدُّعاءِ ما قَدَرتَ عَلَیهِ،وأکثِر مِنهُ إن شاءَ اللّهُ،ثُمَّ تَخرُجُ مِنَ السَّقیفَةِ، وتَقِفُ بِحِذاءِ قُبورِ الشُّهَداءِ وتومی إلَیهِم أجمَعینَ،وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أهلَ القُبورِ مِن أهلِ دِیارِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ،السَّلامُ عَلَیکُم
ص:58
یا أولِیاءَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ اللّهِ وأنصارَ رَسولِهِ،وأنصارَ أمیرِ المُؤمِنینَ،وأنصارَ ابنِ رَسولِهِ وأنصارَ دینِهِ.
أشهَدُ أنَّکُم أنصارُ اللّهِ کَما قالَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ: «وَ کَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ کَثِیرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَکانُوا» 1
،فَما ضَعُفتُم ومَا استَکَنتُم حَتّی لَقیتُمُ اللّهَ عَلی سَبیلِ الحَقِّ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکُم وعَلی أرواحِکُم وأجسادِکُم،أبشِروا بِمَوعِدِ اللّهِ الَّذی لا خُلفَ لَهُ ولا تَبدیلَ،إنَّ اللّهَ لا یُخلِفُ وَعدَهُ،وَاللّهُ مُدرِکٌ بِکُم ثارَ ما وَعَدَکُم.
أنتُم خاصَّةُ اللّهِ اختَصَّکُمُ اللّهُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ عَلَیهِ السَّلامُ،أنتُمُ الشُّهَداءُ وأنتُمُ السُّعَداءُ،سَعِدتُم عِندَ اللّهِ،وفُزتُم بِالدَّرَجاتِ مِن جَنّاتٍ لا یَطعَنُ (1)أهلُها ولا یَهرَمونَ،ورَضوا بِالمُقامِ فی دارِ السَّلامِ مَع مَن نَصَرتُم،جَزاکُمُ اللّهُ خَیراً مِن أعوانٍ جَزاءَ مَن صَبَرَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أنجَزَ اللّهُ ما وَعَدَکُم مِنَ الکَرامَةِ فی جِوارِهِ ودارِهِ مَعَ النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ،وأمیرِ المُؤمِنینَ وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلینَ.
أسأَلُ اللّهَ الَّذی حَمَلَنی إلَیکُم حَتّی أرانی مَصارِعَکُم،أن یُرِیَنیکُم عَلَی الحَوضِ رِواءً مَروِیّینَ،ویُرِیَنی أعداءَکُم فی أسفَلِ دَرَکٍ مِنَ الجَحیمِ؛فَإِنَّهُم قَتَلوکُم ظُلماً وأرادوا إماتَةَ الحَقِّ،وسَلَبوکُم لِابنِ سُمَیَّةَ وَابنِ آکِلَةِ الأَکبادِ، فَأَسأَلُ اللّهَ أن یُرِیَنیهِم ظِماءً مُظمَئینَ،مُسَلسَلینَ مُغَلَّلینَ،یُساقونُ إلَی الجَحیمِ.
السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ ابنِ رَسولِ اللّهِ مِنّی ما بَقیتُ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم دائِماً
ص:59
إذا فَنیتُ وبُلیتُ،لَهفی (1)عَلَیکُم،أیُّ مُصیبَةٍ أصابَت کُلَّ مَولیً لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ! لَقَد عَظُمَت وخُصَّت وجَلَّت وعَمَّت مُصیبَتُکُم،أنَا بِکُم لَجَزِعٌ،وأنَا بِکُم لَموجَعٌ مَحزونٌ،وأنَا بِکُم لَمُصابٌ مَلهوفٌ،هَنیئاً لَکُم ما اعطیتُم، وهَنیئاً لَکُم ما بِهِ حُیِّیتُم.فَلَقَد بَکَتکُمُ المَلائِکَةُ وحَفَّت بِکُم،وسَکَنَت مُعَسکَرَکُم،وحَلَّت مَصارِعَکُم،وقَدَّسَت وصَفَّت بِأَجنِحَتِها عَلَیکُم،لَیسَ لَها عَنکُم فِراقٌ إلی یَومِ التَّلاقِ،ویَومِ المَحشَرِ،ویَومِ المَنشَرِ. (2)
طافَت عَلَیکُم رَحمَةٌ مِنَ اللّهِ،وبَلَغتُم بِها شَرَفَ الآخِرَةِ.أتَیتُکُم شَوقاً وزُرتُکُم خَوفاً،أسأَلُ اللّهَ أن یُرِیَنیکُم عَلَی الحَوضِ وفِی الجِنانِ،مَعَ الأَنبِیاءِ وَالمُرسَلینَ،وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً.
ثُمَّ دُر فِی الحائِرِ وأنتَ تَقولُ:
یا مَن إلَیهِ وَفَدتُ،وإلَیهِ خَرَجتُ،وبِهِ استَجَرتُ،وإلَیهِ قَصَدتُ،وإلَیهِ بِابنِ نَبِیِّهِ تَقَرَّبتُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ومُنَّ عَلَیَّ بِالجَنَّةِ،وفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ.
اللّهُمَّ ارحَم غُربَتی وبُعدَ داری،وَارحَم مَسیری إلَیکَ وإلَی ابنِ حَبیبِکَ، وَاقلِبنی مُفلِحاً مُنجِحاً،قَد قَبِلتَ مَعذِرَتی وخُضوعی،وخُشوعی عِندَ إمامی وسَیِّدی ومَولایَ،وَارحَم صَرخَتی وبُکائی،وهَمّی وجَزَعی وحُزنی،وما قَد باشَرَ قَلبی مِنَ الجَزَعِ عَلَیهِ.
فَبِنِعمَتِکَ عَلَیَّ ولُطفِکَ لی خَرَجتُ إلَیهِ،وبِتَقوِیَتِکَ إیّایَ وصَرفِکَ المَحذورَ عَنّی،وکِلاءَتِکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ لی،وبِحِفظِکَ وکَرامَتِکَ إیّایَ،وکُلَّ بَحرٍ
ص:60
قَطَعتُهُ،وکُلَّ وادٍ وفَلاةٍ سَلَکتُها،وکُلَّ مَنزِلٍ نَزَلتُهُ،فَأَنتَ حَمَلتَنی فِی البَرِّ وَالبَحرِ،وأنتَ الَّذی بَلَّغتَنی ووَفَّقتَنی وکَفَیتَنی،وبِفَضلٍ مِنکَ ووِقایَةٍ بَلَغتُ، وکانَتِ المِنَّةُ لَکَ عَلَیَّ فی ذلِکَ کُلِّهِ،وأثَری مَکتوبٌ عِندَکَ وَاسمی وشَخصی، فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما أبلَیتَنی وَاصطَنَعتَ عِندی.
اللّهُمَّ فَارحَم فَرَقی مِنکَ،ومَقامی بَینَ یَدَیکَ وتَمَلُّقی (1)،وَاقبَل مِنّی تَوَسُّلی إلَیکَ بِابنِ حَبیبِکَ،وصَفوَتِکَ وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وتَوَجُّهی إلَیکَ،وأقِلنی عَثرَتی،وَاقبَل عَظیمَ ما سَلَفَ مِنّی،ولا یَمنَعکَ ما تَعلَمُ مِنّی مِنَ العُیوبِ وَالذُّنوبِ وَالإِسرافِ عَلی نَفسی،وإن کُنتَ لی ماقِتاً فَارضَ عَنّی،وإن کُنتَ عَلَیَّ ساخِطاً فَتُب عَلَیَّ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ«اغفِر لی ولِوالِدَیَّ»وَ«ارحَمهُما کَما رَبَّیانی صَغیراً»،وَاجزِهِما عَنّی خَیراً،اللّهُمَّ اجزِهِما بِالإِحسانِ إحساناً وبِالسَّیِّئاتِ غُفراناً.اللّهُمَّ أدخِلهُمَا الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ،وحَرِّم وُجوهَهُما عَن عَذابِکَ،وبَرِّد عَلَیهِما مَضاجِعَهُما، وَافسَح لَهُما فی قَبرَیهِما،وعَرِّفنیهِما فی مُستَقَرٍّ مِن رَحمَتِکَ،وجِوارِ حَبیبِکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ . (2)
3481.المزار الکبیر: زِیارَةٌ اخری لَهُ علیه السّلام مُختَصَرَةٌ،یُزارُ بِها فی کُلِّ یَومٍ،وفی کُلِّ شَهرٍ، ویُزارُ بِها عِندَ قائِمِ الغَرِیِّ (3)؛فَقَد جاءَ فِی الأَثَرِ أنَّ رَأسَ الحُسَینِ علیه السّلام هُناکَ،وأنَّ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السّلام زارَهُ هُناکَ بِهذِهِ الزِّیارَةِ،وصَلّی عِندَهُ أربَعَ رَکَعاتٍ.
ص:61
تَأتی مَشهَدَهُ-صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ-بَعدَ اغتِسالِکَ ولِباسُکَ أطهَرُ ثِیابِکَ،فَإِذا وَقَفتَ عَلی قَبرِهِ فَاستَقبِلهُ بِوَجهِکَ،وَاجعَلِ القِبلَةَ بَینَ کَتِفَیکَ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ الصِّدّیقَةِ الطّاهِرَةِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
أشهَدُ أنَّکَ أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وتَلَوتَ الکِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ،وجاهَدتَ فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وصَبَرتَ عَلَی الأَذی فی جَنبِهِ مُحتَسِباً حَتّی أتاکَ الیَقینُ.
وأشهَدُ أنَّ الَّذینَ خالَفوکَ وحارَبوکَ،وأنَّ الَّذینَ خَذَلوکَ،وَالَّذینَ قَتَلوکَ، مَلعونونَ عَلی لِسانِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ،وقَد خابَ مَنِ افتَری،لَعَنَ اللّهُ الظّالِمینَ لَکُم مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وضاعَفَ عَلَیهِمُ العَذابَ الأَلیمَ.
أتَیتُکَ یا مَولایَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،زائِراً عارِفاً بِحَقِّکَ،مُوالِیاً لِأَولِیائِکَ، مُعادِیاً لِأَعدائِکَ،مُستَبصِراً بِالهُدَی الَّذی أنتَ عَلَیهِ،عارِفاً بِضَلالَةِ مَن خالَفَکَ،فَاشفَع لی عِندَ رَبِّکَ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ،وضَع خَدَّکَ عَلَیهِ،وتَحَوَّل إلی عِندِ الرَّأسِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ فی أرضِهِ وسَمائِهِ،صَلَّی اللّهُ عَلی روحِکَ الطَّیِّبَةِ وجَسَدِکَ الطّاهِرِ،وعَلَیکَ السَّلامُ یا مَولایَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ تَحَوَّل إلی عِندِ الرِّجلَینِ فَزُر عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،لَعَنَ اللّهُ مَن ظَلَمَکَ، ولَعَنَ مَن قَتَلَکَ،وضاعَفَ عَلَیهِمُ العَذابَ الأَلیمَ.
ثُمَّ ادعُ بِما أرَدتَ وزُرِ الشُّهَداءَ مُنحَرِفاً مِن عِندِ الرِّجلَینِ إلَی القِبلَةِ،فَقُل:
ص:62
السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الصِّدّیقونَ،السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الشُّهَداءُ الصّابِرونَ،أشهَدُ أنَّکُم جاهَدتُم فی سَبیلِ اللّهِ،وصَبَرتُم عَلَی الأَذی فی جَنبِ اللّهِ،ونَصَحتُم للّهِ ِ ولِرَسولِهِ ولِابنِ رَسولِهِ حَتّی أتاکُمُ الیَقینُ.أشهَدُ أنَّکُم أحیاءٌ عِندَ رَبِّکُم تُرزَقونَ،جَزاکُمُ اللّهُ عَنِ الإِسلامِ وأهلِهِ أفضَلَ جَزاءِ المُحسِنینَ،وجَمَعَ بَینَنا وبَینَکُم فی مَحَلِّ النَّعیمِ.
ثُمَّ امضِ إلی قَبرِ العَبّاسِ بنِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیهما السّلام،فَإِذا أتَیتَهُ فَقِف (1)عَلَیهِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ،المُطیعُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ.أشهَدُ أنَّکَ قَد جاهَدتَ ونَصَحتَ وصَبَرتَ حَتّی أتاکَ الیَقینُ، لَعَنَ اللّهُ الظّالِمینَ لَکُم مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وألحِقهُم بِدَرَکِ الجَحیمِ.
ثُمَّ صَلِّ فی مَسجِدِهِ تَطَوُّعاً ما أحبَبتَ،وَانصَرِف.
فَإِذا أرَدتَ وَداعَ سَیِّدِنا أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام عِندَ انصِرافِکَ مِن مَشهَدِهِ،فَقِف عَلی قَبرِهِ کَما وَقَفتَ عَلَیهِ أوَّلاً،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،هذا أوانُ انصِرافی،غَیرَ راغِبٍ عَنکَ ولا مُستَبدِلٍ بِکَ غَیرَکَ،وأستَودِعُکَ اللّهَ وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ وبِالرَّسولِ وبِما جِئتَ بِهِ ودَلَلتَ عَلَیهِ،اللّهُمَّ اکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ.اللّهُمَّ لا تَجعَل زِیارَتی هذِهِ آخِرَ العَهدِ مِنّی بِزِیارَتِهِ،وَارزُقنِی العَودَ إلَیهِ أبدَاً ما أحیَیتَنی،فَإِذا تَوَفَّیتَنی فَاحشُرنی مَعَهُ،وَاجمَع بَینی وبَینَهُ فی جَنّاتِ النَّعیمِ. (2)
ص:63
3482.مصباح الزائر: تَقِفُ عَلی بابِ قُبَّتِهِ الشَّریفَةِ وتَقولُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأعطِنی فی هذَا المَقامِ،رَغبَتی عَلی حَقیقَةِ إیمانی بِکَ وبِرَسولِکَ وبِوُلاةِ أمرِکَ،الحَرَمُ حَرَمُ اللّهِ وحَرَمُ رَسولِهِ وحَرَمُکَ یا مَولایَ،أتَأذَنُ لی بِالدُّخولِ إلی حَرَمِکَ؟فَإِن لَم أکُن لِذلِکَ أهلاً فَأَنتَ لِذلِکَ أهلٌ،عَن إذنِکَ یا مَولایَ أدخُلُ حَرَمَ اللّهِ وحَرَمَکَ.
ثُمَّ تَدخُلُ وتَجعَلُ الضَّریحَ بَینَ یَدَیکَ،وتَستَقبِلُهُ بِوَجهِکَ،وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الحَسَنِ الشَّهیدِ سِبطِ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ البَشیرِ النَّذیرِ،وَابنَ سَیِّدِ الوَصِییّنَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خِیَرَةَ اللّهِ وَابنَ خِیَرَتِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا ثَأرَ اللّهِ وَابنَ ثَأرِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوِترُ المَوتورُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الإِمامُ الهادِی الزَّکِیُّ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ،وأقامَت فی جِوارِکَ،ووَفَدَت مَعَ زُوّارِکَ،السَّلامُ عَلَیکَ مِنّی ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،فَلَقَد عَظُمَت بِکَ الرَّزِیَّةُ،وجَلَّ المُصابُ فِی المُؤمِنینَ وَالمُسلِمینَ، وفی أهلِ السَّماواتِ أجمَعینَ،وفی سُکّانِ الأَرَضینَ،فَإِنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ
ص:64
راجِعونَ،وصَلَواتُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ وتَحِیّاتُهُ عَلَیکَ وعَلی آبائِکَ الطَّیِّبینَ المُنتَجَبینَ،وعَلی ذَرارِیِّهِمُ الهُداةِ المَهدِیّینَ.السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ وعَلَیهِم، وعَلی روحِکَ وعَلی أرواحِهِم،وعَلی تُربَتِکَ وعَلی تُربَتِهِم،اللّهُمَّ لَقِّهِم رَحمَةً ورِضواناً ورَوحاً ورَیحاناً.
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،یَابنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ وَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ یَابنَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا شَهیدُ یَابنَ الشَّهیدِ،یا أخَا الشَّهیدِ،یا أبَا الشُّهَداءِ،اللّهُمَّ بَلِّغهُ عَنّی فی هذِهِ السّاعَةِ وفی هذَا الیَومِ،وفی هذَا الوَقتِ وفی کُلِّ وَقتٍ،تَحِیَّةً کَثیرَةً وسَلاماً،سَلامُ اللّهِ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،یَابنَ سَیِّدِ العالَمینَ،وعَلَی المُستَشهَدینَ مَعَکَ،سَلاماً مُتَّصِلاً مَا اتَّصَلَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ.
السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ الشَّهیدِ، السَّلامُ عَلَی العَبّاسِ بنِ أمیرِ المُؤمِنینَ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَی الشُّهَداءِ مِن وُلدِ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَی الشُّهَداءِ مِن وُلدِ الحَسَنِ،السَّلامُ عَلَی الشُّهَداءِ مِن وُلدِ الحُسَینِ،السَّلامُ عَلَی الشُّهَداءِ مِن وُلدِ جَعفَرٍ وعَقیلٍ،السَّلامُ عَلی کُلِّ مُستَشهَدٍ مَعَهُم مِنَ المُؤمِنینَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبَلِّغهُم عَنّی تَحِیَّةً کَثیرَةً وسَلاماً.
السَّلامُ عَلَیکَ یا رَسولَ اللّهِ،أحسَنَ اللّهُ لَکَ العَزاءَ فی وَلَدِکَ الحُسَینِ،السَّلامُ عَلَیکِ یا فاطِمَةُ،أحسَنَ اللّهُ لَکِ العَزاءَ فی وَلَدِکِ الحُسَینِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أحسَنَ اللّهُ لَکَ العَزاءَ فی وَلَدِکَ الحُسَینِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ،أحسَنَ اللّهُ لَکَ العَزاءَ فی أخیکَ الحُسَینِ،یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،أنَا ضَیفُ اللّهِ وضَیفُکَ،وجارُ اللّهِ وجارُکَ،ولِکُلِّ ضَیفٍ وجارٍ قِریً (1)،
ص:65
وقِرایَ فی هذَا الوَقتِ أن تَسأَلَ اللّهَ سُبحانَهُ وتَعالی أن یَرزُقَنی فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،إنَّهُ سَمیعُ الدُّعاءِ،قَریبٌ مُجیبٌ.
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّریحَ وَانتَقِل إلی عِندِ الرَّأسِ،وقِف عِندَهُ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا صَریعَ العَبرَةِ السّاکِبَةِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا قَرینَ المُصیبَةِ الرّاتِبَةِ،بِاللّهِ اقسِمُ لَقَد طَیَّبَ اللّهُ بِکَ التُّرابَ،وأعظَمَ بِکَ المُصابَ،وأوضَحَ بِکَ الکِتابَ وجَعَلَکَ وجَدَّکَ وأباکَ،واُمَّکَ وأخاکَ وأبناءَکَ،عِبرَةً لِاُولِی الأَلبابِ،أشهَدُ أنَّکَ تَسمَعُ الخِطابَ وتَرُدُّ الجَوابَ.
فَصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یَابنَ المَیامَینِ (1)الأَطیابِ،وها أنَا ذا نَحوَکَ قَد أتَیتُ،وإلی فِنائِکَ التَجَأتُ،أرجو بِذلِکَ القُربَةَ إلَیکَ،وإلی جَدِّکَ وأبیکَ،فَصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا إمامی وَابنَ إمامی،کَأَنّی بِکَ یا مَولایَ فی عَرَصاتِ (2)کَربَلاءَ،تُنادی فَلا تُجابُ،وتَستَغیثُ فَلا تُغاثُ،وتَستَجیرُ فَلا تُجارُ،یا لَیتَنی کُنتُ مَعَکَ فَأَفوزَ فَوزاً عَظیماً.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی روحِهِ وجَسَدِهِ،وبَلِّغهُ عَنّی تَحِیَّةً وسَلاماً،ورَحمَةً وبَرَکَةً ورِضواناً،وخَیراً دائِماً وغُفراناً،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ قَریبٌ مُجیبٌ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ فَقَبِّلهُ،وقُل:
بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَقَد عَظُمَتِ المُصیبَةُ،
ص:66
وجَلَّتِ الرَّزِیَّةُ بِکَ عَلَینا،وعَلی أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً أسرَجَت وألجَمَت وتَهَیَّأَت لِقِتالِکَ،یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،قَصَدتُ حَرَمَکَ،وأتَیتُ مَشهَدَکَ،أسأَلُ اللّهَ بِالشَّأنِ الَّذی لَکَ عِندَهُ،وبِالمَحَلِّ الَّذی لَکَ لَدَیهِ،أن یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،و أن یَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
[ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ عِندَ الرَّأسِ،تَقرَأُ فیهِما ما أحبَبتَ،وَادعُ اللّهَ بِما أرَدتَ،ثُمَّ قُم وَامضِ وسَلِّم عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ،وعَلَی الشُّهَداءِ مِن أصحابِ الحُسَینِ علیه السّلام،بِما ذَکَرناهُ أوَّلاً] (1)،ثُمَّ ارفَع رَأسَکَ،وصَلِّ عَلَیهِ بِهذِهِ الصَّلاةِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وصَلِّ عَلَی الحُسَینِ المَظلومِ الشَّهیدِ ،
قَتیلِ العَبَراتِ،وأسیرِ الکُرُباتِ (2)،صَلاةً نامِیَةً زاکِیَةً مُبارَکَةً،یَصعَدُ أوَّلُها ولا یَنفَدُ آخِرُها،أفضَلَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن أولادِ الأَنبِیاءِ وَالمُرسَلینَ،یا رَبَّ العالَمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الإِمامِ الشَّهیدِ،المَقتولِ المَظلومِ المَخذولِ،وَالسَّیِّدِ القائِدِ وَالعابِدِ الزّاهِدِ،الوَصِیِّ الخَلیفَةِ،الإِمامِ الصِّدّیقِ،الطُّهرِ الطّاهِرِ،الطَّیِّبِ المُبارَکِ،وَالرَّضِیِّ المَرضِیِّ،وَالتَّقِیِّ الهادِی المَهدِیِّ (3)،سِبطِ الرَّسولِ وقُرَّةِ (4)عَینِ البَتولِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی سَیِّدی ومَولایَ کَما عَمِلَ بِطاعَتِکَ،ونَهی عَن مَعصِیَتِکَ،وبالَغَ فی رِضوانِکَ،وأقبَلَ عَلی إیمانِکَ،غَیرَ قابِلٍ فیکَ عُذراً،سِرّاً وعَلانِیَةً،
ص:67
یَدعُو العِبادَ إلَیکَ،ویَدُلُّهُم عَلَیکَ،وقامَ بَینَ یَدَیکَ،یَهدِمُ الجَورَ بِالصَّوابِ، ویُحیِی السُّنَّةَ بِالکِتابِ،فَعاشَ فی رِضوانِکَ مَکدوداً (1)،ومَضی عَلی طاعَتِکَ وفی أولِیائِکَ مَکدوحاً (2)،وقَضی إلَیکَ مَفقوداً،لَم یَعصِکَ فی لَیلٍ ولا نَهارٍ، بَل جاهَدَ فیکَ المُنافِقینَ وَالکُفّارَ.
اللّهُمَّ فَاجزِهِ خَیرَ جَزاءِ الصّادِقینَ الأَبرارِ،وضاعِف عَلَیهِمُ العَذابَ،ولِقاتِلیهِ العِقابَ،فَقَد قاتَلَ کَریماً،وقُتِلَ مَظلوماً،ومَضی مَرحوماً،یَقولُ:أنَا ابنُ رَسولِ اللّهِ مُحَمَّدٍ،وَابنُ مَن زَکّی وعَبَدَ،فَقَتَلوهُ بِالعَمدِ المُعتَمَدِ،قَتَلوهُ عَلَی الإِیمانِ،وأطاعوا فی قَتلِهِ الشَّیطانَ،ولَم یُراقِبوا فیهِ الرَّحمنَ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی سَیِّدی ومَولایَ صَلاةً تَرفَعُ بِها ذِکرَهُ،وتُظهِرُ بِها أمرَهُ، وتُعَجِّلُ بِها نَصرَهُ،وَاخصُصهُ بِأَفضَلِ قِسَمِ الفَضائِلِ یَومَ القِیامَةِ،وزِدهُ شَرَفاً فی أعلی عِلِّیّینَ،وبَلِّغهُ أعلی شَرَفِ المُکَرَّمینَ،وَارفَعهُ مِن شَرَفِ رَحمَتِکَ فی شَرَفِ المُقَرَّبینَ فِی الرَّفیعِ الأَعلی،وبَلِّغهُ الوَسیلَةَ وَالمَنزِلَةَ الجَلیلَةَ، وَالفَضلَ وَالفَضیلَةَ،وَالکَرامَةَ الجَزیلَةَ.
اللّهُمَّ وَاجزِهِ عَنّا أفضَلَ ما جازَیتَ إماماً عَن رَعِیَّتِهِ،وصَلِّ عَلی سَیِّدی ومَولایَ کُلَّما ذُکِرَ وکُلَّما لَم یُذکَر.
یا سَیِّدی ومَولایَ،أدخِلنی فی حِزبِکَ وزُمرَتِکَ،وَاستَوهِبنی مِن رَبِّکَ ورَبّی،فَإِنَّ لَکَ عِندَ اللّهِ جاهاً وقَدراً ومَنزِلَةً رَفیعَةً،إن سَأَلتَ اعطیتَ،وإن شَفَعتَ شُفِّعتَ،اللّهَ اللّهَ فی عَبدِکَ ومَولاکَ،لا تُخَلِّنی عِندَ
ص:68
الشَّدائِدِ وَالأَهوالِ،لِسوءِ عَمَلی وقَبیحِ فِعلی وعَظیمِ جُرمی؛فَإِنَّکَ أمَلی ورَجائی،وثِقَتی ومُعتَمَدی،ووَسیلَتی إلَی اللّهِ رَبّی ورَبِّکَ،لَم یَتَوَسَّلِ المُتَوَسِّلونَ إلَی اللّهِ بِوَسیلَةٍ هِیَ أعظَمُ حَقّاً،ولا أوجَبُ حُرمَةً،ولا أجَلُّ قَدراً عِندَهُ،مِنکُم أهلَ البَیتِ،لا خَلَّفَنِیَ اللّهُ عَنکُم بِذُنوبی،وجَمَعَنی وإیّاکُم فی جَنَّةِ عَدنٍ الَّتی أعَدَّها لَکُم ولِأَولِیائِکُم،إنَّهُ خَیرُ الغافِرینَ،وأرحَمُ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ أبلِغ سَیِّدی ومَولایَ تَحِیَّةً وسَلاماً،وَاردُد عَلَینا مِنهُ السَّلامَ،إنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ،وصَلِّ عَلَیهِ کُلَّما ذُکِرَ السَّلامُ وکُلَّما لَم یُذکَر،یا رَبَّ العالَمینَ.
ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ لِلزِّیارَةِ،وَادعُ بَعدَهُما بِما قَدَّمناهُ عَقیبَ صَلاةِ زِیارَتِهِ الاُولی وشَرَحناهُ،وزُر بَعدَ ذلِکَ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السّلام،وَالشُّهَداءَ-أیضاً-عَلی ذلِکَ الوَجهِ الَّذی ذَکَرناهُ هُناکَ وحَرَّرناهُ،وکَذلِکَ فِی الوَداعِ وما جَری مَجراهُ. (1)
3483.المزار الکبیر (2): التَّوَجُّهُ إلی مَشهَدِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وشَرائِطُهُ:
فَإِذا خَرَجتَ مِنَ الکوفَةِ أو غَیرِها مُتَوَجِّهاً نَحوَ مَشهَدِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،أو مِن مَنزِلِکَ،أو مِن حَیثُ تَوَجَّهتَ،فَکُن عَلَی السُّنَنِ الَّذی قَدَّمنا وَصفَهُ، مِنَ الصَّمتِ إلّامِن ذِکرِ اللّهِ تَعالی،وما یَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ الکَلامِ المَحمودِ،وَاهجُرِ اللَّهوَ
ص:69
وَاللَّعِبَ،وَاجتَنِبِ المَلَذَّ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ،وَاقتَصِر عَلَی المُقیمِ لِلرَّمَقِ مِمّا عَداهُ...
وُرودُ کَربَلاءَ ومَوضِعُ النُّزولِ مِنها وَالغُسلُ:
فَإِذا وَرَدتَ-إن شاءَ اللّهُ-أرضَ کَربَلاءَ،فَانزِل مِنها بِشاطِئِ العَلقَمِیِّ،ثُمَّ اخلَع ثِیابَ سَفَرِکَ،وَاغتَسِل مِنهُ غُسلَ الزِّیارَةِ مَندوباً،وَصفُ هذِهِ النِّیَّةِ لِهذَا الغُسلِ بِقَلبِکَ:
«أغتَسِلُ غُسلَ زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام مَندوباً قُربَةً إلَی اللّهِ»وتَکونُ النِّیَّةُ مُقارَنَةً لِلفِعلِ، وقُل وأنتَ تَغتَسِلُ:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وطَهِّر قَلبی،وزَکِّ عَمَلی،ونَوِّر بَصَری، وَاجعَل غُسلی هذا طَهوراً،وحِرزاً وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،وآفَةٍ وعاهَةٍ، ومِن شَرِّ ما أحذَرُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغسِلنی مِنَ الذُّنوبِ کُلِّها،وَالآثامِ وَالخَطایا،وطَهِّر جِسمی وقَلبی مِن کُلِّ آفَةٍ یُمحَقُ (1)بِها دینی،وَاجعَل عَمَلی خالِصاً لِوَجهِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلهُ لی شاهِداً یَومَ حاجَتی وفَقری وفاقَتی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
فَاقرَأ «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ» .
فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الغُسلِ فَالبَس ما طَهُرَ مِن ثِیابِکَ،ثُمَّ تَوَجَّه إلَی المَشهَدِ عَلی
ص:70
ساکِنِهِ السَّلامُ،وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،وأنتَ مُتَحَفٍّ (1)خاضِعٌ ذَلیلٌ،تُکَبِّرُ اللّهَ تَعالی وتُحَمِّدُهُ،وتُسَبِّحُهُ وتَستَغفِرُهُ،وتُکثِرُ مِنَ الصَّلاةِ عَلی نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ وآلِه الطّاهِرینَ علیهم السّلام.
بابُ وُرودِ المَشهَدِ:
فَإِذَا انتَهَیتَ إلی بابِهِ فَقِف عَلَیهِ وکَبِّر أربَعاً،ثُمَّ قُل:
اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ أکرَمتَنی بِهِ وشَرَّفتَنی،اللّهُمَّ فَأَعطِنی فیهِ رَغبَتی،عَلی حَقیقَةِ إیمانی بِکَ وبِرَسولِکَ عَلَیهِ السَّلامُ.
ثُمَّ أدخِل رِجلَکَ الیُمنی قَبلَ الیُسری،وقُل:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اللّهُمَّ أنزِلنی مُنزَلاً مُبارَکاً وأنتَ خَیرُ المُنزِلینَ.
ثُمَّ امشِ حَتّی تَدخُلَ الصَّحنَ،فَإِذا دَخَلتَهُ فَکَبِّر أربَعاً وتَوَجَّه إلَی القِبلَةِ،وَارفَع یَدَیکَ،وقُل:
اللّهُمَّ إنّی إلَیکَ تَوَجَّهتُ،وإلَیکَ خَرَجتُ،وإلَیکَ وَفَدتُ،ولِخَیرِکَ تَعَرَّضتُ، وبِزِیارَةِ حَبیبِ حَبیبِکَ إلَیکَ تَقَرَّبتُ،اللّهُمَّ فَلا تَمنَعنی خَیرَ ما عِندَکَ لِشَرِّ ما عِندی.اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی،وکَفِّر عَنّی سَیِّئاتی،وحُطَّ عَنّی خَطیئاتی، وَاقبَل حَسَناتی.
ثُمَّ اقرَأ الحَمدَ،وَالمُعَوِّذَتَینِ،و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» 2 ،و «إِنّا أَنْزَلْناهُ» 3 ،وآیَةَ الکُرسِیِّ،وآخِرَ الحَشَرِ: «لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ لَرَأَیْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ
ص:71
خَشْیَةِ اللّهِ وَ تِلْکَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ* هُوَ اللّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ* هُوَ اللّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبّارُ الْمُتَکَبِّرُ سُبْحانَ اللّهِ عَمّا یُشْرِکُونَ* هُوَ اللّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» . (1)
وتُصَلّی رَکعَتَینِ تَحِیَّةَ المَشهَدِ،وصِفَةُ النِّیَّةِ لَها أن تُضمِرَ بِقَلبِکَ:«اُصَلّی تَحِیَّةَ المَشهَدِ مَندوباً قُربَةً إلَی اللّهِ».فَإِذا فَرَغتَ وسَبَّحتَ،فَقُل:
الحَمدُ للّهِ ِ الواحِدِ فِی الاُمورِ کُلِّها،خالِقِ الخَلقِ،لَم یَعزُب عَنهُ شَیءٌ مِن امورِهِم،عالِمِ کُلِّ شَیءٍ بِغَیرِ تَعلیمٍ،وصَلَواتُ اللّهِ وصَلَواتُ مَلائِکَتِهِ، وأنبِیائِهِ ورُسُلِهِ،وجَمیعِ خَلقِهِ،وسَلامُهُ وسَلامُ جَمیعِ خَلقِهِ،عَلی مُحَمَّدٍ المُصطَفی وأهلِ بَیتِهِ.
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أنعَمَ عَلَیَّ وعَرَّفَنی فَضلَ مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
اللّهُمَّ أنتَ خَیرُ مَن وَفَدَ إلَیهِ الرِّجالُ،وشُدَّت إلَیهِ الرِّحالُ،وأنتَ یا سَیِّدی أکرَمُ مَأتِیٍّ وأکرَمُ مَزورٍ،وقَد جَعَلتَ لِکُلِّ آتٍ تُحفَةً،فَاجعَل تُحفَتی بِزِیارَةِ قَبرِ وَلِیِّکَ وَابنِ بِنتِ نَبِیِّکَ وحُجَّتِکَ عَلی خَلقِکَ،فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدِ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَقَبَّل عَمَلی،وَاشکُر سَعیی،وَارحَم مَسیری مِن أهلی،بِغَیرِ مَنٍّ اللّهُمَّ مِنّی عَلَیکَ،بَل لَکَ المَنُّ عَلَیَّ،إذ جَعَلتَ لِیَ السَّبیلَ إلی زِیارَةِ وَلِیِّکَ،وعَرَّفتَنی فَضلَهُ،وحَفِظتَنی حَتّی بَلَّغتَنی.
ص:72
اللّهُمَّ وقَد أتَیتُکَ وأمَّلتُکَ،فَلا تُخَیِّب أمَلی،ولا تَقطَع رَجائی،وَاجعَل مَسیری هذا کَفّارَةً لِما قَبلَهُ مِن ذُنوبی،ورِضواناً تُضاعِفُ بِهِ حَسَناتی، وسَبَباً لِنَجاحِ طَلِباتی،وطَریقاً لِقَضاءِ حَوائِجی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل سَعیی مَشکوراً،وذَنبی مَغفوراً، وعَمَلی مَقبولاً،ودُعائی مُستَجاباً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ إنّی أرَدتُکَ فَأَرِدنی،وأقبَلتُ بِوَجهی إلَیکَ فَلا تُعرِض عَنّی،وقَصَدتُکَ فَتَقَبَّل مِنّی،وإن کُنتَ لی ماقِتاً (1)فَارضَ عَنّی،وَارحَم تَضَرُّعی إلَیکَ ولا تُخَیِّبنی.
بابُ القَولِ عِندَ مُعایَنَةِ الجَدَثِ (2):
ثُمَّ امشِ حَتّی تُعایِنَ الجَدَثَ،فَإِذا عایَنتَهُ فَکَبِّر أربَعاً،وَاستَقبِل وَجهَهُ بِوَجهِکَ، وَاجعَلِ القِبلَةَ بَینَ کَتِفَیکَ،وقُل:
اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ،وإلَیکَ یَرجِعُ السَّلامُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،السَّلامُ عَلی رَسولِ اللّهِ،أمینِ اللّهِ عَلی وَحیِهِ وعَزائِمِ أمرِهِ،الخاتِمِ لِما سَبَقَ،وَالفاتِحِ لِمَا استَقبَلَ،وَالمُهَیمِنِ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ،وعَلَیهِ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ،عَبدِ اللّهِ وأخی رَسولِهِ،الصِّدّیقِ الأَکبَرِ، وَالفاروقِ الأَعظَمِ،سَیِّدِ المُسلِمینَ،وإمامِ المُتَّقینَ،وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلینَ، السَّلامُ عَلَی الحَسَنِ وَالحُسَینِ سَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ مِنَ الخَلقِ أجمَعینَ.
السَّلامُ عَلی أئِمَّةِ الهُدَی الرّاشِدینَ،السَّلامُ عَلَی الطّاهِرَةِ الصِّدّیقَةِ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ.
ص:73
السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُنزَلینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُردِفینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُسَوِّمینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ الزَّوّارینَ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ الَّذینَ هُم فی هذَا المَشهَدِ بِإِذنِ اللّهِ مُقیمونَ.
بابُ القَولِ عِندَ الوُقوفِ عَلَی الجَدَثِ:
ثُمَّ امشِ حَتّی تَقِفَ عَلَیهِ،فَإِذا وَقَفتَ فَاستَقبِلهُ بِوَجهِکَ عَلَی الحَدِّ المَرسومِ لَکَ عِندَ المُعایَنَةِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ وَصِیِّ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الحَسَنِ الرَّضِیِّ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الشَّهیدُ الصِّدّیقُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوَصِیُّ البَرُّ التَّقِیُّ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ،وأناخَت بِرَحلِکَ، السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُحدِقینَ بِکَ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وتَلَوتَ الکِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ،وجاهَدتَ فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وصَبَرتَ عَلَی الأَذی فی جَنبِهِ،وعَبَدتَهُ مُخلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ.
لَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،واُمَّةً قاتَلَتکَ،واُمَّةً قَتَلَتکَ،واُمَّةً أعانَت عَلَیکَ،واُمَّةً خَذَلَتکَ،واُمَّةً دَعَتکَ فَلَم تُجِبکَ،واُمَّةً بَلَغَها ذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ،وألحَقَهُمُ اللّهُ بِدَرَکِ الجَحیمِ.
اللّهُمَّ العَنِ الَّذینَ کَذَّبوا رُسُلَکَ،وهَدَموا کَعبَتَکَ،وَاستَحَلّوا حَرَمَکَ،
ص:74
وألحَدوا (1)فِی البَیتِ الحَرامِ،وحَرَّفوا کِتابَکَ،وسَفَکوا دِماءَ أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ،وأظهَرُوا الفَسادَ فی أرضِکَ،وَاستَذَلّوا عِبادَکَ المُؤمِنینَ.
اللّهُمَّ فَضاعِف عَلَیهِمُ العَذابَ الأَلیمَ،وَاجعَل لی لِسانَ صِدقٍ فی أولِیائِکَ المُصطَفَینَ،وحَبِّب إلَیَّ مَشاهِدَهُم،وألحِقنی بِهِم،وَاجعَلنی مَعَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ تَضَعُ یَدَکَ الیُسری عَلَی القَبرِ،وأشِر بِیَدِکَ الیُمنی،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إن لَم تَکُن (2)أدرَکتُ نُصرَتَکَ بِیَدی،فَها أنَا ذا وافِدٌ إلَیکَ بِنَصری،قَد أجابَکَ سَمعی وبَصَری،وبَدَنی ورَأیی وهَوایَ،عَلَی التَّسلیمِ لَکَ،ولِلخَلَفِ الباقی مِن بَعدِکَ،وَالأَدِلّاءِ عَلَی اللّهِ مِن وُلدِکَ،فَنُصرَتی لَکُم مُعَدَّةٌ،حَتّی یَحکُمَ اللّهُ وهُوَ خَیرُ الحاکِمینَ.
ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماءِ،وقُل:
اللّهُمَّ إنّی أشهَدُ أنَّ هذَا القَبرَ قَبرُ حَبیبِکَ،وصَفوَتِکَ مِن خَلقِکَ،الفائِزِ بِکَرامَتِکَ،أکرَمتَهُ بِالشَّهادَةِ،وأعطَیتَهُ مَواریثَ الأَنبِیاءِ،وجَعَلتَهُ حُجَّةً لَکَ عَلَی خَلقِکَ،فَأَعذَرَ فِی الدَّعوَةِ،وبَذَلَ مُهجَتَهُ فیکَ؛لِیَستَنقِذَ عِبادَکَ مِنَ الضَّلالَةِ وَالجَهالَةِ،وَالعَمی وَالشَّکِّ وَالاِرتِیابِ،إلی بابِ الهُدی وَالرَّشادِ.
وأنتَ یا سَیِّدی بِالمَنظَرِ الأَعلی،تَری ولا تُری،وقَد توازَرَ عَلَیهِ فی [غَیرِ] (3)طاعَتِکَ مِن خَلقِکَ مَن غَرَّتهُ الدُّنیا،وباعَ آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الأَوکَسِ،وأسخَطَکَ وأسخَطَ رَسولَکَ عَلَیهِ السَّلامُ،وأطاعَ مِن عِبادِکَ أهلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ،
ص:75
وحَمَلَةَ الأَوزارِ،المُستَوجِبینَ النّارَ،اللّهُمَّ العَنهُم لَعناً وَبیلاً،وعَذِّبهُم عَذاباً ألیماً.
ثُمَّ حُطَّ یَدَکَ الیُسری وأشِر بِالیُمنی مِنهُما إلَی القَبرِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الأَنبِیاءِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وَصِیَّ الأَوصِیاءِ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی آلِکَ وذُرِّیَّتِکَ الَّذینَ حَباهُمُ اللّهُ بِالحُجَجِ البالِغَةِ،وَالنّورِ وَالصِّراطِ المُستَقیمِ.
بِأَبی أنتَ واُمّی،ما أجَلَّ مُصیبَتَکَ وأعظَمَها عِندَ اللّهِ ! وما أجَلَّ مُصیبَتَکَ وأعظَمَها عِندَ رَسولِ اللّهِ ! وما أجَلَّ مُصیبَتَکَ وأعظَمَها عِندَ أنبِیاءِ اللّهِ ! وما أجَلَّ مُصیبَتَکَ وأعظَمَها عِندَ شیعَتِکَ خاصَّةً !
بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ کُنتَ نوراً فِی الظُّلُماتِ،وأشهَدُ أنَّکَ حُجَّةُ اللّهِ وأمینُهُ،وخازِنُ عِلمِهِ ووَصِیُّ نَبِیِّهِ،وأشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ ونَصَحتَ،وصَبَرتَ عَلَی الأَذی فی جَنبِهِ.
وأشهَدُ أنَّکَ قَد قُتِلتَ وحُرِمتَ،وغُصِبتَ وظُلِمتَ،وأشهَدُ أنَّکَ قَد جُحِدتَ وَاهتُضِمتَ (1)،وصَبَرتَ فی ذاتِ اللّهِ،وأنَّکَ قَد کُذِّبتَ ودُفِعتَ عَن حَقِّکَ، واُسیءَ إلَیکَ فَاحتَمَلتَ.
وأشهَدُ أنَّکَ الإِمامُ الرّاشِدُ الهادی،هَدَیتَ وقُمتَ بِالحَقِّ وعَمِلتَ بِهِ،وأشهَدُ أنَّ طاعَتَکَ مُفتَرَضَةٌ،وقَولَکَ الصِّدقُ،ودَعوَتَکَ الحَقُّ،وأنَّکَ دَعَوتَ إلَی الحَقِّ،وإلی سَبیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،فَلَم تُجَب،وأمَرتَ بِطاعَةِ اللّهِ فَلَم تُطَع،وأشهَدُ أنَّکَ مِن دَعائِمِ الدّینِ وعَمودِهِ،ورُکنِ الأَرضِ
ص:76
وعِمادِها.
وأشهَدُ أنَّکَ وَالأَئِمَّةَ مِن أهلِ بَیتِکَ کَلِمَةُ التَّقوی،وبابُ الهُدی،وَالعُروَةُ الوُثقی،وَالحُجَّةُ عَلی أهلِ الدُّنیا،واُشهِدُ اللّهَ ومَلائِکَتَهُ،وأنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ، واُشهِدُکُم أنّی بِکُم مُؤمِنٌ ولَکُم تابِعٌ،فی ذاتِ نَفسی،وشَرایِعِ دینی، وخَواتیمِ عَمَلی،ومُنقَلَبی إلی رَبّی.
وأشهَدُ أنَّکَ قَد أدَّیتَ عَنِ اللّهِ وعَن رَسولِهِ صادِقاً،وقُلتَ أمیناً،ونَصَحتَ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ مُجتَهِداً،ومَضَیتَ عَلی یَقینٍ،لَم تُؤثِر ضَلالاً عَلی هُدیً،ولَم تَمِل مِن حَقٍّ إلی باطِلٍ،فَجَزاکَ اللّهُ عَن رَعِیَّتِکَ خَیراً،وصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ صَلاةً لا یُحصیها غَیرُهُ،وعَلَیکَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
اللّهُمَّ إنّی اصَلّی عَلَیهِ کَما صَلَّیتَ عَلَیهِ،وصَلّی عَلَیهِ مَلائِکَتُکَ وأنبِیاؤُکُ ورُسُلُکَ،وأمیرُ المُؤمِنینَ وَالأَئِمَّةُ أجمَعونَ،صَلاةً کَثیرَةً مُتَتابِعَةً مُتَرادِفَةً یَتبَعُ بَعضُها بَعضاً،فی مَحضَرِنا هذا وإذا غِبنا،وعَلی کُلِّ حالٍ،صَلاةً لَا انقِطاعَ لَها وَلا نَفادَ.
اللّهُمَّ بَلِّغ روحَهُ وجَسَدَهُ فی ساعَتی هذِهِ،وفی کُلِّ ساعَةٍ،تَحِیَّةً مِنّی کَثیرَةً وسَلاماً،آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ،وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فَاکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أتَیتُکَ-بِأَبی أنتَ واُمّی-زائِراً وافِداً إلَیکَ، مُتَوَجِّهاً بِکَ إلی رَبِّکَ ورَبّی؛لِیُنجِحَ لی بِکَ حَوائِجی،ویُعطِیَنی بِکَ سُؤلی، فَاشفَع لی عِندَهُ،وکُن لی شَفیعاً،فَقَد جِئتُکَ هارِباً مِن ذُنوبی،مُتَنَصِّلاً (1)إلی رَبّی مِن سَیِّئِ عَمَلی،راجِیاً فی مَوقِفی هذَا الخَلاصَ مِن عُقوبَةِ رَبّی،طامِعاً
ص:77
أن یَستَنقِذَنی رَبّی بِکَ مِنَ الرَّدی. (1)
أتَیتُکَ یا مَولایَ وافِداً إلَیکَ،إذ رَغِبَ عَن زِیارَتِکَ أهلُ الدُّنیا،وإلَیکَ کانَت رِحلَتی،ولَکَ عَبرَتی وصَرخَتی،وعَلَیکَ أسَفی،ولَکَ نَحیبی وزَفرَتی، وعَلَیکَ تَحِیَّتی وسَلامی،ألقَیتُ رِحلَتی بِفِنائِکَ،مُستَجیراً بِکَ وبِقَبرِکَ مِمّا أخافُ مِن عَظیمِ جُرمی،وأتَیتُکَ زائِراً،ألتَمِسُ ثَباتَ القَدَمِ فِی الهِجرَةِ إلَیکَ.
وقَد تَیَقَّنتُ أنَّ اللّهَ-جَلَّ ثَناؤُهُ-بِکُم یُنَفِّسُ الهَمَّ،وبِکُم یَکشِفُ الکَربَ، وبِکُم یُباعِدُنا عَن نائِباتِ الزَّمانِ الکَلِبِ،وبِکُم فَتَحَ اللّهُ وبِکُم یَختِمُ،وبِکُم یُنَزِّلُ الغَیثَ،وبِکُم یُنَزِّلُ الرَّحمَةَ،وبِکُم یُمسِکُ الأَرضَ أن تَسیخَ بِأَهلِها، وبِکُم یُثَبِّتُ اللّهُ جِبالَها عَلی مَراتِبِها.
وقَد تَوَجَّهتُ إلی رَبّی بِکَ یا سَیِّدی فی قَضاءِ حَوائِجی،ومَغفِرَةِ ذُنوبی،فَلا أخیبَنَّ مِن بَینِ زُوّارِکَ،فَقَد خَشیتُ ذلِکَ إن لَم تَشفعَ لی،ولا یَنصَرِفَنَّ زُوّارُکَ یا مَولایَ بِالعَطاءِ وَالحِباءِ،وَالخَیرِ وَالجَزاءِ،وَالمَغفِرَةِ وَالرِّضا، وأنصَرِفُ مَجبوهاً بِذُنوبی،مَردوداً عَلَیَّ عَمَلی،قَد خُیِّبتُ لِما سَلَفَ مِنّی.
فَإِن کانَت هذِهِ حالی،فَالوَیلُ لی ما أشقانی وأخیَبَ سَعیی،وفی حُسنِ ظَنّی بِرَبّی وبِنَبِیّی،وبِکَ یا مَولایَ،وبِالأَئِمَّةِ مِن ذُرِّیَّتِکَ ساداتی،أن لا أخیبَ، فَاشفَع لی إلی رَبّی؛لِیُعطِیَنی أفضَلَ ما أعطی أحَداً مِن زُوّارِکَ،وَالوافِدینَ إلَیکَ،ویَحبُوَنی ویُکرِمَنی ویُتحِفَنی بِأَفضلِ ما مَنَّ بِهِ عَلی أحَدٍ مِن زُوّارِکَ وَالوافِدینَ إلَیکَ.
ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماءِ وقُل:
ص:78
اللّهُمَّ قَد تَری مَکانی،وتَسمَعُ کَلامی،وتَری مَقامی وتَضَرُّعی،ومَلاذی بِقَبرِ وَلِیِّکَ وحُجَّتِکَ وَابنِ نَبِیِّکَ،وقَد عَلِمتَ یا سَیِّدی حَوائِجی،ولا یَخفی عَلَیکَ حالی.
وقَد تَوَجَّهتُ إلَیکَ بِابنِ رَسولِکَ،وحُجَّتِکَ وأمینِکَ،وقَد أتَیتُکَ مُتَقَرِّباً بِهِ إلَیکَ وإلی رَسولِکَ،فَاجعَلنی بِهِ عِندَکَ وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبینَ،وأعطِنی بِزِیارَتی أمَلی،وهَب لی مُنایَ،وتَفَضَّل عَلَیَّ بِشَهوَتی ورَغبَتی،وَاقضِ لی حَوائِجی،ولا تَرُدَّنی خائِباً،ولا تَقطَع رَجائی،ولا تُخَیِّب دُعائی،وعَرِّفنِی الإِجابَةَ فی جَمیعِ ما دَعَوتُکَ مِن أمرِ الدّینِ وَالدُّنیا وَالآخِرَةِ.
وَاجعَلنی مِن عِبادِکَ الَّذینَ صَرَفتَ عَنهُمُ البَلایا وَالأَمراضَ،وَالفِتَنَ واَلأَعراضَ،مِنَ الَّذینَ تُحییهِم فی عافِیَةٍ،وتُمیتُهُم فی عافِیَةٍ،وتُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ فی عافِیَةٍ،وتُجیرُهُم مِنَ النّارِ فی عافِیَةٍ،ووَفِّق لی بِمَنٍّ مِنکَ صَلاحَ ما اؤَمِّلُ فی نَفسی وأهلی،ووُلدی وإخوانی ومالی،وجَمیعِ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وأمینَهُ،وخَلیفَتَهُ فی عِبادِهِ،وخازِنَ عِلمِهِ، ومُستَودَعَ سِرِّهِ،بَلَّغتَ عَنِ اللّهِ ما امِرتَ بِهِ،ووَفَیتَ وأوفَیتَ،ومَضَیتَ عَلی یَقینٍ شَهیداً وشاهِداً ومَشهوداً،صَلَواتُ اللّهِ ورَحمَتُهُ عَلَیکَ.
أنَا یا مَولایَ وَلِیُّکَ،اللّائِذُ بِکَ فی طاعَتِکَ،ألتَمِسُ ثَباتَ القَدَمِ فِی الهِجرَةِ عِندَکَ،وکَمالَ المَنزِلَةِ فِی الآخِرَةِ بِکَ،أتَیتُکَ بِأَبی أنتَ واُمّی ونَفسی ومالی ووُلدی زائِراً،وبِحَقِّکَ عارِفاً،مُتَّبِعاً لِلهُدَی الَّذی أنتَ عَلَیهِ،موجِباً
ص:79
لِطاعَتِکَ،مُستَیقِناً فَضلَکَ،مُستَبصِراً بِضَلالَةِ مَن خالَفَکَ،عالِماً بِهِ، مُتَمَسِّکاً بِوِلایَتِکَ ووِلایَةِ آبائِکَ وذُرِّیَّتِکَ الطّاهِرینَ،ألا لَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکُم وخالَفَتکُم،وشَهِدَتکُم فَلَم تُجاهِد مَعَکُم،وغَصَبَتکُم حَقَّکُم.
أتَیتُکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ مَکروباً،وأتَیتُکَ مَغموماً،وأتَیتُکَ مُفتَقِراً إلی شَفاعَتِکَ،ولِکُلِّ زائِرٍ حَقٌّ عَلی مَن أتاهُ،وأنَا زائِرُکَ ومَولاکَ وضَیفُکَ، النّازِلُ بِکَ،وَالحالُّ بِفِنائِکَ،ولی حَوائِجُ مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،بِکَ أتَوَجَّهُ إلَی اللّهِ فی نُجحِها وقَضائِها،فَاشفَع لی عِندَ رَبِّکَ ورَبّی فی قَضاءِ حَوائِجی کُلِّها،وقَضاءِ حاجَتِی العُظمَی الَّتی إن أعطانیها لَم یَضُرَّنی ما مَنَعَنی، وإن مَنَعَنیها (1)لَم یَنفَعنی ما أعطانی؛فَکاکِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وَالدَّرَجاتِ العُلی،وَالمِنَّةِ عَلَیَّ بِجَمیعِ سُؤلی ورَغبَتی،وشَهَواتی وإرادَتی ومُنایَ،وصَرفِ جَمیعِ المَکروهِ وَالمَحذورِ عَنّی،وعَن أهلی ووُلدی وإخوانی ومالی،وجَمیعِ ما أنعَمَ عَلَیَّ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ ارفَع رَأسَکَ وقُل:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مِن زُوّارِ ابنِ نَبِیِّهِ،ورَزَقَنی مَعرِفَةَ فَضلِهِ،وَالإِقرارَ بِحَقِّهِ،وَالشَّهادَةَ بِطاعَتِهِ، «رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ» . (2)
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلیکَ،ولَعَنَ اللّهُ خاذِلیکَ،ولَعَنَ اللّهُ سالِبیکَ،ولَعَنَ مَن رَماکَ،ولَعَنَ مَن طَعَنَکَ،ولَعَنَ المُعینینَ عَلَیکَ،ولَعَنَ السّائِرینَ إلَیکَ،ولَعَنَ مَن مَنَعَکَ شُربَ ماءِ الفُراتِ،ولَعَنَ مَن دَعاکَ وغَشَّکَ
ص:80
وخَذَلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ ابنَ آکِلَةِ الأَکبادِ،ولَعَنَ اللّهُ ابنَهُ الَّذی وَتَرَکَ.ولَعَنَ اللّهُ أعوانَهُم وأتباعَهُم،وأنصارَهُم ومُحِبّیهِم،ومَن أسَّسَ لَهُم،وحَشَا اللّهُ قُبورَهُم ناراً،وَالسَّلامُ عَلَیکَ بِأَبی أنتَ واُمّی ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ انحَرِف عَنِ القَبرِ،وحَوِّل وَجهَکَ إلَی القِبلَةِ،وَارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماءِ،وقُل:
اللّهُمَّ مَن تَهَیَّأَ وتَعَبَّأَ،وأعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلی مَخلوقٍ،رَجاءَ رِفدِهِ وجائِزَتِهِ،ونَوافِلِهِ وفَواضِلِهِ وعَطایاهُ،فَإِلیکَ یا رَبِّ کانَت تَهیِئَتی وتَعبِئَتی، وإعدادی وَاستِعدادی وسَفَری،وإلی قَبرِ وَلِیِّکَ وَفَدتُ،وبِزِیارَتِهِ إلَیکَ تَقَرَّبتُ،رَجاءَ رِفدِکَ وجَوائِزِکَ،ونَوافِلِکَ وعَطایاکَ وفَواضِلِکَ.اللّهُمَّ وقَد رَجَوتُ کَریمَ عَفوِکَ،وواسِعَ مَغفِرَتِکَ،فَلا تَرُدَّنی خائِباً،فَإِلَیکَ قَصَدتُ، وما عِندَکَ أرَدتُ،وقَبرَ إمامِی الَّذی أوجَبتَ عَلَیَّ طاعَتَهُ زُرتُ،فَاجعَلنی بِهِ عِندَکَ وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأعطِنی بِهِ جَمیعَ سُؤلی،وَاقضِ لی بِهِ جَمیعَ حَوائِجی،ولا تَقطَع رَجائی ولا تُخَیِّب دُعائی،وَارحَم ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی،ولا تَکِلنی إلی نَفسی ولا إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ.
مَولایَ فَقَد أفحَمَتنی ذُنوبی،وقَطَعَت حُجَّتی،وَابتُلیتُ بِخَطیئَتی،وَارتُهِنتُ بِعَمَلی،وأوبَقتُ نَفسی،ووَقَّفتُها مَوقِفَ الأَذِلّاءِ المُذنِبینَ،المُجتَرِئینَ عَلَیکَ، التّارِکینَ أمرَکَ،المُغتَرّینَ بِکَ،المُستَخِفّینَ بِوَعدِکَ.
وقَد أوبَقَنی ما کانَ مِن قَبیحِ جُرمی،وسوءِ نَظَری لِنَفسی،فَارحَم تَضَرُّعی ونَدامَتی،وأقِلنی عَثرَتی،وَارحَم عَبرَتی،وَاقبَل مَعذِرَتی،وعُد بِحِلمِکَ عَلی جَهلی،وبِإِحسانِکَ عَلی إساءَتی،وبِعَفوِکَ عَلی جُرمی،وإلَیکَ أشکو ضَعفَ عَمَلی،فَارحَمنی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ اغفِر لی؛فَإِنّی مُقِرٌّ بِذَنبی،مُعتَرِفٌ بِخَطیئَتی،وهذِهِ یَدی وناصِیَتی،
ص:81
أستَکینُ بِالفَقرِ مِنّی یا سَیِّدی،فَاقبَل تَوبَتی،ونَفِّس کَربی،وَارحَم خُشوعی وخُضوعی،وأسَفی عَلی ما کانَ مِنّی،ووُقوفی عِندَ قَبرِ وَلِیِّکَ،وذُلّی بَینَ یَدَیکَ،فَأَنتَ رَجائی ومُعتَمَدی،وظَهری وعُدَّتی،فَلا تَرُدَّنی خائِباً،وتَقَبَّل عَمَلی،وَاستُر عَورَتی،وآمِن رَوعَتی،ولا تُخَیِّبنی،ولا تَقطَع رَجائی مِن بَینِ خَلقِکَ یا سَیِّدی.
اللّهُمَّ وقَد قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی نَبِیِّکَ المُرسَلِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ:
«اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ» . (1)
یا رَبِّ وقَولُکَ الحَقُّ،وأنتَ الَّذی لا تُخلِفُ المیعادَ،فَاستَجِب لی یا رَبِّ، فَقَد سَأَلَکَ السّائِلونَ وسَأَلتُکَ،وطَلَبَ الطّالِبونَ وطَلَبتُ مِنکَ،ورَغِبَ الرّاغِبونَ ورَغِبتُ إلَیکَ،وأنتَ أهلٌ أن لا تُخَیِّبَنی،ولا تَقطَعَ رَجائی، فَعَرِّفنِی الإِجابَةَ یا سَیِّدی،وَاقضِ لی حَوائِجَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ انحَرِف إلی عِندِ الرَّأسِ فَصَلِّ رَکعَتَینِ (2)،تَقرَأُ فِی الاُولی مِنهُما فاتِحَةَ الکِتابِ وسورَةَ یس،وفِی الثّانِیَةِ فاتِحَةَ الکِتابِ وسورَةَ الرَّحمنِ.فَإِذا سَلَّمتَ وسَبَّحتَ تَسبیحَ الزَّهراءِ علیها السّلام،مَجِّدِ اللّهَ کَثیراً وَاستَغفِر لِذَنبِکَ،وصَلِّ عَلی رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ،وقُل:
اللّهُمَّ إنّا أتَیناهُ مُؤمِنینَ بِهِ،مُسَلِّمینَ لَهُ،مُعتَصِمینَ بِحَبلِهِ،عارِفینَ بِحَقِّهِ،
ص:82
مُقِرّینَ بِفَضلِهِ،مُستَبصِرینَ بِضَلالَةِ مَن خالَفَهُ،عارِفینَ بِالهُدَی الَّذی هُوَ عَلَیهِ،اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ واُشهِدُ مَن حَضَرَ مِن مَلائِکَتِکَ،أنّی بِهِم مُؤمِنٌ، وبِمَن قَتَلَهُم کافِرٌ.
اللّهُمَّ اجعَل ما أقولُ بِلِسانی حَقیقَةً فی قَلبی،وشَریعَةً فی عَمَلی،اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن لَهُ مَعَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ عَلَیهِ السَّلامُ قَدَمٌ ثابِتٌ،وأثبِتنی فیمَنِ استُشهِدَ مَعَهُ.
اللّهُمَّ العَنِ الَّذینَ بَدَّلوا نِعمَتَکَ کُفراً،سُبحانَکَ یا حَلیمُ عَمّا یَعمَلُ الظّالِمونَ فِی الأَرضِ،یا عَظیمُ تَری عَظیمَ الجُرمِ مِن عِبادِکَ فَلا تَعجَلُ عَلَیهِم،فَتَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً،یا کَریمُ أنتَ شاهِدٌ غَیرُ غائِبٍ،وعالِمٌ بِما اوتِیَ إلی أهلِ صَلَواتِکَ وأحِبّائِکَ،مِنَ الأَمرِ الَّذی لا تَحمِلُهُ سَماءٌ ولا أرضٌ، ولَو شِئتَ لَانتَقَمتَ مِنهُم،ولکِنَّکَ ذو أناةٍ،وقَد أمهَلتَ الَّذینَ اجتَرَؤوا عَلَیکَ وعَلی رَسولِکَ وحَبیبِکَ،فَأَسکَنتَهُم أرضَکَ،وغَذَوتَهُم بِنِعمَتِکَ إلی أجَلٍ هُم بالِغوهُ،ووَقتٍ هُم صائِرونَ إلَیهِ،لِیَستَکمِلُوا العَمَلَ فیهِ الَّذی (1)قَدَّرتَ،وَالأَجَلَ الَّذی أجَّلتَ،فی عَذابٍ ووَثاقٍ،وحَمیمٍ وغَسّاقٍ،وَالضَّریعِ وَالإِحراقِ،وَالأَغلالِ وَالأَوثاقِ،وغِسلینٍ وزَقّومٍ وصَدیدٍ،مَع طولِ المُقامِ فی أیّامٍ لَظی،وفی سَقَرَ الَّتی لا تُبقی ولا تَذَرُ،فِی الحَمیمِ وَالجَحیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.
ثُمَّ استَغفِر لِذَنبِکَ وَادعُ بِما أحبَبتَ،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَاسجُد،وقُل فی سُجودِکَ:
اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ واُشهِدُ مَلائِکَتَکَ،وأنبِیاءَکَ ورُسُلَکَ وجَمیعَ خَلقِکَ،أنَّکَ
ص:83
أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ رَبّی،وَالإِسلامُ دینی،ومُحَمَّدٌ نَبِیّی،وعَلِیٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَینُ،وعَلِیُّ بنُ الحُسَینِ،ومُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ،وجَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ،وموسَی بنُ جَعفَرٍ،وعَلِیُّ بنُ موسی،ومُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ،وعَلِیُّ بنُ مُحَمَّدٍ،وَالحَسَنُ بنُ عَلِیٍّ،وَالخَلَفُ الباقی-عَلَیهِم أفضَلُ الصَّلَواتِ-أئِمَّتی،بِهِم أتَوَلّی ومِن عَدُوِّهِم أتَبَرَّأُ،اللّهُمَّ إنّی أنشُدُکَ دَمَ المَظلومِ -ثَلاثاً-،
اللّهُمَّ إنّی أنشُدُکَ بِإِیوائِکَ (1)عَلی نَفسِکَ لِأَولِیائِکَ لَتُظفِرَنَّهُم بِعَدُوِّکَ وعَدُوِّهِم،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلَی المُستَحفَظینَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ الیُسرَ بَعدَ العُسرِ -ثَلاثاً-.
ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ،وقُل:
یا کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،وتَضیقُ عَلَیَّ الأَرضُ بِما رَحُبَت،ویا بارِئَ خَلقی رَحمَةً بی،وقَد کانَ عَن خَلقی غَنِیّاً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلَی المُستَحفَظینَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ-ثَلاثاً-.
ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیسَرَ عَلَی الأَرضِ،وقُل:
یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ،ویا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وفَرِّج عَنّی.
ثُمَّ قُل:
یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا کاشِفَ الکُرَبِ العِظامِ -ثَلاثاً-.
ثُمَّ عُد إلَی السُّجودِ وقُل:شُکراً شُکراً-مِئَةَ مَرَّةٍ-وَاسأَل حاجَتَکَ.
ص:84
بابُ زِیارَةِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام:
ثُمَّ امضِ إلی عِندِ الرِّجلَینِ،فَقِف عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام،وقُل:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ،وعِبادِهِ الصّالِحینَ، عَلَیکَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،وصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلی أهلِ بَیتِکَ،وعَلی عِترَةِ آبائِکَ الأَخیارِ الأَبرارِ،الَّذینَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهیراً،وعَذَّبَ اللّهُ قاتِلَکَ بِأَنواعِ العَذابِ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
زِیارَةُ الشُّهَداءِ-رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِم-:
ثُمَّ أومِ إلی ناحِیَةِ الرِّجلَینِ بِالسَّلامِ عَلَی الشُّهَداءِ؛فَإِنَّهُم هُناکَ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الرَّبّانِیّونَ،أنتُم لَنا فَرَطٌ ونَحنُ لَکُم تَبَعٌ وأنصارٌ،أشهَدُ أنَّکُم أنصارُ اللّهِ جَلَّ اسمُهُ،وسادَةُ الشُّهَداءِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،صَبَرتُم وَاحتَسَبتُم ولَم تَهِنوا ولَم تَضعُفوا ولَم تَستَکینوا،حَتّی لَقیتُمُ اللّهَ-جَلَّ وعَزَّ- عَلی سَبیلِ الحَقِّ ونَصرِهِ،وکَلِمَةِ اللّهِ التّامَّةِ،صَلَّی اللّهُ عَلی أرواحِکُم وأبدانِکُم وسَلَّمَ تَسلیماً،أبشِروا-رِضوانُ اللّهِ عَلَیکُم-بِمَوعِدِ اللّهِ الَّذی لا خُلفَ لَهُ،اللّهُ تَعالی مُدرِکٌ بِکُم ثَأرَ ما وَعَدَکُم،إنَّهُ لا یُخلِفُ المیعادَ.
أشهَدُ أنَّکُم جاهَدتُم فی سَبیلِ اللّهِ،وقُتِلتُم علی مِنهاجِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وَابنِ رَسولِهِ عَلَیهِ السَّلامُ،فَجَزاکُمُ اللّهُ عَنِ الرَّسولِ وَابنِهِ وذُرِّیَّتِهِ أفضَلَ الجَزاءِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی صَدَقَکُم وَعدَهُ وأراکُم ما تُحِبّونَ.
بابُ زِیارَةِ العَبّاسِ بنِ عَلِیٍّ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-:
ثُمَّ امشِ حَتّی تَأتِیَ مَشهَدَ العَبّاسِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،فَإِذا أتَیتَهُ فَقِف عَلی بابِ
ص:85
السَّقیفَةِ،وقُل:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ،وعِبادِهِ الصّالِحینَ، وجَمیعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدّیقینَ،وَالزَّاکیاتُ الطَّیِّباتُ فیما تَغتَدی وتَروحُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،أشهَدُ لَکَ بِالتَّسلیمِ وَالتَّصدیقِ لِخَلَفِ النَّبِیِّ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ المُرسَلِ،وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ،وَالدَّلیلِ العالِمِ،وَالوَصِیِّ المُبَلِّغِ، وَالمَظلومِ المُضطَهَدِ.
فَجَزاکَ اللّهُ عَن رَسولِهِ وعَن أمیرِ المُؤمِنینَ وعَنِ الحَسَنِ وَالحُسینِ أفضَلَ الجَزاءِ،بِما صَبَرتَ وَاحتَسَبتَ وأعَنتَ،فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ،لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن جَهِلَ حَقَّکَ وَاستَخَفَّ بِحُرمَتِکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن حالَ بَینَکَ وبَینَ ماءِ الفُراتِ،أشهَدُ أنَّکَ قُتِلتَ مَظلوماً،وأنَّ اللّهَ مُنجِزٌ لَکُم ما وَعَدَکُم.
جِئتُکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ وافِداً إلَیکُم،وقَلبی مُسَلِّمٌ لَکُم،وأنَا لَکُم تابِعٌ، ونُصرَتی لَکُم مُعَدَّةٌ،حَتّی یَحکُمَ اللّهُ وهُوَ خَیرُ الحاکِمینَ،فَمَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم،إنّی بِکُم وبِإِیابِکُم مِنَ المُؤمِنینَ،وبِمَن خالَفَکُم وقَتَلَکُم مِنَ الکافِرینَ،لَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکُم بِالأَیدی وَالأَلسُنِ.
ثُمَّ ادخُل،وَانکَبَّ عَلَی القَبرِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ،المُطیعُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،ولِأَمیرِ المُؤمِنینَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم وسَلَّمَ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ ومَغفِرَتُهُ،وعَلی روحِکَ وبَدَنِکَ.
أشهَدُ واُشهِدُ اللّهَ أنَّکَ مَضَیتَ عَلی ما مَضی عَلَیهِ البَدرِیّونَ،وَالمُجاهِدونَ فی سَبیلِ اللّهِ،المُناصِحونَ لَهُ فی جِهادِ أعدائِهِ،المُبالِغونَ فی نُصرَةِ أولِیائِهِ،
ص:86
الذّابّونَ عَن أحِبّائِهِ،فَجَزاکَ اللّهُ أفضَلَ الجَزاءِ،وأوفَرَ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفی بِبَیعَتِهِ،وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ،وأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ.
وأشهَدُ أنَّکَ قَد بالَغتَ فِی النَّصیحَةِ،وأعطَیتَ بِهِ غایَةَ المَجهودِ،فَبَعَثَکَ اللّهُ فِی الشُّهَداءِ،وجَعَلَ روحَکَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ،وأعطاکَ مِن جِنانِهِ أفسَحَها مَنزِلاً،وأفضَلَها غُرَفاً،ورَفَعَ ذِکرَکَ فِی العِلِّیّینَ،وحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً.
أشهَدُ أنَّکَ لَم تَهِن ولَم تَنکُل (1)،وأنَّکَ مَضَیتَ عَلی بَصیرَةٍ مِن أمرِکَ،مُقتَدِیاً بِالصّالِحینَ،ومُتَّبِعاً لِلنَّبِییّنَ،فَجَمَعَ اللّهُ بَینَنا وبَینَکَ،وبَینَ رَسولِهِ وأولِیائِهِ، فی مَنازِلِ المُحسِنینَ؛فَإِنَّهُ أرحَمُ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ انحَرِف إلی عِندِ الرَّأسِ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،ثُمَّ صَلِّ بَعدَهُما ما بَدا لَکَ،وَادعُ اللّهَ کَثیراً،وقُل عَقیبَ الرَّکَعاتِ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَدَع لی فی هذَا المَکانِ المُکَرَّمِ وَالمَشهَدِ المُعَظَّمِ ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا مَرَضاً إلّاشَفَیتَهُ، ولا عَیباً إلّاسَتَرتَهُ،ولا رِزقاً إلّابَسَطتَهُ،ولا خَوفاً إلّاآمَنتَهُ،ولا شَملاً إلّا جَمَعتَهُ،ولا غائِباً إلّاحَفِظتَهُ وأدَّیتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ لَکَ فیها رِضیً ولی فیها صَلاحٌ إلّاقَضَیتَها،یا أرحَمَ الرّاحِمین.
ثُمَّ عُد إلَی الضَّریحِ فَقِف عِندَ الرِّجلَینِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبَا الفَضلِ العَبّاسُ ابنُ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أوَّلِ القَومِ إسلاماً،وأقدَمِهِم إیماناً،
ص:87
وأقوَمِهِم بِدینِ اللّهِ،وأحوَطِهِم عَلَی الإِسلامِ.
أشهَدُ لَقَد نَصَحتَ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ ولِأَخیکِ،فَنِعمَ الأَخُ المُواسی،فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً استَحَلَّت مِنکَ المَحارِمَ، وَانتَهَکَت حُرمَةَ الإِسلامِ.فَنِعمَ الصّابِرُ المُجاهِدُ المُحامِی النّاصِرُ،وَالأَخُ الدّافِعُ عَن أخیهِ،المُجیبُ إلی طاعَةِ رَبِّهِ،الرّاغِبُ فیما زَهِدَ فیهِ غَیرُهُ مِنَ الثَّوابِ الجَزیلِ،وَالثَّناءِ الجَمیلِ،فَأَلحَقَکَ اللّهُ بِدَرَجَةِ آبائِکَ فی دارِ النَّعیمِ.
اللّهُمَّ إنّی تَعَرَّضتُ لِزِیارَةِ أولِیائِکَ،رَغبَةً فی ثَوابِکَ،ورَجاءً لِمَغفِرَتِکَ وجَزیلِ إحسانِکَ،فَأَسأَلُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،و أن تَجعَلَ رِزقی بِهِم دارّاً (1)،وعَیشی بِهِم قارّاً (2)،وزِیارَتی بِهِم مَقبولَةً،وحَیاتی بِهِم طَیِّبَةً،وأدرِجنی إدراجَ المُکرَمینَ،وَاجعَلنی مِمَّن یَنقَلِبُ مِن زِیارَةِ مَشاهِدِ أحِبّائِکَ مُنجِحاً،قَدِ استَوجَبَ غُفرانَ الذُّنوبِ،وسَترَ العُیوبِ،وکَشفَ الکُروبِ،إنَّکَ أهلُ التَّقوی وأهلُ المَغفِرَةِ.
وَداعُ العَبّاسِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام:
فَإِذا أرَدتَ وَداعَهُ لِلاِنصِرافِ فَقِف عِندَ القَبرِ،وقُل:
أستَودِعُکَ اللّهَ وأستَرعیکَ،وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ وبِرَسولِهِ،وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ،اللّهُمَّ اکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی قَبرَ ابنِ أخی رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وَارزُقنی زِیارَتَهُ أبَداً ما أبقَیتَنی،وَاحشُرنی مَعَهُ ومَعَ آبائِهِ فِی الجِنانِ،وعَرِّف بَینی وبَینَ رَسولِکَ وأولِیائِکَ.
ص:88
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَوَفَّنی عَلَی الإِیمانِ بِکَ،وَالتَّصدیقِ بِرَسولِکَ،وَالوِلایَةِ لِعَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،وَالبَراءَةِ مِن عَدُوِّهِم؛فَإِنّی رَضیتُ بِذلِکَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.
ثُمَّ ادعُ لِنَفسِکَ ولِوالِدَیکَ،ولِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وتَخَیَّر مِنَ الدُّعاءِ ما شِئتَ، وَارجِع إلی مَشهَدِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَأَکثِر مِنَ الصَّلاةِ فیهِ وَالزِّیارَةِ،وَلیَکُن رَحلُکَ بِنینَوی وَالغاضِرِیَّةِ (1)،وخَلوَتُکَ لِلنَّومِ وَالطَّعامِ وَالشَّرابِ هُناکَ،فَإِذا أرَدتَ الرَّحیلَ فَوَدِّعِ الحُسَینَ علیه السّلام.
بابُ الوَداعِ:
وَالوَداعُ هُوَ أن تَأتِیَ القَبرَ فَتَقِفَ عَلَیهِ کَوُقوفِکَ فی أوَّلِ الزِّیارَةِ،وتَستَقبِلَهُ بِوَجهِکَ،وتَقولَ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،أنتَ لی جُنَّةٌ مِنَ العَذابِ،وهذا أوانُ انصِرافی،غَیرَ راغِبٍ عَنکَ،ولا مُستَبدِلٍ بِکَ سِواکَ،ولا مُؤثِرٍ عَلَیکَ غَیرَکَ،ولا زاهِدٍ فی قُربِکَ،جُدتُ بِنَفسی لِلحَدَثانِ (2)،وتَرَکتُ الأَهلَ وَالأَوطانَ،فَکُن لی یَومَ حاجَتی وفَقری،یَومَ لا یُغنی عَنّی والِدَیَّ ولا وُلدی،ولا حَمیمی ولا قَریبی.
أسأَلُ اللّهَ الَّذی قَدَّرَ وخَلَقَ أن یُنَفِّسَ بِکُم کَربی،وأسأَلُ اللّهَ الَّذی قَدَّرَ عَلَیَّ فِراقَ مَکانِکَ أن لا یَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّی ومِن رُجوعی،وأسأَلُ اللّهَ الَّذی أبکی عَلَیکَ عَینی أن یَجعَلَهُ سَنَداً لی،وأسأَلُ اللّهَ الَّذی نَقَلَنی إلَیکَ مِن رَحلی وأهلی أن یَجعَلَهُ ذُخراً لی،وأسأَلُ اللّهَ الَّذی أرانی مَکانَکَ،وهَدانی لِلتَّسلیمِ
ص:89
عَلَیکَ،ولِزِیارَتی إیّاکَ،أن یورِدَنی حَوضَکُم،ویَرزُقَنی مُرافَقَتَکُم فِی الجِنانِ،مَعَ آبائِکَ الصّالِحینَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفوَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،حَبیبِ اللّهِ وصَفوَتِهِ،وأمینِهِ ورَسولِهِ،سَیِّدِ المُرسَلینَ،السَّلامُ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ، ووَصِیِّ رَسولِ رَبِّ العالَمینَ،وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلینَ،السَّلامُ عَلَی الأَئِمَّةِ الرّاشِدینَ المَهدِیّینَ،السَّلامُ عَلی مَن فِی الحائِرِ مِنکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ الباقینَ المُقیمینَ المُسَبِّحینَ،الَّذینَ هُم بِأَمرِ رَبِّهِم قائِمونَ،السَّلامُ عَلَینا وعَلی عِبادِ اللّهِ الصّالِحینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.
ثُمَّ أشِر إلَی القَبرِ بِمُسَبِّحَتِکَ الیُمنی،وقُل:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبیائِهِ المُرسَلینَ،وعِبادِهِ الصّالِحینَ- یَابنَ رَسولِ اللّهِ-عَلَیکَ وعَلی روحِکَ وبَدَنِکَ،وعَلی ذُرِّیَّتِکَ ومَن حَضَرَ مِن أولِیائِکَ،أستَودِعُکَ اللّهَ وأستَرعیکَ،وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ وبِرَسولِهِ،وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ،اللّهُمَّ فَاکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ.
ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماءِ،وقُل:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِی ابنَ رَسولِکَ،وَارزُقنی زِیارَتَهُ أبَداً ما أبقَیتَنی،اللّهُمَّ وَانفَعنی بِحُبِّهِم یا رَبَّ العالَمینَ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی إیّاهُ،فَإِن جَعَلتَهُ یا رَبِّ فَاحشُرنی مَعَهُ ومَعَ آبائِهِ وأولِیائِهِ،وإن أبقَیتَنی یا رَبِّ فَارزُقنِی العَودَ إلَیهِ،ثُمَّ العَودَ إلَیهِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،اللّهُمَّ اجعَل لی لِسانَ صِدقٍ فی أولِیائِکَ.
ص:90
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَشغَلنی عَن ذِکرِکَ بِإِکثارٍ مِنَ الدُّنیا تُلهینی عَجائِبُ بَهجَتِها،وتَفتِنّی زَهَراتُ زینَتِها،ولا بِإِقلالٍ یَضُرُّ بِعَمَلی کَدُّهُ،ویَملَأُ صَدری هَمُّهُ،وأعطِنی مِن ذلِکَ غِنیً عَن شِرارِ خَلقِکَ،وبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضاکَ،یا رَحمانُ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلائِکَةَ اللّهِ،وزُوّارَ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ،عَلَیهِ السَّلامُ.
ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی القَبرِ مَرَّةً،وَالأَیسَرَ مَرَّةً،وألِحَّ فِی الدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ.
وَداعُ الشُّهَداءِ-رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِم-:
ثُمَّ حَوِّل وَجهَکَ إلی قُبورِ الشُّهَداءِ فَوَدِّعهُم،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی إیّاهُم،وأشرِکنی مَعَهُم فی صالِحِ ما أعطَیتَهُم عَلی نُصرَتِهِمِ ابنَ نَبِیِّکَ، وحُجَّتَکَ عَلی خَلقِکَ،وجِهادِهِم مَعَهُ.
اللّهُمَّ اجمَعنا وإیّاهُم فی جَنَّتِکَ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً،أستَودِعُکُمُ اللّهَ وأقرَأُ عَلَیکُمُ السَّلامَ،اللّهُمَّ ارزُقنِی العَودَ إلَیهِم، وَاحشُرنی مَعَهُم یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ اخرُج،ولا تُوَلِّ وَجهَکَ عَنِ القَبرِ حَتّی یَغیبَ عَن مُعایَنَتِکَ،وقِف قِبَلَ البابِ مُتَوَجِّهاً إلَی القِبلَةِ،وقُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبِحُرمَةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وبِالشَّأنِ الَّذی جَعَلتَ لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، و أن تَتَقَبَّلَ عَمَلی،وتَشکُرَ سَعیی،وتُعَرِّفَنِی الإِجابَةَ فی جَمیعِ دُعائی،ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّی بِهِ،وَاردُدنی إلَیهِ بِبِرٍّ وتَقوی،وعَرِّفنی بَرَکَةَ زِیارَتِهِ
ص:91
فِی الدّینِ وَالدُّنیا،وأوسِع عَلَیَّ مِن فَضلِکَ الواسِعِ الفاضِلِ،المُفَضَّلِ الطَّیِّبِ، وَارزُقنی رِزقاً واسِعاً،حَلالاً کَثیراً عاجِلاً،صَبّاً صَبّاً،مِن غَیرِ کَدٍّ ولا مَنٍّ مِن أحَدٍ مِن خَلقِکَ،وَاجعَلهُ واسِعاً مِن فَضلِکَ،وکَثیراً مِن عَطِیَّتِکَ،فَإِنَّکَ قُلتَ: «وَ سْئَلُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ» 1
،فَمِن فَضلِکَ أسأَلُ،ومِن یَدِکَ المَلیئَةِ أسأَلُ،فَلا تَرُدَّنی خائِباً؛فَإِنّی ضَعیفٌ فَضاعِف لی،وعافِنی إلی مُنتَهی أجَلی،وَاجعَل لی فی کُلِّ نِعمَةٍ أنعَمتَها عَلی عِبادِکَ أوفَرَ النَّصیبِ،وَاجعَلنی خَیراً مِمّا أنَا عَلَیهِ،وَاجعَل ما أصیرُ إلَیهِ خَیراً مِمّا یَنقَطِعُ عَنّی،وَاجعَل سَریرَتی خَیراً مِن عَلانِیَتی،وأعِذنی مِن أن یَرَی النّاسُ فِیَّ خَیراً ولا خَیرَ فِیَّ،وَارزُقنی مِنَ التِّجارَةِ أوسَعَها رِزقاً.
وَأتِنی یا سَیِّدی وعِیالی بِرِزقٍ واسِعٍ تُغنینا بِهِ عَن دُناةِ خَلقِکَ،ولا تَجعَل لِأَحَدٍ مِنَ العِبادِ فیهِ مَنّاً،وَاجعَلنی مِمَّنِ استَجابَ لَکَ وآمَنَ بِوَعدِکَ وَاتَّبَعَ أمرَکَ،ولا تَجعَلنی أخیَبَ وَفدِکَ وزُوّارِ ابنِ نَبِیِّکَ،وأعِذنی مِنَ الفَقرِ ومَواقِفِ الخِزیِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاقلِبنی مُفلِحاً مُنجِحاً،مُستَجاباً لی بِأَفضَلِ ما یَنقَلِبُ بِهِ أحَدٌ مِن زُوّارِ أولِیائِکَ،ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِهِم،وإن لَم تَکُنِ استَجَبتَ لی،وَاغفِر لی وَارضَ عَنّی،قَبلَ أن تَنأی عَنِ ابنِ نَبِیِّکَ داری.
فَهذا أوانُ انصِرافی إن کُنتَ أذِنتَ لی،غَیرَ راغِبٍ عَنکَ ولا عَن أولِیائِکَ،ولا مُستَبدِلٍ بِکَ ولا بِهِم.
اللّهُمَّ احفَظنی مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی،حَتّی تُبَلِّغَنی أهلی،فَإِذا بَلَّغتَنی فَلا تَبرَأ مِنّی،وألبِسنی وإیّاهُم دِرعَکَ الحَصینَةَ،
ص:92
وَاکفِنی مَؤونَةَ جَمیعِ خَلقِکَ،وَامنَعنی مِن أن یَصِلَ إلَیَّ أحَدٌ مِن خَلقِکَ بِسوءٍ،فَإِنَّکَ وَلِیُّ ذلِکَ وَالقادِرُ عَلَیهِ،وأعطِنی جَمیعَ ما سَأَلتُکَ،ومُنَّ عَلَیَّ بِهِ،وزِدنی مِن فَضلِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ انصَرِف وأنتَ تُحَمِّدُ اللّهَ تَعالی،وتُسَبِّحُهُ وتُهَلِّلُهُ وتُکَبِّرُهُ،إن شاءَ اللّهُ تَعالی (1). (2)
3484.کامل الزیارات عن أبی حمزة الثُّمالی عن الصادق علیه السّلام: إذا أرَدتَ زِیارَةَ قَبرِ العَبّاسِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،وهُوَ عَلی شَطِّ الفُراتِ بِحِذاءِ الحائِرِ،فَقِف عَلی بابِ السَّقیفَةِ،وقُل:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ،وعِبادِهِ الصّالِحینَ، وجَمیعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدّیقینَ،[وَ] (3)الزّاکِیاتُ الطَّیِّباتُ فیما تَغتَدی وتَروحُ، عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،أشهَدُ لَکَ بِالتَّسلیمِ وَالتَّصدیقِ،وَالوَفاءِ وَالنَّصیحَةِ،لِخَلَفِ النَّبِیِّ المُرسَلِ،وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ،وَالدَّلیلِ العالِمِ، وَالوَصِیِّ المُبَلِّغِ،وَالمَظلومِ المُهتَضَمِ. (4)
ص:93
فَجَزاکَ اللّهُ عَن رَسولِهِ (1)،وعَن أمیرِ المُؤمِنینَ وعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم،أفضَلَ الجَزاءِ،بِما صَبَرتَ وَاحتَسَبتَ وأعَنتَ،فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ، لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن جَهِلَ حَقَّکَ،وَاستَخَفَّ بِحُرمَتِکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن حالَ بَینَکَ وبَینَ ماءِ الفُراتِ.
أشهَدُ أنَّکَ قُتِلتَ مَظلوماً،وأنَّ اللّهَ مُنجِزٌ لَکُم ما وَعَدَکُم،جِئتُکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ وافِداً إلَیکُم،وقَلبی مُسَلِّمٌ لَکُم،وأنَا لَکُم تابِعٌ،ونُصرَتی لَکُم مُعَدَّةٌ،حَتّی یَحکُمَ اللّهُ وهُوَ خَیرُ الحاکِمینَ،فَمَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم، إنّی بِکُم وبِإِیابِکُم مِنَ المُؤمِنینَ،وبِمَن خالَفَکُم وقَتَلَکُم مِنَ الکافِرینَ،قَتَلَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکُم بِالأَیدی وَالأَلسُنِ.
ثُمَّ ادخُل وَانکَبَّ عَلَی القَبرِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ،المُطیعُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،ولِأَمیرِ المُؤمِنینَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ، ومَغفِرَتُهُ ورِضوانُهُ،عَلی روحِکَ وبَدَنِکَ.
أشهَدُ واُشهِدُ اللّهَ أنَّکَ مَضَیتَ عَلی ما مَضی عَلَیهِ البَدرِیّونَ،وَالمُجاهِدونَ فی سَبیلِ اللّهِ،المُناصِحونَ لَهُ فی جِهادِ أعدائِهِ،المُبالِغونَ فی نُصرَةِ أولِیائِهِ، الذّابّونَ (2)عَن أحِبّائِهِ،فَجَزاکَ اللّهُ أفضَلَ الجَزاءِ،وأکثَرَ الجَزاءِ،وأوفَرَ الجَزاءِ،وأوفی جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفی بِبَیعَتِهِ،وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ،وأطاعَ
ص:94
وُلاةَ أمرِهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد بالَغتَ فِی النَّصیحَةِ،وأعطَیتَ غایَةَ المَجهودِ، فَبَعَثَکَ اللّهُ فِی الشُّهَداءِ،وجَعَلَ روحَکَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ.وأعطاکَ مِن جِنانِهِ أفسَحَها مَنزِلاً،وأفضَلَها غُرَفاً،ورَفَعَ ذِکرَکَ فی عِلِّیّینَ،وحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ،وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً.أشهَدُ أنَّکَ لَم تَهِن ولَم تَنکُل،وأنَّکَ مَضَیتَ عَلی بَصیرَةٍ مِن أمرِکَ مُقتَدِیاً بِالصّالِحینَ، ومُتَّبِعاً لِلنَّبِیّینَ،جَمَعَ اللّهُ بَینَنا وبَینَکَ،وبَینَ رَسولِهِ وأولِیائِهِ فی مَنازِلِ المُخبِتینَ (1)؛فَإِنَّهُ أرحَمُ الرّاحِمینَ (2). (3)
3485.مصباح المتهجّد: مِن زِیارَةِ الشُّهَداءِ،مِن رِوایَةِ أبی حَمزَةَ الثُّمالِیِّ:
السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ دینِ رَسولِ اللّهِ مِنّی ما بَقیتُ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم دائِماً إذا فَنیتُ وبُلیتُ،لَهفی عَلَیکُم! أیُّ مُصیبَةٍ أصابَت کُلَّ مَولیً لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ؟لَقَد عَظُمَت وخُصَّت وجَلَّت وعَمَّت مُصیبَتُکُم.إنّی بِکُم لَجَزِعٌ،
ص:95
وإنّی بِکُم لَموجَعٌ مَحزونٌ،وأنَا بِکُم لَمُصابٌ مَلهوفٌ. (1)
هَنیئاً لَکُم ما اعطیتُم،وهَنیئاً لَکُم ما بِهِ حُبیتُم (2)،فَلَقَد بَکَتکُمُ المَلائِکَةُ، وحَفَّت بِکُم وسَکَنَت مُعَسکَرَکُم،وحَلَّت مَصارِعَکُم،وقَدَّسَت وصَفَّت بِأَجنِحَتِها عَلَیکُم،لَیسَ لَها (3)عَنکُم فِراقٌ إلی یَومِ التَّلاقِ،ویَومِ المَحشَرِ ویَومِ المَنشَرِ (4)طافَت عَلَیکُم رَحمَةٌ بَلَغتُم بِها شَرَفَ الآخِرَةِ.
أتَیتُکُم مُشتاقاً،وزُرتُکُم خائِفاً،أسأَلُ اللّهَ أن یُرِیَنیکُم عَلَی الحَوضِ وفِی الجِنانِ،مَعَ الأَنبِیاءِ وَالمُرسَلینَ،وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً.
وإذا فَرَغتَ عِندَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَادعُ بِدُعاءِ المَوقِفِ الَّذی قَدَّمنا ذِکرَهُ،أو ما یَقومُ مَقامَهُ مِنَ الأَدعِیَةِ. (5)
3486.المزار الکبیر: زِیارَةُ مُسلِمِ بنِ عَقیلٍ رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِ:تَقِفُ عَلی بابِهِ وتَقولُ:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ،وعِبادِهِ الصّالِحینَ،
ص:96
وجَمیعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدّیقینَ،وَالزّاکِیاتُ الطَّیِّباتُ فیما تَغتَدی وتَروحُ،عَلَیکَ یا مُسلِمَ بنَ عَقیل.
أشهَدُ لَکَ بِالتَّسلیمِ وَالتَّصدیقِ،وَالوَفاءِ وَالنَّصیحَةِ لِخَلَفِ النَّبِیِّ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ المُرسَلِ،وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ (1)،وَالدَّلیلِ العالِمِ،وَالوَصِیِّ المُبَلِّغِ، وَالمَظلومِ المُهتَضَمِ.
فَجَزاکَ اللّهُ عَن رَسولِهِ وعَن أمیرِ المُؤمِنینَ،وعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ،أفضَلَ الجَزاءِ،بِما صَبَرتَ وَاحتَسَبتَ وأعَنتَ،فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ،لَعَنَ اللّهُ مَن خَذَلَکَ وغَشَّکَ.
أشهَدُ أنَّکَ قُتِلتَ مَظلوماً،وأنَّ اللّهَ مُنجِزٌ لَکُم ما وَعَدَکُم،جِئتُکَ یا عَبدَ اللّهِ وافِداً إلَیکُم،وقَلبی لَکُم مُسَلِّمٌ،وأنَا لَکُم تابِعٌ،ونُصرَتی لَکَ مُعَدَّةٌ،حَتّی یَحکُمَ اللّهُ بِأَمرِهِ وهُوَ خَیرُ الحاکِمینَ،فَمَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم،إنّی بِکُم وبِآبائِکُم (2)مِنَ المُؤمِنینَ،وبِمَن خالَفَکُم وقَتَلَکُم مِنَ الکافِرینَ،قَتَلَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکُم بِالأَیدی وَالأَلسُنِ.
ثُمَّ ادخُل وَانکَبَّ عَلَی القَبرِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ،المُطیعُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،ولِأَمیرِ المُؤمِنینَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم وسَلَّمَ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ ومَغفِرَتُهُ،وعَلی روحِکَ وبَدَنِکَ.
أشهَدُ واُشهِدُ اللّهَ أنَّکَ مَضَیتَ عَلی ما مَضی بِهِ البَدرِیّونَ وَالمُجاهِدونَ فی سَبیلِ اللّهِ،المُناصِحونَ فی جِهادِ أعدائِهِ،المُبالِغونَ فی نُصرَةِ أولِیائِهِ،
ص:97
الذّابّونَ عَن أحِبّائِهِ،فَجَزاکَ اللّهُ أفضَلَ الجَزاءِ،وأوفَرَ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفی بِبَیعَتِهِ،وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ،وأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد بالَغتَ فِی النَّصیحَةِ،وأعطَیتَ غایَةَ المَجهودِ،فَبَعَثَکَ اللّهُ فِی الشُّهَداءِ،وجَعَلَ روحَکَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ،وأعطاکَ مِن جِنانِهِ أفسَحَها مَنزِلاً،وأفضَلَها غُرَفاً،ورَفَعَ ذِکرَکَ فِی العِلِّیّینَ،وحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ،وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً.
أشهَدُ أنَّکَ لَم تَهِن ولَم تَنکُل،وأنَّکَ قَد مَضَیتَ عَلی بَصیرَةٍ مِن أمرِکَ، مُقتَدِیاً بِالصّالِحینَ،ومُتَّبِعاً لِلنَّبِیّینَ،فَجَمَعَ اللّهُ بَینَنا وبَینَکَ،وبَینَ رَسولِهِ وأولِیائِهِ،فی مَنازِلِ المُخبِتینَ؛فَإِنَّهُ أرحَمُ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ انحَرِف إلی عِندِ الرَّأسِ،فَصَلِّ رَکعَتَینِ وصَلِّ بَعدَها ما بَدا لَکَ،وسَبِّح وَادعُ بِما أحبَبتَ،وقُل:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّا فَرَّجتَهُ،ولا مَرَضاً إلّاشَفَیتَهُ،ولا عَیباً إلّاسَتَرتَهُ،ولا شَملاً إلّاجَمَعتَهُ، ولا غائِباً إلّاحَفِظتَهُ وأدَّیتَهُ،ولا عُریاً إلّاکَسَوتَهُ،ولا رِزقاً إلّابَسَطتَهُ،ولا خَوفاً إلّاآمَنتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ لَکَ فیها رِضیً ولی فیها صَلاحٌ إلّاقَضَیتَها،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
فَإِذا أرَدتَ وَداعَهُ رضی الله عنه تَقِفُ عَلَیهِ کَوُقوفِکَ الأَوَّلِ،وقُل:
أستَودِعُکَ اللّهَ وأستَرعیکَ،وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ وبِرَسولِهِ، وبِکِتابِهِ وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ،اللّهُمَّ فَاکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی قَبرَ ابنِ عَمِّ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، وَارزُقنی زِیارَتَهُ ما أبقَیتَنی،وَاحشُرنی مَعَهُ ومَعَ آبائِهِ فِی الجِنانِ،وعَرِّف
ص:98
بَینی وبَینَهُ وبَینَ رَسولِکَ وأولِیائِکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَوَفَّنی عَلَی الإِیمانِ بِکَ،وَالتَّصدیقِ بِرَسولِکَ،وَالوِلایَةِ لِعَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ عَلَیهِمُ السَّلامُ .
وَادعُ لِنَفسِکَ ولِوالِدَیکَ ولِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وأکثِر مِنَ الدُّعاءِ ما شِئتَ، وَاخرُج فی دَعَةِ اللّهِ. (1)
3487.مصباح الزائر: ذِکرُ زِیارَةِ مُسلِمِ بنِ عَقیلٍ:تَقِفُ عَلی قَبرِهِ وتَقولُ:
الَحمدُ للّهِ ِ المالِکِ الحَقِّ المُبینِ،المُتَصاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبابِرَةُ الطّاغینَ،المُعتَرِفِ بِرُبوبِیَّتِهِ جَمیعُ أهلِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،المُقِرِّ بِتَوحیدِهِ سائِرُ الخَلقِ أجمَعینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِ الأَنامِ،وأهلِ بَیتِهِ الکِرامِ،صَلاةً تَقَرُّ بها أعیُنُهُم،وتُرغَمُ بِها أنفُ شانِئِهِم (2)مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعینَ،سَلامُ اللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ،وأئِمَّتِهِ المُنتَجَبینَ، وعِبادِهِ الصّالِحینَ،وَجَمیعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدّیقینَ،وَالزّاکِیاتُ الطَّیّباتُ فیما تَغتَدی وتَروحُ،عَلَیکَ یا مُسلِمَ بنَ عَقیلِ بنِ أبی طالِبٍ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتَ فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ،وقُتِلتَ عَلی مِنهاجِ المُجاهِدینَ فی
ص:99
سَبیلِهِ،حَتّی لَقیتَ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ وهُوَ عَنکَ راضٍ،وأشهَدُ أنَّکَ وَفَیتَ بِعَهدِ اللّهِ،وبَذَلتَ نَفسَکَ فی نُصرَةِ حُجَّةِ اللّهِ وَابنِ حُجَّتِهِ،حَتّی أتاکَ الیَقینُ، أشهَدُ لَکَ بِالتَّسلیمِ وَالوَفاءِ وَالنَّصیحَةِ،لِخَلَفِ النَّبِیِّ المُرسَلِ،وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ،وَالدَّلیلِ العالِمِ،وَالوَصِیِّ المُبَلِّغِ،وَالمَظلومِ المُهتَضَمِ،فَجَزاکَ اللّهُ عَن رَسولِهِ وعَن أمیرِ المُؤمِنینَ،وعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ،أفضَلَ الجَزاءِ،بِما صَبَرتَ وَاحتَسَبتَ وأعَنتَ،فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ.
لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن أمَرَ بِقَتلِکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن ظَلَمَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَنِ افتَری عَلَیکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن جَهِلَ حَقَّکَ،وَاستَخَفَّ بِحُرمَتِکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن بایَعَکَ وغَشَّکَ،وخَذَلَکَ وأسلَمَکَ،ومَن ألَّبَ (1)عَلَیکَ ولَم یُعِنکَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ النّارَ مَثواهُم وبِئسَ الوِردُ المَورودُ،أشهَدُ أنَّکَ قُتِلتَ مَظلوماً، وأنَّ اللّهَ مُنجِزٌ لَکُم ما وَعَدَکُم،جِئتُکَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّکُم،مُسَلِّماً لَکُم، تابِعاً لِسُنَّتِکُم،ونُصرَتی لَکُم مُعَدَّةٌ،حَتّی یَحکُمَ اللّهُ وهُوَ خَیرُ الحاکِمینَ، فَمَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم،وعَلی أرواحِکُم وأجسادِکُم،وشاهِدِکُم وغائِبِکُم،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،قَتَلَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکُم بِالأَیدی وَالأَلسُنِ.
ثُمَّ أشِر إلَی الضَّریحِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ،المُطیعُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،ولِأَمیرِ المُؤمِنینَ، وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،الحَمدُ للّهِ ِ،وسَلامُهُ عَلی عِبادِهِ الَّذینَ اصطَفی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ ومَغفِرَتُهُ،عَلی روحِکَ وبَدَنِکَ.أشهَدُ أنَّکَ مَضَیتَ عَلی ما مَضی عَلَیهِ البَدرِیّونَ المُجاهِدونَ
ص:100
فی سَبیلِ اللّهِ،المُبالِغونَ فی جِهادِ أعدائِهِ ونُصرَةِ أولِیائِهِ،فَجَزاکَ اللّهُ أفضَلَ الجَزاءِ وأکثَرَ الجَزاءِ،وأوفَرَ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفی بِبَیعَتِهِ،وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ،وأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد بالَغتَ فِی النَّصیحَةِ،وأعطَیتَ غایَةَ المَجهودِ،حَتّی بَعَثَکَ اللّهُ فِی الشُّهَداءِ،وجَعَلَ روحَکَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ،وأعطاکَ مِن جِنانِهِ أفسَحَها مَنزِلاً،وأفضَلَها غُرَفاً،ورَفَعَ ذِکرَکَ فِی العِلِّیّینَ،وحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً.
أشهَدُ أنَّکَ لَم تَهِن ولَم تَنکُل،وأنَّکَ قَد مَضَیتَ عَلی بَصیرَةٍ مِن أمرِکَ، مُقتَدِیاً بِالصّالِحینَ،ومُتَّبِعاً لِلنَّبِیّینَ،فَجَمَعَ اللّهُ بَینَنا وبَینَکَ،وبَینَ رَسولِهِ وأولِیائِهِ،فی مَنازِلِ المُخبِتینَ؛فَإِنَّهُ أرحَمُ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ صَلِّ عِندَهُ رَکعَتَینِ وأهدِها لَهُ،ثُمَّ قُل:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّا فَرَّجتَهُ،ولا مَرَضاً إلّاشَفَیتَهُ،ولا عَیباً إلّاسَتَرتَهُ،ولا شَملاً إلّاجَمَعتَهُ، ولا غائِباً إلّاحَفِظتَهُ وأدنَیتَهُ،ولا عُریاناً إلّاکَسَوتَهُ،ولا رِزقاً إلّابَسَطتَهُ، ولا خَوفاً إلّاآمَنتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ لَکَ فیها رِضیً ولی فیها صَلاحٌ إلّاقَضَیتَها یا أرحَمَ الرّاحِمینَ !
فَإِذا أرَدتَ وَداعَهُ،فَقِف عِندَهُ،وقُل:
أستَودِعُکَ اللّهَ وأستَرعیکَ،وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ وبِالرَّسولِ،وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ،اللّهُمَّ فَاکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی لِهذَا العَبدِ الصّالِحِ،وَارزُقنی زِیارَتَهُ ما أبقَیتَنی،وَاحشُرنی مَعَهُ، وعَرِّف بَینی وبَینَهُ،وبَینَ رَسولِکَ وأولِیائِکَ فِی الجِنانِ.اللّهُمَّ صَلّ عَلی
ص:101
مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَوَفَّنی عَلَی الإِیمانِ بِکَ،وَالتَّصدیقِ بِرَسولِکَ،وَالوِلایَةِ لِعَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-،وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ-عَلَیهِمُ السَّلامُ-،وَالبَراءَةِ مِن أعدائِهِم؛فَإِنّی رَضیتُ بِذلکَ یا رَبَّ العالَمینَ. (1)
3488.مصباح الزائر: زِیارَةٌ اخری لِمُسلِمِ بنِ عَقیلٍ سَلامُ اللّهِ عَلَیهِ:إذا وَصَلتَ إلی ضَریحِهِ فَقِف عَلَیهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الفادی بِنَفسِهِ ومُهجَتِهِ،الشَّهیدُ الفَقیدُ المَظلومُ،المَغصوبُ حَقُّهُ،المُنتَهَکُ حُرمَتُهُ،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَن فادی بِنَفسِهِ ابنَ عَمِّهِ،وفَدی بِدَمِهِ دَمَهُ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أوَّلَ الشُّهَداءِ،وإمامَ السُّعَداءِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا مُسلِمُ یا مَن أسلَمَ نَفسَهُ،وسَکَنَ عَلی طاعَةِ اللّهِ رَمسَهُ (2)،وأخمَدَ حِسَّهُ.
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ السّادَةِ الأَبرارِ،ویَابنَ أخی جَعفَرٍ الطَّیّارِ،وَابنَ أخی عَلِیٍّ الفارِسِ الکَرّارِ،الضّارِبِ بِذِی الفَقارِ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،یا مَن أرضی بِفِعالِهِ مُحَمَّداً المُختارَ وَالمَلِکَ الجَبّارَ،السَّلامُ عَلَیکَ،لَقَد صَبَرتَ فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَحیداً غَریباً عَن أهلِهِ بَینَ الأَعداءِ،بِلا ناصِرٍ ولا مُجیبٍ، أشهَدُ بَینَ یَدَیِ اللّهِ أنَّکَ جاهَدتَ وصابَرتَ،وخاصَمتَ أعداءَ اللّهِ عَلی طاعَتِهِ وطاعَةِ نَبِیِّهِ ووَصِیِّهِ ووَلِیِّهِ،فَمَضَیتَ شَهیداً وتَوَلَّیتَ حَمیداً، «إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ» 3
.اللّهُمَّ احشُرنی مَعَهُ ومَعَ أبیهِ وعُمومَتِهِ وبَنیهِم،ولا
ص:102
تَحرِمنی فی بَقِیَّةِ عُمُری زِیارَتَهُ.
ثُمَّ تُقَبِّلُ الضَّریحَ وتُصَلّی صَلاةَ الزِّیارَةِ،وتُهدی ثَوابَها لَهُ،ثُمَّ تُوَدِّعُهُ وتَنصَرِفُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)
قال العلّامة المجلسی قدس سره:اعلم أنّ زیارة مسلم رضی الله عنه فی یوم شهادته-وهو یوم عرفة- أفضل وأنسب من سائر الأیّام. (2)
3489.مصباح الزائر: تَقِفُ عَلی قَبرِهِ،وتُسَلِّمُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله [ و ] (3)تَقولُ:
سَلامُ اللّهِ العَظیمِ وصَلَواتُهُ عَلَیکَ یا هانِئَ بنَ عُروَةَ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ،النّاصِحُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،ولِأَمیرِ المُؤمِنینَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ عَلَیهِمُ السَّلامُ.
أشهَدُ أنَّکَ قُتِلتَ مَظلوماً،فَلَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ وَاستَحَلَّ دَمَکَ،وحَشا قُبورَهُم ناراً.
أشهَدُ أنَّکَ لَقیتَ اللّهَ وهُوَ راضٍ عَنکَ بِما فَعَلتَ ونَصَحتَ،وأشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَغتَ دَرَجَةَ الشُّهَداءِ،وجَعَلَ روحَکَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ،بِما نَصَحتَ للّهِ ِ
ص:103
ولِرَسولِهِ مُجتَهِداً،وبَذَلتَ نَفسَکَ فی ذاتِ اللّهِ ومَرضاتِهِ،فَرَحِمَکَ اللّهُ ورَضِیَ عَنکَ وحَشَرکَ مَعَ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،وجَمَعَنا وإیّاکُم مَعَهُم فی دارِ النَّعیمِ،وسَلامٌ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ صَلاةَ الزِّیارَةِ وأَهدِها لَهُ،وَادعُ لِنَفسِکَ بِما شِئتَ،ووَدِّعهُ بِما وَدَّعتَ بِهِ مُسلِمَ بنَ عَقیلٍ رحمه الله.
ثُمَّ اقصِد بَعدَ ذلِکَ المَساجِدَ المَذکورَةَ بِظَهرِ الکوفَةِ. (1)
ص:104
التَّسبیحُ وَالصَّلاةُ عِندَ قَبرِهِ
3490.کامل الزیارات عن أبی سعید المداینی: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام،فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! آتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟قالَ:نَعَم یا أبا سَعیدٍ،ائتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،أطیَبِ الطَّیِّبینَ وأطهَرِ الطّاهِرینَ وأبَرِّ الأَبرارِ،وإذا زُرتَهُ-یا أبا سَعیدٍ-فَسَبِّح عِندَ رَأسِهِ تَسبیحَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام ألفَ مَرَّةٍ،وسَبِّح عِندَ رِجلَیهِ تَسبیحَ فاطِمَةَ علیها السّلام ألفَ مَرَّةٍ،ثُمَّ صَلِّ عِندَهُ رَکعَتَینِ تَقرَأُ فیهِما یس وَالرَّحمنَ،فَإِذا فَعَلتَ ذلِکَ،کَتَبَ اللّهُ لَکَ ثَوابَ ذلِکَ إن شاءَ اللّهُ تَعالی.
قالَ:قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! عَلِّمنی تَسبیحَ عَلِیٍّ وفاطِمَةَ علیهما السّلام.
قالَ:نَعَم یا أبا سَعیدٍ،تَسبیحُ عَلِیٍّ علیه السّلام:
سُبحانَ الَّذی لا تَنفَدُ خَزائِنُهُ،سُبحانَ الَّذی لا تَبیدُ مَعالِمُهُ،سُبحانَ الَّذی لا یَفنی ما عِندَهُ،سُبحانَ الَّذی لا یُشرِکُ أحَداً فی حُکمِهِ،سُبحانَ الَّذی لَا اضمِحلالَ لِفَخرِهِ،سُبحانَ الَّذی لَاانقِطاعَ لِمُدَّتِهِ،سُبحانَ الَّذی لا إلهَ غَیرُهُ.
وتَسبیحُ فاطِمَةَ علیها السّلام:
ص:105
سُبحانَ ذِی الجَلالِ الباذِخِ (1)العَظیمِ،سُبحانَ ذِی العِزِّ الشّامِخِ المُنیفِ، سُبحانَ ذِی المُلکِ الفاخِرِ القَدیمِ،سُبحانَ ذِی البَهجَةِ وَالجَمالِ،سُبحانَ مَن تَرَدّی بِالنّورِ وَالوَقارِ،سُبحانَ مَن یَری أثَرَ النَّملِ فِی الصَّفا (2)،ووَقعَ الطَّیرِ فِی الهَواءِ. (3)
3491.تهذیب الأحکام عن أبی عبد اللّه الحرّانی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما لِمَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟ قالَ:مَن أتاهُ وزارَهُ وصَلّی عِندَهُ رَکعَتَینِ کُتِبَ لَهُ حَجَّةٌ مَبرورَةٌ (4)،فَإِن صَلّی عِندَهُ أربَعَ رَکَعاتٍ کُتِبَت لَهُ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ.
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! وکَذلِکَ لِکُلِّ مَن زارَ إماماً مُفتَرَضَةً طاعَتُهُ؟
قالَ:وکَذلِکَ کُلُّ مَن زارَ إماماً مُفتَرَضَةً طاعَتُهُ. (5)
3492.کامل الزیارات عن شعیب العقرقوفی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ لَهُ:مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام ما لَهُ مِنَ الثَّوابِ وَالأَجرِ؟جُعِلتُ فِداکَ!
قالَ:یا شُعَیبُ،ما صَلّی عِندَهُ أحَدٌ الصَّلاةَ إلّاقَبِلَهَا اللّهُ مِنهُ،ولا دَعا عِندَهُ أحَدٌ
ص:106
دَعوَةً إلَّااستُجیبَت لَهُ عاجِلَةً وآجِلَةً. (1)
3493.کامل الزیارات عن إسحاق بن عمّار عن أبی الحسن [الکاظم] علیه السّلام،قال: سَأَلتُهُ عَنِ التَّطَوُّعِ عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،ومَشاهِدِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله وَالحَرَمَینِ،وَالتَّطَوُّعِ فیهِنَّ بِالصَّلاةِ،ونَحنُ مُقَصِّرونَ. (2)
قالَ:نَعَم،تَطَوَّع ما قَدَرتَ عَلَیهِ،هُوَ خَیرٌ. (3)
3494.کامل الزیارات عن مُحَمَّد البصری عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: سَمِعتُ أبی یَقولُ لِرَجُلٍ مِن مَوالیهِ وسَأَلَهُ عَنِ الزِّیارَةِ.
فَقالَ لَهُ:مَن تَزورُ؟ومَن تُریدُ بِهِ؟قالَ:اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی.
فَقالَ:مَن صَلّی خَلفَهُ [أَی خَلفَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام ] صَلاةً واحِدَةً یُریدُ بِهَا اللّهَ،لَقِیَ اللّهَ یَومَ یَلقاهُ وعَلَیهِ مِنَ النّورِ ما یَغشی لَهُ کُلُّ شَیءٍ یَراهُ،وَاللّهُ یُکرِمُ زُوّارَهُ ویَمنَعُ النّارَ أن تَنالَ مِنهُم شَیئاً،وأنَّ الزّائِرَ لَهُ لا یَتَناهی لَهُ دونَ الحَوضِ،وأمیرُ المُؤمِنینَ علیه السّلام قائِمٌ عَلَی الحَوضِ یُصافِحُهُ ویُرَوّیهِ مِنَ الماءِ،وما یَسبِقُهُ أحَدٌ إلی وُرودِهِ الحَوضَ حَتّی یَروی،ثُمَّ یَنصَرِفُ إلی مَنزِلِهِ مِنَ الجَنَّةِ،ومَعَهُ مَلَکٌ مِن قِبَلِ أمیرِالمُؤمِنینَ یَأمُرُ الصِّراطَ أن یَذِلَّ لَهُ،ویَأمُرُ النّارَ أن لا یُصیبَهُ مِن لَفحِها (4)شَیءٌ حَتّی یَجوزَها،ومَعَهُ رَسولُهُ الَّذی بَعَثَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السّلام. (5)
ص:107
3495.تهذیب الأحکام عن ابن أبی عمیر عن رجل عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام -لِرَجُلٍ مِن أصحابِهِ-:یا فُلانُ،ما یَمنَعُکَ إذا عَرَضَت لَکَ حاجَةٌ أن تَأتِیَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَتُصَلِّیَ عِندَهُ أربَعَ رَکَعاتٍ ثُمَّ تَسأَلَ حاجَتَکَ؟فَإِنَّ الصَّلاةَ المَفروضَةَ عِندَهُ تَعدِلُ حَجَّةً،وَالصَّلاةَ النّافِلَةَ تَعدِلُ عِندَهُ عُمرَةً. (1)
3496.کامل الزیارات عن صفوان الجمّال عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ:فَما لِمَن صَلّی عِندَهُ [ یَعنِی الحُسَینَ علیه السّلام ]؟
قالَ:مَن صَلّی عِندَهُ رَکعَتَینِ لَم یَسأَلِ اللّهَ تَعالی شَیئاً إلّاأعطاهُ إیّاهُ. (2)
3497.الکافی عن الحسن بن عطیّة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا فَرَغتَ مِنَ السَّلامِ عَلی الشُّهَداءِ،فَائتِ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَاجعَلهُ بَینَ یَدَیکَ،ثُمَّ تُصَلّی ما بَدا لَکَ. (3)
3498.کامل الزیارات عن جعفر بن ناجیة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: صَلِّ عِندَ رَأسِ قَبرِ
ص:108
الحُسَینِ علیه السّلام. (1)
3499.کامل الزیارات عن أبی حمزة الثمالی عن الصادق علیه السّلام -فی زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام وکَیفِیَّةِ الصَّلاةِ عِندَهُ-:...ثُمَّ تَدورُ مِن خَلفِ الحُسَینِ علیه السّلام إلی عِندِ رَأسِهِ،وصَلِّ عِندَ رَأسِهِ رَکعَتَینِ، تَقرَأُ فِی الاُولَی الحَمدَ ویس،وفِی الثّانِیَةِ الحَمدَ وَالرَّحمنَ،وإن شِئتَ صَلَّیتَ خَلفَ القَبرِ،وعِندَ رَأسِهِ أفضَلُ.
فَإِذا فَرَغتَ فَصَلِّ ما أحبَبتَ،إلّاأنَّ الرَّکعَتَینِ-رَکعَتَیِ الزِّیارَةِ-لابُدَّ مِنهُما عِندَ کُلِّ قَبرٍ.فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الصَّلاةِ فَارفَع یَدَیکَ وقُل.... (2)
3500.مصباح الزائر: صِفَةُ صَلاةٍ لِزِیارَةِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما وسَلامُهُ-:
وهِیَ أربَعُ رَکَعاتٍ بِالحَمدِ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ،و «قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ» ،وتَدعو بَعدَها فَتَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ واُشهِدُ أهلَ طاعَتِکَ مِن جَمیعِ خَلقِکَ،بِأَنّی أشهَدُ مَعَ کُلِّ شاهِدٍ یَشهَدُ بِما شَهِدتُ بِهِ أجمَعَ،فی حَیاتی وبَعدَ وَفاتی،حَتّی ألقاکَ عَلی ذلِکَ یَومَ فاقَتی،وأشهَدُ أنَّ اللّهَ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنوا یُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النّورِ،وَ الَّذینَ کَفَروا أَولِیاؤُهُمُ الطّاغوتُ یُخرِجونَهُم مِنَ النُّورِ إلَی الظُّلُماتِ، اولئِکَ أَصحابُ النّارِ هُم فیها خَالِدون. (3)
وأشهَدُ أنَّ النَّبِیَّ أَولی بِالمُؤمِنینَ مِن أَنفُسِهِم وأَزواجُهُ امهاتُهُم واُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولی بِبَعضٍ فی کِتابِ اللّهِ (4)،وأشهَدُ أنَّ وَلِیَّنا اللّهُ وَرَسولُهُ وَالَّذینَ
ص:109
آمَنُوا الَّذینَ یُقیمونَ الصَّلاةَ وَیُؤتونَ الزَّکاةَ وهُم رَاکِعونَ (1)،وأنَّ ذُرِّیَّتَهُما اولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولی بِبَعضٍ (2)،ذُرِّیَّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَاللّهُ سَمیعٌ عَلیمٌ. (3)
وأشهَدُ أنَّکُم أعلامُ الدّینِ،واُولُو الأَرحامِ،الحُکّامُ عَلَی الوَری،وَالحُجَّةُ عَلی أهلِ الدُّنیا،اِنتَجَبتَهُم وَاصطَفَیتَهُم وَاختَصَصتَهُم،وأطلَعتَهُم عَلی سِرِّکَ، فَقاموا بِأَمرِکَ،وأمَروا بِالمَعروفِ ونَهَوا عَنِ المُنکَرِ،ودَعَوُا العِبادَ إلَی التَّأویلِ وَالتَّنزیلِ،کُلَّما مَضی مِنهُم داعٍ خَلَّفَ فیهِم داعِیاً،فَرَضتَ طاعَتَهُم وأمَرتَ بِمُوالاتِهِم،ولَم تَجعَل لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ عُذراً فی تَرکِهِم،وَالاِنحِیازِ عَنهُم،وَالمَیلِ إلی غَیرِهِم،وجَعَلتَهُم أهلَ بَیتِ النُّبُوَّةِ،وأفضَلَ البَرِیَّةِ، ومَعدِنَ الرِّسالَةِ،ومُختَلَفَ المَلائِکَةِ،ومَهبِطَ الوَحیِ وَالکَرامَةِ،وأولادَ الصَّفوَةِ،وأسباطَ الرُّسُلِ،وأقرانَ (4)الکِتابِ،وأبوابَ الهُدی،وَالعُروَةَ الوُثقی،لا یَخافونَ فیکَ لومَةَ لائِمٍ،ولا یَقومُ بِحَقِّهِم إلّامُؤمِنٌ،ولا یُهدی بِهُداهُم إلّامُنتَجَبٌ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیهِم بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وبارِک عَلَیهِم بِأَجزَلِ بَرَکاتِکَ،وبَوِّئهُم (5)مِن کَرَمِکَ بِأَکرَمِ کَراماتِکَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ اجعَل أحَبَّ الأَشیاءِ إلَیَّ وأبَرَّها لَدَیَّ،وأهَمَّها إلَیَّ،حُبَّک وحُبَّ رَسولِکَ،وحُبَّ أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ، وحُبَّ مَن أحَبَّهُم مِن جَمیعِ خَلقِکَ،وحُبَّ مَن عَمِلَ المُحَبَّ (6)لَکَ ولَهُم،
ص:110
وبُغضَ مَن أبغَضَکَ وأبغَضَهُم مِن جَمیعِ خَلقِکَ،وبُغضَ مَن عَمِلَ المُبغَضَ لَکَ ولَهُم،حَیّاً ومَیِّتاً.
وَارزُقنی صَبراً جَمیلاً،ودیناً سَلیماً،وفَرَجاً قریباً،وأجراً عَظیماً، ورِزقاً هَنیئاً،وعَیشاً رَغیداً،وجِسماً صَحیحاً،وعَیناً دامِعَةً،وقَلباً خاشِعاً،ویَقیناً ثابِتاً،وعُمُراً طَویلاً،وعَقلاً کامِلاً،وعِبادَةً دائِمَةً.
وأسأَلُکَ الثَّباتَ عَلَی الهُدی،وَالقُوَّةَ عَلی ما تُحِبُّ وتَرضی،اللّهُمَّ وَاجعَل حُبَّکَ أحَبَّ الأَشیاءِ إلَیَّ،وخَوفَکَ أخوَفَ الأَشیاءِ عِندی،وَارزُقنی حُبَّکَ وحُبَّ مَن یَنفَعُنی حُبُّهُ عِندَکَ،وما رَزَقتَنی وتَرزُقُنی مِمّا احِبُّ،فَاجعَلهُ لی فَراغاً فیما تُحِبُّ،وَاقطَع حَوائِجَ الدُّنیا بِالشَّوقِ إلی لِقائِکَ.وإذا أقرَرتَ عُیونَ أهلِ الدُّنیا بِدُنیاهُم،فَاجعَل قُرَّةَ عَینی فی طاعَتِکَ ورِضاکَ ومَرضاتِکَ بِرَحمَتِکَ،إنَّ رَحمَتَکَ قَریبٌ مِنَ المُحسِنینَ . (1)
3501.مصباح الزائر: صِفَةُ صَلاةٍ اخری عِندَ رَأسِ الحُسَینِ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-،وهُما رَکعَتانِ بِالرَّحمنِ وتَبارَکَ؛فَمَن صَلّاهُما کَتَبَ اللّهُ لَهُ خَمساً وعِشرینَ حَجَّةً،مَقبولَةً مَبرورَةً مُتَقَبَّلَةً مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (2)
راجع:ص 172 (الفصل الثانی عشر/فضل زیارته فی النصف من شعبان)
و ص 69 (الفصل التاسع/ما یزار به الإمام علیه السّلام وأنصاره/الزیارة العاشرة).
ص:111
ص:112
أدَبُ الوَداعِ مَعَ الشُّهَداءِ
3502.کامل الزیارات عن أبی حمزة الثُّمالی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا أرَدتَ الوَداعَ بَعدَ فَراغِکَ مِنَ الزِّیاراتِ،فَأَکثِر مِنها مَا استَطَعتَ،وَلیَکُن مُقامُکُ بِالنّینَوی أوِ الغاضِرِیَّةِ، (1)ومَتی أرَدتَ الزِّیارَةَ فَاغتَسِل وزُر زَورَةَ الوَداعِ.
فَإِذا فَرَغتَ مِن زِیارَتِکَ،فَاستَقبِل بِوَجهِکَ وَجهَهُ،وَالتَمِسِ القَبرَ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،أنتَ لی جُنَّةٌ مِنَ العَذابِ،وهذا أوانُ انصِرافی عَنکَ،غَیرَ راغِبٍ عَنکَ،ولا مُستَبدِلٍ بِکَ سِواکَ،ولا مُؤثِرٍ عَلَیکَ غَیرَکَ،ولا زاهِدٍ فی قُربِکَ،وجُدتُ بِنَفسی لِلحَدَثانِ،وتَرَکتُ الأَهلَ وَالأَوطانَ،فَکُن لی یَومَ حاجَتی وفَقری وفاقَتی، ویَومَ لا یُغنی عَنّی والِدَیَّ ولا وَلَدی،ولا حَمیمی (2)ولا قَریبی.
أسأَلُ اللّهَ الَّذی قَدَّرَ وخَلَقَ،أن یُنَفِّسَ بِکَ کَربی،وأسأَلُ اللّهَ الَّذی قَدَّرَ عَلَیَّ
ص:113
فِراقَ مَکانِکَ،أن لا یَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّی ومِن رَجعَتی،وأسأَلُ اللّهَ الَّذی أبکی عَلَیکَ عَینی أن یَجعَلَهُ سَنَداً لی،وأسأَلُ اللّهَ الَّذی نَقَلَنی إلَیکَ مِن رَحلی (1)وأهلی،أن یَجعَلَهُ ذُخراً لی.
وأسأَلُ اللّهَ الَّذی أرانی مَکانَکَ وهَدانی لِلتَّسلیمِ عَلَیکَ ولِزِیارَتی إیّاکَ،أن یورِدَنی حَوضَکُم،ویَرزُقَنی مُرافَقَتَکُم فِی الجِنانِ مَعَ آبائِکَ الصّالِحینَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم أجمَعینَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفوَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،حَبیبِ اللّهِ وصَفوَتِهِ،وأمینِهِ ورَسولِهِ،وسَیِّدِ النَّبِیّینَ،السَّلامُ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ، وَصِیِّ رَسولِ رَبِّ العالَمینَ،وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلینَ،السَّلامُ عَلَی الأَئِمَّةِ الرّاشِدینَ المَهدِیّینَ.
السَّلامُ عَلی مَن فِی الحائِرِ مِنکُم،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ الباقینَ المُقیمینَ المُسَبِّحینَ،الَّذینَ هُم بِأَمرِ رَبِّهِم قائِمونَ،السَّلامُ عَلَینا وعَلی عِبادِ اللّهِ الصّالِحینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.
وتَقولُ:
سَلامُ اللّهُ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ،وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ،وعِبادِهِ الصّالِحینَ- یَابنَ رَسولِ اللّهِ-عَلَیکَ وعَلی روحِکَ وبَدَنِکَ،وعَلی ذُرِّیَّتِکَ ومَن حَضَرَکَ مِن أولِیائِکَ،أستَودِعُکَ اللّهَ وأستَرعیکَ،وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ وبِرَسولِهِ،وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ،اللّهُمَّ اکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ.
وتَقولُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِی
ص:114
ابنَ رَسولِکَ،وَارزُقنی زِیارَتَهُ أبَداً ما أبقَیتَنی،اللّهُمَّ وَانفَعنی بِحُبِّهِ یا رَبَّ العالَمینَ،اللّهُمَّ ابعَثهُ مَقاماً مَحموداً إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بَعدَ الصَّلاةِ وَالتَّسلیمِ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأن لا تَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی إیّاهُ،فَإِن جَعَلتَهُ یا رَبِّ فَاحشُرنی مَعَهُ، ومَعَ آبائِهِ وأولِیائِهِ،وإن أبَقَیتَنی یا رَبِّ فَارزُقنِی العَودَ إلَیهِ،ثُمَّ العَودَ إلَیهِ بَعدَ العَودِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ اجعَل لی لِسانَ صِدقٍ فی أولِیائِکَ،وحَبِّب إلَیَّ مَشاهِدَهُم،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَشغَلنی عَن ذِکرِکَ بِإِکثارٍ عَلَیَّ مِنَ الدُّنیا تُلهینی عَجائِبُ بَهجَتِها،وتَفتِنّی زَهَراتُ زینَتِها،ولا بِإِقلالٍ یَضُرُّ بِعَمَلی کَدُّهُ،ویَملَأُ صَدری هَمُّهُ،أعطِنی مِن ذلِکَ غِنیً عَن أشرارِ خَلقِکَ، وبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضاکَ یا رَحمانُ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلائِکَةَ اللّهِ وزُوّارَ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ.
ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی القَبرِ مَرَّةً،وَالأَیسَرَ مَرَّةً،وألِحَّ فِی الدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ، فَإِذا خَرَجتَ فَلا تُوَلِّ وَجهَکَ عَنِ القَبرِ حَتّی تَخرُجَ. (1)
3503.کامل الزیارات عن یوسف الکناسی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا أرَدتَ أن تُوَدِّعَ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام فَقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أستَودِعُکَ اللّهَ وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ وبِالرَّسولِ،وبِما جِئتَ بِهِ ودَلَلتَ عَلَیهِ،وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فَاکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا ومِنهُ.
ص:115
اللّهُمَّ إنّا نَسأَلُکَ أن تَنفَعَنا بِحُبِّهِ،اللّهُمَّ ابعَثهُ مَقاماً مَحموداً،تَنصُرُ بِهِ دینَکَ،وتَقتُلُ بِهِ عَدُوَّکَ،وتُبیرُ (1)بِهِ مَن نَصَبَ حَرباً لِآلِ مُحَمَّدٍ؛ فَإِنَّکَ وَعَدتَهُ ذلِکَ،وأنتَ لا تُخلِفُ المیعادَ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
أشهَدُ أنَّکُم شُهَداءُ نُجَباءُ،جاهَدتُم فی سَبیلِ اللّهِ،وقُتِلتُم عَلی مِنهاجِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وَابنِ رَسولِهِ کَثیراً،أنتُمُ السّابِقونَ وَالمُهاجِرونَ وَالأَنصارُ.أشهَدُ أنَّکُم أنصارُ اللّهِ وأنصارُ رَسولِهِ،فَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی صَدَقَکُم وَعدَهُ،وأراکُم ما تُحِبّونَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
اللّهُمَّ لا تَشغَلنی فِی الدُّنیا عَن شُکرِ نِعمَتِکَ،لا بِإِکثارِ تُلهینی عَجائِبُ بَهجَتِها،وتَفتِنُنی زَهَراتُ زینَتِها،ولا بِإِقلالٍ یَضُرُّ بِعَمَلی کَدُّهُ،ویَمَلَأُ صَدری هَمُّهُ،أعطِنی مِن ذلِکَ غِنیً عَن شِرارِ خَلقِکَ،وبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضاکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی رَسولِهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ الأَخیارِ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ . (2)
3504.کامل الزیارات عن صفوان الجمّال عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَنِ اغتَسَلَ بِماءِ الفُراتِ وزارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،کانَ کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ صِفراً مِنَ الذُّنوبِ ولَوِ اقتَرَفَها کَبائِرَ، و کانوا یُحِبّونَ الرَّجُلَ إذا زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام اغتَسَلَ،وإذا وَدَّعَ لَم یَغتَسِل،ومَسَحَ یَدَهُ عَلی وَجهِهِ إذا وَدَّعَ. (3)
ص:116
3505.کامل الزیارات عن أبی حمزة الثُّمالی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا وَدَّعتَ العَبّاسَ علیه السّلام، فَأتِهِ وقُل:
أستَودِعُکَ اللّهَ وأستَرعیکَ،وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ وبِرَسولِهِ، وبِکِتابِهِ وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ،اللّهُمَّ فَاکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ.
اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زیارَتی قَبرَ ابنِ أخی نَبِیِّکَ،وَارزُقنی زِیارَتَهُ أبَداً ما أبقَیتَنی،وَاحشُرنی مَعَهُ ومَعَ آبائِهِ فِی الجِنانِ،وعَرِّف بَینی وبَینَهُ وبَینَ رَسولِکَ وأولِیائِکَ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَوَفَّنی عَلَی الإِیمانِ بِکَ،وَالتَّصدیقِ بِرَسولِکَ،وَالوِلایَةِ لِعَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ،وَالبَراءَةِ مِن عَدُوِّهِم؛فَإِنّی قَد رَضیتُ بِذلِکَ یا رَبِّ.
وتَدعُو لِنَفسِکَ ولِوالِدَیکَ ولِلمُؤمِنینَ وَالمُسلِمینَ،وتَخَیَّرُ مِنَ الدُّعاءِ. (1)
قال العلّامة المجلسی قدس سره:
أقول:قد مضی ذکر زیارة العبّاس علیه السّلام فی الزیارة الکبیرة المنقولة عن المفید رحمه الله علی وجه أبسط،وذکر الأصحاب فی زیارته الصلاة،والخبر خالٍ عنها،ولذا بعض المعاصرین یمنع من الصلاة لغیر المعصوم؛لعدم التصریح فی النصوص بالصلاة لهم عند زیارتهم،لکن لو أتی الإنسان بها لا علی قصد أنّها مأثورة علی الخصوص،بل
ص:117
للعمومات التی فی إهداء الصلاة والصدقة والصوم وسائر أفعال الخیر للأنبیاء والأئمّة والمؤمنین والمؤمنات،وإنّها تدخل علی المؤمنین فی قبورهم وتنفعهم،لم یکن به بأس وکان حسناً،مع أنّ المفید وغیره-رحمهم اللّه-ذکروها فی کتبهم، فلعلّهم وصل إلیهم خبر آخر لم یصل إلینا،وسیأتی زیارة جابر رضی الله عنه له علیه السّلام فی باب زیارة الأربعین وهی مشتملة علی الصلاة.
ثمّ اعلم إنّ ظاهر تلک الروایة جواز الوقوف علی قبره رضی الله عنه،علی أیّ وجه کان،ولو کانت السقیفة فی الزمن السابق علی نحو بناء زماننا،لکان ظاهر الخبر مواجهته عند الزیارة،لکنّ ظاهر کلام الأصحاب وعملهم أنّ فی زیارة غیر المعصوم لا ینبغی مواجهته بل ینبغی استقبال القبلة فیها والوقوف خلفه،ولم أرَ تصریحاً فی أکثر الزیارات المنقولة بذلک.
نعم ورد فی زیارة المؤمنین مطلقاً استحباب استقبال القبلة کما سیأتی،لکن لا یبعد أن یقال:کما أنّهم امتازوا عن سائر المؤمنین بهذه الزیارات المشتملة علی المخاطبات،فلعلّهم امتازوا عنهم باستقبالهم کما هو عادة المکالمات والمحاورات،لکن ورد فی بعض الروایات المنقولة الأمر باستقبال القبلة عند زیارة بعضهم،کزیارة علیّ بن الحسین علیه السّلام فیما ورد عن الناحیة المقدّسة، وقد مرّ فی الباب السابق،والتخییر فیما لم یرد فیه شیء علی الخصوص أظهر،واللّه یعلم. (1)
3506.المزار للمفید :ثُمَّ حَوِّل وَجهَکَ إلی قُبورِ الشُّهَداءِ فَوَدِّعُهم،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی إیّاهُم،وأشرِکنی مَعَهُم،فی صالِحِ ما أعطَیتَهُم عَلی نُصرَتِهِمِ ابنَ نَبِیِّکَ،
ص:118
وحُجَّتَکَ عَلی خَلقِکَ،وجِهادِهِم مَعَهُ.
اللّهُمَّ اجمَعنا وإیّاهُم فی جَنَّتِکَ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً،أستَودِعُکُمُ اللّهَ وأقرَأُ عَلَیکُم السَّلامَ،اللّهُمَّ ارزُقنِی العَودَ إلَیهِم، وَاحشُرنی مَعَهُم،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
ص:119
ص:120
3507.المزار للمفید عن جابر الجعفی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن باتَ عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام لَیلَةَ عاشوراءَ،لَقِیَ اللّهَ یَومَ القِیامَةِ مُلَطَّخاً بِدَمِهِ،وکَأَنَّما قُتِلَ مَعَهُ فی عَصرِهِ. (1)
3508.المزار للمفید عن جابر الجعفی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ یَومَ عاشوراءَ وباتَ عِندَهُ،کانَ کَمَنِ استُشهِدَ بَینَ یَدَیهِ. (2)
3509.کامل الزیارات عن محمّد بن جمهور العمی عمّن ذکره عنهم علیهم السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام یَومَ عاشوراءَ،کانَ کَمَن تَشَحَّطَ (3)بِدَمِهِ بَینَ یَدَیهِ. (4)
ص:121
3510.عوالی اللآلی عن الصادق علیه السّلام: مَن زارَهُ [ یَعنِی الحُسَینَ علیه السّلام ] یَومَ عاشوراءَ حَتّی یَظَلَّ عِندَهُ باکِیاً حَزیناً،کانَ کَمَنِ استُشهِدَ بَینَ یَدَیهِ،حَتّی یُشارِکَهُم فی مَنازِلِهِم فِی الجَنَّةِ. (1)
3511.تهذیب الأحکام عن حریز عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام یَومَ عاشوراءَ، وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ. (2)
3512.کامل الزیارات عن علقمة بن محمّد الحضرمی: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السّلام:عَلِّمنی دُعاءً أدعو بِهِ فی ذلِکَ الیَومِ إذا أنَا زُرتُهُ مِن قَریبٍ،ودُعاءً أدعو بِهِ إذا لَم أزُرهُ مِن قَریبٍ وأومَأتُ إلَیهِ مِن بُعدِ البِلادِ ومِن داری.
قالَ:فَقالَ:یا عَلقَمَةُ،إذا أنتَ صَلَّیتَ رَکعَتَینِ بَعدَ أن تومِیَ إلَیهِ بِالسَّلامِ،وقُلتَ عِندَ الإِیماءِ إلَیهِ وبَعدَ الرَّکعَتَینِ هذَا القَولَ؛فَإِنَّکَ إذا قُلتَ ذلِکَ فَقَد دَعَوتَ بِما یَدعو بِهِ مَن زارَهُ مِنَ المَلائِکَةِ،وکَتَبَ اللّهُ لَکَ بِها ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ،ومَحی عَنکَ ألفَ ألفِ سَیِّئَةٍ،ورَفَعَ لَکَ مِئَةَ ألفِ ألفِ دَرَجَةٍ،وکُنتَ کَمَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام حَتّی تُشارِکَهُم فی دَرَجاتِهِم،ولا تُعرَفُ إلّافِی الشُّهَداءِ الَّذینَ استُشهِدوا مَعَهُ،وکُتِبَ لَکَ ثَوابُ [زِیارَةِ] کُلِّ نَبِیٍّ ورَسولٍ،وزِیارَةِ مَن زارَ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام مُنذُ یَومَ قُتِلَ.
ص:122
تَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خِیَرَةَ اللّهِ وَابنَ خِیَرَتِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ وَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ وَابنَ ثارِهِ وَالوِترَ المَوتورَ.
السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ،وأناخَت بِرَحلِکَ،عَلَیکُم مِنّی جَمیعاً سَلامُ اللّهِ أبَداً ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ.
یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَقَد عَظُمَتِ المُصیبَةُ بِکَ عَلَینا وعَلی جَمیعِ أهلِ السَّماواتِ، فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً أسَّسَت أساسَ الظُّلمِ وَالجَورِ عَلَیکُم أهلَ البَیتِ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً دَفَعَتکُم عَن مَقامِکُم وأزالَتکُم عَن مَراتِبِکُمُ الَّتی رَتَّبَکُمُ اللّهُ فیها،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکُم،ولَعَنَ اللّهُ المُمَهِّدینَ لَهُم بِالتَّمکینِ مِن قِتالِکُم.
یا أبا عَبدِ اللّهِ،إنّی سِلمٌ لِمَن سالَمَکُم،وحَربٌ لِمَن حارَبَکُم إلی یَومِ القِیامَةِ، فَلَعَنَ اللّهُ آلَ زِیادٍ وآلَ مَروانَ،ولَعَنَ اللّهُ بَنی امَیَّةَ قاطِبَةً،ولَعَنَ اللّهُ ابنَ مَرجانَةَ،ولَعَنَ اللّهُ عُمَرَ بنَ سَعدٍ،ولَعَنَ اللّهُ شِمراً،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً أسرَجَت وألجَمَت وتَهَیَّأَت لِقِتالِکَ.
یا أبا عَبدِ اللّهِ،بِأَبی أنتَ واُمّی،لَقَد عَظُمَ مُصابی بِکَ،فَأَسأَلُ اللّهَ الَّذی أکرَمَ مَقامَکَ أن یُکرِمَنی بِکَ،ویَرزُقَنی طَلَبَ ثارِکَ مَعَ إمامٍ مَنصورٍ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.
اللّهُمَّ اجعَلنی وَجیهاً عِندَکَ بِالحُسَینِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.یا سَیِّدی یا أبا عَبدِ اللّهِ إنّی أتَقَرَّبُ إلَی اللّهِ وإلی رَسولِهِ وإلی أمیرِ المُؤمِنینَ وإلی فاطِمَةَ وإلَی الحَسَنِ وإلَیکَ-صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلَیهِم-بِمُوالاتِکَ وَالبَراءَةِ مِن أعدائِکَ ومِمَّن
ص:123
قاتَلَکَ ونَصَبَ لَکَ الحَربَ ومِن جَمیعِ أعدائِکُم،وبِالبَراءَةِ مِمَّن أسَّسَ الجَورَ وبَنی عَلَیهِ بُنیانَهُ،وأجری ظُلمَهُ وجَورَهُ عَلَیکُم وعَلی أشیاعِکُم،بَرِئتُ إلَی اللّهِ وإلَیکُم مِنهُم،وأتَقَرَّبُ إلَی اللّهِ ثُمَّ إلَیکُم بِمُوالاتِکُم ومُوالاةِ وَلِیِّکُم، وَالبَراءَةِ مِن أعدائِکُم ومِنَ النّاصِبینَ لَکُمُ الحَربَ،وَالبَراءَةِ مِن أشیاعِهِم وأتباعِهِم،إنّی سِلمٌ لِمَن سالَمَکُم وحَربٌ لِمَن حارَبَکُم،وَلِیٌّ (1)لِمَن والاکُم وعَدُوٌّ لِمَن عاداکُم.
فَأَسأَلُ اللّهَ الَّذی أکرَمَنی بِمَعرِفَتِکُم ومَعرِفَةِ أولِیائِکُم ورَزَقَنِی البَراءَةَ مِن أعدائِکُم،أن یَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،و أن یُثَبِّتَ لی عِندَکُم قَدَمَ صِدقٍ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأسأَلُهُ أن یُبَلِّغَنِی المَقامَ المَحمودَ لَکُم عِندَ اللّهِ، و أن یَرزُقَنی طَلَبَ ثَأرِکُم مَعَ إمامٍ مَهدِیٍّ ناطِقٍ لَکُم،وأسأَلُ اللّهَ بِحَقِّکُم وبِالشَّأنِ الَّذی لَکُم عِندَهُ أن یُعطِیَنی بِمُصابی بِکُم أفضَلَ ما أعطی مُصاباً بِمُصیبَتِهِ،أقولُ:إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،یا لَها مِن مُصیبَةٍ ما أعظَمَها وأعظَمَ رَزِیَّتَها فِی الإِسلامِ وفی جَمیعِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ.
اللّهُمَّ اجعَلنی فی مَقامی هذا مِمَّن تَنالُهُ مِنکَ صَلَواتٌ ورَحمَةٌ ومَغفِرَةٌ،اللّهُمَّ اجعَل مَحیایَ مَحیا مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ومَماتی مَماتَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.
اللّهُمَّ إنَّ هذا یَومٌ تَنَزَّلَت فیهِ اللَّعنَةُ عَلی آلِ زِیادٍ وآلِ امَیَّةَ وَابنِ آکِلَةِ الأَکبادِ، اللَّعینِ ابنِ اللَّعینِ عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ فی کُلِّ مَوطِنٍ ومَوقِفٍ وَقَفَ فیهِ نَبِیُّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.
اللّهُمَّ العن أبا سُفیانَ ومُعاوِیَةَ،وعَلی یَزیدَ بنِ مُعاوِیَةَ اللَّعنَةُ أبَدَ الآبِدینَ، اللّهُمَّ فَضَاعفِ عَلَیهِمُ اللَّعنَةَ أبَداً لِقَتلِهِمُ الحُسَینَ عَلَیهِ السَّلامُ.
ص:124
اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ فی هذَا الیَومِ وفی مَوقِفی هذا وأیّامِ حَیاتی،بِالبَراءَةِ مِنهُم وَاللَّعنَةِ عَلَیهِم وبِالمُوالاةِ لِنَبِیِّکَ وأهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ.
ثُمَّ تَقولُ مِئَةَ مَرَّةً:
اللّهُمَّ العَن أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلی ذلِکَ، اللّهُمَّ العَنِ العِصابَةَ الَّتی حارَبَتِ الحُسَینَ وشایَعَت وتابَعَت أعداءَهُ عَلی قَتلِهِ وقَتلِ أنصارِهِ،اللّهُمَّ العَنهُم جَمیعاً.
ثُمَّ تَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ وأناخَت بِرَحلِکَ،عَلَیکُم مِنّی سَلامُ اللّهِ أبَداً ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،ولا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِکُم،السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ وعَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ وعَلی أصحابِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أجمَعینَ.
ثُمَّ تَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ:
اللّهُمَّ خُصَّ أنتَ أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ نَبِیِّکَ بِاللَّعنِ،ثُمَّ العَن أعداءَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،اللّهُمَّ العَن یَزیدَ وأباهُ،وَالعَن عُبَیدِ اللّهِ بنَ زِیادٍ،وآلَ مَروانَ،وبَنی امَیَّةَ قاطِبَةً إلی یَومِ القِیامَةِ.
ثُمَّ تَسجُدُ سَجدَةً تَقولُ فیها:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمدَ الشّاکِرینَ عَلی مُصابِهِم،الحَمدُ للّهِ ِ عَلی عَظیمِ رَزِیَّتی فیهِم،اللّهُمَّ ارزُقنی شَفاعَةَ الحُسَینِ یَومَ الوُرودِ،وثَبِّت لی قَدَمَ صِدقٍ عِندَکَ مَعَ الحُسَینِ وأصحابِ الحُسَینِ،الَّذینَ بَذَلوا مُهَجَهُم دونَ الحُسَینِ عَلَیهِ السَّلامُ.
ص:125
قالَ عَلقَمَةُ:قالَ أبو جَعفَرٍ الباقِرُ علیه السّلام:إنِ استَطَعتَ أن تَزورَهُ فی کُلِّ یَومٍ بِهذِهِ الزِّیارَةِ مِن دَهرِکَ (1)فَافعَل،فَلَکَ ثَوابُ جَمیعِ ذلِکَ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (2)
3513.مصباح المتهجّد عن علقمة بن محمّد الحضرمی: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السّلام:عَلِّمنی دُعاءً أدعو بِهِ ذلِکَ الیَومَ إذا أنَا زُرتُهُ مِن قُربٍ،ودُعاءً أدعو بِهِ إذا لَم أزُرهُ مِن قُربٍ وأومَأتُ مِن بُعدِ البِلادِ ومِن داری بِالسَّلامِ إلَیهِ.
قالَ:فَقالَ لی:یا عَلقَمَةُ،إذا أنتَ صَلَّیتَ الرَّکعَتَینِ بَعدَ أن تومِیَ إلَیهِ بِالسَّلامِ،فَقُل بَعدَ الإِیماءِ إلَیهِ مِن بَعدِ التَّکبیرِ هذَا القَولَ؛فَإِنَّکَ إذا قُلتَ ذلِکَ فَقَد دَعَوتَ بِما یَدعو بِهِ زُوّارُهُ مِنَ المَلائِکَةِ،وکَتَبَ اللّهُ لَکَ مِئَةَ ألفِ ألفِ دَرَجَةٍ،وکُنتَ کَمَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَینِ علیه السّلام حَتّی تُشارِکَهُم فی دَرَجاتِهِم،ولا تُعرَفُ إلّافِی الشُّهَداءِ الَّذینَ استُشهِدوا مَعَهُ،وکُتِبَ لَکَ ثَوابُ زِیارَةِ کُلِّ نَبِیٍّ وکُلِّ رَسولٍ،وزِیارَةِ کُلِّ مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام مُنذُ یَومَ قُتِلَ عَلَیهِ السَّلامُ وعَلی أهلِ بَیتِهِ؛[ تَقولُ:]
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ وَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ وَابنَ ثارِهِ وَالوِترَ المَوتورَ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ 3،عَلَیکُم مِنّی جَمیعاً سَلامُ اللّهِ أبَداً ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ.
ص:126
یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَقَد عَظُمَتِ الرَّزِیَّةُ وجَلَّت وعَظُمَتِ المُصیبَةُ بِکَ عَلَینا وعَلی جَمیعِ أهلِ الإِسلامِ،وجَلَّت وعَظُمَت مُصیبَتُکَ فِی السَّماواتِ عَلی جَمیعِ أهلِ السَّماواتِ.فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً أسَّسَت أساسَ الظُّلمِ وَالجَورِ عَلَیکُم أهلَ البَیتِ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً دَفَعَتکُم عَن مَقامِکُم وأزالَتکُم عَن مَراتِبِکُمُ الَّتی رَتَّبَکُمُ اللّهُ فیها،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکُم،ولَعَنَ اللّهُ المُمَهِّدینَ لَهُم بِالتَّمکینِ مِن قِتالِکُم.
بَرِئتُ إلَی اللّهِ وإلَیکُم مِنهُم ومِن أشیاعِهِم وأتباعِهِم وأولِیائِهِم.
یا أبا عَبدِ اللّهِ،إنّی سِلمٌ لِمَن سالَمَکُم،وحَربٌ لِمَن حارَبَکُم إلی یَومِ القِیامَةِ، ولَعَنَ اللّهُ آلَ زِیادٍ وآلَ مَروانَ،ولَعَنَ اللّهُ بَنی امَیَّةَ قاطِبَةً،ولَعَنَ اللّهُ ابنَ مَرجانَةَ،ولَعَنَ اللّهُ عُمَرَ بنَ سَعدٍ،ولَعَنَ اللّهُ شِمراً،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً أسرَجَت وألجَمَت وتَنَقَّبَت (1)لِقِتالِکَ.
بِأَبی أنتَ واُمّی،لَقَد عَظُمَ مُصابی بِکَ،فَأَسأَلُ اللّهَ الَّذی أکرَمَ مَقامَکَ وأکرَمَنی [ بِکَ ] (2)أن یَرزُقَنی طَلَبَ ثارِکَ مَعَ إمامٍ مَنصورٍ مِن أهلِ بَیتِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.
اللّهُمَّ اجعَلنی عِندَکَ وَجیهاً بِالحُسَینِ عَلَیهِ السَّلامُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ص:127
یا أبا عَبدِ اللّهِ،إنّی أتَقَرَّبُ إلَی اللّهِ وإلی رَسولِهِ وإلی أمیرِ المُؤمِنینَ وإلی فاطِمَةَ وإلَی الحَسَنِ وإلَیکَ بِمُوالاتِکَ،وبِالبَراءَةِ [ مِمَّن قاتَلَکَ ونَصَبَ لَکَ الحَربَ وبِالبَراءَةِ مِمَّن أسَّسَ أساسَ الظُّلمِ وَالجَورِ عَلَیکُم وأبرَءُ إلیَ اللّهِ وإلی رَسولِهِ ] (1)مِمَّن أسَّسَ أساسَ ذلِکَ وبَنی عَلَیهِ بُنیانَهُ،وجَری فی ظُلمِهِ وجَورِهِ عَلَیکُم وعَلی أشیاعِکُم،بَرِئتُ إلَی اللّهِ وإلَیکُم مِنهُم،وأتَقَرَّبُ إلَی اللّهِ ثُمَّ إلَیکُم بِمُوالاتِکُم ومُوالاةِ وَلِیِّکُم،وبِالبَراءَةِ مِن أعدائِکُم وَالنّاصِبینَ لَکُمُ الحَربَ،وبِالبَراءَةِ مِن أشیاعِهِم وأتباعِهِم.إنّی سِلمٌ لِمَن سالَمَکُم وحَربٌ لِمَن حارَبَکُم،ووَلِیٌّ لِمَن والاکُم وعَدُوٌّ لِمَن عاداکُم.
فَأَسأَلُ اللّهَ الَّذی أکرَمَنی بِمَعرِفَتِکُم ومَعرِفَةِ أولِیائِکُم ورَزَقَنِی البَراءَةَ مِن أعدائِکُم،أن یَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،و أن یُثَبِّتَ لی عِندَکُم قَدَمَ صِدقٍ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأسأَلُهُ أن یُبَلِّغَنِی المَقامَ المَحمودَ لَکُم عِندَ اللّهِ، و أن یَرزُقَنی طَلَبَ ثَأرِکُم مَعَ إمامٍ مَهدِیٍّ ظاهِرٍ ناطِقٍ مِنکُم (2)،وأسأَلُ اللّهَ بِحَقِّکُم وبِالشَّأنِ الَّذی لَکُم عِندَهُ أن یُعطِیَنی بِمُصابی بِکُم أفضَلَ ما یُعطی مُصاباً بِمُصیبَتِهِ،مُصیبَةً ما أعظَمَها وأعظَمَ رَزِیَّتَها فِی الإِسلامِ وفی جَمیعِ السَّماواتِ وَالأَرضِ.
اللّهُمَّ اجعَلنی فی مَقامی هذا مِمَّن تَنالُهُ مِنکَ صَلَواتٌ ورَحمَةٌ ومَغفِرَةٌ،اللّهُمَّ اجعَل مَحیایَ مَحیا مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ومَماتی مَماتَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.
اللّهُمَّ إنَّ هذا یَومٌ تَبَرَّکَت بِهِ بَنو امَیَّةَ وَابنُ آکِلَةِ الأَکبادِ،اللَّعینُ ابنُ اللَّعینِ عَلی لِسانِکَ ولِسانِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،فی کُلِّ مَوطِنٍ ومَوقِفٍ وَقَفَ
ص:128
فیهِ نَبِیُّکَ.
اللّهُمَّ العَن أبا سُفیانَ ومُعاوِیَةَ ویَزیدَ بنَ مُعاوِیَةَ،عَلَیهِم مِنکَ اللَّعنَةُ أبَدَ الآبِدینَ،وهذا یَومٌ فَرِحَت بِهِ آلُ زِیادٍ وآلُ مَروانَ بِقَتلِهِمُ الحُسَینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،اللّهُمَّ فَضاعِف عَلَیهِمُ اللَّعنَ وَالعَذابَ.
اللّهُمَّ إنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ فی هذَا الیَومِ وفی مَوقِفی هذا وأیّامِ حَیاتی،بِالبَراءَةِ مِنهُم وَاللَّعنَةِ عَلَیهِم،وبِالمُوالاةِ لِنَبِیِّکَ وآلِ نَبِیِّکَ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ.
ثُمَّ یَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ: (1)
اللّهُمَّ العَن أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلی ذلِکَ، اللّهُمَّ العَنِ العِصابَةَ الَّتی جاهَدَتِ الحُسَینَ وشایَعَت (2)وبایَعَت وتابَعَت عَلی قَتلِهِ،اللّهُمَّ العَنهُم جَمیعاً.
یَقولُ ذلِکَ مِئَةَ مَرَّةٍ.ثُمَّ یَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ (3)،عَلَیکَ مِنّی سَلامُ اللّهِ أبَداً ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،ولا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِنّی
ص:129
لِزِیارَتِکَ،السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ،وعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ (1)،وعَلی أصحابِ الحُسَینِ (2).
یَقولُ ذلِکَ مِئَةَ مَرَّةٍ.ثُمَّ یَقولُ:
اللّهُمَّ خُصَّ أنتَ أوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعنِ مِنّی،وَابدَأ بِهِ أوَّلاً،ثُمَّ الثّانِیَ،ثُمَّ الثّالِثَ وَالرّابِعَ (3)،اللّهُمَّ العَن یَزیدَ خامِساً،وَالعَن عُبَیدَ اللّهِ بنَ زِیادٍ وَابنَ مَرجانَةَ وعُمَرَ بنَ سَعدٍ وشِمراً وآلَ أبی سُفیانَ وآلَ زِیادٍ وآلَ مَروانَ إلی یَومِ القِیامَةِ. (4)
ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمدَ الشّاکِرینَ عَلی مُصابِهِم،الحَمدُ للّهِ ِ عَلی عَظیمِ رَزِیَّتی، اللّهُمَّ ارزُقنی شَفاعَةَ الحُسَینِ یَومَ الوُرودِ،وثَبِّت لی قَدَمَ صِدقٍ عِندَکَ مَعَ الحُسَینِ،وأصحابِ الحُسَینِ الَّذینَ بَذَلوا مُهَجَهُم دونَ الحُسَینِ عَلَیهِ السَّلامُ.
قالَ عَلقَمَةُ:قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:إنِ استَطَعتَ أن تَزورَهُ فی کُلِّ یَومٍ بِهذِهِ الزِّیارَةِ مِن دارِکَ فَافعَل،ولَکَ ثَوابُ جَمیعِ ذلِکَ.
ورَوی مُحَمَّدُ بنُ خالِدٍ الطَّیالِسِیُّ عَن سَیفِ بنِ عَمیرَةَ،قالَ:خَرَجتُ مَعَ صَفوانَ بنِ مِهرانَ الجَمّالِ وعِندَنا جَماعَةٌ مِن أصحابِنا إلَی الغَرِیِّ بَعدَما خَرَجَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام،
ص:130
فَسِرنا مِنَ الحیرَةِ إلَی المَدینَةِ،فَلَمّا فَرَغنا مِنَ الزِّیارَةِ صَرَفَ صَفوانُ وَجهَهُ إلی ناحِیَةِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام فَقالَ لَنا:
تَزورونَ الحُسَینَ علیه السّلام مِن هذَا المَکانِ مِن عِندِ رَأسِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام مِن هاهُنا.
أومَأَ إلَیهِ أبو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ علیه السّلام وأنَا مَعَهُ.
قالَ:فَدَعا صَفوانُ بِالزِّیارَةِ الَّتی رَواها عَلقَمَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَضرَمِیُّ عَن أبی جَعفَرٍ علیه السّلام فی یَومِ عاشوراءَ.ثُمَّ صَلّی رَکعَتَینِ عِندَ رَأسِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام،ووَدَّعَ فی دُبُرِها أمیرَ المُؤمِنینَ،وأومَأَ إلَی الحُسَینِ بِالسَّلامِ مُنصَرِفاً وَجهَهُ نَحوَهُ ووَدَّعَ.
وکانَ فیما دَعا فی دُبُرِها:
یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،یا کاشِفَ کُرَبِ المَکروبینَ، یا غِیاثَ المُستَغیثینَ،ویا صَریخَ المُستَصرِخینَ،ویا مَن هُوَ أقرَبُ إلَیَّ مِن حَبلِ الوَریدِ،یا مَن یَحولُ بَینَ المَرءِ وقَلبِهِ،ویا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلی وبِالاُفُقِ المُبینِ،ویا مَن هُوَ الرَّحمنُ الرَّحیمُ عَلَی العَرشِ استَوی،ویا مَن یَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،ویا مَن لا یَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ،یا مَن لا تَشتَبِهُ عَلَیهِ الأَصواتُ،ویا مَن لا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ،ویا مَن لا یُبرِمُهُ (1)إلحاحُ المُلِحّینَ.یا مُدرِکَ کُلِّ فَوتٍ،ویا جامِعَ کُلِّ شَملٍ،ویا بارِئَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ،یا مَن هُوَ کُلَّ یَومٍ فی شَأنٍ،یا قاضِیَ الحاجاتِ،یا مُنَفِّسَ الکُرُباتِ،یا مُعطِیَ السُّؤلاتِ،یا وَلِیَّ الرَّغَباتِ،یا کافِیَ المُهِمّاتِ،یا مَن یَکفی مِن کُلِّ شَیءٍ ولا یَکفی مِنهُ شَیءٌ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،أسأَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وعَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ،وبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنتِ نَبِیِّکَ،وبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَینِ؛فَإِنّی بِهِم أتَوَجَّهُ إلَیکَ فی مَقامی هذا،وبِهِم أتَوَسَّلُ وبِهِم
ص:131
أتَشَفَّعُ إلَیکَ،وبِحَقِّهِم أسأَلُکَ واُقسِمُ وأعزِمُ عَلَیکَ،وبِالشَّأنِ الَّذی لَهُم عِندَکَ وبِالقَدرِ الَّذی لَهُم عِندَکَ،وبِالَّذی فَضَّلتَهُم عَلَی العالَمینَ،وبِاسمِکَ الَّذی جَعَلتَهُ عِندَهُم وبِهِ خَصَصتَهُم دونَ العالَمینَ،وبِهِ أبَنتَهُم وأبَنتَ فَضلَهُم مِن فَضلِ العالَمینَ،حَتّی فاقَ فَضلُهُم فَضلَ العالَمینَ جَمیعاً،أسأَلُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدِ،و أن تَکشِفَ عَنّی غَمّی وهَمّی وکَربی،وتَکفِیَنِی المُهِمَّ مِن اموری،وتَقضِیَ عَنّی دَینی،وتُجیرَنی مِنَ الفَقرِ وتُجیرَنی مِنَ الفاقَةِ، وتُغنِیَنی عَنِ المَسأَلَةِ إلَی المَخلوقینَ،وتَکفِیَنی هَمَّ مَن أخافُ هَمَّهُ،وجَورَ مَن أخافُ جَورَهُ،وعُسرَ مَن أخافُ عُسرَهُ،وحُزونَةَ (1)مَن أخافُ حُزونَتَهُ، وشَرَّ مَن أخافُ شَرَّهُ،ومَکرَ مَن أخافُ مَکرَهُ،وبَغیَ مَن أخافُ بَغیَهُ، وسُلطانَ مَن أخافُ سُلطانَهُ،وکَیدَ مَن أخافُ کَیدَهُ،ومَقدُرَةَ مَن أخافُ مَقدُرَتَهُ عَلَیَّ،وتَرُدَّ عَنّی کَیدَ الکَیَدَةِ ومَکَرَ المَکَرَةِ.
اللّهُمَّ،مَن أرادَنی فَأَرِدهُ،ومَن کادَنی فَکِدهُ،وَاصرِف عَنّی کَیدَهُ ومَکرَهُ وبَأسَهُ وأمانِیَّهُ،وَامنَعهُ عَنّی کَیفَ شِئتَ وأنّی شِئتَ.اللّهُمَّ اشغَلهُ عَنّی بِفَقرٍ لا تَجبُرُهُ،وبِبَلاءٍ لا تَستُرُهُ،وبِفاقَةٍ لا تَسُدُّها،وبِسُقمٍ لا تُعافیهِ،وذُلٍّ لا تُعِزُّهُ،وبِمَسکَنَةٍ لا تَجبُرُها.اللّهُمَّ اضرِب بِالذُّلِّ نُصبَ عَینَیهِ،وأدخِل عَلَیهِ الفَقرَ فی مَنزِلِهِ،وَالعِلَّةَ وَالسُّقمَ فی بَدَنِهِ،حَتّی تَشغَلَهُ عَنّی بِشُغُلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ،وأنسِهِ ذِکری کَما أنسَیتَهُ ذِکرَکَ،وخُذ عَنّی بِسَمعِهِ وبَصَرِهِ ولِسانِهِ ویَدِهِ ورِجلِهِ وقَلبِهِ وجَمیعِ جَوارِحِهِ،وأدخِل عَلَیهِ فی جَمیعِ ذلِکَ السُّقمَ ولا تَشفِهِ،حَتّی تَجعَلَ ذلِکَ لَهُ شُغُلاً شاغِلاً بِهِ عَنّی وعَن ذِکری.
وَاکفِنی یا کافِیَ ما لا یَکفی سِواکَ؛فَإِنَّکَ الکافی لا کافِیَ سِواکَ،ومُفَرِّجٌ لا
ص:132
مُفَرِّجَ سِواکَ،ومُغیثٌ لا مُغیثَ سِواکَ،وجارٌ لا جارَ سِواکَ،خابَ مَن کانَ جارُهُ سِواکَ،ومُغیثُهُ سِواکَ،ومَفزَعُهُ إلی سِواکَ،ومَهرَبُهُ إلی سِواکَ ومَلجَؤُهُ إلی غَیرِکَ،ومَنجاهُ مِن مَخلوقٍ غَیرِکَ،فَأَنتَ ثِقَتی ورَجائی ومَفزَعی ومَهرَبی ومَلجَئی ومَنجایَ،فَبِکَ أستَفتِحُ وبِکَ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أتَوَجَّهُ إلَیکَ وأتَوَسَّلُ وأتَشَفَّعُ.
فَأَسأَلُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،فَلَکَ الحَمدُ ولَکَ الشُّکرُ،وإلَیکَ المُشتَکی وأنتَ المُستَعانُ،فَأَسأَلُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،و أن تَکشِفَ عَنّی غَمّی وهَمّی وکَربی فی مَقامی هذا،کَما کَشَفتَ عَن نَبِیِّکَ هَمَّهُ وغَمَّهُ وکَربَهُ وکَفَیتَهُ هَولَ (1)عَدُوِّهِ، فَاکشِف عَنّی کَما کَشَفتَ عَنهُ،وفَرِّج عَنّی کَما فَرَّجتَ عَنهُ،وَاکفِنی کَما کَفَیتَهُ،وَاصرِف عَنّی هَولَ ما أخافُ هَولَهُ،ومَؤونَةَ ما أخافُ مَؤونَتَهُ،وهَمَّ ما أخافُ هَمَّهُ،بِلا مَؤونَةٍ عَلی نَفسی مِن ذلِکَ،وَاصرِفنی بِقَضاءِ حَوائِجی وکِفایَةِ ما أهَمَّنی هَمُّهُ مِن أمرِ آخِرَتی ودُنیایَ.
یا أمیرَ المُؤمِنینَ ویا أبا عَبدِ اللّهِ،عَلَیکُما مِنّی سَلامُ اللّهِ أبَداً ما بَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،ولا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِکُما،ولا فَرَّقَ بَینی وبَینَکُما.
اللّهُمَّ أحیِنی حَیاةَ مُحَمَّدٍ وذُرِّیَّتِهِ،وأمِتنی مَماتَهُم،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِهِم، وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم،ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَهُم طَرفَةَ عَینٍ أبَداً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
یا أمیرَ المُؤمِنینَ ویا أبا عَبدِ اللّهِ،أتَیتُکُما زائِراً ومُتَوَسِّلاً إلَی اللّهِ رَبّی ورَبِّکُما،ومُتَوَجِّهاً إلَیهِ بِکُما،ومُستَشفِعاً بِکُما إلَی اللّهِ تَعالی فی حاجَتی
ص:133
هذِهِ،فَاشفَعا لی؛فَإِنَّ لَکُما عِندَ اللّهِ المَقامَ المَحمودَ وَالجاهَ الوَجیهَ وَالمَنزِلَ الرَّفیعَ وَالوَسیلَةَ،إنّی أنقَلِبُ مِنکُما مُنتَظِراً لِتَنَجُّزِ الحاجَةِ وقَضائِها ونَجاحِها مِنَ اللّهِ بِشَفاعَتِکُما لی إلَی اللّهِ فی ذلِکَ،فَلا أخیبُ ولا یَکونُ مُنقَلَبی مُنقَلَباً خائِباً خاسِراً،بَل یَکونُ مُنقَلَبی مُنقَلَباً راجِحاً مُفلِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً بِقَضاءِ جَمیعِ الحَوائِجِ،وتَشَفَّعا لی إلَی اللّهِ.
أنقَلِبُ عَلی ما شاءَ اللّهُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،مُفَوِّضاً أمری إلَی اللّهِ، مُلجِئاً ظَهری إلَی اللّهِ،ومُتَوَکِّلاً عَلَی اللّهِ،وأقولُ حَسبِیَ اللّهُ وکَفی،سَمِعَ اللّهُ لِمَن دَعا،لَیسَ لی وَراءَ اللّهِ ووَراءَکُم یا سادَتی مُنتَهیً،ما شاءَ رَبّی کانَ وما لَم یَشَأ لَم یَکُن،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللّهِ،أستَودِعُکُمَا اللّهَ ولا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِنّی إلَیکُما.
انصَرَفتُ یا سَیِّدی یا أمیرَ المُؤمِنینَ ومَولایَ،وأنتَ یا أبا عَبدِ اللّهِ یا سَیِّدی، وسَلامی عَلَیکُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،واصِلٌ ذلِکَ إلَیکُما غَیرُ مَحجوبٍ عَنکُما سَلامی إن شاءَ اللّهُ،وأسأَلُهُ بِحَقِّکُما أن یَشاءَ ذلِکَ ویَفعَلَ فَإِنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ.
انقَلَبتُ یا سَیِّدی عَنکُما تائِباً حامِداً للّهِ ِ،شاکِراً راجِیاً لِلإِجابَةِ،غَیرَ آیِسٍ ولا قانِطٍ،آئِباً عائِداً راجِعاً إلی زِیارَتِکُما،غَیرَ راغِبٍ عَنکُما ولا عَن زِیارَتِکُما،بَل راجِعٌ عائِدٌ إن شاءَ اللّهُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.
یا سادَتی ! رَغِبتُ إلَیکُما وإلی زِیارَتِکُما بَعدَ أن زَهِدَ فیکُما وفی زِیارَتِکُما أهلُ الدُّنیا،فَلا خَیَّبَنِیَ اللّهُ ما رَجَوتُ وما أمَّلتُ فی زِیارَتِکُما إنَّهُ قَریبٌ مُجیبٌ.
ص:134
قالَ سَیفُ بنُ عَمیرَةَ:فَسَأَلتُ صَفوانَ،فَقُلتُ لَهُ:إنَّ عَلقَمَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَضرَمِیَّ لَم یَأتِنا بِهذا عَن أبی جَعفَرٍ علیه السّلام،إنَّما أتانا بِدُعاءِ الزَّیارَةِ.
فَقالَ صَفوانُ:وَرَدتُ مَعَ سَیِّدی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام إلی هذَا المَکانِ،فَفَعَلَ مِثلَ الَّذی فَعَلناهُ فی زِیارَتِنا،ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ عِندَ الوَداعِ بَعدَ أن صَلّی کَما صَلَّینا،ووَدَّعَ کَما وَدَّعنا.
ثُمَّ قالَ لی صَفوانُ:قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:تَعاهَد هذِهِ الزِّیارَةَ وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ وزُر بِهِ؛فَإِنّی ضامِنٌ عَلَی اللّهِ تَعالی لِکُلِّ مَن زارَ بِهذِهِ الزِّیارَةِ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ مِن قُربٍ أو بُعدٍ،أنَّ زِیارَتَهُ مَقبولَةٌ وسَعیَهُ مَشکورٌ وسَلامَهُ واصِلٌ غَیرُ مَحجوبٍ، وحاجَتَهُ مَقضِیَّةٌ مِنَ اللّهِ بالِغاً ما بَلَغَت ولا یُخَیِّبُهُ.
یا صَفوانُ،وَجَدتُ هذِهِ الزِّیارَةَ مَضمونَةً بِهذَا الضَّمانِ عَن أبی،وأبی عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهم السّلام مَضموناً بِهذَا الضَّمانِ عَنِ الحُسَینِ،وَالحُسَینُ عَن أخیهِ الحَسَنِ مَضموناً بِهذَا الضَّمانِ،وَالحَسَنُ عَن أبیهِ أمیرِ المُؤمِنینَ مَضموناً بِهذَا الضَّمانِ،وأمیرُ المُؤمِنینَ عَن رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله مَضموناً بِهذَا الضَّمانِ،ورَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السّلام مَضموناً بِهذَا الضَّمانِ،وجَبرئیلُ عَنِ اللّهِ عز و جل مَضموناً بِهذَا الضَّمانِ.
قَد آلَی اللّهُ عَلی نَفسِهِ عز و جل أنَّ مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام بِهذِهِ الزِّیارَةِ مِن قُربٍ أو بُعدٍ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ،قَبِلتُ مِنهُ زِیارَتَهُ وشَفَّعتُهُ فی مَسأَلَتِهِ بالِغاً ما بَلَغَ وأعطَیتُهُ سُؤلَهُ، ثُمَّ لا یَنقَلِبُ عَنّی خائِباً،وأقلِبُهُ مَسروراً قَریراً عَینُهُ بِقَضاءِ حاجَتِهِ،وَالفَوزِ بِالجَنَّةِ وَالعِتقِ مِنَ النّارِ،وشَفَّعتُهُ فی کُلِّ مَن شَفَعَ خَلا ناصِبٍ لَنا أهلَ البَیتِ،آلَی اللّهُ تَعالی بِذلِکَ عَلی نَفسِهِ وأشهَدَنا بِما شَهِدَت بِهِ مَلائِکَةُ مَلَکوتِهِ عَلی ذلِکَ.
ثُمَّ قالَ جَبرَئیلُ:یا رَسولَ اللّهِ،[إنَّ اللّهَ] (1)أرسَلَنی إلَیکَ سُروراً وبُشری لَکَ،
ص:135
وسُروراً وبُشری لِعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،وإلَی الأَئِمَّةِ مِن وُلدِکَ إلی یَومِ القِیامَةِ،فَدامَ یا مُحَمَّدُ سُرورُکَ وسُرورُ عَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالأَئِمَّةِ وشیعَتِکُم إلی یَومِ البَعثِ.
ثُمَّ قالَ صَفوانُ:قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:یا صَفوانُ،إذا حَدَثَ لَکَ إلَی اللّهِ حاجَةٌ فَزُر بِهذِهِ الزِّیارَةِ مِن حَیثُ کُنتَ،وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ وسَل رَبَّکَ حاجَتَکَ تَأتِکَ مِنَ اللّهِ، وَاللّهُ غَیرُ مُخلِفٍ وَعدَهُ رَسولَهُ صلّی اللّه علیه و آله بِمَنِّهِ وَالحَمدُ ِللّهِ. (1)
3514.مستدرک الوسائل: المَزارُ القَدیمُ عَن عَلقَمَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَضرَمِیِّ،عَن أبی جَعفَرٍ الباقِرِ علیه السّلام،قالَ:مَن أرادَ زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السّلام یَومَ عاشوراءَ -وهُوَ الیَومُ العاشِرُ مِنَ المُحَرَّمِ-فَیَظَلُّ فیهِ باکِیاً مُتَفَجِّعاً حَزیناً،لَقِیَ اللّهَ عز و جل بِثَوابِ ألفَی حَجَّةٍ وألفَی عُمرَةٍ وألفَی غَزوَةٍ،ثَوابُ کُلِّ حَجَّةٍ وعُمرَةٍ وغَزوَةٍ کَثَوابِ مَن حَجَّ وَاعتَمَرَ وغَزا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله ومَعَ الأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أجمَعینَ.
قالَ عَلقَمَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَضرَمِیُّ:قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السّلام:جُعِلتُ فِداکَ،فَما یَصنَعُ مَن کانَ فی بُعدِ البِلادِ وأقاصیها،ولَم یُمکِنهُ المَصیرُ إلَیهِ فی ذلِکَ الیَومَ؟
قالَ:«إذا کانَ فی ذلِکَ الیَومِ-یَعنی یَومَ عاشوراءَ-فَلیَغتَسِل مَن أحَبَّ مِن النّاسِ أن یَزورَهُ مِن أقاصِی البِلادِ أو قَریبِها،فَلیَبرُز إلَی الصَّحراءِ أو یَصعَدُ سَطحَ دارِهِ،
ص:136
فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ خَفیفَتَینِ یَقرَأُ فیهِما سورَةَ الإِخلاصِ،فَإِذا سَلَّمَ أومَأَ إلَیهِ بِالسَّلامِ، ویَقصِدُ إلَیهِ بِتَسلیمِهِ وإشارَتِهِ ونِیَّتِهِ إلَی الجِهَةِ الَّتی فیها أبو عَبدِ اللّهِ الحُسَینُ علیه السّلام،ثُمَّ تَقولُ وأنتَ خاشِعٌ مُستَکینٌ:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ البَشیرِ النَّذیرِ (1)،وَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةَ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خِیَرَةَ اللّهِ وَابنَ خِیَرَتِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ وَابنَ ثارِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوِترُ المَوتورُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الإِمامُ الهادِی الزَّکِیُّ،وعَلی أرواحٍ حَلَّت بِفِنائِکَ،وأقامَت فی جِوارِکَ،ووَفَدَت مَعَ زُوّارِکَ،السَّلامُ عَلَیکَ مِنّی ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ.فَلَقَد عَظُمَت بِکَ الرَّزِیَّةُ وجَلَّت فِی المُؤمِنینَ وَالمُسلِمینَ،وفی أهلِ السَّماواتِ وأهلِ الأَرَضینَ أجمَعینَ،فَإِنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،صَلَواتُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ وتَحِیّاتُهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ،وعَلی آبائِکَ الطَّیِّبینَ المُنتَجَبینَ،وعَلی ذُرِّیّاتِکُمُ الهُداةِ المَهدِیّینَ.
لَعَنَ اللّهُ امَّةً خَذَلَتکَ وتَرَکَت نُصرَتَکَ ومَعونَتَکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً أسَّسَت أساسَ الظُّلمِ لَکُم ومَهَّدَتِ الجَورَ عَلَیکُم،وطَرَّقَت إلی أذِیَّتِکُم وتَحَیُّفِکُم (2)،وجارَت ذلِکَ فی دِیارِکُم وأشیاعِکُم،بَرِئتُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وإلَیکُم یا ساداتی ومَوالِیَّ وأئِمَّتی مِنهُم ومِن أشیاعِهِم وأتباعِهِم،وأسأَلُ اللّهَ الَّذی أکرَمَ یا مَوالِیَّ مَقامَکُم،وشَرَّفَ مَنزِلَتَکُم وشَأنَکُم،أن یُکرِمَنی بِوِلایَتِکُم ومَحَبَّتِکُم
ص:137
وَالاِئتِمامِ بِکُم،وَالبَراءَةِ مِن أعدائِکُم،وأسأَلُ اللّهَ البَرَّ الرَّحیمَ أن یَرزُقَنی مَوَدَّتَکُم،و أن یُوَفِّقَنی لِلطَّلَبِ بِثارِکُم مَعَ الإِمامِ المُنتَظَرِ الهادی مِن آلِ مُحَمَّدٍ،و أن یَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،و أن یُبَلِّغَنِی المَقامَ المَحمودَ لَکُم عِندَ اللّهِ،وأسأَلُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ بِحَقِّکُم وبِالشَّأنِ الَّذی جَعَلَ اللّهُ لَکُم أن یُعطِیَنی بِمُصابی بِکُم أفضَلَ ما أعطی مُصاباً بِمُصیبَةٍ،إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،یا لَها مِن مُصیبَةٍ ما أفجَعَها وأنکاها لِقُلوبِ المُؤمِنینَ وَالمُسلِمینَ، فَإِنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی فی مَقامی مِمَّن تَنالُهُ مِنکَ صَلاةٌ ورَحمَةٌ ومَغفِرَةٌ،وَاجعَلنی عِندَکَ وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبینَ، فَإِنّی أَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ.
اللّهُمَّ وإنّی أَتَوَسَّلُ وأتَوَجَّهُ بِصَفوَتِکَ مِن خَلقِکَ،وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وَالطَّیِّبینَ مِن ذُرِّیَّتِهِما،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل مَحیایَ مَحیاهُم ومَماتی مَماتَهُم،ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ.
اللّهُمَّ وهذا یَومٌ تُجَدِّدُ فیهِ النَّقِمَةَ وتُنَزِّلُ فیهِ اللَّعنَةَ عَلَی اللَّعینِ یَزیدَ وعَلی آلِ یَزیدَ،وعَلی آلِ زیادٍ وعُمَرَ بنِ سَعدٍ وَالشِّمرِ،اللّهُمَّ العَنهُم وَالعَن مَن رَضِیَ بِقَولِهِم وفِعلِهِم،مِن أوَّلٍ وآخِرٍ لَعناً کَثیراً،وأصلِهِم حَرَّ نارِکَ،وأسکِنهُم جَهَنَّمَ وساءَت مَصیراً،وأوجِب عَلَیهِم وعَلی کُلِّ مَن شایَعَهُم وبایَعَهُم وتابَعَهُم وساعَدَهُم ورَضِیَ بِفِعلِهِم،وَافتَح لَهُم وعَلَیهِم وعَلی کُلِّ مَن رَضِیَ بِذلِکَ،لَعَناتِکَ الَّتی لَعَنتَ بِها کُلَّ ظالِمٍ،وکُلَّ غاصِبٍ وکُلَّ جاحِدٍ وکُلَّ کافِرٍ وکُلَّ مُشرِکٍ وکُلَّ شَیطانٍ رَجیمٍ وکُلَّ جَبّارٍ عَنیدٍ.
ص:138
اللّهُمَّ العَن یَزیدَ وآلَ یَزیدَ وبَنی مَروانَ جَمیعاً،اللّهُمَّ وضَعِّف غَضَبَکَ وسَخَطَکَ وعَذابَکَ ونَقِمَتَکَ عَلی أوَّلِ ظالِمٍ ظَلَمَ أهلَ بَیتِ نَبِیِّکَ،اللّهُمَّ وَالعَن جَمیعَ الظّالِمینَ لَهُم،وَانتَقِم مِنهُم إنَّکَ ذو نَقِمَةٍ مِنَ المُجرِمینَ.
اللّهُمَّ وَالعَن أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ بَیتِ مُحَمَّدٍ،وَالعَن أرواحَهُم ودِیارَهُم وقُبورَهُم،وَالعَنِ اللّهُمَّ العِصابَةَ الَّتی نازَلَتِ الحُسَینَ ابنَ بِنتِ نَبِیِّکَ وحارَبَتهُ، وقَتَلَت أصحابَهُ وأنصارَهُ وأعوانَهُ وأولِیاءَهُ وشیعَتَهُ ومُحِبّیهِ وأهلَ بَیتِهِ وذُرِّیَّتَهُ،وَالعَنِ اللّهُمَّ الَّذینَ نَهَبوا مالَهُ وسَبَوا حَریمَهُ ولَم یَسمَعوا کَلامَهُ ولا مَقالَهُ،اللّهُمَّ وَالعَن کُلَّ مَن بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ وَالخَلائِقِ أجمَعینَ إلی یَومِ الدّینِ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ الحُسَینُ،وعَلی مَن ساعَدَکَ وعاوَنَکَ وواساکَ بِنَفسِهِ وبَذَلَ مُهجَتَهُ فِی الذَّبِّ عَنکَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ وعَلَیهِم وعَلی روحِکَ وعَلی أرواحِهِم وعَلی تُربَتِکَ وعَلی تُربَتِهِم،اللّهُمَّ لَقِّهِم رَحمَةً ورِضواناً و رَوحاً ورَیحاناً،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ یَابنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ ویَابنَ سَیَّدِ الوَصِیّینَ ویَابنَ سَیِّدَةَ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا شَهیدُ یَابنَ الشَّهیدِ،اللّهُمَّ بَلِّغهُ عَنّی فی هذِهِ السّاعَةِ وفی هذَا الیَومِ وفی هذَا الوَقتِ وکُلِّ وَقتٍ تَحِیَّةً وسَلاماً.
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ العالَمینَ وعَلَی المُستَشهَدینَ مَعَکَ سَلاماً مُتَّصِلاً مَا اتَّصَلَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَی العَبّاسِ بنِ أمیرِ المُؤمِنینَ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَی الشُّهَداءِ مِن وُلدِ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَی الشُّهَداءِ مِن وُلدِ جَعفَرٍ وعَقیلٍ،السَّلامُ عَلی کُلِّ مُستَشهَدٍ مِنَ المُؤمِنینَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ
ص:139
وآلِ مُحَمَّدٍ،وبَلِّغهُم عَنّی تَحِیَّةً.
السَّلامُ عَلَیکَ یا رَسولَ اللّهِ،وعَلَیکَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أحسَنَ اللّهُ لَکَ العَزاءَ فی وَلَدِکَ الحُسَینِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا أبَا الحَسَنِ یا أمیرَ المُؤمِنینَ وعَلَیکَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أحسَنَ اللّهُ لَکَ العَزاءَ فی وَلَدِکَ الحُسَینِ.السَّلامُ عَلَیکِ یا فاطِمَةُ یا بِنتَ رَسولِ رَبِّ العالَمینَ وعَلَیکِ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أحسَنَ اللّهُ لَکِ العَزاءَ فی وَلَدِکِ الحُسَینِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنُ وعَلَیکَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أحسَنَ اللّهُ لَکَ العَزاءَ فی أخیکَ الحُسَینِ.السَّلامُ عَلی أرواحِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أحسَنَ اللّهُ لَهُمُ العَزاءَ فی مَولاهُمُ الحُسَینِ،اللّهُمَّ اجعَلنا مِنَ الطّالِبینَ بِثَأرِهِ مَعَ إمامٍ عَدلٍ تُعِزُّ بِهِ الإِسلامَ وأهلَهُ یا رَبَّ العالَمینَ.
ثُمَّ اسجُد وقُل:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما نابَ مِن خَطبٍ،ولَکَ الحَمدُ عَلی کُلِّ أمرٍ،وإلَیکَ المُشتَکی فی عَظیمِ المُهِمّاتِ بِخِیَرَتِکَ وأولِیائِکَ،وذلِکَ لِما أوجَبتَ لَهُم مِنَ الکَرامَةِ وَالفَضلِ الکَثیرِ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنی شَفاعَةَ الحُسَینِ یَومَ الوُرودِ،وَالمَقامَ المَشهودَ،وَالحَوضَ المَورودَ،وَاجعَل لی قَدَمَ صِدقٍ عِندَکَ مَعَ الحُسَینِ وأصحابِ الحُسَینِ الَّذینَ واسَوهُ بِأَنفُسِهِم، وبَذَلوا دونَهُ مُهَجَهُم،وجاهَدوا مَعَهُ أعداءَکَ ابتِغاءَ مَرضاتِکَ ورَجائِکَ، وتَصدیقاً بِوَعدِکَ وخَوفاً مِن وَعیدِکَ،إنَّکَ لَطیفٌ لِما تَشاء یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
قالَ الصّادِقُ علیه السّلام:هذِهِ الزِّیارَةُ یُزارُ بِهَا الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ مِن عِندِ رَأسِ أمیرِ
ص:140
المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أجمَعینَ.
قالَ عَلقَمَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَضرَمِیُّ عَن أبی جَعفَرٍ علیه السّلام:إنِ استَطَعتَ یا عَلقَمَةُ أن تَزورَهُ فی کُلِّ یَومٍ بِهذِهِ الزِّیارَةِ فی دارِکَ وناحِیَتِکَ وحَیثُ کُنتَ مِنَ البِلادِ فی أرضِ اللّهِ فَافعَل ذلِکَ،ولَکَ ثَوابُ جَمیعِ ذلِکَ،فَاجتَهِدوا فِی الدُّعاءِ عَلی قاتِلِهِ وعَدُوِّهِ، ویَکونُ فی صَدرِ النَّهارِ قَبلَ الزَّوالِ.
یا عَلقَمَةُ،وَاندُبُوا الحُسَینَ علیه السّلام.... (1)
راجع:ص 215 (الفصل الثالث عشر/الزیارة الاُولی بروایة المزار الکبیر).
ص:141
ص:142
دراسة حول سند زیارة عاشوراء (1)
بغضّ النظر عن التأییدات الغیبیة الواردة بطرقٍ معتبرة حول زیارة عاشوراء،والتی هی بحدّ ذاتها تعتبر دلیلاً علی اعتبار هذه الزیارة الشریفة،فإنّ السند المذکور فی مصباح المتهجّد فی ذیل هذه الزیارة والذی یبدأ بقوله:«روی محمّد بن خالد الطیالسی»سندٌ صحیح.
فبعد أن نقل زیارة سیّد الشهداء علیه السّلام عن علقمة قال:
رَوی مُحَمَّدُ بنُ خالِدٍ الطَّیالِسِیُّ عَن سَیفِ بنِ عَمیرَةَ،قالَ:خَرَجتُ مَعَ صَفوانَ بنِ مِهرانَ الجَمّالِ-وعِندَنا جَماعَةٌ مِن أصحابِنا-إلَی الغَرِیِّ...فَلَمّا فَرَغنا مِنَ الزِّیارَةِ صَرَفَ صَفوانُ وَجهَهُ إلی ناحِیَةِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام فَقالَ لَنا:
تَزورونَ (نَزورُ خ.ل) الحُسَینَ علیه السّلام مِن هذَا المَکانِ مِن عِندِ رَأسِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام مِن هاهُنا.أومَأَ إلَیهِ أبو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ علیه السّلام وأنَا مَعَهُ.
قالَ:فَدَعا صَفوانُ بِالزِّیارَةِ الَّتی رَواها عَلقَمَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَضرَمِیُّ عَن أبی جَعفَرٍ علیه السّلام فی یَومِ عاشوراءَ. (2)
ص:143
وظاهر هذه العبارة أنّ الإمام الصادق علیه السّلام أومأ إلی الإمام سیّد الشهداء بنفس الزیارة التی رواها علقمة عن الإمام الباقر علیه السّلام وزاره بهذه الزیارة.
وفی هذا الطریق لا کلام فی وثاقة سیف بن عمیرة وصفوان بن مهران،وإنّما الکلام فی أمرین: أحدهما: فی الطریق إلی محمّد بن خالد الطیالسی. وثانیهما: فی وثاقة محمّد بن خالد نفسه.
یمکن إثبات اعتبار هذا الطریق من خلال سبیلین هما:
السبیل الأوّل:إنّ الشیخ عبّر بقوله:«روی محمّدُ بن خالد»ولم یعبّر بقوله:
«رُوِی عن محمّدِ بن خالد» (1)،وظاهر هذا التعبیر ثبوتُ نسبة الروایة إلی محمّد بن خالد الطیالسی عنده،و هذا کافٍ فی اعتبار السند من هذه الجهة.
السبیل الثانی:الظاهر أنّ هذا الحدیث مأخوذ من کتاب محمّد بن خالد الطیالسی،وقد نسب الشیخ إلیه کتاباً فی الفهرست ، (2)ورواه عنه بالطریق التالی:
«الحسین بن عبید اللّه (الغضائری)،عن أحمد بن محمّد بن یحیی العطّار،عن أبیه، عن محمّد بن علیّ بن محبوب،عنه».
وهؤلاء کلّهم من کبار الإمامیة ومعتمدیهم،وأحمد بن محمّد بن یحیی العطّار من مشایخ الإجازة،ومشایخ الإجازة فی غنیً عن التوثیق حسب
ص:144
التحقیق.
هناک عدّة امور تدلّ علی وثاقة محمّد بن خالد الطیالسی،وهی:
الأوّل: روایة محمّد بن علیّ بن محبوب-وهو من أعیان الطائفة-عن الطیالسی کتابه، (1)وهو دلیل علی اعتماده علیه.
الثانی: وقوع الطیالسی فی طریق کبار الأصحاب إلی کتب جماعة نشیر فیما یلی إلی عدد منهم:
فمن هؤلاء المؤلّفین:سیف بن عمیرة.
روی کتابه أبو طاهر محمّد بن سلیمان الزراری-جدّ أبی غالب الزراری- ومحمّد بن جعفر الرزّاز-وهما من الأجلّاء وثقات مشایخ الإمامیة (2)-عن محمّد بن خالد الطیالسی،عن سیف بن عمیرة. (3)وهو دلیل علی اعتماد أبی طاهر والرزّاز علی الطیالسی.
ومنهم:عاصم بن حمید،والعلاء بن رزین،وإسماعیل بن عبدالخالق.
فروی أبو طاهر-جدّ أبی غالب الزراری-کتب هؤلاء عن محمّد بن خالد الطیالسی،عنهم. (4)
ومنهم:رزیق بن الزبیر
روی کتابه عبد اللّه بن جعفر الحمیری،عن محمّد بن خالد الطیالسی،عنه. (5)
ص:145
وأیضاً فقد روی حمید بن زیاد-الّذی وثّقه الشیخ والنجاشی مع کونه واقفیّاً (1)- اصولاً کثیرة عن محمّد بن خالد الطیالسی. (2)
الثالث: روایة الکثیر من الأجلّاء والثقات عنه، (3)فقد روی عنه-مضافاً إلی من تقدّم ذکره-حمدان بن أحمد القلانسی، (4)وسعد بن عبد اللّه،وسلمة بن الخطّاب -الّذی هو ثقة علی الأظهر (5)-وابنه عبد اللّه بن محمّد بن خالد الطیالسی، (6)وعلیّ بن إبراهیم،وعلیّ بن سلیمان الزراری، (7)ومحمّد بن الحسن الصفّار، (8)ومعاویة بن حکیم.
فهذه الاُمور هی من أقوی الأمارات علی وثاقة محمّد بن خالد الطیالسی، بالإضافة إلی أنّه لم یرد فیه جرح حتّی من ابن الغضائری الّذی نُقل عنه جرح الکثیر من الثقات،فلا ینبغی التأمّل فی وثاقة محمّد بن خالد الطیالسی.
ص:146
فتحصّل ممّا ذکرنا أنّ هذا الطریقَ لزیارة عاشوراء طریقٌ صحیحٌ.
3515.الإقبال: ذِکرُ الزِّیارَةِ فی یَومِ عاشوراءَ مِن کِتابِ«المُختَصَرُ مِنَ المُنتَخَبِ».
فَقالَ علیه السّلام ما هذا لَفظُهُ:ثُمَّ تَتَأَهَّبُ لِلزِّیارَةِ فَتَبدَأُ فَتَغتَسِلُ وتَلبَسُ ثَوبَینِ طاهِرَینِ، وتَمشی حافِیاً إلی فَوقِ سَطحِکَ أو فَضاءٍ مِنَ الأَرضِ،ثُمَّ تَستَقبِلُ القِبلَةَ فَتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ أمینِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ النَّبِیّینَ وأمیرِ المُؤمِنینَ،وسَیِّدِ الوَصِیّینَ،وأفضَلِ السّابِقینَ،وسِبطِ خاتَمِ المُرسَلینَ،وکَیفَ لا تَکونُ کَذلِکَ سَیِّدی،وأنتَ إمامُ الهُدی وحَلیفُ التُّقی وخامِسُ أصحابِ الکِساءِ،رُبّیتَ فی حِجرِ الإِسلامِ،ورَضَعتَ مِن ثَدیِ الإِیمانِ،فَطِبتَ حَیّاً ومَیِّتاً.
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الحَسَنِ الزَّکِیِّ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ الشَّهیدُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوَصِیُّ البَرُّ التَّقِیُّ الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ وأناخَت بِساحَتِکَ، وجاهَدَت فِی اللّهِ مَعَکَ،وشَرَت نَفسَهَا ابتِغاءَ مَرضاةِ اللّهِ فیکَ،السَّلامُ عَلَی المَلائِکَةِ المُحدِقینَ بِکَ.
أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأشهَدُ أنَّ أباکَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ أمیرُ المُؤمِنینَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وسَیِّدُ الوَصِیّینَ وقائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلینَ،إمامٌ افتَرَضَ اللّهُ طاعَتَهُ عَلی خَلقِهِ،وکَذلِکَ أخوکَ الحَسَنُ بنُ عَلِیٍّ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ
ص:147
وآلِهِ،وکَذلِکَ أنتَ وَالأَئِمَّةُ مِن وُلدِکَ.
أشهَدُ أنَّکُم أقَمتُمُ الصَّلاةَ وآتَیتُمُ الزَّکاةَ،وأمَرتُم بِالمَعروفِ ونَهَیتُم عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتُم فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّی أتاکُمُ الیَقینُ مِن وَعدِهِ،فَاُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُکُم أنّی بِاللّهِ مُؤمِنٌ وبِمُحَمَّدٍ مُصَدِّقٌ وبِحَقِّکُم عارِفٌ،وأشهَدُ أنَّکُم قَد بَلَّغتُم عَنِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ما أمَرَکُم بِهِ،وعَبَدتُموهُ حَتّی أتاکُمُ الیَقینُ.
بِأَبی واُمّی أنتَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن أمَرَ بِقَتلِکَ، لَعَنَ اللّهُ مَن شایَعَ عَلی ذلِکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ،أشهَدُ أنَّ الَّذینَ سَفَکوا دَمَکَ وَانتَهَکوا حُرمَتَکَ وقَعَدوا عَن نُصرَتِکَ مِمَّن دَعاکَ فَأَجَبتَهُ؛ مَلعونونَ عَلی لِسانِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ.
یا سَیِّدی ومَولایَ،إن کانَ لَم یُجِبکَ بَدَنی عِندَ استِغاثَتِکَ،فَقَد أجابَکَ رَأیی وهَوایَ،أنَا أشهَدُ أنَّ الحَقَّ مَعَکَ،وأنَّ مَن خالَفَکَ عَلی ذلِکَ باطِلٌ،فَیا لَیتَنی کُنتُ مَعَکُم فَأَفوزَ فَوزاً عَظیماً.
فَأَسأَلُکَ یا سَیِّدی أن تَسأَلَ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ فی ذُنوبی،و أن یُلحِقَنی بِکُم وبِشیعَتِکُم،و أن یَأذَنَ لَکُم فِی الشَّفاعَةِ و أن یُشَفِّعَکُم فی ذُنوبی،فَإِنَّهُ قالَ جَلَّ ذِکرُهُ: «مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ» 1
.صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلی آبائِکَ وأولادِکَ وَالمَلائِکَةِ المُقیمینَ فی حَرَمِکَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلَیهِم أجمَعینَ، وعَلَی الشُّهَداءِ الَّذینَ استُشهِدوا مَعَکَ وبَینَ یَدَیکَ.
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلَیهِم وعَلی وَلَدِکَ عَلِیٍّ الأَصغَرِ الَّذی فُجِعتَ بِهِ.
ثُمَّ تَقولُ:
ص:148
اللّهُمَّ إنّی بِکَ تَوَجَّهتُ إلَیکَ،وقَد تَحَرَّمتُ بِمُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ،وتَوَجَّهتُ بِهِم إلَیکَ،وَاستَشفَعتُ بِهِم إلَیکَ،وتَوَسَّلتُ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لِتَقضِیَ عَنّی مُفتَرَضی ودَینی،وتُفَرِّجَ غَمّی،وتَجعَلَ فَرَجی مَوصولاً بِفَرَجِهِم.
ثُمَّ امدُد یَدَیکَ حَتّی تُرِیَ (1)بَیاضَ إبطَیکَ،وقُل:
یا اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ لا تَهتِک سِتری،ولا تُبدِ عَورَتی،وآمِنَ رَوعَتی،وأقِلنی عَثرَتی،اللّهُمَّ اقلِبنی مُفلِحاً مُنجِحاً قَد رَضیتَ عَمَلی وَاستَجَبتَ دَعوَتی یا اللّهُ الکَریمُ.
ثُمَّ تَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ.
ثُمَّ تَبدَأُ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلی فاطِمَةَ الزَّهراءِ،السَّلامُ عَلَی الحَسَنِ الزَّکِیِّ،السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ الصِّدّیقِ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ، السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ،السَّلامُ عَلی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ،السَّلامُ عَلی موسَی بنِ جَعفَرٍ،السَّلامُ عَلَی الرِّضا عَلِیِّ بنِ موسی،السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ، السَّلامُ عَلی عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ،السَّلامُ عَلَی الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ،السَّلامُ عَلَی الإِمامِ القائِمِ بِحَقِّ اللّهِ وحُجَّةِ اللّهِ فی أرضِهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی آبائِهِ الرّاشِدینَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً.
ثُمَّ تُصَلّی سِتَّ رَکَعاتٍ مَثنی مَثنی،تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ فاتِحَةَ الکِتابِ مَرَّةً و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» مِئَةَ مَرَّةٍ،وتَقولُ بَعدَ فَراغِکَ مِن ذلِکَ:
ص:149
اللّهُمَّ یا اللّهُ،یا رَحمانُ یا رَحمانُ،یا عَلِیُّ یا عَظیمُ،یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا فَردُ یا وَترُ،یا سَمیعُ یا عَلیمُ یا عالِمُ،یا کَبیرُ یا مُتَکَبِّرُ،یا جَلیلُ یا جَمیلُ، یا حَلیمُ یا قَوِیُّ،یا عَزیزُ یا مُتَعَزِّزُ،یا مُؤمِنُ یا مُهَیمِنُ،یا جَبّارُ یا عَلِیُّ یا مُعینُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ یا تَوّابُ،یا باعِثُ یا وارِثُ،یا حَمیدُ یا مَجیدُ، یا مَعبودُ یا مَوجودُ،یا ظاهِرُ یا باطِنُ،یا أوَّلُ یا آخِرُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ، یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،ویا ذَا العِزَّةِ وَالسُّلطانِ.
أسأَلُکَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ یا اللّهُ،وبِحَقِّ أسمائِکَ کُلِّها،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،و أن تُفَرِّجَ عَنّی کُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ وکَربٍ وضُرٍّ وضیقٍ أنَا فیهِ،وتَقضِیَ عَنّی دَینی وتُبَلِّغَنی امنِیَّتی وتُسَهِّلَ لی مَحَبَّتی،وتُیَسِّرَ لی إرادَتی،وتوصِلَنی إلی بُغیَتی سَریعاً عاجِلاً،وتُعطِیَنی سُؤلی ومَسأَلَتی،وتَزیدَنی فَوقَ رَغبَتی، وتَجمَعَ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)
3516.المزار للمفید: رُوِیَ عَن أبی مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ [العَسکَرِیِّ] علیه السّلام أنَّهُ قالَ:عَلاماتُ المُؤمِنِ خَمسٌ:صَلاةُ الإِحدی وَالخَمسینَ،وزِیارَةُ الأَربَعینَ،وَالتَّخَتُّمُ فِی الیَمینِ، وتَعفیرُ الجَبینِ،وَالجَهرُ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ. (2)
ص:150
3517.تهذیب الأحکام عن صفوان بن مهران الجمّال: قالَ لی مَولایَ الصّادِقُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ فی زِیارَةِ الأَربَعینَ:تَزورُ عِندَ ارتِفاعِ النَّهارِ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلی وَلِیِّ اللّهِ وحَبیبِهِ،السَّلامُ عَلی خَلیلِ اللّهِ ونَجیبِهِ،السَّلامُ عَلی صَفِیِّ اللّهِ وَابنِ صَفِیِّهِ،السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ المَظلومِ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلی أسیرِ الکُرُباتِ وقَتیلِ العَبَراتِ.
اللّهُمَّ إنّی أشهَدُ أنَّهُ وَلِیُّکَ وَابنُ وَلِیِّکَ،وصَفِیُّکَ وَابنُ صَفِیِّکَ،الفائِزُ بِکَرامَتِکَ،أکرَمتَهُ بِالشَّهادَةِ وحَبَوتَهُ (1)بِالسَّعادَةِ وَاجتَبَیتَهُ بِطیبِ الوِلادَةِ، وجَعَلتَهُ سَیِّداً مِنَ السّادَةِ وقائِداً مِنَ القادَةِ وذائِداً (2)مِنَ الذّادَةِ،وأعطَیتَهُ مَواریثَ الأَنبِیاءِ،وجَعَلتَهُ حُجَّةً عَلی خَلقِکَ مِنَ الأَوصِیاءِ،فَأَعذَرَ فِی الدُّعاءِ،ومَنَحَ النُّصحَ وبَذَلَ مُهجَتَهُ فیکَ لِیَستَنقِذَ عِبادَکَ مِنَ الجَهالَةِ وحَیرَةِ الضَّلالَةِ.
وقَد تَوازَرَ عَلَیهِ مَن غَرَّتهُ الدُّنیا وباعَ حَظَّهُ بِالأَرذَلِ الأَدنی،وشَری آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الأَوکَسِ (3)،وتَغَطرَسَ (4)وتَرَدّی فی هَواهُ (5)،وأسخَطَ نَبِیَّکَ وأطاعَ مِن عِبادِکَ أهلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وحَمَلَةَ الأَوزارِ المُستَوجِبینَ النّارَ،فَجاهَدَهُم فیکَ صابِراً مُحتَسِباً،حَتّی سُفِکَ فی طاعَتِکَ دَمُهُ وَاستُبیحَ حَریمُهُ،اللّهُمَّ
ص:151
فَالعَنهُم لَعناً وَبیلاً وعَذِّبهُم عَذاباً ألیماً (1).
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ الأَوصِیاءِ،أشهَدُ أنَّکَ أمینُ اللّهِ وَابنُ أمینِهِ،عِشتَ سَعیداً ومَضَیتَ حَمیداً ومِتَّ فَقیداً مَظلوماً شَهیداً،وأشهَدُ أنَّ اللّهَ مُنجِزٌ ما وَعَدَکَ ومُهلِکٌ مَن خَذَلَکَ ومُعَذِّبٌ مَن قَتَلَکَ، وأشهَدُ أنَّکَ وَفَیتَ بِعَهدِ اللّهِ وجاهَدتَ فی سَبیلِهِ حَتّی أتاکَ الیَقینُ،فَلَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن ظَلَمَکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً سَمِعَت بِذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ.
اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ أنّی وَلِیٌّ لِمَن والاهُ وعَدُوٌّ لِمَن عاداهُ،بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ کُنتَ نوراً فِی الأَصلابِ الشّامِخَةِ وَالأَرحامِ الطّاهِرَةِ، لَم تُنَجِّسکَ الجاهِلِیَّةُ بِأَنجاسِها ولَم تُلبِسکَ المُدلَهِمّاتِ (2)مِن ثِیابِها،وأشهَدُ أنَّکَ مِن دَعائِمِ الدّینِ وأرکانِ المُسلِمینَ ومَعقِلِ المُؤمِنینَ،وأشهَدُ أنَّکَ الإِمامُ البَرُّ التَّقِیُّ الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ الهادِی المَهدِیُّ،وأشهَدُ أنَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِکَ کَلِمَةُ التَّقوی وأعلامُ الهُدی وَالعُروَةُ الوُثقی وَالحُجَّةُ عَلی أهلِ الدُّنیا،وأشهَدُ أنّی بِکُم مُؤمِنٌ وبِإِیابِکُم موقِنٌ،بِشَرائِعِ دینی وخَواتیمِ عَمَلی،وقَلبی لِقَلبِکُم سِلمٌ وأمری لِأَمرِکُم مُتَّبِعٌ ونُصرَتی لَکُم مُعَدَّةٌ،حَتّی یَأذَنَ اللّهُ لَکُم،فَمَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم وعَلی أرواحِکُم وأجسادِکُم وشاهِدِکُم وغائِبِکُم وظاهِرِکُم وباطِنِکُم،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.
وتُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَدعو بِما أحبَبتَ وتَنصَرِفُ. (3)
ص:152
3518.الإقبال: وَجَدتُ لِهذِهِ الزِّیارَةِ وَداعاً یَختَصُّ بِها،وهُوَ أن تَقِفَ قُدّامَ الضَّریحِ وتَقولَ:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عَلِیٍّ المُرتَضی وَصِیِّ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الحَسَنِ الزَّکِیِّ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ فی أرضِهِ وشاهِدَهُ عَلی خَلقِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ الشَّهیدَ.السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ،أشهَدُ أنَّکَ أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتَ فی سَبیلِ اللّهِ حَتّی أتاکَ الیَقینُ،أشهَدُ أنَّکَ عَلی بَیِّنَةٍ مِن رَبِّکَ.
أتَیتُکَ-یا مَولایَ-زائِراً وافِداً راغِباً مُقِرّاً لَکَ بِالذُّنوبِ،هارِباً إلَیکَ مِنَ الخَطایا،لِتَشفَعَ لی عِندَ رَبِّکَ،یَابنَ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ حَیّاً ومَیِّتاً، فَإِنَّ لَکَ عِندَ اللّهِ مَقاماً مَعلوماً وشَفاعَةً مَقبولَةً،لَعَنَ اللّهُ مَن ظَلَمَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن حَرَمَکَ وغَصَبَ حَقَّکَ،لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن خَذَلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن دَعَوتَهُ (1)فَلَم یُجِبکَ ولَم یُعِنکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن مَنَعَکَ مِن حَرَمِ اللّهِ وحَرَمِ رَسولِهِ وحَرَمِ أبیکَ وأخیکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن مَنَعَکَ مِن شُربِ ماءِ الفُراتِ، لَعناً کَثیراً یَتبَعُ بَعضُها بَعضاً. «اَللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْکُمُ بَیْنَ عِبادِکَ فِی ما کانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ » 2 ، «وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ» 3 ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِهِ
ص:153
وَارزُقنیهِ أبَداً ما بَقیتُ وحَییتُ یا رَبِّ،وإن مِتُّ فَاحشُرنی فی زُمرَتِهِ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ .
وأمّا زِیارَةُ العَبّاسِ ابنِ مَولانا أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام وزِیارَةُ الشُّهَداءِ مَعَ مَولانَا الحُسَینِ علیه السّلام،فَتَزورُهُم فی هذَا الیَومِ بِما قَدَّمناهُ مِن زِیارَتِهِم فی یَومِ عاشوراءَ،وإن شاءَ بِغَیرِها مِن زِیاراتِهِمُ المَنقولَةِ عَنِ الأَصفِیاء (1).
3519.مصباح الزائر عن عطا: کُنتُ مَعَ جابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ یَومَ العِشرینَ مِن صَفَرٍ،فَلَمّا وَصَلنَا الغاضِرِیَّةَ (2)اغتَسَلَ فی شَریعَتِها ولَبِسَ قَمیصاً کانَ مَعَهُ طاهِراً،ثُمَّ قالَ لی:أمَعَکَ شَیءٌ مِنَ الطّیبِ (3)یا عَطا؟قُلتُ:مَعی سُعدٌ (4)،فَجَعَلَ مِنهُ عَلی رَأسِهِ وسائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ مَشی حافِیاً حَتّی وَقَفَ عِندَ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام،وکَبَّرَ ثَلاثاً ثُمَّ خَرَّ مَغشِیّاً عَلَیهِ، فَلَمّا أفاقَ سَمِعتُهُ یَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکُم یا آلَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا صَفوَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا خِیَرَةَ اللّهِ مِن خَلقِهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا سادَةَ السّاداتِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا لُیوثَ الغاباتِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا سَفینَةَ النَّجاةِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ص:154
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عِلمِ الأَنبِیاءِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إسماعیلَ ذَبیحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ.
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ مُحَمَّدٍ المُصطَفی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عَلِیٍّ المُرتَضی، السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا شَهیدُ یَابنَ الشَّهیدِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا قَتیلَ بنَ القَتیلِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وَابنَ وَلِیِّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ عَلی خَلقِهِ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وبَرَرتَ والِدَیکَ،وجاهَدتَ عَدُوَّکَ.
أشهَدُ أنَّکَ تَسمَعُ الکَلامَ وتَرُدُّ الجَوابَ،وأنَّکَ حَبیبُ اللّهِ وخَلیلُهُ ونَجیبُهُ وصَفِیُّهُ وَابنُ صَفِیِّهِ،زُرتُکَ مُشتاقاً فَکُن لی شَفیعاً إلَی اللّهِ،یا سَیِّدی أستَشفِعُ إلَی اللّهِ بِجَدِّکَ سَیِّدِ النَّبِیّینَ،وبِأَبیکَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،وبِاُمِّکَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلیکَ وظالِمیکَ وشانِئیکَ ومُبغِضیکَ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ.
ثُمَّ انحَنی عَلَی القَبرِ ومَرَّغَ خَدَّیهِ عَلَیهِ،وصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،ثُمَّ جاءَ إلی قَبرِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهما السّلام فَقالَ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ ! لَعَنَ اللّهُ قاتِلَکَ،لَعَنَ اللّهُ ظالِمَکَ،أتَقَرَّبُ إلَی اللّهِ بِمَحَبَّتِکُم،وأبرَأُ إلَی اللّهِ مِن عَدُوِّکُم.
ثُمَّ قَبَّلَهُ وصَلّی رَکعَتَینِ،وَالتَفَتَ إلی قُبورِ الشُّهَداءِ فَقالَ:
السَّلامُ عَلَی الأَرواحِ المُنیخَةِ بِقَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا شیعَةَ اللّهِ
ص:155
وشیعَةَ رَسولِهِ وشَیعَةَ أمیرِ المُؤمِنینَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا طاهِرونَ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَهدِیّونَ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أبرارُ،السَّلامُ عَلَیکُم وعَلی مَلائِکَةِ اللّهِ الحافّینَ بِقُبورِکُم،جَمَعَنِیَ اللّهُ وإیّاکُم فی مُستَقَرِّ رَحمَتِهِ تَحتَ عَرشِهِ.
ثُمَّ جاءَ إلی قَبرِ العَبّاسِ بنِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیهما السّلام،فَوَقَفَ عَلَیهِ وقالَ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبَا القاسِمِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا عَبّاسَ بنَ عَلِیٍّ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،أشهَدُ لَقَد بالَغتَ فِی النَّصیحَةِ وأدَّیتَ الأَمانَةَ، وجاهَدتَ عَدُوَّکَ وعَدُوَّ أخیکَ،فَصَلَواتُ اللّهِ عَلی روحِکَ الطَّیِّبَةِ،وجَزاکَ اللّهُ مِن أخٍ خَیراً.
ثُمَّ صَلّی رَکعَتَینِ،ودَعا إلَی اللّهِ ومَضی. (1)
3520.بشارة المصطفی عن عطیّة العوفی: خَرَجتُ مَعَ جابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِیِّ زائِرَینِ قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السّلام،فَلَمّا وَرَدنا کَربَلاءَ دَنا جابِرٌ مِن شاطِئِ الفُراتِ فَاغتَسَلَ،ثُمَّ اتَّزَرَ بِإِزارٍ وَارتَدی بِآخَرَ،ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فیها سُعدٌ فَنَثَرَها عَلی بَدَنِهِ،ثُمَّ لَم یَخطُ خُطوَةً إلّاذَکَرَ اللّهَ تَعالی،حَتّی إذا دَنا مِنَ القَبرِ قالَ:ألمِسنیهِ فَأَلمَستُهُ،فَخَرَّ عَلَی القَبرِ مَغشِیّاً عَلَیهِ،فَرَشَشتُ عَلَیهِ شَیئاً مِنَ الماءِ،فَلَمّا أفاقَ قالَ:
یا حُسَینُ-ثَلاثاً-ثُمَّ قالَ:حَبیبٌ لا یُجیبُ حَبیبَهُ.ثُمَّ قالَ:وأنّی لَکَ بِالجَوابِ وقَد شُحِّطَت أوداجُکَ عَلی أثباجِکَ (2)،وفُرِّقَ بَینَ بَدَنِکَ ورَأسِکَ،فَأَشهَدُ أنَّکَ ابنُ
ص:156
خاتَمِ النَّبِیّینَ،وَابنُ سَیِّدِ المُؤمِنینَ،وَابنُ حَلیفِ التَّقوی؛وسَلیلُ الهُدی،وخامِسُ أصحابِ الکِساءِ،وَابنُ سَیِّدِ النُّقَباءِ (1)،وَابنُ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ النِّساءِ،وما لَکَ لا تَکونُ هکَذا وقَد غَذَّتکَ کَفُّ سَیِّدِ المُرسَلینَ،ورُبّیتَ فی حِجرِ المُتَّقینَ،ورَضَعتَ مِن ثَدیِ الإِیمانِ،وفُطِمتَ بِالإِسلامِ (2)،فَطِبتَ حَیّاً وطِبتَ مَیِّتاً،غَیرَ أنَّ قُلوبَ المُؤمِنینَ غَیرُ طَیِّبَةٍ لِفِراقِکَ،ولا شاکَّةٍ فِی الخِیَرَةِ لَکَ،فَعَلَیکَ سَلامُ اللّهِ ورِضوانُهُ،وأشهَدُ أنَّکَ مَضَیتَ عَلی ما مَضی عَلَیهِ أخوکَ یَحیَی بنُ زَکَرِیّا.
ثُمَّ جالَ بِبَصرِهِ حَولَ القَبرِ،وقالَ:
السَّلامُ عَلَیکُم أیَّتُهَا الأَرواحُ الَّتی حَلَّت بِفِناءِ الحُسَینِ وأناخَتِ بِرَحلِهِ، وأشهَدُ أنَّکُم أقَمتُمُ الصَّلاةَ وآتَیتُمُ الزَّکاةَ،وأمَرتُم بِالمَعروفِ ونَهَیتُم عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتُمُ المُلحِدینَ،وعَبَدتُمُ اللّهَ حَتّی أتاکُمُ الیَقینُ،وَالَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِیّاً لَقَد شارَکناکُم فیما دَخَلتُم فیهِ.
قالَ عَطِیَّةُ:فَقُلتُ لَهُ:یا جابِرُ،کَیفَ ولَم نَهبِط وادِیاً ولَم نَعلُ جَبَلاً ولَم نَضرِب بِسَیفٍ،وَالقَومُ قَد فُرِّقَ بَینَ رُؤوسِهِم وأبدانِهِم،واُوتِمَت أولادُهُم واُرمِلَت أزواجُهُم؟
فَقالَ:یا عَطِیَّةُ،سَمِعتُ حَبیبی رَسول اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَقولُ:مَن أحَبَّ قَوماً حُشِرَ مَعَهُم، ومَن أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ اشرِکَ فی عَمَلِهِم،وَالَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِیّاً،إنَّ نِیَّتی ونِیَّةَ
ص:157
أصحابی عَلی ما مَضی عَلَیهِ الحُسَینُ علیه السّلام وأصحابُهُ،خُذنی نَحوَ أبیاتِ کوفانَ.
فَلَمّا صِرنا فی بَعضِ الطَّریقِ قالَ:یا عَطِیَّةُ هَل اوصیکَ؟-وما أظُنُّ أنَّنی بَعدَ هذِهِ السَّفرَةِ مُلاقیکَ-أحبِب مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله ما أحَبَّهُم،وأبغِض مُبغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ ما أبغَضَهُم وإن کانَ صَوّاماً قَوّاماً،وَارفُق بِمُحِبِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ؛فَإِنَّهُ إن تَزِلَّ لَهُ قَدَمٌ بِکَثرَةِ ذُنوبِهِ ثَبَتَت لَهُ اخری بِمَحَبَّتِهِم؛فَإِنَّ مُحِبَّهُم یَعودُ إلَی الجَنَّةِ،ومُبغِضَهُم یَعودُ إلَی النّارِ. (1)
3521.تهذیب الأحکام عن بشیر الدهّان عن جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام أوَّلَ یَومٍ مِن رَجَبٍ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ البَتَّةَ. (2)
3523.تهذیب الأحکام عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر البزنطی: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السّلام:فی أیِّ شَهرٍ نَزورُ الحُسَینَ علیه السّلام؟
فَقالَ:فِی النِّصفِ مِن رَجَبٍ وَالنِّصفِ مِن شَعبانَ. (3)
3523. مستدرک الوسائل عن أحمد بن مُحَمّد بن أبی نصر البزنطی: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السّلام عَن فَضلِ زِیارَةِ النِّصفِ مِن رَجَبٍ وشَعبانَ؛فَأَورَدَ مِنَ الثَّوابِ وَالأَجرِ
ص:158
ما لا نِهایَةَ لَهُ ولاحَدَّ. (1)
3524.الإقبال: إنَّ هذِهِ الزِّیارَةَ مِمّا یُزارُ بِهَا الحُسَینُ علیه السّلام أوَّلَ رَجَبٍ أیضاً (2)وإنَّما أخَّرنا ذِکرَها فی هذِهِ اللَّیلَةِ [النِّصفِ مِن شَعبان] لِأَنَّها أعظَمُ،فَذَکَرناها فِی الأَشرَفِ مِنَ المَکانِ.
وهِیَ:...
إذا أرَدتَ ذلِکَ فَاغتَسِل وَالبَس أطهَرَ ثِیابِکَ،وقِف عَلی بابِ قُبَّتِهِ علیه السّلام مُستَقبِلَ القِبلَةِ،وسَلِّم عَلی سَیِّدِنا رَسولِ اللّهِ وعَلی أمیرِ المُؤمِنینَ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ،وعَلَیهِ وعَلَی الأَئِمَّةِ مِن ذُرِّیَّتِهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ.
ثُمَّ ادخُل وقِف عِندَ ضَریحِهِ،وکَبِّرِ اللّهَ تَعالی مِئَةَ مَرَّةٍ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ المُرسَلینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُسَینَ بنَ عَلِیٍّ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وَابنَ وَلِیِّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفِیَّ اللّهِ وَابنَ صَفِیِّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حَبیبَ اللّهِ وَابنَ حَبیبِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا سَفیرَ اللّهِ وَابنَ سَفیرِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خازِنَ الکِتابِ المَسطورِ.
ص:159
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أمینَ الرَّحمنِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا شَریکَ القُرآنِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا عَمودَ الدّینِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا بابَ حِکمَةِ رَبِّ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا عَیبَةَ (1)عِلمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا مَوضِعَ سِرِّ اللّهِ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ وَابنَ ثارِهِ وَالوِترَ المَوتورَ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ وأناخَت بِرَحلِکَ.
بِأَبی أنتَ واُمّی ونَفسی یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَقَد عَظُمَتِ المُصیبَةُ وجَلَّتِ الرَّزِیَّةُ بِکَ عَلَینا وعَلی جَمیعِ أهلِ الإِسلامِ،فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً أسَّسَت أساسَ الظُّلمِ وَالجَورِ عَلَیکُم أهلَ البَیتِ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً دَفَعَتکُم عَن مَقامِکُم وأزالَتکُم عَن مَراتِبِکُمُ الَّتی رَتَّبَکُمُ اللّهُ فیها.
بِأَبی أنتَ واُمّی ونَفسی یا أبا عَبدِ اللّهِ ! أشهَدُ لَقَدِ اقشَعَرَّت لِدِمائِکُم أظِلَّةُ العَرشِ مَعَ أظِلَّةِ الخَلائِقِ،وبَکَتکُمُ السَّماءُ وَالأَرضُ،وسُکّانُ الجِنانِ وَالبَرِّ وَالبَحرِ.
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ عَدَدَ ما فی عِلمِ اللّهِ،لَبَّیکَ داعِیَ اللّهِ،إن کانَ لَم یُجِبکَ بَدَنی عِندَ استِغاثَتِکَ ولِسانی عِندَ استِنصارِکَ،فَقَد أجابَکَ قَلبی وسَمعی وبَصَری، سُبحانَ رَبِّنا إن کانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً.
أشهَدُ أنَّکَ طُهرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ،من طُهرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ،فَطَهُرَت بِکَ البِلادُ، وطَهُرَت أرضٌ أنتَ فیها وطَهُرَ حَرَمُکَ.أشهَدُ أنَّکَ أمَرتَ بِالقِسطِ وَالعَدلِ ودَعَوتَ إلَیهِما،وأنَّکَ صادِقٌ صِدّیقٌ صَدَقتَ فیما دَعَوتَ إلَیهِ،وأنَّکَ ثارُ اللّهِ
ص:160
فِی الأَرضِ.
وأشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ عَنِ اللّهِ وعَن جَدِّکَ رَسولِ اللّهِ وعَن أبیکَ أمیرِ المُؤمِنینَ وعَن أخیکَ الحَسَنِ،ونَصَحتَ وجاهَدتَ فی سَبیلِ رَبِّکَ،وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ،فَجَزاکَ اللّهُ خَیرَ جَزاءِ السّابِقینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وسَلَّمَ تَسلیماً.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وصَلِّ عَلَی الحُسَینِ المَظلومِ الشَّهیدِ الرَّشیدِ،قَتیلِ العَبَراتِ وأسیرِ الکُرُباتِ،صَلاةً نامِیَةً زاکِیَةً مُبارَکَةً،یَصعَدُ أوَّلُها ولا یَنفَدُ آخِرُها،أفضَلَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن أولادِ أنبِیائِکَ المُرسَلینَ یا إلهَ العالَمینَ.
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّریحَ (1)،وضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَیهِ وَالأَیسَرَ،ودُر حَولَ الضَّریحِ،فَقَبِّلهُ مِن أربَعِ جَوانِبِهِ،
[وقالَ المُفیدُ رحمه الله:ثُمَّ امضِ إلی ضَریحِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ وقِف عَلَیهِ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ الطَّیِّبُ الزَّکِیُّ الحَبیبُ المُقَرَّبُ،وَابنُ رَیحانَةِ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ مِن شَهیدٍ مُحتَسِبٍ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،ما أکرَمَ مَقامَکَ وأشرَفَ مُنقَلَبَکَ،أشهَدُ لَقَد شَکَرَ اللّهُ سَعیَکَ وأجزَلَ ثَوابَکَ، وألحَقَکَ بِالذِّروَةِ العالِیَةِ حَیثُ الشَّرَفُ کُلُّ الشَّرَفِ،وفِی الغُرَفِ کَما مَنَّ عَلَیکَ مِن قَبلُ،وجَعَلَکَ مِن أهلِ البَیتِ الَّذینَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهیراً،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ ورِضوانُهُ،فَاشفَع أیُّهَا السَّیِّدُ الطّاهِرُ إلی رَبِّکَ فی حَطِّ الأَثقالِ عَن ظَهری وتَخفیفِها عَنّی،
ص:161
وَارحَم ذُلّی وخُضوعی لَکَ ولِلسَّیِّدِ أبیکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیکُما.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقُل:
زادَ اللّهُ فی شَرَفِکُم فِی الآخِرَةِ کَما شَرَّفَکُم فِی الدُّنیا،وأسعَدَکُم کَما أسعَدَ بِکُم،وأشهَدُ أنَّکُم أعلامُ الدّینِ ونُجومُ العالَمینَ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ تَوَجَّه إلَی الشُّهَداءِ رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِم،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ اللّهِ وأنصارَ رَسولِهِ،وأنصارَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وأنصارَ فاطِمَةَ،وأنصارَ الحَسَنِ وَالحُسَینِ وأنصارَ الإِسلامِ،أشهَدُ لَقَد نَصَحتُمُ للّهِ ِ وجاهَدتُم فی سَبیلِهِ،فَجَزاکُمُ اللّهُ عَنِ الإِسلامِ وأهلِهِ أفضَلَ الجَزاءِ،فُزتُم وَاللّهِ فَوزاً عَظیماً،یا لَیتَنی کُنتُ مَعَکُم فَأَفوزَ فَوزاً عَظیماً، أشهَدُ أنَّکُم أحیاءٌ عِندَ رَبِّکُم تُرزَقونَ،أشهَدُ أنَّکُمُ الشُّهَداءُ وَالسُّعَداءُ، وأنَّکُمُ الفائِزونَ فی دَرَجاتِ العُلی،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ عُد إلَی الرَّأسِ فَصَلِّ صَلاةَ الزِّیارَةِ،وَادعُ لِنَفسِکَ ولِوالِدَیکَ ولِإِخوانِکَ.] (1)
ثُمَّ امضِ وقِف عَلی ضَریحِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام (2)مُستَقبِلَ القِبلَةِ وقُل:
السَّلامُ مِنَ اللّهِ،وَالسَّلامُ مِن مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ وعِبادِهِ الصّالِحینَ وجَمیعِ أهلِ طاعَتِهِ مِن أهلِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،عَلی أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ص:162
السَّلامُ عَلَیکَ یا أوَّلَ قَتیلٍ مِن نَسلِ خَیرِ سَلیلٍ مِن سُلالَةِ إبراهیمَ الخَلیلِ.
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلی أبیکَ إذ قالَ فیکَ:قَتَلَ اللّهُ قَوماً قَتَلوکَ یا بُنَیَّ،ما أجرَأَهُم عَلَی الرَّحمنِ وعَلَی انتِهاکِ حُرمَةِ الرَّسولِ ! عَلَی الدُّنیا بَعدَکَ العَفا (1).
أشهَدُ أنَّکَ ابنُ حُجَّةِ اللّهِ وَابنُ أمینِهِ،حَکَمَ اللّهُ عَلی قاتِلیکَ وأصلاهُم جَهَنَّمَ وساءَت مَصیراً،وجَعَلَنَا اللّهُ یَومَ القِیامَةِ مِن مُلاقیکَ ومُرافِقیکَ،ومُرافِقی جَدِّکَ وأبیکَ وعَمِّکَ وأخیکَ واُمِّکَ المَظلومَةِ الطّاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ،أبرَأُ إلَی اللّهِ مِمَّن قَتَلَکَ،وأسأَلُ اللّهَ مُرافَقَتَکُم فی دارِ الخُلودِ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (2)
السَّلامُ عَلَی العَبّاسِ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلی جَعفَرِ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ، (3)السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلی أبی بَکرِ (4)ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلی عُثمانَ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ. (5)
السَّلامُ عَلَی القاسِمِ بنِ الحَسَنِ، (6)السَّلامُ عَلی أبی بَکرِ بنِ الحَسَنِ، (7)السَّلامُ علی عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ. (8)
ص:163
السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ،السَّلامُ عَلی جَعفَرِ بنِ عَقیلٍ،السَّلامُ عَلی عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَقیلٍ،السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ بنِ مُسلِمِ (1)بنِ عَقیلٍ،السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ أبی سَعدِ بنِ عَقیلٍ، (2)السَّلامُ عَلی عَونِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ. (3)
السَّلامُ عَلَیکُم أهلَ بَیتِ المُصطَفی،السَّلامُ عَلَیکُم أهلَ الشُّکرِ وَالرِّضی.
السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ اللّهِ ورِجالَهُ مِن أهلِ الحَقِّ وَالبَلوی وَالمُجاهِدینَ عَلی بَصیرَةٍ فی سَبیلِهِ،أشهَدُ أنَّکُم کَما قالَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ: «وَ کَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ کَثِیرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَکانُوا وَ اللّهُ یُحِبُّ الصّابِرِینَ»
. (4)فَما ضَعُفتُم ومَا استَکَنتُم حَتّی لَقیتُمُ اللّهَ عَلی سَبیلِ الحَقِّ ونَصرِهِ وکَلِمَةِ اللّهِ التّامَّةِ.
صَلَّی اللّهُ عَلی أرواحِکُم وأبدانِکُم وسَلَّمَ تَسلیماً،وفُزتُم وَاللّهِ لَوَدِدتُ أنّی کُنتُ مَعَکُم فَأَفوزَ فَوزاً،أبشِروا بِمَواعیدِ اللّهِ الَّتی لا خُلفَ لَها إنَّهُ لا یُخلِفُ المیعادَ.
أشهَدُ أنَّکُمُ النُّجَباءُ وسادَةُ الشُّهَداءِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأشهَدُ أنَّکُم جاهَدتُم فی سَبیلِ اللّهِ وقُتِلتُم عَلی مِنهاجِ رَسولِ اللّهِ،أنتُمُ السّابِقونَ وَالمُجاهِدونَ، أشهَدُ أنَّکُم أنصارُ اللّهِ وأنصارُ رَسولِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی صَدَقَکُم وَعدَهُ وأراکُم ما تُحِبّونَ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ التَفِت فَسَلِّم عَلَی الشُّهَداءِ فَقُل:
ص:164
السَّلامُ عَلی سَعیدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَنَفِیِّ،السَّلامُ عَلی حُرِّ بنِ یَزیدَ الرِّیاحِیِّ، (1)السَّلامُ عَلی زُهَیرِ بنِ القَینِ،السَّلامُ عَلی حَبیبِ بنِ مُظاهِرٍ،السَّلامُ عَلی مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ،السَّلامُ عَلی عُقبَةَ بنِ سَمعانَ،السَّلامُ عَلی بُرَیرِ بنِ خُضَیرٍ،السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَیرٍ.
السَّلامُ عَلی نافِعِ بنِ هِلالٍ،السَّلامُ عَلی مُنذِرِ بنِ المُفَضَّلِ الجُعفِیِّ،السَّلامُ عَلی عَمرِو بنِ قَرَظَةَ الأَنصارِیِّ،السَّلامُ عَلی أبی ثُمامَةَ الصّائِدِیِّ،السَّلامُ عَلی جَونٍ مَولی أبی ذَرٍّ الغِفارِیِّ،السَّلامُ عَلی عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَزدِیِّ، السَّلامُ عَلی عَبدِ الرَّحمنِ وعَبدِ اللّهِ ابنَی عُروَةَ،السَّلامُ عَلی سَیفِ بنِ الحارِثِ،السَّلامُ عَلی مالِکِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحائِرِیِّ،السَّلامُ عَلی حَنظَلَةَ بنِ أسعَدَ الشِّبامِیِّ. (2)
السَّلامُ عَلی قاسِمِ بنِ الحارِثِ الکاهِلِیِّ،السَّلامُ عَلی بِشرِ بنِ عُمَرَ الحَضرَمِیِّ، (3)السَّلامُ عَلی عابِسِ بنِ شَبیبٍ الشّاکِرِیِّ، (4)السَّلامُ عَلی حَجّاجِ بنِ مَسروقٍ الجُعفِیِّ،السَّلامُ عَلی عَمرِو بنِ خَلَفٍ وسَعیدٍ مَولاهُ،السَّلامُ عَلی حَسّانَ بنِ الحارِثِ. (5)
السَّلامُ عَلی مُجَمِّعِ بنِ عَبدِ اللّهِ العائِذِیِّ،السَّلامُ عَلی نُعَیمِ بنِ عَجلانَ،السَّلامُ عَلی عَبدِ الرَّحمنِ بنِ یَزیدَ،السَّلامُ عَلی عُمَرَ بنِ أبی کَعبٍ. (6)
ص:165
السَّلامُ عَلی سُلَیمانَ بنِ عَوفٍ الحَضرَمِیِّ، (1)السَّلامُ عَلی قَیسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّیداوِیِّ،السَّلامُ عَلی عُثمانَ بنِ فَروَةَ الغِفارِیِّ،السَّلامُ عَلی غَیلانَ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ،السَّلامُ عَلی قَیسِ بنِ عَبدِ اللّهِ الهَمدانِیِّ،السَّلامُ عَلی عُمَیرِ بنِ کَنّادٍ، (2)السَّلامُ عَلی جَبَلَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ، (3)السَّلامُ عَلی مُسلِمِ بنِ کَنّادٍ.
السَّلامُ عَلی سُلَیمانَ بنِ سُلَیمانَ الأَزدِیِّ، (4)السَّلامُ عَلی حَمّادِ بنِ حَمّادٍ المُرادِیِّ،السَّلامُ عَلی عامِرِ بنِ مُسلِمٍ ومَولاهُ مُسلِمٍ،السَّلامُ عَلی بَدرِ بنِ رَقیطٍ وَابنَیهِ عَبدِ اللّهِ وعُبَیدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلی رُمَیثِ بنِ عُمَرَ، (5)السَّلامُ عَلی سُفیانَ بنِ مالِکٍ،السَّلامُ عَلی زُهَیرِ بنِ سَیّارٍ. (6)
السَّلامُ عَلی قاسِطٍ وکَرِشٍ ابنَی زُهَیرٍ،السَّلامُ عَلی کِنانَةَ بنِ عَتیقٍ،السَّلامُ عَلی عامِرِ بنِ مالِکٍ،السَّلامُ عَلی مَنیعِ بنِ زِیادٍ،السَّلامُ عَلی نُعمانَ بنِ عَمرٍو.
السَّلامُ عَلی جُلاسِ (7)بنِ عَمرٍو،السَّلامُ عَلی عامِرِ بنِ جُلَیدَةَ،السَّلامُ عَلی زائِدَةَ بنِ مُهاجِرٍ،السَّلامُ عَلی حَبیبِ بنِ عَبدِ اللّهِ النَّهشَلِیِّ، (8)السَّلامُ عَلی
ص:166
حَجّاجِ بنِ یَزیدَ، (1)السَّلامُ عَلی جُوَیرِ بنِ مالِکٍ. (2)
السَّلامُ عَلی ضُبَیعَةَ بنِ عَمرٍو،السَّلامُ عَلی زُهَیرِ بنِ بَشیرٍ،السَّلامُ عَلی مَسعودِ بنِ الحَجّاجِ،السَّلامُ عَلی عَمّارِ بنِ حَسّانَ،السَّلامُ عَلی جُندَبِ بنِ حُجَیرٍ،السَّلامُ عَلی سُلَیمانِ بنِ کَثیرٍ،السَّلامُ عَلی زُهَیرِ بنِ سُلَیمانَ، (3)السَّلامُ عَلی قاسِمِ بنِ حَبیبٍ. (4)
السَّلامُ عَلی أنَسِ بنِ کاهِلٍ الأَسَدِیِّ، (5)السَّلامُ عَلی ضَرغامَةَ بنِ مالِکٍ،السَّلامُ عَلی زاهِرٍ مَولی عَمرِو بنِ الحَمِقِ،السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ بنِ یَقطُرَ رَضیعِ الحُسَینِ،السَّلامُ عَلی مُنجِحٍ مَولَی الحُسَینِ،السَّلامُ عَلی سُوَیدٍ مَولی شاکِرٍ.
السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الرَّبّانِیّونَ،أنتُم خِیَرَةُ اللّهِ،اختارَکُمُ اللّهُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ عَلَیهِ السَّلامُ،وأنتُم خاصَّتُهُ اختَصَّکُمُ اللّهُ،أشهَدُ أنَّکُم قُتِلتُم عَلَی الدُّعاءِ إلَی الحَقِّ،ونَصَرتُم ووَفَیتُم وبَذَلتُم مُهَجَکُم مَعَ ابنِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأنتُم سُعَداءُ سَعِدتُم وفُزتُم بِالدَّرَجاتِ.فَجَزاکُمُ اللّهُ مِن أعوانٍ وإخوانٍ خَیرَ ما جازی مَن صَبَرَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،هَنیئاً لَکُم ما اعطیتُم وهَنیئاً لَکُم بِما حُبیتُم، (6)طافَت عَلَیکُم مِنَ اللّهِ الرَّحمَةُ
ص:167
وبَلَغتُم بِها شَرَفَ الآخِرَةِ. (1)
قال السیّد ابن طاووس رحمه الله:
قد تقدّم عدد الشهداء فی زیارة عاشوراء بروایة تخالف ما سطّرناه فی هذا المکان، ویختلف فی أسمائهم أیضاً وفی الزیادة والنقصان،وینبغی أن تعرف-أیّدک اللّه بتقواه-أنّنا تبعنا فی ذلک ما رأیناه أو رویناه ونقلنا فی کلّ موضع کما وجدناه.
فإذا فرغت-وفّقک اللّه-ممّا ذکرناه،فعد إلی عند رأس الحسین علیه السّلام فصلّ صلاة الزیارة وما بدا لک من الصلوات،وأکثر لنفسک ولوالدیک ولإخوانک من الدعاء؛ فإنّه یستجاب إن شاء اللّه تعالی،فإذا أردت وداعه صلوات اللّه علیه فودّعه ببعض وداعاته المذکورة عقیب ما قدّمناه من زیاراته. (2)
3525.المزار للشهید الأوّل :ومِنها [أیِ الزِّیاراتِ المَخصوصَةِ] زِیارَةُ الغُفَیلَةِ فِی النِّصفِ مِن رَجَبٍ (3)،فَإِذا أرَدتَ ذلِکَ وأتَیتَ الصَّحنَ فَادخُل فَکَبِّرِ اللّهَ تَعالی ثَلاثاً،وقِف عَلَی القَبرِ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم یا آلَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا صَفوَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا سادَةَ السّاداتِ،السَّلامُ عَلی لُیوثِ الغاباتِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا سُفَنَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ الحُسَینُ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عِلمِ الأَنبِیاءِ
ص:168
ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إسماعیلَ ذَبیحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ مُحَمَّدٍ المُصطَفی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عَلِیٍّ المُرتَضی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خَدیجَةَ الکُبری.
السَّلامُ عَلَیکَ یا شَهیدُ ابنَ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا قَتیلُ ابنَ القَتیلِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وَابنَ وَلِیِّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ عَلی خَلقِهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ،وبَرَرتَ بِوالِدَیکَ وجاهَدتَ عَدُوَّکَ،وأشهَدُ أنَّکَ تَسمَعُ الکَلامَ وتَرُدُّ الجَوابَ،وأنَّکَ حَبیبُ اللّهِ وخَلیلُهُ،ونَجیبُهُ وصَفِیُّهُ وَابنُ صَفِیِّهِ.یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ،زُرتُکَ مُشتاقاً فَکُن لی شَفیعاً إلَی اللّهِ،یا سَیِّدی وأستَشفِعُ إلَی اللّهِ بِجَدِّکَ سَیِّدِ النَّبِیّینَ، وبِأَبیکَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،وبِاُمِّکَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ.ألا لَعَنَ اللّهُ قاتِلیکَ ولَعَنَ اللّهُ ظالِمیکَ ولَعَنَ اللّهُ سالِبیکَ ومُبغِضیکَ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ.
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّریحَ وتَوَجَّه إلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام،وزُرهُ فَقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلیکَ ولَعَنَ اللّهُ ظالِمیکَ،إنّی أتَقَرَّبُ إلَی اللّهِ بِزِیارَتِکُم وبِمَحَبَّتِکُم،وأبرَأُ إلَی اللّهِ مِن أعدائِکُم،وَالسَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ امشِ حَتّی تَأتِیَ قُبورَ الشُّهَداءِ،فَقِف وقُل:
ص:169
السَّلامُ عَلَی الأَرواحِ المُنیخَةِ بِقَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ عَلَیهِ السَّلامُ،السَّلامُ عَلَیکُم یا طاهِرینَ مِنَ الدَّنَسِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَهدِیّون (1)،السَّلامُ عَلَیکُم یا أبرارَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم وعَلَی المَلائِکَةِ الحافّینَ بِقُبورِکُم أجمَعینَ،جَمَعَنَا اللّهُ وإیّاکُم فی مُستَقَرِّ رَحمَتِهِ وتَحتَ عَرشِهِ إنَّهُ أرحَمُ الرّاحِمینَ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
زِیارَةُ (2)العَبّاسِ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام:
فَإِذا أتَیتَ مَشهَدَهُ فَقِف عَلی بابِ القُبَّةِ وقُل:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ المُقَرَّبینَ وأنبِیائِهِ المُرسَلینَ وعِبادِهِ الصّالِحینَ وجَمیعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدّیقینَ،وَالزّاکِیاتُ الطَّیِّباتُ فیما تَغتَدی وتَروحُ عَلَیکَ یَا بنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،أشهَدُ لَکَ بِالنَّصیحَةِ وَالتَّصدیقِ وَالتَّسلیمِ وَالوَفاءِ لِخَلَفِ النَّبِیِّ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،الشَّهیدِ المُرسَلِ وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ،وَالدَّلیلِ العالِمِ وَالوَصِیِّ المُبَلِّغِ وَالمَظلومِ المُهتَضَمِ.
فَجزاکَ اللّهُ عَن رَسولِهِ وعَن أمیرِ المُؤمِنینَ وعَن فاطِمَةَ وعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ أفضَلَ الجَزاءِ،بِما صَبَرتَ وَاحتَسَبتَ وأعَنتَ فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ،ألا لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ ولَعَنَ اللّهُ مَن جَهِلَ حَقَّکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَنِ استَخَفَّ بِحُرمَتِکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن حالَ بَینَکَ وبَینَ ماءِ الفُراتِ،وأشهَدُ أنَّکَ قُتِلتَ مَظلوماً وإنَّ اللّهَ مُنجِزٌ لَکُم ما وَعَدَکُم بِهِ.
جِئتُکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ وافِداً إلَیکَ،وقَلبی لَکُم مُسَلِّمٌ وأنَا لَکُم تابِعٌ
ص:170
ونُصرَتی لَکُم مُعَدَّةٌ،حَتّی یَحکُمَ اللّهُ وهُوَ خَیرُ الحاکِمینَ،مَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم،إنّی بِکُم وبِإِیابِکُم مِنَ المُؤمِنینَ،وبِمَن خالَفَکُم وقَتَلَکُم مِنَ الکافِرینَ،فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکُم بِالأَیدی وَالأَلسُنِ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ المُطیعُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ ولِأَمیرِ المُؤمِنینَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ ومَغفِرَتُهُ ورِضوانُهُ،عَلی روحِکَ وبَدَنِکَ،أشهَدُ واُشهِدُ اللّهَ أنَّکَ مَضَیتَ عَلی ما مَضی بِهِ البَدرِیّونَ وَالمُجاهِدونَ فی سَبیلِ اللّهِ،وَالمُناصِحونَ لَهُ فی جِهادِ أعدائِهِ، المُبالِغونَ فی نُصرَةِ أولِیائِهِ،الذّابّونَ (1)عَن أحِبّائِهِ،فَجزاکَ اللّهُ أفضَلَ الجَزاءِ، وأوفَرَ جَزاءِ أحَدٍ وَفی بِبَیعَتِهِ لِلحُسَینِ عَلَیهِ السَّلامُ،وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ وأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ،وأشهَدُ أنَّکَ قَد بالَغتَ فِی النَّصیحَةِ وأعطَیتَ غایَةَ المَجهودِ،فَبَعَثَکَ اللّهُ فِی النَّبِیّینَ وَالشُّهَداءِ،وجَعَلَ روحَکَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ،وأعطاکَ مِن جِنانِهِ أوسَعَها مَنزِلاً وأفسَحَها غُرَفاً،ورَفَعَ ذِکرَکَ فی عِلِّیِّینَ وحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (2)
قال العلّامة المجلسی قدس سره:
أقول:هذه الزیارة هی الّتی زاره علیه السّلام بها جابر الأنصاری رضی الله عنه فی یوم الأربعین،وقد قدّمنا ذکرها.
ص:171
وقال السیّد رضی الله عنه عند ذکر زیارة النصف من رجب:روی عن ابن أبی نصر قال:
سألت الرضا علیه السّلام:فی أیّ شهر نزور الحسین علیه السّلام؟قال:«فی النصف من رجب والنصف من شعبان».
ثمّ قال:فأمّا کیفیة زیارته علیه السّلام فی هذا الوقت،فینبغی أن یزار بالزیارة الجامعة فی أیّام رجب،وسیأتی ذکرها فی الزیارات الجامعة أو بما تقدّم من الزیارات المنقولة لسائر الشهور،فإنّی لم أقف علی زیارة مختصّة بهذا الوقت المذکور. (1)
راجع:ج 7 ص 349 (الفصل الثامن:الزیارات الجامعة/الزیارة الرابعة).
3526.الإقبال عن أبی حمزة الثمالی: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السّلام یَقولُ:مَن أحَبَّ أن یُصافِحَهُ مِئَةُ ألفِ نَبِیٍّ وأربَعَةٌ وعِشرونَ ألفَ نَبِیٍّ،فَلیَزُرِ الحُسَینَ علیه السّلام لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ، فَإِنَّ المَلائِکَةَ وأرواحَ النَّبِیّینَ یَستَأذِنونَ اللّهَ فی زِیارَتِهِ فَیَأذَنُ لَهُم،فَطوبی لِمَن صافَحَهُم وصافَحوهُ! مِنهُم خَمسَةٌ اولُو العَزمِ مِنَ المُرسَلینَ:نوحٌ وإبراهیمُ وموسی وعِیسی ومُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ.
قُلتُ:لِمَ سُمّوا اولِی العَزمِ؟
قالَ:لِأَنَّهُم بُعِثوا إلی شَرقِها وغَربِها وجِنِّها وإنسِها. (2)
ص:172
3527.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن أبی حمزة الثمالی عن علیّ بن الحسین [زین العابدین] علیه السّلام: مَن زارَ الحُسَینَ لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ صافَحَهُ روحُ أربَعَةٍ وعِشرینَ ألفَ نَبِیٍّ،کُلُّهُم یَسأَلُ اللّهَ زِیارَةَ تِلکَ اللَّیلَةِ (1).
3528.الأمالی للطوسی عن داوود الرقّی عن الباقر محمّد بن علیّ بن الحسین علیه السّلام: مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام فی لَیلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ غُفِرَت لَهُ ذُنوبُهُ،ولَم تُکتَب عَلَیهِ سَیِّئَةٌ فی سَنَتِهِ حَتّی تَحولَ عَلَیهِ السَّنَةُ،فَإِن زارَهُ فِی السَّنَةِ المُستَقبَلَةِ غُفِرَت لَهُ ذُنوبُهُ. (2)
3529.الإقبال عن الصادق علیه السّلام: یَغفِرُ اللّهُ لِزائِرِ الحُسَینِ علیه السّلام فی نِصفِ شَعبانَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (3)
3530.الإقبال عن معاویة بن وهب عن أبی عبداللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا کانَ أوَّلُ یَومٍ مِن شَعبانَ نادی مُنادٍ مِن تَحتِ العَرشِ:
یا وَفدَ الحُسَینِ،لا تَخلوا لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ مِن زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَلَو تَعلَمونَ ما فیها لَطالَت عَلَیکُمُ السَّنَةُ حَتّی یَجیءَ النِّصفُ. (4)
3531.مصباح الزائر عن الصادق علیه السّلام: مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام فِی النِّصفِ مِن شَعبانَ،کَتَبَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لَهُ ألفَ حَجَّةٍ. (5)
ص:173
3532.تهذیب الأحکام عن یونس بن ظبیان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ولَیلَةَ الفِطرِ ولَیلَةَ عَرَفَةَ فی سَنَةٍ واحِدَةٍ،کَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَجَّةٍ مَبرورَةٍ،وألفَ عُمرَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ،وقُضِیَت لَهُ ألفُ حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)
3533.الکافی عن هارون بن خارجة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا کانَ النِّصفُ مِن شَعبانَ نادی مُنادٍ مِنَ الاُفُقِ الأَعلی:ألا زائِری قَبرِ الحُسَینِ! ارجِعوا مَغفوراً لَکُم،وثَوابُکُم عَلی رَبِّکُم ومُحَمَّدٍ نَبِیِّکُم. (2)
3534.المزار للمفید عن الصادق علیه السّلام: مَن زارَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام ثَلاثَ سِنینَ مُتَوالِیاتٍ لا فَصلَ فیها فِی النِّصفِ مِن شَعبان،غُفِرَ لَهُ ذُنوبُهُ. (3)
3535.الإقبال عن الشیخ أبی الحسن محمّد بن هارون بإسناده: مِن صَلاةِ لَیلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ عِندَ قَبرِ سَیِّدِنا أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام:أربَعُ رَکَعاتٍ تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ فاتِحَةَ الکِتابِ خَمسینَ مَرَّةً،و
«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ» خَمسینَ مَرَّةً،وتَقرَأُهُما فِی الرُّکوعِ عَشرَ مَرّاتٍ،وإذَا استَوَیتَ مِنَ الرُّکوعِ مِثلَ ذلِکَ،وفِی السَّجدَتَینِ وبَینَهُما مِثلَ ذلِکَ، کَما تَفعَلُ فی صَلاةِ التَّسبیحِ،وتَدعو بَعدَهُما وتَقولُ:أنتَ اللّهُ الَّذی.... (4)
3536.کامل الزیارات عن یونس بن یعقوب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: یا یونُسُ،لَیلَةَ النِّصفِ
ص:174
مِن شَعبانَ یَغفِرُ اللّهَ لِکُلِّ مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام مِنَ المُؤمِنینَ ما تَقَدَّمَ مِن ذُنوبِهِم وما تَأَخَّرَ،وقیلَ لَهُم:اِستَقبِلُوا العَمَلَ.
قُلتُ:هذا کُلُّهُ لِمَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام فِی النِّصفِ مِن شَعبانَ؟
فَقالَ:یا یونُسُ،لَو أخبَرتُ النّاسَ بِما فیها لِمَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام،لَقامَت ذُکورُ الرِّجالِ (1)عَلَی الخَشَبِ. (2)
3537.المصباح للکفعمی: أمّا زِیارَةُ نِصفِ شَعبانَ وهِیَ لِلحُسَینِ علیه السّلام،فَتَزورُهُ فی لَیلَةِ نِصفِهِ ویَومِهِ بِما سَنَذکُرُ....
فَتَقولُ ما رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السّلام بَعدَ الغُسلِ وَالاِستِئذانِ وَالتَّکبیرِ مِئَةً:
الحَمدُ للّهِ ِ العَلِیِّ العَظیمِ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ الزَّکِیُّ، اودِعُکَ شَهادَةً مِنّی لَکَ تُقَرِّبُنی إلَیکَ فی یَومِ شَفاعَتِکَ،أشهَدُ أنَّکَ قُتِلتَ ولَم تَمُت،بَل بِرَجاءِ حَیاتِکَ حَیِیَت قُلوبُ شیعَتِکَ،وبِضِیاءِ نورِکَ اهتَدَی الطّالِبونَ إلَیکَ،وأشهَدُ أنَّکَ نورُ اللّهِ الَّذی لَم یُطفَأ ولا یُطفَأُ أبَداً،وأنَّکَ وَجهُ اللّهِ الَّذی لَم یَهلِک ولا یَهلِکُ أبَداً،وأشهَدُ أنَّ هذِهِ التُّربَةَ تُربَتُکَ وهذَا الحَرَمَ حَرَمُکَ،وهذَا المَصرَعَ مَصرَعُ بَدَنِکَ،لا ذَلیلٌ وَاللّهِ مُعِزُّکَ، ولا مَغلوبٌ وَاللّهِ ناصِرُکَ،هذِهِ شَهادَةٌ لی عِندَکَ إلی یَومِ قَبضِ روحی
ص:175
بِحَضرَتِکَ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ قُل ما رُوِیَ عَنِ الهادی علیه السّلام:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ ! السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ فی أرضِهِ وشاهِدَهُ عَلی خَلقِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عَلِیٍّ المُرتَضی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتَ فی سَبیلِ اللّهِ حَتّی أتاکَ الیَقینُ،فَصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ حَیّاً ومَیِّتاً.
ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی القَبرِ وقُل:
أشهَدُ أنَّکَ عَلی بَیِّنَةٍ مِن رَبِّکَ،جِئتُکَ مُقِرّاً بِالذُّنوبِ لِتَشفَعَ لی عِندَ رَبِّکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ.
ثُمَّ سَلِّم عَلَی الأَئِمَّةِ علیهم السّلام بِأَسمائِهِم واحِداً واحِداً،وقُل:
أشهَدُ أنَّکُم حُجَّةُ اللّهِ،فَاکتُب لی یا مَولایَ عِندَکَ میثاقاً وعَهداً،أنّی أتَیتُکَ اجَدِّدُ المیثاقَ،فَاشهَد لی عِندَ رَبِّکَ إنَّکَ أنتَ الشّاهِدُ.
ثُمَّ زُرهُ بِالزِّیارَةِ الَّتی مَرَّ ذِکرُها فی أوَّلِ رَجَبٍ. (1)
ثُمَّ زُر عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ وَالشُّهَداءَ وَالعَبّاسَ علیه السّلام بِما سَنَذکُرُهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی فی زِیارَةِ عَرَفَةَ. (2)
ثُمَّ صَلِّ عِندَ رَأَسِهِ رَکعَتَینِ،وقُل بَعدَهُما ما مَرَّ فی زِیارَةِ عاشوراءَ (3). 4
ص:176
3538.الإقبال: إنَّ هذِهِ الزِّیارَةَ مِمّا یُزارُ بِهَا الحُسَینُ علیه السّلام أوَّلَ رَجَبٍ أیضاً (1)وإنَّما أخَّرنا ذِکرَها فی هذِهِ اللَّیلَةِ [النِّصفِ مِن شَعبان] لِأَنَّها أعظَمُ،فَذَکَرناها فِی الأَشرَفِ مِنَ المَکانِ.
وهِیَ:... (2)
3539.کامل الزیارات عن سالم بن عبد الرحمن عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن باتَ لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ بِأَرضِ کَربَلاءَ،فَقَرَأَ ألفَ مَرَّةٍ «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ،ویَستَغفِرُ اللّهَ ألفَ مَرَّةٍ،ویَحمَدُ اللّهَ ألفَ مَرَّةٍ،ثُمَّ یَقومُ فَیُصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،یَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ ألفَ مَرَّةٍ آیَةَ الکُرسِیِّ؛وَکَّلَ اللّهُ تَعالی بِهِ مَلَکَینِ یَحفَظانِهِ مِن کُلِّ سوءٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ شَیطانٍ وسُلطانٍ،ویَکتُبانِ لَهُ حَسَناتِهِ ولا تُکتَبُ عَلَیهِ سَیِّئَةٌ،ویَستَغفِرانِ لَهُ ما داما مَعَهُ. (3)
3540.الإقبال عن الشیخ أبی الحسن محمّد بن هارون بإسناده: ومِن صَلاةِ لَیلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ عِندَ قَبرِ سَیِّدِنا أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ أربَعُ رَکَعاتٍ،تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ فاتِحَةَ الکِتابِ خَمسینَ مَرَّةً و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» خَمسینَ مَرَّةً،وتَقرَأُهُما فِی الرُّکوعِ عَشرَ مَرّاتٍ،وإذَا استَوَیتَ مِنَ الرُّکوعِ مِثلَ ذلِکَ،وفِی السَّجدَتَینِ وبَینَهُما مِثلَ ذلِکَ،کَما تَفعَلُ فی صَلاةِ التَّسبیحِ،وتَدعو بَعدَها وتَقولُ:
أنتَ اللّهُ الَّذِی استَجَبتَ لِآدَمَ وحَوّاءَ حینَ قالا: «رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ
ص:177
تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ»
، (1)وناداکَ نوحٌ فَاستَجَبتَ لَهُ ونَجَّیتَهُ وآلَهُ مِنَ الکَربِ العَظیمِ،وأطفَأتَ نارَ نُمرودَ عَن خَلیلِکَ إبراهیمَ فَجَعَلتَها عَلَیهِ بَرداً وسَلاماً.
وأنتَ الَّذِی استَجَبتَ لِأَیّوبَ حینَ ناداکَ: «أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ»
، (2)فَکَشَفتَ ما بِهِ مِن ضُرٍّ وآتَیتَهُ أهلَهُ ومِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِن عِندِکَ وذِکری لِاُولِی الأَلبابِ. (3)
وأنتَ الَّذِی استَجَبتَ لِذِی النّونِ حینَ ناداکَ فِی الظُّلُماتِ: «أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ»
، (4)فَنَجَّیتَهُ مِنَ الغَمِّ.
وأنتَ الَّذِی استَجَبتَ لِموسی وهارونَ دَعوَتَهُما حینَ قُلتَ: «قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُکُما»
، (5)وأغرَقتَ فِرعَونَ وقَومَهُ وغَفَرتَ لِداوودَ ذَنبَهُ،ونَبَّهتَ قَلبَهُ وأرضَیتَ خَصمَهُ رَحمَةً مِنکَ وذِکری.
وأنتَ الَّذی فَدَیتَ الذَّبیحَ بِذِبحٍ عَظیمٍ حینَ «أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبِینِ»
، (6)فَنادَیتَهُ بِالفَرَجِ وَالرَّوحِ.
وأنتَ الَّذی ناداکَ زَکَرِیّا نِداءً خَفِیّاً قالَ: «رَبِّ إِنِّی وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّی وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً وَ لَمْ أَکُنْ بِدُعائِکَ رَبِّ شَقِیًّا» ، (7)وقُلتَ: «وَ یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً
ص:178
وَ کانُوا لَنا خاشِعِینَ» . (1)
وأنتَ الَّذِی استَجَبتَ لِلَّذینَ آمَنوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ لِتَزیدَهُم مِن فَضلِکَ، رَبِّ فَلا تَجعَلنی أهوَنَ الرّاغِبینَ إلَیکَ،وَاستَجِب لی کَمَا استَجَبتَ لَهُم بِحَقِّهِم عَلَیکَ،وطَهِّرنی وتَقَبَّل صَلاتی وحَسَناتی وطَیِّب بَقِیَّةَ حَیاتی،وطَیِّب وَفاتی،وَاخلُفنی فیمَن اخَلِّفُ وَاحفَظهُم رَبِّ بِدُعائی،وَاجعَل ذُرِّیَّتی ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً تَحوطُها بِحِیاطَتِکَ مِن کُلِّ ما حُطتَ مِنهُ ذُرِّیَّةَ أولِیائِکَ وأهلِ طاعَتِکَ، بِرَحمَتِکَ یا رَحیمُ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ رَقیبٌ،ومِن کُلِّ سائِلٍ قَریبٌ،ومِن کُلِّ داعٍ مِن خَلقِهِ مُجیبٌ.
أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَیُّ القَیّومُ،الأَحَدُ الصَّمَدُ لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،تَملِکُ القُدرَةَ (2)الَّتی عَلَوتَ بِها فَوقَ عَرشِکَ،ورَفَعتَ بِها سَماواتِکَ،وأرسَیتَ بِها جِبالَکَ،وفَرَشتَ بِها أرضَکَ،وأجرَیتَ بِهَا الأَنهارَ وسَخَّرتَ بِهَا السَّحابَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَاللَّیلَ وَالنَّهارَ،وخَلَقتَ بِهَا الخَلائِقَ.
أسأَلُکَ بِعَظَمَةِ وَجهِکَ الکَریمِ،الَّذی أشرَقَت بِهِ السَّماواتُ وأضاءَت بِهِ الظُّلُماتُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،و أن تَکفِیَنی أمرَ مَن یُعادینی، وأمرَ مَعادی (3)ومَعاشی.
وأصلِح یا رَبِّ شَأنی ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ،وأصلِح أمرَ وُلدی
ص:179
وعِیالی،وأغنِنی وإیّاهُم مِن خَزائِنِکَ وسَعَةِ رِزقِکَ وفَضلِکَ،وَارزُقنِی الفِقهَ فی دینِکَ،وَانفَعنی بِما نَفَعتَ بِهِ مَنِ ارتَضَیتَ مِن عِبادِکَ،وَاجعَلنی لِلمُتَّقینَ إماماً کَما جَعَلتَ إبراهیمَ؛فَإِنَّ بِتَوفیقِکَ یَفوزُ المُتَّقونَ ویَتوبُ التّائِبونَ ویَعبُدُکَ العابِدونَ،وبِتَسدیدِکَ وإرشادِکَ نَجَا الصّالِحونَ.
اللّهُمَّ آتِ نَفسی تَقواها وأنتَ وَلِیُّها ومَولاها،وأنتَ خَیرُ مَن زَکّاها.
اللّهُمَّ بَیِّن لَها رَشادَها (1)وتَقواها،ونَزِّلها مِنَ الجِنانِ أعلاها،وطَیِّب وَفاتَها ومَحیاها،وأکرِم مُنقَلَبَها ومَثواها ومُستَقَرَّها ومَأواها،أنتَ رَبُّها ومَولاها.
اللّهُمَّ اسمَع وَاستَجِب بِرَحمَتِکَ ومَنزِلَةِ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،وعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ،ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ،وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ،وموسَی بنِ جَعفَرٍ،وعَلِیِّ بنِ موسی،ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ،وعَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ،وَالحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ،وَالحُجَّةِ القائِمِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وعَلَیهِم عِندَکَ،وبِمَنزِلَتِهِم لَدَیکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
3541.الإقبال عَن عَلِیِّ بنِ مُحَمَّد بنِ فَیضِ بنِ مُختارٍ عَن أبیهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ [الصّادِقِ] علیه السّلام: أنَّهُ سُئِلَ عَن زِیارَةِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَقیلَ:هَل فی ذلِکَ وَقتٌ هُوَ أفضَلُ مِن وَقتٍ؟
فَقالَ:زُوروهُ-صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ-فی کُلِّ وَقتٍ وفی کُلِّ حینٍ،فَإِنَّ زِیارَتَهُ علیه السّلام خَیرُ مَوضوعٍ،فَمَن أکثَرَ مِنها فَقَدِ استَکثَرَ مِنَ الخَیرِ،ومَن قَلَّلَ قُلِّلَ لَهُ،وتَحَرَّوا بِزِیارَتِکُمُ الأَوقاتَ الشَّریفَةَ،فَإِنَّ الأَعمالَ الصّالِحَةَ فیها مُضاعَفَةٌ،وهِیَ أوقاتُ
ص:180
مَهبِطِ المَلائِکَةِ لِزِیارَتِهِ.
قالَ:فَسُئِلَ عَن زِیارَتِهِ فی شَهرِ رَمَضانَ؟
فَقالَ:مَن جاءَهُ علیه السّلام خاشِعاً مُحتَسِباً مُستَقیلاً مُستَغفِراً،فَشَهِدَ قَبرَهُ فی إحدی ثَلاثِ لَیالٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ:أوَّلِ لَیلَةٍ مِنَ الشَّهرِ أو لَیلَةِ النِّصفِ أو آخِرِ لَیلَةٍ مِنهُ، تَساقَطَت عَنهُ ذُنوبُهُ وخَطایاهُ الَّتی اجتَرَحَها (1)،کَما یَتَساقَطُ هَشیمُ الوَرَقِ بِالرّیحِ العاصِفِ،حَتّی أنَّهُ یَکونُ مِن ذُنوبِهِ کَهَیئَةِ یَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ،وکانَ لَهُ مَعَ ذلِکَ مِنَ الأَجرِ مِثلُ أجرِ مَن حَجَّ فی عامِهِ ذلِکَ وَاعتَمَرَ،ویُنادیه مَلَکانِ یَسمَعُ نِداءَهُما کُلُّ ذی روحٍ إلَّا الثَّقَلَینِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،یَقولُ أحَدُهُما:یا عَبدَ اللّهِ،طَهُرتَ فَاستَأنِفِ العَمَلَ، ویَقولُ الآخَرُ:یا عَبدَ اللّهِ أحسَنتَ فَأَبشِر بِمَغفِرَةٍ مِنَ اللّهِ وفَضلٍ. (2)
3542.الإقبال عَن أبِی المُفَضَّلِ الشَّیبانِیِّ بِإِسنادِهِ مِن کِتابِ عَلِیِّ بنِ عَبدِ الواحِدِ النَّهدِیِّ فی حَدیثٍ یَقولُ فیهِ عَنِ الصّادِق علیه السّلام أنَّهُ قیلَ لَهُ: فَما تَری لِمَن حَضَرَ قَبرَهُ-یَعنِی الحُسَینَ علیه السّلام-لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَهرِ رَمَضانَ؟
فَقالَ:بَخٍ بَخٍ! (3)مَن صَلّی عِندَ قَبرِهِ لَیلَةَ النِّصفِ مِن شَهرِ رَمَضانَ عَشرَ رَکَعاتٍ مِن بَعدِ العِشاءِ مِن غَیرِ صَلاةِ اللَّیلِ،یَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ بِفاتِحَةِ الکِتابِ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» عَشرَ مَرّاتٍ،وَاستَجارَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ،کَتَبَهُ اللّهُ عَتیقاً مِنَ النّارِ،ولَم یَمُت حَتّی یَری فی مَنامِهِ مَلائِکَةً یُبَشِّرونَهُ بِالجَنَّةِ ومَلائِکَةً یُؤَمِّنونَهُ مِنَ النّارِ. (4)
3543.کامل الزیارات عن محمّد بن الفضیل: سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السّلام یَقولُ:مَن زارَ قَبرَ
ص:181
الحُسَینِ علیه السّلام فی شَهرِ رَمَضانَ وماتَ فِی الطَّریقِ،لَم یُعرَض ولَم یُحاسَب،ویُقالُ لَهُ:
ادخُلِ الجَنَّةَ آمِناً. (1)
3544.تهذیب الأحکام عن أبی الصباح الکنانی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا کانَ لَیلَةُ القَدرِ -وفیها یُفرَقُ کُلُّ أمرٍ حَکیمٍ-نادی مُنادٍ تِلکَ اللَّیلَةَ مِن بُطنانِ (2)العَرشِ:إنَّ اللّهَ تَعالی قَد غَفَرَ لِمَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فی هذِهِ اللَّیلَةِ. (3)
3545.الإقبال عن زید بن أبی اسامة عن أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام- فی قَولِهِ تَعالی:
«فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» 4 -:هِیَ لَیلَةُ القَدرِ،یُقضی فیهِ أمرُ السَّنَةِ...فَمَن أدرَکَها -أو قالَ:شَهِدَها-عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام یُصَلّی عِندَهُ رَکعَتَینِ أو ما تَیَسَّرَ لَهُ وسَأَلَ اللّهَ تَعالَی الجَنَّةَ وَاستَعاذَ بِهِ مِنَ النّارِ،آتاهُ اللّهُ تَعالی ما سَأَلَ،وأعاذَهُ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ.
وکَذلِکَ إن سَأَلَ اللّهَ تَعالی أن یُؤتِیَهُ مِن خَیرِ ما فَرَّقَ وقَضی فی تِلکَ اللَّیلَةِ،وأن یَقِیَهُ مِن شَرِّ ما کُتِبَ فیها،أو دَعَا اللّهَ وسَأَلَهُ تَبارَکَ وتَعالی فی أمرٍ لا إثمَ فیهِ، رَجَوتُ أن یُؤتی سُؤلَهُ،ویُوَقّی مَحاذیرَهُ ویُشَفَّعَ فی عَشَرَةٍ مِن أهلِ بَیتِهِ،کُلُّهُم قَدِ
ص:182
استَوجَبُوا العَذابَ،وَاللّهُ إلی سائِلِهِ وعَبدِهِ بِالخَیرِ أسرَعُ. (1)
3546.الإقبال عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر: سَمِعتُ الرِّضا عَلِیَّ بنَ موسی علیه السّلام یَقولُ:عُمرَةٌ فی شَهرِ رَمَضانَ تَعدِلُ حَجَّةً،وَاعتِکافُ لَیلَةٍ فی شَهرِ رَمَضانَ یَعدِلُ حَجَّةً وَاعتِکافُ لَیلَةٍ فی مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله وعِندَ قَبرِهِ یَعدِلُ حَجَّةً وعُمرَةً،ومَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام یَعتَکِفُ عِندَهُ العَشرَ الغَوابِرَ (2)مِن شَهرِ رَمَضانَ فَکَأَنَّمَا اعتَکَفَ عِندَ قَبرِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله،ومَنِ اعتَکَفَ عِندَ قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله کانَ ذلِکَ أفضَلَ لَهُ مِن حَجَّةٍ وعُمرَةٍ بَعدَ حَجَّةِ الإِسلامِ.
قالَ الرِّضا علیه السّلام:وَلیَحرِص مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام فی شَهرِ رَمَضانَ ألّا یَفوتَهُ لَیلَةُ الجُهَنِیِّ عِندَهُ؛وهِیَ لَیلَةُ ثَلاثٍ وعِشرینَ،فَإِنَّهَا اللَّیلَةُ المَرجُوَّةُ.
قالَ:وأدَنی الاِعتِکافِ ساعَةٌ بَینَ العِشاءَینِ،فَمَنِ اعتَکَفَها فَقَد أدرَکَ حَظَّهُ-أو قالَ:نَصیبَهُ-مِن لَیلَةِ القَدرِ. (3)
3547.الإقبال عن عبد العظیم الحسنی عن أبی جعفر الثانی [الجواد] علیه السّلام: مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام لَیلَةَ ثَلاثٍ وعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ،وهِیَ اللَّیلَةُ الَّتی یُرجی أن تَکونَ لَیلَةَ القَدرِ وفیها یُفرَقُ کُلُّ أمرٍ حَکیمٍ،صافَحَهُ روحُ أربَعَةٍ وعِشرینَ ألفَ مَلَکٍ ونَبِیٍّ کُلُّهُم یَستَأذِنُ اللّهَ فی زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام فی تِلکَ اللَّیلَةِ. (4)
3548.المزار الکبیر: زِیارَةٌ لِلحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام أیضاً مُختَصَرَةٌ،یُزارُ بِها فی لَیلَةِ القَدرِ وفِی
ص:183
العیدَینِ، (1)بِالإِسنادِ عَن أبی عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السّلام قالَ:إذا أرَدتَ زِیارَةَ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام فَلتَأتِ مَشهَدَهُ بَعدَ أن تَغتَسِلَ وتَلبَسَ أطهَرَ ثِیابِکَ، فَإِذا وَقَفتَ عَلی قَبرِهِ فَاستَقبِلهُ بِوَجهِکَ،وَاجعَلِ القِبلَةَ بَینَ کَتِفَیکَ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ الصِّدّیقَةِ الطّاهِرَةِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وتَلَوتَ الکِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ،وجاهَدتَ فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وصَبَرتَ عَلَی الأَذی فی جَنبِهِ (2)مُحتَسِباً حَتّی أتاکَ الیَقینُ.
وأشهَدُ أنَّ الَّذینَ خالَفوکَ وحارَبوکَ،وأنَّ الَّذینَ خَذَلوکَ وَالَّذینَ قَتَلوکَ، مَلعونونَ عَلی لِسانِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ،وقَد خابَ مَنِ افتَری،لَعَنَ اللّهُ الظّالِمینَ لَکُم مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وضاعَفَ عَلَیهِمُ العَذابَ الأَلیمَ.
أتَیتُکَ یا مَولایَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،زائِراً عارِفاً بِحَقِّکَ،مُوالِیاً لِأَولِیائِکَ،
ص:184
مُعادِیاً لِأَعدائِکَ،مُستَبصِراً بِالهُدَی الَّذی أنتَ عَلَیهِ،عارِفاً بِضَلالَةِ مَن خالَفَکَ،فَاشفَع لی عِندَ رَبِّکَ.
ثُمَّ تَنکَبُّ عَلَی القَبرِ وتَضَعُ خَدَّکَ عَلَیهِ وتَتَحَوَّلُ إلی عِندِ الرَّأسِ،وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ فی أرضِهِ وسَمائِهِ،صَلَّی اللّهُ عَلی روحِکَ الطَّیِّبَةِ وجَسَدِکَ الطّاهِرِ،وعَلَیکَ السَّلامُ یا مَولایَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ تَنکَبُّ عَلَی القَبرِ وتُقَبِّلُهُ وتَضَعُ خَدَّکَ عَلَیهِ،وتَنحَرِفُ إلی عِندِ الرَّأسِ فَتُصَلّی رَکعَتَینِ لِلزِّیارَةِ،وتُصَلی بَعدَهُما ما تَیَسَّرَ.
ثُمَّ تَتَحَوَّلُ إلی عِندِ الرَّأسِ، 1وتَزورُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السّلام فَتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،لَعَنَ اللّهُ مَن ظَلَمَکَ، ولَعَنَ مَن قَتَلَکَ، 2وضاعَفَ عَلَیهِمُ العَذابَ الأَلیمَ.
وتَدعو بِما تُریدُ.
وتَزورُ الشُّهَداءَ مُنحَرِفاً مِن عِندِ الرِّجلَینِ إلَی القِبلَةِ،فَتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الصِّدّیقونَ،السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الشُّهَداءُ الصّابِرونَ،أشهَدُ أنَّکُم جاهَدتُم فی سَبیلِ اللّهِ،وصَبَرتُم عَلَی الأَذی فی جَنبِ اللّهِ،ونَصَحتُم للّهِ ِ ولِرَسولِهِ حَتی أتاکُمُ الیَقینُ.أشهَدُ أنَّکُم أحیاءٌ عِندَ رَبِّکُم تُرزَقونَ،فَجَزاکُمُ اللّهُ عَنِ الإِسلامِ وأهلِهِ أفضَلَ جَزاءِ المُحسِنینَ،وجَمَعَ اللّهُ بَینَنا وبَینَکُم فی مَحَلِّ النَّعیمِ.
ثُمَّ تَمضی إلی مَشهَدِ العَبّاسِ بنِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیهما السّلام،فَإِذا وَقَفتَ عَلَیهِ فَقُل:
ص:185
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ المُطیعُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد جاهَدتَ ونَصَحتَ وصَبَرتَ حَتّی أتاکَ الیَقینُ،لَعَنَ اللّهُ الظّالِمینَ لَکُم مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ وألحَقَهُم بِدَرَکِ (1)الجَحیمِ.
ثُمَّ یُصَلّی فی مَسجِدِهِ تَطَوُّعاً ما أرادَ ویَنصَرِفُ. (2)
3549.مصباح المتهجّد عن ابن میثم التمّار عن الباقر علیه السّلام: مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام-أو قالَ:-مَن زارَ لَیلَةَ عَرَفَةَ أرضَ کَربَلاءَ وأقامَ بِها حَتّی یُعَیِّدَ ثُمَّ یَنصَرِفَ،وَقاهُ اللّهُ شَرَّ سَنَتِهِ. 3
3550.مصباح المتهجّد عن أبی حمزة الثمالی: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:مَن عَرَّفَ 4عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام لَم یَرجِع صِفراً،ولکِن یَرجِعُ ویَداهُ 5مَملوءَتانِ. 6
3551.تهذیب الأحکام عن حنان بن سدیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: یا حَنانُ،إذا کانَ یَومُ عَرَفَةَ،اطَّلَعَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ عَلی زُوّارِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَقالَ لَهُم:اِستَأنِفوا؛فَقَد غُفِرَ لَکُم. 7
ص:186
3552.کامل الزیارات عن عمر بن الحسن العرزمی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا کانَ یَومُ عَرَفَةَ نَظَرَ اللّهُ إلی زُوّارِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَیَقولُ:
ارجِعوا مَغفوراً لَکُم ما مَضی،ولا یُکتَبُ عَلی أحَدٍ مِنهُم ذَنبٌ سَبعینَ یَوماً مِن یَومِ یَنصَرِفُ. (1)
3553.ثواب الأعمال عن بشیر الدهّان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتاهُ [ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام ] فی یَومِ عَرَفَةَ عارِفاً بِحَقِّهِ،کُتِبَت لَهُ ألفُ حَجَّةِ وألفُ عُمرَةٍ مُتَقَبَّلاتٍ،وألفُ غَزوَةٍ مَعَ نَبِیٍّ مُرسَلٍ أو إمامٍ عادِلٍ. (2)
3554.تهذیب الأحکام عن یونس بن ظبیان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام یَومَ عَرَفَةَ کَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ ألفِ حَجَّةٍ مَعَ القائِمِ علیه السّلام،وألفَ ألفِ عُمرَةٍ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،وعِتقَ ألفِ ألفِ نَسَمَةٍ،وحُملانَ ألفِ ألفِ فَرَسٍ فی سَبیلِ اللّهِ،وسَمّاهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَبدِیَ الصِّدّیقَ آمَن بِوَعدی،وقالَتِ المَلائِکَةُ:فُلانٌ صِدّیقٌ زَکّاهُ اللّهُ مِن فَوقِ عَرشِهِ،وسُمِّیَ فِی الأَرضِ کَرّوبِیّاً (3). (4)
3555.تهذیب الأحکام عن معاویة بن وهب البجلی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن عَرَّفَ عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فَقَد شَهِدَ عَرَفَةَ. (5)
ص:187
3556.ثواب الأعمال عن عبد اللّه بن مسکان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی یَتَجَلّی لِزُوّارِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام قَبلَ أهلِ عَرَفاتٍ،ویَقضی حَوائِجَهُم ویَغفِرُ ذُنوبَهُم ویُشَفِّعُهُم فی مَسائِلِهِم،ثُمَّ یَثنی بِأَهلِ عَرَفاتٍ فَیَفعَلُ ذلِکَ بِهِم. (1)
3557.کامل الزیارات عن یونس بن یعقوب بن عمّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن فاتَتهُ عَرَفَةُ بِعَرَفاتٍ فَأَدرَکَها بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام لَم تَفُتهُ،وإنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لَیَبدَأُ بِأَهلِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام قَبلَ أهلِ عَرَفاتٍ،ثُمَّ یُخاطِبُهُم بِنَفسِهِ. (2)
3558.کامل الزیارات عن ابن أبی یعفور: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:لَو أنَّ رَجُلاً أرادَ الحَجَّ ولَم یَتَهَیَّأ لَهُ ذلِکَ فَأَتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فَعَرَّفَ عِندَهُ،یُجزیهِ ذلِکَ عَنِ الحَجِّ (3). (4)
3559.تهذیب الأحکام عن بشّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: الموسِرُ إذا کانَ قَد حَجَّ حَجَّةَ الإِسلامِ فَأَرادَ أن یَتَنَفَّلَ بِالحَجِّ وَالعُمرَةِ فَمَنَعَهُ عَن ذلِکَ شُغُلُ دُنیا أو عائِقٌ،فَأَتَی الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام فی یَومِ عَرَفَةَ،أجزَأَهُ ذلِکَ عَن أداءِ حَجَّتِهِ وعُمرَتِهِ،وضاعَفَ اللّهُ لَهُ بِذلِکَ أضعافاً مُضاعَفَةً.
قُلتُ:کَم تَعدِلُ حَجَّةً؟وکَم تَعدِلُ عُمرَةً؟
قالَ:لا یُحصی ذلِکَ.
قُلتُ:مِئَةٌ؟
قالَ:ومَن یُحصی ذلِکَ؟
ص:188
قُلتُ:ألفٌ؟قالَ:وأکثَرُ.ثُمَّ قالَ: «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لا تُحْصُوها» 1 . (1)
3560.الکافی عن بشیر الدهّان: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:رُبَّما فاتَنِی الحَجُّ فَاُعَرِّفُ عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟
فَقالَ:أحسَنتَ یا بَشیرُ،أیُّما مُؤمِنٍ أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ فی غَیرِ یَومِ عیدٍ،کَتَبَ اللّهُ لَهُ عِشرینَ حَجَّةً وعِشرینَ عُمرَةً مَبروراتٍ مَقبولاتٍ،وعِشرینَ حَجَّةً وعُمرَةً مَعَ نَبِیٍّ مُرسَلٍ أو إمامٍ عَدلٍ،ومَن أتاهُ فی یَومِ عیدٍ کَتَبَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ حَجَّةٍ ومِئَةَ عُمرَةٍ ومِئَةَ غَزوَةٍ مَعَ نَبِیٍّ مُرسَلٍ أو إمامٍ عَدلٍ.
قالَ:قُلتُ لَهُ:کَیفَ لی بِمِثلِ المَوقِفِ؟
قالَ:فَنَظَرَ إلَیَّ شِبهَ المُغضَبِ،ثُمَّ قالَ لی:یا بَشیرُ،إنَّ المُؤمِنَ إذا أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام یَومَ عَرَفَةَ وَاغتَسَلَ مِنَ الفُراتِ ثُمَّ تَوَجَّهَ إلَیهِ،کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَجَّةً بِمَناسِکها-ولا أعلَمُهُ إلّاقالَ:وغَزوَةً- (2).
3561.کامل الزیارات عن بشیر الدهّان: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ وهُوَ نازِلٌ بِالحیرَةِ وعِندُهُ جَماعَةٌ مِنَ الشّیعَةِ،فَأَقبَلَ إلَیَّ بِوَجهِهِ،فَقالَ:یا بَشیرُ،أحَجَجتَ العامَ؟
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! لا،ولکِن عَرَّفتُ بِالقَبرِ،قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
ص:189
فَقالَ:یا بَشیرُ،وَاللّهِ ما فاتَکَ شَیءٌ مِمّا کانَ لِأَصحابِ مَکَّةَ بِمَکَّةَ.
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! فیهِ عَرَفاتٌ؟فَسِّرهُ لی.
فَقالَ:یا بَشیرُ،إنَّ الرَّجُلَ مِنکُم لَیَغتَسِلُ عَلی شاطِئِ الفُراتِ،ثُمَّ یَأتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ،فَیُعطیهِ اللّهُ بِکُلِّ قَدَمٍ یَرفَعُها أو یَضَعُها مِئَةَ حَجَّةٍ مَقبولَةٍ، ومِئَةَ عُمرَةٍ مَبرورَةٍ،ومِئَةَ غَزوَةٍ مَعَ نَبِیٍّ مُرسَلٍ إلی أعداءِ اللّهِ وأعداءِ رَسولِهِ.
یا بَشیرُ،اسمَع وأبلِغ مَنِ احتَمَلَ قَلبُهُ:مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام یَومَ عَرَفَةَ کانَ کَمَن زارَ اللّهَ فی عَرشِهِ. (1)
3562.کتاب من لا یحضره الفقیه عن داوود الرقّی: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ،وأبَا الحَسَنِ موسَی بنَ جَعفَرٍ،وأبَا الحَسَنِ عَلِیَّ بنَ موسی علیهم السّلام وهُم یَقولونَ:مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام بِعَرَفَةَ،قَلَبَهُ اللّهُ تَعالی ثَلِجَ (2)الصَّدرِ. (3)
3563.المصباح للکفعمی: وأمّا زِیارَةُ لَیلَةِ عَرَفَةَ ویَومِها وزِیارَةُ لَیلَةِ الأَضحی ویَومِهِ،فَقُل بَعدَ الغُسلِ وَالاِستِئذانِ إن کانَتِ الزِّیارَةُ مِن قُربٍ:
ص:190
اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وَالحَمدُ للّهِ ِ حَمداً کَثیراً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأصیلاً (1)، وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانا لِهذا وما کُنّا لِنَهتَدِیَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ،لَقَد جاءَت رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ.
ثُمَّ سَلِّم عَلَی النَّبِیِّ وَالأَئِمَّةِ علیهم السّلام وقُل:
سَلامُ اللّهِ وسَلامُ مَلائِکَتِهِ وأنبِیائِهِ ورُسُلِهِ وَالصّالِحینَ مِن عِبادِهِ وجَمیعِ خَلقِهِ ورَحمَتُهُ وبَرَکاتُهُ،عَلی مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ وعَلَیکَ یا مَولایَ الشّهیدَ المَظلومَ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلَکَ وخاذِلَکَ،بَرِئتُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنهُم ومِن أفعالِهِم ومِمَّن شایَعَ ورَضِیَ بِهِ،وأشهَدُ أنَّهُم کُفّارٌ مُشرِکونَ،وَاللّهُ ورَسولُهُ مِنهُم بُرَآءُ (2).
ثُمَّ قُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ المُوالی لِوَلِیِّکَ المُعادی لِعَدُوِّکَ،استَجارَ بِمَشهَدِکَ وتَقَرَّبَ إلَیکَ بِقَصدِکَ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانی لِوِلایَتِکَ،وخَصَّنی بِزِیارَتِکَ،وسَهَّلَ لی قَصدَکَ.
ثُمَّ قِف مِمّا یَلی رَأسَهُ علیه السّلام وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله حَبیبِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ أمیرِ المُؤمِنینَ وَلِیِّ اللّهِ،السَّلامُ
ص:191
عَلَیکَ یَابنَ مُحَمَّدٍ المُصطَفی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عَلِیٍّ المُرتَضی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خَدیجَةَ الکُبری.
السَّلامُ عَلَیکَ یا ثَأرَ اللّهِ وَابنَ ثَأرِهِ وَالوِترَ المَوتورَ،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وأطَعتَ اللّهَ حَتّی أتاکَ الیَقینُ.
فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً سَمِعَت بِذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ.
یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ ! أشهَدُ أنَّکَ کُنتَ نوراً فِی الأَصلابِ الشّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ،لَم تُنَجِّسکَ الجاهِلِیَّةُ بِأَنجاسِها ولَم تُلبِسکَ مِن مُدلَهِمّاتِ ثِیابِها،وأشهَدُ أنَّکَ مِن دَعائِمِ الدّینِ وأرکانِ المُؤمِنینَ،وأشهَدُ أنَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِکَ کَلِمَةُ التَّقوی وأعلامُ الهُدی وَالعُروَةُ الوُثقی، (1)اشهِدُ اللّهَ ومَلائِکَتَهُ وأنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ أنّی بِکُم مُؤمِنٌ وبِإِیابِکُم موقِنٌ بِشَرائِعِ دینی وخَواتیمِ عَمَلی،وقَلبی لِقَلبِکُم سِلمٌ وأمری لِأمرِکُم مُتَّبِعٌ،فَصَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم وعَلی أرواحِکُم وعَلی أجسادِکُم،وعَلی شاهِدِکُم وعَلی غائِبِکُم،وظاهِرِکُم وباطِنِکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقُل:
بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،بِأَبی أنتَ واُمّی یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَقَد عَظُمَتِ الرَّزِیَّةُ وجَلَّتِ المُصیبَةُ بِکَ عَلَینا وعَلی جَمیعِ أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً أسرَجَت وألجَمَت وتَهَیَّأَت لِقِتالِکَ.
یا أبا عَبدِ اللّهِ قَصَدتُ حَرَمَکَ وأتَیتُ مَشهَدَکَ،وأسأَلُ اللّهَ بِالشَّأنِ الَّذی لَکَ
ص:192
عِندَهُ وبِالمَحَلِّ الَّذی لَکَ لَدَیهِ،أن یُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأن یَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ بِمَنِّهِ ورَحمَتِهِ.
ثُمَّ صَلِّ عِندَ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام رَکعَتَینِ،وقُل بَعدَهُما ما مَرَّ فی زِیارَةِ عاشوراءَ.
ثُمَّ زُر عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السّلام وهُوَ الأَکبَرُ عَلَی الأَصَحِّ،مِن عِندِ رِجلِ أبیهِ علیهما السّلام فَتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ نَبِیِّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ الحُسَینِ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الشَّهیدُ ابنَ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا المَظلومُ ابنَ المَظلومِ،لَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ ولَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ ولَعَنَ اللّهُ امَّةً سَمِعَت بِذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلی قَبرِهِ وقَبِّلهُ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وَابنَ وَلِیِّهِ،لَقَد عَظُمَتِ المُصیبَةُ وجَلَّتِ الرَّزِیَّةُ بِکَ عَلَینا وعَلی جَمیعِ المُسلِمینَ،فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ وأبرَأُ إلَی اللّهِ وإلَیکَ مِنهُم.
ثُمَّ صَلِّ عِندَ رَأسِهِ رَکعَتَینِ،ثُمَّ ائتِ الشُّهَداءَ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم یا أولِیاءَ اللّهِ وأحِبّاءَهُ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أصفِیاءَ اللّهِ وأوِدّاءَهُ، السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ دینِ اللّهِ وأنصارَ نَبِیِّهِ وأنصارَ أمیرِ المُؤمِنینَ وأنصارَ الحَسَنِ والحُسَینِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،بِأَبی أنتُم واُمّی طِبتُم وطابَتِ الأَرضُ الَّتی فیها دُفِنتُم وفُزتُم فَوزاً عَظیماً،فَیا لَیتَنی کُنتُ مَعَکُم فَأَفوزَ مَعَکُم فَوزاً عَظیماً،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
وتَقولُ فی وَداعِهِم:
السَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی إیّاهُم،وأشرِکنی مَعَهُم فی صالِحِ ما أعطَیتَهُم عَلی نُصرَتِهِمِ ابنَ نَبِیِّکَ وحُجَّتَکَ
ص:193
عَلی خَلقِکَ،اجعَلنا وإیّاهُم فی جَنَّتِکَ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً،أستَودِعُکُمُ اللّهَ وأقرَأُ عَلَیکُم السَّلامَ.اللّهُمَّ ارزُقنِی العَودَ إلَیهِم وَاحشُرنی مَعَهُم،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ عُد إلی عِندِ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام بَعدَ أن تُصَلِّیَ رَکعَتَی زِیارَةِ الشُّهَداءِ،وَانکَبَّ عَلی قَبرِهِ إذا أرَدتَ وَداعَهُ علیه السّلام وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفوَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خالِصَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أمینَ اللّهِ،سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ ولا سَئِمٍ،فَإِن أمضِ فَلا عَن مَلالَةٍ وإن اقِم فَلا عَن سوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللّهُ الصّابِرینَ،لا جَعَلَهُ اللّهُ یا مَولایَ آخِرَ العَهدِ مِنّی لِزِیارَتِکَ،ورَزَقَنِی العَودَ إلی مَشهَدِکَ وَالمُقامَ فی حَرَمِکَ،و أن یَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ اخرُج ولا تُوَلِّ ظَهرَکَ،وأکثِر مِن قَولِ: «إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ» 1 حَتّی تَغیبَ عَنِ القَبرِ.
وتَقولُ فی زِیارَةِ العَبّاسِ علیه السّلام:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ المُطیعُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،ولِأَمیرِ المُؤمِنینَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ عَلَیهِم وعَلَیکَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ ومَغفِرَتُهُ وعَلی روحِکَ وبَدَنِکَ،اُشهِدُ اللّهَ أنَّکَ مَضَیتَ عَلی ما مَضی عَلَیهِ البَدرِیّونَ المُجاهِدونَ فی سَبیلِ اللّهِ،المُناصِحونَ لَهُ فی جِهادِ الأَعداءِ،المُبالِغونَ فی نُصرَةِ أولِیائِهِ،فَجَزاکَ اللّهُ أفضَلَ الجَزاءِ وأوفَرَ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفی بِبَیعَتِهِ وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ،وحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ص:194
ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ وتَدعو بَعدَهُما،وکَذا بَعدَ رَکعَتَی زِیارَةِ الشُّهَداءِ ورَکعَتَی زِیارَةِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام،بِما مَرَّ عَقیبَ رَکعَتَی زِیارَةِ عاشوراءَ.
وتَزورُ الحُرَّ بنَ یَزیدَ وهانِئَ بنَ عُروَةَ ومُسلِمَ بنَ عَقیلٍ بِزِیارَةِ العَبَّاسِ علیه السّلام، وتُوَدِّعُهُم بِوَداعِهِ،وهُوَ:
أستَودِعُکَ اللّهَ وأستَرعیکَ وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ ورَسولِهِ وکِتابِهِ وبِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ،اللّهُمَّ اکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِی ابنَ أخی رَسولِکَ العَبّاسَ بنَ عَلِیٍّ-أو فُلانٍ وتَذکُرُهُ بِاسمِهِ- وَارزُقنی (1)زِیارَتَهُ أبَداً ما أبقَیتَنی،وَاحشُرنی مَعَهُ ومَعَ آبائِهِ فِی الجِنانِ، وعَرِّف بَینی وبَینَهُ وبَینَ رَسولِکَ وأولِیائِکَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَوَفَّنی عَلَی الإِیمانِ بِکَ وَالتَّصدیقِ بِرَسولِکَ،وَالوِلایَةِ لِعَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ ووُلدِهِ الأَئِمَّةِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،وَالبَراءَةِ مِن أعدائِهِم؛فَإِنّی رَضیتُ بِذلِکَ یا رَبِّ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ (2). (3)
3564.المزار الکبیر: زِیارَةُ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فی یَومِ عَرَفَةَ:
ومَن لَم یُمکِنهُ حُضورُ المَوقِفِ لِلحَجِّ،وقَدَرَ عَلی إتیانِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام یَومَ عَرَفَةَ فَلیَحضُر؛فَإِنَّ فی ذلِکَ فَضلاً کَبیراً.
فَیَنبَغی أن تَغتَسِلَ مِنَ الفُراتِ إن أمکَنَکَ،وإلّا فَمِن حَیثُ تَقدِرُ عَلَیهِ،وتَمشی عَلی سَکینَةٍ ووَقارٍ،فَإِذا بَلَغتَ بابَ الحائِرِ فَکَبِّرِ اللّهَ تَعالی وقُل:
اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وَالحمدُ للّهِ ِ کَثیراً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأصیلاً،وَ «اَلْحَمْدُ
ص:195
لِلّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ» . (1)
(ثُمَّ تُسَلِّمُ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله وعَلی أمیرِ المُؤمِنینَ وعَلَی الأَئِمَّةِ علیهم السّلام مِن بَعدِهِ ثُمَّ تَقولُ:) (2)
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،المُوالی لِوَلِیِّکَ المُعادی لِعَدُوِّکَ،استَجارَ بِمَشهَدِکَ وتَقَرَّبَ إلَیکَ بِقَصدِکَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هَدانی لِوِلایَتِکَ وخَصَّنی بِزِیارَتِکَ وسَهَّلَ لی قَصدَکَ.
ثُمَّ تَأتی بابَ القُبَّةِ فَتَقِفُ مِمّا یَلِی الرَّأسَ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ أمیرِ المُؤمِنینَ حُجَّةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ مُحَمَّدٍ المُصطَفی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عَلِیٍّ المُرتَضی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خَدیجَةَ الکُبری.
السَّلامُ عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ وَابنَ ثارِهِ وَالوِترَ المَوتورَ،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وأطَعتَ اللّهَ
ص:196
حَتّی أتاکَ الیَقینُ.لَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،ولَعَنَ اللّه امَّةً سَمِعَت بِذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ.
یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،اُشهِدُ اللّهَ ومَلائِکَتَهُ وأنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ،إنّی بِکُم مُؤمِنٌ،وبِإِیابِکُم موقِنٌ،بِشَرائِعِ دینی وخَواتیمِ عَمَلی،فَصَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم وعَلی أرواحِکُم وعَلی أجسادِکُم،وعَلی شاهِدِکُم وغائِبِکُم،وظاهِرِکُم وباطِنِکُم. (1)
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقَبِّلهُ وقُل:
بِأَبی أنتَ واُمّی یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَقَد عَظُمَتِ الرَّزِیَّةُ وجَلَّتِ المُصیبَةُ بِکَ عَلَینا وعَلی جَمیعِ أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً أسرَجَت وألجَمَت وتَهَیَّأَت لِقِتالِکَ،یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،قَصَدتُ حَرَمَکَ وأتَیتُ مَشهَدَکَ، أسأَلُ اللّهَ بِالثَّأرِ (2)الَّذی لَکَ عِندَهُ،وَالمَحَلِّ الَّذی لَکَ لَدَیهِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،و أن یَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ص:197
ثُمَّ تُصَلِّی عِندَ الرَّأسِ، (1)تَقرَأُ فیها ما أحَببتَ،فَإِذا فَرَغتَ فَقُل:
اللّهُمَّ إنّی صَلَّیتُ ورَکَعتُ وسَجَدتُ لَکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ؛لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّکوعَ وَالسُّجودَ لا تَکونُ إلّالَکَ،لِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأبلِغهُم عَنّی أفضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِیَّةِ،وَاردُد عَلَیَّ مِنهُم.
ثُمَّ صِر إلی عِندِ رِجلَیِ الحُسَینِ،وزُر عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السّلام ورَأسُهُ عِندَ رِجلَی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ نَبِیِّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ الحُسَینِ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الشَّهیدُ ابنَ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا المَظلومُ وَابنَ المَظلومِ،لَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً سَمِعَت بِذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقَبِّلهُ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وَابنَ وَلِیِّهِ،لَقَد عَظُمَتِ المُصیبَةُ وجَلَّتِ الرَّزِیَّةُ بِکَ عَلَینا وعَلی جَمیعِ المُسلِمینَ،فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،وأبرَأُ إلَی اللّهِ وإلَیکَ مِنهُم.
ثُمَّ اخرُج مِنَ البابِ الَّذی عِندَ رِجلِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهما السّلام،فَتَوَجَّه هُناکَ إلَی الشُّهَداءِ وزُرهُم وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم یا أولِیاءَ اللّهِ وأحِبّاءَهُ،السَّلامُ عَلَیکُم یا أصفِیاءَ اللّهِ وأوِدّاءَهُ، السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ دینِ اللّهِ وأنصارَ نَبِیِّهِ وأنصارَ أمیرِ المُؤمِنینَ وَالحَسَنِ
ص:198
وَالحُسَینِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،بِأَبی أنتُم واُمّی طِبتُم وطابَتِ الأَرضُ الَّتی فیها دُفِنتُم وفُزتُم فَوزاً عَظیماً،فَیا لَیتَنی کُنتُ مَعَکُم فَأَفوزَ مَعَکُم.
ثُمَّ عُد إلی عِندِ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام،وأکثِر مِنَ الدُّعاءِ لِنَفسِکَ ولِأَهلِکَ وإخوانِکَ المُؤمِنینَ،فَإِذا أرَدتَ الخُروجَ فَانکَبَّ عَلَی القَبرِ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفوَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا خالِصَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أمینَ اللّهِ،سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ ولا سَئِمٍ،فَإِن أمضِ فَلا عَن مَلالَةِ،وإن اقِم فَلا عَن سوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللّهُ الصّابِرینَ.لا جَعَلَهُ اللّهُ یا مَولایَ آخِرَ العَهدِ لِزِیارَتِکَ،ورَزَقَنِی العَودَ إلی مَشهَدِکَ وَالمُقامَ فی حَرَمِکَ،و أن یَجعَلَنی مَعَکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ اخرُج ولا تُوَلِّ ظَهرَکَ،وأکثِر مِن قَولِ: «إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ» . (1)
ثُمَّ امضِ إلی مَشهَدِ العَبّاسِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام،فَإِذا أتَیتَهُ فَقِف عَلَیهِ وقُل:
(السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا العَبدُ الصّالِحُ،المُطیعُ للّهِ ِ ولِرَسولِهِ ولِأَمیرِ المُؤمِنینَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،وعَلَیکَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ ومَغفِرَتُهُ عَلی روحِکَ وبَدَنِکَ.اُشهِدُ اللّهَ أنَّکَ مَضَیتَ عَلی ما مَضَی البَدرِیّونَ وَالمُجاهِدونَ فی سَبیلِ اللّهِ،المُناصِحونَ فی جِهادِ الأَعداءِ،المُبالِغونَ فی نُصرَةِ أولِیائِهِ.
فَجَزاکَ اللّهُ أفضَلَ الجَزاءِ،وأوفَرَ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفی بِبَیعَتِهِ،وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ،وحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیّینَ وَالشُّهَداءِ وَالصِّدّیقینَ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً). (2)
ص:199
ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ عِندَ الرَّأسِ،وَادعُ اللّهَ بَعدَهُما بِما أحبَبتَ،فَإِذا أرَدتَ الخُروجَ فَوَدِّعهُ وقُل:
أستَودِعُکَ اللّهَ وأستَرعیکَ،وأقرَأُ عَلَیکَ السَّلامَ،آمَنّا بِاللّهِ وبِرَسولِهِ وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ،اللّهُمَّ اکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَةِ قَبرِ وَلِیِّکَ وَابنِ أخی نَبِیِّکَ،وَارزُقنی زِیارَتَهُ أبَداً ما أبقَیتَنی، وَاحشُرنی مَعَهُ ومَعَ آبائِهِ فِی الجِنانِ.
وَادعُ لِنَفسِکَ ولِوالِدَیکَ ولِإِخوانِکَ المُؤمِنینَ.
ثُمَّ ارجِع إلی مَشهَدِ الحُسَینِ علیه السّلام لِلوَداعِ،فَإِذا أرَدتَ وَداعَهُ تَقِفُ کَوُقوفِکَ عَلَیهِ أوَّلَ مَرَّةٍ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،أنتَ لی جُنَّةٌ مِنَ العَذابِ،وهذا أوانُ انصِرافی،غَیرَ راغِبٍ عَنکَ ولا مُستَبدِلٍ بِکَ سِواکَ،ولا مُؤثِرٍ عَلَیکَ غَیرَکَ ولا زاهِدٍ فی قُربِکَ.أسأَلُ اللّهَ تَعالی أن لا یَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّی ومِن رُجوعی،أسأَلُ اللّهَ الَّذی أرانی مَکانَکَ،وهَدانی لِلتَّسلیمِ عَلَیکَ،ولِزِیارَتی إیّاکَ،أن یُورِدَنی حَوضَکُم ویَرزُقَنی مُرافَقَتَکُم فِی الجِنانِ مَعَ آبائِکَ الصّالِحینَ.
ثُمَّ سَلِّم عَلَی النَّبِیِّ وَالأَئِمَّةِ علیهم السّلام واحِداً واحِداً وَانصَرِف إن شِئتَ،وتَدعو بِما
ص:200
أحبَبتَ.
ثُمَّ حَوِّل وَجهَکَ إلی قُبورِ الشُّهَداءِ فَوَدِّعهُم وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی إیّاهُم،وأشرِکنی مَعَهُم فی صالِحِ ما أعطَیتَهُم عَلی نَصرِهِم ابنَ نَبِیِّکَ وحُجَّتَکَ عَلی خَلقِکَ،اللّهُمَّ اجعَلنا وإیّاهُم فی جَنَّتِکَ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً،أستَودِعُکُمُ اللّهَ وأقرَأُ عَلَیکُمُ السَّلامَ.اللّهُمَّ ارزُقنِی العَودَ إلَیهِم،وَاحشُرنی مَعَهُم یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ اخرُج ولا تُوَلِّ وَجهَکَ عَنِ القَبرِ حَتّی تَغیبَ عَن مُعایَنَتِکَ،وقِف عَلَی البابِ مُتَوَجِّهاً إلَی القِبلَةِ،وَادعُ بِما أحبَبتَ وَانصَرِف إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)
3565.تهذیب الأحکام عن عبدالرحمن بن الحجّاج عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام لَیلَةً مِن ثَلاثٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ.قُلتُ:أیُّ اللَّیالی؟ جُعِلتُ فِداکَ!
قالَ:«لَیلَةُ الفِطرِ،ولَیلَةُ الأَضحی،ولَیلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ». (2)
ص:201
3566.مصباح الزائر عن الکاظم علیه السّلام: ثَلاثُ لَیالٍ مَن زارَ الحُسَینِ َ علیه السّلام فیهِنَّ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ:لَیلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ،ولَیلَةُ ثَلاثٍ وعِشرینَ مِن رَمَضانَ،ولَیلَةُ العیدِ. (1)
3567.المزار الکبیر: زِیارَةٌ اخری لِأَبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،یُزارُ بِها أیضاً فِی العیدَینِ،إذا أرَدتَ زِیارَتَهُ علیه السّلام فَصُم ثَلاثَةَ أیّامٍ،وَاغتَسِل فِی الیَومِ الثّالِثِ،وَاجمَع أهلَکَ إلَیکَ ووُلدَکَ وقُل:
اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ الیَومَ نَفسی وأهلی ومالی ووُلدی وکُلَّ مَن کانَ مِنّی بِسَبیلٍ،الشّاهِدَ مِنهُم وَالغائِبَ،اللّهُمَّ احفَظنا بِحِفظِ الإِیمانِ وَاحفَظ عَلَینا.
اللّهُمَّ اجعَلنا فی حِرزِکَ،ولا تَسلُبنا نِعمَتَکَ،ولا تُغَیِّر ما بِنا مِن نِعمَةٍ وعافِیَةٍ،وزِدنا مِن فَضلِکَ إنّا إلَیکَ راغِبونَ.
وَاخرُج مِن مَنزِلِکَ خاشِعاً،وأکثِر مِنَ التَّهلیلِ وَالتَّکبیرِ وَالتَّحمیدِ وَالتَّمجیدِ وَالصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله،وَامضِ وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ.
ورُوِیَ أنَّ اللّهَ تَعالی یَخلُقُ مِن عَرَقِ زُوّارِ قَبرِ الحُسَینِ،مِن کُلِّ عَرَقَةٍ سَبعینَ ألفَ مَلَکٍ یُسَبِّحونَ اللّهَ ویَستَغفِرونَ لَهُ ولِزُوّارِ الحُسَینِ إلی أن تَقومَ السّاعَةُ.
فَإِذا لاحَت لَکَ القُبَّةُ السّامِیَةُ فَقُل:
الحَمدُ للّهِ ِ وسَلامٌ عَلی عِبادِهِ الَّذینَ اصطَفی آللّهُ خَیرٌ أمّا یُشرِکونَ،وسَلامٌ عَلَی المُرسَلینَ وَالحمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وسَلامٌ عَلی آلِ یس،إنّا کذلِکَ نَجزِی المُحسِنینَ،وسَلامٌ عَلَی الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،الأَوصِیاءِ الصّادِقینَ، القائِمینَ بِأَمرِ اللّهِ وحُجَّتِهِ،السّاعینَ إلی سَبیلِ اللّهِ،المُجاهِدینَ فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ،النّاصِحینَ لِجَمیعِ عِبادِهِ،المُستَخلَفینَ فی بِلادِهِ،المُرشِدینَ إلی هِدایَتِهِ وإرشادِهِ.
ص:202
فَإِذا أشرَفتَ عَلی قَنطَرَةِ العَلقَمِیِّ فَقُل:
اللّهُمَّ إلَیکَ قَصَدَ القاصِدونَ،وفی فَضلِکَ طَمِعَ الرّاغِبونَ،وبِکَ اعتَصَمَ المُعتَصِمونَ،وعَلَیکَ تَوَکَّلَ المُتَوَکِّلونَ،وقَد قَصَدتُکَ وافِداً وفی رَحمَتِکَ طامِعاً،ولِعِزَّتِکَ خاضِعاً ولِوُلاةِ أمرِکَ طائِعاً ولِأَمرِهِم مُتابِعاً.
اللّهُمَّ ثَبِّتنی عَلی مَحَبَّةِ أولِیائِکَ،ولا تَقطَع أثَری عَن زِیارَتِهِم،وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم،وأدخِلنِی الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم.
فَإِذا أتَیتَ الفُراتَ فَکَبِّرِ اللّهَ مِئَةَ تَکبیَرةٍ،وهَلِّلهُ مِئَةَ تَهلیلَةٍ،وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله مِئَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ قُل:
اللّهُمَّ أنتَ خَیرُ مَن وَفَدَ إلَیهِ الرِّجالُ وشُدَّت إلَیهِ الرِّحالُ،وأنتَ سَیِّدی أکرَمُ مَزورٍ وأفضَلُ مَقصودٍ،وقَد جَعَلتَ لِکُلِّ زائِرٍ کَرامَةً ولِکُلِّ وافِدٍ تُحفَةً، فَأَسأَلُکَ أن تَجعَلَ تُحفَتَکَ إیّایَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وَاشکُر سَعیی، وَارحَم مَسیری إلَیکَ مِن أهلی،بِغَیرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیکَ بَل لَکَ المَنُّ عَلَیَّ؛إذ جَعَلتَ لِیَ السَّبیلَ إلی زِیارَةِ ابنِ نَبِیِّکَ،وعَرَّفتَنی فَضلَهُ،وحَفِظتَنی بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ حَتّی بَلَّغتَنی هذَا المَکانَ،وقَد رَجوتُکَ فَلا تَقطَع رَجائی،وقَد أمَّلتُکَ فَلا تُخَیِّب أمَلی،وَاجعَل مَسیری هذا کَفّارَةً لِذُنوبی یا رَبَّ العالَمینَ.
فَانزِل فَاغتَسِل،وقُل فی غُسلِکَ:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ وَالصّادِقینَ عَنِ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ،اللّهُمَّ طَهِّر [ بِهِ ] (1)قَلبی،وَاشرَح بِهِ صَدری،ونَوِّر بِهِ قَلبی،ویَسِّر بِهِ أمری.
ص:203
اللّهُمَّ اجعَلهُ لی نوراً وطَهوراً،وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وآفَةٍ وعاهَةٍ وسوءِ ما أخافُ وأحذَرُ،اللّهُمَّ اجعَل لی شاهِداً یَومَ حاجَتی وفَقری وفاقَتی إلَیکَ یا رَبَّ العالَمینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
بابُ الصَّلاةِ فی مَشرَعَةِ الصّادِقِ علیه السّلام:
فَإِذا فَرَغتَ مِن غُسلِکَ فَالبَس ثَوبَینِ طاهِرَینِ،وصَلِّ رَکعَتَینِ خارِجَ المَشرَعَةِ، وهُوَ المَکانُ الَّذی قالَ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ: «وَ فِی الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِیلٌ صِنْوانٌ وَ غَیْرُ صِنْوانٍ یُسْقی بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلی بَعْضٍ فِی الْأُکُلِ» 1 ،تَقرَأُ فِی الاُولی فاتِحَةَ الکِتابِ و «قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ» ،وفِی الثّانِیَةِ فاتِحَةَ الکِتابِ و «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» .
فَإِذا سَلَّمتَ فَسَبِّح ثُمَّ قُل:
الحَمدُ للّهِ ِ الواحِدِ المُتَوَحِّدِ فِی الاُمورِ کُلِّها،الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الَّذی هَدانا لِهذا وما کُنّا لِنَهتَدِیَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ،لَقَد جاءَت رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ،اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً کَثیراً أبَداً لا یَنقَطِعُ ولا یَفنی،حَمداً یَصعَدُ أوَّلُهُ ولا یَنفَدُ آخِرُهُ،حَمداً یَزیدُ ولا یَبیدُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ البَشیرِ النَّذیرِ،وعَلی آلِهِ الأَخیارِ الأَبرارِ وسَلَّمَ تَسلیماً.
فَإِذا تَوَجَّهتَ إلَی الحائِرِ عَلی ساکِنِهِ السَّلامُ فَقُل:
اللّهُمَّ إلَیکَ تَوَجَّهتُ،ولِبابِکَ قَرَعتُ،وبِفِنائِکَ نَزَلتُ،وبِحَبلِکَ اعتَصَمتُ، ولِرَحمَتِکَ تَعَرَّضتُ،وبِوَلِیِّکَ تَوَسَّلتُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاجعَل زِیارَتی مَبرورَةً ودُعائی مَقبولاً.
ص:204
ثُمَّ امشِ وقَصِّر خُطاکَ،وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ وَالخُشوعُ،وَالتَّکبیرُ وَالتَّهلیلُ وَالتَّحمیدُ وَالتَّمجیدُ،وَالثَّناءُ عَلَی اللّهِ جَلَّ وعَزَّ،وَالصَّلاةُ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله،وَالبَراءَةُ مِمَّن أسَّسَ الجَورَ وَالظُّلمَ عَلَیهِم،ودَفَعَهُم عَن مَقاماتِهِم وأزالَهُم عَن مَراتِبِهِم،ومَن نَصَبَ لَهُم حَرباً وجَحَدَهُم حَقّاً.
بابُ الاِستیذانِ (1):
فَإِذا أرَدتَ الاِستیذانَ فَقُم عِندَ بابِ القُبَّةِ،وَارمِ بِطَرفِکَ نَحوَ القَبرِ وقُل:
یا مَولایَ یا أبا عَبدِ اللّهِ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،عَبدُکَ وَابنُ أمَتِکَ،الذَّلیلُ بَینَ یَدَیکَ،وَالمُصَغَّرُ فی عُلُوِّ قَدرِکَ،وَالمُعتَرِفُ بِحَقِّکَ،جاءَکَ مُستَجیراً بِکَ، قاصِداً إلی حَرَمِکَ،مُتَوَجِّهاً إلی مَقامِکَ،مُتَوَسِّلاً إلَی اللّهِ تَعالی بِکَ.أأَدخُلُ یا مَولایَ،أأَدخُلُ یا وَلِیَّ اللّهِ،أأَدخَلُ یا مَلائِکَةَ اللّهِ المُحدِقینَ بِهذَا الحَرَمِ المُقیمینَ فی هذَا المَشهَدِ.
فَإِن خَشَعَ قَلبُکَ ودَمَعَت عَیناکَ،فَهُوَ عَلامَةُ القَبولِ وَالإِذنِ،وأدخِل رِجلَکَ الیُمنی وأخِّرِ الیُسری وقُل:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ،اللّهُمَّ أنزِلنی مُنزَلاً مُبارَکاً وأنتَ خَیرُ المُنزِلینَ.
ثُمَّ قُل:
اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأصیلاً،وَالحَمدُ للّهِ ِ الفَردِ الصَّمَدِ،الماجِدِ الأَحَدِ،المُتَفَضِّلِ المَنّانِ،المُتَطَوِّلِ الحَنّانِ،الَّذی مَنَّ
ص:205
بِطَولِهِ،وسَهَّلَ لی زِیارَةَ مَولایَ بِإِحسانِهِ،ولَم یَجعَلنی عَن زِیارَتِهِ مَمنوعاً، ولا عَن ذِمَّتِهِ مَدفوعاً،بَل تَطَوَّلَ ومَنَحَ.
ثُمَّ ادخُل،فَإِذا تَوَسَّطتَ وصَبَرتَ،فَقُم حِذاءَ القَبرِ بِخُشوعٍ وبُکاءٍ وتَضَرُّعٍ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا وارثَ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوَصِیُّ البَرُّ التَّقِیُّ،السَّلامُ عَلَیکَ یا ثارَ اللّهِ وَابنَ ثارِهِ وَالوِترَ المَوتورَ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتَ فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّی استُبیحَ حَرَمُکَ وقُتِلتَ مَظلوماً.
ثُمَّ قُم عِندَ رَأسِهِ خاشِعاً قَلبُکَ،دامِعَةً عَینُکَ،ثُمَّ قُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا بَطَلَ المُسلِمینَ.
یا مَولایَ،أشهَدُ أنَّکَ کُنتَ نوراً فِی الأَصلابِ الشّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ، لَم تُنَجِّسکَ الجاهِلِیَّةُ بِأَنجاسِها،ولَم تُلبِسکَ مِن مُدلَهِمّاتِ ثِیابِها،وأشهَدُ أنَّکَ مِن دَعائِمِ الدّینِ وأرکانِ المُسلِمینَ ومَعقِلِ المُؤمِنینَ،وأشهَدُ أنَّکَ الإِمامُ البَرُّ التَّقِیُّ الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ الهادِی المَهدِیُّ،وأشهَدُ أنَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِکَ کَلِمَةُ التَّقوی،وأعلامُ الهُدی،وَالعُروَةُ الوُثقی،وَالحُجَّةُ عَلی أهلِ الدُّنیا.
ثُمَّ تَنکَبُّ عَلَی القَبرِ وتَقولُ:
إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،یا مَولایَ أنَا مُوالٍ لِوَلِیِّکُم ومُعادٍ لِعَدُوِّکُم،وأنَا بِکُم
ص:206
مُؤمِنٌ وبِإِیابِکُم موقِنٌ،بِشَرائِعِ دینی وخَواتیمِ عَمَلی،وقَلبی لِقَلبِکُم سِلمٌ وأمری لِأَمرِکُم مُتَّبِعٌ.یا مَولایَ أتَیتُکَ خائِفاً فَآمِنّی،وأتَیتُکَ مُستَجیراً فَأَجِرنی،وأتَیتُکَ فَقیراً فَأَغنِنی.
سَیِّدی ومَولایَ،أنتَ مَولایَ حُجَّةُ اللّهِ عَلَی الخَلقِ أجمَعینَ،آمَنتُ بِسِرِّکُم وعَلانِیَتِکُم،وبِظاهِرِکُم وباطِنِکُم،وأوَّلِکُم وآخِرِکُم،وأشهَدُ أنَّکَ التّالی لِکِتابِ اللّهِ،وأمینُ اللّهِ،الدّاعی إلَی اللّهِ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،لَعَنَ اللّهُ امَّةً ظَلَمَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امّةً سَمِعَت بِذلِکَ فَرَضِیَت بِهِ.
ثُمَّ صَلِّ عِندَ الرَّأسِ أربَعَ رَکَعاتٍ،فَإِذا سَلَّمتَ فَقُل:
اللّهُمَّ إنّی لَکَ صَلَّیتُ،ولَکَ رَکَعتُ،ولَکَ سَجَدتُ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ؛ لِأَنَّهُ لا تَجوزُ الصَّلاةُ وَالرُّکوعُ وَالسُّجودُ إلّالَکَ،لِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّا أنتَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأبلِغهُم عَنّی أفضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِیَّةِ،وَاردُد عَلَیَّ مِنهُم السَّلامَ.
اللّهُمَّ وهاتانِ الرَّکعَتانِ هَدِیَّةٌ مِنّی إلی سَیِّدِی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلَیهِ وتَقَبَّلهُما مِنّی،وأجِرنی عَلَیهِما أفضَلَ أمَلی ورَجائی فیکَ وفی أولِیائِکَ،یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ.
ثُمَّ تَنکَبُّ عَلَی القَبرِ وتُقَبِّلُهُ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ المَظلومِ الشَّهیدِ،قَتیلِ العَبَراتِ وأسیرِ الکُرُباتِ،اللّهُمَّ إنّی أشهَدُ أنَّهُ وَلِیُّکَ وَابنُ نَبِیِّکَ،الثّائِرُ بِحَقِّکَ،أکرَمتَهُ بِکَرامَتِکَ،وخَتَمتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ وجَعَلتَهُ سَیِّداً مِنَ السّادَةِ وقائِداً مِنَ القادَةِ، وأکرَمتَهُ بِطیبِ الوِلادَةِ،وأعطَیتَهُ مَواریثَ الأَنبِیاءِ،وجَعَلتَهُ حُجَّتَکَ عَلی خَلقِکَ مِنَ الأَوصِیاءِ.
ص:207
فَأَعذَرَ فِی الدُّعاءِ،ومَنَحَ النَّصیحَةَ،وبَذَلَ مُهجَتَهُ فیکَ حَتَّی استَنقَذَ عِبادَکَ مِنَ الجَهالَةِ وحَیرَةِ الضَّلالَةِ،وقَد تَوازَرَ عَلَیهِ مَن غَرَّتهُ الدُّنیا،وباعَ حَظَّهُ بِالأَرذَلِ الأَدنی،وتَرَدّی فی هَواهُ،وأسخَطَکَ وأسخَطَ نَبِیَّکَ،وأطاعَ مِن عِبادِکَ اولِی الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ،وحَمَلَةَ الأَوزارِ وَالمُستَوجِبینَ النّارَ. (1)
فَجاهَدَهُم فیکَ صابِراً مُحتَسِباً،مُقبِلاً غَیرَ مُدبِرٍ،لا تَأخُذُهُ فِی اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ،حَتّی سُفِکَ فی طاعَتِکَ دَمُهُ،وَاستُبیحَ حَریمُهُ،اللّهُمَّ العَنهُم لَعناً وَبیلاً،وعَذِّبهُم عَذاباً ألیماً.
ثُمَّ اعطِف عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام،وهُوَ عِندَ رِجلِ الحُسَینِ علیه السّلام،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسول اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خاتَمِ النَّبِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا المَظلومُ الشَّهیدُ،بِأَبی أنتَ واُمّی عِشتَ سَعیداً وقُتِلتَ مَظلوماً شَهیداً.
ثُمَّ انحَرِف إلی قُبورِ الشُّهَداءِ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الذّابّونَ عَن تَوحیدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ،بِأَبی أنتُم واُمّی فُزتُم فَوزاً عَظیماً.
بابُ زِیارَةِ العَبّاسِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام.تَقِفُ عَلَیهِ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوَلِیُّ الصّالِحُ وَالصِّدّیقُ المُواسی،أشهَدُ أنَّکَ آمَنتَ بِاللّهِ، ونَصَرتَ ابنَ رَسولِ اللّهِ،ودَعَوتَ إلی سَبیلِ اللّهِ،وواسَیتَ بِنَفسِکَ وبَذَلتَ مُهجَتَکَ،فَعَلَیکَ مِنَ اللّهِ أفضَلُ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ.
ص:208
ثُمَّ تَنکَبُّ عَلَی القَبرِ وتَقولُ:
بِأَبی أنتَ واُمّی یا ناصِرَ دینِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا ناصِرَ الحُسَینِ الصِّدّیقِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ناصِرَ الحُسَینِ الشَّهیدِ،عَلَیکَ مِنِّی السَّلامُ ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ.
ثُمَّ تُصَلّی عِندَ رَأسِهِ رَکعَتَینِ،وتَقولُ ما قُلتَ عِندَ رَأسِ الحُسَینِ،وتَرجِعُ إلی مَشهَدِ الحُسَینِ علیه السّلام وتُقیمُ عِندَهُ ما أحبَبتَ،إلّاأنَّهُ یُستَحَبُّ ألّا تَجعَلَهُ مَوضِعَ مَبیتِکَ.
فَإِذا أرَدتَ وَداعَهُ،فَقُم عِندَ الرَّأسِ وأنتَ تَبکی وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ سَلامَ مُوَدِّعٍ،لا قالٍ ولا سَئِمٍ،فَإِن أنصَرِف فَلا عَن مَلالَةً،وإن اقِم فَلا عَن سوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللّهُ الصّابِرینَ،یا مَولایَ لا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِنّی لِزِیارَتِکَ،ورَزَقَنِی العَودَ إلَیکَ،والمُقامَ فی حَرَمِکَ، وَالکَونَ فی مَشهَدِکَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.
ثُمَّ قَبِّلُه وأمِرَّ سائِرَ وَجهِکَ عَلَیهِ،وَامسَح عَلی سائِرِ بَدَنِکَ؛فَإِنَّهُ أمانٌ وحِرزٌ، وَاخرُج مِن عِندِهِ القَهقَری لا تُوَلِّهِ دُبُرَکَ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا بابَ المَقامِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا شَریکَ القُرآنِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ الخِصامِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا سَفینَةَ النَّجاةِ،السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلائِکَةَ رَبّی المُقیمینَ فی هذَا الحَرَمِ،السَّلامُ عَلَیکَ أبَداً ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ.
وتَقولُ:
إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.
إلی أن تَغیبَ عَنِ القَبرِ،فَإِذا فَعَلتَ ذلِکَ کُنتَ کَمَن زارَ اللّهَ فی عَرشِهِ. (1)
ص:209
3568.المصباح للکفعمی: أمّا زِیارَةُ لَیلَةِ الفِطرِ ویَومِهِ لِلحُسَینِ علیه السّلام (1)،فَقُل بَعدَ الغُسلِ وَالاستِئذانِ إن کانَتِ الزِّیارَةُ مِن قُربٍ:
اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً،وسُبحانَ اللّهِ بُکرَةً وأصیلاً،وَالحَمدُ للّهِ ِ الفَردِ الصَّمَدِ الماجِدِ الأَحَدِ،المُتَفَضِّلِ المَنّانِ المُتَطَوِّلِ الحَنّانِ،الَّذی مِن تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لی زِیارَةَ مَولایَ بِإِحسانِهِ،ولَم یَجعَلنی عَن زِیارَتِهِ مَمنوعاً ولا عَن ذِمَّتِهِ مَدفوعاً،بَل تَطَوَّلَ ومَنَحَ.
ثُمَّ ادخُل،فَإِذا صِرتَ حِذاءَ القَبرِ فَقُم حِذاهُ بِخُشوعٍ وبُکاءٍ وتَضَرُّعٍ،وقُل ما رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السّلام،وهُوَ أن تَقِفَ عَلی بابِهِ علیه السّلام وتَقولَ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی نَجِیِّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ رُسُلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ وخَیرِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ أخیهِ الحَسَنِ الزَّکِیِّ الطّاهِرِ الرَّضِیِّ المَرضِیِّ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوَصِیُّ البارُّ التَّقِیُّ، السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ وأناخَت بِرَحلِکَ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی المَلائِکَةِ الحافّینَ بِکَ،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ امشِ إلَیهِ وَاستَلِمِ القَبرَ وقُل:
ص:210
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ قُل أیضاً ما رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السّلام:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا سَیِّدَ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَن رِضاهُ رِضَا الرَّحمنِ وسَخَطُهُ سَخَطُ الرَّحمنِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا أمینَ اللّهِ وحُجَّةَ اللّهِ وبابَ اللّهِ وَالدَّلیلَ عَلَی اللّهِ وَالدّاعِیَ إلَی اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد حَلَّلتَ حَلالَ اللّهِ وحَرَّمتَ حَرامَ اللّهِ،وأقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،ودَعَوتَ إلی سَبیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةَ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،أشهَدُ أنَّکَ ومَن قُتِلَ مَعَکَ شُهَداءُ أحیاءٌ عِندَ رَبِّکُم تُرزَقونَ،أشهَدُ أنَّ قاتِلَکَ فِی النّارِ،وأدینُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ بِالبَراءَةِ مِمَّن قَتَلَکَ ومِمَّن قاتَلَکَ وشایَعَ عَلی قَتلِکَ،ومِمَّن جَمَعَ عَلَیکَ،ومِمَّن سَمِعَ صَوتَکَ فَلَم یُعِنکَ،یا لَیتَنی کُنتُ مَعَکَ فَأَفوزَ فَوزاً عَظیماً.
ثُمَّ تَنکَبُّ عَلَی القَبرِ وتُقَبِّلُهُ وتَقولُ:السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وحَبیبَهُ،إلی آخِرِ زِیارَةِ صَفَرٍ،وقَد مَرَّ ذِکرُها،ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَیِ الزِّیارَةِ،وقُل بَعدَهُما ما مَرَّ فی زِیارَةِ عاشوراءَ،ثُمَّ زُر عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ وَالشُّهَداءَ وَالعَبّاسَ علیهم السّلام بِما یَأتی ذِکرُهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی فی زِیارَةِ عَرَفَةَ. (1)
3569.تهذیب الأحکام عن حفص بن البختری (2): مَن خَرَجَ مِن مَکَّةَ أوِ المَدینَةِ أو مَسجِدِ الکوفَةِ أو حائِرِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ قَبلَ أن یَنتَظِرَ الجُمُعَةَ،نادَتهُ المَلائِکَةُ:أینَ
ص:211
تَذهَبُ؟لا رَدَّکَ اللّهُ! (1)
3570.کامل الزیارات عن داوود بن فرقد عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فی کُلِّ جُمُعَةٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ البَتَّةَ،ولَم یَخرُج مِنَ الدُّنیا وفی نَفسِهِ حَسرَةٌ مِنها،وکانَ مَسکَنُهُ فِی الجَنَّةِ مَعَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام.
ثُمَّ قالَ:یا داوودُ،مَن لا یَسُرُّهُ أن یَکونَ فِی الجَنَّةِ جارَ الحُسَینِ علیه السّلام؟!
قُلتُ:مَن لا أفلَحَ. (2)
3571.کامل الزیارات عن صفوان الجمّال: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام لَمّا أتَی الحیرَةَ (3):هَل لَکَ فی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قُلتُ:وتَزورُهُ جُعِلتُ فِداکَ؟
قالَ:وکَیفَ لا أزورُهُ وَاللّهُ یَزورُهُ فی کُلِّ لَیلَةِ جُمُعَةٍ،یَهبِطُ مَعَ المَلائِکَةِ إلَیهِ وَالأَنبِیاءِ وَالأَوصِیاءِ ومُحَمَّدٌ أفضَلُ الأَنبِیاءِ ونَحنُ أفضَلُ الأَوصِیاءِ؟!
فَقالَ صَفوانُ:جُعِلتُ فِداکَ! فَنَزورُهُ فی کُلِّ جُمُعَةٍ حَتّی نُدرِکَ زِیارَةَ الرَّبِّ؟
قالَ:نَعَم یا صَفوانُ،اِلزَم ذلِکَ یُکتَب لَکَ زِیارَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،وذلِکَ تَفضیلٌ، وذلِکَ تَفضیلٌ. (4)
3572.مصباح المتهجّد -فی أعمالِ یَومِ الجُمُعَةِ-:ویُستَحَبُّ أن یَدعُوَ أیضاً بِدُعاءِ المَظلومِ، عِندَ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وهُوَ:
ص:212
اللّهُمَّ إنّی أعتَزُّ بِدینِکَ وأکرُمُ بِهِدایَتِکَ،وفُلانٌ یُذِلُّنی بِشَرِّهِ،ویُهینُنی بِأَذِیَّتِهِ،ویَعیبُنی بِوَلاءِ أولِیائِکَ ویَبهَتُنی بِدَعواهُ،وقَد جِئتُ إلی مَوضِعِ الدُّعاءِ وضَمانِکَ الإِجابَةَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأعدِنی (1)عَلَیهِ السّاعَةَ السّاعَةَ.
ثُمَّ یَنکَبُّ عَلَی القَبرِ ویَقولُ:
مَولایَ إمامی،مَظلومٌ استَعدی عَلی ظالِمِهِ النَّصرَ النَّصرَ، حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ. (2)
3573.جمال الاُسبوع -فی ذِکرِ زِیارَةِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام یَومَ الإِثنَینِ-:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،أشهَدُ أنَّکَ أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصاً وجاهَدتَ فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّی أتاکَ الیَقینُ،فَعَلَیکَ السَّلامُ مِنّی ما بَقیتُ وبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ وعَلی آلِ بَیتِکَ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ.
أنَا یا مَولایَ مَولیً لَکَ ولِآلِ بَیتِکَ،سِلمٌ لِمَن سالَمَکُم وحَربٌ لِمَن حارَبَکُم، مُؤمِنٌ بِسِرِّکُم وجَهرِکُم وظاهِرِکُم وباطِنِکُم،لَعَنَ اللّهُ أعداءَکُم مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وأنَا أبرَأُ إلَی اللّهِ تَعالی مِنهُم،یا مَولایَ یا أبا مُحَمَّدٍ،یا مَولایَ
ص:213
یا أبا عَبدِ اللّهِ،هذا یَومُ الإِثنَینِ وهُوَ یَومُکُما وبِاسمِکُما،وأنَا فیهِ ضَیفُکُما، فَأَضیفانی وأحسِنا ضِیافَتی،فَنِعمَ مَنِ استُضیفَ بِهِ أنتُما،وأنَا فیهِ مِن جِوارِکُما فَأَجیرانی،فَإِنَّکُما مَأمورانِ بِالضِّیافَةِ وَالإِجارَةِ،فَصَلَّی اللّهُ عَلَیکُما وآلِکُمَا الطَّیِّبینَ. (1)
ص:214
3574.المزار الکبیر: زِیارَةٌ اخری فی یَومِ عاشوراءَ لِأَبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،ومِمّا خَرَجَ مِنَ النّاحِیَةِ علیه السّلام إلی أحَدِ الأَبوابِ (1).
قالَ:تَقِفُ عَلَیهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلی آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ مِن خَلیقَتِهِ،السَّلامُ عَلی شَیثٍ وَلِیِّ اللّهِ وخِیَرَتِهِ، السَّلامُ عَلی إدریسَ القائِمِ للّهِ ِ بِحُجَّتِهِ،السَّلامُ عَلی نوحٍ المُجابِ فی دَعوَتِهِ، السَّلامُ عَلی هودٍ المَمدودِ مِنَ اللّهِ بِمَعونَتِهِ،السَّلامُ عَلی صالِحٍ الِّذی تَوَجَّهَ اللّهُ بِکَرامَتِهِ.السَّلامُ عَلی إبراهیمَ الَّذی حَباهُ اللّهُ بِخَلَّتِهِ،السَّلامُ عَلی إسماعیلَ الَّذی فَداهُ اللّهُ بِذِبحٍ عَظیمٍ مِنَ جَنَّتِهِ،السَّلامُ عَلی إسحاقَ الَّذی جَعَلَ اللّهُ النُّبُوَّةَ فی ذُرِّیَّتِهِ.
السَّلامُ عَلی یَعقوبَ الَّذی رَدَّ اللّهُ عَلَیهِ بَصَرَهُ بِرَحمَتِهِ،السَّلامُ عَلی یوسُفَ الَّذی نَجّاهُ اللّهُ مِنَ الجُبِّ (2)بِعَظَمَتِهِ.
ص:215
السَّلامُ عَلی موسَی الَّذی فَلَقَ اللّهُ البَحرَ لَهُ بِقُدرَتِهِ،السَّلامُ عَلی هارونَ الَّذی خَصَّهُ اللّهُ بِنُبُوَّتِهِ،السَّلامُ عَلی شُعَیبٍ الَّذی نَصَرَهُ اللّهُ عَلی امَّتِهِ.
السَّلامُ عَلی داوودَ الَّذی تابَ اللّهُ عَلَیهِ مِن خَطیئَتِهِ،السَّلامُ عَلی سُلَیمانَ الَّذی ذَلَّت لَهُ الجِنُّ بِعِزَّتِهِ.
السَّلامُ عَلی أیّوبَ الَّذی شَفاهُ اللّهُ مِن عِلَّتِهِ،السَّلامُ عَلی یونُسُ الَّذی أنجَزَ اللّهُ لَهُ مَضمونَ عِدَتِهِ.
السَّلامُ عَلی عُزَیرٍ الَّذی أحیاهُ اللّهُ بَعدَ مَیتَتِهِ،السَّلامُ عَلی زَکَرِیَّا الصّابِرِ فی مِحنَتِهِ.
السَّلامُ عَلی یَحیَی الَّذی أزلَفَهُ (1)اللّهُ بِشَهادَتِهِ،السَّلامُ عَلی عیسی روحِ اللّهِ وکَلِمَتِهِ.
السَّلامُ عَلی مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ وصَفوَتِهِ،السَّلامُ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ المَخصوصِ بِاُخُوَّتِهِ.
السَّلامُ عَلی فاطِمَةَ الزَّهراءِ ابنَتِهِ،السَّلامُ عَلی أبی مُحَمَّدٍ الحَسَنِ وَصِیِّ أبیهِ وخَلیفَتِهِ.
السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ الَّذی سَمَحَت نَفسُهُ بِمُهجَتِهِ،السَّلامُ عَلی مَن أطاعَ اللّهَ فی سِرِّهِ وعَلانِیَتِهِ،السَّلامُ عَلی مَن جُعِلَ الشِّفاءُ فی تُربَتِهِ،السَّلامُ عَلی مَنِ الإِجابَةُ تَحتَ قُبَّتِهِ،السَّلامُ عَلی مَنِ الأَئِمَّةُ مِن ذُرِّیَّتِهِ،السَّلامُ عَلَی ابنِ خاتَمِ الأَنبِیاءِ،السَّلامُ عَلَی ابنِ سَیِّدِ الأَوصِیاءِ،السَّلامُ عَلَی ابنِ فاطِمَةَ الزَّهراءِ، السَّلامُ عَلَی ابنِ خَدیجَةَ الکُبری،السَّلامُ عَلَی ابنِ سِدرَةِ المُنتَهی (2)،السَّلامُ
ص:216
عَلَی ابنِ جَنَّةِ المَأوی،السَّلامُ عَلَی ابنِ زَمزَمَ وَالصَّفا،السَّلامُ عَلَی المُرَمَّلِ (1)بِالدِّماءِ،السَّلامُ عَلی مَهتوکِ الخِباءِ،السَّلامُ عَلی خامِسِ أصحابِ أهلِ الکِساءِ،السَّلامُ عَلی غَریبِ الغُرَباءِ،السَّلامُ عَلی شَهیدِ الشُّهَداءِ،السَّلامُ عَلی قَتیلِ الأَدعِیاءِ،السَّلامُ عَلی ساکِنِ کَربَلاءَ.
السَّلامُ عَلی مَن بَکَتهُ مَلائِکَةُ السَّماءِ،السَّلامُ عَلی مَن ذُرِّیَّتُهُ الأَزکِیاءُ، السَّلامُ عَلی یَعسوبِ (2)الدّینِ،السَّلامُ عَلی مَنازِلِ البَراهینِ،السَّلامُ عَلَی الأَئِمَّةِ السّاداتِ،السَّلامُ عَلَی الجُیوبِ (3)المُضَرَّجاتِ.السَّلامُ عَلَی الشِّفاهِ الذّابِلاتِ،السَّلامُ عَلَی النُّفوسِ المُصطَلَماتِ (4)،السَّلامُ عَلَی الأَرواحِ المُختَلَساتِ،السَّلامُ عَلَی الأَجسادِ العارِیاتِ،السَّلامُ عَلَی الجُسومِ الشّاحِباتِ،السَّلامُ عَلَی الدِّماءِ السّائِلاتِ،السَّلامُ عَلَی الأَعضاءِ المُقَطَّعاتِ، السَّلامُ عَلَی الرُّؤوسِ المُشالاتِ،السَّلامُ عَلَی النِّسوَةِ البارِزاتِ.
السَّلامُ عَلی حُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی آبائِکَ الطّاهِرینَ، السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی أبنائِکَ المُستَشهَدینَ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی ذُرِّیَّتِکَ النّاصِرینَ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی المَلائِکَةِ المُضاجِعینَ.
ص:217
السَّلامُ عَلَی القَتیلِ المَظلومِ،السَّلامُ عَلی أخیهِ المَسمومِ،السَّلامُ عَلی عَلِیٍّ الکَبیرِ،السَّلامُ عَلَی الرَّضیعِ الصَّغیرِ.السَّلامُ عَلَی الأَبدانِ السَّلیبَةِ،السَّلامُ عَلَی العِترَةِ القَریبَةِ،السَّلامُ عَلَی المُجَدَّلَینَ (1)فِی الفَلَواتِ،السَّلامُ عَلَی النّازِحینَ عَنِ الأَوطانِ،السَّلامُ عَلَی المَدفونینَ بِلا أکفانٍ،السَّلامُ عَلَی الرُّؤوسِ المُفَرَّقَةِ عَنِ الأَبدانِ،السَّلامُ عَلَی المُحتَسِبِ الصّابِرِ،السَّلامُ عَلَی المَظلومِ بِلا ناصِرٍ.
السَّلامُ عَلی ساکِنِ التُّربَةِ الزّاکِیَةِ،السَّلامُ عَلی صاحِبِ القُبَّةِ السّامِیَةِ،السَّلامُ عَلی مَن طَهَّرَهُ الجَلیلُ،السَّلامُ عَلی مَنِ افتَخَرَ بِهَ جَبرَئیلُ،السَّلامُ عَلی مَن ناغاهُ (2)فِی المَهدِ میکائیلُ.
السَّلامُ عَلی مَن نُکِثَت ذِمَّتُهُ،السَّلامُ عَلی مَن هُتِکَت حُرمَتُهُ،السَّلامُ عَلی مَن اریقَ بِالظُّلمِ دَمُهُ،السَّلامُ عَلَی المُغَسَّلِ بِدَمِ الجِراحِ،السَّلامُ عَلَی المُجَرَّعِ بِکَأساتِ الرِّماحِ،السَّلامُ عَلَی المُضامِ المُستَباحِ،السَّلامُ عَلَی المَهجورِ فِی الوَری،السَّلامُ عَلی مَن تَوَلّی دَفنَهُ أهلُ القُری،السَّلامُ عَلَی المَقطوعِ الوَتینِ، (3)السَّلامُ عَلَی المُحامی بِلا مُعینٍ.
السَّلامُ عَلَی الشَّیبِ الخَضیبِ،السَّلامُ عَلَی الخَدِّ التَّریبِ،السَّلامُ عَلَی البَدَنِ السَّلیبِ،السَّلامُ عَلَی الثَّغرِ المَقروعِ بِالقَضیبِ،السَّلامُ عَلَی الوَدَجِ (4)المَقطوعِ، (5)السَّلامُ عَلَی الرَّأسِ المَرفوعِ،السَّلامُ عَلَی الأَجسامِ العارِیَةِ فِی الفَلَواتِ تَنهَشُهَا الذِّئابُ العادِیاتُ،وتَختَلِفُ إلَیهَا السِّباعُ الضّارِیاتُ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ،وعَلَی المَلائِکَةِ المَرفوفینَ حَولَ قُبَّتِکَ،الحافّینَ
ص:218
بِتُربَتِکَ،الطّائِفینَ بِعَرصَتِکَ،الوارِدینَ لِزِیارَتِکَ،السَّلامُ عَلَیکَ فَإِنّی قَصَدتُ إلَیکَ ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَیکَ.
السَّلامُ عَلَیکَ سَلامَ العارِفِ بِحُرمَتِکَ،المُخلِصِ فی وِلایَتِکَ،المُتَقَرِّبِ إلَی اللّهِ بِمَحَبَّتِکَ،البَریءِ مِن أعدائِکَ،سَلامَ مَن قَلبُهُ بِمُصابِکَ مَقروحٌ،ودَمعُهُ عِندَ ذِکرِکَ مَسفوحٌ،سَلامَ المَفجوعِ المَحزونِ،الوالِهِ (1)المُستَکینِ.سَلامَ مَن لَو کانَ مَعَکَ بِالطُّفوفِ لَوَقاکَ بِنَفسِهِ حَدَّ السُّیوفِ،وبَذَلَ حُشاشَتَهُ (2)دونَکَ لِلحُتوفِ (3)،وجاهَدَ بَینَ یَدَیکَ،ونَصَرَکَ عَلی مَن بَغی عَلَیکَ،وفَداکَ بِروحِهِ وجَسَدِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ،وروحُهُ لِروحِکَ فِداءٌ،وأهلُهُ لِأَهلِکَ وِقاءٌ.
فَلَئِن أخَّرَتنِی الدُّهورُ،وعاقَنی عَن نَصرِکَ المَقدورُ،ولَم أکُن لِمَن حارَبَکَ مُحارِباً،ولِمَن نَصَبَ لَکَ العَداوَةَ مُناصِباً،فَلَأَندُبَنَّکَ صَباحاً ومَساءً، ولَأَبکِیَنَّ عَلَیکَ بَدَلَ الدُّموعِ دَماً،حَسرَةً عَلَیکَ وتَأَسُّفاً عَلی ما دَهاکَ وتَلَهُّفاً،حَتّی أموتَ بِلَوعَةِ المُصابِ وغُصَّةِ الاِکتِیابِ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ وَالعُدوانِ،وأطَعتَ اللّهَ وما عَصَیتَهُ،وتَمَسَّکتَ بِهِ وبِحَبلِهِ فَأَرضَیتَهُ وخَشیتَهُ،وراقَبتَهُ وَاستَجَبتَهُ،وسَنَنتَ السُّنَنَ،وأطفَأتَ الفِتَنَ،ودَعَوتَ إلَی الرَّشادِ،وأوضَحتَ سُبُلَ السَّدادِ،وجاهَدتَ فِی اللّهِ حَقَّ الجِهادِ.
وکُنتَ للّهِ ِ طائِعاً،ولِجَدِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ تابِعاً،ولِقَولِ أبیکَ سامِعاً،وإلی وَصِیَّةِ أخیکَ مُسارِعاً،ولِعِمادِ الدّینِ رافِعاً،ولِلطُّغیانِ قامِعاً،
ص:219
ولِلطُّغاةِ مُقارِعاً،ولِلاُمَّةِ ناصِحاً.وفی غَمَراتِ المَوتِ سابِحاً،ولِلفُسّاقِ مُکافِحاً،وبِحُجَجِ اللّهِ قائِماً،ولِلإِسلامِ وَالمُسلِمینَ راحِماً،ولِلحَقِّ ناصِراً، وعِندَ البَلاءِ صابِراً،ولِلدّینِ کالِئاً، (1)وعَن حَوزَتِهِ مُرامِیاً،وعَن شَریعَتِهِ مُحامِیاً. (2)
تَحوطُ الهُدی وتَنصُرُهُ،وتَبسُطُ العَدلَ وتَنشُرُهُ،وتَنصُرُ الدّینَ وتُظهِرُهُ، وتَکُفُّ العابِثَ وتَزجُرُهُ،وتَأخُذُ لِلدَّنِیِّ مِنَ الشَّریفِ،وتُساوی فِی الحُکمِ بَینَ القَوِیِّ وَالضَّعیفِ.
کُنتَ رَبیعَ الأَیتامِ،وعِصمَةَ الأَنامِ،وعِزَّ الإِسلامِ،ومَعدِنَ الأَحکامِ،وحَلیفَ الإِنعامِ،سالِکاً طَرائِقَ جَدِّکَ وأبیکَ،مُشَبَّهاً فِی الوَصِیَّةِ لِأَخیکَ،وَفِیَّ الذِّمَمِ، (3)رَضِیَّ الشِّیَمِ، (4)ظاهِرَ الکَرَمِ،مُتَهَجِّداً فِی الظُّلَمِ،قَویمَ الطَّرائِقِ، کَریمَ الخَلائِقِ،عَظیمَ السَّوابِقِ،شَریفَ النَّسَبِ،مُنیفَ الحَسَبِ،رَفیعَ الرُّتَبِ،کَثیرَ المَناقِبِ،مَحمودَ الضَّرائِبِ،جَزیلَ المَواهِبِ،حَلیمٌ رَشیدٌ مُنیبٌ،جَوادٌ علیمٌ شَدیدٌ،إمامٌ شَهیدٌ،أوّاهٌ (5)مُنیبٌ،حَبیبٌ مَهیبٌ.
کُنتَ لِلرَّسولِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وَلَداً،ولِلقُرآنِ مُنقِذاً،ولِلاُمَّةِ عَضُداً،وفِی الطّاعَةِ مُجتَهِداً،حافِظاً لِلعَهدِ وَالمیثاقِ،ناکِباً (6)عَن سُبُلِ الفُسّاقِ،باذِلاً لِلمَجهودِ،طَویلَ الرُّکوعِ وَالسُّجودِ.
ص:220
زاهِداً فِی الدُّنیا زُهدَ الرّاحِلِ عَنها،ناظِراً إلَیها بِعَینِ المُستَوحِشینَ مِنها، آمالُکَ عَنها مَکفوفَةٌ،وهِمَّتُکَ عَن زینَتِها مَصروفَةٌ،وألحاظُکَ عَن بَهجَتِها مَطروفَةٌ،ورَغبَتُکَ فِی الآخِرَةِ مَعروفَةٌ.حَتّی إذَا الجَورُ مَدَّ باعَهُ،وأسفَرَ الظُّلمُ قِناعَهُ،ودَعَا الغَیُّ أتباعَهُ،وأنتَ فی حَرَمِ جَدِّکَ قاطِنٌ،ولِلظّالِمینَ مُبایِنٌ،جَلیسُ البَیتِ وَالمِحرابِ،مُعتَزِلٌ عَنِ اللَّذّاتِ وَالشَّهَواتِ،تُنکِرُ المُنکَرَ بِقَلبِکَ ولِسانِکَ عَلی قَدرِ طاقَتِکَ وإمکانِکَ.ثُمَّ اقتَضاکَ العِلمُ لِلإِنکارِ،ولَزِمَکَ أن تُجاهِدَ الفُجّارَ،فَسِرتَ فی أولادِکَ وأهالیکَ،وشیعَتِکَ ومَوالیکَ،وصَدَعتَ بِالحَقِّ وَالبَیِّنَةِ،ودَعَوتَ إلَی اللّهِ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،وأمَرتَ بِإِقامَةِ الحُدودِ،وَالطّاعَةِ لِلمَعبودِ،ونَهَیتَ عَنِ الخَبائِثِ وَالطُّغیانِ،وواجَهوکَ بِالظُّلمِ وَالعُدوانِ.
فَجاهَدتَهُم بَعدَ الإِیعاظِ لَهُم،وتَأکیدِ الحُجَّةِ عَلَیهِم،فَنَکَثوا ذِمامَکَ وبَیعَتَکَ، وأسخَطوا رَبَّکَ وَجَدَّکَ،وَبَدؤوکَ بِالحَربِ،فَثَبَتَّ لِلطَّعنِ وَالضَّربِ، وطَحَنتَ جُنودَ الفُجّارِ،وَاقتَحَمتَ قَسطَلَ الغُبارِ،مُجالِداً بِذِی الفَقارِ،کَأَنَّکَ عَلِیٌّ المُختارُ.
فَلَمّا رَأَوکَ ثابِتَ الجَأشِ،غَیرَ خائِفٍ ولا خاشٍ،نَصَبوا لَکَ غَوائِلَ (1)مَکرِهِم،وقاتَلوکَ بِکَیدِهِم وشَرِّهِم،وأمَرَ اللَّعینُ جُنودَهُ فَمَنَعوکَ الماءَ ووُرودَهُ،وناجَزوکَ القِتالَ،وعاجَلوکَ النِّزالَ،ورَشَقوکَ بِالسِّهامِ وَالنِّبالِ، وبَسَطوا إلَیکَ أکُفَّ الاِصطِلامِ، (2)ولَم یَرعَوا لَکَ ذِماماً،ولا رَاقَبوا فیکَ أثاماً فی قَتلِهِم أولِیاءَکَ ونَهبِهِم رِحالَکَ،أنتَ مُقَدَّمٌ فِی الهَبَواتِ، (3)ومُحتَمِلٌ
ص:221
لِلأَذِیّاتِ،وقَد عَجِبَت مِن صَبرِکَ مَلائِکَةُ السَّماواتِ.
وأحدَقوا بِکَ مِن کُلِّ الجِهاتِ،وأثخَنوکَ بِالجِراحِ،وحالوا بَینَکَ وبَینَ الرَّواحِ،ولَم یَبقَ لَکَ ناصِرٌ،وأنتَ مُحتَسِبٌ صابِرٌ،تَذُبُّ عَن نِسوَتِکَ وأولادِکَ.حَتّی نَکَسوکَ عَن جَوادِکَ،فَهَوَیتَ إلَی الأَرضِ جَریحاً،تَطَؤُکَ الخُیولُ بِحَوافِرِها،وتَعلوکَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها، (1)قَد رَشَحَ لِلمَوتِ جَبینُکَ، وَاختَلَفَت بِالاِنقِباضِ وَالاِنبِساطِ شِمالُکَ ویَمینُکَ،تُدیرُ طَرفاً خَفِیّاً إلی رَحلِکَ وبَیتِکَ،وقَد شُغِلتَ بِنَفسِکَ عَن وَلَدِکَ وأهلِکَ،وأسرَعَ فَرَسُکَ شارِداً،وإلی خِیامِکَ قاصِداً،مُحَمحِماً باکِیاً.
فَلَمّا رَأَینَ النِّساءُ جَوادَکَ مَخزِیّاً، (2)ونَظَرنَ سَرجَکَ عَلَیهِ مَلوِیّاً،بَرَزنَ مِنَ الخُدورِ،ناشِراتِ الشُّعورِ،عَلَی الخُدودِ لاطِماتٍ،لِلوُجوهِ 3سافِراتٍ، وبِالعَویلِ داعِیاتٍ،وبَعدَ العِزِّ مُذَلَّلاتٍ،وإلی مَصرَعِکَ مُبادِراتٍ.
وَالشِّمرُ جالِسٌ عَلی صَدرِکَ،مولِغٌ سَیفَهُ عَلی نَحرِکَ،قابِضٌ عَلی شَیبَتِکَ بِیَدِهِ،ذابِحٌ لَکَ بِمُهَنَّدِهِ، 4قَد سَکَنَت حَواسُّکَ،وخَفِیَت أنفاسُکَ،ورُفِعَ عَلَی القَنا رَأسُکَ،وسُبِیَ أهلُکَ کَالعَبیدِ،وصُفِّدوا 5فِی الحَدیدِ،فَوقَ أقتابِ
ص:222
المَطِیّاتِ،تَلفَحُ وُجوهَهُم حَرُّ الهاجِراتِ،یُساقونَ فِی البَراری وَالفَلَواتِ، أیدیهِم مَغلولَةٌ إلَی الأَعناقِ،یُطافُ بِهِم فِی الأَسواقِ.
فَالوَیلُ لِلعُصاةِ الفُسّاقِ،لَقَد قَتَلوا بِقَتلِکَ الإِسلامَ،وعَطَّلُوا الصَّلاةَ وَالصِّیامَ، ونَقَضُوا السُّنَنَ وَالأَحکامَ،وهَدَموا قَواعِدَ الإِیمانِ،وحَرَّفوا آیاتِ القُرآنِ، وهَملَجوا (1)فِی البَغیِ وَالعُدوانِ.
لَقَد أصبَحَ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ مَوتوراً،وعادَ کِتابُ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مَهجوراً،وغودِرَ الحَقُّ إذ قُهِرتَ مَقهوراً،وفُقِدَ بِفَقدِکَ التَّکبیرُ وَالتَّهلیلُ، وَالتَّحریمُ وَالتَّحلیلُ،وَالتَّنزیلُ وَالتَّأویلُ،وظَهَرَ بَعدَکَ التَّغییرُ وَالتَّبدیلُ، وَالإِلحادُ وَالتَّعطیلُ،وَالأَهواءُ وَالأَضالیلُ،وَالفِتَنُ وَالأَباطیلُ.
فَقامَ ناعیکَ عِندَ قَبرِ جَدِّکَ الرَّسولِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،فَنَعاکَ إلَیهِ بِالدَّمعِ الهَطولِ قائِلاً:یا رَسولَ اللّهِ قُتِلَ سِبطُکَ وفَتاکَ،وَاستُبیحَ أهلُکَ وحِماکَ، وسُبِیَت بَعدَکَ ذَراریکَ،ووَقَعَ المَحذورُ بِعِترَتِکَ وذَویکَ،فَانزَعَجَ الرَّسولُ وبَکی قَلبُهُ المَهولُ،وعَزّاهُ بِکَ المَلائِکَةُ وَالأَنبِیاءُ،وفُجِعَت بِکَ امُّکَ الزَّهراءُ.
وَاختَلَفَت جُنودُ المَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ تُعَزّی أباکَ أمیرَ المُؤمِنینَ،واُقیمَت لَکَ المَآتِمُ فی أعلی عِلِّیّینَ،ولَطَمَت عَلَیکَ الحورُ العینُ،وبَکَتِ السَّماءُ وسُکّانُها،وَالجِنانُ وخُزّانُها،وَالهِضابُ وأقطارُها،وَالأَرضُ وأقطارُها، وَالبِحارُ وحیتانُها،ومَکَّةُ وبُنیانُها،وَالجِنانُ ووِلدانُها،وَالبَیتُ وَالمَقامُ، وَالمَشعَرُ الحَرامُ،وَالحِلُّ وَالإِحرامُ.
اللّهُمَّ فَبِحُرمَةِ هذَا المَکانِ المُنیفِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم،وأدخِلنِی الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم.اللّهُمَّ فَإِنّی أتَوَسَّلُ إلَیکَ یا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا أکرَمَ الأَکرَمینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،بِمُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،
ص:223
رَسولِکَ إلَی العالَمینَ أجمَعینَ،وبِأَخیهِ وَابنِ عَمِّهِ الأَنزَعِ (1)البَطینِ،العالِمِ المَکینِ،عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ،وبِفاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وبِالحَسَنِ الزَّکِیِّ عِصمَةِ المُتَّقینَ،وبِأَبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ أکرَمِ المُستَشهَدینَ،وبِأَولادِهِ المَقتولینَ،وبِعِترَتِهِ المَظلومینَ،وبِعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ زَینِ العابِدینَ،وبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ قِبلَةِ الأَوّابینَ، (2)وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ أصدَقِ الصّادِقینَ،وموسَی بنِ جَعفَرٍ مُظهِرِ البَراهینِ،وعَلِیِّ بنِ موسی ناصِرِ الدّینِ،ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ قُدوَةِ المُهتَدینَ،وعَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ أزهَدِ الزّاهِدینَ،وَالحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ وارِثِ المُستَخلَفینَ،وَالحُجَّةِ عَلَی الخَلقِ أجمَعینَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الصّادِقینَ الأَبَرّینَ،آلِ طه ویس،و أن تَجعَلَنی فِی القِیامَةِ مِنَ الآمِنینَ المُطمَئِنّینَ،الفائِزینَ الفَرِحینَ المُستَبشِرینَ.
اللّهُمَّ اکتُبنی فِی المُسلِمینَ،وألحِقنی بِالصّالِحینَ،وَاجعَل لی لِسانَ صِدقٍ فَی الآخِرینَ،وَانصُرنی عَلَی الباغینَ،وَاکفِنی کَیدَ الحاسِدینَ،وَاصرِف عَنّی مَکرَ الماکِرینَ،وَاقبِض عَنّی أیدِیَ الظّالِمینَ،وَاجمَع بَینی وبَینَ السّادَةِ المَیامینِ فی أعلا عِلِّیّینَ،مَعَ الَّذینَ أنعَمتَ عَلَیهِم مِنَ النَّبِیّینَ،وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ إنّی اقسِمُ عَلَیکَ بِنَبِیِّکَ المَعصومِ،وبِحُکمِکَ المَحتومِ،ونَهیِکَ المَکتومِ،وبِهذا القَبرِ المَلمومِ، (3)المُوَسَّدِ فی کَنَفِهِ الإِمامُ المَعصومُ،المَقتولُ المَظلومُ،أن تَکشِفَ ما بی مِنَ الغُمومِ،وتَصرِفَ عَنّی شَرَّ القَدَرِ المَحتومِ،
ص:224
وتُجیرَنی مِنَ النّارِ ذاتِ السَّمومِ.
اللّهُمَّ جَلِّلنی بِنِعمَتِکَ،ورَضِّنی بِقِسمِکَ،وتَغَمَّدنی بِجودِکَ وکَرَمِکَ، وباعِدنی مِن مَکرِکَ ونَقِمَتِکَ.
اللّهُمَّ اعصِمنی مِنَ الزَّلَلِ،وسَدِّدنی فِی القَولِ وَالعَمَلِ،وَافسَح لی فی مُدَّةِ الأَجَلِ،وأَعفِنی مِنَ الأَوجاعِ وَالعِلَلِ،وبَلِّغنی بِمَوالِیَّ وبِفَضلِکَ أفضَلَ الأَمَلِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقبَل تَوبَتی،وَارحَم عَبرَتی،وأَقِلنی عَثرَتی،ونَفِّس کُربَتی،وَاغفِر لی خَطیئَتی،وأَصلِح لی فی ذُرِّیَّتی.
اللّهُمَّ لا تَدَع لی فی هذَا المَشهَدِ المُعَظَّمِ وَالمَحَلِّ المُکَرَّمِ،ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ، ولاعَیباً إلّاسَتَرتَهُ،ولا غَمّاً إلّاکَشَفتَهُ،ولا رِزقاً إلّابَسَطتَهُ،ولاجاهاً إلّا عَمَرتَهُ،ولا فَساداً إلّاأصلَحتَهُ،ولا أمَلاً إلّابَلَّغتَهُ،ولا دُعاءً إلّاأجَبتَهُ،ولا مَضیقاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا شَملاً إلّاجَمَعتَهُ،ولا أمراً إلّاأتمَمتَهُ،ولا مالاً إلّا کَثَّرتَهُ،ولا خُلُقاً إلّاحَسَّنتَهُ،ولا إنفاقاً إلّاأخلَفتَهُ،ولا حالاً إلّاعَمَّرتَهُ، ولا حَسوداً إلّاقَمعتَهُ،ولاعَدُوّاً إلّاأردَیتَهُ،ولا شَرّاً إلّاکَفَیتَهُ،ولا مَرَضاً إلّا شَفَیتَهُ،ولا بَعیداً إلّاأدنَیتَهُ،ولا شَعَثاً (1)إلّالَمَمتَهُ،ولا سُؤالاً إلّاأعطَیتَهُ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ خَیرَ العاجِلَةِ وثَوابَ الآجِلَةِ،اللّهُمَّ أغنِنی بِحَلالِکَ عَنِ الحَرامِ،وبِفَضلِکَ عَن جَمیعِ الأَنامِ.اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ عِلماً نافِعاً وقَلباً خاشِعاً،ویَقیناً شافِیاً،وعَمَلاً زاکِیاً،وصَبراً جَمیلاً،وأجراً جَزیلاً.
اللّهُمَّ ارزُقنی شُکرَ نِعمَتِکَ عَلَیَّ،وزِد فی إحسانِکَ وکَرَمِکَ إلَیَّ،وَاجعَل قَولی فِی النّاسِ مَسموعاً،وعَمَلی عِندَکَ مَرفوعاً،وأثَری فِی الخَیراتِ
ص:225
مَتبوعاً،وعَدُوّی مَقموعاً. (1)
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الأَخیارِ،فی آناءِ اللَّیلِ وأطرافِ النَّهارِ، وَاکفِنی شَرَّ الأَشرارِ،وطَهِّرنی مِنَ الذُّنوبِ وَالأَوزارِ، (2)وأَجِرنی مِنَ النّارِ، وأَدخِلنی دارَ القَرارِ،وَاغفِر لی ولِجَمیعِ إخوانی فیکَ وأخَواتِیَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ تَوَجَّه إلَی القِبلَةِ،وصَلِّ رَکعَتَینِ،وتَقرَأُ فِی الاُولی سورَةَ الأَنبِیاءِ،وفِی الثّانِیَةِ الحَشرَ،وتَقنُتُ فَتَقولُ:
لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،لاإلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبعِ وَالأَرَضینَ السَّبعِ،وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ،خِلافاً لِأَعدائِهِ، وتَکذیباً لِمَن عَدَلَ بِهِ،وإقراراً لِرُبوبِیَّتِهِ،وخُشوعاً لِعِزَّتِهِ،الأَوَّلُ بِغَیرِ أوَّلٍ،وَالآخِرُ بِغَیرِ آخِرٍ،الظّاهِرُ عَلی کُلِّ شَیءٍ بِقُدرَتِهِ،الباطِنُ دونَ کُلِّ شَیءٍ بِعِلمِهِ ولُطفِهِ.لا تَقِفُ العُقولُ عَلی کُنهِ عَظَمَتِهِ،ولا تُدرِکُ الأَوهامُ حَقیقَةَ ماهِیَّتِهِ،ولا تَتَصَوَّرُ الأَنفُسُ مَعانِیَ کَیفِیَّتِهِ،مُطَّلِعاً عَلَی الضَّمائِرِ، عارِفاً بِالسَّرائِرِ،یَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ.
اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ عَلی تَصدیقی رَسولَکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وإیمانی بِهِ، وعِلمی بِمَنزِلَتِهِ،وإنّی أشهَدُ أنَّهُ النَّبِیُّ الَّذی نَطَقَتِ الحِکمَةُ بِفَضلِهِ،وبَشَّرَتِ الأَنبِیاءُ بِهِ،ودَعَت إلَی الإِقرارِ بِما جاءَ بِهِ،وحَثَّت عَلی تَصدیقِهِ بِقَولِهِ تَعالی: «اَلَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ
ص:226
إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی کانَتْ عَلَیْهِمْ» . (1)
فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ رَسُولِکَ إلَی الثَّقَلَینِ،وسَیِّدِ الأَنبِیاءِ المُصطَفَینَ،وعَلی أخیهِ وَابنِ عَمِّهِ اللَّذَینِ لَم یُشرِکا بِکَ طَرفَةَ عَینٍ أبَداً،وعَلی فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وعَلی سَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ،صَلاةً خالِدَةَ الدَّوامِ،عَدَدَ قَطرِ الرِّهامِ، (2)وزِنَةَ الجِبالِ وَالآکامِ،ما أورَقَ السَّلامُ، (3)وَاختَلَفَ الضِّیاءُ وَالظَّلامُ،وعَلی آلِهِ الطّاهِرینَ،الأَئِمَّةِ المُهتَدینَ،الذّائِدینَ عَنِ الدّینِ،عَلِیٍّ،ومُحَمَّدٍ،وجَعفَرٍ،وموسی،وعَلِیٍّ،ومُحَمَّدٍ،وعَلِیٍّ،وَالحَسَنِ وَالحُجَّةِ،القُوّامِ بِالقِسطِ،وسُلالَةِ السِّبطِ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِحَقِّ هذَا الإِمامِ فَرَجاً قَریباً،وصَبراً جَمیلاً،ونَصراً عَزیزاً،وغِنیً عَنِ الخَلقِ،وثَباتاً فِی الهُدی،وَالتَّوفیقَ لِما تُحِبُّ وتَرضی، ورِزقاً واسِعاً حَلالاً طَیِّباً مَریئاً دارّاً،سائِغاً فاضِلاً مُفضَلاً،صَبّاً صَبّاً،مِن غَیرِ کَدٍّ ولا نَکَدٍ،ولا مِنَّةٍ مِن أحَدٍ،وعافِیَةً مِن کُلُّ بَلاءٍ وسُقمٍ ومَرَضٍ، وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ وَالنَّعماءِ،وإذا جاءَ المَوتُ فَاقبِضنا عَلی أحسَنِ ما یَکونُ لَکَ طاعَةً،عَلی ما أمَرتَنا مُحافِظینَ،حَتّی تُؤَدِّیَنا إلی جَنّاتِ النَّعیمِ، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأوحِشنی مِنَ الدُّنیا وآنِسنی بِالآخِرَةِ؛ فَإِنَّهُ لا یوحِشُ مِنَ الدُّنیا إلّاخَوفُکَ،ولا یُؤنِسُ بِالآخِرَةِ إلّارَجاؤُکَ.
اللّهُمَّ لَکَ الحُجَّةُ لا عَلَیکَ،وإلَیکَ المُشتَکی لا مِنکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
ص:227
وأَعِنّی عَلی نَفسِیَ الظّالِمَةِ العاصِیَةِ،وشَهوَتِیَ الغالِبَةِ،وَاختِم لی بِالعَفوِ وَالعافِیَةِ.
اللّهُمَّ إنَّ استِغفاری إیّاکَ وأنَا مُصِرٌّ عَلی ما نَهَیتَ،قِلَّةُ حَیاءٍ،وتَرکِیَ الاِستِغفارَ مَعَ عِلمی بِسَعَةِ حِلمِکَ،تَضییعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ.
اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبی تُؤیِسُنی أن أرجُوَکَ،وأنَّ عِلمی بِسَعَةِ رَحمَتِکَ یَمنَعُنی أن أخشاکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وصَدِّق رَجائی لَکَ،وکَذِّب خَوفی مِنکَ،وکُن لی عِندَ أحسَنِ ظَنّی بِکَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأیِّدنی بِالعِصمَةِ،وأنطِق لِسانی بِالحِکمَةِ، وَاجعَلنی مِمَّن یَندَمُ عَلی ما ضَیَّعَهُ فی أمسِهِ،ولا یَغبَنُ (1)حَظَّهُ فی یَومِهِ،ولا یَهُمُّ لِرِزقِ غَدِهِ.
اللّهُمَّ إنَّ الغَنِیَّ مَنِ استَغنی بِکَ وَافتَقَرَ إلَیکَ،وَالفَقیرَ مَنِ استَغنی بِخَلقِکَ عَنکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأغنِنی عَن خَلقِکَ بِکَ،وَاجعَلنی مِمَّن لا یَبسُطُ کَفّاً إلّاإلَیکَ.
اللّهُمَّ إنَّ الشَّقِیَّ مَن قَنَطَ وأمامَهُ التَّوبَةُ ووَراءَهُ الرَّحمَةُ،وإن کُنتُ ضَعیفَ العَمَلِ فَإِنّی فی رَحمَتِکَ قَوِیُّ الأَمَلِ،فَهَب لی ضَعفَ عَمَلی لِقُوَّةِ أمَلی.
اللّهُمَّ إن کُنتَ تَعلَمُ أنَّ فی عِبادِکَ مَن هُوَ أقسی قَلباً مِنّی،وأعظَمُ مِنّی ذَنباً، فَإِنّی أعلَمُ أنَّهُ لا مَولی أعظَمُ مِنکَ طَولاً،وأوسَعُ رَحمَةً وعَفواً،فَیا مَن هُوَ أوحَدُ فی رَحمَتِهِ،اغفِر لِمَن لَیسَ بِأَوحَدَ فی خَطیئَتِهِ.
ص:228
اللّهُمَّ إنَّکَ أمَرتَنا فَعَصَینا،ونَهَیتَ فَمَا انتَهَینا،وذَکَّرتَ فَتَناسَینا،وبَصَّرتَ فَتَعامَینا،وحَدَّدتَ فَتَعَدَّینا،وما کانَ ذلِکَ جَزاءَ إحسانِکَ إلَینا،وأنتَ أعلَمُ بِما أعلَنّا وأخفَینا،وأخبَرُ بِما نَأتی وما أتَینا،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تُؤاخِذنا بِما أخطَأنا ونَسینا،وهَب لَنا حُقوقَکَ لَدَینا،وأتِمَّ إحسانَکَ إلَینا،وأسبِل رَحمَتَکَ عَلَینا.
اللّهُمَّ إنّا نَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِهذَا الصِّدّیقِ الإِمامِ،ونَسأَلُکَ بِالحَقِّ الَّذی جَعَلتَهُ لَهُ ولِجَدِّهِ رَسولِکَ،ولِأَبَوَیهِ عَلِیٍّ وفاطِمَةَ أهلِ بَیتِ الرَّحمَةِ،إدرارَ الرِّزقِ الَّذی بِهِ قِوامُ حَیاتِنا،وصَلاحُ أحوالِ عِیالِنا،فَأَنتَ الکَریمُ الّذی تُعطی مِن سَعَةٍ، وتَمنَعُ مِن قُدرَةٍ،ونَحنُ نَسأَلُکَ مِنَ الرِّزقِ ما یَکونُ صَلاحاً لِلدُّنیا وبَلاغاً لِلآخِرَةِ.
اللّهُمَّ صَلَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لَنا ولِوالِدَینا،ولِجَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ الأَحیاءِ مِنهُم وَالأَمواتِ،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ.
ثُمَّ تَرکَعُ وتَسجُدُ وتَجلِسُ فَتَتَشَهَّدُ وتُسَلِّمُ،فَإِذا سَبَّحتَ فَعَفِّر خَدَّیکَ،وقُل:
سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا إله إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ-أربَعینَ مَرَّةً-.
وَاسأَلِ اللّهَ العِصمَةَ وَالنَّجاةَ،وَالمَغفِرَةَ وَالتَّوفیقَ لِحُسنِ العَمَلِ وَالقَبولَ لِما تَتَقَرَّبُ بِهِ إلَیهِ وتَبتَغی بِهِ وَجهَهُ،وقِف عِندَ الرَّأسِ ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ عَلی ما تَقَدَّمَ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقَبِّلهُ وقُل:
زادَ اللّهُ فی شَرَفِکُم،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
وَادعُ لِنَفسِکَ ولِوالِدَیکَ ولِمَن أرَدتَ،وَانصَرِف إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)
ص:229
(1) 3575.الإقبال عن أبی منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادی: خَرَجَ مِنَ النّاحِیَةِ سَنَةَ اثنَتَینِ وخَمسینَ ومِئَتَینِ (2)عَلی یَدِ الشَّیخِ مُحَمَّدِ بنِ غالِبٍ الأَصفَهانِیِّ حینَ وَفاةِ أبی رَحِمَهُ اللّهُ،وکُنتُ حَدیثَ السِّنِّ،وکَتَبتُ أستَأذِنُ فی زِیارَةِ مَولایَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وزِیارَةِ الشُّهَداءِ رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِم،فَخَرَجَ إلَیَّ مِنهُ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ:إذا أرَدتَ زِیارَةَ الشُّهَداءِ رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِم فَقِف عِندَ رِجلَیِ الحُسَینِ علیه السّلام،وهُوَ قَبرُ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما،فَاستَقبِلِ القِبلَةَ بِوَجهِکَ؛فَإِنَّ هُناکَ حَومَةَ الشُّهَداءِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،وأومِ وأشِر إلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أوَّلَ قَتیلٍ مِن نَسلِ خَیرِ سَلیلٍ مِن سُلالَةِ إبراهیمَ الخَلیلِ
ص:230
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلی أبیکَ،إذ قالَ فیکَ:«قَتَلَ اللّهُ قَوماً قَتَلوکَ،یا بُنَیَّ ما أجرَأَهُم عَلَی الرَّحمنِ وعَلَی انتِهاکِ حُرمَةِ الرَّسولِ ! عَلَی الدُّنیا بَعدَکَ العَفا»، کَأَنّی بِکَ بَینَ یَدَیهِ ماثِلاً،ولِلکافِرینَ قائِلاً:
أنَا عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ بنِ عَلِی
حَتّی قَضَیتَ نَحبَکَ ولَقیتَ رَبَّکَ،أشهَدُ أنَّکَ أولی بِاللّهِ وبِرَسولِهِ،وأنَّکَ ابنُ رَسولِهِ،وحُجَّتُهُ وأمینُهُ، (1)وَابنُ حُجَّتِهِ وأمینِهِ.حَکَمَ اللّهُ عَلی قاتِلِکَ مُرَّةَ بنِ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ العَبدِیِّ-لَعَنَهُ اللّهُ وأخزاهُ-ومَن شَرِکَهُ فی قَتلِکَ،وکانوا عَلَیکَ ظَهیراً،أصلاهُمُ اللّهُ جَهَنَّمَ وساءَت مَصیراً،وجَعَلَنَا اللّهُ مِن مُلاقیکَ ومُرافِقیکَ،ومُرافِقی جَدِّک وأبیکَ وعَمِّکَ وأخیکَ واُمِّکَ المَظلومَةِ، (2)وأبرَأُ إلَی اللّهِ مِن أعدائِکَ اولِی الجُحودِ، (3)وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَینِ الطِّفلِ الرَّضیعِ،المَرمِیِّ الصَّریعِ،المُتَشَحِّطِ دَماً،المُصَعَّدِ دَمُهُ فِی السَّماءِ،المَذبوحِ بِالسَّهمِ فی حِجرِ أبیهِ (4)،لَعَنَ اللّهُ رامِیَهُ حَرمَلَةَ بنَ کاهِلٍ الأَسَدِیَّ وذَویهِ.
ص:231
السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ،مُبلِی البَلاءِ،وَالمُنادی بِالوَلاءِ فی عَرصَةِ کَربَلاءَ،المَضروبِ مُقبِلاً ومُدبِراً،لَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ هانِئَ بنَ ثُبَیتٍ الحَضرَمِیَّ.
السَّلامُ عَلی أبِی الفَضلِ (1)العَبّاسِ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ،المُواسی أخاهُ بِنَفسِهِ، الآخِذِ لِغَدِهِ مِن أمسِهِ،الفادی لَهُ،الواقی،السّاعی إلَیهِ بِمائِهِ،المَقطوعَةِ یَداهُ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلَیهِ یَزیدَ بنَ الرُّقادِ الحیتی وحَکیمَ بنَ الطُّفَیلِ الطّائِیَّ.
السَّلامُ عَلی جَعفَرِ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ،الصّابِرِ بِنَفسِهِ مُحتَسِباً،وَالنّائی عَنِ الأَوطانِ مُغتَرِباً،المُستَسلِمِ لِلقِتالِ،المُستَقدِمِ لِلنِّزالِ،المَکثورِ (2)بِالرِّجالِ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ هانِئَ بنَ ثُبَیتٍ الحَضرَمِیَّ.
السَّلامُ عَلی عُثمانَ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ،سَمِیِّ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ،لَعَنَ اللّهُ رامِیَهُ بِالسَّهمِ خَولِیَّ بنَ یَزیدَ الأَصبَحِیَّ الإِیادِیَّ الدّارِمِیَّ.
السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ ابنِ أمیرِ المُؤمِنینَ،قَتیلِ الإِیادِیِّ الدّارِمِیِّ لَعَنَهُ اللّهُ وضاعَفَ عَلَیهِ العَذابَ الأَلیمَ،وصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا مُحَمَّدُ وعَلی أهلِ بَیتِکَ الصّابِرینَ.
السَّلامُ عَلی أبی بَکرِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ الزَّکِیِّ الوَلِیِّ،المَرمِیِّ بِالسَّهمِ الرَّدِیِّ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ عَبدَ اللّهِ بنَ عُقبَةَ الغَنَوِیَّ.
السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ الزَّکِیِّ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ ورامِیَهُ حَرمَلَةَ بنَ کاهِلٍ الأَسَدِیَّ.
السَّلامُ عَلَی القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ،المَضروبِ عَلی هامَتِهِ،المَسلوبِ
ص:232
لامَتُهُ، (1)حینَ نادَی الحُسَینَ عَمَّهُ،فَجَلا (2)عَلَیهِ عَمُّهُ کَالصَّقرِ،وهُوَ یَفحَصُ (3)بِرِجلَیهِ التُّرابَ،وَالحُسَینُ یَقولُ:«بُعداً لِقَومٍ قَتَلوکَ ! ومَن خَصمُهُم یَومَ القِیامَةِ جَدُّکَ وأبوکَ».ثُمَّ قالَ:«عَزَّ وَاللّهِ عَلی عَمِّکَ أن تَدعُوَهُ فَلا یُجیبَکَ، أو أن یُجیبَکَ وأنتَ قَتیلٌ جَدیلٌ (4)فَلا یَنفَعَکَ،هذا وَاللّهِ یَومٌ کَثُرَ واتِرُهُ وقَلَّ ناصِرُهُ»،جَعَلَنِیَ اللّهُ مَعَکُما یَومَ جَمعِکُما،وبَوَّأَنی مُبَوَّأَکُما،ولَعَنَ اللّهُ قاتِلَکَ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ عُروَةَ بنِ نُفَیلٍ الأَزدِیَّ،وأصلاهُ جَحیماً وأعَدَّ لَهُ عَذاباً ألیماً.
السَّلامُ عَلی عَونِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الطَّیّارِ فِی الجِنانِ،حَلیفِ الإِیمانِ، ومُنازِلِ الأَقرانِ،النّاصِحِ لِلرَّحمنِ،التّالی لِلمَثانی وَالقُرآنِ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ عَبدَ اللّهِ بنَ قُطبَةَ النَّبهانِیَّ. (5)
السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ،الشّاهِدِ مَکانَ أبیهِ،وَالتّالی لِأَخیهِ،وواقیِه بِبَدَنِهِ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ عامِرَ بنَ نَهشَلٍ التَّمیمِیَّ.
السَّلامُ عَلی جَعفَرِ بنِ عَقیلٍ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ ورامِیَهُ بِشرَ بنَ خَوطٍ الهَمدانِیَّ.
السَّلامُ عَلی عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَقیلٍ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ ورامِیَهُ عُمَرَ بنَ خالِدِ بنِ أسَدٍ الجُهَنِیَّ.
السَّلامُ عَلَی القَتیلِ ابنِ القَتیلِ،عَبدِ اللّهِ بنِ مُسلِمِ بنِ عَقیلٍ،ولَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ (6)
ص:233
عامِرَ بنَ صَعصَعَةَ.وقیلَ:أسَدَ بنَ مالِکٍ.
السَّلامُ عَلی عُبَیدِ اللّهِ (1)بنِ مُسلِمِ بنِ عَقیلٍ، (2)ولَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ ورامِیَهُ عَمرَو بنَ صَبیحٍ الصَّیداوِیَّ.
السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ أبی سَعیدِ بنِ عَقیلٍ،ولَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ لَقیطَ بنَ ناشِرٍ الجُهَنِیَّ. (3)
السَّلامُ عَلی سُلَیمانَ مَولَی الحُسَینِ بنِ أمیرِ المُؤمِنینَ،ولَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ سُلَیمانَ بنَ عَوفٍ الحَضرَمِیَّ.
السَّلامُ عَلی قارِبٍ مَولَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ.
السَّلامُ عَلی مُنجِحٍ مَولَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ.
السَّلامُ عَلی مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ الأَسَدِیِّ،القائِلِ لِلحُسَینِ وقَد أذَنِ لَهُ فِی الاِنصرافِ:«أنَحنُ نُخَلّی عَنکَ؟وبِمَ نَعتَذِرُ عِندَ اللّهِ مِن أداءِ حَقِّکَ؟لا وَاللّهِ حَتّی أکسِرَ فی صُدورِهِم رُمحی هذا،وأضرِبَهُم بِسَیفی ما ثَبَتَ قائِمُهُ فی یَدی،ولا افارِقُکَ،ولَو لَم یَکُن مَعی سِلاحٌ اقاتِلُهُم بِهِ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ، ولَم افارِقکَ حَتّی أموتَ مَعَکَ».
وکُنتَ أوَّلَ مَن شَری (4)نَفسَهُ،وأوَّلَ شَهیدٍ شَهِدَ اللّهَ وقَضی نَحبَهُ،فَفُزتَ بِرَبِّ الکَعبَةِ،شَکَرَ اللّهُ استِقدامَکَ ومُواساتَکَ إمامَکَ،إذ مَشی إلَیکَ وأنتَ
ص:234
صَریعٌ،فَقالَ:
«یَرحَمُکَ اللّهُ یا مُسلِمَ بنَ عَوسَجَةَ»،وقَرَأَ: «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلاً»
، (1)لَعَنَ اللّهُ المُشتَرِکینَ فی قَتلِکَ:عَبدَ اللّهِ الضِّبابِیَّ،وعَبدَ اللّهِ بنَ خُشکارَةَ البَجَلِیَّ.
السَّلامُ عَلی سَعدِ (2)بنِ عَبدِ اللّهِ الحَنَفِیِّ،القائِلِ لِلحُسَینِ وقَد أذِنَ لَهُ فِی الاِنصِرافِ:«لا وَاللّهِ لا نُخَلّیکَ حَتّی یَعلَمَ اللّهُ أنّا قَد حَفِظنا غَیبَةَ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فیکَ،وَاللّهِ لَو أعلَمُ أنّی اقتَلُ ثُمَّ احیی ثُمَّ احَرُق ثُمَّ اذری، ویُفعَلُ بی ذلِکَ سَبعینَ مَرَّةً ما فارَقتُکَ،حَتّی ألقی حِمامی (3)دونَکَ،وکَیفَ لا أفعَلُ ذلِکَ وإنَّما هِیَ مَوتَةٌ أو قَتلَةٌ واحِدَةٌ،ثُمَّ هِیَ بَعدَهَا الکَرامَةُ الَّتی لَا انقِضاءَ لَها أبَداً».
فَقَد لَقیتَ حِمامَکَ،وواسَیتَ إمامَکَ،ولَقیتَ مِنَ اللّهِ الکَرامَةَ فی دارِ المُقامَةِ،حَشَرَنَا اللّهُ مَعَکُم فِی المُستَشهَدینَ،ورَزَقَنا مُرافَقَتَکُم فی أعلی عِلِّیّینَ.
السَّلامُ عَلی بِشرِ (4)بنِ عُمَرَ الحَضرَمِیِّ،شَکَرَ اللّهُ لَکَ قَولَکَ لِلحُسَینِ وقَد أذِنَ لَکَ فِی الاِنصِرافِ:«أکَلَتنی إذَنِ السِّباعُ حَیّاً إن فارَقتُکَ وأسأَلُ عَنکَ الرُّکبانَ، وأخذُلُکَ مَعَ قِلَّةِ الأَعوانِ،لا یَکونُ هذا أبَداً».
السَّلامُ عَلی یَزیدَ بنِ حُصَینٍ (5)الهَمدانِیِّ المِشرَقِیِّ القاری،المُجَدَّلِ بِالمَشرَفِیِّ.
السَّلامُ عَلی عُمَرَ بنِ أبی کَعبٍ الأَنصارِیِّ. (6)
ص:235
السَّلامُ عَلی نَعیمِ بنِ عَجلانَ الأَنصارِیِّ.
السَّلامُ عَلی زُهَیرِ بنِ القَینِ البَجَلِیِّ،القائِلِ لِلحُسَینِ وقَد أذِنَ لَهُ فِی الاِنصِرافِ:«لا وَاللّهِ لا یَکونُ ذلِکَ أبَداً،أترُکُ ابنَ رَسولِ اللّهِ أسیراً فی یَدِ الأَعداءِ وأنجو ! لا أرانِیَ اللّهُ ذلِکَ الیَومَ».
السَّلامُ عَلی عَمرِو بنِ قَرَظَةَ الأَنصارِیِّ. (1)
السَّلامُ عَلی حَبیبِ بنِ مُظاهِرٍ الأَسَدِیِّ.
السَّلامُ عَلَی الحُرِّ بنِ یَزیدَ الرِّیاحِیِّ.
السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَیرٍ الکَلبِیِّ. (2)
السَّلامُ عَلی نافِعِ بنِ هِلالِ بنِ نافِعٍ البَجَلِیِّ المُرادِیِّ.
السَّلامُ عَلی أنَسِ بنِ کاهِلٍ الأَسَدِیِّ.
السَّلامُ عَلی قَیسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّیداوِیِّ.
السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ وعَبدِ الرَّحمنِ ابنَی عُروَةَ بنِ حَراقٍ الغِفارِیَّینِ.
السَّلامُ عَلی جَونِ بنِ حَرِیٍّ (3)مَولی أبی ذَرٍّ الغِفارِیِّ.
السَّلامُ عَلی شَبیبِ بنِ عَبدِ اللّهِ النَّهشَلِیِّ.
السَّلامُ عَلَی الحَجّاجِ بنِ یَزیدَ السَّعدِیِّ. (4)
ص:236
السَّلامُ عَلی قاسِطٍ وکَرِشٍ (1)ابنَی ظَهیرٍ (2)التَّغلِبِیَّینِ.
السَّلامُ عَلی کِنانَةَ بنِ عَتیقٍ.
السَّلامُ عَلی ضِرغامَةَ بنِ مالِکٍ.
السَّلامُ عَلی حُوَیِّ بنِ مالِکٍ الضُّبَعِیِّ. (3)
السَّلامُ عَلی عُمَرَ (4)بنِ ضُبَیعَةَ الضُّبَعِیِّ. (5)
السَّلامُ عَلی زیدِ بنِ ثُبَیتٍ القَیسِیِّ.
السَّلامُ عَلی عَبدِ اللّهِ وعُبَیدِ اللّهِ ابنَی یَزیدَ بنِ ثُبَیتٍ (6)القَیسِیِّ. (7)
السَّلامُ عَلی عامِرِ بنِ مُسلِمٍ.
السَّلامُ عَلی قَعنَبِ بنِ عَمرٍو التَّمرِیِّ. (8)
السَّلامُ عَلی سالِمٍ مَولی عامِرِ بنِ مُسلِمٍ. (9)
السَّلامُ عَلی سَیفِ بنِ مالِکٍ.
السَّلامُ عَلی زُهَیرِ بنِ بِشرٍ الخَثعَمِیِّ.
السَّلامُ عَلی زَیدِ بنِ مَعقِلٍ الجُعفِیِّ. (10)
ص:237
السَّلامُ عَلی الحَجّاجِ بنِ مَسروقٍ الجُعفِیِّ. (1)
السَّلامُ عَلی مَسعودِ بنِ الحَجّاجِ وَابنِهِ.
السَّلامُ عَلی مُجَمِّعِ بنِ عَبدِ اللّهِ العائِذِیِّ.
السَّلامُ عَلی عَمّارِ بنِ حَسّانَ بنِ شُرَیحٍ الطّائِیِّ. (2)
السَّلامُ عَلی حَیّانَ (3)بنِ الحارِثِ السَّلمانِیِّ الأَزدِیِّ.
السَّلامُ عَلی جُندَبِ بنِ حُجرٍ الخَولانِیِّ.
السَّلامُ عَلی عُمَرَ (4)بنِ خالِدٍ الصَّیداوِیِّ.
السَّلامُ عَلی سَعیدٍ مَولاهُ.
السَّلامُ عَلی یَزیدَ بنِ زِیادِ بنِ المُهاجِرِ (5)الکِندِیِّ. (6)
السَّلامُ عَلی زاهِرٍ (7)مَولی عَمرِو بنِ الحَمِقِ الخُزاعِیِّ. (8)
السَّلامُ عَلی جَبَلَةَ بنِ عَلِیٍّ الشَّیبانِیِّ.
السَّلامُ عَلی سالِمٍ مَولَی ابنِ المَدَنِیَّةِ الکَلبِیِّ. (9)
السَّلامُ عَلی أسلَمَ بنِ کَثیرٍ الأَزدِیِّ الأَعرَجِ. (10)
ص:238
السَّلامُ عَلی زُهَیرِ بنِ سُلَیمٍ الأَزدِیِّ. (1)
السَّلامُ عَلی قاسِمِ بنِ حَبیبِ الأَزدِیَّ.
السَّلامُ عَلی عُمَرَ بنِ جُندَبٍ الحَضرَمِیِّ. (2)
السَّلامُ عَلی أبی ثُمامَةَ (3)عُمَرَ بنِ عَبدِ اللّهِ الصّائِدِیِّ.
السَّلامُ عَلی حَنظَلَةَ بنِ أسعَدَ (4)الشِّبامِیِّ.
السَّلامُ عَلی عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الکَدِرِ (5)الأَرحَبِیِّ.
السَّلامُ عَلی عَمّارِ بن أبی سَلامَةَ الهَمدانِیِّ.
السَّلامُ عَلی عابِسِ بنِ شَبیبٍ (6)الشّاکِرِیِّ.
السَّلامُ عَلی شَوذَبٍ مَولی شاکِرٍ. (7)
السَّلامُ عَلی شَبیبِ بنِ الحارِثِ بنِ سَریعٍ.
السَّلامُ عَلی مالِکِ بنِ عَبدِ (8)بنِ سَریعٍ.
السَّلامُ عَلَی الجَریحِ المَأسورِ سَوّارِ بنِ أبی حِمیَرٍ (9)الفَهمِیِّ الهَمدانِیِّ.
السَّلامُ عَلَی المُرثَثِّ (10)مَعَهُ عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ الجُندَعِیِّ.
ص:239
السَّلامُ عَلَیکُم یا خَیرَ أنصارٍ.
السَّلامُ عَلَیکُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ،بَوَّأَکُمُ اللّهُ مُبَوَّأَ الأَبرارِ،أشهَدُ لَقَد کَشَفَ اللّهُ لَکُمُ الغِطاءَ،ومَهَّدَ لَکُمُ الوِطاءَ،وأجزَلَ لَکُمُ العَطاءَ،وکُنتُم عَنِ الحَقِّ غَیرَ بِطاءٍ،وأنتُم لَنا فُرَطاءُ،ونَحنُ لَکُم خُلَطاءُ فی دارِ البَقاءِ، وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (1)
ص:240
هناک زیارتان أدرجنا نصّیهما فی بدایة هذا الفصل تُنسبان إلی الناحیة المقدّسة، (1)وبما أنّه ورد فیهما الإشارة إلی مصائب سیّد الشهداء وأصحابه وخاصّة الزیارة الاُولی،فإنّ الخطباء وذاکری المصائب یستندون إلیهما،ولذلک فإنّ معرفة مدی قیمتهما تحظی بأهمّیة کبیرة،ولکن علینا أوّلاً قبل التطرّق لهذا الموضوع الالتفات إلی بعض الملاحظات:
1.رغم أنّ کلتا الزیارتین تُنسبان إلی الناحیة المقدّسة،إلّاأنّ الزیارة المعروفة بزیارة الناحیة المقدّسة هی الزیارة الاُولی من هاتین الزیارتین،وقد وردت فی الکتاب الموسوم ب«المزار الکبیر»لابن المشهدی (2). (3)
2.روی العلّامة المجلسی رحمه الله فی بحار الأنوار (4)الزیارة الاُولی من کتاب المزار للشیخ المفید أیضاً،إلّاأنّها غیر موجودة فی النسخ الموجودة حالیاً من کتاب المزار للمفید .
ص:241
3.ذُکر قسم من هذه الزیارة فی الزیارة المنسوبة إلی السیّد المرتضی دون نسبتها إلی الناحیة المقدّسة،وقد ذکرناها فی الفصل الرابع عشر.و یقول العلّامة المجلسی فی هذا المجال:
أمّا الاختلاف الواقع بین تلک الزیارة وبین ما نُسب إلی السیّد المرتضی،فلعلّه مبنیّ علی اختلاف الروایات،والأظهر أنّ السیّد أخذ هذه الزیارة وأضاف إلیها من قِبل نفسه ما أضاف. (1)
لیس لهذه الزیارة سند متّصل إلی الناحیة المقدّسة،کما لاحظنا فی النصّ المنقول من کتاب المزار الکبیر ،فالروایة المذکورة مرسلة بحسب الاصطلاح ولا یمکن تقییمها من حیث السند،إلّاأن مؤلّف کتاب المزار الکبیر ذکر فی مقدّمة هذا الکتاب قائلاً:
أمّا بعد،فإنّی قد جمعت فی کتابی هذا من فنون الزیارات للمشاهد المشرّفات،وما ورد فی الترغیب فی المساجد المبارکات والأدعیة المختارات،وما یدعی به عقیب الصلوات،وما یناجی به القدیم تعالی من لذیذ الدعوات فی الخلوات،وما یلجأ إلیه من الأدعیة عند المهمّات ممّا اتّصلت به من ثقاة الرواة إلی السادات. (2)
وقال البعض:
إنّ هذه العبارة فی معرض التوثیق العامّ لجمیع الرواة الواردین فی أسناد روایات الکتاب المذکور صراحة،ویعدّ المحدّث النوری من جملة الأشخاص الذین یُصرّون علی هذا الموضوع. (3)
ص:242
ولکن من الضروری الالتفات إلی بعض الملاحظات فی هذا المجال:
1.قد یکون مراد ابن المشهدی من العبارة المذکورة توثیق مشایخه الذین یروی عنهم بلا واسطة،وبناءً علی ذلک فإنّه یرید أن یقول:إنّ الذین نقلوا له الروایات أو کتبوها فی کتبهم موثوقٌ بهم،لا أنّه یری وثاقة جمیع المذکورین فی سلسلة أسناد روایات کتاب المزار الکبیر .
2.عندما یکون بعض رواة کتابٍ قیّم مثل الکافی من غیر الثقات رغم دقّة مؤلّفه الفائقة،فإنّ من المستبعد أن یدّعی المؤلّف أنّ جمیع رواة کتابه موثوقٌ بهم.
3.لو فرضنا أنّ مفاد العبارات المذکورة هو توثیقُ ابن المشهدی لجمیع رواة کتاب المزار الکبیر ،لکن بما أنّه من المتأخّرین،فإنّ توثیقه یقوم علی أساس الحدس ولا یتمتّع بالاعتبار اللّازم.
وعلی هذا الأساس،فعلی الرغم من أنّ توثیق مشایخ ابن المشهدی یؤدّی إلی الاعتبار النسبی لروایات کتابه،إلّاأنّ هذا الاعتبار لا یبلغ حدّاً بحیث یمکن نسبة الزیارة المذکورة بشکلٍ مباشر إلی صاحب الزمان باطمئنان،ولذا نوصی الذین یروون زیارة الناحیة المقدّسة أن لا ینسبوها إلیه علیه السّلام مباشرةً،بل ینقلوها عن کتاب المزار الکبیر عن الناحیة المقدّسة.
وممّا یجدر ذکره أنّ هناک ملاحظات اخری حول کتاب ابن المشهدی لا مجال للتطرّق إلیها فی هذه العجالة.
هذه الزیارة تُنسب إلی الناحیة المقدّسة أیضاً،إلّاأنّها تُعرف ب«زیارة الشهداء».
وفی هذا المجال توجد بعض الملاحظات التی تسترعی الاهتمام:
ص:243
1.وردت هذه الزیارة فی کلٍّ من کتاب الإقبال (1)و المزار الکبیر (2)و مصباح الزائر (3).
إلّا أنّها لم تُروَ فی المصادر القدیمة؛مثل: کامل الزیارات و مصباح المتهجّد .
2.نظراً إلی أنّ الشیخ الطوسی أحد الرواة المذکورین فی سلسلة سند هذه الروایة،فإنّ هناک سؤالاً یطرح نفسه،وهو:لماذا لم یذکر الشیخ الطوسی هذه الزیارة فی مصباح المتهجّد ؟
3.لو فرضنا أنّ سند هذه الروایة معتبرٌ حتّی عند الشیخ الطوسی،إلّاأن الذی یبدو فی النظر هو أنّ هذا السند قد وقع فیه سقط بعد الشیخ الطوسی؛ذلک لأنّ الفترة الزمنیة الطویلة بین عهد الشیخ الطوسی (385-460 ه.ق) حتّی زمان صدور الروایة (سنة 252 ه.ق)،لیس فیه إلّاواسطتان،وهو ما لا یمکن عادة.
4.زمان صدور الزیارة المذکورة هو عام (252 ه.ق)؛أی عهد إمامة الإمام الهادی علیه السّلام وقبل ولادة الإمام الحجّة علیه السّلام،وبناءً علی ذلک فإنّ المراد من«الناحیة المقدّسة»لیس هو الإمام المهدی علیه السّلام،بل الإمام الهادی علیه السّلام.
وإذا ما أخذنا الملاحظات المذکورة بنظر الاعتبار،توصّلنا إلی أنّ هذه الزیارة لا تتمتّع هی الاُخری بسندٍ معتبر،لکن یجب الالتفات إلی أنّ عدم اعتبار السند لا یعنی انتحال الروایة،بل یعنی أنّنا لا نستطیع أن ننسب الروایة إلی أهل البیت علیهم السّلام بشکل مباشر وصریح،بل ینبغی فی مثل هذه الحالات الاستناد إلی مثل هذا النصّ من خلال الاستناد للمصدر الذی رواه.
ص:244
زِیارَةٌ زارَ بِها عَلَمُ الهُدی
3576.مصباح الزائر: زِیارَةٌ ثانِیَةٌ بِأَلفاظٍ شافِیَةٍ،یُذکَرُ فیها (1)بَعضُ مَصائِبِ یَومِ الطَّفِّ،یُزارُ بِهَا الحُسَینُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وسَلامُهُ،زارَ بِهَا المُرتَضی عَلَمُ الهُدی رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِ، وسَأَذکُرُها عَلَی الوَصفِ الَّذی أشارَ هُوَ إلَیهِ.
قالَ:إذا أرَدتَ الخُروجَ مِن بَیتِکَ فَقُل:
اللّهُمَّ إلَیکَ تَوَجَّهتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وبِکَ استَعَنتُ،ووَجهَکَ طَلَبتُ، ولِزِیارَةِ ابنِ نَبِیِّکَ أرَدتُ،ولِرِضوانِکَ تَعَرَّضتُ،اللّهُمَّ احفَظنی فی سَفَری وحَضَری،ومِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی،ومِن فَوقی ومِن تَحتی،وأعوذُ بِعَظَمَتِکَ مِن شَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ.
اللّهُمَّ احفَظنی بِما حَفِظتَ بِهِ کِتابَکَ المُنزَلَ عَلی نَبِیِّکَ المُرسَلِ،یا مَن قالَ وهُوَ أصدَقُ القائِلینَ: «إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ» . (2)
وإذا بَلَغتَ المَنزِلَ تَقولُ:
ص:245
«رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلاً مُبارَکاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ» ، (1)«رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِیراً» ، (2)اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ،اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ خَیرَ هذِهِ البُقعَةِ المُبارَکَةِ وخَیرَ أهلِها، وأعوذُ بِکَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها،اللّهُمَّ حَبِّبنی إلی خَلقِکَ،وأفِض عَلَیَّ مِن سَعَةِ رِزقِکَ،ووَفِّقنی لِلقِیامِ بِأَداءِ حَقِّکَ،بِرَحمَتِکَ ورِضوانِکَ ومَنِّکَ وإحسانِکَ یا کَریمُ.
فَإِذا رَأَیتَ القُبَّةَ فَقُل:
«اَلْحَمْدُ لِلّهِ وَ سَلامٌ عَلی عِبادِهِ الَّذِینَ اصْطَفی آللّهُ خَیْرٌ أَمّا یُشْرِکُونَ» ، (3)«وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ* وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ»
، (4)و «سَلامٌ عَلی إِلْ یاسِینَ* إِنّا کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ» ، (5)وَالسَّلامُ عَلَی الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الأَوصِیاءِ الصّادِقینَ،القائِمینَ بِأَمرِ اللّهِ وحُجَجِهِ،الدّاعینَ إلی سَبیلِ اللّهِ، المُجاهِدینَ فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ،النّاصِحینَ لِجَمیعِ عِبادِهِ،المُستَخلَفینَ فی بِلادِهِ،المُرشِدینَ إلی هِدایَتِهِ ورَشادِهِ،إنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ.
فَإِذا قَرُبتَ مِنَ المَشهَدِ فَقُل:
اللّهُمَّ إلَیکَ قَصَدَ القاصِدونَ،وفی فَضلِکَ طَمِعَ الرّاغِبونَ،وبِکَ اعتَصَمَ المُعتَصِمونَ،وعَلَیکَ تَوَکَّلَ المُتَوَکِّلونَ،وقَد قَصَدتُکَ وافِداً،وإلی سِبطِ نَبِیِّکَ وارِداً،وبِرَحمَتِکَ طامِعاً،ولِعِزَّتِکَ خاضِعاً،ولِوُلاةِ أمرِکَ طائِعاً،ولِأَمرِهِم
ص:246
مُتابِعاً،وبِکَ وبِمَنِّکَ عائِذاً،وبِقَبرِ وَلِیِّکَ مُتَمَسِّکاً،وبِحَبلِکَ مُعتَصِماً، اللّهُمَّ ثَبِّتنی عَلی مَحَبَّةِ أولِیائِکَ،ولا تَقطَع أثَری عَن زِیارَتِهِم،وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم،وأدخِلنِی الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم.
فَإِذا بَلَغتَ مَوضِعَ القَتلِ فَقُل:
«أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ» ، (1)«وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ* فَرِحِینَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ* یَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِینَ» 2، «قُلِ اللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْکُمُ بَیْنَ عِبادِکَ فِی ما کانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ» 3، «وَ لا تَحْسَبَنَّ اللّهَ غافِلاً عَمّا یَعْمَلُ الظّالِمُونَ إِنَّما یُؤَخِّرُهُمْ لِیَوْمٍ تَشْخَصُ فِیهِ الْأَبْصارُ* مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ* وَ أَنْذِرِ النّاسَ یَوْمَ یَأْتِیهِمُ الْعَذابُ فَیَقُولُ الَّذِینَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ نُجِبْ دَعْوَتَکَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَ وَ لَمْ تَکُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَکُمْ مِنْ زَوالٍ* وَ سَکَنْتُمْ فِی مَساکِنِ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَیَّنَ لَکُمْ کَیْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَ ضَرَبْنا لَکُمُ الْأَمْثالَ* وَ قَدْ مَکَرُوا مَکْرَهُمْ وَ عِنْدَ اللّهِ مَکْرُهُمْ وَ إِنْ کانَ مَکْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ* فَلا تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِیزٌ ذُو انتِقامٍ» ، (2)«وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ» ، (3)«مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا
ص:247
ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلاً» . (1)
عِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ مُصیبَتَنا فی سِبطِ نَبِیِّنا وسَیِّدِنا وإمامِنا،أعزِز عَلَینا یا أبا عَبدِ اللّهِ بِمَصرَعِکَ هذا فَریداً وَحیداً قَتیلاً غَریباً عَنِ الأَوطانِ،بَعیداً عَنِ الأَهلِ وَالإِخوانِ،مَسلوبَ الثِّیابِ،مُعَفَّراً فِی التُّرابِ،قَد نُحِرَ نَحرُکَ، وخُسِفَ صَدرُکَ،وَاستُبیحَ حَریمُکَ،وذُبِحَ فَطیمُکَ،وسُبِیَ أهلُکَ،وَانتُهِبَ رَحلُکَ،تَقَلَّبُ یَمیناً وشِمالاً،وتَتَجَرَّعُ مِنَ الغُصَصِ أهوالاً.لَهفی عَلَیکَ لَهفانُ، (2)وأنتَ مُجَدَّلٌ عَلَی الرَّمضاءِ ضَمآنُ،لا تَستَطیعُ خِطاباً،ولا تَرُدُّ جَواباً،قَد فُجِعَت بِکَ نِسوانُکَ ووُلدُکَ،وَاحتُزَّ رَأسُکَ مِن جَسَدِکَ.
لَقَد صُرِعَ بِمَصرَعِکَ الإِسلامُ،وتَعَطَّلَتِ الحُدودُ وَالأَحکامُ،وأظلَمَتِ الأَیّامُ، وَانکَسَفَتِ الشَّمسُ،وأظلَمَ القَمَرُ،وَاحتُبِسَ الغَیثُ وَالمَطَرُ،وَاهتَزَّ العَرشُ وَالسَّماءُ،وَاقشَعَرَّتِ الأَرضُ وَالبَطحاءُ، (3)وشَمَلَ البَلاءُ،وَاختَلَفَتِ الأَهواءُ، وفُجِعَ بِکَ الرَّسولُ،واُزعِجَتِ البَتولُ،وطاشَتِ العُقولُ.فَلَعنَةُ اللّهِ عَلی مَن جارَ عَلَیکَ وظَلَمَکَ،ومَنَعَکَ الماءَ وَاهتَضَمَکَ،وغَدَرَ بِکَ وخَذَلَکَ،وألَّبَ عَلَیکَ وقَتَلَکَ،ونَکَثَ بَیعَتَکَ وعَهدَکَ ووَعدَکَ،وأخلَفَ میثاقَکَ،وأعانَ عَلَیکَ ضِدَّکَ،وأغضَبَ بِفِعالِهِ جَدَّکَ،وسَلامُ اللّهِ ورِضوانُهُ وبَرَکاتُهُ وتَحِیّاتُهُ عَلَیکَ،وعَلَی الأَزکِیاءِ مِن ذُرِّیَّتِکَ وَالنُّجَباءِ مِن عِترَتِکَ،إنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ.
ص:248
ثُمَّ تَدخُلُ القُبَّةَ الشَّریفَةَ وتَقِفُ عَلَی القَبرِ الشَّریفِ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلی آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ فی خَلیقَتِهِ،السَّلامُ عَلی شَیثٍ وَلِیِّ اللّهِ وخِیَرَتِهِ، السَّلامُ عَلی إدریسَ القائِمِ للّهِ ِ بِحُجَّتِهِ،السَّلامُ عَلی نوحٍ المُجابِ فی دَعوَتِهِ، السَّلامُ عَلی هودٍ المُؤَیَّدِ مِنَ اللّهِ بِمَعونَتِهِ،السَّلامُ عَلی صالِحٍ الَّذی وَجَّهَهُ اللّهُ بِکَرامَتِهِ،السَّلامُ عَلی إبراهیمَ الّذی حَباهُ اللّهُ بِخُلَّتِهِ، (1)السَّلامُ عَلی إسماعیلَ الَّذی فَداهُ اللّهُ بِذِبحٍ عَظیمٍ مِن جَنَّتِهِ،السَّلامُ عَلی إسحاقَ الَّذی جَعَلَ اللّهُ النُّبُوَّةَ فی ذُرِّیَّتِهِ،السَّلامُ عَلی یَعقوبَ الَّذی رَدَّ اللّهُ بَصَرَهُ بِرَحمَتِهِ،السَّلامُ عَلی یوسُفَ الَّذی نَجّاهُ اللّهُ مِنَ الجُبِّ بِعَظَمَتِهِ،السَّلامُ عَلی موسَی الَّذی فَلَقَ اللّهُ لَهُ البَحرَ بِقُدرَتِهِ،السَّلامُ عَلی هارونَ الَّذی خَصَّهُ اللّهُ بِنُبُوَّتِهِ،السَّلامُ عَلی شُعَیبٍ الَّذی نَصَرَهُ اللّهُ عَلی امَّتِهِ،السَّلامُ عَلی داوودَ الَّذی تابَ اللّهُ عَلَیهِ مِن بَعدِ خَطیئَتِهِ،السَّلامُ عَلی سُلَیمانَ الَّذی ذَلَّت لَهُ الجِنُّ بِعِزَّتِهِ،السَّلامُ عَلی أیّوبَ الَّذی شَفاهُ اللّهُ مِن عِلَّتِهِ،السَّلامُ عَلی یونُسَ الَّذی أنجَزَ اللّهُ لَهُ مَضمونَ عِدَتِهِ،السَّلامُ عَلی زَکَرِیَّا الصّابِرِ عَلی مِحنَتِهِ،السَّلامُ عَلَی العُزَیرِ الَّذی أحیاهُ اللّهُ بَعدَ مَیتَتِهِ،السَّلامُ عَلی یَحیَی الَّذی أزلَفَهُ (2)اللّهُ بِشَهادَتِهِ،السَّلامُ عَلی عیسَی الَّذی هُوَ روحُ اللّهِ وکَلِمَتُهُ.
السَّلامُ عَلی مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ وصَفوَتِهِ،السَّلامُ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ المَخصوصِ بِکَرامَتِهِ وبِاُخُوَّتِهِ،السَّلامُ عَلی فاطِمَةَ الزَّهراءِ ابنَتِهِ، السَّلامُ عَلی أبی مُحَمَّدٍ الحَسَنِ وَصِیِّ أبیهِ وخَلیفَتِهِ،
السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ الّذی سَمَحَت نَفسُهُ بِمُهجَتِهِ،السَّلامُ عَلی مَن أطاعَ اللّهَ فی سِرِّهِ وعَلانِیَتِهِ،السَّلامُ عَلی مَن جَعَلَ اللّهُ الشِّفاءَ فی تُربَتِهِ،السَّلامُ عَلی
ص:249
مَنِ الإِجابَةُ تَحتَ قُبَّتِهِ،السَّلامُ عَلی مَنِ الأَئِمَّةُ مِن ذُرِّیَّتِهِ،السَّلامُ عَلَی ابنِ خاتَمِ الأَنبِیاءِ،السَّلامُ عَلَی ابنِ سَیِّدِ الأَوصِیاءِ،السَّلامُ عَلَی ابنِ فاطِمَةَ الزَّهراءِ،السَّلامُ عَلَی ابنِ خَدیجَةَ الکُبری،السَّلامُ عَلَی ابنِ سِدرَةِ المُنتَهی، السَّلامُ عَلَی ابنِ جَنَّةِ المَأوی،السَّلامُ عَلَی ابنِ زَمزَمَ وَالصَّفا،السَّلامُ عَلَی المُرَمَّلِ بِالدِّماءِ،السَّلامُ عَلَی المَهتوکِ الخِباءِ،السَّلامُ عَلی خامِسِ أصحابِ الکِساءِ،السَّلامُ عَلی غَریبِ الغُرَباءِ،السَّلامُ عَلی شَهیدِ الشُّهَداءِ،السَّلامُ عَلی قَتیلِ الأَدعِیاءِ،السَّلامُ عَلی ساکِنِ کَربَلاءَ،السَّلامُ عَلی مَن بَکَتهُ مَلائِکَةُ السَّماءِ،السَّلامُ عَلی مَن ذُرِّیَّتُهُ الأَزکِیاءُ.
السَّلامُ عَلی یَعسوبِ الدّینِ،السَّلامُ عَلی مَنازِلِ البَراهینِ،السَّلامُ عَلَی الأَئِمَّةِ السّاداتِ،السَّلامُ عَلَی الجُیوبِ المُضَرَّجاتِ،السَّلامُ عَلَی الشِّفاهِ الذّابِلاتِ، السَّلامُ عَلَی النُّفوسِ المُصطَلَماتِ،السَّلامُ عَلَی الأَرواحِ المُختَلَساتِ،السَّلامُ عَلَی الأَجسادِ العارِیاتِ،السَّلامُ عَلَی الجُسومِ الشّاخِباتِ، (1)السَّلامُ عَلَی الدِّماءِ السّائِلاتِ،السَّلامُ عَلَی الأَعضاءِ المُقَطَّعاتِ،السَّلامُ عَلَی الرُّؤوسِ المُشالاتِ،السَّلامُ عَلَی النِّسوَةِ البارِزاتِ.
السَّلامُ عَلی حُجَّةِ رَبِّ العالَمینَ.السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی آبائِکَ الطّاهِرینَ المُستَشهَدینَ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی ذُرِّیَّتِکَ النّاصِرینَ،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی المَلائِکَةِ المُضاجِعینَ.
السَّلامُ عَلَی القَتیلِ المَظلومِ،السَّلامُ عَلی أخیهِ المَسمومِ،السَّلامُ عَلی عَلِیٍّ الکَبیرِ،السَّلامُ عَلَی الرَّضیعِ الصَّغیرِ،السَّلامُ عَلَی الأَبدانِ السَّلیبَةِ،السَّلامُ
ص:250
عَلَی العِترَةِ الغَریبَةِ،السَّلامُ عَلَی المُجَدَّلینَ فِی الفَلَواتِ،السَّلامُ عَلَی النّازِحینَ عَنِ الأَوطانِ،السَّلامُ عَلَی المَدفونینَ بِلا أکفانٍ،السَّلامُ عَلَی الرُّؤوسِ المُفَرَّقَةِ عَنِ الأَبدانِ،السَّلامُ عَلَی المُحتَسِبِ الصّابِرِ،السَّلامُ عَلَی المَظلومِ بِلا ناصِرٍ،السَّلامُ عَلی ساکِنِ التُّربَةِ الزّاکِیَةِ،السَّلامُ عَلی صاحِبِ القُبَّةِ السّامِیَةِ.
السَّلامُ عَلی مَن طَهَّرَهُ الجَلیلُ،السَّلامُ عَلی مَن بَشَّرَ (1)بِهِ جَبرَئیلُ،السَّلامُ عَلی مَن ناغاهُ فِی المَهدِ میکائیلُ،السَّلامُ عَلی مَن نُکِثَت ذِمَّتُهُ وذِمَّةُ حَرَمِهِ، السَّلامُ عَلی مَنِ انتُهِکَت حُرمَةُ الإِسلامِ فی إراقَةِ دَمِهِ،السَّلامُ عَلَی المُغَسَّلِ بِدَمِ الجِراحِ،السَّلامُ عَلَی المُجَرَّعِ بِکاساتِ مَراراتِ الرِّماحِ،السَّلامُ عَلَی المُستَضامِ المُستَباحِ،السَّلامُ عَلَی المَهجورِ فِی الوری،السَّلامُ عَلَی المُنفَرِدِ بِالعَراءِ،السَّلامُ عَلی مَن تَوَلّی دَفنَهُ أهلُ القُری،السَّلامُ عَلَی المَقطوعِ الوَتینِ، السَّلامُ عَلَی المُحامی بِلا مُعینٍ،السَّلامُ عَلَی الشَّیبِ الخَضیبِ،السَّلامُ عَلَی الخَدِّ التّریبِ،السَّلامُ عَلَی البَدَنِ السَّلیبِ،السَّلامُ عَلَی الثَّغرِ المَقروعِ بِالقَضیبِ،السَّلامُ عَلَی الوَدَجِ المَقطوعِ،السَّلامُ عَلَی الرَّأسِ المَرفوعِ،السَّلامُ عَلَی الشِّلوِ (2)المَوضوعِ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ تَحَوَّل إلی عِندِ الرَّأسِ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خِیَرَةِ رَبِّ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ
ص:251
یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خَدیجَةَ الکُبری،السَّلامُ عَلَیکَ یَا مَن بَکَت فی مُصابِهِ السَّماواتُ العُلی،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَن بَکَت لِفَقدِهِ الأَرَضونَ السُّفلی.
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ عَلی أهلِ الدُّنیا،السَّلامُ عَلَیکَ یا صَریعَ الدَّمعَةِ السّاکِبَةِ العَبری،السَّلامُ عَلَیکَ یا مُذیبَ الکَبِدِ الحَرّی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ یَعسوبِ الدّینِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا عِصمَةَ المُتَّقینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا عَلَمَ المُهتَدینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ الکُبری،السَّلامُ عَلَی الإِمامِ المَفطومِ مِنَ الزَّلَلِ،المُبَرَّإِ مِن کُلِّ عَیبٍ،السَّلامُ عَلَی ابنِ الرَّسولِ وقُرَّةِ عَینِ البَتولِ، السَّلامُ عَلی مَن کانَ یُناغیهِ جَبرَئیلُ،ویُلاعِبُهُ میکائیلُ،السَّلامُ عَلَی التّینِ وَالزَّیتونِ،السَّلامُ عَلی کِفَّتَیِ المیزانِ المَذکورِ فی سورَةِ الرَّحمنِ،المُعَبَّرِ عَنهُمَا بِاللُّؤلُؤِ وَالمَرجانِ،السَّلامُ عَلی امَناءِ المُهَیمِنِ المَنّانِ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلَی المَقتولِ المَظلومِ،السَّلامُ عَلَی المَمنوعِ مِن ماءِ الفُراتِ،السَّلامُ عَلی سَیِّدِ السّاداتِ،السَّلامُ عَلی قائِدِ القاداتِ،السَّلامُ عَلی حَبلِ اللّهِ المَتینِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَّتِهِ وأبا حُجَجِهِ،أشهَدُ لَقَد طَیَّبَ اللّهُ بِکَ التُّرابَ،وأوضَحَ بِکَ الکِتابَ،وأعظَمَ بِکَ المُصابَ،وجَعَلَکَ وجَدَّکَ وأباکَ واُمَّکَ وأخاکَ عِبرَةً لِاُولِی الأَلبابِ.
[
یَابنَ المَیامینِ الأَطیابِ،التّالینَ الکِتابَ،وَجَّهتُ سَلامی إلَیکَ،وعَوَّلتُ فی قَضاءِ حَوائِجی بَعدَ اللّهِ عَلَیکَ،ما خابَ مَن تَمَسَّکَ بِکَ،ولَجَأَ إلَیکَ، صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ،وجَعَلَ أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوی إلَیکَ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ
ص:252
ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ ]. (1)
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ خِیَرَةِ الأَخیارِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عُنصُرِ الأَبرارِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ قَسیمِ الجَنَّةِ وَالنّارِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ بَقِیَّةِ النَّبِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ صالِحِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ النَّبَأِ العَظیمِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ الصِّراطِ المُستَقیمِ.
أشهَدُ أنَّکَ حُجَّةُ اللّهِ فی أرضِهِ،أشهَدُ أنَّ الَّذینَ خالَفوکَ،وأنَّ الَّذینَ قَتَلوکَ وَالَّذینَ خَذَلوکَ،وأنَّ الَّذینَ جَحَدوا حَقَّکَ ومَنَعوکَ إرثَکَ،مَلعونونَ عَلی لِسانِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ وقَد خابَ مَنِ افتَری،لَعَنَ اللّهُ الظّالِمینَ لَکُم مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وضاعَفَ عَلَیهِمُ العَذابَ الأَلیمَ،عَذاباً لا یُعَذِّبُهُ أحَداً مِنَ العالَمینَ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی الضَّریحِ وقَبِّلِ التُّربَةَ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أوَّلَ مَظلومٍ انتُهِکَ دَمُهُ وضُیِّعَت فیهِ حُرمَةُ الإِسلامِ؛فَلَعَنَ اللّهُ امَّةً أسَّسَت أساسَ الظُّلمِ وَالجَورِ عَلَیکُم أهلَ البَیتِ،أشهَدُ أنّی سِلمٌ لِمَن سالَمتَ،وحَربٌ لِمَن حارَبتَ،مُبطِلٌ لِما أبطَلتَ،مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقتَ، فَاشفَع لی عِندَ رَبّی ورَبِّکَ،فی خَلاصِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وقَضاءِ حَوائِجی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ تَحَوَّلُ إلی جانِبِ القَبرِ وتَستَقبِلُ القِبلَةَ،وتَرفَعُ یَدَیکَ وتَقولُ:
اللّهُمَّ إنَّ استِغفاری إیّاکَ وأنَا مُصِرٌّ عَلی ما نَهَیتَ قِلَّةُ حَیاءٍ،وتَرکِیَ الاِستِغفارَ مَعَ عِلمی بِسَعَةِ حِلمِکَ تَضییعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ،اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبی تُؤیِسُنی أن أرجُوَکَ،وإنَّ عِلمی بِسَعَةِ رَحمَتِکَ یُؤمِنُنی أن أخشاکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ
ص:253
وآلِ مُحَمَّدٍ وحَقِّق رَجائی لَکَ،وکَذِّب خَوفی مِنکَ،وکُن لی عِندَ أحسَنِ ظَنّی بِکَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،وأیِّدنی بِالعِصمَةِ،وأنطِق لِسانی بِالحِکمَةِ،وَاجعَلنی مِمَّن یَندَمُ عَلی ما صَنَعَهُ فی أمسِهِ.
اللّهُمَّ إنَّ الغَنِیَّ مَنِ استَغنی عَن خَلقِکَ بِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأغنِنی یا رَبِّ عَن خَلقِکَ،وَاجعَلنی مِمَّن لا یَبسُطُ کَفَّهُ إلّاإلَیکَ،اللّهُمَّ إنَّ الشَّقِیَّ مَن قَنَطَ (1)وأمامَهُ التَّوبَةُ وخَلفَهُ الرَّحمَةُ،وإن کُنتُ ضَعیفَ العَمَلِ فَإِنّی فی رَحمَتِکَ قَوِیُّ الأَمَلِ،فَهَب لی ضَعفَ عَمَلی لِقُوَّةِ أمَلی.
اللّهُمَّ أمَرتَ فَعَصَینا،ونَهَیتَ فَمَا انتَهَینا،وذَکَّرتَ فَتناسَینا،وبَصَّرتَ فَتَعامَینا،وحَذَّرتَ فَتَعَدَّینا،وما کانَ ذلِکَ جَزاءَ إحسانِکَ إلَینا،وأنتَ أعلَمُ بِما أعلَنّا وما أخفَینا،وأخبَرُ بِما نَأتی وما أتَینا،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ولا تُؤاخِذنا بِما أخطَأنا فیهِ ونَسینا،وهَب لَنا حُقوقَکَ لَدَینا،وتَمِّم إحسانَکَ إلَینا،وأسبِغ رَحمَتَکَ عَلَینا.
إنّا نَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِهذَا الصِّدّیقِ الإِمامِ،ونَسأَلُکَ بِالحَقِّ الَّذی جَعَلتَهُ لَهُ ولِجَدِّهِ رَسولِکَ ولِأَبَوَیهِ عَلِیٍّ وفاطِمَةَ أهلِ بَیتِ الرَّحمَةِ،إدرارَ الرِّزقِ الَّذی بِهِ قِوامُ حَیاتِنا،وصَلاحُ أحوالِ عِیالِنا،فَأَنتَ الکَریمُ الَّذی تُعطی مِن سَعَةٍ،وتَمنَعُ عَن قُدرَةٍ،ونَحنُ نَسأَلُکَ مِنَ الخَیرِ ما یَکونُ صَلاحاً لِلدُّنیا،وبَلاغاً لِلآخِرَةِ، وآتِنا فی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ.
ثُمَّ تَحَوَّل إلی عِندِ الرِّجلَینِ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،وعَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُرَفرِفینَ حَولَ قُبَّتِکَ، الحافّینَ بِتُربَتِکَ،الطّائِفینَ بِعَرصَتِکَ،الوارِدینَ لِزِیارَتِکَ،السَّلامُ عَلَیکَ
ص:254
فَإِنّی قَصَدتُ إلَیکَ،ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَیکَ،السَّلامُ عَلَیکَ سَلامَ العارِفِ بِحُرمَتِکَ،المُخلِصِ فی وِلایَتِکَ،المُتَقَرِّبِ إلَی اللّهِ بِمَحَبَّتِکَ،البَریءِ مِن أعدائِکَ،سَلامَ مَن قَلبُهُ بِمُصابِکَ مَقروحٌ،ودَمعُهُ عِندَ ذِکرِکَ مَسفوحٌ،سَلامَ المَفجوعِ المَحزونِ،الوالِهِ المِسکینِ،سَلامَ مَن لَو کانَ مَعَکَ بِالطُّفوفِ لَوَقاکَ بِنَفسِهِ مِن حَدِّ السُّیوفِ،وبَذَلَ حُشاشَتَهُ دونَکَ لِلحُتوفِ،وجاهَدَ بَینَ یَدَیکَ،ونَصَرَکَ عَلی مَن بَغی عَلَیکَ،وفَداکَ بِروحِهِ وجَسَدِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ، وروحُهُ لِروحِکَ الفِداءُ،وأهلُهُ لِأَهلِکَ وِقاءٌ.فَلَئِن أخَّرَتنِی الدُّهورُ،وعاقَنی عَن نُصرَتِکَ المَقدورُ،ولَم أکُن لِمَن حارَبَکَ مُحارِباً،ولِمَن نَصَبَ لَکَ العَداوَةَ مُناصِباً،فَلَأَندُبَنَّکَ صَباحاً ومَساءً،ولَأَبکِیَنَّ عَلَیکَ بَدَلَ الدُّموعِ دَماً، حَسرَةً عَلَیکَ وتَأَسُّفاً،وتَحَسُّراً عَلی ما دَهاکَ وتَلَهُّفاً،حَتّی أموتَ بِلَوعَةِ المُصابِ،وغُصَّةِ الاِکتِئابِ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ،وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ وَالعُدوانِ،وأطَعتَ اللّهَ وما عَصَیتَهُ،وتَمَسَّکتَ بِحَبلِهِ فَارتَضَیتَهُ، وخَشیتَهُ وراقَبتَهُ وَاستَحیَیتَهُ،وسَنَنتَ السُّنَنَ وأطفَأتَ الفِتَنَ،ودَعَوتَ إلَی الرَّشادِ وأوضَحتَ سُبُلَ السَّدادِ،وجاهَدتَ فِی اللّهِ حَقَّ الجِهادِ،وکُنتَ للّهِ ِ طائِعاً،ولِجَدِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ تابِعاً،ولِقَولِ أبیکَ سامِعاً،وإلی وَصِیَّةِ أخیکَ مُسارِعاً،ولِعِمادِ الدّینِ رافِعاً،ولِلطُّغیانِ قامِعاً،ولِلطُّغاةِ مُقارِعاً،ولِلاُمَّةِ ناصِحاً،وفی غَمَراتِ المَوتِ سابِحاً،ولِلفُسّاقِ مُکافِحاً، وبِحُجَجِ اللّهِ قائِماً،ولِلإِسلامِ عاصِماً،ولِلمُسلِمینَ راحِماً،ولِلحَقِّ ناصِراً، وعِندَ البَلاءِ صابِراً،ولِلدّینِ کالِئاً، (1)وعَن حَوزَتِهِ مُرامِیاً،وعَنِ الشَّریعَةِ مُحامِیاً.
ص:255
تَحوطُ الهُدی وتَنصُرُهُ،وتَبسُطُ العَدلَ وتَنشُرُهُ،وتَنصُرُ الدّینَ وتُظهِرُهُ، وتَکُفُّ العابِثَ وتَزجُرُهُ،تَأخُذُ لِلدِّنِیِّ مِنَ الشَّریفِ،وتُساوِی فِی الحُکمِ بَینَ القَوِیِّ وَالضَّعیفِ،کُنتَ رَبیعَ الأَیتامِ،وعِصمَةَ الأَنامِ،وعِزَّ الإِسلامِ،ومَعدِنَ الأَحکامِ،وحَلیفَ الإِنعامِ،سالِکاً فی طَریقَةِ جَدِّکَ وأبیکَ،مُشَبَّهاً فِی الوَصِیَّةِ لِأَخیک َ،وَفِیَّ الذِّمَمِ رَضِیَّ الشِّیَمِ، (1)مُجتَهِداً فِی العِبادَةِ فی حِندِسِ (2)الظُّلَمِ،قَویمَ الطَّرائِقِ،عَظیمَ السَّوابِقِ،شَریفَ النَّسَبِ،مُنیفَ الحَسَبِ،رَفیعَ الرُّتَبِ،کَثیرَ المَناقِبِ،مَحمودَ الضَّرائِبِ، (3)جَزیلَ المَواهِبِ،حَلیماً شَدیداً،عَلیماً رَشیداً،إماماً شَهیداً،أوّاهاً مَنیباً،جَواداً مُثیباً،حَبیباً مَهیباً.
کُنتَ لِلرَّسولِ وَلَداً،ولِلقُرآنِ سَنَداً،ولِلاُمَّةِ عَضُداً،وفِی الطّاعَةِ مُجتَهِداً، حافِظاً لِلعَهدِ وَالمیثاقِ،ناکِباً عَن سَبیلِ الفُسّاقِ،تَتَأَوَّهُ تَأَوُّهَ المَجهودِ،طَویلَ الرُّکوعِ وَالسُّجودِ،زاهِداً فِی الدُّنیا زُهدَ (4)الرّاحِلِ عَنها،ناظِراً إلَیها بِعَینِ المُستَوحِشِ مِنها،آمالُکَ عَنها مَکفوفَةٌ،وهِمَّتُکَ عَن زینَتِها مَصروفَةٌ، ولِحاظُکَ عَن بَهجَتِها مَطروفَةٌ،ورَغبَتُکَ فِی الآخِرَةِ مَعروفَةٌ،حَتّی إذَا الجَورُ مَدَّ باعَهُ،وأسفَرَ الظُّلمُ قِناعَهُ،ودَعَا الغَیُّ أتباعَهُ،وأنتَ فی حَرَمِ جَدِّکَ قاطِنٌ،ولِلظّالِمینَ مُبایِنٌ،جَلیسُ البَیتِ وَالمِحرابِ،مُعتَزِلٌ عَنِ اللَّذّاتِ وَالأَحبابِ.
تُنکِرُ المُنکَرَ بِقَلبِکَ ولِسانِکَ عَلی حَسَبِ طاقَتِکَ وإمکانِکَ،ثُمَّ اقتَضاکَ
ص:256
العِلمُ لِلإِنکارِ،وأرَدتَ (1)أن تُجاهِدَ الکُفّارَ،فَسِرتَ فی أولادِکَ وأهالیکَ، وشیعَتِکَ وموالیکَ،وصَدَعتَ بِالحَقِّ وَالبَیِّنَةِ،ودَعَوتَ إلَی اللّهِ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،وأمَرتَ بِإِقامَةِ الحُدودِ،وطاعَةِ المَعبودِ،ونَهَیتَ عَنِ الخِیانَةِ وَالطُّغیانِ،فَواجَهوکَ بِالظُّلمِ وَالعُدوانِ،فَجاهَدتَهُم بَعدَ الإِیعادِ إلَیهِم، وتَأکیدِ الحُجَّةِ عَلَیهِم،فَنَکَثوا ذِمامَکَ وبَیعَتَکَ،وأسخَطوا رَبَّکَ،وأغضَبوا جَدَّکَ،وأنذَروکَ بِالحَربِ،وثَبَتَّ لِلطَّعنِ وَالضَّربِ،وطَحطَحتَ (2)جُنودَ الکُفّارِ،وشَرَدتَ جُیوشَ الأَشرارِ،وَاقتَحَمتَ قَسطَلَ (3)الغُبارِ،مُجالِداً بِذِی الفَقارِ،کَأَنَّکَ عَلِیٌّ المُختارُ.
فَلَمّا رَأَوکَ ثابِتَ الجَأشِ،غَیرَ خائِفٍ ولا خاشٍ،نَصَبوا لَکَ غَوائِلَ مَکرِهِم، وقاتَلوکَ بِکَیدِهِم وشَرِّهِم،وأجلَبَ اللَّعینُ عَلَیکَ جُنودَهُ،ومَنَعوکَ الماءَ ووُرودَهُ،وناجَزوکَ القِتالَ،وعاجَلوکَ النِّزالَ،ورَشَقوکَ بِالسِّهامِ،وبَسَطوا إلَیکَ الأَکُفَّ لِلاِصطِلامِ،ولَم یَرعَوا لَکَ الذِّمامَ،ولا راقَبوا فیکَ الأَنامَ،وفی قَتلِهِم أولِیاءَکَ ونَهبِهِم رِحالَکَ،وأنتَ مُقَدَّمٌ فِی الهَبَواتِ، (4)مُحتَمِلٌ لِلأَذِیّاتِ، (5)وقَد عَجِبَت مِن صَبرِکَ مَلائِکَةُ السَّماواتِ،وأحدَقوا بِکَ مِن کُلِّ الجِهاتِ،وأثخَنوکَ بِالجِراحِ،وحالوا بَینَکَ وبَینَ ماءِ الفُراتِ،ولَم یَبقَ لَکَ ناصِرٌ،وأنتَ مُحتَسِبٌ صابِرٌ،تَذُبُّ عَن نِسوانِکَ وأولادِکَ.
ص:257
فَهَوَیتَ إلَی الأَرضِ طَریحاً ضَمآنَ جَریحاً،تَطَؤُکَ الخُیولُ بِحَوافِرِها، وتَعلوکَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها،قَد رَشَحَ لِلمَوتِ جَبینُکَ،وَاختَلَفَت بِالاِنبِساطِ وَالاِنقِباضِ شِمالُکَ ویَمینُکَ،تُدیرُ طَرفاً مُنکَسِراً إلی رَحلِکَ،وقَد شُغِلتَ بِنَفسِکَ عَن وُلدِکَ وأهلِکَ،فَأَسرَعَ فَرَسُکَ شارِداً،وأتی خِیامَکَ قاصِداً، مُحَمحِماً باکِیاً.
فَلَمّا رَأَینَ النِّساءُ جَوادَکَ مَخزِیّاً،وأبصَرنَ سَرجَکَ مَلوِیّاً،بَرَزنَ مِنَ الخُدورِ،لِلشُّعورِ ناشِراتٍ،ولِلخُدودِ لاطِماتٍ،ولِلوُجوهِ سافِراتٍ، وبِالعَویلِ داعِیاتٍ،وبَعدَ العِزِّ مُذَلَّلاتٍ،وإلی مَصرَعِکَ مُبادِراتٍ،وشِمرٌ جالِسٌ عَلی صَدرِکَ،مُولِغٌ سَیفَهُ فی نَحرِکَ،قابِضٌ شَیبَتَکَ بِیَدِهِ،ذابِحٌ لَکَ بِمُهَنَّدِهِ،وقَد سَکَنَت حَواسُّکَ،وخَمَدَت أنفاسُکَ،ووَرَدَ عَلَی القَناةِ رَأسُکَ، وسُبِیَ أهلُکَ کَالعَبیدِ،وصُفِّدوا فِی الحَدیدِ فَوقَ أقتابِ (1)المَطِیّاتِ،تَلفَحُ وُجوهَهُم حَرورُ الهاجِراتِ،یُساقونَ فِی الفَلَواتِ،أیدیهِم مَغلولَةٌ إلَی الأَعناقِ،یُطافُ بِهِم فِی الأَسواقِ.
فَالوَیلُ لِلعُصاةِ الفُسّاقِ،لَقَد قَتَلوا بِقَتلِکَ الإِسلامَ،وعَطَّلُوا الصَّلاةَ وَالصِّیامَ، ونَقَضُوا السُّنَنَ وَالأَحکامَ،وهَدَموا قَواعِدَ الإِیمانِ،وحَرَّفوا آیاتِ القُرآنِ، وهَملَجوا (2)فِی البَغیِ وَالعُدوانِ.
لَقَد أصبَحَ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ مِن أجلِکَ مَوتوراً،وعادَ کِتابُ اللّهِ مَهجوراً،وغودِرَ الحَقُّ إذ قُهِرتَ مَقهوراً،فُقِدَ بِفَقدِکَ التَّکبیرُ وَالتَّهلیلُ، وَالتَّحریمُ وَالتَّحلیلُ،وَالتَّنزیلُ وَالتَّأویلُ،وظَهَرَ بَعدَکَ التَّغییرُ وَالتَّبدیلُ،
ص:258
وَالإِلحادُ وَالتَّعطیلُ،وَالأَهواءُ وَالأَضالیلُ،وَالِفتَنُ وَالأَباطیلُ.
وقامَ ناعیکَ عِندَ قَبرِ جَدِّکَ الرَّسولِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،فَنَعاکَ إلَیهِ بِالدَّمعِ الهَطولِ،قائِلاً:یا رَسولَ اللّهِ،قُتِلَ سِبطُکَ وفَتاکَ،وَاستُبیحَ أهلُکَ وحِماکَ، وسُبِیَ بَعدَکَ ذَراریکَ،ووَقَعَ المَحذورُ بِعِترَتِکَ وبَنیکَ،فَنَزَعَ الرَّسولُ الرِّداءَ،وعَزّاهُ بِکَ المَلائِکَةُ وَالأَنبِیاءُ،وفُجِعَت بِکَ امُّکَ فاطِمَةُ الزَّهراءُ، وَاختَلَفَ جُنودُ المَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ تُعَزّی أباکَ أمیرَ المُؤمِنینَ،واُقیمَت عَلَیکَ المَآتِمُ،تَلطِمُ عَلَیکَ فیهَا الحورُ العینُ،وتَبکیکَ السَّماواتُ وسُکّانُها، وَالجِبالُ وخُزّانُها،وَالسَّحابُ وأقطارُها،وَالأَرض ُوقیعانُها،وَالبِحارُ وحیتانُها،ومَکَّةُ وبُنیانُها،وَالجِنانُ ووِلدانُها،وَالبَیتُ وَالمَقامُ،وَالمَشعَرُ الحَرامُ،وَالحَطیمُ وزَمزَمُ،وَالمِنبَرُ المُعَظَّمُ،وَالنُّجومُ الطّوالِعُ،وَالبُروقُ اللَّوامِعُ،وَالرُّعودُ القَعاقِعُ، (1)وَالرِّیاحُ الزَّعازِعُ،وَالأَفلاکُ الرَّوافِعُ.فَلَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ وسَلَبَکَ،وَاهتَضَمَکَ وغَصَبَکَ،وبایَعَکَ وَاعتَزَلَکَ،وحارَبَکَ وساقَکَ، وجَهَّزَ الجُیوشَ إلَیکَ،ووَثَّبَ َالظَّلَمَةَ عَلَیکَ،أبرَأُ إلَی اللّهِ سُبحانَهُ مِنَ الآمِرِ وَالفاعِلِ وَالغاشِمِ وَالخاذِلِ.
اللّهُمَّ فَثَبِّتنی عَلَی الإِخلاصِ وَالوَلاءِ،وَالتَّمَسُّکِ بِحَبلِ أهلِ الکِساءِ،وَانفَعنی بِمَوَدَّتِهِم،وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم،وأدخِلنِی الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم،إنَّکَ وَلِیُّ ذلِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ تَحَوَّل إلی عِندِ رِجلَیِ الحُسَینِ علیه السّلام،وقِف عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ الطَّیِّبُ الطّاهِرُ،الزِّکِیُّ الحَبیبُ المُقَرَّبُ وَابنُ
ص:259
رَیحانَةِ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ مِن شَهیدٍ مُحتَسِبٍ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ، ما أکرَمَ مَقامَکَ وأشرَفَ مُنقَلَبَکَ،أشهَدُ لَقَد شَکَرَ اللّهُ سَعیَکَ وأجزَلَ ثَوابَکَ،وألحَقَکَ بِالذِّروَةِ العالِیَةِ حَیثُ الشَّرَفُ کُلُّ الشَّرَفِ،فِی الغُرَفِ السّامِیَةِ فِی الجَنَّةِ فَوقَ الغُرَفِ،کَما مَنَّ عَلَیکَ مِن قَبلُ وجَعَلَکَ مِن أهلِ البَیتِ الَّذینَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهیراً.
وَاللّهِ ما ضَرَّکَ القَومُ بِما نالوا مِنکَ ومِن أبیکَ الطّاهِرِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُما، ولا ثَلَموا مَنزِلَتَکُما مِنَ البَیتِ المُقَدَّسِ،ولا وَهَنتُما بِما أصابَکُما فی سَبیلِ اللّهِ،ولا مِلتُما إلَی العَیشِ فِی الدُّنیا،ولا تَکَرَّهتُما مُباشَرَةَ المَنایا إذ کُنتُما قَد رَأَیتُما مَنازِلَکُما فِی الجَنَّةِ قَبلَ أن تَصیرا إلَیها،وَاختَرتُماها قَبلَ أن تَنتَقِلا إلَیها،فَسُرِرتُم وسَرَرتُم.
فَهَنیئاً لَکُم-یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ-التَّمَسُّکُ مِنَ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله بِالسَّیِّدِ السّابِقِ حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ،وقَدِمتُما عَلَیهِ وقَد الحِقتُما بِأَوثَقِ عُروَةٍ وأقوی سَبَبٍ.
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ الشَّهیدُ المُکَرَّمُ وَالسَّیِّدُ المُقَدَّمُ،الَّذی عاشَ سَعیداً وماتَ شَهیداً وذَهَبَ فَقیداً،فَلَم تَتَمَتَّع مِنَ الدُّنیا إلّابِالعَمَلِ الصّالِحِ، ولَم تَتَشاغَل إلّابِالمَتجَرِ الرّابِحِ.أشهَدُ أنَّکَ مِنَ الفَرِحینَ «بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ» 1
وتِلکَ مَنزِلَةُ کُلِّ شَهیدٍ،مَنزِلَةُ الحَبیبِ إلَی اللّهِ القَریبِ إلی رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،زادَکَ اللّهُ مِن فَضلِهِ فی کُلِّ لَفظَةٍ ولَحظَةٍ وسُکونٍ وحَرَکَةٍ، مَزیداً یَغبِطُ ویَسعَدُ أهلُ عِلِّیّینَ بِهِ،یا کَریمَ النَّفسِ،یا کَریمَ الأَبِ،
ص:260
یا کَریمَ الجَدِّ إلی أن تَتَناهی،رَفَعَکُمُ اللّهُ مِن أن یُقالَ رَحِمَکُمُ اللّهُ،وَافتَقَرَ إلی ذلِکَ غَیرُکُم مِن کُلِّ مَن خَلَقَ اللّهُ.
ثُمَّ تَقولُ:
صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم ورِضوانُهُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،فَاشفَع لی أیُّهَا السَّیِّدُ الطّاهِرُ إلی رَبِّکَ،فی حَطِّ الأَثقالِ عَن ظَهری وتَخفیفِها عَنّی،وَارحَم ذُلّی وخُضوعی لَکَ ولِلسَّیِّدِ أبیکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیکُما.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقُل:
زادَ اللّهُ فی شَرَفِکُم فِی الآخِرَةِ کَما شَرَّفَکُم فِی الدُّنیا،وأسعَدَکُم کَما أسعَدَ بِکُم،وأشهَدُ أنَّکُم أعلامُ الدّینِ ونُجومُ العالَمینَ.
ثُمَّ تَتَوَجَّهُ إلَی البَیتِ الَّذی عِندَ رِجلَی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ الحُسَینَ،سَلاماً لا یَفنی أمَدُهُ ولا یَنقَطِعُ مَدَدُهُ، سَلاماً تَستَوجِبُهُ بِاجتِهادِکَ،وتَستَحِقُّهُ بِجِهادِکَ،عِشتَ حَمیداً وذَهَبتَ فَقیداً،لَم یَمِل بِکَ حُبُّ الشَّهَواتِ،ولَم یُدَنِّسکَ طَمَعُ النَّزِهاتِ،حَتّی کَشَفَت لَکَ الدُّنیا عَن عُیوبِها،ورَأَیتَ سوءَ عَواقِبِها وقُبحَ مَصیرِها،فَبِعتَها بِالدّارِ الآخِرَةِ،وشَرَیتَ نَفسَکَ شِراءَ المُتاجَرَةِ،فَأَربَحتَها أکرَمَ الأَرباحِ،ولَحِقتَ بِهَا «اَلَّذِینَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً* ذلِکَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَ کَفی بِاللّهِ عَلِیماً» . (1)
السَّلامُ عَلَی القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ حَبیبِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَیحانَةِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،السَّلامُ عَلَیکَ
ص:261
مِن حَبیبٍ لَم یَقضِ مِنَ الدُّنیا وَطَراً، (1)ولَم یَشفِ مِن أعداءِ اللّهِ صَدراً،حَتّی عاجَلَهُ الأَجَلُ،وفاتَهُ الأَمَلُ،وهَنیئاً لَکَ یا حَبیبَ حَبیبِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،ما أسعَدَ جَدَّکَ،وأفخَرَ مَجدَکَ وأحسَنَ مُنقَلَبَکَ!
السَّلامُ عَلَیکَ یا عَونَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ النّاشِئِ فی حِجرِ رَسولِ اللّهِ،وَالمُقتَدی بِأَخلاقِ رَسولِ اللّهِ،وَالذّابِّ عَن حَریمِ رَسولِ اللّهِ صَبِیّاً،وَالذّائِدِ عَن حَرَمِ رَسولِ اللّهِ،مُباشِراً لِلحُتوفِ، مُجاهِداً بِالسُّیوفِ،قَبلَ أن یَقوی جِسمُهُ ویَشتَدَّ عَظمُهُ ویَبلُغَ أشُدَّهُ،ما زِلتَ مِنَ العُلا مُنذُ یَفَعتَ، (2)تَطلُبُ الغایَةَ القُصوی فِی الخَیرِ مُنذُ تَرَعرَعتَ، حَتّی رَأَیتَ أن تَنالَ الحَظَّ السَّنِیَّ فِی الآخِرَةِ بِبَذلِ الجِهادِ (3)وَالقِتالِ لِأَعداءِ اللّهِ،فَتَقَرَّبتَ وَالمَنایا دانِیَةٌ،وزَحَفتَ وَالنَّفسُ مُطمَئِنَّةٌ طَیِّبَةٌ،تَلَقّی بِوَجهِکَ بَوادِرَ السِّهامِ،وتُباشِرُ بِمُهجَتِکَ حَدَّ الحُسامِ،حَتّی وَفَدتَ إلَی اللّهِ تَعالی بِأَحسَنِ عَمَلٍ وأرشَدِ سَعیٍ إلی أکرَمِ مُنقَلَبٍ،وتَلَقّاکَ ما أعَدَّهُ لَکَ مِنَ النَّعیمِ المُقیمِ الَّذی یَزیدُ ولا یَبیدُ،وَالخَیرِ الَّذی یَتَجَدَّدُ ولا یَنفَدُ،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکَ تَتری تَتبَعُ اخراهُنَّ الاُولی.
السَّلامُ عَلَیکَ یا عَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَقیلِ بنِ أبی طالِبٍ صِنوِ الوَصِیِّ أمیرِ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وآلِهِ وعَلَیکَ وعَلی أبیکَ ما دَجا لَیلٌ وأضاءَ نَهارٌ، وما طَلَعَ هِلالٌ وما أخفاهُ سِرارٌ، (4)وجَزاکَ اللّهُ عَنِ ابنِ عَمِّکَ وَالإِسلامِ أحسَنَ ما جازَی الأَبرارَ الأَخیارَ،الَّذینَ نابَذُوا الفُجّارَ وجاهَدُوا الکُفّارَ،فَصَلَواتُ
ص:262
اللّهِ عَلَیکَ یا خَیرَ ابنِ عَمٍّ لِخَیرِ ابنِ عَمٍّ، (1)زادَکَ اللّهُ فیما آتاکَ حَتّی تَبلُغَ رِضاکَ کَما بَلَغتَ غایَةَ رِضاهُ،وجاوَزَ بِکَ أفضَلَ ما کُنتَ تَتَمَنّاهُ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا جَعفَرَ بنَ عَقیلِ بنِ أبی طالِبٍ،سَلاماً یَقضی حَقَّکَ فی نَسَبِکَ وقَرابَتِکَ،وقَدرَکَ فی مَنزِلَتِکَ،وعَمَلَکَ فی مُواساتِکَ ومُساهَمَتَکَ ابنَ عَمِّکَ بِنَفسِکَ ومُبالَغَتَکَ فی مُواساتِهِ،حَتّی شَرِبتَ بِکَأسِهِ،وحَلَلتَ مَحَلَّهُ فی رَمسِهِ،وَاستَوجَبتَ ثَوابَ مَن بایَعَ اللّهَ فی نَفسِهِ،فَاستَبشَرَ بِبَیعِهِ الَّذی بایَعَهُ بِهِ،وذلِکَ هُوَ الفَوزُ العَظیمُ،فَاجتَمَعَ لَکَ ما وَعَدَکَ اللّهُ بِهِ مِنَ النَّعیمِ بِحَقِّ المُبالَغَةِ، (2)إلی ما أوجَبَهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لَکَ بِحَقِّ النَّسَبِ وَالمُشارَکَةِ،فَفُزتَ فَوزَینِ لا یَنالُهُما إلّامَن کانَ مِثلَکَ فی قَرابَتِهِ ومَکانَتِهِ،وبَذَلَ مالَهُ ومُهجَتَهُ لِنُصرَةِ إمامِهِ وَابنِ عَمِّهِ،فَزادَکَ اللّهُ حُبّاً وکَرامَةً حَتّی تَنتَهِیَ إلی أعلی عِلِّیّینَ فی جِوارِ رَبِّ العالَمینَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا عَبدَ اللّهِ بنَ مُسلِمِ بنِ عَقیلٍ،فَما أکرَمَ مَقامَکَ فی نُصرَةِ ابنِ عَمِّکَ،وما أحسَنَ فَوزَکَ عِندَ رَبِّکَ! فَلَقَد کَرُمَ فِعلُکَ وأجَلَّ أمرُکَ وأعظَمَ فِی الإِسلامِ سَهمُکَ،رَأَیتَ الاِنتِقالَ إلی رَبِّ العالَمینَ خَیراً من مُجاوَرَةِ الکافِرینَ،ولَم تَرَ شَیئاً لِلاِنتِقالِ أکرَمَ مِنَ الجِهادِ وَالقِتالِ،فَکافَحتَ الفاسِقینَ بِنَفسٍ لا تَخیمُ عِندَ النّاسِ، (3)ویَدٍ لا تَلینُ عِندَ المِراسِ، (4)حَتّی قَتَلَکَ الأَعداءُ مِن بَعدِ أن رَوَّیتَ سَیفَکَ وسِنانَکَ مِن أولادِ الأَحزابِ وَالطُّلَقاءِ،وقَد عَضَّکَ السِّلاحُ وأثبَتَتکَ الجِراحُ،فَغَلَبتَ عَلی ذاتِ نَفسِکَ غَیرَ مُسالِمٍ ولا
ص:263
مُستَأسِرٍ،فَأَدرَکتَ ما کُنتَ تَتَمَنّاهُ،وجاوَزتَ ما کُنتَ تَطلُبُهُ وتَهواهُ،فَهَنّاکَ اللّهُ بِما صِرتَ إلَیهِ،وزادَکَ مَا ابتَغَیتَ الزِّیادَةَ عَلَیهِ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا عَبدَ اللّهِ بنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،فَإِنَّکَ الغُرَّةُ الواضِحَةُ وَاللُّمعَةُ اللّائِحَةُ،ضاعَفَ اللّهُ رِضاهُ عَنکَ وأحسَنَ لَکَ ثَوابَ ما بَذَلتَهُ مِنکَ،فَلَقَد واسَیتَ أخاکَ وبَذَلتَ مُهجَتَکَ فی رِضی رَبِّکَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا عَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَقیلِ بنِ أبی طالِبٍ (1)ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ، سَلاماً یُرجیهِ البَیتُ الَّذی أنتَ فیهِ أضَأتَ،وَالنّورُ الَّذی فیهِ استَضَأتَ، وَالشَّرَفُ الَّذی فیهِ اقتَدَیتَ،وهَنّاکَ اللّهُ بِالفَوزِ الَّذی إلَیهِ وَصَلتَ،وبِالثَّوابِ الَّذی ادَّخَرتَ،لَقَد عَظُمَت مُواساتُکَ بِنَفسِکَ،وبَذَلتَ مُهجَتَکَ فی رِضی رَبِّکَ ونَبِیِّکَ وأبیکَ وأخیکَ،فَفازَ قِدْحُکَ (2)وزادَ رِبحُکَ،حَتّی مَضَیتَ شَهیداً ولَقیتَ اللّهَ سَعیداً،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکَ وعَلی أخیکَ وعَلی إخوَتِکَ الَّذینَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهیراً.
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا بَکرِ بنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،ما أحسَنَ بَلاءَکَ وأزکی سَعیَکَ،وأسعَدَکَ بِما نِلتَ مِنَ الشَّرَفِ وفُزتَ بِهِ مِنَ الشَّهادَةِ! فَواسَیتَ أخاکَ وإمامَکَ ومَضَیتَ عَلی یَقینِکَ،حَتّی لَقیتَ رَبَّکَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکَ،وضاعَفَ اللّهُ ما أحسَنَ بِهِ عَلَیکَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا عُثمانَ بنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،فَما أجَلَّ
ص:264
قَدرَکَ وأطیَبَ ذِکرَکَ،وأبیَنَ أثَرَکَ وأشهَرَ خَبَرَکَ،وأعلی مَدحَکَ وأعظَمَ مَجدَکَ،فَهَنیئاً لَکُم یا أهلَ بَیتِ الرَّحمَةِ ومُختَلَفَ المَلائِکَةِ،ومَفاتیحَ الخَیرِ تَحِیّاتُ اللّهِ غادِیَةً ورائِحَةً فی کُلِّ یَومٍ وطَرفَةِ عَینٍ ولَمحَةٍ،وصَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم یا أنصارَ دینِ اللّهِ وأنصارَ أهلِ البَیتِ مِن مَوالیهِم وأشیاعِهِم،فَلَقَد نِلتُمُ الفَوزَ وحُزتُمُ الشَّرَفَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
یا ساداتی یا أهلَ البَیتِ،وَلِیُّکُمُ الزّائِرُ،المُثنی عَلَیکُم بِما أولاکُمُ اللّهُ وأنتُم لَهُ أهلٌ،المُجیبُ لَکُم بِسائِرِ جَوارِحِهِ،یَستَشفِعُ بِکُم إلَی اللّهِ رَبِّکُم ورَبِّهِ فی إحیاءِ قَلبِهِ وتَزکِیَةِ عَمَلِهِ،وإجابَةِ دُعائِهِ وتَقَبُّلِ ما یَتَقَرَّبُ بِهِ،وَالمَعونَةِ عَلی أمرِ دُنیاهُ وآخِرَتِهِ،فَقَد سَأَلَ اللّهَ تَعالی ذلِکَ وتَوَسَّلَ إلَیهِ بِکُم،وهُوَ نِعمَ المَسؤولُ ونِعمَ المَولی ونِعمَ النَّصیرُ.
ثُمَّ تُسَلِّمُ عَلَی الشُّهَداءِ مِن أصحابِ الحُسَینِ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ،وتَستَقبِلُ القِبلَةَ وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکُم یا أنصارَ اللّهِ وأنصارَ رَسولِهِ،وأنصارَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وأنصارَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ،وأنصارَ الحَسَنِ وَالحُسَینِ وأنصارَ الإِسلامِ،أشهَدُ لَقَد نَصَحتُم للّهِ ِ وجاهَدتُم فی سَبیلِهِ،فَجَزاکُمُ اللّهُ عَنِ الإِسلامِ وأهلِهِ أفضَلَ الجَزاءِ،فُزتُم وَاللّهِ فَوزاً عَظیماً، (1)أشهَدُ أنَّکُم أحیاءٌ عِندَ رَبِّکُم تُرزَقونَ، وأشهَدُ أنَّکُمُ الشُّهَداءُ وأنَّکُمُ السُّعَداءُ وأنَّکُم فی دَرَجاتِ العُلی،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ عُد إلی مَوضِعِ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام وَاستَقبِلِ القِبلَةَ،وصَلِّ رَکعَتَینِ صَلاةَ الزِّیارَةِ، تَقرَأُ فِی الاُولَی الحَمدَ وسورَةَ الأَنبِیاءِ،وفِی الثّانِیَةِ الحَمدَ وسورَةَ الحَشرِ أو ما تَهَیَّأَ
ص:265
لَکَ مِنَ القُرآنِ،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الصَّلاةِ فَقُل:
سُبحانَ ذِی القُدرَةِ وَالجَبَروتِ،سُبحانَ ذِی العِزَّةِ وَالمَلکوتِ،سُبحانَ المُسَبَّحِ لَهُ بِکُلِّ لِسانٍ،سُبحانَ المَعبودِ فی کُلِّ أوانٍ،الأَوَّلِ وَالآخِرِ وَالظّاهِرِ وَالباطِنِ وهُوَ بِکُلِّ شَیءٍ عَلیمٌ،ذلِکُمُ اللّهُ رَبُّکُم فَتَبارَکَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ،لا إلهَ إلّاهُوَ فَتَعالَی اللّهُ عَمّا یُشرِکونَ،اللّهُمَّ ثَبِّتنی عَلَی الإِقرارِ بِکَ وَاحشُرنی عَلَیهِ،وألحِقنی بِالعَصَبَةِ المُعتَقِدینَ لَهُ،الَّذینَ لَم یَعتَرِضهُم فیکَ الرَّیبُ ولَم یُخالِطهُمُ الشَّکُّ،الَّذینَ أطاعوا نَبِیَّکَ ووازَروهُ وعاضَدوهُ ونَصَروهُ،وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذی انزِلَ مَعَهُ،ولَم یَکُنِ اتِّباعُهُم إیّاهُ طَلَبَ الدُّنیا الفانِیَةِ،ولَا انحِرافاً عَنِ الآخِرَةِ الباقِیَةِ،ولا حُبَّ الرِّئاسَةِ وَالإِمرَةِ ولا إیثارَ الثَّروَةِ،بَل تَاجروا بِأَموالِهِم وأنفُسِهِم،ورَبِحوا حینَ خَسِرَ الباخِلونَ،وفازوا حینَ خابَ المُبطِلونَ،وأقاموا حُدودَ ما أمَرتَ بِهِ مِنَ المَوَدَّةِ فی ذَوِی القُربَی،الَّتی جَعَلتَها أجرَ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فیما أدّاهُ إلَینا مِنَ الهِدایَةِ إلَیکَ، وأرشَدَنا إلَیهِ مِنَ التَّعَبُّدِ،وتَمَسَّکوا بِطاعَتِهِم ولَم یَمیلوا إلی غَیرِهِم.اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ أنّی مَعَهُم وفیهِم وبِهِم،ولا أمیلُ عَنهُم ولا أنحَرِفُ إلی غَیرِهِم،ولا أقولُ لِمَن خالَفَهُم،هؤُلاءِ أهدی مِنَ الَّذینَ آمَنوا سَبیلاً.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ،صَلاةً تُرضیهِ وتُحظیهِ وتُبلِغُهُ أقصی رِضاهُ وأمانیهِ،وعَلَی ابنِ عَمِّهِ وأخیهِ المُهتَدی بِهِدایَتِهِ المُستَبصِرِ بِمِشکاتِهِ القائِمِ مَقامَهُ فی امَّتِهِ،وعَلَی الأَئِمَّةِ مِن ذُرِّیَّتِهِ:الحَسَنِ،وَالحُسَینِ، وعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ،ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ،وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ،وموسَی بنِ جَعفَرٍ، وعَلِیِّ بنِ موسی،ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ،وعَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ،وَالحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ وَالحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ.
ص:266
اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ إن ربِحَ فیهِ القائِمُ بِأَهلِ ذلِکَ فَهُوَ مِنَ الفائِزینَ،وإن خَسِرَ فَهُوَ مِنَ الهالِکینَ،اللّهُمَّ إنّی لا أعلَمُ شَیئاً یُقَرِّبُنی مِن رِضاکَ فی هذَا المَقامِ، إلَّا التَّوبَةَ مِن مَعاصیکَ وَالاِستِغفارَ مِنَ الذُّنوبِ،وَالتَّوَسُّلَ بِهذَا الإِمامِ الصِّدّیقِ ابنِ رَسولِ اللّهِ،وأنَا بِحَیثُ تَنزِلُ الرَّحمَةُ وتُرَفرِفُ المَلائِکَةُ وتَأتیهِ الأَنبِیاءُ وتَغشاهُ الأَوصِیاءُ،فَإِن خِفتُ مَعَ کَرَمِکَ ومَعَ هذِهِ الوَسیلَةِ إلَیکَ أن تُعَذِّبَنی فَقَد ضَلَّ سَعیی وخَسِرَ عَمَلی،فَیا حَسرَةَ نَفسی! وإن تَغفِر لی وتَرحَمنی فَأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّریحَ وقُل:
أیُّهَا الإِمامُ الکَریمُ (1)وَابنَ الرَّسولِ الکَریمِ،أتَیتُکَ بِزِیارَةِ العَبدِ لِمَولاهُ، الرّاجی فَضلَهُ وجَدواهُ،الآمِلِ قَضاءَ الحَقِّ الَّذی أظهَرَهُ اللّهُ لَکَ،وکَیفَ أقضی حَقَّکَ مَعَ عَجزی وصِغَرِ جَدّی وجَلالَةِ أمرِکَ وعَظیمِ قَدرِکَ،وهَل هِیَ إلَّا المُحافَظَةُ عَلی ذِکرِکَ وَالصَّلاةُ عَلَیکَ مَعَ أبیکَ وجَدِّکَ،وَالمُتابَعَةُ لَکَ وَالبَراءَةُ مِن أعدائِکَ وَالمُنحَرِفینَ عَنکَ،فَلَعَنَ اللّهُ مَن خالَفَکَ فی سِرِّهِ وجَهرِهِ،ومَن أجلَبَ عَلَیکَ بِخَیلِهِ ورِجلِهِ،ومَن کَثَّرَ أعداءَکَ بِنَفسِهِ ومالِهِ،ومَن سَرَّهُ ما ساءَکَ ومَن أرضاهُ ما أسخَطَکَ،ومَن جَرَّدَ سَیفَهُ لِحَربِکَ،ومَن شَهَرَ نَفسَهُ فی مُعاداتِکَ،ومَن قامَ فِی المَحافِلِ بِذَمِّکَ،ومَن خَطَبَ فِی المَجالِسِ بِلَومِکَ سِرّاً وجَهراً.
اللّهُمَّ جَدِّد عَلَیهِمُ اللَّعنَةَ کَما جَدَّدتَ الصَّلاةَ عَلَیهِ،اللّهُمَّ لا تَدَع لَهُم دِعامَةً إلّا قَصَمتَها، (2)ولا کَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلّافَرَّقتَها،اللّهُمَّ أرسِل عَلَیهِم مِنَ الحَقِّ یَداً
ص:267
حاصِدَةً تَصرَعُ قائِمَهُم،وتَهشِمُ سوقَهُم،وتَجدَعُ مَعاطِسَهُم. (1)
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الطّاهِرینَ،الَّذینَ بِذِکرِهِم یَنجَلِی الظَّلامُ ویَنزِلُ الغَمامُ،وعَلی أشیاعِهِم ومَوالیهِم وأنصارِهم،وَاحشُرنی مَعَهُم وتَحتَ لِوائِهِم،أیُّهَا الإمامُ الکَریمُ،اذکُرنی بِحُرمَةِ جَدِّکَ عِندَ رَبِّکَ ذِکراً یَنصُرُنی عَلی مَن یَبغی عَلَیَّ،ویُعانِدُنی فیکَ ویُعادینی مِن أجلِکَ،وَاشفَع لی إلی رَبِّکَ فی إتمامِ النِّعمَةِ لَدَیَّ،وإسباغِ العافِیَةِ عَلَیَّ،وسَوقِ الرِّزقِ إلَیَّ وتَوسیعِهِ (2)عَلَیَّ،لِأَعودَ بِالفَضلِ مِنهُ عَلی مُبتَغیهِ،فَما أسأَلُ مَعَ الکَفافِ إلّاما أکتَسِبُ بِهِ الثَّوابَ؛فَإِنَّهُ لا ثَوابَ لِمَن لا یُشارِکُکَ فی مالِهِ،ولا حاجَةَ لی فیما یُکنَزُ فِی الأَرضِ ولا یُنفَقُ فی نافِلَةٍ ولا فَرضٍ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ وأبتَغیهِ مِن لَدُنکَ حَلالاً طَیِّباً،فَأَعِنّی عَلی ذلِکَ وأقدِرنی عَلَیهِ،ولا تَبتَلِیَنّی بِالحاجَةِ فَأَتَعَرَّضَ بِالرِّزقِ لِلجِهاتِ الَّتی یَقبُحُ أمرُها ویَلزَمُنی وِزرُها.
اللّهُمَّ ومُدَّ لی فِی العُمُرِ ما دامَتِ الحَیاةُ مَوصولَةً بِطاعَتِکَ مَشغولَةً بِعِبادَتِکَ، فَإِذا صارَتِ الحَیاةُ مَرتَعَةً لِلشَّیطانِ فَاقبِضنی إلَیکَ،قَبلَ أن یَسبِقَ إلَیَّ مَقتُکَ ویَستَحکَمَ عَلَیَّ سَخَطُکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ویَسِّر لِیَ العَودَ إلی هذَا المَشهَدِ الَّذی عَظَّمتَ حُرمَتَهُ،فی کُلِّ حَولٍ بَل فی کُلِّ شَهرٍ بَل فی کُلِّ اسبوعٍ؛فَإِنَّ زِیارَتُهُ فی کُلِّ حَولٍ مَعَ قَبولِکَ ذلِکَ بَرَکَةٌ شامِلَةٌ،فَکَیفَ إذا قَرُبَتِ المُدَّةُ وتَلاحَقَتِ
ص:268
القُدرَةُ.
اللّهُمَّ إنَّهُ لا عُذرَ لی فِی التَّأَخُّرِ عَنهُ وَالإِخلالِ بِزِیارَتِهِ مَعَ قُرب المَسافَةِ،إلَّا المَخاوِفُ الحائِلَةُ بَینی وبَینَهُ،ولَولا ذلِکَ لَتَقَطَّعَت نَفسی حَسرَةً لِانقِطاعی عَنهُ أسَفاً عَلی ما یَفوتُنی مِنهُ.
اللّهُمَّ یَسِّر لِیَ الإِتمامَ،وأعِنّی عَلی تَأَدّیهِ وما اضمِرُهُ فیهِ (1)وأراهُ أهلَهُ ومُستَوجِبُهُ،فَأَنتَ بِنِعمَتِکَ الهادی إلَیهِ وَالمُعینُ عَلَیهِ،اللّهُمَّ فَتَقَبَّل فَرضی ونَوافِلی وزِیارَتی،وَاجعَلها زِیارَةً مُستَمِرَّةً وعادَةً مُستَقِرِّةً،ولا تَجعَل ذلِکَ مُنقَطِعَ التَّواتِرِ یا کَریمُ.
فَإِذا أرَدتَ الوَداعَ،فَصَلِّ رَکعَتَینِ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا خَیرَ الأَنامِ لِأَکرَمِ إمامٍ وأکرَمِ رَسولٍ،وَلِیُّکَ یُوَدِّعُکَ تَودیعَ غَیرِ قالٍ ولا سَئِمٍ لِلمُقامِ لَدَیکَ،ولا مُؤثِرٍ لِغَیرِکَ عَلَیکَ،ولا مُنصَرِفٍ لِما هُوَ أنفَعُ لَهُ مِنکَ،تَودیعَ مُتَأَسِّفٍ عَلی فِراقِکَ ومُتَشَوِّقٍ إلی عَودِ لِقائِکَ،وَداعَ مَن یَعُدُّ الأَیّامَ لِزِیارَتِکَ،ویُؤثِرُ الغُدُوَّ وَالرَّواحَ إلَیکَ،ویَتَلَهَّفُ عَلَی القُربِ مِنکَ ومُشاهَدَةِ نَجواکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ،مَا اختَلَفَ الجَدیدانِ (2)وتَناوَحَ العَصرانِ وتَعاقَبَ الأَیّامُ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ وقُل:
یا مَولایَ ما تَروَی النَّفسُ مِن مُناجاتِکَ،ولا یَقنَعُ القَلبُ إلّابِمُجاوَرَتِکَ،فَلَو عَذَرَتنِی الحالُ الَّتی وَرائی لَتَرَکتُها ولَا استَبدَلتُ بِها جِوارَکَ،فَما أسعَدَ مَن یُغادیکَ ویُراوِحُکَ،وما أرغَدَ عَیشَ مَن یُمسیکَ ویُصبِحُکَ!
ص:269
اللّهُمَّ احرُس هذِهِ الآثارَ مِنَ الدُّروسِ، (1)وأدِم لَها ما هِیَ عَلَیهِ مِنَ الاُنسِ وَالبَرَکاتِ وَالسُّعودِ،ومُواصَلَةِ ما کَرَّمتَها بِهِ مِن زُوّارِ الأَنبِیاءِ وَالمَلائِکَةِ وَالوافِدینَ إلَیها فی کُلِّ یَومٍ وساعَةٍ،وَاعمُرِ الطَّریقَ بِالزّائِرینَ لَها وآمِن سُبُلَها إلَیها.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِهِم وإتیانِ مَشاهِدِهِم،إنَّکَ وَلِیُّ الإِجابَةِ یا کَریمُ. (2)
ص:270
زِیارَتُهُ مِنَ البُعدِ
3577.الکافی عن ابن أبی عمیر عمّن رواه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا بَعُدَت بِأَحَدِکُمُ الشُّقَّةُ ونَأَت (1)بِهِ الدّارُ،فَلیَعلُ أعلی مَنزِلِهِ وَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ وَلیُؤمِ بِالسَّلامِ إلی قُبورِنا؛فَإِنَّ ذلِکَ یَصِلُ إلَینا (2). (3)
3578.کامل الزیارات عن سدیر: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:یا سَدیرُ تُکثِرُ مِن زِیارَةِ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ؟قُلتُ:إنَّهُ (4)مِنَ الشُّغُلِ.
ص:271
فَقالَ:ألا اعَلِّمُکَ شَیئاً إذا أنتَ فَعَلتَهُ کَتَبَ اللّهُ لَکَ بِذلِکَ الزِّیارَةَ؟.
فَقُلتُ:بَلی جُعِلتُ فِداکَ !
فَقالَ لی:اِغتَسِل فی مَنزِلِکَ وَاصعَد إلی سَطحِ دارِکَ،وأشِر إلَیهِ بِالسَّلامِ،یُکتَب لَکَ بِذلِکَ الزِّیارَةُ. (1)
3579.الکافی عن سدیر: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:یا سَدیرُ تَزورُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فی کُلِّ یَومٍ؟قُلتُ:
جُعِلتُ فِداکَ! لا،قالَ:فَما أجفاکُم !
قالَ:فَتَزورونَهُ فی کُلِّ جُمعَةٍ؟قُلتُ:لا.
قالَ:فَتَزورونَهُ فی کُلِّ شَهرٍ؟قُلتُ:لا.
قالَ:فَتَزورونَهُ فی کُلِّ سَنَةٍ؟قُلتُ:قَد یَکونُ ذلِکَ.
قالَ:یا سَدیرُ،ما أجفاکُم لِلحُسَینِ علیه السّلام ! أما عَلِمتَ أنَّ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ ألفَی ألفِ مَلَکٍ شُعثٍ غُبرٍ یَبکونَ ویَزورونَ لا یَفتُرونَ،وما عَلَیکَ یا سَدیرُ أن تَزورَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فی کُلِّ جُمعَةٍ خَمسَ مَرّاتٍ وفی کُلِّ یَومٍ مَرَّةً؟
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! إنَّ بَینَنا وبَینَهُ فَراسِخَ کَثیرَةً.
فَقالَ لی:اِصعَد فَوقَ سَطحِکَ،ثُمَّ تَلتَفِتُ یَمنَةً ویَسرَةً (2)،ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَکَ إلَی السَّماءِ،ثُمَّ انحو (3)نَحوَ القَبرِ،وتَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ (4)،تُکتَبُ لَکَ زَورَةٌ،وَالزَّورَةُ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ.
ص:272
قالَ سَدیرٌ:فَرُبَّما فَعَلتُ فِی الشَّهرِ أکثَرَ مِن عِشرینَ مَرَّةً. (1)
3580.الکافی عن الحسین بن ثویر: کُنتُ أنَا ویونُسُ بنُ ظَبیانَ وَالمُفَضَّلُ بنُ عُمَرَ وأبو سَلَمَةَ السَّرّاجُ جُلوساً عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام،وکانَ المُتَکَلِّمُ مِنّا یونُسَ وکانَ أکبَرَنا سِنّاً، فَقالَ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ...إنّی کَثیراً ما أذکُرُ الحُسَینَ علیه السّلام،فَأَیَّ شَیءٍ أقولُ؟
فَقالَ:قُل:
صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ ،تُعیدُ ذلِکَ ثَلاثاً ! فَإِنَّ السَّلامَ یَصِلُ إلَیهِ مِن قَریبٍ ومِن بَعیدٍ. (2)
قال العلّامة المجلسی قدس سره:
أقول:قال الشهید رحمه الله فی الذکری :قال ابن زهرة رحمه الله:من زار وهو مقیم فی بلده،قدّم الصلاة ثمّ زار عقیبها.
وقال رحمه الله فی الدروس :یستحبّ زیارة النبیّ والأئمّة صلّی اللّه علیهم کلّ یوم جمعة ولو من البعد،وإذا کان علی مکان عال کان أفضل.
أقول:لا یبعد القول بالتخییر للبعید بین تقدیم الصلاة وتأخیرها؛لورود الروایة بهما کما عرفت،وما ذکره رحمه الله من جواز الزیارة فی أیّ مکان تیسّر وإن لم یکن موضعاً عالیاً لا یخلو من قوّة؛لعمومات بعض ما مرّ من الأخبار،وإن کان الأفضل والأحوط إیقاعها فی سطح عال أو صحراء. (3)
ص:273
3581.کامل الزیارات عن البرقی عن أبیه رفعه: دَخَلَ حَنانُ بنُ سَدیرٍ الصَّیرَفِیُّ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ فَقالَ:
یا حَنانَ بنَ سَدیرٍ ! تَزورُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فی کُلِّ شَهرٍ مَرَّةً؟قالَ:لا.
قالَ:فَفی کُلِّ شَهرَینِ مَرَّةً؟قالَ:لا.
قالَ:فَفی کُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً؟قالَ:لا.
قالَ:ما أجفاکُم لِسَیِّدِکُم ! فَقالَ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ ! قِلَّةُ الزّادِ وبُعدُ المَسافَةِ.
قالَ:ألا أدُلُّکُم عَلی زِیارَةٍ مَقبولَةٍ وإن بَعُدَ النّائی؟قالَ:فَکَیفَ أزورُهُ یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟
قالَ:اِغتَسِل یَومَ الجُمُعَةِ أو أیَّ یَومٍ شِئتَ،وَالبَس أطهَرَ ثِیابِکَ،وَاصعَد إلی أعلی مَوضِعٍ فی دارِکَ أوِ الصَّحراءِ،وَاستَقبِلِ القِبلَةَ بِوَجهِکَ (1)بَعدَما تَبَیَّنَ أنَّ القَبرَ
ص:274
هُناکَ،یَقولُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی: «فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ» 1 ثُمَّ تَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ وسَیِّدی وَابنَ سَیِّدی،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ،یا قَتیلُ ابنَ القَتیلِ الشَّهیدُ ابنَ الشَّهیدِ،السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
أنَا زائِرُکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ بِقَلبی ولِسانی وجَوارحِی،وإن لَم أزُرکَ بِنَفسی وَالمُشاهَدَةِ لِقُبَّتِکَ.
فَعَلَیکَ السَّلامُ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،ووارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ،ووارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،ووارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،ووارِثَ عیسی روحِ اللّهِ، ووارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ ونَبِیِّهِ ورَسولِهِ،ووارِثَ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ وَصِیِّ رَسولِ اللّهِ وخَلیفَتِهِ،ووارِثَ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ وَصِیِّ أمیرِ المُؤمِنینَ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلیکَ،وجَدَّدَ عَلَیهِمُ العَذابَ فی هذِهِ السّاعَةِ وفی کُلِّ ساعَةٍ.
أنَا یا سَیِّدی مُتَقَرِّبٌ إلَی اللّهِ جَلَّ وعَزَّ وإلی جَدِّکَ رَسولِ اللّهِ،وإلی أبیکَ أمیرِ المُؤمِنینَ،وإلی أخیکَ الحَسَنِ،وإلَیکَ یا مَولایَ،فَعَلَیکَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ بِزِیارَتی لَکَ بِقَلبی ولِسانی وجَمیعِ جَوارِحی،فَکُن یا سَیِّدی شَفیعی لِقَبولِ ذلِکَ مِنّی،وأنَا بِالبَراءَةِ مِن أعدائِکَ وَاللَّعنَةِ لَهُم وعَلَیهِم أتَقَرَّبُ بِذلِکَ إلَی اللّهِ وإلَیکُم أجمَعینَ،فَعَلَیکَ صَلَواتُ اللّهِ ورِضوانُهُ ورَحمَتُهُ.
ثُمَّ تَتَحَوَّلُ عَلی یَسارِکَ قَلیلاً،وتُحَوِّلُ وَجهَکَ إلی قَبرِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهما السّلام وهُوَ
ص:275
عِندَ رِجلِ أبیهِ،وتُسَلِّمُ عَلَیهِ مِثلَ ذلِکَ،ثُمَّ ادعُ اللّهَ بِما أحبَبتَ مِن أمرِ دینِکَ ودُنیاکَ.
ثُمَّ تُصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،فَإِنَّ صَلاةَ الزِّیارَةِ ثَمانٌ أو سِتٌّ أو أربَعٌ أو رَکعَتانِ، وأفضَلُها ثَمانٌ،ثُمَّ تَستَقبِلُ القِبلَةَ نَحوَ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وتَقولُ:
أنَا مُوَدِّعُکَ یا مَولایَ وَابنَ مَولایَ،ویا سَیِّدی وَابنَ سَیِّدی،ومُوَدِّعُکَ یا سَیِّدی وَابنَ سَیِّدی یا عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ،ومُوَدِّعُکُم یا ساداتی یا مَعاشِرَ الشُّهَداءِ،فَعَلَیکُم سَلامُ اللّهِ ورَحمَتُهُ ورِضوانُهُ وبَرَکاتُهُ. (1)
3582.مصباح المتهجّد: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیهما السّلام أنَّهُ قالَ:مَن أرادَ أن یَزورَ قَبرَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،وقَبرَ أمیرِ المُؤمِنینَ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وقُبورَ الحُجَجِ علیهم السّلام وهُوَ فی بَلَدِهِ،فَلیَغتَسِل فی یَومِ الجُمُعَةِ،وَلیَلبَس ثَوبَینِ نَظیفَینِ،وَلیَخرُج إلی فَلاةٍ (2)مِنَ الأَرضِ،ثُمَّ یُصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ یَقرَأُ فیهِنَّ ما تَیَسَّرَ مِنَ القُرآنِ،فَإِذا تَشَهَّدَ وسَلَّمَ، فَلیَقُم مُستَقبِلَ القِبلَةِ،وَلیَقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ المُرسَلُ،وَالوَصِیُّ المُرتَضی،وَالسَّیِّدَةُ الکُبری ،وَالسَّیِّدَةُ الزَّهراءُ،وَالسِّبطانِ
ص:276
المُنتَجَبانِ،وَالأَولادُ وَالأَعلامُ،وَالاُمَناءُ المُنتَجَبونَ المُستَخزَنونَ،جِئتُ انقِطاعاً إلَیکُم وإلی آبائِکُم ووَلَدِکُمُ الخَلَفِ عَلی بَرَکَةِ الحَقِّ (1)،فَقَلبی لَکُم مُسَلِّمٌ،ونُصرَتی لَکُم مُعَدَّةٌ حَتّی یَحکُمَ اللّهُ بِدینِهِ،فَمَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم،إنّی لَمِنَ القائِلینَ بِفَضلِکُم،مُقِرٌّ بِرَجعَتِکُم،لا انکِرُ للّهِ ِ قُدرَةً ولا أزعُمُ إلّاما شاءَ اللّهُ،سُبحانَ اللّهِ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،یُسَبِّحُ اللّهَ بِأَسمائِهِ جَمیعُ خَلقِهِ،وَالسَّلامُ عَلی أرواحِکُم وأجسادِکُم،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
وفی رِوایَةٍ اخری:اِفعَل ذلِکَ عَلی سَطحِ دارِکَ. (2)
ص:277
ص:278
الاِستِنابَةُ لِزِیارَتِهِ
3583.کامل الزیارات عن هشام بن سالم عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ:ما لِمَن یُجَهِّزُ إلَیهِ [ الحُسَینِ علیه السّلام ] ولَم یَخرُج لِعِلَّةٍ تُصیبُهُ؟
قالَ:یُعطیهِ اللّهُ بِکُلِّ دِرهَمٍ أنفَقَهُ مِثلَ احُدٍ مِنَ الحَسَناتِ،ویُخلِفُ عَلَیهِ أضعافَ ما أنفَقَهُ،ویَصرِفُ عَنهُ مِنَ البَلاءِ مِمّا قَد نَزَلَ لِیُصیبَهُ،ویُدفَعُ عَنهُ،ویُحفَظُ فی مالِهِ. (1)
3584.تهذیب الأحکام عن علیّ بن میمون الصائغ: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:یا عَلِیُّ،بَلَغَنی أنَّ اناساً مِن شیعَتِنا تَمُرُّ بِهِمُ السَّنَةُ وَالسَّنَتانِ وأکثَرُ مِن ذلِکَ لا یَزورونَ الحُسَینَ بنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السّلام.
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! إنّی لَأَعرِفُ اناساً کَثیراً بِهذِهِ الصِّفَةِ.
فَقالَ:أما وَاللّهِ لِحَظِّهِم أخطَؤوا،وعَن ثَوابِ اللّهِ زاغوا،وعَن جِوارِ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله فِی الجَنَّةِ تَباعَدوا.
ص:279
قُلتُ:فَإِن أخرَجَ عَنهُ رَجُلاً أیُجزی عَنهُ ذلِکَ؟
قالَ:نَعَم،وخُروجُهُ بِنَفسِهِ أعظَمُ أجراً وخَیرٌ (1)لَهُ عِندَ رَبِّهِ. (2)
3585.کامل الزیارات عن هشام بن سالم عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: أتاهُ رَجُلٌ فَقالَ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،هَل یُزارُ والِدُکَ؟
قالَ:فَقالَ:نَعَم،ویُصَلّی عِندَهُ،ویُصلّی خَلفَهُ ولا یُتَقَدَّمُ عَلَیهِ.
قالَ:فَما لِمَن أتاهُ؟قالَ:الجَنَّةُ إن کانَ یَأتَمُّ بِهِ.
قالَ:فَما لِمَن تَرَکَهُ رَغبَةً عَنهُ؟قالَ:الحَسرَةُ یَومَ الحَسرَةِ.
قالَ:فَما لِمَن أقامَ عِندَهُ؟قالَ:کُلُّ یَومٍ بِأَلفِ شَهرٍ.
قالَ:فَما لِلمُنفِقِ فی خُروجِهِ إلَیهِ وَالمُنفِقِ عِندَهُ؟قالَ:دِرهَمٌ بِأَلفِ دِرهَمٍ. (3)
3586.مصباح الزائر: إذا أرَدتَ أن تَزورَ أحَدَ الأَئِمَّةِ علیهم السّلام عَن ذی نَسَبٍ أو سَبَبٍ (4)،فَسَلِّم عَلَی الإِمامِ علیه السّلام عَلی نَسَقِ التَّسلیمِ المَأمورِ بِهِ،فَإِذا فَرَغتَ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،فَإِذا سَلَّمتَ مِنهُما فَقُل:
اللّهُمَّ لَکَ صَلَّیتُ،ولَکَ رَکَعتُ ولَکَ سَجَدتُ؛لِأَنَّهُ لا یَنبَغِی الصَّلاةُ إلّالَکَ،
ص:280
اللّهُمَّ وقَد جَعَلتُ ثَوابَ زِیارَتی وصَلاتی هاتَینِ الرَّکعَتَینِ هَدِیَّةً مِنّی إلی مَولایَ فُلانِ بنِ فُلانٍ عَلَیهِ السَّلامُ،عَن فُلانِ بنِ فُلانٍ فَتَقَبَّل ذلِکَ مِنّی ومِنهُ، وَأجُرنی عَلَیهِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)
3587.مصباح الزائر: إن کُنتَ نائِباً عَن غَیرِکَ فَقُل بَعدَ الزِّیارَةِ وَالصَّلاةِ وَالدُّعاءِ:
اللّهُمَّ ما أصابَنی مِن تَعَبٍ أو نَصَبٍ أو سَغَبٍ (2)أو لُغوبٍ (3)فَأجُر فُلانَ بنَ فُلانٍ عَلَیهِ،وَأجُرنی فی نِیابَتی عَنهُ،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولایَ عَن فُلانِ بنِ فُلانٍ، أتَیتُکَ زائِراً عَنهُ،فَاشفَع لی عِندَ رَبِّکَ.
وتَدعو لَهُ ولِجَمیعِ المُؤمِنینَ،وکَذلِکَ تَفعَلُ فِی الوَداعِ. (4)
3588.مصباح الزائر -فی ذِکرِ حالِ المُتَطَوِّعِ بِالزِّیارَةِ عَن جَمیعِ إخوانِهِ أو عَن بَعضِهِم-:إذا أرَدتَ ذلِکَ فَزُرِ الإِمامَ علیه السّلام بِبَعضِ زِیاراتِهِ،وَاقصِد بِهَا النِّیابَةَ عَمَّن تُریدُ،وصَلِّ رَکعَتَیِ الزِّیارَةِ ثُمَّ قُل:
اللّهُمَّ إنّی زُرتُ هذِهِ الزِّیارَةَ،وصَلَّیتُ هاتَینِ الرَّکعَتَینِ وجَعَلتُ ثَوابَهُما (5)عَن
ص:281
جَمیعِ إخوانِی المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وعَن جَمیعِ مَن أوصانی بِالزِّیارَةِ وَالدُّعاءِ لَهُ،اللّهُمَّ تَقَبَّل ذلِکَ مِنّی ومِنهُم،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
فَإِذا فَعَلتَ أیُّهَا الزّائِرُ ذلِکَ وقُلتَ لِأَحَدِهِم:«قَد زُرتُ وصَلَّیتُ وسَلَّمتُ عَلَی الإِمامِ عَنکَ»،کُنتَ صادِقاً فی مَقالِکَ (1).
3589.تهذیب الأحکام: بابُ ما یَقولُ الزّائِرُ إذا نابَ عَن غَیرِهِ:
اللّهُمَّ،إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ أوفَدَنی إلی مَولاهُ ومَولایَ لِأَزورَ عَنهُ،رَجاءً لِجَزیلِ الثَّوابِ،وفِراراً مِن سوءِ الحِسابِ،اللّهُمَّ إنَّهُ یَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِأَولِیائِکَ الدّالّینَ عَلَیکَ فی غُفرانِکَ ذُنوبَهُ وحَطِّ سَیِّئاتِهِ،ویَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِهِم عِندَ مَشهَدِ إمامِهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ.
اللّهُمَّ فَتَقَبَّل مِنهُ وَاقبَل شَفاعَةَ أولِیائِهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم فیهِ،اللّهُمَّ جازِهِ عَلی حُسنِ نِیَّتِهِ وصَحیحِ عَقیدَتِهِ وصِحَّةِ مُوالاتِهِ،أحسَنَ ما جازَیتَ أحَداً مِن عَبیدِکَ المُؤمِنینَ،وأدِم لَهُ ما خَوَّلتَهُ،وَاستَعمِلهُ صالِحاً فیما آتَیتَهُ،ولا تَجعَلنی آخِرَ وافِدٍ لَهُ یوفِدُهُ،اللّهُمَّ اعتِق رَقَبَتَهُ مِنَ النّارِ،وأوسِع عَلَیهِ مِن رِزقِکَ الحَلالِ الطَّیِّبِ،وَاجعَلهُ مِن رُفَقاءِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبارِک لَهُ فی وُلدِهِ ومالِهِ وأهلِهِ وما مَلَکَت یَمینُهُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وحُل بَینَهُ وبَینَ مَعاصیهِ حَتّی لا
ص:282
یَعصِیَکَ،وأعِنهُ عَلی طاعَتِکَ وطاعَةِ أولِیائِکَ،حَتّی لا تَفقِدَهُ حَیثُ أمَرتَهُ، ولا تَراهُ حَیثُ نَهَیتَهُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لَهُ وَارحَمهُ، وَاعفُ عَنهُ وعَن جَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأعِذهُ مِن هَولِ المُطَّلَعِ،ومِن فَزَعِ یَومِ القِیامَةِ وسوءِ المُنقَلَبِ،ومِن ظُلمَةِ القَبرِ ووَحشَتِهِ،ومِن مَواقِفِ الخِزیِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل جائِزَتَهُ فی مَوقِفی هذا غُفرانَکَ، وتُحفَتَهُ فی مَقامی هذا عِندَ إمامی صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ أن تُقیلَ عَثرَتَهُ،وتَقبَلَ مَعذِرَتَهُ،وتَتَجاوَزَ عَن خَطیئَتِهِ،وتَجعَلَ التَّقوی زادَهُ،وما عِندَکَ خَیراً لَهُ فی مَعادِهِ،وتَحشُرَهُ فی زُمرَةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وتَغفِرَ لَهُ ولِوالِدَیهِ؛فَإِنَّکَ خَیرُ مَرغوبٍ إلَیهِ،وأکرَمُ مَسؤولٍ اعتَمَدَ العِبادُ عَلَیهِ.
اللّهُمَّ ولِکُلِّ موفِدٍ جائِزَةٌ،ولِکُلِّ زائِرٍ کَرامَةٌ،فَاجعَل جائِزَتَهُ فی مَوقِفی هذا غُفرانَکَ وَالجَنَّةَ لَهُ ولی ولِجَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،اللّهُمَّ وأنَا عَبدُکَ الخاطِئُ المُذنِبُ المُقِرُّ بِذُنوبِهِ،فَأَسأَلُکَ یا اللّهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أن لا تَحرِمَنی بَعدَ ذلِکَ الأَجرَ وَالثَّوابَ مِن فَضلِ عَطائِکَ وکَرَمِ تَفَضُّلِکَ.
ثُمَّ تَرفَعُ یَدَیکَ إلَی السَّماءِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ عِندَ المَشهَدِ وتَقولُ:
یا مَولایَ یا إمامی،عَبدُکَ فُلانُ بنُ فُلانٍ أوفَدَنی زائِراً لِمَشهَدِکَ،یَتَقَرَّبُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ بِذلِکَ وإلی رَسولِ اللّهِ وإلَیکَ،یَرجو بِذلِکَ فَکاکَ رَقَبَتِهِ مِنَ النّارِ مِنَ العُقوبَةِ،فَاغفِر لَهُ ولِجَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،یا اللّهُ یا اللّهُ،یا اللّهُ یا اللّهُ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،أسأَلُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَستَجیبَ لی فیهِ وفی جَمیعِ إخوانی وأخَواتی ووُلدی وأهلی،بِجودِکَ وکَرَمِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
ص:283
ص:284
ص:285
ص:286
کلام حول تاریخ بناء الحرم الحسینی (1)
بعد شهادة الإمام الحسین علیه السّلام،وعندما غادر الأعداء ساحة القتال تارکین فیها أجساد الشهداء العاریة،قدم بنو أسد-و کانوا من محبّی أهل البیت علیهم السّلام،وکانوا یسکنون الغاضریّة-إلی ساحة الحرب ودفنوا الشهداء (2).وقد کان اهتمامهم بالإمام الحسین وابنه علیّ الأکبر وأخیه العبّاس علیهم السّلام،سبب اهتمامهم الخاصّ بموضع دفن اولئک الرجال العظام،حیث جعلوا لکلٍّ منهم مزاراً خاصّاً،کما جعلوا مزاراً للشهداء الآخرین،اُلحق فیما بعد بحرم الإمام الحسین علیه السّلام.
وأقبل جابر بن عبداللّه الأنصاری إلی کربلاء یوم الأربعین من شهادة الإمام الحسین علیه السّلام،وحضر عند قبر الإمام، (3)وهو ما یدلّ علی أنّ القبر کان ممیّزاً ومحدّداً بشکل کامل.
وبعد أربع سنوات،أی فی عام (65 ه.ق)،توجّه التوّابون بقیادة سلیمان بن صرد الخزاعی من الکوفة إلی کربلاء قبل ذهابهم إلی الشام،واجتمعوا عند قبر
ص:287
الإمام علیه السّلام کما یجتمع الناس عند الحجر الأسود،وأقاموا العزاء عنده،وازدحموا علی قبره أکثر من ازدحام الناس علی الحجر الأسود. (1)
وهو ما یدلّ أیضاً علی أنّ قبر الإمام الحسین کان شاخصاً بعد أربع سنوات من وقعة عاشوراء،وأنّ الشیعة من أهل الکوفة کانوا یتوافدون إلی زیارته.
ویروی الخوارزمی:أنّ المختار بن أبی عبید قبیل ثورته فی الکوفة-أی فی عام (66 ه.ق) کما هو مفترض-وعند ما کان قادماً من مکّة إلی الکوفة،أقبل أوّلاً إلی القادسیّة،ثمّ توجّه من القادسیّة إلی کربلاء وزار قبر الإمام علیه السّلام،فخاطبه قائلاً:
لاخلعت ثیابی هذه حتّی أنتقم ممّن قتلک وقاتلک أو اقتل.ثمّ ودّع القبر. (2)
وجاء فی نقل آخر،أنّ مصعب بن الزبیر زار هو أیضاً قبر الإمام الحسین علیه السّلام عند خروجه لقتال عبد الملک بن مروان سنة (71 أو 72 ه.ق)،وقد جاء فی هذا النقل:
فلمّا بلغ الحیر دخل،فوقف علی قبر أبی عبد اللّه علیه السّلام . (3)
ویستفاد من هذه العبارة،أنّه کانت هناک سقیفة علی الأقلّ فوق قبره علیه السّلام.
وهناک روایات کثیرة تفید بأنّ الشیعة کانوا یتوجّهون لزیارة الإمام الحسین علیه السّلام منذ زمان الإمام السجّاد علیه السّلام،و أن الإمام السجّاد علیه السّلام أیضاً کان یتوجّه بین الحین والآخر من الموضع الذی اختاره فی البادیة لیعیش فیه إلی العراق لزیارة قبر أبیه. (4)
ص:288
وصلتنا عشرات الروایات عن الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السّلام تأمر الشیعة بالذهاب لزیارة قبر الإمام الحسین علیه السّلام. (1)ورغم أنّ من الصعب من الناحیة السیاسیّة قبول وجود أبنیة ولو بسیطة فی عصر الاُموییّن،ولکنّ هناک إشارات لوجودها فی بعض النقول.وعلی سبیل المثال،فقد نُقل عن الحسین بن أبی حمزة أنّه قال:
خرجت فی آخر زمن بنی امیّة و أنا ارید قبر الحسین علیه السّلام،...حتّی إذا کنت علی باب الحائر.... (2)
وقد ذُکر فی بعض هذه النقول عن الإمام الصادق علیه السّلام وجود الحائر (الحرم) والباب والسقیفة.بل ذُکر فی روایات عن الإمام الصادق علیه السّلام:
«الباب الَّذی یَلِی المَشرِقَ» ، (3)
«الباب الَّذی عِندَ رِجلِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام »، (4)وکذلک:
«خارِج القُبَّةِ» ، (5)وکلّ ذلک یدلّ علی وجود أبنیة ولو بسیطة علی قبر الحسین علیه السّلام قبل وفاة الإمام الصادق علیه السّلام فی عام (148 ه.ق).
ویمکن أن یکون التجرّؤ والتجاسر علی قبر الإمام الحسین علیه السّلام قد بدأ منذ عهد هارون الرشید (خلافته 170-193 ه.ق) واضطهاده للعلویّین،وقد جاءت
ص:289
بعض الإشارات فی بعض المصادر فی هذا المجال. (1)وقیل:إنّه کانت هناک شجرة سدر قرب قبره علیه السّلام فاقتلعوها.و کان تفسیر الشیعة لذلک،هو أنّ الهدف منه«تغییر موضع مصرع الحسین»؛کی لا یحیط الناس علماً بموضعه
«حتّی لا یقف الناس علی قبره» . (2)
کما نقل هشام بن محمّد الکلبی خبراً عن فتح الماء علی قبر الحسین علیه السّلام (3)،وقد ذکر فی هذا النقل أنّ رجلاً من بنی أسد-وهی قبیلة معظمها من الشیعة-جاء مرّتین وحدّد موضع القبر.وبما أنّ وفاة هشام الکلبی هی فی سنة (205 أو 206 ه.ق)،فإنّ هذا الحدث لم یکن فی عهد المتوکّل العبّاسی (232-247 ه.ق)،بل کان قبل ذلک بلا ریب؛ذلک لأنّه وکما سیأتی أنّ التخریبات والاُمور التی تعرّض لها القبر (وقعة الهائلة) فی عهد المتوکّل تعود إلی سنة (236-247 ه.ق).وقد جاء فی المصادر التی نُقل فیها الخبر المذکور (4)-نقلاً عن ذلک الرجل الأسدی نفسه-أنّ الهدف کان إخفاء قبر الإمام الحسین علیه السّلام عن محبّیه:
أرادوا لِیُخفوا قَبرَهُ عَن وَلیّهِ فَطیبُ تُرابِ القَبرِ دَلَّ عَلَی القَبرِ
وقد استنبط ابن کثیر عند نقله لهذا الخبر (5)استنباطاً خاطئاً،وهو أنّ موضع قبر الإمام لم یکن معلوماً حتّی ذلک الوقت! فی حین أنّ الأمر علی العکس من ذلک تماماً،فالخبر المذکور یدلّ علی أنّ جهاز الخلافة کان یتآمر من أجل إزالة آثار القبر.
وقد ذکر فی مصدر آخر بعد نقل هذا الخبر،أنّ فتح الماء علی قبر الحسین علیه السّلام کان فی عصر الاُمویّین مرّة،وفی عصر العباسییّن اخری. (6)
ص:290
وعلی أیّ حال،فکلّ ما وقع وفی عهد أیّ خلیفة وقع،فإنّه یمکن القطع بوجود بناءٍ علی قبر الإمام الحسین علیه السّلام فی المرّة الثانیة،ولکنّنا لا نعلم شیئاً عن کیفیّته أو بانیه،ومن المفترض أن یکون شیعة سواد العراق هم الذین أقاموه،وهو نفس البناء الذی کان الناس یتوجّهون لزیارته حتّی عهد المتوکّل.
حدث أکبر انتهاکٍ لحُرمة قبر الإمام الحسین علیه السّلام فی عهد المتوکّل العباسی (1)،الذی سیطر علی الاُمور من عام (232 ه.ق) وحتّی (247 ه.ق) حیث وقع تحت تأثیر أهل الحدیث المتعصّبین فی بغداد.وقد اعتبرته المصادر عدوّ أهل البیت علیهم السّلام، وفی بعضها أنّه کان شدید البغض لعلیّ بن أبی طالب ولأهل بیته (2).فکتب أبو الفرج الأصفهانی فی وصفه قائلاً:
ص:291
کان المتوکّل شدید الوطأة علی آل أبی طالب،غلیظاً علی جماعتهم،مهتمّاً باُمورهم،شدید الغیظ والحقد علیهم. (1)
ولهذا قرّر المتوکّل أن یهدم مرقد الإمام الحسین علیه السّلام الذی کان أهمّ رموز التشیّع.
وقد جاء فی المصدر نفسه فی سبب ذلک،أنّ المتوکّل طلب مغنّیة،فقیل له:إنّها ذهبت لزیارة الإمام الحسین،فغضب المتوکّل فأقدم علی ذلک.وإذا ما صحّ هذا الخبر،فإنّه مجرّد ذریعة.
وقد روی الطبری هذه الواقعة فی ذیل أحداث سنة (236 ه.ق)،وذکر قائلاً:
أمر المتوکّل بهدم قبر الحسین بن علیّ،وهدم ما حوله من المنازل والدور. (2)
ومع هدم المتوکّل للمرقد،وضع الحرّاس فی مفارق الطرق المؤدّیة إلیه،وأمرهم أن یعتقلوا کلّ من وجدوه فی الطریق،فإمّا یقتلوه،أو یعاقبوه أشدّ العقوبة. (3)
ویظهر من بعض الروایات،أنّ الشیعة کانوا قلقین تجاه ضغوط الجهاز الحاکم علی الزائرین،إلّاأنّ الأئمّة مع کلّ هذا کانوا یؤکّدون علی الزیارة. (4)
وروی الشیخ الطوسی،أنّ المتوکّل أرسل سنة (237 ه.ق) جیشاً لهدم القبر، ولکنّ أهل السواد ثاروا وحالوا دون ذلک.فتوقّف ذلک العمل حتّی قام به سنة (247 ه.ق)،وهدّدوا الناس بأنّهم غیر مسؤولین عن أرواح الزوّار بالمرّة. (5)
ورغم أنّ روایة الشیخ قدّمت-علی ما یبدو-تفاصیل فی هذا المجال،ولکنّنا یجب أن نذعن-استناداً إلی ما ورد فی مصادر،مثل تاریخ الطبری (6)و مروج الذهب (7)-
ص:292
إلی أنّ الهجوم بدأ فی سنة (236 ه.ق) و بدأت التشدیدات والقیود تزداد تدریجیّاً.
فکتب ابن عساکر قائلاً:إنّه أصدر الأمر بهدم قبر الحسین فی سنة (236 ه.ق)،وهدم الدور المحیطة به وحوّلها إلی مزارع،ومنع الناس من الزیارة،وحوّل ذلک المکان إلی أرضٍ جرداء.ثمّ أضاف قائلاً:
فتألّم المسلمون من ذلک،وشتمه أهلُ بغداد علی سطوح البیوت والمساجد، وهجاه الشعراء. (1)
قُتل المتوکّلُ عام (247 ه.ق).یقول عبد اللّه بن الدانیة أنّه خرج فی نفس تلک السنة لزیارة الإمام علیّ علیه السّلام علی حال خیفةٍ من السلطان،ثمّ توجّه لزیارة الحسین علیه السّلام،فإذا هو قد حُرثت أرضه ومُخر فیها الماء. (2)
إلّا أنّ الذی یبدو هو أنّ مرقد الإمام الحسین الذی کان محطّ قلوب أهالی سواد العراق،سرعان ما بُنی،وقیل:إنّ الخلیفة العبّاسی المنتصر الذی ولی الخلافة خلال سنتی (247-248 ه.ق) أقام مزار الإمام الحسین مرّة اخری. (3)کما تحدّث المسعودی عن حسن تعامل المنتصر مع زوّار الإمام الحسین علیه السّلام. (4)
وقد ذُکر فی أحد الأخبار انهیار سقف مرقد الإمام الحسین علیه السّلام عام (273 ه.ق)، (5)وهو ما یدلّ علی أنّ،إعادة بنائه بعد ذلک.
عندما دخل البویهیّون بغداد لأوّل مرّة سنة (334 ه.ق) غیّروا أجواء العراق
ص:293
عندما دخل البویهیّون بغداد لأوّل مرّة سنة (334 ه.ق) غیّروا أجواء العراق -والتی کانت مُهَیّأة للشیعة-،بشکل کامل.فحصل الشیعة وخلال قرنٍ من الزمان -حتّی عام (447 ه.ق)-علی دعامة قویة فی العراق وإیران،وکان من جملة مظاهر دعمهم للشیعة هو الاهتمام بالعتبات المقدّسة،وإعمار مشاهد الأئمّة فی المدن المختلفة،والاهتمام بالسادة المقیمین فی هذه المدن.
وفی عهد البویهیین کان هناک امراء محلّیون آخرون شیعة فی العراق،یهتمّون أیضاً بعمارة مشهد الإمام الحسین علیه السّلام.ففی سنة (368 ه.ق) صدر عمران بن شاهین-مؤسّس السلالة الشاهینیة فی منطقة البطیحة-أمراً ببناء رواق فی کلّ من المشهدین الغروی والحائری. (1)و کان أمیراً محلّیاً لم یکن بمستطاع أحد من البویهیّین تهدئته،وتوفّی سنة (369 ه.ق). (2)
وخرج عضد الدولة-أکبر السلاطین البویهیّین-فی سنة (371 ه.ق) لزیارة النجف وکربلاء،وقدّم مساعدات کثیرة لفقراء هاتین المدینتین، (3)وعندما هاجم ضبّة بن محمّد الأسدی کربلاء ونهب المشهد الحسینی،لاحقته قوّات عضد الدولة وأنزلت به العقوبة. (4)
وکان سکّان مدینتی کربلاء والنجف فی جمیع العصور من الشیعة،بل إنّ هاتین المدینتین تأسّستا باعتبارهما مدینتین للشیعة.ومن الطبیعی فإنّ أهالی هاتین المدینتین والقبائل المتاخمة لهما کانوا یبذلون غایة الاهتمام بهذه المراقد،وکان ذلک یمثّل أکبر دعم لإقامة وتثبیت هذه المشاهد.وهناک إجراءان مهمّان مؤثّران فی إقامة ودوام إعمار العتبات المقدّسة،یتمثّلان فی توفیر الماء للمدن المقدّسة،وبناء
ص:294
سور حول تلک المدن،حیث کان یبادر إلی ذلک الخیّرون من بین الحکّام أو البلاط الحاکم.
هجم بعض أهل البادیة-والذین کانوا یعیشون حیاة صعبة-علی کربلاء،و أدّی ذلک إلی أن تبادر الحکومة سنة (400 ه.ق) إلی بناء سور حول مدینة کربلاء، بدعم من الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزی وزیر بهاء الدولة البویهی. (1)وهناک أخبار تدلّ علی أنّ بناء هذا السور استمرّ حتّی عام (403 ه.ق). (2)
وفی 14 ربیع الأوّل عام (407 ه.ق) احترق مشهد الإمام الحسین علیه السّلام لعدم مراعاة الاحتیاط. (3)ومن المفترض أن یکون قد اعید بناؤه بسرعة،إذ ما زال البویهیّون یحکمون فی بغداد وإن کانت حکومتهم ضعیفة.وخرج جلال الدولة أبو طاهر ابن بهاء الدولة بکلّ تواضع لزیارة المشاهد المشرّفة فی العراق سنة (431 ه.ق)،وترجّل عن راحلته قبل وصوله إلی المشهد الشریف بفرسخ،وتوجّه للزیارة حافیاً. (4)وزار السلطان أبو الفتح ملک شاه السلجوقی مشهد سیّد الشهداء سنة (479 ه.ق) وأمر بتعمیر جدرانه. (5)
إنّ کثرة الشیعة فی العراق من جهة،وتولّی بعض الوزراء والاُمراء الشیعة مقالید الاُمور فی بعض مناطق العراق-مثل آل مزید فی الحلّة-من جهة اخری،أدّت إلی
ص:295
الاهتمام الخاصّ بالعتبات منذ النصف الثانی من القرن الخامس وحتّی النصف الأوّل من القرن السابع.
نعم حدثت بعض المشاکل أثناء هذه الفترة،وعلی سبیل المثال فقد قیل:إنّ المسترشد العبّاسی استولی فی سنة (529 ه.ق) علی أموال خزانة مشهد الإمام الحسین علیه السّلام،وقال:«إنّ القبر لا یحتاج إلی الخزانة»،و أنفق هذه الأموال علی جیشه،ممّا انتهی إلی سوء عاقبته. (1)
أدّی سقوط العباسیّین إلی زوال عَقَبة رئیسة أمام الشیعة،ففی عهد الإیلخانیّین ( 656-736 ه.ق ) وخاصّة فی عهد غازان خان والسلطان محمّد خدابنده، المعروف باُولجایتو،حظیت مشاهد أهل البیت فی العراق باهتمام خاصّ؛ بسبب میولهم الشیعیة.فقد کان مشهدا الإمام علیّ والإمام الحسین علیهما السّلام یُزاران بشکلٍ دائم،ویتمّ إصلاح بناءیهما. (2)کما انجزت بعض الأعمال لإعمار تلک المناطق، نظیر شقّ نهر باسم نهر الغازانی فی أطراف الحلّة للشیعة. (3)وقد أسلم غازان فی سنة (694 ه.ق) (4)وذهب سنة (696) (5)و (698) (6)لزیارة مشهد الإمام الحسین علیه السّلام.وفی خلال هذه الأسفار کانت بعض الأموال تقسّم بین العلویّین
ص:296
المقیمین فی العتبات أیضاً.
قام آل جلائر-الذین استولوا علی العراق من سنة 736 وحتّی 814 ه.ق- ببعض الأعمال لإعمار مشهد الإمام الحسین علیه السّلام.ویظهر من بعض الکتابات فی الحرم الحسینی،أنّ سنة 767 ه.ق هی سنة بناء ذلک القسم منه. (1)وقد شیّد تلک المظاهر العمرانیّة للحرم،مرجان أمین الدین بن عبد اللّه والی العراق من قِبَل الجلائریین.کما بنی السلطان أحمد الجلائری مئذنتین للحرم الحسینی فی سنة (786 ه.ق). (2)
کما توجّه تیمور الکورکانی-الذی استولی علی بغداد سنة (795 ه.ق)- لزیارة الإمام الحسین علیه السّلام،وقدّم بعض الهدایا للعلویّین فی المدینة. (3)
کان الترکمان القراقویونلویون والآق قویونولویون،یهتمّون بالعتبات،حیث قیل:إنّ میر أسبهد میرزا-أحد الاُمراء القراقویونلویین،والذی قیل:إنّه کان قد تشیّع علی إثر انتصار ابن فهد الحلّی فی مناظرته مع بعض علماء أهل السنّة-کان یُبدی اهتماماً خاصّاً بکربلاء. (4)کما تمّ العثور علی قرار وقفٍ لباب ضریح مشهد الإمام الحسین علیه السّلام من عهد دولة الترکمان،کان قد وقف بموجبه عدد کبیر من أراضی کربلاء لحرم الإمام الحسین علیه السّلام.
والعجیب ما ورد فی بعض المصادر من أنّ الملّا علیّ بن محمّد بن فلاح أحد
ص:297
امراء الاُسرة المشعشعیّة فی خوزستان،دخل کربلاء سنة ( 858 ه.ق ) واستولی علی الکثیر من أموال الحرم الحسینی وأخذها معه، (1)علی رغم ادّعائهم التشیّع ! ولکنّ الأمیر پیر بوداق سرعان ما تلافی ذلک. (2)
استولی الصفویّون علی مقالید الحکم فی إیران سنة (907 ه.ق) وقد حصل أفضل إعمار للمراقد المطهّرة بعد عهد البویهیین فی عهد الصفویین ( سنة 907- 1148 ه.ق ) فکانوا یبذلون کلّ ما فی وسعهم لإعادة بناء العتبات وإعمارها وتوسیعها کلّما کانوا یسیطرون علی العراق بین الحین والآخر.وتدلّ أسماء الصفویّین ومن بعدهم القاجاریّین المکتوبة علی المواضع المختلفة من أبنیة العتبات،علی دورهم المؤثّر فی إعمار العتبات ومشاهد الأئمّة علیهم السّلام فی العراق.
وفی عهد الشاه إسماعیل (907-930) والشاه طهماسب (930-984) والشاه عبّاس الأوّل (996-1038) والشاه صفیّ (1038-1052) کان العراق تحت سیطرة الدولة الصفویّة خلال الفترات القصیرة التی ضعفت فیها الدولة العثمانیّة،وکان همّهم الأوّل فی کلّ مرّة-وکما تفید الوثائق الموجودة-الاهتمام بشؤون مشاهد الأئمّة،وتوفیر الخدمات للزوّار.
وذهب الشاه إسماعیل إلی العراق فی سنة (914 ه.ق) لأوّل مرّة واستولی علیه،و أمر بصناعة ستّة صنادیق جمیلة لکلّ منها خلعة قماش رائعة الجمال لقبور الأئمّة الستّة المدفونین فی العراق،و أن تحلّ محلّ الصنادیق السابقة التی کانت علی قبور الأئمّة علیهم السّلام. (3)
ص:298
وقد کان العراق تحت سیطرة الدولة العثمانیة فی معظم هذا العهد.وکان بعض السلاطین العثمانیّین یبادرون إلی إعمار مشاهد الأئمّة فی العراق ومن جملتها حرم الإمام الحسین علیه السّلام.وقد تولّی السلطان سلیمان العثمانی الحکم فی الفترة ( 926- 974 ه.ق) و انتزع العراق من سیطرة الصفویّین،فتوجّه لزیارة الإمام الحسین فی عام (941 ه.ق). (1)
ومن الطبیعی ألّایأذن العثمانیّون للدولة الصفویّة والإیرانیّین بالتدخّل من أجل إعادة بناء المشاهد المشرّفة وإعمارها،بل لم یکونوا یأذنون لهم بتقدیم النذور والهدایا،وإذا ما سُمح لهم فی ذلک فإنّها تودع فی المخازن.وفی المقابل بذلوا بعض الجهود لیُظهروا اهتمامهم بأهل البیت.
واستناداً إلی ما ذکره العلّامة المجلسی من إشارات فی معرض حدیثه عن الصحن القدیم لمشهد الإمام الحسین، (2)یبدو أنّ المشهد الحسینی اتّسع فی الجهة المعاکسة للقبلة فی العهد الصفوی وخاصّة فی عهد طهماسب.وقد استولی طهماسب علی بغداد سنة (936 ه.ق) وسعی من أجل إعمار العتبات،فشقّ بعض الأنهار إلیها. (3)
توجّه الشاه صفیّ لزیارة العتبات. (1)وبأمره تمّ توسیع المسجد الواقع خلف الرأس، وبنی رواقاً فی شمال المشهد وعُرف باسم«رواق الشاه».کما تمّ هدم الجدار الشمالی للصحن،واستملکت الأراضی فی ذلک الجانب ووسّع الصحن،و تمّت هذه الإجراءات سنة (1048 ه.ق). (2)
بعد أن خضع العراق للسیطرة العثمانیة مرّة اخری،فالأخبار الواصلة تدلّ علی اهتمام بعض الاُمراء العثمانیّین فی العراق بالمشهد الحسینی بین الحین والآخر؛ منها خبر یتعلّق بحسن باشا (الذی حکم بغداد سنة 1116-1136 ه.ق) حیث قام خلال السنوات (1127-1129) ببعض الأعمال الترمیمیّة. (3)وکان من جملة أعمال حسن باشا تجدید وترمیم نهر الحسینیّة.کما قام فی سنة (1129 ه.ق) بتعمیر أیوان المرقد الحسینی،وبنی أیضاً مقرّاً کبیراً للزوّار فی کربلاء.
وفی سنة (1133 ه.ق) وفی عهد الشاه سلطان حسین (1106-1135 ه.ق)،صنع صندوق لقبر الإمام الحسین علیه السّلام،ولکنّه تضرّر علی إثر هجوم الوهابیّین علی کربلاء سنة (1216 ه.ق)،وفی سنتی (1219 و 1225) اجریت له بعض الترمیمات. (4)
وفی عهد نادر شاه أیضاً اولی اهتمام خاصّ بالعتبات،وقیل:إنّ زوجته جوهر شاه خانم ابنة الشاه سلطان حسین أرسلت مبالغ ضخمة (20 ألف نادری ) لترمیم
ص:300
وتزیین المشهد الحسینی. (1)
فی العهد القاجاری ساد نفس الإحساس الذی کان سائداً فی العهد الصفوی تجاه إعمار وتوسعة المشهد الحسینی الشریف،بل کان أکثر شدّة،فقد کانت علاقاتهم بالعثمانیّین أفضل فی هذا العهد،وکان بإمکانهم أن یقوموا بأعمال أفضل وأوسع قیاساً إلی عهد الصفویّین.
فأمر محمّد خان القاجاری-أوّل سلاطین هذه السلالة-فی سنة (1205 ه.ق) بتجدید بناء القبّة وتذهیبها وتزیینها. (2)وقد کانت أعماله متینة للغایة وخاصّة فیما یتعلّق بالقبّة.وقد ذکر فی رحلة ناصر الدین شاه قیام آغا محمّد خان بتذهیب القبّة فی سنة (1287 ه.ق). (3)
وفی سنة (1213 ه.ق) وبفضل جهود السیّد علیّ الطباطبائی (من مراجع التقلید فی زمانه)،تمّ فتح الطریق بین مزار الشهداء ومرقد الإمام الحسین علیه السّلام وصارت قبور جمیع الشهداء فی موضع واحد. (4)
وفی عام (1216 ه.ق) هاجم الوهابیّون العراق،ولم ینهبوا کربلاء فحسب، بل ألحقوا بالمشهد الحسینی أضراراً جسیمة.فقد اقتلعوا الضریح والصندوق ونهبوا المجوهرات التی کانت فیهما.وقد تمّ تسجیل خبر هذه الغارة فی العدید من المصادر التاریخیّة فی ذلک العهد.کما استشهد خلال هذا الهجوم عدد کبیر
ص:301
من زوّار الحسین علیه السّلام. (1)
وفی عام (1216 ه.ق) صُنع ضریح جدید لحرم الإمام الحسین بأمر فتح علی شاه،وتمّ نصبه فی عام (1218 ه.ق). (2)وقام محمّد علی میرزا-والی کرمانشاه- بأعمال کثیرة لإصلاح وإعمار الحرم الحسینی سنة (1220 ه.ق). (3)کما بنی بالإضافة إلی ذلک بعض الخانات والمنازل المعدّة لاستراحة قوافل الزائرین فی أثناء الطریق.
وممّا یجدر ذکره أنّ أوقافاً کثیرة کانت قد رصدت طیلة حکم الصفویّین والقاجاریّین فی إیران للإنفاق علی المشاهد والزوّار وترمیم الخانات والطرق.
وفی عهد فتح علی شاه وما بعده حتّی عهد ناصر الدین شاه،لم یکن السلطان القاجاری هو الوحید الذی ینفق علی الحرم الحسینی فحسب،بل إنّ بعض أهل البلاط-ومنهم النساء-کانوا ینفقون أموالاً طائلة فی هذا المجال أیضاً.فقد قامت زوجة فتح علی شاه فی سنة (1232 ه.ق) بتذهیب الأیوان المقابل للقبر. (4)وفی سنة (1237 ه.ق) قامت زوجة فتح علی شاه-ولعلّها نفس المرأة المذکورة سابقاً-بتذهیب مئذنتی الحرم الحسینی. (5)
وخلال سنتی (1258 و1260 ه.ق) هجم نجیب باشا-حاکم بغداد-علی کربلاء بذریعة محاربة الأشرار،فقتل عدداً کبیراً من الناس. (6)
ص:302
وبطبیعة الحال فإنّه إذا ما دفع الملک أو رجال البلاط النفقات المذکورة،فإنّه یتمّ اختیار أشخاص یشرفون علی ذلک،فکان بعض العلماء یتحمّلون مسؤولیّة ذلک.
فخلال السنوات (1270-1286 ه.ق) قام الشیخ عبد الحسین الطهرانی-أحد العلماء البارزین آنذاک-بترمیمات واسعة النطاق فی حرم الإمام الحسین علیه السّلام.وکان ناصر الدین شاه یؤمّن المساعدات المالیّة لذلک. (1)وقیل:إنّ قسماً من النفقات التی أنفقها الشیخ عبدالحسین علی مشاهد الأئمّة کانت من ثلث المرحوم المیرزا تقی خان أمیر کبیر. (2)
وقد قدّم لنا أدیب الملک أفضلَ وصفٍ لبناء مشهد الإمام الحسین فی أواخر القرن الثالث عشر الهجری،حیث ذهب إلی زیارة المشاهد المشرّفة سنة (1273 ه.ق) ذکر لنا تاریخ المشهد الحسینی بشکل کامل،کما ذکر أعمال الترمیم المنجزة فیه. (3)
کما وصلتنا روایة اخری من سنة (1280 ه.ق) کتبها سیف الدولة. (4)وذکر عضد الملک روایةً اخری عن وضع المشهد سنة (1284 ه.ق). (5)کما ذکر ناصر الدین شاه فی رحلته إلی المراقد المطهّرة التی قام بها سنة (1287 ه.ق) إیضاحاتٍ حول حرم الإمام الحسین علیه السّلام. (6)
ص:303
منذ حوالی سنة 1300 هجریة وما بعدها،اُنجزت الکثیر من أعمال الترمیم فی الحرم الحسینی علی ید القاجارییّن (سواء الملوک منهم أم الاُمراء أم المرافقون لهم)، وقد ذکرت تفاصیل هذه الأعمال فی کتب الرحلات والمصادر التاریخیة التی کتبت عن هذه المدن.وقد أسهم بعض التجّار الإیرانیّین والعراقیّین فی هذه الترمیمات، کما کان للتجّار الهنود وخاصّة البهرة (طائفة من الإسماعیلیّین) مشارکة فعّالة فی هذا المجال،ومن جملتهم السیّد طاهر سیف الدین الهندی،حیث بادر سنة (1355 ه.ق) إلی القیام بأعمال واسعة،بعد أن رأی الوضع المؤسف للحرم الحسینی. (1)
وکانت أسماء السلاطین الصفویّین والقاجاریّین،واُمراء هاتین السلالتین مکتوبة علی النقوش فی جمیع نواحی الحرم الحسینی کما هو حال المشاهد الاُخری فی العراق،ولکن ازیلت تماماً فی عهد صدّام؛کی تمحی الآثار الإیرانیّة والفارسیّة عن العتبات المقدّسة بشکل کامل.و الیوم لا یمکننا رؤیة هذه الأسماء إلّافی الکتب والمذکّرات والرحلات وبعض الصور،کما یحتمل وجودها فی الوثائق المتبقّیة فی الأرشیفات العثمانیّة علی الأرجح.
أدّت المشکلة السیاسیّة بین إیران والعراق فی عهد البعثیّین إلی أن لا یتمکّن الإیرانیّون من المشارکة فی إعمار العتبات.وکان آخر هجوم علی حَرَمَی الإمام الحسین علیه السّلام والعبّاس علیه السّلام فی عهد البعثیّین شهر شعبان 1412 ق الموافق لسنة 1991م،ممّا أدّی إلی تخریبٍ وتغییرٍ لهذین الحرمین الشریفین،و ذلک حینما حدثت انتفاضة الشعب وثورته ضدّ النظام البعثی فی تلک السنة،فحدثت الاشتباکات لعدّة أیام متتالیة بین القوّات البعثیّة والقوّات الشعبیّة فی المدن الشیعیّة فی جنوب العراق،وخاصّة مدینتی کربلاء والنجف المقدّستین.ففی کربلاء کان
ص:304
الکثیر من الأهالی قد اختبؤوا فی البیوت الواقعة بین مشهدی الإمام الحسین علیه السّلام والعبّاس علیه السّلام،وعندما انتصر البعثیّون،هدموا هذه البیوت والسوق الکائن بین المشهدین (والموسوم بسوق بین الحرمین) بشکل کامل،وهو ما یسمّی الیوم ب«بین الحرمین».
کما قامت القوّات البعثیّة بعد انتصارها برمی اللّاجئین إلی الحرمین بالرصاص، وقتلت عدداً کبیراً منهم إلی جوار الضریح،کما أصابت الضریحین أضراراً فادحة، وکذا القبّتین،حیث قُصفتا بالمدفعیّة.وبعد هدوء الأوضاع قامت الدولة بترمیم هذین المشهدین وجبر الخسائر الناجمة عن هذا الهجوم.
وبسقوط النظام البعثی بقیادة صدّام-فی صفر 1424 ق،اُوریل 2003- عادت العلاقات بین إیران والعراق مرّة اخری،وسنحت الفرصة للإیرانییّن بالمشارکة الفعّالة فی إعادة بناء العتبات.
وإنّ ما قام به«دیوان الوقف الشیعی العراقی»وبمساعدة مراجع الدین،والجهات المختلفة-وخاصّة الإیرانیین-یمثّل بعض الأعمال الترمیمیّة،کما بدؤوا سنة (2007 م) بصناعة ضریح جدیدٍ لمشهد الإمام الحسین علیه السّلام علی أیدی الفنّانین الإیرانیین.
ص:305
ص:306
3590.کتاب من لا یحضره الفقیه عن إسحاق بن عمّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَوضِعُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام مُنذُ یَومَ دُفِنَ فیهِ رَوضَةٌ مِن رِیاضِ الجَنَّةِ. (1)
3591.تهذیب الأحکام عن عبد اللّه بن سنان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: قَبرُ الحُسَینِ علیه السّلام عِشرونَ ذِراعاً مُکَسَّراً (2)رَوضَةٌ مِن رِیاضِ الجَنَّةِ. (3)
3592.کامل الزیارات عن ابن سنان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: قَبرُ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام عِشرونَ ذِراعاً فی عِشرینَ ذِراعاً مُکَسَّراً رَوضَةٌ مِن رِیاضِ الجَنَّةِ،وفیهِ مِعراجُ
ص:307
المَلائِکَةِ إلَی السَّماءِ،ولَیسَ مِن مَلَکٍ مُقَرَّبٍ ولا نَبِیٍّ مُرسَلٍ إلّاوهُوَ یَسأَلُ اللّهَ أن یَزورَهُ،فَفَوجٌ یَهبِطُ،وفَوجٌ یَصعَدُ. (1)
3593.کتاب من لا یحضره الفقیه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَوضِعُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام تُرعَةٌ (2)مِن تُرَعِ الجَنَّةِ. (3)
3594.تهذیب الأحکام بإسناده عن الحسین بن علیّ عن علی علیهما السّلام: إنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله قالَ لَهُ:...إنَّ اللّهَ جَعَلَ قَبرَکَ وقَبرَ وُلدِکَ بِقاعاً مِن بِقاعِ الجَنَّةِ،وعَرصَةً (4)مِن عَرَصاتِها. (5)
3595.کفایة الأثر عن عبد اللّه بن عبّاس عن النبیّ صلّی اللّه علیه و آله -فی فَضلِ زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام-:إنَّ الإِجابَةَ تَحتَ قُبَّتِهِ،وَالشِّفاءَ فی تُربَتِهِ،وَالأَئِمَّةَ مِن وُلدِهِ. (6)
3596.الأمالی للطوسی عن محمّد بن مسلم: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ وجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیهما السّلام یَقولانِ:إنَّ
ص:308
اللّهَ تَعالی عَوَّضَ الحُسَینَ علیه السّلام مِن قَتلِهِ أن جَعَلَ الإِمامَةَ فی ذُرِّیَّتِهِ،وَالشِّفاءَ فی تُربَتِهِ، وإجابَةَ الدُّعاءِ عِندَ قَبرِهِ.... (1)
3597.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن خالد بن إیاس الحرّانی عن أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام: مَن لاذَ بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فَاستَجارَ مِنَ النّارِ،وسَأَلَ اللّهَ الجَنَّةَ،إلّاأجارَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ،وأعطاهُ الجَنَّةَ. (2)
3598.المزار الکبیر -فی زِیارَةِ النّاحِیَةِ-:السَّلامُ عَلی مَن جُعِلَ الشِّفاءُ فی تُربَتِهِ،السَّلامُ عَلی مَنِ الإِجابَةُ تَحتَ قُبَّتِهِ. (3)
3599.المزار للمفید عن أبی الحسن العسکریّ علیه السّلام: إنَّ للّهِ ِ تَعالی مَواطِنَ یُحِبُّ أن یُدعی فیها فَیُجیبَ،وإنَّ حائِرَ الحُسَینِ علیه السّلام مِن تِلکَ المَواطِنِ. (4)
3600.فرحة الغریّ عن حسّان بن مهران الجمّال: قالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السّلام:یا حَسّانُ،أتَزورُ قُبورَ الشُّهَداءِ قِبَلَکُم؟قُلتُ:أیُّ الشُّهَداءِ؟
قالَ:عَلِیٌّ وحُسَینٌ علیهما السّلام.قُلتُ:إنّا لَنَزورُهُما فَنُکثِرُ.
قالَ:اُولئِکَ الشُّهَداءُ المَرزوقونَ فَزوروهُم،وَافزَعوا عِندَهُم بِحَوائِجِکُم؛فَلَو یَکونونَ مِنّا کَمَوضِعِهِم مِنکُم لَاتَّخَذناهُم هِجرَةً (5). (6)
ص:309
3601.تهذیب الأحکام عن ابن أبی عمیر عن رجل عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام -لِرَجُلٍ-:یا فُلانُ،ما یَمنَعُکَ إذا عَرَضَت لَکَ حاجَةٌ أن تَأتِیَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فَتُصَلِّیَ عِندَهُ أربَعَ رَکَعاتٍ،ثُمَّ تَسأَلَ حاجَتَکَ؟فَإِنَّ الصَّلاةَ المَفروضَةَ عِندَهُ تَعدِلُ حَجَّةً،وَالصَّلاةَ النّافِلَةَ تَعدِلُ عِندَهُ عُمرَةً. (1)
3602.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن ابن عیینة: سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السّلام یَقولُ:إنَّ قِبَلَکُم قَبراً ما أتاهُ مَکروبٌ فَصَلّی عِندَهُ رَکعَتَینِ أو أربَعَ رَکَعاتٍ،ثُمَّ سَأَلَ اللّهَ حاجَةً إلّااُجیبَ- یَعنی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام (2)-.
3603.عدّة الداعی: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السّلام:مَن کانَ لَهُ حاجَةٌ إلَی اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلیَقِف عِندَ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام،وَلیَقُل:«یا أبا عَبدِ اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ تَشهَدُ مَقامی،وتَسمَعُ کَلامی،وأَنَّکَ حَیٌّ عِندَ رَبِّکَ تُرزَقُ،فَاسأَل رَبَّکَ ورَبّی فی قَضاءِ حَوائِجی»،فَإِنَّها تُقضی إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (3)
3604.ثواب الأعمال عن بشیر الدهّان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ الرَّجُلَ لَیَخرُجُ إلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَلَهُ إذا خَرَجَ مِن أهلِهِ بِأَوَّلِ خُطوَةٍ مَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ.
ثُمَّ لَم یَزَل یُقَدَّسُ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَتّی یَأتِیَهُ،فَإِذا أتاهُ ناجاهُ اللّهُ،فَقالَ:عَبدی سَلنی اعطِکَ،اُدعُنی اجِبکَ،اُطلُب مِنّی اعطِکَ،سَلنی حاجَتَکَ أقضِها لَکَ.
قالَ:قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:وحَقٌّ عَلَی اللّهِ أن یُعطِیَ ما بَذَلَ. (4)
ص:310
3605.کامل الزیارات عن ابن أبی یعفور: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:دَعانِی الشَّوقُ إلَیکَ أن تَجَشَّمتُ (1)إلَیکَ عَلی مَشَقَّةٍ.
فَقالَ لی:لا تَشکُ رَبَّکَ،فَهَلّا أتَیتَ مَن کانَ أعظَمَ حَقّاً عَلَیکَ مِنّی؟
فَکانَ مِن قَولِهِ:«فَهَلّا أتَیتَ مَن کانَ أعظَمَ حَقّاً عَلَیکَ مِنّی»أشَدَّ عَلَیَّ مِن قَولِهِ:
لا تَشکُ رَبَّکَ.
قُلتُ:ومَن أعظَمُ عَلَیَّ حَقّاً مِنکَ؟!
قالَ:الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام،ألا أتَیتَ الحُسَینَ علیه السّلام،فَدَعَوتَ اللّهَ عِندَهُ،وشَکَوتَ إلَیهِ حَوائِجَکَ (2)؟!
3606.کامل الزیارات عن المفضّل بن عمر: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام [الصّادِقُ]:کَأَنّی-وَاللّهِ-بِالمَلائِکَةِ قَدِ ازدَحَمُوا المُؤمِنینَ عَلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.قُلتُ:فَیَتَراءَونَ لَهُ؟
قالَ:هَیهاتَ هَیهاتَ! قَد لَزِموا-وَاللّهِ-المُؤمِنینَ،حَتّی أنَّهُم لَیَمسَحونَ وُجوهَهُم بِأَیدیهِم،قالَ:ویُنزِلُ اللّهُ عَلی زُوّارِ الحُسَینِ علیه السّلام غُدوَةً وعَشِیَّةً مِن طَعامِ الجَنَّةِ، وخُدّامُهُمُ المَلائِکَةُ،لا یَسأَلُ اللّهَ عَبدٌ حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ إِلّا أعطاها إیّاهُ.
قالَ:قُلتُ:هذِهِ-وَاللّهِ-الکَرامَةُ! قالَ لی:یا مُفَضَّلُ،أزیدُکَ؟قُلتُ:نَعَم،سَیِّدی!
قالَ:کَأَنّی بِسَریرٍ مِن نورٍ قَد وُضِعَ وقَد ضُرِبَت عَلَیهِ قُبَّةٌ مِن یاقوتَةٍ حَمراءَ مُکَلَّلَةٌ بِالجَواهِرِ،وکَأَنّی بِالحُسَینِ علیه السّلام جالِسٌ عَلی ذلِکَ السَّریرِ،وحَولَهُ تِسعونَ ألفَ قُبَّةٍ خَضراءَ،وکَأَنّی بِالمُؤمِنینَ یَزورونَهُ ویُسَلِّمونَ عَلَیهِ،فَیَقولُ اللّهُ عز و جل لَهُم:أولِیائی، سَلونی فَطالَما اوذیتُم وذُلِّلتُم وَاضطُهِدتُم،فَهذا یَومٌ لا تَسأَلونّی حاجَةً مِن حَوائِجِ
ص:311
الدُّنیا وَالآخِرَةِ إلّاقَضَیتُها لَکُم،فَیَکونُ أکلُهُم وشُربُهُم فِی الجَنَّةِ،فَهذِهِ-َ وَاللّهِ- الکَرامَةُ الَّتی لَاانقِضاءَ لَها،ولا یُدرَکُ مُنتَهاها. (1)
3607.تهذیب الأحکام عن إسحاق بن عمّار: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ یَقولُ:إنَّ لِمَوضِعِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام حُرمَةً مَعروفَةً،مَن عَرَفَها وَاستَجارَ بِها اجیرَ. (2)
3608.قرب الإسناد عن صفوان الجمّال عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَا استَخارَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ عَبدٌ فی أمرٍ قَطُّ مِئَةَ مَرَّةٍ؛یَقِفُ عِندَ رَأسِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَیَحمَدُ اللّهَ وَیُهَلِّلُهُ ویُسَبِّحُهُ ویُمَجِّدُهُ،ویُثنی عَلَیهِ بِما هُوَ أهلُهُ،إلّارَماهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی بِأَخیَرِ الأَمرَینِ. (3)
3609.عدّة الداعی: رُوِیَ أنَّ الصَّادِقَ علیه السّلام أصابَهُ وَجَعٌ،فَأَمَرَ مَن عِندَهُ أن یَستَأجِروا لَهُ أجیراً یَدعو لَهُ عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَخَرَجَ رَجُلٌ مِن مَوالیهِ،فَوَجَدَ آخَراً عَلَی البابِ، فَحَکی لَهُ ما أمَرَ بِهِ،فَقالَ الرَّجُلُ:أنا أمضی،لکِنَّ الحُسَینَ علیه السّلام إمامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ، وهُوَ أیضاً إمامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ،فَکَیفَ ذلِکَ؟فَرَجَعَ إلی مَولاهُ وعَرَّفَهُ قَولَهُ.
فَقالَ:هُوَ کَما قالَ،لکِن ما عَرَفَ أنَّ للّهِ ِ تَعالی بِقاعاً یُستَجابُ فیهَا الدُّعاءُ؟فَتِلکَ البُقعَةُ مِن تِلکَ البِقاعِ. (4)
3610.الکافی عن أبی هاشم الجعفری (5): بَعَثَ إلَیَّ أبُو الحَسَنِ علیه السّلام فِی مَرَضِهِ،وإلی مُحَمَّدِ بنِ
ص:312
حَمزَةَ (1)،فَسَبَقَنی إلَیهِ مُحَمَّدُ بنُ حَمزَةَ،وأخبَرَنی مُحَمَّدٌ:ما زالَ یَقولُ:اِبعَثوا إلَی الحَیرِ،ابعَثوا إلَی الحَیرِ.
فَقُلتُ لِمُحَمَّدٍ:ألا قُلتَ لَهُ:أنَا أذهَبُ إلَی الحَیرِ،ثُمَّ دَخَلتُ عَلَیهِ،وقُلتُ لَهُ:
جُعِلتُ فِداکَ،أنَا أذهَبُ إلَی الحَیرِ.
فَقالَ:اُنظُروا فی ذلِکَ،ثُمَّ قالَ لی:إنَّ مُحَمَّداً لَیسَ لَهُ سِرٌّ مِن زَیدِ بنِ عَلِیٍّ،وأنَا أکرَهُ أن یَسمَعَ ذلِکَ.
فَذَکَرتُ ذلِکَ لِعَلیِّ بنِ بِلالٍ،فَقالَ:ما کانَ یَصنَعُ بِالحَیرِ وهُوَ الحَیرُ؟فَقَدِمتُ العَسکَرَ،فَدَخَلتُ عَلَیهِ.
فَقالَ لی:اِجلِس حینَ أرَدتُ القِیامَ،فَلَمّا رَأَیتُهُ أنِسَ بی،ذَکَرتُ لَهُ قَولَ عَلِیِّ بنِ بِلالٍ،فَقالَ لی:ألا قُلتَ لَهُ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله کانَ یَطوفُ بِالبَیتِ،وَیُقَبِّلُ الحَجَرَ، وحُرمَةُ النَّبیِّ وَالمُؤمِنِ أعظَمُ مِن حُرمَةِ البَیتِ،وأمَرَهُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ أن یَقِفَ بِعَرَفَةَ، وإنَّما هِیَ مَواطِنُ یُحِبُّ اللّهُ أن یُذکَرَ فیها،فَأَنَا احِبُّ أن یُدعَی اللّهُ لی حَیثُ یُحِبُّ اللّهُ أن یُدعی فیها،وَذَکَرَ عَنهُ أنَّهُ قالَ:ولَم أحفَظ عَنهُ،قالَ:إنَّما هذِهِ مَواضِعُ یُحِبُّ اللّهُ أن یُتَعَبَّدَ لَهُ فیها،فَانَا احِبُّ أن یُدعی لی حَیثُ یُحِبُّ اللّهُ أن یُعبَدَ.هَلّا قُلتَ لَهُ کَذا وکَذا؟
قالَ:قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،لَو کُنتُ احسِنُ مِثلَ هذا لَم أرُدَّ الأَمرَ عَلَیکَ (2). (3)
راجع:ج 7 ص 309 (القسم الثالث عشر/الفصل الخامس/یحفّه کلّ یوم ألف ملک).
ص:313
3611.الأمالی للطوسی عن الفضل بن محمّد بن أبی طاهر الکاتب :حَدَّثَنا أبو عَبدِ اللّهِ مُحَمَّدُ بنُ موسَی السَّریعِیُّ الکاتِبُ قالَ:حَدَّثَنی أبی موسَی بنُ عَبدِ العَزیزِ،قالَ:لَقِیَنی یوحَنَّا بنُ سَراقِیونَ النَّصرانِیُّ المُتَطَبِّبُ فی شارِعِ أبی أحمَدَ فَاستَوقَفَنی،وقالَ لی:
ص:314
بِحَقِّ نَبِیِّکَ ودینِکَ،مَن هذَا الَّذی یَزورُ قَبرَهُ قَومٌ مِنکُم بِناحِیَةِ قَصرِ ابنِ هُبَیرَةَ؟مَن هُوَ؟مِن أصحابِ نَبِیِّکُم؟
قُلتُ:لَیسَ هُوَ مِن أصحابِهِ،هُوَ ابنُ بِنتِهِ،فَما دَعاکَ إلَی المَسأَلَةِ عَنهُ؟فَقالَ:لَهُ عِندی حَدیثٌ طَریفٌ.
فَقُلتُ:حَدِّثنی بِهِ ! فَقالَ:وَجَّهَ إلَیَّ سابورُ الکَبیرُ الخادِمُ الرَّشیدِیُّ فِی اللَّیلِ، فَصِرتُ إلَیهِ،فَقالَ لی:تَعالَ مَعی،فَمَضی وأنَا مَعَهُ حَتّی دَخَلنا عَلی موسَی بنِ عیسَی الهاشِمِیِّ،فَوَجَدناهُ زائِلَ العَقلِ مُتَّکِئاً عَلی وِسادَةٍ،وإذا بَینَ یَدَیهِ طَستٌ فیها حَشُو جَوفِهِ،وکانَ الرَّشیدُ استَحضَرَهُ مِنَ الکوفَةِ،فَأَقبَلَ سابورُ عَلی خادِمٍ کانَ مِن خاصَّةِ موسی،فَقالَ لَهُ:وَیحَکَ ما خَبَرُهُ؟
فَقالَ لَهُ:اُخبِرُکَ أنَّهُ کانَ مِن ساعَةٍ جالِساً وحَولَهُ نُدَماؤُهُ،وهُوَ مِن أصَحِّ النّاسِ جِسماً وأطیَبِهِم نَفساً،إذ جَری ذِکرُ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،قالَ یوحَنّا:هذَا الَّذی سَأَلتُکَ عَنهُ.فَقالَ موسی:إنَّ الرّافِضَةَ لَتَغلو فیهِ حَتّی إنَّهُم فیما عَرَفتُ یَجعَلونَ تُربَتَهُ دَواءً یَتَداوَونَ بِهِ.
فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن بَنی هاشِمٍ کانَ حاضِراً قَد کانَت بی عِلَّةٌ غَلیظَةٌ فَتَعالَجتُ لَها بِکُلِّ عِلاجٍ،فَما نَفَعَنی،حَتّی وَصَفَ لی کاتِبی أن آخُذَ مِن هذِهِ التُّربَةِ،فَأَخَذتُها فَنَفَعَنِیَ اللّهُ بِها،وزالَ عَنّی ما کُنتُ أجِدُهُ.قالَ:فَبَقِیَ عِندَکَ مِنها شَیءٌ؟قالَ:نَعَم.
فَوَجَّهَ فَجاؤوهُ مِنها بِقِطعَةٍ،فَناوَلَها موسَی بنَ عیسی،فَأَخَذَها موسی فَاستَدخَلَها دُبُرَهُ استِهزاءً بِمَن تَداوی بِها،وَاحتِقاراً وتَصغیراً لِهذَا الرَّجُلِ الَّذی هذِهِ تُربَتُهُ-یَعنِی الحُسَینَ علیه السّلام-فَما هُوَ إلّاأنِ استَدخَلَها دُبُرَهُ حَتّی صاحَ:النّارَ النّارَ ! الطَّستَ الطَّستَ ! فَجِئناهُ بِالطَّستِ فَأَخرَجَ فیها ما تَری،فَانصَرَفَ النُّدَماءُ وصارَ المَجلِسُ مَأتَماً.
ص:315
فَأَقبَلَ عَلَیَّ سابورُ،فَقالَ:اُنظُر هَل لَکَ فیهِ حیلَةٌ؟فَدَعَوتُ بِشَمعَةٍ،فَنَظَرتُ فَإِذا کَبِدُهُ وطِحالُهُ ورِئَتُهُ وفُؤادُهُ خَرَجَ مِنهُ فِی الطَّستِ،فَنَظَرتُ إلی أمرٍ عَظیمٍ،فَقُلتُ:ما لِأَحَدٍ فی هذا صُنعٌ إلّاأن یَکونَ لِعیسَی الَّذی کانَ یُحیِی المَوتی !
فَقالَ لی سابورُ:صَدَقتَ،ولکِن کُن هاهُنا فِی الدّارِ إلی أن یَتَبَیَّنَ ما یَکونُ مِن أمرِهِ،فَبِتُّ عِندَهُم وهُوَ بِتِلکَ الحالِ ما رَفَعَ رَأسَهُ،فَماتَ وَقتَ السَّحَرِ.
قالَ مُحَمَّدُ بنُ موسی:قالَ لی موسَی بنُ سَریعٍ:کانَ یوحَنّا یَزورُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام وهُوَ عَلی دینِهِ،ثُمَّ أسلَمَ بَعدَ هذا وحَسُنَ إسلامُهُ. (1)
3612.الأمالی للطوسی عن محمّد أبی عبد اللّه الأزدی: صَلَّیتُ فی جامِعِ المَدینَةِ وإلی جانِبی رَجُلانِ عَلی أحَدِهِما ثِیابُ السَّفَرِ،فَقالَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ:یا فُلانُ،أما عَلِمتَ أنَّ طینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ؟وذلِکَ أنَّه کانَ بی وَجَعُ الجَوفِ،فَتَعالَجتُ بِکُلِّ دَواءٍ فَلَم أجِد فیهِ عافِیَةً،وخِفتُ عَلی نَفسی وأیِستُ مِنها،وکانَت عِندَنَا امرَأَةٌ مِن أهلِ الکوفَةِ عَجوزٌ کَبیرَةٌ،فَدَخَلَت عَلَیَّ وأنَا فی أشَدِّ ما بی مِنَ العِلَّةِ.
فَقالَت لی:یا سالِمُ،ما أری عِلَّتَکَ کُلَّ یَومٍ إلّازائِدَةً،فَقُلتُ لَها:نَعَم.
قالَت:فَهَل لَکَ أن اعالِجَکَ فَتَبرَأَ بِإِذنِ اللّهِ عز و جل؟
فَقُلتُ لَها:ما أنَا إلی شَیءٍ أحوَجَ مِنّی إلی هذا !
فَسَقَتنی ماءً فی قَدَحٍ،فَسَکَتَت عَنِّی العِلَّةُ وبَرِئَت،حَتّی کَأَن لَم تَکُن بی عِلَّةٌ قَطُّ.
فَلَمّا کانَ بَعدَ أشهُرٍ دَخَلَت عَلَیَّ العَجوزُ،فَقُلتُ لَها:بِاللّهِ عَلَیکِ یا سَلَمَةُ-وکانَ اسمُها سَلَمَةَ-بِماذا داوَیتِنی؟فَقالَت:بِواحِدَةٍ مِمّا فی هذِهِ السُّبحَةِ-مِن سُبحَةٍ کانَت فی یَدِها-.
ص:316
فَقُلتُ:وما هذِهِ السُّبحَةُ؟! فَقالَت:إنَّها مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
فَقُلتُ لَها:یا رافِضِیَّةُ ! داوَیتِنی بِطینِ قَبرِ الحُسَینِ؟
فَخَرَجَت مِن عِندی مُغضَبَةً،ورَجَعَت وَاللّهِ عِلَّتی کَأَشَدِّ ما کانَت،وأنَا اقاسی مِنهَا الجَهدَ وَالبَلاءَ،وقَد وَاللّهِ خَشیتُ عَلی نَفسی.ثُمَّ أذَّنَ المُؤَذِّنُ فَقاما یُصَلِّیانِ وغابا عَنّی. (1)
3613.تهذیب الأحکام عن سلیمان بن عمر السراج عن بعض أصحابه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام:
یُؤخَذُ طینُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام مِن عِندِ القَبرِ عَلی سَبعینَ ذِراعاً. (2)
3614.المزار للمفید عن سلیمان بن عمرو السّراج عن بعض أصحابنا عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام:
یُؤخَذُ طینُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام مِن عِندِ القَبرِ قَدرَ سَبعینَ باعاً فی سَبعینَ باعاً. (3)
3615.تهذیب الأحکام عن الحجال عن غیر واحد من أصحابنا عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: التُّربَةُ مِن قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام عَشَرَةُ أمیالٍ (4). (5)
ص:317
3616.کامل الزیارات عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الاصمّ عن رجل من أهل الکوفة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: حَریمُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فَرسَخٌ فی فَرسَخٍ فی فَرسَخٍ فی فَرسَخٍ. (1)
3617.تهذیب الأحکام عن منصور بن العبّاس یرفعه إلی أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: حَریمُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام خَمسَةُ فَراسِخَ مِن أربَعِ جَوانِبِهِ. (2)
3618.تهذیب الأحکام عن إسحاق بن عمّار: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:إنَّ لِمَوضِعِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام حُرمَةً مَعروفَةً،مَن عَرَفَها وَاستَجارَ بِها اجیرَ.
قُلتُ:فَصِف لی مَوضِعَها جُعِلتُ فِداکَ !
قالَ:اِمسَح مِن مَوضِعِ قَبرِهِ الیَومَ خَمسَةً وعِشرینَ ذِراعاً مِن قُدّامِهِ،وخَمسَةً وعِشرینَ ذِراعاً مِن عِندِ رَأسِهِ،وخَمسَةً وعِشرینَ ذِراعاً مِن ناحِیَةِ رِجلَیهِ،وخَمسَةً وعِشرینَ ذِراعاً مِن خَلفِهِ.ومَوضِعُ قَبرِهِ مِن یَومَ دُفِنَ رَوضَةٌ مِن رِیاضِ الجَنَّةِ،ومِنهُ مِعراجٌ یُعرَجُ فیهِ بِأَعمالِ زُوّارِهِ إلَی السَّماءِ،فَلَیسَ مَلَکٌ فِی السَّماءِ ولا فِی الأَرضِ إلّا وهُم یَسأَلونَ اللّهَ فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَفَوجٌ یَنزِلُ وفَوجٌ یَعرُجُ. (3)
راجع:ص 307 (روضة من ریاض الجنّة).
ص:318
3619.تهذیب الأحکام عن حماد بن عیسی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مِن مَخزونِ عِلمِ اللّهِ الإِتمامُ فی أربَعِ مَواطِنَ:حَرَمِ اللّهِ،وحَرَمِ رَسولِهِ،وحَرَمِ أمیرِ المُؤمِنینَ،وحَرَمِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام. (1)
3620.الکافی عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: تَتِمُّ الصَّلاةُ فی أربَعَةِ مَواطِنَ:فِی المَسجِدِ الحَرامِ،ومَسجِدِ الرَّسولِ صلّی اللّه علیه و آله،ومَسجِدِ الکوفَةِ،وحَرَمِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ. (2)
3621.کتاب من لا یحضره الفقیه: قالَ الصّادِقُ علیه السّلام:مِنَ الأَمرِ المَذخورِ إتمامُ الصَّلاةِ فی أربَعَةِ مَواطِنَ:بِمَکَّةَ،وَالمَدینَةِ،ومَسجِدِ الکوفَةِ،وحائِرِ الحُسَینِ علیه السّلام. (3)
3622.الکافی عن أبی شبل: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:أزورُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قالَ:نَعَم،زُرِ الطَّیِّبَ،وأتِمَّ الصَّلاةَ فیهِ.
قُلتُ:فَإِنَّ بَعضَ أصحابِنا یَرَونَ التَّقصیرَ!
قالَ:إنَّما یَفعَلُ ذلِکَ الضَّعَفَةُ. (4)
ص:319
3623.تهذیب الأحکام عن زیاد القندی: قالَ أبُو الحَسَنِ-الإمام الکاظِمُ-علیه السّلام:یا زِیادُ،اُحِبُّ لَکَ ما احِبُّهُ لِنَفسی،وأکرَهُ لَکَ ما أکرَهُهُ لِنَفسی،أتِمَّ الصَّلاةَ فِی الحَرَمَینِ،وبِالکوفَةِ، وعِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام. (1)
3624.المزار للمفید عن عمرو بن المرزوق: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ علیه السّلام (2)عَنِ الصَّلاةِ فِی الحَرَمَینِ وفِی الکوفَةِ وعِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَقالَ:أتِمَّ الصَّلاةَ فیها. (3)
ص:320
الرأی المشهور بین فقهاء الإمامیّة هو أنّ أحد مواطن تخییر المسافر بین قصر الصلوات الرباعیّة و إتمامها،هو الحائر (1)الحسینی.ولکنّ هناک اختلافٌ بشأن تعیین حدود الحائر،حیث یقول العلّامة المجلسی فی هذا المجال:
اِعلم إنّه اختلف کلامُ الأصحاب (رحمهم اللّه) فی حدّ الحائر،فقیل:إنّه ما أحاطت به جدران الصحن،فیدخل فیه الصحن من جمیع الجوانب والعمارات المتّصلة بالقبّة المنوّرة والمسجد الذی خلفها.وقیل:إنّه القبّة الشریفة حسب.وقیل:هی مع ما اتّصل بها من العمارات کالمسجد والمقتل والخزانة وغیرها.والأوّل أظهر؛ لاشتهاره بهذا الوصف بین أهل المشهد آخذین عن أسلافهم،ولظاهر کلمات أکثر الأصحاب. (2)
وممّا یجدر ذکره أنّه توجد ثلاثة تعابیر فی روایات أهل البیت علیهم السّلام فیما یتعلّق بالحدّ الذی یتخیّر المسافر فیه بین القصر والإتمام،فورد التعبیر ب«الحرم» (3)فی بعض الروایات،وفی البعض الآخر ب«الحائر»، (4)وتفید بعض الروایات أنّ المسافر
ص:321
بإمکانه أن یتمّ صلاته«عند قبر الحسین علیه السّلام» (1).
والملاحظة الملفتة للنظر هی أنّ الروایات التی تعبّر عن ذلک الحدّ ب«الحائر»أو «عند قبر الحسین»،لیست معتبرة من حیث السند،إلّاأنّ أسناد روایتین من الروایات التی عبرت عنه ب«الحرم»،صحیحةٌ ومعتبرة،وبناءً علی ذلک ینبغی تعیین حدّ حرم سیّد الشهداء من أجل تعیین حدّ التخییر.
وقد ذکرت بعض الروایات،أنّ حرم قبر الإمام الحسین علیه السّلام هو فرسخٌ فی فرسخٍ، وفی بعضها أنّه خمسة فراسخ فی أربعة فراسخ،إلّاأنّ هذه الروایات لیست معتبرة من ناحیة السند.
وجاء فی الروایة الصحیحة الواردة عن الحسین بن ثویر، (2)أنّ المسافة بین شطّ الفرات ومزار الإمام الحسین علیه السّلام حرم اللّه والرسول.
وعلی أیّ حال،فلیست هناک علی الظاهر روایة معتبرة تعیّن حدّ حرمه علیه السّلام.
وبناءً علی ذلک یمکن القول بأنّ تعیین حدّه قد احیل إلی العُرف،وأنّ القدر المتیقّن من حدّ جواز القصر والإتمام هو الدخول فی الحرم الفعلی للإمام الحسین علیه السّلام،کما صرّح بذلک الکثیر من الفقهاء،وفی حالة توسیع نطاق الحرم إلی أیّ حدّ یصدق علیه الحرم،فإنّ روایات التخییّر ستشمله علی ما یبدو.
ص:322
الاِستِشفاءُ بِتُربَةِ قَبرِهِ
3625.المناقب لابن شهرآشوب عن النبیّ صلّی اللّه علیه و آله -مُخاطِباً الحُسَینَ علیه السّلام-:شِفاءُ امَّتی فی تُربَتِکَ، وَالأَئِمَّةُ مِن ذُرِّیَّتِکَ. (1)
3626.کامل الزیارات عن محمّد بن زیاد عن عمته: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:إنَّ فی طینِ الحائِرِ (2)الَّذی فیهِ الحُسَینُ علیه السّلام شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ. (3)
3627.تهذیب الأحکام عن سلیمان البصری عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: فی طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام الشِّفاءُ مِن کُلِّ داءٍ،وهُوَ الدَّواءُ الأَکبَرُ. (4)
ص:323
3628.کفایة الأثر عن ابن عبّاس عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله -فی فَضلِ الحُسَینِ علیه السّلام-:ألا وإنَّ الإِجابَةَ تَحتَ قُبَّتِهِ،وَالشِّفاءَ فی تُربَتِهِ،وَالأَئِمَّةَ مِن وُلدِهِ. (1)
3629.الأمالی للطوسی عن محمّد بن مسلم: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ و جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیهما السّلام یَقولانِ:إنَّ اللّهَ تَعالی عَوَّضَ الحُسَینَ علیه السّلام مِن قَتلِهِ أن جَعَلَ الإِمامَةَ فی ذُرِّیَّتِهِ،وَالشِّفاءَ فی تُربَتِهِ، وإجابَةَ الدُّعاءِ عِندَ قَبرِهِ،ولا تُعَدَّ أیّامُ زائِریهِ جائِیاً وراجِعاً مِن عُمُرِهِ. (2)
3630.المزار للمفید عن مُحَمَّدٍ بن سلیمان البصری عن أبیه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: طینُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فیهِ شِفاءٌ وإن اخِذَ عَلی رَأسِ میلٍ. (3)
3631.کامل الزیارات عن سماعة بن مهران عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: کُلُّ طینٍ حَرامٌ عَلی بَنی آدَمَ ما خَلا طینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؛مَن أکَلَهُ مِن وَجَعٍ شَفاهُ اللّهُ تَعالی. (4)
3632.مصباح المتهجّد عن محمّد بن جمهور العمّی عن بعض أصحابه: سُئِلَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السّلام عَن طینِ الأَرمَنِیِّ (5)یُؤخَذُ لِلکَسرِ،أیَحِلُّ أخذُهُ؟
قالَ:لا بَأسَ بِهِ،أما إنَّهُ مِن طینِ قَبرِ ذِی القَرنَینِ،وطینُ قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام خَیرٌ مِنهُ. (6)
ص:324
3633.المزار للمفید عن محمّد بن سلیمان البصری عن أبیه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أصابَتهُ عِلَّةٌ فَتَداوی مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،شَفاهُ اللّهُ مِن تِلکَ العِلَّةِ إلّاأن تَکونَ عِلَّةَ السّامِ (1). (2)
3634.الکافی عن یونس بن الربیع عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ عِندَ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام لَتُربَةً حَمراءَ فیها شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ إلَّاالسّامَ.
قالَ:فَأَتَینَا القَبرَ بَعدَما سَمِعنا هذَا الحَدیثَ،فَاحتَفَرنا عِندَ رَأسِ القَبرِ،فَلَمّا حَفَرنا قَدرَ ذِراعٍ ابتَدَرَت عَلَینا مِن رَأسِ القَبرِ مِثلُ السِّهلَةِ (3)حَمراءَ قَدرَ الدِّرهَمِ، فَحَمَلناها إلَی الکوفَةِ فَمَزَجناهُ،وأقبَلنا نُعطِی النّاسَ یَتَداوَونَ بِها. (4)
3635.عیون أخبار الرضا علیه السّلام عن المسیّب بن زهیر عن موسی بن جعفر [الکاظم] علیه السّلام: لا تَأخُذوا مِن تُربَتی شَیئاً لِتَتَبَرَّکوا بِهِ؛فَإِنَّ کُلَّ تُربَةٍ لَنا مُحَرَّمَةٌ إلّاتُربَةَ جَدِّی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام؛ فَإِنَّ اللّهَ تَعالی جَعَلَها شِفاءً لِشیعَتِنا وأولِیائِنا. (5)
3636.تهذیب الأحکام عن الحسن بن فضّال عن بعض أصحابه عن أحدهما علیهما السّلام :إنَّ اللّهَ تَعالی خَلَقَ آدَمَ مِنَ الطّینِ،فَحَرَّمَ الطّینَ عَلی وُلدِهِ.
قالَ:قُلتُ:فَما تَقولُ فی طینِ قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام؟
ص:325
قالَ:یَحرُمُ عَلَی النّاسِ أکلُ لُحومِهِم ویَحِلُّ لَهُم أکلُ لُحومِنا؟! ولکِنَّ الیَسیرَ مِنهُ مِثلُ الحِمَّصَةِ. (1)
3637.الکافی عن سعد بن سعد: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ علیه السّلام (2)عَنِ الطّینِ،فَقالَ:أکلُ الطّینِ حَرامٌ مِثلُ المَیتَةِ وَالدَّمِ ولَحمِ الخِنزیرِ،إلّاطینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَإِنَّ فیهِ شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ، وأمناً مِن کُلِّ خَوفٍ. (3)
3638.مصباح المتهجّد: خَرَجَ إلَی القاسِمِ بنِ العَلاءِ الهَمدانِیِّ وَکیلِ أبی مُحَمَّدٍ-الإمام العَسکَرِیِّ-علیه السّلام:إنَّ مَولانَا الحُسَینَ علیه السّلام وُلِدَ یَومَ الخَمیسِ لِثَلاثٍ خَلَونَ مِن شَعبانَ، فَصُمهُ وَادعُ فیهِ بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِحَقِّ المَولودِ فی هذَا الیَومِ...المُعَوَّضِ مِن قَتلِهِ أنَّ الأَئِمَّةَ مِن نَسلِهِ،وَالشِّفاءَ فی تُربَتِهِ. (4)
3639.المزار للمفید عن سلیمان البصری عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: لَو أنَّ مَریضاً مِنَ المُؤمِنینَ یَعرِفُ حَقَّ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام وحُرمَتَهُ ووِلایَتَهُ،اُخِذَ لَهُ مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام مِثلُ رَأسِ الأَنمُلَةِ کانَ لَهُ دَواءً. (5)
ص:326
3640.مصباح المتهجّد عن عبد اللّه بن سنان عن أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام: إذا تَناوَلَ أحَدُکُم مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ،فَلیَقُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِحَقِّ المَلَکِ الَّذی تَناوَلَ،وَالرَّسولِ الَّذی نُزِّلَ،وَالوَصِیِّ الَّذی ضُمِّنَ فیهِ،أن تَجعَلَهُ شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ.ویُسَمّی ذلِکَ الدّاءَ. (1)
3641.مصباح المتهجّد عن حنان بن سدیر عن أبیه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أکَلَ مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام غَیرَ مُستَشفٍ بِهِ فَکَأَنَّما أکَلَ مِن لُحومِنا،فَإِذا احتاجَ أحَدُکُم لِلأَکلِ مِنهُ لِیَستَشفِیَ بِهِ،فَلیَقُل:
«بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ التُّربَةِ المُبارَکَةِ الطّاهِرَةِ،ورَبَّ النّورِ الَّذی انزِلَ فیهِ،ورَبَّ الجَسَدِ الَّذی سَکَنَ فیهِ،ورَبَّ المَلائِکَةِ المُوَکَّلینَ بِهِ،اجعَلهُ لی شِفاءً مِن داءٍ کَذا وکَذا»،وَاجرَع مِنَ الماءِ جُرعَةً خَلفَهُ،وقُل:«اللّهُمَّ اجعَلهُ رِزقاً واسِعاً، وعِلماً نافِعاً،وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ»؛فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَدفَعُ عَنکَ بِها کُلَّ ما تَجِدُ مِنَ السُّقمِ وَالهَمِّ وَالغَمِّ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (2)
3642.کامل الزیارات عن مالک بن عطیّة عن أبیه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا أخَذتَ مِن تُربَةِ المَظلومِ ووَضَعتَها فی فیکَ،فَقُل:«اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِحَقِّ هذِهِ التُّربَةِ،وبِحَقِّ المَلَکِ
ص:327
الَّذی قَبَضَها،وَالنَّبِیِّ الَّذی حَضَنَها،وَالإِمامِ الَّذی حَلَّ فیها،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،و أن تَجعَلَ لی فیها شِفاءً نافِعاً،ورِزقاً واسِعاً،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ وداءٍ»؛فَإِنَّهُ إذا قالَ ذلِکَ وَهَبَ اللّهُ لَهُ العافِیَةَ وشَفاهُ. (1)
3643.مصباح المتهجّد عن یونس بن ظبیان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: طینُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ،فَإِذا أکَلتَ،فَقُل:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،اللّهُمَّ اجعَلهُ رِزقاً واسِعاً،وعِلماً نافِعاً،وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ رَبَّ التُّربَةِ المُبارَکَةِ،ورَبَّ الوَصِیِّ الَّذی وارَتهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل هذَا الطّینَ شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ. (2)
3644.مکارم الأخلاق عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنّ طینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام مُسکَةٌ مُبارَکَةٌ،مَن أکَلَهُ مِن شیعَتِنا کانَت لَهُ شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،ومَن أکَلَهُ مِن عَدُوِّنا ذابَ کَما تَذوبُ الأَلیَةُ.فَإِذا أکَلتَ مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فَقُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ المَلَکِ الَّذی قَبَضَها،وبِحَقِّ النَّبِیِّ الَّذی خَزَنَها،وبِحَقِّ الوَصِیِّ الَّذی هُوَ فیها،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،و أن تَجعَلَ لی فیهِ شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وعافِیَةً مِن کُلِّ بَلاءٍ،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ.
وتَقولُ أیضاً:
اللّهُمَّ إنّی أشهَدُ أنَّ هذِهِ التُّربَةَ الشَّریفَةَ تُربَةُ وَلِیِّکَ،وأشهَدُ أنَّها شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ،
ص:328
وأمانٌ مِن کُلِّ خَوفٍ لِمَن شِئتَ مِن خَلقِکَ،ولی بِرَحمَتِکَ،وأشهَدُ أنَّ کُلَّ ما قیلَ فیهِم وفیها فَهُوَ الحَقُّ مِن عِندِکَ،وصَدَقَ المُرسَلونَ. (1)
3645.الأمالی للطوسی عن زید أبی اسامة: کُنتُ فی جَماعَةٍ مِن عِصابَتِنا بِحَضرَةِ سَیِّدِنَا الصّادِقِ علیه السّلام،فَأَقبَلَ عَلَینا أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَقالَ:إنَّ اللّهَ تَعالی جَعَلَ تُربَةَ جَدِّیَ الحُسَینِ علیه السّلام شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ،فَإِذا تَناوَلَها أحَدُکُم فَلیُقَبِّلها وَلیَضَعها عَلی عَینَیهِ،وَلیُمِرَّها عَلی سائِرِ جَسَدِهِ،وَلیَقُل:«اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ التُّربَةِ، وبِحَقِّ مَن حَلَّ بِها وثوی فیها،وبِحَقِّ أبیهِ واُمِّهِ وأخیهِ وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ،وبِحَقِّ المَلائِکَةِ الحافّینَ بِهِ،إلّاجَعَلتَها شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وبُرءاً مِن کُلِّ مَرَضٍ،ونَجاةً مِن کُلِّ آفَةٍ،وحِرزاً (2)مِمّا أخافُ وأحذَرُ»،ثُمَّ یَستَعمِلُها.
قالَ أبو اسامَةَ:فَإِنِّی استَعمَلتُها مِن دَهرِیَ الأَطوَلِ کَما قالَ ووَصَفَ أبو عَبدِ اللّهِ، فَما رَأَیتُ بِحَمدِ اللّهِ مَکروهاً. (3)
3646.کامل الزیارات عن أبی حمزة الثمالی عن الصادق علیه السّلام: إذا أرَدتَ حَمَلَ الطّینِ-طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام-فَاقرَأ فاتِحَةَ الکِتابِ وَالمُعَوِّذَتَینِ و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،و«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»،ویس وآیَةَ الکُرسِیِّ،وتَقولُ:
اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبدِکَ وحَبیبِکَ ونَبِیِّکَ ورَسولِکَ وأمینِکَ،وبِحَقِّ أمیرِ المُؤمِنینَ
ص:329
عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ عَبدِکِ وأخی رَسولِکَ،وبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنتِ نَبِیِّکَ وزَوجَةِ وَلِیِّکَ، وبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَینِ،وبِحَقِّ الأَئِمَّةِ الرّاشِدینَ،وبِحَقِّ هذِهِ التُّربَةِ،وبِحَقِّ المَلَکِ المُوَکَّلِ بِها،وبِحَقِّ الوَصِیِّ الَّذی حَلَّ فیها،وبِحَقِّ الجَسَدِ الَّذی تَضَمَّنَت،وبِحَقِّ السِّبطِ الَّذی ضُمِّنَت،وبِحَقِّ جَمیعِ مَلائِکَتِکَ وأنبِیائِکَ ورُسُلِکَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل هذَا الطّینَ شِفاءً لی ولِمَن یَستَشفی بِهِ مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ ومَرَضٍ،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ.
اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ اجعَلهُ عِلماً نافِعاً،ورِزقاً واسِعاً،وشِفاءً مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ وآفَةٍ وعاهَةٍ،وجَمیعِ الأَوجاعِ کُلِّها،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
وتَقولُ:اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ التُّربَةِ المُبارَکَةِ المَیمونَةِ،وَالمَلَکِ الَّذی هَبَطَ بِها،وَالوَصِیِّ الَّذی هُوَ فیها،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وسَلِّم وَانفَعنی بِها،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)
3647.تهذیب الأحکام عن الحسن بن علیّ بن أبی المغیرة عن بعض أصحابنا: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:
إنّی رَجُلٌ کَثیرُ العِلَلِ وَالأَمراضِ وما تَرَکتُ دَواءً إلّاتَداوَیتُ بِهِ.
فَقالَ لی:وأینَ أنتَ عَن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟فَإِنَّ فیهِ الشِّفاءَ مِن کُلِّ داءٍ، وَالأَمنَ مِن کُلِّ خَوفٍ،فَقُل إذا أخَذتَهُ:اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ هذِهِ الطّینَةِ،وبِحَقِّ المَلَکِ الَّذی أخَذَها،وبِحَقِّ النَّبِیِّ الَّذی قَبَضَها،وبِحَقِّ الوَصِیِّ الَّذی حَلَّ فیها،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ،وَاجعَل فیها شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ.
ثُمَّ قالَ:أمَّا المَلَکُ الَّذی أخَذَها فَهُوَ جَبرَئیلُ علیه السّلام أراهَا النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله،فَقالَ:هذِهِ تُربَةُ ابنِکَ تَقتُلُهُ امَّتُکَ مِن بَعدِکَ.وَالنَّبِیُّ الَّذی قَبَضَها مُحَمَّدٌ صلّی اللّه علیه و آله.وَالوَصِیُّ الَّذی حَلَّ فیها فَهُوَ الحُسَینُ علیه السّلام سَیِّدُ شَبابِ الشُّهَداءِ.
ص:330
قُلتُ:قَد عَرَفتُ الشِّفاءَ مِن کُلِّ داءٍ،فَکَیفَ الأَمانُ مِن کُلِّ خَوفٍ؟
قالَ:إذا خِفتَ سُلطاناً أو غَیرَ ذلِکَ فَلا تَخرُج مِن مَنزِلِکَ إلّاومَعَکَ مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،وقُل إذا أخَذتَهُ:«اللّهُمَّ إنَّ هذِهِ طینَةُ قَبرِ الحُسَینِ وَلِیِّکَ وَابنِ وَلِیِّکَ، أخَذتُها حِرزاً لِما أخافُ وما لا أخافُ»،فَإِنَّهُ [قَد] (1)یَرِدُ عَلَیکَ ما لا تَخافُ.
قالَ الرَّجُلُ:فَأَخَذتُها کَما قالَ لی فَأَصَحَّ اللّهُ بَدَنی،وکانَ لی أماناً مِن کُلِّ خَوفٍ مِمّا خِفتُ وما لَم أخَف کَما قالَهُ.
قالَ:فَما رَأَیتُ بِحَمدِ اللّهِ بَعدَها مَکروهاً. (2)
3648.المزار للمفید: یُروی أنَّ رَجُلاً سَأَلَ الصّادِقَ علیه السّلام،فَقالَ:إنّی سَمِعتُکَ تَقولُ:إنَّ تُربَةَ الحُسَینِ علیه السّلام مِنَ الأَدوِیَةِ المُفرَدَةِ،وإنَّها لا تَمُرُّ بِداءٍ إلّاهَضَمَتهُ.
فَقالَ:قَد کانَ ذلِکَ-أو:قَد قُلتُ ذلِکَ-فَما بالُکَ؟
قالَ:إنّی تَناوَلتُها فَمَا انتَفَعتُ بِها !
قالَ:أما إنَّ لَها دُعاءً،فَمَن تَناوَلَها ولَم یَدعُ بِهِ وَاستَعمَلَها لَم یَکَد یَنتَفِعُ بِها.قالَ:
فَقالَ لَهُ:ما أقولُ إذا تَناوَلتُها؟
قالَ:تُقَبِّلُها قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وضَعها عَلی عَینَیکَ،ولا تَناوَل مِنها أکثَرَ مِن حِمَّصَةٍ؛ فَإِنَّ مَن تَناوَلَ مِنها أکثَرَ مِن ذلِکَ فَکَأَنَّما أکَلَ مِن لُحومِنا ودِمائِنا،فَإِذا تَناوَلتَ فَقُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ المَلَکِ الَّذی قَبَضَها،وأسأَ لُکَ بِحَقِّ النَّبِیِّ الَّذی خَزَنَها، وبِحَقِّ الوَصِیِّ الَّذی حَلَّ فیها،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،و أن تَجعَلَهُ شِفاءً
ص:331
مِن کُلِّ داءٍ،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ،وحِفظاً مِن کُلِّ سوءٍ.
فَإِذا قُلتَ ذلِکَ فَاستَدِرها فی شَیءٍ وَاقرَأ عَلَیها«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»،فَإِنَّ الدُّعاءَ الَّذی تَقَدَّمَ لِأَخذِها هُوَ الاِستِئذانُ عَلَیها،وقِراءَةُ«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ» خَتمُها. (1)
3649.الکافی عن علیّ بن محمّد رفعه: الخَتمُ عَلی طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام أن یُقرَأَ عَلَیهِ«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ».
ورُوِیَ:إذا أخَذتَهُ فَقُل:بِسمِ اللّهِ،اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ التُّربَةِ الطّاهِرَةِ،وبِحَقِّ البُقعَةِ الطَّیِّبَةِ،وبِحَقِّ الوَصِیِّ الَّذی تُواریهِ،وبِحَقِّ جَدِّهِ وأبیهِ،واُمِّهِ وأخیهِ،وَالمَلائِکَةِ الَّذینَ یَحُفّونَ بِهِ،وَالمَلائِکَةِ العُکوفِ (2)عَلی قَبرِ وَلِیِّکَ،یَنتَظِرونَ نَصرَهُ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم أجمَعینَ،اجعَل لی فیهِ شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ،وعِزّاً مِن کُلِّ ذُلٍّ، وأوسِع بِهِ عَلَیَّ فی رِزقی،وأصِحَّ بِهِ جِسمی. (3)
3650.الکافی عن ابن أبی یعفور: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:یَأخُذُ الإِنسانُ مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فَیَنتَفِعُ بِهِ،ویَأخُذُ غَیرُهُ ولا یَنتَفِعُ بِهِ !
ص:332
فَقالَ:لا وَاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،ما یَأخُذُهُ أحَدٌ وهُوَ یَری أنَّ اللّهَ یَنفَعُهُ بِهِ إلّا نَفَعَهُ بِهِ. (1)
3651.کامل الزیارات عن أبی یحیی الواسطی عن رجل عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: الطّینُ کُلُّهُ حَرامٌ کَلَحمِ الخِنزیرِ،ومَن أکَلَهُ ثُمَّ ماتَ مِنهُ لَم اصَلِّ عَلَیهِ،إلّاطینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَإِنَّ فیهِ شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،ومَن أکَلَهُ بِشَهوَةٍ لَم یَکُن فیهِ شِفاءٌ. (2)
3652.کامل الزیارات عن محمّد بن مسلم: خَرَجتُ إلَی المَدینَةِ وأنَا وَجِعٌ،فَقیلَ لَهُ [أی لِلإِمامِ الباقِرِ علیه السّلام ]:مُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ وَجِعٌ،فَأَرسَلَ إلَیَّ أبو جَعفَرٍ علیه السّلام شَراباً مَعَ غُلامٍ مُغَطّیً بِمِندیلٍ،فَناوَلَنیهِ الغُلامُ وقالَ لی:اِشرَبهُ فَإِنَّهُ قَد أمَرَنی ألّا أبرَحَ حَتّی تَشرَبَهُ.
فَتَناوَلتُهُ فَإِذا رائِحَةُ المِسکِ مِنهُ،وإذا بِشَرابٍ طَیِّبِ الطَّعمِ بارِدٍ.
فَلَمّا شَرِبتُهُ قالَ لِیَ الغُلامُ:یَقولُ لَکَ مَولایَ:إذا شَرِبتَهُ فَتَعالَ.فَفَکَّرتُ فیما قالَ
ص:333
لی،وما أقدِرُ عَلَی النُّهوضِ قَبلَ ذلِکَ عَلی رِجلی فَلَمَّا استَقَرَّ الشَّرابُ فی جَوفی فَکَأَنَّما نُشِطتُ مِن عِقالٍ (1)،فَأَتَیتُ بابَهُ فَاستَأذَنتُ عَلَیهِ،فَصَوَّتَ بی:صَحَّ الجِسمُ، ادخُل،فَدَخَلتُ عَلَیهِ وأنَا باکٍ،فَسَلَّمتُ عَلَیهِ وقَبَّلتُ یَدَهُ ورَأسَهُ.
فَقالَ لی:وما یُبکیکَ یا مُحَمَّدُ؟
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! أبکی عَلَی اغتِرابی،وبُعدِ الشُّقَّةِ،وقِلَّةِ القُدرَةِ عَلَی المُقامِ عِندَکَ أنظُرُ إلَیکَ.
فَقالَ لی:أمّا قِلَّةُ القُدرَةِ فَکَذلِکَ جَعَلَ اللّهُ أولِیاءَنا وأهلَ مَوَدَّتِنا وجَعَلَ البَلاءَ إلَیهِم سَریعاً،وأمّا ما ذَکَرتَ مِنَ الغُربَةِ فَإِنَّ المُؤمِنَ فی هذِهِ الدُّنیا غَریبٌ،وفی هذَا الخَلقِ المَنکوسِ حَتّی یَخرُجَ مِن هذِهِ الدّارِ إلی رَحمَةِ اللّهِ،وأمّا ما ذَکَرتَ مِن بُعدِ الشُّقَّةِ فَلَکَ بِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام اسوَةٌ بِأَرضٍ نائِیَةٍ عَنّا بِالفُراتِ،وأمّا ما ذَکَرتَ مِن حُبِّکَ قُربَنا وَالنَّظَرَ إلَینا،وأنَّکَ لا تَقدِرُ عَلی ذلِکَ،فَاللّهُ یَعلَمُ ما فی قَلبِکَ وجَزاؤُکَ عَلَیهِ.
ثُمَّ قالَ لی:هَل تَأتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟قُلتُ:نَعَم عَلی خَوفٍ ووَجَلٍ.
فَقالَ:ما کانَ فی هذا أشَدَّ فَالثَّوابُ فیهِ عَلی قَدرِ الخَوفِ،ومَن خافَ فی إتیانِهِ آمَنَ اللّهُ رَوعَتَهُ یَومَ یَقومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمینَ،وَانصَرَفَ بِالمَغفِرَةِ،وسَلَّمَت عَلَیهِ المَلائِکَةُ،وزارَهُ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله وما یَصنَعُ (2)ودَعا لَهُ،وَانقَلَبَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللّهِ وفَضلٍ لَم یَمسَسهُ سوءٌ،وَاتَّبَعَ رِضوانَ اللّهِ.
ثُمَّ قالَ لی:کَیفَ وَجَدتَ الشَّرابَ؟
فَقُلتُ:أشهَدُ أنَّکُم أهلُ بَیتِ الرَّحمَةِ،وأنَّکَ وَصِیُّ الأَوصِیاءِ،ولَقَد أتانِی الغُلامُ بِما بَعَثتَهُ وما أقدِرُ عَلی أن أستَقِلَّ عَلی قَدَمَیَّ،ولَقَد کُنتُ آیِساً مِن نَفسی،فَناوَلَنِی
ص:334
الشَّرابَ فَشَرِبتُهُ فَما وَجَدتُ مِثلَ ریحِهِ،ولا أطیَبَ مِن ذَوقِهِ ولا طَعمِهِ ولا أبرَدَ مِنهُ، فَلَمّا شَرِبتُهُ قالَ لِیَ الغُلامُ:إنَّهُ أمَرَنی أن أقولَ لَکَ إذا شَرِبتَهُ فَأَقبِل إلَیَّ،وقَد عَلِمتُ شِدَّةَ ما بی،فَقُلتُ لَأَذهَبَنَّ إلَیهِ ولَو ذَهَبَت نَفسی،فَأَقبَلتُ إلَیکَ فَکَأَنّی نُشِطتُ مِن عِقالٍ ! فَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَکُم رَحمَةً لِشیعَتِکُم.
فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ الشَّرابَ الَّذی شَرِبتَهُ فیهِ مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،وهُوَ أفضَلُ ما أستَشفی بِهِ،فَلا تَعدِل بِهِ،فَإِنّا نَسقیهِ صِبیانَنا ونِساءَنا فَنَری فیهِ کُلَّ خَیرٍ.
فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! إنّا لَنَأخُذُ مِنهُ ونَستَشفی بِهِ.
فَقالَ:یَأخُذُهُ الرَّجُلُ فَیُخرِجُهُ مِنَ الحائِرِ وقَد أظهَرَهُ،فَلا یَمُرُّ بِأَحَدٍ مِنَ الجِنِّ بِهِ عاهَةٌ ولا دابَّةٍ ولا شَیءٍ بِهِ آفَةٌ إلّاشَمَّهُ،فَتَذهَبُ بَرَکَتُهُ فَیَصیرُ بَرَکَتُهُ لِغَیرِهِ،وهذَا الَّذی نَتَعالَجُ بِهِ لَیسَ هکَذا،ولَولا ما ذَکَرتُ لَکَ ما تَمَسَّحَ بِهِ شَیءٌ ولا شَرِبَ مِنهُ شَیءٌ إلّاأفاقَ مِن ساعَتِهِ،وما هُوَ إلّاکَالحَجَرِ الأَسوَدِ أتاهُ أصحابُ العاهاتِ وَالکُفرِ وَالجاهِلِیَّةِ وکانَ لا یَتَمَسَّحُ بِهِ أحَدٌ إلّاأفاقَ،وکانَ کَأَبیَضِ یاقوتَةٍ،فَاسوَدَّ حَتّی صارَ إلی ما رَأَیتَ.
فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! وکَیفَ أصنَعُ بِهِ؟
فَقالَ:أنتَ تَصنَعُ بِهِ مَعَ إظهارِکَ إیّاهُ ما یَصنَعُ غَیرُکَ،تَستَخِفُّ بِهِ فَتَطرَحُهُ فی خُرجِکَ وفی أشیاءَ دَنِسَةٍ فَیَذهَبُ ما فیهِ مِمّا تُریدُهُ لَهُ.
فَقُلتُ:صَدَقتَ جُعِلتُ فِداکَ !
قالَ:لَیسَ یَأخُذُهُ أحَدٌ إلّاوهُوَ جاهِلٌ بِأَخذِهِ،ولا یَکادُ یَسلَمُ بِالنّاسِ.
فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،وکَیفَ لی أن آخُذَهُ کَما تَأخُذُهُ؟
فَقالَ لی:اُعطیکَ مِنهُ شَیئاً؟فَقُلتُ:نَعَم.
قالَ:إذا أخَذتَهُ فَکَیفَ تَصنَعُ بِهِ؟فَقُلتُ:أذهَبُ بِهِ مَعی.
ص:335
فَقالَ:فی أیِّ شَیءٍ تَجعَلُهُ؟فَقُلتُ:فی ثِیابی.
قالَ:فَقَد رَجَعتَ إلی ما کُنتَ تَصنَعُ،اِشرَب عِندَنا مِنهُ حاجَتَکَ ولاتَحمِلهُ؛فَإِنَّهُ لا یَسلَمُ لَکَ.
فَسَقانی مِنهُ مَرَّتَینِ،فَما أعلَمُ أنّی وَجَدتُ شیئاً مِمّا کُنتُ أجِدُ،حَتَّی انصَرَفتُ. (1)
3653.المزار الکبیر عن جابر بن یزید الجعفی: دَخَلتُ عَلی مَولانا أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الباقِرِ علیه السّلام،فَشَکَوتُ إلَیهِ عِلَّتَینِ مُتَضادَّتَینِ بی،إذا داوَیتُ أحَدَهُمَا انتَقَضَتِ الاُخری، وکانَ بی وَجَعُ الظَّهرِ ووَجَعُ الجَوفِ.
فَقالَ لی:عَلَیکَ بِتُربَةِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام.
فَقُلتُ:کَثیراً مَا استَعمَلتُها ولا تُنجِحُ فِیَّ !
قالَ جابِرٌ:فَتَبَیَّنتُ فی وَجهِ سَیِّدی ومَولایَ الغَضَبَ،فَقُلتُ:یا مَولایَ،أعوذُ بِاللّهِ مِن سَخَطِکَ !
وقامَ فَدَخَلَ الدّارَ وهُوَ مُغضَبٌ،فَأَتی بِوَزنِ حَبَّةٍ فی کَفِّهِ فَناوَلَنی إیّاها،ثُمَّ قالَ لی:استَعمِل هذِهِ یا جابِرُ.
فَاستَعمَلتُها فَعوفیتُ لِوَقتی،فَقُلتُ:یا مَولایَ ما هذِهِ الَّتِی استَعمَلتُها فَعوفیتُ لِوَقتی؟
فَقالَ:هذِهِ الَّتی ذَکَرتَ أنَّها لَم تُنجِح فیکَ شَیئاً !
فَقُلتُ:وَاللّهِ یا مَولایَ ما کَذَبتُ فیها،ولکِن قُلتُ:لَعَلَّ عِندَکَ عِلماً فَأَتَعَلَّمَهُ مِنکَ
ص:336
فَیَکونَ أحَبَّ إلَیَّ مِمّا طَلَعَت عَلَیهِ الشَّمسُ.
فَقالَ لی:إذا أرَدتَ أن تَأخُذَ مِنَ التُّربَةِ فَتَعَمَّد لَها آخِرَ اللَّیلِ،وَاغتَسِل لَها بِماءِ القِراحِ،وَالبَس أطهَرَ أطمارِکَ (1)،وتَطَیَّب بِسُعدٍ (2)،وَادخُل فَقِف عِندَ الرَّأسِ،فَصَلِّ أربَعَ رَکَعاتٍ،تَقرَأُ فِی الأُولَی الحَمدَ وإحدی عَشرَةَ مَرَّةً«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،وفِی الثّانِیَةِ الحَمدَ مَرَّةً وإحدی عَشرَةَ مَرَّةً«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»،وتَقنُتُ،فَتَقولُ فی قُنوتِکَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ حَقّاً حَقّاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ عُبودِیَّةً ورِقّاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ،أنجَزَ وَعدَهُ،ونَصَرَ عَبدَهُ،وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ،سُبحانَ اللّهِ مالِکِ السَّماواتِ وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ،سُبحانَ اللّهِ ذِی العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ».
ثُمَّ تَرکَعُ وتَسجُدُ وتُصَلّی رَکعَتَینِ اخراوَینِ،تَقرَأُ فی الاُولَی الحَمدَ وإحدی عَشرَةَ مَرَّةً «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» ،وفِی الثّانِیَةِ الحَمدَ وإحدی عَشرَةَ مَرَّةً «إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ» ،وتَقنُتُ کَما قَنَتَّ فِی الاُولَیَینِ،ثُمَّ تَسجُدُ سَجدَةَ الشُّکرِ،وتَقولُ ألفَ مَرَّةٍ:
«شُکراً»،ثُمَّ تَقومُ وتَتَعَلَّقُ بِالتُّربَةِ،وتَقولُ:یا مَولایَ یَا بنَ رَسولِ اللّهِ،إنّی آخُذُ مِن تُربَتِکَ بِإِذنِکَ،اللّهُمَّ فَاجعَلها شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وعِزّاً مِن کُلِّ ذُلٍّ،وأمناً مِن کُلِّ خَوفٍ،وغِنیً مِن کُلِّ فَقرٍ لی ولِجَمیعِ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وتَأخُذُ بِثَلاثِ أصابِعَ ثَلاثَ مَرّاتٍ وتَدَعُها فی خِرقَةٍ نَظیفَةٍ أو قارورَةِ زُجاجٍ،وتَختِمُها بِخاتَمِ عَقیقٍ،عَلَیهِ:«ما شاءَ اللّهُ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،أستَغفِرُ اللّهَ»،فَإِذا عَلِمَ اللّهُ مِنکَ صِدقَ النِّیَّةِ لَم یَصعَد مَعَکَ فِی الثَّلاثِ قَبَضاتٍ إلّاسَبعَةُ مَثاقیلَ،وتَرفَعُها لِکُلِّ عِلَّةٍ فَإِنَّها
ص:337
تَکونُ مِثلَ ما رَأَیتَ. (1)
3654.الأمالی للشجری عن جعفر الخلدی: کانَ بی جَرَبٌ عَظیمٌ،فَتَمَسَّحتُ بِتُرابِ قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام.قالَ:فَغَفَوتُ وَانتَبَهتُ فَلَیسَ عَلَیَّ مِنهُ شَیءٌ. (2)
ص:338
3655.الأمالی للطوسی عن زید أبی اسامة عن الصادق أبی عبد اللّه علیه السّلام: إنَّ اللّهَ تَعالی جَعَلَ تُربَةَ جَدِّی الحُسَینِ علیه السّلام شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ،وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ. (1)
3656.تهذیب الأحکام عن محمّد بن عیسی الیقطینی: بَعَثَ إلَیَّ أبُو الحَسَنِ الرِّضا علیه السّلام رِزَمَ ثِیابٍ وغِلماناً،وحَجَّةً لی وحَجَّةً لِأَخی موسَی بنِ عُبَیدٍ وحَجَّةً لِیونُسَ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ، فَأَمَرَنا أن نَحُجَّ عَنهُ،فَکانَت بَینَنا مِئَةُ دینارٍ أثلاثاً فیما بَینَنا،فَلَمّا أرَدتُ أن اعَبِّیَ الثِّیابَ رَأَیتُ فی أضعافِ الثِّیابِ طیناً.
فَقُلتُ لِلرَّسولِ:ما هذا؟فَقالَ:لَیسَ یُوَجِّهُ بِمَتاعٍ إلّاجَعَلَ فیهِ طیناً مِن قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
ثُمَّ قالَ الرَّسولُ:قالَ أبُو الحَسَنِ علیه السّلام:هُوَ أمانٌ بِإِذنِ اللّهِ،وأمَرَنا بِالمالِ بِاُمورٍ مِن
ص:339
صِلَةِ أهلِ بَیتِهِ وقَومٍ مَحاویجَ لا یُؤبَهُ (1)لَهُم. (2)
3657.المزار للمفید عن محمّد بن عیسی عن رجل: بَعَثَ إلَیَّ أبُو الحَسَنِ الرِّضا علیه السّلام مِن خُراسانَ رِزَمَ ثِیابٍ وکانَ بَینَ ذلِکَ طینٌ،فَقُلتُ لِلرَّسولِ:ما هذا؟قالَ:طینُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،ما کانَ یُوَجِّهُ شَیئاً مِنَ الثِّیابِ ولا غَیرِهِ إلّاویَجعَلُ فیهِ الطّینَ،ویَقولُ:هُوَ أمانٌ بِإِذنِ اللّهِ تَعالی. (3)
3658.الأمان: لَمّا وَرَدَ الصّادِقُ علیه السّلام إلَی العِراقِ اجتَمَعَ النّاسُ إلَیهِ،فَقالوا:یا مَولانا تُربَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ،فَهَل هِیَ أمانٌ مِن کُلِّ خَوفٍ؟
فَقالَ:نَعَم،إذا أرادَ أحَدُکُم أن یَکونَ آمِناً مِن کُلِّ خَوفٍ،فَلیَأخُذِ السُّبحَةَ مِن تُربَتِهِ علیه السّلام ویَدعو بِدُعاءِ لَیلَةِ المَبیتِ عَلَی الفِراشِ ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ یُقَبِّلُها ویَضَعُها عَلی عَینِهِ ویَقولُ:اللّهُمَّ إنّی أسأَلُکَ بِحَقِّ هذِهِ التُّربَةِ وبِحَقِّ صاحِبِها،وبِحَقِّ جَدِّهِ،وبِحَقِّ أبیهِ،وبِحَقِّ امِّهِ،وبِحَقِّ أخیهِ،وبِحَقِّ وُلدِهِ الطّاهِرینَ،اجعَلها شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ، وأماناً مِن کُلِّ خَوفٍ،وحِفظاً مِن کُلِّ سوءٍ،ثُمَّ یَضَعُها فی جَیبِهِ،فَإِن فَعَلَ ذلِکَ فِی الغَداةِ فَلا یَزالُ فی أمانِ اللّهِ حَتَّی العِشاءِ،وإن فَعَلَ ذلِکَ فِی العِشاءِ فَلا یَزالُ فی أمانِ اللّهِ حَتَّی الغَداةِ. (4)
3659.کتاب من لا یحضره الفقیه عن الصادق علیه السّلام: السُّجودُ عَلی طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام یُنَوِّرُ إلَی
ص:340
الأَرضِ السّابِعَةِ. (1)
3660.مصباح المتهجّد عن معاویة بن عمّار: کانَ لِأَبی عَبدِ اللّهِ [الصّادِقِ] علیه السّلام خَریطَةُ (2)دیباجٍ (3)صَفراءُ فیها تُربَةُ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام،فَکانَ إذا حَضَرَتهُ الصَّلاةُ صَبَّهُ عَلی سَجّادَتِهِ وسَجَدَ عَلَیهِ.ثُمَّ قالَ علیه السّلام:السُّجودُ عَلی تُربَةِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَخرِقُ (4)الحُجُبَ السَّبعَ. (5)
3661.إرشاد القلوب: کانَ الصّادِقُ علیه السّلام لا یَسجُدُ إلّاعَلی تُرابٍ مِن تُربَةِ الحُسَینِ علیه السّلام تَذَلُّلاً للّهِ ِ تَعالی،وَاستِکانَةً إلَیهِ. (6)
3662.مکارم الأخلاق -فی فَضلِ المِسبَحَةِ مِن تُربَةِ الحُسَینِ علیه السّلام-:رُوِی عَنِ الصّادِقِ علیه السّلام:مَن أدارَها مَرَّةً واحِدَةً بِالاِستِغفارِ أو غَیرِهِ،کُتِبَ لَهُ سَبعینَ مَرَّةً،وإنَّ السُّجودَ عَلَیها یَخرِقُ الحُجُبَ السَّبَع. (7)
3663.الاحتجاج -فی ذِکرِ أسئِلَةِ الحِمیَرِیِّ لِلإِمامِ الحُجَّةِ علیه السّلام-:وسَأَلَ عَنِ السَّجدَةِ عَلی لَوحٍ مِن طینِ القَبرِ،وهَل فیهِ فَضلٌ؟فَأَجابَ:یَجوزُ ذلِکَ،وفیهِ الفَضلُ. (8)
3664.المزار الکبیر عن محمّد الثقفی عن الصادق جعفر بن محمّد علیه السّلام: إنَّ فاطِمَةَ بِنتَ رَسولِ اللّهِ
ص:341
صَلَّی اللّهُ عَلَیهِما کانَت سُبحَتُها مِن خَیطِ صوفٍ مُفَتَّلٍ مَعقودٍ عَلَیهِ عَدَدَ التَّکبیراتِ، وکانَت علیها السّلام تُدیرُها بِیَدِها تُکَبِّرُ وتُسَبِّحُ،حَتّی قُتِلَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ،فَاستَعمَلَت تُربَتَهُ وعَمِلَتِ التَّسابیحَ فَاستَعمَلَهَا النّاسُ،فَلَمّا قُتِلَ الحُسَینُ-عَلَیهِ السَّلامُ وجَدَّدَ عَلی قاتِلِهِ العَذابَ-عُدِلَ بِالأَمرِ إلَیهِ؛فَاستَعمَلوا تُربَتَهُ لِما فیها مِنَ الفَضلِ وَالمَزِیَّةِ. (1)
3665.کتاب من لا یحضره الفقیه عن الصادق علیه السّلام: مَن کانَ مَعَهُ سُبحَةٌ مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام، کُتِبَ مُسَبِّحاً وإن لَم یُسَبِّح بِها. (2)
3666.المزار للمفید: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السّلام:مَن أدارَ الحُجَیرَ مِن تُربَةِ الحُسَینِ علیه السّلام فَاستَغفَرَ بِهِ مَرَّةً واحِدَةً،کُتِبَ لَهُ بِالواحِدَةِ سَبعونَ مَرَّةً،وإن أمسَکَ السُّبحَةَ فی یَدِهِ ولَم یُسَبِّح بِها فَفی کُلِّ حَبَّةٍ سَبعُ مَرّاتٍ. (3)
3667.المزار للمفید عن کتاب الحسن بن محبوب: إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام سُئِلَ عَنِ استِعمالِ التُّربَتَینِ مِن طینِ قَبرِ حَمزَةَ وقَبرِ الحُسَینِ علیهما السّلام وَالتَّفاضُلِ بَینَهُما؟
فَقالَ علیه السّلام:المِسبَحَةُ الَّتی مِن طینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام تُسَبِّحُ بِیَدِ الرَّجُلِ مِن غَیرِ أن یُسَبِّحَ.
قالَ:وقالَ:رَأَیتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وفی یَدِهِ السُّبحَةُ مِنها،فَقیلَ لَهُ فی ذلِکَ،فَقالَ:
ص:342
أما إنَّها أعوَدُ عَلَیَّ-أو قالَ:أخَفُّ عَلَیَّ-.
ورُوِیَ:أنَّ الحورَ العینَ إذا أبصَرنَ واحِداً مِنَ الأَملاکِ یَهبِطُ إلَی الأَرضِ لِأَمرٍ ما، یَستَهدینَ التَّسبیحَ وَالتُّربَةَ مِن قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام. (1)
3668.تهذیب الأحکام عن الحسن بن علیّ بن شعیب الصایغ المعروف بأبی صالح یرفعه إلی بعض أصحاب أبی الحسن موسی بن جعفر [الکاظم] علیه السّلام،قال: دَخَلتُ إلَیهِ،فَقالَ:لا تَستَغنی شیعَتُنا عَن أربَعٍ:خُمرَةٍ (2)یُصَلّی عَلَیها،وخاتَمٍ یَتَخَتَّمُ بِهِ،وسِواکٍ یَستاکُ بِهِ،وسُبحَةٍ مِن طینِ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فیها ثَلاثٌ وثَلاثونَ حَبَّةً،مَتی قَلَّبَها ذاکِراً للّهِ ِ کُتِبَ لَهُ بِکُلِّ حَبَّةٍ أربَعونَ حَسَنَةً،وإذا قَلَّبَها ساهِیاً یَعبَثُ بِها کُتِبَ لَهُ عِشرونَ حَسَنَةً. (3)
3669.المزار للمفید عن أبی القاسم محمّد بن علیّ عن أبی الحسن الرضا علیه السّلام: مَن أدارَ الحُجَیرَ مِنَ التُّربَةِ وقالَ:«سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ»مَعَ کُلِّ حَبَّةٍ مِنها،کُتِبَ لَهُ بِها سِتَّةُ آلافِ حَسَنَةٍ،ومُحِیَ عَنهُ سِتَّةُ آلافِ سَیِّئَةٍ،ورُفِعَ لَهُ سِتَّةُ آلافِ دَرَجَةٍ، واُثبِتَ لَهُ مِنَ الشَّفاعَةِ مِثلُها. (4)
3670.تهذیب الأحکام عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحمیری: کَتَبتُ إلَی الفَقیهِ [أیِ الإِمامِ المَهدِیِّ] علیه السّلام أسأَ لُهُ:هَل یَجوزُ أن یُسَبِّحَ الرَّجُلُ بِطینِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟وهَل فیهِ فَضلٌ؟
ص:343
فَأَجابَ-وقَرَأتُ التَّوقیعَ ومِنهُ نَسَختُ-:یُسَبِّحُ بِهِ؛فَما فی شَیءٍ مِنَ التَّسبیحِ أفضَلُ مِنهُ،ومِن فَضلِهِ أنَّ المُسَبِّحَ یَنسَی التَّسبیحَ ویُدیرُ السُّبحَةَ،فَیُکتَبُ لَهُ ذلِکَ التَّسبیحُ. (1)
3671.بحار الأنوار: وَجَدتُ بِخَطِّ الشَّیخِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الجُباعِیِّ جَدِّ الشَّیخِ البَهائِیِّ قَدَّسَ اللّهُ روحَهُما،نَقلاً مِن خَطِّ الشَّهیدِ رَفَعَ اللّهُ دَرَجَتَهُ،نَقلاً مِن مَزارٍ بِخَطِّ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَینِ بنِ مَعِیَّةَ،قالَ:
رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السّلام أنَّهُ قالَ:مَنِ اتَّخَذَ سُبحَةً مِن تُربَةِ الحُسَینِ علیه السّلام،إن سَبَّحَ بِها، وإلّا سَبَّحَت فی کَفِّهِ،وإذا حَرَّکَها وهُوَ ساهٍ کُتِبَ لَهُ تَسبیحَةٌ،وإذا حَرَّکَها وهُوَ ذاکِرُ اللّهِ تَعالی کُتِبَ لَهُ أربَعینَ تَسبیحَةً. (2)
3673.روضة الواعظین عن الصادق علیه السّلام: حَنِّکوا أولادَکُم بِتُربَةِ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَإِنَّها أمانٌ مِن کُلِّ داءٍ. (1)
3674.تهذیب الأحکام عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحمیری: کَتَبتُ إلَی الفَقیهِ [الإِمامِ المَهدِیِّ] علیه السّلام أسأَ لُهُ عَن طینِ القَبرِ یوضَعُ مَعَ المَیِّتِ فی قَبرِهِ،هَل یَجوزُ ذلِکَ أم لا؟
فَأَجابَ-وقَرَأتُ التَّوقیعَ ومِنهُ نَسَختُ-:یوضَعُ مَعَ المَیِّتِ فی قَبرِهِ،ویُخلَطُ بِحَنوطِهِ (2)إن شاءَ اللّهُ. (3)
3675.مصباح المتهجّد عن جعفر بن عیسی عن أبی الحسن [الکاظم] علیه السّلام: ما عَلی أحَدِکُم إذا دَفَنَ المَیِّتَ ووَسَّدَهُ التُّرابَ،أن یَضَعَ مُقابِلَ وَجهِهِ لَبِنَةً مِنَ الطّینِ (4)ولا یَضَعُها تَحتَ رَأسِهِ. (5)
3676.منتهی المطلب: یُستَحَبُّ أن یَجعَلَ مَعَهُ [أی مَعَ المَیِّتِ] شَیئاً مِن تُربَةِ الحُسَینِ علیه السّلام طَلَباً لِلبَرَکَةِ وَالاِحتِرازِ مِنَ العَذابِ وَالسِّترِ مِنَ العِقابِ.
فَقَد رُوِیَ أنَّ امرَأَةً کانَت تَزنی وتَضَعُ أولادَها فَتُحرِقُهُم بِالنّارِ خَوفاً مِن أهلِها، ولَم یَعلَم بِهِ غَیرُ امِّها،فَلَمّا ماتَت دُفِنَت فَانکَشَفَ التُّرابُ عَنها ولَم تَقبَلهَا الأَرضُ، فَنُقِلَت عَن ذلِکَ المَوضِعِ إلی غَیرِهِ فَجَری لَها ذلِکَ،فَجاءَ أهلُها إلَی الصّادِقِ علیه السّلام
ص:345
وحَکَوا لَهُ القِصَّةَ،فَقالَ لِاُمِّها:ما کانَت تَصنَعُ هذِهِ فی حَیاتِها مِنَ المَعاصی؟ فَأَخبَرَتهُ بِباطِنِ أمرِها.
فَقالَ علیه السّلام:إنَّ الأَرضَ لا تَقبَلُ هذِهِ،لِأَنَّها کانَت تُعَذِّبُ خَلقَ اللّهِ بِعَذابِ اللّهِ،اِجعَلوا فی قَبرِها شَیئاً مِن تُربَةِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَفُعِلَ ذلِکَ فَسَتَرَهَا اللّهُ تَعالی. (1)
ص:346
ذُکرت فی روایات هذا الفصل آثار وبرکات مختلفة لتربة سیّد الشهداء علیه السّلام،مثل:
الاستشفاء بها،وفضل السجود علیها،وحملها والتبرّک بها فی الحیاة وبعد الممات، وتحنیک الطفل بها.
ومن الواضح أنّه لا یوجد أیّ مانع من الناحیة العقلیّة فی أن یرتّب اللّه تعالی- استناداً إلی حکمته البالغة-آثار البرکات التی سبقت الإشارة إلیها علی تربته علیه السّلام.
ولکن هناک تساؤلاتٌ یجب الإجابة علیها فیما یتعلّق بثبوت هذه البرکات،مثل:
هل یمکن القطع بصدور الروایات الدالّة علی ذلک؟ولماذا لا تتمتّع تربة سائر أهل البیت بهذه البرکات؟ماهو حدّ البقعة التی تتمتّع بالآثار المذکورة؟و هل الاستشفاء بتربة الإمام الحسین علیه السّلام مطلق،أم له شروط وموانع؟
رغم أنّ أسناد بعض الروایات الدالّة علی البرکات المذکورة لتربة سیّد الشهداء ضعیفة،إلّاأنّ بینها ما هو صحیح ومعتبر أیضاً.وعلی الرغم من أنّ أکل التراب ممنوع ومحرّم فی الإسلام،إلّاأنّ فقهاء الإمامیّة یتّفقون علی أنّ أکل تربة الإمام الحسین علیه السّلام بمقدار الحمّصة جائز إذا کان للاستشفاء،بل یقول بعض الفقهاء:إنّ
ص:347
الروایات فی هذا المجال تبلغ حدّ التواتر. (1)
بالإضافة إلی ذلک،فإنّ شفاء الکثیر من المرضی طیلة القرون السالفة بعد حادثة کربلاء ببرکة تربة الإمام الحسین علیه السّلام،دلیل واضح علی صحّة هذه الروایات.
وهنا سؤال آخر یطرح نفسه،وهو:ما هی حکمة اختصاص هذه البرکات بتربة سیّد الشهداء؟ولماذا لا تتمتّع تربة قبور سائر أهل البیت بهذه الخصوصیّات؟
یمکن القول إنّ نفس الحکمة التی ذُکرت فیما یتعلّق بفضائل زیارة الإمام الحسین علیه السّلام وإقامة العزاء والبکاء لمصائبه علیه السّلام،تجری هنا أیضاً وبصورة إجمالیة،فإنّ حکمة الفضائل والبرکات التی ذُکرت لتربة سیّد الشهداء فی الروایات،هی عبارة عن إحیاء روح طلب الشهادة والإیثار فی طریق محاربة الجهل والظلم والاُمور المنافیة للقیم الإسلامیّة فی المجتمع،وتهیئة الأرضیّة لحکومة الإسلام العالمیّة بقیادة أهل البیت علیهم السّلام.
أنّه فرسخ فی فرسخ، (1)وحدّده رابع بخمسة فراسخ فی خمسة فراسخ (2).
المجموعة الثانیة:الروایات التی ذکرت حدّ التربة التی یُستشفی بها علی اختلافها فی ذلک:ففی بعضها 70 ذراعاً، (3)وفی آخر سبعون باعاً، (4)وفی ثالث عشرة أمیال، (5)وفی رابع أربعة أمیال، (6)وفی خامس میل واحد، (7)وغیر ذلک. (8)
المجموعة الثالثة:الروایة الدالّة علی أنّ فوق رأس الحسین علیه السّلام تربة حمراء هی علاج کلّ مرض،سوی الموت. (9)
المجموعة الرابعة:الروایات الدالّة علی الاستشفاء بتربة قبر سیّد الشهداء بشکل مطلق ومن دون تحدید بأیّ قید أو شرط.
وفی مقام الجمع بین هذه الروایات یمکن القول إنّه توجد بین روایات المجموعة الاُولی روایتان معتبرتان من حیث السند،تدلّ إحداهما علی أنّه 20 ذراعاً فی 20 ذراعاً،والاُخری علی 25 ذراعاً فی 25 ذراعاً،ولکن لم ترد الإشارة فی شیء منهما إلی الاستشفاء بها.
ص:349
وأمّا روایات المجموعة الثانیة فلا شیء منها یتمتّع بالاعتبار من حیث السند، کما أنّ سند الروایة الدالّة علی الاستشفاء بالتربة الواقعة فوق رأسه،ضعیف.
وبناءً علی ذلک فإنّ الروایات التی تتمتّع بالاعتبار اللّازم،هی خصوص الروایات التی تدلّ علی الاستشفاء بتربة قبره علیه السّلام بشکل مطلق،وکما قال الفقهاء العظام،فإنّ هذه الروایات تحمل علی القدر المتیقّن به من المصادیق العرفیّة،ولا یستبعد أن یکون القدر المتیقّن به عرفاً هو 25 ذراعاً کما جاء فی الروایة المعتبرة، وأمّا الاستشفاء بالتربة خارج هذا الحدّ،فاللّازم حلّ التربة فی الماء والاستشفاء بماء التربة.
جمیع الروایات التی أوصت بالانتفاع بتربة الإمام الحسین علیه السّلام لغیر الاستشفاء مثل السجود علیها والتبرّک بها،لم تعتبر تربة کربلاء ذات فضیلة وبرکة بشکل مطلق،بل نسبت الفضیلة إلی طین قبر الإمام أو تربته.ولذلک یمکن القول بأنّ المصداق العرفی لتربة الإمام ضروریّ فی تعیین حدّ تربته لغیر الاستشفاء أیضاً.ولکن نظراً إلی أنّ استخدام عامّة الناس للحدّ العرفی لتربة قبر الإمام متعذّر،فإنّ العمل بالروایات المذکورة یقتضی أن یعتبر قسم واسع من تراب کربلاء من تربته علیه السّلام، وبالطبع فإنّ فضیلتها وبرکتها تزدادان کلّما اقتربت من القبر أکثر.
وعلی أیّ حال،فإنّ الاحتیاط یقتضی أن یکون التبرّک بتراب کربلاء فی الموضع الذی لا تصدق علیه عرفاً تربة الإمام،برجاء المطلوبیّة.
لاشکّ فی أنّ المراد من الاستشفاء بتربة الإمام الحسین علیه السّلام لیس هو جعلها بدیلاً مطلقاً عن الدواء والعلاج،ومن القرائن الواضحة علی ذلک الروایات الکثیرة التی
ص:350
أوصت بمراجعة الطبیب واستخدام الدواء. (1)
وبناء علی ذلک،فإنّ التوصیة بالاستشفاء بتربة سیّد الشهداء وتأثیرها فی علاج الأمراض،هی کالتوصیة بالدعاء والصدقة فی علاج الأمراض وتأثیرها.
وبعبارة اخری:کما أنّ الدعاء والصدقة إلی جانب استخدام الأدویة العادیة یؤدّیان دوراً مکمّلاً للدواء،وقد تعالج الأمراض المستعصیة فی الظروف الخاصّة التی لا یؤثّر الدواء فیها أحیاناً،فإنّ تربة سیّد الشهداء تؤثّر فیه أیضاً علی هذا المنوال فی علاج الأمراض.وکما أنّ الدعاء یقترب من الإجابة أکثر کلّما تهیّأت شروط إجابته أکثر وزالت موانعه أکثر،فإنّ توفیر شروط التمتّع ببرکات تربة سیّد الشهداء وإزالة الموانع عن ذلک،یؤدّیان إلی التمتّع أکثر ببرکات تربته علیه السّلام.
یمکن القول-استناداً إلی الروایات المشار إلیها-إنّ الاستشفاء بتربة الإمام له شرط،ویقف فی طریقه مانع،وله أدب. (2)
فمانعه هو الدوافع غیر الإلهیة،مثل حبّ أکل التراب. (3)
وشرطه هو الاعتقاد الأکید بحقیقة أنّ تربته علیه السّلام تؤثّر بإذن اللّه تعالی فی علاج المرض. (4)وأدبه،هو قراءة الأدعیة المأثورة عند تناول التربة. (5)
ص:351
ص:352
ص:353
ص:354
کلمة«الحکمة»لغةً مشتقّة من الجذر«حکم»بمعنی«المنع»؛و ذلک لمنع الحکم بالعدل من الظلم.وسُمّی لجام الفرس وباقی الدوابّ بالحَکَمة؛لأنّها تمنعها عن الصعوبة،وسُمّی العلم بالحِکْمة؛لأنّها تمنع من الجهل. (1)ولهذا أیضاً عُبّر عن کلّ أمر متقن بقولهم«مُحکم». (2)
ونقل الآلوسی فی تفسیره روح المعانی عن کتاب البحر فی بیان لفظ«الحکمة» قوله:
إنّ فیها تسعة وعشرین قولاً لأهل العلم،قریب بعضها من بعض.وعدّ بعضهم الأکثر منها اصطلاحاً واقتصاراً علی ما رآه القائل فرداً مهمّاً من الحکمة،وإلّا فهی فی الأصل مصدر من الأحکام،وهو الإتقان فی علمٍ أو عملٍ أو قولٍ أو فیها کلّها (3).
وعلی هذا الأساس،فإنّ الحکمة لغةً تحکی عن نوع من الإتقان والإحکام، فهی تُطلق علی کلّ شیء متقن مادّیاً کان أو معنویاً.
ص:355
لقد تکرّر لفظ الحکمة فی القرآن الکریم فی عشرین موضعاً،ووصف الباری جلّ شأنه ذاته ب«الحکیم»فی هذا الکتاب السماوی 91 مرّة. (1)
إنّ التأمّل فی موارد استعمال هذه المفردة فی النصوص الدینیة یدلّنا علی أنّ المقصود بها-من زاویة قرآنیة وروائیة-هو تلک المقدّمات العلمیّة والعملیّة والنفسیّة المتقنة والمحکمة لنیل المقاصد الإنسانیة السامیة.وما المعنی الوارد فی الأحادیث فی تفسیر الحکمة فی حقیقته إلّامصداقاً من مصادیق هذا التعریف الکلّی.
فی ضوء ما ذکرنا من التعریف العامّ للحکمة فإنّها تنقسم فی النظرة القرآنیة والحدیثیة إلی ثلاثة أقسام:الحکمة العلمیّة،والحکمة العملیّة،والحکمة الحقیقیّة.
ویستند هذا التقسیم وهذه التسمیة إلی تتبّع مواضع استعمالها فی القرآن والحدیث والتأمّل فیها.
ویعتبر کلّ واحدٍ من هذه الأقسام الثلاثة للحکمة ( العلمیّة والعملیّة والحقیقیّة ) درجة فی سُلّم الاستقامة والثبات یُستعان بها لنیل قمم الإنسانیة الرفیعة.والملفت للنظر هو أن مؤسّس الدرجة الاُولی فی هذا السُلّم ( أعنی الحکمة العلمیّة ) هم
ص:356
الرسل الإلهیّون،وأمّا الدرجة الثانیة (وهی الحکمة العملیّة) فعلی الإنسان بناءها بنفسه،وأمّا الدرجة الأخیرة فی سلّم الرقی إلی مقام الإنسان الکامل (الحکمة الحقیقیّة)،فإنّ اللّه سبحانه هو الممهّد لها.
وفیما یلی بیان مقتضب لهذه الأنواع الثلاثة للحکمة:
المراد بالحکمة العلمیة:عامّة المعارف والعلوم الّتی یحتاجها الإنسان فی الارتقاء إلی مقام الإنسان الکامل.وبعبارة اخری فإنّ«الحکمة»تشمل العلم المرتبط بالعقائد والعلم المرتبط بالأخلاق والعلم المرتبط بالسلوک والعمل،ولذا أطلق القرآن لفظ الحکمة علی البُعد العقائدی والأخلاقی والعملی عند استعراضه جملةً من التعالیم المتعلّقة بکلّ واحدٍ من هذه الأبعاد،فقال جلّ شأنه: «ذلِکَ مِمّا أَوْحی إِلَیْکَ رَبُّکَ مِنَ الْحِکْمَةِ» . (1)
والحکمة بهذا المفهوم تمثّل نقطة الانطلاق فی فلسفة بعثة الأنبیاء،و هذا ما أکّدته آیات قرآنیة عدیدة،منها قوله تعالی:
«لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ إِذْ بَعَثَ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ» . (2)
وتعنی الحکمة العملیّة:البرنامج العملی للوصول إلی مرتبة الإنسان الکامل.وتُطلق هذه اللفظة فی القرآن والحدیث علی العلم والعمل الّذی یقع مقدّمة لتکامل الإنسان
ص:357
مع هذا الفارق،وهو أنّ العلم یمثّل الدرجة الاُولی،والعمل یمثّل الدرجة الثانیة.
وقد أشارت الأحادیث الّتی فسّرت الحکمة بامتثال أوامر اللّه سبحانه ومداراة الناس واجتناب المعاصی والمکر والحیلة إلی الحکمة العملیة.
الحکمة الحقیقیّة عبارة عن نورٍ وبصیرةٍ تحصل للإنسان عن طریق تطبیق الحکمة العملیّة فی الحیاة.والواقع هو أنّ الحکمة العلمیّة مقدّمة للحکمة العملیّة،والحکمة العملیّة تمثّل نقطة البدء فی الحکمة الحقیقیّة،وما لم یصل الإنسان إلی هذه المرتبة من الحکمة فلا یعدّ حکیماً حقیقة،وإن کان أکبر أساتذة الحکمة.
إنّ الحکمة الحقیقیّة فی الواقع هی عبارة عن جوهر العلم ونوره وعلم النور،ولذا تترتّب علیها خواصّ العلم الحقیقی وآثاره الّتی یأتی علی رأسها خشیة اللّه ومخافته،کما جاء بذلک الذکر الحکیم بقوله: «إِنَّما یَخْشَی اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ» 1 .
وقد رُتّب هذا الأثر بعینه فی کلام النبیّ الأعظم صلّی اللّه علیه و آله و سلام علی الحکمة الحقیقیّة حیث قال:
خَشیَةُ اللّهِ عز و جل رَأسُ کُلِّ حِکمَةٍ. (1)
إنّ الحکمة الحقیقیّة هی قوّة عقلیة تضادّ المیول النفسانیّة،وکلّما اشتدّت هذه القوّة ضعفت فی قبالها تلک المیول إلی أن تضمحلّ وتزول بشکلٍ تامّ،فیحیی العقل بشکلٍ کامل ویمسک بزمام الإنسان،وتتهیّأ الأرضیة بعد ذلک لزوال واندثار کافّة القبائح من وجوده،فتکون الحکمة بالمآل ملازمة للعصمة ومقرونة بها،فتحصل بذلک صفة الحکیم والعالم الحقیقی للإنسان،ثمّ یصل-وهو فی أعلی مراتب العلم
ص:358
والحکمة-إلی أرقی مراتب معرفة النفس ومعرفة اللّه فینال بذلک مقام الإمامة (1).
وعلی ضوء ما تقدّم فإنّ الأنبیاء الإلهیّین وأوصیائهم الّذین ارتقوا إلی قمّة الحکمة العلمیّة والعملیّة والحقیقیّة مکلّفون من قبل اللّه سبحانه بتعلیم العلم والحکمة للناس.
إنّ من أبرز خصائص أهل البیت علیهم السّلام هی أنّهم ورثة علم النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم وحکمته،بل إنّهم ورثة جمیع الأنبیاء علیهم السّلام، (2)ومن هنا فإنّهم مظهر الحکمة الإلهیّة ورأس الحکماء الإلهیّین.
یقول الإمام أمیر المؤمنین علیه السّلام فی شأن هذه الخصیصة لأهل البیت علیهم السّلام-طبقاً لهذا النقل-:
ألا إنَّ العِلمَ الّذی هَبَطَ بِهِ آدمُ وجَمیعُ ما فُضِّلَت بِهِ النَّبیّونَ إلی خاتَمِ النَّبیّینَ فی عِترَةِ خاتَمِ النَّبیّینَ والمُرسَلینَ،فَأینَ یُتاهُ بِکُم وأینَ تَذهَبونَ؟! (3)
وروی أیضاً عن الإمام الصادق علیه السّلام حول هذا الموضوع قوله:
نَحنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ،وبَیتُ الرَّحمَةِ،ومَفاتیحُ الحِکمَةِ،ومَعدِنُ العِلمِ. (4)
ص:359
وورد فی الزیارة الجامعة الکبیرة المرویّة عن الإمام الهادی علیه السّلام والّتی یُزار بها جمیع الأئمّة علیهم السّلام:
السَّلامُ عَلی مَحالِّ مَعرِفَةِ اللّهِ،ومَساکِنِ بَرَکَةِ اللّهِ،ومَعادِنِ حِکمَةِ اللّهِ. (1)
إلّا أنّ ما یؤسف له حقّاً هو عدم سماح الجوّ السیاسی بعد النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم للاُمّة أن تنتهل من معین حکمة أهل البیت علیهم السّلام کما ینبغی،ولذا نجد قلّة التراث العلمی المنقول عن أکثر أئمّة أهل البیت علیهم السّلام.
الإمام الحسین علیه السّلام من جملة أئمّة أهل البیت الّذین لم یتسنّی کثیراً نقل تراثهم العلمی بسبب الأوضاع السیاسیّة الّتی اکتنفت فترة إمامته والتی شابهت الأوضاع الّتی مرّت بها إمامة أخیه الحسن علیه السّلام،حتّی أنّ العلّامة الطباطبائی رضوان اللّه تعالی علیه نفی نقل حدیث فقهی عنه علیه السّلام (2).وعلی الرغم من عدم خلوّ هذا الکلام عن المبالغة إلّاأنّ تتبّعنا یؤیّده إلی حدٍّ کبیر.
مثّل عهد معاویة وولده یزید أحرج الفترات والعهود الّتی مرّ بها أهل البیت علیهم السّلام،فقد دامت إمامة الحسین علیه السّلام ما یقرب من عشرة أعوام (صفر 51-محرّم 61)،عاصر فیها معاویة لأکثر من تسعة سنین.
لقد بذل معاویة أقصی جهده لوضع الموانع والعراقیل أمام الاُمور التی تربط الاُمّة بولدیّ رسول اللّه الحسن والحسین علیهما السّلام،و ذلک من أجل القضاء علی الدعامة السیاسیة والاجتماعیة لأهل البیت الّذین کانت محبوبیّتهم تتّسع فی المجتمع
ص:360
الإسلامی یوماً بعد آخر،فمضافاً لما أصدره من أوامر تقضی بقتل وتعذیب وأذی أتباع أهل البیت علیهم السّلام،فقد حرمهم من حقوق المواطنة أیضاً،بل وحتّی قطع عطاءهم. (1)
وقد وجّهت هذه السیاسة ضربة قاصمة لمعارف الإسلام الأصیلة،مضافاً إلی تسدیدها ضربة من الناحیة السیاسیّة للدولة الإسلامیّة الحقّة.
وهناک عامل آخر ضاعف کثیراً من عزوف الاُمّة عن العلماء الحقیقیّین وعلی رأسهم أهل بیت النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم،ألا وهو اتّخاذ سیاسة المنع العامّ لتدوین الحدیث،وما تبع ذلک من دخول الإسرائیلیات والقصص الغریبة إلی الساحة الثقافیّة والفکریّة للاُمّة الإسلامیّة من قبل القصّاص والأحبار الحدیثی العهد بالإسلام (2).
وقد تصاعدت وتیرة السیاسة الّتی تبنّاها معاویة لإقصاء الدین عن الحیاة إلی حدّ العزم علی حذف اسم النبیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم،حیث کان یتأذّی من تکرار سماع اسمه الشریف فی الأذان ! ولذا سعی من خلال دسّ الموضوعات من الأخبار فی تشریع الأذان للتمهید إلی استحداث أمرٍ جدیدٍ یحلّ محلّه،إلّاأنّه لم یفلح فی ذلک؛نتیجة المواقف التی اتّخذها أهل البیت علیهم السّلام فی هذا المجال (3).
ومن الطبیعی فی مثل ذلک الظرف السیاسی أن یندر من یعرّض نفسه للخطر لتحمّل أو روایة حدیث عن الإمام الحسین أو أخیه الإمام الحسن علیهما السّلام.
إلّا أنّ هذا لا یعنی غلق باب الانتهال من بحر علم الإمام الحسین علیه السّلام وحکمته بالمرّة،فقد نقل عنه خواصّه وأصحابه ولاسیما ولده من بعده الإمام علیّ بن
ص:361
الحسین علیه السّلام الّذی سمع منه أحادیث کثیرة والّتی وصلنا بعضها،وأمّا عامّة الناس (غیر الشیعة) فلم یسمعوا عنه ولا عن أخیه الحسن علیه السّلام إلّامسألة واحدة،کما یحدّثنا بذلک الإمام الرضا علیه السّلام حیث یقول:
ما رأَیتُ النّاسَ أخَذوا عَنِ الحَسَنِ والحُسَینِ إِلَّا الصَّلاةَ بَعد العَصرِ وَبَعدَ الغَداةِ فی طَوافِ الفَریضَةِ. (1)
نستعرضُ فی هذا القسم من موسوعة الإمام الحسین علیه السّلام وبالاستعانة بمصادر الشیعة والسنّة المیراثَ العلمیّ والکلمات التی تنبض بالحکمة لذلک الإمام العظیم، و ذلک فی شتّی المجالات؛العقائدیّة والأخلاقیّة والعلمیّة،والحکم التی جاءت علی صورة شعرٍ قد نسب إلی الإمام علیه السّلام أو تمثّل به.
الجدیر بالذکر هو أنّ بعضاً من أقوال الإمام علیه السّلام جاء ضمن أقسام هذه الموسوعة الاُخری،إلّاأننّا إتماماً للفائدة ولتیسیر وصول الباحثین الکرام إلیها عرضناها بصورة کاملة فی هذا القسم.
ص:362
3677.الخصال بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ العَقلَ مِن نورٍ مَخزونٍ مَکنونٍ فی سابِقِ عِلمِهِ الَّذی (1)لَم یَطَّلِع عَلَیهِ نَبِیٌّ مُرسَلٌ ولا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ،فَجَعَلَ العِلمَ نَفسَهُ،وَالفَهمَ روحَهُ،وَالزُّهدَ رَأسَهُ،وَالحَیاءَ عَینَیهِ،وَالحِکمَةَ لِسانَهُ،وَالرَّأفَةَ هَمَّهُ (2)،وَالرَّحمَةَ قَلبَهُ.ثُمَّ حَشّاهُ وقَوّاهُ بِعَشَرَةِ أشیاءَ:بِالیَقینِ،وَالإِیمانِ،وَالصِّدقِ،وَالسَّکینَةِ،وَالإِخلاصِ،وَالرِّفقِ، وَالعَطِیَّةِ،وَالقُنوعِ،وَالتَّسلیمِ،وَالشُّکرِ.ثُمَّ قالَ عز و جل:أدبِر،فَأَدبَرَ،ثُمَّ قالَ لَهُ:أقبِل، فَأَقبَلَ،ثُمَّ قالَ لَهُ:تَکَلَّم.
فَقالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَیسَ لَهُ ضِدٌّ ولا نِدٌّ،ولا شَبیهٌ ولا کُفوٌ،ولا عَدیلٌ
ص:363
ولا مِثلٌ،الَّذی کُلُّ شَیءٍ لِعَظَمَتِهِ خاضِعٌ ذَلیلٌ.
فَقالَ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی:وعِزَّتی وجَلالی ما خَلَقتُ خَلقاً أحسَنَ مِنکَ،ولا أطوَعَ لی مِنکَ،ولا أرفَعَ مِنکَ،ولا أشرَفَ مِنکَ،ولا أعَزَّ مِنکَ،بِکَ اؤاخِذُ وبِکَ اعطی،وبِکَ اوَحَّدُ وبِکَ اعبَدُ،وبِکَ ادعی وبِکَ ارتَجی وبِکَ ابتَغی،وبِکَ اخافُ وبِکَ احذَرُ،وبِکَ الثَّوابُ وبِکَ العِقابُ.
فَخَرَّ العَقلُ عِندَ ذلِکَ ساجِداً،فَکانَ فی سُجودِهِ ألفَ عامٍ.
فَقالَ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی:اِرفَع رَأسَکَ وسَل تُعطَ،وَاشفَع تُشَفَّع.
فَرَفَعَ العَقلُ رَأسَهُ فَقالَ:إلهی أسأَلُکَ أن تُشَفِّعَنی فیمَن خَلَقتَنی فیهِ.
فَقالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ لِمَلائِکَتِهِ:اُشهِدُکُم أنّی قَد شَفَّعتُهُ فیمَن خَلَقتُهُ فیهِ. (1)
3679.نزهة الناظر: تَذاکَرُوا العَقلَ عِندَ مُعاوِیَةَ،فَقالَ الإِمامُ الشَّهیدُ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام:لا یَکمُلُ العَقلُ إلّابِاتِّباعِ الحَقِّ.فَتَبَسَّمَ مُعاوِیَةُ لَهُ وقالَ:ما فی صُدورِکُم إلّاشَیءٌ واحِدٌ. (1)
3680.مهج الدعوات عن الإمام الحسین علیه السّلام -فی وَصفِ أولِیاءِ اللّهِ-:وجَعَلتَ عُقولَهُم مَناصِبَ أوامِرِکَ ونَواهیکَ،فَأَنتَ إذا شِئتَ ما تَشاءُ حَرَّکتَ مِن أسرارِهِم کَوامِنَ ما أبطَنتَ فیهِم،وأبدَأتَ مِن إرادَتِکَ عَلی ألسِنَتِهِم ما أفهَمتَهُم بِهِ عَنکَ فی عُقودِهِم،بِعُقولٍ تَدعوکَ وتَدعو إلَیکَ بِحَقائِقِ ما مَنَحتَهُم بِهِ. (2)
راجع:ج 9 ص 195 (الباب الرابع/الفصل العاشر/دعاؤه فی القنوت).
ص:365
ص:366
3681.المعجم الأوسط بإسناده عن الإمام الحسین علیه السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:طَلَبُ العِلمِ فَریضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ. (1)
3682.الأمالی للطوسی بإسناده عن الحسین بن علی عن علی علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:طالِبُ العِلمِ بَینَ الجُهّالِ کَالحَیِّ بَینَ الأَمواتِ. (2)
ص:367
3683.الاختصاص بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أمیر المؤمنین علیهما السّلام: وَاللّهِ،ما بَرَأَ اللّهُ مِن بَرِیَّةٍ أفضَلَ مِن مُحَمَّدٍ ومِنّی ومِن أهلِ بَیتی،وإنَّ المَلائِکَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطَلَبَةِ العِلمِ مِن شیعَتِنا. (1)
3684.الأمالی للطوسی بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: سَمِعتُ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السّلام یَقولُ:المُلوکُ حُکّامٌ عَلَی النّاسِ وَالعِلمُ حاکِمٌ عَلَیهِم،وحَسبُکَ مِنَ العِلمِ أن تَخشَی اللّهَ،وحَسبُکَ مِنَ الجَهلِ أن تُعجَبَ بِعِلمِکَ. (2)
3685.تحف العقول عن الإمام الحسین علیه السّلام: مِن دَلائِلِ العالِمِ انتِقادُهُ لِحَدیثِهِ،وعِلمُهُ بِحَقائِقِ فُنونِ النَّظَرِ. (3)
3686.محاضرات الاُدباء عن الإمام الحسین علیه السّلام: لَو أنَّ العالِمَ کُلَّما قالَ أحسَنَ وأصابَ،لَأَوشَکَ أن یُجَنَّ مِنَ العُجبِ،وإنَّمَا العالِمُ مَن یَکثُرُ صَوابُهُ. (4)
ص:368
3687.أعلام الدین عن الإمام الحسین علیه السّلام: العِلمُ لِقاحُ المَعرِفَةِ. (1)
3688.حلیة الأولیاء بإسناده عن الحسین بن علیّ عن علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:مَن زَهِدَ فِی الدُّنیا عَلَّمَهُ اللّهُ تَعالی بِلا تَعَلُّمٍ،وهَداهُ بِلا هِدایَةٍ،وجَعَلَهُ بَصیراً،وکَشَفَ عَنهُ العَمی. (2)
3689.مقتل الحسین علیه السّلام للخوارزمی عن عبد اللّه بن الحسن: لَمّا عَبَّأَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أصحابَهُ لِمُحارَبَةِ الحُسَینِ علیه السّلام ورَتَّبَهُم فی مَراتِبِهِم،وأقامَ الرّایاتِ فی مَواضِعِها،وعَبَّأَ الحُسَینُ أصحابَهُ فِی المَیمَنَةِ وَالمَیسَرَةِ،فَأَحاطوا بِالحُسَینِ مِن کُلِّ جانِبٍ حَتّی جَعَلوهُ فی مِثلِ الحَلقَةِ.
خَرَجَ الحُسَینُ علیه السّلام مِن أصحابِهِ حَتّی أتَی النّاسَ فَاستَنصَتَهُم فَأَبَوا أن یُنصِتوا،
ص:369
فَقالَ لَهُم:وَیلَکُم ! ما عَلَیکُم أن تُنصِتوا إلَیَّ فَتَسمَعوا قَولی،وإنَّما أدعوکُم إلی سَبیلِ الرَّشادِ،فَمَن أطاعَنی کانَ مِنَ المُرشَدینَ،ومَن عَصانی کانَ مِنَ المُهلَکینَ،وکُلُّکُم عاصٍ لِأَمری،غَیرُ مُستَمِعٍ لِقَولی،قَدِ انخَزَلَت (1)عَطِیّاتُکُم مِنَ الحَرامِ،ومُلِئَت بُطونُکُم مِنَ الحَرامِ،فَطَبَعَ اللّهُ عَلی قُلوبِکُم. (2)
راجع:موسوعة العقائد الإسلامیّة:ج 2 (القسم السابع:موانع المعرفة).
3690.المناقب لابن شهرآشوب: قیلَ:إنَّ عَبدَ الرَّحمنِ السُّلَمِیَّ عَلَّمَ وَلَدَ الحُسَینِ علیه السّلام الحَمدَ،فَلَمّا قَرَأَها عَلی أبیهِ أعطاهُ ألفَ دینارٍ وألفَ حُلَّةٍ،وحَشا فاهُ دُرّاً!
فَقیلَ لَهُ فی ذلِکَ،فَقالَ (3):وأینَ یَقَعُ هذا مِن عَطائِهِ؟! یَعنی تَعلیمَهُ.
وأنشَدَ الحُسَینُ علیه السّلام:
إذا جادَتِ الدُّنیا عَلَیکَ فَجُد بِها
3691.الاحتجاج بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: مَن کَفَلَ لَنا یَتیماً قَطَعَتهُ عَنّا مِحنَتُنا بِاستِتارِنا، فَواساهُ مِن عُلومِنَا الَّتی سَقَطَت إلَیهِ حَتّی أرشَدَهُ وهَداهُ،قالَ اللّهُ عز و جل لَهُ:
یا أیُّهَا العَبدُ الکَریمُ المُواسی لِأَخیهِ،أنَا أولی بِالکَرَمِ مِنکَ ! اجعَلوا لَهُ یا مَلائِکَتی فِی الجِنانِ بِعَدَدِ کُلِّ حَرفٍ عَلَّمَهُ ألفَ ألفِ قَصرٍ،وضُمّوا إلَیها ما یَلیقُ بِها مِن
ص:370
سائِرِ النِّعَمِ. (1)
3692.التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السّلام: قالَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام لِرَجُلٍ:أیُّهُما أحَبُّ إلَیکَ؛رَجُلٌ یَرومُ قَتلَ مِسکینٍ قَد ضَعُفَ تُنقِذُهُ مِن یَدِهِ،أو ناصِبٌ یُریدُ إضلالَ مِسکینٍ مُؤمِنٍ مِن ضُعَفاءِ شیعَتِنا،تَفتَحُ عَلَیهِ ما یَمتَنِعُ المِسکینُ بِهِ مِنهُ ویُفحِمُهُ (2)ویَکسِرُهُ بِحُجَجِ اللّهِ تَعالی؟
قالَ:بَل إنقاذُ هذَا المِسکینِ المُؤمِنِ مِن یَدِ هذَا النّاصِبِ،إنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ:
«وَ مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النّاسَ جَمِیعاً» 3 ؛أی ومَن أحیاها وأرشَدَها مِن کُفرٍ إلی إیمانٍ،فَکَأَنَّما أحیَا النّاسَ جَمیعاً مِن قَبلِ أن یَقتُلَهُم بِسُیوفِ الحَدیدِ. (3)
3693.مسند زید: قالَ الحُسَینُ بنُ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السّلام:مَن دَعا عَبداً مِن ضَلالَةٍ إلی مَعرِفَةِ حَقٍّ فَأَجابَهُ،کانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ کَعِتقِ نَسَمَةٍ. (4)
3695.الفردوس عن الحسین بن علیّ علیهما السّلام عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: یا حامِلَ القُرآنِ،إنَّ أهلَ السَّماواتِ یَذکُرونَکُم عِندَ اللّهِ عز و جل،فَتَحَبَّبوا إلَی اللّهِ بِتَوقیرِ کِتابِهِ،لِیَزدَد لَکُم حُبّاً،ویُحَبِّبکُم إلی عِبادِهِ. (1)
3696.جامع الأخبار عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: کِتابُ اللّهِ عز و جل عَلی أربَعَةِ أشیاءَ:عَلَی العِبارَةِ، وَالإِشارَةِ،وَاللَّطائِفِ،وَالحَقائِقِ؛فَالعِبارَةُ لِلعَوامِّ،وَالإِشارَةُ لِلخَواصِّ،وَاللَّطائِفُ لِلأَولِیاءِ،وَالحَقائِقُ لِلأَنبِیاءِ علیهم السّلام. (2)
3697.التوحید بإسناده عن الإمام الحسین علیه السّلام -فی جَوابِهِ لِأَهلِ البَصرَةِ لَمّا کَتَبوا إلَیهِ یَسأَلونَهُ عَنِ الصَّمَدِ-:لا تَخوضوا (3)فِی القُرآنِ ولا تُجادِلوا فیهِ،ولا تَتَکَلَّموا فیهِ بِغَیرِ عِلمٍ،فَقَد سَمِعتُ جَدّی رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَقولُ:مَن قالَ فِی القُرآنِ بِغَیرِ عِلمٍ فَلیَتَبَوَّأ (4)مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ. (5)
ص:372
3698.عیون أخبار الرضا علیه السّلام بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:قالَ اللّهُ عز و جل:قَسَمتُ فاتِحَةَ الکِتابِ بَینی وبَینَ عَبدی؛ فَنِصفُها لی ونِصفُها لِعَبدی،ولِعَبدی ما سَأَلَ.
إذا قالَ العَبدُ: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ:بَدَأَ عَبدی بِاسمی، وحَقٌّ عَلَیَّ أن اتَمِّمَ لَهُ امورَهُ واُبارِکَ لَهُ فی أحوالِهِ.
فَإِذا قالَ: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ:حَمِدَنی عَبدی وعَلِمَ أنَّ النِّعَمَ الَّتی لَهُ مِن عِندی،وأنَّ البَلایَا الَّتی دُفِعتْ عَنهُ فَبِطَولی (1)،اُشهِدُکُم أنّی اضیفُ لَهُ إلی نِعَمِ الدُّنیا نِعَمَ الآخِرَةِ،وأدفَعُ عَنهُ بَلایَا الآخِرَةِ کَما دَفَعتُ عَنهُ بَلایَا الدُّنیا.
فَإِذا قالَ: «اَلرَّحْمنِ الرَّحِیمِ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ:شَهِدَ لی عَبدی أنِّی الرَّحمنُ الرَّحیمُ،اُشهِدُکُم لَاُوَفِّرَنَّ مِن رَحمَتی حَظَّهُ،ولَاُجزِلَنَّ مِن عَطائی نَصیبَهُ.
فَإِذا قالَ: «مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ:اُشهِدُکُم کَمَا اعتَرَفَ،أنّی أنَا مالِکُ یَومِ الدّینِ،لَاُسَهِّلَنَّ یَومَ الحِسابِ حِسابَهُ،ولَأَتَجاوَزَنَّ عَن سَیِّئاتِهِ.
فَإِذا قالَ: «إِیّاکَ نَعْبُدُ» قالَ اللّهُ عز و جل:صَدَقَ عَبدی،إیّایَ یَعبُدُ،اُشهِدُکُم لَاُثیبَنَّهُ عَلی عِبادَتِهِ ثَواباً یَغبِطُهُ کُلُّ مَن خالَفَهُ فی عِبادَتِهِ لی.
فَإِذا قالَ: «وَ إِیّاکَ نَسْتَعِینُ» قالَ اللّهُ عز و جل:بِیَ استَعانَ عَبدی وَالتَجَأَ إلَیَّ،اُشهِدُکُم
ص:373
لَاُعینَنَّهُ عَلی أمرِهِ،ولَاُغیثَنَّهُ فی شَدائِدِهِ،ولَآخُذَنَّ بِیَدِهِ یَومَ نَوائِبِهِ.
فَإِذا قالَ: «اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ» إلی آخِرِ السّورَةِ،قالَ اللّهُ عز و جل:هذا لِعَبدی ولِعَبدی ما سَأَلَ،فَقَدِ استَجَبتُ لِعَبدی وأعطَیتُهُ ما أمَّلَ،وآمَنتُهُ مِمّا مِنهُ وَجِلَ.
وقیلَ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أخبِرنا عَن«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ»أهِیَ مِن فاتِحَةِ الکِتابِ؟
فَقالَ:نَعَم،کانَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَقرَؤُها ویَعُدُّها آیَةً مِنها،ویَقولُ:فاتِحَةُ الکِتابِ هِیَ السَّبعُ المَثانی (1). (2)
3699.عیون أخبار الرضا علیه السّلام عن محمّد بن زیاد ومحمّد بن سیّار عن الحسن بن علی عن أبیه عن جدّه [الجواد] علیهم السّلام: جاءَ رَجُلٌ إلَی الرِّضا علیه السّلام فَقالَ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» ما تَفسیرُهُ؟
فَقالَ:لَقَد حَدَّثَنی أبی عَن جَدّی،عَنِ الباقِرِ،عَن زَینِ العابِدینَ،عَن أبیهِ علیهم السّلام أنَّ رَجُلاً جاءَ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام فَقالَ:أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» ما تَفسیرُهُ؟
فَقالَ «اَلْحَمْدُ لِلّهِ» هُوَ أن عَرَّفَ عِبادَهُ بَعضَ نِعَمِهِ جُمَلاً،إذ لا یَقدِرونَ عَلی مَعرِفَةِ جَمیعِها بِالتَّفصیلِ،لِأَنَّها أکثَرُ مِن أن تُحصی أو تُعرَفَ،فَقالَ لَهُم:قولوا:
«اَلْحَمْدُ لِلّهِ» عَلی ما أنعَمَ بِهِ عَلَینا «رَبِّ الْعالَمِینَ» ،وهُمُ الجَماعاتُ مِن کُلِّ مَخلوقٍ؛مِنَ الجَماداتِ وَالحَیَواناتِ.
ص:374
فَأَمَّا الحَیَواناتُ فَهُوَ یُقَلِّبُها فی قُدرَتِهِ،ویَغذوها مِن رِزقِهِ،ویَحوطُها بِکَنَفِهِ، ویُدَبِّرُ کُلاًّ مِنها بِمَصلَحَتِهِ.وأمَّا الجَماداتُ فَهُوَ یُمسِکُها بِقُدرَتِهِ،ویُمسِکُ المُتَّصِلَ مِنها أن یَتَهافَتَ (1)،ویُمسِکُ المُتَهافِتَ مِنها أن یَتَلاصَقَ،ویُمسِکُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَی الأَرضِ إلّابِإِذنِهِ،ویُمسِکُ الأَرضَ أن تَنخَسِفَ إلّابِأَمرِهِ،إنَّهُ بِعِبادِهِ لَرَؤوفٌ رَحیمٌ.
وقالَ علیه السّلام: «رَبِّ الْعالَمِینَ» مالِکُهُم وخالِقُهُم وسائِقُ أرزاقِهِم إلَیهِم،مِن حَیثُ یَعلَمونَ ومِن حَیثُ لا یَعلَمونَ،وَالرِّزقُ مَقسومٌ،وهُوَ یَأتِی ابنَ آدَمَ عَلی أیِّ سیرَةٍ سارَها مِنَ الدُّنیا،لَیسَ تَقوی مُتَّقٍ بِزائِدِهِ،ولا فُجورُ فاجِرٍ بِناقِصِهِ،وبَینَهُ وبَینَهُ سِترٌ وهُوَ طالِبُهُ،فَلَو أنَّ أحَدَکُم یَفِرُّ مِن رِزقِهِ لَطَلَبَهُ رِزقُهُ کَما یَطلُبُهُ المَوتُ.
فَقالَ اللّهُ-جَلَّ جَلالُهُ-:قولوا: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ» عَلی ما أنعَمَ بِهِ عَلَینا وذَکَرَنا بِهِ مِن خَیرٍ فی کُتُبِ الأَوَّلینَ قَبلَ أن نَکونَ،فَفی هذا إیجابٌ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله وعَلی شیعَتِهِم أن یَشکُروهُ بِما فَضَّلَهُم،وذلِکَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله قالَ:لَمّا بَعَثَ اللّهُ عز و جل موسَی بنَ عِمرانَ علیه السّلام وَاصطَفاهُ نَجِیّاً،وفَلَقَ لَهُ البَحرَ ونَجّی بَنی إسرائیلَ،وأعطاهُ التَّوراةَ وَالأَلواحَ،رَأی مَکانَهُ مِن رَبِّهِ عز و جل فَقالَ:یا رَبِّ لَقَد أکرَمتَنی بِکَرامَةٍ لَم تُکرِم بِها أحَداً قَبلی !
فَقالَ اللّهُ-جَلَّ جَلالُهُ-:یا موسی ! أما عَلِمتَ أنَّ مُحَمَّداً عِندی أفضَلُ مِن جَمیعِ مَلائِکَتی وجَمیعِ خَلقی؟
قالَ موسی علیه السّلام:یا رَبِّ ! فَإِن کانَ مُحَمَّدٌ صلّی اللّه علیه و آله أکرَمَ عِندَکَ مِن جَمیعِ خَلقِکَ،فَهَل فی آلِ الأَنبِیاءِ أکرَمُ مِن آلی؟
قالَ اللّهُ-جَلَّ جَلالُهُ-:یا موسی ! أما عَلِمتَ أنَّ فَضلَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلی جَمیعِ آلِ النَّبِیّینَ کَفَضلِ مُحَمَّدٍ عَلی جَمیعِ المُرسَلینَ؟
ص:375
فَقالَ موسی:یا رَبِّ ! فَإِن کانَ آلُ مُحَمَّدٍ کَذلِکَ فَهَل فی امَمِ الأَنبِیاءِ أفضَلُ عِندَکَ مِن امَّتی؛ظَلَّلتَ عَلَیهِمُ الغَمامَ،وأنزَلتَ عَلَیهِمُ المَنَّ وَالسَّلوی،وفَلَقتَ لَهُمُ البَحرَ؟
فَقالَ اللّهُ-جَلَّ جَلالُهُ-:یا موسی ! أما عَلِمتَ أنَّ فَضلَ امَّةِ مُحَمَّدٍ عَلی جَمیعِ الاُمَمِ کَفَضلِهِ عَلی جَمیعِ خَلقی؟
فَقالَ موسی علیه السّلام:یا رَبِّ ! لَیتَنی کُنتُ أراهُم !
فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلَیهِ:یا موسی ! إنَّکَ لَن تَراهُم ولَیسَ هذا أوانَ ظُهورِهِم،ولکِن سَوفَ تَراهُم فِی الجَنّاتِ؛جَنّاتِ عَدنٍ وَالفِردَوسِ،بِحَضرَةِ مُحَمَّدٍ فی نَعیمِها یَتَقَلَّبونَ،وفی خَیراتِها یَتَبَحبَحونَ (1)،أفَتُحِبُّ أن اسمِعَکَ کَلامَهُم؟
فَقالَ:نَعَم إلهی !
قالَ اللّهُ-جَلَّ جَلالُهُ-:قُم بَینَ یَدَیَّ،وَاشدُد مِئزَرَکَ قِیامَ العَبدِ الذَّلیلِ بَینَ یَدَیِ المَلِکِ الجَلیلِ.
فَفَعَلَ ذلِکَ موسی علیه السّلام،فَنادی رَبُّنا عز و جل:یا امَّةَ مُحَمَّدٍ ! فَأَجابوهُ کُلُّهُم وهُم فی أصلابِ آبائِهِم وأرحامِ امَّهاتِهِم:لَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ،لَبَّیکَ لا شَریکَ لَکَ لَبَّیکَ،إنَّ الحَمدَ وَالنِّعمَةَ وَالمُلکَ لَکَ،لا شَریکَ لَکَ.
قالَ:فَجَعَلَ اللّهُ عز و جل تِلکَ الإِجابَةَ شِعارَ الحاجِّ.
ثُمَّ نادی رَبُّنا عز و جل:یا امَّةَ مُحَمَّدٍ ! إنَّ قَضائی عَلَیکُم أنَّ رَحمَتی سَبَقَت غَضَبی، وعَفوی قَبلَ عِقابی،فَقَدِ استَجَبتُ لَکُم مِن قَبلِ أن تَدعونی،وأعطَیتُکُم مِن قَبلِ أن تَسأَلونی،مَن لَقِیَنی مِنکُم بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،صادِقٌ فی أقوالِهِ،مُحِقٌّ فی أفعالِهِ،وأنَّ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ أخوهُ
ص:376
ووَصِیُّهُ مِن بَعدِهِ ووَلِیُّهُ،یُلتَزَمُ طاعَتُهُ کَما یُلتَزَمُ طاعَةُ مُحَمَّدٍ،وأنَّ أولِیاءَهُ المُصطَفَینَ الطّاهِرینَ المُطَهَّرینَ المُنبِئینَ بِعَجائِبِ آیاتِ اللّهِ ودَلائِلِ حُجَجِ اللّهِ مِن بَعدِهِما أولِیاؤُهُ،أدخَلتُهُ جَنَّتی....
قالَ علیه السّلام:فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ عز و جل نَبِیَّنا مُحَمَّداً صلّی اللّه علیه و آله قالَ:یا مُحَمَّدُ «وَ ما کُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَیْنا» 1 امَّتَکَ بِهذِهِ الکَرامَةِ.ثُمَّ قالَ عز و جل لِمُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله:قُل: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» عَلی مَا اختَصَّنی بِهِ مِن هذِهِ الفَضیلَةِ،وقالَ لِاُمَّتِهِ:قولوا أنتُم: «اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» عَلی مَا اختَصَّنا بِهِ مِن هذِهِ الفَضائِلِ. (1)
3700.عیون أخبار الرضا علیه السّلام بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: قالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السّلام فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ» 3 قالَ: «هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً» لِتَعتَبِروا ولِتَتَوَصَّلوا بِهِ إلی رِضوانِهِ وتَتَوَقَّوا بِهِ مِن عَذابِ نیرانِهِ، «ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ» أخَذَ فی خَلقِها وإتقانِها، «فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ» ولِعِلمِهِ بِکُلِّ شَیءٍ عَلِمَ المَصالِحَ،فَخَلَقَ لَکُم کُلَّ ما فِی الأَرضِ لِمَصالِحِکُم یا بَنی آدَمَ. (2)
ص:377
3701.الأمالی للطوسی بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ» 1 -:قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:هَل جَزاءُ مَن أنعَمتُ عَلَیهِ بِالتَّوحیدِ إلَّاالجَنَّةُ؟ (1)
3702.المحاسن عن عمرو بن أبی نصر: حَدَّثَنی رَجُلٌ مِن أهلِ البَصرَةِ قالَ:رَأَیتُ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام وعَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ یَطوفانِ بِالبَیتِ،فَسَأَلتُ ابنَ عُمَرَ فَقُلتُ:قَولُ اللّهِ: «وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ» 3 ؟
قالَ:أمَرَهُ أن یُحَدِّثَ بِما أنعَمَ اللّهُ عَلَیهِ.
ثُمَّ إنّی قُلتُ لِلحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام:قَولُ اللّهِ: «وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ» ؟
قالَ:أمَرَهُ أن یُحَدِّثَ بِما أنعَمَ اللّهُ عَلَیهِ مِن دینِهِ. (2)
3703.المعجم الأوسط عن زید بن أسلم عن الحسین بن علیّ علیه السّلام -فی قَولِهِ تَعالی: «وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ» 5 -:الشّاهِدُ:جَدّی رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،وَالمَشهودُ:یَومُ القِیامَةِ.ثُمَّ تَلا هذِهِ
ص:378
الآیَةَ: «إِنّا أَرْسَلْناکَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً» 1 ،ثُمَّ تَلا: «ذلِکَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِکَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ» 2 . (1)
3704.عیون أخبار الرضا علیه السّلام بإسناده عن الحسین بن علیّ عن علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:مَن حَفِظَ مِن امَّتی أربَعینَ حَدیثاً یَنتَفِعونَ بِها،بَعَثَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ فَقیهاً عالِماً. (2)
3705.الخصال بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله أوصی إلی أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السّلام،وکانَ فیما أوصی بِهِ أن قالَ لَهُ:یا عَلِیُّ،مَن حَفِظَ مِن امَّتی أربَعینَ حَدیثاً یَطلُبُ بِذلِکَ وَجهَ اللّهِ عز و جل وَالدّارَ الآخِرَةَ،حَشَرَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً.
فَقالَ عَلِیٌّ علیه السّلام:یا رَسولَ اللّهِ ! أخبِرنی ما هذِهِ الأَحادیثُ؟
فَقالَ:أن تُؤمِنَ بِاللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وتَعبُدَهُ ولا تَعبُدَ غَیرَهُ،وتُقیمَ الصَّلاةَ بِوُضوءٍ سابِغٍ فی مَواقیتِها ولا تُؤَخِّرَها؛فَإِنَّ فی تَأخیرِها مِن غَیرِ عِلَّةٍ غَضَبَ اللّهِ عز و جل، وتُؤَدِّیَ الزَّکاةَ،وتَصومَ شَهرَ رَمَضانَ،وتَحُجَّ البَیتَ إذا کانَ لَکَ مالٌ وکُنتَ مُستَطیعاً.
ص:379
وألّا تَعُقَّ وَالِدَیکَ،ولا تَأکُلَ مالَ الیَتیمِ ظُلماً،ولا تَأکُلَ الرِّبا،ولا تَشرَبَ الخَمرَ ولا شَیئاً مِنَ الأَشرِبَةِ المُسکِرَةِ،ولا تَزنِیَ،ولا تَلوطَ،ولا تَمشِیَ بِالنَّمیمَةِ (1)،ولا تَحلِفَ بِاللّهِ کاذِباً،ولا تَسرِقَ،ولا تَشهَدَ شَهادَةَ الزّورِ لِأَحَدٍ قَریباً کانَ أو بَعیداً،وأن تَقبَلَ الحَقَّ مِمَّن جاءَ بِهِ صَغیراً کانَ أو کَبیراً،وألّا تَرکَنَ إلی ظالِمٍ وإن کانَ حَمیماً قَریباً،وألّا تَعمَلَ بِالهَوی،ولا تَقذِفَ المُحصَنَةَ،ولا تُرائِیَ؛فَإِنَّ أیسَرَ الرِّیاءِ شِرکٌ بِاللّهِ عز و جل.
وألّا تَقولَ لِقَصیرٍ:یا قَصیرُ،ولا لِطَویلٍ:یا طَویلُ؛تُریدُ بِذلِکَ عَیبَهُ،وألّا تَسخَرَ مِن أحَدٍ مِن خَلقِ اللّهِ،و أن تَصبِرَ عَلَی البَلاءِ وَالمُصیبَةِ،و أن تَشکُرَ نِعَمَ اللّهِ الَّتی أنعَمَ بِها عَلَیکَ،وألّا تَأمَنَ عِقابَ اللّهِ عَلی ذَنبٍ تُصیبُهُ،وألّا تَقنَطَ (2)مِن رَحمَةِ اللّهِ،وأن تَتوبَ إلَی اللّهِ عز و جل مِن ذُنوبِکَ؛فَإِنَّ التّائِبَ مِن ذُنوبِهِ کَمَن لا ذَنبَ لَهُ،وألّا تُصِرَّ عَلَی الذُّنوبِ مَعَ الاِستِغفارِ فَتَکونَ کَالمُستَهزِئِ بِاللّهِ وآیاتِهِ ورُسُلِهِ.
و أن تَعلَمَ أنَّ ما أصابَکَ لَم یَکُن لِیُخطِئَکَ،وأنَّ ما أخطَأَکَ لَم یَکُ لِیُصیبَکَ،وألّا تَطلُبَ سَخَطَ الخالِقِ بِرِضَی المَخلوقِ،وألّا تُؤثِرَ الدُّنیا عَلَی الآخِرَةِ؛لِأَنَّ الدُّنیا فانِیَةٌ وَالآخِرَةَ الباقِیَةُ،وألّا تَبخَلَ عَلی إخوانِکَ بِما تَقدِرُ عَلَیهِ،و أن تَکونَ سَریرَتُکَ کَعَلانِیَتِکَ،وألّا تَکونَ عَلانِیَتُکَ حَسَنَةً وسَریرَتُکَ قَبیحَةً،فَإِن فَعَلتَ ذلِکَ کُنتَ مِنَ المُنافِقینَ.
وألّا تَکذِبَ،وألّا تُخالِطَ الکَذّابینَ،وألّا تَغضَبَ إذا سَمِعتَ حَقّاً،و أن تُؤَدِّبَ نَفسَکَ وأهلَکَ ووُلدَکَ وجیرانَکَ عَلی حَسَبِ الطّاقَةِ،و أن تَعمَلَ بِما عَلِمتَ، ولا تُعامِلَنَّ أحَداً مِن خَلقِ اللّهِ عز و جل إلّابِالحَقِّ،و أن تَکونَ سَهلاً لِلقَریبِ وَالبَعیدِ،
ص:380
وألّا تَکونَ جَبّاراً عَنیداً،و أن تُکثِرَ مِنَ التَّسبیحِ وَالتَّهلیلِ وَالدُّعاءِ وذِکرِ المَوتِ وما بَعدَهُ مِنَ القِیامَةِ وَالجَنَّةِ وَالنّارِ،و أن تُکثِرَ مِن قِراءَةِ القُرآنِ وتَعمَلَ بِما فیهِ.
و أن تَستَغنِمَ البِرَّ وَالکَرامَةَ بِالمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،و أن تَنظُرَ إلی کُلِّ ما لا تَرضی فِعلَهُ لِنَفسِکَ فَلا تَفعَلَهُ بِأَحَدٍ مِنَ المُؤمِنینَ،ولا تَمَلَّ مِن فِعلِ الخَیرِ،وألّا تُثَقِّلَ عَلی أحَدٍ،وألّا تَمُنَّ عَلی أحَدٍ إذا أنعَمتَ عَلَیهِ،و أن تَکونَ الدُّنیا عِندَک سِجناً حَتّی یَجعَلَ اللّهُ لَکَ جَنَّةً.
فَهذِهِ أربَعونَ حَدیثاً،مَنِ استَقامَ عَلَیها وحَفِظَها عَنّی مِن امَّتی دَخَلَ الجَنَّةَ بِرَحمَةِ اللّهِ،وکانَ مِن أفضَلِ النّاسِ وأحَبِّهِم إلَی اللّهِ عز و جل بَعدَ النَّبِیّینَ وَالوَصِیّینَ،وحَشَرَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ وحَسُنَ اولئِکَ رَفیقاً. (1)
3706.معانی الأخبار عن شریح بن هانئ: سَأَلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السّلام ابنَهُ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام،فَقالَ:
یا بُنَیَّ! مَا العَقلُ؟
قالَ:حِفظُ قَلبِکَ مَا استَودَعتَهُ.
قالَ:فَمَا الحَزمُ؟
قالَ:أن تَنتَظِرَ فُرصَتَکَ،وتُعاجِلَ ما أمکَنَکَ.
قالَ:فَمَا المَجدُ؟
قالَ:حَملُ المَغارِمِ (2)،وَابتِناءُ المَکارِمِ.
ص:381
قالَ:فَمَا السَّماحَةُ؟
قالَ:إجابَةُ السّائِلِ،وبَذلُ النّائِلِ.
قالَ:فَمَا الشُحُّ؟
قالَ:أن تَرَی القَلیلَ سَرَفاً،وما أنفَقتَ تَلَفاً.
قالَ:فَمَا الرِّقَّةُ (1)؟
قالَ:طَلَبُ الیَسیرِ ومَنعُ الحَقیرِ.
قالَ:فَمَا الکُلفَةُ؟
قالَ:التَّمَسُّکُ بِمَن لا یُؤمِنُکَ،وَالنَّظَرُ فیما لا یَعنیکَ.
قالَ:فَمَا الجَهلُ؟
قالَ:سُرعَةُ الوُثوبِ عَلَی الفُرصَةِ قَبلَ الاِستِمکانِ مِنها،وَالاِمتِناعُ عَنِ الجَوابِ، ونِعمَ العَونُ الصَّمتُ فی مَواطِنَ کَثیرَةٍ وإن کُنتَ فَصیحاً.
ثُمّ أقبَلَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-عَلَی الحُسَینِ ابنِهِ علیه السّلام فَقالَ لَهُ:
یا بُنَیَّ ! مَا السُّؤدَدُ؟
قالَ:اِصطِناعُ (2)العَشیرَةِ،وَاحتِمالُ الجَریرَةِ (3).
قالَ:فَمَا الغِنی؟
قالَ:قِلَّةُ أمانِیِّکَ،وَالرِّضی بِما یَکفیکَ.
قالَ:فَمَا الفَقرُ؟
ص:382
قالَ:الطَّمَعُ،وشِدَّةُ القُنوطِ.
قالَ:فَمَا اللُّؤمُ؟
قالَ:إحرازُ المَرءِ نَفسَهُ،وإسلامُهُ عِرسَهُ.
قالَ:فَمَا الخُرقُ؟
قالَ:مُعاداتُکَ أمیرَکَ،ومَن یَقدِرُ عَلی ضَرِّکَ ونَفعِکَ.
ثُمَّ التَفَتَ إلَی الحارِثِ الأَعوَرِ فَقالَ:یا حارِثُ ! عَلِّموا هذِهِ الحِکَمَ أولادَکُم،فَإِنَّها زِیادَةٌ فِی العَقلِ وَالحَزمِ وَالرَّأیِ. (1)
ص:383
ص:384
3707.بغیة الطلب فی تاریخ حلب عن محمّد بن مسعر الیربوعیّ: قالَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السّلام لِلحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام:کَم بَینَ الإِیمانِ وَالیَقینِ؟
قالَ:أربَعُ أصابِعَ.
قالَ:بَیِّن.
قالَ:الیَقینُ ما رَأَتهُ عَینُکَ،وَالإِیمانُ ما سَمِعَت اذُنُکَ وصَدَّقَت بِهِ.
قالَ:أشهَدُ أنَّکَ مِمَّن أنتَ مِنهُ،ذُرِّیَّةٌ بَعضُها مِن بَعضٍ (1). (2)
3708.کفایة الأثر عن یحیی بن یَعمُر: کُنتُ عِندَ الحُسَینِ علیه السّلام إذ دَخَلَ عَلَیهِ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ مُتَلَثِّماً أسمَرُ شَدیدُ السُّمرَةِ،فَسَلَّمَ ورَدَّ الحُسَینُ عَلَیهِ السَّلامَ.
فَقالَ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ مَسأَلَةٌ.
قالَ:هاتِ.
قالَ:کَم بَینَ الإِیمانِ وَالیَقینِ؟
ص:385
قالَ:أربَعُ أصابِعَ.
قالَ:کَیفَ؟
قالَ:الإِیمانُ ما سَمِعناهُ،وَالیَقینُ ما رَأَیناهُ،وبَینَ السَّمعِ وَالبَصَرِ أربَعُ أصابِعَ.
قالَ:فَکَم بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ؟
قالَ:دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ.
قالَ:فَکَم بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ؟
قالَ:مَسیرَةُ یَومٍ لِلشَّمسِ. (1)
ص:386
3709.جامع الأخبار بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله وقالَ:ما رَأسُ العِلمِ؟
قالَ:مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ.
قالَ:وما حَقُّ مَعرِفَتِهِ؟
قالَ:أن تَعرِفَهُ بِلا مِثالٍ ولا شَبیهٍ،وتَعرِفَهُ إلهاً واحِداً خالِقاً قادِراً،أوَّلاً وآخِراً، ظاهِراً وباطِناً،لا کُفوَ لَهُ ولا مِثلَ لَهُ،وذلِکَ مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ. (1)
3710.التوحید عن إسحاق بن راهویه: لَمّا وافی أبو الحَسَنِ الرِّضا علیه السّلام بِنَیسابورَ وأَرادَ أن یَخرُجَ
ص:387
مِنها إلَی المَأمونِ،اجتَمَعَ إلَیهِ أصحابُ الحَدیثِ فَقالوا لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،تَرحَلُ عَنّا ولا تُحَدِّثُنا بِحَدیثٍ فَنَستَفیدَهُ مِنکَ؟! وکانَ قَد قَعَدَ فِی العمارِیَةِ،فَأَطلَعَ رَأسَهُ وقالَ:
سَمِعتُ أبی موسَی بنَ جَعفَرٍ یَقولُ:سَمِعتُ أبی جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ یَقولُ:سَمِعتُ أبی مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ یَقولُ:سَمِعتُ أبی عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ یَقولُ:سَمِعتُ أبِیَ الحُسَینَ بنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ یَقولُ:سَمِعتُ أبی أمیرَ المُؤمِنینَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ یَقولُ:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَقولُ:سَمِعتُ جَبرَئیلَ یَقولُ:سَمِعتُ اللّهَ-جَلَّ جَلالُهُ- یَقولُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ حِصنی،فَمَن دَخَلَ حِصنی أمِنَ مِن عَذابی.
قالَ:فلمّا مَرَّتِ ا لراحِلَةُ نادانا:بِشروطِها وَأنَا مِن شُروطِها. (1)
3711.علل الشرائع عن سلمة بن عطا عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: خَرَجَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام عَلی أصحابِهِ فَقالَ:أیُّهَا النّاسُ ! إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ ما خَلَقَ العِبادَ إلّالِیَعرِفوهُ،فَإِذا عَرَفوهُ عَبَدوهُ،فَإِذا عَبَدوهُ استَغنَوا بِعِبادَتِهِ عَن عِبادَةِ مَن سِواهُ.
فَقالَ لَهُ رَجُلٌ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ بِأَبی أنتَ واُمّی،فَما مَعرِفَةُ اللّهِ؟
قالَ:مَعرِفَةُ أهلِ کُلِّ زَمانٍ إمامَهُمُ (2)الَّذی یَجِبُ عَلَیهِم طاعَتُهُ. (3)
ص:388
3712.التوحید بإسناده عن الإمام الحسین علیه السّلام: إنَّ رَجُلاً قامَ إلی أمیرِالمُؤمِنینَ علیه السّلام فَقالَ:یا أمیرَالمُؤمِنینَ،بِماذا عَرَفتَ رَبَّکَ؟
قالَ:بِفَسخِ العَزمِ،ونَقضِ الهَمِّ؛لَمّا هَمَمتُ فَحیلَ بَینی وبَینَ هَمّی،وعَزَمتُ فَخالَفَ القَضاءُ عَزمی،عَلِمتُ أنَّ المُدَبِّرَ غَیری.
قالَ:فَبِماذا شَکَرتَ نَعماءَهُ؟
قالَ:نَظَرتُ إلی بَلاءٍ قَد صَرَفَهُ عَنّی وأبلی بِهِ غَیری،فَعَلِمتُ أنَّهُ قَد أنعَمَ عَلَیَّ فَشَکَرتُهُ.
قالَ:فَلِماذا أحبَبتَ لِقاءَهُ؟
قالَ:لَمّا رَأَیتُهُ قَدِ اختارَ لی دینَ مَلائِکَتِهِ ورُسُلِهِ وأنبِیائِهِ،عَلِمتُ أنَّ الَّذی أکرَمَنی بِهذا لَیسَ یَنسانی،فَأَحبَبتُ لِقاءَهُ. (1)
3713.التوحید عن محمّد بن زیاد ومحمّد بن سیّار عن الحسن بن علیّ [العسکریّ] علیه السّلام: قامَ رَجُلٌ إلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام فَقالَ:أخبِرنی عَن مَعنی«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ».
فَقالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السّلام:حَدَّثَنی أبی عَن أخیهِ الحَسَنِ عَن أبیهِ أمیرِالمُؤمِنینَ علیه السّلام:أنَّ رَجُلاً قامَ إلَیهِ فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أخبِرنی عَن «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ» ما مَعناهُ؟فَقالَ:إنَّ قَولَکَ:«اَللّهُ»أعظَمُ اسمٍ مِن أسماءِ اللّهِ عز و جل،وهُوَ الاِسمُ الَّذی لا یَنبَغی أن یُسَمّی بِهِ غَیرُ اللّهِ،ولَم یَتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ.
ص:389
فَقالَ الرَّجُلُ:فَما تَفسیرُ قَولِهِ:«اَللّهُ»؟
قالَ:هُوَ الَّذی یَتَأَلَّهُ إلَیهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ کُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن جَمیعِ مَن هُوَ دونَهُ،وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن کُلِّ مَن سِواهُ،وذلِکَ أنَّ کُلَّ مُتَرَئِّسٍ فی هذِهِ الدُّنیا ومُتَعَظِّمٍ فیها وإِن عَظُمَ غَناؤُهُ وطُغیانُهُ وکَثُرَت حَوائِجُ مَن دَونَهُ إلَیهِ؛فَإِنَّهُم سَیَحتاجونَ حَوائِجَ لا یَقدِرُ عَلَیها هذَا المُتَعاظِمُ،وکَذلِکَ هذَا المُتَعاظِمُ یَحتاجُ حَوائِجَ لا یَقدِرُ عَلَیها،فَیَنقَطِعُ إِلَی اللّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ،حَتّی إذا کَفی هَمَّهُ عادَ إلی شِرکِهِ،أما تَسمَعُ اللّهَ عز و جل یقول: «قُلْ أَ رَأَیْتَکُمْ إِنْ أَتاکُمْ عَذابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْکُمُ السّاعَةُ أَ غَیْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ* بَلْ إِیّاهُ تَدْعُونَ فَیَکْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَیْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِکُونَ» . (1)
فَقالَ اللّهُ عز و جل لِعِبادِهِ:أیُّهَا الفُقَراءُ إلی رَحمَتی،إنّی قَد ألزَمتُکُمُ الحاجَةَ إلَیَّ فی کُلِّ حالٍ،وذِلَّةَ العُبودِیَّةِ فی کُلِّ وَقتٍ،فَإِلَیَّ فَافزَعوا فی کُلِّ أمرٍ تَأخُذونَ فیهِ،وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ غایَتِهِ؛فَإِنّی إن أرَدتُ أن اعطِیَکُم لَم یَقدِر غَیری عَلی مَنعِکُم،وإن أرَدتُ أن أمنَعَکُم لَم یَقدِر غَیری عَلی إعطائِکُم؛فَأَنَا أحَقُّ مَن سُئِلَ،وأولی مَن تُضُرِّعَ إلَیهِ،فَقولوا عِندَ افتِتاحِ کُلِّ أمرٍ صَغیرٍ أو عَظیمٍ: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ» أی أستَعینُ عَلی هذَا الأَمرِ بِاللّهِ الَّذی لا یَحِقُّ العِبادَةُ لِغَیرِهِ،المُغیثِ إذَا استُغیثَ، المُجیبِ إذا دُعِیَ،الرَّحمنِ الَّذی یَرحَمُ بِبَسطِ الرِّزقِ عَلَینَا،الرَّحیمِ بِنا فی أدیانِنا ودُنیانا وآخِرَتِنا،خَفَّفَ عَلَینَا الدّینَ وجَعَلَهُ سَهلاً خَفیفاً،وهُوَ یَرحَمُنا بِتَمَیُّزِنا (2)مِن أَعدائِهِ.
ثُمَّ قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:مَن حَزَنَهُ أمرٌ تَعاطاهُ فَقالَ: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ
ص:390
اَلرَّحِیمِ» وهُوَ مُخلِصٌ للّهِ ِ یُقبِلُ بِقَلبِهِ إلَیهِ،لَم یَنفَکَّ مِن إحدَی اثنَتَینِ:إمّا بُلوغِ حاجَتِهِ فِی الدُّنیا،وإمّا یُعَدُّ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ویُدَّخَرُ لَدَیهِ،وما عِندَ اللّهِ خَیرٌ وأبقی لِلمُؤمِنینَ. (1)
3714.الأمالی للطوسی بإسناده عن الحسین بن علیّ عن علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله:
أوحَی اللّهُ عز و جل إلی نَجِیِّهِ (2)موسَی بنِ عِمرانَ علیه السّلام:یا موسی،أحبِبنی وحَبِّبنی إلی خَلقی.
قالَ:یا رَبِّ إنّی احِبُّکَ،فَکَیفَ احَبِّبُکَ إلی خَلقِکَ؟
قالَ:اُذکُر لَهُم نَعمائی عَلَیهِم وبَلائی (3)عِندَهُم،فَإِنَّهُم لا یَذکُرونَ-أو (4)لا یَعرِفونَ-مِنّی إلّاکُلَّ خَیرٍ. (5)
3715.کفایة الأثر بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام (6): سُئِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السّلام فَقیلَ لَهُ:یا أخا رَسولِ اللّهِ،هَل رَأَیتَ رَبَّکَ؟
ص:391
فَقالَ:وکَیفَ أعبُدُ مَن لَم أرَهُ ! لَم یَرَهُ العُیونُ بِمُشاهَدَةِ العِیانِ،ولکِن رَأَتهُ القُلوبُ بِحَقائِقِ الإِیمانِ،وإذا کانَ المُؤمِنُ یَری رَبَّهُ بِمُشاهَدَةِ البَصَرِ،فَإِنَّ کُلَّ مَن جازَ عَلَیهِ البَصَرُ (1)وَالرُّؤیَةُ فَهُوَ مَخلوقٌ،ولابُدَّ لِلمَخلوقِ مِنَ الخالِقِ،فَقَد جَعَلتَهُ إذاً مُحدَثاً مَخلوقاً،ومَن شَبَّهَهُ بِخَلقِهِ فَقَدِ اتَّخَذَ مَعَ اللّهِ شَریکاً.
وَیلَهُم ! أوَلَم یَسمَعوا یَقولُ اللّهُ تَعالی: «لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ» 2 ،وقَولَهُ: «لَنْ تَرانِی وَ لکِنِ انْظُرْ إِلَی الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی فَلَمّا تَجَلّی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا» 3 ؟وَإنَّما طَلَعَ مِن نورِهِ عَلَی الجَبَلِ کَضَوءٍ یَخرُجُ مِن سَمِّ الخِیاطِ،فَدَکدَکَتِ الأَرضُ وصَعِقَتِ الجِبالُ، «وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً» أی مَیِّتاً «فَلَمّا أَفاقَ» ورُدَّ عَلَیهِ روحُهُ«قالَ: سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ» مِن قَولِ مَن زَعَمَ أنَّکَ تُری، ورَجَعتُ إلی مَعرِفَتی بِکَ أنَّ الأَبصارَ لا تُدرِکُکَ «وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ» وأوَّلُ المُقِرّینَ بِأَنَّکَ تَری ولا تُری،وأنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی. (2)
3716.الإقبال عن الإمام الحسین علیه السّلام -فیما نُسِبَ إلَیهِ مِن دُعاءِ عَرَفَةَ-:إلهی ! تَرَدُّدی فِی الآثارِ یوجِبُ بُعدَ المَزارِ،فَاجمَعنی عَلَیکَ بِخِدمَةٍ توصِلُنی إلَیکَ.
کَیفَ یُستَدَلُّ عَلَیکَ بِما هُوَ فی وُجودِهِ مُفتَقِرٌ إلَیکَ ! أیَکونُ لِغَیرِکَ مِنَ الظُّهورِ ما لَیسَ لَکَ حَتّی یَکونَ هُوَ المُظهِرَ لَکَ ! مَتی غِبتَ حَتّی تَحتاجَ إلی دَلیلٍ یَدُلُّ عَلَیکَ ! ومَتی بَعِدتَ حَتّی تَکونَ الآثارُ هِیَ الَّتی توصِلُ إلَیکَ ! عَمِیَت عَینٌ لا تَراکَ عَلَیها رَقیباً،وخَسِرَت صَفقَةُ عَبدٍ لَم تَجعَل لَهُ مِن حُبِّکَ نَصیباً.
إلهی ! أمَرتَ بِالرُّجوعِ إلَی الآثارِ فَارجِعنی إلَیکَ بِکِسوَةِ الأَنوارِ وهِدایَةِ
ص:392
الاِستِبصارِ،حَتّی أرجِعَ إلَیکَ مِنها کَما دَخَلتُ إلَیکَ مِنها؛مَصونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ إلَیها،ومَرفوعَ الهِمَّةِ عَنِ الاِعتِمادِ عَلَیها،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ....
إلهی ! اطلُبنی بِرَحمَتِکَ حَتّی أصِلَ إلَیکَ،وَاجذِبنی بِمَنِّکَ حَتّی اقبِلَ عَلَیکَ...
إلهی ! عَلِمتُ بِاختِلافِ الآثارِ،وتَنَقُّلاتِ الأَطوارِ،أنَّ مُرادَکَ مِنّی أن تَتَعَرَّفَ إلَیَّ فی کُلِّ شَیءٍ حَتّی لا أجهَلَکَ فی شَیءٍ....
أنتَ الَّذی أشرَقتَ الأَنوارَ فی قُلوبِ أولِیائِکَ حَتّی عَرَفوکَ ووَحَّدوکَ،وأنتَ الَّذی أزَلتَ الأَغیارَ عَن قُلوبِ أحِبّائِکَ حَتّی لَم یُحِبّوا سِواکَ ولَم یَلجَؤوا إلی غَیرِکَ، أنتَ المُونِسُ لَهُم حَیثُ أوحَشَتهُمُ العَوالِمُ،وأنتَ الَّذی هَدَیتَهُم حَیثُ استَبانَت لَهُمُ المَعالِمُ.
ماذا وَجَدَ مَن فَقَدَکَ؟ومَا الَّذی فَقَدَ مَن وَجَدَکَ؟لَقَد خابَ مَن رَضِیَ دونَکَ بَدَلاً، ولَقَد خَسِرَ مَن بَغی عَنکَ مُتَحَوِّلاً.
کَیفَ یُرجی سِواکَ وأنتَ ما قَطَعتَ الإِحسانَ؟وکَیفَ یُطلَبُ مِن غَیرِکَ وأنتَ ما بَدَّلتَ عادَةَ الاِمتِنانِ؟...
أنتَ الَّذی لا إلهَ غَیرُکَ،تَعَرَّفتَ لِکُلِّ شَیءٍ فَما جَهِلَکَ شَیءٌ،وأنتَ الَّذی تَعَرَّفتَ إلَیَّ فی کُلِّ شَیءٍ فَرَأَیتُکَ ظاهِراً فی کُلِّ شَیءٍ،وأنتَ الظّاهِرُ لِکُلِّ شَیءٍ.یا مَنِ استَوی بِرَحمانِیَّتِهِ فَصارَ العَرشُ غَیباً فی ذاتِهِ،مَحَقتَ الآثارَ بِالآثارِ،ومَحَوتَ الأَغیارَ بِمُحیطاتِ أفلاکِ الأَنوارِ.
یا مَن احتَجَبَ فی سُرادِقاتِ (1)عَرشِهِ عَن أن تُدرِکَهُ الأَبصارُ،یا مَن تَجَلّی بِکَمالِ بَهائِهِ فَتَحَقَّقَت عَظَمَتُهُ مِنَ الاِستِواءِ،کَیفَ تَخفی وأنتَ الظّاهِرُ؟أم کَیفَ تَغیبُ
ص:393
وأنتَ الرَّقیبُ الحاضِرُ؟إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وَالحَمدُ للّهِ ِ وَحدَهُ. (1)
3717.التوحید عن عکرمة عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: أصِفُ إلهی بِما وَصَفَ بِهِ نَفسَهُ،واُعَرِّفُهُ بِما عَرَّفَ بِهِ نَفسَهُ؛لا یُدرَکُ بِالحَواسِّ،ولا یُقاسُ بِالنّاسِ،فَهُوَ قَریبٌ غَیرُ مُلتَصِقٍ، وبَعیدٌ غَیرُ مُتَقَصٍّ،یُوَحَّدُ ولا یُبَعَّضُ،مَعروفٌ بِالآیاتِ،مَوصوفٌ بِالعَلاماتِ،لا إلهَ إِلّا هُوَ الکَبیرُ المُتَعالِ. (2)
3718.تحف العقول عن الإمام الحسین علیه السّلام: أیُّهَا النّاسُ ! اتَّقوا هؤُلاءِ المارِقَةَ (3)الَّذینَ یُشَبِّهونَ اللّهَ بِأَنفُسِهِم،یُضاهِئونَ (4)قَولَ الَّذینَ کَفَروا مِن أهلِ الکِتابِ،بَل هُوَ اللّهُ لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ وهُوَ السَّمیعُ البَصیرٌ،لا تُدرِکُهُ الأَبصارُ وهُوَ یُدرِکُ الأَبصارَ وهُوَ اللَّطیفُ الخَبیرُ.
استَخلَصَ الوَحدانِیَّةَ وَالجَبَروتَ،وأمضَی المَشیئَةَ وَالإِرادَةَ وَالقُدرَةَ وَالعِلمَ بِما هُوَ کائِنٌ،لا مُنازِعَ لَهُ فی شَیءٍ مِن أمرِهِ،ولا کُفوَ لَهُ یُعادِلُهُ،ولا ضِدَّ لَهُ یُنازِعُهُ،ولا سَمِیَّ لَهُ یُشابِهُهُ،ولا مِثلَ لَهُ یُشاکِلُهُ.
لا تَتَداوَلُهُ الاُمورُ،ولا تَجری عَلَیهِ الأَحوالُ،ولا تَنزِلُ عَلَیهِ الأَحداثُ، ولا یَقدِرُ الواصِفونَ کُنهَ عَظَمَتِهِ،ولا یَخطُرُ عَلَی القُلوبِ مَبلَغُ جَبَروتِهِ؛لِأَ نَّهُ لَیسَ لَهُ
ص:394
فِی الأَشیاءِ عَدیلٌ،ولا تُدرِکُهُ العُلَماءُ بِأَلبابِها،ولا أهلُ التَّفکیرِ بِتَفکیرِهِم إلّا بِالتَّحقیقِ إیقاناً بِالغَیبِ؛لِأَ نَّهُ لا یوصَفُ بِشَیءٍ مِن صِفاتِ المَخلوقینَ،وهُوَ الواحِدُ الصَّمَدُ،ما تُصُوِّرَ فِی الأَوهامِ فَهُوَ خِلافُهُ.
لَیسَ بِرَبٍّ مَن طُرِحَ تَحتَ البَلاغِ،ومَعبودٍ مَن وُجِدَ فی هَواءٍ أو غَیرِ هَواءٍ،هُوَ فِی الأَشیاءِ کائِنٌ لا کَینونَةَ مَحظورٍ بِها عَلَیهِ،ومِنَ الأَشیاءِ بائِنٌ لا بَینونَةَ غائِبٍ عَنها.
لَیسَ بِقادِرٍ مَن قارَنَهُ ضِدٌّ أو ساواهُ نِدٌّ.
لَیسَ عَنِ الدَّهرِ قِدَمُهُ،ولا بِالنّاحِیَةِ أمَمُهُ،احتَجَبَ عَنِ العُقولِ کَمَا احتَجَبَ عَنِ الأَبصارِ،وعَمَّن فِی السَّماءِ احتِجابُهُ کَمَن فِی الأَرضِ.
قُربُهُ کَرامَتُهُ،وبُعدُهُ إهانَتُهُ.لا تَحُلُّهُ فی،ولا تُوَقِّتُهُ إذ،ولا تُؤامِرُهُ إن.عُلُوُّهُ مِن غَیرِ تَوَقُّلٍ (1)،ومَجیؤُهُ مِن غَیرِ تَنَقُّلٍ.یوجِدُ المَفقودَ،ویُفقِدُ المَوجودَ،ولا تَجتَمِعُ لِغَیرِهِ الصِّفَتانِ فی وَقتٍ.یُصیبُ الفِکرُ مِنهُ الإِیمانَ بِهِ مَوجوداً،ووُجودُ الإِیمانِ لا وُجودُ صِفَةٍ.بِهِ توصَفُ الصِّفاتُ لا بِها یوصَفُ،وبِهِ تُعرَفُ المَعارِفُ لا بِها یُعرَفُ،فَذلِکَ اللّهُ لا سَمِیَّ لَهُ،سُبحانَهُ لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ وهُوَ السَّمیعُ البَصیرُ. (2)
3719.تفسیر العیّاشی عن یزید بن رویان: دَخَلَ نافِعُ بنُ الأَزرَقِ (3)المَسجِدَ الحَرامَ وَالحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ جالِسانِ فِی الحِجرِ،فَجَلَسَ إلَیهِما ثُمَّ قالَ:یَابنَ عَبّاسٍ،صِف لی إلهَکَ الَّذی تَعبُدُهُ.
فَأَطرَقَ ابنُ عَبّاسٍ طَویلاً مُستَبطِئاً بِقَولِهِ،فَقالَ لَهُ الحُسَینُ علیه السّلام:إلَیَّ یَابنَ الأَزرَقِ
ص:395
المُتَوَرِّطَ فِی الضَّلالَةِ،المُرتَکِسَ (1)فِی الجَهالَةِ؛اُجیبُکَ عَمّا سَأَلتَ عَنهُ.
فَقالَ:ما إیّاکَ سَأَلتُ فَتُجیبَنی !
فَقالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ:مَهْ،عَنِ (2)ابنِ رَسولِ اللّهِ،فَإِنَّهُ مِن أهلِ بَیتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنِ الحِکمَةِ (3).
فَقالَ لَهُ:صِف لی.
فَقالَ لَهُ:أصِفُهُ بِما وَصَفَ بِهِ نَفسَهُ،واُعَرِّفُهُ بِما عَرَّفَ بِهِ نَفسَهُ:لا یُدرَکُ بِالحَواسِّ،ولا یُقاسُ بِالنّاسِ،قَریبٌ غَیرُ مُلتَزِقٍ،وبَعیدٌ غَیرُ مُقصیً (4)،یُوَحَّدُ ولا یَتَبَعَّضُ،لا إلهَ إلّاهُوَ الکَبیرُ المُتَعالِ.
قالَ:فَبَکَی ابنُ الأَزرَقِ بُکاءً شَدیداً،فَقالَ لَهُ الحُسَینُ علیه السّلام:ما یُبکیکَ؟
قالَ:بَکَیتُ مِن حُسنِ وَصفِکَ.
قالَ:یَابنَ الأَزرَقِ،إنّی اخبِرتُ أنَّکَ تُکَفِّرُ أبی وأخی وتُکَفِّرُنی !
قالَ لَهُ نافِعٌ:لَئِن قُلتُ ذاکَ لَقَد کُنتُمُ الحُکّامَ ومَعالِمَ الإِسلامِ،فَلَمّا بُدِّلتُمُ استَبدَلنا بِکُم.
فَقالَ لَهُ الحُسَینُ علیه السّلام:یَابنَ الأَزرَقِ،أسأَ لُکَ عَن مَسأَلَةٍ فَأَجِبنی عَن قَولِ اللّهِ لا إلهَ إلّاهُوَ: «وَ أَمَّا الْجِدارُ فَکانَ لِغُلامَیْنِ یَتِیمَیْنِ فِی الْمَدِینَةِ وَ کانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُما» إلی قَولِهِ «کَنزَهُما» 5 مَن حُفِظَ فیهِما؟[قالَ:أبوهُما]. (5)
ص:396
قالَ:فَأَیُّهُما أفضَلُ؛أبوهُما (1)أم رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله وفاطِمَةُ؟
قالَ:لا،بَل رَسولُ اللّهِ وفاطِمَةُ بِنتُ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله.
قالَ:فَما حَفِظَهُما حَتّی حیلَ (2)بَینَنا وبَینَ الکُفرِ.
فَنَهَضَ [ابنُ الأَزرَقِ] (3)ثُمَّ نَفَضَ بِثَوبِهِ،ثُمَّ قالَ:قَد نَبَّأَنَا اللّهُ عَنکُم مَعشَرَ قُرَیشٍ أنتُم قَومٌ خَصِمونَ. (4)
3720.التوحید عن وهب بن وهب القرشی عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبیه الباقر عن أبیه [زین العابدین] علیهم السّلام: إنَّ أهلَ البَصرَةِ کَتَبوا إلَی الحُسَینِ بنِ عَلیٍّ علیه السّلام یَسأَلونَهُ عَنِ الصَّمَدِ، فَکَتَبَ إلَیهِم:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،أمّا بَعدُ فَلا تَخوضوا فِی القُرآنِ،ولا تُجادِلوا فیهِ،ولا تَتَکَلَّموا فیهِ بِغَیرِ عِلمٍ،فَقَد سَمِعتُ جَدّی رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَقولُ:«مَن قالَ فِی القُرآنِ بِغَیرِ عِلمٍ فَلیَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ».
وإنَّ اللّهَ سُبحانَهُ قَد فَسَّرَ الصَّمَدَ فَقالَ: «اَللّهُ أَحَدٌ* اَللّهُ الصَّمَدُ» ،ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقالَ:
ص:397
«لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ* وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ» .
«لَمْ یَلِدْ» :لَم یَخرُج مِنهُ شَیءٌ کَثیفٌ؛کَالوَلَدِ وسائِرِ الأَشیاءِ الکَثیفَةِ الَّتی تَخرُجُ مِنَ المَخلوقینَ،ولا شَیءٌ لَطیفٌ کَالنَّفسِ،ولا یَتَشَعَّبُ مِنهُ البَدَواتُ کَالسِّنَةِ وَالنَّومِ، وَالخَطرَةِ وَالهَمِّ،وَالحُزنِ وَالبَهجَةِ،وَالضِّحکِ وَالبُکاءِ،وَالخَوفِ وَالرَّجاءِ،وَالرَّغبَةِ وَالسَّأمَةِ،وَالجوعِ وَالشِّبَعِ؛تَعالی أن یَخرُجَ مِنهُ شَیءٌ،و أن یَتَوَلَّدَ مِنهُ شَیءٌ کَثیفٌ أو لَطیفٌ.
«وَ لَمْ یُولَدْ» :لَم یَتَوَلَّد مِن شَیءٍ،ولَم یَخرُج مِن شَیءٍ کَما یَخرُجُ الأَشیاءُ الکَثیفَةُ مِن عَناصِرِها؛کَالشَّیءِ مِنَ الشَّیءِ،وَالدّابَّةِ مِنَ الدّابَّةِ،وَالنَّباتِ مِنَ الأَرضِ،وَالماءِ مِنَ الیَنابیعِ،وَالثِّمارِ مِنَ الأَشجارِ،ولا کَما یَخرُجُ الأَشیاءُ اللَّطیفَةُ مِن مَراکِزِها؛ کَالبَصَرِ مِنَ العَینِ،وَالسَّمعِ مِنَ الاُذُنِ،وَالشَّمِّ مِنَ الأَنفِ،وَالذَّوقِ مِنَ الفَمِ،وَالکَلامِ مِنَ اللِّسانِ،وَالمَعرِفَةِ وَالتَّمییزِ (1)مِنَ القَلبِ،وکَالنّارِ مِنَ الحَجَرِ.
لا،بَل هُوَ «اَللّهُ الصَّمَدُ» الَّذی لا مِن شَیءٍ،ولا فی شَیءٍ،ولا عَلی شَیءٍ،مُبدِعُ الأَشیاءِ وخالِقُها،ومُنِشئُ الأَشیاءِ بِقُدرَتِهِ،یَتَلاشی ما خَلَقَ لِلفَناءِ بِمَشِیَّتِهِ،ویَبقی ما خَلَقَ لِلبَقاءِ بِعِلمِهِ،فَذلِکُمُ اللّهُ الصَّمَدُ الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ الکَبیرُ المُتعالِ، «وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ» . (2)
3721.التوحید بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: الصَّمَدُ الَّذی لا جَوفَ لَهُ،وَالصَّمَدُ الَّذی قَدِ انتَهی سُؤدَدُهُ،وَالصَّمَدُ الَّذی لا یَأکُلُ ولا یَشرَبُ،وَالصَّمَدُ الَّذی لا یَنامُ،وَالصَّمَدُ الدّائِمُ الَّذی لَم یَزَل ولا یَزالُ. (3)
ص:398
3722.التوحید بإسناده عن الحسین علیه السّلام: حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السّلام قالَ:سَمِعتُ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله یَقولُ:قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ:
إنّی أنَا اللّهُ لا إلهَ إلّاأنَا فَاعبُدونی،مَن جاءَ مِنکُم بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ بِالإِخلاصِ دَخَلَ فی حِصنی،ومَن دَخَلَ فی حِصنی أمِنَ مِن عَذابی. (1)
3723.جامع الأخبار: کانَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام إذا تَوَضَّأَ تَغَیَّرَ لَونُهُ،وَارتَعَدَت مَفاصِلُهُ،فَقیلَ لَهُ فی ذلِکَ فَقالَ:حَقٌّ لِمَن وَقَفَ بَینَ یَدَیِ اللّهِ المَلِکِ الجَبّارِ أن یَصفَرَّ لَونُهُ،وتَرتَعِدَ مَفاصِلُهُ. (2)
3724.التوحید بإسناده عن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیه السّلام: إنَّ یَهودِیّاً سَأَلَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السّلام،فَقالَ:أخبِرنی عَمّا لَیسَ للّهِ ِ،وعَمّا لَیسَ عِندَ اللّهِ،وعَمّا لا یَعلَمُهُ اللّهُ؟!
فَقالَ علیه السّلام:أمّا ما لا یَعلَمُهُ اللّهُ عز و جل فَذلِکَ قَولُکُم یا مَعشَرَ الیَهودِ:إنَّ عُزَیراً ابنُ اللّهِ،
ص:399
وَاللّهُ لا یَعلَمُ لَهُ وَلَداً.وأمّا قَولُکَ:ما لَیسَ للّهِ ِ،فَلَیسَ للّهِ ِ شَریکٌ،وقَولُکَ:ما لَیسَ عِندَ اللّهِ،فَلَیسَ عِندَ اللّهِ ظُلمٌ لِلعِبادِ.
فَقالَ الیَهودِیُّ:أنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ. (1)
ص:400
3725.الخصال بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه علیّ علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:الإِیمانُ قَولٌ وعَمَلٌ. (1)
3726.الأمالی للمفید بإسناده عن الحسین بن علیّ الشهید عن أبیه أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:الإِیمانُ قَولٌ مَقولٌ،وعَمَلٌ مَعمولٌ،وعِرفانُ العُقولِ. (2)
3727.الخصال بإسناده عن الحسین بن علیّ عن علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:الإِیمانُ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ،وإقرارٌ بِاللِّسانِ،وعَمَلٌ بِالأَرکانِ (3). (4)
ص:401
3728.الأمالی للطوسی بإسناده عن الحسین علیه السّلام سبط رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: حَدَّثَنی أبِی الوَصِیُّ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السّلام،قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:الإِیمانُ عَقدٌ بِالقَلبِ،ونُطقٌ بِاللِّسانِ،وعَمَلٌ بِالأَرکانِ. (1)
3729.مروج الذهب بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السّلام قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:اُکتُب یا عَلِیُّ،قالَ:قُلتُ:وما أکتُبُ؟قالَ لی:اُکتُب:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ:الإِیمانُ ما وَقَرَتهُ القُلوبُ (2)وصَدَّقَتهُ الأَعمالُ،وَالإِسلامُ ما جَری بِهِ اللِّسانُ وحَلَّت بِهِ المُناکَحَةُ. (3)
3730.الأمالی للطوسی بإسناده عن الإمام الحسین علیه السّلام: لَمّا قَضی رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله مَناسِکَهُ مِن حَجَّةِ الوَداعِ،رَکِبَ راحِلَتَهُ وأنشَأَ یَقولُ:لا یَدخُلُ الجَنَّةَ إلّامَن کانَ مُسلِماً.
فَقامَ إلَیهِ أبو ذَرٍّ الغِفارِیُّ رحمه الله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،ومَا الإِسلامُ؟
ص:402
فَقالَ صلّی اللّه علیه و آله:الإِسلامُ عُریانٌ لِباسُهُ التَّقوی،وزینَتُهُ الحَیاءُ،ومِلاکُهُ (1)الوَرَعُ، وجَمالُهُ الدّینُ،وثَمَرُهُ العَمَلُ الصّالِحُ،ولِکُلِّ شَیءٍ أساسٌ وأساسُ الإِسلامِ حُبُّنا أهلَ البَیتِ. (2)
3731.کمال الدین بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:
إنَّ الإِسلامَ بَدَأَ غَریباً وسَیَعودُ غَریباً کَما بَدَأَ،فَطوبی لِلغُرَباءِ. (3)
3732.مسند ابن حنبل عن شعیب بن خالد عن حسین بن علیّ علیه السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:إنَّ مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ قِلَّةَ الکَلامِ فیما لا یَعنیهِ. (4)
3733.مسند ابن حنبل بإسناده عن الإمام الحسین علیه السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ تَرکُهُ ما لا یَعنیهِ. (5)
ص:403
3734.الأمالی للصدوق بإسناده عن الحسین (1)بن علیّ علیه السّلام: سُئِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السّلام:ما ثَباتُ الإِیمانِ؟فَقالَ:الوَرَعُ،فَقیلَ لَهُ:ما زَوالُهُ؟قالَ:الطَّمَعُ. (2)
3735.الخصال عن فاطمة بنت الحسین بن علیّ عن أبیها علیه السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:ثَلاثُ خِصالٍ مَن کُنَّ فیهِ استَکمَلَ خِصالَ الإِیمانِ:الَّذی إذا رَضِیَ لَم یُدخِلهُ رِضاهُ فی إثمٍ ولا باطِلٍ،وإذا غَضِبَ لَم یُخرِجهُ الغَضَبُ مِنَ الحَقِّ،وإذا قَدَرَ لَم یَتَعاطَ ما لَیسَ لَهُ. (3)
3736.الفردوس عن الحسین بن علیّ علیه السّلام عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: لا یَکونُ المُؤمِنُ مؤمِناً ولا یَستَکمِلُ الإِیمانَ حَتّی یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ:اِقتِباسُ العِلمِ،وَالصَّبرُ عَلَی المَصائِبِ،ویَرفُقُ فِی المَعاشِ.وثَلاثُ خِصالٍ تَکونُ فِی المُنافِقِ:إذا حَدَّثَ کَذَبَ،واذا وَعَدَ أخلَفَ، وإذَا ائتُمِنَ خانَ. (4)
ص:404
3737.تحف العقول عن الإمام الحسین علیه السّلام: إنَّ المُؤمِنَ اتَّخَذَ اللّهَ عِصمَتَهُ،وقَولَهُ مِرآتَهُ،فَمَرَّةً یَنظُرُ فی نَعتِ المُؤمِنینَ وتارَةً یَنظُرُ فی وَصفِ المُتَجَبِّرینَ،فَهُوَ مِنهُ فی لَطائِفَ،ومِن نَفسِهِ فی تَعارُفٍ،ومِن فِطنَتِهِ فی یَقینٍ،ومِن قُدسِهِ عَلی تَمکینٍ. (1)
3738.التوحید بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: أنَّ المُسلِمینَ قالوا لِرَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:لَو أکرَهتَ یا رَسولَ اللّهِ مَن قَدَرتَ عَلَیهِ مِنَ النّاسِ عَلَی الإِسلامِ لَکَثُرَ عَدَدُنا وقَوینا عَلی عَدُوِّنا.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:ما کُنتُ لِأَلقَی اللّهَ عز و جل بِبِدعَةٍ لَم یُحدِث إلَیَّ فیها شَیئاً،وما أنَا مِنَ المُتَکَلِّفینَ.
فَأَنزَلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:یا مُحَمَّدُ! «وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً» 2 عَلی سَبیلِ الإِلجاءِ وَالاِضطِرارِ فِی الدُّنیا کَما یُؤمِنونَ عِندَ المُعایَنَةِ ورُؤیَةِ البَأسِ فِی الآخِرَةِ،ولَو فَعَلتُ ذلِکَ بِهِم لَم یَستَحِقّوا مِنّی ثَواباً ولا مَدحاً،لکِنّی اریدُ مِنهُم أن یُؤمِنوا مُختارینَ غَیرَ مُضطَرّینَ لِیَستَحِقّوا مِنِّی الزُّلفی (2)وَالکَرامَةَ،ودَوامَ الخُلودِ فی جَنَّةِ الخُلدِ «أَ فَأَنْتَ تُکْرِهُ النّاسَ حَتّی یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ» 4 . (3)
ص:405
3739.التوحید عن عکرمة عن الحسین علیه السّلام: إنَّ مَن وَضَعَ دینَهُ عَلَی القِیاسِ لَم یَزَلِ الدَّهرَ فِی الاِرتِماسِ (2)،مائِلاً عَنِ المِنهاجِ،ظاعِناً (3)فِی الاِعوِجاجِ،ضالاًّ عَنِ السَّبیلِ،قائِلاً غَیرَ الجَمیلِ. (4)
3740.تحف العقول عن الإمام الحسین علیه السّلام: ما أخَذَ اللّهُ طاقَةَ أحَدٍ إلّاوَضَعَ عَنهُ طاعَتَهُ،ولا أخَذَ قُدرَتَهُ إلّاوَضَعَ عَنهُ کُلفَتَهُ. (5)
ص:406
3741.فقه الإمام الرضا علیه السّلام: قالَ العالِمُ علیه السّلام:کَتَبَ الحَسَنُ بنُ أبِی الحَسَنِ البَصرِیُّ إلَی الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السّلام یَسأَلُهُ عَنِ القَدَرِ.فَکَتَبَ إلَیهِ:
اتَّبِع ما شَرَحتُ لَکَ فِی القَدَرِ مِمّا افضِیَ إلَینا أهلَ البَیتِ،فَإِنَّهُ مَن لَم یُؤمِن بِالقَدَرِ خَیرِهِ وشَرِّهِ فَقَد کَفَرَ،ومَن حَمَلَ المَعاصِیَ عَلَی اللّهِ عز و جل فَقَد فَجَرَ وَافتَری عَلَی اللّهِ افتِراءً عَظیماً.
إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی لا یُطاعُ بِإِکراهٍ،ولا یُعصی بِغَلَبَةٍ،ولا یُهمِلُ العِبادَ فِی الهَلَکَةِ،ولکِنَّهُ المالِکُ لِما مَلَّکَهُم،وَالقادِرُ لِما عَلَیهِ أقدَرَهُم؛فَإِنِ ائتَمَروا بِالطّاعَةِ لَم یَکُن لَهُم صادّاً عَنها مُبطِئاً،وإنِ ائتَمَروا بِالمَعصِیَةِ فَشاءَ أن یَمُنَّ عَلَیهِم فَیَحولَ بَینَهُم وبَینَ مَا ائتَمَروا بِهِ فَعَلَ (1)،وإن لَم یَفعَل فَلَیسَ هُوَ حامِلَهُم عَلَیها (2)قَسراً،ولا کَلَّفَهُم
ص:407
جَبراً،[بَل] (1)بِتَمکینِهِ إیّاهُم بَعدَ إعذارِهِ وإنذارِهِ لَهُم وَاحتِجاجِهِ عَلَیهِم،طَوَّقَهُم ومَکَّنَهُم وجَعَلَ لَهُمُ السَّبیلَ إلی أخذِ ما إلَیهِ دَعاهُم،وتَرکِ ما عَنهُ نَهاهُم،جَعَلَهُم مُستَطیعینَ لِأَخذِ ما أمَرَهُم بِهِ مِن شَیءٍ غَیرَ آخِذیهِ،ولِتَرکِ ما نَهاهُم عَنهُ مِن شَیءٍ غَیرَ تارِکیهِ.
وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ عِبادَهُ أقوِیاءَ لِما أمَرَهُم بِهِ،یَنالونَ بِتِلکَ القُوَّةِ ونَهاهُم عَنهُ، وجَعَلَ العُذرَ لِمَن لَم یَجعَل لَهُ السَّبَبَ جَهداً مُتَقَبَّلاً. (2)
3742.التوحید بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: دَخَلَ رَجُلٌ مِن أهلِ العِراقِ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام فَقالَ:أخبِرنا عَن خُروجِنا إلی أهلِ الشّامِ أبِقَضاءٍ مِنَ اللّهِ وقَدَرٍ؟
فَقالَ لَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السّلام:أجَل یا شَیخُ،فَوَاللّهِ ما عَلَوتُم تَلعَةً (3)ولا هَبَطتُم بَطنَ وادٍ إلّابِقَضاءٍ مِنَ اللّهِ وقَدَرٍ.
فَقالَ الشَّیخُ:عِندَ اللّهِ أحتَسِبُ عَنائی یا أمیرَ المُؤمِنینَ.
فَقالَ:مَهلاً یا شَیخُ،لَعَلَّکَ تَظُنُّ قَضاءً حَتماً وقَدَراً لازِماً ! لَو کانَ کَذلِکَ لَبَطَلَ الثَّوابُ وَالعِقابُ وَالأَمرُ وَالنَّهیُ وَالزَّجرُ،ولَسَقَطَ مَعنَی الوَعیدِ وَالوَعدِ،ولَم یَکُن عَلی مُسیءٍ لائِمَةٌ ولا لِمُحسِنٍ مَحمَدَةٌ،ولَکانَ المُحسِنُ أولی بِاللّائِمَةِ مِنَ المُذنِبِ، وَالمُذنِبُ أولی بِالإِحسانِ مِنَ المُحسِنِ ! تِلکَ مَقالَةُ عَبَدَةِ الأَوثانِ وخُصَماءِ الرَّحمنِ
ص:408
وقَدَرِیَّةِ هذِهِ الاُمَّةِ ومَجوسِها.
یا شَیخُ ! إنَّ اللّهَ عز و جل کَلَّفَ تَخییراً،ونَهی تَحذیراً،وأعطی عَلَی القَلیلِ کَثیراً،ولَم یُعصَ مَغلوباً،ولَم یُطَع مُکرِهاً،ولَم یَخلُقِ السَّماواتِ وَالأَرضَ وما بَینَهُما باطِلاً، ذلِکَ ظَنُّ الَّذینَ کَفَروا،فَوَیلٌ لِلَّذینَ کَفَروا مِنَ النّارِ (1).
قالَ:فَنَهَضَ الشَّیخُ وهُوَ یَقولُ:
أنتَ الإِمامُ الَّذی نَرجو بِطاعَتِهِ
3743.التوحید بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: سَمِعتُ أبی عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السّلام یَقولُ:
الأَعمالُ عَلی ثَلاثَةِ أحوالٍ:فَرائِضَ،وفَضائِلَ،ومَعاصِیَ.
وأمَّا الفَرائِضُ فَبِأَمرِ اللّهِ عز و جل،وبِرِضَی اللّهِ وقَضاءِ اللّهِ وتَقدیرِهِ ومَشِیَّتِهِ وعِلمِهِ.وأمَّا الفَضائِلُ فَلَیسَت بِأَمرِ اللّهِ ولکِن بِرِضَی اللّهِ وبِقَضاءِ اللّهِ وبِقَدَرِ اللّهِ وبِمَشِیَّتِهِ وبِعِلمِهِ.
ص:409
وأمَّا المَعاصی فَلَیسَت بِأَمرِ اللّهِ ولکِن بِقَضاءِ اللّهِ وبِقَدَرِ اللّهِ وبِمَشِیَّتِهِ وبِعِلمِهِ،ثُمَّ یُعاقِبُ عَلَیها. (1)
3744.الاحتجاج بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: مَن زَعَمَ أنَّ اللّهَ یَجبُرُ عِبادَهُ عَلَی المَعاصی أو یُکَلِّفُهُم ما لا یُطیقونَ،فَلا تَأکُلوا ذَبیحَتَهُ،ولا تَقبَلوا شَهادَتَهُ،ولا تُصَلّوا وَراءَهُ،ولا تُعطوهُ مِنَ الزَّکاةِ شَیئاً. (2)
راجع:ص 407 (وجوب الإیمان بالقضاء والقدر).
3745.الإقبال عن الإمام الحسین علیه السّلام -فی دُعاءِ عَرَفَةَ-:اللّهُمَّ اجعَلنی أخشاکَ کَأَنّی أراکَ، وأسعِدنی بِتَقواکَ ولا تُشقِنی بِمَعصِیَتِکَ،وخِر لی فی قَضائِکَ،وبارِک لی فی قَدَرِکَ، حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ. (3)
راجع:ج 9 ص 179 (الباب الرابع/الفصل الثامن/وجوب النهی عن المنکر).
ص:410
3746.التوحید عن عمرو بن جمیع عن جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام: حَدَّثَنی أبی عَن أبیهِ عَن جَدِّهِ علیهم السّلام قالَ:دَخَلَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام عَلی مُعاوِیَةَ فَقالَ لَهُ:ما حَمَلَ أباکَ عَلی أن قَتَلَ أهلَ البَصرَةِ،ثُمَّ دارَ عَشِیّاً فی طُرُقِهِم فی ثَوبَینِ؟!
فَقالَ علیه السّلام:حَمَلَهُ عَلی ذلِکَ عِلمُهُ أنَّ ما أصابَهُ لَم یَکُن لِیُخطِئَهُ،وأنَّ ما أخطَأَهُ لَم یَکُن لِیُصیبَهُ.
قالَ:صَدَقتَ. (1)
3747.الأخبار الطوال: سارَ الحُسَینُ علیه السّلام مِن بَطنِ الرُّمَّةِ (2)فَلَقِیَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطیعٍ وهُوَ مُنصَرِفٌ مِنَ العِراقِ،فَسَلَّمَ عَلَی الحُسَینِ علیه السّلام وقالَ لَهُ:بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ما أخرَجَکَ مِن حَرَمِ اللّهِ وحَرَمِ جَدِّکَ؟!
فَقالَ:إنَّ أهلَ الکوفَةِ کَتَبوا إلَیَّ یَسأَلونَنی أن أقدَمَ عَلَیهِم لِما رَجَوا مِن إحیاءِ مَعالِمِ الحَقِّ وإماتَةِ البِدَعِ.
قالَ لَهُ ابنُ مُطیعٍ:أنشُدُکَ اللّهَ ألّا تَأتِیَ الکوفَةَ،فَوَاللّهِ لَئِن أتَیتَها لَتُقتَلَنَّ.
فَقالَ الحُسَینُ علیه السّلام: «لَنْ یُصِیبَنا إِلاّ ما کَتَبَ اللّهُ لَنا» 3 ،ثُمَّ وَدَّعَهُ ومَضی. (3)
ص:411
3748.الفتوح: سارَ الحُسَینُ علیه السّلام حَتّی نَزَلَ الخُزَیمِیَّةَ (1)،وأقامَ بِها یَوماً ولَیلَةً.فَلَمّا أصبَحَ أقبَلَت إلَیهِ اختُهُ زَینَبُ بِنتُ عَلِیٍّ علیه السّلام،فَقالَت:یا أخی ! ألا اخبِرُکَ بِشَیءٍ سَمِعتُهُ البارِحَةَ؟
فَقالَ الحُسَینُ علیه السّلام:وما ذاکَ؟
فَقالَت:خَرَجتُ فی بَعضِ اللَّیلِ لِقَضاءِ حاجَةٍ،فَسَمِعتُ هاتِفاً یَهتِفُ،وهُوَ یَقولُ:
ألا یا عَینُ فَاحتَفِلی بِجَهدٍ
فَقالَ لَهَا الحُسَینُ علیه السّلام:یا اختاه،المَقضِیُّ هُوَ کائِنٌ. (2)
3749.الفتوح عن الإمام الحسین علیه السّلام -فی جَوابِ عُمَرَ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ لَمّا أشارَ إلَیهِ بِعَدَمِ الخُروجِ إلَی العِراقِ-:جَزاکَ اللّهُ خَیراً یَابنَ عَمِّ،فَقَد عَلِمتُ أنَّکَ أمَرتَ بِنُصحٍ،ومَهما یَقضِی اللّهُ مِن أمرٍ فَهُوَ کائِنٌ؛أخَذتُ بِرَأیِکَ أم تَرَکتُهُ. (3)
3750.تهذیب الکمال: أتاهُ [الحُسَینَ علیه السّلام ] أبو بَکرِ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ،فَقالَ:
یَابنَ عَمِّ،إنَّ الرَّحِمَ تَظأَرُنی (4)عَلَیکَ،وما أدری کَیفَ أنَا عِندَکَ فِی النَّصیحَةِ لَکَ؟
ص:412
قالَ:یا أبا بَکرٍ ! ما أنتَ مِمَّن یُستَغَشُّ ولا یُتَّهَمُ،فَقُل.
فَقالَ:رَأَیتَ ما صَنَعَ أهلُ العِراقِ بِأَبیکَ وأخیکَ،وأنتَ تُریدُ أن تَسیرَ إلَیهِم،وهُم عَبیدُ الدُّنیا،فَیُقاتِلُکَ مَن قَد وَعَدَکَ أن یَنصُرَکَ،ویَخذُلُکَ مَن أنتَ أحَبُّ إلَیهِ مِمَّن یَنصُرُهُ،فَاُذَکِّرُکَ اللّهَ فی نَفسِکَ !
فَقالَ:جَزاکَ اللّهُ-یَابنَ عَمِّ-خَیراً،فَقَدِ اجتَهَدتَ رَأیَکَ،ومَهما یَقضِ اللّهُ مِن أمرٍ یَکُن.
فَقالَ أبو بَکرٍ:إنّا للّهِ ِ،عِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ أبا عَبدِ اللّهِ. (1)
3751.تاریخ الطبری عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومی: لَمّا قَدِمَت کُتُبُ أهلِ العِراقِ إلَی الحُسَینِ علیه السّلام وتَهَیَّأَ لِلمَسیرِ إلَی العِراقِ،أتَیتُهُ فَدَخَلتُ عَلَیهِ وهُوَ بِمَکَّةَ، فَحَمِدتُ اللّهَ وأثنَیتُ عَلَیهِ،ثُمَّ قُلتُ:أمّا بَعدُ،فَإِنّی أتَیتُکَ یَابنَ عَمِّ لِحاجَةٍ اریدُ ذِکرَها لَکَ نَصیحَةً،فَإِن کُنتَ تَری أنَّکَ تَستَنصِحُنی وإلّا کَفَفتُ عَمّا اریدُ أن أقولَ.
فَقالَ:قُل،فَوَاللّهِ ما أظُنُّکَ بِسَیِّئِ الرَّأیِ ولا هَوٍ (2)لِلقَبیحِ مِنَ الأَمرِ وَالفِعلِ.
قالَ:قُلتُ لَهُ:إنَّهُ قَد بَلَغَنی أنَّکَ تُریدُ المَسیرَ إلَی العِراقِ،وإنّی مُشفِقٌ عَلَیکَ مِن مَسیرِکَ،إنَّکَ تَأتی بَلَداً فیهِ عُمّالُهُ واُمَراؤُهُ ومَعَهُم بُیوتُ الأَموالِ،وإنَّمَا النّاسُ عَبیدٌ لِهذَا الدِّرهَم وَالدّینارِ،ولا آمَنُ عَلَیکَ أن یُقاتِلَکَ مَن وَعَدَکَ نَصرَهُ،ومَن أنتَ أحَبُّ إلَیهِ مِمَّن یُقاتِلُکَ مَعَهُ.
فَقالَ الحُسَینُ علیه السّلام:جَزاکَ اللّهُ خَیراً یَابنَ عَمِّ،فَقَد وَاللّهِ عَلِمتُ أنَّکَ مَشَیتَ بِنُصحٍ، وتَکَلَّمتَ بِعَقلٍ،ومَهما یُقضَ مِن أمرٍ یَکُن؛أخَذتُ بِرَأیِکَ أو تَرَکتُهُ،فَأَنتَ عِندی
ص:413
أحمَدُ مُشیرٍ،وأنصَحُ ناصِحٍ.
قالَ:فَانصَرَفتُ مِن عِندِهِ فَدَخَلتُ عَلَی الحارِثِ بنِ خالِدِ بنِ العاصِ بنِ هِشامٍ، فَسَأَلَنی:هَل لَقیتَ حُسَیناً؟فَقُلتُ لَهُ:نَعَم.
قالَ:فَما قالَ لَکَ،وما قُلتَ لَهُ؟
قالَ:فَقُلتُ لَهُ:قُلتُ کَذا وکَذا،وقالَ کَذا وکَذا.
فَقالَ:نَصَحتَهُ ورَبِّ المَروَةِ الشَّهباءِ (1)،أما ورَبِّ البَنِیَّةِ،إنَّ الرَّأیَ لَما رَأَیتَهُ قَبِلَهُ أو تَرَکَهُ،ثُمَّ قالَ:
رُبَّ مُستَنصَحٍ یَغُشُّ ویُردی (2) وظَنینٍ بِالغَیبِ یُلفی (3)نَصیحا. (4)
3752.التوحید بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَقولُ:قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ:مَن لَم یَرضَ بِقَضائی،ولَم یُؤمِن بِقَدَری،فَلیَلتَمِس إلهاً غَیری.
وقالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:فی کُلِّ قَضاءِ اللّهِ خِیَرَةٌ لِلمُؤمِنِ. (5)
ص:414
3753.الرسالة القشیریّة: قیلَ لِلحسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام:إنَّ أبا ذَرٍّ یَقولُ:الفَقرُ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الغِنی، وَالسُّقمُ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ الصِّحَّةِ !
فَقالَ:رَحِمَ اللّهُ تعالی أبا ذَرٍّ! أمّا أنَا فَأَقولُ:مَنِ اتَّکَلَ عَلی حُسنِ اختِیارِ اللّهِ لَهُ، لَم یَتَمَنَّ فی غَیرِ مَا اختارَهُ اللّهُ لَهُ. (1)
3754.الملهوف عن الإمام الحسین علیه السّلام -مِن قَولِهِ حینَ عَزَمَ عَلَی الخُروجِ إلَی العِراقِ-:رِضَی اللّهِ رِضانا أهلَ البَیتِ،نَصبِرُ عَلی بَلائِهِ،ویُوَفّینا اجورَ الصّابِرینَ. (2)
3755.الإرشاد: رُوِیَ عَنِ الفَرَزدَقِ الشّاعِرِ إنَّهُ قالَ:حَجَجتُ بِاُمّی فی سَنَةِ سِتّینَ،فَبَینا أنَا أسوقُ بَعیرَها حینَ دَخَلتُ الحَرَمَ إذ لَقیتُ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام خارِجاً مِن مَکَّةَ....
ثُمَّ قالَ لی:أخبِرنی عَنِ النّاسِ خَلفَکَ،فَقُلتُ:الخَبیرَ سَأَلتَ؛قُلوبُ النّاسِ مَعَکَ وأسیافُهُم عَلَیکَ،وَالقَضاءُ یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ،وَاللّهُ یَفعَلُ ما یَشاءُ.
فَقالَ:صَدَقتَ،للّهِ ِ الأَمرُ،وکُلَّ یَومٍ رَبُّنا هُوَ فی شَأنٍ،إن نَزَلَ القَضاءُ بِما نُحِبُّ فَنَحمَدُ اللّهَ عَلی نَعمائِهِ،وهُوَ المُستَعانُ عَلی أداءِ الشُّکرِ،وإن حالَ القَضاءُ دونَ الرَّجاءِ فَلَم یُبعِد مَن کانَ الحَقُّ نِیَّتَهُ وَالتَّقوی سَریرَتَهُ (3). (4)
ص:415
3756.مهج الدعوات عن الإمام الحسین علیه السّلام -مِمّا کانَ یَقولُهُ فی قُنوتِهِ-:اللّهُمَّ وإنّی مَعَ ذلِکَ کُلِّهِ عائِذٌ بِکَ،لائِذٌ بِحَولِکَ (1)وقُوَّتِکَ،راضٍ بِحُکمِکَ الَّذی سُقتَهُ إلَیَّ فی عِلمِکَ،جارٍ بِحَیثُ أجرَیتَنی،قاصِدٌ ما أمَّمتَنی،غَیرُ ضَنینٍ (2)بِنَفسی فیما یُرضیکَ عَنّی إذ بِهِ قَد رَضَّیتَنی. (3)
3757.الفتوح عن الإمام الحسین علیه السّلام -فیما قالَهُ لِاُختِهِ زَینَبَ لَمّا نَزَلوا کَربَلاءَ-:یا اختاه ! تَعَزَّی بِعَزاءِ اللّهِ،وَارضَی بِقَضاءِ اللّهِ،فَإِنَّ سُکّانَ السَّماواتِ یَفنَونَ،وأهلَ الأَرضِ یَموتونَ، وجَمیعَ البَرِیَّةِ لا یَبقَونَ،وکُلَّ شَیءٍ هالِکٌ إلّاوَجهَهُ،لَهُ الحُکمُ وإلَیهِ تُرجَعونَ.وإنَّ لی ولَکِ ولِکُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ اسوَةً بِمُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله. (4)
3758.مقتل الحسین علیه السّلام للخوارزمی عن الشافعی: ماتَ ابنٌ لِلحُسَینِ علیه السّلام فَلَم یُرَ بِهِ کَآبَةٌ،فَعوتِبَ عَلی ذلِکَ،فَقالَ:
إنّا أهلُ بَیتٍ نَسأَلُ اللّهَ عز و جل فَیُعطینا،فَإِذا أرادَ ما نَکْرَهُ فیما یُحِبُّ رَضینا. (5)
ص:416
3759.الخرائج والجرائح عن جابر عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: قالَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام لِأَصحابِهِ قَبلَ أن یُقتَلَ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله قالَ:
یا بُنَیَّ إنَّکَ سَتُساقُ إلَی العِراقِ،وهِیَ أرضٌ قَدِ التَقی بِهَا النَّبِیّونَ وأوصِیاءُ النَّبِیّینَ، وهِیَ أرضٌ تُدعی«عَمورا»،وإنَّکَ تُستَشهَدُ بِها ویُستَشهَدُ مَعَکَ جَماعَةٌ مِن أصحابِکَ،لا یَجِدونَ ألَمَ مَسِّ الحَدیدِ،وتَلا: «قُلْنا یا نارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ» 1 ،تَکونُ الحَربُ عَلَیکَ وعَلَیهِم بَرداً وسَلاماً.
فَأَبشِروا؛فَوَاللّهِ لَئِن قَتَلونا،فَإِنّا نَرِدُ عَلی نَبِیِّنا،ثُمَّ أمکُثُ ما شاءَ اللّهُ،فَأَکونُ أوَّلَ مَن تَنشَقُّ عَنهُ الأَرضُ،فَأَخرُجُ خَرجَةً یُوافِقُ ذلِکَ خَرجَةَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام وقِیامَ قائِمِنا،وحَیاةَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله.
ثُمَّ لَیَنزِلَنَّ عَلَیَّ وَفدٌ مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ اللّهِ،لَم یَنزِلوا إلَی الأَرضِ قَطُّ،ولَیَنزِلَنَّ إلَیَّ جَبرَئیلُ ومیکائیلُ وإسرافیلُ وجُنودٌ مِنَ المَلائِکَةِ،ولَیَنزِلَنَّ مُحَمَّدٌ صلّی اللّه علیه و آله وعَلِیٌّ علیه السّلام
ص:417
وأنَا وأخی،وجَمیعُ مَن مَنَّ اللّهُ عَلَیهِ فی حَمولاتٍ (1)مِن حَمولاتِ الرَّبِّ؛خَیلٍ بُلقٍ (2)مِن نورٍ،لَم یَرکَبها مَخلوقٌ.
ثُمَّ لَیَهُزَّنَّ مُحَمَّدٌ صلّی اللّه علیه و آله لِواءَهُ،ولَیَدفَعَنَّهُ إلی قائِمِنا مَعَ سَیفِهِ....
ولَتَنزِلَنَّ البَرَکَةُ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ؛حَتّی إنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقصَفُ بِما یُریدُ اللّهُ فیها مِن الثَّمَرِ،ولَیَأکُلُنَّ ثَمَرَةَ الشِّتاءِ فِی الصَّیفِ وثَمَرَةَ الصَّیفِ فِی الشِّتاءِ،وذلِکَ قَولُ اللّهِ تَعالی: «وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا» 3 .
ثُمَّ إنَّ اللّهَ لَیَهَبُ لِشیعَتِنا کَرامَةً لا یَخفی عَلَیهِم شَیءٌ فِی الأَرض وما کانَ فیها، حَتّی إنَّ الرَّجُلَ مِنهُم یُریدُ أن یَعلَمَ عِلمَ أهلِ بَیتِهِ،فَیُخبِرَهُم بِعِلمِ ما یَعمَلونَ. (3)
ص:418
3760.إرشاد القلوب: قالَ الحُسَینُ علیه السّلام:یَابنَ آدَمَ ! تَفَکَّر وقُل:أینَ مُلوکُ الدُّنیا وأربابُهَا الَّذینَ عَمَروا وَاحتَفَروا أنهارَها،وغَرَسوا أشجارَها،ومَدَّنوا مَدائِنَها؟! فارَقوها وهُم کارِهونَ،ووَرِثَها قَومٌ آخَرونَ،ونَحنُ بِهِم عَمّا قَلیلٍ لاحِقونَ.
یَابنَ آدَمَ ! اذکُر مَصرَعَکَ،وفی قَبرِکَ مَضجَعَکَ،ومَوقِفَکَ بَینَ یَدَیِ اللّهِ،تَشهَدُ جَوارِحُکَ (1)عَلَیکَ یَومَ تَزِلُّ فیهِ الأَقدامُ،وتَبلُغُ القُلوبُ الحَناجِرَ،وتَبیَضُّ وُجوهٌ وتَسوَدُّ وُجوهٌ،وتَبدُو السَّرائِرُ،ویوضَعُ المیزانُ القِسطَ.
یَابنَ آدَمَ ! اذکُر مَصارِعَ آبائِکَ وأبنائِکَ،کَیفَ کانوا وحَیثُ حَلّوا وکَأَنَّکَ عَن قَلیلٍ قَد حَلَلتَ مَحَلَّهُم،وصِرتَ عِبرَةً لِلمُعتَبِرِ وأنشَدَ شِعراً:
أینَ المُلوکُ الَّتی عَن حِفظِها غَفَلَت
ص:419
أموالُنا لِذَوِی الوُرّاثِ نَجمَعُها ودورُنا لِخَرابِ الدَّهرِ نَبنیها. (1)
3761.کامل الزیارات عن میسر بن عبد العزیز عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: کَتَبَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام إلی مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام (2)مِن کَربَلاءَ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،مِنَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ إلی مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ ومَن قِبَلَهُ مِن بَنی هاشِمٍ،أمّا بَعدُ:فَکَأَنَّ الدُّنیا لَم تَکُن،وکَأَنَّ الآخِرَةَ لَم تَزَل،وَالسَّلامُ. (3)
3762.تاریخ الطبری عن محمّد بن قیس: جَاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشِّبامِیُّ،فَقامَ بَینَ یَدَی حُسَینٍ علیه السّلام:فَأَخَذَ یُنادی: «یا قَوْمِ إِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ مِثْلَ یَوْمِ الْأَحْزابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِینَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَ مَا اللّهُ یُرِیدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ * وَ یا قَوْمِ إِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ یَوْمَ التَّنادِ * یَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِینَ ما لَکُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ» 4 ،یا قَومِ [لا] (4)تَقتُلوا حُسَیناً فَیُسحِتَکُمُ (5)اللّهُ بِعَذابٍ «وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَری» 7 .
فَقالَ لَهُ حُسَینٌ علیه السّلام:یَابنَ أسعَدَ،رَحِمَکَ اللّهُ ! إنَّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ حینَ رَدّوا عَلَیکَ ما دَعَوتَهُم إلَیهِ مِنَ الحَقِّ،ونَهَضوا إلَیکَ لِیَستَبیحوکَ وأصحابَکَ،فَکَیفَ بِهِمُ الآنَ وقَد قَتَلوا إخوانَکَ الصّالِحینَ.
ص:420
قالَ:صَدَقتَ،جُعِلتُ فِداکَ ! أنتَ أفقَهُ مِنّی وأحَقُّ بِذلِکَ،أفَلا نَروحُ إلَی الآخِرَةِ ونَلحَقُ بِإِخوانِنا؟
فَقالَ:رُح إلی خَیرٍ مِنَ الدُّنیا وما فیها،وإلی مُلکٍ لا یَبلی.
فَقالَ:السَّلامُ عَلَیکَ أبا عَبدِ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وعَلی أهلِ بَیتِکَ،وعَرَّفَ بَینَنا وبَینَکَ فی جَنَّتِهِ.
فَقالَ علیه السّلام:آمینَ،آمینَ.
فَاستَقدَمَ فَقاتَلَ حَتّی قُتِلَ. (1)
3763.معانی الأخبار بإسناده عن الحسین علیه السّلام: قیلَ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام:صِف لَنَا المَوتَ.
فَقالَ:عَلَی الخَبیرِ سَقَطتُم؛هُوَ أحَدُ ثَلاثَةِ امورٍ یَرِدُ عَلَیهِ:إمّا بِشارَةٌ بِنَعیمِ الأَبَدِ،وإمّا بِشارَةٌ بِعَذابِ الأَبَدِ،وإمّا تَحزینٌ وتَهویلٌ وأمرُهُ مُبهَمٌ لا یَدری مِن أیِّ الفِرَقِ هُوَ.
فَأَمّا وَلِیُّنَا المُطیعُ لِأَمرِنا فَهُوَ المُبَشَّرُ بِنَعیمِ الأَبَدِ،وأمّا عَدُوُّنَا المُخالِفُ عَلَینا فَهُوَ المُبَشَّرُ بِعَذابِ الأَبَدِ،وأمَّا المُبهَمُ أمرُهُ الَّذی لا یَدری ما حالُهُ،فَهُوَ المُؤمِنُ المُسرِفُ عَلی نَفسِهِ لا یَدری ما یَؤولُ إلَیهِ حالُهُ،یَأتیهِ الخَبَرُ مُبهَماً مَخوفاً،ثُمَّ لَن یُسَوِّیَهُ
ص:421
اللّهُ عز و جل بِأَعدائِنا،لکِن یُخرِجُهُ مِنَ النّارِ بِشَفاعَتِنا.
فَاعمَلوا وأطیعوا،[و] (1)لا تَتَّکِلوا ولا تَستَصغِروا عُقوبَةَ اللّهِ عز و جل؛فَإِنَّ مِنَ المُسرِفینَ مَن لا تَلحَقُهُ شَفاعَتُنا إلّابَعدَ عَذابِ ثَلاثِمِئَةِ ألفِ سَنَةٍ. (2)
3764.الفردوس عن الحسین بن علیّ علیه السّلام عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: المَوتُ رَیحانَةُ المُؤمِنِ. (3)
3765.المعجم الکبیر عن محمّد بن الحسن عن الحسین علیه السّلام: إنّی لا أرَی المَوتَ إلّاسَعادَةً،وَالحَیاةَ مَعَ الظّالِمینَ إلّابَرَماً (4). (5)
3766.معانی الأخبار عن علیّ بن الحسین عن الحسین بن علیّ علیهما السّلام: مَا المَوتُ إلّاقَنطَرَةٌ تَعبُرُ بِکُم عَنِ البُؤسِ وَالضَّرّاءِ إلَی الجِنانِ الواسِعَةِ وَالنَّعیمِ الدّائِمَةِ؛فَأَیُّکُم یَکرَهُ أن یَنتَقِلَ مِن سِجنٍ إلی قَصرٍ؟! وما هُوَ لِأَعدائِکُم إلّاکَمَن یَنتَقِلُ مِن قَصرٍ إلی سِجنٍ وعَذابٍ.
إنَّ أبی حَدَّثَنی عَن رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:أنَّ الدُّنیا سِجنُ المُؤمِنِ وجَنَّةُ الکافِرِ،وَالمَوتَ جِسرُ هؤُلاءِ إلی جَنّاتِهِم،وجِسرُ هؤُلاءِ إلی جَحیمِهِم،ما کَذَبتُ ولا کُذِبتُ. (6)
ص:422
3767.عیون أخبار الرضا علیه السّلام بإسناده عن الحسین بن علیّ علیه السّلام: لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ عَلَیهِ السَّلامُ الوَفاةُ،بَکی،فَقیلَ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ أتَبکی ومَکانُکَ مِن رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله مَکانُکَ الَّذی أنتَ فیهِ؟وقَد قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله فیکَ ما قالَ،وقَد حَجَجتَ عِشرینَ حَجَّةً ماشِیاً وقَد قاسَمتَ رَبَّکَ مالَکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ حَتَّی النَّعلِ وَالنَّعلِ (1)؟
فَقالَ علیه السّلام:إنَّما أبکی لِخَصلَتَینِ:لِهَولِ المُطَّلَعِ (2)،وفِراقِ الأَحِبَّةِ. (3)
3768.بستان الواعظین لأبی الفرج ابن الجوزی: قیلَ:کانَ الحُسَینُ علیه السّلام إذا رَأَی القُبورَ قالَ:ما أحسَنَ ظَواهِرَها،وإنَّمَا الدَّواهی (4)فی بُطونِها،فَاللّهَ اللّهَ عِبادَ اللّهِ ! لا تَشتَغِلوا بِالدُّنیا، فَإِنَّ القَبرَ بَیتُ العَمَلِ،فَاعمَلوا ولا تَغفُلوا،وأنشِدوا (5):
یا مَن بِدُنیاهُ اشتَغَلَ
ص:423
3769.عیون أخبار الرضا علیه السّلام بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه علیّ علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:یا عَلِیُّ،إنَّ أوَّلَ ما یُسأَلُ عَنهُ العَبدُ بَعدَ مَوتِهِ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،وأنَّکَ وَلِیُّ المُؤمِنینَ بِما جَعَلَهُ اللّهُ وجَعَلتُهُ لَکَ،فَمَن أقَرَّ بِذلِکَ وکانَ یَعتَقِدُهُ صارَ إلَی النَّعیمِ الَّذی لا زَوالَ لَهُ. (1)
3770.فضائل الشیعة بإسناده عن الحسین بن علیّ عن أبیه أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:لا تَزولُ قَدَمُ عَبدٍ یَومَ القِیامَةِ حَتّی یُسأَلَ عَن أربَعَةِ أشیاءَ:عَن شَبابِهِ فیما أبلاهُ،وعَن عُمُرِهِ فیما أفناهُ،وعَن مالِهِ مِن أینَ اکتَسَبَهُ وفیما أنفَقَهُ،وعَن حُبِّنا أهلَ البَیتِ. (2)
3771.المناقب لابن شهر آشوب عن الحسین علیه السّلام: إنَّ رَجُلاً جاءَ إلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ، إنّی قَدِمتُ مِن سَفَرٍ لی،فَبَینَما بُنَیَّةٌ خُماسِیَّةٌ تَدرُجُ حَولی فی حُلِیِّها،فَأَخَذتُ بِیَدِها وَانطَلَقتُ بِها إلی وادی فُلانٍ فَطَرَحتُها فیهِ.
ص:424
فَقالَ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله:اِنطَلِق مَعی فَأَرِنِی الوادِیَ.فَانطَلَقَ مَعَهُ فَأَراهُ الوادِیَ،فَقالَ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله لِاُمِّها:ما کانَ اسمُها؟قالَت:فُلانَةُ.
فَقالَ صلّی اللّه علیه و آله:یا فُلانَةُ،أجیبینی بِإِذنِ اللّهِ.
فَخَرَجَتِ الصَّبِیَّةُ وهِیَ تَقولُ:لَبَّیکَ یا رَسولَ اللّهِ وسَعدَیکَ.
فَقالَ لَها:إنَّ أبَوَیکِ قَد أساءا،فَإِن أحبَبتِ أن أرُدَّکِ عَلَیهِما؟
فَقالَت:یا رَسولَ اللّهِ،لا حاجَةَ لی فیهِما،وَجَدتُ اللّهَ خَیراً لی مِنهُما. (1)
راجع:میزان الحکمة:ج 6 ص 66 (الشهادة فی سبیل اللّه/تمنی الشهید).
3772.سنن ابن ماجة عن فاطمة بنت الحسین عن أبیها الحسین بن علیّ علیه السّلام: لَمّا تُوُفِّیَ القاسِمُ ابنُ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،قالَت خَدیجَةُ:یا رَسولَ اللّهِ،دَرَّت لُبَینَةُ القاسِمِ،فَلَو کانَ اللّهُ أبقاهُ حَتّی یَستَکمِلَ رِضاعَهُ !
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:إنَّ إتمامَ رِضاعِهِ فِی الجَنَّةِ.قالَت:لَو أعلَمُ ذلِکَ یا رَسولَ اللّهِ لَهَوَّنَ عَلَیَّ أمرَهُ.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:إن شِئتِ دَعَوتُ اللّهَ تَعالی فَأَسمَعَکِ صَوتَهُ.قالَت:یا رَسولَ اللّهِ،بَل اصَدِّقُ اللّهَ ورَسولَهُ. (2)
ص:425
3773.تاریخ دمشق عن محمّد بن الصایغ عن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیه السّلام: حَدَّثَنی أبی عَن جَدّی عَن جِبریلَ علیه السّلام عَن رَبِّهِ عز و جل:...یا شیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ لا یَأتی-یَعنی-أحَدٌ مِنکُم یَومَ القِیامَةِ یَقولُ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»إلّاأدخَلَهُ اللّهُ الجَنَّةَ. (1)
3774.الأمالی للطوسی بإسناده عن الحسین عن أبیه علیّ بن أبی طالب علیهما السّلام: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَقولُ:التَّوحیدُ ثَمَنُ الجَنَّةِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ وَفاءُ شُکرِ کُلِّ نِعمَةٍ،وخَشیَةُ اللّهِ مِفتاحُ کُلِّ حِکمَةٍ،وَالإِخلاصُ مِلاکُ (2)کُلِّ طاعَةٍ. (3)
3775.الخصال بإسناده عن الحسین بن علیّ عن علیّ علیهما السّلام: قالَ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله:الجَنَّةُ تَشتاقُ إلَیکَ وإلی عَمّارٍ وإلی سَلمانَ وأبی ذَرٍّ وَالمِقدادِ. (4)
3776.مسند أبی یعلی بإسناده عن الحسین علیه السّلام: أتی جِبریلُ علیه السّلام النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ اللّهَ یُحِبُّ مِن أصحابِکَ ثَلاثَةً فَأَحِبَّهُم:عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ،وأبو ذَرٍّ،وَالمِقدادُ بنُ الأَسوَدِ.
ص:426
قالَ فَأَتاهُ جِبریلُ علیه السّلام فَقالَ لَهُ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ الجَنَّةَ لَتَشتاقُ إلی ثَلاثَةٍ مِن أصحابِکَ، وعِندَهُ أنَسُ بنُ مالِکٍ،فَرَجا أن یَکونَ لِبَعضِ الأَنصارِ.
قالَ:فَأَرادَ أن یَسأَلَ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله عَنهُم فَهابَهُ،فَخَرَجَ فَلَقِیَ أبا بَکرٍ فَقالَ:یا أبا بَکرٍ،إنّی کُنتُ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله آنِفاً،فَأَتاهُ جِبریلُ علیه السّلام،فَقالَ:إنَّ الجَنَّةَ تَشتاقُ إلی ثَلاثَةٍ مِن أصحابِکَ،فَرَجَوتُ أن یَکونَ لِبَعضِ الأَنصارِ،فَهِبتُهُ أن أسأَلَهُ،فَهَل لَکَ أن تَدخُلَ عَلی نَبِیِّ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله فَتَسأَلَهُ؟فَقالَ:إنّی أخافُ أن أسأَلَهُ فَلا أکونَ مِنهُم،ویَشمَتَ بی قَومی.
ثُمَّ لَقِیَ (1)عُمَرَ بنَ الخَطّابِ،فَقالَ لَهُ مِثلَ قَولِ أبی بَکرٍ.
قالَ:فَلَقِیَ عَلِیّاً،فَقالَ لَهُ عَلِیٌّ:نَعَم،إن کُنتُ مِنهُم فَأَحمَدُ اللّهَ،وإن لَم أکُن مِنهُم فَحَمِدتُ اللّهَ.فَدَخَلَ عَلی نَبِیِّ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله فَقالَ:إنَّ أنَساً حَدَّثَنی أنَّهُ کانَ عِندَکَ آنِفاً وإنَّ جِبریلَ علیه السّلام أتاکَ،فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ الجَنَّةَ لَتَشتاقُ إلی ثَلاثَةٍ مِن أصحابِکَ.قالَ:
فَمَن هُم یا نَبِیَّ اللّهِ؟
قالَ:أنتَ مِنهُم یا عَلِیُّ،وعَمّارُ بنُ یاسِرٍ،وسَیَشهَدُ مَعَکَ مَشاهِدَ بَیِّنٌ فَضلُها، عَظیمٌ خَیرُها،وسَلمانُ؛وهُوَ مِنّا أهلَ البَیتِ،وهُوَ ناصِحٌ فَاتَّخِذهُ لِنَفسِکَ. (2)
3777.الحکایات للمفید بإسناده عن الحسین علیه السّلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله-فی بَعضِ کَلامِهِ-:إنَّما هِیَ
ص:427
أعمالُکُم تُرَدُّ إلَیکُم،فَمَن وَجَدَ خَیراً فَلیَحمَدِ اللّهَ،ومَن وَجَدَ غَیرَ ذلِکَ فَلا یَلومَنَّ إلّا نَفسَهُ. (1)
3778.المناقب والمثالب لأبی حنیفة النعمان المغربی: عَنِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام أنَّهُ کانَ جالِساً فی مَسجِدِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله،فَسَمِعَ رَجُلاً مِن بَنی امَیَّةَ یُحَدِّثُ أصحابَهُ ویُسمِعُ الحُسَینَ علیه السّلام حَدیثَهُ،وهُوَ یَقولُ-وقَد ذَکَرَ آلَ أبی طالِبٍ-:قَد شَرِکناهُم فِی النُّبُوَّةِ حَتّی نِلنا مِنها مِثلَ ما نالوا مِنها مِنَ السَّبَبِ وَالنَّسَبِ،ونِلنا مِنَ الخِلافَةِ ما لَم یَنالوا،فَبِمَ یَفخَرونَ عَلَینا؟! فَرَدَّدَ هذَا القَولَ ثَلاثَ مَرّاتٍ.
فَأَقبَلَ الحُسَینُ علیه السّلام بِوَجهِهِ إلی ناحِیَتِهِ وقالَ:أمّا فی أوَّلِ وَهلَةٍ فَإِنّی کَفَفتُ عَنکَ حِلماً،وأمَّا الثّانِیَةُ فَإِنّی کَفَفتُ عَنکَ عَفواً،وأمَّا الثّالِثَةُ فَإِنّی اجیبُکَ:
إنّی سَمِعتُ أبی یَقولُ:إنَّ فِی الوَحیِ الَّذی أنزَلَهُ اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله أنَّهُ إذا قامَتِ القِیامَةُ الکُبری،حَشَرَ اللّهُ بَنی امَیَّةَ فی صورَةِ الذَّرِّ (2)،یَتَوَطَّؤُهُمُ النّاسُ حَتّی یُفرَغَ مِنَ الحِسابِ،ثُمَّ یُؤتی بِهِم فَیُحاسَبوا ویُصارُ بِهِم إلَی النّارِ. (3)
ص:428