سرشناسه:محمدی ری شهری، محمد، 1325 -
عنوان و نام پدیدآور:موسوعةالامام الحسین علیه السلام فی الکتاب والسنة والتاریخ [کتاب]/ محمد الری شهری، بمساعدة السیدمحمود الطباطبائی نژاد، السیدروح ا... السیدالطبائی ؛ التحقیق قسم تدوین السیره مرکز بحوث دارالحدیث.
مشخصات نشر:قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 1431 ق.-= 1389 -
مشخصات ظاهری:9 ج.
فروست:مرکز بحوث دارالحدیث؛ 244
شابک:650000 ریال : دوره : 978-964-493-519-0 ؛ 800000 ریال (دوره، چاپ دوم) ؛ ج.1 : 978-964-493-520-6 ؛ ج. 9 978-964-493-528-2 : ؛ ج.10 978-964-493-723-1 : ؛ ج.11 978-964-493-724-8 : ؛ ج.12 978-964-493-725-5 :
یادداشت:عربی.
یادداشت:ج.1 (چاپ دوم: 1433 ق.= 1391).
یادداشت:ج.10 - 12 (چاپ اول: 1434ق. = 1392)(فیپا).
یادداشت:کتابنامه.
موضوع:حسین بن علی (ع)، امام سوم، 4 - 61ق.
موضوع:واقعه کربلا، 61ق.
شناسه افزوده:طباطبائی نژاد، محمود، 1340 -
شناسه افزوده:سیدطبایی،سیدروح الله
شناسه افزوده:دارالحدیث. مرکز تحقیقات. قسم تدوین السیره
شناسه افزوده:موسسه علمی فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر
رده بندی کنگره:BP41/4/م3435م8 1389
رده بندی دیویی:297/9534
شماره کتابشناسی ملی:2910922
ص :1
ص :2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص :3
موسوعةالامام الحسین علیه السلام فی الکتاب والسنة والتاریخ
محمد الری شهری
بمساعدة السیدمحمود الطباطبائی نژاد، السیدروح ا... السیدالطبائی
التحقیق قسم تدوین السیره مرکز بحوث دارالحدیث.
ص :4
ص :5
ص :6
2990.أدب الطفّ: یَقولُ [ابنُ أبِی الخَصّال الشَّقورِیُّ] فی إحدی الحُسَینیِّاتِ:
ولَو حَدَّثَت عَن کَربَلاءَ لَأَبصَرَت حُسَیناً فَتاها وهوَ شِلوٌ مُقَدَّدُ
وثانِیَ سِبطَی أحمَدَ جَعجَعَت بِهِ عُتاةٌ جُفاةٌ وهوَ فِی الأَرضِ أوحَدُ
ولَم یَرقُبوا إلّاً (2)لِآلِ مُحَمَّدٍ ولَم یَذکُروا أنَّ القِیامَةَ مَوعِدُ
وأَنَّ عَلَیهِم فِی الکِتابِ مَوَدَّةً لِقُرباهُ لا یَنحاشُ عَنها مُوَحِّدُ
ص:7
فَیا سَرعَ مَا ارتَدّوا وصَدّوا عَنِ الهُدی ومالوا عَنِ البَیتِ الَّذی بِهِمُ هُدوا
فَحُلِّئَ عَن بَردِ الفُراتِ عُطاشُهُم ورُوِّیَ مِنهُم ذابِلٌ ومُهَنَّدُ
وَتَرتُم رَسولَ اللّهِ فی ذَبحِ سِبطِهِ وبُؤتُم بِنارٍ حَرُّها لَیسَ یَبرُدُ
فَما لَکُمُ عِندَ الشَّفیعِ شَفاعَةٌ ولا لَکُمُ فِی کَوثَرِ الحَوضِ مَورِدُ
فَیا کَبِدی إن أنتِ لَم تَتَصَدَّعی فَأَنتِ مِنَ الصَّفوانِ أقسی وأَجلَدُ
ویا عَبرَتی إن لَم تَفیضی عَلَیهِمُ فَنَفسِیَ أسخی بِالحَیاةِ وأَجوَدُ
ویا اسوةً لِلمُؤمِنینَ کَریمَةً یَلینُ عَلَیهَا الحادِثُ المُتَشَدِّدُ
فَمَن یُنکِرُ البَلوی وأَنتَ بِکَربَلا لِذی البَثِّ وَالشَّکوی إمامٌ مُقَلَّدُ
فَإِن تَجهَلِ الدُّنیا عَلَیکَ وأَهلُها فَإِنَّکَ فی أهلِ السَّماءِ مُمَجَّدُ
أبوکَ شَفیعُ النّاسِ وهُوَ الَّذی لَهُ مَقامٌ کَریمٌ فِی البَرِیَّةِ یُحمَدُ (1)
2991.أدب الطفّ: وَلَهُ أیضاً یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام:
لَهفَ نَفسی عَلی قَتیلٍ یُعَزّی عَنهُ خَیرُ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ
أیُّ عَیشٍ یَطیبُ بَعدَ قَتیلٍ ماتَ بِالمُرهَفاتِ أیَّ مَماتِ
حَرَموهُ ماءَ الفُراتِ ولَولا جَدُّهُ ما سُقوا بِماءِ الفُراتِ
وَثَوَوا فی قُصورِهِ وَاطمَأَنّوا وبَناتُ الرَّسولِ فِی الفَلَواتِ
إنَّ فی کَربَلاءَ کَرباً سَقیماً فَتَنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ
فاتَنی نَصرُکُم بِنَصلی فَنَصری بِفُؤادٍ مُجَدَّدِ الزَّفَراتِ
وقَوافٍ مَوسومَةٍ بِدُموعٍ قَدَحَت فی تَوَقُّدِ الجَمَراتِ
ما بَقاءُ الدُّموعِ بَعدَ حُسَینٍ فَخُذی مِن صَمیمِ قَلبی وهاتِ
ص:8
أَتَکونُ الدُّموعُ فیهِ وفِی النّاسِ سَواءً کَلّا وهادِی الهُداةِ
هَوَّنَ اللّهُ بَعدَهُم کُلَّ خَطبٍ وحَلَت لی عَلاقِمُ الحادِثاتِ (1)
2992.الغدیر -مِن قَصیدَةٍ لابنِ العَودِیِّ النّیلِیِّ-:
هُمُ الآلُ فینا وَالمَعالی هُمُ العُلی یُنَمَّمُ فی مِنهاجِهِم حَیثُ یَمَّموا
هُمُ الغایَةُ القُصوی هُمُ مُنتَهَی العُلی سَلِ النَّصَّ فِی القُرآنِ یُنبِئکَ عَنهُمُ
إلَی اللّهِ أبرا مِن رِجالٍ تَتابَعوا عَلی قَتلِهِم یا لِلوَری کَیفَ أقدَموا
حَمَوهُم لَذیذَ الماءِ وَالوِردُ مُفعَمٌ وأَسقَوهُمُ کَأسَ الرَّدی وهوَ عَلقَمُ
وعاثوا بِآلِ المُصطَفی بَعدَ مَوتِهِ بِما قَتَلَ الکَرّارُ بِالأَمسِ مِنهُم
وثاروا عَلَیهِ ثَورَةً جاهِلِیَّةً عَلی أنَّهُ ما کانَ فِی القَومِ مُسلِمُ
وأَلقَوهُمُ فِی الغاضِرِیّاتِ صُرَّعاً کَأَنَّهُمُ قُفٌّ (3)عَلَی الأَرضِ جُثَّمُ
تَحاماهُمُ وَحشُ الفَلا وتَنوشُهُم بِأَریاشِها طَیرُ الفَلا وهیَ حُوَّمُ
بِأَسیافِهِم أردَوهُمُ ولِدَینِهِم اُریقَ بِأَطرافِ القَنا مِنهُمُ الدَّمُ
وما قَدِمَت یَومَ الطُّفوفِ امَیَّةٌ عَلَی السِّبطِ إلّابِالَّذین تَقَدَّموا
وأَنّی لَهُم أن یَبرَؤوا مِن دِمائِهِم وقَد أسرَجوها لِلخِصام وأَلجَموا (4)
ص:9
2993.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِابنِ المُعَلِّمِ الواسِطِیِّ-:
وتَقولُ عاذِلَتی حَمَلتَ مَآثِماً صُمُّ الجِبالِ لِهَولِها تَتَضَعضَعُ
دَع ذِکرَ رَسمٍ دارِسٍ بِجَدیدِهِ کَفُّ البَلا بَعدَ البَشاشَةِ تولَعُ
وَاذخُر لِنَفسِکَ عِدَّةً تَنجو بِها مِن هَولِ یَومٍ فیهِ نارٌ تَلذَعُ
فَأَجَبتُها کُفّی فَلَستُ إذا أتی یَومُ المَعادِ أخافُ مِنهُ وأَجزَعُ
قالَت فَمَن یُنجیکَ مِن أهوالِهِ وعَذابِهِ قُلتُ البَطینُ الأَنزَعُ
صِنوُ النَّبِیِّ أبُو الأَئِمَّةِ وَالَّذی لِوَلِیِّهِ یَومَ القِیامَةِ یَشفَعُ
قَومٌ بِهِم غُفِرَت خَطیئَةُ آدَمٍ وهُمُ الوَسیلَةُ وَالنُّجومُ الطُّلَّعُ
أمّا أمیرُ المُؤمِنینَ فَذِکرُهُ فی مُحکَمِ التَّنزیلِ ذِکرٌ أرفَعُ...
قَتَلوا بِعَرصَةِ کَربَلا أولادَهُ ولَهُم بِغُفرانِ المُهَیمِنِ مَطمَعُ
مَنَعوا ورودَ الماءِ آلَ مُحَمَّدٍ وغَدَت ذِئابُ البَرِّ مِنهُ تَکرَعُ
آلُ الضَّلالِ بَنو امَیَّةَ شُرَّعٌ فیهِ وسِبطُ الطُّهرِ أحمَدَ یُمنَعُ
لَولا رِجالٌ بَعدَ فَقدِ مُحَمَّدٍ مَرَقوا وفی یَومِ النُّعَیلَةِ بویِعوا
ما جُرِّدَت بِالطَّفِّ أسیافٌ ولا کانَت رِماحُ بَنی امَیَّةَ شُرَّعُ
لَهفی لَهُ وَالخَیلُ تَعلو صَدرَهُ وَالرَّأسُ مِنهُ عَلَی الأَسِنَّةِ یُرفَعُ
یا زائِرَ المَقتولِ بَغیاً قِف عَلی جَدَثٍ یُقابِلُهُ هُنالِکَ مَصرَعُ
وقُلِ السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولیً بِهِ یَرجو الشَّفاعَةَ عَبدُکَ المُتَشَیِّعُ
یا یَومَ عاشوراءَ أنتَ تَرَکتَنی حِلفَ الهُمومِ بِمُقلَةٍ لا تَهجَعُ (2)
ص:10
2994.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِسَعیدِ بنِ مَکِّی النّیلیِّ یَرثی بِهَا الحُسَینَ علیه السّلام-:
یا مَنزِلاً لَعِبَت أیدِی الشَّتاتِ بِهِ وکانَ یُشرِقُ لِلوُفّادِ مُؤتَلِقا
ما لی عَلی رَبعِکَ البالی غَدوتُ بِهِ وظَلتُ أسأَلُ عَن أهلیهِ ما نَطَقا
أبکی عَلَیهِ ولَو أنَّ البُکاءَ عَلی سِوی بَنی أحمَدَ المُختارِ ما خُلِقا
تَحَکَّمَت فیهِمُ الأَعداءُ وَیلَهُمُ ومِن نَجیعِ الدِّما أسقَوهُمُ العَلَقا
تَاللّهِ کَم قَصَموا ظَهراً لِحَیدَرَةٍ وکَم بَرَوا لِلرَّسولِ المُصطَفی عُنُقا
وَاللّهِ ما قَابَلوا بِالطَّفِّ یَومَهُمُ إلّا بِما یَومَ بَدرٍ فیهِمُ سَبَقا (2)
2995.تذکرة الخواص: إنَّ ابنَ الهَبّارِیَّةِ الشّاعِرَ اجتازَ بِکَربَلاءَ،فَجَلَسَ یَبکی عَلَی الحُسَینِ
ص:11
وأهلِهِ،وقالَ بَدیهاً:
أحُسَینُ وَالمَبعوثُ جَدُّکَ بِالهُدی قَسَماً یَکونُ الحَقُّ عَنهُ مُسایِلی
لَو کُنتُ شاهِدَ کَربَلا لَبَذَلتُ فی تَنفیسِ کَربِکَ جَهدَ بَذلِ الباذِلِ
وسَقَیتُ حَدَّ السَّیفِ مِن أعدائِکُم عَلَلاً وحَدَّ السَّمهَرِیِّ الذّابِلِ
لکِنَّنی أُخِّرتُ عَنکَ لِشِقوَتی فَبَلابِلی بَینَ الغَرِیِّ وبابِلِ
هَبنی حُرِمتُ النَّصرَ مِن أعدائِکُم فَأقلُّ مِن حُزنٍ ودَمعٍ سایِلِ
ثُمَّ نامَ فی مَکانِهِ،فَرَأی رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله فِی المَنامِ فَقالَ لَهُ:یا فُلانُ،جَزاکَ اللّهُ عَنّی خَیراً،أبشِر! فَإِنَّ اللّهَ قَد کَتَبَکَ مِمَّن جاهَدَ بَینَ یَدَیِ الحُسَینِ (1). (2)
2996. وفیات الأعیان: قالَ الشَّیخُ نَصرُ اللّهِ بنُ مُجلی،مشارِفُ الصّناعَةِ بِالمَخزَنِ-وکانَ مِن
ص:12
ثِقاتِ أهلِ السُّنَّةِ-:رَأیتُ فِی المَنامِ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السّلام فَقُلتُ لَهُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،تَفتَحونَ مَکَّةَ فَتقولونَ:مَن دَخَلَ دارَ أبی سُفیانَ فَهُوَ آمِنٌ،ثُمَّ یَتِمُّ عَلی وَلَدِکَ الحُسَینِ یَومَ الطَّفِّ ما تَمَّ؟!
فَقالَ:أما سَمِعتَ أبیاتَ ابنِ الصَّیفیِّ فی هذا؟فَقُلتُ:لا.فَقالَ:اِسمَعها مِنهُ.
ثُمَّ استَیقَظتُ،فَبادَرتُ إلی دارِ حَیصِ بَیص فَخَرجَ إلَیَّ،فَذَکرتُ لَهُ الرُّؤیا فَشَهَقَ وأجهَشَ بِالبُکاءِ،وحَلَفَ بِاللّهِ إن کانَت خَرَجَت مِن فَمی أو خَطّی إلی أحَدٍ،وإن کُنتُ نَظَمتُها إلّافی لَیلَتی هذِهِ ! ثُمَّ أنشَدَنی:
مَلَکنا فَکانَ العَفوُ مِنّا سَجِیَّةً فَلَمّا مَلَکتُم سالَ بِالدَّمِ أبطَحُ
وحَلَّلتُمُ قَتلَ الاُساری وطالَما غَدونا عَنِ الأسری نَعِفُّ ونَصفَحُ
فَحسبُکُم هذَا التَّفاوُتُ بَینَنا وکُلُّ إناءٍ بِالَّذی فیهِ یَنضَحُ (1)
2997.التبصرة -مِن قَصیدةٍ لِابنِ الجَوزِیِّ-:
ولَمّا رَأَوا بَعضَ الحَیاةِ مَذَلَّةً عَلَیهِم وعِزَّ المَوتِ غَیرَ مُحَرَّمِ
ص:13
أبَوا أن یَذوقُوا العَیشَ وَالذَّمُّ واقِعٌ عَلَیهِ وماتوا مِیتَةً لَم تُذَمَّمِ
ولا عَجَبٌ لِلاُسدِ أن ظَفِرَت بِها کِلابُ الأَعادی مِن فَصیحٍ وأَعجَمِ
فَحَربَةُ وَحشِیٍّ سَقَت حَمزَةَ الرَّدی وحَتفُ عَلِیٍّ فی حُسامِ ابنِ مُلجَمِ (1)
2998.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِابنِ العَودِیِّ العامِلِیِّ-:
بِفِنَا الغَرِیِّ وفی عِراصِ العَلقَمی تُمحَی الذُّنوبُ عَنِ المُسیءِ المُجرِمِ
قَبرانِ قَبرٌ لِلوَصِیِّ وَآخَرُ فیهِ الحُسَینُ فَعُج عَلَیهِ وسَلِّمِ
هذا قَتیلٌ بِالطُّفوفِ عَلی ظَماً وأَبوهُ فی کوفانَ ضُرِّجَ بِالدَّمِ
وإِذا دَعا داعِی الحَجیجِ بِمَکَّةٍ فَإِلَیهِما قَصدُ التَّقِیِّ المُسلِمِ
فَاقصُدهُما وقُلِ السَّلامُ عَلیکُما وعَلَی الأَئِمَّةِ وَالنَبِیِّ الأَکرَمِ (3)
لَقَد قَتَلوا عَلِیّاً إذ تَخَلّی لِسُبحَتِهِ فَهَلّا فِی الضِّرابِ
وقَد قَتَلُوا الرِّضا الحَسَنَ المُرَجّی جَوادَ العُربِ بِالسُمِّ المُذابِ
وقَد مَنَعُوا الحُسَینَ الماءَ ظُلماً وکانَ الماءُ وِرداً لِلکِلابِ
ولَولا زَینَبٌ قَتَلوا عَلِیّاً صَغیراً قَتلَ بَقٍّ أو ذُبابِ
وقَد صَلَبوا إمامَ الحَقِّ زیداً فَیا للّهِ ِ مِن ظُلمٍ عُجابِ
بَناتُ مُحَمَّدٍ فِی الشَّمسِ عَطشی وَآلُ یَزیدَ فی ظِلِّ القِبابِ
لِآلِ یَزیدَ مِن أدَمٍ خِیامٌ وأَصحابُ الکِساءِ بِلا ثِیابِ (1)
ولَو أکرَمتِ دَمعَکِ یا شُؤونی بَکَیتِ عَلَی الإِمامِ الفاطِمِیِّ
عَلَی المَقتولِ ظَمآناً فَجودی عَلَی الظَّمآنِ بِالجَفنِ الرَّوِیِّ...
وخَیرِ العالَمینَ أباً واُمّاً وأَطهَرَهُم ثَری عِرقٍ زَکِیِّ
لَئِن دَفَعوهُ ظُلماً عَن حُقوقِ ال خِلافَةِ بِالوَشیجِ (1)السَّمهَرِیِّ
فَما دَفَعوهُ عَن حَسَبٍ کَریمٍ ولا ذادوهُ عَن خُلُقٍ رَضِیِّ
لَقَد فَصَموا عُرَی الإِسلامِ عَودا وبَدءاً فِی الحُسَینِ وفی عَلِیِّ
ویَومَ الطَّفِّ قامَ لِیَومِ بَدرٍ بِأَخذِ الثَّأرِ فی آلِ النَّبِیِّ
فَثَنَّوا بِالإِمامِ أما کَفاهُم ضَلالاً ما جَنَوهُ عَلَی الوَصِیِّ
رَمَوهُ عَن قُلوبٍ قاسِیاتٍ بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ وَالقِسِیِّ
وأَسری مُقدِماً عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلَیهِ بِکُلِّ شَیطانٍ غَوِیِّ
سَفوکٍ لِلدِّماءِ عَلی انتِهاکِ ال مَحارِمِ جِدُّ مِقدامٍ جَرِیِّ
أتاهُ بِمُحنِقینَ تَجیشُ غَیظاً صُدورُهُم وجَیشٍ کَالاُتِیِّ (2)
أطافوا مُحدِقینَ بِهِ وعاجوا عَلَیهِ بِکُلِّ طَرفٍ أعوَجِیِّ
وکُلِّ مُثَقَّفٍ لَدنٍ وعَضبٍ سَریجِیٍّ (3)ودِرعٍ سابِرِیِّ
فَأَنحَوا بِالصَوارِمِ مُسرِعاتٍ عَلَی البَرِّ النَّقِیِّ ابنِ النَّقِیِّ (4)
ص:16
3001.أدب الطّف -مِن قَصیدَةٍ لِأَبی بَحرٍ صَفوانَ بنِ إدریسَ التَّجیبِیِّ المُرسِیِّ یَرثی بِها السِّبطَ الشَّهیدَ علیه السّلام-:
سَلامٌ کَأَزهارِ الرُّبی یَتَنَسَّمُ عَلی مَنزِلٍ مِنهُ الهُدی یُتَعَلَّمُ
عَلی مَصرَعٍ لِلفاطِمِیّینَ غُیِّبَت لِأَوجُهِهِم فیهِ بُدورٌ وأَنجُمُ
عَلی مَشهَدٍ لَو کُنتَ حاضِرَ أهلِهِ لَعایَنتَ أعضاءَ النَّبِیِّ تُقَسَّمُ
عَلی کَربَلا لا أخلَفَ الغَیثُ کَربَلا وإِلّا فَإِنَّ الدَّمعَ أندی وأَکرَمُ
مَصارِعُ ضَجَّت یَثرِبٌ لِمُصابِها وناحَ عَلَیهِنَّ الحَطیمُ وزَمزَمُ
ومَکَّةُ وَالأَستارُ وَالرُّکنُ وَالصَّفا ومَوقِفُ جَمعٍ وَالمُقامُ المُعَظَّمُ
وبِالحَجَرِ المَلثومِ عُنوانُ حَسرَةٍ ألَستَ تَراهُ وهوَ أسوَدُ أسحَمُ
ورَوضَةُ مَولانَا النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ تَبَدّی عَلَیهِ الشَّکلُ یَومَ تُخَرَّمُ (2)
ومِنبَرُهُ العُلوِیُّ لِلجِذعِ أعوَلا عَلَیهِم عَویلاً بِالضَّمائِرِ یُفهَمُ
ولَو قَدَّرَت تِلکَ الجَماداتُ قَدرَهُم لَدُکَّ حِراءٌ وَاستُطیرَ یَلَملَمُ
وما قَدرُ ما تَبکی البِلادُ وأَهلُها لِآلِ رَسولِ اللّهِ وَالرُّزءُ أعظَمُ
لَو آنَّ رَسولَ اللّهِ یَحیا بُعَیدَهُم رَأَی ابنُ زِیادٍ امَّهُ کَیفَ تَعقُمُ
ص:17
وأَقبَلَتِ الزَّهراءُ قُدِّسَ تُربُها تُنادی أباها وَالمَدامِعُ تُسجَمُ
تَقولُ أبی هُم غادَرُوا ابنِیَ نُهبَةً کَما صاغَهُ قَیسٌ وما مَجَّ أرقَمُ
سَقَوا حَسَناً لِلسُّمِّ کَأساً رَوِیَّةً ولَم یَقرَعوا سِنّاً ولَم یَتَنَدَّموا
وهُم قَطَعوا رَأسَ الحُسَینِ بِکَربَلا کَأَنَّهُمُ قَد أحسَنوا حینَ أجرَموا
فَخُذ مِنهُمُ ثاری وسَکِّن جَوانِحاً وأَجفانَ عَینٍ تَستَطیرُ وتَسجُمُ
أبی وَانتَصِر لِلسِّبطِ وَاذکُر مُصابَهُ وغَلَّتَهُ وَالنَّهرُ رَیّانُ مُفعَمُ
وأَسرَ بَنیهِ بَعدَهُ وَاحتِمالَهُم کَأَنَّهُم مِن نَسلِ کِسری تُغُنِّموا
ونَقرَ یَزیدٍ فِی الثَّنایا الَّتی اغتَدَت ثَنایاکَ فیها أیُّهَا النّورَ تَلثُمُ...
ألا طَرَبٌ یُقلی (1)،ألا حُزنُ یُصطَفی ألا أدمُعٌ تُجری،ألا قَلبُ یُضرَمُ
قِفوا ساعِدونا بِالدُّموعِ فَإِنَّها لَتَصغُرُ فی حَقِّ الحُسَینِ ویَعظُمُ
ومَهما سَمِعتُم فِی الحُسَینِ مَراثِیاً تُعَبِّرُ عَن مَحضِ الأَسی وتُتَرجِمُ
فَمُدّوا أکُفّاً مُسعِدینَ بِدَعوَةٍ وصَلّوا عَلی جَدِّ الحُسَینِ وسَلِّموا (2)
3002.دیوان طلائع بن رزّیک: وقالَ هذِهِ القَصیدَةَ عِندَما أمَرَ فی وَزارَتِهِ أن یُستَعمَلَ فی طِرازٍ
ص:18
خاصٍّ کِسوَةُ المَشهَدَینِ الشَّریفَینِ العَلَوِیِّ وَالحُسَینِیِّ مِنَ السُّتورِ الدَّیبَقِیِّ لِأَبوابِ الحَرَمَینِ وعَرَضَها هُناکَ،وقَد أرصَدَ مِن أموالِهِ مَبالِغَ طائَلِةً لِهذَا الغَرَضِ، وتَحَرّی فیها أن تَکونَ السُّتورُ فی غایَةِ الحِیاکَةِ وَالإِبداعِ،مَعَ تَطریزِ آیاتٍ قُرآنِیَّةٍ حَولَها،فَلَمّا تَمَّ عَمَلُها أرسَلَها مَعَ نَفَرٍ مِن خَدَمِهِ وعَبیدِهِ،وجَعَلَ فیها قَصیدَةً ذَکَرَ فیها عَمَلَهُ الَّذی تَفَرَّدَ بِشَرَفِهِ وفَخرِهِ وفازَ دونَ مُلوکِ الإِسلامِ بِجَزیلِ ذُخرِهِ وجَمیلِ ذِکرِهِ:
هَل الوَجدُ إلّازَفرَةٌ وأَنینُ أمِ الشَّوقُ إلّاصَبوَةٌ وحَنینُ
إذا عَنَّ لی تَذکارُ سُکّانِ کَربَلا فَما لِفُؤادی فِی الضُّلوعِ سُکونُ
فَإِن أنا لَم أحزَن عَلی إثرِ ذاهِبٍ فَإِنّی عَلی آلِ الرَّسولِ حَزینُ
تَصَرَّفَ حُکمُ البیضِ وَالسُّمرِ فیهِمُ فَمِنهُم صَریعٌ بالظُّبا وطَعینُ...
ولَو أنَّ صُمَّ الصَّخرِ تَقرُبُ مِنهُمُ لَأَبصَرتَ صُمَّ الصَّخرِ کَیفَ تَلینُ
قُبورُهُمُ قَبلی وأَمواتُ نَکبَةٍ بُطونُ سِباعٍ مَرَّةً وسُجونُ
جَرَت مِن بَنی حَربٍ شُؤونٌ عَلَیهِمُ جَرَت بَعدَها مِنّا الغَداةَ شُؤونُ
وریضَت عَلَیهِم خَیلُهُم ورِکابُهُم فَرُضَّت ظُهورٌ مِنهُمُ وبُطونُ
ألا کُلُّ رُزءٍ بَعدَ یَومٍ بِکَربَلا وبَعدَ مُصابِ ابنِ النَّبِیِّ یَهونُ
ثَوی حَولَهُ مِن آلِهِ خَیرُ عُصبَةٍ یُطالَبُ فیهِم لِلطُّغاةِ دُیونُ
یُذادونَ عَن ماءِ الفُراتِ وغَیرُهُم یَبیتُ بِصَرفِ الخَمرِ وهوَ بَطینُ (1)
3003.دیوان طلائع بن رزّیک: ولَهُ أیضاً:
لَهفی عَلی عُصَبٍ بِالطَّفِّ ظامِیَةٍ نالَت مِنَ القَتلِ فیهِم أعظَمَ الِمحَنِ
ص:19
وآلُ حَربٍ لَهُم صَفوُ الفُراتِ ولَم یُسمَح لَهُم بِشَرابِ الآجِنِ (1)الأَسِنِ
أشهی إلَیَّ مِنَ المَحیَا المَماتُ إذا ذَکَرتُ مَصرَعَهُم وَاعتارَنی حُزنی
لَمّا تَذَکَّرتُ إذ سالَت دِماؤُهُم عَلَی النُّحورِ مَضی صَبری ووَدَّعَنی
أضلَلتُ صَبری فَهَل یا قَومُ یَنشُدُهُ لی ناشِدٌ ولَهُ یا قَومُ یَنشُدُنی
یا امَّةً عُدِمَت أخلاقُها سَفَهاً فَالغَدرُ کانَ بِها یَجری مَعَ اللَّبَنِ
غَرَقتُمُ فی بِحارِ الغَیِّ یَقذِفُکُم إلَی الجَحیمِ وخُیِّبتُم عَنِ السَّفَنِ
عَوَّضتُمونِیَ عَن آلِ الرَّسولِ أسَیً فَصِرتُ فیهِم حَلیفَ الوَجدِ وَالحَزَنِ
فَالوَجدُ مِنِّیَ لا یَفنی تَضَرُّمُهُ عَلَیهِمُ أبَداً وَالدَّمعُ لَم یَخُنِ (2)
3004.الغدیر: القاضِی الجَلیسُ،لَهُ فی رِثاءِ الإِمامِ السِّبطِ الشَّهیدِ علیه السّلام قَولُهُ:
إن خانَهَا الدَّمعُ الغَزیرُ فَمِنَ الدِّماءِ لَها نَصیرُ
دَعها تَسُحُّ ولا تَشُحُّ فَرُزؤُها رُزءٌ کَبیرُ...
یا امَّةً رَعَتِ السُّها وإمامُها القَمَرُ المُنیرُ
إن ضَلَّ بِالعِجلِ الیَهو دُ فَقَد أضَلَّکُمُ البَعیرُ
لَهفی لِقَتلَی الطَّفِّ إذ خَذَلَ المُصاحِبُ وَالعَشیرُ
وافاهُمُ فی کَربَلا یَومٌ عَبوسٌ قَمطَریرُ
ص:20
دَلَفَت لَهُم عُصَبُ الضَّلا لِ کَأَنَّما دُعِیَ النَّفیرُ
عَجَباً لَهُم لَم یَلقَهُم مِن دونِهِم قَدَرٌ مُبیرُ
أیُمارُ فَوقَ الأَرضِ فَی ضُ دَمِ الحُسَینِ ولا تَمورُ
أتَرَی الجِبالَ دَرَت ولَم تَقذِفُهُم مِنها صُخورُ
أم کَیفَ إذ مَنَعوهُ وِر دَ الماءِ لَم تَغُرِ البُحورُ
حَرُمَ الزُّلالُ عَلَیهِ لَمّ ا حُلِّلَت لَهُمُ الخُمورُ (1)
ص:21
ص:22
3005.شرح القصائد العلویّات السبع -شِعرُ ابنِ أبِی الحَدیدِ المُعتَزِلِیِّ-:
لَقَد فازَ عَبدٌ لِلوَصِیِّ وِلاؤُهُ وَإِن شابَهُ بِالمُوبِقاتِ الکَبائِرِ...
هُوَ النَّبأُ المَکنونُ وَالجَوهَرُ الَّذی تَجَسَّدَ مِن نورٍ مِنَ القُدسِ زاهِرِ...
إلی أن یَقولُ:
فَلَیتَ تُراباً حالَ دونَکَ لَم یَحُل وساتِرَ وَجهٍ مِنکَ لَیسَ بِساتِرِ
ص:23
لِتَنظُرَ ما لاقَی الحُسَینُ وما جَنَت عَلَیهِ العِدی مِن مُفظِعاتِ الجَرائِرِ
مِنِ ابنِ زِیادٍ وَابنِ هِندٍ وَابنِ سَعدٍ وأبناءِ الإِماءِ العَواهِرِ
رَمَوهُ بِیَحمومٍ أدیمٍ غُطامِطٍ تُعیدُ الحَصی رِفغاً بِوَقعِ الحَوافِرِ
لُهامٌ فَلا فَرغُ النُّجومِ بِمُسبَلٍ عَلَیهِ ولا وَجهُ الصَّباحِ بِسافِرِ
فَیا لَکَ مَقتولاً تَهَدَّمَتِ العُلی وثُلَّت بِهِ أرکانُ عَرشِ المَفاخِرِ...
عَجِبتُ لِأَطوادِ الأَخاشیبِ (1)لَم تَمِد ولا أصبَحَت غَوراً مِیاهُ الکَوافِرِ
ولِلشَّمسِ لَم تَکسِف ولِلبَدرِ لَم یَحُل ولِلشُهبِ لَم تَقذِف بِأَشأَمَ طائِرِ
أما کانَ فی رُزءِ ابنِ فاطِمَ مُقتَضٍ هُبوطَ رَواسٍ أو کُسوفَ زَواهِرِ (2)
3006.شرح القصائد العلویّات السبع: و لَهُ أیضاً مِن قَصیدَةٍ:
ولَقَد بَکَیتُ لِقَتلِ آلِ مُحَمَّدٍ بِالطَّفِّ حَتّی کُلُّ عُضوٍ مَدمَعُ
عُقِرَت بَناتُ الأَعوَجِیَّةِ هَل دَرَت ما یُستَباحُ بِها وماذا یُصنَعُ
وحَریمُ آلِ مُحَمَّدٍ بَینَ العِدی نَهبٌ تَقاسَمُهُ اللِّئامُ الرُّضَّعُ
تِلکَ الضَّعائِنُ کَالإِماءِ مَتی تُسَق یُعنَف بِهِنَّ وبِالسِّیاطِ تُقَنَّعُ...
فَمُصَفَّدٌ فی قَیدِهِ لا یُفتَدی وَکَریمَةٌ تُسبی وقِرطٌ یُنزَعُ
تَاللّهِ لا أنسَی الحُسَینَ وشِلوُهُ تَحتَ السَّنابِکِ بِالعَراءِ مُوَزَّعُ
مُتَلَفِّعاً حُمرَ الثِّیابِ وفی غَدٍ بِالخُضرِ فی فِردَوسِهِ یَتَلَفَّعُ
تَطَأُ السَّنابِکُ صدرَهُ وجَبینَهُ وَالأَرضُ تَرجُفُ خیفَةً وتُضَعضَعُ...
وَالشَّمسُ ناشِرَةُ الذَّوائِبِ ثاکِلٌ وَالدَّهرُ مَشقوقُ الرِّداءِ مُقَنَّعُ
ص:24
لَهفی عَلی تِلکَ الدِّماءِ تُراقُ فی أیدی امَیَّةَ عُنوَةً وتُضَیَّعُ (1)
3008.أدب الطفّ: قالَ ابنُ سَناءِ المُلکِ-المُتَوَفّی (608 ه)-مِن قَصیدَةٍ:
ونَظَمتُها فی یَومِ عا شوراءَ مِن هَمّی وحُزنی
یَومٌ یُناسِبُ غَبنَ مَن قَتَلوهُ ظُلماً مِثلَ غَبنی
یَومٌ یُساءُ بِهِ وفی هِ کُلُّ شیعِیٍّ وسُنّی
إن لَم اعَزِّ المُسلِمی نَ بِهِ فَإِنّی لا اهنّی
أو کُنتُ مِمَّن لا یَنو حُ بِهِ فَإِنّی لا اغَنّی
قُتِلَ الحُسَینُ بِکُلِّ ضَر بٍ لِلبُغاةِ وکُلِّ طَعنِ
شَنّوا عَلَیهِ وما سَقَو هُ قَطرَةً مِن ماءِ شَنِّ
أنتَ الوَلِیُّ لَهُ تُصَرِّ حُ بِالوَلاءِ ولَستَ تَکنی
ولَأَنتَ أولی مَن یُبا کِرُ قاتلیهِ بِکُلِّ لَعنِ
وهوَ الشَّفیعُ لِحاجَتی لِیَزیدَنی مَن لَم یُرِدنی
وقَصیدَتی أطلَقتُها بِالبَثِّ مِن صَدرٍ کَسِجنِ (3)
ص:25
3008. مثیر الأحزان: قالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَما [یَرثِی الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام ]:
وَقَفتُ عَلی دارِ النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ فَأَلفَیتُها قَد أقفَرَت عَرَصاتُها
وأَمسَت خَلاءً مِن تِلاوَةِ قارِئٍ وعُطِّلَ مِنها صَومُها وصَلاتُها
وکانَت مَلاذاً لِلعُلومِ وَجُنَّةً مِنَ الخَطبِ یَغشَی المُعتقِینَ صِلاتُها
فَأَقوَت مِنَ السّاداتِ مِن آلِ هاشِمٍ ولَم یَجتَمِع بَعدَ الحُسَینِ شَتاتُها
فَعَینی لِقَتلِ السِّبطِ عَبری ولَوعَتی عَلی فَقدِهِ ما تَنقَضی زَفَراتُها (2)
3009.مثیر الأحزان: ولَهُ أیضاً:
إذَا اعتَقَلوا سُمَر الرِّماحِ ویَمَّموا (3) اُسودَ الشَّری فَرَّت مِنَ الخَوفِ وَالذُّعرِ
کُماةُ رَحَی الحَربِ العَوانِ وإِن سَطَوا فَأَقرانُهُم یَومَ الکَریهَةِ فِی خُسرِ
إذا أثبَتوا فی مَأزِقِ الحَربِ أرجُلاً فَمَوعِدُهُم مِنهُ إلی مُلتَقَی الحَشرِ
قُلوبُهُمُ فَوقَ الدُّروعِ وهَمُّهُم ذِهابُ النُّفوسِ السائِلاتِ عَلَی البِشرِ (4)
3010. مثیر الأحزان: ولَهُ أیضاً:
أضحَت مَنازِلُ آلِ السِّبطِ مُقوِیَةً مِنَ الأَنیسِ فَما فیهِنَّ سُکّانُ
باؤوا بِمَقتَلِهِ ظُلماً فَقَد هُدِمَت لِفَقدِهِ مِن ذُرَی الإِسلامِ أرکانُ
رَزِیَّةٌ عَمَّتِ الدُّنیا وساکِنَها فَالدَّمعُ مِن أعیُنِ الباکینَ هَتّانُ
ص:26
لَم یَبقَ مِن مُرسَلٍ یَوماً ولا مَلَکٌ إلّا عَرَتهُ صَباباتٌ وأَحزانُ
وأَسخَطُوا المُصطَفَی الهادی بِمَقتَلِهِ فَقَلبُهُ مِن رَسیسِ الوَجدِ مَلآنُ (1)
3011.مثیر الأحزان: ولَهُ أیضاً-مُتَمَثِّلاً قولَ زَینَبَ ابنَةِ عَلِیٍّ علیها السّلام حینَ مَرَّت بِأَخیها صَریعاً وهیَ تَقولُ:«یا مُحَمّداهُ،صَلّی عَلَیکَ مَلیکُ السَّماءِ،هذا حُسَینٌ بِالعَراءِ،مُرَمَّلٌ بِالدِّماءِ، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ.یا مُحَمَّداهُ،وبناتُکَ سَبایا،وذُرِّیَتُکَ قَتلی،تَسفی عَلَیهِمُ الصَّبا»-:
یُصَلِّی الإِلهُ عَلَی المُرسَلِ ویُذکَرُ (2)فِی المُحکَمِ المُنزَلِ
ویُغزَی الحُسَینُ وأَبناؤُهُ وهذا مِنَ المُعجِبِ المُعضِلِ (3)
3012. الجوهرة: قالَ مُحَمَّدُ بنُ أبی بَکرٍ التِّلمِسانِیُّ المَعروفُ بِالبَرِّیِّ:
بِبُقعَةِ کَربَلاءَ اریتُ سِبطاً لِخَیرِ المُرسَلینَ لُقیً صَریعا
رُزینَا ابنَ البَتولِ وأَیُّ رُزءٍ جَلیلٍ قَد أری خَطباً شَنیعا
أثارَ لَنا اکتِئاباً وَانتِحاباً وأَجَّجَ لَفحُهُ مِنَّا الضُّلوعا
وکَم مِن أجلِهِ صَبرٌ تَوَلّی وکَم عَینٌ لَهُ هَجَرَت هُجوعا
فَیا صَبری عَلی بَلوی حُسَینٍ ألا وَدِّع فُؤاداً لی جَزوعا
وما عافَ الأَسی وَالوَجدَ مِثلی عَلَیهِ ولَا الکَآبَةَ وَالخُشوعا
دَهاهُ ابنُ الدَّعِیِّ بِشَرِّ ناسٍ فَجَذُّوا الأَصلَ مِنهُ وَالفُروعا
ص:27
لَقَد خَسِروا بِما اکتَسَبوا فَمَن ذا یَکونُ لَهُم إذا بُعِثوا شَفیعا
هُمُ وَتَروا شَفیعَ الخَلقِ فِی ابنٍ لَدَیهِ کانَ مَحفوظاً رَفیعا
فَلا سَقَتِ الغَوادی قَبرَ رِجسٍ زَنیمٍ لِلغَرورِ غَدا مُطیعا
تَحَکَّمَ فی بَنِی المُختارِ قَسراً وأَجری مِن دِمائِهِمُ رَبیعا
وعَن ماءِ الفُراتِ حَمی کِراماً لِراعی حُقوقِهِم أضحی مُضیعا
أتی فِی الذِّکرِ ذِکرُهُم بِقُدسٍ فَکُن یا مَن تَلاهُ لَهُ مُذیعا (1)
3013. أعیان الشیعة: قالَ البُوصیرِیُّ صاحِبُ البُردَةِ مِن جُملَةِ قَصیدَتِهِ الهَمزِیَّةِ فی مَدحِ خَیرِ البَرِیَّةِ:
یا أَبَا القاسِمِ الَّذی ضِمنَ أقسا می عَلَیهِ مَدحٌ لَهُ وثَناءُ
بِالعُلومِ الَّتی لَدَیکَ مِنَ اللّ هِ بِلا کاتِبٍ لَها إملاءُ
وبِرَیحانَتَینِ طیبُهُما مِ نکَ الَّذی أودَعَتهُمَا الزَّهراءُ
کُنتَ تُؤویهِما إلَیکَ کَما آ وَت مِنَ الخَطِّ نُقطَتَیهَا الیاءُ
مِن شَهیدَینِ لَیس یُنسینِیَ ال طَّفُّ مُصابَیهِما وَلا کَربَلاءُ
ما رَعی فیهِما ذِمامَکَ مَرؤو سٌ وقَد خانَ عَهدَکَ الرُّؤَساءُ
وقَسَت مِنهُمُ قُلوبٌ عَلی مَن بَکَتِ الأَرضُ فَقدَهُم وَالسَّماءُ
فَابکِهِم مَا استَطعتَ إنَّ قَلیلاً فی عَظیمٍ مِنَ المُصابِ البُکاءُ
ص:28
کُلُّ یَومٍ وکُلُّ أرضٍ لِکَربی فیهِمُ کَربَلا وعاشوراءُ
آلَ بَیتِ النَّبِیِّ إنَّ فُؤادی لَیسَ یُسلیهِ عَنکُمُ التَّأساءُ
آلَ بَیتِ النَّبِیِّ طِبتُم فَطابَ ال مَدحُ لی فیکُمُ وطابَ الرِّثاءُ
أنا حَسّانُ مَدحِکُم فَإِذا نُح تُ عَلیکُم فَإِنَّنی الخَنساءُ
سُدتُمُ النّاسَ بِالتُّقی وسِواکُم سَوَّدَتهُ الصَّفراءُ وَالبَیضاءُ (1)
3014. کشف الغمّة: -مِن قَصیدَةٍ لِعَلِیِّ بنِ عیسَی الإربَلِیِّ-:
إنَّ فِی الرُّزءِ بِالحُسَینِ الشَّهیدِ لَعَناءً یودی بِصَبرِ الجَلیدِ
إنَّ رُزءَ الحُسَینِ أضرَمَ ناراً لا تَنی فِی القُلوبِ ذاتَ وَقودِ
إنَّ رُزءَ الحُسَینِ نَجلِ عَلِیٍّ هَدَّ رُکناً ما کانَ بِالمَهدودِ
حادِثٌ أحزَنَ الوَلِیَّ وأَضناهُ وخَطبٌ أقَرَّ عَینَ الحَسودِ
یا لَها نَکبَةً أباحَت حِمَی الصَّبرِ وأَجرَت مَدامِعاً فی خُدودِ
ومُصاباً عَمَّ البَرِیَّةَ بِالحُزنِ وأَغرَی العُیونَ بِالتَّسهیدِ
یا قَتیلاً ثَوی بِقَتلَتِهِ الدّینُ وأَمسَی الإِسلامُ واهِیَ العَمودِ
ووَحیداً فِی مَعشَرٍ مِن عَدُوٍّ لَهفَ نَفسی عَلَی الفَریدِ الوَحیدِ
ونَزیفاً یُسقَی المَنِیَّة صِرفاً ظامِیاً یَرتَوی بِماءِ الوَریدِ
ص:29
وصَریعاً تَبکِی السَّماءُ عَلَیهِ فَتُرَوّی بِالدَّمعِ ظامِی الصَّعیدِ
وغَریباً بَینَ الأَعادی یُعانی مِنهُمُ ما یُشیبُ رَأسَ الوَلیدِ
قَتَلوهُ مَع عِلمِهِم أنَّهُ خَیرُ البَرایا مِن سَیِّدٍ ومَسودِ
وَاستَباحوا دَمَ النَّبِیِّ رَسولِ اللّهِ إذ أظهَروا قَدیمَ الحُقودِ
وأَضاعوا حَقَّ الرَّسولِ التِزاماً بِطَلیقٍ ورَغبَةً فی طَریدِ
وأَتَوها صَمّاءَ شَنعاءَ شَوهاءَ أکانَت قُلوبُهُم مِن حَدیدِ
وَجَرَوا فِی العَمی إلَی الغایَةِ القُصوی أما کانَ فیهُمُ مِن رَشیدِ
أسخَطُوا اللّهَ فی رِضَی ابنِ زِیادٍ وَعَصَوهُ قَضاءَ حَقِّ یَزیدِ
وَأَری الحُرَّ کانَ حُرّاً وَلکِنَّ ابنَ سَعدٍ فِی الخِزیِ کَابنِ سَعیدِ (1)
3015. کشف الغمّة: وَلَهُ أیضاً مِن قَصیدَةٍ:
بِعَلِیٍّ شیدَت مَعالِمُ دینِ اللّهِ وَالأَرضُ بِالعِنادِ تَمورُ...
حَسَدوهُ عَلی مآثِرَ شَتّی وَکَفاهُم حِقداً عَلَیهِ الغَدیرُ
کَتَموا داءَ دَخلِهِم وَطَوَوا کَشحاً وَقالوا صَرفُ اللَّیالی یَدورُ
وَرَمَوا نَجلَهُ الحُسَینَ بِأَحقادٍ تَبوخُ (2)النّیرانُ وَهیَ تَفورُ
لَهفَ نَفسی طولَ الزَّمانِ وَیَنمَی الحُزنُ عِندی إذا أتی عاشورُ
لَهفَ نَفسی عَلَیهِ لَهفَ حَزینٍ ظَلَّ صَرفُ الرَّدی عَلَیهِ یَجورُ
أسَفاً غَیرَ بالِغٍ کُنهَ ما أکفی وحُزناً تَضیقُ عَنهُ الصُّدورُ
یا لَها وَقعَةً لَقَد شَمَلَ الإِ سلامَ مِنها رُزءٌ جَلیلٌ خَطیرُ
ص:30
لَیثُ غابٍ تَعیثُ فیهِ کِلابٌ وعَظیمٌ سَطا عَلَیهِ حَقیرُ (1)
3016. أعیان الشیعة: مِن شِعرِهِ:
للّهِ ِ یَومٌ بِالطُّفوفِ لَم یَدَع لِمُسلِمٍ فِی العُمرِ مِن مُستَمتَعِ
یَومٌ بِهِ غودِرَ سِبطُ المُصطَفی لِلمُرهَفاتِ وَالرِّماحِ الشُرَّعِ
وحَولَهُ مِن صَحبِهِ کُلُّ فَتیً حامِی الذِّمارِ بَطَلٍ سَمَیذَعِ
لَهفی لِمَولایَ الشَّهیدِ ظامِیاً یُذادُ عَن ماءِ الفُراتِ المُترَعِ
لَم یَسمَحِ القَومُ لَهُ بِشُربَةٍ حَتّی قَضی بِغُلَّةٍ لَم تُنقَعِ
لَهفی لَهُ ورَأسُهُ فی ذابِلٍ کَالبَدرِ یَزهو فی أتَمِّ مَطلَعِ
لَهفی لِثَغرِ السِّبطِ إذ یَقرَعُهُ مَن لِعُصاةِ مَجدِهِ لَم یَقرَعِ
یا لَهفَ نَفسی لِبَناتِ أحمَدٍ بَینَ عِطاشٍ فِی الفَلا وجُوَّعِ
یُسَقنَ فی ذُلِّ السِّبا حَواسِراً إلَی الشّآمِ فَوقَ حَسری ظُلَّعِ
یَقدِمُهُنَّ الرَّأسُ فی قَناتِهِ هَدِیَّةً إلَی الدَّعِیِّ ابنِ الدَّعی
یَندُبنَ یا جَدّاهُ لَو رَأَیتَنا نُسلَبُ کُلَّ مِعجَرٍ (3)وبُرقُعِ
ص:31
یَحدو بِنا حادٍ عَنیفٌ سَیرُهُ لَو قیلَ أربِع ساعَةً لَم یُربِعِ (1)
3017. مطالب السؤول -مِن قَصیدَةٍ لَهُ-:
ألا أیُّهَا العادونَ إنَّ أمامَکُم مُقامَ سُؤالٍ وَالرَّسولُ سَؤولُ
ومَوقِفُ حُکمٍ وَالخُصومُ مُحَمَّدٌ وفاطِمَةُ الزَّهراءُ وهیَ ثَکولُ
وإِنَّ عَلِیّاً فِی الخِصامِ مُؤَیَّدٌ لَهُ الحَقُّ فیما یَدَّعی ویَقولُ
فَماذا تَرُدّونَ الجَوابَ عَلَیهِمُ ولَیسَ إلی تَرکِ الجَوابِ سَبیلُ
وقَد سُؤتُموهُم فی بَنیهِم بِقَتلِهِم ووِزرُ الَّذی أحدَثتُموهُ ثَقیلُ (3)
3018. نفح الطیب من غصن الأندلس الرطیب:
أمُرِنَّةً سَجَعَت بِعودِ أراکِ قولی مُوَلَّهَةً:عَلامَ بُکاکِ
أجَفاکِ إلفُکِ أم بُلیتِ بِفُرقَةٍ أم لاحَ بَرقٌ بِالحِمی فَشَجاکِ
ص:32
لَوکانَ حَقّاً مَا ادّعَیتِ مِنَ الجَوی یَوماً لَما طَرَقَ الجُفونَ کَراکِ
إیهٍ حَمامَةُ خَبِّرینی إنَّنی أبکی الحُسَینَ وأَنتِ ما أَبکاکِ
أبکی قَتیلَ الطَّفِّ فَرعَ نَبِیِّنا أکرِم بِفَرعٍ لِلنُّبُوَّةِ زاکِ (1)
ص:33
ص:34
3019. الغدیر -مِن قَصیدَةٍ لِلحَسَنِ آلِ أبی عَبدِ الکَریمِ المَخزومِیِّ یَرثی بِهَا السِّبطَ الشَّهیدَ علیه السّلام-:
وَلَم یَبقَ إلّاالسِّبطُ فَرداً ورَهطُهُ لَدَیهِ وزَینُ العابِدینَ عَلیلُ...
وکَرَّ وفَرَّ القَومُ خیفَةَ بَأسِهِ کَأَنَّ عَلِیّاً فِی الصُّفوفِ یَجولُ
فَلَمّا تَناهی الأَمرُ وَاقتَرَبَ الرَّدی وذَلَّ عَزیزٌ وَاستَعَزَّ ذَلیلُ
فَمالَ عَلَیهِ الجَیشُ حَملَةَ واحِدٍ فَبیضٌ وسُمرٌ ذُبَّلٌ ونُصولُ
فَفَرَّقَهُم حَتّی تَوَلَّت جُموعُهُم کَسِربِ قَطاةٍ غارَ فیهِ صَلیلُ (2)
رَمَوهُ بِسَهمٍ مِن سِهامٍ کَثیرَةٍ فَلَم یَبقَ إلّامِن قُواهُ قَلیلُ
ص:35
فَخَرَّ صَریعاً ظامِیاً عَن جَوادِهِ فَأَضحَت رُبوعُ الخِصب ِوهیَ مُحولُ...
ووافَت إلَیهِ زَینَبٌ وهیَ حاسِرٌ ودَمعَتُها فَوقَ الخُدودِ تَسیلُ
فَلاقَتُه مِن فَوقِ الرِّمالِ مُرَمَّلاً سَلیبَ الرِّدا تَسفی عَلَیهِ رُمولُ
فَقَبَّلَتِ الوَجهَ التَّریبَ وأَنشَدَت ومِن حَولِها لِلطّاهِراتِ عَویلُ...
فَدافَعَها الشِّمرُ اللَّعینُ وقَد جَثا بِقَلبٍ قَسا وَالکُفرُ فیهِ أصیلُ
وحَزَّ وَریداً ظامِیاً دونَ وِردِهِ فَحُزَّت فُروعٌ لِلعُلی واُصولُ
وحُلَّ عُرَی الإِسلامِ وَانهَدَمَ الهُدی وطَرفُ المَعالی وَالفَخارِ کَلیلُ...
فَلَهفی لَهُ بِالطَّفِ مُلقیً ورَأسُهُ سِنانٌ بِهِ فَوقَ السِّنانِ یَجولُ...
لَئِن جَهِلَت یَوماً عَلَیکَ امَیَّةٌ فَقَدرُکُمُ عِندَ الإِلهِ جَلیلُ
وإن حالَ مِنکَ الحالُ فی دارِ غُربَةٍ فَإِنَّکَ فی دارِ الفَخارِ أهیلُ (1)
وإِن بِتَّ مَسلوبَ الرِّداءِ فَفی غَدٍ مِنَ السُّندُسِ العالی رِداکَ جَمیلُ
وإِن مَسَّکُم حَرُّ الهَجیرِ فَإِنَّما لَکُم فی جِنانِ العالیاتِ مَقیلُ
وإِن مُنِعَت ماءَ الفُراتِ نُفوسُکُم لَها مِن رَحیقِ السَّلسَبیلِ نُهولُ (2)
أیُّ عُذرٍ لِمُهجَةٍ لا تَذوبُ وحَشیً لا یَشُبُّ فیها لَهیبُ
ولِقَلبٍ یَضیقُ مِن ألَمِ الحُز نِ وعَینٍ دُموعُها لا تَصوبُ
وَابنُ بِنتِ النَّبِیِّ بِالطَّفِ مَطرو حٌ لُقیً وَالجَبینُ مِنهُ تَریبُ
حَولَهُ مِن بَنی أبیهِ شَبابٌ صَرَعَتهُم أیدِی المَنایا وشیبُ
وحَریمُ النَّبِیِّ عَبری مِنَ الثُّک لِ وحَسری خِمارُها مَنهوبُ
تِلکَ تَدعو أخی وتِلکَ تُنادی یا أَبی وهوَ شاخِصٌ لا یُجیبُ
لَهفَ قَلبی وطِفلُهُ فی یَدَیهِ یَتَلَظّی وَالنَّحرُ مِنهُ خَضیبُ
لَهفَ قَلبی لِاُختِهِ زَینَبَ تُؤ وِی الیَتامی ودَمعُها مَسکوبُ
لَهفَ قَلبی لِفاطِمٍ خیفَةَ السَّب یِ تَخَفَّت وقَلبُها مَرعوبُ
لَهفَ قَلبی لِاُمِّ کُلثومَ وَالخَدّ انِ مِنها قَد خَدَّدَتهَا النُّدوبُ
وهیَ تَدعو یا واحِدی یا شَقیقی یا مُغیثی قَد بَرَّحَتنِی الخُطوبُ
ثُمَّ تَشکو إلَی النَّبِیِّ ودَمعُ العَ ینِ فی خَدِّها الأَسیلِ صَبیبُ (1)
3021.أدب الطفّ: وَلَهُ أیضاً:
العَینُ عَبری دَمعُها مَسفوحُ وَالقَلبُ مِن ألَمِ الأَسی مَقروحُ
ص:37
ما عُذرُ مِثلی یَومَ عاشورا إذا لَم أبکِ آلَ مُحَمَّدٍ وأَنوحُ
أم کَیفَ لا أبکِی الحُسَینَ وقَد غَدا شِلواً بِأَرضِ الطَّفِّ وهوَ ذَبیحُ
وَالطاهِراتُ حَواسِرٌ مِن حَولِهِ کُلُّ تَنوحُ ودَمعُها مَسفوحُ
هذی تَقولُ أخی وهذی والِدی ومِنَ الرَّزایا قَلبُها مَقروحُ
أسَفی لِذاکَ الشَّیبِ وهوَ مُضَمَّخٌ بِدِمائِهِ وَالطِّیبُ مِنهُ یَفوحُ
أسَفی لِذاکَ الوَجهِ مِن فَوقِ القَنا کَالشَّمسِ فی افُقِ السَّماءِ یَلوحُ
أسَفی لِذاکَ الجِسمِ وهوَ مُبَضَّعٌ وبِکُلِّ جارِحَةٍ لَدَیهِ جُروحُ
ولِفاطِمٍ تَبکی عَلَیهِ بِحُرقَةٍ وتُقَبِّلُ الأَشلاءَ وهیَ تَصیحُ
ظَلَّت تُوَلوِلُ حاسِراً مَسبِیَّةً وسُکَینَةٌ وَلهی عَلَیهِ تَنوحُ
یا والِدی لا کانَ یَومُکَ إنَّهُ بابٌ لِیَومِ مَصائِبی مَفتوحُ
أتُری نَسیرُ إلَی الشَّآمِ مَعَ العِدی أسری وأَنتَ بِکَربَلاءَ طَریحُ
الیَومَ ماتَ مُحَمَّدٌ فَبَکی لَهُ ذُو العَزمِ موسی وَالمَسیحُ ونوحُ (1)
3022.الغدیر -مِن قَصیدَةٍ لِعَلاءِ الدّینِ الحِلِّیِّ یَرثی بِهَا الحُسَینَ علیه السّلام-:
یا واقِفاً فِی الدّارِ مُفتَکِراً مَهلاً فَقَد أودی بِکَ الفِکرُ
ص:38
إن تُمسِ مُکتَئِباً لِبَینِهِمُ فَعَقیبَ کُلِّ کَآبَةٍ وِزرُ
هَلّا صَبَرتَ عَلَی المُصابِ بِهِم وعَلَی المُصیبَةِ یُحمَدُ الصَّبرُ
وجَعَلتَ رُزءَکَ فِی الحُسَینِ فَفی رُزءِ ابنِ فاطِمَةٍ لَکَ الأَجرُ
مَکروا بِهِ أهلُ النِّفاقِ وهَل لِمُنافِقٍ یُستَبعَدُ المَکرُ
بِصحائِفٍ کَوُجوهِم وَرَدَت سوداً وفَحوُ کَلامِهِم هَجرُ
حَتّی أناخَ بِعُقرِ ساحَتِهِم ثِقَةً تأکَّدَ مِنهُمُ الغَدرُ
وتَسارَعوا لِقِتالِهِ زُمَراً ما لا یُحیطُ بِعَدِّهِ حَصرُ
طافوا بِأَروَعَ (1)فی عَرینَتِهِ یُحمَی النَّزیلُ ویَأمَنُ الثَّغرُ
جَیشٌ لُهامٌ (2)یَومَ مَعرَکَةٍ ولِیَومِ سِلمٍ واحِدٍ وِترُ
فَکَأَنَّهُم سِربٌ قَدِ اجتَمَعَت إلفاً فَبَدَّدَ شَملَها صَقرُ
أو حاذِرٌ ذو لِبدَةٍ وَجَمَت لِهُجومِهِ فِی مَرتَعٍ عُفرُ
یا قَلبَهُ وعِداهُ مِن فَرَقٍ فِرَقٌ وَمِلءُ قُلوبِهِم ذُعرُ
أمِنَ الصِّلابِ الصُّلبِ أم زُبُرٌ طُبِعَت وصُبَّ خِلالَها قَطرُ...
حَتّی إذا قَرُبَ المَدی وبِهِ طافَ العِدی وتَقاصَرَ العُمرُ
أردَوهُ مُنعَفِراً تَمُجُّ دَماً مِنهُ الظُّبی وَالذُّبَّلُ السُّمرُ
تَطَأُ الخُیولُ إهابَهُ وعَلَی ال خَدِّ التَّریبِ لِوَطیِها أثَرُ
ظامٍ یَبُلُّ اوامَ غَلَّتِهِ رِیّاً یَفیضُ نُجیعَهُ النَّحرُ
ص:39
تَأباهُ إجلالاً فَتَزجُرُها فِئَةٌ یَقودُ عُصاتَها شِمرُ
فَتَجولُ فی صَدرٍ أحاطَ عَلی عِلمِ النُّبُوَةِ ذلِکَ الصَّدرُ
بِأَبِی القَتیلُ ومَن بِمَصرَعِهِ ضَعُفَ الهُدی وتَضاعَفَ الکُفرُ
بِأَبِی الَّذی أکفانُهُ نُسِجَت مِن عَثیَرٍ (1)وحَنوطُه عَفرُ (2)
ومُغَسَّلاً بِدَمِ الوَریدِ فَلا ماءٌ اعِدَّ لَهُ ولا سِدرُ (3)
3023.الغدیر: ولَهُ أیضاً مِن قَصیدَةٍ:
وَعَلَیکِ خِزیٌ یا امَیَّةُ دائِماً یَبقی کَما فِی النّارِ دامَ بَقاکِ
هَلّا صَفَحتِ عَنِ الحُسَینِ ورَهطِهِ صَفحَ الوَصِیِّ أبیهِ عَن آباکِ
وعَفَفتِ یَومَ الطَّفِ عِفَّةَ جَدِّهِ المَبعوثِ یَومَ الفَتحِ عَن طُلَقاکِ
أفَهَل یَدٌ سَلَبَت إماءَکِ مِثلَ ما سَلَبَت کَریماتِ الحُسَینِ یَداکِ
أم هَل بَرَزنَ بِفَتحِ مَکَّةَ حُسَّراً کَنِسائِهِ یَومَ الطُّفوفِ نِساکِ...
ما بَینَ نادِبَةٍ وبَینَ مَروعَةٍ فی أسرِ کُلِّ مُعانِدٍ أفّاکِ... (4)
3024.الغدیر: ولَهُ أیضاً مِن قَصیدَةٍ:
أمُخاطِبَ الأَذیابِ فی فَلَواتِها ومُکَلِّمَ الأَمواتِ فی رَمسِ البِلی
یا لَیتَ فِی الأَحیاءِ شَخصَکَ حاضِرٌ وحُسَینُ مَطروحٌ بِعَرصَةِ کَربَلا
عُریانُ یَکسوهُ الصَّعیدُ مَلابِساً أفدیهِ مَسلوبَ اللِّباسِ مُسَربَلا
مُتَوسِّداً حَرَّ الصُّخورِ مُعَفَّراً بِدِمائِهِ تَرِبَ الجَبینِ مُرَمَّلا
ظَمآنَ مَجروحَ الجَوارِحِ لَم یَجِد مِمّا سِوی دمِهِ المُبَدَّدِ مَنهَلا
ص:40
ولِصَدرِهِ تَطأُ الخُیولُ وطالَما بِسَریرِهِ جِبریلُ کانَ مُوَکَّلا
عُقِرَت أما عَلِمَت لِأَیِّ مُعَظَّمٍ وَطَأَت وصَدرٍ غادَرَتهُ مُفَصَّلا
ولِثَغرِهِ یَعلُو القَضیبُ وطالَما شَرَفاً لَهُ کانَ النَّبِیُّ مُقَبِّلا
وبَنوهُ فی أسرِ الطُّغاةِ صَوارِخٌ وَلهاءُ مُعوِلَةٌ تُجاوِبُ مُعوِلا
ونِساؤُهُ مِن حَولِهِ یَندُبنَهُ بِأَبِی النِّساءُ النّادِباتُ الثُّکَّلا
یَندُبنَ أکرَمَ سَیِّدٍ مِن سادَةٍ هَجَرُوا القُصورَ وآنَسوا وَحشَ الفَلا
بِأَبی بُدوراً فِی المَدینَةِ طُلَّعاً أمسَت بِأَرضِ الغاضِرِیَّةِ افَّلا
آسادُ حَربٍ لا یَمَسُّ عُفاتَها ضَرُّ الطَّوی ونَزیلُها لَن یُخذَلا
مَن تَلقَ مِنهُم تَلقَ غَیثاً مُسبِلاً کَرَماً وإِن قابَلتَ لَیثاً مُشبِلا
نَزَحَت بِهِم عَن عُقرِهِم أیدِی العِدی بِأَبِی الفَریقَ الظّاعِنَ المُتَرَحِّلا
ساروا حَثیثاً وَالمَنایا حَولَهُم تَسری فَلا (1)یَجِدونَ عَنها مَعزِلا
ضاقَت بِهِم أوطانُهُم فَتَبَیَّنوا شاطِی الفُراتِ عَنِ المَواطِنِ مَوئِلا
ظَفِرَت بِهِم أیدِی البُغاةِ فَلَم أخَل وأَبیکَ تَقتَنِصُ البُغاثُ الأَجدَلا (2)
مَنَعوهُمُ ماءَ الفُراتِ ودونَهُ بِسُیوفِهِم دَمُهُم یُراقُ مُحَلَّلا (3)
3025.الغدیر: ولَهُ أیضاً مِن قَصیدَةٍ:
حُسَینٌ أخُو المَجدِ المُنیفِ ومَن لَهُ فَخارٌ إذا عُدَّ الفَخارُ أثیلُ (4)
ص:41
أرَی المَوتَ عَذباً فی لَهاکَ وَصابُهُ لِغَیرِکَ مَکروهُ المَذاقِ وَبیلُ
فَما مَرَّ ذو بَأسٍ إلی مُرِّ بَأسِهِ عَلی مَهَلٍ إلّاوأَنتَ عَجولُ
کَأَنَّ الأَعادِیَ حینَ صُلتَ مُبارِزاً کَثیبٌ ذَرَتهُ الرّیحُ وهوَ مَهیلُ
وما نَهَلَ الخَطِّیُّ مِنکَ ولَا الظُّبا ولا عَلَّ إلّاوهوَ مِنکَ عَلیلُ
بِنَفسی وأَهلی عافِرُ الخَطِّ حَولَهُ لَدَی الطَّفِّ مِن آلِ الرَّسولِ قَبیلُ
کَأَن حُسَیناً فیهِمُ بَدرُ هالَةٍ کَواکِبُها حَولَ السِّماکِ حُلولُ
قَضی ظامِیاً وَالماءُ طامٍ تَصُدُّهُ شِرارُ الوَری عَن وِردِهِ ونُغولُ
وحُزَّ وَریدُ السِّبطِ دونَ وُرودِهِ وغالَتهُ مِن أیدِی الحَوادِثِ غولُ...
أیُقتَلُ ظَمآناً حُسَینُ وجَدُّهُ إلَی النّاسِ مِن رَبِّ العِبادِ رَسولُ
ویُمنَعُ شُربَ الماءِ وَالسِّربُ آمِنٌ عَلَی الشِّربِ مِنها صادِرٌ ونَهولُ
وآلُ رَسولِ اللّهِ فی دارِ غُربَةٍ وآلُ زِیادٍ فِی القُصورِ نُزولُ
وآلُ عَلِیٍّ فِی القُیودِ شَواحِبٌ إذا أنَّ مَأسورٌ بَکَتهُ ثَکولُ
وآلُ أبی سُفیانَ فی عِزِّ دَولَةٍ تَسیرُ بِهِم تَحتَ البُنودِ (1)خُیولُ
مُصابٌ اصیبَ الدّینُ مِنهُ بِفادِحٍ تَکادُ لَهُ شُمُّ الجِبالِ تَزولُ (2)
3026.الغدیر -مِن قَصیدَةٍ لِشَمسِ الدّینِ المالِکِیِّ یَقولُ فیها-:
ص:42
وکانَ الحُسَینُ الصّارِمُ الحازِمُ الَّذی مَتی یَقصُرِ الأَبطالُ فِی الحَربِ یَشدُدِ
شَبیهُ رَسولِ اللّهِ فِی البَأسِ وَالنَّدی وَخَیرُ شَهیدٍ ذاقَ طَعمَ المُهَنَّدِ
لِمَصرعِهِ تَبکِی العُیونُ وحَقُّها فِلِلّهِ مِن جُرمٍ وعُظمِ تَوَدُّدِ
فَبُعداً وسُحقاً لِلیَزیدِ وَشِمرِهِ ومَن سارَ مَسری ذلِکَ المَقصَدِ الرَّدی (1)
3027.أدب الطفّ: قالَ عَلاءُ الدّینِ عَلِیُّ بنُ المُظَفَّرِ الکِندِیُّ الإسکَندَرانِیُّ المَعروفُ بِالوَداعِیِّ:
عَجَباً لِمَن قَتَلَ الحُسَینَ وأَهلُهُ حَرَّی الجَوانِحِ یَومَ عاشوراءِ
أعطاهُمُ الدُّنیا أبوهُ وجَدُّهُ وَعَلَیهِ قَد بَخِلوا بِشُربَةِ ماءِ
وقالَ:
سَمِعتُ بِأَنَّ الکُحلَ لِلعَینِ قُوَّةٌ فَکَحَّلتُ فی عاشورَ مُقلَةَ ناظِری
لِتَقوی علی سَحِّ الدُّموعِ عَلَی الَّذی أذاقوهُ دونَ الماءِ حَرَّ البَواتِرِ (3)
ص:43
ص:44
3028.أدب الطفّ: قالَ [مُحَمَّدُ بنُ حَمَّادٍ الحِلِّیُّ] مِن قَصیدَةٍ:
لِغَیرِ مُصابِ السِّبطِ دَمعُکَ ضائِعُ ولا أنتَ ذا سَلوٍ عَنِ الحُزنِ جازِعُ
فَکُلُّ مُصابٍ دونَ رُزءِ ابنِ فاطِمٍ حَقیرٌ ورُزءُ السِّبطِ وَاللّهِ فازِعُ
فَدَعنی عَذولی وَالبُکاءَ فَإِنَّنی أراکَ خَلِیّاً لَم تَرُعکَ الفَواجِعُ
لِأَیِّ مُصابٍ أم لِأَیِّ رَزِیَّةٍ تُصانُ لَها دونَ الحُسَینِ المَدامِعُ
لَحَی اللّهُ طَرفاً لَم تَسُحَّ دُموعُهُ بِقانٍ فَما دَمعٌ عَلَی السِّبطِ ضایِعُ
فَأَینَ ادِّعاکَ الوِدَّ وَالعَهدَ وَالوِلا وقَولَکَ إنّی تابِعٌ ومُتابِعُ
یَبیتُ حُسَینٌ ساهِرَ الطَّرفِ خائِفاً وطَرفُکَ رَیَّانٌ مِنَ النَّومِ هاجِعُ (2)
3029.أدب الطفّ: ولَهُ أیضاً مِن قَصیدَةٍ:
ص:45
وَیکِ یا عَینُ سُحِّی دَمعاً سَکوبا وَیکَ یا قَلبُ کُن حَزیناً کَئیبا...
إلی أن قالَ:
وَغَدا لِلقِتالِ فی یَومِ عاشورا فَأَبدی طَعناً وَضَرباً مُصیبا
فَکَأَنّی بِصَحبِهِ حَولَهُ صَر عی لَدی کَربَلا شَباباً وشیبا
فَکَأَنّی أراهُ فَرداً وَحیداً ظامِیاً بَینَهُم یُلاقِی الکُروبا
وکَأَنّی أراهُ إذ خَرَّ مَطعو ناً عَلی حُرِّ وَجهِهِ مَکبوبا
وکَأَنّی بِمُهرِهِ قاصِدَ الفُس طاطِ یُبدی تَحَمحُماً ونَحیبا
وبَرَزنَ النِّساءُ حَتّی إذا أب صَرنَ ظَهرَ الجَوادِ مِنهُ سَلیبا
صِحنَ بِالوَیلِ وَالعَویلِ ویَندُب نَ حَیاری وقَد شَقَقنَ الجُیوبا
وسَبَلنَ الدُّموعَ لَمَّا تَأَمَّلنَ حُسَ یناً مِنَ الثِّیابِ سَلیبا (1)
3030.الغدیر: ابنُ داغِرٍ الحِلِّیُّ...لَهُ قَولُهُ مِن قَصیدَةٍ تُناهِزُ الاثنَینِ وَالتِسعینَ بَیتاً...مِنها قَولُهُ فی رِثاءِ الإِمامِ السِّبطِ علیه السّلام:
بِأَبِی الإِمامُ المُستَظامُ بِکَربَلا یَدعو ولَیسَ لِما یَقولُ مُجیبُ
بِأَبِی الوَحیدُ وما لَهُ مِن راحِمٍ یَشکُو الظَّما وَالماءُ مِنهُ قَریبُ
بِأَبِی الحَبیبُ إلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدٌ عِندَ الإِلهِ حَبیبُ
یا کَربَلاءُ أفیکِ یُقتَلُ جَهرَةً سِبطُ المُطَهَّرِ إنَّ ذا لَعَجیبُ
ص:46
ما أنتِ إلّاکُربَةٌ وبَلِیَّةٌ کُلُّ الأَنامِ بِهَولِها مَکروبُ
لَهفی عَلَیهِ وقَد هَوی مُتَعَفِّراً وبِهِ اوامٌ فادِحٌ ولُغوبُ
لَهفی عَلَیهِ بِالطُّفوف مُجَدَّلاً تَسفی عَلَیهِ شَمألٌ وجَنوبُ
لَهفی عَلَیهِ وَالخُیولُ تَرُضُّهُ فَلَهُنَّ رَکضٌ حَولَهُ وخَبیبُ (1)
لَهفی لَهُ وَالرَّأسُ مِنهُ مُمَیَّزٌ وَالشَّیبُ مِن دَمِهِ الشَّریفِ خَضیبُ
لَهفی عَلَیهِ ودِرعُهُ مَسلوبَةٌ لَهفی عَلَیهِ ورَحلُهُ مَنهوبُ
لَهفی عَلی حَرَمِ الحُسَینِ حَواسِراً شُعثاً وقَد ریعَت لَهُنَّ قُلوبُ
حَتّی إذا قَطَعَ الکَریمَ بِسَیفِهِ لَم یُثنِهِ خَوفٌ ولا تَرعیبُ
لِلّهِ کَم لُطِمَت خُدودٌ عِندَهُ جَزَعاً وکَم شُقَّت عَلَیهِ جُیوبُ
لَم أنسَ إن أنسَی الزَّکِیَّةَ زَینَباً تَبکی لَهُ وقِناعُها مَسلوبُ
تَدعو وتَندِبُ وَالمُصابُ تَکُظُّها بَینَ الطُّفوفِ ودَمعُها مَسکوبُ
أاُخَیُّ بَعدَکَ لا حَییتُ بِغِبطَةٍ وَاغتالَنی حَتفٌ إلَیَّ قَریبُ
أاُخَیُّ بَعدَکَ مَن یُدافِعُ جاهِلاً عَنّی ویَسمَعُ دَعوَتی ویُجیبُ
حُزنی تَذوبُ لَهُ الجِبالُ وعِندَهُ یَسلو ویَنسی یُوسُفاً یَعقوبُ (2)
3031.الغدیر: ابنُ العَرَندَسِ الحِلِّیُّ...لَهُ مِن قَصیدَةٍ یَرثی بِها الحُسَینُ علیه السّلام:
ص:47
فَیا ساکِنی أرضَ الطُّفوفِ عَلَیکُمُ سَلامُ مُحِبٍّ ما لَهُ عَنکُمُ صَبرُ...
وَقَفتُ عَلَی الدّارِ الَّتی کُنتُمُ بِها فَمَغناکُمُ مِن بَعدِ مَعناکُمُ قَفرُ
وقَد دَرَسَت مِنهَا الدُّروسُ وطالَما بِها دُرِسَ العِلمُ الإِلهِیُّ وَالذِّکرُ
فَراقَ فِراقُ الرّوحِ لی بَعدَ بُعدِکُم ودارَ بِرَسمِ الدقارِ فی خاطِرِی الفِکرُ
وقَد أقلَعَت عَنهَا السَّحابُ ولَم یَجُد ولا دَرَّ مِن بَعدِ الحُسَینِ لَها دَرُّ
إمامُ الهُدی سِبطُ النُبُوَّةِ والِدُ الأَ ئِمَّةِ رَبُّ النَّهیِ مَولیً لَهُ الأَمرُ
إمامٌ أبوهُ المُرتَضی عَلَمُ الهُدی وَصِیُّ رَسولِ اللّهِ وَالصِّنوُ وَالصِّهرُ
إمامٌ بَکَتهُ الإِنسُ وَالجِنُّ وَالسَّما ووَحشُ الفَلا وَالطَّیرُ وَالبَرُّ وَالبَحرُ
لَهُ القُبَّةُ البَیضاءُ بِالطَّفِ لَم تَزَل تَطوفُ بِها طَوعاً مَلائِکَةٌ غُرُّ
وفیهِ رَسولُ اللّهِ قالَ وقولُهُ صَحیحٌ صَریحٌ لَیسَ فی ذلِکُم نُکرُ
حُبی بِثَلاثٍ ما أحاطَ بِمِثلِها وَلِیٌّ فَمَن زَیدٌ هُناکَ ومَن عَمرُو
لَهُ تُربَةٌ فیهَا الشِّفاءُ وقُبَّةٌ یُجابُ بِهَا الدَّاعی إذا مَسَّهُ الضُّرُّ
وذُرِیَّةٌ دُرِیَّةٌ مِنهُ تِسعَةٌ أئِمَّةُ حَقٍّ لا ثَمانٍ ولا عَشرُ
أیُقتَلُ ظَمآنا حُسَینٌ بِکَربَلا وفی کُلِّ عُضوٍ مِن أنامِلِهِ بَحرُ
ووالِدُهُ السّاقی عَلَی الحَوضِ فی غَدٍ وفاطِمَةٌ ماءُ الفُراتِ لَها مَهرُ
فَوا لَهفَ نَفسی لِلحُسَینِ وما جَنی عَلَیهِ غَداةَ الطَّفِّ فی حَربِهِ الشِّمرُ...
فَلَمَّا التَقَی الجَمعانِ فی أرضِ کَربَلا تَباعَدَ فِعلُ الخَیرِ وَاقتَرَبَ الشَّرُّ
فَحاطوا بِهِ فی عَشرِ شَهرِ مُحَرَّمٍ وبیضُ المَواضی فِی الأَکُفِّ لَها شَمرُ...
إلی أن یقولَ:
فَمالَ عَنِ الطَّرفِ الجَوادُ أخُو النَّدی الجَوادِ قَتیلاً حَولَهُ یَصهَلُ المُهرُ
ص:48
سِنانُ سِنانٍ خارِقٌ مِنهُ فِی الحَشا وَصارِمُ شِمرٍ فِی الوَریدِ لَهُ شَمرُ (1)
تَجُرُّ عَلَیهِ العاصِفاتُ ذُیولَها ومِن نَسجِ أیدِی الصَّافِناتِ لَهُ طِمرُ
فَرُجَّت لَهُ السَّبعُ الطِّباقُ وزُلزِلَت رَواسی جِبالِ الأَرضِ وَالتَطَمَ البَحرُ
فَیا لَکَ مَقتولاً بَکَتهُ السَّما دَماً فَمُغبَرُّ وَجهِ الأَرضِ بِالدَّمِ مُحمَرُّ
مَلابِسُهُ فِی الحَربِ حُمرٌ مِن الدِّما وهُنَّ غَداةَ الحَشرِ مِن سُندُسٍ خُضرُ
ولَهفی لِزَینِ العابِدینَ وقَد سَری أسیراً عَلیلاً لا یُفَکُّ لَهُ أسرُ
وآلُ رَسولِ اللّهِ تُسبی نِساؤُهُم ومِن حَولِهِنَّ السِّترُ یُهتَکُ وَالخِدرُ
سَبایا بِأَکوارِ المَطایا حَواسِراً یُلاحِظُهُنَّ العَبدُ فِی النّاسِ وَالحُرُّ
ورَملَةُ فی ظِلِّ القُصورِ مَصونَةٌ یُناطُ عَلی أقراطِها الدُّرُّ وَالتِّبرُ
فَویلُ یَزیدٍ مِن عَذابِ جَهَنَّمٍ إذا أقبَلَت فِی الحَشرِ فاطِمَةُ الطُّهرُ
مَلابِسُها ثَوبٌ مِنَ السُّمِّ أسوَدٌ وآخَرُ قانٍ مِن دَمِ السِّبطِ مُحمَرُّ
تُنادی وأَبصارُ الأَنامِ شَواخِصٌ وفی کُلِّ قَلبٍ مِن مَهابَتِها ذُعرُ
وتَشکو إلَی اللّهِ العَلِیِّ وصوتُها عَلِیٌّ ومَولانا عَلِیٌّ لَها ظَهرُ
فَلا یَنطِقُ الطّاغی یَزیدُ بِما جَنی وأَنّی لَهُ عُذرٌ ومِن شَأنِهِ الغَدرُ
فَیُؤخَذُ مِنهُ بِالقِصاصِ فَیُحرَمُ النَّ عیمَ ویُخلی فِی الجَحیمِ لَهُ قَصرُ
ویَشدو لَهُ الشّادی فَیُطرِبُهُ الغِنا ویُسکَبُ فِی الکَأسِ النُّضارُ لَهُ خَمرُ
فَذاکَ الغِنا فِی البَعثِ تَصحیفُهُ العَنا وتَصحیفُ ذاکَ الخَمرِ فی قَلبِهِ الجَمرُ
أیَقرَعُ جَهلاً ثَغرَ سِبطِ مُحَمَّدٍ وصاحِبُ ذاکَ الثَّغرِ یُحمی بِهِ الثَّغرُ (2)
ص:49
3032.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ تاجِ الدَّینِ الحَسَنِ بنِ راشِدٍ الحِلِّیِّ یَرثی بِهَا الحُسَینَ علیه السّلام-:
للّهِ ِ وَقعَةُ عاشوراءَ إنَّ لَها فی جَبهَةِ الدَّهرِ جَرحاً غَیرَ مُندَمِلِ
طافوا بِسِبطِ رَسولِ اللّهِ مُنفَرِداً فِی الطَّفِّ خالٍ مِنَ الخِلّانِ وَالخَوَلِ...
لَم أنسَهُ فی فیافی کَربَلاءَ وقَد حامَ الحِمامُ وسُدَّت أوجُهُ الحِیَلِ...
یَشکُو الظَّما ونَمیرُ الماءِ مُبتَذَلٌ تَعُلُّ مِنهُ وُحوشُ السَّهلِ وَالجَبَلِ
صادٍ یُصَدُّ عَنِ الماءِ المُباحِ ومِن وَریدِهِ مَورِدٌ الخَطِّیَّةِ الخُطُلِ (2)
کَأَنَّ صَولَتَهُ فیهِم إذا حَمَلوا عَلَیهِ صَولَةُ ضَرغامٍ عَلی هَمَلِ (3)
مُصیبَةٌ بَکَتِ السَّبعُ الشِّدادُ لَها دَماً ورُزءٌ عَظیمٌ غَیرُ مُحتَمَلِ
وفادِحٌ هَدَّ أرکانَ العُلی ودَهی غِرارَ صارِمِ دینِ اللّهِ بِالفَلَلِ
مُتَرَّبُ الخَدِّ دامِی النَّحرِ مُنعَفِرُ ال جَبینِ بَحرٌ قَضی ظامٍ إلَی الوَشَلِ
ص:50
وَالطّاهِراتُ بَناتُ الطُّهرِ أحمَدَ قَد خَرَجنَ مِن خَلَلِ الأَستارِ وَالکِلَلِ
لَم أنسَ فاطِمَةَ الصُّغری وقَد بَرَزَت وَالسِّبطُ عَنها بِکَربِ المَوتِ فی شُغُلِ...
وأَقبَلَت زَینَبُ الکُبری ومُقلَتُها عَبری بِدَمعٍ عَلَی الخَدَّینِ مُنهَمِلِ
یا جَدُّ هذا أخی عارٍ تُکَفِّنُهُ الرِّ یاحُ مِن نَسجِها فی مِطرَفٍ (1)سَمَلِ (2)
یا جَدُّ هذا أخی ظامٍ وقَد صَدَرَت عَن نَحرِهِ البیضُ بَعدَ العَلِّ وَالنَّهَلِ (3)
3033.مشارق أنوار الیقین: قالَ فی قَصیدَةٍ طَویلَةٍ تبلغ 156 بَیتاً یَمدَحُ فیها آلَ البَیتِ ویُعَدِّدُ فَضائِلَهُم،ویَرثی الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام-وهیَ مِن رائِعِ شِعرِهِ،بَل مِن رائِعِ الشِّعرِ العَرَبِیِّ ورائِقِهِ-عَلی نَهجِ قَصیدَةِ البُردَةِ لِلبوصیرِیِّ:
ما هاجَنی ذِکرُ ذاتِ البانِ وَالعَلَمِ ولَا السَّلامُ عَلی سَلمی بذِی سَلَمِ...
لکِن تَذَکَّرتُ مَولایَ الحُسَینَ وقَد أضحی بِکَربِ البَلا فی کَربَلاءَ ظَمی...
یا لَلرِّجالِ لِخَطبٍ حَلَّ مُختَرِمَ الآ جالِ مُعتَدِیاً فِی الأَشهُرِ الحُرُمِ
فَها هُنا تُصبِحُ الأَکبادُ مِن ظَمأٍ حَرَّی وأَجسادُها تُروی بِفَیضِ دَمِ
ص:51
وها هُنا تُصبِحُ الأَقمارُ آفِلَةً وَالشَّمسُ فی طَفَلٍ وَالبَدرُ فی ظُلَمِ
وها هُنا تَملِکُ السّاداتِ أعبُدُها ظُلماً ومَخدومُها فی قَبضَةِ الخَدَمِ...
وراحَ ثَمَّ جَوادُ السِّبطِ یَندِبُهُ عالِی الصَّهیلِ خَلِیّاً طالِبَ الخِیَمِ
فَمُذ رَأَتهُ النِّساءُ الطّاهِراتُ بَدا یُکادِمُ الأَرضَ فی خَدٍّ لَهُ وفَمِ (1)
فَجِئنَ وَالسِّبطُ مُلقیً بِالنِّصالِ أبَت مِن کَفِّ مُستَلِمٍ أو ثَغرِ مُلتَئِمِ
وَالشِّمرُ یَنحرُ مِنهُ النَّحرَ مِن حَنَقٍ وَالأَرضُ تَرجُفُ خَوفاً مِن فِعالِهِمِ
فَتَستُرُ الوَجهَ فی کُمٍّ عَقیلَتُهُ وتَنحَنی فَوقَ قَلبٍ والِهٍ کَلِمِ
تَدعو أخاهَا الغَریبَ المُستَظامَ أخی (2) یا لَیتَ طَرفَ المَنایا عَن عُلاکَ عَمِ...
أخی لَقَد کُنتَ نوراً یُستَضاءُ بِهِ فَما لِنورِ الهُدی وَالدّینِ فی ظُلَمِ
أخی لَقَد کُنتَ غَوثاً لِلأَرامِلِ یا غَوثَ الیَتامی وبَحرَ الجودِ وَالکَرَمِ...
یا جَدَّنا لَو رَأَت عَیناکَ مِن حُزُنٍ لِلعِترَةِ الغُرِّ بَعدَ الصَّونِ وَالحَشَمِ...
أینَ النَّبِیِّ وثَغرُ السِّبطِ یَقرَعُهُ (3) یَزیدُ بُغضاً لِخَیرِ الخَلقِ کُلِّهِمِ
أیَنکُثُ الرِّجسُ ثَغراً کانَ قَبَّلَهُ مِن حُبِّهِ الطُّهرُ خَیرُ العُربِ وَالعَجَمِ
ویَدَّعی بَعدَها الإِسلامَ مِن سَفَهٍ وکانَ أکفَرَ مِن عادٍ ومِن إرَمِ
یا وَیلَهُ حینَ تَأتِی الطُّهرُ فاطِمَةٌ فِی الحَشرِ صارِخَةً فِی مَوقِفِ الاُمَمِ
تَأتی فَیُطرِقُ أهلُ الجَمعِ أجمَعُهُم مِنها حَیاءً ووَجهُ الأَرضِ فی قَتَمِ
وتَشتَکی عَن یَمینِ العَرشِ صارِخَةً وتَستَغیثُ إلَی الجَبّارِ ذِی النِّقَمِ
ص:52
هُناکَ یَظَهرُ حُکمُ اللّهِ فی مَلأٍ عَصَوا وخانوا فَیا سُحقاً لِفِعلِهِمِ
وفی یَدَیها قَمیصٌ لِلحُسَینِ غَدا مُضَمَّخاً بِدَمٍ قَرنا إلی قَدَمِ (1)
ص:53
ص:54
3034.أدب الطفّ: مِن شِعرِهِ [السیِّدِ حُسَینٍ الغُرَیفِیِّ] فی رِثاءِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام:
أیَجمُلُ الصَّبرُ فی آلِ الرَّسولِ وهُم جَمعٌ قَضَوا بَینَ مَسمومٍ ومَنحورِ
قَومٌ بِهِم قَد اقیمَ الدّینُ وَانطَمَسَت لِلشِّرکِ ألوِیَةُ الطُّغیانِ وَالجَورِ...
یا ذِلّةَ الدّینِ مِن بَعدِ الحُسَینِ فَما مِن بَعدِ ناصِرِهِ کَسرٌ بِمَجبورِ
أضحی یَحُثُّ السُّری وَالسَّیرَ مُجتَهِداً لِأَمرِ عُرفٍ ونَهیٍ عَن مَناکیرِ
کَأَنَّهُ الشَّمسُ وَالأَصحابُ شُهبُ دُجیً لِمُستَقَرٍّ لَها تَجری بِتَقدیرِ
یَسری بِهِم ومَنایاهُم تَسیرُ بِهِم إلی عِناقِ نُحورِ الخُرَّدِ (2)الحورِ
حَتّی إلی کَربَلا صاروا فَما انبَعَثَت لَهُم جِیادٌ بِتَقدیمٍ وتَأخیرِ
ص:55
فَحَلَّ مِن حَولِهِم جَیشُ الضَّلالِ ضُحیً کَعارِضٍ مُمطِرٍ فی جُنحِ دَیجورِ
وأَصبَحَت فِتیَةُ الطُّهرِ الحُسَینِ عَلی وَجهِ الثَّری بَینَ مَطعونٍ ومَنحورِ
وَالنّاسُ فی وَجَلٍ وَالخَیلُ فی زَجَلٍ (1) قَد أشبَهَ الیَومَ فیهِم نَفخَةَ الصّورِ
وظَلَّ سِبطُ رَسولِ اللّهِ بَعدَهُم یَلقَی الجُیوشَ بِقَلبٍ غَیرِ مَذعورِ
یَکِرُّ فَرداً وهُم مِن بأسِهِ یَئِسوا مِنَ السَّلامَةِ جَمعاً بَعدَ تَکسیرِ
وَأَسهُمُ المَوتِ تَدعو نَحوَهُ عَجَلاً مُحَدَّداتٌ بِمَحتومِ المَقادیرِ
والسَّیفُ یَرکَعُ فیهِم وَالرُّؤوسُ بِلا أجسادِها سُجَّداً تَهوی بَتَعفیرِ
مَن مُبلِغُ المُرتَضی أنَّ الحُسَینَ لُقیً سَقَتهُ أیدِی المَنایا کَأسَ تَکدیرِ
مَن مُبلِغُ المُصطَفی وَالطُّهرَ فاطِمَةً أنَّ الحُسَینَ طَریحٌ غَیرُ مَقبورِ (2)
3035.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ مُفلِحٍ الصَّیمَرِیِّ یَرثی بِهَا السِّبطَ الشَّهیدَ علیه السّلام-:
وأَعظَمُ مِن کُلِّ الرَّزایا رَزِیَّةً مَصارِعُ یَومِ الطَّفِّ أدهی وأَشنَعُ
فَما أنسَ لا أنسَ الحُسَینَ ورَهطَهُ وعِترَتَهُ بِالطَّفِ ظُلماً تُصَرَّعُ
ولَم أنسَهُ وَالشِّمرُ مِن فَوقِ رَأسِهِ یُهَشِّمُ صَدراً وهوَ لِلعِلمِ مَجمَعُ
ص:56
ولَم أنسَ مَظلوماً ذَبیحاً مِنَ القَفا وقَد کانَ نورَ اللّهِ فِی الأَرضِ یَلمَعُ
یُقَبِّلُهُ الهادِی النَّبِیُّ بِنَحرِهِ ومَوضِعُ تَقبیلِ النَّبِیِّ یُقَطَّعُ
إذا حَزّ عُضواً مِنهُ نادی بِجَدِّهِ وشِمرٌ عَلی تَصمیمِهِ لَیسَ یَرجِعُ
تَزَلزَلَتِ الأَفلاکُ مِن کُلِّ جانِبٍ تَکادُ السَّما تَنقَضُّ وَالأَرضُ تُقلَعُ
وضَجَّت بِأَفلاکِ السَّما وتَناوَحَت طُیورُ الفَلا وَالوَحشُ وَالجِنُّ أجمَعُ
وتَرفَعُ صَوتاً امُّ کُلثومَ بِالبُکا وتَشکو إلَی اللّهِ العَلِیِّ وتَضرَعُ
وتَندُبُ مِن عُظمِ الرَّزِیَّةِ جَدَّها فَلَو جَدُّنا یَرنو إلَینا ویَسمَعُ
أیا جَدَّنا نَشکو إلَیکَ امَیَّةً فَقَد بالَغوا فی ظُلمِنا وتَبَدَّعوا
أیا جَدَّنا لَو أن رَأَیتَ مُصابَنا لَکُنتَ تَری أمراً لَهُ الصَّخرُ یُصدَعُ
أیا جَدَّنا هذَا الحُسَینُ مُعفَّرٌ عَلَی التُّربِ مَحزوزَ الوَریدِ مُقَطَّعُ
فَجُثمانُهُ تَحتَ الخُیولِ ورأسُهُ عِناداً بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ یُرفَعُ (1)
3036.تسلیة المجالس -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ مُحَمَّدِ بنِ أبی طالِبٍ الحُسَینِیِّ یَرثی بِها جَدَّهُ الحُسَینَ علیه السّلام-:
أخنَی الزَّمانُ عَلَیهِم فَانثَنَوا ولَهُم بَأسٌ لُِمجمَلِهِ بِالصَّبرِ تَفصیلُ
ص:57
فی کربَلا أصبَحوا یَروی مَناقِبَهُم حَتَّی القِیامَةِ جیلٌ بَعدَهُ جیلُ
حازُوا السَّعادَةَ مِن بَذلِ النُّفوسِ فَفی دارِ الخُلودِ لَهُم فَضلٌ وتَفضیلُ
لَم یَنسَخِ الظِّلُّ مِنها ضَوءَ مَشرِقِهِ فَیا لَهُم بِجَمیلِ الصَّبرِ تَنویلُ
راقَت مَشارِبُها فاقَت عَجائِبُها فَسَعیُ طالِبِها ما فیهِ تَضلیلُ
أشباحُهُم فِی الثَّری مَنبوذَةٌ ولَهُم أرواحُ صِدقٍ لَها بِالصَّفوِ تَکمیلُ
قَومٌ لِأَوجُهِهِم یَومَ القِراعِ وفی بَذلِ المَکارِمِ تَقطیبٌ وتَهلیلُ
قَومٌ تَراهُم وسوقُ الحَربِ قائِمَةٌ وَالرُّمحُ وَالسَّیفُ مَنصوبٌ ومَسلولُ
أجسادُهُم بِعُروضِ المَوتِ قَطَّعَها مِنَ الصَّوارِمِ فِی الهَیجا تَفاعیلُ
لَها ثَری کَربَلا مَغنیً ولِلمَلَأِ ال أَعلی لَدی تُربِها حَمدٌ وتَهلیلُ
فِی اللّهِ مُذ بَذَلوا الأَرواحَ قیلَ لَهُم فی جَنَّةٍ طابَ مَثواها لَکُم قیلُ (1)
مَعارِجُ العالَمِ العُلوِیِّ مَنزِلُهُم لَهُ عَلَیهِ بِأَمرِ اللّهِ تَنزیلُ...
لَهفی لِنِسوَتِکُم عُنفاً تُساقُ عَلی کورِ المَطِیِّ لَها بِالسَّیرِ تَعجیلُ
وفِی الرِّماحِ بُدورٌ مِن وُجوهِکُمُ لَها بِشَمسِ الضُّحی بِالحُسنِ تَمثیلُ (2)
ص:58
3037.المنتخب للطریحی -مِن قَصیدَةٍ لابنِ أبی شافینَ البَحرانِیِّ یَرثی بِها سَیِّدَ الشُّهَداءِ علیه السّلام-:
هَلُمّوا نَبکِ أصحابَ العَباءِ ونَرثی سِبطَ خَیرِ الأَنبِیاءِ
هَلُمّوا نَبکِ مَقتولاً بَکَتهُ مَلائِکَةُ إِلالهِ مِنَ السَّماءِ
هَلُمّوا نَبکِ مَقتولاً عَلَیهِ بَکی وَحشُ المَهامِهِ فِی الفَلاءِ
ألا فابکوا قَتیلاً قَد بَکَتهُ البَتولَةُ فاطِمٌ سِتُّ النِّساءِ...
ألا فَابکوا لِمُنَعفِرٍ ذَبیحٍ عَلَی الرَّمضاءِ شِلوٌ بِالثَّراءِ...
ص:59
ألا فَابکوا قَتیلاً مُستَباحاً ألا فَابکُوا المُرَمَّلَ بِالدِّماءِ...
بِنَفسی مَن تَجولُ الخَیلُ رَکضاً عَلَیهِ وهوَ مَسلوبُ الرِّداءِ...
بِنَفسی نِسوَةٌ جاءَت إلَیهِ وهُنَّ مُوَلوِلاتٌ بِالشَّجاءِ
أخی وَدِّع یَتامی قَد اهینوا وقَد أضحَوا بِأَسرِ الأَدعِیاءِ...
یَعُزُّ عَلی أبینا أن یَرانا بِأَرضِ الطَّفِّ نُسبی کَالإِماءِ
یَعُزُّ عَلَی البَتولِ بِأَن تَرانا ونَحنُ نَضِجُّ حَولَکَ بِالبُکاءِ (1)
3038.الغدیر: وذَکَرَ السَّیِّدُ [أحمَدُ العَطّارُ] قدس سره فِی الرَّائِقِ لَهُ قَولَهُ فی رِثاء الإِمامِ الشَّهیدِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ:
مَصائِبُ یَومِ الطَّفِّ أدهَی المَصائِبِ وأَعظَمُ مِن ضَربِ السُّیوفِ القَواضِبِ
تَذوبُ لَها صُمُّ الجَلامیدِ حَسرَةً وتَنهَدُّ مِنها شامِخاتُ الشَّناخِبِ (2)
بِها لَبِسَ الدّینُ الحَنیفُ مَلابِساً غَرابیبَ سوداً مِثلَ لَونِ الغَیاهِبِ (3)(4)
3039.الغدیر: ولَهُ أیضاً فی رِثاءِ الإِمامِ السِّبطِ علیه السّلام:
یا واقِفاً بِطُفوفِ الغاضِرِیّاتِ دَعنی أسُحُّ الدُّموعَ العَندَمِیّاتِ
مِن أعیُنٍ بِسُیوفِ الحُزنِ قاتِلَةٍ طیبَ الکَری لِقَتیلِ السَّمهَرِیّاتِ
وسادَةٍ جاوَزوا بیدَ الفَلاةِ بِها وقادَةٍ قُدِّدوا بِالمَشرَفِیّاتِ (5)
ص:60
3040.أدب الطفّ: قالَ [الشَّیخُ البَهائِیُّ قُدِّسَ سِرُّهُ] یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام:
مُصابُکَ یا مَولایَ أورَثَ حُرقَةً وأَمطَرَ مِن أجفانِنا هاطِلَ المُزنِ
فَلَو لَم یَکُن رَبُّ السَّماءِ مُنَزَّهاً عَنِ الحُزنِ قُلنا إنَّهُ لَکَ فِی الحُزنِ (2)
3041.أعیان الشیعة: قالَ [الشَّیخُ جَعفَرٌ الخَطِّیُّ] یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام:
ص:61
کَأَنّی بِهِ فی ثُلَّةٍ مِن رِجالِهِ کَما حَفَّ بِاللَّیثِ الاُسودُ الحَوارِدُ (1)...
یُلاقونَ شَدَّاتِ الکُماةِ بِأَنفُسٍ إذا غَضِبَت هانَت عَلَیهَا الشَّدائِدُ
إلی أن ثَوَوا فِی التُّربِ صَرعی کَأَنَّهُم نَخیلٌ أمالَتُهنَّ أیدٍ عَواضِدُ (2)...
ولَم یَبقَ إلّاواحِدَ النّاسِ واحِداً یُکابِدُ مِن أعدائِهِ ما یُکابِدُ
یَکِرُّ فَیَنثالونَ عَنهُ کَأَنَّهُم مَهاً خَلفَهُنَّ الضّارِیاتُ شَوارِدُ
یُحامی وَراءَ الطّاهِراتِ مُجاهِداً بِأَهلی وبی ذاکَ المُحامِی المُجاهِدُ
فَمَا اللَّیثُ ذُو الأَشبالِ هیجَ عَلَی الطَّوی بِأَشجَعَ مِنهُ حینَ قَلَّ المُساعِدُ
ولا سَمِعَت اذنی ولا اذنُ سامِعٍ بِأَثبَتَ مِنهُ فِی اللِّقا وهوَ واحِدُ
إلی أن أسالَ الطَّعنُ وَالضَّربُ نَفسَهُ فَخَرَّ کَما أهوی إلَی الأَرضِ ساجِدُ
فَأَیُّ فَتیً ظَلَّت خُیولُ امَیَّةٍ تَعادی عَلی جُثمانِهِ وتُطارِدُ (3)
3042.أعیان الشیعة: ومِن شِعرِهِ قَولُهُ یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام بِهذِهِ القَصیدَةِ المُخَمَّسَةِ،وهیَ تَقرُبُ
ص:62
مِن 130 بَیتاً...:
لَهفَ نَفسی عَلی رَهینِ الحُتوفِ حینَ أمسی نَهبَ القَنا وَالسُّیوفِ
ثاوِیاً جِسمُهُ بِأَرضِ الطُّفوفِ وهوَ ذُو الفَضلِ وَالمَقامِ المُنیفِ
وسلیلُ الشَّفیعِ یَومَ المَعادِ
مَنَعوهُ وُرودَ ماءِ الفُراتِ وسَقَوهُ کَأسَ الفَنا وَالمَماتِ
بَعدَ تَقتیلِ أهلِهِ وَالحُماةِ وأَحاطَت بِهِ خُیولُ الطُّغاةِ
بِمَواضی الظُّبا وسُمرِ الصِّعادِ (1)
3043.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسیِّدِ عَبدِ الرَّؤوفِ الجَدحَفصِیِّ یَرثِی بِهَا الحُسَینَ علیه السّلام-:
ومِمّا شَجی قَلبی وأَغری بِیَ الأَسی وَأَفنَی اصطِباری ذِکرُ کُبرَی الوَقائِعِ
هِیَ الوَقعَةُ الکُبرَی الَّتی کُلُّ سامِعٍ لَها وَدَّ لَو سُدَّت خُروقُ المَسامِعِ
غَداةَ دَعَت سِبطَ النَّبِیِّ عِصابَةٌ بِأن سِر وعَجِّل بِالقُدومِ وسارِعِ
ص:63
وجاءَت إلَیهِ کُتبُهُم وقَدِ انطَوَت عَلی إحَنٍ (1)طَیَّ الحَشی وَالأَضالِعِ
بِنَفسِی الحُسَینُ الطُّهرُ یَسعی إلَیهِمُ بِأَهلیهِ لا یُثنی عَزیمَةَ راجِعِ
وَتَصحَبُهُ مِن صَحبِهِ الغُرِّ سادَةٌ لَهُم فی قِرانِ الفَوزِ أسعَدُ طالِعِ
فَدَیتُهُمُ لَمّا أتَوا أرضَ کَربَلا وضاقَ بِهِم مِن سُبلِها کُلُّ واسِعِ
فَدَیتُهُمُ لَمّا أتی القَومُ نَحوَهُم وسَدّوا عَلَیهِ کُلَّ نَهجٍ وشارِعِ
فَدَیتُهُمُ لَمّا أحاطوا بِرَحلِهِم ورَدّوهُمُ عَن وِردِ ماءِ الشَّرائِعِ
لَعَمری لَقَد فازوا وحازوا مَراتِباً تَقَهقَرَ عَن إدراکِها کُلُّ طامِعِ
وما بَرِحوا فی نَصرِهِ ولِأَمرِهِ بِأَسرِهِمُ ما بَینَ ساعٍ وسامِعِ
ویَقولُ فی آخِرِها:
فَشَمسُ العُلی غارَت وأَنجُمُ سَعدِها تَوارَت وأَمسی غارِباً کُلُّ طالِعِ
بِنَفسی قَتیلاً مُفرَداً بَینَ خاذِلٍ وباغٍ ومُرتَدٍّ وطاغٍ وخادِعِ
بِنَفسی رَضیعاً ألقَمَ القَومُ ثَغرَهُ ثَدِیَّ سِهامٍ لا ثَدِیَّ مَراضِعِ
فَدَیتُهُمُ وَالرَّأسُ کَالبَدرِ بَینَهُم وهُم حَولَهُ مِثلُ النُّجومِ الطَّوالِعِ (2)
3044.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ عَلی خانَ المُشَعشَعِیِّ یَرثی بِها سَیِّدَ الشُّهداءِ علیه السّلام-:
ص:64
ألا عادَ جُرحُ القَلبِ بَعدَ اندِمالِهِ لِرُزءٍ شَجی قَلبَ النَّبِیِّ وآلِهِ
إذا رُمتُ أن أرنو هِلالَ مُحَرَّمٍ غَدا دَمعُ عَینی حاجِباً عَن هِلالِهِ
فَلا کانَ قَلبٌ حینَ هَلَّ ولَم یَذُب ولا کانَ جَفنٌ لَم یَجُد بِانهِمالِهِ
کَأَنّی أری مِنهُ الحُسَینَ وقَد غَدا یَذودُ العِدی عَن أهلِهِ وعِیالِهِ
وقَد نازَلَ الأَعداءَ حَتَّی تَبَیَّنوا نِزالَ أبیهِ المُرتَضی بِنِزالِهِ
وأَصحابُهُ مِن حَولِهِ فَکَأَنَّهُم نُجومٌ تَحُفُّ البَدرَ عِندَ کَمالِهِ
واُبصِرُ مِنهُ حینَ خَرَّ عَلَی الثَّری ثَرَی الطَّفِ تَکسوهُ الصَّبا مِن رِمالِهِ
ویُذکِرُنی هَتکَ الخِیامِ وسَلبَهُم بَناتِ الهُدی مِن بَعدِ قَتلِ رِجالِهِ
وتَسییرَها بَینَ الخَلائِقِ حُسَّراً عَلی کُلِّ صَعبٍ حاسِرٍ مِن رِحالِهِ
فَلَمّا أتَوا شَرَّ البَرایا بِشامِهِ أبانَ سُروراً شامِتاً بِمَقالِهِ
وقَرَّبَ رَأسَ السِّبطِ یَنکُتُ ثَغرَهُ وأَبدی قَبیحاً کامِناً مِن فَعالِهِ
فَکادَت تَمیدُ الأَرضُ مِن قُبحِ فِعلِهِ وما نالَ مِن أهلِ الهُدی بِضَلالِهِ
فَیا وَیلَهُ لَم یَرعَ فیهِم مُحَمَّداً ولَم یَخشَ مِن رَبِّ السَّما ونَکالِهِ
ویا وَیحَهُ ماذا أعَدَّ إذا دَعا إلهُ الوَری کُلَّ الوَری لِسُؤالِهِ (1)
3045.الغدیر: ولَهُ أیضاً:
وَالِمحنَةُ العُظمَی الَّتی ما مِثلُها قَتلُ الحُسَینِ خَدیعَةً وعِنادا
مِن بَعدِما أن صَرَعوا بِالطَّفِّ أن صاراً لَهُ بَل قَتَّلُوا الأَولادا
ص:65
ونِساءُ آلِ مُحَمَّدٍ مَسبِیَّةٌ تَسری بِها حُمرُ النِّیاقِ وِخادا (1)
ویَؤُمُّهُم بِقُیودِهِ السَّجّادُ وَ الرَّأسُ الکَریمُ یُشَیِّعُ السَّجّادا (2)
3046.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ ماجِدِ بنِ هاشِمِ البَحرانِیِّ یَرثِی بِهَا الحُسَینَ علیه السّلام-:
بَکی ولَیسَ عَلی صَبرٍ بِمَعذورِ مَن قَد أطَلَّ عَلَیهِ یَومُ عاشورِ...
وا حَسرَتا لِصَریعِ المَوتِ مُحتَضِرٍ قَد قَلَّبَتهُ یَدُ الجُردِ المَحاضیرِ (4)
یا عَقَّرَ اللّهُ تِلکَ الصّافِناتِ بِما جَنَت فَما کانَ أولاها بِتَعقیرِ...
مَن مُبلِغَنَّ قُرَیشاً أنَّ سَیِّدَها ثَوی ثَلاثَ لَیالٍ غَیرَ مَقبورِ
مَن مُبلِغَنَّ قُرَیشاً أنَّ سَیِّدَها تَنحوُه فِی القَفرِ زُوّارُ الیَعافیرِ (5)
قومی إلی مَیِّتٍ ما لُفَّ فی کَفَنٍ یَوماً ولا نالَ مِن سِدرٍ وکافورِ
ص:66
تِلکَ الرُّؤوسُ أبَت إلّاالعُلا فَسَمَت عَلی رَفیعٍ مِنَ الخُرصانِ (1)مَشهورِ
تِلکَ الطَّواهِرُ لَم یُضرَب لَها کِلَلٌ ولا تُمَدُّ لَها أطنابُ تَخدیرِ...
إذا تَباکَینَ لَم یُفصحِنَ عَن کَمَدٍ إلّا تَحَدَّرَ دَمعٌ غَیرُ مَنزورِ
وإِن تَشاکَینَ لَم یُسمِعنَ (2)داعِیَةً إلّا تُصَعُّدُ أنفاسٍ وَتَزفیرِ
یا فَجعَةً أوسَعَت فی قَلبِ فاطِمَةِ الزَّهراءِ جُرحَ مُصابٍ غَیرِ مَسبورِ
وإِنَّ ذاتَ خِمارٍ مِن عَقائِلِها تُهدی إلی مُستَفَزِّ العَقلِ مَخمورِ (3)
3047.أمل الآمل: قَد رَأَیتُ مِن شِعرِ الشَّیخِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ زَینِ الدّینِ الشَّهیدِ الثّانی بِخَطِّهِ قَصیدَةً فی مَرثِیَّةِ الحُسَینِ علیه السّلام،مِنها قَولُهُ هذا:
کَیفَ تَرقا دُموعُ أهلِ الوَلاءِ وَالحُسَینُ الشَّهیدُ فی کَربَلاءِ...
لَیتَ شِعری ما عُذرُ عَبدٍ مُحِبٍّ جامِدِ الدَّمعِ ساکِنِ الأَحشاءِ
وَابنُ بِنتِ النَّبِیِّ أضحی ذَبیحاً مُستَهاماً مُرَمَّلاً بِالدِّماءِ
وحَریمُ الوَصِیِّ فی أسرِ ذُلٍّ فاقِداتِ الآباءِ وَالأَبناءِ
ص:67
وعَلِیٌّ خَیرُ العِبادِ أسیرٌ فی قُیودِ العِدی حَلیفُ العَناءِ
مِثلُ هذا جَزاءُ نُصحِ نَبِیٍّ کَلَّ عَن نَعتِهِ لِسانُ الثَّناءِ
أسَّسَ السّابِقونَ بَیعَةَ غَدرٍ وبَنَی اللّاحِقونَ شَرَّ بِناءِ (1)
ص:68
3048.أعیان الشیعة: لَهُ [الشَّیخِ أحمَدَ النَّحوِیِّ] یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام:
لَهفی لِرَأسِکَ وهوَ یُرفَعُ مُشرِقاً کَالبَدرِ فَوقَ الذّابِلِ المَیّادِ
یَتلُو الکِتابَ وما سَمِعتُ بِواعِظٍ تَخِذَ القَنا بَدَلاً عَنِ الأَعوادِ
لَهفی عَلَی الصَّدرِ المُعَظَّمِ یَشتَکی مِن بَعدِ رَشِّ النَّبلِ رَضَّ جِیادِ
یا ضَیفَ بَیتِ الجودِ أقفَرَ رَبعُهُ فَاشدُد رِحالَکَ وَاحتَفِظ بِالزّادِ
وَا لَهَفَتاهُ عَلی خِزانَةِ عِلمِکَ السَّ جّادِ وهوَ یُقادُ فِی الأَصفادِ
بادِی الضَّنا یَشکو عَلی عارِی المِطی عَضَّ القُیودِ ونَهسَةَ (2)الأَقتادِ
ص:69
فَمَنِ المُعزّی لِلرَّسولِ بِعُصبَةٍ نادی بِشَملِهِمُ الزَّمانُ بَدادِ
ومَنِ المُعَزّی لِلبَتولِ بِنَجلِها شِلواً عَلَی الرَّمضاءِ دونَ مِهادِ
ومَنِ المُعَزّی لِلوَصِیِّ بِفادِحٍ أوهَی القُلوبَ وفَتَّ فِی الأَعضادِ
إنَّ الحُسَینَ رَمِیَّةٌ تَنتاشُهُ أیدِی الضُّغونِ بِأَسهُمِ الأَحقادِ
وکَرائِمَ السّاداتِ سَبیٌ لِلعِدی تَعدو عَلَیها لِلزَّمانِ عَوادی
حَسری تَقاذَفُها السُّهولُ إلَی الرُّبی ما بَینَ أغوارٍ إِلی أنجادِ
هذی تَصیحُ أبی وتَهتِفُ ذی أخی وتَعُجُّ تِلکَ بِأَکرَمِ الأَجدادِ
أعَلِمتَ یا جَدّاهُ سِبطَکَ قَد غَدا لِلخَیلِ مَرکَضَةً بِیَومِ طِرادِ
أعَلِمتَ یا جَدّاهُ أنَّ امَیَّةً عَدَّت مُصابَکَ أشرَفَ الأَعیادِ (1)
3049.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلحاجِّ جَواد عَوّاد البَغدادِیِّ یَرثِی بِها الحُسَینَ علیه السّلام-:
فَیا وَیحَ قَومٍ قَد رَأَوا فی مُحَرَّمٍ بِبَغیِهِمُ قَتلَ الحُسَینِ مُحَلَّلا
هُمُ استَقدَموهُ مِن مَدینَةِ یَثرِبٍ بِکُتبِهِمُ وَاستَمرَدوا حینَ أقبَلا
وشَنّوا عَلَیهِ إذ أتی کُلَّ غارَةٍ وشَبّوا ضِراماً باتَ بِالحِقدِ مُشعَلا
رَمَوهُ بِسَهمٍ لَم یُراعُوا انتِسابَهُ لِمَن قَد دَنا مِن قابَ قَوسَینِ وَاعتَلی
فَأَصبَحَ بَعدَ التِّربِ (3)وَالأَهلِ شِلوُهُ عَلَی التُّربِ مَحزوزَ الوَریدِ مُجَدَّلا
ص:70
أبانوا لَهُ أضغانَ بَدرٍ فَغَیَّبوا شُموساً بِبَطنِ الأَرضِ أمسَینَ افَّلا
فَما زالَ یُردی مِنهُمُ کُلَّ مارِقٍ فَیَصلی جَحیماً یَلتَقیهِ مُعَجَّلا
فَأَذکَرَهُم أفعالَ حَیدَرَ سالِفاً بِأَسلافِهِم إذ جالَ فیهِم وجَندَلا
فَمُذ لَفَظَ الشَّهمَ الجَوادَ جَوادُهُ عَلَی الرَّملِ فی قانی النَّجیعِ مُرَمّلا
دَعاهُم دَعِیٌّ أوطِئُوا الخَیلَ ظَهرَهُ ووَجهاً لَهُ یَبدو أغَرَّ مُبَجَّلا
وشَمَّرَ شِمرٌ ثُمَّ حَزَّ بِسَیفِهِ وَریداً لَهُ ثَغرُ التِّهامِیُّ قَبَّلا
وعَلّی سِنانُ الرَّأسَ فَوقَ سِنانِهِ فَیا لَکَ رَأساً لَیسَ یَنفَکُّ ذَا اعتِلا
وساروا بِزَینِ العابِدینَ مُذَلَّلاً لَدَیهِم وقَد کانَ الکَریمَ المُدَلَّلا
فَأَصبَحَ مِن ذُلِّ الأَسارِ مُعَلَّلاً وفی أسرِ أبناءِ الدُّعاةِ مُغَلَّلا
فَیا لَکَ مِن رُزءٍ جَلیلٍ بَکَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضونَ وَالوَحشُ فِی الفَلا
وشَمسُ الضُّحی أضحَت عَلَیهِ کَئیبَةً وبَدرُ الدُّجی وَالشُّهبُ أمسَینَ ثُکَّلا (1)
لَم أبکِ مِن فَقدِ الشَّبابِ وما مَضی مِن طیبِ عَیشٍ فِی الزَّمانِ الغابِرِ...
لکِن بَکَیتُ لِرُزءِ آلِ مُحَمَّدٍ بِمَدامِعٍ تَهمی کَغَیثٍ ماطِرِ
وا کُربَتاهُ لِمَن ثَوی فی کَربَلا فَرداً وَحیداً ما لَهُ مِن ناصِرِ...
قَتَلوا أحِبَّتَهُ ومالوا نَحوَهُ مُتَظاهِرینَ بِذاکَ شَرَّ تَظاهُرِ
وَالدّینُ یَندُبُ رُزءَهُ ومُصابَهُ وَالمَجدُ یَنظُر کَالذَّلیلِ الحائِرِ
وَالأَرضُ تَرجُفُ وَالسَّماءُ بَکَت لَهُ بِدَمٍ عَبیطٍ ساکِبٍ مُتَقاطِرِ
وَالشَّمسُ کاسِفَةٌ وأَملاکُ السَّما یَتَعجَّبونَ مِنَ الظَّلومِ الخاسِرِ
وَیلاهُ وَالأَعداءُ قَد مَلأُوا الفَضا بِعَساکِرٍ قَد اتبِعَت بِعَساکِرِ
وَالسِّبطُ فی سَبعینَ مِن أصحابِهِ هُم کَالکَواکِبِ حَولَ بَدرٍ زاهِرِ
حَتّی إذا لَقِیَ الرَّدی أنصارُهُ نادی ألا هَل لِلهُدی مِن ناصِرِ
هَل مِن فَتیً یَحمی حَریمَ مُحَمَّدٍ مِن ناهِبٍ أو سالِبٍ أو ناظِرِ
فَتَواثَبوا بِسِهامِهِم ورِماحِهِم وَیلاهُ مِن خَطبٍ عَظیمٍ جائِرِ
صَرَعوهُ ظُلماً بِالدِّماءِ وما لَهُ مِن غاسِلٍ أو ساتِرٍ أو قابِرِ (1)
3051.ریاض المدح والرثاء -مِن قَصیدَةٍ طَویلَةٍ لِلشَّیخِ حَسَنٍ الدَّمِستانِیِّ نَظَمَ فیها مَقتَلَ
ص:72
الحُسَینِ علیه السّلام،أوَّلُها-:
أحرَمَ الحُجّاجُ عَن لَذّاتِهِم بَعضَ الشُّهور وأَنَا المُحرِمُ عَن لَذّاتِهِ کُلَّ الدُّهور
کَیفَ لا احرِمُ دَأباً ناحِراً هَدیَ السُّرور وأَنا فی مَشعَرِ الحُزنِ عَلی رُزءِ الحُسَین...
لَستُ أنساهُ طَریداً عَن جِوارِ المُصطَفی لائِذاً بِالقُبَّةِ النَّوراءِ یَشکو أسَفا
قائِلاً یا جَدُّ رَسمُ الصَّبرِ مِن قَلبی عَفا بِبَلاءٍ أنقَضَ الظَّهرَ وأَوهَی المَنکَبَینِ...
فَعَلا مِن داخِلِ القَبرِ بُکاءٌ ونَحیب ونِداءٌ بِافتِجاعٍ یا حَبیبی یا حُسَین
أنتَ یا رَیحانَةَ القَلبِ حَقیقٌ بِالبَلا إنَّما الدُّنیا اعِدَّت لِبَلاءِ النُّبَلا
لکِنِ الماضی قَلیلٌ بِالَّذی قَد أقبَلا فَاتَّخِذ دِرعَینِ مِن صَبرٍ وحَزمٍ سابِغَین
سَتَذوقُ المَوتَ ظُلماً ظامِیاً فی کَربَلا وسَتَبقی فی ثَراها عافِراً مُنجَدِلا
وکَأَنّی بِلَئیمِ الأَصلِ شِمرٍ قَد عَلا صَدرَکَ الطّاهِرَ بِالسَّیفِ یَحُزُّ الوَدَجَین
وکَأَنّی بِالأَیامی مِن بَناتی تَستَغیث سُغَّباً تَستَعطِفُ القَومَ وقَد عَزَّ المُغیث
قَد بَری أجسامَهُنَّ الضُّرُّ وَالسَّیرُ الحَثیث بَینَها السَّجّادُ فِی الأَصفادِ مَغلولَ الیَدَین... (1)
3052.أعیان الشیعة: ولَهُ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام:
مَن یُلهِهِ المُردِیانِ المالُ وَالأَمَلُ لَم یَدرِ مَا المُنجِیانِ العِلمُ وَالعَمَلُ...
یا مُنفِقَ العُمرِ فی عِصیانِ خالِقِهِ أفِق فَإِنَّکَ مِن خَمرِ الهَوی ثَمِلُ...
ألا تَری أولِیاءَ اللّهِ قَد هَجَرَت طیبَ الکَری فِی الدَّیاجی مِنهُمُ المُقَلُ...
ولا یَسیلُ لَهُم دَمعٌ عَلی بَشَرٍ إلّا عَلی مَعشَرٍ فی کَربَلا قُتِلوا
ص:73
رَکبٌ بِرَغمِ العُلی فَوقَ الثَّری نَزَلوا وقَد اعِدَّ لَهُم فِی الجَنَّةِ النُّزُلُ
تُنسِی المَواقِفَ أهلیها مَواقِفُهُم بِصَبرِهِم فِی البَرایا یُضرَبُ المَثَلُ
ذاقُوا الحُتوفَ بِأَکنافِ الطُّفوفِ عَلی رَغمِ الاُنوفِ ولَم تَبرُد لَهُم غُلَلُ
أفدِی الحُسَینَ صَریعاً لا صَریخَ لَهُ إلّا صَریرُ نُصولٍ فیهِ تَنتَصِلُ (1)
3053.یوم الحسین: ولَهُ أیضاً:
لَئِن قَصَدَ الحُجّاجُ بَیتاً بِمَکَّة وطافوا عَلَیهِ وَالذَّبیحُ جَریحُهُ
فَإِنّی بِوادِی الطَّفِّ أصبَحتُ مُحرِماً أطوفُ بِبَیتٍ وَالحُسَینُ ذَبیحُهُ
وتَسأَلُنی عَن زَمزَمَ هاکَ أدمُعی أوِ الحَجَرِ المَلثومِ هذا ضَریحُهُ (2)
3054.أدب الطفّ: جاءَ فی دیوانِ الشّاعِرِ حَسَنِ بنِ عَبدِ الباقی بنِ أبی بَکرٍ المَوصِلِیِّ أنَّهُ تَوَجَّهَ لِزِیارَةِ المَشهَدَینِ الشَّریفَینِ:العَلَوِیِّ وَالحُسَینِیِّ،فَعِندَما زارَ مَرقَدَ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام بِکَربَلاءَ أنشَأَ هذِهِ المَرثِیَّةَ وکَتَبَها عَلی جِدارِ البابِ الشَّریفِ:
قَد فَرَشنا لِوَط ءِ تِلکَ النِّیاقِ ساهِراتٍ کَلیلَةِ الآماقِ...
هَل عَلِمتُم بِما أهیمُ جُنوناً ولِماذا تَأَسُّفی وَاحتِراقی
یَومَ قَتلِ الحُسَینِ کَیفَ استَقَرَّت هذِهِ الأَرضُ بَل وسَبعُ الطِّباقِ...
ص:74
هکَذا یَومَ کَربَلا کانَ یَزهو فَرقَدٌ فیکَ وَالنُّجومُ البَواقی
کَیفَ بِاللّهِ ما غَدَت کَعُیونٍ سابِحاتٍ بِأنهُرِ الأَحداقِ
کَیفَ لَم تَجعَلِ النُّجومَ رُجوماً ورَمَیتَ العِداةَ بِالإِحراقِ
وا حَیاءَ الزَّمانِ مِن آلِ طهَ وعِتابِ البَتولِ عِندَ التَّلاقی
ما تَذَکَّرتَ یا زَمانُ عَلِیّاً کَیفَ تَرجو بِأَن تَری لَکَ واقی...
أنتَ تَدری بِمَن غَدَرتَ فَأَضحی بِدِماءٍ مُرَمَّلاً بِالعِراقِ
هکَذا کانَ لایِقاً مِثلُ شِمرٍ یَلتقِی الآلَ بِالسُّیوفِ الرِّقاقِ
حَرَمُ المُصطَفی وآلُ عَلِیٍّ سائِباتٌ عَلی مُتونِ العِتاقِ
بَینَ ضَمِّ الحُسَینِ وهوَ قَتیلٌ وَاعتِناقِ الوَداعِ أیَّ اعتِناقِ (1)
3055.دیوان العشاری: قالَ فی مَدحِ رَیحانَةِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله وأَخیهِ العَبَّاسِ المَدفونَینِ فی کَربَلاءَ حینَ زارَهُما فی سَنَةِ (1181 ه ):
خُیولٌ عَمَت لَمّا تَعامَت سُراتُها عَلَیها سَفیهٌ ناکِثٌ وعَقورُ
فَجالَت عَلی آلِ النَّبِیِّ فَیا لَها مَصائِبَ سودٍ فِی الکِرامِ تَدورُ
أما کانَ فیهِم مَن تَذَکَّرَ أحمَداً ومَدمَعُهُ لِلظّاعِنینَ غَزیرُ
ص:75
أما کانَ فیهِم مَن تَذَکَّرَ بِنتَهُ وبَضعَتُها فی کَربَلاءَ تَحیرُ
أما کانَ فیهِم مَن تَذَکَّرَ حَیدراً فَتَی الحَربِ مِقدامُ الجُیوشِ أمیرُ
أما کانَ فیهِم مَن یَرِقُّ لِصِبَیةٍ لَهُم حَنَّةٌ فی کربَلا وزَفیرُ
أتُمنَعُ أطفالُ النَّبِیِّ عَلَی الظَّما مِنَ الماءِ وَالماءُ الفُراتُ کَثیرُ
صِغارٌ مِنَ الرَّمضاءِ أمسَوا ذَوابِلاً ولَیسَ لَهُم یَومَ الهَجیرِ مُجیرُ
فَدَیتُ بِأَولادِی الصِّغارِ صِغارَهُم فَخَطبُهُمُ بَینَ العِبادِ کَبیرُ (1)
3056.الغدیر -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمَّدٍ الشَّبراوِیِّ فی ذِکرِ النَّبیِّ وأَهلِ بَیتِهِ علیه السّلام-:
یَابنَ بِنتِ الرَّسولِ مَن ذا یُضاهی کَ افتِخاراً وأَنتَ لِلفَخرِ عِقدُ
یا حُسَیناً هَل مِثلُ امِّکَ امٌّ لِشَریفٍ أو مِثلُ جَدِّکَ جَدُّ
رامَ قَومٌ أن یَلحَقوکَ ولکِن بَینَهُم فِی العُلا وبَینَکَ بُعدُ
خَصَّکَ اللّهُ بِالسَّعادَةِ فی دُنی اکَ ثُمَّ بِالشَّهادَةِ بَعدُ
لَکَ فِی الحَشرِ (3)یا حُسَینُ مَقامٌ ولِأَعداکَ فیهِ خِزیٌ وطَردُ
یا کَریمَ الدّارَینِ یا مَن لَهُ الدَّه رُ عَلی رُغمِ مَن یُعانِدُ عَبدُ
أنتَ سَیفٌ عَلی عِداکَ ولکِن فیکَ حِلمٌ وما لِفَضلِکَ حَدُّ (4)
ص:76
3057.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ علیّ خانَ المَدَنِیِّ یَرثی بِهَا الحُسَینَ علیه السّلام-:
مَهما نَسیتُ فَلا أنسَی الحُسَینَ لُقیً تَحنو عَلَیهِ رُبَی الآکامِ وَالتّورِ
مُعَفَّراً فی مَوامِی البیدِ مُنجَدِلاً یَزورُهُ الوَحشُ مِن سیدٍ ویَعفورِ
تَبکی عَلَیهِ السَّماواتُ العُلی حَزَناً وَالأَرضُ تَکسوهُ ثَوباً غَیرَ مَزرورِ
یا حَسرَةً لِغَریبِ الدّارِ مُضطَهَداً یَلقَی العِدی بِعَدیدٍ مِنهُ مَکثورِ
یَحمِی الوَطیسَ مَتی وافاهُ مُنتَصِراً عَلَیهِمُ بِخَمیسٍ غَیرِ مَنصورِ
حَتّی إذا لَم یَکُن مِن دونِهِ وَزَرٌ شَفَی الضَّغائِنَ مِنهُ کُلُّ مَأزورِ
فَأَینَ عَینُ رَسولِ اللّهِ تَرمُقُهُ لُقیً عَلی جانِبٍ لِلبَینِ مَهجورِ
وأَینَ عَینُ عَلِیٍّ مِنهُ تَلحَظُهُ مَقهورَ کُلِّ شَقِیِّ الجَدِّ مَقهورِ
وأَینَ فاطِمَةُ الزَّهراءُ تَنظُرُهُ وأَهلُهُ بَینَ مَذبوحٍ ومَنحورِ
یا غَیرَةَ اللّهِ وَالأَملاکُ قاطِبَةً بِفادِحٍ مِن خُطوبِ الدَّهرِ مَنکورِ
تُسبی بَناتُ رَسولِ اللّهِ حاسِرَةً کَأَنَّهُنَّ سَبایا قَومِ سابورِ...
مِنَ الفَواطِمِ فی الأَغلالِ خاشِعَةً یُحدی بِهِنَّ عَلَی الأَقتابِ وَالکورِ
یَنعَینَ یا جَدُّ نالَ القَومُ وِترَهُمُ مِنّا واُوقِعَ فینا کُلُّ مَحذورِ
ص:77
یا جَدُّ صالَ الأَعادی فی بَنیکَ وقَد ثَوَی الحُسَینُ ثَلاثاً غیرَ مَقبورِ
واُودِعَ الرَّأسُ مِنهُ رَأسَ عالِیَةٍ واُوطِئَ الجِسمُ مِنهُ کُلَّ مِحظیرِ (1)
3058.أعیان الشیعة: الشَّیخُ مُحسِنُ بنُ فرجٍ النَّجَفِیُّ الجَزائِرِیُّ...مِن شِعرِهِ...فِی الحُسَینِ علیه السّلام:
أفدیهِمُ مَعشَراً غُرّاً بِهِم وَتَرَت رَیحانَةَ الطُّهرِ طهَ آلُ سُفیانا
أضحی فَریداً یُدیرُ الطَّرفَ لَیسَ یَری سِوَی المُثَقَّفِ وَالهِندِیِّ أعوانا
یَدعوهُمُ لِلهُدی آنا وآوِنَةً یُطفی لَظَی الحَربِ ضَرّاباً وطَعّانا
یا واعِظاً مَعشَراً ضَلُّوا الطَّریقَ بِما عَلی قُلوبِهِم مِن غَیِّهِم رانا
وزاجِراً فِئَةً ضَلَّت بِما کَسَبَت بِالسَّیفِ حیناً وبِالتَّنزیلِ أحیانا
ما هُنتَ قَدراً عَلَی اللّهِ العَظیمِ ولَم یَحجُب فَدَیتُکَ عَنکَ النَّصرَ خِذلانا
لَکِنَّما شاءَ أن یُبدیکَ لِلمَلأِ ال أَعلی ویَجعَلَ مِنکَ الصَّبرَ عُنوانا
فَعَزَّ أن تَتَلَظّی بَینَهُم عَطَشاً وَالماءُ یَصدُرُ عَنهُ الوَحشُ رَیّانا
وَیلُ الفُراتِ أبادَ اللّهُ غامِرَهُ ورَدَّ وارِدَهُ بِالرُّغمِ ظَمآنا
لَم یُطفِ حَرَّ غَلیلِ السِّبطِ بارِدُهُ حَتّی قَضی فی سَبیلِ اللّهِ عَطشانا
فیا سَماءُ لِهذَا الحادِثِ انفَطِری فَمَا القِیامَةُ أدهی فِی الوَری شانا
ولتَرجُفِ الأَرضُ شَجواً فَابنُ فاطِمَةٍ أمسی عَلَیها تَریبَ الجِسمِ عُریانا
ص:78
ما هانَ قَدراً عَلَیها أن تُوارِیَهُ بَل لا تُطیقُ لِنورِ اللّهِ کِتمانا
ما کانَ ضَرَّهُم لَو أنَّهُم صَفَحوا عَن جِسمِ مَن کانَ لِلمُختارِ رَیحانا (1)
3059.أعیان الشیعة: السَّیِّدُ مُحَمَّدٌ ابنُ أمیرِ الحاجِّ الحُسَینِیُّ النَّجَفِیُّ...مِن شِعرِهِ قَولُهُ فِی العَبّاسِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام:
بَذَلتَ أیا عَبّاسُ نَفساً نَفیسَةً لِنَصرِ حُسَینٍ عَزَّ بِالجِدِّ عَن مِثلِ
أبَیتَ التِذاذَ الماءِ قَبلَ التِذاذِهِ وحُسنُ فِعالِ المَرءِ فَرعٌ عَنِ الأَصلِ
فَأَنتَ أخُو السِّبطَینِ فی یَومِ مَفخَرٍ وفی یَومِ بَذلِ الماءِ أنتَ أبُو الفَضلِ (3)
3060.أعیان الشیعة: السَیِّدُ نَصرُ اللّهِ الحائِرِیُّ...لَهُ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام:
یا بِقاعَ الطُّفوفِ طابَ ثَراکِ وسَقَی الوابِلُ المُلِثُّ حِماکِ
وحَماکِ الإِلهُ مِن کُلِّ خَطبٍ فَلَقَد أخجَلَ النُّجومَ حَصاکِ
ص:79
ووُجوهُ المُلوکِ تَحسُدُ فَرشاً تَحتَ أقدامِ زائرٍ وافاکِ
حَیثُ قَد صِرتِ مَرقَداً لِإِمامٍ واطِئٍ نَعلُهُ لِفَرقِ السِّماکِ
الحُسَینُ الشَّهیدُ روحی فِداهُ نَجلُ مَخدومِ سائِرِ الأَفلاکِ
شِنفُ عَرشِ الإِلهِ مَولی نَداهُ طَوقُ جیدِ الأَقیالِ وَالأَملاکِ
أفتَکُ الناسَ یَومَ طَعنٍ وضَربٍ وهوَ مَع ذاکَ أنسَکُ النُّسّاکِ (1)
3061.أعیان الشیعة: ولَهُ أیضاً:
هَلَّ المُحَرَّمُ فَاستَهَلَّ دُموعی وأَثارَ نارَ الوَجدِ بَینَ ضُلوعی
وأَماتَ سُلوانی وأَحیا لَوعَتی وأَطالَ أحزانی ورَوَّعَ روعی...
سِبطُ النَّبِیِّ المُصطَفی خَیرُ الوری أکرِم بِهِ مِن مُنعِمٍ وشَفیعِ
فَهَوی صَریعاً بِالدِّماءِ مُرَمَّلاً أفدیهِ مِن دامِی الجَبینِ صَریعِ...
أتَموتُ عَطشاناً وکَفُّکَ سُحبُها کَم أنبَتَت لِلنّاسِ زَهرَ رَبیعِ (2)
3062.أعیان الشیعة: ولَهُ أیضاً-وقَد کَتَبَهُ عَلی بابٍ مِن أبوابِ الطّارِمَةِ المُقَدَّسَةِ الحُسَینِیَّةِ-:
أیُّهَا الزُّوارُ نِلتُم ههُنا أقصَی المَرامِ
هذِهِ جَنّاتُ عَدنٍ فَادخُلوها بِسَلامِ (3)
3063.أعیان الشیعة: ولَهُ أیضاً-وقَد کُتِبَت عَلی بابٍ مِن أبوابِ المَشهَدِ الحائِرِیِّ-:
هذِهِ بابٌ لِجَنّاتِ النَّعیم سَقفُها رِضوانُ رَبِّ العالَمین
حَیثُ قَد شَرَّفَهَا اللّهُ بِمَن جَدُّهُ مَخدومُ جِبریلَ الأَمین
الحُسَینِ المُجتَبی بَحرِ النَّدی دُرِّ تاجِ الشُّهداءِ الأَکرَمین
ص:80
فَحَماهَا اللّهُ مِن بابٍ غَدَت تَطرُدُ الأَعدا وتُؤوِی الخائِفین (1)
3064.أدب الطفّ: الشَّیخُ یوسُفُ بنُ أبی ذیبٍ...لَهُ [قَصیدَةٌ] وهیَ مِن رَوائِعِهِ:
تَاللّهِ لا أنسَی الحُسَینَ وقَد وَقَفنَ بِهِ الرَّکائِب
مُستَخبِراً مَا الأَرضُ قا لوا کَربَلا یَابنَ الأَطایِب
قالَ انزِلوا فَإِذَا ال کَتائِبُ حَولَهُ تَتلوا الکَتائِب
فَتَبادَرَت أنصارُهُ کَالاُسدِ ما بَینَ الثَّعالِب
اسدٌ نَواجِذُهَا الأَسِنَّةُ وَالسُّیوفُ لَها مَخالِب
بیضٌ کَأَنَّ رِماحَهُم وسُیوفَهُم شُهبٌ ثَواقِب
وکَأنَّهُم تَحتَ العَجا جِ کَواکِبٌ تَحتَ الغَیاهِب
فَتَراکَمَت سُحبُ الفَضا فَتَحَجَّبَت تِلکَ الکَواکِب
وبَقَی الحُسَینُ مَعَ العِدی کَالبَدرِ ما بَینَ السَّحائِب
یَلقَی الصُّفوفَ مُکَبِّراً وَالسَّیفُ بِالهاماتِ خاطِب
کَاللَّیثِ فی وَثَباتِهِ وثَباتِهِ بَینَ المَضارِب
یَسطو بِعَزمٍ ثاقِبٍ کَالسَّیفِ مَصقولِ الضَّرائِب
ص:81
حَتّی هَوی عَن سَرجِهِ کَالنَّجمِ أو کَالبَدرِ غارِب
لَهفی لَهُ فَوقَ الثَّری کَالطَّودِ مُنهَدَّ الجَوانِب
لَهفی لَهُ وحریمُهُ مِن حَولِ مَصرَعِهِ نَوادِب
یَندُبنَهُ بِمَدامِعٍ مِن حَرِّ أجفانٍ سَواکِب
أحُسَینُ بَعدَکَ لا هَنا عَیشٌ ولا لَذَّت مَشارِب
وَالجِسمُ مِنکَ مُجَدَّلٌ فِی التُّربِ مُنعَفِرَ التَّرائِب (1)
ما أوحَشَ الدُّنیا وقَد نَعِبَت بِفُرقَتِکَ النَّواعِب
ها نَحنُ بَعدَکَ یا غَریبَ الدّارِ أمسَینا غَرائِب (2)
3065.أدب الطفّ: ولَهُ أیضاً:
فَلَیتَ أکُفّاً حارَبَتکَ تَقَطَّعَت وأَرجُلَ بَغیٍ جاوَلَتکَ جُذامُ
وخَیلاً عَدَت تُردی عَلَیکَ جَوارِیاً عُقِرنَ فَلا یُلوی لَهُنَّ لِجامُ
اصِبتَ فَلا یَومُ المَسَرّاتِ نَیِّرٌ ولا قَمَرٌ فی لَیلِهِنَّ یُشامُ
ولا رُفِعَت لِلدّینِ بَعدَکَ رایَةٌ ولا قامَ لِلشَّرعِ الشَّریفِ قِوامُ
فَلَا المَجدُ مَجدٌ بَعدَ ذَبحِ ابنِ فاطِمٍ ولَا الفَضلُ مَرفوعٌ إلَیهِ دِعامُ...
غَداةَ حُسَینٌ وَالمَنایا جَلِیَّةٌ ولَیسَ عَلَیها بُرقُعٌ ولِثامُ
قَضی بَینَ أطرافِ الأَسِنَّةِ وَالظُّبا بِحَرِّ حَشیً یُذکی لَظاهُ اوامُ
ومِن حَولِهِ أبنا أبیهِ وصحبُهُ کَمِثلِ الأَضاحی غالَهُنَّ حِمامُ
عَلَی الأَرضِ صَرعی مِن کُهولٍ وفِتیَةٍ فُرادی عَلی حَرِّ الصَّفا وتُوامُ
ص:82
مُرَّمَّلَةَ الأَجسادِ مِثلُ أهِلَّةٍ عَراهُنَّ مِن مَورِ الرِّیاحِ جَهامُ
وتِلکَ النِّساءُ الطاهِراتِ کَأَنَّها قَطاً بَینَ أجراعِ الطُّفوفِ هِیامُ
یَطُفنَ عَلی شُمِّ العَرانینَ سادَةٍ قَضَوا وهُمُ بیضُ الوُجوهِ کِرامُ (1)
3066.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ یُوسُفَ البَحرانِیِّ یَرثِی الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام-:
نَفسی لِآلِ مُحَمَّدٍ فی کَربَلا مَحروقَةُ الأَحشاءِ مِن کُرُباتِها
تَرنو الفُراتَ بِغُلَّةٍ لا تَنطَفی عَطَشاً وما ذاقَت لِطَعمِ فُراتِها
أطفالُها غَرثی (3)أضَرَّ بِها الطَّوی وَهُداتُها صَرعی عَلی وَهَداتِها (4)
یا حَسرَةً لا تَنقَضی ومُصیبَةً تَتَرَقَّصُ الأَحشاءُ مِن زَفَراتِها
دارُ النَّبِیِّ بَلاقِعٌ مِن أهلِها لِلبومِ نَوحٌ فی فِنا عَرَصاتِها
تَبکی مَعالِمُها لِفَقدِ عُلومِها أسَفاً وحُسنِ صَلاتِها وصِلاتِها
ودِیارُ حَربٍ بِالمَلاهی وَالغِنا قَد شُیِّدَت وبِها شَدا قَیناتُها
مَعمورَةٌ بِخُمورِها وفُجورِها وبُغاتُها نَشوی عَلی نَغَماتِها
وَحَریمُ آلِ مُحَمَّدٍ مَسبِیَّةٌ بَینَ العِدی تُقتادُ فی فَلَواتِها
ص:83
نَفسی لِزَینَبَ وَالسَّبایا حُسَّراً تَبکی ومَنظَرُها إلی أخَواتِها...
فَلِذاکَ خاطَبَتِ الزَّمانَ وأَهلَهُ بِشِکایَةِ الشُّعَراءِ فی أبیاتِها...
إن کانَ عِندَکَ یا زَمانُ بَقِیَّةٌ مِمّا تُهینُ بِهَا الکِرامَ فَهاتِها...
مَن مُخبِرُ الزَّهراءِ أنَّ حُسَینَها طَعِمَ الرَّدی وَالعِزَّ مِن ساداتِها
أتُری دَرَت أنَّ الحُسَینَ عَلَی الثَّری بَینَ الوَری عارٍ عَلی تَلَعاتِها
ورُؤوسُ أبناها عَلی سُمرِ القَنا وبَناتُها تُهدی إلی شاماتِها
یا فاطِمُ الزَّهراءِ قومی وَاندُبی أسراکِ فی أشراکِ ذُلِّ عِداتِها (1)
ص:84
3067.أعیان الشیعة: قالَ [الشَّیخُ إبراهیمُ بنُ صادِقٍ المَخزومِیُّ العامِلِیُّ] راثیاً سَیِّدَ الشُّهداءِ علیه السّلام:
هَل فِی الوُقوفِ عَلی رُبی یَبرینِ (2) بُرءٌ لِداءٍ فِی الفُؤادِ دَفینِ...
ولَقَد بَلَوتُ الحادِثاتِ وکانَ لی فِی الخَطبِ صَبرٌ لا یَزالُ قَرینی...
وخُطوبُ آلِ مُحَمَّدٍ ضعَّفنَ مِن أرکانِ دینِ اللّهِ کُلَّ حَصینِ...
ما لی مِنَ الأَعمالِ إلّاحُبُّهُم فِی النَّشأَتَینِ وحُبُّهم یَکفینی...
وإِذا تَقاعَدَ مَنطِقی عَن مَدحِهِم نَهَضَت جَمیعُ جَوارحی تَهجونی
ص:85
أوَ ما دَرَت تِلکَ الجَوارِحُ شَفَّها رُزءُ الأَطائِبِ مِن بَنی یاسینِ
حَیثُ ابنُ فاطِمَةٍ هُناکَ تَحوطُهُ زُمَرُ الضَّلالَةِ وهوَ کَالمَسجونِ...
ظامِی الفُؤادِ ولا مُعینَ لَهُ عَلی قَومٍ حَمَوا عَنهُ وُرودَ مَعینِ
یَرنو ثُغورَ البیدِ وهیَ فَسیحَةٌ شُحِنَت مَراصِدُها بِکُلِّ کَمینِ
ویَری کَرادیسَ الضَّلالِ تَراکَمَت وکَأَنَّها قِطَعُ الجِبالِ الجونِ (1)
ویَکِرُّ فی تِلکَ الصُّفوفِ مُجاهِداً کَرَّ الوَصِیِّ أبیهِ فی صِفّینِ
ویَعودُ نَحوَ سُرادِقٍ ضُرِبَت عَلی أزکی بَناتٍ لِلهُدی وبَنینِ
وکَرائِمٍ عَبَث الأَسی بِقُلوبِها فَغَدَت فَواقِدَ هَدأَةٍ وسُکونِ
یُسدی لَهَا الوَعظَ الجَمیلَ وذاکَ لا یُجدی ذَواتَ لَواعِجٍ وشُجونِ...
ثُمَّ انثَنی یَلقَی الصَّوارِمَ وَالقَنا بِأَغرّ وَجهٍ مُشرِقٍ وجَبینِ
قَسَماً بِثابِتِ عَزمِهِ وَألِیَّتی (2) بِثَباتِ عَزَمتِهِ أبَرُّ یَمینِ
لَو شاءَ إقراءَ الرَّدی مُهَجَ العِدی طُرّاً لَأَضحَت ثَمَّ طَعمَ مَنونِ
أو شاءَ إفناءَ العَوالِمِ کُلِّها قَسراً لَأَوحی لِلمَنایا کونی
أنّی ومَحتومُ المَنایا کامِنٌ ما بَینَ کافِ خِطابِهِ وَالنّونِ
لکِن لِسِرٍّ فِی الغُیوبِ وحِکمَةٍ سَبَقتَ بِغامِضِ عِلمِهِ المَخزونِ
وخَبا ضِیاءُ المُسلِمینَ ومُحکَمُ الذِّ کرِ المُبینِ غَدا بِغَیرِ مُبینِ (3)
ص:86
3068.أدب الطفّ: قالَ إبراهیمُ بنُ نَشرَةَ البَحرانِیُّ:
قَد جَلَّ بَأسُ ابنِ النَّبِیِّ لَدَی الوَغی عَن أن یُحیطَ بِهِ فَمُ المُتَکَلِّمِ
إذ هَدَّ رُکنَهُمُ بِکُلِّ مُهَنَّدٍ وأَقامَ مائِلَهُم بِکُلِّ مُقَوِّمِ
یَنحُو العِدی فَتَفِرُّ عَنهُ کَأَنَّهُم حُمُرٌ تَنافَرُ عَن زَئیرِ الضَّیغَمِ
ویَسُلُّ أبیَضَ فِی الهِیاجِ کَأَنَّهُ صِلٌّ تَلَوّی فی یَمینِ غَشَمشَمِ
قَد کادَ یُفنی جَمعَهُم لَولَا الَّذی قَد خُطَّ فی لَوحِ القَضاءِ المُحکَمِ
حَتّی إذا ضاقَ الفَضاءُ بِعَزمِهِ ألوی بِهِ لِلحَشرِ غَیرَ مُذَمَّمِ
سَهمٌ رَمی أحشاکَ یَابنَ المُصطَفی سَهمٌ بِهِ کَبِدُ الهِدایَةِ قَد رُمی
یا نَفسُ ذوبی یاجُفونُ تَقَرَّحی یاعَینُ جودی یا مَدامِعَنَا اسجُمی
لَم أنسَ زَینَبَ وهیَ تَدعو بَینَهُم یا قَومُ ما فی جَمعِکُم مِن مُسلِمِ
إنّا بَناتُ المُصطَفی ووَصِیِّهِ ومُخَدَّراتُ بَنِی الحَطیمِ وزَمزَمِ
ما دارَ فی خَلَدی مُجاذَبَةُ العِدی مِنّی رِدایَ ولا جَری بِتَوَهُّمی
قَد أزعَجوا أیتامَنا قَد أجَّجوا بِخِیامِنا لَهَبَ السَّعیرِ المُضرَمِ (2)
3069.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ إبراهیمَ بنِ یَحیی الطَّیِّبِیِّ یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام-:
ص:87
حَبَّذَا الحَیُّ التِّهامِیُّ الَّذی نَزَلَ الیَومَ عَلی حُکمِ البَلا
مَلَأَ الأَحشاءَ حُزناً إذ هَوی بَدرُهُ المَقتولُ ظُلماً فِی المَلا
أیُّ غَیثٍ مِن بَنی فاطِمَةٍ فَقَدَت مِنهُ الصَّوادی مَنهَلا
أیُّ لَیثٍ مِن بَنی فاطِمَةٍ صادَفَت مِنهُ العَوالی مَقتَلا
أیُّ مَولیً مِن بَنی فاطِمَةٍ قُتِلَ الإِسلامُ لَمّا قُتِلا
أیُّ بَدرٍ مَلَأَ الدُّنیا سَناً وجَلا کُلَّ ظَلامٍ وَ انجَلی
أیُّ عُذرٍ لِعُیونٍ فَقَدَت مِنهُ نورَ النّورِ ألّا تَهمِلا
کَیفَ لا تَجری دُموعی لِلَّذی رُزؤُهُ أبکَی النَّبِیَّ المُرسَلا...
إنَّ حُزنی کُلَّما بَرَّدتُهُ بِشآبیبِ الدُّموعِ اشتَعَلا...
یا قَتیلَ الغاضِرِیّات الَّذی قُتِلَ الدّینُ لَهُ إذ قُتِلا (1)
3070.أعیان الشیعة: قالَ یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام:
بِنَفسِیَ أقماراً تَهاوَت بِکَربَلا ولَیس لَها إلَّاالقُلوبُ لُحودُ
بِنَفسی سَلیلُ المُصطَفی وَابنُ صِنوِهِ یَذودُ عَنِ الأَطفالِ وهوَ فَریدُ
أذابَ فُؤادی رُزُؤهُم ومُصابُهُم وعَهدی بِهِ فِی النّائِباتِ جَلیدُ
فَقُل لِابنِ سَعدٍ أتعَسَ اللّهُ جَدَّهُ أحَظُّکَ مِن بَعدِ الحُسَینِ یَزیدُ
نَسَجتَ سَرابیلَ الضَّلالِ بِقَتلِهِ ومَزَّقتَ ثَوبَ الدّینِ وهوَ جَدیدُ (2)
ص:88
3071.أدب الطفّ: وقالَ:
وما نَسیتُ فَلا أنساهُ مُنفَرِداً بَینَ العِدی دونَ أنصارٍ وأَعوانِ
یَسطو عَلی جَمعِهِم بِالسَّیفِ مُنصَلِتاً کَاللَّیثِ شَدَّ عَلی سِربٍ مِنَ الضّانِ
ضَربٌ یُذَکِّرُنا ضَربَ الوَصِیِّ وعَن مَنابِتِ الأَصلِ یُنبی نَبتُ أغصانِ
مُصیبَةٌ أبلَتِ الدُّنیا وساکِنَها وهیَ الجَدیدَةُ ما کَرَّ الجَدیدانِ
وکَیفَ یَنسَی امرُؤٌ رُزءً بِهِ فُجِعَت کَریمَةُ المُصطَفی مِن آلِ عَدنانِ
أنفَقتُ فیکَ لُجَینَ الدَّمعِ فَانبَجَسَت عَینی عَلَیکَ بِیاقوتٍ وَمَرجانِ
امسی وَاُصبِحُ وَالأَحزانُ تَنضَحُنی مِن عَبرَتی بِدُموعٍ ذاتِ ألوانِ
حَتّی أری مِنکُمُ البَدرَ المُطِلَّ عَلی أهلِ البَسیطَةِ مِن قاصٍ ومِن دانی
مُنیً مِنَ المُنعِمِ المَنّانِ أرقُبُها وَالمَنُّ مُرتَقَبٌ مِن عِندِ مَنّانِ
وکَم لَهُ مِن یَدٍ عِندی نُصِرتُ بِها عَلَی الزَّمانِ وقَد نادی بِحِرمانی
أحبَبتُکُم حُبَّ سَلمانٍ ولی أمَلٌ أن تَجعَلونی لَدَیکُم مِثلَ سَلمانِ
صَلَّی الإِلهُ عَلی أرواحِکُم وحَدا إلَیکُمُ کُلَّ إحسانٍ ورِضوانِ (1)
3072.أدب الطفّ: قالَ [ابنُ الخلفَةِ] یَرثِی الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام:...
أیَبیتُ مَولایَ الحُسَینُ بِکَربَلا صادٍ ودَمعی بِالَمحاجِرِ یُحجَرُ
ص:89
لَو کانَ مَن یَرضی بِدَمعِیَ مَنهَلاً ها مِن عُیونِیَ أعیُنٌ تَتَفَجَّرُ
لکِنَّها سالَت نَجیعاً قانِیاً وَالماءُ یُنهَلُ حینَ لا یَتَغَیَّرُ
عَجَباً لَهُ یَرِدُ المَنِیَّةَ ظامِیاً ولَهُ الشَّفاعَةُ فی غَدٍ وَالکَوثَرُ
عَجَباً لِسَیفِ الحَقِّ یَنبو حَدُّهُ بَغیاً وکَسرُ الدّینِ فیهِ یُجبَرُ
عَجَباً لِآلِ مُحَمَّدٍ بِیَدِ العِدی تُسبی وعَینُ اللّهِ فیهِم تَنظُرُ
عَجَباً لِمَن تُحمَی الثُّغورُ بِثَغرِهِ خَدٌّ لَهُ لِلصّاعِرینَ یُصَعَّرُ
عَجَباً لِبَدرِ التَّمِّ لَم یُخسَف لِفَق دِ شَقیقِهِ وذُکاءُ (1)لا تَتَکَوَّرُ
عَجَباً لِهذِی الأَرضِ لِم لا زُلزِلَت وکَذَا السَّماءُ عَلَیهِ لا تَتَفَطَّرُ
اللّهُ أکبَرُ کَیفَ یُقطَعُ کَفُّهُ وبِکُلِّ عُضوٍ مِنهُ عَضبٌ مُشهَرُ
صَدرُ المَعالی کَیفَ غودِرَ صَدرُهُ تَغدو عَلَیهِ العَادِیاتُ وتَصدُرُ
عُقِرَت أما عَلِمَت لِأَیِّ مُعَظَّمٍ وَطَأَت فَوا عَجَباهُ لِم لا تُعقَرُ
وکَریمُهُ مِن فَوقِ خُرصانِ القَنا کَالبَدرِ وهوَ مِنَ الثَّنا لا یَفتُرُ
یا یَومَ عاشوراءَ کَم لَکَ فِی الحَشی نارٌ مَتی أخمَدتُها تَتَسَعَّرُ
لا حَرُّها یُطفی ولَیسَ مَدَی المَدی تُنسی فَلا جاءَت بِمِثلِکَ أشهُرُ
إنّی أقولُ ولَستُ أوَّلَ قائِلٍ قَولاً ثَوابِتُ صِدقِهِ لا تُنکَرُ
تَاللّهِ ما قَتَلَ الحُسَینَ سِوَی الاُولی قِدَماً عَلَی الهادی عَتَوا وَاستَکبَروا
هُم أسَّسوا فَبَنَت بَنو حَربٍ وَقَد هَدَمُوا الرَّشادَ وَلِلضَّلالَةِ عَمَّروا (2)
ص:90
3073.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ أحمَدَ العَطّارِ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام-:
کانَ غَوثاً لِلعالَمینَ فَأَمسی مُستَغیثاً یا لِلوَری مُستَجیرا
فَأَتاهُ سَهمٌ مَشومٌ بِهِ انقَضَّ جَدیلاً عَلَی الصَّعیدِ عَفیرا
فَأَصابَ الفُؤادَ مِنهُ لَقَد أخطَأ مَن قَد رَماهُ خِطئاً کَبیرا
فَأَتاهُ شِمرٌ وشَمَّرَ عَن سا عِدِ أحقادِ صَدرِهِ تَشمیرا
وَارتَقی صَدرَهُ اجتِراءً عَلَی اللّهِ وکانَ الخِبُّ (2)اللَّئیمُ جَسورا
وحُسَینٌ یَقولُ إن کُنتَ مَن یَج هَلُ قَدری فَاسأَل بِذاکَ خَبیرا
فَبَری رَأسَهُ الشَّریفَ وعَلّا هُ عَلَی الرُّمحِ وهوَ یُشرِقُ نورا
ذُبِحَ العِلمُ وَالتُّقی إذ بَراهُ وغَدا الحَقُّ بَعدَهُ مَقهورا
عَجَباً کَیفَ تَلفَحُ الشَّمسُ شَمساً لَیسَ یَنفَکٌّ ضَوؤُها مُستَنیرا
عَجَباً لِلسَّماءِ کَیفَ استَقَرَّت ولِبَدرِ السَّماءِ یَبدو مُنیرا
کَیفَ مِن بَعدِهِ یُضیءُ ألَیسَ ال بَدرُ مِن نورِ وَجهِهِ مُستَعیرا
ص:91
غادَروهُ عَلَی الثَّری وهوَ ظِلُّ اللّهِ فی أرضِهِ یُقاسی الحَرورا (1)
3074.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلحاجِ جَواد بَذقَت یَرثِی بِهَا الحُسَینَ علیه السّلام-:
یا قَلبُ ما هذی شِعارُ مُتَیَّمِ ولَعَلَّ حالَ بَنِی الغَرامِ فُنونُ
خَفِّض فَخَطُبکَ غَیرُ طارِقَةِ الهَوی إنَّ الهَوی عَمّا لَقیتَ یَهونُ...
وأَشَدُّ مِمّا نابَ کُلَّ مُکَوَّنٍ مَن قالَ قَلبُ مُحَمَّدٍ مَحزونُ
فَحَراکِ تَیمٌ بِالضَّلالَةِ بَعدَهُ لِلحَشرِ لا یَأتی عَلَیهِ سُکونُ
عُقِدَت بِیَثرِبَ بَیعَةٌ قُضِیَت بِها لِلشِّرکِ مِنهُ بَعدَ ذاکَ دُیونُ
بِرُقِیِّ مِنبَرِهِ رُقی فی کَربَلا صَدرٌ وضُرِّجَ بِالدِّماءِ جَبینُ
لَولا سُقوطُ جَنینِ فاطِمَةٍ لَما أودی لَها فی کَربَلاءَ جَنینُ
وَبِکَسرِ ذاکَ الضِّلعِ رُضَّت أضلُعٌ فی طَیِّها سِرُّ الإِلهِ مَصونُ
وکَذا عَلِیٌّ قَودُهُ بِنَجادِهِ فَلَهُ عَلِیٌّ بِالوَثاقِ قَرینُ
وکَما لِفاطِمَ رَنَّةٌ مِن خَلفِهِ لِبَناتِها خَلفَ العَلیلِ رَنینُ
وبِزَجرِها بِسیاطِ قُنفُذَ وُشِّحَت بِالطَّفِ مِن زَجرٍ لَهُنَّ مُتونُ
ص:92
وبِقَطعِهِم تِلکَ الأَراکَةِ دونَها قُطِعَت یَدٌ فی کَربَلا ووَتینُ
لکِنَّما حَملُ الرُّؤوسِ عَلَی القَنا أدهی وإِن سَبَقَت بِهِ صِفّینُ
کُلٌّ کِتابُ اللّهِ لکِن صامِتٌ هذا وهذا ناطِقٌ ومُبینُ (1)
3075.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ حَسَن قُفطانَ یَذکُرُ أبَا الفَضلِ العَبّاسَ ابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام-:
هَیهاتَ أن تَجفُو السُّهادَ جُفونی أو أنَّ داعِیَةَ الأَسی تَجفونی...
أنّی ویَومُ الطَّفِ أضرَمَ فِی الحَشا جَذَواتِ وَجدٍ مِن لَظی سِجِّینِ
یَومٌ أبُو الفَضلِ استَفَزَّت بَأسَهُ فَتَیاتُ فاطِمَ مِن بَنی یاسینِ
فی خَیرِ أنصارٍ بَراهم رَبُّهُم لِلدّینِ أوَّلَ عالَمِ التَّکوینِ
مُتَقَلِّداً عَضباً کَأَنَّ فِرَندَهُ نَقشُ الأَراقِمِ فی خُطوطِ بُطونِ
وأَغاثَ صِبیَتَهُ الظِّما بِمَزادَةٍ مِن ماءِ مَرصودِ (3)الوَشیجِ (4)مَعینِ
ص:93
ما ذاقَهُ وأَخوهُ صادٍ باذِلاً نَفساً بِها لِأَخیهِ غَیرَ ضَنینِ
حَتّی إذا قَطَعوا عَلَیهِ طَریقَهُ بِسَدادِ جَیشٍ بارِزٍ وکَمینِ
وکَتائِبٍ مَشحونَةٍ مَشحوذَةٍ مِن یَومِ بَدرٍ اشحِنَت بِضُغونِ
فَثَنی مُکَردَسَها (1)نَواکِصَ وَانثَنی بِنُفوسِها سَلباً قَریرَ عُیونِ
أقرَی السِّباعَ لُحومَها وعِظامَها فی مُقفِرٍ بِنَجیعِها مَشحونِ
ودَعَتهُ أسرارُ القَضا لِشَهادَةٍ رُسِمَت لَهُ فی لَوحِها المَکنونِ
حَسَموا یَدَیهِ وهامَهُ ضَرَبوهُ فی عَمَدِ الحَدیدِ فَخَرَّ خَیرَ طَعینِ
ومَشَی إلَیهِ السِّبطُ یَنعاهُ کَسَر تَ الآنَ ظَهری یا أَخی ومُعینی
عَبَّاسُ کَبشَ کَتیبَتی وکِنانَتی وسَرِیَّ قَومی بَل أعَزَّ حُصونی
یا ساعِدی فی کُلِّ مُعتَرَکٍ بِهِ أسطو وسَیفَ حِمایَتی بِیَمینی
لِمَنِ اللِّوا اعطی ومَن هُوَ جامِعٌ شَملی وفی ضَنَکِ الزِّحامِ یَقینی
أمُنازِلَ الأَقرانِ حامِلَ رایَتی ورُواقَ أخبِیَتی وبابَ شُؤونی
لَکَ مَوقِفٌ بِالطَّفِّ أنسی أهلَهُ حَربَ العِراقِ بِمُلتَقی صِفّینِ...
عَبّاسُ تَسمَعُ زَینَباً تَدعوکَ مَن لی یا حِمایَ إذَا العِدی سَلَبونی
أوَلَستَ تَسمَعُ ما تَقولُ سُکَینَةٌ عَمّاهُ یَومَ الأَسرِ مَن یَحمینی (2)
ص:94
3076.أدب الطفّ: مِن قَصیدَةٍ [لِلشَّیخِ حُسَین نَجَف] فِی الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام یَقولُ:
خَطبٌ تَذِلُّ لَهُ الخُطوبُ وتَخضَعُ وأَسَیً تَذوبُ لَهُ القُلوبُ وتَجزَعُ
اللّهُ أکبَرُ یا لَهُ مِن فادِحٍ مِنهُ الجِبالُ الرّاسِیاتُ تَضَعضَعُ
فَوقَ الأَسِنَّةِ رَأسُ مَن فی وَجهِهِ نورُ النُّبُوَّةِ وَالإِمامَةِ یَسطَعُ
ثَغرٌ یُقَبِّلُهُ النَّبِیُّ وفاطِمٌ وأَبوُه حَیدَرَةُ البَطینُ الأَنزَعُ
أضحی یُقَلِّبُهُ یَزیدُ شَماتَةً ویَعودُ فی عَودٍ عَلَیهِ یَقرَعُ
صَدرٌ حَوی عِلمَ النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَالوَحیُ وَالتَّنزیلُ فیهِ مُوَدَّعُ
تَطَأُ الجَوانِحَ فی سنابِکِ خَیلِهِم وتُرَضُّ مِنهُ بِالمُغارِ الأَضلُعُ
ماذا تَقولُ امَیَّةٌ لِنَبِیِّها یَوماً بِهِ خُصَماؤُها تَتَجَمَّعُ
وغَداً إلَیهِ إیابُها وحِسابُها ولَهُ یَکونُ مَصیرُها وَالمَرجِعُ
فَإِذا دَعاهُم لِلخُصومَةِ فی غَدٍ یا لَیتَ شِعری مَا الجَوابُ إذا دُعوا
وهُمُ الَّذینَ استَأصَلوا أبناءَهُ ذَبحاً کَما خانوا العُهودَ وضَیَّعوا (2)
3077.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ حُمَیِّد نَصّار یَقولُ فیها-:
ص:95
مَا انتِظارُ الدَّمعِ ألّا یَستَهِلّا أوَ ما تَنظُرُ عاشوراءَ هَلّا
هَلَّ عاشورٌ فَقُم جَدِّد بِهِ مَأتَمَ الحُزنِ ودَع شُرباً وأَکلا
کَیفَ لا تَحزَنُ فی شَهرٍ بِهِ أصبَحَت آلُ رَسولِ اللّهِ قَتلی
کَیفَ لا تَحزَنُ فی شَهرٍ بِهِ غُودِرَت فاطِمَةُ الزَّهراءُ ثَکلی
کَیفَ لا تَحزَنُ فی شَهرٍ بِهِ رَأسُ خَیرِ الخَلقِ فی رُمحٍ یُعَلّی
وإِذا عایَنتَ أهلیهِ تَری نُوَباً فیها رَزایَا الخَلقِ تُسلی
مِن عَلیلٍ وَسَّدَتهُ البُزلُ (1)حِل ساً (2)وقَتیلٍ وَسَّدَتُه البیدُ رَملا (3)
3078.أعیان الشیعة: السَّیِّدُ راضِی القَزوینِیُّ...ولَهُ یَرثِی العَبّاسَ ابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیٍّ علیه السّلام:
أبَا الفَضلِ یا مَن أسَّسَ الفَضلَ وَالإِبا أبَی الفَضلُ إلّاأن تَکونَ لَهُ أبا
تَطَلَّبتَ أسبابَ العُلی فَبَلغتَها وما کُلُّ ساعٍ بالِغٌ ما تَطَلَّبا
ودونَ احتِمالِ الضَّیمِ عِزّاً ومِنعَةً تَخَیَّرتَ أطرافَ الأَسِنَّةِ مَرکَبا...
ص:96
إلی أن وَرَدتَ المَوتَ وَالمَوتُ عادَةٌ لَکُم عُرِفَت تَحتَ الأَسِنَّةِ وَالظُّبا
وَلا عَیبَ فِی الحُرِّ الکَریمِ إذا قَضی بِحَدِّ الظُّبا حُرّاً کَریماً مُهَذَّبا
رَعَی اللّهُ جِسماً بِالسُّیوفِ مُوَزَّعاً وقَلباً عَلی حَرِّ الظَّما مُتَقَلِّبا
ورَأسَ فَخارٍ سیمَ خَفضاً فَمَا ارتَضی سِوَی الرَّفعِ فَوقَ السَّمهَرِیَّةِ مَنصِبا...
بِنَفسِی الَّذی واسی أخاهُ بِنَفسِهِ وَقامَ بِما سَنَّ الإِخاءُ وأَوجَبا
رَنا ظامِیاً وَالماءُ یَلمَعُ طامِیاً وصَعَّدَ أنفاساً بِهَا الدَّمعُ صَوَّبا
وما هَمُّهُ إلّاتَعَطُّشُ صِبیَةٍ إلَی الماءِ أوراها الاُوامُ تَلَهُّبا
عَلی قُربِهِ مِنها تَناءی وُصولُهُ وأَبعَدُ ما تَرجُو الَّذی کانَ أقرَبا
ولَم أنسَهُ وَالماءُ مِلءَ مَزادَةٍ وأَعداهُ مِلءَ الأَرضِ شَرقاً ومَغرِبا (1)
تُصافِحُهُ بیضُ الصِّفاحِ دَوامِیاً وتَعدو عَلی أشلائِهِ الخَیلُ شُزَّبا (2)
وما ذاقَ طَعمَ الماءِ وهوَ بِقُربِهِ ولکِن رَأی طَعمَ المَنِیَّةِ أعذَبا
مُصابٌ لَوی عَلیا نِزارِ بنِ غالِبٍ وخَطبٌ کَسا ذُلّاً نِزاراً ویَعرُبا
ورَوَّعَ قَلبَ المُصطَفی وَوَصِیِّهِ وضَعضَعَ رُکنَ البَیتِ شَجواً ویَثرِبا (3)
3079.أعیان الشیعة: السَّیِّدُ سُلَیمانُ بنُ داوودَ الحِلِّیُّ...مِن شِعِرهِ فِی الحُسَینِ علیه السّلام:
ص:97
أرَی العُمرَ فی صَرفِ الزَّمانِ یَبیدُ ویَذهَبُ لکِن ما نَراهُ یَعودُ
فَکُن رَجُلاً إن تُنضَ أثوابُ عَیشِهِ رِثاثاً فَثَوبُ الفَخرِ مِنهُ جَدیدُ
وإِیّاکَ أن تَشرِی الحَیاةَ بِذِلَّةٍ هِیَ المَوتُ وَالمَوتُ المُریحُ وُجودُ
وغَیرُ فَقیدٍ مَن یَموتُ بِعِزَّةٍ وکُلُّ فَتَیً بِالذُّلِّ عاشَ فَقیدُ
لِذاکَ نَضا ثَوبَ الحَیاةِ ابنُ فاطِمٍ وخاضَ عُبابَ المَوتِ وهوَ فَریدُ
ولاقی خَمیساً یَملأُ الأَرضَ زَحفُهُ بِعَزمٍ لَهُ السَّبعُ الطِّباقُ تَمیدُ
ولَیسَ لَهُ مِن ناصِرٍ غَیرَ نَیِّفٍ وسَبعینَ لَیثاً ما هُناکَ مَزیدُ
سَطَت وأَنابیبُ الرِّماحِ کَأَنَّها أجامٌ (1)وهُم تَحتَ الرِّماحِ اسودُ
تَری لَهُمُ عِندَ القِراعِ تَباشُراً کَأَنَّ لَهُم یَومَ الکَریهَةِ عیدُ
وما بَرِحوا یَوماً عَنِ الدّینِ وَالهُدی إلی أن تَفانی جَمعُهُم واُبیدوا
ویَسطو العَفَرنی (2)حینَ افرِدَ صَولَةً اُبیدَ بِها لِلظّالِمینَ عَدیدُ
وقَد کادَ یُفنیهِم ولکِنََّما القَضا عَلی عَکسِ ما یَهوَی الهُدی ویُریدُ
فَأَصمی فُؤادَ الدّینِ سَهمُ مَنِیَّةٍ فَهَدَّ بِناءَ الدّینِ وهوَ مَشیدُ
بِنَفسی تَریبَ الخَدِّ مُلتَهِبَ الحَشا عَلَیهِ المَواضی رُکَّعٌ وسُجودُ
بِنَفسی قَتیلَ الطَّفِّ مِن دَمِ نَحرِهِ غَدا لِعُطاشَی الماضِیاتِ وُرودُ
بِنَفسِیَ رَأسُ الدّینِ تَرفَعُ رَأسَهُ رَفیعُ العَوالِی السَّمهَرِیَّةِ میدُ
تُخاطِبُهُ مَقروحَةَ القَلبِ زَینَبٌ فَتَشکو لَهُ أحوالَها وتُعیدُ
أخی کَیفَ تَرضی أن نُساقَ حَواسِراً ویَطمَعَ فینا شامِتٌ وحَسودُ (3)
ص:98
3080.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّریفِ بنِ فَلاحٍ الکاظِمِیِّ یَرثِی الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام-:
قِف بِالطُّفوفِ وجُد بِفَیضِ الأَدمُعِ إن کُنتَ ذا حُزنٍ وقَلبٍ موجَعِ
أیَبیتُ جِسمُ ابنِ النَّبِیِّ عَلَی الثَّری ویَبیتُ مِن فَوقِ الحَشایا مَضجَعی
تَبّاً لِقَلبٍ لا یُقَطَّعُ بَعدَهُ أسَفاً بِسَیفِ الحُزنِ أیَّ تَقَطُّعِ
وعَمیً لِعَینٍ لا تَسُحُّ لِفَقدِهِ حُمرَ الدِّما عِوَضَ الدُّموعِ الهُمَّعِ
وأَذابَ جِسمی السُّقمُ إنّ هُوَ لَم یَذُب حُزناً لِجِسمٍ بِالسُّیوفِ مُبَضَّعِ
سُبِیَت حَریمی إن نَسیتُ حَریمَهُ فی کَربَلا تُسبی بِأَیدِی الزَّیلَعِ
وثَکَلتُ وُلدی إن سَلَوتُ رَضیعَهُ أودی بِهِ سَهمُ اللِّئامِ الوُضَّعِ
صَرَخَت عَلَیَّ النّائِحاتُ وأَعوَلَت إن لَم أنُح لِلصّارِخاتِ الجُزَّعِ
رَضَّت جِیادُ الخَیلِ صَدرِیَ إن سَلا بِالطَّفِّ قَلبی رَضَّ تِلکَ الأَضلُعِ
لَم أنسَ لا وَاللّهِ زَینَبَ إذ مَشَتَ وهیَ الوَقورُ إلَیهِ مَشیَ المُسرِعِ
تَدعوهُ وَالإِخوانَ مِلءُ فُؤادِها وَالطَّرفُ یُسرِعُ بِالدُّموعِ الهُمَّعِ
أاُخَیُّ ما لَکَ عَن بَناتِکَ مُعرِضاً وَالکُلُّ مِنکَ بِمَنظَرٍ وبِمَسمَعٍ
أاُخَیُّ ما عَوَّدتَنی مِنکَ الجَفا فَعَلامَ تَجفونی وتَجفو مَن مَعی (2)
ص:99
3081.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ صالِحِ بنِ طَعّانٍ یَرثِی الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام-:
وَالظّاهِراتُ مِنَ الأَستارِ حینَ وَعَت صَوتَ الجَوادِ أتاها قاصِدَ الخِیَمِ
تَوَجَّهَت نَحوَهُ تِلقاءَ سَیِّدِها إذا بِهِ مِن عَلی ظَهرِ الجَوادِ رُمی
فَصِرنَ کَالمُتَمَنّی إذ یَری فَلَقاً مِنَ الصَّباحِ فَلَمّا أن رَآهُ عَمی
لَهفی لَهُنَّ مِنَ الأَستارِ بارِزَةً ما بَینَ رِجسٍ وأَفّاکٍ ومُغتَشِمِ...
کُلٌّ تَلوذُ بِاُخری خَوفَ آسِرِها لَوذَ القَطا خَوفَ بَأسِ الباشِقِ الضَّخِمِ
حَتّی إذا صِرنَ فی أسرِ العِداةِ وقَد رَکِبنَ فَوقَ ظُهورِ الأَنیُقِ الرُّسُمِ (2)
مَرّوا بِهِنَّ عَلَی القَتلی مُطَرَّحَةً ما بَینَ مُنعَفِرٍ فی جَنبِ مُصطَلَمِ
فَمُذ رَأَت زَینَبٌ جِسمَ الحُسَینِ عَلَی البَوغا خَضیباً بِدَمِ النَّحرِ وَاللِّمَمِ
عارِی اللِّباسِ قَطیعَ الرَّأسِ مُنخَمِدَ الأَنفاسِ فی جَندَلٍ کَالجَمرِ مُضطَرِمِ
ألقَت رِدَا الصَّبرِ وَانهارَت هُناکَ عَلی جِسمِ الشَّهیدِ کَطَودٍ خَرَّ مُنهَدِمِ
وقَد لَوَت فَوقَهُ إحدَی الیَدَینِ عَلَی الاُخری وتَدعوهُ یا سُؤلی ومُعتَصَمی
أخی فَقَدتُکَ فِقدانَ الرَّبیعِ فَلا یَسلوکَ قَلبی ولا یَقلو نَعاکَ فَمی...
وتارَةً تَستَغیثُ المُصطَفی ولَها قَلبٌ خَفوقٌ ودَمعٌ فِی الخُدودِ هَمی
یا جَدُّ هذا أخی ما بَینَ طائِفَةٍ قَدِ استَحَلّوا دِماهُ وَاحتَوَوا حَرَمی
یا جَدُّ أصبَحتُ نَهباً لِلنَّوائِبِ ما بَینَ العِدی مِن ظَلومٍ لی ومُهتَضِمِ
ص:100
لا والِدٌ لی ولا عَمٌّ ألوذُ بِهِ ولا أخٌ لی بَقی أرجوهُ ذو رَحِمِ
أخی ذَبیحٌ ورَحلی قَد ابیحَ وبی ضاقَ الفَسیحُ وأَطفالی بِغَیرِ حَمی
وَابنُ الحُسَینِ کَساهُ البَینُ ثَوبَ أسَیً وَالسُّقمُ أبراهُ بَریَ السَّیفِ لِلقَلَمِ
بِاللّهِ یا راکِبَ الوَجنا (1)یَخُدُّ بِها بیدَ الفَلا مُدلِجاً بِالسَّیرِ لَم یَنَمِ
إن جُزتَ بِالنَّجَفِ الأَعلی فَقِف کَرَماً بِقُربِ قَبرِ عَلِیٍّ سَیِّدِ الحَرَمِ
وَابدِ الخُضوعَ ولُذ بِالقَبرِ مُلتَزِماً وَاقرَ السَّلامَ لِخَیرِ الخَلقِ وَاحتَرِمِ
وَانعَ الحُسَینَ لَهُ وَاقصُص مُصیبَتَهُ وقُل لَهُ یا إِمامَ العُربِ وَالعَجَمِ (2)
3082.الدرّ النضید: قالَ الشَّیخُ صالِحٌ الکَوَّازُ:
یا أیُّهَا النَّبَأُ العَظیمُ إلَیکَ فی إبناکَ مِنّی أعظَمَ الأَنباءِ
إنَّ اللَّذَینِ تَسَرَّعا یَقِیانِکَ ال أَرماحَ فی صِفّینَ بِالهَیجاءِ
فَأَخَذتَ فی عَضُدَیهِما تُثنیهِما عَمّا أمامَکَ مِن عَظیمِ بَلاءِ
ذا قاذِفٌ کَبِداً لَهُ قِطَعاً وذا فی کَربَلاءَ مُقَطَّعُ الأَعضاءِ
مُلقیً عَلی وَجهِ الصَّعیدِ مُجَرَّداً فی فِتیَةٍ بیضِ الوُجوهِ وِضاءِ
تِلکَ الوُجوهُ المُشرِقاتُ کَأَنَّهَا ال أَقمارُ تَسبَحُ فی غَدیرِ دِماءِ
ص:101
رَقَدوا وما مَرَّت بِهِم سِنَةُ الکَری وغَفَت جُفونُهُمُ بِلا إغفاءِ
مُتَوَسِّدینَ مِنَ الصَّعیدِ صُخورَهُ مُتَمَهِّدینَ حَرارَةَ الرَّمضاءِ...
خَضِبوا وما شابوا وکانَ خِضابُهُم بِدَمٍ مِنَ الأَوداجِ لَاالحَنّاءِ
أطفالُهُم بَلَغُوا الحُلومَ بِقُربِهِم شَوقاً مِنَ الهَیجاءِ لا الحَسناءِ
ومُغَسَّلینَ ولا مِیاهَ لَهُم سِوی عَبَراتِ ثَکلی حَرَّةَ الأَحشاءِ
أصواتُها بُحَّت وهُنَّ نَوائِحٌ یَندُبنَ قَتلاهُنَّ بِالإِیماءِ (1)
3083.الدرّ النضید: ولَهُ أیضاً:
عُج بِالمَدینَةِ وَاصرَخ فی شَوارِعِها بِصَرخَةٍ تَملأُ الدُّنیا بِها جَزَعا
نادِ الَّذینَ إذا نادَی الصَّریخُ بِهِم لَبَّوهُ قَبلَ صَدی مِن صَوتِهِ رَجَعا
لا خَیلُهُم عَرَفَت یَوماً مَرابِطَها ولا عَلَی الأَرضِ یَوماً جَنبُهُم وُضِعا
قُل یا بَنی شَیبَةِ الحَمدِ الَّذینَ بِهِم قامَت دَعائِمُ دینِ اللّهِ وَارتَفَعا
قوموا فَقَد عَصَفَت بِالطَّفِّ عاصِفَةٌ مالَت بِأَرجاءِ طَودِ العِزِّ فَانصَدَعا
لا أنتُمُ أنتُمُ إن لَم تَقُم لَکُمُ شَعواءُ مَرهوبَةٌ مَرأی ومُستَمَعا
نَهارُها أسوَدُ بِالنَّقعِ مُرتَکِمٌ ولَیلُها أبیَضُ بِالقُضبِ قَد نَصَعا
فَلتَلطِمِ الخَیلُ خَدَّ الأَرضِ عادِیَةً فَخَدُّ عَلیا نِزارٍ لِلثَری ضَرَعا
وَلُتملأَِ الأَرضُ نَعیاً مِن صَوارِمِکُم فَإِنَّ ناعی حُسَینٍ فِی السَّماءِ نَعی
ولتَذهَلِ الیَومَ فیکُم کُلُّ مُرضِعَةٍ فَطِفلُهُ مِن دِما أوداجِهِ رَضَعا
نَسیتُمُ أم تَناسَیتُم کَرائِمَکُم بَعدَ الکِرامِ عَلَیها الذُّلُّ قَد وَقَعا (2)
ص:102
3084.الدرّ النضید: ولَهُ أیضاً:
قَلبی یُقِلُّ مِنَ الهُمومِ جِبالَها وتَسیخُ عَن حَملِ الرِّداءِ مُتونی
وأَنَا الَّذی لا أجزَعَن لِرَزِیَّةٍ لَولا رَزایاکُم بَنی یاسینِ
تِلکَ الرَّزایا الباعِثاتُ لِمُهجَتی ما لَیسَ یَبعَثُهُ لَظی سِجّینِ
کَیفَ العَزاءُ لَها وکُلُّ عَشِیَّةٍ دَمَکُم بِجَمرَتِها السَّماءُ تُرینی
وَالبَرقُ یُذکِرُنی وَمیضَ صَوارِمٍ أردَتکُمُ فی کَفِّ کُلِّ لَعینِ
وَالرَّعدُ یُعرِبُ عَن حَنینِ نِسائِکُم فی کُلِّ لَحنٍ لِلشُّجونِ مُبینِ
یَندُبنَ قَوماً ما هَتَفنَ بِذکرِهِم إلّا تَضَعضَعَ کُلُّ لَیثِ عَرینِ
السّالِبینَ النَّفسَ أوَّلَ ضَربَةٍ وَالمُلبِسینَ المَوتَ کُلَّ طَعینِ
لا عَیبَ فیهِم غَیرَ قَبضِهِمُ اللِّوا عِندَ اشتِباکِ السُّمرِ قَبضَ ضَنینِ
سَلَکوا بِحاراً مِن دِماءِ امَیَّةٍ بِظُهورِ خَیلٍ لا بُطونِ سَفینِ...
حَتّی إذَا التَقَمَتهُمُ حوتُ القَضا وهیَ الأمانی دونَ خَیرِ أمینِ
نَبَذَتهُمُ الهَیجاءُ فَوقَ تِلاعِها کَالنونِ تَنبُذُ بِالعَرا ذَا النّونِ
فَتَخالُ کُلّاً ثَمَّ یُونُسَ فَوقَهُ شَجَرُ القَنا بَدَلاً عَنِ الیَقطینِ
خُذ فی ثَنائِهِمُ الجَمیلِ مُقَرِّظاً فَالقَومُ قَد جَلّوا عَنِ التَّأبینِ
هُم أفضَلُ الشُّهداءِ وَالقَتلَی الاُولی مُدِحوا بِوَحیٍ فِی الکِتابِ مُبینِ
لَیتَ المَواکِبَ وَالوَصِیُّ زَعیمُها وَقَفوا کَمَوقِفِهِم عَلی صِفّینِ
بِالطَّفِ کَی یَرَوا الاُولی فَوقَ القَنا رَفَعَت مَصاحِفَها اتِّقاءَ مَنونِ
جَعَلَت رُؤوسَ بَنِی النَّبِیِّ مَکانَها وشَفَت قَدیمَ لَواعِجٍ وضُغونِ (1)
ص:103
3085.دیوان الباقیات الصالحات -مِن قَصیدَةٍ لِعَبدِ الباقی العُمَرِیِّ یَرثی سَیِّدَالشُّهداءِ أبا عَبدِ اللّهِ الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام،ویُظهِرُ ما أَسَرَّتهُ السَّرائِرُ وأَضمَرَتهُ الضَّمائِرُ مِنَ الحِقدِ المُباحِ عَلی مَنِ استَباحَ حُرمَةَ حَرَمِ إِمامِ الحَرَمَینِ،وَاستَخَفَّ بِعِترَةِ حَضرَةِ سَیِّدِ الثَّقَلَینِ صلّی اللّه علیه و آله-:
قَضی نَحبَهُ فی یَومِ عاشورَ مَن غَدَت عَلَیهِ العُقولُ العَشرُ تَلطُمُ بِالعَشرِ
قَضی نَحبَهُ فی نینَوی وبِها ثَوی فَعَطَّرَ مِنهُ الکائِناتِ ثَرَی القَبرِ
قَضی نَحبَهُ فِی الطَّفِّ مَن فَوقَهُ طَفا نَجیعٌ کَسَا الآفاقَ بِالحُلَلِ الحُمرِ
قَضی نَحبَهُ فی حائِرٍ فَتَحَیَّرَت دُموعُ بُکَا الدُّنیا عَلی وَجنَةِ الدَّهرِ
قَضی نَحبَهُ مَن راحَ لِلحَربِ خائِضاً بِبَحرِ دَمٍ فَانصَبَّ بَحرٌ عَلی بَحرِ
قَضی نَحبَهُ وَالبیضُ تَکتُبُ أحرُفاً بِها نَطَقَت فِی الطَّعنِ ألسِنَةُ السُّمرِ
قَضَی نَحبَهُ مَن لِلقَضا کانَ سَیفُهُ فَراحَ عَلَی افرَندِهِ دَمُهُ یَجری
قَضی نَحبَهُ الذَّبحُ العَظیمُ بِشَفرَةٍ بِهَا المَوتُ یَومَ الحَشرِ یُبطَحُ لِلنَّحرِ
قَضی نَحبَهُ وَالکَونُ یَدمی بَنانُهُ ویُخدَشُ مِنهُ الوَجهُ بِالسِّنِّ وَالظُّفرِ...
قَضی نَحبَهُ وَالحورُ مُحدِقَةٌ بِهِ کَما أحدَقَت فی بَدرِها هالَةُ البَدرِ
قَضی نَحبَهُ وَالدّینُ أصبَحَ بَعدَهُ إلَی اللّهِ یَشکو ما عَراهُ مِنَ الضُّرِّ
قَضی نَحبَهُ طَودٌ بِهِ طارَ نَعشُهُ إلَی المَلإِ الأَعلی بِأَجنِحَةِ النِّسرِ
ص:104
قَضی نَحبَهُ مَن لِلقَواریرِ قَد وَقی وما قَد وَقَتها آلُ صَخرٍ عَنِ الکَسرِ
قَضی نَحبَهُ مَن یُتبِعِ الضَّیمَ بِالظَّما ویَجرَعُ فِی الهَیجاءِ مُرّاً عَلی مُرِّ
قَضی نَحبَهُ روحُ الوُجودِ وَسِرُّهُ وَمَرقَدُهُ فی کَربَلا مَوضِعُ السِّرِّ
قَضی نَحبَهُ وَالأَمرُ للّهِ ِ عالِمٌ بِما یَقتَضیهِ الحُکمُ فی عالَمِ الأَمرِ
قَضی نَحبَهُ رَیحانَةُ المُصطَفَی الَّتی تَفوحُ لِیَومِ النَّشرِ طَیِّبَةَ النَّشرِ
قَضی نَحبَهُ ابنُ الأَنزَعِ البَطَلِ الَّذی أذاقَ الرَّدی عَمراً وأَعرَضَ عَن عَمرِو
قَضی نَحبَهُ ابنُ الطُّهرِ سَیِّدَةِ النِّسا سَلَیلَةِ فَخرِ الکائِناتِ أبی الغُرِّ
قَضی نَحبَهُ الوِترُ الحُسَینُ فَمَن قَضی بِمَأتَمِهِ نَحباً قَضی واجِبَ الوِترِ
قَضی نَحبَهُ الفَردُ الَّذی هُوَ خامِسٌ لِأَهلِ کِساً مِنهُ اکتَسَی الفَخرُ بِالفَخرِ
قَضی نَحبَهُ وَالثَّغرُ یَفتَرُّ باسِماً بِوَجهِ المَنایا وهیَ فاغِرَةُ الثَّغرِ
قَضی نَحبَهُ مَن فَرَّ مِن بَعدِ کَرِّهِ إلَی اللّهِ فَاستَرضاهُ بِالکَرِّ وَالفَرِّ
قَضی نَحبَهُ ابنُ الصِّنوِ شُبَّرَ مَن غَدا أبوهُ حَرِیّاً فی أخِی اشدُد بِهِ أزری
قَضی نَحبَهُ فی جَنَّةِ الخُلدِ ثاوِیاً ومُتَّکِئاً فیها عَلی رَفرَفٍ خُضرِ
قَضی نَحبَهُ فی عَبقَرِیّ ٍ مِنَ الرِّضا مُسَجّیً ومَدفوناً بِبُحبوحَةِ البِشرِ
قَضی نَحبَهُ وَالنّادِباتُ عَلَیهِ لی جَلَبنَ الأَسی مِن حَیثُ أدری ولا أدری
قَضی نَحبَهُ أزکَی السَّلامِ عَلَیهِ ما تَکَرَّرَ فی أنداءِ مَأتَمِهِ شِعری (1)
3086.الدرّ النضید -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ عَبدِ الحُسَینِ الأَعسَمِ یَقولُ فیها-:
ص:105
یَابنَ النَّبِیِّ المُصطَفی ووَصِیِّهِ وأَخَا الزَّکِیِّ ابنِ البَتولِ الزّاکِیَه
تَبکیکَ عَینی لا لِأَجلِ مَثوبَةٍ لکِنَّما عَینی لِأَجلِکَ باکِیَه
تَبتَلُّ مِنکُم کَربَلا بِدَمٍ ولا تَبتَلُّ مِنّی بِالدُّموعِ الجارِیَه
أنسَت رَزِیَّتُکُم رَزایانَا الَّتی سَلَفَت وهَوَّنَتِ الرَّزایَا الآتِیَه
وفَجائِعُ الأَیّامِ تَبقی مُدَّةً وتَزولُ وهیَ إلَی القِیامَةِ باقِیَه
لَهفی لِرَکبٍ صُرِّعوا فی کَربَلا کانَت بِها آجالُهُم مُتَدانِیَه...
نَصَروا ابنَ بِنتِ نَبِیِّهِم طوبی لَهُم نالوا بِنُصرَتِهِ مَراتِبَ سامِیَه
قَد جاوَروهُ هاهُنا بِقُبورِهِم وقُصورُهُم یَومَ الجَزا مُتَحاذِیَه
ولَقَد یَعُزُّ عَلی رَسولِ اللّهِ أن تُسبی نِساهُ إلی یَزیدَ الطّاغِیَه
ویَری حُسَیناً وهوَ قُرَّةُ عَینِهِ ورِجالُهُ لَم تَبقَ مِنهُم باقِیَه
وجُسومُهُم تَحتَ السَّنابِکِ بِالعَرا ورُؤوسُهُم فَوقَ الرِّماحِ العالِیَه
ویَری دِیارَ امَیَّةٍ مَعمورَةً ودِیارَ أهلِ البَیتِ مِنهُم خالِیَه
ویَزیدُ یَقرَعُ ثَغرَهُ بِقَضیبِهِ مُتَرَنِّماً مِنهُ الشَّماتَةُ بادِیَه...
وإِذا أتَت بِنتُ النَّبِیِّ لِرَبِّها تَشکو ولا تَخفی عَلَیهِ خافِیَه
رَبِّ انتَقِم مِمَّن أبادوا عِترَتی وسَبَوا عَلی عُجفِ النِّیاقِ بَناتِیَه
وَاللّهُ یَغضَبُ لِلبَتولِ بِدونِ أن تَشکو فَکَیفَ إذا أتَتهُ شاکِیَه (1)
ص:106
3087.الدرّ النضید :ولَهُ یَنتَدِبُ صاحِبَ الزَّمانِ عَجَّلَ اللّهُ فَرَجَهُ وَیَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام:
نَری یَدَکَ ابتُلَّت بِقائِمَةِ العَضبِ فَحَتّامَ حَتّامَ انتِظارُکَ بِالضَّربِ...
مَتی تَشتَفی مِنکَ القُلوبُ بِسَطوَةٍ تُدیرُ عَلی أعداکَ أرحِیَةَ الحَربِ
عِدیً تَرَکَت فِی المُرتَضی نَصَّ أحمَدٍ عَلَیهِ إلَی شوری مُسنَّدَةِ الخُشبِ...
وأَظمَت عَلَی الماءِ الحُسَینَ وأَورَدَت دِماءَ وَریدَیهِ سُیوفَ بَنی حَربِ...
وغَصَّت إلی قُرب النَّواویسِ کَربَلا بِأَشلاءِ قَتلاکُم مُوَسَّدَةَ التُّربِ
وظَلَّت تَجُرُّ العادِیاتُ عَلَیهِمُ ذُیولَ سَوافِی المورِ مِنهُنَّ وَالنُّکبِ
بِأَیَّةِ عَینٍ یَنظرونَ مُحَمَّداً وقَد قَتَلوا صَبراً بَنیهِ بِلا ذَنبِ...
فَیا لِرزایاکُم فَرَینَ مَرارَتی بِجَوفی وصَیَّرنَ البُکا وَالجَوی دَأبی
وفَتَّ لَکُم عَینی بِأَدمُعِها فَإِن وَنَت لَم یَخُنکُم فی کَآبَتِهِ قَلبی
أأَنسی هُجومَ الخَیلِ ضابِحَةً عَلی خِیامِ نِساکُم بِالعَواسِلِ وَالقُضبِ
عَشِیَّةَ حَنَّت جُزَّعاً خَفِراتِکُم بِأَوجُهِها نَدباً لِحامِی الحِمی النَّدبِ
صَرَخنَ بِلا لُبٍّ وما زالَ صَوتُها یُغَضُّ ولکِن صِحنَ مِن دَهشَةِ اللُّبِّ
فَأُبرِزنَ مِن حُجبِ الخُدورِ تَوَدُّ لَو قَضَت نَحبَها قَبلَ الخُروجِ مِنَ الحُجبِ (1)
3088.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ عَبدِ الحُسَینِ بنِ شُکرٍ العِراقِیِّ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام وهیَ
ص:107
مِن أشهَرِ قَصائِدِهِ-:
البِدارَ البِدارَ آلَ نِزارِ قَد فُنیتُمُ ما بَینَ بیضِ الشِّفارِ
قَوِّموا السُّمرَ کَسِرّوا کُلَّ غِمدٍ نَقِّبوا بِالقَتامِ وَجهَ النَّهارِ
سَوِّمُوا الخَیلَ أطلِقوها عِراباً (1) وَاترُکوها تَشُقُّ بیدَ القِفارِ
طَرِّزُوا البیضَ مِن دِماءِ الأَعادی فَلِّقُوا الهامَ بالظُّبَا البَتّارِ
وَاسطَحوا مِن دَمٍ عَلَی الأَرضِ أرضاً وَارفَعوا لِلسَّما سَماءَ غُبارِ
خَالِفوا السُّمرَ بَینَ بیضِ المَواضی وَامتَطوا لِلنِزالِ قُبَّ (2)المَهارِ
وَابعَثوها ضَوابِحاً فَاُمَیٌّ وَسَمَت أنفَ مَجدِکُم بِالصَّغارِ
سَلَبَتکُم بِالرُّغمِ أیَّ نُفوسٍ ألبَسَتکُمُ ذُلّاً مَدَی الأَعمارِ
یَومَ جُذَّت بِالطَّفِّ کُلُّ یَمینٍ مِن بَنی غالِبٍ وکُلُّ یَسارِ
لا تَلِد هاشِمِیَّةٌ عَلَوِیاً إن تَرَکتُم امَیَّةً بِقَرارِ
ما لِاُسدِ الشَّری وغُمضُ جُفونٍ تَرَکَتها العِدی بِلا أشفارِ
طَأطِئُوا الرّوسَ إنَّ رَأسَ حُسَینٍ رَفَعوهُ فَوقَ القَنا الخَطّارِ
لا تَذوقُوا المَعینَ وَاقضُوا ظَمایا بَعدَ ظامٍ قَضی بِحَدِّ الغِرارِ
لا تَمُدّوا لَکُم عَنِ الشَّمسِ ظِلّاً إنَّ فِی الشَّمسِ مُهجَةَ المُختارِ
أنِزارٌ نَضّوا بُرودَ التَّهانی فَحُسَینٌ عَلَی البَسیطَةِ عارِی
حَقَّ أن لا تُکَفِّنوا هاشِمِیّاً بَعدَ ما کَفَّنَ الحُسَینَ الذّاری
ص:108
لا تَشُقُّوا لِآلِ فِهرٍ قُبوراً فَابنُ طهَ مُلقیً بِلا إقبارِ
هَتِّکوا عَن نِسائِکُم کُلَّ خِدرٍ هذِهِ زَینَبٌ عَلَی الأَکوارِ (1)
3089.أدب الطفّ :ولَهُ أیضاً:
أیُّهَا الراکِبُ المُجِدُّ إذا ما نَفَحَت فیکَ لِلسُّری مِرقالُ
عُج عَلی طَیبَةٍ فَفیها قُبورٌ مِن شَذاها طابَت صَباً وشِمالُ
إنَّ فی طَیِّها اسوداً إلَیها تَنتَمی البیضُ وَالقَنا وَالنِّزالُ
فَإِذَا استَقبَلَتکَ تَسأَلُ عَنّا مِن لُؤَیٍّ نِساؤُها وَالرِّجالُ
فَاشرَحِ الحالَ بِالمَقالِ وما ظَنِّیَ تَخفی عَلی نِزارِ الحالُ
نادِ ما بَینَها:بَنِی المَوتِ هُبّوا قَد تَناهَبنَکُم حِدادٌ صِقالُ
تِلکَ أشیاخُکُم عَلَی الأَرضِ صَرعی لَم یَبُلَّ الشِّفاهَ مِنها الزُّلالُ
غَسَّلَتها دِماؤُها قَلَّبَتها أرجُلُ الخَیلِ کَفَّنَتهَا الرِّمالُ
ونِساءٌ عَوَّدتُموها المَقاصیرَ رَکِبنَ النِّیاقَ وهیَ هُزالُ
هذِهِ زَینَبٌ ومَن قَبلُ کانَت بِفِنا دارِها تُحَطُّ الرِّحالُ
وَالَّتی لَم تَزَل عَلی بابِها الشا هِقِ تُلقی عِصِیَّها السُّؤّالُ
أمسَتِ الیَومَ وَالیَتامی عَلَیها یالَقَومی تَصَدَّقَ الأَنذالُ
ما بَقی مِن رِجالِها الغُلبِ إلّا مَن عَلی جودِهِ الوُجودُ عِیالُ
وهوَ یا لَلرِّجالِ قَد شفَّهُ السُّقمُ وسَیرُ الهُزالِ وَالأَغلالُ (2)
3090.یوم الحسین: ولَهُ أیضاً:
ص:109
لَم أنسَ زَینَبَ بَعدَ الخِدرِ حاسِرَةً تُبدِی النِّیاحَةَ ألحاناً فَأَلحانا
مَسجورَةَ القَلبِ إلّاأنَّ أدمُعَها کَالمُعصِراتِ تَصُبُّ الدَّمعَ عُقیانا
تَدعو أباها أمیرَ المُؤمِنینَ ألا یا والِدی حَکَمَت فینا رَعایانا
وغابَ عَنّا المُحامی وَالکَفیلُ فَمَن یَحمی حِمانا ومَن یُؤوی یَتامانا
إن عَسعَسَ اللَّیلُ واری بَذلَ أوجُهِنا وإِن تَنَفَّسَ وَجهُ الصُّبِح أبدانا
نَدعو فَلا أحَدٌ یَصبو لَدِعَوتِنا وإِن شَکَونا فَلا یُصغی لِشَکوانا
قُم یا عَلِیُّ فَما هذَا القُعودُ فَما عَهدی تَغُضُّ عَلَی الأَقذاءِ أجفانا
وَانهَض لَعَلَّکَ مِن أسرٍ أضَرَّ بِنا تَفُکُّنا وتَوَلّی دَفنَ قَتلانا
وتَنثَنی تارَةً تَدعو مَشایِخَها مِن شَیبَةِ الحَمدِ أشیاخاً وشُبّانا
قوموا غِضاباً مِنَ الأَجداثِ وَانتَدِبوا وَاستَنقِذوا مِن یَدِ البَلوی بَقایانا
هذا حُسَینٌ بِلا غُسلٍ ولا کَفَنٍ عارٍ تَجولُ عَلَیهِ الخَیلُ میدانا
فَیا سَماءُ لِهذَا الحادِثِ انفَطِری فَمَا القِیامَةُ أدهی لِلوَری شانا
إلی أن قالَ:
وَیلُ الفُراتِ أبادَ اللّهُ غامِرَهُ ورَدَّ وارِدَهُ بِالرُّغمِ لَهفانا
لَم یُطفِ حَرَّ غَلیلِ السِّبطِ بارِدُهُ حَتّی قَضی فی سَبیلِ اللّهِ عَطشانا
لَم یُذبَحِ الکَبشُ حَتّی یُروَ مِن ظَمأٍ ویُذبَحُ ابنُ رَسولِ اللّهِ ظَمآنا
فَعَزَّ أن یَتَلَظّی بَینَهُم عَطَشاً وَالماءُ یَصدُرُ عَنهُ الوَحشُ رَیّانا (1)
تَرَکتُ الخَیزُرانَةَ مِن یَمینی وأَکرَهُ أن اشاهِدَها أمامی
أأَحمِلُ عودَةً مِن خَیزُرانٍ بِها نُکِتَت ثَنایَا ابنِ الإِمامِ (1)
3092.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ عَلیِّ بنِ جَعفَرٍ کاشِفِ الغِطاءِ یَرثی بِها سَیِّدَ الشُّهَداءِ علیه السّلام-:
أیُمسی حُسَینٌ فِی الطُّفوفِ مُؤَرَّقاً وطَرفِیَ رَیّانٌ مِنَ النَّومِ راقِدُ
ویُمسی صَریعاً بِالعَراءِ عَلَی الثَّری وتوضَعُ لی فَوقَ الحَشایَا الوَسائِدُ
فَلا عَذُبَ الماءُ المَعینُ لِشارِبٍ وقَد مُنِعَت ظُلماً عَلَیهِ المَوارِدُ
ولَم یُرَ مَکثورٌ ابیدَت حُماتُهُ وعَزَّ مُواسیهِ وقَلَّ المُساعِدُ
ص:111
بِأَربَطَ جَأشاً مِنهُ فی حَومَةِ الوَغی وقَد أسلَمَتهُ لِلمَنونِ الشَّدائِدُ
هُمامٌ یَرُدُّ الجَیشَ وهوَ کَتائِبٌ بِسَطوَتِهِ یَومَ الوَغی وهوَ واحِدُ
إذا رَکَعَ الهِندِیُّ یَوماً بِکَفِّهِ لَدَی الحَربِ فَالهاماتُ مِنهُ سَواجِدُ
یَلوحُ الرَّدی فی شَفرَتَیهِ کَأَنَّهُ شِهابٌ هَوی لَمّا تَطَرَّقَ مارِدُ
وإِن ظَمِأَ الخَطِّیُّ بَلَّ اوامَهُ لَدَی الرَّوعِ مِن دَمِ الطُّلا (1)فَهوَ وارِدُ
إلی أن یَقولَ:
ولَم أرَ یَوماً سیمَ خَسفاً بِهِ الهُدی وهُدَّت بِهِ أرکانُهُ وَالقَواعِدُ
کَیَومِ حُسَینٍ وَالسَّبایا حَواسِرٌ تُشاهِدُ مِن أسرِ العِدی ما تُشاهِدُ
تَسیرُ إلی نَحوِ الشّآمِ شَواخِصاً عَلی قَتَبٍ تُطوی بِهِنَّ الفَدافِدُ
وتُضرَبُ قَسراً بِالسِّیاطِ مُتونُها وتُنزَعُ أقراطٌ لَها وقَلائِدُ (2)
3093.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ عَلیِّ بنِ حَبیبٍ التّاروتِیِّ فی ذِکرِ الإِمامِ السَّجادِ علیه السّلام یَقولُ فیه-:
احبِس رِکابَکَ ساعَةً یاحادی ذی کَربَلا فَانشَق عَبیرَ الوادی
ص:112
للّهِ ِ أشکو زَفرَةً لَم یُطفِها دَمعٌ یَصوبُ کَمُستَهَلِ غَوادی
ما لی أراکَ ودَمعُ عَینِکَ جامِدٌ أوَ ما سَمِعتَ بِمِحنَةِ السَّجادِ
قَلَبوهُ عَن نِطعٍ مُسَجَّیً فَوقَهُ فَبَکَت لَهُ أملاکُ سَبعِ شِدادِ (1)
3094.دیوان الاُزری الکبیر: قالَ یَرثی سَیِّدَ الشُّهَداءِ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام:
أفدِی القُرومَ الاُولی سارَت رَکائِبُهُم وَالمَوتُ خَلفَهُمُ یَسری عَلَی الأَثَرِ
للّهِ ِ مَن فی مَغانی کَربَلاءَ ثَوی وعِندَهُ عِلمُ ما یَأتی مِنَ القَدَرِ...
سَل کَربَلا کَم حَوَت مِنهُم هِلالَ دُجیً کَأَنَّها فَلَکٌ لِلأَنجُمِ الزُّهرِ
لَم أنسَ حامِیَةَ الإِسلامِ مُنفَرِداً خالی الظَّعینَةِ مِن حامٍ ومُنتَصِرِ
یَری قَنَا الدّینِ مِن بَعدِ استِقامَتِها مَغموزَةً وعَلَیها صَدعُ مُنکَسِرِ
فَقامَ یَجمَعُ شَملاً غَیرَ مُجتَمِعٍ مِنها ویَجبُرُ کَسراً غَیرَ مُنجَبِرِ...
یا مَن تُساقُ المَنایا طَوعَ راحَتِهِ مَوقوفَةً بَینَ أمرَیهِ خُذی وذَری
للّهِ ِ رُمحُکَ إذ ناجی نُفوسَهُمُ بِصادِقِ الطَّعنِ دونَ الکاذِبِ الأَشِرِ
حَتّی دَعَتکَ مِن الأَقدارِ داعِیَةٌ إلی جِوارِ عَزیزِ المُلکِ مُقتَدِرِ
ص:113
فَکُنتَ أسرَعَ مَن لَبّی لِدَعوَتِهِ حاشاکَ مِن فَشَلٍ عَنها ومِن خَوَرِ...
قَد کُنتَ فی مَشرِقِ الدُّنیا ومَغرِبِها کَالحَمدِ لَم تُغنِ عَنها سائِرُ السُّوَرِ
ما أَنصَفَتکَ الظُّبا یا شَمسَ دارَتِها إذ قابَلَتکَ بِوَجهٍ غَیرِ مُستَتِرِ
ولا رَعَتکَ القَنا یا لَیثَ غابَتِها إذ لَم تَذُب لِحَیاءٍ مِنکَ أو حَذَرِ...
ما لِلمَواضی الظَّوامی مِنهُمُ رُوِیَت فَلَیتَ رِیَّ ظَماها کانَ مِن سَقَرِ
وما عَلَی السُّمرِ لَو کَفَّت أسِنَّتَها عَن أکرَمِ الخَلقِ مِن بیضٍ ومِن سُمُرِ
یَابنَ النَّبِیینَ ما لِلعِلمِ مِن وَطَنٍ إلّا لَدَیکَ وما لِلحِلمِ مِن وَطَرِ
إن یَقتُلوکَ فَلا عَن فَقدِ مَعرِفَةٍ الشَّمسُ مَعروفَةٌ بِالعَینِ وَالأَثَرِ
لَم یَطلُبوکَ بِثَأرٍ أنتَ صاحِبُهُ ثارٌ لَعَمرُکَ لَولَا اللّهُ لَم یَثُرِ...
أیُّ المَحاجرِ لا تَبکی عَلَیکَ دَماً أبکَیتَ وَاللّهِ حَتّی مِحجَرَ الحَجَرِ (1)
3095.دیوان الاُزری الکبیر: ولَهُ أیضاً فی رِثاءِ الحُسَینِ بنِ عَلیٍّ علیه السّلام:
أعزِز بِناصِرِ دینِ اللّهِ مُنفَرِداً فی مَجمَعٍ مِن بَنی عَبّادَةِ الوَثَنِ
یُوصِی الأحِبَّةَ أن لا تَقبضِوا أبَداً إلّا عَلَی الدّینِ فی سِرٍّ وفی عَلَنِ
وإِن جَری أحَدُ الأَقدارِ فَاصطَبِروا فَالصَّبرُ فِی القَدَرِ الجاری مِنَ الفِطَنِ
ثُمَّ انثنیَ لِلأَعادی لا یَری حَکَماً إلَّا الَّذی لَم یَدَع رَأساً عَلی بَدَنِ...
حَتّی إذا لَم تُصِب مِنهُ العِدی غَرَضاً رَمَوهُ بِالنَّبلِ عَن مَوتورَةِ الضِّغَنِ
فَانقَضَّ عَن مُهرِهِ کَالشَّمسِ عَن فَلَکٍ فَغابَ صُبحُ الهُدی فِی الفاحِمِ الدَّجِنِ
قُل لِلمَقادیرِ قَد أبدَعتِ حادِثَةً غَریبَةَ الشَّکلِ ما کانَت ولَم تَکُنِ
أمِثلُ شِمرٍ أذَلَّ اللّهُ جَبهَتَهُ یَلقی حُسَیناً بِذاکَ المُلتَقی الخَشِنِ
ص:114
وا حَسرَةَ الدّینِ وَالدُّنیا عَلی قَمَرٍ یَشکو الخُسوفَ مِنَ العَسّالَةِ (1)اللُّدُنِ
یا سَیِّداً کانَ بَدءُ المَکرُماتِ بِهِ وَالشَّمسُ تَبدَأُ بِالأَعلی مِنَ القُنَنِ (2)
3096.الدرّ النضید -مِن قَصیدَةٍ لِلسَیِّدِ مُحسِنِ الأَعرَجِیِّ الکاظِمِیِّ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام یَقولُ فیها-:
دُموعٌ بَدا فَوقَ الخُدودِ خُدودُها ونارٌ بَدا بَینَ الضُّلوعِ وَقودُها
أتَملِکُ ساداتِ الأَنامِ عَبیدُها وتَخضَعُ فی أسرِ الکِلابِ اسودُها
وتُبتَزُّ أولادُ النَّبِیِّ حُقوقَها جِهاراً وتُدمی بَعدَ ذاکَ خُدودُها
ویُمسی حُسَینٌ شاحِطَ الدّارِ دامِیاً یُعَفِّرُهُ فی کَربَلاءَ صَعیدُها
واُسرَتُهُ صَرعی عَلَی التُّربِ حَولَهُ یَطوفُ بِها نَسرُ الفَلاةِ وسیدُها
ص:115
قَضَوا عَطَشاً یا لَلرِّجالِ ودونَهُم شَرائِعُ لکِن ما ابیحَ وُرودُها
غَدَوا نَحَوهُم مِن کُلِّ فَجٍّ یَقودُهُم عَلی حَنَقٍ جَبّارُها وعَنیدُها
یَعُزُّ عَلَی المُختارِ أحمَدَ أن یَری عِداها عَنِ الوِردِ المُباحِ تَذودُها
تَموتُ ظَماً شُبّانُها وکُهولُها ویَفحَصُ مِن حَرِّ الاُوامِ وَلیدُها
وتُجتاحُ ضَرباً بِالسُّیوفِ جُسومُها وتُسلَبُ عَنها بَعدَ ذاکَ بُرودُها
وتُترَکُ فِی الحَرِّ الشَّدیدِ عَلَی الثَّری ثَلاثَ لَیالٍ لا تُشَقُّ لُحودُها
وتُهدی إلی نَحوِ الشَّآمِ رُؤوسُها ویَنکُتُها بِالخَیزُرانِ یَزیدُها
أتَضرِبُها شُلَّت یَمینُکَ إنَّها وُجوهٌ لِوَجهِ اللّهِ طالَ سُجودُها
وَیُسری بِزَینِ العابِدینَ مُکَبَّلاً تُجاذِبُهُ السَّیرَ العَنیفَ قُیودُها (1)
3097.الدرّ النضید -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ مُحَمَّد رِضا الاُزرِیِّ یَرثی سَیِّدَ الشُّهَداءِ علیه السّلام-:
خُذ بِالبُکاءِ فَما دَمعٌ بِمَذخورِ مِن بَعدِ نازِلَةٍ فی عَشرِ عاشورِ...
ص:116
یَومٌ سَرَی ابنُ رَسولِ اللّهِ یَجلِبُها قُبَّ (1)البُطونِ تَهادی فِی المَضامیرِ...
حَتّی إذا حُمَّ أمرُ اللّهِ وَانتُزِعَت مُراشَةٌ سُدِّدَت مِن کَفِّ مَقدورِ
وافاهُ شِمرٌ فَأَلفاهُ عَلی رَمَقٍ فَکانَ ما کانَ مِن إنفاذِ مَسطورِ
وشالَ رَأسَ رَئیسِ المُسلِمینَ عَلی أصَمَّ مُطَّرِدِ الکَعبَینِ مَطرورِ
مَن مُبلِغُ الرُّسلَ أن رَأسُ ابنِ سَیِّدِها فی مَجلِسِ الرّاحِ بَینَ البَمِّ (2)وَالزیرِ (3)
وهَل دَرَت هاشِمٌ أنَّ ابنَ بَجدَتِها (4) لُقیً تُزَمِّلُهُ هوجُ الأَعاصیرِ
ومَن مُعزِّی الهُدی فی شَمسِ دارَتِهِ إذ سامَها القَدَرُ الجاری بِتَکویرِ
وهَل دَرَی البَیتُ بَیتُ اللّهِ أن هَدَمَت مِنهُ عُتاةُ قُرَیشٍ کُلَّ مَعمورِ...
وأَنَّ رُزءً بَکَت عَینُ النَّبِیِّ لَهُ لَذاکَ فِی الدّینِ کَسرٌ غَیرُ مَجبورِ (5)
3098.الدرّ النضید :ولَهُ أیضاً:
فَسَل کَربَلا ماذا جَری یَومَ کَربَلا مُصابٌ مَتَی الأَفلاکُ تَذکُرهُ تَرعُدُ
وأَنّی وتِلکُم حُمرَةٌ فی جَبینِها إلَی الآنَ مِن ذاکَ الجَوی المُتَوَقِّدِ
وما ظَهَرَت مِن قَبلِ ذلِکَ فِی الاُولی لِراءٍ ولَم تُعرَف قَدیماً وتُعهَدِ
ولَو جَلَّ رُزءٌ فِی النَّبِیینَ مِثلُهُ لَبانَت وفی هذا بَلاغُ لِمُهتَدی
وهاتیکُمُ اللّاتی تَسیرُ عَلَی المِطا حَقائِقُهُ یُشهَرنَ فی کُلِّ مَشهَدِ
وتِلکَ النُّفوسُ السائِلاتُ عَلَی القَنا تَقاطَرُ مِنهُ مِن أکُفٍّ وأَکبُدِ
ص:117
واُسرَتُهُ فی حالَةٍ لَو یَراهُم بِها هِرقَلٌ لَاستَقرَعَ النّابَ بِالیَدِ
فَمِن بَینِ مَقطوعِ الوَتینِ وفاحِصٍ بِکَفَّیهِ عَن نَزعٍ وبَینَ مُصَفَّدِ
ومُرضِعَةٍ مَذهولَةٍ عَن رَضیعِها مَخافَةَ سَلبٍ یَکشِفُ السِّترَ عَن یَدِ
فَمَن یُبلِغَنَّ الرُّسلَ أنَّ زَعیمَها لَذو عَبرَةٍ جَیّاشَةٍ عَن تَوَقُّدِ (1)
3099.ولَهُ أیضاً-وتَشتَمِلُ عَلی رِثاءِ العَبّاسِ ویَصِفُ بطولَتَهُ فی کَربَلاءَ علیه السّلام-:
أوَ ما أتاکَ حَدیثُ وَقعَةِ کَربَلا أنّی وقَد بَلَغَ السَّماءَ قَتامُها
یَومٌ أبُو الفَضلِ استَجار بِهِ الهُدی وَالشَّمسُ مِن کَدَرِ العَجاجِ لِثامُها
وَالبیضُ فَوقَ البَیضِ تَحسَبُ وَقعَها زَجَلَ الرُّعودِ إذَا اکفَهرَّ غَمامُها
فَحَمی عَرینَتَهُ ودَمدَمَ دونَها ویَذُبُّ من دونِ الشَّری ضَرغامُها
مِن باسِلٍ یَلقَی الکَتیبَةَ باسِماً وَالشّوسُ یَرشَحُ بِالمَنِیَّةِ هامُها...
بَطَلٌ أطَلَّ عَلَی العِراقِ مُجَلِیَّا فَاعصَوصَبَت فَرَقاً تَمورُ شَآمُها...
ولَکَم لَهُ مِن غَضبَةٍ مُضَرِیَّةٍ قَد کادَ یَلحَقُ بِالسَّحابِ ضَرامُها...
ثُمَّ انبَری نَحوَ الفُراتِ ودونَهُ حَلَباتُ عادِیَةٍ یَصِلُّ لِجامُها
فَکَأَنَّهُ صَقرٌ بِأَعلی جَوِّها جَلّی فَحَلَّقَ ما هُناکَ حِمامُها...
فَهُنالِکُم مَلَکَ الشَّریعَةَ وَاتَّکی مِن فَوقِ قائِمِ سَیفِهِ قَمقامُها (2)
فَأَبَت نَقیبَتُهُ الزَّکِیَّةُ رِیَّها وَحَشَا ابنِ فاطِمَةٍ یَشِبُّ ضَرامُها
وکَذلِکُم مَلَأَ المَزادَ وزَمَّها وَانصاعَ یَرفُلُ بِالحَدیدِ هُمامُها...
تَاللّهِ لا أنسَی ابنَ فاطِمَ إذ جَلا عَنهُ العَجاجَةَ یَکفَهِرُّ قَتامُها
ص:118
مِن بَعدِ أن حَطَمَ الوَشیجَ (1)وثُلِّمَت بیضُ الصِّفاحِ ونُکِّسَت أعلامُها...
وافی بِهِ نَحوَ المُخَیَّمِ حامِلاً مِن شاهِقی عَلیاءَ عَزَّ مَرامُها
وهَوی عَلَیهِ ما هُنالِکَ قائِلاً الیومَ بانَ عَنِ الیَمینِ حُسامُها
الیومَ سارَ عَنِ الکَتائِبِ کَبشُها الیومَ غابَ عَنِ الصَّلاةِ إمامُها
الیومَ آلَ إلَی التَّفَرُّقِ جَمعُنا الیومَ حُلَّ مِنَ البُنودِ نِظامُها
الیَومَ خَرَّ مِنَ الهِدایَةِ بَدرُها الیومَ غَبَّ (2)عَنِ البِلادِ غَمامُها
الیومَ نامَت أعیُنٌ بِکَ لَم تَنَم وَتَسَهَّدَت اخری فَعَزَّ مَنامُها
أشقیقَ روحی هَل تُراکَ عَلِمتَ إذ غُودِرتَ وَانثالَت عَلَیکَ لِئامُها (3)
3100.أعیان الشیعة: الشَّیخُ مَحَمَّد عَلِیّ الأَعسَمُ...لَهُ یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام:
ذِکرُ الطُّفوفِ ویَومُ عاشوراءِ مَنَعا جُفونِی لَذَّةَ الإِغفاءِ
لَم أنسَهُ لَمّا سَری مِن یَثرِبٍ بِعِصابَةٍ مِن رَهطِهِ النُّجَباءِ
ص:119
للّهِ ِ کَم قَطَعوا هُنالِکَ مَهمَهاً نَکَبوا الرِّیاحَ بِهِ مِنَ الإِعیاءِ
حَتّی أتَوا أرضَ الطُّفوفِ بِنَینَوی أرضُ الکُروبِ وأرضُ کُلِّ بَلاءِ
حُطّوا الرِّحالَ فَذا مَحَطُّ خِیامِنا وهُنا تَکونُ مَصارِعُ الشُّهداءِ
وبِهذِهِ یَغدو جَوادِیَ صاهِلاً مُرخَی العِنانِ یَجولُ فِی البَیداءِ
وبِهذِهِ أغدو لِطِفلِیَ حامِلاً فِی الکَفِّ أطلُبُ جُرعَةً مِن ماءِ
أمُجَدِّلَ الأَبطالِ فی یَومِ الوَغی ومُنَکِّسَ الرّایاتِ فِی الهَیجاءِ
هذا حَبیبُکَ بِالطُّفوفِ مُجَدَّلٌ عارٍ تُکَفِّنُهُ یَدُ النَّکباءِ (1)(2)
3101.أدب الطفّ: الشَّیخُ مُحمَّد عَلِیّ کَمّونَة،لَهُ القَصیدَةُ الشَّهیرَةُ الَّتی یَصِفُ فیها بُطولَةَ شُهداءِ کَربَلاءَ،وَمِنها:
أراهُ وَأَمواجُ الهِیاجِ تَلاطَمَت یَعومُ بِها مُستَأنِساً باسِماً ثَغرا
ولَو لَم یُکَفکِفهُ عَن الفَتکِ حِلمُهُ لَعَفَّی دِیارَ الشِّرکِ وَاستَأصَلَ الکُفرا
ولَمّا تَجَلَّی اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ لَهُ خَرَّ تَعظیماً لَهُ ساجِداً شُکرا
هَوی وهوَ طَودٌ وَالمَواضی کَأَنَّها نُسورٌ أبَت إلّامَناکِبَهُ وَکرا
هَوی هَیکَلُ التَّوحیدِ فَالشِّرکُ بَعدَهُ طَغی غَمرُهُ (4)وَالنّاسُ فی غَمرَةٍ سَکری
ص:120
وأَعظِم بِخَطبٍ زَعزَعَ العَرشَ وَانحَنی لَهُ الفَلَکُ الدَّوّارُ مُحدَودِباً ظَهرا
غَداةَ أراقَ الشِّمرُ مِن نَحرِهِ دَماً لَهُ انبَجَسَت عَینُ السَّما أدمُعاً حُمرا
وإِن أنسَ لا أنسَی العَوادی عَوادِیاً تَرُضَّ القِرا (1)مِن مَصدَرِ العِلمِ وَالصَّدرا
ولَم أنسَ فِتیاناً تَنادَوا لِنَصرِهِ ولِلذَّبِّ عَنهُ عانَقوا البیضَ وَالسُّمرا
رِجالٌ تَواصَوا حَیثُ طابَت اصولُهُم وأَنفُسُهُم بِالصَّبرِ حَتّی قَضَوا صَبرا
وما کُنتُ أدری قَبلَ حَملِ رُؤوسِهِم بِأَنَّ العَوالی تَحمِلُ الأَنجُمَ الزُّهرا
حُماةٌ حَمَوا خِدراً أبَی اللّهُ هَتکَهُ فَعَظَّمَهُ شَأنا وشَرَّفَهُ قَدرا
فَأَصبَحَ نَهباً لِلمَغاویرِ بَعدَهُم ومِنهُ بَناتُ المُصطَفی ابرِزَت حَسری
یُقَنِّعُها بِالسَّوطِ شِمرٌ فَإِن شَکَت یُؤَنِّبُها زَجرٌ ویوسِعُها زَجرا
نَوائِحُ إلّاأنَّهُنَّ ثَواکِلٌ عَواطِشُ إلّاأنَّ أعیُنَها عَبری
یَصونُ بِیُمناهَا الحَیا ماءَ وَجهِها ویَستُرُها إن أعوَزَ السِّترُ بِالیُسری (2)
3102.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ مُحَمَّدِ بنِ نَصّارٍ یَصِفُ حالَ زَینَبَ وَالإِمامِ السَّجّادِ علیه السّلام-:
ص:121
فَأَتَتهُ زَینَبُ بِالجَوادِ تَقودُهُ وَالدَّمعُ مِن ذِکرِ الفِراقِ یَسیلُ
وتَقولُ قَد قَطَّعتَ قَلبِیَ یا أَخی حُزناً فَیا لَیتَ الجِبالَ تَزولُ
فَلِمَن تُنادی وَالحُماةُ عَلَی الثَّری صَرعی ومِنهُم لا یُبَلُّ غَلیلُ
ما فِی الخِیامِ وقَد تَفانی أهلُها إلّا نِساءٌ وُلَّهٌ وعَلیلُ
أرَأَیتَ اختاً قَدَّمَت لِشَقیقِها فَرَسَ المَنونِ ولا حِمیً وکَفیلُ
فَتَبادَرَت مِنهُ الدُّموعُ وقالَ یا اُختاهُ صَبراً فَالمُصابُ جَلیلُ
فَبَکَت وقالَت یَابنَ امِّی لَیسَ لی وعَلَیکَ مَا الصَّبرُ الجَمیلُ جَمیلُ
یا نورَ عَینی یا حُشاشَةَ مُهجَتی مَن لِلنِّساءِ الضّائِعاتِ دَلیلُ
ورَنَت إلی نَحوِ الخِیامِ بِعَولَةٍ عُظمی تَصُبُّ الدَّمعَ وهیَ تَقولُ
قوموا إلَی التَّودیعِ إنَّ أخی دَعا بِجَوادِهِ إنَّ الفِراقَ طَویلُ
فَخَرَجنَ رَبّاتُ الخُدورِ عَواثِراً وغَدا لَها حَولَ الحُسَینِ عَویلُ
اللّهُ ما حالُ العَلیلِ وقَد رَأی تِلکَ المَدامِعَ لِلوَداعِ تَسیلُ
فَیَقومُ طَوراً ثُمَّ یَکبو تارَةً وعَراهُ مِن ذِکرِ الوَداعِ نُحولُ
فَغَدا یُنادی وَالدُّموعُ بَوادِرٌ هَل لِلوُصولِ إلَی الحُسَینِ سَبیلُ
هذا أبِیُّ الضَّیمِ یَنعی نَفسَهُ یا لَیتَنی دونَ الأَبِیِّ قَتیلُ
أبَتاهُ إنِّی بَعدَ فَقدِکَ هالِکٌ حُزناً وإِنّی بَعدَکُم لَذَلیلُ (1)
ص:122
3103.أعیان الشیعة -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ مَهدی بَحرِ العُلومِ یَذکُرُ ظُلامَةَ أهلِ البَیتِ علیهم السّلام-:
وَدائِعُ المُصطَفی أوصی بِحِفظِهِمُ فَضَیَّعوها فَلَم تُحفَظ وَدائِعُهُ
صَنائِعُ اللّهِ بَدءاً وَالأَنامُ لَهُم صَنائِعٌ شَدَّ ما لاقَت صَنائِعُهُ
أزالَ أوَّلَ أهلِ البَغیِ أوَّلُهُم عَن مَوضِعٍ فیهِ رَبُّ العَرشِ واضِعُهُ
کُلُّ الرَّزایا وَإِن جَلَّت وَقائِعُها تُنسی سِوَی الطَّفِّ لا تُنسی وَقائِعُهُ (2)
3104.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لَهُ أیضاً-:
للّهِ ِ مُرتَضِعٌ لَم یَرتَضِع أبَداً مِن ثَدیِ انثی ومِن طه مَراضِعُهُ
سِرٌّ بِهِ خَصَّهُ باریهِ إذ جُمِعَت واُودِعَت فیهِ عَن أمرٍ وَدایِعُهُ
ص:123
غَرسٌ سَقاهُ رَسولُ اللّهِ مِن یَدِهِ وطابَ مِن بَعدِ طیبِ الأَصلِ فارِعُهُ
ذَوَت بَواسِقُهُ إذ أظمَؤوهُ فَلَم یَقطِف مِنَ الَّثمَرِ المَطلولِ یانِعُهُ
عَدَت عَلَیهِ یَدُ الجانینَ فَانقَطَعَت عَن مُجتَنی نَبعِهِ الزّاکی مَنافِعُهُ
قَضی عَلی ظَمأٍ وَالماءُ قَد مُنِعَت بِمُشرَعاتِ القَنا عَنهُ مَشارِعُهُ
هَمُّوا بِإِطفاءِ نورِ اللّهِ وَاجتَهَدوا فی وَضعِ قَدرِ مَنِ الرَّحمنُ رافِعُهُ
لَم أنسَهُ إذ یُنادی بِالطُّغاةِ وقَد تَجَمَّعوا حَولَهُ وَالکُلُّ سامِعُهُ
تَرجونَ جَدّی شَفیعاً وهوَ خَصمُکُمُ وَیلٌ لِمَن خَصمُهُ فِی الحَشرِ شافِعُهُ (1)
3105.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ مُحَمَّدٍ القَزوینِیِّ یَستَنهِضُ الإِمامَ الحُجَّةَ عَجَّلَ اللّهُ فَرَجَهُ ویَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام-:
أحِلماً وکادَت تَموتُ السُّنَن لِطولِ انتِظارِکَ یَابنَ الحَسَن
وأَوشَکَ دینُ أبیکَ النَّبِیِّ یُمحی ویَرجِعُ دینُ الوَثَن
وهذی رَعایاکَ تَشکو إلَیکَ ما نالَها مِن عَظیمِ الِمحَن...
فَمُذ عَمَّنا الجَورُ وَاستَحکَموا بِأَموالِنا وَاستَباحُوا الوَطَن
ص:124
شَخَصنا إلَیکَ بِأَبصارِنا شُخوصَ الغَریقِ لِمَرِّ السَّفَن
وفیکَ استَغثَنا فَإِن لَم تَکُن مُغیثاً مُجیراً وإِلّا فَمَن...
أتَنسی مَصائِبَ آبائِکَ الَّ تی هُدَّ مِمّا دَهاهَا الرُّکُن
مُصابَ النَّبِیِّ وغَصبَ الوَصِیِّ وذَبحَ الحُسَینِ وسُمَّ الحَسَن
ولکِنَّ لا مِثلَ یَومِ الطُّفوفِ فی یَومِ نائِبَةٍ فِی الزَّمَن
غَداةَ قَضَی السِّبطُ فی فِتیَةٍ مَصابیحُ نورٍ إذَا اللَّیلُ جَن
تُغَسَّلُ أجسامُهُم بِالنَّجیعِ وتُسدی لَهَا الذّارِیاتُ الکَفَن
تَفانَوا عُطاشی فَلَیتَ الفُراتَ لِما نالَهُم ماؤُهُ قَد أجَن
وأَعظَمُ ما نالَکُم حادِثٌ لَهُ الدَّمعُ یَنهَلُّ غَیثاً هَتِن
هُجومُ العَدُوِّ عَلی رَحلِکُم وسَلبُ العَقایِلِ أبرادَهُن
فَغودِرنَ ما بَینَهُم فِی الهَجیرِ ورُکِّبنَ مِن فَوقِ عُجفِ البُدُن
تُدافِعُ بِالساعِدَینِ السِّیاطَ وتَستُرُ وَجهاً بِفَضلِ الرُّدُن
ولَم تَرَ دافِعَ ضَیمٍ ولا مُغیثاً لَها غَیرَ مُضنیً یَحِن
فَتَذرِی الدُّموعَ لِما نالَهُ ویَذرِی الدُّموعَ لِما نالَهُن (1)
3106.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیّدِ مَهدیٍّ القَزوینِیِّ فی رِثاءِ سَیِّدِ الشُّهداءِ علیه السّلام-:
ص:125
حَرامٌ لِعَینیَ أن یَجِفَّ لَها قَطرُ وإِن طالَتِ الأیَّامُ وَاتَّصَلَ العُمرُ
وما لِعُیونٍ لا تَجودُ دُموعُها هُمولاً وقَلبٍ لا یَذوبُ جَویً عُذرُ
عَلی أنَّ طولَ الوَجدِ لَم یُبقِ عَبرَةً وإِن مَدَّها مِن کُلِّ جارِحَةٍ بَحرُ
کَذا فَلیَجِلَّ الخَطبُ ولیَفدَحِ الأَسی ویُصبِحُ کَالخَنساءِ مَن قَلبُهُ صَخرُ
لِفَقدِ إمامٍ طَبَّقَ الکَونَ رُزؤُهُ وناحَت عَلَیهِ الشَّمسُ وَالأنجُمُ الزُّهرُ
وماجَت لَهُ السَّبعُ الطِّباقُ ودُکدِکَت لَهُ الشّامِخاتُ الشُّمُّ وَانخَسَفَ البَدرُ
ورُجَّت لَهُ الأَرضونَ حُزناً وزُلزِلَت وضَجَّت عَلَی الأَفلاکِ أملاکُهَا الغُرُّ
وقَد لَبِسَت أکنافُ مَکَّةَ وَالصَّفا عَلَیهِ ثِیابَ الحُزنِ وَانهَتَکَ السِّترُ
یَصولُ عَلَیهِم صَولَةً حَیدَرِیَّةً مَتی کَرَّ فی أوساطِ دارَتِهِم فَرّوا
بِغُلبِ رِقابٍ مِن لُؤَیٍّ تَدَفَّعوا إلَی المَوتِ لا یَلوی لَدَیهِم إذا کَرّوا
أطَلَّ عَلَیهِم وَالمَنایا شَواخِصٌ وعَینُ الرَّدی فیها نَواظِرُها شَزرُ
ومَا المَوتُ إلّاطَوعَ کَفِّ یَمینِهِ لَهُ وعَلَیهِ إن سَطَا النَّهیُ وَالأَمرُ
إلی أن ثَوی تَحتَ العَجاجِ تَلُفُّهُ بُرودُ تُقیً مِن تَحتِها الحَمدُ وَالشُّکرُ
فَتیً کانَ لِلّاجی مُغیثاً ومَنعَةً وغَیثاً لِراجیهِ إذا مَسَّهُ الضُّرُّ
فَتیً رَضَّتِ الجُردُ المَضامیرُ صَدرَهُ فَأَکرِمِ بِهِ صَدراً لَهُ فِی العُلَی الصَّدرُ (1)
ص:126
3108.أعیان الشیعة: مِن شِعرِهِ یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام:
هذِی الطُّفوفُ فَسَلها عَن أهالیها وسُحَّ دَمعَکَ فی أعلی رَوابیها
ومُدَّها بِدَمِ الأَجفانِ إن نَفِدَت دُموعُ عَینِکَ أو جَفَّت مَآقیها
وقِف علی جَدَثِ السِّبطِ الشَّهیدِ وقُل سَقاکَ رائِحُها مِن بَعدِ غادیها
فَدَیتُ بِالرّوحِ مِنّی أعظُماً سَکَنَت ذَیّالِکَ الرَّمسِ فی نائی مَوامیها (2)
لَهفی لِناءٍ عَنِ الأَوطانِ مُنتَزِحٍ عَلَیهِ سُدَّت مِنَ الدُّنیا نَواحیها
لَهفی لِثاوٍ رَمَت أیدِی الخُطوبِ بِهِ بِأَرضِ کَربِ البَلا أقصی مَرامیها
ثَوی قَتیلاً بِشَطِّ الغاضِرِیَّةِ ظَم آنَ الفُؤادِ فَلا ساغَت مَجاریها
طوبی لَها بَذَلَت لِلقَتلِ أنفُسَها وعِندَها إنَّ ذاکَ القَتلَ یُحییها
تَسابَقَت لِلفَنا فی ذاتِ سَیِّدِها وَاستُبدِلَت بِقُصورٍ عِندَ باریها
ما ضَرَّها بَزُّ أثوابٍ وأَردِیَةٍ وَاللّهُ مِن حُلَلِ الرِّضوانِ کاسیها
هاتیکَ أبدانُهُم صَرعی مُطَرَّحَةٌ تُضیءُ مِن نورِها السّامی دَیاجیها
فَیا لَها وَقعَةً بِالطَّفِّ ما ذُکِرَت إلّا وقَد بَلَغَت روحی تَراقیها
للّهِ ِ أطوادُ حِلمٍ هُدَّ شامِخُها للّهِ ِ أبحُرُ عِلمٍ غاضَ طامیها
یا امَّةً قَد بَغَت فی فِعلِها وطَغَت ودامَ فِی الغَیِّ وَالشِّقوی تَمادیها
أوسَعتُمُ کَبِدَ المُختارِ جُرحَ أسیً وقُرحَةً بِحَشاهُ عَزَّ آسیها
ص:127
أجرَیتُمُ دَمعَ عَینِ المَکرُماتِ دَماً فَلَیس یَرقی عَلَی الأَیّامِ جاریها (1)
3108. دیوان الشیخ هاشم الکعبی -یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام-:
تَاللّهِ لا أنسَی ابنَ فاطِمَ وَالعِدی أبدَت إلَیهِ ضَغائِناً وحُقودا (3)
غَدَروا بِهِ إذ جاءَهُم مِن بَعدِما أسدَوا إلَیهِ مَواثِقاً وعُهودا
قَتَلوا بِهِ بَدراً فَأَظلَمَ لَیلُهُم فَغَدَوا قِیاماً فِی الضَّلالِ قُعودا...
للّهِ ِ مَطروحٌ حَوَت مِنهُ الثَّری نَفسَ العُلی وَالسُّؤدَدَ المَعقودا...
ومُجَرَّحٍ ما غَیَّرَت مِنهُ القَنا حُسناً ولا أخلَقنَ مِنهُ جَدیدا
قَد کانَ بَدراً فَاغتَدی شَمسَ الضُّحی مُذ ألبَسَتهُ یَدُ الدِّماءِ لُبودا
تَحمی أشِعَّتُهُ العُیونَ فَکُلَّما حاوَلنَ نَهجاً خِلنَهُ مَسدودا
وتُظِلُّهُ شَجَرُ القَنا حَتّی أبَت (4) إرسالَ هاجِرَةٍ إلَیهِ بَریدا
ص:128
وثَواکِلٌ فِی النَّوحِ تُسعِدُ مِثلَها أرَأَیتَ ذا ثُکلٍ یَکونُ سَعیدا
ناحَت (1)فَلَم تَرَ مِثلَهُنَّ نَوائِحاً إذ لَیسَ مِثلُ فَقیدِهِنَّ فَقیدا
لَا العیسُ تَحکیها إذا حَنَّت ولَا ال وَرقاءُ تُحسِنُ عِندَهَا التَّردیدا
إن تَنعَ أعطَت کُلَّ قَلبٍ حَسرَةً أو تَدعُ صَدَّعَتِ الجِبالَ المیدا
عَبَراتُها تُحیی الثَّری لَو لَم تَکُن زَفَراتُها تَدَعُ الرِّیاضَ هُمودا
وغَدَت أسیرَةَ خِدرِهَا ابنَةُ فاطِمٍ لَم تُلفِ غَیرَ أسیرِها مَصفودا
تَدعو بِلَهفَةِ ثاکِلٍ لَعِبَ الأَسی بِفُؤادِهِ حَتَّی انطَوی مَفؤودا
تُخفِی الشَّجا جَلَداً فَإِن غَلَبَ الأَسی ضَعُفَت فَأَبدَت شَجوَها المَکمودا
نادَت فَقَطَّعَتِ القُلوبَ بِشَجوِها لکِنَّما انتَظَمَ البَیانُ فَریدا
إنسانَ عَینی یا حُسَینُ اخَیُّ یا (2) أمَلی وعِقدَ جُمانِیَ المَنضودا
ما لی دَعَوتُ ولا تُجیبُ ولَم تَکُن عَوَّدتَنی مِن قَبلِ ذاکَ صُدودا
ألِِمحنَةٍ شَغَلَتکَ عَنِّیَ أم قِلیً حاشاکَ إنَّکَ ما بَرِحتَ وَدودا
أفَهَل سِواکَ مُؤَمَّلٌ یُدعی بِهِ فَیُجیبُ داعِیَةً ویُورِقُ عودا
إن أستَعِن قامَت إلَیَّ ثَواکِلٌ لَم تَدرِ إلَّاالنَّوحَ وَالتَّعدیدا (3)
3109.دیوان الشیخ هاشم الکعبی :ولَهُ أیضاً:
وَما زالَ یَفرِی النَّحرَ وَالثَّغرَ سَیفُهُ ویَعقِلُ ضَرغاماً وآخَرَ یُرسِلُ
إلی أن أتاهُ فِی الحَشا سَهمُ مارِقٍ فَخَرَّ فَقُل فی یَذبُلٍ قَلَّ یَذبُل
وأدبَرَ یَنحُو المُحصَناتِ حِصانُهُ یَحِنُّ ومِن عُظمِ البَلِیَّةِ یُعوِلُ
ص:129
وأَقبَلنَ رَبّاتُ الحِجالِ وللِأَسی تَفاصیلُ لا یُحصی لَهُنَّ مُفَصِّلُ
فَواحِدَةٌ تَحنو عَلَیهِ تَضُمُّهُ واُخری عَلَیهِ بِالرِّداءِ تُضَلِّلُ
واُخری بِفَیضِ النَّحرِ تَصبَغُ وَجهَها واُخری لِما قَد نالَها لَیسَ تَعقِلُ
واُخری عَلی خَوفٍ تَلوذُ بِجَنبِهِ واُخری تُفَدِّیهِ واُخری تُقَبِّلُ
تَکُفُّ الدِّما عَنهُ وتَهمِلُ مِثلَها دُموعاً فَلَم تَبرَح تَکُفُّ وتَهمِلُ
واُخری دَهاها فادِحُ الخَطبِ بَغتَةً فَأَذهَلَها وَالخَطبُ یُدهی ویُذهِلُ
وجاءَت لِشِمرٍ زَینَبُ ابنَةُ فاطِمٍ تُعَنِّفُهُ عَن أمرِهِ وتُعَذِّلُ
تُدافِعُهُ بِالکَفِّ طَوراً وتارَةً إلَیهِ بِطه جَدِّها تَتَوسَّلُ
تَقولُ لَهُ مَهلاً فَهذَا ابنُ أحمَدٍ وشِبلُ عَلِیِّ المُرتَضی المُتَفَضِّلُ
أیا شِمرُ مَهما کُنتَ فِی النّاسِ جاهِلاً فَمِثلُ حُسَینٍ لَستَ یا شِمرُ تَجهَلُ
أیا شِمرُ هذا حُجَّةُ اللّهِ فِی الوَری أعِد نَظَراً یا شِمرُ إن کُنتَ تَعقِلُ
أعِد نَظَراً وَیلٌ لِاُمِّکَ بَعدَها إذِ الوَیلُ لا یُجدی ولَا العُذرُ یُقبَلُ
أیا شِمرُ لا تَعجَل عَلَی ابنِ مُحَمَّدٍ فَذو تِرَةٍ فی مِثلِها لَیسَ یَعجَلُ
ومَرَّ یَحُزُّ النَّحرَ غَیرَ مُراقِبٍ مِنَ اللّهِ لا یَخشی ولا یَتَوَجَّلُ
وزُلزِلَتِ الأَرَضونَ وَارتَجَّتِ السَّما وکادَت لَهُ أفلاکُها تَتَعَطَّلُ
وراحَت لَهُ الأَیّامُ سوداً کَأنّما تَجَلبَبَها قِطعٌ مِنَ اللَّیلِ ألیَلُ
وأضحی کِتابُ اللّهِ مِن أجلِ فَقدِهِ یَحِنُّ لَهُ فُرقانُهُ وَالمُفَصَّلُ
ولَم أنسَ لا وَاللّهِ زَینَبَ إذ دَعَت بِواحِدِها وَالدَّمعُ کَالمُزنِ مُسبَلُ
تَقولُ أخی یا شِقَّ روحی ومُهجَتی ویا واحِداً ما لی سِواهُ مُؤَمَّلُ
أخی یا أخی لَو کُنتَ تَنظُرُ زَینَباً تُساقُ وزَینُ العابِدینَ مُکَبَّلُ
ص:130
أخی کَیفَ تَنسانا وتَعلَمُ أنَّنا لِبَینِکَ لا نَقوی ولا نَتَحَمَّلُ... (1)
3110.دیوان الشیخ هاشم الکعبی :ولَهُ أیضاً:
مَا انتِظارُ الدَّمعِ أن لا یَستَهِلّا أوَ ما تَنظُرُ عاشوراءَ هَلّا...
کَیفَ ما تَلبَسُ ثَوبَ الحُزنِ فی مَأتَمٍ أحزَنَ أملاکاً ورُسلا
کَیفَ ما تَحزَنُ فی شَهرٍ بِهِ أصبَحَت فاطِمَةُ الزَّهراءُ ثَکلی
کَیفَ ما تَحزَنُ فی شَهرٍ بِهِ أصبَحَت آلُ رَسولِ اللّهِ قَتلی
کَیفَ ما تحزَنُ فی شَهرٍ بِهِ اُلبِسَ الإِسلامُ ذُلّاً لَیسَ یَبلی
کَیفَ ما تَحزَنُ فی شَهرٍ بِهِ رَأسُ خَیرِ الخَلقِ فی رُمحٍ مُعَلّی
یَومَ لا سُؤدُدُ إلّاوَانقَضی وحُسامٌ لِلعُلی إلّاوفُلّا...
یا قَتیلاً أصبَحَت دارُ العُلی بَعدَهُ قَفراً ورَبعُ الجودِ مَحلا...
لا خَطَت بَعدَکَ فُرسانٌ ولا جَرَّدَ الشُّجعانُ یَومَ الرَّوعِ نَصلا...
بِأَبِی المَقتولُ عَطشاناً وفی کَفِّهِ بَحرٌ یُرَوِّی الخَلقَ جُملا
بِأَبِی العاری ثَلاثاً بِالعَرا ولَقَد کانَ لِأَهلِ الأَرضِ ظِلّا
بِأَبِی الخائِفُ أهلوهُ وقَد کانَ لِلخائِفِ أمناً أینَ حَلّا
وإِذا عایَنتَ أهلیهِ تَری نُوَباً فیها رَزایا الخَلقِ تُسلی...
یا مُصاباً هَدَّ أرکانَ الهُدی وغَدَت فیهِ یَدُ الآمالِ شَلّا (2)
ص:131
ص:132
3111.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ إبراهیمَ بَحرِ العُلومِ الطَّباطَبائِیِّ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام-:
یَومٌ بِهِ کَرَّ ابنُ حَیدَرَ فِی العِدی وَالبیضُ بِالبیضِ القَواضِبِ تُقرَعُ
یَعدو عَلَی الجَیشِ اللَّهامِ بِفِتیَةٍ بِالحَزمِ لِلحَربِ العَوانِ تَدَرَّعوا...
حَتّی هَوَوا صَرعی تُرَضُّ لَهُم قِریً بِسَنابِکِ الجُردِ العِتاقِ وأَضلُعُ
وغَدَا ابنُ امِّ المَوتِ فَرداً لا یَری عَوناً یُحامی عَن حِماهُ ویَمنَعُ
فَغَدا یَصولُ بِعَزمَةٍ مِن بَأسِهِ کادَت لَهُ الشُّمُّ الجِبالُ تَصَدَّعُ...
یَسطو فَیَختَطِفُ النُّفوسَ بِصارِمٍ کَالبَرقِ یَقدَحُ بِالشَّرارِ فَیَلمَعُ
وهَوی بِرَغمِ المَکرُمات فَقُل هَوی مِن شامِخِ العَلیاءِ طَودٌ أمنَعُ
ص:133
شِلواً تَناهَبَهُ الصَّوارِمُ وَالقَنا وَالرَّأسُ مِنهُ عَلی قَناةٍ یُرفَعُ
وَابتُزَّ ضَوءُ الشَّمسِ حُزناً بَعدَهُ فَالاُفقُ مُغبَرُّ الجَوانِبِ أسفَعُ
لَهفی لِزَینَبَ وهیَ تَندُبُ نَدبَها وجُفونُها [فیها] (1)المَدامِعُ هُمَّعُ
تَدعو مِنَ القَلبِ الشَّجِیِّ بِلَهفَةٍ شَجواً یَکادُ لَها الصَّفا یَتَصَدَّعُ
تَدعو اخیُّ حُسَینُ یا غَوثَ الوَری فِی النّائِباتِ ومَن إلَیهِ المَفزَعُ
أحُسَینُ مَن یَحمِی الفَواطِمَ حُسَّراً أمسَت ومَن لِلشَّملِ بَعدَکَ یَجمَعُ
أسری تُقَنَّعُ بِالسِّیاطِ مُتونُها لَهفی لِآلِ اللّهِ حینَ تُقَنَّعُ
سَلَّت بَراقِعَها العِداةُ فَعاذِرٌ لَو أصبَحَت بِأَکُفِّها تَتَبَرقَعُ (2)
3112.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِأَحمَدَ شَوقی أمیرِ الشُّعراءِ-:
هذَا الحُسَینُ دَمُهُ بِکَربَلا رَوَّی الثَّری لَمّا جَری عَلی ظَما
وَاستُشهِدَ الأَقمارُ أهلُ بَیتِهِ یَهوونَ فِی التُّربِ فُرادی وثُنا
ص:134
ابنُ زِیادٍ ویَزیدُ بَغَیا وَاللّهُ وَالأَیّامُ حربُ مَن بَغی
لَولا یَزیدُ بادِئاً ما شَرِبَت مَروانُ بِالکَأسِ الَّتی بِها سَقی (1)
3113.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِإِدوار مَرقِص-:
رَکِبَ الحُسَینُ إلَی الفَخارِ الخالِدِ بیضَ الصِّفاحِ فَکانَ أکرَمَ رائِدِ
حَشَدَ الطُّغاةُ عَلَیهِ کُلَّ قِواهُمُ وحَمَوا عَلَیهِ وِردَ ماءٍ بارِدِ
وتَخَیَّلوهُ یَستَجیبُ إلَیهِمُ إمّا أحَسَّ مِنَ الظَّما بِالرافِدِ
تَأبَی البُطولَةُ أن یَذُلَّ لِبَغیِهِم مَن لَم یَکُن لِسِوَی الإِلهِ بِساجِدِ
أیَهابُهُم سِبطُ النَّبِیِّ وعِندَهُ جَیشٌ مِنَ الإِیمانِ لَیسَ بِنافِدِ
حَسبُ الفَتی مِن قُوَّةٍ إیمانُهُ ولِکَربَلاءَ عَلَیهِ أصدَقُ شاهِدِ
ولَئِن قَضی بَینَ الأَسِنَّةِ ظامِیاً فَلَسوفَ یَلقَی اللّهَ أکرَمَ وافِدِ
ولَسَوفَ یَسقیهِ النَّبِیُّ مُحَمَّدٌ کَأساً تَفیضُ مِنَ المَعینِ البارِدِ
قَدُمَ الزَّمانُ وذِکرُهُ مُتَجَدِّدٌ فی کُلِّ قَلبٍ بِالفَضیلَةِ حاشِدِ
ص:135
وخُلودُ کُلِّ فَضیلَةٍ بِخُلودِ مَن لَولاهُ لَم یَکُنِ الزَّمانُ بِخالِدِ
إیهٍ دَمَ الشُّهَداءِ سُل مُتَدَفِّقاً وَاسقِ القُلوبَ بِبارِقٍ وبِراعِدِ
إنَّ القُلوبَ المُمحِلاتِ إذَا ارتَوَت مِنهُ زَهَت بِمَکارِمٍ ومَحامِدِ
یا غُرَّةَ الشُّهَداءِ مِن عَلیائِها لوحی عَلَیهِم کَالضِّیاءِ العاقِدِ
مَوسومَةٌ بِدَمِ الشَّهادَةِ فَهیَ لا تَنفَکُّ تَدمی مِثلُ زَندِ الفاصِدِ
کَیما یَسیروا فِی الحَیاةِ بِنَهجِهِ لا یَخضَعونَ لِغاصِبٍ ومُعانِدِ (1)
3114.أدب الطفّ: قالَت فی رِثاءِ جَدِّها الحُسَینِ علیه السّلام مِن قَصیدَةٍ:
وإنَّ قَتیلا قَد قَضی حَقَّ دینِهِ وزاحَمَ فی شَمّاءَ هِمَّتِهِ نَسرا
فَذاکَ لَعَمری لا تُوَفّیهِ أعیُنی وإِن أصبَحَت لِلرُّزءِ باکِیَةً عَبری (3)
فِی الکَعبَةِ العَلیا وقِصَّتِها نَبَأٌ یَفیضُ دَماً عَلَی الحِجرِ
بَدَأَت بِإِسماعیلَ عَبرَتُها ودَمُ الحُسَینِ نِهایَةُ العَبَرِ (1)
3116.أدب الطفّ: ولَهُ أیضاً:
ارفَعُوا الوَردَ وَالشَّقائِقَ إکلی لَ ثَناءٍ عَلی ضَریحِ الشَّهیدِ
ذاکَ لَونُ الدَّمِ الَّذی أنبَت ال مَجدَ ورَوّی بِهِ حَیاةَ الخُلودِ (2)
3117.أدب الطفّ: بَدر شاکِر السَّیّاب،قالَ یُعاتِبُ یَزیدَ ویَتَفَجَّعُ عَلَی الإِمامِ الحُسَینِ الشَّهیدِ علیه السّلام:
بِأَبی عُطاشی لاغِبینَ ورُضَّعاً صُفرَ الشِّفاهِ خَمائِصَ الأَحشاءِ...
أیدٍ تُمَدُّ إلَی السَّماءِ وأَعیُنٌ تَرنو إلَی الماءِ القَریبِ النّائی
عَزَّ الحُسَینُ وجَلَّ عَن أن یَشتَری جَمَّ الخَطایا طائِشَ الأَهواءِ
آلی یَموتُ ولا یُوالی مارِقاً رِیَّ الغَلیلِ بِخُطَّةٍ نَکراءِ
فَلیَصرَعُوه کَما أرادوا إنَّما ما ذَنبُ أطفالٍ وذَنبُ نِساءِ
ص:137
عاجَت بِیَ الذِّکری عَلَیها ساعَةً مَرَّ الزَّمانُ بِها عَلَی استِحیاءِ
خَفَقَت لِتَکشِفَ عَن رَضیعٍ ناحِلٍ ذَبُلَت مَراشِفُهُ ذُبُولَ حَباءِ
ظَمآنَ بَینَ یَدَی أبیهِ کَأَنَّهُ فَرخُ القَطاةِ یَدُفُّ (1)فِی النَّکباءِ
لاحَ الفُراتُ لَهُ فَأَجهَشَ باسِطاً یُمناهُ نَحوَ اللُّجَّةِ الزَّرقاءِ
وَاستَشفَعَ الأَبُ حابِسیهِ عَلَی الصَّدی بِالطِّفلِ یومی بِالیَدِ البَیضاءِ
رَجَّی الرُّواءَ فَکانَ سَهماً حَزَّ فی نَحرِ الرَّضیعِ وضَحکَةِ استِهزاءِ
فَاهتَزَّ وَاختَلَجَ اختِلاجَةَ طائِرٍ ظَمآنَ رفَّ وَماتَ قُربَ الماءِ (2)
3118.سحر بابل وسجع البلابل: قالَ رَحِمَهُ اللّهُ راثِیاً ثَانِیَ السِّبطَینِ،وإِنسانَ عَینِ النَّبِیِّ،جَدَّهُ وإِمامَهُ أبا عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام:...
لاخَبَت مُرهَفاتُ آلِ عَلِیٍّ فَهِیَ النارُ وَالأَعادی وَقودُ
عَقَدوا بَینَها وبَینَ المَنایا ودَعَوا ههُنا تُوَفَّی العُقودُ
مَلَأوا بِالعِدی جَهَنَّمَ حَتّی قَنَعَت ما تَقولُ هَل لی مَزیدُ
ص:138
ومُذِ اللّهُ جَلَّ نادی هَلُمّوا وهُمُ المُسرِعونَ مَهما نودوا
نَزَلوا عَن خُیولِهِم لِلمَنایا وقُصاری هذَا النُّزولِ صُعودُ
فَقَضَوا وَالصُّدورُ مِنهُم تَلَظّی بِضَرامٍ وما ابیحَ الوُرودُ
سَلَبوهُم بُرودَهُم وعَلَیهِم یَومَ ماتوا مِنَ الحِفاظِ بُرودُ
تَرَکوهُم عَلَی الصَّعیدِ ثَلاثاً یا بِنَفسی مَن ذا یُقِلُّ الصَّعیدُ
فَوقَهُ لَو دَری هَیاکِلُ قُدسٍ هُوَ لِلحَشرِ فیهِمُ مَحسودُ
تُربَةٌ تَعکِفُ المَلائِکُ فیها فَرُکوعٌ لَهُم بِها وسُجودُ
وعَلَی العیسِ مِن بَناتِ عَلِیٍّ نُوَّحٌ کُلُّ لَفظِها تَعدیدُ
سَلَبَتها أیدِی الجُفاةِ حُلاها فَخَلا مِعصَمٌ وعُطِّلَ جیدُ
وعَلَیها السِّیاطُ لَمّا تَلَوَّت خَلَفَتها أساوِرٌ وعُقودُ
ووَراها کَم غَرَّدَ الرَّکبُ حَدواً لِلثَّری فوکَ أیُّهَا الغِرّیدُ
أتَجِدُّ السُّری وهُنَّ نِساءٌ لَیسَ یَدرینَ مَا السُّری وَالبیدُ (1)
3119.سحر بابل وسجع البلابل: ولَهُ أیضاً فی رِثاءِ جَدِّهِ الحُسَینِ علیه السّلام ونادِباً بِها صاحِبَ الأمرِ عَجَّلَ اللّهُ فَرَجَهُ:
أدرِک تِراتِکَ أیُّها المَوتورُ فَلَکُم بِکُلِّ یَدٍ دَمٌ مَهدورُ
عَذُبَت دِماؤُکُمُ لِشارِبِ عَلِّها وصَفَت فَلا رَنَقٌ ولا تَکدیرُ
ولِسانُها بِکَ یَابنَ أحمَدَ هاتِفٌ أفَهکَذا تُغضی وأَنتَ غَیورُ
ما صارِمٌ إلّاوفی شَفَراتِهِ نَحرٌ لِآلِ مُحَمَّدٍ مَنحورُ
أنتَ الوَلِیُّ لِمَن بِظُلمٍ قُتِّلوا وعَلَی العِدی سُلطانُکَ المَنصورُ
ص:139
ولَوَ انَّکَ استَأصَلتَ کُلَّ قَبیلَةٍ قَتلاً فَلا سَرَفٌ ولا تَبذیرُ
خُذهُم فَسُنَّةُ جَدِّکُم ما بَینَهُم مَنسِیَّةٌ وکِتابُکُم مَهجورُ...
فَأَبَوا عَلَی الحَسَنِ الزَّکِیِّ بِأَن یُری مَثواهُ حَیثُ مُحَمَّدٌ مَقبورُ
وَاسأَل بِیَومِ الطَّفِّ سَیفَکَ إنَّهُ قَد کَلَّمَ الأَبطالَ فَهوَ خَبیرُ
یَومٌ أبوکَ السِّبطُ شَمَّرَ غَیرَةً لِلدّینِ لَمّا أن عَناهُ دُثورُ (1)
بِأَبِی القَتیلُ وغُسلُهُ عَلَقُ الدِّما وعَلَیهِ مِن أرَجِ الثَّنا کافورُ
ظَمآنُ یَعتَلِجُ الغَلیلُ بِصَدرِهِ وتُبَلُّ لِلخَطِّیِّ مِنهُ صُدورُ
وتَحَکَّمَت بیضُ السُّیوفِ بِجِسمِهِ وَیحَ السُّیوفِ فَحُکمُهُنَّ یَجورُ
وغَدَت تَدوسُ الخَیلُ مِنهُ أضالِعاً سِرُّ النَّبِیِّ بِطَیِّها مَستورُ...
وثَوا کِلٌ یُشجِی الغَیورَ حَنینُها لَو کانَ ما بَینَ العِداةِ غَیورُ
حَرَمٌ لِأَحمَدَ قَد هُتکِنَ سُتورُها فَهُتکِنَ مِن حَرَمِ الإِلهِ سُتورُ
کَم حُرَّةٍ لَمّا أحاطَ بِهَا العِدی هَرَبَت تَخِفُّ العَدوَ وهیَ وَقورُ
وَالشَّمسُ تُوقَدُ بِالهَواجِرِ نارُها وَالأَرضُ یَغلی رَملُها ویَفورُ
هَتَفَت غَداةَ الرَّوِع بِاسمِ کَفیلِها وکَفیلُها بِثَرَی الطُّفوفِ عَفیرُ (2)
3120.سحر بابل وسجع البلابل: ولَهُ أیضاً راثِیاً جَدَّهُ وإمامَهُ سَیِّدَ الشُّهداءِ الحُسَینَ علیه السّلام:
اللّهُ أیُّ دَمٍ فی کَربَلا سُفِکا لَم یَجرِ فِی الأَرضِ حَتّی أوقَفَ الفَلَکا
وأَیُّ خَیلِ ضَلالٍ بِالطُّفوفِ عَدَت عَلی حَریمِ رَسولِ اللّهِ فَانتُهِکا
ص:140
یَومٌ بِحامِیَةِ الإِسلامِ قَد نَهَضَت بِهِ حَمِیَّةُ دینِ اللّهِ إذ تُرِکا
رَأی بِأَنَّ سَبیلَ الغَیِّ مُتَّبَعٌ وَالرُّشدُ لَم تَدرِ قَومٌ أیَّةً سَلَکا
وَالنّاسُ عادَت إلَیهِم جاهِلِیَّتُهُم کَأَنَّ مَن شَرَّعَ الإِسلامَ قَد أفِکا
وقَد تَحَکَّمَ بِالإِیمانِ طاغِیَةٌ یُمسی ویُصبِحُ بِالفَحشاءِ مُنهَمِکا
لَم أدرِ أینَ رِجالُ المُسلِمینَ مَضَوا وکَیفَ صارَ یَزیدٌ بَینَهُم مَلِکا
العاصِرُ الخَمرَ مِن لُؤمٍ بِعُنصُرِهِ ومِن خَساسَةِ طَبعٍ یَعصِرُ الوَدَکا (1)
هَل کَیفَ یَسلَمُ مِن شِرکٍ ووالِدُهُ ما نَزَّهَت حَملَهُ هِندٌ عَنِ الشُّرَکا
لَئِن جَرَت لَفظَةُ التَّوحیدِ فی فَمِهِ فَسَیفُهُ بِسِوَی التَّوحیدِ ما فَتَکا
قَد أصبَحَ الدّینُ مِنهُ شاکِیاً سَقِماً وما إلی أحَدٍ غَیرِ الحُسَینِ شَکا
فَما رَأَی السِّبطُ لِلدّینِ الحَنیفِ شِفَاً إلّا إذا دَمُهُ فی نَصرِهِ سُفِکا
وما سَمِعنا عَلیلاً لا عِلاجَ لَهُ إلّا بِنَفسِ مُداویهِ إذا هَلَکا
بِقَتلِهِ فاحَ لِلإِسلامِ طیبُ هُدیً فَکُلَّما ذَکَرَتهُ المُسلِمونَ ذَکا
وصانَ سِترَ الهُدی عَن کُلِّ خائِنَةٍ سِترُ الفَواطِمِ یَومَ الطَّفِّ إذ هُتِکا...
یا مَیِّتاً تَرَکَ الأَلبابَ حایِرَةً وبِالعَراءِ ثَلاثاً جِسمُهُ تُرِکا
تَأتی الوُحوشُ لَهُ لَیلاً مُسَلِّمَةً وَالقَومُ تُجری نَهاراً فَوقَهُ الرَّمَکا (2)
وَیلٌ لَهُم ما اهتَدَوا مِنهُ بِمَوعِظَةٍ کَالدُّرِّ مُنتَظِماً وَالتِّبرِ مُنسَبِکا
لَم یَنقَطِع قَطُّ مِن إرسالِ حِکمَتِهِ حَتَّی بِها رَأسُهُ فَوقَ السِّنانِ حَکی (3)
3121.سحر بابل وسجع البلابل: وَلَهُ أیضاً فی رِثاءِ سَیِّدِ الشُّهداءِ علیه السّلام وأَوَّلِ مَن سَنَّ شَریعَةَ الإِباءِ
ص:141
أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام:
ألا لاسَقَت کَفّی عِطاشُ العَواسِلِ إذا أنا لَم أنهَض بِثَأرِ الأَوائِلِ...
أیَذهَبُ ثارُ الهاشِمِیِّینَ فِی العِدی ویُصبِحُ ذاکَ الحَقُّ أکلَةَ باطِلِ
کِرامٌ بِأَرضِ الغاضِرِیَّةِ عَرَّسوا (1) فَطابَت بِهِم أرجاءُ تِلکَ المَنازِلِ...
ولَمّا دَنَت آجالُهُم رَحَّبوا بِها کَأَنَّ لَهُم بِالمَوتِ بُلغَةَ آمِلِ
فَماتوا وهُم أزکَی الأَنامِ نَقیبَةً وأکرَمُ مَن یُبکی لَهُ فِی المَحافِلِ
عُطاشی بِجَنبِ النَّهرِ وَالماءُ حَولَهُم مُباحٌ إلَی الوُرّادِ عَذبُ المَناهِلِ
أبا حَسَنٍ إنَّ الَّذینَ عَهِدتَهُم ثِقالَ الخُطی إلّالِکَسبِ الفَضایِلِ
اعَزّیکَ فیهِم یا لَکَ الخَیرُ إنَّهُم مَشَوا لِوُرودِ المَوتِ مِشیَةَ عاجِلِ
أرادَت بَنو سُفیانَ فیهِم مَذَلَّةً وذلِکَ مِن أبناکَ صَعبُ التَّناوُلِ
مَتی ذَلَّ قَومٌ أنتَ خَلَّفتَ فیهِمُ إباءً لَهُ یَندَقُّ أنفُ المُجادِلِ
نَعِمتَ بِهِم عَیناً فَقَد سارَ ذِکرُهُم کَما قَد فَشا مَعروفُهُم فِی القَبائِلِ
أعادوکَ یَومَ الطَّفِّ حَیّاً وجَدَّدوا لِعَلیاکَ ذِکراً قَبلَ ذا غَیرَ خامِلِ (2)
3122.سحر بابل وسجع البلابل: ولَهُ أیضاً فی ذِکرِ وَقعَةِ کَربَلا وقَد خَصَّ بِالذِّکرِ أبَا الفَضلِ العَبّاسِ علیه السّلام:
وَجهُ الصَّباحِ عَلَیَّ لَیلٌ مُظلِمُ ورَبیعُ أیّامی عَلَیَّ مُحَرَّمُ
وَاللَّیلُ یَشهَدُ لی بِأَنِّیَ ساهِرٌ مُذ طابَ لِلنّاسِ الرُّقادُ وهَوَّموا
بی قُرحَةٌ لَو أنَّها بِیَلَملَمٍ نُسِفَت جَوانِبُهُ وساخَ یَلَملَمُ
ص:142
قَلِقاً تُقَلِّبُنی الهُمومُ بِمَضجَعی ویَغورُ فِکری فِی الزَّمانِ ویُتهِمُ
مَن لی بِیَومِ وَغیً یَشِبُّ ضَرامُهُ ویَشیبُ فَودُ الطِّفلِ مِنهُ فَیَهرَمُ
فَعَسی أنالُ مِنَ التِّراتِ مَواضِیاً تُسدی (1)عَلَیهِنَّ الدُّهورُ وتُلحِمُ
أو مَوتَةً بَینَ الصُّفوفِ احِبُّها هِیَ دینُ مَعشَرِیَ الَّذینَ تَقَدَّموا
ما خِلتُ أنَّ الدَّهرَ مِن عاداتِهِ تُروَی الکِلابُ بِهِ ویَظمَا الضَّیغَمُ
مِثلُ ابنِ فاطِمَةٍ یَبیتُ مُشَرَّداً ویَزیدُ فی لَذّاتِهِ مُتَنَعِّمُ
إلی أن یقول:
عَبَسَت وُجوهُ القَومِ خَوفَ المَوتِ وَال عَبّاسُ فیهِم ضاحِکٌ مُتَبَسِّمُ
قَلَبَ الیَمینَ عَلَی الشِّمالِ وغاصَ فِی ال أَوساطِ یَحصُدُ فِی الرُّؤوسِ ویَحطِمُ
وثَنی أبُو الفَضلِ الفَوارِسَ نُکَّصاً فَرَأَوا أشَدَّ ثَباتِهِم أن یُهزَموا
ما کَرَّ ذو بَأسٍ لَهُ مُتَقَدِّماً إلّا وفَرَّ ورَأسُهُ المُتَقَدِّمُ
صَبَغَ الخُیولَ بِرُمحِهِ حَتّی غَدا سِیّانَ أشقَرُ لَونِها وَالأَدهَمُ
ما شَدَّ غَضباناً عَلی مَلمومَةٍ إلّا وحَلَّ بِهَا البَلاءُ المُبرَمُ
ولَهُ إلَی الإِقدامِ سُرعَةُ هارِبٍ فَکَأَنَّما هُوَ بِالتَّقَدُّمِ یَسلَمُ
بَطَلٌ تَوَرَّثَ مِن أبیهِ شَجاعَةً فیها انوفُ بَنِی الضَّلالَةِ تُرغَمُ
یَلقَی السِّلاحَ بِشِدَّةٍ مِن بَأسِهِ فَالبیضُ تَثلِمُ وَالرِّماحُ تُحَطِّمُ
عَرَفَ المَواعِظَ لا تُفیدُ بِمَعشَرٍ صَمّوا عَنِ النَّبَأِ العَظیمِ کَما عَموا
فَانصاعَ یَخطِبُ بِالجَماجِمِ وَالکِلی فَالسَّیفُ یَنثُرُ وَالمُثَقَّفُ یَنظِمُ...
بَطَلٌ إذا رَکِبَ المُطَهَّم خِلتَهُ جَبَلاً أشَمَّ یَخِفُّ فیهِ مُطَهَّمُ
ص:143
قَسَماً بِصارِمِهِ الصَّقیلِ وإِنَّنی فی غَیرِ صاعِقَةِ السَّما لا اقسِمُ
لَولَا القَضا لََمحا الوُجودَ بِسَیفِهِ وَاللّهُ یَقضی ما یَشاءُ ویَحکُمُ
حَسَمَت یَدَیهِ المُرهَفاتُ وإِنَّهُ وحُسامُهُ مِن حَدِّهِنَّ لَأَحسَمُ
فَغَدا یَهُمُّ بِأَن یَصولَ فَلَم یُطِق کَاللَّیثِ إذ أظفارُهُ تَتَقَلَّمُ
أمِنَ الرَّدی مَن کانَ یَحذَرُ بَطشَهُ أمنَ البُغاثِ إذا اصیبَ القَشعَمُ
وهَوی بِجَنبِ العَلقَمِیِّ فَلَیتَهُ لِلشّارِبینَ بِهِ یُدافُ العَلقَمُ
فَمَشی لِمَصرَعِهِ الحُسَینُ وطَرفُهُ بَینَ الخِیامِ وبَینَهُ مُتَقَسِّمُ
ألفاهُ مَحجوبَ الجَمالِ کَأَنَّهُ بَدرٌ بِمُنحَطِمِ الوَشیجِ مُلَثَّمُ
فَأَکَبَّ مَحنِیّاً عَلَیهِ ودَمعُهُ صَبَغَ البَسیطَ کَأَنَّما هُوَ عَندَمُ
قَد رامَ یَلثِمُهُ فَلَم یَرَ مَوضِعاً لَم یُدمِهِ عَضُّ السِّلاحُ فَیُلثَمُ
نادی وقَد مَلَأَ البَوادِیَ صَیحَةً صُمُّ الصُّخورِ لِهَولِها تَتَأَلَّمُ
أاُخَیُّ یُهنیکَ النَّعیمُ ولَم أخَل تَرضی بِأَن ارزی وأَنتَ مُنَعَّمُ
أاُخَیُّ مَن یَحمی بَناتِ مُحَمَّدٍ إن صِرنَ یَستَرحِمنَ مَن لا یَرحَمُ (1)
3123.أدب الطفّ: الشیخُ جَعفَرُ النَّقَدِیُّ،قالَ فی هِلالِ شَهرِ المُحَرَّمِ:
ص:144
حَسَدَت امَیَّةُ هاشِماً بِنَبِیِّها خَیرِ البَرِیَّةِ سَیِّدِ الأَمجادِ
ویَزیدُها قَد رامَ یَمحو ذِکرَهُ ویُبَدِّلُ التَّوحیدَ بِالإِلحادِ
وبِنَهضَةِ السِّبطِ الشَّهیدِ وقَتلِهِ قامَ الهُدی وَاسمُ النَّبِیِّ الهادی
فَعَلی جَمیعِ بَنِی الهُدی أن یَلبَسوا فی یَومِ مَصرَعِهِ ثِیابَ حِدادِ (1)
3124.أدب الطفّ: وقالَ أیضاً مِن قَصیدَةٍ:
هَوی لِلثَّری مِن سَرجِهِ فَتَزلزَلَت لَهُ السَّبعَةُ الأَفلاکُ وَارتَجَّتِ الحُجبُ
قَضی نَحبَهُ ظامِی الحَشا بَعدَمَا ارتَوی بِفَیضِ دِماءِ القَومِ صارِمُهُ العَضبُ
ومَا انکَشَفَت مِن قَبلِهِ الحَربُ عَن فَتیً بِمَصرَعِهِ مِنهُ العِدی نابَها الرُّعبُ (2)
3125.أدب الطفّ: الشَّیخُ جَعفَرٌ الهِرُّ،قالَ یَرثی عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ الأکبَرَ شَهیدَ الطَّفِّ علیه السّلام:
بِقَلبی أوقَدَت ذاتَ الوَقودِ رَزایَا الطَّفِّ لا ذاتُ النُّهودِ
شَبابٌ بِالطُّفوفِ قَضی شَهیداً یَشیبُ لِرُزئِهِ رَأسُ الوَلیدِ
ص:145
شَبیهُ مُحَمَّدٍ خَلقاً وخُلقاً وفی نُطقٍ وفی لَفَتاتِ جیدِ
وفی وَجهٍ یَفوقُ البَدرَ نوراً وفی سِیمائِهِ أثَرُ السُّجودِ
وفیها یَقولُ:
شَبابٌ ما رَأی عُرساً ولکِن تَخَضَّبَ کَفُّهُ بِدَمِ الوَریدِ
ولَم أنسَ النِّساءَ غَداةَ فَرَّت إلی نَعشِ الشَّهیدِ ابنِ الشَّهیدِ
فَقُل بِبَناتِ نَعشٍ قَد أقامَت مَناحَ جَویً عَلی بَدرِ السُّعودِ
تُقَبِّلُ هذِهِ وتَشُمُّ هذی خَضیبَ الکَفِّ أو وَردَ الخُدودِ
وزَینَبُ قابَلَت لَیلی وقالَت أعیدِی النَّوحَ یا لَیلی أعیدی
فَهُنَّ عَلَی البُکا مُتَساعِداتٌ ألا فَاعجَب لِذی ثُکلٍ سَعیدِ (1)
3126.ردّ عقائد الوهابیّة: مِن قَصیدَةٍ یَرثی بِها الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام قَولُهُ:
یا تَریبَ الخَدِّ فی رَمضَا الطُّفوفِ لَیتَنی دونَکَ نَهباً لِلسُّیوف
یا نَصیرَ الدّینِ إذ عَزَّ النَّصیر وحِمَی الجارِ إذا عَزَّ المُجیر
ص:146
وشَدیدَ البَأسِ وَالیَومُ عَسیر وثُمالَ الوَفدِ فِی العامِ العَسوف
کَیفَ یا خامِسَ أصحابِ الکِسا وَابنَ خَیرِ المُرسَلینَ المُصطَفی
وَابنَ ساقِی الحَوضِ فی یَومِ الظَّما وشَفیعِ الخَلقِ فَی الیَومِ المَخوف
یا صَریعاً ثاوِیاً فَوقَ الصَّعید وخَضیبَ الشَّیبِ مِن فَیضِ الوَرید
کَیفَ تَقضی بَینَ أجنادِ یَزید ظامِیاً تُسقی بِکاساتِ الحُتوف
کَیفَ تَقضی ظامِیاً حَولَ الفُرات دامِیاً تَنهَلُ مِنکَ الماضِیات
وعَلی جِسمِکَ تَجرِی الصّافِنات عافِرَ الجِسمِ لُقیً بَینَ الصُّفوف
یا مُریعَ المَوتِ فی یَومِ الطِّعان لا خَطا نَحوَکَ بِالرُّمحِ سِنان
لا ولا شِمرٌ دَنا مِنکَ فَکان ما أمارَ الأَرضَ هَولاً بِالرُّجوف
سَیِّدی أبکیکَ لِلشَّیبِ الخَضیب سَیِّدی أبکیکَ لِلوَجهِ التَّریب
سَیِّدی أبکیکَ لِلجِسم السَّلیب مِن حَشَاً حَرَّانَ بِالدَّمعِ الذَّروف
سَیِّدی إن مَنَعوا عَنکَ الفُرات وسَقَوا مِنکَ ظِماءَ المُرهَفات
فَسَنَسقی کَربَلا بِالعَبَرات وَکَفاً مِن عَلَقِ القَلبِ الأَسوف
سَیِّدی أبکیکَ مَنهوبَ الرِّحال سَیِّدی أبکیکَ مَسبِیَّ العِیال
بَینَ أعداکَ عَلی عُجفِ الجِمال فِی الفَیافی بَعدَ هاتیکَ السُّجوف
سَیِّدی إن نَقضِ دَهراً فی بُکاک ما قَضَینا البَعضَ مِن فَرضِ وِلاک
أو عَکَفنا عُمرَنا حَولَ ثَراک ما شَفا غَلَّتَنا ذاکَ العُکوف
لَهفَ نَفسی لِنِساکَ المُعوِلات وَالیَتامی إذ غَدَت بَینَ الطُّغاة
باکِیاتٌ شاکِیاتٌ صارِخات وُلَّهاً حَولَکَ تَسعی وتَطوف (1)
ص:147
3127.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ طَویلَةٍ لِلشَّیخِ جَوادٍ الحِلِّیِّ وهیَ إحدی رَوائِعِهِ،یَقولُ فیها-:
کَم تَغاضیکَ عَلَی الجَورِ احتِمالا ولَقَد هَدَّ تَغاضیکَ الجِبالا...
بِأَبی مَن بَکَتِ الخَضرا لَهُ بِدَمٍ عَن لَونِهِ الاُفقُ استَحالا (2)
3128.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ حَسَنِ البَغدادیِّ یُواسی زَینَبَ بِنتَ عَلِیٍّ علیه السّلام-:
یا قَلبَ زَینَبَ ما لاقَیتَ مِن مِحَنٍ فیکَ الرَّزایا وکُلُّ الصَّبرِ قَد جُمِعا
لَو أنَّ ما فیکَ مِن حُزنٍ ومِن کَمَدٍ فی قَلبِ أقوی جِبالِ الأَرضِ لَانصَدَعا
یَکفیکَ فَخراً قُلوبُ النّاسِ کُلِّهِمُ تَقَطَّعَت لِلَّذی لاقَیتَهُ جَزَعا (4)
3129.أدب الطفّ: ولَهُ أیضاً فی رِثاءِ الطِّفلِ الرَّضیعِ:
وکُلُّ رَضیعٍ یَغتَذی دَرَّ امِّهِ ویَرضَعُ مِن ألبانِها ثُمَّ یُفطَمُ
سِوی أنَّ عَبدَ اللّهِ کانَ رِضاعُهُ دِماهُ وغَذَّتهُ عَنِ الدَّرِّ أسهُمُ
تَبَسَّمَ لَمّا جاءَهُ سَهمُ حَتفِهِ وکُلُّ رَضیعٍ لِلحَلوبَةِ یَبسُمُ
تَخَیَّلَهُ ماءً لِیَروی غَلیلَهُ فَفاضَ عَلَیهِ الغَمرُ لکِنَّهُ دَمُ (5)
ص:148
3130.أعیان الشیعة: الشَّیخُ حَسَنُ القَیِّمُ،مِن شِعرِهِ قَولُهُ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام:
ومُوَلَّعٌ بِاللَّومِ ما عَرَف الجَوی سَفَهاً یُعَنِّفُ واجِداً ویَلومُ
فَأَجَبتُهُ وَالنّارُ بَینَ جَوانِحی دَعنی فَرُزئی بِالحُسَینِ عَظیمُ
أنعاهُ مَفطورَ الفُؤادِ مِنَ الظَّما وبِنَحرِهِ شَجَرُ القَنا مَحطومُ
جَمُّ المَناقِبِ مِنهُ یَضرِبُ لِلعُلی عِرقٌ بِأَعیاصِ (2)الفَخارِ کَریمُ
یَعدو وحَبّاتُ القُلوبِ کَأَنَّها عِقدٌ بِسِلکِ قَناتِهِ مَنظومُ
فَمَضی بِیَومٍ کانَ فی سُمرِ القَنا قَصدٌ وفی بیضِ الظُّبا تَثلیمُ
ثاوٍ بِظِلِّ السُّمرِ تَشکُرُ فِعلَهُ فِی الحَربِ مَصرَعُهُ بِها مَعلومُ
فَدِماؤُهُ مَسفوکَةٌ وحَریمُهُ مَهتوکَةٌ وتُراثُهُ مَقسومُ
عَجَباً رَأَی النّیرانَ بِابنِ قَسیمِها بَرداً خَلیلُ اللّهِ إبراهیمُ
وَابنُ النَّبِیِّ قَضی بِجَمرَةِ غَلَّةٍ مِنها یُذیبُ الجامِداتِ سُمومُ
وکَریمَةُ الحَسَبَینِ بِابنِ زَعیمِها هَتَفَت عَشِیَّةَ لا یُجیبُ زَعیمُ
فَتَعُجُّ بِالحادی ومِن أحشائِها جُمِعَت شَظایا مِلؤُهُنَّ کُلومُ (3)
ص:149
3131.أدب الطفّ -من قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ حَسّون العَبد اللّه فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام-:
عَلِمتُم بِمَسراکُم أرَعتُم فُؤادِیا وأَجرَیتُمُ دَمعی فَضاهی الغَوادِیا
ألا یا أحِبّائی أخَذتُم حُشاشَتی وخَلَّفتُمُ جِسمی مِنَ الشَّوقِ بالِیا...
فَدَع عَنکَ یا سَعدُ الدِّیارَ وخَلِّنی أکابِدُ وَجداً فِی الأَضالِعِ ثاوِیا
لِخَطبٍ عَرا یَومَ الطُّفوفِ وفادِحٍ أمادَ السَّما شَجواً ودَکَّ الرَّواسِیا
غَداةَ قَضی سِبطُ النَّبِیِّ بِکَربَلا خَمیصَ الحَشا دامِی الوَریدَینِ صادِیا...
أأَنسی حُسَیناً بِالطُّفوفِ مُجَدَّلاً عَلی ظَمَأٍ وَالماءُ یَلمَعُ طامِیا
ووَاللّهِ لا أنسی بَناتِ مُحَمَّدٍ بَقینَ حَیاری قَد فَقَدنَ المُحامِیا
إذا نَظَرَت فَوقَ الصَّعیدِ حُماتَها وأرؤُسَها فَوقَ الرِّماحِ دَوامِیا
هُناکَ انثَنَت تَدعو ومِن حُرَقِ الجَوی ضَرامٌ غَدا بَینَ الجَوانِحِ وارِیا
انادی ولا مِنکُم أری مِن مُجاوِبٍ فَما بالُکُم لا تَرحَمون صُراخِیا
ولَم أنسَ حَولَ السِّبطِ زَینَبَ إذ غَدَت تُنادی بِصَوتٍ صَدَّعَ الکَونَ عالِیا
أخی لَم تَذُق مِن بارِدِ الماءِ شُربَةً وأَشرَبُ ماءَ المُزنِ بَعدَکَ صافِیا
أخی لَو تَرَی السَّجّادَ أضحی مُقیَّداً أسیراً یُقاسی مُوجِعَ الضَّربِ عانِیا
أخی صِرتُ مَرمیً لِلحَوادِثِ وَالأَسی فَلیتَکَ حَیّاً تَنظُرُ الیَومَ حالِیا
عَلَیَّ عَزیزٌ أن أراکَ مُعَفَّراً عَلَیکَ عَزیزٌ أن تَرَی الیَومَ مابِیا (2)
ص:150
3132.أدب الطفّ: وقالَ یَرثِی العَبّاس ابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام:
دَع عَنکَ یا سَعدُ ذِکرَ الغانِیاتِ ودَع عَنکَ البُکاءَ عَلَی الأَطلالِ وَالدِّمَنِ
وَاسمَع بِخَطبٍ جَری فی کَربَلاءَ عَلی آلِ النَّبِیِّ ونُح فِی السِّرِّ وَالعَلَنِ
لَم أنسَ سِبطَ رَسولِ اللّهِ مُنفَرِداً وفیهِ أحدَقَ أهلُ الحِقدِ وَالإِحَنِ (1)
یَرنو إلَی الصَّحبِ فَوقَ التُّربِ تَحسَبُها بُدورَ تَمٍّ بَدَت فِی الحالِکِ الدَّجِنِ
لَهفی لَهُ إذ رَأَی العَبّاسَ مُنجَدِلاً فَوقَ الصَّعیدِ سَلیباً عافِرَ البَدَنِ
نادی بِصَوتٍ یُذیبُ الصَّخرَ یا عَضُدی ویا مُعینی ویا کَهفی و مُؤتَمَنی
عَبّاسُ قَد کُنتَ لی عَضباً أصولُ بِهِ وکُنتَ لی جُنَّةً مِن أعظَمِ الجُنَنِ
عَبّاسُ هذی جُیوشُ الکُفرِ قَد زَحَفَت نَحوی بِثاراتِ یَومِ الدّارِ تَطلُبُنی
ومُخمِدَ النّارِ إن شَبَّت لَواهِبُها ومَن بِصارِمِهِ جَیشُ الضَّلالِ فُنی
بَقیتُ بَعدَکَ بَینَ القَومِ مُنفَرِداً اُقَلِّبُ الطَّرفَ لا حامٍ فَیُسعِدُنی
نَصَبتَ نَفسَکَ دونی لِلقَنا غَرَضا حَتّی مَضَیتَ نَقِیَّ الثَّوبِ مِن دَرَنِ
کَسَرتَ ظَهری وقَلَّت حیلَتی وبِما قاسَیتُ سُرَّت ذَوُو الأَحقادِ وَالظِّغَنِ
تَموتُ ظامِی الحَشا لَم تَروِ غَلَّتَها فِی الحَربِ رِیّاً فَلَیتَ الکَونَ لَم یَکُنِ (2)
3133.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ حُسینٍ بَحرِ العُلومِ الطَّباطَبائِیِّ فی سَیِّدِ الشُّهَداءِ علیه السّلام-:
ص:151
حَیِّ أطلالاً بِنَعمانَ رِماما وَاستَلِم فیهِ مَقاماً فَمَقاما...
بَذَلَت أنفُسَها حَتّی لَقَت دونَ حامی حَومَةِ الدّینِ الحِماما
مِن کِرامٍ لَم تَلِد امُّ العُلا مِثلَها فی سَرمَدِ الدَّهرِ کِراما...
فَلَعَمرُ اللّهِ لَولا شِبلُهُ عِلَّةُ الکَونِ لَمَا الکَونُ استَقاما
لَستُ أنسی خَفِراتِ المُصطَفی تَشتَکی فِی الطَّفِّ أقواماً لِئاما (1)
3134.الدرّ النضید -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیّدِ حَیدَرٍ الحِلِّیِّ یَرثِی الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام-:
لَعَمری لَئِن لَم یَقضِ فَوقَ وِسادَةٍ فَمَوتُ أخِی الهَیجاءِ غَیرُ مُوَسَّدِ
وإِن أکَلَت هِندِیَّةُ البیضِ شِلوَهُ فَلَحمُ کَریمِ القَومِ طَعمُ المُهَنَّدِ
وإِن لَم یُشاهِد قَتلَهُ غَیرُ سَیفِهِ فَذاکَ أخوهُ الصِّدقُ فی کُلِّ مَشهَدِ
ص:152
لَقَد ماتَ لکِن میتَةً هاشِمِیَّةً لَهُم عُرِفَت تَحتَ القَنا المُتَقَصِّدِ
کَریمٌ أبی شَمَّ الدَّنِیَّةِ أنفُهُ فَأَشمَمَهُ شَوکَ الوَشیجِ (1)المُسَدَّدِ
وقالَ قِفی یانَفسُ وَقفَةَ وارِدٍ حِیاضَ الرَّدی لا وَقفَةَ المُتَرَدِّدِ
رَأی أنَّ ظَهرَ الذُلِّ أخشَنَ مَرکَباً مِنَ المَوتِ حَیثُ المَوتُ مِنهُ بِمَرصَدِ
فَآثَرَ أن یَسعی عَلی جَمرَةِ الوَغی بِرِجلٍ ولا یُعطِی المَقادَةَ عَن یَدِ
قَضی ابنُ عَلِیٍّ وَالحِفاظِ کِلاهُما فَلَستَ تَری ما عِشتَ نَهضَةَ سَیِّدِ...
لَقَد وَضَعَت أوزارَها حَربُ هاشِمٍ وقالَت قِیامُ القائِمِ الطُّهرِ مَوعِدی
إمامَ الهُدی سَمعاً وأَنتَ بِمَسمَعٍ عِتابُ مُثیرٍ لا عِتابُ مُفَنِّدِ
فِداؤُکَ نَفسی لَیسَ لِلصَّبرِ مَوضِعٌ فَتُغضی ولا مِن مَسکَةٍ لِلتَّجَلُّدِ (2)
3135.الدرّ النضید: ولَهُ أیضاً:
فَقُل لِنِزارٍ ماحَنینُکِ نافِعٌ ولَو مِتِّ وَجداً بَعدَهُم وَتَزَفُّرا
حَرامٌ عَلَیکِ الماءُ ما دامَ مَورِداً لِأَبناءِ حَربٍ أو تَرَی المَوتَ مَصدَرا...
ثَوی الیَومَ أحماها عَنِ الضَّیمِ جانِباً وأَصدَقُها عِندَ الحَفیظَةِ مَخبَرا
وأَطعَمُها لِلوَحشِ مِن جُثَثِ العِدی وأَخضَبُها لِلطَّیرِ ظِفراً ومِنسَرا
قَضی بَعدَ ما رَدَّ السُّیوفَ عَلَی القَنا ومرهَفُهُ فیها وفِی المَوتِ أثَّرا
وماتَ کَریمَ العَهدِ عِندَ شَبَا القَنا یُوَرّیهِ مِنها ما عَلَیهِ تَکَسَّرا
فَإِن یُمسِ مُغبَّرَ الجَبینِ فَطالَما ضُحَی الحَربِ فی وَجهِ الکَتیبَةِ غَبَّرا
وإِن یَقضِ ظَمآناً تَفَطَّرَ قَلبُهُ فَقَد راعَ قَلبَ المَوتِ حَتّی تَفَطَّرا...
ص:153
سَطا وهوَ أحمی مَن یَصونُ کَریمَةً وأَشجَعُ مَن یَقتادُ لِلحَربِ عَسکَرا...
تَعَثَّرَ حَتّی ماتَ فِی الهامِ حَدُّهُ وقائِمُهُ فی کَفِّهِ ما تَعَثَّرا
کَأَنَ أخاهُ السَّیفَ اعطِیَ صَبرَهُ فَلَم یَبرَحِ الهَیجاءَ حَتّی تَکَسَّرا
لَهُ اللّهُ مَفطوراً مِنَ الصَّبرِ قَلبُهُ ولَو کانَ مِن صُمِّ الصَّفا لَتَفَطَّرا
ومُنعَطِفاً أهوی لِتَقبیلِ طِفلِهِ فَقَبَّلَ مِنهُ قَبلَهُ السَّهمُ مَنحَرا
لَقَد وُلِدا فی ساعَةٍ هُوَ وَالرَّدی ومِن قَبلِهِ فی نَحرِهِ السَّهمُ کَبَّرا
وفِی السَّبیِ مِمّا یَصطَفِی الخِدرُ نِسوَةٌ یَعُزُّ عَلی فِتیانِها أن تُسَیَّرا
حَمَت خِدرَها یَقظی ووَدَّت بِنَومِها تَرُدُّ عَلَیها جَفَنَها لا عَلَی الکَری
مَشَی الدَّهرُ یَومَ الطَّفِّ أعمی فَلَم یَدَع عِماداً لَها إلّاوفیهِ تَعَثَّرا
وجَشَّمَها المَسری بِبَیداءَ قَفرَةٍ ولَم تَدرِ قَبلَ الطَّفِّ مَا البیدُ وَالسُّری
ولَم تَرَ حَتّی عَینُها ظِلَّ شَخصِها إلی أن بَدَت فِی الغاضِرِیَّةِ حُسَّرا (1)
3136.الدرّ النضید: ولَهُ أیضاً:
فَأبی أن یَعیشَ إلّاعَزیزاً أو تَجَلَّی الکِفاحُ وهوَ صَریعُ
فَتَلقَّی الجُموعَ فَرداً ولکِن کُلُّ عُضوٍ فِی الرَّوعِ مِنهُ جُموعُ...
زَوَّجَ السَّیفَ بِالنّفوسِ ولکِن مَهرُهَا المَوتُ وَالخِضابُ النَّجیعُ
بِأَبی کالِئاً عَلَی الطَّفِّ خِدراً هُوَ فی شَفرَةِ الحُسامِ مَنیعُ
قَطَعوا بَعدَهُ عُراهُ ویا حَب لَ وَریدِ الإِسلامِ أنتَ القَطیعُ
وسَرَوا فی کَرائِمِ الوَحیِ أسری وعَداکَ ابنَ امِّهَا التَّقریعُ
لَو تَراها وَالعیسُ جَشَّمَها الحا دی مِنَ السَّیرِ فَوقَ ما تَستَطیعُ
ص:154
ووَراهَا العَفافُ یَدعو ومِنهُ بِدَمِ القَلبِ دَمعُهُ مَشفوعُ
یا تُری فَوقَها بَقِیَّةُ وَجدٍ مِلءُ أحشائِها جَویً وصُدوعُ
فَتَرَفَّق بِها فَما هِیَ إلّا ناظِرٌ دامِعٌ وقَلبٌ مَروعُ...
قَوِّضی یا خِیامُ عَلیا نِزارٍ فَلَقَد قَوَّضَ العِمادُ الرَّفیعُ
وَاملَئِی العَینَ یا امَیَّةُ نَوما فَحُسَینٌ عَلَی الصَّعیدِ صَریعُ (1)
3137.الدرّ النضید: ولَهُ یَنتَدِبُ صاحِبَ الزَّمانِ عَجَّلَ اللّهُ فَرَجَهُ وَیَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام أیضاً:
ماذا یُهیجُکَ إن صَبَر تَ لِوَقعَةِ الطَّفِّ الفَظیعَه
أتُری تَجیءُ فَجیعَةٌ بِأَمَضَّ مِن تِلکَ الفَجیعَه
حَیثُ الحُسَینُ عَلَی الثَّری خَیلُ العِدی طَحَنَت ضُلوعَه
قَتَلَتهُ آلُ امَیَّةٍ ظامٍ إلی جَنبِ الشَّریعَه
ورَضیعُهُ بِدَمِ الوَری دِ مُخَضَّبٌ فَاطلُب رَضیعَه
یا غَیرَةَ اللّهِ اهتُفی بِحَمِیَّةِ الدّینِ المَنیعَه
وظُبَا انتِقامِکِ جَرِّدی لِطِلا ذَوِی البَغی التَّلیعَه (2)
ودَعی جُنودَ اللّهِ تَم لَأُ هذِهِ الأَرضَ الوَسیعَه
وَاستَأصِلی حَتَّی الرَّضی عَ لِآلِ حَربٍ وَالرَّضیعَه
ما ذنبُ أهلِ البَیتِ حَتّ ی مِنهُم أخلَوا رُبوعَه
تَرَکوهُمُ شَتّی مَصا ئِبُهُم وأَجمَعُها فَظیعَه
فَمُغَیَّبٌ کَالبَدرِ تَر تَقِبُ الوَری شَوقاً طُلوعَه
ومُکابِدٌ لِلسُّمِّ قَد سُقِیَت حُشاشَتُهُ نَقیعَه
ص:155
ومُضَرَّجٌ بِالسَّیفِ آ ثَرَ عِزَّهُ وأَبی خُضوعَه
فَقَضی کَمَا اشتَهَتِ الحَمِیَّةُ تَشکُرُ الهَیجا صَنیعَه
ومُصَفَّدٍ للّهِ ِ سَلَّمَ أمرَ ما قاسی جَمیعَه
وسَبِیَّةٍ باتَت بِأَفعَی الهَمِّ مُهجَتُها لَسیعَه
سُلِبَت وما سُلِبَت مَحا مِدُ عِزِّها الغُرُّ البَدیعَه
تَدعو ومَن تَدعو وتِل کَ کُفاةُ دَعوَتِها صَریعَه
واهاً عَرانینَ العُلی عادَت انوفُکُمُ جَدیعَه
حُمِلتَ وَدائِعُکُم إلی مَن لَیسَ یَعرِفُ مَا الوَدیعَه
آلَ الرِّسالَةِ لَم تَزَل کَبدی لِرُزئِکُمُ صَدیعَه (1)
3138.الدرّ النضید: وَلَهُ أیضاً:
أبا حَسَنٍ أبناؤُکَ الیَومَ حَلَّقَت بِقادِمَةِ الأَسیافِ عَن خِطَّةِ الخَسفِ
ثَنَت عِطَفها نَحوَ المَنِیَّةِ إذ أبَت بِأَن تَغتَدی لِلذُلِّ مَثنِیَّةَ العِطفِ
لَقَد حُشِدَت حَشدَ العِطاشِ عَلَی الرَّدی عُطاشی وما بَلَّت حَشیً بِسِوَی اللَّهفِ
قَضَت حَیثُ لَم تَذمِم لَهَا الحَربُ مَوقِفاً ولا قَبَضَت بِالرُّغِم مِنها عَلی کَفِّ
سَلِ الطَّفِّ عَنهُم أینَ بِالأَمسِ طَنَّبوا وأَینَ استَقَلُّوا الیَومَ عَن عَرصَةِ الطَّفِّ
وهَل زَحفُ هذَا الیَومِ أبقی لِحَیِّهِم عَمیدَ وَغیً یَستَنهِضُ الحَیَّ لِلزَّحفِ
فَلا وأَبیکَ الخَیرِ لَم یَبقَ مِنهُمُ قَریعُ وَغیً یَقرِی القَنا مُهَجَ الصَّفِّ
مَشَوا تَحتَ ظِلِّ المُرهَفاتِ جَمیعُهُم بِأَفئِدَةٍ حَرّی إلَی مَورِدِ الحَتفِ
مَضَوا بِالاُنوفِ الشُّمِّ قِدماً وبَعدَهُم تَخالُ نِزاراً تَنشُقُ النَّقعَ فی أنفِ
وهَل یَملِکُ المَوتورُ قائِمَ سَیفِهِ لِیَدفَعَ عَنهُ الضَّیمَ وهوَ بِلا کَفِّ
ص:156
فَتِلکَ عَلَی الرَّمضاءِ صَرعی رِجالُهُم ونِسوَتُهُم هاتیکَ أسری عَلَی العُجفِ
خُذی یا قُلوبَ الطّالِبیِّینَ قُرحَةً تَزولُ اللَّیالی وهیَ دامِیَةُ القِرفِ
فَإِنَّ الَّتی لَم تَبرَحِ الخِدرَ ابرِزَت عَشِیَّةَ لا کَهفٌ فَتَأوی إلی کَهفِ (1)
3139.الدرّ النضید: ولَهُ أیضاً:
هذَا المُحَرَّمُ قَد وافَتکَ صارِخَةً مِمّا استَحَلّوا بِهِ أیّامَهُ الحُرُمُ
یَملَأنَ سَمعَکَ مِن أصواتِ ناعِیَةٍ فی مَسمَعِ الدَّهرِ مِن إعوالِها صَمَمُ
تَنعی إلَیکَ دماءً غابَ ناصِرُها حَتّی اریقَت ولَم یُرفَع لَکُم عَلَمُ
مَسفوحَةٌ لَم تُجِب عِندَ استِغاثَتِها إلّا بأَدمُعِ ثَکلی شَفَّهَا الأَلَمُ
حَنَّت وبَینَ یَدَیها فِتیَةٌ شَرِبَت مِن نَحرِهِم نُصبَ عَینَیهَا الظُّبَا الخُذُمُ
مُوَسَّدونَ عَلَی الرَّمضاءِ تَنظُرُهُم حَرَّی القُلوبِ عَلی وِردِ الرَّدَی ازدَحَموا...
وحائِراتٍ أطارَ القَومُ أعیُنَها رُعباً غَداةَ عَلَیها خِدرَها هَجَموا
کانَت بِحَیثُ عَلَیها قَومُها ضَرَبَت سُرادِقاً أرضُهُ مِن عِزِّهِم حَرَمُ
یَکادُ مِن هَیبَةٍ أن لا یَطوفَ بِهِ حَتَّی المَلائِکُ لَولا أنَّهُم خَدَمُ
فَغودِرَت بَینَ أیدِی القَومِ حاسِرَةً تُسبی ولَیسَ لَها مَن فیهِ تَعتَصِمُ (2)
3140.الدرّ النضید: وَلَهُ أیضاً:
کَم مَوقِفٍ حَلَبوا رِقابَکُمُ دَماً فیهِ وأَعیُنُکَم نَجیعَ شُؤونِ
لا مِثلَ یَومِکُمُ بِعَرصَةِ کَربَلا فی سالِفاتِ الدَّهرِ یَومُ شُجونِ...
ص:157
یَومٌ أبِیُّ الضَّیمِ صابَرَ مِحنَةً غَضِبَ الإِلهُ لِوَقعِها فِی الدّینِ
سَلَبَتهُ أطرافُ الأَسِنَّةِ مُهجَةً تُفدی بِجُملَةِ عالَمِ التَّکوینِ
فَهَوی بِضاحِیَةِ الهَجیرِ ضَریبَةً تَحتَ السُّیوفِ لِحَدِّهَا المَسنونِ
وَقَفَت لَهُ الأَفلاکُ حینَ هُوِیِّهِ وتَبَدَّلَت حَرَکاتُها بِسُکونِ
وأَجَلُّ یَومٍ بَعدَ یَومِکَ حَلَّ فِی ال إِسلامِ مِنهُ یَشیبُ کُلُّ جَنینِ
یَومَ سَرَت أسری کَما شاءَ العِدی فیهِ الفَواطِمُ من بَنی یاسینِ
حَسری مَتَی التَهَبَت حَشاشَتُها جَویً طَفِقَت تُرَوِّحُ قَلبَها بِأَنینِ
ابرِزنَ مِن حَرَمِ النَّبیِّ وإِنَّهُ حَرَمُ الإِلهِ بِواضِحِ التَّبیینِ
مِن کُلِّ مُحصَنَةٍ هُناکَ بِرَغمِها أضحَت بِلا خِدرٍ ولا تَحصینِ
لا طابَ عَیشُکَ یا زَمانُ ولا جَرَت أنهارُ مائِکَ لِلوَری بِمَعینِ (1)
3141.الدرّ النضید: ولَهُ أیضاً:
کَفانی ضَنیً أن تَری فِی الحُسَینِ شَفَت آلُ مَروانَ أضغانَها
فَأَغضَبَتِ اللّهَ فی قَتلِهِ وأَرضَت بِذلِکَ شَیطانَها
عَشِیَّةَ أنهَضَها بَغیُها فَجاءَتهُ تَرکَبُ طُغیانَها...
فَشَمَّرَ لِلحَربِ فی مَعرَکٍ بِهِ عَرَکَ المَوتُ فُرسانَها
وأَضرَمَها لِعِنانِ السَّماءِ حَمراءَ تَلفَحُ أعنانَها...
تَزیدُ الطَّلاقَةُ فی وَجهِهِ إذا غَیَّرَ الخَوفُ ألوانَها
ولَمّا قَضی لِلعُلا حَقَّها وشَیَّدَ بِالسَّیف بُنیانَها
تَرَجَّلَ لِلمَوتِ عَن سابِقٍ لَهُ أخلَتِ الخَیلُ میدانَها
ص:158
ثَوی زائِدَ البِشرِ فی صَرعَةٍ لَهُ العِزُّ حَبَّبَ لُقیانَها
کَأَنَّ المَنِیَّةَ کانَت لَدَیهِ فَتاةٌ تُواصِلُ خُلصانَها
جَلَتها لَهُ البیضُ فی مَوقِفٍ بِهِ أثکَلَ السُّمرُ خُرصانَها (1)
فَباتَ بِها تَحتَ لَیلِ الکِفاحِ طَروبَ النَّقیبَةِ جَذلانَها
وأَصبَحَ مُشتَجَراً لِلرِّماحِ تُحَلِّی الدِّما مِنهُ مُرّانَها (2)
عَفیراً مَتی عایَنَتهُ الکُماةُ یَختَطِفُ الرُّعبُ ألوانَها
فَما أجلَتِ الحَربُ عَن مِثلِهِ صَریعاً یُجَبِّنُ شُجعانَها
تَریبَ المُحَیّا تَظُنُّ السَّماءُ بِأَنَّ عَلَی الأَرضِ کَیوانَها
غَریباً أری یا غَریبَ الطُّفوفِ تَوَسُّدَ خَدِّکَ کُثبانَها
وقَتلَکَ صَبراً بِأَیدٍ أبوکَ ثَناها وکَسَّرَ أوثانَها
أتَقضی فِداکَ حَشَی العالَمینَ خَمیصَ الحُشاشَةِ ظَمآنَها
ألَستَ زَعیمَ بَنی غالِبٍ ومِطعامَ فِهرٍ ومِطعانَها (3)
3142.الدرّ النضید: ولَهُ أیضاً:
أناعِیَ قَتلَی الطَّفِّ لا زِلتَ ناعِیا تُهیجُ عَلی طولِ اللَّیالِی البَواکِیا (4)
ص:159
أعِد ذِکرَهُم فی کَربَلا إنَّ ذِکرَهُم طَوی جَزَعاً طَیَّ السِّجِلِّ فُؤادِیا
ودَع مُقلَتی تَحمَرُّ بَعدَ ابیِضاضِها بِعَدِّ رَزایا تَترُکُ الدَّمعَ دامِیا
سَتَنسَی الکَری عَینی کَأَنَّ جُفونَها حَلَفنَ بِمَن تَنعاهُ أن لا تَلاقِیا
وتُعطِی الدُّموعَ المُستَهِلّاتِ حَقَّها مَحاجِرُ تَبکی بِالغَوادی غَوادِیا
وأَعضاءُ مَجدٍ ما تَوَزَّعَتِ الظُّبا بِتَوزیعِها إلَّاالنَّدی وَالمَعالِیا
لَئِن فَرَّقَتها آلُ حَربٍ فَلَم تَکُن لِتَجمَعَ حَتَّی الحَشرِ إلّاالمَخازِیا
ومِمّا یُزیلُ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ ویَترُکُ زَندَ الغَیظِ لِلحَشرِ وارِیا
وُقوفُ بَناتِ الوَحیِ عِندَ طَلیقِها بِحالٍ بِها یُشجینَ حَتَّی الأَعادِیا
لَقَد ألزَمت کَفَّ البَتولِ فُؤادَها خُطوبٌ یَشیحُ القَلبُ مِنهُنَّ واهِیا
وغُودِرَ مِنها ذلِکَ الضِلعُ لَوعَةً عَلَی الجَمرِ مِن هذِی الرَّزِیَّةِ حانِیا
أبا حَسَنٍ حَربٌ تَقاضَتکَ دَینَها إلی أن أساءَت فی بَنیکَ التَّقاضِیا (1)
3143.دیوان السیّد رضا الهندی: قالَ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام:
ص:160
لَم أنسَهُ إذ قامَ فیهِم خاطِباً فَإِذا هُمُ لا یَملِکونَ خِطابا
یَدعو ألَستُ أنَا ابنَ بِنتِ نَبِیِّکُم ومَلاذَکُم إن صَرفُ دَهرٍ نابا
هَل جِئتُ فی دینِ النَّبِیِّ بِبِدعَةٍ أم کُنتُ فی أحکامِهِ مُرتابا...
إن لَم تَدینوا بِالمَعادِ فَراجِعوا أحسابَکُم إن کُنتُمُ أعرابا
فَغَدَوا حَیاری لا یَرَونَ لِوَعظِهِ إلَّا الأَسِنَّةَ وَالسِّهامَ جَوابا
حَتّی إذا أسِفَت عُلوجُ امَیَّةٍ أن لا تَری قَلبَ النَّبِیِّ مُصابا
صَلَّت عَلی جِسمِ الحُسَینِ سُیوفُهُم فَغَدا لِساجِدَةِ الظُّبا مِحرابا
ومَضی لَهیفاً لَم یَجِد غَیرَ القَنا ظِلاًّ ولا غَیرَ النَّجیعِ شَرابا
ظَمآنَ ذابَ فُؤادُهُ مِن غَلَّةٍ لَو مَسَّتِ الصَّخرَ الأَصَمَّ لَذابا
لَهفی لِجِسمِکَ فِی الصَّعیدِ مُجَرَّداً عُریانَ تَکسوهُ الدِّماءُ ثِیابا
تَرِبَ الجَبینِ وعَینُ کُلِّ مُوَحِّدٍ وَدَّت لِجِسمِکَ لَو تَکونُ تُرابا
لَهفی لِرَأسِکَ فَوقَ مَسلوبِ القَنا یَکسوهُ مِن أنوارِهِ جِلبابا
یَتلُو الکِتابَ عَلَی السِّنانِ وإِنَّما رَفَعوا بِهِ فَوقَ السِّنانِ کِتابا (1)
3144.دیوان السیّد رضا الهندی: وَلَهُ أیضاً:
کَیفَ تُهنینِی الحَیاةُ وقَلبی بَعدَ قَتلَی الطُّفوفِ دامِی الجِراحِ
بِأَبی مَن شَرَوا لِقاءَ حُسَینٍ بِفِراقِ النُّفوسِ وَالأَرواحِ
ص:161
وَقَفوا یَدرَؤونَ سُمرَ العَوالی عَنهُ وَالنَّبلَ وَقفَةَ الأَشباحِ
فَوَقَوهُ بیضَ الظُّبا بِالنُّحورِ ال بیضِ وَالنَّبلَ بِالوُجوهِ الصِّباحِ
فِئَةٌ إن تَعاوَرَ النَّقعُ لَیلاً أطلَعوا فی سَماهُ شُهبَ الرِّماحِ
وإِذا غَنَّتِ السُّیوفُ وطافَت أکؤُسُ المَوتِ وَانتَشی کُلُّ صاحِ
باعَدوا بَینَ قُربِهِم وَالمَواضی وجُسومِ الأَعداءِ وَالأَرواحِ
أدرَکوا بِالحُسَینِ أکبَرَ عیدٍ فَغَدَوا فی مِنَی الطُّفوفِ أضاحی
لَستُ أنسی مِن بَعدِهِم طَودَ عِزٍّ وأَعادیهِ مِثلُ سَیلِ البِطاحِ
وهوَ یَحمی دینَ النَّبِیِّ بِعَضبٍ بِسناهُ لِظُلمَةِ الشِّرکِ ماحی
فَتَطیرُ القُلوبُ مِنهُ ارتِیاعا کُلَّما شَدَّ راکِباً ذَا الجَناحِ
ثُمَّ لَمّا نالَ الظَّما مِنهُ وَالشَّم سُ ونَزفُ الدِّما وثِقلُ السِّلاحِ
وَقَفَ الطَّرفَ یَستَریحُ قَلیلاً فَرَماهُ القَضا بِسَهمٍ مُتاحِ
حَرَّ قَلبی لِزَینَبَ إذ رَأَتهُ تَرِبَ الجِسمِ مُثخَناً بِالجِراحِ
أخرَسَ الخَطبُ نُطقَها فَدَعَتهُ بِدَموعٍ بِما تُجِنُّ فِصاحِ (1)
3145.دیوان السیّد رضا الهندی: ولَهُ أیضاً مُستَنهِضاً الحُجَّةَ عَجَّلَ اللّهُ تَعالی فَرَجَهُ ویَرثی جَدَّهُ الحُسَینَ علیه السّلام:
یا صاحِبَ العَصرِ أدرِکنا فَلَیسَ لَنا وِردٌ هَنِیٌّ ولا عَیشٌ لَنا رَغَدُ
طالَت عَلَینا لَیالِی الانتِظارِ فَهَل یَابنَ الزَّکِیِّ لِلَیلِ الانتِظارِ غَدُ
فَاکحَل بِطَلعَتِکَ الغَرّا لَنا مُقَلاً یَکادُ یَأتی عَلی إنسانِهَا الرَّمَدُ
ها نَحنُ مَرمیً لِنَبلِ النّائِباتِ وهَل یُغنِی اصطِبارٌ وَهی مِن دِرعِهِ الجَلَدُ
ص:162
کَم ذا یُؤَلَّفُ شَملُ الظّالِمینَ لَکُم وشَملُکُم بِیَدَی أعدائِکُم بَدَدُ
فَانهَض فَدَتکَ بَقایا أنفُسٍ ظَفَرَت بِهَا النَّوائِبُ لَمّا خانَهَا الجَلَدُ
هَب أنَّ جُندَکَ مَعدودٌ فَجَدُّکَ قَد لاقی بِسَبعینَ جَیشاً ما لَهُ عَدَدُ...
فَشَدَّ فیهِمِ بِأَبطالٍ إذا بَرَقَت سُیوفُهُم مَطَروا حَتفاً وما رَعَدوا
حَتّی مَضَیتَ شَهیداً بَینَهُم عَمِیَت عُیونُهُم شَهِدوا مِنکَ الَّذی شَهِدوا
یا ثاوِیاً فی هَجیرِ الصَّیفِ کَفَّنَهُ سافِی الرِّیاحِ ووارَتهُ القَنا القُصُدُ
لا بَلَّ ذا غُلَّةٍ نَهرٌ قُتِلتَ بِهِ مورَی الفُؤادِ اواماً (1)وهوَ مُطَّرِدُ
عَلَی النَّبِیِّ عَزیزٌ لَو یَراکَ وقَد شَفی بِمَصرَعِکَ الأَعداءُ ما حَقَدوا
وأَصدَروکَ لَهیفَ القَلبِ،لا صَدَروا وحَلَّؤوکَ عَنِ المَورودِ لا وَرَدوا
ولَو تَری أعیُنُ الزَّهراءِ قُرَّتَها وَالنَّبلُ مِن فَوقِهِ کَالهُدبِ یَنعَقِدُ
لَهُ عَلَی السُّمرِ رَأسٌ تَستَضیءُ بِهِ سُمرُ القَنا وعَلی وَجهِ الثَّری جَسَدُ
إذاً لَحَنَّت وأَنَّت وَانهَمَت مُقَلٌ مِنها وحَرَّت بِنیرانِ الأسی کَبِدُ
عَجِبتُ لِلأَرضِ ما ساخَت جَوانِبُها وقَد تَضَعضَعَ مِنهَا الطَّودُ وَالوَتَدُ
ولِلسَّماواتِ لِم لا زُلزِلَت وعَلی مَن بَعدَ سِبطِ رَسولِ اللّهِ تَعتَمِدُ
اللّهُ أکبَرُ ماتَ الدّینُ وَانطَمَسَت أعلامُهُ وعَفَی الإِیمانُ وَالرَّشَدُ (2)
3146.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلدکتورِ زَکی المَحاسِنِیِّ یَرثِی الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام-:
ص:163
عاطِنی دَمعاً وخُذ مِنِّیَ عَیناً وا حُسَیناً وا حُسَیناً وا حُسَینا
أنَا فِی الشّامِ وتَیَّارُ حَنانی یَنتَحی مِن ذِکرِکَ المَحزونِ حَینا
یَسأَلُ الرّیحَ إذا هَبَّت رُخاءً فِی البَوادی عَن هَویً قَد کانَ دینا
یا مِهاداً فِی العِراقَینِ أجیبی أینَ مَثوی ذلِکَ المَحبوبِ أینا
کَربَلاءٌ لَفحَةٌ قَهرِیَّةٌ حَمَلت فی صَفحَةِ التاریخِ شَینا...
هَبَّ یُطغیها عَلی طُغیانِها بَطَلٌ أعداؤُهُ نادَوا:إلَینا...
فَأَتاهُ الجَمعُ فی وَثبِ الفِدا یا حُسَیناهُ لِلُقیاکَ أتَینا...
بِأَبی أنتَ واُمّی تِلکَ رو حٌ غَیرَ ما نَفدیکَ فیها مَا اقتَنَینا
خُذ أبَا الحَمدِ فَهذی طَعنَةٌ بِعَدُوِّ اللّهِ طَغواها وَرَینا
وهُتافٌ قَد عَلا تَهدارُهُ نَحنُ أنصارُکَ إنّا قَد حَمَینا...
عَطَشاً غِبتَ عَنِ الدُّنیا فَیا لَیتَنا حُزناً بِماءٍ مَا ارتَوَینا
نَشرَبُ الکَأسَ بِلا طَعمٍ وما ساغَ أنّا بَعدَ ظَمآنَ استَقَینا
لَیسَ یَرثیکَ سِوی روحٍ عَلَی النَّجَفِ الأَشرَفِ عَنها مَا انثَنَینا
حَمَلَت سِرَّ (البَلاغاتِ) ولَو سُکِبَت شِعراً لِمَرثی ما رَثَینا
یا حَبیبی لَکَ فِی الشّامِ نَدیً فی مَطَلِّ الزَّهرِ قَد رَفَّ عَلَینا
ص:164
کَم رَکِبنَا الشَّوقَ نَسری عُمرَهُ خَلفَ آمادِ الهَوی فیهِ جَرَینا (1)
3147.أدب الطفّ: مِن رَوائِعِهِ [السَّیِّدِ صالِحٍ الحِلِّیِّ] فی أبِی الفَضلِ العَبّاسِ علیه السّلام:
مِن هاشِمٍ سَلَبَت امَیَّةُ تاجَها وفَرَت بِسَیفِ ضَلالِها أوداجَها
تَخلو عَرینَةُ هاشِمٍ مِن اسدِها وتَکونُ ذُؤبانُ الفَلا وُلّاجَها
قَومٌ إذَا الهَیجا تَلاطَمَ مَوجُها خاضوا بُشزَّبِ خَیلِهِم أمواجَها
ما بالُها أغضَت وعَهدِیَ أنَّها کانَت لِکُلِّ مُلِمَّةٍ فُرّاجَها
إلی أن یقول:
لِلشّوسِ عَبّاسٌ یُریهِم وَجهَهُ وَالوَفدُ یَنظُرُ باسِماً مُحتاجَها
بابُ الحَوائِجِ ما دَعَتُه مَروعَةٌ فی حاجَةٍ إلّاویَقضی حاجَها
بِأَبی أبَا الفَضلِ الَّذی مِن فَضلِهِ السّامی تَعَلَّمَتِ الوَری مِنهاجَها
قَطَعوا یَدَیهِ وطالَما مِن کَفِّهِ دِیَمُ الدِّما قَد أمطَرَت ثَجّاجَها (3)
أعَمودَ أخبِیَتی وحامی حَوزَتی وسِراجَ لَیلی إن فَقَدتُ سِراجَها
أعزِز عَلَیکَ بِأَن تَرانِیَ مُفرَداً فاجَأتَ مِن جَیشِ العِدی أفواجَها
أفدی مُحَیّاً بِالتُّرابِ قَدِ اکتَسَت مِن نورِهِ شَمسُ الضُّحی أبهاجَها (4)
ص:165
3148.الدرّ النضید -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ صالِحِ القَزوینِیِّ یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام وصَحبَهُ المَیامینَ-:
ما أحدَثَ الحَدَثانِ خَطباً مُفظعِاً إلّا وخَطبُ السِّبطِ مِنهُ أفظَعُ
دَمُهُ یُباحُ ورَأسُهُ فَوقَ الرِّما حِ وشِلوُهُ بِشَبَا الصِّفاحِ مُوَزَّعُ...
یا کَوکَبَ العَرشِ الَّذی مِن نورِهِ ال کُرسِیُّ وَالسَّبعُ العُلی تَتَشَعشَعُ
کَیفَ اتَّخَذَتَ الغاضِرِیَّةَ مَضجَعاً وَالعَرشُ وَدَّ بِأَنَّهُ لَکَ مَضجَعُ
لَهفی لِآلِکَ کُلَّما دَمِعَت لَها عَینٌ بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ تُقرَعُ
وإِلی یَزیدَ حَواسِراً تُهدی عَلَی ال أَقتابِ تَحمِلُها العِجافُ الضُّلَّعُ
لَهفی عَلی زَینِ العِبادِ مُصَفَّداً مُضنیً یُقادُ عَلی بَعیرٍ یَضلَعُ...
للّهِ ِ أقمارٌ أفَلنَ بِکَربَلا ولَها بِیَثرِبَ وَالمُحَصَّبِ مَطلَعُ
أنِسَت بِهِم أرضُ الطُّفوفِ واُوحِشَت هَضَباتُ یَثرِبَ وَالمُقامُ الأَرفَعُ
طُف بی عَلی أرضِ الطُّفوفِ وقُل لَها مُستَعبِراً أعَلِمتِ مَن بِکِ مودَعُ
فیکِ الإِمامُ أبُو الأَئِمَّةِ وَالَّذی هُوَ لِلفَضائِلِ وَالمَناقِبِ مَجمَعُ
مَولَی بِتُربَتِهِ الشِّفاءُ وتَحتَ قُبَّ تِهِ الدُّعا مِن کُلِّ داعٍ یُسمَعُ...
فیکِ الَّذی أشجَی البَتولَ ونَجلَها ولَهُ النَّبِیُّ وصِنوُهُ مُتَفَجِّعُ؟
ص:166
مَن کانَ فی حِجرِ الإِمامَةِ بِالهُدی یَربو ومِن ثَدیِ النُّبُوَّةِ یَرضَعُ
فَحَیاةُ أصحابِ الکِساءِ حَیاتُهُ وبِیَومِ مَصرَعِهِ جَمیعاً صُرِّعوا (1)
3149.الدرّ النضید -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ صالِحٍ القَزوینِیِّ یَرثی بِها شُهَداءَ الطَّفِ-:
أیُقعِدُنی عَن خِطَّةِ المَجدِ لائِمٌ قَصیرَ الخُطی مَن أقعَدَتهُ اللَّوائِمُ...
سَلِ الطَّفَّ عَن أهلی وإِن کُنتَ عالِماً فَکَم سائِلٍ عَن أمرِهِ وهوَ عالِمُ
غَداةَ ابنُ حَربٍ سامَهَا الضَّیمَ فَارتَقَت بِها لِلمَعالی الغُرِّ أیدٍ عَواصِمُ (3)
وقادَ لَهَا الجَیشَ اللُّهامَ (4)ضَلالَةً مَتی رَوَّعَت اسدَ العَرینِ البَهائِمُ
رَماها بِآسادِ الکَریهَةِ فِتیَةٌ نَماها إلَی المَجدِ المَؤَثَّلِ هاشِمُ
مَساعیرُ حَربٍ فَوقَ کُلِّ مُضَمَّرٍ مَدیدِ عِنانٍ لَم تَخُنهُ الشَّکائِمُ (5)
ص:167
مَناجیبُ لا مُستَدفِعُ الضَّیمِ خائِبٌ لَدَیهِم ولا مُستَرفِدُ الرِّفدِ نادِمُ
فَمَا العَیشُ إلّاما تُنیلُ أکُفُّهُم ومَا المَوتُ إلّاما تَنالُ الصَّوارِمُ
سَرَت کَالنُّجومِ الزُّهرِ حَفَّت بِمَشرِقٍ هُوَ البَدرُ لا ما حَجَّبَتهُ الغَمائِمُ
وزارَت عِراصَ الغاضِرِیَّةِ ضَحوَةً ومَوجُ المَنایا حَولَها مُتَلاطِمُ
بِیَومٍ کَظِلِّ الرُّمحِ ما فیهِ لِلفَتی سِوَی السَّیفِ وَالرُّمحِ الرُّدَینِیِّ عاصِمُ
ومَدَّت بِهِ شَمسُ النَّهاِر رُواقَها فَحَجَّبَها لَیلٌ مِنَ النَّقعِ قاتِمُ
تَراکَمَ داجِی النَّقعِ فیهِ فَأَشرَقَت وُجوهٌ وَأَحسابٌ لَهُم وصَوارِمُ
أبا حَسَنٍ یُهنیکَ ما أصبَحوا بِهِ وإِن کانَ لِلقَتلی تُقامُ المَآتِمُ
لَأورَثتَهُم مَجداً وما کانَ حَبوَةً (1) ولکِنَّ نَصفاً (2)فی بَنیکَ المَکارِمُ
مَشَوا فی ظِلالِ السُّمرِ مِشیَتَکَ الَّتی لَها خَضَعَت اسدُ العَرینِ الضَّراغِمُ
وما بَرِحوا حَتّی تَفانَوا ومَن یَقِف کَمَوقِفِهِم لا تَتبَعَنهُ اللَّوائِمُ
رَعَوا ذِمَّةَ المَجدِ الأَثیلِ عِمادُهُ فَما رُعِیَت لِلمَجدِ فیهَا الذَّمائِمُ
عُطاشی عَلَی البَوغا تَمُجُّ دِماءَها فَتَنهَلُ فیهَا الماضِیاتُ الصَّوارِمُ
تُشالُ بِأَطرافِ الرِّماحِ رُؤوسُها کَزُهرِ الدَّراری (3)أبرَزَتهَا الغَمائِمُ (4)
ص:168
3150.أدب الطفّ: قالَ الحاجُّ عَبدُ الحُسَینِ الاُزرِیُّ البَغدادِیُّ:
عِش فی زَمانِکَ ما استَطَعتَ نَبیلا وَاترُک حَدیثَکَ لِلرُّواةِ جَمیلا
ولِعِزِّکَ استَرخِص حَیاتَکَ إنَّهُ أغلی،وإِلّا غادَرَتکَ ذَلیلا...
العِزُّ مِقیاسُ الحَیاةِ وضَلَّ مَن قَد عَدَّ مِقیاسَ الحَیاةِ الطّولا...
ما کانَ لِلأَحرارِ إلّاقُدوَةً بَطَلٌ تَوَسَّدَ فِی الطُّفوفِ قَتیلا
بَعَثَتهُ أسفارُ الحَقائِقِ آیَةً لا تَقبَلُ التَّفسیرَ وَالتّأویلا
لا زالَ یَقرَؤُهَا الزَّمانُ مُعَظِّماً فی شأنِها،ویَزیدُها تَرتیلا
یَدوی صَداها فِی المَسامِعِ زاجِراً مَن عَلَّ ضَیماً وَاستَکانَ خُمولا
أفدیکَ مُعتَصِماً بِسَیفِکَ لَم تَجِد إلّاهُ فی حِفظِ الذِّمارِ کَفیلا...
طَبَعَتکَ أهدافُ النَّبِیِّ وذَرَّبَت (2) یَدُها شَباتَکَ (3)وَانتَضَتکَ صَقیلا
فَإِذا خَطَبتَ رَأَوکَ عَنهُ مُعَبِّراً وإِذا انتَمَیتَ رَأَوکَ مِنهُ سَلیلا
ومَشَیتَ مِشیَةَ مُطمَئِنٍّ حینَما أزمَعتَ عَن هذِی الحَیاةِ رَحیلا
تَستَقبِلُ البیضَ الصِّفاحَ کَأَنَّها وَفدٌ یُؤَمِّلُ مِن نَداکَ مُنیلا
فَکَأَنَّ مَوقِفَکَ الأَبِیَّ رِسالَةٌ وبِها کَأنَّکَ قَد بُعِثتَ رَسولا
ص:169
نَهجُ الأُباةِ عَلی هُداکَ ولَم تَزَل لَهُمُ مِثالاً فِی الحَیاةِ نَبیلا
وتَعَشَّقَ الأَحرارُ سُنَّتَکَ الَّتی لَم تُبقِ عُذراً لِلشَجی مَقبولا
قَتَلوکَ لِلدُّنیا ولکِن لَم تَدُم لِبَنی امَیَّةَ بَعدَ قَتلِکَ جیلا
ولَرُبَّ نَصرٍ عادَ شَرَّ هَزیمَةٍ تَرَکَت بُیوتَ الظّالِمینَ طُلولا
حَمَلت (بِصِفّینَ) الکِتابَ رِماحُهُم لِیَکونَ رَأسُکَ بَعدَهُ مَحمولا
یَدعونَ بِاسمِ (مُحَمَّدٍ)،وبِکَربَلا دَمُهُ غَدا بِسُیوفِهِم مَطلولا
لَو لَم تَبِت لِنِصالِهِم نَهباً لَما اجتَرَأَ (الوَلیدُ) فَمَزَّقَ التَّنزیلا
تَمضِی الدُّهورُ ولا تَری إلّاکَ فی الدُّ نیا شَهیدَ المَکرُماتِ جَلیلا
وکَفاکَ تَعظیماً لِشَأوِکَ مَوقِفٌ أمسی عَلَیکَ مَدَی الحَیاةِ دَلیلا
ما أبخَسَ الدُّنیا إذا لَم تَستَطِع أن توجِدَ الدُّنیا إلَیکَ مَثیلا
بِسَمائِکَ الشُّعراءُ مَهما حَلَّقوا لَم یَبلُغوا مِن ألفِ میلٍ میلا (1)
3151.أدب الطفّ: قالَ [الشَّیخُ عبدُ الحُسَینِ صادِق العامِلِیُّ] یَرثی عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السّلام شَهیدَ کَربَلاءَ:
وعَلِیُّ قَدرٍ من ذُؤابَةِ هاشِمٍ عَبَقَت شَمائِلُهُ بِطیبِ المَحتِدِ
ص:170
أفدیهِ مِن رَیحانَةٍ رَیّانَةٍ جَفَّت بِحَرِّ ظَماً وحَرِّ مُهَنَّدِ
بَکَرَ الذُّبولُ عَلی نَضارَةِ غُصنِهِ إنَّ الذُّبولَ لَآفَةُ الغُصنِ النَّدی
ماءُ الصِّبا ودَمُ الوَریدِ تَجارَیا فیه ولاهِبُ قَلبِهِ لَم یَخمُدِ...
جَمَعَ الصِّفاتِ الغُرِّ وهیَ تُراثُهُ مِن کُلِّ غِطریفٍ وشَهمٍ أصیَدِ
فی بأسِ حَمزَةَ فی شَجاعَةِ حَیدَرٍ بِإِبَا الحُسَینِ وفی مهَابَةِ (أحمَدِ)
وتَراهُ فی خَلقٍ وطیبِ خَلائِقٍ وبَلیغِ نُطقٍ کَالنَّبِیِّ (مُحَمَّدِ)
یَرمِی الکَتائِبَ وَالفَلا غَصَّت بِها فی مِثلِها مِن عَزمِهِ المُتَوَقِّدِ
فَیَرُدُّها قَسراً عَلی أعقابِها فی بَأسِ عِرّیسِ (1)العَرینَةِ مُلبِدِ (2)
ویَؤوبُ لِلتَّودیعِ وهوَ مُجاهِدٌ لِظَمَا الفُؤادِ ولِلحَدیدِ المُجهِدِ
صادِی الحَشا وحُسامُهُ رَیّانُ مِن ماءِ الطُّلی (3)وَغِرارُهُ (4)لَم یَبرُدِ
یَشکو لِخَیرِ أبٍ ظَماهُ ومَا اشتَکی ظَمَأَ الحَشی إلّاإلَی الظّامِی الصَّدی
فَانصاعَ یُؤثِرُهُ عَلَیهِ بِریقِهِ لَو کانَ ثَمَّةَ ریقُهُ لَم یَجمُدِ
کُلٌّ حَشاشَتُهُ کَصالِیَةِ الغَضا ولِسانُهُ ظَمِئٌ کَشِقَّةِ مِبرَدِ
ومُذِ انثَنی یَلقَی الکَریهَةَ باسِماً وَالمَوتُ مِنهُ بِمَسمَعٍ وبِمَشهَدِ
لَفَّ الوَغی و أَجالَها جَولَ الرَّحی بِمُثَقَّفٍ مِن بأسِهِ ومُهَنَّدِ
عَثَرَ الزَّمانُ بِهِ فَغادَرَ جِسمَهُ نَهبَ القَواضِبِ وَالقَنَا المُتَقَصِّدِ
ص:171
ومَحَا الرَّدی یا بِئسَ ما غالَ الرَّدی مِنهُ هِلالَ دُجیً وغُرَّةَ فَرقَدِ
یا نُجعَةَ (1)الحَیَّینِ هاشِمَ وَالعُلا وحِمَی الذِّمارَینِ (2)العُلی وَالسُّؤدَدِ
فَلتَذهَبِ الدُّنیا عَلَی الدُّنیَا العَفا ما بَعدَ یَومِکَ مِن زَمانٍ أرغَدِ (3)
3152.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیّدِ عَبدِ المُطَّلبِ الحِلِّیِّ یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام-:
أیُّ یَومٍ مَلَأَ الدُّنیا أسیً طَبَّقَ الکَونَ عَجیجاً وصِیاحا
یَومَ أضحی حَرَمُ اللّهِ بِهِ لِلمَغاویرِ عَلَی الطَّفِّ مُباحا
ابرِزَت مِنهُ بَناتُ المُصطَفی حائِراتٍ یَتَقارَضنَ المَناحا
أیُّهَا المُدلِجُ (5)فی زَیَّافَةٍ (6) تَنشُرُ الأَکمَ (7)کَما تَطوِی البِطاحا
ص:172
فَإِذا جِئتَ الغَرِیَّینِ أرِح فَلَقَد نِلتَ بِمَسراکَ النَّجاحا
قُل لَهُ یا أسَدَ اللّهِ استَمِع نَفثَةً ضاقَ بِهَا الصَّدرُ فَباحا
کَم رَضیعٍ لَکَ بِالطَّفِّ قَضی عاطِشاً یَقبِضُ بِالرّاحَةِ راحا
أرضَعَتهُ حَلَمُ النَّبلِ دَماً مِن نَجیعِ الدَّمِ لا الدَّرِّ القَراحا
ولَکَم رَبَّةُ خِدرٍ ما رَأی شَخصَهَا الوَهمُ ولا بِالظَّنِّ لاحا
أصبَحَت رَبَّةَ کورٍ وبِها تَرقُلُ العیسُ غُدُوّاً ورَواحا
سُلِبَت أبرادُها فَالتَحَفَت بِوَقارٍ صانَها عَن أن تُباحا
وَاکتَسَت بُرداً مِنَ الهَیبَةِ قَد رَدَّ عَنها نَظَرَ العَینِ الِتماحا
لَو تَراها یَومَ أضحَت بِالعَرا جَزَعاً تَندُبُ رَحلاً مُستَباحا
حَیثُ لا مِن هاشِمٍ ذو نَخوَةٍ دونَها فی کَربَلا یُدمی السِّلاحا (1)
3153.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ عَبدِ المَهدی مَطَر یَرثِی الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام-:
قُم وَانظُرِ البَیتَ الحَرامَ ونَظرَةً اُخری لِقَبرِکَ فَهوَ حِجٌّ أکبَرُ
أصبَحتَ مَفخَرَةَ الحَیاةِ وحَقَّ لَو فَخُرَت بِهِ فَدَمُ الشَّهادَةِ مَفخَرُ...
وعَلَی الکَریهَةِ تَستَفِزُّکَ نَخوَةٌ حَمراءُ دامِیَةٌ ویَومٌ أحمَرُ
ص:173
شَکَتِ الشَّریعَةُ مِن حُدودٍ بُدِّلَت فیها وأَحکامٍ هُناکَ تُغَیَّرُ
سَلَبَت مَحاسِنَها امَیَّةُ فَاغتَدَت صُوَراً کَما شاءَ الضَّلالُ تُصَوَّرُ
عَصَفَت بِهَا الأَهواءُ فَهیَ أسیرَةٌ تَشکو وهَل غَیرُ الحُسَینِ مُحَرِّرُ
وافی بِصِبیَتِهِ الصَّباحَ فَساقَهُم لِلدّینِ قُربانَ الإِلهِ فَجُزِّروا
أدَّی الرِّسالَةَ مَا استَطاعَ وإِنَّما تَبلیغُها بِدَمٍ یُطَلُّ ویُهدَرُ
فَبِذِمَّةِ الإِصلاحِ جَبهَةُ ماجِدٍ تُرمی ووَضّاحُ الجَبینِ یُعَفَّرُ
لَبَّیکَ مُنفَرِداً احیطَ بِعالَمٍ تُحصِی الحَصی عَدَداً وما أن یُحصَروا
لَبَّیکَ ظامٍ حَلَّؤوهُ عَنِ الرُّوا وبِراحَتَیهِ مِنَ المَکارِمِ أبحُرُ
هذی دُموعُ المُخلِصینَ فَرَوِّ مِن عَبَراتِها کَبِداً تَکادُ تَفَطَّرُ
وَاعطِف عَلی هذِی القُلوبِ فَإِنَّها وَدَّت لَوَ انَّکَ فِی الأَضالِعِ تُقبَرُ
یَتَزاحَمونَ عَلَی استِلامِ مَشاعِرٍ مِن دونِ رَوعَتِهَا الصَّفا وَالمَشعَرُ
رَکَبوا لَهَا الأَخطارَ حَتّی لَو غَدَت تُبرَی الأَکُفُّ أوِ الجَماجِمُ تُنثَرُ (1)
3154.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ عَلِیٍّ العَلّاقِ النَّجَفِیِّ فی رِثاءِ الحُسَینِ علیه السّلام-:
فَلَوَ انَّ أحمَدَ قَد رَآکَ عَلَی الثَّری لَفُرِشنَ مِنهُ لِجِسمِکَ الأَحشاءُ
أو بِالطُّفوفِ رَأَت ظَماکَ سَقَتکَ مِن ماءِ المَدامِعِ امُّکَ الزَّهراءُ
ص:174
یا لَیتَ لا عَذُبَ الفُراتُ لِوارِدٍ وقُلوبُ أبناءِ النَّبِیِّ ظِماءُ
کَم حُرَّةٍ نَهَبَ العِدی أبیاتَها وتَقاسَمَت أحشاءَهَا الأَرزاءُ
تَغدو وتَدعو بِالحُماةِ ولَم یَکُن بِسِوَی السِّیاطِ لَها یُجابُ دُعاءُ
هَتَفَت تُثیرُ کَفیلَها وکَفیلُها قَد أرمَضَتهُ فِی الثَّرَی الرَّمضاءُ
یا کَعبَةَ البَیتِ الحَرامِ ومَن سَمَت بِهِمُ عَلی هامِ السَّمَا البَطحاءُ
للّهِ ِ یَومٌ فیهِ قَد أمسَیتُمُ اُسَراءَ قَومٍ هُم لَکُم طُلَقاءُ
حَمَلوا لَکُم فِی السَّبیِ کُلَّ مَصونَةٍ وسَرَوا بِها فِی الأَسرِ أنّی شاؤوا
تَنعی لُیوثَ البَأسِ مِن فِتیانِها وغُیوثِها إن عَمَّتِ البَأساءُ...
حَنَّت ولکِنَّ الحَنینَ بُکاً وقَد ناحَت ولکِن نَوحُها إیماءُ (1)
3155.أدب الطفّ: غَزوَةُ القَزوینِیُّ،قالَت فی رِثاءِ الإِمامِ سَیِّدِ الشُّهَداءِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام مِن قَصیدَةٍ:
أیُّهَا المُدلِجُ فی زیَّافَةٍ قَصَدَت فی سائِقیهَا النَّجَفا
إن تَوَصَّلتَ إلی حامِی الحِمی فِی الغَرِیَّینِ فَأَبدِ الأَسَفا
ص:175
قُل لَهُ إنَّ حُسَیناً قَد قَضی فی شِفارِ الکُفرِ مَحزوزَ القَفا (1)
3156.أدب الطفّ: الشَّیخُ قاسِمُ المُلّا،مِن شِعرِهِ فی عَلِیٍّ الأَکبَرِ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام شَهیدِ الطَّفِّ:
إلَیکَ رَسولَ اللّهِ جئتُ مُعَزِّیاً بِقاصِمَةٍ لِلدّینِ قَد قَصَمَت ظَهرا
شَبیهُکَ فِی الأَخلاقِ وَالخُلقِ اودِعَت مَحاسِنُهُ فی کَربَلا بِثَرَی الغَبرا
ذَوی غُصنُهُ مِن بَعدِ ما کانَ یانِعاً وبِالرَّغمِ ریحُ الحَتفِ تَقصِمُهُ قَسرا
فَیا لَیلُ طُل حُزناً فَلَیلی بِنَوحِها وأَجفانِها إن جَنَّها لَیلُها سَهری
تَعُطُّ الحَشا لَاالبُردَ حُزناً عَلَی ابنِها وأَدمَت أدیمَ الخَدِّ مِن خَدشِها الظُّفرا
فَما امُّ خِشفٍ (3)أدرَکَتهُ عَلی ظَماً وخَوفِ حُبالاتٍ (4)نَأَت فِی الفَلا ذُعرا
بِأَوجَدَ مِنها حینَ لِلسِّبطِ عایَنَت ومِنهُ صَقیلُ الوَجهِ حُزناً قَدِ اصفَرّا
أعیدی دُعاءَ الاُمِّ یا لَیلُ إنَّنی أرَی ابنَکِ فی أعداهُ یَغتَنِمُ النَّصرا
فَأَرخَت عَلَی الوَجهِ المَصونِ أثیثَها (5) وطَرفُ أبیهِ السِّبطِ مِن طَرفِها أجری
ولَم أنسَهُ لَمّا عَلَیهِ قَدِ انحَنی وأَحشاؤُهُ حُزناً مُسَعَّرَةٌ حَرّی
یُنادی عَلَی الدُّنیا العَفا ونِداؤُهُ عَلَیهِ عَظیمٌ شَجوُهُ یَصدَعُ الصَّخرا
بُنَیَّ جَرَحتَ القَلبَ مِنّی فَلَم أجِد لِجُرحِکَ طولَ الدَّهرِ غَوراً ولا سَبرا
بُنَیَّ تَرَکتَ العَینَ غَرقی بِدَمعِها وجَذوَةَ قَلبی حَرُّها یُضرِمُ الجَمرا
ص:176
إذا رُمتُ أن أسلو مُصابَکَ بُرهَةً تُهَیِّجُنی فیهِ الکَآبَةُ بِالذِّکری (1)
3157.الدرّ النضید -مِن قَصیدَةٍ لَهُ-:
أجری دُموعی رُزءُ آلِ مُحَمَّدٍ ودَهی سَوادَ الرَّأسِ بِالأَوضاحِ
رُزءٌ تَهونُ لَهُ الخُطوبُ وفادِحٌ مَلَأَ الزَّمانَ بِعَولَةٍ ونِیاحِ
هَلَّ المُحَرَّمُ فَاستَهَلَّت عَبرَتی فَوقَ الخُدودِ بِواکِفٍ سَفّاحِ
اللّهُ أکبَرُ کَم دَمٍ فی کَربَلا هَدرٍ وخِدرٍ لِلنَّبِیِّ مُباحِ (3)
وکَرائِمٍ أسری تَعُجُّ بِنَدبِها فی کُلِّ مَغدَی لِلسُّری ومَراحِ
هذی امَیَّةُ خَضَّبَت فی کَربَلا بِدَمِ الحُسَینِ عَوامِلَ الأَرماحِ (4)
3158.الدرّ النضید: وقالَ أیضاً:
هذِهِ کَربَلا فَقِف فی ثَراها وَاخلَعِ النَّعلَ عِندَ وادی طُواها
فَهیَ وادِی القُدسِ الَّتی وَدَّتِ الشُّه بُ الدَّراری بِأَنَّها حَصباها
حَلَّ فیهَا النّورُ الَّذی نارُ موسی صاحِبِ الطُّورِ مِن سَناهُ سَناها
فاخَرَت کَعبَةَ الحَجیجِ فَکانَت أشرَفَ الکَعبَتَینِ قَدراً وَجاها
ص:177
یا إماماً لَولاهُ ما خُلِقَ الخَل قُ ولا کانَ أرضُها وسَماها
قِف بِها وَاسکُبِ الدُّموعَ دِماءً وَابکِ عُمرَ المَدی عَلی قَتلاها
أیُّ قَتلی فِی اللّهِ ما مِن نَبِیٍّ أو وَصِیٍّ مِن قَبلُ إلّابَکاها
وبَکَت بِالدَّمِ السَّماواتُ وَالأر ضُ وقَد قَلَّ بِالدِّماءِ بُکاها
أیُّ عَینٍ فِی النّاسِ تَبخَلُ بِالدَّم عِ وعَینُ النَّبِیِّ بادٍ قَذاها (1)
3159.الدرّ النضید :وقالَ أیضاً یَرثی مُسلِمَ بنَ عَقیلٍ:
یا مُسلِمُ بنُ عَقیلٍ لا أغَبَّ ثَری ضَریحِکَ المُزنُ هَطّالاً وهَتّانا
ولَو تَکونُ بِسُقیاهُ السَّما بَخِلَت سَقَیتُهُ مِن دُموعِ العَینِ غُدرانا
بَذَلتَ نَفسَکَ فی مَرضاةِ خالِقِها حَتّی قَضَیتَ بِسَیفِ البَغیِ ظَمآنا
کَأَنَّما نَفسُکَ اختارَت لَها عَطَشاً لَمّا دَرَت أن سَیَقضِی السِّبطُ عَطشانا
فَلَم تُطِق أن تُسیغَ الماءَ عَن ظَمَأٍ مِن ضَربَةٍ ساقَها بَکرُ بنُ حِمرانا
یا فارِسَ الحَربِ إن نارُ الوَغی خَمَدَت ألهَبتَ لِلحَربِ بِالهِندِیِّ نیرانا
یا لَیثَ هاشِمَ وَالفَرعِ الَّذی ضَرَبَت بِهِ الاُصولُ إلی فِهرٍ وعَدنانا
إن یَغدُروا بِکَ عَن عَمدٍ فَقَد غَدَروا بِالمُرتَضی وَابنِهِ سِرّاً وإِعلانا (2)
ص:178
3160.مستدرکات أعیان الشیعة: الشَّیخُ مُحَمَّد أحمَد الفَرَج،قالَ مِن قَصیدَةٍ فی رِثاءِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام:
لِهاشِمَ یَومَ الطَّفِّ ثارٌ مُضَیَّعُ وفی أرضِهِ لِلمَجدِ جِسمٌ مُوَزَّعُ...
فَنَهضاً فَإِنَّ العِزَّ أن تَنهضوا لَها وإِلّا فَإِنَّ الکَفَّ لِلنَّفسِ أنفَعُ
سَنَنتُم بِیَومِ الفَتحِ صَفحاً فَأَصبَحَت نِساءُ بَنی حَربٍ مِنَ السَّبیِ تُمنَعُ
فَتِلکَ بِهَا اللّاتی أشادَت بِهَا الظُّبا مَضارِبَ مِن هامِ السِّماکَینِ أرفَعُ
بِرَغمِ الهُدی أمسَت و لا دونَ خِدرِها قَریعُ وَغیً عَنها یَذُبُّ ویَدفَعُ
لَقَد هَجَمَت حَربٌ عَلَیها خِباءَها فَکَم بُرقُعٍ عَنها یُماطُ ویُرفَعُ
وکَم حُرَّةٍ کَالشَّمسِ تُدمی بِوَکزِها وکَم طِفلَةٍ کَالبَدرِ بِالضَّربِ توجَعُ
وکَم ثاکِلٍ عَزَّت ثَکولاً ورُضَّعٍ لَهَا انتَحَبَت عَن بَلَّةِ الثَّدیِ أدمُعُ
وکَم مِن خِباً أمسی إلَی النّارِ مَوقِداً بِحَیثُ غَدَت فی وَجهِ عِزِّکَ تَسفَعُ (2)(3)
ص:179
3161.الأنوار القدسیة -مِمّا نَظَمَهُ فِی الحُسَینِ علیه السّلام-:
أنتَ مِنَ الوُجودِ عَینُ العَینِ فَکُن قَریرَ العَینِ بِالحُسَینِ
شِبلُکَ فِی القُوَّةِ وَالشَّجاعَة نَفسُکَ فِی العِزَّةِ وَالمَناعَة...
وهوَ سَفینَةُ النَّجاةِ فِی اللُّجَج وبابُها السّامی ومَن لَجَّ وَلَج...
رافِعُ رایَةِ الهُدی بِمُهجَتِه کاشِفُ ظُلمَةِ العَمی بِبَهجَتِه...
بَنَی المَعالی بِمَعالی هِمَمِه مَا اخضَرَّ عودُ الدّینِ إلّابِدَمِه
بِنَفسِهِ اشتَری حَیاةَ الدّینِ فَیا لَها مِن ثَمَنٍ ثَمینِ
أحیا مَعالِمَ الهُدی بِروحِهِ داوی جُروحَ الدّینِ مِن جُروحِهِ (2)
ص:180
3162.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ مُحَمَّدِ الحُسَینِ کاشِفِ الغِطاءِ یَرثی سَیِّدَ الشُّهَداءِ علیه السّلام-:
خُذُوا الماءَ مِن عَینَیَّ وَالنارَ مِن قَلبی ولا تَحمِلوا لِلبَرقِ مَنّا ولا السُّحبِ
ولا تَحسَبوا نیرانَ وَجدِیَ تَنطَفی بِطوفانِ ذاکَ المَدمَعِ السافِحِ الغَربِ
ولا أنَّ ذاکَ السَّیلَ یُبرِدُ غَلَّتی فَکَم مَدمَعٍ صَبٍّ لِذی غَلَّةٍ صَبِّ
ولا أنَّ ذاکَ الوَجدَ مِنّی صَبابَةٌ لِغانِیَةٍ عَفراءَ أو شادِنٍ تِربِ
نَفی عَن فُؤادی کُلَّ لَهوٍ وباطِلٍ لواعِجُ قَد جَرَّعنَنی غُصَصَ الکَربِ
أبیتُ لَها أطوِی الضُّلوعَ عَلی جَویً کَأَنِّی عَلی جَمرِ (2)الغَضا واضِعٌ جَنبی
رَزایاکُمُ یا آلَ بَیتِ مُحَمَّدٍ أغُصُّ لِذِکراهُنَّ بِالمَنهَلِ العَذبِ
عَمیً لِعُیونٍ لا تَفیضُ دُموعُها عَلَیکُم وقَد فاضَت دِماکُم عَلَی التُّربِ
وتَعساً لِقَلبٍ لا یُمَزِّقُهُ الأَسی لِحَربٍ بِهِ قَد مَزَّقَتکُم بَنو حَربِ
فَوا حَرَّتا قَلبی وتِلکُم حُشاشَتی تَطیرُ شَظایاها بِوا حَرَّتا قَلبی
أأَنسی وَهَل یَنسی رَزایاکُمُ الَّتی ألَبَّت (3)عَلی دینِ الهِدایَةِ ذو لُبِّ
أأَنسی بِأَطرافِ الرِّماحِ رُؤوسَکُم تَطَلَّعُ کَالأَقمارِ فِی الأَنجُمِ الشُّهبِ
ص:181
أأَنسی طِرادَ الخَیلِ فَوقَ جُسومِکُم وما وَطِئَت مِن مَوضِعِ الطَّعنِ وَالضَّربِ
أأَنسی دِماءً قَد سُفِکنَ وأَدمُعا سُکِبنَ وأَحراراً هُتِکنَ مِنَ الحُجبِ
أأَنسی بُیوتاً قَد نُهِبنَ ونِسوَةً سُلِبنَ وأَکبادا اذِبنَ مِنَ الرُّعبِ
أأَنسی اقتِحامَ الظّالِمینَ بُیوتَکُم تُرَوِّعُ آلَ اللّهِ بِالضَّربِ وَالنَّهبِ
أأَنسی اضطِرامَ النّارِ فیها وما بِها سِوی صِبیَةٍ فَرَّت مُذَعَّرَةَ السِّربِ
أأَنسی لَکُم فی عَرصَةِ الطَّفِّ مَوقِفاً عَلَی الهَضبِ کُنتُم فیهِ أرسی مِنَ الهَضبِ
تَشاطَرتُمُ فیهِ رِجالاً ونِسوَةً -عَلی قِلَّةِ الأَنصارِ-فادِحَةَ الخَطبِ
فَأَنتُم بِهِ لِلقَتلِ وَالنَّبلِ وَالقَنا ونِسوَتُکُم لِلأَسرِ وَالسَّبیِ وَالسَّلبِ (1)
3163.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلسَّیِّدِ مُحَمَّد حُسَینِ الکیشوانِ النَّجَفِیِّ یَقولُ فیها-:
وَانصاعَ حامِیَةُ الشَّریعَةِ ظامِیاً ما بَلَّ غَلَّتَهُ بِعَذبِ فُراتِها
أضحی وقَد جَعَلَتهُ آلُ امَیَّةٍ شَبحَ السِّهامِ رَمِیَّةً لِرُماتِها
حَتّی قَضی عَطَشاً بِمُعتَرَکِ الوَغی وَالسُّمرُ تصدُرُ مِنهُ فی نَهَلاتِها
وجَرَت خُیولُ الشِّرکِ فَوقَ ضُلوعِهِ عَدواً تَجولُ عَلَیهِ فی حَلَباتِها
ص:182
ومُخدراتٍ مِن عَقائِلِ أحمَدٍ هَجَمَت عَلَیهَا الخَیلُ فی أبیاتِها
مِن ثاکِلٍ حَرَّی الفُؤادِ مَروعَةٍ أضحَت تُجاذِبُها العِدی جَبَراتِها (1)
ویَتیمَةٍ فَزِعَت لِجِسمِ کَفیلِها حَسرَی القِناعِ تَعُجُّ فی أصواتِها
أهوَت عَلی جِسمِ الحُسَینِ وقَلبُها المَصدوعُ کادَ یَذوبُ مِن حَسَراتِها
وَقَعَت عَلَیهِ تَشُمُّ مَوضِعَ نَحرِهِ وَعُیونُها تَنهَلُّ فی عَبَراتِها
تَرتاعُ مِن ضَربِ السِّیاطِ فَتَنثَنی تَدعو سَرایا قَومِها وحُماتِها
أینَ الحِفاظُ وفِی الطُّفوفِ دِماؤُکُم سُفِکَت بِسَیفِ امَیَّةٍ وقَناتِها...
أینَ الحِفاظُ وهذِهِ فَتَیاتُکُم حُمِلَت عَلَی الأَکوارِ بَینَ عِداتِها
حَمَلَت بِرَغمِ الدّینِ وهیَ ثَواکِلٌ حَسری تُرَدِّدُ بِالشَّجی عَبَراتِها
فَمَنِ المُعَزّی بَعدَ أحمَدَ فاطِماً فی قَتلِ أبناها وسَبی بَناتِها (2)
3164.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ مُحَمَّدٍ الخَلیلِیِّ یَرثی مُسلِمَ بنَ عَقیلٍ-:
إن کُنتَ تَحزَنُ لِادِّکارِ قَتیلِ فَاحزَن لِذِکری مُسلِمِ بنِ عَقیلِ
وَاجزَع لِنازِلَة بِخَیرِ مُفَضَّلٍ أبکی عُیونَ الفَضلِ وَالتَّنزیلِ
ص:183
وَاندُب قَتیلاً مَا انجَلی لَیلُ الوَغی أبَداً لَهُ عَن مُشبِهٍ وبَدیلِ
هُوَ لَیثُ غالِبَ مُسلِمٌ مَن أسلَمَت مُهَجُ العِدی لِفِرَندِهِ المَصقولِ
شَهمٌ تَحَدَّرَ مِن سُلالَةِ هاشِمٍ خَیرِ البُیوتِ عُلاً وخیرُ قَبیلِ
مُتَفَرِّعاً مِن دَوحَةٍ مُضَریَّةٍ تُنمی لِأَصلٍ فِی الفَخارِ أصیلِ
أمَّ العِراقَ مُبلِّغاً بِرِسالَةٍ أکرِم بِمُرسِلِهِ وبِالمَرسولِ
وأَتی إلی کوفانَ یُنقِذُ امَّةً طَلَبَت إغاثَتَهُم عَلی تَعجیلِ
فَاکتَضَّ مَسجِدُها بِهِم وعَلَت بِهِ أصواتُهُم بِالحَمدِ وَالتَّهلیلِ
وتَقاطَروا مِثلَ الفَراشِ تَهافُتاً طَلَباً لِبَیعَتِهِ عَلَی التَّنزیلِ
یُفدونَهُ بِنَفیسِهِم وَالنَّفسِ لا یَبغونَ دونَ رِضاهُ أیَّ بَدیلِ
باتوا وباتَ مُؤَمِّلاً لِلنَّصرِ مِن أشیاخِهِم یا خَیبَةَ المَأمولِ
لکِنَّهُم ما أصبَحوا حَتّی غَدا فی مِصرِهِم لا یَهتَدی لِسَبیلِ
خَذَلوهُ إذ عَدَلوا إلَی ابنِ سُمَّیَةٍ وَاستَبدَلوا الإِرشادَ بِالتَّضلیلِ
وتَجَمَّعوا لِقِتالِهِ مِن بَعدِ ما عَرَفوهُ لِلإِرشادِ خَیرَ دَلیلِ
وأَتَوهُ مُنفَرِداً بِمَنزِلِ طَوعَةٍ وقُلوبُهُم تَغلی بِنارِ ذُحولِ
فَغَدا یُفَرِّقُ جَمعَهُم ویُفَرِّقُ الأَبطالَ فی عَزمٍ لَهُ مَسلولِ
یَلقَی الکُماةَ بِعَزمَةٍ مُضَرِیَّةٍ إجمالُها یُغنی عَنِ التَّفصیلِ
إن صالَ أرجَعَهُم عَلی أعقابِهِم فی بَطشِ لَیثٍ فِی الزُّحامِ صَؤولِ
حَتّی إذا کَضَّ الظَّما أحشاءَهُ وغَدَت دِماهُ تَسیلُ کُلَّ مَسیلِ
وافَوهُ غَدراً بِالأَمانِ وخُدعَةً مِنهُم فَلَم یَخضَع خُضوعَ ذَلیلِ
لکِنَّهُم حَفَرُوا الحَفیرَةَ غیلَةً فَهَوی بِها کَاللَّیثِ جَنبَ الغیلِ
وأَتَوا بِهِ قَصرَ الإِمارَةِ مُثخَناً بِجِراحِهِ ومُقَیَّداً بِکُبولِ
ص:184
فَغَدا یُقارِعُهُ الزَّنیمُ عَداوَةً ویُغیظُهُ سَبّاً بِأَقبَحَ قیلِ
ودَعَا ابنَ حِمرانٍ بِهِ ولِسانُهُ لَهِجٌ بِذِکرِ اللّهِ وَالتَّهلیلِ
فَأَبانَ رَأساً کانَ یَرفَعُهُ الإِبا عَن جِسمِ خَیرِ مُزَمَّلٍ مَقتولِ
ورَماهُ مِن أعلَی البِناءِ إلَی الثَّری کَالطَّودِ إذ یَهوی لِبَطنِ رُمولِ
فَقَضی شَهیداً فی مَواطِنِ غُربَةٍ مُتَضَرِّجاً بِنَجیعِهِ المَطلولِ (1)
3165.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخ مُحَمَّد رِضا المُظَفَّرِ یَقولُ فیها-:
حُکمُ الغَرامِ تَضاحُکٌ وبُکاءُ بیضُ الثُّغورِ ودَمعَتِی الحَمراءُ...
وإِذَا انکَفَأتُ فَلِلحَقیقَةِ أهتَدی فَبِهَا الحُسَینُ السِّبطُ وهوَ ذُکاءُ
شَمسٌ لَها یَومٌ هُنا ورَزِیَّةٌ وأَنا عَلی حالَیهمَا الحَرباءُ
شَعبانُ مِنهُ عَلَی المُحِبِّ لَذاذَةٌ طابَت،ورُزءٌ فیهِ عاشوراءُ
ص:185
نَشدوا عَلی فَرَحٍ وبَینَ قُلوبِنا شَرَرٌ عَلَیهِ مِنَ الرَّمادِ غِطاءُ
بُشرایَ أنّی فی وِلاکَ مُتَیَّمٌ تَقتادُنِی السَّرّاءُ وَالضَّرّاءُ... (1)
3166.إبصار العین -مِن قَصیدَةٍ لَهُ فی رِثاءِ مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ-:
إنَّ امرَءاً یَمشی لِمَصرَعِهِ سِبطُ النَّبِیِّ لَفاقِدُ التِّربِ
أوصی حَبیباً أن یَجودَ لَهُ بِالنَّفسِ مِن مِقَةٍ (3)ومِن حُبِّ
أعزِز عَلَینا یَابنَ عَوسَجَةٍ مِن أن تُفارِقَ ساحَةَ الحَربِ
عانَقتَ بیضَهُمُ وسُمرَهُم ورَجَعتَ بَعدُ مُعانِقَ التُّربِ
أبکی عَلَیکَ وما یُفیدُ بُکا عَینی وقَد أکَلَ الأَسی قَلبی (4)
3167.إبصار العین: ولَهُ فی رِثاءِ العَبّاسِ علیه السّلام:
أمُسنِدَ ذاکَ اللِّوا صَدرَهُ وقَد قُطِعَت مِنهُ یُمنی ویُسری
ص:186
لَثَنَّیتَ جَعفَرَ فی فِعلِهِ غَداةَ استَضَمَّ اللِّوا مِنهُ صَدرا
وأَبقَیتَ ذِکرَکَ فِی العالَمینَ یَتلونَهُ فِی المَحاریبِ ذِکرا
وَأَوقَفتَ فَوقَکَ شَمسَ الهُدی یُدیرُ بِعَینَیهِ یُمنی ویُسری
لَئِن ظَلَّ مُنحَنِیاً فَالعِدی بِقَتلِکَ قَد کَسَروا مِنهُ ظَهرا
وأَلقَوا لِواهُ فَلَفَّ اللِّواءَ ومَن ذا تُری بَعدُ یَسطیعُ نَشرا
نَأَی الشَّخصُ مِنکَ وأَبقی ثَناکَ إلَی الحَشرِ یُدلَجُ فیهِ ویُسری (1)
3168.إبصار العین: ولَهُ فی رِثاءِ بُرَیرٍ:
جَزَی اللّهُ رَبُّ العالَمینَ مُباهِلاً عَنِ الدّینِ کَیما یَنهَجَ الحَقَّ طالِبُه
وأَزهَرَ مِن هَمدانَ یُلقی بِنَفسِهِ عَلَی الجَمعِ حَیثُ الجَمعُ تُخشی مَواکِبُه
أبَرَّ عَلَی الصّیدِ الکُماةِ بِمَوقِفٍ مَناهِجُهُ مَسدودَةٌ ومَذاهِبُه
إلی أن قَضی فِی اللّهِ یَعلَمُ رُمحُهُ بِصِدقِ تَوَخّیهِ ویَشهَدُ قاضِبُه
فَقُل لِصَریعٍ قامَ مِن غَیرِ مارِنٍ عَذَرتُکَ إنَّ اللَّیثَ تُدمی مَخالِبُه (2)
3169.إبصار العین: ولَهُ فی رِثاءِ عَلِیِّ الأَکبَرِ:
بِأَبی أشبَهُ الوَری بِرَسولِ ال لهِ نُطقاً وخِلقَةً وخَلیقَه
قَطَّعَتهُ أعداؤُهُ بِسُیوفٍ هِیَ أولی بِهِم وفیهِم خَلیقَه
لَیتَ شِعری ما یَحمِلُ الرَّهطُ مِنهُ جَسَداً أم عِظامَ خَیرِ الخَلیقَه (3)
3170.إبصار العین: ولَهُ فی رِثاءِ مُسلِمٍ:
ص:187
نَزَفَت دُموعی ثُمَّ أسلَمَنِی الجَوی لِقارِعَةٍ ما کانَ فیها بِمُسلِمِ
اجیلُ وُجوهَ الفِکرِ کَیفَ تَخاذَلَت بَنو مُضَرَ الحَمراءِ عَن نَصرِ مُسلِمِ
أما کانَ فِی الأَرباعِ شَخصٌ بِمُؤمِنٍ وما کانَ فِی الأَحیاءِ حَیٌّ بِمُسلِمِ (1)
3171.إبصار العین: ولَهُ فی رِثاءِ حَبیبِ بنِ مُظَهَّرٍ:
إن یَهُدَّ الحُسَینَ قَتلُ حَبیبٍ فَلَقَد هَدَّ قَتلُهُ کُلَّ رُکنِ
بَطَلٌ َقد لَقی جِبالَ الأَعادی مِن حَدیدٍ فَرَدَّها کَالعِهنِ
لا یُبالی بِالجَمعِ حَیثُ تَوَخّی فَهوَ یَنصَبُّ کَانصِبابِ المُزنِ
أخَذَ الثَّأرَ قَبلَ أن یَقتُلوهُ سَلَفاً مِن مَنِیَّةٍ دونَ مَنِّ
قَتَلوا مِنهُ لِلحُسَینِ حَبیباً جامِعاً فی فَعالِهِ کُلَّ حُسنِ (2)
3172.أدب الطفّ: السَّیِّدُ مُحَمَّد عَلِی الغُرَیفِیُّ،قالَ فی قَصیدَةٍ رَثی بِها أبَا الفَضلِ العَبّاسِ علیه السّلام:
المَجدُ مَجدُکَ یَا بنَ ساقِی الکَوثَرِ وَالفَخرُ فَخرُکَ یا کَریمَ العُنصُرِ...
أبکیکَ مَقطوعَ الیَدینِ مُعَفَّراً نَفسِی الفِداءُ لِجِسمِکَ المُتَعَفِّرِ
ولِرَأسِکَ المَفضوخِ وَالعَینِ الَّتِی انطَفَأَت بِسَهمٍ فِی النِّضالِ مُقَدَّرِ
ص:188
فَمَشَی الحُسَینُ إلَیکَ یَهتِفُ یا أخی أفقَدتَنی جَلَدی وحُسنَ تَصَبُّری
أاُخَیُّ ها فَانظُر بَناتِ مُحَمَّدٍ تَبکی عَلَیکَ بِلَهفَةٍ وتَزَفُّرِ
هَتَفَت وقَد عَزَّ النَّصیرُ لِشَخصِکَ الغالی وکانَ هُتافُها بِتَحَسُّرِ
هذا لِواؤُکَ مَن یَقومُ بِحَملِهِ بَل مَن سَیَحفَظُ بَعدَ فَقدِکَ مَعشَری
جَلَلٌ مُصابُکَ یَابنَ والدِیَ الَّذی قَد هَدَّ رُکنی بَل أضاعَ تَبَصُّری
أشمَتَّ بی أعدایَ یا أوفی أخٍ عِندی بِهِ أقوی وَیَقوی عَسکَری
مَن لِلحِمی مَن لِلعَقائِلِ أصبَحَت حَیری ومَن سَیَحِنُّ لِلطِّفلِ البَری
لا خَیرَ بَعدَکَ فِی الحَیاةِ وقَد غَدی عَیشی لِفَقدِکَ لا هَنِیُّ ولا مَرِی
أبقَیتَنی فَرداً أبَا الفَضلِ الَّذی ما کانَ عَنّی قَطُّ بِالمُتَأَخِّرِ
وسَبَقتَنی لِلخُلدِ فَاهنَأ بِالَّذی أولاکَ رَبُّکَ مِن نَعیمٍ أوفَرِ (1)
ص:189
3173.أدب الطفّ -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ مُحَمَّد عَلی قَسّام یَرثِی الحُسَینَ علیه السّلام-:
یا راکِباً هَیماءَ (2)أجهَدَها السُّری تَطوی مناسِمُها رُبیً ووِهادا
عَرِّج عَلی وادِی البَقیعِ مُعَزِّیاً اُسدَ العَرینِ السّادَةَ الأَمجادا
اسدٌ فَرائِسُها الاُسودُ إذا سَطَت ولَرُبَّ اسدٍ تَفرُسُ الآسادا
ماذَا القُعودُ وجِسمُ سَیِّدکُم لُقیً فی کَربَلا تَخِذَ الرِّمالَ وِسادا
تَعدو عَلَیهِ العادِیاتُ ضَوابِحاً جَریاً فَتوسِعُ جانِبَیهِ طِرادا...
ومَضی نَقِیَّ الثَّوبِ تَکسوهُ العُلا فَخراً طَرائِفَ عِزَّةٍ وتِلادا
سَهمٌ أصابَکَ یَابنَ بِنتِ مُحَمَّدٍ قَلباً أصابَ لِفاطِمٍ وفُؤادا
وأَمَضُّ داءٍ أیُّ داءٍ مُعضِلٍ أوهَی القُلوبَ وزَعزَعَ الأَطوادا
سَبیُ الفَواطِمِ لِلشّآمِ حَواسِراً أسرَی تَجوبُ فَدافِداً ووِهادا
ولَرُبَّ زاکِیَةٍ لِأَحمَدَ ابرِزَت حَسری فَجَلبَبَها الحَیا أبرادا
ص:190
تدعو أباها النَّدبَ نادِبَةً لَهُ وَالطَّرفُ مِنها بِالمَدامِعِ جادا
أتَغُضُّ طَرفاً وَالحَرائِرُ ابرِدَت مِن کَربَلا نَحوَ الشّآمِ تَهادی (1)
3174.مستدرکات أعیان الشیعة: قالَ الشَّیخُ مُحسِنٌ المَعروفُ بِأَبِی الحَبِّ الکَبیرِ بِلِسانِ حالِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام:
أعطَیتُ رَبِّیَ مَوثِقاً لا یَنتَهی إلّا بِقَتلی فَاصعَدی وذَرینی
إن کانَ دینُ مُحَمَّدٍ لَم یَستَقِم إلّا بِقَتلی یا سُیوفُ خُذینی (3)
هذا دَمی فَلتُروَ صادِیَةُ الظُّبا مِنهُ وهذا لِلرِّماحِ وَتینی (4)
3175.أدب الطفّ: الشَّیخُ مُحسِنٌ أبُو الحَبِّ،قالَ فِی الحُسَینِ علیه السّلام:
فارَ تَنّورُ مُقلَتَیَّ فَسالا فَغَطَّی السَّهلَ مَوجُهُ وَالجِبالا
وطَفَت فَوقَهُ سَفینَةُ وَجدی تَحمِلُ الهَمَّ وَالأَسی أشکالا
عَصَفَت فی شِراعِها وهوَ نارٌ عاصِفاتُ الضَّنی صَباً وشِمالا
ص:191
فَهیَ تَجری بِمُزبِدٍ غَیرِ ساجٍ تُرسِلُ الحُزنَ وَالأَسی إرسالا
فَسَمِعتُ الضَّوضاءَ فی کُلِّ فَجٍّ کُلُّ لَحنٍ یُهَیِّجُ الإِعوالا
قُلتُ ماذا عَری-اُمیمَ-فَقالَت جاءَ عاشورُ وَاستَهَلَّ الهِلالا
قُلتُ ماذا عَلَیَّ فیهِ فَقالَت وَیکَ جَدِّد لِحُزنِهِ سِربالا
لا أری کَربَلاءَ یَسکُنُهَا الیَومَ سِوی مَن یَرَی السُّرورَ مَحالا
سُمِّیَت کَربَلاءَ کَی لا یَرومَ الکَربُ مِنها إلی سِواهَا ارتِحالا...
فَتکَةُ الدَّهرِ بِالحُسَینِ إلَی الحَشرِ عَلَینا شَرارُها یَتَوالی
لَکَ یا دَهرُ مِثلُها لا ورَبّی إنَّهَا العَثرَةُ الَّتی لَن تُقالا...
سیمَ فیها دَمُ النَّبِیِّ انسِفاکاً لَیتَ شِعری مَن ذا رَآهُ حَلالا
نَفَرٌ مِن بَنیهِ أکرَمُ مَن تَحتَ السَّما رِفعَةً وأَعلی جَلالا
ضاقَ مِنها رَحبُ الفَضاءِ ولَمّا لَم تَجِد لِلکَمالِ فیهِ مَجالا
رَکِبَت أظهُرَ الحِمامِ وآلَت لا تُعِدُّ الحَیاةَ إلّاوَبالا
مَا اکتَفَت بِالنُّفوسِ بَذلاً إلی أن أتبَعَتهَا النِّساءَ وَالأَطفالا... (1)
ص:192
3176.دیوان الوائلی -مِن قَصیدَةٍ لَهُ یَقولُ فیها-:
سَقَیتُ ذِکراکَ وَالصَّهباءُ قافِیَةٌ هذِی الوُفودَ فَما ذَنبی إذا سَکَروا
وطالَعَتهُم وَما أسمَی الجَلالَ بِها رُؤاکَ فی جَنَباتِ الحَفلِ تَنتَشِرُ
هُنا یُلَألِئُ (یا لَلنَّجمِ) مُنتَصِباً مِنَ الشُّموخِ جَبینٌ شَجَّهُ الحَجَرُ
وها هُنا یَشجُبُ الظَّلماءَ مُنَبلِجاً ثَغرٌ تَشَظّی عَلَیهِ العودُ یَنکَسِرُ
وها هُنا قَدَمٌ سارَت وما عَثَرَت فی حینِ عافَ السُّری بِالدَّربِ مَن عَثَروا
وها هُنا وعَلَیهِ النَّبلُ أوسِمَةٌ صَدرٌ یُحَلِّی العَوالی مِنهُ مُشتَجَرُ
وها هُنا اشرِعَت مَخضوبَةً بِدَمٍ کَفّاکَ تَلطِمُ خَدّاً کُلُّهُ صَعَرُ
ص:193
وها هُنا وهُنا مِن جانِحَیکَ مَشَت روحٌ تَوَثَّبُ کَالبُرکانِ یَنفَجِرُ
مِنها نُسِجتُ فَلِم لا یَزدَهی نَغَمی (وأَنتَ لی فی نَشیدٍ حالِمٍ وَتَرُ) (1)
3177.دیوان الوائلی: ولَهُ أیضاً فی حَدیثِ الجِراحِ حَیثُ قالَ:
ارتَجَلتُ الدَّورَ الأوّلَ فی طَریقی إلَی الحُسَینِ علیه السّلام مِنَ النَّجفِ،ثُمَّ أکمَلتُها وذلِکَ عامَ (1973 م) (2):
الجِراحاتُ وَالدَّمُ المَطلولُ أینَعَت فَالزَّمانُ مِنها خَمیلُ
ومَضَت تُنشِئُ الفُتوحَ وبعضُ الدَّمِ فیما یُعطیهِ فَتحٌ جَلیلُ
وَالدَّمُ الحُرُّ مارِدٌ یُنبِئُ (3)الأَحرارَ وَالثّائِرینَ هذا السَّبیلُ
وحَدیثُ الجِراحِ مَجدٌ وأسمی سِیَرُ المَجدِ مارَوَتهُ النُّصولُ
ثُمَّ عُذراً إن تِهتُ یادَمُ یا جُرحُ فَقدَ أسکَرَ البَیانَ الشُّمولُ
یا أَبَا الطَّفِّ یا نَجیعاً إلَی الآنَ تَهادی عَلی شَذاهُ الرُّمولُ
تَوِّجِ الأَرضَ بِالفُتوحِ فَلِلرَّملِ عَلی کُلِّ حَبَّةٍ إکلیلُ
أرجَفوا أنَّکَ القَتیلُ المُدَمَّی أوَ مَن یُنشِئُ الحَیاةَ قَتیلُ
کَذَبوا لَیسَ یُقتَلُ المَبدَأُ الحُرُّ ولا یَخدَعِ النُّهَی التَّضلیلُ
کَذَبوا لَن یَموتَ رَأیٌ لِنورِ الشَّمسِ مِن بَعضِ نورِهِ تَعلیلُ
کَذَبوا کُلُّ وَمضَةٍ مِن سُیوفِ الحَقِّ فی فاحِمِ الدُّجی قِندیلُ
کُلُّ عِرقٍ فَرَوهُ لَهوَ بِوَجهِ الظُّلمِ وَالبَغیِ صارِمٌ مَسلولٌ
ویَموتُ الرَّسولُ جِسماً ولکِن فِی الرِّسالاتِ لَن یَموتَ الرَّسولُ...
ص:194
یا أَبَا الطَّفِّ إن أخَذتَ فَقَد أعطَیتَ للّهِ ِ وَالعَطاءُ جَزیلُ
فَالتُّرابُ الجَدیبُ ما اخَضَرَّ لَو لَم یَتَصَدَّی لَهُ السَّحابُ الهَطولُ
ومَنالُ الرُّغابِ دونَ دِماءٍ اُمنیاتٌ کَذوبَةٌ ومُحولُ
وصَدی کُلِّ هادِرٍ وبَلیغٍ لَیسَ مِثلَ الجِراحِ حینَ یَقولُ
وسَتَبقی یَرویکَ لِلدَّهرِ مَجداً الدَّمُ الحُرُّ وَالحُسامُ الصَّقیلُ
یا أبَا الطَّفِّ وَاهتَزَزتُ لِمَرآکَ وقَد أطبَقَت عَلَیکَ الذُّحولُ
یَنتَحی رُمحُکَ الخَمیسَ فَیُلوی ویُوَلِّی خَلفَ الرَّعیلِ الرَّعیلُ
کُلَّما جَدَّتِ الخُطوبُ تَصَدّی مِنکَ عَزمٌ صُلبٌ وباعٌ طَویلُ
وبَقایا روحٍ ألَحَّت عَلَیها نُوَبٌ جَمَّةٌ وهَمٌّ ثَقیلُ
وَقَفَت مَوقِفاً إلَی الآنَ تُروی عَن صَداهُ مَلاحِمٌ وفُصولُ
وإِلی أن هَوَیتَ یَطعَنُکَ الحِقدُ ویَلهو بِشِلوِکَ التَّمثیلُ
وَالهَدیرُ الشُّجاعُ عِندَکَ مَا انفَکَّ وطَبعٌ عِندَ السُّیوفِ الصَّلیلُ (1)
3178.یوم الحسین -مِن قَصیدَةٍ لِلشَّیخِ عَبدِ المُنعِمِ الفَرطوسِیِّ-:
ومُرضِعَةٍ هَبَّت بِها لِرَضیعِها عَواطِفُ امٍ ّ اثکِلَت طِفلَها صَبرا
ص:195
رَأَت مَهدَهُ بِالحُزنِ یَطفَحُ بَعدَهُ وَقَد کانَ فیهِ قَبلُ یَطفَحُ بِالبُشری
وأَثقَلَ ثَدیَیها مِنَ الدَّرِّ خالِصٌ عَلی طِفلِها فیهِ تَعَوَّدَتِ الدَّرّا
فَخَفَّت إلی مَثوَی الرَّضیعِ لَعَلَّها تَری رَمَقاً فیهِ یُغَذّی بِما دَرّا
فَلَم تَرَ إلّاجُثَّةً فَوقَ مَذبَحٍ بِها عَلِقَ السَّهمُ الَّذی ذَبَحَ النَّحرا
فَحَنَّت وأَحنَت فَوقَهُ مِن تَعَطُّفٍ أضالِعَها ظِلاًّ تَقیهِ بِهِ الحَرّا
ووَدَّت ومِن أوداجِهِ تَنضَحُ الدِّما لَوَ انَّ بِذاکَ السَّهمِ أوداجُها تُفری
وأَضحَت عَلی مَثواهُ تُفرِغُ قَلبَها حَنیناً فَتَرثیهِ بِما یَفضُلُ الشِّعرا
فَطَوراً تُناغیهِ وطَوراً بِلَهفَةٍ تُعانِقُ جیداً مِنهُ قَد زَیَّن الدُّرّا
وتَعطِفُ طَوراً فَوقَهُ فَتَشُمُّهُ بِمَنحَرِهِ الدّامی وتَلثِمُهُ اخری
فَیا لَکِ مِن ثَکلی بَکَت بِزَفیرِها وَأَدمُعِهَا الخَنساءُ حینَ بَکَتَ صَخرا
ولَم یُبقِ مِنها وَجدُها وحَنینُها سِوی قَفَصٍ لِلخُلدِ طائِرُهُ فَرّا (1)
فِداءً لِمَثواکَ مِن مَضجَعِ تَنَوَّرَ بِالأَبلَجِ (1)الأَروَعِ
بِأَعبقَ مِن نَفحاتِ الجنا نِ روحَاً (2)،ومِن مِسکِها أضوَعِ (3)
ورَعیاً لِیَومِکَ یَومِ«الطُّفوفِ» (4) وسَقیَاً لِأَرضِکَ مِن مَصرَعِ
وحُزناً عَلَیکَ بِحَبسِ النُّفوسِ عَلی نَهجِکَ النَّیِّر المَهیَعِ (5)
وصَونَاً لَِمجدِکَ مِن أَن یُذَالَ بما أنتَ تَأباهُ مِن مُبدَعِ
فَیا أیُّهَا الوِترُ فِی الخالِدی -نَ فَذّاً،إلی الآن لَم یُشفَعِ
ویا عِظَةَ الطّامِحینَ العِظامِ للِاهینَ عَن غَدِهِم قُنَّعِ
تَعالَیت مِن مُفزِعِ لِلحُتوفِ (6) وبورِکَ قَبرُکَ مِن مَفزَعِ
تَلوذُ الدُّهورُ فَمِن سُجَّدٍ عَلی جانِبَیهِ،ومِن رُکَّعِ
شَمَمتُ ثَراکَ فَهَبَّ النَّسیمُ نَسِیمُ الکَرامَةِ مِن بَلقَعِ (7)
وعَفَّرتُ خَدّی بِحَیثُ استَرا حَ خَدٌّ تَفَرَّی ولَم یَضرَعِ
وحَیثُ سَنابِکُ خَیلِ الطُّغَا ةِ جالَت عَلَیه ولَم یَخشَعِ
ص:197
وَخِلتُ وقَد طارَتِ الذِّکرَیاتُ بِروحی إلی عَالَمٍ أرفَعِ
وطُفتُ بِقَبرِکَ طوفَ الخَیالِ بِصَومَعَةِ المُلهَمِ المُبدِعِ
کَأَنَّ یَداً مِن وَراءِ الضَّری -حِ حَمراَءَ«مَبتورَةَ الإِصبَعِ»
تَمُدُّ إلی عالَمٍ بِالخُنو عِ وَالضَّیمِ ذی شَرَقٍ (1)مُترَعِ
تَخَبَّطَ فی غابَةٍ أطبَقَت عَلی مُذئِبٍ مِنهُ أو مُسبِعِ
لِتُبدِلَ مِنهُ جَدیبَ الضَّمیرِ بِآخَرَ مُعشَوشِبٍ مُمرِعِ
وتَدفَعَ هذِی النُّفوسَ الصِّغا رَ خَوفاً إلی حَرَمٍ أَمنَعِ...
فَیَابنَ«البَتولِ»وحَسبی بِها ضَماناً عَلی کُلِّ ما أدَّعی
ویَابنَ الَّتی لَم یَضَع مِثلُها کَمِثلِکِ حَملاً ولَم تُرضِعِ
ویَابنَ البَطینِ بِلا بِطنَةٍ ویَابنَ الفَتی الحاسِرِ (2)الأنزَعِ (3)
ویا غُصنَ«هاشِمَ»لَم یَنفَتِح بِأَزهَرَ مِنکَ ولَم یُفرِعِ
ویا واصِلاً مِن نَشیدِ الخُلودِ خِتامَ القَصیدَةِ بِالمَطلَعِ
یَسِیرُ الوَری بِرِکابِ الزَّما نِ مِن مُستَقیمٍ ومِن أظلَعِ
وأنتَ تُسَیِّرُ رَکبَ الخُلودِ ما تَستَجِدُّ لهُ یَتبَعِ
تَمَثَّلتُ یَومَکَ فی خاطِری ورَدَّدتُ صَوتَکَ فی مَسمَعی
وَمَحَّصتُ أمرَکَ لَم أرتهب بِنَقلِ«الرُّواةِ»ولَم اخدَعِ
وقُلتُ:لَعَلَّ دَوِیَّ السِّنینَ بِأَصداءِ حادِثِکَ المُفجِعِ
وما رَتَّلَ المُخلِصونَ الدُّعاةُ مِن«مُرسِلینَ»ومِن«سُجَّعِ»
ص:198
ومِن«ناثِراتٍ»عَلَیک المَساءَ وَالصُّبحَ بِالشَّعرِ وَالأَدمُعِ
لَعَلَّ السِّیاسَةَ فیما جَنَت عَلی لاصِقٍ بِکَ أو مُدَّعی
وتَشریدَهَا کُلَّ مَن یَدَّلی بِحَبلٍ لِأَهلِیک أو مَقطَعِ
لَعَلَّ لِذاکَ و«کَونِ»الشَّجِیِّ وَلوعاً بِکُلِّ شَجٍ مُولَعِ
یَداً فِی اصطباغِ حَدیث الحُسَین بِلونٍ اریدَ لَهُ مُمتِعِ
وکانتَ وَلَمَّا تَزَل بَرزَةً یَدُ الواثِقِ المُلجَأِ الأَلمَعِی
صَناعاً مَتی ما تُرِد خُطَّةً وکَیف وَمهما تُرِد تَصنَعِ
ولَمّا أَزَحتُ طِلاءَ القُرونِ وسِترَ الخِداعِ عَنِ المَخدَعِ
ارید«الحَقیقَةَ»فی ذاتِها بِغَیرِ الطَّبیعَةِ لَم تُطبَعِ
وجَدتُکَ فی صورَةٍ لَم أرَع بِأَعظَمَ مِنها ولا أروَعِ
وماذا ! أأروَعُ مِن أن یَکو نَ لَحمُکَ وَقفاً عَلی المِبضَعِ
وأن تَتَّقی-دونَ ما تَرتَئی- ضَمیرَکَ بِالأُسَّلِ (1)الشُّرَّعِ
وأن تُطعِمَ المَوتَ خَیرَ البَنینَ مِنَ«الأَکهلین»إلی الرُّضَّعِ
وخَیرَ بَنِی«الاُمِّ»مِن هاشِمٍ وخَیرَ بَنِی«الأَبِ»مِن تُبَّعِ
وخَیرَ الصِّحابِ بِخَیرِ الصُّدو رِ کَانوا وِقاءَکَ،وَالأَذرعِ
وقَدَّستُ ذِکراکَ لَم انتَحِل ثِیابَ التُّقاةِ ولَم أدَّعِ...
وآمَنتُ إیمانَ مَن لا یَری سِوَی العَقلَ فِی الشَّکِّ مِن مَرجعِ
بِأَن ( الإِباءَ ) ووَحیَ السَّماءِ وفَیضَ النُّبُوَّةِ،مِن مَنبَعِ
تَجَمَّعُ فی ( جَوهَرٍ ) خالِصٍ تنَزَّه عَن ( عَرَضِ ) المَطمَعِ (2)
ص:199
3180.مقتطفات من شعر الدکتور السیّد مصطفی جمال الدین -مِن قَصیدَةٍ لَهُ-:
أمَّا الَّذینَ خَبَرتَهُم یَومَ التَقی مِن حَولِکُم رَهَجُ القَنا یَتَأَشَّبُ
فَوَجَدتَ فیهِم کُلَّ أشوَسَ یَزدَهی أنَّ الرِّماحَ لِنَهبِهِ تَتَرَقَّبُ
فَهُمُ الَّذینَ تَوارَثوکَ رِسالَةً تَجری عَلی جَدبِ السِّنینِ فَتُخصِبُ
وهُمُ الَّذینَ جَرَیتَ فیهِم ثَورَةً بَیضاءَ تَثبُتُ لِلرِّیاحِ وتَصلُبُ
وعَقیدَةٌ تَزهو بِأَنَّ مَعینَها هَیهاتَ یَفتُرُ نَبعُهُ،أو یَنضُبُ
وهُمُ الَّذینَ سَیَقتَفونَکَ،لَاالهُدی کابٍ،ولا وَخدُ (2)السُّری مُتَهَیَّبُ
وسَیقحَمونَ اللَّیلَ فی غَمرِ الدُّجی ولَهُم مِنَ الذِّکرَی الکَریمَةِ کَوکَبُ (3)
3181.مقتطفات من شعر الدکتور السیّد مصطفی جمال الدین: ولَهُ أیضاً:
إیهاً أبَا الأَحرارِ أیُّ کَریمَةٍ تَبنِی الخُلودَ ولَیسَ مِنکَ لَها أبُ
أنتَ الَّذی أعطَیتَ ما أعیَا الوَری تَصدیقُهُ،ووَهَبتَ ما لا یوهَبُ
ووَقَفتَ حَیثُ أراحَ غَیرُکَ نَفسَهُ وَالحَقُّ بَینَکُما یُهیبُ ویُرغَبُ
فَصَمَدتَ لِلتَّیّارِ تَشمَخُ هادِراً سِیّانَ أغلِبُ مَوجَهُ أو اغلَبُ
فی حینِ مَرَّ بِکَ المُرَفَّهُ جیفَةً شَنعاءَ تَطفو فِی العُبابِ وتَرسُبُ
ص:200
حَتّی إذَا التّاریخُ أرهَفَ سَمعَهُ لِیُعیدَ مَن صَنَعوهُ فیما یَکتُبُ
دَوّی بِآذانِ الزَّمانِ هَدیرُکَ ال صّافی،وضاءَت مِن سَناهُ الأَحقُبُ
ومَشَت عَلی وَهَجٍ سَعِرتَ قَوافِلُ ال أَحرارِ تَکرَعُ مِن لَظاهُ وتَطرِبُ
وتَرَکتَ لِلأَجیالِ حینَ یُلِزُّها (1) عَنَتُ السُّری ویَضیقُ فیهَا المَهرَبُ
جُثَثُ الضَّحایا مِن بَنیکَ تُریهِمُ أنَّ الحُقوقَ بِمِثلِ ذلِکَ تُطلَبُ
مَولایَ أنتَ لِکُلِّ جیلٍ صاعِدٍ قَبَسٌ یُنیرُ لَهُ السُّری ویُحَبِّبُ
ولَأَنتَ إن زَلَّت بِهِ قَدَمُ الهَوی صَوتُ الضَّمیرِ یَرُدُّهُ ویُؤنِّبُ
ولَنا بِیَومِکَ وهوَ فی أقصَی المَدی کَفٌّ مُلَوِّحَةٌ وعَینٌ تَرقُبُ
فَعَلامَ یَرجِمُ بِالظُّنونِ مُخاتِلٌ ویَعیشُ فی وَهمِ الخَیالِ مُخَرِّبُ
وعَلامَ نَیأَسُ مِن هِدایَةِ فِتیَةٍ تَخِذَتکَ رائِدَها الَّذی لا یَکذِبُ
أنا لَستُ شیعیّاً،لِأَنَّ عَلی فَمی ذِکرُ الحُسَینِ اعیدُ فیهِ واُطنِبُ !
ولِأَنَّ فی قَلبی عُصارَةَ لَوعَةٍ لِأَساهُ تَذکُرُهَا العُیونُ فَتَسکُبُ !
ولِأَنَّ امّی أرضَعتنِیَ حُبَّهُ ولِأَنَّهُ لِأَبی وجَدِّیَ مَذهَبُ !
لکِنَّنی أهوَی الحُسَینَ لِأَنَّهُ لِلسّالِکینَ طَریقُ خَیرٍ أرحَبُ
واُحِبُّهُ لِعَقیدَةٍ یَفنی لَها إن دیسَ جانِبُها...ودینٍ یُغضَبُ
ودَمٍ یُریقُ لِأَنَّهُ یَغذو بِهِ جوعَ الضَّمائِرِ إذ تَجِفُّ فَتُجدِبُ
أأَکونُ شیعَتَهُ وقَد أخَذَ الهَوی قَلبی بِغَیرِ طَریقِهِ یَتَنَکَّبُ؟
وأَکونُ شیعَتَهُ إذا لاقَیتُهُ وأَنا لِروحِ (یَزیدَ) مِنهُ أقرَبُ ! (2)
ص:201
ص:202
ص:203
ص:204
کلمة«الزیارة»من مادّة«زور»بمعنی المیل إلی شیء والعدول عن آخر،ولذلک فإنّ اللقاءات التی تحمل هذه الخصوصیة تسمّی الزیارة.یقول ابن فارس فی هذا المجال:
الزاء والواو والراء أصلٌ واحد یدلّ علی المیل والعدول...ومن الباب:
الزائر؛لأنّه إذا زارک فقد عدل عن غیرک. (1)
ویؤیّد ابن منظور هذا المعنی قائلاً:
زار فلانٌ فلاناً:أی مال إلیه. (2)
ویقول الطریحی:
والزیارة فی العرف:قصد المزور إکراماً له وتعظیماً له واستئناساً به. (3)
وممّا یجدر ذکره أنّ المعنی العرفی ل«الزیارة»مستمدٌّ من أصله اللغوی،أی
ص:205
المیل والعدول.وبناءً علی ذلک فإنّ مفهوم کلمة«الزیارة»یختلف عن معانی کلماتٍ،مثل:«الرؤیة»،«المشاهدة»و«الإبصار»؛ذلک أنّ هذه الکلمات تعنی الرؤیة الحضوریة فقط،وأمّا الزیارة فهی الرؤیة مع المیل والمحبّة والاُنس والإکرام، بالإضافة إلی الإعراض عن الاُسرة والآخرین.
الإنسان کائن اجتماعی بالفطرة،حیث یأنس إلی أبناء جنسه ویقیم العلاقة معهم، ولذلک فإنّ زیارة الناس بعضهم لبعض مع المیل والمحبّة تمتدّ جذورها فی فطرتهم، وفی الحقیقة فإنّ الزیارة تؤمّن قسماً من حاجات الإنسان الفطریة.
وتستمرّ هذه الحاجة الفطریة بعد موت محبوب الإنسان أیضاً،رغم تضاؤل شدّتها،وبسبب هذه الحاجة الفطریة فإنّ زیارة قبور الأقارب والأصدقاء کانت وما تزال بشکلٍ من الأشکال مرسومة لدی شعوب العالم.
اهتمّ الإسلام الذی هو دین الفطرة،بموضوع الزیارة اهتماماً خاصّاً.وقد قدّمت الروایات الإسلامیة إرشادات قیّمة حول الزیارة بهدف الاستغلال الأمثل لهذه الأرضیة الفطریة لدی البشر باتّجاه نموّ الإنسانیة وازدهارها وبناء المجتمع المثالی.
والنقطة الملفتة للنظر فی روایات أهل البیت علیهم السّلام،هی أنّ معیار توصیتِهم بالزیارة وحثّهم علیها،تابِعٌ لمستوی تأثیرها ودورها فی البناء الفردی والاجتماعی.وبذلک، فکلّما کانت الزیارة أکثر فائدة لبناء المجتمع التوحیدی،کان التأکید علی أدائها أکثر.
وعلی هذا الأساس،فقد تمّ الحثّ علی زیارة الأقارب،أهل الإیمان،العلماء،أولیاء اللّه وخاصّة أهل البیت علیهم السّلام فی زمان حیاتهم وبعد مماتهم.
ص:206
یبلغ تأثیر زیارة أهل الإیمان فی البناء الفردی والاجتماعی للإنسان حدّاً بحیث اعتُبرت فی بعض الروایات معادلة لزیارة اللّه تعالی أو زیارة رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله ! فقد جاء فی الحدیث النبوی:
مَن زارَ أخاهُ المُؤمِنَ إلی مَنزِلِهِ لا لِحاجَةٍ مِنهُ إلَیهِ،کُتِبَ مِن زُوّارِ اللّهِ،وکانَ حَقیقاً عَلَی اللّهِ أن یُکرِمَ زائِرَهُ. (1)
وجاء فی حدیثٍ آخر عنه صلّی اللّه علیه و آله:
مَن زارَهُ أخاهُ فی بَیتِهِ قالَ اللّهُ عز و جل لَهُ:أنتَ ضَیفی وزائِری،عَلَیَّ قِراکَ،وقَد أوجَبتُ لَکَ الجَنَّةَ بِحُبِّکَ إیّاهُ. (2)
کما نقرأ فی روایة اخری عنه صلّی اللّه علیه و آله:
مَن زارَ عالِماً فَکَأَنَّما زارَنی. (3)
جدیر بالذکر أنّ من آداب الزیارة وخاصّة زیارة الأقارب هی الإکرام. (4)
یری الإسلام أنّ الإنسان یعیش بعد موته فی حیاة برزخیّة،ولذلک فإنّ زیارة الأموات لیست زیارة لأجسادهم النخرة والعاریة عن الروح،بل هی زیارة للأرواح التی تعیش فی عالم البرزخ والتی تفرح بزیارتها،وإنّ الارتباط بها یُلهم الإنسان الدروس والعبر،ویفیده فی حیاته المادّیة والمعنویة.ویبیّن أمیر المؤمنین علیه السّلام-الذی
ص:207
هو أفضل تلامیذ مدرسة الرسول صلّی اللّه علیه و آله-بعضَ آثار زیارة الأموات وبرکاتها قائلاً:
زوروا مَوتاکُم؛فَإِنَّهُم یَفرَحونَ بِزِیارَتِکُم،وَلیَطلُبِ الرَّجُلُ حاجَتَهُ عِندَ قَبرِ أبیهِ واُمِّهِ بَعدَما یَدعو لَهُما. (1)
کما أنّ سیرة رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله (2)تشهد أیضاً بأهمّیة زیارة الأموات والحضّ علیها، فقد جاء فی کتاب صحیح مسلم:
کانَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله-کُلَّما کانَ لَیلَتُها [ عائِشَةَ ] مِن رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله-یَخرُجُ مِن آخِرِ اللَّیلِ إلَی البَقیعِ فَیقولُ:
السَّلامُ عَلَیکُم دارَ قَومٍ مُؤمِنینَ،وآتاکُم ما توعَدونَ غَداً مُؤَجَّلونَ،وإنّا إن شاءَ اللّهُ بِکُم لاحِقونَ.اللّهُمَّ اغفِر لِأَهلِ بَقیعِ الغَرقَدِ. (3)
وروی عن الإمام علیّ علیه السّلام أنّه خاطب أهل القبور عند عودته من معرکة صفّین واقترابه من مقبرة الکوفة،قائلاً:
یا أهلَ الدِّیارِ الموحِشَةِ،وَالمَحالِّ المُقفِرَةِ،وَالقُبورِ المُظلِمَةِ،یا أهلَ التُّربَةِ، یا أهلَ الغُربَةِ،یا أهلَ الوَحدَةِ،یا أهلَ الوَحشَةِ،أنتُم لَنا فَرَطٌ سابِقٌ،ونَحنُ لَکُم تَبَعٌ لاحِقٌ،أمَّا الدّورُ فَقَد سُکِنَت،وأمّا الأَزواجُ فَقَد نُکِحَت،وأمَّا
ص:208
الأَموالُ فَقَد قُسِّمَت،هذا خَبَرُ ما عِندَنا،فَما خَبَرُ ما عِندَکُم؟
ثُمَّ التَفَتَ إلی أصحابِهِ فَقالَ:أما لَو اذِنَ لَهُم فِی الکَلامِ لَأَخبَروکُم أنَّ خَیرَ الزّادِ التَّقوی. (1)
نظراً للدور المؤثّر والبارز للارتباط برسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله وأهل بیته الطاهرین فی سعادة الإنسان دنیویّاً واُخرویّاً،فقد وردت التوصیة بزیارتهم أکثر من الآخرین فی حیاتهم وبعد مماتهم،وقد جاء فی الحدیث أنّ الإمام الحسین علیه السّلام سأل رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله:
یا أَبتاه ! ما لِمَن زارَکَ؟
فأجاب النبیّ صلّی اللّه علیه و آله:
یا بُنَیَّ! مَن زارَنی حَیّاً أومَیِّتاً أو زارَ أباکَ أو زارَ أخاکَ أو زارَکَ؛کانَ حَقّاً عَلَیَّ أن أزورَهُ یَومَ القِیامَةِ واُخلِّصَهُ مِن ذُنوبِهِ. (2)
کما روی عن الإمام الصادق علیه السّلام قوله:
مَن زارَنا فی مَماتِنا فَکَأَنَّما زارَنا فی حَیاتِنا. (3)
من خلال ملاحظة الروایات التی وردت فی هذا القسم والتی جاءت فی فضیلة زیارة الإمام الحسین علیه السّلام ومقارنتها مع الروایات التی وردت بشأن فضیلة زیارة سائر أهل بیت الرسالة،یتبیّن بوضوح أنّها أوصت بزیارته وأکّدت علیها أکثر من زیارة
ص:209
الأئمّة الآخرین.
وهذه الروایات لا تصف زیارة سیّد الشهداء بأنّها أکثر الأعمال فضلاً وأنّها بمثابة زیارة اللّه ورسوله فحَسب،بل تصرّح بلزوم زیارته علی کلّ مؤمن معترف بإمامة أهل البیت علیهم السّلام،وأنّ القادر علی زیارته فی کربلاء ویمتنع عنها،یکون بذلک قد ترک حقّاً من حقوق اللّه ورسوله صلّی اللّه علیه و آله،وعقّ أهل البیت بهذا الجفاء،وبذلک فإنّه سیُحرم من الکثیر من الخیرات والبرکات وینقص إیمانه وعمره (1).
إذا تمّت زیارة سیّد الشهداء علیه السّلام بآدابها وشروطها،فإنّها إکسیر یغیّر روح الإنسان وحیاته.
واستناداً إلی روایات هذا القسم فإنّ لزیارته علیه السّلام آثاراً وبرکات غزیرة،منها:أنّ ملائکة اللّه تولی احتراماً خاصّاً لزائر الإمام الحسین علیه السّلام،وأنّه سیکون مشمولاً بدعاء أهل البیت علیهم السّلام والملائکة (2)،وأنّ اللّه تعالی یغفر ذنوب زائر الإمام الحسین علیه السّلام،ویطیل عمره،ویزید رزقه،ویزیل غمّه،ویدخل السرور علی قلبه،ویبدّل سیّئاته حسنات، ویسعده إن کان شقیّاً،ویشفع له رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله،ویأذن له بالشفاعة للآخرین، ویُحشر مع الحسین بن علیّ علیه السّلام،ویکون مع أهل البیت علیهم السّلام فی الجنّة،و بالتالی فإنّ فضائل زیارة الإمام الحسین علیه السّلام وبرکاتها لا تعدّ ولا تحصی. (3)
وتبلغ برکات زیارته حدّاً بحیث إنّ زوّاره لاینحصرون فی أهل الأرض،بل إنّ أهل السماء والملائکة المقرّبین وأرواح الأنبیاء والصدّیقین یتوجّهون لزیارته
ص:210
باستمرار لینالوا من برکاتها.
ولذلک فقد وصف أتباع أهل البیت علیهم السّلام بأنّهم ینهلون من البرکات الغزیرة لزیارته علیه السّلام حتّی فی أحلک الظروف وأصعبها (1).
البحث المهّم هنا هو:ما الحکمة فی ذکر کلّ تلک الفضائل والبرکات لزیارة سیّد الشهداء؟ولماذا لم تَحظَ زیارة سائر أهل البیت علیهم السّلام بهذا المستوی من التوصیة والتأکید حتّی زیارة رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله وأمیر المؤمنین علیه السّلام مع شرافتهما علیه؟
أشرنا فیما سبق إلی أنّ المعیار فی الحثّ علی الزیارة فی روایات أهل البیت علیهم السّلام هو مدی تأثیرها فی البناء الفردی والاجتماعی،وعلی هذا الأساس فإنّ علینا أن نبحث عن حکمة کلّ تلک الفضیلة والبرکة التی ذُکرت لزیارة الإمام الحسین علیه السّلام فی دورها فی بناء المجتمع التوحیدی.
وبعبارة أوضح:إنّ حکمة زیارة سیّد الشهداء،وحکمة استمرار إقامة العزاء له، وحکمة شهادته شیء واحد.
وقد أوضحنا قبل ذلک (2)أنّ أهمّ أهداف الإمام الحسین علیه السّلام فی شهادته،هو إزالة الجهل من المجتمع المسلم.والملاحظة التی تستحقّ الاهتمام أنّ هذه الحکمة رویت عن الإمام الصادق علیه السّلام خلال زیارة الأربعین:
وبَذَلَ مُهجَتَهُ فیکَ،لِیَستَنقِذَ عِبادَکَ مِنَ الجَهالَةِ،وحَیرَةِ الضَّلالَةِ. (3)
وبناءً علی ذلک،فإنّ الحکمة من بیان الفضائل والبرکات لزیارته علیه السّلام،هی أنّ
ص:211
زیارة الإمام الحسین علیه السّلام إذا کانت مقرونة بالآداب التی سنُشیر إلیها،هی نظیر إقامة العزاء الهادف له،تلعب دوراً فعّالاً لانظیر له فی إحیاء ثقافة الشهادة الأصیلة،وهی بمثابة تهیئة الأرضیّة لحکومة الإسلام العالمیة بقیادة أهل بیت الرسالة،وأمّا زیارة سائر أهل البیت علیه السّلام فلا یمکنها أن تؤدّی مثل هذا الدور.
ذکرت فی روایات أهل البیت علیهم السّلام إرشاداتٌ بشأن آداب زیارة الإمام الحسین علیه السّلام، یؤدّی الالتزام بها إلی التمتّع ببرکات زیارته بصورة أکبر.وفی مقابل ذلک فإنّ عدم الالتفات إلیها یقلّل من حظّ الزائر من تلک البرکات.ولذلک یمکن القول بأنّ المراد من اختلاف الروایات فی بیان مقدار ثواب زیارته وبرکاتها هو بلحاظ امور من قبیل اختلاف مراتب الزائرین فی رعایة آداب الزیارة.
وعلی أیّ حال،فإنّ آداب زیارته علیه السّلام تنقسم بشکل عامّ إلی قسمین:الآداب الباطنیة والآداب الظاهریة.وها نحن نشیر هنا إلی أهمّها:
هذه المجموعة من الآداب تمثّل فی الحقیقة روح الزیارة ولبّها وباطنها؛إذ ما أکثر ما یحرم الزائر من ثواب الزیارة من دونها،وهذه الآداب هی:
ورد فی بعض الروایات اشتراط الانتفاع من برکات زیارة سیّد الشهداء بمعرفة حقّه،وهذا الشرط فی الحقیقة یضع الزیارة باتّجاه هدفها الرئیس؛وهو إزالة الجهل.
ص:212
وبناءً علی ذلک فإنّ الأدب الأوّل الذی یجب علی زائر الإمام الحسین علیه السّلام الالتفات إلیه هو أن یعرف حقّه علیه السّلام،ولماذا استُشهد،وما هو واجبه لإقامة حقّه؟
ومعرفة الإجابة علی هذه الأسئلة،من شأنها أن تحیی ثقافة عاشوراء والنهضة الحسینیة فی المجتمع،وتضع الزائر الحقیقی فی طریق تحقیق الأهداف السامیة لهذه النهضة،وبذلک فکلّما کانت معرفة الزائر أکبر،کان انتفاعه من برکات الزیارة أکثر.
یعدّ الإخلاص أهمّ شرط للانتفاع بالعبادة بعد المعرفة،والإخلاص له مراتب متعدّدة کالمعرفة،ویتمتّع الزائر ببرکات الزیارة حسب مستوی تلک المعرفة. (1)
لا تتحقّق حقیقة الزیارة إلّابحضور القلب فی محضر الإمام،وبظهور هذا الإحساس لدی الزائر،یحصل له أدبٌ آخر،وهو الخشوع (بمعنی الطاعة والتسلیم). (2)
من الآداب الاُخری لزیارة الإمام الحسین علیه السّلام الشوق للزیارة.وتمتدّ جذور هذا الأدب فی المحبّة والمعرفة؛فکلّما زادت معرفة الإنسان بسیّد الشهداء،ازدادت محبّته فی قلبه،واشتاق لزیارته علیه السّلام بصورة أکبر.
وهکذا فقد ورد فی الروایات التی جاءت فی هذا القسم،أنّ الذین یتوجّهون لزیارة الإمام الحسین علیه السّلام بشوق أکبر،یقفون فی صفّ أصحابه،ویکونون تحت لوائه
ص:213
یوم القیامة،کما سیکونون معه فی الجنّة. (1)
ورد التأکید فی عددٍ من الروایات علی أنّ زائر الإمام الحسین علیه السّلام یجب أن یزوره بقلب حزین ووجه أشعث أغبر،وهو علامة أصحاب المصیبة. (2)وهذا الأدب هو فی الحقیقة حصیلة المعرفة والمحبّة،فمن عرف الإمام فأحبّه فمن الطبیعی أن یسیطر علیه الحزن والغمّ وتبدو علی وجهه آثار الحزن حینما یتوجّه لزیارته،ویجسّد شهادته أمام أنظاره.
علی الرغم من أنّ أهمّیة هذه الآداب لیست بمستوی أهمّیة الآداب الباطنیة،إلّاأنّ رعایتها تهیّئ الأرضیة لتحقّق عدد من الآداب الباطنیة والانتفاع الکامل من برکاتها، وأهمّ هذه الآداب:
إنّ غسل الزیارة لا یطهّر ظاهر الزائر وحسب،بل إنّه یستلزم التطهّر من الذنوب والطهارة المعنویة أیضاً. (3)
وردت التوصیة فی بعض الروایات بلبس الثیاب النظیفة بعد الغسل،ثمّ التوجّه
ص:214
للزیارة. (1)ولکن أوصی قسم آخر من الروایات بارتداء أنظف الملابس وأطهرها، ولاشکّ فی أنّ المناسب لحضور الإنسان فی محضر الإمام علیه السّلام هو ارتداء أنظف الثیاب وأطهرها. (2)
یجب أن تکون الهیئة الظاهریّة للزائر متناسبة مع الحضور فی مراقد الشهداء،ولذلک فإنّ أدب الحضور یستوجب ألّایزیّن الزائر نفسه،بل وأن یدخل المشهد الشریف بوجهٍ مغبرّ وحزین. (3)
ورد فی روایة عن الإمام الصادق علیه السّلام أنّه ینبغی للزائر عند زیارة سیّد الشهداء أن یلتزم الصمت تأسّیاً بالملائکة الحاضرین فی مشهده الطاهر،وألّا یتکلّم إلّا بالخیر. (4)ویبدو أنّ المراد من«الخیر»هنا قراءة الزیارة والصلاة والدعاء والذکر وما إلی ذلک.
من آداب زیارة سیّد الشهداء،أن یمشی الزائر إلی مشهده الطاهر بطمأنینة ووقار، وأن یقصر خطاه ولا یعجل.ورعایة هذا الأدب یؤدّی إلی حضور قلب الزائر. (5)
ص:215
إنّ مشهد الإمام هو فی الحقیقة بیت من بیوت آل الرسول وأحد بیوت رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله،فلا ینبغی دخوله دون إذن (1)،ولذلک فإنّ الأدب یقتضی استئذان اللّه ورسوله وأهل البیت علیهم السّلام قبل الدخول.والملاحظة التی تستحقّ الاهتمام،هی أنّ الإمام الصادق علیه السّلام أوضح تأثیر الاستئذان للدخول فی روایة یقول فیها:
فَإِن خَشَعَ قَلبُکَ ودَمِعَت عَیناکَ،فَهُوَ عَلامَةُ الإِذنِ؛فَادخُل. (2)
فحالة الخشوع والبکاء عند دخول الحائر الحسینی هی علامة قبول الإمام وإذنه،فإن سیطرت علی الزائر مثل هذه الحالة فهنیئاً له،وإلّا فینبغی له أن یتوقّف عسی أن تشمله ألطاف الإمام الحسین علیه السّلام.
یعدّ تقدیم الرجل الیمنی من آداب دخول الأماکن المقدّسة.وقد تمّ التصریح بهذا الأدب فیما یتعلّق بدخول مشهد سیّد الشهداء فی روایة صفوان عن الإمام الصادق علیه السّلام. (3)
بإمکان الزائر أن یزور الإمام بأیّ لفظ أراد حسبما یقتضیه الأدب،ولکنّ الزیارات المأثورة عن أهل البیت علیهم السّلام لها دون شکّ فضیلة أکبر.فهذه الزیارات بالإضافة إلی
ص:216
التعبّد،تحمل رسالات وإرشادات بالغة الأهمّیة لا توجد فی غیرها بهذا المستوی من المتانة والدقّة والقیمة. (1)
جدیر ذکره أنّ الزیارة الجامعة الکبیرة،هی أکثر زیارات أهل البیت علیهم السّلام شمولیة. (2)
ومن الضروری أیضاً الالتفات إلی أنّ زیارة الإمام الحسین علیه السّلام لها آداب اخری ستُذکر فی روایات الفصل السابع، (3)وکذلک فیما ننقله من کلام الفقیه الفاضل الشیخ شمس الدین محمّد بن مکّی العاملی المعروف بالشهید الأوّل. (4)
تحظی معرفة آفات الزیارة بأهمّیة فائقة،کما هو الحال بالنسبة إلی معرفة آفات إقامة العزاء لسیّد الشهداء؛ذلک لأنّ الزائر لا یمکنه أن یتمتّع ببرکات الزیارة دون معرفتها،فما أکثر ما أن یقوم بعملٍ یعدّ ذنباً،ویستتبع سخط اللّه تعالی وأهل البیت علیهم السّلام !
وبشکلٍ عامّ فإنّ کلّ ما یتنافی مع حکمة الزیارة؛والتی تتمثّل فی إزالة الجهل والاقتراب من أهداف أهل البیت علیهم السّلام وتطلّعاتهم والقیم الدینیة بصورة أکبر،فإنّه یعدّ آفة للزیارة،وعلی سبیل المثال فإنّ بالإمکان الإشارة إلی بعض السلوکیّات التی بدأت تصدر فی الآونة الأخیرة من قبل بعض الأشخاص الجهلة،عند الذهاب إلی مراقد الأئمّة.
وقد أدلی قائد الثورة الإسلامیة آیة اللّه السیّد علیّ الخامنئی ببعض الملاحظات فی هذا المجال نلخّصها فیما یلی:
ص:217
لقد ابتدعوا بدعةً عجیبة وغریبة وغیر مألوفة فیما یتعلّق بالزیارة،فهم عندما یریدون زیارة القبور الطاهرة للأئمّة علیهم السّلام یستلقون علی الأرض عندما یدخلون الصحن،ویتوجّهون إلی الحرم زحفاً علی الصدور! فهل سمعتم حتّی الآن أنّ أحد الأئمّة أو العلماء زحف من باب الصحن إلی الحرم علی صدره؟! إن کان هذا العمل مستحسناً ومستحبّاً وکان مقبولاً وجیّداً،لبادر أئمّتُنا وقادتُنا إلی القیام به،إنّ هذا السلوک مغلوط،وهو إهانة للدین والزیارة.فمن الذی ینشر مثل هذه البدع بین الناس؟لعلّه من دسائس الأعداء.وقد نُقل عن آیة اللّه البروجردی العالم الکبیر والمجتهد القدیر والمتعمّق والمثقّف المتفتّح أنّه کان یمنع تقبیل عتبة المرقد؛کی لا یظنّ الأعداء أنّنا نسجد للأئمّة،ویقوموا بالتشنیع ضدّ الشیعة. (1)
إنّ زیارة سیّد الشهداء کإقامة مراسم العزاء له،هی عبادة کبیرة،ومن المسلّم به أنّ کیفیّة العبادات کأصلها یجب أن تحظی بتأیید الشارع.وبناءً علی ذلک فإنّ کلّ عمل لا یتمتّع بتأیید أهل البیت علیهم السّلام یعتبر من آفات الزیارة،ویکون من الواجب والضروری اجتنابه.
ص:218
فَضلُ زِیارَتِهِ وزائِرِهِ
3182.کامل الزیارات عن أبی خدیجة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ زِیارَةَ الحُسَینِ علیه السّلام أفضَلُ ما یَکونُ مِنَ الأَعمالِ. (1)
3183.کامل الزیارات عن أبی خدیجة: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما یُبلَغُ مِن زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قالَ:أفضَلُ ما یَکونُ مِنَ الأَعمالِ. (2)
3184.کامل الزیارات عن أبان الأزرق عن رجل عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مِن أحَبِّ الأَعمالِ إلَی اللّهِ تَعالی زِیارَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام. (3)
ص:219
3185.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن جابر عن أبی جعفر عن أبیه عن عمّه الحسن بن علیّ علیهم السّلام: کُنّا مَعَ أمیرِ المُؤمِنینَ أنَا وحارِثٌ الأَعوَرُ،فَقالَ:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَقولُ:یَأتی قَومٌ فی آخِرِ الزَّمانِ یَزورونَ قَبرَ ابنِیَ الحُسَینِ،فَمَن زارَهُ فَکَأَنَّما زارَنی،ومَن زارَنی فَکَأَنَّما زارَ اللّهَ سُبحانَهُ وتَعالی،ألا مَن زارَ الحُسَینَ فَکَأَنَّما زارَ اللّهَ عَلی عَرشِهِ. (1)
3186.تهذیب الأحکام عن الحسین بن محمّد القمّی عن أبی الحسن الرضا علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام بِشَطِّ الفُراتِ کَمَن زارَ اللّهَ فَوقَ عَرشِهِ. (2)
3187.کامل الزیارات عن زید الشحّام: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما لِمَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قالَ:کانَ کَمَن زارَ اللّهَ فی عَرشِهِ.
قُلتُ:ما لِمَن زارَ أحَداً مِنکُم؟قالَ:کَمَن زارَ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (3)
3188.کامل الزیارات عن بشیر الدهّان: کُنتُ أحُجُّ فی کُلِّ سَنَةٍ،فَأَبطَأتُ سَنَةً عَنِ الحَجِّ،فَلَمّا کانَ مِن قابِلٍ حَجَجتُ ودَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام.
فَقالَ لی:یا بَشیرُ،ما أبطَأَکَ عَنِ الحَجِّ فی عامِنَا الماضی؟قالَ:قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،مالٌ کانَ لی عَلَی النّاسِ خِفتُ ذَهابَهُ،غَیرَ أنّی عَرَّفتُ (4)عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
ص:220
قالَ:فَقالَ لی:ما فاتَکَ شَیءٌ مِمّا کانَ فیهِ أهلُ المَوقِفِ،یا بَشیرُ،مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ کانَ کَمَن زارَ اللّهَ فی عَرشِهِ. (1)
3189.الإقبال عن أبی عبداللّه البرقی: سُئِلَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما لِمَن زارَ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام فِی النِّصفِ مِن شَعبانَ یُریدُ بِهِ اللّهَ عز و جل وما عِندَهُ لا عِندَ النّاسِ؟
قالَ:غَفَرَ اللّهُ لَهُ فی تِلکَ اللَّیلَةِ ذُنوبَهُ ولَو أنَّها بِعَدَدِ شَعرِ مِعزی کَلبٍ. (2)
ثُمَّ قیلَ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ! یَغفِرُ اللّهُ عز و جل لَهُ الذُّنوبَ کُلَّها!
قالَ:أتَستَکثِرُ لِزائِرِ الحُسَینِ علیه السّلام هذا؟! کَیفَ لا یَغفِرُها وهُوَ فی حَدِّ مَن زارَ اللّهَ عز و جل فی عَرشِهِ؟! (3)
راجع:ص 323 ( الفصل السابع/المعرفة)
و ج 8 ص 186 ( الفصل الثانی عشر/فضل زیارته فی عرفة )
و ص 201 ( الفصل الثانی عشر/زیارته فی العیدین ).
3190.بشارة المصطفی عن حمزة بن حمران عن أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد عن أبیه [الباقر] علیهما السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: مَن زارَ فاطِمَةَ فَکَأَنَّما زارَنی،ومَن زارَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ فَکَأَنَّما زارَ فاطِمَةَ،ومَن زارَ الحَسَنَ وَالحُسَینَ فَکَأَنَّما زارَ
ص:221
عَلِیّاً،ومَن زارَ ذُرِّیَّتَهُما فَکَأَنَّما زارَهُما. (1)
3191.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن ام سلمة عن رسول اللّه علیه السّلام: مَن زارَنی بَعدَ وَفاتی فَکَأَنَّما صَحِبَنی أیّامَ حَیاتی،ومَن زارَ قَبرَ المَظلومِ مِن أهلِ بَیتی فَکَأَنَّما زارَنی،ومَن هَمَّهُ مُصابی فَکَأَنَّما شَهِدَ وَقائِعی،ومَن حارَبَ بَنِیَّ بَعدَ مَوتی فَکَأَنَّما حارَبَنی أیّامَ حَیاتی،ولا (2)یَسُلُّ السِّلاحَ أو یَشهَرُهُ عَلی أحَدٍ مِن أهلِ بَیتی فَکَأَنَّما قاتَلَنی،ومَن شَهَرَ سَیفاً عَلی أحَدٍ مِن أهلِ بَیتی لِیُریعَهُ أکَبَّهُ اللّهُ عَلی سَیفِهِ فِی النّارِ مَنکوساً. (3)
3192.کامل الزیارات عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ زائِرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام زائِرُ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (4)
3193.کامل الزیارات عن جویریّة بن العلاء عن بعض أصحابنا (5)قال: مَن سَرَّهُ أن یَنظُرَ إلَی اللّهِ یَومَ القِیامَةِ وتَهونَ عَلَیهِ سَکرَةُ المَوتِ وهَولُ المُطَّلَعِ (6)،فَلیُکثِر زِیارَةَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَإِنَّ زِیارَةَ الحُسَینِ علیه السّلام زِیارَةُ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (7)
3194.ثواب الأعمال عن أبی بصیر عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: أربَعَةُ آلافِ مَلَکٍ شُعثٍ غُبرٍ یَبکونَ
ص:222
الحُسَینَ علیه السّلام إلی أن تَقومَ السّاعَةُ،فَلا یَأتیهِ أحَدٌ إلَّااستَقبَلوهُ،ولا یَرجِعُ إلّاشَیَّعوهُ، ولا یَمرِضُ إلّاعادوهُ،ولا یَموتُ إلّاشَهِدوهُ. (1)
3195.الکافی عن أبان بن تغلب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،شُعثٍ غُبرٍ یَبکونَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ،رَئیسُهُم مَلَکٌ یُقالُ لَهُ:مَنصورٌ،فَلا یَزورُهُ زائِرٌ إلَّااستَقبَلوهُ،ولا یُوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إلّاشَیَّعوهُ،ولا مَرِضَ إلّاعادوهُ،ولا یَموتُ إلّاصَلّوا عَلی جِنازَتِهِ،وَاستَغفَروا لَهُ بَعدَ مَوتِهِ. (2)
3196.الکافی عن هارون بن خارجه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: وَکَّلَ اللّهُ بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ شُعثٍ غُبرٍ یَبکونَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ؛فَمَن زارَهُ عارِفاً بِحَقِّهِ شَیَّعوهُ حَتّی یُبلِغوهُ مَأمَنَهُ،وإن مَرِضَ عادوهُ غُدوَةً وعَشِیَّةً،وإن ماتَ شَهِدوا جِنازَتَهُ،وَاستَغفَروا لَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (3)
3197.کامل الزیارات عن صفوان بن مهران الجمّال عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام وهُوَ یُریدُ اللّهَ عز و جل شَیَّعَهُ جَبرَئیلُ ومیکائیلُ وإسرافیلُ حَتّی یَرِدَ إلی مَنزِلِهِ. (4)
3198.کامل الزیارات عن صفوان الجمّال عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ الرَّجُلَ إذا خَرَجَ مِن
ص:223
مَنزِلِهِ یُریدُ زِیارَةَ الحُسَینِ علیه السّلام،شَیَّعَهُ سَبعُمِئَةِ مَلَکٍ مِن فَوقِ رَأسِهِ ومِن تَحتِهِ،وعَن یَمینِهِ،وعَن شِمالِهِ،ومِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ،حَتّی یَبلُغوا بِهِ (1)مَأمَنَهُ،فَإِذا زارَ الحُسَینَ علیه السّلام ناداهُ مُنادٍ:قَد غَفَرَ اللّهُ لَکَ،فَاستَأنِفِ العَمَلَ.
ثُمَّ یَرجِعونَ مَعَهُ مُشَیِّعینَ لَهُ إلی مَنزِلِهِ،فَإِذا صاروا إلی مَنزِلِهِ قالوا:نَستَودِعُکَ اللّهَ،فَلا یَزالونَ یَزورونَهُ إلی یَومِ مَماتِهِ،ثُمَّ یَزورونَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فی کُلِّ یَومٍ، وثَوابُ ذلِکَ لِلرَّجُلِ. (2)
3199.تهذیب الأحکام بإسناده عن علیّ علیه السّلام: إنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله قالَ لَهُ:...إنَّ اللّهَ جَعَلَ قَبرَکَ وقَبرَ وُلدِکَ بِقاعاً مِن بِقاعِ الجَنَّةِ...مَن زارَ قُبورَکُم عَدَلَ ذلِکَ لَهُ ثَوابَ سَبعینَ حَجَّةً بَعدَ حَجَّةِ الإِسلامِ،وخَرَجَ مِن ذُنوبِهِ حَتّی یَرجِعَ مِن زِیارَتِکُم کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ،فَأَبشِر وبَشِّر أولِیاءَکَ ومُحِبّیکَ مِنَ النَّعیمِ،وقُرَّةِ العَینِ بِما لا عَینٌ رَأَت،ولا اذُنٌ سَمِعَت،ولا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ،ولکِنَّ حُثالَةً (3)مِنَ النّاسِ یُعَیِّرونَ زُوّارَ قُبورِکُم بِزِیارَتِکُم کَما تُعَیَّرُ الزّانِیَةُ بِزِناها،اُولئِکَ شِرارُ امَّتی،لا نالَتهُم شَفاعَتی،ولا یَرِدونَ حَوضی! (4)
3200.کامل الزیارات عن الحسن بن الزبرقان الطبری بإسناد له یرفعه إلی الصادق علیه السّلام:
ص:224
مَنِ اغتَسَلَ فِی الفُراتِ وزارَ الحُسَینَ علیه السّلام کُتِبَ لَهُ مِنَ الفَضلِ ما لا یُحصی. (1)
3201.کامل الزیارات عن عبداللّه بن حمّاد البصری عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قالَ لی:إنَّ عِندَکُم-أو قالَ:فی قُربِکُم-لَفَضیلَةً ما اوتِیَ أحَدٌ مِثلَها،وما أحسَبُکُم تَعرِفونَها کُنهَ (2)مَعرِفَتِها،ولا تُحافِظونَ عَلَیها،ولا عَلَی القِیامِ بِها،وإنَّ لَها لَأَهلاً خاصَّةً،قَد سُمّوا لَها،واُعطوها بِلا حَولٍ مِنهُم ولا قُوَّةٍ إلّاما کانَ مِن صُنعِ اللّهِ لَهُم،وسَعادَةٍ حَباهُمُ (3)اللّهُ بِها،ورَحمَةٍ ورَأفَةٍ وتَقَدُّمٍ.
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! وما هذَا الَّذی وَصَفتَ ولَم تُسَمِّهِ؟
قالَ:زِیارَةُ جَدِّیَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام؛فَإِنَّهُ غَریبٌ بِأَرضِ غُربَةٍ،یَبکیهِ مَن زارَهُ،ویَحزَنُ لَهُ مَن لَم یَزُرهُ،ویَحتَرِقُ لَهُ مَن لَم یَشهَدهُ،ویَرحَمُهُ مَن نَظَرَ إلی قَبرِ ابنِهِ عِندَ رِجلِهِ فی أرضِ فَلاةٍ،لا حَمیمَ قُربَهُ ولا قَریبَ،ثُمَّ مُنِعَ الحَقَّ وتَوازَرَ عَلَیهِ أهلُ الرِّدَّةِ،حَتّی قَتَلوهُ وضَیَّعوهُ،وعَرَّضوهُ لِلسِّباعِ،ومَنَعوهُ شُربَ ماءِ الفُراتِ الَّذی یَشرَبُهُ الکِلابُ،وضَیَّعوا حَقَّ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله ووَصِیَّتَهُ بِهِ وبِأَهلِ بَیتِهِ،فَأَمسی مَجفُوّاً فی حُفرَتِهِ،صَریعاً بَینَ قَرابَتِهِ وشیعَتِهِ بَینَ أطباقِ التُّرابِ،قَد اوحِشَ قُربُهُ فِی الوَحدَةِ وَالبُعدِ عَن جَدِّهِ،وَالمَنزِلِ الَّذی لا یَأتیهِ إلّامَنِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِیمانِ، وعَرَّفَهُ حَقَّنا.
فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ،قَد کُنتُ آتیهِ حَتّی بُلیتُ بِالسُّلطانِ وفی حِفظِ أموالِهِم، وأنَا عِندَهُم مَشهورٌ،فَتَرَکتُ لِلتَّقِیَّةِ إتیانَهُ،وأنَا أعرِفُ ما فی إتیانِهِ مِنَ الخَیرِ.
ص:225
فَقالَ:هَل تَدری ما فَضلُ مَن أتاهُ وما لَهُ عِندَنا مِن جَزیلِ الخَیرِ؟فَقُلتُ:لا.
فَقالَ:أمَّا الفَضلُ فَیُباهیهِ مَلائِکَةُ السَّماءِ،وأمّا ما لَهُ عِندَنا فَالتَّرَحُّمُ عَلَیهِ کُلَّ صَباحٍ ومَساءٍ،ولَقَد حَدَّثَنی أبی أنَّهُ لَم یَخلُ مَکانُهُ مُنذُ قُتِلَ مِن مُصَلٍّ یُصَلّی عَلَیهِ مِنَ المَلائِکَةِ أو مِنَ الجِنِّ أو مِنَ الإِنسِ أو مِنَ الوَحشِ،وما مِن شَیءٍ إلّاوهُوَ یَغبِطُ (1)زائِرَهُ،وَیَتَمَسَّحُ بِهِ،ویَرجو فِی النَّظَرِ إلَیهِ الخَیرَ لِنَظَرِهِ إلی قَبرِهِ.
ثُمَّ قالَ:بَلَغَنی أنَّ قَوماً یَأتونَهُ مِن نَواحِی الکوفَةِ،وناساً مِن غَیرِهِم،ونِساءً یَندُبنَهُ،وذلِکَ فِی النِّصفِ مِن شَعبانَ،فَمِن بَینِ قارِئٍ یَقرَأُ،وقاصٍّ یَقُصُّ،ونادِبٍ یَندُبُ،وقائِلٍ یَقولُ المَراثِیَ.
فَقُلتُ لَهُ:نَعَم جُعِلتُ فِداکَ،قَد شَهِدتُ بَعضَ ما تَصِفُ.
فَقالَ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ فِی النّاسِ مَن یَفِدُ إلَینا ویَمدَحُنا ویَرثی لَنا،وجَعَلَ عَدُوَّنا مَن یَطعُنُ عَلَیهِم مِن قَرابَتِنا وغَیرِهم،یَهدُرونَهُم (2)ویُقَبِّحونَ ما یَصنَعونَ. (3)
3202.کامل الزیارات عن زرارة: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السّلام:ما تَقولُ فیمَن زارَ أباکَ (4)عَلی خَوفٍ؟
ص:226
قالَ:یُؤمِنُهُ اللّهُ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ،وتَلَقّاهُ المَلائِکَةُ بِالبِشارَةِ،ویُقالُ لَهُ:لا تَخَف ولا تَحزَن،هذا یَومُکَ الَّذی فیهِ فَوزُکَ. (1)
3203.کامل الزیارات عن محمّد بن مسلم: قالَ لی أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام،هَل تَأتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟قُلتُ:نَعَم،عَلی خَوفٍ ووَجَلٍ.
فَقالَ:ما کانَ مِن هذا أشَدَّ فَالثَّوابُ فیهِ عَلی قَدرِ الخَوفِ،ومَن خافَ فی إتیانِهِ آمَنَ اللّهُ رَوعَتَهُ یَومَ القِیامَةِ،یَومَ یَقومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمینَ،وَانصَرَفَ بِالمَغفِرَةِ، وسَلَّمَت عَلَیهِ المَلائِکَةُ،وزارَهُ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله ودَعا لَهُ،وَانقَلَبَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللّهِ وفَضلٍ،لَم یَمسَسهُ سوءٌ،وَاتَّبَعَ رِضوانَ اللّهِ. (2)
3204.تهذیب الأحکام عن معاویة بن وهب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام -لِمُعاوِیَةَ بنِ وَهبٍ-:یا مُعاوِیَةُ،لا تَدَع زِیارَةَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام (3)؛فَإِنَّ مَن تَرَکَهُ رَأی مِنَ الحَسرَةِ ما یَتَمَنّی أنَّ قَبرَهُ کانَ عِندَهُ (4)،أما تُحِبُّ أن یَرَی اللّهُ شَخصَکَ وسَوادَکَ فیمَن یَدعو لَهُ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله وعَلِیٌّ وفاطِمَةُ وَالأَئِمَّةُ علیهم السّلام؟أما تُحِبُّ أن تَکونَ مِمَّن یَنقَلِبُ بِالمَغفِرَةِ لِما مَضی، ویُغفَرُ لَهُ ذُنوبُ سَبعینَ سَنَةً؟أما تُحِبُّ أن تَکونَ غَداً مِمَّن یَخرُجُ ولَیسَ عَلَیهِ ذَنبٌ یُتبَعُ بِهِ؟أما تُحِبُّ أن تَکونَ غَداً مِمَّن یُصافِحُهُ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله؟ (5)
3205.کامل الزیارات عن ابن بکیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ لَهُ:إنّی أنزِلُ الأَرَّجانَ (6)
ص:227
وقَلبی یُنازِعُنی إلی قَبرِ أبیکَ،فَإِذا خَرَجتُ فَقَلبی وَجِلٌ مُشفِقٌ حَتّی أرجِعَ،خَوفاً مِنَ السُّلطانِ وَالسُّعاةِ (1)وأصحابِ المَسالِحِ.
فَقالَ:یَابنَ بُکَیرٍ،أما تُحِبُّ أن یَراکَ اللّهُ فینا خائِفاً؟أما تَعلَمُ أنَّهُ مَن خافَ لِخَوفِنا أظَلَّهُ اللّهُ فی ظِلِّ عَرشِهِ؟وکانَ مُحَدِّثَهُ الحُسَینُ علیه السّلام تَحتَ العَرشِ،وآمَنَهُ اللّهُ مِن أفزاعِ یَومِ القِیامَةِ،یَفزَعُ النّاسُ ولا یَفزَعُ،فَإِن فَزِعَ وَقَّرَتهُ المَلائِکَةُ،وسَکَّنَت قَلبَهُ بِالبِشارَةِ. (2)
3206.کامل الزیارات عن هشام بن سالم عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ:فَما لِمَن قُتِلَ عِندَهُ [أی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام ]،جارَ عَلَیهِ السُّلطانُ فَقَتَلَهُ؟قالَ:أوَّلُ قَطرَةٍ مِن دَمِهِ یُغفَرُ لَهُ بِها کُلُّ خَطیئَةٍ،وتَغسِلُ طینَتَهُ الَّتی خُلِقَ مِنهَا المَلائِکَةُ،حَتّی تَخلُصَ کَما خَلَصَتِ الأَنبِیاءُ المُخلَصینَ،ویَذهَبَ عَنها ما کانَ خالَطَها مِن أجناسِ طینِ أهلِ الکُفرِ، ویُغسَلُ قَلبُهُ،ویُشرَحُ صَدرُهُ،ویُملَأُ إیماناً،فَیَلقَی اللّهَ وهُوَ مُخلَصٌ مِن کُلِّ ما تُخالِطُهُ الأَبدانُ وَالقُلوبُ،ویُکتَبُ لَهُ شَفاعَةٌ فی أهلِ بَیتِهِ وألفٍ مِن إخوانِهِ،وتَوَلَّی الصَّلاةَ عَلَیهِ المَلائِکَةُ مَعَ جَبرَئیلَ ومَلَکِ المَوتِ،ویُؤتی بِکَفَنِهِ وحَنوطِهِ (3)مِنَ الجَنَّةِ، ویُوَسَّعُ قَبرُهُ عَلَیهِ،ویوضَعُ لَهُ مَصابیحُ فی قَبرِهِ،ویُفتَحُ لَهُ بابٌ مِنَ الجَنَّةِ،وتَأتیهِ المَلائِکَةُ بِالطُّرَفِ مِنَ الجَنَّةِ،ویُرفَعُ بَعدَ ثَمانِیَةَ عَشَرَ یَوماً إلی حَظیرَةِ القُدسِ،فَلا یَزالُ فیها مَعَ أولِیاءِ اللّهِ حَتّی تُصیبَهُ النَّفخَةُ الَّتی لا تُبقی شَیئاً،فَإِذا کانَتِ النَّفخَةُ الثّانِیَةُ وخَرَجَ مِن قَبرِهِ،کانَ أوَّلَ مَن یُصافِحُهُ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله وأمیرُ المُؤمِنینَ علیه السّلام وَالأَوصِیاءُ،ویُبَشِّرونَهُ،ویَقولونَ لَهُ:اِلزَمنا،ویُقیمونَهُ عَلَی الحَوضِ،فَیَشرَبُ مِنهُ، ویَسقی مَن أحَبَّ.
ص:228
قُلتُ:فَما لِمَن حُبِسَ فی إتیانِهِ؟قالَ:لَهُ بِکُلِّ یَومٍ یُحبَسُ ویَغتَمُّ فَرحَةٌ إلی یَومِ القِیامَةِ،فَإِن ضُرِبَ بَعدَ الحَبسِ فی إتیانِهِ کانَ لَهُ بِکُلِّ ضَربَةٍ حَوراءُ،وبِکُلِّ وَجَعٍ یَدخُلُ عَلی بَدَنِهِ ألفُ ألفِ حَسَنَةٍ،ویُمحی بِها عَنهُ ألفُ ألفِ سَیِّئَةٍ،ویُرفَعُ لَهُ بِها ألفُ ألفِ دَرَجَةٍ،ویَکونُ مِن مُحَدِّثی رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله حَتّی یَفرُغَ مِنَ الحِسابِ،فَیُصافِحُهُ حَمَلَةُ العَرشِ،ویُقالُ لَهُ:سَل ما أحبَبتَ،ویُؤتی بِضارِبِهِ لِلحِسابِ،فَلا یُسأَلُ عَن شَیءٍ ولا یُحتَسَبُ بِشَیءٍ،ویُؤخَذُ بِضَبعَیهِ (1)حَتّی یُنتَهی بِهِ إلی مَلَکٍ یَحبوهُ ویُتحِفُهُ بِشَربَةٍ مِنَ الحَمیمِ (2)،وشَربَةٍ مِنَ الغِسلینِ (3)،ویوضَعُ عَلی مَقالٍ (4)فِی النّارِ،فَیُقالُ لَهُ:
ذُق بِما قَدَّمَت یَداکَ فیما أتَیتَ إلی هذَا الَّذی ضَرَبتَهُ،وهُوَ وَفدُ اللّهِ ووَفدُ رَسولِهِ، ویُؤتی (5)بِالمَضروبِ إلی بابِ جَهَنَّمَ،ویُقالُ لَهُ:اُنظُر إلی ضارِبِکَ وإلی ما قَد لَقِیَ، فَهَل شَفَیتَ صَدرَکَ وقَدِ اقتُصَّ لَکَ مِنهُ؟فَیَقولُ:الحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی انتَصَرَ لی ولِوَلَدِ رَسولِهِ مِنهُ. (6)
3207.کامل الزیارات عن عبداللّه بن النجّار: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:تَزورونَ الحُسَینَ علیه السّلام، وتَرکَبونَ السُّفُنَ؟فَقُلتُ:نَعَم.
ص:229
قالَ:أما عَلِمتَ أنَّها إذَا انکَفَت بِکُم نودیتُم:ألا طِبتُم وطابَت لَکُمُ الجَنَّةُ. (1)
3208.کامل الزیارات عن أبی سعید القاضی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتاهُ [أی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام ] فی سَفینَةٍ،فَکُفِئَت بِهِم سَفینَتُهُم،نادی مُنادٍ مِنَ السَّماءِ طِبتُم وطابَت لَکُمُ الجَنَّةُ. (2)
3209.کامل الزیارات عن هشام بن سالم عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام -لَمّا سَأَلَهُ رَجُلٌ:ما لِمَن ماتَ فی سَفَرِهِ إلَیهِ [أی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام ]؟-:تُشَیِّعُهُ المَلائِکَةُ،وتَأتیهِ بِالحَنوطِ وَالکِسوَةِ مِنَ الجَنَّةِ،وتُصَلّی عَلَیهِ إذا (3)کُفِّنَ،وتُکَفِّنُهُ فَوقَ أکفانِهِ،وتَفرُشُ لَهُ الرَّیحانَ تَحتَهُ،وتَدفَعُ الأَرضَ حَتّی تَصَوَّرَ مِن بَینِ یَدَیهِ مَسیرَةَ ثَلاثَةِ أمیالٍ،ومِن خَلفِهِ مِثلَ ذلِکَ،وعِندَ رَأسِهِ مِثلَ ذلِکَ،وعِندَ رِجلَیهِ مِثلَ ذلِکَ،ویُفتَحُ لَهُ بابٌ مِنَ الجَنَّةِ إلی قَبرِهِ،ویَدخُلُ عَلَیهِ رَوحُها ورَیحانُها حَتّی تَقومَ السّاعَةُ. (4)
3210.کامل الزیارات عن أبی الصامت: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وهُوَ یَقولُ:مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام ماشِیاً کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ ألفَ حَسَنَةٍ،ومَحا عَنهُ ألفَ سَیِّئَةٍ،ورَفَعَ لَهُ ألفَ دَرَجَةٍ. (5)
3211.کامل الزیارات عن أبی سعید القاضی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام
ص:230
ماشِیاً کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ قَدَمٍ یَرفَعُها ویَضَعُها عِتقَ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ إسماعیلَ. (1)
3212.تهذیب الأحکام عن الحسین بن علیّ بن ثویر بن أبی فاختة: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:
یا حُسَینُ،مَن خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ یُریدُ زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهما السّلام،إن کانَ ماشِیاً کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَسَنَةً،وحَطَّ بِها عَنهُ سَیِّئَةً،حَتّی إذا صارَ بِالحائِرِ کَتَبَهُ اللّهُ مِنَ المُفلِحینَ،وإذا قَضی مَناسِکَهُ کَتَبَهُ اللّهُ مِنَ الفائِزینَ،حَتّی إذا أرادَ الاِنصِرافَ أتاهُ مَلَکٌ،فَقالَ لَهُ:أنَا رَسولُ اللّهِ،رَبُّکُ یُقرِئُکَ السَّلامَ،ویَقولُ لَکَ:
استَأنِفِ العَمَلَ،فَقَد غُفِرَ لَکَ ما مَضی. (2)
3214.کامل الزیارات عن علیّ بن میمون الصائغ عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: یا عَلِیُّ،زُرِ الحُسَینَ علیه السّلام ولا تَدَعهُ.
قالَ:قُلتُ:ما لِمَن أتاهُ مِنَ الثَّوابِ؟
قالَ:مَن أتاهُ ماشِیاً کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَسَنَةً،ومَحا عَنهُ سَیِّئَةً،ورَفَعَ لَهُ دَرَجَةً،فَإِذا أتاهُ وَکَّلَ اللّهُ بِهِ مَلَکَینِ یَکتُبانِ ما خَرَجَ مِن فیهِ مِن خَیرٍ،ولا یَکتُبانِ ما یَخرُجُ مِن فیهِ مِن شَرٍّ ولا غَیرِ ذلِکَ،فَإِذَا انصَرَفَ وَدَّعوهُ،وقالوا:یا وَلِیَّ اللّهِ! مَغفوراً لَکَ،أنتَ مِن حِزبِ اللّهِ وحِزبِ رَسولِهِ وحِزبِ أهلِ بَیتِ رَسولِهِ،وَاللّهِ،لا تَرَی النّارَ بِعَینِکَ أبَداً،ولا تَراکَ ولا تَطعَمُکَ أبَداً. (3)
راجع:ج 8 ص 279 (الفصل السادس عشر:الاستنابة لزیارته).
ص:231
ص:232
3214. تهذیب الأحکام عن محمّد بن مسلم عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: مُروا شیعَتَنا بِزِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَإِنَّ إتیانَهُ...مُفتَرَضٌ عَلی کُلِّ مُؤمِنٍ یُقِرُّ لَهُ بِالإِمامَةِ مِنَ اللّهِ [ عَزَّ وجَلَّ ]. (1)
3215.تهذیب الأحکام عن عبد الرحمن بن کثیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: لَو أنَّ أحَدَکُم حَجَّ دَهرَهُ،ثُمَّ لَم یَزُرِ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام،لَکانَ تارِکاً حَقّاً مِن حُقوقِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله؛ لِأَنَّ حَقَّ الحُسَینِ علیه السّلام فَریضَةٌ مِنَ اللّهِ تَعالی واجِبَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ. (2)
ص:233
3216.کامل الزیارات عن علیّ بن میمون: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:لَو أنَّ أَحَدَکُم حَجَّ ألفَ حَجَّةٍ،ثُمَّ لَم یَأتِ قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،لَکانَ قَد تَرَکَ حَقّاً مِن حُقوقِ اللّهِ تَعالی.
وسُئِلَ عَن ذلِکَ فَقالَ:حَقُّ الحُسَینِ علیه السّلام مَفروضٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ. (1)
3217.کامل الزیارات عن امّ سعید الأحمسیّة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قالت: قالَ لی:یا امَّ سَعیدٍ ! تَزورینَ قَبرَ الحُسَینِ؟قالَت:قُلتُ:نَعَم.
فَقالَ لی:زُوریهِ؛فَإِنَّ زِیارَةَ قَبرِ الحُسَینِ واجِبَةٌ عَلَی الرِّجالِ وَالنِّساءِ. (2)
3218.کامل الزیارات عن هارون بن خارجة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: سَأَلتُهُ عَمَّن تَرَکَ الزِّیارَةَ-زِیارَةَ قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام-مِن غَیرِ عِلَّةٍ.
قالَ:هذا رَجُلٌ مِن أهلِ النّارِ. (3)
3219.کامل الزیارات عن أبان بن تغلب: قالَ لی جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السّلام:یا أبانُ ! مَتی عَهدُکَ بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قُلتُ:لا وَاللّهِ،یَابنَ رَسولِ اللّهِ! ما لی بِهِ عَهدٌ مُنذُ حینٍ.
فَقالَ:سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ! وأنتَ مِن رُؤَساءِ الشّیعَةِ تَترُکُ زِیارَةَ الحُسَینِ علیه السّلام لا تَزورُهُ؟! مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام کَتَبَ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَسَنَةً،ومَحا عَنهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ سَیِّئَةً،وغَفَرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ.
یا أبانُ ! لَقَد قُتِلَ الحُسَینُ علیه السّلام،فَهَبَطَ عَلی قَبرِهِ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ شُعثٍ غُبرٍ یَبکونَ عَلَیهِ،ویَنوحونَ عَلَیهِ إلی یَومِ القِیامَةِ. (4)
ص:234
3220.المزار للمفید عن محمّد بن مسلم عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: مَن لَم یَأتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام مِن شَیعَتِنا،کانَ مُنتَقَصَ الإِیمانِ مُنتَقَصَ الدّینِ. (1)
3221.کامل الزیارات عن أبی بکر الحضرمی عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: مَن أرادَ أنْ یَعلَمَ أنَّهُ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَلیَعرِض حُبَّنا عَلی قَلبِهِ فَإِن قَبِلَهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ،ومَن کانَ لَنا مُحِبّاً فَلیَرغَب فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَمَن کانَ لِلحُسَینِ علیه السّلام زَوّاراً عَرَفناهُ بِالحُبِّ لَنا أهلَ البَیتِ،وکانَ مِن أهلِ الجَنَّةِ،ومَن لَم یَکُن لِلحُسَینِ علیه السّلام زَوّاراً کانَ ناقِصَ الإِیمانِ. (2)
3222.تهذیب الأحکام عن عنبسة بن مصعب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن لَم یَأتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام حَتّی یَموتَ،کانَ مُنتَقَصَ الإِیمانِ،مُنتَقَصَ الدّینِ،إن ادخِلَ الجَنَّةَ کانَ دونَ المُؤمِنینَ فیها. (3)
3223.کامل الزیارات عن سیف بن عمیر عن رجل عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن لَم یَأتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،وهُوَ یَزعُمُ أنَّهُ لَنا شیعَةٌ حَتّی یَموتَ،فَلَیسَ هُوَ لَنا بِشیعَةٍ،وإن کانَ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَهُوَ مِن ضیفانِ أهلِ الجَنَّةِ. (4)
ص:235
3224.کامل الزیارات عن داوود الحمار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن لَم یَزُر قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فَقَد حُرِمَ خَیراً کَثیراً،ونُقِصَ مِن عُمُرِهِ سَنَةٌ. (1)
3225.کامل الزیارات عن حنان بن سدیر: کُنتُ عِندَ أبی جَعفَرٍ علیه السّلام فَدَخَلَ عَلَیهِ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَیهِ وجَلَسَ.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:مِن أیِّ البِلادِ أنتَ؟قالَ:فَقالَ الرَّجُلُ:أنَا مِن أهلِ الکوفَةِ، وأنَا لَکَ مُحِبٌّ مُوالٍ.
قالَ:فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:أتُصَلّی فی مَسجِدِ الکوفَةِ کُلَّ صَلَواتِکَ؟قالَ:فَقالَ الرَّجُلُ:لا.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:إنَّکَ لَمَحرومٌ مِنَ الخَیرِ.
قالَ:ثُمَّ قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:أتَغتَسِلُ کُلَّ یَومٍ مِن فُراتِکُم فی کُلِّ یَومٍ مَرَّةً؟قالَ:لا.
قالَ:فَفی کُلِّ جُمعَةٍ؟فَقالَ:لا.
قالَ:فَفی کُلِّ شَهرٍ؟قالَ:لا،
قالَ:فَفی کُلِّ سَنَةٍ؟قالَ:لا.
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:إنَّکَ لَمَحرومٌ مِنَ الخَیرِ.
قالَ:ثُمَّ قالَ:أتَزورُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فی کُلِّ جُمعَةٍ؟قالَ:لا.
قالَ:ففی کُلِّ شَهرٍ؟قالَ:لا،
ص:236
قالَ:فَفی کُلِّ سَنَةٍ؟قالَ:لا.
فَقال أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:إنَّکَ لَمَحرومٌ مِنَ الخَیرِ. (1)
3226.تهذیب الأحکام عن معاویة بن وهب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام -لِمُعاوِیَةَ بنِ وَهبٍ-:یا مُعاوِیَةُ،لا تَدَع زِیارَةَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَإِنَّ مَن تَرَکَهُ رَأی مِنَ الحَسرَةِ ما یَتَمَنّی أنَّ قَبرَهُ کانَ عِندَهُ. (2)
3227. کامل الزیارات عن الحارث الأعور عن علیّ علیه السّلام: بِأَبی واُمِّیَ الحُسَینُ المَقتولُ بِظَهرِ الکوفَةِ، وَاللّهِ،کَأَنّی أنظُرُ إلَی الوُحوشِ مادَّةً أعناقَها عَلی قَبرِهِ مِن أنواعِ الوَحشِ،یَبکونَهُ ویَرثونَهُ لَیلاً حَتَّی الصَّباحِ،فَإِذا کانَ ذلِکَ فَإِیّاکُم وَالجَفاءَ (3)! (4)
3228.کامل الزیارات عن علیّ بن الحکم عن بعض أصحابه عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: کَم بَینَکُم وبَینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟قُلتُ:سِتَّةَ عَشَرَ فَرسَخاً.
قالَ:أوَ ما تَأتونَهُ؟قُلتُ:لا.
قالَ:ما أجفاکُم! (5)
3229.تهذیب الأحکام عن عبداللّه بن طلحة النهدی: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَقالَ:
یا عَبدَ اللّهِ بنَ طَلحَةَ ! أما تَزورُ قَبرَ أبِیَ الحُسَینِ علیه السّلام؟قُلتُ:بَلی إنّا لَنَأتیهِ.
ص:237
قالَ:تَأتونَهُ کُلَّ جُمعَةٍ؟قُلتُ:لا.
قالَ:تَأتونَهُ فی کُلِّ شَهرٍ؟قُلتُ:لا.
قالَ:ما أجفاکُم! إنَّ زِیارَتَهُ تَعدِلُ حَجَّةً وعُمرَةً. (1)
3230.الکافی عن سدیر: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:یا سَدیرُ،تَزورُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فی کُلِّ یَومٍ؟قُلتُ:
جُعِلتُ فِداکَ؛لا.
قالَ:فَما أجفاکُم!
قالَ:فَتَزورونَهُ فی کُلِّ جُمعَةٍ؟قُلتُ:لا.
قالَ:فَتَزورونَهُ فی کُلِّ شَهرٍ؟قُلتُ:لا.
قالَ:فَتَزورونَهُ فی کُلِّ سَنَةٍ؟قُلتُ:قَد یَکونُ ذلِکَ.
قالَ:یا سَدیرُ،ما أجفاکُم لِلحُسَینِ علیه السّلام ! أما عَلِمتَ أنَّ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ ألفَی ألفِ مَلَکٍ شُعثٍ غُبرٍ،یَبکونَ ویَزورونَ لا یَفتُرونَ. (2)
3231.کامل الزیارات عن الفضیل بن یسار: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما أجفاکُم یا فُضَیلُ لا تَزورونَ الحُسَینَ علیه السّلام ! أما عَلِمتُم أنَّ أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ شُعثاً غُبراً یَبکونَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (3)
3232.کامل الزیارات عن سلیمان بن خالد: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:عَجَباً لِأَقوامٍ یَزعُمونَ أنَّهُم شیعَةٌ لَنا،ویُقالُ:إنَّ أحَدَهُم یَمُرُّ بِهِ دَهرُهُ لا یَأتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام جَفاءً مِنهُ وتَهاوُناً وعَجزاً وکَسَلاً !! أما وَاللّهِ،لَو یَعلَمُ ما فیهِ مِنَ الفَضلِ ما تَهاوَنَ ولا کَسِلَ.
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،وما فیهِ مِنَ الفَضلِ؟
ص:238
قالَ:فَضلٌ وخَیرٌ کَثیرٌ،أما أوَّلُ ما یُصیبُهُ أن یُغفَرَ ما مَضی مِن ذُنوبِهِ،ویُقالَ لَهُ:
استَأنِفِ العَمَلَ. (1)
3233.قرب الإسناد عن حنان بن سدیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما تَقولُ فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فَإِنَّهُ بَلَغَنا عَن بَعضِکُم أنَّهُ قالَ:تَعدِلُ حَجَّةً وعُمرَةً؟
قالَ:فَقالَ:ما أضعَفَ هذَا الحَدیثَ،ما تَعدِلُ هذا کُلَّهُ (2)،ولکِن زوروهُ ولا تَجفوهُ؛ فَإِنَّهُ سَیِّدُ شَبابِ الشُّهَداءِ،وسَیِّدُ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ،وشَبیهُ یَحیَی بنِ زَکَرِیّا علیه السّلام، وعَلَیهِما بَکَتِ السَّماءُ وَالأَرضُ. (3)
3234.تهذیب الأحکام عن الحلبی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! ما تَقولُ فیمَن تَرَکَ زِیارَةَ الحُسَینِ علیه السّلام وهُوَ یَقدِرُ عَلی ذلِکَ؟
قالَ:إنَّهُ قَد عَقَّ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله وعَقَّنا،وَاستَخَفَّ بِأَمرٍ هُوَ لَهُ،ومَن زارَهُ کانَ اللّهُ لَهُ مِن وَراءِ حَوائِجِهِ،وکُفِیَ ما أهَمَّهُ مِن أمرِ دُنیاهُ،وإنَّهُ یَجلِبُ الرِّزقَ عَلَی العَبدِ، ویُخلِفُ عَلَیهِ ما یُنفِقُ،ویُغفَرُ لَهُ ذُنوبُ خَمسینَ سَنَةً،ویَرجِعُ إلی أهلِهِ وما عَلَیهِ وِزرٌ ولا خَطیئَةٌ إلّاوقَد مُحِیَت مِن صَحیفَتِهِ.
فَإِن هَلَکَ فی سَفرَتِهِ نَزَلَتِ المَلائِکَةُ فَغَسَّلَتهُ،وفُتِحَ لَهُ بابٌ إلَی الجَنَّةِ یَدخُلُ
ص:239
عَلَیهِ روحُها حَتّی یُنشَرَ،وإن سَلِمَ فُتِحَ لَهُ البابُ الَّذی یَنزِلُ مِنهُ رِزقُهُ،ویُجعَلُ لَهُ بِکُلِّ دِرهَمٍ أنفَقَهُ عَشَرَةُ آلافِ دِرهَمٍ،وذُخِرَ ذلِکَ لَهُ،فَإِذا حُشِرَ قیلَ لَهُ:لَکَ بِکُلِّ دِرهَمٍ عَشَرَةُ آلافِ دِرهَمٍ،إنَّ اللّهَ نَظَرَ لَکَ فَذَخَرَها لَکَ عِندَهُ. (1)
3235.کامل الزیارات عن صفوان الجمّال: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام ونَحنُ فی طَریقِ المَدینَةِ نُریدُ مَکَّةَ،فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ما لی أراکَ کَئیباً حَزیناً مُنکَسِراً؟
فَقالَ لی:لَو تَسمَعُ ما أسمَعُ لَشَغَلَکَ عَن مُساءَلَتی.
قُلتُ:ومَا الَّذی تَسمَعُ؟
قالَ:اِبتِهالَ (2)المَلائِکَةِ إلَی اللّهِ عَلی قَتَلَةِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام وعَلی قَتَلَةِ الحُسَینِ علیه السّلام،ونَوحَ الجِنِّ عَلَیهِما،وبُکاءَ المَلائِکَةِ الَّذینَ حَولَهُم وشِدَّةَ حُزنِهِم،فَمَن یَتَهَنَّأُ مَعَ هذا بِطَعامٍ أو شَرابٍ أو نَومٍ؟
قُلتُ لَهُ:فَمَن یَأتیهِ زائِراً،ثُمَّ یَنصَرِفُ،فَمَتی یَعودُ إلَیهِ؟وفی کَم یُؤتی؟وفی کَم یَسَعُ النّاسَ تَرکُهُ؟
قالَ:أمَّا القَریبُ فَلا أقَلَّ مِن شَهرٍ،وأمّا بَعیدُ الدّارِ ففی کُلِّ ثَلاثِ سِنینَ،فَما جازَ الثَّلاثَ سِنینَ فَقَد عَقَّ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،وقَطَعَ رَحِمَهُ إلّامِن عِلَّةٍ،ولَو یَعلَمُ زائِرُ الحُسَینِ علیه السّلام ما یَدخُلُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله وما یَصِلُ إلَیهِ مِنَ الفَرَحِ وإلی أمیرِ المُؤمِنینَ وإلی فاطِمَةَ وَالأَئِمَّةِ وَالشُّهَداءِ مِنّا أهلَ البَیتِ،وما یَنقَلِبُ بِهِ مِن دُعائِهِم لَهُ وما لَهُ فی ذلِکَ مِنَ الثَّوابِ فِی العاجِلِ وَالآجِلِ وَالمَذخورِ لَهُ عِندَ اللّهِ،لَأَحَبَّ أن یَکونَ ما ثَمَّ دارُهُ (3)ما بَقِیَ.
ص:240
وإنَّ زائِرَهُ لَیَخرُجُ مِن رَحلِهِ فَما یَقَعُ فَیؤُهُ عَلی شَیءٍ إلّادَعا لَهُ،فَإِذا وَقَعَتِ الشَّمسُ عَلَیهِ أکَلَت ذُنوبَهُ کَما تَأکُلُ النّارُ الحَطَبَ،وما تُبقِی الشَّمسُ عَلَیهِ مِن ذُنوبِهِ شَیئاً فَیَنصَرِفُ وما عَلَیهِ ذَنبٌ،وقَد رُفِعَ لَهُ مِنَ الدَّرَجاتِ ما لا یَنالُهُ المُتَشَحِّطُ بِدَمِهِ فی سَبیلِ اللّهِ،ویُوَکَّلُ بِهِ مَلَکٌ یَقومُ مَقامَهُ،ویَستَغفِرُ لَهُ حَتّی یَرجِعَ إلَی الزِّیارَةِ أو یَمضِیَ ثَلاثُ سِنینَ أو یَموتَ.... (1)
3236.کامل الزیارات عن داوود الحمار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن لَم یَزُر قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فَقَد ...نَقَصَ مِن عُمُرِهِ سَنَةٌ. (2)
3237.تهذیب الأحکام عن منصور بن حازم: سَمِعتُهُ یَقولُ:مَن أتی عَلَیهِ حَولٌ لَم یَأتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام نَقَصَ اللّهُ مِن عُمُرِهِ حَولاً،ولَو قُلتُ:إنَّ أحَدَکُم یَموتُ قَبلَ أجَلِهِ بِثَلاثینَ سَنَةً لَکُنتُ صادِقاً،وذلِکَ أنَّکُم تَترُکونَ زِیارَتَهُ؛فَلا تَدَعوها یَمُدُّ اللّهُ فی أعمارِکُم،ویَزیدُ فی أرزاقِکُم،وإذا تَرَکتُم زِیارَتَهُ نَقَصَ اللّهُ مِن أعمارِکُم وأرزاقِکُم. (3)
راجع:ص 264 (الفصل الثالث/طول العمر وسعة الرزق ).
ص:241
3238.ثواب الأعمال عن أبی الجارود عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام،قال: قالَ لی:کَم بَینَکُم وبَینَ الحُسَینِ علیه السّلام؟قالَ:قُلتُ:یَومٌ لِلرّاکِبِ ویَومٌ وبَعضُ یَومٍ لِلماشی.
قالَ:أفَتَأتیهِ کُلَّ جُمعَةٍ؟قُلتُ:لا،ما آتیهِ إلّافِی الحینِ.
قالَ:ما أجفاکَ! أما لَو کانَ قَریباً مِنّا لَاتَّخَذناهُ هِجرَةً-أی تَهاجَرنا إلَیهِ. (1)
3239.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن أبی حمزة الثمالی: سَأَلتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السّلام عَن زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام فَقالَ:زُرهُ کُلَّ یَومٍ،فَإِن لَم تَقدِر فَکُلَّ جُمعَةٍ،فَإِن لَم تَقدِر فَکُلَّ شَهرٍ، فَمَن لَم یَزُرهُ فَقَدِ استَخَفَّ بِحَقِّ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله (2).
راجع:ج 8 ص 211 (الفصل الثانی عشر/زیارته فی لیلة الجمعة ویومها).
3240.کامل الزیارات عن علیّ بن میمون الصائغ عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: یا عَلِیُّ،بَلَغَنی أنَّ قَوماً مِن شیعَتِنا یَمُرُّ بِأَحَدِهِمُ السَّنَةُ وَالسَّنَتانِ لا یَزورونَ الحُسَینَ علیه السّلام.
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،إنّی أعرِفُ اناساً کَثیرَةً بِهذِهِ الصِّفَةِ.
قالَ:أما وَاللّهِ،لِحَظِّهِم أخطَؤوا،وعَن ثَوابِ اللّهِ زاغوا،وعَن جِوارِ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله
ص:242
تَباعَدوا.
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! فی کَمِ الزِّیارَةُ؟قالَ:یا عَلِیُّ ! إن قَدَرتَ أن تَزورَهُ فی کُلِّ شَهرٍ فَافعَل.
قُلتُ:لا أصِلُ إلی ذلِکَ؛لِأَنّی أعمَلُ بِیَدی،واُمورُ النّاسِ بِیَدی (1)،ولا أقدِرُ أن اغَیِّبَ وَجهی عَن مَکانی یَوماً واحِداً.
قالَ:أنتَ فی عُذرٍ ومَن کانَ یَعمَلُ بِیَدِهِ،وإنَّما عَنَیتُ مَن لا یَعمَلُ بِیَدِهِ مِمَّن إن خَرَجَ فی کُلِّ جُمعَةٍ هانَ ذلِکَ عَلَیهِ،أما إنَّهُ ما لَهُ عِندَ اللّهِ مِن عُذرٍ ولا عِندَ رَسولِهِ مِن عُذرٍ یَومَ القِیامَةِ.
قُلتُ:فَإِن أخرَجَ عَنهُ رَجُلاً فَیَجوزُ ذلِکَ؟قالَ:نَعَم،وخُروجُهُ بِنَفسِهِ أعظَمُ أجراً وخَیراً لَهُ عِندَ رَبِّهِ،یَراهُ رَبُّهُ ساهِرَ اللَّیلِ لَهُ،تَعَبَ النَّهارِ،یَنظُرُ اللّهُ إلَیهِ نَظرَةً توجِبُ لَهُ الفِردَوسَ الأَعلی مَعَ مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ،فَتَنافَسوا فی ذلِکَ،وکونوا مِن أهلِهِ. (2)
3241.کامل الزیارات عن صفوان بن مهران الجمّال: قُلتُ لِلصّادِقِ علیه السّلام:مَن یَأتیهِ [ أیِ الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام ] زائِراً ثُمَّ یَنصَرِفُ،مَتی یَعودُ إلَیهِ؟وفی کَم یُؤتی؟وکَم یَسَعُ النّاسَ تَرکُهُ؟
قالَ:لا یَسَعُ أکثَرَ مِن شَهرٍ. (3)
3242.تهذیب الأحکام عن داوود بن فرقد: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما لِمَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام فی کُلِّ شَهرٍ مِنَ الثَّوابِ؟
ص:243
قالَ:لَهُ مِنَ الثَّوابِ ثَوابُ مِئَةِ ألفِ شَهیدٍ مِثلِ شُهَداءِ بَدرٍ. (1)
3243.کامل الزیارات عن علیّ بن أبی حمزة عن أبی الحسن [الکاظم] علیه السّلام: لا تَجفوهُ [ الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام ]؛یَأتیهِ الموسِرُ فی کُلِّ أربَعَةِ أشهُرٍ،وَالمُعسِرُ لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفساً إلّا وُسعَها. (2)
3244.تهذیب الأحکام عن ابن رئاب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: حَقٌّ عَلَی الغَنِیِّ أن یَأتِیَ قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام فِی السَّنَةِ مَرَّتَینِ،وحَقٌّ عَلَی الفَقیرِ أن یَأتِیَهُ فِی السَّنَةِ مَرَّةً. (3)
3245.کامل الزیارات عن عامر بن عمیر وسعید الاعرج عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: ایتوا قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فی کُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً. (4)
3246.کامل الزیارات عن محمّد بن مروان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: زُوروا قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام ولَو کُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً. (5)
ص:244
3247.کامل الزیارات عن عبیداللّه الحلبی: قُلتُ:إنّا نَزورُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فِی السَّنَةِ مَرَّتَینِ أو ثَلاثَةً.
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:أکرَهُ أن تُکثِرُوا القَصدَ إلَیهِ (1)،زوروهُ فِی السَّنَةِ مَرَّةً. (2)
3248.کامل الزیارات عن الحلبی: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام عَن زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
قالَ:فِی السَّنَةِ مَرَّةً،إنّی أکرَهُ الشُّهرَةَ. (3)
راجع:ص 244 (فی کلّ ستّة أشهر).
3249.کامل الزیارات عن صفوان الجمّال: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:...مَن یَأتیهِ [أیِ الإِمامَ الحُسَینَ علیه السّلام ] زائِراً ثُمَّ یَنصَرِفُ فَمَتی یَعودُ إلَیهِ؟وفی کَم یُؤتی؟وفی کَم یَسَعُ النّاسَ تَرکُهُ؟
قالَ:أمَّا القَریبُ فَلا أقَلَّ مِن شَهرٍ،وأمّا بَعیدُ الدّارِ فَفی کُلِّ ثَلاثِ سِنینَ. (4)
3250.کامل الزیارات عن العمرکی بإسناده عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّهُ یُصَلّی عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام أربَعَةُ آلافِ مَلَکٍ مِن طُلوعِ الفَجرِ إلی أن تَغیبَ الشَّمسُ،ثُمَّ یَصعَدونَ ویَنزِلُ مِثلُهُم،فَیُصَلّونَ إلی طُلوعِ الفَجرِ،فَلا یَنبَغی لِلمُسلِمِ أن یَتَخَلَّفَ عَن زِیارَةِ قَبرِهِ أکثَرَ مِن أربَعِ سِنینَ. (5)
ص:245
3251.الإقبال عن محمّد بن فیض بن مختار عن جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام :أنَّهُ سُئِلَ عَن زِیارَةِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام فَقیلَ:هَل فی ذلِکَ وَقتٌ هُوَ أفضَلُ مِن وَقتٍ؟
فَقالَ:زوروهُ-صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ-فی کُلِّ وَقتٍ وفی کُلِّ حینٍ؛فَإِنَّ زِیارَتَهُ علیه السّلام خَیرُ مَوضوعٍ،فَمَن أکثَرَ مِنها فَقَدِ استَکثَرَ مِنَ الخَیرِ،ومَن قَلَّلَ قُلِّلَ لَهُ،وتَحَرَّوا (1)بِزِیارَتِکُمُ الأَوقاتَ الشَّریفَةَ؛فَإِنَّ الأَعمالَ الصّالِحَةَ فیها مُضاعَفَةٌ،وهِیَ أوقاتُ مَهبِطِ المَلائِکَةِ لِزِیارَتِهِ. (2)
3252.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن أبی الجارود: قالَ لی أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:کَم بَینَکُم وبَینَ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام؟
قالَ:قُلتُ:یَومٌ وشَیءٌ.
قالَ:فَقالَ:لَو کانَ مِنّا عَلی مِثلِ الَّذی هُوَ مِنکُم لَاتَّخَذناهُ هِجرَةً.کَم بَینَکُم وبَینَ [...] (3)؟قالَ:قُلتُ لَهُ:شَیءٌ یَسیرٌ.فَقالَ:لَو کانَ مِنّا مِثلَ الَّذی هُوَ مِنکُم لَسَرَّنی ألّا یَأتِیَ عَلَیَّ یَومٌ إلّاأتَیتُهُ. (4)
3253.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن عیینة بیّاع القصب عن جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام: جاءَ رَجُلٌ إلی أبی جَعفَرٍ علیه السّلام فَذاکَرَهُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَقالَ:أما تَأتونَهُ؟
قالَ:بَلی إنّا نَأتیهِ فِی السَّنَةِ مَرَّةً.
ص:246
فَقالَ:ما أجفاکُم-یا أهلَ الکوفَةِ-! لَو کُنتُ بِمَنزِلَتِکُم ما أخطَتنی فیهِ صَلاةٌ. (1)
3254.کامل الزیارات عن عبداللّه بن أبی یعفور: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ لِرَجُلٍ مِن مَوالیهِ:یا فُلانُ ! أتَزورُ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام؟
قالَ:نَعَم إنّی أزورهُ بَینَ ثَلاثِ سِنینَ مَرَّةً.
فَقالَ لَهُ-وهُوَ مُصفَرُّ الوَجهِ-:أما وَاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،لَو زُرتَهُ لَکانَ أفضَلَ لَکَ مِمّا أنتَ فیهِ.
فَقالَ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! أکُلُّ هذَا الفَضلِ؟فَقالَ:نَعَم. (2)
3255.کامل الزیارات عن العیص بن القاسم: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:هَل لِزِیارَةِ القَبرِ [ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام ] صَلاةٌ مَفروضَةٌ؟قالَ:لَیسَ لَهُ صَلاةٌ مَفروضَةٌ.
قالَ:وسَأَلتُهُ:فی کَم یَومٍ یُزارُ؟قالَ:ما شِئتَ. (3)
3256.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن یونس بن عمّار: قُلتُ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السّلام فی زِیارَةِ قُبورِ الشُّهَداءِ.فَقالَ:تَرَکتَ الشُّهَداءَ الأَحیاءَ المَرزوقینَ عِندَکَ بِالعِراقِ؛حُسَیناً وذَوی حُسَینٍ علیه السّلام ! أما تَزورُ قُبورَهُم؟فَقُلتُ:بَلی أزورُها.فَقالَ لی:زُرها ولا تَشهَرَنَّ نَفسَکَ. (4)
ص:247
ص:248
یتبیّن من خلال التأمّل فی الروایات التی تؤکّد علی زیارة سیّد الشهداء وتکرارها، أنّ هذا العمل لا یشتمل علی فلسفة عبادیّة فحسب،بل إنّه یشتمل علی فلسفة سیاسیة عمیقة أیضاً.
والرسالة السیاسیة لزیارة سیّد الشهداء هی فی نفسها توجب إزاحة الخرافات دوماً عن هذه الحرکة الثقافیة بهدف إعداد الأرضیة للنظام الإسلامی الأصیل الذی تمّ بیانه من قبل (1)،وبذلک،فإنّ الرسالة السیاسیة لزیارته علیه السّلام تفوق الرسالة العبادیة لها أهمّیة وبنّائیة.
ومن خلال إلقاء نظرة عمیقة وشاملة إلی الروایات الواردة فی شأن زیارة سیّد الشهداء،والتی تعتبرها فریضة،وأفضل الأعمال،وتذکر فضائل وبرکات کثیرة (2)لها،وتعدُّ تحمّلَ المعاناة والمشقّة أمراً مطلوباً فی سبیل زیارته.وکذا الروایات التی تصرّح بأنّ علی الإنسان إن أمکنه زیارة الحسین علیه السّلام فی کلّ یوم فلیزره،فإن لم یستطع ففی کلّ جمعة،فإن لم یستطع ففی کلّ شهر،فإن لم یستطع ففی کلّ أربعة أشهر،فإن لم یستطع ففی کلّ ستّة أشهر،فإن لم یستطع ففی کلّ سنة،فإن
ص:249
لم یستطع ففی کلّ ثلاث سنوات،فإن لم یستطع ففی کلّ أربع سنینٍ وأخیراً فکلّما زاره أکثر کان أفضل.وکذلک الروایات الدالّة علی أنّ ثواب زیارته علیه السّلام یفوق ثواب الحجّ والعمرة (1).وکذلک الروایات التی تحذّر من ترک زیارته وتعتبر ترک زیارته موجباً لنقصان الإیمان وقصر العمر،وعقوقاً لأهل البیت علیهم السّلام،وحرماناً من الخیر الکثیر. (2)فإذا ما لاحظنا هذه الروایات إلی جانب الروایات التی اعتبرت معرفة حقّه علیه السّلام الشرط الرئیس للانتفاع من برکات زیارته،یمکن أن ندرک بوضوح أنّ فی هذه الروایات رسالةً سیاسیةً مهمّةً لأتباع أهل البیت علیهم السّلام ومحبّیهم،وهی تهیئة الأرضیة الثقافیة والإعداد لتحقیق الأهداف السامیة للنهضة الحسینیة؛أی سیادة القیم الإسلامیة بالقیادة التی یرتضیها أهلُ بیت الرسالة.
ولا شکّ فی أنّ تواجد حشودِ زوّار سیّد الشهداء إلی جوار مرقده الطاهر وتزایدهم فی کلّ عام (3)،إن کان مقترناً بالوعی والتخطیط،فإنّه سینتهی إلی قیام الدولة التی ینشدها أهل البیت علیهم السّلام.
والملاحظة الجدیرة بالاهتمام أنّ المطلوب-کما تفید بعض الروایات-هو الحضور فی کربلاء لزیارة سیّد الشهداء لا الإقامة فی کربلاء والتوطّن فیها:
فَزُرهُ...وَانصَرِف عَنهُ،ولا تَتَّخِذهُ وَطَناً. (4)
کما هو الحال فی شأن الإقامة فی مکّة والتوطّن فیها،حیث أفتی بعض الفقهاء
ص:250
بالکراهة استناداً لبعض العلل المذکورة فی بعض الروایات؛مثل احترام بیت اللّه، واستمرار حالة الشوق عند الزائر (1).
وإذا کان هذا النوع من الروایات لا یتمتّع بالقیمة المطلوبة من حیث السند،فإنّه یلزم الاهتمام العملی بها نظراً إلی انطباقها مع العقل والمنطق؛ذلک لأنّ الإقامة الدائمة سوف تتسبّب فی تقلیل شوق الزائر وحضوره،وبذلک فسوف یضعف تحقیق أهداف الزیارة.مضافاً للمشاکل الاقتصادیة والاجتماعیّة الکثیرة التی یستتبعها التوطّن.
وبعبارة اخری،فإنّ من غیر الممکن من الناحیة العملیة الجمع بین الإقامة الدائمة والحضور الشامل للزوّار من جمیع أرجاء العالم فی مکّة المکرّمة،أو مرقد سیّد الشهداء علیه السّلام،وإنّ التأکید والتوصیة بالحضور العامّ فی هذه الأماکن،یستلزمان النهی عن الإقامة الدائمة فیها.
ص:251
ص:252
بَرَکاتُ زِیارَتِهِ
3257.الکافی عن المعلّی أبی شهاب: قالَ الحُسَینُ علیه السّلام لِرَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:یا أبَتاه،ما لِمَن زارَکَ؟
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:یا بُنَیَّ،مَن زارَنی حَیّاً أو مَیِّتاً،أو زارَ أباکَ أو زارَ أخاکَ أو زارَکَ،کانَ حَقّاً عَلَیَّ أن أزورَهُ یَومَ القِیامَةِ واُخَلِّصَهُ مِن ذُنوبِهِ. (1)
3258.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن جابر عن أبی جعفر [الباقر علیه السّلام ] : زِیارَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام یُغفَرُ لِلرَّجُلِ الذُّنوبُ،ویُغفَرُ لَهُ فی ذَهابِهِ ومَجیئِهِ. (2)
3259.کامل الزیارات عن سدیر الصیرفی: کُنّا عِندَ أبی جَعفَرٍ علیه السّلام،فَذَکَرَ فَتیً قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام.
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:ما أتاهُ عَبدٌ فَخَطا خُطوَةً،إلّاکَتَبَ اللّهُ لَهُ حَسَنَةً،وحَطَّ
ص:253
عَنهُ سَیِّئَةً. (1)
3260.تهذیب الأحکام عن رفاعة النخاس عن أبی عبد اللّه عن أبیه [الباقر] علیهما السّلام :إنَّ مَن خَرَجَ إلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ غَیرَ مُستَکبِرٍ،وبَلَغَ الفُراتَ ووَقَعَ فِی الماءِ،وخَرَجَ مِنَ الماءِ،کانَ مِثلَ الَّذی یَخرُجُ مِنَ الذُّنوبِ،وإذا مَشی إلَی الحُسَینِ علیه السّلام فَرَفَعَ قَدَماً ووَضَعَ اخری،کَتَبَ اللّهُ لَهُ عَشرَ حَسَناتٍ،ومَحا عَنهُ عَشرَ سَیِّئاتٍ. (2)
3261.الأمالی للطوسی عن حمران بن أعین: زُرتُ قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،فَلَمّا قَدِمتُ جاءَنی أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام وعُمَرُ بنُ عَلِیِّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِیٍّ.
فَقالَ لی أبو جَعفَرٍ علیه السّلام:أبشِر یا حُمرانُ؛فَمَن زارَ قُبورَ شُهَداءِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السّلام ویُریدُ اللّهَ بِذلِکَ وصِلَةَ نَبِیِّهِ،خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ. (3)
3262.کامل الزیارات عن عبد اللّه بن مسکان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام مِن شیعَتِنا لَم یَرجِع حَتّی یُغفَرَ لَهُ کُلُّ ذَنبٍ،ویُکتَبُ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ خَطاها وکُلِّ یَدٍ رَفَعَتها دابَّتُهُ ألفُ حَسَنَةٍ،ومُحِیَ عَنهُ ألفُ سَیِّئَةٍ،وتُرفَعُ لَهُ ألفُ دَرَجَةٍ. (4)
3263.ثواب الأعمال عن الحارث بن المغیرة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ للّهِ ِ مَلائِکَةً مُوَکَّلینَ بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَإِذا هَمَّ الرَّجُلُ بِزِیارَتِهِ أعطاهُم ذُنوبَهُ،فَإِذا خَطا مَحَوها،ثُمَّ إذا خَطا ضاعَفوا لَهُ حَسَناتِهِ،فَما تَزالُ حَسَناتُهُ تُضاعَفُ حَتّی توجِبَ
ص:254
لَهُ الجَنَّةَ. (1)
3264.کتاب من لا یحضره الفقیه: قالَ الصّادِقُ علیه السّلام:مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،جُعِلَ ذُنوبُهُ جِسراً عَلی بابِ دارِهِ،ثُمَّ عَبَرَها،کَما یُخَلِّفُ أحَدُکُمُ الجِسرَ وَراءَهُ إذا عَبَرَهُ. (2)
3265.تهذیب الأحکام عن قدامة بن مالک عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أرادَ زِیارَةَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام لا أشَراً ولا بَطَراً (3)ولا رِیاءاً ولا سُمعَةً،مُحِّصَت (4)ذُنوبُهُ کَما یُمَحَّصُ الثَّوبُ فِی الماءِ؛فَلا یَبقی عَلَیهِ دَنَسٌ (5)،ویَکتُبُ اللّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَجَّةً،وکُلَّما رَفَعَ قَدَمَهُ عُمرَةً. (6)
3266.کامل الزیارات عن سلیمان بن خالد عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ للّهِ ِ فی کُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ مِئَةَ ألفِ لَحظَةٍ إلَی الأَرضِ،یَغفِرُ لِمَن یَشاءُ مِنهُ،ویُعَذِّبُ مَن یَشاءُ مِنهُ،ویَغفِرُ لِزائِری قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام خاصَّةً ولِأَهلِ بَیتِهِم،ولِمَن یَشفَعُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ کائِناً مَن کانَ.
قُلتُ:وإن کانَ رَجُلاً قَدِ استَوجَبَ (7)النّارَ؟
ص:255
قالَ:وإن کانَ،ما لَم یَکُن ناصِبِیّاً (1). (2)
3267.المزار للمفید عن شعیب العقرقوفی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ لَهُ:مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام ما لَهُ مِنَ الثَّوابِ وَالأَجرِ-جُعِلتُ فِداکَ-؟!
قالَ:یا شُعَیبُ،ما صَلّی عِندَهُ أحَدٌ صَلاةً إلّاقَبِلَهَا اللّهُ مِنهُ،ولا دَعا عِندَهُ أحَدٌ دَعوَةً إلَّااستُجیبَت لَهُ عاجِلَةً وآجِلَةً.
فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،زِدنی.
قالَ:یا شُعَیبُ،أیسَرُ ما یُقالُ لِزائِرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام:قَد غُفِرَ لَکَ-یا عَبدَ اللّهِ-؛فَاستَأنِفِ العَمَلَ عَمَلاً جَدیداً. (3)
3268.کامل الزیارات عن عبداللّه بن مسکان: شَهِدتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وقَد أتاهُ قَومٌ مِن أهلِ خُراسانَ،فَسَأَلوهُ عَن إتیانِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام وما فیهِ مِنَ الفَضلِ.
قالَ:حَدَّثَنی أبی عَن جَدّی أنَّهُ کانَ یَقولُ:مَن زارَهُ یُریدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ أخرَجَهُ اللّهُ مِن ذُنوبِهِ کَمَولودٍ وَلَدَتهُ امُّهُ،وَشَیَّعَتهُ المَلائِکَةُ فی مَسیرِهِ،فَرَفرَفَت عَلی رَأسِهِ،قَد صَفّوا بِأَجنِحَتِهِم عَلَیهِ حَتّی یَرجِعَ إلی أهلِهِ،وسَأَلَتِ المَلائِکَةُ المَغفِرَةَ لَهُ مِن رَبِّهِ، وغَشِیَتهُ الرَّحمَةُ مِن أعنانِ (4)السَّماءِ،ونادَتهُ المَلائِکَةُ:طِبتَ وطابَ مَن زُرتَ، وحُفِظَ فی أهلِهِ. (5)
3269.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن عاصم بن حمید الحنّاط: سَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السّلام عَن
ص:256
زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَقالَ:یا عاصِمُ ! مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام وهُوَ مَغمومٌ أذهَبَ اللّهُ غَمَّهُ،ومَن زارَهُ وهُوَ فَقیرٌ أذهَبَ فَقرَهُ،ومَن کانَت بِهِ عاهَةٌ فَدَعَا اللّهَ أن یُذهِبَها عَنهُ أذهَبَها عَنهُ،وَاستُجیبَت دَعوَتُهُ،وفُرِّجَ هَمُّهُ وغَمُّهُ.
فَلا تَدَع أن تَأتِیَهُ،فَإِنَّکَ کُلَّما أتَیتَهُ کُتِبَ لَکَ بِکُلِّ خُطوَةٍ تَخطوها عَشرُ حَسَناتٍ، ومُحِیَ عَنکَ عَشرُ سَیِّئاتٍ،وکُتِبَ لَکَ ثَوابُ شَهیدٍ فی سَبیلِ اللّهِ اهَریقَ دَمُهُ،فَإِیّاکَ أن تَفوتَکَ زِیارَتُهُ. (1)
3270.کامل الزیارات عن صفوان الجمّال عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَنِ اغتَسَلَ بِماءِ الفُراتِ وزارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،کانَ کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ صِفراً مِنَ الذُّنوبِ ولَوِ اقتَرَفَها کَبائِرَ. (2)
3271.کامل الزیارات عن الحسن بن راشد عن أبی إبراهیم [الکاظم] علیه السّلام: مَن خَرَجَ مِن بَیتِهِ یُریدُ زِیارَةَ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،وَکَّلَ اللّهُ بِهِ مَلَکاً،فَوَضَعَ إصبَعَهُ فی قَفاهُ، فَلَم یَزَل یَکتُبُ ما یَخرُجُ مِن فیهِ حَتّی یَرِدَ الحائِرَ،فَإِذا خَرَجَ مِن بابِ الحائِرِ وَضَعَ کَفَّهُ وَسَطَ ظَهرِهِ،ثُمَّ قالَ لَهُ:أمّا ما مَضی فَقَد غُفِرَ لَکَ؛فَاستَأنِفِ العَمَلَ. (3)
3272.کامل الزیارات عن قائد عن عبد صالح [الکاظم] علیه السّلام،قال: دَخَلتُ عَلَیهِ،فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! إنَّ الحُسَینَ علیه السّلام قَد زارَهُ النّاسُ مَن یَعرِفُ هذَا الأَمرَ ومَن یُنکِرُهُ،ورَکِبَت إلَیهِ النِّساءُ،ووَقَعَ حالُ الشُّهرَةِ،وقَدِ انقَبَضتُ مِنهُ لِما رَأَیتُ مِنَ الشُّهرَةِ.
قالَ:فَمَکَثَ مَلِیّاً لا یُجیبُنی،ثُمَّ أقبَلَ عَلَیَّ،فَقالَ:یا عِراقِیُّ ! إن شَهَروا أنفُسَهُم فَلا تَشهَر أنتَ نَفسَکَ،فَوَاللّهِ،ما أتَی الحُسَینَ علیه السّلام آتٍ عارِفاً بِحَقِّهِ،إلّاغَفَرَ اللّهُ لَهُ ما
ص:257
تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (1)
3273.عیون أخبار الرضا علیه السّلام عن الریّان بن شبیب عن الرضا علیه السّلام: إن سَرَّکَ أن تَلقَی اللّهَ عز و جل ولا ذَنبَ عَلَیکَ،فَزُرِ الحُسَینَ علیه السّلام. (2)
3274.کامل الزیارات عن علیّ بن جعفر الهمانی: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ مُحَمَّدٍ العَسکَرِیَّ (3)علیه السّلام یَقولُ:مَن خَرَجَ مِن بَیتِهِ یُریدُ زِیارَةَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَصارَ إلَی الفُراتِ،فَاغتَسَلَ مِنهُ کُتِبَ مِنَ المُفلِحینَ،فَإِذا سَلَّمَ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام کُتِبَ مِنَ الفائِزینَ،فَإِذا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ أتاهُ مَلَکٌ،فَقالَ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یُقرِئُکَ السَّلامَ،ویَقولُ لَکَ:أمّا ذُنوبُکَ فَقَد غُفِرَ لَکَ؛ استَأنِفِ العَمَلَ. (4)
3275.کامل الزیارات عن مالک الجهنی عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام -فی ثَوابِ زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام-:
مَن زارَهُ عارِفاً بِحَقِّهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ،وکَتَبَ لَهُ حَجَّةً،ولَم یَزَل مَحفوظاً حَتّی یَرجِعَ إلی أهلِهِ. (5)
3276.الأمالی للطوسی عن محمّد بن مسلم عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ کَتَبَ اللّهُ لَهُ ثَوابَ ألفِ حَجَّةٍ مَقبولَةٍ،وألفِ عُمرَةٍ مَقبولَةٍ،وغَفَرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (6)
3277.ثواب الأعمال عن هارون بن خارجة: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:إنَّهُم یَروونَ أنَّ مَن زارَ
ص:258
قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام کانَت لَهُ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ.
قالَ:مَن زارَهُ-وَاللّهِ-عارِفاً بِحَقِّهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (1)
3278.کامل الزیارات عن هارون بن خارجة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! ما لِمَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام زائِراً لَهُ عارِفاً بِحَقِّهِ،یُریدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ تَعالی وَالدّارَ الآخِرَةَ؟
فَقالَ لَهُ:یا هارونُ،مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام زائِراً لَهُ عارِفاً بِحَقِّهِ،یُریدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ وَالدّارَ الآخِرَةَ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ.
ثُمَّ قالَ لی ثَلاثاً:ألَم أحلِف لَکَ؟ألَم أحلِف لَکَ؟ألَم أحلِف لَکَ (2)؟ (3)
3279.الکافی عن الحسین بن محمّد عن أبی الحسن موسی [الکاظم] علیه السّلام: أدنی ما یُثابُ بِهِ زائِرُ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام بِشَطِّ الفُراتِ إذا عَرَفَ حَقَّهُ وحُرمَتَهُ ووِلایَتَهُ أن یُغفَرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (4)
3280.الکافی عن مثنّی الحنّاط عن أبی الحسن الأوّل [الکاظم] علیه السّلام قال: سَمِعتُهُ یَقولُ:مَن أتَی الحُسَینَ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (5)
ص:259
3281.کامل الزیارات عن مالک الجهنی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ اللّهَ وَکَّلَ بِالحُسَینِ علیه السّلام مَلَکاً فی أربَعَةِ آلافِ مَلَکٍ یَبکونَهُ،ویَستَغفِرونَ لِزُوّارِهِ،ویَدعونَ اللّهَ لَهُم. (1)
3282.کامل الزیارات عن معاویة بن وهب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: لا تَدَع زِیارَةَ الحُسَینِ علیه السّلام، أما تُحِبُّ أن تَکونَ فیمَن تَدعو لَهُ المَلائِکَةُ؟ (2)
3283.الکافی عن معاویة بن وهب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن یَدعو لِزُوّارِهِ [أی لِزُوّارِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام ] فِی السَّماءِ أکثَرُ مِمَّن یَدعو لَهُم فِی الأَرضِ. (3)
3284.کامل الزیارات عن عبد اللّه بن بکیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام -لِعَبدِ اللّهِ بنِ بُکَیرٍ-:
یَابنَ بُکَیرٍ ! إنَّ اللّهَ اختارَ مِن بِقاعِ الأَرضِ سِتَّةً:البَیتَ الحَرامَ،وَالحَرَمَ،ومَقابِرَ الأَنبِیاءِ،ومَقابِرَ الأَوصِیاءِ،ومَقاتِلَ الشُّهَداءِ،وَالمَساجِدَ الَّتی یُذکَرُ فیهَا اسمُ اللّهِ.
یَابنَ بُکَیرٍ! هَل تَدری ما لِمَن زارَ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام إذ جَهِلَهُ الجاهِلُ؟! ما مِن صَباحٍ إلّاوعَلی قَبرِهِ هاتِفٌ مِنَ المَلائِکَةِ یُنادی:یا طالِبَ الخَیرِ ! أقبِل
ص:260
إلی خالِصَةِ اللّهِ،تَرحَل بِالکَرامَةِ،وتَأمَنِ النَّدامَةَ،یَسمَعُ أهلُ المَشرِقِ وأهلُ المَغرِبِ إلَّاالثَّقَلَینِ،ولا یَبقی فِی الأَرضِ مَلَکٌ مِنَ الحَفَظَةِ إلّاعَطَفَ عَلَیهِ عِندَ رُقادِ العَبدِ،حَتّی یُسَبِّحَ اللّهَ عِندَهُ،ویَسأَلَ اللّهَ الرِّضا عَنهُ،ولا یَبقی مَلَکٌ فِی الهَواءِ (1)یَسمَعُ الصَّوتَ إلّاأجابَ بِالتَّقدیسِ للّهِ ِ تَعالی،فَتَشتَدُّ أصواتُ المَلائِکَةِ،فَیُجیبُهُم أهلُ السَّماءِ الدُّنیا،فَتَشتَدُّ أصواتُ المَلائِکَةِ وأهلُ السَّماءِ الدُّنیا حَتّی تَبلُغَ أهلَ السَّماءِ السّابِعَةِ،فَیَسمَعُ أصواتَهُمُ النَّبِیّونَ،فَیَتَرَحَّمونَ ویُصَلّونَ عَلَی الحُسَینِ علیه السّلام،ویَدعونَ لِمَن زارَهُ. (2)
3285.کامل الزیارات عن جابر الجعفی: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام لِلمُفَضَّلِ:کَم بَینَکَ وبَینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟قالَ:قُلتُ:بِأَبی أنتَ واُمّی! یَومٌ وبَعضُ یَومٍ آخَرَ.
قالَ:فَتَزورُهُ؟فَقالَ:نَعَم.
فَقالَ:ألا ابَشِّرُکَ؟ألا افَرِّحُکَ بِبَعضِ ثَوابِهِ؟
قُلتُ:بَلی جُعِلتُ فِداکَ!
قالَ:فَقالَ لی:إنَّ الرَّجُلَ مِنکُم لَیَأخُذُ فی جِهازِهِ ویَتَهَیَّأُ لِزِیارَتِهِ،فَیَتَباشَرُ بِهِ أهلُ السَّماءِ،فَإِذا خَرَجَ مِن بابِ مَنزِلِهِ راکِباً أو ماشِیاً وَکَّلَ اللّهُ بِهِ أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ مِنَ المَلائِکَةِ یُصَلّونَ عَلَیهِ حَتّی یُوافِیَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام. (3)
ص:261
3286.کامل الزیارات عن داوود بن کثیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ فاطِمَةَ بِنتَ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله تَحضُرُ لِزُوّارِ قَبرِ ابنِهَا الحُسَینِ علیه السّلام،فَتَستَغفِرُ لَهُم ذُنوبَهُم. (1)
3287.الأمالی للطوسی عن محمّد بن مسلم: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السّلام یَقولُ:إنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام عِندَ رَبِّهِ عز و جل،یَنظُرُ إلی مَوضِعِ مُعَسکَرِهِ ومَن حَلَّهُ مِنَ الشُّهَداءِ مَعَهُ،ویَنظُرُ إلی زُوّارِهِ،وهُوَ أعرَفُ بِحالِهِم وبِأَسمائِهِم وأسماءِ آبائِهِم،وبِدَرَجاتِهِم ومَنزِلَتِهِم عِندَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِن أحَدِکُم بِوَلَدِهِ،وإنَّهُ لَیَری مَن یَبکیهِ،فَیَستَغفِرُ لَهُ، ویَسأَلُ آباءَهُ علیهم السّلام أن یَستَغفِروا لَهُ،ویَقولُ:
لَو یَعلَمُ زائری ما أعَدَّ اللّهُ لَهُ لَکانَ فَرَحُهُ أکثَرَ مِن جَزَعِهِ،وإنَّ زائِرَهُ لَیَنقَلِبُ وما عَلَیهِ مِن ذَنبٍ. (2)
3289.کامل الزیارات عن ابن سنان: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:جُعِلتُ فِداکَ،إنَّ أباکَ کانَ یَقولُ فِی الحَجِّ:یُحسَبُ لَهُ بِکُلِّ دِرهَمٍ أنفَقَهُ ألفُ دِرهَمٍ،فَما لِمَن یُنفِقُ فِی المَسیرِ إلی أبیکَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
فَقالَ:یَابنَ سِنانٍ،یُحسَبُ لَهُ بِالدِّرهَمِ ألفٌ وألفٌ حَتّی عَدَّ عَشَرَةً،ویُرفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجاتِ مِثلُها،ورِضَی اللّهِ خَیرٌ لَهُ،ودُعاءُ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله ودُعاءُ أمیرِ المُؤمِنینَ وَالأَئِمَّةِ علیهم السّلام خَیرٌ لَهُ. (3)
ص:262
3289.ثواب الأعمال عن معاویة بن وهب: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وهُوَ فی مُصَلّاهُ،فَجَلَستُ حَتّی قَضی صَلاتَهُ،فَسَمِعتُهُ وهُوَ یُناجی رَبَّهُ ویَقولُ:
یا مَن خَصَّنا بِالکَرامَةِ،ووَعَدَنَا الشَّفاعَةَ،وحَمَّلَنَا الرِّسالَةَ،وجَعَلَنا وَرَثَةَ الأَنبِیاءِ، وخَتَمَ بِنَا الاُمَمَ السّالِفَةَ،وخَصَّنا بِالوَصِیَّةِ،وأعطانا عِلمَ ما مَضی وعِلمَ ما بَقِیَ، وجَعَلَ أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوی إلَینا،اغفِر لی ولِإِخوانی وزُوّارِ قَبرِ أبِیَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم،الَّذینَ أنفَقوا أموالَهُم وأشخَصوا أبدانَهُم رَغبَةً فی بِرِّنا، ورَجاءً لِما عِندَکَ فی صِلَتِنا،وسُروراً أدخَلوهُ عَلی نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله،وإجابَةً مِنهُم لِأَمرِنا،وغَیظاً أدخَلوهُ عَلی عَدُوِّنا،أرادوا بِذلِکَ رِضوانَکَ،فَکافِهِم عَنّا بِالرِّضوانِ، وَاکلَأهُم بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ،وَاخلُف عَلی أهالیهِم وأولادِهِمُ الَّذینَ خُلِّفوا بِأَحسَنِ الخَلَفِ،وَاصحَبهُم وَاکفِهِم شَرَّ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،وکُلِّ ضَعیفٍ مِن خَلقِکَ أو شَدیدٍ، وشَرَّ شَیاطینِ الإِنسِ وَالجِنِّ،وأعطِهِم أفضَلَ ما أمَّلوا مِنکَ فی غُربَتِهِم عَن أوطانِهِم، وما آثَرونا عَلی أبنائِهِم وأهالیهِم وقَراباتِهِم.
اللّهُمَّ إنَّ أعداءَنا عابوا عَلَیهِم خُروجَهُم،فَلَم یَنهَهُم ذلِکَ عَنِ النُّهوضِ وَالشُّخوصِ إلَینا خِلافاً عَلَیهِم،فَارحَم تِلکَ الوُجوهَ الَّتی غَیَّرَهَا الشَّمسُ،وَارحَم تِلکَ الخُدودَ الَّتی تَقَلَّبَت عَلی قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام،وَارحَم تِلکَ الأَعیُنَ الَّتی جَرَت دُموعُها رَحمَةً لَنا،وَارحَم تِلکَ القُلوبَ الّتی جَزِعَت وَاحتَرَقَت لَنا،وَارحَم تِلکَ الصَّرخَةَ الَّتی کانَت لَنا،اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ تِلکَ الأَنفُسَ وتِلکَ الأَبدانَ حَتّی تُرَوِّیَهُم مِنَ الحَوضِ یَومَ العَطَشِ.
فَما زالَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ وهُوَ ساجِدٌ،فَلَمَّا انصَرَفَ قُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! لَو أنَّ هذَا الَّذی سَمِعتُهُ مِنکَ کانَ لِمَن لا یَعرِفُ اللّهَ،لَظَنَنتُ أنَّ
ص:263
النّارَ لا تَطعَمُ مِنهُ شَیئاً أبَداً،وَاللّهِ،لَقَد تَمَنَّیتُ أن کُنتُ زُرتُهُ ولَم أحُجَّ.
فَقالَ لی:ما أقرَبَکَ مِنهُ! فَمَا الَّذی یَمنَعُکَ عَن زِیارَتِهِ یا مُعاوِیَةُ؟ولِمَ تَدَعُ ذلِکَ؟ قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،لَم أدرِ أنَّ الأَمرَ یَبلُغُ هذا کُلَّهُ.
فَقالَ:یا مُعاوِیَةُ ! ومَن یَدعو لِزُوّارِهِ فِی السَّماءِ أکثَرُ مِمَّن یَدعو لَهُم فِی الأَرضِ، لا تَدَعهُ لِخَوفٍ مِن أحَدٍ؛فَمَن تَرَکَهُ لِخَوفٍ رَأی مِنَ الحَسرَةِ ما یَتَمَنّی أنَّ قَبرَهُ کانَ بِیَدِهِ (1)،أما تُحِبُّ أن یَرَی اللّهُ شَخصَکَ وسَوادَکَ فیمَن یَدعو لَهُ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله؟أما تُحِبُّ أن تَکونَ غَداً فیمَن تُصافِحُهُ المَلائِکَةُ؟أما تُحِبُّ أن تَکونَ غَداً فیمَن یَأتی ولَیسَ عَلَیهِ ذَنبٌ فَیُتبَعَ بِهِ؟أما تُحِبُّ أن تَکونَ غَداً فیمَن یُصافِحُ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله؟ (2)
3290.کامل الزیارات عن عبدالملک الخثعمی عن أبی عبداللّه [الصادق] علیه السّلام قال: قالَ لی:یاعَبدَ المَلِکِ!
ص:264
لا تَدَع زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام ومُر أصحابَکَ بِذلِکَ،یَمُدُّ اللّهُ فی عُمُرِکَ،ویَزیدُ اللّهُ فی رِزقِکَ،ویُحییکَ اللّهُ سَعیداً،ولا تَموتُ إلّاسَعیداً،ویَکتُبُکَ سَعیداً. (1)
3291.تهذیب الأحکام عن الهیثم بن عبد اللّه عن الرضا علیّ بن موسی عن أبیه عن الصادق علیهم السّلام: إنَّ أیّامَ زائِرِی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام لا تُعَدُّ مِن آجالِهِم. (2)
3292.تهذیب الأحکام عن منصور بن حازم: سَمِعتُهُ یَقولُ:مَن أتی عَلَیهِ حَولٌ لَم یَأتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،نَقَّصَ اللّهُ مِن عُمُرِهِ حَولاً،ولَو قُلتُ:إنَّ أحَدَکُم یَموتُ قَبلَ أجَلِهِ بِثَلاثینَ سَنَةً لَکُنتُ صادِقاً،وذلِکَ أنَّکُم تَترُکونَ زِیارَتَهُ؛فَلا تَدَعوها یَمُدُّ اللّهُ فی أعمارِکُم،ویَزیدُ فی أرزاقِکُم،وإذا تَرَکتُم زِیارَتَهُ نَقَّصَ اللّهُ مِن أعمارِکُم وأرزاقِکُم،فَتَنافَسوا فی زِیارَتِهِ،ولا تَدَعوا ذلِکَ؛فَإِنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام شاهِدٌ لَکُم عِندَ اللّهِ تَعالی وعِندَ رَسولِهِ وعِندَ عَلِیٍّ وعِندَ فاطِمَةَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أجمَعینَ. (3)
3293.ثواب الأعمال عن عبداللّه بن هلال عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! ما أدنی ما لِزائِرِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟
فَقالَ لی:یا عَبدَ اللّهِ ! إنَّ أدنی ما یَکونُ لَهُ أن یَحفَظَهُ اللّهُ فی نَفسِهِ ومالِهِ حَتّی یَرُدَّهُ إلی أهلِهِ،فَإِذا کانَ یَومُ القِیامَةِ کانَ اللّهُ أحفَظَ لَهُ. (4)
ص:265
3294.تهذیب الأحکام عن محمّد بن حکیم عن أبی الحسن [الکاظم] علیه السّلام: مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فِی السَّنَةِ ثَلاثَ مَرّاتٍ،أمِنَ مِنَ الفَقرِ. (1)
راجع:ص 276 ( جوامع برکات زیارته ).
3295.ثواب الأعمال عن هارون بن خارجة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: قالَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام:
أنَا قَتیلُ العَبرَةِ،قُتِلتُ مَکروباً،وحَقیقٌ عَلَی اللّهِ أن لا یَأتِیَنی مَکروبٌ إلّارَدَّهُ وقَلَبَهُ إلی أهلِهِ مَسروراً. (2)
3296.کامل الزیارات عن بعض أصحابنا عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ بِظَهرِ الکوفَةِ لَقَبراً ما أتاهُ مَکروبٌ قَطُّ إلّافَرَّجَ اللّهُ کُربَتَهُ-یَعنی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام-. (3)
3297.کامل الزیارات عن إسماعیل بن جابر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ الحُسَینَ علیه السّلام قُتِلَ مَکروباً،وحَقیقٌ عَلَی اللّهِ أن لا یَأتِیَهُ مَکروبٌ إلّارَدَّهُ اللّهُ مَسروراً. (4)
3298.المقنعة: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السّلام:ما أتی قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام مَکروبٌ قَطُّ إلّافَرَّجَ
ص:266
اللّهُ کُربَتَهُ،وقَضی حاجَتَهُ. (1)
3299.المزار للمفید عن فضیل بن یسار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ إلی جانِبِکُم لَقَبراً ما أتاهُ مَکروبٌ إلّانَفَّسَ (2)اللّهُ کُربَتَهُ،وقَضی حاجَتَهُ-یَعنی قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام-. (3)
3300.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن إسماعیل بن أبان بن عیینة عن جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام :إنَّ اللّهَ عز و جل عَرَضَ وِلایَتَنا عَلی أهلِ الأَرضِ،فَکانَ أسرَعَهُم إلَیها أهلُ الکوفَةِ،وإنَّ إلی جَنبِهِم لَقَبراً لا یَأتیهِ مُؤمِنٌ مَکروبٌ،فَیُصَلّی إلی جَنبِهِ أربَعَ رَکَعاتٍ إلّاکَشَفَ اللّهُ کَربَهُ-یَعنی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام-. (4)
3301.کامل الزیارات عن محمّد بن علیّ الحلبی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ اللّهَ عَرَضَ وِلایَتَنا عَلی أهلِ الأَمصارِ،فَلَم یَقبَلها إلّاأهلُ الکوفَةِ،وإنَّ إلی جانِبِها قَبراً لا یَأتیهِ مَکروبٌ،فَیُصَلّی عِندَهُ أربَعَ رَکَعاتٍ إلّارَجَّعَهُ اللّهُ مَسروراً بِقَضاءِ حاجَتِهِ. (5)
3302.کامل الزیارات عن صفوان بن مهران الجمّال عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: أهوَنُ ما یَکسِبُ زائِرُ الحُسَینِ علیه السّلام فی کُلِّ حَسَنَةٍ ألفُ ألفِ حَسَنَةٍ،وَالسَّیِّئَةُ واحِدَةٌ،وأینَ الواحِدَةُ مِن ألفِ ألفٍ؟
ص:267
ثُمَّ قالَ:یا صَفوانُ،أبشِر؛فَإِنَ للّهِ ِ مَلائِکَةً مَعَها قُضبانٌ (1)مِن نورٍ،فَإِذا أرادَ الحَفَظَةُ أن تَکتُبَ عَلی زائِرِ الحُسَینِ علیه السّلام سَیِّئَةً،قالَتِ المَلائِکَةُ لِلحَفَظَةِ:کُفّی،فَتَکُفُّ،فَإِذا عَمِلَ حَسَنَةً،قالَت لَها:اُکتُبی:«اُولئِکَ یُبَدِّلُ اللّهُ سَیِّئاتِهِم حَسَناتٍ» (2). (3)
راجع:ص 253 (غفران الذنوب).
3303.کامل الزیارات عن عبداللّه بن میمون القدّاح عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ لَهُ:ما لِمَن أتی قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام زائِراً عارِفاً بِحَقِّهِ غَیرَ مُستَنکِفٍ ولا مُستَکبِرٍ؟
قالَ:یُکتَبُ لَهُ ألفُ حَجَّةٍ مَقبولَةٍ،وألفُ عُمرَةٍ مَبرورَةٍ،وإن کانَ شَقِیّاً کُتِبَ سَعیداً،ولَم یَزَل یَخوضُ فی رَحمَةِ اللّهِ. (4)
راجع:ص 264 (طول العمر وسعة الرّزق).
3304.تهذیب الأحکام عن علیّ بن مَعمَر عن بعض أصحابنا: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:إنَّ فُلاناً
ص:268
أخبَرَنی أنَّهُ قالَ لَکَ:إنّی حَجَجتُ تِسعَ عَشرَةَ حَجَّةً وتِسعَ عَشرَةَ عُمرَةً،فَقُلتَ لَهُ:
حُجَّ حَجَّةً اخری وَاعتَمِر عُمرَةً اخری یُکتَب لَکَ زِیارَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
فَقالَ:أیُّما أحَبُّ إلَیکَ أن تَحُجَّ عِشرینَ حَجَّةً وتَعتَمِرَ عِشرینَ عُمرَةً أو تُحشَرَ مَعَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
فَقُلتُ:لا،بَل احشَرُ مَعَ الحُسَینِ علیه السّلام.
قالَ:فَزُر أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام. (1)
راجع:ص 327 (الفصل السابع/الآداب الباطنیة/الشوق).
3305.کامل الزیارات عن عبد اللّه الطحّان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: ما مِن أحَدٍ یَومَ القِیامَةِ إلّا وهُوَ یَتَمَنّی أنَّهُ مِن زُوّارِ الحُسَینِ علیه السّلام؛لِما یَری مِمّا یُصنَعُ بِزُوّارِ الحُسَینِ علیه السّلام مِن کَرامَتِهِم عَلَی اللّهِ تَعالی. (2)
3306.کامل الزیارات عن جابر الجعفی: دَخَلتُ عَلی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السّلام فی یَومِ عاشوراءَ.
فَقالَ لی:هؤُلاءِ زُوّارُ اللّهِ،وحَقٌّ عَلَی المَزورِ أن یُکرِمَ الزّائِرَ. (3)
3307.کامل الزیارات عن صالح بن میثم عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن سَرَّهُ أن یَکونَ عَلی مَوائِدِ النّورِ یَومَ القِیامَةِ،فَلیَکُن مِن زُوّارِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام. (4)
ص:269
3308.الاُصول الستّة عشر عمّن رواه (1)عن أحدهما [الباقر أو الصادق] علیهما السّلام :یا زُرارَةُ ! ما فِی الأَرضِ مُؤمِنَةٌ إلّاوقَد وَجَبَ عَلَیها أن تُسعِدَ فاطِمَةَ صَلَّی اللّهُ عَلَیها فی زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام.
ثُمَّ قالَ:یا زُرارَةُ ! إنَّهُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ جَلَسَ الحُسَینُ علیه السّلام فی ظِلِّ العَرشِ، وجَمَعَ اللّهُ زُوّارَهُ وشیعَتَهُ لِیَصیروا مِنَ الکَرامَةِ وَالنَّضرَةِ وَالبَهجَةِ وَالسُّرورِ إلی أمِرٍ لا یَعلَمُ صِفَتَهُ إلَّا (2)اللّهُ،فَیَأتیهِم رُسُلُ أزواجِهِم مِنَ الحورِ العینِ مِنَ الجَنَّةِ،فَیَقولونَ:إنّا رُسُلُ أزواجِکُم إلَیکُم یَقُلنَ:إنّا قَدِ اشتَقناکُم وأبطَأتُم عَنّا،فَیَحمِلُهُم ما فیهِ مِنَ السُّرورِ وَالکَرامَةِ عَلی أن یَقولوا لِرُسُلِهِم:سَوفَ نَجیؤُکُم إن شاءَ اللّهُ. (3)
3309.کامل الزیارات عن ذریح المحاربی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما ألقی مِن قَومی ومِن بَنِیَّ إذا أنَا أخبَرتُهُم بِما فی إتیانِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام مِنَ الخَیرِ،إنَّهُم یُکَذِّبونّی،ویَقولونَ:إنَّکَ تَکذِبُ عَلی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ.
قالَ:یا ذَریحُ ! دَعِ النّاسَ یَذهَبونَ حَیثُ شاؤوا،وَاللّهِ،إنَّ اللّهَ لَیُباهی بِزائِرِ الحُسَینِ علیه السّلام وَالوافِدُ یَفِدُهُ المَلائِکَةُ المُقَرَّبونَ وحَمَلَةُ عَرشِهِ،حَتّی إنَّهُ لَیَقولُ لَهُم:أما تَرَونَ زُوّارَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،أتَوهُ شَوقاً إلَیهِ وإلی فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ؟أما وعِزَّتی وجَلالی وعَظَمَتی لَاُوجِبَنَّ لَهُم کَرامتی،ولَاُدخِلَنَّهُم جَنَّتِیَ الَّتی أعدَدتُها لِأَولِیائی ولِأَنبِیائی ورُسُلی.
یا مَلائِکَتی ! هؤُلاءِ زُوّارُ الحُسَینِ حَبیبِ مُحَمَّدٍ رَسولی،ومُحَمَّدٌ حَبیبی،ومَن أحَبَّنی أحَبَّ حَبیبی،ومَن أحَبَّ حَبیبی أحَبَّ مَن یُحِبُّهُ،ومَن أبغَضَ حَبیبی
ص:270
أبغَضَنی،ومَن أبغَضَنی کانَ حَقّاً عَلَیَّ أن اعَذِّبَهُ بِأَشَدِّ عَذابی،واُحرِقَهُ بِحَرِّ ناری، وأجعَلَ جَهَنَّمَ مَسکَنَهُ ومَأواهُ،واُعَذِّبَهُ عَذاباً لا اعَذِّبُهُ أحَداً مِنَ العالَمینَ. (1)
3310.کامل الزیارات عن حمّاد بن عثمان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: لَمّا اسرِیَ بِالنَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله إلَی السَّماءِ قیلَ لَهُ:إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی یَختَبِرُکَ فی ثَلاثٍ لِیَنظُرَ کَیفَ صَبرُکَ؟
قالَ:اُسَلِّمُ لِأَمرِکَ-یا رَبِّ-،ولا قُوَّةَ لی عَلَی الصَّبرِ إلّابِکَ،فَما هُنَّ؟
قیلَ لَهُ:أوَّلُهُنَّ الجوعُ وَالأَثَرَةُ (2)عَلی نَفسِکَ وعَلی أهلِکَ لِأَهلِ الحاجَةِ.
قالَ:قَبِلتُ-یا رَبِّ-ورَضیتُ وسَلَّمتُ،ومِنکَ التَّوفیقُ وَالصَّبرُ.
وأمَّا الثّانِیَةُ فَالتَّکذیبُ وَالخَوفُ الشَّدیدُ،وبَذلُکَ مُهجَتَکَ فی مُحارَبَةِ أهلِ الکُفرِ بِمالِکِ ونَفسِکَ،وَالصَّبرُ عَلی ما یُصیبُکَ مِنهُم مِنَ الأَذی ومِن أهلِ النِّفاقِ،وَالأَلَمِ فِی الحَربِ وَالجِراحِ.
قالَ:قَبِلتُ-یا رَبِّ-ورَضیتُ وسَلَّمتُ،ومِنکَ التَّوفیقُ وَالصَّبرُ.
وأمَّا الثّالِثَةُ فَما یَلقی أهلُ بَیتِکَ مِن بَعدِکَ مِنَ القَتلِ...
وأمَّا ابنُکَ المَخذولُ المَقتولُ،وَابنُکَ المَغدورُ المَقتولُ صَبراً (3)،فَإِنَّهُما مِمّا ازَیِّنُ بِهِما عَرشی،ولَهُما مِنَ الکَرامَةِ سِوی ذلِکَ مِمّا لا یَخطُرُ عَلی قَلبِ بَشَرٍ لِما أصابَهُما مِنَ البَلاءِ،فَعَلَیَّ فَتَوَکَّل،ولِکُلِّ مَن أتی قَبرَهُ فِی الخَلقِ مِنَ الکَرامَةِ؛لِأَنَّ زُوّارَهُ زُوّارُکَ،وزُوّارَکَ زُوّاری،وعَلَیَّ کَرامَةُ زُوّاری،وأنَا اعطیهِ ما سَأَلَ،وأجزیهِ جَزاءً یَغبِطُهُ مَن نَظَرَ إلی عَظَمَتی إیّاهُ،وما أعدَدتُ لَهُ مِن کَرامتی. (4)
راجع:ص 327 (الفصل السابع/الآداب الباطنیة/الشوق).
ص:271
3311.تهذیب الأحکام باسناده عن علیّ علیه السّلام: إنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله قالَ لَهُ:...إنَّ اللّهَ جَعَلَ قَبرَکَ وقَبرَ وُلدِکَ بِقاعاً مِن بِقاعِ الجَنَّةِ وعَرصَةً مِن عَرَصاتِها،وإنَّ اللّهَ جَعَلَ قُلوبَ نُجَباءَ مِن خَلقِهِ وصَفوَتِهِ مِن عِبادِهِ تَحِنُّ إلَیکُم،وتَحتَمِلُ المَذَلَّةَ وَالأَذی فیکُم، فَیَعمُرونَ قُبورَکُم،ویُکثِرونَ زِیارَتَها تَقَرُّباً مِنهُم إلَی اللّهِ،مَوَدَّةً مِنهُم لِرَسولِهِ، اولئِکَ-یا عَلِیُّ-المَخصوصونَ بِشَفاعَتی،وَالوارِدونَ حَوضی،وهُم زُوّاری غَداً فِی الجَنَّةِ. (1)
3312.کامل الزیارات عن عبد اللّه بن یحیی الکاهلی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أرادَ أن یَکونَ فی کَرامَةِ اللّهِ یَومَ القِیامَةِ،وفی شَفاعَةِ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله فَلیَکُن لِلحُسَینِ علیه السّلام زائِراً،یَنالُ مِنَ اللّهِ الفَضلَ وَالکَرامَةَ وحُسنَ الثَّوابِ،ولا یَسأَلُهُ عَن ذَنبٍ عَمِلَهُ فی حَیاةِ الدُّنیا ولَو کانَت ذُنوبُهُ عَدَدَ رَملِ عالِجٍ (2)وجِبالِ تِهامَةَ (3)وزَبَدِ البَحرِ، إنَّ الحُسَینَ علیه السّلام قُتِلَ مَظلوماً،مُضطَهَداً نَفسُهُ،عَطشاناً هُوَ وأهلُ بَیتِهِ وأصحابُهُ. (4)
ص:272
3313.کامل الزیارات عن سیف التمّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: زائِرُ الحُسَینِ علیه السّلام مُشَفَّعٌ یَومَ القِیامَةِ لِمِئَةِ رَجُلٍ کُلِّهِم قَد وَجَبَت لَهُمُ النّارُ،مِمَّن کانَ فِی الدُّنیا مِنَ المُسرِفینَ. (1)
3314.کامل الزیارات عن عبد اللّه بن شعیب التمیمی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: یُنادی مُنادٍ یَومَ القِیامَةِ:أینَ شیعَةُ آلِ مُحَمَّدٍ؟فَیَقومُ عُنُقٌ (2)مِنَ النّاسِ،لا یُحصیهِم إلَّااللّهُ تَعالی، فَیَقومونَ ناحِیَةً مِنَ النّاسِ.
ثُمَّ یُنادی مُنادٍ:أینَ زُوّارُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟فَیَقومُ اناسٌ کَثیرٌ،فَیُقالُ لَهُم:خُذوا بِیَدِ مَن أحبَبتُم،اِنطَلِقوا بِهِم إلَی الجَنَّةِ،فَیَأخُذُ الرَّجُلُ مَن أحَبَّ،حَتّی أنَّ الرَّجُلَ مِنَ النّاسِ یَقولُ لِرَجُلٍ:یا فُلانُ،أما تَعرِفُنی؟أنَا الَّذی قُمتُ لَکَ یَومَ کَذا وکَذا،فَیُدخِلُهُ الجَنَّةَ لا یُدفَعُ ولا یُمنَعُ. (3)
3315.الإرشاد: قالَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله:مَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام بَعدَ مَوتِهِ فَلَهُ الجَنَّةُ. (4)
ص:273
3316.الأمالی للطوسی عن جابر عن أبی جعفر عن أمیر المؤمنین علیّ علیهما السّلام: زارَنا رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله...
فَقالَ [ لِلحُسَینِ علیه السّلام ]:یا بُنَیَّ ! أتانی جَبرَئیلُ آنِفاً،فَأَخبَرَنی أنَّکُم قَتلی،وأنَّ مَصارِعَکُم شَتّی.
فَقالَ:یا أبَتِ ! فَما لِمَن یَزورُ قُبورَنا عَلی تَشَتُّتِها؟
فَقالَ:یا بُنَیَّ ! اولئِکَ طَوائِفُ مِن امَّتی یَزورونَکُم یَلتَمِسونَ بِذلِکَ البَرَکَةَ،وحَقیقٌ عَلَیَّ أن آتِیَهُم یَومَ القِیامَةِ حَتّی اخَلِّصَهُم مِن أهوالِ السّاعَةِ مِن ذُنوبِهِم،ویُسکِنُهُمُ اللّهُ الجَنَّةَ. (1)
3317.تهذیب الأحکام عن علیّ بن شعیب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: بَینَا الحُسَینُ علیه السّلام قاعِدٌ فی حِجرِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله ذاتَ یَومٍ،إذ رَفَعَ رأسَهُ إلَیهِ،فَقالَ:یا أبَه ! قالَ:لَبَّیکَ یا بُنَیَّ ! قالَ:ما لِمَن أتاکَ بَعدَ وَفاتِکَ زائِراً لا یُریدُ إلّازِیارَتَکَ؟
قالَ:یا بُنَیَّ ! مَن أتانی بَعدَ وَفاتی زائِراً لا یُریدُ إلّازِیارَتی فَلَهُ الجَنَّةُ،ومَن أتی أباکَ بَعدَ وَفاتِهِ زائِراً لا یُریدُ إلّازِیارَتَهُ فَلَهُ الجَنَّةُ،ومَن أتی أخاکَ بَعدَ وَفاتِهِ زائِراً لا یُریدُ إلّازِیارَتَهُ فَلَهُ الجَنَّةُ،ومَن أتاکَ بَعدَ وَفاتِکَ زائِراً لا یُریدُ إلّازِیارَتَکَ فَلَهُ الجَنَّةُ. (2)
3318.کامل الزیارات عن عبداللّه بن زرارة: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:إنَّ لِزُوّارِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام یَومَ القِیامَةِ فَضلاً عَلَی النّاسِ،قُلتُ:وما فَضلُهُم؟
ص:274
قالَ:یَدخُلونَ الجَنَّةَ قَبلَ النّاسِ بِأَربعینَ عاماً،وسائِرُ النّاسِ فِی الحِسابِ وَالمَوقِفِ. (1)
راجع:ص 327 (الفصل السابع/الآداب الباطنیة/الشوق).
3319.کامل الزیارات عن أبی اسامة: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:مَن أرادَ أن یَکونَ فی جِوارِ نَبِیِّهِ صلّی اللّه علیه و آله وجِوارِ عَلِیٍّ وفاطِمَةَ علیهما السّلام،فَلا یَدَع زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام. (2)
3320.تهذیب الأحکام عن الحرث بن المغیرة عن أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام: إنَّ للّهِ ِ مَلائِکَةً مُوَکَّلینَ بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَإِذا هَمَّ الرَّجُلُ بِزِیارَتِهِ فَاغتَسَلَ،ناداهُ مُحَمَّدٌ صلّی اللّه علیه و آله:یا وَفدَ اللّهِ،أبشِروا بِمُرافَقَتی فِی الجَنَّةِ،وناداهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السّلام:أنَا ضامِنٌ لِقَضاءِ حَوائِجِکُم ودَفعِ البَلاءِ عَنکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ثُمَّ اکتَنَفَهُمُ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله وعَلِیٌّ علیه السّلام عَن أیمانِهِم وعَن شَمائِلِهِم حَتّی یَنصَرِفوا إلی أهالیهِم. (3)
3321.ثواب الأعمال عن الحارث بن المغیرة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ مَلائِکَةً مُوَکَّلینَ بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فَإِذا هَمَّ الرَّجُلُ بِزِیارَتِهِ أعطاهُم ذُنوبَهُ،فَإِذا خَطا مَحَوها، ثُمَّ إذا خَطا ضاعَفوا لَهُ حَسَناتِهِ،فَما تَزالُ حَسَناتُهُ تُضاعَفُ حَتّی توجِبَ لَهُ الجَنَّةَ، ثُمَّ اکتَنَفوهُ فَقَدَّسوهُ،ویُنادونَ مَلائِکَةَ السَّماءِ:أن قَدِّسوا زُوّار قَبرِ حَبیبِ حَبیبِ اللّهِ.
فَإِذَا اغتَسَلوا ناداهُم مُحَمَّدٌ صلّی اللّه علیه و آله:یا وَفدَ اللّهِ،أبشِروا بِمُرافَقَتی فِی الجَنَّةِ،ثُمَّ
ص:275
ناداهُم أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیٌّ علیه السّلام:أنَا ضامِنٌ لِحَوائِجِکُم ودَفعِ البَلاءِ عَنکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ثُمَّ اکتَنَفوهُم عَن أیمانِهِم وعَن شَمائِلِهِم حَتّی یَنصَرِفوا إلی أهالیهِم. (1)
3322.کامل الزیارات عن جویریة بن العلاء عن بعض أصحابه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ نادی مُنادٍ:أینَ زُوّارُ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ؟فَیَقومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ لا یُحصیهِم إلَّا اللّهُ تَعالی،فَیَقولُ لَهُم:ما أرَدتُم بِزِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟
فَیَقولونَ:یا رَبِّ ! أتَیناهُ حُبّاً لِرَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،وحُبّاً لِعَلِیٍّ وفاطِمَةَ علیهما السّلام،ورَحمَةً لَهُ مِمَّا ارتُکِبَ مِنهُ.
فَیُقالُ لَهُم:هذا مُحَمَّدٌ وعَلِیٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَینُ،فَالحَقوا بِهِم،فَأَنتُم مَعَهُم فی دَرَجَتِهِم،اِلحَقوا بِلِواءِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،فَیَنطَلِقونَ إلی لِواءِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله، فَیَکونونَ فی ظِلِّهِ،وَاللِّواءُ فی یَدِ عَلِیٍّ علیه السّلام حَتّی یَدخُلونَ الجَنَّةَ جَمیعاً،فَیَکونونَ أمامَ اللِّواءِ،وعَن یَمینِهِ،وعَن یَسارِهِ،ومِن خَلفِهِ. (2)
3323.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن أبی حمزة عن أبی جعفر الباقر علیه السّلام -لَمّا تَلا قَولَهُ تَعالی: «إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ یَوْمَ یَقُومُ الْأَشْهادُ» 3 -:الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام مِنهُم،ووَاللّهِ،إنَّ بُکاکُم عَلَیهِ،وحَدیثَکُم بِما جَری عَلَیهِ،وزِیارَتَکُم قَبرَهُ
ص:276
نُصرَةٌ لَکُم فِی الدُّنیا،فَأَبشِروا فَإِنَّکُم مَعَهُ فی جِوارِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (1)
3324.کامل الزیارات عن محمّد بن مسلم عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: إنَّ الحُسَینَ صاحِبَ کَربَلاءَ قُتِلَ مَظلوماً مَکروباً،عَطشاناً لَهفاناً (2)،وحَقٌّ عَلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ أن لا یَأتِیَهُ لَهفانٌ ولا مَکروبٌ ولا مُذنِبٌ ولا مَغمومٌ ولا عَطشانٌ ولا ذو عاهَةٍ،ثُمَّ دَعا عِندَهُ،وتَقَرَّبَ بِالحُسَینِ علیه السّلام إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ إلّانَفَّسَ اللّهُ کُربَتَهُ،وأعطاهُ مَسأَلَتَهُ،وغَفَرَ ذَنبَهُ،ومَدَّ فی عُمُرِهِ،وبَسَطَ فی رِزقِهِ؛فَاعتَبِروا یا اولِی الأَبصارِ. (3)
3325.کامل الزیارات عن أبان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتی قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَقَد وَصَلَ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله ووَصَلَنا،وحَرُمَت غیبَتُهُ،وحَرُمَ لَحمُهُ عَلَی النّارِ،وأعطاهُ اللّهُ بِکُلِّ دِرهَمٍ أنفَقَهُ عَشَرَةَ آلافِ مَدینَةٍ،لَهُ فی کِتابٍ مَحفوظٍ،وکانَ اللّهُ لَهُ مِن وَراءِ حَوائِجِهِ،وحُفِظَ فی کُلِّ ما خَلَّفَ،ولَم یَسأَلِ اللّهَ شَیئاً إلّاأعطاهُ وأجابَهُ فیهِ،إمّا أن یُعَجِّلَهُ،وإمّا أن یُؤَخِّرَهُ لَهُ. (4)
3326.کامل الزیارات عن محمّد بن مروان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: زُورُوا الحُسَینَ علیه السّلام ولَو کُلَّ سَنَةٍ؛فَإِنَّ کُلَّ مَن أتاهُ عارِفاً بِحَقِّهِ غَیرَ جاحِدٍ لَم یَکُن لَهُ عِوَضٌ غَیرَ الجَنَّةِ،ورُزِقَ رِزقاً واسِعاً،وأتاهُ اللّهُ بِفَرَجٍ عاجِلٍ،إنَّ اللّهَ وَکَّلَ بِقَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ کُلُّهُم یَبکونَهُ،ویُشَیِّعونَ مَن زارَهُ إلی أهلِهِ،فَإِن مَرِضَ عادوهُ،وإن ماتَ شَهِدوا جِنازَتَهُ بِالاستِغفارِ لَهُ وَالتَّرَحُّمِ عَلَیهِ. (5)
3327.الأمالی للطوسی عن محمّد بن مسلم: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ وجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیهما السّلام یَقولانِ:إنَّ اللّهَ
ص:277
تَعالی عَوَّضَ الحُسَینَ علیه السّلام مِن قَتلِهِ أن جَعَلَ الإِمامَةَ فی ذُرِّیَّتِهِ،وَالشِّفاءَ فی تُربَتِهِ، وإجابَةَ الدُّعاءِ عِندَ قَبرِهِ،ولا تُعَدُّ أیّامُ زائِریهِ جائِیاً وراجِعاً مِن عُمُرِهِ.
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ:فَقُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:هذَا الجَلالُ یُنالُ بِالحُسَینِ علیه السّلام،فَما لَهُ فی نَفسِهِ؟
قالَ:إنَّ اللّهَ تَعالی ألحَقَهُ بِالنَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله،فَکانَ مَعَهُ فی دَرَجَتِهِ ومَنزِلَتِهِ،ثُمَّ تَلا أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:
«وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ» الآیَةَ (1). (2)
3328.کامل الزیارات عن عبداللّه بن عبدالرحمن الأصم عن جدّه: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:جُعِلتُ فِداکَ! أیُّما أفضَلُ الحَجُّ أوِ الصَّدَقَةُ؟
قالَ:هذِهِ مَسأَلَةٌ فی مَسأَلَةٍ،قالَ:کَمِ المالُ؟یَکونُ ما یَحمِلُ صاحِبَهُ إلَی الحَجُّ؟
قالَ:قُلتُ:لا،قالَ:إذا کانَ مالاً یَحمِلُ إلَی الحَجِّ فَالصَّدَقَةُ لا تَعدِلُ الحَجَّ،الحَجُّ أفضَلُ،وإن کانَت لا یَکونُ إلَّاالقَلیلَ،فَالصَّدَقَةُ.
قُلتُ:فَالجِهادُ؟
قالَ:الجِهادُ أفضَلُ الأَشیاءِ بَعدَ الفَرائِضِ فی وَقتِ الجِهادِ،وقالَ:ولا جِهادَ إلّامَعَ الإِمامِ.
قُلتُ:فَالزِّیارَةُ؟
قالَ:زِیارَةُ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله،وزِیارَةُ الأَوصِیاءِ،وزِیارَةُ حَمزَةَ،وبِالعِراقِ زِیارَةُ
ص:278
الحُسَینِ علیه السّلام.
قُلتُ:فَما لِمَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام؟
قالَ:یَخوضُ فِی الرَّحمَةِ،ویَستَوجِبُ الرِّضی،ویُصرَفُ عَنهُ السّوءُ،ویُدَرُّ عَلَیهِ الرِّزقُ،وتُشَیِّعُهُ المَلائِکَةُ،ویُلبَسُ نوراً تَعرِفُهُ بِهِ الحَفَظَةُ،فَلا یَمُرُّ بِأَحَدٍ مِنَ الحَفَظَةِ إلّا دَعا لَهُ. (1)
3329.تهذیب الأحکام عن عبداللّه بن الفضل الهاشمی: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیهما السّلام،فَدَخَلَ رَجُلٌ مِن أهلِ طوسَ،فَقالَ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ما لِمَن زارَ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام؟
فَقالَ لَهُ:یا طوسِیُّ،مَن زارَ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام وهُوَ یَعلَمُ أنَّهُ إمامٌ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ،مُفتَرَضُ الطّاعَةِ عَلَی العِبادِ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ،وقَبِلَ شَفاعَتَهُ فی خَمسینَ مُذنِباً،ولَم یَسأَلِ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ حاجَةً عِندَ قَبرِهِ إلّا قَضاها لَهُ. (2)
3330.کامل الزیارات عن جابر الجعفی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذَا انقَلَبتَ مِن عِندِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،ناداکَ مُنادٍ لَو سَمِعتَ مَقالَتَهُ لَأَقَمتَ عُمُرَکَ عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،وهُوَ یَقولُ:
طوبی (3)لَکَ أیُّهَا العَبدُ! قَد غَنِمتَ وسَلِمتَ،وقَد غُفِرَ لَکَ ما سَلَفَ؛فَاستَأنِفِ العَمَلَ.فَإِن ماتَ فی عامِهِ أو فی لَیلَتِهِ أو یَومِهِ لَم یَلِ قَبضَ روحِهِ إلَّااللّهُ،وتُقبِلُ
ص:279
المَلائِکَةُ مَعَهُ،ویَستَغفِرونَ لَهُ،ویُصَلّونَ عَلَیهِ حَتّی یُوافِیَ مَنزِلَهُ،وتَقولُ المَلائِکَةُ:یا رَبِّ،هذا عَبدُکَ وقَد وافی قَبرَ ابنِ نَبِیِّکَ صلّی اللّه علیه و آله،وقَد وافی مَنزِلَهُ،فَأَینَ نَذهَبُ؟فَیَأتیهِمُ النِّداءُ مِنَ السَّماءِ:یا مَلائِکَتی،قِفوا بِبابِ عَبدی،فَسَبِّحوا وقَدِّسوا،وَاکتُبوا ذلِکَ فی حَسَناتِهِ إلی یَومِ یُتَوَفّی.
قالَ:فَلا یَزالونَ بِبابِهِ إلی یَومِ یُتَوَفّی،یُسَبِّحونَ اللّهَ وَیُقَدِّسونَهُ،ویَکتُبونَ ذلِکَ فی حَسَناتِهِ،فَإِذا تُوُفِّیَ شَهِدوا کَفنَهُ وغُسلَهُ وَالصَّلاةَ عَلَیهِ،ویَقولونَ:رَبَّنا وَکَّلتَنا بِبابِ عَبدِکَ وقَد تُوُفِّیَ،فَأَینَ نَذهَبُ؟فَیُنادیهِم (1):یا مَلائِکَتی،قِفوا بِقَبرِ عَبدی،فَسَبِّحوا وقَدِّسوا،وَاکتُبوا ذلِکَ فی حَسَناتِهِ إلی یَومِ القِیامَةِ. (2)
3331.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن زید بن أبی اسامة: سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السّلام یَقولُ:مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام لَم تَزَلِ المَلائِکَةُ تَحُفُّ بِهِ حَتّی یَذهَبَ،ویَرجِعَ بِحِفظِهِ مِنَ الشَّیاطینِ وَالجِنِّ وَالإِنسِ حَتّی یَرجِعَ إلی أهلِهِ،فَإِذا رَجَعَ إلی أهلِهِ فَماتَ فی ذلِکَ الیَومِ أو بَعدَهُ بِجُمعَةٍ حُشِرَ مَعَ الشُّهَداءِ یَومَ القِیامَةِ. (3)
راجع:ص 239 (الفصل الثانی/ترک زیارته یوجب عقوق أهل البیت علیهم السّلام ).
ص:280
3332.کامل الزیارات عن هشام بن سالم عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: زِیارَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام حَجَّةٌ، ومِن بَعدِ الحَجَّةِ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ بَعدَ حَجَّةِ الإِسلامِ. (1)
3333.کامل الزیارات عن یونس عن الرضا علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فَقَد حَجَّ وَاعتَمَرَ.
قالَ:قُلتُ:یُطرَحُ عَنهُ حَجَّةُ الإِسلامِ؟
قالَ:لا،هِیَ حَجَّةُ الضَّعیفِ حَتّی یَقوی ویَحُجَّ إلَی بَیتِ اللّهِ الحَرامِ،أما عَلِمتَ أنَّ البَیتَ یَطوفُ بِهِ کُلَّ یَومٍ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ،حَتّی إذا أدرَکَهُمُ اللَّیلُ صَعِدوا ونَزَلَ غَیرُهُم،فَطافوا بِالبَیتِ حَتَّی الصَّباحِ،وإنَّ الحُسَینَ علیه السّلام لَأَکرَمُ عَلَی اللّهِ مِنَ البَیتِ،وإنَّهُ فی وَقتِ کُلِّ صَلاةٍ لَیَنزِلُ عَلَیهِ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ،شُعثٍ غُبرٍ لا تَقَعُ عَلَیهِ النَّوبَةُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (2)
ص:281
3334.کامل الزیارات عن إبراهیم بن عقبة (1): کَتَبتُ إلَی العَبدِ الصّالِحِ علیه السّلام:إن رَأی سَیِّدُنا أن یُخبِرَنی بِأَفضَلِ ما جاءَ بِهِ فی زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام،وهَل تَعدِلُ ثَوابَ الحَجِّ لِمَن فاتَهُ؟
فَکَتَبَ علیه السّلام:تَعدِلُ الحَجَّ لِمَن فاتَهُ الحَجُّ. (2)
3335.کامل الزیارات عن عبداللّه بن عبید الأنباری: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:جُعِلتُ فِداکَ،إنَّهُ لَیسَ کُلُّ سَنَةٍ یَتَهَیَّأُ لی ما أخرُجُ بِهِ إلَی الحَجِّ.
فَقالَ:إذا أرَدتَ الحَجَّ ولَم یَتَهَیَّأ لَکَ فَائتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَإِنَّها تُکتَبُ لَکَ حَجَّةً، وإذا أرَدتَ العُمرَةَ ولَم یَتَهَیَّأ لَکَ فَائتِ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَإِنَّها تُکتَبُ لَکَ عُمرَةً. (3)
3336.کامل الزیارات عن عبدالکریم بن حسّان: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما یُقالُ:إنَّ زِیارَةَ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السّلام تَعدِلُ حَجَّةً وعُمرَةً؟
فَقالَ:إنَّمَا الحَجُّ وَالعُمرَةُ هاهُنا،ولَو أنَّ رَجُلاً أرادَ الحَجَّ ولَم یَتَهَیَّأ لَهُ فَأَتاهُ کَتَبَ اللّهُ لَهُ حَجَّةً،ولَو أنَّ رَجُلاً أرادَ العُمرَةَ فَلَم یَتَهَیَّأ لَهُ فَأَتاهُ کَتَبَ اللّهُ لَهُ عُمرَةً. (4)
ص:282
3337.تهذیب الأحکام عن بشّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن کانَ مُعسِراً فَلَم یَتَهَیَّأ لَهُ حَجَّةُ الإِسلامِ،فَلیَأتِ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وَلیُعَرِّف عِندَهُ،فَذلِکَ یُجزیهِ عَن حَجَّةِ الإِسلامِ، أما إنّی لا أقولُ یُجزی ذلِکَ عَن حَجَّةِ الإِسلامِ إلّالِمُعسِرٍ،فَأَمَّا الموسِرُ إذا کانَ قَد حَجَّ حَجَّةَ الإِسلامِ،فَأَرادَ أن یَتَنَفَّلَ بِالحَجِّ وَالعُمرَةِ،فَمَنَعَهُ عَن ذلِکَ شُغُلُ دُنیا أو عائِقٌ،فَأَتَی الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام فی یَومِ عَرَفَةَ،أجزَأَهُ ذلِکَ عَن أداءِ حَجَّتِهِ وعُمرَتِهِ، وضاعَفَ اللّهُ لَهُ بِذلِکَ أضعافاً مُضاعَفَةً.
قُلتُ:کَم تَعدِلُ حَجَّةً؟وکَم تَعدِلُ عُمرَةً؟
قالَ:لا یُحصی ذلِکَ.
قُلتُ:مِئَةٌ؟
قالَ:ومَن یُحصی ذلِکَ؟
قُلتُ:ألفٌ؟
قالَ:وأکثَرُ.ثُمَّ قالَ: «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لا تُحْصُوها» 1 . (1)
3338.کامل الزیارات عن فضیل بن یسار عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: زِیارَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام وزِیارَةُ قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،وزِیارَةُ قُبورِ الشُّهَداءِ تَعدِلُ حَجَّةً مَبرورَةً (2)مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (3)
ص:283
3339.ثواب الأعمال عن محمّد بن سنان: سَمِعتُ الرِّضا علیه السّلام یَقولُ:زِیارَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام تَعدِلُ عُمرَةً مَبرورَةً مَقبولَةً. (1)
3340.ثواب الأعمال عن الحسن بن الجهم (2): قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ علیه السّلام:ما تَقولُ فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟
فَقالَ لی:ما تَقولُ أنتَ فیهِ؟فَقُلتُ:بَعضُنا یَقولُ:حَجَّةٌ،وبَعضُنا یَقولُ:عُمرَةٌ.
فَقالَ:هِیَ عُمرَةٌ مَبرورَةٌ مَقبولَةٌ. (3)
3341.کامل الزیارات عن أبی البلاد: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السّلام عَن زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
فَقالَ:ما تَقولونَ أنتُم؟قُلتُ:نَقولُ:حَجَّةٌ وعُمرَةٌ.
قالَ:تَعدِلُ عُمرَةً مَبرورَةً. (4)
3342.کامل الزیارات عن أبی الناب: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام عَن زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
قالَ:نَعَم تَعدِلُ عُمرَةً،ولا یَنبَغی أن یُتَخَلَّفَ عَنهُ أکثَرَ مَن أربَعِ سِنینَ. (5)
ص:284
3343.کامل الزیارات عن صفوان بن یحیی: سَأَلتُ الرِّضا علیه السّلام عَن زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،أیُّ شَیءٍ فیهِ مِنَ الفَضلِ؟قالَ:تَعدِلُ عُمرَةً. (1)
3344.کامل الزیارات عن العمرکی بن علیّ عن بعض أصحابه عن بعضهم علیهم السّلام: أربَعُ عُمَرٍ تَعدِلُ حَجَّةً،وزِیارَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام تَعدِلُ عُمرَةً. (2)
3345.کامل الزیارات عن أبی خلّان الکندی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام کَتَبَ اللّهُ لَهُ حَجَّةً وعُمرَةً. (3)
3346.کامل الزیارات عن فضیل بن یسار: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ [الصّادِقَ] علیه السّلام یَقولُ:وَکَّلَ اللّهُ بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ شُعثاً غُبراً،یَبکونَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ،وإتیانُهُ یَعدِلُ حَجَّةً وعُمرَةً وقُبورَ الشُّهدَاءِ (4). (5)
3347.کامل الزیارات عن محمّد بن مصادف: حَدَّثَنی مالِکٌ الجُهَنِیُّ عَن أبی جَعفَرٍ علیه السّلام فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام قالَ:مَن أتاهُ زائِراً لَهُ،عارِفاً بِحَقِّهِ،کَتَبَ اللّهُ لَهُ حَجَّةً،ولَم یَزَل
ص:285
مَحفوظاً حَتّی یَرجِعَ،قالَ:فَماتَ مالِکٌ فی تِلکَ السَّنَةِ،وحَجَجتُ فَدَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام،فَقُلتُ:إنَّ مالِکاً حَدَّثَنی بِحَدیثٍ عَن أبی جَعفَرٍ علیه السّلام فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
قالَ:هاتِهِ،فَحَدَّثتُهُ،فَلَمّا فَرَغتُ قالَ:نَعَم-یا مُحَمَّدُ-،حَجَّةٌ وعُمرَةٌ. (1)
3348.کامل الزیارات عن الحسین بن المختار: سُئِلَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام عَن زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام.
فَقالَ:فیها حَجَّةٌ وعُمرَةٌ. (2)
3349.تهذیب الأحکام عن أبی عبداللّه الحرّانی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما لِمَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قالَ:مَن أتاهُ وزارَهُ وصَلّی عِندَهُ رَکعَتَینِ کُتِبَ لَهُ حَجَّةٌ مَبرورَةٌ،فَإِن صَلّی عِندَهُ أربَعَ رَکَعاتٍ کُتِبَت لَهُ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ.
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! وکَذلِکَ لِکُلِّ مَن زارَ إماماً مُفتَرَضَةً طاعَتُهُ؟
قالَ:وکَذلِکَ کُلُّ مَن زارَ إماماً مُفتَرَضَةً طاعَتُهُ. (3)
3350.کامل الزیارات عن عیسی بن راشد: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،ما لِمَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام وصَلّی عِندَهُ رَکعَتَینِ؟
قالَ:کُتِبَت لَهُ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ.
قالَ:قُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! وکَذلِکَ کُلُّ مَن أتی قَبرَ إمامٍ مُفتَرَضٍ طاعَتُهُ؟
ص:286
قالَ:وکَذلِکَ کُلُّ مَن أتی قَبرَ إمامٍ مُفتَرَضٍ طاعَتُهُ. (1)
راجع:ص 239 ح 3233.
3351.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن أبی حمزة الثمالی عن علیّ بن الحسین [زین العابدین] علیه السّلام :مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام کُتِبَ لَهُ حَجَّةٌ وعُمرَتانِ. (2)
3352.تهذیب الأحکام عن بشیر الدهّان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتاهُ-یَعنِی الحُسَینَ علیه السّلام- فَتَوَضَّأَ وَاغتَسَلَ مِنَ الفُراتِ،لَم یَرفَع قَدَماً ولَم یَضَع قَدَماً إلّاکَتَبَ اللّهُ لَهُ بِذلِکَ حَجَّةً وعُمرَةً. (3)
3353.تهذیب الأحکام عن الحسین بن سعید عن جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام -لَمّا سُئِلَ عَنِ الزّائِرِ لِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام-:مَنِ اغتَسَلَ فِی الفُراتِ،ثُمَّ مَشی إلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،کانَ لَهُ بِکُلِّ قَدَمٍ یَرفَعُها ویَضَعُها حَجَّةٌ مُتَقَبَّلَةٌ بِمَناسِکِها. (4)
ص:287
3354.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن یحیی بن مساور: کانَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السّلام جالِساً فَأَقبَلَتِ أمرَأَةٌ مِنَ العَرَبِ،فَقالَ:ما لی لَم أرَکِ مُنذُ أمسِ؟قالَت:کُنتُ عِندَ قُبورِ الشُّهَداءِ.قالَ:
تَرَکتِ سَیِّدَ الشُّهَداءِ عِندَکِ ! قالَت:مَن هُوَ؟قالَ:الحُسَینُ علیه السّلام.قالَت:أزورهُ؟قالَ:
نَعَم،زوریهِ فَإِنَّهُ أفضَلُ مِن حَجَّةٍ وحَجَّةٍ؛حَتّی عَدَّ عَشراً.
فَقُلتُ:فَما لِمَن زارَهُ ماشِیاً؟قالَ:لَهُ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ (1)
3355.کامل الزیارات: عَن أبی خَدیجَةَ عَن رَجُلٍ سَأَلَ أبا جَعفَرٍ علیه السّلام عَن زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام، فَقالَ:إنَّهُ تَعدِلُ حَجَّةً وعُمرَةً،وقالَ بِیَدِهِ (2):هکَذا مِنَ الخَیرِ،یَقولُ بِجَمیعِ یَدَیهِ هکَذا. (3)
3356.کامل الزیارات عن امّ سعید الأحمسیّة: دَخَلتُ المَدینَةَ،فَاکتَرَیتُ حِماراً عَلی أن أطوفَ عَلی قُبورِ الشُّهَداءِ.فَقُلتُ:لابُدَّ أبدَأُ بِابنِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله فَأَدخُلُ عَلَیهِ،فَأَبطَأتُ عَلَی المُکاری قَلیلاً،فَهَتَفَ بی،فَقالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما هذا یا امَّ سَعیدٍ؟
قُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! تَکارَیتُ حِماراً لِأَدورَ عَلی قُبورِ الشُّهَداءِ.
قالَ:أفَلا اخبِرُکِ بِسَیِّدِ الشُّهَداءِ؟قُلتُ:بَلی.قالَ:الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام.قُلتُ:
وإنَّهُ لَسَیِّدُ الشُّهَداءِ؟قالَ:نَعَم.قُلتُ:فَما لِمَن زارَهُ؟قالَ:حَجَّةٌ وعُمرَةٌ،ومِنَ الخَیرِ هکَذا وهکَذا. (4)
ص:288
3357.ثواب الأعمال عن امّ سعید الأحمسیّة: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وقَد بَعَثتُ مَن یَکتَری لی حِماراً إلی قُبورِ الشُّهَداءِ.
فَقالَ علیه السّلام:ما یَمنَعُکِ مِن سَیِّدِ الشُّهَداءِ؟قالَت:قُلتُ:ومَن هذا جُعِلتُ فِداکَ؟! قالَ:فَذاکَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام.قالَت:قُلتُ:وما لِمَن زارَهُ؟قالَ:حَجَّةٌ وعُمرَةٌ، ومِنَ الخَیرِ کَذا وکَذا-عَدَّ ثَلاثَ مَرّاتٍ بِیَدِهِ-. (1)
3358.کامل الزیارات عن صالح النیلی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ،کانَ کَمَن حَجَّ ثَلاثَ حِجَجٍ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (2)
3359.ثواب الأعمال عن هارون: سَأَلَ رَجُلٌ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وأنَا عِندَهُ،فَقالَ:ما لِمَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
فَقالَ:إنَّ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام وَکَّلَ اللّهُ بِهِ أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ شُعثٍ غُبرٍ،یَبکونَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ.
فَقُلتُ لَهُ:بِأَبی أنتَ واُمّی! رُوِیَ عَن أبیکَ أنَّ ثَوابَ زِیارَتِهِ کَثَوابِ الحَجِّ.
ص:289
قالَ:نَعَم،حَجَّةٌ وعُمرَةٌ،حَتّی عَدَّ عَشراً. (1)
3360.ثواب الأعمال عن شهاب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: سَأَلَنی فَقالَ لی:یا شِهابُ،کَم حَجَجتَ مِن حَجَّةٍ؟
قالَ:فَقُلتُ:تِسعَ عَشرَةَ.
قالَ:فَقالَ لی:تُتِمُّها عِشرینَ حَجَّةً یُکتَبُ لَکَ زِیارَةُ الحُسَینِ علیه السّلام. (2)
3361.مصباح المتهجّد عن هارون بن خارجة: قالَ [ أبو ] عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:یا هارونُ ! کَم حَجَجتَ؟ قالَ:قُلتُ:تِسعَ عَشرَةَ حَجَّةً وتِسعَ عَشرَةَ عُمرَةً.
فَقالَ:لَو کُنتَ أتمَمتَها عِشرینَ حَجَّةً کُنتَ کَمَن زارَ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام. (3)
3363.الکافی عن بشیر الدّهّان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: أیُّما مُؤمِنٍ أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ فی غَیرِ یَومِ عیدٍ،کَتَبَ اللّهُ لَهُ عِشرینَ حَجَّةً وعِشرینَ عُمرَةً مَبروراتٍ مَقبولاتٍ،وعِشرینَ حَجَّةً وعُمرَةً مَعَ نَبِیٍّ مُرسَلٍ أو إمامٍ عَدلٍ.
ومَن أتاهُ فی یَومِ عیدٍ،کَتَبَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ حَجَّةٍ،ومِئَةَ عُمرَةٍ،ومِئَةَ غَزوَةٍ مَعَ نَبِیٍّ مُرسَلٍ أو إمامٍ عَدلٍ. (1)
3364.الکافی عن یزید بن عبدالملک: کُنتُ مَعَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَمَرَّ قَومٌ عَلی حَمیرٍ.
فَقالَ:أینَ یُریدُ هؤُلاءِ؟قُلتُ:قُبورَ الشُّهَداءِ.قالَ:فَما یَمنَعُهُم مِن زِیارَةِ الشَّهیدِ الغَریبِ؟فَقالَ رَجُلٌ مِن أهلِ العِراقِ:وزِیارَتُهُ واجِبَةٌ؟
قالَ:زِیارَتُهُ خَیرٌ مِن حَجَّةٍ وعُمرَةٍ،وعُمرَةٍ وحَجَّةٍ،حَتّی عَدَّ عِشرینَ حَجَّةً وعُمرَةً.ثُمَّ قالَ:مَقبولاتٍ مَبروراتٍ.
قالَ:فَوَاللّهِ،ما قُمتُ حَتّی أتاهُ رَجُلٌ،فَقالَ لَهُ:إنّی قَد حَجَجتُ تِسعَ عَشرَةَ حَجَّةً،فَادعُ اللّهَ أن یَرزُقَنی تَمامَ العِشرینَ حَجَّةً.
قالَ:هَل زُرتَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟قالَ:لا.قالَ:لَزِیارَتُهُ خَیرٌ مِن عِشرینَ حَجَّةً. (2)
3365.ثواب الأعمال عن حذیفة بن منصور: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:کَم حَجَجتَ؟قُلتُ:تِسعَ عَشرَةَ.
ص:291
قالَ:فَقالَ:أما إنَّکَ لَو أتمَمتَ إحدی وعِشرینَ حَجَّةً لَکُنتَ کَمَن زارَ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام. (1)
3366.الکافی عن أبی سعید المدائنی: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ،أَأتِ (2)قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قالَ:نَعَم یا أبا سَعیدٍ،فَائتِ قَبرَ ابنِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،أطیَبِ الطَّیِّبینَ،وأطهَرِ الطّاهِرینَ،وأبَرِّ الأَبرارِ؛فَإِذا زُرتَهُ کَتَبَ اللّهُ لَکَ بِهِ خَمساً وعِشرینَ حَجَّةً. (3)
3367.ثواب الأعمال عن موسی بن القاسم الحضرمیّ: وَرَدَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فی أوَّلِ وِلایَةِ أبی جَعفَرٍ،فَنَزَلَ النَّجَفَ.
فَقالَ:یا موسَی ! اذهَب إلَی الطَّریقِ الأَعظَمِ فَقِف عَلَی الطَّریقِ،فَانظُر فَإِنَّهُ سَیَجیؤُکَ رَجُلٌ مِن ناحِیَةِ القادِسِیَّةِ،فَإِذا دَنا مِنکَ،فَقُل لَهُ:هاهُنا رَجُلٌ مِن وُلدِ
ص:292
رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَدعوکَ،فَسَیَجیءُ مَعَکَ.
قالَ:فَذَهَبتُ حَتّی قُمتُ عَلَی الطَّریقِ وَالحَرُّ شَدیدٌ،فَلَم أزَل قائِماً حَتّی کِدتُ أعصی وأنصَرِفُ وأدَعُهُ،إذ نَظَرتُ إلی شَیءٍ مُقبِلٍ شِبهِ رَجُلٍ عَلی بَعیرٍ.
قالَ:فَلَم أزَل أنظُرُ إلَیهِ حَتّی دَنا مِنّی.
فَقُلتُ لَهُ:یا هذا،هاهُنا رَجُلٌ مِن وُلدِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله یَدعوکَ،وقَد وَصَفَکَ لی.
قالَ:اِذهَب بِنا إلَیهِ،قالَ:فَجِئتُهُ بِهِ حَتّی أناخَ بَعیرَهُ ناحِیَةً قَریباً مِنَ الخَیمَةِ.
قالَ:فَدَعا بِهِ،فَدَخَلَ الأَعرابِیُّ إلَیهِ،ودَنَوتُ أنَا،فَصِرتُ عَلی بابِ الخَیمَةِ، أسمَعُ الکَلامَ ولا أراهُما.
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:مِن أینَ قَدِمتَ؟قالَ:مِن أقصَی الیَمَنِ.
قالَ:فَأَنتَ مِن مَوضِعِ کَذا وکَذا؟قالَ:نَعَم،أنَا مِن مَوضِعِ کَذا وکَذا.
قالَ:فَبِما جِئتَ هاهُنا؟قالَ:جِئتُ زائِراً لِلحُسَینِ علیه السّلام.
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:فَجِئتَ مِن غَیرِ حاجَةٍ لَیسَ إلَّاالزِّیارَةَ؟
قالَ:جِئتُ مِن غَیرِ حاجَةٍ،لَیسَ إلّاأن اصَلِّیَ عِندَهُ وأزورَهُ واُسَلِّمَ عَلَیهِ،وأرجِعَ إلی أهلی.
قالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:وما تَرَونَ مِن زِیارَتِهِ؟
قالَ:نَری فی زِیارَتِهِ البَرَکَةَ فی أنفُسِنا وأهالینا وأولادِنا وأموالِنا ومَعایِشِنا وقَضاءِ حَوائِجِنا.
قالَ:فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:أفَلا أزیدُکَ مِن فَضلِهِ فَضلاً یا أخَا الیَمَنِ؟
ص:293
قالَ:زِدنی یَابنَ رَسولِ اللّهِ.
قالَ:إنَّ زِیارَةَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام تَعدِلُ حَجَّةً مَقبولَةً مُتَقَبَّلَةً زاکِیَةً مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله، فَتَعَجَّبَ مِن ذلِکَ.
فَقالَ:إی وَاللّهِ،حَجَّتَینِ مَبرورَتَینِ مُتَقَبَّلَتَینِ زاکِیَتَینِ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله.
فَتَعَجَّبَ مِن ذلِکَ،فَلَم یَزَل أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَزیدُ،حَتّی قالَ:ثَلاثینَ حَجَّةً مَبرورَةً مُتَقَبَّلَةً زاکِیَةً مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (1)
3368.کامل الزیارات عن مسعدة بن صدقة: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما لِمَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قالَ:تُکتَبُ لَهُ حَجَّةٌ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله.قُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! حَجَّةٌ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله؟!
قالَ:نَعَم،وحَجَّتانِ.قالَ:قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،حَجَّتانِ؟!
قالَ:نَعَم،وثَلاثٌ،فَما زالَ یَعُدُّ حَتّی بَلَغَ عَشراً.قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! عَشرُ حِجَجٍ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله؟!
قالَ:نَعَم وعِشرونَ حَجَّةً.قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! وعِشرونَ؟! فَما زالَ یَعُدُّ حَتّی بَلَغَ خَمسینَ،فَسَکَتَ. (2)
ص:294
3369.الأمالی للطوسی عن الحسین عن بعض أصحابنا عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: کانَ الحُسَینُ علیه السّلام ذاتَ یَومٍ فی حِجرِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله یُلاعِبُهُ ویُضاحِکُهُ.فَقالَت عائِشَةُ:یا رَسولَ اللّهِ ! ما أشَدَّ إعجابَکَ بِهذَا الصَّبِیِّ!
فَقالَ لَها:وَیلَکِ وَیلَکِ! وکَیفَ لا احِبُّهُ ولا اعجَبُ بِهِ،وهُوَ ثَمَرَةُ فُؤادی،وقُرَّةُ عَینی؟! أما إنَّ امَّتی سَتَقتُلُهُ؛فَمَن زارَهُ بَعدَ وَفاتِهِ کَتَبَ اللّهُ لَهُ حَجَّةً مِن حِجَجی.
قالَت:یا رَسولَ اللّهِ ! حَجَّةً مِن حِجَجِکَ؟! قالَ:نَعَم،وحَجَّتَینِ.
قالَت:یا رَسولَ اللّهِ ! حَجَّتَینِ مِن حِجَجِکَ؟! قالَ:نَعَم،وأربَعاً.
قالَ:فَلَم تَزَل تَزیدُهُ وهُوَ یَزیدُ ویُضَعِّفُ،حَتّی بَلَغَ سَبعینَ حَجَّةً مِن حِجَجِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله بِأَعمارِها. (1)
3370.ثواب الأعمال عن مالک بن عطیة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام کَتَبَ اللّهُ لَهُ ثَمانینَ حَجَّةً مَبرورَةً. (2)
ص:295
3371.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن جریر بن حازم: سَأَلَ أبو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السّلام مُعاوِیَةَ بنَ عَمّارٍ،قالَ:کَم حَجَجتَ؟قالَ:تِسعَ عَشرَةَ حَجَّةً.قالَ:حُجَّ اخری حَتّی تَکونَ کَمَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام.
فَقالَ مُعاوِیَةُ بنُ عَمّارٍ:فَقُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ:وإنَّ مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام لَهُ مِنَ الأَجرِ کَمَن حَجَّ عِشرینَ حَجَّةً؟!
قالَ:نَعَم وَاللّهِ،وإنَّ زائِرَ قَبرِ الحُسَینِ لَهُ مِنَ الأَجرِ کَمَن حَجَّ عِشرینَ حَجَّةً وعِشرینَ حَجَّةً،حَتّی عَدَّ خَمسَ مَرّاتٍ.فَأَنَا لا أزالُ أزورُهُ فی کُلِّ سَنَةٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ مُنذُ سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ ذلِکَ. (1)
3372.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن حنان بن سدیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام عَن زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ، فَقالَ:تَعدِلُ عَشرَ حِجَجٍ.قالَ:قُلتُ:عَشرَ حِجَجٍ؟!
قالَ:تَعدِلُ عِشرینَ حَجَّةً.قُلتُ:تَعدِلُ عِشرینَ حَجَّةً؟!
قالَ:تَعدِلُ ثَلاثینَ حَجَّةً.قُلتُ:ثَلاثینَ حَجَّةً؟!
قالَ:أربَعینَ حَجَّةً.قُلتُ:أربَعینَ حَجَّةً؟!
فَلَم أزَل حَتّی بَلَغَ المِئَةَ حَجَّةٍ.قالَ:فَسَکَتُّ ولَوِ استَزَدتُهُ لَزادَنی. (2)
3373.ثواب الأعمال عن صالح النیلی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً
ص:296
بِحَقِّهِ،کانَ کَمَن حَجَّ مِئَةَ حَجَّةٍ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (1)
3374.الإرشاد: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السّلام:زِیارَةُ الحُسَینِ علیه السّلام تَعدِلُ مِئَةَ حَجَّةٍ مَبرورَةٍ،ومِئَةَ عُمرَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ. (2)
3375.کامل الزیارات عن بشیر الدّهّان: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:...فَقالَ:یا بَشیرُ،إنَّ الرَّجُلَ مِنکُم لَیَغتَسِلُ عَلی شاطِئِ الفُراتِ،ثُمَّ یَأتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ،فَیُعطیهِ اللّهُ بِکُلِّ قَدَمٍ یَرفَعُها أو یَضَعُها مِئَةَ حَجَّةٍ مَقبولَةٍ،ومِئَةَ عُمرَةٍ مَبرورَةٍ،ومِئَةَ غَزوَةٍ مَعَ نَبِیٍّ مُرسَلٍ إلی أعداءِ اللّهِ وأعداءِ رَسولِهِ. (3)
3376.مصباح المتهجّد عن رفاعة النخّاس: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَقالَ لی:یا رِفاعَةُ،أما حَجَجتَ العامَ؟
قالَ:قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،ما کانَ عِندی ما أحُجُّ بِهِ،ولکِنّی عَرَّفتُ عِندَ قَبرِ حُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام.
فَقالَ لی:یا رِفاعَةُ،ما قَصَرتَ عَمّا کانَ أهلُ مِنیً فیهِ،لَولا أنّی أکرَهُ أن یَدَعَ
ص:297
النّاسُ الحَجَّ،لَحَدَّثتُکَ بِحَدیثٍ لا تَدَعُ زِیارَةَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام أبَداً،ثُمَّ نَکَتَ الأَرضَ وسَکَتَ طَویلاً،ثُمَّ قالَ:
أخبَرَنی أبی قالَ:مَن خَرَجَ إلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ غَیرَ مُستَکبِرٍ،صَحِبَهُ ألفُ مَلَکٍ عَن یَمینِهِ،وألفُ مَلَکٍ عَن یَسارِهِ،وکُتِبَ لَهُ ألفُ حَجَّةٍ،وألفُ عُمرَةٍ مَعَ نَبِیٍّ أو وَصِیِّ نَبِیٍّ. (1)
ص:298
فی روایات الفصل الرابع تمّ تقییم فضل زیارة سیّد الشهداء ومقارنتها مع فضل الحجّ والعمرة،وقد اعتبرت بعض هذه الروایات أنّ ثواب زیارته علیه السّلام یعادل ثواب الحجّ والعمرة بعد أداء الحجّ الواجب.وورد فی بعضها أنّها تعادل حجّ الشخص الذی لا یستطیع أداء الحجّ،إلّاأنّ بعض هذه الروایات رأت أنّ فضیلة زیارة الإمام الحسین علیه السّلام تفوق فضیلة الحجّ،بل تعادل ألف حجّة.
وبملاحظة هذه الروایات یبدر إلی الأذهان السؤالان التالیان:
الأوّل:ما هو معیار هذا الاختلاف فی تقییم زیارة الإمام الحسین علیه السّلام والحجّ والعمرة؟ولماذا تعتبرها إحدی الروایات معادلة لحجّة وعمرة؟،وتری روایة اخری أنّها تعادل ثلاث حجج،وتری اخری أنّها تعادل عشر حجج،وهکذا حتّی ألف حجّة وألف عمرة؟!
السؤال الثانی:کیف یمکن قبول أنّ فضل زیارة سیّد الشهداء تفوق حجّ بیت اللّه؟ ألا تصبّ هذه الروایات فی التقلیل من قیمة حجّ بیت اللّه،وألا تؤدّی إلی فتور زائریه والتقلیل من شأن الحجّ وعظمته؟!
یمکن الإشارة إلی سببین فیما یتعلّق ببیان اختلاف روایات تقییم فضل زیارة سیّد
ص:299
الشهداء ومقارنتها مع الحجّ والعمرة:
یمکن القول بأنّ اختلاف الروایات بلحاظ الاختلاف فی کیفیّة الزیارات،بمعنی أنّ الزائر کلّما ازدادت معرفته والتزم أکثر بآداب الزیارة وأمّن هدفها بنسبة أعلی،فإنّ زیارته ستتمتّع بطبیعة الحال بکیفیّة أفضل.وعلی هذا الأساس فإنّ من الممکن عدّ زیارة زائرٍ معیّن معادلة لحجّة واحدة،وزیارة آخر تعادل عشر حجج،وآخر مئة حجّة،وآخر ألف حجّة،وهکذا حتّی تفوق الألف.
یتّضح من خلال التأمّل فی نصوص الروایات المذکورة،أنّ العدد المذکور فیها لا یحمل المفهوم العددی (1)،بل المراد منه الکثرة،ولذلک نری الإمام یزید العدد فی بعض هذه الروایات عندما یتعجّب الراوی من أفضلیّة زیارة الإمام الحسین علیه السّلام علی الحجّ.
وبناءً علی ذلک،فإنّ المراد فی جمیع هذه الروایات،هو بیان أنّ فضل زیارة الإمام الحسین علیه السّلام قد یفوق فضیلة الحجّ والعمرة،وسیتّضح سبب ذلک فی الجواب علی السؤال الثانی.
من الضروریّ قبل إیضاح هذه الروایات،الالتفات إلی بعض الملاحظات:
الاُولی:إنّ هذا النوع من التقییم فی روایات أهل البیت علیهم السّلام لا یختصّ بزیارة
ص:300
الإمام الحسین علیه السّلام،بل هناک العدید من الأعمال ذُکر أنّها تعادل ألف حجّة،بل أکثر منها،مثل:قضاء حاجة المؤمن الذی اعتبر أفضل من ألف حجّة مقبولة، (1)أو ردّ المال الحرام الذی یعادل سبعین ألف حجّة مقبولة. (2)
کما أنّ هناک موارد عدیدة صُرّح فیها بأنّ أجر عملٍ ما یعادل ثواب ألف شهید، مثل:الإصلاح بین الزوجین، (3)والصبر عند البلاء، (4)والثبات علی موالاة أهل البیت فی عهد غیبة إمام العصر( عج ). (5)
وقبل إبداء الرأی فی هذا النوع من الروایات،یجب أن یخضع صدورها من أهل البیت للدراسة أوّلاً،وإذا ما ثبت انتسابها إلی أهل البیت،یمکن التوصّل إلی حکمة الثواب الموعود فیها مع الأخذ بنظر الاعتبار أجواء صدورها،کما سیأتی فیما یتعلّق بثواب زیارة الإمام الحسین علیه السّلام،حیث سیتمّ بیان حکمة تفوّقها فی الثواب علی الحجّ والعمرة.
الملاحظة الثانیة:تفید بعض الروایات،بأنّ زیارة سائر أهل بیت النبیّ صلّی اللّه علیه و آله تعادل زیارة الإمام الحسین علیه السّلام فی الفضل،فروی الشیخ الصدوق عن الإمام الصادق علیه السّلام:
ص:301
مَن زارَ واحِداً مِنّا کانَ کَمَن زارَ الحُسَینَ علیه السّلام. (1)
ویحتمل أن تکون هذه الروایة إشارة إلی أنّ حکمة فضیلة زیارة الإمام الحسین علیه السّلام متوفّرة فی زیارة سائر الأئمّة أیضاً،رغم أنّ فضیلة زیارتهم قد تکون مختلفة باختلاف الظروف السیاسیّة والاجتماعیّة والآثار المترتّبة علیها.
الملاحظة الثالثة:تصرّح بعض الروایات بأنّ زیارة الإمام الرضا علیه السّلام تعادل ملیون حجّة،وأنّ فضیلتها تفوق زیارة الإمام الحسین علیه السّلام.
یقول محمّد بن أبی نصر البزنطی:قرأت فیما کتبه الإمام الرضا علیه السّلام:
أبلِغ شیعَتی أنَّ زِیارَتی تَعدِلُ عِندَ اللّهِ عز و جل ألفَ حَجَّةٍ وألفَ عُمرَةٍ مُتَقبَّلَةٍ کُلّها.
فعرضتُ هذا الموضوع علی الإمام الجواد علیه السّلام وسألته:کیف یمکن أن تعادل زیارته ألف حجّة؟
فأجاب الإمام الجواد علیه السّلام قائلاً:
إی وَاللّهِ! وَألفُ ألفِ حَجَّةٍ لِمَن یَزورُهُ عارِفاً بِحَقِّهِ. (2)
جدیر ذکره أنّ هذا الحدیث هو دلیل آخر علی أنّ العدد المذکور فیه لایحمل المفهوم العددی.
وفی حدیثٍ آخر نری علیّ بن مهزیار یسأل الإمام الجواد علیه السّلام عن زیارة الإمام الرضا علیه السّلام وزیارة الإمام الحسین علیه السّلام،وأیّهما أکثر فضیلة؟فیجیب علیه السّلام قائلاً:
زِیارَةُ أبی أفضَلُ،وذاکَ أنَّ أبا عَبدِاللّهِ علیه السّلام یَزورُهُ کلُّ النّاسِ،وأبی لا یَزورُهُ إلّا
ص:302
الخَواصُّ مِنَ الشّیعَةَ. (1)
وهی نفس الملاحظة التی سبقت الإشارة إلیها،وهی أنّ الظروف السیاسیّة والاجتماعیّة والثقافیّة لها دور فی تقییم فضل زیارة کلّ واحد من أهل بیت الرسالة.
ومع الأخذ بنظر الاعتبار المواضیع المذکورة لبیان الروایات التی اعتبرت فضیلة زیارة سیّد الشهداء أکثر بمرّات من فضیلة الحجّ،فإنّ هناک ملاحظات یجب الالتفات إلیها:
تتمثّل الملاحظة الاُولی فی أنّ موضوع المقارنة فی الروایات التی اعتبرت زیارة سیّد الشهداء أفضل من الحجّ،هو دون شکّ لیس مقارنة بین الحجّ الواجب والزیارة المستحبّة،بل هو مقارنة بین الحجّ المستحبّ والزیارة المستحبّة،ولذلک فقد ورد التصریح فی بعض الروایات بأنّ زیارة سیّد الشهداء لا یمکن أن تحلّ محلّ فریضة الحجّ فی الإسلام،بل إنّ الزیارة لها ثواب الحجّ بالنسبة إلی الشخص الذی لا یستطیع أداء الحجّ،إلی أن یتمکّن من أدائه.
وبناءً علی ذلک،فإنّ المراد من الروایات التی اعتبرت الزیارة أفضل من الحجّ، هو أنّ الزیارة تتمتّع بفضیلة أکثر-بعد أداء الحجّ الواجب-فی الظروف الخاصّة التی سنوضّحها.
الملاحظة الثانیة فی فهم الروایات المذکورة هو أنّ المراد منها لیس هو التقلیل من
ص:303
أهمّیة الحجّ بمفهومه الحقیقیّ،فلو لم یکن للحجّ أهمّیة بالغة،لما کان هناک من معنی لجعله معیاراً لتقییم القیم الاُخری،کما هو الحال بالنسبة إلی الروایات التی ذکرت أنّ ثواب الإصلاح بین الزوجة والزوج،أو الصبر عند المصائب یعادل ثواب ألف شهید،فإنّ المراد منها لیس هو تثبیط الناس عن التوجّه إلی الجبهة والجهاد، والانشغال بإصلاح شؤون الاُسرة بدلاً عن الجهاد،أو أن یسلکوا سبیل الصبر عند المصائب،بل إنّ الهدف هو بیان أهمّیة الحیلولة دون تفکّک الروابط الاُسریّة، وکذلک الصبر و المقاومة عند الشدائد.
وبعبارة أوضح:لمّا کانت قیمة الحجّ والشهادة فی سبیل اللّه وأهمّیتهما واضحتان وبدیهیّتان لجمیع المسلمین،فقد اتّخذ أئمّة الإسلام من الحجّ والشهادة معیاراً لتقییم الاُمور التی لها دور أساسی فی بناء المجتمع من أجل لفت أنظار المسلمین إلیها، وبشّروا الذین یؤدّون هذا النوع من الاُمور الاجتماعیّة إلی جانب أدائهم للواجبات، بأنّ اللّه ینعم علیهم من فضله بأجر لا تمکن مقارنته مع ثواب القیام بالواجبات.
وبناءً علی ذلک،فإنّ سبب مضاعفة الثواب فی الاُمور التی مرّت الإشارة إلیها، هو عدم وجود ملاک الوجوب فیها من جهة کی یوجب الشارع أداءها،ومن جهة اخری فإنّ أداءها ضروریّ لبناء المجتمع الإسلامی المطلوب،ولذلک فإنّ الشارع یحضّ ویشجّع الناس علی القیام بها من خلال مضاعفة الثواب.
تتمثّل الملاحظة الأهمّ فی الروایات التی اعتبرت زیارة الإمام الحسین علیه السّلام أفضل من الحجّ،فی لفت انتباه المسلمین إلی روح الحجّ وحقیقته.
فروح جمیع العبادات-والتی یعتبر الحجّ أکثرها شمولیّة-هو حاکمیّة النظام القائم علی التوحید بقیادة الإمام العادل فی المجتمع،ففی ظلّ هذا النظام وحده
ص:304
یمکن للقیم الإلهیّة أن تتحقّق وتسمو،وکما روی عن الإمام الرضا علیه السّلام،فإنّ إمامة الإمام العادل یعتبر أساس سموّ الإسلام:
إنَّ الإِمامَةَ اسُّ الإِسلامِ النّامی. (1)
وعلی هذا الأساس،فإنّ قیادة الإمام العادل التی هی مظهر هیمنة التوحید،هی روح الحجّ وجوهره وحقیقته،والحجّ لا یکون حقیقیّاً إلّاعندما یؤدّی فی ظلّ قیادة الإمام العادل،والبراءة من قیادة الحکّام الجائرین الذین یمثّلون هیمنة الشرک والطاغوت؛ذلک لأنّ الحجّ برمّته تلبیة لوحدانیّة اللّه سبحانه وتعالی،والبراءة من مطلق الشرک والمشرک،وبذلک فإنّ الحجّ الذی لا یرتبط بالنظام التوحیدیّ والإمامة -التی هی مظهره-لیس حجّاً حقیقیّاً،بل هو حجّ الجاهلیّة،کما روی المحدّث الکبیر ثقة الإسلام الکلینی عن أحد أصحاب الإمام الباقر علیه السّلام ویُدعی فضیلاً،حیث قال:
نَظَرَ ( أبو جَعفَرٍ علیه السّلام ) إلَی النّاسِ یَطوفونَ حَولَ الکَعبَةِ،فَقال:هکَذا کانوا یَطوفونَ فِی الجاهِلِیَّةِ،إنَّما امِروا أن یَطوفوا بِها،ثُمَّ یَنفِروا إلَینا فَیُعلِمونا وَلایَتَهُم ومَوَدَّتَهُم، ویَعرِضوا عَلَینا نُصرَتَهُم. (2)
وجاء فی روایة اخری عنه علیه السّلام:
إنَّما امِرَ النّاسُ أن یَأتوا هذِهِ الأَحجارَ فَیَطوفوا بِها،ثُمَّ یَأتوا فَیُخبِرونا بِوَلایَتِهِم، ویَعرِضوا عَلَینا نُصرَتَهُم. (3)
وصرّح فی ثالثة قائلاً:
ص:305
تَمامُ الحَجِّ لِقاءُ الإِمامِ. (1)
کما روی عن الإمام الصادق علیه السّلام:
إذا حَجَّ أحَدُکُم فَلیَختِم حَجَّهُ بِزِیارَتِنا،لِأَنَّ ذلِکَ مِن تَمامِ الحَجِّ. (2)
ویدلّ هذا النوع من الروایات بوضوح،علی أنّ ولایة أهل البیت علیه السّلام هی روح الحجّ وحقیقته،وأنّ الحجّ لا یعتبر حقیقیّاً من دون الارتباط بقیادة الإمام العادل، والبراءة من رؤوس الشرک المهیمنین علی المجتمع.
ویمکننا الآن بعد الالتفات إلی الإیضاحات المذکورة،أن ندرک سرّ الفضائل الکبیرة التی رویت لزیارة سیّد الشهداء،ولماذا عدّت زیارته النابعة عن معرفته، أفضل من الحجّ المستحبّ،ولماذا عدّت زیارة سائر الأئمّة معادلة لزیارته،ولماذا کانت زیارة الإمام الرضا علیه السّلام أفضل من زیارة الإمام الحسین علیه السّلام فی الظروف الاجتماعیّة الخاصّة التی لا یزوره فیها إلّاخواصّ الشیعة.
وفی الحقیقة،فإنّ جمیع هذه الروایات تهدف إلی أن تربط الحجّ بحقیقته،وتهیّئ المسلمین لإقامة حکومة قائمة علی القیم التوحیدیّة،وتعدّ الأرضیّة لإقامة حکومة الإسلام العالمیّة بقیادة مهدیّ آل محمّد صلّی اللّه علیه و آله.
وبعبارة اخری،فإنّ الرسالة السیاسیّة لجمیع هذه الروایات،هی تهیئة الأرضیّة والتمهید لدولة أهل البیت،ویمکننا إدراک هذه الرسالة بزیارتنا قبور جمیع أهل بیت الرسالة،إذا کانت مقرونة بالمعرفة،نعم قد تتمتّع زیارة بعض الأئمّة فی بعض المراحل التاریخیة الخاصّة،بفضیلة أکبر بسبب تأثیرها الأکبر،ولکن الذی یبدو
ص:306
هو أنّ زیارة أیّ واحد من الأئمّة لیس لها تأثیر بقدر زیارة سیّد الشهداء،فی إقامة الحکومة الدینیّة؛ولذلک ورد التأکید علی زیارته والتوصیة بها أکثر من أی إمام آخر.
لا شکّ فی أنّ زیارة سیّد الشهداء هی رمز لسمّو مذهب أهل البیت علیهم السّلام وعلامته،وقد کان ترکیز هذه الثقافة یواجه مشاکله الخاصّة به،فی ظلّ الأجواء السیاسیّة المغلقة فی ذلک العصر،والأشخاص الذین أدّوا دوراً فی تأسیس هذه الثقافة،یتمتّعون لا محالة بثواب أکبر،من باب أنّ:
«ثَوابُ العَمَلِ عَلی قَدرِ المَشَقَّةِ فیهِ» (1)،
و«أفضَلُ الأَعمالِ أحَمزُها» (2).
وبناءً علی ذلک،یمکن القول بأنّ الظروف السیاسیّة والاجتماعیّة لها دور فی مضاعفة ثواب الزیارة،کما هو الحال بالنسبة إلی زیارة الإمام الرضا علیه السّلام؛إذ ورد التأکید علیها أکثر فی عهد إمامة الجواد علیه السّلام،نظراً إلی المسافة البعیدة بین خراسان والمدینة والعراق،ذلک لأنّ زیارة الإمام الحسین علیه السّلام کانت قد تحوّلت فی تلک الفترة إلی ثقافة،إلّاأنّ التأسیس الثقافی لزیارة الإمام الرضا علیه السّلام کان بحاجة إلی حرکة جدیدة،وقد لا نستطیع القول فی الظروف الاُخری إنّ زیارته علیه السّلام أکثر فضلاً من زیارة جدّه سیّد الشهداء علیه السّلام.
ص:307
ص:308
3377.کامل الزیارات عن الفضل بن یحیی عن أبیه عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: زُوروا کَربَلاءَ ولا تَقطَعوهُ؛فَإِنَّ خیرَ أولادِ الأَنبِیاءِ ضُمِّنَتهُ،ألا وإنَّ المَلائِکَةَ زارَت کَربَلاءَ ألفَ عامٍ مِن قَبلِ أن یَسکُنَهُ جَدِّیَ الحُسَینُ علیه السّلام،وما مِن لَیلَةٍ تَمضی إلّاوجَبرائیلُ ومیکائیلُ یَزورانِهِ،فَاجتَهِد-یا یَحیی-ألّا تُفقَدَ مِن ذلِکَ المَوطِنِ. (1)
لِزقِهِ (1)لَقَبراً آخَرَ-یَعنی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام-؛وما مِن آتٍ یَأتیهِ فَیُصَلّی عِندَهُ رَکعَتَینِ أو أربَعاً،ثُمَّ یَسأَلُ اللّهَ حاجَتَهُ إلّاقَضاها لَهُ،وإنَّهُ لَتَحُفُّهُ کُلَّ یَومٍ ألفُ مَلَکٍ. (2)
3379.کامل الزیارات عن محمّد بن قیس عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام أربَعَةُ آلافِ مَلَکٍ،شُعثٍ غُبرٍ یَبکونَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (3)
3380.ثواب الأعمال عن ربعی بن عبداللّه: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام بِالمَدینَةِ:أینَ قُبورُ الشُّهَداءِ؟ قالَ:ألَیسَ أفضَلُ الشُّهَداءِ عِندَکُمُ الحُسَینُ علیه السّلام؟وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ،إنَّ حَولَ قَبرِهِ أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ،شُعثٍ غُبرٍ یَبکونَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (4)
3381.کامل الزیارات عن هارون بن خارجة: سَأَلَ رَجُلٌ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام-وأنَا عِندَهُ-فَقالَ:ما لِمَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قالَ:إنَّ الحُسَینَ علیه السّلام لَمّا اصیبَ بَکَتهُ حَتَّی البِلادُ،فَوَکَّلَ اللّهُ بِهِ أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ، شُعثاً غُبراً یَبکونَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (5)
3382.عیون أخبار الرضا علیه السّلام عن الریّان بن شبیب عن الرضا علیه السّلام: یَابنَ شَبیبٍ ! إن کُنتَ باکِیاً
ص:310
لِشَیءٍ فَابکِ لِلحُسَینِ [ بنِ عَلِیِّ ] بنِ أبی طالِبٍ علیه السّلام؛فَإِنَّهُ ذُبِحَ کَما یُذبَحُ الکَبشُ،وقُتِلَ مَعَهُ مِن أهلِ بَیتِهِ ثَمانِیَةَ عَشَرَ رَجُلاً،ما لَهُم فِی الأَرضِ شَبیهونَ،ولَقَد بَکَتِ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرَضونَ لِقَتلِهِ،ولَقَد نَزَلَ إلَی الأَرضِ مِنَ المَلائِکَةِ أربَعَةُ آلافٍ لِنَصرِهِ،فَلَم یُؤذَن لَهُم،فَهُم عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ إلی أن یَقومَ القائِمُ علیه السّلام،فَیَکونونَ مِن أنصارِهِ،وشِعارُهُم:یا لَثاراتِ الحُسَینِ علیه السّلام ! (1)
3383.کامل الزیارات عن إسحاق بن عمّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:جُعِلتُ فِداکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ ! کُنتُ فِی الحَیرِ لَیلَةَ عَرَفَةَ،فَرَأَیتُ نَحواً مِن ثَلاثَةِ آلافٍ أو أربَعَةِ آلافِ رَجُلٍ جَمیلَةً وُجوهُهُم،طَیِّبَةً ریحُهُم،شَدیدَ بَیاضٍ ثِیابُهُم،یُصَلّونَ اللَّیلَ أَجمَعَ،فَلَقَد کُنتُ اریدُ أن آتِیَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام واُقَبِّلَهُ وأدعُوَ بِدَعَواتی،فَما کُنتُ أصِلُ إلَیهِ مِن کَثرَةِ الخَلقِ، فَلَمّا طَلَعَ الفَجرُ سَجَدتُ سَجدَةً،فَرَفَعتُ رَأسی فَلَم أرَ مِنهُم أحَداً.
فَقالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:أتَدری مَن هؤُلاءِ؟
قُلتُ:لا-جُعِلتُ فِداکَ-.
فَقالَ:أخبَرَنی أبی عَن أبیهِ،قالَ:مَرَّ بِالحُسَینِ علیه السّلام أربَعَةُ آلافِ مَلَکٍ وهُوَ یُقتَلُ، فَعَرَجوا إلَی السَّماءِ،فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِم:یا مَعشَرَ المَلائِکَةِ ! مَرَرتُم بِابنِ حَبیبی وصَفِیّی مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله وهُوَ یُقتَلُ ویُضطَهَدُ مَظلوماً فَلَم تَنصُروهُ ! فَانزِلوا إلَی الأَرضِ إلی قَبرِهِ،فَابکوهُ شُعثاً غُبراً إلی یَومِ القِیامَةِ،فَهُم عِندَهُ إلی أن تَقومَ السّاعَةُ. (2)
3384.کامل الزیارات عن أبی حمزة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إنَّ اللّهَ وَکَّلَ بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام
ص:311
أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ شُعثاً غُبراً،فَلَم یَزَل یَبکونَهُ مِن طُلوعِ الفَجرِ إلی زَوالِ الشَّمسِ، فَإِذا زالَتِ الشَّمسُ هَبَطَ أربَعَةُ آلافِ مَلَکٍ،وصَعِدَ أربَعَةُ آلافِ مَلَکٍ،فَلَم یَزَل یَبکونَهُ حَتّی یَطلُعَ الفَجرُ،ویَشهَدونَ لِمَن زارَهُ بِالوَفاءِ،ویُشَیِّعونَهُ إلی أهلِهِ،ویَعودونَهُ إذا مَرِضَ،ویُصَلّونَ عَلَیهِ إذا ماتَ. (1)
3385.کمال الدین عن أبان بن تغلب عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: کَأَنّی أنظُرُ إلَی القائِمِ علیه السّلام عَلی ظَهرِ النَّجَفِ،فَإِذَا استَوی عَلی ظَهرِ النَّجَفِ رَکِبَ فَرَساً أدهَمَ (2)أبلَقَ (3)،بَینَ عَینَیهِ شِمراخٌ (4)،ثُمَّ یَنتَفِضُ بِهِ فَرَسُهُ،فَلا یَبقی أهلُ بَلدَةٍ إلّاوهُم یَظُنّونَ أنَّهُ مَعَهُم فی بِلادِهِم،فَإِذا نَشَرَ رایَةَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله انحَطَّ إلَیهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ ألفَ مَلَکٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ مَلَکاً،کُلُّهُم یَنتَظِرُ القائِمَ علیه السّلام،وهُمُ الَّذینَ کانوا مَعَ نوحٍ علیه السّلام فِی السَّفینَةِ،وَالَّذینَ کانوا مَعَ إبراهیمَ الخَلیلِ علیه السّلام حَیثُ القِیَ فِی النّارِ،وکانوا مَعَ عیسی علیه السّلام حَیثُ رُفِعَ،وأربَعَةُ آلافٍ مُسَوِّمینَ (5)ومُردِفینَ (6)،وثَلاثُمِئَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ مَلَکاً یَومَ بَدرٍ،وأربَعَةُ آلافِ مَلَکٍ الَّذینَ هَبَطوا یُریدونَ القِتالَ مَعَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام فَلَم یُؤذَن لَهُم،فَصَعِدوا فِی الاِستیذانِ،وهَبَطوا وقَد قُتِلَ الحُسَینُ علیه السّلام،فَهُم شُعثٌ غُبرٌ،یَبکونَ عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام إلی یَومِ القِیامَةِ،وما بَینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام إلَی السَّماءِ مُختَلَفُ المَلائِکَةِ. (7)
ص:312
3386.تفسیر القمّی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: ما مِن شَیءٍ مِمّا خَلَقَ اللّهُ أکثَرُ مِنَ المَلائِکَةِ،وإنَّهُ لَیَهبِطُ فی کُلِّ یَومٍ أو فی کُلِّ لَیلَةٍ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ،فَیَأتونَ البَیتَ الحَرامَ،فَیَطوفونَ بِهِ،ثُمَّ یَأتونَ رَسولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،ثُمَّ یَأتونَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام،فَیُسَلِّمونَ عَلَیهِ،ثُمَّ یَأتونَ الحُسَینَ علیه السّلام،فَیُقیمونَ عِندَهُ،فَإِذا کانَ عِندَ السَّحَرِ وُضِعَ لَهُم مِعراجٌ إلَی السَّماءِ،ثُمَّ لا یَعودونَ أبَداً. (1)
3387.ثواب الأعمال عن داوود الرقّی: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:ما خَلَقَ اللّهُ خَلقاً أکثَرَ مِنَ المَلائِکَةِ،وإنَّهُ لَیَنزِلُ مِنَ السَّماءِ کُلَّ مَساءٍ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ یَطوفونَ بِالبَیتِ لَیلَتَهُم، حَتّی إذا طَلَعَ الفَجرُ انصَرَفوا إلی قَبرِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله،فَسَلَّموا عَلَیهِ،ثُمَّ یَأتونَ قَبرَ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السّلام،فَیُسَلِّمونَ عَلَیهِ،ثُمَّ یَأتونَ قَبرَ الحَسَنِ علیه السّلام،فَیُسَلِّمونَ عَلَیهِ،ثُمَّ یَأتونَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَیُسَلِّمونَ عَلَیهِ،ثُمَّ یَعرُجونَ إلَی السَّماءِ قَبلَ أن تَطلُعَ الشَّمسُ.
ثُمَّ تَنزِلُ مَلائِکَةُ النَّهارِ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ،فَیَطوفونَ بِالبَیتِ الحَرامِ نَهارَهُم،حَتّی إذا دَنَتِ الشَّمسُ لِلغُروبِ انصَرَفوا إلی قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله،فَیُسَلِّمونَ عَلَیهِ،ثُمَّ یَأتونَ قَبرَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام،فَیُسَلِّمونَ عَلَیهِ،ثُمَّ یَأتونَ قَبرَ الحَسَنِ علیه السّلام،فَیُسَلِّمونَ عَلَیهِ،ثُمَّ یَأتونَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَیُسَلِّمونَ عَلَیهِ،ثُمَّ یَعرُجونَ إلَی السَّماءِ قَبلَ أن تَغیبَ الشَّمسُ. (2)
ص:313
3388.عیون أخبار الرضا علیه السّلام عن أحمد بن عامر الطائی عن علیّ بن موسی الرضا عن أبیه عن جعفر بن محمّد عن أبیه [الباقر] علیهم السّلام :إنَّ حَولَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام سَبعینَ ألفَ مَلَکٍ شُعثاً غُبراً (1)، یَبکونَ عَلَیهِ إلی یَومِ القِیامَةِ. (2)
3389.تهذیب الأحکام عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: وُکِّلَ بِالحُسَینِ علیه السّلام سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ،یُصَلّونَ عَلَیهِ شُعثاً غُبراً مُنذُ یَومَ قُتِلَ إلی ما شاءَ اللّهُ-یَعنی بِذلِکَ قِیامَ القائِمِ- ویَدعونَ لِمَن زارَهُ،ویَقولونَ:یا رَبِّ،هؤُلاءِ زُوّارُ الحُسَینِ علیه السّلام،افعَل بِهِم،وَافعَل بِهِم. (3)
3390.کامل الزیارات عن عنبسة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: وَکَّلَ اللّهُ بِقَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام سَبعینَ ألفَ مَلَکٍ یَعبُدونَ اللّهَ عِندَهُ،الصَّلاةُ الواحِدَةُ مِن صَلاةِ أحَدِهِم تَعدِلُ ألفَ صَلاةٍ مِن صَلاةِ الآدَمِیّینَ،یَکونُ ثَوابُ صَلاتِهِم لِزُوّارِ قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام، وعَلی قاتِلِهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ أبَدَ الآبِدینَ. (4)
3391.کامل الزیارات عن یونس عن الرضا علیه السّلام: إنَّ الحُسَینَ علیه السّلام لَأَکرَمُ عَلَی اللّهِ مِنَ البَیتِ،وإنَّهُ فی وَقتِ کُلِّ صَلاةٍ لَیَنزِلُ عَلَیهِ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ،شُعثٍ غُبرٍ،لا تَقَعُ عَلَیهِمُ النَّوبَةُ إلی
ص:314
یَومِ القِیامَةِ. (1)
3392.تهذیب الأحکام عن سدیر: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:یا سَدیرُ،تَزورُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فی کُلِّ یَومٍ؟قُلتُ:لا.
قالَ:ما أجفاکُم! فَتَزورُهُ فی کُلِّ شَهرٍ؟قُلتُ:لا.
قالَ:فَتَزورُهُ فی کُلِّ سَنَةٍ؟قُلتُ:قَد یَکونُ ذلِکَ.
قالَ:یا سَدیرُ،ما أجفاکُم لِلحُسَینِ علیه السّلام ! أما عَلِمتَ أنَّ للّهِ ِ ألفَ ألفِ مَلَکٍ شُعثٍ غُبرٍ،یَبکونَ ویَزورونَ ولا یَفتُرونَ (2)؟! (3)
3393.تهذیب الأحکام عن إسحاق بن عمّار: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ:لَیسَ شَیءٌ فِی السَّماواتِ إلّاوهُم یَسأَلونَ اللّهَ أن یَأذَنَ لَهُم فی زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَوجٌ یَنزِلُ، وفَوجٌ یَعرُجُ. (4)
ص:315
3394.کتاب من لا یحضره الفقیه عن إسحاق بن عمّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: ما بَینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام إلَی السَّماءِ السّابِعَةِ مُختَلَفُ المَلائِکَةِ. (1)
3395.ثواب الأعمال عن إسحاق بن عمّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: لَیسَ مَلَکٌ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،إلّاوهُم یَسأَلونَ اللّهَ أن یَأذَنَ لَهُم فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَفَوجٌ یَنزِلُ، وفَوجٌ یَعرُجُ. (2)
3396.تهذیب الأحکام عن إسحاق بن عمّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَوضِعُ قَبرِهِ [أیِ الحُسَینِ علیه السّلام ] مِن یَومَ دُفِنَ رَوضَةٌ مِن رِیاضِ الجَنَّةِ،ومِنهُ مِعراجٌ،یُعرَجُ فیهِ بِأَعمالِ زُوّارهِ إلَی السَّماءِ،فَلَیسَ مَلَکٌ فِی السَّماءِ ولا فِی الأَرضِ إلّاوهُم یَسأَلونَ اللّهَ فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَفَوجٌ یَنزِلُ،وفَوجٌ یَعرُجُ. (3)
ص:316
یمکن تقسیم الروایات الواردة لبیان عدد الملائکة الموجودین فی المشهد الحسینیّ إلی خمس مجموعات:
الاُولی:الروایات الدالّة علی حضور ألف مَلک یومیّاً فی أطراف مشهده.
المجموعة الثانیة:الروایات التی تصرّح بأنّ أربعة آلاف ملک شعث الوجوه وغبرها یبکون علیه إلی یوم القیامة إلی جوار مرقده.
المجموعة الثالثة:الروایات الدالّة علی أنّ سبعین ألف ملک حاضرون إلی جوار مرقده.وهذه الروایات تنقسم أیضاً إلی عدّة مجموعات،حیث یصرّح عدد منها بنزول سبعین ألف ملک کلّ یوم لزیارته علیه السّلام وعودتهم إلی السماء،وذکر البعض الآخر أنّ تواجدها یکون إلی یوم القیامة،أو إلی ما شاء اللّه.
المجموعة الرابعة:الروایات التی ورد فیها أنّ عدد الملائکة الموجودین فی مشهد أبی عبد اللّه علیه السّلام هو ألف ألف ملک.
المجموعة الخامسة:الروایات التی تصرّح بأنّ مرقده موضع اختلاف الملائکة، ولم تذکر عدداً خاصّاً لهم.
جدیرٌ ذکره أنّ غالبیّة الروایات تدلّ علی أنّ عدد الملائکة الموجودین فی
ص:317
مشهده هو أربعة آلاف.وبناءً علی ذلک فإن سلّمنا وجود تعارض بین الروایات، فإنّ المجموعة الثانیة هی الراجحة،ولکن یمکن القول إنّ العدد المذکور فی هذا النوع من الروایات لا یحمل مفهوماً مخالفاً والمراد منه بیان الکثرة،أو أنّ اختلاف الروایات بلحاظ الوظائف المختلفة للملائکة،أو أنّ تواجد الملائکة یزید أو ینقص حسب الأزمنة المختلفة.
ویجب الإذعان إلی أنّ الجمع بین کلّ هذه الروایات صعب،ولا یستبعد وقوع الراوی فی الخطأ أو الخلط فی بعضها.
ص:318
زُوّارُهُ مِنَ الأَنبِیاءِ:وَالصِّدِّیقینَ
3397.المناقب لابن شهرآشوب عن النبیّ صلّی اللّه علیه و آله: إنَّ موسَی بنَ عِمرانَ سَأَلَ رَبَّهُ زِیارَةَ قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،فَزارَهُ فی سَبعینَ ألفاً مِنَ المَلائِکَةِ. (1)
3398.الإقبال عن الحسین بن أبی حمزة: خَرَجتُ فی آخِرِ زَمَنِ بَنی امَیَّةَ وأنَا اریدُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَانتَهَیتُ إلَی الغاضِرِیَّةِ (2)،حَتّی إذا نامَ النّاسُ اغتَسَلتُ،ثُمَّ أقبَلتُ اریدُ القَبرَ،حَتّی إذا کُنتُ عَلی بابِ الحائِرِ خَرَجَ إلَیَّ رَجُلٌ جَمیلُ الوَجهِ،طَیِّبُ الرّیحِ، شَدیدُ بَیاضِ الثِّیابِ،فَقالَ:اِنصَرِف؛فَإِنَّکَ لا تَصِلُ.
فَانصَرَفتُ إلی شاطِئِ الفُراتِ فَآنَستُ بِهِ،حَتّی إذا کانَ نِصفُ اللَّیلِ اغتَسَلتُ،ثُمَّ أقبَلتُ اریدُ القَبرَ،فَلَمَّا انتَهَیتُ إلی بابِ الحائِرِ خَرَجَ إلَیَّ الرَّجُلُ بِعَینِهِ.
ص:319
فَقالَ:یا هذا،اِنصَرِف؛فَإِنَّکَ لا تَصِلُ.
فَانصَرَفتُ،فَلَمّا کانَ آخِرُ اللَّیلِ اغتَسَلتُ،ثُمَّ أقبَلتُ اریدُ القَبرَ،فَلَمَّا انتَهَیتُ إلی بابِ الحائِرِ خَرَجَ إلَیَّ ذلِکَ الرَّجُلُ،فَقالَ:یا هذا ! إنَّکَ لا تَصِلُ.
فَقُلتُ:فَلِمَ لا أصِلُ إلَی ابنِ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله وسَیِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ،وقَد جِئتُ أمشی مِنَ الکوفَةِ وهِیَ لَیلَةُ الجُمُعَةِ،وأخافُ أن اصبِحَ هاهُنا وَتقتُلَنی مَسلَحَةُ (1)بَنی امَیَّةَ؟فَقالَ:اِنصَرِف؛فَإِنَّکَ لا تَصِلُ.فَقُلتُ:ولِمَ لا أصِلُ؟
فَقالَ:إنَّ موسَی بنَ عِمرانَ استَأذَنَ رَبَّهُ فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فَأَذِنَ لَهُ،فَأَتاهُ وهُوَ فی سَبعینَ ألفَ [ مَلَکٍ ] (2)،فَانصَرِف،فَإِذا عَرَجوا إلَی السَّماءِ فَتَعالَ.
فَانصَرَفتُ وجِئتُ إلی شاطِئِ الفُراتِ،حَتّی إذا طَلَعَ الفَجرُ اغتَسَلتُ وجِئتُ، فَدَخَلتُ فَلَم أرَ عِندَهُ أحَداً،فَصَلَّیتُ عِندَهُ الفَجرَ وخَرَجتُ إلَی الکوفَةِ. (3)
3399.کامل الزیارات عن الحسین ابن بنت أبی حمزة الثمالی: خَرَجتُ فی آخِرِ زَمانِ بَنی مَروانَ إلی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،مُستَخفِیاً مِن أهلِ الشّامِ حَتَّی انتَهَیتُ إلی کَربَلاءَ، فَاختَفَیتُ فی ناحِیَةِ القَریَةِ،حَتّی إذا ذَهَبَ مِنَ اللَّیلِ نِصفُهُ أقبَلتُ نَحوَ القَبرِ،فَلَمّا دَنَوتُ مِنهُ،أقبَلَ نَحوی رَجُلٌ فَقالَ لی:اِنصَرِف مَأجوراً؛فَإِنَّکَ لا تَصِلُ إلَیهِ، فَرَجَعتُ فَزِعاً،حَتّی إذا کانَ یَطلُعُ الفَجرُ أقبَلتُ نَحوَهُ،حَتّی إذا دَنَوتُ مِنهُ خَرَجَ إلَیَّ الرَّجُلُ،فَقالَ لی:یا هذا،إنَّکَ لا تَصِلُ إلَیهِ.
فَقُلتُ لَهُ:عافاکَ اللّهُ! ولِمَ لا أصِلُ إلَیهِ وقَد أقبَلتُ مِنَ الکوفَةِ اریدُ زِیارَتَهُ؟فَلا تَحُل بَینی وبَینَهُ،وأنا أخافُ أن اصبِحَ فَیَقتُلونی أهلُ الشّامِ إن أدرَکونی هاهُنا.
ص:320
قالَ:فَقالَ لی:اِصبِر قَلیلاً،فَإِنَّ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السّلام سَأَلَ اللّهَ أن یَأذَنَ لَهُ فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،فَأَذِنَ لَهُ،فَهَبَطَ مِنَ السَّماءِ فی سَبعینَ ألفَ مَلَکٍ،فَهُم بِحَضرَتِهِ مِن أوَّلِ اللَّیلِ یَنتَظِرونَ طُلوعَ الفَجرِ،ثُمَّ یَعرُجونَ إلَی السَّماءِ.
قالَ:فَقُلتُ لَهُ:فَمَن أنتَ؟عافاکَ اللّهُ! قالَ:أنَا مِنَ المَلائِکَةِ الَّذینَ امِروا بِحَرَسِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام وَالاستِغفارِ لِزُوّارِهِ،فَانصَرَفتُ وقَد کادَ أن یَطیرَ عَقلی لِما سَمِعتُ مِنهُ.
قالَ:فَأَقبَلتُ حَتّی إذا طَلَعَ الفَجرُ أقبَلتُ نَحوَهُ،فَلَم یَحُل بَینی وبَینَهُ أحَدٌ،فَدَنَوتُ مِنَ القَبرِ وسَلَّمتُ عَلَیهِ،ودَعَوتُ اللّهَ عَلی قَتَلَتِهِ،وصَلَّیتُ الصُّبحَ،وأقبَلتُ مُسرِعاً مَخافَةَ أهلِ الشّامِ. (1)
3400.المزار للمفید عن إسحاق بن عمّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: لَیسَ مَلَکٌ ولا نَبِیٌّ فِی السَّماواتِ ولا فِی الأَرضِ،إلّاوهُم یَسأَلونَ اللّهَ عز و جل أن یَأذَنَ لَهُم فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؛فَفَوجٌ یَنزِلُ،وفَوجٌ یَعرُجُ. (2)
3401.کامل الزیارات عن کعب: أوَّلُ مَن لَعَنَ قاتِلَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام إبراهیمُ خَلیلُ الرَّحمنِ، لَعَنَهُ وأمَرَ وُلدَهُ بِذلِکَ،وأخَذَ عَلَیهِمُ العَهدَ وَالمیثاقَ،ثُمَّ لَعَنَهُ موسَی بنُ عِمرانَ،وأمَرَ امَّتَهُ بِذلِکَ،ثُمَّ لَعَنَهُ داوُدُ،وأمَرَ بَنی إسرائیلَ بِذلِکَ،ثُمَّ لَعَنَهُ عیسی،وأکثَرَ أن قالَ:
ص:321
یا بَنی إسرائیلَ ! العَنوا قاتِلَهُ،وإن أدرَکتُم أیّامَهُ فَلا تَجلِسوا عَنهُ؛فَإِنَّ الشَّهیدَ مَعَهُ کَالشَّهیدِ مَعَ الأَنبِیاءِ،مُقبِلٍ غَیرِ مُدبِرٍ،وکَأَنّی أنظُرُ إلی بُقعَتِهِ.وما مِن نَبِیٍّ إلّاوقَد زارَ کَربَلاءَ ووَقَفَ عَلَیها،وقالَ:إنَّکَ لَبُقعَةٌ کَثیرَةُ الخَیرِ،فیکِ یُدفَنُ القَمَرُ الأَزهَرُ. (1)
3402.کامل الزیارات عن عبد اللّه بن محمّد الصنعانی عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله إذا دَخَلَ الحُسَینُ علیه السّلام جَذَبَهُ إلَیهِ،ثُمَّ یَقولُ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام:أمسِکهُ،ثُمَّ یَقَعُ عَلَیهِ فَیُقَبِّلُهُ ویَبکی.
یَقولُ:یا أبَه ! لِمَ تَبکی؟
فَیَقولُ:یا بُنَیَّ ! اقَبِّلُ مَوضِعَ السُّیوفِ مِنکَ وأبکی.قالَ:یا أبَه ! واُقتَلُ؟
قالَ:إی وَاللّهِ،وأبوکَ وأخوکَ وأنتَ.قالَ:یا أبَه ! فَمَصارِعُنا شَتّی؟
قالَ:نَعَم-یا بُنَیَّ-،قالَ:فَمَن یَزورُنا مِن امَّتِکَ؟
قالَ:لا یَزورُنی ویَزورُ أباکَ وأخاکَ وأنتَ إلَّاالصِّدّیقونَ مِن امَّتی. (2)
ص:322
3403.عیون أخبار الرضا علیه السّلام بإسناده عن محمّد بن علیّ [الباقر] علیه السّلام: إنَّ مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ،کَتَبَهُ اللّهُ فی عِلِّیّینَ. (1)
3404.الکافی عن صالح النیلی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ، کَتَبَ اللّهُ لَهُ أجرَ مَن أعتَقَ ألفَ نَسَمَةٍ،وکَمَن حَمَلَ عَلی ألفِ فَرَسٍ مُسرَجَةٍ مُلجَمَةٍ فی سَبیلِ اللّهِ. (2)
3405.کامل الزیارات عن محمّد بن مروان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: زُورُوا الحُسَینَ علیه السّلام
ص:323
ولَو کُلَّ سَنَةٍ؛فَإِنَّ کُلَّ مَن أتاهُ عارِفاً بِحَقِّهِ غَیرَ جاحِدٍ،لَم یَکُن لَهُ عِوَضٌ غَیرَ الجَنَّةِ، ورُزِقَ رِزقاً واسِعاً،وأتاهُ اللّهُ بِفَرَجٍ عاجِلٍ. (1)
3406.تهذیب الأحکام عن زید الشحّام عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَومَ عاشوراءَ عارِفاً بِحَقِّهِ،کانَ کَمَن زارَ اللّهَ تَعالی فی عَرشِهِ. (2)
3407.فضل زیارة الحسین علیه السّلام عن أبی سعید الأصبهانی: سَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السّلام عَن زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَقالَ:بَخٍ بَخٍ،مَن زارَ الحُسَینَ عارِفاً بِحَقِّهِ،مُتَوَلِّیاً لِأَمرِهِ،مُتَبَرِّئاً مِن عَدُوِّهِ،فَلَهُ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ وحَجَّةٌ وعُمرَةٌ وحَجَّةٌ وعُمرَةٌ،مَبرورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ. (3)
3408.الکافی عن مثنّی الحنّاط عن أبی الحسن الأوّل [الکاظم] علیه السّلام: مَن أتَی الحُسَینَ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. (4)
3409.کامل الزیارات عن محمّد بن أبی جریر القمّی: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السّلام یَقولُ لِأَبی:مَن زارَ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ،کانَ مِن مُحَدِّثِی اللّهِ فَوقَ عَرشِهِ،ثُمَّ قَرَأَ: «إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ * فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ» 5 . (5)
ص:324
3410.کامل الزیارات عن صفوان بن مهران الجمّال عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام وهُوَ یُریدُ اللّهَ عز و جل،شَیَّعَهُ جَبرَئیلُ ومیکائیلُ وإسرافیلُ حَتّی یَرِدَ إلی مَنزِلِهِ. (1)
3411.کامل الزیارات عن حذیفة بن منصور عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن زارَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام للّهِ ِ وفِی اللّهِ،أعتَقَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ وآمَنَهُ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ،ولَم یَسأَلِ اللّهَ تَعالی حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ إلّاأعطاهُ. (2)
3412.الإقبال عن أبی عبداللّه البرقی: سُئِلَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما لِمَن زارَ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام فِی النِّصفِ مِن شَعبانَ یُریدُ بِهِ اللّهَ عز و جل وما عِندَهُ لا عِندَ النّاسِ؟
قالَ:غَفَرَ اللّهُ لَهُ فی تِلکَ اللَّیلَةِ ذُنوبَهُ ولَو أنَّها بِعَدَدِ شَعرِ مِعزی کَلبٍ. (3)
ثُمَّ قیلَ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ! یَغفِرُ اللّهُ عز و جل لَهُ الذُّنوبَ کُلَّها؟
قالَ:أتَستَکثِرُ لِزائِرِ الحُسَینِ علیه السّلام هذا؟کَیفَ لا یَغفِرُها وهُوَ فی حَدِّ مَن زارَ اللّهَ عز و جل فی عَرشِهِ. (4)
3413.کامل الزیارات عن محمّد بن الحسین الخزّاز عن هارون بن خارجة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام، قال: قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! ما لِمَن أتی قَبرَ الحُسَینِ زائِراً لَهُ عارِفاً بِحَقِّهِ،یُریدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ تَعالی وَالدّارَ الآخِرَةَ؟
ص:325
فَقالَ لَهُ:یا هارونُ ! مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام زائِراً لَهُ عارِفاً بِحَقِّهِ،یُریدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ وَالدّارَ الآخِرَةَ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ.
ثُمَّ قالَ لی ثَلاثاً:ألَم أحلِف لَکَ؟ألَم أحلِف لَکَ؟ألَم أحلِف لَکَ؟ (1)
3414.کامل الزیارات عن عبداللّه بن مسکان: شَهِدتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وقَد أتاهُ قَومٌ مِن أهلِ خُراسانَ، فَسَأَلوهُ عَن إتیانِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام وما فیهِ مِنَ الفَضلِ.
قالَ:حَدَّثَنی أبی عَن جَدّی أنَّهُ کانَ یَقولُ:مَن زارَهُ یُریدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ،أخرَجَهُ اللّهُ مِن ذُنوبِهِ کَمَولودٍ وَلَدَتهُ امُّهُ،وشَیَّعَتهُ المَلائِکَةُ فی مَسیرِهِ فَرَفرَفَت عَلی رَأسِهِ،قَد صَفّوا بِأَجنِحَتِهِم عَلَیهِ حَتّی یَرجِعَ إلی أهلِهِ،وسَأَلَتِ المَلائِکَةُ المَغفِرَةَ لَهُ مِن رَبِّهِ، وغَشِیَتهُ الرَّحمَةُ مِن أعنانِ (2)السَّماءِ،ونادَتهُ المَلائِکَةُ:طِبتَ وطابَ مَن زُرتَ، وحُفِظَ فی أهلِهِ. (3)
راجع:ص 254 ح 3261 و ص 255 ح 3265.
3415.مصباح المتهجّد عن صفوان بن مهران عن الصادق علیه السّلام -فی بَیانِ کَیفِیَّةِ زِیارَةِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام-:وسِر خاشِعاً قَلبُکَ،باکِیَةً عَینُکَ،وأکثِر مِنَ التَّکبیرِ وَالتَّهلیلِ،وَالثَّناءِ عَلَی اللّهِ عز و جل،وَالصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله وَالصَّلاةِ عَلَی الحُسَینِ علیه السّلام خاصَّةً...فَإِن خَشَعَ قَلبُکَ ودَمَعَت عَیناکَ،فَهُوَ عَلامَةُ الإِذنِ. (4)
3416.المزار الکبیر عن صفوان بن مهران الجمّال عن جعفر بن محمّد الصّادق علیه السّلام: إذا أرَدتَ زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،فَصُم قَبلَ ذلِکَ ثَلاثَةَ أیّامٍ...ثُمَّ ادخُلِ
ص:326
الحائِرَ،وقُم بِحِذائِهِ بِخُشوعٍ...ثُمَّ ادخُل عِندَ القَبرِ،وقُم عِندَ الرَّأسِ خاشِعاً قَلبُکَ... (1)
راجع:ج 8 ص 205 ح 3567 .
3417.کامل الزیارات عن أبی اسامة زید الشحّام عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام تَشَوُّقاً إلَیهِ،کَتَبَهُ اللّهُ مِنَ الآمِنینَ یَومَ القِیامَةِ،واُعطِیَ کِتابَهُ بِیَمینِهِ، وکانَ تَحتَ لِواءِ الحُسَینِ علیه السّلام حَتّی یَدخُلَ الجَنَّةَ،فَیُسکِنُهُ فی دَرَجَتِهِ،إنَّ اللّهَ عَزیزٌ حَکیمٌ. (2)
3418.کامل الزیارات عن محمّد بن مسلم: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما لِمَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟
قالَ:مَن أتاهُ شَوقاً إلَیهِ کانَ مِن عِبادِ اللّهِ المُکرَمینَ،وکانَ تَحتَ لِواءِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السّلام حَتّی یُدخِلَهُمَا اللّهُ الجَنَّةَ. (3)
3419.کامل الزیارات عن أبی بصیر: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام أو أبا جَعفَرٍ علیه السّلام یَقولُ:مَن أحَبَّ أن یَکونَ مَسکَنُهُ الجَنَّةَ ومَأواهُ الجَنَّةَ فَلا یَدَع زِیارَةَ المَظلومِ،قُلتُ:مَن هُوَ؟
قالَ:الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ صاحِبُ کَربَلاءَ،مَن أتاهُ شَوقاً إلَیهِ،وحُبّاً لِرَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله، وحُبّاً لِفاطِمَةَ علیها السّلام،وحُبّاً لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام،أقعَدَهُ اللّهُ عَلی مَوائِدِ الجَنَّةِ،یَأکُلُ مَعَهُم وَالنّاسُ فِی الحِسابِ. (4)
3420.کامل الزیارات عن محمّد بن مسلم عن أبی جعفر [الباقر] علیه السّلام: لَو یَعلَمُ النّاسُ ما فی زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام مِنَ الفَضلِ لَماتوا شَوقاً،وتَقَطَّعَت أنفُسُهُم عَلَیهِ حَسَراتٍ.
ص:327
قُلتُ:وما فیهِ؟قالَ:مَن أتاهُ تَشَوُّقاً کَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَجَّةٍ مُتَقَبَّلَةٍ،وألفَ عُمرَةٍ مَبرورَةٍ،وأجرَ ألفِ شَهیدٍ مِن شُهَداءِ بَدرٍ،وأجرَ ألفِ صائِمٍ،وثَوابَ ألفِ صَدَقَةٍ مَقبولَةٍ،وثَوابَ ألفِ نَسَمَةٍ اریدَ بِها وَجهُ اللّهِ،ولَم یَزَل مَحفوظاً سَنَتَهُ مِن کُلِّ آفَةٍ أهوَنُهَا الشَّیطانُ،ووُکِّلَ بِهِ مَلَکٌ کَریمٌ یَحفَظُهُ مِن بَینِ یَدَیهِ ومنِ خَلفِهِ،وعَن یَمینِهِ وعَن شِمالِهِ،ومِن فَوقِ رَأسِهِ ومِن تَحتِ قَدَمِهِ.
فَإِن ماتَ سَنَتَهُ حَضَرَتهُ مَلائِکَةُ الرَّحمَةِ،یَحضُرونَ غُسلَهُ وأکفانَهُ وَالاِستِغفارَ لَهُ، ویُشَیِّعونَهُ إلی قَبرِهِ بِالاِستِغفارِ لَهُ،ویُفسَحُ لَهُ فی قَبرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ،ویُؤمِنُهُ اللّهُ مِن ضَغطَةِ القَبِر،ومِن مُنکَرٍ ونَکیرٍ أن یُرَوِّعانِهِ،ویُفتَحُ لَهُ بابٌ إلَی الجَنَّةِ،ویُعطی کِتابَهُ بِیَمینِهِ،ویُعطی لَهُ یَومَ القِیامَةِ نوراً یُضیءُ لِنورِهِ ما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ،ویُنادی مُنادٍ:هذا مِن زُوّارِ الحُسَینِ شَوقاً إلَیهِ،فَلا یَبقی أحَدٌ یَومَ القِیامَةِ إلّاتَمَنّی یَومَئِذٍ أنَّهُ کانَ مِن زُوّارِ الحُسَینِ علیه السّلام. (1)
راجع:ص 275 ( الفصل الثالث/مرافقة أهل البیت علیهم السّلام ).
حَزینٌ،شَعِثٌ مُغبَرٌّ،جائِعٌ عَطشانٌ. (1)
3422.الکافی عن علیّ بن الحکم عن بعض أصحابنا عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا أرَدتَ زِیارَةَ الحُسَینِ علیه السّلام فَزُرهُ وأنتَ حَزینٌ مَکروبٌ (2)،شَعِثٌ مُغبَرٌّ،جائِعٌ عَطشانٌ،وسَلهُ الحَوائِجَ،وَانصَرِف عَنهُ ولا تَتَّخِذهُ وَطَناً. (3)
3423.ثواب الأعمال عن علیّ بن الحکم یرفعه الی أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا زُرتَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَزُرهُ وأنتَ حَزینٌ مَکروبٌ،شَعِثٌ مُغبَرٌّ،جائِعٌ عَطشانٌ؛فَإِنَّ الحُسَینَ علیه السّلام قُتِلَ حَزیناً مَکروباً،شَعِثاً مُغبَرّاً،جائِعاً عَطشاناً،وَاسأَلهُ الحَوائِجَ،وَانصَرِف عَنهُ ولا تَتَّخِذهُ وَطَناً. (4)
3424.تهذیب الأحکام عن رفاعة (موسی) النخّاس عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: أخْبَرَنی أبی:أنَّ مَن خَرَجَ إلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام عارِفاً بِحَقِّهِ غَیرَ مُستَکبِرٍ،وبَلَغَ الفُراتَ،ووَقَعَ فِی الماءِ وخَرَجَ مِنَ الماءِ،کانَ مِثلَ الَّذی یَخرُجُ مِنَ الذُّنوبِ. (5)
ص:329
3425.الکافی عن یونس الکناسیّ عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا أتَیتَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَائتِ الفُراتَ وَاغتَسِل بِحِیالِ (1)قَبرِهِ. (2)
3426.کامل الزیارات عن بشیر الدهّان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: مَن أتَی الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام فَتَوَضَّأَ وَاغتَسَلَ فِی الفُراتِ،لَم یَرفَع قَدَماً ولَم یَضَع قَدَماً إلّاکَتَبَ اللّهُ لَهُ حَجَّةً وعُمرَةً. (3)
3427.تهذیب الأحکام عن الحسین بن سعید عن جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام -حینَ سُئِلَ عَنِ الزّائِرِ لِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام-:مَنِ اغتَسَلَ فِی الفُراتِ ثُمَّ مَشی إلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،کانَ لَهُ بِکُلِّ قَدَمٍ یَرفَعُها ویَضَعُها حَجَّةٌ مُتَقَبَّلَةٌ بِمَناسِکِها. (4)
3428.تهذیب الأحکام عن الحرث بن المغیرة عن أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام: إنَّ للّهِ ِ مَلائِکَةً مُوَکَّلینَ بِقَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،فَإِذا هَمَّ الرَّجُلُ بِزِیارَتِهِ فَاغتَسَلَ،ناداهُ مُحَمَّدٌ صلّی اللّه علیه و آله:یا وَفدَ اللّهِ! أبشِروا بِمُرافَقَتی فِی الجَنَّةِ،وناداهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السّلام:أنَا ضامِنٌ لِقَضاءِ حَوائِجِکُم ودَفعِ البَلاءِ عَنکُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ اکتَنَفَهُمُ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله وعَلِیٌّ علیه السّلام عَن أیمانِهِم وعَن شَمائِلِهِم حَتّی یَنصَرِفوا إلی أهالیهِم. (5)
ص:330
3429.کامل الزیارات عن هشام بن سالم عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ:فَما لِمَنِ اغتَسَلَ مِن ماءِ الفُراتِ ثُمَّ أتاهُ [أیِ الحُسَینَ علیه السّلام ]؟
قالَ:إذَا اغتَسَلَ مِن ماءِ الفُراتِ وهُوَ یُریدُهُ،تَساقَطَت عَنهُ خَطایاهُ کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ. (1)
3430.کامل الزیارات: حَدَّثَنِی الحَسَنُ بنُ الزِّبرِقانِ الطَّبَرِیُّ بِإِسنادٍ لَهُ یَرفَعُهُ إلَی الصّادِقِ علیه السّلام، قالَ:قُلتُ:رُبَّما أتَینا قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَیَصعُبُ عَلَینَا الغُسلُ لِلزِّیارَةِ مِنَ البَردِ أو غَیرِهِ؟
فَقالَ علیه السّلام:مَنِ اغتَسَلَ فِی الفُراتِ وزارَ الحُسَینَ علیه السّلام کُتِبَ لَهُ مِنَ الفَضلِ ما لا یُحصی،فَمَتی ما رَجَعَ إلَی المَوضِعِ الَّذِی اغتَسَلَ فیهِ وتَوَضَّأَ،وزارَ الحُسَینَ علیه السّلام کُتِبَ لَهُ ذلِکَ الثَّوابُ. (2)
3431.تهذیب الأحکام عن إبراهیم بن محمّد الثقفی: کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام یَقولُ فی غُسلِ الزِّیارَةِ،إذا فَرَغَ مِنَ الغُسلِ:اللّهُمَّ اجعَلهُ لی نوراً وطَهوراً،وحِرزاً وکافِیاً مِن کُلِّ داءٍ وسَقَمٍ، ومِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ،وطَهِّر بِهِ قَلبی وجَوارِحی،وعِظامی ولَحمی ودَمی،وشَعری وبَشَری،ومُخّی وعَصَبی،وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّی،وَاجعَلهُ لی شاهِداً یَومَ القِیامَةِ، یَومَ حاجَتی وفَقری وفاقَتی. (3)
3432.کامل الزیارات عن علیّ بن جعفر الهمانی: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ مُحَمَّدٍ العَسکَرِیَّ علیه السّلام یَقولُ:مَن خَرَجَ مِن بَیتِهِ یُریدُ زِیارَةَ الحُسَینِ علیه السّلام،فَصارَ إلَی الفُراتِ فَاغتَسَلَ مِنهُ،
ص:331
کُتِبَ مِنَ المُفلِحینَ. (1)
3433.کامل الزیارات عن یونس بن عمّار عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا کُنتَ مِنهُ قَریباً-یَعنِی الحُسَینَ علیه السّلام-فَإِن أصَبتَ غُسلاً فَاغتَسِل،وإلّا فَتَوَضَّأ ثُمَّ ائتِهِ. (2)
3434.المزار الکبیر عن صفوان بن مهران الجمّال عن جعفر بن محمّد الصّادق علیه السّلام: إذا أرَدتَ زِیارَةَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،فَصُم قَبلَ ذلِکَ ثَلاثَةَ أیّامٍ...فَإِذا فَرَغتَ مِن غُسلِکَ،فَالبَس ثَوبَینِ طاهِرَینِ أو ثَوباً،وصَلِّ رَکعَتَینِ نَدباً خارِجَ المَشرَعَةِ.... (3)
3435.بحار الأنوار عن الصادق علیه السّلام: إذا وَصَلتَ إلَی الفُراتِ،فَاغتَسِل وَالبَس أنظَفَ ثَوبٍ تَقدِرُ عَلَیهِ،ثُمَّ صِر إلَی القَبرِ حافِیاً،وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ.... (4)
راجع:ج 8 ص 147 (الفصل الثانی عشر/زیارة عاشورا بروایة الإقبال)
و ص 276 (الفصل الخامس عشر/زیارته من بعید بروایة مصباح المتهجّد).
3436.تهذیب الأحکام عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام -فی بَیانِ کَیفِیَّةِ زِیارَةِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام-:...فَإِذا أرَدتَ المَشیَ إلَیهِ فَاغتَسِل،ولا تَطَیَّب ولا تَدَّهِن ولا تَکتَحِل
ص:332
حَتّی تَأتِیَ القَبرَ. (1)
3437.کامل الزیارات عن أبی حمزة الثمالی عن الصادق علیه السّلام -فی بَیانِ کَیفِیَّةِ زِیارَةِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السّلام-:...ولا تَدَّهِن ولا تَکتَحِل حَتّی تَأتِیَ الفُراتَ،وأقِلَّ مِنَ الکَلامِ وَالمِزاحِ،وأکثِر مِن ذِکرِ اللّهِ تَعالی،وإیّاکَ وَالمِزاحَ وَالخُصومَةَ ! (2)
3438.کامل الزیارات عن عبدالملک بن مقرن عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا زُرتُم أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَالزَمُوا الصَّمتَ إلّامِن خَیرٍ،وإنَّ مَلائِکَةَ اللَّیلِ وَالنَّهارِ مِنَ الحَفَظَةِ تَحضُرُ المَلائِکَةَ الَّذینَ بِالحائِرِ،فَتُصافِحُهُم فَلا یُجیبونَها مِن شِدَّةِ البُکاءِ،فَیَنتَظِرونَهُم حَتّی تَزولَ الشَّمسُ وحَتی یُنَوَّرَ الفَجرُ ثُمَّ یُکَلِّمونَهُم ویَسأَلونَهُم عَن أشیاءَ مِن أمرِ السَّماءِ،فَأَمّا ما بَینَ هذَینِ الوَقتَینِ فَإِنَّهُم لا یَنطِقونَ ولا یَفتُرونَ عَنِ البُکاءِ وَالدُّعاءِ،ولا یَشغَلونَهُم فی هذَینِ الوَقتَینِ عَن أصحابِهِم،فَإِنَّما شُغُلُهُم بِکُم إذا نَطَقتُم.
قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! ومَا الَّذی یَسأَلونَهُم عَنهُ؟وأیُّهُم یَسأَلُ صاحِبَهُ،الحَفَظَةُ أو أهلُ الحائِرِ؟
قالَ:أهلُ الحائِرِ یَسأَلونَ الحَفَظَةَ؛لِأَنَّ أهلَ الحائِرِ مِنَ المَلائِکَةِ لا یَبرَحونَ، وَالحَفَظَةُ تَنزِلُ وتَصعَدُ.
قُلتُ:فَما تَری یَسأَلونَهُم عَنهُ؟
ص:333
قالَ:إنَّهُم یَمُرّونَ إذا عَرَجوا بِإِسماعیلَ صاحِبِ الهَواءِ،فَرُبَّما وافَقُوا النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله وعِندَهُ فاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَینُ وَالأَئِمَّةُ مَن مَضی مِنهُم،فَیَسأَلونَهُم عَن أشیاءَ وعَمَّن حَضَرَ مِنکُمُ الحائِرَ،ویَقولونَ:بَشِّروهُم بِدُعائِکُم.
فَتَقولُ الحَفَظَةُ:کَیفَ نُبَشِّرُهُم وهُم لا یَسمَعونَ کَلامَنا؟
فَیَقولونَ لَهُم:بارِکوا عَلَیهِم وَادعوا لَهُم عَنّا،فَهِیَ البِشارَةُ مِنّا،فَإِذَا انصَرَفوا فَحُفّوهُم (1)بِأَجنِحَتِکُم حَتّی یُحِسّوا مَکانَکُم،وإنّا نَستَودِعُهُمُ الَّذی لا تَضیعُ وَدائِعُهُ، ولَو یَعلَموا ما فی زِیارَتِهِ مِنَ الخَیرِ،ویَعلَمُ ذلِکَ النّاسُ،لَاقتَتَلوا عَلی زِیارَتِهِ بِالسُّیوفِ،ولَباعوا أموالَهُم فی إتیانِهِ.
وإنَّ فاطِمَةَ علیها السّلام إذا نَظَرَت إلَیهِم ومَعَها ألفُ نَبِیٍّ وألفُ صِدّیقٍ وألفُ شَهیدٍ،ومِنَ الکَرُّوبِیّینَ (2)ألفُ ألفٍ یُسعِدونَها عَلَی البُکاءِ،وإنَّها لَتَشهَقُ شَهقَةً فَلا یَبقی فِی السَّماواتِ مَلَکُ إلّابَکی رَحمَةً لِصَوتِها،وما تَسکُنُ حَتّی یَأتِیَهَا النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله فَیَقولَ:یا بُنَیَّةُ،قَد أبکَیتِ أهلَ السَّماواتِ،وشَغَلتِهِم عَنِ التَّسبیحِ وَالتَّقدیسِ،فَکُفّی حَتّی یُقَدِّسوا؛فَإِنَّ اللّهَ بالِغُ أمرِهِ.
وإنَّها لَتَنظُرُ إلی مَن حَضَرَ مِنکُم،فَتَسأَلُ اللّهَ لَهُم مِن کُلِّ خَیرٍ،ولا تَزهَدوا فی إتیانِهِ؛فَإِنَّ الخَیرَ فی إتیانِهِ أکثَرُ مِن أن یُحصی. (3)
راجع:ج 8 ص 69 (الفصل التاسع/ما یزار به الإمام علیه السّلام وأنصاره/الزیارة العاشرة).
3439.مصباح المتهجّد عن صفوان بن مهران عن الصادق علیه السّلام -فی بَیانِ کَیفِیَّةِ زِیارَةِ الإِمامِ
ص:334
الحُسَینِ علیه السّلام-:فَإِذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ فَتَوَجَّه نَحوَ الحائِرِ وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ، وقَصِّر خُطاکَ؛فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَکتُبُ لَکَ بِکُلِّ خُطوَةٍ حَجَّةً وعُمرَةً. (1)
3440.عیون أخبار الرضا علیه السّلام عن موسی بن عمران النخعی عن الإمام الهادی علیه السّلام -فِی الزِّیارَةِ الجامِعَةِ الکَبیرَةِ-:ثُمَّ امشِ قَلیلاً وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،وقارِب بَینَ خُطاکَ،ثُمَّ قِف وکَبِّرِ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ ثَلاثینَ مَرَّةً.... (2)
3441.الکافی عن یونس الکناسیّ عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا أتَیتَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام، فَائتِ الفُراتَ وَاغتَسِل بِحِیالِ قَبرِهِ،وتَوَجَّه إلَیهِ وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ حَتّی تَدخُلَ إلَی القَبرِ.... (3)
3442.بحار الأنوار عن الصادق علیه السّلام: إذا وَصَلتَ إلَی الفُراتِ،فَاغتَسِل وَالبَس أنظَفَ ثَوبٍ تَقدِرُ عَلَیهِ،ثُمَّ صِر إلَی القَبرِ حافِیاً،وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ.... (4)
3443.المزار الکبیر: أملاها عَلَینَا الشَّریفُ الجَلیلُ العالِمُ أبُو المَکارِمِ حَمزَةُ بنُ عَلِیِّ بنِ زُهرَةَ -أدامَ اللّهُ عِزَّهُ-مِن فَلقِ (5)فیهِ،قالَ:إذا أرَدتَ زِیارَةَ أحَدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ علیهم السّلام فَقِف عَلی بابِهِ وقُل:
ص:335
اللّهُمَّ إنّی قَد وَقَفتُ عَلی بابِ بَیتٍ مِن بُیوتِ نَبِیِّکَ وآلِ نَبِیِّکَ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ،وقَد مَنَعتَ الدُّخولَ إلی بُیوتِهِ إلّابِإِذنِ نَبِیِّکَ،فَقُلتَ: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُیُوتَ النَّبِیِّ إِلاّ أَنْ یُؤْذَنَ لَکُمْ»
.
اللّهُمَّ إنّی أعتَقِدُ حُرمَةَ نَبِیِّکَ فی غَیبَتِهِ،کَما أعتَقِدُ فی حَضرَتِهِ،وأعلَمُ أنَّ رُسُلَکَ وخُلَفاءَکَ أحیاءٌ عِندَکَ یُرزَقونَ،یَرَونَ مَکانی فی وَقتی هذا، ویَسمَعونَ کَلامی،وأنَّکَ حَجَبتَ کَلامَهُم،فَإِنّی أستَأذِنُکَ یا رَبِّ أوَّلاً، وأستَأذِنُ رَسولَکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ ثانِیاً،وأستَأذِنُ خَلیفَتَکَ الإِمامَ المُفتَرَضَ عَلَیَّ طاعَتُهُ فِی الدُّخولِ فی ساعَتی هذِهِ،وأستَأذِنُ مَلائِکَتَکَ المُوَکَّلینَ بِهذِهِ البُقعَةِ المُبارَکَةِ المُطیعَةَ لَکَ السّامِعَةَ،السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا المَلائِکَةُ المُوَکَّلونَ بِهذَا المَشهَدِ المُبارَکِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
بِإِذنِ اللّهِ وإذنِ رَسولِهِ وإذنِ خُلَفائِهِ،وإذنِ هذَا الإِمامِ،وبِإِذنِکُم صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم أجمَعینَ،أدخُلُ هذَا البَیتَ مُتَقَرِّباً إلَی اللّهِ بِاللّهِ ورَسولِهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،فَکونوا مَلائِکَةَ اللّهِ أعوانی،وکونوا أنصاری،حَتّی أدخُلَ هذَا البَیتَ وأدعُوَ اللّهَ بِفُنونِ الدَّعَواتِ،وأعتَرِفَ للّهِ ِ بِالعُبودِیَّةِ،ولِهذَا الإِمامِ ولِآبائِهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم بِالطّاعَةِ.
ثُمَّ ادخُل مُقَدِّماً رِجلَکَ الیُمنی،وکَبِّرِ اللّهَ تَعالی مِئَةَ تَکبیرَةٍ،وَاستَقبِلِ الضَّریحَ بِوَجهِکَ.... (1)
3444.المزار الکبیر عن صفوان بن مهران الجمّال عن جعفر بن محمّد الصّادِق علیه السّلام: إذا أرَدتَ زِیارَةَ
ص:336
الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،فَصُم قَبلَ ذلِکَ ثَلاثَةَ أیّامٍ...فَإِذا أتَیتَ البابَ فَقِف خارِجَ القُبَّةِ...ثُمَّ أدخِل رِجلَکَ الیُمنَی القُبَّةَ وأخِّرِ الیُسری.... (1)
راجع:ص 363 (الفصل الثامن/الزیارة السابعة)
و ج 8 ص 69 ( الفصل التاسع/ما یزار به الإمام علیه السّلام وأنصاره/الزیارة العاشرة ).
جدیر بالذکر أنّ الزیارات الجامعة والمطلقة لأبی عبد اللّه الحسین علیه السّلام وأصحابه المیامین ستأتی فی الفصلین الثامن (2)والتاسع (3)،وزیارته الخاصة ببعض الأزمان فی الفصل الثانی عشر (4)،کما سیتم بیان بعض آداب زیارته فی الفصلین العاشر (5)والحادی عشر (6)من هذا القسم.
3445.کامل الزیارات عن أبی حمزة الثمالی عن الصادق علیه السّلام -فی زِیارَةِ الحُسَینِ علیه السّلام وکَیفِیَّةِ الصَّلاةِ عِندَهُ-:...ثُمَّ تَدورُ مِن خَلفِ الحُسَینِ علیه السّلام إلی عِندِ رَأسِهِ،وصَلِّ عِندَ رَأسِهِ رَکعَتَینِ، تَقرَأُ فِی الاُولَی الحَمدَ ویس،وفِی الثّانِیَةِ الحَمدَ وَالرَّحمنَ،وإن شِئتَ صَلَّیتَ خَلفَ القَبرِ،وعِندَ رَأسِهِ أفضَلُ.
فَإِذا فَرَغتَ فَصَلِّ ما أحبَبتَ،إلّاأنَّ الرَّکعَتَینِ-رَکعَتَیِ الزِّیارَةِ-لابُدَّ مِنهُما عِندَ کُلِّ قَبرٍ.فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الصَّلاةِ فَارفَع یَدَیکَ وقُل.... (7)
ص:337
3446.مصباح الزائر: صِفَةُ صَلاةٍ اخری عِندَ رَأسِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،وهُما رَکعَتانِ بِالرَّحمنِ وتَبارَکَ؛فَمَن صَلّاهُما کَتَبَ اللّهُ لَهُ خَمساً وعِشرینَ حَجَّةً،مَقبولَةً مَبرورَةً مُتَقَبَّلَةً مَعَ رَسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله. (1)
راجع:ج 8 ص 105 ( الفصل العاشر:التسبیح والصلاة عند قبره ).
3447.کامل الزیارات عن أبی حمزة الثمالی عن الصادق علیه السّلام: إذا أرَدتَ المَسیرَ إلی قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام، فَصُم یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،فَإِذا أرَدتَ الخُروجَ،فَاجمَع أهلَکَ ووُلدَکَ وَادعُ بِدُعاءِ السَّفَرِ،وَاغتَسِل قَبلَ خُروجِکَ...ولا تَدَّهِن ولا تَکتَحِل حَتّی تَأتِیَ الفُراتَ،وأقِلَّ مِنَ الکَلامِ وَالمِزاحِ،وأکثِر مِن ذِکرِ اللّهِ تَعالی،وإیّاکَ وَالمِزاحَ وَالخُصومَةَ! (2)
3448.تهذیب الأحکام عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا أتَیتَ الحُسَینَ علیه السّلام فَما تَقولُ؟ قُلتُ:أشیاءَ أسمَعُها مِن رُواةِ الحَدیثِ،مِمَّن سَمِعَ مِن أبیکَ.
قالَ:أفَلا اخبِرُکَ عَن أبی عَن جَدّی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السّلام کَیفَ کانَ یَصنَعُ فی ذلِکَ؟قالَ:قُلتُ:بَلی جُعِلتُ فِداکَ!
قالَ:إذا أرَدتَ الخُروجَ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام،فَصُم قَبلَ أن تَخرُجَ ثَلاثَةَ أیّامٍ:یَومَ الأَربِعاءِ ویَومَ الخَمیسِ ویَومَ الجُمُعَةِ،فَإِذا أمسَیتَ لَیلَةَ الجُمُعَةِ فَصَلِّ صَلاةَ اللَّیلِ،ثُمَّ قُم فَانظُر فی نَواحِی السَّماءِ،وَاغتَسِل تِلکَ اللَّیلَةَ قَبلَ المَغرِبِ،ثُمَّ تَنامُ عَلی طُهرٍ،
ص:338
فَإِذا أرَدتَ المَشیَ إلَیهِ فَاغتَسِل،ولا تَطَیَّب ولا تَدَّهِن ولا تَکتَحِل حَتّی تَأتِیَ القَبرَ. (1)
3449.کامل الزیارات عن محمّد بن مسلم عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ لَهُ:إذا خَرَجنا إلی أبیکَ [ أیِ الحُسَینِ علیه السّلام ] أفَلَسنا فی حَجٍّ؟
قالَ:بَلی.قُلتُ:فَیَلزَمُنا ما یَلزَمُ الحاجَّ؟
قالَ:ماذا؟قُلتُ:مِنَ الأَشیاءِ الَّتی یَلزَمُ الحاجَّ؟
قالَ:یَلزَمُکَ حُسنُ الصَّحابَةِ لِمَن یَصحَبُکَ،ویَلزَمُکَ قِلَّةُ الکَلامِ إلّابِخَیرٍ،ویَلزَمُکَ کَثرَةُ ذِکرِ اللّهِ،ویَلزَمُکَ نَظافَةُ الثِّیابِ،ویَلزَمُکَ الغُسلُ قَبلَ أن تَأتِیَ الحائِرَ،ویَلزَمُکَ الخُشوعُ وکَثرَةُ الصَّلاةِ،وَالصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ویَلزَمُکَ التَّوقیرُ لِأَخذِ ما لَیسَ لَکَ،ویَلزَمُکَ أن تَغُضَّ بَصَرَکَ،ویَلزَمُکَ أن تَعودَ إلی أهلِ الحاجَةِ مِن إخوانِکَ إذا رَأَیتَ مُنقَطِعاً وَالمُواساةُ،ویَلزَمُکَ التَّقِیَّةُ الَّتی قِوامُ دینِکَ بِها،وَالوَرَعُ عَمّا نُهیتَ عَنهُ،وَالخُصومَةِ،وکَثرَةِ الأَیمانِ،وَالجِدالِ الَّذی فیهِ الأَیمانُ.
فَإِذا فَعَلتَ ذلِکَ تَمَّ حَجُّکَ وعُمرَتُکَ،وَاستَوجَبتَ مِنَ الَّذی طَلَبتَ ما عِندَهُ بِنَفَقَتِکَ وَاغتِرابِکَ عَن أهلِکَ،ورَغبَتِکَ فیما رَغِبتَ أن تَنصَرِفَ بِالمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ. (2)
3450.کتاب من لا یحضره الفقیه عن الصادق علیه السّلام: بَلَغَنی أنَّ قَوماً إذا زارُوا الحُسَینَ علیه السّلام حَمَلوا مَعَهُم السُّفرَةَ،فیهَا الجِداءُ (3)وَالأَخبِصَةُ (4)وأشباهُهُ،لَو زاروا قُبورَ أحِبّائِهِم ما
ص:339
حَمَلوا مَعَهُم هذا. (1)
3451.کامل الزیارات عن أبی المضا: قالَ کَرّامٌ (2)لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:جُعِلتُ فِداکَ! إنَّ قَوماً یَزورونَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام فَیُطَیِّبونَ السُّفَرَ.
فَقالَ (3)أبو عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:أما إنَّهُم لَو زاروا قُبورَ آبائِهِم ما فَعَلوا ذلِکَ. (4)
3452.المزار للمفید: رُوِیَ عَنهُ [الصّادِقِ علیه السّلام ] أنَّهُ قالَ:یَزورونَ خَیرٌ مِن أن لا یَزوروا،ولا یَزورونَ خَیرٌ مِن أن یَزوروا،فَقالَ لَهُ المُفَضَّلُ بنُ عُمَرَ:قَطَعتَ ظَهری!
فَقالَ:تَاللّهِ إنَّ أحَدَکُم لَیَذهَبُ إلی قَبرِ أبیهِ کَئیباً حَزیناً،وتَأتونَهُ أنتُم بِالسُّفَرِ ! کَلّا حَتّی تَأتونَهُ شُعثاً غُبراً. (5)
3453.تهذیب الأحکام عن أبی مضا عن رجل عن أبی عبداللّه [الصادق] علیه السّلام: یَأتونَ قَبرَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام فَیَتَّخِذونَ سُفَراً،أما إنَّهُم لَو أتَوا قُبورَ آبائِهِم واُمَّهاتِهِم لَم یَفعَلوا ذلِکَ.
قُلتُ:فَأَیَّ شَیءٍ یَأکُلونَ؟قالَ:الخُبزَ وَاللَّبَنَ. (6)
ص:340
للزیارة آداب:
أحدها:الغُسل قبل دخول المشهد،والکون علی الطهارة.
وقال الشیخ المفید:لو أحدث بعد غسل الزیارة أعاد الغسل. (2)
وثانیها:الوقوف علی باب المشهد والدعاء والاستئذان بالمأثور،فإن خشع قلبه ورقّ دخل،وإلّا فالأفضل له تحرّی زمان الرقّة؛لأنّ الغرض الأهمّ هو حضور القلب کی یکون مستعدّاً لتلقّی الرحمة النازلة من الربّ.فإذا دخل قدّم رجله الیمنی،وإذا خرج فبالیسری.
وثالثها:الوقوف علی الضریح،سواء لاصق وجهه الضریح أم لم یلاصقه، وتصوّر أنّ البعدَ عن الضریح أدبٌ،وَهمٌ محض. (3)
ص:341
ورابعها:استقبال وجه المزور واستدبار القبلة حال الزیارة،وأن یضع الزائر خدّه الأیمن علی القبر عند الفراغ من الزیارة ویدعو متضرّعاً،ثمّ یضع علیه خدّه الأیسر ویدعو سائلاً من اللّه تعالی بحقّه وبحقّ صاحب القبر أن یجعله من أهل شفاعته، ویبالغ فی الدعاء والإلحاح،ثمّ ینصرف إلی ما یلی الرأس،ثمّ یستقبل القبلة ویدعو.
وخامسها:الزیارة بالطریقة المأثورة ( مراعاة الأعمال الواردة فی الأحادیث وتحاشی الأعمال الذوقیة )،ویکفی السّلام والحضور فی المشهد.
وسادسها:صلاة رکعتی الزیارة عند الفراغ،فإن کان زائراً للنبی صلّی اللّه علیه و آله ففی الروضة، وإن کان زائراً لأحد الأئمّة علیهم السّلام فعند رأسه،ویجوز أداؤهما بمسجد المشهد (1).
ورویت رخصة فی صلاتهما إلی القبر،ولو استدبر القبر وصلّی جاز،وإن کان غیر مستحسن إلّامع البعد (2).
وسابعها:الدعاء بعد الرکعتین بالمأثور،وإلّا فبما سنح له فی امور دینه ودنیاه، ولیُعمّم الدعاء؛فإنّه أقرب إلی الإجابة.
وثامنها:تلاوة شیءٍ من القرآن عند الضریح وإهداؤه إلی المزور،والمنتفع بذلک الزائر،وفیه تعظیم للمزور.
وتاسعها:إحضار القلب فی جمیع أحوال الزیارة مهما استطاع،والتوبة من الذنب والاستغفار والإقلاع.
وعاشرها:التصدّق علی السدنة والحفظة للمشهد وإکرامهم وإعظامهم،فإنّ فیه إکرام صاحب المشهد علیه الصلاة والسّلام.
ص:342
وینبغی لهؤلاء أن یکونوا من أهل الخیر والصلاح،والدین والمروّة،والاحتمال والصبر وکظم الغیظ،خالین من الغلظة علی الزائرین،قائمین بحوائج المحتاجین، مرشدی ضالّی الغرباء والواردین.ولیتعهّد أحوالَهم الناظرُ فیه،فإن وَجَد من أحدٍ منهم تقصیراً نبّهه علیه،فإن أصرّ زجره،فإن کان من المحرَّم جاز ردعه بالضرب إن لم یُجدِ التعنیف،من باب النهی عن المنکر.
وحادی عشرها:أنّه إذا انصرف من الزیارة إلی منزله استُحبّ له العود إلیها ما دام مقیماً،فإذا حان الخروج ودّع ودعا بالمأثور،وسأل اللّه تعالی العود إلیه.
وثانی عشرها:أن یکون الزائر بعد الزیارة خیراً منه قبلها،فإنّها تحطّ الأوزار إذا صادفت القبول.
وثالث عشرها:تعجیل الخروج عند قضاء الوطر من الزیارة؛لتعظیم الحرمة ویشتدّ الشوق،وروی أنّ الخارج یمشی القهقری حتّی یتواری. (1)
ورابع عشرها:الصدقة علی المحاویج بتلک البقعة،فإنّ الصدقة مضاعفة هنالک، وخصوصاً علی الذرّیّة الطاهرة. (2)
ص:343
ص:344
الزِّیاراتُ الجامِعَةُ
3454.المقنعة: یُجزیکَ أن تَقولَ فی زِیارَةِ کُلِّ إمامٍ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد نَصَحتَ ِللّهِ،وأدَّیتَ ما وَجَبَ عَلَیکَ،فَجَزاکَ اللّهُ خَیرَ الجَزاءِ،ولَعَنَ اللّهُ الظّالِمینَ لَکُم مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ. (1)
3455.الکافی عن علیّ بن حسّان عن الرضا علیه السّلام: سُئِلَ أبی عَن إتیانِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام (2)،فَقالَ:صَلّوا فِی المَساجِدِ حَولَهُ،ویُجزِئُ فِی المَواضِعِ کُلِّها أن تَقولَ:
السَّلامُ عَلی أولِیاءِ اللّهِ وأصفِیائِهِ،السَّلامُ عَلی امَناءِ اللّهِ وأحِبّائِهِ،السَّلامُ عَلی
ص:345
أنصارِ اللّهِ وخُلَفائِهِ،السَّلامُ عَلی مَحالِّ مَعرِفَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلی مَساکِنِ ذِکرِ اللّهِ،السَّلامُ عَلی مُظهِری (1)أمرِ اللّهِ ونَهیِهِ،السَّلامُ عَلَی الدُّعاةِ إلَی اللّهِ،السَّلامُ عَلَی المُستَقِرّینَ فی مَرضاةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَی المُمَحَّصینَ (2)فی طاعَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَی الأَدِلّاءِ عَلَی اللّهِ،السَّلامُ عَلَی الَّذینَ مَن والاهُم فَقَد والَی اللّهَ،ومَن عاداهُم فَقَد عادَی اللّهَ،ومَن عَرَفَهُم فَقَد عَرَفَ اللّهَ،ومَن جَهِلَهُم فَقَد جَهِلَ اللّهَ،ومَنِ اعتَصَمَ بِهِم فَقَدِ اعتَصَمَ بِاللّهِ،ومَن تَخَلّی مِنهُم فَقَد تَخَلّی مِنَ اللّهِ،اُشهِدُ اللّهَ أنّی سِلمٌ لِمَن سالَمتُم،وحَربٌ لِمَن حارَبتُم،مُؤمِنٌ بِسِرِّکُم وعَلانِیَتِکُم،مُفَوِّضٌ فی ذلِکَ کُلِّهِ إلَیکُم،لَعَنَ اللّهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وأبرَأُ إلَی اللّهِ مِنهُم، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.
هذا یُجزِئُ فِی الزِّیاراتِ کُلِّها،وتُکثِرُ مِنَ الصَّلاةِ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتُسَمّی واحِداً واحِداً بِأَسمائِهِم،وتَبرَأُ إلَی اللّهِ مِن أعدائِهِم،وتَخَیَّرُ (3)لِنَفسِکَ مِنَ الدُّعاءِ ما أحبَبتَ، ولِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ. (4)
ص:346
3456.الإقبال عن جابر بن یزید الجعفی عن أبی جعفر محمّد بن علیّ الباقر [ علیه السّلام ]:کانَ أبی عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السّلام قَدِ اتَّخَذَ مَنزِلَهُ مِن بَعدِ مَقتَلِ أبیهِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام بَیتاً مِن شَعرٍ وأقامَ بِالبادِیَةِ،فَلَبِثَ بِها عِدَّةَ سِنینَ کَراهِیَةً لِمُخالَطَتِهِ النّاسَ ومُلابَسَتِهِم،وکانَ یَسیرُ مِنَ البادِیَةِ بِمُقامِهِ بِها إلَی العِراقِ زائِراً لِأَبیهِ و جَدِّهِ علیهما السّلام،ولا یُشعِرُ بِذلِکَ مِن فِعلِهِ.
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ علیه السّلام:فَخَرَجَ سَلامُ اللّهِ عَلَیهِ مُتَوَجِّهاً إلَی العِراقِ لِزِیارَةِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام وأنَا مَعَهُ،ولَیسَ مَعَنا ذو روحٍ إلَّاالنّاقَتَینِ،فَلَمَّا انتَهی إلَی النَّجَفِ مِن بِلادِ الکوفَةِ وصارَ إلی مَکانِهِ مِنهُ،فَبَکی حَتَّی اخضَلَّت لِحَیتُهُ بِدُموعِهِ،ثُمَّ قالَ: (1)
السَّلامُ عَلَیکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ (2)ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أمینَ اللّهِ فی أرضِهِ،وحُجَّتَهُ [
عَلی عِبادِهِ ] (3)
،أشهَدُ لَقَد (4)جاهَدتَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ،وعَمِلتَ بِکِتابِهِ،وَاتَّبَعتَ سُنَنَ نَبِیِّهِ صلّی اللّه علیه و آله،حَتّی دَعاکَ اللّهُ إلی جِوارِهِ،فَقَبَضَکَ إلَیهِ بِاختِیارِهِ لَکَ کَریمَ ثَوابِهِ (5)،وألزَمَ أعداءَکَ الحُجَّةَ مَعَ ما لَکَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ.
ص:347
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل نَفسی مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِکَ،راضِیَةً بِقَضائِکَ، مولَعَةً بِذِکرِکَ ودُعائِکَ،مُحِبَّةً لِصَفوَةِ أولِیائِکَ،مَحبوبَةً فی أرضِکَ وسَمائِکَ،صابِرَةً عَلی نُزولِ بَلائِکَ،شاکِرَةً لِفَواضِلِ نَعمائِکَ،ذاکِرَةً لِسَوابِغِ آلائِکَ،مُشتاقَةً إلی فَرحَةِ لِقائِکَ،مُتَزَوِّدَةً التَّقوی لِیَومِ جَزائِکَ،مُستَنَّةً بِسُنَنِ أولِیائِکَ،مَشغولَةً عَنِ الدُّنیا بِحَمدِکَ وثَنائِکَ.
ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی القَبرِ وقالَ:
اللّهُمَّ إنَّ قُلوبَ المُخبِتینَ (1)إلَیکَ والِهَةٌ (2)،وسُبَلَ الرّاغِبینَ إلَیکَ شارِعَةٌ، وأعلامَ القاصِدینَ إلَیکَ واضِحَةٌ،وأفئِدَةَ الوافِدینَ إلَیکَ فازِعَةٌ،وأصواتَ الدّاعینَ إلَیکَ صاعِدَةٌ،وأبوابَ الإِجابَةِ لَهُم مُفَتَّحَةٌ،ودَعوَةَ مَن ناجاکَ مُستَجابَةٌ،وتَوبَةَ مَن أنابَ إلَیکَ مَقبولَةٌ،وعَبرَةَ مَن بَکی مِن خَوفِکَ مَرحومَةٌ،وَالاِستغاثَةَ (3)لِمَنِ استَغاثَ بِکَ مَوجودَةٌ،وَالإِعانَةَ لِمَنِ استَعانَ بِکَ مَبذولَةٌ،وعِداتِکَ (4)لِعِبادِکَ مُنجَزَةٌ،وزَلّاتِ مَنِ استَقالَکَ مُقالَةٌ،وأعمالَ العامِلینَ لَدَیکَ مَحفوظَةٌ،وأرزاقَ الخَلائِقِ مِن لَدُنکَ نازِلَةٌ،وعَوائِدَ المَزیدِ مُتَواتِرَةٌ،ومَوائِدَ المُستَطعِمینَ مُعَدَّةٌ،ومَناهِلَ الظِّماءِ مُترَعَةٌ.
اللّهُمَّ فَاستَجِب دُعائی،وَاقبَل ثَنائی،وَاجمَع بَینی وبَینَ أولِیائی وأحِبّائی، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ آبائی،إنَّکَ وَلِیُّ نَعمائی ومُنتَهی مُنایَ،وغایَةُ رَجائی فی مُنقَلَبی ومَثوایَ. (5)
ص:348
قالَ جابِرٌ:قالَ لِیَ الباقِرُ علیه السّلام:ما قالَ هذَا الکَلامَ ولا دَعا بِهِ أحَدٌ مِن شیعَتِنا عِندَ قَبرِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام،أو عِندَ قَبرِ أحَدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ علیهم السّلام،إلّارُفِعَ دُعاؤُهُ فی دُرجٍ (1)مِن نورٍ،وطُبِعَ عَلَیهِ بِخاتَمِ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و آله،وکانَ مَحفوظاً کَذلِکَ حَتّی یُسَلَّمَ إلی قائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ علیه السّلام،فَیَلقی صاحِبَهُ بِالبُشری وَالتَّحِیَّةِ وَالکَرامَةِ إن شاءَ اللّهُ.
قالَ جابِرٌ:حَدَّثتُ بِهِ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السّلام وقالَ لی:زِد فیهِ:إذا وَدَّعتَ أحَداً مِنهُم علیهم السّلام فَقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الإِمامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،أستَودِعُکَ اللّهَ وعَلَیکَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ،آمَنّا بِالرَّسولِ وبِما جِئتُم بِهِ،وبِما دَعَوتُم إلَیهِ،اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتی وَلِیَّکَ،اللّهُمَّ لا تَحرِمنی ثَوابَ مَزارَهُ الَّذی أوجَبتَ لَهُ،ویَسِّر لَنَا العَودَ إلَیهِ إن شاءَ اللّهُ. (2)
3457.مصباح المتهجّد عن أبی القاسم الحسین بن روح رضی الله عنه :زُر أیَّ المَشاهِدِ کُنتَ بِحَضرَتِها فی رَجَبٍ،تَقولُ إذا دَخَلتَ:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أشهَدَنا مَشهَدَ أولِیائِهِ فی رَجَبٍ،وأوجَبَ عَلَینا مِن حَقِّهِم ما قَد وَجَبَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ،وعَلی أوصِیائِهِ الحُجُبِ،اللّهُمَّ
ص:349
فَکَما أشهَدتَنا مَشهَدَهُم،فَأَنجِز لَنا مَوعِدَهُم،وأورِدنا مَورِدَهُم،غَیرَ مُحَلَّئینَ (1)عَن وِردٍ فی دارِ المُقامَةِ وَالخُلدِ.
وَالسَّلامُ عَلَیکُم،إنّی قَصَدتُکُم وَاعتَمَدتُکُم بِمَسأَلَتی وحاجَتی،وهِیَ فَکاکُ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وَالمَقَرُّ مَعَکُم فی دارِ القَرارِ،مَعَ شیعَتِکُمُ الأَبرارِ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ،أنَا سائِلُکُم وآمِلُکُم،فیما إلَیکُمُ التَّفویضُ وعَلَیکُمُ التَّعویضُ،فَبِکُم یُجبَرُ المَهیضُ (2)،ویُشفَی المَریضُ،وما تَزدادُ الأَرحامُ (3)وما تَغیضُ. (4)
إنّی بِسِرِّکُم مُؤمِنٌ،ولِقَولِکُم مُسَلِّمٌ،وعَلَی اللّهِ بِکُم مُقسِمٌ فی رَجعی بِحَوائِجی وقَضائِها وإمضائِها،وإنجاحِها وإبراحِها (5)،وبِشُؤونی لَدَیکُم وصَلاحِها.
وَالسَّلامُ عَلَیکُم سَلامَ مُوَدِّعٍ،ولَکُم حَوائِجَهُ مودِعٌ،یَسأَلُ اللّهَ إلَیکُمُ المَرجِعَ، وسَعیُهُ إلَیکُم غَیرُ مُنقَطِعٍ،وأن یُرجِعَنی مِن حَضرَتِکُم خَیرَ مَرجِعٍ،إلی جَنابٍ (6)مُمرِعٍ (7)وخَفضٍ (8)مُوَسَّعٍ،ودَعَةٍ ومَهَلٍ (9)،إلی حینِ الأَجَلِ،وخَیرِ مَصیرٍ ومَحَلٍّ،فِی النَّعیمِ الأَزَلِ وَالعَیشِ المُقتَبَلِ،ودَوامِ الاُکُلِ،وشُربِ
ص:350
الرَّحیقِ وَالسَّلسَلِ (1)،وعَلٍّ ونَهَلٍ (2)،لا سَأَمٍ مِنهُ ولا مَلَلٍ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ وتَحِیّاتُهُ،حَتَّی العَودِ إلی حَضرَتِکُم،وَالفَوزِ فی کَرَّتِکُم،وَالحَشرِ فی زُمرَتِکُم،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ عَلَیکُم وصَلَواتُهُ وتَحِیّاتُهُ، وهُوَ حَسبُنا ونِعمَ الوَکیلُ. (3)
3458.کامل الزیارات عن عروة بن إسحاق بن أخی شعیب العقرقوفی عمّن ذکره عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: تَقولُ إذا أتَیتَ قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام،ویُجزیکَ عِندَ قَبرِ کُلِّ إمامٍ علیه السّلام:
السَّلامُ عَلَیکَ مِنَ اللّهِ،وَالسَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،أمینِ اللّهِ عَلی وَحیِهِ وعَزائِمِ أمرِهِ،الخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِمَا استَقبَلَ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،الَّذِی انتَجَبتَهُ بِعِلمِکَ،وجَعَلتَهُ هادِیاً لِمَن شِئتَ مِن خَلقِکَ، وَالدَّلیلَ عَلی مَن بَعَثتَهُ بِرِسالاتِکَ وکُتُبِکَ،ودَیّانَ الدّینِ بِعَدلِکَ،وفَصلَ قَضائِکَ مِن خَلقِکَ،وَالمُهَیمِنَ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
وتَقولُ فی زِیارَةِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ،عَبدِکَ وأخی رَسولِکَ ،إلی آخِرِهِ.
وفی زِیارَةِ فاطِمَةَ علیها السّلام:
ص:351
أمَتِکَ وبِنتِ رَسولِکَ ،إلی آخِرِهِ.
وفی زِیارَةِ سائِرِ الأَئِمَّةِ علیهم السّلام:
أبناءِ رَسولِکَ ،عَلی ما قُلتَ فِی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و آله أوَّلَ مَرَّةٍ،حَتّی تَنتَهِیَ إلی صاحِبِکَ.
ثُمَّ تَقولُ:
أشهَدُ أنَّکُم کَلِمَةُ التَّقوی،وبابُ الهُدی،وَالعُروَةُ الوُثقی،وَالحُجَّةُ البالِغَةُ عَلی مَن فیها ومَن تَحتَ الثَّری،وأشهَدُ أنَّ أرواحَکُم وطینَتَکُم مِن طینَةٍ واحِدَةٍ، طابَت وطَهُرَت مِن نورِ اللّهِ ومِن رَحمَتِهِ،واُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُکُم أنّی لَکُم تَبَعٌ بِذاتِ نَفسی،وشَرائِعِ دینی،وخَواتیمِ عَمَلی،اللّهُمَّ فَأَتمِم لی ذلِکَ بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ عَنِ اللّهِ ما امِرتَ بِهِ،وقُمتَ بِحَقِّهِ غَیرَ واهِنٍ ولا موهِنٍ،فَجَزاکَ اللّهُ مِن صِدّیقٍ خَیراً عَن رَعِیَّتِکَ،أشهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَکَ جِهادٌ،وأنَّ الحَقَّ مَعَکَ ولَکَ،وأنتَ مَعدِنُهُ،ومیراثُ النُّبُوَّةِ عِندَکَ وعِندَ أهلِ بَیتِکَ،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ،وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،ودَعَوتَ إلی سَبیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،وعَبَدتَ رَبَّکَ حَتّی أتاکَ الیَقینُ.
ثُمَّ تَقولُ:
السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُسَوِّمینَ (1)،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُنزَلینَ، السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُردِفینَ (2)،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ الَّذینَ هُم فی هذَا الحَرَمِ بِإِذنِ اللّهِ مُقیمونَ.
ص:352
ثُمَّ تَقولُ:
...اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَةِ قَبرِ ابنِ نَبِیِّکَ،وَابعَثهُ مَقاماً مَحموداً تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ،وتَقتُلُ بِهِ عَدُوَّکَ،فَإِنَّکَ وَعَدتَهُ ذلِکَ،وأنتَ الرَّبُّ الَّذی لا تُخلِفُ المیعادَ.
وکَذلِکَ تَقولُ عِندَ قُبورِ کُلِّ الأَئِمَّةِ علیهم السّلام.
وتَقولُ عِندَ کُلِّ إمامٍ زُرتَهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا نورَ اللّهِ فی ظُلُماتِ الأَرضِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا إمامَ المُؤمِنینَ،ووارِثَ عِلمِ النَّبِیّینَ، وسُلالَةَ الوَصِیّینَ،وَالشَّهیدَ یَومَ الدّینِ،أشهَدُ أنَّکَ وآباءَکَ الَّذینَ کانوا مِن قَبلِکَ،وأبناءَکَ الَّذینَ مِن بَعدِکَ،مَوالِیَّ وأولِیائی وأئِمَّتی.
وأشهَدُ أنَّکُم أصفِیاءُ اللّهِ وخَزَنَتُهُ،وحُجَّتُهُ البالِغَةُ،انتَجَبَکُم بِعِلمِهِ أنصاراً لِدینِهِ،وقُوّاماً بِأَمرِهِ،وخُزّاناً لِعِلمِهِ،وحَفَظَةً لِسِرِّهِ،وتَراجِمَةً لِوَحیِهِ، ومَعدِناً لِکَلِماتِهِ،وأرکاناً لِتَوحیدِهِ،وشُهوداً عَلی عِبادِهِ،وَاستَودَعَکُم خَلقَهُ، وأورَثَکُم کِتابَهُ،وخَصَّکُم بِکَرائِمِ التَّنزیلِ،وأعطاکُمُ التَّأویلَ،وجَعَلَکُم تابوتَ (1)حِکمَتِهِ،ومَناراً فی بِلادِهِ،وضَرَبَ لَکُم مَثَلاً مِن نورِهِ،وأجری فیکُم مِن عِلمِهِ،وعَصَمَکُم مِنَ الزَّلَلِ،وطَهَّرَکُم مِنَ الدَّنَسِ،وأذهَبَ عَنکُمُ الرِّجسَ،وبِکُم تَمَّتِ النِّعمَةُ وَاجتَمَعَتِ الفُرقَةُ،وَائتَلَفَتِ الکَلِمَةُ،ولَزِمَتِ الطّاعَةُ المُفتَرَضَةُ،وَالمَوَدَّةُ الواجِبَةُ،فَأَنتُم أولِیاؤُهُ النُّجَباءُ،وعِبادُهُ
ص:353
المُکرَمونَ.
أتَیتُکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ عارِفاً بِحَقِّکَ،مُستَبصِراً بِشَأنِکَ،مُعادِیاً لِأَعدائِکَ، مُوالِیاً لِأَولِیائِکَ،بِأَبی أنتَ واُمّی،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وسَلَّمَ تَسلیماً،أتَیتُکَ وافِداً زائِراً عائِذاً،مُستَجیراً مِمّا جَنَیتُ عَلی نَفسی،وَاحتَطَبتُ عَلی ظَهری، فَکُن لی شَفیعاً،فَإِنَّ لَکَ عِندَ اللّهِ مَقاماً مَعلوماً،وأنتَ عِندَ اللّهِ وَجیهٌ.
آمَنتُ بِاللّهِ وبِما أنزَلَ عَلَیکُم،وأتَوَلّی آخِرَکُم بِما تَوَلَّیتُ بِهِ أوَّلَکُم،وأبرَأُ مِن کُلِّ وَلیجَةٍ (1)دونَکُم،وکَفَرتُ بِالجِبتِ (2)وَالطّاغوتِ (3)،وَاللّاتِ وَالعُزّی. (4)
3459.المزار الکبیر: زِیارَةٌ جامِعَةٌ لِسائِرِ الأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم،وَالقَولُ فی مُبتَدَإِ الأَمرِ فِی الزِّیارَةِ إلی آخِرِها وَرَدَت عَنِ الصّادِقینَ علیهم السّلام (5):
إذا أرَدتَ زِیارَةَ قُبورِ الأَئِمَّةِ علیهم السّلام فَلیَکُن مِن قَولِکَ عِندَ العَقدِ عَلَی العَزِم وَالنِّیَّةِ:
اللّهُمَّ صِل عَزمی بِالتَّحقیقِ،ونِیَّتی بِالتَّوفیقِ،ورَجائی بِالتَّصدیقِ،وتَوَلَّ أمری، ولا تَکِلنی إلی نَفسی،وأحِلَّ عُقدَةَ الحَیرَةِ وَالتَّخَلُّفِ (6)عَن حُضورِ المَشاهِدِ
ص:354
المُقَدَّسَةِ.
وصَلِّ رَکعَتَینِ قَبلَ خُروجِکَ،وقُل بِعَقِبِهِما:
اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ دینی ونَفسی وجَمیعَ حُزانَتی (1)،اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِی السَّفَرِ،وَالخَلیفَةُ فِی الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن سوءِ الصُّحبَةِ،وإخفاقِ الأَوبَةِ،اللّهُمَّ سَهِّل لَنا حَزْنَ (2)ما نَتَغَوَّلُ عَلَیهِ،ویَسِّر عَلَینا مُستَغزَرَ ما نَروحُ ونَغدو لَهُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (3)
فَإِذا سَلَکتَ طَریقَکَ فَلیَکُن هَمُّکَ ما سَلَکتَ لَهُ،ولَتُقَلِّلُ مِن حالٍ تَغُضُّ (4)مِنکَ، ولَتُحسِنُ الصُّحبَةَ لِمَن صَحِبَکَ،وأکثِر مِنَ الثَّناءِ عَلَی اللّهِ تَعالی ذِکرُهُ،وَالصَّلاةِ عَلی رَسولِهِ.
فَإِذا أرَدتَ الغُسلَ لِلزِّیارَةِ فَقُل وأنتَ تَغتَسِلُ:
ص:355
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ،اللّهُمَّ اغسِل عَنّی دَرَنَ (1)الذُّنوبِ،ووَسَخَ العُیوبِ،وطَهِّرنی بِماءِ التَّوبَةِ،وألبِسنی رِداءَ العِصمَةِ، وأیِّدنی بِلُطفٍ مِنکَ تُوَفِّقُنی لِصالِحِ الأَعمالِ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ.
فَإِذا دَنَوتَ مِن بابِ المَشهَدِ فَقُل:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی وَفَّقَنی لِقَصدِ وَلِیِّهِ،وزِیارَةِ حُجَّتِهِ،وأورَدَنی حَرَمَهُ،ولَم یَبخَسنی حَظّی مِن زِیارَةِ قَبرِهِ،وَالنُّزولِ بِعَقوَةِ (2)مُغَیَّبِهِ،وساحَةِ تُربَتِهِ، الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَسُمنی بِحِرمانِ ما أمَّلتُهُ،ولا صَرَفَ عَزمی عَمّا رَجَوتُهُ، ولا قَطَعَ رَجائی مِمّا تَوَقَّعتُهُ،بَل ألبَسَنی عافِیَتَهُ،وأفادَنی نِعمَتَهُ،وآتانی کَرامَتَهُ.
فَإِذا دَخَلتَ المَشهَدَ،فَقِف عَلَی الضَّریحِ الطّاهِرِ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم أئِمَّةَ المُؤمِنینَ،وسادَةَ المُتَّقینَ،وکُبَراءَ الصِّدّیقینَ،واُمَراءَ الصّالِحینَ،وقادَةَ المُحسِنینَ،وأعلامَ المُهتَدینَ،وأنوارَ العارِفینَ،ووَرَثَةَ الأَنبِیاءِ،وصَفوَةَ الأَوصِیاءِ،وشُموسَ الأَتقِیاءِ،وبُدورَ الخُلَفاءِ،وعِبادَ الرَّحمنِ، وشُرَکاءَ القُرآنِ،ومَنهَجَ الإِیمانِ،ومَعادِنَ الحَقائِقِ،وشُفَعاءَ الخَلائِقِ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
أشهَدُ أنَّکُم أبوابُ اللّهِ،ومَفاتیحُ رَحمَتِهِ،ومَقالیدُ مَغفِرَتِهِ،وسَحائِبُ رِضوانِهِ،ومَصابیحُ جِنانِهِ،وحَمَلَةُ قُرآنِهِ،وخَزَنَةُ عِلمِهِ،وحَفَظَةُ سِرِّهِ، ومَهبِطُ وَحیِهِ،وأماناتُ النُّبَوَّةِ،ووَدائِعُ الرِّسالَةِ.
ص:356
أنتُم امَناءُ اللّهِ وأحِبّاؤُهُ،وعِبادُهُ وأسخِیاؤُهُ (1)،وأنصارُ تَوحیدِهِ،وأرکانُ تَمجیدِهِ،ودُعاتُهُ إلی دینِهِ،وحَرَسَةُ خَلائِقِهِ،وحَفَظَةُ شَرائِعِهِ.
لا یَسبِقُکُم ثَناءُ المَلائِکَةِ فِی الإِخلاصِ وَالخُشوعِ،ولا یُضادُّکُم ذُو ابتِهالٍ وخُضوعٍ،أنّی ولَکُمُ القُلوبُ الَّتی تَوَلَّی اللّهُ رِیاضَتَها بِالخَوفِ وَالرَّجاءِ، وجَعَلَها أوعِیَةً لِلشُّکرِ وَالثَّناءِ،وآمَنَها مِن عَوارِضِ الغَفلَةِ،وصَفّاها مِن شَواغِلِ الفَترَةِ،بَل یَتَقَرَّبُ أهلُ السَّماءِ بِحُبِّکُم،وبِالبَراءَةِ مِن أعدائِکُم، وتَواتُرِ البُکاءِ عَلی مُصابِکُم،وَالاِستِغفارِ لِشیعَتِکُم ومُحِبّیکُم.
فَأَنَا اشهِدُ اللّهَ خالِقی،واُشهِدُ مَلائِکَتَهُ وأنبِیاءَهُ،واُشهِدُکُم یا مَوالِیَّ،بِأنّی مُؤمِنٌ بِوِلایَتِکُم،مُعتَقِدٌ لِإِمامَتِکُم،مُقِرٌّ بِخِلافَتِکُم،عارِفٌ بِمَنزِلَتِکُم،مُؤمِنٌ بِعِصمَتِکُم،خاضِعٌ لِوِلایَتِکُم،مُتَقَرِّبٌ إلَی اللّهِ بِحُبِّکُم،وبِالبَراءَةِ مِن أعدائِکُم، عالِمٌ بِأَنَّ اللّهَ قَد طَهَّرَکُم مِنَ الفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،ومِن کُلِّ ریبَةٍ ونَجاسَةٍ،ودَنِیَّةٍ ورَجاسَةٍ،ومَنَحَکُم رایَةَ الحَقِّ،الَّذی مَن تَقَدَّمَها ذَلَّ (2)،ومَن تَأَخَّرَ عَنها زَلَّ،وفَرَضَ طاعَتَکُم عَلی کُلِّ أسوَدَ وأبیَضَ.
وأشهَدُ أنَّکُم قَد وَفَیتُم بِعَهدِ اللّهِ وذِمَّتِهِ،وبِکُلِّ مَا اشتَرَطَهُ عَلَیکُم فی کِتابِهِ، ودَعَوتُم إلی سَبیلِهِ،وأنفَدتُم طاقَتَکُم فی مَرضاتِهِ،وحَمَلتُمُ الخَلائِقَ عَلی مِنهاجِ النُّبُوَّةِ ومَسالِکِ الرِّسالَةِ،وسِرتُم فیهِ بِسیرَةِ الأَنبِیاءِ،ومَذاهِبِ الأَوصِیاءِ،فَلَم یُطَع لَکُم أمرٌ،ولَم تُصغِ إلَیکُم اذُنٌ،فَصَلَواتُ اللّهِ عَلی أرواحِکُم وأجسادِکُم.
ثُمَّ تَنَکَّبُ عَلَی القَبرِ وتَقولُ:
ص:357
بِأَبی أنتَ واُمّی یا حُجَّةَ اللّهِ،لَقَد ارضِعتَ بِثَدیِ الإِیمانِ،وفُطِمتَ بِنورِ الإِسلامِ،وغُذّیتَ بِبَردِ الیَقینِ،واُلبِستَ حُلَلَ العِصمِةِ،وَاصطُفیتَ ووُرِّثتَ عِلمَ الکِتابِ،ولُقِّنتَ فَصلَ الخِطابِ،واُوضِحَ بِمَکانِکَ مَعارِفُ التَّنزیلِ، وغَوامِضُ التَّأویلِ،وسُلِّمَت إلَیکَ رایَةُ الحَقِّ،وکُلِّفتَ هِدایَةَ الخَلقِ،ونُبِذَ إلَیکَ عَهدُ الإِمامَةِ،واُلزِمتَ حِفظَ الشَّریعَةِ.
وأشهَدُ یا مَولایَ أنَّکَ وَفَیتَ بِشَرائِطِ الوَصِیَّةِ،وقَضَیتَ ما ألزَمَکَ (1)مِن فَرضِ الطّاعَةِ،ونَهَضتَ بِأَعباءِ الإِمامَةِ،وَاحتَذَیتَ مِثالَ النُّبُوَّةِ،فِی الصَّبرِ وَالاِجتِهادِ وَالنَّصیحَةِ لِلعِبادِ،وکَظمِ الغَیظِ،وَالعَفوِ عَنِ النّاسِ،وعَزَمتَ عَلَی العَدلِ فِی البَرِیَّةِ،وَالنَّصَفَةِ فِی القَضِیَّةِ،ووَکَّدتَ الحُجَجَ عَلَی الاُمَّةِ بِالدَّلائِلِ الصّادِقَةِ، وَالشَّواهِدِ النّاطِقَةِ،ودَعَوتَ إلَی اللّهِ بِالحِکمَةِ البالِغَةِ وَالمَوعِظَةِ. (2)
فَمُنِعتَ مِن تَقویمِ الزَّیغِ (3)،وسَدِّ الثَّلمِ،وإصلاحِ الفاسِدِ،وکَسرِ المُعانِدِ، وإحیاءِ السُّنَنِ،وإماتَةِ البِدَعِ،حَتّی فارَقتَ الدُّنیا وأنتَ شَهیدٌ،ولَقیتَ رَسولَ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وأنتَ حَمیدٌ،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکَ صَلاةً تَتَرادَفُ وتَزیدُ.
ثُمَّ صِر إلی عِندِ الرِّجلَینِ وقُل:
یا سادَتی! یا آلَ رَسولِ اللّهِ ! إنّی بِکُم أتَقَرَّبُ إلَی اللّهِ-جَلَّ وعَلا-بِالخِلافِ عَلَی الَّذینَ غَدَروا بِکُم،ونَکَثوا بَیعَتَکُم،وجَحَدوا وِلایَتَکُم،وأنکَروا مَنزِلَتَکُم،وخَلَعوا رِبقَةَ (4)طاعَتِکُم،وهَجَروا أسبابَ مَوَدَّتِکُم،وتَقَرَّبوا إلی
ص:358
فَراعِنَتِهِم بِالبَراءَةِ مِنکُم،وَالإِعراضِ عَنکُم،ومَنَعوکُم مِن إقامَةِ الحُدودِ، وَاستِئصالِ الجُحودِ،وشَعبِ الصَّدعِ (1)،ولَمِّ الشَّعَثِ (2)،وسَدِّ الخَلَلِ،وتَثقیفِ (3)الأَوَدِ (4)،وإمضاءِ الأَحکامِ،وتَهذیبِ الإِسلامِ،وقَمعِ الآثامِ،وأرهَجوا (5)عَلَیکُم نَقعَ الحُروبِ وَالفِتَنِ،وأنحَوا عَلَیکُم سُیوفَ الأَحقادِ، [
و ] (6)
هَتَکوا مِنکُمُ السُّتورَ،وَابتاعوا بِخُمسِکُمُ الخُمورَ،وصَرَفوا صَدَقاتِ المَساکینِ إلَی المُضحِکینَ وَالسّاخِرینَ.
وذلِکَ بِما طَرَّقَت لَهُمُ الفَسَقَةُ الغُواةُ،وَالحَسَدَةُ البُغاةُ،أهلُ النَّکثِ وَالغَدرِ وَالخِلافِ وَالمَکرِ،وَالقُلوبِ المُنتِنَةِ مِن قَذَرِ الشِّرکِ،وَالأَجسادِ المُشحَنَةِ مِن دَرَنِ الکُفرِ،أضَبّوا عَلَی النِّفاقِ،وأکَبّوا عَلی عَلائِقِ الشِّقاقِ....
وَاستَخَفَّت بِالإِیمانِ وَالإِسلامِ،وهَدَمَتِ الکَعبَةَ،وأغارَت عَلی دارِ الهِجرَةِ یَومَ الحَرَّةِ (7)،وأبرَزَت بَناتِ المُهاجِرینَ وَالأَنصارِ لِلنَّکالِ وَالسَّوءَةِ،وألبَسَتهُنَّ ثَوبَ العارِ وَالفَضیحَةِ،ورَخَّصَت لِأَهلِ الشُّبهَةِ فی قَتلِ أهلِ بَیتِ الصَّفوَةِ وإبادَةِ نَسلِهِ،وَاستیصالِ شَأفَتِهِ (8)،وسَبیِ حَرَمِهِ،وقَتلِ أنصارِهِ،وکَسرِ مِنبَرِهِ،
ص:359
وقَلبِ مَفخَرِهِ،وإخفاءِ دینِهِ،وقَطعِ ذِکرِهِ.
یا مَوالِیَّ،فَلَو عایَنَکُمُ المُصطَفی وسِهامُ الاُمَّةِ مُعرِقَةٌ (1)فی أکبادِکُم،ورِماحُهُم مُشرَعَةٌ فی نُحورِکُم،وسُیوفُها مولَغَةٌ فی دِمائِکُم،یَشفی أبناءُ العَواهِرِ غَلیلَ الفِسقِ مِن وَرَعِکُم،وغَیظَ الکُفرِ مِن إیمانِکُم.
وأنتُم بَینَ صَریعٍ فِی المِحرابِ،قَد فَلَقَ السَّیفُ هامَتَهُ،وشَهیدٍ فَوقَ الجِنازَةِ قَد شُکَّت (2)أکفانُهُ بِالسِّهامِ،وقَتیلٍ بِالعَراءِ قَد رُفِعَ فَوقَ القَناةِ رَأسُهُ،ومُکَبَّلٍ فِی السِّجنِ قَد رُضَّت بِالحَدیدِ أعضاؤُهُ،ومَسمومٍ قَد قُطِعَت بِجُرَعِ السَّمِّ أمعاؤُهُ،وشَملُکُم عَبادیدُ (3)تُفنیهِمُ العَبیدُ وأبناءُ العَبیدِ.
فَهَلِ المِحَنُ-یا ساداتی-إلَّاالَّتی لَزِمَتکُم،وَالمَصائِبُ إلَّاالَّتی عَمَّتکُم، وَالفَجایِعُ إلَّاالَّتی خَصَّتکُم،وَالقَوارِعُ (4)إلَّاالَّتی طَرَقَتکُم،صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم وعَلی أرواحِکُم وأجسادِکُم،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ قَبِّلهُ وقُل:
بِأَبی واُمّی یا آلَ المُصطَفی،إنّا لا نَملِکُ إلاّ أن نَطوفَ حَولَ مَشاهِدِکُم،ونُعَزِّیَ فیها أرواحَکُم،عَلی هذِهِ المَصائِبِ العَظیمَةِ الحالَّةِ بِفِنائِکُم،وَالرَّزایَا الجَلیلَةِ النّازِلَةِ بِساحَتِکُمُ،الَّتی أثبَتَت فی قُلوبِ شیعَتِکُمُ القُروحَ،وأورَثَت أکبادَهُمُ
ص:360
الجُروحَ،وزَرَعَت فی صُدورِهُمُ الغُصَصَ.
فَنَحنُ نُشهِدُ اللّهَ أنّا قَد شارَکنا أولِیاءَکُم وأنصارَکُمُ المُتَقَدِّمینَ،فی إراقَةِ دِماءِ النّاکِثینَ وَالقاسِطینَ وَالمارِقینَ (1)،وقَتَلَةِ أبی عَبدِ اللّهِ سَیِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ یَومَ کَربَلاءَ،بِالنِّیّاتِ وَالقُلوبِ،وَالتَّأَسُّفِ عَلی فَوتِ تِلکَ المَواقِفِ،الَّتی حَضَروا لِنُصرَتِکُم،وَاللّهُ وَلِیّی یُبَلِّغُکُم مِنِّی السَّلامَ.
ثُمَّ اجعَلِ القَبرَ بَینَکَ وبَینَ القِبلَةِ وقُل:
اللّهُمَّ یا ذَا القُدرَةِ الَّتی صَدَرَ عَنهَا العالَمُ مُکَوَّناً مَبروءاً عَلَیها،مَفطوراً تَحتَ ظِلِّ العَظَمَةِ،فَنَطَقَت شَواهِدُ صُنعِکَ فیهِ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،مُکَوِّنُهُ وبارِئُهُ وفاطِرُهُ.ابتَدَعتَهُ لا مِن شَیءٍ،ولا عَلی شَیءٍ،ولا فی شَیءٍ،ولا لِوَحشَةٍ دَخَلَت عَلَیکَ إذ لا غَیرُکَ،ولا حاجَةٍ بَدَت لَکَ فی تَکوینِهِ،ولا لِاستِعانَةٍ مِنکَ عَلی ما تَخلُقُ بَعدَهُ،بَل أنشَأتَهُ لِیَکونَ دَلیلاً عَلَیکَ،بِأَنَّکَ بائِنٌ مِنَ الصُّنعِ، فَلا یُطیقُ المُنصِفُ بِعَقلِهِ إنکارَکَ،وَالمَوسومُ بِصِحَّةِ المَعرِفَةِ جُحودَکَ.
أسأَلُکَ بِشَرَفِ الإِخلاصِ فی تَوحیدِکَ،وحُرمَةِ التَّعَلُّقِ بِکِتابِکَ،وأهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی آدَمَ بَدیعِ فِطرَتِکَ،وبِکرِ حُجَّتِکَ،ولِسانِ قُدرَتِکَ، وَالخَلیفَةِ فی بَسیطَتِکَ،وعَلی مُحَمَّدٍ الخالِصِ مِن صَفوَتِکَ،وَالفاحِصِ عَن مَعرِفَتِکَ،وَالغائِصِ المَأمونِ عَلی مَکنونِ سَریرَتِکَ،بِما أولَیتَهُ مِن نِعمَتِکَ بِمَعونَتِکَ،وعَلی مَن بَینَهُما مِنَ النَّبِیّینَ وَالمُکَرَّمینَ وَالأَوصِیاءِ وَالصِّدّیقینَ، وأن تَهَبَنی لِإِمامی هذا.
وضَع خَدَّکَ عَلی سَطحِ القَبرِ وقُل:
ص:361
اللّهُمَّ بِمَحَلِّ هذَا السَّیِّدِ مِن طاعَتِکَ،وبِمَنزِلَتِهِ عِندَکَ،لا تُمِتنی فَجأَةً،ولا تَحرِمنی تَوبَةً،وَارزُقنِی الوَرَعَ عَن مَحارِمِکَ دیناً ودُنیا،وَاشغَلنی بِالآخِرَةِ عَن طَلَبِ الاُولی،ووَفِّقنی لِما تُحِبُّ وتَرضی،وجَنِّبنِی اتِّباعَ الهَوی،وَالاِغتِرارَ بِالأَباطیلِ وَالمُنی.
اللّهُمَّ اجعَلِ السَّدادَ فی قَولی،وَالصَّوابَ فی فِعلی،وَالصِّدقَ وَالوَفاءَ فی ضَمانی ووَعدی،وَالحِفظَ وَالإِیناسَ مَقرونَینِ بِعَهدی وعَقدی،وَالبِرَّ وَالإِحسانَ من شَأنی وخُلُقی،وَاجعَلِ السَّلامَةَ لی شامِلَةً،وَالعافِیَةَ بی مُحیطَةً مُلتَفَّةً،ولُطفَ صُنعِکَ وعَونِکَ مَصروفاً إلَیَّ،وحُسنَ تَوفیقِکَ ویُسرَکَ مَوفوراً عَلَیَّ،وأحیِنی یا رَبِّ سَعیداً،وتَوَفَّنی شَهیداً،وطَهِّرنی لِلمَوتِ وما بَعدَهُ.
اللّهُمَّ وَاجعَلِ الصِّحَّةَ وَالنّورَ فی سَمعی وبَصَری،وَالجِدَةَ (1)وَالخَیرَ فی طَرَفی (/طُرُقی)،وَالهُدی وَالبَصیرَةَ فی دینی ومَذهَبی،وَالمیزانَ أبَداً نُصبَ عَینی، وَالذِّکرَ وَالمَوعِظَةَ شِعاری ودِثاری (2)،وَالفِکرَةَ وَالعِبرَةَ اسّی وعِمادی،ومَکِّنِ الیَقینَ فی قَلبی،وَاجعَلهُ أوثَقَ الأَشیاءِ فی نَفسی،وَاغلِبهُ عَلی رَأیی وعَزمی.
وَاجعَلِ الإِرشادَ فی عَمَلی،وَالتَّسلیمَ لِأَمرِکَ مِهادی وسَندی،وَالرِّضا بِقَضائِکَ وقَدَرِکَ أقصی عَزمی ونِهایَتی،وأبعَدَ هَمّی وغایَتی،حَتّی لا أتَّقِیَ أحَداً مِن خَلقِکَ بِدینی،ولا أطلُبَ بِهِ غَیرَ آخِرَتی،ولا أستَدعِیَ مِنهُ إطرائی ومَدحی.
وَاجعَل خَیرَ العَواقِبِ عاقِبَتی،وخَیرَ المَصایِرِ مَصیری،وأنعَمَ العَیشِ عَیشی، وأفضَلَ الهُدی هُدایَ،وأوفَرَ الحُظوظِ حَظّی،وأجزَلَ الأَقسامِ قِسمی ونَصیبی،
ص:362
وکُن لی یا رَبِّ مِن کُلِّ سَوءٍ وَلِیّاً،وإلی کُلِّ خَیرٍ دَلیلاً وقائِداً،ومِن کُلِّ باغٍ وحَسودٍ ظَهیراً ومانِعاً.
اللّهُمَّ بِکَ اعتِدادی وعِصمَتی،وثِقَتی وتَوفیقی،وحَولی وقُوَّتی،ولَکَ مَحیایَ ومَماتی،وفی قَبضَتِکَ سُکونی وحَرَکَتی،وإنَّ بِعُروَتِکَ الوُثقَی استِمساکی ووُصلَتی،وعَلَیکَ فِی الاُمورِ کُلِّهَا اعتِمادی وتَوَکُّلی،ومِن عَذابِ جَهَنَّمَ ومَسِّ سَقَرَ نَجاتی وخَلاصی،وفی دارِ أمنِکَ وکَرامَتِکَ مَثوایَ ومُنقَلَبی،وعَلی أیدی ساداتی ومَوالِیَّ آلِ المُصطَفی فَوزی وفَرَجی.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وَالمُسلِمینَ وَالمُسلِماتِ،وَاغفِرلی ولِوالِدَیَّ وما وَلَدا وأهلِ بَیتی وجیرانی،ولِکُلِّ مَن وَلَدَنی مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،إنَّکَ ذو فَضلٍ عَظیمٍ. (1)
3460.مصباح الزائر: الزِّیارَةُ الثّالِثَةُ مَروِیَّةٌ عَن أبِی الحَسَنِ الثّالِثِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،تَستَأذِنُ بِما قَدَّمناهُ (2)فی زِیارَةِ صاحِبِ الأَمرِ علیه السّلام،ثُمَّ تَدخُلُ مُقَدِّماً رِجلَکَ الیُمنی عَلَی الیُسری وتَقولُ:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً.
ص:363
ثُمَّ تَستَقبِلُ الضَّریحَ بِوَجهِکَ وتَجعَلُ القِبلَةَ خَلفَکَ وتُکَبِّرُ اللّهَ مِئَةَ تَکبیرَةٍ وتَقولُ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،کَما شَهِدَ اللّهُ لِنَفسِهِ،وشَهِدَت لَهُ مَلائِکَتُهُ واُولُو العِلمِ مِن خَلقِهِ،لا إلهَ إلّاهُوَ العَزیزُ الحَکیمُ،وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ المُنتَجَبُ،ورَسولُهُ المُرتَضی، أرسَلَهُ بِالهُدی ودینِ الحَقِّ،لِیُظهِرَهُ عَلَی الدّینِ کُلِّهِ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ.
اللّهُمَّ اجعَل أفضَلَ صَلَواتِکَ وأکمَلَها،وأنمی بَرَکاتِکَ وأعَمَّها،وأزکی تَحِیّاتِکَ وأتَمَّها،عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،ونَبِیِّکَ ونَجِیِّکَ،ووَلِیِّکَ ورَضِیِّکَ وصَفِیِّکَ،وخِیَرَتِکَ وخاصَّتِکَ وخالِصَتِکَ،وأمینِکَ الشّاهِدِ لَکَ،وَالدّالِّ عَلَیکَ،وَالصّادِعِ بِأَمرِکَ (1)،وَالنّاصِحِ لَکَ،وَالمُجاهِدِ فی سَبیلِکَ،وَالذّابِّ عَن دینِکَ،وَالمُوضِّحِ لِبَراهینِکَ،وَالمَهدِیِّ إلی طاعَتِکَ،وَالمُرشِدِ إلی مَرضاتِکَ، وَالواعی لِوَحیِکَ،وَالحافِظِ لِعَهدِکَ،وَالماضی عَلی إنفاذِ أمرِکَ،المُؤَیَّدِ بِالنّورِ المُضیءِ وَالمُسَدَّدِ بِالأَمرِ المَرضِیِّ،المَعصومِ مِن کُلِّ خَطَاً وزَلَلٍ،المُنَزَّهِ مِن کُلِّ دَنَسٍ وخَطَلٍ،وَالمَبعوثِ بِخَیرِ الأَدیانِ وَالمِلَلِ،مُقَوِّمِ المَیلِ وَالعِوَجِ، ومُقیمِ البَیِّناتِ وَالحُجَجِ،المَخصوصِ بِظُهورِ الفَلجِ (2)،وإیضاحِ المَنهَجِ،المُظهِرِ مِن تَوحیدِکَ مَا استَتَرَ،وَالمُحیی مِن عِبادَتِکَ ما دَثَرَ،وَالخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالفاتِحِ لِمَا انغَلَقَ،المُجتَبی مِن خَلائِقِکَ،وَالمُعتامِ (3)لِکَشفِ حَقائِقِکَ، وَالمُوَضَّحَةِ بِهِ أشراطُ الهُدی،وَالمَجلُوِّ بِهِ غَربیبُ (4)العَمی.
ص:364
دافِعِ جَیشاتِ (1)الأَباطیلِ،ودامِغِ صَولاتِ الأَضالیلِ،المُختارِ مِن طینَةِ الکَرَمِ، وسُلالَةِ المَجدِ الأَقدَمِ،ومَغرِسِ الفَخارِ المُعرِقِ،وفَرعِ العُلَا المُثمِرِ المورِقِ، المُنتَجَبِ مِن شَجَرَةِ الأَصفِیاءِ،ومِشکاةِ الضِّیاءِ،وذُؤابَةِ (2)العَلیاءِ،وسُرَّةِ البَطحاءِ (3)،بَعیثِکَ بِالحَقِّ،وبُرهانِکَ عَلی جَمیعِ الخَلقِ،خاتَمِ أنبِیائِکَ، وحُجَّتِکَ البالِغَةِ فی أرضِکَ وسَمائِکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِ صَلاةً یَنغَمِرُ فی جَنبِ انتِفاعِهِ بِها قَدرُ الاِنتِفاعِ،ویَحوزُ مِن بَرَکَةِ التَّعَلُّقِ بِسَبَبِها ما یَفوقُ قَدرَ المُتَعَلِّقینَ بِسَبَبِهِ،وزِدهُ بَعدَ ذلِکَ مِنَ الإِکرامِ وَالإِجلالِ ما یَتَقاصَرُ عَنهُ فَسیحُ الآمالِ،حَتّی یَعلُوَ مِن کَرَمِکَ عَلی مَحالِّ المَراتِبِ،ویَرقی مِن نِعَمِکَ أسنی مَنازِلِ المَواهِبِ،وخُذ لَهُ اللّهُمَّ بِحَقِّهِ وواجِبِهِ مِن ظالِمیهِ وظالِمِی الصَّفوَةِ مِن أقارِبِهِ.
اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی وَلِیِّکَ،ودَیّانِ دینِکَ،وَالقائِمِ بِالقِسطِ مِن بَعدِ نَبِیِّکَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ،أمیرِ المُؤمِنینَ،وإمامِ المُتَّقینَ،وسَیِّدِ الوَصِیّینَ،ویَعسوبِ (4)الدّینِ، وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلینَ،قِبلَةِ العارِفینَ،وعَلَمِ المُهتَدینَ،وعُروَتِکَ الوُثقی، وحَبلِکَ المَتینِ،وخَلیفَةِ رَسولِکَ عَلَی النّاسِ أجمَعینَ،ووَصِیِّهِ فِی الدُّنیا
ص:365
وَالدّینِ.
الصِّدّیقِ الأَکبَرِ فِی الأَنامِ،وَالفاروقِ الأَزهَرِ بَینَ الحَلالِ وَالحَرامِ،ناصِرِ الإِسلامِ ومُکَسِّرِ الأَصنامِ،مُعِزِّ الدّینِ وحامیهِ،وواقِی الرَّسولِ وکافیهِ، المَخصوصِ بِمُؤاخاتِهِ یَومَ الإِخاءِ،ومَن هُوَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسی، خامِسِ أصحابِ الکِساءِ،وبَعلِ سَیِّدَةِ النِّساءِ،المُؤثِرِ بِالقوتِ بَعدَ ضُرِّ الطَّوی (1)،وَالمَشکورِ سَعیُهُ فی «هَلْ أَتی»
،مِصباحِ الهُدی،ومَأوی التُّقی، ومَحَلِّ الحِجا (2)،وطَودِ (3)النُّهی،الدّاعی إلَی المَحَجَّةِ العُظمی،وَالظّاعِنِ (4)إلَی الغایَةِ القُصوی،وَالسّامی إلَی المَجدِ وَالعُلی،وَالعالِمِ بِالتَّأویلِ وَالذِّکری،الَّذی أخدَمتَهُ خَواصَّ مَلائِکَتِکَ بِالطّاسِ وَالمِندیلِ حَتّی تَوَضَّأَ،ورَدَدتَ عَلَیهِ الشَّمسَ بَعدَ دُنُوِّ غُروبِها حَتّی أدّی فی أوَّلِ الوَقتِ لَکَ فَرضاً،وأطعَمتَهُ مِن طَعامِ أهلِ الجَنَّةِ حینَ مَنَحَ المِقدادَ قَرضاً،وباهَیتَ بِهِ خَواصَّ مَلائِکَتِکَ إذ شَری نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِکَ لِتَرضی،وجَعَلتَ وِلایَتَهُ إحدی فَرائِضِکَ، فَالشَّقِیُّ مَن أقَرَّ بِبَعضٍ وأنکَرَ بَعضاً.
عُنصُرُ الأَبرارِ،ومَعدِنُ الفَخارِ،وقَسیمُ الجَنَّةِ وَالنّارِ.صاحِبُ الأَعرافِ،وأبُو الأَئِمَّةِ الأَشرافِ.المَظلومُ المُغتَصَبُ،وَالصّابِرُ المُحتَسِبُ.المَوتورُ (5)فی نَفسِهِ وعِترَتِهِ،وَالمَقصودُ فی رَهطِهِ (6)وأعِزَّتِهِ،صَلاةً لَاانقِطاعَ لِمَزیدِها،ولَا اتِّضاعَ لِمَشیدِها.
ص:366
اللّهُمَّ ألبِسهُ حُلَلَ الإِنعامِ،وتَوِّجهُ تاجَ الإِکرامِ،وَارفَعهُ إلی أعلی مَرتَبَةٍ ومَقامٍ، حَتّی یَلحَقَ نَبِیَّکَ عَلَیهِ وآلِهِ السَّلامُ،وَاحکُم لَهُ اللّهُمَّ عَلی ظالِمیهِ،إنَّکَ العَدلُ فیما تَقضیهِ.
اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَی الطّاهِرَةِ البَتولِ،الزَّهراءِ ابنَةِ الرَّسولِ،اُمِّ الأَئِمَّةِ الهادینَ، وسَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وارِثَةِ خَیرِ الأَنبِیاءِ،وقَرینَةِ خَیرِ الأَوصِیاءِ،القادِمَةِ عَلَیکَ مُتَأَلِّمَةً مِن مُصابِها بِأَبیها،مُتَظَلِّمَةً مِمّا حَلَّ بِها مِن غاصِبیها،ساخِطَةً عَلی امَّةٍ لَم تَرعَ حَقَّکَ فی نُصرَتِها،بِدَلیلِ دَفنِها لَیلاً فی حُفرَتِهَا،المُغتَصَبَةِ حَقُّها،وَالمُغَصَّصَةِ بِریقِها،صَلاةً لا غایَةَ لِأَمَدِها،ولا نِهایَةَ لِمَدَدِها،ولَا انقِضاءَ لِعَدَدِها.
اللّهُمَّ فَتَکَفَّل لَها عَن مَکانِ (1)دارِ الفَناءِ فی دارِ البَقاءِ بِأَنفَسِ الأَعواضِ،وأنِلها مِمَّن عانَدَها نِهایَةَ الآمالِ وغایَةَ الأَغراضِ،حَتّی لا یَبقی لَها وَلِیٌّ ساخِطٌ لِسَخَطِها إلاّ وهُوَ راضٍ،إنَّکَ أعَزُّ مَن أجابَ المَظلومینَ،وأعدَلُ قاضٍ،اللّهُمَّ ألحِقها فِی الإِکرامِ بِبَعلِها وأبیها،وخُذ لَهَا الحَقَّ مِن ظالِمیها.
اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَی الأَئِمَّةِ الرّاشِدینَ،وَالقادَةِ الهادینَ،وَالسّادَةِ المَعصومینَ الأَتقِیاءِ الأَبرارِ،مَأوَی السَّکینَةِ وَالوَقارِ،خُزّانِ العِلِم،ومُنتَهَی الحِلمِ وَالفَخارِ،وساسَةِ العِبادِ،وأرکانِ البِلادِ،وأدِلَّةِ الرَّشادِ،الأَلِبّاءِ (2)الأَمجادِ، العُلَماءِ بِشَرعِکَ الزُّهّادِ،مَصابیحِ الظُّلَمِ،ویَنابیعِ الحِکَمِ،وأولِیاءِ النِّعَمِ، وعِصَمِ الاُمَمِ،قُرَناءِ التَّنزیلِ وآیاتِهِ،واُمَناءِ التَّأویلِ ووُلاتِهِ،وتَراجِمَةِ الوَحیِ
ص:367
ودَلالاتِهِ،أئِمَّةِ الهُدی،ومَنارِ الدُّجی،وأعلامِ التُّقی،وکُهوفِ الوَری (1)،وحَفَظَةِ الإِسلامِ،وحُجَجِکَ عَلی جَمیعِ الأَنامِ،الحَسَنِ وَالحُسَینِ،سَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ،وسِبطَی نَبِیِّ الرَّحمَةِ،وعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ السَّجّادِ زَینِ العابِدینَ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ باقِرِ عِلمِ الدّینِ،وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ الأَمینِ،وموسَی بنِ جَعفَرٍ الکاظِمِ الحَلیمِ،وعَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا الوَفِیِّ،ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ البَرِّ التَّقِیِّ،وعَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ الزَّکِیِّ،وَالحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ الهادِی الرَّضِیِّ، وَالحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ صاحِبِ العَصرِ وَالزَّمَنِ،وَصِیِّ الأَوصِیاءِ وبَقِیَّةِ الأَنبِیاءِ، المُستَتِرِ عَن خَلقِکَ،وَالمُؤَمَّلِ لِإِظهارِ حَقِّکَ،المَهدِیِّ المُنتَظَرِ،وَالقائِمِ الَّذی بِهِ تَنتَصِرُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِم أجمَعینَ،صَلاةً باقِیَةً فِی العالَمینَ،تُبلِغُهُم (2)بِها أفضَلَ مَحَلِّ المُکَرَّمینَ،اللّهُمَّ ألحِقهُم فِی الإِکرامِ بِجَدِّهِم وأبیهِم،وخُذ لَهُمُ الحَقَّ مِن ظالِمیهِم.
أشهَدُ یا مَولایَ أنَّکُمُ المُطیعونَ للّهِ ِ،القَوّامونَ بِأَمرِهِ،العامِلونَ بِإِرادَتِهِ، الفائِزونَ بِکَرامَتِهِ،اصطَفاکُم بِعِلمِهِ،وَاجتَباکُم لِغَیبِهِ،وَاختارَکُم لِسِرِّهِ، وأعَزَّکُم بِهُداهُ،وخَصَّکُم بِبَراهینِهِ،وأیَّدَکُم بِروحِهِ،ورَضِیَکُم خُلَفاءَ فی أرضِهِ،ودُعاةً إلی حَقِّهِ،وشُهَداءَ عَلی خَلقِهِ،وأنصاراً لِدینِهِ،وحُجَجاً عَلی بَرِیَّتِهِ،وتَراجِمَةً لِوَحیِهِ،وخَزَنَةً لِعِلمِهِ،ومُستَودَعاً لِحِکمَتِهِ،عَصَمَکُمُ اللّهُ مِنَ الذُّنوبِ،وبَرَّأَکُم مِنَ العُیوبِ،وَائتَمَنَکُم عَلَی الغُیوبِ.
زُرتُکُم یا مَوالِیَّ عارِفاً بِحَقِّکُم،مُستَبصِراً بِشَأنِکُم،مُهتَدِیاً بِهُداکُم،مُقتَفِیاً
ص:368
لِأَثَرِکُم،مُتَّبِعاً لِسُنَّتِکُم،مُتَمَسِّکاً بِوِلایَتِکُم،مُعتَصِماً بِحَبلِکُم،مُطیعاً لِأَمرِکُم،مُوالِیاً لِأَولِیائِکُم،مُعادِیاً لِأَعدائِکُم،عالِماً بِأَنَّ الحَقَّ فیکُم ومَعَکُم، مُتَوَسِّلاً إلَی اللّهِ بِکُم،مُستَشفِعاً إلَیهِ بِجاهِکُم،وحَقٌّ عَلَیهِ أن لا یُخَیِّبَ سائِلَهُ الرّاجِیَ ما عِندَهُ لِزُوّارِکُمُ المُطیعینَ لَکُم.
اللّهُمَّ فَکَما وَفَّقتَنی لِلإِیمانِ بِنَبِیِّکَ،وَالتَّصدیقِ لِدَعوَتِهِ،ومَنَنتَ عَلَیَّ بِطاعَتِهِ وَاتِّباعِ مِلَّتِهِ،وهَدَیتَنی إلی مَعرِفَتِهِ،ومَعرِفَةِ الأَئِمَّةِ مِن ذُرِّیَّتِهِ،وأکمَلتَ بِمَعرِفَتِهِمُ الإِیمانَ،وقَبِلتَ بِوِلایَتِهِم وطاعَتِهِمُ الأَعمالَ،وَاستَعبَدتَ بِالصَّلاةِ عَلَیهِم عِبادَکَ،وجَعَلتَهُم مِفتاحاً لِلدُّعاءِ،وسَبَباً لِلإِجابَةِ،فَصَلِّ عَلَیهِم أجمَعینَ،وَاجعَلنی بِهِم عِندَکَ وَجیهاً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبینَ.
اللّهُمَّ اجعَل ذُنوبَنا بِهِم مَغفورَةً،وعُیوبَنا مَستورَةً،وفَرائِضَنا مَشکورَةً، ونَوافِلَنا مَبرورَةً،وقُلوبَنا بِذِکرِکَ مَعمورَةً،وأنفُسَنا بِطاعَتِکَ مَسرورَةً، وجَوارِحَنا عَلی خِدمَتِکَ مَقهورَةً،وأسماءَنا فی خَواصِّکَ مَشهورَةً،وأرزاقَنا مِن لَدُنکَ مَدرورَةً،وحَوائِجَنا لَدَیکَ مَیسورَةً،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ أنجِز لَهُم وَعدَکَ،وطَهِّر بِسَیفِ قائِمِهِم أرضَکَ،وأقِم بِهِ حُدودَکَ المُعَطَّلَةَ،وأحکامَکَ المُهمَلَةَ وَالمُبَدَّلَةَ،وأحیِ بِهِ القُلوبَ المَیِّتَةَ،وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ،وَاجلِ بِهِ صَدَی الجَورِ عَن طَریقَتِکَ،حَتّی یَظهَرَ الحَقُّ عَلی یَدَیهِ فی أحسَنِ صورَتِهِ،ویَهلِکَ الباطِلُ وأهلُهُ بِنورِ دَولَتِهِ،ولا یَستَخفِیَ بِشَیءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ.
اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَهُم،وأظهِر فَلْجَهُم (1)،وَاسلُک بِنا مَنهَجَهُم،وأمِتنا عَلی وِلایَتِهِم،وَاحشُرنا فی زُمرَتِهِم وتَحتَ لِوائِهِم وأورِدنا حَوضَهُم،وَاسقِنا
ص:369
بِکَأسِهِم،ولا تُفَرِّق بَینَنا وبَینَهُم،ولا تَحرِمنا شَفاعَتَهُم،حَتّی نَظفَرَ بِعَفوِکَ وغُفرانِکَ،ونَصیرَ إلی رَحمَتِکَ ورِضوانِکَ،إلهَ الحَقِّ رَبَّ العالَمینَ،یا قَریبَ الرَّحمَةِ مِنَ المُؤمِنینَ،ونَحنُ أولِیاؤُکَ حَقّاً لَاارتِیاباً،یا مَن إذا أوحَشَنَا التَّعَرُّضُ لِغَضَبِهِ آنَسَنا حُسنُ الظَّنِّ بِهِ،فَنَحنُ واثِقونَ بَینَ رَغبَةٍ ورَهبَةٍ ارتِقاباً،قَد أقبَلنا لِعَفوِکَ ومَغفِرَتِکَ طُلّاباً،فَأَذلَلنا لِقُدرَتِکَ وعِزَّتِکَ رِقاباً، وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرینَ،وَاجعَل دُعاءَنا بِهِم مُستَجاباً، ووَلاءَنا لَهُم مِنَ النّارِ حِجاباً.
اللّهُمَّ بَصِّرنا قَصدَ السَّبیلِ لِنَعتَمِدَهُ،ومَورِدَ الرُّشدِ لِنَرِدَهُ،وبَدِّل خَطایانا صَواباً،ولا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَیتَنا،وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً یا مَن تَسَمّی مِن جودِهِ وکَرَمِهِ وَهّاباً،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنا عَذابَ النّارِ إن حَقَّت عَلَینَا اکتِساباً،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
ثُمَّ تُصَلّی صَلاةَ الزِّیارَةِ،ثُمَّ تَعودُ وتَقِفُ عَلَی الضَّریحِ وتَقولُ:
یا وَلِیَّ اللّهِ،إنَّ بَینی وبَینَ اللّهِ عز و جل ذُنوباً لا یَأتی عَلَیها إلّارِضاهُ،فَبِحَقِّ مَنِ ائتَمَنَکَ عَلی سِرِّهِ،وَاستَرعاکَ أمرَ خَلقِهِ،وقَرَنَ طاعَتَکَ بِطاعَتِهِ،ومُوالاتَکَ بِمُوالاتِهِ،تَوَلَّ صَلاحَ حالی مَعَ اللّهِ عز و جل،وَاجعَل حَظّی مِن زِیارَتِکَ تَخلیطی بِخالِصی زُوّارِکَ،الَّذینَ تَسأَلُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ فی عِتقِ رِقابِهِم،وتَرغَبُ إلَیهِ فی حُسنِ ثَوابِهِم،وها أنَا ذَا الیَومَ بِقَبرِکَ لائِذٌ،وبِحُسنِ دِفاعِکَ عَنّی عائِذٌ، فَتَلافَنی یا مَولایَ وأدرِکنی،وَاسأَلِ اللّهَ عز و جل فی أمری،فَإِنَّ لَکَ عِندَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مَقاماً کَریماً،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وسَلَّمَ تَسلیماً.
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّریحَ وتَوَجَّه إلَی القِبلَةِ وَارفَع یَدَیکَ وقُل:
ص:370
اللّهُمَّ إنَّکَ لَمّا فَرَضتَ عَلَیَّ طاعَتَهُ،وأکرَمتَنی بِمُوالاتِهِ،عَلِمتُ أنَّ ذلِکَ لِجَلیلِ مَرتَبَتِهِ عِندَکَ،ونَفیسِ حَظِّهِ لَدَیکَ،ولِقُربِ مَنزِلَتِهِ مِنکَ،فَلِذلِکَ لُذتُ بِقَبرِهِ،لِواذَ مَن یَعلَمُ أنَّکَ لا تَرُدُّ لَهُ شَفاعَةً،فَبِقَدیمِ عِلمِکَ فیهِ،وحُسنِ رِضاکَ عَنهُ،ارضَ عَنّی وعَن والِدَیَّ،ولا تَجعَل لِلنّارِ عَلَیَّ سَبیلاً ولا سُلطاناً، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ تَتَحَوَّلُ مِن مَوضِعِکَ وقِف وَراءَ القَبرِ،وَاجعَلهُ بَینَ یَدَیکَ،وَارفَع یَدَیکَ وقُل:
اللّهُمَّ لَو وَجَدتُ شَفیعاً أقرَبَ إلَیکَ مِن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ الأَخیارِ،الأَتقِیاءِ الأَبرارِ،عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ،لَاستَشفَعتُ بِهِم إلَیکَ،وهذا قَبرُ وَلِیٍّ مِن أولِیائِکَ،وسَیِّدٍ مِن أصفِیائِکَ،ومَن فَرَضتَ عَلَی الخَلقِ طاعَتَهُ،قَد جَعَلتُهُ بَینَ یَدَیَّ،أسأَلُکَ یا رَبِّ بِحُرمَتِهِ عِندَکَ،وبِحَقِّهِ عَلَیکَ،لَمّا نَظَرتَ إلَیَّ نَظرَةً رَحیمَةً مِن نَظَراتِکَ،تَلُمُّ بِها شَعَثی،وتُصلِحُ بِها حالی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، فَإِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبی لَمّا فاتَتِ العَدَدَ،وجاوَزَتِ الأَمَدَ،عَلِمتُ أنَّ شَفاعَةَ کُلِّ شافِعٍ دونَ أولِیائِکَ تَقصُرُ عَنها،فَوَصَلتُ المَسیرَ مِن بَلَدی قاصِداً إلی وَلِیِّکَ بِالبُشری،ومُتَعَلِّقاً مِنهُ بِالعُروَةِ الوُثقی،وها أنَا یا مَولایَ قَدِ استَشفَعتُ بِهِ إلَیکَ،وأقسَمتُ بِهِ عَلَیکَ،فَارحَم غُربَتی،وَاقبَل تَوبَتی.
اللّهُمَّ إنّی لا اعَوِّلُ عَلی صالِحَةٍ سَلَفَت مِنّی،ولا أثِقُ بِحَسَنَةٍ تَقومُ بِالحُجَّةِ عَنّی،ولَو أنّی قَدَّمتُ حَسَناتِ جَمیعِ خَلقِکَ،ثُمَّ خالَفتُ طاعَةَ أولِیائِکَ، لَکانَت تِلکَ الحَسَناتُ مُزعِجَةً عَن جِوارِکَ لی،غَیرَ حائِلَةٍ بَینی وبَینَ نارِکَ، فَلِذلِکَ عَلِمتُ أنَّ أفضَلَ طاعَتِکَ طاعَةُ أولِیائِکَ.
اللّهُمَّ ارحَم تَوَجُّهی بِمَن تَوَجَّهتُ بِهِ إلَیکَ،فَلَقَد عَلِمتَ أنّی غَیرُ واجِدٍ أعظَمَ
ص:371
مِقداراً مِنهُم،لِمَکانِهِم مِنکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.اللّهُمَّ إنَّکَ بِالإِنعامِ مَوصوفٌ،ووَلِیَّکَ بِالشَّفاعَةِ لِمَن أتاهُ مَعروفٌ،فَإِذا شَفَعَ فِیَّ مُتَفَضِّلاً،کانَ وَجهُکَ عَلَیَّ مُقبِلاً،وإذا کانَ وَجهُکَ عَلَیَّ مُقبِلاً أصَبتُ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً.
اللّهُمَّ فَکَما أتَوَسَّلُ بِهِ إلَیکَ،أن تَمُنَّ عَلَیَّ بِالرِّضا وَالنِّعَمِ،اللّهُمَّ أرضِهِ عَنّا ولا تُسخِطهُ عَلَینا،وَاهدِنا بِهِ ولا تُضِلَّنا فیهِ،وَاجعَلنا فیهِ عَلَی السَّبیلِ الَّذی تَختارُهُ،وأضِف طاعَتی إلی خالِصِ نِیَّتی فی تَحِیَّتی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی خِیارِ خَلقِکَ مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَمَا انتَجَبتَهُم عَلَی العالَمینَ، وَاختَرتَهُم عَلی عِلمٍ مِنَ الأَوَّلینَ،اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی حُجَّتِکَ،وصَفوَتِکَ مِن بَرِیَّتِکَ،التّالی لِنَبِیِّکَ،القَیِّمِ بِأَمرِکَ،عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السّلام،وصَلِّ عَلی فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وصَلِّ عَلَی الحَسَنِ وَالحُسَینِ شَنفَی (1)عَرشِکَ،ودَلیلَی خَلقِکَ عَلَیکَ،ودُعاتِهِم إلَیکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ وجَعفَرٍ وموسی وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصّالِحِ الباقی،مَصابیحِ الظِّلامِ،وحُجَجِکَ عَلی جَمیعِ الأَنامِ،خَزَنَةِ العِلمِ أن یَعدِمَ،وحُماةِ الدّینِ أن یَسقِمَ،صَلاةً یَکونُ الجَزاءُ عَلَیها أتَمَّ رِضوانِکَ،ونَوامِیَ بَرَکاتِکَ وإحسانِکَ،اللّهُمَّ العَن أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعینَ،وضاعِف عَلَیهِمُ العَذابَ الأَلیمَ.
ثُمَّ تَدعو هاهُنا بِدُعاءِ العَهدِ المَأمورِ بِهِ فی حالِ الغَیبَةِ...ثُمَّ تَقولُ أیضاً:
اللّهُمَّ اجعَل نَفسی مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِکَ،راضِیَةً بِقَضائِکَ،مولَعَةً بِذِکرِکَ ودُعائِکَ، مُحِبَّةً لِصَفوَةِ أولِیائِکَ،مَحبوبَةً فی أرضِکَ وسَمائِکَ،صابِرَةً عَلی نُزولِ
ص:372
بَلائِکَ،مُشتاقَةً إلی فَرحَةِ لِقائِکَ،مُتَزَوِّدَةً التَّقوی لِیَومِ جَزائِکَ،مُستَنَّةً بِسُنَنِ أولِیائِکَ،مُفارِقَةً لِأَخلاقِ أعدائِکَ،مَشغولَةً عَنِ الدُّنیا بِحَمدِکَ وثَنائِکَ. (1)
3461.عیون أخبار الرضا علیه السّلام عن موسی بن عمران (3)النخعی: قُلتُ لِعَلِیِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ موسیَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهم السّلام:عَلِّمنی یَابنَ رَسولِ اللّهِ قَولاً أقولُهُ بَلیغاً کامِلاً إذا زُرتُ واحِداً مِنکُم.
فَقالَ:إذا صِرتَ إلَی البابِ فَقِف وَاشهَدِ الشَّهادَتَینِ وأنتَ عَلی غُسلٍ،فَإِذا دَخَلتَ ورَأَیتَ القَبرَ فَقِف وقُل:
«اللّهُ أکبَرُ» ثَلاثینَ مَرَّةً.
ثُمَّ امشِ قَلیلاً وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،وقارِب بَینَ خُطاکَ،ثُمَّ قِف وکَبِّرِ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ ثَلاثینَ مَرَّةً.
ثُمَّ ادنُ مِنَ القَبرِ وکَبِّرِ اللّهَ أربَعینَ مَرَّةً تَمامَ مِئَةِ تَکبیرَةٍ.
ثُمَّ قُل:
ص:373
السَّلامُ عَلَیکُم یا أهلَ بَیتِ النُّبُوِّةِ،ومَوضِعَ الرِّسالَةِ،ومُختَلَفَ (1)المَلائِکَةِ، ومَهبِطَ الوَحی،ومَعدِنَ الرَّحمَةِ (2)،وخُزّانَ العِلمِ،ومُنتَهَی الحِلِم،واُصولَ الکَرَمِ،وقادَةَ الاُمَمِ،وأولِیاءَ النِّعَمِ،وعناصِرَ الأَبرارِ،ودَعائِمَ الأَخیارِ،وساسَةَ العِبادِ،وأرکانَ البِلادِ،وأبوابَ الإِیمانِ،واُمَناءَ الرَّحمنِ،وسُلالَةَ النَّبِیّینَ، وصَفوَةَ المُرسَلینَ،وعِترَةَ خِیَرَةِ رَبِّ العالَمینَ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلی أئِمَّةِ الهُدی،ومَصابیحِ الدُّجی،وأعلامُ التُّقی،وذَوِی النُّهی (3)، واُولِی الحِجا (4)،وکَهفِ الوَری،ووَرَثَةِ الأَنبِیاءِ،وَالمَثَلِ الأَعلی،وَالدَّعوَةِ الحُسنی،وحُجَجِ اللّهِ عَلی أهلِ الآخِرَةِ وَالاُولی،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلی مَحالِّ مَعرِفَةِ اللّهِ،ومَساکِنِ بَرَکَةِ اللّهِ،ومَعادِنِ حِکمَةِ اللّهِ، وحَفَظَةِ سِرِّ اللّهِ،وحَمَلَةِ کِتابِ اللّهِ،وأوصِیاءِ نَبِیِّ اللّهِ،وذُرِّیَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلَی الدُّعاةِ إلَی اللّهِ،وَالأَدِلّاءِ عَلی مرَضاةِ اللّهِ،وَالمُستَقِرّینَ فی أمرِ اللّهِ ونَهیِهِ،وَالتّامّینَ فی مَحَبَّةِ اللّهِ،وَالمُخلِصینَ فی تَوحیدِ اللّهِ،وَالمُظهِرینَ لِأَمرِ اللّهِ ونَهیِهِ،وعِبادِهِ المُکرَمینَ،الَّذینَ لا یَسبِقونَهُ بِالقَولِ وهُم بِأَمرِهِ یَعمَلونَ، ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
السَّلامُ عَلَی الأَئِمَّةِ (5)الدُّعاةِ،وَالقادَةِ الهُداةِ،وَالسّادَةِ الوُلاةِ،وَالذّادَةِ الحُماةِ، وأهلِ الذِّکرِ،واُولِی الأَمرِ،وبَقِیَّةِ اللّهِ وخِیَرَتِهِ،وحِزبِهِ وعَیبَةِ عِلمِهِ،وحُجَّتِهِ
ص:374
وصِراطِهِ،ونورِهِ وبُرهانِهِ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،کَما شَهِدَ اللّهُ لِنَفسِهِ،وشَهِدَت لَهُ مَلائِکَتُهُ،واُولُو العِلمِ مِن خَلقِهِ،لا إلهَ إلّاهُوَ العَزیزُ الحَکیمُ،وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدَهُ المُصطَفی،ورَسولُهُ المُرتَضی،أرسَلَهُ بِالهُدی ودینِ الحَقِّ لِیُظهِرَهُ عَلَی الدّینِ کُلِّهِ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ.
وأشهَدُ أنَّکُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدونَ،المَهدِیّونَ المَعصومونَ المُکَرَّمونَ،المُقَرَّبونَ المُتَّقونَ،الصّادِقونَ المُصطَفَونَ،المُطیعونَ للّهِ ِ،القَوّامونَ بِأَمرِهِ،العامِلونَ بِإِرادَتِهِ،الفائِزونَ بِکَرامَتِهِ،اصطَفاکُم بِعِلمِهِ،وَارتَضاکُم لِغَیبِهِ (1)،وَاختارَکُم لِسِرِّهِ،وَاجتَباکُم بِقُدرَتِهِ،وأعَزَّکُم بِهُداهُ،وخَصَّکُم بِبُرهانِهِ،وَانتَجَبَکُم لِنورِهِ، وأیَّدَکُم بِروحِهِ،ورَضِیَکُم خُلَفاءَ فی أرضِهِ،وحُجَجاً عَلی بَرِیَّتِهِ،وأنصاراً لِدینِهِ،وحَفَظَةً لِسِرِّهِ،وخَزَنَةً لِعِلمِهِ،ومُستَودِعاً لِحِکمَتِهِ،وتَراجِمَةً لِوَحیِهِ، وأرکاناً لِتَوحیدِهِ،وشُهَداءَ عَلی خَلقِهِ،وأعلاماً لِعِبادِهِ،ومَناراً فِی بِلادِهِ، وأدِلّاءَ عَلی صِراطِهِ.عَصَمَکُمُ اللّهُ مِنَ الزَّلَلِ،وآمَنَکُم مِنَ الفِتَنِ،وطَهَّرَکُم مِنَ الدَّنَسِ،وأذهَبَ عَنکُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَکُم تَطهیراً.
فَعَظَّمتُم جَلالَهُ،وأکبَرتُم (2)شَأنَهُ،ومَجَّدتُم کَرَمَهُ،وأدمَنتُم (أدَمتُم) ذِکرَهُ، ووَکَّدتُم میثاقَهُ،وأحکَمتُم (3)عَقدَ طاعَتِهِ،ونَصَحتُم لَهُ فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ، ودَعَوتُم إلی سَبیلِهِ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،وبَذَلتُم أنفُسَکُم فی مَرضاتِهِ، وصَبَرتُم عَلی ما أصابَکُم فی جَنبِهِ،وأقَمتُمُ الصَّلاةَ،وآتَیتُمُ الزَّکاةَ،وأمَرتُم
ص:375
بِالمَعروفِ،ونَهَیتُم عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتُم فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ،حَتّی أعلَنتُم دَعوَتَهُ،وبَیَّنتُم فَرائِضَهُ،وأقَمتُم حُدودَهُ،ونَشَرتُم شَرائِعَ أحکامِهِ،وسَنَنتُم سُنَّتَهُ،وصِرتُم فی ذلِکَ مِنهُ إلَی الرِّضا،وسَلَّمتُم لَهُ القَضاءَ،وصَدَّقتُم مِن رُسُلِهِ مَن مَضی.
فَالرّاغِبُ عَنکُم مارِقٌ،وَاللّازِمُ لَکُم لاحِقٌ،وَالمُقَصِّرُ فی حَقِّکُم زاهِقٌ (1)، وَالحَقُّ مَعَکُم وفیکُم ومِنکُم وإلیکُم،وأنتُم أهلُهُ ومَعدِنُهُ،ومیراثُ النُّبُوَّةِ عِندَکُم،وإیابُ الخَلقِ إلَیکُم،وحِسابُهُم (2)عَلَیکُم،وفَصلُ الخِطابِ عِندَکُم، وآیاتُ اللّهِ لَدَیکُم،وعَزائِمُهُ فیکُم،ونورُهُ وبُرهانُهُ عِندَکُم،وأمرُهُ إلَیکُم.
مَن والاکُم فَقَد وَالَی اللّهَ،ومَن عاداکُم فَقَد عادَی اللّهَ،ومَن أحَبَّکُم فَقَد أحَبَّ اللّهَ، [
ومَن أبغَضَکُم فَقَد أبغَضَ اللّهَ ] (3)
ومَنِ اعتَصَمَ بِکُم فَقَدِ اعتَصَمَ بِاللّهِ.أنتُمُ السَّبیلُ الأَعظَمُ،وَالصِّراطُ الأَقوَمُ،وشُهَداءُ دارِ الفَناءِ،وشُفَعاءُ دارِ البَقاءِ، وَالرَّحمَةُ المَوصولَةُ (4)،وَالآیَةُ المَخزونَةُ،وَالأَمانَةُ المَحفوظَةُ،وَالبابُ المُبتَلی بِهِ النّاسُ.
مَن أتاکُم نَجا،ومَن لَم یَأتِکُم هَلَکَ.إلَی اللّهِ تَدعونَ،وعَلَیهِ تَدُلّونَ،وبِهِ تُؤمِنونَ،ولَهُ تُسَلِّمونَ،وبِأَمرِهِ تَعمَلونَ،وإلی سَبیلِهِ تُرشِدونَ،وبِقَولِهِ تَحکُمونَ.
سَعِدَ-وَاللّهِ-مَن والاکُم،وهَلَکَ مَن عاداکُم،وخابَ مَن جَحَدَکُم،وضَلَّ مَن
ص:376
فارَقَکُم،وفازَ مَن تَمَسَّکَ بِکُم،وأمِنَ مَن لَجَأَ إلَیکُم،وسَلِمَ مَن صَدَّقَکُم، وهُدِیَ مَنِ اعتَصَمَ بِکُم،ومَنِ اتَّبَعَکُم فَالجَنَّةُ مَأواهُ،ومَن خالَفَکُم فَالنّارُ مَثواهُ،ومَن جَحَدَکُم کافِرٌ،ومَن حارَبَکُم مُشرِکٌ،ومَن رَدَّ عَلَیکُم فَهُوَ فی أسفَلِ دَرَکٍ مِنَ الجَحیمِ.
أشهَدُ أنَّ هذا سابِقٌ لَکُم فیما مَضی،وجارٍ لَکُم فیما بَقِیَ،وأنَّ أرواحَکُم ونورَکُم وطینَتَکُم واحِدَةٌ،طابَت وطَهُرَت بَعضُها مِن بَعضٍ،خَلَقَکُمُ اللّهُ أنواراً فَجَعَلَکُم بِعَرشِهِ مُحدِقینَ (1)،حَتّی مَنَّ عَلَینا بِکُم،فَجَعَلَکُم فی بُیوتٍ (2)أذِنَ اللّهُ أن تُرفَعَ ویُذکَرَ فیهَا اسمُهُ،وجَعَلَ صَلاتَنا عَلَیکُم،وما خَصَّنا بِهِ مِن وِلایَتِکُم،طیباً لِخَلقِنا،وطَهارَةً لِأَنفُسِنا،وتَزکِیَةً لَنا،وکَفّارَةً لِذُنوبِنا،فَکُنّا عِندَهُ مُسَلِّمینَ بِفَضلِکُم،ومَعروفینَ بِتَصدیقِنا إیّاکُم.
فَبَلَغَ اللّهُ بِکُم أشرَفَ مَحَلِّ المُکَرَّمینَ،وأعلی مَنازِلِ المُقَرَّبینَ،وأرفَعَ دَرَجاتِ المُرسَلینَ (3)،حَیثُ لا یَلحَقُهُ لاحِقٌ،ولا یَفوقُهُ فائِقٌ،ولا یَسبِقُهُ سابِقٌ،ولا یَطمَعُ فی إدراکِهِ طامِعٌ،حَتّی لا یَبقی مَلَکٌ مُقَرَّبٌ،ولا نَبِیٌّ مُرسَلٌ،ولا صِدّیقٌ ولا شَهیدٌ،ولا عالِمٌ ولا جاهِلٌ،ولا دَنِیٌّ ولا فاضِلٌ،ولا مُؤمِنٌ صالِحٌ ولا فاجِرٌ طالِحٌ،ولا جَبّارٌ عَنیدٌ،ولا شَیطانٌ مَریدٌ،ولا خَلقٌ فیما بَینَ ذلِکَ شَهیدٌ،إلّاعَرَّفَهُم جَلالَةَ أمرِکُم،وعِظَمَ خَطَرِکُم،وکِبَرَ شَأنِکُم،وتَمامَ نورِکُم، وصِدقَ مَقاعِدِکُم،وثَباتَ مَقامِکُم،وشَرَفَ مَحَلِّکُم ومَنزِلَتِکُم عِندَهُ، وکَرامَتَکُم عَلَیهِ،وخاصَّتَکُم لَدَیهِ،وقُربَ مَنزِلَتِکُم مِنهُ.
ص:377
بِأَبی أنتُم واُمّی وأهلی ومالی واُسرَتی،اُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُکُم،أنّی مُؤمِنٌ بِکُم وبِما أتَیتُم بِهِ (/آمَنتُم بِهِ)،کافِرٌ بِعَدُوِّکُم وبِما کَفَرتُم بِهِ،مُستَبصِرٌ بِشَأنِکُم وبِضَلالَةِ مَن خالَفَکُم،مُوالٍ لَکُم ولِأَولِیائِکُم،مُبغِضٌ لِأَعدائِکُم ومُعادٍ لَهُم، وسِلمٌ لِمَن سالَمَکُم وحَربٌ لِمَن حارَبَکُم،مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقتُم،مُبطِلٌ لِما أبطَلتُم،مُطیعٌ لَکُم،عارِفٌ بِحَقِّکُم،مُقِرٌّ بِفَضلِکُم،مُحتَمِلٌ لِعِلمِکُم،مُحتَجِبٌ بِذِمَّتِکُم،مُعتَرِفٌ بِکُم،مُؤمِنٌ بِإِیابِکُم،مُصَدِّقٌ بِرَجعَتِکُم،مُنتَظِرٌ لِأَمرِکُم، مُرتَقِبٌ لِدَولَتِکُم،آخِذٌ بِقَولِکُم،عامِلٌ بِأَمرِکُم،مُستَجیرٌ بِکُم،زائِرٌ لَکُم، عائِذٌ بِکُم،لائِذٌ بِقُبورِکُم،مُستَشفِعٌ إلَی اللّهِ عز و جل بِکُم،ومُتَقَرِّبٌ بِکُم إلَیهِ، ومُقَدِّمُکُم أمامَ طَلِبَتی وحَوائِجی وإرادَتی،فی کُلِّ أحوالی واُموری.
مُؤمِنٌ بِسِرِّکُم وعَلانِیَتِکُم،وشاهِدِکُم وغائِبِکُم،وأوَّلِکُم وآخِرِکُم،ومُفَوِّضٌ فی ذلِکَ کُلِّهِ إلَیکُم،ومُسَلِّمٌ فیهِ مَعَکُم،وقَلبی لَکُم مُؤمِنٌ،ورَأیی لَکُم تَبَعٌ،ونُصرَتی لَکُم مُعَدَّةٌ،حَتّی یُحیِیَ اللّهُ تَعالی دینَهُ بِکُم،ویَرُدَّکُم فی أیّامِهِ، ویُظهِرَکُم لِعَدلِهِ،ویُمَکِّنَکُم فی أرضِهِ،فَمَعَکُم مَعَکُم لا مَعَ عَدُوِّکُم (غَیرِکُم)، آمَنتُ بِکُم،وتَوَلَّیتُ آخِرَکُم بِما تَوَلَّیتُ بِهِ أوَّلَکُم،وبَرِئتُ إلَی اللّهِ تَعالی مِن أعدائِکُم،ومِنَ الجِبتِ وَالطّاغوتِ وَالشَّیاطینِ وحِزبِهِمُ،الظّالِمینَ لَکُم، وَالجاحِدینَ لِحَقِّکُم،وَالمارِقینَ مِن وِلایَتِکُم،وَالغاصِبینَ لِإِرثِکُم،الشّاکّینَ فیکُم،المُنحَرِفینَ عَنکُم (1)،ومِن کُلِّ وَلیجَةٍ دونَکُم،وکُلِّ مُطاعٍ سِواکُم،ومِنَ الأَئِمَّةِ الَّذینَ یَدعونَ إلَی النّارِ.
فَثَبَّتَنِیَ اللّهُ أبَداً ما حَییتُ عَلی مُوالاتِکُم ومَحَبَّتِکُم ودینِکُم،ووَفَّقَنی لِطاعَتِکُم،ورَزَقَنی شَفاعَتَکُم،وجَعَلَنی مِن خِیارِ مَوالیکُم،التّابِعینَ لِما دَعَوتُم
ص:378
إلَیهِ،وجَعَلَنی مِمَّن یَقتَصُّ آثارَکُم،ویَسلُکُ سَبیلَکُم،ویَهتَدی بِهُداکُم، ویُحشَرُ فی زُمرَتِکُم،ویَکُرُّ فی رَجعَتِکُم،ویُمَلَّکُ فی دَولَتِکُم،ویُشَرَّفُ فی عافِیَتِکُم،ویُمَکَّنُ فی أیّامِکُم،وتَقَرُّ عَینُهُ غَداً بِرُؤیَتِکُم.
بِأَبی أنتُم واُمّی ونَفسی وأهلی ومالی،مَن أرادَ اللّهُ بَدَأَ بِکُم،ومَن وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنکُم،ومَن قَصَدَهُ تَوَجَّهَ إلَیکُم (1)،مَوالِیَّ لا احصی ثَناءَکُم،ولا أبلُغُ مِنَ المَدحِ کُنهَکُم (2)،ومِنَ الوَصفِ قَدرَکُم،وأنتُم نورُ الأَخیارِ،وهُداةُ الأَبرارِ،وحُجَجُ الجَبّارِ،بِکُم فَتَحَ اللّهُ وبِکَم یَختِمُ،وبِکُم یُنَزِّلُ الغَیثَ،وبِکُم یُمسِکُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَی الأَرضِ إلّابِإِذنِهِ،وبِکُم یُنَفِّسُ الهَمَّ،وبِکُم یَکشِفُ الضُّرَّ، وعِندَکُم ما نَزَلَت (3)بِهِ رُسُلُهُ،وهَبَطَت بِهِ مَلائِکَتُهُ،وإلی جَدِّکُم بُعِثَ الرّوحُ الأَمینُ.
وإن کانَتِ الزِّیارَةُ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السّلام فَقُل:
وإلی أخیکَ بُعِثَ الرّوحُ الأَمینُ.
آتاکُمُ اللّهُ ما لَم یُؤتِ أحَداً مِنَ العالَمینَ،طَأطَأَ کُلُّ شَریفٍ لِشَرَفِکُم،وبَخَعَ (4)
کُلُّ مُتَکَبِّرٍ لِطاعَتِکُم،وخَضَعَ کُلُّ جَبّارٍ لِفَضلِکُم،وذَلَّ کُلُّ شَیءٍ لَکُم، وأشرَقَتِ الأَرضُ بِنورِکُم،وفازَ الفائِزونَ بِوِلایَتِکُم،بِکُم یُسلَکُ إلَی الرِّضوانِ،وعَلی مَن جَحَدَ وِلایَتَکُم غَضَبُ الرَّحمنِ.
بِأَبی أنتُم واُمّی ونَفسی وأهلی ومالی،ذِکرُکُم فِی الذّاکِرینَ،وأسماؤُکُم فِی الأَسماءِ،وأجسادُکُم فِی الأَجسادِ،وأرواحُکُم فِی الأَرواحِ،وأنفُسُکُم فِی النُّفوسِ،وآثارُکُم فِی الآثارِ،وقُبورُکُم فِی القُبورِ،فَما أحلی أسماءَکُم،وأکرَمَ
ص:379
أنفُسَکُم،وأعظَمَ شَأنَکُم،وأجَلَّ خَطَرَکُم،وأوفی عَهدَکُم وأصدَقَ وَعدَکُم.
کَلامُکُم نورٌ،وأمرُکُم رُشدٌ،ووَصِیَّتُکُمُ التَّقوی،وفِعلُکُمُ الخَیرُ،وعَادَتُکُمُ الإِحسانُ،وسَجِیَّتُکُمُ الکَرَمُ،وشَأنُکُمُ الحَقُّ وَالصِّدقُ وَالرِّفقُ،وقَولُکُم حُکمٌ وحَتمٌ،ورَأیُکُم عِلمٌ وحِلمٌ وحَزمٌ،إن ذُکِرَ الخَیرُ کُنتُم أوَّلَهُ،وأصلَهُ وفَرعَهُ ومَعدِنَهُ،ومَأواهُ ومُنتَهاهُ.
بِأَبی أنتُم واُمّی ونَفسی وأهلی ومالی،کَیفَ أصِفُ حُسنَ ثَنائِکُم،وکَیفَ احصی جَمیلَ بَلائِکُم،وبِکُم أخرَجَنَا اللّهُ مِنَ الذُّلِّ،وفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الکُروبِ،وأنقَذَنا مِن شَفا جُرُفِ الهَلَکاتِ ومِنَ النّارِ.
بِأَبی أنتُم واُمّی ونَفسی،بِمُوالاتِکُم عَلَّمَنَا اللّهُ مَعالِمَ دینِنا،وأصلَحَ ما کانَ فَسَدَ مِن دُنیانا،وبِمُوالاتِکُم تَمَّتِ الکَلِمَةُ،وعَظُمَتِ النِّعمَةُ،وَائتَلَفَتِ الفُرقَةُ، وبِمُوالاتِکُم تُقبَلُ الطّاعَةُ المُفتَرَضَةُ،ولَکُمُ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ،وَالدَّرَجاتُ الرَّفیعَةُ وَالمَقامُ المَحمودُ عِندَ اللّهِ تَعالی،وَالمَکانُ المَعلومُ،وَالجاهُ العَظیمُ، وَالشَّأنُ الرَّفیعُ،وَالشَّفاعَةُ المَقبولَةُ،رَبَّنا آمَنّا بِما أنزَلتَ وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فَاکتُبنا مَعَ الشّاهِدینَ،رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَیتَنا،وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ،سُبحانَ رَبِّنا إن کانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً.
یا وَلِیَّ اللّهِ ( یا أولِیاءَ اللّهِ ) إنَّ بَینی وبَینَ اللّهِ ذُنوباً لا یَأتی عَلَیها إلّارِضاکُم، فَبِحَقِّ مَنِ ائتَمَنَکُم عَلی سِرِّهِ،وَاستَرعاکُم أمرَ خَلقِهِ،وقَرَنَ طاعَتَکُم بِطاعَتِهِ، لَمَّا استَوهَبتُم ذُنوبی،وکُنتُم شُفَعائی،إنّی لَکُم مُطیعٌ،مَن أطاعَکُم فَقَد أطاعَ اللّهَ،ومَن عَصاکُم فَقَد عَصَی اللّهَ،ومَن أحَبَّکُم فَقَد أحَبَّ اللّهَ،ومَن أبغَضَکُم فَقَد أبغَضَ اللّهَ.
اللّهُمَّ إنّی لَو وَجَدتُ شُفَعاءَ أقرَبَ إلَیکَ مِن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ الأَخیارِ،الأَئِمَّةِ
ص:380
الأَبرارِ،لَجَعَلتُهُم شُفَعائی،فَبِحَقِّهِمُ الَّذی أوجَبتَ لَهُم عَلَیکَ،أسأَلُکَ أن تُدخِلَنی فی جُملَةِ العارِفینَ بِهِم وبِحَقِّهِم،وفی زُمرَةِ المَرحومینَ بِشَفاعَتِهِم (1)، إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ حَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ.
إذا أرَدتَ الاِنصِرافَ فَقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم یا أهلَ بَیتِ النُّبُوَّةِ،سَلامَ مُوَدِّعٍ،لا سَئِمٍ ولا قالٍ (2)،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،سَلامَ وَلِیٍّ غَیرِ راغِبٍ عَنکُم،ولا مُستَبدِلٍ بِکُم،ولا مُؤثِرٍ عَلَیکُم،ولا مُنحَرِفٍ عَنکُم،ولا زاهِدٍ فی قُربِکُم،لا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَةِ قُبورِکُم،وإتیانِ مَشاهِدِکُم،وَالسَّلامُ عَلَیکُم.
وحَشَرَنِیَ اللّهُ فی زُمرَتِکُم،وأورَدَنی حَوضَکُم،وجَعَلَنی مِن حِزبِکُم وأرضاکُم عَنّی،ومَکَّنَنی مِن دَولَتِکُم،وأحیانی فی رَجعَتِکُم،ومَلَّکَنی فی أیّامِکُم،وشَکَرَ سَعیی بِکُم،وغَفَرَ ذَنبی بِشَفاعَتِکُم،وأقالَ عَثرَتی بِحُبِّکُم، وأعلی کَعبی (3)بِمُوالاتِکُم،وشَرَّفَنی بِطاعَتِکُم،وأعَزَّنی بِهُداکُم،وجَعَلَنی مِمَّنِ انقَلَبَ مُفلِحاً مُنجِحاً،غانِماً سالِماً،مُعافیً غَنِیّاً،فائِزاً بِرِضوانِ اللّهِ وفَضلِهِ وکِفایَتِهِ،بِأَفضَلِ ما یَنقَلِبُ بِهِ أحَدٌ مِن زُوّارِکُم ومَوالیکُم ومُحِبّیکُم وشیعَتِکُم،ورَزَقَنِیَ اللّهُ العَودَ ثُمَّ العَودَ أبَداً ما أبقانی رَبّی،بِنِیَّةٍ صادِقَةٍ، وإیمانٍ وتَقوی وإخباتٍ،ورِزقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَیِّبٍ.
اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِهِم وذِکرِهِم،وَالصَّلاةِ عَلَیهِم،وأوجِب
ص:381
لِیَ (1)المَغفِرَةَ وَالخَیرَ وَالبَرَکَةَ وَالنّورَ وَالإیمانَ،وحُسنَ الإِجابَةِ،کَما أوجَبتَ (2)لِأَولِیائِکَ العارِفینَ بِحَقِّهِمُ،الموجِبینَ لِطاعَتِهِم،وَالرّاغِبینَ فی زِیارَتِهِمُ، المُتَقَرِّبینَ إلَیکَ وإلَیهِم.
بِأَبی أنتُم واُمّی ونَفسی وأهلی ومالی،اِجعَلونی فی هَمِّکُم (3)،وصَیِّرونی فی حِزبِکُم،وأدخِلونی فی شَفاعَتِکُم،وَاذکُرونی عِندَ رَبِّکُم،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأبلِغ أرواحَهُم وأجسادَهُم مَنِّی السَّلامَ،وَالسَّلامُ عَلَیکُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً، وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (4)
ص:382
الزِّیاراتُ المُطلَقَةُ
3462.کامل الزیارات عن أبی الصباح أو أبی بصیر عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ:کَیفَ السَّلامُ عَلَی الحُسینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السّلام؟قالَ:تَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن أعانَ عَلَیکَ،ومَن بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ،أنَا إلَی اللّهِ مِنهُم بَریءٌ. (1)
3463.کامل الزیارات عن معاویة بن عمّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام:ما أقولُ إذا أتَیتُ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام؟قالَ:قُل:
ص:383
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،رَحِمَکَ اللّهُ یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن شَرِکَ فی دَمِکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ،أنَا إلَی اللّهِ مِن ذلِکَ بَریءٌ. (1)
3464.کامل الزیارات عن عامر بن جذاعة عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: إذا أتَیتَ الحُسَینَ علیه السّلام فَقُل:
الحَمدُ للّهِ ِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَالسَّلامُ عَلَیهِ وعَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَکَ،ومَن شارَکَ فی دَمِکَ،ومَن بَلَغَهُ ذلِکَ فَرَضِیَ بِهِ،أنَا إلَی اللّهِ مِنهُم بَریءٌ. (2)
3465.کامل الزیارات عن یونس بن ظبیان عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام،قال: قُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! زِیارَةُ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام فی حالِ التَّقِیَّةِ؟
قالَ:إذا أتَیتَ الفُراتَ فَاغتَسِل،ثُمَّ البَس أثوابَکَ الطّاهِرَةَ،ثُمَّ تَمُرُّ بِإِزاءِ القَبرِ، وقُل:
«صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ» ،فَقَد تَمَّت زِیارَتُکَ. (3)
ص:384
3466.کامل الزیارات عن عمّار بن موسی الساباطی عن أبی عبد اللّه [الصادق] علیه السّلام: تَقولُ إذا أتَیتَ إلی قَبرِهِ:
السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا سَیِّدَ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ،السَّلامُ عَلَیکَ یا مَن رِضاهُ مِن رِضَا الرَّحمنِ وسَخَطُهُ مِن سَخَطِ الرَّحمنِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أمینَ اللّهِ،وحُجَّةَ اللّهِ،وبابَ اللّهِ،وَالدَّلیلَ عَلَی اللّهِ،وَالدّاعِیَ إلَی اللّهِ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد حَلَّلتَ حَلالَ اللّهِ وحَرَّمتَ حَرامَ اللّهِ،وأقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،ودَعَوتَ إلی سَبیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ.
وأشهَدُ أنَّکَ ومَن قُتِلَ مَعَکَ شُهَداءُ أحیاءٌ عِندَ رَبِّکَ تُرزَقونَ،وأشهَدُ أنَّ قاتِلَکَ فِی النّارِ،أدینُ اللّهَ بِالبَراءَةِ مِمَّن قَتَلَکَ،ومِمَّن قاتَلَکَ وشایَعَ (1)عَلَیکَ، ومِمَّن جَمَعَ عَلَیکَ،ومِمَّن سَمِعَ صَوتَکَ ولَم یُعِنکَ،یا لَیتَنی کُنتُ مَعَکُم فَأَفوزَ فَوزاً عَظیماً. (2)
3467.کامل الزیارات عن أبی ناب بیّاع السابری: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام وهُوَ یَقولُ:
ص:385
«مَن أتی قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام کَتَبَ اللّهُ لَهُ حَجَّةً وعُمرَةً،وعُمرَةً وحَجَّةً (1)».
قالَ:قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ! فَما أقولُ إذا أتَیتُهُ؟قالَ:تَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَومَ وُلِدتَ ویَومَ تَموتُ ویَومَ تُبعَثُ حَیّاً،أشهَدُ أنَّکَ حَیٌّ شَهیدٌ تُرزَقُ عِندَ رَبِّکَ،وأتَوالی وَلِیَّکَ وأبرَأُ مِن عَدُوِّکَ،وأشهَدُ أنَّ الَّذینَ قاتَلوکَ وَانتَهَکوا حُرمَتَکَ مَلعونونَ عَلی لِسانِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ.
وأشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتَ فی سَبیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،أسأَلُ اللّهَ وَلِیَّکَ ووَلِیَّنا أن یَجعَلَ تُحفَتَنا (2)مِن زِیارَتِکَ الصَّلاةَ عَلی نَبِیِّنا،وَالمَغفِرَةَ لِذُنوبِنا،اِشفَع لی یَابنَ رَسولِ اللّهِ عِندَ رَبِّکَ. (3)
3468.کامل الزیارات عن إبراهیم بن أبی البلاد: قالَ لی أبُو الحَسَنِ علیه السّلام:کَیفَ السَّلامُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السّلام؟قالَ:قُلتُ:أقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ، ودَعَوتَ إلی سَبیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،وأشهَدُ أنَّ الَّذینَ سَفَکوا دَمَکَ،وَاستَحَلّوا حُرمَتَکَ،مَلعونونَ مُعَذَّبونَ عَلی لِسانِ داوودَ وعیسَی بنِ مَریَمَ،ذلِکَ بِما عَصَوا وکانوا یَعتَدونَ.
ص:386
قالَ:نَعَم،هُوَ هکَذا. (1)
3469.الکافی عن محمّد بن اورمة عن بعض أصحابنا عن أبی الحسن صاحب العسکر [الهادی] علیه السّلام:
تَقولُ عِندَ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام:
السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ فی أرضِهِ،وشاهِدَهُ عَلی خَلقِهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ عَلِیٍّ المُرتَضی،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتَ فی سَبیلِ اللّهِ حَتّی أتاکَ الیَقینُ،فَصَلَّی اللّهُ عَلَیکَ حَیّاً ومَیِّتاً.
ثُمَّ تَضَعُ خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی القَبرِ وقُل:
أشهَدُ أنَّکَ عَلی بَیِّنَةٍ مِن رَبِّکَ،جِئتُ مُقِرّاً بِالذُّنوبِ لِتَشفَعَ لی عِندَ رَبِّکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ.
ثُمَّ اذکُرِ الأَئِمَّةَ بِأَسمائِهِم واحِداً واحِداً،وقُل:
أشهَدُ أنَّکُم حُجَّةُ اللّهِ.
ثُمَّ قُل:
اُکتُب لی عِندَکَ میثاقاً وعَهداً أنّی أتَیتُکَ اجَدِّدُ المیثاقَ،فَاشهَد لی عِندَ رَبِّکَ إنَّکَ أنتَ الشّاهِدُ. (2)
ص:387
3470.مصباح الزائر بحذف الإسناد عن جابر الجعفی عن أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد [الصادق] علیه السّلام: أنَّهُ قالَ لِجابِرٍ:کَم بَینَکُم وبَینَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام؟قالَ:قُلتُ:یَومٌ وبَعضٌ آخَرُ.
قالَ:فَقالَ لی:تَزورُهُ؟.قُلتُ:نَعَم.قالَ:أفَلا افَرِّحُکَ؟ألا ابَشِّرُکَ بِثَوابِهِم؟
قالَ:قُلتُ:بَلی جُعِلتُ فِداکَ !
قالَ:إنَّ الرَّجُلَ مِنکُم لَیَتَهَیَّأُ لِزِیارَتِهِ فَتَباشَرُ بِهِ أهلُ السَّماءِ،فَإِذا خَرَجَ مِن بابِ مَنزِلِهِ راکِباً أو ماشِیاً وَکَّلَ اللّهُ بِهِ ألفَ مَلَکٍ مِنَ المَلائِکَةِ،یُصَلّونَ عَلَیهِ حَتّی یُوافِیَ قَبرَ الحُسَینِ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-.
قالَ:فَإِذا أتَیتَ قَبرَ الحُسَینِ علیه السّلام قُمتَ عَلَی البابِ،وقُلتَ هذِهِ الکَلِماتِ،فَإِنَّ لَکَ بِکُلٍّ مِنهُنَّ کِفلاً (1)مِن رَحمَةِ اللّهِ.
قالَ:قُلتُ:وما هُنَّ؟جُعِلتُ فِداکَ ! قالَ:تَقولُ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ نَبِیِّ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ رُسُلِ (2)اللّهِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ وخَیرِ الوَصِیّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الحَسَنِ الرَّضِیِّ الطّاهِرِ الرّاضِی المَرضِیِّ.
ص:388
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ الأَکبَرُ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الوَصِیُّ البَرُّ التَّقِیُّ، السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی الأَرواحِ الَّتی حَلَّت بِفِنائِکَ (1)وأناخَت بِرَحلِکَ (2)،السَّلامُ عَلَیکَ وعَلَی المَلائِکَةِ الحافّینَ بِکَ.
أشهَدُ أنَّکَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وجاهَدتَ المُلحِدینَ،وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ، السَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ تَمشی إلَیهِ،فَلَکَ بِکُلِّ قَدَمٍ تَرفَعُها أو تَضَعُها کَثَوابِ المُتَشَحِّطِ (3)بِدَمِهِ فی سَبیلِ اللّهِ تَعالی.فَإِذا مَشَیتَ ووَقَفتَ عَلَی القَبرِ فَاستَلِمهُ بِیَدِکَ وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ فی أرضِهِ وسَمائِهِ.
ثُمَّ امضِ إلی صَلاتِکَ،فَلَکَ بِکُلِّ رَکعَةٍ تَرکَعُها عِندَهُ کَثَوابِ مَن حَجَّ ألفَ حَجَّةٍ، وَاعتَمَرَ ألفَ عُمرَةٍ،وأعتَقَ ألفَ رَقَبَةٍ،وکَمَن وَقَفَ ألفَ مَرَّةٍ مَعَ نَبِیٍّ مُرسَلٍ.
قالَ:فَإِذا أنتَ قُمتَ مِن عِندِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،ناداکَ مُنادٍ لَو سَمِعتَ مَقالَتَهُ لَأَفنَیتَ عُمُرَکَ عِندَ قَبرِ الحُسَینِ علیه السّلام،وهُوَ یَقولُ:طوبی (4)لَکَ أیُّهَا العَبدُ،لَقَد غَنِمتَ وسَلِمتَ، وقَد غُفِرَ لَکَ ما سَلَفَ فَاستَأنِفِ العَمَلَ.
قالَ:وإن ماتَ فی عامِهِ أو یَومِهِ أو لَیلَتِهِ،لَم یَتَوَلَّ قَبضَ روحِهِ إلَّااللّهُ تَعالی، وتُقیمُ مَعَهُ المَلائِکَةُ یُسَبِّحونَ ویُصَلّونَ عَلَیهِ حَتّی یُوافِیَ مَنزِلَهُ.
وتَقولُ المَلائِکَةُ:یا رَبَّنا ! عَبدُکَ قَد أتی قَبرَ وَلِیِّکَ،وقَد وافی مَنزِلَهُ،فَأَینَ نَذهَبُ؟
ص:389
فَیَأتیهِمُ النِّداءُ:یا مَلائِکَتی ! قوموا بِبابِ عَبدی،فَسَبِّحونی وقَدِّسونی وهَلِّلونی، وَاکتُبوا ذلِکَ فی حَسَناتِهِ إلی یَومِ یُتَوَفّی،فَإِذا تُوُفِّیَ ذلِکَ العَبدُ شَهِدوا غُسلَهُ وکَفَنَهُ وَالصَّلاةَ عَلَیهِ.
ثُمَّ یَقولونَ:رَبَّنا وَکَّلتَنا بِبابِ عَبدِکَ وقَد تُوُفِّیَ فَأَینَ نَذهَبُ؟فَیَأتیهِمُ النِّداءُ:یا مَلائِکَتی قِفوا بِقَبرِ عَبدی،سَبِّحوا وقَدِّسوا إلی یَومِ القِیامَةِ،وَاکتُبوا ذلِکَ فی حَسَناتِهِ. (1)
3471.بحار الأنوار عن الصادق علیه السّلام: إذا وَصَلتَ إلَی الفُراتِ،فَاغتَسِل وَالبَس أنظَفَ ثَوبٍ تَقدِرُ عَلَیهِ،ثُمَّ صِر إلَی القَبرِ حافِیاً،وعَلَیکَ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،وقِف بِالبابِ،وکَبِّر أربَعاً وثَلاثینَ تَکبیرَةً،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ فِطرَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نوحٍ صَفوَةِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهیمَ خَلیلِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ موسی کَلیمِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبیبِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حُسَینَ بنَ عَلِیٍّ الرَّضِیَّ الزَّکِیَّ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا البَرُّ التَّقِیُّ،السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الصِّدّیقُ الشَّهیدُ،السَّلامُ عَلی مَلائِکَةِ اللّهِ المُقَرَّبینَ الَّذینَ هُم بِکَ مُحدِقونَ (2)،أشهَدُ أنَّکَ أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَیتَ الزَّکاةَ،وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ،وعَبَدتَ اللّهَ حَتّی
ص:390
أتاکَ الیَقینُ،وَالسَّلامُ عَلَیکَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ التَزِمِ القَبرَ،وقُل:
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ فی أرضِهِ وسَمائِهِ.
ثُمَّ انکَبَّ عَلَی القَبرِ،وقُل:
اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَینِ،اشفِ صَدرَ الحُسَینِ وَاطلُب بِثارِهِ،اللّهُمَّ انتَقِم مِمَّن قَتَلَهُ وأعانَ عَلَیهِ.
ثُمَّ ارفَع رَأسَکَ ویَدَیکَ إلَی السَّماءِ،وقُل:
سَلامُ اللّهِ ومَلائِکَتِهِ،وأنبِیائِهِ ورُسُلِهِ وَالصّالِحینَ مِن عِبادِهِ وجَمیعِ خَلقِهِ، ورَحمَتُهُ وبَرَکاتُهُ عَلی مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ،وعَلَیکَ یا مَولایَ الشَّهیدَ المَظلومَ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلَکَ وخاذِلَکَ،بَرِئتُ إلَی اللّهِ عَزَّ وَجلَّ مِنهُم ومِن فِعالِهِم،ومِمَّن شایَعَ ورَضِیَ بِهِ،وأشهَدُ أنَّهُم کُفّارٌ مُشرِکونَ،وَاللّهُ ورَسولُهُ بِراءٌ مِنهُم. (1)
3472.مصباح الزائر: زِیارَةٌ رابِعَةٌ مُختَصَرَةٌ یُزارُ بِها مَولانَا الحُسَینُ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-:
رُوِیَ أنَّ رَجُلاً أتَی الحُسَینَ علیه السّلام فَأَناخَ راحِلَتَهُ بِقُربِ الظِّلالِ،ونَزَلَ [و] (2)عَلَیهِ حِلیَةُ (3)الأَعرابِ،ثُمَّ مَضی نَحوَ الضَّریحِ وعَلَیهِ سَکینَةٌ ووَقارٌ حَتّی وَقَفَ بِبابِ الظِّلالِ،ثُمَّ أومَأَ بِیَدِهِ نَحوَ الضَّریحِ،وقالَ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وحُجَّتَهُ،سَلامَ مُسَلِّمٍ للّهِ ِ فیکَ،رادٍّ إلَی اللّهِ وإلَیکَ،
ص:391
مُراعٍ حَقَّ مَا استَرعاکَ اللّهُ خَلقَهُ وَاستَرعاکَ حَقَّهُ،فَأَنتَ حُجَّتُهُ الکُبری، وکَلِمَتُهُ العُظمی،وطَریقَتُهُ المُثلی،وحُجَّتُهُ عَلی أهلِ الدُّنیا،وخَلیفَتُهُ فِی الأَرضِ وَالسَّماواتِ العُلی،أتَیتُکَ زائِراً،لِآلاءِ (1)اللّهِ ذاکِراً،أصبَحَ ذَنبی عَظیماً،وأصبَحتَ بِهِ عَلیماً،فَکُن لی بِحَطِّهِ (2)زَعیماً،صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ وسَلَّمَ تَسلیماً.
ثُمَّ حَطَّ خَدَّهُ عَلَی الضَّریحِ وقالَ:
أتَیتُکَ لِلذُّنوبِ مُقتَرِفاً وبِهِنَّ مُعتَرِفاً،فَکُن لی إلَی اللّهِ شافِعاً؛فَها أنَا ذا قَد جِئتُ عَنهُنَّ نازِعاً،إلَی اللّهِ أتَنَصَّلُ،وبِکُم یا آلَ مُحَمَّدٍ أتَوَسَّلُ الآخِرَ مِنکُم وَالأَوَّلَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیکُم وسَلَّمَ،وکَرَّمَ وأجزَلَ،ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.
ثُمَّ وَقَفَ وَالضَّریحُ قِبلَتُهُ،فَصَلّی وأکثَرَ ما لَم احصِهِ،ثُمَّ دَعا وَاستَغفَرَ وسَجَدَ وعَفَّرَ (3)،فَدَنَوتُ مِنهُ فَسَمِعتُهُ یَقولُ فی سُجودِهِ:
إلهی،إیّاکَ قَصَدتُ،وإلی وَلِیِّکَ وَابنِ وَلِیِّکَ وَفَدتُ،نازِلاً بِعَقوَتِکَ (4)،عائِذاً بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ،فَارحَم غُربَتی،وأقِل عَثرَتی،وَاقبَل تَوبَتی،وأحسِن أوبَتی،مَشکورَ البَصیرَةِ،مَغفورَ العَلانِیَةِ وَالسَّریرَةِ،مِن کُلِّ کَبیرَةٍ وصَغیرَةٍ.
اللّهُمَّ ارحَم ضَراعَتی إلَیکَ،وتَقَبَّل شَفاعَتی بِهِ إلَیکَ،وَاقضِ حاجَتی بِوَسیلَتی بِهِ لَدَیکَ،وَاجعَلها نَجاتی مِنَ النّارِ،وسوءِ هذِهِ الدّارِ،وحَطیطَةً لِذُنوبی
ص:392
وَالآصارِ،یا عالِمَ الخَفایا وَالأَسرارِ.
إلهی إنِّی امتَطَیتُ إلَیکَ المَهانَةَ،وَادَّرَعتُ المَثابَةَ،لَأیاً بَعدَ لَأیٍ (1)،فی غُدُوّی ومَسائی،إلی أئِمَّتی وأولِیائی،فَابعَثنی فی اسرَتِهِم وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم، یَومَ ادعی مِنَ الحافِرَةِ لِحُضورِ السّاهِرَةِ (2)،ومَوقِفِ الحِسابِ وَالآخِرَةِ.
ثُمَّ عَفَّرَ خَدَّیهِ یَتَضَرَّعُ ویَبکی وقالَ:
یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا ذَا الحَولِ وَالطَّولِ،نَجِّنی مِن خَطَلِ العَمَلِ وَالقَولِ، وآمِنّی یَومَ الفَزَعِ وَالهَولِ.
ثُمَّ جَلَسَ وهُوَ یُهَینِمُ (3)بِما لَم أفهَمهُ،ثُمَّ قامَ فَوَقَفَ عِندَ رَأسِ الحُسَینِ علیه السّلام وقالَ:
السَّلامُ عَلَیکَ وعَلی مَنِ اتَّبَعَکَ،وشَهِدَ المَعرَکَةَ مَعَکَ،وَالوارِدینَ مَصرَعَکَ، یا لَیتَنی کُنتُ مَعَکُم فَأَفوزَ فَوزاً عَظیماً،أتَیتُکَ زائِراً یا وَلِیَّ اللّهِ وَابنَ وَلِیِّهِ ووَصِیِّ نَبِیِّهِ،وَانصَرَفتُ مُوَدِّعاً غَیرَ سَئِمٍ ولا قالٍ،فَاجعَلنی مِنکَ بِبالٍ.
ثُمَّ انصَرَفَ إلی راحِلَتِهِ فَرَکِبَها ومَضی،ولَم اکَلِّمهُ ولا کَلَّمَنی. (4)
3473.مصباح المتهجّد عن أبی محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد: سَأَلتُ مَولایَ أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ علیه السّلام فی مَنزِلِهِ بِسُرَّ مَن رَأی (5)،سَنَةَ خَمسٍ وخَمسینَ ومِئَتَینِ،أن یُملِیَ عَلَیَّ
ص:393
مِنَ الصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ وأوصِیائِهِ-عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ-،وأحضَرتُ مَعِیَ قِرطاساً کَثیراً،فَأَملی عَلَیَّ لَفظاً مِن غَیرِ کِتابٍ...:
اللّهُمَّ،صَلِّ عَلَی الحَسَنِ وَالحُسَینِ عَبدَیکَ ووَلِیَّیکَ،وَابنَی رَسولِکَ وسِبطَیِ الرَّحمَةِ،وسَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ،أفضَلَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن أولادِ النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ.
اللّهُمَّ،صَلِّ عَلَی الحَسَنِ ابنِ سَیِّدِ النَّبِیّینَ،ووَصِیِّ أمیرِ المُؤمِنینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ،أشهَدُ أنَّکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ أمینُ اللّهِ وَابنُ أمینِهِ،عِشتَ مَظلوماً ومَضَیتَ شَهیداً،وأشهَدُ أنَّکَ الإِمامُ الزَّکِیُّ الهادِی المَهدِیُّ،اللّهُمَّ،صَلِّ عَلَیهِ وبَلِّغ روحَهُ وجَسَدَهُ عَنّی فی هذِهِ السّاعَةِ أفضَلَ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ.
اللّهُمَّ،صَلِّ عَلَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ المَظلومِ الشَّهیدِ،قَتیلِ الکَفَرَةِ،وطَریحِ الفَجَرَةِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ،أشهَدُ موقِناً أنَّکَ أمینُ اللّهِ وَابنُ أمینِهِ،قُتِلتَ مَظلوماً ومَضَیتَ شَهیداً،وأشهَدُ أنَّ اللّهَ تَعالَی الطّالِبُ بِثارِکَ،ومُنجِزُ ما وَعَدَکَ مِنَ النَّصرِ وَالتَّأییدِ فی هَلاکِ عَدُوِّکَ وإظهارِ دَعوَتِکَ،وأشهَدُ أنَّکَ وَفَیتَ بِعَهدِ اللّهِ،وجاهَدتَ فی سَبیلِ اللّهِ،وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ.
لَعَنَ اللّهُ امَّةً قَتَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً خَذَلَتکَ،ولَعَنَ اللّهُ امَّةً ألَّبَت (1)عَلَیکَ،وأبرَأُ إلَی اللّهِ تَعالی مِمَّن أکذَبَکَ،وَاستَخَفَّ بِحَقِّکَ،وَاستَحَلَّ دَمَکَ،بِأَبی أنتَ واُمّی یا أبا عَبدِ اللّهِ،لَعَنَ اللّهُ قاتِلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ خاذِلَکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن سَمِعَ
ص:394
واعِیَتَکَ (1)فَلَم یُجِبکَ ولَم یَنصُرکَ،ولَعَنَ اللّهُ مَن سَبی نِساءَکَ،أنَا إلَی اللّهِ مِنهُم بَریءٌ،ومِمَّن والاهُم ومالَأَهُم (2)وأعانَهُم عَلَیهِ.
أشهَدُ أنَّکَ وَالأَئِمَّةَ مِن وُلدِکَ کَلِمَةُ التَّقوی،وبابُ الهُدی،وَالعُروَةُ الوُثقی، وَالحُجَّةُ عَلی أهلِ الدُّنیا،وأشهَدُ أنّی بِکُم مُؤمِنٌ،وبِمَنزِلَتِکُم موقِنٌ،ولَکُم تابِعٌ،بِذاتِ نَفسی وشَرائِعِ دینی وخَواتیمِ عَمَلی،ومُنقَلَبی فی دُنیایَ وآخِرَتی. (3)
ص:395