موسوعة الامام المهدی علیه السلام المصلح المجلد 2

اشارة

موسوعة الامام المهدی علیه السلام المصلح / المفسر المحقق آیة الله نجاح الطائی

تعداد صفحات: 2ج

زبان: عربی

انتشارات: مؤسسة دار الهدی لاحیاء التراث الاسلامی العالمیة_بیروت

موضوع:امام دوازدهم

موضوع: حضرت مهدی عج

موضوع: صفات حضرت - شباهت های ائمه به حضرت مهدی عج

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

موسوعة الامام المهدي ع المصلح _ المجلد 2

المفسر والمحقق آية الله الدكتور نجاح الطائي

السنة 5/2021 م_ شوال /1442 هج ق _ 3/1400 هج ش

الطبعة : 1

حقوق الطبع محفوظة للدار _ المطبوع: 1000نسخة

ISBN 4 _132_343_600_978

najahtaee@yahoo . com

WWW . AL_TAEI . COM

Info@al_taei . com

الكتاب300 صفحة وفيه1000 مصدر ومرجع علمي

ص: 2

الكتاب _1 : مشاهدة الامام المهدي قبل الغيبة

ولادة الحسن العسكري

العلاّمة الحلّىّ ( رحمه الله ) : كان مولده ( عليه السلام ) بالمدينة في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ((1)) .

محمّد بن مكّيّ العامليّ ( رحمه الله ) : ولد ( عليه السلام ) بالمدينة في شهر ربيع الآخر .

وقيل : يوم الاثنين رابعه ، سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ((2)) .

- الشيخ عبّاس القمّيّ : قال شيخنا الحرّ العامليّ في تاريخه [ أي أبي محمّد العسكريّ ( عليه السلام ) ] :

مولده شهر ربيع الآخر وذاك في اليوم الشريف العاشر في يوم الاثنين وقيل

ص: 3


1- المستجاد من كتاب الإرشاد : 243 ، س 6 .الدروس : 154 ، س 22 . تهذيب الأحكام : 6 / 92 ، س 13 والإرشاد للمفيد : 335 ، س 3 . عنه البحار : 50 / 235 ، ح 2 .قطعة منه في ( محلّ ولادته ( عليه السلام ) ) .
2- الدروس : 154 ، س 22 . عنه البحار : 50 / 236 ، ح 5 .

الرابع * وقيل في الثامن وهو شائع ((1)) .

النباطيّ البياضيّ ( رحمه الله ) : قال ابن عمر : سمّاهم [ أي الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ] كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة : ينبوذ ، قيدورا ، أُوبايل ، ميسور ، مشموع ، دموه ، سوه ، حيدور ، وتمر ، بطور ، بوقيش ، قيدمه ((2)) .

قال أبو عامر هشام الدستواني : سألت عنها يهوديّاً عالماً ؟

فقال : هذه نعوت أقوام بالعبرانيّة صحيحة ، نجدها في التوراة ، ولو سألت عنها غيري لعمي عنها للجهل بها . . . .

قلت : فانعت لي هذه النعوت لأعلمها .

قال : نعم ! فعه وصنه إلاّ عن أهله . . . ، [ بوقيش ] برقش [ أي الحسن العسكريّ ( عليه السلام ) ] سمىّ عمّه . . . .

وقال النباطيّ البياضيّ : أسند الشيخ الفاضل أحمد بن محمّد بن عيّاش إلى السدوسيّ أنّه لقي في بيت المقدس عمران بن خاقان الذي أسلم من اليهوديّة على يد أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وكان يحاجّ اليهود ، فلا

ص: 4


1- الأنوار البهيّة : 303 ، س 5 .
2- الصراط المستقيم _ البياضي ج 2 / 141 .

يستطيعون جحد علامات النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والخلفاء

( عليهم السلام ) من بعده .

فقال لي يوماً : إنّا نجد في التوراة محمّداً واثني عشر من أهل بيته خلفاء ، وليس فيهم تيميّ ، ولا عدويّ ، ولا أمويّ .

قلت : فأخبرني بهم . . . ، فقال : شمعوعيل ، شمعيشيحو . . . ، توليد [ أي أبي محمّد الحسن العسكريّ ( عليه السلام ) ] ((1)) .

مالي الصدوق : الدقاق ، عن الأسدي ، عن سهل ، عن عبد العظيم الحسني ، عن أبي الحسن العسكري عليه السلام قال : لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران عليه السلام قال موسى : إلهي ما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا ؟ قال : يا موسى أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه ، قال : إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس ؟

قال : يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه ، الخبر ((2)) .

وفي الحسن العسكري ( ع ) في يوم الجمعة في ثمان من شهر ربيع الأول

سنة 260 هج وقد كان عمره في ذلك الوقت 28 سنة ومدة إمامته 6 سنوات ودفن في قبر أبيه في سر من رأى .

ص: 5


1- الصراط المستقيم : 2 / 141 ، س 11 ، و 238 ، س 18 .
2- البحار ج 93 / 364 .

الذين تشرّفوا برؤية المهدي ع بعد وفاة والده

الذين تشرّفوا برؤية الإمام المهدي ( علیه السلام ) بعد وفاة والده الإمام العسكري ( عليهما السلام ) في أيام الغيبة الصغرى كثيرون يصعب إحصاؤهم ، وإليك أسماء بعضهم :

1 _ أبو الأديان

2 _ حاجز بن يزيد الوشّاء

، وقد صار بعد ذلك من وكلاء الإمام المهدي ( عليه السلام ) .

3 _ جعفر بن علي _ عمّ الإمام المهدي _ وقد ذكرنا أنه لمّا أراد أن يصلي على جثمان الإمام العسكري خرج اليه الإمام المهدي وجذب رداءه وقال : تنحّ يا عمّ ، أنا أولى بالصلاة على أبي .

ورآه جعفر مرّة أخرى ، وذلك حينما نازع في الميراث _ بعد وفاة الإمام العسكري _ فظهر له الإمام المهدي من موضع لم يعلم به فقال له :

ص: 6

يا جعفر ! ما لك تتعرّض في حقوقي ؟ ! ثم غاب عنه ((1)) .

ورآه مرّة ثالثة ، وذلك حينما توفّيت والدة الإمام العسكري ( عليه السلام ) وكانت قد أوصت أن تدفن في الدار التي دفن فيها الإمامان الهادي والعسكري ( عليهما السلام ) فنازعهم جعفر وقال : هي داري . .

لا تدفن فيها ، فظهر له الإمام المهدي ( عليه السلام ) وقال له : يا جعفر . . أدارك هي ؟ ! ثم غاب عنه فلم يره جعفر بعد ذلك ((2)) .

4 _ المسلمون الذين حضروا للصلاة على جثمان الإمام العسكري ( علیه السلام ) شاهدوا الإمام المهدي ( عليه السلام ) .

5 _ الوفد الثاني من القميّين الذين تشرّفوا بلقاء الإمام المهدي ( عليه السلام ) في مدينة سامرّاء.

6 _ سيماء :

- وهو من غلمان جعفر أو شرطة المقتدر العبّاسي _ كسر باب دار الإمام

ص: 7


1- إكمال الدين للشيخ الصدوق ج 3 ص 442 . طبع طهران سنة 1395 هج .
2- إكمال الدين للشيخ الصدوق ج 3 ص 442 . طبع طهران سنة 1395 هج .

العسكري ( عليه السلام ) فخرج اليه الإمام المهدي وبيده طبر زين ((1)) .

فقال ( علیه السلام ) : ما تصنع في داري ؟

قال سيماء : إنّ جعفرا زعم أنّ أباك مضى ولا ولد له ، فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك . ثم خرج من الدار ((2)) .

7 _ إبراهيم بن إدريس

- وكان من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام _ .

قال : رأيته _ أي : الإمام المهدي _ بعد مضيّ _ أي : وفاة _ أبي محمد العسكري ( عليه السلام ) حين أيفع ((3)) وقبّلت يده ورأسه ((4)) .

8 _ علي بن مهزيار:

تشرّف بلقاء الإمام في وادي جبل الطائف ، ومكث عنده أيّاما ، وحديثه

ص: 8


1- من الاسلحة القديمة : طبر زين : فأس كبيرة , تستعمل كسلاح .
2- كتاب ( الغيبة ) للشيخ الطوسي ص 162 طبع طهران 1398 ه .
3- ايف تعني شابا : أيفع الغلام : راهق العشرين من العمر , وقيل : إذا شارف الاحتلام ولم يحتلم . أي : من أبناء أربع عشرة سنة .
4- كتاب ( الغيبة ) للشيخ الطوسي ص 162 , و ( بحار الأنوار ) للشيخ المجلسي ج 52 ص 14 .

مفصّل جدّا ((1)) .

- النائب الثاني محمد بن عثمان

، سئل : أرأيت صاحب هذا الأمر ؟

فقال : نعم ، وآخر عهدي به عند بيت اللّه الحرام وهو يقول :

« اللهمّ أنجز لي ما وعدتني » ((2)) .

وروي عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال : سمعت محمد بن عثمان العمري ( رضي اللّه عنه ) يقول : رأيته _ أي الإمام المهدي _ ( صلوات اللّه عليه ) متعلّقا بأستار الكعبة في المستجار ((3)) .

وهو يقول : « اللهمّ انتقم لي من أعدائي » ((4)) .

ص: 9


1- ذكر حديثه وقصّته الشيخ الصدوق في ( إكمال الدين , الشيخ الصدوق ) ج 3 ص 465 _ 470 , والشيخ الطوسي _ .
2- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 2 ص 440 , وكتاب ( الغيبة ) ص 221 _ 222 .
3- المستجار : في الكعبة المشرفة : هو الحائط المقابل للباب دون الركن اليماني , لأنه كان قبل تجديد الكعبة هو الباب , سمّي بذلك لأنه يستجار عنده باللّه من النار . مجمع البحرين للطريحي .
4- وفي نسخة : « من أعدائك » . إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 3 ص 440 وكتاب( الغيبة ) ص 222.

هذا .. والذين تشرّفوا بلقاء الإمام المهدي ( عليه السلام ) في الغيبة الصغرى كثيرون ، يطول الكلام باستيعاب أخبارهم ، وفيما ذكرناه

كفاية((1)) .

ص: 10


1- _ في كتاب ( الغيبة ) ص 159 _ 161 , والشيخ المجلسي في ( بحار الأنوار ) ج 52 ص 42 _ 46 .

الكتاب _2 : مشاهدة الامام المهدي ع في الغيبة الكبرى

رؤية المهدي في الغيبة الكبرى وهو يعرفه هل هي ممكنة ؟

محسن الامين :

قد جاءت أحاديث دالة على عدم إمكان الرؤية في الغيبة الكبرى وحكيت رؤيته ع عن كثيرين في الغيبة الكبرى ويمكن الجمع بحمل نفي الرؤية على رؤية من يدعي المشاهدة مع النيابة وايصال الاخبار من جانبه على مثال السفراء أو بغير ذلك ((1)).

أن رؤية الإمام الثاني عشر _ عليه السلام _ وقعت في زمن الغيبة الكبرى لبعض الصالحين ، وقصصهم وحكاياتهم كثيرة جدا ، ومذكورة في الكتب ، منها : النجم الثاقب (الشيخ النوري ) وجنة المأوي ، ومن أمعن النظر إليها اطمأن بوقوعها ولا كلام فيه ، وإنما الكلام في أن مسألة الرؤية هل تنافي قوله _ عليه السلام _ في التوقيع الوارد على علي بن محمد السمري _ قدس سره _ :

ص: 11


1- اعيان الشيعة ج 2 / 71 .

" وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج

السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر " ؟

والذي يمكن أن يقال : إن ملاحظة صدر هذا التوقيع تكفي لرفع المنافاة ، لأنه يشهد على أن المراد نفي من ادعى البابية كبابية النواب الأربعة ، ولا يظهر منه نفي مطلق الرؤية .

وإليك صدر التوقيع : بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك

ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، الخ .

الفصول العشرة للمفيد ج 3 ص 21 :

صلة الشيخ المفيد بالناحية المقدسة : عند وقوع الغيبة الكبرى انقطعت النيابة الخاصة وكذب من ادعى البابية ، وصارت النيابة عامة للفقهاء العدول . وهذا لا يدل على عدم إمكان رؤية الامام في الغيبة الكبرى والتشرف بخدمته ، حتى مع معرفة المشاهد له في حال الرؤية ، لأن الذي نقطع بكذبه هو ادعاء الباب والنيابة الخاصة .

قال الشيخ المفيد في هذا الكتاب الفصول العشرة : فاما بعد انقراض من سميناه من أصحاب أبيه وأصحابه عليهم السلام ، فقد كانت الاخبار عمن تقدم من أئمة آل محمد عليهم السلام متناصرة : بأنه لا بد للقائم المنتظر من

ص: 12

غيبتين ، إحداهما أطول من الأخرى ، يعرف خبره الخاص في القصرى ، ولا يعرف العام له مستقرا في الطولى ، إلا من تولى خدمته من ثقاة أوليائه ، ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره .

فما ذكره الشيخ المفيد من الحديث صريح بان في الغيبة الكبرى المعبر عنها بالطولى يمكن أن يعرف خبره من تولى خدمته من ثقاة أوليائه ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره . إذا عرفت هذا فقد روى الشيخ الطبرسي توقيعين وردا من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد ، قال : ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان .وكتاب آخر ورد سنة 412 هج ((1)) .

ص: 13


1- الفصول العشرة للمفيد ج 3 ص 21 .

من رآه في الغيبة الكبرى

اشارة

لقد ألّف العلّامة النوري كتابا لمن رآه في الغيبة الكبرى من الخواصّ سمّاه الجنّة المأوى وهو كتاب مشهور ، ومن أراد الوقوف عليه فليراجع ((1)).

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب، ج 2، الشيخ علي اليزدي الحائري، ص 46 .

إنّ الذين تشرّفوا بلقاء الإمام الحجّة المهدي ( عليه السلام ) _ في أيام الغيبة الكبرى _ كثيرون جدّا ، ولا يمكن إحصاؤهم ، كما يصعب استيعاب أسماء من سجّلتهم كتب التاريخ والحديث في هذا المجال .

وقد ذكر الشيخ المجلسي _ رحمه اللّه _ أسماء جماعة من الذين تشرّفوا بلقاء الإمام في أيام الغيبة الكبرى ، في كتاب بحار الأنوار .

كما ذكر الشيخ النوري _ في كتاب النجم الثاقب _ مائة قصّة عن الذين ساعدهم الحظ ففازوا بلقائه ( عليه السلام ) ثم إنتخب منها ثمان وخمسين قصّة وحكاية ، وذكرها في كتاب جنّة المأوى .

ص: 14


1- لقد طبع كتاب ( جنّة المأوى ) _ العلامة النوري مع الجزء الثالث والخمسين من بحار الأنوار .

وقد ألّف علماؤنا القدامى والمعاصرون _ كتبا مستقلّة حول الذين تشرّفوا بلقاء الإمام المهدي ( عليه السلام ) مثل : كتاب ( تبصرة الوليّ ، فيمن رأى القائم المهدي ) للسيّد هاشم البحراني ، و ( تذكرة الطالب ، فيمن رأى الإمام الغائب ) ، و ( دار السلام فيمن فاز بسلام الإمام ) للشيخ محمود الميثمي العراقي ، و ( بدائع الكلام فيمن اجتمع بالإمام ) للسيّد جمال الدين محمد بن الحسين اليزدي الطباطبائي ، و ( البهجة فيمن فاز بلقاء الحجّة ) للميرزا محمد تقي الألماسي الاصفهاني ، و ( العبقريّ الحسان في تواريخ صاحب الزمان ) للشيخ علي أكبر النهاوندي .

أما قصص وحكايات الذين تشرّفوا بلقاء الإمام ( عليه السلام ) في زماننا هذا _ ممّن لم يذكر قصصهم المحدّثون ، ولم يسجّل أسماءهم المؤلّفون _ فكثيرة جدّا .

وبما أنّ للقصص أهميّة كبرى في التثقيف والتوجيه والتعليم ، لذا ننتخب في هذا الفصل _ من مجموع القصص والحكايات _ عشر قصص ، نوجزها رعاية للاختصار .

والجدير بالذكر أنّ كثيرا من الذين ساعدهم التوفيق ففازوا بهذا الشرف العظيم ، ما كانوا يخبرون أحدا بذلك ، خوفا من الشهرة ، أو من أن يتّهموا بالكذب والدجل فلا يصدّقهم أحد ، أو تقيّة من السلطة أو ما شابه ذلك ، ولهذا كانوا يفضّلون السكوت على الإخبار بذلك .

ص: 15

وأمّا الذين أخبروا بالتشرّف بلقاء الإمام ( عليه السلام ) _ ممّن وصلتنا أخبارهم _ فلعلّ الضرورة اقتضت ذلك ، أو أنّ التكليف الشرعي فرض عليهم ، إثباتا للحق وتثبيتا لعقائد الناس .

: في جنة المأوى عن السيد السند والحبر المعتمد الميرزا صالح دام علاه بن السيد المحقق السيد مهدي القزويني الساكن بالحلة أعلى الله مقامه قال :

خرجت يوم الرابع عشر من شهر شعبان من الحلة أريد زيارة الحسين ليلة النصف منه ، فلما وصلت إلى شط الهندية وعبرت إلى الجانب الغربي منه وجدت الزوار الذاهبين من الحلة وأطرافها والواردين من النجف ونواحيه جميعا محاصرين في بيوت عشيرة بني طرف من عشاير الهندية ولا طريق لهم إلى كربلاء لأن عشيرة عنزة قد نزلوا على الطريق وقطعوه عن المارة ولا يدعون أحدا يخرج من كربلاء ولا أحدا يلج إلا انتهبوه قال : فنزلت على رجل من العرب وصليت صلاة الظهر والعصر وجلست أنتظر ما يكون من أمر الزوار وقد تغيمت السماء ومطرت مطرا يسيرا فبينما نحن جلوس إذ خرجت الزوار بأسرها من البيوت متوجهين نحو طريق كربلاء فقلت لبعض من معي : أخرج وأسأل ما الخبر فخرج ورجع إلي وقال لي : إن عشيرة بني طرف قد خرجوا بالأسلحة النارية وتجمعوا لإيصال الزوار إلى كربلاء ولو آل الأمر إلى المحاربة مع عنزة ، فلما سمعت قلت : إن هذا الكلام لا أصل له لأن بني طرف لا قابلية لهم على مقابلة عنزة في البر وأظن هذه مكيدة منهم لإخراج الناس عن بيوتهم لأنهم استثقلوا بقاءهم عندهم وفي ضيافتهم

ص: 16

، فبينما نحن كذلك إذ رجعت الزوار إلى البيوت فتبين الحال كما قلت فلم تدخل الزوار إلى البيوت وجلسوا في ظلالها والسماء ((1)) .

متغيمة فأخذتني لهم رقة شديدة وأصابني انكسار عظيم وتوجهت إلى الله تعالى بالدعاء والتوسل بالنبي وآله وطلبت إغاثة الزوار مما هم فيه ، فبينما أنا على هذا الحال إذ أقبل فارس على فرس رابع كريم لم أر مثله وبيده رمح طويل وهو مشمر عن ذراعيه فأقبل يخب به جواده حتى وقف على البيت الذي أنا فيه وكان بيتا من شعر مرفوع الجوانب فسلم فرددنا عليه السلام ثم قال : يا مولانا _ يسميني باسمي _ بعثني من يسلم عليك وهم كنج آغا محمد وصفر آغا وكانا من قواد العساكر العثمانية يقولان فليأت بالزوار فإنا قد طردنا عنزة من الطريق ونحن ننتظر مع عسكرنا في عرقوب السليمانية على الجادة فقلت له : وأنت معنا إلى عرقوب السليمانية ؟ قال : نعم فأخرجت الساعة فإذا قد بقي من النهار ساعتان ونصف تقريبا فقلت بخيلنا فتقدمت إلينا فتعلق ذلك البدوي الذي نحن عنده وقال : يا مولاي لا تخاطر بنفسك وبالزوار وأقم الليلة حتى يتضح الأمر ، فقلت له : لا بد من الركوب لإدراك الزيارة المخصوصة ، فلما رأتنا الزوار قد ركبنا تبعوا أثرنا

ص: 17


1- جنة المأوى : 275 الحكاية 40 . وإلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب , ج 2 , الشيخ علي اليزدي الحائري , ص 47 .

بين ماش وراكب فسرنا والفارس المذكور بين أيدينا كأنه الأسد الخادر ونحن خلفه حتى وصلنا إلى عرقوب السليمانية فصعد عليه فتبعناه في الصعود ثم نزل وارتقينا على أعلى العرقوب فنظرنا ولم نر له عينا ولا أثرا فكأنما صعد من السماء أو نزل في الأرض ولم نر قائدا ولا عسكرا فقلت لمن معي : ما بقي شك في أنه صاحب الأمر ( عليه السلام ) .

فقالوا : لا والله ، وكنت وهو بين أيدينا أطيل النظر إليه كأني رأيته قبل ذلك لكنني لا أذكر أين رأيته ، فلما فارقنا تذكرت إنه هو الشخص الذي زارني بالحلة وأخبرني بواقعة السليمانية الذي يذكر في حكاية البعد ، وأما عشيرة عنزة فلم نر لهم أثرا في منازلهم ولم نر أحدا نسأله عنهم سوى أننا رأينا غبرة شديدة مرتفعة في كبد البر فوردنا كربلا تخب بنا خيولنا فوصلنا إلى باب البلاء وإذا بعسكر على سور البلد فنادوا : من أين جئتم ؟ وكيف وصلتم ؟ ثم نظروا إلى سواد الزوار ثم قالوا : سبحان الله ! هذه البرية قد امتلأت من الزوار ، أجل أين صارت عنزة ؟ فقلت لهم : اجلسوا وخذوا أرزاقكم ولمكة رب يرعاها ثم دخلنا البلد فإذا بكنج محمد آغا جالس على تخت قريب في البلد من الباب فسلمت عليه فقام في وجهي فقلت له : يكفيك فخرا أنك ذكرت باللسان فقال : ما الخبر ؟ فأخبرته بالقصة فقال لي : يا مولاي من أين لي علم بأنك زائر حتى أرسل لك رسولا وأنا وعسكري منذ خمسة عشر يوما محاصرين في البلد لا نستطيع أن نخرج خوفا من عنزة ؟ ثم قال : فأين صارت عنزة ؟

ص: 18

قلت : لا علم لي سوى أني رأيت غبرة شديدة في كبد البر كأنها غبرة الضعاين ثم أخرجت الساعة وإذا بقي من النهار ساعة ونصف فكأن مسيرنا كله في ساعة وبين منازل بني طرف وكربلاء ثلاث ساعات ثم بتنا تلك الليلة في كربلاء ، فلما أصبحنا سألنا عن خبر عنزة فأخبر بعض الفلاحين الذين في بساتين كربلاء قال : فبينما عنزة جلوس في أنديتهم وبيوتهم إذا بفارس قد طلع عليهم على فرس مطهم وبيده رمح طويل فصرخ فيهم بأعلى صوته : يا معاشر عنزة قد جاء الموت هذا عساكر الدولة العثمانية تجبهت عليكم بخيلها ورجلها وها هم على أثري مقبلون فأرحلوا وما أظنكم تنجون منهم فألقى الله عليهم الخوف والذل حتى إن الرجل يترك بعض متاع بيته استعجالا بالرحيل فلم تمض ساعة حتى ارتحلوا بأجمعهم وتوجهوا نحو البر فقلت له : صف لي الفارس فوصفه وإذا هو صاحبنا بعينه وهو الفارس الذي جاءنا والحمد لله رب العالمين ((1)) .

: وفيه عن السيد السند الميرزا صالح المزبور عن بعض الصلحاء الأبرار من أهل الحلة قال : خرجت غدوة من داري قاصدا داركم لأجل زيارة السيد أعلى الله مقامه فصار ممري في الطريق على المقام المعروف بقبر السيد

ص: 19


1- إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب , ج 2 , الشيخ علي اليزدي الحائري , ص 48

محمد ذي الدمعة فرأيت على شباكه الخارج إلى الطريق شخصا بهي المنظر يقرأ فاتحة الكتاب فتأملته فإذا هو غريب الشكل وليس من أهل الحلة فقلت في نفسي : هذا رجل غريب قد اعتنى بصاحب هذا المرقد ووقف وقرأ له فاتحة الكتاب ونحن أهل البلد نمر ولا نفعل ذلك فوقفت وقرأت الفاتحة والتوحيد ، فلما فرغت سلمت عليه فرد السلام وقال لي : يا علي أنت ذاهب لزيارة السيد مهدي ؟

قلت : نعم ، قال : فإني معك ، فلما صرنا ببعض الطريق قال لي : يا علي لا تحزن على ما أصابك من الخسران وذهاب المال في هذه السنة فإنك رجل امتحنك الله بالمال فوجدك مؤديا للحق وقد قضيت ما فرض الله عليك ، وأما المال فإنه عرض زائل يجئ ويذهب وكان قد أصابني خسران في تلك السنة لم يطلع عليه أحد مخافة الكسر فاغتممت في نفسي وقلت : سبحان الله كسري قد شاع وبلغ حتى إلى الأجانب إلا إني قلت له في الجواب : الحمد لله على كل حال ، فقال : إن ما ذهب من مالك سيعود إليك بعد مدة وترجع كحالك الأول وتقضي ما عليك من الديون قال : فسكت وأنا متفكر في كلامه حتى انتهينا إلى باب داركم فوقفت ووقف فقلت : أدخل يا مولاي فأنا من أهل الدار .

فقال ( عليه السلام ) لي : أدخل أنا صاحب الدار فامتنعت فأخذ بيدي وأدخلني أمامه ، فلما صرنا إلى المجلس وجدنا جماعة من الطلبة جلوسا ينتظرون خروج السيد ( قدس سره ) من داخل الدار لأجل البحث ، ومكانه

ص: 20

من المجلس خال لم يجلس به أحد احتراما له وفيه كتاب مطروح فذهب الرجل فجلس في الموضع الذي كان السيد ( رحمه الله ) يعتاد الجلوس فيه ثم أخذ الكتاب وفتحه وكان الكتاب شرايع المحقق ( رحمه الله ) ثم استخرج من الكتاب كراريس مسودة بخط السيد ( رحمه الله ) وكان خطه

في غاية الضعف لا يقدر كل أحد على قراءته فأخذ يقرأ في تلك الكراريس ويقول للطلبة :

ألا تعجبون من هذه الفروع ؟ وهذه الكراريس هي بعض من جملة كتاب مواهب الأفهام في شرح شرايع الأحكام وهو كتاب عجيب في فنه لم يبرز منه إلا ست مجلدات من أول الطهارة إلى أحكام الأموات .

قال الوالد أعلى الله درجته : لما خرجت من داخل الدار رأيت الرجل جالسا في موضعي ، فلما رآني قام وتنحى عن الموضع وألزمته بالجلوس فيه ورأيته رجلا بهي المنظر وسيم الشكل في زي غريب ، فلما جلسنا أقبلت عليه بطلاقة وجه وبشاشة وسؤال عن حاله واستحييت أن أسأله من هو وأين موطنه ، ثم شرعت بالبحث فجعل الرجل يتكلم في المسألة التي نبحث عنها بكلام كأنه اللؤلؤ المتساقط فبهرني كلامه فقال له بعض الطلبة : اسكت ، ما أنت وهذا ؟

فتبسم وسكت ، قال ( رحمه الله ) : فلما انتهى البحث قلت له : من أين كان مجيئك إلى الحلة ؟ فقال : من بلد السليمانية .

ص: 21

فقلت : متى خرجت ؟ فقال : بالأمس خرجت منها حين دخلها نجيب باشا فاتحا لها عنوة بالسيف وقد قبض على أحمد باشا الباباني المتغلب عليها وأقام مقامه أخاه عبد الله باشا وقد كان أحمد باشا المتقدم قد خلع طاعة الدولة العثمانية وادعى السلطنة لنفسه في السليمانية ، قال الوالد ( رحمه الله ) : فبقيت متفكرا في حديثه وأن هذا الفتح وخبره لم يبلغ إلى حكام الحلة ولم يخطر لي أن أسأله كيف وصلت إلى الحلة وبالأمس خرجت من السليمانية وبين الحلة والسليمانية ما يزيد على عشرة أيام للراكب المجد ، ثم إن الرجل أمر بعض خدمة الدار أن يأتيه بماء فأخذ الخادم الإناء ليغترف به ماء من الحب فناداه لا تفعل فإن في الإناء حيوانا ميتا فنظر فيه فإذا سام أبرص ميت فأخذ غيره فجاء بالماء إليه ، فلما شرب قام للخروج ، قال الوالد : فقمت لقيامه فودعني وخرج فلما صار خارج الدار قلت للجماعة هلا أنكرتم على الرجل خبره في فتح السليمانية ؟ فقالوا : هلا أنكرت عليه ، قال : فحدثني الحاج علي المتقدم بما وقع له في الطريق وحدثني الجماعة بما وقع قبل خروجي من قراءته في المسودة وإظهار العجب من الفروع التي فيها ، قال الوالد أعلى الله مقامه ، فقلت : اطلبوا الرجل وما أظنكم تجدونه ، هو والله صاحب الأمر روحي فداه فتفرق الجماعة في طلبه فما وجدوا له عينا ولا أثرا فكأنما صعد في السماء أو نزل في الأرض ، قال : فضبطنا اليوم الذي أخبر فيه عن فتح السليمانية فورد الخبر ببشارة الفتح إلى الحلة بعد عشرة أيام من ذلك اليوم وأعلن ذلك عند حكامها بضرب المدافع

ص: 22

المعتاد ضربها عند البشاير عند ذوي الدولة العثمانية . قال صاحب الكتاب قلت : الموجود فيما عندنا من كتاب الأنساب إن اسم ذي الدمعة حسين ويلقب أيضا بذي العبرة وهو ابن زيد الشهيد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ويكنى بأبي عاتقة وإنما لقب بذي الدمعة لبكائه في تهجده في صلاة الليل ، ورباه الصادق ( عليه السلام ) فأورثه علما جما وكان زاهدا عابدا وتوفي في سنة خمس وثلاثين ومائة وزوج ابنته بالمهدي الخليفة العباسي وله أعقاب كثيرة .

حكاية : وفيه عن تاريخ قم تأليف الشيخ الفاضل الحسن بن محمد بن الحسن القمي من كتاب مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين من مصنفات أبي جعفر محمد بن بابويه القمي ما لفظه بالعربية : باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي عليه صلوات الله الرحمن وعلى آبائه المغفرة ، سبب بناء المسجد المقدس في جمكران ((1)) بأمر الإمام ( عليه السلام ) على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال : كنت ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة نائما في بيتي ، فلما مضى نصف من الليل فإذا بجماعة

ص: 23


1- جنة المأوى _النوري ص 286 الحكاية 44 و إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب , ج 2 , الشيخ علي اليزدي الحائري , ص 51.

من الناس على باب بيتي فأيقظوني فقالوا : قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان ( عج ) فإنه يدعوك قال : فقمت وتعبأت وتهيأت فقلت : دعوني حتى ألبس قميصي فإذا بنداء من جانب الباب هو : ما كان قميصك ؟ فتركته فأخذت سراويلي فنودي :

ليس ذلك منك فخذ سراويلك ، فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي : الباب مفتوح ، فلما جئت إلى الباب رأيت قوما من الأكابر فسلمت عليهم فردوا ورحبوا بي وذهبوا بي إلى موضع هو المسجد الآن فلما أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فرش حسان وعليها وسائد حسان ورأيت فتى في زي ابن ثلاثين متكئا عليها وبين يديه شيخ وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستين رجلا يصلون في تلك البقعة وعلى بعضهم ثياب بيض وعلى بعضهم ثياب خضر وكان ذلك الشيخ هو الخضر فأجلسني ذلك الشيخ ودعاني الإمام باسمي وقال : إذهب إلى حسن بن مسلم وقل له : إنك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ونحن نخربها زرعت خمس سنين والعام أيضا على حالك من الزراعة والعمارة ولا رخصة لك في العود إليها وعليك رد ما انتفعت به من غلات هذه الأرض ليبنى فيها مسجد ، وقل لحسن بن مسلم إن هذه أرض شريفة قد اختارها الله تعالى على غيرها من الأراضي وشرفها وأنت أضفتها إلى أرضك وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابين فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر .

ص: 24

قال حسن بن مثلة : يا سيدي لا بد لي في ذلك من علامة فإن القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجة عليه ولا يصدقون قولي ، قال : إنا سنعلم هناك فاذهب وبلغ رسالتنا واذهب إلى السيد أبي الحسن وقل له يجئ ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد ويتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية اردهال ويتم المسجد وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلته كل عام ويصرف إلى عمارته وقل للناس : ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعززوه ويصلوا هنا أربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة وسورة الإخلاص سبع مرات ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات وركعتان للإمام صاحب الزمان ( عليه السلام ) هكذا يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى ( إياك نعبد وإياك نستعين ) * كرر مأة مرة ، ثم يقرؤها إلى آخرها ، وهكذا يصنع في الركعة الثانية ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات فإذا أتم الصلاة : يهلل . ويسبح تسبيح فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مائة مرة ، ثم قال ( عليه السلام ) ما هذه حكاية لفظه : فمن صلاها فكأنما في البيت العتيق ، قال حسن بن مثلة : قلت في نفسي كان هذا موضع أنت تزعم أنما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان مشيرا إلى ذلك الفتى المتكي على الوسائد فأشار ذلك الفتى إلي أن اذهب فرجعت ، فلما سرت بعض الطريق دعاني ثانية وقال : إن في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزا يجب أن تشتريه فإن أعطاك أهل

ص: 25

القرية الثمن تشتريه وإلا فتعطي من مالك وتجئ به إلى هذا الموضع وتذبحه الليلة الآتية ثم تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى ومن به علة شديدة فإن الله يشفي جميعهم ، وذلك المعز أبلق كثير الشعر وعليه سبع علامات سود وبيض ، ثلاث على جانب وأربع على جانب سود وبيض كالدراهم ، فذهبت فأرجعوني ثالثة وقال ( عليه السلام ) : تقيم بهذا المكان سبعين يوما أو سبعا فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر وهي الثالثة والعشرون وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة وكلاهما يوم مبارك ، قال حسن بن مثلة : فعدت حتى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكرا حتى أسفر الصبح فأديت الفريضة وجئت إلى علي بن منذر فقصصت عليه الحال فجاء معي حتى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة فقال : والله إن العلامة التي قال لي الإمام واحد منها أن هذه السلاسل والأوتاد هاهنا فذهبنا إلى السيد الشريف أبي الحسن الرضا فلما وصلنا إلى باب داره رأينا خدامه وغلمانه يقولون : إن السيد أبا الحسن الرضا ينتظرك من سحر ، أنت من جمكران ؟

قلت : نعم ، فدخلت عليه الساعة وسلمت عليه وخضعت فأحسن في الجواب وأكرمني ومكن لي في مجلسه وسبقني قبل أن أحدثه وقال : يا حسن بن مثلة إني كنت نائما فرأيت 1 _ قال الميرزا النوري : الظاهر أنه يقول : لا إله إلا الله وحده وحده .

ص: 26

شخصا يقول لي : إن رجلا من جمكران يقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدو ولتصدقن ما يقول واعتمد على قوله فإن قوله قولنا فلا تردن عليه قوله فانتبهت من رقدتي وكنت أنتظرك الآن فقص عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحا فأمر بالخيول لتسرج وتخرج فركبوا ، فلما قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطرق فدخل حسن بن مثلة بين القطيع وكان ذلك المعز خلف القطيع فأقبل المعز عاديا إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به فأقسم جعفر الراعي أني ما رأيت هذا المعز قط ولم يكن في قطيعي إلا أني رأيته وكلما أريد أن آخذه لا يمكنني والآن جاء إليكم ، فأتوا بالمعز كما أمر به السيد إلى ذلك الموضع وذبحوه وجاء السيد أبو الحسن الرضا ع إلى ذلك الموضع

وأحضروا الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلات وجاؤوا بغلات رهق وسقفوا المسجد بالجذوع وذهب السيد أبو الحسن الرضا ع بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته فكان يأتي المرضى والإعلاء ويمسون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلا ويصحون .

قال أبو الحسن محمد بن حيدر : سمعت بالاستفاضة أن السيد أبا الحسن الرضا كان في المحلة المدعوة بالموسويان من بلدة قم ، فمرض بعد وفاته ولد له فدخل بيته وفتح الصندوق الذي فيه السلاسل والأوتاد فلم يرها . انتهت حكاية بناء هذا المسجد الشريف المشتملة على المعجزات الباهرة

ص: 27

والآثار الظاهرة التي منها وجود مثل بقرة بني إسرائيل في معز من معزى هذه الأمة .

قال مؤلف كتاب جنة المأوى الحاج ميرزا حسين النوري طاب ثراه : لا يخفى أن مؤلف تاريخ قم هو الشيخ الفاضل حسن بن محمد القمي وهو من معاصري الصدوق رضوان الله عليه ، روى في ذلك الكتاب عن أخيه حسين بن علي بن بابويه ( رضي الله عنه ) وأصل الكتاب على اللغة العربية ، ولكن في السنة الخامسة والستين بعد ثمانمائة نقله إلى الفارسية حسن بن

علي بن حسن بن عبد الملك بأمر الخاجا فخر الدين إبراهيم بن الوزير الكبير الخاجا عماد الدين محمود بن الصاحب الخاجا شمس الدين محمد بن علي الصفي ، قال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) في أول البحار : إنه كتاب معتبر ولكن لم يتيسر لنا أصله وما بأيدينا إنما هو ترجمته ، وهذا كلام عجيب لأن الفاضل الألمعي الميرزا محمد أشرف صاحب كتاب فضائل السادات كان معاصرا له مقيما بأصفهان وهو ينقل من النسخة العربية ، بل ونقل عنه الفاضل المحقق الآغا محمد علي الكرمانشهاني في حواشيه على نقل الرجال في باب الحاء في اسم الحسن حيث ذكر الحسن بن مثلة ونقل ملخص الخبر المذكور من النسخة العربية ، وأعجب منه أن أصل الكتاب كان مشتملا على عشرين بابا .

وذكر العالم الخبير الميرزا عبد الله الأصفهاني تلميذ العلامة المجلسي ( رحمه الله ) في كتابه الموسوم برياض العلماء في ترجمة صاحب هذا

ص: 28

التاريخ أنه ظفر على ترجمة هذا التاريخ في قم وهو كتاب كبير حسن كثير الفوائد في مجلدات عديدة ولكني لم أظفر على أكثر من مجلد واحد مشتمل على ثمانية أبواب بعد الفحص الشايع ، وقد نقلنا الخبر السابق من خط السيد المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري ( رحمه الله ) عن مجموعة نقله منها ولكنه كان بالفارسية فنقلناه ثانيا إلى العربية ليلائم نظم هذا المجموع . ولا يخفى أن كلمة التسعين الواقعة في صدر الخبر المثناة فوق ثم السين المهملة كانت في الأصل سبعين بتقديم المهملة على الموحدة واشتبه على الناسخ ، لأن وفاة الشيخ الصدوق كانت قبل التسعين ،

ولذا نرى جمعا من العلماء يكتبون في لفظ السبع والسبعين بتقديم السين أو التاء حذرا عن التصحيف والتحريف والله تعالى هو العالم .

ص: 29

حكاية العلامة الحلي :

إن العلامة كان يذهب في ليالي الجمعة إلى زيارة سيد الشهداء ، في كربلاء ، وكان يذهب لوحده ويركب على حمار وبيده المباركة عصا ، وفي أثناء المسير صادف رجلا عربيا ، فسارا معا وتحدثا ، وبعد مرور زمان من محادثتهما تبين للعلامة أن صاحبه رجل فاضل ، فشرع معه في البحث حول المسائل العلمية ، ومن مباحثة العلامة لصاحبه تبين له أن هذا الشخص صاحب علم وفضل كثير ومتبحر في شتى العلوم ، فأخذ العلامة بطرح الإشكالات التي لم تحل عنده عليه ، فطرح الأسئلة واحدة فواحدة ، وكان صاحبه يحل جميع ما يطرحه العلامة من الإشكالات العويصة والمعضلات ، حتى انجر البحث إلى مسألة أفتى صاحب العلامة عنها فتوى أنكرها العلامة ، وقال : لا يوجد حديث على هذه الفتوى ، فقال صاحبه : يوجد حديث على هذه الفتوى ذكره الشيخ الطوسي في تهذيبه ، وأنت أحسب من كتاب التهذيب كذا قدر من الورق حتى تصل إلى الصفحة الكذائية السطر الكذائي تجد هذا الحديث ، فتحير العلامة في شأن صاحبه ومن يكون ! فسأله العلامة : هل يمكن في زمان الغيبة الكبرى رؤية صاحب الأمر ؟ وفي هذا الحال وقعت العصا من يد العلامة ، فانحنى صاحبه وأخذ العصا ووضعها في يد العلامة وقال : كيف لا يمكن رؤية صاحب الزمان ويده في يدك ؟ ! فالعلامة بلا اختيار ألقى بنفسه من على دابته إلى الأرض ليقبل رجل الإمام عجل الله تعالى فرجه ، فأغمي عليه ، فلما أفاق لم ير

ص: 30

أحدا ، فلما رجع إلى البيت أخذ كتاب التهذيب ورأي الحديث في تلك الورقة وفي تلك الصفحة والسطر الذي أرشده الإمام إليه ، فكتب العلامة على حاشية التهذيب في هذا المقام : إن هذا الحديث أخبر عنه صاحب الأمر عليه السلام وأرشد إليه في نفس الصفحة والسطر .

فقال الآخوند ملا صفر علي : إن أستاذي السيد محمد قال : رأيت نفس الكتاب وفي حاشية هذا الحديث رأيت هذه الحكاية بخط العلامة ((1)) .

ص: 31


1- إن العلامة كان يذهب في ليالي الجمعة إلى زيارة سيد الشهداء , في كربلاء , وكان يذهب لوحده ويركب على حمار وبيده المباركة عصا , وفي أثناء المسير صادف رجلا عربيا , فسارا معا وتحدثا , وبعد مرور زمان من محادثتهما تبين للعلامة أن صاحبه رجل فاضل , فشرع معه في البحث حول المسائل العلمية , ومن مباحثة العلامة لصاحبه تبين له أن هذا الشخص صاحب علم وفضل كثير ومتبحر في شتى العلوم , فأخذ العلامة بطرح الإشكالات التي لم تحل عنده عليه , فطرح الأسئلة واحدة فواحدة , وكان صاحبه يحل جميع ما يطرحه العلامة من الإشكالات العويصة والمعضلات , حتى انجر البحث إلى مسألة أفتى صاحب العلامة عنها فتوى أنكرها العلامة , وقال : لا يوجد حديث على هذه الفتوى , فقال صاحبه : يوجد حديث على هذه الفتوى ذكره الشيخ الطوسي في تهذيبه , وأنت أحسب من كتاب التهذيب كذا قدر من الورق حتى تصل إلى الصفحة الكذائية السطر الكذائي تجد هذا الحديث , فتحير العلامة في شأن صاحبه ومن يكون ! فسأله العلامة : هل يمكن في زمان الغيبة الكبرى رؤية صاحب الأمر ؟ وفي هذا الحال وقعت العصا من يد العلامة , فانحنى صاحبه وأخذ العصا ووضعها في يد العلامة وقال : كيف لا يمكن رؤية صاحب الزمان ويده في يدك ؟ ! فالعلامة بلا اختيار ألقى بنفسه من على دابته إلى الأرض ليقبل رجل الإمام عجل الله تعالى فرجه , فأغمي عليه , فلما أفاق لم ير أحدا , فلما رجع إلى البيت أخذ كتاب التهذيب ورأي الحديث في تلك الورقة وفي تلك الصفحة والسطر الذي أرشده الإمام إليه , فكتب العلامة على حاشية التهذيب في هذا المقام : إن هذا الحديث أخبر عنه صاحب الأمر عليه السلام أرشد إليه في نفس الصفحة والسطر . فقال الآخوند ملا صفر علي : إن أستاذي السيد محمد قال : رأيت نفس الكتاب وفي حاشية هذا الحديث رأيت هذه الحكاية بخط العلامة ( 1 ) .قواعد الاحكام 1 / 148 .

عند وقوع الغيبة الكبرى انقطعت النيابة الخاصة وكذب من ادعى البابية ،وصارت النيابة عامة للفقهاء العدول .

ص: 32

وهذا لا يدل على عدم إمكان رؤية الإمام في الغيبة الكبرى والتشرف

بخدمته ، حتى مع معرفة المشاهد له في حال الرؤية ، لأن الذي نقطع بكذبه هو ادعاء الباب والنيابة الخاصة .

قال الشيخ المفيد في هذا الكتاب الفصول العشرة : فأما بعد انقراض من سميناه من أصحاب أبيه وأصحابه عليهم السلام ، فقد كانت الأخبار عمن تقدم من أئمة آل محمد عليهم السلام متناصرة : بأنه لا بد للقائم المنتظر من غيبتين ، إحداهما أطول من الأخرى ، يعرف خبره الخاص في القصرى ، ولا يعرف العام له مستقرا في الطولى ، إلا من تولى خدمته من ثقات أوليائه ، ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره .

فما ذكره الشيخ المفيد من الحديث صريح بأن في الغيبة الكبرى المعبر عنها بالطولي يمكن أن يعرف خبره من تولى خدمته من ثقات أوليائه ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره .

إذا عرفت هذا فقد روى الشيخ الطبرسي توقيعين وردا من الناحية المقدسة

إلا الشيخ المفيد ، قال : ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس الله روحه ونور ضريحه ، ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز ، نسخته :

للأخ السديد والولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن

ص: 33

النعمان أدام الله إعزازه ، من مستودع العهد المأخوذ على العباد . . .((1)) .

حدثني الأخ الصفي المذكور عن المولى السلماسي رحمه الله تعالى ، قال :

كنت حاضرا في محفل إفادته ، فسأله رجل عن إمكان رؤية الطلعة الغراء في الغيبة الكبرى ، وكان بيده الآلة المعروفة لشرب الدخان المسمى عند العجم بغليان فسكت عن جوابه وطأطأ رأسه ، وخاطب نفسه بكلام خفي أسمعه فقال ما معناه :

" ما أقول في جوابه ؟ وقد ضمني صلوات الله عليه إلى صدره ، وورد أيضا في الخبر تكذيب مدعي الرؤية ، في أيام الغيبة " فكرر هذا الكلام .

ثم قال في جواب السائل : إنه قد ورد في أخبار أهل العصمة تكذيب من

ادعى رؤية الحجة عجل الله تعالى فرجه ، واقتصر في جوابه عليه من غير إشارة إلى ما أشار إليه .((2)) .

ص: 34


1- الفصول العشرة _ ص 22.
2- ج 53 / 236 . كتاب جنة المأوى _ حسين النوري الطبرسي .

قصّة الرمّانة في البحرين

لقد كانت بلاد البحرين _ ولا تزال _ آهلة بشيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وفي القرن السابع الهجري كان والي البحرين من النواصب والأعداء الألدّاء للشيعة ، وكان وزيره أخبث منه ، وأكثر بغضا للشيعة .

وفي يوم من الأيام جاء الوزير للوالي برمّانة مكتوب عليها : ( لا إله إلّا اللّه ، محمد رسول اللّه ، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء رسول اللّه ) فنظر الوالي إلى كتابة الرمّانة ، فظن أنّ تلك الخطوط كتبت بقلم القدرة ، وليست من صنع البشر .

فقال للوزير : هذه آية بيّنة ، وحجّة قويّة على إبطال مذهب الرافضة _ يقصد الشيعة _ .

فاقترح الوزير أن يجمع الوالي علماء الشيعة وشخصيّاتهم ، ويريهم الرمّانة ، فإن تخلّوا عن مذهب التشيّع واعتنقوا مذهب أهل السنّة ، تركهم بحالهم ، وإن أبوا إلا التمسّك بمذهبهم ، خيّرهم بين ثلاثة أمور :

الأول : أن يدفعوا الجزية ، كما يدفعها غير المسلمين من اليهود والنصارى والمجوس .

الثاني : أن يأتوا بجواب لردّ وتفنيد الكتابة الموجودة على الرمّانة .

ص: 35

الثالث : أن يقتل الوالي رجالهم ، ويسبي نساءهم وأولادهم ، ويأخذ أموالهم بالغنيمة !

فأرسل الوالي إلى شخصيّات الشيعة وأحضرهم ، وأراهم الرمّانة ، وخيّرهم بين الأمور الثلاثة المذكورة ، فطلبوا منه المهلة ثلاثة أيام .

فاجتمع رجالات الشيعة وأهل الحلّ والعقد ، يتذاكرون فيما بينهم حول كيفية التخلّص من هذه المشكلة ، وبعد مذاكرات طويلة ، اختاروا من صلحائهم عشرة رجال ، واختاروا من العشرة ثلاثة ، وتقرّر أن يخرج في كل ليلة واحد من الثلاثة إلى الصحراء ، ويستغيث بالإمام المهدي ( عليه السلام ) للتخلّص من هذه المحنة .

فخرج أحدهم في الليلة الأولى ، فلم يتشرّف بلقاء الإمام ولم تنحلّ المشكلة ، وهكذا حدث للثاني أيضا ، وفي الليلة الثالثة خرج الشيخ محمد بن عيسى الدمستاني _ وكان فاضلا تقيّا _ فخرج إلى الصحراء حافيا حاسر الرأس ، وقضى ساعات من الليل بالبكاء والتوسّل والاستغاثة بالإمام المهدي ( عليه السلام ) لكي ينقذهم من هذه الورطة والبلاء . وفي الساعات الأخيرة من الليل ، حضر الإمام المهدي ( عليه السلام ) وخاطبه : يا محمد بن عيسى مالي أراك على هذه الحالة ؟ ولماذا خرجت إلى هذه البريّة ؟ فامتنع الرجل أن يذكر حاجته إلّا للإمام المهدي ( عليه السلام ) .

فقال له الإمام : أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك .

ص: 36

قال محمد بن عيسى : إن كنت صاحب الأمر فأنت تعلم قصّتي ، ولا حاجة إلى البيان والشرح .

فقال الإمام : نعم ، خرجت لما دهمكم من أمر الرمّانة ، وما كتب عليها فلمّا سمع محمد بن عيسى ذلك ، أقبل إلى الإمام ، وقال : نعم يا مولاي ، تعلم ما أصابنا ، وأنت إمامنا وملاذنا ، والقادر على كشفه عنّا .

فقال الإمام : إنّ الوزير _ لعنه اللّه _ في داره شجرة رمّان ، فلمّا حملت تلك الشجرة ، صنع الوزير شيئا ( أي : قالبا ) من الطين على شكل الرمّانة ، وجعله نصفين ، ونحت في داخله تلك الكلمات المذكورة ، ثم جعل رمّانة من الشجرة في ذلك القالب ، وشدّ القالب على الرمّانة ، فلما نبتت الرمّانة وكبرت ، دخل قشرها في تلك الكتابة المنحوتة .

فإذا مضيتم غدا إلى الوالي فقل له : جئتك بالجواب ، ولكنّني لا أبديه إلّا في دار الوزير ، فإذا مضيتم إلى داره ، فانظر عن يمينك ترى غرفة ، فقل للوالي : لا أجيبك إلّا في تلك الغرفة ، وسيمتنع الوزير عن ذلك ، ولكن عليك بالإلحاح ، وحاول أن لا يدخل الوزير تلك الغرفة قبلك ، بل أدخل معه ، فإذا دخلت الغرفة رأيت كوّة فيها كيس أبيض ، فانهض اليه وخذه ، فترى فيه تلك الطينة ( القالب ) التي عملها لهذه الحيلة ، ثم ضعها أمام الوزير ، ثم ضع الرمّانة فيها حتّى ينكشف أنّ الرمّانة على حجم القالب .

ثم قال الإمام المهدي ( عليه السلام ) يا محمد بن عيسى : قل للوالي : إنّ لنا معجزة أخرى ، وهي أنّ هذه الرمّانة ليس فيها إلّا الرماد والدخان فإن

ص: 37

أردت صحة هذا الخبر فأمر الوزير بكسرها ، فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته !

إنتهى اللقاء ، ورجع محمد بن عيسى وقد غمره الفرح والسرور ، وانصرف إلى الشيعة يبشّرهم بحلّ المشكلة .

وأصبح الصباح ومضوا إلى الوالي ، ونفّذ محمد بن عيسى كلّ ما أمره الإمام ( عليه السلام ) فسأله الوالي : من أخبرك بهذا ؟

قال : إمام زماننا ، وحجّة اللّه علينا !

فقال : ومن إمامكم ؟

فأخبره بالأئمة الاثني عشر واحدا بعد واحد ، حتّى انتهى إلى الإمام المهدي صاحب الزمان ( عجّل اللّه ظهوره )

فقال الوالي : مدّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، وأنّ الخليفة بعده بلا فصل : أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ثم أقرّ بالأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) وأمر بقتل الوزير ((1)) .

ص: 38


1- بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج 52 ص 178 _ 180 .

قصّة ياقوت الدهّان

روي عن الشيخ الجليل العالم النبيل الشيخ علي الرشتي _ وكان من أجلّاء العلماء الأتقياء _ قال : سافرت من مدينة كربلاء المقدّسة إلى النجف الأشرف عن طريق ( طويريج ) فركبنا السفينة ، وفيها جماعة كانوا مشغولين باللهو واللعب وبعض الأعمال المنافية للوقار والأدب ، ورأيت رجلا معهم لا يشاركهم في أعمالهم ، بل يحافظ على وقاره وأخلاقه ، ولا يشترك معهم إلّا عند تناول الطعام ، وكانوا يستهزؤن به ويخاطبونه بكلام لاذع ، وربما طعنوا في مذهبه !

فسألته عن سبب إبتعاده عن تلك الجماعة وعدم اشتراكه معهم في اللهو واللعب ؟

فقال : هؤلاء أقاربي ، وهم أهل السنّة ، وأبي منهم ، ولكن والدتي من أهل الإيمان ( أي : أنّها شيعيّة ) وكنت أنا أيضا على مذهبهم ، ولكنّ اللّه تعالى منّ عليّ بالتشيّع ببركة الإمام الحجّة صاحب الزمان ( عليه السلام ) .

فسألته عن سبب هدايته وتشرّفه بالتشيّع ؟

فقال : اسمي : ياقوت ، وأنا دهّان في مدينة الحلّة . ثم بدأ يحكي لي قصّة هدايته فقال : خرجت _ في بعض السنين _ إلى البراري ، خارج الحلّة ، لشراء الدهن ، فاشتريت كميّة من الدهن ورجعت مع جماعة ، ووصلنا ليلا

ص: 39

إلى منزل _ في الطريق _ فبتنا فيه تلك الليلة ، فلّما انتبهت من النوم ، رأيت أنّ الجماعة قد رحلوا جميعا ، فخرجت في أثرهم ، وكان الطريق في البرّ الأقفر ، وأرض ذات سباع ، فضللت عن الطريق ، وبقيت متحيّرا خائفا من السباع والعطش .

فجعلت أستغيث بالخلفاء ! ! وأسألهم الإعانة ، فلم يظهر منهم شيء ! وكنت _ فيما مضى _ قد سمعت من أمّي أنّها قالت : إنّ لنا إماما حيّا ، يكنّى : أبا صالح ، وهو يرشد الضالّ « 2 » ويغيث الملهوف ويعين الضعيف ، فعاهدت اللّه تعالى : إن أغاثني ذلك الإمام أن أدخل في دين أمّي ( أي : أعتنق مذهب التشيّع ) .

فناديت : يا أبا صالح !

وإذا برجل في جنبي وهو يمشي معي وقد تعمّم بعمامة خضراء ، فدلّني على الطريق ، وأمرني بالدخول في دين أمّي ، وقال : ستصل إلى قرية أهلها جميعا من الشيعة فقلت له : ألا تأتي معي إلى هذه القرية ؟

قال : لا . . لأنّه قد استغاث بي _ الآن _ الف إنسان في أطراف البلاد ، وأريد أن أغيثهم . ثم غاب عنّي ، فمشيت قليلا ، فوصلت إلى القرية وكانت تبعد عن ذلك المنزل _ الذي نزلنا فيه ليلا _ مسافة بعيدة ، ووصلت الجماعة إلى تلك القرية بعدي بيوم !

ودخلت الحلّة ، وذهبت إلى دار السيّد مهدي القزويني فذكرت له القصّة ، وتعلّمت منه معالم الدين . . . إلى آخر كلامه .

ص: 40

قصّة إسماعيل بن الحسن الهرقلي

حكي عن شمس الدين بن إسماعيل الهرقلي أنّ أباه كان _ في أيام شبابه _ قد أصيب بقرحة على فخذه الأيسر يقال لها : ( توثة ) وكانت تتشقّق _ في موسم الربيع _ ويخرج منها دم وقيح . فخرج من فتعجّب إسماعيل من معرفتهم اسمه ، ولكنّه لم ينتبه إلى ما يجري عنده ، وقال : أفلحنا وأفلحتم إنشاء اللّه .

فقال له الرجل : هذا هو الإمام _ وأشار إلى صاحب الفرجيّة _ .

فتقدّم إسماعيل واحتضن رجله وقبّل فخذه ، فقال له الإمام _ بلطف ورأفة _ : إرجع

قال إسماعيل : لا أفارقك أبدا .

فقال الإمام : المصلحة في رجوعك

فأعاد إسماعيل كلامه الأول

فقال أحدهم : يا إسماعيل ما تستحي ؟ ! يقول لك الإمام _ مرّتين _ : إرجع . وتخالفه ؟ !

فتوقّف إسماعيل عند ذلك ، فقال له الإمام : إذا وصلت بغداد فلا بدّ أن يطلبك أبو جعفر _ يعني الحاكم العباسي : المستنصر _ فإذا حضرت عنده وأعطاك شيئا فلا تأخذه ، وقل لولدنا الرضيّ : ليكتب لك إلى علي بن عوض ، فإنّني أوصيه يعطيك الذي تريد .

ص: 41

ثم تركه الإمام وأصحابه وواصلوا المسير ، ومضى إسماعيل إلى مشهد الإمامين العسكريّين فالتقى به بعض الناس فسألهم عن الفرسان الأربعة ؟ فقالوا : هم من الشرفاء أرباب الغنم .

فقال لهم : بل هو الإمام .

فقالوا : أريته المرض الذي فيك ؟

قال : هو قبضه بيده . ثم كشف عن رجله فلم ير أثرا لذلك المرض ، فتداخله الشك في أن تكون القرحة في الرجل الأخرى ، فكشف عن رجله الأخرى فلم ير شيئا ، فتهافت الناس عليه ، يمزّقون قميصه تبرّكا به .

وجاءه رجل من قبل السلطة العباسيّة ، وسأله عن اسمه وتاريخ مغادرته بغداد ؟ فأخبره بكلّ شيء ، فكتب الرجل بالخبر إلى بغداد .

وبعد يوم واحد خرج إسماعيل من مدينة سامراء متوجّها إلى بغداد ، فلمّا وصل إليها رأى الناس مزدحمين على القنطرة _ خارج المدينة _ يسألون كلّ قادم عن اسمه ونسبه وأين كان ؟ فسألوه عن اسمه ، فأخبرهم بكلّ شيء ، فاجتمعوا عليه يمزّقون ثيابه للتبرّك ، ووصل إلى بغداد وقد كاد أن يموت من كثرة الازدحام .

وخرج السيّد ابن طاووس ومعه جماعة ، فالتقوا بإسماعيل وردّوا الناس عنه ، فلما رآه السيد قال له : أعنك يقولون ؟

قال : نعم .

ص: 42

فنزل عن دابّته وكشف عن فخذ إسماعيل ، فلم ير أثرا من القرحة ، فغشي عليه . . ولمّا أفاق أخذ بيد إسماعيل وأدخله على الوزير باكيا ، وقال : هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي .

فسأله الوزير عن القصّة فحكى له ، فأحضر الوزير الأطبّاء _ الذين عاينوا القرحة قبل ذلك وقالوا ليس لها دواء إلّا القطع بالحديد وفيه خطر الموت _ فقال لهم : فبتقدير أن يقطع ولا يموت . . في كم تبرأ ؟

قالوا : في شهرين ، ويبقى مكانها حفيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر !

فسألهم الوزير : متى رأيتم القرحة ؟

قالوا : منذ عشرة أيام .

فكشف الوزير عن الفخذ التي كانت فيه القرحة ، فلم يروا لها أثرا ، فصاح أحد الأطباء : هذا عمل المسيح !

فقال الوزير : حيث لم يكن هذا من عملكم ، فنحن نعرف من عملها .

ثم إنّ الحاكم العباسي المستنصر أحضر إسماعيل وسأله عن القصّة ؟

فقصّها عليه ، فأمر له بألف دينار وقال له : خذ هذه وأنفقها

فقال إسماعيل : ما أجسر أن آخذ منه حبّة واحدة ! !

فقال المستنصر _ متعجبا _ ممّن تخاف ؟ !

قال : من الذي فعل معي هذا ، فإنه قال : لا تأخذ من المستنصر شيئا !

فبكى المستنصر وتكدّر ، وخرج إسماعيل من عنده ولم يأخذ منه شيئا .

ص: 43

قال شمس الدين بن إسماعيل الهرقلي : رأيت فخذ أبي _ بعد ما صلحت _ ولا أثر فيها ، وقد نبت في موضعها الشعر ((1)) .

قصّة أبي راجح الحمّامي

اشارة

روى الشيخ المجلسي عن الشيخ العابد المحقّق شمس الدين محمد بن قارون قال : كان في مدينة الحلّة رجل يقال له : أبو راجح الحمّامي ، وحاكم ناصبي اسمه مرجان الصغير

وذات يوم أخبروا الحاكم بأنّ أبا راجح يسبّ بعض الصحابة ! ، فأحضره وأمر بضربه وتعذيبه ، فضربوه ضربا مهلكا على وجهه وجميع بدنه ، فسقطت أسنانه ، ثمّ أخرجوا لسانه وأدخلوا فيه إبرة عظيمة ، وثقبوا أنفه ، وجعلوا في الثقب خيطا وشدّوا الخيط بحبل وجعلوا يدورون به في طرقات الحلّة ، والضرب يأخذه من جميع جوانبه ، حتى سقط على الأرض .

ص: 44


1- كتاب بحار الأنوار ج 52 ص 61 _ 64 , نقلا عن كتاب ( كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ) لمؤلّفه علي بن عيسى الإربلي .

فأمر الحاكم بقتله ، فقال الحاضرون : إنّه شيخ كبير ، وسوف يموت من شدة الضرب وكثرة الجراحات . فتركوه على الأرض ، وجاء أهله وحملوه إلى الدار ، وكان بحالة فظيعة لا يشكّ أحد أنّ الرجل سيفارق الحياة ، ممّا نزل به من التعذيب الوحشي .

وأصبح الصباح ، وإذا الرجل قائم يصلّي على أحسن حالة ، وقد عادت اليه أسنانه التي سقطت ، والتأمت جراحاته ، ولم يبق في بدنه أثر من ذلك التعذيب ! !

فتعجّب الناس من ذلك ، وسألوه عن واقع الأمر ؟ فأخبرهم أنّه استغاث بالإمام المهدي ( عجّل اللّه ظهوره ) وتوسّل إلى اللّه تعالى به ، فجاءه الإمام إلى داره ، فامتلأت الدار نورا .

قال أبو راجح : فمسح الإمام بيده الشريفة على وجهي ، وقال لي : أخرج وكدّ على عيالك

فقد عافاك اللّه تعالى ، فأصبحت كما ترون .

ورآه محمد بن قارون وقد عادت اليه نضارة الشباب ، واحمرّ وجهه واعتدلت قامته .

وشاع الخبر في الحلّة ، فأمر الحاكم بإحضاره _ وكان قد رآه يوم أمس وقد تورّم وجهه من الضرب _ فلما رآه صحيحا سليما ولا أثر للجراحات في جسمه ، خاف الحاكم خوفا شديدا ، وغيّر سلوكه مع شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) وصار يحسن المعاملة معهم .

ص: 45

وكان أبو راجح _ بعد تشرّفه بلقاء الإمام _ كأنه ابن عشرين سنة ولم يزل كذلك حتى أدركته الوفاة .

- قصّة المقدّس الأردبيلي

ذكر العلّامة المجلسي _ رحمه اللّه _ أنّه سمع من جماعة أخبروه عن السيد الفاضل أمير علّام قال : كنت في صحن الإمام أمير في ساعة متأخّرة من الليل ، فرأيت رجلا مقبلا نحو الروضة المقدّسة ، فاقتربت منه فإذا هو العالم التقيّ مولانا أحمد الأردبيلي _ قدّس اللّه روحه _ فاختفيت عنه ، فجاء إلى باب الروضة _ وكان مغلقا _ فانفتح له الباب ، ودخل الروضة ، فسمعته يتكلّم كأنّه يناجي أحدا ، ثمّ خرج ، وأغلق باب الروضة ، فتوجّه نحو مسجد الكوفة ، وأنا خلفه أتّبعه وهو لا يراني ، فدخل المسجد وقصد نحو المحراب الذي استشهد فيه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

ومكث هناك طويلا ، ثمّ رجع نحو النجف وكنت خلفه أيضا ، وفي أثناء الطريق غلبني السعال ، فسعلت ، فالتفت إليّ وقال : أنت أمير علّام ؟

قلت : نعم .

قال : ما تصنع ها هنا ؟ !

ص: 46

قلت : كنت معك منذ دخولك الروضة المقدّسة وإلى الآن ، وأقسم عليك بحقّ صاحب القبر أن تخبرني بما جرى عليك من البداية إلى النهاية ؟

قال : أخبرك بشرط أن لا تخبر به أحدا ما دمت حيا ، فوافقت على الشرط .

فقال : كنت أتفكّر في بعض المسائل الفقهيّة الغامضة ، فقرّرت أن أحضر عند مرقد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأسأله عنها ، فلمّا وصلت إلى باب الروضة إنفتح لي الباب بغير مفتاح ، فدخلت الروضة وسألت اللّه تعالى أن يجيبني مولاي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن تلك المسائل ، فسمعت صوتا من القبر : أن ائت مسجد الكوفة ، وسل من القائم ، فإنّه إمام زمانك .

فأتيت المسجد عند المحراب ، وسألت الإمام المهدي ( عليه السلام ) عنها فأجابني عن ذلك ، وها أنا راجع إلى بيتي .

- قصّة الشيخ محمد حسن النجفي

ذكر الشيخ النوري _ في كتاب جنّة المأوى _ عن بعض علماء النجف الأشرف : أنّه كان في النجف رجل من طلّاب العلوم الدينيّة ، اسمه الشيخ محمد حسن سريرة ، وكان يعاني ثلاث مشاكل :

1 _ يقذف الدم من صدره .

ص: 47

2 _ يعيش في فقر شديد .

3 _ يحبّ الزواج من امرأة امتنع أهلها أن يزوّجوها إيّاه ، لفقره .

فلمّا يئس من ذلك ، قرّر الذهاب إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة ((1)) أربعاء ، لأنّه قد اشتهر بين المؤمنين أنّ من واظب على زيارة مسجد الكوفة أربعين ليلة أربعاء ، فلا بدّ أن يرى الإمام المهدي صاحب الزمان ( عليه السلام ) .

فواظب الرجل على ذلك ، أملا في أن يتشرّف بلقاء الإمام ، ويعرض عليه حوائجه الثلاث .

فلمّا كانت الليلة الأخيرة _ وكانت ليلة ظلماء باردة ذات ريح عاصفة _ جلس الرجل على دكّة باب المسجد في الخارج _ لأنّه لم يستطع اللبث في المسجد ، بسبب الدم الذي كان يقذفه من صدره عند السعال _ وجعل يفكّر في أنّه لم يوفّق لزيارة الإمام المهدي ( عليه السلام ) بالرغم من أنّه في آخر أسبوع من الأسابيع الأربعين .

كان الرجل متعوّدا على شرب القهوة ، فأشعل النار لصنع القهوة ، وإذا به يرى رجلا قصده ، فانزعج من ذلك وقال في نفسه :

إنّ هذا الأعرابي سيشرب القهوة كلّها ، ولا يبقى لي شيء ! .

ص: 48


1- بحار الأنوار ج 52 ص 175 .

يقول : فوصل الرجل وسلّم عليّ باسمي . فتعجّبت من معرفته باسمي وجعلت أسأله : من أيّة طائفة أنت ، من طائفة فلان ؟ فيقول :

لا ، حتى ذكرت أسماء طوائف متعدّدة ، وهو يقول : لا . لا .

وأخيرا سألني : ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ .

فقلت له : ولماذا تسأل عن ذلك ؟

فقال : وما يضرّك لو أخبرتني به ؟ ! .

فصببت له القهوة في الكأس المعروفة ب ( الفنجان ) وقدّمته له ،

.فشرب قليلا منه ، ثمّ ردّ الفنجان وقال لي : أنت إشربها . فأخذت الكأس منه وشربت ما تبقّى من القهوة .

ثم بدأت ببيان حوائجي فقلت له : أنا في غاية الفقر والحاجة ، ومصاب بقذف الدم منذ سنين ، وقد تعلّق قلبي بامرأة ، وامتنع أهلها من تزويجها إيّاي .

وقد خدعني بعض رجال الدين إذ قالوا لي : أقصد _ في حوائجك _ الإمام صاحب الزمان ( عليه السلام ) واذهب إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة أربعاء ، فتقضى حوائجك ، وقد تحمّلت المشاق والمتاعب في هذه الليالي ، وهذه هي الليلة الأخيرة ولم أر فيها أحدا .

فقال لي _ وأنا غافل _ : أمّا صدرك فقد برأ ، وأمّا المرأة فستتزوّج بها قريبا ، وأمّا الفقر فلا يفارقك حتى الموت .

ص: 49

. . ولما أصبح الصباح شعرت أنّ صدري قد برأ ، وبعد أسبوع تزوّجت تلك المرأة ، وبقي الفقر على حاله .

- قصّة آية اللّه القزويني

ذكر الشيخ النوري _ في كتاب جنّة المأوى _ ثلاث قصص من تشرّف العالم الجليل آية اللّه السيّد مهدي القزويني بلقاء الإمام المهدي ( عليه السلام ) ونحن نذكر منها قصّتين يرويها السيّد ميرزا صالح نجل السيّد المذكور عن رجل من صلحاء الحلّة اسمه علي :

يقول : خرجت من داري قاصدا دار السيّد مهدي القزويني ، فمررت على مرقد السيّد محمد المعروف ب ( ذي الدمعة ) وهو ابن زيد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) وكان للمرقد شبّاك على الطريق ، فرأيت رجلا جليل القدر ، بهيّ المنظر ، واقفا عند الشباك يقرأ سورة الفاتحة على روح صاحب المرقد .

فوقفت أنا وقرأت الفاتحة ، وبعد الفراغ سلّمت على ذلك الرجل ، فردّ عليّ السلام وقال لي : يا علي أنت ذاهب لزيارة السيّد مهدي القزويني ؟ .

قلت : نعم .

قال : لنذهب معا .

ص: 50

وفي أثناء الطريق قال لي : يا علي لا تحزن على ما أصابك من الخسران وذهاب المال في هذه السنة ، فإنّك رجل إمتحنك اللّه بالمال فوجدك مؤدّيا للحقّ ، وقد قضيت ما فرض اللّه عليك ، وأمّا المال فإنّه عرض يأتي ويذهب .

يقول علي : وكنت _ في تلك السنة _ قد أصبت بخسارة كبيرة في

التجارة ، ولم يطّلع عليها أحد ، ولكنّني إغتممت كثيرا عندما رأيت أنّ هذا الرجل الغريب يعلم بخسارتي ، وظننت أنّ هذا الخبر قد انتشر بين الناس ، بحيث أنّ هذا الغريب إطّلع عليه .

فقلت له : الحمد للّه على كلّ حال .

فقال : إنّ ما ذهب من أموالك سوف يعود إليك بعد مدّة ، وتقضى ديونك ! ولمّا وصلنا إلى دار السيّد مهدي ، وقفت وقلت له :

أدخل يا مولاي فأنا من أهل الدار فقال : أدخل أنت ، أنا صاحب الدار !

فامتنعت من أن أتقدّم عليه ، فأخذ بيدي وأدخلني الدار ، وكان بجوار دار السيّد مسجد له باب إلى دار السيّد ، فدخلنا المسجد فوجدنا جماعة من طلبة العلوم الدينيّة ينتظرون خروج السيّد من داخل الدار للتدريس . فجلس الرجل في مكان السيّد _ الذي كان يجلس فيه كلّ يوم للتدريس ، وأخذ كتابا كان هناك _ وهو كتاب شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي _ وفتحه ، فوقع نظره على أوراق كان السيّد قد كتب فيها بعض المسائل وجعلها في الكتاب ، فجعل الرجل يتصفّح تلك الأوراق ويقرأ تلك المسائل .

ص: 51

ودخل السيد مهدي ، فرأى الرجل جالسا في مكانه ، فرحّب به ، وتنحّى الرجل عن مكان السيّد ، ولكن السيّد أصرّ عليه أن يجلس في مكانه .

يقول السيّد مهدي _ وهو يحكي لنا جانبا من القضيّة _ : ( رأيته رجلا بهيّ المنظر ، وسيم الشكل ، فأقبلت عليه أسأله عن حاله ، واستحييت أن أسأله عن اسمه ووطنه ) .

وشرع السيّد بتدريس الفقه ، فجعل الرجل يناقشه في المسألة التي طرحها السيّد على بساط البحث !

فقال أحد الطلبة المتطفّلين _ لذلك الرجل _ : أسكت ! ما أنت وهذا ؟ ! .

فتبسّم الرجل وسكت !

وبعد الفراغ من البحث سأله السيّد : من أين مجيئك إلى الحلّة ؟

فقال : من بلدة السليمانيّة .

قال السيّد : متى خرجت من السليمانيّة ؟ .

فقال : بالأمس خرجت منها . وقد دخلها ( نجيب باشا ) فاتحا ، وقد ألقي القبض على المتمرّد : أحمد باشا ( وكان أحمد باشا قد تمرّد على الدولة العثمانيّة الحاكمة في العراق يومذاك ) .

يقول السيّد : فجعلت أتفكّر في كلامه وأنّه كيف لم يصل خبر فتح السليمانيّة إلى حكّام الحلّة ؟ ! ، ولم يخطر ببالي أن أسأله : كيف وصلت إلى الحلّة وبالأمس خرجت من السليمانية ؟ ! لأنّ المسافة تزيد على عشرة أيام . ( أي حوالي أربعمأة كيلو متر ) .

ص: 52

ثم طلب الرجل ماءا ليشرب ، فقام أحد الخدم ليأتيه بالماء من ( الحب ) فناداه الرجل : لا تفعل ، فإنّ في الحب حيوانا ميتا ! فنظر فيه فإذا فيه ( سام أبرص ) ميّت ، فجاء الخادم بالماء من مكان آخر وشرب الرجل ، ثم قام ليخرج فقام السيّد وودّعه .

فلما خرج الرجل قال السيّد للحاضرين : لماذا لم تنكروا عليه خبر فتح السليمانيّة ؟ !

وهنا شرع الحاج علي _ الذي التقى بالرجل عند مرقد ذي الدمعة _ يحدّث الحاضرين بما سمعه من الرجل في أثناء الطريق . فقام الحاضرون _ وقد أخذتهم الدهشة والحيرة _ وخرجوا من الدار يبحثون عنه ، فما وجدوه ، فكأنّه صعد إلى السماء أو غاب في الأرض !

فقال السيّد لهم : هو _ واللّه _ صاحب الأمر ، روحي فداه .

وبعد عشرة أيام جاء الخبر بفتح السليمانيّة . . إلى آخر القصة ((1)) .

- قصّة الحاج علي البغدادي :

ذكر الشيخ النوري في كتابه ( النجم الثاقب ) أنّ رجلا من أهل بغداد ، اسمه الحاج علي البغدادي ، وكان من الصالحين الأخيار ، وقد فاز بلقاء

ص: 53


1- جنّة المأوى للشيخ النوري , الحكاية الرابعة والأربعون .

الإمام المهدي المنتظر ( عليه السلام ) وإليك خلاصة قصّة تشرّفه بلقاء الإمام :

كان الحاج علي يسافر _ بصورة دائمة _ من بغداد إلى مدينة الكاظمية _ التي تقع في ضاحية بغداد _ وذلك لزيارة الإمامين الكاظم والجواد ( عليهما السلام ) .

يقول الحاج علي : كان قد وجب عليّ شيء من الخمس والحقوق الشرعيّة ، فسافرت إلى مدينة النجف الأشرف ، ودفعت عشرين تومانا منها إلى العالم الزاهد الفقيه الشيخ مرتضى الأنصاري وعشرين تومانا إلى المجتهد الفقيه الشيخ محمد حسين الكاظمي ، وعشرين تومانا منها إلى الشيخ محمد حسن الشروقي ، وبقيت عندي عشرون منها ، قرّرت أن

أدفعها _ عند رجوعي إلى بغداد _ إلى الفقيه الشيخ محمد حسن آل ياسين .وعدت إلى بغداد في يوم الخميس ، فتوجهت _ أولا _ إلى مدينة الكاظميّة ، وزرت الإمامين الكاظم والجواد ( عليهما السلام ) ، ثم ذهبت إلى دار الشيخ آل ياسين ، وقدّمت له جزءا ممّا بقي عليّ من الخمس ، كي يصرفه في موارده المقرّرة في الفقه الإسلامي ، واستأذنت منه على أن أدفع باقي المبلغ بصورة تدريجيّة . . إليه أو إلى من أراه مستحقا لذلك ، ثم أصرّ الشيخ بأن أبقى عنده ، فلم أجبه إلى ذلك ، معتذرا بأن عليّ بعض الأشغال الضروريّة ، وودّعته وتوجّهت نحو بغداد ، فلمّا قطعت ثلث الطريق إلتقيت بسيّد جليل القدر ، عظيم الشأن ، عليه الهيبة والوقار ، وقد تعمّم بعمامة

ص: 54

خضراء ، وعلى خدّه خال أسود ، وكان قاصدا مدينة الكاظميّة للزيارة ، فاقترب منّي وسلّم عليّ ، وصافحني وعانقني بحرارة وضمّني إلى صدره ، ورحّب بي وسألني : على خير . . إلى أين تذهب ؟

قلت : لقد زرت الإمامين الكاظمين ، والآن أنا عائد إلى بغداد .

فقال : عد إلى الكاظمين فهذه ليلة الجمعة .

قلت : لا يسعني ذلك .

فقال : إنّ ذلك في وسعك ، إرجع كي أشهد لك بأنك من الموالين لجدّي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولنا ، ويشهد لك الشيخ ، فقد قال تعالى : وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ .

وكنت قد طلبت من الشيخ آل ياسين أن يدفع اليّ وثيقة يشهد لي

فيها بأنّني من الموالين لأهل البيت ( عليهم السلام ) كي أجعلها في كفني .

فسألت السّيد : من أين عرفتني . . وكيف تشهد لي ؟ .

فقال : كيف لا يعرف المرء من وافاه حقّه !

قلت : وأيّ حق هذا الذي تقصده ؟

فقال : الحقّ الذي قدّمته لوكيلي .

قلت : ومن هو ؟

قال : الشيخ محمد حسن .

قلت : أهو وكيلك ؟ قال : نعم .

ص: 55

فتعجّبت من كلامه . . واحتملت أن تكون بيننا صداقة سابقة لا أتذكّرها ، لأنّه ناداني باسمي في أول اللقاء ، كما أنّني احتملت أن يكون متوقّعا منّي لأن أدفع اليه شيئا من الخمس _ باعتباره من ذرّية رسول اللّه _ .

فقلت له : سيّدنا . . لقد بقي في ذمّتي شيء من حقكم _ حقّ السادة _ وقد استأذنت الشيخ محمد حسن أن أدفعه إلى من أحب .

فتبسّم وقال : نعم . . لقد دفعت شيئا _ من حقّنا _ إلى وكلائنا في النجف الأشرف .

فقلت : هل حظي هذا العمل بالقبول ؟

قال : نعم .

ثم انتبهت إلى أنّ هذا السيّد يعبّر عن أعاظم العلماء بكلمة « وكلائي » فاستعظمت ذلك ، لكن عادت اليّ الغفلة مرة أخرى .

ثم قال لي : عد إلى زيارة جدّي . فوافقت فورا وتوجّهنا معا نحو مدينة الكاظميّة ، وكانت يدي اليسرى في يده اليمنى .

وسرنا نتجاذب أطراف الحديث ، وكنت أسأله عن مسائل مختلفة ويجيبني عليها ، وكان ممّا سألته : سيّدنا . . إنّ خطباء المنبر الحسيني يقولون : إنّ سليمان الأعمش تذاكر مع رجل حول زيارة سيّد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) فقال له الرجل : إنّ زيارة الحسين بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة _ وكلّ ضلالة في النار ، ثم رأى ذلك الرجل _ في المنام _ أنّ هودجا بين السماء والأرض ، فسأل عن الهودج فقيل له : إنّ فيه السيدة فاطمة الزهراء

ص: 56

وخديجة الكبرى ، فسأل أين تذهبان ؟ فقيل له : إلى زيارة الحسين في هذه الليلة _ وهي ليلة الجمعة _ ، وشاهد رقاعا _ جمع رقعة _ تتساقط إلى الأرض من ذلك الهودج ، وقد كتب عليها : أمان من النار لزّوار الحسين ( عليه السلام ) في ليلة الجمعة ، أمان من النار إلى يوم القيامة . . فهل صحيح هذا الحديث ؟

فقال : نعم . . تام صحيح .

قلت : سيدنا . . هل صحيح ما يقال أنّ من زار الإمام الحسين ( عليه السلام ) ليلة الجمعة كان آمنا ؟

فقال : نعم . . ودمعت عيناه وبكى .

فلم تمض علينا إلّا فترة قصيرة من الوقت . . وإذا بي أرى نفسي

في روضة الإمامين الكاظمين ( عليهما السلام ) من دون أن نمرّ بالشوارع والطرق المؤدّية إلى الروضة الشريفة .

ووقفنا على مدخل الحرم الشريف . . فقال لي : زر .

قلت : لا أحسن القراءة .

قال : هل أقرأ الزيارة وتقرأ معي ؟ قلت : نعم .

فشرع في الزيارة . وجعل يسلّم على رسول اللّه والأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) واحدا بعد واحد . . حتى بلغ إلى الإمام العسكري . .

ثم خاطبني قائلا : هل تعرف إمام عصرك ؟ فقلت : وكيف لا أعرفه ؟

ص: 57

قال : فسلّم عليه ، فقلت : السلام عليك يا حجّة اللّه يا صاحب الزمان يا بن الحسن ، فتبسّم وقال : عليك السلام ورحمة اللّه وبركاته .

ثم دخلنا الحرم الشريف ، وقبّلنا الضريح المقدّس ، فقال لي :

زر ، قلت : لا أحسن القراءة قال : هل اقرأ لك الزيارة ؟ فقلت :

نعم .

فشرع بالزيارة المعروفة ب ( أمين اللّه ) وبعد انتهاء الزيارة ، قال لي : هل تزور جدّي الحسين ؟ قلت : نعم ، فهذه ليلة الجمعة ، فزاره الزيارة المعروفة بزيارة الوارث ، وحان وقت صلاة المغرب ، فأمرني بالصلاة ، وقال لي : التحق بصلاة الجماعة

فوقفت للصلاة وبعد الفراغ من الصلاة غاب عني ذلك السيد ، فخرجت ابحث عنه فلم أجده .

فانتبهت من غفلتي وتذكّرت أنّ السيد ناداني باسمي ، ودعاني إلى العودة إلى الكاظمية مع العلم أنني امتنعت عن ذلك ، وكان يعبّر عن الفقهاء ب

( وكلائي ) ثم غاب عني فجأة ، فعلمت أنّه صاحب الزمان الإمام المهدي ( عليه السلام ) .

أقول : إنّ قصص الذين تشرّفوا بلقاء الإمام المهدي ( عليه السلام ) كثيرة جدا ، وقد انتخبنا من مجموعها هذا العدد اليسير ، وكلّ قصة منها تدلّ على مواضيع مهمّة وفوائد جمّة ، وقد حدثت هذه الحوادث في خلال قرون عديدة ، من أوائل الغيبة الكبرى إلى زماننا هذا .

ص: 58

ففي سامرّاء يلتقي الإمام المهدي ( عليه السلام ) بإسماعيل الهرقلي ويبرأ قرحته ، ويخبره أنّ المستنصر العبّاسي سوف يدفع اليه شيئا من المال ، وينهاه عن أخذه منه .

وفي النجف الأشرف يلتقي ( عليه السلام ) بالرجل المسلول ويشرب القهوة ويدفع سؤره اليه ، فيبرأ من السلّ المزمن ، ويتزوّج تلك المرأة ، بعد أن كان أهلها يمتنعون عن ذلك .

وفي البحرين يلتقي ( عليه السلام ) بمحمد بن عيسى ، ويخبره عن قصّة الرمّانة ، والحيلة التي استعملها الوزير ، ويخبر عن مكان القالب الذي صنعه الوزير .

وفي طريق كربلاء المقدّسة يحضر ( عليه السلام ) عند عشيرة عنيزة ((1)) ، ويصيح فيهم تلك الصيحة ، فيلقي اللّه الرعب في قلوبهم ، ويرحلون عن ذلك المكان خائبين خائفين ، ويفتح الطريق لزّوار قبر الإمام الحسين ( عليه السلام ) .

وفي مدينة الحلّة يخبر ( عليه السلام ) الحاج علي بالخسارة التي حلّت به ، ويبشّره بتبدّل الأحوال وتحسّن حالته الاقتصاديّة .

ص: 59


1- كتاب النجم الثاقب _ الحكاية الواحدة والثلاثون .

وفي الحلّة أيضا يحضر ( عليه السلام ) في دار العالم الجليل السيّد مهدي القزويني ، ويخبره أنّه خرج من السليمانية أمس _ وهي على الحدود العراقيّة التركية ، وفي أقصى نقاط شمال العراق _ ويخبره بالفتح والإنتصار ، ثم يغيب عنهم فلا يرونه ، ويصل الخبر إلى حكّام الحلّة بعد عشرة أيام .

ويحضر في مجالس الشيعة التي تنعقد لإحياء ذكريات الأئمة الطاهرين

( عليهم السلام ) .

فانظر كيف يثبت ( عليه السلام ) وجوده لشيعته ، وكيف يسعفهم ويغيثهم ويدفع عنهم الأعداء ، ويخبرهم عن المؤامرات والمكائد والمخطّطات التي يرسمها الأعداء لإيذاء الشيعة ، ثم يغيب عنهم فجأة لتكون غيبته دليلا على أنّه هو الإمام لا غير .

وفي هذا المجال يتّضح لك _ أيها القارئ الكريم _ ما كتبه ( عليه السلام ) إلى الشيخ المفيد ، من قوله : « فإنّا نحيط علما بأنبائكم ، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم » وقوله : « إنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم .

ص: 60

قصة أخرى لآية اللّه القزويني

اشارة

وهذه قصّة أخرى لآية اللّه السيّد مهدي القزويني ، يذكرها الشيخ النوري عن نجل السيّد أنّه سمع أباه يقول :

خرجت يوم الرابع عشر من شهر شعبان ، من مدينة الحلّة قاصدا

كربلاء لزيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان فلما وصلت إلى نهر الهندية ( أي : طويريج ) وجدت الزوّار متجمهرين هناك ، وقد وصلهم الخبر أنّ عشيرة عنيزة ( عشيرة بدويّة ) قد نزلت على طريق كربلاء لسلب الزوّار ونهب أموالهم !

فبينما الناس حيارى ، وقد أمطرت السماء ، توسّلت إلى اللّه تعالى بالنبي وآله الأطهار ، لإغاثة الزوّار ونجاتهم . فبينما أنا كذلك ، وإذا بفارس بيده رمح طويل ، وقف عندي وسلّم ، فرددنا عليه السلام ، فسمّاني باسمي وقال : ليأت الزوّار ، فإنّ عشيرة عنيزة ، قد رحلوا عن الطريق ، وصار الطريق مأمونا .

فخرجت مع الزوّار وهو يرافقنا في الطريق ويمشي أمامنا ، وكأنّه الأسد . وفي أثناء الطريق غاب عنّا فجأة وبغتة ، فقلت لمن معي : أبقي شكّ في أنّه صاحب الزمان ؟ ! فقالوا : لا واللّه .

يقول السيّد : إنّني كنت أطيل النظر اليه ، كأنّي رأيته قبل هذا ، فلما غاب عنّا تذكّرت أنّه هو الشخص الذي زارني في الحلّة .

ص: 61

أمّا عشيرة عنيزة فلم نر أحدا منهم ، ورأينا غبرة شديدة مرتفعة في البر ، فوصلنا كربلاء خلال ساعة _ وكانت المسافة ثلاث ساعات _

فوجدنا الحرّاس على باب البلد ، فسألونا : من أين جئتم ؟ وكيف وصلتم ؟ وأين صارت عشيرة عنيزة ؟ ! .

فقال أحد الفلّاحين _ المتواجدين هناك _ : بينما عشيرة عنيزة جلوس في خيامهم ، وإذا بفارس بيده رمح طويل ، فصاح في عشيرة عنيزة وأنذرهم بالدمار والهلاك ، فألقى اللّه الخوف في قلوبهم ، وتركوا المنطقة فورا .

يقول السيّد : فسألت ذلك الفلّاح عن وصف ذلك الفارس ؟

فوصفه لي ، فإذا هو نفسه الذي رأيته عند نهر الهنديّة .

- قصّة أحمد العسكري :

ذكر البحّاثة المعاصر العلّامة الشيخ لطف اللّه الصافي _ صاحب التآليف القيّمة -» قصة سمعها في سنة 1398 ه من الحاج احمد العسكري وهو من الأخيار الساكنين في طهران _ إيران _ ، والقصّة تتعلّق ببناء مسجد يقع على طريق قم _ طهران ، وهو الآن على مدخل مدينة قم المقدسة ويسمّى : مسجد الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) .

ص: 62

يقول أحمد العسكري : قبل سبع عشرة سنة ، وفي يوم خميس ، جاءني ثلاثة من الشباب _ وكانت حرفتهم تصليح السيارات _ وقالوا لي :

اليوم يوم الخميس ، ونريد أن نذهب إلى مدينة قم ، إلى مسجد جمكران

للتوسّل إلى اللّه تعالى بالإمام المهدي صاحب الزمان ( عليه السلام ) لقضاء بعض الحوائج الشرعيّة ، ونحب أن ترافقنا في هذه الرحلة .

فوافقت على ذلك ، وركبنا السيارة واتّجهنا نحو مدينة قم ، وبالقرب من المدينة حصل خلل في السيّارة فتوقفت عن السير ، وانشغل الشباب بتصليحها ، فانتهزت الفرصة واخذت قليلا من الماء وابتعدت عنهم لقضاء الحاجة .

فرأيت _ هناك _ سيّدا جميل الوجه ، أبيض اللون ، أزجّ الحاجبين أبيض الثنايا وعلى خدّه خال ، وعليه ثياب بيضاء وعباءة رقيقة ، وفي رجليه نعلان صفراوان ، وقد تعمّم بعمامة خضراء ، وبيده رمح يخطّ به الأرض .

فقلت في نفسي : إنّ هذا السيّد قد جاء _ في هذا الصباح الباكر _ إلى هذا المكان ، وعلى جانب الطريق ويخطّ الأرض بالرمح ! هذا غير صحيح . لأنّ الطريق عام يمرّ فيه السوّاح الأجانب .

كان أحمد العسكري يحكي قصّته هذه ، وهو يظهر الندم على ما صدر منه تجاه صاحب الرمح ، من سوء الظن وسوء الأدب .

يقول : فتقدّمت اليه وقلت له : هذا العصر عصر الدبّابات

ص: 63

والمدافع والذرّة وأنت تأخذ بيدك الرمح ؟ ! إذهب وادرس العلوم الدينيّة _ وإنما قال له ذلك لأنّ الرجل كان بزيّ رجال الدين _ .

ثم تركته . . واتّجهت نحو موضع بعيد ، وهناك جلست لقضاء الحاجة . . فناداني باسمي وقال : لا تجلس في هذا المكان لقضاء الحاجة ، لأني قد خطّطت هذا المكان لبناء المسجد .

فغفلت عن معرفته باسمي ولم أتمالك أن قلت : على عيني . وقمت فورا .

فقال لي : إذهب وراء تلك الربوة لقضاء الحاجة ، فذهبت هناك ، وتبادرت إلى ذهني بعض الأسئلة حول هذا الموضوع ، وقرّرت أن أطرحها على ذلك السيد ، وأقول له : لمن تبني هذا المسجد ؟ ! للملائكة أم للجن ؟ ! _ لأنّ المنطقة كانت بعيدة عن المدينة وفي صحراء قاحلة _ .

وبعد ذلك . . أقول له : إنّ المسجد لم يشيّد بعد ، فلماذا منعتني عن قضاء الحاجة في هذا المكان ؟ _ لأنّ المسجد يحرم تنجيسه إذا وقفت الأرض للمسجد ، أمّا قبل كل شيء فلا يجري عليه هذا الحكم _ .

فلما فرغت من قضاء الحاجة . . قصدت السيّد وسلّمت عليه ، فركزّ رمحه في الأرض ، ورحّب بي وقال : اعرض علي الأسئلة التي نويت أن تسألني عنها ؟ ! .

فلم أنتبه إلى أنه يخبر عمّا في قلبي ممّا لم أتفوّه به ، وأنّ هذا ليس أمرا عاديا ، بل هو خارق للعادة . وعلى كلّ حال . . قلت له : يا سيّد . . تركت الدراسة ، وجئت إلى هذا المكان ، وكأنّك لا تتفكّر بأننا

ص: 64

في عصر الصاروخ والمدفع . . فما قيمة الرمح ؟ .

وجرى بيني وبينه حوار . . ثم قال لي _ وقد القى نظره إلى الأرض _ : أخطّط للمسجد .

قلت : للجن أم للملائكة ؟ ! .

قال : للبشر .

وأضاف : سوف تعمر هذه المنطقة بالسكّان .

قلت له : أخبرني : حينما أردت قضاء الخاجة قلت لي : « هنا مسجد » مع العلم أنّ المسجد لم يشيّد بعد ؟ .

فقال : إنّ سيّدا من ذريّة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) قد قتل في هذا المكان واستشهد ، وسوف يكون مصرعه محرابا ، لأنّ عليه أريق دم ذلك الشهيد .

ثم أشار إلى جانب من الأرض وقال : وفي ذلك المكان تبنى المرافق الصحيّة ، لأنّ أعداء اللّه وأعداء رسوله قد صرعوا في ذلك المكان .

ثم التفت خلفه وقال : وفي هذا الموضع تبنى الحسينيّة ، وجرت دموعه على خدّيه ، حين تذكّر الإمام الحسين الشهيد ( عليه السلام ) فبكيت لبكائه .ثم قال : وخلف هذا المكان تبنى مكتبة ، وأنت تهدي إليها الكتب . .

قلت : أوافق . لكن بثلاثة شروط :

1 _ أن أعيش إلى زمان تشييد المكتبة .

فقال : إنشاء اللّه .

ص: 65

2 _ وأن يبنى المسجد هنا .

فقال : بارك اللّه .

3 _ وأن أهدي إلى المكتبة بقدر استطاعتي ، ولو كتابا واحدا ، امتثالا لأمرك يا بن رسول اللّه .

فضمّني إلى صدره . . فقلت له : من الذي يبني هذا المسجد ؟

قال : يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ .

قلت : أنا أعلم أنّ يد اللّه فوق أيديهم .

فقال : سوف ترى المسجد حينما يتم بناؤه ، وأبلغ سلامي إلى المتبرّع لبناء المسجد .

ثم قال لي : وفّقك اللّه للخير .

فتركت السّيد ، واتّجهت نحو السّيارة التي كانت واقفة على جانب الشارع ، وقد تمّ إصلاحها ، فسألني الإخوة : مع من كنت تتكلّم تحت حرارة الشمس ؟

قلت : أما رأيتم ذلك السيّد مع الرمح الطويل . . كنت اكلّمه ؟

قالوا : وأيّ سيّد ؟

فنظرت خلفي . . ها هنا وهناك . . فلم أر أحدا ، بالرغم من أنّ الأرض كانت منبسطة لا توجد فيها ارتفاعات وانخفاضات !

فاستولت عليّ حالة ذهول ودهشة ، وركبت السيارة وأنا في حالة لا

أستطيع وصفها ! . .

ص: 66

كان الأصدقاء يتكلّمون معي ولا أستطيع ان أجيبهم . . ولا أعرف كيف صلّيت الظهر والعصر ! !

وأخيرا . . وصلنا إلى مسجد جمكران وأنا متشتّت الفكر ، وجلست أبكي في المسجد وكان عن يميني شيخ وعن شمالي شاب ، ثم صلّيت الصلاة التي تصلى في هذا المسجد ، وأردت أن أسجد بعد الصلاة ، فرأيت سيدا تفوح منه رائحة طيّبة فقال لي : آقاي عسكري . . سلام عليكم . وجلس عندي _ وكان صوته يشبه صوت ذلك السيّد الذي رأيته في الصباح _ ونصحني نصيحة . فسجدت وقرأت ما ينبغي قراءته في السجود ، ثم رفعت رأسي فلم أره ، فسألت عنه من الذي عن يميني وشمالي . . فقالا : لم نر أحدا .

فكأنّ الأرض ارتجفت تحتي . . وفقدت الوعي ، فجاء أصدقائي وتعجبوا ممّا جرى عليّ ، ورشّوا على وجهي الماء .

ورجعنا إلى طهران ، فحدّثت أحد العلماء بما جرى . فقال : إنّه هو الإمام المهدي ، فاصبر حتى ننظر هل يبنى المسجد ! .

وانقضت سنوات وجئت إلى قم _ في احدى المناسبات _ فلما وصلت إلى تلك المنطقة رأيت الأعمدة مرتفعة في ذلك المكان ، فسألت عن القائم ببناء المسجد ؟

فقيل لي : رجل اسمه : الحاج يد اللّه رجبيان ، فلما سمعت هذا الاسم إنهارت أعصابي وغمر العرق جسمي ولم أستطع الوقوف على قدمي ،

ص: 67

فجلست على الكرسي وعرفت معنى كلام الإمام ( عليه السلام ) حين سألته : من الذي يبني المسجد ؟ فقال : يد اللّه فوق أيديهم .

فذهبت إلى طهران واشتريت أربعمائة كتاب ، وأوقفتها لتلك المكتبة ، والتقيت بالحاج يد اللّه رجبيان . . إلى آخر القصّة .

السلام ) ، وليقطع بذلك حجّة المعاندين لئلّا يكون للناس على اللّه حجّة »((1)).

ص: 68


1- إكمال الدين للشيخ الصدوق ج 2 ص 357 , وبحار الأنوار للشيخ المجلسي ج 51 ص 222 .

الكتاب _3 : فائدة طول العمر للبعض

طول عمر الخضر ع وحياته

إن المسلمين متفقون على حياة أربعة من الأنبياء ، اثنان منهم في السماء وهما : إدريس وعيسى ، واثنان في الأرض : الياس والخضر ، وأن ولادة الخضر في زمن إبراهيم أبي الأنبياء ((1)) .

النواصب

يشكلون على طول عمر الامام المهدي ع لانه ابن الامام علي ع لكنهم لا يحتجون على طول سن الخضر وطول أعمار الملائكة ، أو طول عمر إبليس ( لعنه اللّه ) ويقزلزن بانه شرب ماء الحياة وبقي حيّا إلى يومنا هذا .

قال

الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) إنّ الخضر ( عليه السلام ) شرب من ماء الحياة ، فهو حيّ لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وإنّه ليحضر الموسم كلّ سنة ، ويقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمنين ( أي :

ص: 69


1- تهذيب الأسماء واللغات 1 : 177 ، ربيع الأبرار 1 : 397 .

يقول آمين ) وسيؤنس اللّه به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته » ((1)) .

وروي عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : « . . . وأمّا العبد الصالح أعني الخضر ( عليه السلام ) ، فانّ اللّه _ تبارك وتعالى _ ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ، ولا لكتاب ينزّله عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له ، بلى . . إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم ( عليه السلام ) في أيّام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول ، طوّل عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك . . إلّا لعلّة الإستدلال به على _ عمر القائم ( عليه والمشهور بين المؤمنين أنّ من واظب على غسل الجمعة لا يبلى جسده .

ص: 70


1- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 2 ص 390 _ 391 .

طول اعمار الماضين

الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 157:

" إن القائم إذا قام يقول الناس : أنى ذلك وقد بليت عظامه ؟ ! " .

حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري ، عن أحمد بن علي الحميري ، عن الحسن بن أيوب ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن محمد بن الفضيل ، عن حماد بن عبد الكريم الجلاب ، قال : " ذكر القائم عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : أما إنه لو قد قام لقال الناس : أنى يكون هذا وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا ؟ ((1)) .

حدثنا علي بن أحمد البندنيجي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي العباسي ، عن موسى بن سلام ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبد الرحمن ، عن الخشاب ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا نجم منها طلع فرمقتموه بالأعين ، وأشرتم إليه بالأصابع ، أتاه ملك الموت فذهب به ، ثم لبثتم في ذلك سبتا

ص: 71


1- الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 157 .

من دهركم ، واستوت بنو عبد المطلب ولم يدر أيا من أي ، فعند ذلك يبدو نجمكم ، فاحمدوا الله واقبلوه " ((1)) .

_وفي هذا المجال ذكر في صفحة 239 من مجلة المقتطف المصريّة ما نصه : ( . . . لكن العلماء الموثوق بعلمهم يقولون : إنّ جميع الأنسجة الرئيسيّة في جسم الحيوان تقبل البقاء إلى ما لا نهاية له ، وأنه في الإمكان أن يبقى الإنسان حيّا ألوفا من السنين ، إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته » .

وفي المجلة صفحة 240 من نفس العدد تقول : « وغاية ما ثبت الآن من التجارب المذكورة أنّ الإنسان لا يموت بسبب بلوغ عمره الثمانين أو المائة من السنين ، بل لأنّ العوارض تنتاب بعض أعضائه فتتلفها ، ولإرتباط بعضها

ص: 72


1- إثبات الهداة : 3 / 547 ، ح 543 الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 157 إثبات الهداة : 3 / 547 ، ح 543 الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 157.

ببعض تموت كلّها ، فإذا استطاع العلم أن يزيل هذه العوارض أو يمنع فعلها ، لم يبق مانع من استمرار الحياة مئات السنين ((1)) .

_وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : « كانت اعمار قوم نوح

( عليه السلام ) ثلاثمائة سنة . . ثلاثمائة سنة » اكمال الدين ((2)).

- النبي آدم ( عليه السلام ) عاش 930 سنة .

سن النبي نوح 950 سنة .

2 _ النبي سليمان بن داود ( عليهما السلام ) عاش 712 سنة .

3 _ لقمان الحكيم عاش 4000 سنة وقيل 400 سنة .

4 _ الربيع بن الضبع الفزاري عاش 380 سنة .

5 _ شدّاد بن عامر عاش 900 سنة .

6 _ عمر بن عامر عاش 800 سنة .

7 _ قس بن ساعدة الأيادي عاش 600 سنة .

8 _ عزيز مصر عاش 700 سنة .

9 _ الريّان _ والد عزيز مصر _ عاش 1700 سنة .

ص: 73


1- ) مجلة المقتطف المصرية , في الجزء الثالث الصادر في سنة 1379 ه . في مقال تحت عنوان « هل يخلّد الإنسان في الدنيا ؟ » .
2- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 2 ص 523 .

- لقمان العادي عاش 560 سنة .

وهناك العديد ممن طال عمره ذكر في كتب المؤرخين في العالمية .

وإن أردت المزيد من التفصيل فراجع كتاب إكمال الدين ج 2 ص 523 وما بعده ، وكتاب بحار الأنوار ج 51 ص 225 وما بعده .

قال الرضا عليه السّلام : إنّ الخضر عليه السّلام شرب من ماء الحياة فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور ، وإنّه ليأتينا ، فيسلَّم علينا ، فنسمع صوته ، ولا نرى شخصه ، وإنّه ليحضر حيث ذكر ، فمن ذكره منكم ، فليسلَّم عليه ((1)).

رواه ابن بابويه في كتاب " كمال الدين " _ في باب ما أخبر به الصادق

( عليه السلام ) من وقوع الغيبة _ ورواه الطبرسي في " إعلام الورى " وعلي بن عيسى في " كشف الغمة " عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في حديث طويل قال : " وأما العبد الصالح _ يعني الخضر ( عليه السلام ) _ فإنه ما طول عمره لنبوة قدرها له ، ولا كتاب نزل عليه ، ولا بشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له .

ص: 74


1- هداية الامة _ العاملي ج5 / 150 .

بل إن الله لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم من أيام غيبته ما يقدر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده لمقدار ذلك العمر في الطول ، عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك ، إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم ، وليقطع به حجة المعاندين ، لئلا يكون للناس على الله حجة " ((1)) .

في حديث الخضر ( عليه السلام ) _ بإسناده عن عبد الله بن سليمان قال : قرأت في بعض كتب الله عز وجل : أن ذا القرنين كان عبدا صالحا _ إلى أن قال _ : فوصفت له عين الحياة ، وقيل له : من شرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصيحة ، وأنه خرج في طلبها حتى انتهى إلى موضع فيه ثلاثمائة وستون عينا ، وكان الخضر على مقدمته فأعطاه حوتا مالحا وأعطى كل واحد من أصحابه حوتا مالحة ، وقال لهم : ليغسل كل رجل منهم حوته عند عين .

فانطلق الخضر إلى عين من تلك العيون ، فلما غمس الحوت في الماء حيي

وأنساب ، فلما رأى ذلك الخضر علم أنه ظفر بماء الحياة ، فرمى بثيابه وسقط في الماء ، فجعل يرتمس فيه ويشرب منه ، فرجع كل منهم إلى ذي القرنين وحوته معه ، ورجع الخضر وليس معه حوت فسأله عن قصته فأخبره ، فقال له : شربت من ذلك الماء ؟ فقال : نعم فقال له : أنت صاحبها

ص: 75


1- كمال الدين ص 357 .

، فأبشر بالبقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الأبصار ، إلى النفخ في الصور ((1)) .

أنظر فائدة غيبة المهدي العظيمة

الكثير يشكلون على الشيعة بالسؤال المطروح : ما فائدة غيبة الامام المهدي اذا كان لا يعمل شيئا ؟

الجواب :

ان القائم المهدي يعمل في غيبته ما عمله الخضر في جولته القصيرة مع النبي موسى ع .

لقد ثقب السفينة كي لا يأخذها جيش الملك الحاكم لاسطوله الحربي ويعد هذا العمل محاربة للدولة المستبدة الحاكمة في حينها ولو عثروا على الخضر لقتلوه بهذا العمل .

ويعد عمل الخضر هذا اصلاح للدولة وانقاذ للمجتمع من جرائم الحكومة الباغية . فانقذ شريحة كبيرة من الفقر كانت تعيش على عمل هذه السفينة .

ص: 76


1- كمال الدين : 385 / 1 .

ولو قام الخضر بهذه الاعمال يوميا في كل دول العالم فسيكون عمله رائعا وكبيرا لكننا لا نراه ولا نلمسه ونعتبره صدفة .

وقتل الخضر ذلك الصبي لانه سيكون طاغية في دارهم ويدمر حياة أبويه المؤمنين فانقذهم منه ونجاهم من مكائده الشيطانية .

وقد قام الكثير من الاولاد بدمار حياة ابويهم واذلالهم وقتلهم بيديه فقتله الخضر قبل أن يقتلهم ودمره قبل أن يدمرهم .

وقتل الخضر للقتلة قبل جرائمهم فيه منفعة عظيمة للمجتمعات فيا ترى كم شخصا قتله الخضر والمهدي قبل ارتكابه للمزيد من الجرائم .

وكم مشروعا ابطله المهدي والخضر , وكم حربا اطفأها المهدي والخضر قبل نشوبها او اتساعها .

ثم بنا الخضر جدارا متهدما لايتام في قرية قبل أن ينقض عليهم ويقتلهم , وهذا يبين قيامه ببناء الكثير من الدور والمبرات للايتام والعجزة وحفره الكثير من الانهار للفقراء في المناطق النائية والبعيدة عن سلطة الحكومات .

وهذه الاعمال تبين لنا قصص الكثير من المسلمين الذين وقعوا في مصاعب خطيرة وانقذهم المهدي ع وهم لا يعرفوه .

مثلا انقاذه الكثير من البنات من براثن العصابات المعتدية , وانقاذه عوائل من جرائم المهاجمين وقصص النساء الحوامل اللاتي يلدن في المقابر بعد موتهن ويبقى الاطفال في السراديب اياما واشهرا في قصص عجيبة ونادرة .تبين عظمة رب العالمين في حججه الغائبة ومعاجزه الكثيرة والنادرة .

ص: 77

_عن الأعمش قال : خرجت حاجا فرأيت بالبادية أعرابيا أعمى ، وهو يقول ( اللهم إني أسألك بالقبة التي اتسع فناؤها ، وطالت أطنابها ، وتدلت أغصانها وعذب ثمرها ، واتسق فرعها ، وأسبغ ورقها وطاب مولدها ، إلا رددت على بصري ) .( قال )

فخنقتني العبرة ، فدنوت إليه وقلت ( له ) : يا أعرابي لقد دعوت فأحسنت ، فما البقعة التي اتسع فناؤها ؟

قال : محمد صلى الله عليه وآله . قلت : فقولك : طالت أطنابها ؟ قال : أعني فاطمة عليها السلام .قلت : وتدلت أغصانها ؟ قال : على وصي رسول الله صلى الله عليه وآله .قلت : وعذب ثمرها ؟ قال : الحسن والحسين عليهما السلام .قلت : واتسق فرعها ؟ قال : حرم الله ذرية فاطمة عليها السلام . على النار .قلت : وأسبغ ورقها ؟ قال : بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .فأعطيته دينارين ومضيت ، وقضيت الحج ورجعت فلما وصلت إلى البادية رأيته فإذا عيناه مفتوحتان كأنه ما عمي قط .

قلت : يا أعرابي كيف كان حالك ؟

قال : كنت أدعو بما سمعت فهتف بي هاتف ، وقال : إن كنت صادقا إنك

تحب نبيك وأهل بيت نبيك فضع يدك على عينيك .

ص: 78

فوضعتها ( عليهما ) ثم كشفت عنها وقد رد الله على بصري ، فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحدا ، فصحت : أيها الهاتف ، بالله من أنت ؟ فسمعت ( أنا الخضر ، أحب علي بن أبي طالب ، فإن حبه خير الدنيا والآخرة ((1)) .

وكذلك المهدي ع يشافي الداعين والمتضرعين الى الله تعالى المنادين باسمه .

بعدما قبض رسول الله جاء آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله في الله عزاء من كل مصيبة و...والسلام عليكم .قال علي ( علیه السلام ) : هل تدرون من هذا؟

قالوا: لا .قال: انه الخضر ( علیه السلام ) ((2)) .

يبايعه المسلمون بين الركن والمقام ، يشبه رسول الله ( ص ) في الخلق _ بفتح الخاء _ وقريبا منه في الخلق ، أسعد الناس به أهل الكوفة ، يقسم المال بالسوية ، ويعدل به في الرعية ، يمشي الخضر بين يديه ((3)) .

ص: 79


1- الدعوات _ الراوندي 196 .
2- مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمى 9 /35.والكافى للكلينى 3/221.
3- إلزام الناصب : 1 / 292 و نقله عن الفتوحات المكية في إسعاف الراغبين ص 142 فما بعدها .

الخضر قائد لجيوش ذي القرنين والمهدي

وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ( 83 ) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ( 84 ) فَأَتْبَعَ سَبَبًا ( 85 ) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ( 86 ) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ( 87 ) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ( 88 ) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ( 89 )حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ( 90 ) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ( 91 ) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ( 92 )حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ( 93 )قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ( 94 )قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ( 95 )آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ( 96 )فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ( 97 )_سورة الكهف .

قال الامام الحسن العسكري ع : يا أحمد بن إسحاق . . مثله (المهدي ع ) في هذه الأمّة مثل الخضر ، ومثله مثل ذي القرنين ، واللّه ليغيبنّ غيبة لا

ص: 80

ينجو فيها من الهلكة إلّا من ثبّته اللّه _ عزّ وجلّ _ على القول بإمامته ، ووفّقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه » ((1)) .

فقلت له ( أي : للإمام العسكري ) يا بن رسول اللّه لقد عظم سروري بما مننت به عليّ ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين ؟

فقال ( عليه السلام ) : طول الغيبة يا أحمد ((2)) .

وكان الخضر قائد جيوش ذي القرنين ((3)) .

وسيكون الخضر من قادة جيوش الامام المهدي ع .

ص: 81


1- علّيين : اسم لأعلى درجات الجنّة . المصدر : إكمال الدين للشيخ الصدوق ج 2 ص 384 _ 385 , طبع طهران 1395 ه .
2- علّيين : اسم لأعلى درجات الجنّة . المصدر : إكمال الدين للشيخ الصدوق ج 2 ص 384 _ 385 , طبع طهران 1395 ه .
3- كمال الدين : 385 / 1 .

المهدي في غيبته يعمل ما عمله الخضر في سورة الكهف من قتل الطغاة ومحاربة الملوك العتاة ومساعدة الايتام

قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ( 63 ) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا ( 64 ) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ( 65 ) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ( 66 ) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ( 67 ) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ( 68 ) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ( 69 ) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ( 70 ) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ( 71 ) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ( 72 ) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ( 73 ) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ( 74 ) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ( 75 ) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ( 76 ) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ

ص: 82

يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ( 77 ) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ( 78 ) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ( 79 ) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ( 80 ) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ( 81 ) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ( 82 )_الكهف هذه الايات القرآنية تبين الاعمال الرائدة للامام المهدي والخضر في غيبتهما في نصرة المظلومين ومساعدة الايتام واعانة الفقراء .

ولم يذكر القرآن الكريم اعمال الخضر المفيدة عبثا بل ذكرها كي يتدبر الناس بها ويفهمون ان غيبته نافعة للامم فهو يقصم ظهر كل طاغية في كل لحظة ممكنة ويخرق كل سفينة في أي وقت يريد اذا شاء الله تعالى .

ص: 83

الياس وطول عمر البشر

وردت في نبي الله إلياس « عليه السلام » وحياته ، أحاديث وقصص في مصادر الطرفين لكنها لا تبلغ في قوتها وصحتها أحاديث الخضر « عليه السلام » .

فقد روى في كمال الدين ((1)) ، قصة المعمر ابن أبي الدنيا ، وأنه رأى في الجاهلية الخضر وإلياس وبشراه بالنبي « صلى الله عليه و آله » وأخبراه أنه يعيش حتى يرى عيسى « عليه السلام » .

وروى في البحار : ((2)) ، ومستدرك الوسائل : ((3)) ، عن النبي « صلى الله عليه و آله » دعاءً للأمن من السرق والغرق والحرق وأن الخضر « عليه السلام » وإلياس يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا تفرقا عن هذه الكلمات :

بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله ، كل نعمة فمن الله ، ما شاء الله ، الخير كله بيد الله ، ما شاء الله ، لا يصرف السوء إلا الله ) .

ص: 84


1- كمال الدين /الصدوق ص 543 .
2- البحار : 13 / 319
3- مستدرك الوسائل : 5 / 386 .

النبي الياس من المعمرين شأنه شأن الخضر

وردت في نبي الله إلياس « عليه السلام » وحياته ، أحاديث وقصص في مصادر الطرفين لكنها لا تبلغ في قوتها وصحتها أحاديث الخضر « عليه السلام » . فقد روى في كمال الدين ((1))، قصة المعمر ابن أبي الدنيا ، وأنه رأى في الجاهلية الخضر وإلياس وبشراه بالنبي « صلى الله عليه و آله » وأخبراه أنه يعيش حتى يرى عيسى « عليه السلام » . وروى في، عن النبي « صلى الله عليه و آله » أن الخضر « عليه السلام » وإلياس يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا تفرقا عن هذه الكلمات : بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله ، كل نعمة فمن الله ، ما شاء الله ، الخير كله بيد الله ، ما شاء الله ، لا يصرف السوء إلا الله )((2)) .

ص: 85


1- كمال الدين / 543
2- البحار : 13 / 319 ، ومستدرك الوسائل : 5 / 386 .

من يريد طول العمر لملاقاة المهدي ع

مما يشهد لتأكد الدعاء لفرجه ( عليه السلام ) بعد كل من الفرائض اليومية أيضا ما روى في مكارم الأخلاق قال : روي أن من دعا بهذا الدعاء عقيب كل فريضة ، وواظب على ذلك ، عاش حتى يمل الحياة ، ويتشرف بلقاء صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه وهو :

اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم إن رسولك الصادق المصدق صلواتك عليه وآله قال : إنك قلت ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته .

اللهم فصل على محمد وآل محمد وعجل لأوليائك الفرج ، والنصر والعافية ولا تسؤني في نفسي ، ولا في " فلان " قال : وتذكر من شئت .

أقول : وروى العلامة المجلسي في صلاة البحار نقلا عن كتاب فلاح السائل ، للعالم الرباني السيد علي بن طاووس قال : ومن المهمات لمن يريد طول البقاء ، أن يكون من تعقيبه بعد كل صلاة :- ما رواه أبو محمد هارون بن موسى عن أبي الحسين علي بن محمد بن يعقوب العجلي الكسائي ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن جعفر بن محمد بن حكيم ، عن جميل ابن دراج قال : دخل رجل إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال له : يا سيدي ، علت سني ، وماتت أقاربي ، وأنا خائف أن يدركني الموت وليس لي من آنس به ، وأرجع إليه .

ص: 86

فقال ( عليه السلام ) له : إن من إخوانك المؤمنين من هو أقرب نسبا أو سببا وأنسك به خير من أنسك بقريب ، ومع هذا فعليك بالدعاء ، وأن تقول عقيب كل صلاة : اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم إن الصادق الأمين ( عليه السلام ) قال : إنك قلت : " ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته " .اللهم فصل على محمد وآل محمد ، وعجل لوليك الفرج والعافية والنصر ، ولا تسؤني في نفسي ، ولا في أحد من أحبتي ، وإن شئت أن تسميهم واحدا واحدا فافعل وإن شئت متفرقين ، وإن شئت مجتمعين .

قال الرجل : والله لقد عشت حتى سئمت الحياة قال أبو محمد هارون بن موسى ( رضي الله عنه ) أن محمد بن الحسن بن شمون البصري كان يدعو بهذا الدعاء ، فعاش مائة وثمان وعشرين سنة في خفض ، إلى أن مل الحياة فتركه فمات رحمه الله تعالى .

- وروى أن المجلسي أيضا نقلا عن دعوات الراوندي والمكارم ومصباح الشيخ وجنة الأمان والبلد الأمين بهذا اللفظ روى :

من دعا بهذا الدعاء عقيب كل فريضة ، وواظب على ذلك عاش حتى يمل الحياة ((1)

.

ص: 87


1- البحار : 86 / 8 باب 38 ذيل 7 .

الكتاب _4 : محاولة العباسيين اغتيال المهدي ع

محاولة المعتمد العباسي القبض على المهدي

لقد قتل ابو بكر وعمر وعائشة وحفصة النبي الاعظم ( صلی الله علیه و آله و سلم ) .

وقتل ابو بكر وعمر فاطمة سيدة نساء العالمين ( علیها السلام ) .

اذن قتل رجال السقيفة اثنين من أهل البيت هما النبي محمد وفاطمة سيدة النساء ( علیها السلام ) .

وقتل الامويون خمسة أئمة : أمير المؤمنين علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين السجاد والامام محمد الباقر ( علیهم السلام ) .

وقتل العباسيون ستة أئمة وهم : جعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري وطاردوا الامام الحجة المهدي ففشلوا وخابوا .

لقد قتل الملك العباسي المعتمد الامام الحسن العسكري ع ولاحق الامام المهدي ع ليقتله فلم يفلح .

ص: 88

وعن سيرة الامام الحسن العسكري ع : ذكر فيها كلام جماعة من أعلام القوم :منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ( ينابيع المودة ) ( ج 3ص 113 ط العرفان في بيروت ) قال :

ومنهم العلامة المعاصر محمد بن عبد الغفار الهاشمي الحنفي في ( أئمة الهدى ) ( ص 138 ط القاهرة ) قال :

وكثر أتباعه ، وذاع صيته ، واتجهت إليه الأنظار ، ودس له المعتمد العباسي سما فتوفي منه .

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في ( الفصول المهمة ) ( ص 270 ط الغري ) قال :

عن الحسن بن محمد الأشعري ، عن عبد الله بن خاقان قال : لقد ورد على الخليفة المعتمد على الله أحمد بن المتوكل في وقت وفاة أبي محمد الحسن بن علي العسكري ما تعجبنا منه ولا ظننا أن مثله يكون من مثله ، وذلك أنه لما اعتل أبو محمد ( علیه السلام ) ركب خمسة من دار الخليفة من خدام أمير المؤمنين وثقاته وخاصته كل منهم نحرير فقه وأمرهم بلزوم دار أبي الحسن ( علیه السلام ) وتعرف خبره ومشاركتهم له بحاله وجميع ما يحدث له في مرضه وبعث إليه من خدام المتطببين بملازمته وبعث الخليفة إلى القاضي بن بختيار أن يختار عشرة ممن يثق بهم وبدينهم وأمانتهم يأمرهم إلى دار أبي محمد الحسن ( علیه السلام ) وبملازمته ليلا ونهارا ، فلم يزالوا هناك إلى أن توفي بعد أيام قلائل ، ولما رفع خبر وفاته ( علیه السلام ) ارتجت سر من رأى وقامت

ص: 89

ضجة واحدة وعطلت الأسواق وغلقت أبواب الدكاكين وركب بنو هاشم والكتاب والقواد والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى أن حضروا إلى جنازته فكانت سر من رأى في ذلك شبيها بالقيامة ، فلما فرغوا من تجهيزه بعث الخليفة إلى عيسى بن المتوكل أخيه بالصلاة عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة دنى عيسى منه وكشف عن وجهه وعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية وعلى القضاة والكتاب والمعدلين فقال : هذا أبو محمد العسكري مات حتف أنفه على فراشه وحضره من خدام أمير المؤمنين فلان وفلان ثم غطى وجهه وصلى عليه وأمر بحمله ودفنه ، وكانت وفاة أبي محمد الحسن بن علي بسر من رأى في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين للهجرة ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه بدارهما من سر من رأى وله يومئذ من العمر ثمان وعشرون سنة وكانت مدة إمامته سنتين .

وفي ( ص 272 ) خلف أبو محمد الحسن ( علیه السلام ) من الولد ابنه الحجة القائم المنتظر ( علیه السلام ) لدولة الحق ، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وخوف السلطان وطلبه للشيعة وحبسهم والقبض عليهم ((1)) .

ص: 90


1- منهم ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في ( الفصول المهمة ) ( ص 270 ط الغريو العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ( ينابيع المودة ) ( ج 3 ص 113 ط العرفان في بيروت ) . ومنهم العلامة المعاصر محمد بن عبد الغفار الهاشمي الحنفي في ( أئمة الهدى )( ص 138 ط القاهرة ) .

محاولة الملك المعتضد اغتيال الامام المهدي ع

بعدما اعاد المعتضد عاصمته الى بغداد قرّر إغتيال الإمام المهدي ( عليه السلام ) فأرسل إلى ثلاثة من المقرّبين لديه ، وأمرهم بالخروج إلى سامراء ، بصورة متفرّقة ، وأن لا يصحبوا معهم متاعا ، قليلا ولا كثيرا ، ووصف لهم محلّة في سامراء ودارا فيها ، وقال : إذا أتيتموها _ أي الدار _ تجدون على الباب خادما أسود ، فاكبسوا الدار ، ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه .

والآن . . لنقرأ ما قاله أحد هؤلاء الثلاثة _ واسمه رشيق _ وهو يحكي محاولة الإغتيال :

قال : ( فوافينا سامرّاء ، فوجدنا الأمر كما وصفه ، وفي الدهليز خادم أسود ، وفي يده تكّة ينسجها فسألناه عن الدار ومن فيها ؟

فقال :صاحبها .

ص: 91

فو اللّه ما التفت الينا ، وقلّ إكتراثه بنا ، فكبسنا الدار ((1)) كما أمرنا ، فوجدنا دارا سرية ومقابل الدار ستر ، ما نظرت قطّ إلى أنبل منه ، كأنّ الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت ، ولم يكن في الدار أحد ، فرفعنا الستر ، فإذا بيت كبير ، كأنّ بحرا فيه ماء ، وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنّه على الماء ، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلّي ، فلم يلتفت إلينا ، ولا إلى شيء من أسبابنا ((2)) .

فسبق أحمد بن عبد اللّه _ أحد الثلاثة _ ليتخطّى البيت ، فغرق في الماء ، وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلّصته وأخرجته ، وغشي عليه وبقي ساعة مغشيّا عليه ، وعاد صاحبي الثاني إلى ذلك الفعل ، فناله مثل ذلك .

وبقيت مبهوتا . . فقلت _ لصاحب البيت _ : المعذرة إلى اللّه وإليك ، فو اللّه ما علمت كيف الخبر ، ولا إلى من أجيىء ، وأنا تائب إلى اللّه .

فما التفت إلى شيء ممّا قلناه ، وما انفتل عمّا كان فيه .

فهالنا ذلك ، وانصرفنا عنه .

ص: 92


1- الدهليز : وهو ممر : مدخل الدار , أي : ما بين الباب وصحن الدار . التكّة : رباط السراويل .
2- أسبابنا : أي أسلحتنا التي كنّا قد اصطحبناها معنا لإغتياله .

وقد كان المعتضد ينتظرنا ، وقد تقدّم إلى الحجّاب _ إذا وافيناه _ أن ندخل عليه في أيّ وقت كان .

فوافيناه في بعض الليل ، فأدخلنا عليه ، فسألنا عن الخبر ؟ فحكينا له ما رأينا .فقال : ويحكم ! لقيكم أحد قبلي ؟ وجرى منكم إلى أحد سبب أو قول ؟

قلنا : لا .

فقال : أنا نفي من جدّي وحلف بأشدّ أيمان له ، أنّه إن بلغه هذا الخبر ليضربنّ أعناقنا ! فما جسرنا أن نحدّث به إلا بعد موته ((1)) .

يستفاد من هذا الخبر أنّ الدار التي سكن فيها الإمام المهدي ( عليه السلام ) _ في سامرّاء _ كانت تحت الرقابة المشدّدة ، وكانت التقارير ترفع.

وفي هذا المجال . . يحدّثنا رشيق أيضا عن المحاولة الأخرى لإغتيال الإمام ، ولعلّه كان حاضرا بنفسه مع الجيش :

يقول : « . . . ثم بعثوا عسكرا أكثر ، فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة القرآن فاجتمعوا على بابه ( باب السرداب ) وحفظوه ، حتى لا يصعد ( الإمام ) ولا يخرج ، وأميرهم قائم حتى يصل العسكر كلّهم ، فخرج ( اي : الإمام ) من السكّة التي على باب السرداب ومرّ عليهم ، فلما غاب قال الأمير : إنزلوا عليه .

ص: 93


1- كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص 149 .

قالوا : أليس هو مرّ عليك ؟

قال : ما رأيت ! ولم تركتموه ؟

قالوا : إنا حسبنا أنّك تراه ) ((1)) .

نعم . . أرسل المعتضد جيشا _ لا نعلم عدده بالضبط _ إلى سامراء ، لإغتيال الإمام المهدي ( عليه السلام ) أو إلقاء القبض عليه ، فدخلوا الدار وسمعوا صوت الإمام يتلو القرآن من السرداب ، فوقف قائد الحملة ينتظر وصول الجيش كلّه حتى ينزلوا إلى السرداب وينفّذوا ما أمرهم المعتضد .

لقد حاولت القوى الشيطانية الكافرة قتل النبي محمد( صلی الله علیه و آله و سلم ) والائمة المعصومين بكل السبل لافناء الدين الحنيف .

ولما حاصروا دار النبي وهم مائة من الرجال قرا النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم ) : الاية المباركة :( وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون )

وخرج من الدار ووضع التراب على رؤوسهم وهم لا ينظرون ثم قال كل شخص لصاحبه ما هذا التراب على راسك ؟

ولما دخلوا الدار لم يجدوا النبي وعرفوا بانه خرج من بينهم وهم لم يشاهدوه .

ص: 94


1- بحار الأنوار ج 52 ص 52 _ 53 , نقلا عن كتاب ( الخرايج ) .

وبعدما بلغ النبي محمد ( صلی الله علیه و آله و سلم ) القرآن كله واكمل تبليغ الدين سمح الله تعالى للاربعة في سمه في دار عائشة فمات مسموما .

ص: 95

الكتاب _ 5 : تواصل الشيعة مع المهدي في عصر الغيبة

رسائل الشيعة الى المهدي ع

معجزة شفاء :

_رجل اسمه سرور ، كان في أيام صباه أخرسا لا يستطيع التكلّم ، وبلغ من العمر ثلاث عشرة أو أربع عشرة سنة ، فجاء به أبوه إلى الشيخ الحسين بن روح ، وطلب منه أن يسأل من الإمام المهدي ( عليه السلام ) أن يفتح اللّه لسانه .

فقال لهم الشيخ : إنكم أمرتم بالخروج إلى الحائر ((1)) .

فجاء به أبوه وعمّه إلى كربلاء المقدّسة ، وبعد زيارة مرقد الإمام أبي عبد اللّه الحسين ( عليه السلام ) صاح به أبوه وعمّه : يا سرور ؟

فأجابهم _ بلسان فصيح _ : لبيّك !

فقال : ويحك . . تكلّمت ؟ !

قال سرور : نعم ((2)) .

ص: 96


1- الحائر : مرقد الإمام الحسين عليه السلام .
2- كتاب ( الغيبة ) للشيخ الطوسي ص 188 .

معجزة ولادة ذرية :

_رجل رزق مولودا ، ومات المولود في اليوم الثامن ، فكتب الرجل رسالة إلى الإمام المهدي ( عليه السلام ) يخبر _ فيها _ بموت ابنه ، فجاء الجواب من الإمام عليه السلام : « سيخلف اللّه عليك غيره وغيره ، فسمّه أحمد ، ومن بعد أحمد جعفرا » . فكان كما أخبر الإمام ، وامتثل أمر الإمام في إختيار الاسم لولديه ((1)) .

- رجل اختلف مع زوجته ، وانتهى الأمر إلى النزاع الشديد ، والخلاف الكثير ، فطلب الرجل من الناحية المقدّسة حلّ مشكلته ؟

فجاء الجواب من الإمام ( عليه السلام ) _ ضمن رسالة فيها الإجابات على أسئلة الناس _ : « والزوج والزوجة فأصلح اللّه ذات بينهما » فعادت اليه زوجته ، ومن الواضح أن الأمر صدر من الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، وممّا يجدر الانتباه إليه : هو أنّ الإمام المهدي ( عليه السلام ) _ في الوقت الذي كان يمكن له الدعاء بنفسه ، ويستجاب دعاؤه فورا . . وبدون أيّ تأخير _ أمرهم بالتوجّه إلى مرقد الإمام الحسين ( عليه السلام ) وبذلك أراد توجيه قلوب الناس نحو تلك البقعة الطاهرة .

ص: 97


1- كتاب ( الغيبة ) للطوسي ص 171 .

وقد ورد في الحديث الصحيح : « إنّ للّه بقاعا يحبّ أن يدعى فيها . . . ومنها : عند قبر الإمام الحسين ( عليه السلام ) .

واعتذرت إليه ، وعاش معها على أحسن حال ((1)) .

- جاء رجل من مدينة قم إلى بغداد ، ومعه أموال كثيرة وهدايا من أهالي قم إلى الإمام المهدي ( عليه السلام ) عن طريق النائب الثاني محمد بن عثمان .

ولما سلّم الأموال قال له محمد بن عثمان : قد بقي شيء مما استودعته فأين هو ؟

فقال الرجل : لم يبق شيء _ يا سيدي _ إلّا وقد سلّمته !

قال محمد بن عثمان : بلى . . قد بقي شيء ، فارجع إلى ما معك وفتّشه .

فمضى الرجل وفتّش أمتعته ، وتفكر كثيرا ، فلم يصل فكره إلى شيء ، فرجع إلى محمد بن عثمان وقال له : لم يبق شيء في يدي .

فقال له محمد بن عثمان : يقال لك : الثوبان السودانيان اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان ، ما فعلا ( أي : أين هما ) ؟

فتذكّر الرجل الثوبين وقال : لقد نسيتهما ولست أدري أين وضعتهما ؟

ص: 98


1- كتاب ( الغيبة ) للشيخ الطوسي ص 184 , طبع طهران 1398 ه .

وذهب الرجل يبحث عن الثوبين ، فلم يجدهما . فرجع إلى محمد بن عثمان ، وأخبره بفقدان الثوبين ، فقال له محمد : يقال لك : إمض إلى فلان بن فلان القطّان الذي حملت إليه العدلين ((1)) فافتق أحد العدلين ، تجد الثوب في جانبه . فتحيّر الرجل وذهب ، وفتق العدلين وجاء بالثوبين إلى محمد بن عثمان ((2)) .

ضرورة الصبر على الغيبة

قال امير المؤمنين علي ع عن مظلومية الشيعة :

حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدثنا أبي ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، عن عباد بن يعقوب ، عن الحسن بن حماد ، عن أبي الجارود ، عن يزيد الضخم قال : سمعت أمير المؤمنين

ص: 99


1- العدل : جراب : وهو كيس كبير توضع فيه الأمتعة .
2- كتاب ( الغيبة ) للشيخ الطوسي ص 179 .

عليه السلام يقول : كأني بكم تجولون جولان النعم ، تطلبون المرعى فلا تجدونه ((1)).

حدثنا محمد بن أحمد الشيباني قال : حدثنا محمد بن جعفر الكوفي قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي قال : حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه ، عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي _ طالب عليهم السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته ، يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ثم قال عليه السلام : إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته و يغيب شخصه ((2)).

أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الدينوري ، قال : حدثنا علي بن الحسن الكوفي ، عن عميرة بنت أوس ، قالت : حدثني جدي الحصين بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جده عمرو بن سعد ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنه قال

ص: 100


1- كمال الدين ص303 .
2- كمال الدين ص303 .

يوما لحذيفة بن اليمان : " يا حذيفة ، لا تحدث الناس بما لا يعرفون فيطغوا ويكفروا ، إن من العلم صعبا شديدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله ، إن علمنا أهل البيت سينكر ويبطل ، وتقتل رواته ، ويساء إلى من يتلوه بغيا وحسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ((1)).

الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 143:

أخبرنا محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور ، جميعا ، عن الحسن بن محمد بن جمهور ، قال : حدثنا أبي ، عن بعض رجاله ، عن المفضل بن مر ، قال :

" قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : خبر تدريه خير من عشر ترويه ، إن لكل حق حقيقة ، ولكل صواب نورا ، ثم قال : إنا والله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتى يلحن له فيعرف اللحن ، إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال على منبر الكوفة : إن من ورائكم فتنا مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا النومة . قيل : يا أمير المؤمنين ، وما النومة ؟

قال : الذي يعرف الناس ولا يعرفونه .

ص: 101


1- الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 146.

واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة لله عز وجل ، ولكن الله سيعمي خلقه

عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ، ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة لله لساخت بأهلها ، ولكن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه ، كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ، ثم تلا : ( يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون ) ((1)).

- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الدينوري ، قال : حدثنا علي بن الحسن الكوفي ، عن عميرة بنت أوس ، قالت : حدثني جدي الحصين بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جده عمرو بن سعد ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان :

" يا حذيفة ، لا تحدث الناس بما لا يعرفون فيطغوا ويكفروا ، إن من العلم

صعبا شديدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله ، إن علمنا أهل البيت سينكر ويبطل ، وتقتل رواته ، ويساء إلى من يتلوه بغيا وحسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ((2)).

ص: 102


1- الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 143 .
2- الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 144 .

رسالة الامام المهدي لمن اختلف في الامامة من بعده

اختلف جماعة من الشيعة في أنّ اللّه عزّ وجل هل فوّض إلى الأئمة

( صلوات اللّه عليهم ) أن يخلقوا أو يرزقوا ؟

فقال قوم : هذا محال ، ولا يجوز على اللّه تعالى ، لأنّ الأجسام لا يقدر على خلقها غير اللّه عزّ وجل .

وقال آخرون : بل اللّه تعالى أقدر الأئمة على ذلك وفوّضه إليهم ، فخلقوا ورزقوا .

يا هؤلاء . . ما لكم في الريب تتردّدون ؟ ! وفي الحيرة تنعكسون ؟ ! أو ما سمعتم اللّه عزّ وجلّ يقول : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ؟ ! أو ما علمتم ما جاءت به الآثار ممّا يكون ويحدث في أئمّتكم عن الماضين والباقين منهم ( عليهم السلام ) ؟ ! أو ما رأيتم كيف جعل اللّه معاقل تأوون إليها ، وأعلاما تهتدون بها ، من لدن آدم ( عليه السلام ) إلى أن ظهر الماضي ( عليه السلام ) ، كلما غاب علم بدا علم ، وإذا افل نجم طلع نجم ؟ ! فلما قبضه اللّه إليه ظننتم أن اللّه تعالى أبطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه ! ؟ كلا . . ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة ، ويظهر أمر اللّه سبحانه وهم كارهون ، وإنّ الماضي

ص: 103

( عليه السلام ) مضى سعيدا فقيدا على منهاج آبائه ( عليهم السلام ) ، وفينا وصيّته وعلمه ، ومن هو خلفه ومن هو يسدّ مسدّه ، لا ينازعنا موضعه إلّا ظالم آثم ، ولا يدّعيه دوننا إلّا جاحد كافر ، ولولا أنّ أمر اللّه تعالى لا يغلب ، وسرّه لا يظهر ولا يعلن لظهر لكم من حقّنا ما تبين منه عقولكم ، ويزيل شكوككم ، لكنّه ما شاء اللّه كان ، ولكلّ أجل كتاب ، فاتّقوا اللّه وسلّموا لنا ، وردّوا الأمر إلينا ، فعلينا الإصدار ، كما كان منّا الإيراد ، ولا تحاولوا كشف ما غطّي عنكم ، ولا تميلوا عن اليمين وتعدلوا إلى الشمال ، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودّة على السنّة الواضحة ، فقد نصحت لكم ، واللّه شاهد عليّ وعليكم ، ولولا ما عندنا من محبّة صلاحكم ورحمتكم والإشفاق عليكم ، لكنّا عن مخاطبتكم في شغل ، فيما قد امتحنّا به من منازعة الظالم العتلّ الضالّ المتتابع في غيّه المضادّ لربّه ، الداعي ما ليس له ، الجاحد حقّ من افترض اللّه طاعته ، الظالم الغاصب ، وفي ابنة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلم ) لي أسوة حسنة وسيردي الجاهل رداءة عمله ، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار . عصمنا اللّه وإيّاكم من المهالك والأسواء والآفات والعاهات كلّها برحمته ، فإنّه وليّ ذلك والقادر على ما يشاء ، وكان لنا ولكم وليّا وحافظا ، والسلام على جميع الأوصياء والأولياء

ص: 104

والمؤمنين ، ورحمة اللّه وبركاته ، وصلّى اللّه على محمد وآله وسلّم

تسليما » ((1)) .

ص: 105


1- : الاحتجاج : ص 266 _ كما في غيبة الطوسي بتفاوت يسير , وفيه " . . ما تبتز . . وسيتردى " : الصراط المستقيم : ج 2 ص 235 ب 11 ف 3 _ مختصرا مرسلا عن الشيخ الموثوق به عثمان بن سعيد العمري وفيه " . . إنه انتهى إلينا شك . . وفي ولادة ولي أمرهم . . من بعد علينا . . والخلق صنايعنا " : منتخب الأنوار المضيئة : ص 118 ف 9 _ كما في غيبة الطوسي بتفاوت بسنده عن علي بن إبراهيم الرازي , وفيه " . . فلا حاجة . . تنعكثون . . أو لم يكفكم ما ذكر الله في كتابه حيث أمر بطاعة ولاة أمره . . والباقي . . فيكم . . خلفه . . ولا يعكس . . ما تبتز . . وسيرد " . إثبات الهداة : ج 1 ص 124 ب 6 ف 10 ح 199 _ مختصرا عن غيبة الطوسي . وفي : ج 1 ص 701 ب 33 ف 10 ح 143 _ عن الصراط المستقيم : البحار : ج 53 ص 178 ب 30 ح 9 _ عن الاحتجاج بتفاوت يسير , وفيه " . . وسأونا . . ما تبهر " .

الكتاب _ 6 : خروج المهدي في الكعبة

محاججة المهدي في الكعبة

قال الامام أبو جعفر ( عليه السلام ) عن ظهور الامام المهدي ع في الكعبة : والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر فينشد ((1)) ثم يقول :

يا أيها الناس ، من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله .

أيها الناس ، من يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم . أيها الناس ، من يحاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح . أيها الناس ، من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم . أيها الناس ، من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى . أيها الناس ، من يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى . أيها الناس ، من يحاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) . أيها الناس ، من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ثم ينتهي إلى المقام فيصلي عنده ركعتين وينشد الله حقه .

ص: 106


1- إثبات الهداة : 3 / 535 ، ح 479 . بحار الأنوار : 51 / 38 ، ح 14 . معجم أحاديث الإمام المهدي ( عليه السلام ) : 3 / 453 ، ح 1008 و الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 188-

ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : وهو والله المضطر الذي يقول الله فيه :

( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ).

فيه نزلت وله " ((1)) .

من يخرج مع المهدي من رموز المؤمنين

روضة الواعظين -الفتال النيسابوري :

قال الصادق " عليه السلام " :

يخرج القائم من ظهر الكعبة مع سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى " عليه السلام " الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل

ص: 107


1- تفسير العياشي : 2 / 56 ، ح 49 وص 140 ، ح 8 . تفسير القمي : 2 / 205 . الكافي : 8 / 313 ، ح 487 . مجمع البيان : 5 / 144 . عقد الدرر : 133 . تأويل الآيات : 1 / 223 ، ح 2 . برهان المتقي : 171 ، ح 3 . منهج الصادقين : 4 / 454 . معجم أحاديث الإمام المهدي ( عليه السلام ) : 5 / 26 ، ح 1453 .

الكهف ويوشع بن نون ( وصي موسى ع وسلمان وأبو دجانة الأنصاري ، والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا أو حكاما ((1)) .

روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال _ في حديث طويل تحدّث فيه عن ما بعد ظهور الإمام المهدي _ : « وسيدنا القائم مسند ظهره إلى الكعبة ((2)) .

رموز الارض الخارجين مع المهدي

يخرج النبي عيسى ع مع الامام المهدي ع .

ويخرج الخضر مع الامام المهدي ع .

وقال الصادق " عليه السلام " : يخرج القائم من ظهر الكعبة مع سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى " عليه السلام " الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسلمان

ص: 108


1- روضة الواعظين _ الفتال النيسابوري ص 367 .
2- كتاب إلزام الناصب _ الشيخ علي اليزدي الحائري ج 2 ص 259 .

وأبو دجانة الأنصاري ، والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا أو حكاما ((1)) .

ويخرج معه الخضر ع وشمعون الصفا وصي النبي عيسى ع وآصف بن برخيا وصي النبي سليمان ع .

وقال الباقر " عليه السلام " : في حديث طويل : إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر الف يدعون التبرئة عليهم السلام فيقولون له : ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بنى فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصرها ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وجل ((2)).

اول كلام للمهدي عند خروجه

كمال الدين :

قتل غلام من آل محمد صلى الله عليه وآله بين الركن والمقام ، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية ، وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه

ص: 109


1- روضة الواعظين _ الفتال النيسابوري ص 367 .
2- روضة الواعظين _ الفتال النيسابوري ص 365.

وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا ، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا . وأول ما ينطق به هذه الآية:

{" بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين } ((1)).

الحديث في الامام المهدي ع

صاحب منتخب الأثر قد ذكر أكثر من ستة آلاف حديث وثلاثمائة وخمسين حديثاً من طرق الشيعة والسنة .

وقسم عظيم من هذه الأحاديث صحيح أو معتبر سنداً عند أهل السنة .

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية / الشيخ نجم الدين العسكري ، وفيه أكثر من أربعمئة حديث من كتب أهل السنة .

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر ( عليه السلام ) / العلامة الشيخ لطف الله الصافي ، وفيه ما مجموعه ( 6000 ) ستة آلاف حديث عن طريق الفريقين.

ص: 110


1- كمال الدين ص 231 .

هل يخرج المهدي من سرداب سامراء أم من الكعبة ؟

لقد دون علماء السنة بأن الشيعة تدعي غياب وخروج الامام المهدي ع من سرداب سامراء .

ولما حققنا الامر وجدنا القضية كذبة سنية على الشيعة وهي افتراء كبير لا اصل له .

لان علماء الشيعة كتبوا في كتبهم بان المهدي ع يخرج من الكعبة الشريعة وجاءوا بالمستندات الكثيرة في هذا المجال واليكم المدارك في هذا الخصوص :

الزركلي :

محمد بن الحسن العسكري ( الخالص ) بن علي الهادي ، أبو القاسم : آخر الأئمة الاثني عشر عند الإمامية .

وهو المعروف عندهم بالمهدي ، وصاحب الزمان ، والمنتظر ، والحجة ، وصاحب السرداب . ولد في سامراء . ومات أبوه وله من العمر نحو خمس سنين .

ولما بلغ التاسعة أو العاشرة أو التاسعة عشرة دخل سردابا في دار أبيه بسامراء ولم يخرج منه .

ص: 111

قال ابن خلكان : والشيعة ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسر من رأي ((1)) .

الذهبي :

وأنهّ صاحب الزّمان ، وأنهّ الخلف الحجّة . وهو صاحب السِّرداب بسامرّاء ، ولهم أربعمائة وخمسون سنة ينتظرون ظهوره . ويدَّعون أنهّ دخل سرداباً في البيت الّذي لوالده وأمّه تنظر إليه ، فلم يخرج منه إلى الآن . فدخل السِّرداب وعدم وهو ابن تسع سنين .

وأمّا أبو محمد بن حزم فقال : إنّ أباه الحسن مات عن غير عقب . وثَّبت جمهور الرّافضة على أنّ للحسن أبناً أخفاه ((2)).

الصفدي :

الحجة المنتظر محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم الحجة المنتظر ثاني

ص: 112


1- الاعلام _ الزركلي ج 6 / 80 .
2- تاريخ الاسلام _ الذهبي ج 20 / 161 .

شعر الأيمة الاثني عشر هو الذي تزعم الشيعة انه المنتظر القايم المهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة ينتظرون ظهوره آخر الزمان من السرداب بسر من رأى ولهم إلى حين تعليق هذا التاريخ أربع ماية وسبعة وسبعين سنة ينتظرونه ولم يخرج , ولد نصف شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين والشيعة يقولون أنه دخل السرداب في دار أبيه وأمه تنظر إليه ولم يخرج إليها وذلك سنة خمس وستين ومأتين وعمره يومئذ تسع سنين وذكر ابن الأزرق في تاريخ ميافارقين انه ولد تاسع شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين ومأتين وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين وهو الأصح وأنه ) لما دخل السرداب كان عمره أربع سنين وقيل خمس سنين وقيل أنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومأتين وعمره سبعة عشر سنة والله أعلم بالصواب في ذلك ((1)) .

ابن خلدون :

محمد بن الحسن العسكري ويلقبونه المهدي دخل في سرداب بدارهم في الحلة وتغيب حين اعتقل مع أمه وغاب هنالك وهو يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا يشيرون بذلك إلى الحديث الواقع في كتاب الترمذي في المهدي وهم إلى الآن ينتظرونه ويسمونه المنتظر لذلك ويقفون في كل ليلة

ص: 113


1- الوافي بالوفيات _ الصفدي ج 2 / 250 .

بعد صلاة المغرب بباب هذا السرداب وقد قدموا مركبا فيهتفون باسمه ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم ثم ينفضون ويرجئون الامر إلى الليلة الآتية وهم علي ذلك لهذا العهد وبعض هؤلاء الواقفية يقول إن الامام الذي مات يرجع إلى حياته الدنيا ويستشهدون لذلك بما وقع في القرآن الكريم من قصة أهل الكهف والذي مر على قرية وقتيل بني إسرائيل حين ضرب بعظام البقرة التي أمروا بذبحها ومثل ذلك من الخوارق التي وقعت على طريق المعجزة ولا يصح الاستشهاد بها في غير مواضعها وكان من هؤلاء السيد الحميري ((1)) .

ولا يمكن لابن خلدون رد تلك الروايات أو تضعيفها لكثرتها ، وتعدد طرقها ، وصحة أسانيد عدد كبير منها كما أثبتها أئمة الحديث .

ابن ماجة وابن كثير : روى ابن كثير حديث ابن ماجة في الفتن : 1 / 42 ، قال : ( تفرد به ابن ماجة وهذا إسناد قوي صحيح ، والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة يقتتل عنده ليأخذه ثلاثة من أولاد الخلفاء حتى

ص: 114


1- تاريخ ابن خلدون ج 1 / 199 .

يكون آخر الزمان فيخرج المهدي ويكون ظهوره من بلاد المشرق لا من سرداب سامراء كما يزعمه جهلة الرافضة ) ((1)) .

قال ابن تيميّة : "ومن حماقاتهم أيضاً إنهم يجعلون للمنتظر عدة مشاهد ينتظرونه فيها كالسرداب الذي بسامراء ، الذي يزعمون انه غائب فيه ومشاهد أخر وقد يقيمون هناك دابة أما بغلة وأما فرساً وأما غير ذلك ليركبها إذا خرج ويقيمون هناك أما في طرفي النهار وأما في أوقات أخر من ينادي عليه بالخروج : يا مولانا أخرج ، ويشهرون السلاح ولا أحد هناك يقاتلهم ((2)) .

ثم ابنه الحسن العسكري ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي بنص كل واحد على من بعده . وما يتوهم من أنهم يقولون بوجود المهدي في سرداب سامراء فهو توهم فاسد وإنما يتبركون بهذا السرداب ويتعبدون فيه من باب

ص: 115


1- صحيح ابن ماجة في الفتن : 1 / 42 .
2- منهاج السنة النبوية ج 1 ص 12 طبعة الرياض وص 28 طبعة محمّد رشاد سالم .

التبرك بآثار الصالحين لأنه قد سكنه ثلاثة من أئمة أهل البيت ع وكان سرداب دارهم التي في سامراء . وأدلتهم على إمامة الأئمة الاثني عشر مذكورة تفصيلا في كتب التوحيد والكلام فليرجع إليها من أرادها ((1)) .

وروى

ابن كثير حديث ابن ماجة في الفتن : 1 / 42 ، عن ابن ماجة وقال : ( تفرد به ابن ماجة وهذا إسناد قوي صحيح ، والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة يقتتل عنده ليأخذه ثلاثة من أولاد الخلفاء حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي ويكون ظهوره من بلاد المشرق لا من سرداب سامراء كما يزعمه جهلة الرافضة ) .

ص: 116


1- اعيان الشيعة _ محسن الامين 1 / 107 .

الكتاب_ 7 : حول ظهور المهدي

الكوفة والمهدي وعمره عند خروجه

يحكم المهدي في الكوفة ويرسل الجيوش منها الى بلدان العالم ((1)) .

قال : وحدثنا نعيم ، حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة ، قال : المهدي رجل أزج ((2)) أبلج ((3)) أعين ((4)) ، يخرج من الحجاز حتى

ص: 117


1- راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 10 وينابيع المودة ج 3 ص 173 و 214 و 300 و 399 و 394 .
2- الزجج : تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداده . النهاية _ لابن الأثير _ 2 : 296 .
3- الأبلج : المشرق المضئ . الأبلج : الذي وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا . النهاية _ لابن الأثير _ 1 : 151 ( بلج ) .
4- أعين : واسع العين . النهاية _ لابن الأثير 3 : 333 ( عين ) .

يستوي على منبر دمشق ، وهو ابن ثماني عشرة سنة ((1)) .

وفي الروايات المعتبرة يكون عمره الظاهري أربعين سنة .

الوقاتون في ظهور الامام المهدي ع

كذب فيها الوقّاتون » :

سأل الفضيل من الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) : هل لهذا الأمر وقت ؟

فقال ( عليه السلام ) : « كذب الوقّاتون ، كذب الوقّاتون ، كذب الوقّاتون » ((2)) .

روي عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : « كذب الموقّتون ، ما وقّتنا فيما مضى ، ولا نوقّت فيما يستقبل » ((3)) .

ص: 118


1- الفتن 1 : 366 / 1072 ، وأخرجه في عقد الدرر : 37 وليس فيه ( وهو ابن ثماني عشرة سنة ) الملاحم والفتن _ ابن طاووس ص 156 .
2- كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص 262 , وكتاب الكافي ج 1 ص 368.
3- كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص 262 .

وقال ( عليه السلام ) : « . . . كذب الوقّاتون ، وهلك المستعجلون ، ونجا المسلّمون » ((1)) .

الائمة لم يحددوا وقتا ولا سنة لظهور القائم المهدي ع لكنهم ذكروا العلامات الحتمية التي تبين زمن ظهوره حينها .

ولعلّ الحكمة في هذا السرّ المكتوم هو أن يبقى المؤمنون _ طيلة هذه القرون _ ينتظرون ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) فيثابون على هذا الانتظار المر .

ص: 119


1- كتاب الكافي للشيخ الكليني ج 1 ص 368 , وكتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص 262 .

الكتاب _ 8 : الادعاءات المهدوية الكاذبة من البعض

الامام الباقر ع : أنا لست المهدي بل هو الغائب

حدثنا محمد بن همام ، بإسناده له عن عبد الله بن عطاء المكي ، قال :

" قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إن شيعتك بالعراق كثيرة ، ووالله ما في بيتك مثلك ، فكيف لا تخرج ؟

فقال : يا عبد الله بن عطاء ، قد أخذت تفرش أذنيك للنوكى ، إي والله ما أنا

بصاحبكم .

قلت : فمن صاحبنا ؟

فقال : انظروا من غيبت عن الناس ولادته فذلك صاحبكم ، إنه ليس منا أحد يشار إليه بالأصابع ويمضغ بالألسن إلا مات غيظا أو حتف أنفه "((1)) .

ص: 120


1- الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 171 .

- وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثني محمد بن علي التيملي ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، وحدثني غير واحد ، عن منصور بن يونس بن بزرج ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) أنه قال : " يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب _ وأومى بيده إلى ناحية ذي طوى _ حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه ، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟

فيقولون : نحو من أربعين رجلا .

فيقول : كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم ؟

فيقولون : والله لو ناوي بنا الجبال لناويناها معه ، ثم يأتيهم من القابلة ويقول :أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة ، فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة التي تليها ((1)).

ص: 121


1- الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 171 .

الادعاءات المهدوية

1 _ محمد بن الحنفية : ادعا اتباعه مهدويته ثم خفت دعوتهم وذابت في الجسد الشيعي .

2 _ وابنه أبي هاشم .

3 _ وعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر .

4 _ والإمام الباقر ( علیه السلام ) ادعا البعض مهدويته ثم تحلل عقدهم .

5 _ وإسماعيل بن الإمام الصادق .

6 _ والإمام الصادق نفسه ( علیه السلام ) ادعوا مهدويته .

7 _ والإمام الكاظم ادعوا مهدويته.

8 _ ومحمد بن إسماعيل بن جعفر .

9 _ ومحمد بن جعفر .

10 _ ومحمد بن القاسم .

11 _ ويحيى بن عمر .

12 _ والحسن بن القاسم ، وغيرهم .

ورأى البعض أن موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي هو المهدي ((1)) .

ص: 122


1- طبقات ابن سعد ج 1 ص 120 و 121 .

ثم ادعيت المهدية لعمر بن عبد العزيز ، قال ابن كثير : إن قتادة ، وابن المسيب ، ووهب بن منبه قالوا : إن كان مهدي في هذه الأمة فهو عمر بن عبد العزيز . . ((1)) .

ودون

ابن سعد روايات عن عمر ، وابن عمر ، وغيرهما تؤيد مهدويته .

بل ذكر أن ابن المسيب قد أيد بمهدوية عمر بن عبد العزيز وقال بها ((2)) .

واستمرت ادعاءات المهدوية في كثير من البلدان والعوائل لمصالح شخصية وعائلية .

و رووا ذلك عن فاطمة بنت الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ((3)) .

وواصل اشخاص من الشيعة والسنة ادعاء المهدوية لمن يحبون الحصول على الزعامات والاموال .

أما عن المهدوية في اولاد الامام الحسن ع :

ص: 123


1- راجع : البداية والنهاية ج 9 ص 200 وتاريخ الخلفاء ص 233 .
2- راجع : تاريخ الخلفاء ص 234 و 235 .
3- طبقات ابن سعد ج 5 ص 243 و 245 .

ادعيت المهدية لمحمد بن عبد الله بن الحسن المولود سنة مئة . وقد أيده أكثر العلماء ، وايدوا

بيعته . ومنهم رموز علماء السنة مثل عمرو بن عبيد ، وواصل بن عطاء ، وحفص بن سالم .

بل لقد قال أبو الفرج الأصفهاني « لم يشك أحد أنه المهدي » ((1)) .

وقد بايعه رموز اولاد عبد الله بن عباس وهم المنصور ، والسفاح ، وإبراهيم الإمام ، وصالح بن علي . وكان المنصور يفتخر بمهدية محمد هذا ويتبجح بها ((2)) .

ومن المؤيدين فقيه المدينة المنورة محمد بن عجلان الذي ناصره ودعمه ، ظناً منه أنه المهدي الذي جاءت به الرواية ، وكان شعبة و الأعمش ، وسفيان الثوري ، وأبو حنيفة ، ومالك بن أنس ، يحثون الناس على الخروج معه .

وبقي الامام جعفر الصادق ع ينكر مهدوية محمد بن عبد الله بن الحسن ويبين نسب المهدي الحقيقي ( علیه السلام ) .

ص: 124


1- مقاتل الطالبيين ص 256 .
2- راجع : الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السلام ) .

وحاول المنصور العباسي تلقيب ابنه بالمهدي كي يبعد القضية عن اولاد الامام الحسن لصالح العباسيين .

ووضع له المرتزقة أحاديث في ذلك ((1)) .

وايد

السيد الحميري مهدية المهدي العباسي !!

- ذكر ابن الصبان في إسعاف الراغبين والطبراني والبزار وجلال الدين السيوطي الشافعي ، فقد أخرج الحديث في كتابه العرف الوردي في أخبار الامام المهدى ، وقال : أخرجه الحاكم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله

( ص ) : ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم حتى تضيق الأرض عنهم فيبعث الله رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، لا تدخر

ص: 125


1- راجع : البداية والنهاية ج 6 ص 246 و 247 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 259 و 260 و 272 والصواعق المحرقة ص 98 و 99 وغير ذلك .

الأرض شيئا من بذرها الا أخرجته ، ولا السماء شيئا من قطرها الا صبته ، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمانيا أو تسعا ((1)) .

قال السيوطي في العرف الوردي ص 85 : قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم عاصم السجزي : قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بمجئ المهدي عليه السلام وإنه من أهل بيته ، وإنه سيملك سبع سنين ، وإنه يملأ الأرض عدلا . . . ، ونحو ذلك كلام الكنجي في البيان في أحاديث صاحب الزمان عليه السلام ((2)) .

وأخرج السيوطي في العرف الوردي عن الدارقطني في سننه عن محمد بن علي الباقر _ عليه السَّلام _ : قال : إن لمهدينا آيتين لم يكونا منذ خلق الله السماوات والأرض .

ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه . ولم يكونا منذ خلق الله السماوات والأرض .

ص: 126


1- العرف الوردي في أخبار المهدى ص 65 ج 2 ، واسعان الراغبين لابن الصبان ، ومصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 134 .
2- السيوطي في العرف الوردي ص 85 و الكنجي في البيان في أحاديث صاحب الزمان عليه السلام : 124 .

الفتوحات المكية : المهدي معصوم : ج 3 ص 332 ب 366 قال " وكذا ورد الخبر في صفة المهدي ع أنه في : ص 335 " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة المهدي ع :

أنه معصوم ولا معنى للمعصوم في الحكم إلا أنه لا يخطئ ، فإن حكم الرسول لا ينسب إليه خطأ فإنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " وقال في ص 327 ب 366 " يقفوا أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطئ ، له ملك يسدده من حيث لا يراه ، يحمل الكل ويقوي الضعيف في الحق ، ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ، يفعل ما يقول ويقول ما يعلم ، ويعلم ما يشهد " .

ص: 127

ابو سلمة الخلال أنشأ الدولة العباسية لاهل البيت لكن العباسيين اغتالوه

لقد كان أبو سلمة الخلال يسمى : وزير آل محمد ، وأبو مسلم : أمير آل محمد !

أبو مسلم الخراساني اسمه عبد الرحمان بن مسلم ، ويقال : عبد الرحمان بن عثمان بن يسار الخراساني ، الأمير ، صاحب الدعوة ، وهازم جيوش الدولة الأموية ، والقائم بانشاء الدولة العباسية . . ((1)) .

أبو سلمة الخلال ( حفص بن سليمان ) استخلفه بكير بن ماهان في رئاسة الدعاة في الكوفة وكتب إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بذلك ، فكتب محمد إلى أبي سلمة فولاه أمر الدعوة بعد موت بكير بن ماهان .

وكان أبو سلمة مولى لبني الحارث بن كعب ، وقد نشأ بالكوفة واتجر بالخل فلهذا لقب الخلال ، وكان يتمتع بقدرة على الاقناع ، وموهبة إدارية مكنتاه من النجاح في عمله السري ضد الأمويين .

ولما قتل إبراهيم بن محمد ( الامام ) في سجنه في حران ، خاف أخواه ( أبو جعفر ( المنصور ) وأبو العباس ( السفاح ) على أنفسهما فخرجا من

ص: 128


1- سير أعلام النبلاء : 6 / 48 ) .

الحميمة هاربين إلى العراق ، ومعهما بعض رجالات العباسيين فقدموا الكوفة ، ونزلوا على أبي سلمة الخلال ، فأخفاهما في دار أحد رجال الشيعة في الكوفة .

وحين تمت البيعة لأبي العباس السفاح ( ولى أبا سلمة الداعي جميع ما وراء بابه ، وجعله وزيره ، وأسند إليه جميع أموره ، فكان يسمى وزير آل محمد ، فكان ينفذ الأمور من غير مؤامرة ) ولكن يبدو أن السفاح اكتشف تغير ميول أبي سلمة السياسية وميله إلى العلويين ، وقد حرضه على قتله أبو مسلم وأبو جعفر المنصور ، وموقف السفاح من قتله غامض ، إلا أنه لا شك في أن لبطانة السفاح يدا كبرى في تدبير قتله على يد أبي مسلم الذي أرسل مروان الضبي ، وكان أحد قواده ، وقال له : ( انطلق إلى الكوفة ، فأخرج أبا سلمة من عند الامام أبي العباس ، فاضرب عنقه وانصرف من ساعتك ) ففعل الضبي ذلك ، وقد فعل أبو مسلم ما فعله بناء على رغبة السفاح وخاصته ((1)) .

وذكر في بعض كتب الدولة : أن أبا سلمة الخلال لما قوى الدعاة وشارفوا العراق ، وقد ملكوا خراسان وما بينها وبين العراق استدعى لبني العباس

ص: 129


1- الاخبار الطوال : 334 و 358 _ 359 و 370 _ وغيره . والمسعودي : مروج الذهب :3 / 268 و 284 .

فسيرهم في منزله بالكوفة ، وكان له سرداب فجعل فيه جميع من كان حيا في ذلك الوقت من ولد عبد الله بن العباس ، وفيهم السفاح والمنصور ، وعيسى بن موسى وهو يراعى الاخبار ، وكان الدعاة يأمرون بقصده إذا ظهروا وغلبوا على الكوفة ليصرفهم الامام فيسلمون الامر إليه فلما أوقع قحطبة وابن هبيرة الوقعة العظيمة على الفرات ، وغرق قحطبة وانهزم ابن هبيرة ولحق بواسط وتحصن بها ، ودخل ابنا قحطبة الكوفة بالعسكر كله قالوا لأبي سلمة : أخرج إلينا الامام . فدافعهم وقال : لم يحضر الوقت الذي يجوز فيه ظهور الإمام ، وأخفى الخبر عن بنى العباس وعمل على نقل الامر عنهم إلى ولد فاطمة رضي الله عنهم ، وكاتب جماعة منهم فتأخروا عنه وساء ظن بنى العباس . فاحتالوا حتى أخرجوا مولى لهم أسود كان معهم في السرداب ، وقالوا له : أعرف لنا الاخبار فصار يعرفهم أن قحطبة غرق وأن ابن هبيرة انهزم ، وأن ابني قحطبة قد دخلا الكوفة بالعسكر منذ كذا وكذا . فقالوا : أخرج وتعرض لابني قحطبة واعلمهما بمكاننا ، ومرهما أن يكبسا الدار علينا ويخرجانا ، فخرج المولى وكان حميد بن قحطبة عارفا به فتعرض له فلما رآه أعظم رؤيته وقال :

ويلك ما فعل ساداتنا وأين هم ؟ فخبره بخبرهم ، وأرى إليه رسالتهم فركب في قطعة من الجيش وأبو سلمة غافل فجاء حتى ولج الدار وأراه الأسود السرداب فدخل ومعه نفر من الجيش فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقالوا :

ص: 130

وعليكم السلام . فقال : أيكم ابن الحارثية ؟

وكانت أم أبى العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله وكان إبراهيم بن محمد الذي يقال له الامام لما بث الدعاة قال لهم : إن حدث بعدى حدث فالإمام ابن الحارثية الذي معه العلامة وهي " {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم في الأرض ، إلى قوله تعالى : ما كانوا يحذرون " } .

قال : فلما قال ابن قحطبة أيكم ابن الحارثية ابتدره أبو العباس وأبو جعفر كلاهما يقول أنا ابن الحارثية .

فقال ابن قحطبة : فأيكما معه العلامة ؟

فقال أبو جعفر فعلمت أنى قد أخرجت من الامر لأنه لم يكن معي علامة ، فقال أبو العباس ونريد أن نمن وتلا الآية .

فقال له حميد بن قحطبه : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته مد يدك فبايعه ثم انتضى سيفه وقال : بايعوا أمير المؤمنين . فبايعه اخوته وبنو عمه وعمومته والجماعة الذين كانوا معه في السرداب وأخرجه إلى المنبر بالكوفة وأجلسه عليه . فحصر أبو العباس عن الكلام فتكلم عنه عمه داود بن علي فقام دونه عمه على المنبر بمرقاة وجاء أبو سلمة ، وقد استوحش وخاف فقال حميد : يا أبا سلمة زعمت أن الامام لم يقدم بعد .

فقال أبو سلمة : إنما أردت أن أدفع بخروجهم إلى أن يهلك مروان ، وإن كانت لهم كرة لم يكونوا قد عرفوا بها فيهلكوا ، وإن هلك مروان أظهرت

ص: 131

أمرهم على ثقة . فأظهر أبو العباس قبول هذا العذر منه ، وأقعده إلى جانبه ثم دبر عليه بعد مدة حتى قتله ، وقد دار هذا الخبر على غير هذا السياق فقالوا :

قدم أبو العباس السفاح وأهله على أبى سلمة سرا فستر أمرهم ، وعزم أن يجعلها شورى بين ولد علي ع والعباس حتى يختاروا منهم من أرادوا ثم قالوا : خاف أن لا يتفق الامر فعزم أن يعدل بالامر إلى ولد الحسن والحسين ع وهم ثلاثة : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ع و عبد الله بن الحسن ابن الحسين بن علي وعمر بن علي بن الحسن ووجه بكتبهم مع رجل من مواليهم من ساكني الكوفة . فبدأ بجعفر بن محمد ع فلقيه ليلا فأعلمه أنى رسول أبى سلمة وإن معه كتابا إليه قال : ما أنا وأبو سلمة هو شيعة لغيري .

فقال له : الرسول تقرأ الكتاب وتجيب عنه بما رأيت . فقال جعفر لخادمه : قرب منى السراج .

فقربه فوضع عليه كتاب أبى سلمة فأحرقه . فقال ألا تجيب عنه ؟ فقال : قد رأيت الجواب . ثم أتى عبد الله بن الحسين فقبل كتابه ، وركب إلى جعفر .

فقال جعفر : أمر جاء بك يا أبا محمد لو أعلمتني لجئتك . فقال : وأي أمر هو ؟ مما يجل عن الوصف .

فقال : وما هو ؟

قال : هذا كتاب أبى سلمة يدعوني إلى الامر ، ويراني أحق الناس به ، وقد جاء به شيعتنا من خراسان فقال له جعفر رضي الله عنه :

ص: 132

ومتى صاروا شيعتك ؟

أنت وجهت أبا مسلم إلى خراسان ، وأمرته بلبس السواد ؟ أتعرف أحدا منهم باسمه ونسبه ؟

قال : لا . قال : كيف يكونوا شيعتك وأنت لا تعرف واحدا منهم ولا يعرفونك ؟

فقال عبد الله : هذا الكلام كان منك لشئ .

فقال جعفر ( علیه السلام ) : قد علم الله تعالى أنى أوجب النصح على نفسي لكل مسلم فكيف أدخره عيك ؟

فلا تمنين نفسك الأباطيل فان هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم ، وما هي لاحد من ولد أبى طالب ، وقد جاءني مثل ما جاءك فانصرف غير راض بما قال له ، وأما عمر بن علي بن الحسن فرد عليه الكتاب وقال : لا أعرف من كتبه .

قال وأبطأ أبو سلمة على أبى العباس ومن معه فخرج أصحابه يطوفون بالكوفة فلقى حميد بن قحطبة ومحمد بن صول أحد مواليهم فعرفاه لأنه كان يحمل كتب محمد بن علي وإبراهيم بن محمد إليه فسألاه عن الخبر فأعلمهما أن القوم قد قدموا وإنهم في سرداب يعنى ببنى أود فصارا إلى الموضع فسلما عليهم وقالا :

أيكما عبد الله ؟

فقال المنصور : وأبو العباس كلانا عبد الله .

ص: 133

فقال أيكما ابن الحارثية ؟

فقال أبو العباس أنا .

فقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ودنوا فبايعوه وأحضره إلى المسجد الجامع فصعد على المنبر فحصر وتكلم عنه عمه داود بن علي وقام دونه بمرقاة ((1)) .

مشاريع خطيرة

مشروع عائشة لقتل الحسين ع في معركة الجمل سنة 36 هج هدفه قتل السجاد في ظهر أبيه قبل ولادته في سنة 38 هج لتحطيم أهل البيت ع الثقل الثاني بعد القرآن , فيتحقق حلم مشروع عمر : حسبنا كتاب الله .

ص: 134


1- الفرج بعد الشدة _ التنوخي ج 2 / 349 .

الكتاب _ 9 : من ادعا أنه المهدي كذبا

اكاذيب العباسيين فاقت أكاذيب الامويين

لقد تعلم العباسيون الكذب من المنهج الجاهلي والتراث المكي الكافر .

وقد كذب الجاهليون ورجال السقيفة والامويون و العباسيون على الاسلام والامسلمين فهم نسيج واحد وبيت واحد .

ولان مدة حكم العباسيين طويلة فاصبحت اكاذيبهم اكبر واعظم من الامويين .

والامر الاخر انهم تعلموا الكذب من دروس الامويين واضافوا اليها وطوروها ووسعوها .

وكان العباس ابوهم يسير مع ابي لهب لابطال التبليغ الديني للنبي الاعظم فكلما تحدث النبي ص مع جماعة عن الاسلام جاءا اليهم فيقول ابو لهب للوافدين الى مكة من الحجاج والتجار وعموم الزوار انه ساحر ويقول العباس بن عبد المطلب لهم انه كاذب !!!.

ص: 135

فكان الكفار والمنافقون ينشرون البهتان والكذب في كل مكان وهو مشروعهم في الحياة الدنيا .

أما المنظومة الاسلامية فتعتمد على الصدق والامانة والشرف فسمي أهل البيت في القرآن بالصادقين :

اتقوا الله وكونوا مع الصادقين .

ووصف النبي ص عليا ع بالصديق الاكبر .

ووصف النبي ص فاطمة ع بالصديقة .

وكان أعداء اهل البيت من الكاذبين المزورين المزيفين مثل ابي لهب والعباس بن عبد المطلب قبل اسلامه وابو سفيان قبل وبعد اسلامه وعموم الامويين والعباسيين والوهابيين والخوارج .

وهي عادة ومنهجية مخالفة للمنهجية القرآنية المحمدية .

ثم وضع العباسيون احاديث زعموا فيها أن النبي « صلى الله عليه و آله » بشر العباس بأن الملك في أولاده حتى يخرج الدجال وأن المهدي منهم !

و كان المنصور العباسي رأس الكذب والنفاق ،و بعد أن قتل أبناء عبد الله بن الحسن المثنى ومنهم محمد بن عبد الله الذي ادعوا له المهدية ، لأن يجعل ابنه محمد بن عبد الله المهدي الموعود !

وقد سجل المؤرخون أنه لما استحكم له الأمر وكبر ابنه الذي سماه محمد ، ابتكر أن يأخذ له البيعة على أنه المهدي الموعود لأنه محمد بن عبد الله ،

ص: 136

فكان عليه أن يُشهد الفقهاء والقضاة أن أوصاف المهدي في أحاديث النبي « صلى الله عليه و آله » تنطبق عليه !

واضطر الى أن يعزل ولي عهده أخاه عيسى بن موسى العباسي ، الذي نصبه الخليفة السفاح ، وهذ هي منهجية الملوك عبر التاريخ لا دين لهم ولا اخلاق.

فأحضره الى قصره وأغراه وهدده وأذله حتى خلع نفسه ! وعقد المنصور مجلساً ( شرعياً ) لإعلان ولده ولي عهده والمهدي الموعود من الله تعالى ورسوله « صلى الله عليه و آله » !

وهذه عادة ملوك الدنيا فهم مثلما قال عمر : انما الملك عقيم .

أي لا دين في الملك ولا اخلاق لذا قتل عمر النبي ص وفاطمة

وابا بكر وافراد حزب ابي بكر مثل خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني فوصل الى الحكم فوق بركة من الدماء خلافا لمنهجبة النبي الاكرم في سيرته .

قال الذهبي في تاريخه : 9 / 49 : ( وكان السفاح لما احتضر جعل الخلافة للمنصور ثم بعده لعيسى ، وقد لاطفه المنصور وكلمه بألين الكلام في ذلك ( خلع نفسه ) فقال : يا أمير المؤمنين فكيف بالأيمان والعهود والمواثيق التي عليَّ وعلى المسلمين ، فلما رأى المنصور امتناعه تغير له وأعرض عنه ، وجعل يقدم المهدي عليه في المجالس ، ثم شرع المنصور يدس من يحفر عليه بيته ليسقط عليه ، فجعل يتحفظ ويتمارض . وقيل بل سقاه المنصور

ص: 137

فاستأذن في الذهاب إلى الكوفة ليتداوى وكان الذي جرأه على ذلك طبيبه بختيشوع وقال له : والله ما أجسر على معالجتك وما آمن على نفسي فأذن له المنصور ، وبلغت العلة من عيسى كل مبلغ حتى تمعط شعره ! ثم إنه نصل من علته ثم سعى موسى ولد عيسى بن موسى في أن يطيع أبوه المنصور خوفاً عليه منه وعلى نفسه ، ودبر حيلة أوحاها إلى المنصور فقال : مُرْ بخنقي قُدَّامَ أبي إن لم يخلع نفسه ! قال : فبعث المنصور من فعل به ذلك فصاح أبوه وأذعن بخلع نفسه وقال : هذه يدي بالبيعة للمهدي ) ! ! ((1)).

وهكذا تم للمنصور ما أراد ، وعقد المجلس الشرعي في قصر الرصافة الذي بناه خصيصاً لولده المهدي ! وأحضر الفقهاء والقضاة فشهدوا وبايعوا ولي عهده المهدي المنتظر ! ( وخطب المنصور الناس وأعلمهم ما جرى في أمر عيسى من تقديم المهدي عليه ورضاه بذلك وتكلم عيسى وسلم الأمر للمهدي فبايع الناس على ذلك بيعة محددة للمهدي ثم لعيسى من بعده ) ((2)) .

هذه الاعمال تبين عدم خوفهم من رب العالمين وطغيانهم في الارض .

ص: 138


1- الآداب السلطانية لابن الطقطقي / 119 و الذهبي في تاريخه : 9 / 49
2- ( تاريخ دمشق : 48 / 9 ) .

ولكنهم شهدوا أن هذا ( المهدي ) كان فاجراً فلم يملأ الأرض عدلاً ، بل زادها ظلماً وجوراً ! ولم يعط المال للناس حثياً بدون عد ، بل صادر أموال المسلمين وزادهم فقراً ! وروت مصادرهم أنه كان خماراً زماراً سفاكاً للدماء ، وأنه أنجب للمسلمين ابنة مغنية ضرابة عود هي عُلَيِّة العباسية المشهورة ((1)) .

وظل يطارد ابن عم أبيه ولي عهده ، الذي خلع نفسه من أجله حتى قتله وجعل ابنه موسى ولي عهده ! ((2)).

وسلط زوجته الخيزران فكان بيدها زمام أمور الدولة ((3)) .

وكان مغرماً بتطيير الحمام فحرَّف الرواة له حديث النبي « صلى الله عليه و آله » : ( لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر ) فأضافوا له

( أو جناح ) فأمر للراوي بصرة ذهب ((4)) !

وكان عنيفاً سفاكاً لدماء المسلمين فقتل رجلاً لروايته حديثاً عن الأعمش .

ص: 139


1- ( خزانة الأدب : 11 / 217 ) .
2- ( تهذيب المقال : 2 / 320 ).
3- ( الطبري : 3 / 466 ).
4- ( مجموعة الرسائل للصافي : 2 / 424 )

وجاء :

حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب ، أن النبي قال له : يا عم ، يملك من ولدي إثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة شديدة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال )((1)).

وفي الأغاني : 13 / 313 ، عن الفضل بن إياس الهذلي الكوفي أن المنصور كان يريد البيعة للمهدي ، وكان ابنه جعفر يعترض عليه في ذلك ، فأمر بإحضار الناس فحضروا وقامت الخطباء فتكلموا ، وقالت الشعراء فأكثروا في وصف المهدي وفضائله ، وفيهم مطيع بن إياس فلما فرغ من كلامه في الخطباء وإنشاده في الشعراء ، قال للمنصور : يا أمير المؤمنين حدثنا فلان عن فلان أن النبي « صلى الله عليه و آله » قال : المهدي منا محمد بن عبد الله وأمه من غيرنا ، يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ! وهذا العباس بن محمد

ص: 140


1- ومثله قصص الأنبياء / 369 ، ومناقب ابن شهرآشوب : 1 / 292 وطبعة 252 ، والعدد القوية / 89 ، وفرائد السمطين : 2 / 329 ، وعنه كشف الغمة : 3 / 295 ، والدر النظيم / 796 ، وإثبات الهداة : 3 / 591 ، والبحار : 36 / 301 .

أخوك يشهد على ذلك ! ثم أقبل على العباس فقال له : أنشدك الله هل سمعت هذا ؟

فقال : نعم ، مخافةً من المنصور ! فأمر المنصور الناس بالبيعة للمهدي ، قال : ولما انقضى المجلس وكان العباس بن محمد لم يأنس به قال : أرأيتم هذا الزنديق إذ كذب على الله عز وجل ورسوله حتى استشهدني على كذبه فشهدت له خوفاً ، وشهد كل من حضر عليَّ بأني كاذب ! وبلغ الخبر جعفر بن أبي جعفر وكان مطيع منقطعاً إليه يخدمه فخافه وطرده عن خدمته ! قال وكان جعفر ماجناً فلما بلغه قول مطيع هذا غاظه وشقت عليه البيعة لمحمد فأخرج ( . . . ) .

قال : إن كان أخي محمد هو المهدي فهذا القائم من آل محمد ) . راجع في تحريفهم وقبائحهم ((1)) .

ص: 141


1- تاريخ الطبري : 6 / 269 ، واليعقوبي : 2 / 395 ، ومعارف ابن قتيبة / 379 ، والنهاية : 10 / 111 ، وسمت النجوم / 1094 ، وشذرات الذهب : 1 / 219 ، وعبر الذهبي : 1 / 207 ، والتحفة اللطيفة : 2 / 26 ، والمنار المنيف / 149 .

ورأى (المهدي المزيف) مناماً أن وجهه أسود فعبروه له بأنه يُرزق أنثى فكان كذلك((1)) .وبنى مدينة سيروان في جبال إيران وسكنها ( وبها مات ودفن ) ((2)) .

وحكم عشر سنين ومات سنة 169 هج ، وعمره 43 سنة ((3)) .

وبسبب اعمال محمد بن المنصور الطاغية المخالفة للدين اضطر العباسيون ورموز السنة حتى ابن تيمية وابن كثير أن يعترفوا بأنه ليس

المهدي الموعود ((4)) .

واعترف هارون الرشيد بكذبة أبيه وجده ((5)) .

عن سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس قال : حدثني أبي قال : كنت يوماً عند الرشيد فذُكر المهدي وما ذكر من عدله فأطنب في ذلك ، فقال الرشيد : أحسبكم تحسبونه أبي المهدي ((6)) .

ص: 142


1- ( الكنى والألقاب : 1 / 319 ) .
2- ( صبح الأعشى : 4 / 368 ) .
3- ( الأخبار الطوال / 386 ومعارف ابن قتيبة / 379 وفيه 48 سنة ) .
4- ( منهاج السنة : 4 / 98 ، والنهاية : 6 / 277 ) .
5- في إعلام الورى / 365 وطبعة : 2 / 165
6- المناقب _ ابن شهر اشوب 1 / 252 .

ثم رحلوا الى الاخرة مع تراثهم المليء بالجرائم والمآثم والخطايا !!

اثنا عشر كذاباً سيدعون المهدية قبيل ظهور الإمام

في الكافي : 1 / 338 ، والنعماني / 151 ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » قال : ولتُرفعنَّ اثنتا عشرة راية مشتبهة ، لا يُدرى أيٌّ من أي ! قال المفضل : فبكيت ، فقال ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟

فقلت : كيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنتا عشرة راية لا يدرى أيٌّ من أي ، فكيف نصنع ؟

قال فنظر إلى شمس داخلة في الصفة فقال : يا أبا عبد الله ترى هذه

الشمس ؟

قلت : نعم .

قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس ) ((1)) .

وجاء ايضا :

اثنا عشر كذاباً سيدعون المهدية قبيل ظهور الإمام « عليه السلام »((2)) .

ص: 143


1- الكافي : 1 / 338 ، والنعماني / 151 .
2- الإرشاد / 358 .

و عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله « عليه السلام » قال : لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى

نفسه ((1)) .

وفي ابن حماد : 1 / 291 : ثم يسير إلى العراق وترفع قبل ذلك ثنتا عشرة راية بالكوفة معروفة منسوبة ويقتل بالكوفة رجل من ولد الحسن أو الحسين يدعو إلى أبيه ) ((2)).

ص: 144


1- . ومثله غيبة الطوسي / 267 ، وإعلام الورى / 426 ، والخرائج : 3 / 1162 ، وعنه كشف الغمة : 3 / 249 ، وإثبات الهداة : 3 / 726 والبحار : 52 / 209 .
2- ابن حماد : 1 / 291 .

معاوية أول من حرَّف المهدي الى عيسى ع

هناك حديث بين معاوية وابن عباس فيع معارف كثيرة تبين سعي معاوية لتحريف الامام المهدي ع لصالح عيسى ابن مريم محاولة منه لطمس القائم الحجة ع .

قال المفيد في أماليه و ابن حماد في الفتن : ( عن الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد قال : سمعت ابن عباس وهو عند معاوية يقول : يبعث الله المهدي منا أهل البيت .

روى السيد ابن طاوس في الملاحم والفتن / 115 ، وطبعة / 238 ((1))، عن الطبري المؤرخ المعروف ، في كتابه ( عيون أخبار بني هاشم ) الذي صنفه للوزير علي بن عيسى بن الجراح ، قال ابن طاووس « رحمه الله » : ( وجدته ورويته من نسخة عتيقة ظاهر حالها أنها كتبت في حياته ، فقال ما هذا لفظه : ذكر المهدي والإمام ، قال : وبإسناده : إن معاوية أقبل يوماً على بني هاشم فقال : إنكم تريدون أن تستحقوا الخلافة بما استحققتم به النبوة ولم يجتمعا لأحد ، ولعمري إن حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس ! إنكم تقولون نحن أهل بيت الله فما بال النبوة محلها فينا والخلافة في غيرنا ؟

ص: 145


1- ابن طاوس في الملاحم والفتن / 115 ، وطبعة / 238 .

وهذه شبهة لها تمويه ، وإنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق حتى تعرف ، وإنما الخلافة تنقلب في أحياء قريش برضا العامة وشورى الخاصة فلم يقل الناس ليت بني هاشم ولَوْنا ، وإن بني هاشم لو ولونا لكان خيراً لنا في ديننا ودنيانا ، فلا هم اجتمعوا على غيركم يمنعوكم ، ولو زهدتم فيها أمس لم تقاتلوننا عليها اليوم ؟ وقد زعمتم أن لكم ملكاً هاشمياً ومهدياً قائماً ، والمهدي عيسى بن مريم ، وهذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه إليه ، ولعمري لئن ملكتم ما ريح عاد ولا صاعقة ثمود بأهلك للناس منكم ، ثم سكت !

فقام فيهم عبد الله بن عباس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما قولك إنا لا نستحق الخلافة بالنبوة فإذا لم نستحق الخلافة بالنبوة فبمَ نستحق ؟ !

وأما قولك إن الخلافة والنبوة لم يجتمعا لأحد ، فأين قول لله سبحانه وتعالى :{ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً } . فالكتاب النبوة ، والحكمة السنة والملك الخلافة ، ونحن آل إبراهيم ، أمر الله فينا وفيهم واحد والسنة فينا وفيهم جارية .

وأما قولك : إن حجتنا مشتبهة فهي والله أضوأ من الشمس وأنور من القمر ، وإنك لتعلم ذلك ولكن ثنى عطفَك وصعَّرَ خَدَّك قَتْلُنا أخاك وجدك وعمك وخالك فلا تبك على عظام حائلة وأرواح زائلة في الهاوية ، ولا تغضبن لدماء أحلها الشرك ووضعها الإسلام ! فأما ترك الناس أن يجتمعوا علينا ،

ص: 146

فما حرموا منا أعظم مما حرمنا منهم ، وكل أمر إذا حصل حاصله ثبت حقه وزال باطله !

وأما قولك إنا زعمنا أن لنا ملكاً مهدياً فالزعم في كتاب الله شك قال الله سبحانه وتعالى : زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُن ، فكلٌّ يشهد أن لنا ملكاً وأن لنا مهدياً لو لم يبق إلا يوم واحد لبعثه الله لأمره يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، لا تملكون يوماً إلا ملكنا يومين ولا شهراً إلا ملكنا شهرين ولا حولاً إلا ملكنا حولين !

أما قولك إن المهدي عيسى بن مريم فإنما ينزل عيسى على الدجال فإذا رآه ذاب كما تذوب الشحمة ، والإمام رجل منا يصلي عيسى خلفه ولو شئت سميته .

وأما ريح عاد وصاعقة ثمود فإنها كانتا عذاباً وملكنا رحمة ((1)) .

ص: 147


1- أمالي المفيد / 14 ، وعنه كشف الغمة : 2 / 51 وابن حماد في الفتن : 1 / 370 .

ادعاء معاوية بانه المهدي

لم يكتف معاوية بتحريف الامام المهدي ع الى عيسى بل رتب من يروي له أن النبي « صلى الله عليه و آله » دعا له ووصفه بأنه الهادي المهدي ! فصرت ترى في مسند أحمد : عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي عن النبي « صلى الله عليه و آله » أنه ذكر معاوية وقال : اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به ) .

ورواه الترمذي : ، وغيره ((1)) ، من مصادر حديثهم !

ثم رتب معاوية شهادات علماء البلاط ومن أشربوا بني أمية بأن معاوية هو المهدي الموعود ! ففي تاريخ دمشق : 59 / 172 : ( عن الأعمش عن مجاهد قال : لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي ) ((2))

.

ص: 148


1- ورواه الترمذي : 5 / 350 و مسند أحمد : 4 / 216
2- تاريخ دمشق : 59 / 172 ونهاية ابن كثير : 8 / 143 .

لقد ضعف الهيثمي في مجمع الزوائد : 9 / 357 ، نسبة ذلك إلى الأعمش أيضاً ، قال : ( وعن الأعمش قال : لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي . رواه الطبراني مرسلاً ، وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف ) . انتهى .

وقد ضعَّف الخلال نسبة هذين القولين إلى قتادة ومجاهد ، فقال في السنة : 2 / 438 : ( عن قتادة قال : لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم : هذا المهدي . في إسناده عمرو بن جبلة لم أتوصل إلى معرفته ، أخبرنا محمد بن سليمان بن هشام قال ثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد قال لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي . إسناده ضعيف ) .

وسعى ابن تيمية الاموي الكذاب لتصحيح فضائل معاوية رغم تضعيف الخلال والهيثمي وصحح ذلك في منهاجه : 6 / 233 فقال : ( يونس عن قتادة قال : لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي ، وكذلك رواه ابن بطة بإسناده الثابت من وجهين عن الأعمش عن مجاهد قال : لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي ! عن أبي إسحاق يعني السبيعي أنه ذكر معاوية فقال : لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم كان المهدي .

ولم يحترم ابن تيمية شهادة عبد الله بن عمرو العاص بأن معاوية لا كرامة له حتى يوصف بأنه المهدي ! فقد روى ابن طاووس في الملاحم / 326 ، أن عبد الله بن عمرو ذكر المهدي فقال أعرابي : هو معاوية بن أبي سفيان !

ص: 149

فقال عبد الله بن عمرو : لا ولا كرامة ، بل هو الذي ينزل عليه عيسى بن مريم ) . انتهى ((1)) .

وقال الحافظ السقاف في تناقضات الألباني الواضحات : 2 / 229 : ( أورد الألباني حديث عبد الرحمن بن أبي عميرة مرفوعاً : اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به ! يعني معاوية ، وهذا حديث لا يصح بحال لوجوه : أولاً : قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : 3 / 132 ، عن إسحاق بن راهويه أنه قال : لا يصح عن النبي « صلى الله عليه و آله » في فضل معاوية شئ ((2)).

ثانياً : هذا الحديث بالخصوص نص حذاق المحدثين على أنه لا يصح . قال أبو حاتم الرازي كما في علل الحديث لابنه : 2 / 362 : إن عبد الرحمن بن أبي عميرة لم يسمع هذا الحديث من النبي « صلى الله عليه و آله » . وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب : 6 / 220 ، نقلاً عن الحافظ ابن عبد البر إن عبد الرحمن بن أبي عمير هذا : لا تصح صحبته ، ولا يثبت إسناد حديثه ) ! لم ينته كلام السقاف ؟

ص: 150


1- ابن طاووس في الملاحم / 326 .
2- الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : 3 / 132 .

ثالثاً : طرق هذا الحديث تدور على سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن عميرة به . وسعيد بن عبد العزيز اختلط كما أقر واعترف هناك الألباني . وقد زعم الألباني أنه قد تابعه جمع ! ولم يَصْدُق ! لأن من رجع إلى المتابعات التي زعمها في كتابه وجدها كلها تدور على سعيد بن عبد العزيز ، وسعيد هذا اختلط كما قال أبو مسهر ، وكذا قال أبو داود ويحيى بن معين كما تجد ذلك في التهذيب : 4 / 54 ، وقد اعترف الألباني باختلاطه في مواضع منها في ضعيفته : 3 / 393 ، ومنها في صحيحته : 2 / 647 وغير ذلك فكيف يصح هذا أيضاً ؟ ! فما على الألباني إلا أن ينقل الحديث للضعيفة .

اذن ضعف عبد الله بن عمرو وابن حجر والخلال و الذهبي وابن راهويه والرازي والالباني بكذب فضائل معاوية .

بنو العباس والمهدي

وقال أبو جعفر ( المنصور ) : لأي شئ تخدعون أنفسكم ووالله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أطول أعناقاً ولا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى ، يريد محمد بن عبد الله . قالوا : قد والله صدقت إن هذا لهو الذي نعلم ! فبايعوا جميعاً محمداً ومسحوا على يده . قال عيسى : وجاء رسول عبد الله بن الحسن إلى أبي أن ائتنا فإننا مجتمعون لأمر وأرسل بذلك إلى جعفر بن

ص: 151

محمد ع ، هكذا قال عيسى . وقال غيره : قال لهم عبد الله بن الحسن : لا نريد جعفراً لئلا يفسد عليكم أمركم ! قال عيسى : فأرسلني أبي أنظر ما اجتمعوا عليه ، وأرسل جعفر بن محمد محمد بن عبد الله الأرقط بن علي بن الحسين فجئناهم فإذا بمحمد بن عبد الله يصلي على طنفسة رجل مثنية ، فقلت : أرسلني أبي إليكم لأسألكم لأي شئ اجتمعتم ؟

فقال عبد الله : اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبد الله . قالوا : وجاء جعفر بن محمد ع فأوسع له عبد الله بن الحسن إلى جنبه فتكلم بمثل كلامه ، فقال جعفر ( علیه السلام ) : لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد ! إن كنت ترى يعني عبد الله أن ابنك هذا هو المهدي فليس به ولا هذا أوانه ، وإن كنت إنما تريد أن تخرجه غضباً لله وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فإنا والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك . فغضب عبد الله وقال : علمتَ خلاف ما تقول ! ووالله ما أطلعك الله على غيبه ولكن يحملك على هذا الحسد لابني !

فقال ( علیه السلام ) : والله ما ذاك يحملني ولكن هذا وإخوته وأبناؤهم دونكم وضرب بيده على ظهر أبي العباس ، ثم ضرب بيده على كتف عبد الله بن الحسن ، وقال : إنها والله ما هي إليك ولا إلى ابنيك ولكنها لهم وإن ابنيك لمقتولان ! ثم نهض وتوكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري .

فقال ( علیه السلام ) : أرأيت صاحب الرداء الأصفر يعني أبا جعفر ؟

قال : نعم . قال : فإنا والله نجده يقتله ! قال له عبد العزيز : أيقتل محمداً ؟

قال ( علیه السلام ) : نعم .

ص: 152

قال : فقلت في نفسي : حسده ورب الكعبة !

قال : ثم والله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتلهما !

قال : فلما قال جعفر ( علیه السلام ) ذلك انفضَّ القوم فافترقوا ولم يجتمعوا بعدها ، وتبعه عبد الصمد وأبو جعفر فقالا : يا أبا عبد الله أتقول هذا ؟

قال : نعم أقوله والله ، وأعلمه ) . انتهى ((1)) .

وفي / 142 : ( عن عنبسة بن نجاد العابد قال : كان جعفر بن محمد إذا رأى محمد بن عبد الله بن حسن تغرغرت عيناه ثم يقول : بنفسي هو ، إن الناس ليقولون فيه إنه المهدي وإنه لمقتول ! ليس هذا في كتاب أبيه علي من خلفاء هذه الأمة .

ثم روى ذلك أيضاً برواية ثانية في / 171 ، عن عدة مؤرخين وشهود قال : ( إن بني هاشم اجتمعوا فخطبهم عبد الله بن الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إنكم أهل البيت قد فضلكم الله بالرسالة واختاركم لها ، وأكثركم بركة يا ذرية محمد « صلى الله عليه و آله » بنو عمه وعترته ، وأولى الناس بالفزع في أمر الله ، من وضعه الله موضعكم من نبيه « صلى الله عليه و آله » ، وقد ترون كتاب الله معطلاً وسنة نبيه متروكة والباطل حياً والحق ميتاً .

ص: 153


1- مقاتل الطالبيين ص 142 وارشاد المفيد ص 259 _ 260 .

قاتلوا لله في الطلب لرضاه بما هو أهله قبل أن ينزع منكم اسمكم ، وتهونوا عليه كما هانت بنو إسرائيل وكانوا أحب خلقه إليه . وقد علمتم أنا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضاً خرج الأمر من أيديهم ، فقد قتلوا صاحبهم يعني الوليد بن يزيد فهلمَّ نبايع محمداً فقد علمتم أنه المهدي . فقالوا : لم يجتمع أصحابنا بعد ولو اجتمعوا فعلنا ، ولسنا نرى أبا عبد الله جعفر بن محمد ! فأرسل إليه ابن الحسن فأبى أن يأتي فقام وقال : أنا آت به الساعة ، فخرج بنفسه حتى أتى مضرب الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحرث فأوسع له الفضل ولم يصدره ، فعلمت أن الفضل أسن منه فقام له جعفر وصدره فعلمت أنه أسن منه . ثم خرجنا جميعاً حتى أتينا عبد الله فدعا إلى بيعة محمد فقال له جعفر : إنك شيخ وإن شئت بايعتك وأما ابنك فوالله لا أبايعه وأدعك . وقال عبد الله الأعلى في حديثه : إن عبد الله بن الحسن قال لهم : لا ترسلوا إلى جعفر فإنه يفسد عليكم فأبوا ، قال : فأتاهم وأنا معهم فأوسع له عبد الله إلى جانبه وقال : قد علمت ما صنع بنا بنو أمية ، وقد رأينا أن نبايع لهذا الفتى . فقال : لا تفعلوا فإن الأمر لم يأت بعد ! فغضب عبد الله . . إلى آخر ما تقدم . . . ) ! ((1)) .

ص: 154


1- الإرشاد / 276 ، وإعلام الورى / 271 و 272 ، ومناقب ابن شهرآشوب : 4 / 228

وفيه : إنها والله ما هي إليك ولا إلى ابنك ، وإنما هي لهذا يعني السفاح ، ثم لهذا يعني المنصور ، يقتله على أحجار الزيت ، ثم يقتل أخاه بالطفوف وقوائم فرسه في الماء ، فتبعه المنصور فقال : ما قلت يا أبا عبد الله ؟ فقال : ما سمعته وإنه لكائن ، قال : فحدثني من سمع المنصور أنه قال : انصرفت من وقتي فهيأت أمري فكان كما قال ) ((1)).

وفي النعماني / 229 ، عن يزيد بن أبي حازم قال : خرجت من الكوفة ، فلما قدمت المدينة دخلت على أبي عبد الله « عليه السلام » فسلمت عليه فسألني : هل صاحبك أحد ؟

فقلت : نعم ، فقال : أكنتم تتكلمون ؟

قلت : نعم ، صحبني من المغيرية . قال فما كان يقول ؟

قلت : كان يزعم أن محمد بن عبد الله بن الحسن هو القائم ، والدليل على ذلك أن اسمه اسم النبي « صلى الله عليه و آله » واسم أبيه اسم أبي النبي « صلى الله عليه و آله » ، فقلت له في الجواب : إن كنت تأخذ بالأسماء فهو ذا في ولد الحسين محمد بن عبد الله بن علي ، فقال لي : إن هذا ابن أمَة ،

ص: 155


1- وإثبات الهداة : 3 / 112 ، عن إعلام الورى ، وعنه وعن الإرشاد البحار : 47 / 276 .

يعني محمد بن عبد الله بن علي ، وهذا ابن مهيرة يعني محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، فقال أبو عبد الله « عليه السلام » : فما رددت عليه ؟

فقلت : ما كان عندي شئ أرد عليه فقال : أو لم تعلموا أنه ابن سبية يعني القائم « عليه السلام » ) ((1)) .

كذبة بني العباس على النبي بقولهم ان المهدي منهم

عن هشام بن محمد الكلبي أنه كان عند المعتصم في أول أيام المأمون حين قدم المأمون بغداد ، فذكر قوماً بسوء السيرة فقلت له : أيها الأمير إن الله تعالى أمهلهم فطغوا وحلم عنهم فبغوا ، فقال لي : حدثني أبي الرشيد ، عن جدي المهدي ، عن أبيه المنصور ، عن أبيه محمد بن علي ، عن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه : أن النبي « صلى الله عليه و آله » نظر إلى قوم بني فلان يتبخترون في مشيهم ، فعرف الغضب في وجهه ثم قرأ : وَالشَّجَرَةَ

ص: 156


1- . البحار : 51 / 42 ، وإثبات الهداة : 3 / 539 .

الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ، فقيل له : أي الشجر هي يا رسول الله حتى نجتثها ؟ فقال : ليست بشجرة نبات ، إنما هم بنو فلان ، إذا ملكوا جاروا وإذا ائتمنوا خانوا ثم ضرب بيده على ظهر العباس قال : فيخرج الله من ظهرك يا عم رجلاً يكون هلاكهم على يديه ) ((1)) .

عن ابن عباس قال : حدثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية قالت : مررت بالنبي « صلى الله عليه و آله » وهو في الحجر فقال : يا أم الفضل إنك حامل بغلام قالت : يا رسول الله وكيف وقد تحالف الفريقان أن لا يأتوا النساء ؟

قال : هو ما أقول لك ، فإذا وضعتيه فأتيني به قالت : فلما وضعته أتيت به رسول الله « صلى الله عليه و آله » فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى ، وقال : إذهبي بأبي الخلفاء ، قالت : فأتيت العباس فأعلمته ، فكان رجلاً جميلاً لبَّاساً ، فأتى النبي فلما رآه رسول الله « صلى الله عليه و آله » قام إليه فقبل بين عينيه ثم أقعده عن يمينه ثم قال : هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه قالت : يا رسول الله بعض هذا القول ، فقال : يا عباس لم لا أقول هذا القول وأنت عمي وصنو أبي وخير من أخلف بعدي من أهلي ! فقلت : يا رسول الله ما شئ أخبرتني به أم الفضل عن مولودنا هذا ؟ قال : نعم يا عباس

ص: 157


1- تاريخ بغداد : 3 / 343 .

، إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك ، منهم السفاح ، ومنهم المنصور ، ومنهم المهدي ((1)) .

لقد كان هلاك بني أمية على يدي العباسيين ورأسهم ابو العباس السفاح لكنه لم يكن بيد الامام المهدي ع .

وجاء في تاريخ دمشق : 4 / 178 ، وعنه ذخائر العقبى / 236 ، وعن السهمي في الفضائل ، وابن حبان والملا في سيرته ، وقال : وزاد فيه : إن هذا ابنك أبو الخلفاء منهم السفاح ومنهم المهدي ، حتى يكون منهم من يصلي بعيسى

وقال الطبراني ، وفيه : وهي في أولادهم حتى يكون آخرهم الذي يصلي بالمسيح عيسى بن مريم . وقال الطبراني في الأوسط : 10 / 115 ، عن ابن عباس ، وفيه : هي لك يا عباس بعد ثنتين وثلاثين ومائة ، ثم منكم السفاح والمنصور والمهدي ، ثم هي في أولادهم حتى يكون آخرهم الذي يصلي بالمسيح عيسى بن مريم . ((2))

وفي ابن حماد : 1 / 121 ، و 400 ، عن كعب قال : المنصور والمهدي والسفاح من ولد العباس .

ص: 158


1- تاريخ بغداد : 2 / 63 .
2- مجمع الزوائد : 5 / 187 .

والحاكم : 4 / 514 ، وصححه : عن مجاهد قال : قال لي عبد الله بن عباس : لو لم أسمع أنك منا أهل البيت ما حدثتك بهذا الحديث ! قال فقال مجاهد : فإنه في ستر لا أذكره لمن نكره ، قال فقال ابن عباس : منا أهل البيت أربعة : منا السفاح ، ومنا المنذر ، ومنا المنصور ، ومنا المهدي ، قال فقال له مجاهد : فبين لي هؤلاء الأربعة ، فقال : أما السفاح فربما قتل أنصاره وعفا عن عدوه ، وأما المنذر قال فإنه يعطي المال الكثير .

وفي عيون الأخبار لابن قتيبة : 1 / 302 ، عن ابن عباس ، أنه كان إذا سمعهم يقولون : يكون في هذه الأمة إثنا عشر خليفة ، قال : ما أحمقكم ! إن بعد الاثني عشر ثلاثة منا : السفاح والمنصور والمهدي يسلمها إلى الدجال . قال أبو أسامة : تأويل هذا عندنا أن ولد المهدي يكونون بعده إلى خروج الدجال .

في الكافي : 8 / 49 ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » قال : خرج النبي « صلى الله عليه و آله » ذات يوم وهو مستبشر يضحك سروراً ، فقال له الناس : أضحك الله سنك يا رسول الله وزادك سروراً ، فقال رسول الله « صلى الله عليه و آله » : إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا ولي فيهما تحفة من الله ، ألا وإن ربي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى ، إن جبرئيل أتاني فأقرأني من ربي السلام وقال : يا محمد إن الله عز وجل اختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقي ، أنت يا رسول الله سيد النبيين ، وعلي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين ، والحسن

ص: 159

والحسين سبطاك سيدا الأسباط ، وحمزة عمك سيد الشهداء ، وجعفر بن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض ، من ذرية علي وفاطمة ، من ولد الحسين .

وفي المسترشد / 150 ، عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله « صلى الله عليه و آله » قال لفاطمة « عليها السلام » : إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا ، ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمك ، ومن له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر بن أبي طالب ابن عمك ، ومنا سبطا هذه الأمة ، ومهديهم ولدك .

عن الإرشاد ، وقال : لعل المراد بالمنصور أيضاً القائم « عليه السلام » بقرينة أن بالقائم يتم السبع ويحتمل أن يكون المراد به الحسين « عليه السلام » فإنه منصور في الرجعة .

أقول : ورد وصف الإمام المهدي « عليه السلام » بأنه منصور في أكثر من حديث ، كما ورد لقباً له في تفسير قوله تعالى : وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا

ص: 160

لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً . ( الاسراء : 33 ) كما ورد إسماً أو لقباً لوزيره المنصور اليماني . . الخ . ((1)) .

كشف اليقين / 117 ، عن الفردوس ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي « صلى الله عليه و آله » : الجنة تشتاق إلى أربعة من أهلي ، قد أحبهم الله وأمرني بحبهم : علي بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم ) . وعنه كشف الغمة : (2)

.

وفي الإرشاد / 24 ، عن ابن عباس قال : لنا أهل البيت سبع خصال ، ما منهن خصلة في الناس ، منا النبي « صلى الله عليه و آله » ، ومنا الوصي خير هذه الأمة بعده علي بن أبي طالب « عليه السلام » ومنا حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء ، ومنا جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، ومنا سبطا هذه الأمة ، وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ، ومنا قائم آل محمد الذي أكرم الله به نبيه ، ومنا المنصور.

لقد حشر العباسيون اسم محمد بن عبد الله ملكهم الفاسق في الحديث الصحيح الوارد عن النبي الاعظم ليكون لهم فضيلة .

ص: 161


1- البحار : 37 / 48 .
2- كشف اليقين / 117 وعنه كشف الغمة .

ويصبح العباسيون خلفاء الامة الوارثين للخلافة الالهية لابقاء الملك في أيديهم .

وهذا هو مشروعهم الشيطاني في هذا المجال .

موسى بن طلحة ثاني من ادعى الامامة المهدوية

موسى بن طلحة بن عبيد الله التيميّ ، أبو عيسى ويقال أبو محمّد المدنيّ ، نزل الكوفة ، روى عن أبيه وعثمان بن عفّان وعليّ بن أبي طالب عليه السلام والزبير بن العوّام وأبي ذرّ وأبي أيّوب وغيرهم ، وروى عنه ابنه عمران وحفيده سليمان وابنا أخيه إسحاق وطلحة وغيرهم ، ويقال : إنّه شهد وقعة « الجمل » مع أبيه وعائشة وأسر ، وأطلقه عليّ عليه السلام . مات سنة 103 ((1)) .

ص: 162


1- _ تهذيب التهذيب 10 : 350 ، العبر 1 : 95 ، التاريخ الكبير للبخاريّ 7 : 286 ، الجمع بين رجال الصحيحين 2 : 482 .

في المستدرك ، عن شرح الأخبار لصاحب الدعائم ، عن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه _ وكان فيمن أسر يوم الجمل وحبس مع من حبس من الأسارى بالبصرة _ فقال : كنت في سجن علي ( عليه السلام ) بالبصرة حتى سمعت المنادي ينادي : أين موسى بن طلحة بن عبيد اللّه ، قال : فاسترجعت واسترجع أهل السجن وقالوا : يقتلك ، فأخرجني إليه فلمّا وقفت بين يديه قال لي : يا موسى ، قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : قل : أستغفر اللّه ، قلت أستغفر اللّه وأتوب اليه _ ثلاث مرات _ فقال لمن كان معي من رسله : خلّوا عنه ، وقال لي : اذهب حيث شئت وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح أو كراع

فخذه واتّق اللّه فيما تستقبله من أمرك واجلس في بيتك . فشكرت وانصرفت . وكان علي ( عليه السلام ) قد أغنم أصحابه ما أجلب به أهل البصرة إلى قتاله _ أجلبوا به يعني : أتوا به في عسكرهم _ ولم يعرض لشيء غير ذلك لورثتهم ، وخمّس ما أغنمه مما أجلبوا به عليه ، فجرت أيضاً بذلك السنة ((1)).

ص: 163


1- مستدرك الوسائل 2 / 252 ، الباب 23 من أبواب جهاد العدوّ ، الحديث 5 .

بعدما اغتصب ابو بكر الخلافة تعود التيميون على الخلافة والملك والنهب والسلب ووضع الحديث وتحريف الشريعة وفقا لما يشتهون .فأحرق ابو بكر الفجاءة ولا يحرق بالنار الا الله تعالى .

ودخل طلحة على أبي بكر غاضباً معترضاً : ( لمَّا استخلفه أبو بكر كره خلافته طائفة حتى قال له طلحة : ماذا تقول لربك إذا وليت علينا فظاً غليظاً ؟ !

فقال : أبا لله تخوفوني ؟ أقول : وليت عليهم خير أهلك )

((1)) .

وكانت عائشة تريد الخلافة لطلحة الذي يعلن رغبته في الزواج منها منذ زمن النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم ).

ولم ترد عليه ولم تردعه ابدا !!!

بل ساعدته في الوصول الى شورى الستة قبل موت عمر لكنه لم يصل الى الخلافة واستمرت في محاولاتها ايصاله الى الخلافة وكانت تشجعه على قتل عثمان والحلول محله وافتت له بقتل عثمان فقالت : اقتلوا نعثلا لقد كفر

ص: 164


1- ( منهاج السنة 2 : 170 ط . بولاق ، وقد حرفه الوهابيون ! راجع : 6 / 155.

.وسارت مع طلحة شهرا كاملا من مكة الى البصرة للاستيلاء على عليها واعلان ملوكية عائشة وطلحة ولم يجلب عائشة نساءه معه.

وجمعت عائشة عشرات الالاف من الجنود في هذا المشروع لاستمرار خلافة بني تيم على المسلمين ومنع خلافة أهل البيت العالين المطهرين .

واشعلت عائشة حرب الجمل ولو انتصرت فيها لاصبح طلحة خليفة ولكا واصبحت هي خليفة وملكة للمسلمين .

تفتي لهم مثلما أفتت بقتل عثمان وقتل الامام علي ( علیه السلام ) والحسن والحسين في معركة الجمل !!!

لكنها فشلت وقتل طلحة وانهزم جيشها , لكن فكرة الخلافة لم تراود اذهان بني تيم .

و 349 ، و : 7 / 461 ، من طبعتهم في برنامج مؤلفات الشيخ والتلميذ .

قال أبو حاتم : يقال إنه أفضل ولد طلحة بعد محمد وكان يسمى في

زمانه " المهدي " وروى نعيم بن حماد بإسناده عن خالد بن سمير قال :هرب موسى بن طلحة بن عبيد الله من المختار إلى البصرة مع وجوه أهل الكوفة وكان الناس يرون في زمانه أنه " المهدي ((1)) .

ص: 165


1- الفتن ( 38 ب ) ، الجرح والتعديل ( 4 / 1 / 147 ) ، تهذيب التهذيب ( 10 / 350 ) تقريب التهذيب ( 2 / 284 ) .

حدثنا ابن المبارك عن الأسود بن شيبان السدوسي عن خالد بن سمير قال هرب موسى بن طلحة بن عبيد الله من المختار إلى البصرة مع وجوه أهل الكوفة وكان الناس يرون في زمانه انه المهدي فسمعته يوما وذكر الفتنة فقال : فقال : رحم الله عبد الله بن

عمر أو أبا عبد الرحمن والله إني لأحسبه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الذي عهد إليه لم يفتن بعده ولم يتغير والله ما استفزته قريش في فتنتها الأولى فقلت في نفسي إن هذا ليزري على أبيه في مقتله ((1)).

النواصب يقبلون بأي شخص ليكون المهدي الا مهدي آل محمد ص

النواصب يقبلون بأي شخص كي يكون هو المهدي ع لكنهم لا يقبلون بأن يكون ابنا للامام علي ع .

ص: 166


1- الفتن _ نعيم ص 88 .

فرضوا بمعاوية الفاسق .

ورضوا بموسى بن طلحة المحارب لامام زمانة علي ع في معركة الجمل .

ورضوا بالمهدي العباسي الفاجر

ورضا معاوية بعيسى ليكون المهدي .

وهكذا الكثير من علماء النواصب فيهم نطفة الزنا تظهر في حسكة النفاق المنكشفة في عداوتهم لامير المؤمنين علي وأولاده الائمة ع وتعرفهم في محاربتهم له ولشيعته .

ص: 167

الكتاب _ 10 : مشاريع ضد المهدي ع

مخطط عائشة وطلحة والزبير لقتل المهدي في معركة الجمل

مشروع عائشة لقتل الحسين ع في معركة

الجمل سنة 36 هج وقتل السجاد في ظهر أبيه قبل ولادته سنة 38 هج واقصاء أهل البيت ع الثقل الثاني بعد القرآن .

عرفت عائشة والمسلمون اسماء الائمة الاثني عشر اولهم الامام علي وان ثانيهم هو الحسن ثم الحسين ثم التسعة المعصومين من ولد الحسين ع وآخرهم الامام المهدي ع .

وقد وقعت معركة الجمل في سنة 36 هج وولد الامام علي بن الحسين السجاد سنة 38 هج .

فلو تمكنت عائشة من قتل الامام الحسين في سنة 36 هج لانقطع النسل العلوي المعصوم ولمات الامام المهدي ع وهو في ظهر جده الحسين ع .

ص: 168

واستمر الصراع بين كفتي الحق والباطل رجال السقيفة من جهة واهل البيت من جهة اخرى وكان والزبيريون والامويون والعباسيون والعثمانيون والوهابيون رموز رجال السقيفة لاحقا .

وتحالف رجال السقيفة مع رموز مكة الكفرة الطلقاء مع اليهود أمر قديم قبل البعثة النبوية , وفي اخر الزمان سوف ينزل الى الميدان النواصب أتباع عائشة واليهود لمحاربة المهدي ع .

وهي الحرب الفاصلة بين اتباع الله تعالى وانصار الشيطان والتي تنتهي بهزيمة اتباع ابليس هزيمة منكرة .

ولو انتصر جيش عائشة و أسرت عائشة والزبير وطلحة الحسن والحسين ع في معركة الجمل لقتلوهما دون تردد .

ولتحققت احلام رجال السقيفة في القضاء على أهل البيت جميعا بما فيهم المهدي ع الذي وعد به النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم ) بانه سيملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملأت ظلما وجورا .

ص: 169

ابن تيمية : المهدي سوف يولد في آخر الزمان

ابن تيمية الحراني _ توفي 728 ه.

قال في كتابه منهاج السنة : " إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره ((1)) .

وقد قال اللقيط ابن تيمية :

مهدي الرافضة لا خير فيه إذ لا نفع ديني ولا دنيوي لغيبته .

وقال ابن تيميّة في أكاذيبه على الشيعة :

" ومن حماقاتهم أيضاً إنهم يجعلون للمنتظر عدة مشاهد ينتظرونه فيها كالسرداب الذي بسامراء ، الذي يزعمون انه غائب فيه ومشاهد أخر . وقد يقيمون هناك دابة أما بغلة وأما فرساً وأما غير ذلك ليركبها إذا خرج ويقيمون هناك أما في طرفي النهار وأما في أوقات أخر من ينادي عليه

ص: 170


1- منهاج السنة ( 4 / 211 ) ، والمنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي ( ص 533 )

بالخروج : يا مولانا أخرج ، ويشهرون السلاح ولا أحد هناك يقاتلهم . . . " ((1)) .

قلنا : وأي عاقل ينكر ادخار السيوف لإمام وقع الاتفاق على خروجه و جهاده ، فقد أخرج أبو نعيم في كتاب الفتن قول أبي جعفر : ويظهر المهدي بمكة عند العشاء ، ومعه راية رسول الله ، وقميصه ، وسيفه ، وعلامات ، ونور ، وبيان وينادي من السماء : إن الحق في آل محمد وآخر من الأرض إن الحق في آل عيسى .

قال أبو عبد الله : إذا سمعتم ذلك فاعلموا أن كلمة الله هي العليا ، وكلمة الشيطان هي السفلى فهذه كتبهم تشهد بأن قول من يقول : المهدي هو المسيح قول الشيطان ((2)).

وكان ابن خلدون أول من شكك في هذا الأمر ، رغم ايراده في مقدمته ثمانية وثلاثين حديثاً في الامام المهدي ع .

فقد راح يحاول تضعيفها بطرق غير علمية وناصبية فاصبح مضحكة للضاحكين .

ص: 171


1- منهاج السنة النبوية ج 1 ص 12 طبعة الرياض وص 28 طبعة محمّد رشاد سالم .
2- الصراط المستقيم _ البياضي العاملي ج 2 / 225 .

.واحاديثه التي ذكرها تبين تواترا عنده في الحديث لكنه لم يتبعها ولم يلتزم بها مما يبين طغيان المذهبية العصبية على ناحيته العلمية .

ولو كانت القضية في موضوع اخر غير اهل البيت لقال ابن خلدون ان هذه الاحاديث تكفي في حصول التواتر ولو كانت ضعيفة .

وكان ابن خلدون ناصبيا خبيثا ساعيا للنيل من مذهب الشيعة بكل الاكاذيب ومن علماء البلاط الافريقي اللاهثين خلف الدنيا الفانية .

من حيل واباطيل الوهابية

اعتقد الوهابيون أن المهدي نفسه « ( علیه السلام ) » سوف يظهر من خراسان مع راياته فيأتي من المشرق ، فصنعوا

المهدية لرجل من نجد فيه علامات الشيطنة والابهة بانه هو الامام المهدي ع .

وهو نجدي من غير بني هاشم فجاءوا به الى ابليسهم ومفتيهم ابن باز فوافق على المشروع لاغواء المسلمين والضحك عليهم عسى أن تنتهي قضية المهدي ع بهذه المنظومة التي اختلقوها .

ثم أخذوه إلى أفغانستان والشيشان ، لانها تسمى سابقا ولاية خراسان الكبرى فيأتي من المشرق

فتتلقاه انصاره .

وانتهت هذه الدسيسة بالفشل مثلما انتهت باقي دسائس اليهود والوهابيين .

ص: 172

وكان ملوك بني العباس في صدر دولتهم يقتلون المستولين على الأمور من أمرائهم ووزرائهم لئلا تضعف حكومتهم فقتل أبو العباس السفاح أبا سلمة الخلال المشهور بوزير آل محمد ، وقتل الدوانقي أبا مسلم الخراساني سنة 136 هج مع أن دولة بني العباس قامت بجهدهما ، وقتل هارون البرامكة بعد أن استوثق الأمور برأيهم وقتل المأمون الفضل بن سهل ذا الرياستين .

ثم انقلبت الامور فاستولت الأمراء على الخلفاء خصوصاً الأتراك وضعفوا جداً وخرجت الحكومة من يدهم ولم يكن للخليفة أمر ولا نهي إلى انقراض دولتهم .

التحالف الخليجي _ الاسرائيلي العاجل لمحاربة المهدي ع

السعودية بدأت بمحاربة الاسلام واعلاء راية اليهود علنا لاعادة اتحاد اليهود والكفار في حرب الاحزاب :

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم :

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ( 82 ) _المائدة .

ص: 173

بدأت جامعة ابن سعود في السعودية بالهجوم المستمر على النبي محمد ( صلی الله علیه و آله و سلم ) واتهامه بقتل ونفي اليهود من جزيرة العرب .وانهم عاشوا مع سكان جزيرة العرب بانسجام مدة زمنية طويلة لكنه نفاهم .

صرحت بذلك مجلات اسرائيلية .

ان الزواج الاسرائيلي السعودي وصل درجة من الشراكة بحيث اصبح آل سعود ينفذون كل طلبات الصهاينة المناهضة للدين والمعارضة للاخلاق .

فقد فتح الوهابيون صالات الرقص والغناء والقمار في مدن السعودية وجاءوا باشهر المطربين والمطربات الى بلاد الحرمين المقدسين وسمحوا للطائرات الصهيونية بالتحليق فوق الاراضي المقدسة لمكة والمدينة !!!

وبدأوا يكذبون على النبي محمد ص ويبررون لليهود خياناتهم وحروبهم ونقضهم للعهود .

بينما راعا الرسول ص عهوده الممضاة مع يهود بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة ولم يحاربهم الا بعد نقضهم للعهود مثلا :

اعتدى يهود بني قينقاع على امرأة مسلمة في ديرتهم بكشفهم عورتها والاستهزاء بها بينما كانوا في عهد النبي ومعاهدته فحاربهم واجلاهم الى خيبر .

يهود بني النضير : وارادوا اغتيال النبي ص عندما كان في محلة يهود بني النضير فنقضوا معاهدة صلحهم مع المسلمين فاجلاهم الرسول الى خيبر .

ص: 174

وهجوم بني قريظة على المدينة المنورة مع جيوش الاحزاب في معركة الاحزاب الخندق .

اجلاء جميع اليهود الى خيبر لسعة ارضها الزراعية ورغبة اليهود في قلاعها المحصنة .

وفي خيبر واصل اليهود مؤامراتهم على الاسلام فحاربهم النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم ) وابقاهم يعملون في ارضهم على نصف الحاصل ولم يرحلهم الى فلسطين بل فعل ذلك عمر وكعل الاحبار اليهودي .

ووصلت الخيانة السعودية اليهودية انهم يكذبون النبي ص والقرآن الالهي ويصدقون اليهود الكاذبين لانهم من معدنهم الفاسد .

ويدخل هذا المشروع الوهابي الصهيوني في تحالفهما حيز التنفيذ قبل ظهور الامام المهدي ع خوفا منه ومن سطوته .

وهو يذكرنا بالتلاحم القرشي اليهودي في معركة الاحزاب .

ص: 175

الشيصباني

ورد في الروايات ذكر الشيصباني كما ورد بوجود دور لاتباع الشيصباني في فترة او ارهاصات التسابق والنصرة بين السفياني واليماني والخراساني ..... فلطفاً لو تفضلتم علينا بالحديث عن هذه الشخصية التي يبدو انها عراقية ومن منتحلي التشيع لننتفع بهذه العلوم العلوية في فضح المنافقين .

جعلنا الله واياكم من انصار صاحب الزمان عج ومن المحاربين بين يديه والمستشهدين في طريقه .

الجواب:

الغيبة للنعماني : حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن حماد الأنصاري سنة تسع وعشرين ومائتين ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، قال :

" سألت أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) عن السفياني ، فقال : وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني ، يخرج من أرض كوفان ، ينبع كما

ص: 176

ينبع الماء ، فيقتل وفدكم ، فتوقعوا بعد ذلك السفياني ، وخروج القائم ( عليه السلام ) "((1)) .

الشيصباني احد القيادات الشيعية الكوفية.

وصفته الروايات بما يلي:

1- الشيصباني هو احد اسماء الشيطان اي ان افعاله وافعال اتباعه شيطانية، والشيصبان من الشصب وهي الشدة والجدب اي انه واتباعه من المتشددين الذين يستخدمون العنف في تعاملهم مع الاخرين والشصاب هو القصاب.

2- ينبع كما ينبع الماء: اي ان لديه اتباع كثر سريعي التجمع لاحداث مشاكل وبلابل في المجتمع العراقي.

3- يقتل وفدكم: اي انه واتباعه ينفذون عمليات فتن ومظاهرات تخريبية وقتل لبعض الشخصيات الشيعية الدينية او السياسية او الجهادية .

4- سائر اهل الكوفة من اتباعه.

5- لديه جماعة مسلحة شديدة البأس.

6- يكون خروجه قبل خروج السفياني.

7- اتباعه اراذل الناس وجهلتهم.

ص: 177


1- بحار الأنوار : 52 / 250 ، ح 136 . معج م أحاديث الإمام المهدي ( عليه السلام ) : 3 / 268 ، ح 794 . الغيبة _ النعماني 314 .

8- يبايعه اهل الكوفة للخلافة عند قيام القائم عج ويخرجون معه ضد القائم عج فيوجه القائم عج فصيل عسكري ايراني فيقضي عليهم جميعاً.

ويفرض جيش القائم عج حظر تجوال شامل ومشدد في الكوفة، حتى يتم السيطرة على الكوفة واخضاعها وانهاء اسطورة الشيصباني اللعين واتباعه الى الابد.

وقد خمن البعض أن يكون الشيصباني فلانا او فلانا لكن دون دليل علمي .

وقال البعض انه اسم لفلان مثلما سمي ابو بكر وعمر حفتر وزريق .

وقال البعض انه صدام الذي قتل عشرة ملايين شيعي ودمر العراق .

ص: 178

الكتاب _ 11 : النفس الزكية ثلاثة

1_ النفس الزكية الاول _المدينة

كان الإمام النعمان بن ثابت ( أبو حنيفة ) من المناصرين للثورات العلوية المناهضة للحكم العباسي ، مثل ثورة زيد بن علي بالكوفة ، ومحمد النفس الزكية في المدينة وأخيه إبراهيم بالبصرة وكان يناصر هذه الحركات الداعية للخروج على الطاغية الظالم .

ومن علامات الغيب التي ذكرها امير المؤمنين علي ع إخباره عن مقتل النفس الزكية بالمدينة ، قال الامام علي ( علیه السلام ) :

أنه يقتل عند أحجار الزيت ، وكقوله : عن أخيه إبراهيم المقتول بباخمرى يقتل بعد أن يظهر ((1))

.

وقد ظهرت سياسة التنكيل والبطش بالعلويين بعد قمع ثورتي النفس الزكية

في المدينة وإبراهيم في البصرة ، فجمع المنصور بني هاشم في الربذة وأثقلهم بالحديد والضرب بالسياط حتى اختلطت بدمائهم ولحومهم ، ثم حملهم إلى العراق على أخشن مركب وتوجه بهم إلى الكوفة ، وأودعهم

ص: 179


1- الغارات _ ابراهيم الكوفي 2 / 680 .

ذلك السجن المظلم الضيق الذي لا يعرف فيه الليل من النهار إلا بأجزاء كان يرتلها علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن ((1)) .

وهو المقتول بأحجار الزيت ، المعروف بذي النفس الزكية ، لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله : تقتل بأحجار الزيت من ولدي نفس زكية .

وكان شديد السمرة ، غزير العلم ، ذو حزم وسخاء وشجاعة ، يشبهونه في قتاله بالحمزة عم النبي صلى الله عليه وآله . تجد ترجمته وقصة ثورته في : ((2)) .

ص: 180


1- مقاتل الطالبيين : 192 _ 194 .
2- مقاتل الطالبيين : 157 200 ، تاريخ الطبري : 9 / 201 ، الكامل لابن الأثير : 5 / 529 555 ، أعلام الزرگلي : 7 / 90 ، شذرات الذهب : 1 / 213 ، الوافي بالوفيات : 3 / 297 ، دول الاسلام للذهبي : 1 / 73 ، وعمدة الطالب لابن عنبه : 103 .

2_ ذو النفس الزكية الثاني _الكوفة

لقد روى الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد في علامات الظهور روايات في هذا المجال :

« وقتل نفس زكيّة بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام » ((1)) (ذو النفس الزكية الثالث )

.

الشيخ المفيد ذكر كلا منهما الثاني والثالث مفرقا بينهما .

خطبة المخزون للامام علي ع :

قول الله تبارك وتعالى ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) الا أيها الناس سلوني قبل أن تشرع برجلها فتنة شرقية وتطأ في خطانها بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ورافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها فإذا استدار الفلك قلت مات أو هلك بأي واد سلك فيومئذ تأويل هذه الآية ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ) ولذلك آيات وعلامات أولهن احصار الكوفة بالرصد والخندق وتحريق الزوايا في سكك الكوفة وتعطيل المساجد أربعين ليلة وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر يشبهن بالهدي ، القاتل والمقتول في النار وقتل كثير وموت ذريع وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين

ص: 181


1- الإرشاد ( ج 2 ، ص 371 ) بحار الأنوار ( ج 52 ، ص 220 ) .

والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الاسبع المظفر صبرا في بيعة الأصنام مع كثير من شياطين الانس وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب أميرها رجل من كلب واثنى عشر الف عنان من خيل يحمل السفياني متوجها إلى مكة والمدينة ((1)) .

في الرواية السابقة للصفار في بصائر الدرجات فرق بين ذي النفس الزكية الثاني والثالث :

وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين والمذبوح بين الركن والمقام (في الكعبة ) ((2)) .

3_ النفس الزكية الثالث _الكعبة

اشارة

النفس الزكية غلام من آل محمد يقتل بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن .

وزاد في بعض الأخبار قتل نفس زكية أخرى بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وقد مضى أيضا في رواية زرارة أنه لا بد من قتل غلام بالمدينة

ص: 182


1- مختصر بصائر الدرجات _ حسين الحلي ص 199 .
2- مختصر بصائر الدرجات _ حسين الحلي ص 199 .

واليماني رجل يخرج من يمن يدعو إلى المهدي عليه السّلام أما لو كانت يعني الآية أو الصيحة أما لو كانت الآية هي الصيحة .

وروى الصدوق بإسناده عن ميمون البان عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : خمس قبل قيام القائم اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية » .

وبإسناده عن عمر بن حنظلة قال سمعت أبا عبد اللَّه عليه السّلام يقول : خمس علامات محتومات اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء » .

وبإسناده عن صالح مولى بني العذراء قال سمعت أبا عبد اللَّه عليه السّلام يقول : ليس بين قيام القائم وبين قتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة » .

1_ روايات اقل من الروايات الاخرى على شخصيّة تقتل بظهر الكوفة .

2_ الذي يُقتل بين الركن والمقام ، جاء في البحار ومهج الدعوات : ((1)) إطلاق النفس الزكيّة على المهدي عجّل الله فرجه .

وروى الصدوق أيضاً في كمال الدين ، بإسناده عن صالح مولى بني العذارء ، قال : « سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : ليس بين قيام آل محمّد وبين قتل النفس الزكيّة إلاّ خمس عشرة ليلة » ((2)) .

ص: 183


1- مهج الدعوات ( ص 58 ) بحار الأنوار ( ج 98 ، ص 371 ) .
2- كمال الدين للصدوق ( ص 649 ، الباب 57 ، الحديث 2 ) بحار الأنوار ( ج 52 ، ص 203 ) .

ورواه الشيخ في الغيبة ، والمفيد في الإرشاد .

وفي رواية الشيخ الطوسي في الغيبة بإسناده عن عمّار بن ياسر أنّه قال : « إنّ دولة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان ، ولها أمارات ، فإذا رأيتم فالزموا الأرض ، وكفّوا حتّى تجيئ أماراتها ، . . . ثمّ يسير _ أي السفياني بعد استيلاءه على الشام إلى الكوفة ، فيقتل أعوان آل محمّد صلّى الله عليه وآله ، ويقتل رجلاً من مسمّيهم ، ثمّ يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح ، فإذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان التحقوا بمكّة ، فعند ذلك يقتل النفس الزكيّة وأخوه بمكّة ضيعة ، فينادي منادي من السماء : أيّها النّاس ، إنّ أميركم فلان ، وذلك هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً » ((1)) .

تقول

الرواية أنّ النفس الزكيّة واخوه يقتلا ضيعة .

وجاء في هذه الروايات :

ص: 184


1- الغيبة للطوسي ( ص 463 ، الحديث 479 ) بحار الأنوار ( ج 52 ، ص 207 و 208 ) .

أنّ قتل ذي النفس الزكية بين الركن والمقام من العلامات الحتميّة ، وأنّ اسمه محمّد بن الحسن ، وأنّه من ذرّيّة الحسين عليه السلام ، وأنّه من خواصّ أصحاب المهدي عجّل الله فرجه ، ويخرج في مكّة قبل أيّام فبينه وبين ظهور الحجّة عجّل الله فرجه للبيعة عند الركن خمس عشرة ليلة :

في صحيح عمر بن حنظلة ، قال : « سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : خمس علامات قبل قيام القائم : الصيحة ، والسفياني ، والخسف ، وقتل النفس الزكيّة ، واليماني .

فقلت : جعلت فداك ، إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه ؟

قال : لا ((1)) .

هلاك جيش السفياني في بيداء مكة

ثم تظهر الدابة بين الركن والمقام ، فتكتب في وجه المؤمن " مؤمن " وفي

وجه الكافر " كافر "((2)) .

ص: 185


1- الكافي ج 8 / 310 .
2- البحار ج 53 / 11 .

وعنه قال الحسين بن حمدان الخصيبي حدثني محمد بن إسماعيل

وعلي بن عبد الله الحسنيان عن أبي شعيب محمد بن نصير عن ابن الفرات

عن محمد بن المفضل قال سالت سيدي أبا عبد الله الصادق

ثم يقبل على القائم عليه السلام رجل وجهه إلى قفاه ، وقفاه إلى صدره ويقف بين يديه فيقول : يا سيدي أنا بشير أمرني ملك من الملائكة أن ألحق بك وأبشرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء فيقول له القائم عليه السلام : بين قصتك وقصة أخيك .

فيقول الرجل كنت وأخي في جيش السفياني وخربنا الدنيا من دمشق إلى الزوراء وتركناها جماء ، وخربنا الكوفة وخربنا المدينة ، وكسرنا المنبر وراثت بغالنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وخرجنا منها وعددنا ثلاثمائة ألف رجل نريد اخراب البيت ، وقتل أهله ، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها ، فصاح بنا صائح يا بيداء أبيدي القوم الظالمين فانفجرت الأرض ، وابتلعت كل الجيش ، فوالله ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي .

فإذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا فصارت إلى ورائنا كما ترى ، فقال لأخي :ويلك يا نذير ! امض إلى الملعون السفياني بدمشق ، فأنذره بظهور

ص: 186

المهدي من آل محمد عليهم السلام ، وعرفه أن الله قد أهلك جيشه بالبيداء ، وقال لي : يا بشير الحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين ، وتب على يده ، فإنه يقبل توبتك ، فيمر القائم عليه السلام يده على وجهه فيرده سويا كما كان ، ويبايعه ويكون معه .

قال المفضل : يا سيدي ! وتظهر الملائكة والجن للناس ؟

قال : إي والله يا مفضل ، ويخاطبونهم كما يكون الرجل مع حاشيته وأهله ، قلت : يا سيدي ويسيرون معه ؟

قال : إي والله يا مفضل ولينزلن أرض الهجرة ما بين الكوفة والنجف وعدد أصحابه عليه السلام حينئذ ستة وأربعون ألفا من الملائكة وستة آلاف من الجن ((1)) .

ص: 187


1- البحار ج 53 / 11 والهداية الكبرى ص 392 .

الكتاب _ 12 : حقد الامويين الدفين على النبي وآله

رملة ام حبيبة السفيانية عدوة النبي ص

قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح ما كتب أمير المؤمنين إلى معاوية

( وأقسم بالله لولا بعض الاستبقاء لوصلت إليك مني قوارع تقرع العظم وتنهس اللحم ) .

قال : قد قيل : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فوض إليه أمر نسائه بعد موته وجعل إليه أن يقطع عصمة أيتهن شاء إذا رأى ذلك ، وله من الصحابة جماعة يشهدون له بذلك ، فقد كان قادرا على أن يقطع عصمة أم حبيبة ويبيح نكاحها للرجال عقوبة لها ولمعاوية أخيها فإنها كانت تبغض عليا كما يبغضه أخوها ، ولو فعل ذلك لانتهس لحمه ، وهذا قول الإمامية ، وقد رووا عن رجالهم أنه ( عليه السلام ) تهدد عائشة بضرب من ذلك ، وأما نحن فلا نصدق هذا الخبر ونفسر كلامه على وجه آخر إلى آخر ما قال ((1)) .

أقول : يظهر من كلامه أن هذا من المشهورات بين الشيعة حتى وقف عليه

مخالفوهم ونسبوهم إليه .

ص: 188


1- شرح النهج _ المعتزلي ج4 : 318 .

أقول : سيأتي الأخبار الكثيرة المناسبة لهذا الباب في باب اختصاصه ( عليه السلام ) بالرسول ( صلى الله عليه وآله ) وغيره من الأبواب ((1)).

اسمها رملة أو هند بنت أبي سفيان الأموية . وأمها صفية بنت أبي العاص

ابن أمية . ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما ((2)).

رملة أم حبيبة بنت ابي سفيان ,كانت من الخط الأموي اذ شوت كبشا تأييدا منها لاحراق معاوية محمد بن ابي بكر وأرسلته الى عائشة لاحراق قلبها فكانت ثقافتها غير نبوية بل أموية سفيانية قالت لعائشة: هكذا شوى أخوك ((3)) , لأنّ معاوية شوى محمّد بن أبي بكر في جلد حمار وهو حي, معارضة للأمر الإلهي: لا يحرق المسلم بالنار .

وقالت سودة أُم المؤمنين لأسرى كفار قريش في معركة بدر كلاماً سيّئاً جاء فيه معاتبة اياهم على عدم مواصلتهم قتال المسلمين حتى الموت او النصر اذ قالت : أعطيتم بأيديكم كما تفعل النساء ألا متم كراماً.

ص: 189


1- البحار ج 38/89 .
2- الإصابة ، الترجمة رقم : 434 ، 4 / 298 .
3- كتاب الولاة، الكندي، ص 30 ، ط , دار الكتاب الاسلامى، القاهرة .

فقال رسول الله(( صلی الله علیه و آله و سلم )) يا سَوْدة أعلى الله ورسوله تحرّضين؟((1)) .

وكانت صديقة لعائشة فأعطت يومها وليلتها لعائشة((2)).

فسودة كانت من المحرضين على النبي والمسلمين وهي أم المؤمنين شأنها شأن زوجة نوح ع الفاسقة في صريح القرآن الكريم .

ثقافة معاوية الموروثة عند الوهابيين

اشارة

شارك معاوية في محاولة قتل النبي ص في العقبة .

وساهم في قتل سيدة نساء العالمين فاطمة ( علیها السلام ) فكان من حملة النار والحطب على دارها.

أحرق محمد بن ابي بكر وهو حي ((3)) .

وحفر حفرة لعائشة في المدينة ودعاها اليه فوقعت فيها مع حمارها وماتت

ص: 190


1- تاريخ ابن الأثير 2 / 131.
2- الإصابة 4 / 338.
3- كتاب الولاة، الكندي، ص 30 ، ط , دار الكتاب الاسلامى، القاهرة .

وشارك معاوية مع عمر وعثمان في سم ابي بكر وقتل اصحابه والانقلاب عليهم والاستيلاء على الحكم .

وساهم في محاربة الاسلام في حروب الكفار ضدهم .

وساهم مع رجال السقيفة في توقيع وثيقة الانقلاب على الدين ونقض بيعة النبي محمد ص للامام علي ع .

ولمّا سافر عبدالرحمن من المدينة إلى مكّة لاحقته عيون معاوية فسقوه سمّاً مثلما سقوا مالك الأشتر في طريق مصر ، ثمّ دفنوه حيّاً هناك((1)).

أي فعل نفس العمل الذي عمله مع مالك الاشتر رغم فعل ابي بكر مع ابي سفيان واولاده في تعيينهم مسؤولين واعطائهم الشام والطائف مقطوعة لهم !!!

وقبلها

كان معاوية قد أمر بهديّة مالية لعائشة ، ولعبدالرحمن .

قال ابن كثير : بعث إليه معاوية بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية فردّها عبدالرحمن وأبى أن يأخذها وقال : أبيع ديني بدنياي وخرج إلى مكّة فمات بها ، وكانت وفاته على ستّة أميال من مكّة((2)).

ص: 191


1- المستدرك ، الحاكم 3 / 476 .
2- البداية والنهاية 8 / 96 ، التحفة اللطيفة ، السخاوي 2 / 504 .

كان عبد الرحمن بن ابي بكر يفهم عطايا معاوية وباقي الملوك الخارجة عن المألوف بأنها رشاوى لكن عائشة كانت تحب الرشاوى وتحارب عليها وقتلت عثمان لامتناعه عن اعطائها الرشاوى الكبيرة .

معاوية بن يزيد بن معاوية 64 ه- :

وهو أول خليفة مسلم يطالب بارجاع الخلافة الى أهل البيت (عليهم السلام) ويستقيل من منصبه ، مما دفع الأمويين الى قتله بالسم ودفن استاذه (عمر المقصوص ) حيَّاً ((1)) .

المرجئة فرقة منحرفة

روى الكليني في القوي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لعن الله القدرية ، لعن الله الخوارج ، لعن الله المرجئة لعن الله المرجئة ، قال : قلت لعنت هؤلاء مرة مرة ولعنت هؤلاء مرتين ؟

ص: 192


1- راجع كتابنا استبصار معاوية الثاني .

قال : إن هؤلاء يقولون إن قتلتنا مؤمنون فدماؤنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة إن الله حكى عن قوم في كتابه لن نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ، قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين قال كان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا وفي الحسن كالصحيح ، عن أبي مسروق قال : سألني أبو عبد الله عليه السلام عن أهل البصرة ما هم ؟

فقلت : مرجئة وقدرية وحرورية فقال : لعن الله تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شيء .

وفي الصحيح ، عن أبي بكر الحضرمي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام أهل الشام شر أم الروم ؟

فقال إن الروم ( أي النصارى ) كفروا ولم يعادونا وإن أهل الشام كفروا وعادونا .

وفي الموثق كالصحيح ، عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا تجالسوهم يعني المرجئة لعنهم الله ولعن مللهم المشركة الذين لا يعبدون الله على شيء من الأشياء .

ص: 193

وظاهره كفرهم جميعا ولا شك في كفرهم بمعنى الخلود أو استحقاقهم النار إنما الخلاف في الطهارة والنجاسة وإجراء أحكام الإسلام عليهم ((1)).

وفي القوي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب ، المرجئة والقدرية ((2)) .

المرجئة قد تطلق في مقابلة الشيعة من الإرجاء بمعنى التأخير لتأخيرهم عليا عليه السّلام عن درجته وكأنه المراد هنا وقد تطلق في مقابلة الوعيدية إما من الإرجاء بمعنى التأخير لأنهم يؤخرون العمل عن النية والقصد وإما بمعنى إعطاء الرجاء لأنهم يعتقدون أن لا يضر مع الأيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة والسبب في شدة تقليدهم لأئمتهم وجدهم في ذلك أكثر من تقليد أصحابنا لأئمة الحق مع أن أئمتهم يدعونهم إلى اعتقادات فاسدة وأئمتنا عليه السّلام يدعوننا إلى الحق أنهم يدعونهم إلى الدعة

ص: 194


1- روضة المتقين المجلسي الاول 8 / 226 .
2- الخصال _ صنفان لا نصيب لهما في الاسلام خبر 1 ص 57 ج 1 طبع قم وعقاب الاعمال عقاب القدرية خبر 3 ص 34 طبع قم .

والراحة وأئمتنا عليه السّلام يدعوننا إلى التكليف والمشقة فتقليدهم أهون على طباعهم ((1)).

وكان المراد ب " المرجئة " هنا مطلق المخالفين لإرجائهم أمير المؤمنين عليه السلام إلى الرابعة ((2)).

ومنهم : المرجئة قوم يزعمون أن أهل القبلة كلهم مؤمنون بإقرارهم الظاهر بالايمان ورجوا لهم المغفرة .

وروى ابن عمر عنه أنه قال : صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب :

المرجئة ، والقدرية ((3)) .

وعنه صلَّى الله عليه وآله : المرجئة يهود هذه القبلة .

وفي نهاية ابن الأثير : المرجئة فرقة من فرق الإسلام ، يعتقدون أنه لا يضر مع الأيمان معصية ، ولا ينفع مع الكفر طاعة ، سموا مرجئة لاعتقادهم أن الله تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصي ، أي : أخره عنهم ((4)) .

ص: 195


1- الوافي 1 / 242 .
2- ملاذ الاخبار _ المجلسي ج 3 / 263 .
3- كنز العمال 1 / 118 ، ح 558 . نهاية ابن الأثير 2 / 206 .
4- نهاية ابن الأثير 2 / 206 .

و نقل عن المفيد أنّه قال :( يرث المؤمن أهل البدع من المرجئة والمعتزلة ) وهم الذين أخروا عليّا « عليه السلام » عن الثلاثة ( والخوارج )

الذين نفوا إمامته من الحشوية ) الذين تساهلوا في العقائد ومرقوا من الدين ( ولا ترث هذه الفرق مؤمنا ) اثنى عشريّا .

والمرجئة بغير تشديد من الارجاء بمعنى التأخير ، وفي معنى الكلمة أقوال مختلفة ولا يبعد أن يكون الخبر ما فسره في المقالات والفرق : ((1)) قال ما لفظه : فلما قتل علي عليه السلام التقت الفرقة التي كانت معه والفرقة التي كانت مع طلحة والزبير وعائشة فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن أبي سفيان إلا القليل منهم من شيعته ومن قال بإمامته بعد النبي صل الله عليه وآله ، وهم السواد الأعظم وأهل الحشو واتباع الملوك وأعوان كل من غلب أعني الذين التقوا مع معاوية فسموا جميعا المرجئة . . . وانظر أيضا مقباس الهداية ((2)) .

وهذه الفرقة تشارك في محاربة الامام المهدي ع .

ص: 196


1- المقالات والفرق : 5 .
2- مقباس الهداية 2 : 369 .

الكتاب _ 13 : آل محمد العالين الصادقين المطهرين

آل ياسين هم آل محمد ومنهم المهدي

قال الإمام فخر الدين الرازي : جعل الله أهل بيت نبيه محمد ( صلی الله علیه و آله و سلم ) مساوياً له في خمسة أشياء : في المحبة قال الله تعالى : (فاتبعوني يحببكم الله) . وقال لأهل بيته (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) .

والثاني في تحريم الصدقة , قال ( صلی الله علیه و آله و سلم ) حرمت الصدقة عليَّ وعلى أهل بيتي.

والثالث في الطهارة , قال الله تعالى : (طه , ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى , إلا تذكرة) . وقال لأهل بيته (ويطهركم تطهيراً) .

والرابع في السلام , قال : السلام عليك أيها النبي , وقال في أهل بيته سلام على آل ياسين.

والخامس : في الصلاة على الرسول وعلى الآل كما في آخر التشهد((1)) .

ص: 197


1- الصواعق المحرقة , ابن حجر الهيتمي / ص 89 نقلاً عن الفخر الرازي.

الدارقطني: وعن سنن الدارقطني لأبي علي بن عمر الحافظ باسناده عن رسول الله ( صلی الله علیه و آله و سلم ) أنه قال : من صلى صلاة لم يصل فيها علي ولا على أهل بيتي لم تقبل منه((1)) .

ابن حجر: في الصواعق المحرقة قال الشافعي :

يا آل بيت رسول الله حبكم**فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم القدر أنكم*من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له

وروى ابن حجر العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري بسنده عن أبي هريرة رفعه قال :

من قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم , وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم شهدت له يوم القيامة وشفعت له((2)) .وأخرج الحاكم النيسابوري في مستدركه على الصحيحين بسنده النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم ) أنه قال «إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد , وارحم

ص: 198


1- سنن الدارقطني / ص 136.
2- فتح الباري في شرح صحيح البخاري / ج 13 / ص 411.

محمداً وآل محمد , كما صليت وباركت , وترحمت على إبراهيم وعلى آل أبراهيم إنك حميد مجيد » ((1)) .

وعن الامام محمّد الباقر ( ( علیه السلام ) ) , عن أبيه , عن جدّه الحسين ( ( علیه السلام ) )انه قال : لمّا نزلت هذه الآية : (وَكُلَّ شَىْء أَحْصَيْنَ-هُ فِى إِمَام مُّبِين) يس 12 .

قال أبو بكر وعمر : يارسول الله , هو التوراة , أو الإنجيل , أو القرآن؟

قال ( صلی الله علیه و آله و سلم ) : لا . فأقبل إليه أبي ( علي ( علیه السلام ) ) فقال النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم ) : « هو هذا الإمام الذي أحصى الله فيه علم كل شيء »((2)) .

يس اسم رسول الله ( صلی الله علیه و آله و سلم )والدليل عليه قوله: ( إنك لمن المرسلين عليٌ صراطٌ مستقيمٌ ) . عن علي ( علیه السلام ) أنه قال سمى الله تعالى النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم )في القرآن بسبعة أسماء: محمد , وأحمد , وطه , ويس , والمزمل , والمدثر , وعبد الله , وقيل: معناه بالسريانية يا إنسان .

وقيل: معناه يا سيد الأولين والآخرين . وأخفى النون من ( ياسين ) الكسائي وأبو بكر عن عاصم . وقرأ الباقون ببيان النون , وهو الأجود لان حروف

ص: 199


1- المستدرك على الصحيحين , الحاكم / ج 1 / ص 269.
2- إحقاق الحق 14 / 471 , وتأويل الآيات ج 2 / 487 , 491 , معانى الاخبار 95 , عنه تفسير البرهان ج 4 / 568 , مشارق أنوار اليقين 55 .

الهجاء ينوى بها السكت والانقطاع عما بعدها . ومن قال بالأول قال لان النون والتنوين إنما يظهران عند حروف الحلق وليس ههنا شئ منها ((1)) .

وجاء: { سَلامٌ عَلَى آل يَاسِينَ } 130* سورة الصافات.

وروى هو أيضاً قال: أخبرنا عقيل بن الحسين باسناده عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى: (سلام على آل ياسين) .قال: يعني: على آل محمد , وياسين بالسريانية: يا انسان يامحمد ((2)) . وقال ابن عباس: المراد آل محمد .

ص: 200


1- تفسير التبيان , الطوسي , الوفاة 460هج , تحقيق احمد العاملي , الناشر : مكتب الاعلام الاسلامي , تفسير الاية .
2- , شواهد التنزيل / ج 2 / ص 110 , 112. شواهد التنزيل , , الحافظ عبيداللّه بن عبداللّه بن احمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذاء الحنفي النيسابوري , من اعلام القرن الخامس الهجري , المتوفى سنة 470 هج , ترجمته في تذكرة الحفاظ للذهبي _ الناشر: الهند , وهناك طبعة مصرية , وهناك طبعة ايرانية _تحقيق المحمودى طبعة 1990 م , نشر وزارة الثقافة , طهران . قال الذهبي الكردي مؤلف تاريخ الاسلام عن الحسكاني الحنفي: شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث_ تذكرة الحفاظ ج 3 / 1200 رقم 1032.

.وقال الإمام علي ( علیه السلام ) : ياسين: محمد ونحن آل ياسين ((1)) .

تفسير فرات بن إبراهيم: بإسناده عن سليمان بن قيس العامري قال: سمعت عليا ( علیه السلام ) يقول: رسول الله( صلی الله علیه و آله و سلم ) يس ونحن آله ((2)) .

وممن روى ذلك أيضاً , فقيه الشوافع جلال الدين السيوطي في تفسيره((3))

ص: 201


1- , تفسير البغوى 4 / 41 , الكشاف , الزمخشرى 3 / 352 , الصواعق المحرقة , ابن حجر الهيتمي الشافعي سنة الوفاة , 807 هج, ص 88 والدر المنثور ج 5 ص 136والتفسير الكبير ج 26 ص 162وروح المعانى ج 23 ص 129 , وتفسير الخازن ج 4 ص . 27.المعجم الكبير 11 / 56 11064 , الدر المنثور , السيوطى 5 / 539 , شواهد التنزيل 2 / 167 793 , نهج الحق وكشف الصدق , العلامة الحلى , ص 214 , 205 , مناقب أهل البيت ع , المولى حيدر الشيروانى , ص 95 , 89.
2- تفسير فرات : 131 .والبحار ج 16 / 87 .
3- , الدر المنثور / ج 5 / ص 286 , تفسير الآية .

وقال البغوي فى تفسيره: قرأ نافع وابن عامر آل بفتح الهمزة مشبعة وكسر اللام مقطوعة , لانها فى المصحف مفصولة . ثم قال: فمن قرأ آل يس مقطوعا قيل: أراد آل محمد ((1)) .

قال الثعلبى: قرأ ابن محيص وشيبة آل يس موصولا , وقرأ ابن عامر ونافع ويعقوب آل ياس بالمد , وقرأ الباقون إلياسين بالقطع والقصر» فمن قرأ آل يس بالمد , فإنه أراد آل محمد .

وقال فى أوائل سورة يس: قال السيد الحميري:

يا نفس لا تمحضى بالنصح مجتهدا على المودة إلا آل ياسينا .

وقال الإمام علي ( علیه السلام ) : ياسين : محمد ونحن آل ياسين ((2)) .

ص: 202


1- , صحيح البخاري 4 / 178 , صحيح مسلم 4 / 187 , وانظر: سنن الترمذي 5 / 638 , معالم التنزيل 4 / 484 , الدر المنثور . 7 / 228 , تفسير الكشف والتبيان , الثعلبي , الوفاة 403 هج 321 , فرائد السمطين 1 / 377 , ترجمة الإمام علي ( علیه السلام ) من تاريخ ابن عساكر 1 225 , جامع الأصول , 8 .65 , الكشاف 1 / 434 , تفسير أنوار التنزيل , البيضاوي 1 / 161 , الكامل في التأريخ 2 / 292 , مصابيح السنة , 3 / 183 , الصواعق المحرقة , ابن حجر الهيتمي الشافعي _ سنة الوفاة , 807 هج, 148 _مناقب أهل البيت ( علیهم السلام ) , المولى حيدر الشيرواني , ص 95 .
2- تفسير البغوى ج 4 / 41 , الكشاف , الزمخشرى ج 3 / 352 , الصواعق المحرقة , ابن حجر الهيتمي الشافعي سنة الوفاة , 807 هج, ص 88 والدر المنثور ج 5 ص 136والتفسير الكبير ج 26 ص 162وروح المعانى ج 23 ص 129 , وتفسير الخازن ج 4 ص 27 و المعجم الكبير 11 / 56 11064 , الدر المنثور , السيوطى ج 5 / 539 , شواهد التنزيل ج 2 / 167 , 793 . ونهج الحق وكشف الصدق , العلامة الحلى , ص 214 , 205 , مناقب أهل البيت , المولى حيدر الشيروانى , ص 95 , 89 .

وكل الايات والاحاديث التي وردت في أهل البيت لم تكف النواصب للاعتقاد باهل البيت ع فتراهم يتآمرون لابعاد بعضها عنهم !!!

{عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم } 4 _ سورة يس :قال الكلينى: نزلت فى ولاية علي ((1)) . وتقرأ هكذا: {عليٌ صراطٌ مستقيمٌ} ((2)) .

وعن أبي جعفر ( علیه السلام ) قال: أوحى الله إلى نبيه ( صلی الله علیه و آله و سلم ) " فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( 1 ) " قال: إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم ((3)).

ص: 203


1- , الكافي , الشيخ الكليني , الناشر: دار الكتب الاسلامية , الوفاة 329 هج , طهران 8 / 288 .
2- , سورة يس 4 .
3- الكافي ج 1 / 417 .

قال النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم ): يا علي أنت حجة الله وأنت باب الله , وأنت الطريق الى الله , وأنت النبأ العظيم , وأنت الصراط المستقيم , وأنت المثل الأعلى((1)) .

هي إحدى القراءات القرآنية وهي القراءة الصحيحة . قال علماء السنة في علوم القرآن بوجود سبع قراءات للقرآن الكريم وقال بعضهم بوجود أكثر

من هذا العدد من قراءات القرآن الكريم ((2)) .

ص: 204


1- شواهد التنزيل , ج 1 / 79 , , الحافظ عبيداللّه بن عبداللّه بن احمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذاء الحنفي النيسابوري , من اعلام القرن الخامس الهجري , المتوفى سنة 470 هج , ترجمته في تذكرة الحفاظ للذهبي _ الناشر: الهند , وهناك طبعة مصرية , وهناك طبعة ايرانية _تحقيق المحمودى طبعة 1990 م , نشر وزارة الثقافة , طهران وعيون أخبار الرضا , الصدوق ج 1 / 9 , مناقب آل أبي طالب , ابن شهر آشوب ج 2 / 272 , البحار ج 9 / 197 , تفسير القمي_ على بن ابراهيم القمى , الوفاة سنة 307 هج ,المصحح :سيد طيب الجزائرى_ الطبعة :3 , 1404 , مؤسسة دار الكتاب , قم . ج 1 / 159 , الكافي , الشيخ الكليني , الناشر: دار الكتب الاسلامية , الوفاة 329 هج , طهران_ ج 1 / 416.
2- , الاتقان , السيوطي _ المتوفى سنة 911 هجرية ج 1 / 130 , 1 _1996_ م , تحقيق سعيد المندوب , الناشر : دار الفكر , بيروت , شرح مسلم للنووي ج 6 / 99 فضل من يقوم بالقرآن , الناشر : 1987 م , ط دار الكتاب العربي , بيروت و ا لاستذكار , ابن عبد البر ج 2 / 480 تحقيق سالم محمد , ط دار الكتب العربية الناشر : 1 , سنة 2000 م , بيروت .تفسير الثعلبي الشافعي ج 1 / 122 , تحقيق محمد عاشور , الناشر : 1 , 2002 م احياء التراث العربي , بيروت و تفسير القرطبي , ج 6 / 357 , تفسير (يا ايها اللذين آمنوا شهادة بينكم ) اللهجات المختلفة , تحقيق ابراهيم اطفيش , الناشر : سنة 1985 م , دار التراث العربي , بيروت .

لكن الامويين المغتصبين للخلافة فضّلوا بعض القراءات على بعض تبعا لمصالحهم وطبقا لمنهجهم في طمس فضائل أهل البيت .

ومن عيوب علماء النواصب انهم كلهم يعتقدون بتعدد القراءات القرآنية ويقرأوها وفق سبع قراءات وأكثر واذا قرأها عالم شيعي كما قال الباقر أو الصادق استنكروا ذلك .

وهذا أمر معيب يبين جهلهم وعصبيتهم ونصبهم العداء لاْهل بيت النبوة وهو من علامات المنافقين .

ص: 205

ويقول العلماء بصورة عامة بوجود اسم علي ( علیه السلام ) في القرآن ويأتون بنصوص صحيحة تؤيد وتعضد نظريتهم .

وقال تعالى: { وَإنَّهُ فِي اُمِّ الكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } ((1)) .

قال المفسر القمي والصدوق والطوسي عن الآية :إنها نزلت فى الإمام

علي ((2)) أي فيها الاسم المبارك للامام علي ( علیه السلام ) 0

ص: 206


1- , سورة الزخرف 43 / 4 .
2- , الروضة , شاذان بن جبريل القمى , ص 231 حديث علي فى القابه , المتوفى سنة 660 هجرية , طبعة 1 , 1423 هجرية , تحقيق على الشكرجى , عن عبد الله بن مسعود , ومعانى الاخبار , الصدوق ص 32 باب معنى الصراط , تحقيق على اكبر غفارى سنة 1379 هجرية , مؤسسة النشر الاسلامى , قم , شرح الاخبار , القاضى النعمانى ج 1 / 244 موضوع ولاية علي , تحقيق محمد الجلالى , طبعة 2 , 1414 هجرية , مؤسسة النشر الاسلامى , تفسير القمى ج 1 / 28 , 39 البرهان ج 4 / 845 , مصباح المتهجّد , الطوسي ص 748 , تهذيب الأحكام للطوسي ج 2 / 145 , الغارات , إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي ,الوفاة 283 هج ج 2 / 892 , شرح الأخبار , النعمان المغربي 1 / 244 , المناقب , ابن شهر آشوب 2 / 271 , البحار ج 9 / 52 , 33 / 310 , 35 / 58 , 95 / 304 , 97 / 303 , تفسير كنز الدقائق ج 1 / 60 . الغارات 2 / 892 , المناقب , ابن شهر آشوب ج2 / 271 , و االبحار ج 35 / 58 , المناقب المائة من طرق العامة , محمد بن شاذان , والمنقبة الخامسة والثمانون من المناقب ص160 ..

وعن الامام علي الرضا ( صلی الله علیه و آله و سلم ) وقد سألوه عن الآية فقال: انه علي بن ابي طالب ((1)) .

أبي حنان ، عن الصباح بن محمد ، عن أبي حازم ، عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الأئمة من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل وكانوا اثني عشر ، ثم وضع يده على صلب الحسين ( علیه السلام ) وقال :

ص: 207


1- 1 , الغارات , الثقفي , المتوفى سنة 283 هجرية ج 2 / 894 , ترجمة صعصعة بن صوحان , تحقيق الحسيني والبحار ج 23 / 21 , باب انهم آيات الله , تحقيق البهبودي , سنة 1983 م , ط مؤسسة الوفاء , بيروت , اقبال الاعمال , ابن طاووس ج 2 / 284 دعاء آخر في يوم الغدير , تحقيق جواد قيومي اصفهاني ط 1 , 1415 هجرية مؤسسة الاعلام الاسلامي , طهران وجامع احاديث الشيعة , البروجردي ج 7 / 404 صلاة يوم الغدير .

تسعة من صلبه والتاسع مهديهم يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فالويل لمبغضيهم_. البحار ج 36 / 290 .

3_ ( 324 ) الخزاز القمي رحمه الله : . . . يونس بن ظبيان قال : دخلت على الصادق عليه السلام . . . .ثم قال : يا يونس ! إذا أردت العلم الصحيح ، فعندنا أهل البيت ، فإنا ورثنا ،وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب .

فقلت : يا ابن رسول الله ! وكل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من

كان من ولد علي وفاطمة عليهما السلام ؟

فقال عليه السلام : ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر .قلت : سمهم لي يا ابن رسول الله ؟

فقال ( علیه السلام ) : أولهم علي بن أبي طالب ، وبعده الحسن . . . وبعد موسى علي ابنه ،وبعد علي محمد ، و . . . اصطفانا الله وطهرنا ، وأوتينا ما لم يؤت أحدا من العالمين ((1)).

وعن أبي طالب أنّه ( صلی الله علیه و آله و سلم ) قال له :

يا عمّ ، يخرج من ولدك اثنا عشر خليفة ، منهم يخرج المهدي من ولدك ، به تصلح الأرض ، ويملؤها اللَّه قسطاً وعدلًا كما مُلئت ظلماً وجوراً ((2)) .

ص: 208


1- _ كفاية الأثر : ص 255 س 4 .
2- _ فرائد السمطين ج 2 : 329 ح 579 .

5_ وعن ابن عباس: سمعت رسول الله يقول: أنا وعلي والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون _ المفيد 2 / 347.

أهل البيت نجوم الامان

ابن حجر والسيوطي والجويني :

1- عن أياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) : « النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي » ((1)) .

2 _ عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) : « النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون ،

ص: 209


1- الجامع الصغير للسيوطي ج 2 ص 189 , ذخائر العقبى ص 17 طبع مصر 1356هجرية , منتخب كنز العمّال للمتقي الهندي ج 5 ص 92 , فرائد السمطين للجويني ج 2 ص 241 طبع لبنان 1400هجرية , الصواعق المحرقة لابن حجر ص 185 , وبحار الأنوار للمجلسي ج 27 ص 309 وغيرها من عشرات المصادر .

وأهل بيتي أمان لامّتي ، فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون » ((1)) .

ابن حجر الهيتمي :

_ قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) :

« أهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون »((2)) .

3 _ قال الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) : « لو بقيت الأرض _ يوما _ بلا إمام منّا لساخت بأهلها ، ولعذّبهم اللّه بأشدّ عذابه .

إنّ اللّه _ تبارك وتعالى _ جعلنا حجّة في أرضه ، وأمانا في الأرض لأهل الأرض ، لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم ، فإذا أراد اللّه أن يهلكهم ثمّ لا يمهلهم ولا ينظرهم . . ذهب بنا من بينهم ، ورفعنا إليه ، ثم يفعل اللّه ما يشاء ويحبّ » ((3)) .

ابن حنبل في المناقب :

ص: 210


1- مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري الحنفي ج 2 ص 448 .
2- الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي الشافعي ص 150.
3- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 1 ص 204 .

4 _ عن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) : « النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض » ((1)) .

5 _ قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) : « إنّ اللّه جعل النجوم أمانا لأهل السماء ، وجعل أهل بيتي أمانا لأهل الأرض » ((2)) .

وتوجد طائفة أخرى من الأحاديث المرويّة عن أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) توضّح هذا المعنى أكثر وأكثر ، وإليك بعض تلك الأحاديث :

6 _ ورد في رسالة الإمام المهدي ( عليه السلام ) _ إلى إسحاق بن يعقوب

ص: 211


1- _ : « . . . وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل الصواعق المحرقة ص 150 , واخرجه أحمد بن حنبل في كتاب المناقب , بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج 27 ص 310 نقلا عن إكمال الدين , الشيخ الصدوق , ورواه الطبري الشافعي في كتابه ( ذخائر العقبى ) ص 17 طبع مصر 1356 , رشفة الصادي لإبي بكر الحضرمي ص 78 , إسعاف الراغبين للصبان ص 144 فرائد السمطين ج 2 ص 253 . وغيرهم.
2- مجمع البيان للطبرسي , في تفسير الآية 16 من سورة النحل .

السماء . . . » ((1)) .

الجويني والقندوزي الحنفي :

7 _ قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) :

« نحن أئمّة المسلمين ، وحجج اللّه على العالمين ، وسادة المؤمنين ، . . . ونحن أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك اللّه السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها وبنا ينزل الغيث

وتنشر الرحمة ، وتخرج بركات الأرض ، ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها » ((2)) .

ص: 212


1- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 2 ص 485 , وكتاب الغيبة للطوسي ص 177 , وكتاب الإحتجاج للطبرسي ج 2 ص 471 .
2- ساخت الأرض بأهلها : إنخسفت بهم , وغاصوا فيها . فرائد السمطين للجويني الشافعي ج 1 ص 45 _ 46 , طبع لبنان 1398هجرية , ورواه القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة ) ص 21 , والصدوق في إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 1 ص 207 , والطبرسي في ( الإحتجاج ) ج 2 ص 317 .

الجويني الشافعي :

8_ قال الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) : « ونحن أئمّة الهدى ، ونحن الذين بنا ينزل اللّه الرحمة ، وبنا يسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب ، فمن عرفنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا والينا » ((1)) .

9 _ كتب محمد بن إبراهيم رسالة إلى الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) جاء فيها : أخبرنا ما فضلكم أهل البيت ؟

فكتب الإمام ( عليه السلام ) _ في الجواب _ : « إنّ الكواكب جعلت في السماء أمانا لأهل السماء ، فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون . وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) : جعل أهل بيتي

أمانا لأمّتي ، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون » ((2)).

10 _ قال الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) : « لو أنّ الإمام رفع من الأرض

ص: 213


1- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 1 ص 206 , فرائد السمطين للجويني الشافعي ج 2 ص 253 _ 254
2- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 1 ص 205.

ساعة . . لماجت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله » ((1)) .

11- قال الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) : « نحن حجج اللّه في خلقه ، . . . بنا يمسك اللّه السماوات والأرض أن تزولا ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر الرحمة ، ولا تخلو الأرض من قائم منّا ظاهر أو خاف ، ولو خلت يوما بغير حجّة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله » ((2)) .

_ قال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : « لولا من على الأرض من حجج اللّه لنفضت الأرض ما فيها وألقت ما عليها ، إنّ الأرض لا تخلو ساعة من الحجّة » ((3)) .

12 _ سئل الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) : « لأيّ شيء يحتاج إلى النبيّ والإمام ؟

ص: 214


1- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 1 ص 202 , كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني ج 1 ص 179 , طبع طهران 1388هجرية , وكتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني ص 139 , طبع طهران سنة 1397 هج .
2- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 1 ص 202 _ 203.
3- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 1 ص 202 .

فقال : « لبقاء العالم على صلاحه ، وذلك أنّ اللّه ( عزّ وجلّ ) يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيهم نبيّ أو إمام ، قال اللّه ( عزّ وجل ) : وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ . . .((1)) وقال النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون ، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون » ، يعني بأهل بيته : الأئمّة الذين قرن الله طاعتهم بطاعته فقال : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ((2)) وهم المعصومون المطهّرون ،الذين لا يذنبون ولا يعصون ، وهم المؤيّدون الموفّقون المسدّدون ، بهم يرزق الله عباده ، وبهم يعمر بلاده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم تخرج بركات الأرض ، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجّل عليهم بالعقوبة والعذاب ، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ، ولا يفارقهم القرآن ولا يفارقونه ، صلوات اللّه عليهم » ((3)) .

ص: 215


1- الآية 33 / سورة الأنفال .
2- الآية 59 _ سورة النساء .
3- علل الشرائع للشيخ الصدوق ص 52 .

13_- عن سليمان الجعفري ، قال : سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت : أتخلو الأرض من حجّة ؟

فقال ( علیه السلام ) : « لو خلت طرفة عين لساخت بأهلها » ((1)) .

اعتقاد العلماء بالله تعالى وأنظمته الكونية

اعترف جمع من فلاسفة الغرب ومشاهيرهم في القرون المتأخرة بالصانع القادر المختار القاهر المحيط بكل شيء منهم ( باستور ) العالم الفلكي الفرنسي المتوفي ( 1912

م ) و ( نيوتن ) مخترع الكهرباء واثبت نظرية الجاذبية عن نيوتن ، الطبيعي الفيلسوف الانكليزي الشهير الذي دحض آراء الماديين المتوفي ( 1727

م ) والنسبية عن اينشتين ، ودوران الأرض عن جاليليو و ( مالبرانش ) الفرنسي المتوفي ( 1715 م ) و ( هكسلي ) من أكبر علماء الأنكليز المتوفي ( 1895

م ) وقد اعترف بأنه : ( يستحيل نقض الألوهية بحسب مذهب الأرتقاء ) و ( بليز باسكال ) الفيلسوف العظيم الفرنسي المتوفي ( 1662

م ) .

ص: 216


1- إكمال الدين , الشيخ الصدوق ج 1 ص 204.

وقال الامام علي عليه السّلام في صفة الأرض : « فسكنت على حركتها من أن تميد بأهلها أو تسبخ بحملها » وقوله عليه السّلام : « وعدل حركتها بالراسيات من جلاميدها » .

وعلماء الدنيا يعرفون أن الرأي القائل بتحرّك الأرض مع سكونها الظاهر مستحدث من بعد ( غاليلو الإيطالي ) و( كوبرنيك الألماني ) و ( نيوتن الإنجليزي ).

موسى الكاظم ع زهده واستجابة دعاءه

العلامة ابن أسعد اليافعي في ( روض الرياحين ) ( ص 58 ط القاهرة ) قال : عن شقيق البلخي قال : خرجت حاجا في سنة تسع وأربعين ومائة فنزلت القادسية فبينما أنا أنظر إلى الناس وزينتهم وكثرتهم نظرت فتى حسن الوجه فوق ثيابه ثوب صوف مشتملا بشملة وفي رجليه نعلان وقد جلس منفردا فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس في طريقهم والله لأمضين اليه ولأوبخنه ، فدنوت منه فلما رآني مقبلا قال : يا شقيق اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم . وتركني ومضى فقلت في نفسي : إن هذا الامر عظيم قد تكلم على ما في نفسي ونطق باسمي ما هذا إلا عبد صالح لألحقنه ولأسألنه أن يحللني ، فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني فلما أنزلنا واقصة إذا به يصلي وأعضائه تضطرب ودموعه

ص: 217

تجري فقلت هذا صاحبي أمضي اليه وأستحله فصبرت حتى جلس وأقبلت نحوه ، فلما رآني مقبلا .

قال : يا شفيق اقرأ : وإني غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ، ثم تركني ومضى .

فقلت ان هذا الفتى لمن الابدال قد تكلم على سري مرتين فلما نزلنا إلى منى إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي فسقطت الركوة من يده في البئر وأنا أنظر إليه فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول :

أنت ربي إذا ظمئت إلى الماء . . . وقوتي إذا أردت الطعاما اللهم أنت تعلم يا إلهي وسيدي مالي سواها فلا تعدمني إياها .

قال شقيق رضي الله تعالى عنه : فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع مائها فمد يده وأخذ الركوة وملأها ماء وتوضأ وصلى أربع ركعات ثم مال إلى كثيب من رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب فأقبلت إليه وسلمت عليه فرد علي السلام .

فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك .

فقال : يا شقيق لم تزل نعمة الله تعالى علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا سويق وسكر فوالله ما شربت قط ألذ منه ولا أطيب منه ريحا فشبعت ورويت وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا ثم لم أره حتى دخلنا مكة فرأيته ليلة في جنب قبة الشراب في نصف الليل يصلى بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل

ص: 218

فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبح ثم قام فصلى فلما سلم من صلاة الصبح طاف بالبيت سبعا وخرج فتبعته فإذا له حاشية وموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس من حوله يسلمون عليه فقلت لبعض من رأيته بالقرب منه : من هذا الفتى ؟

فقال هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين .

فقلت قد عجبت بكون هذه العجائب والشواهد إلا لمثل هذا السيد ((1)) .

ص: 219


1- احقاق الحق _ التستري ج 12 / 314 .

الكتاب_14 : الابدال

صفات الابدال

الابدال يخرجون للمهدي

قال عمران بن الحصين : صف لنا يا رسول الله هذا الرجل(المهدي ع) وما حاله ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ( إنه رجل من ولدي ، كأنه من رجال بني إسرائيل ، يخرج عند جهد من أمتي وبلاء ، عربي اللون ابن أربعين سنة ، كأن وجهه كوكب دري يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يملك عشرين سنة ، وهو صاحب مدائن الكفر كلها : قسطنطينية ورومية ، يخرج إليه الابدال من الشام وأشباههم ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، رهبان بالليل ، ليوث بالنهار ، وأهل اليمن حتى يأتونه فيبايعونه بين الركن

ص: 220

والمقام ، فيخرج من مكة متوجها إلى الشام ، يفرح به أهل السماء والأرض والطير في الهواء والحيتان في البحر ) ((1)) .

الابدال يكونون بالشام وهم شيعة

الابدال يكونون بالشام ، وهم أربعون رجلا ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا ، يسقى بهم الغيث ، وينتصر بهم على الأعداء ، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب " ((2)) .

حجر بن عدي الكندي من الابدال

في سؤالات الأجري لأبي داود : 1 / 204 :

قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي عليه السلام حجر بن عدي الكندي

ص: 221


1- الملاحم والفتن ص281 .
2- أحمد : ج 1 ص 112و تاريخ دمشق : ج 1 ص 227 على ما في هامش الطبراني . * : تهذيب ابن عساكر : ج 1 ص 60 61 عن أحمد .

كان من الابدال ((1)) .

والابدال : قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ، إذا مات واحد أبدل الله مكانه بآخر ، قال ابن دريد : الواحد بديل " هكذا ذكر الجوهري في الصحاح : 4 / 1632 . وأيضا عده الشيخ في : 67 رقم 4 من أصحاب الحسن عليه السلام ، وعده البرقي في رجاله : 6 من أصحاب علي عليه السلام ((2)) .

وذكره ابن داود في القسم الأول من رجاله : 70 رقم 386 قائلا : " حجر بن عدي من أصحاب على والحسن ((3)) .

ص: 222


1- أعيان الشيعة للأمين ج 20 ص 568 و سؤالات الأجري لأبي داود : 1 / 204 .
2- الجوهري في الصحاح : 4 / 1632 . وأيضا عده الشيخ في : 67 رقم 4 من أصحاب الحسن عليه السلام ، وعده البرقي في رجاله : 6 من أصحاب علي عليه السلام .
3- التاريخ الكبير _ البخاري ج 3 / 72 .

عبد البر في كتاب " الاستيعاب " كان حجر من فضلاء الصحابة وصغر سنه عن كبارهم وقال غيره كان من الابدال وكان صاحب راية النبي صلى الله عليه وآله وهو يعد من الرؤساء والزهاد ومحبته وإخلاصه لأمير المؤمنين أشهر من ان تذكر وكان على كندة يوم صفين وعلى الميسرة يوم النهروان ومن كلامه لأمير المؤمنين لما أمر بالمسير إلى الشام يا أمير المؤمنين نحن بنوا الحرب وأهلها الذين نلقحها وننتجها ، قد ضارستنا وضارسناها ولنا أعوان وعشيرة ذات عدد ورأي مجرب وبأس محمود وأزمتنا منقادة لك بالسمع والطاعة فإن شرقت شرقنا وإن غربت غربنا وما أمرتنا من أمر فعلنا فقال له علي " ع " اكل قومك يؤدي مثل رأيك قال ما رأيت منهم إلا حسنا وهذي يدي عنهم بالسمع والطاعة وحسن الإجابة فقال له علي " ع " خيرا ((1)).

ص: 223


1- الدرجات الرفيعة ص 423 :

وقد علم الناس كافة إن معاوية لم يقتل حجرا وأصحابه الابدال إلا لامتناعهم عن لعن أمير المؤمنين وسيد الوصيين ، ولو أجابوه إلى لعنه لحقنت دماؤهم فراجع مقتل حجر ((1)) .

البدل _ بكسر الباء وإسكان الدال _ والبدل _ بالتحريك _ والبديل _ بفتح الباء وكسر الدال _ : الخلف ، الكريم ، الشريف يقال : " رجل بدل وبدل " الجمع أبدال وبدلاء .

زيد بن صوحان من الابدال

قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع زيد بن صوحان من الابدال قتل يوم الجمل وقيل إن عائشة استرجعت حين قتل وعده ابن أبي الحديد من التابعين الذين قالوا بتفضيل علي ع على الناس ((2)) .

ص: 224


1- في أول الجزء 6 ؟ من كتاب الأغاني لأبي الفرج المرواني ، وفي أحداث سنة 51 من تاريخ ابن جرين وابن الأثير وغيرهما .
2- أعيان الشيعة، ج 7، السيد محسن الأمين، ص 102 .

صفات الابدال

اشارة

318 " ثلاث من كن فيه فهو من الابدال الذين بهم قوام الدنيا وأهلها : الرضا بالقضاء ، والصبر عن محارم الله ، والغضب في ذات الله عز وجل "((1)) .

000/12 من الابدال يخرجون مع المهدي ع في مكة

جاء : لتتركن المدينة أحسن ما كانت حتى يجئ الكلب فيشغر على سارية المسجد ، قالوا : فلمن تكون الثمار يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لعوافي

ص: 225


1- : الفردوس : ج 2 ص 84 ح 2457 مرسلا ، عن معاذ بن جبل و الجامع الصغير ج 1 ص 524 ح 3418 عن الفردوس ، وليس فيه " الذين بهم قوام الدنيا وأهلها " كنز العمال : ج 12 ص 187 ح 34599 كما في الجامع الصغير ، عن الفردوس و فيض القدير : ج 3 ص 288 ح 3418 عن الجامع الصغير 0

السباع والطير ، قالوا في الخبر : ثم تسير خيل السفياني تريد مكة ، تنتهي إلى موضع يقال له بيداء فينادي مناد من السماء : يا بيداء بيدي بهم فيخسف بهم فلا ينجو منهم إلا رجلان من كلب ، يقلب وجوههما في أقفيتهما ، يمشيان القهقرى على أعقابهما ، حتى يأتيا السفياني فيخبرانه ،

ويأتي البشير المهدي ع وهو بمكة ، فيخرج معه إثنا عشر ألفا فهم الابدال والاعلام حتى يأتي المباء ( المياه خ ل ) ويأسر السفياني ، ويغير على كلب لأنهم أتباعه ، ويسبي نساءهم ، قالوا : فالخائب يومئذ من خاب عن غنائم كلب " ((1)) .

وأن من الابدال عصائب بساحل اليمن .

( إذا قام قائم أهل محمد ، جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب ،

فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف ، فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة ، وأما الابدال فمن أهل الشام ) ] ((2)) .

ص: 226


1- البدء والتاريخ : ج 2 ص 178 179 وقال : وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :* : خريدة العجائب : ص 198 مرسلا ، عن النبي صلى الله عليه وآله بتفاوت يسير ، وفيه " لتتركن كأحسن . سرية السفياني . ويأتي المهدي . من غاب "
2- * : تهذيب ابن عساكر : ج 1 ص 63 _ مرسلا عنه عليه السلام : _ * : مختصر تاريخ دمشق : ج 1 ص 114 _ مرسلا عنه عليه السلام : _ * : جواهر العقدين : على ما في ينابيع المودة . * : صواعق ابن حجر : ص 165 ب 11 ح 1 _ عن ابن عساكر . وليس فيه ( فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف ) . * : ينابيع المودة : ص 433 ب 73 _ عن جواهر العقدين .

تهذيب ابن عساكر : ج 1 ص 62 _ مرسلا ، ونصه : ( قبة الاسلام بالكوفة ، والهجرة بالمدينة ، والنجباء بمصر ، والابدال بالشام ، وهم قليل ) .وفي : ص 63 _ مرسلا أيضا ، ونصه : ( الابدال من الشام ، والنجباء من أهل مصر ، والأخيار من أهل العراق ) . وفيها : عن أبي الطفيل قال : خطبنا علي رضي الله عنه فذكر الخوارج ، فقام رجل فلعن أهل الشام ، فقال له : _ ( ويحك ، لا تعم ، إن كنت لاعنا ففلانا وأشياعه ، فإن منهم الابدال ومنهم النجباء ) .

واعلم أن العلماء ذكروا في وجه تسمية الابدال وجوها متعددة وما يفهم من هذه الأحاديث من وجه التسمية هو المعتمد .

ص: 227

العصائب في العراق

( وعصائب أهل العراق ) أي خيارهم من قولهم عصبة القوم خيارهم قاله القاري . وقال في النهاية جمع عصابة وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها ، ومنه حديث علي رضي الله عنه الابدال بالشام والنجباء بمصر والعصائب بالعراق " أراد أن التجمع للحروب يكون بالعراق وقيل أراد جماعة من الزهاد وسماهم بالعصائب لأنه قربهم بالابدال والنجباء انتهى . والمعنى أن الابدال والعصائب يأتون المهدي ( ثم ينشأ ) أي يظهر ( رجل من قريش ) ((1) .

( سئل أبو داود عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي ، قال : سمعت محمد بن عيسى يقول : كنا نرى أنه من الابدال حتى سمعنا أن الابدال من الموالي . ثنا أبو داود ، نا محمد بن عيسى بن الطباع ، نا ابن فضيل عن أبيه عن

ص: 228


1- عون المعبود _ ج 11 /254 .

الرحال بن سالم عن عطاء قال قال رسول الله « صلى الله عليه و آله » : الابدال من الموالي ولا يبغض الموالي إلا منافق ) ((1)) .

وسبب كذبهم على الله ورسوله « صلى الله عليه و آله » أن أبا داود وعامة مؤلفي مصادر الخلافة وأئمة مذاهبها من الموالي ! ومعنى كلامه أنه كان يحسب عنبسة بن عبد الواحد وهو من أولاد سعيد بن العاص الأموي من الابدال لصلاحه وعبادته ، لكن لما اطلع على هذا الحديث النبوي ! وعرف أن الابدال كلهم من غير العرب ، عدل عن رأيه !

وقد حاول في عون المعبود في شرح أبي داود : ((2)) 8 / 151 ، أن يعكس المعنى ويفسر الموالي بالشرفاء ويجعل بني أمية منهم ! وهي محاولة فاشلة !

قال الغزالي : إنما استتر الابدال عن أعين الناس والجمهور لأنهم لا يطيقون النظر إلى علماء الوقت ، لأنهم عندهم جهال بالله وهم عند أنفسهم وعند الجهلاء علماء !

ص: 229


1- . تاريخ بغداد : 12 / 279 ، وتهذيب الكمال : 22 / 421 ، وإكمال الكمال : 4 / 32 ، وغيرها .
2- عون المعبود في شرح أبي داود : 8 / 151 .

وقال المناوي في فيض القدير : 3 / 220 : ( الابدال من الموالي ) : ظاهره أن ذا هو الحديث بتمامه وليس كذلك بل بقيته عند مخرجه الحاكم : ولا يبغض الموالي إلا منافق . اه . وفي بعض الروايات أن من علامتهم أيضاً أنه لا يولد لهم وأنهم لا يلعنون شيئاً ! ((1)) .

( خاتمة ) : قال ابن عربي:

الأوتاد الذين يحفظ الله بهم العالم أربعة فقط وهم أخص من الابدال ، والإمامان أخص منهم ، والقطب أخص الجماعة . والابدال لفظ مشترك يطلقونه على من تبدلت أوصافه المذمومة بمحمودة ويطلقونه على عدد خاص وهم أربعون وقيل ثلاثون وقيل سبعة ، ولكل وتد من الأوتاد الأربعة ركن من أركان البيت ، ويكون على قلب عيسى له اليماني ، والذي على قلب نبي من الأنبياء . فالذي على قلب آدم له الركن الشامي ، والذي على قلب إبراهيم له العراقي ، والذي على قلب محمد له ركن الحجر الأسود ، وهو لنا بحمد الله ) ! انتهى .

أقول : لاحظ أن ابن عربي يدعي أنه أفضل أهل الأرض وأنه إمام الابدال وقد صرح في كتبه أنه القطب الأكبر !

ص: 230


1- المناوي في فيض القدير : 3 / 220

اليهود والابدال

وهب بن منبه اليهودي :

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا ابراهيم بن نائلة قال ثنا سليمان ابن داود الشاذكوني قال ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت جليسا وهب بن منبه يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقلت يا رسول الله أين الابدال من أمتك قال بيده قبل الشام فقلت يا رسول الله أما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار ((1)) .

أضواء على السنة المحمدية، محمود أبو رية، ص 130:

وأمثل من نقل عنه تلك الإسرائيليات كعب الأحبار ، وكان الشاميون قد أخذوا عنه كثيرا من الإسرائيليات . أصل قرية الابدال كان مما خصوا به بلاد الشام من الفضل _ بعد أن وصفوها وأهلها بما وصفوا _ أن جعلوا منها " الابدال " ، وقد كانت هذه العقيدة من عوامل هدم الإسلام ((2)) .

يا علي وإن جامعت أهلك في ليلة الخميس فقضى بينكما ولد يكون حكيما " من الحكماء أو عالما " من العلماء وإن جامعتها في كبد الشمس فقضى

ص: 231


1- حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني ج 3 ص 115 .
2- اضواء على السنة المحمدية _ ابو رية ص 130 .

بينكما ولد فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب ويكون فقيها ويرزقه الله السلامة في الدين والدنيا ، وإن جامعتها ليلة الجمعة وكان بينكما ولد يكون خطيبا " قوالا " مفوها " ، وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر وقضى بينكما ولد يكون معروفا " مشهورا " عالما " ، وإن جامعتها في ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة فإنه يرجى أن يكون ولدك من الابدال ((1)) إن شاء الله ((2)).

ص: 232


1- البدل _ بكسر الباء وإسكان الدال _ والبدل _ بالتحريك _ والبديل _ بفتح الباء و كسر الدال _ : الخلف ، الكريم ، الشريف يقال : " رجل بدل وبدل " الجمع أبدال وبدلاء .
2- الاختصاص _ المفيد ص 135 و مستدرك الوسائل _ النوري ج 14 / 301 .

الكتاب _15 : الوهابيون السعوديون أعداء الله

الاحتلال السعودي لجزيرة العرب لصالح اسرائيل

العراق بلد الديانات السماوية القديمة والحضارات المدنية الزاهية وبابل اول مدينة عظمى بنيت في التاريخ .

والحضارة البابلية تدرس في كل مدارس وجامعات العالم والبشرية تفتخر بمسلة حمورابي وجنائن بابل وقصورها البهية .

أما السعوديون فلا حضارة لهم ولا دين يلمهم ولا تراث يفتخرون به ولا تقوى تسودهم ولا شرف يعزهم أمهاتهم من السبايا المسلمات اللاتي اختطفوهن من العراق وباقي مدن شبه الجزيرة العربية .

وكان في بيد محمد بن عبد الوهاب ألف مسلمة سبية من الموحدات فكانوا يزنون بهن ويولدون اللقطاء الذين اصبحوا مشايخ الوهابية المفتين لدين الوهابية بحلية الزنا ونهب وقتل المسلمين .

ويفتون لهم بضرورة التعاون مع اليهود وفتح بلادهم لجيوش اسرائيل واعطائهم القواعد العسكرية ووجوب خيانة القدس والفلسطينيين .

ص: 233

والان اصبح الوهابيون والسعودين يهودا أكثر من اليهود وصهاينة أكثر منهم أمام أنظار العالم اجمع .

السعودية تسمح للناس بمهاجمة سيد الانبياء محمد ص

بعد التطبيع بين السعودية والامارات والبحرين واسرائيل سمحت الحكومة السعودية اليهودية للشعب بمهاجمة النبي محمدا ( صلی الله علیه و آله و سلم ) علنا :

عميد كلية الدين المقارن في جامعة آل سعود وهي اكبر جامعة في السعودية يكتب كتابا عن

يهود جزيرة العرب ومهاجمة النبي محمد ص لهم .

واتهامه بانه عدو للسامية وهو الذي هجر اليهود منها .

ويأتي هذا الكتاب ليبين مشروعا جديدا لال سعود اليهود في مهاجمة النبي والاسلام والشريعة والمسلمين .

ونشر راية اليهود والتوراة والمنظومات اليهودية وفتح جزيرة العرب امام عودة اليهود اليها وزيارة اليهود لها وتسلطهم على كل مفاصل البلاد فتكون السعودية مثل خيبر سابقا حصنا لليهود .

اما المسلمون فلا مكان لهم ولنبيهم في جزيرة العرب في نظر آل سعود .

ص: 234

نظرية الله حكم آل البيت ونظرية السقيفة حكم بني أمية

قال النبي الاعظم : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتّي أهل بيتى((1)) .

ص: 235


1- صحيح مسلم ج 5 / 22 ح 2408, صحيح الترمذي ج 5 / 591 ح 3713, وصحيح سنن النسائي : احمد بن شعيب النسائي , سنة الوفاة , 303 ه-ج ج 5 / 130 ح8464, وصحيح سنن ابن ماجة 12, مستدرك الصحيحين, الحاكم النيشابوري الخراساني , الوفاة 410 هج ج 3 / 109, مسند أحمد بن حنبل ج 5 / 492 ح18780, مصنّف ابن أبي شيبة ج 7 / 503, المعجم الكبير, الطبراني ج 5 / 166 ح4969, مجمع الزوائد, الحافظ علي بن أي بكر ابن حجر المكي الهيتمي _سنة الوفاة, 807 هج ج 9 / 104, الكافي , الشيخ الكليني , الوفاة : 329 هج , الطبعة : الخامسة , 1363 , الناشر : دار الكتب الإسلامية , طهران ,ج 2 / 112, أُسد الغابة ج 4 / 108, تفسير الفخر الرازي ج 3 / 636, تفسير الدرّ المنثور, السيوطي الشافعي, ج 7 / 349, الصواعق المحرقة, ابن حجر الهيتمي 26, 89, , التنبيه والإشراف, المسعودي 221, السيرة الحلبية, علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي _975_ 1044هج ج 3/333, ج 2/26, 4/369, , الامامة والسياسة, ابن قتيبة الدينوري, ج 1 / 97,- البداية والنهاية، الشيخ الإمام الحافظ المؤرخ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن الخطيب شهاب الدين أبي حفص عمر بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي صاحب التاريخ والتفسيرالمتوفَّى سنة 774 هجرية ج 5 / 231, المناقب, الخوارزمى الحنفي 160, 190, الكافي, الكليني ج 1 / 294, دعائم الإسلام, النعماني ج 1 / 16, تفسير الفخر الرازي ج 3 / 636, مشكل الاثار, الطحاوي 4, كشف الاستار عن زوائد البزار ج 3/221 عن مسند أبي بكر البزار, تهذيب اللغة, العلامة الازهري 9/178, ينابيع المودّة القندوزي الحنفي40, تاريخ بغداد ج 7 / 377, المعارف, ابن قتيبة 291, مقتل الموفق بن احمد المكى الموفق بن احمد المكى الخوارزمي الحنفي ، المتوفَّى سنة 568 هجرية ، , تاريخ الخلفاء, السيوطي 114, كنز العمّال 11 / 603 ح32912, منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي " المتوفى سنة 588 ه ج 1 / 255, البحار, المجلسي 96 / 42 - 43, تفسير نور الثقلين ج 5 / 226 .

وبين هذه النظرية في مناسبات مختلفة وان أهل البيت أولهم الامام علي وآخرهم الامام المهدي ع وهم اثنا عشر اماما بعدد نقباء بني اسرائيل .

ص: 236

ولم رفض رجال السقيفة وبالخصوص عمر هذه النظرية الالهية علنا وجهارا في دار النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم ) وفي يوم شهادته .

اذ قال النبي ( صلی الله علیه و آله و سلم ) إءتوني بورقة ودواة لاكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال عمر : إن النبي ليهجر حسبنا كتاب الله ((1))

.

( ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ )((2)) .

وعين رجال السقيفة الامويين فأعطوهم الشام والطائف طعمة لهم .

ونصب عمر الامويين محل أهل البيت بتعيينه معاوية واليا مطلق الصلاحيات على الشام وسما بكسرى العرب .

ص: 237


1- صحيح البخاري باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير ج2 / 118, آخر 375, الوصايا, باب قول المريض قوموا عني, الطبقات, ابن سعد ج2 / 273, المصنّف, ابن أبي شيبة باب المغازي, صحيح سنن مسلم ج2, آخر الوصايا, مسند أحمد بن حنبل ج1 / 325, شرح النهج ج3 / 114 . تاريخ ابن الاثير الجزري الكردي ج2 / 320, تذكرة الخواص, سبط ابن الجوزي 26, تاريخ ابن الوردي ج1 / 129, . تاريخ الطبري ج2 / 439, سيرة ابن هشام ج4 / 301, وسر العالمين, وكشف ما في الدارين, لابي حامد الغزالي 21, تاريخ ابن الوردي ج1 / 129 .
2- يس 30 .

أي انه الملك من بعده ويتناول الملكية والخلافة بصورة وراثية مثلما نصب الله تعال أهل البيت اثنا عشر اماما .

وسمى عمر معاوية بالمصلح مثلما سمى النبي المهدي بالمصلح وهذا شيء خطير لان معاوية كان فاسقا مشهورا معاقرا للخمر ومحاربا للدين وربيبا لليهود .

في أواخر القرن السادس الميلادي استطاع يهود اليمن أن يؤثروا في ذي صس ملك اليمن ، وربما كان السبب الحقيقي لاستجابته لليهود أنهم خوفوه من تغلغل النصرانية في بلاده وبذلك تفتح أبواب اليمن لنصارى الحبشة من دون مقاومة ، فأدخلوه في دينهم ، ثم انتقموا به من النصارى فدفعوه إلى التنكيل بنصارى نجران وتحريقهم بالنار في ما حفروه لهم من حفر الأخدود في الأرض ، وإذ كانت النصرانية يومئذ أحق من اليهودية قال الله تعالى : قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ( 4 ) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ( 5 ) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ( 6 ) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ( 7 ) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ( 8 ) البروج .

وانتقم نصارى الحبشة لإخوانهم فأزالوا دولة ذي نؤاس سنة 525

م بقيادة أبرهة ، وظلوا هناك خمسين عاما .

فدعمت النصرانية واعتنقها كثيرون وبنيت لها كنائس في أكثر من بلد من أشهرها كنيسة نجران أنشأها أبرهة كما أنشأ كنائس كثيرة في مدن اليمن ،

واهتم بزينتها وزخرفتها . ومن أشهرها القليس في صنعاء ، والكلمة تعريب

ص: 238

لكلمة الكليسة اليونانية ، فيقال : إنه نقشها بالذهب والفضة والفسيفساء وألوان الأصباغ وصنوف الجواهر ، وكان ينقل إليها آلات البناء كالرخام

المجزع والحجارة المنقوشة بالذهب ، ونصب فيها صلبانا من الذهب والفضة ومنابر من الأبنوس والعاج ((1)) .

وقد حولها المسلمون إلى مسجد لا يزال اليوم قائما ((2)) .

المهدي _ النواصب

عند ظهور القائم المهدي ( عليه السلام ) يخير النواصب بين اختيار الإسلام _ أو دفع الجزية مع طردهم إلى أرض السواد ، أي يطردهم الى القرى النائية .

ص: 239


1- تفسير الطبري 3 : 193 .
2- العصر الجاهلي لشوقي ضيف : 97 _ 100 .

وقد حاول المجلسي في كتابه مرآة العقول توجيه هذه الرواية ، بأنها في ابتداء زمانه ( عليه السلام ) ، وإلا فالظاهر من سائر الروايات ، أنه لا يقبل منهم إلا الإيمان ، أو القتل .

والسفياني هو رأس حربة النواصب يجتمع تحت لوائه المعادون لاهل البيت والشيعة من كل حدب وصوب .

وتستمر تبعية النواصب لليهود والصليبيين من زمن السقيفة والى نهاية العالم

{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ( 57 )وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ( 58 )}_الاحزاب.

{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ( 22 ) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ( 23 ) }_سورة محمد .

{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ(159 ) } _المائدة.

ص: 240

عوف السلمي الذي يخرج قبل السفياني

غيبة الطوسي :

أما عوف السلمي فقد ورد فيه رواية في غيبة الطوسي / 270 ، عن حذلم بن بشير قال : ( قلت لعلي بن الحسين « عليه السلام » صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته .

فقال : يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ((1)) .

أكراد العراق ومحاربتهم للمهدي ع

عن الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

حين سؤل عليه السلام عن أنصاف البشر:

قال أنهم عجم العراق هم قوم نفوا من أقاصي الأرض من بلاد يقال لها بلاد القمل (الدينمارك) لخبثهم واستوطنوا صدر العراق ستقوم لهم دولة في

ص: 241


1- غيبة الطوسي / 270 .

آخر الزمان لكنها هشة وضعيفة وحكامها يهود وجيشها كقطاع الطرق لايثبتون بميدان قلوبهم سوداء ملئى بالظغينة أبرز صفاتهم الغدر والمكر والعهر وسفت العود وعهدها قصير وستعصف بها رياح الحروب وتتعاقب عليها الجيوش لا يقنعون بقليل ولايشبعون بكثير هم كالجراد يقضمون ما لهم وما لغيرهم

وأنهم من ألد خصوم ولدي القائم وسيعدون له العدة بمعونة روم الغرب وسيحاربونه وسيفتك بهم ولدي ويهزمهم مع أعوانهم من اليهود والروم شر هزيمة ويقتل منهم مقتلة عظيمة وتسيل دمائهم كالسواقي وستظيق بهم رحبة الأرض بمشارقها ومغاربها ثم يستغيثون من حرارة سيفه وشدة بأس جيشه ولا يجرأ احد على أغاثتهم حتى لايبقى منهم إلا القليل فيخضعون لحكمه ويأتمرون بأمره وينتهون بنهيه طوعا أو كرها.

ص: 242

الكتاب _16 : المهدي _ اليهود

كعب الاحبار بقي يهوديا كذابا

كعب : الأحبار بن ماتع الحميري التابعي ، كان من كبار علماء اليهود في اليمن وأسلم في زمن عمر وقدم المدينة في حكومة عمر ، وخرج إلى الشام فسكن حمص وتوفي فيها سنة ( 32 ) عن ( 104 ) سنة ، وليعلم أن أخبار كعب الأحبار ليس لها قيمة عند أولي الابصار لأنه عند الفريقين كان من الكاذبين .

قال ابن أبي الحديد في شرحه ج 1 ص 342 : روى جماعة من أهل السير أن عليا عليه السلام كان يقول في كعب الأحبار : إنه الكذاب ((1)) .

كان كعب يخبر عن أخبار كاذبة بحيث منعه عمر عن التحديث وقال له : لتتركن الحديث ولألحقنك بأرض دوس ((2)) .

ص: 243


1- ابن أبي الحديد في شرحه ج 1 ص 342 .
2- _ تاريخ ابن كثير ج 8 ص 106 .

وليس له في البخاري رواية ((1)) .

ذهب إلى القول بأنّ كعب الأحبار كان قد شارك في قتل عمر الخليفة الثاني وكانت سجيّته الكيد والمكر ، فكان يصطنع الإسرائيليات ويدخلها في معتقدات المسلمين . وكانت له مكانة جمّة عند معاوية فيما اعتبره بعض الصحابة والتابعين كذّاباً ، وهناك شواهد كثيرة على كذبه وكذا وهب بن منبه ((2)) .

و خرج كعب الاحبار اليهودي إلى الشام وأقام بحمص وتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان .

قال المعلمي في " الأنوار الكاشفة " ص 99 : لكعب ترجمة في تهذيب التهذيب وليس فيها عن أحد من المتقدمين توثيقه ، إنما فيها ثناء بعض الصحابة عليه بالعلم ، وكان المزي علم عليه علامة الشيخين مع أنه إنما جرى ذكره في الصحيحين عرضا ، لم يسند من طريقه شئ من الحديث فيهما ، ولا أعرف له رواية يحتاج إليها أهل العلم . فأما ما كان يحكيه عن الكتب القديمة فليس بحجة عند أحد من المسلمين ، وإن حكاه بعض

ص: 244


1- تحفة الاحوذي ج 6 / 102 .
2- أضواء على السنة المحمدية : ص 152 _ 176 .

السلف لمناسبته عنده لما ذكر في القرآن ، وليس كل ما نسب إلى كعب في الكتب بثابت عنه ، فإن الكذابين من بعده قد نسبوا إليه أشياء كثيرة لم

يقلها

((1)).

وأخرج البخاري في صحيحه 13 / 281 ، 282 في كتاب الاعتصام باب لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ : عن حميد بن عبد الرحمن ، سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة لما حج في خلافته ، وذكر كعب الأحبار فقال : إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب وإن كنا نبلو مع ذلك عليه الكذب ((2)) .

وقد قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ، فيه وفي وهب بن منبه : سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب ، مما كان ومما لم يكن ، ومما حرف وبدل ونسخ ، وقد أغنانا الله بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ، ولله الحمد والمنة ((3)) .

ص: 245


1- الأنوار الكاشفة "_ المعلمي ص 99 .
2- البخاري في صحيحه 13 / 281 ، 282 في كتاب الاعتصام باب لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ .
3- الحافظ ابن كثير في تفسيره .

وقال ابن قتيبة :

كعب بن ماتع . ويكنى : أبا إسحاق . وهو من « حمير » . من آل « ذي رعين » ، وكان على دين اليهود ، وينزل « اليمن » ، فأسلم هناك ، ثم قدم « المدينة » ، في خلافة « عمر » ثم خرج إلى « الشام » ، فسكن « حمص » حتى توفى بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة « عثمان » « ونوف البكالي »

ابن امرأة « كعب » « وتبيع » أيضا ابن امرأته ((1)).

أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية من مجوس أهل هجر ومن يهود اليمن ونصاراهم من كل حالم دينارا ((2)) .

وقال الأوزاعي وشريك بن عبد الله : إن كانوا ذمة مثل يهود اليمن التي أسلم أهلها وهم بها لم تأخذ منهم شيئا غير الجزية ، ولا تدع الذمي يبتاع أرضا من أراضي العشر ولا يدخل فيها ، يعنى يملكها به .((3))

ص: 246


1- المعارف _ ابن قتيبة ص 430 .
2- مصنف ابن ابي شيبة ج 7 / 583 .
3- فتوح البلدان _ البلاذري ج 1 / 90 .

وحدثنا نعيم ، حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر عن كعب ، قال : إنما سمي المهدي ، لأنه يهدى إلى أسفار من أسفار التوراة يستخرجها من جبال الشام ، يدعو إليها اليهود ، فيسلم على تلك الكتب جماعة كثيرة ، ثم ذكر نحوا من ثلاثين ألفا ((1))

.

قال الطبرسي : في قوله تعالى :

{ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ( 159 ) } _سورة النساء :

أي ليس يبقى أحد من أهل الكتاب من اليهود والنصارى إلا ويؤمنن بالمسيح قبل موت المسيح إذا أنزله الله إلى الأرض وقت خروج المهدي في آخر الزمان لقتل الدجال ، فتصير الملل كلها ملة واحدة ، وهي ملة الاسلام الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام ((2)) .

" يقاتلكم اليهود ، فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر : يا مسلم هذا

ص: 247


1- الفتن _ ابن طاووس ص 146 .
2- البحار ج 14 / 153 .

يهودي ورائي أقتله " ((1)) .

ص: 248


1- : عبد الرزاق : ج 11 ص 399 ح 20837 أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : * : ابن حماد : ص 162 عن عبد الرزاق ، بسنده . وفي : ص 163 أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن عبد الله بن عمرو قال ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله " ينزل عيسى بن مريم ، فإذا رآه الدجال ذاب كما تذوب الشحمة ، فيقتل الدجال ويتفرق عنه اليهود ، حتى أن الحجر ليقول : يا عبد الله المسلم هذا عندي يهودي تعال فاقتله " . : ابن أبي شيبة : ج 15 ص 144 ح 19340 كما في رواية ابن حماد الثانية بسندها ، بتفاوت يسير ، وفيه " . فيقتلون حتى . هذا يهودي " .وفي : ص 167 ح 19402 وكيع ، عن إسماعيل ، عن قيس قال " أخبرت أن الساعة لا تقو هذا نصراني ، فاقتله " . : أحمد : ج 2 ص 121 122 كما في رواية عبد الرزاق ، بسند آخر عن عبد الله بن عمر : وفي : ص 131 بسند آخر ، عن ابن عمر : مثله . وفي : ص 135 مثله أيضا ، بسند آخر ، عن عبد الله بن عمر : وفي : ص 149 عن عبد الرزاق . وفي : ص 417 بسند آخر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى يقتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجرة فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود " . : البخاري : ج 4 ص 51 بسند آخر عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول : يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله " . وفيها : بسند آخر عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله " . : مسلم : ج 4 ص 2238 ح 2921 عن ابن أبي شيبة . وفيها : بسند آخر ، عن ابن عمر : وقال " وقال في حديثه هذا يهودي ورائي " . وفيها : ح 80 عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وفيه " . تقتتلون أنتم ويهود " . وفي : ص 2239 ح 81 كما في عبد الرزاق بتفاوت يسير جدا ، بسند آخر ، عن عبد الله بن عمر : وفيها : ح 82 كما في رواية أحمد الأخيرة . : الترمذي : ج 4 ص 508 ح 2236 كما في عبد الرزاق بتفاوت يسير جدا بسنده إليه ، وقال " هذا حديث حسن صحيح " .* : ابن حبان : ج 8 ص 284 285 ح 6768 كما في عبد الرزاق ، بسند آخر ، عن ابن عمر : وفيه " فتظهرون عليهم " . * : البيهقي : ج 9 ص 175 كما في البخاري ، بسند آخر عن ابن عمر : وفيه " فيقول يا عبد الله المسلم " وقال " وراه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن محمد الغروي ، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن نافع " و تاريخ بغداد : ج 7 ص 207 كما في رواية أحمد الأخيرة ، بسند آخر ، عن أبي هريرة : وفيه " . حتى يقاتل " . : الفردوس : ج 2 ص 62 ح 2347 كما في رواية مسلم الثالثة ، مرسلا ، عن ابن عمر و جامع الأصول : ج 11 ص 76 ح 7853 عن البخاري ، ومسلم . وفيها : ح 7854 عن البخاري ، ومسلم ، والترمذي .

ص: 249

ويخرج الدجال ويتبعه سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان ((1)) .

ص: 250


1- جامع البيان ، الطبري : ج 15 ص 17 بعضه ، كما في الداني ، قال : حدثنا عصام بن الرواد بن الجراح قال : ثنا أبي قال : ثنا سفيان بن سعيد الثوري قال : ثنا منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :وفي : ج 22 ص 72 أوله ، كما في الداني بتفاوت ، بنفس سنده . : ابن أبي حاتم : على ما في الدر المنثور . و الطبراني ، الأوسط : على ما في مجمع الزوائد . و الكامل ، ابن عدي : ج 6 ص 2177 2178 بعضه ، كما في الداني ، بسند آخر عن حذيفة و ابن مردويه : على ما في الدر المنثور ، بعضه ، كما في الداني بتفاوت يسير و تفسير الثعلبي : كما في رواية الطبري الثانية ، بسنده إليه و الداني : ص 104 113 حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمرو المكتب قراءة مني عليه قال : حدثنا عتاب بن هارون قال : حدثا الفضل بن عبد الله قال : حدثنا عبد الصمد بن محمد الهمداني قال : حدثنا أحمد بن سنان القلانسي بحلب قال : حدثنا عبد الوهاب الخزان أبو أحمد الرقي قال : حدثنا مسلمة بن ثابت ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان الثوري ، عن قيس بن مسلم ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفردوس : ج 5 ص 523 ح 8963 بعضه ، كما في الداني بتفاوت ، مرسلا ، عن حذيفة و تهذيب ابن عساكر : ج 1 ص 196 بعضه ، كما في الداني بتفاوت يسير ، مرسلا . * : ابن النجار : على ما في الدر المنثور و تذكرة القرطبي : ج 2 ص 693 بعضه ، كما في الداني بتفاوت ، مرسلا ، عن حذيفة : وفي : ص 704 بعضه ، كما في الداني بتفاوت ، مرسلا عن حذيفة : في تفسير النبي صلى الله عليه وآله قوله تعالى ( ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) . و تفسير القرطبي : ج 14 ص 314 كما في رواية الطبري الثانية ، مرسلا . و عقد الدرر : ص 74 ب 4 ف 2 بعضه ، كما في الداني ، عن الثعلبي في تفسيره ، وقال " وذكر هذه القصة أيضا في تفسيره الإمام أبو جعفر الطبري عن حذيفة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : وفي : ص 136 ب 6 بعضه ، كما في الداني ، وقال " أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في سننه " . وفي : ص 149 ب 7 بعضه ، كما في الداني ، وقال " أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في سننه " . وفي : ص 306 ب 12 ف 5 بعضه ، كما في الداني ، وقال " أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في سننه " . وفي : ص 316 ب 12 ف 6 بعضه ، كما في الداني ، وقال " أخرجه الإمام أبو عمرو الداني " . * : مجمع الزوائد : ج 8 ص 6 بعضه كما في الداني ، عن الطبراني في الأوسط . * : عرف السيوطي ، الحاوي : ج 2 ص 81 بعضه ، عن الداني بتفاوت يسير . * : الدر المنثور : ج 4 ص 250 بعضه ، كما في الداني وقال " وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عدي ، وابن عساكر ، وابن النجار ، عن حذيفة " و برهان المتقي : ص 77 ب 1 ح 16 عن عرف السيوطي ، الحاوي .

ص: 251

ص: 252

وأن اليهود يأتون عيسى عليه السلام عند نزوله فلا يقبلهم وكذا

النصارى .

* وأن الدجال يكون معه سحرة اليهود .

ومعه جنود من اليهود وأصناف الناس الكافرين .

المهدي _ اليهود

{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } ( 82 )_المائدة.

{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } ( 120 )_البقرة.

ص: 253

_ { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ( 18 ) } _المائدة .

_ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ( 51 ) المائدة .

_ { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ }_ 64 المائدة .

_أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا ( 51 )

أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ( 52 )_النساء.

المهدي يقتل اليهود والنصارى وأهل البدع

جاء في الرواية :

( المهدي من ذريتي ، يظهر بين الركن والمقام ، وعليه قميص إبراهيم ، وحلة إسماعيل ، وفي رجله نعل شيث ، والدليل عليه قول النبي صلى الله

ص: 254

عليه وآله وسلم : عيسى بن مريم ينزل من السماء ، ويكون مع المهدي من ذريتي ، فإذا ظهر فاعرفوه ، فإنه مربوع القامة ، حلك سواد الشعر ، ينظر من عين ملك الموت ، يقف على باب الحرم فيصيح بأصحابه صيحة ، فيجمع الله تعالى عسكره في ليلة واحدة ، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض ، ثم ذكر تفصيلهم وأماكنهم وبلادهم ، إلى أن قال : فيتقدم المهدي من ذريتي ، فيصلي إلى قبلة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويسيرون جميعا إلى أن يأتوا بيت المقدس ، ثم ذكر الحرب بينه وبين الدجال ، وذكر أنهم يقتلون عسكر الدجال من أوله إلى آخره ، وتبقى الدنيا عامرة ، ويقوم بالقسط والعدل ، إلى أن قال : ثم يموت عيسى ، ويبقى المنتظر المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيسير في الدنيا وسيفه على عاتقه ، ويقتل اليهود والنصارى وأهل البدع ) ((1)) .

قال : روى السيد هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي في كتاب الرائق من أزهار الحدائق قال : مما ظفرت به من خطب أمير المؤمنين عليه السلام ، مما نقلته من الخزائن الرضوية الطاووسية ، من كتاب يتضمن خطبا لأمير

ص: 255


1- _ المجموع الرائق من أزهار الحدائق : هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي على ما في إثبات الهداة للعاملي : ج 3 ص 587 ب 32 ف 61 ح 804 .

المؤمنين عليه السلام منها الخطبة اللؤلؤية . حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله ، عن أبيه ، عن يعقوب الجريمي ، عن أبي حبيش الهروي عن أبي عبد الله بن عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي سعيد الخدري ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن أمير المؤمنين عليه السلام وذكر خطبة طويلة جدا ، فيها علامات آخر الزمان ، وأخبار بمغيبات كثيرة منها دولة بني أمية وبني العباس وأحوال الدجال والسفياني ((1)) .

الكتاب _ 17 : حرب الروم مع المهدي ع

اشارة

تكون المعركة الكبرى الموعودة بين المهدي عليه السلام والروم بعد قتل الامام المهدي ع للسفياني ولانه عميلهم وجنديهم ينزلون ما بين عكا وصور .

ص: 256


1- مستدرك الوسائل : ج 2 ص 321 ب 49 ح 21 ( الطبعة القديمة ) . وفي : ج 11 ص 377 ب 49 ح 21 ( الطبعة الجديدة ) عن المجموع الرائق . الشيعة والرجعة : ج 1 ص 176 _ 177 _ عن المجموع الرائق .

وتكون للمهدي ع حرب مع الروم برملة إفريقية قبيل الملحمة العظمى .

وتكون الملحمة مع الروم ومعهم اليهود والترك النواصب . وبعد هزيمة الروم في الحرب الكبرى العظمى يتوجه المهدي عليه السلام إلى بلادهم ويفتحها .

ويحارب اليهود المسلمين ، فينتصر المسلمون عليهم .

وهذا يعني أن المجموعة المحاربة للامام المهدي ( علیه السلام ) متكونة من النواصب واليهود والغربيين الصليبيين .

ويكون السفياني ممثلا للنواصب مثلما كان جده معاوية ويزيد ممثلا للنواصب .

وفي أيامنا هذه ترى الترابط المستحكم بين اسرائيل الصهيونية واعراب الخليج والغربيين لمحاربة الشيعة وملاحقة القائم المهدي ( علیه السلام ) .

ومما رواه زادان ، عن سلمان الفارسي ( رحمة الله عليه ) ، ومن ذلك مما آثره عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : لا بد من قائم من ولد فاطمة يقوم من المغرب يقتل الزنادقة ، ويملك الترك ، والخزر ، والديلم ، والحبش ، ويؤتى بملوك الروم مصفدين في الحديد ، ولا تقوم راية إلا راية الايمان ((1)) .

ص: 257


1- شرح الاخبار _ القاضي النعماني ج 3 / 376 .

[ المهدي هو الفاتح للقسطنطينية ] ومن رواية الشعبي ، عن حذيفة بن اليمان ، مما آثره عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أنه قال : لا يفتح بلنجر ، ولا جبل الديلم ، ولا القسطنطينية إلا رجل من بني هاشم ((1)) .

ومن نسل علي القائم المهدي الذي يبدل الأرض غير الأرض ، وبه يحتج عيسى بن مريم ( عليه السلام ) على نصارى الروم والصين ((2)).

: أحمد : ج 4 ص 230 حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا حسن بن موسى ، ثنا ابن لهيعة ، ثنا الحرث بن يزيد ، عن عبد الرحمن ابن جبير ، أن المستورد قال : بينا أنا عند عمرو بن العاص فقلت له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فقال له عمرو : ألم أزجرك عن مثل هذا ؟

: مجمع الزوائد : ج 6 ص 212 عن أحمد ، وقال " وفيه ابن لهيعة ، وفيه ضعف وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح " .

حدثنا نعيم ، حدثنا أبو يوسف المقدسي عن صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر الحمصي عن كعب ، قال : المهدي يبعث بعثا لقتال الروم ، يعطى فقه عشرة ، يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية ، فيه التوراة التي أنزل

ص: 258


1- شرح الاخبار _ القاضي النعماني ج 3 / 376 في عقد الدرر ص 223 : إلا على يدي رجل من آل محمد .
2- الغيبة _ النعماني ص 149 .

الله على موسى ، والإنجيل الذي أنزل الله على عيسى ، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ((1)) .

أشد الناس عليكم الروم ، وإنما هلكتهم مع الساعة " .

ابن حماد : ص 142 حدثنا الحكم بن نافع ، عن جراح ، عن أرطأة قال : ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله 0

" المهدي يبعث بقتال الروم ، يعطى فقه عشرة ، يستخرج تابوت السكينة من غار بأنطاكية فيه التوراة التي أنزل الله تعالى على موسى عليه السلام ، والإنجيل الذي أنزل الله عز وجل على عيسى عليه السلام ، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم " : ابن حماد : ص 98 حدثنا أبو يوسف المقدسي ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الله بن بشير الخثعمي ، عن كعب قال : ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله .

: عرف السيوطي ، الحاوي : ج 2 ص 75 أوله ، عن نعيم بن حماد : برهان المتقي : ص 157 ب 8 ح 9 عن عرف السيوطي . ملاحم ابن طاووس : ص 67 ب 137 .

هذه الرواية من الروايات الشاذة غير المسندة التي تذكر أن المهدي عليه السلام لا يحقق هدفه ، وأن عيسى عليه السلام ينزل بعده في زمن حاكم

ص: 259


1- الفتن _ ابن طاووس ص 142 .

آخر ، وإنما أوردناها وأمثالها لأنا التزمنا بإيراد كل ما فهم أنه عن النبي صلى الله عليه وآله " 0

يخرج المهدي إلى بلاد الروم ، وجيشه مائة ألف فيدعو ملك الروم إلى الايمان فيأبى فيقتتلان شهرين فينصر الله تعالى المهدي . ويقتل من أصحابه خلقا كثيرا وينهزم ويدخل إلى القسطنطينية ( أي ملك الروم ) فينزل المهدي على بابها ولها يومئذ سبعة أسوار ، فيكبر المهدي سبع تكبيرات فيخر كل سور منها ، فعند ذلك يأخذها المهدي ، ويقتل من الروم خلقا كثيرا ، ويسلم على يديه خلق كثيرا : قصص الأنبياء ، للكسائي : على ما في عقد الدرر , العلل المتناهية ((1)) .

ذكرت بعض الأحاديث أن الروم هم أشد الناس على المسلمين :

وأنه سيحدث اختلاف بين الروم والترك قرب ظهور المهدي عليه

السلام وتكثر الحروب في الأرض وتنزل قوات الروم في فلسطين :

وقرب دمشق :

وأن أهل المدينة يشاركون في قتال الروم في الملحمة الكبرى :

وأن هذه الملحمة الموعودة تكون بعد ملحمة المسلمين مع الترك

ص: 260


1- عقد الدرر العلل المتناهية : ج 2 ص 855 ح 1430 .

وعند ما يملك العتيقان عتيك العرب وعتيق الروم :

وأن الروم يتحالفون مع الترك ضد المسلمين .

وأن المهدي عليه السلام يبعث بقتال الروم ، ويستخرج التوراة

والإنجيل من غار بأنطاكية ويحاجهم بهما :

وأنه يبعث إلى هناك جيشا فيه عشرة اشخاص لاستخراجهما :

وأن المهدي عليه السلام يعقد هدنة مدتها سبع سنوات مع الروم ،

ولكنهم يغدرون :

وينزلون ما بين صور إلى عكا :

وأن ذلك يكون بعد هزيمة السفياني على يد المهدي :

وأن الروم واليهود يأتون إلى عيسى عند نزوله لنصرة الإمام المهدي فلا يقبلهم .

ويحتج بالمهدي على نصارى الروم والصين :

وتقع الملحمة الكبرى بين الروم والمهدي عليه السلام فيهزمهم ،

ويتوجه بجيشه إلى بلادهم ويفتح روميه وما وراءها ..

وذكرت أكثر هذه الأحاديث أن المهدي عليه السلام يستخرج حلي بيت المقدس وغيرها من الكنوز والمواريث ومنها مائدة سليمان ويردها إلى بيت المقدس .

وفي حديث : أن المسلمين يتوجهون إلى بلاد الروم من عكا .

ص: 261

اليهود ذكرت بعض الأحاديث انى ستأتي على المسلمين فتنة يتخبطون فيها في الظلم كما تاه اليهود : .

وأنهم سيتركون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما فعل اليهود فيسلط عليهم شرارهم .

وأن المسلمين إذا سلموا أمرهم إلى الله تعالى عجل لهم في ظهور المهدي عليه السلام كما عجل في بعثة موسى عليه السلام بسبب تسليم المؤمنين من بني إسرائيل

وأن اليهود سيقاتلون المسلمين لا محالة فيهزمهم المسلمون حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله .

وأن ذلك يكون في عصر المهدي عليه السلام عند نزول عيسى عليه السلام وخروج الدجال.

وأن المهدي عليه السلام يستخرج أسفار التوراة لليهود من جبال

الشام فيحاجهم بها فيسلم جماعة كثيرة .

ويستخرج تابوت السكينة من بحيرة طبرية ويوضع بين يديه في بيت المقدس فيسلم اليهود الا قليلا منهم .

وأن الدجال يكون معه سحرة اليهود ومعه جنود من اليهود وأصناف الناس .

وأنه من يهودية أصفهان ومعه من يهودها وغيرها من اليهود سبعون ألفا .

بعد هزيمة الروم في الملحمة العظمى يتوجه المهدي عليه السلام إلى بلادهم ويفتحها ويقتل منهم 600 ألفا ويفتح مدائن الشرك .

ص: 262

الصلح مع الروم

سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن ، يوم الرابعة على يد رجل من أهل هرقل يدوم سبع سنين . فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن خيلان : يا رسول الله من إمام الناس يومئذ ؟ قال :

( المهدي من ولدي ابن ) من ولد أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري ، في خده الأيمن خال أسود ، عليه عباءتان ( قطوانيتان ) كأنه من رجال بني إسرائيل ، يملك عشرين سنة ، يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك "((1)) .

يكون بين المهدي وبين طاغية الروم صلح بعد قتله السفياني ونهب

كلب ، حتى يختلف تجاركم إليهم وتجارهم إليكم ، ويأخذون في صنعة سفنهم ثلث سنين ، ثم يهلك المهدي فيملك رجل من أهل بيته يعدل قليلا ثم يجور فيقتل قتلا ، ولا ينطفئ ذكره حتى ترسي الروم فيما بين صور إلى عكا فهي الملاحم " .

وبعد نقض الروم لصلحهم مع الامام المهدي ع يفتح الامام القسطنطينية .

ص: 263


1- الطبراني : الكبير : ج 8 ص 120 ح 7495 .

فتح المهدي عليه السلام بلاد الروم

بعد نقض الروم لصلحهم مع المسلمين يعلن الحرب عليهم فيسير ومن معه من المسلمين ، لا يمرون على حصن ببلد الروم إلا قالوا عليه لا إله إلا الله ، فتتساقط حيطانه . ثم ينزل من القسطنطينية ، فيكبرون تكبيرات ( تكبيرة ) ، فينشف خليجها ، ويسقط سورها . ثم يسير إلى رومية ، فإذا نزل عليه ( عليها ) كبر المسلمون ثلاث تكبيرات ، فتكون كالرملة على نشز ) قال السليمي : وذكر باقي الحديث ) .

عقد الدرر : ص 139 ب 6 _ مرسلا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، في قصة المهدي وفتوحاته ، قال :

- ( فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات ، فتكون كالرملة على نشز ، فيدخلونها ، فيقتلون بها خمس مائة ألف مقاتل ، ويقتسمون الأموال ، حتى يكون

ص: 264

الناس في الفئ شيئا واحدا ، لكل إنسان منهم مائة ألف دينار ، ومائة رأس ، ما بين جارية وغلام ) ((1)) .

( الإمام الباقر عليه السلام ) " إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام ، فهربوا إلى الروم ، فيقول لهم الروم : لا ندخلنكم حتى تتنصروا ،فيعلقون في أعناقهم الصلبان ، فيدخلونهم .

فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح ، فيقول أصحاب القائم : لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا .

قال : فيدفعونهم إليهم ، فذلك قوله : ( لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون ) قال : يسألهم عن الكنوز وهو أعلم بها . قال : فيقولون ( يا ويلنا إنا كنا ظالمين . فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ) بالسيف " ] .

: الكافي : ج 8 ص 51 ح 15.

وروى ابن دحية من حديث حذيفة مرفوعاً : أن الله تعالى يرسل ملك الروم ، وهو الخامس من أولاد هرقل ، يقال له : صمارة ، فيرغب إلى المهدي في

ص: 265


1- : عقد الدرر : ص 189 _ 191 ب 9 ف 1 _ مرسلا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

الصلح ، وذلك لظهور المسلمين على المشركين ، فيصالحه إلى سبعة أعوام ، فيضع ( عليهم الجزية عن يد وهم صاغرون ) ( التوبة : 92 ) . ولا يبقى لرومي حرمة ، ويكسر لهم الصليب ، ثم يرجع المسلمون إلى دمشق فإذا هم كذلك إذا رجل من الروم قد التفت فرأى أبناء الروم وبناتهم في القيود ، فرفع الصليب ورفع صوته ، وقال : ألاَ من كان يعبد الصليب فلينصره ، فيقوم إليه رجل من المسلمين فيكسر الصليب ، ويقول : الله أغلب وأعز ، فحينئذ يغدرون وهم أولى بالغدر ، فيجتمع عند ذلك ملوك الروم خفية فيأتون إلى بلاد المسلمين ، وهم على غفلة مقيمين على الصلح ، فيأتون إلى أنطاكية في اثني عشر ألف راية ، تحت كل راية اثني عشر ألفاً ، فعند ذلك يبعث المهدي إلى أهل الشام والحجاز والكوفة والبصرة والعراق يستنصر بهم ، فيبعث إليه أهل الشرق : أنه قد جاءنا عدو من أهل خراسان شغلنا عنك ، فيأتي إليه بعض أهل الكوفة والبصرة ، فيخرج بهم إلى دمشق وقد مكث الروم فيها أربعين يوماً يفسدون ويقتلون ، فينزل الله صبره على المسلمين ، فيخرجون إليهم فيشتد الحرب بينهم ويستشهد من المسلمين خلق كثير ، فيا لها من وقعة ومقتلة ما أعظمها وأعظم هولها ، ويرتد من العرب يومئذ أربع قبائل : سليم وفهد وغسان وطي ، فيلحقون بالروم ، ثم إن الله ينزل الصبر والنصر والظفر على المؤمنين ، ويغضب على الكافرين ، فعصابة المسلمين يومئذ خير خلق الله تعالى والمخلصين من عباده ، وليس فيهم مارد ولا مارق ولا شارد ولا مرتاب ولا منافق ، ثم إن المسلمين

ص: 266

يدخلون إلى بلاد الروم ويكبرون على المدائن والحصون ، . فتقع أسوارها بقدرة الله تعالى ، فيدخلون المدائن والحصون ويغنمون الأموال ويسبون النساء والأطفال ، وتكون أيام المهدي أربعين سنة : عشر منها بالمغرب ، واثني عشر سنة بالمدينة ، واثني عشر سنة بالكوفة ، وستة بمكة ، وتكون منيته فجاءة ((1)) .

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، في قصة المهدي وفتوحاته ورجوعه إلى دمشق ، قال : ثم يأمر المهدي ، عليه السلام ، بإنشاء مراكب ، فينشئ أربعمائة سفينة في ساحل عكا ، وتخرج الروم في مائة صليب ، تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون على طرسوس ويفتحونها بأسنة الرماح ، ويوافيهم المهدي ، عليه السلام ، فيقتل من الروم حتى يتغير ماء الفرات بالدم ، وتنتن حافتاه بالجيف ، وينهزم من في الروم فيلحقون بأنطاكية .

وينزل المهدي على قبة العباس حذو كفر طورا ، فيبعث ملك الروم يطلب الهدنة من المهدي ، ويطلب المهدي منه الجزية ، فيجيبه إلى ذلك ، غير أنه لا يخرج من بلد الروم أحد ولا يبقى في بلد الروم أسير إلا خرج .

ص: 267


1- عمدة القاري _ العيني ج 15 / 100 .

ويقيم المهدي بأنطاكية سنته تلك ، ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين ، لا يمرون على حصن من بلد الروم ، إلا قالوا عليه : لا إله إلا الله . فتتساقط حيطانه ، وتقتل مقاتلته ، حتى ينزل على القسطنطينية ، فيكبرون عليها تكبيرات ، فينشف خليجها ويسقط سورها ، فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل ، ويستخرج منها ثلاث كنوز ، كنز جوهر ، وكنز ذهب وفضة ، وكنز أبكار ، فيفتضون ما بدا لهم ، بدار البلاط سبعون ألف بكر ، ويقتسمون الأموال بالغرابيل .

فبينما هم كذلك إذ سمعوا الصائح : ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكم ، فيكشف الخبر ، فإذا هو باطل .

ثم يسير المهدي عليه السلام إلى رومية ، ويكون قد أمر بتجهيز أربعمائة مركب من عكا ، يقيض الله تعالى لهم الريح .

فلا يكون إلا يومين وليلتين حتى يحطوا على بابها ، ويعلقون رحالهم على شجرة على بابها ، مما يلي غربيها ، فإذا رآهم أهل رومية أحدروا إليهم راهباً كبيراً عنده علم من كتبهم ، فيقولون له : انظر ما يريد .

فإذا أشرف الراهب على المهدي ، عليه السلام ، فيقول : إن صفتك التي هي عندي ، وأنت صاحب رومية .

قال : فيسأله الراهب مسائل فيجيبه عنها ، فيقول المهدي عليه السلام ارجع .

فيقول : لا أرجع ، أنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات ، فتكون كالرملة على نشز فيدخلونها ، فيقتلون

ص: 268

بها خمس مائة ألف مقاتل ، ويقتسمون الأموال ، حتى يكون الناس في الفيء شيئاً واحداً ، لكل إنسان منهم مائة ألف دينار ، ومائة رأس ، ما بين جارية وغلام .

وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " تكون بين الروم وبين المسلمين هدنة وصلح " .

فذكر الحديث ، وفي آخره : ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح ، ولا يرى فيهم نائم ولا جالس .

فإذا طلع الفخر كبر المسلمون تكبيرة واحدة ، فيسقط ما بين البرجين ، فيقول لهم الروم : إنما كنا نقاتل العرب ، الآن نقاتل ربنا ، وقد هدم لهم مدينتنا ، فيمكنون بأيديهم ، ويكيلون الذهب بالأترسة ، ويقتسمون الذراري ، ويتمتعون بما في أيديهم ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال حقاً ، ويفتح الله القسطنطينية على أيدي أقوام هم أولياء الله تعالى ، يرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم ، حتى ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام ، فيقاتلون معه الدجال " .

أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد ، في كتاب الفتن ((1)).

ص: 269


1- عقد الدرر _ المقدسي ص192.

قال بعض علماء الروم : المهدي يرفع الخلاف ويجعل الأحكام مختلفة في مسألة واحدة حكما واحدا هو ما في علم الله وتصير المذاهب مذهبا واحدا لشهوده الأمر على ما هو عليه في علم الله لارتفاع الحجاب عن عين جسمه وقلبه كما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى ((1)) .

كعب الأخبار : يخرج المهدي إلى بلاد الروم ، وجيشه مائة ألف ، فيدعو ملك الروم إلى الإيمان فيأبى ، فيقتتلان شهرين ، فينصر الله تعالى المهدي ، ويقتل من أصحابه خلقاً كثيراً ، وينهزم ، ويدخل إلى القسطنطينية فينزل المهدي على بابها ، ولها يومئذ سبعة أسوار ، فيكبر المهدي سبع تكبيرات ، فيخر كل سور منها ، فعند ذلك يأخذها المهدي ، ويقتل من الروم خلقاً كثيراً ، ويسلم على يديه خلق كثير ((2)).

ص: 270


1- فيض القدير _ المناوي ج 1 / 274 .
2- عقد الدرر _ المقدسي ص180 .

الكتاب _ 18 : المهدي وراياته وانصاره

ظهور المهدي ع

قال حذيفة : حتى إنه يطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب على مجلس مجلس ، حتى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه ، وهو في المحراب قاعد ، فيقوم رجل من المسلمين فيقول ، ويحكم أكفرتم بالله بعد إيمانكم ؟ إن هذا لا يحل ، فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق ، ويقتل كل من شايعه على ذلك . فعند ذلك ينادي من السماء مناد : أيها الناس إن الله عز وجل قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم وأتباعهم . وولاكم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالحقوا به بمكة ، فإنه المهدي ، واسمه أحمد بن عبد الله .

قال حذيفة : قام عمران بن الحصين الخزاعي فقال : يا رسول الله كيف لنا بهذا حتى نعرفه ؟

فقال : هو رجل من ولد كنانة من رجال بني إسرائيل ، عليه عباءتان قطوانيتان ، كأن وجهه الكوكب الدري في اللون ، في خده الأيمن خال أسود ، ابن أربعين سنة ، فيخرج الابدال من الشام وأشباههم ، ويخرج إليه

ص: 271

النجباء من مصر ، وعصائب أهل المشرق وأشباههم ، حتى يأتوا مكة فيبايع له بين زمزم والمقام .

ثم يخرج متوجها إلى الشام وجبرئيل على مقدمته ومكائيل على ساقته ، يفرح به أهل السماء وأهل الأرض ، والطير والوحش والحيتان في البحر ، وتزيد المياه في دولته وتمد الأنهار ، وتضعف الأرض أكلها ، ويستخرج الكنوز ، فيقدم الشام فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية ، ويقتل كلبا . قال حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فالخايب من خاب يوم كلب ، ولو بعقال .

قال حذيفة : يا رسول الله وكيف يحل قتالهم وهم موحدون ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا حذيفة هم يومئذ على ردة يزعمون أن الخمر حلال ، و لا يصلون .

ويسير المهدي حتى يأتي دمشق ومن معه من المسلمين ، فيبعث الله عز وجل عليه الروم ، وهو الخامس من آل هرقل يقال له : طبارة وهو صاحب الملاحم ، فتصالحوهم سبع سنين حتى تغزوا أنتم وهم عدوا خلفهم ، وتغنمون وتسلمون أنتم وهم جميعا فتنزلون بمرج ذي تلول ، فبينما الناس كذلك انبعث رجل من الروم فقال : غلب الصليب ، فيقوم رجل من المسلمين إلى الصليب فيكسره ويقول : الله الغالب . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فعند ذلك يغدرون وهم أولى بالغدر ، وتستشهد تلك العصابة فلا يفلت منهم أحد ، فعند ذلك ما يجمعون لكم للملحمة كحمل

ص: 272

امرأة ، فيخرجون عليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية إثنا عشر ألفا حتى يحلوا بعمق أنطاكية ، فلا يبقى بالحيرة ولا بالشام نصراني إلا رفع الصليب وقال : ألا من كان بأرض نصرانية فلينصرها اليوم ، فيسير إمامكم ومن معه من المسلمين من دمشق حتى يحل بعمق أنطاكية ، فيبعث إمامكم إلى الشام أعينوني ، ويبعث إلى أهل المشرق أنه قد جاءنا عدو من خراسان على ساحل الفرات ، فيقاتلون ذلك العدو أربعين صباحا قتالا شديدا . ثم إن الله عز وجل ينزل النصر على أهل المشرق ، فيقتل منهم تسعمائة ألف وتسع وتسعون ألفا ، وتنكشف بقيتهم من قبورهم تلك ، فيقوم مناد من المشرق : يا أيها الناس أدخلوا الشام ، فإنها معقل المسلمين وإمامكم بها ((1) .

ص: 273


1- : عقد الدرر في أخبار المنتظر_ المؤلف : يوسف بن يحيى المقدسي _ ص 83 : الوفاة : ق 7 _المجموعة : مصادر الحديث السنية - القسم العام-تحقيق : الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو-الطبعة : الأولى-سنة الطبع : 1399 _ 1979 م الناشر : مكتبة عالم الفكر _ ميدان سيدنا الحسين _ القاهرة _ ج . م . ع والسنن الواردة في الفتن ( 5 : 1089 : 596 ) والعلامة علي المتقي الهندي في " البرهان في علامات مهدي آخر الزمان " ( ص 127 ط مطبعة الخيام بقم. وجامع البيان ، الطبري : ج 15 ص 17 و الطبراني ، الأوسط : على ما في مجمع الزوائد و الكامل ، ابن عدي : ج 6 ص 2177 2178 بعضه ، كما في الداني ، بسند آخر عن حذيفة : ابن مردويه : على ما في الدر المنثور ، بعضه ، كما في الداني بتفاوت يسير ، تفسير الثعلبي : كما في رواية الطبري الثانية ، بسنده إليه . الداني : ص 104

بعد ظهور الرايات السود بخمس سنين يظهر المهدي ع

فتن ابن حماد : 1 / 278 : وتذكر أحاديث الطرفين ظهور شخصيتين فيهم هما : الخراساني ، وقائد قواته شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب ، ولا تحدد مصادرنا الفاصل بين ظهورهما وظهور الإمام « عليه السلام » . بينما ذكرت مصادر السنة أنهما قبل ظهوره « عليه السلام » بست سنوات ، ففي فتن ابن حماد : 1 / 278 و 310 ، عن محمد بن الحنفية « رحمه الله » قال : تخرج راية سوداء لبني العباس ، ثم تخرج من خراسان سوداء أخرى قلانسهم سود وثيابهم بيض ، على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من بني تميم ، يهزمون أصحاب السفياني حتى تنزل ببيت المقدس توطئ للمهدي سلطانه يمد إليه ثلاث مائة من الشام ، يكون

ص: 274

بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً ) (خمس سنوات ) ((1)) .

وفي فتن ابن حماد 1 / 310 ، بنفس السند ، ونصه : بين خروج الراية السوداء من خراسان وشعيب بن صالح وخروج المهدي ع ، وبين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً . وملاحم ابن المنادي / 47 ، كرواية ابن حماد الثانية ، وسنن الداني / 98 ، عن محمد بن الحنفية كابن حماد مختصراً . وعقد الدرر / 126 ، عن الداني . والحاوي : 2 / 67 68 ، والفتاوى الحديثية / 31 ، كلاهما عن ابن حماد ، وفرائد فوائد الفكر / 124 ، عن محمد بن الحنفية ، بنحو رواية ابن حماد الأولى . والقول المختصر / 34 ، وفيه : تخرج رايات سود من خراسان وتأتي صحبة المهدي إلى بيت المقدس ) ((2)) .

ص: 275


1- فتن ابن حماد : 1 / 278 .
2- ابن حماد 1 / 310 وملاحم ابن المنادي / 47 و وسنن الداني / 98 ، عن محمد بن الحنفية كابن حماد مختصراً . وعقد الدرر / 126 ، عن الداني . والحاوي : 2 / 67 68 ، والفتاوى الحديثية / 31 وفرائد فوائد الفكر / 124 والقول المختصر / 34 .

وفي / 73 ، عن محمد بن الحنفية أبي القاسم أنه قال : بين خروج الراية السوداء من خراسان وشعيب بن صالح وخروج المهدي ع وبين أن الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً . وفي / 88 ، بنحو رواية ابن حماد الأولى مختصراً .

وفي المسند الجامع : 18 / 389 ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله « صلى الله عليه و آله » : تخرج من خراسان رايات سود لا يردها شئ حتى تنصب بالياء ) ((1)).

وفي السنن في الفتن : 5 / / 1055 ، عن محمد بن الحنفية ، بنحو رواية ابن حماد الأولى مختصراً . وملاحم ابن طاووس / 49 ، عن روايتي ابن حماد ((2)).

وفي غيبة النعماني / 253 ، عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا « عليه السلام » ، قال : ( قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن

ص: 276


1- المسند الجامع : 18 / 389 .
2- السنن في الفتن : 5 / / 1055 وملاحم ابن طاووس / 49.

صالح فكيف يقول هذا هذا ؟ ) . وعنه إثبات الهداة : 3 / 735 ، والبحار : 52 / 233 ((1)).

وتدل روايات مصادرنا الصحيحة على أن حركة الخراساني وشعيب اللذين يسلمان الراية للإمام « عليه السلام » تكون مقارنة لظهور اليماني والسفياني ، كرواية النعماني / 253 ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر « صلى الله عليه و آله » من حديث طويل ذكر فيه عدداً من الأحداث والعلامات ، جاء فيه :

( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً ، فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم ، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ) .

ومثله الإرشاد / 360 ، ونحوه إثبات الرجعة / 17 ، ومثله إعلام الورى / 429 ، وغيبة الطوسي / 271 ، وعنه الخرائج : 3 / 1163 ، وإثبات الهداة : 3 / 728 ، والبحار : 52 / 210 ((2)).

ص: 277


1- غيبة النعماني / 253 وإثبات الهداة : 3 / 735 ، والبحار : 52 / 233 .
2- ومثله الإرشاد / 360 ، ونحوه إثبات الرجعة / 17 ، ومثله إعلام الورى / 429 ، وغيبة الطوسي / 271 ، وعنه الخرائج : 3 / 1163 ، وإثبات الهداة : 3 / 728 ، والبحار : 52 / 210 .

ومعنى أن الثلاثة كنظام الخرز مع أنه في يوم واحد :

خروج كل واحد بعد ساعة من الاخر وفي يوم واحد .

حديث أن أمر المهدي ع يبدأ من إيران

رواه الفريقان ونص على أن بداية أمر المهدي « عليه السلام » تكون من المشرق ، ففي مختصر النعماني / 304 ، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين « عليه السلام » قال : ( المهدي أقبل جعد بخده خال ، يكون مبدؤه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه ) . وعنه البحار : 52 / 252 ((1)).

وقلنا

( مبدؤه من قبل المشرق ) بأنه مبدأ أمره ، لأن ظهوره « عليه السلام » من مكة قطعي ، فلا بد أن يكون معناه مبدأ أمره وحركة أنصاره من جهة المشرق .

ص: 278


1- مختصر النعماني / 304 . وعنه البحار : 52 /252 .

وقد تصور الوهابيون أن المهدي نفسه « عليه السلام » يأتي من المشرق ، فادعوا المهدية لنجدي من غير بني هاشم وأخذوه إلى مفتيهم ابن باز فأعجبه ، ثم أخذوه إلى أفغانستان والشيشان ، ليأتي من المشرق وينطبق عليه الحديث !

والمؤكد أن الخراساني وشعيباً يسلِّمان الراية إلى الإمام المهدي « عليه السلام » ويكونان من أصحابه الخاصين ، ثم يكون شعيب القائد العام لجيش الإمام « عليه السلام » ، وتكون قوات الخراسانيين واليمانيين الثقل الأساس في جيشه « عليه السلام » في زحفه لفتح القدس وفلسطين . نعم لا يبعد أن يأمر الإمام « عليه السلام » وهو في العراق القوات الإيرانية بأن تدخل قبله إلى العراق ، لتواجه قوات السفياني وتوقف ذبحهم لشيعته ، ويدل عليه ما تقدم من غيبة الطوسي / 274 : ( إذا خرجت الرايات السود إلى السفياني التي فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله « صلى الله عليه و آله » ) ((1)).

ضعف رواية دخول الإمام المهدي « عليه السلام » إيران قبل العراق ؟

الأمر المتفق عليه في أحاديث الإمام المهدي « عليه السلام » أن منطلقه من مكة وهدفه القدس ، وأنه فيما بين ذلك يقوم بترتيب أوضاع دولته الجديدة

ص: 279


1- غيبة الطوسي / 274.

في الحجاز والعراق ، وإعداد جيشه للزحف إلى القدس . وتنفرد رواية أو اثنتان في فتن ابن حماد بأنه « عليه السلام » يأتي أولاً إلى جنوب إيران ، حيث يبايعه الإيرانيون وقائدهم الخراساني وقائد جيشه شعيب بن صالح ، ثم يخوض بهم معركة ضد السفياني في منطقة البصرة ثم يدخل العراق . روى ابن حماد / 86 ، ( عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح ، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر فيكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني . فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه ) . انتهى ((1)) .

واصطخر مدينة في جنوب إيران ، لكن الرواية ضعيفة ومعارضة بغيرها ، نعم لا يبعد دخول قوات الخراسانيين إلى العراق لمواجهة قوات السفياني بأمر الإمام المهدي « عليه السلام » .

ص: 280


1- ابن حماد / 86 .

روايات الشيعة في الخراسانيين وأصحاب الرايات السود

تقدم بعضها ، ومنها ما رواه في عيون أخبار الرضا « عليه السلام » : 2 / 59 ، عن الحسين بن علي قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال النبي « صلى الله عليه و آله » : لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا وذلك حين يأذن الله عز وجل له ، ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك . الله الله عباد الله فأتوه ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله عز وجل ) ((1)) .

وكفاية الأثر / 106 ، وفيه . إيتوه ولو على الثلج . قلنا يا رسول الله متى يقوم قائمكم ؟

قال : إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً ، وهو التاسع من صلب الحسين((2)) .

ص: 281


1- عيون أخبار الرضا « عليه السلام » : 2 /59 .
2- كفاية الأثر / 106 ودلائل الإمامة / 239 ، كالعيون بتفاوت يسير ، والصراط المستقيم : 2 / 116 ، ككفاية الأثر ، بعض أجزائه ، وإثبات الهداة : 3 / 523 ، عن كفاية الأثر ، وفي / 572 ، أوله كدلائل الإمامة ، عن مناقب فاطمة وولدها . والبحار : 36 / 322 ، عن كفاية الأثر ، وفي : 51 / 65 ، عن عيون أخبار الرضا .

وهو يتعلق بالإيرانيين بدليل ( فأتوه ولو حبواً على الثلج ) لأن بلادهم ثلجية .

بعض ما جاء في فضل قم

ورد في فضلها ومستقبلها أحاديث عن أهل البيت « عليهم السلام » يظهر منها أن قمّاً مشروع أسسه الأئمة في وسط إيران على يد تلاميذ الإمام زين العابدين « عليه السلام » سنة 73 هجرية ، ثم رعاها الأئمة « عليهم السلام » رعاية خاصة وأخبروا بما عندهم من علم رسول الله « صلى الله عليه و آله » أنها سيكون لها شأن عظيم في المستقبل ، ويكون أهلها أنصار المهدي المنتظر أرواحنا فداه .

وتنص بعض الأحاديث على أن تسميتها بقم جاءت متناسبة مع اسم المهدي القائم بالحق أرواحنا فداه ، وقيام أهلها ومنطقتها في نصرته « عليه السلام » . فعن عفان البصري عن الإمام الصادق « عليه السلام » قال : ( قال لي : أتدري لم سمي قم ؟

ص: 282

قلت الله ورسوله أعلم . قال : إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه ويقومون معه ، ويستقيمون عليه وينصرونه ) ((1)) .

وقد أعطى الأئمة « عليهم السلام » لقم مفهوماً أوسع من مدينتها وتوابعها ، فاستعملوها بمعنى خط قم ونهجها في ولاية أهل البيت « عليهم السلام » والقيام مع مهديهم الموعود . فقد دخل جماعة من أهل الري على أبي عبد الله الصادق « عليه السلام » :

( وقالوا : نحن من أهل الري فقال : مرحباً بإخواننا من أهل قم . فقالوا : نحن من أهل الري ، فقال : مرحباً بإخواننا من أهل قم . فقالوا : نحن من أهل الري . فأعاد الكلام ! قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجاب به أولاً ، فقال : إن لله حرماً وهو مكة ، وإن لرسوله حرماً وهو المدينة ، وإن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة ، فمن زارها وجبت له الجنة . قال الراوي : وكان هذا الكلام منه « عليه السلام » قبل أن يولد الكاظم « عليه السلام » ) ((2)).

ص: 283


1- . ( البحار : 57 / 215 ) .
2- ( البحار : 57 / 217 ) .

ومعناه أن قم حرم الأئمة من أهل البيت إلى المهدي « عليهم السلام » ، وأهل الري وغيرها هم من أهل قم لأنهم على خطها ونهجها . لذلك قلنا إن المقصود بأهل قم في الروايات ونصرتهم للمهدي « عليه السلام » كل أهل إيران الذين هم على خطهم . ومعنى قول الراوي : وكان هذا الكلام منه قبل أن يولد الكاظم « صلى الله عليه و آله » ، أنه « عليه السلام » أخبر عن ولادة حفيدته فاطمة بنت موسى بن جعفر قبل ولادة أبيها الكاظم « عليهم السلام » أي قبل سنة 128 للهجرة ، وأخبر أنها ستدفن في قم ، ثم تحقق ذلك بعد أكثر من سبعين سنة .

ومن الأعاجيب أن إعداد الأئمة « عليهم السلام » لأهل قم لنصرة المهدي المنتظر أرواحنا فداه كان من أول تأسيسها ، وأن حب القميين للمهدي « عليه السلام » كان معروفاً عنهم قبل ولادته !

فعن صفوان بن يحيى قال : ( كنت يوماً عند أبي الحسن « عليه السلام » ( الإمام الرضا « عليه السلام » ) فجرى ذكر أهل قم وميلهم إلى المهدي « عليه السلام » فترحم عليهم وقال : رضي الله عنهم ثم قال : إن للجنة ثمانية أبواب واحد منها لأهل قم ، وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد ، خمر الله تعالى ولايتنا في طينتهم ) ((1)).

ص: 284


1- ( البحار : 57 / 218 )

وقد يكون معناه باب الصدِّيقين المؤمنين بالغيب ، وقد حافظ أهل قم على حبهم للمهدي « عليه السلام » بحيوية إلى عصرنا .

وتحدثت روايتان عن الإمام الصادق « عليه السلام » عن مستقبل قم ودورها قرب ظهور المهدي « عليه السلام » إلى أن يظهر ، رواهما في البحار : 57 / 213 ، عن تاريخ قم : تقول الأولى : ( إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد ، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد ، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد ، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس ، ولم يَدَع قم وأهله مستضعفاً بل وفقهم وأيدهم ثم قال : إن الدين وأهله بقم ذليل ، ولولا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم وبطل أهله ، فلم يكن حجة على سائر البلاد . وإذا كان كذلك لم تستقر السماء والأرض ولم ينظروا طرفة عين ، وإن البلايا مدفوعة عن قم وأهله ، وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها . وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين ، وشغله عنه بداهية أو مصيبة أو عدو ، وينسي الله الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهله ، كما نسوا ذكر الله ) ((1)).

ص: 285


1- رواهما في البحار : 57 / 213 ، عن تاريخ قم .

وتقول الثانية : ( ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جُحْرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم وتصير معدناً للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا فيجعل الله قم وأهل قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم « عليه السلام » ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد ، لأن الله لا ينتقم من العباد إلا بعد إنكارهم حجة ) .

وفي البحار : 60 / 218 ، عن تاريخ قم ، عن أبي مسلم العبدي ، عن أبي عبد الله الصادق « عليه السلام » قال : تربة قم مقدسة وأهلها منا ونحن منهم ، لا يريدهم جبار بسوء إلا عجلت عقوبته ما لم يخونوا إخوانهم ( يحولوا أحوالهم ) فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم جبابرة سوء ! أما إنهم أنصار قائمنا ودعاة حقنا . ثم رفع رأسه إلى السماء وقال :

اللهم اعصمهم من كل فتنة ونجهم من كل هلكة ) ((1)) .

ص: 286


1- البحار : 60 / 218 .

وفي الإختصاص / 101 ، عن الإمام العسكري عن أمير المؤمنين « صلى الله عليه و آله » قال : قال رسول الله « صلى الله عليه و آله » : لمَّا أسري بي إلى السماء الرابعة نظرت إلى قبة من لؤلؤ لها أربعة أركان وأربعة أبواب كلها من إستبرق أخضر ، قلت : يا جبرئيل ما هذه القبة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها ؟

فقال : حبيبي محمد هذه صورة مدينة يقال لها قم ، يجتمع فيها عباد الله المؤمنون ينتظرون محمداً وشفاعته للقيامة والحساب ، يجري عليهم الغم والهم والأحزان والمكاره . قال : فسألت علي بن محمد العسكري « عليه السلام » متى ينتظرون الفرج ؟

قال : إذا ظهر الماء على وجه الأرض ) .

والمقصود ظهور الماء على وجه الأرض في قم ، أو على شكل آية في العالم .

حديث : أتاح الله لأمة محمد « صلى الله عليه و آله » برجل منا أهل البيت

عن أبي بصير عن الإمام الصادق « عليه السلام » قال : يا أبا محمد ليس ترى أمة محمد « صلى الله عليه و آله » فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم .

روايات مصادرنا إن الخراساني وشعيباً مقارنان لظهور اليماني والسفياني ومنها صحيح السند كرواية النعماني / 253 ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي « صلى الله عليه و آله » من حديث ذكر فيه كثيراً من

ص: 287

الأحداث والعلامات ، جاء فيه : ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً ، فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم ، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم )((1)). وقد تقدم أن معنى خروج الثلاثة كنظام الخرز مع أنه في يوم واحد : أن أحداث خروجهم قد تكون متفرعة عن حدث واحد .

وفي أمالي الطوسي / 661 ، عن هشام بن سالم قال : لما خرج طالب الحق قيل لأبي عبد الله « عليه السلام » : نرجو أن يكون هذا اليماني ؟

فقال : لا ، اليماني يوالي علياً « عليه السلام » وهذا يبرأ ) ((2)) .

يظهر من أحاديث اليماني أن دوره في ظهور الإمام « عليه السلام » أساسي ، وهذا طبيعي لأنه حاكم أن اليماني قبيل ظهوره « عليه السلام » ، واليمن مجاورة للحجاز .

ص: 288


1- والإرشاد / 360 ، وغيبة الطوسي / 271 ، والخرائج : 3 / 1163 ، وإثبات الهداة : 3 / 728 ، والبحار : 52 / 210 . . الخ . ونحوه غيبة النعماني / 253 .
2- أمالي الطوسي / 661 .

ومن الطبيعي أن يتكون جيش الإمام « عليه السلام » وقوته الأولى من أنصاره الحجازيين واليمانيين ، وأن يكون دورهم أساسياً في منطقة الخليج ، وإن لم تذكر ذلك الروايات بل لعل حكم اليمن والحجاز وبلاد الخليج يكون بعهدة أهلها ومساندة قوات اليمانيين والحجازيين التابعة للمهدي « عليه السلام » . كما يكون لليمانيين دور مع الإمام « عليه السلام » في العراق والشام ومعركة القدس إلى جنب الخراسانيين والعراقيين وغيرهم .

لكن ابن حماد روى أشياء في دور اليمانيين في إيران والعراق والشام من جو عصره ، لا يمكن الاعتماد عليها .

وهنا سؤال عن سبب كون راية اليماني أهدى راية ، مع أن راية الخراساني وأهل المشرق موصوفة بأنها راية هدى ، ومنهم شعيب بن صالح الذي يجعله المهدي « عليه السلام » قائد جيشه العام ، ومع أن الممهدين الإيرانيين لهم فضل السبق في التمهيد للمهدي « عليه السلام » وبهم يبدأ أمره ؟ !

اليماني سفير الامام المهدي ع الخاص :

نستفيد هذا من الروايات الخاصة بمدح اليماني في الروايات الواردة .

والمرجح عندنا في الجواب : أن ثورة اليماني تحضى بشرف التوجيه المباشر من الإمام المهدي « عليه السلام » فاليماني سفيره الخاص يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه وأحاديث اليمانيين تركز على شخص اليماني وأنه

ص: 289

: ( يهدي إلى الحق ويدعو إلى صاحبكم ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو إلى النار ) .

هذا ، وتوجد رواية تذكر أن اليماني يشارك في معركة قرقيسيا كما في غيبة الطوسي / 278 ، عن عمار بن ياسر أنه قال : إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ولها أمارات ، فألزموا الأرض وكفوا حتى تجئ أمارتها ، فإذا استثارت عليكم الروم والترك وجهزت الجيوش . . . إلى أن قال : ويخرج أهل الغرب إلى مصر فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني ، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد « عليهم السلام » وتنزل الترك الحيرة وتنزل الروم فلسطين ، ويسبق عبد الله عبد الله حتى يلتقي جنودهما بقرقيسيا على النهر ويكون قتال عظيم ، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء ، ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني ، فيسبق اليماني ويحوز السفياني ما جمعوا ، ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد « صلى الله عليه و آله » ويقتل رجلاً من مسميهم . ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح ) . انتهى ((1)) .

كما ذكرت رواية في ابن حماد / 78 ، عن أبي جعفر « عليه السلام » أن قوات اليماني تأتي من صنعاء وتشارك في أحداث الشام قبل خروج

ص: 290


1- غيبة الطوسي / 278 .

السفياني ، وجاء فيها : ( إذا ظهر الأبقع مع قوم ذوي أجسام فتكون بينهم ملحمة عظيمة ، ثم يظهر الأخوص السفياني الملعون فيقاتلهما جميعاً فيظهر عليهما جميعاً ، ثم يسير إليهم منصور اليماني من صنعاء بجنوده وله فورة شديدة يستقبل الناس قبل الجاهلية ، فيلتقي هو والأخوص وراياتهم صفر وثيابهم ملونة ، فيكون بينهما قتال شديد ، ثم يظهر الأخوص السفياني عليه ) ((1)).

وهناك رواية اخرى عن ابن حماد / 59 عن الإمام الباقر « عليه السلام » ( إذا ظهر السفياني على الأبقع والمنصور اليماني خرج الترك والروم فظهر عليهم السفياني ) . انتهى ((2)) .

و لا يمكن الاعتماد على روايات ابن حماد وإن أسندوها إلى أئمة أهل البيت « عليهم السلام » ، لكثرة ما رووه من حشو وتصورات من عصرهم أسقطوها على عصر الإمام « عليه السلام » .

ص: 291


1- ابن حماد / 78 .
2- ابن حماد / 59 .

المصري واليماني الأول

نصت أحاديث أهل البيت « عليهم السلام » على أن ظهور اليماني الموعود مقارن لظهور السفياني ، أي قبل ظهور المهدي « عليه السلام » بشهور . وروى الطوسي في الغيبة / 271 ، بسند صحيح غير مرفوع عن محمد بن مسلم قال : ( يخرج قبل السفياني مصري ويماني ) وعنه إثبات الهداة : 3 / 728 ، والبحار : 52 / 210 ((1)) .

ولم تحدد هذه الرواية وقت خروج هذين الثائرين ولا مكانهما ، فقد يكونان قبله بمدة قليلة أو طويلة .

كاسر عينه بصنعاء

روى النعماني / 277 ، عن عبيد بن زرارة قال : ( ذُكر عند أبي عبد الله « عليه السلام » السفياني فقال : أنَّى يخرج ذلك ؟ ولما يخرج كاسر عينيه بصنعاء ) . وعنه البحار : 52 / 245 ، وهو حديث ملفت لكنه غير مفهوم . ويبدو أنه يماني يطلب السلطة ولا ينجح ، ويحتمل في تفسير ( كاسر عينه ) وجوه أرجحها أنه وصف رمزي مقصود من الإمام الصادق « عليه السلام » ، يتضح معناه في حينه .

ص: 292


1- الطوسي في الغيبة / 271 وعنه إثبات الهداة : 3 / 728 ، والبحار : 52 / 210 .

قيل اسم اليماني حسن أو حسين ورد قول مرسل أن اسم اليماني ( حسن أو حسين ) من ذرية زيد بن علي « صلى الله عليه و آله » . ففي مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي / 196 ، قال :

( ثم يخرج ملك من اليمن من صنعاء وعدن ، أبيض كالقطن ، اسمه حسين أو حسن ، فيذهب بخروجه غمر الفتن فهناك يظهر مباركاً زكياً ، وهادياً مهدياً ، وسيداً علوياً ، فيفرح الناس إذا أتاهم بمن الله الذي هداهم ، فيكشف بنوره الظلماء ، ويظهر به الحق بعد الخفاء ويفرق الأموال في الناس بالسواء ، ويغمد السيف فلا يسفك الدماء ، ويعيش الناس في البشر والهناء ، ويغسل بماء عدله عين الدهر من القذى ويرد الحق على أهل القرى ) ((1)).

وطبعة / 246 . وعنه بشارة الإسلام / 187 ، والبحار : 51 / 163 . وهذا النص كما ترى ليس رواية ، بل قول مرسل مسجوع ، يشبه كلام حشوية المتصوفة ، وقائله مجهول !

ص: 293


1- مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي / 196 . وطبعة / 246 . وعنه بشارة الإسلام / 187 ، والبحار : 51 / 163 .

رواية يخرج المهدي من كرعة واليماني

من يكلا

في البيان للشافعي / 510 ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة ((1)).

وقال : هذا حديث حسن رزقناه عالياً ، أخرج أبو الشيخ الأصبهاني في

عواليه كما سقناه ، ورواه أبو نعيم في مناقب المهدي ) ((2)) .

ص: 294


1- البيان للشافعي / 510 .
2- . ومثله وعنه معجم البلدان : 4 / 452 ، والأربعين البلدانية لابن عساكر : 4 / 452 ، والفصول المهمة / 295 ، وفيه : يقال لها كريمة كرعة ، والحاوي : 2 / 66 ، والقول المختصر / 9 ، والفتاوى الحديثية / 29 ، وكفاية الطالب / 510 ، وابن طاووس / 140 ، وكشف الغمة : 3 / 259 ، وإثبات الهداة : 3 / 593 ، والبحار : 51 / 80 ، الخ . . ومثله وعنه معجم البلدان : 4 / 452 ، والأربعين البلدانية لابن عساكر : 4 / 452 ، والفصول المهمة / 295 ، وفيه : يقال لها كريمة كرعة ، والحاوي : 2 / 66 ، والقول المختصر / 9 ، والفتاوى الحديثية / 29 ، وكفاية الطالب / 510 ، وابن طاووس / 140 ، وكشف الغمة : 3 / 259 ، وإثبات الهداة : 3 / 593 ، والبحار : 51 / 80 ، الخ .

وتقدم في الفتن حديث كفاية الأثر / 147 ، رواه بثلاث طرق ، عن الأصبغ بن نباتة ، وشريح بن هاني بن شريح وعبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي « عليه السلام » قال :

كنت عند النبي « صلى الله عليه و آله » في بيت أم سلمة إذ دخل علينا جماعة من أصحابه منهم سلمان وأبو ذر والمقداد و عبد الرحمن بن عوف ، فقال سلمان : يا رسول الله إن لكل نبي وصياً وسبطين فمن وصيك وسبطاك ؟

فأطرق ساعة ثم قال من حديث عدد فيه الأئمة من أهل بيته « عليهم السلام » : ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله ، ويكون له غيبتان إحداهما أطول من الأخرى . ثم التفت إلينا رسول الله « صلى الله عليه و آله » فقال رافعاً صوته : الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي . قال علي فقلت : يا رسول الله فما تكون هذه الغيبة ؟

ص: 295

قال : الصمت حتى يأذن الله له بالخروج فيخرج من اليمن من قرية يقال لها أكرعة على رأسه غمامة متدرع بدرعي متقلد بسيفي ذي الفقار ، ومناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، ذلك عندما تصير الدنيا هرجاً ومرجاً ويغار بضعهم على بعض ، فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي يرحم الضعيف ! فحينئذ يأذن الله له بالخروج ) ((1)) .

وروى ابن حماد في الفتن : 1 / 381 : ( قال أبو عبد الله نعيم : يخرج من قرية يقال لها يكلا خلف صنعاء بمرحلة ، أبوه قرشي وأمه يمانية . ثم روى عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي قال : قال رسول الله « صلى الله عليه و آله » : ما القحطاني بدون المهدي . ثم يلي من بعده رجل من مضر يقتل أهل الصلاح ، ملعون مشؤوم ، ثم يلي من بعده المضري العماني القحطاني يسير بسيرة أخيه المهدي وعلى يديه تفتح مدينة الروم ) ((2)).

ص: 296


1- كفاية الأثر / 147 والصراط المستقيم : 2 / 153 ، وإثبات الهداة : 1 / 589 ، والبحار : 36 / 333 .
2- ابن حماد في الفتن : 1 / 381 .

وادي يكلا من نواحي صنعاء باليمن ((1)) .

والمتواتر في الأحاديث أن المهدي « عليه السلام » يخرج من مكة من المسجد الحرام ، فإن صحت رواية كرعة أو يكلا ، فلا بد أن يكون المقصود بها أنه يبدأ أمر وزيره اليماني من هذه القرية أو تلك .

وحركة اليماني هي جذوة وبداية الحركة المهديوة من اليمن .

ص: 297


1- ( معجم البلدان ، والأربعين البلدانية : 5 / 346 ) .

محتويات الكتاب

موسوعة الامام المهدي ع المصلح.. 1

المفسر المحقق آية الله.. 1

نجاح الطائي.. 1

الكتاب _1. 3

مشاهدة الامام المهدي قبل الغيبة. 3

ولادة الحسن العسكري.. 3

الذين تشرّفوا برؤية المهدي ع بعد وفاة والده. 6

الكتاب _2. 11

مشاهدة الامام المهدي ع في الغيبة الكبرى.. 11

رؤية المهدي في الغيبة الكبرى وهو يعرفه هل هي ممكنة ؟. 11

من رآه في الغيبة الكبرى.. 14

حكاية العلامة الحلي : 30

قصّة الرمّانة في البحرين. 35

ص: 298

قصّة ياقوت الدهّان. 39

قصّة إسماعيل بن الحسن الهرقلي.. 41

قصّة أبي راجح الحمّامي.. 44

- قصّة المقدّس الأردبيلي.. 46

- قصّة الشيخ محمد حسن النجفي. 47

- قصّة آية اللّه القزويني.. 50

قصة أخرى لآية اللّه القزويني.. 61

- قصّة أحمد العسكري : 62

الكتاب _3. 69

فائدة طول العمر للبعض... 69

طول عمر الخضر ع وحياته. 69

طول اعمار الماضين. 71

أنظر فائدة غيبة المهدي العظيمة. 76

الخضر قائد لجيوش ذي القرنين والمهدي.. 80

ص: 299

المهدي في غيبته يعمل ما عمله الخضر في سورة الكهف من قتل الطغاة ومحاربة الملوك العتاة ومساعدة الايتام. 82

الياس وطول عمر البشر. 84

النبي الياس من المعمرين شأنه شأن الخضر. 85

من يريد طول العمر لملاقاة المهدي ع. 86

الكتاب _4. 88

محاولة العباسيين اغتيال المهدي ع. 88

محاولة المعتمد العباسي القبض على المهدي.. 88

محاولة الملك المعتضد اغتيال الامام. 91

المهدي ع. 91

الكتاب _ 5. 96

تواصل الشيعة مع المهدي في عصر الغيبة. 96

رسائل الشيعة الى المهدي ع. 96

ضرورة الصبر على الغيبة. 99

رسالة الامام المهدي لمن اختلف في الامامة من بعده 103

ص: 300

الكتاب _ 6. 106

خروج المهدي في الكعبة. 106

محاججة المهدي في الكعبة. 106

من يخرج مع المهدي من رموز المؤمنين. 107

رموز الارض الخارجين مع المهدي.. 108

اول كلام للمهدي عند خروجه. 109

الحديث في الامام المهدي ع. 110

هل يخرج المهدي من سرداب سامراء أم من الكعبة ؟. 111

الكتاب_ 7. 117

حول ظهور المهدي.. 117

الكوفة والمهدي وعمره عند خروجه. 117

الوقاتون في ظهور الامام المهدي ع. 118

الكتاب _ 8. 120

الادعاءات المهدوية الكاذبة من البعض... 120

الامام الباقر ع : أنا لست المهدي بل هو الغائب.. 120

ص: 301

الادعاءات المهدوية. 122

ابو سلمة الخلال أنشأ الدولة العباسية لاهل البيت لكن العباسيين اغتالوه 128

مشاريع خطيرة 134

الكتاب _ 9. 135

من ادعا أنه المهدي كذبا 135

اكاذيب العباسيين فاقت أكاذيب الامويين. 135

اثنا عشر كذاباً سيدعون المهدية قبيل. 143

ظهور الإمام 143

معاوية أول من حرَّف المهدي الى عيسى ع. 145

ادعاء معاوية بانه المهدي.. 148

بنو العباس والمهدي.. 151

كذبة بني العباس على النبي بقولهم ان المهدي منهم. 156

موسى بن طلحة ثاني من ادعى الامامة المهدوية. 162

ص: 302

النواصب يقبلون بأي شخص ليكون المهدي الا مهدي آل محمد ص... 166

الكتاب _ 10. 168

مشاريع ضد المهدي ع. 168

مخطط عائشة وطلحة والزبير لقتل المهدي في معركة الجمل. 168

ابن تيمية : المهدي سوف يولد في آخر الزمان. 170

من حيل واباطيل الوهابية. 172

التحالف الخليجي _ الاسرائيلي العاجل لمحاربة المهدي ع. 173

الشيصباني.. 176

الكتاب _ 11. 179

النفس الزكية ثلاثة. 179

1_ النفس الزكية الاول _المدينة. 179

ذو النفس الزكية الثاني _الكوفة. 181

النفس الزكية الثالث _الكعبة. 182

هلاك جيش السفياني في بيداء مكة. 185

ص: 303

الكتاب _ 12. 188

حقد الامويين الدفين على النبي وآله 188

رملة ام حبيبة السفيانية عدوة النبي ص... 188

ثقافة معاوية الموروثة عند الوهابيين. 190

معاوية بن يزيد بن معاوية 64 ه- : 192

المرجئة فرقة منحرفة. 192

الكتاب _ 13. 197

آل محمد العالين الصادقين المطهرين. 197

آل ياسين هم آل محمد ومنهم المهدي.. 197

أهل البيت نجوم الامان. 209

اعتقاد العلماء بالله تعالى وأنظمته الكونية. 216

موسى الكاظم ع زهده واستجابة دعاءه 217

الكتاب_14. 220

الابدال. 220

صفات الابدال. 220

ص: 304

الابدال يخرجون للمهدي.. 220

الابدال يكونون بالشام وهم شيعة. 221

حجر بن عدي الكندي من الابدال. 221

زيد بن صوحان من الابدال. 224

صفات الابدال. 225

000/12 من الابدال يخرجون مع المهدي ع في مكة. 225

العصائب في العراق. 228

اليهود والابدال. 231

الكتاب _15. 233

الوهابيون السعوديون أعداء الله. 233

الاحتلال السعودي لجزيرة العرب لصالح اسرائيل. 233

السعودية تسمح للناس بمهاجمة سيد الانبياء محمد ص... 234

نظرية الله حكم آل البيت ونظرية السقيفة حكم بني أمية. 235

المهدي _ النواصب.. 239

عوف السلمي الذي يخرج قبل السفياني.. 241

ص: 305

أكراد العراق ومحاربتهم للمهدي ع. 241

الكتاب _16. 243

المهدي _ اليهود. 243

كعب الاحبار بقي يهوديا كذابا 243

المهدي _ اليهود. 253

المهدي يقتل اليهود والنصارى وأهل البدع. 254

الكتاب _ 17. 256

حرب الروم مع المهدي ع. 256

الصلح مع الروم. 263

فتح المهدي عليه السلام بلاد الروم. 264

الكتاب _ 18. 271

المهدي وراياته وانصاره 271

ظهور المهدي ع. 271

بعد ظهور الرايات السود بخمس سنين يظهر المهدي ع. 274

حديث أن أمر المهدي ع يبدأ من إيران. 278

ص: 306

روايات الشيعة في الخراسانيين وأصحاب الرايات السود. 281

بعض ما جاء في فضل قم. 282

المصري واليماني الأول. 292

رواية يخرج المهدي من كرعة واليماني.. 294

من يكلا. 294

محتويات الكتاب.. 298

ص: 307

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.