حکم النبی الاعظم صلی الله علیه وآله وسلم المجلد 4

اشارة

سرشناسه:محمدی ری شهری ، محمد، ‫1325 -

عنوان و نام پدیدآور:حکم النبی الاعظم صلی الله علیه وآله وسلم/المحمدی الریشهری

مشخصات نشر: قم - موسسه علمی فرهنگی دار الحدیث، سازمان چاپ و نشر

مشخصات ظاهری: 7جلد

وضعیت فهرست نویسی:فیپا

یادداشت:عربی.

یادداشت:کتابنامه به صورت زیرنویس.

موضوع:محمد (ص)، پیامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. -- احادیث.

موضوع:احادیث شیعه -- قرن 14.

ص :1

اشارة

ص :2

حکم النبی الاعظم صلی الله علیه وآله وسلم

المحمدی الریشهری

ص :3

ص :4

فهرست اجمالی

ص :5

فهرست اجمالی

ص :6

فهرست اجمالی

ص :7

ص :8

القسم الخامس: الحِکَمُ التَّربویة

اشارة

ص:9

ص:10

الباب الأوّل: التّبلیغ

اشارة

ص:11

ص:12

الفصل الأوّل: مکانة التّبلیغ

اشارة
1/1 وُجوبُ التَّبلیغِ
الکتاب

" وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ ". 1

" وَ لْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ". 2

" یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ ". 3

" فَذَکِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَکِّرٌ ". 4

" وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ ". 5

ص:13

" قُلْ أَیُّ شَیْ ءٍ أَکْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللّهُ شَهِیدٌ بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ وَ أُوحِیَ إِلَیَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَکُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ أَ إِنَّکُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْری قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إِنَّنِی بَرِیءٌ مِمّا تُشْرِکُونَ ". 1

" قالَ رَبِّ إِنِّی دَعَوْتُ قَوْمِی لَیْلاً وَ نَهاراً ". 2

الحدیث

4912. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا وإنّی اجَدِّدُ القَولَ :ألا فَأَقیمُوا الصَّلاةَ ، وآتُوا الزَّکاةَ ، وَأمُروا بِالمَعروفِ ، وَانهَوا عَنِ المُنکَرِ.ألا وإنَّ رَأسَ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ أن تَنتَهوا إلی قَولی ، وتُبَلِّغوهُ مَن لَم یَحضُر ، وتَأمُروهُ بِقَبولِهِ ، وتَنهَوهُ عَن مُخالَفَتِهِ ؛ فَإِنَّهُ أمرٌ مِنَ اللّهِ عز و جل ومِنّی. (1)

2/1 أهَمِّیَّةُ التَّبلیغِ

4913. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لعلیّ عِندَ ما بَعَثَهُ إلی الیَمَنِ : یا عَلِیُّ ! لا تُقاتِلَنّ أحَدا حَتّی تَدعوهُ ، وَایمُ اللّهِ لَأَن یَهدِیَ اللّهُ عَلی یَدَیکَ رَجُلاً خَیرٌ لَکَ مِمّا طَلَعَت عَلَیهِ الشَّمسُ وغَربَت ، ولَکَ ولاؤُهُ یا عَلِیُّ (2).

4914. شرح نهج البلاغة: لَمّا مَلکَ أمیرُ المُؤمنینَ علیه السلام الماءَ بِصِفّینَ ، ثُمَّ سَمَحَ لأَهلِ الشّامِ

ص:14


1- (3) الاحتجاج:ج 1 ص 157 ح 32 [1] عن علقمة بن محمّد الحضرمی عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 37 ص 215 ح 86. [2]
2- (4) الکافی:ج 5 ص 28 ح 4 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق عن الإمام علیّ علیهماالسلام ،بحارالأنوار:ج 19 ص 167 ح 14. [4]

بِالمُشارَکَةِ فیهِ وَالمُساهَمَةِ رجاءَ أن یَعطفوا إلَیهِ ، واستِمالةً لِقُلوبِهِم ، وإظهارا لِلمعدلَةِ وحُسنِ السّیرَةِ فیهِم مَکَثَ أیّاما لا یُرسِلُ إلی مُعاوِیَةَ ، ولا یَأتیهِ مِن عِندِ مُعاوِیَةَ أحَدٌ ، وَاستَبطَأَ أهلُ العِراقِ إذنَهُ لَهُم فی القِتالِ ، وقالوا:یا أمیرَالمُؤمِنینَ خَلَّفنا ذَرارینا ونِساءَنا بِالکوفَةِ وجِئنا إلی أطرافِ الشّامِ لِنَتَّخِذَها وَطَنا؟! ائذَن لَنا فِی القِتالِ ، فَإِنَّ النّاسَ قد قالوا! قالَ لَهُم علیه السلام:ما قالوا؟ فَقالَ مِنهُم قائِلٌ :إنَّ النّاسَ یَظُنّونَ أنَّکَ تَکرَهُ الحَربَ کَراهِیةً لِلمَوتِ ، وإنَّ مِنَ النّاسِ مَن یَظُنُّ أنَّکَ فی شَکٍّ مِن قِتالِ أهلِ الشّامِ ! فقال علیه السلام:ومَتی کُنتُ کارِها لِلحَربِ قَطُّ ! إنَّ مِنَ العَجَبِ حُبّی لَها غُلاما ویفعا ، وکَراهیتی لَها شَیخا بَعدَ نَفادِ العُمُرِ وقُربِ الوَقتِ ! وأمّا شَکّی فِی القَومِ فَلَو شَکَکتُ فیهِم لَشَکَکتُ فی أهلِ البَصرَةِ ، وَاللّهِ لَقَد ضَرَبتُ هذَا الأَمر ظَهرا وبَطنا ، فَما وَجَدتُ یَسَعُنی إلَا القِتالُ أو أن أعصیَ اللّهَ ورَسولَهُ .

ولکنّی أستَأنی بِالقَومِ ، عَسَی أن یَهتَدوا أو تَهتَدی مِنهُم طائِفَةٌ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله قالَ لی یوم خیبر:لَأَن یَهدِیَ اللّهُ بِکَ رَجُلاً واحِدا خَیرٌ لَکَ مِمّا طَلعَتَ عَلَیهِ الشَّمسُ (1).

4915. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لِمُعاذٍ: یا مُعاذُ! لَأَن یَهدِیَ اللّهُ عَلی یَدِکَ رَجُلاً مِن أهلِ الشِّرِکِ خَیرٌ لَکَ مِن أن تَکونَ لَکَ حُمرُ النِّعَمِ (2).

4916. عنه صلی اللّه علیه و آله لرجل سأله أن یوصیه: اوصیکَ أن لا تُشرِکَ بِاللّهِ شَیئا...وَادعُ النّاسَ إلَی الإِسلامِ ، وأیقِن أنَّ لَکَ بِکُلِّ مَن أجابَکَ عِتقَ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ یَعقوبَ (3).

ص:15


1- (1) شرح نهج البلاغة:ج 4 ص 13 وراجع:المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 691 ح 6537.
2- (2) کنزالعمّال:ج 1 ص 86 ح 362.
3- (3) الزهد للحسین بن سعید:ص 81 ح 45 [1] عن زید بن علیّ عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 74 ص 134 ح 44. [2]

4917. عنه صلی اللّه علیه و آله کانَ إذا بَعَثَ بَعثا قالَ : تَأَلَّفُوا النّاسَ ، وتَأَنَّوا بِهِم ، ولا تُغیروا عَلَیهِم حَتّی تَدعوهُم ؛ فَما عَلَی الأَرضِ مِن أهلِ بَیتِ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلّا وإن تَأتونی بِهِم [مُسلِمینَ ]أحَبُّ إلَیَّ مِن أن تَقتُلوا رِجالَهُم وتَأتونی بِنِسائِهِم. (1)

3/1 نُصرَةُ الدِّین باللِّسان
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ یَنْصُرْکُمْ وَ یُثَبِّتْ أَقْدامَکُمْ ". 2

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا أَنْصارَ اللّهِ کَما قالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِلْحَوارِیِّینَ مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ وَ کَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَیَّدْنَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلی عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِینَ ". 3

الحدیث

4918. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن نَبِیٍّ بَعَثَهُ اللّهُ فی امَّةٍ قَبلی إلّا کانَ لَهُ مِن امَّتِهِ حَوارِیّونَ وأصحابٌ ، یَأخُذونَ بِسُنَّتِهِ ، ویَقتَدونَ بِأَمرِهِ .ثُمَّ إنَّها تَخلُفُ مِن بَعدِهِم خُلوفٌ ؛ یَقولونَ ما لا یَفعَلونَ ، ویَفعَلونَ ما لا یُؤمَرونَ .فَمَن جاهَدَهُم بِیَدِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ ، ومَن جاهَدَهُم بِلِسانِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ ، ومَن جاهَدَهُم بِقَلبِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ ؛ لَیسَ وَراءَ ذلِکَ مِنَ الإِیمانِ حَبَّةُ خَردَلٍ . (2)

ص:16


1- (1) المطالب العالیة:ج 2 ص 166 ح 1962 عن عبد الرحمن بن عائذ.
2- (4) صحیح مسلم:ج 1 ص 70 ح 80 عن عبد اللّه بن مسعود.

الفصل الثّانی: مکانة المبلّغ

1/2 فَضْلُ المُبَلِّغِ
الکتاب

" وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَی اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ ". 1

الحدیث

4919. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: نَضَّرَ اللّهُ عَبدا سَمِعَ مَقالَتی فَوَعاها وحَفِظَها ، وبَلَّغَها مَن لَم یَسمَعها. (1)

4920. عنه صلی اللّه علیه و آله: نَضَّرَ اللّهُ امرَأً سَمِعَ مِنّا شَیئا فَبَلَّغَهُ کَما سَمِعَ ؛ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أوعی مِن سامِعٍ . (2)

4921. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أمَرَ بِالمَعروفِ ونَهی عَنِ المُنکَرِ فَهُوَ خَلیفَةُ اللّهِ فی أرضِهِ ، وخَلیفَةُ رَسول اللّهِ ، وخَلیفَةُ کِتابِهِ . (3)

ص:17


1- (2) الکافی:ج 1 ص 403 ح 1 [1] عن عبد اللّه بن أبی یعفور ،بحار الأنوار:ج 2 ص 148 ح 22 ؛ [2] سنن ابن ماجة:ج 1 ص 86 ح 236 عن أنس بن مالک.
2- (3) سنن الترمذی:ج 5 ص 34 ح 2657 عن عبد اللّه بن مسعود ؛ کنز الفوائد:ج 2 ص 31 [3] وفیه "فأدّاه" بدل "فبلّغه" ،بحار الأنوار:ج 2 ص 160 ح 11. [4]
3- (4) مجمع البیان:ج 2 ص 807 عن الحسن ؛ الفردوس:ج 3 ص 586 ح 5834 عن ثوبان.

4922. عنه صلی اللّه علیه و آله: خِیارُ امَّتی مَن دَعا إلَی اللّهِ تَعالی ، وحَبَّبَ عِبادَهُ إلَیهِ . (1)

4923. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا خَیرَ فِی العَیشِ إلّا لِمُستَمِعٍ واعٍ ، أو عالِمٍ ناطِقٍ . (2)

2/2 مَسؤولِیَّةُ المُبَلِّغِ
الکتاب

" فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِینَ ". 3

" ما عَلَی الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَ اللّهُ یَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما تَکْتُمُونَ ". 4

"فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناکَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً إِنْ عَلَیْکَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَ إِنّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ کَفُورٌ". 5

الحدیث

4924. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یا مَعاشِرَ قُرّاءِ القُرآنِ ، اتَّقُوا اللّهَ عز و جل فی ما حَمَّلَکُم مِن کِتابِهِ ؛ فَإِنّی مَسؤولٌ وإنَّکُم مَسؤولونَ ؛ إنّی مَسؤولٌ عَن تَبلیغِ الرِّسالَةِ ، وأمّا أنتُم فَتُسأَلونَ عَمّا حُمِّلتُم مِن کِتابِ اللّهِ وسُنَّتی. (3)

4925. سنن الترمذی عن أنس بن مالک عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن داعٍ دَعا إلی شَیءٍ إلّا کانَ مَوقوفا یَومَ القِیامَةِ ، لازِما بِهِ لا یُفارِقُهُ ، وإن دَعا رَجُلٌ رَجُلاً.ثُمَّ قَرَأَ قَولَ اللّهِ :

ص:18


1- (1) کنز العمّال:ج 10 ص 152 ح 28779 نقلاً عن ابن النجّار عن أبی هریرة.
2- (2) النوادر للراوندی:ص 132 ح 166 [1] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 1 ص 154 ح 30 ؛ [2] کنز العمّال:ج 2 ص 288 ح 4027 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی اللّه علیه و آله.
3- (6) الکافی:ج 2 ص 606 ح 9 [3] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 7 ص 283 ح 8. [4]

"وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ * ما لَکُمْ لا تَناصَرُونَ " (1). (2)

4926. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّما أنَا مُبَلِّغٌ ، وَاللّهُ یَهدی. (3)

4927. عنه صلی اللّه علیه و آله: بُعِثتُ داعِیا ومُبَلِّغا ، ولَیسَ إلَیَّ مِنَ الهُدی شَیءٌ.وخُلِقَ إبلیسُ مُزَیِّنا ، ولَیسَ إلَیهِ مِنَ الضَّلالَةِ شَیءٌ. (4)

4928. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی یَسأَلُ العَبدَ عَن فَضلِ عِلمِهِ کَما یَسأَلُهُ عَن فَضلِ مالِهِ . (5)

4929. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما أخَذَ اللّهُ المیثاقَ عَلَی الخَلقِ أن یَتَعَلَّموا حَتّی أخَذَ عَلَی العُلَماءِ أن یُعَلِّموا. (6)

4930. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَنبَغی لِلعالِمِ أن یَسکُتَ عَلی عِلمِهِ ، ولا یَنبَغی لِلجاهِلِ أن یَسکُتَ عَلی جَهلِهِ ؛ قالَ اللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ : "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ " (7). (8)

3/2 حُقوقُ المُبَلِّغِ

4931. سنن أبی داوود عن تمیم الداریّ : یا رَسول اللّهِ ، مَا السُّنَّةُ فِی الرَّجُلِ یُسلِمُ عَلی یَدَیِ الرَّجُلِ مِنَ المُسلِمینَ ؟ قالَ :هُوَ أولَی النّاسِ بِمَحیاهُ ومَماتِهِ . (9)

ص:19


1- (1) الصافّات:24 و 25. [1]
2- (2) سنن الترمذی:ج 5 ص 364 ح 3228.
3- (3) مسند ابن حنبل:ج 6 ص 33 ح 16934 [2] عن معاویة بن أبی سفیان.
4- (4) معجم السفر:ص 320 ح 1079 عن عمر بن الخطّاب.
5- (5) الجامع الصغیر:ج 1 ص 291 ح 1911 نقلاً عن الطبرانی فی المعجم الأوسط عن ابن عمر.
6- (6) أعلام الدین:ص 80 [3] وراجع:الفردوس:ج 4 ص 84 ح 6262.
7- (7) النحل:43. [4]
8- (8) المعجم الأوسط :ج 5 ص 298 ح 5365 عن جابر.
9- (9) سنن أبی داوود:ج 3 ص 127 ح 2918.

4932. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَعَلَّمتَ مِنهُ حَرفا صِرتَ لَهُ عَبدا. (1)

4933. منیة المرید: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:مَن عَلَّمَ أحَدا مَسأَ لَةً مَلَکَ رِقَّهُ .قیلَ :أیَبیعُهُ ویَشتَریهِ ؟ قالَ :لا ،بَل یَأمُرُهُ ویَنهاهُ . (2)

4934. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المُعَلِّمونَ خَیرُ النّاسِ ؛ کُلَّما (3)اخلِقَ الذِّکرُ جَدَّدوهُ .أعطوهُم ، ولا تَستَأجِروهُم فَتُحرِجوهُم ؛ فَإِنَّ المُعَلِّمَ إذا قالَ لِلصَّبِیِ :قُل:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ ، فَقالَ ، کَتَبَ اللّهُ بَراءَةً لِلصَّبِیِّ ، وبَراءَةً لِلمُعَلِّمِ ، وبَراءَةً لِأَبَوَیهِ مِنَ النّارِ. (4)

4/2 ثَوابُ المُبَلِّغِ

4935. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: حَبِّبُوا اللّهَ إلی عِبادِهِ یُحِبَّکُمُ اللّهُ . (5)

4936. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أسلَمَ عَلی یَدَیهِ رَجُلٌ وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ . (6)

4937. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أدّی إلی امَّتی حَدیثا یُقیمُ بِهِ سُنَّةً أو یَثلِمُ بِهِ بِدعَةً ، فَلَهُ الجَنَّةُ . (7)

4938. مشکاة الأنوار: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:ألا احَدِّثُکُم عَن أقوامٍ لَیسوا بِأَنبِیاءَ ولا شُهَداءَ ، یَغبِطُهُم یَومَ القِیامَةِ الأَنبِیاءُ وَالشُّهَداءُ بِمَنازِلِهِم مِنَ اللّهِ ، عَلی مَنابِرَ مِن نورٍ ؟ قیلَ :مَن هُم یا رَسول اللّهِ ؟ قالَ :هُمُ الذَّینَ یُحَبِّبونَ عِبادَ اللّهِ إلَی اللّهِ ، ویُحَبِّبونَ اللّهَ إلی عِبادِهِ .

ص:20


1- (1) عوالی اللآلی:ج 1 ص 292 ح 163 ، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 165 ح 2. [2]
2- (2) منیة المرید:ص 243 ، [3]بحار الأنوار:ج 108 ص 16. [4]
3- (3) فی الطبعة المعتمدة:"کما" ، والصحیح ما أثبتناه.
4- (4) الفردوس:ج 4 ص 193 ح 6597 عن ابن عبّاس.
5- (5) المعجم الکبیر:ج 8 ص 91 ح 7461 عن أبی امامة.
6- (6) المعجم الکبیر:ج 17 ص 285 ح 786 عن عقبة بن عامر.
7- (7) حلیة الأولیاء:ج 10 ص 44 ح 468 عن ابن عبّاس ؛ منیة المرید:ص 371 ، [5]بحار الأنوار:ج 2 ص 152 ح 43. [6]

قُلنا:هذا حَبَّبُوا اللّهَ إلی عِبادِهِ ، فَکَیفَ یُحَبِّبونَ عِبادَ اللّهِ إلَی اللّهِ ؟ قالَ :یَأمُرونَهُم بِما یُحِبُّ اللّهُ ، ویَنهَونَهُم عَمّا یَکرَهُ اللّهُ ، فَإِذا أطاعوهُم أحَبَّهُمُ اللّهُ . (1)

4939. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یَجیءُ الرَّجُلُ یَومَ القِیامَةِ ولَهُ مِنَ الحَسَناتِ کَالسَّحابِ الرُّکامِ أو کَالجِبالِ الرَّواسی ، فَیَقولُ :یا رَبِّ ، أنّی لی هذا ولَم أعمَلها ؟ ! فَیَقولُ :هذا عِلمُکَ الَّذی عَلَّمتَهُ النّاسَ یُعمَلُ بِهِ مِن بَعدِکَ . (2)

4940. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن عَلَّمَ عِلما فَلَهُ أجرُ مَن عَمِلَ بِهِ ، لا یَنقُصُ مِن أجرِ العامِلِ . (3)

4941. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن داعٍ یَدعو إلی هُدیً إلّا کانَ لَهُ مِثلُ أجرِ مَنِ اتَّبَعَهُ ، لا یَنقُصُ ذلِکَ مِن اجورِهِم شَیئا. (4)

4942. عنه صلی اللّه علیه و آله: أیُّما داعٍ دَعا إلَی الهُدی فَاتُّبِعَ فَلَهُ مِثلُ اجورِهِم ، مِن غَیرِ أن یَنقُصَ مِن اجورِهِم شَیءٌ. (5)

4943. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الرَّجُلَ لَیَتَکَلَّمُ بِالکَلِمَةِ مِن رِضوانِ اللّهِ عز و جل ما یَظُنُّ أن تَبلُغَ ما بَلَغَت ، یَکتُبُ اللّهُ عز و جللَهُ بِها رِضوانَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ .وإنَّ الرَّجُلَ لَیَتَکَلَّمُ بِالکَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللّهِ عز و جل ما یَظُنُّ أن تَبلُغَ ما بَلَغَت ، یَکتُبُ اللّهُ عز و جل بِها عَلَیهِ سَخَطَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ . (6)

ص:21


1- (1) مشکاة الأنوار:ص 240 ح 692 ، [1]بحار الأنوار:ج 2 ص 24 ح 73 ؛ [2]شعب الإیمان:ج 1 ص 367 ح 409 [3] عن أنس بن مالک نحوه.
2- (2) بصائر الدرجات:ص 5 ح 16 [4] عن محمّد بن الحمّاد الحارثی عن أبیه عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 2 ص 18 ح 44. [5]
3- (3) سنن ابن ماجة:ج 1 ص 88 ح 240 عن معاذ بن أنس عن أبیه ؛ إرشاد القلوب:ص 14 [6] وفیه "إلی یوم القیامة" بدل "لا ینقص من أجر العامل".
4- (4) الموطّأ:ج 1 ص 218 ح 41 [7] عن أبی هریرة.
5- (5) تفسیر التبیان:ج 6 ص 372 ؛ [8] سنن ابن ماجة:ج 1 ص 75 ح 205 عن أنس بن مالک نحوه.
6- (6) مسند ابن حنبل:ج 5 ص 375 ح 15852 [9] عن بلال بن الحارث المزنی وراجع:الأمالی للطوسی:ص 536 ح 1162. [10]

4944. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن دَعا عَبدا مِن شِرکٍ إلَی الإِسلامِ ، کانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ کَعِتقِ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ إسماعیلَ . (1)

4945. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وَصِیَّتِهِ إلی رَجُلٍ مِن أهلِهِ : أبلِغ مَن لَقیتَ مِنَ المُسلِمینَ عَنِّی السَّلامَ ، وَادعُ النّاسَ إلَی الإِسلامِ ، وأیقِن أنَّ لَکَ بِکُلِّ مَن أجابَکَ عِتقَ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ یَعقوبَ . (2)

4946. عنه صلی اللّه علیه و آله: الآمِرُ بِالمَعروفِ کَفاعِلِهِ . (3)

4947. عنه صلی اللّه علیه و آله: الدّالُّ عَلَی الخَیرِ کَفاعِلِهِ . (4)

4948. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أمَرَ بِمَعروفٍ ، أو نَهی عَن مُنکَرٍ ، أو دَلَّ عَلی خَیرٍ ، أو أشارَ بِهِ ، فَهُوَ شَریکٌ .ومَن أمَرَ بِسوءٍ ، أو دَلَّ عَلَیهِ ، أو أشارَ بِهِ ، فَهُوَ شَریکٌ . (5)

4949. عنه صلی اللّه علیه و آله: أشَدُّ مِن یُتمِ الیَتیمِ الَّذِی انقَطَعَ عَن امِّهِ وأبیهِ یُتمُ یَتیمٍ انقَطَعَ عَن إمامِهِ ، ولا یَقدِرُ عَلَی الوُصولِ إلَیهِ ، ولا یَدری کَیفَ حُکمُهُ فی ما یُبتَلی بِهِ مِن شَرائِعِ دینِهِ .ألا فَمَن کانَ مِن شیعَتِنا عالِما بِعُلومِنا ، وهذَا الجاهِلُ بِشَریعَتِنا المُنقَطِعُ عَن مُشاهَدَتِنا یَتیمٌ فی حِجرِهِ ؛ ألا فَمَن هَداهُ وأرشَدَهُ وعَلَّمَهُ شَریعَتَنا کانَ مَعَنا فِی الرَّفیقِ الأَعلی. (6)

ص:22


1- (1) مسند زید:ص 390.
2- (2) الزهد للحسین بن سعید:ص 81 ح 45 [1] عن زید بن علیّ عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 134 ح 44. [2]
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 73 ح 5552 نقلاً عن یعقوب بن سفیان فی مشیخته والفردوس عن عبد اللّه بن جراد.
4- (4) الکافی:ج 4 ص 27 ح 4 [3] عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 16 ح 28؛ [4]مسند ابن حنبل:ج 8 ص 319 ح 22423 [5] عن شاذان.
5- (5) الخصال:ص 138 ح 156 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 100 ص 76 ح 24. [6]
6- (6) الاحتجاج:ج 1 ص 9 ح 2 [7] عن یوسف بن محمّد بن زیاد وعلیّ بن محمّد بن سیّار عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 2 ص 2 ح 1. [8]
5/2 المُبَلِّغُ المِثالِیُّ
الکتاب

" لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلی قَوْمِهِ فَقالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ إِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ * قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنّا لَنَراکَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ * قالَ یا قَوْمِ لَیْسَ بِی ضَلالَةٌ وَ لکِنِّی رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ * أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنْصَحُ لَکُمْ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ ". 1

" وَ إِلی عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ * قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنّا لَنَراکَ فِی سَفاهَةٍ وَ إِنّا لَنَظُنُّکَ مِنَ الْکاذِبِینَ * قالَ یا قَوْمِ لَیْسَ بِی سَفاهَةٌ وَ لکِنِّی رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ * أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنَا لَکُمْ ناصِحٌ أَمِینٌ ". 2

" وَ إِلی ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ قَدْ جاءَتْکُمْ بَیِّنَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ هذِهِ ناقَةُ اللّهِ لَکُمْ آیَةً فَذَرُوها تَأْکُلْ فِی أَرْضِ اللّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَیَأْخُذَکُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ * وَ اذْکُرُوا إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَ بَوَّأَکُمْ فِی الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَ تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُیُوتاً فَاذْکُرُوا آلاءَ اللّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ * قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قالَ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا إِنّا بِالَّذِی آمَنْتُمْ بِهِ کافِرُونَ * فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَ قالُوا یا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ کُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِی دارِهِمْ جاثِمِینَ * فَتَوَلّی عَنْهُمْ وَ قالَ یا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُکُمْ رِسالَةَ رَبِّی وَ نَصَحْتُ لَکُمْ وَ لکِنْ لا تُحِبُّونَ النّاصِحِینَ ". 3

ص:23

" وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْیَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنا إِلَیْهِمُ اثْنَیْنِ فَکَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَیْکُمْ مُرْسَلُونَ * قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَ ما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَیْ ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَکْذِبُونَ * قالُوا رَبُّنا یَعْلَمُ إِنّا إِلَیْکُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَ ما عَلَیْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِینُ * قالُوا إِنّا تَطَیَّرْنا بِکُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّکُمْ وَ لَیَمَسَّنَّکُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِیمٌ * قالُوا طائِرُکُمْ مَعَکُمْ أَ إِنْ ذُکِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِینَةِ رَجُلٌ یَسْعی قالَ یا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ * اِتَّبِعُوا مَنْ لا یَسْئَلُکُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ * وَ ما لِیَ لا أَعْبُدُ الَّذِی فَطَرَنِی وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ * أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ یُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّی شَفاعَتُهُمْ شَیْئاً وَ لا یُنْقِذُونِ * إِنِّی إِذاً لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ * إِنِّی آمَنْتُ بِرَبِّکُمْ فَاسْمَعُونِ * قِیلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ یا لَیْتَ قَوْمِی یَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لِی رَبِّی وَ جَعَلَنِی مِنَ الْمُکْرَمِینَ ". 1

" وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللّهُ وَ قَدْ جاءَکُمْ بِالْبَیِّناتِ مِنْ رَبِّکُمْ وَ إِنْ یَکُ کاذِباً فَعَلَیْهِ کَذِبُهُ وَ إِنْ یَکُ صادِقاً یُصِبْکُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُکُمْ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ کَذّابٌ * یا قَوْمِ لَکُمُ الْمُلْکُ الْیَوْمَ ظاهِرِینَ فِی الْأَرْضِ فَمَنْ یَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِیکُمْ إِلاّ ما أَری وَ ما أَهْدِیکُمْ إِلاّ سَبِیلَ الرَّشادِ * وَ قالَ الَّذِی آمَنَ یا قَوْمِ إِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ مِثْلَ یَوْمِ الْأَحْزابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِینَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَ مَا اللّهُ یُرِیدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ * وَ یا قَوْمِ إِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ یَوْمَ التَّنادِ * یَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِینَ ما لَکُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ * وَ لَقَدْ جاءَکُمْ یُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَیِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِی شَکٍّ مِمّا جاءَکُمْ بِهِ حَتّی إِذا هَلَکَ قُلْتُمْ لَنْ یَبْعَثَ اللّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً کَذلِکَ یُضِلُّ اللّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ ". 2

الحدیث

4950. الخصال عن عبد اللّه بن عمر: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله...یَا أَیُّها النَّاسُ أَیُّ یَومٍ هَذَا؟ قَالُوا:یَومٌ

ص:24

حَرامٌ .ثُمَّ قَالَ :یَا أیُّهَا النَّاسُ فَأَیُّ شَهرٍ هَذَا؟ قَالُوا شَهرٌ حَرامٌ قَالَ :أَیُّهَا النَّاسُ أَیُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا:بَلَدٌ حَرامٌ قَالَ :فإنَّ اللّهَ عز و جل حَرَّمَ عَلَیکُم دِماءَکُم وأموالَکُم وأعراضَکُم ، کَحُرمَةِ یَومِکُم هذا فی شَهرِکُم هذا فی بَلَدِکُم هذا ، إلی یَومِ تَلقَونَهُ .ألا فَلیُبَلِّغ شاهِدُکُم غائِبَکُم ؛ لا نَبِیَّ بَعدی ، ولا امَّةَ بَعدَکُم.ثُمَّ رَفَعَ یَدَیهِ حَتّی إنَّهُ لَیُری بَیاضُ إبطَیهِ ، ثُمَّ قالَ :اللّهُمَّ اشهَد أنّی قَد بَلَّغتُ . (1)

4951. بحار الأنوار عن زید بن أرقم: خَرَجنا مَعَ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله حُجّاجا ، حَتّی إذا کُنّا بِالجُحفَةِ بِغَدیرِ خُمٍّ صَلَّی الظُّهرَ ، ثُمَّ قامَ خَطیبا فینا ، فَقالَ :أیُّهَا النّاسُ ، هَل تَسمَعونَ ؟ إنّی رَسولُ اللّهِ إلَیکُم ؛ إنّی اوشِکُ أن ادعی ، وإنّی مَسؤولٌ ، وإنَّکُم مَسؤولونَ .إنّی مَسؤولٌ ؛ هَل بَلَّغتُکُم ؟ وأنتُم مَسؤولونَ ؛ هَل بُلِّغتُم ؟ فَماذا أنتُم قائِلونَ ؟ قالَ :قُلنا:یا رَسول اللّهِ ،بَلَّغتَ وجَهَدتَ .قالَ :اللّهُمَّ اشهَد ، وأنَا مِنَ الشّاهِدینَ . (2)

4952. مسند ابن حنبل عن سمرة بن جندب:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ ، انشِدُکُم بِاللّهِ إن کُنتُم تَعلَمونَ أنّی قَصَّرتُ عَن شَیءٍ مِن تَبلیغِ رِسالاتِ رَبّی عز و جل لَمّا أخبَرتُمونی ذاکَ ؛ فَبَلَّغتُ رِسالاتِ رَبّی کَما یَنبَغی لَها أن تُبَلَّغَ ، وإن کُنتُم تَعلَمونَ أنّی بَلَّغتُ رِسالاتِ رَبّی لَمّا أخبَرتُمونی ذاکَ .قالَ :فَقامَ رِجالٌ فَقالوا:نَشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّکَ ، ونَصَحتَ لاُِمَّتِکَ ، وقَضَیتَ الَّذی عَلَیکَ . (3)

4953. المستدرک علی الصحیحین عن أنس: إنَّ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله کانَ آخِرُ ما تَکَلَّمَ بِهِ :"جَلالَ رَبِّی الرَّفیعَ فَقَد بَلَّغتُ " ، ثُمَّ قَضی صلی اللّه علیه و آله. (4)

ص:25


1- (1) الخصال:ص 487 ح 63 ،بحار الأنوار:ج 21 ص 381 ح 8 [1] وراجع:مسند ابن حنبل:ج 7 ص 376 ح 20720. [2]
2- (2) بحار الأنوار:ج 37 ص 191 ح 74 [3] نقلاً عن کتاب منقبة المطهّرین.
3- (3) مسند ابن حنبل:ج 7 ص 265 ح 20198. [4]
4- (4) المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 59 ح 4387.

ص:26

الفصل الثّالث: رسالة المبلّغ

1/3 الدَّعوَةُ إلی مَصالِحِ الدّینِ وَالدُّنیا
الکتاب

" مَنْ کانَ یُرِیدُ ثَوابَ الدُّنْیا فَعِنْدَ اللّهِ ثَوابُ الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ کانَ اللّهُ سَمِیعاً بَصِیراً ". 1

الحدیث

4954. الإرشاد: إنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله جَمَعَ خاصَّةَ أهلِهِ وعَشیرَتِهِ فِی ابتِداءِ الدَّعوَةِ إلَی الإِسلامِ فَعَرَضَ عَلَیهِمُ الإِیمانَ ...ثُمَّ قالَ ...:یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ ، إنَّ اللّهَ بَعَثَنی إلَی الخَلقِ کافَّةً ، وبَعَثَنی إلَیکُم خاصَّةً ، فَقالَ عز و جل: "وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ " ، وأنَا أدعوکُم إلی کَلِمَتَینِ خَفیفَتَینِ عَلَی اللِّسانِ ، ثَقیلَتَینِ فِی المیزانِ ، تَملِکونَ بِهِمَا العَرَبَ وَالعَجَمَ ، وتَنقادُ لَکُم بِهِمَا الاُمَمُ ، وتَدخُلونَ بِهِمَا الجَنَّةَ ، وتَنجونَ بِهِما مِنَ النّارِ:شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأ نّی رَسولُ اللّهِ . (1)

ص:27


1- (2) الإرشاد:ج 1 ص 49. [1]
2/3 الدَّعوَةُ إلَی الإِیمانِ بِالمَعادِ
الکتاب

" أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ ". 1

الحدیث

4955. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ ، إنَّ الرّائِدَ لا یَکذِبُ أهلَهُ ، وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ لَتَموتُنَّ کَما تَنامونَ ، ولَتُبعَثُنَّ کَما تَستَیقِظونَ ، وما بَعدَ المَوتِ دارٌ إلّا جَنَّةٌ أو نارٌ ، وخَلقُ جَمیعِ الخَلقِ وبَعثُهُم عَلَی اللّهِ عز و جلکَخَلقِ نَفسٍ واحِدَةٍ وبَعثِها ؛ قالَ اللّهُ تَعالی:"و ما خَلْقُکُمْ وَ لا بَعْثُکُمْ إِلاّ کَنَفْسٍ واحِدَةٍ " . (1)

4956. الإمام زین العابدین علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إذا خَطَبَ حَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ ، ثُمَّ قالَ :"أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ أصدَقَ الحَدیثِ کِتابُ اللّهِ ، وأفضَلَ الهُدی هُدی مُحَمَّدٍ ، وشَرَّ الاُمورِ مُحدَثاتُها ، وکُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ " ، ویَرفَعُ صَوتَهُ ، وتَحمارُّ وَجنَتاهُ ، ویُذَکِّرُ السّاعَةَ وقِیامَها ، حَتّی کَأَنَّهُ مُنذِرُ جَیشٍ ؛ یَقولُ :"صَبَّحَتکُمُ السّاعَةُ ، مَسَّتکُمُ السّاعَةُ " ، ثُمَّ یَقولُ :"بُعِثتُ أنَا وَالسّاعَةُ کَهاتَینِ ویَجمَعُ بَینَ سَبّابَتَیهِ مَن تَرَکَ مالاً فَلِأَهلِهِ ، ومَن تَرَکَ دَینا فَعَلَیَّ وإلَیَّ ". (2)

ص:28


1- (2) الاعتقادات:ص 64 ح 19 ، [1]بحار الأنوار:ج 7 ص 47 ح 31. [2]
2- (3) الأمالی للمفید:ص 211 ح 1 عن غیاث بن إبراهیم عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحار الأنوار:ج 16 ص 256 ح 36 ؛ [3] صحیح مسلم:ج 2 ص 592 ح 43 عن عبدالوهاب بن المجید عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلامعن جابر نحوه.
3/3 الدَّعوَةُ إلَی الاُلفَةِ وَاجتِنابِ الفُرقَةِ
الکتاب

" إِنَّ هذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّکُمْ فَاعْبُدُونِ ". 1

" وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْکُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ کُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْها کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ آیاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ ". 2

الحدیث

4957. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَا اختَلَفَت امَّةٌ بَعدَ نَبِیِّها إلّا ظَهَرَ أهلُ باطِلِها عَلی أهلِ حَقِّها. (1)

4/3 الدَّعوَةُ إلَی الحُرِّیَّةِ الهادِفَةِ
الکتاب

" قُلْ یا أَهْلَ الْکِتابِ تَعالَوْا إِلی کَلِمَةٍ سَواءٍ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَ لا نُشْرِکَ بِهِ شَیْئاً وَ لا یَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ ". 4

"اَلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِیَّ الْأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ وَ یَضَعُ

ص:29


1- (3) المعجم الأوسط :ج 7 ص 370 ح 7754 عن ابن عمر ؛ کتاب سلیم بن قیس:ج 2 ص 570 ح 2 عن الإمام علی علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 32 ص 270 ح 534. [1]

عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی کانَتْ عَلَیْهِمْ فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ". 1

الحدیث

4958. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله مِن کِتابِهِ إلی أهالی نَجرانَ : بِسمِ إلهِ إبراهیمَ وإسحاقَ ویَعقوبَ .مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ إلی اسقُفِّ نَجرانَ وأهلِ نَجرانَ ، إن أسلَمتُم فَإِنّی أحمَدُ إلَیکُمُ اللّهَ إلهَ إبراهیمَ وإسحاقَ ویَعقوبَ .أمّا بَعدُ ، فَإِنّی أدعوکُم إلی عِبادَةِ اللّهِ مِن عِبادَةِ العِبادِ ، وأدعوکُم إلی وَلایَةِ اللّهِ مِن وَلایَةِ العِبادِ. (1)

5/3 الدَّعوَةُ إلَی التَّقوی
الکتاب

" إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ ". 3

" کَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَ لا تَتَّقُونَ ". 4

"إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ * فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ ". 5

" کَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ ". 6

ص:30


1- (2) دلائل النبوّة:ج 5 ص 385 [1] عن سلمة بن عبد یشوع عن أبیه عن جده ؛ تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 81 [2] وفیه "وکتب إلی نجران:بسم اللّه ، من محمّد رسول اللّه إلی أسقفة نجران:بسم اللّه" بدل " بسم إله إبراهیم...إن أسلمتم" ،بحار الأنوار:ج 21 ص 285. [3]

" کَذَّبَ أَصْحابُ الْأَیْکَةِ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَیْبٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ * فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ ". 1

الحدیث

4959. المراسیل عن هشام عن أبیه: أکثَرُ ما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إذا قَعَدَ عَلَی المِنبَرِ یَقولُ : "اِتَّقُوا اللّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِیداً" (1). (2)

6/3 الدَّعوَةُ إلی مَکارِمِ الأَخلاقِ

4960. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: بُعِثتُ بِمَکارِمِ الأَخلاقِ ومَحاسِنِها. (3)

4961. عنه صلی اللّه علیه و آله: بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ مَکارِمَ الأَخلاقِ . (4)

4962. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّما بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ حُسنَ الأَخلاقِ . (5)

4963. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّما بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ صالِحَ الأَخلاقِ . (6)

4964. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی بَعَثَنی بِتَمامِ مَکارِمِ الأَخلاقِ ، وکَمالِ مَحاسِنِ الأَفعالِ . (7)

ص:31


1- (2) الأحزاب:70. [1]
2- (3) المراسیل:ص 93 ح 9.
3- (4) الأمالی للطوسی:ص 596 ح 1234 [2] عن إسحاق بن جعفر عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 16 ص 287 ح 142. [3]
4- (5) مسند الشهاب:ج 2 ص 192 ح 1165 عن أبی هریرة ؛ مکارم الأخلاق:ج 1 ص 36 ، [4]بحار الأنوار:ج 16 ص 210.
5- (6) الطبقات الکبری:ج 1 ص 193 [5] عن مالک.
6- (7) مسند ابن حنبل:ج 3 ص 323 ح 8961 [6] عن أبی هریرة.
7- (8) المعجم الأوسط :ج 7 ص 74 ح 6895 عن جابر.

4965. عنه صلی اللّه علیه و آله لِمُعاذٍ لَمّا بَعَثَهُ إلَی الیَمَنِ : یا مُعاذُ ، عَلِّمهُم کِتابَ اللّهِ ، وأحسِن أدَبَهُم عَلَی الأَخلاقِ الصّالِحَةِ . (1)

4966. مسند ابن حنبل عن أنس: ما خَطَبَنا نَبِیُّ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إلّا قالَ :لا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ ، ولا دینَ لِمَن لا عَهدَ لَهُ . (2)

4967. الإمام زین العابدین علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یَقولُ فی آخِرِ خُطبَتِهِ :طوبی لِمَن طابَ خُلقُهُ ، وطَهُرَت سَجِیَّتُهُ ، وصَلُحَت سَریرَتُهُ ، وحَسُنَت عَلانِیَتُهُ ، وأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ ، وأمسَکَ الفَضلَ مِن قَولِهِ ، وأنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ . (3)

7/3 الدَّعوَةُ إلی مَحاسِنِ الأَعمالِ
الکتاب

" مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ ". 4

الحدیث

4968. سنن الدّارمیّ عن عمران بن حصین: ما خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إلّا أمَرَنا فیها بِالصَّدَقَةِ ، ونَهانا عَنِ المُثلَةِ . (4)

ص:32


1- (1) تحف العقول:ص 25 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 126 ح 33. [1]
2- (2) مسند ابن حنبل:ج 4 ص 271 ح 12386. [2]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 144 ح 1 [3] عن أبی حمزة الثمالی ،بحار الأنوار:ج 75 ص 30 ح 22. [4]
4- (5) سنن الدارمی:ج 1 ص 418 ح 1611 ؛ [5]الأمالی للطوسی:ص 359 ح 747 [6] نحوه ،بحارالأنوار:ج 104 ص 216 ح 4. [7]
8/3 الدَّعوَةُ إلی عِبادَةِ اللّهِ
الکتاب

" وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ ". 1

" یا أَیُّهَا النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ ". 2

الحدیث

4969. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ النّاسِ مَن عَشِقَ العِبادَةَ فَعانَقَها ، وأحَبَّها بِقَلبِهِ ، وباشَرَها بِجَسَدِهِ ، وتَفَرَّغَ لَها ، فَهُو لا یُبالی عَلی ما أصبَحَ مِنَ الدُّنیا ؛ عَلی عُسرٍ أم عَلی یُسرٍ. (1)

9/3 الدَّعوَةُ إلی مَحَبَّةِ اللّهِ
الکتاب

"وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللّهِ أَنْداداً یُحِبُّونَهُمْ کَحُبِّ اللّهِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّهِ وَ لَوْ یَرَی الَّذِینَ ظَلَمُوا إِذْ یَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِیعاً وَ أَنَّ اللّهَ شَدِیدُ الْعَذابِ ". 4

" قُلْ إِنْ کانَ آباؤُکُمْ وَ أَبْناؤُکُمْ وَ إِخْوانُکُمْ وَ أَزْواجُکُمْ وَ عَشِیرَتُکُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ کَسادَها وَ مَساکِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَیْکُمْ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِی سَبِیلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتّی یَأْتِیَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ ". 5

ص:33


1- (3) الکافی:ج 2 ص 83 ح 3 [1] عن عمرو بن جمیع عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 70 ص 253 ح 10. [2]
الحدیث

4970. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أوحَی اللّهُ إلی نَجِیِّهِ موسَی بنِ عِمرانَ علیه السلام:یا موسی ، أحبِبنی ، وحَبِّبنی إلی خَلقی.قالَ :یا رَبَّ ، إنّی احِبُّکَ ، فَکَیفَ احَبِّبُکَ إلی خَلقِکَ ؟ قالَ :اُذکُر لَهُم نَعمائی عَلَیهِم وبَلائی عِندَهُم ؛ فَإِنَّهُم لا یَذکُرونَ ؛ إذ لا یَعرِفونَ مِنّی إلّا کُلَّ خَیرٍ. (1)

4971. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ داوودَ علیه السلام قالَ فی ما یُخاطِبُ رَبَّهُ عز و جل:یا رَبِّ ، أیُّ عِبادِکَ أحَبُّ إلَیکَ ، احِبُّهُ بِحُبِّکَ ؟ قالَ :یا داوودُ ، أحَبُّ عِبادی إلَیَّ :نَقِیُّ القَلبِ ، نَقِیُّ الکَفَّینِ ، لا یَأتی إلی أحَدٍ سوءا ، ولا یَمشی بِالنَّمیمَةِ ، تَزولُ الجِبالُ ولا یَزولُ ، وأحَبَّنی ، وأحَبَّ مَن یُحِبُّنی ، وحَبَّبَنی إلی عِبادی.

قالَ :یا رَبِّ ، إنَّکَ لَتَعلَمُ أنّی احِبُّکَ ، واُحِبُّ مَن یُحِبُّکَ ، فَکَیفَ احَبِّبُکَ إلی عِبادِکَ ؟ قالَ :ذَکِّرهُم بِآیاتی وبَلائی ونَعمائی. (2)

4972. عنه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل لِداوودَ علیه السلام:أحبِبنی ، وحَبِّبنی إلی خَلقی.قالَ :یا رَبِّ ، نَعَم أنَا احِبُّکَ ، فَکَیفَ احَبِّبُکَ إلی خَلقِکَ ؟ قالَ :اُذکُر أیادِیَّ عِندَهُم ؛ فَإِنَّکَ إذا ذَکَرتَ لَهُم ذلِکَ أحَبّونی. (3)

4973. عنه صلی اللّه علیه و آله: حَبِّبُوا اللّهَ إلی عِبادِهِ یُحِبَّکُمُ اللّهُ . (4)

ص:34


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 484 ح 1058 [1] عن أیّوب بن نوح عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 70 ص 18 ح 12. [2]
2- (2) شُعب الإیمان:ج 6 ص 119 ح 7668 [3] عن ابن عبّاس.
3- (3) قصص الأنبیاء:ص 205 ح 266 ، [4]بحار الأنوار:ج 14 ص 37 ح 16. [5]
4- (4) المعجم الکبیر:ج 8 ص 91 ح 7461 عن أبی امامة.
10/3 التَّذکیرُ بِأَیّامِ اللّهِ
الکتاب

" وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسی بِآیاتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَکَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ ذَکِّرْهُمْ بِأَیّامِ اللّهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِکُلِّ صَبّارٍ شَکُورٍ ". 1

الحدیث

4974. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یَخطُبُنا ، فَیُذَکِّرُنا بِأَیّامِ اللّهِ ، حَتّی نَعرِفَ ذلِکَ فی وَجهِهِ ، وکَأَ نَّهُ نَذیرُ قَومٍ یُصَبِّحُهُمُ الأَمرُ غُدوَةً .وکانَ إذا کانَ حَدیثَ عَهدٍ بِجِبریلَ لَم یَتَبَسَّم ضاحِکا حَتّی یَرتَفِعَ عَنهُ . (1)

11/3 التَّعلیمُ وَالتَّزکِیَةُ
الکتاب

" رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِکَ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ یُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ ". 3

" هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ ". 4

" کَما أَرْسَلْنا فِیکُمْ رَسُولاً مِنْکُمْ یَتْلُوا عَلَیْکُمْ آیاتِنا وَ یُزَکِّیکُمْ وَ یُعَلِّمُکُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ

ص:35


1- (2) مسند ابن حنبل:ج 1 ص 354 ح 1437 [1] عن عبد الله بن سلمة.

وَ یُعَلِّمُکُمْ ما لَمْ تَکُونُوا تَعْلَمُونَ ". 1

الحدیث

4975. سنن ابن ماجة عن عبد اللّه بن عمرو: خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ذاتَ یَومٍ مِن بَعضِ حُجَرِهِ فَدَخَلَ المَسجِدَ فَإِذا هُوَ بِحَلقَتَینِ :إحداهُما یَقرَؤونَ القُرآنَ ویَدعونَ اللّهَ ، وَالاُخری یَتَعَلَّمونَ ویُعَلِّمونَ .فَقالَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله:کُلٌّ عَلی خَیرٍ ؛ هؤُلاءِ یَقرَؤونَ القُرآنَ ویَدعونَ اللّهَ ، فَإِن شاءَ أعطاهُم وإن شاءَ مَنَعَهُم ، وهؤُلاءِ یَتَعَلَّمونَ ویُعَلِّمونَ ، وإنَّما بُعِثتُ مُعَلِّما.فَجَلَسَ مَعَهُم. (1)

12/3 مُکافَحَةُ البِدَعِ

4976. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فی امَّتی فَلیُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ ، فَمَن لَم یَفعَل فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ . (2)

4977. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ ولَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها ، فَمَن کانَ عِندَهُ عِلمٌ فَلیَنشُرهُ ؛ فَإِنَّ کاتِمَ العِلمِ یَومَئِذٍ کَکاتِمِ ما أنزَلَ اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ. (3)

4978. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ للّه عِندَ کُلِّ بِدعَةٍ تَکیدُ الإِسلامَ وأهلَهُ مَن یَذُبُّ عَنهُ ، ویَتَکَلَّمُ بِعَلاماتِهِ ، فَاغتَنِموا تِلکَ المَجالِسَ بِالذَّبِّ عَنِ الضُّعَفاءِ ، وتَوَکَّلوا عَلَی اللّهِ ، وکَفی بِاللّهِ وَکیلاً. (4)

4979. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ فی کُلِّ خَلَفٍ مِن امَّتی عَدلاً مِن أهلِ بَیتی ؛ یَنفی عَن هذَا الدّینِ تَحریفَ

ص:36


1- (2) سنن ابن ماجة:ج 1 ص 83 ح 229 وراجع منیة المرید:ص 106. [1]
2- (3) الکافی:ج 1 ص 54 ح 2 ، [2]بحار الأنوار:ج 57 ص 234 ؛ [3] الفردوس:ج 1 ص 321 ح 1271 عن أبی هریرة.
3- (4) کنز العمّال:ج 1 ص 179 ح 903 و ج 10 ص 216 ح 29140 کلاهما نقلاً عن ابن عساکر عن معاذ.
4- (5) حلیة الأولیاء:ج 10 ص 400 ح 691 عن أبی هریرة.

الغالینَ ، وَانتِحالَ المُبطِلینَ ، وَتَأویلَ الجاهِلینَ . (1)

13/3 التَّبشیرُ وَالإِنذارُ
الکتاب

" یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنّا أَرْسَلْناکَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً * وَ داعِیاً إِلَی اللّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِیراً ". 2

" وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللّهِ فَضْلاً کَبِیراً ". 3

" وَ ما أَرْسَلْناکَ إِلاّ کَافَّةً لِلنّاسِ بَشِیراً وَ نَذِیراً وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لا یَعْلَمُونَ ". 4

الحدیث

4980. سنن الدّارمیّ عن النّعمان بن بشیر: سَمِعتُ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یَخطُبُ فَقالَ :أنذَرتُکُمُ النّارَ ! أنذَرتُکُمُ النّارَ ! أنذَرتُکُمُ النّارَ ! فَما زالَ یَقولُها حَتّی لَو کانَ فی مَقامی هذا لَسَمِعَهُ أهلُ السّوقِ ، وحَتّی سَقَطَت خَمیصَةٌ کانَت عَلَیهِ عِندَ رِجلَیهِ . (2)

4981. الإمام علیّ علیه السلام فی وَصفِ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله: أمینُ وَحیِهِ ، وخاتَمُ رُسُلِهِ ، وبَشیرُ رَحمَتِهِ ، ونَذیرُ نِقمَتِهِ . (3)

4982. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّدا صلی اللّه علیه و آله نَذیرا لِلعالَمینَ . (4)

ص:37


1- (1) کمال الدین:ص 221 ح 7 [1] عن أبی الحسین اللیثی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 23 ص 30 ح 46 ؛ [2] کنز العمّال:ج 10 ص 176 ح 28919 نقلاً عن المستدرک علی الصحیحین عن إبراهیم بن عبد الرحمن العذری وفیه "یرث هذا العلم من کلّ خلف..." ولیس فیه "من أهل بیتی".
2- (5) سنن الدارمی:ج 2 ص 786 ح 2708. [3]
3- (6) نهج البلاغة:الخطبة 173 ، [4]بحار الأنوار:ج 34 ص 249 ح 1000.
4- (7) نهج البلاغة:الخطبة 26 ، [5]بحار الأنوار:ج 18 ص 226 ح 68. [6]

4983. عنه علیه السلام فی ذِکرِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله: بَلَّغَ عَن رَبِّهِ مُعذِرا ، ونَصَحَ لِاُمَّتِهِ مُنذِرا ، ودَعا إلَی الجَنَّةِ مُبَشِّرا ، وخَوَّفَ مِنَ النّارِ مُحَذِّرا. (1)

4984. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ جَعَلَ مُحَمَّدا صلی اللّه علیه و آله عَلَما لِلسّاعَةِ ، ومُبَشِّرا بِالجَنَّةِ ، ومُنذِرا بِالعُقوبَةِ . (2)

14/3 إقامَةُ الحُجَّةِ
الکتاب

" رُسُلاً مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ لِئَلاّ یَکُونَ لِلنّاسِ عَلَی اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ کانَ اللّهُ عَزِیزاً حَکِیماً ". 3

" وَ لَوْ أَنّا أَهْلَکْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَیْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آیاتِکَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزی ". 4

الحدیث

4985. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی خُطبَةٍ لَهُ : بَعَثَ إلَیهِمُ الرُّسُلَ لِتَکونَ لَهُ الحُجَّةُ البالِغَةُ عَلی خَلقِهِ ، ویَکونَ رُسُلُهُ إلَیهِم شُهَداءَ عَلَیهِم ، وَابتَعَثَ فیهِمُ النَّبِیّینَ مُبَشِّرینَ ومُنذِرینَ ؛ لِیَهلِکَ مَن هَلَکَ عَن بَیِّنَةٍ ، ویَحیا مَن حَیَّ عَن بَیِّنَةٍ ، ولِیَعقِلَ العِبادُ عَن رَبِّهِم ما جَهِلوهُ ؛ فَیَعرِفوهُ بِرُبوبِیَّتِهِ بَعدَ ما أنکَروا ، ویُوَحِّدوهُ بِالإِلهِیَّةِ بَعدَ ما عَضَدوا. (3)

ص:38


1- (1) نهج البلاغة:الخطبة 109 ، [1] غرر الحکم:ح 4457 وفیه إلی قوله:"مبشّرا".
2- (2) نهج البلاغة:الخطبة 160 ، [2]بحار الأنوار:ج 16 ص 285 ح 136. [3]
3- (5) التوحید:ص 45 ح 4 عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 4 ص 287 ح 19. [4]
15/3 دَعوَةُ الأَقرِباءِ قَبلَ دَعوَةِ الآخَرینَ
الکتاب

"وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها لا نَسْئَلُکَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُکَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوی ". 1

" وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ ". 2

" یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْواجِکَ إِنْ کُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَیاةَ الدُّنْیا وَ زِینَتَها فَتَعالَیْنَ أُمَتِّعْکُنَّ وَ أُسَرِّحْکُنَّ سَراحاً جَمِیلاً ". 3

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَیْها مَلائِکَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا یَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ ". 4

" وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ کانَ رَسُولاً نَبِیًّا * وَ کانَ یَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّکاةِ وَ کانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِیًّا ". 5

الحدیث

4986. صحیح البخاری عن ابن عبّاس: لَمّا انزِلَت: "وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ " صَعِدَ النَّبیُّ صلی اللّه علیه و آله عَلَی الصَّفا ، فَجَعَلَ یُنادی:"یا بَنی فِهرٍ ، یا بَنی عَدِیٍّ " لِبُطونِ قُرَیشٍ ، حَتَّی اجتَمَعوا ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذا لَم یَستَطِع أن یَخرُجَ أرسَلَ رَسولاً لِیَنظُرَ ما هُوَ فَجاءَ أبو لَهَبٍ

ص:39

وقُرَیشٌ ، فَقالَ :"أرَأَیتَکُم لَو أخبَرتُکُم أنَّ خَیلاً بِالوادی تُریدُ أن تُغیرَ عَلَیکُم أکُنتُم مُصَدِّقِیَّ ".قالوا:نَعَم ، ما جَرَّبنا عَلَیکَ إلّا صِدقاً.قالَ :"فَإِنّی نَذیرٌ لَکُم بَینَ یَدَی عَذابٍ شَدیدٍ".فَقالَ أبو لَهَبٍ :تَبّا لَکَ سائِرَ الیَومِ ! ألِهذا جَمَعتَنا؟! فَنَزَلَت: "تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ وَ تَبَّ * ما أَغْنی عَنْهُ مالُهُ وَ ما کَسَبَ " (1). (2)

ص:40


1- (1) المسد:1 و 2. [1]
2- (2) صحیح البخاری:ج 4 ص 1787 ح 4492.
أهمّ واجبات المبلّغ
اشارة

إنّ واجبات المبلّغ ، فی الحقیقة ، هی ذات واجبات الأنبیاء الإلهیّین التی یسمّیها القرآن "إبلاغ رسالات اللّه" ، مع فارق أنّ الأنبیاء کانوا یتلقّون رسالتهم عن طریق الوحی ،بینما یتلقّی المبلّغ رسالته عن طریق الأنبیاء وأوصیائهم.

وعلی هذا الأساس ، فإنّ واجب المبلّغ هو إیصال الرسالة العقیدیّة والأخلاقیّة والعملیّة الّتی جاء بها الأنبیاء إلی الناس ، وإرشادهم إلی جمیع السبل التی شرعها اللّه لهدایة العباد نحو التکامل المادّی والمعنوی.

طرح البحوث التبلیغیّة بشکل متسلسل

لغرض أداء هذه الرسالة الخطیرة ، یجب علی المبلّغ إلی جانب السعی لإحراز شروط التبلیغ وتهیئة الأجواء الملائمة لتحقیق أرکانه العلمیّة والأخلاقیّة والعملیّة فی مهمّته التبلیغیّة أن یجید الأسالیب الصحیحة فی عرض البحوث والموضوعات التبلیغیّة ، وسَلْسَلتها حسب أهمّیتها.إنّ علی المبلّغ أن یعلم ماذا یجب علیه أن یطرحه ویبیّنه للناس وخاصّة الشباب فی ما یرتبط بشؤون الدین ، ومن أین یبتدئ الکلام ، والجهة التی یسوق فیها مسار البحث.وما جاء فی الفصل الرابع من هذا الکتاب هو ، فی الحقیقة ، إجابة عن هذه التساؤلات ، وفیه أیضا إشارة

ص:41

إلی ضرورة رعایة التسلسل فی عرض الموادّ التبلیغیّة وبیانها وفقاً لأهمّیة مضامینها. (1)

ویتعیّن علی المبلّغ فی الخطوة الاُولی التی یخطوها علی طریق تعریف الناس بمدرسة الأنبیاء ، أن یرکّز خطّته أوّلاً علی إیقاظ ضمیر المخاطب وفطرته ، ثمّ العمل بما من شأنه أن یدفعه نحو التفکیر والتأمّل. (2)

وإذا تسنّی للإنسان العودة إلی فطرته ، وفُتحت أمامه سبل التعقّل والتفکیر ، فإنّه یخرج عندئذٍ من ظلمات الجهل إلی نور الفطرة والعقل ، وتتوفّر له ، فی ضوء ذلک ، معرفة الحقائق التی جاء بها الأنبیاء لهدایة بنی الإنسان. (3)

بعد إعداد المخاطب لتقبّل الرسالة الإلهیّة ، ینبغی أن تکون أوّل رسالة تُنقل إلیه هی أنّ منهج التکامل الإنسانی الذی بعثه اللّه مع الأنبیاء لا یقتصر علی المصالح المعنویّة والاُخرویّة ،بل یضمن أیضاً مصالحه المادیّة والدنیویّة.وفی حالة تحقّق المجتمع الإنسانی الذی کان ینشده الأنبیاء ، یعیش المرء أطیب حیاة فی الدنیا والآخرة (4).

إنّ الإنسان کائن مجهول ، وعلی الرغم ممّا أحرزه العلم من تقدّم فی جمیع المیادین ، إلّا أنّه لم یتمکّن إلی الآن من کشف الأسرار الخفیّة الکامنة فی هذا المخلوق المعقّد البناء.ومن هنا ، فإنّ العقل البشری عاجز عن رسم طریق تکامله المادّی والمعنوی ، وتبقی معرفة هذا الطریق غیر ممکنة إلّا من خلال

ص:42


1- (1) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل السادس:آداب التبلیغ/مراعاة الأهمّ فالأهم ).
2- (2) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/إثارة الفطرة والعقل ).
3- (3) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/إخراج الناس من الظلمات إلی النور ).
4- (4) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الدعوة إلی القیام بالقسط والدعوة إلی قیادة الإمام العادل ).

الارتباط بعالم الغیب ، ومعرفة ذلک العالم ، والإیمان به ، ولا یمکن إیجاد مثل هذا الارتباط إلّا عن طریق الأنبیاء. (1)

إنّ أوّل رسالة تکاملیّة للأنبیاء تتلخّص فیها کلّ أهدافهم هیالتوحید (2).

وأوّل رسالة اجتماعیّة لأصل التوحید هی النهوص لتحقیق العدالة الاجتماعیّة ، ولا یمکن تحقیق هذا الهدف السامی إلّا من خلال تلاحم الجماهیر واتّحادها والتفافها حول إمام عادل. (3)

إنّ إقامة العدالة ودوام نفوذها وانبساطها فی المجتمع رهینة بتوفیر الحرّیات المشروعة والبنّاءة لأبناء الاُمّة واختیارهم الواعی ، والمبلّغ مکلّف بالسعی لإشاعة هذا النوع من الحرّیات. (4)

وإحدی المسائل المهمّة التی توفّر أجواء بسط العدالة الاجتماعیّة ودیمومتها تتجسّد فی مقدرة جماهیر الشعب علی تحلیل المسائل الثقافیّة والسیاسیّة والاجتماعیّة واستیعابها.ویجب علی المبلّغ أن یوجّه الناس لیکونوا من أنصار الحقّ لا من أنصار نزعة المطلق ، ویحذّرهم من الانقیاد الأعمی للأشخاص ، وأن یکون مقیاسهم فی اتّباع الشخصیّات والأحزاب هو الحقّ ولیس الشخصیّات العظیمة والمبجّلة ، ویرشدهم إلی معرفة الحقّ بمعیار الحقّ لا بمعیار الشخصیّات ، وذلک أنّ الشخصیّات نفسها یجب أن تقاس بمعیار الحقّ . (5)

ص:43


1- (1) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الدعوة إلی الإیمان بالغیب والدعوة إلی الإیمان بالنبوة ).
2- (2) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الدعوة إلی الإیمان بالتوحید ).
3- (3) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الدعوة إلی القیام بالقسط والدعوة إلی قیادة الإمام العادل ).
4- (4) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الدعوة إلی الحریة الهادفة ).
5- (5) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الدعوة إلی معرفة أهل الحق بالحق ).

إنّ العدالة الاجتماعیّة فی مدرسة الأنبیاء مقدّمة تمهیدیّة لازدهار الطاقات البشریّة وبلوغ الإنسان الغایة العلیا للإنسانیّة.والذی یقرّب الإنسان من هذا الهدف هو اجتناب الرذائل ، والتحلّی بالفضائل ومکارم الأخلاق ومحاسن الأعمال. (1)

وکلّ مایقرّب الإنسان إلی اللّه ویسوقه نحو التکامل المادّی والمعنوی ، یسمّی فی قاموس الأنبیاء:عبادة. (2)

أهمّ رسالة یحملها المبلّغ

إنّ ما یحظی بأهمّیة تفوق أیّ شیء آخر فی مجال تأثیر الإعلام فی بناء الإنسان هو الوجهة والهدف الذی یرمی إلیه العمل الإعلامی والتبلیغی.وهذا ما یوجب علی المبلّغ أن یستهدف فی عمله النقطة التی لها الحظّ الأوفر من الآثار والبرکات لأجل تزکیة الإنسان ، وتقریبه من الکمال المطلق ، وذلک الهدف هو محبّة اللّه. (3)

محبّة اللّه هی العنصر الجوهری فی بناء الذات وبناء الغیر.ومحبّة اللّه تعالج جملةً واحدة جمیعَ القبائح الأخلاقیّة والعملیّة ، وتجود علیه بجمیع الفضائل جملةً واحدة. (4)

وعلی هذا ، فإنّ أهمّ رسالة تقع علی عاتق المبلّغ هی أن یصنع من الإنسان إنساناً عاشقاً ، ولیس إنساناً یحترف التقدیس.ولأجل بلوغ هذه الغایة لابدّ أن تکون کلّ الموضوعات التی یتناولها فی عمله التبلیغی مطعّمة بعنصر المحبّة.

ص:44


1- (1) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الدعوة إلی التقوی والورع والدعوة إلی مکارم الأخلاق والدعوة إلی محاسن الأعمال ).
2- (2) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الدعوة إلی التقوی والورع والدعوة إلی مکارم الأخلاق والدعوة إلی محاسن الأعمال ).
3- (3) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الدعوة إلی محبة اللّه ).
4- (4) راجع کتابَی:المحبّة فی الکتاب والسنّة ، و کیمیاء المحبّة (للمؤلّف).

ولکی یتیح المبلّغ للمخاطب نیل کیمیاء المحبّة ، یجب علیه أن یصوّب جمیع ما لدیه من الأسباب والوسائل الإعلامیّة باتّجاه هذه الغرض ؛ أی یجب أن تکون کلّ خطاباته ، وکتاباته الإعلامیّة ، ومواعظه ، وإرشاداته ، وخطبه ، وأعماله التعلیمیّة والتربویّة ، وأمره بالمعروف ، ونهیه عن المنکر ، ومکافحته للبدع ، والإنذار ، والتبشیر ، موجّهةً بأجمعها نحو المحبّة ، وأن تکون معطّرة بأریج المحبّة الفوّاح. (1)

أفضل أسالیب نفوذ التبلیغ فی القلب

وهذا الاُسلوب فی العمل التبلیغی (أی استخدام عنصر المحبّة) هو أفضل أسالیب إنفاذ الخطاب الإلهی عبر حدود الحسّ والعقل ، وإیصاله إلی أعماق النفوس.فالخطاب الإلهی یجب أن ینفذ إلی أعماق القلوب کما ینفذ فی العقول ، یجب أن یتغلغل فی أعماق الروح لکی یُهیمن علی جمیع قوی الإنسان. (2)

یستطیع المبلّغ من خلال الاستناد إلی اسلوب "المحبّة" فی التبلیغ أن یؤدّی هذه المهمّة بکلّ بساطة ، وأن یغیّر الإنسان عبر غرس الخطاب الإلهی فی أعماق روحه ، ووضعه علی مسار بلوغ المُثُل العلیا للإنسانیّة وللمجتمع الإنسانی الأمثل.

أفضل ثواب المبلّغ

إنّ الانعکاسات الإیجابیّة لهذا الاُسلوب التبلیغی تعود بالخیر علی المبلّغ نفسه أکثر ممّا تعود علی المخاطب ؛ لأنّ اللّه تعالی یحبّ المبلّغ الذی یصنع الإنسان العاشق للّه. (3)والذی یعشق اللّه یصطبغ بصبغة إلهیّة ؛ حیث ورد فی حدیث التقرّب بالنوافل:

ص:45


1- (1) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر ).
2- (2) راجع کتاب:تبلیغ ومبلّغ در آثار شهید مطهّری (بالفارسیّة).
3- (3) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثانی:مکانة المبلغ/ثواب المبلغ ).

"فَإِذا أحبَبتُهُ کُنتُ سَمعَهُ الَّذی یَسمَعُ بِهِ ، وبَصَرَهُ الَّذی یُبصِرُ بِهِ ، ولِسانَهُ الَّذی یَنطِقُ بِهِ ، ویَدَهُ الَّتی یَبطِشُ بِها ؛ إن دَعانی أجَبتُهُ ، وإن سَأَلَنی أعطَیتُهُ ". (1)

إقامة الحجّة

إنّ ما سبقت إلیه الإشارة لحدّ الآن بشأن واجبات المبلّغ إنّما یصدق فی ما إذا کان لدی المخاطب استعداد لقبول الحقّ ، والسیر علی الصراط المستقیم فی الحیاة.وأمّا مسؤولیّة المبلّغ فی حالة توفّر مثل هذا الاستعداد فی المخاطب فهی إلقاء الحجّة علیه ، لکی لا تبقی لدیه ذریعة یتذرّع بها ، وحتّی لا یستطیع الاعتراض علی اللّه ویقول: "لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَیْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آیاتِکَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزی " (2). (3)

دعوة الأقارب

وآخر ما ینبغی الإشارة إلیه بشأن واجبات المبلّغ ؛ هو أن یتأسّی فی أداء رسالته التبلیغیّة بالرسول صلی اللّه علیه و آله ، ویبدأ دعوته للقیم الدینیّة بأقاربه ؛ إذ أنّه فی مثل هذه الحالة سیحالفه نصیب أکبر من النجاح فی هدایة الآخرین.

ص:46


1- (1) راجع کتاب:المحبّة فی الکتاب والسنّة:( [1] القسم الثانی:محبّة اللّه/الفصل السابع:آثار محبّة اللّه ).
2- (2) طه:134. [2]
3- (3) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/إقامة الحجة ).

الفصل الرّابع: خصائص المبلّغ

1/4 الخَصائِصُ العِلمِیَّةُ
أ التَّفَقُّهُ فِی الدّین
الکتاب

" وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ ". 1

" قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی وَ سُبْحانَ اللّهِ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِکِینَ ". 2

الحدیث

4987. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَأمُر بِالمَعروفِ ولا تَنهَ عَنِ المُنکَرِ حَتّی تَکونَ عالِما ، وتَعلَمَ ما تَأمُرُ. (1)

ص:47


1- (3) الفردوس:ج 5 ص 69 ح 7486 عن ابن عمر.
ب الإِحاطَةُ بِالدّینِ مِن جَمیعِ جَوانِبِهِ

4988. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ دینَ اللّهِ تَعالی لَن یَنصُرَهُ إلّا مَن حاطَهُ مِن جَمیعِ جَوانِبِهِ . (1)

4989. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَقومُ بِدینِ اللّهِ إلّا مَن حاطَهُ مِن جَمیعِ جَوانِبِهِ . (2)

ج مَعرِفَةُ النّاسِ
الکتاب

" ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ ". 3

"قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ کانَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ کَفَرْتُمْ بِهِ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ عَلی مِثْلِهِ فَآمَنَ وَ اسْتَکْبَرْتُمْ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمِینَ ". 4

"سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ ". 5

"أَلا لِلّهِ الدِّینُ الْخالِصُ وَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِیُقَرِّبُونا إِلَی اللّهِ زُلْفی إِنَّ اللّهَ یَحْکُمُ بَیْنَهُمْ فِی ما هُمْ فِیهِ یَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی مَنْ هُوَ کاذِبٌ کَفّارٌ". 6

الحدیث

4990. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَجِدونَ النّاسَ مَعادِنَ ؛ فَخِیارُهُم فِی الجاهِلِیَّةِ خِیارُهُم فی الإِسلامِ إذا

ص:48


1- (1) الفردوس:ج 1 ص 234 ح 897 عن ابن عبّاس.
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 84 ح 5612 نقلاً عن أبی نعیم عن الإمام علیّ علیه السلام وج 10 ص 171 ح 28886 نقلاً عن الدیلمی عن ابن عبّاس وج 12 ص 521 ح 35684 عن ابن عبّاس عن الإمام علیّ علیه السلام ؛ شرح الأخبار:ج 2 ص 389 وفیه "لیس یقوم" بدل "لا یقوم".

فَقِهوا ، وتَجِدونَ مِن خَیرِ النّاسِ فی هذَا الأَمرِ أکرَهَهُم لَهُ قَبلَ أن یَقَعَ فیهِ ، وتَجِدونَ مِن شِرارِ النّاسِ ذا الوَجهَینِ . (1)

2/4 الخَصائِصُ الأَخلاقِیَّةُ
أ الإِخلاص

4991. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما ِمن عَبدٍ یَخطُبُ خُطبَةً إلَا اللّهُ سائِلُهُ عَنها ما أرادَ بِها. (2)

4992. عنه صلی اللّه علیه و آله لأبی ذَرٍّ: یا أبا ذَرٍّ ، ما مِن خَطیبٍ إلّا عُرِضَت عَلَیهِ خُطبَتُهُ یَومَ القِیامَةِ ، وما أرادَ بِها. (3)

4993. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن قامَ بِخُطبَةٍ لا یَلتَمِسُ بِها إلّا رِیاءً ، أوقَفَهُ اللّهُ عز و جل یَومَ القِیامَةِ مَوقِفَ رِیاءٍ وسُمعَةٍ . (4)

ب الشَّجاعَة
الکتاب

" الَّذِینَ یُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللّهِ وَ یَخْشَوْنَهُ وَ لا یَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللّهَ وَ کَفی بِاللّهِ حَسِیباً ". 5

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْکافِرِینَ یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِکَ فَضْلُ

ص:49


1- (1) صحیح مسلم:ج 4 ص 1958 ح 2526 عن أبی هریرة.
2- (2) الزهد لابن حنبل:ص 391. [1]
3- (3) الأما لی للطوسی:ص 530 ح 1162 [2] عن أبی ذر ؛ شعب الإیمان:ج4 ص 250 ح 4968 [3] عن عامر نحوه.
4- (4) مسند ابن حنبل:ج 5 ص 438 ح 16073 [4] عن بشیر بن عقربة الجهنی.

اَللّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ ". 1

الحدیث

4994. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا أعرِفَنَّ رَجُلاً مِنکُم عَلِمَ عِلما فَکَتَمَهُ فَرَقا مِنَ النّاسِ . (1)

4995. سنن ابن ماجة عن أبی سعید: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:لا یُحَقِّر أحَدُکُم نَفسَهُ .قالوا:یا رَسول اللّهِ ، کَیفَ یُحَقِّرُ أحَدُنا نَفسَهُ ؟ ! قالَ :یَری أمرا للّه عَلَیهِ فیهِ مَقالٌ ثُمَّ لا یَقولُ فیهِ ، فَیَقولُ اللّهُ عز و جل لَهُ یَومَ القِیامَةِ :ما مَنَعَکَ أن تَقولَ فِیَّ کَذا وکَذا ؟ فَیَقولُ :خَشیَةُ النّاسِ .فَیَقولُ :فَإِیّایَ کُنتَ أحَقَّ أن تَخشی ! (2)

4996. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یَمنَعَنَّ أحَدَکُم رَهبَةُ النّاسِ أن یَقولَ بِحَقٍّ إذا رَآهُ أو شَهِدَهُ ؛ فَإِنَّهُ لا یُقَرِّبُ مِن أجَلٍ ، ولا یُباعِدُ مِن رِزقٍ أن یَقولَ بِحَقٍّ ، أو یُذَکِّرَ بِعَظیمٍ . (3)

4997. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَمنَعَنَّ أحَدَکُم مَخافَةُ النّاسِ أن یَتَکَلَّمَ بِحَقٍّ إذا عَلِمَهُ . (4)

4998. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَعاهَدُوا النّاسَ بِالتَّذکِرَةِ ، وَاتَّبِعُوا المَوعِظَةَ ؛ فَإِنَّهُ أقوی لِلعامِلینَ عَلَی العَمَلِ بِما یُحِبُّ اللّهُ ، ولا تَخافوا فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ ، وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذی إلَیهِ تُحشَرونَ . (5)

4999. عنه صلی اللّه علیه و آله: قُلِ الحَقَّ ، ولا تَأخُذکَ فِی اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ . (6)

5000. الخصال عن أبی ذرّ رحمه اللّه: أوصانی رَسولُ اللّهِ بِسَبعٍ :أوصانی أن أنظُرَ إلی مَن هُوَ دونی ، ولا أنظُرَ إلی مَن هُوَ فَوقی ، وأوصانی بِحُبِّ المَساکینِ وَالدُّنُوِّ مِنهُم ، وأوصانی أن

ص:50


1- (2) کنز العمّال:ج 10 ص 217 ح 29152 وص 306 ح 29532 کلاهما نقلاً عن ابن عساکر عن أبی سعید.
2- (3) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1328 ح 4008 ؛ عوالی اللآلی:ج 1 ص 115 ح 34 [1] نحوه.
3- (4) مسند ابن حنبل:ج 4 ص 102 ح 11474 [2] عن أبی سعید الخدری.
4- (5) مسند ابن حنبل:ج 4 ص 182 ح 11869 [3] عن أبی سعید الخدری.
5- (6) الفردوس:ج 2 ص 44 ح 2252 عن عبید بن صخر بن لوذان.
6- (7) حلیة الأولیاء:ج 1 ص 241 [4] عن ابن عمر.

أقولَ الحَقَّ وإن کانَ مُرّا ، وأوصانی أن أصِلَ رَحِمی وإن أدبَرَت ، وأوصانی ألّا أخافَ فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ ، وأوصانی أن أستَکثِرَ مِن قَولِ :"لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ " ؛ فَإِنَّها مِن کُنوزِ الجَنَّةِ . (1)

ج شَرحُ الصَّدرِ
الکتاب

" قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی * وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی * وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی * یَفْقَهُوا قَوْلِی ". 2

" أَ لَمْ نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَکَ ". 3

الحدیث

5001. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أکثَرُ دُعائی ودُعاءِ الأَنبِیاءِ قَبلی بِعَرَفَةَ ...اللّهُمَّ اجعَل فی قَلبی نورا ، وفی سَمعی نورا ، وفی بَصَری نورا.اللّهُمَّ اشرَح لی صَدری ، ویَسِّر لی أمری. (2)

د الصَّبر
الکتاب

" فَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ وَ لا تَکُنْ کَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادی وَ هُوَ مَکْظُومٌ ". 5

" فَاصْبِرْ کَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ کَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ یُهْلَکُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ ". 6

ص:51


1- (1) الخصال:ص 345 ح 12 ،بحار الأنوار:ج 70 ص 107 ح 3 ؛ [1]مسند ابن حنبل:ج 8 ص 95 ح 21472. [2]
2- (4) السنن الکبری:ج 5 ص 190 ح 9475 [3] عن عبد اللّه بن عبیدة عن الإمام علیّ علیه السلام.

" وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ کانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ ". 1

" یا بُنَیَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ اصْبِرْ عَلی ما أَصابَکَ إِنَّ ذلِکَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ". 2

" فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَ لا یَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِینَ لا یُوقِنُونَ ". 3

" وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُکَ إِلاّ بِاللّهِ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ لا تَکُ فِی ضَیْقٍ مِمّا یَمْکُرُونَ ". 4

" وَ لَقَدْ کُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِکَ فَصَبَرُوا عَلی ما کُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتّی أَتاهُمْ نَصْرُنا وَ لا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِ اللّهِ وَ لَقَدْ جاءَکَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِینَ ". 5

الحدیث

5002. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لمّا قسم قسمة حنین ، فقال رجلٌ من الأنصار: ما أراد بها وجه اللّه:رَحِمَ اللّهُ موسی! قَد اوذِیَ بِأَکثَرَ مِن هذا فَصَبَرَ. (1)

5003. بحارالأنوار عن ابن أَبی سَلمة عن عائِشَة عن رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله: یا عائِشَهُ ، إخوانی مِن اولِی العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ قَد صَبَروا عَلی ما هُوَ أشَدُّ مِن هذا ، فَمَضَوا عَلی حالِهِم ، فَقَدِموا عَلی رَبِّهِم ، فَأَکرَمَ مَآبَهُم ، وأجزَلَ ثَوابَهُم.فَأَجِدُنی أستَحیی إن تَرَفَّهتُ فی مَعیشَتی أن یَقصُرَ بی دونَهُم ؛ فَأَصبِرُ أیّاما یَسیرَةً أحَبُّ إلَیَّ مِن أن یَنقُصَ حَظّی غَدا فِی الآخِرَةِ .وما مِن شَیءٍ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ اللُّحوقِ بِإِخوانی وأخِلّائی.

فَقالَت عائِشَةُ :فَوَاللّهِ مَا استَکمَلَ بَعدَ ذلِکَ جُمعَةً حَتّی قَبَضَهُ اللّهُ تَعالی. (2)

ص:52


1- (6) السیرة النبویّة لابن کثیر:ج 3 ص 686 عن عبداللّه ؛ تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 92 ح 73 [1] وفیه "قد اوذی أخی موسی بأکثر..." ،بحارالأنوار:ج 21 ص 178 ح 13. [2]
2- (7) بحار الأنوار:ج 73 ص 209. [3]

5004. الإمام علیّ علیه السلام: نَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ...فَبَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ کَما أمَرَهُ ...ونَصَحَ لَهُ فی عِبادِهِ صابِراً مُحتَسِبا. (1)

5005. الإمام الصادق علیه السلام فی خُطبَةٍ لَهُ : فَبَلَّغَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ما ارسِلَ بِهِ ، وصَدَعَ بِما امِرَ ، وأدّی ما حُمِّلَ مِن أثقالِ النُّبُوَّةِ ، وصَبَرَ لِرَبِّهِ . (2)

ه الاِستِقامَة
الکتاب

" فَلِذلِکَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللّهُ مِنْ کِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَکُمُ اللّهُ رَبُّنا وَ رَبُّکُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ لا حُجَّةَ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ اللّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ ". 3

" فَاسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَکَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ ". 4

الحدیث

5006. السّیرة النّبویّة لابن هشام عن ابن إسحاق فی ذِکرِ مُواجَهَةِ مُشرِکی قُرَیشٍ لِلنَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله فی بِدایَةِ الدَّعوَةِ : قالوا:یا أبا طالِبٍ ، إنَّ ابنَ أخیکَ قَد سَبَّ آلِهَتَنا ، وعابَ دینَنا ، وسَفَّهَ أحلامَنا ، وضَلَّلَ آباءَنا ؛ فَإِمّا أن تَکُفَّهُ عَنّا ، وإمّا أن تُخَلِّیَ بَینَنا وبَینَهُ ؛ فَإِنَّکَ عَلی مِثلِ ما نَحنُ عَلَیهِ مِن خِلافِهِ فَنَکفیکَهُ .فَقالَ لَهُم أبو طالِبٍ قَولاً رَفیقاً ، ورَدَّهُم رَدّا جَمیلاً ، فَانصَرَفوا عَنهُ .ومَضی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله عَلی ما هُوَ عَلَیهِ ؛ یُظهِرُ دینَ اللّهِ ویَدعو إلَیهِ ، ثُمَّ جَرَی الأَمرُ بَینَهُ وبَینَهُم حَتّی تَباعَدَ الرِّجالُ وَتَضاغَنوا ، وأکثَرَت

ص:53


1- (1) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 428 ح 1263 ،بحار الأنوار:ج 89 ص 237. [1]
2- (2) الکافی:ج 1 ص 445 ح 17 [2]عن إسحاق بن غالب ،بحار الأنوار:ج 16 ص 369 ح 80. [3]

قُرَیشٌ ذِکرَ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله بَینَها ، فَتَذامَروا فیهِ ، وحَضَّ بَعضُهُم بَعضاً عَلَیهِ .ثُمَّ إنَّهُم مَشَوا إلی أبی طالِبٍ مَرَّةً اخری ، فَقالوا لَهُ :یا أبا طالِبٍ ، إنَّ لَکَ سِنّا وشَرَفا ومَنزِلَةً فینا ، وإنّا قَدِ استَنهَیناکَ مِنِ ابنِ أخیکَ فَلَم تَنهَهُ عَنّا ، وإنّا وَاللّهِ لا نَصبِرُ عَلی هذا مِن شَتمِ آبائِنا ، وتَسفیهِ أحلامِنا ، وعَیبِ آلِهَتِنا ، حَتّی تَکُفَّهُ عَنّا ، أو نُنازِلَهُ وإیّاکَ فی ذلِکَ حَتّی یَهلِکَ أحَدُ الفَریقَینِ ...إنَّ قُرَیشا حینَ قالوا لِأَبی طالِبٍ هذِهِ المَقالَةَ ،بَعَثَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ لَهُ :یَا بنَ أخی ، إنَّ قَومَکَ قَد جاؤونی ، فَقالوا لی کَذا وکَذا...فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:یا عَمِّ ، وَاللّهِ لَو وَضَعُوا الشَّمسَ فی یَمینی وَالقَمَرَ فی یَساری عَلی أن أترُکَ هذَا الأَمرَ حَتّی یُظهِرَهُ اللّهُ أو أهلِکَ فیهِ ، ما تَرَکتُهُ .قالَ :ثُمَّ استَعبَرَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَبَکی ، ثُمَّ قامَ ، فَلَمّا وَلّی ناداهُ أبو طالِبٍ ، فَقالَ :أقبِل یَا بنَ أخی.قالَ :فَأَقبَلَ عَلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، فَقالَ :اِذهَب یَا بنَ أخی فَقُل ما أحبَبتَ ، فَوَاللّهِ لا اسلِمُکَ لِشَیءٍ أبَدا. (1)

5007. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما اوذِیَ أحَدٌ مِثلَ ما اوذیتُ فِی اللّهِ . (2)

5008. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَقَد اخِفتُ فِی اللّهِ وما یُخافُ أحَدٌ.ولَقَد اوذیتُ فِی اللّهِ وما یُؤذی أحَدٌ.ولَقَد أتَت عَلَیَّ ثَلاثونَ مِن یَومٍ ولَیلَةٍ وما لی ولِبِلالٍ طَعامٌ یَأکُلُهُ ذو کَبِدٍ إلّا شَیءٌ یُواریهِ إبطُ بِلالٍ ! (3)

5009. الطّبقات الکبری عن إسماعیل بن عیّاش: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أصبَرَ النّاسِ عَلی أوزارِ النّاسِ . (4)

5010. صحیح ابن خزیمة عن طارق المحاربیّ : رَأَیتُ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله مَرَّ فی سُوقِ ذِی المَجازِ وعَلَیهِ حُلَّةٌ حَمراءُ ، وهُوَ یَقولُ :"یا أیُّهَا النّاسُ ، قولوا:لا إلهَ إلَا اللّهُ تُفلِحوا" ،

ص:54


1- (1) السیرة النبویّة لابن هشام:ج 1 ص 283 [1] وراجع تفسیر القمّی:ج 1 ص 380. [2]
2- (2) حلیة الأولیاء:ج 6 ص 333 عن أنس ؛ التمحیص:ص 4 ولیس فیه "فی اللّه" ،بحار الأنوار:ج 39 ص 56.
3- (3) سنن الترمذی:ج 4 ص 645 ح 2472 عن أنس.
4- (4) الطبقات الکبری:ج 1 ص 378. [3]

ورَجُلٌ یَرمیهِ بِالحِجارَةِ وقَد أدمی کَعبَیهِ وعُرقُوبَیهِ ، وهُوَ یَقولُ :یا أیُّها النّاسُ ، لا تُطیعوهُ فَإِنَّهُ کَذّابٌ ! فَقُلتُ :مَن هذا ؟ قالوا:غُلامُ بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ .فَقُلتُ :مَن هذَا الَّذی یَتبَعُهُ یَرمیهِ بِالحِجارَةِ ؟ قالوا:هذا عَبدُ العُزّی أبو لَهَبٍ . (1)

5011. المعجم الکبیر عن منیب: رَأَیتُ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فِی الجاهِلِیَّةِ وهُوَ یَقولُ لِلنّاسِ :قُولوا:"لا إلهَ إلَا اللّهُ " تُفلِحوا ، فَمِنهُم مَن تَفَلَ فی وَجهِهِ ، ومِنهُم مَن حَثا عَلَیهِ التُّرابَ ، ومِنهُم مَن سَبَّهُ ، حَتَّی انتَصَفَ النَّهارُ ، فَأَقبَلَت جارِیَةٌ بِعُسٍّ مِن ماءٍ فَغَسَلَ وَجهَهُ أو یَدَیهِ وقالَ :یا بُنَیَّةُ ، لا تَخشَی عَلی أبیکِ عَیلَةً ولا ذِلَّةً .

فَقُلتُ :مَن هذِهِ ؟ قالوا:زَینَبُ بِنتُ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، وهِیَ جارِیَةٌ وَضیئَةٌ . (2)

5012. صحیح البخاری عن عبد اللّه: کَأَنّی أنظُرُ إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله یَحکی نَبِیّا مِنَ الأَنبِیاءِ ضَرَبَهُ قَومُهُ فَأَدمَوهُ ، وهُو یَمسَحُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ویَقولُ :اللّهُمَّ اغفِر لِقَومی فَإِنَّهُم لا یَعلَمونَ ! (3)

و النُّصْحُ
الکتاب

" أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنَا لَکُمْ ناصِحٌ أَمِینٌ ". 4

" أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنْصَحُ لَکُمْ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ ". 5

" فَتَوَلّی عَنْهُمْ وَ قالَ یا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُکُمْ رِسالَةَ رَبِّی وَ نَصَحْتُ لَکُمْ وَ لکِنْ لا تُحِبُّونَ

ص:55


1- (1) صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 82 ح 159.
2- (2) المعجم الکبیر:ج 20 ص 343 ح 805.
3- (3) صحیح البخاری:ج 3 ص 1282 ح 3290.

اَلنّاصِحِینَ ". 1

الحدیث

5013. الإمام علیّ علیه السلام فی ذِکرِ فَضیلَةِ الرَّسولِ الکَریمِ : بَعَثَهُ وَالنّاسُ ضُلّالٌ فی حَیرَةٍ ، وحاطِبونَ فی فِتنَةٍ ...فَبالَغَ صلی اللّه علیه و آله فِی النَّصیحَةِ ، ومَضی عَلَی الطَّریقَةِ ، ودَعا إلَی الحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ . (1)

ز الرِّفْقُ
الکتاب

" فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ کُنْتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ ". 3

" اذْهَبا إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشی ". 4

الحدیث

5014. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یَسِّروا ولا تُعَسِّروا ، وسَکِّنوا ولا تُنَفِّروا. (2)

5015. صحیح مسلم عن أبی موسی: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إذا بَعَثَ أحَدا مِن أصحابِهِ فی بَعضِ أمرِهِ قالَ :بَشِّروا ولا تُنَفِّروا ، ویَسِّروا ولا تُعَسِّروا. (3)

5016. صحیح مسلم عن أبی بردة عن أبیه: بَعَثَنی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ومُعاذا إلَی الیَمَنِ ، فَقالَ :اُدعُوَا النّاسَ ، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا ، ویَسِّرا ولا تُعَسِّرا. (4)

ص:56


1- (2) نهج البلاغة:الخطبة 95 ، [1]بحار الأنوار:ج 18 ص 219 ح 51. [2]
2- (5) صحیح البخاری:ج 5 ص 2269 ح 5774 عن أنس بن مالک ؛ عوالی اللآلی:ج 1 ص 381 ح 5 [3] وفیه "وبشّروا" بدل "وسکّنوا".
3- (6) صحیح مسلم:ج 3 ص 1358 ح 6.
4- (7) صحیح مسلم:ج 3 ص 1587 ح 71.

5017. صحیح البخاری عن أبی بردة عن أبیه: إنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله بَعَثَ مُعاذا وأبا موسی إلَی الیَمَنِ ، قالَ :یَسِّرا ولا تُعَسِّرا ، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا ، وتَطاوَعا ولا تَختَلِفا. (1)

5018. المعجم الکبیر عن ابن عبّاس: لَمّا نَزَلَت "یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنّا أَرْسَلْناکَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً" (2)، دَعَا النَّبِیُّ عَلِیّا ومُعاذا وقَد کانَ أمَرَهُما أن یَخرُجا إلَی الیَمَنِ فَقالَ :اِنطَلِقا ، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا ، ویَسِّرا ولا تُعَسِّرا ؛ فَإِنَّهُ قَد انزِلَت عَلَیَّ : "یا أَیُّهَا النَّبِیُّ ..." . (3)

5019. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: امِرتُ بِمُداراةِ النّاسِ کَما امِرتُ بِتَبلیغِ الرِّسالَةِ . (4)

5020. عنه صلی اللّه علیه و آله فی ما وَصّی بِهِ عَمرَو بنَ مُرَّةَ لَمّا بَعَثَهُ إلی قَومِهِ : عَلَیکَ بِالرِّفقِ ، وَالقَولِ السَّدیدِ ، ولا تَکُ فَظّا ، ولا غَلیظا ، ولا مُستَکبِرا ، ولا حَسودا. (5)

ح الأَدَب

5021. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَ آمِرا بِمَعروفٍ ؛ فَلیَکُن أمرُهُ ذلِکَ بِمَعروفٍ . (6)

5022. عنه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکَ أن...تَتَکَلَّمَ فی غَیرِ أدَبٍ . (7)

ط تلک الخصال
الکتاب

" لَقَدْ جاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ ". 8

ص:57


1- (1) صحیح البخاری:ج 3 ص 1104 ح 2873.
2- (2) الأحزاب:45. [1]
3- (3) المعجم الکبیر:ج 11 ص 247 ح 11841.
4- (4) تحف العقول:ص 48 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 151 ح 97. [2]
5- (5) کنز الفوائد:ج 1 ص 210 ، [3]بحار الأنوار:ج 18 ص 104 ح 4 ؛ [4] تاریخ دمشق:ج 46 ص 345 عن عمرو بن مرّة الجهنی ولیس فیه "ولا غلیظا".
6- (6) مسند الشهاب:ج 1 ص 285 ح 465 عن أبی برزة.
7- (7) أعلام الدین:ص 273 [5] عن معاذ بن جبل.
الحدیث

5023. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یَأمُرُ بِالمَعروفِ ولا یَنهی عَنِ المُنکَرِ إلّا مَن کانَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ :رَفیقٌ بِما یَأمُرُ بِهِ ، رَفیقٌ بِما یَنهی عَنهُ ؛ عَدلٌ فی ما یَأمُرُهُ ، عَدلٌ فی ما یَنهی عَنهُ ؛ عالِمٌ بِما یَأمُرُ بِهِ ، عالِمٌ بِما یَنهی عَنهُ . (1)

5024. الإمام علیّ علیه السلام فی وَصفِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله: أرسَلَهُ داعِیا إلَی الحَقِّ ، وشاهِدا عَلَی الخَلقِ ؛ فَبَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ غَیرَ وانٍ ولا مُقَصِّرٍ ، وجاهَدَ فِی اللّهِ أعداءَهُ غَیرَ واهِنٍ ولا مُعَذِّرٍ.إمامُ مَنِ اتَّقی ، وبَصَرُ مَنِ اهتَدی. (2)

5025. عنه علیه السلام فی صِفَةِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله وأهلِ بَیتِهِ : ابتَعَثَهُ بِالنّورِ المُضیءِ ، وَالبُرهانِ الجَلِیِّ ، وَالمِنهاجِ البادی ، وَالکِتابِ الهادی.اُسرَتُهُ خَیرُ اسرَةٍ ، وشَجَرَتُهُ خَیرُ شَجَرَةٍ ، أغصانُها مُعتَدِلَةٌ ، وثِمارُها مُتَهَدِّلَةٌ .مَولِدُهُ بِمَکَّةَ ، وهِجرَتُهُ بِطَیبَةَ .عَلا بِها ذِکرُهُ ، وَامتَدَّ مِنها صَوتُهُ .أرسَلَهُ بِحُجَّةٍ کافِیَةٍ ، ومَوعِظَةٍ شافِیَةٍ ، ودَعوَةٍ مُتَلافِیَةٍ .أظهَرَ بِهِ الشَّرائِعَ المَجهولَةَ ، وقَمَعَ بِهِ البِدَعَ المَدخولَةَ ، وبَیَّنَ بِهِ الأَحکامَ المَفصولَةَ . (3)

3/4 الخَصائِصُ العَمَلِیَّةُ
أ تَطابُقُ القَلبِ وَاللِّسانِ

5026. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل:لَقَد خَلَقتُ خَلقا ألسِنَتُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ ، وقُلوبُهُم أمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ ، فَبی حَلَفتُ لَاُتیحَنَّهُم فِتنَةً تَدَعُ الحَلیمَ مِنهُم حَیرانَ ! فَبی یَغتَرّونَ ؟ ! أم عَلَیَّ

ص:58


1- (1) النوادر للراوندی:ص 143 ح 195 ، [1]بحار الأنوار:ج 100 ص 87 ح 64 ؛ [2] الفردوس:ج 5 ص 137 ح 7741 عن أنس بن مالک نحوه.
2- (2) نهج البلاغة:الخطبة 116 ، [3]بحار الأنوار:ج 18 ص 220 ح 53. [4]
3- (3) نهج البلاغة:الخطبة 161 ، [5]بحار الأنوار:ج 18 ص 222 ح 58. [6]

یَجتَرِئونَ ؟ ! (1)

5027. عنه صلی اللّه علیه و آله: أوحَی اللّهُ إلی بَعضِ أنبِیائِهِ :قُل لِلَّذینَ یَتَفَقَّهونَ لِغَیرِ الدّینِ ، ویَتَعَلَّمونَ لِغَیرِ العَمَلِ ، ویَطلُبونَ الدُّنیا لِغَیرِ الآخِرَةِ ؛ یَلبَسونَ لِلنّاسِ مُسوکَ الکِباشِ وقُلوبُهُم کَقُلوبِ الذِّئابِ ، ألسِنَتُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ ، وأعمالُهُم أمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ:إیّایَ یُخادِعونَ ؟ ! ولَاُتیحَنَّ لَکُم فِتنَةً تَذَرُ الحَکیمَ حَیرانَ (2)! (3)

ب الدَّعوَةُ بِالعَمَلِ قَبلَ اللِّسانِ

5028. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: قالَتِ الحَوارِیّونَ لِعیسی:یا روحَ اللّهِ ، مَن نُجالِسُ ؟ قالَ :مَن یُذَکِّرُکُمُ اللّهَ رُؤیَتُهُ ، ویَزیدُ فی عِلمِکُم مَنطِقُهُ ، ویُرَغِّبُکُم فِی الآخِرَةِ عَمَلُهُ . (4)

5029. المناقب لابن شهرآشوب عن اللّیث بن سعد: إنَّ النَّبِیَّ کانَ یُصَلّی یَوما فی فِئَةٍ وَالحُسَینُ صَغیرٌ بِالقُربِ مِنهُ ، وکانَ النَّبِیُّ إذا سَجَدَ جاءَ الحُسَینُ فَرَکِبَ ظَهرَهُ ، ثُمَّ حَرَّکَ رِجلَیهِ وقالَ :حِل حِل ، وإذا أرادَ رَسولُ اللّهِ أن یَرفَعَ رَأسَهُ أخَذَهُ فَوَضَعَهُ إلی جانِبِهِ ، فَإِذا سَجَدَ عادَ عَلی ظَهرِهِ وقالَ :حِل حِل ، فَلَم یَزَل یَفعَلُ ذلِکَ حَتّی فَرَغَ النَّبِیُّ مِن صَلاتِهِ .فَقالَ یَهودِیٌّ :یا مُحَمَّدُ ، إنَّکُم لَتَفعَلونَ بِالصِّبیانِ شَیئا ما نَفعَلُهُ نَحنُ ! فَقالَ النَّبِیُّ :أمَا لَو کُنتُم تُؤمِنونَ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ لَرَحِمتُمُ الصِّبیانَ .قالَ :فَإِنّی اومِنُ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ .فَأَسلَمَ لَمّا رَأی کَرَمَهُ مِن عِظَمِ قَدرِهِ . (5)

ص:59


1- (1) سنن الترمذی:ج 4 ص 605 ح 2405 عن ابن عمر.
2- (2) فی الطبعة المعتمدة:"حیرانا" ، وهو تصحیف.
3- (3) عدّة الداعی:ص70 ، [1]بحار الأنوار:ج 1 ص 224 ح 15 ؛ [2]جامع بیان العلم:ج 1 ص 189 [3] عن أبی الدرداء نحوه.
4- (4) الکافی:ج 1 ص 39 [4] عن الفضل بن أبی قرّة عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 1 ص 203 ح 18. [5]
5- (5) المناقب لابن شهرآشوب:ج 3 ص 227 ، [6]بحار الأنوار:ج 43 ص 296 ح 57. [7]

ص:60

الفصل الخامس: وسائل التّبلیغ

1/5 الکَلامُ

5030. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ مِنَ البَیانِ سِحرا ، ومِنَ العِلمِ جَهلاً ، ومِنَ الشِّعرِ حِکَما ، ومِنَ القَولِ عِیّا. (1)

2/5 الشِّعر

5031. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ مِنَ البَیانِ لَسِحرا ، وإنَّ مِنَ الشِّعرِ لَحِکَما. (2)

5032. المصنّف لعبد الرزّاق عن کعب بن مالک: أنَّهُ قالَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله:إنَّ اللّهَ عز و جلقَد أنزَلَ فِی الشِّعرِ ما أنزَلَ ، قالَ :إنَّ المُؤمِنَ یُجاهِدُ بِنَفسِهِ ولِسانِهِ ، وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ لَکَأَنَّ ما یَرمونَ بِهِ نَضحُ النَّبلِ . (3)

ص:61


1- (1) الجعفریّات:ص 230 ، [1]بحار الأنوار:ج 1 ص 218 ح 39 ؛ [2] سنن أبی داوود:ج 4 ص 303 ح 5012 عن بریدة وفیه "عیالاً" بدل "عیّا".
2- (2) سنن أبی داوود:ج 2 ص 303 ح 5011 عن ابن عبّاس ؛ الأمالی للصدوق:ص 717 ح 987 عن عبد اللّه بن زهیر ،بحار الأنوار:ج 71 ص 415 ح 36. [3]
3- (3) المصنّف لعبد الرزّاق:ج 11 ص 263 ح 20500 ؛ مجمع البیان:ج 7 ص 326 عن عبد الرحمن بن کعب بن مالک نحوه.

5033. المستدرک علی الصّحیحین عن البراء بن عازب: إنَّ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله اتِیَ فَقیلَ :یا رَسول اللّهِ ، إنَّ أبا سُفیانَ بنَ الحارِثِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ یَهجوکَ ، فَقامَ ابنُ رَواحَةَ فَقالَ :یا رَسول اللّهِ ، ایذَن لی فیهِ .

قالَ :أنتَ الَّذی تَقولُ :ثَبَّتَ اللّهُ ؟ قالَ :نَعَم ، قُلتُ یا رَسول اللّهِ :

فَثَبَّتَ اللّهُ ما أعطاکَ مِن حَسَنٍ تَثبیتَ موسی ونَصرا مِثلَ مانُصِروا

قالَ :وأنتَ یَفعَلُ اللّهُ بِکَ خَیرا مِثلَ ذلِکَ .

قال:ثُمَّ وَثَبَ کَعبٌ فَقالَ :یا رَسول اللّهِ ، ایذَن لی فیهِ .

فَقالَ :أنتَ الَّذی تَقولُ :هَمَّت ؟ قالَ :نَعَم ، قُلتُ یا رَسول اللّهِ :

هَمَّت سَخینَةُ أن تُغالِبَ رَبَّها فَلَیُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ

قالَ :أما انَّ اللّهَ لَم یَنسَ ذلِکَ لَکَ . (1)

3/5 القَلَم
الکتاب

" الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ". 2

" ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ ". 3

الحدیث

5034. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یُؤتی بِصاحِبِ القَلَمِ یَومَ القِیامَةِ فی تابوتٍ مِن نارٍ مُقفَلٍ عَلَیهِ بِأَقفالٍ مِن

ص:62


1- (1) المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 556 ح 606.

نارٍ ، فَیُنظَرُ قَلَمُهُ فیمَ أجراهُ ؛ فَإِن کانَ أجراهُ فی طاعَةِ اللّهِ ورِضوانِهِ فُکَّ عَنهُ التّابوتُ ، وإن کانَ أجراهُ فی مَعصِیَةِ اللّهِ هَوی بِهِ التّابوتُ سَبعین خَریفا. (1)

ص:63


1- (1) المعجم الکبیر:ج 11 ص 150 ح 11450 عن ابن عبّاس.

ص:64

الفصل السّادس: الاستفادة من الأمثال فی التبلیغ

1/6 مَثَلُ الطّریقِ إلَی اللّهِ
الکتاب

" وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ذلِکُمْ وَصّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ ". 1

الحدیث

5035. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ ضَربَ مَثَلاً صِراطا مُستَقیما ، علی کَنَفَیِ الصِّراطِ دارانِ لَهُما أبوابٌ مُفَتّحَةٌ ، علَی الأبوابِ سُتورٌ وداعٍ یَدعو علی رأسِ الصِّراطِ ، وداعٍ یَدعو فَوقَهُ ، واللّهُ یَدعو إلی دارِ السَّلامِ ویِهدی مَن یَشاءُ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ ، والأبوابُ الّتی علی کَنَفَیِ الصِّراطِ حُدودُ اللّهِ ، فلا یَقَع أحَدٌ فی حُدودِ اللّهِ حتّی یُکشَفَ السِّترُ ، والّذی یَدعو مِن فَوقِهِ واعِظُ رَبِّهِ . (1)

5036. عنه صلی اللّه علیه و آله: ضَرَبَ اللّهُ صِراطا مُستَقیما ، وعلی جَنبَتَیِ الصِّراطِ سُورانِ فیهِما أبوابٌ

ص:65


1- (2) سنن الترمذی:ج 5 ص 144 ح 2859 عن النواس بن سهان الطلابی.

مُفَتَّحَةٌ ، وعلَی الأبوابِ سُتورٌ مُرخاةٌ ، وعلی بابِ الصِّراطِ داعٍ یقولُ :یا أیُّها النّاسُ ، ادخُلوا الصِّراطَ جَمیعا ولا تَتَفرَّقوا ، وداعٍ یَدعو مِن فَوقِ الصِّراطِ ، فإذا أرادَ الإنسانُ أن یَفتَحَ شَیئا مِن تِلکَ الأبوابِ قالَ :وَیحَکَ ! لاتَفتَحْهُ ، فإنّکَ إن تَفتَحْهُ تَلِجْهُ ؛ فالصِّراطُ الإسلامُ ، والسُّورانِ حُدودُ اللّهِ ، والأبوابُ المُفَتّحَةُ مَحارِمُ اللّهِ ، وذلکَ الدّاعی علی رأسِ الصِّراطِ کِتابُ اللّهِ ، والدّاعی مِن فَوقُ واعِظُ اللّهِ تعالی فی قَلبِ کُلِّ مُسلِمٍ . (1)

5037. الدرّ المنثور عن ابن مسعود: خَطَّ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله خَطّا بِیَدِهِ ، ثُمّ قالَ :هذا سبیلُ اللّهِ مُستَقیما ، ثُمّ خَطَّ خُطوطا عن یَمینِ ذلکَ الخَطِّ وعن شِمالِهِ ثُمّ قالَ :وهذهِ السُّبُلُ لَیسَ مِنها سَبیلٌ إلّا علَیهِ شَیطانٌ یَدعو إلَیهِ ، ثُمّ قَرأ "وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ..." . (2)

2/6 مَثَلُ النّبیِّ واُمّتِهِ ورسالتِهِ

5038. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلی ومَثَلُکُم کَمَثَلِ رجُلٍ أوقَدَ نارا فَجَعلَ الفَراشُ والجَنادِبُ یَقَعْنَ فیها وهُو یَذُبُّهُنَّ عَنها ، وأنا آخِذٌ بحُجَزِکُم عَنِ النّارِ وأنتُم تَفَلَّتونَ مِن یَدِی. (3)

5039. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّما مَثَلی ومَثَلُکُم مَثَلُ قَومٍ خافُوا عَدُوّا یأتیهِم فبَعَثوا رجُلاً یَتراءی لَهُم ، فبَینَما هُم کذلکَ أبصَرَ العَدُوَّ فأقبَلَ لِیُنذِرَهُم وخَشِیَ لِیُدرِکَهُم العَدُوُّ (4)قَبلَ أن یُنذِرَ قَومَهُ فأهوی بثَوبِهِ ، أیُّها النّاسُ ، اتِیتُم ثلاثَ مرّاتٍ . (5)

ص:66


1- (1) الدرّ المنثور:ج 1 ص 39 [1] عن النواس بن سمعان.
2- (2) الدرّ المنثور:ج 3 ص 385. [2]
3- (3) کنز العمّال:ج 11 ص 410 ح 31920 عن جابر.
4- (4) کذا ، وفی المنتخب:"وخشی أن یدرکه العدوّ".(کما فی هامش المصدر).
5- (5) کنز العمّال:ج 1 ص 205 ح 1022 عن عبد اللّه بن یزید.

5040. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلی ومَثَلُ ما بَعَثَنی اللّهُ بهِ کمَثَلِ رجُلٍ أتی قَوما فقالَ :یاقَومُ ، إنّی رأیتُ الجَیشَ بعَینی ، وإنّی أنا النَّذیرُ العُریانُ ، فالنَّجاءَ النَّجاءَ! فأطاعَتهُ طائفَةٌ مِن قَومٍ ، فأدلَجوا وانطَلَقوا علی مَهلِهِم فنَجَوا ، وکَذّبَتهُ طائفَةٌ مِنهُم فأصبَحوا مکانَهُم، فصَبَّحَهُمُ الجَیشُ فأهلَکَهُم واجتاحَهُم ، فذلکَ مَثَلُ مَن أطاعَنی واتَّبَعَ ماجِئتُ بهِ ، ومَثَلُ مَن عَصانی وکَذّبَ بما جِئتُ بهِ مِن الحقِّ . (1)

5041. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّما مَثَلی ومَثَلُکُم ومَثَلُ الأنبیاءِ کمَثَلِ قَومٍ سَلَکوا مَفازَةً غَبَراءَ ، لا یَدرونَ :ما قَطَعوا مِنها أکثَرُ أم ما بَقِیَ ، فحَسَرَ ظُهورُهُم ونَفِدَ زادُهُم وسَقَطوا بَینَ ظَهْرانَیِ المَفازَةِ فأیقَنوا بالهَلَکَةِ ، فبَینَما هُم کذلکَ إذ خَرَجَ علَیهِم رجُلٌ فی حُلّةٍ یَقطُرُ رأسُهُ ، فقالوا:إنّ هذا لَحَدیثُ عَهدٍ بالرِّیفِ ، فانتَهی إلَیهِم فقالَ :مالَکُم یا هؤلاءِ ؟ قالوا:ما تَری ؟! حَسَرَ ظَهرُنا ونَفِدَ زادُنا وسَقَطنا بَینَ ظَهرانَیِ المَفازَةِ ، ولانَدری ما قَطَعنا مِنهُ أکثَرُ أم ما بَقِیَ علَینا ؟ قالَ :ماتَجعَلونَ لِی إنْ أورَدتُکُم ماءً رِوَیً وریاضا خُضرا؟ قالوا:نَجعَلُ لَک حُکمَکَ ...

فأورَدَهُم ریاضا خُضرا وماءً رِوَیً ، فمَکَثَ یَسیرا فقالَ :هَلِمُّوا إلی ریاضٍ أعشَبَ مِن ریاضِکُم ، وماءٍ أروی مِن مائکُم ، فقالَ جُلُّ القَومِ :ما قَدَرنا علی هذا حتّی کِدْنا ألّا نَقدِرَ علَیهِ ! وقالَت طائفَةٌ مِنهُم:ألَستُم قَد جَعَلتُم لهذا الرّجُلِ عُهودَکُم ومَواثیقَکُم أن لا تَعصُوهُ وقَد صَدَقَکُم فی أوَّلِ حَدیثِهِ ، وآخِرُ حَدیثِهِ مِثلُ أوَّلِهِ ؟! فَراحَ وراحُوا مَعهُ ، فأورَدَهُم ریاضا خُضرا وماءً رِویً ، وأتی الآخَرینَ العَدُوُّ مِن تَحتِ لَیلَتِهِم، فأصبَحوا ما بینَ قَتیلٍ وأسیرٍ. (2)

ص:67


1- (1) کنز العمّال:ج 1 ص 180 ح 914 عن أبی موسی.
2- (2) کنز العمّال:ج 1 ص 201 ح 1015 عن الحسن.
3/6 مَثَلُ النّبیِّ والسّاعةِ

5042. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلی ومَثَلُ السّاعةِ کَفَرسَی رِهانٍ ، مَثَلی ومَثَلُ السّاعةِ کمَثَلِ رجُلٍ بَعثَهُ قَومُهُ طَلیعَةً ، فلَمّا خَشِیَ أن یُسبَقَ ألاحَ بثَوبِهِ :اُتیتُم اتیتُم ! أنا ذاکَ أنا ذاکَ ! (1)

4/6 مَثَلُ القُرآنِ

5043. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ القُرآنِ ومَثَلُ النّاسِ کمَثَلِ الأرْضِ والغَیثِ ،بَینَما الأرضُ مَیّتَةٌ هامِدَةٌ إذ أرسَلَ اللّهُ علَیها الغَیثَ فاهتَزّت ، ثُمّ یُرسِلُ الوابِلَ فتَهتَزُّ وتَربُو ، ثُمّ لایَزالَ یُرسِلُ الأودِیَةَ حتّی تَبذُرَ وَتَنبُتَ ویَزهُوَ نَباتُها ، ویُخرِجَ اللّهُ ما فیها مِن زِینَتِها ومَعایِشِ النّاسِ والبَهائمِ ، وکذلکَ فِعلُ هذا القُرآنِ بالنّاسِ . (2)

5044. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ ما بَعثَنی اللّهُ بهِ مِن الهُدی والعِلمِ کمَثَلِ الغَیثِ الکثیرِ أصابَ أرضا فکانَ مِنها نَقِیَّةٌ قَبِلَتِ الماءَ وأنبَتَتِ الکَلَأَ والعُشبَ الکثیرَ ، وکانت مِنها أجادِبُ أمسَکَتِ الماءَ ، فنَفَعَ اللّهُ بها النّاسَ فشَرِبوا مِنها وسَقَوا ورَعَوا.وأصابَ طائفَةً مِنها اخری ، إنّما هِی قِیعانٌ لاتُمسِکُ ماءً ولا تُنبِتُ کَلَأً ، فذلکَ مَثَلُ مَن فَقِهَ فی دِینِ اللّهِ وَنَفعَهُ ما بَعَثَنی اللّهُ بهِ فعَلِمَ وعَلَّمَ ، ومَثَلُ مَن لَم یَرفَعْ بذلکَ رأسا ولَم یَقبَلْ هُدی اللّهِ الّذی ارسِلتُ بهِ . (3)

ص:68


1- (1) کنز العمّال:ج 14 ص 191 ح 38332 نقلاً عن المعجم الکبیر عن الضحّاک بن زمل.
2- (2) کنز العمّال:ج 1 ص 548 ح 2457 نقلاً عن أبی نعیم والدیلمی عن أبی سعید.
3- (3) کنز العمّال:ج 1 ص 177 ح 897 عن أبی موسی.
5/6 مَثَلُ امّةِ النّبیِّ صلی اللّه علیه و آله
الکتاب

" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ الَّذِینَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَی الْکُفّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ تَراهُمْ رُکَّعاً سُجَّداً یَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّهِ وَ رِضْواناً سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِکَ مَثَلُهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِی الْإِنْجِیلِ کَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوی عَلی سُوقِهِ یُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ الْکُفّارَ وَعَدَ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِیماً ". 1

الحدیث

5045. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ امّتی کالمَطَرِ ؛ یَجعَلُ اللّهُ تعالی فی أوّلِهِ خَیرا ، وفی آخِرِهِ خَیرا. (1)

5046. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ امّتی مَثَلُ المَطَرِ ؛ لا یُدری أوّلُهُ خَیرٌ أم آخِرُهُ . (2)

5047. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّما مَثَلُ هذهِ الاُمّةِ کمَثَلِ الغَیثِ ؛ لایُدری أوّلُهُ خَیرٌ أم آخِرُهُ ، وبَینَ ذلکَ نَهجٌ أعوَجُ لَستُ مِنهُ ولَیسَ مِنّی. (3)

5048. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُکُم أیّتُها الاُمّةُ کمَثَلِ عَسکَرٍ قَد سارَ أوّلُهُم ونُودِیَ بالرَّحیلِ ، فما أسرَعَ ما یَلحَقُ آخِرُهُم بأوّلِهِم ! واللّهِ ، لا الدُّنیا فی الآخِرَةِ إلّا کنَفَحَةِ أرْنَبٍ ، الحَدَّ الحَدَّ عِبادَ اللّهِ ! واستَعینوا باللّهِ ربِّکُم. (4)

5049. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّما مَثَلُ هذهِ الاُمّةِ مَثَلُ حَدیقَةٍ أطعَمَ مِنها فَوجا عاما ثُمّ فَوْجا عاما ، فلَعلَّ آخِرَها فَوجا أنْ یکونَ أثبَتَها أصلاً وأحسَنَها فَرعا وأحلاها جَنیً ، وأکثَرَها خَیرا

ص:69


1- (2) کنز العمّال:ج 12 ص 181 ح 34569 نقلاً عن المعجم الکبیر عن عمّار.
2- (3) سنن الترمذی:ج 5 ص 152 ح 2869 عن ثابت البنانی.
3- (4) کنز العمّال:ج 16 ص 196 ح 44216 عن یحیی بن عبداللّه بن الحسن عن أبیه.
4- (5) کنز العمّال:ج 15 ص 797 ح 43163 نقلاً عن الدیلمی عن عمر.

وأوسَعَها عَدلاً وأطوَلَها مُلکا. (1)

5050. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ امّتی کحَدیقَةٍ قامَ علَیها صاحِبُها ، فاحتَدَرَ رَواکِیَها وهَیّأَ مَساکِنَها وحَلَقَ سَعَفَها ، فأطْعَمَ عاما فَوجا وعاما فَوجا ، فلَعلَّ آخِرَهُما طَعما أن یکونَ أجوَدَهُما قِنوانا وأطوَلَهُما شِمراخا.والّذی بَعَثَنی بالحَقِّ ! لَیَجِدَنَّ عیسَی بنُ مَریمَ فی امّتی خَلَفا مِن حَوارِیهِ . (2)

6/6 المَثَلُ الأعلی

5051. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: نَحنُ کَلِمَةُ التَّقوی، وسَبیلُ الهُدی ، والمَثَلُ الأعلی ، والحُجَّةُ العُظمی ، والعُروَةُ الوُثقی. (3)

5052. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام: یا علیُّ ، أنتَ حُجَّةُ اللّهِ ، وأنتَ بابُ اللّهِ ، وأنتَ الطَّریقُ إلَی اللّهِ ، وأنتَ النَّبَأُ العَظیمُ ، وأنتَ الصِّراطُ المُستَقیمُ ، وأنتَ المَثَلُ الأعلی. (4)

7/6 مَثَلُ المؤمنِ

5053. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ کمَثَلِ العَطّارِ ؛ إن جالَستَهُ نَفَعَکَ ، وإن ماشَیتَهُ نَفَعَکَ ، وإن شارَکتَهُ نَفَعَکَ . (5)

ص:70


1- (1) کنز العمّال:ج 16 ص 196 ح 44216 نقلاً عن وکیع عن عبداللّه بن الحسن عن الإمام علیّ علیه السلام.
2- (2) کنز العمّال:ج 12 ص 181 ح 34570 نقلاً عن أبی نعیم عن عبدالرحمن بن سمره.
3- (3) الخصال:ص 432 ح 14 عن ابن عبّاس.
4- (4) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 6 ح 13 [1] عن یاسر الخادم عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 36 ص 4 ح 11. [2]
5- (5) کنز العمّال:ج 1 ص 147 ح 726 نقلاً عن المعجم الکبیر عن ابن عمر.

5054. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ النَّخلَةِ ؛ ما أخَذتَ مِنها مِن شَیءٍ نَفعَکَ . (1)

5055. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الرّجُلِ المسلمِ مَثَلُ شَجَرَةٍ خَضراءَ لا یَسقُطُ وَرَقُها ولایَتَحاتُّ ؛ وهِی النَّخلَةُ . (2)

5056. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ السُّنبُلَةِ ، تَمیلُ أحیانا وتَقومُ أحیانا. (3)

5057. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ السُّنبُلَةِ ؛ تَستَقیمُ مَرّةً وتَحمَرُّ مَرّةً .ومَثَلُ الکافرِ مَثَلُ الأرْزَةِ ؛ لا تَزالُ مُستَقیمَةً حتّی تَخِرَّ ولا تَشعُرَ. (4)

5058. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ الخامَةِ ؛ تَحمَرُّ مَرّةً وتَصفَرُّ اخری ، والکافرُ کالأرْزَةِ . (5)

5059. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ کمَثَلِ خامَةِ الزَّرعِ ؛ مِن حَیثُ أتَتها الرِّیحُ کَفَأتها، فإذا سَکَنَتِ اعتَدَلَت ، وکذلکَ المؤمنُ یُکفَأُ بالبَلاءِ.ومَثَلُ الفاجِرِ کالأرْزَةِ صَمّاءُ مُعتَدِلَةٌ ، حتّی یَقصِمَها اللّهُ إذا شاءَ. (6)

5060. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ کمَثَلِ الزَّرعِ ، لا تَزالُ الرِّیاحُ تَفیؤهُ ، ولا یَزالُ المؤمنُ یُصیبُهُ بَلاءٌ ، ومَثَلُ المنافِقِ مَثَلُ الشَّجَرَةِ الأرْزِ، لا تَهتَزُّ حتّی تُستَحصَدَ. (7)

5061. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ کمَثَلِ النَّحلَةِ ؛ إن أکَلَتْ أکَلَت طَیِّبا ، وإن وَضَعَت وَضَعت طَیِّبا ، وإن وَقَعت علی عُودٍ نَخِرٍ لَم تَکسِرْهُ . (8)

ص:71


1- (1) کنز العمّال:ج 1 ص 147 ح 727 نقلاً عن المعجم الکبیر عن ابن عمر.
2- (2) کنز العمّال:ج 1 ص 158 ح 791 عن ابن عمر.
3- (3) کنز العمّال:ج 1 ص 147 ح 730 نقلاً عن أنس.
4- (4) کنز العمّال:ج 1 ص 148 ح 732 نقلاً عن مسند ابن حنبل [1]عن جابر.
5- (5) کنز العمّال:ج 1 ص 148 ح 731 نقلاً عن مسند ابن حنبل [2]عن ابیّ .
6- (6) کنز العمّال:ج 1 ص 148 ح 733 نقلاً عن أبی هریرة.
7- (7) سنن الترمذی:ج 5 ص 150 ح 2866 عن أبی هریرة.
8- (8) کنز العمّال:ج 1 ص 148 ح 735 عن ابن عمرو.

5062. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ سَبیکَةِ الذَّهَبِ ؛ إن نَفَختَ علَیها احمَرَّت ، وإن وُزِنَت لَم تَنقُصْ . (1)

5063. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ کالبَیتِ الخَرِبِ فی الظّاهِرِ ، فإذا دَخَلتَهُ وجَدتَهُ مُؤنَّقا.ومَثَلُ الفاجِرِ کمَثَلِ القَبرِ المُشرِفِ المُجَصَّصِ یُعجِبُ مَن رآهُ وجَوفُهُ مُمتَلئٌ نَتْنا. (2)

5064. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ ومَثَلُ الإیمانِ کمَثَلِ الفَرَسِ فی أخِیَّتِهِ یَجولُ ثُمّ یَرجِعُ إلی أخِیَّتِهِ ، وإنّ المؤمِنَ یَسهو ثُمّ یَرجِعُ . (3)

8/6 مَثَلُ المُنافقِ
الکتاب

" مَثَلُهُمْ کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَ تَرَکَهُمْ فِی ظُلُماتٍ لا یُبْصِرُونَ ". 4

"أَوْ کَصَیِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِیهِ ظُلُماتٌ وَ رَعْدٌ وَ بَرْقٌ یَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِی آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَ اللّهُ مُحِیطٌ بِالْکافِرِینَ ". 5

"مُذَبْذَبِینَ بَیْنَ ذلِکَ لا إِلی هؤُلاءِ وَ لا إِلی هؤُلاءِ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِیلاً". 6

الحدیث

5065. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ والمُنافِقِ والکافِرِ کمَثَلِ رَهطٍ ثَلاثةٍ وَقَعوا إلی نَهرٍ ، فوَقَعَ

ص:72


1- (1) کنز العمّال:ج 1 ص 148 ح 735 عن ابن عمرو.
2- (2) کنز العمّال:ج 1 ص 149 ح 736 و 827 نحوه وکلاهما عن أبی هریرة.
3- (3) صحیح ابن حبّان:ج 2 ص 381 عن أبی سعید الخدری.

المؤمنُ فقَطعَ ، ثُمّ وَقَعَ المُنافِقُ حتّی إذا کادَ أن یَصِلَ إلَی المؤمنِ ناداهُ الکافِرُ أنْ هَلُمَّ إلَیَّ فإنِّی أخشی علَیکَ ، وناداهُ المؤمنُ أنْ هَلُمَّ إلَیّ فإنّ عِندی وعِندی یحظی لَهُ ماعِندَهُ .فما زالَ المُنافقُ یَتَردّدُ بَینَهُما حتّی أتی عَلیهِ أذیً فغَرّقَهُ ، وإنّ المُنافقَ لَم یَزَلْ فی شَکٍّ وشُبهَةٍ حتّی أتی علَیهِ المَوتُ وهُو کَذلکَ . (1)

5066. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المُنافقِ کمَثَلِ الشّاةِ العائرَةِ بَینَ الغَنَمَینِ ، تَعِیرُ إلی هذهِ مَرّةً وإلی هذهِ مَرّةً لا تَدری أَیُّهما تَتبَعُ . (2)

5067. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المُنافقِ مَثَلُ جِذعِ النَّخلِ ؛ أرادَ صاحِبُهُ أن یَنتَفِعَ بهِ فی بَعضِ بِنائهِ فلَم یَستَقِمْ لَهُ فی المَوضِعِ الّذی أرادَ ، فحَوّلَهُ فی مَوضِعٍ آخَرَ فلَم یَستَقِمْ لَهُ ، فکانَ آخِرُ ذلکَ أنْ أحرَقَهُ بالنّارِ. (3)

9/6 مَثَلٌ لِلَّذینَ آمَنوا
الکتاب

" وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً لِلَّذِینَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِی مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ ". 4

الحدیث

5068. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ نِساءِ أهلِ الجَنّةِ :خَدیجَةُ بِنتُ خُوَیلِدٍ ، وفاطِمَةُ بِنتُ مُحمّدٍ صلی اللّه علیه و آله ، ومَریَمُ بِنتُ عِمرانَ ، وآسِیَةُ بِنتُ مُزاحِمٍ امرأةُ فِرعَونَ .... (4)

ص:73


1- (1) کنز العمّال:ج 1 ص 172 ح 869 نقلاً عن ابن جریر.
2- (2) کنز العمّال:ج 1 ص 169 ح 852 عن ابن عمر.
3- (3) الکافی:ج 2 ص 396 ح 5 [1] عن سعید بن یسار عن الإمام الصادق علیه السلام.
4- (5) المعجم الکبیر:ج 11 ص 266 عن ابن عبّاس.
10/6 مَثَلُ المؤمنِ وأخیهِ

5069. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِ وأخیهِ کمَثَلِ الکَفَّینِ تُنَقّی أحَدُهُما (1)الاُخْری. (2)

5070. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المؤمنِینَ فی تَوادِّهِم وتَراحُمِهِم وتَعاطُفِهِم مَثَلُ الجَسَدِ ؛ إذا اشتَکی مِنهُ عُضوٌ تَداعی لَهُ سائرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمّی. (3)

5071. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ مؤمنٍ لا یَرعی حُقوقَ إخوانِهِ المؤمِنینَ کمَثَلِ مَن حَواسُّهُ کُلُّها صَحیحَةٌ ، فهُوَ لا یَتأمَّلُ بعَقلِهِ ، ولایُبصِرُ بعَینِهِ ، ولا یَسمَعُ باُذُنِهِ ، ولا یُعَبِّرُ بلِسانِهِ عَن حاجَتِهِ ، ولایَدفَعُ المَکارِهَ عَن نَفْسِهِ بالإدلاءِ بحُجَجِهِ ، ولا یَبطِشُ لشَیءٍ بیَدَیهِ ، ولا یَنهَضُ إلی شَیءٍ برِجْلَیهِ ، فذلکَ قِطعَةُ لَحمٍ قد فاتَتهُ المَنافِعُ ، وصارَ غَرَضا لکُلِّ المَکارِهِ ، فکذلکَ المؤمنُ إذا جَهِلَ حُقوقَ إخوانِهِ فاتَهُ ثَوابُ حُقوقِهِم ، فکانَ کالعَطشانِ بحَضرَةِ الماءِ الباردِ فلَم یَشرَبْ حتّی طَفی...فإذا هُو سَلیبُ کُلِّ نِعمَةٍ ، مُبتلیً بکُلِّ آفَةٍ . (4)

11/6 مَثَلُ القائمِ علی حُدودِ اللّهِ والمُداهِنِ فیها

5072. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ القائمِ علی حُدودِ اللّهِ والمُداهِنِ فیها کمَثَلِ قَومٍ استَهَموا علی سَفینَةٍ فی البَحرِ ، فأصابَ بَعضُهُم أعلاها وأصابَ بَعضُهُم أسْفَلَها ، فکانَ الّذینَ فی أسفَلِها إذا استَقَوا مِن الماءِ مَرُّوا علی مَن فَوقَهُم ، فقالَ الّذینَ فی أعلاها:لانَدَعُهُم یَصعَدونَ فیُؤذونا ، فقالوا:لو أنّا خَرَقنا فی نَصیبِنا خَرقا ولَم نُؤذِ مَن فَوقَنا! فإن یَترُکوهُم وما

ص:74


1- (1) کذا فی المصدر ، والصحیح:"إحداهما".
2- (2) کنز العمّال:ج 1 ص 154 ح 765 نقلاً عن ابن شاهین عن أنس.
3- (3) کنز العمّال:ج 1 ص 149 ح 737 عن النعمان بن بشیر.
4- (4) التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 320 ح 162، [1]بحارالأنوار:ج 74 ص 229 ح 35. [2]

أرادُوا هَلَکوا جَمیعا ، وإن أخَذوا علی أیدیهِم نَجَوا ونَجَوا جَمیعا. (1)

5073. عنه صلی اللّه علیه و آله: مُدهِنٌ فی حُدودِ اللّهِ والرّاکِبُ حُدودَ اللّهِ عز و جلوالآمِرُ بها والنّاهی عَنها کمَثَلِ قَومٍ استَهَموا علی سَفینَةٍ مِن سُفُنِ البَحرِ ، فأصابَ بعضُهُم مُؤخَّرَ السَّفینَةِ وأبعَدَها عنِ المِرفَقِ وکانوا سُفَهاءَ ، فکانوا إذا أتَوا علی رِحالِ القَومِ آذَوهُم ، فقالوا:نَحنُ أقرَبُ أهلِ السَّفینَةِ مِن المِرفَقِ وأبعَدُها مِن الماءِ ، وبَینَنا وبَینَ المِرفَقِ أن نَخرِقَ السّفینَةِ ثُمّ نَسُدَّهُ إذا استَقَینا مِنهُ ، فقالَ ضُرَباؤهُ مِن السُّفَهاءِ:فادخُلْ ، فدَخَلَ فأهوی إلی فاسٍ یَضرِبُ بهِ عَرضَ السَّفینَةِ ، فأشرَفَ علَیهِ رجُلٌ مِنهُم ونَشَدَهُ :ما تَصنعُ ؟ ! قالَ :نَحنُ أقرَبُکُم إلی المِرفَقِ وأبعَدُکُم مِنهُ ، أخرِقُ دَفَّ هذهِ السَّفینَةِ ، فإذا استَقَینا سَدَدناهُ ، قالَ :لاتَفعَلْ ؛ فإنّکَ إذا تَهلِکُ ونَهلِکُ . (2)

12/6 مَثَلُ قارئِ القرآنِ

5074. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الفاجِرِ الّذی یَقرأُ القُرآنَ کمَثَلِ الرَّیحانَةِ ؛ رِیحُها طَیِّبٌ وطَعمُها مُرٌّ.ومَثَلُ الفاجِرِ الّذی لا یَقرأُ القُرآنَ کمَثَلِ الحَنظَلَةِ ؛ طَعمُها مُرٌّ ولا رِیحَ لَها. (3)

5075. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المُنافقِ الّذی یَقرَأُ القُرآنَ کمَثَلِ الرَّیحانَةِ ؛ ریحُها طَیِّبٌ وطَعمُها مُرٌّ.ومَثَلُ المُنافقِ الّذی لا یَقرَأُ القُرآنَ کمَثَلِ الحَنظَلَةِ ؛ رِیحُها مُرٌّ وطَعمُها مُرٌّ. (4)

5076. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الّذی یَقرَأُ القُرآنَ ولا یُحسِنُ الفَرائضَ کالبُرنُسِ لا رأسَ لَهُ . (5)

ص:75


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 69 ح 5533 عن النعمان بن بشیر.
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 81 ح 5597 نقلاً عن المعجم الکبیر عن النعمان بن بشر.
3- (3) کنز العمّال:ج 1 ص 521 ح 2337 عن أنس.
4- (4) سنن الترمذی:ج 5 ص 150 ح 2865 عن أبی موسی الأشعری.
5- (5) کنز العمّال:ج 10 ص 178 ح 28929 نقلاً عن الدیلمی عن أبی موسی.

5077. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الّذی یَقرَأُ القُرآنَ ولا یَفرُضُ مَثَلُ الّذی لَیسَ لَهُ رأسٌ . (1)

5078. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ مَثَلَ القُرآنِ لِمَن تَعلّمَ فقَرأهُ وقامَ بهِ کمَثَلِ جِرابٍ مَحشُوٍّ مِسکا یَفوحُ رِیحُهُ فی کلِّ مکانٍ ، ومَثَلُ مَن تَعلّمَهُ فیَرقُدُ وهُو فی جَوفِهِ کمَثَلِ جِرابٍ اوکِیَ علی مِسکٍ . (2)

13/6 مَثَلُ حافظِ القرآنِ

5079. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ مَثَلَ صاحِبِ القُرآنِ کمَثَلِ صاحِبِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ ؛ إن عاهَدَ علَیها أمسَکَها ، وإن أَطلَقَها ذَهبَت. (3)

5080. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ القُرآنِ کمَثَلِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ ؛ إن تَعاهَدَ صاحِبُها عُقُلَها أمسَکَها ، وإن أغفَلَها ذَهبَت.وإذا قامَ صاحِبُ القُرآنِ یَقرَؤهُ آناءَ اللّیلِ وآناءَ النّهارِ ذَکرَهُ ، وإن لَم یَقُمْ بهِ نُسِّیَهُ . (4)

14/6 مَثَلُ المجاهدِ

5081. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المُجاهِدِ فی سبیلِ اللّهِ واللّهُ أعلَمُ بمَن یُجاهِدُ فی سبیلِهِ کمَثَلِ الصّائمِ القائمِ الدّائمِ الذی لایَفتُرُ مِن صیامٍ ولا صَدَقَةٍ حتّی یَرجِعَ ، وتَوَکَّلَ اللّهُ تعالی للمُجاهِدِ فی سبیلِهِ إن تَوَفّاهُ أن یُدخِلَهُ الجَنّةَ أو یُرجِعَهُ سالِما مَعَ أجْرٍ أو غَنیمَةٍ . (5)

5082. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ المُجاهِدِ فی سبیلِ اللّهِ مَثَلُ الصّائمِ نَهارَهُ القائمِ لَیلَهُ حتّی یَرجِعَ

ص:76


1- (1) کنز العمّال:ج 10 ص 179 ح 28931 عن أبی هریرة.
2- (2) کنز العمّال:ج 1 ص 511 ح 2269 عن أبی هریرة.
3- (3) کنز العمّال:ج 1 ص 603 ح 2754 عن ابن عمر.
4- (4) کنز العمّال:ج 1 ص 618 ح 2855 نقلاً عن الرامهرمزی عن ابن عمر.
5- (5) کنز العمّال:ج 4 ص 305 ح 10626 عن أبی هریرة.

متی یَرجِعُ . (1)

15/6 مَثَلُ الّذی یغزو ویأخذُ الجُعلَ

5083. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الّذینَ یَغْزُونَ مِن امّتی ویَأخُذُونَ الجُعلَ یَتَقوّونَ علی عَدُوِّهِم مَثَلُ امِّ موسی ؛ تُرضِعُ وَلَدَها وتَأخُذُ أجرَها. (2)

16/6 مَثَلُ الصّلواتِ الخمسِ

5084. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الصّلواتِ الخَمسِ کمَثَلِ نَهرِ جارٍ عَذبٍ علی بابِ أحَدِکُم یَغتَسِلُ فیهِ کُلَّ یَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ ، فما یُبْقی ذلکَ مِن الدَّنَسِ . (3)

17/6 مَثَلُ الجلیسِ

5085. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الجَلیسِ الصّالحِ والجَلیسِ السُّوءِ مَثَلُ صاحِبِ المِسکِ وکِیرِ الحَدّادِ ، لا یَعدَمُکَ مِن صاحِبِ المِسکِ إمّا تَشتَریهِ أو تَجِدُ رِیحَهُ ، وکِیرُ الحَدّادِ یُحرِقُ بَیتَکَ أو ثَوبَکَ أو تَجِدُ مِنهُ رِیحا خَبیثَةً . (4)

5086. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الجَلیسِ الصّالحِ مَثَلُ العَطّارِ ؛ إن لَم یُعطِکَ مِن عِطرِهِ أصابَکَ مِن رِیحِهِ ، ومَثَلُ الجَلیسِ السُّوءِ مَثَلُ القَینِ ؛ إن لَم یُحرِقْ ثَوبَکَ أصابَکَ مِن رِیحِهِ . (5)

ص:77


1- (1) کنز العمّال:ج 4 ص 311 ح 10650 عن النعمان بن بشیر.
2- (2) کنز العمّال:ج 4 ص 336 ح 10779 عن جبیر بن نفیر.
3- (3) کنز العمّال:ج 7 ص 291 ح 18931 نقلاً عن مسند ابن حنبل [1]عن جابر.
4- (4) کنز العمّال:ج 9 ص 9 ح 24675 نقلاً عن صحیح البخاری عن أبی موسی.
5- (5) کنز العمّال:ج 9 ص 22 ح 24736 عن أنس.
18/6 مَثَلُ المُنفِقِ فی سبیلِ اللّهِ
الکتاب

" مَثَلُ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ کَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِی کُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَ اللّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ ". 1

"وَ مَثَلُ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ تَثْبِیتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ کَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُکُلَها ضِعْفَیْنِ فَإِنْ لَمْ یُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ". 2

الحدیث

5087. صحیح مسلم عن أبی هریرة عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ البَخیلِ والمُتَصَدِّقِ مَثَلُ رجُلَینِ علَیهِما جُنّتانِ مِن حَدیدٍ ؛ إذا هَمَّ المُتَصدِّقُ بصَدَقَةٍ اتّسَعَت علَیهِ حتّی تُعَفِّی أثَرَهُ ، وإذا هَمَّ البَخیلُ بصَدَقَةٍ تَقلّصَت علَیهِ ، وانضَمّت یَداهُ إلی تَراقیهِ ، وانقَبَضت کُلُّ حَلقَةٍ إلی صاحِبَتِها قالَ فسَمِعتُ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یقولُ :فیَجهَدُ أن یُوَسِّعَها فلا یَستَطیعُ . (1)

19/6 مَثَلُ الّذی یَتصدّقُ من الحرامِ

5088. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الّذی یُصیبُ المالَ مِن الحَرامِ ثُمّ یَتَصدَّقُ بهِ لَم یُتَقَبَّلْ مِنهُ إلّا کما یَتَقَبَّلُ مِن الزّانِیَةِ الّتی تَزْنی ثُمَّ تَصَدّقُ بهِ علَی المَرضی. (2)

ص:78


1- (3) صحیح مسلم:ج 2 ص 709 ح 77.
2- (4) تاریخ أصبهان:ج 2 ص 216 الرقم 1499 [1] عن الإمام الحسین علیه السلام.
20/6 مَثَلُ الحسنةِ بعدَ السَّیّئةِ

5089. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الّذی یَعمَلُ السَّیّئاتِ ثُمّ یَعمَلُ الحَسَناتِ کمَثَلِ رجُلٍ علَیهِ دِرعٌ ضَیِّقَةٌ قد خَنَقتهُ ، فکُلّما عَمِلَ حَسَنةً انتَقَضَت حَلقَةٌ ثُمّ اخری حتّی یَخرُجَ إلَی الأرضِ . (1)

21/6 مَثَلُ العُلَماءِ

5090. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ مَثَلَ العُلَماءِ کمَثَلِ النُّجومِ فی السّماءِ یُهتَدی بِها فی ظُلُماتِ البَرِّ والبَحرِ ، فإذا انطَمَسَتِ النُّجومُ أوشَکَ أن تَضِلَّ الهُداةُ . (2)

5091. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ مَثَلَ العُلَماءِ فی الأرضِ کمَثَلِ النُّجومِ فی السَّماءِ یُهتَدی بِها فی ظُلُمات البَرِّ والبَحرِ ، فإذا طُمِسَت أوشَکَ أن تَضِلَّ الهُداةُ . (3)

5092. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ النُّجومَ فی السَّماءِ أمانٌ مِن الغَرَقِ ، وأن أهلُ بَیتی أمانٌ لاُمّتی مِن الضَّلالَةِ فی أدیانِهِم. (4)

22/6 مَثَلُ العالِمِ بلا عملٍ
الکتاب

" مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوها کَمَثَلِ الْحِمارِ یَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ

ص:79


1- (1) کنز العمال:ج 4 ص 243 ح 10355 عن عاقبة بن عامر.
2- (2) کنز العمال:ج 10 ص 151 ح 28769 نقلا عن مسند ابن حنبل [1]عن أنس.
3- (3) منیة المرید:ص 104 ، [2]بحار الأنوار:ج 2 ص 25 ح 85. [3]
4- (4) التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 546 ح 326 [4]عن الإمام علی علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 23 ص 123 ح 47. [5]

کَذَّبُوا بِآیاتِ اللّهِ وَ اللّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمِینَ ". 1

الحدیث

5093. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ العالِمِ الّذی یُعَلِّمُ النّاسَ الخَیرَ ویَنسی نَفسَهُ مَثَلُ الفَتیلَةِ ؛ تُضیءُ للنّاسِ وتُحرِقُ نَفسَها. (1)

5094. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الّذی یُعلِّمُ الخَیرَ ولا یَعمَلُ بهِ مَثَلُ السِّراجِ ؛ یُضیءُ للنّاسِ ویُحرِقُ نَفسَهُ . (2)

23/6 مَثَلُ العالِمِ الّذی لا یُحدِّثُ بعلمهِ

5095. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الّذی یَتَعلّمُ العِلمَ ثُمّ لا یُحدِّثُ بهِ کمَثَلِ الّذی یَکنِزُ الکَنزَ فلا یُنفِقُ مِنهُ . (3)

24/6 مَثَلُ العابدِ الّذی لایَتفقَّهُ

5096. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ العابِدِ الّذی لا یَتَفقَّهُ کمَثَلِ الّذی یَبنی باللّیلِ ویَهدِمُ بالنَّهارِ. (4)

25/6 مَثَلُ الّذی یَتعلّمُ فی صِغَرِهِ

5097. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الّذی یَتَعلَّمُ فی صِغَرِهِ کالنَّقشِ فی الحَجَرِ ، ومَثَلُ الّذی یَتَعلَّمُ فی

ص:80


1- (2) کنز العمّال:ج 10 ص 186 ح 28975 نقلاً عن المعجم الکبیر عن ابن برزة.
2- (3) بحار الأنوار:ج 2 ص 38 ح 56 [1] نقلاً عن عدّة الداعی.
3- (4) کنز العمّال:ج 10 ص 19 ح 28995 عن أبی هریرة.
4- (5) کنز العمّال:ج 10 ص 179 ح 28930 عن عائشة.

کِبَرِهِ کالّذی یَکتُبُ علَی الماءِ. (1)

26/6 مَثَلُ الّذی لا یُحدِّثُ إلّا بِشَرٍّ

5098. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الّذی یَجلِسُ یَسمَعُ الحِکمَةَ ولا یُحَدِّثُ عن صاحِبِهِ إلّا بِشَرِّ ما یَسمَعُ ، کمَثَلِ رجُلٍ أتی راعِیا فقالَ :یا راعی ، أجزِرْنی شاةً مِن غَنَمِکَ .قالَ :اِذهَبْ فخُذْ باُذُنِ خَیرِها شاةً ، فذَهبَ فأخَذَ باُذُنِ کَلبِ الغَنَمِ ! (2)

27/6 مَثَلُ الّذی یَعودُ فی عَطیّتهِ

5099. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ مَثَلَ الّذی یَعودُ فی عَطِیَّتِهِ کمَثَلِ الکَلبِ ؛ أکَلَ حتّی إذا شَبِعَ قاءَ ، ثُمّ عادَ فی قَیئهِ فأکَلَهُ ! (3)

5100. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَیسَ لَنا مَثَلُ السُّوءِ ، العائدُ فی هِبَتِهِ کالکَلبِ یَعودُ فی قَیئهِ . (4)

28/6 مَثَلُ النَّفسِ

5101. الإمام علیّ علیه السلام فی ذِکرِ مِعراجِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ تَعالی:...یا أحمدُ، لا تَزَیّنْ بِلِینِ (5)اللِّباسِ وطِیبِ الطَّعامِ ولِینِ الوِطاءِ ؛ فإنّ النَّفسَ مَأوی کُلِّ شَرٍّ، وهیَ رَفیقُ کُلِّ

ص:81


1- (1) کنز العمّال:ج 10 ص 249 ح 29336 نقلاً عن المعجم الکبیر عن أبی الدرداء.
2- (2) کنز العمّال:ج 10 ص 192 ح 29014 عن أبی هریرة.
3- (3) کنز العمّال:ج 16 ص 638 ح 46163 عن أبی هریرة.
4- (4) کنز العمّال:ج 16 ص 639 ح 46167 عن ابن عبّاس وأبی بکر.
5- (5) فی المصدر:"بلبس" ، وما أثبتناه من بحارالأنوار.

سُوءٍ، تَجُرُّها إلی طاعَةِ اللّهِ وتَجُرُّکَ إلی مَعصیَتِهِ ، وتُخالِفُکَ فی طاعَتِهِ وتُطیعُکَ فیما تَکرَهُ ، وتَطغی إذا شَبِعَت وتَشْکو إذا جاعَت ، وتَغضَبُ إذا افْتَقَرَت وتَتَکبَّرُ إذا استَغنَت ، وتَنْسی إذا کَبِرَت وتَغفَلُ إذا أمِنَت ، وهِی قَرینَةُ الشَّیطانِ .

ومَثَلُ النَّفْسِ کمَثَلِ النَّعَامَةِ ؛ تأکُلُ الکَثیرَ وإذا حُمِلَ علَیها لا تَطیرُ ، ومَثَلِ الدِّفلی (1)؛ لَونُهُ حَسَنٌ وطَعمُهُ مُرٌّ. (2)

29/6 مَثَلُ الدُّنیا

5102. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ مَطعَمَ ابنِ آدمَ جُعِلَ مَثَلاً للدُّنیا وإن قَزّحَهُ ومَلّحَهُ ، فانظُرْ إلی ما یَصیرُ. (3)

5103. الترغیب والترهیب عن سلمان: جاءَ قومٌ إلی رسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فقالَ لهُم:ألَکُم طَعامٌ ؟ قالوا:نَعَم.قالَ :فلَکُم شَرابٌ ؟ قالوا:نَعَم ، قالَ :وتُبَرِّدونَهُ ؟ قالوا:نَعَم ، قالَ :فإنّ مَعادَهُما کمَعادِ الدّنیا ، یَقومُ أحَدُکُم إلی خَلفِ بَیتِهِ فیُمسِکُ أنفَهُ مِن نَتنِهِ . (4)

5104. الترغیب والترهیب عن الضَحّاک بن سفیان: أنّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله قالَ له:یا ضَحّاکُ ، ما طَعامُکَ ؟ قالَ :یا رسولَ اللّهِ ، اللّحمُ واللَّبَنُ .قالَ :ثُمّ یَصیرُ إلی ماذا ؟ قالَ :إلی ما قَد عَلِمتَ ! قالَ :فإنّ اللّهَ تعالی ضَرَبَ ما یَخرُجُ مِن ابنِ آدمَ مَثَلاً للدُّنیا. (5)

ص:82


1- (1) الدِّفلی:نبت مُرّ قتّالٌ ، زهرُه کالورد الأحمر ، فارسیّته:"خر زهره" (القاموس المحیط :ج 3 ص 376).
2- (2) إرشاد القلوب:ص 199 201 ، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 23 ح 6. [2]
3- (3) الترغیب والترهیب:ج 4 ص 174 ح 45 عن ابیّ بن کعب.
4- (4) الترغیب والترهیب:ج 4 ص 173 ح 43.
5- (5) الترغیب والترهیب:ج 4 ص 174 ح 44.
30/6 مَثَلُ حَبطِ الحَسَناتِ

5105. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اتَّقوا المَظالِمَ ما استَطَعتُم ؛ فإنّ الرّجُلَ یَجیءُ یَومَ القِیامَةِ بحَسَناتٍ یَری أنّها ستُنْجیهِ ، فما یَزالُ عِندَ ذلکَ یقولُ :إنّ لِفلانٍ قِبَلَکَ مَظلِمَةً ، فیقالُ :اُمحوا مِن حَسَناتِهِ ، فما تَبقی لَهُ حَسَنةٌ .ومَثَلُ ذلکَ کمَثَلِ سَفْرٍ نَزَلوا بفَلاةٍ مِن الأرضِ لَیسَ مَعَهُم حَطَبٌ ، فَتفَرَّقَ القَومُ فاحتَطَبوا للنّارِ وأنضَجوا ما أرادُوا ، فکذلکَ الذُّنوبُ . (1)

31/6 مَثَلُ الإنسان والمَنِیَّة

5106. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مثلُ ابنِ آدَمَ وإلی جَنبِهِ تِسعٌ وتِسعونَ مَنِیَّةً ، إن أخطَأتهُ المَنایا وَقَعَ فی الهَرَمِ . (2)

ص:83


1- (1) کنز العمّال:ج 4 ص 237 ح 10328 نقلاً عن الخرائطی فی مساوی الأخلاق عن ابن مسعود.
2- (2) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 272. [1]

ص:84

الفصل السّابع: آداب التّبلیغ

1/7 الاِفتِتاحُ بِالبَسمَلَةِ

5107. مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:کُلُّ کَلامٍ أو أمرٍ ذی بالٍ لا یُفتَحُ بِذِکرِ اللّهِ عز و جلفَهُوَ أبتَرُ أو قالَ :أقطَعُ . (1)

2/7 التَّحمیدُ للّه وَالصَّلاةُ عَلی رَسول اللّهِ

5108. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ کَلامٍ لا یُبدَأُ فیهِ بِالحَمدِ للّه فَهُوَ أجذَمُ (2). (3)

ص:85


1- (1) مسند ابن حنبل:ج 3 ص 281 ح 8720. [1]
2- (2) قال الشریف الرضیّ رحمه اللّه:هذا القول مجاز ، وإنّما شبّه علیه الصلاة والسلام الأمر الذی تَهُمّ الإفاضة فیه وتمسّ الحاجة إلی الکلام علیه ، إذا لم ینظر فیه حمد اللّه سبحانه وتعالی ،بالأقطع الید من حیث کان قالصا عن السُّبوغ ، وناقصا عن البلوغ.وممّا یقوّی ذلک ما رواه أبو هریرة أیضا قال:قال علیه الصلاة والسلام:"الخطبة التی لیس فیها شهادة کالید الجذماء".فأقام علیه الصلاة والسلام نقصان الخطبة مقام نقصان الخلقة. وممّا یشبه هذا الخبر الحدیثُ الآخر الذی ذکره أبو عبید القاسم بن سلّام فی کتابه "غریب الحدیث" ، وهو قوله علیه الصلاة والسلام:"مَن تعلّم القرآن ثمّ نسیه لقی اللّه سبحانه وهو أجذم" قال:والأجذم:المقطوع الید (المجازات النبویّة:ص 244 ح 197). [2]
3- (3) سنن أبی داوود:ج 4 ص 261 ح 4840 عن أبی هریرة ؛ عدّة الداعی:ص 245 [3] وفیه "أقطع" بدل "أجذم" ،بحار الأنوار:ج 93 ص 216 ح 21. [4]

5109. عنه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ أمرٍ ذی بالٍ لا یُبدَأُ فیهِ بِحَمدِ اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَیَّ فَهُوَ أقطَعُ أبتَرُ ، مَمحوقٌ مِن کُلِّ بَرَکَةٍ . (1)

3/7 الوُضوحُ فِی الکَلامِ
الکتاب

" وَ أَطِیعُوا اللّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ احْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّیْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلی رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِینُ ". 2

" ما عَلَی الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَ اللّهُ یَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما تَکْتُمُونَ ". 3

" وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِیُبَیِّنَ لَهُمْ فَیُضِلُّ اللّهُ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ ". 4

"وَ قالَ الَّذِینَ أَشْرَکُوا لَوْ شاءَ اللّهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَیْ ءٍ نَحْنُ وَ لا آباؤُنا وَ لا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَیْ ءٍ کَذلِکَ فَعَلَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَی الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِینُ ". 5

"فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَیْکَ الْبَلاغُ الْمُبِینُ ". 6

" فَإِنَّما یَسَّرْناهُ بِلِسانِکَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِینَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ". 7

ص:86


1- (1) کنز العمّال:ج 1 ص 558 ح 2510 نقلاً عن الرهاوی عن أبی هریرة.

" وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی * یَفْقَهُوا قَوْلِی ". 1

الحدیث

5110. صحیح البخاری عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله کانَ یُحَدِّثُ حَدیثا ، لَو عَدَّهُ العادُّ لَأَحصاهُ . (1)

5111. مسند ابن حنبل عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله لا یَسرُدُ سَردَکُم هذا ؛ یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ بَینَهُ فَصلٌ ، یَحفَظُهُ مَن سَمِعَهُ . (2)

5112. سنن أبی داوود عن عائشة: کانَ کَلامُ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله کَلاما فَصلاً ؛ یَفهَمُهُ کُلُّ مَن سَمِعَهُ . (3)

5113. الإمام الحسن علیه السلام عَن هِندِ بنِ أبی هالَةَ التَّمیمِیِ وکانَ وَصّافا لِحِلیَةِ النَّبِیِ صلی اللّه علیه و آله: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله...یَتَکَلَّمُ بِجَوامِعِ الکَلِمِ فَصلاً ، لا فُضولَ فیهِ ولا تَقصیرَ. (4)

4/7 التَّلویحُ فی ما لا یَنبَغِی التَّصریحُ بِهِ

5114. سنن أبی داوود عن عائشة: کانَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله إذا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّیءُ لَم یَقُل:"ما بالُ فُلانٍ یَقولُ ؟ !" ، ولکِن یَقولُ :"ما بالُ أقوامٍ یَقولونَ کَذا وکَذا ؟ !". (5)

5115. المعجم الکبیر عن خوّات بن جبیر: نَزَلنا مَعَ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله مَرَّ الظَّهرانِ ، فَخَرَجتُ مِن خِبائی ، فَإِذا أنَا بِنِسوَةٍ یَتَحَدَّثنَ فَأَعجَبنَنی ، فَرَجَعتُ فَاستَخرَجتُ عَیبَتی ،

ص:87


1- (2) صحیح البخاری:ج 3 ص 1307 ح 3374.
2- (3) مسند ابن حنبل:ج 10 ص 115 ح 26269. [1]
3- (4) سنن أبی داوود:ج 4 ص 261 ح 4839.
4- (5) معانی الأخبار:ص 81 ح 1 ،بحار الأنوار:ج 16 ص 150 ح 4 ؛ [2]شعب الإیمان:ج 2 ص 155 ح 1430 [3] عن ابن أبی هالة التمیمی.
5- (6) سنن أبی داوود:ج 4 ص 250 ح 4788.

فَاستَخرَجتُ مِنها حُلَّةً فَلَبِستُها وجِئتُ فَجَلَستُ مَعَهُنَّ ، وخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله مِن قُبَّتِهِ فَقالَ :أبا عَبدِ اللّهِ ، ما یُجلِسُکَ مَعَهُنَّ ؟ فَلَمّا رَأَیتُ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله هِبتُهُ وَاختَلَطتُ ، قُلتُ :یا رَسول اللّهِ جَمَلٌ لی شَرَدَ ، فَأَنَا أبتَغی لَهُ قَیدا ، فَمَضی...وتَوَضَّأَ فَأَقبَلَ وَالماءُ یَسیلُ مِن لِحیَتِهِ عَلی صَدرِهِ أو قالَ :یَقطُرُ مِن لِحیَتِهِ عَلی صَدرِهِ فَقالَ :أبا عَبدِ اللّهِ ، ما فَعَلَ شِرادُ جَمَلِکَ ؟ ثُمَّ ارتَحَلنا ، فَجَعَلَ لا یَلحَقُنی فِی المَسیرِ إلّا قالَ :السَّلامُ عَلَیکَ أبا عَبدِ اللّهِ ، ما فَعَلَ شِرادُ ذلِکَ الجَمَلِ ؟ فَلَمّا رَأَیتُ ذلِکَ تَعَجَّلتُ إلَی المَدینَةِ وَاجتَنَبتُ المَسجِدَ وَالمُجالَسَةَ إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله ، فَلَمّا طالَ ذلِکَ تَحَیَّنتُ ساعَةَ خَلوَةِ المَسجِدِ ، فَأَتَیتُ المَسجِدَ فَقُمتُ اصَلّی ، وخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله مِن بَعضِ حُجَرِهِ فَجأَةً ، فَصَلّی رَکعَتَینِ خَفیفَتَینِ ، وطَوَّلتُ رَجاءَ أن یَذهَبَ ویَدَعَنی ، فَقالَ :طَوِّل أبا عَبدِ اللّهِ ما شِئتَ أن تُطَوِّلَ ؛ فَلَستُ قائِما حَتّی تَنصَرِفَ .فَقُلتُ فی نَفسی:وَاللّهِ لَأَ عتَذِرَنَّ إلی رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ولَاُ برِئَنَّ صَدرَهُ .فَلَمّا قالَ :السَّلامُ عَلَیکَ أبا عَبدِ اللّهِ ، ما فَعَلَ شِرادُ ذلِکَ الجَمَلِ ؟ فَقُلتُ :وَالَّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ ، ما شَرَدَ ذلِکَ الجَمَلُ مُنذُ أسلَمَ (1).فَقالَ :رَحِمَکَ اللّهُ ! ثَلاثا ثُمَّ لَم یَعُد لِشَیءٍ مِمّا کانَ . (2)

5/7 مُراعاةُ أهلِیَّةِ المُخاطَبِ

5116. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: آفَةُ العِلمِ النِّسیانُ ، وإضاعَتُهُ أن تُحَدِّثَ بِهِ غَیرَ أهلِهِ . (3)

5117. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ عیسَی بنَ مَریَمَ علیه السلام قامَ فی بَنی إسرائیلَ ، فَقالَ :یا بَنی إسرائیلَ ، لا تُحَدِّثوا

ص:88


1- (1) کذا فی الطبعة المعتمدة ، وفی کنز العمّال:"أسلمتُ ".
2- (2) المعجم الکبیر:ج 4 ص 203 ح 4146.
3- (3) سنن الدارمی:ج 1 ص 158 ح 629 [1] عن الأعمش.

بِالحِکمَةِ الجُهّالَ فَتَظلِموها ، ولا تَمنَعوها أهلَها فَتَظلِموهُم. (1)

5118. عنه صلی اللّه علیه و آله: واضِعُ العِلمِ عِندَ غَیرِ أهلِهِ کَمُقَلِّدِ الخَنازیرِ الجَوهَرَ وَاللُّؤلُؤَ وَالذَّهَبَ . (2)

5119. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تُعَلِّقُوا الدُّرَّ فی أعناقِ الخَنازیرِ. (3)

5120. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَطرَحُوا الدُّرَّ فی أفواهِ الکِلابِ . (4)

6/7 مُراعاةُ طاقَةِ المُخاطَبِ

5121. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لاتُحَدِّثُوا النّاسَ بِما لایَعرِفونَ ؛ أتُحِبّونَ أن یُکَذَّبَ اللّهُ ورَسولُهُ ؟ ! (5)

7/7 مُراعاةُ نَشاطِ المُخاطَبِ
اشارة

5122. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّی لَأَتَخَوَّلُکُم بِالمَوعِظَةِ تَخَوُّلاً ؛ مَخافَةَ السَّأمَةِ عَلَیکُم. (6)

5123. مسند ابن حنبل عن قیس بن أبی حازم عن أبیه: رَآنِی النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله وهُوَ یَخطُبُ وأنَا فِی الشَّمسِ ، فَأَمَرَنی فَحَوَّلتُ إلَی الظِّلِّ . (7)

ص:89


1- (1) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 400 ح 5858 عن جمیل بن صالح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 2 ص 66 ح 7 ؛ [1] المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 301 ح 7707 عن محمّد بن کعب القرظی وفیه "لا تتکلّموا" بدل "لا تحدّثوا" و "الجاهل" بدل "الجهّال".
2- (2) سنن ابن ماجة:ج 1 ص 81 ح 224 عن أنس ؛ بحار الأنوار:ج 65 ص 241 ح 15. [2]
3- (3) تاریخ بغداد:ج 9 ص 350 [3] عن أنس ؛ منیة المرید:ص 184 [4] عن الإمام علیّ علیه السلام وفیه "الجواهر" بدل "الدرّ".
4- (4) تاریخ بغداد:ج 11 ص 310 ؛ [5]عوالی اللآلی:ج 1 ص 269 ح 76 ، [6]بحارالأنوار:ج 108 ص 15.
5- (5) الغیبة للنعمانی:ص 34 ح 2 [7] عن أنس ،بحار الأنوار:ج 2 ص 77 ح 61. [8]
6- (6) الأمالی للطوسی:ص 491 ح 1077 [9] عن عمر بن علیّ بن الحسین عن الإمام الباقر علیه السلام عن ابن عبّاس وجابر ،بحار الأنوار:ج 70 ص 20 ح 17. [10]
7- (7) مسند ابن حنبل:ج 6 ص 362 ح 18333 و ج 5 ص 285 ح 15518 [11] ولیس فیه "وأنا فی الشمس".

ص:90

معرفة المخاطب فی التبلیغ

تُعتبر معرفة الجانب النفسی للمخاطب أهمّ رکن فی التبلیغ من بعد معرفة الإسلام ، وفیها یکمن سرّ نجاح المبلّغ.فإذا لم یعرف المبلّغ مخاطبه ولم یکن علی بیّنة ممّا لدیه من قدرات وحاجات تبلیغیّة ، فلا شکّ فی أنّه یفشل فی تحقیق أهدافه التبلیغیّة.

إنّ لمعرفة المخاطب دورا أساسیّا فی:وضع الخطّة التبلیغیّة الصحیحة ، وعدم الاصطدام مع رغبات الناس الفطریّة ، وکذلک الاهتمام الخاصّ بالشباب عند التخطیط للتبلیغ.

1.الخطّة التبلیغیّة الصحیحة

الحاجة الأساسیّة التی تسبق أیّة خطّة تبلیغیّة هی معرفة المخاطب ؛ فإن لم یکن المبلّغ علی معرفة بمدی الاستیعاب الفکری والنفسی للمخاطب ، ولم تکن لدیه معلومات کافیة عن حالته الذهنیّة والنفسیّة ، ومدی تأثّره ، والحواجز التی تحول دون تقبّله لکلام المبلّغ ، فلا یمکن أن تکون لدیه خطّة صحیحة حول التبلیغ.

مدی تأثّر المخاطب

إحدی الملاحظات المهمّة التی یؤکّد علیها القرآن والحدیث الشریف فی

ص:91

ما یخصّ معرفة المخاطب هی التفاوت القائم بین الناس فی القابلیّة والاستیعاب الطبیعی والاکتسابی ، ومدی استجابتهم للتبلیغ المفید والبنّاء.وإذا أخذنا هذا التفاوت بنظر الاعتبار ، نفهم أنّه لیس کلّ کلام یفید أیّ شخص ؛ فقد یکون ثمّة نمط من التبلیغ مفیدا لفرد أو جماعة ما ؛ ولکنّه غیر مفید لفرد آخر أو جماعة اخری ،بل ربّما کان مضرّا لهم.ومن هنا کان الأنبیاء یؤمَرون بأخذ المقدرة الفکریّة والنفسیّة للناس بنظر الاعتبار. (1)

الاختلاف فی القابلیّات الطبیعیّة

یختلف الناس من وجهة نظر الأحادیث الشریفة (2)فی قدراتهم الذاتیّة کاختلاف معادن الأرض ؛ فبعضهم کالذهب یتّصف بقدرة عالیة ؛ وبعضهم الآخر کالفضّة..وهکذا.وکما أنّ أنواع المعادن مفیدة للناس إلّا أنّ استثمارها یتطلّب معرفة وتخطیطا ، فکذلک أنواع القابلیّات الفطریّة للناس مفیدة لإدارة المجتمع الإنسانی ، إلّا أنّ کیفیّة استثمارها تستلزم معرفة صحیحة وبرمجة دقیقة لها.

الاختلاف فی القابلیّات الاکتسابیّة

تختلف قابلیّات الناس الاکتسابیّة کاختلاف قابلیّاتهم الذاتیّة.وقد قسّمت النصوص الإسلامیّة ،بشکل عامّ ، الناس من حیث مدی تأثّرهم بالتبلیغ البنّاء إلی ثلاث مجموعات:

المجموعة الاُولی:هم الذین لم یدنّسوا فطرتهم الإنسانیّة النقیّة بالأعمال القبیحة ، وخاصّة الظلم.فهؤلاء لدیهم تقوی عقلیّة ، ویتّصفون بقابلیّة مناسبة علی قبول التبلیغ المفید والبنّاء.وقد وصفت الأحادیث الشریفة کلّ واحد من أفراد هذه

ص:92


1- (1) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل السادس:آداب التبلیغ/مراعاة طاقة المخاطب ).
2- (2) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الرابع:خصائص المبلغ/معرفة الناس:ح 180 و 184 ).

المجموعة من الناس ب "العاقل" و "المتعلّم علی سبیل النجاة".

وهذه المجموعة هی المخاطب الأصلی للإعلام الإسلامی ، ولجمیع جهود الأنبیاء.وکلمة "المتّقین" الواردة فی الآیة الثانیة من سورة البقرة "ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ " تشیر إلی هذه المجموعة.والشابّ بما أنّه فی مقتبل حیاته ولم تتدنّس فطرته الإنسانیّة ، فهو أکثر تقبّلاً للإعلام البنّاء الهادف ؛ ولهذا السبب یشکّل الشباب الصفّ المتقدّم بین مخاطَبی الأنبیاء.وقد أکّدت الأحادیث الشریفة علی المبلّغین أن یعیروا أهمّیة خاصّة للشباب. (1)

المجموعة الثانیة:هم الذین دنّسوا فطرتهم الإنسانیّة بالرذائل ولا یتّصفون بالتقوی العقلیّة ، إلّا أنّ تلوّثهم بدنس المعاصی لم یصل إلی مرحلة خطیرة یستعصی عندها العلاج.

وهذه المجموعة من المخاطبین مصابة من وجهة نظر الأنبیاء بمرض حُجُب المعرفة ؛ بید أنّ مرضهم هذا قابل للمعالجة والشفاء.وهذه الحالة توجب علی المبلّغ انطلاقا من المسؤولیّة الملقاة علی عاتقه من قبل اللّه تعالی أن یکون کالطبیب الحاذق الذی یتجوّل بحثا عن مرضاه ؛ لیقتلع من قلوبهم وأذهانهم موانع المعرفة من خلال خطّة متقَنة یستخدم فیها اسلوب اللِّین تارة واُسلوب الشدّة تارة اخری ؛ لینقلهم بذلک من مخاطبی المجموعة الثانیة إلی حیّز مخاطبی المجموعة الاُولی.وقد وصف الإمام علی علیه السلام الرسول صلی اللّه علیه و آله بأنّه کان یتقن هذا النمط من فنّ التبلیغ بقوله:

"طَبیبٌ یُداوِی النّاسَ بِطِبِّهِ ، قَد أحکَمَ مَراهِمَهُ ، وأحمی مَواسِمَهُ ، یَضَعُ ذلِکَ حَیثُ الحاجَةُ إلَیهِ مِن قُلوبٍ عُمیٍ ، وآذانٍ صُمٍّ ، وألسِنَةٍ بُکمٍ ، مُتَتَبِّعٌ بِدَوائِهِ مَواضِعَ

ص:93


1- (1) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الرابع:خصائص المبلغ/معرفة الناس:ح 183 ).

الغَفلَةِ ومَواطِنَ الحَیرَةِ ". (1)

وللشهید مرتضی مطهّری رضوان اللّه علیه توضیح شائق حول هذا الکلام ، فی ما یلی نصّه:

"کانت لدی الرسول صلی اللّه علیه و آله أدوات ووسائل ؛ فکان فی بعض المواضع یستخدم القوّة والمیسم ، ویستخدم المرهم فی موضع آخر ، وکان فی بعض المواقف یتّبع اسلوب الشدّة والعنف ، وفی مواضع اخری اسلوب اللِّین والمرونة ، إلّا أنّه کان یجید معرفة کلّ موضع ، فکان یستخدم هذه الأسالیب فی کلّ موطن لغرض توعیة الناس وإیقاظهم ؛ فکان یضرب بالسیف فی تلک المواطن التی یوقظ فیها الناس ، ولیس فی ما یفضی إلی سباتهم ، وکان یستخدم اسلوب المداراة الأخلاقیّة فی ما یکون سبباً لتوعیة الناس ، وکان یستخدم السیف حینما یؤدّی إلی تبصیر القلوب العمیاء ، ویکون سبباً ینتهی بالآذان الصمّ إلی السماع ، وإلی شفاء الأعین العمی ، وإلی إنطاق الألسن البکم.أی إنّ جمیع الأسالیب التی کان یستخدمها الرسول صلی اللّه علیه و آله کانت من أجل إیقاظ الناس". (2)

المجموعة الثالثة:هم الذین وصل بهم التلوّث المکتسب إلی مرحلة خطیرة وغیر قابلة للعلاج.والفرد فی هذه المجموعة یُعتبر فی مدرسة الأنبیاء "میّت الأحیاء" ، ویوصف بالمیّت روحیّاً وفکریّاً ؛ وذلک لأنّ صدأ الرذائل قد رانَ علی أذهانهم ونفوسهم بحیث لا یستطیعون قبول الحقائق المفیدة والبنّاءة ، ومن هنا فإنّ التبلیغ لا یکاد یجدی فیهم نفعاً.وهذا ما جعل القرآن یعکس هذا المعنی بقوله:

"إِنَّما یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ یَسْمَعُونَ وَ الْمَوْتی یَبْعَثُهُمُ اللّهُ " . (3)

ص:94


1- (1) راجع:نهج البلاغة:الخطبة 108 ، [1] عیون الحکم والمواعظ :ص 319 ح 5564.
2- (2) تبلیغ ومبلّغ در آثار شهید مطهّری (بالفارسیّة):186.
3- (3) الأنعام:36. [2]

"إِنَّکَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتی وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِینَ * وَ ما أَنْتَ بِهادِی الْعُمْیِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ " . (1)

وهکذا ، فإنّ المصابین بموت الروح بسبب کثرة الذنوب لا یمکنهم الاستفادة من عنصر التبلیغ.

المسألة الجدیرة بالتأمّل فی هذا المجال ؛ هی أنّ الإنسان المصاب بموت الروح والفکر علی أثر اقتراف الرذائل ، یدرک الحقیقة إلّا أنّه لا یتقبّلها.ومثل هذا الشخص یصفه القرآن فیقول:

"أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَکَّرُونَ " . (2)

فحینما تستحوذ النزوات علی الإنسان وتصبح علی شکل صنم یعبده نتیجة لتراکم الآثام علی قلبه ، عند ذلک لا یکون ثمّة أمل فی هدایته ؛ لا بسبب عدم معرفته للحقّ ، ولکن بسبب عدم قدرته علی الامتثال للحقّ ، ومن هنا یمکن وصفه بأنّه ضالّ یعرف الطریق.

المسألة الاُخری هی أنّ عدم جدوی التبلیغ فی شأن أمثال هؤلاء الناس لا یسقط المسؤولیّة التبلیغیّة للمبلّغ ، والقرآن یری أنّ المبلّغ مکلّف بإعداد خطّة تبلیغیّة لمثل هذه المجموعة من الناس ، لا لأنّ هناک أملاً فی هدایتهم ،بل لأجل إتمام الحجّة علیهم ؛ لکی لا یحتجّوا علی اللّه عندما یذوقون وبال استغلالهم الحرّیّة الممنوحة لهم ، ویقولوا:ربّنا لولا أرسلتَ إلینا هادیاً. (3)

ص:95


1- (1) النمل:80 و 81. [1]
2- (2) الجاثیة:23. [2]
3- (3) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثالث:رسالة المبلغ/إقامة الحجة ).
مسؤولیّة التخطیط للتبلیغ

یتّضح ، من خلال التأمّل فی میزان تأثّر المخاطبین واختلافهم فی درجات الاستیعاب الذاتی والاکتسابی ، مدی أهمّیة وضع خطّة تبلیغیّة صحیحة وصعوبتها.وهذا ، فی الحقیقة ، یُلقی مسؤولیّة مضاعفة علی عاتق المبلّغین والمؤسّسات الإعلامیّة والمراکز الثقافیّة ، خاصّة الإذاعة والتلفزیون فی النظام الإسلامی ، ویدعوها إلی وضع الخطط الإعلامیّة المناسبة والمفیدة.

2.عدم الاصطدام مع الرغبات الفطریّة للناس

أحد العیوب التی ترافق عملیّة التبلیغ ،بشکل عامّ ، هو تحویل التبلیغ إلی عملٍ مضادّ للذات من قبل المبلّغ نفسه.وکثیراً ما یقع فی مجالات الإعلام السیاسی والاجتماعی والثقافی أن ینجم عن الإعلام تأثیر معاکس ، ویعزی أحد أسباب هذه الظاهرة إلی عدم أخذ الجانب النفسی بنظر الاعتبار ؛ فیجیء العمل التبلیغی أو الإعلامی متعارضاً مع الحاجات الفطریّة والطبیعیّة للناس.یقول الاُستاذ مطهّری فی هذا المجال:

"أحد موجبات التخلّف الدینی ، من زاویة علم النفس الدینی ، أن یخلق المتصدّون لشؤون الدین تعارضاً بین الدین وإحدی الحاجات الطبیعیّة ، خاصّة إذا کانت تلک الحاجة ظاهرة علی صعید الرأی العامّ وتهمّ المجتمع بأسره". (1)

إذا حصل نوع من التضادّ فی خطّة التبلیغ الدینی بین الدین وحقوق الناس السیاسیّة أو الاجتماعیّة أو الفردیّة ، فإنّ العمل التبلیغی سیکون مآله إلی الفشل ،بل أکثر من ذلک سیتحوّل إلی عملٍ مضادّ للتبلیغ.وانطلاقاً من هذه الرؤیة ، فإنّ الذین یفسّرون التدیّن بمعنی عدم احترام الحقوق السیاسیّة للشعب ، والحجر علی الحریّة

ص:96


1- (1) راجع:سیری در نهج البلاغة (بالفارسیّة ):ص 119.

الفکریّة ، والإعراض عن الدنیا ، والمعارضة للفرح والبهجة ، والانزواء عن الناس ، والامتناع عن الزواج ، فإنّهم ، فی الحقیقة ، یمارسون عملاً إعلامیّاً مضادّا للدین.

ویضیف الاُستاذ مطهّری قائلاً:

"عندما بلغ الکبت والاستبداد ذروته فی اوربا ، کان الناس یفکّرون فی حقوقهم فی الحکم ، وکانت تُنشَر فی مقابل ذلک ، من قِبل الکنیسة أو مؤیّدیها أو من خلال الاستناد إلی أفکارها ، آراء تفید بأنّ الشعب ملزَم ومکلّف أمام الحکم فقط ، ولیس له أیّ حقّ فی الحکم.وکان هذا کافیاً لإثارة المجتمع المتعطّش إلی الدیمقراطیّة والحرّیّة فی الحکم ، ضدّ الکنیسة". (1)

إنّ إحدی خصائص الإسلام الأصیل هی أنّه یأخذ جمیع المیول الفطریّة للإنسان بنظر الاعتبار.وتعنی طبیعة الدین الفطریّة ، أساسا ، أنّ کلّ مُثُله (علی صعید المعتقدات والأخلاق والأعمال) لها جذور متأصّلة فی فطرة الإنسان.ومن هنا فإنّ المبلّغ إذا کان عارفا حقّ المعرفة بالإسلام وکان خبیرا بالحاجات الفطریّة للمخاطب ، فإنّه لا یأتی أبدا ،باسم الدین وبهدف تبلیغ الإسلام ،بما یتعارض وحاجات الناس الفطریّة وحقوقهم الطبیعیّة.

ص:97


1- (1) المصدر السابق.
8/7 مُراعاةُ الأَهَمِّ فَالأَهَمِّآداب التّبلیغ

5124. صحیح البخاری عن ابن عبّاس: لَمّا بَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله مُعاذَ بنَ جَبَلٍ إلی نَحوِ أهلِ الیَمَنِ ، قالَ لَهُ :إنَّکَ تَقدَمُ عَلی قَومٍ مِن أهلِ الکِتابِ ، فَلیَکُن أوَّلَ ما تَدعوهُم إلی أن یُوَحِّدُوا اللّهَ تَعالی ، فَإِذا عَرَفوا ذلِکَ فَأَخبِرهُم أنَّ اللّهَ فَرَضَ عَلَیهِم خَمسَ صَلَواتٍ فی یَومِهِم ولَیلَتِهِم ، فَإِذا صَلَّوا فَأَخبِرهُم أنَّ اللّهَ افتَرَضَ عَلَیهِم زَکاةً فی أموالِهِم تُؤخَذُ مِن غَنِیِّهِم فَتُرَدُّ عَلی فَقیرِهِم ، فَإِذا أقَرّوا بِذلِکَ فَخُذ مِنهُم ، وتَوَقَّ کَرائِمَ أموالِ النّاسِ . (1)

5125. التّوحید عن ابن عبّاس: جاءَ أعرابِیٌّ إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :یا رَسول اللّهِ ، عَلِّمنی مِن غَرائِبِ العِلمِ .قالَ :ما صَنَعتَ فی رَأسِ العِلمِ حَتّی تَسأَلَ عَن غَرائِبِهِ ؟ !قالَ الرَّجُلُ :ما رَأسُ العِلمِ یا رَسول اللّهِ ؟ قالَ :مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ .قالَ الأَعرابِیُّ :وما مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ ؟ قالَ :تَعرِفُهُ بِلا مِثلٍ ولا شِبهٍ ولا نِدٍّ ، وأنَّهُ واحِدٌ أحَدٌ ظاهِرٌ باطِنٌ أوَّلٌ آخِرٌ ، لا کُفوَ لَهُ ولا نَظیرَ ، فَذلِکَ حَقُّ مَعرِفَتِهِ . (2)

5126. تنبیه الغافلین عن عبد اللّه بن مسوّر الهاشمیّ : جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله وقالَ :جِئتُکَ لِتُعَلِّمَنی مِن غَرائِبِ العِلمِ .قالَ :ما صَنَعتَ فی رَأسِ العِلمِ ؟ قالَ :وما رَأسُ العِلمِ ؟ قالَ :هَل عَرَفتَ الرَّبَّ عز و جل ؟ قالَ :نَعَم.قالَ :فَماذا فَعَلتَ فی حَقِّهِ ؟ قالَ :ما شاءَ اللّهُ .قالَ :وهَل عَرَفتَ المَوتَ ؟ قالَ :نَعَم.قالَ :فَماذا أعدَدتَ لَهُ ؟ قالَ :ما شاءَ اللّهُ .قالَ :اِذهَب فَاحکُم بِها هُناکَ ، ثُمَّ تَعالَ حَتّی اعَلِّمَکَ مِن غَرائِبِ العِلمِ .

فَلَمّا جاءَهُ بَعدَ سِنینَ ، قالَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله:ضَع یَدَکَ عَلی قَلبِکَ ، فَما لا تَرضی لِنَفسِکَ لا تَرضاهُ لِأَخیکَ المُسلِمِ ، وما رَضیتَهُ لِنَفسِکَ فَارضَهُ لِأَخیکَ المُسلِمِ ، وهُوَ مِن

ص:98


1- (1) صحیح البخاری:ج 6 ص 2685 ح 6937 و ج 2 ص 529 ح 1389 ولیس فیه "تؤخذ من غنیّهم".
2- (2) التوحید:ص 284 ح 5 ،بحار الأنوار:ج 3 ص 269 ح 4. [1]

غَرائِبِ العِلمِ . (1)

9/7 مُراعاةُ الاِختِصارِ

5127. المعجم الکبیر عن أبی امامة: إنَّ رَسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله کانَ إذا بَعَثَ أمیرا قالَ :أقصِرِ الخُطبَةَ ، وأقِلَّ الکَلامَ . (2)

5128. سنن أبی داوود عن عمّار بن یاسر: أمَرَنا رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله بِإِقصارِ الخُطَبِ . (3)

5129. سنن أبی داوود عن جابر بن سمرة السّوائیّ : کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله لا یُطیلُ المَوعِظَةَ یَومَ الجُمُعَةِ ، إنَّما هُنَّ کَلِماتٌ یَسیراتٌ . (4)

ص:99


1- (1) تنبیه الغافلین:ص 36 ح 20 [1] وراجع روضة الواعظین:ص 537.
2- (2) المعجم الکبیر:ج 8 ص 144 ح 7640 و ص 154 ح 7662 وزاد فی آخره "فإنّ من الکلام سحرا".
3- (3) سنن أبی داوود:ج 1 ص 289 ح 1106.
4- (4) سنن أبی داوود:ج 1 ص 289 ح 1107.

ص:100

عوامل نجاح المبلّغ
اشارة

إنّ نجاح أو فشل المبلّغین والمعنیّین بوضع الخطط التبلیغیّة فی تحقیق أهدافهم یتوقّف علی العوامل الخمسة التالیة:

1.دافع المبلِّغ.

2.المادّة التبلیغیّة.

3.خصائص المبلِّغ.

4.وسائل التبلیغ.

5.اُسلوب التبلیغ.

وجمیع هذه العوامل تحظی فی الدین الإسلامی بالرعایة والاهتمام.

ویهدف هذا الکتاب من خلال الاستلهام من القرآن والحدیث علاوةً علی تقویة دافع التبلیغ إلی توعیة المبلّغ وتعریفه بأهمّ ماینبغی إیصاله إلی المخاطب ، وبالصفات والخصائص الضروریّة التی تضمن نجاح المبلّغ فی أداء مهمّته ،بالإضافة إلی تعریفه بوسائل التبلیغ والأسالیب المؤثّرة فی نجاح المبلّغ.وفی مایلی نقدّم نبذة موجزة عن النصوص الإسلامیّة الواردة بشأن عوامل نجاح المبلّغ:

دافع المبلّغ

لا شکّ أنّ الدافع الذی یسعی إلیه المبلّغ هو الذی یضمن ، قبل أیّ شیء آخر ، نجاح

ص:101

المبلّغ والخطّة التبلیغیّة.وکلّما کان الدافع أقوی کان الأمل بالنجاح أکبر.والتأمّل فی النصوص الواردة بشأن مکانة التبلیغ والمبلّغ فی الإسلام یساعد علی تقویة دافع کلٍّ من المبلّغ والمکلّف بوضع الخطّة التبلیغیّة.

وتتحدّث هذه النصوص عن التبلیغ کواجب إلهی ورسالة دینیّة ، وتؤکّد علی معطیاته وبرکاته علی المبلّغ من جهة ، وعلی عموم المجتمع من جهة اخری ، وتصف التبلیغ بأنّه قاعدة لإحیاء الناس معنویّاً ، وأنّه نصرة للّه. (1)

کما اعتبرت المبلّغ مندوبا عن اللّه ومبعوثا عن الرسول ، وممثّلاً لکتاب اللّه ، وحجّةً للّه علی خلقه. (2)

وأنّه ترجمان الحقّ ، وسفیر الخالق ، وداعی الناس إلی اللّه. (3)

وأنّه مجاهد یهبّ لنصرة اللّه بسلاح القول والقلم ؛ أی إنّه ینهض بمهمّة الذود عن القیم الإنسانیّة ومکافحة الرذائل ، ویدعو الاُمّة إلی السیر نحو الغایة العلیا للإنسانیّة. (4)

وهکذا یتّضح لنا أنّ المبلّغ أفضل من آلاف العبّاد ؛ وذلک لأنّ العابد همّه نجاة نفسه ، وهمّة المبلّغ نجاة الناس وخدمة الخلق.ولذلک یُقال للعابد یوم القیامة:

14-اِنطَلِق إلَی الجَنَّةِ .

بینما یقال للمبلّغ:

14-قِف ! تَشَفَّع لِلنّاسِ بِحُسنِ تَأدیبِکَ لَهُم. (5)

ص:102


1- (1) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة (الفصل الاول/احیاء الناس/نصرة اللّه).
2- (2) راجع:ص 17 "فضل المبلّغ".
3- (3) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:ص 32 ح 21 و 23.
4- (4) راجع:ص 61 (الفصل الخامس:وسائل التبلیغ).
5- (5) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:ص 43 ح 6.

وهذه الفضائل ینالها کلّ مبلّغ تتوفّر فیه شروط المبلّغ الصالح ، لکن الذین یقدّمون جهداً وإبداعاً أکثر فی هدایة الناس فاُولئک لهم درجات من الکمال أکبر.والمبلّغ الذی یوافیه الأجل فی أثناء أدائه لمهمّة تبلیغ الإسلام فی بلاد الشرک والکفر ، یُحشر یوم القیامة کإبراهیم الخلیل ؛ امّة واحدة. (1)

وعلاوةً علی ذلک ، فإنّ ما ورد فی النصوص الإسلامیّة بشأن حقوق المبلّغ وثواب التبلیغ إنّما جاء بصدد تقویة دوافع المبلّغین والمعنیّین بوضع الخطط التبلیغیّة. (2)

من المؤکّد أنّ المکانة الرفیعة للمبلّغ تُلقی علی کاهله مسؤولیّة ثقیلة جدّا ، والنصوص الواردة فی هذا المجال (3)وفی ما یخصّ المبلّغ المثالی ، فیها من التحذیر الشدید للمبلّغین. (4)

المادة التبلیغیة

یُعتبر محتوی التبلیغ رکناً آخر من أرکان نجاحه ، فکلّما کان محتوی التبلیغ أکثر انسجاماً مع الموازین العقلیّة والفطریّة ، وکلّما کان یتمتع بثروة أکبر من الناحیة الثقافیّة والفکریّة ، فإنّ مدی نجاحه وتأثیره فی النفوس سیکون أکبر.

وما جاء فی الفصل الثالث من هذا الکتاب تحت عنوان "رسالة المبلّغ" فهو إلی جانب تعریف المبلّغ بأهم واجباته التبلیغیّة و الاتّجاهات الصحیحة فی إبلاغ رسالته یعکس ثراء الثقافة الإسلامیّة ، وانسجامها مع المعاییر الفطریّة والعقلیّة.

ص:103


1- (1) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنّة (الفصل الثانی/المبلغ الذی یحشر امة واحدة).
2- (2) راجع:ص 19 (حقوق المبلّغ ، ص 20 "ثواب المبلّغ").
3- (3) راجع:ص 18 (مسؤولیّة المبلّغ).
4- (4) راجع:ص 23 (المبلّغ المثالی).
خصائص المبلّغ

الرکن الثالث من أرکان نجاح المبلّغ هو صفاته وخصائصه الذاتیّة ؛ فالمبلّغ یستطیع أن یتبوّأ مکانته الحقیقیّة کامتداد لطریق الأنبیاء والذود عن القیم الدینیّة فی ما لو توفّرت فیه الشروط العلمیّة والأخلاقیّة والعملیّة التی یری الإسلام ضرورة توفّرها فی الدعاة إلی طریق اللّه والقیم الإنسانیّة والإسلامیّة.وسیأتی تفصیل هذه الصفات فی الفصل الرابع من هذا الکتاب.

وإذا لم یتوفّر فی المبلّغ الحدّ الأدنی من هذه الصفات ، فإنّ جهوده التبلیغیّة سوف لا تعطی أیّة ثمرة ،بل تنعکس علیه وعلی المجتمع بأضرار ومخاطر جمّة.

وسائل التبلیغ

إلی جانب الدافع القوی ، والرسالة الثقافیّة الثرّة ، والصفات الذاتیّة ، التی یجب أن تتوفّر فی المبلّغ ، فهو یحتاج إلی الوسیلة من أجل النجاح فی هذه المهمّة.والکلام أهمّ وسائل التبلیغ ، وهو بمفهومه العام الوسیلة التبلیغیّة الوحیدة علی امتداد التاریخ ، وبواسطته ینقل المبلّغ رسالته إلی مخاطبیه علی شکل موعظة ، أو خطبة ، أو مناظرة ، أو نثر ، أو نظم.

والمثیر فی هذا المجال هو أنّ الأحادیث الشریفة عدّت الکتابة من مصادیق الکلام ، معتبرةً الخطّ لسان الید.وعلی هذا الأساس ، فإنّ وسائل الإعلام الحدیثة ، کالسینما والمسرح ، تدخل أیضاً فی عداد الأشکال المختلفة للکلام.

ویرکّز الفصل الخامس من هذا الکتاب علی القدرة الخارقة والسحریّة للکلام ، ولوسائل الإعلام ، ولأسالیب مخاطبة الناس.

وأهمّ نقطة فی هذا الفصل ؛ هی أنّ الکلام یعتبر ، من وجهة نظر الأحادیث الشریفة ، أقوی وسیلة لتحقیق الأهداف الثقافیّة ، والسیاسیّة ، والاجتماعیّة ،

ص:104

والاقتصادیّة ، والعسکریّة.

إنّ وسائل الإعلام وشبکات الاتّصال الثقافی والمعرفی تعدّ الیوم أکثر تأثیرا وأمضی سلاحا من تأثیر الآلات والمعدّات العسکریّة والاقتصادیّة ، وقوّتها تفوق القوّة العسکریّة والاقتصادیّة.وهذا الأمر علی درجة عالیة من الأهمّیة ، وهو جدیر بالالتفات إلیه وأخذه بنظر الاعتبار من قِبل دعاة الإسلام ، والمعنیّین منهم بالدراسة والتخطیط للعمل التبلیغی ، ودوائرِ الإعلام بصورة عامّة.ولکن ممّا یؤسف علیه أنّ هذا الأمر لم یحْظَ لحدّ الآن بالاهتمام المطلوب ، والیوم یستخدم أعداء الإسلام هذا السلاح أکثر ممّا یستخدمه دعاة الإسلام.

یقول الإمام الخمینی رضوان اللّه علیه فی هذا المجال:

الإعلام مسألة حسّاسة ، وهو ذو أهمّیة بالغة ؛ أی إنّ العالم کلّه یسیر بالإعلام.

وأعداؤنا لا یستغلّون شیئاً کاستغلالهم لسلاح الإعلام.ونحن یجب علینا أن نعطی هذا الجانب اهتماماً فائقاً ، ونهتمّ به أکثر من اهتمامنا بأیّ شیء آخر. (1)

الشیء المهمّ الیوم بالنسبة للمبلّغین والحوزات العلمیّة ودوائر الإعلام الإسلامی إضافة إلی استخدام الأسالیب التقلیدیّة فی التبلیغ هو مواکبة الزمن ، وعدم تجاهل الأنماط الجدیدة فی التبلیغ والإعلام ، والتسلّح بالوسائل الحدیثة فی حقل الإعلام. (2)

اُسلوب التبلیغ

وهذا هو الرکن الخامس من أرکان نجاح عمل المبلّغ ؛ فالتبلیغ فنّ باهر ، والمبلّغ الکامل فنّان بارع.ومن هنا یجب علی المبلّغ إضافةً إلی الاهتمام بالعناصر

ص:105


1- (1) صحیفه نور (بالفارسیة):ج 17 ، ص 157.
2- (2) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الرابع:خصائص المبلغ/دور الزمان والمکان فی التبلیغ).

الأربعة التی سبق ذکرها الاهتمام بهذا العنصر الخامس ؛ وهو اسلوب التبلیغ ، وإلّا فهو غیر جدیر بحمل هذا العنوان.

فنّ التبلیغ معناه:استخدام الأسالیب الفاعلة والمؤثّرة وتجنّبُ الأسالیب العقیمة فی إیصال الرسالة المطلوبة إلی ذهن المخاطب.وسیأتی شرح هذا المعنی بالتفصیل فی الفصلین السادس والسابع من هذا الکتاب.

أهمّ ملاحظة تبلیغیّة

وفی الختام ، فإنّ أهمّ ملاحظة یجب أن یهتمّ بها المبلّغون ، هی أنّ فاعلیّة الکلام لا تکاد تمثّل شیئاً فی إبلاغ الرسالة الربّانیّة فی مقابل فاعلیّة العمل ؛ فالکلام ذو طابع سحری ،بید أنّ للعمل مسحة إعجازیّة.وانطلاقاً من هذا الفهم کان أئمّة أهل البیت علیهم السلام وکبار أعلام الإسلام یؤکّدون علی التبلیغ بالعمل أکثر من التبلیغ بالقول. (1)وقد جاءت فی الفصل الثامن من هذا الکتاب أمثلة من التأثیرات ذات الطابع الإعجازی للعمل فی اجتذاب الناس نحو الإسلام والقیم الإسلامیّة.

ص:106


1- (1) راجع:التبلیغ فی الکتاب والسنة:( الفصل الثامن:آثار التبلیغ العملی ).

الفصل الثّامن: آفات التّبلیغ

1/8 مُخالَفَةُ الفِعلِ لِلقَولِ
أ التَحْذِیرُ مِنْ مُخالَفَةِ الفِعْلِ لِلْقَولِ
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ * کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ". 1

" أَ تَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَکُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْکِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ ". 2

الحدیث

5130. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أوحَی اللّهُ عز و جل إلی عیسَی بنِ مَریَمَ :یا عیسی ، عِظ نَفسَکَ بِحِکمَتی ، فَإِنِ انتَفَعتَ فَعِظِ النّاسَ ، وإلّا فَاستَحِ مِنّی. (1)

5131. عنه صلی اللّه علیه و آله لِابنِ مَسعودٍ: یَا بنَ مَسعودٍ ، لا تَکونَنَّ مِمَّن یَهدِی النّاسَ إلَی الخَیرِ ویَأمُرُهُم بِالخَیرِ وهُوَ غافِلٌ عَنهُ ؛ یَقولُ اللّهُ تَعالی: "أَ تَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ

ص:107


1- (3) الفردوس:ج 1 ص 144 ح 513 عن أبی موسی.

أَنْفُسَکُمْ " (1)....

یَا بنَ مَسعودٍ ، لا تَکُن مِمَّن یُشَدِّدُ عَلَی النّاسِ ویُخَفِّفُ عَن نَفسِهِ ؛ یَقولُ اللّهُ تَعالی: "لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ " (2). (3)

5132. عنه صلی اللّه علیه و آله لأبی ذَرِّ الغَفارِی: یا أبا ذَرٍّ ، مَن وافَقَ قَولَهُ فِعلُهُ فَذاکَ الَّذی أصابَ حَظَّهُ ، ومَن خالَفَ قَولَهُ فِعلُهُ فَذلِکَ المَرءُ إنَّما یُوَبِّخُ نَفسَهُ . (4)

5133. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن دَعَا النّاسَ إلی قَولٍ أو عَمَلٍ ولَم یَعمَل هُوَ بِهِ ، لَم یَزَل فی سَخَطِ اللّهِ حَتّی یَکُفَّ ، أو یَعمَلَ بِما قالَ أو دَعا إلَیهِ . (5)

5134. عنه صلی اللّه علیه و آله: سَیَکونُ بَعدی أئِمَّةٌ یُعطَونَ الحِکمَةَ عَلی مَنابِرِهِم ، فَإِذا نَزَلوا نُزِعَت مِنهُم ، قُلوبُهُم وأجسادُهُم شَرٌّ مِنَ الجِیَفِ . (6)

ب خَطَرُ المُبَلِّغِ الَّذی یَقولُ ما لا یَفعَلُ

5135. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّی لا أخافُ عَلی امَّتی مُؤمِنا ولا مُشرِکا ؛ أمَّا المُؤمِنُ فَیَمنَعُهُ اللّهُ بِإِیمانِهِ ، وأمَّا المُشرِکُ فَیَقمَعُهُ اللّهُ بِشِرکِهِ .ولکِنّی أخافُ عَلَیکُم کُلَّ مُنافِقِ الجَنانِ ، عالِمِ اللِّسانِ ، یَقولُ ما تَعرِفونَ ، ویَفعَلُ ما تُنکِرونَ . (7)

ص:108


1- (1) البقرة:44. [1]
2- (2) الصفّ :2. [2]
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 360 ح 2660 [3]عن عبد اللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 109 ح 1. [4]
4- (4) الأمالی للطوسی:ص 528 ح 1162 [5] عن أبی ذَرٍّ ،بحار الأنوار:ج 77 ص 77 ح 3 ؛ [6] کنز العمّال:ج 10 ص 307 ح 29540 نقلاً عن ابن عساکر عن ابن مسعود.
5- (5) حلیة الأولیاء:ج 2 ص 7 [7] عن عبد اللّه بن عمر.
6- (6) المعجم الأوسط :ج 7 ص 80 ح 6910 عن أبی هریرة.
7- (7) نهج البلاغة: [8]الکتاب 27 ،بحار الأنوار:ج 33 ص 582 ح 726 ؛ [9] المعجم الأوسط :ج 7 ص 128 ح 7065 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی اللّه علیه و آله نحوه.
ج جَزاءُ المُبَلِّغِ الَّذی یَقولُ ما لا یَفعَلُ

5136. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أتَیتُ لَیلَةَ اسرِیَ بی عَلی قَومٍ تُقرَضُ شِفاهُهُم بِمَقاریضَ مِن نارٍ ، کُلَّما قُرِضَت وَفَت ، فَقُلتُ :یا جِبریلُ ، مَن هؤُلاءِ ؟ قالَ :خُطَباءُ امَّتِکَ الَّذینَ یَقولونَ ما لا یَفعَلونَ ، ویَقرَؤونَ کِتابَ اللّهِ ولا یَعمَلونَ . (1)

5137. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَرَرتُ لَیلَةَ اسرِیَ بی عَلی قَومٍ تُقرَضُ شِفاهُهُم بِمَقاریضَ مِن نارٍ ، قُلتُ :مَن هؤُلاءِ ؟ قالوا:خُطَباءُ مِن أهلِ الدُّنیا ، کانوا یَأمُرونَ النّاسَ بِالبِرِّ ویَنسَونَ أنفُسَهُم ، وهُم یَتلونَ الکِتابَ ، أفَلا یَعقِلونَ ؟ ! (2)

5138. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ فی جَهَنَّمَ أرحِیَةً تَدورُ بِالعُلَماء ، فَیُشرِفُ عَلَیهِم مَن کانَ عَرَفَهُم فِی الدُّنیا ، فَیَقولونَ :مَن صَیَّرَکُم إلی هذا وإنَّما کُنّا نَتَعَلَّمُ مِنکُم ؟ ! قالوا:کُنّا نَأمُرُکُم بِأَمرٍ ونُخالِفُکُم إلی غَیرِهِ . (3)

5139. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وَصِیَّتِهِ لِأَبی ذَرٍّ: یا أبا ذَرٍّ ، یَطَّلِعُ قَومٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ إلی قَومٍ مِن أهلِ النّارِ ، فَیَقولونَ :ما أدخَلَکُمُ النّارَ ، وإنَّما دَخَلنَا الجَنَّةَ بِفَضلِ تَأدیبِکُم وتَعلیمِکُم ؟ ! فَیَقولونَ :إنّا کُنّا نَأمُرُکُم بِالخَیرِ ولا نَفعَلُهُ . (4)

5140. عنه صلی اللّه علیه و آله: یُجاءُ بِالرَّجُلِ یَومَ القِیامَةِ فَیُلقی فِی النّارِ ، فَتَندَلِقُ أقتابُهُ فِی النّارِ ، فَیَدورُ کَما یَدورُ الحِمارُ بِرَحاهُ ، فَیَجتَمِعُ أهلُ النّارِ عَلَیهِ فَیَقولونَ :أی فُلانُ ! ما شَأنُکَ ؟ ألَیسَ

ص:109


1- (1) شعب الإیمان:ج 2 ص 283 ح 1773 [1]عن أنس بن مالک ؛ المجازات النبویّة:ص 245 [2] نحوه ،بحار الأنوار:ج 72 ص 223. [3]
2- (2) مسند ابن حنبل:ج 4 ص 242 ح 12212 و ص 478 ح 13515 ؛ [4] تفسیر مجمع البیان:ج 1 ص 215 نحوه ،بحار الأنوار:ج 72 ص 223. [5]
3- (3) الفردوس:ج 1 ص 220 ح 845 عن أبی هریرة.
4- (4) الأمالی للطوسی:ص 527 ح 1162 [6] عن أبی ذَرٍّ ،بحار الأنوار:ج 77 ص 76 ح 3 ؛ [7] المعجم الکبیر:ج 22 ص 150 ح 405 عن الولید بن عقبة نحوه.

کُنتَ تَأمُرُنا بِالمَعروفِ وتَنهانا عَنِ المُنکَرِ ؟ ! قالَ :کُنتُ آمُرُکُم بِالمَعروفِ ولا آتیهِ ، وأنهاکُم عَنِ المُنکَرِ وآتیهِ . (1)

5141. عنه صلی اللّه علیه و آله: یُؤتی بِعُلَماءِ السَّوءِ یَومَ القِیامَةِ فَیُقذَفونَ فی نارِ جَهَنَّمَ ، فَیَدورُ أحَدُهُم فی جَهَنَّمَ بِقُصبِهِ کَما یَدورُ الحِمارُ بِالرَّحی ، فَیُقالُ لَهُ :یا وَیلَکَ !بِکَ اهتَدَینا ، فَما بالُکَ ؟ ! قالَ :إنّی کُنتُ اخالِفُ ما کُنتُ أنهاکُم. (2)

5142. عنه صلی اللّه علیه و آله: یُحشَرُ عَشَرَةُ أصنافٍ مِن امَّتی أشتاتا...بَعضُهُم صُمٌّ بُکمٌ لا یَعقِلونَ ، وبَعضُهُم یَمضَغونَ ألسِنَتَهُم فَیَسیلُ القَیحُ مِن أفواهِهِم...وَالَّذینَ یَمضَغونَ بِأَلسِنَتِهِم فَالعُلَماءُ وَالقُضاةُ الذَّینَ خالَفَ أعمالُهُم أقوالَهُم. (3)

5143. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن دَعَا النّاسَ إلی قَولٍ أو عَمَلٍ ولَم یَعمَل هُوَ بِهِ ، لَم یَزَل فی سَخَطِ اللّهِ حَتّی یَکُفَّ ، أو یَعمَلَ بِما قالَ أو دَعا إلَیهِ . (4)

2/8 الکَذِب
الکتاب

" وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُکُمُ الْکَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَی اللّهِ الْکَذِبَ لا یُفْلِحُونَ ". 5

" قُلْ أَ رَأَیْتُمْ ما أَنْزَلَ اللّهُ لَکُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَ حَلالاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَکُمْ أَمْ عَلَی اللّهِ تَفْتَرُونَ ". 6

ص:110


1- (1) صحیح البخاری:ج 3 ص 1191 ح 3094 عن اسامة.
2- (2) کنز العمّال:ج 10 ص 207 ح 29097 نقلاً عن ابن النجّار عن أبی هریرة.
3- (3) مجمع البیان:ج 10 ص 642 عن البراء بن عازب ،بحار الأنوار:ج 7 ص 89. [1]
4- (4) حلیة الأولیاء:ج 2 ص 7 [2] عن ابن عمر.

" وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللّهِ کَذِباً أُولئِکَ یُعْرَضُونَ عَلی رَبِّهِمْ وَ یَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِینَ کَذَبُوا عَلی رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَی الظّالِمِینَ ". 1

الحدیث

5144. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن فَسَّرَ القُرآنَ بِرَأیِهِ فَقَدِ افتَری عَلَی اللّهِ الکَذِبَ . (1)

5145. المعجم الکبیر عن مالک بن عبد اللّه الغافقیّ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:عَلَیکُم بِالقُرآنِ ؛ فَإِنَّکُم سَتَرجِعونَ إلی قَومٍ یَشتَهونَ الحَدیثَ عَنّی ، فَمَن عَقَلَ شَیئا فَلیُحَدِّث بِهِ ، ومَنِ افتَری عَلَیَّ فَلیَتَبَوَّأ مَقعَدا ، أو شَیئا ، مِن جَهَنَّمَ لا أدری أیُّهُما قالَ . (2)

5146. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ کَذِبا عَلَیَّ لَیسَ کَکَذِبٍ عَلی أحَدٍ ؛ مَن کَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّدا فَلیَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ. (3)

3/8 القَولُ بِغَیرِ عِلمٍ
الکتاب

" إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِکُمْ وَ تَقُولُونَ بِأَفْواهِکُمْ ما لَیْسَ لَکُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَیِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللّهِ عَظِیمٌ ". 5

الحدیث

5147. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لِابنِ مَسعودٍ: یَا بنَ مَسعودٍ ، لا تَتَکَلَّم بِالعِلمِ إلّا بِشَیءٍ سَمِعتَهُ

ص:111


1- (2) کمال الدین:ص 257 ح 1 [1] عن عبد الرحمن بن سمرة ،بحار الأنوار:ج 36 ص 227 ح 3. [2]
2- (3) المعجم الکبیر:ج 19 ص 296 ح 658.
3- (4) صحیح البخاری:ج 1 ص 434 ح 1229 عن المغیرة.

ورَأَیتَهُ ؛ فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ : "وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ کُلُّ أُولئِکَ کانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً" (1). (2)

5148. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ لا یَقبِضُ العِلمَ انتِزاعا یَنتَزِعُهُ مِنَ النّاسِ ، ولکِن یَقبِضُ العِلمَ بِقَبضِ العُلَماءِ ، وإذا لَم یَبقَ عالِمٌ اتَّخَذَ النّاسُ رُؤَساءَ جُهّالاً ، فَسَأَلوهُم فَقالوا بِغَیرِ عِلمٍ ، فَضَلّوا وأضَلّوا. (3)

4/8 کِتمانُ العِلمِ
الکتاب

" إِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللّهُ مِنَ الْکِتابِ وَ یَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً أُولئِکَ ما یَأْکُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ إِلاَّ النّارَ وَ لا یُکَلِّمُهُمُ اللّهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَکِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ ". 4

" وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِیثاقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنّاسِ وَ لا تَکْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً فَبِئْسَ ما یَشْتَرُونَ ". 5

الحدیث

5149. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن کَتَمَ عِلما مِمّا یَنفَعُ اللّهُ بِهِ فی أمرِ النّاسِ ؛ أمرِ الدّینِ (4)، ألجَمَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ بِلِجامٍ مِنَ النّارِ. (5)

ص:112


1- (1) الإسراء:36. [1]
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 355 ح 2660 [2]عن عبداللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 105 ح 1. [3]
3- (3) الأمالی للمفید:ص 20 ح 1 عن عبد اللّه بن عمر ،بحار الأنوار:ج 2 ص 121 ح 37؛ [4] صحیح البخاری:ج 1 ص 50 ح 100 عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
4- (6) قوله صلی اللّه علیه و آله:"أمرِ الدینِ " مجرور علی البدلیّة من قوله:"فی أمرِ الناسِ ".
5- (7) سنن ابن ماجة:ج 1 ص 97 ح 265 عن أبی سعید الخدری ؛ منیة المرید:ص 36 [5] نحوه ،بحار الأنوار:ج 2 ص 78 ح 66. [6]
5/8 التَّکَلُّف

5150. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَعَنَ اللّهُ الَّذینَ یُشَقِّقونَ الکَلامَ (1)تَشقیقَ الشَّعرِ. (2)

5151. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَبعَث نَبِیّا إلّا مُبَلِّغا ، وإنَّ تَشقیقَ الکَلامِ وَالخُطَبِ مِنَ الشَّیطانِ . (3)

5152. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَلَیکُم بِقِلَّةِ الکَلامِ ، ولا یَستَهوِیَنَّکُمُ الشَّیطانُ ؛ فَإِنَّ تَشقیقَ الکَلامِ مِن شَقاشِقِ الشَّیطانِ . (4)

5153. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعَبدِ اللّهِ بنِ رَواحَةَ : کُفَّ عَنِ السَّجعِ ؛ فَما اعطِیَ عَبدٌ شَیئا شَرّا مِن طَلاقَةٍ فی لِسانِهِ . (5)

6/8 التَّعَنُّت

5154. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّما بَعَثَنِی اللّهُ مُبَلِّغا ، ولَم یَبعَثنی مُعَنِّتا. (6)

ص:113


1- (1) قال الرضی رضوان اللّه تعالی علیه:"وهذا القول مجاز ، والمراد:الذین یتصرّفون فی الکلام فیدقّقون فیه ویتعمّقون فی معانیه.وشبّه علیه الصلاة والسلام فعلهم ذلک بتشقیق الشَّعر ؛ لأنّ طاقات الشعر مستدقة فی نفوسها ، وإذا تعاطی الإنسان تشقیقها ، انتهت من الدقّة إلی غایة لا زیادة وراءها". وهذا اللعن فی الخبر إنّما یتناول من بلغ فی تدقیق الکلام إلی ذلک الحدّ لِیشتبهَ الباطل بالحق ویجوزَ الغیّ بالرشد.(المجازات النبویّة:ص 418 ح 336). [1]
2- (2) المجازات النبویّة:ص 415 ح 336. [2]
3- (3) نثر الدرّ:ج 1 ص 258 [3] وراجع:مسند ابن حنبل:ج 2 ص 408 ح 5691.
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 552 ح 7863 وص 879 ح 9013 کلاهما عن الشیرازی فی الألقاب عن جابر ، وص 837 ح 8898 نقلاً عن ابن عبد البرّ فی جامع بیان العلم وابن أبی الدنیا وأبی عبید فی الغریب عن عمر بن الخطّاب.
5- (5) تفسیر القرطبی:ج 12 ص 281. [4]
6- (6) سنن الترمذی:ج 5 ص 423 ح 3318 عن عائشة.

5155. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ لَم یَبعَثنی مُعَنِّتا ولا مُتَعَنِّتا ، ولکِن بَعَثَنی مُعَلِّما مُیَسِّرا. (1)

5156. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَلِّموا ولا تُعَنِّفوا ؛ فَإِنَّ المُعَلِّمَ خَیرٌ مِنَ المُعَنِّفِ . (2)

7/8 الإِطالَة

5157. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ موسی علیه السلام لَقِیَ الخِضْرَ علیه السلام ، فَقالَ :أوصِنی.فَقالَ الخِضْرُ:یا طالِبَ العِلمِ ، إنَّ القائِلَ أقَلُّ مَلالَةً مِنَ المُستَمِعِ ، فَلا تُمِلَّ جُلَساءَکَ إذا حَدَّثتَهُم. (3)

5158. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَیسَ البَیانُ کَثرَةَ الکَلامِ ، ولکِن فَصلٌ فی ما یُحِبُّ اللّهُ عز و جل. (4)

5159. أعلام الدّین: رَأَی [النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله ] أعرابِیّا یَتَکَلَّمُ فَطَوَّلَ ، فَقالَ لَهُ :کَم دونَ لِسانِکَ مِن حِجابٍ ؟ فَقالَ :شَفَتایَ وأسنانی.فَقالَ علیه السلام:فَتَثَبَّت وَاقتَصِر ؛ فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَکرَهُ الاِنبِعاقَ فِی الکَلامِ ، فَنَضَّرَ اللّهُ وَجهَ امرِئٍ أوجَزَ فی کَلامِهِ ، وَاقتَصَرَ عَلی حاجَتِهِ ! (5)

5160. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ أبغَضَکُم إلَیَّ وأبعَدَکُم مِنّی مَجلِسا یَومَ القِیامَةِ الثَّرثارونَ ، وَالمُتَشَدِّقونَ ، وَالمُتَفَیهِقونَ . (6)

5161. عنه صلی اللّه علیه و آله: ألا انَبِّئُکُم بِشِرارِکُم ؟ هُمُ الثَّرثارونَ المُتَشَدِّقونَ .ألا انَبِّئُکُم بِخِیارِکُم ؟

ص:114


1- (1) صحیح مسلم:ج 2 ص 1105 ح 29 عن جابر بن عبد اللّه.
2- (2) شعب الإیمان:ج 2 ص 276 ح 1749 [1] عن أبی هریرة ؛ منیة المرید:ص 193 ، [2]بحار الأنوار:ج 77 ص 175 ح 9. [3]
3- (3) منیة المرید:ص 140 ، [4]بحار الأنوار:ج 1 ص 226 ح 18 ؛ [5] المعجم الأوسط :ج 7 ص 78 ح 6908 عن عمر بن الخطّاب.
4- (4) الفردوس:ج 3 ص 399 ح 5215 عن أبی هریرة.
5- (5) أعلام الدین:ص 275. [6]
6- (6) سنن الترمذی:ج 4 ص 370 ح 2018 [7]عن جابر ؛ عوالی اللآلی:ج 1 ص 72 ح 135 [8] نحوه ،بحارالأنوار:ج 1 ص 127. [9]

أحاسِنُکُم أخلاقا. (1)

8/8 سُؤالُ الأَجرِ
الکتاب

"کَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ * فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ * وَ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِیَ إِلاّ عَلی رَبِّ الْعالَمِینَ ". 2

" کَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ * فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ * وَ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِیَ إِلاّ عَلی رَبِّ الْعالَمِینَ ". 3

" کَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ * فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ * وَ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِیَ إِلاّ عَلی رَبِّ الْعالَمِینَ ". 4

" کَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ * فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ * وَ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِیَ إِلاّ عَلی رَبِّ الْعالَمِینَ ". 5

" کَذَّبَ أَصْحابُ الْأَیْکَةِ الْمُرْسَلِینَ * إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَیْبٌ أَ لا تَتَّقُونَ * إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ * فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ * وَ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِیَ إِلاّ عَلی رَبِّ الْعالَمِینَ ". 6

" أُولئِکَ الَّذِینَ هَدَی اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاّ ذِکْری لِلْعالَمِینَ ". 7

ص:115


1- (1) مسند ابن حنبل:ج 3 ص 301 ح 8830 [1] عن أبی هریرة.

" قُلْ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ ". 1

"ذلِکَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللّهُ عِبادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ شَکُورٌ". 2

" قُلْ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاّ مَنْ شاءَ أَنْ یَتَّخِذَ إِلی رَبِّهِ سَبِیلاً ". 3

" قُلْ ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ إِنْ أَجْرِیَ إِلاّ عَلَی اللّهِ وَ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ ". 4

الحدیث

5162. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَکتوبٌ فِی الکِتابِ الأَوَّلِ :یَا بنَ آدَمَ ، عَلِّم مَجّانا کَما عُلِّمتَ مَجّانا. (1)

5163. عنه صلی اللّه علیه و آله: عُلَماءُ هذِهِ الاُمَّةِ رَجُلانِ :رَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلما فَبَذَلَهُ لِلنّاسِ ، ولَم یَأخُذ عَلَیهِ طُعما ، ولَم یَشرِ بِهِ ثَمَنا ، فَذلِکَ یَستَغفِرُ لَهُ حیتانُ البَحرِ ، ودَوابُّ البَرِّ، وَالطَّیرُ فی جَوِّ السَّماءِ، ویَقدَمُ عَلَی اللّهِ سَیِّدا شَریفا حَتّی یُرافِقَ المُرسَلینَ .

ورَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلما فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ ، وأخَذَ عَلَیهِ طُعما ، وشَری بِهِ ثَمَنا ، فَذلِکَ یُلجَمُ یَومَ القِیامَةِ بِلِجامٍ مِن نارٍ ، ویُنادی مُنادٍ:هذَا الَّذی آتاهُ اللّهُ عِلما فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ ، وأخَذَ عَلَیهِ طُعما ، وَاشتَری بِهِ ثَمَنا.وکَذلِکَ حَتّی یَفرُغَ مِنَ الحِسابِ . (2)

ص:116


1- (5) الفردوس:ج 4 ص 125 ح 6387 عن ابن مسعود.
2- (6) منیة المرید:ص 136 ، [1]بحار الأنوار:ج 2 ص 54 ح 25 ؛ [2] المعجم الأوسط :ج 7 ص 171 ح 7187 عن ابن عبّاس.

5164. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُحِبُّ العَبدَ یَتَّخِذُ المِهنَةَ لِیَستَغنِیَ بِها عَنِ النّاسِ ، ویُبغِضُ العَبدَ یَتَعَلَّمُ العِلمَ یَتَّخِذُهُ مِهنَةً . (1)

5165. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَلَّمَ اللّهُ عز و جل آدَمَ ألفَ حِرفَةٍ مِنَ الحِرَفِ ، فَقالَ لَهُ :قُل لِوُلدِکَ وذُرِّیَّتِکَ :إن لَم تَصبِروا فَاطلُبُوا الدُّنیا بِهذِهِ الحِرَفِ ، ولا تَطلُبوها بِدینٍ ؛ فَإِنَّ الدّینَ لی وَحدی خالِصا ، وَیلٌ لِمَن طَلَبَ بِالدّینِ الدُّنیا ! وَیلٌ لَهُ !! (2)

ص:117


1- (1) ربیع الأبرار:ج 2 ص 543. [1]
2- (2) الفردوس:ج 3 ص 42 ح 4105 عن عطیّة بن بسر.

ص:118

بحث حول أجر التبلیغ

مرّ علینا فی ما سبق أنّ سیرة الأنبیاء کانت تقوم علی مبدأ عدم طلب الأجر علی تبلیغ الرسالة ؛ فقد أعلنوا مرّات وکرّات بأنّهم لا یتقاضون من الناس أجراً فی مقابل الجهود التی یبذلونها فی إبلاغ رسالات اللّه.وأعلن أوّل أنبیاء اولی العزم نوح علیه السلام صراحةً أنّه یقدّم هذه الخدمة للمجتمع بالمجّان.وسار علی النهج نفسه الأنبیاء الآخرون ؛ کهود ، وصالح ، ولوط ، وشعیب علیهم السلام.أمّا الملاحظة الجدیرة بالتأمّل فی هذا المجال فهی أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله امر من قِبل اللّه عز و جل أن یعلن للاُمّة:

"لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی " . (1)

ویوضّحَ بأمر اللّه الحکمة من هذا الطلب بقوله:

"قُلْ ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ إِنْ أَجْرِیَ إِلاّ عَلَی اللّهِ " . (2)

بمعنی أنّنی لا ارید منکم شیئاً فی مقابل إبلاغ رسالة اللّه ، وأنا أیضاً کسائر الأنبیاء أخدم الناس بلا أجر ولا منّة ، وما اسمّیه أجراً لیس فیه ضمان لمصلحتی وإنّما هو ضمان لمصالحکم ، وقصدت من هذا التعبیر العاطفی الرقیق حثّکم علی حفظه ؛ لکی لا تنحرفوا من بعدی عن الصراط المستقیم.

ص:119


1- (1) الشوری:23. [1]
2- (2) سبأ:47. [2]

وأبدی مزیداً من التوضیح بهذا الصدد قائلاً:

"قُلْ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاّ مَنْ شاءَ أَنْ یَتَّخِذَ إِلی رَبِّهِ سَبِیلاً" . (1)

وعلی هذا الأساس ، فإنّ ما طلبه رسول الإسلام صلی اللّه علیه و آله کأجر علی إبلاغ الرسالة إنّما هو دعوة الناس إلی السیر علی طریق اللّه ، الذی هو طریق القیم الدینیّة والتکامل المعنوی والمادّی للإنسان ، والذی یتجسّد فی القیادة الربّانیّة ، وأهل بیت الرسول صلی اللّه علیه و آله الذین هم أکمل مصادیق القادة الربّانیّین. (2)

فی ضوء هذه المقدّمة التی أوردناها فی ما یخصّ التبلیغ ، تُثار التساؤلات التالیة:

1.ما هی الحکمة الکامنة وراء تأکید الأنبیاء علیهم السلام علی عدم قبول أجرٍ لقاء إبلاغ الرسالة ؟ وفی ضوء ما مرّ علینا من سیرة الأنبیاء علیهم السلام ، هل یمکن للمبلّغین الذین هم ورثتهم أن یطلبوا من الناس أجراً لقاء التبلیغ ؟ 2.ما حکم أخذ الأجر علی التبلیغ من دون طلبه ؟ 3.مع افتراض کون التبلیغ مجّانیاً ، فکیف یمکن توفیر الحاجات الاقتصادیّة للمبلّغ ؟

أ الانعکاسات السلبیّة لطلب الأجر علی التبلیغ

لغرض تقدیم إجابة علی السؤال الأوّل ، وفهم الحکمة الکامنة وراء تأکید الأنبیاء علی مجّانیّة التبلیغ ، یکفی أن نلقی نظرة علی الانعکاسات السلبیّة لطلب الأجر فی مقابل التبلیغ:

ص:120


1- (1) الفرقان:57. [1]
2- (2) راجع:کتاب أهل البیت فی الکتاب والسنّة:( القسم الثامن/الفصل الثالث ) والقیادة فی الإسلام:( القسم الثانی:الفصل الأول:موقع القیادة/سبیل اللّه ).
1.زوال الإخلاص

أوّل رکن أخلاقی لتبلیغ الدین هو الإخلاص ، وهذا الرکن یتزعزع بسبب طلب الأجر فی مقابل التبلیغ ، ویصبح المبلّغ مصداقاً لمن یصفهم الإمام علیّ علیه السلام بقوله:

14-یَطلُبُ الدُّنیا بِعَمَلِ الآخِرَةَ ، ولا یَطلُبُ الآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنیا. (1)

وهکذا ، فإنّ من کان یستطیع تحویل شؤونه الدنیویّة إلی عمل اخروی ضمن دوافع إلهیّة خالصة (2)، فعندئذٍ یمکنه أن یجعل طلب الأجر علی التبلیغ الذی یعتبر أمراً إلهیّاً ومعنویّاً کوسیلة لکسب العیش وتأمین حیاته المعاشیّة ، أو (طلبِ الدنیا) حسب تعبیر الإمام علیّ علیه السلام.

وفی هذا المجال روی عن الإمام الصادق علیه السلام أنّه قال:

14-مَنِ احتاجَ النّاسُ إلَیهِ لِیُفَقِّهَهُم فی دینهِم ، فَیَسأَلُهُم الاُجرَةَ ، کانَ حَقیقاً عَلَی اللّهِ أن یُدخِلَهُ نارَ جَهَنَّمَ . (3)

2.انخفاض تأثیر التبلیغ

عندما یتزعزع رکن الإخلاص یتناقص تلقائیّاً تأثیر التبلیغ فی حیاة الآخرین ، حتّی یصل أحیاناً إلی حدّ الصفر ،بل قد تنعکس عنه أحیاناً نتائج سلبیّة ؛ وذلک لأنّ الناس یحقّ لهم عندئذٍ النظر بعین التهمة إلی کلّ من یتّخذ دین اللّه کوسیلة لضمان حیاته المادّیّة ، وألّا یعتبروه ناصحاً مخلصاً لهم ، کما قال عیسی علیه السلام فی هذا المعنی:

14-الدّینارُ داءُ الدّینِ ، وَالعالِمُ طَبیبُ الدّینِ ؛ فَإِذا رَأَیتُمُ الطَّبیبَ یَجُرُّ الدّاءَ إلی نَفسِهِ فَاتَّهِموهُ ، وَاعلَموا أنَّهُ غَیرُ ناصِحٍ غَیرَهُ . (4)

ص:121


1- (1) نهج البلاغة:الخطبة 32 ، [1]بحار الأنوار:ج 78 ص 5 ح 54. [2]
2- (2) راجع:میزان الحکمة ، عنوان "النیّة" باب 3984 "الحثّ علی النیّة فی کلّ شیء".
3- (3) عوالی اللآلی:ج 4 ص 71 ، [3]بحار الأنوار:ج 2 ص 78 ح 68. [4]
4- (4) الخصال:ص 113 ح 91 ،بحار الأنوار:ج 2 ص 107 ح 5. [5]
3.تحریف القیم الدینیّة

إنّ أجسم الأضرار التی تنجم عن تبلیغ الدین لقاء الأجر هو تحریف القیم الدینیّة.فعندما ینزَّل التبلیغ علی شکل سلعة ، یمیل المبلّغ إلی أخذ رغبة المخاطب بنظر الاعتبار بدلاً من النظر إلی حاجته.ومن هنا یجد نفسه مضطرّا إلی عرض سلعته وفقاً لرغبة المخاطب ، وهکذا فقد یری من الضرورة أحیاناً تحریف القیم الدینیّة فی سبیل نیل أغراضه الدنیویّة.

ویعزو القرآن الکریم تحریفَ الکتب السماویّة السابقة إلی هذه الظاهرة الخطیرة ؛ وذلک لأنّ جماعة من المبلّغین وقادة الأدیان حرّفوا الحقائق الدینیّة نزولاً عند رغبة أصحاب السلطة والمال لقاء ثمن بخسٍ . (1)

ب أخذ الأجر علی التبلیغ من دون طلبه

إنّ الانعکاسات السلبیّة التی سبقت الإشارة إلیها تظهر فی الوقت الذی یتصرّف المبلّغ تصرّفا یعاکس تماما ما کان یتصرّفه الأنبیاء ؛ وذلک أنّ الأنبیاء کانوا یقولون:إنّنا لا نرید أجراً علی التبلیغ ، أمّا هو فیقول:اُرید أجرا علیه ، ویتعامل بدین اللّه کسلعة.لکن فی صورة ما إذا لم یطلب المبلّغ أجراً وبادر الناس إلی تقدیم الأجر له من تلقاء أنفسهم لأجل تأمین شؤونه المعاشیّة ، فلا مانع عندئذٍ من قبوله.وقد روی فی هذا المجال عن الإمام الصادق علیه السلام أنّه قال:

14-المُعَلِّمُ لا یُعَلِّمُ بِالأَجرِ ، وَیَقبَلُ الهَدِیَّةَ إذا اهدِیَ إلَیهِ . (2)

وروی حمزة بن حمران أیضاً ، قال:سمعت الإمام الصادق علیه السلام یقول:

14-مَنِ استَأکَلَ بِعِلمِهِ افتَقَرَ.

ص:122


1- (1) راجع:البقرة:41.
2- (2) التهذیب الأحکام:ج 6 ص 365 ح 1047.

فَقُلتُ لَهُ :جُعِلتُ فِداکَ ! إنَّ فی شیعَتِکَ ومَوالیکَ قَوماً یَتَحَمَّلونَ عُلومَکُم ویَبُثّونَها فی شیعَتِکُم ، فَلا یَعدَمونَ عَلی ذلِکَ مِنهُمُ البِرَّ والصِّلَةَ وَالإِکرامَ .

فقال:لَیسَ اولئِکَ بِمُستَأکِلینَ . (1)

الملاحظة الجدیرة بالاهتمام فی هذا المجال هی أنّ أخذ الأجر علی التبلیغ من غیر طلبه وإن لم یکن فیه بأس ، ولایتعارض مع بعض مراتب الإخلاص ،بید أنّ ترکه أولی ؛ إذ أنّ الأنبیاء والأولیاء الکمّل کانوا یتجنّبون استلام أی نوع من الأجر ، ولم یکونوا یقبلون أخذ أیّ أجر ، لیس فی مقابل التبلیغ فحسب ،بل فی مقابل أیّ عمل اخروی آخر کانوا یؤدّونه للّه ، حتّی فی أشدّ الظروف المعیشیّة قسوةً .وقد رویت فی هذا المجال قصّة شائقة جدّاً عن النبیّ موسی علیه السلام ، نوردها فی ما یأتی.

قصّة تعکس إخلاص موسی علیه السلام

قبل أن یُبعث موسی علیه السلام نبیّاً ، فرَّ من الفراعنة ، وبعد مصاعب جمّة وصل إلی "مدین" ، وهی مدینة النبیّ شعیب علیه السلام.وکان علی مقربة من تلک المدینة بئر اجتمع عنده الرعاة لیسقوا أغنامهم من الماء.وکان بجانب هؤلاء الرعاة بنتان جاءتا تستسقیان الماء لأغنامهما ، إلّا أنّ شدّة الزحام حال دون تقرّبهما من البئر والاستسقاء منه.وعندما شاهد موسی علیه السلام ذلک شعر أنّ البنتین بحاجة إلی العون ، فبادر إلی مساعدتهما وسقی أغنامهما ، ثمّ غادرت البنتان المکان برفقة الأغنام.

وکان موسی آنذاک یتضوّر من شدّة الجوع ، فرفع یدیه بالدعاء وقال:

"رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ" . (2)

وفی هذا الخصوص یقول الإمام علیّ علیه السلام:

ص:123


1- (1) معانی الأخبار:ص 181.
2- (2) القصص:24. [1]

وَاللّهِ ما سَأَلَهُ إلّا خُبزا یأکُلُهُ !.... (1)

فی تلک الأثناء رجعت إلیه إحدی البنتین وقالت له:

"...إِنَّ أَبِی یَدْعُوکَ لِیَجْزِیَکَ أَجْرَ ما سَقَیْتَ لَنا..." . (2)

فذهب معها موسی علیه السلام إلی دارهم ، وعرف أنّ البنتین اللّتین کانتا هناک هما ابنتا النبیّ شعیب علیه السلام ، وصادف دخول موسی دار شعیب وقت العشاء ، وکان الطعام معدّا ، فدعا شعیب الشابَّ القادم إلی الطعام قائلاً:"یا شابُّ ! اجلِس فَتَعَشَّ ".إلّا أنّ موسی ظلّ واقفا ولم یجلس إلی المائدة ، وقال ردّا علی دعوة شعیب:"أعوذُ بِاللّهِ !".

تعجّب شعیب من ذلک الموقف وقال:"ولِمَ ذلِکَ ؟ ألَستَ بِجائِعٍ ؟ !".فَقالَ موسی علیه السلام:"بَلی ، ولکِن أخافُ أن یَکونَ هذا عِوَضا لِما سَقیتُ لَهُما ؛ وإنّا أهلُ بَیتٍ لا نَبیعُ شَیئا مِن عَمَلِ الآخِرَةِ بِمِلءِ الأَرضِ ذَهَبا !".

فقال له شعیب:"لا وَاللّهِ یا شابُّ ، ولکِنَّها عادَتی وعادَةُ آبائی ؛ نُقرِی الضَّیفَ ونُطعِمُ الطَّعامَ ".فجلس موسی یأکل. (3)

ج سبل تأمین الحاجات الاقتصادیّة للمبلّغ

إذا کان أخذ الأجر علی التبلیغ مذموما فی الإسلام علی کلّ الأحوال ، فلابدّ أن یتبادر إلی الذهن السؤال التالی:عن أیّ طریق یمکن تأمین الحاجات المعاشیّة للمبلّغ ؟

1.الکسب إلی جانب التبلیغ

قبل حوالی نصف قرن مضی ، کان هناک جماعة من أدعیاء الثقافة والوعی

ص:124


1- (1) نهج البلاغة:الخطبة 160 ، [1]بحار الأنوار:ج 13 ص 50 ح 20. [2]
2- (2) القصص:25. [3]
3- (3) میزان الحکمة:باب 1032 "إخلاص موسی" ،بحار الأنوار:ج 13 ص 21. [4]

تتصوّر أنّ التبلیغ لیس عملاً أساسا ، ویجب علی المبلّغ أن یمارس عملاً آخر إلی جانب تبلیغ الدین وإشاعة القیم الدینیّة ودعوة الناس إلی الصلاح.فکانوا یقولون:إنّ علماء الدین إذا کانوا یمارسون إلی جانب التبلیغ عملاً آخر لکسب الرزق بحیث یستغنون عن الحاجة إلی الناس ، یمکنهم تقدیم الإسلام إلی الناس علی حقیقته دون الوقوع تحت تأثیر من یوفّرون لهم حاجاتهم الاقتصادیّة.

إنّ حاجة علماء الدین المباشرة للناس وإن کان لها نتائج ضارّة سبقت الإشارة إلیها ، إلّا أنّ اسلوب الحلّ المقترح أعلاه غیر صحیح أیضا ، وهو إنّما یُطرح حسب تعبیر الإمام الخمینی قدس سره من قبل المناهضین للإسلام ولعلماء الدین.وإنّما التبلیغ عمل کأیّ عمل آخر.وفی الوقت الحاضر لا یمکن أن یتخصّص أحد فی فروع العلوم الإسلامیّة ویمارس إلی جانبه عملاً آخر لکسب الرزق.

2.تأمین الحاجات الاقتصادیّة للمبلّغ من قبل الحکومة

عندما یُتاح للنظام الإسلامی تطبیق أحکام الإسلام النیّرة علی نحوٍ کامل ، ویصبح بیت المال تحت تصرّف الدولة الإسلامیّة من جهة ، وعدم الحاجة إلی إشراف الحوزات العلمیّة والزعماء الدینیّین علی الأجهزة التنفیذیّة والتشریعیّة والقضائیّة من جهة اخری ، فلعلّ أفضل طریق لتوفیر الحاجات الاقتصادیّة لعلماء الدین ، ومنهم المبلّغون ، هو الدولة الإسلامیّة.بید أنّ مثل هذه الظروف لا تتحقّق إلّا فی عصر حکومة الإمام المهدی (عجل اللّه تعالی فرجه).

أمّا فی ظلّ الظروف الحالیّة ، فیبدو الاستقلال الاقتصادی لعلماء الدین أمرا ضروریّا ، وعدم استقلال علماء الدین یعنی اتّباعهم لسیاسة الحکومات وانقیادهم لها ، فی حین أنّهم یجب أن یکونوا مرشدین وموجّهین لولاة الاُمور.

3.الإدارة الاقتصادیّة الذاتیّة

الطریق الثالث لتأمین الحاجات الاقتصادیّة للمبلّغین هو الإدارة الاقتصادیّة

ص:125

الذاتیّة لشریحة علماء الدین ؛ أی أن یتولّی مدراء الحوزات العلمیّة تنظیم المیزانیّة الخاصّة لدراسة وتبلیغ العلوم الدینیّة علی نحو یوفّر معیشة متوسّطة وکریمة لجمیع الدارسین والباحثین والمبلّغین.ولا أشکّ فی أنّه مع وجود إدارة صحیحة للأموال الموجودة حالیّا تحت تصرّف علماء الدین الواردة عن طریق الخمس والزکاة والهدایا وغیر ذلک فإنّ الحاجات الاقتصادیّة لجمیع المنتسبین لهذا القطاع ستکون مؤمّنة بکلّ سهولة.

4.تقویة الجانب المعنوی

إنّ البعض قد تأخذه الدهشة عندما یسمع بأنّ تقویة الجانب المعنوی تمثّل أحد السبل لتأمین الحاجات الاقتصادیّة ؛ إلّا أنّ العقل والنقل ، والروایة والدرایة ، تؤیّد هذا الادّعاء.

وقبل تقدیم أیّ توضیح فی هذا المعنی لابدّ من الإشارة فی ما یخصّ نفقات علماء الدین إلی أنّ قسما من هذا الواجب یقع علی عاتق مدراء المراکز الدینیّة والإعلامیّة ، ویقع قسم منه أیضا علی عاتق المتصدّین لإرشاد الناس وهدایتهم.أمّا واجب مدراء المراکز الدینیّة کما سبقت الإشارة إلیه فی السبیل الثالث فهی تنظیم النفقات التی جعلها الإسلام لهذا الأمر ، أمّا ما نحن بصدد بیانه فی السبیل الرابع فیخصّ واجب المبلّغ نفسه ، وهذا الواجب لا یتعارض مع واجب مدراء المراکز الدینیّة ،بل یعتبر مکمّلاً له.

ضمان الرزق من اللّه

صرّحت روایات عدیدة أنّ الباری تعالی ، علاوةً علی ما تکفّل به من رزق کلّ إنسان وکلّ دابّة (1)، فإنّه قد أولی عنایة خاصّة بضمان رزق أصحاب العلم ومن نذروا

ص:126


1- (1) "وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلاّ عَلَی اللّهِ رِزْقُها" (هود:6). [1]

حیاتهم لإرشاد الناس وهدایتهم.

وقد ورد عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أنّه قال فی هذا المجال:

14-إنَّ اللّهَ تَعالی قَد تَکَفَّلَ لِطالِبِ العِلمِ بِرزقِهِ خاصَّةً عَمّا ضَمِنَهُ لِغَیرِهِ . (1)

مَن تَفَقَّهَ فی دینِ اللّهِ کَفاهُ اللّهُ هَمَّهُ ورَزَقَهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ . (2)

وفی الحقیقة أنّ هذه الأحادیث أتت مفسّرة لآیات قرآنیة کریمة جاء فیها:

14-مَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُو مَخْرَجًا * وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُ وَ مَن یَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُو. (3)

ولا شکّ أنّ أحد المصادیق البارزة للتقوی والتوکّل هو التفقّه فی الدین فی سبیل اللّه وفی سبیل خدمة الخلق.

إنّ من یعمل فی سبیل تقویة الجانب المعنوی فی ذاته ، وینطلق للدراسة والبحث وإرشاد الناس برأسمال التقوی والتوکّل ، فقد ضمن له اللّه أن یأتیه برزقه من حیث لا یحتسب.والتجربة القطعیّة لحملة العلم تؤیّد الحقیقة التی صرّح بها القرآن الکریم والأحادیث الشریفة.

ص:127


1- (1) منیة المرید:ص 160 ، [1]الأنوار النعمانیّة:ج 3 ح 341. [2]
2- (2) جامع بیان العلم:ج 1 ص 45 وراجع:العلم والحکمة فی الکتاب والسنّة:( القسم الخامس:التعلم/الفصل الثانی:فضل التعلم/تکفل الرزق ).
3- (3) الطلاق:2 و 3. [3]

ص:128

الباب الثّانی: الطفل

اشارة

ص:129

ص:130

الفصل الأوّل: الأسرة

1/1 بِناءُ الأُسرَةِ

5166. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما یَمنَعُ المُؤمِنَ أَن یَتَّخِذَ أهلاً ، لَعَلَّ اللّهَ أن یَرزُقَهُ نَسَمةً (1)تُثقِلُ الأَرضَ بِلا إلهَ إلَا اللّهُ . (2)

5167. عنه صلی اللّه علیه و آله: خِیارُ امَّتِی المُتَأَهِّلونَ ، و شِرارُ امَّتِی العُزّابُ . (3)

5168. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما بُنِیَ بِناءٌ فِی الإِسلامِ أحَبُّ إلَی اللّهِ تَعالی مِنَ التَّزویجِ . (4)

5169. عنه صلی اللّه علیه و آله: اتَّخِذُوا الأَهلَ ؛ فَإِنَّهُ أَرزَقُ لَکُم. (5)

ص:131


1- (1) النَّسَمَةُ :الإنسان (الصحاح:ج 5 ص 2040 [1] "نسم" ).
2- (2) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 382 ح 4340 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام.
3- (3) جامع الأخبار:ص 273 ح 748 ، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 221 ح 32. [3]
4- (4) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 383 ح 4343 عن عبداللّه بن الحکم عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 222 ح 40. [4]
5- (5) الکافی:ج 5 ص 329 ح 6 [5] عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحار الأنوار:ج 103 ص 217 ح 1. [6]
2/1 طَلَبُ الوَلَدِ

5170. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اطلُبُوا الوَلَدَ وَ التَمِسوهُ ؛ فَإنَّهُ قُرَّةُ العَینِ ، و رَیحانَةُ القَلبِ . (1)

5171. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَدَع أحَدُکُم طَلَبَ الوَلَدِ ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إذا ماتَ و لَیسَ لَهُ وَلَدٌ انقَطَعَ اسمُهُ . (2)

5172. عنه صلی اللّه علیه و آله: بَیتٌ لا صِبیانَ فیهِ لا بَرَکَةَ فیهِ . (3)

5173. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما وُلِدَ فی أهلِ بَیتٍ غُلامٌ إلّا أصبَحَ فیهِم عِزٌّ لَم یَکُن. (4)

5174. عنه صلی اللّه علیه و آله: ریحُ الوَلَدِ مِن ریحِ الجَنَّةِ . (5)

5175. عنه صلی اللّه علیه و آله: الوَلَدُ للوالِدِ رَیحانَةٌ مِنَ اللّهِ یَشَمُّها (قَسَّمَها)بَینَ عِبادِهِ . (6)

5176. عنه صلی اللّه علیه و آله: الوَلَدُ ثَمَرُ القَلبِ ، و إنَّهُ مَجبَنَةٌ مَبخَلَةٌ مَحزَنَةٌ . (7)

5177. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ لِکُلِّ شَیءٍ ثَمَرَةً ، و ثَمَرَةُ القَلبِ الوَلَدُ. (8)

5178. مسند ابن حنبل عن الأشعث ابن قیس: قَدِمتُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فی وَفدِ کِندَةَ ، فَقالَ لی:هَل لَکَ مِن وَلَدٍ ؟ قُلتُ :غُلامٌ وُلِدَ لِی فی مَخرَجی إلَیکَ مِن ابنَةِ جَدٍّ (9)، و لَوَدِدتُ أنَّ مَکانَهُ

ص:132


1- (1) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 480 ح 1665 [1]عن ابن عمر،بحارالأنوار:ج 104 ص 84 ح 44 ؛ [2] الفردوس:ج 1 ص 79 ح 242 عن ابن عمر.
2- (2) المعجم الکبیر:ج 23 ص 210 ح 369 عن حفصة.
3- (3) الفردوس:ج 5 ص 359 ح 8435 عن ابن عبّاس.
4- (4) المعجم الأوسط :ج 7 ص 244 ح 7395 عن ابن عمر.
5- (5) المعجم الأوسط :ج 6 ص 82 ح 5860 عن ابن عبّاس ؛ روضة الواعظین:ص 403.
6- (6) عدّة الداعی:ص 76 ، [3]بحار الأنوار:ج 104 ص 98 ح 68. [4]
7- (7) مسند أبی یعلی:ج 2 ص 10 ح 1028 عن أبی سعید.
8- (8) الفردوس:ج 1 ص 204 ح 779 عن ابن عمر.
9- (9) و جاء فی بعض الروایات:"ابنة جمد".

شِبعَ القَومِ ! قالَ صلی اللّه علیه و آله:لا تَقولَنَّ ذلِکَ ، فَإِنَّ فیهِم قُرَّةَ عَینٍ وأجرا إذا قُبِضوا ثَمَّ ، و لَئِن قُلتَ ذاکَ إنَّهُم لَمَجبَنَةٌ مَحزَنَةٌ ، إنَّهُم لَمَجبَنَةٌ مَحزَنَةٌ . (1)

3/1 فَضلُ الوَلَدِ الصّالِحِ

5179. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مِن سَعادَةِ الرَّجُلِ الوَلَدُ الصّالِحُ . (2)

5180. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الوَلَدَ الصّالِحَ رَیحانَةٌ مِن رَیاحینِ الجَنَّةِ . (3)

5181. عنه صلی اللّه علیه و آله: الوَلَدُ الصّالِحُ رَیحانَةٌ مِنَ اللّهِ قَسَمَها بَینَ عِبادِهِ ، وَإِنَّ رَیحانَتَیَ مِنَ الدُّنیا الحَسَنُ والحُسَینُ ، سَمَّیتُهُما بِاسمِ سِبطَینِ مِن بَنی إسرائِیلَ :شَبَّرا و شَبیرا. (4)

5182. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِن نِعمَةِ اللّهِ عَلَی الرَّجُلِ أن یُشبِهَهُ وَلَدُهُ . (5)

4/1 کَثْرَةُ الأَولادِ

5183. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَزَوَّجوا بِکرا وَلودا، و لا تَزَوَّجوا حَسناءَ جَمیلَةً عاقِرا ؛ فَإنِّی اباهی بِکُمُ الاُمَمَ یَومَ القِیامَةِ . (6)

5184. عنه صلی اللّه علیه و آله: دَعُوا الحَسناءَ العاقِرَ ، و تَزَوَّجُوا السَّوداءَ الوَلودَ ؛ فَإنِّی اکاثِرُ بِکُمُ الاُمَمَ

ص:133


1- (1) مسند ابن حنبل:ج 8 ص 196 ح 21899. [1]
2- (2) الکافی:ج 6 ص 3 ح 11 [2] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 98 ح 67. [3]
3- (3) الکافی:ج 6 ص 3 ح 10 [4] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 90 ح 1. [5]
4- (4) الکافی:ج 6 ص 2 ح 1 [6] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 43 ص 306 ح 68. [7]
5- (5) الکافی:ج 6 ص 4 ح 1 [8] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 95 ح 38. [9]
6- (6) الکافی:ج 5 ص 333 ح 2 [10] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام.

یَومَ القِیامَةِ . (1)

5185. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکثِرُوا الوَلَدَ اکاثِر بِکُمُ الاُمَمَ غَدا. (2)

5186. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَزَوَّجُوا الوَدودَ الوَلودَ ؛ فَإنّی مُکاثِرٌ بِکُمُ الاُمَمَ یَومَ القِیامَةِ . (3)

5/1 فَضلُ البَناتِ

5187. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مِن یُمنِ المَرأةِ أن یَکونَ بِکرُها جارِیَةً . (4)

5188. عنه صلی اللّه علیه و آله: ریحُ الوَلَدِ مِن ریحِ الجَنَّةِ ، و لا یُحِبُّ البَناتِ إلّا مُؤمِنٌ . (5)

6/1 ثَوابُ تَربِیَةِ البَناتِ

5189. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: نِعمَ الوَلَدُ البَناتُ المُخَدَّراتُ ، مَن کانَت عِندَهُ واحِدَةٌ جَعَلَهَا اللّهُ سِترا لَهُ مِنَ النّارِ، وَ مَن کانَت عِندَهُ اثنَتانِ أَدخَلَهُ اللّهُ بِهِمَا الجَنَّةَ ، وَ إِن کُنَّ ثَلاثا أو مِثلَهُنَّ مِنَ الأخَواتِ ، وُضِعَ عَنهُ الجِهادُ وَ الصَّدَقَةُ . (6)

5190. عنه صلی اللّه علیه و آله: البَناتُ هُنَّ المُشفِقاتُ المُجَهِّزاتُ المُبارَکاتُ ، مَن کانَت لَهُ ابنَةٌ واحِدَةٌ جَعَلَهَا اللّهُ لَهُ سِترا مِنَ النّارِ، و مَن کانَت عِندَهُ ابنَتانِ ادخِلَ الجَنَّةَ بِهِما، و مَن کانَت عِندَهُ ثَلاثُ بَناتٍ أو مِثلُهُنَّ مِنَ الأخَواتِ وُضِعَ عَنهُ الجِهادُ وَ الصَّدَقَةُ . (7)

ص:134


1- (1) المصنّف لعبد الرزّاق:ج 6 ص 160 ح 10343 عن محمّد بن سیرین.
2- (2) الکافی:ج 6 ص 2 ح 3 [1] عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام.
3- (3) تاریخ بغداد:ج 12 ص 377 الرقم 6829 [2] عن ابن عمر.
4- (4) الجعفریّات:ص 99 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 98 ح 64. [4]
5- (5) الفردوس:ج 2 ص 272 ح 3263 عن عائشة.
6- (6) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 472 ح 1613 ، [5]بحارالأنوار:ج 104 ص 91 ح 5. [6]
7- (7) کنز العمّال:ج 16 ص 454 ح 45399 نقلاً عن الدیلمی عن أنس.

5191. المستدرک علی الصحیحین عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن عالَ جَارِیَتَینِ حَتَّی تُدرِکا دَخَلتُ الجَنَّةَ أنا وَ هُوَ کَهاتَینِ وَأشارَ بِإصبَعَیهِ السَّبّابَةِ وَالوُسطی. (1)

5192. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن عالَ ثَلاثَ بَناتٍ حَتّی یُبنیهُنَّ ، کُنَّ لَهُ حِجابا مِنَ النّارِ. (2)

7/1 رِعایَةُ الإِناثِ مِنَ الأولادِ

5193. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن دَخَلَ السّوقَ فَاشتَری تُحفَةً ، فحَمَلَها إلی عِیالِهِ ، کانَ کَحامِلِ صَدَقَةٍ إلی قَومٍ مَحاویجَ ، و لیَبدَأ بِالإِناثِ قَبلَ الذُّکورِ ؛ فَإنَّهُ مَن فَرَّحَ انثی فَکَأنَّما عَتَقَ رَقَبَةً مِن وُلدِ اسماعیلَ ، و مَن أقَرَّ بِعَینِ ابنٍ فَکَأنَّما بَکی مِن خَشیَةِ اللّهِ ، وَ مَن بَکی مِن خَشیَةِ اللّهِ أدخَلَهُ اللّهُ جَنّاتِ النَّعیمِ . (3)

8/1 ذَمُّ کَراهَةِ البَناتِ

5194. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَکرَهُوا البَناتِ ؛ فَإنَّهُنَّ المُؤنِساتُ الغالِیاتُ . (4)

5195. کتاب من لا یحضره الفقیه: بُشِّرَ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله بِابنَةٍ فَنَظَرَ فی وُجوهِ أصحابِهِ ، فَرَاَی الکَرَاهَةَ فیهِم، فَقالَ :ما لَکُم ؟ رَیحانَةٌ أشَمُّها ، وَ رِزقُها عَلَی اللّهِ عز و جل. (5)

ص:135


1- (1) المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 196 ح 7350 عن أنس؛ جامع الأخبار:ص 285 ح 766 [1] عن أنس.
2- (2) تاریخ بغداد:ج 8 ص 316 [2] عن أنس.
3- (3) ثواب الأعمال:ص 239 ح 1 عن ابن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 104 ص 69 ح 2. [3]
4- (4) مسند ابن حنبل:ج 6 ص 134 ح 17378 [4] عن عقبة بن عامر.
5- (5) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 481 ح 4693 ،بحارالأنوار:ج 104 ص 90 ح 4. [5]

ص:136

الفصل الثانی: الوراثة

1/2 العِرقُ دَسّاسٌّ

5196. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: انظُر فی أیِ نِصابٍ (1)تَضَعُ وَلَدَکَ ؛ فَإِنَّ العِرقَ دَسَّاسٌ (2). (3)

5197. عنه صلی اللّه علیه و آله: النّاسُ مَعادِنُ ، وَ العِرقُ دَسّاسٌ ، وأدَبُ السّوءِ کَعِرقِ السّوءِ. (4)

5198. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَزَوَّجُوا فی الحِجرِ الصّالِحِ ؛ فَإِنَّ العِرقَ دَسّاسٌ . (5)

5199. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَخَیَّروا لِنُطَفِکُم ؛ فَإِنَّ النِّساءَ یَلِدنَ أشباهَ إخوانِهِنَّ وأخَواتِهِنَّ . (6)

ص:137


1- (1) نِصاب کلّ شیء:أصلُه یقال:فلان یرجع إلی نِصاب صدق، وأصلُه:مَنبِتُه ومحتِدُهُ (لسان العرب:ج 1 ص 761 [1] "نصب").
2- (2) دَسّه یدُسّه دسّا:إذا أدخله فی الشیء (النهایة:ج 2 ص 117 [2] "دسس ").
3- (3) مسند الشهاب:ج 1 ص 371 ح 638 عن ابن عمر.
4- (4) شعب الإیمان:ج 7 ص 455 ح 10974 [3] عن ابن عبّاس.
5- (5) الفردوس:ج 2 ص 51 ح 2291 عن أنس ؛ مکارم الأخلاق:ج 1 ص 432 ح 1474 [4] عن الإمام الصادق علیه السلام.
6- (6) تاریخ دمشق:ج 52 ص 362 ح 11068 عن عائشة.
2/2 دَورُ زَواجِ الأقارِبِ

5200. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اغتَرِبوا ؛ لا تُضووا (1). (2)

5201. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَنکِحُوا القَرابَةَ القَریبَةَ ؛ فَإِنَّ الوَلَدَ یُخلَقُ ضاوِیا. (3)

ص:138


1- (1) اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا:أی تزوّجوا الغرائب دون القرائب، و معنی لا تُضْووا:لا تأتوا بأولادٍ ضاوین ؛ أی ضُعَفاء نُحَفاء (النهایة فی غریب الحدیث:ج 3 ص 106 "ضوا").
2- (2) المَجازات النبویّة:ص 92 ح 59. [1]
3- (3) المَحجّة البیضاء:ج 3 ص 94 ، مسالک الأفهام:ج 7 ص 15 ؛ [2] النهایة فی غریب الحدیث:ج 3 ص 106.

الفصل الثّالث: طعام الوالدین

1/3 دَورُ طَعامِ الحَرامِ فِی المَولودِ

5202. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لِعبداللّه بن مسعود: یَابنَ مَسعودٍ:لا تَأکُلِ الحَرامَ ، و لا تَلبَسِ الحَرامَ ، و لا تَأخُذ مِنَ الحَرامِ ، و لا تَعصِ اللّهَ ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ لِاءِبلیسَ : "وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِکَ وَ أَجْلِبْ عَلَیْهِمْ بِخَیْلِکَ وَ رَجِلِکَ وَ شارِکْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ وَ عِدْهُمْ وَ ما یَعِدُهُمُ الشَّیْطانُ إِلاّ غُرُوراً " (1). (2)

2/3 دَورُ غِذاءِ الحامِلِ فِی الجَنینِ

5203. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أطعِموا حَبالاکُمُ اللُّبانَ (3)؛ فَإِنَّ الصَّبِیَ إذا غُذِّیَ فی بَطنِ امِّهِ بِاللُّبانِ اشتَدَّ قَلبُهُ ، وَ زِیدَ فی عَقلِهِ ، فَإِن یَکُ ذَکَرا کانَ شُجاعَا، و إن وُلِدَت انثی عَظُمَت عَجیزَتُها (4)

ص:139


1- (1) الإسراء:64. [1]
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 354 ح 2660 [2]عن عبداللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 105 ح 1. [3]
3- (3) اللُّبانُ :الکُنْدُر (لسان العرب:ج 13 ص 377 [4] "لبن").
4- (4) عَجیزتها:عَجزها.والعَجُز:مؤخّر الشیء (القاموس المحیط :ج 2 ص 180 "عجز").

فَتَحظّی بِذلِکَ عِندَ زَوجِها. (1)

5204. عنه صلی اللّه علیه و آله: أطعِموا نِساءَکُم الحَوامِلَ اللُّبانَ ؛ فَإنَّهُ یَزیدُ فی عَقلِ الصَّبِیِ . (2)

5205. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن امرَأَةٍ حامِلَةٍ أکَلَت البِطِّیخَ بِالجُبنِ إلّا یَکونُ مَولودُها حَسَنَ الوَجهِ و الخُلُقِ . (3)

5206. عنه صلی اللّه علیه و آله: أَطعِموا حَبالاکُمُ السَّفَرجَلَ ؛ فَإِنَّه یُحَسِّنُ أخلاقَ أولادِکُم. (4)

5207. عنه صلی اللّه علیه و آله: رائِحَةُ الأَنبِیاءِ علیهم السلام رائِحَةُ السَّفَرجَلِ ، و رائِحَةُ الحورِ العینِ رائِحَةُ الآسِ (5)، و رائِحَةُ المَلائِکَةِ رائِحَةُ الوَردِ، و رائِحَةُ ابنَتی فاطِمَةَ الزَّهراءِ علیهاالسلام رائِحَةُ السَّفَرجَلِ وَ الآسِ وَ الوَردِ، و لا بَعَثَ اللّهُ نَبِیّا و لا وَصِیّا إلّا وُجِدَ مِنهُ رائِحَةُ السَّفَرجَلِ ؛ فَکُلوها ، وَأَطعِمُوا حَبالاکُم؛ یَحسُنَ أولادُکُم. (6)

5208. مکارم الأخلاق عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کُلُوا السَّفرجَلَ و تَهادَوهُ بَینَکُم ؛ فَإِنَّهُ یَجلُو البَصَرَ ، و یُنبِتُ المَوَدَّةَ فِی القَلبِ ، وأطعِموهُ حَبالاکُم ؛ فَإِنَّهُ یُحَسِّنُ أولادَکُم.

وفی روایة:یُحَسِّنُ أخلاقَ أولادِکُم. (7)

5209. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما لِلنُّفَساءِ عِندِی شِفاءٌ مِثلُ الرُّطَبِ ، و ما لِلمَریضِ مِثلُ العَسَلِ . (8)

5210. الإمام علیّ علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:لِیَکُن أوَّلَ ما تَأکُلُ النُّفَسَاءُ الرُّطَبَ ؛ فَإنَّ اللّهَ تَعالی

ص:140


1- (1) الکافی:ج 6 ص 23 ح 6 [1] عن أبی زیاد عن الإمام الحسن علیه السلام.
2- (2) مکارم الأخلاق:ج1 ص423 ح1439 ، [2]بحار الأنوار:ج66 ص444 ح8؛ [3] الفردوس:ج1 ص101 ح 331 عن ابن عمر.
3- (3) طبّ النبی صلی اللّه علیه و آله:ص 28، [4]بحار الأنوار:ج 62 ص 299. [5]
4- (4) الدعوات:ص 151 ح 405،بحار الأنوار:ج 66 ص 177 ح 37. [6]
5- (5) الآس:شَجَرَةٌ وَرَقُها عَطِرٌ (لسان العرب:ج 6 ص 19 [7] "أوس").
6- (6) جامع الأحادیث للقمّی:ص 82 ،بحار الأنوار:ج 66 ص 177 ح 39. [8]
7- (7) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 372 ح 1230 ، [9]بحار الأنوار:ج 66 ص 176 ح 37. [10]
8- (8) الفردوس:ج 4 ص 85 ح 6264 عن أبی هریرة.

قالَ لِمَریَمَ : "وَ هُزِّی إِلَیْکِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَیْکِ رُطَباً جَنِیًّا " . (1)

قیلَ :یا رَسولَ اللّهِ ، فإن لَم یَکُن أوانُ الرُّطَبِ ؟ قالَ :سَبعُ تَمراتٍ مِن تَمرِ المَدینَةِ ، فإن لَم یَکُن فَسَبعُ تَمراتٍ مِن تَمرِ أمصارِکُم ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جلیَقولُ :و عِزَّتی و جَلالِی و عَظَمَتی وَ ارتِفاعِ مَکانی لا تَأکُلُ نُفَساءُ یَومَ تَلِدُ الرُّطَبَ فَیَکونُ غُلاما إلّا کانَ حَلیما، و إن کانت جارِیَةً کانَت حَلیمَةً . (2)

5211. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أطعِمُوا المَرأةَ فِی شَهرِها الَّذی تَلِدُ فیهِ التَّمرَ ؛ فَإنَّ وَلَدَها یَکونُ حَلیما نَقِیّا. (3)

ص:141


1- (1) مریم:25. [1]
2- (2) الکافی:ج 6 ص 22 ح 4 ، [2]بحارالأنوار:ج 66 ص 135 ح 41. [3]
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 365 ح 1202، [4]بحار الأنوار:ج 66 ص 141 ح 58. [5]

ص:142

الفصل الرّابع: انعقاد النطفة

1/4 آثارُ طیبِ الوِلادَةِ

5212. معانی الأخبار عن الحسین بن زید، عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:مَن أحَبَّنا أَهلَ البَیتِ ، فَلیَحمَدِ اللّهَ تَعالی عَلی أوَّلِ النِّعَمِ .قیلَ :و ما أوَّلُ النِّعَمِ ؟ قالَ :طیبُ الوِلادَةِ ، و لا یُحِبُّنا إلّا مَن طابَت وِلادَتُهُ ، وَ لا یُبغِضُنا إلّا مَن خَبُثَت وِلادَتُهُ . (1)

5213. علل الشرائع عن أبی أیّوبَ الأنصارِیِّ : إعرِضوا حُبَّ عَلِیٍ عَلی أولادِکُم، فَمَن أحَبَّهُ فَهُوَ مِنکُم، وَ مَن لَم یُحِبَّهُ فَاسأَلوا امَّهُ مِن أینَ جَاءَت بِهِ ؛ فَإِنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یَقولُ لِعَلِیِ بنِ أبی طالِبٍ :"لا یُحِبُّکَ إلّا مُؤمِنٌ ، ولا یُبْغِضُکَ إلّا مُنافِقٌ أو وَلَدُ زِنیَةٍ ، أو حَمَلَتهُ امُّهُ وَ هِیَ طامِثٌ ". (2)

ص:143


1- (1) معانی الأخبار:ص 161 ح 1 ،بحارالأنوار:ج 27 ص 145 ح 3. [1]
2- (2) علل الشرائع:ص 145 ح 12 ، [2]بحار الأنوار:ج 39 ص 301 ح 110. [3]
2/4 آثارُ خُبثِ الوِلادَةِ
الکتاب

" وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِکَ وَ أَجْلِبْ عَلَیْهِمْ بِخَیْلِکَ وَ رَجِلِکَ وَ شارِکْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ وَ عِدْهُمْ وَ ما یَعِدُهُمُ الشَّیْطانُ إِلاّ غُرُوراً ". 1

الحدیث

5214. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الخُلُقُ الحَسَنُ لا یُنزَعُ إلّا مِن وَلَدِ حَیضَةٍ ، أو وَلَدِ زِنیَةٍ . (1)

5215. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعَلیٍ علیه السلام: لا یُبغِضُکُم إلّا ثَلاثَةٌ :وَلَدُ زِنا، وَ مُنافِقٌ ، وَ مَن حَمَلَت بِهِ امُّهُ و هِیَ حائِضٌ . (2)

5216. کنز العمّال عن أبی هریرة عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ یُشارِکُهُمُ الشَّیاطِینُ فی أولادِهِم.قیلَ :و کائِنٌ ذلِکَ یا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ :نَعَم.قالوا:و کَیفَ نَعرِفُ أولادَنا مِن أولادِهِم ؟ قالَ :بِقِلَّةِ الحَیاءِ ، و قِلَّةِ الرَّحمَةِ . (3)

5217. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن لَم یَستَحِ فیما قالَ أو قیلَ لَهُ فَهُوَ لِغَیرِ رِشَدَةٍ (4)، أو حَمَلَت بِهِ امُّهُ عَلی غَیرِ طُهرٍ. (5)

5218. الإمام علیّ علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:إنَّ اللّهَ حَرَّمَ الجَنَّةَ عَلی کُلِّ فَحّاشٍ بَذیءٍ قَلیلِ

ص:144


1- (2) الفردوس:ج 2 ص 200 ح 2992 عن أبی هریرة.
2- (3) علل الشرائع:ص 142 ح 6 [1] عن امّ سلمة ،بحار الأنوار:ج 27 ص 151 ح 19. [2]
3- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 126 ح 5795 نقلاً عن أبی الشیخ.
4- (5) یقال:هذا وَلَدُ رِشدَة إذا کان لنکاحٍ صحیح ، کما یقال فی ضدّه ولَدُ زِنیَة.
5- (6) اسد الغابة:ج 2 ص 643 الرقم 2461 [3] عن شویفع.

الحَیاءِ، لا یُبالی ما قالَ ، و لا ما قیلَ لَهُ ؛ فَإِنَّکَ إن فَتَّشتَهُ لَم تَجِدهُ إلّا لِغَیَّةٍ (1)أو شِرکَ شَیطانٍ .فَقیلَ :یا رَسولَ اللّهِ ، و فی النّاسِ شِرکُ شَیطانٍ ؟! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:أما تَقرَأُ قَولَ اللّهِ عز و جل: "وَ شارِکْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ" . (2)

3/4 مَضَارٌّ وَط ءِ الحائِضِ
الکتاب

" وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْمَحِیضِ قُلْ هُوَ أَذیً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِی الْمَحِیضِ وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتّی یَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَیْثُ أَمَرَکُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ التَّوّابِینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ ". 3

الحدیث

5219. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن جامَعَ امرَأَتَهُ وهِیَ حائِضٌ فَخَرَجَ الوَلَدُ مَجذوما أو أبرَصَ فَلا یَلومَنَّ إلّا نَفسَهُ . (3)

5220. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ و تَعالی کَرِه لَکُم أیَّتُها الاُمَّةُ أربَعا وعِشرینَ خَصلَةً ، و نَهاکُم عَنها:...کَرِهَ لِلرَّجُلِ أن یَغشَی امرَأَتَهُ و هِیَ حائِضٌ ، فَإِن غَشِیَها فَخَرَجَ الوَلَدُ مَجذوما أو أبرَصَ فَلا یَلومَنَّ إلّا نَفسَهُ . (4)

5221. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن وَطِئَ امرَأتَهُ و هِیَ حائِضٌ فَقُضِیَ بَینَهُما وَلَدٌ فأصابَهُ جُذامٌ فَلا یَلومَنَّ

ص:145


1- (1) لِغَیَّةٍ :أی مخلوق من زنا، نقیض لِرِشدَةٍ (مجمع البحرین:ج 3 ص 341 [1] "غوی").
2- (2) الکافی:ج 2 ص 323 ح 3 [2] عن سلیم بن قیس عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 62 ص 206 ح 39. [3]
3- (4) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 96 ح 201.
4- (5) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 556 ح 4914 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 76 ص 337 ح 2. [4]

إلّا نَفسَهُ . (1)

4/4 بَرَکاتُ الدُّعاءِ عِندَ الجِماعِ

5222. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أما لَو أنَّ أحَدَهُم یَقولُ حِینَ یَأتی أهلَهُ :"بِسمِ اللّهِ ، اللّهمَّ جَنِّبنی الشَّیطانَ ، و جَنِّبِ الشَّیطانَ ما رَزَقتَنا" ثُمَّ قُدِّرَ بَینَهما فِی ذلِکَ أو قُضِیَ وَلَدٌ (2)لَم یَضُرَّهُ شَیطانٌ أبَدا. (3)

5223. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعلیٍّ علیه السلام: یا عَلِیُ ، إذا جامَعتَ فَقُل:"بِسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ جَنِّبنَا الشَّیطانَ و جَنِّبِ الشَّیطانَ ما رَزَقتَنی"، فَإِن قُضِیَ أن یَکونَ بَینَکُما وَلَدٌ لَم یَضُرَّهُ الشَّیطانُ أبَدا. (4)

5/4 دَورُ الأَحوالِ و الأَوقاتِ فِی انعِقادِ النُّطفَةِ

5224. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یُکرَهُ الرَّجُلُ أن یَغشَی المَرأَةَ و قَدِ احتَلَمَ حَتّی یَغتَسِلَ مِنِ احتِلامِهِ الَّذی رَأی، فَإن فَعَلَ و خَرَجَ الوَلَدُ مَجنونا فَلا یَلومَنَّ إلّا نَفسَهُ . (5)

5225. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا أتی أحَدُکُم أهلَهُ فَلیَستَتِر ؛ فَإِنَّهُ إذا لَم یَستَتِر استَحیَتِ المَلائِکَةُ و خَرَجَت، و حَضَرَهُ الشَّیطانُ ، فَإذا کانَ بَینَهُما وَلَدٌ کانَ الشَّیطانُ فیهِ شَریکٌ (6). (7)

ص:146


1- (1) المعجم الأوسط :ج 3 ص 326 ح 3300 عن أبی هریرة.
2- (2) الظاهر إنّ التردید من الراوی.
3- (3) صحیح البخاری:ج 5 ص 1982 ح 4870 عن ابن عبّاس.
4- (4) تحف العقول:ص 12 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 65 ح 5. [1]
5- (5) تهذیب الأحکام:ج 7 ص 412 ح 1646 عن محمّد بن العیص عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 283 ح 3. [2]
6- (6) کذا فی المصدر ، و فی کنز العمّال ج 16 ص 343 ح 44835:"کان للشیطان فیه شرکٌ " و هو الصواب.
7- (7) المعجم الأوسط :ج 1 ص 63 ح 176 عن أبی هریرة.

5226. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍ علیه السلام: یا عَلِیُ ، لا تُجامِع امرَأتَکَ فی أوَّلِ الشَّهرِ و وَسَطِهِ و آخِرِهِ ؛ فَإِنَّ الجُنونَ وَ الجُذامَ وَ الخَبَلَ لَیُسرِعُ إلَیها و إلی وَلَدِها.

یا عَلِیُ ، لا تُجامِع امرَأَتَکَ بَعدَ الظُّهرِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ فی ذلِکَ الوَقتِ یَکونُ أحوَلَ ، و الشَّیطانُ یَفرَحُ بِالحَوَلِ فِی الإنسانِ .

یا عَلِیُ ، لا تَتَکَلَّم عِنْدَ الجِماعِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ لا یُؤمَنُ أن یَکونَ أخرَسَ ، و لا یَنظُرَنَّ أحَدٌ إلی فَرْجِ امرَأتِهِ ، و لیَغُضَّ بَصَرَهُ عِندَ الجِماعِ ، فَإِنَّ النَّظَرَ إلَی الفَرجِ یورِثُ العَمی فِی الوَلَدِ.

یا عَلِیٌ ، لا تُجامِعِ امرَأَتَکَ بِشَهوَةِ امرَأَةِ غَیرِکَ ؛ فَإِنِّی أخشی إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ أن یَکونَ مُخَنَّثا أو مُؤَنَّثا مُخبَّلاً....

یا عَلِیُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَکَ مِن قِیامٍ ، فَإِنَّ ذلِکَ مِن فِعلِ الحَمیرِ ، فَإِن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ کانَ بَوّالاً فِی الفِراشِ ، کالحَمیر البَوّالَةِ فی کُلِّ مَکانٍ .

یا عَلِیُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَکَ فِی لَیلَةِ الأضحی فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَیْنَکُما وَلَدٌ یَکونُ لَهُ سِتُّ أصابِعَ أو أربَعُ أصابِعَ .

یا عَلِیُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَکَ تَحتَ شَجَرَةٍ مُثمِرَةٍ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یَکونُ جَلَادا قَتَّالاً أو عَریفا.

یا عَلِیُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَکَ فی وَجهِ الشَّمسِ وتَلَألُئِها إلاّ أن تُرخِیَ سِترا فَیَستُرَکُما؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ لا یَزالُ فی بُؤسٍ وفَقرٍ حَتَّی یَموتَ .

یا عَلِیُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَکَ بَینَ الأذانِ وَالإِقامَةِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یَکونُ حَریصا عَلی إهراقِ الدِّماءِ.

یا عَلِیُ ، إذا حَمَلَتِ امرَأتُکَ فَلا تُجامِعها إلّا و أنتَ عَلی وُضوءٍ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یَکونُ أعمَی القَلبِ بَخیلَ الیَدِ.

ص:147

یا عَلِیُ ، لا تُجامِع أهلَکَ فِی النِّصفِ مِن شَعبانَ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یَکونُ مَشؤوما، ذا شأمَةٍ فی وَجهِهِ .

یا عَلِیُ ، لا تُجامِع أهلَکَ فی آخِرِ دَرَجَةٍ مِنهُ إذا بَقِیَ یَومانِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یَکونُ عَشّارا (1)أو عَونا لِلظّالِمینَ ، وَیَکونُ هَلاکُ فِئامٍ (2)مِنَ النّاسِ عَلی یَدَیهِ .

یا عَلِیُ ، لا تُجامِع أهلَکَ عَلی سُقوفِ البُنیانِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یَکونُ مُنافِقا مُرائِیا مُبتَدِعا.

یا عَلِیُ ، إذا خَرَجتَ فی سَفَرٍ فَلا تُجامِع أهلَکَ مِنْ تِلکَ اللَّیلَةِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یُنفِقُ مالَهُ فی غَیرِ حَقٍّ ، وقَرَأَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله: "إِنَّ الْمُبَذِّرِینَ کانُوا إِخْوانَ الشَّیاطِینِ " (3).

یا عَلِیُ ، لا تُجامِع أهلَکَ إذا خَرَجتَ إلی سَفَرٍ مَسیرَةَ ثَلاثَةِ أیَّامٍ و لَیالیهِنَّ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یَکونُ عَونا لِکُلِّ ظالِمٍ عَلَیکَ ....

یا عَلِیُ ، لا تُجامِع أهلَکَ فی أوَّلِ ساعَةٍ مِنَ اللَّیلِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ لا یُؤمَنُ أن یَکونَ ساحِرا مُؤثِرا للدُنیا عَلَی الآخِرَةِ . (4)

5227. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍ علیه السلام: یا عَلِیُ ، عَلَیکَ بالجِماعِ لَیلَةَ الإثنَینِ ؛ فَإنَّهُ إن قُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ یَکونُ حافِظا لِکِتابِ اللّهِ ، راضِیا بِما قَسَمَ اللّهُ عز و جل.

یا عَلِیُ ، إن جامَعتَ أهلَکَ فی لَیلَةِ الثُّلاثاءِ فَقُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ ؛ فَإِنَّهُ یُرزَقُ الشَّهادَةَ بَعدَ شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ و أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، و لا یُعذِّبُهُ اللّهُ مَعَ المُشرِکینَ ،

ص:148


1- (1) العَشّارُ:و هو مَن أَخَذَ العُشر من أموال الناس بأمر الظالم (مجمع البحرین:ج 2 ص 1218 "عشر").
2- (2) الفِئامُ :الجماعةُ الکثیرة (النهایة:ج 3 ص 406 [1] "فأم").
3- (3) الإسراء:27. [2]
4- (4) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 552 ح 4899 عن أبی سعید الخدری.

و یَکونُ طَیِّبَ النَّکهَةِ وَ الفَمِ ، رَحیمَ القَلبِ ، سَخِیَ الیَدِ، طاهِرَ اللِّسانِ مِنَ الغیبَةِ وَ الکِذبِ وَ البُهتانِ .

یا عَلِیُ ، إن جامَعتَ أهْلَکَ لَیلَةَ الخَمیسِ فَقُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ ؛ فَإِنَّهُ یَکونُ حاکِما مِنَ الحُکّامِ ، أو عالِما مِنَ العُلَماءِ.و إن جامَعتَها یَومَ الخَمیسِ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ عَن کَبِدِ السَّماءِ فَقُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ ، فَإِنَّ الشَّیطانَ لا یَقرَبُهُ حَتّی یَشیبَ ، و یَکونُ قَیِّما ، (1)و یرزُقُهُ اللّهُ عز و جل السَّلامَةَ فِی الدِّینِ وَ الدُّنیا.

یا عَلِیُ ، وَ إن جامَعتَها لَیلَةَ الجُمُعَةِ و کانَ بَینَکُما وَلَدٌ ؛ فَإِنَّهُ یَکونُ خَطیبا قَوّالاً مُفَوَّها، وَ إن جامَعتَها یَومَ الجُمُعَةِ بَعدَ العَصرِ فَقُضِیَ بَینَکُما وَلَدٌ ؛ فَإِنَّهُ یَکونُ مَعروفا مَشهورا عَالِما، و إن جامَعتَها فی لَیلَةِ الجُمُعَةِ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ یُرجی أن یَکونَ الوَلَدُ مِنَ الأبدالِ (2)إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (3)

ص:149


1- (1) القَیِّمُ :السَّیِّدُ وَسائِسُ الأَمْرِ (لسان العرب:ج 12 ص 502 [1] "قوم").
2- (2) الأبدالُ :هم الأوْلِیاءُ و العُبّادُ (النهایة:ج 1 ص 107 [2] "بدل").
3- (3) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 553 ح 4899 عن أبی سعید الخدری ،بحارالأنوار:ج 103 ص 280 ح 1. [3]

ص:150

الفصل الخامس: حقوق الولید

1/5 الأذانُ وَ الإِقامَةُ فی أُذُنِ الوَلیدِ

5228. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن وُلِدَ لَهُ فَأَذَّنَ فی أُذُنِهِ الیُمنی و أَقامَ فی أُذُنِهِ الیُسری ، لَم یَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبیانِ (1). (2)

5229. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن وُلِدَ لَهُ مَولودٌ فَلیُؤَذِّن فی اذُنِهِ الیُمنی بِأَذانِ الصَّلاةِ ، وَلیُقِم فِی الیُسری؛ فَإِنَّها عِصمَةٌ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ . (3)

5230. سنن أبی داوود عن أبی رافع: رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أذَّنَ فی اذُنِ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍ حِینَ وَلَدَتهُ فاطِمَةُ بِالصَّلاةِ . (4)

ص:151


1- (1) ریح تعرض الصبیان (لسان العرب:ج 2 ص 582). [1]
2- (2) مسند أبی یعلی:ج 6 ص 181 ح 6747 عن الإمام الحسین علیه السلام.
3- (3) الکافی:ج 6 ص 24 ح 6 [2] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 126 ح 86. [3]
4- (4) سنن أبی داوود:ج 4 ص 328 ح 5105.
2/5 التَّحنیکُ

5231. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یُحَنَّکُ (1)المَولودُ بِالماءِ السُّخنِ . (2)

5232. مسند أبی یعلی عن أبی موسی: وُلِدَ لی غُلامٌ فَأتَیتُ بِهِ رَسولَ اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فَسَمَّاهُ إبراهیمَ و حَنَّکَهُ بِتَمرَةٍ ، و دَعا لَهُ بالبَرَکَةِ ، و دَفَعَهُ إلَیَ . (3)

5233. صحیح مسلم عن عائشة: إنّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله کانَ یُؤتی بالصّبیانِ فَیُبَرِّکُ عَلَیهِم و یُحَنِّکُهُم. (4)

3/5 التَّسمِیَةُ
أ اختِیارُ الأسماءِ الحَسَنَةِ

5234. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ أوَّلَ ما یَنحَلُ أحَدُکُم وَلَدَهُ :الاسمُ الحَسَنُ ، فَلْیُحَسِّنْ أحَدُکُمُ اسمَ وَلَدِهِ . (5)

5235. عنه صلی اللّه علیه و آله: استَحسِنُوا أسماءَکُم ؛ فإنّکُم تُدعَوْنَ بها یَومَ القِیامَةِ :قُمْ یا فُلانَ ابنَ فُلانٍ إلی

ص:152


1- (1) الحَنَک:ما تحت الذَّقَن من الإنسان وغیره ؛ الأعلی داخل الفم ، والأسفل فی طرف مقدّم اللَّحیَین [واللَّحیُ هو منبت اللِّحیَة] من أسفَلِهما.واتَّفقوا علی تحنیک المولود عند ولادته بتَمرٍ ، فإن تعذّر فبما فی معناه من الحلو فیُمضع حتّی یصیر مائعا فیوضع فی فیه لیصل شیءٌ إلی جَوفِه.ویستحبّ تحنیکه بالتربة الحسینیّة والماء ؛ کأن یُدخَل ذلک إلی حَنَکِهِ وهو أعلی داخل الفَم (مجمع البحرین:ج 1 ص 467 [1] "حنک").
2- (2) جامع الأحادیث للقمّی:ص 141.
3- (3) مسند أبی یعلی:ج 6 ص 414 ح 7278.
4- (4) صحیح مسلم:ج 3 ص 1691 ح 27.
5- (5) النوادر للراوندی:ص 96 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 104 ص 130 ح 20. [3]

نورِکَ ، وقُمْ یا فُلانَ ابنَ فُلانٍ لا نُورَ لَکَ . (1)

ب سُنَّةُ أَهلِ البَیتِ فِی التَّسمِیَةِ

5236. سنن الترمذی عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه: إنَّ النَّبِیَ صلی اللّه علیه و آله أَمَرَ بِتَسمِیِةَ المَولودِ یَومَ سابِعِهِ ، و وَضعِ الأَذی عَنهُ ، وَالعَقِّ . (2)

ج أفضَلُ الأَسماءِ و حَقُّ بَعضِها

5237. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: نِعمَ الأَسماءُ:عَبدُ اللّهِ و عَبدُ الرَّحمنِ ؛ الأَسماءُ المُعَبَّدَةُ . (3)

5238. عنه صلی اللّه علیه و آله: ألا إِنّ خَیرَ الأَسماءِ:عَبدُ اللّهِ و عَبدُ الرَّحمنِ و حارِثَةُ و هَمّامٌ . (4)

5239. عنه صلی اللّه علیه و آله: إِذا سَمَّیتُمُ الوَلَدَ مُحَمَّدا فَأَکرِمُوه ، و أَوسِعوا لَه فِی المَجلِسِ ، و لا تُقَبِّحوا لَهُ وَجها. (5)

5240. عنه صلی اللّه علیه و آله: إِذا سَمَّیتُم مُحَمَّدا فلا تُقَبِّحوهُ ، و لا تَجبَهوهُ (6)، و لا تَضرِبوهُ ،بورِکَ لِبَیتٍ فیهِ مُحَمَّدٌ، و مَجلِسٍ فیهِ مُحَمَّدٌ، و رِفقَةٍ فیها مُحَمَّدٌ. (7)

5241. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن بَیتٍ فیهِ اسمُ مُحَمَّدٍ الّا أَوسَعَ اللّهُ عَلَیهِمُ الرِّزقَ ، فَإِذا سَمَّیتُموهُم فَلا تَضرِبوهُم ، و لا تَشتِموهُم. (8)

ص:153


1- (1) الکافی:ج 6 ص 19 ح 10 [1] عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 131 ح 29.
2- (2) سنن الترمذی:ج 5 ص 132 ح 2832. [2]
3- (3) النوادر للراوندی:ص 104 ح 75 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 104 ص 130 ح 21. [4]
4- (4) الخصال:ص 251 ح 118 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 104 ص 127 ح 2. [5]
5- (5) تاریخ بغداد:ج 3 ص 91 [6] عن زید بن الحسن عن أبیه عن الإمام علیّ علیه السلام.
6- (6) جَبِهَهُ :ضَرَبَ جبهته وَرَدَّهُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 270 "جبه").
7- (7) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 65 ح 67 [7] عن أبی رافع،بحار الأنوار:ج 16 ص 239. [8]
8- (8) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 32 ؛ [9] شرح نهج البلاغة:ج 19 ص 366 کلاهما عن جابر.

5242. عنه صلی اللّه علیه و آله: تُسَمُّونَ مُحَمَّدا ثُمَّ تَسُبّونَهُ ! (1)

5243. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن وُلِدَ لَهُ أَربَعَةُ أَولادٍ لَم یُسَمِّ أَحَدَهُم بِاسمی ، فَقَد جَفانی. (2)

5244. عنه صلی اللّه علیه و آله: سَمُّوا أولادَکُم أسماءَ الأنبیاءِ. (3)

5245. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَسَمَّوا بِأَسماءِ الأَنبِیاءِ. (4)

5246. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن أَهلِ بَیتٍ فیهِم اسمُ نَبِیٍ إلّا بَعَثَ اللّهُ عز و جلإِلَیهِم مَلَکا یُقَدِّسُهُم مِن صَلاةِ الغَداةِ إلَی العِشاءِ. (5)

د الأسماءُ المَذمومَةُ

5247. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تُسَمّوا أَولادَکُم الحَکَمَ ، و لا أَبَا الحَکَمِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ الحَکَمُ . (6)

5248. عنه صلی اللّه علیه و آله: إِنَّ شِهابَا اسمُ شَیطانٍ . (7)

5249. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تُسَمُّوا شِهابَ فَإِنَّ شِهابَ اسمٌ مِن أَسماءِ النّارِ. (8)

5250. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الحُبابَ اسمُ شَیطانٍ . (9)

5251. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تُسَمِّیَنَّ غُلامَکَ یَسارا ، و لا رَباحا ، و لا نَجیحا ، و لا أفلَحَ . (10)

ص:154


1- (1) کنز العمّال:ج 16 ص 422 ح 45222 نقلاً عن عبد بن حمید عن أنس.
2- (2) الکافی:ج 6 ص 19 ح 6 [1] عن عاصم الکوزی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 17 ص 39 ح 8. [2]
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 474 ح 1626 ،بحارالأنوار:ج 104 ص 92 ح 18. [3]
4- (4) سنن أبی داوود:ج 4 ص 288 ح 4950 عن أبی وهب الجشمی.
5- (5) الأمالی للطوسی:ص 511 ح 1117 [4] عن الأصبغ عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 104 ص 129 ح 14. [5]
6- (6) علل الشرائع:ص 583 ح 23 [6]عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 76 ص 175 ح 2. [7]
7- (7) شعب الإیمان:ج 4 ص 313 ح 5227 [8] عن عائشة.
8- (8) النوادر للراوندی:ص 104 ح 75، [9]بحار الأنوار:ج 104 ص 130 ح 21. [10]
9- (9) المصنّف لعبد الرزّاق:ج 11 ص 40 ح 19849 عن الزهری.
10- (10) صحیح مسلم:ج 3 ص 1685 ح 12 عن سمرة بن جندب.

5252. عنه صلی اللّه علیه و آله: شَرُّ الأَسماءِ:ضِرارٌ، و مُرَّةُ ، و حَربٌ ، و ظالِمٌ . (1)

ه تغییر الأسماءِ القَبِیحةِ

5253. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یُغَیِّرُ الأسماءَ القَبیحَةَ فی الرِّجالِ والبُلدانِ . (2)

5254. اسد الغابة فی تَرجمةِ حبیبِ بنِ مَروانَ : وَفَدَ علی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله فقالَ :ما اسمُکَ ؟ فقالَ :بَغِیضٌ ، فقالَ :أنتَ حَبِیبٌ .فَسَمّاهُ حَبیبا. (3)

5255. مجمع الزوائد عن عبد الرحمن بن أبی سبرة: دَخَلتُ أنَا وَ أَبی عَلی رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ لِأَبی:هذا ابنُکَ ؟ قُلتُ :نَعَم.قالَ :مَا اسمُهُ ؟ قالَ :الحُبابُ .

قالَ :لا تُسَمِّهِ الحُبابَ ؛ فَإِنَّ الحُبابَ شَیطانٌ ، وَ لکِن هُوَ عَبدُ الرَّحمنِ . (4)

5256. المعجم الکبیر عن ابن بریدة عن أبیه: نَهی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أَن یُسَمَّی کَلبٌ أَو کُلَیبٌ . (5)

و سَبَبُ النَّهیِ عَن بَعضِ الأَسماءِ

5257. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أَکرَهُ "مُبارَکٌ " و "نافِعٌ " و "بَشیرٌ" و "مَیمونٌ " (6)؛ لِئَلّا یُقالَ :ثَمَّ مُبارَکٌ ، ثَمَّ بَشیرٌ، ثَمَّ مَیمُونٌ ؟ فَیُقالُ :لا. (7)

5258. سنن أبی داوود عن مُحَمَّدِ بنِ عَمرو بنِ عَطاءٍ: أنَّ زَینَبَ بِنتَ أبی سَلمَةَ سَأَلَتهُ :ما سَمَّیتَ

ص:155


1- (1) الخصال:ص 250 ح 118 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 104 ص 127 ح 2. [1]
2- (2) قرب الإسناد:ص 93 ح 310 [2]عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 104 ص 127 ح 4. [3]
3- (3) اسد الغابة:ج 1 ص 681 الرقم 1067. [4]
4- (4) مجمع الزوائد:ج 3 ص 306 ح 4677.
5- (5) المعجم الکبیر:ج 2 ص 23 ح 1163.
6- (6) کذا فی المصدر، و الصحیح:"مبارکا و نافعا و بشیرا و میمونا".
7- (7) الجعفریّات:ص 190 [5] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 130 ح 21. [6]

أبنَتَکَ ؟ قالَ سَمَّیتُها بَرَّةً . (1)

قالَت:إِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله قَد نَهی عَن هذَا الاِسمِ ، سُمِّیتُ بَرَّةً ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:لا تُزَکُّوا أَنفُسَکُم، اللّهُ أَعلَمُ بِأَهلِ البِرِّ مِنکُم.فَقالوا:ما نُسَمِّیها؟ قالَ :سَمُّوها زَینَبَ . (2)

4/5 العَقیقَةُ

5259. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ غُلامٍ رَهینَةٌ بِعَقیقَتِهِ ، یُذبَحُ عَنهُ یَومَ سابِعِهِ . (3)

5/5 الخِتانُ

5260. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: طَهِّروا أَولادَکُم یَومَ السّابِعِ ؛ فَإِنَّهُ أَطیَبُ و أَطهَرُ و أَسرَعُ لِنَباتِ اللَّحمِ ، و إِنَّ الأَرضَ تَنجُسُ مِن بَولِ الأَغلَفِ أَربَعینَ صَباحا. (4)

ص:156


1- (1) فی المصدر:"سمّیتها مرّة"، والصحیح "برّة" بقرینة ذیل الحدیث و المصادر الاُخری، و الظاهر وقوع التصحیف فیه.
2- (2) سنن أبی داوود:ج 4 ص 288 ح 4953.
3- (3) سنن الدارمی:ج 1 ص 511 ح 1903 [1] عن سمرة.
4- (4) الکافی:ج6 ص35 ح2 [2] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 25 ص 168. [3]
کلام حول حقوق الولید
اشارة

تظهر دراسة فی إرشادات أئمة الإسلام حول حقوق المولود أنّ له عند ولادته ثمانیة حقوق علی عائلته، وهی:

1.تعظیم المیلاد

إنّ الیوم الّذی یتفضّل فیه اللّه تعالی بنعمه علی الإنسان هو عید (1)و یوم مبارک، والولید هو نعمة کبیرة للاُسرة، وتعظیم المیلاد هو فی الحقیقة احتفال شکر علی هذه النعمة الإلهیّة الکبیرة، ومن المناسب تقدیم التهانی وإقامة الولیمة بمناسبتها.

إنّ تعظیم المیلاد، هو تکریم الیوم الّذی تغمر فیه الإنسان أوّل النعم الإلهیّة وتبصر عیناه النور بکلّ عزة وکرامة.

سأل رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله الإمام علیّا علیه السلام:"قُل ما أَوّلُ نِعمَةٍ أبلاکَ اللّهُ عز و جل وأنعَمَ عَلَیکَ بِها؟

ص:157


1- (1) العید فی اللغة من مادة "عَوْد" بمعنی العودة.و علی هذا فإنّ الأیّام الّتی تعود فیها النعم المفقودة إلی الفرد أو المجتمع تسمّی أعیاداً ثمّ استعملت هذه الکلمة شیئا فی مطلق الأیّام المبارکة، وکلما کانت النعمة الإلهیّه أکبر، تمتع العید ببرکة وعظمة أکثر، وکان مدعاة إلی مسرّة و فرح أکثر. واستنادا إلی هذا التعریف، فإنّ کلّ یوم لایرتکب فیه الإنسان عملاً قبیحا یعتبر عیدا بالنسبة إلیه، حیث یقول الإمام علی علیه السلام فی هذا المجال:"کلّ یوم لا یعصی اللّه فیه فهو عید".

قال:أن خَلَقَنِی جَلَّ ثَناؤُهُ و لَم أکُ شَیئا مَذکُورا" (1).

وبناء علی ذلک، فإنّ من المناسب والحَسَن، تکرار تعظیم المیلاد سنویا بهدف الشکر علی أوّل نعمة إلهیّة، رغم عدم وجود دلیل خاصّ یثبت استحباب هذا الاحتفال، مثل الاحتفال ببلوغ سن التکلیف.

2.الغسل

هناک بعض الملاحظات الملفتة للنظر فیما یتعلّق بغسل الولید:

أ لیس المراد من هذا الغُسل ، غَسل الولید،بل المراد هو الغُسل بمفهومه الشرعی (2).

وعلی هذا، فإنّ علی الشخص الّذی یغسل الولید، أن یراعی أحکام الغسل (مثل:قصد القربة والترتیب).

ب استحباب هذا الغسل مشروط بعدم الإضرار بالطفل. (3)

ج استحباب غسل الولید یختصّ بوقت الولادة، ولا مانع من تأخیره لیومین، أو ثلاثة أیّام. (4)

د أوجب بعض الفقهاء المتقدّمین غسل الولید. (5)

3.الأذان و الإقامة فی اذن الولید

نذکر فیما یلی الملاحظات الّتی تسترعی الاهتمام فیما یتعلّق بهذا العمل:

ص:158


1- (1) تفسیر نور الثقلین:ج 4 ص 213 ح 85. [1]
2- (2) نعم احتمل بعض الفقهاء أنّ المراد منه، مطلق الغسل والنظافة للولید.(راجع جواهر الکلام:ج 5 ص 71). [2]
3- (3) راجع:تحریر الوسیلة:ج 2 ص 31 المسألة 2.
4- (4) راجع العروة الوثقی:ج 2 ص 157. [3]
5- (5) راجع جواهر الکلام:ج 5 ص 71. [4]

أ یجب أن یقرأ الأذان فی اذن الولید الیمنی، والإقامة فی اذنه الیسری. (1)

ب وقت قراءة الأذان والإقامة فی اذن الولید بعد ارتفاع صوت الطفل، کما فی بعض الروایات، وقبل سقوط صرّته، کما فی البعض الآخر. (2)

ج تدلّ هذه السنّة الإسلامیة علی دور أوّل الأصوات فی طبیعة الطفل وتأثیره فی تربیته ومصیره.

4.تحنیک الطفل

المراد من هذا العمل، تحنیک الطفل بشیء من تربة سیّد الشّهداء علیه السلام وماء الفرات. (3)

والحکمة من هذا العمل، أن تنفذ فی نفس الطفل وفی بدایة حیاته النزعة إلی الحقّ والعدالة وحبّ أهل البیت علیهم السلام ، کما وردت الإشارة إلی ذلک فی بعض الروایات. (4)

کما ورد فی عدد من الروایات التوصیة بتحنیک الطفل بماء المطر، والماء الدافئ والتمر والعسل، ولذلک فإنّ الأفضل فی صورة الإمکان، أن یمزج مقدار من العسل والتمر مع قلیل من ماء الفرات أو ماء المطر ، ثمّ یُحنَّک به الطفل. (5)

و هذا الإرشاد یدلّ أیضا علی دور الطعام والشراب الأوّل فی مستقبل الطفل ومصیره.

ص:159


1- (1) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [1] الفصل الأول:حقوق الولید/الأذان والإقامة فی اذن الولید ).
2- (2) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [2] الفصل الأول:حقوق الولید/الأذان والإقامة فی اذن الولید:ح 135 و 137 ).
3- (3) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [3] الفصل الأول:حقوق الولید/التحنیک:ح 143 145 ).
4- (4) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [4] الفصل الأوّل:حقوق الولید/التحنیک:ح 142 ).
5- (5) راجع جواهر الکلام:ج 31 ص 253. [5]
5.اختیار الاسم الحَسَن

اعتبرت الروایات الإسلامیة اختیار الاسم الحسن للولید، أوّل إحسان من الاُسرة تجاه الولید، فمن المناسب أن تختار الاُسر المسلمة أفضل الأسماء لأولادها من خلال الاسترشاد بتوجیهات أئمتها، وهی:

أ بإمکان الاُسرة أن تختار أی اسم جمیل لطفلها.

ب أصدق الأسماء تلک الّتی تدلّ علی عبودیة الإنسان وارتباطه بخالقه.

ج أفضل الأسماء، أسماء الأنبیاء وأئمة الدین وأفضلها جمیعا اسم محمّد صلی اللّه علیه و آله.

د یکره للأشخاص الذین رزقهم اللّه تعالی أربعة أولاد ذکور، ألّا یسمّوا أحدهم محمّدا.

ه أن یختار الاسم للولید قبل ولادته، وإن لم یعلم جنس الجنین أذکر هو أم انثی، اختیر الاسم الّذی یناسبهما معا. (1)ولا مانع طبعا من تغییر الاسم بعد الولادة.

و تسمیة الصبی باسم "محمّد" سبعة أیّام، وتغییره بعد مرور هذه المدّة، إن شاؤوا ذلک.

ز لبعض الأسماء، مثل:محمّد وفاطمة قدسیّة خاصّة یجب أن تراعی بسبب ارتباطها بالشّخصیات الإسلامیة الکبیرة.

ح تکره أسماء، مثل:شهاب، حریق، حباب، کلب، فرار، حرب، ظالم والدالّة علی الشرّ والأشرار.

ط من المذموم التسمیة بالأسماء الدالّة علی مدح النفس أو الّتی یتشاءم منها

ص:160


1- (1) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [1] الفصل الأوّل:حقوق الولید/التسمیة/تسمیة الولد قبل أن یولد:ص 61 ح 148 ).

فی حالة نفیها، مثل:مبارک.

ی ینبغی عدم التسمیة بالأسماء الخاصّة باللّه تعالی ، مثل:القدوس، الحَکَم، والخالق،بل إنّ البعض حرّمها. (1)

6.حلق رأس الولید

من المستحبّ أن یحلق شعر رأس الولید فی الیوم السّابع من الولادة ویتصدّق بوزنه ذهبا أو فضّة.ولا فرق فی ذلک بین الذکر والاُنثی.

7.العق عن الولید

العقیقة هی ذبح الشاة (2)عند الولادة للإطعام (3).

وأمّا الملاحظات الّتی یجب الالتفات إلیها فی هذا المجال ، فهی:

أ العق عن الولید ، مستحبّ مؤکّد ،بل أوجبه بعض الفقهاء. (4)

ب من المستحبّ أن یعق بالذکر عن الذکر وبالاُنثی عن الاُنثی.

ج وقت العقیقة هو الیوم السابع من الولادة ، ولا یسقط استحبابها بالتأخیر ،بل لو لم یعق الوالدان عن الولد استحبّ له أن یعق عن نفسه بعد البلوغ.

د یستحبّ تقسیم لحم العقیقة بین المؤمنین وأن یطلب منهم الدعاء للولید ، ولکن من الأفضل أن تطبخ العقیقة ویدعی لتناولها عشرة من أهل الإیمان علی الأقلّ ، کی یأکلوا منها ویدعوا للولید.

ه یستحبّ ألّا تکسر عظام العقیقة عند تقسیم لحمها وأن یبعث فخذها،بل

ص:161


1- (1) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [1] الفصل الأوّل:حقوق الولید/التسمیة/الأسماء المذمومة ).
2- (2) یمکن العق بالبقرة والجمل أیضا ، ومن الأفضل أن تراعی فیه شروط الأضحیة.
3- (3) راجع:الوسیلة:ص 316. [2]العقیقة:عبارة فی الشرع عن ذبح شاة عند الولادة للإطعام.
4- (4) مثل:الإسکافی والسیّد المرتضی والفیض الکاشانی (راجع:أحکام الأطفال:ص 196).

ربعها للقابلة.

و یکره لوالدی المولود وعائلة الأب أن یأکلوا من عقیقة ولیدهم ، وتشتدّ هذه الکراهة بالنسبة إلی امّ الولید. (1)

ز یستحبّ الدعاء عند ذبح العقیقة ، والأدعیة الّتی وردت فی هذا المجال عن أهل البیت علیهم السلام کثیرة. (2)

8.ختان الولید

یستحبّ فی الیوم السابع من الولادة ختن الذکر ویجوز تأخیره حتّی البلوغ.

والأحوط أن یختنه أولیاؤه قبل البلوغ ، فإذا بلغ کان الختان واجبا فوریا لا یجوز تأخیره.

وتستحبّ قراءة الدعاء المأثور عند ختان الصبی.

ص:162


1- (1) راجع:وسائل الشیعة:ج 21 ص 428.
2- (2) راجع:وسائل الشیعة:ج 15 ص 426 428.

الفصل السّادس: حقوق الرّضیع

1/6 الرَّضاعُ مِن الاُمِّ إن أمکَنَ
أ فَضلُ إرضاعِ الوَلَدِ

5261. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا حَمَلَتِ المَرأَةُ کانَت بِمَنزِلَةِ الصّائِمِ القائِم ، المُجاهِدِ بِنَفسِهِ و مالِهِ فی سَبِیلِ اللّهِ ، فَإِذا وَضَعَت کانَ لَها مِنَ الأَجرِ ما لا تَدری ما هُوَ لِعِظَمِهِ ، فَإذا أرضَعَت کانَ لَها بِکُلِّ مَصَّةٍ کَعِدلِ عِتقِ مُحَرَّرٍ مِن وُلدِ إسماعیلَ ، فَإِذا فَرَغَت مِن رَضاعِهِ ضَرَبَ مَلَکٌ عَلی جَنبِها ، و قالَ :اِستَأنِفِی العَمَلَ ؛ فَقَد غُفِرَ لَکِ . (1)

5262. عنه صلی اللّه علیه و آله: حامِلاتٌ والِداتٌ مُرضِعاتٌ رَحیماتٌ ، لو لا ما یَأتینَ إلی بُعولَتِهِنَّ ما دَخَلَت مُصَلِّیَةٌ مِنهُنَّ النّارَ. (2)

ص:163


1- (1) الأمالی للصدوق:ص 496 ح 678 [1] عن أبی خالد الکعبی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 104 ص 106 ح 1. [2]
2- (2) الکافی:ج 5 ص 514 ح 2 [3] عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 22 ص 146 ح 138 ؛ [4] المعجم الکبیر:ج 8 ص 253 ح 7989 عن أبی امامة نحوه.
ب بَرَکَةُ لَبَنِ الأُمِّ

5263. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَیسَ لِلصَّبِیِ لَبَنٌ خَیرٌ مِن لَبَنِ امِّهِ . (1)

ج مَن لا یَنبَغِی استِرضاعُهُ

5264. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَوَقَّوا عَلی أولادِکُم لَبَنَ البَغِیِ (2)مِنَ النِّساءِ والمَجنونَةِ ؛ فَإِنَّ اللَّبَنَ یُعدِی. (3)

5265. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَستَرضِعُوا الحَمقاءَ ولاَ العَمشاءَ (4)؛ فَإِنَّ اللَّبَنَ یُعدِی. (5)

5266. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَستَرضِعُوا الحَمقاءَ؛ فَإِنَّ اللَّبَنَ یُعدی، وإنَّ الغُلامَ یَنزَعُ (6)إلَی اللَّبَنِ ؛ یَعنی إلَی الظِّئرِ فِی الرُّعونَةِ (7)وَالحُمق. (8)

2/6 الإحتِرامُ بشُعورِ الرَّضیعِ

5267. الإمام الصادق علیه السلام: صَلَّی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله الظُّهرَ وَالعَصرَ فَخَفَّفَ الصَّلاةَ فِی الرَّکعَتَینِ ، فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ لَهُ النّاسُ :یا رسولَ اللّهِ أحَدَثَ فِی الصَّلاةِ شَیءٌ؟ قالَ :وما ذاکَ ؟ قالوا:

ص:164


1- (1) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 34 ح 69 [1] عن داوود بن سلیمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 323 ح 15. [2]
2- (2) البَغِیّ :المرأة الفاجرة (مجمع البحرین:ج 1 ص 172 "بغی").
3- (3) الخصال:ص615 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 103 ص 323 ح9. [3]
4- (4) العَمَشُ :ضَعْفُ رؤیة العین مع سیلان دمعها (لسان العرب:ج 6 ص 320 [4] "عمش").
5- (5) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 34 ح 67 [5] عن داوود بن سلیمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 323 ح 13. [6]
6- (6) نَزَعَ إلیه:أشبهه (القاموس المحیط :ج 3 ص 88 "نزع").
7- (7) الأَرْعَنُ :الأَهْوَجُ فی مَنْطقِهِ والأَحمَقُ المُسْتَرخی (القاموس المحیط :ج 4 ص 228 "رعن").
8- (8) الکافی:ج 6 ص 43 ح 8 [7] عن محمّد بن قیس.

خَفَّفتَ فِی الرَّکعَتَینِ الأَخیرَتَینِ ! فَقالَ لَهُم:أمَا سَمِعتُم صُراخَ الصَّبِیِ ؟!. (1)

5268. المناقب لابن شهر آشوب عن عبد الرحمن بن أبی لیلی: کُنَّا جُلوسا عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إذ أقبَلَ الحُسَینُ علیه السلام فَجَعَلَ یَنزو عَلی ظَهرِ النَّبِیِ صلی اللّه علیه و آله وعَلی بَطنِهِ ، فَبالَ ، فَقالَ :دَعوهُ .

أبو عُبَیدٍ فِی غَریبِ الحَدیثِ أنَّهُ قالَ صلی اللّه علیه و آله:لا تُزْرِمُوا (2)ابنِی أی لا تَقطَعُوا عَلَیهِ بَولَهُ ثُمَّ دَعا بِماءٍ فَصَبَّهُ عَلی بَولِهِ . (3)

5269. مسند ابن حنبل عن عیسی بن عبد الرحمن عن جدّه: کُنَّا عِندَ النَّبِیِ صلی اللّه علیه و آله فَجاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِیٍ یَحبُو حَتَّی صَعِدَ عَلی صَدرِهِ ، فَبالَ عَلَیهِ ، فَابتَدَرناهُ لِنَأخُذَهُ ، فَقالَ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله:ابنی ابنی، قالَ :ثُمَّ دَعا بِماءٍ فَصَبَّهُ عَلَیهِ . (4)

5270. مکارم الأخلاق: کانَ صلی اللّه علیه و آله یُؤتی بِالصَّبِیِ الصَّغیرِ لِیَدعُوَ لَهُ بِالبَرَکَةِ أو یُسَمِّیَهُ ، فَیَأخُذُهُ فَیَضَعُهُ فی حِجرِهِ ؛ تَکرِمَةً لِأَهلِهِ ، فَرُبَّما بالَ الصَّبِیُ عَلَیهِ ، فَیَصیحُ بَعضُ مَن رَآهُ حینَ بالَ ، فَیقولُ صلی اللّه علیه و آله:لا تُزرِموا بالصَّبِیِ ، فَیَدَعُهُ حَتَّی یَقضِیَ بَولَهُ ، ثُمَّ یُفرِغُ لَهُ مِن دُعائِهِ أو تَسمِیَتِهِ ، ویَبلُغُ سُرورُ أهلِهِ فیهِ ، ولا یَرَونَ أَنَّهُ یَتَأذَّی بِبَولِ صَبِیِّهِم، فَإِذا انصَرَفوا غَسَلَ ثَوبَهُ بَعدُ. (5)

5271. مسند ابن حنبل عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یُؤتی بِالصِّبیانِ فَیَدعُو لَهُم، وإنَّهُ أُتِیَ بِصَبِیٍ فَبالَ عَلَیهِ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:صُبُّوا عَلَیهِ الماءَ صَبّا. (6)

ص:165


1- (1) تهذیب الأحکام:ج 3 ص 274 عن عبداللّه بن سنان ،بحارالأنوار:ج 88 ص 93 ح 59. [1]
2- (2) فی المصدر:"ترزموا"، والتصویب من بحار الأنوار. [2]
3- (3) المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 71 ، [3]بحار الأنوار:ج 43 ص 296. [4]
4- (4) مسند ابن حنبل:ج 7 ص 35 ح 19078 ؛ [5] مثیر الأحزان:ص 17 ،بحارالأنوار:ج 43 ص 317 ح 74. [6]
5- (5) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 65 ح 68 ، [7]بحار الأنوار:ج 16 ص 240. [8]
6- (6) مسند ابن حنبل:ج 9 ص 299 ح 24247. [9]

ص:166

الفصل السّابع: تعلیم الطّفل و تربیته

1/7 قِیمَةُ طَلَبِ العِلمِ فِی الصِّغَرِ

5272. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ الَّذی یَتَعلَّمُ فی صِغَرِهِ کَالنَّقشِ فِی الحَجَرِ، ومَثَلُ الَّذی یَتَعلَّمُ فی کِبَرِهِ کَالَّذی یَکتُبُ عَلَی الماءِ. (1)

2/7 قیمَةُ التَّربِیَةِ

5273. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: حَقُّ الوَلَدِ عَلی والدِهِ أن یُحسِنَ اسمَهُ ، وَ یُحَسِنَ مِن مُرضِعِهِ ، و یُحَسِنُ أدَبَهُ . (2)

5274. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما وَرَّثَ والِدٌ وَلَدا خیرا مِن أدَبٍ حَسَنٍ . (3)

5275. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما نَحَلَ (4)والِدٌ وَلَدا مِن نُحلٍ أفضَلَ مِن أدَبٍ حَسَنٍ . (5)

ص:167


1- (1) کنز العمّال:ج 10 ص 249 ح 29336 نقلاً عن الطبرانی عن أبی الدرداء.
2- (2) شعب الإیمان:ج 6 ص 401 ح 8667 [1] عن عائشة.
3- (3) المعجم الأوسط :ج 4 ص 77 ح 3658 عن سالم بن عبد اللّه عن أبیه.
4- (4) النُّحْل:العطیّة والهبة ابتداءً من غیر عوَض ولا استحقاق (النهایة:ج 5 ص 29 [2] "نحل").
5- (5) سنن الترمذی:ج 4 ص 338 ح 1952 [3] عن أیّوب بن موسی عن أبیه عن جدّه.

5276. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکرِموا أولادَکُم، وأحسِنوا أدَبَهُم ؛ یُغفَر لَکُم. (1)

5277. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِن حَقِّ الوَلَدِ عَلی والِدِهِ أن یُحسِنَ أدَبَهُ ، و ألّا یَجحَدَ نَسَبَهُ . (2)

3/7 مَسؤولِیَّةُ التَّعلیمِ و التَّربِیَةِ

5278. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا کُلُّکُم راعٍ و کُلُّکُم مَسؤولٌ عَن رَعِیَّتِه ؛ فَالأَمیرُ الَّذی عَلَی النّاسِ راعٍ و هُوَ مَسؤولٌ عَن رَعِیَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ راعٍ عَلی أَهلِ بَیتِهِ و هُوَ مَسؤولٌ عَنهُم ، وَ المرأةُ راعِیةٌ عَلی بَیتِ بَعلِها و وُلدِهِ و هِیَ مَسؤولَةٌ عَنهُم ، وَ العَبدُ راعٍ عَلی مالِ سَیِّدِهِ و هُو مَسؤولٌ عَنهُ ، ألا فَکُلُّکُم راعٍ و کُلُّکُم مَسؤولٌ عَن رَعِیَّتِهِ . (3)

4/7 أهَمُّ ما یَجِبُ تَعلیمُهُ
أ العَقائِدُ الإِسلامِیَّةُ ولا سِیَّما التَّوحیدُ

5279. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن رَبَّی صَغیرا حَتَّی یَقولَ :"لا إلهَ إلَا اللّهُ " لَم یُحاسِبهُ اللّهُ عز و جل. (4)

5280. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا أفصَحَ أولادُکُم فَعَلِّموهُم "لا إلهَ إلَا اللّهُ "، ثُمَّ لا تُبالوا مَتی ماتوا، وَإذا اثَّغَروا (5)

ص:168


1- (1) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 478 ح 1651 ، [1]بحارالأنوار:ج 104 ص 95 ح 44 ؛ [2] سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1211 ح 3671 عن أنس ولیس فیه "یغفر لکم".
2- (2) تاریخ المدینة:ج 2 ص 568 عن ابن عبّاس.
3- (3) صحیح مسلم:ج 3 ص 1459 ح 20 عن ابن عمر.
4- (4) المعجم الأوسط :ج 5 ص 130 ح 4865 عن عائشة.
5- (5) الإثغارُ:سُقوطُ سِنّ الصَّبِیِ وَ نَبَاتِها (النهایة:ج 1 ص 213 [3] "ثغر").

فَمُروهُم بِالصَّلاةِ . (1)

5281. عنه صلی اللّه علیه و آله: افتَحوا عَلی صِبیانِکُم أوَّلَ کَلِمَةٍ ب "لا إلهَ إلَا اللّهُ "، ولَقِّنوهُم عِندَ المَوتِ "لا إلهَ إلَا اللّهُ " ، فَإِنَّهُ مَن کانَ أوَّلُ کَلامِهِ "لا إلهَ إلّا اللّهُ " وَآخِرُ کلامِهِ "لا إله إلَا اللّهُ " ثُمَّ عاشَ ألفَ سَنَةٍ ، ما سُئِلَ عَن ذَنبٍ واحِدٍ. (2)

ب الفَرائِضُ سِیَّما الصَّلاةُ والصَّومُ
الکتاب

" وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها لا نَسْئَلُکَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُکَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوی ". 3

" وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ کانَ رَسُولاً نَبِیًّا * وَ کانَ یَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّکاةِ وَ کانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِیًّا ". 4

الحدیث

5282. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لَمّا سُئِلَ عَنِ الصَّبِیِ مَتی یُصَلّی ؟: إذا عَرَفَ یَمینَهُ مِن شِمالِهِ فَمُروهُ بِالصَّلاةِ . (3)

ج القُرآنُ

5283. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: سورَةُ الواقِعَةِ سورَةُ الغِنی، فَاقرَؤوها، و عَلِّموها أولادَکُم. (4)

5284. عنه صلی اللّه علیه و آله: حَقُّ الوَلَدِ عَلَی الوالِدِ أن یُعَلِّمَهُ الکِتابَةَ وَ السِّباحَةَ وَالرَّمیَ ، و أن یُوَرِّثَهُ

ص:169


1- (1) عمل الیوم واللیله للدینوری:ص 150 ح 423 عن عمرو بن شعیب.
2- (2) شعب الإیمان:ج 6 ص 398 ح 8649 [1] عن ابن عبّاس.
3- (5) سنن أبی داوود:ج 1 ص 134 ح 497 عن معاذ بن عبداللّه بن خبیب الجهنی.
4- (6) الدرّ المنثور:ج 8 ص 3 [2] عن أنس.

طیِّبا. (1)

د المَسائِلُ الصِّحِّیّةُ

5285. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لِکُلِّ شَیءٍ حیلَةٌ ، وحیلَةُ الصِّحَّةِ فِی الدُّنیا أربَعُ خِصالٍ :قِلَّةُ الکَلامِ ، و قِلَّةُ المَنامِ ، و قِلَّةُ المَشیِ ، و قِلَّةُ الطَّعامِ . (2)

5286. عنه صلی اللّه علیه و آله: امُّ جَمیعِ الأَدوِیَةِ قِلَّةُ الأَکلِ . (3)

5287. عنه صلی اللّه علیه و آله: المَعِدَةُ بَیتُ کُلِّ داءٍ ، وَالحِمیَةُ رأسُ کُلِّ دَواءٍ. (4)

ه السِّباحَةُ وَالرِّمایَةُ

5288. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: عَلِّموا أولادَکُمُ السِّباحَةَ وَالرِّمایَةَ . (5)

5289. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَلِّموا أبناءَکُمُ السِّباحَةَ وَالرَّمیَ ، وَالمَرأةَ المِغزَلَ (6). (7)

5290. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَلِّموا بَنیکُم الرَّمیَ ؛ فَإنَّهُ نِکایَةُ العَدُوِّ. (8)

ص:170


1- (1) السنن الکبری:ج 10 ص 26 ح 19742 عن أبی رافع.
2- (2) الفضائل:ص 129 [1]عن ابن مسعود ،بحار الأنوار:ج 8 ص 144 ح 67. [2]
3- (3) المواعظ العددیّة:ص 213.
4- (4) طبّ النبیّ صلی اللّه علیه و آله:ص 11 ، [3]بحارالأنوار:ج 62 ص 290. [4]
5- (5) الکافی:ج 6 ص 47 ح 4 [5] عن الإمام علی علیه السلام ؛ اُسد الغابة:ج 1 ص 412 الرقم 488 عن عبداللّه بن الربیع الأنصاری وفیه "أبناءکم" بدل "أولادکم".
6- (6) یجب تعلیم کلّ الذکور والاُناث ، ما یحتاجه ویتطابق مع ما یقتضیه جنسه ؛ رغم أنّ حالات ذلک قد تکون مختلفة حسب مقتضیات الزمان ، وعلی سبیل المثال فإنّ المراد من الرمی فیما یتعلّق بالبنین ، الفنون العسکریة ، لا الرمی بالسهم فحسب ، کما أنّ تعلیم الغزل بالنسبة إلی الفتیات لا یصدق فی کلّ الأزمنة ،بل إنّ ذلک کان یمثل حاجة فی ذلک العصر ، والیوم فإنّ علیهنّ أن یکتسبن المهارات اللازمة بما یتناسب مع الزمان وحاجاتهن المعاصرة.
7- (7) شعب الإیمان:ج 6 ص 401 ح 8664 [6] عن ابن عمر.
8- (8) الفردوس:ج 3 ص 11 ح 4008 عن جابر.
تحلیل حول أسالیب تربیة الطفل

قدم بعض العلماء ، أربعة نماذج لتربیة الطفل ویمکننا من خلال دراسة المصادر الإسلامیة أن نقدم نموذجا خامسا.وإلیک تباعا دراسة هذه النماذج الخمسة:

1 النموذج التربوی القائم علی التشدد

هذا النموذج التربوی والذی کان شائعا بین الجیل السابق فی الغالب ، یربی أطفالاً مبتلین من الناحیة العاطفیة والنفسیة بالاضطراب والتوتر والکآبة وحتی ینتهی بهم أحیانا إلی الانتحار لأنهم لم یکونوا یحاطون بالمحبّة والحنان ؛ ولکنّهم کانوا مثابرین ومتحملین للمسؤولیة بسبب التشدد علیهم ، والسبب الذی کان یدفع الآباء والأُمهات إلی أن لا یحیطوهم بالمحبة والعطف هو أن لا یبتلی أطفالهم بما یسمی ب "الدلال" فقد کانوا یرون أن تسلیط الأضواء علی الأطفال ومدحهم والثناء علیهم ، کلّ ذلک من شأنه أن یؤدی إلی دلالهم.

2 النموذج التربوی القائم علی المحبة وعدم الصرامة

یتخرج علی ضوء هذا النموذج الذی ظهر کرد فعل للنموذج الأوّل ، أطفال مدللون ، ضعفاء النفوس ، اتکالیّون ، کثیرو التوقعات وذوو صفات طفولیة من الناحیة العاطفیة ، ولا شکیبة لهم ولا صبر أمام المشاکل وهم یواجهون المشاکل الحقیقیة فی حیاتهم الأُسریة والاجتماعیة؛ رغم أنهم لا یشعرون بالنقص من الناحیة

ص:171

العاطفیة.وعلی ضوء هذا النموذج یری الوالدان أن الحق فی جانب الأولاد دوما.ویجب أن یوفّر للطفل کل ما یریده وأن یحرص الوالدان علی أن لا یشعر بالانزعاج.

3 النموذج التربوی القائم علی عدم المحبّة وعدم الصرامة

یتربّی بموجب هذا الاسلوب التربوی أطفال مبتلون بالاختلالات من الناحیة العاطفیة لعدم تعامل الوالدین معهم بمحبّة وحنان ، ویقعون فی السلوک الإجرامی وارتکاب المخالفات، لأنهم لا یُعاملون بحزم وصلابة.

4 النموذج التربوی القائم علی المحبة والصرامة

علی ضوء هذا النموذج التربوی ، یتم تأمین الجانب العاطفی للأطفال ، فی الوقت الذی یکونون علی درجة عالیة من المثابرة والصبر والشعور بالمسؤولیة.

ویعتبر العلماء هذا الأسلوب ، أفضل أسالیب تربیة الطفل. (1)

ولکن ما هو رأی الإسلام فی هذا المجال ؟ توجد فی التعالیم الدینیة ، مباحث کثیرة ومتفرقة فی هذا المجال ؛ ولکن المهم أن نعرف النظام المهیمن علیها ونستخلص منها نموذجا تربویا.ویبدو أن النموذج الذی نحصل علیه من مجموع نصوص القرآن والحدیث ، هو النموذج الذی سنتحدث عنه فی النموذج الخامس.

5 النموذج التربوی القائم علی المحبة ، والصرامة والإکرام

تعتبر المحبة ، من منظار الإسلام ، أحد أسس تربیة الطفل، حیث ورد التأکید الشدید

ص:172


1- (1) موفقیت در تربیت فرزندان (فارسی):ص 61 و ما بعدها.

علیها (1)، فیما ورد فی المقابل الذم الشدید لعدم المحبة (2)؛ ولکن جاء فی نفس الوقت النهی عن الإفراط فی المحبة.ولذلک فقد حظیت الصرامة والدقة فی تربیة الطفل بالاهتمام الأکید إلی جانب المحبة.

وعلی هذا الأساس ، فإنّ الطفل یحظی بالمحبة والحنان وفی نفس الوقت لا یترک وشأنه من وجهة نظر الإسلام ، ومن جهة أخری ، فإنّه یجب أن یحظی بالحنان والمحبة فی نفس الوقت الذی یتلقی فیه التربیة ولذلک ، فقد ورد النهیعن الإفراط فی توجیه الملامة إلیه واستعمال الخشونة معه (3)واللذان یعتبران من الخصوصیات البارزة لنموذج التشدد.

علی أن لنموذج الإسلام التربوی بُعدا ثالثا هو "التکریم".

والتکریم ، هو احترام الطفل وإیلاء الأهمیة له ، فلیس من الصحیح ، من وجهة نظر الإسلام ، استصغار الطفل باعتباره طفلاً ، وجعله یشعر بعدم القیمة ، أو قلتها.

رغم أن الطفل یحتاج إلی المحبة أکثر ، فیما یحتاج الکبیر إلی الاحترام (4)؛ إلّا أن هذا لا یعنی أننا یجب أن لا نولی الاحترام لشخصیة الطفل ، وفی ذات الوقت فإننا یجب أن لا ننسی إحاطة کبار السن بالحنان والعطف.

إنّ الطفل الذی یعد علی درجة من القیمة وتحترم شخصیته ، یظهر لدیه الشعور بقیمة نفسه (العزة وکرامة النفس) والشخص الذی یری قیمة لنفسه ، لا یمکن أن یلوث نفسه بالقبائح (5).

ص:173


1- (1) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [1] القسم الثانی/الفصل الرابع:أخلاق التربیة/الحث علی حب الأولاد والشفقة بهم ).
2- (2) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [2] القسم الثانی:الفصل الرابع/أخلاق التربیة/ذم عدم المحبة للأطفال).
3- (3) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [3] الفصل الثالث:التعلیم والتربیة/آفات التأدیب/والتأدیب عند الغضب ).
4- (4) فی الخطبة الشعبانیة:"وقّروا کبارکم وارحموا صغارکم" (الأمالی للصدوق:ص 154).
5- (5) "من کرمت علیه نفسه لم یهنها بالمعصیة".(مستدرک الوسائل:ج 11 ص 339) [4] "من کرمت نفسه قل شقاقه وخلافه" (عیون الحکم والمواعظ :ص 464 ح 8448) "من کرمت علیه نفسه هانت علیه شهوته" (بحارالأنوار:ج 70 ص 78 ح 12) و...

إنّ کرامة النفس ، هی المحور الأساس للأخلاق والتربیة الإسلامیة ، وأهم طرقها تکریم الإنسان وخاصة فی مرحلة الطفولة.وبالطبع فإن قسما من التربیة القائمة علی التکریم یرتبط بتعلیم مظاهر القبح والجمال ، ولکن التکریم یمتلک قیمة وأهمیة فائقتین.

ومن أهم الملاحظات التربویة التی یجب أن تحظی بالاهتمام فی تکریم شخصیة الطفل التعامل بجدّیة مع أحاسیسه فی السنوات السبع الأُولی من بدایة حیاته ، وهذا الأمر یبلغ من الأهمیة بحیث اعتبر فی روایة عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، مرحلة سیادة الطفل:

الوَلَدُ سَیّدٌ سَبعَ سِنینَ وتقتضی سیادة الطفل قیادته وطاعة الوالدین ،بمعنی أنه یجب أن یمارس السیادة والقیادة فی الأُسرة فی السنوات السبع الأُولی من حیاته ، ولذلک یجب أن یؤمن له کل شیء شریطة أن لا یکون مضرّا له وأن یکون بمقدور والدیه إتیانه.

وستکون النتیجة التربویة لقیادة الطفل فی السنوات السبع الأُولی من حیاته والانقیاد الصحیح للوالدین له ، الانقیاد المطلق المقترن بمحبة الطفل فی السنوات السبع التالیة من حیاته ، ولذلک فإن الحدیث یمضی قائلاً:

وعَبدٌ سَبعَ سِنینَ وحالة عبودیة الطفل للوالدین ، هی نتیجة غایة الثقة التی حصلت لدیه تجاههما فی السنوات السبع الأُولی من حیاته.وظهور هذه الحالة لدی الطفل فی السنوات السبع الثانیة من حیاته یلعب دورا بالغ الأهمیة فی بناء شخصیته نظرا إلی أن هذه الفترة هی فترة تعلیمه وتربیته.

ص:174

وبعد انقضاء السنوات السبع الثانیة من حیاة الطفل ، تحل فترة وزارته فی الأُسرة ، کما نقرأ ذلک فی بقیة الحدیث:

ووَزیرٌ سَبعَ سِنینَ .

وفی هذه الفترة لا یعود الطفل عبدا ومنقادا ، فتکریم شخصیته فی هذه الفترة یستوجب أن یصبح وزیر العائلة المستشار ، وأن تکون إلیه الأعمال التی هی فی حدود استطاعته ، وبذلک تنتهی مسؤولیة الأُسرة فی تعلیم الطفل وتربیته.

ص:175

5/7 وَقتُ تَربِیَةِ الطِّفلِ

(1)

5291. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الوَلَدُ سَیِّدٌ سَبعَ سِنینَ ، وعَبدٌ سَبعَ سِنینَ ، ووَزیرٌ سَبعَ سِنینَ ، فَإِن رَضیتَ مُکانَفَتَهُ لِاءِحدی وعِشرینَ وإلّا فَاضرِب عَلی جَنبِهِ ؛ فَقَدِ اعتَذَرتَ الَی اللّهِ عز و جل. (2)

6/7 المَنهَجُ التَّربَوِیُّ الإِسلامِیُّ تعلیم الطّفل و تربیته
أ التَّکریمُ وَالرِّفقُ وَالرَّحمَةُ وَالمَحَبَّةُ

5292. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أَکرِموا أولادَکُم، وأحسِنوا أدَبَهُم. (3)

5293. مسند ابن حنبل عن عمّ أبی رافع بن عمرو الغفاری: کُنتُ وأنا غُلامٌ أرمی نَخلاً لِلأَنصارِ،

ص:176


1- (1) یعدّ الطفل البالغ من العمر ستّ سنوات أکثر قدرة من الناحیة الذهنیة بالنسبة إلی الطفل ابن العامین فی قبول الطلب والإرشاد وعرض سلوکیات الآخرین (حیث یعملون کنموذج لتقلید الطفل) ، أو العلاقات الاُخری ذات النزعة إلی السیطرة ، وبمؤازاة نمو الطفل ، فإنّ هذا النوع من المعطیات الداخلیة سوف تتمخض بشکل متزاید عن آثار جزئیة ودقیقة ، ومن الممکن أن یستدعی طلب السلوکیات المعقدة والمتتالیة هذه القدرات فی الطفل البالغ ستّ سنوات وتدفعه إلی الإجابة ، فی حین الأطفال البالغین من العمر سنتین یفقدون فی أغلب الحالات المستلزمات المعرفیة للاستجابة لهذا النوع من التعلیمات. کما تدلّ العلاقات القائمة علی محور السیطرة من الطفل إلی الجانب الآخر علی التغیرات المرتبطة بالسنّ فی مرحلة الطفولة ، فالطفل ابن العامین یمکنه أن یسیطر بشکل واضح علی سلوک المحیطین به بأسالیب ظریفة ، ومع ذلک فإنّه لا یستطیع أبدا أن یدفع الآخرین ، کما هو الحال بالنسبة إلی الطفل ابن الستّ سنوات إلی إبراز السلوکیات الّتی یریدها بشکل هادف وبتوظیف التعلیمات الّتی هی أحیانا جزئیة من کلام أو حرکات بدنیة ، أو عروض جسمیة وما شاکل ذلک. وأخیرا فإنّ الطفل الّذی هو فی حالة النمو یکتسب القدرة لئن یضبط سلوکه بشکل متزاید (رشد شناختی "فارسی":ص 106).
2- (2) المعجم الأوسط :ج 6 ص 170 ح 6104 عن أبی جبیرة.
3- (3) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1211 ح 3671 عن أنس.

فَأتَی النَّبیُ صلی اللّه علیه و آله فَقیلَ :إنَّ هاهُنا غُلاما یَرمی نَخلَنا! فَاُتِیَ بی إلَی النَّبِیِ صلی اللّه علیه و آله ، فَقالَ :یا غُلامُ ! لِمَ تَرمِی النَّخلَ ؟ قالَ :قُلتُ :آکُلُ .قالَ :فَلا تَرمِ النَّخلَ وکُل ما یَسقُطُ فی أسافِلِها.ثُمَّ مَسَحَ رَأسی وقالَ :اللّهُمَّ أشبِع بَطنَهُ . (1)

5294. المعجم الکبیر عن أسد بن وداعة: أنَّ رَجُلاً یُقالُ لهُ :"جُزءٌ" أتَی النَّبِیَ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :یا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ أهلی یُغضِبونّی فَبِمَ اعاقِبُهُم ؟ فَقالَ :تَعفو، ثُمَّ قالَ الثّانِیَة، حَتّی قالَها ثَلاثا، قالَ :فَإِن عاقَبتَ فَعاقِب بِقَدرِ الذَّنبِ ، وَاتَّقِ الوَجهَ . (2)

ب الصَّلابَةُ وعَدَمُ المُداهَنَةِ
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَیْها مَلائِکَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا یَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ ". 3

الحدیث

5295. صحیح مسلم عن أبی هریرة: لَمَّا انزِلَت هذِهِ الآیَةُ : "وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ " (3)دَعا رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله قُرَیشا فَاجتَمَعوا ، فَعَمَّ وخَصَّ ، فَقالَ :

یا بَنی کَعبِ بنِ لُؤیٍ (4)! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ.

یا بَنی مُرَّةَ بنِ کَعبٍ (5)! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ.

ص:177


1- (1) مسند ابن حنبل:ج 7 ص 296 ح 20364. [1]
2- (2) المعجم الکبیر:ج 2 ص 269 ح 2130.
3- (4) الشعراء:214. [2]
4- (5) کعب بن لؤی ، الجدّ السابع لرسول اللّه صلی اللّه علیه و آله.
5- (6) مرّة بن کعب الجدّ السادس لرسول اللّه صلی اللّه علیه و آله.

یا بَنِی عَبدِ شَمسٍ ! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ.

یا بَنی عَبدِ مَنافٍ ! أنقِذُوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ.

یا بَنی هاشِمٍ (1)! أنقِذُوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ.

یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ (2)! أنقِذوا أنفُسَکُم مِنَ النّارِ.

یا فاطِمَةُ ! أنقِذی نَفسَکِ مِنَ النّارِ؛ فَإِنّی لا أملِکُ لَکُم مِنَ اللّهِ شَیئا ، غَیرَ أنَّ لَکُم رَحِما سَأَبُلُّها بِبِلالِها (3). (4)

5296. الدرّ المنثور عن زید بن أسلم: تَلا رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله هذِهِ الآیَةَ : "قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً" ، فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ ، کَیفَ نَقِی أهلَنا نارا؟ قالَ :تَأمرونَهُم بِما یُحِبُّهُ اللّهُ ، وتَنهَونَهُم عَمَّا یَکرَهُ اللّهُ . (5)

7/7 آفات التأدیب
أ التَّأدیبُ عِندَ الغَضَبِ

5297. الکافی عن علیّ بن أسباط عن بعض أصحابنا (6): نَهی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله عَنِ الأَدَبِ

ص:178


1- (1) هاشم ، الابن الأکبر لعبد مناف الّذی اکتسب شرفا کبیرا بعد أبیه وأصبح سیّد البطحاء ، وهو الجدّ الثانی للنبیّ صلی اللّه علیه و آله.
2- (2) عبدالمطّلب ، ابن هاشم اکتسب بین قومه سیادة ورئاسة واسعة جدّا، وکان یؤمن بالتوحید والمعاد ، ولذلک سمّی إبراهیم الثانی ، وهو الجدّ الأوّل لرسول اللّه صلی اللّه علیه و آله.
3- (3) إنّ لکم رحما سأُبلّها ببلالها:أی أصلکم فی الدنیا ولا اغنی عنکم من اللّه شیئا (النهایة:ج 1 ص 153 [1] "بلل").
4- (4) صحیح مسلم:ج 1 ص 192 ح 348.
5- (5) الدرّ المنثور:ج 8 ص 225 [2] نقلاً عن ابن مردویه.
6- (6) فی المحاسن:ج 1 ص 427 ح 984 "عن بعض أصحابنا عن علیّ بن أسباط رفعه...".

عِندَ الغَضَبِ . (1)

ب الخُشونَةُ

5298. الکافی عن یونس بن رباط عن الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:رَحِمَ اللّهُ مَن أعانَ وَلَدَهُ عَلی بِرِّهِ .

قالَ :قُلتُ :کَیفَ یُعینُهُ عَلی بِرِّهِ ؟ قالَ :یَقبَلُ مَیسورَهُ ، ویَتَجاوَزُ عَن مَعسورِهِ ، ولا یُرهِقُهُ ، ولا یَخرَقُ بِهِ (2)، فَلَیسَ بَینَهُ وبَینَ أن یَصیرَ فی حَدٍّ مِن حُدودِ الکُفرِ إلّا أن یَدخُلَ فی عُقوقٍ أو قَطیعَةِ رَحِمٍ . (3)

5299. صحیح مسلم عن عائشة: ما ضَرَبَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله شَیئا قَطُّ بِیَدِهِ ، ولَا امرَأَةً وَلا خادِما، إلّا أن یُجاهِدَ فی سَبیلِ اللّهِ . (4)

8/7 التَّربِیَةُ الجِنسِیَّةُ
أ التَّفریقُ فِی المَضاجِعِ

5300. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الصَّبِیُ وَالصَّبِیُ ، وَالصَّبِیُ وَالصَّبِیَّةُ ، وَالصَّبِیَّةُ وَالصَّبِیَّةُ یُفرَّقُ بَینَهُم فی

ص:179


1- (1) الکافی:ج 7 ص 260 ح 3 ، [1]بحار الأنوار:ج 79 ص 102 ح 2. [2]
2- (2) قوله "ولا یرهقه":أی لا یسفّه علیه ولا یظلمه ؛ من الرَّهَق محرَّکَة.أو:لا یحمل علیه ما لا یطیقه من الإرهاق یقال:لا یرهقنی لا أرهقَکَ اللّه أی لا أعسَرَک اللّه ؛ والخرق بالضمّ والتحریک:ضدّ الرفق (مرآة العقول:ج 21 ص 87). [3]
3- (3) الکافی:ج 6 ص 50 ح 6. [4]
4- (4) صحیح مسلم:ج 4 ص 1814 ح 79.

المَضاجِعِ لِعَشرِ سِنینَ . (1)

5301. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا بَلَغَ أولادُکُم سَبعَ سِنینَ فَفَرِّقوا بَینَ فُرُشِهِم. (2)

ب النَّهیُ عَنِ النَّظَرِ الی عَورَةِ الطِّفلِ وبِالعَکسِ

5302. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَیسَ لِلوالِدَینِ أن یَنظُرا إلی عَورَةِ الوَلَدِ ، ولَیسَ لِلولَدِ أن یَنظُرَ إلی عَورَةِ الوَالِدِ. (3)

5303. المستدرک علی الصحیحین عن محمّد بن بیاض: رُفِعتُ إلی رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فی صِغَری وعَلَیَ خِرقَةٌ وقَد کُشِفَت عَورَتی ، فَقالَ :غَطُّوا حُرمَةَ عَورَتِهِ ؛ فَإِنَّ حُرمَةَ عَورَةِ الصَّغیرِ کَحُرمَةِ عَورَةِ الکَبیرِ، ولا یَنظُرُ اللّهُ إلی کاشِفِ عَورَةٍ . (4)

ج حَدُّ جَوازِ تقبیل الجارِیَةِ وَالغُلامِ

5304. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا بَلَغَتِ الجارِیَةُ سِتَّ سِنینَ فَلا تُقَبِّلها ، وَالغُلامُ لا یُقَبِّلُ المَرأَةَ إذا جاوَزَ سَبعَ سِنینَ . (5)

د الاِستِئذانُ لِلدُّخولِ إلَی الوالِدَینِ
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِیَسْتَأْذِنْکُمُ الَّذِینَ مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ وَ الَّذِینَ لَمْ یَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْکُمْ ثَلاثَ مَرّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَ حِینَ تَضَعُونَ ثِیابَکُمْ مِنَ الظَّهِیرَةِ وَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ

ص:180


1- (1) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 436 ح 4509 عن عبدالله بن میمون عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام وفی ح 4508 وروی "إنه یفرق بین الصبیان فی المضاجع ست سنین" ،بحار الأنوار:ج 104 ص 96 ح 50. [1]
2- (2) المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 317 ح 721.
3- (3) الکافی:ج 6 ص 503 ح 36 [2] عن الإمام الصادق علیه السلام.
4- (4) المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 288 ح 5119.
5- (5) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 479 ح 1659 ، [3]بحارالأنوار:ج 104 ص 96 ح 51. [4]

عَوْراتٍ لَکُمْ لَیْسَ عَلَیْکُمْ وَ لا عَلَیْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوّافُونَ عَلَیْکُمْ بَعْضُکُمْ عَلی بَعْضٍ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمُ الْآیاتِ وَ اللّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ * وَ إِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْکُمُ الْحُلُمَ فَلْیَسْتَأْذِنُوا کَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ آیاتِهِ وَ اللّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ ". 1

الحدیث

5305. السنن الکبری عن عطاء بن یسار: أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقالَ :أستَأذِنُ یا رَسولَ اللّهِ عَلی امِّی ؟ فَقالَ :نَعَم.فَقالَ :إنِّی مَعَها فِی البَیتِ ! فَقالَ :اِستَأذِن عَلَیها.فَقالَ الرَّجُلُ :إنّی خادِمُها! فَقالَ :أتحِبُّ أن تَراها عُریانَةً ؟! قالَ :لا.

قالَ :فَاستَأذِن عَلَیها. (1)

ه خَطَرُ نَظَرِ الأَطفالِ إلی وِقاعِ الوَالِدَینِ

5306. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ ، لَو أنَّ رَجُلاً غَشِیَ امرَأَتَهُ وفِی البَیتِ صَبِیٌ مُستَیقِظٌ یَراهُما ویَسمَعُ کَلامَهُما ونَفَسَهُما ما أفلَحَ أبَدا ؛ إذا کانَ غُلاما کانَ زانِیا ، أو جارِیَةً کانَت زانِیَةً . (2)

ص:181


1- (2) السنن الکبری:ج 7 ص 157 ح 13558.
2- (3) الکافی:ج 5 ص 500 ح 2 [1] عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق علیه السلام.

ص:182

کلام حول التربیة الجنسیة

تحتاج الغریزة الجنسیة ، کما هو الحال بالنسبة إلی جوانب الإنسان الاُخری ، إلی "التربیة" ، فکل ثقافة وفکرة ، تسلک نوعا خاصا من التربیة.والتربیة الجنسیة تعنی من منظار الإسلام تهیئة أرضیات النمو وتربیة الغریزة الجنسیة بحیث تتحصل کل من "العفة الجنسیة" و "السلامة الجنسیة".وهذه من خصائص وجهة نظر الدین حیث یأخذ بنظر الاعتبار العفة الجنسیة بالإضافة إلی السلامة الجنسیة.

والملاحظة المهمة الاُخری أن السعی لتحقیق هذه الأهداف لا یتوقف علی حلول مرحلة البلوغ.فالتربیة الجنسیة ، من وجهة نظر الدین ، تبدأ قبل مرحلة البلوغ الجنسی ومنذ بدایة الولادة تقریبا.وهذه هی أیضا من خصائص رؤیة الدین.وعلی هذا الأساس ، فإن تأمین هذه الأهداف فی کل مرحلة من العمر ،بحاجة إلی إجراءات وتدابیر خاصة تناولتها النصوص الدینیة.وتعتبر الطفولة من أهم هذه المراحل.وارتکاب الأخطاء فی هذه المرحلة ستکون له تبعات وآثار لا یمکن تلافیها فی المستقبل.

التدابیر اللازمة للعفة الجنسیة

لا تتحری بعض الاُسر الدقة المطلوبة فی قضایا الطفل الجنسیة بسبب عدم بلوغ الأطفال.فی حین أن الکثیر مما یراه الطفل أو یسمعه ، له دور مصیری فی

ص:183

مستقبله الجنسی.فالعفة والانحراف الجنسی ، یتأسسان فی مرحلة الطفولة.ولا یجب أن ننسی أن التعلّم یترک تأثیرا کبیرا فی الطفولة ؛ وکل ما یتعلّمه الطفل فی الصغر فهو بمثابة النقش علی الحجر ، لا یزول بسرعة بل یبقی ثابتا.ومن جهة اخری فإنّ الطفل یتقبل کل ما یقدم له.ولذلک ، فقد بذل الإسلام اهتماما خاصا لهذه الفترة من حیاة الطفل وقدم تعلیمات تطبیقیة مفیدة سنشیر إلیها فیما یأتی:

أ ستر العورة

للنظر إلی عورة الطفل ، وإلی عورة الکبیر ، جانبان فقهی وتربوی.فالنظر لیس محرما فقهیا بالنسبة إلی الطفل کما أنه لیس محرما علی الکبیر أیضا مع عدم الریبة ، ولکننا لا یمکن أن نتجاهل الآثار التربویة للستر أو التعری.فسواء کان الطفل هو الذی ینظر إلی عورات الآخرین وسواء کان الأمر علی العکس من ذلک ، فإن ذلک لا یزیل قبح هذا العمل ، وسیؤدی إلی اللامبالاة وعدم الحیاء ویؤسس الانفلات الخلقی والابتذال.وأما الأطفال الذین لم یواجهوا هذا النوع من الحالات ، فإن مقاومتهم إزاء الانحراف الجنسی ستکون أکثر وسیکون مستوی عفتهم أعلی.ولذلک ، فقد أوصت النصوص الدینیة بأن لا ننظر لا إلی عورة الطفل ولا نسمح له بالنظر إلی عورات الآخرین.وأن لا ندخل الأطفال إلی الحمام بشکل یؤدی إلی رؤیة العورة. (1)

ب عدم تقبیل الطفل من قبل غیر المحرم

لیست هناک حرمة فقهیة تمنع تقبیل الشخص الأجنبی (غیر المحرم) للطفل بشرط

ص:184


1- (1) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [1] الفصل الثالث:التعلیم والتربیة/التربیة الجنسیة/النهی عن النظر إلی عورة الطفل وبالعکس ).

عدم الریبة ، ولکن أثره السلبی علی الطفل الممیز غیر خفی.

إن اتصال الشخص الأجنبی بالطفل من خلال التقبیل ، یترسخ فی روح الطفل ویسهل علیه فی المستقبل إقامة العلاقة مع غیر المحارم ویصعّب من سلوکیة الحفاظ علی العفة.

ولذلک فقد أوصی غیر المحارم بعدم تقبیل الأطفال. (1)

ج عدم اللعب بالأعضاء الجنسیة للطفل

إن اللعب بأعضاء الطفل الجنسیة من شأنه أن یؤدی إلی الإثارة الجنسیة وبلوغه المبکر ، ویعلم الطفل الشذوذ الجنسی ویتسبّب فی انحرافه.

وقد وصفت بعض الروایات هذا النوع من اللعب بأنّه شعبة من الزنا ، وهذا التعبیر دال علی تأثیره السلبی فی الطفل.ولذلک ، فقد نهت النصوص الدینیة عن هذا السلوک.

د التفریق بین الأطفال فی المضاجع

إن نوم الأطفال الذین بلغوا سن التمییز علی مضجع واحد من الممکن أن یؤدی إلی حدوث ملامسات جسمیة غیر صحیحة ، والإثارة الجنسیة المبکرة بل وحتی العلاقات غیر المشروعة.ومن جملة تدابیر الدین للحیلولة دون ذلک إلغاء إحدی أرضیاته أی فصل الأخوات والإخوة عن بعضهم البعض. (2)

ص:185


1- (1) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [1] القسم الثانی:الفصل الثالث:التعلیم والتربیة/التربیة الجنسیة/حدّ جواز تقبیل الجاریة والغلام ).
2- (2) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [2] القسم الثانی/الفصل الثالث:التعلیم والتربیة/التربیة الجنسیة/التفریق فی المضاجع ).
ه کتمان الروابط الجنسیة بین الوالدین

یعدّ اطلاع الأولاد علی العلاقات الجنسیة بین الوالدین من العوامل البالغة التأثیر فی الانحراف الجنسی.ولهذا العامل من وجهة نظر الروایات تأثیر حتمی تقریبا ولا یمکن إنکاره ، وقد تم طرح سبیلین للتعامل معه من أجل الحیلولة دونه:الأول:استئذان الطفل للدخول علی الوالدین فی محل خلوتهما (1)، والثانی:ممارسة العلاقات الزوجیة خارج مکان تواجد الطفل. (2)

ص:186


1- (1) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [1] القسم الثانی/الفصل الثالث:التعلیم والتربیة/التربیة الجنسیة:الاستئذان للدخول علی الوالدین ).
2- (2) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [2] القسم الثانی/الفصل الثالث:التعلیم والتربیة/التربیة الجنسیة:الاستئذان للدخول علی الوالدین:خطر نظر الأطفال إلی وقاع الوالدین ).

الفصل الثّامن: أخلاق التّربیة

1/8 الحَثُّ عَلی حُبِّ الأَوْلادِ وَالشَّفَقَةِ بِهِم

5307. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن قَبَّلَ وَلَدَهُ کَتَبَ اللّهُ عز و جل لَهُ حَسَنَةً ، ومَن فَرَّحَهُ فَرَّحَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ ، ومَن عَلَّمَهُ القُرآنَ دُعِیَ بِالأبَوَینِ فَیُکسَیانِ حُلَّتَینِ یُضیءُ مِن نورِهِما وُجوهُ أهلِ الجَنَّةِ . (1)

5308. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن بَکی صَبِیٌ لَهُ فَأرضاهُ حَتّی یُسَکِّنَهُ ، أعطاهُ اللّهُ عز و جل مِنَ الجَنَّةِ حَتّی یَرضی. (2)

5309. الطبقات الکبری عن معاویة بن قرّة عن عمّه: أنَّهُ کانَ یَأتی النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله بِابنِهِ فَیُجلِسُهُ بَینَ یَدَیهِ .فَقالَ لَهُ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله تُحِبُّهُ ؟ قالَ :نَعَم، حُبّا شَدیدا.ثُمَّ إنَّ الغُلامَ ماتَ ، فَقالَ لَهُ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله:کَأَنَّکَ حَزِنتَ عَلَیهِ ! قالَ :أجَل یا رسول اللّه.

قالَ :أفَما یَسُرُّکَ إذا أدخَلَکَ اللّهُ الجَنَّةَ أن تَجِدَهُ عَلی بابٍ مِن أبوابِها فَیَفتَحُهُ لَکَ ؟ قالَ :بَلی.

ص:187


1- (1) الکافی:ج 6 ص 49 ح 1 [1] عن الفضل بن أبی قرّة عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 7 ص 304 ح 74. [2]
2- (2) الفردوس:ج 3 ص 549 ح 5715 عن ثوبان.

قالَ :فَإِنَّهُ کَذلِکَ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)

5310. تاریخ دمشق عن واثلة بن الأسقع: أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله خَرَجَ عَلی عُثمانَ بنِ مَظعونٍ ومَعَهُ صَبِیٌ لَهُ صَغیرٌ یَلثِمُهُ ، فَقالَ :أتُحِبُّهُ یا عُثمانُ ؟! قالَ :إی وَاللّهِ یا رَسولَ اللّهِ ، إنِّی لَأُحِبُّه قالَ :أفَلا أزِیدُکَ لَهُ حُبّا؟! قالَ :بَلی، فِداکَ أبی واُمِّی صقالَ :إنَّهُ مَن تَرَضَّی لَهُ صَغیرا مِن نَسلِهِ حَتّی یَرضی ، تَرَضَّاهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ حَتّی یَرضی. (2)

5311. حلیة الأولیاء عن أنس: أنَّ امرَأَةً دَخَلَت عَلی عائِشَةَ ومَعَها صَبِیّانِ لَها، فَأَعطَتها عائِشَةُ ثَلاثَ تَمراتٍ ، فَأعطَت کُلَّ صَبِیٍ مِنهما تَمرَةً ، فَأکَلَ الصَّبِیّانِ تَمرَتَیهِما ثُمَّ نَظَرا إلی أُمِّهِما ، فَأَخَذَتِ التَّمرَةَ فَشَقَّتها نِصفَینِ فَأَعطَت ذا نِصفا وذا نِصفا.

فَدَخَلَ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله فَأَخَبَرَتهُ عائِشَةُ ، فَقالَ لَها النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله:ما أعجَبَکِ مِن ذلِکِ فَإِنَّ اللّهَ قَد رَحِمَها بِرَحمَتِها صَبِیَّیها. (3)

2/8 سیرَةُ النَّبِیِ فِی الشَّفَقَةِ بِالأَطفالِ وتَکریمِهِم

5312. مسند ابن حنبل عن الولید بن عقبة: لَمّا فَتَحَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله مَکَّةَ ، جَعَلَ أهلُ مَکَّةَ یَأتونَهُ بِصِبیانِهِم فَیَمسَحُ عَلی رُؤوسِهِم ویَدعو لَهُم. (4)

ص:188


1- (1) الطبقات الکبری:ج 7 ص 32 ح 6477.
2- (2) تاریخ دمشق:ج 52 ص 363 ح 11070.
3- (3) حلیة الأولیاء:ج 2 ص 231. [1]
4- (4) مسند ابن حنبل:ج 5 ص 517 ح 16379. [2]

5313. صحیح مسلم عن عمرو بن سعید عن أنس: ما رَأیتُ أحَدا کانَ أرحَمَ بِالعِیالِ مِن رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، قالَ :کانَ إبراهیمُ مُستَرضَعا لَهُ فی عَوالی المَدینَةِ ، فَکانَ یَنطَلِقُ ونَحنُ مَعَهُ فَیدخُلُ البَیتَ وإنَّهُ لَیُدَّخَنُ ، وکانَ ظِئرُهُ (1)قَینا (2)، فَیَأخُذُهُ فَیُقَبِّلُهُ ، ثُمَّ یَرجِعُ .

قالَ عَمرٌو:فَلَمّا تُوُفِّیَ إبراهیمُ ، قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:إنَّ إبراهیمَ ابنی ، وإنَّه ماتَ فی الثَّدی ، وإنَّ لَهُ لَظِئرَینِ تُکمِلانِ رَضاعَهُ فِی الجَنَّةِ . (3)

5314. صحیح مسلم عن عبد اللّه بن جعفر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ تُلُقِّیَ بِصِبیانِ أهلِ بَیتِهِ . (4)

5315. مسند ابن حنبل عن عروة: کانَ [رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ] یُستَقبَلُ بالصِّبیانِ إِذا جاءَ مِن سَفَرٍ. (5)

5316. المحجّة البیضاء: کانَ صلی اللّه علیه و آله یَقدِمُ مِنَ السَّفَرِ فَیَتَلَقّاهُ الصِّبیانُ فَیَقِفُ لَهُم ، ثُمَّ یَأمُرُ بِهِم فَیُرفَعونَ إِلَیهِ ، فَیَرفَعُ مِنهُم بَینَ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ ، ویَأمُرُ أصحابَهُ أن یَحمِلُوا بَعضَهُم، فَرُبَّما یَتَفاخَرُ الصِّبیانُ بَعدَ ذلِکَ فَیَقولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ :حَمَلَنِی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله بَینَ یَدَیهِ ، وحَمَلَکَ أنتَ وَراءَهُ ، ویَقولُ بَعضُهُم:أمَرَ أصحابَهُ أن یَحمِلوکَ وَراءَهُم. (6)

5317. المناقب لابن شهر آشوب عن عبدالعزیز بإسناده عن النبیّ صلی اللّه علیه و آله: أنَّه کان جالسا فَأَقبَلَ الحَسَنُ وَالحُسَینُ علیهما السلام فَلَمّا رَآهُمَا النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله قامَ لَهُما وَاستَبطَأَ بُلوغَهُما إلَیهِ ، فَاستَقبَلَهُما وحَمَلَهُما عَلی کَتِفَیهِ وقالَ :نِعمَ المَطِیُّ مَطِیُّکُما ، ونِعمَ الرّاکِبانِ أَنتُما ،

ص:189


1- (1) الظِئْرُ:المُرضِعَةُ غیر ولدها.ویقع علی الذکر والاُنثی (النهایة:ج 3 ص 154 [1] "ظأر").
2- (2) القِیانُ :الإماءُ والعَبیدُ (النهایة:ج 4 ص 135 "قین").
3- (3) صحیح مسلم:ج 4 ص 1808 ح 63.
4- (4) صحیح مسلم:ج 4 ص 1885 ح 66.
5- (5) مسند ابن حنبل:ج 5 ص 454 ح 16129. [2]
6- (6) المحجّة البیضاء:ج 3 ص 366.

وأبوکُما خَیرٌ مِنکُما. (1)

3/8 التَّسلیمُ عَلَی الصِّبیانِ

5318. کنز العمّال عن أنس: کانَ [ صلی اللّه علیه و آله ] یَمُرُّ بِالصِّبیانِ فَیُسَلِّمُ عَلَیهِم. (2)

5319. سنن الترمذی عن أنس: کُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَمَرَّ عَلَی صِبیانٍ فَسَلَّمَ عَلَیهِم. (3)

5320. مکارم الأخلاق عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله مَرَّ عَلَی صِبیانٍ فَسَلَّمَ عَلَیهِم وهُوَ مُغِذٌّ (4). (5)

5321. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: خَمسٌ لا أدَعُهُنَّ حَتَّی المَماتِ :الأکلُ عَلَی الحَضیضِ (6)مَعَ العَبیدِ ، ورُکوبِیَ الحِمارَ مُؤَکَّفا (7)، وحَلبُ العَنزِ بِیَدی، ولُبسُ الصّوفِ ، وَالتَّسلیمُ عَلَی الصِّبیانِ ؛ لِتَکونَ سُنَّةً مِن بَعدِی. (8)

5322. صحیح ابن حبّان عن أنس: أنَّ النبیّ صلی اللّه علیه و آله:کانَ یَزورُ الأنصارَ ویُسَلِّمُ عَلی صِبیانِهِم ویَمسَحُ رُؤوسَهُم. (9)

ص:190


1- (1) المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 388 ، [1]بحارالأنوار:ج 43 ص 285 ح 51 [2] وراجع ذخائر العقبی:ص 226. [3]
2- (2) کنز العمّال:ج 7 ص 156 ح 18497 نقلاً عن البخاری عن أنس.
3- (3) سنن الترمذی:ج 5 ص 57 ح 2696.
4- (4) فی المصدر:"مغد" ، والتصویب من بحار الأنوار.والإغذاذ فی السیر:الإسراع (الصحاح:ج 2 ص 567 "غذذ").
5- (5) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 47 ح 5 ، [4]بحار الأنوار:ج 16 ص 229. [5]
6- (6) الحَضیض:الأرض (لسان العرب:ج 7 ص 137 "حضض").
7- (7) الأُکافَ والإکافُ :شِبهُ الرِّحالِ والأقتابِ (لسان العرب:ج 9 ص 8 "أکف").
8- (8) الخصال:ص 271 ح 12 عن إسماعیل بن زیاد ،بحارالأنوار:ج 16 ص 215 ح 2. [6]
9- (9) صحیح ابن حبّان:ج 2 ص 206 ح 459.
4/8 ذَمُّ عَدَمِ المَحَبَّةِ لِلأَطفالِ

5323. صحیح مسلم عن عائشة: قَدِمَ ناسٌ مِنَ الأعرابِ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَقالوا:أتُقَبِّلونَ صِبیانَکُم ؟ فَقالوا:نَعَم، فَقالوا:لکِنَّا وَاللّهِ ما نُقَبِّلُ .

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:وأملِکُ إن کانَ اللّهُ نَزَعَ مِنکُمُ الرَّحمَةَ ! (1)

5324. الأدب المفرد عن أبی هریرة: قَبَّلَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله حَسَنَ بنَ عَلِیٍ علیه السلام ، وعِندَهُ الأَقرَعُ بنُ حابِسٍ التَّمیمیُ جالِسٌ .

فَقالَ الأَقرَعُ :إنَّ لی عَشَرَةً مِنَ الوُلدِ ما قَبَّلتُ مِنهُم أحَدا! فَنَظَرَ إلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ثُمَّ قَالَ :مَن لا یَرحَم لا یُرحَمُ . (2)

5325. الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :ما قَبَّلتُ صَبِیّا قَطُّ .فَلَمّا وَلّی قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:هذا رَجُلٌ عِندِی أنَّهُ مِن أهلِ النّارِ. (3)

5/8 نِطاقُ مَحَبَّةِ الأَولادِ
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُلْهِکُمْ أَمْوالُکُمْ وَ لا أَوْلادُکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللّهِ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ ". 4

ص:191


1- (1) صحیح مسلم:ج 4 ص 1808 ح 64.
2- (2) الأدب المفرد:ص 41 ح 91. [1]
3- (3) الکافی:ج 6 ص 50 ح 7 ، [2]بحارالأنوار:ج 104 ص 99 ح 72. [3]

"یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِکُمْ وَ أَوْلادِکُمْ عَدُوًّا لَکُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَ إِنْ تَعْفُوا وَ تَصْفَحُوا وَ تَغْفِرُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ ". 1

الحدیث

5326. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی مَوعِظَتِهِ لاِبنِ مَسعودٍ: یَا بنَ مَسعودٍ ، لا تَحمِلَنَّکَ الشَّفَقَةُ عَلی أهلِکَ ووُلدِکَ عَلَی الدُّخولِ فِی المَعاصِی وَالحَرامِ ، فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ : "یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَی اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ " (1). (2)

5327. سنن الترمذی عن ابن عبّاس لمّا سَألَهُ رَجُلٌ عَن هذه الآیة: "یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِکُمْ وَ أَوْلادِکُمْ عَدُوًّا لَکُمْ فَاحْذَرُوهُمْ " :هؤُلاءِ رِجالٌ أسلَموا مِن أهلِ مَکَّةَ وأرادوا أن یَأتُوا النَّبِیَ صلی اللّه علیه و آله ، فَأَبی أزواجُهُم وأولادُهُم أن یَدَعوهُم أن یَأتوا رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، فَلَمّا أتَوا رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله رَأَوا النّاسَ قَد فَقِهوا فِی الدِّینِ هَمّوا أن یُعاقِبوهُم ، فَأنزَلَ اللّهُ عز و جل: "یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِکُمْ وَ أَوْلادِکُمْ عَدُوًّا لَکُمْ فَاحْذَرُوهُمْ " . (3)

6/8 العَدلُ بَینَ الأَولادِ
اشارة

5328. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: سَوّوا بَینَ أولادِکُم فِی العَطِیَّةِ ، فَلَو کُنتُ مُفَضِّلاً أحَدا لَفَضَّلتُ النِّساءَ. (4)

5329. عنه صلی اللّه علیه و آله: اعدِلُوا بَینَ أولادِکُم فِی العَطِیَّةِ . (5)

ص:192


1- (2) الشعراء:88 و 89. [1]
2- (3) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 359 ح 2660 [2]عن ابن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 108 ح 1. [3]
3- (4) سنن الترمذی:ج 5 ص 419 ح 3317. [4]
4- (5) السنن الکبری:ج 6 ص 294 ح 12000 عن ابن عبّاس.
5- (6) صحیح البخاری:ج 2 ص 913 عن ابن عبّاس.

5330. عنه صلی اللّه علیه و آله: اعدِلُوا بَینَ أولادِکُم فی النُّحلِ ، کَما تُحِبُّونَ أن یَعدِلوا بَینَکُم فِی البِرِّ وَاللُّطفِ . (1)

5331. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی یُحِبُّ أن تَعدِلوا بَینَ أولادِکُم حَتّی فِی القُبَلِ . (2)

5332. کتاب العیال عن الحسن: بَینا رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یُحَدِّثُ أصحابَهُ إذ جاءَ صَبِیٌ حَتَّی انتَهی إلی أبیهِ فی ناحِیَةِ القَومِ ، فَمَسَحَ رَأسَهُ وأقعَدَهُ عَلی فَخِذِهِ الیُمنی.قالَ :فَلَبِثَ قَلیلاً فَجاءَت ابنَةٌ لَهُ حَتَّی انتَهَت إلَیهِ ، فَمَسَحَ رَأسَها وأقعَدَها فِی الأرضِ .

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:فَهَلّا عَلی فَخِذِکَ الاُخری، فَحَمَلَها عَلی فَخِذِهِ الاُخری، فَقالَ صلی اللّه علیه و آله:الآنَ عَدَلتَ . (3)

5333. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ النَّبِیَ صلی اللّه علیه و آله أبصَرَ رَجُلاً لَهُ وَلَدانِ (4)فَقَبَّلَ أحَدَهُما وتَرَکَ الآخَرَ.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:فَهَلّا واسَیتَ بَینَهُما. (5)

5334. صحیح البخاری عن النعمان بن بشیر: أعطانی أبی عَطِیَّةً ، فَقالَت عَمَرَةُ بِنتُ رَواحَةَ :لا أرضی حَتّی تُشهِدَ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله.

فأتی رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :إنِّی أعطَیتُ ابنی مِن عَمَرَةَ بِنتِ رَواحَةَ عَطِیَّةً فَأمَرَتنی أن اشهِدَکَ یا رَسولَ اللّهِ .

قالَ :أعطَیتَ سائِرَ وُلدِکَ مِثلَ هذا؟ قالَ :لا.

ص:193


1- (1) صحیح ابن حبّان:ج 11 ص 503 ح 5104 عن النعمان بن بشیر ؛ مکارم الأخلاق:ج 1 ص 473 ح 1624 ، [1]بحارالأنوار:ج 104 ص 92 ح 16. [2]
2- (2) کنز العمّال:ج 16 ص 445 ح 45350 نقلاً عن ابن النجّار عن النعمان بن بشیر.
3- (3) کتاب العیال:ج 1 ص 173 ح 36.
4- (4) فی المصدر:"ولدین" ، وما أثبتناه من النوادر للراوندی:ص 96 ح 43. [3]
5- (5) الجعفریّات:ص 55 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 97 ح 61. [5]

قالَ :فَاتَّقُوا اللّهَ وَاعدِلوا بَینَ أولادِکُم.قالَ :فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِیَّتَهُ . (1)

5335. شرح نهج البلاغة: کانَ الحَسَنُ علیه السلام أکبَرَ وُلدِ عَلِیٍّ علیه السلام ، وکانَ سَیِّدا سَخِیّا حَلیما خَطیبا، وکانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یُحِبُّهُ ، سابَقَ یَوما بَینَ الحُسَینِ علیه السلام وبَینَهُ فَسَبَقَ الحَسَنُ علیه السلام ، فَأجلَسَهُ عَلی فَخِذِهِ الیُمنی، ثُمَّ أجلَسَ الحُسَینَ علیه السلام عَلَی الفَخِذِ الیُسری. (2)

ص:194


1- (1) صحیح البخاری:ج 2 ص 914 ح 2447.
2- (2) شرح نهج البلاغة:ج 16 ص 27 نقلاً عن المدائنی.
کلام حول توخی العدالة فی التعامل مع الأولاد

من المواضیع التربویة المهمة ، توخی الوالدین للعدالة فی إظهار المحبة للأولاد وتوفیر الإمکانیات المادیة لهم.ویمکننا أن ندرس هذه القضیة من منظارین:فقهی قانونی (1)وتربوی.

وما نعنیه هنا هو التعامل بعدل مع الأولاد من وجهة النظر الثانیة.

إنّ تحری العدل مع الأولاد ، من شأنه أن یستتبع آثارا تربویة مهمة وهی:

ص:195


1- (1) نظرا إلی الاختلافات التی نلاحظها فی الروایات فی باب تفضیل ولد علی آخر من قبل الوالدین فی تقدیم الهدایا للأولاد ، فقد اختلفت فتاوی الفقهاء شیعة وسنة. فنحن نلاحظ ثلاثة آراء بین فتاوی فقهاء الشیعة: أولاً:جواز التفضیل ، إلّا إذا کان الواهب فی حالة عسر أو کان مریضا فیکره فی هذه الحالة ، وإذا ما أدی المرض إلی الوفاة ، تستقطع الهدیة من أصل المال ، لا من ثلثه. ثانیا:کراهة التفضیل واستحباب المساواة بین الأولاد. ثالثا:حرمة تفضیل الولد ، إلّا إذا کان یتمتع بامتیاز خاص. وأمّا فقهاء أهل السنّة فهم طائفتان:أهل القیاس والرأی ، وأهل الظاهر. فأهل الرأی والقیاس یقولون إنّ هناک إجماعا علی أن بإمکان کل شخص أن یهدی کل أمواله وممتلکاته إلی شخص آخر.وعلی هذا فإن إعطاء قسم من المال إلی بعض من الأولاد ، یجب أن لا یکون حراما.ولذلک فإن المراد من الروایات التی من الممکن أن تستنبط منها حرمة التفضیل ، هو الکراهة. وأمّا أهل الظاهر فقد سلکوا طریقین:فقد رکز البعض اهتمامهم علی ظاهر الألفاظ فقط ، وقالوا بالحرمة والبعض الآخر قالوا بالکراهة.

1 إنّ الأولاد سیتعاملون بدورهم مع الوالدین باللطف والإحسان وسیرعون حقوقهم.

2 وهم بدورهم سوف لا یتجاوزون حدود العدالة بالنسبة مع أولادهم.

3 تحرّی العدالة مع الأولاد ، یحول دون حسدهم وحقدهم لبعضهم البعض.

4 والأهم من ذلک أن الطفل سوف یتربّی منذ بدء حیاته علی روح العدالة وسوف یهیئ السلوک العادل للأُسرة ، الأرضیة لتأمین العدالة الإجتماعیة.

وعلی العکس من ذلک فإن انعدام العدالة والتفریق بین الأولاد ، لا یحرمان الوالدین من محبتهم وحسب ؛ بل إنّهما یعرضان مستقبل الأولاد للمخاطر.ولذلک ، یری العلماء المتخصصون فی التربیة والتعلیم فی عصرنا الراهن ، ضرورة الالتزام بالعدل فی التعامل مع الأولاد من أجل تربیة الأفراد الصالحین ؛ ولکن الإسلام أکد منذ أربعة عشر قرنا علی هذا الموضوع وکان رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله یوصی المسلمین أن یراعوا العدالة لا فی توفیر الإمکانیات وحسب ،بل وفی تقبیل الأولاد أیضا.

ومن البدیهی أن السلوک العادل ، لا یعنی وحدة التعامل.فما أکثر ما تستوجب العدالة أن یتحمل الأب نفقات أکثر لبعض من أولاده ،بسبب الاختلاف فی المواهب والاستعدادات ، أو بسبب المرض وما إلی ذلک.فهذا لا یعنی انعدام العدالة.نعم علی الأب فی مثل هذه الحالات أن یحیط أولاده الآخرین علما بعمله هذا.

کما أن علی الأب أن یغض النظر عن رعایة حق أحد الأولاد ، إذا ما أحسّ أن ذلک سیستتبع آثارا سلبیة وخطیرة ، کما یقول الإمام الصادق علیه السلام:

14-قال والدی علیه السلام:وَاللّهِ إنّی لَأُصانِعُ بَعضَ وُلدِی وأجلِسُهُ عَلی فَخذِی وأکثِرُ لَهُ المَحَبَّةَ وأکثِرُ لَهُ الشُّکرَ وإنَّ الحَقَّ لِغَیرِهِ مِن وُلدِی ، وَلکِن مُحافَظَةً عَلَیهِ مِنهُ ومِن غَیرِهِ ؛

ص:196

لِئَلّا یَصنَعوا بِهِ ما فَعَلَ بِیوسُفَ إخوَتُهُ (1).

وکما جاء فی هذا الحدیث ، فإنّ الإمام الباقر علیه السلام ، ومن أجل أن یحول دون أن یثیر حسد بعض من أولاده والتبعات السیئة لذلک، فإنّه لا یکتفی بإظهار المحبة للولد الذی یجب أن یحاط بالمحبة أکثر من الآخرین ؛ بل إنّه یغمر باللطف والمحبة الولد الآخر الذی یتعرّض لمرض الحسد کی یحفظ بذلک الابن الأفضل من خطر حسد أخیه ، وهذا ما یمثل درسا تربویا مهما للعاملین فی مجال التربیة والمتخصصین التربویین ، وخصوصا الآباء والأُمهات.

ص:197


1- (1) تفسیر العیاشی:ج 2 ص 166 ح 2. [1]
7/8 الوَفاءُ بِالوَعدِ

5336. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أحِبُّوا الصِّبیانَ وَارحَموهُم ، وإذا وَعَدتُموهُم شَیئا فَفوا لَهُم ؛ فَإِنَّهُم لا یَدرونَ إلّا أنَّکُم تَرزُقونَهُم. (1)أخلاق التّربیة

5337. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا واعَدَ أحَدُکُم صَبِیَّهُ فَلیُنجِز. (2)

5338. السنن الکبری عن عبداللّه بن عامر بن ربیعة: جاءَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله بَیتَنا وأنا صَبِیٌ صَغیرٌ ، فَذَهَبتُ ألعَبُ ، فَقالَت لی أُمِّی:یا عَبدَ اللّهِ تَعالَ أُعطیکَ .

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:ما أَرَدتِ أن تُعطِیَهُ ؟ قَالَت:أرَدتُ أن أُعطِیَهُ تَمرا ، قالَ :أما إنَّکِ لَو لَم تَفعَلی لَکُتِبَت عَلَیکِ کِذبَةٌ . (3)

8/8 إدخالُ السُّرورِ
اشارة

5339. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ فِی الجَنَّةِ دارا یُقالُ لَهَا:دارُ الفَرَحِ ، لا یَدخُلُها إلّا مَن فَرَّحَ الصِّبیانَ . (4)

5340. عنه صلی اللّه علیه و آله: اشتَروا لِصِبیانِکُمُ اللَّحمَ ، وذَکِّروهُم یَومَ الجُمُعَةِ . (5)

5341. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ فِی الجَنَّةِ دارا یُقالُ لَها:دارُ الفَرَحِ ، لایَدخُلُها إلّا مَن فَرَّحَ یَتامَی

ص:198


1- (1) الکافی:ج 6 ص 49 ح 3 [1] عن عبداللّه بن محمّد البجلی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 92 ح 14. [2]
2- (2) الجعفریّات:ص 166 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام.
3- (3) السنن الکبری:ج 10 ص 335 ح 20839. [4]
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 170 ح 6009 عن عائشة.
5- (5) مستدرک الوسائل:ج 6 ص 99 ح 6525 [5] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب.

المُؤمِنینَ . (1)

5342. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن عالَ یَتیما حَتّی یَستَغنِیَ ، أوجَبَ اللّهُ عز و جل لَهُ بِذلِکَ الجَنَّةَ ، کَما أوجَبَ لِاکِلِ مالِ الیَتیمِ النّارَ (2).

ص:199


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 170 ح 6008 نقلاً عن ابن النجّار عن عقبة بن عامر.
2- (2) الکافی:ج 7 ص 51 ح 7 [1] عن عبد الرحمن بن الحجّاج عن الإمام الکاظم عن الإمام علیّ علیهماالسلام ،بحار الأنوار:ج 42 ص 248 ح 51. [2]

ص:200

دور الوفاء بالوعد فی تربیة الطفل

یواجه الطفل بعض الوعود فی تعامله مع الوالدین ، منذ أن یبلغ مرحلة الإدراک.وقد تتحقق هذه الوعود وقد لا تتحقق.إلّا أنها حظیت بالاهتمام فی التعالیم الإسلامیة ، فقد وردت التوصیة الأکیدة بالوفاء بالعهد.ویمکننا تحلل هذه التوصیة وتبیینها من عدة وجوه:

الأوّل هو الجانب الأخلاقی من المسألة ؛ فعدم الوفاء بالوعد من الأخلاق الذمیمة وهو صادق فی کل مکان وبالنسبة إلی کل شخص ، والطفل هو أحد مصادیقه.

الثانی یتمثّل فی طابعه التربوی السیّئ للطفل.فرغم أن الشرع نهی نهیا عاما عن خلف الوعد ؛ ولکنّه بالنسبة إلی الطفل یتمتع بأهمیة خاصة نظرا إلی ظروفه السنیة والتربویة الخاصة.فالطفل یقتدی بسلوک الآخرین وخاصة الوالدین وهذا الاقتداء ، یترک تأثیرا راسخا وعمیقا علی شخصیته ،بحیث إن إصلاحه سیکون مستحیلاً ، أو صعبا للغایة.

الجانب الثالث ، أثره السلبی فی المستقبل علی علاقة الطفل باللّه.فقد أظهرت بعض الدراسات أن نوع ارتباط الطفل باللّه سبحانه ، یخضع لتأثیر کیفیة ارتباط الوالدین بالطفل.وقبل أن یتعرّف الطفل علی مفهوم "اللّه" فإنّه یعتبر الوالدین ، وخاصّة الأب ربّه ومالک أمره ، وبعبارة اخری فإنّه یری له دورا إلهیّا (ولذلک ، فإنّه

ص:201

یعتبر والدیه منزّهین عن العیب والنقص ومتمتعین بجمیع الکمالات والفضائل ،بل إنه لا یتصور أنهما یعانیان من العیب والنقص).

وإذا ما لم یفِ الوالدان بالوعود التی قطعوها للطفل ، فإنّه سیعمم خلف الوعد هذا إلی مفهوم الإلوهیة وتتعرّض علاقته باللّه فی المستقبل بشکل تلقائی للتأثیر السلبی.وقد ورد فی الحدیث الشریف تعلیل یشیر إلی هذه الحقیقة:"فإنّهم لا یدرون إلّا أنّکم ترزقونهم" (1).

إنّ ذلک المفهوم الذی یمکن للطفل إدراکه عن الألوهیة ، هو "تأمین الرزق" ، وتأمین الرزق هو فی رأیه معادل للألوهیة.فإذا ما رای خلف الوعد من "رب" طفولته ، فإنّه سیسیء الظن دوما فیما یتعلّق باللّه ومکانته.والحدیث الشریف:"الجنّة تحت أقدام الأُمهات" یمکن تحلیله فی هذا المجال ؛ فبالإضافة إلی الجهود التی تبذلها الأُمهات لتربیة الأطفال دینیا ، فإن شکل علاقة الأُم بالطفل ، لها تأثیر مهم فی تکوین تصور الطفل عن اللّه ، وهذا ما یمکن أن یترک تأثیره فی مستقبل الطفل.

ص:202


1- (1) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [1] القسم الثانی/الفصل الرابع:أخلاق التربیّة/الوفاء بالوعد ).
9/8 مَدحُ عَرامَةِ الصَّبِیِّ أخلاق التّربیة

5343. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: عَرامَةُ (1)الصَّبیِ فی صِغَرِهِ زِیادَةٌ فی عَقلِهِ فی کِبَرِهِ . (2)

10/8 رُخصَةُ اللَّعِبِ لِلصَّبِیِ

5344. الإمام زین العابدین علیه السلام: قالَ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله لَهُما [لِلحَسَنِ وَالحُسَینِ علیهماالسلام]:قُوما الآنَ فاصطَرعا، فَقاما لِیَصطَرِعا، وقَد خَرَجَت فاطِمَةُ علیهاالسلام فی بَعضِ حاجَتِها، فَدَخَلَت فَسَمِعَتِ النَّبِیَ صلی اللّه علیه و آله وهُوَ یَقولُ :إیهِ (3)یا حَسَنُ ! شُدَّ عَلَی الحُسَینِ فَاصرَعهُ .

فَقالَت لَهُ :یا أبَه، واعَجَباهُ ! أتُشَجِّعُ هذا عَلی هذا، أتُشَجِّعُ الکَبیرَ عَلَی الصَّغیرِ؟! فَقالَ لَها:یا بُنَیَّةُ ، أما تَرضَینَ أن أَقولَ أنا:یا حَسَنُ ، شُدَّ عَلَی الحُسَینِ فَاصرَعهُ ، وهذا حَبیبی جَبرَئیلُ یَقولُ :یا حُسَینُ ، شُدَّ عَلَی الحَسَنِ فَاصرَعَهُ ؟ (4)

5345. المعجم الکبیر عن أبی أیّوب الأنصاریّ : دَخَلتُ عَلی رَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله وَالحَسَنُ

ص:203


1- (1) العُرام:الشدّة والقوّة والشراسة (النهایة:ج 3 ص 223 "عرم").
2- (2) کنز العمّال:ج 11 ص 91 ح 30747 نقلاً عن الحکیم عن عمرو بن معدیکرب وأبی موسی المدینی فی أمالیه عن أنس. وذکرتها بعض المصادر بعبارة "غرامة الصبی" أو "غرامة الغلام" ویبدو أنّه خطأٌ فالتعبیر ب "عرامة الصبی" تعبیر معروف فی کتب اللغة مثل الصحاح للجوهری خلافا لغرامة الصبی ، ثمّ إنّ معنی غرامة الصبی یجب أن یبرّر من خلال التوضیح والتدرّج عبر الوسائط بأن یقال:إنّ الطفل یصیر حلیما فی الکبر إذا ما کان یسبّب الضرر، ویحمل والده أضرار أفعاله، ولکنّنا لسنا بحاجة إلی التبریر فی حالة کون العبارة "عرامة الصبی"؛ لأنّها ترتبط بشکل مباشر بالطفل نفسه ، لا ولیّه ، ویبدو أنّ تصحیفا قد طرأ علی العبارة.
3- (3) إیهِ :هذه کلمة یراد بها الاستزادة (النهایة:ج 1 ص 87 "إیه").
4- (4) الأمالی للصدوق:ص 530 ح 717 [1] عن زید الشحّام عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 43 ص 268 ح 25. [2]

وَ الحُسَینُ علیهما السلام یَلعَبانِ بَینَ یَدَیهِ وفی حِجرِهِ ، فَقُلتُ :یا رَسولَ اللّهِ أتُحِبُّهُما؟ قالَ :وکَیفَ لا أُحِبُّهُما وهُما رَیحانَتایَ مِنَ الدُّنیا أشَمُّهما! (1)

5346. المعجم الکبیر عن أبی سعید: جاءَ الحُسَینُ علیه السلام ورَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یُصَلّی ، فَالتَزَمَ عُنُقَ النَّبِیِ صلی اللّه علیه و آله ، فَقامَ بِهِ وأخَذَ بِیَدِهِ ، فَلَم یَزَل مُمسِکَها حَتّی رَکَعَ . (2)

5347. شرح الأخبار عن جعفر بن فروی: أنّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله کانَ جالِسا مَعَ أصحابِهِ ، إذ أقبَلَ إلَیهِ الحَسَنُ وَالحُسَینُ علیهماالسلام وَهُما صَغیرانِ ، فَجَعَلا یَنزُوانِ (3)عَلَیهِ ، فَمَرَّةً یَضَعُ لَهُما رَأسَهُ ، ومَرَّةً یَأخُذُهُما إلَیهِ ، فَقَبَّلَهُما، ورَجُلٌ مِن جُلَسائِهِ یَنظُرُ إلَیهِ کَالمُتَعَجِّبِ مِن ذلِکَ ، ثُمَّ قالَ :یا رَسولَ اللّهِ ، ما أعلَمُ أنِّی قَبَّلتُ وَلَدا إلَیَ قَطُّ ! فَغَضِبَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله حَتَّی التَمَعَ لَونُهُ ، فَقالَ لِلرَّجُلِ :إن کانَ اللّهُ عز و جل قَد نَزَعَ الرَّحمَةَ مِن قَلبِکَ فَما أصنَعُ بِکَ ؟ مَن لَم یَرحَم صَغیرَنا ویُعَزِّز کَبیرَنا فَلَیسَ مِنَّا. (4)

5348. سنن النسائی عن عبد اللّه بن شدّاد عن أبیه: خَرَجَ عَلَینا رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فی إحدی صَلاتَی العِشاءِ وهُوَ حامِلٌ حَسَنا أو حُسَینا، فَتَقَدَّمَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَوَضَعَهُ ، ثُمَّ کَبَّرَ لِلصَّلاةِ فَصَلّی، فَسَجَدَ بَینَ ظَهرانَی صَلاتِهِ سَجدَةً أطالَها، قالَ أبی:رَفَعتُ رَأسی وإذا الصَّبِیُ عَلی ظَهرِ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله وهُوَ ساجِدٌ، فَرَجَعتُ إلی سُجودِی.فَلَمّا قَضی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله الصَّلاةَ ، قالَ النّاسُ :یا رَسولَ اللّهِ ، إنَّکَ سَجَدتَ بَینَ ظَهرانَی صَلاتِکَ سَجدَةً أطَلتَها حَتّی ظَنَنَّا قَد أنَّهُ حَدَثَ أمرٌ أو أنَّهُ یُوحی إلَیکَ .

قالَ :کُلُّ ذلِکَ لَم یَکُن، ولکِنَّ ابنی ارتَحَلَنی فَکَرِهتُ أن اعجِلَهُ حَتّی

ص:204


1- (1) المعجم الکبیر:ج 4 ص 156 ح 3990.
2- (2) المعجم الکبیر:ج 3 ص 51 ح 2657.
3- (3) نَزَا:وَثَبَ (القاموس المحیط :ج 4 ص 395 "نزا").
4- (4) شرح الأخبار:ج 3 ص 115 ح 1060.

یَقضِیَ حاجَتَهُ . (1)

5349. المناقب لابن شهر آشوب عن اللیث بن سعد: أنَّ النَّبِیَ صلی اللّه علیه و آله کانَ یُصَلّی یَوما فی فِئَةٍ وَالحُسَینُ علیه السلام صَغِیرٌ بِالقُربِ مِنهُ ، وکانَ النَّبِیُ إذا سَجَدَ جاءَ الحُسَینُ علیه السلام فَرَکِبَ ظَهرَهُ ثُمَّ حَرَّکَ رِجلَیهِ ، وقالَ :حِل حِل.

وإذا أرادَ رَسولُ اللّهِ أن یَرفَعَ رَأسَهُ أخَذَهُ فَوَضَعَهُ إلی جانِبِهِ ، فَإذا سَجَدَ عادَ عَلی ظَهرِهِ ، وقالَ :حِل حِل، فَلَم یَزَل یَفعَلُ ذلِکَ حَتّی فَرَغَ النَّبِیُ مِن صَلاتِهِ .

فَقالَ یَهودِیٌ :یا مُحَمَّدُ، إنَّکُم لَتَفعَلونَ بِالصِّبیانِ شَیئا ما نَفعَلُهُ نَحنُ ! فَقالَ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله:أما لَو کُنتُم تُؤمِنونَ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ لَرَحِمتُمُ الصِّبیانَ .

قالَ :فَإنِّی اؤمِنُ بِاللّهِ وبِرَسُولِهِ .فَأَسلَمَ لَمَّا رَأی کَرَمَهُ مِن (2)عِظَمِ قَدرِهِ . (3)

5350. المستدرک علی الصحیحین عن یعلی العامری: أنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إلی طَعامٍ دُعوا لَهُ ، قالَ :فَاستَقبَلَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أمامَ القَومِ وحُسَینٌ مَعَ الغِلمانِ یَلعَبُ ، فَأرادَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أن یَأخُذَهُ ، فَطَفِقَ (4)الصَّبِیُ یَفِرُّ هاهُنا مَرَّةً وَهاهُنا مَرَّةً ، فَجَعَلَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یُضاحِکُهُ حَتّی أخَذَهُ .

قالَ :فَوَضَعَ إحدی یَدَیهِ تَحتَ قَفاهُ ، وَالاُخری تَحتَ ذَقَنِهِ ، فَوَضَعَ فاهُ عَلی فیهِ یُقَبِّلُهُ .

فَقالَ :حُسَینٌ مِنِّی وأنا مِن حُسَینٍ ، أحَبَّ اللّهُ مَن أحَبَّ حُسَینا، حُسَینٌ سِبطٌ (5)

ص:205


1- (1) سنن النسائی:ج 2 ص 229.
2- (2) فی شرح الأخبار:ج 3 ص 86 ح 1013 و بحار الأنوار:"مع" بدل "من".
3- (3) المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 71 ، [1]بحار الأنوار:ج 43 ص 296 ح 57. [2]
4- (4) طَفِقَ یفعل کذا:جَعل یفعل وأخذ (لسان العرب:ج 10 ص 225 [3] "طفق").
5- (5) إنّ مصطلح "سبط " فی لغة القرآن والحدیث تشیر إلی الوصایة والخلافة ، ویحتمل قویّا أنّه صلی اللّه علیه و آله یرید بهذا أن یبیّن للاُمّة خلفاءه من بعده.

مِنَ الأسباطِ . (1)

5351. المناقب لابن شهر آشوب عن عبد اللّه بن شیبة عن أبیه: أنَّهُ دُعِیَ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله إلی صَلاةٍ وَالحَسَنُ مُتَعَلِّقٌ بِهِ ، فَوَضَعَهُ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله مُقابِلَ جَنبِهِ وصَلّی، فَلَمّا سَجَدَ أطالَ السُّجودَ ، فَرَفَعتُ رَأسی مِن بَینِ القَومِ فَاذا الحَسَنُ عَلی کَتِفِ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، فَلَمّا سَلَّم قالَ لَهُ القَومُ :یا رَسولَ اللّهِ لَقَد سَجَدتَ فی صَلاتِکَ هذِهِ سَجدَةً ما کُنتَ تَسجُدُها ، کَأنَّما یوحی إلَیکَ ! فَقالَ [ صلی اللّه علیه و آله ]:لَم یُوحَ إلَیَ ، ولکنَّ ابنی کانَ عَلَی کَتِفی فَکَرِهتُ أن اعجِلَهُ حَتّی نَزَلَ .

وفی رِوایَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ شَدّادٍ أنَّهُ صلی اللّه علیه و آله قَالَ :إنَّ ابنِی هذَا ارتَحَلَنی فَکَرِهتُ أن اعجِلَهُ حَتّی یَقضِیَ حاجَتَهُ . (2)

11/8 التَّصابی لِلصَّبِیِّ وَاللَّعِبُ مَعَهُ

5352. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَ عِندَهُ صَبِیٌ فَلیَتَصابَ لَهُ . (3)

5353. کنز العمّال عن أنس: کانَ [رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ] یُلاعِبُ زَینَبَ (4)بِنتَ امِّ سَلَمَةَ ویَقولُ :یا زُوَینِبُ ، یا زُوَینِبُ مِرارا. (5)

5354. سنن ابن ماجة عن سعید بن أبی راشد: أنَّ یَعلَی بنَ مُرَّةَ حَدَّثَهُم أنَّهُم خَرَجوا مَعَ

ص:206


1- (1) المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 194 ح 4820.
2- (2) المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 24 ، [1]بحار الأنوار:ج 43 ص 294. [2]
3- (3) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 483 ح 4707.
4- (4) وهی ربیبته.
5- (5) کنز العمّال:ج 7 ص 140 ح 18403 نقلاً عن کتاب الضیاء.

النَّبِیِ صلی اللّه علیه و آله إلی طَعامٍ دُعوا لَهُ ، فَإذا حُسَینٌ یَلعَبُ فِی السِّکَّةِ (1)، قالَ :فَتَقَدَّمَ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله أمامَ القَومِ وبَسَطَ یَدَیهِ ، فَجَعَلَ الغُلامُ یَفِرُّ هاهُنا وهاهُنا، ویُضاحِکُهُ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله حَتّی أخَذَهُ ، فَجَعَلَ إحدی یَدَیهِ تَحتَ ذَقَنِهِ ، وَالاُخری فی فَأسِ (2)رَأسِهِ ، فَقَبَّلَهُ وقالَ :حُسَینٌ مِنِّی وأنا مِن حُسَینٍ ، أحَبَّ اللّهُ مَنْ أحَبَّ حُسَینا، حُسَینٌ سِبطٌ مِنَ الأَسباطِ . (3)

5355. صحیح ابن حبّان عن أبی هریرة: کانَ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله یَدلَعُ (4)لِسانَهُ لِلحُسَینِ ، فَیَری الصَّبِیُ حُمرَةَ لِسانِهِ ، فَیَهِشُّ (5)إلَیهِ .فَقالَ لَهُ عُیَینَةُ بنُ بَدرٍ:ألا أراهُ یَصنَعُ هذا بِهذا، فواللّه إنَّهُ لَیَکونُ لِیَ الوَلَدُ قَد خَرَجَ وَجهُهُ وَما قَبَّلتُهُ قَطُّ ! فَقالَ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله:مَن لا یَرحَمُ لا یُرحَمُ . (6)

5356. المناقب لابن شهر آشوب عن ابن مهاد عن أبیه: [أنَّ ] النَّبِیَ صلی اللّه علیه و آله بَرَکَ لِلحَسَنِ وَالحُسَینِ فَحَمَلَهُما وخالَفَ بَینَ أیدیهِما وأرجُلِهِما، وقالَ :نِعمَ الجَمَلُ جَمَلُکُما. (7)

5357. فضائل الصحابة لابن حنبل عن أبی هریرة: رَأیتُ النَّبِیَ صلی اللّه علیه و آله وقَد أخَذَ بِیَدَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍ ، وقَد وَضَعَ قَدَمَ الحُسَینِ عَلی ظَهرِ قَدَمَیهِ ، وهُوَ یَقولُ :تَرَقّ عَینَ بَقَّه (8)، تَرَقَّ عَینَ بَقَّه. (9)

5358. کفایة الأثر عن أبی هریرة: کُنتُ عِندَ النَّبِیِ صلی اللّه علیه و آله وأبو بَکرٍ وعُمَرُ وَالفَضلُ بنُ العَبّاسِ وزَیدُ

ص:207


1- (1) السِّکَّة:الطریقة المصطفّة من النخل ، ومنها قیل للأزقّة سِکک لاصطفاف الدور فیها (النهایة:ج 2 ص 384 [1] "سکک").
2- (2) فأْسُ رأسه:هی طرف مؤخَّره المُشرف علی القَفا (النهایة:ج 3 ص 405 [2] "فأس").
3- (3) سنن ابن ماجة:ج 1 ص 51 ح 144.
4- (4) یَدْلَعُ لِسانَهُ :أی یُخرجه (النهایة:ج 2 ص 130 [3] "دلع").
5- (5) هَشَّ :تَبسَّمَ و ارتاحَ (المصباح المنیر:ص 638 "هشی").
6- (6) صحیح ابن حبّان:ج 15 ص 431 ح 6975.
7- (7) المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 387 ، [4]بحار الأنوار:ج 43 ص 285 ح 50. [5]
8- (8) تَرَقَّ عَینَ بَقَّهْ :أی اعْلُ ، عین بَقَّهْ ؛ شُبِّهَ بالبَقَّهِ لصِغَرِ جُثّتِه (تاج العروس:ج 13 ص 44 [6] "بقق").
9- (9) فضائل الصحابة لابن حنبل:ج 2 ص 787 ح 1405. [7]

بنُ حارِثَةَ وعَبدُ اللّهِ بنُ مَسعودٍ، إذ دَخَلَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍ علیه السلام ، فَأَخَذَهُ النَّبِیُ صلی اللّه علیه و آله وقَبَّلَهُ ، ثُمَّ قالَ :حِبِقَّةٌ (1)حِبِقَّه، تَرقَّ عَینَ بَقَّه (2)، ووَضَعَ فَمَهُ عَلی فَمِهِ ، ثُمَّ قالَ :اللّهُمَّ إنّی احِبُّهُ فَأحِبَّهُ ، وأحِبَّ مَن یُحِبُّهُ . (3)

12/8 رَبیعُ الصِّبیانِ

5359. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ التُّرابَ رَبیعُ الصِّبیانِ . (4)

5360. عنه صلی اللّه علیه و آله: احِبُّ الصِّبیانُ لِخَمسٍ :الأوَّلُ :أنَّهُم هُمُ البَکَّاؤونَ ، وَالثّانی:یَتَمرَّغونَ بِالتُّرابِ ، وَالثّالِثُ :یَختَصِمونَ مِن غَیرِ حِقدٍ ، وَالرّابِعُ :لا یَدَّخِرونَ لِغَدٍ شَیئا، وَالخامِسُ :یُعَمِّرونَ ثُمَّ یُخَرِّبونَ . (5)

ص:208


1- (1) الحِبِقّة بکسرتین مشدّدة القاف:القصیر (القاموس المحیط :ج 3 ص 219 "حبق").
2- (2) فی ن م:"خبقة خبقة" بالخاء المعجمة.وبهامش ن:"عذقة عذقة" بالعین.وبهامش ط :"والأصحّ :حذقة حذقة" أقول:بل الأصحّ :"حُزقَّة حُزقَّة" بضمّ الحاء وفتحها وضمّ الزاء وتشدید القاف المفتوحة (هامش المصدر).
3- (3) کفایة الأثر:ص 81. [1]
4- (4) المعجم الکبیر:ج 6 ص 140 ح 5775 عن سهل بن سعد.
5- (5) المواعظ العددیّة:ص 259.
دور اللعب فی نموّ الطفل
اشارة

یعد اللعب أکثر شؤون الحیاة جدّیة بالنسبة إلی الطفل.علی أن کلمة اللعب تعادل بالنسبة إلی الکبار ، إتلاف الوقت ، البطالة ، الغفلة ، وغیر ذلک ممّا یحول دون التکامل والتسامی.وبالنسبة إلی الطفل أرضیة النمو وبروز المواهب ، وبل هی مرحلة ازدهار وتفتح مواهبه عن هذا الطریق.ولذلک ، فقد أوصتنا الروایات بأن نسمح لأطفالنا باللعب (1)، فالطفل العارم فی اللعب ، لابدّ وأن یکون ذکیا وصبورا فی الکبر (2).

ویظهر من الدور (3)الأساسی للعب فی نمو شخصیة الإنسان وتسامیها.فالطفل الذی لم یشبع نفسه باللعب فی طفولته ، ستظهر منه فی الکبر سلوکیات طفولیة.و"التشبه بالأطفال" من السلوکیات غیر الصحیحة التی یبتلی بها بعض الأشخاص خلال سنین الشباب والکبر.ومن بین أسباب هذه الظاهرة غیر الصحیحة عدم

ص:209


1- (1) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [1] القسم الثانی/الفصل الخامس:التزیین للأطفال/رخصة اللعب للصبی ).
2- (2) راجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [2] القسم الثانی/الفصل الخامس:التزیین للأطفال/مدح عرامة الصبی ).
3- (3) الإمام الصادق علیه السلام:دَع ابنَکَ یَلعَبُ سَبعَ سِنینَ ، ویُؤَدَّبُ سَبعَ سِنینَ ، وألزِمهُ نَفسَکَ سَبعَ سِنینَ ، فإن أفلَحَ ، وإلّا فَإنّهُ مِمَّن لا خَیرَ فیهِ (کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 492 ح 4743، مکارم الأخلاق:ج 1 ص 477 ح 1647 ) وراجع:تربیة الطفل فی الإسلام:( [3] القسم الثانی/الفصل الخامس:التزیین للأطفال/رخصة اللعب للصبی ).

إشباع الطفل فی فترة الطفولة ، فی حین أن هذا الإشباع إنما یتم من خلال اللعب.

قیمة اللعب من منظار علم النفس

إنّ لکل لعبة نافعة ینشغل بها الطفل قیما هامة للغایة یمکن من خلال شیء من التأمل إدراک دورها وأهمیتها فی نمو نفس الطفل وشخصیته.

1.القیمة الجسمیة

تتمتع الألعاب المستلزمة للنشاط والحرکة بأهمیة وقیمة فائقتین من حیث تکامل النمو العضلی لجسم الطفل وترویض أجزاء الجسم المختلفة.ویمکن ان یکون النوع من الألعاب نافعا أیضا باعتباره موجبا لأن یحرر الطفل طاقته الإضافیة.وإذا ما لم تستهلک الطاقة الزائدة بشکل صحیح ، وخُزنت فی جسم الطفل علی شکل طاقة مکبوتة ، فإنّها سوف تجعل الطفل مضطربا وعصبیا وسیئ الخُلق.

2.القیمة العلاجیة

یتیح اللعب للطفل الفرصة لأن یفرغ أحاسیسه.فهو یستطیع من خلال اللعب أن یفرغ طاقته المکبوتة.وبمقدوره أن یعبّر عن أحاسیسه من قبیل:الخوف ، الألم ، القلق ، الفرح وغیر ذلک کما یشاء وفی قالب الشخصیات التی یمیل إلیها وأن یزیل توتره الداخلی أیضا.

3.القیمة التربویة

تتشکل الشخصیة الحقیقیة للأطفال خلال اللعب فتحدث تغیرات ملفتة للنظر فی خصوصیاتهم النفسیة وهی تهیئة للسمو إلی مرحلة أعلی وتهیئ الأرضیة المناسبة لتطوّر الأطفال.ومن هنا تصبح الإمکانیات التربویة للعب واضحة ومسلّما بها.

4.القیمة الاجتماعیة

یتعلّم الطفل خلال اللعب کیف یقیم العلاقات الاجتماعیة مع الشخص الغریب

ص:210

الذی لا ینتمی إلی اسرته وکیف یعالج المشاکل والقضایا الناجمة عن هذا النوع من العلاقات ویتکیف اجتماعیا.

5.القیمة التعلیمیة

یتعلّم الطفل عن طریق اللعب بالأدوات المختلفة علی الألوان والأشکال والأحجام والأنواع والأشیاء وأهمیة کل منها.فاللعب یساعد الطفل علی أن یعرف الدین الاتی یعییش فیها ویفهمها ویملسها وأخیرا علی أن یسیطر علیهاُ، ویفرق بین الواقع والخیال.

6.القیمة الأخلاقیة (المعنویة)

یتعلّم الطفل خلال اللعب أن یمیز بین ما هو جید وما هو سیئ.فالطفل یدرک أنه إذا أراد أن یُعَد شخصا مقبولاً فی اللعب ، فإن علیه أن یکون صادقا ، أمینا ، منضبطا ، طالبا للحقیقة ، مستقیما ، مسیطرا علی نفسه وما إلی ذلک.

التحلیل النفسی للعب

قدمت آراء ونظریات مختلفة من قبل علماء النفس فی مجال تحلیل لعب الأطفال وبیانه.ومن هذه النظریات:نظریة الطاقة الزائدة ، نظریة إزالة التوتر (التنفیس) ، نظریة التجدید التکاملی ونظریة التمرین والاستعداد المسبقین.

أ.نظریة الطاقة الزائدة

تفید هذه النظریة بأن طاقة الجسم إذا تجاوزت حدّ التوازن وشعرت الآلیة الحیاتیة بارتفاع الطاقة فی ذاتها ، فإنّها سوف تبرز فی اللعب.وهذه النظریة عاجزة عن تحلیل الألعاب الهادئة والرمزیة للأطفال والتی لا تحتاج إلی حرکة ونشاط (1).

ص:211


1- (1) نسبت هذه النظریة إلی سبنسر ( recneps ) وتشالر ( reli cs ).
ب.نظریة إزالة التوتّر (إزالة التعب وتجدید النشاط )

استنادا إلی هذه النظریة التی تفید بأن اللعب یعید الطاقة المستهلکة مرة اخری ، أی إن جسم الإنسان بحاجة بعد فترة من العمل والنشاط المتعب ، إلی نوع من النشاط یمکن بواسطته إزالة التوتر.وعلی هذا ، فإنّ الحاجة إلی اللعب تظهر عندما تکون طاقة الجسم قد وصلت إلی أدنی مستوی لها لا عندما تکون فیه طاقة زائدة.

وهذه النظریة التی قدمها تشالر وموریس لازاروس (1)، لا تبدی بیانا حول الألعاب التی یمارسها الأطفال بعد استراحتهم التامة.

ج نظریة التجدید التکاملی

استنادا إلی هذه النظریة التی طرحها استانلی هال (2)، یجدد الأطفال فی ألعابهم ، مشاهد أجدادهم ونشاطاتهم حسب حاجات حیاتهم.وعلی سبیل المثال ، فإنّ الطفل یکرّر فی ألعاب مثل صید السمک ، قیادة القوارب ، الصید وغیرها حیاة أجداده الذین کانوا یسکنون الکهوف.

د نظریة التمرین المسبق

علی ضوء هذه النظریة التی قدمها کارل غروس (3)، فإن اللعب یعدّ نوعا من الاستعداد بالنسبة إلی الطفل لنشاطاته المستقبلیة.واستنادا إلی وجهة النظر هذه ، فإنّ مضمون اللعب تشکله الأنشطة التی یجب أن یمارسها الطفل فی مرحلة البلوغ والتقدّم فی السن.

ورغم أنّ هذه النظریة تشیر إلی دور اللعب فی جعل الطفل اجتماعیا حیث لم یرد ذلک فی النظریات المذکورة سابقا ، إلّا أنها لا تستطیع تبریر جمیع الألعاب

ص:212


1- (1) . r .M
2- (2) . .S
3- (3) .K. orG

الطفولیة (مثل تقلید الحیوانات) (1). (2)

سِن اللعب

تتمثّل القضیة الاُخری فی سن اللعب ، فقد جاء فی الروایات أنّ علینا أن نسمح للطفل باللعب لمدة سبع سنوات.فهل هذا یعنی أنه لا یحق له اللعب بعد هذا السن ؟ اعتبرت الروایات السنوات السبع الأُولی ، سن اللعب ، والسنوات السبع الثانیة سن التأدیب.ولذلک فإنّها تستند فی الغالب إلی أنّه لا یؤدّب فی السنوات السبع الأُولی.

وبالطبع فإن ممّا لا شک فیه أن الروایة تدل علی أن السنوات السبع الأُولی تختص باللعب ویجب أن یؤذن للطفل باللعب فی هذه السنین.والسؤال المطروح الآن هو:هل اللعب ممنوع تماما فی السنوات السبع الثانیة ، أم ورد النهی عن قصر هذه المرحلة علی اللعب ، وأن اللعب مسموح به حسب السن والظروف حتی وإن بدأت مرحلة التأدیب ؟ یبدو أن الوجه الثانی مناسب أکثر ؛ أی إنّ التأدیب یبدأ فی السنوات السبع الثانیة؛ علی أن یمارس الطفل اللعب حسب ظروفه.وبالطبع فإن هذا اللعب ، لیس مطلقا ولا حدود له مثل السنوات السبع الأُولی ، فمن الممکن أن تفرض علیه بعض القیود حسب ما تقتضیه مرحلة التأدیب.ویمکن أن یخضع هذا الموضوع لدراسة أوسع فی البحوث النفسیة.

لعب الوالدین مع الطفل

بالإضافة إلی سماح الوالدین للطفل باللعب ، فإنّ لعب الوالدین معه بحدّ ذاته

ص:213


1- (1) اللعب هو سلسلة من "التمرین المسبق" العام والهدف منه تهیئة أرضیة الأعمال المنظمة لمستقبل الطفل.وقد طرح هذه النظریة کارل غروس.
2- (2) استندنا فی کتابة هذا الموضوع إلی کتاب بازی کودک در إسلام ( فارسی تعریبه:لعب الأطفال فی الإسلام) ، تألیف حجة الإسلام محمد صادق الشجاعی.

موضوع مهم آخر.فاللعب من جهة هو الرکن المهم فی حیاة الطفل ، والوالدان ، من جهة اخری ، یمثلان جزء مهما من حیاة الطفل حیث یتمتعان بمکانة خاصة بالنسبة إلیه.ولذلک ، فإن من المهم جدّا للطفل أن یدخل الوالدان فی حیاته.وهنا یکتسب اللعب مع الطفل أهمیته.وبما أن الوالدین یمثلان أهم الأشخاص بالنسبة إلی الطفل ، فإن لعبهما مع الطفل ، سوف یؤدی إلی تکریم الطفل وتکریس عزة النفس لدیه ، ویخلق لدیه الشعور بالقیمة الذاتیة وکرامة النفس ، کما أنه یعزز علاقة الطفل بالوالدین ، وله دور أساسی فی جعل هذه العلاقة صمیمیة وحمیمة (وهو من ضرورات العلاقة المطلوبة بین الوالدین والطفل).

إنّ شراء الألعاب المختلفة ، والمتطوّرة والثمینة لا یؤدی إلی شعور الطفل بالرضی عن علاقته بالوالدین ، فهو یرغب فی أن یدرک الوالدان عالمه وأن یکونا معه.

وعلی هذا الأساس ، فقد دخل موضوعان فی التعالیم الدینیة:الأول لعب الوالدین مع الطفل (والذی نراه کثیرا فی سیرة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ) ، والآخر تشبه الوالدین بالصبیان عند اللعب معهم (التصابی مع الصبی).فاللعب مع الطفل بروح الکبار ودون تشبّه بأخلاقیات الطفل لا یعدّ ممتعا بالنسبة إلی الطفل ولا یلبّی حاجته.الألعاب الطفولیة هی التی ترضی الطفل وتربی شخصیته وتعلّمه مهارات الحیاة ، ولذلک فقد کان رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله یتصابی فی اللعب مع أولاده.

والملاحظة المهمة الاُخری أن لعب الکبار مع الأطفال ، لا یعتبر لهوا ولعبا ؛ بل هو سلوک حکیم وعاقل ، ولا یعنی الحطّ من شأنهم.

ص:214

الفصل التّاسع: الدّعاء للأولاد

1/9 الحَثُّ عَلَی الدُّعاءِ لِلأولادِ
الکتاب

" وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً ". 1

" رَبِّ اجْعَلْنِی مُقِیمَ الصَّلاةِ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ ". 2

" وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ کُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی إِنِّی تُبْتُ إِلَیْکَ وَ إِنِّی مِنَ الْمُسْلِمِینَ ". 3

الحدیث

5361. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: دُعاءُ الوالِدِ لِلوَلَدِ کَالماءِ لِلزَرعِ بِصَلاحِهِ . (1)

ص:215


1- (4) الفردوس:ج 2 ص 213 ح 3038 عن ابن عمر.

5362. عنه صلی اللّه علیه و آله: دُعاءُ الوالِدِ لِوَلَدِهِ مِثلُ دُعاءِ النَّبِیِّ لِأُمَّتِهِ . (1)

5363. عنه صلی اللّه علیه و آله: رَحِمَ اللّهُ مَن أعانَ وَلَدَهُ عَلَی بِرِّهِ ؛ وهُوَ أن یَعفُوَ عَن سَیِّئَتِهِ ، ویَدعُوَ لَهُ فیما بَینَهُ وبَینَ اللّهِ . (2)

2/9 النَّهیُ عَنِ الدُّعاءِ عَلَی الأَولادِ

5364. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَدعوا عَلی أنفُسِکُم ، ولا تَدعوا عَلی أولادِکُم ، ولا تَدعُوا عَلی أموالِکُم. (3)

5365. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَدعوا عَلی أولادِکُم أن تُوافِقَ مِنَ اللّهِ إجابَةً . (4)

ص:216


1- (1) تاریخ أصبهان:ج 1 ص 226 الرقم 344 [1] عن أنس.
2- (2) بحار الأنوار:ج 104 ص 98 ح 70 [2] نقلاً عن عدّة الداعی.
3- (3) صحیح مسلم:ج 4 ص 2304 ح 3009 عن جابر بن عبداللّه.
4- (4) تاریخ أصبهان:ج 2 ص 296 الرقم 1784 [3] عن عبداللّه بن دینار بن عمر.

الفصل العاشر: واجبات الصّبیّ

1/10 واجِباتُ الصَّبِیِّ الفردیّةُ
أ النَّظافَةُ

5366. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ طَیِّبٌ یُحِبُّ الطَّیِّبَ ، نَظیفٌ یُحِبُّ النَّظافَةَ . (1)

5367. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَنَظَّفوا بِکُلِّ مَا استَطَعتُم ؛ فَإِنَّ اللّهَ تَعالی بَنَی الإِسلامَ عَلَی النَّظافَةِ . (2)

5368. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الإِسلامَ نَظیفٌ فَتَنَظَّفوا؛ فَإِنَّهُ لا یَدخُلُ الجَنَّةَ إلّا نَظیفٌ . (3)

5369. عنه صلی اللّه علیه و آله: حَقٌّ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ أن یَغتَسِلَ فی کُلِّ سَبعَةِ أیّامٍ یَوما ، یَغسِلُ فیهِ رَأسَهُ وجَسَدَهُ . (4)

5370. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُبغِضُ الوَسِخَ وَالشَّعِثَ (5). (6)

ص:217


1- (1) سنن الترمذی:ج 5 ص 112 ح 2799 عن سعد بن أبی وقّاص.
2- (2) کنز العمّال:ج 9 ص 277 ح 26002 نقلاً عن أبی الصعالیک الطرسوسی فی جزئه عن أبی هریرة.
3- (3) تاریخ بغداد:ج 5 ص 143 الرقم 2576 [1] عن عائشة.
4- (4) صحیح البخاری:ج 1 ص 305 ح 856 عن أبی هریرة.
5- (5) رجُلٌ شَعِثٌ :وسِخُ الجَسَدِ ، شَعِثُ الرأس أیضا وهو أشعث:أغبَر (المصباح المنیر:ص 314 [2] "شعث").
6- (6) شعب الإیمان:ج 5 ص 168 ح 6226 [3] عن عائشة.

5371. کنزالفوائد عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُبغِضُ الرَّجُلَ القاذورَةَ .قیلَ :ومَا القاذورَةُ یا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ :الَّذی یَتأفَّفُ (1)بِهِ جَلیسُهُ . (2)

5372. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ اتَّخَذَ ثَوبا فَلیُنَظِّفهُ . (3)

5373. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَبیتَنَّ أحَدُکُم ویَدُهُ غَمِرَةٌ (4)، فَإِن فَعَلَ فَأَصابَهُ لَمَمُ (5)الشَّیطانِ فَلا یَلومَنَّ إلّا نَفسَهُ . (6)

5374. عنه صلی اللّه علیه و آله: اغسِلُوا ثِیابَکُم...وتَزَیَّنوا وتَنَظَّفوا. (7)

ب السِّواکَ

5375. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: استاکوا وتَنَظَّفوا. (8)

5376. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَلَیکُم بِالسِّواکِ ، فَنِعمَ الشَّیءُ السِّواکُ . (9)

5377. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِنَ الفِطرَةِ المَضمَضَةُ وَالاستِنشاقُ وَالسِّواکُ . (10)

5378. عنه صلی اللّه علیه و آله: نَظِّفوا لَثَّاتِکُم مِنَ الطَّعامِ وَاستاکوا ، ولا تَدخُلوا عَلَیَّ فُخرا (11)

ص:218


1- (1) الأفّ :کَلِمَةُ تَضَجُّر ، یقال ذلک عند استقذار الشیء (لسان العرب:ج 9 ص 6 [1] "أفف").
2- (2) کنز الفوائد:ج 2 ص 185، [2]بحار الأنوار:ج 80 ص 106. [3]
3- (3) الکافی:ج 6 ص 441 ح 3 [4] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 79 ص 297 ح 1.
4- (4) الغَمَرُ:الدَّسَمُ والزُّهْوِمَةُ من اللحم (النهایة:ج 3 ص 385 "غمر").
5- (5) اللَّمَمُ :طَرَفٌ من الجنون یَلمُّ بالإنسان ، أی یقرب منه ویعتریه (النهایة:ج 4 ص 272 [5] "لمم").
6- (6) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 6 ح 4968 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 76 ص 187 ح 9. [6]
7- (7) تاریخ دمشق:ج 36 ص 124 عن عبداللّه بن میمون القدّاح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
8- (8) المصنّف لابن أبی شیبة:ج 1 ص 197 ح 25 عن سلیمان بن سعید.
9- (9) کنز العمّال:ج 9 ص 314 ح 26183 نقلاً عن عبد الجبّار الخولانی فی تاریخ داریّا عن أنس.
10- (10) سنن ابن ماجة:ج 1 ص 107 ح 294 عن عمّار بن یاسر.
11- (11) کذا فی کنز العمّال ، وفی الجامع الصغیر:ج 2 ص 256 ح 6129 "قُحرا" ، والظاهر أنّ الصواب "قُلحا".قال القرطبی فی تفسیره بعد أن ذکر حدیثا قریبا من هذا الحدیث ما نصّه:"المحفوظ عندی قُحلاً وقُلحا...قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله:استاکوا مالکم تدخلون علیّ قُلحا" (تفسیر القرطبی:ج 2 ص 104). [7]والقُلح:صُفرة فی الأسنان ووسَخ یرکبها من طول ترک السواک (لسان العرب:ج 2 ص 565 [8] "قلح").

بُخرا (1). (2)

ج غَسلُ الیَدَینِ قَبلَ النَّومِ

5379. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا لا یَلومَنَّ امرُؤٌ إلّا نَفسَهُ ، یَبیتُ وفی یَدِهِ ریحُ غَمَرٍ. (3)

5380. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن باتَ وفی یَدِهِ غَمَرٌ فَأَصابَهُ شَیءٌ ، فَلا یَلومَنَّ إلّا نفسَهُ . (4)

5381. عنه صلی اللّه علیه و آله: اذا نامَ أحَدُکُم وفی یَدِهِ ریحُ غَمَرٍ فَلَم یَغسِل یَدَهُ فَأَصابَهُ شَیءٌ ، فَلا یَلومَنَّ إلّا نَفسَهُ . (5)

د قَصُّ الأَظافیرِ

5382. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَقلیمُ الأَظفارِ یَمنَعُ الدّاءَ الأَعظَمَ ، ویُدِرُّ الرِّزقَ . (6)

5383. عنه صلی اللّه علیه و آله: قُصّوا أظافیرَکُم ؛ فَإِنَّ الشَّیطانَ یَجری ما بَینَ اللَّحمِ وَالظُّفرِ. (7)

5384. عنه صلی اللّه علیه و آله: قُصَوا أظافیرَکُم ، وَادفُنوا قُلاماتِکُم ، ونَقّوا بَراجِمَکُم (8). (9)

ص:219


1- (1) البُخْرُ:تَغَیُّرُ ریح الفَم (النهایة:ج 1 ص 101 "بخر").
2- (2) کنز العمّال:ج 6 ص 655 ح 17239 نقلاً عن الحکیم عن عبداللّه بن کثیر.
3- (3) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1096 ح 3296 عن الإمام الحسین عن امّه فاطمة علیهماالسلام.
4- (4) سنن الترمذی:ج 4 ص 289 ح 1859 [1] عن أبی هریرة.
5- (5) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1096 ح 3297 عن أبی هریرة.
6- (6) الکافی:ج 6 ص 490 ح 1 [2] عن الحسن بن راشد ،بحار الأنوار:ج 76 ص 119 ح 2.
7- (7) تاریخ دمشق:ج 53 ص 247 ح 11237 عن جابر بن عبداللّه الأنصاری.
8- (8) البَراجِمُ :هی العُقَدُ التی فی ظهور الأصابع یجتمعُ فیها الوَسَخُ (النهایة:ج 1 ص 113 [3] "برجم").
9- (9) تفسیر القرطبی:ج 2 ص 102 [4] عن عبداللّه بن بشر المازنی.
2/10 واجِباتُ الصَّبِیِ تِجاهَ والِدَیهِ
الکتاب

" وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حُسْناً وَ إِنْ جاهَداکَ لِتُشْرِکَ بِی ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَیَّ مَرْجِعُکُمْ فَأُنَبِّئُکُمْ بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ". 1

" وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ کُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی إِنِّی تُبْتُ إِلَیْکَ وَ إِنِّی مِنَ الْمُسْلِمِینَ ". 2

" وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلی وَهْنٍ وَ فِصالُهُ فِی عامَیْنِ أَنِ اشْکُرْ لِی وَ لِوالِدَیْکَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ ". 3

الحدیث

5385. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لَمّا سُئِلَ عَن حَقِّ الوالِدَینِ عَلی وَلَدِهِما: هُما جَنَّتُکَ ونارُکَ . (1)

5386. صحیح البخاری عن عبد اللّه: سَأَلتُ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله:أیُّ العَمَلِ أحَبُّ إلَی اللّهِ ؟ قالَ :الصَّلاةُ عَلی وَقتِها.

قالَ :ثُمَّ أیُّ ؟

ص:220


1- (4) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1208 ح 3662 عن أبی امامة.

قالَ :ثُمَّ بِرُّ الوالِدَینِ . (1)

5387. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: رِضَا الرَّبِّ فی رِضَا الوالِدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ فی سَخَطِ الوالِدِ. (2)

5388. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِن حَقِّ الوالِدِ علی وَلَدِهِ أن یَخضَعَ لَهُ فی الغَضَبِ وَالتَّعَبِ . (3)

5389. عنه صلی اللّه علیه و آله: یُقالُ لِلعاقِّ :اِعمَل ما شِئتَ مِنَ الطّاعَةِ فَإنّی لا أغفِرُ لَکَ . (4)

5390. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أحزَنَ والِدَیهِ فَقَد عَقَّهُما. (5)

5391. صحیح مسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص: أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله قالَ :مِن الکَبائِرِ شَتمُ الرَّجُلِ والِدَیهِ .

قالوا:یا رَسولَ اللّهِ وهَل یَشتِمُ الرَّجُلُ والِدَیهِ ؟ قالَ :نَعَم، یَسُبُّ أبَا الرَّجُلِ فَیَسُبُّ أباهُ ، ویَسُبُّ امَّهُ فَیَسُبُّ امَّهُ . (6)

5392. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لَمّا سُئلَ عَن حَقِّ الوالِدِ عَلی وَلدِهِ : لا یُسَمِّیهِ بِاسمِهِ ، ولا یَمشِی بَینَ یَدَیهِ ، ولا یَجلِسُ قَبلَهُ ، ولا یَستَسِبُّ لَهُ . (7)

راجع:جواهر الحکمة للطفل:(القسم الثالث/الفصل الثانی/حقوق والدیه/الإحسان).

ص:221


1- (1) صحیح البخاری:ج 1 ص 197 ح 504.
2- (2) سنن الترمذی:ج 4 ص 311 ح 1899 [1] عن عبداللّه بن عمرو.
3- (3) تاریخ المدینة المنوّرة:ج 2 ص 568 عن ابن عبّاس.
4- (4) حلیة الأولیاء:ج 10 ص 216 عن عائشة ؛ روضة الواعظین:ص 403 [2] نحوه ،بحارالأنوار:ج 74 ص 80 ح 82. [3]
5- (5) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 372 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبیه جمیعا عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 58 ح 3. [4]
6- (6) صحیح مسلم:ج 1 ص 92 ح 146.
7- (7) الکافی:ج 2 ص 158 ح 5 [5] عن درست بن أبی منصور عن الإمام الکاظم علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 74 ص 45 ح 6. [6]
3/10 واجِباتُ الصَّبِیِ تِجاهَ مُعَلِّمِهِ
أ الإطاعَةُ

5393. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَعَلَّمتَ مِنهُ حَرفا، صِرتَ لَهُ عَبدا. (1)

5394. عوالی اللآلی: رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله أنَّهُ قالَ :مَن عَلَّمَ شَخصا مَسأَلَةً ، فَقَد مَلَکَ رَقَبَتَهُ .فَقیلَ لَهُ یا رَسولَ اللّهِ :أیَبیعُهُ ؟ فَقالَ صلی اللّه علیه و آله:لا، ولکِن یَأمُرُهُ ویَنهاهُ . (2)

ب الإکرامُ

5395. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أکرِمُوا العُلَماءَ ووَقِّروهُم. (3)

ج التَّواضُعُ

5396. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَواضَعوا لِلعالِمِ وَارفَعوهُ ؛ فَإِنَّ المَلائِکَةَ تَرفَعُ العالِمَ وتَخفِضُ أجنَحتَها وتَستَغفِرُ لَهُ . (4)

د غَضُّ الصَّوتِ
الکتاب

"إِنَّ الَّذِینَ یَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِکَ الَّذِینَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوی لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِیمٌ ". 5

ص:222


1- (1) عوالی اللآلی:ج 1 ص 292 ح 163، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 165 ح 2. [2]
2- (2) عوالی اللآلی:ج 4 ص 71 ح 43 ، [3]بحارالأنوار:ج 2 ص 44 ح 14. [4]
3- (3) فردوس الأخبار:ج 1 ص 109 ح 233 عن أبی الدرداء.
4- (4) الفردوس:ج 2 ص 45 ح 2263 عن أنس.
الحدیث

5397. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن غَضَّ صَوتَهُ عِندَ العُلَماءِ جاءَ یَومَ القِیامَةِ مَعَ الَّذینَ امتَحَنَ اللّهُ قُلوبَهُم لِلتَّقوی مِن أصحابی، ولا خَیرَ فِی التَّمَلُّقِ وَالتَّواضُعِ إلّا ما کانَ فِی اللّهِ عز و جلفی طَلَبِ العِلمِ . (1)

ه التَّجَنُّبُ عَنِ الاِستِخفافِ

5398. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثَةٌ لا یَستَخِفُّ بِهِم إلّا مُنافِقٌ بَیِّنٌ نِفاقُهُ :ذو شَیبَةٍ فِی الإِسلامِ ، ومُعَلِّمُ الخَیرِ، وإمامٌ عادِلٌ . (2)

5399. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ احتَقَرَ صاحِبَ العِلمِ فَقَدِ احتَقَرَنی، ومَنِ احتَقَرَنی فَهُوَ کافِرٌ. (3)

4/10 واجِباتُ الصَّبِیِّ تِجاهَ الکَبیرِ وَتِجاهَ الصَّدیقِ
أ البَدءُ بِالسَّلامِ

5400. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یُسَلِّمُ الصَّغیرُ عَلَی الکَبیرِ ، والمَارُّ عَلَی القاعِدِ ، وَالقَلیلُ ، عَلَی الکَثیرِ. (4)

5401. عنه صلی اللّه علیه و آله: أولَی النّاسِ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ مَن بَدَأ بِالسَّلامِ . (5)

5402. عنه صلی اللّه علیه و آله: أطوَعُکُم للّه الذی یَبدَأُ صاحِبَهُ بالسَّلامِ . (6)

ص:223


1- (1) فردوس الأخبار:ج 4 ص 181 ح 6076 عن سعید الشامی.
2- (2) تاریخ بغداد:ج 8 ص 27 الرقم 4074 [1] عن عمارة القرشی عن أبیه عن جدّه.
3- (3) إرشاد القلوب:ص 165. [2]
4- (4) صحیح البخاری:ج 5 ص 2301 ح 5877 عن أبی هریرة؛ الکافی:ج 2 ص 646 ح 1 [3] عن جرّاح المدائنیّ عن الإمام الصادق علیه السلام.
5- (5) الکافی:ج 2 ص 644 ح 3 [4] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 76 ص 12 ح 50. [5]
6- (6) کنز العمّال:ج 9 ص 116 ح 25253 نقلاً عن الطبرانی عن أبی الدرداء.
ب قَضاءُ الحاجَةِ

5403. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المُؤمِنونَ إخوَةٌ ، یَقضی بَعضُهُم حَوائِجَ بَعضٍ ، فَبِقَضاءِ بَعضِهِم حَوائِجَ بَعضٍ یَقضِی اللّهُ حَوائِجَهُم یَومَ القِیامَةِ . (1)

5404. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَ فی حاجَةِ أخیهِ فَإِنَّ اللّهَ فی حاجَتِهِ . (2)

ج الإِکرامُ

5405. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن أکرَمَ أخاهُ فَإِنَّما یُکرِمُ اللّهَ ، فَما ظَنُّکُم بِمَن یُکرِمُ اللّهَ بِأَن یُفعَلَ بِهِ ؟! (3)

5406. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکرِم مَن وَدَّکَ ، وَاصفَح عَن عَدُوِّکَ ؛ یَتِمَّ لَکَ الفَضلُ . (4)

د النُّصرَةُ

5407. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن نَصَرَ أخاهُ المُسلِمَ وهُوَ یَستَطیعُ ذلِکَ ، نَصَرَهُ اللّهُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ . (5)

5408. عنه صلی اللّه علیه و آله: اللّهُ فی عَونِ العَبدِ ما کانَ العَبدُ فی عَونِ أخیهِ . (6)

ص:224


1- (1) الأمالی للمفید:ص 150 ح 8 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام نحوه ،بحارالأنوار:ج 74 ص 311 ح 64. [1]
2- (2) سنن أبی داوود:ج 4 ص 273 ح 4893 عن عبداللّه بن عمر؛ الأمالی للطوسی:ص 97 ح 147 [2] عن محمّد بن یحیی المدنی عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه "أخیه المؤمن المسلم" بدل "أخیه" مع زیادة "ما کان فی حاجة أخیه" فی آخره ،بحارالأنوار:ج 74 ص 286 ح 11. [3]
3- (3) ثواب الأعمال:ص 339 عن أبی هریرة وعبداللّه بن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 76 ص 367 ح 30. [4]
4- (4) غرر الحکم:ح 2368.
5- (5) حلیة الأولیاء:ج 3 ص 25 عن عمران بن حصین.
6- (6) صحیح مسلم:ج 4 ص 2074 ح 38 عن أبی هریرة؛ الکافی:ج 2 ص 200 ح 5 [5] عن ذریح المحاربی عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه "المؤمن" بدل "العبد" فی الموضعین ،بحارالأنوار:ج 75 ص 20 ح 16. [6]
ه حُسنُ المُواجَهَةِ

5409. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: القَ أخاکَ بِوَجهٍ مُنبَسِطٍ . (1)

و حُسنُ الذِّکرِ

5410. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ ؛ حَیثُ یَغیبُ یَحفَظُهُ مِن وَرائِهِ ، ویَکُفُّ عَنهُ ضَیعَتَهُ ، وَالمُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ . (2)

5411. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المُؤمِنُ مِرآةٌ لِأَخیهِ المُؤمِنِ ؛ یَنصَحُهُ إذا غابَ عَنهُ ، ویُمیطُ (3)عَنهُ ما یَکرَهُ إذا شَهِدَ، ویُوَسِّعُ لَهُ فِی المَجلِسِ . (4)

ز النَّصیحَةُ

5412. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لِیَنصَحِ الرَّجُلُ مِنکُم أخاهُ کَنَصیحَتِهِ لِنَفسِهِ . (5)

5413. عنه صلی اللّه علیه و آله: المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ ؛ لا یَدَعُ نَصیحَتَهُ عَلی کُلِّ حالٍ . (6)

ح إهداءُ العَیبِ

5414. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: خَیرُ إخوانِکُم مَن أهدی إلَیکُم عُیوبَکُم. (7)

ص:225


1- (1) الکافی:ج 2 ص 103 ح 3 [1] عن أبی بصیر عن أبی جعفر علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 74 ص 171 ح 38.
2- (2) شعب الإیمان:ج 6 ص 113 ح 7644 [2] عن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب.
3- (3) إماطَةُ الأذی:أی تَنحِیَتُه (النهایة:ج 4 ص 380 "میط ").
4- (4) النوادر للراوندی:ص 99 ح 56 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 74 ص 233 ح 29. [4]
5- (5) الکافی:ج 2 ص 208 ح 4 [5] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 74 ص 358 ح 7. [6]
6- (6) الجامع الصغیر:ج 2 ص 662 ح 9156 نقلاً عن ابن النجّار عن جابر.
7- (7) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 123. [7]
ط التَّجَنُّبُ عَنِ الإیذاءِ

5415. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أذَلُّ النّاسِ مَن أهانَ النّاسَ . (1)

5416. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی مُؤمِنا فَقَد آذانی، ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ عز و جل، ومَن آذَی اللّهَ فَهُوَ مَلعونٌ فِی التَّوراةِ وَالإنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ . (2)

5417. عنه صلی اللّه علیه و آله فی بَیانِ حُقوقِ الجارِ: إِذَا اشتَریتَ فاکِهَةً فَاهدِ لَهُ ، فَإِن لَم تَفعَل فَأَدخِلها سِرّا ، ولا یَخرُج بِها وَلَدُکَ لِیَغیظَ بِها وَلَدَهُ . (3)

ص:226


1- (1) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 396 ح 5840 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن أبیه عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 75 ص 142 ح 2.
2- (2) مشکاة الأنوار:ص 149 ح 358، [1]بحار الأنوار:ج 67 ص 72 ح 40. [2]
3- (3) الترغیب والترهیب:ج 3 ص 357 ح 20 ؛ مسکّن الفؤاد:ص 105 کلاهما عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه،بحار الأنوار:ج 82 ص 94 ح 46. [3]

الباب الثّالث: تربیة الشّباب

اشارة

ص:227

ص:228

الفصل الأوّل: ربیع الحیاة

1/1 اغتِنامُ فُرصَةِ الشَّبابِ
الکتاب

" وَ ابْتَغِ فِیما آتاکَ اللّهُ الدّارَ الْآخِرَةَ وَ لا تَنْسَ نَصِیبَکَ مِنَ الدُّنْیا ". 1

" وَ هُمْ یَصْطَرِخُونَ فِیها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَیْرَ الَّذِی کُنّا نَعْمَلُ أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْکُمْ ما یَتَذَکَّرُ فِیهِ مَنْ تَذَکَّرَ وَ جاءَکُمُ النَّذِیرُ ". 2

الحدیث

5418. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله مِن وَصِیَّتِهِ لِلإِمامِ عَلِیٍّ علیه السلام: یا عَلِیُ ،بادِر بِأَربَعٍ قَبلَ أربَعٍ :شَبابِکَ قَبلَ هَرَمِکَ ، وصِحَّتِکَ قَبلَ سُقمِکَ ، وغِناکَ قَبلَ فَقرِکَ ، وحَیاتِکَ قَبلَ مَوتِکَ . (1)

5419. عنه صلی اللّه علیه و آله: لِیَتَزَوَّدِ العَبدُ مِن دُنیاهُ لآخِرَتِهِ ، ومِن حَیاتِهِ لِمَوتِهِ ، ومِن شَبابِهِ لِهَرَمِهِ ، فَإِنَّ الدُّنیا

ص:229


1- (3) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 357 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعا عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 49 ح 3. [1]

خُلِقَت لَکُم وأنتُم خُلِقتُم لِلآخِرَةِ . (1)

5420. عنه صلی اللّه علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ ، إنَّ لَکُم مَعالِمَ فَانتَهوا إلی مَعالِمِکُم ، وإنَّ لَکُم نِهایَةً فَانتَهوا إلی نِهایَتِکُم ، إنَّ المُؤمِنَ بَینَ مَخافَتَینِ :یَومٌ قَد مَضی لا یَدری مَا اللّهُ قاضٍ فیهِ ، ویَومٌ قَد بَقِیَ لا یَدری مَا اللّهُ صانِعٌ بِهِ ، فَلیَاخُذِ العَبدُ لِنَفسِهِ مِن نَفسِهِ ، ومِن دُنیاهُ لآِخِرَتِهِ ، ومِن شَبابِهِ لِهَرَمِهِ ، ومِن صِحَّتِهِ لِسُقمِهِ ، ومِن حَیاتِهِ لِوَفاتِهِ ، فَوَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ وما بَعدَ المَوتِ مِن مُستَعتَبٍ ، ولا بَعدَ الدُّنیا مِن دارٍ إلَا الجَنَّةَ أوِ النّارَ. (2)

5421. عنه صلی اللّه علیه و آله: الاُمورُ مَرهونَةٌ بِأَوقاتِها. (3)

5422. عنه صلی اللّه علیه و آله: الدُّنیا ساعَةٌ فَاجعَلها طاعَةً . (4)

2/1 مُحاسَبَةُ أیّامِ الشَّبابِ

5423. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَزولُ قَدَمُ ابنِ آدَمَ یَومَ القِیامَةِ مِن عِندِ رَبِّهِ حَتّی یُسأَلَ عَن خَمسٍ :عَن عُمُرِهِ فیمَ أفناهُ ، وعَن شَبابِهِ فیمَ أبلاهُ ، ومالِهِ مِن أینَ اکتَسَبَهُ وفیمَ أنفَقَهُ ، وماذا عَمِلَ فیما عَلِمَ . (5)

5424. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ یَومَ القِیامَةِ حَتّی یُسأَلَ عَن أربَعٍ :عَن عُمُرِهِ فیما أفناهُ ، وعَن شَبابِهِ فیما أبلاهُ ، وعَن مالِهِ مِن أینَ اکتَسَبَهُ وفیما أنفَقَهُ ، وعَن حُبِّنا أهلَ البَیتِ . (6)

ص:230


1- (1) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 131. [1]
2- (2) أعلام الدین:ص 333 [2]عن ابن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 77 ص 177 ح 10. [3]
3- (3) عوالی اللآلی:ج 1 ص 293 ح 180 ، [4]بحارالأنوار:ج 77 ص 165 ح 2. [5]
4- (4) عوالی اللآلی:ج 1 ص 285 ح 131 ، [6]بحار الأنوار:ج 70 ص 68 ح 14. [7]
5- (5) سنن الترمذی:ج 4 ص 612 ح 2416 عن ابن مسعود.
6- (6) الخصال:ص 253 ح 125 عن إسحاق بن موسی بن جعفر عن أبیه عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 7 ص 258 ح 1. [8]

الفصل الثّانی: ربیع بناء الذّات

1/2 اسْتِعدادُ الشّابِّ لِبِناءِ ذاتِهِ
الکتاب

" فَما آمَنَ لِمُوسی إِلاّ ذُرِّیَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ ". 1

الحدیث

5425. شباب قریش: قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله:اُوصیکُم بِالشُّبّانِ خَیرا فَإِنَّهُم أرَقُّ أفئِدَةً ، إنَّ اللّهَ بَعَثَنی بَشیرا ونَذیرا فَحالَفَنِی الشُّبّانُ وخالَفَنِی الشُّیوخُ ، ثُمَّ قَرَأَ "فَطالَ عَلَیْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ " (1). (2)

5426. تفسیر القمّی: قَولُهُ : "وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ " (3)قَال نَزَلَت بِمَکَّةَ لَمّا أظهَرَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله الدَّعوَةَ بِمَکَّةَ اجتَمَعَت قُرَیشٌ إلی أبی طالِبٍ ، فَقالوا:یا أبا طالِبٍ إِنَّ ابنَ أخیکَ قَد سَفَّهَ أحلامَنا ، وسَبَّ آلِهَتَنا ، وأفسَدَ شَبابَنا ، وَفَرَّقَ جَماعَتَنا ، فَإِن کانَ الَّذی یَحمِلُهُ عَلی ذلِکَ العُدمَ جَمَعنا لَهُ مالاً حَتّی یَکونَ أغنی رَجُلٍ فی قُرَیشٍ ونُمَلِّکُهُ عَلَینا ، فَأَخبَرَ أبو طالِبٍ رَسولَ

ص:231


1- (2) الحدید:16. [1]
2- (3) شباب قریش:ص 1.
3- (4) ص:4.

اللّه صلی اللّه علیه و آله بِذلِکَ ، فَقالَ :لَو وَضَعُوا الشَّمسَ فی یَمینی وَالقَمَرَ فی یَساری ما أرَدتُهُ . (1)

2/2 دَورُ الشَّبابِ فِی التَّعَلُّمِ

5427. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَعَلَّمَ فی شَبابِهِ کانَ بِمَنزِلَةِ الوَشمِ فِی الحَجَرِ ، ومَن تَعَلَّمَ وهُوَ کَبیرٌ کانَ بِمَنزِلَةِ الکِتابِ عَلی وَجهِ الماءِ. (2)

5428. عنه صلی اللّه علیه و آله: حِفْظُ الغُلامِ کَالوَسْمِ علی الحَجَرِ ، وحِفْظُ الرّجُلِ بَعدما یَکْبُرُ کالکِتابَةِ علی الماءِ. (3)

راجع:حکمت نامه کودک:( القسم الثانی/الفصل الثالث/قیمة طلب العلم فی الصغر ).

3/2 التَّربِیَةُ المَعنَوِیَّةُ

5429. الإمام زین العابدین علیه السلام: مَرَّ رَسولُ اللّه بِقَومٍ یَرفَعونَ حَجَرا فَقالَ :ما هذا ؟ قالوا:نَعرِفُ بِذاکَ أشَدَّنا وأقوانا.

فَقالَ صلی اللّه علیه و آله:ألا اخبِرُکُم بِأَشَدِّکُم وأقواکُم ؟ قالوا:بَلی ، یا رَسولَ اللّه.

قالَ :أشَدُّکُم وَأقواکُم الَّذی إذا رَضِیَ لَم یُدخِله رِضاهُ فی إثمٍ ولا باطِلٍ ، وإذا سَخِط لَم یُخرِجهُ سَخَطُهُ مِن قَولِ الحَقِّ ، وإذا قَدَرَ لَم یَتَعاطَ مالَیسَ بِحَقٍّ . (4)

ص:232


1- (1) تفسیر القمّی:ج 2 ص 228 ، [1]بحارالأنوار:ج 18 ص 282 ح 12. [2]
2- (2) النوادر للراوندی:ص 132 ح 169 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 1 ص 222 ح 6. [4]
3- (3) کنز العمّال:ج 10 ص 238 ح 29258 نقلاً عن أبی نعیم عن أنس.
4- (4) معانی الأخبار:ص 366 عن غیاث بن إبراهیم عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 28 ح 16. [5]

الفصل الثّالث: ربیع العُمْرِ

1/3 بَعْثُ الأَنبِیاءِ شُبّانا
الکتاب

" قالُوا سَمِعْنا فَتًی یَذْکُرُهُمْ یُقالُ لَهُ إِبْراهِیمُ ". 1

" وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوی آتَیْناهُ حُکْماً وَ عِلْماً وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ ". 2

" وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَیْناهُ حُکْماً وَ عِلْماً وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ ". 3

الحدیث

5430. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما بَعَثَ اللّهُ نَبِیّاً إلّا شابّاً. (1)

5431. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما بَعَثَ اللّهُ عز و جل نَبِیّاً إلّا وهُوَ شابٌّ ، ولا اوتِیَ عِلمٌ عالِماً إلّا وهُوَ شابٌّ . (2)

5432. عنه صلی اللّه علیه و آله: یا بَنی عَبدِالمُطَّلِبِ ، إنّی وَاللّهِ ما أعلَمُ شابّاً فِی العَرَبِ جاءَ قَومَهُ بِأَفضَلَ مِمّا

ص:233


1- (4) کنز العمّال:ج 11 ص 475 ح 32233 نقلاً عن ابن مردویه والضیاء عن ابن عبّاس.
2- (5) الفردوس:ج 4 ص 82 ح 6254 عن ابن عبّاس.

جِئتُکُم بِهِ أنّی قد جِئتُکُم بِخَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ . (1)

2/3 الإمامُ المَهدِیُّ ص یَظهَرُ شابّا

5433. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یَقومُ فی آخِرِ الزَّمانِ رَجُلٌ مِن عِترَتی شابٌّ حَسَنُ الوَجهِ أقنَی الأَنفِ یَملأَُ الأَرضَ قِسطاً وعَدلاً ، کَما مُلِئَت ظُلما وجَورا. (2)

3/3 دَورُ الشَّبابِ فی حُکومَةِ خاتَمِ الأَنبِیاء
أ أوَّلُ مُمَثَّلٍ لِلنَّبِیِّ فتیً

قَدِم أسعد بن زرارة ، وذکوان بن عبد قیس علی النّبی صلی اللّه علیه و آله بمکّة قبل هجرته ، وکانا من أشراف المدینة، فدخلا علیه صلی اللّه علیه و آله فی ظروف حرجة کانت تَعیشها مکّة آنذاک ، واستمعا إلی دعوته ، ثمّ أسلما وقالا له:یارَسولَ اللّهِ ابعَث مَعَنا رَجُلاً یُعَلِّمُنَا القُرآنَ ، ویَدعُو النّاسَ إلی أمرِکَ . (3)

لقد کانت هذه هی المرّة الاُولی التی تطلب فیها المدینة وکانت من البلاد الواسعة کثیرة الاختلاف مُمثِّلاً عن النّبی صلی اللّه علیه و آله ، کما أنّها تعتبر المرّة الاُولی أیضا التی یبعث فیها النّبی ممثّلاً رسمیّا عنه إلی خارج مکّة.ومن الطبیعی أن یُختار لمثل هذه المهمّة الخطیرة من تتوفّر فیه المؤهّلات واللیاقات اللازمة.

ص:234


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 583 ح 1206 [1] عن عبداللّه بن عبّاس عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 18 ص 192 ح 27. [2]
2- (2) عقد الدرر:ص 39 [3] عن أبی سعید الخدری.
3- (3) بحار الأنوار:ج 19 ص 10. [4]

فاختار النّبی صلی اللّه علیه و آله لذلک من بین المسلمین وقتئذٍ مصعب بن عمیر ، وکان شابّا فی مقتبل أمره:

14-فَقالَ رَسولُ اللّهِ لِمُصعَبِ بنِ عُمَیرٍ ، وکانَ فَتیً حَدَثاً...وأمَرَهُ رَسولُ اللّهِ بِالخُروجِ مَعَ أسعَدَ ، وقَد کانَ تَعَلَّمَ مِنَ القُرآنِ کَثیرا. (1)

فانطلق هذا الفتی المُفعَم بروح الإیمان والفتوّة ، وقام بالمهمّة مع تدبیر وکیاسة علی أحسن وجه.ولم یلبث طویلاً حتّی استجاب أهل المدینة لدعوته علی اختلاف شرائحهم سیما فتیانهم وشبابهم، فأسلموا وصلّی بهم مصعب صلاه الجمعة، وهی أول صلاة جمعة تقام فی المدینة.قال ابن الأثیر:

14-یقالُ :إنَّهُ أوَّلُ مَن جَمَّعَ الجُمُعَةَ بِالمَدینَةِ وأسلَمَ عَلی یَدِهِ أسیدُ بن حضیرٍ وسَعدُ بنُ مُعاذٍ ، وکَفی بذلکَ فَخراً وأثَراً فِی الإِسلامِ . (2)

5434. إعلام الوری: وکانَ مُصعَبٌ نازِلاً عَلی أسعَدَ بنِ زُرارَةَ ، وکانَ یَخرُجُ فی کُلِّ یَومٍ فَیَطوفُ عَلی مجالِسِ الخَزرَجِ یَدعوهُم إلَی الإِسلامِ فَیُجیبُهُ الأَحداثُ . (3)

ب أوَّلُ والٍ لِمَکَّةَ شابٌّ فِی الحادِیَةِ وَالعِشرینَ

ما إن فرغ النّبی صلی اللّه علیه و آله من فتح مکّة حتّی بانت فی الأُفق بوادر معرکة حنین بعد فترة وجیزة من ذلک، فما کان من النّبی صلی اللّه علیه و آله إلّا أن قام بتجهیز جیشه وإشخاصه إلی خارج مکّة استعدادا للمواجهة.وکان من اللازم أیضا من جهة أُخری أن یستخلف علی مکّة التی استخلصها توّا من أیدی المشرکین شخصا کفوءا مدّبرا لشؤونها ، سیما وأنّها تمثّل آنذاک ثقل الجزیرة العربیة ومحط أنظار القبائل والناس کافّة.هذا

ص:235


1- (1) بحار الأنوار:ج 19 ص 10. [1]
2- (2) اسد الغابة:ج 5 ص 176 الرقم 4936. [2]
3- (3) إعلام الوری:ج 1 ص 139 [3]عن علی بن إبراهیم ،بحار الأنوار:ج 19 ص 10. [4]

بالإضافة إلی أنّ مثل هذا الاستخلاف أن یأخذ علی أیدی المشرکین ویحول دون أیّ محاولة عبث بأمن مکّة واستقرارها.وقد اختار النّبی صلی اللّه علیه و آله لهذا الأمر الخطیر من بین أصحابه شابا فی الحادیة والعشرین من عمره اسمه عتّاب بن أسید فقلّده ذلک ، وکتب له کتابا بولایته:

14-وَولّی صلی اللّه علیه و آله عَتّابَ بنَ أسیدٍ وعُمُرُهُ إحدی وعِشرونَ سَنَةً أمرَ مَکَّةَ وأمَرَهُ أن یُصَلِّیَ بِالنّاسِ وهُوَ أوَّلُ أمیرٍ صَلّی بِمَکَّةَ بَعدَ الفَتحِ جَماعَةً . (1)

ثمّ التفت صلی اللّه علیه و آله لعتّاب مُبیّنا له خطورة هذه المسؤولیة قائلاً:

14-یا عَتّابُ ، تَدری عَلی مَنِ استَعمَلتُکَ ؟! استَعمَلتُکَ عَلی أهلِ اللّهِ عز و جل ، ولَوأعلَمُ لَهُم خَیرا مِنکَ استَعمَلتُهُ عَلَیهِم. (2)

وکان من الطبیعی أن یثیر مثل هذا القرار حفیظة وجهاء مکّة وکبرائها ، فکتب النّبی صلی اللّه علیه و آله کتابا طویلاً توقّیا لاعتراضهم جاء فی آخره:

14-ولا یَحتَجَّ مُحتَجٌّ مِنکُم فی مُخالَفَتِهِ بِصِغَرِ سِنِّهِ فَلَیسَ الأَکبَرُ هُوَ الأَفضَلَ ،بَلِ الأَفضَلُ هُوَ الأَکبَرُ. (3)

هذا وقد بقی عتّاب بن أسید والیا علی مکّة إلی آخر حیاة النّبی صلی اللّه علیه و آله ، وکان حَسَنُ التدبیر والولایة.

ج قائِدُ حَربِ الرُّومِ ، شابٌّ فِی الثّامِنَة عَشَرَة

استنفر النّبیّ صلی اللّه علیه و آله فی أواخر حیاته لقتال دولة الروم العظمی، فانخرط فی جیش

ص:236


1- (1) السیرة الحلبیة:ج 3 ص 104. [1]
2- (2) اسد الغابة:ج 3 ص 549 الرقم 3538. [2]
3- (3) بحار الأنوار:ج 21 ص 123 ح 20. [3]

المسلمین کبار قوّاد جیشه صلی اللّه علیه و آله ووجوه المهاجرین والأنصار.

وکان من البدیهی أن یولّی أمر هذا الجیش أکثر قوّاده کفاءة.فأمّر علیه اسامة بن زید بعد أن دعاه ، وکان له من العمر آنذاک ثمانیة عشرة عاما. (1)

یقع هذا القرار محلّاً لاعتراض وجوه الصحابة سیما فی تلک الظروف السیاسیة الحسّاسة، (2)فکشفوا عمّا فی الضمیر وبسطوا ألسنتهم بالقول:فَتَکَلَّمَ قَومٌ وقالوا:یَستَعمِلُ هذَا الغُلامَ عَلَی المُهاجِرینَ الأَوّلینَ . (3)

فلمّا بلغ النّبی صلی اللّه علیه و آله ذلک خرج فرقی المنبر مغضبا ، فقال بعد الحمد والثناء:

14-إنَّ النّاسَ قَد طَعَنوا فی إمارَةِ اسامَةَ ، وقَد کانوا طَعَنوا فی إمارَةِ أبیهِ مِن قَبلِهِ ، وإنَّهُما لَخَلیقانِ لَها وإنَّهُ لَمِن أحَبِّ النّاسِ إلَیَ آلاً ، فَاُوصیکُم بِاُسامَةَ خَیرا. (4)

ص:237


1- (1) الطبقات الکبری:ج 4 ص 66. [1]
2- (2) راجع:موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 2 ( القسم الثالث/الفصل الحادی عشر/إنفاذ جیش اسامة ).
3- (3) الطبقات الکبری:ج 2 ص 190. [2]
4- (4) الطبقات الکبری:ج 2 ص 249. [3]

ص:238

الفصل الرّابع: أهمّ ما ینبغی للشّباب

1/4 التَّعَرُّفُ عَلَی القُرآنِ

5435. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَعَلَّمَ القُرآنَ فی شَبیبَتِهِ اختَلَطَ بِلَحمِهِ ودَمِهِ . (1)

2/4 التَّوبَة

5436. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: التَّوبَةُ حَسَنٌ ولکِن فِی الشَّبابِ أحسَنُ . (2)

5437. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن شَیءٍ أحَبَّ إلَی اللّهِ تَعالی مِن شابٍّ تائِبٍ ، وما مِن شَیءٍ أبغَضَ إلَی اللّهِ تَعالی مِن شَیخٍ مُقیمٍ عَلی مَعاصیهِ . (3)

5438. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی یُحِبُّ الشّابَّ التّائِبَ . (4)

5439. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَلّهُ أفرَحُ بِتَوبَةِ عَبدِهِ مِنَ العَقیمِ الوالِدِ ، ومِنَ الضّالِّ الواجِدِ ، ومِنَ الظَّمآنِ

ص:239


1- (1) کنز العمّال:ج 1 ص 532 ح 2381 عن أبی هریرة.
2- (2) کنز العمّال:ج 15 ص 896 ح 43542 عن أبی امامة.
3- (3) کنز العمّال:ج 4 ص 217 ح 10233 نقلاً عن أبی المظفر السمعانی فی أمالیه عن سلمان.
4- (4) کنز العمّال:ج 4 ص 209 ح 10185 نقلاً عن أبی الشیخ عن أنس.

الوارِدِ. (1)

3/4 الاهتمام بالعبادة
أ قیمَةُ العِبادَةِ فِی مَرحَلَةِ الشَّبابِ

5440. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: فَضلُ الشّابِّ العابِدِ الَّذی تَعَبَّدَ فی صِباهُ عَلَی الشَّیخِ الَّذی تَعَبَّدَ بَعدَ ما کَبُرَت سِنُّهُ کَفَضلِ المُرسَلینَ عَلی سائِرِ النّاسِ . (2)

5441. عنه صلی اللّه علیه و آله: یَقولُ اللّهُ عز و جل:الشّابُّ المُؤمِنُ بِقَدَرِی الرّاضی بِکِتابِی ، القانِعُ بِرِزقِی ، التّارِکُ لِشَهوَتِهِ مِن أجلی هُوَ عِندی کَبَعضِ مَلائِکَتی. (3)

5442. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی یُحِبُّ الشّابَّ الَّذی یُفنی شَبابَهُ فی طاعَةِ اللّهِ تَعالی. (4)

ب مُباهاةُ اللّهِ بِعِبادَةِ الشّابِّ

5443. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی یُباهی بِالشّابِّ العابِدِ المَلائِکَةَ ، یَقولُ :اُنظُروا إلی عَبدی ! تَرَکَ شَهوَتَهُ مِن أجلی. (5)

5444. حلیة الأولیاء عن عمر بن الخطاب عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن شابٍّ یَدَعُ لَذَّةَ الدُّنیا ولَهوَها ویَستَقبِلُ بِشَبابِهِ طاعَةَ اللّهِ إلّا أعطاهُ اللّهُ أجر اثنَینِ وسَبعینَ صِدّیقا ، ثُمَّ قالَ :یَقولُ اللّهُ تَعالی:أیُّهَا الشّابُّ التّارِکُ شَهوَتَهُ لی ، المُبتَذَلُ شَبابُهُ لی أنتَ عِندی

ص:240


1- (1) کنز العمّال:ج 4 ص 205 ح 10165 نقلاً عن ابن عساکر فی أمالیه عن أبی هریرة.
2- (2) کنز العمّال:ج 15 ص 776 ح 43059 نقلاً عن أبی محمّد التکریتی فی معرفة النفس عن أنس.
3- (3) کنز العمّال:ج 15 ص 786 ح 43107 نقلاً عن الدیلمی عن عمر.
4- (4) کنز العمّال:ج 15 ص 776 ح 43060 عن ابن عمر.
5- (5) کنز العمّال:ج 15 ص 776 ح 43057 عن واثلة.

کَبَعضِ مَلائِکَتی. (1)

ج بَرَکاتُ العِبادَةِ فی الشَّبابِ

5445. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن أحسَنَ عِبادَةَ اللّهِ فی شَبیبَتِهِ ، لَقّاهُ اللّهُ الحِکمَةَ عِندَ شَیبَتِهِ ، قالَ اللّهُ تَعالی: "وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوی آتَیْناهُ حُکْماً وَ عِلْماً" ثُمَّ قالَ تَعالی: "وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ " (2). (3)

5446. عنه صلی اللّه علیه و آله: سَبعَةٌ یُظِلُّهُمُ اللّهُ عز و جل فی ظِلِّهِ یَومَ لا ظِلَّ الَا ظِلُّهُ :إمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ فی عِبادَةِ اللّهِ عز و جل.... (4)

5447. عنه صلی اللّه علیه و آله: أیُّما ناشٍ نَشَأَ فِی العِلمِ وَالعِبادَةِ حَتّی یَکبُرَ أعطاهُ اللّهُ تَعالی یَومَ القِیامَةِ ثَوابَ اثنَینِ وسَبعینَ صِدّیقا. (5)

5448. عنه صلی اللّه علیه و آله لإبی ذرّ: یا أباذَرٍّ ، ما مِن شابٍّ یَدَعُ لِلّهِ الدُّنیا ولَهوَها وأهرَمَ شَبابَهُ فی طاعَةِ اللّهِ إلَا أعطاهُ اللّهُ أجرَ اثنَینِ وسَبعینَ صِدّیقا. (6)

5449. عنه صلی اللّه علیه و آله: خَیرُ امَّتی مَن هَدَمَ شَبابَهُ فی طاعَةِ اللّهِ ، وفَطَمَ نَفسَهُ عَن لَذّاتِ الدُّنیا وتَوَلَّهَ بِالآخِرَةِ ، إنَّ جَزاءَهُ عَلَی اللّهِ أعلی مَراتِبِ الجَنَّةِ . (7)

د مَعنَی العِبادَةِ

5450. المحجّة البیضاء: کانَ [رَسولُ اللّهِ ] صلی اللّه علیه و آله جالِساً مَعَ أصحابِهِ ذاتَ یَومٍ فَنَظَر إلی شابٍّ

ص:241


1- (1) حلیة الأولیاء:ج 4 ص 139.
2- (2) القصص:14. [1]
3- (3) أعلام الدین:ص 296. [2]
4- (4) الخصال:ص 343 ح 7 عن أبی سعید الخدری أو عن أبی هریرة ،بحارالأنوار:ج 26 ص 261 ح 41. [3]
5- (5) منیة المرید:ص 104 ، [4]بحارالأنوار:ج 1 ص 185 ح 103. [5]
6- (6) الأمالی للطوسی:ص 535 ح 1162 [6] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 84 ح 3. [7]
7- (7) المواعظ العددیّة:ص 34.

ذی جَلَدٍ وقُوَّةٍ قَد بَکَرَ یَسعی فَقالوا:وَیحَ هذا لَو کانَ شَبابُهُ وجَلَدُهُ فی سَبیلِ اللّهِ تَعالی ؟ فَقالَ صلی اللّه علیه و آله لا تَقولوا هذا ، فَإِنَّهُ إن کانَ یَسعی عَلی نَفسِهِ لِیَکُفَّها عَنِ المَسألَة ویُغنِیَها عَنِ النّاسِ فَهُوَ فی سَبیلِ اللّهِ ، وَإن کانَ یَسعی عَلی أبَوَینِ ضَعیفَینِ أو ذُرِّیَّةٍ ضِعافٍ لِیُغنِیَهُم ویَکفِیَهُم فَهُوَ فی سَبیلِ اللّهِ ، وإن کانَ یَسعی تَفاخُرا وتَکاثُرا فَهُوَ فی سَبیلِ الشَّیطانِ . (1)

ه الاِعتِدالُ فِی العِبادَةِ

5451. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ هذَا الدّینَ مَتینٌ فَأَوغِلوا فیهِ بِرِفقٍ ، ولا تُکَرِّهوا عِبادَةَ اللّهِ إلی عِبادِ اللّهِ ، فَتَکونوا کَالرّاکِبِ المُنبَتِّ الَّذی لا سَفَرا قَطَعَ ولا ظَهرا أبقی. (2)

4/4 الاِهتِمامُ بِطَرحِ الأسئلةِ
الکتاب

" فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ". 3

الحدیث

5452. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: العِلمُ خَزائِنُ ومِفتاحُهَا السُّؤالُ ، فَاسأَلوا رَحِمَکُمُ اللّهُ ، فَإِنَّهُ یُؤجَرُ أربَعَةٌ :السّائِلُ ، والمُتَکَلِّمُ ، وَالمُستَمِعُ ، وَالمُحِبُّ لَهُم. (3)

5453. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله ذُکِرَ لَهُ أنَّ رَجُلاً أصابَتهُ جَنابَةٌ عَلی جُرحٍ کانَ بِهِ ، فَاُمِرَ بِالغُسلِ فَاغتَسَلَ فَکَزَّ (4)فَماتَ .فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:قَتَلوهُ قَتَلَهُمُ اللّهُ ، إنَّما کانَ دَواءُ

ص:242


1- (1) المحجّة البیضاء:ج 3 ص 140.
2- (2) الکافی:ج 2 ص 86 ح 1 [1] عن أبی الجارود عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 211 ح 3. [2]
3- (4) تحف العقول:ص 41 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 144 ح 39. [3]
4- (5) کُزّ الرجل فهو مکزوز:إذا تقبّض من البرد (الصحاح:ج 3 ص 893). [4]

العِیِّ السُّؤالَ . (1)

5454. مسند ابن حنبل عن أبیاُمامة: إنَّ فَتیً شابّا أتَی النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :یا رَسولَ اللّهِ ، ائذِن لی بِالزِّنا ! فَأَقبَلَ القَومُ عَلَیهِ فَزَجَروهُ وقالوا:مَه مَه.

فَقالَ :اُدنُه فَدَنا مِنهُ قَریبا ، قالَ :فَجَلَسَ ، قالَ :أتُحِبُّهُ لِاُمِّکَ ؟ قالَ :لا وَاللّهِ جَعَلَنِی اللّهُ فِداکَ ! قالَ :ولَا النّاسُ یُحِبّونَهُ لِاُمَّهاتِهِم.قالَ :أفَتُحِبُّهُ لِابنَتِکَ ؟.

قالَ :لا وَاللّهِ یا رَسولَ اللّهِ ، جَعَلَنِی اللّهُ فِداکَ ! قالَ :ولَا النّاسُ یُحِبُّونَهُ لِبَناتِهِم.قالَ :أفَتُحِبُّهُ لَاُختِکَ ؟ قالَ :لا وَاللّهِ جَعَلَنِی اللّهُ فِداکَ ! قالَ :ولَا النّاسُ یُحِبّونَهُ لأَِخَواتِهِم.قالَ :أفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِکَ ؟.

قالَ :لا وَاللّهِ جَعَلَنِی اللّهُ فِداکَ ! قالَ :ولَا النّاسُ یُحِبّونَهُ لِعَمّاتِهِم.قال:أفَتُحِبُّهُ لِخالَتِکَ ؟.

قالَ :لا وَاللّهِ جَعَلَنِی اللّهُ فِداکَ ! قالَ :ولَاالنّاسُ یُحِبّونَهُ لِخالاتِهِم.قالَ :فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَیهِ وقالَ :اللّهُمَّ اغفِر ذَنبَهُ ، وطَهِّر قَلبَهُ ، وَحَصِّن فَرجَهُ .فَلَم یَکُن بَعدَ ذلِکَ الفَتی یَلتَفِتُ إلی شَیءٍ. (2)

ص:243


1- (1) الکافی:ج 3 ص 68 ح 4 [1] عن جعفر بن إبراهیم الجعفریّ عن الإمام الصادق علیه السلام.
2- (2) مسند ابن حنبل:ج 8 ص 285 ح 22274. [2]

ص:244

الفصل الخامس: النّوادر

الکتاب

" یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْواجِکَ وَ بَناتِکَ وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِینَ یُدْنِینَ عَلَیْهِنَّ مِنْ جَلاَبِیبِهِنَّ ذلِکَ أَدْنی أَنْ یُعْرَفْنَ فَلا یُؤْذَیْنَ وَ کانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِیماً ". 1

الحدیث

5455. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الشَّبابُ شُعبَةٌ مِنَ الجُنونِ . (1)

5456. مشکاة الأنوار: مَرَّ برسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله رجُلٌ وهو فی أصْحابِهِ ، فقالَ بعضُ القَومِ :مَجْنونٌ ! فقالَ النّبیٌّ صلی اللّه علیه و آله:بَلْ هذا رجُلٌ مُصابٌ ، إنّما المَجْنونُ عَبدٌ أو أمَةٌ أبْلَیا شَبابَهُما فی غَیرِ طاعةِ اللّهِ . (2)

5457. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یا مَعشَرَ شَبابِ قُرَیشٍ احفَظوا فُروجَکُم ، ألا مَن حَفِظَ فَرجَهُ فَلَهُ الجَنَّةُ . (3)

5458. الإمام الباقر علیه السلام: استَقبَلَ شابٌّ مِنَ الأَنصارِ امرَأَةً بِالمَدینَةِ وکانَ النِّساءُ یَتَقَنَّعنَ خَلفَ

ص:245


1- (2) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 377 ح 5774 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 174 ح 9.
2- (3) مشکاة الأنوار:ص 294 ح 898. [1]
3- (4) المعجم الأوسط :ج 7 ص 61 ح 6850 عن ابن عبّاس.

آذانِهِن فَنَظَرَ إلَیها وهِیَ مُقبِلَةٌ فَلَمّا جازَت نَظَرَ إلَیها ودَخَلَ فی زُقاقٍ قَد سَمّاهُ بِبَنی فُلانٍ ، فَجَعَلَ یَنظُرُ خَلفَها وَاعتَرَضَ وَجهَهُ عَظمٌ فِی الحائِطِ أو زُجاجَةٌ فَشَقَّ وَجهَهُ ، فَلَمَّا مَضَتِ المَرأَةُ نَظَرَ فَإِذَا الدِّماءُ تَسیلُ عَلی صَدرِهِ وثَوبِهِ ، فَقالَ :وَاللّهِ لآَتِیَنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ولاَُخبِرَنَّهُ ، قالَ :فَأَتاهُ .

فَلَمّا رَآهُ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله قالَ لَهُ :ما هذا؟ فَأَخبَرَهُ ، فَهَبَطَ جَبرَئیلُ علیه السلام بِهذِهِ الآیَةِ : "قُلْ لِلْمُؤْمِنِینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِکَ أَزْکی لَهُمْ إِنَّ اللّهَ خَبِیرٌ بِما یَصْنَعُونَ " (1). (2)

5459. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن شابٍ تَزَوَّجَ فی حَداثَةِ سِنِّهِ إلّا عَجَّ شَیطانُهُ :یا وَیلَهُ ، یا وَیلَهُ ! عَصَمَ مِنّی ثُلُثَی دینِهِ ، فَلیَتَّقِ اللّهَ العَبدُ فِی الثُّلُثِ الباقی. (3)

5460. عنه صلی اللّه علیه و آله: یا مَعشَرَ الشَّبابَ عَلَیکُم بِالباهِ ، فَإِن لَم تَستَطیعوهُ فَعَلَیکُم بِالصِّیامِ فَإِنَّهُ وِجاؤُهُ . (4)

5461. عنه صلی اللّه علیه و آله: یا شابُّ تَزَوَّج وإیّاکَ وَالزِّنا ؛ فَإِنَّهُ یَنزِعُ الإِیمانَ مِن قَلبِکَ . (5)

5462. الإمام الصادق علیه السلام: أتی رَسولَ اللّه صلی اللّه علیه و آله شابٌّ مِنَ الأَنصار فَشَکا إلَیهِ الحاجَةَ ، فَقالَ لَهُ :تَزَوَّج.

فَقالَ الشّابُّ :إنّی لأستَحیی أن أعودَ إلی رَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله.

فَلَحِقَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصار ، فَقالَ :إنَّ لی بِنتا وَسیمَةً فَزَوَّجَها إیّاهُ .

قالَ :فَوَسَّعَ اللّهُ عَلَیهِ ، قالَ :فَأَتَی الشّابُّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله فَأَخبَرَهُ .

ص:246


1- (1) النور:30. [1]
2- (2) الکافی:ج 5 ص 521 ح 5 [2] عن سعد الإسکاف.
3- (3) النوادر للراوندی:ص 113 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 103 ص 221 ح 34. [4]
4- (4) الکافی:ج 4 ص 180 ح 2 [5] عن أحدهما علیهماالسلام.
5- (5) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 430 ح 1461. [6]

فَقالَ رَسولُ اللّه صلی اللّه علیه و آله:یا مَعشَرَ الشَّبابِ عَلَیکُم بِالباهِ . (1)

5463. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَزَوَّجُوا الشَّوابَّ فَإِنَّهُنَّ أغَرُّ أخلاقا. (2)

5464. عنه صلی اللّه علیه و آله: خَیرُ شَبابِکُم مَن تَزَیّا بِزِیِّ کُهولِکُم ، وشَرُّ کُهولِکُم مَن تَزَیّا بِزِیِّ شَبابِکُم. (3)

5465. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل لَیَعجَبُ مِنَ الشّابِّ لَیسَت لَهُ صَبوَةٌ . (4)

5466. عنه صلی اللّه علیه و آله: أوسِعوا لِلشَّبابِ فِی المَجلِسِ ، وأفهِموهُمُ الحَدیثَ ، فَإِنَّهُمُ الخُلوفُ وأهلُ الحَدیثِ . (5)

5467. صحیح البخاری عن سَهل بن سَعد: اتِیَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنهُ ، وعَن یَمینِهِ غُلامٌ أصغَرُ القَومِ ، وَالأَشیاخُ عَن یَسارِهِ ، فَقالَ :یا غُلامُ ، أتَأذَنُ لی أن اعطِیَهُ الأَشیاخَ .

قالَ :ما کُنتُ لاُِوثِرَ بِفَضلی مِنکَ أحَدا یا رَسولَ اللّه ، فَأَعطاهُ إیّاهُ . (6)

5468. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ یُبغِضُ ابنَ سَبعینَ فی أهلِهِ ، ابنَ عِشرِینَ فی مِشیَتِهِ ومَنظَرِهِ . (7)

5469. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ تعالی یُحِبُّ ابنَ عِشرینَ إذا کانَ شِبهَ ابنِ ثَمانینَ ، ویُبغِضُ ابنَ سِتِّینَ إذا کانَ شِبهَ ابنِ عِشرینَ . (8)

ص:247


1- (1) الکافی:ج 5 ص 330 ح 3. [1]
2- (2) المجازات النبویّة:ص 312 ح 238. [2]
3- (3) إرشاد القلوب:ص 41. [3]
4- (4) مسند ابن حنبل:ج 6 ص 134 ح 17376 [4] عن عقبة بن عامر.
5- (5) الفردوس:ج 1 ص 98 ح 320 عن أبی سعید.
6- (6) صحیح البخاری:ج 2 ص 829 ح 2224.
7- (7) کنز العمّال:ج 3 ص 535 ح 7731 نقلاً عن المعجم الأوسط عن أنس.
8- (8) کنز العمّال:ج 3 ص 525 ح 7732 نقلاً عن مسند الفردوس عن عثمان.

ص:248

الباب الرّابع: عوامل بناء النّفس

اشارة

ص:249

ص:250

الفصل الأوّل: التأسی بالاسی الحسنة

1/1 الأَنبِیاءُ
الکتاب

" أُولئِکَ الَّذِینَ هَدَی اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاّ ذِکْری لِلْعالَمِینَ ". 1

" وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِینَةِ رَجُلٌ یَسْعی قالَ یا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ * اِتَّبِعُوا مَنْ لا یَسْئَلُکُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ ". 2

" رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ ". 3

الحدیث

5470. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ اقتَدی بِالأَنبِیاءِ ، دَخَلَ مَعَهُمُ الجَنَّةَ . (1)

5471. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن نَبِیٍّ بَعَثَهُ اللّهُ فی امَّةٍ قَبلی إلّا کانَ لَهُ مِن امَّتِهِ حَوارِیّونَ وأصحابٌ

ص:251


1- (4) جامع الأخبار:ص 151 ح 340 [1]عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 76 ص 138 ح 49. [2]

یَأخُذونَ بِسُنَّتِهِ ویَقتَدونَ بِأَمرِهِ ، ثُمَّ إنَّها (1)تَخلُفُ مِن بَعدِهِم خُلوفٌ (2)یَقولونَ ما لا یَفعَلونَ ویَفعَلونَ ما لا یُؤمَرونَ . (3)

2/1 إبراهیمُ
الکتاب

" قَدْ کانَتْ لَکُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِی إِبْراهِیمَ وَ الَّذِینَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَآؤُا مِنْکُمْ وَ مِمّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ ". 4

" وَ مَنْ أَحْسَنُ دِیناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ وَ اتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِیمَ حَنِیفاً وَ اتَّخَذَ اللّهُ إِبْراهِیمَ خَلِیلاً ". 5

الحدیث

5472. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ عز و جل بَعَثَ خَلِیلَهُ بالحَنِیفِیَّةِ وأمَرَهُ بأخذِ الشارِبِ ، وقَصِّ الأظفارِ ، ونَتْفِ الإبطِ ، وحَلْقِ العانَةِ ، والخِتانِ . (4)

ص:252


1- (1) الضمیر فی "إنّها" هو ضمیر الشأن.
2- (2) الخَلف بالتحریک والسکون:کلّ ما یجیء بعد من مضی ، إلّا أنّه بالتحریک فی الخیر وبالتسکین فی الشَّرّ ؛ یقال:خَلَف صدق ، وخَلْف سوء.ومعناهما جمیعا القَرن من الناس (النهایة:ج 2 ص 65 [1] "خلف").وهی هنا جمع خَلْف بالسکون.
3- (3) صحیح مسلم:ج 1 ص 70 ح 80 عن عبداللّه بن مسعود.
4- (6) تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 388 ح 145 [2] عن طلحة بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 76 ص 68 ح 5. [3]
3/1 خاتَمُ الأنبِیاء
الکتاب

" لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کانَ یَرْجُوا اللّهَ وَ الْیَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَکَرَ اللّهَ کَثِیراً ". 1

الحدیث

5473. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: خَمسٌ لا أدَعُهُنَّ حتّی المَماتِ :الأکلُ علی الحَضِیضِ مَع العَبیدِ ، ورُکُوبِی الحِمارَ مُوکَفا ، وحَلبُ العَنزِ بِیَدِی ، ولُبسُ الصُّوفِ ، والتَّسلیمُ علی الصِّبیانِ ؛ لِتکونَ سُنَّةً مِن بَعدی. (1)

4/1 الإمام علیّ

5474. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یا أیُّهَا النّاسُ ! اتَّبِعوا هُدَی اللّهِ تَهتَدوا وتُرشَدوا ، وهُوَ هُدایَ ، وهُدایَ هُدی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ ، فَمَنِ اتَّبَعَ هُداهُ فی حَیاتی وبَعدَ مَوتی فَقَدِ اتَّبَعَ هُدایَ ، ومَنِ اتَّبَعَ هُدایَ فَقَدِ اتَّبَعَ هُدَی اللّهِ ، ومَنِ اتَّبَعَ هُدَی اللّهِ "فَلا یَضِلُّ وَ لا یَشْقی " (2). (3)

ص:253


1- (2) الخصال:ص 271 ح 12 عن الحسین بن مصعب عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام الحسین علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 16 ص 219 ح 11. [1]
2- (3) طه:123. [2]
3- (4) تأویل الآیات الظاهرة:ج 1 ص 320 ح 19 عن عیسی بن داوود النجّار عن الإمام الکاظم عن أبیه علیهماالسلام ،بحارالأنوار:ج 24 ص 149 ح 30. [3]
5/1 أهلُ البَیتِ

5475. صحیح مسلم عن زید بن أرقم: قامَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یَوما فینا خَطیبا بِماءٍ یُدعی خُمّا ؛ بَینَ مَکَّةَ وَالمَدینَةِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی عَلَیهِ ووَعَظَ وذَکَّرَ ، ثُمَّ قالَ :

أمّا بَعدُ ، ألا أیُّهَا النّاسُ ! فَإِنَّما أنَا بَشَرٌ یوشِکَ أن یَأتِیَ رَسولُ رَبّی فَاُجیبَ .وأنَا تارِکٌ فیکُم ثَقَلَینِ (1):أوَّلُهُما کِتابُ اللّهِ فیهِ الهُدی وَالنّورُ ، فَخُذوا بِکِتابِ اللّهِ وَاستَمسِکوا بِهِ .

فَحَثَّ عَلی کِتابِ اللّهِ ورَغَّبَ فیهِ ، ثُمَّ قالَ :

وأهلُ بَیتی ، اذَکِّرُکُمُ اللّهَ فی أهلِ بَیتی ، اذَکِّرُکُمُ اللّهَ فی أهلِ بَیتی ، اذَکِّرُکُمُ اللّهَ فی أهلِ بَیتی. (2)

5476. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن سَرَّهُ أن یَحیا حَیاتی ویَموتَ مَماتی ، ویَسکُنَ جَنَّةَ عَدنٍ غَرَسَها (3)رَبّی ، فَلیُوالِ عَلِیّا مِن بَعدی ، وَلیُوالِ وَلِیَّهُ ، وَلیَقتَدِ بِالأَئِمَّةِ مِن بَعدی ؛ فَإِنَّهُم عِترَتی ، خُلِقوا مِن طینَتی ، رُزِقوا فَهما وعِلما ، ووَیلٌ لِلمُکَذِّبینَ بِفَضلِهِم مِن امَّتِی ، القاطِعینَ (4)فیهِم صِلَتی ، لا أنالَهُمُ اللّهُ شَفاعَتی. (5)

5477. عنه صلی اللّه علیه و آله فی بَیانِ مَنزِلَةِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام: هُم أبوابُ العِلمِ فی امَّتی ، مَن تَبِعَهُم نَجامِنَ النّارِ ، ومَنِ اقتَدی بِهِم هُدِیَ إلی صِراطٍ مُستَقیمٍ ، لَم یَهَبِ اللّهُ عز و جل مَحَبَّتَهُم لِعَبدٍ

ص:254


1- (1) قال ابن الأثیر:سمّاهما "ثَقَلَین" لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقیل ، ویقال لکلّ خطیر نفیس:ثَقَل ، فسمّاهما ثَقَلین إعظاما لقدرهما وتفخیما لشأنهما (النهایة:ج 1 ص 216 [1] "ثقل").
2- (2) صحیح مسلم:ج 4 ص 1873 ح 36 ؛ العمدة:ص 69 ح 84.
3- (3) فی کنز العمّال:ج 12 ص 103 ح 34198 "التی غَرَسَها".
4- (4) فی المصدر:"للقاطعین" ، والتصویب من تاریخ دمشق وکنز العمّال.
5- (5) حلیة الأولیاء:ج 1 ص 86 [2] عن ابن عبّاس.

إلّا أدخَلَهُ اللّهُ الجَنَّةَ . (1)

6/1 المَلائِکَة
الکتاب

" إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً ". 2

الحدیث

5478. الإمام الصادق علیه السلام: اتِیَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَقیلَ :إنَّ سَعدَ بنَ مُعاذٍ قَد ماتَ .فَقامَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله وقامَ أصحابُهُ فَحُمِلَ ، فَأَمَرَ فَغُسِلَ عَلی عِضادَةِ البابِ (2)، فَلَمّا أن حُنِّطَ و کُفِّنَ و حُمِلَ عَلی سَریرِهِ تَبِعَهُ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، ثُمَّ کانَ یَأخُذُ یَمنَةَ السَّریرِ مَرَّةً ویَسرَةَ السَّریرِ مَرَّةً ، حَتَّی انتَهی بِهِ إلَی القَبرِ ، فَنَزَلَ بِهِ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله حَتّی لَحَدَهُ و سَوّی عَلَیهِ اللَّبِنَ ، وجَعَلَ یَقولُ :ناوِلنی حَجَرا ، ناوِلنی تُرابا رَطبا ؛ یَسُدُّ بِهِ ما بَینَ اللَّبِنِ ، فَلَمّا أن فَرَغَ وحَثَا التُّرابَ عَلَیهِ وسَوّی قَبرَهُ ، قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:

إنّی لَأَعلَمُ أنَّهُ سَیَبلی و یَصِلُ إلَیهِ البِلی ، ولکِنَّ اللّهَ تَعالی یُحِبُّ عَبدا إذا عَمِلَ عَمَلاً فَأَحکَمَهُ .

فَلَمّا أن سَوَّی التُّربَةَ عَلَیهِ ، قالَت امُّ سَعدٍ مِن جانِبٍ :هَنیئا لَکَ الجَنَّةُ ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:یا امَّ سَعدٍ ، مَه! لا تَجزِمی عَلی رَبِّکِ ، فَإِنَّ سَعدا قَد

ص:255


1- (1) الأمالی للصدوق:ص 74 ح 42 [1]عن جابر بن عبداللّه ،بحارالأنوار:ج 38 ص 92 ح 6. [2]
2- (3) فی الأمالی للطوسی:ص 427 ح 955 [3] وروضة الواعظین:ص 413 [4] وبحار الأنوار:"و [5]هو قائم علی عضادة الباب" ، و کأنّها سقطت من المصدر.وعضادتا الباب:الخشبتان المنصوبتان عن یمین الداخل منه و شماله (لسان العرب:ج 3 ص 294 "عضد").

أصابَتهُ ضَمَّةٌ .

قالَ :و رَجَعَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله و رَجَعَ النّاسُ ، فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ ، لَقَدرَأَیناکَ صَنَعتَ عَلی سَعدٍ ما لَم تَصنَعهُ عَلی أحَدٍ ؛ إنَّکَ تَبِعتَ جَنازَتَهُ بِلا رِداءٍو لا حِذاءٍ! فَقالَ صلی اللّه علیه و آله:إنَّ المَلائِکَةَ کانَت بِلا حِذاءٍ و لا رِداءٍ فَتَأَسَّیتُ بِها (1).

قالوا:و کُنتَ تَأخُذُ یَمنَةَ السَّریرِ مَرَّةً و یَسرَةَ السَّریرِ مَرَّةً ! قالَ :کانَت یَدی فی یَدِ جَبرَئیلَ آخُذُ حَیثُ ما أخَذَ.

فَقالوا:أمَرتَ بِغُسلِهِ و صَلَّیتَ عَلی جَنازَتِهِ و لَحَدتَهُ ، ثُمَّ قُلتَ :إنَّ سَعداأصابَتهُ ضَمَّةٌ ! قالَ :فَقالَ صلی اللّه علیه و آله:نَعَم ، إنَّهُ کانَ فی خُلُقِهِ مَعَ أهلِهِ سوءٌ. (2)

7/1 العُلَماء

5479. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اتَّبِعُوا العُلَماءَ ؛ فَإِنَّهُم سُرُجُ الدُّنیا ومَصابیحُ الآخِرَةِ . (3)

5480. عنه صلی اللّه علیه و آله فِی التَّرغیبِ إلی طَلَبِ العِلمِ : یَرفَعُ اللّهُ بِهِ أقواما یَجعَلُهُم فِیالخَیرِ أئِمَّةً یُقتَدی بِهِم ، تُرمَقُ (4)أعمالُهُم ، وتُقتَبَسُ آثارُهُم ، وتَرغَبُ المَلائِکَةُ فی خُلَّتِهِم ، یَمسَحونَهُم فی صَلاتِهِم بِأَجنِحَتِهِم. (5)

ص:256


1- (1) فی المصدر:"بهما" ، والتصویب من المصادر الاُخری.
2- (2) علل الشرائع:ص310 ح4 [1] عن عبداللّه بن سنان ،بحارالأنوار:ج 6 ص 220 ح 14. [2]
3- (3) الفردوس:ج 1 ص 71 ح 209 عن أنس.
4- (4) رَمَقتُه ببصری ورامقتُه:إذا أتبعتَه بصرَک تتعهّده ، وتنظر إلیه وترْقُبه.ورمَّق ترمیقا:أدام النظر (تاج العروس:ج13 ص 177 [3] "رمق").والظاهر أنّ المراد من "تُرمق أعمالهم":أی یُنظر إلیها ویُکتسب منها ، فیَجعل الناس أعمالهم علی طریقتهم.
5- (5) الخصال:ص 522 ح 12 عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 1 ص 166 ح 7. [4]
8/1 أهلُ الإِیمانِ
الکتاب

" وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ کُلُّ امْرِئٍ بِما کَسَبَ رَهِینٌ ". 1

الحدیث

5481. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یَرفَعُ اللّهُ بِهذَا القُرآنِ وَالعِلمِ بِتَأویلِهِ وبِمُوالاتِنا أهلَ البَیتِ وَالتَّبَرّیمِن أعدائِنا أقواما ، فَیَجعَلُهُم فِی الخَیرِ قادَةً ؛ تُقَصُّ آثارُهُم ، وتُرمَقُ أعمالُهُم ، ویُقتَدی بِفِعالِهِم. (1)

ص:257


1- (2) التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 16 ح 2 ، [1]بحارالأنوار:ج 92 ص 183 ح 18. [2]

ص:258

الفصل الثّانی: المجاهدة

1/2 جهادُ النّفسِ

5482. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المُجاهِدُ مَن جَاهَدَ نَفْسَهُ فی اللّهِ . (1)

5483. عنه صلی اللّه علیه و آله مُخاطِبا أصحابهُ : قَدِمْتُم خَیرَ مَقْدَمٍ ، وقَدِمْتُم مِن الجِهادِ الأصْغَرِ إلی الجهادِ الأکْبَرِ:مُجاهَدَةِ العَبدِ هَواهُ . (2)

5484. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفْضَلُ الجِهادِ أنْ تُجاهِدَ نَفْسَکَ وهوَاکَ فی ذاتِ اللّهِ تعالی. (3)

5485. عنه صلی اللّه علیه و آله وقد سألَهُ أبو ذرٍّ عن أفْضَلِ الجِهاد: أنْ یُجاهِدَ الرّجُلُ نَفْسَهُ وهَواهُ . (4)

5486. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفْضَلُ الجِهاد مَن جاهَدَ نَفْسَهُ الّتی بینَ جَنْبَیهِ . (5)

5487. الفقه المنسوب للإمام الرضا علیه السلام: نَروی أنَّ سیّدَنا رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله رأی بعضَ أصْحابِهِ

ص:259


1- (1) کنز العمّال:ج 4 ص 430 ح 11261 عن فضالة بن عبید ؛ تنبیه الخواطر:ج 1 ص 96. [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 4 ص 430 ح 11260 عن جابر.
3- (3) کنز العمّال:ج 4 ص 431 ح 11265 عن أبی ذرّ.
4- (4) کنز العمّال:ج 4 ص 616 ح 11780 نقلاً عن ابن النجّار عن أبی ذرّ.
5- (5) الجعفریّات:ص 78. [2]

مُنْصَرِفا مِن بَعْثٍ کانَ بَعَثَهُ فیه، وقَدِ انْصَرَفَ بشَعثِهِ وغُبارِ سَفَرِهِ وسلاحُهُ علَیهِ یُریدُ مَنزِلَهُ ، فقالَ صلی اللّه علیه و آله:انْصَرَفَ مِن الجِهادِ الأصْغَرِ إلی الجِهادِ الأکْبَرِ.فقیلَ لَهُ :أوَجِهادٌ فَوقَ الجِهادِ بالسَّیفِ ؟! قالَ :نَعَمْ ، جِهادُ المَرءِ نَفْسَهُ . (1)

5488. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أعدی عَدوِّکَ نَفسُکَ الَّتی بَینَ جَنبَیکَ . (2)

5489. عنه صلی اللّه علیه و آله: والَّذی نَفسی بِیَدِهِ ، ما مِن عَدُوٍّ أعدی عَلَی الإنسانِ مِنَ الغَضَبِ وَالشَّهوَةِ ، فَاقمَعوهُما واغلِبوهُما واکظِموهُما . (3)

5490. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَیسَ عَدُوُّکَ الَّذی إن قَتَلتَهُ کانَ لَکَ نورا ، وإن قَتَلَکَ دَخَلتَ الجَنَّةَ ، ولکِنْ أعدی عَدُوٍّ لَکَ وَلَدُکَ الَّذی خَرَجَ مِن صُلبِکَ ، ثُمّ أعدی عَدُوٍّ لَکَ مالُکَ الَّذی مَلَکَت یَمینُکَ . (4)

5491. المحجّة البیضاء عن طلحة: انطَلَقَ رَجُلٌ ذاتَ یَومٍ فَنَزَعَ ثِیابَهُ وتَمَرَّغَ فی الرَّمْضاءِ وکانَ یقولُ لنفسِهِ :ذُوقِی وعَذابُ جَهَنَّمَ أشَدُّ حَرّا ! أجِیفَةٌ باللیلِ بَطَّالَةٌ بالنهارِ ؟! فبَیْنا هُو کذلکَ إذ أبصَرَ النبیَّ صلی اللّه علیه و آله فی ظِلِّ شَجَرَةٍ فَأتاهُ فقالَ :غَلَبَتنِی نَفسِی ، فقالَ لَهُ النبیُّ صلی اللّه علیه و آله:ألَمْ یَکُنْ لکَ بُدٌّ مِنَ الذی صَنَعتَهُ ؟ أمَا لقد فُتِحَتْ لکَ أبوابُ السماءِ وبَاهَی اللّهُ عز و جل بکَ الملائکَةَ .ثُمّ قالَ لأصحابِهِ :تَزَوَّدُوا مِن أخِیکُم ، فَجَعَلَ الرجلُ یقولُ لَهُ :یا فلانُ ، ادْعُ لِی (5).

ص:260


1- (1) الفقه المنسوب للإمام الرضا علیه السلام:ص 380 ، [1]بحارالأنوار:ج 70 ص 68 ح 13. [2]
2- (2) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 259 ، [3]بحارالأنوار:ج 74 ص 271. [4]
3- (3) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 115. [5]
4- (4) مسند الشامیین:ج 2 ص 444 ح 1668 عن أبی مالک الأشعری.
5- (5) المحجّة البیضاء:ج 8 ص 68 ح 1.
2/2 الاجتِهادُ فی طاعَةِ اللّهِ

5492. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اجْتَهِدوا فی العملِ ، فإنْ قَصُرَ بِکُمْ ضَعْفٌ فکُفّوا عنِ المَعاصی. (1)

5493. عنه صلی اللّه علیه و آله: یا معشرَ المسلمینَ ، شَمِّروا فإنَّ الأمرَ جِدٌّ، وتأهَّبوا فإنَّ الرَّحیلَ قَریبٌ ، وتَزَوَّدوا فإنَّ السَّفَرَ بَعیدٌ، وخَفِّفوا أثْقَالَکُم ، فإنَّ وراءَکُم عَقَبةً کَؤُودا لا یَقْطَعُها إلّا المُخِفُّونَ . (2)

5494. عنه صلی اللّه علیه و آله لأبی ذَرٍّ: احْفَظِ اللّهَ یَحفَظْکَ ، احفَظِ اللّهَ تَجِدْهُ أمامَکَ . (3)

3/2 أفضل الجهاد

5495. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أشَدُّ النّاسِ اجْتِهادا مَن تَرَکَ الذُّنوبَ . (4)

5496. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفْضَلُ الجِهادِ مَن أصْبَحَ لا یَهُمُّ بظُلْمِ أحدٍ. (5)

4/2 ثَمَرَةُ المجاهَدةِ
الکتاب

" وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ ". 6

ص:261


1- (1) أعلام الدین:ص 153 ، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 171 ح 7. [2]
2- (2) أعلام الدین:ص 343 [3] عن أنس ،بحارالأنوار:ج 77 ص 186 ح 10. [4]
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 377 ح 2661 [5] عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 77 ص 87 ح 3. [6]
4- (4) الأمالی للصدوق:ص 73 ح 41 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 206 ح 13.
5- (5) المحاسن:ج 1 ص 456 ح 1053 [7] عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 314 ح 32.
الحدیث

5497. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن یُدْمِن قَرْعَ البابِ یَلِجْ . (1)

5498. عنه صلی اللّه علیه و آله: بالمُجاهَدَةِ یُغلَبُ سُوءُ العادَةِ . (2)

5499. عنه صلی اللّه علیه و آله: جاهِدوا أهْواءکُم تَمْلِکوا أنْفُسَکُم. (3)

5500. عنه صلی اللّه علیه و آله: جاهِدوا أنفسَکُم علی شَهَواتِکُم تَحِلَّ قلوبَکُم الحِکْمَةُ . (4)

5501. عنه صلی اللّه علیه و آله: جاهِدوا أنفسَکُم بقِلَّةِ الطَّعامِ والشَّرابِ ، تُظِلَّکُمُ المَلائکةُ ویَفِرَّ عَنکُمُ الشَّیطانُ . (5)

ص:262


1- (1) کنزالفوائد:ج1 ص 139 ، [1]بحار الأنوار:ج 71 ص 96 ح 61. [2]
2- (2) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 119. [3]
3- (3) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 122. [4]
4- (4) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 122. [5]
5- (5) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 122. [6]

الفصل الثّالث: مخافة اللّه

1/3 فضل مخافة اللّه
الکتاب

" تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ ". 1

" وَ مِنَ النّاسِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ کَذلِکَ إِنَّما یَخْشَی اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ ". 2

الحدیث

5502. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: رأسُ الحِکمَةِ مَخافَهُ اللّهِ . (1)

5503. عنه صلی اللّه علیه و آله: جِماعُ الخَیرِ خَشْیَةُ اللّهِ . (2)

5504. عنه صلی اللّه علیه و آله: أعْلی النّاسِ مَنزِلَةً عِندَ اللّهِ أخوَفُهُم مِنهُ . (3)

ص:263


1- (3) الاختصاص:ص 343 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 133 ح 43. [1]
2- (4) المواعظ العددیّة:ص 32.
3- (5) أعلام الدین:ص 337 ح 15 [2] عن ابن عمر ،بحار الأنوار:ج 77 ص 180 ح 10.

5505. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَ باللّهِ أعْرَفَ کانَ مِن اللّهِ أخْوَفَ . (1)

2/3 خَفِ اللّهَ کأنَّکَ ترَاهُ

5506. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثٌ مُنْجِیاتٌ ...خَوفُ اللّهِ فی السِّرِّ کأ نّکَ تَراهُ ، فإنْ لَم تَکُن تَراهُ فإنّهُ یرَاکَ . (2)

5507. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وَصیّتِهِ لعلیٍّ علیه السلام: اوصیکَ فی نَفْسِکَ بخِصالٍ فاحْفَظْها عنّی...الثّالثةُ :الخَوفُ مِن اللّهِ عزّ ذِکْرُهُ کأنّکَ تَراهُ . (3)

3/3 فَضْلُ البُکاءِ مِنْ خَشْیَةِ اللّهِ
الکتاب

" أُولئِکَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ مِنْ ذُرِّیَّةِ آدَمَ وَ مِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَ مِنْ ذُرِّیَّةِ إِبْراهِیمَ وَ إِسْرائِیلَ وَ مِمَّنْ هَدَیْنا وَ اجْتَبَیْنا إِذا تُتْلی عَلَیْهِمْ آیاتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُکِیًّا ". 4

" وَ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ یَبْکُونَ وَ یَزِیدُهُمْ خُشُوعاً ". 5

الحدیث

5508. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لعلیٍّ علیه السلام: اوصِیکَ یا علیُّ فی نَفسِکَ بخِصالٍ فاحْفَظْها ، اللّهُمَّ أعِنْهُ ...

ص:264


1- (1) جامع الأخبار:ص 258 ح 682 ، [1]بحار الأنوار:ج 70 ص 393 ح 64 [2] نقلاً عن روضة الواعظین.
2- (2) المحاسن:ج 1 ص 62 ح 3 [3] عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق أو الإمام زین العابدین علیهماالسلام ،بحار الأنوار:ج 70 ص 7 ح 5. [4]
3- (3) الکافی:ج 8 ص 79 ح 33 [5] عن معاویة بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 74 ص 68 ح 8. [6]

والرّابعةُ البُکاءُ للّهِ ، یُبنی لکَ بکلِّ دَمعَةٍ بَیتٌ فی الجنّةِ . (1)

5509. عنه صلی اللّه علیه و آله: طُوبی لِصُورةٍ نَظَرَ اللّهُ إلَیها تَبکی علی ذَنبٍ مِن خَشیَةِ اللّهِ عز و جل ، لَم یَطّلِعْ إلی ذلکَ الذَّنْبِ غَیْرُهُ . (2)

5510. عنه صلی اللّه علیه و آله فی خُطبة الوَداعِ : مَن ذَرَفَتْ عَیناهُ مِن خَشیةِ اللّهِ کانَ لَه بکلِّ قَطرةٍ مِن دُموعِهِ مِثلُ جَبَلِ احُدٍ یکونُ فی میزانِهِ مِن الأجْرِ. (3)

5511. عنه صلی اللّه علیه و آله: ألَا ومَن ذَرَفَتْ عَیناهُ مِن خَشیةِ اللّهِ ، کانَ لَهُ بکلِّ قَطرةٍ قَطَرَتْ مِن دُموعِهِ قَصرٌ فی الجنّةِ ، مُکَلَّلٌ بالدُّرِّ والجَوهرِ ، فیهِ ما لا عَینٌ رأتْ ، ولا اذُنٌ سَمِعَتْ ، ولا خَطَرَ علی قلبِ بَشَرٍ. (4)

5512. عنه صلی اللّه علیه و آله: سَبعةٌ فی ظِلِّ عَرشِ اللّهِ عز و جل یومَ لا ظِلَّ إلّا ظلُّهُ ...ورجُلٌ ذَکرَ اللّهَ عز و جلخالیا ففاضَتْ عَیناهُ مِن خَشیةِ اللّهِ . (5)

5513. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن خَرَجَ مِن عَینَیهِ مِثلُ الذُّبابِ مِن الدَّمْعِ مِن خَشیَةِ اللّهِ آمَنَهُ اللّهُ بهِ یَومَ الفَزَعِ الأکبَرِ. (6)

5514. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِن عَلاماتِ الشَّقاءِ جُمودُ العَینِ . (7)

ص:265


1- (1) المحاسن:ج 1 ص 81 ح 48 [1]عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 69 ص 391 ح 68. [2]
2- (2) ثواب الأعمال:ص 200 ح 2 عن إسماعیل بن أبی زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحار الأنوار:ج 93 ص 331 ح 15. [3]
3- (3) عدّة الداعی:ص 159 ، [4]بحار الأنوار:ج 93 ص 334 ح 25. [5]
4- (4) الأمالی للصدوق:ص 517 ح 707 [6] عن الحسین بن یزید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 76 ص 336 ح 1. [7]
5- (5) بحار الأنوار:ج 84 ص 2 ح 71 [8] عن أبی هریرة.
6- (6) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 95 ح 2268 ، [9]بحار الأنوار:ج 93 ص 336 ح 30. [10]
7- (7) الخصال:ص 242 ح 96 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 70 ص 52 ح 11. [11]
4/3 المؤمنُ بینَ مَخافتَینِ

5515. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا إنّ المؤمنَ یَعْمَلُ بینَ مَخافَتَینِ :بینَ أجَلٍ قَد مَضی لا یَدْری ما اللّهُ صانِعٌ فیهِ ، وبینَ أجَلٍ قد بَقِیَ لا یَدْری ما اللّهُ قاضٍ فیهِ ، فلْیَأخُذِ العَبْدُ المؤمنُ مِن نَفْسِهِ لنَفْسِهِ ومِن دُنیاهُ لآخِرَتِهِ ، وفی الشَّیْبَةِ قَبلَ الکِبَرِ ، وفی الحیاةِ قَبلَ المَماتِ ؛ فوالّذی نَفْسُ محمّدٍ بِیَدِهِ ، ما بَعدَ الدُّنیا مِن مُسْتَعْتَبٍ ، وما بَعدَها مِن دارٍ إلّا الجَنّةَ أوِ النّارَ. (1)

5/3 المؤمنُ بینَ الخَوفِ والرَّجاءِ
الکتاب

" أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَ قائِماً یَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ". 2

الحدیث

5516. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَو تَعْلَمونَ قَدْرَ رَحمَةِ اللّهِ لاتَّکَلْتُم علَیها وما عَمِلْتُم إلّا قلیلاً ، ولَو تَعْلَمونَ قَدْرَ غَضَبِ اللّهِ لَظَنَنْتُم بأنْ لا تَنْجوا. (2)

5517. عنه صلی اللّه علیه و آله: لو یَعلَمُ المؤمنُ ما عِندَ اللّهِ مِن العُقوبَةِ ما طَمِعَ فی الجَنّةِ أحَدٌ ، ولَو یَعْلَمُ الکافِرُ ما عِندَ اللّهِ مِن الرَّحمَةِ ما قَنَطَ مِن الجَنّةِ أحَدٌ. (3)

ص:266


1- (1) الکافی:ج 2 ص 70 ح 9 [1] عن حمزة بن حمزان عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 70 ص 362 ح 7. [2]
2- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 144 ح 5894 نقلاً عن الدیلمی عن أبی سعید.
3- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 139 ح 5867 عن أبی هریرة.
6/3 خوف المؤمن من سوء الخاتِمة

5518. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یَزالُ المؤمنُ خائفا من سُوءِ العاقِبَةِ ، لایَتَیقّنُ الوُصولَ إلی رِضْوانِ اللّهِ حتّی یکونَ وَقتُ نَزْعِ رُوحِهِ وظُهورِ مَلَکِ المَوتِ لَهُ . (1)

5519. عنه صلی اللّه علیه و آله: خَیرُ الأُمورِ خَیرُها عاقِبَةً . (2)

5520. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِلاکُ العَمَلِ خَواتیمُهُ . (3)

5521. عنه صلی اللّه علیه و آله: الاُمورُ بتَمامِها ، والأعْمالُ بخَواتِمِها. (4)

5522. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الرّجُلَ لَیعْمَلُ الزَّمَنَ الطّویلَ بعَمَلِ أهْلِ الجَنّةِ ، ثُمّ یُخْتَمُ لَهُ بعَمَلِ أهْلِ النّارِ.و إنَّ الرّجُلَ لَیَعْمَلُ الزَّمَنَ الطّویلَ بعَمَلِ أهْلِ النّارِ ، ثُمَّ یُخْتَمُ عَمَلُهُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنّةِ . (5)

5523. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ العَبدَ لَیعْمَلُ عَملَ أهْلِ الجَنّةِ فیما یَری النّاسُ و إنّهُ لَمِنْ أهْلِ النّارِ ، و إنَّهُ لَیعْمَلُ عَمَلَ النّارِ فیما یَری النّاسُ و إنَّهُ لَمِنْ أهْلِ الجَنّةِ ، و إنَّما الأعْمالُ بالخَواتیمِ . (6)

5524. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا علَیکُم أنْ تُعْجَبوا بأحَدٍ حتّی تَنْظُروا بما یُخْتَمُ لَهُ ، فإنَّ العامِلَ یَعْمَلُ زَمانا مِن عُمرِهِ أو بُرْهَةً مِن دَهْرِهِ بعَمَلٍ صالحٍ لو ماتَ علَیهِ دَخَلَ الجَنّةَ ، ثُمَّ یَتَحَوّلُ فیَعْمَلُ عَمَلاً سَیّئا. (7)

ص:267


1- (1) التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 239 ح 117 ، [1]بحار الأنوار:ج 71 ص 366 ح 13. [2]
2- (2) الأمالی للصدوق:ص 576 ح 788 [3] عن أبی الصباح الکنانی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 363 ح 2. [4]
3- (3) الاختصاص:ص 343 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 133 ح 43. [5]
4- (4) عوالی اللآلی:ج 1 ص 289 ح 147 ، [6]بحار الأنوار:ج 77 ص 165 ح 2. [7]
5- (5) کنز العمّال:ج 1 ص 116 ح 545 عن أبی هریرة.
6- (6) کنز العمّال:ج 1 ص 125 ح 590 عن سهل بن سعد.
7- (7) کنز العمّال:ج 1 ص 124 ح 589 عن أنس.
7/3 ثمراتُ الخوفِ
الکتاب

" إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِکَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِکَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ ". 1

" وَ لَنُسْکِنَنَّکُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِکَ لِمَنْ خافَ مَقامِی وَ خافَ وَعِیدِ ". 2

" وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ". 3

" وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْوی ". 4

الحدیث

5525. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَو خِفْتُمُ اللّهَ حقَّ خِیفَتِهِ لَعَلِمْتُمُ العِلمَ الّذی لا جَهلَ مَعهُ ، ولَو عَرَفْتُمُ اللّهَ حقَّ مَعرِفَتِهِ لَزالتْ بِدُعائکُمُ الجِبالُ . (1)

5526. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن خافَ أدْلَجَ ، ومَن أدْلَجَ بَلغَ المَنزِلَ .ألَا إنَّ سِلْعَةَ اللّهِ غالِیَةٌ ، ألَا إنّ سِلْعَةَ اللّهِ الجَنّةُ . (2)

8/3 مَن خافَ اللّهَ خافَ منهُ کلُّ شیءٍ

5527. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن خافَ اللّهَ عز و جل خافَ مِنهُ کُلُّ شَیءٍ ، ومَن لَم یَخَفِ اللّهَ أخافَهُ اللّهُ عز و جل

ص:268


1- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 142 ح 5881 نقلاً عن الحکیم عن معاذ.
2- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 142 ح 5885 عن أبی هریرة.

مِن کلِّ شَیءٍ. (1)

5528. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ اتَّقی اللّهَ أهابَ اللّهُ مِنهُ کُلَّ شَیءٍ ، ومَن لَم یَتّقِ اللّهَ أهابَهُ اللّهُ مِن کُلِّ شَیءٍ. (2)

9/3 دَورُ الخَوفِ فی تحقُّقِ الأمنِ
الکتاب

" أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ * اَلَّذِینَ آمَنُوا وَ کانُوا یَتَّقُونَ ". 3

" إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ ". 4

" إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ الصّابِئُونَ وَ النَّصاری مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ ". 5

" بَلی مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ ". 6

الحدیث

5529. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن عَرَضَتْ لَهُ فاحِشَةٌ أو شَهْوَةٌ فاجْتَنَبَها مِن مَخافَةِ اللّهِ عز و جل حَرّمَ اللّهُ علَیهِ النّارَ ، وآمَنَهُ مِن الفَزَعِ الأکْبَرِ ، وأنْجَزَ لَهُ ماوَعدَهُ فی کِتابهِ فی قَولهِ تبارک وتعالی:

ص:269


1- (1) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 357 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعا عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 50 ح 3. [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 142 ح 5883 نقلاً عن الحکیم عن واثلة.

"وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ " (1). (2)

5530. عنه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ تبارَکَ وتعالی:وعِزَّتی وجَلالی ، لا أجْمَعُ علی عَبْدی خَوفَینِ ، ولا أجْمَعُ لَه أمْنَینِ ، فإذا أمِنَنی فی الدُّنیا أخَفْتُهُ یَومَ القِیامَةِ ، و إذا خافَنی فی الدُّنیا أمِنْتُهُ یَومَ القِیامَةِ . (3)

10/3 عَدَمُ مَخافةِ غیرِ اللّهِ

5531. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما سلّطَ اللّهُ علی ابنِ آدَمَ إلّا مَن خافَهُ ابنُ آدَمَ ، ولَو أنّ ابنَ آدَمَ لَم یَخَفْ إلّا اللّهَ ما سَلّطَ اللّهُ علَیهِ غَیرَهُ ولا وُکِلَ ابنُ آدَمَ إلّا إلی مَن رَجاهُ ، ولَو أنّ ابنَ آدَمَ لَم یَرْجُ إلّا اللّهَ ما وُکِلَ إلی غَیرِهِ . (4)

11/3 ما لا ینبغی مِن الخوفِ
الکتاب

"یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْکافِرِینَ یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِکَ فَضْلُ اللّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ ". 5

ص:270


1- (1) الرحمن:46. [1]
2- (2) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 14 ح 4968 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 70 ص 378 ح 25. [2]
3- (3) الخصال:ص 79 ح 127 عن الحسن ،بحار الأنوار:ج 70 ص 379 ح 28. [3]
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 148 ح 5909 عن الدیلمی عن ابن عمر.

" إِنَّما ذلِکُمُ الشَّیْطانُ یُخَوِّفُ أَوْلِیاءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَ خافُونِ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ ". 1

الحدیث

5532. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: طُوبی لِمَن شَغَلَهُ خَوفُ اللّهِ عز و جل عَن خَوفِ النّاسِ . (1)

5533. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَخَفْ فی اللّهِ لَوْمَةَ لائمٍ . (2)

5534. الخصال عن أبی ذرٍّ: أوْصانی رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أنْ لا أخافَ فی اللّهِ لَوْمَةَ لائمٍ . (3)

ص:271


1- (2) الکافی:ج 8 ص 169 ح 190 [1] عن أبی مریم عن الإمام الباقر علیه السلام عن جابر بن عبداللّه ،بحار الأنوار:ج 77 ص 126 ح 32. [2]
2- (3) الخصال:ص 526 ح 13 عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 72 ح 1. [3]
3- (4) الخصال:ص 345 ح 12 ،بحارالأنوار:ج 71 ص 360 ح 1. [4]

ص:272

الفصل الرّابع: التّوبة

1/4 الحَثُّ عَلَی التَّوبَة
الکتاب

" وَ هُوَ الَّذِی یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ یَعْفُوا عَنِ السَّیِّئاتِ وَ یَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ". 1

"وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْمَحِیضِ قُلْ هُوَ أَذیً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِی الْمَحِیضِ وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتّی یَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَیْثُ أَمَرَکُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ التَّوّابِینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ ". 2

"اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاکِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ ". 3

"وَ تُوبُوا إِلَی اللّهِ جَمِیعاً أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ ". 4

الحدیث

5535. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: التَّوبةُ تَجُبُّ ما قَبلَها. (1)

ص:273


1- (5) عوالی اللآلی:ج 1 ص 237 ح 150. [1]

5536. عنه صلی اللّه علیه و آله: التّائبُ مِن الذَّنبِ کَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ . (1)

5537. عنه صلی اللّه علیه و آله: لیسَ شَیءٌ أحَبَّ إلی اللّهِ مِن مُؤمنٍ تائبٍ أو مُؤمنةٍ تائبةٍ . (2)

5538. عنه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ بَنی آدمَ خَطّاءٌ، وخَیرُ الخَطّائینَ التَّوّابونَ . (3)

5539. عنه صلی اللّه علیه و آله: أمَا واللّهِ ، للّهَ ُ أشَدُّ فَرَحا بتَوبَةِ عبدِهِ مِن الرّجُلِ براحِلَتِهِ . (4)

5540. عنه صلی اللّه علیه و آله: للّهَ ُ أفْرَحُ بتَوبةِ عبدِهِ مِن العَقیمِ الوالِدِ ، ومِن الضّالِّ الواجِدِ ، ومِن الظّمآنِ الوارِدِ. (5)

5541. عنه صلی اللّه علیه و آله: أمَّا عَلامةُ التّائبِ فأربَعةٌ :النَّصیحةُ للّهِ فی عَمَلِهِ ، وتَرْکُ الباطِلِ ، ولُزومُ الحَقِّ ، والحِرْصُ علی الخَیرِ. (6)

5542. عنه صلی اللّه علیه و آله: تُوبُوا إلی اللّهِ ، فإنّی أتُوبُ إلی اللّهِ فی کُلِّ یومٍ مائةَ مَرّةٍ . (7)

2/4 قَبولُ التّوبةِ
الکتاب

" أَ لَمْ یَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ هُوَ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ یَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَ أَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ ". 8

ص:274


1- (1) کنز العمّال:ج 4 ص 207 ح 10174 عن ابن مسعود.
2- (2) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 29 ح 33 [1] عن داوود بن سلیمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 6 ص 21 ح 15. [2]
3- (3) الدرّ المنثور:ج 1 ص 626 [3] نقلاً عن أحمد فی الزهد عن قتادة.
4- (4) کنز العمّال:ج 4 ص 204 ح 10159 عن البراء.
5- (5) کنز العمّال:ج 4 ص 205 ح 10165 نقلاً عن ابن عساکر فی أمالیه عن أبی هریرة.
6- (6) تحف العقول:ص 20 ،بحارالأنوار:ج 1 ص 120 ح 11. [4]
7- (7) کنز العمّال:ج 4 ص 206 ح 10171 عن ابن عمر.

" وَ هُوَ الَّذِی یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ یَعْفُوا عَنِ السَّیِّئاتِ وَ یَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ". 1

الحدیث

5543. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ غافِرٌ إلّا مَن شَرَدَ علی اللّهِ شِرادَ البعیرِ علی أهْلِهِ . (1)

3/4 متی تُقبلُ التّوبةُ ؟
الکتاب

" وَ لَیْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِینَ یَعْمَلُونَ السَّیِّئاتِ حَتّی إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّی تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِینَ یَمُوتُونَ وَ هُمْ کُفّارٌ أُولئِکَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِیماً ". 3

"إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بَعْدَ إِیمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا کُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَ أُولئِکَ هُمُ الضّالُّونَ ". 4

" فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَ أَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ یَتُوبُ عَلَیْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ ". 5

"وَ إِذا جاءَکَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِآیاتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَیْکُمْ کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْکُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ ". 6

" وَ إِنِّی لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی ". 7

" وَ الَّذِینَ عَمِلُوا السَّیِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَ آمَنُوا إِنَّ رَبَّکَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِیمٌ ". 8

ص:275


1- (2) کنز العمّال:ج 16 ص 12 ح 43717 عن أبی امامة.

"إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَی اللّهِ لِلَّذِینَ یَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ یَتُوبُونَ مِنْ قَرِیبٍ فَأُولئِکَ یَتُوبُ اللّهُ عَلَیْهِمْ وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً". 1

الحدیث

5544. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن تابَ قَبْلَ أنْ یُعایِنَ قَبِلَ اللّهُ تَوبَتَهُ . (1)

5545. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تعالی یَقبَلُ تَوبَةَ العبدِ ما لَم یُغَرْغِرْ. (2)

4/4 دعائمُ التّوبةِ

5546. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: النَّدمُ تَوبَةٌ . (3)

5547. عنه صلی اللّه علیه و آله: التّائبُ إذا لم یَسْتَبِنْ علَیهِ أثَرُ التَّوبَةِ فلیسَ بتائبٍ :یُرْضی الخُصَماءَ ، ویُعِیدُ الصّلواتِ ، ویَتَواضَعُ بینَ الخَلْقِ ، ویَتَّقی نَفْسَهُ عنِ الشَّهوَاتِ ، ویُهْزِلُ رَقَبتَهُ بصِیامِ النَّهارِ. (4)

5/4 أنواعُ التّوبةِ

5548. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أحْدِثْ لکُلِّ ذَنبٍ تَوبَةً ، السِّرُّ بالسِّرِّ والعَلانِیَةُ بالعَلانِیَةِ . (5)

ص:276


1- (2) الکافی:ج 2 ص 440 ح 2 [1]عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 6 ص 19 ح 4. [2]
2- (3) کنز العمّال:ج 4 ص 210 ح 10187 عن ابن عمر.
3- (4) کنز العمّال:ج 4 ص 232 ح 10301 عن أنس.
4- (5) جامع الأخبار:ص 226 ح 576 ، [3]بحارالأنوار:ج 6 ص 35 ح 51. [4]
5- (6) تحف العقول:ص 26 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 127 ح 33. [5]
6/4 التّوبةُ النَّصُوحُ
الکتاب

"یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَی اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسی رَبُّکُمْ أَنْ یُکَفِّرَ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ وَ یُدْخِلَکُمْ جَنّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ یَوْمَ لا یُخْزِی اللّهُ النَّبِیَّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ یَسْعی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَ اغْفِرْ لَنا إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ". 1

الحدیث

5549. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وقد سُئلَ عنِ التَّوبةِ النَّصوحِ : هُو النَّدمُ علی الذّنبِ حینَ یَفْرُطُ مِنکَ ، فتَسْتَغفِرُ اللّهَ بِنَدامَتِکَ عِند الحافِرِ ، ثُمَّ لا تَعودُ إلَیهِ أبَدا. (1)

7/4 تأخیرُ التّوبةِ
الکتاب

" إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَی اللّهِ لِلَّذِینَ یَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ یَتُوبُونَ مِنْ قَرِیبٍ فَأُولئِکَ یَتُوبُ اللّهُ عَلَیْهِمْ وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً ". 3

الحدیث

5550. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لابن مَسعودٍ: یابنَ مَسعودٍ ، لا تُقَدِّمِ الذّنبَ ولا تُؤَخِّرِ التّوبَةَ ، ولکِنْ قَدِّمِ التَّوبةَ وأخِّرِ الذَّنبَ ، فإنَّ اللّهَ تعالی یقولُ فی کتابهِ : "بَلْ یُرِیدُ الْإِنْسانُ

ص:277


1- (2) کنز العمال:ج 4 ص 260 ح 10427 عن ابی بن کعب.

لِیَفْجُرَ أَمامَهُ " (1). (2)

8/4 تبدیلُ السَّیّئاتِ حَسَناتٍ
الکتاب

" إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِکَ یُبَدِّلُ اللّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ کانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِیماً ". 3

الحدیث

5551. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما جَلسَ قَومٌ یَذْکرونَ اللّهَ إلّا ناداهُم مُنادٍ مِن السّماءِ:قومُوا فَقد بُدِّلَتْ سیّئاتُکُم حَسَناتٍ وغُفِرَتْ لَکُم جَمیعا. (3)

9/4 التَّأ لِّی علَی اللّهِ

5552. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَأ لَّوا علی اللّهِ ، فإنَّهُ مَن تأ لّی علی اللّهِ أکْذَبَهُ اللّهُ . (4)

5553. عنه صلی اللّه علیه و آله: وَیْلٌ للمُتَأ لِّینَ من امَّتی ، الَّذینَ یقولونَ :فُلانٌ فی الجَنّةِ ، وفُلانٌ فی النّارِ. (5)

5554. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن حَتَمَ علی اللّهِ عز و جل أکْذَبَهُ . (6)

ص:278


1- (1) القیامة:5. [1]
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 353 ح 2660 [2]عن عبداللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 104 ح 1. [3]
3- (4) عدّة الداعی:ص 238 ، [4]بحارالأنوار:ج 93 ص 162 ح 42. [5]
4- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 559 ح 7899 عن أبی امامة.
5- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 559 ح 7902 عن جعفر العبدی.
6- (7) کنز العمّال:ج 3 ص 560 ح 7905 نقلاً عن أبی نعیم عن أبی هریرة.

5555. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ رجُلاً قالَ یوما:واللّهِ ، لا یَغفِرُ اللّهُ لفُلانٍ ! فقالَ اللّهُ عز و جل:مَنْ ذا الّذی تَأَلّی علَیَّ أنْ لا أغفِرَ لفُلانٍ ؟! فإنِّی قد غَفَرتُ لِفُلانٍ ، وأحْبَطْتُ عَملَ الثّانی (1)بقولهِ :لا یَغفِرُ اللّهُ لفُلانٍ . (2)

5556. عنه صلی اللّه علیه و آله: کانَ رجُلٌ یُصَلّی ، فلمّا سَجَد أتاهُ رجُلٌ فَوَطئ علی رَقبتِهِ ، فقالَ الّذی تَحتَهُ :واللّهِ ، لا یَغْفِرُ لکَ اللّهُ أبدا! فقالَ اللّهُ عز و جل:تَأَلّی عَبدی أنْ لا أغْفِرَ لِعَبدی ، فإنّی قَد غَفَرتُ لَهُ . (3)

ص:279


1- (1) وفی المصدر:"المتألّی" ، وما أثبتناه من بحارالأنوار. [1]
2- (2) الأمالی للطوسی:ص 58 ح 84 [2] عن جندب الغفاری ، وسائل الشیعة:ج 11 ص 267 ح 13. [3]
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 560 ح 7909 عن ابن مسعود.

ص:280

الفصل الخامس: التّقوی

1/5 الحثّ علی التَّقوی
الکتاب

" وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ ". 1

" ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ * اَلَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ * وَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ * أُولئِکَ عَلی هُدیً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ". 2

" وَ لَقَدْ نَصَرَکُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ ". 3

" أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَکُمْ ذِکْرٌ مِنْ رَبِّکُمْ عَلی رَجُلٍ مِنْکُمْ لِیُنْذِرَکُمْ وَ لِتَتَّقُوا وَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ ". 4

" الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا

ص:281

اِعْتَدی عَلَیْکُمْ وَ اتَّقُوا اللّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِینَ ". 1

الحدیث

5557. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن رُزِقَ تُقیً فَقَد رُزِقَ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ . (1)

5558. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وصِیَّتِهِ لأبی ذرٍّ: اوصیک بتَقوَی اللّهِ ؛ فإنّهُ رَأسُ الأمرِ کُلِّهِ . (2)

5559. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکیَسُ الکَیْسِ التُّقی ، وأحمَقُ الحُمقِ الفُجورُ. (3)

2/5 التَّقوی حِصنٌ حَصینٌ

5560. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ اتَّقَی اللّهَ عاشَ قَوِیّا ، وسارَ فی بِلادِ عَدُوِّهِ آمِنا. (4)

3/5 التَّقوی مفتاحُ الکرامةِ
الکتاب

" یا أَیُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثی وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاکُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ ". 6

الحدیث

5561. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ ربَّکُم واحِدٌ ، وإنّ أباکُم واحِدٌ ، ودِینُکُم واحِدٌ ، ونَبیُّکُم واحِدٌ ، ولا

ص:282


1- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 91 ح 5641 نقلاً عن أبی الشیخ عن عائشة.
2- (3) معانی الأخبار:ص 334 ح 1 عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 70 ص 289 ح 21. [1]
3- (4) الأمالی للصدوق:ص 576 ح 788 [2] عن أبی الصباح الکنانی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 115 ح 8.
4- (5) الدعوات:ص 292 ح 38 ،بحار الأنوار:ج 70 ص 283 ح 5. [3]

فَضلَ لِعَرَبیٍّ علی عَجَمیٍّ ، ولا عَجَمیٍّ علی عَرَبیٍّ ، ولا أحمَرَ علی أسوَدَ ، ولا أسوَدَ علی أحمَرَ ، إلّا بالتَّقوی. (1)

5562. عنه صلی اللّه علیه و آله لَمّا دَخَلَ البَیتَ عامَ الفَتحِ ومَعهُ الفَضلُ بنُ عبّاسٍ واُسامَةُ بنُ زَیدٍ ، ثُمّ خَرَجَ فأخَذَ بحَلْقَةِ البابِ : الحَمدُ للّهِ الّذی صَدَقَ عَبدَهُ ، وأنجَزَ وَعدَهُ ، وغَلَبَ الأحزابَ وَحدَهُ ، إنّ اللّهَ أذهَبَ نَخوَةَ العَرَبِ وتَکَبُّرَها بآبائها ، وکُلُّکُم مِن آدَمَ وآدَمُ مِن تُرابٍ ، وان أکرَمُکُم عِندَ اللّهِ أتقاکُم. (2)

5563. عنه صلی اللّه علیه و آله: یا أیُّها الناسُ ...، إنّ العَرَبیَّةَ لَیسَت بِأبٍ و والِدةٍ ، وإنّما هُو لِسانٌ ناطِقٌ ، فمَن تَکَلَّمَ بهِ فهُو عَرَبیٌّ ، ألا إنَّکُم وُلدُ آدَمَ وآدَمُ مِن تُرابٍ ، وأکرَمُکُم عِندَ اللّهِ أتقاکُم. (3)

5564. عنه صلی اللّه علیه و آله: کَرَمُ الدُّنیا الغِنی ، و کَرَمُ الآخِرَةِ التَّقوی. (4)

5565. عنه صلی اللّه علیه و آله: شَرَفُ الدُّنیا الغِنی ، وشَرَفُ الآخِرَةِ التَّقوی. (5)

5566. الترغیب والترهیب عن جابر بن عبداللّهِ : خطبنا رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و آله...فقال:یا أیُّها النّاسُ ، إنَّ ربَّکُم واحِدٌ ، وإنَّ أباکُم واحِدٌ ، ألا لا فَضلَ لِعَرَبیٍّ علی عَجَمیٍّ ، ولا لعَجَمیٍّ علی عَرَبیٍّ ، ولا لأحمَرَ علی أسوَدَ ، ولا لأسوَدَ علی أحمَرَ ، إلّا بالتَّقوی ، إنّ أکرَمَکُم عِندَ اللّهِ أتقاکُم.

ألا هَل بَلَّغتُ ؟ قالوا:بلی یا رسولَ اللّهِ ، قالَ :فلْیُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائبَ . (6)

ص:283


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 93 ح 5655 نقلاً عن ابن النجّار عن أبی سعید.
2- (2) مشکاة الأنوار:ص 120 ح 283 ، [1]بحار الأنوار:ج 70 ص 287 ح 10. [2]
3- (3) تفسیر القمّی:ج 2 ص 322 ، [3]بحار الأنوار:ج 70 ص 288 ح 17. [4]
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 92 ح 5649 نقلاً عن الدیلمی عن ابن عبّاس.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 92 ح 5650 نقلاً عن الدیلمی عن ابن عبّاس.
6- (6) الترغیب والترهیب:ج 3 ص 612 ح 9.

5567. الاختصاص: بَلَغَنا أنّ سَلمانَ الفارِسیَّ دَخَلَ مَجلِسَ رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ذاتَ یَومٍ فعَظَّمُوهُ وقَدَّمُوهُ وصَدَّرُوهُ إجلالاً لِحَقِّهِ وإعْظاما لِشَیبَتِهِ واختِصاصِهِ بالمُصطفی وآلهِ ، فدَخَلَ عُمرُ فنَظَرَ إلَیهِ فقالَ :مَن هذا العَجَمیُّ المُتَصَدِّرُ فیما بَینَ العَرَبِ ؟ ! فصَعِدَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله المِنبَرَ فخَطَبَ فقالَ :إنّ النّاسَ مِن عَهدِ آدَمَ إلی یَومِنا هذا مِثلُ أسنانِ المُشطِ ، لا فَضلَ لِلعَرَبیِّ علَی العَجَمیِّ ولا للأحمَرِ علَی الأسوَدِ إلّا بالتَّقوی. (1)

4/5 دَورُ التَّقوی فی قَبولِ الأعمالِ
الکتاب

" وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ ابْنَیْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ یُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّکَ قالَ إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ ". 2

الحدیث

5568. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی وصیَّتِهِ لأبی ذرٍّ: یا أبا ذرٍّ ، کُن لِلعَمَلِ بالتَّقوی أشَدَّ اهتِماما مِنکَ بالعَمَلِ . (2)

5569. عنه صلی اللّه علیه و آله: کُن بالعَمَلِ بالتَّقوی أشَدَّ اهتِماما مِنکَ بالعَمَلِ بغَیرِهِ ؛ فإنّهُ لا یَقِلُّ عَملٌ بالتَّقوی ، وکَیفَ یَقِلُّ عَملٌ یُتَقَبَّلُ ؟! لِقَولِ اللّهِ عز و جل: "إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ " . (3)

ص:284


1- (1) الاختصاص:ص 341 ،بحارالأنوار:ج 22 ص 348 ح 64. [1]
2- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 698 ح 8501 نقلاً عن الدیلمی عن أبی ذرّ.
3- (4) عدّة الداعی:ص 284 ، [2]بحار الأنوار:ج 70 ص 286 ح 8. [3]
5/5 مَن یَتَّقِ اللّهَ یَجعَلْ لَهُ مَخرَجا
الکتاب

" فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِکُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَ أَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْکُمْ وَ أَقِیمُوا الشَّهادَةَ لِلّهِ ذلِکُمْ یُوعَظُ بِهِ مَنْ کانَ یُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ مَنْ یَتَّقِ اللّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ وَ مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِکُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً ". 1

" وَ اللاّئِی یَئِسْنَ مِنَ الْمَحِیضِ مِنْ نِسائِکُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَ اللاّئِی لَمْ یَحِضْنَ وَ أُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ یَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَ مَنْ یَتَّقِ اللّهَ یَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ یُسْراً ". 2

الحدیث

5570. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَو أنّ السَّماواتِ والأرضَ کانَتا رَتقا علی عَبده المؤمن ثُمّ اتَّقَی اللّهَ ، لَجَعَلَ اللّهُ لَهُ مِنهُما فَرَجا ومَخرَجا. (1)

5571. عنه صلی اللّه علیه و آله لَمّا قَرأَ: "وَ مَنْ یَتَّقِ اللّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً" :مِن شُبُهاتِ الدُّنیا ، ومِن غَمَراتِ المَوتِ ، وشَدائدِ یَومِ القِیامَةِ . (2)

5572. کنز العمّال عن معاذ عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یا أیُّها النّاسُ ، اتَّخِذوا التَّقوی تِجارَةً یَأتِکُمُ الرِّزقُ بلا بِضاعَةٍ ولا تِجارَةٍ ، ثُمّ قَرأ: "وَ مَنْ یَتَّقِ اللّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ " . (3)

ص:285


1- (3) عدّة الداعی:ص 286 ، [1]بحار الأنوار:ج 70 ص 285 ح 8. [2]
2- (4) مجمع البیان:ج 10 ص 460 عن ابن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 70 ص 281. [3]
3- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 96 ح 5666.

5573. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما تَرَکَ أحَدٌ مِنکُم للّهِ شَیئا إلّا آتاهُ اللّهُ مِمّا هُو خَیرٌ لَهُ مِنهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ ، ولا تَهاوَنَ بهِ وأخَذَهُ مِن حَیثُ لا یَعلَمُ إلّا آتاهُ اللّهُ مِمّا هُو أشَدُّ علَیهِ مِنهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ . (1)

5574. کنزالفوائد: روی عن رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أنّه قال:خَصلَةٌ من لَزِمَها أطاعَتهُ الدُّنیا والآخِرَةُ ، ورَبِحَ الفَوزَ بالجَنَّةِ .قیلَ :وما هِیَ یا رسولَ اللّهِ ؟ قالَ :التَّقوی ، مَن أرادَ أن یَکونَ أعَزَّ النّاسِ فلْیَتَّقِ اللّهَ عز و جل ، ثُمَّ تَلا: "وَ مَنْ یَتَّقِ اللّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ " . (2)

6/5 المُتَّقونَ
الکتاب

" إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ * فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ ". 3

الحدیث

5575. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المُتَّقونَ سادَةٌ ، والفُقَهاءُ قادَةٌ ، والجُلوسُ إلَیهِم عِبادَةٌ . (3)

5576. عنه صلی اللّه علیه و آله: المُتَّقونَ سادَةٌ ، العُلَماءُ والفُقَهاءُ قادَةٌ ، اخِذَ علَیهِم أداءُ مَواثِیقِ العِلمِ ، والجُلوسُ إلَیهِم بَرَکَةٌ ، والنَّظَرُ إلَیهِم نُورٌ. (4)

ص:286


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 698 ح 8499 نقلاً عن ابن عساکر عن ابیّ بن کعب.
2- (2) کنزالفوائد:ج 2 ص 10 ، [1]بحار الأنوار:ج 70 ص 285 ح 7. [2]
3- (4) الأمالی للطوسی:ص 225 ح 392 [3] عن إسحاق بن موسی عن أبیه الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوا:ج 1 ص 201 ح 9.
4- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 93 ح 5653 نقلاً عن الخطیب عن عائشة.
7/5 ما یُورِثُ التَّقوی
الکتاب

" وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ذلِکُمْ وَصّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ ". 1

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیامُ کَما کُتِبَ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ ". 2

الحدیث

5577. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یَبلُغُ العَبدُ أن یَکونَ مِن المُتَّقینَ حتّی یَدَعَ ما لا بَأسَ بهِ حَذَرا لِما بهِ بَأسٌ . (1)

5578. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ المُتَّقینَ الّذینَ یَتَّقونَ اللّهَ مِن الشّیءِ الّذی لا یُتَّقی مِنهُ خَوفا مِن الدُّخولِ فی الشُّبهَةِ . (2)

5579. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وصِیَّتِهِ لأبی ذرٍّ: یا أبا ذرٍّ، لا یکونُ الرّجُلُ مِن المُتَّقینَ حتّی یُحاسِبَ نَفسَهُ أشَدَّ مِن مُحاسَبَةِ الشَّریکِ لِشَریکِهِ ، فیَعلَمَ مِن أینَ مَطعَمُهُ ، ومِن أینَ مَشرَبُهُ ، ومِن أینَ مَلبَسُهُ ؟ أمِن حِلٍّ ذلکَ ، أم مِن حَرامٍ ؟ (3)

5580. عنه صلی اللّه علیه و آله: لِکُلِّ شیءٍ مَعدِنٌ ، ومَعدِنُ التَّقوی قُلوبُ العارِفینَ . (4)

ص:287


1- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 91 ح 5642 عن عطیّة السعدی.
2- (4) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 376 ح 2661 [1] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 86 ح 3. [2]
3- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 699 ح 8501 نقلاً عن الدیلمی عن أبی ذرّ.
4- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 90 ح 5638 نقلاً عن المعجم الکبیر عن ابن عمر.
8/5 حَقُّ التَّقوی
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ". 1

الحدیث

5581. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: "اِتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ " :أن یُطاعَ فلا یُعصی ، وأن یُذکَرَ فلا یُنسی. (1)

9/5 تَمامُ التَّقوی

5582. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَمامُ التَّقوی أن تَتَعلَّمَ ما جَهِلتَ وتَعمَلَ بِما عَلِمتَ . (2)

ص:288


1- (2) الدرّ المنثور:ج 2 ص 282 [1] نقلاً عن عبد بن حمید عن عکرمة.
2- (3) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 120. [2]

الفصل السّادس: الورع

1/6 فَضلُ الوَرَعِ

5583. الإمام علیّ علیه السلام فی ذِکرِ حَدیثِ مِعراجِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ عَزَّوجل:...یا أحمدُ ، علَیکَ بالوَرَعِ ؛ فإنّ الوَرَعَ رأسُ الدِّینِ ووسَطُ الدِّینِ وآخِرُ الدِّینِ .إنَّ الوَرَعَ یُقَرِّبُ العَبدَ إلَی اللّهِ تَعالی.

یا أحمدُ ، إنّ الوَرَعَ کالشُّنوفِ بَینَ الحُلِیِّ والخُبزِ بَینَ الطَّعامِ ، إنَّ الوَرَعَ رأسُ الإیمانِ وعِمادُ الدِّینِ ، إنّ الوَرَعَ مَثَلُهُ کمَثَلِ السَّفینَةِ ؛ کما أنَّ فی البَحرِ لایَنجو إلّا مَن کانَ فیها کذلکَ لا یَنجو الزّاهِدونَ إلّا بالوَرَعِ . (1)

5584. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لکلِّ شَیءٍ اسٌّ ، واُسُّ الإیمانِ الوَرَعُ . (2)

5585. عنه صلی اللّه علیه و آله: الوَرَعُ سَیّدُ العَمَلِ . (3)

5586. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِلاکُ الدِّینِ الوَرَعُ . (4)

ص:289


1- (1) بحار الأنوار:ج 77 ص 21 26 ح 6 [1]نقلاً عن إرشاد القلوب [2]ویوجد فی الطبعة المعتمدة منه ص 203 ولکن سقطت منه بعض العبارات.
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 427 ح 7284 عن ابن عبّاس.
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 430 ح 7299 نقلاً عن الحکیم عن أنس.
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 430 ح 7300 نقلاً عن الدیلمی عن أبی هریرة.

5587. عنه صلی اللّه علیه و آله: رأسُ الدِّینِ الوَرَعُ . (1)

5588. عنه صلی اللّه علیه و آله: خَیرُ دینِکُمُ الوَرَعُ . (2)

5589. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ دِینِکُمُ الوَرَعُ . (3)

5590. عنه صلی اللّه علیه و آله: انتَهَی الإیمانُ إلَی الوَرعِ . (4)

2/6 دَورُ الوَرَعِ فی العِبادةِ

5591. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَو صَلَّیتُم حتّی تَکُونوا کَالحَنایا ، وصُمتُم حتّی کَالأَوتارِ ، ما نَفَعَکُم ذلِکَ إلّا بوَرَعٍ حاجِزٍ. (5)

3/6 تفسیرُ الوَرَعِ

5592. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الوَرَعُ سَیِّدُ العَمَلِ ، مَن لَم یَکُن لَهُ وَرَعٌ یَرُدُّهُ عَن مَعصیَةِ اللّهِ تعالی إذا خَلا بها لَم یَعبَأِ اللّهُ بسائرِ عَمَلِهِ ، فذلکَ مَخافَةُ اللّهِ فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ ، والاقتِصادُ فی الفَقرِ والغِنی، والعَدلُ عِندَ الرِّضاوالسُّخطِ . (6)

5593. عنه صلی اللّه علیه و آله: الوَرِعُ الّذی یَقِفُ عِندَ الشُّبهَةِ . (7)

ص:290


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 427 ح 7281 نقلاً عن ابن عدی فی الکامل عن أنس.
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 427 ح 7280 نقلاً عن أبی الشیخ فی الثواب عن سعد.
3- (3) الخصال:ص 4 ح 9 عن عبداللّه بن میمون عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 70 ص 304 ح 18. [1]
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 426 ح 7275 نقلاً عن سنن الدارقطنی عن ابن مسعود.
5- (5) عدّة الداعی:ص 284 و ص 140 [2] نحوه ،بحار الأنوار:ج 84 ص 258 ح 56. [3]
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 430 ح 7299 نقلاً عن الحکیم عن أنس.
7- (7) کنز العمّال:ج 3 ص 428 ح 7289 نقلاً عن المعجم الکبیر عن واثلة.

5594. عنه صلی اللّه علیه و آله: الآخِذُ بالشُّبُهاتِ یَستَحِلُّ الخَمرَ بالنَّبیذِ ، والسُّحتَ بالهَدیَّةِ ، والبَخسَ (1)بالزَّکاةِ . (2)

5595. عنه صلی اللّه علیه و آله: الحَلالُ بَیِّنٌ ، والحَرامُ بَیِّنٌ ، وبَینَهُما امورٌ مُشتَبِهاتٌ ، لایَعلَمُها کَثیرٌ مِن النّاسِ ، فمَنِ اتَّقَی الشُّبُهاتِ استَبرَأ لِعِرضِهِ ودِینِهِ ، ومَن وَقَعَ فی الشُّبُهاتِ وَقَعَ فی الحَرامِ ، کَراعٍ یَرعی حَولَ الحِمی یُوشِکُ أن یُواقِعَهُ . (3)

5596. عنه صلی اللّه علیه و آله: الاُمورُ ثلاثةٌ :أمرٌ تَبَیَّنَ لکَ رُشدُهُ فاتَّبِعْهُ ، وأمرٌ تَبَیَّنَ لکَ غَیُّهُ فاجتَنِبْهُ ، وأمرٌ اختُلِفَ فیهِ فَرُدَّهُ إلی اللّهِ عز و جل. (4)

5597. عنه صلی اللّه علیه و آله: اجعَلوا بَینَکُم وبَینَ الحَرامِ سِترا مِن الحَلالِ ، مَن فَعلَ ذلکَ استَبرَأ لِعِرضِهِ ودِینِهِ ، ومَن أرتَعَ فیهِ کانَ کالمُرتِعِ إلی جَنبِ الحِمی یُوشِکُ أن یَقَعَ فیهِ . (5)

5598. عنه صلی اللّه علیه و آله: الحَلالُ بَیِّنٌ ، والحَرامُ بَیِّنٌ ، فدَعْ ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ . (6)

5599. عنه صلی اللّه علیه و آله: دَع ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ ؛ فإنّکَ لَن تَجِدَ فَقدَ شَیءٍ تَرَکتَهُ للّهِ . (7)

5600. عنه صلی اللّه علیه و آله لِأبی رِفاعَةَ : إنّکَ لَن تَدَعَ شَیئا للّهِ إلّا أبدَلَکَ اللّهُ خَیرا مِنهُ . (8)

ص:291


1- (1) البَخْس:نقصان الحقّ ، ولا تبخسوا الناسَ :أی لا تظلموهم (تاج العروس:ج 8 ص 198). [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 426 ح 7276 نقلاً عن الفردوس عن الإمام علیّ علیه السلام.
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 428 ح 7291 نقلاً عن صحیح البخاری أو صحیح مسلم عن النعمان بن بشیر.
4- (4) الأمالی للصدوق:ص 352 ح 486 [2] عن جمیل بن صالح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 2 ص 258 ح 1. [3]
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 426 ح 7274 عن النعمان بن بشیر.
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 429 ح 7292 نقلاً عن المعجم الصغیر عن عمر.
7- (7) کنز العمّال:ج 3 ص 429 ح 7297 عن ابن عمر.
8- (8) کنز العمّال:ج 3 ص 798 ح 8795 عن أبی رفاعة عبداللّه بن الحارث.

5601. عنه صلی اللّه علیه و آله: دَعْ ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ ؛ فإنَّ الصِّدقَ طُمَأنِینَةٌ ، وإنَّ الکِذبَ رِیبَةٌ . (1)

5602. عنه صلی اللّه علیه و آله: دَعْ ما یُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ ؛ فإنَّ الخَیرَ طُمأنِینَةٌ ، والشَّرَّ رِیبَةٌ . (2)

5603. عنه صلی اللّه علیه و آله: البِرُّ ما سَکَنَت إلَیهِ النَّفسُ ، واطمَأنَّ إلَیهِ القَلبُ ، والإثمُ ما لَم تَسکُن إلَیهِ النَّفسُ ، ولَم یَطمَئنَّ إلَیهِ القَلبُ ، وإن أفتاکَ المُفتُونَ . (3)

5604. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ البِرَّ ما اسَتَقَرَّ فی الصَّدرِ ، واطمَأنَّ إلَیهِ القَلبُ ، والشَّکَّ ما لَم یَستَقِرَّ فی الصَّدرِ ، ولَم یَطمَئنَّ إلَیهِ القَلبُ ، فدَعْ ما یُرِیبُکَ إلی ما لا یُرِیبُکَ ، وإن أفتاکَ المُفتُونَ . (4)

5605. عنه صلی اللّه علیه و آله: تُفتیکَ نَفسُکَ ، ضَعْ یَدَکَ علی صَدرِکَ ، فإنّهُ یَسکُنُ لِلحَلالِ ، ویَضطَرِبُ مِن الحَرامِ ، دَعْ مایُریبُکَ إلی ما لا یُریبُکَ ، وإن أفتاکَ المُفتُونَ ، إنَ المؤمنَ یَذَرُ الصَّغیرَ مَخافَةَ أن یَقعَ فی الکَبیرِ. (5)

5606. عنه صلی اللّه علیه و آله: استَفتِ قَلبَکَ ، استَفتِ نَفسَکَ ، البِرُّ ما اطمَأنَّ إلَیهِ القَلبُ واطمَأ نَّت إلَیهِ النَّفسُ ، والإثمُ ما حاکَ فی النَّفسِ وتَرَدَّدَ فی الصَّدرِ ، وإن أفتاکَ النّاسُ وأفتَوکَ . (6)

5607. عنه صلی اللّه علیه و آله: الإثمُ حَوازُّ (7)القَلبِ ، وما مِن نَظرَةٍ إلّا ولِلشَّیطانِ فیها مَطمَعٌ . (8)

5608. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما أنکَرَ قَلبُکَ فَدَعْهُ . (9)

ص:292


1- (1) سنن الترمذی:ج 4 ص 668 ح 2518 عن الإمام الحسن علیه السلام.
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 431 ح 7308 عن الإمام الحسن علیه السلام.
3- (3) مسند ابن حنبل:ج 4 ص 223 ح 17757 [1] عن الخشنی.
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 430 ح 7304 نقلاً عن ابن عساکر عن الواثلة.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 431 ح 7306 نقلاً عن الحکیم عن عثمان بن عطاء عن أبیه.
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 432 ح 7312 عن وابصة.
7- (7) حَوّاز القلوب:أی یَحُوز القلب ویغلب علیه حتّی یرکب ما لا یُحبّ ( لسان العرب:ج 5 ص 343 ). [2]
8- (8) کنز العمّال:ج 3 ص 434 ح 7320 عن عبداللّه.
9- (9) کنز العمّال:ج 3 ص 428 ح 7286 نقلاً عن ابن عساکر عن عبدالرحمن بن معاویة بن خدیج.
4/6 فَضلُ أهلِ الوَرِعِ

5609. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: جُلَساءُ اللّهِ غَدا أهلُ الوَرَعِ والزُّهدِ فی الدُّنیا. (1)

5610. عنه صلی اللّه علیه و آله: رَکعَتانِ مِن رجُلٍ وَرِعٍ أفضَلُ مِن ألفِ رَکعَةٍ مِن مُخَلِّطٍ (2). (3)

5611. عنه صلی اللّه علیه و آله: الصَّلاةُ خَلفَ رجُلٍ وَرِعٍ مَقبولَةٌ ، والهَدیَّةُ إلی رجُلٍ وَرِعٍ مَقبولَةٌ ، والجُلوسُ مَعَ رجُلٍ وَرِعٍ مِن العِبادَةِ ، والمُذاکَرَةُ مَعهُ صَدَقَةٌ . (4)

5612. عنه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ تعالی:یا موسی ، إنّهُ لَن یَلقانی عَبدٌ فی حاضِرِ القِیامَةِ إلّا فَتَّشتُهُ عَمّا فی یَدَیهِ ، إلّا مَن کانَ مِن الوَرِعینَ ؛ فإنّی أستَحییهِم واُجِلُّهُم واُکرِمُهُم واُدخِلُهُم الجَنَّةَ بغَیرِ حِسابٍ . (5)

5/6 أورَعُ النّاسِ

5613. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کُفَّ عَن مَحارِمِ اللّهِ تَکُن أورَعَ النّاسِ . (6)

5614. عنه صلی اللّه علیه و آله: لاوَرَعَ کالکَفِّ . (7)

ص:293


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 427 ح 7279 نقلاً عن ابن لآل عن سلمان.
2- (2) التخلیط فی الأمر:هو الإفساد فیه (الصحاح:ج 3 ص 1124)، [1] أی فکما یحصل الفساد بین الأضداد فکذلک یفسد دین من یجمع الحلال مع الشبهات.(کما فی هامش المصدر).
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 427 ح 7282 نقلاً عن الفردوس عن أنس.
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 427 ح 7283 نقلاً عن الفردوس عن البرّاء.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 435 ح 7322 نقلاً عن الحکیم عن ابن عبّاس.
6- (6) الأمالی للصدوق:ص 269 ح 295 [2] عن إسماعیل بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 69 ص 368 ح 4.
7- (7) معانی الأخبار:ص 335 ح 1 عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 70 ص 304 ح 16.

ص:294

الفصل السّابع: حسن الخلق

1/7 أهمّیة الخُلقِ

1/7 أهمّیة الخُلقِ (1)

5615. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الخُلقُ وِعاءُ الدِّینِ . (2)

5616. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَمّا خَلقَ اللّهُ تعالی الإیمانَ قالَ :اللّهُمَّ قَوِّنی ، فَقَوّاهُ بحُسنِ الخُلقِ والسَّخاءِ.ولَمّا خَلقَ اللّهُ الکُفرَ قالَ :اللّهُمَّ قَوِّنی ، فَقَوّاهُ بالبُخلِ وسُوءِ الخُلقِ . (3)

2/7 الحَثَّ عَلَی حُسنِ الخُلقِ

5617. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الإسلامُ حُسنُ الخُلقِ . (4)

ص:295


1- (1)قال أبو حامد الغزالی:الخَلق والخُلق عبارتان مستعملتان معا ، یقال:فلان حَسَن الخَلق والخُلق ، أی حسن الظاهر والباطن ، فیُراد بالخَلق الصورة الظاهرة ، ویُراد بالخُلق الصورة الباطنة....فالخُلق عبارة عن هیئة للنّفس راسخة تصدُر عنها الأفعال بسهولة ویُسر من غیر حاجة إلی فکر ورویّة ، فإن کانت الهیئة بحیث تصدر عنها الأفعال الجمیلة المحمودة عقلاً وشرعا سُمّیت الهیئة خُلقا حسنا ، و إن کان الصادر منها الأفعال القبیحة سُمّیت الهیئة التی هی المصدر خُلقا سیّئا (المحجّة البیضاء:ج 5 ص 95).
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 3 ح 5137 نقلاً عن الحکیم عن أنس.
3- (3) المحجّة البیضاء:ج 5 ص 90.
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 17 ح 5225 نقلاً عن الدیلمی عن أبی سعید.

5618. عنه صلی اللّه علیه و آله: الأخْلاقُ مَنائحُ مِن اللّهِ عز و جل ، فإذا أحَبَّ عَبدا مَنحَهُ خُلقا حَسَنا ، و إذا أبْغَضَ عَبدا مَنحَهُ خُلقا سَیّئا. (1)

5619. الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام عن النبیّ صلی اللّه علیه و آله: یا علیّ ، ألَا اخبِرُکَ (2)بأشْبَهِکُم بِی خُلقا؟ قالَ :بلی یا رسولَ اللّهِ ، قالَ :أحْسَنُکُم خُلقا أعظَمُکُم حِلْما ، وأبَرُّکُم بقَرابَتِهِ ، وأشَدُّکُم مِن نَفسِهِ إنْصافا. (3)

5620. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: حُسنُ الخُلقِ نِصْفُ الدِّینِ . (4)

5621. عنه صلی اللّه علیه و آله: حُسنُ الخُلقِ ذَهَبَ بخَیرِ الدُّنیا والآخِرَةِ . (5)

5622. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما حَسّنَ اللّهُ خَلقَ امرئٍ وخُلقَهُ فیُطْعِمَهُ النّارَ. (6)

5623. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَو یَعلَمُ العَبدُ ما فی حُسن الخُلقِ لَعلِمَ أ نَّهُ مُحتاجٌ أنْ یکونَ لَهُ خُلقٌ حَسنٌ . (7)

5624. الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثلاثٌ مَن لَم تَکُن فیهِ فلَیس مِنّی ولا مِن اللّهِ عز و جل.قیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، وما هُنَّ ؟ قالَ :حِلْمٌ یَرُدُّ بهِ جَهْلَ الجاهِلِ ، وحُسنُ خُلقٍ یَعیشُ بهِ فی النّاسِ ، ووَرَعٌ یَحْجِزُهُ عن مَعاصی اللّهِ عز و جل. (8)

5625. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: زَوَّجتُ المِقدادَ وزَیدا لِیکونَ أشْرَفُکُم عندَ اللّهِ أحْسَنَکُم خُلقا. (9)

ص:296


1- (1) الاختصاص:ص 225.
2- (2) فی المصدر:"اُخبرکم" ، وما أثبتناه من بحار الأنوار.
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 333 ح 2656 ، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 58 ح 3. [2]
4- (4) الخصال:ص 30 ح 106 عن أنس ،بحارالأنوار:ج 71 ص 393 ح 62. [3]
5- (5) الأمالی للصدوق:ص 588 ح 811 عن موسی بن إبراهیم عن الإمام الکاظم عن أبیه عن جدّه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 8 ص 119 ح 7. [4]
6- (6) بحار الأنوار:ج 71 ص 393 ح 63. [5]
7- (7) بحار الأنوار:ج 10 ص 369 ح 20 [6] عن داوود بن سلیمان بن یوسف عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام.
8- (8) الخصال:ص 145 ح 172 عن الحسین بن زید ،بحارالأنوار:ج 69 ص 386 ح 49. [7]
9- (9) کنز العمّال:ج 3 ص 20 ح 5248 عن الشعبی.

5626. بحار الأنوار عن جریرِ بنِ عبدِ اللّهِ : قالَ لی رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:إنّکَ امْرؤٌ قَد أحْسَنَ اللّهُ خَلْقَکَ فأحْسِنْ خُلقَکَ . (1)

3/7 حُسنُ السَّمتِ
الکتاب

" سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ". 2

الحدیث

5627. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الهَدْیُ الصّالِحُ والسَّمْتُ الصّالحُ والاقتِصادُ جُزءٌ مِن خَمسَةٍ وأربَعینَ جُزءا مِنَ النُّبُوَّةِ . (2)

5628. عنه صلی اللّه علیه و آله: زَینُ امَّتی فی حُسنِ السَّمْتِ . (3)

5629. عنه صلی اللّه علیه و آله: خَلَّتانِ لا تَجتَمِعانِ فی مُنافِقٍ :فِقهٌ فی الإسلامِ ، وحُسنُ سَمْتٍ فی الوَجهِ . (4)

5630. عنه صلی اللّه علیه و آله: خَمسٌ لا یَجتَمِعنَ إلّا فی المُؤمِنِ حَقّا یُوجِبُ اللّهُ لَهُ بِهِنَّ الجَنَّةَ :النُّورُ فی القَلبِ ، والفِقهُ فی الإسلامِ ، والوَرَعُ فی الدِّینِ ، والمَوَدَّةُ فی الناسِ ، وحُسنُ السَّمْتِ فی الوَجهِ . (5)

ص:297


1- (1) بحار الأنوار:ج 71 ص 394 ح 63. [1]
2- (3) الخصال:ص 178 ح 238 عن ابن عبّاس ،بحار الأنوار:ج 71 ص 343 ح 2. [2]
3- (4) بحار الأنوار:ج 71 ص 344 ح 5 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
4- (5) الأمالی للطوسی:ص 36 ح 37 [4] عن محمّد بن جعفر عن أبیه الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 343 ح 3. [5]
5- (6) کنز الفوائد:ج 2 ص 10 ، [6]بحارالأنوار:ج 1 ص 219 ح 49. [7]
4/7 بَرکات حُسنِ الخُلقِ

5631. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن حَسَّنَ خُلقَهُ بَلّغَهُ اللّهُ درَجَةَ الصّائمِ القائمِ . (1)

5632. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ العَبدَ لَیَبلُغُ بحُسنِ خُلقِهِ عَظیمَ دَرَجاتِ الآخِرَةِ وشَرَفِ المَنازِل ، و إنَّهُ لَضَعیفُ العِبادَةِ . (2)

5633. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الرّجُلَ یُدرِکُ بحُسنِ خُلقِهِ دَرَجةَ الصّائمِ القائمِ ، و إنَّهُ لَیُکْتَبُ جَبّارا ولا یَمْلِکُ إلّا أهلَهُ ! (3)

5634. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ صاحِبَ الخُلقِ الحَسنِ لَهُ مِثلُ أجْرِ الصّائمِ القائمِ . (4)

5635. عنه صلی اللّه علیه و آله: حُسنُ الخُلقِ یُثْبِتُ المَودَّةَ . (5)

5636. عنه صلی اللّه علیه و آله: حُسنُ البِشْرِ یَذهَبُ بالسَّخیمَةِ . (6)

5637. عنه صلی اللّه علیه و آله: أوَّلُ ما یُوضَعُ فی مِیزانِ العَبدِ یَومَ القِیامَةِ حُسنُ خُلقِهِ . (7)

5638. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن شیءٍ أثقَلُ فی المیزانِ مِن حُسنِ الخُلقِ . (8)

ص:298


1- (1) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 71 ح 328 [1] عن فاطمة بنت علیّ بن موسی الرضا عن أبیها عن الإمام الکاظم عن أبیه عن الإمام الباقر علیهم السلام وعن عمّه زید عن أبیهما الإمام زین العابدین عن أبیه وعمّه عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 388 ح 36. [2]
2- (2) المعجم الکبیر:ج 1 ص 260 ح 754 عن أنس.
3- (3) شرح نهج البلاغة:ج 6 ص 338 عن الإمام الحسن علیه السلام.
4- (4) الکافی:ج 2 ص 100 ح 5 [3] عن ذریح عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 375 ح 5. [4]
5- (5) تحف العقول:ص 45 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 148 ح 71. [5]
6- (6) الکافی:ج 2 ص 103 ح 6 [6] عن سماعة عن الإمام الکاظم علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 74 ص 172 ح 41. [7]
7- (7) قرب الإسناد:ص 46 ح 149 [8] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 385 ح 26. [9]
8- (8) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 37 ح 98 [10] عن داوود بن سلیمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 383 ح 17.

5639. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما یُوضَعُ فی مِیزانِ امرئٍ یَومَ القِیامَةِ أفضَلُ مِن حُسنِ الخُلقِ . (1)

5640. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ أحَبّکُم إلَیَّ وأقرَبَکُم مِنّی یَومَ القِیامَةِ مَجلِسا أحْسَنُکُم خُلقا ، وأشَدُّکُم تَواضُعا. (2)

5641. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکمَلُ المؤمنینَ إیمانا أحْسَنُهُم خُلقا. (3)

5642. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ أشْبَهَکُم بِی أحْسَنُکُم خُلقا. (4)

5643. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّما بُعِثْتُ لاُتَمِّمَ مَکارِمَ الأخْلاقِ . (5)

5644. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّما بُعِثْتُ لاُتَمِّمَ حُسْنَ الأخْلاقِ . (6)

5645. عنه صلی اللّه علیه و آله: جَعلَ اللّهُ سُبحانَهُ مَکارِمَ الأخْلاقِ صِلَةً بَینَهُ وبَینَ عِبادِهِ ، فحَسْبُ أحَدِکُم أنْ یَتَمسّکَ بخُلقٍ مُتَّصِلٍ باللّهِ . (7)

5646. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ یُحِبُّ مَعالِیَ الأخْلاقِ ویَکْرَهُ سَفْسافَها. (8)

ص:299


1- (1) الکافی:ج 2 ص 99 ح 2 [1]عن الإمام زین العابدین علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 7 ص 249 ح 7. [2]
2- (2) قرب الإسناد:ص 45 ح 148 [3] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 385 ح 26. [4]
3- (3) الأمالی للطوسی:ص 140 ح 227 [5] عن محمّد بن علیّ بن عبداللّه بن جعفر بن أبی طالب عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 389 ح 44.
4- (4) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 50 ح 194 [6] عن الحسین بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 387 ح 35.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 16 ح 5217 عن أبی هریرة.
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 16 ح 5218 نقلاً عن ابن سعد عن مالک بن مالک.
7- (7) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 122. [7]
8- (8) کنز العمّال:ج 3 ص 10 ح 5180 عن سهل بن سعد.
5/7 تفسیرُ حُسنِ الخُلقِ

5647. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّما تفسیرُ حُسنِ الخُلقِ :ما أصابَ الدُّنیا یَرْضی ، و إنْ لَم یُصِبْهُ لَم یَسْخَطْ . (1)

5648. الإمام الصادق علیه السلام عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا انَبّئُکُم بخِیارِکُم ؟ قالوا:بلی یارسولَ اللّهِ .قالَ :أحاسِنُکُم (2)أخْلاقا المُوَطّئونَ أکْنافا ، الّذینَ یألَفونَ ویُؤْلَفونَ . (3)

5649. تنبیه الخواطر: جاءَ رجُلٌ إلی رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله مِن بَینِ یدَیهِ فقالَ :یا رسولَ اللّهِ ، ما الدِّینُ ؟ فقالَ :حُسنُ الخُلقِ .ثُمَّ أتاهُ عَن یَمینِهِ فقالَ :ما الدِّینُ ؟ فقالَ :حُسنُ الخُلقِ .ثُمّ أتاهُ مِن قِبَلِ شِمالِهِ فقالَ :ما الدِّینُ ؟ فقالَ :حُسنُ الخُلقِ .ثُمّ أتاهُ مِن وَرائهِ فقالَ :ما الدِّینُ ؟ فالْتَفَتَ إلَیهِ وقاَل:أمَا تَفْقَهُ ؟! الدِّینُ هُو أنْ لا تَغْضَبَ . (4)

6/7 تفسیرُ مکارمِ الأخلاقِ

5650. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: العَدلُ حَسَنٌ ولکنْ فی الاُمَراءِ أحسَنُ ، السَّخاءُ حَسَنٌ ولکنْ فی الأغْنِیاءِ أحسَنُ ، الوَرَعُ حَسنٌ ولکنْ فی العُلَماءِ أحسَنُ ، الصَّبرُ حَسنٌ ولکنْ فی الفُقَراءِ أحسَنُ ، التَّوبَةُ حَسنٌ ولکنْ فی الشَّبابِ أحسَنُ ، الحَیاءُ حَسنٌ ولکنْ فی النِّساءِ أحسَنُ . (5)

ص:300


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 17 ح 5229 عن أبی هریرة.
2- (2) وفی المصدر:"أحسنکم" ، وما أثبتناه من بحار الأنوار.
3- (3) الزهد للحسین بن سعید:ص 20 ح 75 [1] عن حبیب بن الخثعمی ،بحار الأنوار:ج 71 ص 396 ح 76. [2]
4- (4) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 89 ، [3]بحارالأنوار:ج 71 ص 393 ح 63. [4]
5- (5) کنز العمّال:ج 15 ص 896 ح 43542 عن الإمام علیّ علیه السلام.

5651. عنه صلی اللّه علیه و آله: علَیکُم بمَکارِمِ الأخْلاقِ ، فإنّ اللّهَ عز و جل بَعثَنی بها.و إنَّ مِن مَکارِمِ الأخْلاقِ أنْ یَعْفُوَ الرّجُلُ عَمَّنْ ظَلمَهُ ، ویُعْطیَ مَن حَرمَهُ ، ویَصِلَ مَن قَطعَهُ ، وأنْ یَعودَ مَن لا یَعودُهُ . (1)

7/7 زینةُ القُلُوب
الکتاب

" وَ اعْلَمُوا أَنَّ فِیکُمْ رَسُولَ اللّهِ لَوْ یُطِیعُکُمْ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَ لکِنَّ اللّهَ حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الْإِیمانَ وَ زَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ وَ کَرَّهَ إِلَیْکُمُ الْکُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْیانَ أُولئِکَ هُمُ الرّاشِدُونَ ". 2

الحدیث

5652. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: العَفافُ زِینَةُ البَلاءِ ، والتَّواضُعُ زینَةُ الحَسَبِ ، والفَصاحَةُ زینَةُ الکلامِ ، والعَدلُ زینَةُ الإیمانِ ، والسَّکِینَةُ زینَةُ العِبادَةِ ، والحِفظُ زینَةُ الرِّوایَةِ ، وحِفظُ الحِجاجِ زینَةُ العِلمِ ، وحُسنُ الأدبِ زینَةُ العَقلِ ، وبَسطُ الوَجهِ زینَةُ الحِلمِ ، والإیثارُ زینَةُ الزُّهدِ ، وبَذلُ المَوجودِ زینَةُ الیَقینِ ، والتَّقَلُّلُ زینَةُ القَناعَةِ ، وتَرکُ المَنِّ زینَةُ المَعروفِ ، والخُشوعُ زینَةُ الصَّلاةِ ، وتَرکُ ما لا یَعنِی زینَةُ الوَرَعِ . (2)

ص:301


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 478 ح 1042 [1] عن محمّد بن علیّ بن الحسین بن زید بن علیّ عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 69 ص 375 ح 24. [2]
2- (3) جامع الأخبار:ص 337 ح 947 ، [3]بحار الأنوار:ج 77 ص 131 ح 41. [4]
8/7 أحسنُ الزِّینةِ

5653. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أحسَنُ زِینَةِ الرَّجُلِ السَّکِینَةُ معَ إیمانٍ . (1)

5654. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما زَیَّنَ اللّهُ رجُلاً بزِینَةٍ خَیرا مِن عَفافِ بَطنِهِ . (2)

5655. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام: إنّ اللّهَ زَیَّنَکَ بزِینَةٍ لَم یُزَیِّنِ العِبادَ بِشَیءٍ أحَبَّ إلی اللّهِ مِنها ، ولا أبلَغَ عِندَهُ مِنها:الزُّهدُ فی الدنیا ، وإنَّ اللّهَ قد أعطاکَ ذلکَ ، وجَعَلَ الدنیا لا تَنالُ مِنکَ شیئا ، وجَعَلَ لَکَ سِیماءَ تُعرَفُ بها. (3)

9/7 مضار سوءِ الخُلقِ
الکتاب

" فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ کُنْتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ ". 4

" عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِکَ زَنِیمٍ ". 5

الحدیث

5656. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الخُلقُ السَّیِّئُ یُفسِدُ العَملَ کما یُفسِدُ الخَلُّ العَسلَ . (4)

ص:302


1- (1) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 402 ح 5868 عن أبی الصباح الکنانی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 337 ح 2. [1]
2- (2) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 229. [2]
3- (3) مشکاة الأنوار:ص 207 ح 560 [3]عن أبی أیّوب الأنصاری ،بحارالأنوار:ج 40 ص 318 ح 1. [4]
4- (6) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 37 ح 96 [5] عن داوود بن سلیمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ، ف بحارالأنوار:ج 73 ص 297 ح 8. [6]

5657. عنه صلی اللّه علیه و آله: سُوءُ الخُلقِ ذَنبٌ لا یُغْفَرُ. (1)

5658. عنه صلی اللّه علیه و آله وقد سُئلَ عنِ الشُّؤْمِ : سُوءُ الخُلقِ . (2)

5659. عنه صلی اللّه علیه و آله: خَصْلَتانِ لا تَجْتَمعانِ فی مؤمنٍ :البُخلُ وسُوءُ الخُلقِ . (3)

5660. عنه صلی اللّه علیه و آله وقد قیلَ لَهُ : إنّ فُلانَةَ تَصومُ النّهارَ وتَقومُ اللّیلَ ، وهِی سَیِّئةُ الخُلقِ تُؤْذی جِیرانَها بلِسانِها:لا خَیرَ فیها ، هِی مِن أهْلِ النّارِ. (4)

5661. عنه صلی اللّه علیه و آله وقَد سُئِلَ عَن سَبَبِ قَولِهِ حینَ دَفَنَ سَعدَ بنَ مُعاذٍ: "إنَّ سَعدا قَد أصابَتهُ ضَمَّةٌ " ، فقالَ :نَعَم ، إنَّهُ کانَ فی خُلقِهِ مَع أهلِهِ سُوءٌ. (5)

5662. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ العَبدَ لَیَبلُغُ ...بِسُوءِ خُلقِهِ أسْفَلَ دَرَجَة فی جَهنَّمَ . (6)

5663. الإمام علیّ علیه السلام عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أبی اللّهُ لِصاحِبِ الخُلقِ السَّیِّئِ بالتَّوبَةِ ، فقیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، وکیفَ ذلکَ ؟ قالَ :...فإنَّه إذا تابَ مِن ذَنبٍ وَقعَ فی ذَنبٍ أعْظَمَ مِن الذَّنبِ الّذی تابَ مِنهُ . (7)

10/7 الأخلاقُ المذمومةِ

5664. الإمام الصادق علیه السلام عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا اخبِرُکُم بأبعَدِکُم مِنّی شَبَها ؟ قالوا:بلی یا رسولَ

ص:303


1- (1) کنزالعمّال:ج 3 ص 443 ح 7363 عن أنس ؛ المحجّة البیضاء:ج 5 ص 93.
2- (2) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 89 ، [1]بحار الأنوار:ج 71 ص 393 ح 63. [2]
3- (3) شرح نهج البلاغة:ج 6 ص 337.
4- (4) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 90 ، [3]بحار الأنوار:ج 71 ص 394 ح 63. [4]
5- (5) الأمالی للصدوق:ص 469 ح 623 [5] عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 6 ص 220 ح 14. [6]
6- (6) المعجم الکبیر:ج 1 ص 260 ح 754 عن أنس.
7- (7) النوادر للراوندی:ص 131 ح 165 [7] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 299 ح 12. [8]

اللّهِ .قالَ :الفاحِشُ المُتَفَحِّشُ البَذیءُ ، البَخیلُ ، المُخْتالُ ، الحَقودُ ، الحَسودُ ، القاسِی القَلبِ ، البَعیدُ مِن کُلِّ خَیرٍ یُرْجی ، غَیرُ المَأمونِ مِن کُلِّ شَرٍّ یُتَّقی. (1)

5665. عنه صلی اللّه علیه و آله لأبی ذرّ: یا أبا ذرٍّ! لا تَکُنْ عَیّابا ، ولا مَدّاحا ، ولا طَعّانا ، ولا مُمارِیا. (2)

ص:304


1- (1) الکافی:ج 2 ص 291 ح 9 ، [1]بحارالأنوار:ج 72 ص 109 ح 9. [2]
2- (2) أعلام الدین:ص 198 [3] عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 77 ص 85 ح 3. [4]

الفصل الثامن: ملازمة الحقّ

1/8 ثِقلُ الحقِّ
الکتاب

" أَمْ یَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَ أَکْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ کارِهُونَ ". 1

" لَقَدْ جِئْناکُمْ بِالْحَقِّ وَ لکِنَّ أَکْثَرَکُمْ لِلْحَقِّ کارِهُونَ ". 2

الحدیث

5666. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الحقُّ ثَقیلٌ مُرٌّ والباطِلُ خَفیفٌ حُلْوٌ ، ورُبَّ شَهْوَةِ ساعةٍ تُورِثُ حُزْنا طویلاً. (1)

2/8 وجوبُ قولِ الحقِّ ولو علی النَّفْسِ
الکتاب

"یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا قَوّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلّهِ وَ لَوْ عَلی أَنْفُسِکُمْ أَوِ الْوالِدَیْنِ وَ الْأَقْرَبِینَ

ص:305


1- (3) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 371 ح 2661 [1] عن أبی ذر ،بحارالأنوار:ج 77 ص 82 ح 3. [2]

إِنْ یَکُنْ غَنِیًّا أَوْ فَقِیراً فَاللّهُ أَوْلی بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوی أَنْ تَعْدِلُوا وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللّهَ کانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیراً". 1

الحدیث

5667. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أتْقی النّاسِ مَن قالَ الحقَّ فیما لَهُ وعَلَیهِ . (1)

3/8 قولُ الحَقِّ فی الرِّضا والغضبِ

5668. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما أنْفَقَ مؤمنٌ مِن نَفَقةٍ هی أحَبُّ إلی اللّهِ عزّوجلّ مِن قَولِ الحقِّ فی الرِّضا والغَضَبِ . (2)

4/8 قَبولُ الحَقِّ

5669. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اقْبَلِ الحَقَّ مِمَّن أتاکَ بهِ صَغیرٌ أو کَبیرٌ وإن کانَ بَغیضا ، وارْدُدِ الباطِلَ علی مَن جاءَ بهِ مِن صَغیرٍ أو کَبیرٍ وإنْ کانَ حَبیبا. (3)

ص:306


1- (2) الأمالی للصدوق:ص 72 ح 41 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 111 ح 2. [1]
2- (3) الخصال:ص 60 ح 82 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 358 ح 2. [2]
3- (4) کنز العمّال:ج 15 ص 794 ح 43152 عن ابن عبّاس.
5/8 ثَوابُ إنعاشِ الحَقِّ

5670. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن أنْعَشَ حقّا بلِسانِهِ جری لَهُ أجْرُهُ . (1)

5671. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن مَشی مَع مَظْلومٍ حتّی یُثْبِتَ لَهُ حَقَّهُ ، ثَبّتَ اللّهُ تعالی قدَمَیهِ یَومَ تَزِلُّ الأقْدامُ . (2)

ص:307


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 82 ح 5600 عن أنس.
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 83 ح 5604 نقلاً عن أبی الشیخ وأبی نعیم عن ابن عمر.

ص:308

الفصل التاسع: الأدب

1/9 الحث علی الأدب

5672. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لایَقولَنَّ أحَدُکُم لِلمَسجِدِ مُسَیجِدٌ ؛ فَإِنَّهُ بَیتُ اللّهِ ، یُذکَرُ اللّهُ فیهِ ، ولا یَقولَنَّ أحَدُکُم مُصَیحِفٌ ؛ فَإِنَّ کِتابَ اللّهِ أعظَمُ مِن أن یُصَغَّرَ ، ولا یَقولَنَّ أحَدُکُم عَبدی وأمَتی ؛ کُلُّکُم عِبادٌ وإماءٌ ، ولا یَقولَنَّ لِلرَّجُلِ رُوَیجِلٌ ، ولا لِلمَرأَةِ مُرَیَّةٌ . (1)

5673. عنه صلی اللّه علیه و آله فی صِفَةِ المُؤمِنِ : کَثیرُ الحَذَرِ ، قَلیلُ الزَّلَلِ ، حَرَکاتُهُ أدَبٌ . (2)

5674. عنه صلی اللّه علیه و آله: أنَا أدیبُ اللّهِ وعَلِیٌّ أدیبی ، أمَرَنی رَبّی بِالسَّخاءِ وَالبِرِّ ونَهانی عَنِ البُخلِ وَالجَفاءِ ، وما شَیءٌ أبغَضُ إلَی اللّهِ عز و جل مِنَ البُخلِ وسوءِ الخُلُقِ ، وإنَّهُ لیُفسِدُ العَمَلَ کَما یُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ . (3)

5675. الإمام الصّادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ أدَّبَ رَسولَهُ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :یا مُحَمَّدُ "خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ

ص:309


1- (1) سیر أعلام النبلاء:ج 14 ص 546 عن أبی هریرة ؛ الجعفریات:ص 241 عن الإمام علی علیه السلام.
2- (2) التمحیص:ص 74 ح 171 ،بحارالأنوار:ج 67 ص 311 ح 45. [1]
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 51 ح 19 [2]عن ابن عباس ،بحارالأنوار:ج 16 ص 231 ح 35. [3]

وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ " (1)، قالَ :خُذ مِنهُم ما ظَهَرَ وما تَیَسَّرَ ، وَالعَفوُ:الوَسَطُ . (2)

5676. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ یَأخُذُ بِأَدَبِ اللّهِ عز و جل ؛ إذا وَسَّعَ عَلَیهِ اتَّسَعَ ، وإذا أمسَکَ عَلَیهِ أمسَکَ . (3)

5677. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ المُؤمِنَ أخَذَ عَن اللّهِ سُبحانَهُ وتَعالی أدَبا حَسَنا ؛ إِذا وَسَّعَ عَلَیهِ وَسَّعَ عَلی نَفسِهِ ، وإذا أمسَکَ عَلَیهِ أمسَکَ . (4)

2/9 أحسن الآدابِ

5678. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أحسَنُ الأَدَبِ أن لایَفخَرَ المَرءُ بِأَدَبِهِ . (5)

3/9 التَّحذیرُ مِن سوءِ الأَدَبِ

5679. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکَ وما یُسَوِّءُ الأَدَبَ . (6)

5680. عنه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکَ أن تَضحَکَ مِن غَیرِ عَجَبٍ ، أو تَمشِیَ وتَتَکَلَّمَ فی غَیرِ أدَبٍ . (7)

5681. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَا استَرذَلَ اللّهُ عَبدا إلّا حَظَرَ عَنهُ العِلمَ وَالأَدَبَ . (8)

ص:310


1- (1) الأعراف:199. [1]
2- (2) تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 43 ح 126 ، [2]بحارالأنوار:ج 96 ص 84 ح 4. [3]
3- (3) الکافی:ج 4 ص 12 ح 12 [4] عن عمر بن یزید عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 157 ح 135.
4- (4) شُعب الإیمان:ج 5 ص 259 ح 6591 ؛ [5]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 287 [6] نحوه وکلاهما عن ابن عمر.
5- (5) ربیع الأبرار:ج 3 ص 261. [7]
6- (6) إرشاد القلوب:ص 12. [8]
7- (7) أعلام الدین:ص 273. [9]
8- (8) مسند الشهاب:ج 2 ص 17 ح 795 عن أبی هریرة.
4/9 مبادی الادب
أ الوراثَةُ
الکتاب

"رَبِّ لا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْکافِرِینَ دَیّاراً * إِنَّکَ إِنْ تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبادَکَ وَ لا یَلِدُوا إِلاّ فاجِراً کَفّاراً ". 1

الحدیث

5682. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: انظُر فی أیِّ نِصابٍ (1)تَضَعُ وَلَدَکَ ، فَإِنَّ العِرقَ دَسّاسٌ (2). (3)

5683. عنه صلی اللّه علیه و آله: النّاسُ مَعادِنُ ، وَالعِرقُ دَسّاسٌ ، وأدَبُ السّوءِ کَعِرقِ السّوءِ. (4)

ب التَّربِیَةُ

5684. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما وَرَّثَ والِدٌ وَلَدَهُ أفضَلَ مِن أدَبٍ . (5)

ص:311


1- (2) نِصاب کلّ شیء:أصله ، یقال:فلان یرجع إلی نِصاب صدق ، وأصلُه:مَنبِته ومحتدهُ (لسان العرب:ج 1 ص 761 [1] "نصب").
2- (3) العِرْق دَسّاس:أی دَخّال ؛ لأنّه ینزِع فی خفاء ولُطف.دَسّه یدُسّه دسّا:إذا أدخله فی الشیء بقهر وقوّة (النهایة:ج 2 ص 117 [2] "دسس").
3- (4) مسند الشهاب:ج 1 ص 371 ح 638 عن ابن عمر.
4- (5) شُعب الإیمان:ج 7 ص 455 ح 10974 [3] عن ابن عباس.
5- (6) کنز العمّال:ج 16 ص 460 ح 45435 نقلاً عن العسکری وابن النجّار عن ابن عمر ؛ التبیان فی تفسیر القرآن:ج 4 ص 546 من دون اسناد إلیه صلی اللّه علیه و آله نحوه.
ج العَقلُ

5685. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی ذِکرِ أنواعِ الخَیرِ مِمّا یَتَشَعَّبُ عَنِ العَقلِ : ...وأمَّا الصِّیانَةُ فَیَتَشَعَّبُ مِنهَا الصَّلاحُ ، وَالتَّواضُعُ ، وَالوَرَعُ ، وَالإِنابَةُ ، وَالفَهمُ ، وَالأَدَبُ ، وَالإِحسانُ ، وَالتَّحَبُّبُ ، وَالخَیرُ ، وَاجتِناءُ البِشرِ (1).فَهذا ما أصابَ العاقِلُ بِالصِّیانَةِ . (2)

5/9 آثار الأَدب

5686. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: حُسنُ الأَدَبِ زینَةُ العَقلِ . (3)

5687. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن قَعَدَ بِهِ حَسَبُهُ ، نَهَضَ بِهِ أدَبُهُ . (4)

6/9 أولیاء التَّأدیب
أ اللّه عز و جل

5688. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أدَّبَنی رَبّی فَأَحسَنَ تَأدیبی. (5)

5689. الاختصاص: عَن بَعضِ الهاشِمِیّینَ رَفَعَ الحَدیثَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أنَّ أعرابِیّا أتاهُ فَقالَ :یا رَسولَ اللّهِ ، أیُدالِکُ (6)الرَّجُلُ امرَأَتَهُ ؟

ص:312


1- (1) فی نسخة:"و اجتناب الشرّ" (هامش المصدر).
2- (2) تحف العقول:ص 17 ،بحارالأنوار:ج 1 ص 118 ح 11. [1]
3- (3) جامع الأخبار:ص 337 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 131 ح 41. [2]
4- (4) ربیع الأبرار:ج 3 ص 261 ؛ [3] غرر الحکم:ح 8167.
5- (5) مجمع البیان:ج 10 ص 500 ،بحارالأنوار:ج 71 ص 382. [4]
6- (6) المُدالَکَة:المُماطَلَة ، یعنی مَطلَه إیّاها بالمَهر (النهایة:ج 2 ص 130 [5] "دلک").

قالَ :نَعَم إذا کانَ مُلفَجا (1).

فَقالَ :یا رَسولَ اللّهِ مَن أدَّبَکَ ؟ قالَ :اللّهُ أدَّبَنی ، وأنَا أفصَحُ العَرَبِ مَیدَ (2)أنّی مِن قُرَیشٍ ، ورُبّیتُ فی حِجرٍ مِن هَوازِنَ بَنی سَعدِ بنِ بَکرٍ. (3)

5690. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل أدَّبَ نَبِیَّهُ فَأَحسَنَ أدَبَهُ ، فَلَمّا أکمَلَ لَهُ الأَدَبَ قالَ : "إِنَّکَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ " (4)، ثُمَّ فَوَّضَ إلَیهِ أمرَ الدّینِ وَالاُمَّةِ لِیَسوسَ (5)عِبادَهُ ، فَقالَ عز و جل: "ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" (6)، وإنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله کانَ مُسَدَّدا مُوَفَّقا مُؤَیَّدا بِروحِ القُدُسِ ؛ لا یَزِلُّ ولا یُخطِئُ فی شَیءٍ مِمّا یَسوسُ بِهِ الخَلقَ ، فَتَأَدَّبَ بآدابِ اللّهِ . (7)

5691. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المَرَضُ سَوطُ اللّهِ فِی الأَرضِ یُؤَدِّبُ بِهِ عِبادَهُ . (8)

5692. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ البَلاءَ لِلظّالِمِ أدَبٌ . (9)

ب الأَنبِیاءُ علیهم السلام

5693. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل أَمَرَنی أن اعَلِّمَکُم ما عَلَّمَنی ، وأن اؤَدِّبَکُم. (10)

ص:313


1- (1) المُلفَج بفتح الفاء:الفقیر ، یقال:ألفَجَ الرجُلُ فهو مُلفَج ، علی غیر قیاس (النهایة:ج 4 ص 259 [1] "لفج").
2- (2) مَیْدَ و بَیْدَ:لُغتان بمعنی غَیْر.وقیل:معناهما:علی أنّ (النهایة:ج 4 ص 379 [2] "مید").
3- (3) الاختصاص:ص 187 ،بحارالأنوار:ج 17 ص 158 ح 2. [3]
4- (4) القلم:4. [4]
5- (5) ساسَ زیدٌ الأمرَ یَسُوسُه سیاسَةً :دبّرَه وقام بأمرِه (المصباح المنیر:ص 295 [5] "سوس").
6- (6) الحشر:7. [6]
7- (7) الکافی:ج 1 ص 266 ح 4 [7] عن فضیل بن یسار ،بحارالأنوار:ج 17 ص 4 ح 3. [8]
8- (8) کنز العمّال:ج 3 ص 306 ح 6680 نقلاً عن الخلیلی عن جریر البجلی.
9- (9) جامع الأخبار:ص 310 ح 852 ، [9]بحارالأنوار:ج 67 ص 235 ح 54. [10]
10- (10) نوادر الاُصول:ج 1 ص 255 عن أبی هریرة.

5694. عنه صلی اللّه علیه و آله مِن کتابِهِ إلی أکثَمَ بنِ صَیفِیٍّ : مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ إلی أکثَمَ بنِ صَیفِیٍّ :أحمَدُ اللّهَ إلَیکَ ، إنَّ اللّهَ تَعالی أمَرَنی أن أقولَ :لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وآمُرَ النّاسَ بِقَولِها ، وَالخَلقُ خَلقُ اللّهِ عز و جل ، وَالأَمرُ کُلُّهُ للّه ، خَلَقَهُم وأماتَهُم وهُوَ یَنشُرُهُم وإلَیهِ المَصیرُ ، أدَّبتُکُم بِآدابِ المُرسَلینَ ، ولَتُسأَلُنَّ عَنِ النَّبَأِ العَظیمِ ، ولَتَعلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعدَ حینٍ . (1)

ج العُلَماءُ وَالحُکّامُ

5695. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لِمُعاذِ بنِ جَبَلٍ لَمّا بَعَثَهُ إلَی الیَمَنِ : یا مُعاذُ ، عَلِّمهُم کِتابَ اللّهِ ، وأحسِن أدَبَهُم عَلَی الأَخلاقِ الصّالِحَةِ . (2)

5696. الإمام زین العابدین علیه السلام: کَتَبَ رَسولُ اللّه صلی اللّه علیه و آله لِعَتّابِ بنِ أسیدٍ عَهدا عَلی أهلِ مَکَّةَ ...:"وقَد قَلَّدَ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ عَتّابَ بنَ أسیدٍ أحکامَکُم ومَصالِحَکُم ، قَد فَوَّضَ إلَیهِ تَنبیهَ غافِلِکُم ، وتَعلیمَ جاهِلِکُم ، وتَقویمَ أوَدِ (3)مُضطَرِبِکُم ، وتَأدیبَ مَن زالَ عَن أدَبِ اللّهِ مِنکُم". (4)

د الآباءُ والاُمَّهاتُ

5697. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مِن حَقِّ الوَلَدِ عَلی والِدِهِ أن یُحسِنَ أدَبَهُ ، وأن لا یَجحَدَ نَسَبَهُ . (5)

5698. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکرِموا أولادَکُم ، وأحسِنوا أدَبَهُم ؛ یُغفَر لَکُم. (6)

ص:314


1- (1) کمال الدین:ص 571 [1]عن محمد بن سلمة ،بحارالأنوار:ج 22 ص 87 ح 40. [2]
2- (2) تحف العقول:ص 25 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 127 ح 33. [3]
3- (3) الأوَد:العِوَج (النهایة:ج 1 ص 79 "أود").
4- (4) التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 556 ح 329 ، [4]بحارالأنوار:ج 21 ص 123 ح 20. [5]
5- (5) تاریخ المدینة:ج 2 ص 568 عن ابن عبّاس.
6- (6) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 478 ح 1651 ، [6]بحارالأنوار:ج 104 ص 95 ح 44. [7]

5699. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَأَن یُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ خَیرٌ مِن أن یَتَصَدَّقَ بِصاعٍ . (1)

5700. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما نَحَلَ (2)والِدٌ وَلَدا مِن نُحلٍ أفضَلَ مِن أدَبٍ حَسَنٍ . (3)

5701. عنه صلی اللّه علیه و آله: أدِّبوا أولادَکُم عَلی ثَلاثِ خِصالٍ :حُبِّ نَبِیِّکُم ، وحُبِّ أهلِ بَیتِهِ ، وعَلی قِراءَةِ القُرآنِ . (4)

7/9 آداب التأدیب
أ الرِّفق
الکتاب

"فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشی ". 5

"فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ کُنْتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ ". 6

الحدیث

5702. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لِعَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهَنِیِّ لَمّا بَعَثَهُ إلی قَومِهِ : عَلَیکَ بِالرِّفقِ وَالقَولِ السَّدیدِ ، ولا تَکُ فَظّا (5)ولا غَلیظا. (6)

ص:315


1- (1) سنن الترمذی:ج 4 ص 337 ح 1951 [1] عن جابر بن سمرة ؛ مکارم الأخلاق:ج 1 ص 478 ح 1650 [2] نحوه.
2- (2) النُّحْل:العطیّة والهبة ابتداءً من غیر عوَض ولا استحقاق (النهایة:ج 5 ص 29 [3] "نحل").
3- (3) سنن الترمذی:ج 4 ص 338 ح 1952 [4] عن أیوب بن موسی عن أبیه عن جدّه ؛ جامع الأحادیث للقمّی:ص 211 عن الإمام علیّ علیه السلام.
4- (4) الصواعق المحرقة:ص 172. [5]
5- (7) الفَظَظ :خشونة فی الکلام ، ورجلٌ فَظّ :ذو فظاظةٍ جافٍ غلیظ ، فی منطقه غِلَظ وخشونَة (لسان العرب:ج 7 ص 451 [6] "فظظ ").
6- (8) کنز الفوائد:ج 1 ص 210 [7] عن عمرو بن مرّة الجهنی ،بحارالأنوار:ج 18 ص 104 ح 4. [8]

5703. الإمام علیّ علیه السلام یَصِفُ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله: کانَ دائِمَ البِشرِ ، سَهلَ الخُلُقِ ، لَیِّنَ الجانِبِ ، لَیسَ بِفَظٍّ ولا غَلیظٍ ولاصَخّابٍ (1)ولا فَحّاشٍ ولا عَیّابٍ ولا مَدّاحٍ . (2)

ب العظة

5704. مسند ابن حنبل عن عمّ أبی رافع بن عمرو الغفاری: کُنتُ وأنَا غُلامٌ أرمی نَخلاً لِلأَنصارِ، فَأتَی النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله فَقیلَ :إنَّ هاهُنا غُلاما یَرمی نَخلَنا! فَاُتِیَ بی إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله فَقَالَ :یا غُلامُ ! لِمَ تَرمِی النَّخلَ ؟ قالَ :قُلتُ :آکُلُ ، قالَ :فَلا تَرمِ النَّخلَ وَکُل ما یَسقُطُ فی أسافِلِها.ثُمَّ مَسَحَ رَأسی وَقالَ :اللّهُمَّ أشبِع بَطنَهُ . (3)

ج التَّلویحُ

5705. سنن أبی داوود عن عائشة: کانَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله إذا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّیءُ ، لَم یَقُل:ما بالُ فُلانٍ یَقولُ ؟ ولکِن یَقولُ :ما بالُ أقوامٍ یَقولونَ کَذا وکَذا؟! (4)

د العُقوبَةُ بِقَدرِ الذَّنبِ

5706. المعجم الکبیر عن أسد بن وداعة: أنَّ رَجُلاً یُقالُ لَهُ جُزءٌ أتَی النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :یا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ أهلی یُغضِبونّی فَبِمَ اعاقِبُهُم ؟ فَقالَ :تَعفو ، ثُمَّ قالَ الثّانِیَةَ ، حَتّی قالَها ثَلاثا ، قالَ :فَإِن عاقَبتَ فَعاقِب بِقَدرِ الذَّنبِ وَاتَّقِ الوَجهَ . (5)

ص:316


1- (1) السَّخَب والصَّخَب:بمعنی الصِّیاح (النهایة:ج 2 ص 349 "سخب").
2- (2) معانی الأخبار:ص 83 عن اسماعیل بن محمّد عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 16 ص 152 ح 4. [1]
3- (3) مسند ابن حنبل:ج 7 ص 296 ح 20364. [2]
4- (4) سنن أبی داوود:ج 4 ص 250 ح 4788.
5- (5) المعجم الکبیر:ج 2 ص 269 ح 2130.
8/9 آفاتُ التأدیب
أ الإِفراطُ فِی الرِّفقِ وَالمَحَبَّةِ

5707. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ قَوما أحَبّوا قَوما حَتّی هَلَکوا فی مَحَبَّتِهِم فَلا تَکونوا کَهُم ، و إنَّ قَوما أبغَضوا قَوما حَتّی هَلَکوا فی بُغضِهِم فَلا تَکونوا کَهُم (1). (2)

ب الغَضَبُ

5708. الکافی عن علیّ بن أسباط عن بعض أصحابنا: نَهی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله عَنِ الأَدَبِ عِندَ الغَضَبِ . (3)

ج الخُشونَةُ

5709. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المُؤمِنُ لَیِّنٌ هیِّنٌ سَمِحٌ ، لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ .وَالکافِرُ فَظٌّ غَلیظٌ ، لَهُ خُلُقٌ سَیِّی وفیهِ جَبَرِیَّةٌ (4). (5)

5710. الکافی عن یونس بن رباط عن الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:"رَحِمَ اللّهُ مَن أعانَ وَلَدَهُ عَلی بِرِّهِ ".

قالَ :قُلتُ :کَیفَ یُعینُهُ عَلی بِرِّهِ ؟

ص:317


1- (1) فی کنز العمّال:"مثلهم" بدل "کهم" فی الموردین.
2- (2) فردوس الأخبار:ج 1 ص 291 ح 919 عن عبداللّه بن جعفر.
3- (3) الکافی:ج 7 ص 260 ح 3 ، [1]بحارالأنوار:ج 79 ص 102 ح 2. [2]
4- (4) یقال:فیه جَبَرِیَّة:أی کِبْر (الصحاح:ج 2 ص 608 [3] "جبر").
5- (5) الأمالی للطوسی:ص 366 ح 777 [4] عن علیّ بن علیّ بن رزین عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عن النزّال بن سبرة عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 391 ح 53. [5]

قالَ :یَقبَلُ مَیسورَهُ ، ویَتَجاوَزُ عَن مَعسورِهِ ، ولا یُرهِقُهُ ولا یَخرَقُ بِهِ (1)، فَلَیسَ بَینَهُ وبَینَ أن یَصیرَ فی حَدٍّ مِن حُدودِ الکُفرِ إلّا أن یَدخُلَ فی عُقوقٍ أو قَطیعَةِ رَحِمٍ .

ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:"الجَنَّةُ طَیِّبَةٌ طَیَّبَهَا اللّهُ وطَیَّبَ ریحَها ، یوجَدُ ریحُها مِن مَسیرَةِ ألفَی عامٍ ، ولا یَجِدُ ریحَ الجَنَّةِ عاقٌّ ولا قاطِعُ رَحِمٍ ولا مُرخِی الإِزارِ خُیَلاءَ (2)". (3)

5711. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: عَلِّموا ولا تُعَنِّفوا ، فَإِنَّ المُعَلِّمَ خَیرٌ مِنَ المُعَنِّفِ . (4)

د التَّحقیرُ

5712. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تُحَقِّرَنَّ أحَدا مِنَ المُسلِمینَ ، فَإِنَّ صَغیرَهُم عِندَ اللّهِ کَبیرٌ. (5)

ه التَّعییرُ

5713. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا زَنَت خادِمُ أحَدِکُم فَلیَجلِدهَا الحَدَّ ولا یُعَیِّرها. (6)

5714. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن عَیَّرَ مُؤمِنا بِشَیءٍ ، لَم یَمُت حَتّی یَرکَبَهُ . (7)

و الضَّربُ

5715. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ظَهرُ المُؤمِنِ حِمیً (8)إلّا بِحَقِّهِ . (9)

ص:318


1- (1) قوله صلی اللّه علیه و آله "ولایرهقه":أی لا یسفّه علیه ولایظلمه ؛ من الرَّهَق محرَّکَة.أو:لا یحمل علیه ما لا یطیقه ؛ من الإرهاق ، یقال:لا یرهقنی لا أرهقَکَ اللّه ، أی لا أعسَرَک اللّه.والخرق بالضمّ والتحریک:ضدّ الرفق (مرآة العقول:ج 21 ص 87). [1]
2- (2) الخُیَلاء والخِیلاء:الکِبْر والعُجْب (النهایة:ج 2 ص 93 "خیل").
3- (3) الکافی:ج 6 ص 50 ح 6. [2]
4- (4) منیة المرید:ص 193 ، [3]بحارالأنوار:ج 77 ص 175 ح 9. [4]
5- (5) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 31. [5]
6- (6) مسند ابن حنبل:ج 3 ص 406 ح 9461 [6] عن أبی هریرة.
7- (7) الکافی:ج 2 ص 356 ح 2 [7] عن إسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 73 ص 384 ح 2.
8- (8) هذا شیء حِمیً :أی مَحظور لا یُقرب (النهایة:ج 1 ص 447 [8] "حما").
9- (9) المعجم الکبیر:ج 17 ص 180 ح 476 عن عصمة ؛ جامع الأحادیث للقمّی:ص 98 عن موسی بن إبراهیم عن الامام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی اللّه علیه و آله ،بحارالأنوار:ج 75 ص 151 ح 18.

5716. صحیح مسلم عن عائشة: ما ضَرَبَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله شَیئا قَطُّ بِیَدِهِ ، ولَا امرَأَةً ولا خادِما ، إلّا أن یُجاهِدَ فی سَبیلِ اللّهِ . (1)

5717. تنبیه الخواطر عن عائشة: ما ضَرَبَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله مَملوکا قَطُّ ولا غَیرَهُ إلّا فی سَبیلِ اللّهِ ، ولَا انتَصَرَ قَطُّ لِنَفسِهِ إلّا أن یُقیمَ حَدّا مِن حُدودِ اللّهِ . (2)

ز التَّعَدّی عَنِ الحَدِّ

5718. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَضرِبَنَّ أدَبا فَوقَ ثَلاثٍ ، فَإِنَّکَ إن فَعَلتَ فَهُوَ قِصاصٌ یَومَ القِیامَةِ . (3)

ص:319


1- (1) صحیح مسلم:ج 4 ص 1814 ح 79.
2- (2) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 26. [1]
3- (3) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 155. [2]

ص:320

کلام حول "الأدب"
الأدب لغةً

أصل کلمة الأدب الدعوةُ إلی اجتماعٍ علی مأدبة طعام ، جاء فی تهذیب اللغة:

أصل الأدْب الدعاء ، وقیل للصنیع یُدعی إلیه الناس مَدعاةٌ ومَأدَبَةٌ .والأدَب الذی یتأدّبُ به الأدیبُ من الناس ، سُمّی أدبا لأنّه یأدِبُ الناسَ الذین یتعلّمونه إلی المحامد ، وینهاهم عن المقابح. (1)

وجاء فی معجم مقاییس اللغة:

الأدْب:أن تجمع الناس إلی طعامک ، وهی المأدَبة والمأدُبة ، والآدِب:الدَّاعی...ومن هذا القیاس الأدَب أیضا ؛ لأنّه مُجمَع علی استحسانه. (2)

والملاحظ فی مادّة "الأدب" أنّها تتضمّن اجتماع الناس ، وجدارة العمل ، من هنا فلعلّ ما یُحمد ویُستحسن من عمل فی المجتمع سُمّی أدبا ، وسنری أنّ هذه الکلمة قد وردت فی النصوص الإسلامیّة بمعنی مطلق التربیة (سلبا وإیجابا).

بناءً علی ذلک یمکن اعتبار الأدب بما یتضمّن من قِیَم فنّا من الفنون ، والأدیب هو الفنّان الذی یقدّم عملاً جمیلاً مستساغا ، ولذا قیل فی تعریف علم الأدب:هو علم یُحترَز به عن الخَطل فی الکلام لفظا وکتابةً (3)،بل الأدب یشمل

ص:321


1- (1) معجم تهذیب اللغة:ج 1 ص 133 "أدب".
2- (2) معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 74 [1] "أدب".
3- (3) راجع:المنجد:ص 5.

مطلق العلوم والمعارف (1)أیضا.إذ إنّ العلم یشکّل رصیدا قیّما لجمال العمل وعلوّ شأنه ، فلا یمکن لغیر العالم أن یکون فنّانا حاذقا.

الأدب فی القرآن والحدیث

لم ترد کلمة الأدب فی القرآن الکریم ، وإن کان مؤدّاها موضع اهتمام الکتاب العزیز فی موارد عدیدة ، غیر أنّها وردت فی الأحادیث الإسلامیّة فی موارد کثیرة ،باعتبارها أصلاً ثقافیّا وأخلاقیّا واجتماعیّا هامّا.یقول الإمام علیّ علیه السلام:

14-لِکُلِّ أمرٍ أدَبٌ . (2)

ولعلّ أبرز ما یمکن تبیینه فی أحادیث الأدب:

1.معنی الأدب

وردت کلمة الأدب فی الأحادیث الإسلامیّة بعدّة معانٍ :

أ تجسید القیم الفطریّة والعقلیّة والاجتماعیّة

یقول الإمام علیّ علیه السلام مشیرا إلی هذا المعنی:

14-کَفاکَ أدَبا لِنَفسِکَ اجتِنابُ ما تَکرَهُهُ مِن غَیرِکَ . (3)

إنّ اجتناب ما یکرهه الإنسان من غیره یجسّد القیم الفطریّة والعقلیّة والاجتماعیّة فی القول والفعل ، فمن یلتزم برعایة هذه القیم لم یعد یحتاج إلی مؤدّبٍ ومربٍّ ، وقد سئل عیسی علیه السلام عمّن أدّبه فقال:

14-ما أدَّبَنی أحَدٌ ، رَأَیتُ قُبحَ الجَهلِ فَجانَبتُهُ . (4)

ص:322


1- (1) راجع:المصدر السابق.
2- (2) غرر الحکم:ح 7280.
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الأوّل:معنی الأدب:ح 777 ).
4- (4) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الأوّل:معنی الأدب:ح 782 ).

وعدم رعایة الأدب فی القول والعمل یعود إلی الجهل ، فالعقل یدعو الإنسان إلی رعایة القیم التی تصون الهویّة الإنسانیّة ، من هنا یقول الإمام علیّ علیه السلام:

14-حَسبُ المَرءِ...مِن أدَبِهِ ألّا یَترُکَ ما لا بُدَّ لَهُ مِنهُ . (1)

فالمؤمنون الملتزمون یجب أن تکون أقوالهم وأفعالهم مؤطّرة بالأدب ، فقد وصف رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله المؤمن بقوله:

14-حَرَکاتُهُ أدَبٌ . (2)

ب تجسید القیم الدّینیّة

إنّ القیم الدینیّة عبارة عمّا أراد اللّه تعالی من الإنسان أن یفعله علی نحو الوجوب أو الاستحباب ، وإلی هذا المعنی تشیر بعض نصوص الحدیث مثل:"أنَا أدیبُ اللّهِ وعَلِیٌّ أدیبی" و"إنَّ اللّهَ أدَّبَ نَبِیَّهُ عَلی مَحَبَّتِهِ " (3)و"إنَّ المُؤمِنَ یَأخُذُ بِأدَبِ اللّهِ ". (4)فالقیم الإلهیّة تتجسّد فیما یصدر عن قادة الإسلام وأتباعهم من قول وفعل.

وهاهنا لابدّ من التأکید علی مسألتین:

الاُولی:إنّ القیم العقلیّة والشرعیّة تلتقی بالتحلیل الدقیق فی نقطة واحدة.روی عن الإمام علیّ علیه السلام:

14-العَقلُ شَرعٌ مِن داخِلٍ ، وَالشَّرعُ عَقلٌ مِن خارِجٍ . (5)

فلو استطاع العقل أن یدرک الحقائق کما هی ، فإنّه یتوصّل دون شکّ إلی نفس النقطة التی وصل إلیها الدین ، وعلی هذا الأساس قیل:"کلّ ما حکم به العقل حکم

ص:323


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الأوّل:معنی الأدب:ح 790 ).
2- (2) راجع:المصدر السابق ، ص 25 ح 787.
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الأوّل:معنی الأدب:ح 792 ).
4- (4) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الأوّل:معنی الأدب:ح 794 ).
5- (5) راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة:ج 1 ( [1] المعرفة/القسم الثانی:العقل/الفصل الثالث:التعقل:ح 222 ).

به الشّرع ، وکلّ ما حکم به الشّرع حکم به العقل". (1)

وبهذه النظرة تتوحّد الأداب العقلیّة والشرعیّة.

الثانیة:إن السُّلوک الاجتماعیّ المغایر للشرع لیس له فی الواقع قیمة أدبیّة ، إذ لو کان له قیمة أدبیّة فهو کما أشرنا لا یتعارض مع الشریعة ، فإضفاء صفة جمالیّة علی هذا اللّون من السلوک لا یعدو فی الواقع أن یکون انحرافا نفسیّا ، والمبتلون بهذا السلوک هم کما یقول القرآن الکریم: "زُیِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ " (2).

ج التّربیة

قد ترد کلمة الأدب فی النصوص الإسلامیّة بمعنی مطلق التربیة ، وذلک حین توصف بصفة حسنة أو سیّئة مثل:

بِحُسنِ السِّیاسَةِ یَکونُ الأَدَبُ الصّالِحُ . (3)

لا یَزالُ العَبدُ المُؤمِنُ یورِثُ أهلَ بَیتِهِ العِلمَ وَالأَدَبَ الصّالِحَ حَتّی یُدخِلَهُمُ الجَنَّةَ جَمیعا...ولا یَزالُ العَبدُ العاصی یورِثُ أهلَ بَیتِهِ الأدَبَ السَّیِّئَ حَتّی یُدخِلَهُمُ النّارَ جَمیعا. (4)

واضح أنّ الأدب باعتباره قیمة من القیم لا یحتاج إلی وصفه بالصالح ، کما لا یمکن وصفه بالسیّئ ، لذلک لابدّ من حمله فی هذه الموارد علی التربیة بمعناها المطلق ،بل لعلّ کلمة الأدب إذا ذُکرت فی بعض الموارد بصورة مطلقة إنّما یُراد بها هذا المعنی ، وحذف صفة "صالح" منها من باب جواز حذف ما یُعلم.

ص:324


1- (1) هذه وجهة نظر طبعا ، وللتعرّف علی تفاصیل المسألة راجع کتب اصول الفقه ، مبحث قاعدة الملازمة بین حکم العقل والشرع.
2- (2) التوبة:37. [1]
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل السادس:آداب التأدیب:ح 983 ).
4- (4) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الثالث:مبادئ الأدب:ح 868 ).

بناءً علی ما تقدّم ، فما جاء فی تعریف الأدب من أنّ :

الأدب علی ما یتحصّل من معناه هو الهیئة الحسنة التی ینبغی أن یقع علیه الفعل المشروع ، إمّا فی الدین ، وإمّا عند العقلاء فی مجتمعهم ؛ کآداب الدعاء وآداب ملاقاة الأصدقاء ، وإن شئت قلت:ظرافة الفعل. (1)

لا یصدق علی کلّ استعمالات کلمة الأدب ،بل ینطبق علی معناها الأوّل والثانی.

2.أنواع الأدب ومراتبه

إنّ الأدب بمعنی رعایة القیم الأخلاقیّة والشرعیّة فی القول والفعل له أنواع ومراتب ، نشرحها فیما یلی بإجمال:

أ الأدب مع النّاس

وهو التعامل اللّائق مع الأفراد والفئات ، مع الأخذ بنظر الاعتبار مکانتهم العائلیّة والاجتماعیّة ، وهو بدوره علی أنواع:أدب التعامل مع الوالدین ، وأدب التعامل مع الأقارب ، وأدب التعامل مع الجیران والمرافقین ، وأدب التعامل مع الصدیق ، وأدب التعامل مع العدوّ ، وأدب التعامل مع العالم ، وأدب التعامل مع أنبیاء اللّه وأوصیائهم وأولیاء اللّه ، وسیأتی شرح کلّ واحد من هذه الآداب إن شاء اللّه تحت عناوین خاصّة.

إنّ أقلّ مراتب الأدب مع الناس ، اجتناب ما یکره الانسانُ صدورَه من غیره ؛ وکما قال الإمام علیّ علیه السلام فی هذا الصدد:

14-کَفاکَ أدَبا لِنَفسِکَ اجتِنابُ ما تَکرَهُهُ مِن غَیرِکَ . (2)

ص:325


1- (1) المیزان فی تفسیر القرآن:ج 6 ص 256 ، [1] انظر تمام الکلام.
2- (2) نهج البلاغة:الحکمة 412. [2]

ولا یخفی أنّ هذا هو الحدّ الأدنی من الأدب ، وکلّما ازداد الإنسان رعایةً للقیم العقلیّة والشرعیّة فی القول والفعل ازداد أدبا.

ب الأدب مع الخالق

إنّ الأدب مع الخالق هو عبارة عن رعایة حرمة حضوره فی کلِّ الحالات والحرکات والسکنات ،بصورة تتناسب مع عظمة الباری وجلاله ، وهذا الأدب له أنواع ومراتب أیضا:

المرتبة الاُولی:ترک المحرّمات وأداء الواجبات.

المرتبة الثانیة:ترک المکروهات وأداء المستحبّات.

المرتبة الثالثة:تطهیر القلب ممّا سوی اللّه تعالی ، وإلی هذه المرتبة یشیر الإمام علیّ علیه السلام إذ یقول:

14-کَفی بِالعَبدِ أدَبا ألّا یُشرِکَ فی نِعَمِهِ وإربِهِ غَیرَ رَبِّهِ . (1)

وإلی هذا أیضا تشیر الروایة عن الإمام الصّادق علیه السلام:

14-القَلبُ حَرَمُ اللّهِ ؛ فَلا تُسکِن حَرَمَ اللّهِ غَیرَ اللّهِ . (2)

ج الأدب مع النّفس

إنّ الأدب مع النفس یعنی:أن یلتزم الإنسان بالقیم فی القول والعمل رعایة لحرمة نفسه ، وبعبارة اخری:فی بعض الأحیان قد یلتزم الإنسان بالأدب خجلاً من الآخرین ورعایةً لحرمة اللّه وحرمة الناس ، ولکن فی أحیانٍ اخری قد یلتزم بالأدب بدافع من إنسانیّته ورعایة لحرمة القیم الإنسانیّة.وفیما یروی عن علیّ علیه السلام أنّه یعتبر هذا النوع من الأدب أسمی مراتب التأدّب ؛ حیث یقول:

14-غایَةُ الأَدَبِ أن یَستَحِیَ الإِنسانُ مِن نَفسِهِ . (3)

ص:326


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الثانی:فضل الأدب والحث علیه:ح 837 ).
2- (2) جامع الأخبار:ص 518 ح 1468.
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الأول:معنی الأدب:ح 814 ).

ولعلّ هذا اللّون من الأدب هو الذی یشیر إلیه علیه السلام فی قوله:

14-لَو أنّا لا نَرجو جَنَّةً ، ولا نَخشی نارا ولا ثَوابا ولا عِقابا ، لَکانَ یَنبَغی لَنا أن نَطلُبَ مَکارِمَ الأَخلاقِ ، فَإِنَّها تَدُلُّ عَلی سُبُلِ النَّجاحِ . (1)

3.دور الأدب فی حیاة الإنسان

إنّ الأدب فی منظور الأحادیث الإسلامیّة ذو معطیات وبرکات وافرة فی حیاة الإنسان ؛ فالأدب رصید التفتُّح العقلی ، وزینة الروح واللِّسان ، وشرافة الحسب والنسب ، وعامل لارتقاء جمیع الفضائل الأخلاقیّة فی الإنسان (2).

إنّ من تزیّن بحُلْیة الأدب لم یلحقه نقص فی النسب ، ویندر أن یرتکب ما لا یلیق به.وبعبارة موجزة:المتأدّب فی الحیاة سعید ، وفاقد الأدب شقیّ .وعلی حدّ تعبیر أمیر البیان:

14-مَا الإِنسانُ لَولَا الأَدَبُ إلّا بَهیمَةٌ مُهمَلَةٌ . (3)

علی هذا الأساس یحتاج الإنسان فی الحیاة أکثر ما یحتاج إلی الأدب ، یقول الإمام علیّ علیه السلام:

14-إنَّ النّاسَ إلی صالِحِ الأَدَبِ أحوَجُ مِنهُم إلَی الفِضَّةِ وَالذَّهَبِ . (4)

لذلک شجّع أئمّة الإسلام بأسالیب مختلفة أتباعَ هذا الدین علی التأدّب ، وحذّروا من ترکه ، حتی أنّ الإمام الصادق علیه السلام قال:

14-إن اجِّلتَ فی عُمُرِکَ یَومَینِ ؛ فَاجعَل أحَدَهُما لِأَدَبِکَ لِتَستَعینَ بِهِ عَلی یَومِ مَوتِکَ . (5)

ص:327


1- (1) تاریخ دمشق:ج 69 ص 202 ح 13750 عن کمیل بن زیاد النخعی.
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ص 51 (آثار الأدب).
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الرابع:آثار الأدب ).
4- (4) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الثانی:فضل الأدب والحث علیه:ح 831 ).
5- (5) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الثانی:معنی الأدب والحث علیه:ح 835 ).

إنّ الأدب الذی ینفع الإنسانَ بعد موته هو الأدب مع اللّه سبحانه ؛ أی تَجسید القیم الإلهیّة فی حیاة الإنسان ، وکلّما ازداد الإنسان فی هذا الحقل تأدّبا ازداد من حکمة الخلیقة قربا ، وازداد من برکات الدنیا والآخرة نیلاً ، کما فی قوله تعالی:

"فَعِنْدَ اللّهِ ثَوابُ الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ " . (1)

4.مصادر الأدب

من مجموع النصوص التی أشارت إلی مصادر الأدب ، نفهم أنّ للأدب مصدرین:أحدهما الوراثة ، والآخر التربیة ، فقد ورد فی الحدیث النبویّ :

14-النّاسُ مَعادِنُ ، وَالعِرقُ دَسّاسٌ ، وأدَبُ السّوءِ کَعِرقِ السّوءِ. (2)

ثمّ أنّ الوراثة ترتبط بالاُسرة ، وفی روایة عن علیّ علیه السلام:

14-إذا کَرُمَ أصلُ الرَّجُلِ کَرُمَ مَغیبُهُ ومَحضَرُهُ . (3)

من هنا فإنّ من یرید أن یکون له أبناء متأدّبون ، علیه أن یختار الزوجة المناسبة ، یقول الرَّسول صلی اللّه علیه و آله:

14-اُنظُر فی أیِّ نِصابٍ تَضَعُ وَلَدَکَ ، فَإِنَّ العِرقَ دَسّاسٌ . (4)

إنّ العوائل الأصیلة النجیبة الکریمة لها دور أساس فی تربیة الأفراد الصالحین المؤدَّبین ، ولکنّ التربیة إلی جانب الوراثة لها دور هامّ أیضا فی بناء الإنسان ، وتستطیع بما لها من تأثیر أن تقضی علی الآثار الإیجابیّة أو السلبیّة للوراثة أو تقلّلها.

إنّ العناصر المهمّة الفاعلة فی التربیة کما جاء فی النصوص الإسلامیّة عبارة عن:بذل الجهد والسعی لتقویة الإیمان ، والعلم ، والاقتداء بالنماذج الإنسانیّة

ص:328


1- (1) النساء:134. [1]
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الثالث:/مبادیء الأدب:ح 862 ).
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الثالث:/مبادیء الأدب:ح 857 ).
4- (4) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الثالث:/مبادیء الأدب:ح 857 ).

الممتازة ، والاستعانة باللّه تعلی لبلوغ هذا الهدف ، وتوجیهات أئمّة الإسلام فی هذا المجال علی غایة من الأهمّیة للمربّین والمشتغلین فی حقول الدّعوة.

5.المؤدّبون

إنّ أوّل معلّم للأدب هو اللّه سبحانه الذی أدّب أنبیاءه ، وأمرهم أن یربّوا الناس علی هذه الفضیلة ، وقد واصلَ هذه المهمّة الأوصیاء بعد الأنبیاء ، یقول الإمام علیّ علیه السلام:

14-إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أدَّبَهُ اللّهُ ، وهُوَ صلی اللّه علیه و آله أدَّبَنی ، وأنَا اؤَدِّبُ المُؤمِنینَ واُوَرِّثُ الآدابَ المُکرَمینَ . (1)

إنّ هذه المسؤولیّة فی عهدنا هذا یتحمّلها المسؤولون السیاسیّون فی المجتمعات الإسلامیّة ، والإسلام یری أنّ التخطیط لإشاعة ثقافة التأدّب فی المجتمع ، من أهمّ حقوق الناس علی الحکّام ، ففی الظروف الراهنة للعالم الإسلامیّ یتحمّل العلماء والمثقّفون علی هذا الصعید مسؤولیّة خاصّة ، وفضلاً عن روّاد السیاسة والثقافة ، تتحمّل العوائل خاصّة الآباء مسؤولیّة تأدیب الأبناء ، فقد روی عن الرسول صلی اللّه علیه و آله قوله:

14-مِن حَقِّ الوَلَدِ عَلی والِدِهِ أن یُحسِنَ أدَبَهُ . (2)

6.اُسلوب التّأدیب

إنّ من أغنی کنوز ما ورد عن أهل البیت علیهم السلام توجیهاتهم بشأن التأدیب والتربیة ، وقد وردت نصوص هذه التوجیهات فی الفصل السادس ، والتفصیل فیها یتطلّب کتابا مستقلّاً ، ولکن یمکن الإشارة بإیجاز إلی أنّ اصول اسلوب التأدیب فی مدرسة أهل البیت علیهم السلام عبارة عن:

أ أن یکون المعلّم متأدّبا.

ص:329


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الخامس:/أولیاء التأدیب:ح 961 ).
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الأدب/الفصل الخامس:/أولیاء التأدیب:ح 966 ).

ب التأدیب بالعمل قبل التأدیب بالقول.

ج اختیار أفضل الأزمنة للتعلیم.

د التخطیط لعملیّة التربیة.

ه فهم المخاطَب نفسیّا ، والتعامل العلمیّ الصحیح معه.

و تشجیع المحسن لتنبیه المسیء.

ز التعامل بالرفق والمداراة.

ح عدم التصریح بالأخطاء.

ط تجنّب العنف دونما ضرورة.

ی العدالة فی العقاب عند الضرورة.

7.آفات التّأدیب

إنّ آفات التأدیب قسمان:

القسم الأوّل الآفات الخاصّة بالعوائل والمربِّین فی المؤسّسات التربویّة:

أ الإفراط فی العاطفة.

ب التعامل الحادّ الضیّق.

ج التوتُّر العصبی.

د الإهانة واللَّوم.

ه الکلام القاذع.

القسم الثانی الآفات المختصّة بالسلطات السیاسیّة والقضائیّة ، مثل:

أ الاکتفاء بالموعظة.

ب ممارسة العنف دونما ضرورة.

ج تخطِّی حدود العدالة فی العقاب.

ص:330

الفصل العاشر: العدل

1/10 الحَثُّ عَلی العَدل
الکتاب

"یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا قَوّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلّهِ وَ لَوْ عَلی أَنْفُسِکُمْ أَوِ الْوالِدَیْنِ وَ الْأَقْرَبِینَ إِنْ یَکُنْ غَنِیًّا أَوْ فَقِیراً فَاللّهُ أَوْلی بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوی أَنْ تَعْدِلُوا وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللّهَ کانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیراً". 1

الحدیث

5719. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: العَدلُ جُنَّةٌ واقِیَةٌ ، وجَنَّةٌ باقِیَةٌ . (1)

5720. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ العَدلَ میزانُ اللّهِ تَعالی فِی الأَرضِ ، فَمَن أخَذَهُ قادَهُ إلَی الجَنَّةِ ، ومَن تَرَکَهُ ساقَهُ إلَی النّارِ. (2)

5721. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَدلُ ساعَةٍ خَیرٌ مِن عِبادَةِ سِتّینَ سَنَةً قِیامِ لَیلِها وصِیامِ نَهارِها، وجَورُ ساعَةٍ

ص:331


1- (2) عوالی اللآلی:ج 1 ص 293 ح 177 ، [1]بحارالأنوار:ج 77 ص 165 ح 2. [2]
2- (3) تنبیه الغافلین:ص 367 ح 551 [3]عن عمر ؛ مستدرک الوسائل:ج 11 ص 317 ح 13145 [4] نقلاً عن لُبِّ اللباب.

فی حُکمٍ أشَدُّ وأعظَمُ عِندَ اللّهِ مِن مَعاصی سِتّینَ سَنَةً . (1)

2/10 صِفاتُ العادِلِ

5722. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن عامَلَ النّاسَ فلَم یَظلِمْهُم، وَحَدَّثَهُم فلَم یَکذِبْهُم، ووَعَدَهُم فلَم یُخلِفْهُم، فَهُو مِمَّن کَمُلَت مُروءَتُهُ ، وظَهَرَت عَدالَتُهُ ، ووَجَبَت اخُوَّتُهُ ، وحَرُمَت غِیبَتُهُ . (2)

5723. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن صاحَبَ النّاسَ بِالَّذی یُحِبُّ أن یُصاحِبوهُ کانَ عَدلاً. (3)

5724. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما کَرِهتَهُ لِنَفسِکَ فَاکرَهْ لِغَیرِکَ ، وما أحبَبتَهُ لِنَفسِکَ فأحبِبْهُ لِأخیکَ ؛ تَکُن عادِلاً فی حُکمِکَ ، مُقسِطا فی عَدلِکَ ، مُحَبَّا فی أهلِ السَّماءِ، مَودودا فی صُدورِ أهلِ الأرضِ . (4)

5725. عنه صلی اللّه علیه و آله عند ما سُئِلَ عَن أبوابِ القِسطِ : إنصافُ النّاسِ مِن نَفسِکَ ، وبَذلُ السَّلامِ لِلعالِمِ ، وذِکرُ اللّهِ تَعالی فِی الغِنی وَالفاقَةِ ، حَتّی لا تُبالِیَ ذُمِمتَ فِی اللّهِ أو حُمِدتَ . (5)

3/10 أعدَلُ النّاسِ

5726. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أعدَلُ النّاسِ مَن رَضِیَ لِلنّاسِ ما یَرضی لِنَفسِهِ ، وکَرِهَ لَهُم ما یَکرَهُ لِنَفسِهِ . (6)

ص:332


1- (1) جامع الأخبار:ص 435 ح 1216 ،بحارالأنوار:ج 75 ص 352 ح 61. [1]
2- (2) الخصال:ص 208 ح 28 عن سلیمان بن الطائی عن الإمام الرضا [2]عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 70 ص 1 ح 1. [3]
3- (3) کنز الفوائد:ج 2 ص 162. [4]
4- (4) تحف العقول:ص 14 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 67 ح 6. [5]
5- (5) حلیة الأولیاء:ج 5 ص 207 عن أبی تمیمة.
6- (6) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 395 ح 5840 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام الحسین علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 112 ح 2. [6]

5727. عنه صلی اللّه علیه و آله وقَد قیلَ لَهُ : احِبُّ أن أکونَ أعدَلَ النّاسِ :أحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِکَ تَکُنْ أعدَلَ النّاسِ . (1)

4/10 الانتِصافُ مِن النَّفسِ

5728. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثٌ لا تُطیقُها هذهِ الاُمَّةُ :المُواساةُ لِلأخِ فی مالِهِ ، وإنصافُ النّاسِ مِن نَفسِهِ ، وذِکرُ اللّهِ علی کلِّ حالٍ . (2)

5729. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وصیَّتهِ لابنِ مَسعودٍ: یابنَ مَسعودٍ، أنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِکَ ، وانصَحِ الاُمَّةَ وارحَمْهُم ، فإذا کُنتَ کذلکَ وغَضِبَ اللّهُ علی أهلِ بَلدَةٍ أنتَ فیها وأرادَ أن یُنزِلَ علَیهِمُ العَذابَ نَظَرَ إلَیکَ فرَحِمَهُم بِکَ ، یقولُ اللّهُ تعالی: "وَ ما کانَ رَبُّکَ لِیُهْلِکَ الْقُری بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ " . (3)

5730. عنه صلی اللّه علیه و آله: من واسَی الفَقیرَ ، وأنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ ، فذلکَ المؤمِنُ حَقّا. (4)

5/10 عِقابُ مَن لَم یَعدِلْ مِنَ الاُمَراءِ

5731. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أوَّلُ مَن یَدخُلُ النّارَ أمیرٌ مُتَسَلِّطٌ لَم یَعدِلْ ، وذو ثَروَةٍ مِنَ المالِ لَم یُعطِ

ص:333


1- (1) کنز العمّال:ج 16 ص 128 ح 44154 عن خالد بن الولید.
2- (2) الخصال:ص 125 ح 122 عن أنس بن محمّد أبو مالک عن أبیه عن الإمام الصادق عن أبیه عن جده عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 75 ص 27 ح 11. [1]
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 360 ح 2660 [2]عن عبد اللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 109 ح 1. [3]
4- (4) الخصال:ص 47 ح 48 عن جعفر بن إبراهیم الجعفری عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 75 ص 40 ح 39. [4]

المالَ حَقَّهُ ، وفَقیرٌ فَخورٌ. (1)

5732. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَنالُ شَفاعَتی ذا سُلطانٍ جائرٍ غَشومٍ . (2)

5733. عنه صلی اللّه علیه و آله فی آخِرِ خُطبَتِه بِالمَدینَةِ وقَد سَألَهُ علیٌّ علیه السلام عَن مَنزِلَةِ الأمیرِ الجائرِ: هُوَ رابِعُ أربَعَةٍ ، مِن أشدِّ النّاسِ عَذابا یَومَ القِیامَةِ :إبلیسَ ، وفِرعَونَ ، وقاتِلِ النِّفسِ ، ورابِعُهُم سُلطانٌ جائرٌ. (3)

5734. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن وَلِیَ عَشرَةً فَلَم یَعدِلْ فیهِم جاءَ یَومَ القِیامَةِ ویَداهُ ورِجلاهُ ورَأسُهُ فی ثَقبِ فَأسٍ . (4)

ص:334


1- (1) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 28 ح 20 [1] عن داوود بن سلیمان بن الفراء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 72 ص 126 ح 8. [2]
2- (2) مستدرک الوسائل:ج 12 ص 99 ح 13627 [3] نقلاً عن القطب الراوندی فی لب اللباب.
3- (3) ثواب الأعمال:ص 338 ح 1 عن أبی هریرة وعبداللّه بن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 76 ص 367 ح 30. [4]
4- (4) ثواب الأعمال:ص 309 ح 1 عن أنس بن مالک ،بحارالأنوار:ج 75 ص 345 ح 40. [5]

الفصل الحادی عشر: المواساة

1/11 الحَثُّ علی المواساة

5735. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: سَیِّدُ الأَعمالِ ثَلاثُ خِصالٍ :إنصافُکَ النّاسَ مِن نَفسِکَ ، ومُواساةُ الأَخِ فِی اللّهِ عز و جل ، وذِکرُ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی عَلی کُلِّ حالٍ . (1)

5736. عنه صلی اللّه علیه و آله: لِلمُؤمِنِ عَلَی المُؤمِنِ سَبعَةُ حُقوقٍ واجِبَةٍ مِنَ اللّهِ عز و جل عَلَیهِ :الإِجلالُ لَهُ فی عَینِهِ ، وَالوُدُّ لَهُ فی صَدرِهِ ، وَالمُواساةُ لَهُ فی مالِهِ .... (2)

5737. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَ لَهُ قَمیصانِ فَلیَلبَس أحَدَهُما ، وَلیَکُنِ الآخَرُ لِأَخیهِ . (3)

5738. مصادقة الإخوان عن خلّاد السندی رفعه: أبطَأَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله رَجُلٌ ، فَقالَ :ما أبطَأَ بِکَ ؟ فَقالَ :العُریُ یا رَسولَ اللّهِ .

ص:335


1- (1) الخصال:ص 125 ح 121 عن یونس بن عبد الرحمن یرفعه إلی الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 74 ص 392 ح 9. [1]
2- (2) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 398 ح 5850 ،بحارالأنوار:ج 74 ص 222 ح 3. [2]
3- (3) الأمالی للطوسی:ص 538 ح 1162 [3] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 90 ح 3. [4]

فَقالَ :أما کانَ لَکَ جارٌ لَهُ ثَوبانِ یُعیرُکَ أحَدَهُما؟ فَقالَ :بَلی یا رَسولَ اللّهِ .

فَقالَ صلی اللّه علیه و آله:ما هذا لَکَ بِأَخٍ . (1)

5739. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن واسَی الفَقیرَ مِن مالِهِ ، وأنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ ، فَذلِکَ المُؤمِنُ حَقّا. (2)

5740. عنه صلی اللّه علیه و آله فِی الدُّعاءِ: اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ...وَارزُقنی مُواساةَ مَن قَتَّرتَ عَلَیهِ مِن رِزقِکَ مِمّا وَسَّعتَ عَلَیَّ مِن فَضلِکَ . (3)

5741. الفضائل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاری: کُنّا جُلوسا عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إذ وَرَدَ عَلَینا أعرابِیٌّ أشعَثَ (4)الحالِ ، عَلَیهِ ثِیابٌ رَثَّةٌ ، الفَقرُ ظاهِرٌ بَینَ عَینَیهِ ...وجَعَلَ یَقولُ شِعرا...فَلَمّا سَمِعَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله کَلامَهُ بَکی بُکاءً شَدیدا ، ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ :...فَمَن مِنکُم یُواسی هذَا الفَقیرَ؟ قالَ :فَلَم یُجِبهُ أحَدٌ.

وکانَ فی ناحِیَةِ المَسجِدِ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام یُصَلّی رَکَعاتٍ تَطَوُّعا وکانَ قائِما ، فَأَومَأَ بِیَدِهِ إلَی الأَعرابِیِّ ، فَدَنا مِنهُ ، فَدَفَعَ الخاتَمَ مِن یَدِهِ إلَیهِ وهُوَ فی صَلاتِهِ . (5)

2/11 أنواع المواساة

5742. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أبعَدُ الخَلقِ مِنَ اللّهِ رَجُلانِ :رَجُلٌ یُجالِسُ الاُمَراءَ فَما قالوا مِن

ص:336


1- (1) مصادقة الإخوان:ص 139 ح 4. [1]
2- (2) الکافی:ج 2 ص 147 ح 17 [2] عن جعفر بن إبراهیم الجعفری عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 25 ح 5. [3]
3- (3) فلاح السائل:ص 258 ح 154 [4] عن فاطمة بنت الإمام الحسن عن أبیها علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 87 ص 68 ح 19. [5]
4- (4) الأشعَث:المُغبَرّ الرأس ، المُنتَتِف الشَّعَر ، الحافِّ الذی لم یَدَّهِن (تاج العروس:ج 3 ص 225 [6] "شعث").
5- (5) الفضائل:ص 125 ، [7]بحارالأنوار:ج 35 ص 192 ح 14. [8]

جَورٍ صَدَّقَهُم عَلَیهِ ، ومُعَلِّمُ الصِّبیانِ لا یُواسی بَینَهُم ولا یُراقِبُ اللّهَ فِی الیَتیمِ . (1)

5743. الإمام علیّ علیه السلام: أبصَرَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله رَجُلاً لَهُ وَلَدانِ ، فَقَبَّلَ أحَدَهُما وتَرَکَ الآخَرَ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:فَهَلّا واسَیتَ بَینَهُما! (2)

ص:337


1- (1) تاریخ دمشق:ج 28 ص 18 ح 5861 عن أبی امامة الباهلی.
2- (2) النوادر للراوندی:ص 96 ح 43 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 97 ح 61. [2]

ص:338

کلام حول "المواساة
المؤاساة لغةً

"المؤاساة" مثل "الاُسوة" من مادة "أَسَوَ" ویدلّ علی العلاج والإصلاح.و "واسَیْتُهُ " لغةٌ فی "آسَیْتُهُ ".یقول الفیروزآبادی فی معنی "المؤاساة":

آساهُ بماله مواساةً :أنالَهُ منه وجعلَهُ فیه اسوة ، [أ] (1)و لا یکون ذلک إلّا من کفاف ، فإن کان من فضلة ، فلیس بمواساة. (2)

لقد کتب الأزهریّ قائلاً:

یقال:هو یُؤاسی فی ماله ، أی یساوی ، ویقال:رحم اللّهُ رجلاً أعطی من فضلٍ ، وواسی من کفاف ؛ من هذا. (3)

بناءً علی ذلک فإنّ مشاطرة الآخرین معاناتهم ، وإشراکهم فی التنعّم بمواهب الحیاة ، یمثّل نوعا من العلاج والإصلاح فی المجتمع ، ویسمّی هذا العمل "مؤاساة".

والملاحظ فی المؤاساة المالیّة هو حاجة المؤاسی لما ینفقه ، فذلک شرط تحقّق مفهوم المؤاساة.

وبعبارة أوضح:مدّ ید العون إلی الآخرین یکون علی ثلاث درجات ، لکلّ منها

ص:339


1- (1) کذا رأیناه ما فی النسخ ، والظاهر أنّ الألف زائدة.
2- (2) القاموس المحیط :ج 4 ص 299 [1] "أسا".
3- (3) معجم تهذیب اللغة:ج 1 ص 163 "أسو".

عنوانه الخاصّ وقیمته الأخلاقیّة:

الدرجة الاُولی:مساعدة المحتاجین من المال الزائد عن الحاجة ؛ وهو الإنفاق ، والصدقة ، والسّخاء وأمثالها.

الدرجة الثانیة:إشراک الآخرین فیما یحتاجه من المال ؛ وهو المؤاساة.

الدرجة الثالثة:تقدیم حاجة الآخرین علی النفس ؛ وهو الإیثار ، ویعتبر أسمی القیم الأخلاقیّة.

المؤاساة فی الحدیث

استعملت الأحادیث الإسلامیّة مصطلح "المؤاساة" بنفس المعنی اللغوی له ، حیث إنّها ترِد تارةً بمعنی إشراک الآخرین فی التنعّم بمواهب الحیاة والإمکانات الاقتصادیّة التی یحتاج إلیها الفرد.وتارةً اخری بمعنی رعایة العدالة فی العلاقات مع الآخرین.

و"التأسّی" و "المؤاساة" بناء علی المعنی اللّغوی ، توجیهان هامّان فی دائرة الثقافة الإسلامیّة فی اتّجاه الإصلاح الخلقی والاقتصادی والحقوقی فی المجتمع.

إنّ "التأسّی" بمن یمتلک الغنی الأخلاقی ، والسعی للتشبُّه به ، یقلّل الفقر الأخلاقی ، وممارسة "المؤاساة" تزیل التفاوت الطبقی ، ورعایة "المؤاساة" فی التعامل مع الآخرین توفّر الحقوق العادلة المتساویة بین الجمیع.وبهذا التفسیر ، لابدّ من الوقوف عند عدّة موضوعات فی أحادیث هذا الباب:

1.أنواع المؤاساة

لقد أشرنا إلی أنّ "المؤاساة" فی الحدیث وردت بمعنیین:

أ مشارکة الآخرین فی مشاکل الحیاة وصعابها ، وإسهامهم فی استثمار إمکانات

ص:340

الحیاة ، کما ورد فی حدیث عن الإمام الصادق علیه السلام فی معرض بیان جنود العقل والجهل ، حیث یقول:

14-وَالمُواساة وضِدّهَا المَنع. (1)

جدیر بالذکر أنّ هذه المؤاساة علی نوعین:

الأوّل:المؤاساة بالمال والإمکانات الاقتصادیّة. (2)

الثانی:المؤاساة بالنفس عند مداهمة الأخطار. (3)

ب رعایة حقوق الآخرین بصورة متساویة ، وهذا المعنی من المؤاساة یتجلّی فی ممارسات عدیدة مثل:المؤاساة فی الحکومة؛ بمعنی إحلال العدالة الاجتماعیّة.والمؤاساة فی القضاء ؛ بمعنی إقامة العدالة القضائیّة ، والتعامل بالمساواة مع طرفی النزاع.والمؤاساة فی التعلیم؛ بمعنی العدالة التعلیمیّة والتعامل المتساوی مع الطلّاب.والمؤاساة فی الاُسرة ؛ بمعنی رعایة المساواة فی توزیع الحبّ علی الأولاد. (4)

2.سبب التأکید علی المؤاساة المالیّة

یجد الباحث فی أحادیث هذا القسم أنّ الترکیز وقع علی المؤاساة فی الجانب الاقتصادی.وهنا یبرز سؤال یطرح نفسه بشأن سبب هذا التأکید علی الجانب الاقتصادی من المؤاساة، وهو:هل هذا الجانب یفوق الجوانب الاُخری فی الأهمیّة ؟ والجواب:إنّ ثمّة أنواعا اخری من المؤاساة هی دون شکّ ذات قیمة أکبر من المؤاساة المالیّة ؛ مثل المؤاساة بالنفس ، ومن هنا فالتأکید فی النصوص الإسلامیّة علی المؤاساة المالیّة یعود لحاجة المجتمع أکثر إلی تحویل هذا النوع من المؤاساة

ص:341


1- (1) الکافی:ج 1 ص 22 ح 14 عن سماعة بن مهران.
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( المؤاساة/الفصل الثانی:/أنواع المواساة:المؤاساة فی المال ).
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( المؤاساة/الفصل الثانی:/أنواع المواساة:المؤاساة فی الحرب ).
4- (4) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( المؤاساة/الفصل الثانی:أنواع المواساة ).

إلی ثقافة عامّة.

من جهة اخری ، فالمؤاساة فی المال مقدّمة للمؤاساة فی النفس ، فإنّ من لا یستطیع أن یُشرکَ الآخرین فی ماله فهو بلا شکّ سوف لا یکون قادرا علی أن یضحّی بنفسه.

3.کیفیة نشر ثقافة المؤاساة

إنّ التأمّل فی روایات الفصل الثالث یبیّن أنّ هذه القیمة الخلقیّة ترتبط بعاملَین أساسیّین:

الأوّل:الأصالة العائلیّة وشرف الانتماء الاُسریّ ، ممّا یساعد علی نموّ کلّ الفضائل الأخلاقیّة ومنها المؤاساة.یقول الإمام علیّ علیه السلام:

14-إنَّ مُواساةَ الرِّفاقِ مِن کَرَمِ الأَعراقِ . (1)

الثانی:المعتقدات الدینیّة ، فبدون الإیمان بالدین لایمکن أن تنمو روح المؤاساة وما یفوقها من الإیثار ؛ بسبب استفحال الذاتیّة والنفعیّة عند غیر المتدیّن.

إنّ القیم الأخلاقیّة تفقد مفهومها الواقعی فی إطار تصوُّر مادّی للکون والحیاة ؛ من هنا فإنّ تقویة الاُسس الاُسریّة والدینیّة هی الطریق الوحید لنشر ثقافة المؤاساة وحبّ النوع الإنسانیّ فی المجتمع.

4.برکات المؤاساة المادّیّة والمعنویّة

إنّ الفصل الرابع یختص ببرکات المؤاساة مادّیّا ومعنویّا.فمن وجهة نظر النصوص الإسلامیّة ، إنّ المؤاساة الاقتصادیّة تؤدّی إلی بقاء المحبّة والاُخوّة وزیادة الثروة ، کما إنّها تزیل الفقر والفاقة من المجتمع.قال الإمام الباقر علیه السلام:

ص:342


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( المؤاساة/الفصل الثالث:مبادئ المؤاساة:ح 4471 ).

14-لَو فَعَلتُم مَا احتَجتُم. (1)

ومن الناحیة المعنویّة تشکّل المؤاساة أصلاً من اصول صلاح الدین ونظامه ، ومن عوامل استجابة الدعاء ، فالإمام الصادق یبشّر المؤاسی بأنّه ممّن تشملهم البشری الإلهیّة فی قوله سبحانه:

"یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * اِرْجِعِی إِلی رَبِّکِ راضِیَةً مَرْضِیَّةً * فَادْخُلِی فِی عِبادِی * وَ ادْخُلِی جَنَّتِی" . (2)

ص:343


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( المؤاساة/الفصل الرابع:آثار المؤاساة:ح 1754 ).
2- (2) الفجر:27 30. [1]

ص:344

الفصل الثانی عشر: الإیثار

1/12 قیمة الإیثار
الکتاب

"وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ". 1

"وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْکِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً * إِنَّما نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِیدُ مِنْکُمْ جَزاءً وَ لا شُکُوراً". 2

الحدیث

5744. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الإِیثارُ زینَةُ الزُّهدِ ، وبَذلُ المَوجودِ زینَةُ الیَقینِ . (1)

5745. عنه صلی اللّه علیه و آله: أیُّمَا امرِیً اشتَهی شَهوَةً فَرَدَّ شَهوَتَهُ وآثَرَ عَلی نَفسِهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (2)

ص:345


1- (3) جامع الأخبار:ص 337 ح 947 ، [1]بحارالأنوار:ج 77 ص 131 ح 41. [2]
2- (4) تاریخ دمشق:ج 31 ص 142 ح 6495 عن ابن عمر ؛ تنبیه الخواطر:ج 1 ص 172. [3]

5746. عنه صلی اللّه علیه و آله: سَلَکَ رَجُلانِ مَفازَةً (1):عابِدٌ وَالآخَرُ بِهِ رَهَقٌ (2)، فَعَطَشَ العابِدُ حَتّی سَقَطَ ، فَجَعَلَ صاحِبُهُ یَنظُرُ إلَیهِ ، ومَعَهُ میضَأَةٌ (3)فیها شَیءٌ مِن ماءٍ ، فَجَعَلَ یَنظُرُ إلَیهِ وهُوَ صَریعٌ ، فَقالَ :وَاللّهِ لَئِن ماتَ هذَا العَبدُ الصّالِحُ عَطَشا ومَعی ماءٌ لا اصیبُ مِنَ اللّهِ خَیرا أبَدا ، ولَئِن سَقیتُهُ مائی لَأَموتَنَّ ! فَتَوَکَّلَ عَلَی اللّهِ وعَزَمَ ، فَرَشَّ عَلَیهِ مِن مائِهِ وسَقاهُ فَضلَهُ ، فَقامَ حَتّی قَطَعَا المَفازَةَ .

فَیوقَفُ الَّذی بِهِ رَهَقٌ یَومَ القِیامَةِ لِلحِسابِ فَیُؤمَرُ بِهِ إلَی النّارِ ، فَتَسوقُهُ المَلائِکَةُ ، فَیَرَی العابِدَ ، فَیَقولُ :یا فُلانُ أما تَعرِفُنی ؟ فَیَقولُ :ومَن أنتَ ؟ فَیَقولُ :أنَا فُلانٌ الَّذی آثَرتُکَ عَلی نَفسی یَومَ المَفازَةِ .

فَیَقولُ :بَلی أعرِفُکَ .

فَیَقولُ لِلمَلائِکَةِ :قِفوا! فَیَقِفونَ (4)، ویَجیءُ حَتّی یَقِفَ فَیَدعوَ رَبَّهُ عز و جل ، فَیَقولُ :یا رَبِّ ، قَد تَعرِفُ یَدَهُ عِندی وکَیفَ آثَرَنی عَلی نَفسِهِ ، یا رَبِّ هَبهُ لی.

فَیَقولُ لَهُ :هُوَ لَکَ .فَیَجیءُ فَیَأخُذُ بِیَدِ أخیهِ فَیُدخِلُهُ الجَنَّةَ . (5)

5747. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام: یا عَلِیُّ ، إنَّهُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ نادی مُنادٍ مِن بُطنانِ العَرشِ (6):أینَ

ص:346


1- (1) المفازَة:البَرِّیَّة القَفْر (النهایة:ج 3 ص 478 [1] "فوز").
2- (2) الرَّهَق:غشیان المحارم من شرب الخمر ونحوه (لسان العرب:ج 10 ص 129 [2] "رهق").
3- (3) المِیضَأَةُ :المِطهَرَة یُتَوَضّأُ منها (المصباح المنیر:ص 663 "وضؤ").
4- (4) فی المصدر:"فیقفوا" ، والتصویب من کنز العمّال.
5- (5) المعجم الأوسط :ج 3 ص 194 ح 2906 عن أنس بن مالک.
6- (6) من بطنان العرش:أی من وسطه ، وقیل:من أصله ، وقیل:البطنان:جمع بطن ؛ وهو الغامض من الأرض.یرید:من دواخل العرش (النهایة:ج 1 ص 137 [3] "بطن").

مُحِبّو عَلِیٍّ ومَن یُحِبُّهُ ؟ أینَ المُتَحابّونَ فِی اللّهِ ؟ أینَ المُتَباذِلونَ فِی اللّهِ ؟ أینَ المُؤثِرونَ عَلی أنفُسِهِم ؟ أینَ الَّذینَ جَفَّت ألسِنَتُهُم مِنَ العَطَشِ ؟ أینَ الَّذینَ یُصَلّونَ بِاللَّیالی وَالنّاسُ نِیامٌ ؟ أینَ الَّذینَ یَبکونَ مِن خَشیَةِ اللّهِ ؟ "لا خَوْفٌ عَلَیْکُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ " (1)أینَ رُفَقاءُ النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ صلی اللّه علیه و آله ؟ أمِنوا وقَرّوا عَینا "اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُکُمْ تُحْبَرُونَ " (2). (3)

ص:347


1- (1) الأعراف:49. [1]
2- (2) الزخرف:70. [2]
3- (3) تفسیر فرات:ص 408 ح 547 [3] عن عبداللّه بن الحسین عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 7 ص 211 ح 108. [4]

ص:348

کلام حول "الإیثار"
الإیثار لغة

الإیثار:مصدر من الجذر "أ ث ر"، وقد جاء فی اللغة بمعنی:"تقدیم الشیء".یقول ابن فارس فی معنی هذه المفردة:

الهمزة والثاء والراء له ثلاثة اصول:تقدیم الشیء، وذکر الشیء، ورسم الشیء الباقی.قال الخلیل:قد أثِرْتُ بأن أفعل کذا، وهو همٌّ فی عزم، وتقول:افعل یا فلان هذا آثِرا ما، وآثِرَ (ذی) أثیر:أی إن اخترت ذلک الفعل فافعل هذا إمّا لا.قال ابن الأعرابی:معناه افعله أوّل کلّ شیء.... (1)

الإیثار فی القرآن والحدیث

جاء استعمال لفظ الإیثار ومشتقّاته فی النصوص الإسلامیة بمعنیین متضادّین، إذ یُستعمل تارة بمعنی التقدیم الإیجابی الذی یعدّ بدوره من أعظم القیم الأخلاقیة وأسماها، کما فی قوله تعالی:

"وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ " . (2)

کما یستعمل تارة اخری بمعنی التقدیم السلبی، کما فی قوله سبحانه:

ص:349


1- (1) مقاییس اللغة:ج 1 ص 53 [1] "أثر".
2- (2) الحشر:9. [2]

"بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَیاةَ الدُّنْیا * وَ الْآخِرَةُ خَیْرٌ وَ أَبْقی " . (1)

ما یستدعی الانتباه فی استعمال هذا المصطلح للتدلیل علی قیمة من القیم الأخلاقیة، أنّ مطلق تقدیم الآخرین وتفضیلهم علی النفس فی تأمین الاحتیاجات والمتطلّبات لا یعدّ بنفسه ذا قیمة حسب الرؤیة الإسلامیة ؛ لأنّه ترجیح بلا مرجّح، والتقدیم فی غیر محلّه لیس له قیمة کما سیأتی ذکره فی آداب الإیثار ، لذلک کلّه اکتسب تعریف الإیثار الإیجابی فی مصباح الشریعة الصیغة التالیة:

14-أصل الإِیثارِ تَقدیمُ الشَّیءِ بِحَقِّهِ . (2)

ینهض هذا القسم بتبیین الإیثار الإیجابی انطلاقا من المنظور القرآنی والحدیثی (3)، ومن ثَمّ فإنّ کلّ ما سیأتی بعد ذلک باعتبار أنّه مدخلٌ لنصوص هذا القسم وخلاصةٌ لها، إنّما یتعاطی مع الإیثار بوصفه قیمة أخلاقیة مهمّة.

فی هذا السیاق تواجهنا العناوین التالیة:

1.قیمة الإیثار

یعدّ الإیثار أحد أبرز الفضائل والقیم الإنسانیة حیث نعتته کلمات القادة المعصومین بأوصاف کریمة من قبیل أنّه أسمی مکارم الأخلاق، وأرفع مراتب الإحسان ، وأعلی درجات الإیمان وأفضل عبادةٍ . (4)وفی ثقافة الإسلام ومعیاره:لا یستحقّ أحد من الناس ألقاب الفضیلة والمروءة والفتوّة ویکون بها خلیقا، إلّا من تخلّق بهذه الخصلة الکریمة وحظی بها. (5)

ولا غرو ، فإنّ الکمالات الإنسانیة تتّصل من جهة بالإیثار وتنتهی من الجهة

ص:350


1- (1) الأعلی:16 و 17. [1]
2- (2) مصباح الشریعة:ص 415.
3- (3) ستأتی البحوث ذات الصلة بالإیثار السلبی فی الأبواب التی ترتبط ب "الدنیا" إن شاء اللّه.
4- (4) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الثانی:قیمة الإیثار ).
5- (5) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الأوّل:الحث علی الإیثار:ح 5 و 9 و 12 ).

الاُخری بالیقین.وهذا ما حصل فعلاً وعلی نحو طبیعی بالنسبة لبنیة کتاب میزان الحکمة وتنظیم منهجیته ومحتواه، حیث ابتدأ ب "الإیثار" وانتهی ب "الیقین". (1)

یحظی رسول اللّه وأهل بیته صلوات اللّه علیهم أجمعین بأرفع مراتب الإیثار وأسماها ؛ لأنّهم أکمل الناس جمیعا، ومن ثَمّ فهم الاُسوة للآخرین وهم المثال الأعلی الذی لا یُضارَع فی مضمار هذه الصفة الإنسانیة والخصلة الإسلامیة الکریمة. (2)

وقد اقتفی آثارهم علی هذا النهج أصحابهم وأتباعهم الحقیقیون ؛ إذ کان لهم حظّ وافر من هذه الخصلة الحمیدة، (3)حیث یقول الإمام الحسن علیه السلام واصفا جلساء النبیّ صلی اللّه علیه و آله:

14-یُوَقِّرونَ الکَبیرَ، ویَرحَمونَ الصَّغیرَ ، ویُؤثِرونَ ذَا الحاجَةِ . (4)

2.أنواع الإیثار

سبق أن أشرنا إلی أنّ الإیثار عبارة عن تقدیم الآخرین علی النفس فی تأمین الاحتیاجات والمتطلّبات ، وعلی هذا سیکون للإیثار أنواع کثیرة وأبعاد متعدّدة.

وإنّ ما سنکتفی بذکره من ضروب الإیثار لا یزید علی کونه عدّة من مصادیق لهذا العنوان جاءت فی الروایات والنصوص الإسلامیة، من دون أن یعنی ذلک انحصار هذه الأنواع بهذه الموارد.

ص:351


1- (1) إشارة إلی العنوان الأوّل والعنوان الأخیر من الموسوعة الحدیثیة "میزان الحکمة".
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الخامس:الأمثال العلیا فی الإیثار:إیثار رسول اللّه ، إیثار أهل البیت ).
3- (3) راجع:موسوعة میزان الکمة:ج1 (الإیثار/الفصل الخامس:الأمثال العلیا فی الإیثار:إیثار الأنصار ، إیثار أبی ذر ، إیثار أصحاب الحسین.
4- (4) معانی الأخبار:ص 83 ح 1 ، عیون أخبار الرضا:ج 1 ص 318 [1] عن إسماعیل بن محمّد بن إسحاق عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ، المناقب للکوفی:ج 1 ص 25 ح 1 ، [2]بحار الأنوار:ج 16 ص 152 ح 4 ؛ [3] کنز العمّال:ج 7 ص 166 ح 18535.

أمّا المصادیق التی نعنیها، فهی:

أ الإیثار فی المال

یُومِئ التحلیل النصوصی الذی جاء فی هذا القسم إلی أنّ الدائرة الأوسع فی استعمال کلمة "الإیثار" فی القرآن والحدیث وما یتّصل بهذه المفردة ویؤدّی معناها، إنّما ینصبّ علی الإیثار المالی.ومردّ ذلک إلی أنّ الاحتیاجات المالیة هی أوسع احتیاجات الإنسان وأکثرها ضرورة وإلحاحا.

ب الإیثار فی النفس

یفوق الإیثار بالنفس الإیثار بالمال ویتقدّم علیه فی الأهمّیة کثیرا ، فقلیل من الناس علی استعداد لتقدیم حیاة الآخرین وإیثارها علی حیاتهم ، ولا غرو فهذا الضرب من الإیثار یتمنّع بهِ ویتردّد فیه حتّی ملائکة کرام من وزن جبرئیل ومیکائیل. (1)

فی الحقیقة إنّ الإیثار بالنفس للّه سبحانه هو مرتبة الإنسان الکامل، وهذا ما یفسّر ثناء اللّه سبحانه لإیثار الإمام علیّ علیه السلام لیلة المبیت علی الفراش وبذله نفسه ومباهاته سبحانه بهذا الموقف العلوی أمام الملائکة، حیث نزلت الآیة الکریمة فی هذه الواقعة:

"وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ " (2). (3)

ج الإیثار فی الدعاء

من النقاط التربویة التی تتألّق فی سیرة أهل البیت علیهم السلام تقدیمهم الآخرین فی الدعاء وإیثارهم لهم، فعن الإمام موسی الکاظم، عن آبائه علیهم السلام:

ص:352


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الخامس:الأمثال العلیا فی الإیثار:ح 66 و 68).
2- (2) البقرة:207. [1]
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الخامس:الأمثال العلیا فی الایثار:إیثار أهل البیت:إیثار یباهی به اللّه ).

14-کانَت فاطِمَةُ علیهاالسلام إذا دَعَت تَدعو لِلمُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ ولا تَدعو لِنَفسِها، فَقیلَ لَها:یا بِنتَ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، إنَّکِ تَدعینَ (1)لِلنّاسِ ولا تَدعینَ (2)لِنَفسِکِ ! فَقالَت:الجارُ ثُمَّ الدّارُ. (3)

مضی علی هذا المنهاج أتباع أهل البیت علیهم السلام إذ کان المبرّزون منهم یحظون بفضیلة هذا الضرب من الإیثار العبادی.

یحدّث زید النرسی،بقوله:

14-کُنتُ مَعَ مُعاوِیَةَ بنِ وَهَبٍ فِی المَوقِفِ وهُوَ یَدعو ، فَتَفَقَّدتُ دُعاءَهُ ، فَما رَأَیتُهُ یَدعو لِنَفسِهِ بَحَرفٍ ، ورَأَیتُهُ یَدعو لِرَجُلٍ رَجُلٍ مِنَ الآفاقِ ویُسَمِّیهِم ویُسَمِّی آباءَهُم حَتّی أفاضَ النّاسُ .

فَقُلتُ لَهُ :یا عَمُّ ، لَقَد رَأَیتُ مِنکَ عَجَبا ! قالَ :وَمَا الَّذی أعجَبَکَ مِمّا رَأَیتَ ؟ قُلتُ :إیثارُکَ إخوانَکَ عَلی نَفسِکَ فی مِثلِ هذَا المَوضِعِ ، وتَفَقُّدُکَ رَجُلاً رَجُلاً.

فَقالَ لی:لا تَعجَب مِن هذا یَابنَ أخی ؛ فَإِنّی سَمِعتُ مَولایَ ومَولاکَ ومَولی کُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ وکانَ وَاللّهِ سَیِّدَ مَن مَضی ، وسَیِّدَ مَن بَقِیَ بَعدَ آبائِهِ عَلَیهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وإلّا صُمَّتا اذُنا مُعاوِیَهَ وعَمِیَتا عَیناهُ ولا نالَتهُ شَفاعَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّه علیه و آله إن لَم یَکُن سَمِعتُهُ مِنهُ وهُوَ یَقولُ :

مَن دَعا لِأَخیهِ فی ظَهرِ الغَیبِ ناداهُ مَلَکٌ مِنَ السَّماءِ الدُّنیا:یا عَبدَ اللّهِ ، ولَکَ مِئَةُ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعَوتَ ، وناداهُ مَلَکٌ مِنَ السَّماءِ الثّانِیَةِ :یا عَبدَ اللّهِ ، ولَکَ مِئَتا ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعَوتَ ، وناداهُ مَلَکٌ مِنَ السَّماءِ الثّالِثَةِ :یا عَبدَ اللّهِ ، ولَکَ

ص:353


1- (1)
2- (2) .فی المصدر:"تدعون" ، والتصویب من بحارالأنوار. [1]
3- (3) علل الشرائع:ص 182 ح 2 [2] عن أبی زید الکحّال عن أبیه، روضة الواعظین:ص 361 [3] نحوه من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم [4]السلام ،بحار الأنوار:ج 43 ص 82 ح 4 [5] وراجع دلائل الإمامة:ص 152 ح 65 وکشف الغمّة:ج 2ص 94. [6]

ثَلاثُمِئَةِ ضِعفٍ مِمّا دَعَوتَ ، وناداهُ مَلَکٌ مِنَ السَّماءِ الرّابِعَةِ :یا عَبدَ اللّهِ ، ولَکَ أربَعُمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ ، وناداهُ مَلَکٌ مِنَ السَّماءِ الخامِسَةِ :یا عَبدَ اللّهِ ، ولَکَ خَمسُمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ ، وناداهُ مَلَکٌ مِنَ السَّماءِ السّادِسَةِ :یا عَبدَ اللّهِ ، ولَکَ سِتُّمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ ، وناداهُ مَلَکٌ مِنَ السَّماءِ السّابِعَةِ :یا عَبدَ اللّهِ ، ولَکَ سَبعُمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا سَأَلتَ ، ثُمَّ یُنادیهِ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی:أنَا الغَنِیُّ الَّذی لا أفتَقِرُ.یا عَبدَ اللّهِ ، لَکَ ألفُ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ .

فَأَیُّ الخَطَرَینِ أکبَرُ یَابنَ أخی مَا اختَرتُهُ أنَا لِنَفسی أو ما تَأمُرُنی بِهِ ؟ (1)

د الإیثار فی السؤال

من ضروب الإیثار الاُخری التی جاء ذکرها فی النصوص الروائیة، هو الإیثار فی السؤال ؛ فقد روی عن الإمام محمّد الباقر علیه السلام ، قوله:

14-صَلّی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله بِأَصحابِهِ الفَجرَ، ثُمَّ جَلَسَ مَعَهُم یُحَدِّثُهُم حَتّی طَلَعَتِ الشَّمسُ ، فَجَعَلَ یَقومُ الرَّجُلُ بَعدَ الرَّجُلِ حَتّی لَم یَبقَ مَعَهُ إلّا رَجُلانِ :أنصارِیٌّ وثَقَفِیٌّ ، فَقالَ لَهُما رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:قَد عَلِمتُ أنَّ لَکُما حاجَةً تُریدانِ أن تَسأَلانی عَنها، فَإِن شِئتُما أخبَرتُکُما بِحاجَتِکُما قَبلَ أن تَسأَلانی وإن شِئتُما فَاسأَلانی.

قالا:بَل تُخبِرُنا یا رَسولَ اللّهِ ؛ فَإِنَّ ذلِکَ أجلی لِلعَمی وأَبعَدُ مِنَ الاِرتِیابِ وأَثبَتُ لِلإِیمانِ .

فَقالَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله:أمّا أنتَ یا أخَا الأَنصارِ فَإِنَّکَ مِن قَومٍ یُؤثِرونَ عَلی أنفُسِهِم وأَنتَ قَرَویٌّ وهذَا الثَّقَفِیُّ بَدَوِیٌّ أفَتُؤثِرُهُ بِالمَسأَلَةِ ؟ فَقالَ :نَعَم، قالَ :أمّا أنتَ یا أخا ثَقیف فَإِنَّکَ جِئتَ تَسأَلُنی عَن وُضوئِکَ وصَلاتِکَ وما لَکَ فِیهما مِنَ الثَّوابِ . (2)

ص:354


1- (1) عدّة الداعی:ص 171 ، [1] الاُصول الستّة عشر:ص 44 ، الدعوات:ص 289 ح 30 کلاهما نحوه ،بحار الأنوار:ج 93 ص 390 ح 22. [2]
2- (2) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 202 ح 2138 ، الأمالی للصدوق:ص 642 ح 872 [3] کلاهما عن ف محمّد بن قیس، الخرائج والجرائح:ج 2 ص 514 ح 26 ، روضة الواعظین:ص 334 ، [4]بحار الأنوار:ج 99 ص 3 ح 3 [5] وراجع الکافی:ج 3 ص 71 ح 7. [6]
3.أسباب الإیثار

جاء فی موسوعة نضرة النعیم تحت عنوان "الأسباب التی تعین علی الإیثار":

1.تعظیم الحقوق:فإن عظمت الحقوق عنده، قام بواجبها ورعاها حقّ رعایتها واستعظم إضاعتها، وعلم أنّه إن لم یبلغ درجة الإیثار لم یؤدّها کما ینبغی ، فیجعل إیثاره احتیاطا لأدائها.

2.مقت الشحّ :فإنّه إذا مقته وأبغضه التزم الإیثار؛ فإنّه یری أنّه لا خلاص له من هذا المقت البغیض إلّا بالإیثار.

3.الرغبة فی مکارم الأخلاق:وبحسب رغبته فیها یکون إیثاره؛ لأنّ الإیثار أفضل درجات مکارم الأخلاق. (1)

لا یبدو هذا القدر کافیا فی تقصّی أسباب الإیثار وجذوره ، فمع أنّه من الصحیح أنّ امورا کتعظیم الحقوق ومقت الشحّ والرغبة فی المکارم مؤثّرة فی تبلور هذه الخصلة الکریمة وظهورها ونموّها، إلّا أنّ المسار الأساسی للمسألة یبقی ماثلاً فی کیفیة تحقّق هذه الخصوصیات التی تعدّ مبادئ للإیثار وتجسّدها عملیّا فی الإنسان، فمن الإنسان الذی یبادر إلی الإیثار ویقدّم احتیاجات الآخرین علی نفسه بفعل دواعی الرغبة فی مکارم الأخلاق والنفرة من الحرص والشحّ وبحافز تعظیم حقوق الآخرین ؟ یفضی البحث الدقیق للإجابة علی هذا السؤال، إلی نتیجة تفید أنّ الإیمان هو منبثق الإیثار وهو الأساس الوحید الذی یُنتج هذه الخصلة الکریمة ، فخصال الخیر والصفات الحسنة التی تؤدّی إلی الإیثار لا تنمو إلّا من خلال الإیمان وحده

ص:355


1- (1) نضرة النعیم:ج 3 ص 630 نقلاً عن مدارج السالکین لابن القیّم،بتصرّف.

ولا تؤتی اکلها إلّا عن هذا السبیل.من هنا یبدو أنّ أیّ کلام عن القیم الأخلاقیة یصدر عن الاتّجاهات المادّیة لا یزید عن کونه مزحة وحسب، ولا یهدف سوی إلی خداع الرأی العامّ وتضلیله.

بناءً علی هذه النتیجة تبرز الحصیلة التی تفید بأنّه کلّما تنامی الإیمان فی وجود الإنسان ورسخ فیه أکثر، صار أقرب إلی هذه الخصلة الکریمة، وبتعبیر الإمام علیّ علیه السلام:یأتی الإنسان المؤثر فی أعلی مراتب الإیمان (1).کما یدلّل علی المعنی ذاته ما جاء فی حدیث الإمام الصادق علیه السلام فی صفة الکاملین من المؤمنین من أنّهم المؤثرون علی أنفسهم فی حال العسر (2).

فإذا، کلّما ازداد الإیمان ورسخ فی وجود الإنسان وصار أکثر تکاملاً فیه، ازدادت قابلیته علی الإیثار، وراح یرتقی فیه حتّی یبلغ مرتبة التضحیة والفداء والإیثار بالنفس.

4.نتائج الإیثار

تأخذ خصلة الإیثار موقعها علی الطرف النقیض للأنانیة والاستئثار ، فبقدر ما یصبح الاستئثار ضارّا ببنیة المجتمع الإنسانی المنشود ومدمّرا لوحدته وانسجامه (3)، یصبح الإیثار نافعا لهذا المجتمع حاملاً له المعطیات الإیجابیة البنّاءة.

فعلی عکس الاتّجاهات المادیة والتیارات الوضعیة التی تشیع ثقافة الأثَرة والأنانیة وعبادة الذات وتصنیمها، ینظر الإسلام إلی الأنانیة والأثَرة بوصفهما الأصل الذی تنشأ منه المفاسد الفردیة والاجتماعیة، ومن ثَمّ تراه یسعی من وراء إشاعة ثقافة الإیثار والمؤاساة وتعمیمها إلی تجفیف هذا الجذر الخطیر ومحاصرة تبعاته المدمّرة.

ص:356


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الثانی:قیمة الإیثار:ح 15 ).
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الثالث:برکات الإیثار:ح 41 ).
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الاستئثار/المدخل ).

وعندما نطلّ علی المسألة من زاویة نظرة دقیقة تنفذ إلی الأعماق، سندرک أنّ الإسلام استطاع من خلال هذا المنهج استیعاب الغرور الفطری للإنسان واحتوائه وتوجیهه، ومن ثَمّ استطاع أن یؤمّن له منافعه الواقعیة وما یرنو إلیه علی المدی البعید ، فالإنسان الذی یعیش الإیثار ویمارسه إنّما یبنی ذاته ویُحسن لنفسه ویُؤمّن مصالحه الحقیقیة الدائمة ، وبتعبیر القرآن الکریم:

"إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ " . (1)

علی عکس ذلک تماما تأتی الحصیلة فی مناخات الثقافة المادّیة ؛ فالمادّیون والأنانیون المستأثرون یضعون مصیرهم فی مهبّ الریح ویعرّضون أنفسهم للضیاع ویخسرون منافعهم الحقیقیة الدائمة ویبدّدونها ، وبحسب التصویر القرآنی النافذ لهذه الحالة ؛ أنّ هؤلاء ینسون أنفسهم ویخسرونها بنسیانهم اللّه:

"نَسُوا اللّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ " . (2)

علی هذا الضوء ، فإنّ اتّساع ثقافة الإیثار واطّرادها داخل المجتمع لا یهدّد المنافع الشخصیة للمؤثرین فحسب ،بل یحوّلهم إلی أحبّاء للّه (3)وللناس (4)، ویؤهّلهم إلی نیل أفضل ضروب الحیاة وأسماها فی عالَم الآخرة ودار الخلود (5)؛ فضلاً عن النتائج الموضوعیة التی یحقّقها فی الواقع الخارجی متمثّلة باجتناب مناشئ الفساد الاجتماعی واستئصالها ، ومن ثَمّ تأمین المنافع المادّیة والمعنویة للمجتمع الإنسانی.

لقد أوجز القرآن الکریم فی خاتمة آیة الإیثار، البرکات الفردیة والاجتماعیة

ص:357


1- (1) الإسراء:7. [1]
2- (2) الحشر:19. [2]
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الأوّل:الحث علی الإیثار:ح 3 و 4 ).
4- (4) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الأوّل:برکات الإیثار:ح 44 ).
5- (5) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الثالث:برکات الإیثار:الدخول فی أعلی مراتب الجنة ).

لهذه الخصلة الکریمة فی جملة واحدة، وهو یسجّل:

"وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " . (1)

فإذن یبرز "الفلاح" فی طلیعة برکات الإیثار ویأتی فی عداد أهمّ المنافع المترتّبة علی مواجهة الأثرة والأنانیة والشحّ ؛ والفلاح فی حقیقته عبارة عن الظفر وإدراک جمیع المبتغیات الحقیقیة الفردیة والاجتماعیة. (2)

5.آداب الإیثار

ذکرنا فی تعریف الإیثار أنّ هذه الخصلة الکریمة تعنی:"تقدیم الشیء بحقّه"؛ وهذا التعریف یستبطن فی محتواه جمیع مبادئ آداب الإیثار التی سیأتی ذکرها فی الفصل الرابع ، وبهذا یتّضح أنّ رعایة هذه الآداب والالتزام بها، هو الشرط اللازم لتحقّق مفهوم الإیثار بوصفه قیمة أخلاقیة مهمّة.

واُصول هذه الآداب، هی:

أ الإخلاص

الأدب الأوّل الذی یؤطّر الإیثار هو الإخلاص (3)، فمع غیاب الإخلاص عن هذه الممارسة لا یتحقّق مفهوم "تقدیم الآخر" ، فلو وهب الإنسان إنسانا آخر شیئا هو بحاجة إلیه لکن بدافع غیر إلهی فسیکون فی الواقع کمن قدّم ذلک الشیء إلی نفسه، إذ هو فی حقیقة الأمر قد استجاب إلی دافعه النفسی، وإنّ أنانیته هی التی دفعت به إلی هذه الممارسة، وهی الحافز الکامن وراءه.

ص:358


1- (1) الحشر:9. [1]
2- (2) الفلاح:الظفر وإدراک بُغیة، وذلک ضربان:دنیوی واُخروی (مفردات ألفاظ القرآن:ص 644 [2] "فلح")و راجع تمام الکلام.
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الرابع:آداب الإیثار:الإخلاص ).
ب العلاقة

یتمثّل الأدب الثانی للإیثار بوجود علاقة تشدّه بما یؤثر به (1)، وإلّا فمع غیاب هذه الصلة لا معنی ل "تقدیم الآخرین" ولن یتحقّق هذا المعنی فی واقع مثل هذه الممارسة، وهذا الأدب هو ممّا یمکن استنباطه من تعریف الإیثار أیضا.

ج تقدیم الأقرباء

من الآداب الاُخری للإیثار تقدیم الأقرباء ومن یجب علی الإنسان النهوض بنفقتهم شرعا ویتحتّم علیه تأمین احتیاجاتهم الحیویّة (2)، هذا الأدب یمکن أن نستخرجه من تعریف الإیثار أیضا، وبالتحدید عبر إضافة قید "بحقّه" إلیه؛ ذلک أنّ تقدیم الآخرین علی "الأقرباء" لا یصحّ عقلاً ولا شرعا.

د الإیمان

من الآداب الاُخری التی تؤطّر هذه الخصلة الکریمة، هی تقدیم أهل الإیمان، وإلّا فإنّ تقدیم الآخرین بلا قید الإیمان لا یعدّ "حقّا"، کما جاء ذلک عن الإمام علیّ علیه السلام فی قوله:

14-عامِل سائِرَ النّاسِ بِالإِنصافِ ، وعامِلِ المُؤمِنینَ بِالإِیثارِ. (3)

ه تقدیم الأحوج

یدخل هذا الأدب کذلک فی مقوّمات الإیثار، وإلّا فإنّ تأمین الاحتیاجات الثانویة للآخرین علی حساب التضحیة بالاحتیاجات الأساسیة للمؤثِر نفسه والتفریط بها

ص:359


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الرابع:آداب الإیثار:حبّ المؤثَر بهِ ).
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الرابع:آداب الإیثار:البدء بالعیال ).
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الرابع:آداب الإیثار:ح 60 ).

لا یعدّ حقّا ولا یندرج فی عداد القیم.من هنا جاء عن الإمام علیّ علیه السلام فی ظلّ آیة الإیثار:

14-لا تَستَأثِر عَلَیهِ بِما هُوَ أحوَجُ إلَیهِ مِنکَ . (1)

و حُسن المواجهة

هذا هو الأدب الوحید الذی لا یندرج فی إطار التعریف المذکور للإیثار، وممّا لا ریب فیه أنّ رعایة هذا الأدب من کمال الإیثار، وبدون الالتزام به ربما یفتقد الإیثار قیمته الأخلاقیة أحیانا، یقول الإمام علیّ علیه السلام:

14-وَجهٌ مُستَبشِرٌ خَیرٌ مِن قَطوبٍ مُؤثرٍ. (2)

ص:360


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الرابع:آداب الإیثار:ح 62 ).
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 1 ( الإیثار/الفصل الرابع:آداب الإیثار:ح 56 ).
2/12 الأمثال العلیا فی الإیثار
الکتاب

"وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ". 1

"وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَ الْإِیمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ یُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَیْهِمْ وَ لا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ". 2

الحدیث

5753. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا اسرِیَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله إلَی السَّماءِ قیلَ لَهُ :إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی یَختَبِرُکَ فی ثَلاثٍ لِیَنظُرَ کَیفَ صَبرُکَ ! قالَ :اُسَلِّمُ لِأَمرِکَ یا رَبِّ ولا قُوَّةَ لی عَلَی الصَّبرِ إلّا بِکَ ، فَما هُنَّ ؟ قیلَ لَهُ :أوَّلُهُنَّ الجوعُ وَالأَثَرَةُ عَلی نَفسِکَ وعَلی أهلِکَ لِأَهلِ الحاجَةِ .

قالَ :قَبِلتُ یا رَبِّ ورَضیتُ وسَلَّمتُ ومِنکَ التَّوفیقُ وَالصَّبرُ.... (1)

5754. تنبیه الخواطر عن عائشة: ما شَبِعَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ثَلاثَةَ أیّامٍ مُتَوالِیَةً حَتّی فارَقَ الدُّنیا ، ولَو شاءَ لَشَبِعَ ، ولکِنَّهُ کانَ یُؤثِرُ عَلی نَفسِهِ . (2)

5755. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إذَا احمَرَّ البَأسُ وأحجَمَ النّاسُ قَدَّمَ أهلَ بَیتِهِ ، فَوَقی بِهِم أصحابَهُ حَرَّ السُّیوفِ وَالأَسِنَّةِ ، فَقُتِلَ عُبَیدَةُ بنُ الحارِثِ یَومَ بَدرٍ ، وقُتِلَ حَمزَةُ

ص:361


1- (3) کامل الزیارات:ص 548 ح 840 عن حمّاد بن عثمان.
2- (4) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 172. [1]

یَومَ احُدٍ ، وقُتِلَ جَعفَرٌ یَومَ مُؤتَةَ . (1)

5756. اسد الغابة عن أحمد بن محمّد بن إبراهیم الثعلبی المفسّر: رَأَیتُ فی بَعضِ الکُتُبِ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله لَمّا أرادَ الهِجرَةَ خَلَّفَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام بِمَکَّةَ لِقَضاءِ دُیونِهِ ورَدِّ الوَدائِعِ الَّتی کانَتِ عندَهُ ، وأمَرَهُ لَیلَةَ خَرَجَ إلَی الغارِ وقَد أحاطَ المُشرِکونَ بِالدّارِ أن یَنامَ عَلی فِراشِهِ ، وقالَ لَهُ :اِتَّشِح بِبُردِیَ الحَضرَمِیِّ الأَخضَرِ ؛ فَإِنَّهُ لا یَخلُصُ إلَیکَ (2)مِنهُم مَکروهٌ إن شاءَ اللّهُ تَعالی.فَفَعَلَ ذلِکَ .

فَأَوحَی اللّهُ إلی جِبریلَ ومیکائیلَ علیهماالسلام:إنّی آخَیتُ بَینَکُما وجَعَلتُ عُمُرَ أحدِکُما أطوَلَ مِن عُمُرِ الآخَرِ ، فَأَیُّکُما یُؤثِرُ صاحِبَهُ بِالحَیاةِ ؟ فَاختارا کِلاهُما الحَیاةَ .فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلَیهِما:أفَلا کُنتُما مِثلَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ ؟! آخَیتُ بَینَهُ وَبینَ نَبِیّی مُحَمَّدٍ ، فَباتَ عَلی فِراشِهِ یَفدیهِ بِنَفسِهِ ویُؤثِرُهُ بِالحَیاةِ ! اهبِطا إلَی الأَرضِ فَاحفَظاهُ مِن عَدُوِّهِ .

فَنَزَلا ، فَکانَ جِبریلُ عِندَ رَأسِ عَلِیٍّ علیه السلام ، ومیکائیلُ عِندَ رِجلَیهِ ، وجِبریلُ یُنادی:بَخٍ بَخٍ ! مَن مِثلُکَ یَابنَ أبی طالِبٍ ، یُباهِی اللّهُ عز و جل بِهِ المَلائِکَةَ ؟! فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل عَلی رَسولِهِ وهُوَ مُتَوَجِّهٌ إلَی المَدینَةِ فی شَأنِ عَلِیٍّ علیه السلام: "وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ " . (3)

5752. مجمع البیان عن أبی الطفیل: اشتَری عَلِیٌّ علیه السلام ثَوبا فَأَعجَبَهُ فَتَصَدَّقَ بِهِ ، وقالَ :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، یَقولُ :مَن آثَرَ عَلی نَفسِهِ آثَرَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ بِالجَنَّةِ . (4)

ص:362


1- (1) نهج البلاغة: [1]الکتاب 9 ،بحارالأنوار:ج 33 ص 115. [2]
2- (2) خَلَص إلیه:وصل (القاموس المحیط :ج 2 ص 301 "خلص").
3- (3) اسد الغابة:ج 4 ص 98 ؛ [3]تنبیه الخواطر:ج 1 ص 173 [4] نحوه ،بحار الأنوار:ج 19 ص 39 ح 6. [5]
4- (4) مجمع البیان:ج 2 ص 792.

5753. الإمام الصادق علیه السلام: بَینَما عَلِیٌّ علیه السلام عِندَ فاطِمَةَ علیهاالسلام إذ قالَت لَهُ :یا عَلِیُّ ، اذهَب إلی أبی فَابغِنا (1)مِنهُ شَیئا.

فَقالَ :نَعَم.فَأَتی رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، فَأَعطاهُ دینارا ، وقالَ لَهُ :یا عَلِیُّ ، اذهَب فَابتَع بِهِ لِأَهلِکَ طَعاما.

فَخَرَجَ مِن عِندِهِ فَلَقِیَهُ المِقدادُ بنُ الأَسوَدِ ، وقاما ما شاءَ اللّهُ أن یَقوما ، وذَکَرَ لَهُ حاجَتَهُ ، فَأَعطاهُ الدّینارَ وَانطَلَقَ إلَی المَسجِدِ ، فَوَضَعَ رَأسَهُ فَنامَ ، فَانتَظَرَهُ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَلَم یَأتِ ، ثُمَّ انتَظَرَهُ فَلَم یَأتِ ، فَخَرَجَ یَدورُ فِی المَسجِدِ فَإِذا هُوَ بِعَلِیٍّ علیه السلام نائِمٌ فِی المَسجِدِ ، فَحَرَّکَهُ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَقَعَدَ.

فَقالَ لَهُ :یا عَلِیُّ ما صَنَعتَ ؟ فَقالَ :یا رَسولَ اللّهِ ، خَرَجتُ مِن عِندِکَ فَلَقِیَنِی المِقدادُ بنُ الأَسوَدِ ، فَذَکَرَ لی ما شاءَ اللّهُ أن یَذکُرَ ، فَأَعطَیتُهُ الدّینارَ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:أما إنَّ جَبرَئیلَ قَد أنبَأَنی بِذلِکَ ، وقَد أنزَلَ اللّهُ فیکَ کِتابا: "وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " . (2)

5754. الأمالی للطوسی عن أبی هریرة: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله فَشَکا إلَیهِ الجوعَ ، فَبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إلی بُیوتِ أزواجِهِ ، فَقُلنَ :ما عِندَنا إلَا الماءُ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:مَن لِهذَا الرَّجُلِ اللَّیلَةَ ؟ فَقالَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:أنَا لَهُ یا رَسولَ اللّهِ .وأتی فاطِمَةَ علیهاالسلام.فَقالَ :ما عِندَکِ یَابنَةَ رَسولِ اللّهِ ؟

ص:363


1- (1) بغی الشیء:إذا طلبه (النهایة:ج 1 ص 143 "بغی").
2- (2) تأویل الآیات الظاهرة:ج 2 ص 679 ح 5 عن کلیب بن معاویة الأسدی ،بحارالأنوار:ج 36 ص 59 ح 2. [1]

فَقالَت:ما عِندَنا إلّا قوتُ الصِّبیَةِ ، لکِنّا نُؤثِرُ ضَیفَنا.

فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام:یَابنَةَ مُحَمَّدٍ ، نَوِّمِی الصِّبیَةَ وأطفِئِی المِصباحَ .

فَلَمّا أصبَحَ عَلِیٌّ علیه السلام غَدا عَلی رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَلَم یَبرَح حَتّی أنزَلَ اللّهُ عز و جل: "وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " . (1)

5755. مستدرک الوسائل عن عبد اللّه بن مسعود: صَلّی رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله لَیلَةً صَلاةَ العِشاءِ ، فَقامَ رَجُلٌ مِن بَینِ الصَّفِّ ، فَقالَ :یا مَعاشِرَ المُهاجِرینَ وَالأَنصارِ ، أنَا رَجُلٌ غَریبٌ فَقیرٌ ، وأسأَ لُکُم فی مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، فَأَطعِمونی.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:أیُّهَا الحَبیبُ ، لا تَذکُرِ الغُربَةَ فَقَد قَطَعتَ نِیاطَ قَلبی ، أمَّا الغُرَباءُ فَأَربَعَةٌ .

قالوا:یا رَسولَ اللّهِ مَن هُم ؟ قال:مَسجِدٌ ظَهرانَی قومٍ لا یُصَلّونَ فیهِ ، وقُرآنٌ فی أیدی قَومٍ لا یَقرَؤونَ فیهِ ، وعالِمٌ بَینَ قَومٍ لا یَعرِفونَ حالَهُ ولا یَتَفَقَّدونَهُ ، وأسیرٌ فی بِلادِ الرّومِ بَینَ الکُفّارِ لا یَعرِفونَ اللّهَ .

ثُمَّ قالَ صلی اللّه علیه و آله:مَنِ الَّذی یَکفی مَؤونَةَ هذَا الرَّجُلِ ؛ فَیُبَوِّئَهُ اللّهُ فِی الفِردَوسِ الأَعلی ؟ فَقامَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام وأخَذَ بِیَدِ السّائِلِ ، وأتی بِهِ إلی حُجرَةِ فاطِمَةَ علیهاالسلام ، فَقالَ :یا بِنتَ رَسولِ اللّهِ ، انظُری فی أمرِ هذَا الضَّیفِ ! فَقالَت فاطِمَةُ علیهاالسلام:یَا ابنَ العَمِّ ، لَم یَکُن فِی البَیتِ إلّا قَلیلٌ مِنَ البُرِّ صَنَعتُ مِنهُ طَعاماً ، وَالأَطفالُ مُحتاجونَ إلَیهِ وأنتَ صائِمٌ ، وَالطَّعامُ قَلیلٌ لا یُغنی غَیرَ واحِدٍ.

ص:364


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 185 ح 309 ، [1]بحارالأنوار:ج 41 ص 34 ح 6. [2]

فَقالَ :أحضِریهِ .فَذَهَبَت وأتَت بِالطَّعامِ ووَضَعَتهُ ، فَنَظَرَ إلَیهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فَرَآهُ قَلیلاً ، فَقالَ فی نَفسِهِ :لا یَنبَغی أن آکُلَ مِن هذَا الطَّعامِ ، فَإِن أکَلتُهُ لا یَکفِی الضَّیفَ ، فَمَدَّ یَدَهُ إلَی السِّراجِ یُریدُ أن یُصلِحَهُ فَأَطفَأَهُ ، وقالَ لِسَیِّدَةِ النِّساءِ علیهاالسلام:تَعَلَّلی فی إیقادِهِ ، حَتّی یُحسِنَ الضَّیفُ أکلَهُ ثُمَّ ایتینی بِهِ .

وکانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یُحَرِّکُ فَمَهُ المُبارَکَ ، یُرِی الضَّیفَ أنَّهُ یَأکُلُ ولا یَأکُلُ ، إلی أن فَرَغَ الضَّیفُ مِن أکلِهِ وشَبِعَ ، وأتَت خَیرُ النِّساِء علیهاالسلام بِالسِّراجِ ووَضَعَتهُ ، وکانَ الطَّعامُ بِحالِهِ .

فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام لِضَیفِهِ :لِمَ ما أکَلتَ الطَّعامَ ؟ فَقالَ :یا أبَا الحَسَنِ أکَلتُ الطَّعامَ وشَبِعتُ ، ولکِنَّ اللّهَ تَعالی بارَکَ فیهِ .

ثُمَّ أکَلَ مِنَ الطَّعامِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام وسَیِّدَةُ النِّساءِ وَالحَسَنانِ علیهم السلام وأعطَوا مِنهُ جیرانَهُم ، وذلِکَ مِمّا بارَکَ اللّهُ تَعالی فیهِ .فَلَمّا أصبَحَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام أتی إلی مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، فَقالَ صلی اللّه علیه و آله:یا عَلِیُّ ، کَیفَ کُنتَ مَعَ الضَّیفِ ؟ فَقالَ :بِحَمدِ اللّهِ یا رَسولَ اللّهِ بِخَیرٍ.

فَقالَ :إنَّ اللّهَ تَعالی تَعَجَّبَ مِمّا فَعَلتَ البارِحَةَ ، مِن إطفاءِ السِّراجِ وَالاِمتِناعِ مِنَ الأَکلِ لِلضَّیفِ .

فَقالَ :مَن أخبَرَکَ بِهذا؟ فَقالَ :جَبرَئیلُ ، وأتی بِهذِهِ الآیَةِ فی شَأنِکَ : "وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ " الآیةَ . (1)

ص:365


1- (1) مستدرک الوسائل:ج 7 ص 216 ح 8075 [1] نقلاً عن أبی الفتوح الرازی فی تفسیره.

ص:366

بحث حول نزول آیة الإیثار
اشارة

"وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَ الْإِیمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ یُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَیْهِمْ وَ لا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " . (1)

تحدّثت النصوص الروائیة عن خمسة وجوه بشأن نزول الآیة

التاسعة من سورة الحشر، نعرض لها کما یلی:

الوجه الأوّل:إیثار الأنصار

یشیر صدر الآیة صراحة إلی أنّ الحدیث فیها یدور حول إیثار الأنصار، إذ إنّ المقصود من قوله: "وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَ الْإِیمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ " الذی جاء معطوفا علی الآیة التی سبقتها: "لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِینَ ..." ، هم مسلمو المدینة المنوّرة الذین یسمّون بالأنصار ، فهؤلاء هم الذین آثروا المهاجرین علی أنفسهم فی واقعة تقسیم الغنائم التی حصل علیها المسلمون من یهود بنی النضیر، فنزلت الآیة بحقّهم تُحسن الثناء علیهم.

الوجه الثانی:إیثار الإمام علیّ

ثمّ عدد من الروایات التی تحفّ الآیة، تفید أنّ قوله سبحانه: "وَ یُؤْثِرُونَ عَلی

ص:367


1- (1) الحشر:9. [1]

أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ " نزلت بحقّ الإمام علیّ علیه السلام ، لکن مع فارق إذ جاء بعضها مطلقا دون أن یبیّن مورد الإیثار ، وفی بعضها أنّ مورد الإیثار هو کسوة الإمام لرجل اشتکی له عُریه ، وفی بعضها الآخر أنّ الإمام آثر علی نفسه المقداد ابن الأسود فیما مسّه وأهله من حاجة ، کما أشار بعضها الآخر إلی أنّ شأن نزول الآیة هو إیثار الإمام علیه السلام وإطعامه لضیف بعثه إلیه النبیّ صلی اللّه علیه و آله.

الوجه الثالث:إیثار الرجل الأنصاری

جاء فی صحیح البخاری أنّ هذه الآیة نزلت فی رجل من الأنصار أکرم وفادة ضیف رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وآثره علی نفسه وزوجته وصبیانه. (1)أمّا ما اسم المضیّف ؟ فقد اختلفت فی ذلک المصادر والأخبار، إذ فیها من ذهب أنّه أبو طلحة الأنصاری (2)، وفیها من ذکر أنّه ثابت بن قیس (3)علی حین ذهب صاحب مجمع البیان إلی أنّ المضیّف هو الإمام علیّ علیه السلام ، وأنّه قد وردت فی ذلک روایة صحیحة دالّة علی هذا المعنی (4).

الوجه الرابع:إیثار أحد أصحاب النبیّ

جاء فی مستدرک الحاکم، عن ابن عمر:

اهدِیَ لِرَجُلٍ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله رَأسُ شاةٍ ، فَقالَ :إنَّ أخی فُلانا وعِیالَهُ أحوَجُ إلی هذا مِنّا.قالَ :فَبَعَثَ إلَیهِ ، فَلَم یَزَل یَبعَثُ بِهِ واحِدا إلی آخَرَ حَتّی تَداوَلَها

ص:368


1- (1) صحیح البخاری:ج 3 ص 1382 ح 3587.
2- (2) تفسیر القرطبی:ج 18 ص 25. [1]
3- (3) الدرّ المنثور:ج 8 ص 102. [2]
4- (4) وأمّا الذی رویناه بإسنادٍ صحیح عن أبی هریرة، أنّ الذی أضافه ونوّم الصبیة وأطفأ السراج علیّ وفاطمة علیهماالسلام(مجمع البیان:ج 9 ص 391).

سَبعَةُ أبیاتٍ حَتّی رَجَعَت إلَی الأَوَّلِ ، فَنَزَلَت: "وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ " إلی آخِرِ الآیَةِ . (1)

الوجه الخامس:إیثار جماعة من شهداء احد

کتب مؤلّف تفسیر مجمع البیان فی بیان شأن نزول الآیة، ما نصّه:

قیل:نزلت فی سبعة عطشوا فی یوم احد فجیء بماء یکفی لأحدهم، فقال واحد منهم:ناول فلانا حتّی طیف علی سبعتهم، وماتوا ولم یشرب أحد منهم، فأثنی اللّه سبحانه علیهم. (2)

تحلیل الوجوه المذکورة

تنتهی عملیة دراسة الوجوه المذکورة حول أسباب نزول آیة الإیثار وتحلیلها، إلی أنّ شأن النزول الأصلی الذی یتوافق مع ظاهر القرآن وتدلّ علیه الروایات یتمثّل بإیثار الأنصار فی واقعة تقسیم الغنائم التی حصل علیها المسلمون من یهود بنی نضیر ؛ فقد آثر الأنصار المهاجرین بحصّتهم من تلک الغنیمة وقدّموهم علی أنفسهم، فنزلت الآیة تثنی علیهم.ولمّا کانت الروایات الدالّة علی هذا الوجه متّسقة مع ظاهر آیة الإیثار ومنسجمة معه، فقد مالت غالبیة المفسّرین إلیه وتبنّته.

علی هذا الضوء ینبغی القول أنّ الروایات التی لها دلالة علی بقیّة الوجوه المشار لها آنفا، إنّما هی بصدد تطبیق خاتمة الآیة علی الموارد المذکورة من باب الجری.أمّا إذا أردنا تطبیق جملة: "وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ " علی فرد خاصّ کما لاحظنا ذلک فی عدد من الروایات السابقة، فلا ریب فی أنّ الإمام علیّا علیه السلام هو "سیّد المؤثِرین".وعندئذٍ فلا مانع من أن نقول أنّ جبرئیل قد طبّق

ص:369


1- (1) المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 526 ح 3799 ؛ مشکاة الأنوار:ص 330 ح 1050 [1] عن أنس.
2- (2) مجمع البیان:ج 9 ص 391.

خاتمة آیة الإیثار علی جمیع موارد إیثار الإمام وبقیّة موارد الإیثار الکبری ووقائعها، وأنّ المقصود من نزول الآیة فی هذه الموارد هو الجری والتطبیق بواسطة جبرئیل علیه السلام.

علی أنّ الحریّ بالانتباه هو الضعف الذی یشوب إسناد الروایات الدالّة علی هذه الوجوه، إذ هی لا تحظی بالقوّة والاعتبار الکافیین ما خلا بعض الروایات ذات الصلة بإیثار الإمام علیّ علیه السلام.وبدیهی أنّ ضعف السند لیس بمعنی أنّ هذه الروایات موضوعة، ومن ثَمّ فلا یعنی ردّها.

تحلیل سند الروایات

تحظی الروایة الدالّة علی إیثار الإمام علیّ علیه السلام المقداد بن الأسود،بسند معتبر.فجمیع الرجال الواقعین فی السند موثّقون ما خلا کلیب بن معاویة الأسدی، علی أنّ کلیبا نفسه هو ممّن ترحّم علیه الإمام الصادق علیه السلام (1).ثُمَّ إنّ هذا الحدیث جاء ذکره فی کتاب تأویل الآیات الظاهرة للسیّد شرف الدین علیّ الحسینی الأسترابادی من کبار علماء الشیعة فی القرن العاشر الهجری (2)، کما جاء ذکره أیضا فی تفسیر البرهان للسید هاشم الحسینی البحرانی (1107 ه) (3).والمصدر الذی استند إلیه هذان التفسیران، هو تفسیر ابن حجّام ، من مفسّری القرن الرابع ، والذی عدّه النجاشی من الموثّقین جدّا (4).

علی أنّ هذه الروایة هی ممّا یمکن أن یُعضد بالروایات (5)التی جاءت بشأن نزول الآیة (37) من سورة آل عمران:

"کُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَکَرِیَّا الْمِحْرابَ " .

ص:370


1- (1) رجال الکشّی:ج 2 ص 631 الرقم 627. [1]
2- (2) تأویل الآیات الظاهرة:ج 2 ص 679 ح 5.
3- (3) البرهان فی تفسیر القرآن:ج 5 ص 341 ح 10627. [2]
4- (4) رجال النجاشی:ج 2 ص 295 الرقم 1031.
5- (5) تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 171 ح 41 ؛ ذخائر العقبی:ص92.

أمّا الروایة الثانیة الدالّة علی واقعة إیثار الإمام علیّ علیه السلام لضیفه الغریب، فیلاحظ أنّها تحظی بمقبولیة نسبیة، فقد نسبها أبو الفتوح الرازی فی تفسیره إلی شقیق بن سلمة وأسند روایتها إلی عبد اللّه بن مسعود ، وهذان الاثنان ثقة.

ومن القرائن الاُخری التی تهب الروایة اعتبارا هو نقل صاحب تأویل الآیات الظاهرة لها عن تفسیر ابن حجّام ، ونسبتها إلی الصحیح من قبل الطبرسی ؛ ذلک أنّ هذه القرائن تجبُر ضعف طریق الحدیث عندما یُضاف إلیها نقل الشیخ الطوسی لها فی الأمالی، وأبی جعفر القمّی فی "الغایات" ، وزید الزرّاد فی الأصل الحدیثی المتبقّی عنه، وابن شهر آشوب فی مناقب آل أبی طالب. (1)

جدیر بالذکر أنّ روایات أهل السنّة تجعل أحد موارد تطبیق هذه الآیة رجلاً من الأنصار،بید أنّ أمثال هذه النقول لا تزید علی أنّها روایة واحدة وحسب ؛ لأنّها ترجع بأجمعها إلی فضیل بن غزوان، هذا إذا استثنینا روایة السیوطی وهی مرسلة.وفضیلٌ وإن کان موثّقا فی الکتب الرجالیة لأهل السنّة، إلّا أنّ ذلک لا یغیّر حقیقة أن کلّ هذه النقول روایة واحدة فحسب. (2)

وعند الانتقال إلی الروایات التی جاءت فی الوجهین الرابع والخامس من الوجوه الخمسة المذکورة الناظرة إلی شأن النزول، فیلاحظ أنّها تخلو تماما من أیِّ قیمة سندیة.

ص:371


1- (1) راجع:تفسیر أبی الفتوح الرازی:ج 19 ص 123 ، تأویل الآیات الظاهرة:ج 2 ص 678 ح 4 ، مجمع البیان:ج 9 ص 391 ، الأمالی للطوسی:ص 185 ح 309 ، جامع الأحادیث للقمّی:ص 195 ، الاُصول الستّة عشر:ص 6 ، [1] المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 74.
2- (2) راجع:صحیح البخاری:ج 3 ص 1382 ح 3587، صحیح مسلم:ج3 ص1624 ح2054 ، السنن الکبری للنسائی:ج6 ص486 ح11582 ، سنن الترمذی:ج5 ص82 ح3359.

ص:372

الفصل الثالث عشر: الأمانة

1/13 أهمیّةُ الأمانة
الکتاب

" وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ ". 1

الحدیث

5756. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَنْظروا إلی کَثرَةِ صَلاتِهِم وصَومِهِم ، وکَثرَةِ الحَجِّ ، والمعروفِ ، وَطَنطَنَتِهِم باللّیلِ ! ولکنِ انْظُروا إلی صِدقِ الحدیثِ وأداءِ الأمانةِ . (1)

2/13 إطلاقُ وجوبِ أدائها

5757. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لَمّا قَرأَ هذهِ الآیةَ : "وَ مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ ..." (2):کَذَبَ أعداءُ

ص:373


1- (2) عیون اخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 51 ح 197 [1] عن أحمد بن محمّد الهمدانی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 75 ص 114 ح 5. [2]
2- (3) آل عمران:75. [3]

اللّهِ ، ما مِن شیءٍ کانَ فی الجاهلیّةِ إلّا وهُو تَحتَ قَدَمی إلّا الأمانةَ ، فإنّها مُؤَدّاةٌ إلی البَرِّ والفاجرِ. (1)

3/13 لا إیمانَ لِمن لا أمانةَ لَه

5758. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا إیمانَ لِمَن لا أمانةَ لَهُ . (2)

5759. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن خانَ أمانةً فی الدُّنیا ولم یَرُدَّهاإلی أهلِها ثُمّ أدرَکَهُ الموتُ ماتَ علی غیرِ مِلّتی ، ویلقی اللّهَ وهُو علَیهِ غَضْبانُ . (3)

5760. الاختصاص: قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله:لَیس مِنّا مَن یُحَقِّرُ الأمانةَ یَعنی (4)یَسْتَهلِکَها إذا اسْتُودِعَها. (5)

4/13 آثارُ الأمانةِ

5761. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الأمانةُ تَجْلِبُ الغِنی ، والخِیانةُ تَجْلِبُ الفَقرَ. (6)

ص:374


1- (1) مجمع البیان:ج 2 ص 778.
2- (2) النوادر للراوندی:ص 91 ح 27 ، [1]بحار الأنوار:ج 72 ص 198 ح 26. [2]
3- (3) الأمالی للصدوق:ص 516 ح 707 [3] عن الحسین بن یزید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 171 ح 3. [4]
4- (4) فی بحار الأنوار:"حتّی" بدل "یعنی".
5- (5) الاختصاص:ص 248،بحار الأنوار:ج 75 ص 172 ح 13. [5]
6- (6) قرب الإسناد:ص 116 ح 408 [6] عن الحسین بن علوان عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحار الأنوار:ج 75 ص 114 ح 6. [7]
5/13 مَن نُهیَ عنِ ائتمانِهم

5762. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ ائْتَمنَ غیرَ أمینٍ فلیسَ لَهُ علی اللّهِ ضَمانٌ ، لأنّهُ قد نَهاهُ أنْ یأتَمِنَهُ . (1)

5763. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ ائْتَمنَ شارِبَ الخَمرِ علی أمانةٍ ،بعد عِلْمِهِ فیهِ ، فلیسَ لَه علی اللّهِ ضَمانٌ ولا أجْرٌ له ولا خَلفٌ . (2)

ص:375


1- (1) قرب الإسناد:ص 315 ح 1222 [1] عن مسعدة بن زیاد عن الامام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 103 ص 179 ح 3. [2]
2- (2) الکافی:ج 5 ص 300 ح 3 [3] عن أبی الربیع عن الإمام الصادق علیه السلام.

ص:376

کلام حول "الأمانة"
الأمانة لغةً

"الأمانة" ضدّ الخیانة ، مصدر من مادّة "أ م ن" بمعنی طمأنینة القلب.وتُطلق صفة "الأمین" علی الشخص الّذی یشعر القلب بالإطمئنان عند إیداعه شیئا ، کما تُطلق "الأمانة" علی الشیء المُودع أیضا.یقول ابن فارس فی معنی الأمانة:

الهمزة والمیم والنون أصلان متقاربان:أحدهما الأمانة الّتی ضدّ الخیانة ومعناها سکون القلب ، والآخر التصدیق. (1)

وذکر الراغب الأصفهانی فی تبیین معنی الأمانة:

أصل الأمن طمأنینة النفس وزوال الخوف ، والأمن والأمانة والأمان فی الأصل مصادر ، ویُجعل الأمان تارةً اسما للحالة الّتی یکون علیها الإنسان فی الأمن ، وتارةً اسما لما یؤمن علیه الإنسان. (2)

الأمانة فی الکتاب والسنّة

استُعملت لفظة "الأمانة" فی الکتاب والسنّة بنفس المعنی اللغوی ، ولکنّنا نلاحظ نقاطا ملفتة للنظر وملاحظات لافتة للانتباه فی بیان مجالات "الأمانة" وأقسام "الأُمناء" فی النصوص الإسلامیة.

ص:377


1- (1) معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 133. [1]
2- (2) مفردات ألفاظ القرآن:ص 90. [2]

وسوف نذکر فی هذا القسم من إرشادات الإسلام حول قیمة حفظ الأمانة وآثاره ، أسلوب نشر ثقافة حفظ الأمانة فی المجتمع ، أنواع الأمانات والأُمناء ، وتعالیم إیداع الأمانة ، ضمن ستّة فصول ، وسنشیر هنا إلی خلاصة ما جاء فی هذه الفصول:

أوّلاً:الحث الأکید علی کسب صفة الأمانة

التأمّل فی فصول هذا القسم یکشف عن الأهمّیة الفائقة لحفظ الأمانة فی الإسلام ،بحیث إنّ هذا الدین یسعی لأن یحثّ أتباعه علی حفظ الأمانة من خلال الاعتماد علی الأحاسیس الفطریة والدینیة وتوظیف الأسالیب الإعلامیة المختلفة.

إنّ الإنسان المسلم مکلّف من وجهة نظر الإسلام أن یؤدّی الأمانات ، صغیرة کانت أم کبیرة ، علی کلّ حال وإلی جمیع الأشخاص حتّی وإن کانوا من أسوأ الناس علی وجه الأرض ، فلیس من حقّ المسلم أن یخون أحدا حتّی وإن کان خائنا له. (1)

ثانیا:أُسلوب تثقیف المجتمع علی أداء الأمانة

إنّ تحویل حفظ الأمانة إلی ثقافة فی المجتمع ،بحاجة إلی تخطیط دقیق شامل للإجراءات التالیة:

أ تقویة الإیمان والمعتقدات الدینیة.

ب توسیع الروابط بأئمّة الإسلام العظام ، ونقل سیرتهم العملیة فی حفظ الأمانات إلی مستویات المجتمع بطبقاته المختلفة.

ج تعزیز العقل العملی والضمیر الأخلاقی للناس.

ص:378


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 4 ( الأمانة/الفصل الأوّل:وجوب أداء الأمانة ).

د التنمیة الاقتصادیة ومحاربة أرضیات الخیانة فی المجتمع کالتضخم.

ه المراقبة الشدیدة من قبل الحکومة لموظّفیها بهدف تعزیز ظاهرة حفظ الأمانة والمحافظة علی حقوق الناس.

و إحیاء روح الدعاء والاستعانة باللّه جلّ و علا لرعایة الأمانات الکبیرة الخطیرة. (1)

والنجاح فی القیام بهذه الأُمور رهین بالمساعی المتواصلة المستمرّة لجمیع المدراء علی المستوی السیاسی والثقافی والاقتصادی والقضایی فی المجتمع.

ثالثا:دور الأمانة فی الفَلاح المادّی والمعنوی

لقد طُرحت النصوص الإسلامیة فوائد مادّیة ومعنویة کثیرة لحفظ الأمانة بهدف نشر هذه الثقافة فی المجتمع ما أمکن ذلک.هذه هی خلاصة ما جاء فی هذه النصوص فی بیان دور الأمانة فی حیاة الإنسان:

أ حبّ اللّه تعالی والرّسول الأعظم صلی اللّه علیه و آله للشخص الأمین.

ب سرّ المکانة الرفیعة للإمام علیّ علیه السلام لدی رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله.

ج العامل المهیّیء لأرضیة الصدق.

د المشارکة فی أموال الآخرین وزیادة الرزق والثروة.

ه احتساب أجر المنفقین فی سبیل اللّه للشخص الأمین.

و الخلاص من نار جهنّم والتنعّم بجنّات عدن ، والحشر مع الأنبیاء والصدّیقین والشهداء.

ز وأخیرا الفلاح المادّی والمعنوی وخیر الدنیا والآخرة.

ص:379


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 4 ( الأمانة/الفصل الثانی:موجبات الأمانة/الاستعانة باللّه ).
رابعا:سعة افق الأمانة

إنّ للأمانة افقا واسعا للغایة من منظار الإسلام ، فکلّ نعمة أنعم اللّه تعالی بها علی الإنسان ، وکلّ عمل یُناط به ، وکلّ مسؤولیة تجعل علی عاتقه ؛ کلّ ذلک فی الحقیقة أمانة أوکلت إلیه.بناءً علی ذلک فإنّ الآیات الّتی تحثّ الناس علی رعایة الأمانة تشمل جمیع مجالاتها.وفیما یلی نذکر مجالات الأمانة استنادا إلی الاستنتاج الّذی توصّلنا إلیه فی الفصل الرابع:

1.مجال السیاسة:ففی النظام الإسلامی کل شخص یتمتّع بالسلطة السیاسیة هو حامل لأمانة اللّه تعالی ، والناس وکلّ من تمتّع بمکانة سیاسیة أعلی وسلطة أکبر ، فإنّ عبء أمانته سیکون أکثر ثقلاً وفداحةً ، علی هذا الأساس فإنّ عبء أمانة القائد أکثر فداحةً من الجمیع ، لذلک فإنّ أئمّة الإسلام کانوا یستعینون باللّه تعالی لأداء مسؤولیاتهم الخطیرة. (1)

2.المجال الثقافی:فعبء أمانة العلماء والقادة الثقافیّین للمجتمع هو الأخطر بعد المسؤولین السیاسیّین ، فالعلم والمعرفة هما أمانة إلهیّة یجب علی المسؤولین الثقافیین أن یزاوجوا بین العمل بها وبین تهیئة الأرضیة لعمل الآخرین بها.

لکنّ بعض المعارف ، أمانات تعدّ من الأسرار الإلهیّة ، ویُعدّ نقلها إلی الّذین لا یتحملونها خیانةً خطیرة. (2)

3.المجال الاقتصادی:یعدّ المجال الاقتصادی أوضح مجال للأمانة لدی الناس ، والملاحظة الملفتة للنظر فی هذا المجال هی ان الرؤیة الإسلامیة للأمانة الاقتصادیة تری أنّ الإنسان المسلم لیس له حقّ فی التعدّی علی حقوق الآخرین

ص:380


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 4 ( الأمانة/الفصل الثانی:موجبات الأمانة/الاستعانة باللّه ).
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 4 ( الأمانة/الفصل الرابع:أصناف الأمانة/الأمانات الثقافیة و الفصل السادس:أدب الائتمان/من لا یصلح للائتمان/الخائن ).

فحسب ،بل إنّ أمواله الشخصیة أمانة لدیه أیضا ولا یمکنه أن ینفقها فی أیّ مجال یرغب فیه ، لذلک فإنّ الإسراف فی إنفاق الأموال یُعدّ خیانةً أیضا. (1)

4.المجال الأخلاقی:إنّ رقعة حفظ الأمانة واسعة للغایة فی مجال الأخلاق ، وفی الحقیقة فإنّ الاتّصاف بأنواع الصفات الحمیدة واجتناب الصفات الذمیمة ، إنّما هما أداء لأمانة الضمیر الأخلاقی الّذی أنعم اللّه تعالی به علی الإنسان ، لذلک فإنّ الروایات اعتبرت أُمورا مثل:الصدق والورع والعفاف والوفاء والتعاون لإقامة الحقّ وجزاء الإحسان بالإحسان ، وحفظ أسرار الناس ، من مصادیق أداء الأمانة.

5.المجال العملی:کلّ عمل یُوکل إلی الإنسان یُعدّ أمانة من وجهة نظر الإسلام ، لذلک فإنّ الأجیر (2)أمین ، فکان رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله یقول:

14-إنَّ اللّهَ عز و جل یُحِبُّ إذا عَمَلَ أحَدُکُم عَمَلاً أن یُتقِنَهُ . (3)

6.مجال التکالیف الإلهیّة:إنّ المنهج الّذی قدّمه اللّه تعالی لحیاة الإنسان هو فی الحقیقة أعظم نعمة وأمانة إلهیّة لتکامله المادّی والمعنوی والسعادة الدنیویة والاُخرویة ، وقد بُعث جمیع الأنبیاء بهدف نقل هذه الأمانة إلی المجتمع البشری ، هکذا یُعدّ السیر علی هذا النهج حفظا للأمانة ، ومخالفته خیانة.

خامسا:أقسام الأُمناء

إنّ أقسام الأُمناء مختلفة سعة وضیقا حسب سعة المجالات المختلفة للأمانة أو

ص:381


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 4 ( الأمانة/الفصل الخامس:أصناف الأمناء/الأجیر ).
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 4 ( الأمانة/الفصل الرابع:الأمانات الاقتصادیة و الفصل السادس:أدب الائتمان/من لا یصلح للائتمان/الخائن ).
3- (3) المعجم الأوسط :ج 1 ص 275 ح 897 ، مسند أبی یعلی:ج 4 ص 253 ح 4369 کلاهما عن عائشة ، الطبقات الکبری:ج 8 ص 216 ، تاریخ دمشق:ج 34 ص 290 کلاهما عن سیرین امّ عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، کنز العمّال:ج 3 ص 907 ح 9128.

ضیقها ، سنشیر إلیها هنا استنادا إلی ما ورد فی الفصل الخامس:

أ إنّ أسمی مجالات الأمانة خاصّ باللّه تعالی ، لذلک یُسمّی "الأمین" و "المؤمن" و "المهیمن" ، فهو "الأمین" المطلق وجمیع الأمانات منه وإلیه ، ولا یضیع حقّ أحد لدیه ، لذلک فقد کان أئمّة الإسلام یوکلون کلّ شیء إلی اللّه ، وکان النبیّ الأعظم صلی اللّه علیه و آله یقول فی الدعاء:

14-اللّهُمَّ إنِّی أستَودِعُکَ نَفسی وأهلی ومالی ودینی ودُنیایَ وآخِرَتی وأمانَتی وخَواتیمَ عَمَلی. (1)

ب ملائکة الوحی ، هم أمناء اللّه سبحانه فی إبلاغ الوحی إلی الأنبیاء والرّسل.

ج الأنبیاء والرّسل هم أُمناء اللّه فی إبلاغ الوحی إلی الناس.

د أوصیاء الأنبیاء ومن جملتهم أهل بیت نبیّنا صلی اللّه علیه و آله هم أُمناء اللّه تعالی وأنبیائه فی بیان الوحی وقیادة الناس.

ه یُعدّ الإنسان أکبر حاملی الأمانة الإلهیّة بین جمیع الکائنات ، فهو یضطلع بأمانة عجزت السماوات والأرض والجبال عن حملها:

"إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً" . (2)

إنّ الشاعر حافظ الشیرازی یبیّن مضمون هذه الآیة فی بیت من الشعر ترجمته:"لم تطق السماء حمل عبء الأمانة ، واقترعوا لنفسی المجنونة". (3)

ص:382


1- (1) الکافی:ج 3 ص 480 ، [1] تهذیب الأحکام:ج 3 ص 310 ح 959.
2- (2) الأحزاب:72. [2]
3- (3) آسمان ،بار امانت نتوانست کشید قرعه کار به نام منِ دیوانه زدند

إنّ عبء الأمانة الفادح الّذی حمله الإنسان ولم تتحمله الموجودات الأُخری ، یمثّل الاستعداد للتکامل الإرادی وبلوغ مرتبة الخلافة الإلهیّة ، وما مُنح الإنسان من طاقات وإمکانیات مادّیة ومعنویة ، هو کلّه أجزاء هذه الأمانة الإلهیّة.وإذا ما تفتّح استعداد الإنسان وأوصل هذه الأمانة إلی الهدف ، فإنّه سیتحوّل بنفسه إلی أمانة قیّمة أُخری للمجتمع البشری ، وسیدفع اللّه به أنواع البلاء عن الناس. (1)

بناءً علی ذلک ، فإنّ تفسیر الأمانة المعروضة علی السموات والأرض فأبت أن تحملها وأشفقت منها وحملها الإنسان بالولایة أو الصّلاة أو سائر ما جعله اللّه تعالی تحت اختیار الإنسان لتکامله ، هو فی الحقیقة إشارة إلی قسم من أرضیة التکامل الاختیاری للإنسان ، وهذه التفسیرات لا تتنافی مع بعضها البعض.

و العلماء وأهل المعرفة ، هم امناء اللّه تعالی فی نقل علمهم ومعرفتهم إلی الناس حسب استیعابهم واستعداداتهم.

ز المسؤولون السیاسیّون ، هم حملة أمانة اللّه عزّوجلّ وأمانة الناس فی الإدارة الصحیحة للشؤون السیاسیة فی المجتمع.

ح المؤذّنون هم أمناء الناس فی الأُمور التی یعلنونها لهم ، مثل:وقت الصّلاة والصیام.

ط المسلمون الأثریاء ، هم أمناء القادة علی تأمین احتیاجات المعوزین.

ی المستشار ، أمین مَن استشاره.

ک الشخص الّذی تُوکل إلیه ودیعة أو عملٍ ما ، هو أمین صاحب الودیعة وصاحب العمل.

ل المؤمن أمین سلامته فی الحالات الّتی أوکل فیها تحدید القدرة علی أداء

ص:383


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 4 ( الأمانة/الفصل الخامس:أصناف الاُمناء/الإنسان ).

الفرائض الإلهیّة إلیه ، مثل:حدّ المرض الّذی یستوجب الإفطار الصوم.

م الملاحظة الّتی تستحقّ التأمّل فی بیان أقسام الأُمناء ، هی أنّ الروایات الإسلامیة اعتبرت الحجر الأسود الکائن فی أحد أرکان الکعبة ، فی عداد أُمناء اللّه سبحانه و أُمناء الناس.

سادسا آداب إیداع الأمانة

لقد خُصص الفصل السادس ، لبیان آداب إیداع الأمانة ، وقد ذکرنا فی هذا الفصل الأشخاص الّذین یمتلکون صلاحیة إیداع الأمانة ، والأشخاص الفاقدین لهذه الصلاحیة.

من منظار الروایات الإسلامیة ، فإنّ أهم ملاحظة فی إحراز صلاحیة حمل الأمانة هی الخوف من العقوبة الإلهیّة ، وأهمّ آفات الأمانة هو عدم الاعتقاد باللّه وبالأرجاس الأخلاقیة ، وخاصّة الإدمان علی شرب المشروبات الکحولیة.

ص:384

الفصل الرابع عشر: المحاسبة

1/14 الحثُّ عَلی محاسبة النفس
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِیرٌ بِما تَعْمَلُونَ ". 1

الحدیث

5764. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أکْیَسُ الکَیِّسِینَ مَن حاسَبَ نَفْسَهُ وعَمِلَ لِما بَعدَ المَوتِ ، وأحْمَقُ الحَمْقی مَنْ أتْبَعَ نَفْسَهُ هَواهُ ، وتَمنّی علی اللّهِ الأمانِیَّ . (1)

5765. عنه صلی اللّه علیه و آله: حاسِبوا أنْفُسَکُم قَبلَ أنْ تُحاسَبوا ، وزِنوها قَبلَ أنْ تُوزَنوا ، وتَجَهَّزوا للعَرْضِ الأکْبَرِ. (2)

5766. عنه صلی اللّه علیه و آله: حاسِبوا أنْفُسَکُم قَبلَ أنْ تُحاسَبوا ، ومَهِّدوا لها قَبلَ أنْ تُعذَّبوا ، وتَزَوَّدوا للرّحیلِ

ص:385


1- (2) بحار الأنوار:ج 70 ص 69 ح 16. [1]
2- (3) بحار الأنوار:ج 70 ص 73 ح 26. [2]

قَبلَ أنْ تُزْعَجوا ، فإنَّما هُو مَوقِفُ عَدْلٍ ، واقْتِضاءُ حَقٍّ ، وسُؤالٌ عن واجِبٍ ، وقَد أبْلَغَ فی الإعْذارِ مَن تَقَدّمَ بالإنذْارِ. (1)

5767. عنه صلی اللّه علیه و آله: یا أبا ذرٍّ ، حاسِبْ نَفْسَکَ قَبلَ أنْ تُحاسَبَ ، فإنَّهُ أهْوَنُ لِحِسابِکَ غَدا ، وزِنْ نَفْسَکَ قَبلَ أنْ تُوزَنَ ، وتَجَهَّزْ للعَرْضِ الأکْبَرِ یَومَ تُعْرَضُ لا یَخْفی علی اللّهِ خافِیَةٌ . (2)

2/14 التّشدیدُ فی محاسبةِ النّفْسِ

5768. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یَکونُ العَبدُ مؤمنا حتّی یُحاسِبَ نفسَهُ أشَدَّ مِن مُحاسَبَةِ الشَّریکِ شَریکَهُ والسَّیّدِ عَبْدَهُ . (3)

5769. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَکونُ الرّجُلُ مِن المُتَّقینَ حتّی یُحاسِبَ نَفسَهُ أشدَّ مِن مُحاسَبَةِ الشَّریکِ شَریکَهُ ، فَیعْلَمَ مِنْ أینَ مَطْعَمُهُ ، ومِن أینَ مَشْرَبُهُ ، ومِن أینَ مَلْبَسُهُ ، أمِن حِلٍّ أمْ مِن حَرام ؟ (4)

ص:386


1- (1) أعلام الدین:ص 339. [1]
2- (2) الأمالی للطوسی:ص 534 ح 1162. [2]
3- (3) بحار الأنوار:ج 70 ص 72 ح 22. [3]
4- (4) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 375 ح 2661. [4]

الفصل الخامس عشر: الحسنة والإحسان

1/15 الحثّ علی الحسنة

5770. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: وَجَدْتُ الحَسَنةَ نُورا فی القَلبِ ، وزَیْنا فی الوَجْهِ ، وقُوّةً فی ص العَملِ ، ووَجَدتُ الخَطیئةَ سَوادا فی القَلبِ ، ووَهْنا فی العَملِ ، وشَیْنا فی الوَجْهِ . (1)

2/15 أفضلُ الحسناتِ

5771. کنز العمّال عن خالد بن الولید: جاء رجلٌ إلی رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، قالَ :أیُّ حَسَنَةٍ أفضلُ عندَ اللّهِ ؟ قالَ :حُسنُ الخُلقِ والتّواضُعُ والصَّبرُ علی البَلِیّةِ والرِّضاءُ بالقَضاءِ.قالَ :أیُّ سَیّئةٍ أعظَمُ عِند اللّهِ ؟ قالَ :سُوءُ الخُلقِ والشُّحُّ المُطاعُ . (2)

ص:387


1- (1) کنز العمّال:ج 16 ص 110 ح 44084 عن أنس.
2- (2) کنز العمّال:ج 16 ص 129 ح 44154.
3/15 الاستِبشارُ بالحَسَنةِ

5772. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن ساءَتْهُ سَیّئتُهُ وسَرَّتْهُ حَسنَتُهُ فهُو مؤمنٌ . (1)

4/15 فَضْلُ الإحسانِ
الکتاب

" وَ ابْتَغِ فِیما آتاکَ اللّهُ الدّارَ الْآخِرَةَ وَ لا تَنْسَ نَصِیبَکَ مِنَ الدُّنْیا وَ أَحْسِنْ کَما أَحْسَنَ اللّهُ إِلَیْکَ وَ لا تَبْغِ الْفَسادَ فِی الْأَرْضِ إِنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ الْمُفْسِدِینَ ". 2

" وَ أَنْفِقُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیکُمْ إِلَی التَّهْلُکَةِ وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ ". 3

" إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْکَرِ وَ الْبَغْیِ یَعِظُکُمْ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ ". 4

الحدیث

5773. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: زِینَةُ العِلمِ الإحْسانُ . (2)

ص:388


1- (1) الأمالی للصدوق:ص 267 ح 290. [1]
2- (5) بحار الأنوار:ج 74 ص 418 ح 40. [2]
5/15 بالإحسانِ تُملَکُ القلوبُ

5774. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: جُبِلَتِ القُلوبُ علی حُبِّ مَن أحسَنَ إلَیها ، وبُغْضِ مَن أساءَ إلَیها. (1)

6/15 الإحسانُ إلی مَن أساءَ

5775. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أحْسِنْ إلی مَن أساءَ إلَیکَ . (2)

5776. الإمامُ علیٌّ علیه السلام: لقد ضَمَمتُ إلَیَّ سلاحَ رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَوَجَدتُ فی قائمِ سَیفِهِ مُعَلَّقَةً فیها ثلاثةُ أحرُفٍ :صِلْ مَن قَطَعَکَ ، وأحسِنْ إلی مَن أساءَ إلَیکَ ، وقُلِ الحَقَّ ولَو علی نَفسِکَ . (3)

7/15 ما یُتَرَتَّبُ عَلی إحسانِ المُشرکینَ

5777. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لِعدیّ بنِ حاتِمٍ : إنَّ أباکَ أرادَ أمْرا فأدْرَکَهُ ، یَعنی الذِّکْرَ. (4)

5778. کنز العمّال عن سلمانِ بنِ عامرٍ الضَّبِّیّ : قلتُ :یا رسولَ اللّهِ ، إنَّ أبی کانَ یَقْری الضَّیفَ ، ویُکْرِمُ الجارَ ، ویَفی بالذِّمَّةِ ، ویُعْطی فی النّائِبَةِ ، فما یَنْفَعُهُ ذلکَ ؟ قالَ :ماتَ مُشْرِکا؟ قلتُ :نَعَم.قالَ :أمَا إنَّها لا تَنْفَعُهُ ، ولکنَّها تَکونُ فی عَقِبهِ أنَّهُم لَن یُخْزَوا أبَدا ، ولَن یُذَلّوا أبَدا ، ولَن یَفْتَقِروا أبَدا. (5)

ص:389


1- (1) تحف العقول:ص 37.
2- (2) کنز الفوائد:ج 2 ص 31. [1]
3- (3) کنز العمّال:ج 16 ص 238 ح 44298 نقلاً عن ابن النجار.
4- (4) کنز العمّال:ج 6 ص 451 ح 16495 عن عدی بن حاتم.
5- (5) کنز العمّال:ج 6 ص 450 ح 16489.

ص:390

الفصل السادس عشر: الحیاء

1/16 فَضْلُ الحَیاءِ
الکتاب

" فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِی عَلَی اسْتِحْیاءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِی یَدْعُوکَ لِیَجْزِیَکَ أَجْرَ ما سَقَیْتَ لَنا فَلَمّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ ". 1

الحدیث

5779. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الحیاءُ لا یَأتی إلّا بخَیرٍ. (1)

5780. عنه صلی اللّه علیه و آله: الحیاءُ خَیرٌ کُلُّهُ . (2)

5781. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الحیاءَ مِن شرائعِ الإسلامِ . (3)

5782. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما کانَ الفُحْشُ فی شَیءٍ إلّا شانَهُ ، ولا کانَ الحیاءُ فی شَیءٍ قَطُّ إلّا زانَهُ . (4)

ص:391


1- (2) کنز العمّال:ج3 ص 120 ح 5763 عن عمران بن حصین.
2- (3) معانی الأخبار:ص 409 ح 92 عن أنس بن مالک ،بحارالأنوار:ج 71 ص 335 ح 15. [1]
3- (4) کنز العمّال:ج3 ص 121 ح5772 عن ابن مسعود.
4- (5) الأمالی للطوسی:ص 190 ح 320 [2]عن أنس بن مالک ،بحارالأنوار:ج 71 ص 334 ح 14. [3]

5783. عنه صلی اللّه علیه و آله: لو کانَ الحیاءُ رجُلاً لکانَ صالِحا. (1)

5784. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ یُحِبُّ الحَیِیَّ المُتَعفِّفَ ، ویُبْغِضُ البَذِیَّ السّائلَ المُلْحِفَ . (2)

2/16 آثارُ الحیاءِ

5785. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أمّا الحیاءُ فیتَشَعَّبُ مِنهُ اللِّینُ ، والرّأفَةُ ، والمُراقَبَةُ للّهِ فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ ، والسّلامَةُ ، واجْتِنابُ الشَّرِّ ، والبَشاشَةُ ، والسَّماحَةُ ، والظَّفَرُ ، وحُسْنُ الثّناءِ علی المَرءِ فی النّاسِ ، فهذا ما أصابَ العاقِلُ بالحیاءِ ، فطُوبی لِمَن قَبِلَ نَصیحَةَ اللّهِ وخافَ فَضیحَتَهُ . (3)

3/16 الحیاءُ والإیمانُ

5786. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ لِکُلِّ دِینٍ خُلُقا ، وإنّ خُلُقَ الإسلامِ الحیاءُ. (4)

5787. عنه صلی اللّه علیه و آله: الحیاءُ هُو الدِّینُ کلُّهُ . (5)

4/16 حیاءُ العقلِ وحیاءُ الحُمْقِ

5788. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الحیاءُ حیاءانِ :حیاءُ عَقْلٍ وحیاءُ حُمْقٍ ، فحَیاءُ العَقلِ العِلْمُ ،

ص:392


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 123 ح 5781 نقلاً عن الخرائطی عن مکارم الأخلاق عن عائشة.
2- (2) الأمالی للطوسی:ص 39 ح 43 [1]عن ابن عمر ،بحارالأنوار:ج 71 ص 270 ح 8. [2]
3- (3) تحف العقول:ص 17 ،بحارالأنوار:ج 1 ص 118 ح 11. [3]
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 119 ح 5757 عن أنس وابن عباس.
5- (5) کنز العمّال:ج3 ص 119 ح 5761 عن قرة.

وحَیاءُ الحُمْقِ الجَهْلُ . (1)

5/16 ما یَترتَّبُ علی عدمِ الحیاءِ

5789. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن لَم یَسْتَحیِ مِن اللّهِ فی العَلانِیَةِ لَم یَسْتَحیِ مِن اللّهِ فی السِّرِّ. (2)

6/16 إذا لَم تَسْتَحیِ فاعملْ ما شئتَ !

5790. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لم یَبْقَ مِن أمْثالِ الأنْبیاءِ علیهم السلام إلّا قَولُ النّاسِ :إذا لَم تَسْتَحیِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ . (3)

5791. عنه صلی اللّه علیه و آله: آخِرُ ما أدْرَکَ النّاسُ مِن کَلامِ النُّبُوّةِ الاُولی:إذا لَم تَسْتَحیِ فاصْنَعْ ما شِئتَ . (4)

5792. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ آخِرَ مایَتعَلّقُ بهِ أهلُ الجاهِلیَّةِ مِن کلامِ النُّبوّةِ :إذا لَم تَسْتَحیِ فاصْنَعْ ما شِئتَ . (5)

7/16 الاسْتِحیاءُ مِن اللّهِ

5793. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اسْتَحْیِ مِن اللّهِ اسْتِحیاءَکَ مِن صالِحی جِیرانِکَ ؛ فإنّ فیها زِیادَةَ الیَقینِ . (6)

ص:393


1- (1) تحف العقول:ص 45 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 149 ح 75. [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 124 ح 5789 نقلاً عن أبی نعیم فی المعرفة عن محمّد بن أبی الجهم.
3- (3) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 56 ح 207 [2] عن علیّ بن أسباط عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 333 ح 8. [3]
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 122 ح 5780 نقلاً عن ابن عساکر فی تاریخ دمشق عن أبی مسعود البدری الأنصاری.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 125 ح 5792 عن حذیفة.
6- (6) بحار الأنوار:ج 78 ص 200 ح 28. [4]
8/16 الاستِحْیاءُ مِن الملَکَینِ

5794. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لِیَسْتَحیِ أحَدُکُم مِن مَلَکَیهِ اللَّذَینِ معَهُ ، کما یَسْتَحْیِی مِن رجُلَینِ صالِحَینِ مِن جِیرانِهِ ، وهُما مَعهُ باللّیلِ والنّهارِ. (1)

5795. عنه صلی اللّه علیه و آله مِن وَصایاهُ لأبی ذرٍّ: یا أبا ذرٍّ ، اسْتَحْیِ مِن اللّهِ ؛ فإنّی والّذی نَفْسی بِیَدِهِ لَأظَلُّ حِینَ أذْهَبُ إلی الغائطِ مُتَقَنِّعا بِثَوبی أسْتَحیی مِن المَلَکَینِ اللّذَینِ مَعی. (2)

9/16 عدم حرمة غیبة من لاحیاء له

5796. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن ألْقی جِلْبابَ الحیاءِ لا غِیبَةَ لَهُ . (3)

ص:394


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 118 ح 5751 عن أبی هریرة.
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 372 ح 2661 [1] عن أبی ذر ،بحار الأنوار:ج 77 ص 83 ح 3. [2]
3- (3) تحف العقول:ص 45 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 149 ح 76. [3]

الفصل السابع عشر: الحلم

1/17 فَضْلُ الحِلْمِ
الکتاب

" إِنَّ إِبْراهِیمَ لَحَلِیمٌ أَوّاهٌ مُنِیبٌ ". 1

الحدیث

5797. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کادَ الحَلیمُ أنْ یَکونَ نَبِیّا. (1)

5798. عنه صلی اللّه علیه و آله: بُعِثْتُ للحِلْم مَرْکَزا ، وللعِلْمِ مَعْدِنا ، وللصَّبرِ مَسْکَنا. (2)

2/17 ثَمراتُ الحِلْمِ

5799. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: فأمّا الحِلمُ فمِنهُ رُکوبُ الجَمیلِ ، وصُحبَةُ الأبْرارِ ، ورَفْعٌ مِن الضَّعَةِ ،

ص:395


1- (2) المناقب للکوفی:ج 1 ص 48 ح 14 [1]عن ابن عبّاس ،بحار الأنوار:ج 43 ص 70 ح 61. [2]
2- (3) بحار الأنوار:ج 71 ص 423 ح 61. [3]

ورَفْعٌ مِن الخَساسَةِ ، وتَشَهّی الخَیرِ ، وتَقَرُّبُ صاحِبِه مِن مَعالی الدَّرَجاتِ ، والعَفوُ ، والمَهلُ ، والمَعروفُ ، والصَّمتُ ، فهذا ما یَتَشَعّبُ للعاقلِ بحِلمِهِ . (1)

3/17 الحِلمُ والعلمُ

5800. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: والّذی نَفْسی بِیَدِهِ ، ما جُمِعَ شَیءٌ إلی شَیءٍ أفضَلَ مِن حِلمٍ إلی عِلمٍ . (2)

5801. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما اضیفَ شَیءٌ إلی شَیءٍ أفضَلَ مِن حِلمٍ إلی عِلمٍ . (3)

4/17 أحلَمُ النّاسِ

5802. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أحلَمُ النّاسِ مَن فَرَّ مِن جُهّالِ النّاسِ . (4)

5/17 زینَةُ الحِلمِ

5803. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: بَسْطُ الوَجْهِ زِینَةُ الحِلْمِ . (5)

ص:396


1- (1) تحف العقول:ص 16.
2- (2) الخصال:ص 5 ح 11 عن عبداللّه بن میمون عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 2 ص 46 ح 2. [1]
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 132 ح 5829 نقلاً عن ابن السنی عن أبی أمامة.
4- (4) الأمالی للصدوق:ص 73 ح 41 عن یونس بن طبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 112 ح 2. [2]
5- (5) جامع الأخبار:ص 337 ح 947.
6/17 صفة من لیس بحلیم

5804. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَیسَ بحَلیمٍ مَن لَم یُعاشِرْ بالمَعروفِ مَن لابُدَّ لَهُ مِن مُعاشَرَتِهِ حَتّی یَجعَلَ اللّهُ لَهُ مِن ذلک مَخرَجا. (1)

ص:397


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص130 ح 5815 عن أبی فاطمة الأیادی.

ص:398

الفصل الثامن عشر: الرّحم

1/18 الحَثُّ عَلَی التّراحُمِ
الکتاب

"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ الَّذِینَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَی الْکُفّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ تَراهُمْ رُکَّعاً سُجَّداً یَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّهِ وَ رِضْواناً سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِکَ مَثَلُهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِی الْإِنْجِیلِ کَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوی عَلی سُوقِهِ یُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ الْکُفّارَ وَعَدَ اللّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِیماً". 1

" ثُمَّ قَفَّیْنا عَلی آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَ قَفَّیْنا بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ آتَیْناهُ الْإِنْجِیلَ وَ جَعَلْنا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ". 2

"ثُمَّ کانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولئِکَ أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ". 3

ص:399

الحدیث

5805. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الراحِمونَ یَرحَمُهُم الرّحمنُ تبارکَ وتعالی ، ارحَمُوا مَن فی الأرضِ یَرحَمْکُم مَن فی السماءِ. (1)

5806. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن رَحِمَ ولو ذَبیحَةَ عُصفورٍ رَحِمَهُ اللّهُ یومَ القِیامةِ . (2)

5807. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن لَم یَرحَمْ لا یُرحَمْ . (3)

5808. عنه صلی اللّه علیه و آله: یُنادِی مُنادٍ فی النارِ:یا حَنّانُ یا مَنّانُ نَجِّنی مِنَ النارِ ، فَیَأْمُرُ اللّهُ مَلَکا فَیُخرِجُهُ حتّی یَقِفَ بینَ یَدَیهِ ، فیقولُ اللّهُ عز و جل:هل رَحِمتَ عُصفورا. (4)

5809. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن لا یَرحَمْ مَن فی الأرضِ لا یَرحَمْهُ مَن فی السماءِ. (5)

5810. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن لا یَرْحَمِ الناسَ لایَرحَمْهُ اللّهُ . (6)

5811. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن لا یَرحَمْ لا یُرحَمْ ، ومَن لا یَغفِرْ لا یُغفَرْ لَه ، ومَن لا یَتُبْ لا یَتوبُ اللّهُ علَیهِ . (7)

5812. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّما یَرحَمُ اللّهُ مِن عِبادِهِ الرُّحَماءَ. (8)

5813. کنزالعمّال عن أبی موسی عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: والذی نَفسِی بیَدِهِ لا تَدْخُلُونَ الجنّةَ حَتّی تَراحَمُوا قالُوا:یا رسول اللّه کُلُّنا رَحیمٌ ؟ قال:إنَّهُ لَیْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِکُمْ خاصّةً ، ولکن

ص:400


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 163 ح 5969 عن ابن عمر.
2- (2) کنز العمّال:ج 6 ص 263 ح 15614 عن أبی أمامة.
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 163 ح 5971 عن أبی هریرة.
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 167 ح 5992 نقلاً عن ابن شاهین عن أبی الدرداء.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 162 ح 5965 عن جریر.
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 163 ح 5972 عن جریر.
7- (7) کنز العمّال:ج 3 ص 162 ح 5966 عن جریر.
8- (8) کنز العمّال:ج 3 ص 162 ح 5967 عن جریر.

رَحمةَ العامَّةِ رَحمَةَ العامَّة. (1)

5814. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ رَحیمٌ یُحِبُّ الرَّحیمَ ، یَضَعُ رحمَتَهُ علی کُلِّ رحیمٍ . (2)

5815. عنه صلی اللّه علیه و آله: خابَ عَبدٌ وخَسِرَ لَم یَجعَلِ اللّهُ تعالی فی قَلبِهِ رَحمَةً للبَشَرِ. (3)

5816. عنه صلی اللّه علیه و آله: رُحَماءُ امَّتِی أوساطُها. (4)

2/18 أحق النّاس بالرّحم

5817. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ارحَمُوا عَزیزا ذَلَّ ، وغَنِیّا افتَقَرَ ، وعالِما ضاعَ فی زمانِ جُهّالٍ . (5)

5818. عنه صلی اللّه علیه و آله: ارحَمِ المَساکینَ . (6)

5819. عنه صلی اللّه علیه و آله: یا أنَسُ ، ارحَمِ الصَّغیرَ ، وَوَقِّرِ الکَبیرَ تَکُن مِن رُفَقائی. (7)

5820. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن لَم یَرحَمْ صَغیرَنا ، ولَم یَعرِفْ حَقَّ کَبیرِنا ، فَلَیسَ مِنّا. (8)

ص:401


1- (1) کنز العمّال:ج 9 ص 118 ح 25268.
2- (2) کنز العمّال:ج 4 ص 249 ح 10381 عن أبی صالح الحنفی.
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 162 ح 5968 نقلاً عن الدولابی فی الکنی و أبی نعیم فی المعرفة و ابن عساکر عن عمرو بن حبیب.
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 162 ح 5964 عن ابن عمر.
5- (5) قرب الإسناد:ص 66 ح 210 [1] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 74 ص 405 ح 2.
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 166 ح 5983 عن أبی ذرّ.
7- (7) کنز العمّال:ج 3 ص 180 ح 6055 نقلاً عن العسکری فی الأمثال عن أنس.
8- (8) کنز العمّال:ج 3 ص 163 ح 5970 عن ابن عمرو.

ص:402

الفصل التاسع عشر: الرّفق

1/19 فضلُ الرِّفق
الکتاب

" فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ کُنْتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ ". 1

" لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ إِلی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ اخْفِضْ جَناحَکَ لِلْمُؤْمِنِینَ ". 2

" وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً ". 3

الحدیث

5821. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الرِّفْقُ یُمنٌ والخُرقُ شُؤمٌ . (1)

5822. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الرِّفقَ لَم یُوضَعْ علی شیءٍ إلّا زانَهُ ، ولا نُزِعَ مِن شَیءٍ إلّا شانَهُ . (2)

ص:403


1- (4) الکافی:ج 2 ص 119 ح 4 [1] عن معاذ بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 59 ح 23.
2- (5) الکافی:ج 2 ص 119 ح 6 [2] عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 60 ح 25. [3]

5823. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما کانَ الرِّفْقُ فی شیءٍ إلّا زانَهُ . (1)

5824. عنه صلی اللّه علیه و آله: الرِّفقُ نِصفُ المَعِیشَةِ . (2)

5825. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَو کانَ الرِّفقُ خَلقا یُری، ما کانَ ممّا خَلَقَ اللّهُ شَیءٌ أحسَنَ مِنهُ . (3)

5826. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما اصطَحَبَ اثنانِ إلّا کانَ أعظَمُهُما أجرا وأحَبُّهُما إلی اللّهِ عز و جل أرفَقَهُما بصاحِبِهِ . (4)

5827. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا أرادَ اللّهُ بأهلِ بیتٍ خَیرا أدخَلَ علَیهِم بابَ رِفقٍ . (5)

5828. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن اعطِیَ حَظَّهُ مِن الرِّفقِ ، اعطِیَ حَظَّهُ مِن خَیرِ الدُّنیا والآخِرَةِ . (6)

5829. عنه صلی اللّه علیه و آله: أعقَلُ الناسِ أشَدُّهُم مُداراةً للناسِ . (7)

5830. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّا امِرنا مَعاشِرَ الأنبیاءِ بِمُداراةِ الناسِ کما امِرنا بِإقامَةِ الفَرائضِ . (8)

5831. عنه صلی اللّه علیه و آله: أمَرَنی رَبّی بِمُداراةِ النّاسِ کَما أمَرَنی بِأداءِ الفَرائضِ . (9)

5832. عنه صلی اللّه علیه و آله: مُداراةُ النّاسِ نِصفُ الإیمانِ ، والرِّفقُ بِهِم نِصفُ العَیشِ . (10)

ص:404


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 38 ح 5367 نقلاً عن عبد بن الحمید و الضیاء عن أنس.
2- (2) مستطرفات السرائر:ص 19 ح 10 عن موسی عن العبد الصالح علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 349 ح 19. [1]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 120 ح 13 [2] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 63 ح 32. [3]
4- (4) الکافی:ج 2 ص 120 ح 15 [4] عن السکونیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 64 ح 34. [5]
5- (5) شرح نهج البلاغة:ج 6 ص 339 عن عائشة.
6- (6) شرح نهج البلاغة:ج 6 ص 339 عن عائشة.
7- (7) الأمالی للصدوق:ص 73 ح 41 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 112 ح 2. [6]
8- (8) الأمالی للطوسی:ص 521 ح 1150 [7] عن عبدالعظیم بن عبداللّه الحسنی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 2 ص 69 ح 23. [8]
9- (9) الکافی:ج 2 ص 117 ح 4 [9] عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 18 ص 213 ح 43. [10]
10- (10) الکافی:ج 2 ص 117 ح 5 [11] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 440 ح 108. [12]

5833. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الأنبِیاءَ إنّما فَضَّلَهُمُ اللّهُ عَلی خَلْقِهِ بِشِدَّةِ مُداراتِهِم لِأعداءِ دِینِ اللّهِ ، وحُسنِ تَقِیَّتِهِم لِأجلِ إخوانِهِم فی اللّهِ . (1)

5834. عنه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثٌ مَن لَم یَکُن فِیه لِمَ یَتِمَّ لَهُ عَمَلٌ :وَرَعٌ یَحجُزُهُ عَن مَعاصِی اللّهِ ، وخُلُقٌ یُدارِی بِهِ النّاسَ ، وحِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهلَ الجاهِلِ . (2)

2/19 إنَّ اللّهَ رفیقٌ یُحِبُّ الرِّفقَ

5835. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ یُحِبُّ الرِّفقَ ویُعِینُ علَیهِ ، فإذا رَکِبتُمُ الدَّوابَّ العُجْفَ فَأنزِلُوها مَنازِلَها ، فإن کانَتِ الأرضُ مُجدِبَةً فانْجُوا عَنها ، وإن کانَت مُخْصِبَةً فَأنزِلُوها مَنازِلَها. (3)

5836. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعائشة: یا عائشةُ ، إنَّ اللّهَ رفیقٌ یُحِبُّ الرِّفقَ ، ویُعطِی علی الرِّفقِ ما لا یُعطِی علی العُنفِ ، وما لا یُعطِی عَلی سِواهُ . (4)

5837. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ عز و جل رَفیقٌ یُحِبُّ الرِّفقَ فی الأمرِ کُلِّهِ . (5)

3/19 الرِّفقُ فی العبادةِ

5838. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکُم والتعمُّقَ فی الدِّینِ ، فإنّ اللّهَ قد جَعَلَهُ سَهلاً، فَخُذُوا مِنهُ ما تُطِیقُونَ ،

ص:405


1- (1) بحار الأنوار:ج 75 ص 401 ح 42 [1] عن الإمام الحسن علیه السلام.
2- (2) الکافی:ج 2 ص 116 ح 1 [2] عن السکونیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 43 ح 104. [3]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 120 ح 12 [4] عن السکونیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 64 ص 213 ح 21. [5]
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 38 ح 5363 عن عائشة.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 39 ح 5370 نقلاً عن الدیلمی عن أبی الدرداء.

فإنَّ اللّهَ یُحِبُّ ما دامَ مِن عَمَلٍ صالِحٍ ، وإن کانَ یَسیرا. (1)

5839. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ هذا الدِّینَ مَتِینٌ فَأوغِلُوا فیهِ برِفقٍ ، ولا تُکَرِّهُوا عِبادَةَ اللّهِ إلی عِبادِ اللّهِ فتکونوا کالراکِبِ المُنْبَتِّ الذی لا سَفَرا قَطَعَ ولا ظَهْرا أبقی. (2)

4/19 ثَمَرةُ الرِّفقِ

5840. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ فی الرِّفقِ الزِّیادَةَ والبَرَکَةَ ، ومَن یُحرَمِ الرِّفقَ یُحرَمِ الخَیرَ. (3)

5/19 ارفُقْ یُرفَقْ بِکَ

5841. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الرِّفقُ رَأسُ الحِکمَةِ ، اللّهُمّ مَن وُلِّیَ شیئا مِن امُورِ امَّتی فَرَفَقَ بهِم فارفُقْ بهِ ، ومَن شَقَّ علَیهِم فاشقُقْ علَیهِ . (4)

5842. عنه صلی اللّه علیه و آله: جامِلوا النّاسَ بأخلاقِکُم تَسلَموا مِن غَوائلِهِم ، وزایِلوهُم بأعمالِکُم لِئَلّا تَکونوا مِنهُم. (5)

ص:406


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 35 ح 5348 نقلاً عن أبی القاسم بن بشران فی أمالیه عن عمر.
2- (2) الکافی:ج 2 ص 86 ح 1 [1] عن أبی الجارود عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 211 ح 3. [2]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 119 ح 7 ، [3]بحارالأنوار:ج 75 ص 60 ح 26. [4]
4- (4) عوالی اللآلی:ج 1 ص 371 ح 79 ، [5]بحار الأنوار:ج 75 ص 352 ح 62. [6]
5- (5) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 14. [7]

الفصل العشرون: الزّهد

1/20 فَضلُ الزُّهدِ
أ الحَثُّ عَلَی الزُّهدِ
الکتاب

" لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ إِلی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ اخْفِضْ جَناحَکَ لِلْمُؤْمِنِینَ ". 1

الحدیث

5843. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: قالَ موسی علیه السلام [ لِلخِضْرِ علیه السلام ]:اُریدُ أن توصِیَنی بِوَصِیَّةٍ یَنفَعُنِی اللّهُ بِها بَعدَکَ ، فَقالَ الخِضْرُ علیه السلام:...یا موسَی بنَ عِمرانَ ، اجعَلِ الزُّهدَ وَالتَّقوی لِباسَکَ . (1)

5844. عنه صلی اللّه علیه و آله: یَابنَ آدَمَ ، ما تَصنَعُ الدُّنیا (2)؟ حَلالُها حِسابٌ ، وحَرامُها عَذابٌ ! (3)

5845. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أخَذَ مِنَ الدُّنیا مِنَ الحَلالِ حاسَبَهُ اللّهُ ، ومَن أخَذَ مِنَ الدُّنیا مِنَ الحَرامِ عَذَّبَهُ

ص:407


1- (2) المعجم الأوسط :ج 7 ص 79 ح 6908عن عمر.
2- (3) فی کنز العمّال:ج 3 ص 237 ح 6328 "بالدنیا".
3- (4) الفردوس:ج 5 ص 283 ح 8192 عن ابن عبّاس.

اللّهُ ، افٍّ لِلدُّنیا وما فیها مِنَ البَلِیّاتِ ؛ حَلالُها حِسابٌ وحَرامُها عِقابٌ . (1)

5846. عنه صلی اللّه علیه و آله فی مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ: یَابنَ مَسعودٍ ، قَولُ اللّهِ تَعالی: "لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" (2)یَعنی أیُّکُم أزهَدُ فِی الدُّنیا....

یَابنَ مَسعودٍ ، النّارُ لِمَن رَکِبَ مُحَرَّما ، وَالجَنَّةُ لِمَن تَرَکَ الحَلالَ ، فَعَلَیکَ بِالزُّهدِ ؛ فَإِنَّ ذلِکَ مِمّا یُباهِی اللّهُ بِهِ المَلائِکَةَ ، وبِهِ یُقبِلُ اللّهُ عَلَیکَ بِوَجهِهِ ، ویُصَلّی عَلَیکَ الجَبّارُ. (3)

5847. عنه صلی اللّه علیه و آله: خِیارُکُم أزهَدُکُم فِی الدُّنیا ، وأرغَبُکُم فِی الآخِرَةِ . (4)

5848. عنه صلی اللّه علیه و آله: هاجِروا مِنَ الدُّنیا وما فیها. (5)

5849. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ النّاسِ مُؤمِنٌ مُزهِدٌ. (6)

5850. عنه صلی اللّه علیه و آله فی مَوعِظَتِهِ لِأَمیرِ الجَیشِ : وَلتَکُن قُرَّةُ عَینِکَ بِالزُّهدِ وصالِحِ الآثارِ. (7)

5851. عنه صلی اللّه علیه و آله لِمُعاذٍ لَمّا بَعَثَهُ إلَی الیَمَنِ : ادعُهُم إلَی الزُّهدِ فِی الدُّنیا وَالرَّغبَةِ فِی الآخِرَةِ ، وأن یُحاسِبوا أنفُسَهُم. (8)

5852. مستدرک الوسائل: قیلَ :یا رَسولَ اللّه ، أیُّ المُؤمِنینَ أفضَلُ ؟ قالَ :مَن لَم یَکُن فی قَلبِهِ

ص:408


1- (1) الفردوس:ج 3 ص 585 ح 5830 عن أنس.
2- (2) الملک:2. [1]
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 340 ح 2660 [2]عن ابن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 93 ح 1 ؛ [3] الدرّ المنثور:ج 4 ص 404 نقلاً عن ابن أبی حاتم عن سفیان.
4- (4) شُعب الإیمان:ج 7 ص 377 ح 10664 [4] عن أبی ذرّ ؛ مستدرک الوسائل:ج 12 ص 51 ح 13488 [5] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب.
5- (5) حلیة الأولیاء:ج 2 ص 260 [6] عن عائشة.
6- (6) کنزالعمّال:ج 3 ص 188 ح 6094 عن أبی هریرة.
7- (7) دعائم الإسلام:ج 1 ص 353 [7] عن الإمام علیّ علیه السلام.
8- (8) مستدرک الوسائل:ج 12 ص 51 ح 13488 [8] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب.

غِشٌّ لِمُؤمِنٍ ولا حَسَدٌ لَهُ .قیلَ :ثُمَّ مَن ؟ قالَ :الزّاهِدُ فِی الدُّنیا ، الرّاغِبُ فِی الآخِرَةِ . (1)

5853. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی قَولِهِ تَعالی: "وَ آتَیْناهُ الْحُکْمَ صَبِیًّا" (2):یَعنِی الزُّهدَ فِی الدُّنیا.وقالَ تَعالی لِموسی علیه السلام:یا موسی ، إنَّهُ لَن یَتَزَیَّنَ المُتَزَیِّنونَ بِزینَةٍ أزیَنَ فی عَینی مِنَ الزُّهدِ. (3)

5854. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما زانَ اللّهُ العِبادَ بِزینَةٍ أفضَلَ مِن زَهادَةِ الدُّنیا ، وعَفافٍ فی بَطنِهِ وفَرجِهِ . (4)

5855. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما تَزَیَّنَ الأَبرارُ فِی الدُّنیا بِمِثلِ الزُّهدِ فِی الدُّنیا. (5)

5856. عنه صلی اللّه علیه و آله: أعظَمُ النّاسِ فِی الدُّنیا خَطَرا (6)مَن لَم یَجعَل لِلدُّنیا عِندَهُ خَطَرا. (7)

5857. نوادر الاُصول عن أنس: بَینَما نَحنُ جُلوسٌ عِندَ رَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :یَطَّلِعُ عَلَیکُمُ الآنَ رَجُلٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ .فَاطَّلَعَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ تَنطِفُ (8)لِحیَتُهُ مِن ماءِ وُضوئِهِ ، مُعَلِّقٌ نَعلَهُ فی یَدِهِ الشِّمالِ .

فَلَمّا کانَ مِنَ الغَدِ قالَ رَسولُ اللّه صلی اللّه علیه و آله:یَطَّلِعُ عَلَیکُمُ الآنَ رَجُلٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ .فَاطَّلَعَ ذلِکَ الرَّجُلُ عَلی مِثلِ مَرتَبَتِهِ الاُولی.

فَلَمّا کانَ مِنَ الغَدِ قالَ صلی اللّه علیه و آله مِثلَ ذلِکَ ، فَاطَّلَعَ الرَّجُلُ ، فَلَمّا قامَ اتَّبَعَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ

ص:409


1- (1) مستدرک الوسائل:ج 8 ص 448 ح 9960 [1] نقلاً عن کتاب الأخلاق.
2- (2) مریم:12. [2]
3- (3) مکارم الأخلاق:ج2 ص340 ح2660 [3]عن عبداللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج77 ص94 ح1. [4]
4- (4) حلیة الأولیاء:ج 8 ص 177 عن عبداللّه بن عمر.
5- (5) مسند أبی یعلی:ج 2 ص 265 ح 1614 عن عمّار.
6- (6) الخَطَر:ارتفاع القدر والمال والشرف والمنزلة (لسان العرب:ج 4 ص 251 [5] "خطر").
7- (7) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 395 ح 5840 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 88 ح 55. [6]
8- (8) النَّطْفُ :القَطْرُ.ونَطَفَ الماءُ ونَطَف الحبّ والکوز وغیرهما یَنطِف ویَنطُف:قَطَرَ (لسان العرب:ج 9 ص 336 [7] "نطف").

عَمرِو بنِ العاصِ ، فَقالَ :إنّی لاحَیتُ (1)أبی فَأَقسَمتُ ألّا أدخُلَ عَلَیهِ ثَلاثا ، فَإِن رَأَیتَ أن تُؤوِیَنی إلَیکَ حَتّی یَحِلَّ یَمینی فَعَلتَ ، قالَ :نَعَم.

فَإِذا لَهُ خَیمَةٌ ، ونَخلٌ ، وشاةٌ ، فَلَمّا أمسی خَرَجَ مِن خَیمَتِهِ ، فَاحتَلَبَ العَنزَ ، وَاجتَنی لی رُطَبَةً ، ثُمَّ وَضَعَهُ فَأَکَلتُ ، فَباتَ نائِما وبِتُّ قائِما ، وأصبَحَ مُفطِرا وأصبَحتُ صائِما ، فَفَعَلَ ذلِکَ ثَلاثَ لَیالٍ ، غَیرَ أنَّهُ کانَ إذَا انقَلَبَ عَلی فِراشِهِ ذَکَرَ اللّهَ تَعالی وکَبَّرَ حَتّی یَقومَ لِصَلاةِ الفَجرِ ، فَیُسبِغَ الوُضوءَ ، غَیرَ أنّی لا أسمَعُهُ یَقولُ إلّا خَیرا.

فَلَمّا مَضَتِ اللَّیالی ، وکِدتُ أحتَقِرُ عَمَلَهُ ، قُلتُ :یا عَبدَ اللّهِ ، إنَّهُ لَم یَکُن بَینی وبَینَ والِدی غَضَبٌ ولا هَجرَةٌ ، ولکِنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلی اللّه علیه و آله یَقولُ لَکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ فی ثَلاثِ مَجالِسَ :"یَطلَعُ عَلَیکُمُ الآنَ رَجُلٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ " فَطَلَعتَ أنتَ تِلکَ المَرّاتِ الثَّلاثَ ، فَأَردتُ أن آوِیَ إلَیکَ فَأَنظُرَ ما عَمَلُکَ ، فَأَخبِرنی ما عَمَلُکَ ؟! قالَ :فَائتِ الَّذی أخبَرَکَ حَتّی یُخبِرَکَ بِعَمَلی.

فَأَتَیتُ رَسولَ اللّه صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :اِیتِهِ فَمُرهُ فَلیُخبِرکَ .

فَقُلتُ :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یَأمُرُکَ أن تُخبِرَنی.

قالَ :أمّا الآنَ فَنَعَم ، لَو کانَتِ الدُّنیا لی فَاُخِذَت مِنّی لَم أحزَن عَلَیها ، ولَو اعطیتُها لَم أفرَح بِها ، وأبیتُ ولَیسَ عَلی أحَدٍ فی قَلبی غِلٌّ ، ولا أحسُدُهُ عَلی خَیرٍ أعطاهُ اللّهُ إیّاهُ .

قالَ عَبدُ اللّهِ :لکِنّی وَاللّهِ أقومُ اللَّیلَ ، وأصومُ النَّهارَ ، ولَو وُهِبَت لی شاةٌ لَفَرِحتُ بِها ، ولَو ذَهَبَت لَحَزِنتُ عَلَیها ، وَاللّهِ لَقَد فَضَّلَکَ اللّهُ عَلَینا فَضلاً بَیِّنا. (2)

ص:410


1- (1) لاحَیتُ الرجُلَ :إذا نازعتَه (الصحاح:ج 6 ص 2481 "لحی").
2- (2) نوادر الاُصول:ج 1 ص 385.
ب أنفَعُ الزُّهدِ

5858. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الزُّهدُ فی زَمانِنا هذا فِی الدَّنانیرِ وَالدَّراهِمِ ، ولَیَأتِیَنَّ عَلَی النّاسِ زَمانٌ الزُّهدُ فِی النّاسِ أنفَعُ لَهُم مِنَ الزُّهدِ فِی الدَّنانیرِ وَالدَّراهِمِ . (1)

2/20 بَرکاتُ الزُّهدِ
أ کَمالُ المَعرِفَةِ

5859. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن زَهِدَ فِی الدُّنیا عَلَّمَهُ اللّهُ تَعالی بِلا تَعَلُّمٍ ، وهَداهُ بِلا هِدایَةٍ ، وجَعَلَهُ بَصیرا وکَشَفَ عَنهُ العَمی. (2)

5860. حِلیَة الأَولیاء عن الحسن: خَرَجَ النَّبِی صلی اللّه علیه و آله عَلی أصحابِهِ ذاتَ یَومٍ فَقالَ :هَل مِنکُم مَن یُریدُ أن یُؤتِیَهُ اللّهُ عِلما بِغَیرِ تَعَلُّمٍ ، وهُدیً بِغَیرِ هِدایَةٍ ؟ هَل مِنکُم مَن یُریدُ أن یُذهِبَ اللّهُ عَنهُ العَمی ویَجعَلَهُ بَصیرا؟ ألا إنَّهُ مَن رَغِبَ فِی الدُّنیا وأطالَ أمَلَهُ فیها أعمَی اللّهُ قَلبَهُ عَلی قَدرِ ذلِکَ ، ومَن زَهِدَ فِی الدُّنیا وقَصَّرَ أمَلَهُ فیها أعطاهُ اللّهُ عِلما بِغَیرِ تَعَلُّمٍ ، وهُدیً بِغَیرِ هِدایَةٍ . (3)

5861. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا رَأَیتُمُ الرَّجُلَ قَد اعطِیَ زُهدا فِی الدُّنیا وقِلَّةَ مَنطِقٍ ، فَاقتَرِبوا مِنهُ فَإِنَّهُ یُلقِی الحِکمَةَ . (4)

ص:411


1- (1) کنز العمّال:ج 11 ص 153 ح 31002 نقلاً عن الدیلمی عن ابن عبّاس.
2- (2) حلیة الأولیاء:ج 1 ص 72 [1] عن نصیر بن حمزة عن أبیه عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ؛ تحف العقول:ص 60 نحوه ،بحار الأنوار:ج 77 ص 163 ح 187. [2]
3- (3) حلیة الأولیاء:ج 6 ص 312 وج 8 ص 135 ؛ تیسیر المطالب:ص 365. [3]
4- (4) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1373 ح 4101 عن أبی خلّاد ؛ الأمالی للطوسی:ص531 ح1162 [4] عن أبی ذرّ نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 80 ح 3. [5]

5862. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وَصِیَّتِهِ لِأَبی ذَرٍّ: یا أبا ذَرٍّ ، ما زَهِدَ عَبدٌ فِی الدُّنیا إلّا أثبَتَ اللّهُ الحِکمَةَ فی قَلبِهِ وأنطَقَ بِها لِسانَهُ ، وبَصَّرَهُ عُیوبَ الدُّنیا وداءَها ودَواءَها ، وأخرَجَهُ مِنها سالِما إلی دارِ السَّلامِ . (1)

ب صَلاحُ النَّفسِ

5863. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: صَلاحُ أوَّلِ هذِهِ الاُمَّةِ بِالزُّهدِ وَالیَقینِ ، ویَهلِکُ آخِرُها بِالبُخل وَالأَمَلِ . (2)

ج حَلاوَةُ الإِیمانِ

5864. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: حَرامٌ عَلی قُلوبِکُم أن تَعرِفَ حَلاوَةَ الإِیمانِ حَتّی تَزهَدَ فِی الدُّنیا. (3)

5865. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَجِدُ الرَّجُلُ حَلاوَةَ الإِیمانِ فی قَلبِهِ حَتّی لا یُبالِیَ مَن أکَلَ الدُّنیا (4). (5)

د الورع

5866. الإمام علیّ علیه السلام فی حَدیثِ المِعراجِ : قالَ اللّهُ تَعالی:...یا أحمَد ، إن أحبَبتَ أن تَکونَ أورَعَ النّاسِ فَازهَد فِی الدُّنیا وَارغَب فِی الآخِرَةِ . (6)

ص:412


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 531 ح 1162 [1] عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 2 ص 33 ح 27 ؛ [2] حلیة الأولیاء:ج 3 ص 191 عن جعفر بن محمّد بن عبداللّه عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی اللّه علیه و آله نحوه.
2- (2) الزهد لابن حنبل:ص 16 [3] عن عبداللّه بن عمرو.
3- (3) الکافی:ج 2 ص 128 ح 2 [4] عن حفص بن غیاث عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 49 ح 20. [5]
4- (4) "حتّی لا یبالی من أکل الدنیا":یحتمل أن یکون "من" اسم موصول و"أکل" فعلاً ماضیا ، وأن یکون "من" حرف جرّ و "أکل" مصدرا.فعلی الأوّل المعنی:أنّه لا یعتنی بشأن الدنیا بحیث لا یحسد أحدا علیها ،...وعلی الثانی أیضا یرجع إلی ذلک ؛ أو المعنی:لا یعتنی بأکل الدنیا والتصرّف فیها (مرآة العقول:ج 8 ص 269). [6]
5- (5) الکافی:ج 2 ص 128 ح 2 [7] عن حفص بن غیاث عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 49 ح 20. [8]
6- (6) إرشاد القلوب:ص 199 ، [9]بحار الأنوار:ج 77 ص 22 ح 6. [10]
ه رَفاهُ العَیشِ

5867. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الزُّهدُ فِی الدُّنیا یُریحُ القَلبَ وَالبَدَنَ . (1)

5868. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ فِی الزُّهدِ لَراحَةً . (2)

ه/1.مُوافَقَةُ الدُّنیا

5869. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَمّا خَلَقَ اللّهُ الدُّنیا أمَرَها بِطاعَتِهِ فَأَطاعَت رَبَّها ، فَقالَ لَها:خالِفی مَن طَلَبَکِ ووافِقی مَن خالَفَکِ .فَهِیَ عَلی ما عَهِدَ اللّهُ إلَیها وطَبَعَها عَلَیهِ . (3)

ه/2.خِدمَةُ الدُّنیا

5870. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أوحَی اللّهُ إلَی الدُّنیا أنِ اخدُمی مَن خَدَمَنی ، وأتعِبی مَن خَدَمَکِ . (4)

5871. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ أوحی إلَی الدُّنیا أن أتعِبی مَن خَدَمَکِ ، وَاخدُمی مَن رَفَضَکِ . (5)

و تَهوینُ المَصائِبِ

5872. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن زَهِدَ فِی الدُّنیا هانَت عَلَیهِ المُصیباتُ . (6)

ص:413


1- (1) الخصال:ص 73 ح 114 عن فاطمة بنت الحسین عن أبیها علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 120 ح 110 ؛ [1] المعجم الأوسط :ج 6 ص 177 ح 6120 عن أبی هریرة.
2- (2) أعلام الدین:ص 336 [2]عن ابن عبّاس ،بحار الأنوار:ج 103 ص 27 ح 37. [3]
3- (3) مصباح الشریعة:ص 194 ، [4]بحار الأنوار:ج 70 ص 315 ح 20. [5]
4- (4) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 363 ح 5762 عن حمّاد بن عمر وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعا عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 54 ح 3 ؛ [6]تاریخ بغداد:ج 8 ص 44 الرقم 4100 [7] عن عبد اللّه بن مسعود.
5- (5) الأمالی للصدوق:ص 354 ح 432 [8] عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 87 ح 51. [9]
6- (6) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 341 ح 2660 [10] عن عبداللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج 68 ص 351 ح 19 ؛ ف تاریخ بغداد:ج 6 ص 301 الرقم 3341 عن الحارث الأعور عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی اللّه علیه و آله.
ز التَّقَرُّبُ إلَی اللّهِ

5873. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: جُلَساءُ اللّهِ غَدا أهلُ الزُّهدِ فِی الدُّنیا. (1)

5874. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن یَشتَهی کَرامَةَ الآخِرَةِ یَدَع زینَةَ الدُّنیا ، هُنالِکَ استَحیَا العَبدُ مِنَ اللّهِ ، وهُنالِکَ أصابَ وِلایَةَ اللّهِ عز و جل. (2)

5875. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا أرَدتَ أن یُحِبَّکَ اللّهُ فَأَبغِضِ الدُّنیا. (3)

5876. عنه صلی اللّه علیه و آله فی مَوعِظَتِهِ لِرَجُلٍ : ازهَد فِی الدُّنیا یُحِبَّکَ اللّهُ عز و جل ، وَازهَد فیما فی أیدِی النّاسِ یُحِبَّکَ النّاسُ . (4)

5877. حِلیَة الأَولیاء عن مُجاهِد: إنَّ رَجُلاً جاءَ إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ :یا رَسولَ اللّه ، دُلَّنی عَلی عَمَلٍ یُحِبُّنِی اللّهُ تَعالی عَلَیهِ ویُحِبُّنِی النّاسُ عَلَیهِ .فَقالَ :

أمّا ما یُحِبُّکَ اللّهُ عَلَیهِ فَالزُّهدُ فِی الدُّنیا ، وأمّا ما یُحِبُّکَ النّاسُ عَلَیهِ فَانبِذ إلَیهِم هذَا القِثّاءَ. (5)

5878. الإمام علیّ علیه السلام فی حَدیثِ المِعراج: قالَ اللّهُ تَعالی:...یا أحمَد ، أهَل تَعرِفُ ما لِلزّاهِدینَ عِندی ؟ قالَ :لا یا رَبِّ !

ص:414


1- (1) الفردوس:ج 2 ص 109 ح 2572 عن سلمان.
2- (2) الزهد لابن المبارک:ص 107 ح 317 عن الحسن.
3- (3) تاریخ بغداد:ج 7 ص 70 الرقم 3754 [1] عن ربعی بن خراش.
4- (4) المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 348 ح 7873 عن سهل بن سعد ؛ الأمالی للطوسی:ص 140 ح 228 [2] وص 202 ح 344 کلاهما عن محمّد بن عیسی الکندی عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی اللّه علیه و آله ،بحار الأنوار:ج 70 ص 15 ح 4. [3]
5- (5) حلیة الأولیاء:ج 8 ص 42.

قالَ :یُبعَثُ الخَلقُ ویُناقَشونَ الحِسابَ (1)وهُم مِن ذلِکَ آمِنونَ .إنَّ أدنی ما اعطِی الزّاهِدینَ فِی الآخِرَةِ أن اعطِیَهُم مَفاتیحَ الجِنانِ کُلَّها حَتّی یَفتَحوا أیَّ بابٍ شاؤوا ، ولا أحجُبَ عَنهُم وَجهی ، ولَاُنَعِّمَنَّهُم بِأَلوانِ التَّلَذُّذِ مِن کَلامی ، ولَاُجلِسَنَّهُم فی مَقعَدِ صِدقٍ ، واُذَکِّرَهُم ما صَنَعوا وتَعِبوا فی دارِ الدُّنیا ، وأفتَحَ لَهُم أربعَةَ أبوابٍ :بابٌ یَدخُلُ عَلَیهِمُ الهَدایا بُکرَةً وعَشِیّا مِن عِندی ، وبابٌ یَنظُرونَ مِنهُ إلَیَّ کَیفَ شاؤوا بِلا صُعوبَةٍ ، وبابٌ یَطَّلِعونَ مِنهُ إلَی النّارِ فَیَنظُرونَ إلَی الظّالِمینَ کَیفَ یُعَذَّبونَ ، وبابٌ یُدخَلُ عَلَیهِم مِنهُ الوَصائِفُ وَالحورُ العینُ . (2)

ح زِیارَةُ المَلائِکَةِ

5879. صحیح مُسلِم عن حَنظَلَة الاُسَیدیّ وکانَ مِن کُتّابِ رَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَقِیَنی أبو بَکرٍ ، فَقالَ :کَیفَ أنتَ یا حَنظَلَةُ ؟ قُلتُ :نافَقَ حَنظَلَةُ ! قالَ :سُبحانَ اللّهِ ! ما تَقولُ ؟ قُلتُ :نَکونُ عِندَ رَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله یُذَکِّرُنا بِالنّارِ وَالجَنَّةِ حَتّی کَأَنّا رَأیُ عَینٍ ، فَإِذا خَرَجنا مِن عِندِ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله عافَسنَا (3)الأَزواجَ وَالأَولادَ وَالضَّیعاتِ فَنَسینا کَثیرا.

قالَ أبو بَکرٍ:فَوَاللّهِ إنّا لَنَلقی مِثلَ هذا ! فَانطَلَقتُ أنَا وأبو بَکرٍ ، حَتّی دَخَلنا عَلی رَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله.

قُلتُ :نافَقَ حَنظَلَةُ یا رَسولَ اللّهِ !

ص:415


1- (1) فی بحار الأنوار: [1]"بالحساب".
2- (2) إرشاد القلوب:ص 202 ، [2]بحارالأنوار:ج 77 ص 25 ح 6. [3]
3- (3) المعافسة:المعالجة والممارسة والملاعبة (النهایة:ج 3 ص 263 "عفس").

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:وما ذاکَ ؟ قُلتُ :یا رَسولَ اللّهِ ، نَکونُ عِندَکَ تُذَکِّرُنا بِالنّارِ وَالجَنَّةِ حَتّی کَأنّا رَأیَ عَینٍ ، فَإِذا خَرَجنا مِن عِندِکَ عافَسنَا الأَزواجَ وَالأَولادَ وَالضَّیعاتِ نَسینا کَثیرا ! فَقالَ رَسولُ اللّه صلی اللّه علیه و آله:وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ ! إن لَو تَدومونَ عَلی ما تَکونونَ عِندی ، وفِی الذِّکرِ ، لَصافَحَتکُمُ المَلائِکَةُ عَلی فُرُشِکُم وفی طُرُقِکُم ، ولکِن یا حَنظَلَةُ ، ساعَةً وساعَةً ثَلاثَ مَرّاتٍ . (1)

ط کَرامَةُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

5880. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن عَبدٍ یَدَعُ الدُّنیا إلّا لَم یَزَل عَزیزا فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ ، یَخافُهُ النّاسُ مادامَ فی حالِهِ . (2)

5881. عنه صلی اللّه علیه و آله: قَد أفلَحَ المُزهِدُ المُجهِدُ (3)ثَلاثا ؛ المُزهِدُ فِی العَیشِ المُجهِدُ فِی العِبادَةِ . (4)

5882. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَلامَةُ الوَرَعِ الزُّهدُ فِی الدُّنیا ، فَمَن تَمَسَّکَ بِالوَرَعِ وَالزُّهدِ بَلَّغاهُ کُلَّ دَرَجَةٍ رَفیعَةٍ ، ومَن تَخَلّی مِنهُما لَقِیَنی یَومَ القِیامَةِ عَلی غَیرِ مِلَّتی. (5)

5883. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی ناجی موسی علیه السلام فَکانَ فیما ناجاهُ أن قالَ :یا موسی...أمَّا الزّاهِدونَ فِی الدُّنیا ، فَإِنّی أمنَحُهُم جَنَّتی یَتَبَوَّؤونَ مِنها حَیث شاؤوا. (6)

ص:416


1- (1) صحیح مسلم:ج 4 ص 2106 ح 12.
2- (2) الفردوس:ج 4 ص 8 ح 6020 عن أبی هریرة.
3- (3) جَهَد الرجلُ فی کذا:أی جَدَّ فیه وبالَغ (لسان العرب:ج 3 ص 133 [1] "جهد").
4- (4) مسند ابن حنبل:ج 7 ص 302 ح 20382. [2]
5- (5) الفردوس:ج 1 ص 205 ح 785 عن ابن مسعود.
6- (6) شُعب الإیمان:ج 7 ص 345 ح 10527 [3] عن ابن عبّاس.
3/20 مَبادِئُ الزُّهدِ
أ العَقلُ

5884. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی خَلَقَ العَقلَ مِن نورٍ مَخزونٍ مَکنونٍ (1)فی سابِقِ عِلمِهِ الَّذی لَم یَطَّلِع عَلَیهِ نَبِیٌّ مُرسَلٌ ولا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ، فَجَعَلَ العِلمَ نَفسَهُ ، وَالفَهمَ روحَهُ ، وَالزُّهدَ رَأسَهُ .... (2)

ب مَعرِفَةُ الدُّنیا
الکتاب

" اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَیاةُ الدُّنْیا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِینَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَیْنَکُمْ وَ تَکاثُرٌ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ کَمَثَلِ غَیْثٍ أَعْجَبَ الْکُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ یَهِیجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ یَکُونُ حُطاماً وَ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِیدٌ وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رِضْوانٌ وَ مَا الْحَیاةُ الدُّنْیا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ ". 3

الحدیث

5885. المُستدرَک علی الصَّحیحَین عن ابن مسعود: تَلا رَسولُ اللّه صلی اللّه علیه و آله: "فَمَنْ یُرِدِ اللّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ " (3)، فَقالَ رَسولُ اللّه صلی اللّه علیه و آله:إنَّ النّورَ إذا دَخَلَ الصَّدرَ انفَسَحَ ، فَقیلَ :یا رَسولَ اللّهِ ، هَل لِذلِکَ مِن عَلَمٍ یُعرَفُ ؟

ص:417


1- (1) مَکْنُون:أی مستور (تاج العروس:ج 18 ص 485 "کنن").
2- (2) معانی الأخبار:ص 313 ح 1 عن أبی زید عبّاس بن یزید بن الحسین الکحّال عن أبیه عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 1 ص 107 ح 3. [1]
3- (4) الأنعام:125. [2]

قالَ :نَعَم ، التَّجافی (1)عَن دارِ الغُرورِ ، وَالإِنابَةُ (2)إلی دارِ الخُلودِ ، وَالاِستِعدادُ لِلمَوتِ قَبلَ نُزولِهِ . (3)

5886. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَو تَعلَمونَ مِنَ الدُّنیا ما أعلَمُ لَاستَراحَت أنفُسُکُم مِنها. (4)

5887. أعلام الدین عن أنس: قالوا:یا رَسولَ اللّهِ ، مَن أولِیاءُ اللّهِ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ ؟ فَقالَ :الَّذینَ نَظَروا إلی باطِنِ الدُّنیا حینَ نَظَرَ النّاسُ إلی ظاهِرِها ، فَاهتَمّوا بِآجِلِها حینَ اهتَمَّ النّاسُ بِعاجِلِها ، فَأَماتوا مِنها ما خَشوا أن یُمیتَهُم ، وتَرَکوا مِنها ما عَلِموا أن سَیَترُکَهُم ، فَما عَرَضَ لَهُم مِنها عارِضٌ إلّا رَفَضوهُ ، ولا خادَعَهُم مِن رِفعَتِها خادِعٌ إلّا وَضَعوهُ .

خُلِقَتِ الدُّنیا عِندَهُم فَما یُجَدِّدونَها ، وخَرِبَت بَینَهُم فَما یَعمُرونَها ، وماتَت فی صُدورِهِم فَما یُحیونَها ،بَل یَهدِمونَها فَیَبنونَ بِها آخِرَتَهُم ، ویَبیعونَها فَیَشتَرونَ بِها ما یَبقی لَهُم.

نَظَروا إلی أهلِها صَرعی قَد حَلَّت بِهِمُ المَثُلاتُ ، فَما یَرَونَ أمانا دونَ ما یَرجونَ ، ولا خَوفا دونَ ما یَجِدونَ . (5)

ج ذِکرُ المَوتِ

5888. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کَفی بِالمَوتِ مُزَهِّدا فِی الدُّنیا ومُرَغِّبا فِی الآخِرَةِ . (6)

ص:418


1- (1) التَّجافی:هو من الجفاء ؛ البُعد عن الشیء (النهایة:ج 1 ص 280 [1] "جفا").
2- (2) الإنابة:الرجوع (المصباح المنیر:ص 629 "ناب").
3- (3) المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 346 ح 7863.
4- (4) شعب الإیمان:ج 7 ص 286 ح 10330 [2] عن عروة بن الزبیر.
5- (5) أعلام الدین:ص 338 ، [3]بحار الأنوار:ج 77 ص 181 ح 10 ؛ [4]الزهد لابن حنبل:ص 78 [5] عن وهب بن مُنبّه عن عیسی علیه السلام نحوه.
6- (6) المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 129 ح 28 عن الربیع.

5889. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الزُّهدِ فِی الدُّنیا ذِکرُ المَوتِ . (1)

5890. عنه صلی اللّه علیه و آله: ألا فَزورُوا القُبورَ ؛ فَإِنَّها تُزَهِّدُ فِی الدُّنیا وتُذَکِّرُ الآخِرَةَ . (2)

د الاِستِعانَةُ بِاللّهِ

5891. صحیح البخاری عن سَعدِ بن أبی وَقّاصٍ : کانَ النَّبِی صلی اللّه علیه و آله یُعَلِّمُنا هؤُلاءِ الکَلِماتِ کَما تُعَلَّمُ الکِتابَةُ :اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ البُخلِ ، وأعوذُ بِکَ مِنَ الجُبنِ ، وأعوذُ بِکَ مِن أن نُرَدَّ إلی أرذَلِ العُمُرِ ، وأعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ الدُّنیا وعَذابِ القَبرِ. (3)

4/20 عَلاماتُ الزُّهدِ
أ اجتِنابُ الحَرامِ

5892. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اجتَنِبِ المَحارِمَ تَکُن زاهِدا. (4)

5893. عنه صلی اللّه علیه و آله: أزهَدُ النّاسِ مَنِ اجتَنَبَ الحَرامَ . (5)

ب قَصرُ الأَمَلِ

5894. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الزُّهدُ فِی الدُّنیا قَصرُ الأَمَلِ ، وشُکرُ کُلِّ نِعمَةٍ ، وَالوَرَعُ عَن کُلِّ

ص:419


1- (1) الفردوس:ج 1 ص 357 ح 1441 عن أنس ؛ جامع الأخبار:ص 473 ح 1334 ،بحار الأنوار:ج 6 ص 137 ح 41. [1]
2- (2) المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 531 ح 1387 عن عبد اللّه بن مسعود.
3- (3) صحیح البخاری:ج 5 ص 2347 ح 6027 وص 2343 ح 6013.
4- (4) مسند أبی یعلی:ج 5 ص 331 ح 5839 عن أبی هریرة.
5- (5) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 395 ح 5840 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 112 ح 2.

ما حَرَّمَ اللّهُ . (1)

ج الرِّضا بِالقَضاءِ

5895. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ارضَ بِقِسمِ اللّهِ تَکُن زاهِدا. (2)

5896. عنه صلی اللّه علیه و آله: أشرَفُ الزُّهدِ أن یَسکُنَ قَلبُکَ عَلی ما رُزِقتَ . (3)

5897. عنه صلی اللّه علیه و آله: قالَ الخِضْرُ علیه السلام:...مَن یُحَقِّرُ حالَهُ ویَتَّهِمُ اللّهَ بِما قَضی لَهُ ، کَیفَ یَکونُ زاهِدا؟! (4)

5898. عنه صلی اللّه علیه و آله لِأَبی ذَرٍّ الغِفارِیِّ : یا أبا ذَرٍّ ، إنَّ المُؤمِنَ لَم یَجزَع مِن ذُلِّ الدُّنیا ، ولَم یُبَل (5)مِن أهلِها وعِزِّها. (6)

د تِلکَ الصِّفاتُ

5899. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أمّا عَلامَةُ الزّاهِدِ فَعَشَرَةٌ ؛ یَزهَدُ فِی المَحارِمِ ، ویَکُفُّ نَفسَهُ ، ویُقیمُ فَرائِضَ رَبِّهِ ، فَإِن کانَ مَملوکا أحسَنَ الطّاعَةَ ، وإن کان مالِکا أحسَنَ المَملَکَةَ ، ولَیسَ لَهُ حَمِیَّةٌ ولا حِقدٌ ، یُحسِنُ إلی مَن أساءَ إلَیهِ ، ویَنفَعُ مَن ضَرَّهُ ، ویَعفو عَمَّن ظَلَمَهُ ، ویَتَواضَعُ لِحَقِّ اللّهِ . (7)

5900. مکارم الأخلاق عن أبی ذرّ: قُلتُ :یا رَسولَ اللّه ، مَن أزهَدُ النّاسِ ؟ فَقالَ صلی اللّه علیه و آله:مَن لَم یَنسَ

ص:420


1- (1) تحف العقول:ص 58 وص 220 عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 161 ح 176. [1]
2- (2) مسند الشهاب:ج 1 ص 372 ح 642 عن أبی هریرة.
3- (3) کنز العمّال:ج 1 ص 37 ح 65 نقلاً عن ابن النجّار فی تاریخه عن ابن عمر.
4- (4) المعجم الأوسط :ج 7 ص 79 ح 6908 عن عمر بن الخطّاب ؛ منیة المرید:ص 141 ، [2]بحار الأنوار:ج 1 ص 227 ح 18. [3]
5- (5) ما ابالیه:أی ما أکتَرِث له ، وإذا قالوا:لم ابَلْ ، حذفوا تخفیفا لکثرة الاستعمال (الصحاح:ج 6 ص 2285 [4] "بلا").
6- (6) حلیة الأولیاء:ج 6 ص 353 عن ابن عمر.
7- (7) تحف العقول:ص 21 ،بحار الأنوار:ج 1 ص 121 ح 11. [5]

المَقابِرَ وَالبِلی (1)، وتَرَکَ فَضلَ زینَةِ الدُّنیا ، وآثَرَ ما یَبقی عَلی ما یَفنی ، ولَم یَعُدَّ غَدا مِن أیّامِهِ ، وعَدَّ نَفسَهُ فِی المَوتی. (2)

5901. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی وَصِیَّتِهِ لِأَبی ذَرٍّ: یا أبا ذَرٍّ ، طوبی لِلزّاهِدینَ فِی الدُّنیَا ، الرّاغِبینَ فِی الآخِرَةِ ، الَّذینَ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ بِساطا ، وتُرابَها فِراشا ، وماءَها طیبا ، وَاتَّخَذُوا الکِتابَ شِعارا ، وَالدُّعاءَ لِلّهِ دِثارا (3)، وقَرَضُوا الدُّنیا قَرضا. (4)

5902. عنه صلی اللّه علیه و آله مِمّا أوصی بِهِ عَلِیّا علیه السلام: یا عَلِیُّ ، مَثِّلِ الآخِرَةَ فی قَلبِکَ وَالمَوتَ نَصبَ عَینَیکَ ، ولا تَنسَ مَوقِفَکَ بَینَ یَدَیِ اللّهِ ، وکُن مِنَ اللّهِ عَلی وَجَلٍ ، وَاذکُر نِعَمَ اللّهِ ، وَاکفُف عَن مَحارِمِ اللّهِ ، ونابِذ (5)هَواکَ ، وَاعزِلِ الشَّکَّ وَالطَّمَعَ وَالحِرصَ ، وَاستَعمِلِ التَّواضُعَ وَالعِفَّةَ وحُسنَ الخُلُقِ ولینَ الکَلامِ ، وَاتَّبِع قَولَ الحَقِّ مِن حَیثُ وَرَدَ ، وَاجتَنِبِ البُخلَ وَالکَذِبَ وَالرِّیاءَ وَالعُجبَ ، ولا تَستَصغِر نِعمَةَ اللّهِ وجاوِزها بِالشُّکرِ ، وَاذکُرِ اللّهَ فی کُلِّ وَقتٍ وَاحمَدهُ عَلی کُلِّ حالٍ ، وَاعفُ عَمَّن ظَلَمَکَ وصِل مَن قَطَعَکَ وأعطِ مَن حَرَمَکَ ، وَلیَکُن صَمتُکَ فِکرا وکَلامُکَ ذِکرا ونَظَرُکَ اعتِبارا ، وتَحَبَّب مَا استَطَعتَ ، وباشِرِ النّاسَ بِالحُسنی ، وَاصبِر عَلَی النّازِلَةِ (6)، ولا تَستَهِن بِالمُصیبَةِ ، وأطِلِ الفِکرَ فِی المَعادِ ، وَاجعَل شَوقَکَ إلَی الجَنَّةِ ، وَاستَعِذ مِنَ النّارِ ، وَأمُر بِالمَعروفِ وَانهَ عَنِ المُنکَرِ ،

ص:421


1- (1) بَلِیَ المیّتُ :أفنَته الأرض (المصباح المنیر:ص 62 [1] "بَلی").
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 369 ح 2661 [2] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 80 ح 3 ؛ [3] کنز العمّال:ج 3 ص 188 ح 6092 نقلاً عن شُعب الإیمان عن الضحّاک.
3- (3) الشِّعار:الثوب الذی یلی الجسد ؛ لأنّه یَلی شَعْره.والدِّثار:الثوب الذی فوق الشِّعار (النهایة:ج 2 ص 480 [4] "شعر").قال العلّامة المجلسی قدس سره:أی یلازمون القرآن والدعاء کلزوم الدِّثار والشِّعار للإنسان (بحار الأنوار:ج 69 ص 276). [5]
4- (4) الأمالی للطوسی:ص 532 ح 1162 [6] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 81 ح 3. [7]
5- (5) نَبَذت الشیء:إذا ألقیته من یدک (الصحاح:ج 2 ص 571 [8] "نبذ").
6- (6) النازلة:المصیبة الشدیدة (المصباح المنیر:ص 601 "نزل").

ولا تَأخُذکَ فِی اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ ، وخُذ مِنَ الحَلالِ ما شِئتَ إذا أمکَنَکَ ، وَاعتَصِم بِالإِخلاصِ وَالتَّوَکُّلِ ، ودَعِ الظَّنَّ وابنِ عَلَی الأَساسِ ، وکُن مَعَ الحَقِّ حَیثُ کانَ ، ومَیِّز مَا اشتَبَهَ عَلَیکَ بِعَقلِکَ ؛ فَإِنَّهُ حُجَّةُ اللّهِ عَلَیکَ ، وَدیعَةٌ (1)فیکَ ، وبَرَکاتُهُ عِندَکَ ، فَذلِکَ أعلامُ الزُّهدِ ومِنهاجُهُ ، وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقینَ . (2)

5903. عنه صلی اللّه علیه و آله فی حَدیثٍ لَهُ مَعَ جَبرَئیلَ علیه السلام: قُلتُ :یا جَبرَئیلُ فَما تَفسیرُ الزُّهدِ؟ قالَ :الزّاهِدُ یُحِبُّ مَن یُحِبُّ خالِقُهُ ، ویُبغِضُ مَن یُبغِضُ خالِقُهُ ، ویَتَحَرَّجُ مِن حَلالِ الدُّنیا ولا یَلتَفِتُ إلی حَرامِها ؛ فَإِنَّ حَلالَها حِسابٌ وحَرامَها عِقابٌ ، ویَرحَمُ جَمیعَ المُسلِمینَ کَما یَرحَمُ نَفسَهُ ، ویَتَحَرَّجُ مِنَ الکَلامِ کَما یَتَحَرَّجُ مِنَ المَیتَةِ الَّتی قَدِ اشتَدَّ نَتنُها ، ویَتَحَرَّجُ عَن حُطامِ الدُّنیا وزینَتِها کَما یَتَجَنَّبُ النّارَ أن تَغشاهُ ، وأن یُقَصِّرَ أمَلَهُ وکَأَنَّ بَینَ عَینَیهِ أجَلَهُ . (3)

5904. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَیسَ الزُّهدُ فِی الدُّنیا لُبسَ الخَشِنِ وأکلَ الجَشِبِ (4)، ولکِنَّ الزُّهدَ فِی الدُّنیا قَصرُ الأَمَلِ . (5)

5905. عنه صلی اللّه علیه و آله: الزَّهادَةُ فِی الدُّنیا لَیسَت بِتَحریمِ الحَلالِ ، ولا إضاعَةِ المالِ ، ولکِنَّ الزَّهادَةَ فِی الدُّنیا ألّا تَکونَ بِما فی یَدَیکَ أوثَقَ مِمّا فی یَدَیِ اللّهِ ، وأن تَکونَ فی ثَوابِ المُصیبَةِ إذا أنتَ اصِبتَ بِها أرغَبَ فیها لو أنَّها ابقِیَت لَکَ . (6)

ص:422


1- (1) کذا فی المصدر ، والظاهر أنّ الصواب:"ووَدیعَتُهُ ".
2- (2) الفردوس:ج 5 ص 317 ح 8307 عن الإمام علیّ علیه السلام ؛ تیسیر المطالب:ص 367 [1] عن أبی إسماعیل العتکی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی اللّه علیه و آله نحوه.
3- (3) معانی الأخبار:ص 261 ح 1 ،بحار الأنوار:ج 69 ص 373 ح 19 ؛ [2] کنز العمّال:ج 3 ص 208 ح 6191 نقلاً عن الدیلمی عن أبی هریرة.
4- (4) الجَشِبُ :الغلیظ الخَشِنُ من الطعام ، وکلّ بشع الطعم جَشِب (النهایة:ج 1 ص 272 [3] "جشب").
5- (5) مشکاة الأنوار:ص 207 ح 559 [4] وراجع:بحار الأنوار:ج 70 ص 310 ح 4. [5]
6- (6) سنن الترمذی:ج 4 ص 571 ح 2340 عن أبی ذرّ وراجع:أعلام الدین:ص 293. [6]
5/20 الزُّهدُ رِئاءً

5906. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّی یَکونَ الزُّهدُ رِوایَةً ، وَالوَرَعَ تَصَنُّعا. (1)

5907. عنه صلی اللّه علیه و آله: یَکونُ فی آخِرِ الزَّمانِ قَومٌ یَلبَسونَ الصّوفَ فی صَیفِهِم وشِتائِهِم ، یَرَونَ أنَّ لَهُمُ الفَضلَ بِذلِکَ عَلی غَیرِهِم ، اولئِکَ یَلعَنُهُم مَلائِکَةُ السَّماواتِ وَالأَرضِ . (2)

5908. عنه صلی اللّه علیه و آله: یَأتی فی آخِرِ الزَّمانِ اناسٌ مِن امَّتی یَأتونَ المَساجِدَ یَقعُدونَ فیها حَلَقا ، ذِکرُهُمُ الدُّنیا وحُبُّ الدُّنیا ، لا تُجالِسوهُم فَلَیسَ لِلّهِ بِهِم حاجَةٌ . (3)

ص:423


1- (1) حلیة الأولیاء:ج 3 ص 119 عن أبی هریرة.
2- (2) الأمالی للطوسی:ص 539 ح 1162 [1] عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 77 ص 91 ح 3. [2]
3- (3) جامع الأخبار:ص 179 ح 435 ، [3]بحار الأنوار:ج 83 ص 368 ح 27. [4]

ص:424

کلام حول "الزّهد"
الزهد لغةً :

إنّ الزهد لغةً یدلّ علی القلّة وانحطاط قیمة الشیء ، وبما أنّ هذا المفهوم یلازم عدم الرغبة إلی الشیء غالبا ، لذا فإنّ هذه الکلمة تستعمل ضدّا للرغبة أیضا.

یقول ابن فارس فی بیان معنی الزهد:

الزاء والهاء والدال أصل یدلّ علی قلّة الشیء ، والزهید:الشیء القلیل ، وهو مُزهِدٌ:قلیل المال ، وقال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله:"أفضلُ الناس مؤمن مُزهِد" هو المقلّ . (1)

أمّا الجوهری فقد عرّف الزهد قائلاً:

الزهد خلاف الرغبة...والتَّزهیدُ فی الشیء وعن الشیء:خلاف الترغیب فیه. (2)

وقد أورد الراغب الأصفهانی فی مفرداته:

الزهید:الشیء القلیل ، والزاهد فی الشیء:الراغب عنه ، والراضی منه بالزهید:أی القلیل. (3)

ص:425


1- (1) معجم مقاییس اللغة:ج 3 ص 30 [1] "زهد".
2- (2) الصحاح:ج2 ص481 [2] "زهد".
3- (3) مفردات ألفاظ القرآن:ص384 [3] "زهد".

بناءً علی ما تقدّم ، ومع أنّ کلمة الزهد یستفاد منها معنی القلّة ، فإنّ لها معنیً آخر یقابل الرغبة ،بید أنّ التأمّل فی کلمات اللغویّین یقودنا إلی الاعتقاد بأنّ المعنی الأوّل أصلٌ والثانی فرعٌ .

الزهد فی القرآن والحدیث

جاءت مادّة الزهد فی القرآن الکریم مرّة واحدة ، وذلک فی سورة یوسف علیه السلام: "وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَ کانُوا فِیهِ مِنَ الزّاهِدِینَ " . (1)

أی أنّ باعة یوسف علیه السلام قد باعوه بثمن زهید قلیل لعدم رغبتهم فیه.وقد استُعملت کلمة الزهد فی هذه الآیة بمعنی عدم الرغبة ، وارتباط ذلک بقلّة الثمن یعکس المعنی الأصلیّ والفرعیّ للزهد.

وفی الحدیث الشریف استُعمل هذا اللفظ غالبا بمعنی عدم الرغبة ، ونادرا بمعنی القلّة.

وقد تکفّل هذا القسم بذکر تعالیم أئمّة الإسلام حول الزهد فی الدنیا المذمومة ، والسیرة العملیّة لهم فی التعامل معها ، وذلک ضمن ستّة فصول.ولکی یکون الباحث علی بصیرة أکثر فی ملاحظة المطالب الآتیة ، نری من اللازم تقدیم توضیحات مختصرة حول اختلاف مفهوم الزهد الإسلامیّ عن الرهبانیّة المسیحیّة ، وفلسفة الزهد ، وطرق تحصیله ، وذلک اعتمادا علی نصوص هذا القسم.

أولاً تعریف الزهد

فی بیان الإمام الصادق علیه السلام لجنود العقل والجهل ، اعتبر الزهد فی الدنیا من جنود العقل ، وعرّفه بأنّه ضدّ الرغبة فی الدنیا ، فقال علیه السلام:

14-الزُّهدُ وضِدُّهُ الرَّغبَةُ . (2)

ص:426


1- (1) یوسف:20. [1]
2- (2) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [2] القسم الثالث/الفصل الأوّل:تعریف الزهد وتحریفه:ح802 ).

وإذا أخذنا بنظر الاعتبار هذا التوجیه الأساسیّ وهو کون الزهد من جنود العقل ، وأنّه یخضع لأوامر القوّة العاقلة یمکن تحصیل نقطتین هامّتین فی بیان الزهد الإسلامیّ :

النقطة الاُولی:إنّ الزهد الذی یدعو إلیه الإسلام یتضمّن أصلاً عقلیّا ومبدأً علمیّا ، لذلک فهو ینسجم مع العقل والمنطق مئة بالمئة ، فإذا کان الرسول الباطنیّ وهو العقل یدرک المقصود منه ، فإنّه یدعو الإنسان إلیه قبل الرسول الظاهریّ .

النقطة الثانیة:إنّ

عدم الرغبة علی نوعین:
1.عدم الرغبة الطبیعیّة

ویراد بذلک أنّ الإنسان بطبعه یرغب عن بعض الأشیاء ، کما یرغب المریض عن الطعام والشراب.

2.عدم الرغبة القلبیّة

ویراد بذلک أنّ روح الإنسان ترغب عن بعض الأشیاء مع أنّ طبعه یرغب فیه ویمیل إلیه، مَثَلُه مَثَل المریض الذی یحبُّ غذاءً معیّنا ، ولکن لعلمه أنّ فی تناوله منه خطرا علیه فإنّه لا یشعر بالرغبة فیه وحسب بل ینفر قلبه منه.

ومع أخذ هذه المقدّمة بنظر الاعتبار یمکن القول:إنّ الزهد الإسلامیّ لیس بمعنی عدم الرغبة الطبیعیّة فی الدنیا ؛ لأنّ عدم الرغبة الطبیعیّة فی اللذائذ المادیة لیس فضلاً ،بل هو فی الواقع مرض ینبغی معالجته ، فالزهد الإسلامیّ هو عبارة عن عدم الرغبة القلبیّة فی اللذائذ التی تسبّب الضرر للإنسان.

ولتوضیح هذا المطلب نقول:إنّ الإنسان یرغب أحیانا فی عملٍ ما ، لکنّ عقله یردعه عن أدائه لما فیه من الضرر ، فیمتنع الإنسان منه مع رغبته القلبیّة فیه ، وهذا الفعل یسمّی الصبر ، والذی یستطیع أن یضبط نفسه أمام ما یشتهی یسمّی صابرا ؛

ص:427

لأنّه استطاع أن یقاوم رغباته الطبیعیّة ومیوله القلبیّة ، وتلک فضیلة لا تُباهی ومکرمة لا تُضاهی ، قال أمیر المؤمنین علیه السلام:

14-ما أحسَنَ بِالإِنسانِ أن یَصبِرَ عَمّا یَشتَهی. (1)

ولمّا قال له رجلٌ :عظنی یا أمیر المؤمنین ، قال علیه السلام:

اترُک لِما تَبقی ما تَشتَهی أبَدا کَفی بِمَن عَفَّ عَمّا یَشتَهی کَرَما (2)

لکن یجب الانتباه إلی أنّ مثل هذا الإنسان یمتنع عن رغباته بفضیلة الصبر ولیس بفضیلة الزهد ؛ لأنّ الزهد درجة أعلی من الصبر ، إنّ الزهد عبارة عن غلبة عدم الرغبة القلبیّة فی اللذائذ الضارّة علی القلب بحیث تقع الرغبة الطبیعیّة تحت سیطرته ، فحینئذٍ لا یحتاج الزاهد فی امتناعه عن اللذائذ الضارّة إلی الصبر والمقاومة ؛ لأنّه لا یشعر فی وجوده بمیل إلیها ، ویشیر أمیر المؤمنین علیه السلام إلی هذه الفضیلة العظمی بقوله:

14-ما أحسَنَ بِالإِنسانِ ألّا یَشتَهِیَ ما لا یَنبَغی. (3)

وحینما یصل الإنسان إلی هذه المرتبة العالیة فإنّه یصبح زاهدا ، ولا یبالی بإقبال الدنیا أو إدبارها ، فلا یفرح بإقبالها ولا یحزن علی إدبارها ، یقول أمیر المؤمنین علیه السلام فی بیان صفة الزهد:

14-الزُّهدُ کُلُّهُ بَینَ کَلِمَتَینِ مِنَ القُرآنِ ، قالَ اللّهُ سُبحانَهُ : "لِکَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَکُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ " . (4)

وما قدّمناه فی بیان الزهد وفرقه عن الصبر ، تجد خلاصته فی قول

ص:428


1- (1) غرر الحکم:ح 9648 ، عیون الحکم والمواعظ :479.
2- (2) شرح الأخبار:ج2 ص382 ح741.
3- (3) غرر الحکم:ح9649 ، عیون الحکم والمواعظ :ص 479 ح 8806 وفیه "أجمل" بدل "أحسن".
4- (4) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [1] القسم الثالث/الفصل الأوّل:تعریف الزهد وتحریفه:ح803 ).

أمیر المؤمنین علیه السلام النَّیّر:

14-إنَّمَا النّاسُ ثَلاثٌ :زاهِدٌ ، وراغِبٌ ، وصابِرٌ.فَأَمَّا الزّاهِدُ فَلا یَفرَحُ بِالدُّنیا إذا أتَتهُ ، ولا یَحزَنُ عَلَیها إذا فاتَتهُ ، وأمَّا الصّابِرُ فَیَتَمَنّاها بِقَلبِهِ ، فَإِن أدرَکَ مِنها شَیئا صَرَفَ عَنها نَفسَهُ لِعِلمِهِ بِسوءِ العاقِبَةِ ، وأمَّا الرّاغِبُ فَلا یُبالی مِن حِلٍّ أصابَها أم مِن حَرامٍ . (1)

ثانیا علامات الزهد

تعرّضت الروایات الإسلامیّة لبیان علامات الزهد والزهّاد ؛ وذلک للحیلولة دون ادّعاء البعض الزهادةَ وعدم الرغبة فی الدُّنیا ، وکذلک لأجل تشخیص مدّعی الزهادة کذبا.

ومعرفة تلک العلامات لها أهمّیّة بالغة ،بحیث تحدّثت عنها جمیع الروایات الواردة فی الزهد (2)عدا واحدة منها فقد عرّفت الزهد بحقیقته التی هی عدم الرغبة فی الدنیا. (3)

ولعلّ أبسط علامات الزهد هی قلّة الاستهلاک ، حیث إنّنا لا یمکن أن نتصوّر إنسانا لا یشتهی طعاما معیّنا مثلاً ثمّ یأکل منه کثیرا.وقد تقدّم فی المعنی اللغویّ للزهد أنّه یتضمّن معنی القلّة ، وبناءً علی هذا فإنّ حقیقة الزهد وإن کانت عدم الرغبة النفسیّة ، لکنّها یجب أن تتجلّی فی بساطة العیش ، والحیاة الزاهدة ، وعدم الإسراف ، واجتناب مظاهر الترف ، ولا أقلّ من اجتناب المحرّمات.

وعلی هذا الأساس فإنّ الزهد لا یقتصر علی الجانب الأخلاقیّ والنفسیّ فحسب ،بل یتضمّن الجانب العملیّ والسلوکیّ أیضا ، والزاهد هو الذی یُعرض عن

ص:429


1- (1) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [1] القسم الثالث/الفصل الأوّل:تعریف الزهد وتحریفه:ح805 ).
2- (2) راجع:الدنیا و الآخره فی الکتاب و السنة:( [2]القسم الثالث/الفصل الأوّل:تعریف الزهد و تحریفه:علامات الزهد).
3- (3) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب و السنة:( [3]القسم الثالث/الفصل الأوّل:تعریف الزهد وتحریفه:ضدّ الرغبة).

الدنیا المذمومة نفسیّا إلی جانب إعراضه العملیّ .

ثالثا مراتب الزهد

أشرنا إلی أنّ أدنی مراتب الزهد هو عدم الرغبة النفسیّة مع الاجتناب عن المحرّمات ، أمّا أعلی درجاته فهی النقطة التی تنزاح معها حجب المعرفة بشکل تامّ من أمام نظر القلب ، ویصل فیها السالک إلی مرتبة الیقین ، وبالوصول إلی هذه المرتبة ینکشف للزاهد باطن الدنیا المذمومة وحقیقة غرورها ، وعندها لا یرغب عن الدنیا وحسب ،بل ینفر منها ویبغضها ، کما جاء عن أمیر المؤمنین علیه السلام فی وصفه لرسول اللّه صلی اللّه علیه و آله:

14-عُرِضَت عَلَیهِ الدُّنیا فَأَبی أن یَقبَلَها ، وعَلِمَ أنَّ اللّهَ أبغَضَ شَیئا فَأَبغَضَهُ . (1)

وبیّن علیه السلام نفرته من الدنیا المذمومة فی کثیرٍ من أحادیثه ، منها قوله:

14-أمَرُّ عَلی فُؤادی مِن حَنظَلَةٍ یَلوکُها ذو سُقمٍ . (2)

وقوله:

14-أهوَنُ فی عَینی مِن عُراقِ خِنزیرٍ فی یَدِ مَجذومٍ . (3)

رابعا الفرق بین الزهد الإسلامیّ والرهبانیّة المسیحیّة

عرفنا أنّ للزهد الإسلامیّ بُعدا باطنیّا وبُعدا ظاهریّا ، وأنّ الزاهد یشعر فی داخله بعدم الرغبة فی الدنیا ، ویظهر ذلک فی الخارج أیضا ، وهنا قد یُطرح سؤال:علی ضوء هذا التعریف للزهد الإسلامی ، ما الفرق بینه وبین الرهبانیّة المسیحیّة ؟ ولماذا تنهی الروایات والأخبار بشدّة عن الرهبانیّة ؟ (4)

ص:430


1- (1) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [1] القسم الثالث/الفصل السادس:أماثل الزهاد:ح 1165 ).
2- (2) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [2] القسم الثانی/الفصل الثانی:تقویم الدنیا:ح 511 ).
3- (3) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [3] القسم الثانی/الفصل الثانی:تقویم الدنیا:ح 510 ).
4- (4) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [4] القسم الأوّل/الفصل الثانی:أهمیّة الدنیا ودورها فی بناء ف الآخرة:النهی عن الترهّب وتحریم ما أحلّ اللّه ).

للجواب عن هذا السؤال نقول:

إنّ الزهد الإسلامیّ غیر الرهبانیّة المسیحیّة ، وإنّ هناک فرقا کبیرا بینهما ؛ إذ أنّ أهمّ مواصفات الزهد الإسلامیّ التی ترجع إلیها سائر الخصائص الاُخری ، هی أنّه یقوم علی أساس المنطق والبرهان الواضح ، أمّا الرهبانیّة المسیحیّة فلیس لها تبریر علمیّ منطقیّ .

إنّ الزهد الإسلامیّ لیس عدم الرغبة فی مطلق اللذائذ الدنیویّة وغضّ النظر عنها ،بل هو کما أوضحنا غضّ النظر عن اللذائذ الضارّة وعدم الرغبة فیها ، أمّا الرهبانیّة المسیحیّة فهی تدعو الناس إلی غضّ النظر عن مطلق اللذائذ المادیة.وبعبارة اخری:قسّم الإسلام اللذائذ المادیّة إلی قسمین:اللذائذ المفیدة ، واللذائذ الضارّة ، والزهد الإسلامیّ لا یشمل اللذائذ المفیدة ، وهذا عین الشیء الذی یدعو إلیه العقل والمنطق.

إنّ الإسلام لم یقل إطلاقا:إنّ علی الإنسان غضّ النظر وترک اللذائذ المفیدة لحیاته ، ولم یدعُ إلی عدم الرغبة فیها ، ولکیلا یشتبه مفهوم الزهد الإسلامیّ مع الرهبانیّة ولصیانة ذلک المفهوم من التحریف ، یقول الرسول الأکرم صلی اللّه علیه و آله:

14-لَیسَ الزُّهدُ فِی الدُّنیا تَحریمَ الحَلالِ ، ولا إضاعَةَ المالِ ، ولکِنَّ الزُّهدَ فِی الدُّنیا الرِّضا بِالقَضاءِ.... (1)

إنّ جمیع الروایات التی جاءت تحت عنوان "التنبیه علی تحریف الزهد" وکذلک تحت عنوان "النهی عن الترهّب وتحریم ما أحلّ اللّه" هی فی الواقع لأجل بیان الفرق بین الزهد الإسلامیّ والرهبانیّة المسیحیّة.

إنّ الإسلام لا یسمح للإنسان أن یقوم بعملٍ ما دون علم ومعرفة (2)، والزهد فی

ص:431


1- (1) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [1] القسم الثالث/الفصل الأوّل:تعریف الزهد وتحریفه:ح849 ).
2- (2) قال تعالی: "وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ " (الإسراء:36). [2]

الدنیا لا یُستثنی من هذه القاعدة ، لذلک یقول أمیر المؤمنین علیه السلام:

14-لا تَزهَدَنَّ فی شَیءٍ حَتّی تَعرِفَهُ . (1)

وعلی هذا الأساس ، فإنّ أئمّة الإسلام مع تحذیرهم الشدید من حبّ الدنیا ، فإنّهم یقفون بوجه کلّ من یذمّ الدنیا دون علم ومعرفة ویدعو الآخرین إلی الزهد فیها ، ویواجهونه بشدّة (2).

وبعبارة أکثر وضوحا:إنّ الإسلام دین الدنیا والآخرة ، وهو یَضمَنُ للناس المنافع المادیّة والمعنویّة فی الحیاة الدنیا والآخرة ، یقول أمیر المؤمنین علیه السلام فی تصویر الخصال المطلوبة التی یدعو الإسلام الناس إلیها:

14-اِعلَموا عِبادَ اللّهِ أنَّ المُتَّقینَ حازوا عاجِلَ الخَیرِ وآجِلَهُ ، شارَکوا أهلَ الدُّنیا فی دُنیاهُم ، ولَم یُشارِکهُم أهلُ الدُّنیا فی آخِرَتِهِم...سَکَنُوا الدُّنیا بِأَفضَلِ ما سُکِنَت ، وأکَلوها بِأَفضَلِ ما اکِلَت...أصابوا لَذَّةَ الدُّنیا مَعَ أهلِ الدُّنیا ، وهُم غَدا جیرانُ اللّهِ .... (3)

وعلی هذا الأساس ، ففی الإسلام الواقعی علی خلاف المسیحیّة المحرّفة لیس ثمّة تضادّ بین الدنیا والآخرة ،بل إنّ التأمّل فی تعالیم الإسلام یقود إلی حقیقة جلیّة وهی أنّ من خصائص هذه الشریعة أنّ المادیة تنبع من باطن المعنویّة ، والمعنویّة من باطن المادیة ، والزهد الإسلامیّ یتجسّد مفهومه حیثما تکون اللذائذ المادیة ضارّة للفرد أو للمجتمع أو لکلیهما.

ص:432


1- (1) غرر الحکم:ح 10168 ، عیون الحکم والمواعظ :ص520 ح9448.
2- (2) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [1] القسم الأوّل/الفصل الثانی:أهمیّة الدنیا ودورها فی بناء الآخرة:النهی عن سبّ الدنیا وذمّها ).
3- (3) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [2] القسم الأوّل/الفصل الثانی:أهمیة الدنیا ودورها فی بناء الآخرة:ح 142 ).
خامسا فلسفة الزهد

إنّ للزهد الإسلامیّ فی جمیع مجالات الحیاة الفردیّة والاجتماعیّة دورا إیجابیّا بنّاءً ، لذا جاء المزید من التأکید فی الأحادیث الإسلامیّة للتحلّی به إلی الحدّ الذی اعتبرت هذه الخصلة أجمل زینة للإنسان عند اللّه سبحانه. (1)

فالزهد فی مجال المعرفة یُبعد آفات المعرفة عن الإنسان ، ویریه مفاسد الدنیا المذمومة وقبائحها ، عن طریق رفع الحجب عن نظر القلب والعقل ، کما یوفّر الأرضیّة اللازمة للوصول إلی الحکمة الحقیقیّة ونور العلم الذی ینبع من باطن الروح ، وفی أعلی مراتبه یربط الزاهد بعالَم الملکوت ، فیطّلع علی أسرار الوجود (2).

والزهد فی مجال التکامل المعنوی یهیّئ الفرصة المناسبة لبناء النفس ، فیخلّص الروح من عبودیّة الهوی والهوس ، ویحبّب إلیها الإیمان والعبادة ، ویقرّب الإنسان من خالقه ، وأخیرا یعرج به إلی ذِرْوة التکامل الإنسانیّ (3).

ولا یقتصر دور الزهد علی مجال المعرفة والتکامل المعنوی وحسب ،بل إنّ اطمئنان النفس واستقرار الحیاة المادیة رهن بالزهد أیضا ، والزهد یسهّل مشاکل الحیاة ، ویمنحُ العزّة للإنسان ، ویجعل الدنیا فی خدمته (4).

کما لا یقتصر دوره علی مجال الحیاة الفردیّة ،بل یمتدّ إلی المجالات السیاسیّة والاجتماعیّة والاقتصادیّة ؛ إذ أنّ ثقافة الزهد تُحرق کلَّ جذور الظلم والاعتداء علی حقوق الآخرین ، وتهیّئ الأرضیّة المناسبة للمواساة والإیثار ، وفی مقابل ذلک

ص:433


1- (1) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [1] القسم الثالث/الفصل الثانی:فضل الزهد:قیمة الزهد:أحسن زینة ).
2- (2) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [2] القسم الثالث/الفصل الثالث:برکات الزهد:کمال المعرفة ).
3- (3) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [3] القسم الثالث/الفصل الثالث:برکات الزهد:صلاح النفس ، حلاوة الإیمان ، صلاح الدین ).
4- (4) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [4] القسم الثالث/الفصل الثالث:برکات الزهد:رفاه العیش ).

فإنّ عبادة الدنیا تسبّب جمیع ما نشاهده من اختلافات سیاسیّة واقتصادیّة وحروب وسفک دماء ، یقول أمیر المؤمنین علیه السلام فی بیان هدف الخلافات والحروب التی اندلعت خلال فترة حکومته القصیرة ، وذلک فی خطبته الشقشقیّة الشهیرة:

14-فَلَمّا نَهَضتُ بِالأَمرِ نَکَثَت طائِفَةٌ ، ومَرَقَت اخری ، وقَسَطَ آخَرونَ ، کَأَنَّهُم لَم یَسمَعُوا اللّهَ سُبحانَهُ یَقولُ : "تِلْکَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ " (1)،بَلی وَاللّهِ لَقَد سَمِعوها ووَعَوها ، ولکِنَّهُم حَلِیَتِ الدُّنیا فی أعیُنِهِم ، وراقَهُم زِبرِجُها. (2)

إنّ ما یمکن أن یکون سببا لإنهاء الحروب التی سبّبت الدمار والتشرید والجوع فی أنحاء العالَم ، ویجعل الحیاة جمیلة رائقة لسکان العالم ، هو زهد القادة السیاسیّین ، وبدونه تبقی کلّ المساعی والمحاولات والخطط الرامیة لتأمین حقوق البشر عقیمة لا أهمّیّة لها ، وتجربة التاریخ تثبت أیضا صدق هذا المدّعی.

سادسا طرق تحصیل الزهد

لأجل تحصیل صفة الزهد وإشاعة ثقافتها فی أوساط المجتمع ، قدّم أئمّة الإسلام تعالیم قیّمة یأتی ذکرها فی الفصل الرابع ، ویمکن تلخیصها فی خمسة عناوین ، کما یلی:

1.تقویة الاُسس المعرفیّة

کلّما کان الإنسان أعقل وأعرف باللّه والدنیا والآخرة ، کانت رغبته بالدنیا المذمومة أقلّ ، کما یقول أمیر المؤمنین علیه السلام:

ص:434


1- (1) القصص:83. [1]
2- (2) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [2] القسم الثانی/الفصل الرابع:مضارّ حبّ الدنیا:ح 675 ).

14-العاقِلُ مَن یَزهَدُ فیما یَرغَبُ فیهِ الجاهِلُ . (1)

وفی أعلی مراتب المعرفة لا یرغب الإنسان عن الدنیا وحسب ،بل ینفر عنها ویبغضها (2).

2.تقویة القیم الدینیّة

إنّ تقویة الإیمان باللّه والبرامج الدینیّة فی الحیاة تؤدّی بالتدریج إلی الزهد وعدم الرغبة فی الدنیا المذمومة ، کما جاء فی حدیث أمیر المؤمنین علیه السلام:

14-الزُّهدُ ثَمَرَةُ الدّینِ . (3)

3.تقویة الشخصیّة الأخلاقیّة

إنّ کرامة الروح من أهمّ الموانع التی تحول دون الوقوع فی أحابیل الدنیا المذمومة وهوسها ، کما یقول أمیر المؤمنین علی علیه السلام:

14-مَن کَرُمَت نَفسُهُ صَغُرَتِ الدُّنیا فی عَینِهِ . (4)

إذ کلّما شعر الإنسان بقوّة شخصیّته وکرامتها ابتعد عن کلّ ما یلحق الضرر بکرامته ؛ من الهوی واللذائذ الضارّة ، من هنا فإنّ أحد طرق ترویج ثقافة الزهد فی المجتمع هو تهیئة الأرضیّة لتقویة الشخصیّة والکرامة الإنسانیّة عند آحاد أفراده.

4.بساطة العیش

من الأسالیب التی قدّمها أهل البیت علیهم السلام لأتباعهم من أجل الحصول علی المکارم

ص:435


1- (1) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [1] القسم الثالث/الفصل الرابع:مبادئ الزهد:ح 1016 ).
2- (2) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [2] القسم الثانی/تقویم الدنیا:مطلّقة الأکیاس ، الفصل الثالث ، التحذیر من الدنیا:الحث علی بغض الدنیا ).
3- (3) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [3] القسم الثالث/الفصل الرابع:مبادئ الزهد:ح 1051 ).
4- (4) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [4] القسم الثالث/الفصل الرابع:مبادئ الزهد:ح 1064 ).

والصفات الحسنة ، ترویض النفس وتعویدها علی آثار تلک الصفة ، مثال ذلک:التحلّم لتحصیل صفة الحلم ، فالحادّ المزاج العصبیّ مثلاً إذا أکثر الترویض وأکره نفسه علی التصرّف کالحلیم ، فسوف یصبح الحلم والتحمّل عادة له بالتدریج حتّی یصیر حلیما ، وکما یقول أمیر المؤمنین علیه السلام:

14-إن لَم تَکُن حَلیما فَتَحَلَّم ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ إلّا أوشَکَ أن یَکونَ مِنهُم. (1)

ولأجل تحصیل فضیلة الزهد یمکن الاستفادة من هذه الطریقة أیضا ؛ یعنی کما أنّ التحلّم یؤدّی إلی الحلم بالتدریج فکذلک التزهّد ینتهی إلی الزهد ، وقد نقل فی روایة عن أمیر المؤمنین علیه السلام:

14-التَّزَهُّدُ یُؤَدّی إلَی الزُّهدِ. (2)

بناءً علی ذلک فإنّ بساطة العیش وتجنّب مظاهر الترف والإسراف فی الحیاة وإن لم تکن بمعنی الزهد وعدم الرغبة فی الدنیا لکنّها من الطرق المهمّة لتحصیل الزهد ، لذلک فإنّ إشاعة ثقافة بساطة العیش فی المجتمع تنتهی إلی تقویة ثقافة الزهد.علی أنّ مطالعة السیرة العملیّة لأئمّة الدین مفیدة جدّا فی هذا الخصوص ، وسیأتی فی الفصل السادس (3)المزید ممّا یخصّ هذا الموضوع.

5.الاستمداد من اللّه تعالی

إلی جانب السعی لتحصیل العوامل الأربعة المتقدّمة ، فإنّ طلب العَون من اللّه تعالی للوصول إلی فضیلة الزهد واستمرارها له مکانته الخاصّة ؛ لذلک نجد أنّ أحد مضامین أدعیة أئمّة الدین الذین کانوا قدوةً فی الزهد ، هو طلب الزهد فی الدنیا من اللّه سبحانه ، وفی هذا السیاق یقول أمیر المؤمنین علیه السلام فی دعاءٍ له قُبیل وقعة الجمل:

ص:436


1- (1) نهج البلاغة ، الحکمة 207. [1]
2- (2) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [2] القسم الثالث/الفصل الرابع:مبادئ الزهد:ح 1066 ).
3- (3) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [3] القسم الثالث/الفصل السادس:أماثل الزهاد ).

14-إن لَم تُعِنّی عَلی دُنیایَ بِزُهدٍ وعَلی آخِرَتی بِتَقوی هَلَکتُ . (1)

وهذا الکلام یشیر إلی أنّه إن لم تکن ثمّة عنایة اللّه ومدده لَما استطاع أحد أن یسلم من التلوّث بأدران الدنیا المذمومة والتورّط فی أحابیل الأهواء.

وإلیک تفصیل هذا الإجمال من الکتاب والسنّة.

ص:437


1- (1) راجع:الدنیا والآخرة فی الکتاب والسنة:( [1] القسم الثالث/الفصل الرابع:مبادئ الزهد:ح 1070 ).

ص:438

الفصل الحادی والعشرون: السّخاء

1/21 الحَثُّ عَلَی السَّخاء

5909. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما جَبَلَ اللّهُ ولِیّا لَهُ إلّا عَلی السَّخاءِ. (1)

5910. عنه صلی اللّه علیه و آله: السَّخاءُ خُلُقُ اللّهِ الأعظَمُ . (2)

5911. عنه صلی اللّه علیه و آله: السَّخِیُّ قَریبٌ مِنَ اللّهِ ، قَریبٌ مِن الجَنَّةِ ، قریبٌ مِن الناسِ . (3)

5912. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعَدِیِّ بنِ حاتِمٍ : دُفِعَ (4)عن أبیکَ العَذابُ الشَّدیدُ ، لِسَخاءِ نَفسِهِ . (5)

5913. عنه صلی اللّه علیه و آله: شابٌّ سَخِیٌّ حَسَنُ الخُلُقِ أحَبُّ إلی اللّهِ تعالی مِن شَیخٍ بَخیلٍ عابِدٍ سَیِّئِ الخُلُقِ . (6)

5914. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ السَّخاءَ شَجَرَةٌ مِن أشجارِ الجَنَّة لَها أغصانٌ مُتَدَلِّیَةٌ فی الدنیا ، فمَن کانَ

ص:439


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 391 ح 16204 نقلاً عن الدیلمی عن عائشة.
2- (2) کنز العمّال:ج 6 ص 337 ح 15926 نقلاً عن ابن النجار عن ابن عبّاس.
3- (3) مشکاة الأنوار:ص 409 ، [1]بحار الأنوار:ج 73 ص 308 ح 37. [2]
4- (4) وفی المصدر:"إنَّ اللّه دَفَعَ " وما اثبتناه من بحار الأنوار. [3]
5- (5) الإختصاص:ص 253 ،بحار الأنوار:ج 71 ص 354 ح 16. [4]
6- (6) کنز العمّال:ج 6 ص 361 ح 16061 عن ابن عبّاس.

سَخِیّا تَعَلَّقَ بِغُصنٍ مِن أغصانِها، فَساقَهُ ذلکَ الغُصنُ إلی الجَنَّةِ . (1)

5915. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَجافَوا عن ذَنبِ السَّخِیِّ فإنَّ اللّهَ آخِذٌ بیدِهِ کُلَّما عَثَرَ. (2)

5916. عنه صلی اللّه علیه و آله: سادَةُ الناسِ فی الدنیا الأسخِیاءُ ، وفی الآخِرَةِ الأتقِیاءُ. (3)

5917. الاختصاص: رُوِیَ أنّ قَوما اساری جِیءَ بِهِم إلی رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَأمَرَ أمیرَ المؤمنینَ علیه السلام بضَربِ أعناقِهِم، ثُمّ أمَرَهُ بِإفرادِ واحدٍ مِنهُم وأن لا یَقتُلَهُ ، فقالَ الرجُلُ :لِمَ أفرَدْتَنی مِن أصحابی والجِنایَةُ واحِدَةٌ ؟ فقالَ :إنَّ اللّهَ عز و جل أوحَی إلَیَّ أنَّکَ سَخِیُّ قَومِکَ ولا أقتُلْکَ ، فقالَ الرجلُ :فإنّی أشهَدُ أن لا إلَهَ إلّا اللّهُ وأنَّکَ رسولُ اللّهِ . (4)

5918. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: طعامُ السَّخِیِّ دَواءٌ. (5)

2/21 حَدُّ السَّخاءِ
الکتاب

" وَ لا تَجْعَلْ یَدَکَ مَغْلُولَةً إِلی عُنُقِکَ وَ لا تَبْسُطْها کُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ". 6

الحدیث

5919. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: السَّخِیُّ بِما مَلَکَ وأرادَ به وَجهَ اللّهِ ، وأمّا السَّخِیُّ فی مَعصیَةِ اللّهِ فَحَمّالُ

ص:440


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 474 ح 1036 [1] عن سعید بن مسلمة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 8 ص 171 ح 114. [2]
2- (2) کنز العمّال:ج 6 ص 392 ح 16212 نقلاً عن الخطیب عن ابن عبّاس.
3- (3) غرر الحکم:ح 5602.
4- (4) الاختصاص:ص 253 ،بحارالأنوار:ج 71 ص 354 ح 16. [3]
5- (5) بحار الأنوار:ج 71 ص 357 ح 22 [4] عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.

سَخَطِ اللّهِ وغَضَبِهِ ، وهُو أبخَلُ الناسِ علی نَفسِهِ فکَیفَ لِغَیرِهِ ! (1)

3/21 وَقتُ السَّخاءِ

5920. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُبغِضُ البَخِیلَ فی حَیاتِهِ ، السَّخِیَّ بعد (2)وَفاتِهِ . (3)

4/21 أسخَی النّاسِ

5921. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أسخَی النّاسِ مَن أدّی زَکاةَ مالِهِ . (4)

ص:441


1- (1) بحار الأنوار:ج 71 ص 355 ح 17. [1]
2- (2) وفی بحار الأنوار:"عند" بدل "بعد".
3- (3) أعلام الدین:ص 295 ، [2]بحار الأنوار:ج 77 ص 173 ح 8. [3]
4- (4) معانی الأخبار:ص 195 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق عن أبیه عن جده عن الإمام الحسین علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 112 ح 2. [4]

ص:442

الفصل الثانی والعشرون: الشّکر

1/22 فَضْلُ الشّاکِرِ
الکتاب

" شاکِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَ هَداهُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ ". 1

الحدیث

5922. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الطاعِمُ الشاکِرُ لَهُ مِن الأجرِ کَأجرِ الصائمِ المُحتَسِبِ ، والمُعافی الشاکِرُ لَهُ مِن الأجرِ کَأجرِ المُبتَلی الصابِرِ ، والمُعطی الشاکِرُ لَهُ مِن الأجرِ کَأجرِ المَحرومِ القانِعِ . (1)

2/22 دَورُ الشُّکر فی الزِّیادَةِ
الکتاب

" وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّکُمْ لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ وَ لَئِنْ کَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ ". 3

ص:443


1- (2) الکافی:ج 2 ص 94 ح 1 [1] عن السکونیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 22 ح 1. [2]
الحدیث

5923. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما فَتَحَ اللّهُ علی عَبدٍ بابَ شُکرٍ فَخَزَنَ عنهُ بابَ الزِّیادَةِ . (1)

3/22 أداءُ الشُّکر

5924. الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: کانَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إذا وَرَدَ علَیهِ أمرٌ یَسُرُّهُ قالَ :الحَمدُ للّه علی هذِهِ النِّعمَةِ ، وإذا وَرَدَ علَیهِ أمرٌ یَغتَمُّ بهِ قالَ :الحَمدُ للّه علی کُلِّ حالٍ . (2)

4/22 سجدةُ الشُّکرِ

5925. الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله کانَ فی سَفَرٍ یَسِیرُ علی ناقَةٍ لَهُ ، إذ نَزَلَ فَسَجَدَ خَمسَ سَجَداتٍ ، فلَمّا أن رَکِبَ قالوا:یا رسولَ اللّهِ ، إنّا رَأیناکَ صَنَعتَ شیئا لَم تَصنَعْهُ ! فقالَ :نَعَم، استَقبَلَنی جَبرَئیلُ علیه السلام فَبَشَّرَنی بِبشاراتٍ مِنَ اللّهِ عز و جل ، فَسَجَدتُ للّه شُکرا لِکُلِّ بُشری سَجدَةً . (3)

ص:444


1- (1) الکافی:ج 2 ص 94 ح 2 [1] عن السکونیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 23 ح 2. [2]
2- (2) الکافی:ج 2 ص 97 ح 19 [3] عن المثنی الحناط عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 33 ح 14. [4]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 98 ح 24 [5] عن عبداللّه بن مسکان عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 16 ص 264 ح 60. [6]

الفصل الثالث والعشرون: الصّبر

1/23 فضلُ الصبرِ
الکتاب

" وَ کَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ کَثِیرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَکانُوا وَ اللّهُ یُحِبُّ الصّابِرِینَ ". 1

" وَ أَطِیعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُکُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِینَ ". 2

الحدیث

5926. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: فی الصَّبرِ علی ما یُکرَهُ خَیرٌ کثیرٌ. (1)

5927. عنه صلی اللّه علیه و آله: الصَّبرُ خَیرُ مَرکَبٍ ، ما رَزَقَ اللّهُ عَبدا خَیرا لَهُ ولا أوسَعَ مِن الصَّبرِ. (2)

5928. عنه صلی اللّه علیه و آله: الصَّبرُ سِترٌ مِن الکُرُوبِ ، وعَونٌ علی الخُطُوبِ . (3)

ص:445


1- (3) مسکّن الفؤاد:ص 48 ،بحارالأنوار:ج 82 ص 137 ح 22. [1]
2- (4) مسکّن الفؤاد:ص 50 ،بحارالأنوار:ج 82 ص 139 ح 22. [2]
3- (5) کنز الفوائد:ج 1 ص 139 ، [3]بحارالأنوار:ج 82 ص 136 ح 21. [4]

5929. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وصیَّتِهِ لأبی ذَرٍّ: فإنِ استَطَعتَ أن تَعمَلَ للّه عز و جلبالرِّضا فی الیَقینِ فَافعَلْ ، وإن لَم تَستَطِعْ فإنَّ فی الصَّبرِ علی ماتَکرَهُ خَیرا کثیرا. (1)

5930. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِن أقَلِّ ما اوتِیتُمُ الیَقینُ ، وعَزیمَةُ الصَّبرِ ، ومَن اعطِیَ حَظَّهُ مِنهُما لَم یُبالِ ما فاتَهُ مِن قِیامِ اللیلِ وصِیامِ النهارِ ، ولأَن تَصبِروا علی مِثلِ ما أنتُم علَیهِ أحَبُّ إلَیَّ مِن أن یُوافِیَنی کُلُّ امرِئٍ مِنکُم بمِثلِ عَمَلِ جَمِیعِکُم. (2)

2/23 الصَّبرُ والإیمانُ

5931. مسکّن الفؤاد: رَوی جابِرٌ أنَّهُ صلی اللّه علیه و آله سُئِلَ ...ماالإیمانُ ؟ فَقالَ :الصَّبرُ. (3)

5932. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الصَّبرَ نِصفُ الإیمانِ . (4)

3/23 الصَّبرُ والنَّصرُ
الکتاب

" یا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتالِ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ یَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَفْقَهُونَ ". 5

" فَلَمّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِیکُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَیْسَ مِنِّی وَ مَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّی إِلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِیَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاّ قَلِیلاً مِنْهُمْ فَلَمّا جاوَزَهُ هُوَ وَ الَّذِینَ

ص:446


1- (1) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 377 ح 2661 [1] عن أبی ذر ،بحارالأنوار:ج 77 ص 88 ح 3. [2]
2- (2) مسکن الفؤاد:ص 47 ،بحارالأنوار:ج 82 ص 137 ح 22. [3]
3- (3) مسکن الفؤاد:ص 47 عن جابر ،بحارالأنوار:ج 82 ص 137 ح 22. [4]
4- (4) شرح نهج البلاغة:ج 1 ص 319 عن عبدالله بن مسعود.

آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْیَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالَ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللّهِ کَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِیلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً کَثِیرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِینَ ". 1

" إِنْ تَمْسَسْکُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَ إِنْ تُصِبْکُمْ سَیِّئَةٌ یَفْرَحُوا بِها وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا لا یَضُرُّکُمْ کَیْدُهُمْ شَیْئاً إِنَّ اللّهَ بِما یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ ". 2

" بَلی إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا وَ یَأْتُوکُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا یُمْدِدْکُمْ رَبُّکُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِکَةِ مُسَوِّمِینَ ". 3

الحدیث

5933. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ النَّصرَ مَع الصَّبرِ ، والفَرَجَ مع الکَربِ ، وإنّ مَع العُسرِ یُسرا. (1)

4/23 الصَّبرُ والفَرَجُ

5934. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: بِالصَّبرِ یُتَوَقَّعُ الفَرَجُ ، ومَن یُدمِنْ قَرعَ البابِ یَلِجْ . (2)

5/23 ثَوابُ الصابرِ
الکتاب

" وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِینَ * اَلَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ * أُولئِکَ عَلَیْهِمْ

ص:447


1- (4) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 377 ح 2661 [1] عن أبی ذر ،بحار الأنوار:ج 77 ص 88 ح 3. [2]
2- (5) کنزالفوائد:ج 1 ص 139 ، [3]بحار الأنوار:ج 71 ص 96 ح 61. [4]

صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ". 1

الحدیث

5935. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ جَلَّ جلالُهُ :إنّی أعطَیتُ الدُّنیا بینَ عِبادِی قَیضا (1)...مَن لَم یُقرِضْنی مِنها قَرضا فَأخَذْتُ مِنهُ قَسرا، أعطَیتُهُ ثلاثَ خِصالٍ لَو أعطَیتُ واحِدَةً مِنهُنَّ مَلائکَتی لَرَضُوا:الصلاةُ والهِدایَةُ والرَّحمَةُ ، إنّ اللّهَ عز و جل یقولُ : "اَلَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ * أُولئِکَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " . (2)

5936. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَجِبتُ لِلمؤمِنِ وجَزَعِهِ مِنَ السُّقمِ ، ولَو عَلِمَ ما لَهُ فی السُّقمِ لأَحَبَّ أن لا یَزالَ سَقیما حتّی یَلقَی رَبَّهُ عز و جل. (3)

6/23 تفسیرُ الصَّبرِ

5937. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فیما سأل جبرئیل: یا جَبرَئیلُ ! فما تَفسیرُ الصَّبرِ ؟ قالَ :تَصبِرُ فی الضَّرّاءِ کما تَصبِرُ فی السَّرّاءِ ، وفی الفاقَةِ کما تَصبِرُ فی الغَناءِ ، وفی البَلاءِ کما تَصبِرُ فی العافیَةِ ، فلا یَشکُو حالَهُ عندَ المَخلوقِ بما یُصِیبُهُ مِن البَلاءِ. (4)

5938. عنه صلی اللّه علیه و آله حینَ قیلَ لَهُ : مَنِ الصابِرونَ ؟:الذین یَصبِرُونَ علی طاعةِ اللّهِ وعن مَعصیَتِهِ ، الذینَ کَسَبُوا طَیِّبا ، وأنفَقُوا قَصدا ، وقَدَّمُوا فَضلاً ، فَأفلَحُوا وأنجَحُوا. (5)

ص:448


1- (2) قیضا:قایضه مقایضة أی أبدلک به واعوضک عنه (النهایة:ج 4 ص 132 [1] "قیض").
2- (3) الخصال:ص 130 ح 135 عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 85 ح 32. [2]
3- (4) الدعوات:ص 166 ح 458 ،بحار الأنوار:ج 81 ص 210 ح 25. [3]
4- (5) معانی الأخبار:ص 261 ح 1 ،بحارالأنوار:ج 69 ص 373 ح 19. [4]
5- (6) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 339 ح 2660 [5]عن عبداللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 93 ح 1. [6]
7/23 أقسامُ الصَّبرِ

5939. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الصَّبرُ ثَلاثةٌ :صَبرٌ عندَ المُصیبَةِ ، وصَبرٌ علی الطاعَةِ ، وصَبرٌ عنِ المَعصیَةِ . (1)

8/23 علامةُ الصابرِ
الکتاب

" وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِینَ * اَلَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ ". 2

الحدیث

5940. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: عَلامةُ الصابِرِ فی ثلاثٍ :أوَّلُها أن لا یَکسَلَ ، والثانیةُ أن لا یَضجَرَ ، والثالثةُ أن لا یَشکُوَ مِن رَبِّهِ تعالی ؛ لأ نّهُ إذا کَسِلَ فَقد ضَیَّعَ الحَقَّ ، وإذا ضَجِرَ لَم یُؤَدِّ الشُّکرَ ، وإذا شَکا مِن رَبِّهِ عز و جل فقد عَصاهُ . (2)

9/23 آثارُ الجزعِ

5941. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فیما کَتَبَ إلی بَعضِ أصحابِهِ یُعَزِّیهِ بابنِهِ : أمّا بعدُ ، فَعَظَّمَ اللّهُ جَلَّ اسمُهُ لکَ الأجرَ وألهَمَکَ الصَّبرَ...فلا تَجمَعَنَّ أن یُحبِطَ جَزَعُکَ أجرَکَ ، وأن تَندَمَ

ص:449


1- (1) الکافی:ج 2 ص 91 ح 15 [1]عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 77 ح 12. [2]
2- (3) علل الشرائع:ص 498 ح 1 [3] عن عمر بن علی بن أبی طالب علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 86 ح 35. [4]

غَدا علی ثَوابِ مُصِیبَتِکَ ؛ وإنّکَ لو قَدِمتَ علی ثَوابِها عَلِمتَ أنّ المُصیبَةَ قد قَصُرَتْ عَنها ، واعلَمْ أنَّ الجَزَعَ لا یَرُدُّ فائتا ، ولا یَدفَعُ حُزنٌ قَضاءً ، فَلْیُذهِب أسَفَکَ ما هُو نازِلٌ بکَ مَکانَ ابنِکَ ، والسلامُ . (1)

10/23 ما یُورِثُ الصَّبرَ

5942. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن یَتَصَبَّرْ یُصَبِّرْهُ اللّهُ ، ومَن یَستَعفِفْ یُعِفَّهُ اللّهُ ، ومَن یَستَغنِ یُغنِهِ اللّهُ ، وما اعطِیَ عَبدٌ عَطاءً هُو خَیرٌ وأوسَعُ مِن الصَّبرِ. (2)

11/23 شُعَبُ الصَّبرِ

5943. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الصَّبرُ أربَعُ شُعَبٍ :الشَّوقُ ، والشَّفَقَةُ ، والزَّهادَةُ ، والتَّرَقُّبُ ، فَمَنِ اشتاقَ إلی الجَنَّةِ سَلا عنِ الشَّهَواتِ ، ومَن أشفَقَ عنِ النارِ رَجَعَ عنِ المُحَرَّماتِ ، ومَن زَهِدَ فی الدُّنیا تَهاوَنَ بِالمُصِیباتِ ، ومَنِ ارتَقَبَ المَوتَ سارَعَ فی الخَیراتِ . (3)

12/23 طلبُ الصَّبرِ مِن اللّهِ

5944. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ المَعُونَةَ تَأتِی مِنَ اللّهِ علی قَدرِ المَؤونَةِ ، وإنّ الصَّبرَ یَأتِی مِنَ اللّهِ علی قَدرِ البَلاءِ. (4)

ص:450


1- (1) أعلام الدین:ص 295 ، [1]بحارالأنوار:ج 77 ص 173 ح 8. [2]
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 275 ح 6522 نقلاً عن الحکیم عن أبی سعید.
3- (3) کنز العمّال:ج 1 ص 286 ح 1389 عن خلاس بن عمرو.
4- (4) کنزالعمّال:ج 6 ص 376 ح 16129 عن أنس.

الفصل الرابع والعشرون: الصّدق

1/24 الحثُّ علی الصِّدقِ
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصّادِقِینَ ". 1

الحدیث

5945. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: علَیکُم بالصِّدقِ ؛ فإنّهُ بابٌ مِن أبوابِ الجَنَّةِ . (1)

5946. عنه صلی اللّه علیه و آله: الجَمالُ صَوابُ القَولِ بِالحَقِّ ، والکَمالُ حُسنُ الفِعالِ بالصِّدقِ . (2)

5947. عنه صلی اللّه علیه و آله: الصِّدقُ مُبارَکٌ ، والکِذبُ مَشؤومٌ . (3)

5948. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَنظُرُوا إلی کَثرَةِ صلاتِهِم وصَومِهِم وکَثرَةِ الحَجِّ والمَعروفِ وطَنطَنَتِهِم باللیلِ ، ولکنِ انظُرُوا إلی صِدقِ الحَدیثِ وأداءِ الأمانَةِ . (4)

ص:451


1- (2) تاریخ بغداد:ج 11 ص 82 [1] عن أبی بکر.
2- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 344 ح 6853 نقلاً عن الحکیم عن جابر.
3- (4) تحف العقول:ص 13 ، [2]بحار الأنوار:ج 77 ص 67 ح 6. [3]
4- (5) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 51 ح 197 [4] عن أحمد بن محمّد الهمدانی عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 9 ح 13. [5]
2/24 أصدق النّاس

5949. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ أشَدَّ الناسِ تَصدیقا للناسِ أصدَقُهُم حَدیثا ، وإنَّ أشَدَّ الناسِ تَکذیبا أکذَبُهُم حَدیثا. (1)

3/24 الصِّدِّیقُ

(2)

5950. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: علَیکُم بِالصِّدقِ ؛ فإنَّ الصِّدقَ یَهدِی إلی البِرِّ ، وإنَّ البِرَّ یَهدِی إلی الجَنَّةِ ، وما یَزالُ الرَّجُلُ یَصدُقُ ویَتَحَرّی الصِّدقَ حتّی یُکتَبَ عندَ اللّهِ صِدِّیقا. (3)

4/24 الصِّدِّیقونَ
الکتاب

" وَ مَنْ یُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً ". 4

" وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ

ص:452


1- (1) کنز العمال:ج 3 ص 344 ح 6854 نقلا عن أبی الحسن القزوینی فی أمالیه عن أبی أمامة.
2- (2) قال أبو حامد:اعلم أن لفظ الصدق یستعمل فی ستة معان:صدق فی القول ، وصدق فی النیة والإرادة ، وصدق فی العزم ، وصدق فی الوفاء بالعزم ، وصدق فی العمل ، وصدق فی تحقیق مقامات الدین کلها ، فمن اتصف بالصدق فی جمیع ذلک فهو صدیق ؛ لأ نه مبالغة من الصدق (المحجة البیضاء:ج 8 ص 141).
3- (3) کنز العمال:ج 4 ص 346 ح 6861 عن ابن مسعود.

وَ الَّذِینَ کَفَرُوا وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا أُولئِکَ أَصْحابُ الْجَحِیمِ ". 1

" مَا الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَ أُمُّهُ صِدِّیقَةٌ کانا یَأْکُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ کَیْفَ نُبَیِّنُ لَهُمُ الْآیاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنّی یُؤْفَکُونَ ". 2

" وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِبْراهِیمَ إِنَّهُ کانَ صِدِّیقاً نَبِیًّا ". 3

" وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِدْرِیسَ إِنَّهُ کانَ صِدِّیقاً نَبِیًّا ". 4

الحدیث

5951. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الصِّدِّیقُونَ ثلاثةٌ :حِزقِیلُ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ ، وحَبیبٌ النَّجّارُ صاحِبُ آلِ یاسینَ ، وعلیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام. (1)

5952. عنه صلی اللّه علیه و آله: الصِّدِّیقُونَ ثلاثةٌ :حَبیبٌ النَّجّارُ مُؤمِنُ آلِ یاسِینَ الذی یقولُ : "اِتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ * اِتَّبِعُوا مَنْ لا یَسْئَلُکُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ " (2)وحِزقیلُ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ ، وعلیُّ بنُ أبی طالبٍ وهُو أفضَلُهُم. (3)

5953. عنه صلی اللّه علیه و آله: سُبّاقُ الاُمَمِ ثلاثةٌ لَم یَکفُرُوا [بِاللّهِ ] (4)طَرفَةَ عَینٍ :علیُّ بنُ أبی طالبٍ ، وصاحِبُ یاسِینَ ، ومُؤمنُ آلِ فِرعَونَ ، فهُمُ الصِّدِّیقُونَ وعَلِیٌّ أفضَلُهُم. (5)

ص:453


1- (5) الدر المنثور:ج 7 ص 53 [1]عن ابن عباس ؛ بحار الأنوار:ج 92 ص 295 ح 6. [2]
2- (6) یس:20 و 21. [3]
3- (7) الأمالی للصدوق:ص 563 ح 760 ، [4]بحار الأنوار:ج 38 ص 212 ح 14. [5]
4- (8) ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
5- (9) المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 6 [6] عن عبدالرحمن بن أبی لیلی عن أبیه ،بحار الأنوار:ج 67 ص 205 ح 4. [7]

5954. عنه صلی اللّه علیه و آله: أمّا خِیَرَتُهُ [ أیِ اللّهِ تعالی ] مِنَ الصِّدِّیقِینَ فیُوسُفُ الصِّدِّیقُ ، وحَبیبٌ النَّجّارُ ، وعلیُّ بنُ أبی طالبٍ . (1)

5955. عنه صلی اللّه علیه و آله: لِکُلِّ امَّةٍ صِدِّیقٌ وفارُوقٌ ، وصِدِّیقُ هذهِ الاُمَّةِ وفارُوقُها علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام. (2)

5/24 الصِّدق مع اللّه

5956. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن صَدَقَ اللّهَ نَجا. (3)

6/24 ما لا یَنبغی الصِّدقُ فیه

5957. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثلاثٌ یَقبُحُ فیهِنَّ الصِّدقُ :النَّمیمَةُ ، وإخبارُکَ الرَّجُلَ عن أهلِهِ بما یَکرَهُهُ ، وَتَکذیِبُکَ الرَّجُلَ عنِ الخَبَرِ. (4)

ص:454


1- (1) النوادر للراوندی:ص 260 عن ابن عباس ،بحار الأنوار:ج 97 ص 47 ح 34. [1]
2- (2) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 13 ح 30 [2] عن الحسین بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 38 ص 112 ح 47. [3]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 99 ح 29 [4] عن حفص بن البختری عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 37 ح 24.
4- (4) الخصال:ص 87 ح 20 عن المحاربی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 9 ح 11. [5]

الفصل الخامس والعشرون: الصّدقة

1/25 فضلُ الصَّدقَةِ

5958. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أرضُ القِیامَةِ نارٌ، ما خَلا ظِلَّ المؤمِنِ فإنَّ صَدَقَتَهُ تُظِلُّهُ . (1)

5959. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الصَّدَقَةَ لَتُطفِئُ عن أهلِها حَرَّ القُبورِ، وإنّما یَستَظِلُّ المُؤمِنُ یَومَ القِیامَةِ فی ظِلِّ صَدَقَتِهِ . (2)

5960. عنه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ امرِئٍ فی ظِلِّ صَدَقَتِهِ حتّی یُقضی بَینَ الناسِ . (3)

5961. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَ الصَّدَقَةَ لتُطفِئُغَضَبَ الرَّبِّ . (4)

5962. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل لَیَضحَکُ إلی الرجُلِ إذا مَدَّ یَدَهُ فی الصَّدَقةِ ، ومَن ضَحِکَ اللّهُ إلَیهِ غَفَرَ لَهُ . (5)

راجع:ص 505 (الإنفاق).

ص:455


1- (1) الکافی:ج 4 ص 3 ح 6 [1] عن عبدالرحمن بن زید عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 7 ص 291 ح 2. [2]
2- (2) کنز العمّال:ج 6 ص 348 ح 15996 عن عقبة بن عامر.
3- (3) کنز العمّال:ج 6 ص 362 ح 16068 عن عقبة بن عامر.
4- (4) کنز العمّال:ج 6 ص 371 ح 16114 عن أنس.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 383 ح 16166 نقلاً عن الدیلمی عن جابر.
2/25 تلقّی اللّهِ للصَّدَقاتِ
الکتاب

" أَ لَمْ یَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ هُوَ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ یَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَ أَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ ". 1

الحدیث

5963. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: خَلَّتانِ لا احِبُّ أن یُشارِکَنی فیهِما أحَدٌ:وُضُوئی فإنّهُ مِن صَلاتِی، وصَدَقَتی فإنّها مِن یَدِی إلی یَدِ السائلِ ؛ فإنّها تَقَعُ فی یَدِ الرحمنِ . (1)

3/25 جزاءُ الصَّدَقةِ
الکتاب

" یَمْحَقُ اللّهُ الرِّبا وَ یُرْبِی الصَّدَقاتِ وَ اللّهُ لا یُحِبُّ کُلَّ کَفّارٍ أَثِیمٍ ". 3

الحدیث

5964. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اتَّقُوا النارَ ولَو بِشِقِّ التَّمرَةِ ؛ فإنّ اللّهَ عز و جل یُربِیها لِصاحِبِها کما یُرْبی أحَدُکُم فِلْوَهُ أو فَصِیلَهُ ؛ حتّی یُوَفِّیَهُ إیّاها یَومَ القِیامَةِ ، حتّی یکونَ أعظَمَ مِن الجَبَلِ العَظیمِ . (2)

5965. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ لَیُربِی لأِحَدِکُم التَّمرَةَ واللُّقمَةَ ، کما یُرْبِی أحَدُکُم فِلوَهُ أو فَصِیلَهُ ؛ حتّی تَکونَ مِثلَ احُدٍ. (3)

ص:456


1- (2) الخصال:ص 33 ح 2 عن السکونیّ عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 80 ص 329 ح 2. [1]
2- (4) الأمالی للطوسی:ص 458 ح 1023 [2] عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 96 ص 122 ح 29. [3]
3- (5) کنز العمّال:ج 6 ص 349 ح 16002 عن عائشة.
4/25 الصَّدقَةُ ودفعُ البلاءِ

5966. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الصَّدَقةُ تَدفَعُ البَلاءَ، وهِی أنجَحُ دَواءٍ، وتَدفَعُ القَضاءَ وقد ابرِمَ إبراما، ولا یَذهَبُ بالأدواءِ إلّا الدعاءُ والصَّدَقةُ . (1)

5967. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ لا إلهَ إلّا هُو لَیَدفَعُ بِالصَّدَقَةِ الدّاءَ، والدُّبَیْلَةَ ، والحَرَقَ ، والغَرَقَ ، والهَدمَ ، والجُنونَ وَعَدَّ صلی اللّه علیه و آله سَبعینَ بابا مِنَ الشَّرِّ. (2)

5968. عنه صلی اللّه علیه و آله: الصَّدَقَةُ تَمنَعُ سَبعینَ نَوعا مِن أنواعِ البَلاءِ، أهوَنُها الجُذامُ والبَرَصُ . (3)

5969. عنه صلی اللّه علیه و آله: الصَّدَقةُ تَسُدُّ سَبعِینَ بابا مِن الشَّرِّ. (4)

5/25 الصَّدَقةُ ودفعُ مِیتةِ السُّوءِ

5970. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الصَّدقَةُ تَمنَعُ مِیتَةَ السُّوءِ. (5)

5971. عنه صلی اللّه علیه و آله: الصَّدَقَةُ تَدفَعُ مِیتَةَ السُّوءِ. (6)

5972. عنه صلی اللّه علیه و آله: إن اللّهَ لَیَدرَأُ بالصَّدَقَةِ سَبعینَ مِیتةً مِنَ السُّوءِ. (7)

5973. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَصَدَّقُوا وداوُوا مَرضاکُم بالصَّدَقَةِ ؛ فإنَّ الصَّدَقةَ تَدفَعُ عنِ الأعراضِ

ص:457


1- (1) بحار الأنوار:ج 96 ص 137 ح 71 [1] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
2- (2) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 67 ح 1734 ،بحار الأنوار:ج 62 ص 269 ح 61. [2]
3- (3) کنز العمّال:ج 6 ص 346 ح 15982 عن أنس.
4- (4) الدعوات:ص 107 ح 237 ،بحار الأنوار:ج 96 ص 132 ح 64. [3]
5- (5) ثواب الأعمال:ص 169 ح 8 عن السکونیّ عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 96 ص 124 ح 35.
6- (6) الکافی:ج 4 ص 2 ح 1 [4] عن السکونیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 4 ص 122 ح 67. [5]
7- (7) الدعوات:ص 181 ح 502 ،بحار الأنوار:ج 62 ص 269 ح 63. [6]

والأمراضِ ، وهِیَ زیادَةٌ فی أعمارِکُم وحَسَناتِکُم. (1)

6/25 الصَّدَقةُ مِفتاحُ الرِّزقِ

5974. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أکثِرُوا مِنَ الصَّدَقَةِ تُرزَقُوا. (2)

5975. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الصَّدَقَةَ تَزِیدُ صاحِبَها کَثرَةً ، فَتَصَدَّقُوا یَرحَمْکُمُ اللّهُ . (3)

7/25 کلُّ معروفٍ صَدَقةٌ

5976. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ مَعروفٍ صَدَقةٌ . (4)

5977. عنه صلی اللّه علیه و آله: کلُّ مَعروفٍ صَدَقةٌ إلی غَنِیٍّ أو فَقیرٍ. (5)

5978. عنه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ مَعروفٍ صَدَقةٌ ، وما وَقَی بهِ المَرءُ عِرضَهُ کُتِبَ لَهُ بهِ صَدَقةٌ . (6)

5979. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَصَدَّقُوا علی أخِیکُم بِعِلمٍ یُرشِدُهُ ورَأیٍ یُسَدِّدُهُ . (7)

5980. عنه صلی اللّه علیه و آله: الکَلِمَةُ الطَّیِّبَةُ صَدَقةٌ ، وکُلُّ خُطوَةٍ تَخطُوها إلی الصلاةِ صَدَقةٌ . (8)

ص:458


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 371 ح 16113 عن ابن عمر.
2- (2) أعلام الدین:ص 333 [1] عن أبی الدرداء ،بحارالأنوار:ج 77 ص 176 ح 10. [2]
3- (3) الأمالی للطوسی:ج 14 ص 18 [3] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحارالأنوار:ج 18 ص 418 ح 2. [4]
4- (4) الخصال:ص 134 ح 145 عن عبداللّه بن میمون القداح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 74 ص 409 ح 10.
5- (5) الأمالی للطوسی:ص 458 ح 1023 [5] عن الحارث عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 74 ص 410 ح 16.
6- (6) الدعوات:ص 107 ح 239 ،بحار الأنوار:ج 96 ص 182 ح 29. [6]
7- (7) عدة الداعی:ص 63 ، [7]بحار الأنوار:ج 75 ص 105 ح 40. [8]
8- (8) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 374 ح 2661 [9] عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 83 ص 369 ح 30. [10]

5981. عنه صلی اللّه علیه و آله: إسماعُ الأصَمِّ صَدَقَةٌ . (1)

5982. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَبَسُّمُکَ فی وَجهِ أخیکَ صَدَقةٌ ، وأمرُکَ بالمَعروفِ صَدَقةٌ ، ونَهیُکَ عنِ المُنکَرِ صَدَقةٌ ، وإرشادُکَ الرَّجُلَ فی أرضِ الضَّلالِ لکَ صَدَقةٌ ، وإماطَتُکَ الحَجَرَ والشَّوکَ والعَظمَ عنِ الطَّریقِ لکَ صَدَقةٌ ، وإفراغُکَ مِن دَلوِکَ فی دَلوِ أخیک صَدَقةٌ . (2)

5983. الدعوات: رُویَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله أنَّه قالَ :إنَّ علی کُلِّ مُسلمٍ فی کلِّ یَومٍ صَدَقةً ، قیلَ (3):مَن یُطِیقُ ذلکَ ؟ قالَ صلی اللّه علیه و آله:إماطَتُکَ الأذی عنِ الطَّریقِ صَدَقةٌ ، وإرشادُکَ الرَّجُلَ إلی الطَّریقِ صَدَقةٌ ، وعِیادَتُکَ المَریضَ صَدَقةٌ ، وأمرُکَ بالمَعروفِ صَدَقةٌ ، ونَهیُکَ عنِ المُنکَرِ صَدَقةٌ ، ورَدُّکَ السَّلامَ صَدَقَةٌ . (4)

8/25 تَرکُ الشرِّ صَدَقةٌ

5984. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَرکُ الشَّرِّ صَدَقةٌ . (5)

5985. عنه صلی اللّه علیه و آله: کُفَّ شَرَّکَ عنِ الناسِ ؛ فإنّها صَدَقةٌ مِنکَ علی نفسِکَ . (6)

5986. عنه صلی اللّه علیه و آله: أمسِکْ لِسانَکَ ؛ فإنّها صَدَقةٌ تَصَدَّقُ بها علی نَفسِکَ . (7)

5987. کنز العمّال عن أبی موسی عن رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله: علی کُلِّ مسلمٍ صَدَقةٌ ، قالَ :أفَرَأیتَ إن لم یَجِدْ؟ قال:یَعتَمِلُ بیَدِهِ فَیَنفَعُ نفسَهُ ویَتَصَدَّقُ .قالَ :أفَرَأیتَ إن لم یَستَطِعْ ؟ قالَ :

ص:459


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 410 ح 16303 عن سهل بن سعد.
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 410 ح 16305 عن أبی ذرّ.
3- (3) فی المصدر:"(قال رجال)" وما اثبتناه من بحار الأنوار. [1]
4- (4) الدعوات:ص 98 ح 230 ،بحار الأنوار:ج 75 ص 50 ح 4. [2]
5- (5) تحف العقول:ص 57 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 160 ح 168. [3]
6- (6) کنز العمّال:ج 4 ص 410 ح 16306 نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی الصمت عن أبی ذرّ.
7- (7) الکافی:ج 2 ص 114 ح 7 ، [4]بحارالأنوار:ج 71 ص 298 ح 71. [5]

فَیُعِینُ ذا الحاجَةِ المَلهوفَ ، قالَ :أرأیتَ إن لَم یَفعَلْ ؟ قالَ :یَأمُرُ بالخَیرِ، قالَ :أرأیتَ إن لَم یَفعَلْ ؟ قالَ :یُمسِکُ عنِ الشَّرِّ فإنّهُ لَهُ صَدَقةٌ . (1)

9/25 أفضَلُ الصَّدَقةِ

5988. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لَمّا سُئلَ عن أفضَلِ الصَّدَقةِ : أن تَصَدَّقَ وأنتَ صَحیحٌ شَحیحٌ ، تَأمُلُ البَقاءَ وتَخافُ الفَقرَ.ولا تُمهِلْ حتّی إذا بَلَغَتِ الحُلقومَ قُلتَ :لِفُلانٍ کذا ولفُلانٍ کذا، ألَا وقَد کانَ لِفُلانٍ ! (2)

5989. عنه صلی اللّه علیه و آله لمّا سُئلَ عن أفضَلِ الصَّدَقةِ : جُهدٌ مِن مُقِلٍّ إلی فَقیرٍ فی سِرٍّ. (3)

5990. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الناسِ رَجُلٌ یُعطِی جُهدَهُ . (4)

5991. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الصَّدَقةِ سِرٌّ إلی فَقیرٍ وجُهدٌ مِن مُقِلٍّ . (5)

5992. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ أفضَلَ الصَّدَقةِ صَدَقةُ اللِّسانِ ، تَحقُنُ بهِ الدِّماءَ، وتَدفَعُ بهِ الکَریهَةَ ، وتَجُرُّ المَنفَعةَ إلی أخیکَ المُسلِمِ . (6)

5993. عدَّةُ الداعی عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الصَّدَقةِ صَدَقةُ اللِّسانِ ، قیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، وما صَدَقةُ اللِّسانِ ؟ قالَ :الشَّفاعَةُ ، تَفُکُّ بها الأسیرَ، وتَحقُنُ بها الدمَ ، وتَجُرُّ بها المَعروفَ إلی أخیکَ ، وتَدفَعُ بها الکَریهَةَ . (7)

ص:460


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 411 ح 16307.
2- (2) الأمالی للطوسی:ص 398 ح 886 [1] عن أبی هریرة ،بحار الأنوار:ج 96 ص 178 ح 13. [2]
3- (3) معانی الأخبار:ص 333 ح 1 عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 77 ص 70 ح 1. [3]
4- (4) کنز العمّال:ج 6 ص 364 ح 16084 نقلاً عن الطیالسی عن ابن عمر.
5- (5) کنز العمّال:ج 6 ص 400 ح 16250 عن أبی أمامة.
6- (6) قصص الأنبیاء:ص 188 ح 235 [4] عن الفضل بن أبی قره السمندی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 13 ص 389 ح 4. [5]
7- (7) عدة الداعی:ص 62 ، [6]بحار الأنوار:ج 76 ص 44 ح 5. [7]

5994. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن صَدَقةٍ أفضلَ مِن قَولِ الحَقِّ . (1)

5995. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الصَّدَقةِ أن یَتَعَلَّمَ المَرءُ المُسلمُ عِلما ثُمّ یُعَلِّمَهُ أخاهُ المُسلمَ . (2)

5996. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الصَّدَقةِ حِفظُ اللِّسانِ . (3)

5997. عنه صلی اللّه علیه و آله: والذی نفسِی بِیَدِهِ ما أنفَقَ الناسُ مِن نَفقَةٍ أحَبَّ مِن قَولِ الخَیرِ. (4)

5998. عنه صلی اللّه علیه و آله لَمّا سُئلَ عن أفضَلِ الصَّدَقةِ : علی ذِی الرَّحِمِ الکاشِحِ . (5)

5999. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الصَّدَقةِ علی الأسِیرِ المُخضَرِّ عَیناهُ مِنَ الجُوعِ . (6)

6000. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الصَّدَقةِ ظِلُّ فُسطاطٍ فی سَبیلِ اللّهِ عز و جل. (7)

6001. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الصَّدَقةِ فی رَمَضانَ . (8)

10/25 أولَویَّةُ ذَوی الرَّحِمِ بالصَّدَقةِ

6002. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا صَدَقَةَ و ذُو رَحِمٍ مُحتاجٌ . (9)

ص:461


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 415 ح 16324 عن جابر.
2- (2) کنز العمّال:ج 6 ص 421 ح 16357 عن أبی هریرة.
3- (3) کنز العمّال:ج 6 ص 422 ح 16361 عن معاذ بن جبل.
4- (4) المحاسن:ج 1 ص 78 ح 41 [1] عن السکونیّ عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 311 ح 8. [2]
5- (5) ثواب الأعمال:ص 171 ح 18 عن السکونیّ عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 96 ص 179 ح 17. [3]
6- (6) بحار الأنوار:ج 74 ص 369 ح 60 [4] نقلاً عن کتاب الغایات.
7- (7) کنز العمّال:ج 6 ص 422 ح 16362 عن أبی أمامة.
8- (8) کنز العمّال:ج 6 ص 399 ح 16249 نقلاً عن سلیم الرازی فی جزئه عن أنس.
9- (9) الاختصاص:ص 219 عن حسن بن الجلال عن جدّه عن الإمام الحسین علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 96 ص 147 ح 24.

6003. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الصَّدَقةَ علی ذِی القَرابَةِ یُضَعَّفُ أجرُها مَرَّتَینِ . (1)

6004. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الصَّدقَةِ علی اختِکَ أو ابنَتِکَ ، وهِی مَردُودَةٌ علَیکَ لیسَ لَها کاسِبٌ غَیرُکَ . (2)

6005. عنه صلی اللّه علیه و آله: صَدَقةُ ذِی الرَّحِمِ علی ذِی الرَّحِمِ صَدَقةٌ وصِلَةٌ . (3)

6006. الإمام الحسینُ علیه السلام: سَمِعتُ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یقولُ :اِبدَأْ بِمَن تَعُولُ :اُمَّکَ وأباکَ واُختَکَ وأخاکَ ، ثُمّ أدناکَ فَأدناکَ . (4)

11/25 فَضلُ صَدَقَةِ السِّرِّ
الکتاب

" إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هِیَ وَ إِنْ تُخْفُوها وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَیْرٌ لَکُمْ وَ یُکَفِّرُ عَنْکُمْ مِنْ سَیِّئاتِکُمْ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ ". 5

الحدیث

6007. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: صَدَقةُ السِّرِّ تُطفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ . (5)

6008. عنه صلی اللّه علیه و آله: سَبعَةٌ فی ظِلِّ عَرشِ اللّهِ عز و جل یَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ :...ورجُلٌ تَصَدَّقَ بِیَمِینِهِ فَأخفاهُ عن شِمالِهِ . (6)

ص:462


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 395 ح 16226 عن أبی أمامة.
2- (2) النوادر للراوندی:ص 83 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 96 ص 181 ح 27. [2]
3- (3) المعجم الأوسط :ج 4 ص 39 عن عامر الضبی.
4- (4) الاختصاص:ص 219 عن حسن بن الجلال عن جدّه ،بحار الأنوار:ج 6 ص 147 ح 24. [3]
5- (6) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 296 ح 925 ، [4]بحارالأنوار:ج 96 ص 130 ح 55. [5]
6- (7) الخصال:ص 343 ح 8 عن ابن عباس ،بحار الأنوار:ج 96 ص 177 ح 5. [6]

6009. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکثِرْ مِن صَدَقةِ السِّرِّ؛ فإنّها تُطفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ عز و جل. (1)

12/25 فضلُ صَدَقةِ اللیلِ والنهارِ
الکتاب

" الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِیَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ ". 2

الحدیث

6010. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا أصبَحتَ فَتَصَدَّقْ بصَدقَةٍ تُذهِبُ عنکَ نَحَسَ ذلکَ الیَومِ ، وإذا أمسَیتَ فَتَصَدَّقْ بصَدقَةٍ تُذهِبُ عنکَ نَحَسَ تلکَ اللیلةِ . (2)

13/25 حَدُّ الصَّدَقةِ
الکتاب

" وَ لا تَجْعَلْ یَدَکَ مَغْلُولَةً إِلی عُنُقِکَ وَ لا تَبْسُطْها کُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ". 4

" یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَیْسِرِ قُلْ فِیهِما إِثْمٌ کَبِیرٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ وَ إِثْمُهُما أَکْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَ یَسْئَلُونَکَ ما ذا یُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمُ الْآیاتِ لَعَلَّکُمْ تَتَفَکَّرُونَ ". 5

ص:463


1- (1) الخصال:ص 180 ح 246 عن أنس بن مالک ،بحار الأنوار:ج 96 ص 176 ح 4. [1]
2- (3) قرب الإسناد:ص 120 ح 423 [2] عن الحسین بن علوان عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحار الأنوار:ج 96 ص 176 ح 3. [3]
الحدیث

6011. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المُعتَدی فی الصَّدقةِ کَمانِعِها. (1)

6012. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام: أمّا الصَّدَقةُ فَجُهدَکَ حتّی تَقولَ :قد أسرَفتُ ولَم تُسرِفْ . (2)

6013. عنه صلی اللّه علیه و آله: أنفِقُوا وارضَخُوا، ولا تُحصُوا فَیُحصی علَیکُم، ولا تُوعُوا فَیُوعی علَیکُم. (3)

6014. الدرّ المنثور عن ابن عبّاس: إنَّ نَفَرا مِن الصَّحابَةِ حینَ امِرُوا بالنَّفقَةِ فی سَبیلِ اللّهِ أتَوا النبیَّ صلی اللّه علیه و آله فقالوا:إنّا لا نَدرِی ما هذه النَّفَقةُ التی امِرنا بها فی أموالِنا فما نُنفِقُ مِنها ؟ فَأنزَلَ اللّهُ "وَ یَسْئَلُونَکَ ما ذا یُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ" ، وکانَ قَبلَ ذلکَ یُنفِقُ مالَهُ حتّی ما یَجِدُ ما یَتَصَدَّقُ بهِ ، ولا مالاً یَأکُلُ حتّی یُتَصَدَّقَ علَیهِ . (4)

14/25 أجرُ تَداوُلِ الأیدِی فی الصَّدَقاتِ

6015. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن مَشی بصَدَقةٍ إلی مُحتاجٍ کانَ له کَأجرِ صاحِبِها، مِن غَیرِ أن یَنقُصَ مِن أجرِهِ شَیءٌ. (5)

6016. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَصَدَّقَ بصَدَقةٍ علی رَجُلٍ مِسکینٍ کانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ ، ولَو تَداوَلَها أربَعونَ ألفَ إنسانٍ ثُمّ وَصَلَت إلی مِسکینِ کانَ لَهُم أجرا کامِلاً. (6)

ص:464


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 399 ح 16246 عن أنس.
2- (2) الکافی:ج 8 ص 79 ح 33 [1] عن معاویة بن عمار عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 69 ح 8. [2]
3- (3) کنز العمّال:ج 6 ص 378 ح 16138 نقلاً عن العسکری فی الأمثال عن أسماء بنت أبی بکر.
4- (4) الدرّ المنثور:ج 1 ص 607. [3]
5- (5) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص ح 4968 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 96 ص 175 ح 6. [4]
6- (6) ثواب الأعمال:ص 342 ح 1 عن أبی هریرة وعبداللّه بن عبّاس ،بحار الأنوار:ج 76 ص 369 ح 30. [5]

6017. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَو أنَّ الصَّدَقةَ جَرَت علی یَدَیْ سَبعینَ ألفَ ألفِ إنسانٍ ، کانَ أجرُ آخِرِهِم مِثلَ أجرِ أوَّ لِهِم. (1)

15/25 مَواردُ الصَّدَقةِ
الکتاب

" لِلْفُقَراءِ الَّذِینَ أُحْصِرُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ لا یَسْتَطِیعُونَ ضَرْباً فِی الْأَرْضِ یَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِیاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِیماهُمْ لا یَسْئَلُونَ النّاسَ إِلْحافاً وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَیْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِیمٌ ". 2

الحدیث

6018. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لیسَ المِسکینُ بالطَّوّافِ ، ولا بالذی تَرُدُّهُ التَّمرَةُ والتَّمرَتانِ ، واللُّقمَةُ واللُّقمَتانِ ، ولکنَّ المِسکینَ المُتَعَفِّفُ الذی لا یَسألُ الناسَ شیئا ولا یُفطَنُ لَهُ فَیُتَصَدَّقُ علَیهِ . (2)

16/25 مَن لا تَحِلُّ الصَّدَقةُ لَهُ

6019. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الصَّدَقةَ لا تَحِلُّ لِغَنِیٍّ ولا لِذِی مِرَّةٍ سَوِیٍّ ، إلّا لِذِی فَقرٍ مُدقِعٍ أو غُرمٍ مُفظِعٍ ، ومَن سَألَ الناسَ لِیُثرِیَ بهِ مالَهُ کانَ خَموشا فی وَجهِهِ یَومَ القِیامَةِ ورَضْفا یَأکُلُهُ مِن جَهَنَّمَ ، فَمَن شاءَ فَلْیُقِلَّ ومَن شاءَ فَلْیُکثِرْ. (3)

ص:465


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 390 ح 16197 نقلاً عن أبی الشیخ وأبی نعیم عن جابر.
2- (3) کنز العمّال:ج 6 ص 462 ح 16552 عن ابن مسعود.
3- (4) کنز العمّال:ج 6 ص 461 ح 6548 عن حبشی بن جنادة.
17/25 آفاتُ الصَّدَقةِ
الکتاب

" قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَ مَغْفِرَةٌ خَیْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ یَتْبَعُها أَذیً وَ اللّهُ غَنِیٌّ حَلِیمٌ * یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِکُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذی کَالَّذِی یُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النّاسِ وَ لا یُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَیْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَکَهُ صَلْداً لا یَقْدِرُونَ عَلی شَیْ ءٍ مِمّا کَسَبُوا وَ اللّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ ". 1

" وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَکْثِرُ ". 2

الحدیث

6020. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثلاثةٌ لا یُکَلِّمُهُمُ اللّهُ عز و جل:المَنّانُ الذی لا یُعطِی شیئا إلّا بِمِنَّةٍ ، والمُسَبِّلُ إزارَهُ ، والمُنَفِّقُ سِلعَتَهُ بِالحَلفِ الفاجِرِ. (1)

6021. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَصَدَّقُوا مِن غَیرِ مَخِیلَةٍ ؛ فإنَّ المَخِیلَةَ تُبطِلُ الأجرَ. (2)

18/25 التَّصَدُّق علی المُذنِب لِتَحصینِهِ عنِ المَعصیةِ

6022. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: قالَ رَجُلٌ :لأَتَصَدَّقَنَّ اللیلةَ بصَدَقةٍ ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ فَوَضَعَها فی یدِ سارِقٍ ، فَأصبَحُوا یَتَحَدَّثُونَ :تَصَدَّقَ اللیلةَ علی سارِقٍ ! فقالَ :اللّهُمَّ لکَ الحَمدُ، علی سارقٍ ! لأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقةٍ ، فَخَرَجَ بصَدَقتِهِ فَوَضَعَها فی یدِ زانیَةٍ ، فَأصبَحُوا یَتَحَدَّثُونَ :

ص:466


1- (3) الخصال:ص 184 ح 253 عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 96 ص 141 ح 6. [1]
2- (4) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 120. [2]

تَصَدَّقَ اللیلةَ علی زانیَةٍ ! فقالَ :اللّهُمَّ لکَ الحَمدُ ، علی زانیَةٍ ! لأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقةٍ ، فَخَرَجَ بصدقتِهِ فَوَضَعَها فی یدِ غَنَیٍّ ، فَأصبَحُوا یَتَحَدَّثُونَ :تَصَدَّقَ علی غَنِیٍّ ! فقالَ :اللّهُمّ لکَ الحَمدُ ، علی سارقٍ وعلی زانیةٍ وعلی غَنِیٍّ ! فَأتی فقیلَ لَهُ :أمّا صَدَقَتُکَ علی سارقٍ فَلَعَلَّهُ أن یَستَعِفَّ عن سَرقَتِهِ ، وأمّا علی الزانیَةِ فلعلَّها أن تَستَعِفَّ عن زِناها، وأمّا الغَنِیُّ فَلَعَلَّهُ أن یَعتَبِرَ فَیُنفِقَ ممّا أعطاهُ اللّهُ . (1)

ص:467


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 389 ح 16193 عن أبی هریرة.

ص:468

الفصل السادس والعشرون: الصّمت

1/26 فضل الصَّمتُ

6023. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لأبی ذَرٍّ وهو یَعِظُهُ : أربَعٌ لا یُصِیبُهُنَّ إلّا مؤمنٌ :الصَّمتُ وهُو أوَّلُ العِبادَةِ .... (1)

6024. الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: قالَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله لِرَجُلٍ أتاهُ :ألا أدُلُّکَ علی أمرٍ یُدخِلُکَ اللّهُ بهِ الجَنَّةَ ؟ قالَ :بَلی یا رسولَ اللّهِ .قالَ :أنِلْ مِمّا أنالَکَ اللّهُ ، قالَ :فإن کنتُ أحوَجَ مِمّن انیلُهُ ؟ قالَ :فانصُرِ المَظلومَ ، قالَ :وإن کنتُ أضعَفَ مِمَّن أنصُرُهُ ؟ قالَ :فاصنَعْ للأخرَقِ یَعنی أشِرْ علَیهِ ، قالَ :فإن کنتُ أخرَقَ مِمَّن أصنَعُ لَهُ ؟ قالَ :فَأصمِتْ لِسانَکَ إلّا مِن خَیرٍ، أما یَسُرُّکَ أن تکونَ فیکَ خَصلَةٌ مِن هذهِ الخِصالِ تَجُرُّکَ إلی الجَنَّةِ ؟ ! (2)

6025. الإمامُ علیّ علیه السلام فی صفةِ النبیِّ صلی اللّه علیه و آله: کلامُهُ بَیانٌ ، وصَمتُهُ لِسانٌ . (3)

ص:469


1- (1) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 377 ح 2661 [1] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 88 ح 3. [2]
2- (2) الکافی:ج 2 ص 113 ح 5 [3]عن هشام بن سالم ،بحارالأنوار:ج 71 ص 296 ح 69. [4]
3- (3) نهج البلاغة:الخطبة 96 ،بحارالأنوار:ج 16 ص 380 ح 92. [5]
2/26 ثَمراتُ الصَّمتِ

6026. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: علَیکَ بطُولِ الصَّمتِ فإنّهُ مَطرَدَةٌ لِلشَّیطانِ ، وعَونٌ لکَ علی أمرِ دِینِکَ . (1)

6027. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا رَأیتُمُ المؤمنَ صَمُوتا فادْنُوا مِنهُ فإنّهُ یُلَقّی الحِکمَةَ . (2)

ص:470


1- (1) الخصال:ص 526 ح 13 عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 71 ص 279 ح 19. [1]
2- (2) تحف العقول:ص 397 عن الإمام الکاظم علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 78 ص 312 ح 1. [2]

الفصل السابع والعشرون: حسن الظّنّ

1/27 حُسنُ الظَّنّ بِالمُؤمن

6028. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اطلُبْ لأِخِیکَ عُذرا، فَإنْ لَم تَجِدْ لَهُ عُذرا فَالتَمِسْ لَهُ عُذرا. (1)

راجع:میزان الحکمة (با ترجمه فارسی):ج 7 (الظنّ /فضل حسن الظن).

2/27 حُسنُ الظَّنِّ بِاللّه

6029. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: والذی لا إلهَ إلّا هُو، لا یَحسُنُ ظَنُّ عبدٍ مُؤمِنٍ بِاللّهِ إلّا کانَ اللّهُ عندَ ظَنِّ عَبدِهِ المؤمِنِ ؛ لأنَّ اللّهَ کَریمٌ بیَدِهِ الخَیراتُ ، یَستَحیِی أن یکونَ عَبدُهُ المؤمِنُ قد أحسَنَ بهِ الظَّنَّ ثُمّ یُخلِفُ ظَنَّهُ ورَجاهُ ، فَأحسِنُوا باللّهِ الظَّنَّ وارغَبُوا إلَیهِ . (2)

6030. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَمُوتَنَّ أحَدُکُم حَتّی یَحسُنَ ظَنُّهُ بِاللّهِ عز و جل؛ فإنَّ حُسنَ الظَّنِّ باللّهِ عز و جلثَمَنُ الجَنَّةِ . (3)

ص:471


1- (1) بحار الأنوار:ج 75 ص 197 ح 15 [1] نقلاً عن کتاب قضاء الحقوق.
2- (2) الکافی:ج 2 ص 72 ح 2 [2] عن برید بن معاویة عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 70 ص 366 ح 14. [3]
3- (3) الأمالی للطوسی:ص 379 ح 814 [4]عن أنس بن مالک ،بحار الأنوار:ج 70 ص 385 ح 46. [5]

6031. عنه صلی اللّه علیه و آله: حُسنُ الظَّنِّ بِاللّهِ مِن عِبادَةِ اللّهِ تعالی. (1)

6032. عنه صلی اللّه علیه و آله: حُسنُ الظَّنِّ مِن حُسنِ العِبادَةِ . (2)

6033. عنه صلی اللّه علیه و آله: رَأیتُ رَجُلاً مِن امَّتی علی الصِّراطِ یَرتَعِدُ کما تَرتَعِدُ السَّعَفَةُ فی یَومِ رِیحٍ عاصِفٍ ، فَجاءَهُ حُسنُ ظَنِّهِ بِاللّهِ فَسَکَّنَ رَعدَتَهُ . (3)

راجع:میزان الحکمة (با ترجمه فارسی):ج 7 (الظنّ /التحذیر من سوء الظَّن).

ص:472


1- (1) الدرّة الباهرة:ص 18 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 166 ح 3. [1]
2- (2) سنن أبی داوود:ج 4 ص 298 ح 4993 عن نصر.
3- (3) الأمالی للصدوق:ص 302 ح 342 [2] عن عبدالرحمن ابن سمرة ،بحارالأنوار:ج 7 ص 291 ح 1. [3]

الفصل الثامن والعشرون: العفّة

1/28 الحَثُّ عَلَی العَفافِ
الکتاب

" وَ لْیَسْتَعْفِفِ الَّذِینَ لا یَجِدُونَ نِکاحاً حَتّی یُغْنِیَهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ الَّذِینَ یَبْتَغُونَ الْکِتابَ مِمّا مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ فَکاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِیهِمْ خَیْراً وَ آتُوهُمْ مِنْ مالِ اللّهِ الَّذِی آتاکُمْ وَ لا تُکْرِهُوا فَتَیاتِکُمْ عَلَی الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَنْ یُکْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللّهَ مِنْ بَعْدِ إِکْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِیمٌ ". 1

" وَ الْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاّتِی لا یَرْجُونَ نِکاحاً فَلَیْسَ عَلَیْهِنَّ جُناحٌ أَنْ یَضَعْنَ ثِیابَهُنَّ غَیْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِینَةٍ وَ أَنْ یَسْتَعْفِفْنَ خَیْرٌ لَهُنَّ وَ اللّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ ". 2

" وَ ابْتَلُوا الْیَتامی حَتّی إِذا بَلَغُوا النِّکاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَ لا تَأْکُلُوها إِسْرافاً وَ بِداراً أَنْ یَکْبَرُوا وَ مَنْ کانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ کانَ فَقِیراً فَلْیَأْکُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَیْهِمْ وَ کَفی بِاللّهِ حَسِیباً ". 3

ص:473

" لِلْفُقَراءِ الَّذِینَ أُحْصِرُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ لا یَسْتَطِیعُونَ ضَرْباً فِی الْأَرْضِ یَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِیاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِیماهُمْ لا یَسْئَلُونَ النّاسَ إِلْحافاً وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَیْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِیمٌ ". 1

الحدیث

6034. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُحِبُّ الحَیِیَّ المُتَعفِّفَ ، ویُبغِضُ البَذِیَّ السّائلَ المُلحِفَ . (1)

6035. عنه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثَةٌ کُلُّهُم حَقٌّ عَلی اللّهِ عَونُهُ :الغازی فی سَبیلِ اللّهِ ، والمُکاتِبُ الّذی یُریدُ الأداءَ ، والنّاکِحُ الّذی یُریدُ التَّعَفُّفَ . (2)

6036. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُحِبُّ عَبدَهُ المُؤمِنَ الفَقیرَ المُتَعفِّفَ أبا العِیالِ . (3)

6037. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن طالَبَ حَقّا فلْیَطلُبْهُ فی عَفافٍ وافٍ ، أو غَیرِ وافٍ . (4)

6038. عنه صلی اللّه علیه و آله کانَ یَدعو: اللّهُمَّ إنّی أسألُکَ الهُدی والتُّقی والعَفافَ والغِنی. (5)

6039. عنه صلی اللّه علیه و آله لَمّا نَفِدَ ما عِندَهُ إذ سألَهُ الأنصارُ فأعطاهُم: ما یَکونُ عِندی مِن خَیرٍ فلَن أدَّخِرَهُ عَنکُم ، ومَن یَستَعفِفْ یُعِفَّهُ اللّهُ ، ومَن یَستَغنِ یُغنِهِ اللّهُ . (6)

2/28 الحَثُّ عَلی عِفَّةِ البَطنِ والفَرْجِ
الکتاب

" إِنَّ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِینَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصّادِقِینَ

ص:474


1- (2) الأما لی للطوسی:ص 39 ح 43 [1]عن إبن عمر ،بحارالأنوار:ج 71 ص 270 ح 8. [2]
2- (3) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 841 ح 2518 عن أبی هریرة.
3- (4) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1380 ح 4121 عن عمران بن حصین.
4- (5) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 809 ح 2421 عن إبن عمر وعائشة.
5- (6) سنن الترمذی:ج 5 ص 522 ح 3489 [3] عن عبدالله.
6- (7) سنن أبی داوود:ج 2 ص 127 ح 1644 عن أبی سعید الخدری.

وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِینَ وَ الصّابِراتِ وَ الْخاشِعِینَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِینَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصّائِمِینَ وَ الصّائِماتِ وَ الْحافِظِینَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذّاکِرِینَ اللّهَ کَثِیراً وَ الذّاکِراتِ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِیماً ". 1

" وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلاّ عَلی أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَکَتْ أَیْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ ". 2

الحدیث

6040. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أحَبُّ العَفافِ إلَی اللّهِ تَعالی عَفافُ البَطنِ والفَرجِ . (1)

6041. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکثَرُ ما تَلِجُ بِهِ امَّتیَ النّارَ الأجوَفانِ :البَطنُ والفَرجُ . (2)

6042. عنه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثٌ أخافُهُنَّ عَلی امَّتی مِن بَعدی:الضَّلالَةُ بَعدَ المَعرِفَةِ ، ومُضِلّاتُ الفِتَنِ ، وشَهوَةُ البَطنِ والفَرجِ . (3)

6043. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ موسی علیه السلام آجَرَ نَفسَهُ ثَمانِیَ سِنینَ ، أو عَشرا ، عَلی عِفَّةِ فَرجِهِ وطَعامِ بَطنِهِ . (4)

3/28 ما یَتَشَعَّبُ مِنَ العَفافِ

6044. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أمّا العَفافُ :فیَتَشَعَّبُ مِنهُ الرِّضا ، والاستِکانَةُ ، والحَظُّ ، والرّاحَةُ ، والتَّفَقُّدُ ، والخُشوعُ ، والتَّذَکُّرُ ، والتَّفَکُّرُ ، والجُودُ ، والسَّخاءُ ، فهذا ما یَتَشَعَّبُ لِلعاقِلِ بِعَفافِه رِضیً بِاللّهِ وبِقِسمِهِ . (5)

ص:475


1- (3) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 30. [1]
2- (4) الکافی:ج 2 ص 79 ح 5 [2] عن السکونیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 269 ح 5. [3]
3- (5) الکافی:ج 2 ص 79 ح 6 [4] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 269 ح 5.
4- (6) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 817 ح 2444 عن عتبة ابن الندر.
5- (7) تحف العقول:ص 17 ،بحارالأنوار:ج 1 ص 118 ح 11. [5]

ص:476

الفصل التاسع والعشرون: العفو

1/29 فَضیلَةُ العَفوِ
الکتاب

" وَ جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللّهِ إِنَّهُ لا یُحِبُّ الظّالِمِینَ ". 1

" إِنْ تُبْدُوا خَیْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللّهَ کانَ عَفُوًّا قَدِیراً ". 2

" الَّذِینَ یُنْفِقُونَ فِی السَّرّاءِ وَ الضَّرّاءِ وَ الْکاظِمِینَ الْغَیْظَ وَ الْعافِینَ عَنِ النّاسِ وَ اللّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ ". 3

الحدیث

6045. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا اخبِرُکُم بِخَیرِ خَلائقِ الدّنیا والآخِرَةِ ؟:العَفوُ عَمَّن ظَلَمَکَ ، وتَصِلُ مَن قَطَعَکَ ، والإحسانُ إلی مَن أساءَ إلَیکَ ، وإعطاءُ مَن حَرَمَکَ . (1)

6046. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا اوقِفَ العِبادُ نادی مُنادٍ:لِیَقُمْ مَن أجرُهُ عَلَی اللّهِ ولْیَدخُلِ الجَنَّةَ .قیلَ :مَن ذا

ص:477


1- (4) الکافی:ج 2 ص 107 ح 1 [1] عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 399 ح 1. [2]

الّذی أجرُهُ عَلَی اللّهِ ؟ قالَ :العافُونَ عَنِ النّاسِ . (1)

6047. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا عَنَّت لَکُم غَضبَةٌ فَادرَؤوها بِالعَفوِ ؛ إنَّهُ یُنادی مُنادٍ یَومَ القِیامَةِ :مَن کانَ لَهُ عَلَی اللّهِ أجرٌ فَلْیَقُمْ ، فَلا یَقومُ إلّا العافُونَ ، ألَم تَسمَعوا قَولَهُ تَعالی: "فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللّهِ " ؟ ! (2)

6048. عنه صلی اللّه علیه و آله: العَفوُ أحَقُّ ما عُمِلَ بِهِ . (3)

6049. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَعافَوا تَسقُطِ الضَّغائنُ بَینَکُم. (4)

6050. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ عَفُوٌّ یُحِبُّ العَفوَ. (5)

6051. عنه صلی اللّه علیه و آله: رَأیتُ لَیلَةَ اسرِیَ بی قُصورا مُستَوِیَةً مُشرِفَةً عَلَی الجَنَّةِ ، فقُلتُ :یا جِبریلُ ، لِمَن هذا ؟ فَقالَ :لِلکاظِمینَ الغَیظَ وَالعافِینَ عَنِ النّاسِ واللّهُ یُحِبُّ المُحسِنینَ . (6)

6052. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أقالَ مُسلِما عَثرَتَهُ أقالَ اللّهُ عَثرَتَهُ یَومَ القِیامَةِ . (7)

6053. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَلَیکُم بِالعَفوِ ؛ فَإنَّ العَفوَ لا یَزیدُ العَبدَ إلّا عِزّا ، فَتَعافَوا یُعِزَّکُمُ اللّهُ . (8)

6054. عنه صلی اللّه علیه و آله: العَفوُ لا یَزیدُ العَبدَ إلّا عِزّا ، فَاعفوا یُعِزَّکُمُ اللّهُ . (9)

ص:478


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 374 ح 7009 نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی ذمّ الغضب عن أنس.
2- (2) أعلام الدین:ص 337 [1] عن أبی هریرة ،بحارالأنوار:ج 77 ص 180 ح 10. [2]
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 373 ح 7003 نقلاً عن شاهین فی المعرفة عن حُلَیْس بن زید.
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 373 ح 7004 نقلاً عن البزار عن ابن عمر.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 373 ح 7005 عن ابن مسعود.
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 375 ح 7016 نقلاً عن ابن لال والدیلمی عن أنس.
7- (7) کنز العمّال:ج 3 ص 376 ح 7019 عن أبی هریرة.
8- (8) الکافی:ج 2 ص 108 ح 5 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 401 ح 5. [4]
9- (9) کنز العمّال:ج 3 ص 375 ح 7012 نقلاً عن ابن لال عن أنس.

6055. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن عَفا عَن مَظلِمَةٍ أبدَلَهُ اللّهُ بِها عِزّا فی الدّنیا والآخِرَةِ . (1)

6056. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن کَثُرَ عَفوُهُ مُدَّ فی عُمرِهِ . (2)

6057. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَفوُ المُلوکِ بَقاءُ المُلکِ . (3)

6058. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَفوُ المَلِکِ أبقی لِلمُلکِ . (4)

6059. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَجاوَزوا عَنِ الذَّنبِ ما لَم یَکُن حَدّا. (5)

6060. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَجاوَزوا عَن ذُنوبِ النّاسِ یَدفَعِ اللّهُ عَنکُم بِذلکَ عَذابَ النّارِ. (6)

6061. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَجاوَزوا عَن عَثَراتِ الخاطِئینَ یَقیکُمُ اللّهُ بِذلکَ سُوءَ الأقدارِ. (7)

2/29 العَفوُ عِندَ القُدرَةِ

6062. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن عَفا عِندَ قُدرَةٍ عَفا اللّهُ عَنهُ یَومَ العَثرَةِ . (8)

6063. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن عَفا عِندَ القُدرَةِ عَفا اللّهُ عَنهُ یَومَ العُسرَةِ . (9)

ص:479


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 182 ح 306 [1] عن أبی قلابة ،بحارالأنوار:ج 69 ص 382 ح 44. [2]
2- (2) أعلام الدین:ص 315، [3]بحارالأنوار:ج 75 ص 359 ح 75. [4]
3- (3) بحار الأنوار:ج 77 ص 168 ح 4 [5] نقلاً عن محمّد بن علی الجبعی بخطه نقلاً من خط الشهید ؛ کنزالعمّال:ج 6 ص 47 ح 14788 نقلاً عن الرافعی عن الإمام علیّ علیه السلام.
4- (4) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 381 ح 5830.
5- (5) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 120. [6]
6- (6) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 120. [7]
7- (7) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 120. [8]
8- (8) کنز العمّال:ج 3 ص 377 ح 7023 عن أبی أمامة.
9- (9) کنز العمّال:ج 3 ص 373 ح 7007 عن أبی أمامة.

6064. عنه صلی اللّه علیه و آله: أولَی النّاسِ بِالعَفوِ أقدَرُهُم عَلَی العُقوبَةِ . (1)

6065. تنبیه الخواطر: قالَ أعرابیٌّ :یا رَسولَ اللّهِ ، مَن یُحاسِبُ الخَلقَ یَومَ القِیامَةِ ؟ قالَ :اللّهُ عز و جل ، قالَ :نَجَونا ورَبِّ الکَعبَةِ ! قالَ :وکَیفَ ذاکَ یا أعرابِیُّ ؟ ! قالَ :لأِنَّ الکَریمَ إذا قَدَرَ عَفا. (2)

ص:480


1- (1) معانی الأخبار:ص 196 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام الحسین علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 112 ح 2. [1]
2- (2) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 9. [2]

الفصل الثلاثون: الغیرة

1/30 فَضلُ الغَیرةِ

6066. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الغَیرَةَ مِن الإیمانِ . (1)

6067. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ الغَیرَةَ مِن الإیمانِ ، وإنّ المَذاءَ (2)مِن النِّفاقِ . (3)

6068. عنه صلی اللّه علیه و آله: الغَیرةُ مِن الإیمانِ ، والبَذاءُ من الجَفاءِ. (4)

6069. عنه صلی اللّه علیه و آله: کانَ إبراهیمُ [أبی] (5)غَیورا وأنا أغیَرُ مِنهُ ،وأرغَمَ اللّهُ أنفَ مَن لا یَغارُ مِن المؤمنینَ . (6)

6070. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ تعالی یُحِبُّ مِن عِبادِهِ الغَیورَ. (7)

ص:481


1- (1) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 444 ح 4541.
2- (2) المَذاء بفتح المیم کسماء:جمع الرجال والنساء وترکهم یلاعب بعضهم بعضا، أو هو الدیاثة ( القاموس المحیط :ج 4 ص 389).
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 385 ح 7065 عن زید بن أسلم.
4- (4) النوادر للراوندی:ص 179 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 103 ص 250 ح 44. [1]
5- (5) ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
6- (6) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 509 ح 1776 ، [2]بحار الأنوار:ج 103 ص 248 ح 33. [3]
7- (7) کنز العمّال:ج 3 ص 386 ح 7070 عن الإمام علیّ علیه السلام.

6071. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّی لَغَیُورٌ ، واللّهُ عز و جل أغیَرُ مِنّی ،وإنَّ اللّهَ تعالی یُحِبُّ مِن عِبادِهِ الغَیورَ. (1)

6072. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تعالی لَیُبغِضُ الرجُلَ یُدخَلُ علَیهِ فی بَیتِهِ فلا یُقاتِلُ . (2)

2/30 الغَیرةُ مِن صِفاتِ اللّهِ

6073. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا وإنَّ اللّهَ حَرَّمَ الحَرامَ ، وحَدَّالحُدودَ ، وما أحَدٌ أغیَرَ مِن اللّهِ ، ومِن غَیرَتِهِ حَرَّمَ الفَواحِشَ . (3)

6074. عنه صلی اللّه علیه و آله: لاأحَدَ أغیَرُ مِن اللّهِ ؛ ولذلکَ حَرَّمَ الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ . (4)

6075. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ تعالی یَغارُ وإنّ المؤمنَ یَغارُ ،وغَیرَةُ اللّهِ أن یَأتِیَ المؤمنُ ما حَرَّمَ اللّهُ علَیهِ . (5)

6076. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تعالی یَغارُ للمسلمِ ، فَلْیَغَرْ. (6)

3/30 الدَّیّوثُ

6077. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لمّا سُئلَ عنِ الدَّیُّوثِ : الذیتَزنِی امرَأتُهُ وهُو یَعلَمُ بها. (7)

ص:482


1- (1) کنز العمّال:ج 3 ص 387 ح 7076 نقلاً عن الدیلمی عن الإمام علیّ علیه السلام.
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 387 ح 7074 نقلاً عن الدیلمی عن الإمام علیّ علیه السلام.
3- (3) الأمالی للصدوق:ص 513 ح 707 [1] عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 76 ص 332 ح 1. [2]
4- (4) المصنف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 467 ح 1 عن عبداللّه.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 386 ح 7072 عن أبی هریرة.
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 386 ح 7071 عن ابن مسعود.
7- (7) الخصال:ص 37 ح 15 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 79 ص 114 ح 1. [3]

6078. کتاب من لا یحضره الفقیه: قالَ [رسولُ اللّهِ ] صلی اللّه علیه و آله:إنَ الجَنَّةَ لَتُوجَدُ ریحُها مِن مَسیرَةِ خَمسِمئةِ عامٍ ، ولایَجِدُها عاقٌّ ولا دَیُّوثٌ .قیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، وما الدَّیُّوثُ ؟ قالَ :الذی تَزنِی امرأتُهُ وهُو یَعلَمُ بها. (1)

4/30 ذمُّ التَّغایُرِ فی غیرِ مَوضِعِ الغَیرةِ

6079. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مِن الغَیرَةِ مایُحِبُّ اللّهُ ، ومِنها مایَکرَهُ اللّهُ ، فأمّا مایُحِبُّ فالغَیرَةُ فی الرِّیبةِ ، وأمّا ما یَکرَهُ فالغَیرَةُ فی غیرِ الرِّیبةِ . (2)

ص:483


1- (1) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 444 ح 4542 ،بحارالأنوار:ج 74 ص 69 ح 43. [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 385 ح 7067 عن أبی هریرة.

ص:484

الفصل الواحد والثّلاثون: القرض

1/31 فضل الإقراض
الکتاب

" مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ کَرِیمٌ ". 1

الحدیث

6080. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: دَخَلَ رجُلٌ الجَنَّةَ فرَأی مَکتوبا علی بابِها:الصَّدقَةُ بعَشرِ أمثالِها، والقَرضُ بثَمانیَةَ عَشَرَ. (1)

6081. عنه صلی اللّه علیه و آله: رَأیتُ لیلةَ اسرِیَ بی علی بابِ الجَنَّةِ مَکتوبا:الصَّدقَةُ بعَشرِ أمثالِها، والقَرضُ بثَمانیَةَ عَشرَ. (2)

6082. عنه صلی اللّه علیه و آله: دَخَلتُ الجَنَّةَ فرأیتُ علی بابِها:الصَّدَقةُ بعَشرَةٍ ، والقَرضُ بثَمانِیَةَ عَشرَ ، فقلتُ :یا جَبرَئیلُ ، کیفَ صارَتِ الصَّدَقةُ بعَشرَةٍ والقَرضُ بثَمانِیَةَ عَشرَ ؟ قالَ :لأنَّ الصَّدَقةَ

ص:485


1- (2) الترغیب والترهیب:ج 2 ص 40 ح 3 عن أبی أمامة.
2- (3) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 812 ح 2431 عن أنس بن مالک.

تَقَعُ علی یدِ الغَنِیّ والفَقیرِ ، والقَرضُ لا یَقَعُ إلّا فی یدِ مَن یَحتاجُ إلَیه. (1)

6083. عنه صلی اللّه علیه و آله: رَأیتُ لیلةَ اسرِیَ بی عَلی بابِ الجَنَّهِ مَکتوبا:الصَّدَقةُ بعَشرِ أمثالِها ، والقَرضُ بثَمانِیَةَ عَشرَ ، فقلتُ :یا جَبرَئیلُ ، ما بالُ القَرضِ أفضَلَ مِن الصَّدقَةِ ؟ قالَ :لأنَّ السائلَ یَسألُ وعِندَهُ ، والمُستَقرِضَ لا یَستَقرِضُ إلّا مِن حاجَةٍ . (2)

6084. عنه صلی اللّه علیه و آله: الصَّدقَةُ بعَشرَةٍ ، والقَرضُ بثَمانیَهَ عَشرَ ، وصِلَةُ الإخوانِ بعِشرینَ ، وصِلَةُ الرَّحِمِ بأربَعةٍ وعِشرینَ . (3)

6085. عنه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ جلَّ جلالُهُ :إنّی أعطَیتُ الدنیا بینَ عِبادی قَیضا (4)، فَمَن أقرَضَنی مِنها قَرضا أعطَیتُهُ بکُلِّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ عَشرا إلی سبعِمِائةِ ضِعفٍ وما شِئتُ مِن ذلکَ . (5)

6086. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أقرَضَ مَلهوفا فَأحسَنَ طَلِبَتَهُ استَأنَفَ العَمَلَ وأعطاهُ اللّهُ بِکُلِّ دِرهَمٍ ألفَ قِنطارٍ مِن الجَنَّةِ . (6)

6087. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ احتاجَ إلَیهِ أخوهُ المُسلمُ فیقَرضٍ وهُو یَقدِرُ علَیهِ فلم یَفعَلْ حَرَّمَ اللّهُ علَیهِ ریحَ الجَنّةِ . (7)

ص:486


1- (1) کنز العمّال:ج 6 ص 210 ح 15373 عن أبی أمامة.
2- (2) کنز العمّال:ج 6 ص 210 ح 15374 عن أنس.
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 293 ح 910 [1]عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 74 ص 311 ح 65. [2]
4- (4) من قاضه یقیضه وقایضه مقایضة فی البیع:إذا أعطاه سلعة وأخذ عوضها سلعة ، والمعنی:إنّی أعطیت الدنیا بینهم للمبادلة والمعاوضة بأن یقرضونی فاُعوّضهم أضعافها لا لیمسکوا علیها.وفی نسخة الکافی: [3]" إنّی جعلت الدنیا بین عبادی قرضا" إلی آخر الحدیث بأدنی تفاوت.وفی بعض نسخ الخصال:" فیضا " من فاض الماء إذا کثر حتّی سال کالوادی ( کما فی هامش الخصال ).
5- (5) الخصال:ص 130 ح 135 عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 85 ح 32. [4]
6- (6) ثواب الأعمال:ص 341 ح 1 عن أبی هریرة وعبداللّه بن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 77 ص 368 ح 30. [5]
7- (7) الأمالی للصدوق:ص 516 ح 707 [6] عن الحسین بن یزید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 76 ص 335 ح 1. [7]
2/31 إنظارُ المُعسِرِ
الکتاب

" وَ إِنْ کانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلی مَیْسَرَةٍ وَ أَنْ تَصَدَّقُوا خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ". 1

الحدیث

6088. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن أنظَرَ مُعسِرا کانَ لَهُ علَی اللّهِ فی کلِّ یَومٍ صَدَقةٌ بمِثلِ ما لَهُ علَیهِ حتّی یَستَوفِیَ حَقَّهُ . (1)

6089. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أنظَرَ مُعسِرا أظَلَّهُ اللّهُ بظِلِّهِ یَومَ لاظِلَّ إلّا ظلُّهُ . (2)

6090. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أقرَضَ مُؤمنا قَرضا یَنتَظِرُ بهِ مَیسورَهُ کانَ مالُهُ فی زَکاةٍ ، وکانَ هو فی صَلاةٍ مِن المَلائکةِ حتّی یُؤَدِّیَهُ إلَیهِ . (3)

6091. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن نَفَّسَ عن غَریمِهِ أو مَحا عَنهُ کانَ فی ظِلِّ العَرشِ یَومَ القِیامَةِ . (4)

6092. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أرادَ أن تُستَجابَ دَعوَتُهُ وأن تُکشَفَ کُربَتُهُ فَلْیُفَرِّجْ عن مُعسِرٍ. (5)

6093. عنه صلی اللّه علیه و آله: خُذْ حَقَّکَ فی عَفافٍ وافٍ أو غَیرِوافٍ . (6)

6094. عنه صلی اللّه علیه و آله: اتَّقُوا دَعوَةَ المُعسِرِ. (7)

ص:487


1- (2) تفسیر العیاشیّ :ج 1 ص 155 ح 519 [1]عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 103 ص 151 ح 17. [2]
2- (3) الکافی:ج 8 ص 9 ح 1 [3] عن إسماعیل بن مخلد السراج عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 78 ص 218 ح 93. [4]
3- (4) ثواب الأعمال:ص 166 ح 1 عن جابر عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 139 ح 4. [5]
4- (5) کنز العمّال:ج 6 ص 211 ح 15379 عن أبی قتادة.
5- (6) کنز العمّال:ج 6 ص 215 ح 15398 عن ابن عمر.
6- (7) کنز العمّال:ج 6 ص 217 ح 15405 عن أبی هریرة.
7- (8) کنز العمّال:ج 6 ص 220 ح 15424 نقلاً عن الدیلمی عن أبی هریرة.

6095. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: حُوسِبَ رجُلٌ ممَّن کانَ قَبلَکُم فلَم یُوجَدْ لَهُ مِن الخَیرِ شیءٌ إلّا أ نَّهُ کانَ یُخالِطُ الناسَ وکانَ مُوسِرا ، وکانَ یَأمُرُ غِلمانَهُ أن یَتَجاوَزُوا عنِ المُعسِرِ....قالَ اللّهُ تعالی:نَحنُ أحَقُّ بذلکَ ، تَجاوَزُوا عَنهُ . (1)

6096. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کما لا یَحِلُّ لِغَریمِکَ أن یَمطُلَکَ وهُومُوسِرٌ ، فکذلکَ لا یَحِلُّ لکَ أن تُعسِرَهُ إذا عَلِمتَ أ نّهُ مُعسِرٌ. (2)

6097. الترغیب والترهیب عن ابن عبّاس: دخلَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله المسجدَ وهو یقولُ :أیُّکُم یَسُرُّهُ أن یَقِیَهُ اللّهُ عز و جل مِن فَیحِ جَهنّمَ ؟ قُلنا:یا رسولَ اللّهِ ، کُلُّنا یَسُرُّهُ .قالَ :مَن أنظَرَ مُعسِرا أو وَضَعَ لَهُ وَقاهُ اللّهُ عز و جل مِن فَیحِ جَهنَّمَ . (3)

3/31 ذَمُّ الدَّین

6098. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکم والدَّینَ ، فإنّه هَمٌّ بِاللیلِ وذُلٌّ بالنهارِ. (4)

6099. الخصال عن أبی سعیدٍ الخُدریُّ : سمعتُ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یقولُ :أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الکُفرِ والدَّینِ ، قیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، أیُعدَلُ الدَّینُ بالکُفرِ ؟! فقالَ صلی اللّه علیه و آله:نَعَم. (5)

ص:488


1- (1) تفسیر القرطبی:ج 3 ص 374. [1]
2- (2) ثواب الأعمال:ص 167 ح 5 عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 139 ح 8. [2]
3- (3) الترغیب والترهیب:ج 2 ص 46 ح 15.
4- (4) علل الشرائع:ص 527 ح 1 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحار الأنوار:ج 103 ص 141 ح 4. [4]
5- (5) الخصال:ص 44 ح 39 عن أبی سعید الخدری ،بحارالأنوار:ج 103 ص 141 ح 2. [5]
4/31 الحَثُّ عَلی کتابَةِ الدَّینِ
الکتاب

"یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا تَدایَنْتُمْ بِدَیْنٍ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی فَاکْتُبُوهُ وَ لْیَکْتُبْ بَیْنَکُمْ کاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَ لا یَأْبَ کاتِبٌ أَنْ یَکْتُبَ کَما عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْیَکْتُبْ وَ لْیُمْلِلِ الَّذِی عَلَیْهِ الْحَقُّ وَ لْیَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَ لا یَبْخَسْ مِنْهُ شَیْئاً فَإِنْ کانَ الَّذِی عَلَیْهِ الْحَقُّ سَفِیهاً أَوْ ضَعِیفاً أَوْ لا یَسْتَطِیعُ أَنْ یُمِلَّ هُوَ فَلْیُمْلِلْ وَلِیُّهُ بِالْعَدْلِ وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ مِنْ رِجالِکُمْ فَإِنْ لَمْ یَکُونا رَجُلَیْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَکِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْری وَ لا یَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَ لا تَسْئَمُوا أَنْ تَکْتُبُوهُ صَغِیراً أَوْ کَبِیراً إِلی أَجَلِهِ ذلِکُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّهِ وَ أَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَ أَدْنی أَلاّ تَرْتابُوا إِلاّ أَنْ تَکُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِیرُونَها بَیْنَکُمْ فَلَیْسَ عَلَیْکُمْ جُناحٌ أَلاّ تَکْتُبُوها وَ أَشْهِدُوا إِذا تَبایَعْتُمْ وَ لا یُضَارَّ کاتِبٌ وَ لا شَهِیدٌ وَ إِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِکُمْ وَ اتَّقُوا اللّهَ وَ یُعَلِّمُکُمُ اللّهُ وَ اللّهُ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ ". 1

الحدیث

6100. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أصنافٌ لا یُستَجابُ لَهُم ، مِنهُم مَن أدانَ رَجُلاً دَیناً إلی أجَلٍ فلَم یَکتُبْ علَیهِ کِتاباً ولَم یُشهِدْ علَیهِ شُهُوداً. (1)

5/31 النهیُ عنِ المُماطَلَةِ فی الدَّینِ
الکتاب

"وَ إِنْ کُنْتُمْ عَلی سَفَرٍ وَ لَمْ تَجِدُوا کاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَلْیُؤَدِّ الَّذِی

ص:489


1- (2) قرب الإسناد:ص 79 ح 258 [1] عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 104 ص 301 ح 1. [2]

اُؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَ لْیَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَ لا تَکْتُمُوا الشَّهادَةَ وَ مَنْ یَکْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِیمٌ ". 1

الحدیث

6101. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن یَمطُلْ علی ذِی حَقٍّ حَقَّهُ وهُو یَقدِرُ علی أداءِ حَقِّهِ فعلَیهِ کُلَّ یومٍ خَطیئةُ عَشّارٍ. (1)

6102. عنه صلی اللّه علیه و آله: الدَّینُ علی ثلاثةِ وُجُوهٍ :رَجُلٌ إذا کانَ لَهُ فَأنظَرَ وإذا کانَ علَیهِ أعطی ولَم یُماطِلْ فذلکَ لَهُ ولا علَیهِ ، ورجلٌ إذا کانَ لَهُ استَوفی وإن کانَ علَیهِ أوفی فذلکَ لا لَهُ ولا علَیهِ ، ورجلٌ إذا کانَ لَهُ استَوفی وإذا کانَ علَیهِ مَطَلَ فذلک علَیهِ و لا لَهُ . (2)

6103. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَطْلُ الغَنِیِّ ظُلمٌ . (3)

ص:490


1- (2) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 16 ح 4968 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 103 ص 146 ح 3. [1]
2- (3) الخصال:ص 90 ح 29 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 147 ح 5. [2]
3- (4) الموطّأ:ج 2 ص 674 ح 84 عن أبی هریرة.

الفصل الثانی والثّلاثون: الاستقامة

1/32 الحَثُّ عَلَی الاستِقامَةِ
اشارة

(1)

الکتاب

" فَلِذلِکَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللّهُ مِنْ کِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَکُمُ اللّهُ رَبُّنا وَ رَبُّکُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ لا حُجَّةَ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ اللّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ ". 2

"فَاسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَکَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ". 3

الحدیث

6104. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لِمَن سَأَلَهُ عن أمرٍ یَعتَصِمُ بهِ : قُلْ "رَبِّیَ اللّهُ " ثُمّ استَقِمْ . (2)

6105. الإمامُ علیٌّ علیه السلام: قلتُ :یا رسولَ اللّهِ ، أوصِنی.قالَ :قُلْ "رَبِّیَ اللّهُ " ثُمَّ استَقِمْ .قلتُ :رَبّیَ

ص:491


1- (1) الاستقامة:الثبات والاستمرار علی سنّة واحدة ونقیضها الاعوجاج (راجع:الفروق اللغویة:ص 51 و 54).
2- (4) الترغیب والترهیب:ج 3 ص 527 ح 19 عن سُفَین بن عبداللّه الثقفی.

اللّهُ وما تَوفِیقی إلّا باللّهِ ، علَیهِ تَوکَّلتُ وإلَیهِ انیبُ .قالَ :لِیَهْنِکَ العِلمُ أبا الحَسَنِ ، لقد شَرِبتَ العِلمَ شُربا ونَهلتَهُ نَهَلاً. (1)

2/32 ثَمَرةُ الاستِقامةِ
الکتاب

" وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً ". 2

"إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ ". 3

"إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِکَةُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی کُنْتُمْ تُوعَدُونَ ". 4

الحدیث

6106. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إن تَستَقیمُوا تُفلِحُوا. (2)

ص:492


1- (1) کنز العمال:ج 3 ص 176 ح 36524 نقلاً عن حلیة الأولیاء. [1]
2- (5) کنز العمال:ج 3 ص 58 ح 5479 نقلاً عن سنن سعید بن منصور عن ثوبان.

الفصل الثالث والثّلاثون: الکرامة

1/33 فضل الکرم والکریم

6107. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ تَعالی کریمٌ یُحِبُّ الکَرَمَ . (1)

6108. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الکریمَ ابنَ الکریمِ ابنِ الکریمِ ابنِ الکریمِ یُوسفُ بنُ یَعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهیمَ . (2)

6109. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ رَبَّکُم حَیِیٌّ کریمٌ . (3)

6110. مسند ابن حنبل: کانَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله حَیِیّا کریما. (4)

2/33 الحَثُّ علی إکرامِ الکریمِ

6111. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا أتاکُم کریمُ قَومٍ فَأکرِمُوهُ . (5)

ص:493


1- (1) کنز العمال:ج 6 ص 347 ح 15991 عن سهل بن سعد.
2- (2) سنن الترمذی:ج 5 ص 293 ح 3116 [1] عن أبی هریرة.
3- (3) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1271 ح 3865 عن سلمان.
4- (4) مسند ابن حنبل:ج 10 ص 212 ح 26731 عن ام سلمة.
5- (5) کنز العمال:ج 9 ص 153 ح 25484 نقلاً عن سنن ابن ماجة عن ابن عمر.

6112. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکرِمُوا کریمَ کُلِّ قَومٍ . (1)

6113. مکارم الأخلاق عن جریر بن عبدِ اللّهِ : لمّا بُعثَ النبیُّ صلی اللّه علیه و آله أتیتُه لِاُبایِعَهُ ، فقالَ لی:یا جریرُ ، لِأیِّ شَیءٍ جِئتَ ؟ قلتُ :جِئتُ لِاُسلِمَ علی یَدَیکَ یا رسولَ اللّهِ .فَألقی لی کِساءَهُ ثُمّ أقبَلَ علی أصحابِهِ فقالَ :إذا أتاکُم کریمُ قَومٍ فَأکرِمُوهُ . (2)

6114. الإمامُ علیٌّ علیه السلام لِعُمرَ بنِ الخطّابِ لَمّا وَرَدَ سَبیُ الفُرسِ إلَی المَدینَةِ وأرادَ بَیعَ النِّساءِ وجَعلَ الرِّجالِ عَبِیدا: إنَّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله قالَ :أکرِمُوا کریمَ کُلِّ قَومٍ . (3)

3/33 مَن یَنبَغی إکرامُهُ

6115. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لمّا دَخَلَ علَیهِ سلمانُ وهُو مُتَّکئٌ علی وِسادَةٍ فَألقاها إلَیهِ ، ثُمَّ قالَ : یا سلمانُ ، ما مِن مُسلمٍ دَخَلَ علی أخیهِ المُسلمِ فَیُلقی لَهُ الوِسادَةَ إکراما لَهُ إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (4)

6116. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن مُسلمٍ یَدخُلُ علَیهِ أخوهُ المُسلمُ فَیُلقی لَهُ وِسادَةً إکراما لَهُ وإعظاما إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (5)

6117. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِن عِظَمِ جَلالِ اللّهِ تعالی إکرامُ ثلاثةٍ :ذِی الشَّیبَةِ فی الإسلامِ ، والإمامِ العادِلِ ، وحامِلِ القرآنِ غیرِ الغالی فیه ولا الجافی عَنهُ . (6)

ص:494


1- (1) العدد القویّة:ص 57 ح 74 [1]عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 46 ص 15 ح 33. [2]
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 64 ح 62 ، [3]بحارالأنوار:ج 16 ص 239 ح 35. [4]
3- (3) العدد القویّة:ص 57 ح 74 ، [5]بحار الأنوار:ج 46 ص 15 ح 33 [6] راجع:تمام الحدیث.
4- (4) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 57 ح 41 [7]عن سلمان ،بحار الأنوار:ج 16 ص 235 ح 35. [8]
5- (5) کنز العمال:ج 9 ص 155 ح 25494 نقلاً عن المعجم الصغیر عن سلمان.
6- (6) النوادر للراوندی:ص 98 [9] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 92 ص 184 ح 21. [10]

6118. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أکرَمَ أخاهُ فإنّما یُکرِمُ اللّهَ . (1)

6119. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا أتاکُم الزائرُ فَأکرِمُوهُ . (2)

6120. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَ یُؤمِنُ باللّهِ والیَومِ الآخِرِ فَلیُکرِمْ جَلیسَهُ . (3)

6121. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أخَذَ بِرِکابِ رَجُلٍ لا یَرجُوهُ ولا یَخافُهُ غُفِرَ لَهُ . (4)

6122. عنه صلی اللّه علیه و آله: بالداخِلِ دَهشَةٌ فَتَلَقَّوهُ بِمَرحَبا. (5)

6123. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکرِمِ الیَتیمَ ، وأحسِنْ إلی جارِکَ . (6)

6124. عنه صلی اللّه علیه و آله: أکرِمُوا أولادَکُم وأحسِنُوا أدَبَهُم. (7)

6125. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ مِن تَعظیمِ جَلالِ اللّهِ عز و جل کَرامَةَ ذی الشَّیبَةِ ، وحامِلِ القُرآنِ ، والإمامِ العادِلِ . (8)

6126. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا أتاکُم کَریمُ قَومٍ فأکرِموهُ . (9)

6127. عنه صلی اللّه علیه و آله عِندَ تَزَحزُحِه لِرَجُلٍ دَخَلَ المَسجِدَ وهُوَ جالِسٌ : إنَّ مِن حَقِّ المُسلِمِ عَلی المُسِلمِ إذا أرادَ (10)الجُلوسَ إلیه أن یَتَزَحزَحَ لَهُ . (11)

6128. الإمامُ علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله لَمّا جاءَ جَعفَرُ بنُ أبی طالِبٍ مِنَ الحَبَشَةِ قامَ إلَیهِ

ص:495


1- (1) کنز العمال:ج 9 ص 154 ح 25488 نقلاً عن ابن النجار عن ابن عمر.
2- (2) کنز العمال:ج 9 ص 153 ح 25485 نقلاً عن سنن ابن ماجة عن أنس.
3- (3) کنز العمال:ج 9 ص 154 ح 25490 نقلاً عن السلمی عن أبی هریرة.
4- (4) کنز العمال:ج 9 ص 156 ح 25501 نقلاً عن ابن عساکر عن ابن عباس.
5- (5) کنز العمال:ج 9 ص 156 ح 25499 نقلاً عن الدیلمی عن الحسن بن علیّ .
6- (6) مسند ابن حنبل:ج 5 ص 281 ح 15500 عن السائب بن عبداللّه.
7- (7) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1211 ح 3671 عن انس.
8- (8) کنز العمّال:ج 9 ص 157 ح 25507 نقلاً عن ابن الضریس عن قتادة.
9- (9) کنز العمّال:ج 9 ص 154 ح 25487 عن ابن عمر.
10- (10) فی المصدر "إذا رآه یرید" ، وما فی المتن أثبتناه من وسائل الشیعة:ج 8 ص 560 ح 1. [1]
11- (11) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 66 ح 69 ، [2]بحارالأنوار:ج 16 ص 240 ح 35. [3]

وَاستَقبَلَهُ اثنَتَی عَشرَةَ خُطوَةً وعانَقَهُ وقَبَّلَ ما بَینَ عَینَیهِ وبَکی [فَرَحا بِرُؤیَتِهِ ] (1). (2)

4/33 ما لا یَنبَغی مِنَ التَّکریم

6129. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَفعَلوا کَما تَفعَلُ أهلُ فارِسٍ بِعُظَمائها. (3)

6130. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَقوموا کَما تَقومُ الأعاجِمُ بَعضُهُم لِبَعضٍ . (4)

6131. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَقوموا کَما تَقومُ الأعاجِمُ یُعظِّمُ بَعضُها بَعضا. (5)

6132. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أحَبَّ أن یَمثُلَ لَهُ الرِّجالُ فَلْیَتبَوَّأْ مَقعَدَهُ فی النّارِ. (6)

6133. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن سَرَّهُ أن یَستَجِمَّ لَهُ بَنو آدَمَ قِیاما دَخَلَ النّارَ. (7)

6134. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن سَرَّهُ إذا رَأتهُ الرِّجالُ مُقبِلاً أن یَمثُلوا لَهُ قِیاما فَلیَتبَوَّأْ بَیتا فی النّارِ. (8)

6135. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَعَنَ اللّهُ عز و جل مَن قامَت لَهُ العَبیدُ صُفوفا. (9)

6136. تأویل الآیات الظاهرة عن أبی ذَرٍّ رحمه اللّه: رَأیتُ سَلمانَ وبِلالاً یُقبِلانِ إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله إذ انکَبَّ سَلمانُ عَلی قَدَمِ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله یُقَبِّلُها ، فزَجَرَهُ النّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله عَن ذلکَ ، ثُمّ قالَ لَهُ :

ص:496


1- (1) ما بین المعقوفین أثبتناه من وسائل الشیعة:ج 8 ص 559 ح 1. [1]
2- (2) الخصال:ص 484 ح 58 عن محمد بن زیاد عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 21 ص 24 ح 19. [2]
3- (3) کنز العمّال:ج 9 ص 152 ح 25475 عن أبی أمامة.
4- (4) المصنف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 120 ح 1 عن أبی أمامه ؛ مکارم الأخلاق:ج 1 ص 66 ح 70 ، [3]بحار الأنوار:ج 16 ص 240. [4]
5- (5) کنز العمّال:ج 9 ص 151 ح 25474 عن أبی أمامة.
6- (6) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 66 ح 70 ، [5]بحار الأنوار:ج 16 ص 240. [6]
7- (7) کنز العمّال:ج 9 ص 152 ح 25480 نقلاً عن ابن جریر عن معاویة.
8- (8) کنز العمّال:ج 9 ص 152 ح 25481 عن معاویة.
9- (9) کنز العمّال:ج 9 ص 152 ح 25479 عن النجیب بن السری.

یا سَلمانُ ، لا تَصنَعْ بی ما تَصنَعُ الأعاجِمُ بِمُلوکِها ، أنا عَبدٌ مِن عَبیدِ اللّهِ آکُلُ مِمّا یَأکُلُ العَبدُ ، وأقعُدُ کَما یَقعُدُ العَبدُ. (1)

5/33 رَدُّ الکرامةِ

6137. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یَأبَی الکرامَةَ إلّا حِمارٌ. (2)

6138. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا عُرِضَ علی أحَدِکُمُ الکرامَةُ فلا یَرُدَّها ؛ فإنّما یَرُدُّ الکرامَةَ الحِمارُ. (3)

6139. عنه صلی اللّه علیه و آله: اقبَلُوا الکرامَةَ ، وأفضَلُ الکرامَةِ الطِّیبُ ، أخَفُّهُ مَحمِلاً وأطیَبُهُ رِیحا. (4)

6140. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِن تَکرِمَةِ الرجُلِ لأخیهِ المُسلمِ أن یَقبَلَ تُحفَتَهُ ، أو یُتحِفَهُ مِمّا عِندَهُ ولا یَتَکَلَّفَ شیئا. (5)

6/33 أکرَمُ الناسِ

6141. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أنا أکرَمُ وُلْدِ آدمَ علی رَبِّی ، ولا فَخرَ. (6)

6142. عنه صلی اللّه علیه و آله: أنا أکرَمُ الأوَّلِینَ والآخِرِینَ ، ولا فَخرَ. (7)

6143. عنه صلی اللّه علیه و آله وقد سَألَهُ رجُلٌ : احِبُّ أن أکُونَ أکرَمَ الناسِ :لا تَشکُوَنَّ اللّهَ إلَی الخَلقِ تَکُنْ أکرَمَ الناسِ . (8)

ص:497


1- (1) تأویل الآیات الظاهرة:ج 2 ص 484 ،بحار الأنوار:ج 76 ص 63 ح 3. [1]
2- (2) کنز العمال:ج 9 ص 155 ح 25492 نقلاً عن الدیلمی عن ابن عمر.
3- (3) قرب الاسناد:ص 92 ح 307 [2] عن الإمام الصادق عن أبیه عن الإمام علیّ علیه السلام.
4- (4) تحف العقول:ص 60 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 164 ح 190. [3]
5- (5) النوادر للراوندی:ص 107 ح 87 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام.
6- (6) سنن الترمذی:ج 5 ص 585 ح 3610 عن أنس.
7- (7) سنن الترمذی:ج 5 ص 588 ح 3616 عن إبن عبّاس.
8- (8) کنز العمال:ج 16 ص 127 ح 44154 عن خالد بن الولید.

ص:498

الفصل الرابع والثّلاثون: المروءة

1/34 تفسیرُ المُروءَةِ

6144. کنز العمّال عن جابر: قال رسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله لِرجُلٍ مِن ثَقیفٍ :یا أخا ثَقیفٍ ، ما المُروءةُ فیکُم ؟ قالَ :یارسولَ اللّهِ ، الإنصافُ والإصلاحُ .قالَ :وکذلکَ هِی فینا. (1)

6145. تاریخ الیعقوبی: قال [رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ] لرجُلٍ مِن ثَقیفٍ :ما المُروءَةُ فیکُم ؟ فقالَ :الصَّلاحُ فی الدِّینِ ، وإصلاحُ المَعیشَةِ ، وسَخاءُ النَّفسِ ، وحُسنُ الخُلقِ ، فقالَ :کذلکَ هِی فِینا. (2)

2/34 ما یُعدُّ مِن المُروءَةِ

6146. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مِن المُروءَةِ أن یُنصِتَ الأخُ لأخیهِ إذا حَدَّثَهُ . (3)

ص:499


1- (1) کنز العمال:ج 3 ص 788 ح 8763 نقلاً عن ابن النجار.
2- (2) تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 98. [1]
3- (3) کنز العمال:ج 3 ص 408 ح 7177 نقلاً عن الخطیب عن أنس.

6147. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِنَ المُروءَةِ استِصلاحُ المالِ . (1)

6148. عنه صلی اللّه علیه و آله: المُروءَةُ إصلاحُ المالِ . (2)

3/34 العَفوُ عن عَثَراتِ ذَوی المُروءَةِ

6149. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَجاوَزوا لِذَوی المُروءَةِ عَن عَثَراتِهِم ، فَوَالّذی نَفسی بِیَدِهِ إنّ أحَدَهُم لَیَعثُرُ و إنّ یَدَهُ لَفی یَدِ اللّهِ . (3)

6150. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَجافُوا عن عُقوبَةِ ذی المُروءَةِ إلّا فی حَدٍّ من حُدودِ اللّهِ . (4)

6151. عنه صلی اللّه علیه و آله: ادرؤوا الحُدودَ بالشُّبُهاتِ ، وأقِیلوا الکِرامَ عَثَراتِهِم إلّا فی حَدٍّ مِن حُدودِ اللّهِ . (5)

6152. عنه صلی اللّه علیه و آله: اهتَبِلوا العَفوَ عَن عَثَراتِ ذَوی المُروءاتِ . (6)

ص:500


1- (1) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 166 ح 3616 ،بحارالأنوار:ج 103 ص 4 ح 9. [1]
2- (2) کنز العمال:ج 3 ص 408 ح 7178 نقلاً عن الدیلمی عن أنس.
3- (3) کنز العمال:ج 5 ص 311 ح 12984 نقلاً عن ابن مرزبان عن جعفر بن محمّد مرسلاً.
4- (4) کنز العمال:ج 5 ص 310 ح 12980 عن زید بن ثابت.
5- (5) کنز العمال:ج 5 ص 309 ح 12972 عن ابن عباس.
6- (6) کنز العمال:ج 5 ص 310 ح 12978 نقلاً عن المرزبان فی کتاب المروءة عن عمر.

الفصل الخامس والثّلاثون: النّصح

1/35 فَضلُ النَّصیحَة
الکتاب

" أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنْصَحُ لَکُمْ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ ". 1

" أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنَا لَکُمْ ناصِحٌ أَمِینٌ ". 2

الحدیث

6153. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل:أحَبُّ ما تَعَبَّدَ لی بهِ عَبدی ، النُّصحُ لی. (1)

6154. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن لا یَهتَمَّ بأمرِ المُسلِمینَ فلَیسَ مِنهُم ، ومَن لَم یُصبِحْ ویُمسِ ناصِحا للّهِ ولرَسولِهِ ولکِتابِهِ ولإمامِهِ ولعامَّةِ المسلِمینَ فلَیسَ مِنهُم. (2)

6155. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ أعظَمَ النّاسِ مَنزِلَةً عِندَ اللّهِ یَومَ القِیامَةِ أمشاهُم فی أرضِهِ بالنَّصیحَةِ لِخَلقِهِ . (3)

ص:501


1- (3) الترغیب والترهیب:ج 2 ص 577 ح 16 عن أبی أمامة.
2- (4) الترغیب والترهیب:ج 2 ص 577 ح 17 عن حذیفة بن الیمان.
3- (5) الکافی:ج 2 ص 208 ح 5 [1] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 74 ص 358 ح 8. [2]

6156. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن یَضمَن لی خَمسا أضمَن لَهُ الجَنَّةَ :النَّصیحَةُ للّهِ عز و جل ، والنَّصیحَةُ لرَسولِهِ ، والنَّصیحَةُ لکِتابِ اللّهِ ، والنَّصیحَةُ لدِینِ اللّهِ ، والنَّصیحَةُ لجَماعَةِ المُسلِمینَ . (1)

6157. عنه صلی اللّه علیه و آله: أنسَکُ النّاسِ نُسُکا أنصَحُهُم جَیبا (2)، وأسلَمُهُم قَلبا لجَمیعِ المُسلِمینَ . (3)

6158. عنه صلی اللّه علیه و آله: لِیَنصَحِ الرّجُلُ مِنکُم أخاهُ کنَصیحَتِهِ لنَفسِهِ . (4)

6159. صحیح مسلم عن تمیم الداری: أنّ النبیّ صلی اللّه علیه و آله قالَ :الدِّینُ النَّصیحَةُ ، قُلنا:لِمَن ؟ قالَ :للّهِ ، ولکِتابِهِ ، ولرَسولِهِ ، ولأئمَّةِ المُسلِمینَ ، وعامَّتِهِم. (5)

2/35 علامةُ النّاصحِ

6160. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أمّا علامَةُ النّاصِحِ فأربَعةٌ :یَقضی بالحَقِّ ، ویُعطی الحَقَّ مِن نَفسِهِ ، ویَرضی للنّاسِ ما یَرضاهُ لنَفسِهِ ، ولا یَعتدی علی أحَدٍ. (6)

ص:502


1- (1) مشکاة الأنوار:ص 533 ح 1786 ، [1]بحار الأنوار:ج 75 ص 65 ح 1. [2]
2- (2) ناصِحُ الجَیب:یعنی بذلک قلبُه وصَدرُه ، أی أمین (لسان العرب:ج 1 ص 288). [3]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 163 ح 2 [4] عن السکونیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 74 ص 338 ح 117. [5]
4- (4) الکافی:ج 2 ص 208 ح 4 [6] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 74 ص 358 ح 7. [7]
5- (5) صحیح مسلم:ج 1 ص 74 ح 95.
6- (6) تحف العقول:ص 20 ،بحار الأنوار:ج 1 ص 120 ح 11. [8]

الفصل السادس والثّلاثون: الفراغ

1/36 تَقسیمُ السّاعاتِ

6161. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کان فیها [ أی صُحُفِ إبراهیم علیه السلام ]...:علی العاقِلِ ما لَم یَکُن مَغلوبا علی عَقلِهِ أن یکونَ لَهُ ساعاتٌ :ساعَةٌ یُناجِی فیها رَبَّهُ عز و جل ، وساعَةٌ یُحاسِبُ نَفسَهُ ، وساعَةٌ یَتَفَکَّرُ فیما صَنَعَ اللّهُ عز و جل إلَیهِ ، وساعَةٌ یَخلُو فیها بِحَظِّ نفسِهِ مِنَ الحَلالِ ؛ فإنّ هذهِ الساعَةَ عَونٌ لِتلکَ الساعاتِ واستِجمامٌ للقُلوبِ وتَوزِیعٌ لها. (1)

6162. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ فی حِکمَةِ آلِ داوودَ عِبرَةً للعاقِلِ اللَّبِیبِ أن لا یَشغَلَ نفسَهُ إلّا فی أربَعِ ساعاتٍ :ساعَةٍ یُناجِی فیها رَبَّهُ ، وساعَةٍ یُحاسِبُ فیها نفسَهُ ، وساعَةٍ یَلقَی فیها إخوانَهُ الذین یُناجِی ، الذینَ یَنصَحُونَهُ فی نفسِهِ ویُخبِرُونَهُ بِعُیُوبِهِ ، وساعَةٍ یَخلُو بینَ نَفسِهِ وبینَ رَبِّها فیما یَحِلُّ ویَجمُلُ ، فإنَ فیهذِهِ الساعَةِ عَونا علی هذِهِ الساعاتِ . (2)

ص:503


1- (1) الخصال:ص 525 ح 13 عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 12 ص 71 ح 14. [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 41 ح 5381 نقلاً عن الدیلمی عن ابن مسعود.
2/36 النَّظمُ فی سیرَةِ النَّبیّ

6163. الإمامُ الحسینُ علیه السلام: سألتُ أبی علیه السلام عن مَدخَلِ رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، فقالَ :کانَ دُخولُهُ لنفسِهِ مأذونا لَهُ فی ذلکَ ، فإذا أوی إلی مَنزِلِهِ جَزَّأ دُخولَهُ ثلاثَةَ أجزاءٍ:جُزءا للّه ، وجُزءا لأهلِهِ ، وجزءا لنفسِهِ ، ثُمّ جَزَّأ جُزْءَهُ بینَهُ وبینَ الناسِ فَیَرُدُّ ذلکَ بالخاصَّةِ عَلَی العامَّةِ ، ولا یَدَّخِرُ عَنهُم مِنهُ شیئا ، وکانَ مِن سِیرَتِهِ فی جُزءِ الاُمَّةِ ، إیثارُ أهلِ الفَضلِ بإذنِهِ ، وقَسَمَهُ علی قَدرِ فَضلِهِم فی الدِّینِ ، فمِنهُم ذُوالحاجةِ ، ومِنهُم ذُوالحاجَتَینِ ، ومِنهُم ذو الحَوائِج. (1)

ص:504


1- (1) بحار الأنوار:ج 16 ص 150 ح 4. [1]

الفصل السابع والثّلاثون: الإنفاق

1/37 الإنفاقُ
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناکُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا بَیْعٌ فِیهِ وَ لا خُلَّةٌ وَ لا شَفاعَةٌ وَ الْکافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ ". 1

" آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنْفِقُوا مِمّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ فَالَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ أَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ کَبِیرٌ ". 2

الحدیث

6164. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أرضُ القِیامَةِ نارٌ ما خَلا ظِلَّ المُؤمِنِ ؛ فإنَّ صَدَقَتَهُ تُظِلُّهُ . (1)

6165. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أعطی دِرهَما فی سَبیلِ اللّهِ کَتَبَ اللّهُ لَهُ سبعَمِئةِ حَسَنَةٍ . (2)

ص:505


1- (3) الکافی:ج 4 ص 3 ح 6 [1] عن عبدالرحمن بن زید عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 7 ص 120 ح 57. [2]
2- (4) الأمالی للطوسی:ص 183 ح 306 [3] عن أبی قلابة ،بحارالأنوار:ج 69 ص 382 ح 44. [4]
2/37 مَن أنفَقَ فلِنَفسِهِ
الکتاب

" لَیْسَ عَلَیْکَ هُداهُمْ وَ لکِنَّ اللّهَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَیْرٍ فَلِأَنْفُسِکُمْ وَ ما تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللّهِ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَیْرٍ یُوَفَّ إِلَیْکُمْ وَ أَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ". 1

الحدیث

6166. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّکُم مُکَلِّمٌ ربَّهُ یَومَ القِیامَةِ لَیس بَینَهُ وبَینَهُ تَرجُمانٌ ، فیَنظُرُ أمامَهُ فلا یَجِدُ إلّا ما قَدَّمَ ، ویَنظُرُ عن یَمینِهِ فلا یَجِدُ إلّا ما قَدَّمَ ، ثُمّ یَنظُرُ عن یَسارِهِ فإذا هُو بالنّارِ ، فاتَّقوا النّارَ ولَو بِشِقِّ تَمرَةٍ ، فإن لَم یَجِدْ أحَدُکُم فبِکَلِمَةٍ طَیّبَةٍ . (1)

6167. الترغیب والترهیب عن ابن مسعود قال رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله لأصحابِهِ : أیُّکُم مالُ وارِثهِ أحَبُّ إلَیهِ مِن مالِهِ ؟ قالوا:یا رسولَ اللّهِ ، ما مِنّا أحدٌ إلّا مالُهُ أحَبُّ إلَیهِ مِن مالِ وارِثِهِ .

قالَ :فإنَّ مالَهُ ما قَدَّمَ ، ومالَ وارِثِهِ ما أخَّرَ. (2)

3/37 وَعدُ اللّهِ بالخَلَفِ فی الإنفاقِ
الکتاب

" قُلْ إِنَّ رَبِّی یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ یَقْدِرُ لَهُ وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَهُوَ یُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَیْرُ الرّازِقِینَ ". 4

ص:506


1- (2) النوادر للراوندی:ص 86 ح 10 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام.
2- (3) الترغیب والترهیب:ج 2 ص 50 ح 8.
الحدیث

6168. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما نَقَصَ مالٌ مِن صَدَقَةٍ قَطُّ ، [فأعطُوا ولا تَجبُنوا] (1). (2)

6169. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما طَلَعَت شَمسٌ قَطُّ إلّا بُعِثَ بجَنبَتَیها مَلَکانِ ، إنّهُما یُسمِعانِ أهلَ الأرضِ إلّا الثّقلَینِ :یا أیُّها النّاسُ هَلِمُّوا إلی ربِّکُم، فإنَّ ما قَلَّ وکَفی خَیرٌ مِمّا کثُرَ وألهی ، ولا غَرَبَت شَمسٌ قَطُّ إلّا وبُعِثَ بجَنبَتَیها مَلَکانِ یُنادِیانِ :اللّهُمّ عَجِّلْ لِمُنفِقٍ خَلَفا ، وعَجِّلْ لِمُمسِکٍ تَلَفا. (3)

4/37 بَقاءُ ما انفِقَ وفَناءُ ما لم یُنفَقْ
الکتاب

" ما عِنْدَکُمْ یَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللّهِ باقٍ وَ لَنَجْزِیَنَّ الَّذِینَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ ". 4

الحدیث

6170. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ ما أبصَرتَهُ بعَینِکَ واستَخلاهُ قَلبُکَ فاجعَلْهُ للّهِ فذلکَ تِجارَةُ الآخِرَةِ ؛ لأنَّ اللّهَ یقولُ : "ما عِنْدَکُمْ یَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللّهِ باقٍ " . (4)

6171. کنز العمّال عن عائشة: أنّهُم ذَبَحوا شاةً ، فقالَ النَّبیُّ صلی اللّه علیه و آله:ما بَقِیَ ؟ فقالَت:ما بَقِیَ مِنها إلّا کَتِفُها ، قالَ [ صلی اللّه علیه و آله ]:بَقِیَ کلُّها غیرَ کَتِفِها. (5)

ص:507


1- (1) ما بین المعقوفین اثبتناه من بحارالأنوار.
2- (2) النوادر للراوندی:ص 84 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 96 ص 131 ح 62. [2]
3- (3) الترغیب والترهیب:ج 4 ص 118 ح 3 عن أبی الدرداء.
4- (5) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 357 ح 2660 [3]عن ابن مسعود ،بحارالأنوار:ج 77 ص 106 ح 1. [4]
5- (6) کنز العمال:ج 6 ص 381 ح 16150 نقلاً عن الترمذی.
5/37 مَن لم یُنفقْ فی طاعةِ اللّهِ یُنفق فی مَعصیتهِ

6172. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن مَنَعَ مالَهُ مِن الأخیارِ اختِیارا صَرَفَ اللّهُ مالَهُ إلَی الأشرارِ اضطِرارا. (1)

6/37 فَضلُ إنفاقِ المُقتِرِ

6173. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثٌ مِن حَقائقِ الإیمانِ :الإنفاقُ فی الإقتارِ ، وإنصافُ النّاس مِن نَفسِکَ ، وبَذلُ العِلمِ لِلمُتَعلِّمِ . (2)

راجع:ص 455 (الصدقة).

ص:508


1- (1) جامع الأخبار:ص 505 ح 1395 ، [1]بحارالأنوار:ج 96 ص 131 ح 57. [2]
2- (2) الخصال:ص 125 ح 121 عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 52 ح 1. [3]

الفصل الثامن والثّلاثون: الوفاء

1/38 الحَثُّ عَلَی الوَفاءِ بِالعَهد
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَکُمْ بَهِیمَةُ الْأَنْعامِ إِلاّ ما یُتْلی عَلَیْکُمْ غَیْرَ مُحِلِّی الصَّیْدِ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ یَحْکُمُ ما یُرِیدُ ". 1

" وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلاّ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ کانَ مَسْؤُلاً ". 2

" لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لکِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِکَةِ وَ الْکِتابِ وَ النَّبِیِّینَ وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ السّائِلِینَ وَ فِی الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّکاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ أُولئِکَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ". 3

ص:509

الحدیث

6174. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أقرَبُکُم غَدا مِنّی فی المَوقِفِ أصدَقُکُم لِلحَدیثِ ، وأدَّاکُم لِلأمانَةِ ، وأوفاکُم بالعَهدِ ، وأحسَنُکُم خُلقا ، وأقرَبُکُم مِن النّاسِ . (1)

6175. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَ یُؤمِنُ باللّهِ والیَومِ الآخِرِ فَلْیَفِ إذا وَعَدَ. (2)

6176. الترغیب والترهیب عن عبدُاللّهِ بنُ أبی الحَمساءِ: بایَعتُ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله بِبَیعٍ قَبلَ أن یُبعَثَ ، فَبَقِیَت لَهُ بَقیَّةٌ ووَعَدتُهُ أن آتِیَهُ بها فی مَکانِهِ ، فنَسِیتُ ، ثُمّ ذَکَرتُ بَعدَ ثَلاثٍ فَجِئتُ فإذا هُو مَکانَهُ .فقالَ :یافَتی، لَقَد شَقَقتَ علَیَّ ، أنا هاهُنا مُنذُ ثَلاثٍ أنتَظِرُکَ ! (3)

6177. الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله واعَدَ رجُلاً إلَی الصَّخرَةِ فقالَ :أنا لکَ هاهُنا حتّی تَأتیَ .قالَ :فاشتَدَّتِ الشَّمسُ علَیهِ ، فقالَ لَهُ أصحابُهُ :یا رسولَ اللّهِ ، لو أنّکَ تَحَوَّلتَ إلَی الظِّلِّ ! قالَ :وَعَدتُهُ إلی هاهُنا.... (4)

2/38 العِدةُ دَینٌ

6178. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: العِدَةُ دَینٌ . (5)

6179. عنه صلی اللّه علیه و آله: العِدَةُ دَینٌ ، وَیلٌ لِمَن وَعَدَ ثُمّ أخلَفَ ، وَیلٌ لمَن وَعَدَ ثُمّ أخلَفَ ، وَیلٌ لِمَن وَعَدَ ثُمّ أخلَفَ . (6)

ص:510


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 229 ح 403 [1] عن الحسن بن زید عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 75 ص 94 ح 12. [2]
2- (2) تحف العقول:ص 45 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 149 ح 77. [3]
3- (3) الترغیب والترهیب:ج 4 ص 9 ح 12.
4- (4) مکارم الأخلاق:ج 1 ص 64 ح 63 [4] عن الإمام الصادق علیه السلام.
5- (5) کنز العمال:ج 3 ص 347 ح 6866 نقلاً عن المعجم الأوسط عن الإمام علیّ علیه السلام.
6- (6) کنز العمال:ج 3 ص 347 ح 6865 نقلاً عن ابن عساکر عن الإمام علیّ علیه السلام.

6180. عنه صلی اللّه علیه و آله: عِدَةُ المُؤمنِ دَینٌ ، وعِدَةُ المُؤمنِ کالأخذِ بالیَدِ. (1)

6181. عنه صلی اللّه علیه و آله: عِدَةُ المُؤمنِ أخذٌ بالیَدِ. (2)

6182. عنه صلی اللّه علیه و آله: الواعِدُ بالعِدَةِ مِثلُ الدَّینِ أو أشَدُّ. (3)

6183. عنه صلی اللّه علیه و آله: وَأْیُ (4)المُؤمنِ حَقٌّ واجِبٌ . (5)

6184. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ العِدَةَ عَطیَّةٌ . (6)

3/38 ذَمُّ خُلفِ الوَعدِ
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ * کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ". 7

الحدیث

6185. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: عِدَةُ المُؤمنِ نَذرٌ لاکَفّارَةَ لها. (7)

6186. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا وَعَدَ الرّجُلُ أخاهُ ، ومِن نِیَّتِهِ أن یَفِیَ لَهُ فلَم یَفِ ولَم یَجِئْ لِلمِیعادِ ، فلا إثمَ علَیهِ . (8)

ص:511


1- (1) کنز العمال:ج 3 ص 347 ح 6870 نقلاً عن الفردوس عن الإمام علیّ علیه السلام.
2- (2) بحار الأنوار:ج 75 ص 96 ح 18 [1] نقلاً عن کتاب قضاء الحقوق للصوری.
3- (3) کنز العمال:ج 3 ص 349 ح 6876 نقلاً عن الدیلمی عن الإمام علیّ علیه السلام.
4- (4) الوأی:الوعد.(النهایة:ج 5 ص 144).
5- (5) کنز العمال:ج 3 ص 347 ح 6872 نقلاً عن أبی داوود فی مراسیله.
6- (6) کنز العمال:ج 3 ص 347 ح 6868 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق.
7- (8) کشف الغمة:ج 3 ص 58 عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 75 ص 96 ح 17.
8- (9) کنز العمال:ج 3 ص 347 ح 6869 عن زید بن ارقم.

6187. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَیس الخُلفُ أن یَعِد الرّجُلُ ومِن نِیَّتِهِ أن یَفیَ ، ولکنَّ الخُلفَ أن یَعِدَ الرّجُلُ ومِن نِیَّتِهِ أن لا یَفِیَ . (1)

4/38 أقَلُّ النّاسِ وَفاءً

6188. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أقلُّ النّاسِ وَفاءً المُلوکُ . (2)

ص:512


1- (1) کنز العمال:ج 3 ص 347 ح 6871 نقلاً عن مسند أبی یعلی عن زید بن أرقم.
2- (2) الأمالی للصدوق:ص 73 ح 41 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 112 ح 2.

الفصل التاسع والثّلاثون: الوقار

1/39 الحَثُّ عَلَی السَّکینَةِ والوَقارِ
الکتاب

" وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً ". 1

" وَ اقْصِدْ فِی مَشْیِکَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ إِنَّ أَنْکَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ ". 2

" هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ وَ لِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً ". 3

الحدیث

6189. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: علَیکُم بالسَّکِینَةِ والوَقارِ. (1)

6190. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَیس البِرُّ فی حُسنِ اللِّباسِ والزِّیِّ ، ولکنَّ البِرَّ فی السَّکِینَةِ والوَقارِ. (2)

ص:513


1- (4) کنز العمال:ج 3 ص 252 ح 6402 عن اسامة بن زید.
2- (5) کنز العمال:ج 3 ص 252 ح 6401 نقلاً عن الفردوس عن أبی سعید.

6191. عنه صلی اللّه علیه و آله: أحسَنُ زِینَةِ الرّجُلِ السَّکِینَةُ مَع الإیمانِ . (1)

2/39 ما یَتشَعَّبُ من الرَّزانَةِ

6192. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی جَوابِ شَمعونَ بنِ لاوی بنِ یهودا مِن حَواریِّی عیسی علیه السلام عمّا یَتَشَعَّبُ مِن الرَّزانَةِ (2): أمّا الرَّزانَةُ فیَتشَعَّبُ مِنها اللُّطفُ والحَزمُ ، وأداءُ الأمانَةِ ، وتَرکُ الخِیانَةِ ، وصِدقُ اللِّسانِ ، وتَحصینُ الفَرجِ ، واستِصلاحُ المالِ ، والاستِعدادُ لِلعَدُوِّ ، والنَّهیُ عَنِ المُنکَرِ، وتَرکُ السَّفَهِ ، فهذا ما أصابَ العاقِلُ بالرَّزانَةِ ، فطُوبی لِمَن تَوَقَّرَ ولِمَن لَم تَکُن لَهُ خِفَّةٌ ولا جاهِلیَّةٌ وعَفا وصَفَحَ . (3)

ص:514


1- (1) الأمالی للصدوق:ص 577 ح 788 عن أبی الصباح الکنانی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 337 ح 2. [1]
2- (2) الرَّزانة:الوقار ، رَزُن الرجل:فهو رزین ، أی وقور (الصحاح:ج 5 ص 2123). [2]
3- (3) تحف العقول:ص 17 ،بحارالأنوار:ج 1 ص 118 ح 11. [3]

الفصل الأربعون: التّواضع

1/40 الحَثُّ عَلَی التَّواضُعِ
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْکافِرِینَ یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِکَ فَضْلُ اللّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ ". 1

الحدیث

6193. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا حَسَبَ إلّا بِتَواضُعٍ . (1)

6194. تنبیه الخواطر: قال النبیّ :ما لی لا أری علَیکُم حَلاوَةَ العِبادَةِ ؟! قالوا:وما حَلاوَةُ العِبادَةِ ؟ قالَ :التَّواضُعُ . (2)

6195. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ أفضَلَ النّاسِ عَبدا مَن تَواضَعَ عَن رِفعَةٍ . (3)

ص:515


1- (2) کنزالفوائد:ص 55 ، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 168 ح 6. [2]
2- (3) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 201. [3]
3- (4) اعلام الدین:ص 337 ح 15 [4]عن ابن عمر ،بحار الأنوار:ج 77 ص 179 ح 15. [5]

6196. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَرَکَ لُبسَ ثَوبِ جَمالٍ وهُو یَقدِرُ علَیهِ تَواضُعا کَساهُ اللّهُ حُلَّةَ الکَرامَةِ . (1)

6197. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَرَکَ زِینَةً للّهِ ، ووَضَعَ ثِیابا حَسَنَةً تَواضُعا للّهِ وابتِغاءَ وَجهِهِ ، کانَ حَقّا علَی اللّهِ أن یَکسُوَهُ مِن عَبقَرِیِّ الجَنَّةِ فی تِخاتِ الیاقُوتِ . (2)

6198. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَواضَعوا حتّی لا یَبغیَ أحَدٌ علی أحَدٍ. (3)

6199. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ تعالی أوحی إلَیَّ أن تَواضَعوا حتّی لا یَفخَرَ أحَدٌ علی أحَدٍ، ولا یَبغیَ أحَدٌ علی أحَدٍ. (4)

2/40 أدَبُ التَّواضُعِ

6200. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: طُوبی لِمَن تَواضَعَ للّهِ فی غَیرِ مَنقَصَةٍ ، وأذَلَّ نَفسَهُ فی غَیرِ مَسکَنَةٍ . (5)

3/40 مَن تَواضَعَ لِغَنیٍّ لِغِناهُ

6201. الإمام الصادق علیه السلام للمفضّل بن عمر: قال رسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:مَن أتی ذا مَیسَرَةٍ فیخَشَّعَ لَهُ طَلَبَ ما فی یَدِهِ ذَهبَ ثُلُثا دِینِهِ .ثُمّ قالَ :ولا تَعجَلْ ، ولَیسَ یَکونُ الرّجُلُ یسأَلُ مِن الرّجُلِ الرفِقِ فیُجِلُّهُ ویُوَقِّرُهُ فَقَد یَجِبُ ذلکَ لَهُ علَیهِ ، ولکنْ یَراهُ أنّهُ یُریدُ بِتَخَشُّعِهِ ما عِندَ اللّهِ ، و یُریدُ أن یَحیلَهُ عَمّا فی یَدَهِ . (6)

ص:516


1- (1) جامع الأخبار:ص 320 ح 899 ، [1]بحار الأنوار:ج 71 ص 425 ح 68. [2]
2- (2) کنز العمال:ج 3 ص 117 ح 5749 عن ابن عبّاس.
3- (3) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 120. [3]
4- (4) کنز العمال:ج 3 ص 110 ح 5722 عن عیاض بن حمار.
5- (5) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 66. [4]
6- (6) تفسیر القمی:ج 1 ص 381 ، [5]بحار الأنوار:ج 73 ص 169 ح 5. [6]
4/40 علاماتُ التَّواضعِ

6202. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ مِن التَّواضُعِ للّهِ الرِّضا بالدُّونِ مِن شَرَفِ المَجالِسِ . (1)

6203. الإمام الصادق علیه السلام: أفطَرَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله عَشِیَّةَ خَمیسٍ فی مَسجِدِ قُبا ، فقالَ :هَل مِن شَرابٍ ؟ فأتاهُ أوسُ بنُ خَولِیّ الأنصاریُّ بِعُسٍّ مَخیضٍ بعَسَلٍ ، فلَمّا وَضَعَهُ علی فیهِ نَحّاهُ ، ثُمّ قالَ :شَرابانِ یُکتَفی بأحَدِهِما مِن صاحِبِهِ ، لا أشرَبُهُ ولا احَرِّمُهُ ولکنْ أتَواضَعُ للّهِ . (2)

5/40 التَّواضُعُ والرِّفعَةُ

6204. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ التَّواضُعَ یَزیدُ صاحِبَهُ رِفعَةً ، فتَواضَعُوا یَرفَعْکُمُ اللّهُ . (3)

6205. عنه صلی اللّه علیه و آله: التَّواضُعُ لا یَزیدُ العَبدَ إلّا رِفعَةً ، فتَواضَعُوا یَرفَعْکُمُ اللّهُ . (4)

6206. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما تَواضَعَ أحَدٌ إلّا رَفَعَهُ اللّهُ . (5)

6207. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَواضَعَ للّهِ رَفَعَهُ اللّهُ . (6)

6208. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن یَتَواضَعْ للّهِ دَرَجَةً یَرفَعْهُ اللّهُ دَرَجَةً ؛ حتّی یَجعَلَهُ فی عِلِّیِّینَ . (7)

ص:517


1- (1) کنز العمال:ج 3 ص 111 ح 5724 عن طلحة.
2- (2) الکافی:ج 2 ص 122 ح 3 [1] عن عبدالرحمن بن الحجاج عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 66 ص 324 ح 11. [2]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 121 ح 1 [3] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 119 ح 6. [4]
4- (4) کنز العمال:ج 3 ص 110 ح 5719 نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی ذمّ الغضب عن محمّد بن عمیر العبدی.
5- (5) الأمالی للطوسی:ص 56 ح 80 [5] عن أبی هریرة ،بحار الأنوار:ج 75 ص 120 ح 7.
6- (6) کنز العمال:ج 3 ص 112 ح 5730 نقلاً عن حلیة الأولیاء عن أبی هریرة.
7- (7) کنز العمال:ج 3 ص 110 ح 5721 عن أبی سعید.

6209. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا تَواضَعَ العَبدُ رَفَعَهُ اللّهُ إلَی السَّماءِ السّابِعَةِ . (1)

6210. عنه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثَةٌ لا یَزیدُ اللّهُ بهِنَّ إلّا خَیرا:التَّواضُعُ لا یَزیدُ اللّهُ بهِ إلّا ارتِفاعا ، وذِلُّ النَّفسِ لا یَزیدُ اللّهُ بهِ إلّا عِزّا ، والتَّعَفُّفُ لا یَزیدُ اللّهُ بهِ إلّا غِنیً . (2)

6211. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعَلیٍّ علیه السلام: یا علیُّ ، واللّهِ لَو أنّ المُتَواضِعَ فی قَعرِ بِئرٍ لَبَعَثَ اللّهُ عز و جلإلَیهِ رِیحا یَرفَعُهُ فَوقَ الأخیارِ فی دَولَةِ الأشرارِ. (3)

6212. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن آدَمیٍّ إلّا وفی رَأسِهِ حَکَمَةٌ (4)بِیَدِ مَلَکٍ ، فإذا تَواضَعَ قِیلَ للمَلَکِ :ارفَعْ حَکَمَتَهُ ، وإذا تَکبَّرَ قِیلَ للمَلَکِ :ضَعْ حَکَمَتَهُ . (5)

6213. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَواضَعَ للّهِ رَفَعَهُ اللّهُ ، فهُو فی نَفسِهِ ضَعیفٌ وفی أعیُنِ النّاسِ عَظیمٌ ، ومَن تَکبَّرَ وَضَعَهُ اللّهُ ، فهُو فی أعیُنِ النّاسِ صَغیرٌ وفی نَفسِهِ کَبیرٌ ؛ حتّی لَهُو أهوَنُ علَیهِم مِن کَلبٍ أو خِنْزیرٍ. (6)

ص:518


1- (1) کنز العمال:ج 3 ص 110 ح 5720 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق عن ابن عبّاس.
2- (2) عدة الداعی:ص 166 ، [1]بحار الأنوار:ج 75 ص 123 ح 22. [2]
3- (3) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 326 ح 2656 [3] عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 53 ح 3. [4]
4- (4) الحَکَمَة:حدیدة فی اللجام تکون علی أنف الفرس وحَنَکه تمنعه عن مخالفة راکبِه [ومعنی الحدیث:]أی تمنع من هی فی رأسه کما تمنع الحَکَمَة الدابّة (لسان العرب:ج 12 ص 144). [5]
5- (5) کنز العمال:ج 3 ص 112 ح 5729 نقلاً عن المعجم الکبیر عن ابن عبّاس.
6- (6) کنز العمال:ج 3 ص 113 ح 5737 نقلاً عن أبی نعیم عن عمر.

الفصل الحادی والأربعون: التّوکّل

1/41 تفسیرُ التَّوکُّلِ
الکتاب

"إِنْ یَنْصُرْکُمُ اللّهُ فَلا غالِبَ لَکُمْ وَ إِنْ یَخْذُلْکُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُکُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ عَلَی اللّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ". 1

" وَ إِنْ یَمْسَسْکَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلا کاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَ إِنْ یَمْسَسْکَ بِخَیْرٍ فَهُوَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ". 2

" وَ لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللّهِ ما لا یَنْفَعُکَ وَ لا یَضُرُّکَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّکَ إِذاً مِنَ الظّالِمِینَ * وَ إِنْ یَمْسَسْکَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلا کاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَ إِنْ یُرِدْکَ بِخَیْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ یُصِیبُ بِهِ مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ ". 3

" قُلْ لَنْ یُصِیبَنا إِلاّ ما کَتَبَ اللّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَ عَلَی اللّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ". 4

ص:519

الحدیث

6214. معانی الأخبار عن جَبرئیلَ علیه السلام لَمّا سألَهُ النّبیُّ صلی اللّه علیه و آله عنِ التَّوکُّلِ علَی اللّهِ : العِلمُ بأنّ المَخلوقَ لا یَضُرُّ ولا یَنفَعُ ، ولا یُعطی ولا یَمنَعُ ، واستِعمالُ الیَأسِ مِن الخَلقِ ، فإذا کانَ العَبدُ کذلکَ لَم یَعمَلْ لأحَدٍ سِوَی اللّهِ ، ولَم یَرْجُ ولَم یَخَفْ سِوَی اللّهِ ، ولَم یَطمَعْ فی أحَدٍ سِوَی اللّهِ ، فهذا هُو التَّوکُّلُ . (1)

2/41 المُتَوکِّلونَ
الکتاب

" الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللّهِ وَ اللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ ". 2

" وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ یا قَوْمِ إِنْ کانَ کَبُرَ عَلَیْکُمْ مَقامِی وَ تَذْکِیرِی بِآیاتِ اللّهِ فَعَلَی اللّهِ تَوَکَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَکُمْ وَ شُرَکاءَکُمْ ثُمَّ لا یَکُنْ أَمْرُکُمْ عَلَیْکُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَیَّ وَ لا تُنْظِرُونِ ". 3

" إِنِّی تَوَکَّلْتُ عَلَی اللّهِ رَبِّی وَ رَبِّکُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاّ هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ ". 4

" قالَ یا قَوْمِ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ کُنْتُ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّی وَ رَزَقَنِی مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَ ما أُرِیدُ أَنْ أُخالِفَکُمْ إِلی

ص:520


1- (1) معانی الأخبار:ص 261 ح 1 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 20 ح 4. [1]

ما أَنْهاکُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِیدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَ ما تَوْفِیقِی إِلاّ بِاللّهِ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ ". 1

" وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ * اَلَّذِینَ صَبَرُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ ". 2

الحدیث

6215. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: سَبعونَ ألفا مِن امَّتی یَدخُلونَ الجَنَّةَ بغَیرِ حِسابٍ :هُمُ الّذینَ لا یَکتَوُونَ ، ولا یَکوُونَ ، ولا یَستَرقُونَ ، ولا یَتَطَیَّرُونَ ، وعلی ربِّهِم یَتَوَکَّلونَ . (1)

6216. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ اکتَوی أو استَرقی ، فَقَد بَرِئَ مِن التَّوکُّلِ (2). (3)

3/41 ثَمَرةُ التَّوکُّلِ

6217. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن أحَبَّ أن یَکونَ أقوَی النّاسِ فلْیَتَوکَّلْ علَی اللّهِ تعالی. (4)

6218. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَو أنّ رجُلاً تَوَکَّلَ علَی اللّهِ بصِدقِ النِّیَّةِ لاحتاجَت إلَیهِ الاُمَراءُ مِمَّن دُونَهُم ، فکَیفَ یَحتاجُ هُو ومَولاهُ الغَنیُّ الحَمیدُ ؟! (5)

ص:521


1- (3) کنز العمال:ج 3 ص 100 ح 5683 نقلاً عن البزّار عن أنس.
2- (4) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1154 ح 3489 عن عقار بن المغیرة عن أبیه.
3- (5) بیان:فی الماضی القدیم کان الناس وخصوصا العرب یعالجون مرضاهم بالکیّ اذا یئسوا من الدواء، وکانوا یربطون الرُّقی التی یبتدعوها من أنفسهم علی أعناق وأیدی الأفراد لئلّا یصیبهم داء، وهذا الحدیث یری أن الاتکال و الاعتماد علی کلا الأمرین المذکورین بالکلیة منافٍ للتوکل.
4- (6) جامع الأخبار:ص 321 ح 904 ، [1]بحارالأنوار:ج 71 ص 151 ح 51. [2]راجع:کنز العمال:ج 3 ص 101 ح 5686 نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی التّوکل عن ابن عبّاس.
5- (7) مشکاة الأنوار:ص 52 ح 49. [3]

6219. عنه صلی اللّه علیه و آله: الطِّیَرَةُ شِرکٌ ، وما مِنّا إلّا ! ولکنَّ اللّهَ یُذهِبُهُ بالتَّوکُّلِ . (1)

4/41 التَّوکُّلُ وکِفایةُ الاُمورِ
الکتاب

" وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ وَ مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِکُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً ". 2

" وَ یَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِکَ بَیَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَیْرَ الَّذِی تَقُولُ وَ اللّهُ یَکْتُبُ ما یُبَیِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ تَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ وَ کَفی بِاللّهِ وَکِیلاً ". 3

" وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِکُمْ وَ کَفی بِاللّهِ وَلِیًّا وَ کَفی بِاللّهِ نَصِیراً ". 4

" وَ إِنْ یُرِیدُوا أَنْ یَخْدَعُوکَ فَإِنَّ حَسْبَکَ اللّهُ هُوَ الَّذِی أَیَّدَکَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ * وَ أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ما أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لکِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ * یا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَسْبُکَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ ". 5

" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ ". 6

الحدیث

6220. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَوَکَّلَ علَی اللّهِ کَفاهُ مُؤنَتَهُ ورَزَقَهُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ . (2)

ص:522


1- (1) سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1170 ح 3538 عن عبداللّه.
2- (7) کنز العمال:ج 3 ص 103 ح 5693 نقلاً عن الدیلمی عن عمران بن حصین.

6221. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَو أنّ النّاسَ کُلَّهُم أخَذوا بهذهِ الآیَةِ لَکَفَتهُم: "...وَ مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ " . (1)

6222. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَو أ نَّکُم تَتَوکَّلونَ علَی اللّهِ حَقَّ تَوَکُّلِهِ لَرَزقَکُم کما یَرزُقُ الطَّیرَ ، تَغدو خِماصا وتَرُوحُ بِطانا. (2)

6223. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَوَکَّلَ وقَنَعَ ورَضِیَ کُفِیَ المَطلَبَ . (3)

5/41 أدبُ التَّوکُّلِ

6224. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لِرجُلٍ قالَ لَهُ : أعقِلُها وأتَوَکَّلُ ، أو اطلِقُها وأتَوَکَّلُ ؟:اِعقِلْها وتَوَکَّلْ . (4)

6225. عنه صلی اللّه علیه و آله لِرجُلٍ قالَ لَهُ : ارسِلُ وأتَوَکَّلُ :قَیِّدْها وتَوَکَّلْ . (5)

6226. مستدرک الوسائل: رأی رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله قَوما لا یَزرَعُونَ ، قالَ :ما أنتُم ؟ قالوا:نَحنُ المُتَوَکِّلونَ ، قالَ :لا ،بَل أنتُمُ المُتَّکِلونَ . (6)

6/41 الانقِطاعُ إلَی اللّهِ
الکتاب

" وَ اذْکُرِ اسْمَ رَبِّکَ وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلاً * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَکِیلاً ". 7

ص:523


1- (1) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 376 ح 2661 [1] عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 77 ص 87 ح 3. [2]
2- (2) کنز العمال:ج 3 ص 100 ح 5684 عن عمر.
3- (3) النوادر للراوندی:ص 125 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 71 ص 154 ح 66.
4- (4) سنن الترمذی:ج 4 ص 668 ح 2517 عن أنس.
5- (5) کنز العمال:ج 3 ص 104 ح 5698 عن ابن عمر.
6- (6) مستدرک الوسائل:ج 11 ص 217 ح 12789 [3] نقلاً عن القطب الراوندی فی لب اللباب.

" وَ جاهِدُوا فِی اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباکُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِیکُمْ إِبْراهِیمَ هُوَ سَمّاکُمُ الْمُسْلِمِینَ مِنْ قَبْلُ وَ فِی هذا لِیَکُونَ الرَّسُولُ شَهِیداً عَلَیْکُمْ وَ تَکُونُوا شُهَداءَ عَلَی النّاسِ فَأَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّکاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللّهِ هُوَ مَوْلاکُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلی وَ نِعْمَ النَّصِیرُ ". 1

" وَ کَیْفَ تَکْفُرُونَ وَ أَنْتُمْ تُتْلی عَلَیْکُمْ آیاتُ اللّهِ وَ فِیکُمْ رَسُولُهُ وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللّهِ فَقَدْ هُدِیَ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ ". 2

"إِنَّ وَلِیِّیَ اللّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْکِتابَ وَ هُوَ یَتَوَلَّی الصّالِحِینَ * وَ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَکُمْ وَ لا أَنْفُسَهُمْ یَنْصُرُونَ ". 3

" قُلْ أَ غَیْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِیًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ قُلْ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أَکُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَ لا تَکُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِکِینَ ". 4

" فَلَعَلَّکَ تارِکٌ بَعْضَ ما یُوحی إِلَیْکَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُکَ أَنْ یَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ کَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَکٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِیرٌ وَ اللّهُ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ وَکِیلٌ ". 5

الحدیث

6227. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ انقَطَعَ إلَی اللّهِ کَفاهُ اللّهُ کُلَّ مَؤونَةٍ ، ومَنِ انقَطَعَ إلَی الدُّنیا وَکَلَهُ اللّهُ إلَیها. (1)

ص:524


1- (6) اعلام الدین:ص 334 ح 8 ، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 178 ح 10. [2]
7/41 الانقِطاعُ إلی غیرِ اللّهِ
الکتاب

" لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَسْتَجِیبُونَ لَهُمْ بِشَیْ ءٍ إِلاّ کَباسِطِ کَفَّیْهِ إِلَی الْماءِ لِیَبْلُغَ فاهُ وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ وَ ما دُعاءُ الْکافِرِینَ إِلاّ فِی ضَلالٍ * وَ لِلّهِ یَسْجُدُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ کَرْهاً وَ ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَ فَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ لا یَمْلِکُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَ لا ضَرًّا قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الْأَعْمی وَ الْبَصِیرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِی الظُّلُماتُ وَ النُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَکاءَ خَلَقُوا کَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَیْهِمْ قُلِ اللّهُ خالِقُ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهّارُ ". 1

" مَنْ کانَ یَظُنُّ أَنْ لَنْ یَنْصُرَهُ اللّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّماءِ ثُمَّ لْیَقْطَعْ فَلْیَنْظُرْ هَلْ یُذْهِبَنَّ کَیْدُهُ ما یَغِیظُ ". 2

الحدیث

6228. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أوحَی اللّهُ إلی داوودَ:...ما مِن عَبدٍ یَعتَصِمُ بمَخلوقٍ دُونی أعرِفُ ذلکَ مِن نِیَّتِهِ إلّا قَطَعتُ أسبابَ السَّماواتِ بَینَ یَدَیهِ ، وأرسَختُ الهَوی مِن تَحتِ قَدَمَیهِ . (1)

6229. عنه صلی اللّه علیه و آله: یَقولُ اللّهُ عز و جل:ما مِن مَخلوقٍ یَعتَصِمُ بمَخلوقٍ دُونی إلّا قَطَعتُ أبوابَ السَّماواتِ والأرضِ دُونَهُ ، فإن دَعانی لَم اجِبْهُ ، وإن سَألَنی لَم اعطِهِ . (2)

6230. عنه صلی اللّه علیه و آله: یَقولُ اللّهُ عز و جل:ما مِن مَخلوقٍ یَعتَصِمُ دُونی إلّا قَطَعتُ أسبابَ السَّماواتِ

ص:525


1- (3) کنز العمال:ج 3 ص 101 ح 5690 نقلاً عن ابن عساکر عن کعب بن مالک.
2- (4) کنز العمال:ج 3 ص 703 ح 8512 نقلاً عن العسکریّ عن الإمام علیّ علیه السلام.

وأسبابَ الأرضِ مِن دُونهِ ، فإن سَألَنی لَم اعطِهِ وإن دَعانی لَم اجِبْهُ . (1)

6231. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ انقَطَعَ إلَی الدُّنیا وَکَلَهُ اللّهُ إلَیها. (2)

6232. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَتَّکِلْ إلی غَیرِ اللّهِ فیَکِلَکَ اللّهُ إلَیهِ . (3)

ص:526


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 585 ح 1210 [1] عن اسحاق بن جعفر عن أخیه الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 155 ح 68. [2]
2- (2) کنز العمال:ج 3 ص 103 ح 5693 نقلاً عن الدیلمی عن عمران حصین.
3- (3) مستدرک الوسائل:ج 11 ص 217 ح 12790 [3] نقلاً عن القطب الراوندی فی لب اللباب.

الفصل الثانی والأربعون: الهدیّة

1/42 دَورُ الهَدِیَّةِ فی المَحبَّةِ
الکتاب

" وَ إِنِّی مُرْسِلَةٌ إِلَیْهِمْ بِهَدِیَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ". 1

الحدیث

6233. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَهادَوا تَحابُّوا ، تَهادُوا فإنَّها تَذهَبُ بالضَّغائنِ . (1)

6234. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَهادَوا ؛ فإنّ الهَدِیَّةَ تَسِلُّ السَّخائمَ ، وتُجلی ضَغائنَ العَداوَةِ والأحقادِ. (2)

6235. عنه صلی اللّه علیه و آله: الهَدِیَّةُ تُذهِبُ الضَّغائنَ مِن الصُّدورِ. (3)

6236. عنه صلی اللّه علیه و آله: الهَدِیَّةُ تُورِثُ المَوَدَّةَ ، وتَجدُرُ (4)(5)الاُخُوَّةَ ، وتُذهِبُ الضَّغینَةَ ، تَهادُوا تَحابُّوا. (6)

ص:527


1- (2) الکافی:ج 5 ص 144 ح 14 [1] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 44 ح 1.
2- (3) الکافی:ج 5 ص 143 ح 7 [2] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام.
3- (4) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 74 ح 343 [3] عن نعیم بن صالح الطبری عن لإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 45 ح 4. [4]
4- (5) جَدَرَه یَجْدُرُه:حَوَّطه، والضغینة:الحقد (لسان العرب:ج 4 ص 121 و ج 13 ص 255).
5- (6) فی المصدر "وتجدد" وما اثبتناه من بحار الأنوار.
6- (7) عوالی اللآلی:ج 1 ص 294 ح 183 و 184 ، [5]بحار الأنوار:ج 77 ص 166 ح 2. [6]
2/42 الحَثُّ علی قَبولِ الهَدیّةِ

6237. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَو اهدِیَ إلَیَّ کُراعٌ (1)لَقَبِلتُهُ . (2)

6238. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَو دُعِیتُ إلی کُراعٍ لأجَبتُ ، ولَو اهدِیَ إلَیّ کُراعٌ لَقَبِلتُ . (3)

6239. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَو اهدِیَ إلَیّ کُراعٌ لَقَبِلتُ ، ولَو دُعِیتُ إلی ذِراعٍ لَأجَبتُ . (4)

6240. عنه صلی اللّه علیه و آله: مِن تَکرِمَةِ الرّجُلِ لأخیهِ المُسلمِ أن یَقبَلَ تُحفَتَهُ ، ویُتحِفَهُ بما عِندَهُ ، ولا یَتَکَلّفَ لَهُ شیئا. (5)

6241. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعائشةَ لَمّا أهدَت إلَیها امرأةٌ مِسکینَةٌ هَدِیَّةً فلَم تَقبَلْها رَحمَةً لَها: ألَا قَبِلتیها مِنها وکافَیتیها مِنها؟! فلا تَری أ نَّکِ حَقَّرتیها ! یا عائشةُ ، تَواضَعی فإنَّ اللّهَ یُحِبُّ المُتواضِعینَ ویُبغِضُ المُستَکبِرینَ . (6)

6242. سنن أبی داوود عن عائشة: إنّ النَّبیَّ صلی اللّه علیه و آله کانَ یَقبَلُ الهَدِیَّةَ ویُثیبُ علَیها. (7)

ص:528


1- (1) الکُراع:هو مادون الرُّکبة من الساق (النهایة:ج 4 ص 165). [1]
2- (2) الکافی:ج 5 ص 143 ح 9 [2] عن ابراهیم الکرخی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 16 ص 275 ح 113. [3]
3- (3) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 299 ح 4070،بحارالأنوار:ج 48 ص 147 ح 21. [4]
4- (4) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 328 ح 2656 [5] عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 54 ح 3. [6]
5- (5) الکافی:ج 5 ص 143 ح 8 [7] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 45 ح 6. [8]
6- (6) کنز العمال:ج 5 ص 821 ح 14482 عن عائشة.
7- (7) سنن أبی داوود:ج 3 ص 290 ح 3536.
3/42 وُجوهُ الهَدیَّةِ

6243. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الهَدِیَّةُ علی ثَلاثَةِ أوجُهٍ :هَدِیَّةُ مُکافاةٍ ، وهَدِیَّةُ مُصانَعَةٍ ، وهَدِیَّةٌ للّهِ عز و جل. (1)

4/42 حُرمَةُ هَدایا العُمّالِ

6244. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الهَدِیَّةُ إلَی الإمامِ غُلولٌ . (2)

6245. عنه صلی اللّه علیه و آله: هَدایا العُمّالِ غُلولٌ . (3)

6246. عنه صلی اللّه علیه و آله: هَدایا العُمّالِ حَرامٌ کُلُّها. (4)

6247. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن شَفَعَ لأخیهِ شَفاعَةً فأهدی لَهُ هَدِیَّةً علَیها فقَبِلَها مِنهُ ، فَقد أتی بابا عَظیما مِن أبوابِ الرِّبا. (5)

6248. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعَلیٍّ علیه السلام: یاعلیُّ ، إنَّ القَومَ سَیُفْتَنونَ بأموالِهِم ، ویَمُنُّونَ بدِینِهِم علی ربِّهِم ، ویَتَمَنَّونَ رَحمَتَهُ ، ویَأمَنُونَ سَطوَتَهُ ، ویَستَحِلُّونَ حَرامَهُ بالشُّبُهاتِ الکاذِبَةِ ، والأهواءِ السّاهِیَةِ ، فیَستَحِلُّونَ الخَمرَ بالنَّبیذِ ، والسُّحتَ بالهَدِیَّةِ ، والرِّبا بالبَیعِ . (6)

6249. صحیح البخاری عن أبی حمید الساعدی: استَعمَلَ النَّبیُّ صلی اللّه علیه و آله رجُلاً مِن بَنی أسَدٍ یُقال لَهُ ابنُ الاُتبِیّةِ علی صَدَقَةٍ ، فلَمّا قَدِمَ قالَ :هذا لَکُم و هذا اهدِیَ لِی، فقامَ النَّبیُّ صلی اللّه علیه و آله علَی

ص:529


1- (1) الکافی:ج 5 ص 141 ح 1 [1] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام.
2- (2) کنز العمال:ج 6 ص 111 ح 15062 نقلاً عن المعجم الکبیر عن ابن عبّاس.
3- (3) کنز العمال:ج 6 ص 111 ح 15067 عن عرباض.
4- (4) کنز العمال:ج 6 ص 112 ح 15068 نقلاً عن مسند أبی یعلی عن حذیفة.
5- (5) کنز العمال:ج 6 ص 112 ح 15070 عن أبی امامة.
6- (6) نهج البلاغة:الخطبة 156 ، [2]بحارالأنوار:ج 32 ص 241 ح 191. [3]

المِنبَرِ...فحَمِدَ اللّهَ وأثنی علَیهِ ثُمّ قالَ :ما بالُ العامِلِ نَبعَثُهُ ، فَیأتی فَیقولُ :هذا لَکَ و هذا لِی ؟! فهَلّا جَلَسَ فی بَیتِ أبِیهِ واُمِّهِ فیَنظُرَ أیُهدی لَهُ أم لا ؟ والّذی نَفسی بِیَدِهِ لا یَأتی بشیءٍ إلّا جاءَ بهِ یَومَ القِیامَةِ یَحمِلُهُ علی رَقَبَتِهِ ، إن کانَ بَعیرا لَهُ رُغاءٌ أو بَقَرَةً لَها خُوارٌ أو شاةً تَیعَرُ. (1)

5/42 النَّهیُ عَن هَدیّةِ المُشرِکِ

6250. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّا لانَقبَلُ هَدِیَةَ مُشرِکٍ . (2)

6251. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّا لانَقبَلُ زَبْدَ (3)المُشرِکینَ . (4)

6252. عنه صلی اللّه علیه و آله لَمّا جاءَ إلَیهِ مُلاعِبُ الأسِنَّةِ بهَدِیَّةٍ ، فعَرَضَ علَیهِ النَّبیُّ الإسلامَ فأبی أن یُسلِمَ : فإنّی لا أقبَلُ هَدِیَّةَ مُشرِکٍ . (5)

6253. عنه صلی اللّه علیه و آله لرَجُلٍ أهدی لَهُ فَرَسا قَبلَ أن یُسلِمَ : إنّی أکرَهُ زَبدَ المُشرِکینَ . (6)

6254. کنز العمّال عن عیاض بن حَمار المجاشعی: أنّهُ أهدی إلی النَّبیِّ صلی اللّه علیه و آله هَدِیَّةً أو ناقةً ، فقال:أسلَمتَ ؟ قالَ :لا ، قالَ :فإنّی نُهِیتُ عَن زَبْدِ المُشرِکینَ . (7)

6255. کنز العمّال عن حَکیم بن حِزامٍ : خَرَجتُ إلَی الیَمَنِ فابتَعتُ حِلَّةَ ذی یَزَنَ ، فأهدَیتُها إلَی

ص:530


1- (1) صحیح البخاری:ج 6 ص 2624 ح 6753.
2- (2) کنز العمال:ج 5 ص 820 ح 14475 نقلاً عن ابن عساکر عن عامر بن مالک و ح 14479 نقلاً عن ابن جریر عن عروة.
3- (3) الزَّبْد بسکون الباء:الرِّفد والعطاء (النهایة:ج 2 ص 293). [1]
4- (4) کنز العمال:ج 6 ص 119 ح 15104 عن عیاض بن حمار.
5- (5) کنز العمال:ج 5 ص 822 ح 14485 نقلاً عن ابن عساکر عن کعب بن مالک.
6- (6) کنز العمال:ج 5 ص 823 ح 14487 و ج 6 ص 119 ح 15105 کلاهما عن عمران بن حصین.
7- (7) کنز العمال:ج 5 ص 823 ح 14486.

النَّبیِّ صلی اللّه علیه و آله فی المُدَّةِ الّتی کانَت بَینَهُ وبَینَ قُرَیشٍ ، فقالَ :لا أقبَلُ هَدِیَّةَ مُشرِکٍ ، فرَدَّها ، فبِعتُها فاشتَراها فَلَبِسَها.... (1)

6256. الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إنّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله نَهی عَن زَبْدِ المُشرِکینَ ؛ یُریدُ هَدایا أهلِ الحَربِ . (2)

6257. الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: کانَ عِیاضٌ رجُلاً عَظیمَ الخَطَرِ وکانَ قاضِیا لأهلِ عُکاظَ فی الجاهِلِیَّةِ ، فکانَ عِیاضٌ إذا دَخَلَ مَکّةَ ألقی عَنهُ ثِیابَ الذُّنُوبِ والرَّجاسَةِ ، وأخَذَ ثِیابَ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله لِطُهرِها ، فلَبِسَها وطافَ بالبَیتِ ثُمّ یَرُدُّها علَیهِ إذا فَرَغَ مِن طَوافِهِ .

فلَمّا أن ظَهَرَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أتاهُ عِیاضٌ بهَدِیَّةٍ فأبی رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أن یَقبَلَها ، وقالَ :یا عِیاضُ ، لَو أسلَمتَ لَقَبِلتُ هَدِیَّتَکَ ؛ إنّ اللّهَ عز و جل أبی لِی زَبْدَ المُشرِکینَ .ثُمّ إنّ عِیاضا بَعدَ ذلکَ أسلَمَ وحَسُنَ إسلامُهُ فأهدی إلی رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله هَدِیَّةً فقَبِلَها مِنهُ . (3)

6258. الکافی عن إبراهیم الکَرخِیّ : سألتُ أباعبدِاللّهِ علیه السلام عَنِ الرّجُلِ تَکونُ لَهُ الضَّیعَةُ الکَبیرَةُ ، فإذا کانَ یَومُ المِهرَجانِ أو النَّیروزِ أهدَوا إلَیهِ الشَّیءَ لَیسَ هُو علَیهِم، یَتَقَرَّبونَ بذلکَ إلَیهِ ، فقالَ :ألَیسَ هُم مُصَلِّینَ ؟ قلتُ :بلی ، قالَ :فلْیَقبَلْ هَدِیَّتَهُم ولْیُکافِهِم ؛ فإنَّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله قالَ :لَو اهدِیَ إلَیَّ کُراعٌ لَقَبِلتُ وکانَ ذلکَ مِن الدِّینِ ، ولَو أنَّ کافِرا أو مُنافِقا أهدی إلَیَّ وَسْقا ما قَبِلتُ وکانَ ذلکَ مِن الدِّینِ ، أبَی اللّهُ عز و جل لِی زَبْدَ المُشرِکینَ والمُنافِقینَ وطَعامَهُم. (4)

ص:531


1- (1) کنز العمال:ج 5 ص 817 ح 14473.
2- (2) الجعفریّات:ص 82 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 391 ح 12. [2]
3- (3) الکافی:ج 5 ص 142 ح 3 [3] عن أبی بکر الحضرمی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 22 ص 294 ح 4. [4]
4- (4) الکافی:ج 5 ص 141 ح 2. [5]
6/42 أفضَلُ الهَدیَّةِ

6259. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ أفضَلَ الهَدِیَّةِ أو أفضَلَ العَطِیَّةِ ، الکَلِمَةُ مِن کلامِ الحِکمَةِ یَسمَعُها العَبدُ ثُمّ یَتَعَلَّمُها ، ثُمّ یُعَلِّمُها.... (1)

6260. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما أهدی المَرءُ المُسلمُ إلی أخیهِ هَدِیَّةً أفضَلَ مِن کَلِمَةِ حِکمَةٍ ؛ یَزیدُهُ اللّهُ بها هُدی ، وَیَرُدُّه عن رَدی. (2)

6261. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما أهدی مُسِلمٌ لأخیهِ هَدِیَّةً أفضَلَ مِن کَلِمَةِ حِکمَةٍ ؛ یَزیدُهُ اللّهُ تعالی بها هُدی ، أو یَرُدُّهُ بها عن رَدی. (3)

6262. عنه صلی اللّه علیه و آله: نِعمَ العَطِیَّةُ ونِعمَ الهَدِیَّةُ کَلِمَةُ حِکمَةٍ تَسمَعُها. (4)

6263. معانی الأخبار عن احمد بن أبی عبداللّه عن أبیه فی حدیث مرفوع إلی النبیّ صلی اللّه علیه و آله: جاءَ جَبرئیلُ علیه السلام إلی النبیّ صلی اللّه علیه و آله فقالَ :یا رسولَ اللّهِ ، إنّ اللّهَ تبارکَ وتعالی أرسَلَنی إلَیکَ بهَدِیَّةٍ لَم یُعطِها أحَدا قَبلَکَ ، قالَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:قلتُ :وماهِی ؟ قالَ :الصَّبرُ وأحسَنُ مِنهُ .قلتُ :وما هُو ؟ قال:الرِّضا وأحسَنُ مِنهُ .قلتُ :وما هو ؟ قال:الزُّهدُ وأحسَنُ مِنهُ .قلتُ :وما هو ؟ قال:الإخلاصُ وأحسَنُ مِنهُ .قلتُ :وما هو ؟ قال:الیَقینُ وأحسَنُ مِنهُ .قلتُ :وما هو یا جَبرئیلُ قال:إنّ مَدرَجَةَ ذلکَ التَّوکُّلُ علَی اللّهِ عز و جل ، فقلتُ :وما التَّوکُّلُ علَی اللّهِ عز و جل ؟ فقالَ :العِلمُ بأنَّ المَخلوقَ لا یَضُرُّ ولایَنفَعُ ولا یُعطی ولا یَمنَعُ ، واستِعمالُ الیَأسِ مِن الخَلقِ .... (5)

ص:532


1- (1) کنز العمال:ج 10 ص 172 ح 28891 عن أنس.
2- (2) منیة المرید:ص 105 ، [1]بحار الأنوار:ج 2 ص 25 ح 88. [2]
3- (3) کنز العمال:ج 10 ص 172 ح 28892 نقلاً عن مسند أبی یعلی عن ابن عمر.
4- (4) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 212. [3]
5- (5) معانی الأخبار:ص 260 ح 1 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 20 ح 4. [4]
7/42 ذمّ العود فی الهبة

6264. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: العائدُ فِی هِبَتِهِ کالعائدِ فی قَیئهِ . (1)

6265. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ لمّا أرادَ أن یشتَریَ فَرَسا کان قَد تَصَدّقَ بِها فی سَبیلِ اللّه ظَنّا مِنهُ أنّه سَوفَ یحصَلُ عَلَیهِ بأدنی مِن قیمَتِهِ الواقعیّة: لا تَشتَرِهِ ولا تَعُدْ فی صَدَقَتِکَ وإن أعطاکَهُ بدِرهَمٍ ؛ فإنّ العائدَ فی صَدَقَتِهِ کالعائدِ فی قَیئهِ . (2)

ص:533


1- (1) کنز العمال:ج 16 ص 639 ح 46164 عن ابن عبّاس.
2- (2) صحیح البخاری:ج 2 ص 542 ح 1419 عن عمر بن الخطاب.

ص:534

الفصل الثالث والأربعون: الهمّة

1/43 الحَثُّ عَلَی عُلُوُّ الهِمَّةِ

6266. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ تعالی یُحِبُّ مَعالِیَ الاُمورِ وأشرافَها ، ویَکرَهُ سَفسافَها. (1)

6267. عنه صلی اللّه علیه و آله: القَلبُ ثَلاثَةُ أنواعٍ :قَلبٌ مَشغولٌ بالدُّنیا ، وقَلبٌ مَشغولٌ بالعُقبی ، وقَلبٌ مَشغولٌ بالمَولی.أمّا القَلبُ المَشغولُ بالدُّنیا فَلَهُ الشِّدَّةُ والبَلاءُ ، وأمّا القَلبُ المَشغولُ بالعُقبی فلَهُ الدَّرَجاتُ العُلی ، وأمّا القَلبُ المَشغولُ بالمَولی فلَهُ الدُّنیا والعُقبی والمَولی. (2)

2/43 مایَنبَغی الاهِتمامُ بهِ

6268. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أیُّها النّاسُ ، أقبِلوا علی ما کُلِّفتُموهُ مِن إصلاحِ آخِرَتِکُم...واصرِفُوا هِمَّتَکُم بالتَّقَرُّبِ إلی طاعَتِهِ . (3)

ص:535


1- (1) کنز العمال:ج 15 ص 770 ح 43021 نقلاً عن المعجم الکبیر عن الإمام الحسین علیه السلام.
2- (2) المواعظ العددیّة:ص 146.
3- (3) اعلام الدین:ص 339 ح 23 ، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 182 ح 23. [2]
3/43 قِصَرُ الهِمَّةِ

6269. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَت هِمَّتُهُ أکلَهُ ، کانَت قِیمَتُهُ ما أکَلَهُ . (1)

6270. عنه صلی اللّه علیه و آله: کَم بَینَ مَسألَةِ الأعرابیِّ وعَجوزِ بَنی إسرائیلَ ! إنّ موسی لَمّا امِرَ أن یَقطَعَ البَحرَ فانتَهی إلَیهِ صُرِفَت وُجوهُ الدَّوابِّ فرَجَعَت ، فقالَ موسی:ما لِی یا ربِّ ؟! قالَ :إنّکَ عِندَ قَبرِ یُوسُفَ ، فاحمِلْ عِظامَهُ مَعکَ وقَدِ استَوی القَبرُ بالأرضِ .

فجَعَلَ موسی لایَدری أینَ هُو ، فسألَ موسی:هَل یَدری أحَدٌ مِنکُم أینَ هُو ؟ فقالوا:إن کانَ أحَدٌ یَعلَمُ أینَ هُو فعَجوزُ بَنی فُلانٍ تَعلَمُ أینَ هُو ، فأرسَلَ إلَیها الرّسولَ قالَت:ما لَکُم ؟ قالوا:انطَلِقی إلی موسی ، فلَمّا أتَتهُ قالَ لَها:تَعلَمینَ أینَ قَبرُ یُوسُفَ ؟ قالَت:نَعَم ، قالَ :فَدُلِّینا علَیهِ ، قالَت:لا واللّهِ حتّی تُعطِیَنی ما أسألُکَ ! قالَ لَها:لکِ ذلکَ ، قالَت:فإنّی أسألُکَ أن أکونَ مَعکَ فی الدَّرَجَةِ الّتی تَکونُ فیها فی الجَنّةِ ، قالَ :سَلی الجَنّةَ ، قالَت:لا واللّهِ لا أرضی إلّا أن أکونَ مَعکَ ! فجَعلَ موسی یُرادُّها.

فأوحَی اللّهُ إلَیهِ أن أعطِها ذلکَ ؛ فإنّهُ لا یَنقُصُکَ شیئا.فأعطاها وَدَلَّتهُ علَی القَبرِ ، فأخرَجوا العِظامَ وجاوَزوا البَحرَ. (2)

6271. الإمامُ الباقرُ علیه السلام: إنّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله کانَ نَزَلَ علی رجُلٍ بالطّائفِ قَبلَ الإسلامِ فأکرَمَهُ ، فلَمّا أن بَعثَ اللّهُ محمّدا صلی اللّه علیه و آله إلَی النّاسِ قیلَ للرّجُلِ :أتَدری مَنِ الّذی أرسَلَهُ اللّهُ عز و جلإلَی النّاسِ ؟ قالَ :لا ، قالوا لَهُ :هُو محمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ یَتیمُ أبی طالبٍ ، وهُو الّذی کانَ نَزَلَ بکَ بالطّائفِ یَومَ کذا وکذا فأکرَمتَهُ .

ص:536


1- (1) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 48. [1]
2- (2) کنز العمال:ج 11 ص 516 ح 32412 نقلاً عن الخرائطی فی مکارم الأخلاق عن الإمام علیّ علیه السلام.

قالَ :فقَدِمَ الرّجُلُ علی رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فسَلَّمَ علَیهِ وأسلَمَ ، ثُمّ قالَ لَهُ :أتَعرفنی یا رسولَ اللّهِ ؟ قالَ :ومَن أنتَ ؟ قالَ :أنا رَبُّ المَنزِلِ الّذی نَزَلتَ بهِ بالطّائفِ فی الجاهِلیَّةِ یَومَ کذا وکذا فأکرَمتُکَ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:مَرحَبا بِکَ سَلْ حاجَتَکَ ، فقالَ :أسألُکَ مِئتَی شاةٍ بِرُعاتِها ، فأمَرَ لَهُ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله بما سألَ .ثُمّ قالَ لأصحابِهِ :ما کانَ علی هذا الرّجُلِ أن یَسألَنی سُؤالَ عَجوزِ بَنی إسرائیلَ لِمُوسی علیه السلام ؟! فقالوا:وما سألَت عَجوزُ بَنی إسرائیلَ لمُوسی ؟ فقالَ :إنّ اللّهَ عَزَّ ذِکرُهُ أوحی إلی موسی أن احمِلْ عِظامَ یُوسُفَ مِن مِصرَ قَبلَ أن تَخرُجَ مِنها إلَی الأرضِ المُقدَّسَةِ بالشّامِ ، فسَألَ موسی عَن قَبرِ یُوسُفَ علیه السلام ، فجاءهُ شَیخٌ فقالَ :إن کانَ أحَدٌ یَعرِفُ قَبرَهُ ففُلانَةٌ ، فأرسَلَ موسی علیه السلام إلَیها ، فلَمّا جاءتهُ قالَ :تَعلَمینَ مَوضِعَ قَبرِ یُوسُفَ علیه السلام ؟ قالَت:نَعَم ، قالَ :فدُلِّینی علَیهِ ولَکِ ماسَألتِ ، قالَ (1):لا أدُلُّکَ علَیهِ إلّا بحُکمی ، قالَ :فلَکِ الجَنَّةُ ، قالَت:لا إلّا بحُکمی علَیکَ ، فأوحَی اللّهُ عز و جل إلی موسی:لا یَکبُرْ علَیکَ أن تَجعَلَ لَها حُکمَها ، فقالَ لها موسی:فلَکِ حُکمُکِ ، قالَت:فإنّ حُکمی أن أکُونَ مَعکَ فی دَرَجَتِکَ الّتی تَکونُ فیها یَومَ القِیامَةِ فیالجَنَّةِ .

فقالَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:ما کانَ علی هذا لَو سَألَنی ما سألَت عَجوزُ بَنی إسرائیلَ ؟ ! (2)

ص:537


1- (1) کذا فی المصدر والصحیح "قالت".
2- (2) الکافی:ج 8 ص 155 ح 144 [1] عن یزید الکناسی.

ص:538

الباب الخامس: آفات بناء النفس

اشارة

ص:539

ص:540

ص:541

ص:542

الفصل الأوّل: الهوی

1/1 خَطَرُ الهَوی
الکتاب

" بَلِ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ فَمَنْ یَهْدِی مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِینَ ". 1

" أَ فَمَنْ کانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ کَمَنْ زُیِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ". 2

" وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ الَّذِی آتَیْناهُ آیاتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّیْطانُ فَکانَ مِنَ الْغاوِینَ * وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لکِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَی الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ الْکَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَیْهِ یَلْهَثْ أَوْ تَتْرُکْهُ یَلْهَثْ ذلِکَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ ". 3

الحدیث

6272. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: رُبَّ شَهوَةِ ساعَةٍ تُورِثُ حُزنا طَویلاً. (1)

ص:543


1- (4) الأمالی للطوسی:ص 533 ح 1162 [1] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 82 ح 3.

6273. عنه صلی اللّه علیه و آله: استَعیذوا باللّهِ مِن الرَّغَبِ . (1)

6274. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ إبلیسَ قالَ :أهلَکتُهُم بالذُّنوبِ فأهلَکونی بالاستِغفارِ، فلَمّا رأیتُ ذلکَ أهلَکتُهُم بالأهواءِ فهُم یَحسَبونَ أ نّهُم مُهتَدونَ فلا یَستَغفِرونَ . (2)

6275. عنه صلی اللّه علیه و آله: کُفَّ أذاکَ عَن نَفسِکَ ولا تُتابِعْ هَواها فی مَعصیَةِ اللّهِ ؛ إذَن تُخاصِمَکَ یَومَ القِیامَةِ فَیلعَنَ بَعضُکَ بَعضا ، إلّا أن یَغفِرَ اللّهُ تعالی ویَستُرَ برَحمَتِهِ . (3)

2/1 الهَوی إلهٌ مَعبودٌ
الکتاب

" أَ رَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنْتَ تَکُونُ عَلَیْهِ وَکِیلاً ". 4

" أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَکَّرُونَ ". 5

الحدیث

6276. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما تَحَت ظِلِّ السَّماءِ مِن إلهٍ یُعبَدُ مِن دُونِ اللّهِ أعظَمَ عِندَ اللّهِ مِن هَویً مُتَّبَعٍ . (4)

ص:544


1- (1) کنز العمال:ج 3 ص 199 ح 6160 نقلاً عن الفردوس عن أبی سعید.
2- (2) الترغیب والترهیب:ج 1 ص 87 ح 13 عن أبی بکر.
3- (3) المحجّة البیضاء:ج 5 ص 115.
4- (6) المعجم الکبیر:ج 8 ص 103 عن أبی أمامة.
3/1 التَّحذیرُ مِن الشَّهوَةِ الخَفِیَّةِ

6277. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: احذَروا الشَّهوَةَ الخَفِیَّةَ ؛ العالِمُ یُحِبُّ أن یُجلَسَ إلَیهِ . (1)

4/1 مُخالَفَةُ الهَوی
الکتاب

" وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْوی ". 2

الحدیث

6278. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: طُوبی لِمَن تَرَکَ شَهوَةً حاضِرَةً لِمَوعُودٍ لَم یَرَهُ . (2)

5/1 غَلَبَةُ الهَوی علَی العَقلِ

6279. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: حَرامٌ علی کُلِّ قَلبٍ مُتَوَلِّهٍ بالشَّهَواتِ أن یَسکُنَهُ الوَرَعُ . (3)

6280. عنه صلی اللّه علیه و آله: حَرامٌ علی کُلِّ قَلبٍ عزّی (4)بالشَّهَواتِ أن یَجُولَ فی مَلَکوتِ السَّماواتِ . (5)

6281. عنه صلی اللّه علیه و آله: یقولُ اللّهُ عز و جل:وَعِزَّتی وجَلالی...لا یُؤثِرُ عَبدٌ هَواهُ علی هَوایَ إلّا شَتَّتُّ علَیهِ

ص:545


1- (1) کنز العمال:ج 10 ص 185 ح 28965 نقلاً عن الفردوس عن أبی هریرة.
2- (3) تحف العقول:ص 49 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 153 ح 119. [1]
3- (4) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 122. [2]
4- (5) کذا فی المصدر، ولعل الصواب "غَرِیَ " من غَرِیَ بالشیء:اُولِعَ به.
5- (6) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 122. [3]

أمرَهُ ، ولَبَّستُ علَیهِ دُنیاهُ ، وشَغَلتُ قَلبَهُ بها ، ولَم اؤْتِهِ مِنها إلّا ما قَدَّرتُ لَهُ . (1)

6/1 أقوَی النّاسِ مَن غَلَبَ هَواهُ

6282. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أشجَعُ النّاسِ مَن غَلَبَ هَواهُ . (2)

6283. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الشَّدیدَ لَیسَ مَن غَلَبَ النّاسَ ، ولکِنَّ الشَّدیدَ مَن غَلَبَ علی نَفسِهِ . (3)

6284. تنبیه الخواطر: قیلَ :مَرَّ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله بقَومٍ فیهِم رجُلٌ یَرفَعُ حَجَرا یُقالُ لَهُ :حَجَرُ الأشِدّاءِ ، وهُم یَعجَبونَ مِنهُ ،...فقالَ :أفَلا اخبِرُکُم بما هُو أشَدُّ مِنهُ ؟ رجُلٌ سَبَّهُ رجُلٌ فحَلُمَ عَنهُ فغَلَبَ نَفسَهُ ، وغَلَبَ شَیطانَهُ وشَیطانَ صاحِبِهِ . (4)

7/1 مَن غَلَبَ شَهوَتَهَ ظَهرَ عَقلُهُ

6285. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن غَلَبَ عِلمُهُ هَواهُ فهُو عِلمٌ نافِعٌ ، ومَن جَعَلَ شَهوَتَهُ تَحتَ قَدَمَیهِ فَرَّ الشَّیطانُ مِن ظِلِّهِ . (5)

8/1 مَن غَلَبَ هَواهُ أتَتهُ الدُّنیا راغِمَةً

6286. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یقولُ اللّهُ عز و جل:وعِزَّتی وجَلالی...لایُؤثِرُ عَبدٌ هَوایَ علی هَواهُ إلّا

ص:546


1- (1) الکافی:ج 2 ص 335 ح 2 [1] عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 70 ص 78 ح 14. [2]
2- (2) معانی الأخبار:ص 195 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 70 ص 76 ح 5.
3- (3) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 10. [3]
4- (4) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 10. [4]
5- (5) جامع الأخبار:ص 269 ح 730 ، [5]بحار الأنوار:ج 70 ص 71 ح 21. [6]

استَحفَظتُهُ مَلائکَتی، وکَفَّلتُ السَّماواتِ والأرَضِینَ (الأرضَ ) رِزقَهُ ، وکُنتُ لَهُ مِن وراءِ تِجارَةِ کُلِّ تاجِرٍ ، وأتَتهُ الدُّنیا وهِیَ راغِمَةٌ . (1)

6287. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ تعالی یقولُ :وعِزَّتی وجَلالی وعُلُوِّی وبَهائی وجَمالی وارتِفاعِ مَکانی ، لا یؤثِرُ عَبدٌ هَوایَ علی هوی نَفسِهِ إلّا أثبَتُّ أجَلَهُ عِندَ بَصَرِهِ ، وضَمَّنتُ السَّماءَ والأرضَ رِزقَهُ ، وکُنتُ لَهُ مِن وَراءِ تِجارَةِ کُلِّ تاجِرٍ. (2)

ص:547


1- (1) الکافی:ج 2 ص 335 ح 2 [1] عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 70 ص 78 ح 14.
2- (2) کنز العمّال:ج 1 ص 231 ح 1161 نقلاً عن المعجم الکبیر عن ابن عبّاس.

ص:548

الفصل الثّانی: الشّرک

1/2 التَّحذیرُ مِن الشِّرکِ
الکتاب

" وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَ هُوَ یَعِظُهُ یا بُنَیَّ لا تُشْرِکْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ ". 1

" إِنَّ اللّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَکَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ وَ مَنْ یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَری إِثْماً عَظِیماً ". 2

" إِنَّ اللّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَکَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ وَ مَنْ یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِیداً ". 3

" حُنَفاءَ لِلّهِ غَیْرَ مُشْرِکِینَ بِهِ وَ مَنْ یُشْرِکْ بِاللّهِ فَکَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّیْرُ أَوْ تَهْوِی بِهِ الرِّیحُ فِی مَکانٍ سَحِیقٍ ". 4

ص:549

الحدیث

6288. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لِعَبداللّه بن مَسعودٍ: یابنَ مَسعودٍ ، إیّاکَ أن تُشرِکَ بِاللّهِ طَرفَةَ عَینٍ وإن نُشِرتَ بِالمِنشارِ ، أو قُطِّعتَ ، أو صُلِبتَ ، أو احرِقتَ بِالنارِ. (1)

2/2 الاستِعانَةُ بالمُشرکینَ

6289. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّا لا نَستَعِینُ بِمُشرِکٍ . (2)

6290. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّا لا نَستَعِینُ بِالمُشرکینَ عَلی المُشرکینَ . (3)

6291. المصنّف لابن أبی شیبة عن سعید بن المنذر: خَرَجَ رَسولُ اللّه علیه السلام إلی احد ، فَلَمّا خَلَفَ ثَنیةَ الوِداعِ فَنَظَرَ خَلْفَهُ فَإذا کَتیبَةٌ خَشناءُ، فَقالَ مَنْ هؤلاء؟ قالُوا:عَبْداللّهِ بنِ أُبَیِ بْنِ سلول ومَوالیهِ مِنَ الیَهُودِ قالَ :أقْد أَسلموا؟ قالُوا:لا،بَلْ عَلی دینِهِم ، قالَ :مُرُوهم فَلْیَرجِعُوا ، فإنّا لا نَستَعِینُ بِالمُشرکینَ . (4)

6292. عنه صلی اللّه علیه و آله: ارجِعْ ، فَلَن أستَعِینَ بمُشرِکٍ . (5)

6293. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَستَضیئُوا بِنارِ المُشرکینَ . (6)

6294. شرح نهج البلاغة عن الواقدی: کانَ خُبیبُ بنُ یِسافٍ رجُلاً شُجاعا، وکان یَأبَی الإسلامَ ، فلَمّا خَرَجَ النبیُّ صلی اللّه علیه و آله إلی بَدرٍ خَرَجَ هُو وقیسُ بنُ محرّثٍ ویقالُ :ابنُ الحارثِ

ص:550


1- (1) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 357 ح 2660 [1]عن عبداللّه بن مسعود ،بحارالأنوار:ج 77 ص 107 ح 1. [2]
2- (2) کنز العمّال:ج 4 ص 358 ح 10887 عن عائشة.
3- (3) کنز العمّال:ج 4 ص 358 ح 10888 عن خبیب بن یساف.
4- (4) المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 489 ح 26. [3]
5- (5) کنز العمّال:ج 4 ص 436 ح 11293 عن عائشة.
6- (6) کنز العمّال:ج 16 ص 21 ح 43759 عن أنس.

وهُما عَلی دِینِ قَومِهِما ، فَأدرَکا رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله بالعَقیقِ ، وخُبیبٌ مُقَنَّعٌ فی الحَدِیدِ ، فَعَرَفَهُ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله مِن تَحتِ المِغفَرِ ، فالتَفَتَ إلی سعدِ بنِ مُعاذٍ وهُو یَسِیرُ إلی جَنبِهِ ، فقالَ :ألیسَ بِخُبیبِ بنِ یِسافٍ ؟ قالَ :بَلی ، فَأقبَلَ خُبیبٌ حتّی أخَذَ بِبِطانِ ناقَةِ رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:فقالَ لَهُ ولقیسِ بنِ محرّثٍ :ما أخرَجَکُما ؟ قالَ :کنتَ ابنَ اختِنا وجارَنا وخَرَجنا مِن قومِنا لِلغَنیمَةِ ، فقال صلی اللّه علیه و آله:لا یَخرُجَنَّ مَعَنا رَجُلٌ لَیسَ علی دِینِنا.

فقالَ خُبیبٌ :لقد عَلِمَ قَومی أ نّی عَظیمُ الغَناءِ فی الحَربِ ، شَدیدُ النِّکایَةِ ، فَاُقاتِلُ مَعکَ لِلغَنیمَةِ ولا اسلِمُ ، فقالَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:لا ، ولکنْ أسلِمْ ثُمّ قاتِلْ ! فَلَمّا کانَ بالرَّوحاءِ جاءَ فقالَ :یا رسولَ اللّهِ ، أسلَمتُ لِرَبِّ العالَمِینَ وشَهِدتُ أ نَّکَ رسولُ اللّهِ ، فَسُرَّ بذلکَ ، وقالَ :أمضِهِ ، فکانَ عظیمَ الغَناءِ فی بَدرٍ وفی غیرِ بَدرٍ ، وأمّا قیسُ بنُ الحارِثِ فَأبی أن یُسلِمَ ، فَرَجَعَ إلی المدینَةِ ، فَلَمّا قَدِمَ النبیُّ صلی اللّه علیه و آله مِن بَدرٍ أسلَمَ وشَهِدَ احُدا فَقُتِلَ . (1)

6295. شرح نهج البلاغة عن الواقدی فی ذِکِر غَزوةِ احُدٍ: فلَمّا انتَهی إلی رَأسِ الثَّنِیَّةِ ، التَفَتَ فَنَظَرَ إلی کَتِیبَةٍ خَشناءَ لَها زَجَلٌ خَلفَهُ ، فقالَ :ما هذهِ ؟ قالَ :هذِهِ حُلَفاءُ ابنِ ابیٍّ مِن الیَهُودِ ، فقالَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:لا نَستَنصِرُ بِأهلِ الشِّرکِ علی أهلِ الشِّرکِ . (2)

3/2 الإقامةُ فی بلادِ الشِّرکِ

6296. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن أقامَ مَع المُشرِکِینَ فقد بَرِئَتْ مِنهُ الذِّمَّةُ . (3)

ص:551


1- (1) شرح نهج البلاغة:ج 14 ص 110.
2- (2) شرح نهج البلاغة:ج 14 ص 227.
3- (3) کنز العمّال:ج 4 ص 383 ح 11028 عن جریر.

6297. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن جامَعَ المُشرِکَ وسَکَنَ مَعهُ فإنّهُ مِثلُهُ . (1)

6298. عنه صلی اللّه علیه و آله: بَرِئَتِ الذِّمَةُ مِمَّن أقامَ مَع المُشرکینَ فی دِیارِهِم. (2)

4/2 الشِّرکُ الخَفیُّ
الکتاب

" وَ ما یُؤْمِنُ أَکْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاّ وَ هُمْ مُشْرِکُونَ ". 3

الحدیث

6299. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکَ وما یُعتَذَرُ مِنهُ ، فإنَّ فیهِ الشِّرکَ الخَفِیَّ . (3)

6300. کنز العمّال عن أبی موسی الأشعَری: خَطَبَنا رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ذاتَ یَومٍ فَقالَ :یا أیُّها الناسُ ! اتَّقُوا الشِّرکَ ؛ فإنّهُ أخفی مِن دَبِیبِ النَّملِ ، فقالَ مَن شاءَ أن یقولَ :وکیفَ نَتَّقِیهِ وهُو أخفی مِن دَبِیبِ النَّملِ ، یا رسولَ اللّهِ ؟! قالَ :قُولُوا:اللّهُمّ إنّا نَعُوذُ بکَ أن نُشرِکَ بکَ ونحنُ نَعلَمُهُ ، ونَستَغفِرُکَ لِما لا نَعلَمُهُ . (4)

ص:552


1- (1) کنز العمّال:ج 4 ص 383 ح 11029 عن سمرة.
2- (2) کنز العمّال:ج 4 ص 384 ح 11030 عن جریر.
3- (4) بحار الأنوار:ج 78 ص 200 ح 28. [1]
4- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 816 ح 8849.

الفصل الثّالث: الذّنب

1/3 التَّحذیرُ مِنَ الذَّنْبِ
الکتاب

" وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ إِنَّ الَّذِینَ یَکْسِبُونَ الْإِثْمَ سَیُجْزَوْنَ بِما کانُوا یَقْتَرِفُونَ ". 1

" فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا یَسْتَعْجِلُونِ ". 2

" بَلی مَنْ کَسَبَ سَیِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ فَأُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ ". 3

" وَ اعْلَمُوا أَنَّ فِیکُمْ رَسُولَ اللّهِ لَوْ یُطِیعُکُمْ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَ لکِنَّ اللّهَ حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الْإِیمانَ وَ زَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ وَ کَرَّهَ إِلَیْکُمُ الْکُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْیانَ أُولئِکَ هُمُ الرّاشِدُونَ ". 4

الحدیث

6301. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: احذَرْ سُکرَ الخطیئةِ ، فإِنّ للخَطیئةِ سُکراً کَسُکرِ الشَّرابِ ،بل هِی أشَدُّ

ص:553

سُکراً مِنهُ ، یقولُ اللّهُ تعالی: "صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ " (1). (2)

6302. عنه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکَ أن تَدَعَ طاعَةَ اللّهِ وتَقصِدَ مَعصیتَهُ شَفَقةً علی أهلِکَ ، لأنَّ اللّهَ تعالی یَقولُ : "یا أَیُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً..." (3). (4)

6303. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن قارَفَ ذَنباً ، فارَقَهُ عَقلٌ لا یَرجِعُ إلَیهِ أبداً. (5)

6304. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن حاوَلَ أمراً بِمَعصیَةِ اللّهِ ، کانَ أبعَدَ لَهُ مِمّا رَجا ، وأقرَبَ مِمّا اتَّقی (6). (7)

2/3 المُجاهَرةُ بالذَّنبِ

6305. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ امَّتِی مُعافی إلّا المُجاهِرِینَ الذینَ یَعمَلونَ العَمَلَ باللیلِ فَیَستُرُهُ رَبُّهُ ، ثمّ یُصبِحُ فیقولُ :یا فلانُ إنّی عَمِلتُ البارِحةَ کذا وکذا ! (8)

3/3 أفضَلُ الهِجرَةِ

6306. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الهِجرَةِ أن تَهجُرَ ما کَرِهَ اللّهُ . (9)

ص:554


1- (1) البقرة:18. [1]
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 352 ح 2660 [2]عن عبداللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 102 ح 1. [3]
3- (3) لقمان:33. [4]
4- (4) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 349 ح 2660 [5]عن عبداللّه بن مسعود ،بحارالأنوار:ج 77 ص 100 ح 1. [6]
5- (5) المحجّة البیضاء:ج 8 ص 160.
6- (6) وفی المصدر "ابقی" وما اثبتناه من بحار الأنوار.
7- (7) اعلام الدین:ص 334 ح 8 [7]عن ابن عبّاس ،بحار الأنوار:ج 77 ص 178 ح 10. [8]
8- (8) کنز العمّال:ج 4 ص 239 ح 10338 عن أبی قتادة.
9- (9) کنز العمال:ج 16 ص 657 ح 46263 عن جابر.

6307. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الهِجرَةِ أن تَهجُرَ السُّوءَ. (1)

6308. عنه صلی اللّه علیه و آله لاُمّ أنَسٍ : اهجُری المَعاصیَ ؛ فإنَّها أفضَلُ الهِجرَةِ . (2)

6309. عنه صلی اللّه علیه و آله: أشرَفُ الهِجرَةِ أن تَهجُرَ السَّیّئاتِ . (3)

6310. عنه صلی اللّه علیه و آله: المُهاجِرُ مَن هَجَرَ السُّوءَ. (4)

6311. عنه صلی اللّه علیه و آله: المُهاجِرُ مَن هَجَرَ الخَطایا والذُّنوبَ . (5)

6312. کنز العمّال عن عمرو بن عبسة عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لَمّا سُئلَ عَن أفضَلِ الإیمانِ : الهِجرَةُ ، قِیلَ :وما الهِجرَةُ ؟ قالَ :أن تَهجُرَ السُّوءَ.قِیلَ :فأیُّ الهِجرَةِ أفضَلُ ؟ قالَ :الجِهادُ.... (6)

6313. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أقِمِ الصَّلاةَ ، وأدِّ الزَّکاةَ ، واهجُرِ السُّوءَ ، واسکُنْ مِن أرضِ قَومِکَ حَیثُ شِئتَ ؛ تَکُن مُهاجِرا. (7)

6314. عنه صلی اللّه علیه و آله: أفضَلُ الإسلامِ أن یَسلَمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِکَ ویَدِکَ ، وأفضَلُ الهِجرَةِ أن تَهجُرَ ما کَرِهَ ربُّکَ . (8)

4/3 أعظَمُ الذُّنوبِ

6315. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أعظَمُ الذنبِ عند اللّهِ أن تَجعَلَ للّه نِدّاً وهو خَلَقَکَ ، ثمّ أن تَقتُلَ وَلَدَکَ

ص:555


1- (1) کنز العمال:ج 16 ص 657 ح 46264 نقلاً عن المعجم الکبیر عن عمرو بن عبسة.
2- (2) کنز العمال:ج 2 ص 245 ح 3935 نقلاً عن ابن شاهین فی الترغیب والترهیب عن أمّ أنس.
3- (3) کنز العمال:ج 1 ص 37 ح 65 نقلاً عن المعجم الأوسط عن ابن عمر.
4- (4) کنز العمال:ج 16 ص 656 ح 46261 نقلاً عن ابن عساکر عن ابن عمرو.
5- (5) کنز العمال:ج 1 ص 141 ح 676 نقلاً عن مسند ابن ماجة عن فضالة.
6- (6) کنز العمال:ج 1 ص 26 ح 17.
7- (7) کنز العمال:ج 16 ص 657 ح 46266 عن صالح بن بشیر بن فدیک.
8- (8) کنز العمال:ج 16 ص 657 ح 46265 عن ابن عمرو.

مَخافَةَ أن یَطعَمَ مَعکَ ، ثُمّ أن تُزانِیَ حلیلَةَ جارِکَ . (1)

6316. صحیح البخاری عن عَبدُ اللّهِ : قلتُ :یا رَسولَ اللّهِ ، أیُّ الذَّنبِ أعظَمُ ؟ قالَ :أن تَجعَلَ للّهِ نِدّا وهُوَ خَلَقَکَ .قلتُ :ثُمّ أیُّ ؟ قالَ :أن تَقتُلَ وَلَدکَ خَشیَةَ أن یَأکُلَ مَعَک.قالَ :ثمّ أیُّ ؟ قالَ :أن تُزانی حَلِیلَةَ جارِک.

وأنزَلَ اللّهُ تَصدیقَ قَولِ النَّبیِّ صلی اللّه علیه و آله: "وَ الَّذِینَ لا یَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ..." (2). (3)

5/3 وُجوبُ الهِجرَة عَن بلادِ أهلِ المَعاصی
الکتاب

" إِنَّ الَّذِینَ تَوَفّاهُمُ الْمَلائِکَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِیمَ کُنْتُمْ قالُوا کُنّا مُسْتَضْعَفِینَ فِی الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَکُنْ أَرْضُ اللّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِیها فَأُولئِکَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِیراً ". 4

" یا عِبادِیَ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِی واسِعَةٌ فَإِیّایَ فَاعْبُدُونِ ". 5

" قُلْ یا عِبادِ الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّکُمْ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللّهِ واسِعَةٌ إِنَّما یُوَفَّی الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ ". 6

الحدیث

6317. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن فَرَّ بدِینِهِ مِن أرضٍ إلی أرضٍ وإن کانَ شِبرا مِن الأرضِ ، استَوجَبَ

ص:556


1- (1) کنز العمّال:ج 16 ص 46 ح 43869 عن ابن مسعود.
2- (2) الفرقان:68. [1]والآیة "والَّذینَ لا یَدْعُون مَع اللّه إلها آخَرَ ولا یَقْتُلُون النَفْسَ الَتی حَرَّمَ اللّهُ إلّا بالحَقِّ ولا یَزْنُونَ ومَن یَفْعَل ذلک یَلْقَ أثاما".
3- (3) صحیح البخاری:ج 5 ص 2236 ح 5655.

الجَنّةَ وکانَ رَفیقَ إبراهیمَ ومحمّدٍ علیهماالسلام. (1)

6/3 الذُّنوبُ التی لا تُغفَرُ
الکتاب

" إِنَّ اللّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَکَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ وَ مَنْ یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَری إِثْماً عَظِیماً ". 2

الحدیث

6318. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ عز و جل غافرُ کلِّ ذنبٍ إلّا مَن أحدَثَ دیناً ، أوِ اغصَبَ أجیراً أجرَهُ ، أو رجلاً باعَ حُرّاً. (2)

6319. عنه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکُم والذُّنوبَ التی لا تُغفَرُ:الغُلُولَ فَمَن غَلَّ شیئاً یَأْتِی بهِ یومَ القیامةِ ، وأکْلَ الرِّبا فإنّ آکِلَ الرِّبا لا یَقومُ إلّا کما یَقومُ الذی یَتَخَبَّطُهُ الشیطانُ مِنَ المَسِّ . (3)

6320. عنه صلی اللّه علیه و آله: لِکُلِّ ذَنبٍ تَوبَةٌ إلّا سُوءَ الخُلُقِ ، فإنّ صاحِبَهُ کُلَّما خَرَجَ من ذَنبٍ دَخَلَ فی ذَنبٍ . (4)

ص:557


1- (1) مجمع البیان:ج 3 ص 153 عن الحسن ،بحارالأنوار:ج 19 ص 31.
2- (3) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 33 ح 60 [1] عن داوود بن سلیمان الفراء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 72 ص 219 ح 1. [2]
3- (4) کنز العمّال:ج 15 ص 955 ح 43770 نقلاً عن أبی الشیخ فی الثواب عن أنس.
4- (5) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 355 ح 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبیه جمیعا عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 77 ص 48 ح 3. [3]
7/3 الاستِخفافُ بالذَّنبِ واستِصغارُهُ

6321. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یابنَ مسعودٍ ، لا تُحَقِّرَنَّ ذنباً ولا تُصَغِّرَنَّهُ ، واجتَنِبِ الکبائرَ ، فإنّ العَبدَ إذا نَظَرَ یومَ القِیامةِ إلی ذُنوبِهِ دَمَعَتْ عَیناهُ قَیحاً ودَماً ، یقولُ اللّهُ تعالی: "یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ ..." الآیةَ (1). (2)

6322. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ المؤمنَ لَیَری ذَنبَهُ کَأَ نَّهُ تحتَ صَخرَةٍ یَخافُ أن تَقَعَ علَیهِ ، والکافِرَ یَری ذَنبَهُ کأنّهُ ذُبابٌ مَرَّ علی أنفِهِ . (3)

6323. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ تَبارَکَ وَتَعالی إذا أرادَ بعَبدٍ خیراً جَعَلَ ذُنوبَهُ بَینَ عَینَیهِ مُمَثَّلَةً والإثمَ علَیهِ ثقیلاً وَبیلاً ، وإذا أرادَ بعَبدٍ شرّاً أنساهُ ذُنوبَهُ . (4)

8/3 التحذیر مِنْ مُحَقَّراتِ الذنوبِ

6324. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَنظُرُوا إلی صِغَرِ (5)الذَّنبِ ولکنِ انظُرُوا إلی مَنِ اجتَرَأتُم. (6)

6325. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ إبلیسَ رَضِیَ مِنکُم بالمُحَقَّراتِ . (7)

6326. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الرَّجُلَ لَیَعمَلُ الحسَنَةَ فَیَتَّکِلُ علَیها ویَعمَلُ المُحَقَّراتِ حتّی یَأتِیَ اللّهَ وهُو

ص:558


1- (1) آل عمران:30. [1]
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 350 ح 2660 [2]عن عبداللّه بن مسعود ،بحارالأنوار:ج 77 ص 101 ح 1. [3]
3- (3) الأمالی للطوسی:ص 527 ح 1162 [4] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 77 ح 3. [5]
4- (4) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 365 ح 2661 [6] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 77 ح 3. [7]
5- (5) فی المصدر "صفیر" ، والتصویب من بحار الأنوار. [8]
6- (6) کنزالفوائد:ج 1 ص 55 ، [9]بحار الأنوار:ج 77 ص 168 ح 6. [10]
7- (7) النوادر للراوندی:ص 129 [11] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 363 ح 93.

علَیهِ غَضْبانُ ، وإنّ الرجُلَ لَیَعمَلُ السیّئةَ فَیَفرَقُ مِنها یَأْتِی آمِناً یومَ القِیامةِ . (1)

9/3 التَّحذیرُ مِن طَلَبِ مَحامِدِ النّاسِ بِمَعاصِیَ اللّه

6327. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن طَلَبَ مَحامِدَ الناسِ بمَعاصِی اللّهِ عادَ حامِدُهُ مِنهُم ذامّا ، ومَن أرضی الناسَ بِسَخَطِ اللّهِ وَکَلَهُ اللّهُ إلَیهِم ، ومَن أرضی اللّهَ بسَخَطِ الناسِ کَفاهُ اللّهُ شَرَّهُم ، ومَن أحسَنَ ما بَینَهُ وبَینَ اللّهِ کَفاهُ اللّهُ مابَینَهُ وبَینَ الناسِ . (2)

6328. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن طَلَبَ مَرضاةَ الناسِ بما یُسخِطُ اللّهَ کانَ حامِدُهُ مِنَ الناسِ ذامّا ، ومَن آثَرَ طاعَةَ اللّهِ بِغَضَبِ الناسِ کَفاهُ اللّهُ عَداوَةَ کُلِّ عَدُوٍّ ، وحَسَدَ کُلِّ حاسِدٍ ، وبَغیَ کُلِّ باغٍ ، وکانَ اللّهُ عز و جل لَهُ ناصِرا وظَهیرا. (3)

6329. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن طَلَبَ رِضا مخلوقٍ بِسَخَطِ الخالِقِ سَلَّطَ اللّهُ عز و جل علَیهِ ذلکَ المَخلوقَ . (4)

10/3 کَبائرُ الذُّنوبِ
الکتاب

" إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ وَ نُدْخِلْکُمْ مُدْخَلاً کَرِیماً ". 5

" الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّکَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِکُمْ إِذْ أَنْشَأَکُمْ

ص:559


1- (1) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 367 ح 2661 [1] عن أبی ذر ،بحارالأنوار:ج 77 ص 79 ح 3. [2]
2- (2) أعلام الدین:ص 334 ح 8 [3]عن ابن عباس ،بحار الأنوار:ج 77 ص 178 ح 10. [4]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 372 ح 2 [5] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 73 ص 392 ح 2. [6]
4- (4) بحار الأنوار:ج 77 ص 156 ح 132 ، [7] تحف العقول:ص 52.

مِنَ الْأَرْضِ وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِی بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ فَلا تُزَکُّوا أَنْفُسَکُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقی ". 1

الحدیث

6330. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الکبائرُ تِسعٌ :أعظَمُهُنَّ الإشراکُ باللّهِ عز و جل، وقَتلُ النفسِ المُؤمنةِ ، وأکلُ الرِّبا ، وأکلُ مالِ الیتیمِ ، وقَذفُ المُحصَنَةِ ، والفِرارُ من الزَّحفِ ، وعُقوقُ الوالدَینِ ، واستِحلالُ البیتِ الحَرامِ ، والسِّحرُ.فَمَن لَقِیَ اللّهَ عز و جلوهو بَرِیءٌ مِنهُنَّ کانَ مَعی فی جَنَّةٍ مَصارِیعُها مِن ذَهَبٍ . (1)

6331. عنه صلی اللّه علیه و آله: الکبائرُ:الإشراکُ بِاللّهِ ، وعُقُوقُ الوالدَینِ ، وقَتلُ النَّفْسِ ، والیَمینُ الغَمُوسُ . (2)

11/3 الإِصرارُ عَلَی الذَّنبِ
الکتاب

" وَ الَّذِینَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَکَرُوا اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ ". 4

الحدیث

6332. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مِن علاماتِ الشَّقاءِ:جُمودُ العَینِ ، وقَسوَةُ القلبِ ، وشِدَّةُ الحِرصِ فی طَلَبِ الرِّزقِ ، والإصرارُ علی الذَّنبِ . (3)

6333. عنه صلی اللّه علیه و آله: أربَعٌ یُمِتنَ القلبَ :الذنبُ علی الذنبِ .... (4)

ص:560


1- (2) کنزالفوائد:ج 2 ص 11 ، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 170 ح 7. [2]
2- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 540 ح 7798 عن عمرو.
3- (5) الخصال:ص 243 ح 96 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 70 ص 52 ح 11. [3]
4- (6) الخصال:ص 228 ح 65 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحارالأنوار:ج 73 ص 349 ح 45. [4]

6334. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا کبیرَ مَع الاستِغفارِ ، ولا صغیرَ مع الإصرارِ. (1)

12/3 دَورُ الذُّنوبِ فی زَوالِ النِّعْمَةِ

6335. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اتَّقُوا الذنوبَ فإنّها مَمْحَقَةٌ للخَیراتِ ، إنّ العبدَ لَیُذنِبُ الذنبَ فَیَنسی بهِ العِلمَ الذی کانَ قد عَلِمَهُ . (2)

13/3 دَورُ الذُّنوبِ فی حُلولِ النِّقمةِ
الکتاب

" وَ ما أَصابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِما کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَ یَعْفُوا عَنْ کَثِیرٍ ". 3

الحدیث

6336. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما اختَلَجَ عِرقٌ ولا عَثَرَت قَدَمٌ إلّا بما قَدَّمَت أیدیکُم ، وما یَعفُو اللّهُ عَنهُ أکثَرُ. (3)

ص:561


1- (1) الأمالی للصدوق:ص 518 ح 707 عن الحسین بن یزید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 355 ح 62. [1]
2- (2) بحار الأنوار:ج 73 ص 377 ح 14 ، [2]عدّة الداعی:ص 197 [3] عن ابن مسعود.
3- (4) الأمالی للطوسی:ص 570 ح 1180 [4] عن علیّ بن جعفر عن أخیه الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 81 ص 194 ح 52. [5]
14/3 جَزاءُ عَدَدٍ مِن الذُّنوب

6337. ثواب الأعمال عن أبی هریرة وعبد اللّه بن عبّاس عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَولَّی خُصومَةَ ظالِمٍ أو أعانَهُ علَیها ، نَزَلَ بهِ مَلَکُ المَوتِ بالبُشری بِلَعنَةِ اللّهِ ونارِ جَهنَّمَ خالِدا فیها وبِئسَ المَصیرُ.

مَن خَفَّ لسُلطانٍ جائرٍ فی حاجَةٍ کانَ قَرینَهُ فی النّارِ.

مَن دَلَّ سُلطانا علَی الجَورِ قُرِنَ مَع هامانَ ، وکانَ هُو والسُّلطانُ مِن أشَدِّ أهلِ النّارِ عَذابا.

مَن عَظَّمَ صاحِبَ دُنیا وأحَبَّهُ لِطَمَعِ دُنیاهُ ، سَخِطَ اللّهُ علَیهِ وکانَ فی دَرَجَةٍ مَعَ قارونَ فی التّابوتِ الأسفَلِ مِن النّارِ.

مَن بَنی بُنیانا رِیاءً وسُمعَةً حَمَلَهُ یَومَ القِیامَةِ إلی سَبعِ أرَضِینَ ، ثُمّ یُطَوَّقُهُ نارا تُوقَدُ فی عُنُقِهِ ، ثُمّ یُرمی بهِ فی النّارِ.

فقُلنا:یا رسولَ اللّهِ ، کیفَ یَبنی رِیاءً وسُمعَةً ؟ قالَ :یَبنی فَضلاً علی ما یَکفیهِ أو یَبنی مُباهاةً .

مَن ظَلَمَ أجِیرا أجرَهُ أحبَطَ اللّهُ عَمَلَهُ وحَرَّمَ علَیهِ رِیحَ الجَنَّةِ ، ورِیحُها یُوجَدُ مِن مَسیرَةِ خَمسِمئةِ عامٍ .

مَن خانَ جارَهُ شِبرا مِن الأرضِ طَوَّقَهُ اللّهُ تعالی یَومَ القِیامَةِ إلی سَبعِ أرَضِینَ نارا حتّی یُدخِلَهُ نارَ جَهنَّمَ .

مَن تَعَلَّمَ القرآنَ فلَم یَعمَلْ بهِ وآثرَ علَیهِ حُبَّ الدُّنیا وزِینَتَها ، استَوجَبَ سُخطَ اللّهِ تعالی وکانَ فی الدَّرَجَةِ مَع الیَهودِ والنَّصارَی الّذینَ یَنبِذونَ کِتابَ اللّهِ وَراءَ ظُهورِهِم.

ص:562

مَن نَکَحَ امرأةً حَراما فی دُبُرِها أو رجُلاً أو غُلاما حَشَرَهُ اللّهُ تعالی یَومَ القِیامَةِ أنتَنَ مِن الجِیفَةِ ، یَتَأذّی بهِ النّاسُ حتّی یَدخُلَ جَهَنَّمَ ، ولا یَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفا ولا عَدلاً ، وأحبَطَ اللّهُ عَمَلَهُ ، ویَدَعُهُ فی تابوتٍ (1)مَشدودا بمَسامِیرَ مِن حَدیدٍ ویُضرَبُ علَیهِ فی التّابوتٍ بصَفایِحَ حتّی یَتَشَبَّکَ فی تلکَ المَسامِیرِ ، فلَو وُضِعَ عِرقٌ مِن عُروقِهِ علی أربعمِئةِ امَّةٍ (2)لَماتُوا جَمیعا ، وهُو مِن أشَدِّ النّاسِ عَذابا.

مَن زَنی بامرأةٍ یَهودیَّةٍ أو نَصرانیَّةٍ أو مَجوسیَّةٍ أو مُسلِمَةٍ حُرَّةٍ أو أمَةٍ أو مَن کانَت مِن النّاسِ ، فَتَحَ اللّهُ علَیهِ فی قَبرِهِ ثَلاثَمِئةِ ألفِ بابٍ مِن النّارِ ، تَخرُجُ مِنها حَیّاتٌ وعَقارِبُ وشُهُبٌ مِن نارٍ ، فَهُو یَحتَرِقُ إلی یَومِ القِیامَةِ ، ویَتأذَّی النّاسُ مِن نَتنِ فَرجِهِ فیُعرَفُ بهِ إلی یَومِ القِیامَةِ حتّی یُؤمَرَ بهِ إلَی النّارِ ، فیَتأذّی بهِ أهلُ الجَمعِ مَع ما هُم فیهِ مِن شِدَّةِ العَذابِ ؛ لأنَّ اللّهَ حَرَّمَ المَحارِمَ ، وما أحَدٌ أغیَرُ مِن اللّهِ تعالی ، ومِن غَیرَتِهِ أ نّهُ حَرَّمَ الفَواحِشَ وحَدَّ الحُدودَ.

مَن اطَّلَعَ فی بَیتِ جارِهِ فنَظَرَ إلی عَورَةِ رجُلٍ أو شَعرِ امرأةٍ أو شَیءٍ مِن جَسَدِها، کانَ حَقّا علَی اللّهِ أن یُدخِلَهُ النّارَ مَع المُنافِقینَ الّذینَ کانوا یَتَّبِعونَ عَوراتِ النّاسِ فی الدُّنیا ، ولا یَخرُجُ مِن الدُّنیا حتّی یَفضَحَهُ اللّهُ ویُبدیَ للنّاسِ عَورَتَهُ فی الآخِرَةِ .

مَن سَخِطَ اللّهَ برِزقِهِ وبَثَّ شَکواهُ ولَم یَصبِرْ ، لَم تُرفَعْ لَهُ إلَی اللّهِ حَسَنَةٌ ، ولَقِیَ اللّهَ تعالی وهُو علَیهِ غَضبانُ ....

مَن ظَلَمَ امرأةً مَهرَها فهُو عِندَ اللّهِ زانٍ ، ویقولُ اللّهُ لَهُ یومَ القِیامَةِ :عَبدی زَوَّجتُکَ أمَتی علی عَهدی فلَم تَفِ لی بالعَهدِ ، فیَتَولّی اللّهُ عز و جل طَلبَ حَقِّها ، فَیَستَوعِبُ حَسَناتِهِ کلَّها فلا یَفی بحَقِّها فیُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ.

ص:563


1- (1) فی بعض النسخ "یدخل فی تابوت".(کما فی هامش المصدر).
2- (2) فی بعض النسخ "علی أربعمئة ألف لماتوا".(کما فی هامش المصدر).

مَن رَجَعَ عَن شَهادَتِهِ وکَتَمَها أطعَمَهُ اللّهُ لَحمَهُ علی رؤوسِ الخَلائقِ ، ویَدخُلُ النّارَ وهُو یَلوکُ لِسانَهُ (1).

مَن کانَت لَهُ امرَأتانِ فلَم یَعدِلْ بَینَهُما فی القَسمِ مِن نَفسِهِ ومالِهِ ، جاءَ یومَ القِیامَةِ مَغلولاً مائلاً شِقُّهُ حتّی یَدخُلَ النّارَ.

مَن کانَ مُؤذِیا لِجارِهِ مِن غَیرِ حَقٍّ ، حَرَمَهُ اللّهُ رِیحَ الجَنّةِ ومَأواهُ النّارُ ، ألا وإنّ اللّهَ عز و جل یَسألُ الرّجُلَ عَن حَقِّ جارِهِ ، ومَن ضَیَّعَ حَقَّ جارِهِ فلَیسَ مِنّا.

مَن أهانَ فَقیرا مُسلِما مِن أجلِ فَقرِهِ واستَخَفَّ بهِ فَقدِ استَخَفَّ بحَقِّ اللّهِ ، ولَم یَزَلْ فی مَقتِ اللّهِ عز و جلوسَخَطِهِ حتّی یُرضِیَهُ ، ومَن أکرَمَ فَقیرا مُسلِما لَقِیَ اللّهَ یَومَ القِیامَةِ وهُو یَضحَکُ إلَیهِ .

ومَن عَرَضَت لَهُ دُنیا وآخِرَةٌ فاختارَ الدُّنیا علَی الآخِرَةِ لَقِیَ اللّهَ تعالی ولَیسَت لَهُ حَسَنَةٌ یَتَّقی بِها النّارَ ، ومَن أخَذَ الآخِرَةَ وتَرَکَ الدُّنیا لَقِیَ اللّهَ عز و جل یَومَ القِیامَةِ وهُو راضٍ عَنهُ .

مَن قَدَرَ علَی امرَأةٍ أو جارِیَةٍ حَراما فتَرَکَها مَخافَةَ اللّهِ حَرَّمَ اللّهُ عز و جل علَیهِ النّارَ ، وآمنَهُ اللّهُ تعالی مِن الفَزَعِ الأکبَرِ وأدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ ، وإن أصابَها حَراما حَرَّمَ اللّهُ علَیهِ الجَنّةَ وأدخَلَهُ النّارَ.

مَنِ اکتَسَبَ مالاً حَراما لَم یَقبَلِ اللّهُ مِنهُ صَدَقَةً ولا عِتقا ولا حَجّا ولا اعتِمارا ، و کَتَبَ اللّهُ عز و جل بِعَدَدِ أجرِ ذلکَ أوزارا ، وما بَقِیَ مِنهُ بعدَ مَوتِهِ کانَ زادَهُ إلَی النّارِ ، ومَن قَدَرَ علَیها وتَرَکَها مَخافَةَ اللّهِ کانَ فی مَحَبَّةِ اللّهِ ورَحمَتِهِ ویُؤمَرُ بهِ إلَی الجَنّةِ .

مَن صافَحَ امرأةً حَراما جاءَ یَومَ القِیامَةِ مَغلولاً ، ثُمّ یُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ.

ص:564


1- (1) لاک اللقمة:مضغها (مجمع البحرین:ج 3 ص 1657).

مَن فاکَهَ امرأةً لا یَملِکُها حُبِسَ بکلِّ کَلِمَةٍ کلَّمَها فی الدُّنیا ألفَ عامٍ (فی النّارِ) ، والمرأةُ إذا طاوَعَتِ الرّجُلَ فالتَزَمَها أو قَبَّلَها أو باشَرَها حَراما أو فاکَهَها وأصابَ مِنها فاحِشَةً فعَلَیها مِن الوِزرِ ما علَی الرّجُلِ ، فإن غَلَبَها علی نَفسِها کانَ علَی الرّجُلِ وِزرُهُ ووِزرُها.

مَن غَشَّ مُسلما فی بَیعٍ أو شِراءٍ فلَیس مِنّا ، ویُحشَرُ مَع الیهودِ یَومَ القِیامَةِ ؛ لأ نّهُ مَن غَشَّ النّاسَ فلَیسَ بمُسلمٍ .

مَن مَنَعَ الماعُونَ (1)مِن جارِهِ إذا احتاجَ إلَیهِ مَنَعَهُ اللّهُ فَضلَهُ یَومَ القِیامَةِ ووَکَلَهُ إلی نَفسِهِ ، ومَن وَکَلَهُ اللّهُ عز و جلإلی نَفسِهِ هَلَکَ ولا یَقبَلُ اللّهُ عز و جل عُذرا.

مَن کانَت لَهُ امرأةٌ تُؤذیهِ لَم یَقبَلِ اللّهُ صَلاتَها ولا حَسَنَةً مِن عَمَلِها حتّی تُعینَهُ وتُرضِیَهُ ؛ وإن صامَتِ الدَّهرَ وقامَتِ اللَّیلَ وأعتَقَتِ الرِّقابَ وأنفَقَتِ الأموالَ فی سَبیلِ اللّهِ ، وکانَت أوّلَ مَن یَرِدُ النّارَ.ثُمّ قالَ :وعلَی الرَّجُلِ مِثلُ ذلکَ الوِزرِ والعَذابِ إذا کانَ لَها مُؤذیا ظالِما.

مَن لَطَمَ خَدَّ مُسلمٍ لَطمَةً بَدَّدَ اللّهُ عِظامَهُ یَومَ القِیامَةِ ثُمّ سَلَّطَ اللّهُ علَیهِ النّارَ ، وحُشِرَ مَغلولاً حتّی یَدخُلَ النّارَ.

مَن باتَ وفی قَلبِهِ غِشٌّ لأخیهِ المُسلِمِ باتَ فی سَخَطِ اللّهِ تعالی وأصبَحَ کذلکَ ، وهُو فی سَخَطِ اللّهِ حتّی یَتوبَ ویَرجِعَ ، وإن ماتَ کذلکَ ماتَ علی غَیرِ دِینِ الإسلامِ .ثُمّ قالَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:ألا ومَن غَشَّ مُسلِما فلَیس مِنّا قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ .

مَن عَلَّقَ سَوطا بینَ یَدَی سُلطانٍ جائرٍ جَعَلَهُ اللّهُ حَیَّةً طُولُها سِتّونَ ألفَ ذِراعٍ ،

ص:565


1- (1) الماعون:اسم جامع لمنافع البیت، کالقدر والدلو والملح والماء والسراج والخُمرة ونحو ذلک ممّا جرت العادة بعاریته (مجمع البحرین:ج 3 ص 1707). [1]

فتُسَلَّطُ علَیهِ فی نارِ جَهنَّمَ خالِدا فیها مُخَلَّدا.

مَنِ اغتابَ أخاهُ المُسلِمَ بَطَلَ صَومُهُ وانتَقَضَ وُضوؤهُ ، فإن ماتَ وهُو کذلکَ ماتَ وهُو مُستَحِلٌّ لِما حَرَّمَ اللّهُ .

مَن مَشی فی نَمیمَةٍ بینَ اثنَینِ سَلَّطَ اللّهُ علَیهِ فی قَبرِهِ نارا تُحرِقُهُ إلی یَومِ القِیامَةِ ، وإذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ سَلَّطَ اللّهُ علَیهِ تِنِّینا أسوَدَ یَنهَشُ لَحمَهُ حتّی یَدخُلَ النّارَ.

مَن کَظَمَ غَیظَهُ وعَفا عَن أخیهِ المُسلِمِ ، وحَلُمَ عَن أخیهِ المُسلِمِ أعطاهُ اللّهُ تعالی أجرَ شَهیدٍ.

مَن بَغی علی فَقیرٍ أو تَطاوَلَ علَیهِ واستَحقَرَهُ ، حَشَرَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ مِثلَ الذَّرَّةِ فی صُورَةِ رجُلٍ حتّی یَدخُلَ النّارَ.

مَن رَدَّ عَن أخیهِ غِیبَةً سَمِعَها فی مَجلِسٍ رَدَّ اللّهُ عز و جل عَنهُ ألفَ بابٍ مِن الشَّرِّ فی الدُّنیا والآخِرَةِ ، فإن لَم یَرُدَّ عَنهُ وأعجَبَهُ کانَ علَیهِ کَوِزرِ مَنِ اغتابَ .

مَن رَمی مُحصَنا أو مُحصَنَةً أحبَطَ اللّهُ عَمَلَهُ ، وجَلَدَهُ یَومَ القِیامَةِ سَبعونَ ألفَ مَلَکٍ مِن بَینِ یَدَیهِ ومِن خَلفِهِ ، وتَنهَشُ لَحمَهُ حَیّاتٌ وعَقارِبُ ، ثُمّ یُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ.

مَن شَرِبَ الخَمرَ فی الدُّنیا سَقاهُ اللّهُ مِن سُمِّ الأفاعی (1)ومِن سُمِّ العَقارِبِ شَربَةً یَتَساقَطُ لَحمُ وَجهِهِ فی الإناءِ قَبلَ أن یَشرَبَها ، فإذا شَرِبَها تَفَسَّخَ لَحمُهُ وجِلدُهُ کالجِیفَةِ ، یَتأذّی بهِ أهلُ الجَمعِ حتّی یُؤمَرَ بهِ إلَی النّارِ ، وشارِبُها وعاصِرُها ومُعتَصِرُها (فی النّارِ)، وبایِعُها ومُبتاعُها وحامِلُها والمَحمولَةُ إلَیهِ وآکِلُ ثَمَنِها سَواءٌ فی عارِها وإثمِها.ألا ومَن سَقاها یَهودیّا أو نَصرانیّا أو صابیّا أو مَن کانَ مِن النّاسِ فعَلَیهِ کَوِزرِ مَن شَرِبَها.ألا ومَن باعَها أوِ اشتَراها لَغیرِهِ لَم یَقبَلِ اللّهُ تعالی مِنهُ صَلاةً

ص:566


1- (1) فی بعض النسخ "سمّ الأساوِد" والمراد الحیّات السُّود (کما فی هامش المصدر).

ولا صِیاما ولا حَجّا ولا اعتِمارا حتّی یَتوبَ مِنها ، وإن ماتَ قَبلَ أن یَتوبَ کانَ حَقّا علَی اللّهِ تعالی أن یَسقِیَهُ بکُلِّ جُرعَةٍ شَرِبَ مِنها فی الدُّنیا شَربَةً مِن صَدیدِ جَهنّمَ ثُمّ قالَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:ألا وإنّ اللّهَ حَرَّمَ الخَمرَ بعَینِها والمُسکِرَ مِن کُلِّ شَرابٍ ، ألا وکُلُّ مُسکِرٍ حَرامٌ .

مَن أکَلَ الرِّبا مَلأَ اللّهُ بَطنَهُ مِن نارِ جَهنَّمَ بقَدرِ ما أکَلَ ، وإنِ اکتَسَبَ مِنهُ مالاً لا یَقبَلُ اللّهُ تعالی مِنهُ شیئا مِن عَمَلِهِ ، ولَم یَزَلْ فی لَعنَةِ اللّهِ والمَلائکةِ ما کانَ عِندَهُ مِنهُ قِیراطٌ (واحِدٌ).

مَن خانَ أمانَةً فی الدُّنیا ولَم یَرُدَّها علی أربابِها ماتَ علی غَیرِ دِینِ الإسلامِ ، ولَقِیَ اللّهَ عز و جل وهُو علَیهِ غَضبانُ ، فیُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ ، فیُهوی بهِ فی شَفیرِ جَهَنَّمَ أبدَ الآبِدینَ .

مَن شَهِدَ شهادَةَ زُورٍ علی رجُلٍ مُسلِمٍ أو ذِمِّیٍّ أو مَن کانَ مِن النّاسِ عُلِّقَ بلِسانِهِ یَومَ القِیامَةِ ، وهُو مَع المُنافِقینَ فی الدَّرکِ الأسفَلِ مِن النّارِ.

مَن قالَ لخادِمِهِ أو مَملوکِهِ ومَن کانَ مِن النّاسِ :لا لَبَّیکَ ولا سَعدَیکَ ! قالَ اللّهُ عز و جللَهُ یَومَ القِیامَةِ :لا لَبَّیکَ ولا سَعدَیکَ ، اتعَسْ (1)فی النّارِ.

مَن أضَرَّ بامرأةٍ حتّی تَفتَدیَ مِنهُ نَفسَها لَم یَرضَ اللّهُ تعالی لَهُ بِعُقوبَةٍ دُونَ النّارِ ؛ لأنَّ اللّهَ تعالی یَغضَبُ للمَرأةِ کَما یَغضَبُ للیَتیمِ .

مَن سَعی بأخِیهِ إلی سُلطانٍ لَم یَبْدُ لَهُ مِنهُ سُوءٌ ولا مَکروهٌ أحبَطَ اللّهُ عز و جل کُلَّ عَمَلٍ عَمِلَهُ ، فإن وَصَلَ إلَیهِ مِنهُ سُوءٌ أو مَکروهٌ أو أذی جَعَلَهُ اللّهُ فی طَبَقَةٍ مَع هامانَ فی جَهَنَّمَ .

ص:567


1- (1) تعس:إذا عثر وانکبّ لوجهه ، وهو دعاء علیه بالهلاک (النهایة:ج 1 ص 190، وفی بعض النسخ "انغمس" (کما فی هامش المصدر).

مَن قَرأَ القرآنَ یُریدُ بهِ السُّمعَةَ والتِماسَ شیءٍ ، لَقِیَ اللّهَ عز و جل یَومَ القِیامَةِ ووَجهُهُ عَظمٌ لَیس علَیهِ لَحمٌ ، وزَجَّ القرآنُ (1)فی قَفاهُ حتّی یَدخُلَ النّارَ ، ویَهوی فیها مَع مَن یَهوی.

مَن قَرأَ القرآنَ ولَم یَعمَل بهِ حَشَرَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ أعمی ، فیَقولُ : "رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمی وَ قَدْ کُنْتُ بَصِیراً* قالَ کَذلِکَ أَتَتْکَ آیاتُنا فَنَسِیتَها وَ کَذلِکَ الْیَوْمَ تُنْسی " (2)فیُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ.

مَنِ اشتَری خِیانَةً وهُو یَعلَمُ أ نَّها خِیانَةٌ ، فهُو کَمَن خانَها فی عارِها وإثمِها.

مَن قادَ بینَ رجُلٍ وامرأةٍ حَراما حَرَّمَ اللّهُ علَیهِ الجَنَّةَ ، ومَأواهُ جَهَنَّمُ وساءَت مَصیرا ، ولَم یَزَلْ فی سَخَطِ اللّهِ حتّی یَموتَ .

مَن غَشَّ أخاهُ المسلِمَ نَزَعَ اللّهُ مِنهُ برَکةَ رِزقِهِ ، وأفسَدَ علَیهِ مَعیشَتَهُ ، ووَکَلَهُ إلی نَفسِهِ .

مَنِ اشتَری سَرِقَةً وهُو یَعلَمُ أ نّها سَرِقَةٌ ، فهُو کَمَن سَرَقَها فی عارِها وإثمِها.

مَن خانَ مُسلما فلَیس مِنّا ولَسنا مِنهُ فی الدُّنیا والآخِرَةِ .

ألا ومَن سَمِعَ فاحِشَةً فأفشاها فهُو کَمَن أتاها ، ومَن سَمِعَ خَیرا فأفشاهُ فَهُو کمَن عَمِلَهُ .

مَن وَصَفَ امرأةً لرجُلٍ وذَکرَ جَمالَها لَهُ ، فافتُتِنَ بها الرّجُلُ فأصابَ مِنها فاحِشَةً ، لَم یَخرُجْ مِن الدُّنیا حتّی یَغضَبَ اللّهُ علَیهِ ، ومَن غَضِبَ اللّهُ علَیهِ غَضِبَت علَیهِ السّماواتُ السَّبعُ ، والأرَضونَ السَّبعُ وکانَ علَیهِ مِن الوِزرِ مِثلُ الّذی أصابَها.

قیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، فإن تابا وأصلَحا ؟ قالَ :یَتوبُ اللّهُ تعالی علَیهِما ولَم یَقبَلْ

ص:568


1- (1) زَجَّهُ :طعنه (تاج العروس:ج 3 ص 388).
2- (2) طه:125 و 126. [1]

تَوبَةَ الّذی یَخطِبُها (1)بَعدَ الّذی وَصَفَها.

مَن مَلأَ عَینَیهِ من امرأةٍ حَراماً حَشاهُما اللّهُ عز و جل یَومَ القِیامَةِ بمَسامِیرَ مِن نارٍ ، وحَشاهُما نارا حتّی یَقضِیَ بینَ النّاسِ ، ثُمّ یُؤمَرُ بهِ إلَی النّارِ.

مَن أطعَمَ طَعاما رِیاءً وسُمعَةً أطعَمَهُ اللّهُ تعالی مِثلَهُ مِن صَدیدِ جَهَنّمَ ، وجَعَلَ ذلکَ الطَّعامَ نارا فی بَطنِهِ حتّی یَقضِیَ بینَ النّاسِ .

مَن فَجَرَ بامرأةٍ ولَها بَعلٌ ، تَفَجَّرَ مِن فَرجِهِما مِن صَدیدِ وادٍ مَسیرَةَ خَمسِمِئةِ عامٍ ، یَتَأذّی بهِ أهلُ النّارِ مِن نَتنِ رِیحِهِما ، وکانا مِن أشَدِّ النّاسِ عَذابا.

اشتَدَّ غَضَبُ اللّهِ عز و جل علَی امرأةٍ ذاتِ بَعلٍ مَلَأت عَینَها مِن غَیرِ زَوجِها أو غَیرِ ذی مَحرَمٍ مِنها ، فإنّها إن فَعَلَت ذلکَ أحبَطَ اللّهُ کلَّ عَمَلٍ عَمِلَتهُ ، فإن أوطَأت فِراشَ غَیرَهُ کانَ حَقّا علَی اللّهِ تعالی أن یُحرِقَها بالنّارِ بَعدَ أن یُعَذِّبَها فی قَبرِها.

أیُّما امرأةٍ اختَلَعَت (2)مِن زَوجِها لَم تَزَلْ فی لَعنَةِ اللّهِ ومَلائکَتِهِ ورُسُلِهِ والنّاسِ أجمَعینَ ؛ حتّی إذا نَزَلَ بِها مَلَکُ المَوتِ قالَ لَها:أبشِری بالنّارِ ! وإذا کانَ یَومُ القِیامَةِ قیلَ لَها:ادخُلی النّارَ مَع الدّاخِلینَ .ألا وإنّ اللّهَ تعالی ورَسولَهُ بَریئانِ مِن المُختَلِعاتِ بِغَیرِ حَقٍّ ، ألا وإنّ اللّهَ عز و جل ورَسولَهُ بَریئانِ مِمَّن أضَرَّ بامرأةٍ حتّی تَختَلِعَ مِنهُ .

مَن أمَّ قَوما فلَم یَقتَصِدْ بهِم فی حُضورِهِ وقِراءتِهِ ورُکوعِهِ وسُجودِهِ وقُعودِهِ وقِیامِهِ ، رُدَّت علَیهِ صَلاتُهُ ولَم تُجاوِز تَراقِیَهُ ، وکانَت مَنزِلَتُهُ عندَ اللّهِ تعالی کمَنزِلَةِ إمامٍ جائرٍ مُعتَدٍ لَم یَصلُحْ لرَعِیَّتِهِ ، ولَم یَقُمْ فیهِم بأمرِ اللّهِ عز و جل.

فقامَ أمیرُ المؤمنینَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام فقالَ :یارسولَ اللّهِ ،بأبی أنتَ واُمّی وما مَنزِلَةُ إمامٍ جائرٍ مُعتَدٍ لَم یَصلُحْ لِرَعیَّتِهِ ولَم یَقُمْ فیهِم بأمرِ اللّهِ تعالی ؟ قالَ :هُو رابِعُ

ص:569


1- (1) فی بعض النسخ "یخطیها" (کما فی هامش المصدر).
2- (2) فی بعض النسخ "اهزئت" (کما فی هامش المصدر).

أربَعَةٍ مِن أشَدِّ النّاسِ عَذابا یَومَ القِیامَةِ :إبلیسُ ، وفِرعَونُ ، وقاتِلُ النَّفسِ ، ورابِعُهُم سُلطانٌ جائرٌ.

مَنِ احتاجَ إلَیهِ أخوهُ المُسلمُ فی قَرضٍ فلَم یُقرِضْهُ ، حَرَّمَ اللّهُ علَیهِ الجَنّةَ یَومَ یَجزی المُحسِنینَ .

مَن صَبَرَ علی سُوءِ خُلقِ امرأتِهِ واحتَسَبَهُ أعطاهُ اللّهُ تعالی بکُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ یَصبِرُ علَیها مِن الثَّوابِ ما أعطی أیُّوبَ علیه السلام علی بَلائهِ ، وکانَ علَیها مِن الوِزرِ فی کُلِّ یَومٍ ولَیلَةٍ مِثلُ رَملِ عالِجٍ (1)، فإنْ ماتَت قَبلَ أن تُعینَهُ وقَبلَ أن یَرضی عَنها حُشِرَت یَومَ القِیامَةِ مَنکوسَةً مَع المُنافِقینَ فی الدَّرکِ الأسفَلِ مِن النّارِ.

مَن کانَت لَهُ امرأةٌ لَم تُوافِقْهُ ولَم تَصبِرْ علی ما رَزَقَهُ اللّهُ تعالی وشَقَّت علَیهِ وحَمَّلَتهُ ما لَم یَقدِرْ علَیهِ لَم یَقبَلِ اللّهُ مِنها حَسَنَةً تَتَّقی بِها حَرَّ النّارِ ، وغَضِبَ اللّهُ علَیها مادامَت کذلکَ .

مَن تَولّی عَرافَةَ قَومٍ ولَم یَحسُنْ فیهِم ، حُبِسَ علی شَفیرِ جَهَنَّمَ بکُلِّ یَومٍ ألفَ سَنَةٍ ، وحُشِرَ ویَدُهُ مَغلولَةٌ إلی عُنُقِهِ ؛ فإن کانَ قامَ فیهِم بأمرِ اللّهِ تعالی أطلَقَهُ اللّهُ تعالی ، وإن کانَ ظالِما هَوی بهِ فی نارِ جَهَنَّمَ سَبعینَ خَریفا.

مَن لَم یَحکُمْ بما أنزَلَ اللّهُ کانَ کَمَن شَهِدَ شَهادَةَ زُورٍ ویُقذَفُ بِه فی النّارِ (و) یُعَذَّبُ بعَذابِ شاهِدِ الزُّورِ.

مَن کانَ ذا وَجهَینِ وذا لِسانَینِ ، کانَ ذا وَجهَینِ وذا لِسانَینِ یَومِ القِیامَةِ .

مَن مَشی فی قَطیعَةٍ بینَ اثنَینِ کانَ علَیهِ مِن الوِزرِ بِقَدرِ ما لِمَن أصلَحَ بینَ اثنَینِ

ص:570


1- (1) عالِج:موضع بالبادیة بها رَمْل.ورملُ عالج:ما تراکم من الرّمل ودخل بعضه فی بعض (لسان العرب:ج 2 ص 327). [1]

مِن الأجرِ ، مَکتوبٌ علَیهِ لَعنَةُ اللّهِ حتّی یَدخُلَ جَهَنّمَ فیُضاعَفَ لَهُ العَذابُ . (1)

6338. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ تبارکَ وتعالی کَرِهَ لَکُم أیَّتُها الاُمّةُ أربَعا وعِشرینَ خَصلَةً ونَهاکُم عَنها:کَرِهَ لَکُمُ العَبَثَ فی الصَّلاةِ ، وکَرِهَ المَنَّ فی الصَّدَقَةِ ...الحدیث. (2)

6339. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تُؤْوُا مِندیلَ اللَّحمِ فی البَیتِ ؛ فإنّهُ مَربِضُ الشَّیطانِ ، ولا تُؤْوُا التُّرابَ خَلفَ البابِ فإنّهُ مأوَی الشیاطین...الحدیث. (3)

15/3 آثارُ الذُّنوبِ علی غیرِ فاعِلِها

6340. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الذَّنبُ شُؤمٌ علی غیرِ فاعِلِهِ ، إن عَیَّرَهُ ابتُلِیَ ، وإنِ اغتابَهُ أثِمَ ، وإن رَضِیَ بهِ شارَکَهُ . (4)

16/3 الذُّنوبُ التی تُعَجَّلُ عُقوبَتُها

6341. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثلاثةٌ مِنَ الذُّنوبِ تُعَجَّلُ عُقوبَتُها ولا تُؤَخَّرُ إلی الآخِرَةِ :عُقوقُ الوالِدَینِ ، والبَغیُ علی الناسِ ، وکُفرُ الإحسانِ . (5)

ص:571


1- (1) ثواب الأعمال:ص 331 339 ح 1 ،بحارالأنوار:ج 76 ص 360 367 ح 30. [1]
2- (2) الأمالی للصدوق:ص 378 ح 478 [2] عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 76 ص 337 ح 2. [3]
3- (3) علل الشرائع:ص 583 ح 23 [4]عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 76 ص 357 ح 25. [5]
4- (4) الفردوس:ج 2 ص 249 ح 3169 عن أنس بن مالک.
5- (5) الأمالی للمفید:ص 237 ح 1 عن أبی اسحاق الهمدانی عن أبیه عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 73 ص 373 ح 7. [6]
17/3 دواءُ الذُّنوبِ

6342. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لِکُلِّ داءٍ دواءٌ ، ودواءُ الذُّنوبِ الاستِغفارُ. (1)

18/3 سِترُ اللّهِ علی المُذنبِ

6343. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لِلمؤمنِ اثنانِ وسَبعونَ ستراً ، فإذا أذنَبَ ذنباً انهَتَکَ عَنهُ سِترٌ ، فإن تابَ رَدَّهُ اللّهُ إلَیهِ وسَبعةً مَعهُ . (2)

19/3 مُکفِّراتُ الذُّنوبِ
أ العُقوبةُ فی الدنیا

6344. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ المؤمنَ إذا قارَفَ الذُّنوبَ ابتُلِیَ بها بالفَقرِ ، فإن کانَ فی ذلکَ کفّارةٌ لِذُنوبِهِ وإلّا ابتُلِیَ بالمَرضِ ، فإن کانَ ذلکَ کفّارةً لِذُنوبِهِ وإلّا ابتُلِیَ بالخَوفِ مِن السُّلطانِ یَطلُبُهُ ، فإن کانَ ذلکَ کفّارةً لِذُنوبِهِ وإلّا ضُیِّقَ علَیهِ عِندَ خُروجِ نفسِهِ ، حتّی یَلقَی اللّهَ حِینَ یَلقاهُ وما لَهُ مِن ذنبٍ یَدَّعِیهِ علَیهِ فَیَأمُرُ بهِ إلی الجَنَّةِ . (3)

6345. رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله عن جَبرئیلَ علیه السلام عنِ اللّهِ عز و جل: یا محمّدُ ، إنّی حَظَرتُ الفِردَوسَ علی جمیعِ النبیِّینَ حتّی تَدخُلَها أنتَ وعلیٌّ وشیعَتُکُما ، إلّا مَنِ اقتَرَفَ مِنهُم کبیرةً ، فإنّی أبلُوهُ

ص:572


1- (1) ثواب الأعمال:ص 197 ح 1 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 93 ص 379 ح 11. [1]
2- (2) النوادر للراوندی:ص 97 ح 49 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 73 ص 362 ح 93. [3]
3- (3) بحار الأنوار:ج 81 ص 199 ح 56 [4] عن أبی الجارود عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام.

فی مالِهِ أو بخوفٍ من سُلطانِهِ حَتَّی تَلقاهُ الملائکةُ بالرَّوحِ والرَّیحانِ وأنا علَیهِ غیرُ غَضبانَ ، فیکونَ ذلکَ حِلّاً لِما کانَ مِنهُ . (1)

6346. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَزالُ البَلاءُ فی المؤمنِ والمؤمنةِ فی جَسَدِهِ ومالِهِ وولدِهِ حَتّی یَلقَی اللّهَ وما علَیهِ مِن خطیئةٍ (2).

ب الأمراضُ

6347. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: السُّقمُ یَمحُو الذُّنوبَ . (3)

6348. عنه صلی اللّه علیه و آله: ساعاتُ الوَجَعِ یُذهِبْنَ ساعاتِ الخَطایا. (4)

6349. عنه صلی اللّه علیه و آله: حُمّی لیلةٍ کَفّارةُ سَنَةٍ . (5)

6350. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما مِن مَرَضٍ أو وَجَعٍ یُصِیبُ المؤمنَ إلّا کانَ کفّارَةً لِذَنبِهِ . (6)

6351. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ المَرَضَ یُنَقِّی الجَسَدَ مِن الذنوبِ کما یُذهِبُ الکِیرُ خُبثَ الحدیدِ. (7)

6352. عنه صلی اللّه علیه و آله لَمّا سَألَهُ رَجُلٌ : ما الذی یَمحو عَنّی الخَطایا؟:الدُّموعُ والخُضوعُ والأمراضُ . (8)

ص:573


1- (1) التمحیص:ص 40 ح 40 عن فرات بن أحنف عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 68 ص 145 ح 92. [1]
2- (2) جامع الأخبار:ص 310 ح 856 [2] عن أبی هریرة ،بحار الأنوار:ج 67 ص 236 ح 54. [3]
3- (3) جامع الأحادیث:ص 85 ،بحار الأنوار:ج 67 ص 244 ح 83 [4] نقلاً عن الإمامة والتبصرة عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
4- (4) الجعفریّات:ص 245 [5] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 67 ص 244 ح 83. [6]
5- (5) طب الأئمة:ص 16 [7] عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 81 ص 186 ح 39. [8]
6- (6) مسند ابن حنبل:ج 9 ص 518 ح 25393 [9] عن عائشة.
7- (7) أعلام الدین:ص 398 ، [10]بحار الأنوار:ج 81 ص 197 ح 54. [11]
8- (8) کنز العمّال:ج 16 ص 129 ح 44154 عن خالد بن الولید.
ج الأحزانُ

6353. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا کَثُرَت ذُنوبُ المؤمِنِ ولم یَکن لَهُ مِن العَمَلِ مایُکَفِّرُها ابتَلاهُ اللّهُ بالحُزنِ لِیُکَفِّرَها بهِ عَنهُ . (1)

6354. الدعوات عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ مِنَ الذُّنوبِ ذُنوباً لا یُکَفِّرُها صلاةٌ ولا صومٌ .قیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، فما یُکَفِّرُها ؟ قالَ :الهُمُومُ فی طَلَبِ المَعیشَةِ . (2)

6355. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ما أصابَ المؤمنَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا حَزَنٍ حتّی الهَمُّ یُهِمُّهُ إلّا کَفَّرَ اللّهُ بهِ عَنهُ مِن سیّئاتِهِ . (3)

6356. عنه صلی اللّه علیه و آله: ساعاتُ الهُمومِ ساعاتُ الکفّاراتِ ، ولا یَزالُ الهَمُّ بالمؤمنِ حتّی یَدَعَهُ وما لَهُ مِن ذَنبٍ . (4)

6357. کنزالفوائد: رُویَ أنَّهُ لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآیَةُ : "لَیْسَ بِأَمانِیِّکُمْ ... مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً یُجْزَ بِهِ " (5)فقال رجُلٌ لِرَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله:یا رَسولَ اللّهِ ! جاءَت قاصِمَةُ الظَّهرِ ، فقالَ صلی اللّه علیه و آله:کلّا ، أما تَحزَنُ ؟ أما تَمرَضُ ؟ أما یُصِیبُکَ اللّأواءُ والهُمومُ ؟ قالَ :بلی ، قالَ :فذلکَ مِمّا یُجزی بهِ . (6)

د الحَسناتُ
الکتاب

" وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَیِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِکَ ذِکْری

ص:574


1- (1) الدعوات:ص 120 ح 288 ،بحارالأنوار:ج 73 ص 157 ح 3. [1]
2- (2) الدعوات:ص 56 ح 141 ،بحارالأنوار:ج 73 ص 157 ح 3. [2]
3- (3) تحف العقول:ص 38 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 142 ح 29. [3]
4- (4) بحار الأنوار:ج 67 ص 244 ح 83 [4] عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
5- (5) النساء:123. [5]
6- (6) کنزالفوائد:ج 2 ص 379 ، [6]بحار الأنوار:ج 81 ص 192 ح 49. [7]

لِلذّاکِرِینَ ". 1

" ذلِکَ أَمْرُ اللّهِ أَنْزَلَهُ إِلَیْکُمْ وَ مَنْ یَتَّقِ اللّهَ یُکَفِّرْ عَنْهُ سَیِّئاتِهِ وَ یُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ". 2

الحدیث

6358. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا عَمِلتَ سیّئةً فَاعمَلْ حَسَنةً تَمْحوها. (1)

ه الحجُّ والعُمرةُ

6359. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: العُمرَةُ إلی العُمرَةِ کَفّارَةُ ما بَینَهُما ، والحجّةُ المُتَقَبَّلَةُ ثوابُها الجَنَّةُ ، ومِنَ الذُّنوبِ ذنوبٌ لا تُغفَرُ إلّا بعَرَفاتَ . (2)

و الموت

6360. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: المَوتُ کفّارةٌ لِذُنوبِ المؤمنینَ . (3)

ز خِدمَةُ العِیالِ

6361. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: خِدمَةُ العِیالِ کَفّارَةٌ لِلکَبائرِ ، وتُطفئُ غَضَبَ الرَّبِّ . (4)

ح إجابَةُ المُؤذِّن

6362. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إجابَةُ المُؤذِّنِ کَفّارَةُ الذُّنوبِ . (5)

ص:575


1- (3) الأمالی للطوسی:ص 186 ح 312 [1] عن أبی ذرّ الغفاری ،بحارالأنوار:ج 71 ص 242 ح 3. [2]
2- (4) دعائم الإسلام:ج 1 ص 294 [3]عن الإمام علیّ علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 99 ص 50 ح 46. [4]
3- (5) الأمالی للمفید:ص 283 ح 8 عن محمد بن عطیة عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 6 ص 151 ح 3. [5]
4- (6) جامع الأخبار:ص 276 ح 751 ، [6]بحارالأنوار:ج 104 ص 132 ح 1. [7]
5- (7) جامع الأخبار:ص 172 ح 407 ،بحارالأنوار:ج 84 ص 154 ح 49. [8]
ط النَّدامَةُ

6363. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کفّارَةُ الذَّنْبِ النَّدامَةُ . (1)

ی طَلَبُ العِلم

6364. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن طَلَبَ العِلمَ کانَ کفَّارَةً لِما مَضی. (2)

ک إسباغُ الوُضُوء

6365. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی بیانِ کَفّاراتِ الخَطایا: إسباغُ الوُضوءِ علَی المَکارِهِ . (3)

ل الاستِغفارُ لِلمَظلومِ الفائِت

6366. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن ظَلَمَ أحَدا فَفاتَهُ فَلْیَستَغْفِرِ اللّهَ تعالی لَهُ ؛ فإنّهُ کفّارَةٌ لَهُ . (4)

م افتِتاحُ النَّهار واختِتامُهُ بِالخیر

6367. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ استَفتَحَ أوَّلَ نَهارِهِ بخَیرٍ وخَتَمَهُ بِالخَیرِ ، قالَ اللّهُ لملائکتِهِ :لا تَکتُبُوا علَیهِ ما بینَ ذلکَ مِنَ الذُّنوبِ . (5)

ن تِلکَ الخِصال

6368. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثلاثٌ کَفَّاراتٌ وثَلاثٌ مُهلِکاتٌ وثلاثٌ مُنجِیاتٌ ...أمّا الکفارات:

ص:576


1- (1) مسند ابن حنبل:ج 1 ص 620 ح 2623 [1] عن ابن عبّاس.
2- (2) سنن الترمذی:ج 4 ص 29 ح 2648 عن سخبرة.
3- (3) سنن ابن ماجة:ج 1 ص 148 ح 427 عن أبی سعید الخدری.
4- (4) ثواب الأعمال:ص 323 ح 15 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 313 ح 27. [2]
5- (5) کنز العمّال:ج 15 ص 781 ح 43081 عن عبد اللّه بن یسر.

فإفشاء السَّلامِ ، وإطعامُ الطَّعامِ ، والتَّهجُّدُ باللیلِ والناسُ نِیامٌ .... (1)

6369. عنه صلی اللّه علیه و آله: کفّارَةُ الطِّیَرَةِ التَّوَکُّلُ . (2)

6370. سنن أبی داوود عن أبی برزة الأسلمی عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله کانَ یقولُ بأخَرَةٍ إذا أرادَ أن یَقومَ مِن المَجلسِ : سبحانکَ اللّهُمَّ وبحَمدِکَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُکَ وأتوبُ إلَیکَ .فقالَ رجُلٌ :یا رسولَ اللّهِ ، إنّکَ لَتَقولُ قولاً ما کُنتَ تَقولُهُ فیما مضی ! قالَ :کفّارَةٌ لِما یکونُ فی المَجلِسِ . (3)

20/3 جَزاءُ الإعراض عَنِ الذَّنب

6371. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن أعرَضَ عن مُحَرَّمٍ أبدَلَهُ اللّهُ بهِ عِبادَةً تَسُرُّهُ . (4)

ص:577


1- (1) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 325 ح 2656 [1] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 70 ص 6 ح 3.
2- (2) الکافی:ج 8 ص 198 ح 236 [2] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام.
3- (3) سنن أبی داوود:ج 4 ص 265 ح 4859.
4- (4) الأمالی للطوسی:ص 182 ح 306 [3] عن أبی قلابة ،بحار الأنوار:ج 77 ص 121 ح 20. [4]

ص:578

الفصل الرّابع: الاستئثار

1/4 اجتِنابُ النَّبیِّ عَنِ الاستِئثارِ

6372. المعجم الأوسط عن عامر بن ربیعة: بَینا رَسولُ اللّه صلی اللّه علیه و آله یَطوفُ بِالبَیتِ ، إذِ انقَطَعَ شِسعُهُ (1)، فَحَلَّ رَجُلٌ شِسعا مِن نَعلِهِ ثُمَّ ناوَلَهُ إیّاهُ ، فَأَبی أن یَأخُذَهُ ، وقالَ :هذِهِ أَثَرَةٌ ولا أقبَلُ أثَرَةً . (2)

2/4 التَّحذیرُ مِنَ إستئثار الفیء

6373. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: خَمسَةٌ لَعَنتُهُم وکُلُّ نَبِیٍّ مُجابٍ :الزّائِدُ فی کِتابِ اللّهِ ، وَالتّارِکُ لِسُنَّتی ، وَالمُکَذِّبُ بِقَدَرِ اللّهِ ، وَالمُستَحِلُّ مِن عِترَتی ما حَرَّمَ اللّهُ ، وَالمُستَأثِرُ بِالفَیءِ وَالمُستَحِلُّ لَهُ (3). (4)

ص:579


1- (1) شِسْع النَّعل:قِبالُها الذی یُشدّ إلی زِمامِها.والزمام:السَّیر الذی یُعقَد فیه الشسع (لسان العرب:ج 8 ص 180 [1] "شسع").
2- (2) المعجم الأوسط :ج 3 ص 174 ح 2840 ؛ نثر الدرّ:ج 1 ص 247 [2] نحوه.
3- (3) فی بحار الأنوار: [3]"والمستأثر بالفیء المستحلّ له".
4- (4) الکافی:ج 2 ص 293 ح 14 [4] عن میسر عن أبیه عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 72 ص 116 ح 14. [5]

6374. عنه صلی اللّه علیه و آله: سَبعَةٌ لَعَنتُهُم وکُلُّ نَبِیٍّ مُجابٍ :...وَالمُستَأثِرَ بِالفَیءِ. (1)

6375. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّی لَعَنتُ سَبعَةً لَعَنَهُمُ اللّهُ وکُلُّ نَبِیٍّ مُجابٍ قَبلی:...وَالمُستَأثِرُ عَلَی المُسلِمینَ بِفَیئِهِم مُستَحِلّاً لَهُ . (2)

3/4 التَّنبّؤ بظهور الاستئثار بین المسلمین

6376. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّکُم سَتَلقَونَ بَعدی أثَرَةً . (3)

6377. عنه صلی اللّه علیه و آله: کَأَنَّکُم بِراکِبٍ قَد أتاکُم فَنَزَلَ بِکُم ، فَیَقولُ :الأَرضُ أرضُنا وَالمِصرُمِصرُنا ، وإنَّما أنتُم عَبیدُنا واُجَراؤُنا ، فَحالَ بَینَ الأَرامِلِ وَالیَتامی وما أفاءَ اللّهُ عَلی آبائِهِم. (4)

6378. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا بَلَغَ بَنو أبِی العاصِ ثَلاثینَ رَجُلاً اتَّخَذوا دینَ اللّهِ دَغَلاً (5)، وعِبادَ اللّهِ خَوَلاً (6)، ومالَ اللّهِ دُوَلاً (7). (8)

6379. عنه صلی اللّه علیه و آله: یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ أکثَرُهُم وُجوهُهُم وُجوهُ الآدَمِیّینَ ، وقُلوبُهُم قُلوبُ الذِّئابِ ...السُّنَّةُ فیهِم بِدعَةٌ وَالبِدعَةُ فیهِم سُنَّةٌ ، وَالآمِرُ بِالمَعروفِ بَینَهُم مُتَّهَمٌ ، وَالفاسِقُ فیهِم مُشَرَّفٌ ، المُؤمِنُ بَینَهُم مُستَضعَفٌ .

ص:580


1- (1) المعجم الکبیر:ج 17 ص 43 ح 89 عن عمرو بن سعواء الیافعی.
2- (2) الخصال:ص 349 ح 24 عن عبدالمؤمن الأنصاری عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 5 ص 88 ح 5. [1]
3- (3) صحیح البخاری:ج 3 ص 1381 ح 3582 عن أنس بن مالک.
4- (4) المعجم الأوسط :ج 4 ص 134 ح 3798 عن حذیفة بن الیمان.
5- (5) اتَّخَذوا دین اللّه دَغَلاً:أی یخدعون به الناسَ .وأصلُ الدَّغَل:الشَّجَر المُلتَفّ الذی یَکمُن أهل الفساد فیه (النهایة:ج 2 ص 123 [2] "دغل").
6- (6) خَوَلاً:أی خَدَما وعبیدا.یعنی أنّهم یستخدمونهم ویستعبدونهم (النهایة:ج 2 ص 88 [3] "خول").
7- (7) دُوَلاً:جمع دُولة بالضمّ وهو ما یُتداوَل من المال ، فیکون لقَومٍ دون قوم (النهایة:ج 2 ص 140 [4] "دول").
8- (8) المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 527 ح 8479 عن أبی سعید الخدری ؛ تفسیر القمّی:ج 1 ص 52 [5] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 22 ص 427 ح 36. [6]

فَإِذا فَعَلوا ذلِکَ سَلَّطَ اللّهُ عَلَیهِم أقواما إن تَکَلَّموا قَتَلوهُم وإن سَکَتُوا استَباحوهُم ، یَستَأثِرونَ عَلَیهِم بِفَیئِهِم ویَجورونَ عَلَیهِم فی حُکمِهِم. (1)

6380. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ مِن أشراطِ القِیامَةِ إضاعَةَ الصَّلَواتِ وَاتِّباعَ الشَّهَواتِ ...فَعِندَها یَلیهِم أقوامٌ إن تَکَلَّموا قَتَلوهُم وإن سَکَتُوا استَباحوا حَقَّهُم ، لَیَستَأثِرونَ أنفُسَهُم بِفَیئِهِم وَلَیَطَؤُنَّ حُرمَتَهُم ، ولَیَسفِکُنَّ دِماءَهُم ولَیَملَأُنَّ قُلوبَهُم دَغَلاً ورُعبا ، فَلا تَراهُم إلّا وَجِلینَ خائِفینَ مَرعوبینَ مَرهوبینَ . (2)

6381. الإمام علیّ علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:إذا عَمِلَت امَّتی خَمسَ عَشرَةَ خَصلةً حَلَّ بِهَا البَلاءُ.قیلَ :یا رَسولَ اللّهِ وما هِیَ ؟ قالَ :إذا کانَتِ المَغانِمُ دُوَلاً ، وَالأَمانَةُ مَغنَما ، وَالزَّکاةُ مَغرَما (3).... (4)

ص:581


1- (1) کنز العمّال:ج 11 ص 285 ح 31539 نقلاً عن أبی موسی المدینی فی کتاب دولة الأشرار عن عمر بن الخطّاب.
2- (2) تفسیر القمّی:ج 2 ص 304 305 [1]عن ابن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 6 ص 306 ح 6. [2]
3- (3) والزکاة مَغرَما:أی یری ربّ المال أنّ إخراج زکاته غرامة یغرَمُها (النهایة:ج 3 ص 363 [3] "غرم").
4- (4) الخصال:ص 500 ح 1 عن محمّد بن الحنفیّة ،بحارالأنوار:ج 6 ص 304 ح 4. [4]

ص:582

کلام حول الاستئثار
الاستئثار لغةً

الاستئثار مصدر من الجذر "أثَرَ" فی مقابل الإیثار، وهو:بمعنی تقدیم الإنسان نفسه أو ذویه وقرابته وأتباعه وأنصاره علی الآخرین، فی تأمین الاحتیاجات والمتطلّبات.وقد تُستخدم هذه المفردة أحیانا علی اختصاص النفس علی سبیل الحکمة ولیس علی أساس الحاجة.

یقول الخلیل:

استأثرت علی فلان بکذا وکذا، أی آثرت به نفسی علیه دونَه. (1)

وفی لسان العرب:

استأثر بالشیء علی غیره:خصّ به نفسه واستبدّ به. (2)

و "الأثَرَة" هی بمعنی الاستئثار أیضا، ولذا کتب ابن الأثیر فی الحدیث المنسوب إلی النبیّ صلی اللّه علیه و آله:

14-"سَتَلقَونَ بَعدی أثَرَةً " ما نصّه:

الأثَرَة بفتح الهمزة والثاء الاسم من آثر یؤثر إیثارا إذا أعطی، أراد أنّه یستأثر علیکم فیفضّل غیرکم فی نصیبه من الفیء.والاستئثار:الانفراد بالشیء. (3)

ص:583


1- (1) العین:ص 37 [1] "أثر".
2- (2) لسان العرب:ج 4 ص 8 [2] "أثر".
3- (3) النهایة:ج 1 ص 22 [3] "أثر".
الاستئثار فی الحدیث

لم ینحت الحدیث الإسلامی مجالاً استعمالیا جدیدا لمفردة الاستئثار،بل دأب علی استعمالها فی معناها اللغوی نفسه.

نعرض فیما یلی خلاصة مکثّفة وممنهجة للعناوین الأساسیة التی ورد فیها الحدیث عن هذا الموضوع الأخلاقی ذی البُعدین السیاسی والاجتماعی، ممّا جاء عن المعصومین علیهم السلام ، ویأتی ذکره تفصیلاً فی الفصول الآتیة:

1.أنواع الاستئثار

ینقسم الاستئثار من منظور الأحادیث الإسلامیة، إلی قسمین:

أ الاستئثار المحمود

هو عبارة عن الانفراد بالشیء علی أساس الحقّ والحکمة ، کاستئثار اللّه سبحانه بعض العلوم لذاته، علی ما جاء فی النصّ التالی المرویّ عن الإمام الصادق علیه السلام:

14-إنَّ لِلّهِ تَبارَکَ وتَعالی عِلمَینِ :عِلما أظهَرَ عَلَیهِ مَلائِکَتَهُ وأنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ ...وعِلما استَأثَرَ بِهِ . (1)

عن هذا الضرب من الاستئثار المحمود قال الإمام الصادق علیه السلام ، أیضا:

14-إنَّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ عَلی ثَلاثَةٍ وسَبعینَ حَرفا، وإنَّما کانَ عِندَ آصِفَ مِنها حَرفٌ واحدٌ...ونَحنُ عِندَنا مِنَ الاِسمِ الأَعظَمِ اثنانِ وسَبعونَ ، وحرفٌ واحِدٌ عِندَ اللّهِ تَعالَی استَأثَرَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَهُ . (2)

کما یدخل فی عداد الاستئثار الممدوح ما یخصّ به الإنسان نفسه أو ذویه وقرابته من أمواله الشخصیة.

ص:584


1- (1) الکافی:ج 1 ص 255 ح 1 ، [1]بحار الأنوار:ج 26 ص 93 ح 23. [2]
2- (2) الکافی:ج 1 ص 230 ح 1 [3]عن جابر ،بحار الأنوار:ج 14 ص 113 ح 5. [4]

علی نحو عامّ یمکن الخروج بقاعدة کلّیة تفید بأ نّه کلّما کان اختصاص الإنسان نفسه أو ذویه خاضعا لمعیار الحقّ وقائما علی أساس موازین الحکمة والعقل، فإنّ مثل هذا الاستئثار یعدّ استئثارا محمودا.

ب الاستئثار المذموم

هو عبارة عن اختصاص الإنسان نفسه وذویه وقرابته وانفراده باُمور تأتی مخالفة لموازین المنطق والعقل والفطرة ، وهذا الضرب من الاستئثار ینقسم بدوره إلی قسمین، هما:

الأوّل:الاستئثار الذی لا یعدّ تجاوزا فی حقوق الآخرین، وإنّما یتمثّل فی أنّه ممارسة مناهضة للإیثار کقیمة أخلاقیة وحسب.

الثّانی:الاستئثار الذی یتخطّی حدود مناهضة الدائرة الأخلاقیة، لیمثّل بالإضافة إلی ذلک تجاوزا فی حقوق الآخرین.

تترکّز أحادیث هذا القسم وروایاته علی الاستئثار المذموم، وإنّ أغلبها ینصبّ علی النوع الثانی منه الذی یعنی اختصاص النفس والقرابة المقترن بالتجاوز علی حقوق الآخرین، علی هذا الضوء یترکّز ما سنذکره عن الاستئثار فیما بعد، علی الاستئثار المذموم ، وبخاصّة القسم الثانی منه.

2.أسباب الاستئثار

تنتهی عملیة تحلیل ظاهرة الاستئثار وتقصّی جذورها ومعرفة مناشئها بالرُّسوّ علی عدد من الأسباب، تقف تماما فی الجهة المقابلة للإیثار.وهذه الأسباب، هی:

أ الاستخفاف بحقوق الناس.

ب الاستخفاف بمکارم الأخلاق.

ج الابتلاء بالحرص والبخل والشحّ .

ص:585

بید أنّ هذا القدر فی تحلیل مناشئ الظاهرة وأسبابها لا یعدّ کافیا، تماما کما سبق أن ذکرنا ذلک فی تحلیل مناشئ الإیثار، إذ ینبغی للتحلیل أن یتوغّل أکثر لیکشف هذه المرّة عن مناشئ الحرص ولماذا یمیل الإنسان إلی عدم الاهتمام بحقوق الناس، والاستخفاف بمکارم الأخلاق ؟ إنّ الأصل العمیق الذی ترجع إلیه جذور ظاهرة الاستئثار وأسبابه، یتمثّل بالأنانیة وغیاب الإیمان أو ضعفه، فإذا عجز الإیمان عن استیعاب الغرور والأنانیة الذاتیة عند الإنسان ولم ینجح بهضمها وتوجیهها ، فمن الطبیعی أن یتمخّض ذلک عن إنسان أنانی مغرور، لا یعیش إلّا ذاته ولا یفکّر سوی بالاستحواذ علی کلّ شیء والانفراد به لنفسه وذویه وقرابته ومن یرتبط به، وبتعبیر الإمام علیّ علیه السلام:

14-مَن مَلَکَ استَأثَرَ. (1)

هذا التعلیل هو الذی یفسّر مآلات التیارات المادّیة ومصیرها، فمهما کانت العناوین التی ترفعها هذه التیارات والشعارات التی تلوّح بها فی مضمار تأمین الحرّیات وضمان حقوق الناس، فإنّ المصیر الذی تنتهی إلیه عند تسلّم السلطة هو الاستئثار والفردیة.

علی ضوء هذه الحصیلة یمکن القول بأنّ جمیع ضروب الاستئثار والفردیة التی برزت فی التاریخ الإسلامی ممّا کان النبیّ صلی اللّه علیه و آله قد تنبّأ به وأخبر عن وقوعه؛ قد اکتسبت فی مضمونها هویة مادّیة ومنحیً مناهضا للدین،برغم شعاراتها الدینیة وتواریها خلف اسم الدین.

3.خطر الاستئثار

یعدّ الاستئثار من أخطر الخصال التی تفتک بالقیم وتدمّرها، فتبعاته المخرّبة لا

ص:586


1- (1) نهج البلاغة:الحکمة 160 ،بحار الأنوار:ج 13 ص 357 ح 62 ؛ شُعب الإیمان:ج 2 ص 311 ح 1910. [1]

تقتصر علی انحطاط الأخلاق فحسب،بل تجرّ إلی الفساد الاجتماعی والسیاسی ، وبالتالی سقوط الدول وانهیار الحکومات.نقرأ فی الحِکَم المنسوبة للإمام علیّ علیه السلام:

14-الاِستِئثارُ یوجِبُ الحَسَدَ ، وَالحَسَدُ یوجِبُ البِغضَةَ ، والبِغضَةُ توجِبُ الاِختِلافَ ، وَالاِختِلافُ یوجِبُ الفُرقَةَ ، وَالفُرقَةُ توجِبُ الضَّعفَ ، وَالضَّعفُ یوجِبُ الذُّلَّ ، وَالذُّلُّ یوجِبُ زَوالَ الدَّولَةِ وذَهابَ النِّعمَةِ (1).

تنتهی عملیة دراسة تاریخ الإسلام وتحلیله علی نحو دقیق، وکذلک تقصّی علل انحطاط الاُمّة الإسلامیة وعوامل افول نجمها إلی أنّ استئثار عدد من الحکّام وأثَرتهم وفردیتهم، أدّی إلی إلحاق أضرار ماحقة بحرکة هذا الدین وقلّصت من نفوذه وامتداده.

4.مواجهة الاستئثار

لقد بذل رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی عهد نبوّته والإمام علیّ علیه السلام إبّان حُکمه، قصاری جهودهما للحؤول دون بروز الاستئثار والفردیة والاستبداد بین قادة النظام الإسلامی الجدید، وبذلا ما بوسعهما لوأد هذه الخصلة الخطیرة المدمّرة، حتی بلغ من حرص نبیّ اللّه صلی اللّه علیه و آله علی محاصرة هذه الآفة الخطیرة، أنّه کان یتحرّز من کلّ ما یمتّ إلیها بصلة وینأی بنفسه عن أدنی تصرّف یمکن أن تفوح منه رائحة هذه الخصلة الذمیمة،بحیث لم یکن یسمح لأحد أن یتصرّف بطریقة یقدّمه علی نفسه فی شیء.

من الأمثلة البلیغة الدالّة علی سعی النبیّ لمکافحة هذه الآفة واجتثاث أدنی ما یمکن أن یمتّ إلیها بصلة، رفض النبیّ صلی اللّه علیه و آله أن یتناول من رجل شسعا من نعله قدّمه إلیه ،بعد أن انقطع شِسْعُهُ صلی اللّه علیه و آله وهو یطوف بالبیت، قائلاً فی جوابه:

14-هذه أثَرَة، ولا أقبل أثَرَةً (2).

ص:587


1- (1) شرح نهج البلاغة:ج 20 ص 345 ح 961.
2- (2) المعجم الأوسط :ج 3 ص 174.

عندما ننتقل إلی حیاة أهل بیت رسول اللّه صلوات اللّه علیه وعلیهم ، نجدها تتألّق بسیرة لا ترفض الاستئثار والفردیة وتصرّ علی اجتنابهما فحسب،بل تسجّل إیثارهم بحقوقهم الخاصّة أیضا.

من هنا یبدو أنّ دراسة السیرة العملیة لهؤلاء الکرام والتعرّف علیها فی مجال مکافحة الاستئثار وإیثار الآخرین مهمّة تربویة عاجلة حافلة بالعظات والعبر خاصّة للقادة والحاکمین.

لکن وا أسفاه! فقد تنکّب قادة الاُمّة الإسلامیة عن هذا الصراط السویّ ولم یتّبعوا سیرة هؤلاء الکرام ولم یقتفوا منهاجهم، فکان المآل کما أخبر النبیّ صلی اللّه علیه و آله وتنبّأ به إذ ابتُلی هؤلاء بالاستئثار، ونزل بالإسلام والمسلمین ما نزل بهما فی وقائع التاریخ الفجیع !

5.تقویم أحادیث الصبر علی الاستئثار

تضمّن الفصل الرابع من هذا القسم أحادیث أخبر فیها النبیّ صلی اللّه علیه و آله عن وقوع آفة الاستئثار وظهورها فی الاُمّة الإسلامیة، وقد نَسبت هذه الأحادیث إلی النبیّ صلی اللّه علیه و آله أنّه أمر الناس أن یصبروا لما یصیبهم من أثَرَة الاُمراء وأنّه لا یحقّ لهم الاعتراض علی استبداد هؤلاء الحکّام وأثَرتهم، وإنّما علیهم الإذعان والصبر حتّی یوم القیامة! ما توفّرنا علی ذکره فی هذا الفصل لا یزید علی أنّه نموذج لهذا النمط من الروایات فحسب، ومن یروم الاطّلاع علی کلّ ما جاء بهذا الشأن فبمقدوره أن یراجعها فی المصادر التی أشرنا إلیها فی الهوامش.

إنّ عملیة تحلیل هذه الأحادیث ونقدها وتقویمها تتطلّب المکوث عند نقاط کثیرة جدیرة بالبحث والتأمّل، الأمر الذی یجعل عملیة التقویم الکامل والاستیفاء النقدی الشامل لهذه الأحادیث رهنا بفرصة سانحة لا مجال لها هنا، وإنّما نکتفی هنا بالإشارة إلی عدد من النقاط المهمّة نذکرها کما یلی:

ص:588

أ فصل الدین عن السیاسة

ممّا لا ریب فیه أنّ مقتضی الإذعان إلی الأحادیث التی تأمر المسلمین بالصبر علی أثرة الحکّام والتسلیم لظلمهم والانقیاد لما یبرز منهم من استغلال وتغییب للعدالة، هو فصل الدین عن السیاسة ، لهذا تجد أنّ المحدّثین والفقهاء والذین آمنوا بهذه الأحادیث أفتوا بعدم جواز خروج المسلمین علی حکّامهم مهما بلغ هؤلاء الحکّام من الإجحاف والظلم، وأنّه لا یحقّ لهم الاعتراض علیهم مهما بلغ الحال، ویحرم علیهم کسر إسار الطاعة لهؤلاء الحکّام وإن جاروا، وفیما یلی نقدّم عددا من الأمثلة التی تعکس هذا النمط من فتاوی هؤلاء وآرائهم:

تولی المحدّث المعروف مسلم بن الحجّاج النیشابوری، جمع الأحادیث المذکورة فی عدد من أبواب الإمارة من صحیحه.وفیما یلی عناوین هذه الأبواب بأرقامها فی صحیحه التی تعکس خلاصة فهمه وتمثّل فی حقیقتها فتواه علی هذا الصعید:

(11)باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم.

(12)باب فی طاعة الاُمراء وإن منعوا الحقوق.

(13)باب وجوب ملازمة جماعة المسلمین عند ظهور الفتن، وفی کلّ حال، وتحریم الخروج علی الطاعة ومفارقة الجماعة. (1)

وعلی سبیل هذه الروایات أفتوا الشافعی والمالک وأحمد بن حنبل ،بوجوب الصبر علی جور الحاکم.

وأفتی أحمد بن حنبل:

لا یخرج علی الاُمراء بالسیف وإن جاروا. (2)

ص:589


1- (1) صحیح مسلم:ج 3 ص 1474 و 1475.
2- (2) تاریخ المذاهب الإسلامیة:ص 90.

جاء فی شرح الموطّأ أنّ رأی مالک وجمهور أهل السنّة، هو:

إذا ظلم الإمام فالطاعة أولی من الخروج. (1)

یقول الباقلّانی:

قال الجمهور من أهل الإثبات وأصحاب الحدیث:لا ینخلع [ الإمام ]بهذه الاُمور [بفسقه وظلمه ، وبغصب الأموال وضرب الأشبار ، وتناول النفوس المحرّمة ، وتضییع الحقوق وتعطیل الحدود] ولا یجب الخروج علیه،بل یجب وعظه وتخویفه وترک طاعته فی شیء ممّا یدعو إلیه من معاصی اللّه، واحتجّوا فی ذلک بأخبار کثیرة متظاهرة عن النبیّ صلی اللّه علیه و آله وعن أصحابه فی وجوب طاعة الأئمّة وإن جاروا واستأثروا بالأموال. (2)

ب وضع الدین فی خدمة الساسة الفاسدین

لا شکّ فی أنّ بروز هذا الضرب من الفتاوی فی تاریخ الإسلام لم تقتصر تبعاته علی فصل الدین عن السیاسة، وإنّما دفع أیضا إلی أن یتحوّل الدین إلی وسیلة لخدمة الحکّام المنحرفین والقادة الفاسدین الذین تبوّؤوا السلطة باسم الدین وفعلوا کلّ ما أرادوه تحت غطاء الإسلام ! علی هذا ، یمکن القول إنّ جماعة برزت تحت عنوان المحدّثین والفقهاء أسدت عن علم منها أو جهل أکبر خدمة وأنفذها نفعا للحکّام الطغاة الذین مارسوا حکم المسلمین باسم الإسلام وأنهکوا کیان الإسلام الأصیل بضربات عنیفة موجعة حالت دون دوام الحکومة الإسلامیة؛ وذلک عبر ما قامت به تلک الجماعة من المحدّثین والفقهاء من فصل للدین عن السیاسة، وما أشاعته فتاواها والأحادیث التی بثّتها من مناخات منعت الجماهیر المسلمة من الثورة لأجل إحقاق حقوقها

ص:590


1- (1) تاریخ المذاهب الإسلامیة:ص 90.
2- (2) تمهید الأوائل وتلخیص الدلائل للباقلّانی:ص 478.

وضمان حاکمیة الإسلام الأصیل فی المجتمع.

لذلک لم یکن غریبا ما کتبه الإمام علیّ بن الحسین علیه السلام من لغة حادّة فی رسالة نصیحة بعث بها إلی واحد من هذا النمط من العلماء وهو محمّد بن مسلم الزهری، خاطبه فیها بقوله:

14-فَلَم یَبلُغ أخَصُّ وُزَرائِهِم ولا أقوی أعوانِهِم ، إلّا دونَ ما بَلَغتَ مِن إصلاحِ فَسادِهِم وَاختِلافِ الخاصَّةِ وَالعامَّةِ إلَیهِم! (1)أ وبعد ذلک یجوز للعقل أن یذعن بأنّ خاتم أنبیاء اللّه والحلقة الأخیرة فی قافلة المرسلین، الذی أنبأ بأنّ دینه یظهر علی الأدیان کلّها وتکون له الغلبة علی العالَم حتّی قیام الساعة، قد أمر امّته أن تلتزم منهاج الصبر والصمت ضدّ الأشخاص الذین استهدفوا الإطاحة بالمرتکز الأساسی والاُسّ الرکین الذی تقوم علیه الفلسفة الاجتماعیة للدیانة متمثّلاً بالقیام بالقسط ، لیکون بذلک قد وضع بیده عوامل الانهیار التی تقوّض أرکان دینه وتنشب فی کیانه أظفار المنیة ؟ الحقیقة أنّ العکس هو الصحیح، فقد نفی صلی اللّه علیه و آله انتساب مثل هذه الأحادیث إلیه التی تأباها فطرة القلوب وینفر منها الفکر، وبهذا المعیار الراکز حذّر المسلمین من أنّه لا ینطق بمثل هذا الکلام ولا یحدّث بحدیث کهذا.

ج التعارض مع القرآن

المعیار الآخر الذی یدخل فی تحدید صحّة الحدیث المنسوب إلی النبیّ صلی اللّه علیه و آله ، هو القرآن الکریم.

علی ضوء هذا المعیار تبرز نقطة اخری فی نقد أحادیث الصبر علی أثَرة الاُمراء وظلم الحکّام وتقویمها، تتمثّل هذه المرّة فی أنّ هذه الأحادیث لا تتعارض مع منطق الفطرة والعقل فحسب، وإنّما هی خلاف النصّ القرآنی الصریح أیضا، هذا النصّ الذی یسجّل دون مراء بأنّ الفلسفة التی تکمن وراء بعث جمیع الأنبیاء الإلهیین هی القیام بالقسط وبسط

ص:591


1- (1) تحف العقول:ص 276 ،بحار الأنوار:ج 78 ص 132 ح 2. [1]

العدل، حیث یقول:

"لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْکِتابَ وَ الْمِیزانَ لِیَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ " . (1)

فلا مراء فی أنّ الأحادیث التی تأمر بالصبر علی الاستئثار والإذعان للجور تتعارض مع هذه الآیة الکریمة، وکذلک مع جمیع الآیات التی یحثّ بها القرآن المسلمین علی مواجهة الظلم، ویدعوهم إلی ممارسة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر ، وإلی القیام بالقسط وبسط العدل.

د التعارض مع أحادیث مواجهة أئمّة الجور

من النقاط الاُخری التی تصطفّ إلی جوار ما سبقها فی تحلیل أحادیث الصبر علی الاستئثار وتقویمها، تعارضها مع أحادیث نبویة أمر فیها النبیّ صلی اللّه علیه و آله صراحة بمواجهة أئمّة الجور ودعا إلی منابذة الحکّام الظلمة ومقاومتهم، کما تُومِئ إلیه الأمثلة التالیة:

1.عن معاذ بن جبل:سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله یقول:

خُذُوا العَطاءَ ما دامَ عَطاءً فَإِذا صارَ رِشوَةً فِی الدّینِ فَلا تَأخُذوهُ ، ولَستُم بِتارِکیهِ یَمنَعُکُمُ الفَقرَ وَالحاجَةَ ، ألا إنَّ رَحَی الإِسلامِ دائِرَةٌ فَدوروا مَعَ الکِتابِ حَیثُ دارَ، ألا إنَّ الکِتابَ وَالسُّلطانَ سَیَفتَرِقانِ فَلا تُفارِقُوا الکِتابَ ، ألا إنَّهُ سَیَکونُ عَلَیکُم امَراءُ یَقضونَ لِأَنفُسِهِم ما لا یَقضونَ لَکُم، إن عَصَیتُموهُم قَتَلوکُم وإن أطَعتُموهُم أضَلّوکُم ، قالوا:یا رَسولَ اللّهِ ، کَیفَ نَصنَعُ ؟ قالَ :کَما صَنَعَ أصحابُ عیسَی بنِ مَریَمَ نُشِروا بِالمَناشیرِ وحُمِلوا عَلَی الخَشَبِ ، مَوتٌ فی طاعَةِ اللّهِ خَیرٌ مِن حَیاةٍ فی مَعصِیَةِ اللّهِ . (2)

2.عن أبی سلالة ، عنه صلی اللّه علیه و آله:

ص:592


1- (1) الحدید:25. [1]
2- (2) المعجم الکبیر:ج 20 ص 90 ح 172.

سَیَکونُ عَلَیکُم أئِمَّةٌ یَملِکونَ أرزاقَکُم ، یُحَدِّثونَکُم فَیَکذِبونَکُم، ویَعمَلونَ ویُسیؤونَ العَمَلَ ، لا یَرضَونَ مِنکُم حَتّی تُحَسِّنوا قَبیحَهُم وتُصَدِّقوا کَذِبَهُم، فَأَعطوهُمُ الحَقَّ ما رَضوا بِهِ ، فَإِذا تَجاوَزوا فَمَن قُتِلَ عَلی ذلِکَ فَهُوَ شَهیدٌ. (1)

3.عن ابن عبّاس:قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله:

سَیَکونُ امَراءُ تَعرِفونَ وتُنکِرونَ ؛ فَمَن نابَذَهُم نَجا، ومَنِ اعتَزَلَهُم سَلِمَ ، ومَن خالَطَهُم هَلَکَ . (2)

ردّ علی تبریر

قد یقال فی تبریر أحادیث الصبر علی الاستئثار بحملها علی التقیة، وعدم القدرة علی ممارسة النهی عن المنکر، وعدم التمکّن من مواجهة الظلم الصادر عن الولاة والحکّام، ومن ثَمّ یستنتج بأنّه لا سبیل إلی ردّها علی نحو قطعی.

یمکن الجواب علی هذا التبریر،بالنقاط التالیة:

أولاً:لقد جاءت أحادیث الصبر علی الاستئثار مطلقة، ولهذا لم تأت فتاوی الفقهاء الذین آمنوا بها مقیّدة بعدم القدرة کما مرّت نصوصها سلفا، وإنّما أفتی هؤلاء بحرمة القیام بوجه أئمّة الجور مطلقا، وذهبوا إلی عدم مناجزة هؤلاء الحکّام علی کلّ حال.

ثانیا:تکتسب أحکام التقیة معناها فی نطاق موضوعها فحسب، علی حین نجد أنّ الأحادیث المذکورة تنهی المسلمین عن المواجهة حتّی قیام الساعة.

ثالثا:إنّما تکون التقیة مشروعة للحفاظ علی أساس الدین وأصله، أمّا فی المواطن التی تهدّد فیها التقیة أصل الدین وأساسه وفلسفته فهی حرام،

ص:593


1- (1) المعجم الکبیر:ج 22 ص 362 ح 910.
2- (2) المعجم الکبیر:ج 11 ص 33 ح 10973.

کما قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله:

14-إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فِی امَّتی فَلیُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ فَمَن لَم یَفعَل فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ . (1)

ص:594


1- (1) الکافی:ج 1 ص 54 ح 2 ، [1]بحار الأنوار:ج 57 ص 234. [2]

الفصل الخامس: الإیذاء

1/5 ذَمُّ الإیذاء

6382. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: شَرُّ النّاسِ مَن تَأَذّی بِهِ النّاسُ . (1)

6383. عنه صلی اللّه علیه و آله: المُؤمِنُ مَن أمِنَهُ المُسلِمونَ عَلی أموالِهِم ودِمائِهِم ، وَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ . (2)

6384. عنه صلی اللّه علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ ! إنَّ العَبدَ لا یُکتَبُ مِنَ المُسلِمینَ حَتّی یَسلَمَ النّاسُ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ ، ولا یَنالُ دَرَجَةَ المُؤمِنینَ حَتّی یَأمَنَ أخوهُ بَوائِقَهُ (3)، وجارُهُ بَوادِرَهُ (4)، ولا یُعَدُّ مِنَ المُتَّقینَ حَتّی یَدَعَ ما لا بَأسَ بِهِ حِذارَ ما بِهِ البَأسُ . (5)

ص:595


1- (1) الاختصاص:ص 243 ،بحارالأنوار:ج 75 ص 281 ح 7. [1]
2- (2) کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 362 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعا عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 53 ح 3. [2]
3- (3) بَوائقُه:أی غَوائله و شروره ، و احدُها بائقة ؛ و هی الداهیة (النهایة:ج 1 ص 162 [3] "بوق").
4- (4) البَوادِر:جمع البادِرَة ؛ ما یبدُر من حِدَّتِک فی الغضب من قولٍ أو فعل (القاموس المحیط :ج 1 ص369 [4] "بدر").
5- (5) أعلام الدین:ص 334 [5] عن أبی هریرة ، و ص 144 و فیه "لا یقول" بدل "یدع" ،بحارالأنوار:ج 77 ص 177 ح 10. [6]
2/5 الحَثُّ عَلی کَفِّ الأذی

6385. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: طوبی لِمَن صَلَحَت سَریرَتُهُ ، وحَسُنَت عَلانِیَتُهُ ، وعَزَلَ عَنِ النّاسِ شَرَّهُ . (1)

6386. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن بَذَلَ مَعروفَهُ وکَفَّ أذاهُ فَذاکَ السَّیِّدُ. (2)

6387. الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ جَبرَئیلُ علیه السلام إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله ، فَقالَ :یا مُحَمَّدُ...شَرَفُ المُؤمِنِ صَلاتُهُ بِاللَّیلِ ، وعِزُّهُ کَفُّهُ الأَذی عَنِ النّاسِ . (3)

3/5 بَرَکاتُ کَفِّ الأَذی

6388. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الجَنَّةُ لَها ثَمانِیَةُ أبوابٍ ، عَلی کُلِّ بابٍ مِنها أربَعُ کَلِماتٍ ، کُلُّ کَلِمَةٍ مِنها خَیرٌ مِنَ الدُّنیا وما فیها لِمَن یَعرِفُها...وعَلَی البابِ الثّامِنِ مَکتوبٌ :لا إلهَ إلَا اللّهُ ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، عَلِیٌّ وَلِیُّ اللّهِ ، فَمَن أرادَ الدُّخولَ فی هذِهِ الأَبوابِ الثَّمانِیَةِ فَلیَتَمَسَّک بِأَربَعِ خِصالٍ ؛ وهِیَ :الصَّدَقَةُ ، وَالسَّخاءُ ، وحُسنُ الخُلُقِ ، وکَفُّ الأَذی عَن عِبادِ اللّهِ . (4)

6389. صحیح مسلم عن أبی ذرّ: قُلتُ :یا رَسولَ اللّهِ ، أرَأیتَ إن ضَعُفتُ عَن بَعضِ العَمَلِ ؟! قالَ :تَکُفُّ شَرَّکَ عَنِ النّاسِ ؛ فَإِنَّها صَدَقَةٌ مِنکَ عَلَی نَفسِکَ . (5)

ص:596


1- (1) الأمالی للطوسی:ص539 ح1162 [1] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 90 ح 3. [2]
2- (2) نثر الدرّ:ج 1 ص 176. [3]
3- (3) الزهد للحسین بن سعید:ص 79 ح 214 [4] عن هشام بن سالم.
4- (4) الفضائل:ص 129 [5]عن عبد اللّه بن مسعود ،بحارالأنوار:ج 8 ص 145 ح 67. [6]
5- (5) صحیح مسلم:ج 1 ص 89 ح 136 ؛ الجعفریّات:ص 32 [7] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام نحوه ،بحارالأنوار:ج 75 ص 54 ح 19.

6390. المستدرک علی الصحیحین عن أبی کثیر الزبیدی عن أبیه: قُلتُ :یا أبا ذَرٍّ ، دُلَّنی عَلی عَمَلٍ إذا عَمِلَ بِهِ العَبدُ دَخَلَ الجَنَّةَ ! قالَ :قالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله (1):تُؤمِنُ بِاللّهِ .قُلتُ :یا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ مَعَ الإِیمانِ عَمَلاً؟ قالَ :یَرضَخُ (2)مِمّا رَزَقَهُ اللّهُ .قُلتُ :یا رَسولَ اللّهِ ، فَإِن کانَ مُعدِما لا شَیءَ لَهُ ؟ قالَ :یَقولُ مَعروفا بِلِسانِهِ ، قُلتُ :فَإِن کانَ عَیِیّا (3)لا یُبلِغُ عَنهُ لِسانُهُ ؟ قالَ :فَلیُعِن مَغلوبا.قُلتُ :فَإِن کانَ ضَعیفا لا قُوَّةَ لَهُ ؟ قالَ :فَلیَصنَع لِأَخرَقَ (4).قُلتُ :فَإن کانَ أخرَقَ ؟ فَالتَفَتَ إلَیَّ فَقالَ :ما تُریدُ أن تَدَعَ فی صاحِبِکَ خَیرا؟! قالَ :یَدَعُ النّاسَ مِن أذاهُ .

قُلتُ :یا رَسولَ اللّهِ إنَّ هذا لَیَسیرٌ کُلُّهُ ! قالَ :وَالَّذی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ ، ما مِنهُنَّ خَصلَةٌ یَعمَلُ بِها عَبدٌ یَبتَغی بِها وَجهَ اللّهِ إلّا أخَذَت بِیَدِهِ یَومَ القِیامَةِ فَلَم تُفارِقهُ حَتّی تُدخِلَهُ الجَنَّةَ . (5)

4/5 ذَمُّ أنواعَ الإیذاء
أ الإِخافَةُ

6391. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: حَسبُ امرِئٍ مُسلِمٍ مِنَ الشَّرِّ أن یُخیفَ أخاهُ المُسلِمَ . (6)

ص:597


1- (1) فی صحیح ابن حبّان:"قالَ :سَألتُ عَن ذلِکَ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فَقالَ ...".
2- (2) رَضَختُ له رَضْخا:هو العطاء لیس بالکثیر (الصحاح:ج 1 ص 422 [1] "رضخ").
3- (3) العِیُّ :خلاف البَیان ، وقد عَیَّ فی منطقه وعَیِیَ (الصحاح:ج 6 ص 2442 [2] "عیی").
4- (4) فَلیَصنعْ لِأخْرَق:أی لجاهلٍ بما یجب أن یعمله ولم یکن فی یدیه صَنعة یکتسب بها.والخُرق:الجهل والحُمق (النهایة:ج 2 ص 26 [3] "خرق").
5- (5) المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 132 ح 212.
6- (6) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 39. [4]

6392. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَ یُؤمِنُ بِاللّهِ وَالیَومِ الآخِرِ فَلا یُرَوِّعَنَّ مُسلِما. (1)

6393. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن یُرَوِّعَ مُسلِما. (2)

6394. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تُرَوِّعُوا المُسلِمَ ؛ فَإِنَّ رَوعَةَ المُسلِمِ ظُلمٌ عَظیمٌ . (3)

ب النَّظرَةُ المُؤذِیَةُ

6395. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یَحِلُّ لِمُؤمِنٍ أن یُشیرَ إلی أخیهِ بِنَظرَةٍ تُؤذیهِ . (4)

6396. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما یَحِلُّ لِمُؤمِنٍ أن یَشتَدَّ إلی أخیهِ بِنَظرَةٍ تُؤذیهِ . (5)

6397. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن نَظَرَ إلی مُؤمِنٍ نَظرَةً لِیُخیفَهُ بِها ، أخافَهُ اللّهُ عز و جل یَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ . (6)

6398. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن نَظَرَ إلی أخیهِ المُسلِمِ نَظرَةً مُخیفَةً مِن غَیرِ حَقٍّ ، أخافَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ . (7)

6399. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن نَظَرَ إلی مُؤمِنٍ نَظَرةً یُخیفُهُ بِها ، أخافَهُ اللّهُ تَعالی یَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ ، وحَشَرَهُ فی صورَةِ الذَّرِّ (8)بِلَحمِهِ وجِسمِهِ وجَمیعِ أعضائِهِ وروحِهِ ، حَتّی یورِدَهُ مَورِدَهُ . (9)

ص:598


1- (1) المعجم الکبیر:ج 7 ص 99 ح 6487 عن سلیمان بن صرد.
2- (2) سنن أبی داوود:ج 4 ص 301 ح 5004 عن عبدالرحمن بن أبی لیلی ؛ عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 70 ح 327 عن فاطمة بنت الإمام الرضا عن آبائها عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 147 ح 1. [1]
3- (3) کنز العمّال:ج 16 ص 11 ح 43709 نقلاً عن المعجم الکبیر عن عامر بن ربیعة.
4- (4) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 98. [2]
5- (5) الزهد لابن المبارک:ص 240 ح 689 عن حمزة بن عبدة.
6- (6) الکافی:ج 2 ص 368 ح 1 [3] عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 151 ح 19. [4]
7- (7) تاریخ بغداد:ج9 ص223 [5] عن أبی هریرة.
8- (8) الذَّرّ:جمع ذَرَّة ؛ وهی أصغر النمل (الصحاح:ج 2 ص 663 [6] "ذرر").
9- (9) جامع الأخبار:ص 415 ح 1151 ، [7]بحارالأنوار:ج 75 ص 150 ح 13. [8]
ج المِزاحُ المُؤذی

6400. مسند ابن حنبل عن عبد الرحمن بن أبی لیلی: حَدَّثَنا أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أنَّهُم کانوا یَسیرونَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فی مَسیرٍ ، فَنامَ رَجُلٌ مِنهُم ، فَانطَلَقَ بَعضُهُم إلی نَبلٍ مَعَهُ فَأَخَذَها ، فَلَمَّا استَیقَظَ الرَّجُلُ فَزِ عَ ، فَضَحِکَ القَومُ ، فَقالَ :ما یُضحِکُکُم ؟! فَقالوا:لا ، إلّا أنّا أخَذنا نَبلَ هذا فَفَزِعَ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:لا یَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن یُرَوِّعَ مُسلِما. (1)

6401. اسد الغابة عن عمر بن یحیی عن أبیه عن جدّه: کُنّا عِندَ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله فَقامَ رَجُلٌ ونَسِیَ نَعلَهُ ، فَأَخَذَها رَجُلٌ ووَضَعَها تَحتَهُ ، فَجاءَ الرَّجُلُ فَقالَ :مَن رَآهُما؟ فَقالَ الرَّجُلُ :أنَا أخَذتُهُما.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:فَکَیفَ رَوعَةُ المُؤمِنِ ؟! قالَ :وَالَّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ ما أخَذتُهُما إلّا وأنَا ألعَبُ ! قالَ :فَکَیفَ بِرَوعَةِ المُؤمِنِ ؟! (2)

د النَّجوَی المُؤذِیَةُ

6402. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یَتَناجَی اثنانِ (3)دونَ واحِدٍ ؛ فَإِنَّ ذلِکَ یُؤذِی المُؤمِنَ ، وَاللّهُ عز و جلیَکرَهُ أذَی المُؤمِنِ . (4)

ه الرِّیحُ المُؤذِیَةُ

6403. مسند ابن حنبل عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله کانَ یَکرَهُ أن یوجَدَ مِنهُ ریحٌ یُتَأَذّی مِنها. (5)

ص:599


1- (1) مسند ابن حنبل:ج 9 ص 35 ح 23126. [1]
2- (2) اسد الغابة:ج 6 ص 71 الرقم 5813. [2]
3- (3) لا یَتَناجی اثنان:أی لایتسارَران منفردَین (النهایة:ج 5 ص 25 [3] "نجا").
4- (4) سنن الترمذی:ج 5 ص 128 ح 2825.
5- (5) مسند ابن حنبل:ج 10 ص 99 ح 26179. [4]
و العِبادَةُ المُؤذِیَةُ

6404. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یَجهَرُ بَعضُکُم عَلی بَعضٍ ، فَإِنَّ ذلِکَ یُؤذِی المُصَلِّیَ . (1)

6405. سنن أبی داوود عن أبی سعید: اعتَکَفَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فِی المَسجِدِ ، فَسَمِعَهُم یَجهَرونَ بِالقِراءَةِ ، فَکَشَفَ السِّترَ وقالَ :ألا إنَّ کُلَّکُم مُناجٍ رَبَّهُ ، فَلا یُؤذِیَنَّ بَعضُکُم بَعضا ، ولا یَرفَعُ بَعضُکُم عَلی بَعضٍ فِی القِراءَةِ أو قالَ :فِی الصَّلاةِ . (2)

6406. مسند الشامیّین عن أنس عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أنَّهُ کانَ إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یَقتَرِئُ ، زَمزَمَ (3)قِراءَتَهُ ، إلّا أنَّهُ یُفهِمُنَا الآیَةَ بَعدَ الآیَةِ .قُلتُ :یا رَسولَ اللّهِ ، ألا تَرفَعُ صَوتَکَ بِالقُرآنِ ؟ قالَ :أکرَهُ أن اؤذِیَ بِهِ رَفیقی وأهلَ بَیتی. (4)

6407. سنن أبی داوود عن عبد اللّه بن بسر: جاءَ رَجُلٌ یَتَخَطّی رِقابَ النّاسِ یَومَ الجُمُعَةِ وَالنَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله یَخطُبُ ، فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله:اِجلِس فَقَد آذَیتَ . (5)

6408. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن تَرَکَ الصَّفَّ الأَوَّلَ مَخافَةَ أن یُؤذِیَ أحَدا ، أضعَفَ اللّهُ لَهُ أجرَ الصَّفِّ الأَوَّلِ . (6)

6409. عنه صلی اللّه علیه و آله لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ : یا عُمَرُ ، إنَّکَ رَجُلٌ قَوِیٌّ ، لا تُزاحِم عَلَی الحَجَرِ فَتُؤذِیَ الضَّعیفَ ؛ إن وَجَدتَ خَلوَةً فَاستَلِمهُ ، وإلّا فَاستَقبِلهُ فَهَلِّل وکَبِّر. (7)

ص:600


1- (1) المعجم الأوسط :ج 3 ص 27 ح 2362 عن جابر بن عبداللّه.
2- (2) سنن أبی داوود:ج 2 ص 38 ح 1332.
3- (3) الزَّمزمة:صوتٌ خفیّ لا یکاد یُفهم (النهایة:ج 2 ص 313 [1] "زمزم").
4- (4) مسند الشامیّین:ج 4 ص 305 ح 3378.
5- (5) سنن أبی داوود:ج 1 ص 292 ح 1118.
6- (6) المعجم الأوسط :ج 1 ص 171 ح 537 عن ابن عبّاس.
7- (7) مسند ابن حنبل:ج 1 ص 69 ح 190 [2] عن عمر.
5/5 أخطر أنواع الإیذاء
أ إیذاءُ أهلِ البَیتِ

6410. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ ! اسمَعوا قَولی وَاعرِفوا حَقَّ نَصیحَتی ، ولا تَخلُفونی فی أهلِ بَیتی إلّا بِالَّذی امِرتُم بِهِ مِن حِفظِهِم ؛ فَإِنَّهُم حامَّتی وقَرابَتی وإخوَتی وأولادی ، وإنَّکُم مَجموعونَ ومُساءَلونَ عَنِ الثَّقَلَینِ (1)، فَانظُروا کَیفَ تَخلُفونی فیهِما ، إنَّهُم أهلُ بَیتی ، فَمَن آذاهُم آذانی ، ومَن ظَلَمَهُم ظَلَمَنی ، ومَن أذَلَّهُم أذَلَّنی ، ومَن أعَزَّهُم أعَزَّنی ، ومَن أکرَمَهُم أکرَمَنی. (2)

6411. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذانی فی أهلی فَقَد آذَی اللّهَ . (3)

6412. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا قُمتُ المَقامَ المَحمودَ تَشَفَّعتُ فی أصحابِ الکَبائِرِ مِن امَّتی ، فَیُشَفِّعُنِیاللّهُ فیهِم ، وَاللّهِ لا تَشَفَّعتُ فیمَن آذی ذُرِّیَّتی. (4)

6413. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی عَلِیّا فَقَد آذانی. (5)

6414. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی عَلِیّا فَقَد آذانی ، ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ تَعالی. (6)

ص:601


1- (1) قال ابن الأثیر:سمّاهما "ثَقَلین" لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقیل ، ویقال لکلّ خطیر نفیس:ثَقَل ، فسمّاهما ثَقَلین إعظاما لقدرهما وتفخیما لشأنهما (النهایة:ج 1 ص 216 [1] "ثقل").
2- (2) الأمالی للصدوق:ص 122 ح 112 [2]عن ابن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 38 ص 94 ح 10. [3]
3- (3) کنز العمّال:ج 12 ص 103 ح 34197 نقلاً عن أبی نعیم عن الإمام علیّ علیه السلام.
4- (4) الأمالی للصدوق:ص 370 ح 462 [4] عن خالد القلانسی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 8 ص 37 ح 12. [5]
5- (5) مسند ابن حنبل:ج 5 ص 405 ح 15960 [6] عن عمرو بن شاس الأسلمی ؛ المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 211 [7] عن عمر بن الخطّاب.
6- (6) الإفصاح:ص 128 ، [8]بحارالأنوار:ج 5 ص 69 ح 1. [9]

6415. کشف الیقین عن ابن عبّاس: کُنتُ عِندَ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله إذ أقبَلَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام غَضبانَ ، فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله:ما أغضَبَکَ ؟ فَقالَ :آذَونی فیکَ بَنو عَمِّکَ ، فَقامَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله مُغضَبا وقالَ :

یا أیُّهَا النّاسُ ! مَن آذی عَلِیّا فَقَد آذانی ، إنَّ عَلِیّا أوَّلُکُم إیمانا ، وأوفاکُم بِعَهدِ اللّهِ .یا أیُّهَا النّاسُ ! مَن آذی عَلِیّا بُعِثَ یَومَ القِیامَةِ یَهودِیّا أو نَصرانِیّا.

فَقالَ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِیُّ :یا رَسولَ اللّهِ ، وإن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأنَّکَ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ؟ فَقالَ :یا جابِرُ ، کَلِمَةٌ یَحتَجِزونَ بِها ألّا تُسفَکَ دِماؤُهُم ، وألّا یُستَباحَ أموالُهُم. (1)

6416. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی حَقِّ فاطِمَةَ علیهاالسلام: إنَّمَا ابنَتی بَضعَةٌ مِنّی ، یُریبُنی ما رابَها ،ویُؤذینی ما آذاها. (2)

6417. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ فاطِمَةَ بَضعَةٌ مِنّی ، مَن آذاها فَقَد آذانی ، ومَن غاظَها فَقَد غاظَنی ، ومَن سَرَّها فَقَد سَرَّنی. (3)

6418. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی شَعرَةً مِنّی فَقَد آذانی ، ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ عز و جل ، ومَن آذَی اللّهَ عز و جل لَعَنَهُ اللّهُ مِلءَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (4)

ب إیذاءُ المُجاهِدِ

6419. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ اغتابَ مُؤمِنا غازِیا أو آذاهُ أو خَلَفَهُ فی أهلِهِ بِسوءٍ ، نُصِبَ لَهُ یَومَ

ص:602


1- (1) کشف الیقین:ص 311 ح 366 ، [1]بحارالأنوار:ج 39 ص 333 ح 3. [2]
2- (2) صحیح مسلم:ج 4 ص 1902 ح 93 عن المسور بن مخرمة.
3- (3) الاعتقادات:ص 105 ، [3]بحارالأنوار:ج 27 ص 62 ح 21. [4]
4- (4) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 250 ح 3 [5] عن زید بن علیّ عن أبیه الإمام زین العابدین عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 27 ص 106 ح 13. [6]

القِیامَةِ فَیَستَغرِقُ حَسَناتِهِ ، ثُمَّ یُرکَسُ (1)فِی النّارِ ، إذا کانَ الغازی فیطاعَةِ اللّهِ عز و جل. (2)

6420. عنه صلی اللّه علیه و آله: اتَّقوا أذَی المُجاهِدینَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ یَغضَبُ لَهُم کَما یَغضَبُ لِلرُّسُلِ ، ویَستَجیبُ دُعاءَهُم کَما یَستَجیبُ دُعاءَ الرُّسُلِ . (3)

6421. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی غازِیا فَقَد آذانی ، ومَن آذانی فَقَد حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ الجَنَّةَ ، ومَأواهُ النّارُ. (4)

ج إیذاءُ المُسلِمِ

6422. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ تَبارَکَ وَ تَعالی:لِیَأذَن بِحَربٍ مِنّی مَن آذی عَبدِیَ المُؤمِنَ ، وَلیَأمَن مِن غَضَبی مَن أکرَمَ عَبدِیَ المُؤمِنَ . (5)

6423. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ فیما ناجانی رَبّی أنَّهُ قالَ :یا مُحَمَّدُ ، مَن آذی لی وَلِیّا فَقَد أرصَدَ لی بِالمُحارَبَةِ ، ومَن حارَبَنی حارَبتُهُ . (6)

6424. عنه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل:مَن آذی لی وَلِیّا فَقَدِ استَحَقَّ مُحارَبَتی. (7)

6425. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی مُؤمِنا ولَو بِشَطرِ کَلِمَةٍ ، جاءَ یَومَ القِیامَةِ مَکتوبٌ بَینَ عَینَیهِ :"آیِسا مِن رَحمَةِ اللّهِ " ، وکانَ کَمَن هَدَمَ الکَعبَةَ وَالبَیتَ المَقدِسَ ، وقَتَلَ عَشرَةَ آلافٍ مِنَ المَلائِکَةِ . (8)

ص:603


1- (1) الرَّکْس:رَدّ الشیء مقلوبا ، وقَلبُ أوّلِهِ علی آخِرِه (القاموس المحیط :ج 2 ص 220 "رکس").
2- (2) الکافی:ج 5 ص 8 ح 10 [1] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 100 ص 12 ح 25. [2]
3- (3) اسد الغابة:ج 1 ص 551 الرقم 774 [3] عن جمانة الباهلی.
4- (4) کنز العمّال:ج 4 ص 313 ح 10663 نقلاً عن الرافعی عن أنس.
5- (5) عدّة الداعی:ص 182 [4]عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 67 ص 149 ح 9. [5]
6- (6) مشکاة الأنوار:ص 253 ح 747 ، [6]بحارالأنوار:ج 75 ص 146 ح 18. [7]
7- (7) مسند أبی یعلی:ج 6 ص 314 ح 7051 عن میمونة.
8- (8) إرشاد القلوب:ص 76. [8]

6426. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی مُسلِما ، کانَ عَلَیهِ مِنَ الذُّنوبِ مِثلُ مَنابِتِ النَّخلِ . (1)

6427. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یُؤذِیَنَّ مُسلِمٌ مُسلِما ، فَلَرُبَّما مُتَضاعَفٌ (2)فی أطمارٍ لَو أقسَمَ عَلَی اللّهِ لَأَبَرَّهُ . (3)

6428. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أحزَنَ مُؤمِنا ثُمَّ أعطاهُ الدُّنیا لَم یَکُن ذلِکَ کَفّارَتَهُ ، ولَم یُؤجَر عَلَیهِ . (4)

6429. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی مُؤمِنا بِغَیرِ حَقٍّ ، فَکَأَنَّما هَدَمَ مَکَّةَ وبَیتَ اللّهِ المَعمورَ عَشرَ مَرّاتٍ ، وکَأَنَّما قَتَلَ ألفَ مَلَکٍ مِنَ المُقَرَّبینَ . (5)

6430. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أشارَ إلی أخیهِ بِحَدیدَةٍ فَإِنَّ المَلائِکَةَ تَلعَنُهُ ، حَتّی وإن کانَ أخاهُ لِأَبیهِ واُمِّهِ . (6)

6431. عنه صلی اللّه علیه و آله: ما بالُ أحَدِکُم یُؤذی أخاهُ فِی الأَمرِ وإن کانَ حَقّا! (7)

6432. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی مُؤمِنا فَقَد آذانی ، ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ عز و جل ، ومَن آذَی اللّهَ فَهُوَ مَلعونٌ فِی التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ . (8)

6433. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذَی المُسلِمینَ فی طُرُقِهِم ، وَجَبَت عَلَیهِ لَعنَتُهُم. (9)

6434. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی مُسلِما فَقَد آذانی ، ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ . (10)

ص:604


1- (1) تاریخ دمشق:ج 54 ص 72 ح 11360 عن ابن عبّاس.
2- (2) یقال:تَضَعَّفتُه واستضعفتُه بمعنیً ، للذی یتضعّفه الناس ویتجبّرون علیه فی الدنیا للفقر ورثاثة الحال (النهایة:ج 3 ص 88 [1] "ضعف").
3- (3) المعجم الکبیر:ج 8 ص 186 ح 7768 عن أبی امامة.
4- (4) جامع الأخبار:ص 416 ح 1154 ، [2]بحارالأنوار:ج 75 ص 150 ح 13. [3]
5- (5) عوالی اللآلی:ج 1 ص 361 ح 40. [4]
6- (6) صحیح مسلم:ج 4 ص 2020 ح 125 عن أبی هریرة ؛ الجعفریّات:ص 83 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام نحوه.
7- (7) الطبقات الکبری:ج 4 ص 25 [5] عن العبّاس بن عبدالمطلب.
8- (8) مشکاة الأنوار:ص 149 ح 358 ، [6]بحارالأنوار:ج 75 ص 150 ح 13. [7]
9- (9) المعجم الکبیر:ج 3 ص 179 ح 3050 عن حذیفة بن اسید.
10- (10) المعجم الأوسط :ج 4 ص 61 ح 3607 عن أنس.
د إیذاءُ الوالِدَینِ
الکتاب

" وَ قَضی رَبُّکَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِیّاهُ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً إِمّا یَبْلُغَنَّ عِنْدَکَ الْکِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ کِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً کَرِیماً ". 1

الحدیث

6435. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی والِدَیهِ فَقَد آذانی ، ومَن آذانی فَقَد آذَی اللّهَ ، ومَن آذَی اللّهَ فَهُوَ مَلعونٌ . (1)

6436. عنه صلی اللّه علیه و آله: یُقالُ لِلعاقِّ :اِعمَل ما شِئتَ مِنَ الطّاعَةِ فَإِنّی لا أغفِرُ لَکَ . (2)

6437. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَلعونٌ مَلعونٌ مَن ضَرَبَ والِدَهُ أو والِدَتَهُ . (3)

ه إیذاءُ الزَّوجِ

6438. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أیُّمَا امرَأَةٍ آذَت زَوجَها بِلِسانِها لَم یَقبَلِ اللّهُ عز و جل مِنها صَرفا ولا عَدلاً (4)ولا حَسَنَةً مِن عَمَلِها حَتّی تُرضِیَهُ ؛ وإن صامَت نَهارَها وقامَت لَیلَها وأعتَقَتِ الرِّقابَ وحَمَلَت عَلی جِیادِ الخَیلِ فی سَبیلِ اللّهِ ، وکانَت فی أوَّلِ مَن یَرِدُ النّارَ ، وکَذلِکَ الرَّجُلُ إذا کانَ لَها ظالِما. (5)

ص:605


1- (2) مستدرک الوسائل:ج 15 ص 193 ح 17978 [1] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب.
2- (3) حلیة الأولیاء:ج 10 ص 216 عن عائشة ؛ جامع الأخبار:ص 214 ح 524 ، [2]بحارالأنوار:ج 74 ص 80 ح 82. [3]
3- (4) کنز الفوائد:ج 1 ص 150 [4] عن یونس بن یعقوب عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 74 ص 80 ح 82. [5]
4- (5) الصَّرْف:التوبة.والعَدْل:الفدیة (المصباح المنیر:ص 338 [6] "صرف").
5- (6) کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 14 ح 4968 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 244 ح 15. [7]
و إیذاءُ الزَّوجَةِ

6439. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا وإنَّ اللّهَ عز و جل ورَسولَهُ بَریئانِ مِمَّن أضَرَّ بِامرَأَةٍ حَتّی تَختَلِعَ (1)مِنهُ . (2)

6440. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّی أتَعَجَّبُ مِمَّن یَضرِبُ امرَأَتَهُ وهُوَ بِالضَّربِ أولی مِنها! (3)

ز إیذاءُ الجارِ

6441. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: عِشرونَ خَصلَةً فِی المُؤمِنِ فَإِن لَم تَکُن فیهِ لَم یَکمُل إیمانُهُ :إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنینَ ...لا یُؤذونَ جارا ولا یَتَأَذّی بِهِم جارٌ. (4)

6442. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی جارَهُ حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ ریحَ الجَنَّةِ ، ومَأواهُ جَهَنَّمُ وبِئسَ المَصیرُ. (5)

6443. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی جارَهُ فَهُوَ ملعونٌ . (6)

6444. الإمام الباقر علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله فَشَکا إلَیهِ أذیً مِن جارِهِ ، فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:اِصبِر.ثُمَّ أتاهُ ثانِیَةً فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله:اِصبِر.ثُمَّ عادَ إلَیهِ فَشَکاهُ ثالِثَةً فَقالَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله للِرَّجُلِ الَّذی شَکا:إذا کانَ عِندَ رَواحِ النّاسِ إلَی الجُمُعَةِ فَأَخرِج مَتاعَکَ إلَی الطَّریقِ حَتّی یَراهُ مَن یَروحُ إلَی الجُمُعَةِ ، فَإِذا سَأَلوکَ فَأَخبِرهُم.

قالَ :فَفَعَلَ ، فَأَتاهُ جارُهُ المُؤذی لَهُ فَقالَ لَهُ :رُدَّ مَتاعَکَ ، فَلَکَ اللّهُ عَلَیَّ ألّا أعودَ! (7)

ص:606


1- (1) الخُلْع:أن یطلّق الرجلُ زوجتَه علی عِوَضٍ تبذله له (مجمع البحرین:ج 1 ص 540 "خلع").
2- (2) ثواب الأعمال:ص 338 ح 1 عن أبی هریرة وابن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 76 ص 366 ح 30. [1]
3- (3) جامع الأخبار:ص 447 ح 1259 ، [2]بحارالأنوار:ج 103 ص 249 ح 38. [3]
4- (4) الکافی:ج 2 ص 232 ح 5 [4] عن أحدهما علیهماالسلام ،بحارالأنوار:ج 67 ص 276 ح 4. [5]
5- (5) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 13 ح 4968 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 74 ص 150 ح 2. [6]
6- (6) جامع الأخبار:ص 214 ح 527. [7]
7- (7) الکافی:ج 2 ص 668 ح 13 [8] عن سدیر ،بحارالأنوار:ج 22 ص 122 ح 91. [9]
6/5 جَزاءُ المُؤذِی
الکتاب

"وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ یُؤْذُونَ النَّبِیَّ وَ یَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَکُمْ یُؤْمِنُ بِاللّهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ ". 1

"إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً * وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَیْرِ مَا اکْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً ". 2

الحدیث

6445. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن لَقِیَ أخاهُ بِما یَسوؤُهُ لِیَسوءَهُ ، ساءَهُ اللّهُ یَومَ یَلقاهُ . (1)

6446. عنه صلی اللّه علیه و آله: یُسَلَّطُ الجَرَبُ عَلی أهلِ النّارِ ، یَنحَلونَ (2)حَتّی تَبدُوَ عِظامُهُم ، فَیَقولونَ :لِمَ سُلِّطَ عَلَینا ذلِکَ ؟ فَیُقالُ :بِإِیذائِکُم أهلَ الإِیمانِ . (3)

6447. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَو أَنَّ عَبدا مِن عِبادِ اللّهِ عز و جل قَدِمَ عَلَی اللّهِ بِعَمَلِ أهلِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ مِن أنواعِ البِرِّ وَالتَّقوی ، لَم یَزِن ذلِکَ مِثقالَ ذَرَّةٍ مَعَ ثَلاثِ خِصالٍ :العُجبِ ، وإیذاءِ المُؤمِنینَ ، وَالقُنوطِ مِن رَحمَةِ اللّهِ . (4)

6448. عنه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ مُؤذٍ فِی النّارِ. (5)

ص:607


1- (3) ثواب الأعمال:ص 182 ح 1 عن الربیع بن صبیح ،بحارالأنوار:ج 74 ص 305 ح 50. [1]
2- (4) کذا فی المصدر ، وفی کنز العمّال:ج 14 ص 534 ح 39541 "فیحکّون" ، وهو الأنسب للسیاق.
3- (5) الفردوس:ج 5 ص 489 ح 8852 عن أنس.
4- (6) الفردوس:ج 3 ص 364 ح 5102 عن أبی الدرداء.
5- (7) تاریخ بغداد:ج 11 ص 299 [2] عن الأشجّ عن الإمام علیّ علیه السلام.

6449. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن خافَ النّاسُ لِسانَهُ فَهُوَ مِن أهلِ النّارِ. (1)

6450. مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: قالَ رَجُلٌ :یا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ فُلانَةَ یُذکَرُ مِن کَثرَةِ صَلاتِها وصِیامِها وصَدَقَتِها ، غَیرَ أنَّها تُؤذی جیرانَها بِلِسانِها! قالَ [ صلی اللّه علیه و آله ]:هِیَ فِی النّارِ. (2)

6451. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی مُؤمِنا آذاهُ اللّهُ ، ومَن أحزَنَهُ أحزَنَهُ اللّهُ ، ومَن نَظَرَ إلَیهِ بِنَظرَةٍ تُخیفُهُ بِغَیرِ حَقٍّ أو بِجَفاءٍ یُخیفُهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ . (3)

6452. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن رَوَّعَ مُسلِما لِرِضا سُلطانٍ ، جیءَ بِهِ یَومَ القِیامَةِ مَغلولاً. (4)

6453. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن رَوَّعَ مُؤمِنا ، لَم یُؤمِنِ اللّهُ رَوعَتَهُ یَومَ القِیامَةِ . (5)

6454. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أخافَ مُؤمِنا بِغَیرِ حَقٍّ ، کانَ حَقّا عَلَی اللّهِ أن لا یُؤمِنَهُ مِن أفزاعِ یَومِ القِیامَةِ . (6)

6455. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن آذی ذِمّیّا فَأَنَا خَصمُهُ ، ومَن کُنتُ خَصمَهُ خَصَمتُهُ یَومَ القِیامَةِ . (7)

6456. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أخافَ أهلَ المَدینَةِ أخافَهُ اللّهُ ، وعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ ، لایُقبَلُ مِنهُ صَرفٌ ولا عَدلٌ . (8)

ص:608


1- (1) کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 353 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعا عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 71 ص 286 ح 42.
2- (2) مسند ابن حنبل:ج 3 ص 442 ح 9681 ؛ [1]مشکاة الأنوار:ص 375 ح 1235 [2] نحوه ،بحارالأنوار:ج 71 ص 394 ح 63. [3]
3- (3) مستدرک الوسائل:ج 9 ص 100 ح 10341 [4] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب.
4- (4) نثر الدرّ:ج 1 ص 240. [5]
5- (5) شُعب الإیمان:ج 7 ص 496 ح 11117 [6] عن أنس.
6- (6) المعجم الأوسط :ج 3 ص 24 ح 2350 عن عبد اللّه بن عمر.
7- (7) تاریخ بغداد:ج 8 ص 370 [7] عن عبداللّه بن مسعود.
8- (8) السنن الکبری للنسائی:ج 2 ص 483 ح 4265 [8] عن السائب بن خلّاد.
تحلیل حول مدخل "الإیذاء"
الإیذاء لغةً

الإیذاء من مادّة "أذی" ، یقول ابن فارس:

الهمزة والذال والیاء:أصل واحد ، وهو الشیء تتکرَّهُه ولا تَقِرّ علیه. (1)

ویقول الراغب:

الأذی ما یصل إلی الحیوان من الضرر ، إمّا فی نفسه أو جسمه أو تبعاته دنیویّا کان أو اخرویّا. (2)

الإیذاء فی القرآن والحدیث

إنّ مفردة "أذی" ترد فی القرآن والحدیث بمعنی الإضرار بالآخرین والاعتداء علی حقوقهم ، کقوله سبحانه:

" وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَیْرِ مَا اکْتَسَبُوا" . (3)

وقد ترد بمعنی تنفیذ حکم الشریعة بحقّ المجرم ، کقوله سبحانه:

" وَ الَّذانِ یَأْتِیانِها مِنْکُمْ فَآذُوهُما " . (4)

ص:609


1- (1) معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 78 [1] "أذی".
2- (2) مفردات ألفاظ القرآن:ص 71 [2] "أذی".
3- (3) الأحزاب:58. [3]
4- (4) النساء:16. [4]

وقد تأتی بمعنی تحمّل العناء فی سبیل أداء الواجب ، کقوله سبحانه:

" فَالَّذِینَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ أُوذُوا فِی سَبِیلِی" . (1)

وأحیانا بمعنی معاناة الألم الطبیعی ، کقوله تعالی:

"وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْمَحِیضِ قُلْ هُوَ أَذیً " (2)، و "فَمَنْ کانَ مِنْکُمْ مَرِیضاً أَوْ بِهِ أَذیً مِنْ رَأْسِهِ " . (3)

وما نتناوله هنا تحت عنوان:"الإیذاء" إنّما هو بالمعنی الأوّل ؛ أی الإضرار بالآخرین ، والمعنی الثالث ؛ أی تحمّل العناء فی سبیل أداء الواجب.وأبرز ما فی هذا الفصل ما یلی:

1.أوضح سمات المسلم

إنّ أبرز معالم السلوک الإسلامی رعایة حقوق الآخرین واجتناب إیذائهم ، وهذا السلوک هو من الأهمّیة بمکان بحیث لا یکون الفرد مسلما بدونه ، وفی هذا المجال یقول رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بکلّ وضوح:

14-المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ . (4)

إنّ هذا التعریف للإنسان المسلم یوضّح أنّ الشّارع قد قرّر أنّ رعایة حقوق النّاسِ واجتناب أذاهم أوّل شروط الدخول فی الإسلام ، وقد سمّی أتباعَ هذا الدّین "مسلمین" لهذه المیزة.

إنّ الأحادیث الإسلامیّة تری أنّ إیذاء الآخرین من خصائص الأفراد المنحطّین

ص:610


1- (1) آل عمران:195. [1]
2- (2) البقرة:222. [2]
3- (3) البقرة:196. [3]
4- (4) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 (الإیذاء/الفصل الأوّل:ذم الإیذاء:ح 1251 ).

والأشرار (1)، والمسلم من لا یفکّر فی إیذاء نملةٍ فضلاً عن غیرها (2).

من هنا ، فالنتیجة الهامّة الّتی نستشفّها من روایات هذا الفصل هی أنّ الذین یتّسمون بالإسلام هم مسلمون بمقدار اهتمامهم برعایة حقوق الآخرین ، ویزداد الفرد بُعدا عن الإسلام کلّما ازداد للآخرین أذیً .

2.سبب الاهتمام الفائق باجتناب الأذی

لقد أشرنا فی الفصل الثانی إلی جانب من أسباب الاهتمام الإسلامیّ الشدید باجتناب الأذی ، وأهمّها:إزالة العداوة والبغضاء ، وتغییر الأعداء إلی أصدقاء ، وإحلال مشاعر العزّة والشرف والکرامة بین الناس ، ثمّ توفیر الحیاة الهانئة فی هذا الشوط القصیر من الحیاة الدنیا ، والسعادة والفلاح فی دار الخلود فی الآخرة ، ومن هنا عدّ الأئمّة علیهم السلام اجتناب الأذی من الحزم وبُعد الرؤیة والتعقّل (3).

3.ذمّ أنواع الإیذاء

إنّ مطلق ألوان الإیذاء مذموم ومحظور فی الإسلام ؛ لکونه عدوانا علی حقوق الآخرین ، ففی الفصل الثالث تبیّن الروایات الإسلامیّة بوضوح أنّ أیّ ممارسة تبعث الخوف فی المسلم ، وأیّ نظرة مؤذیة ، ومزاح مؤذٍ ، وکلام مؤلم ، ورائحة مؤذیة ،بل حتّی أیّ عبادة تؤدّی إلی أذی الآخرین ، فهی فی نظر الإسلام مذمومة وممنوعة ، فلیس هناک دون شکّ أیّ مدرسة کهذه المدرسة الإلهیّة فی تشدیدها علی حرمة

ص:611


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الإیذاء/الفصل الأوّل:ذمّ الإیذاء:الإیذاء عادة الأشرار ).
2- (2) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الإیذاء/الفصل الثانی:فضل کفّ الأذی وما فیه من الحکمة والبرکة:ح 1275 ).
3- (3) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الإیذاء/الفصل الثانی:فضل کفّ الأذی وما فیه من الحکمة والبرکة:ح 1269 و 1266 و 1283 ).

الإنسان وکرامته وحقوقه.

4.أخطر ألوان الأذی

مع أنّ الإسلام یذمّ مطلق أنواع أذی الناس ویمنعه ، ویتوعّد المؤذی بأشدّ العقاب (1)، فإنّ الأذی یزداد خطورة إذا توجّه إلی أفراد لهم حقوق أوسع علی الفرد وعلی المجتمع.فالأذی هنا أبشع ، وعاقبة المؤذی أشنع ، وفی الفصل الرابع نری أنّ النصوص تشدّد علی خطورة إیذاء أهل بیت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، والمجاهدین فی سبیل اللّه ، والمسلمین والوالدین والجیران ؛ لِما لهم من حقوق أوسع علی الإنسان.

5.تحمّل الأذی

إنّ تحمّل الأذی علی نوعین:نوع مذموم جدّا ، ونوع ممدوح جدّا.فإذا کان تحمّل الأذی یعنی الاستسلام لضغوط المعتدی ، والهزیمة والتراجع أمام الصعاب ، فهو مذموم فی نظر الإسلام غایة الذمّ ، ومن هنا قال الإمام علیّ علیه السلام:

14-المَنِیَّةُ ولَا الدَّنِیَّةُ . (2)

وستأتی بالتفصیل النصوص الإسلامیّة بشأن هذا الموضوع تحت عنوان "الذلّة" و "الظلم".

وأمّا ما یُلاحظ فی الفصل السادس من عنوان "الإیذاء" فهو ممدوح غایة المدح ؛ لأنّ تحمّل المشقّة والأذی فی سبیل اللّه أی فی سبیل أداء الواجب ، ولا سیّما واجب الجهاد من أجل الحرّیة له عطاء العزّة والفخر فی هذه الدنیا ، والأجر الإلهیّ الأکبر فی الآخرة.

ص:612


1- (1) راجع:موسوعة میزان الحکمة:ج 2 ( الإیذاء/الفصل الخامس:جزاء المؤذی ).
2- (2) نهج البلاغة:الحکمة 396 ، الکافی:ج 8 ص 21 ح 4 [1] عن جابر بن یزید عن الإمام الباقر عنه علیهماالسلام ، تحف العقول:ص 95 وفیهما "إنّ المنیّة قبل الدنیّة" وص 207 ،بحار الأنوار:ج 78 ص 44 ح 42.
7/5 احتمالُ الأذی فی سَبِیلِ اللّه الإیذاء
الکتاب

" لَتُبْلَوُنَّ فِی أَمْوالِکُمْ وَ أَنْفُسِکُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلِکُمْ وَ مِنَ الَّذِینَ أَشْرَکُوا أَذیً کَثِیراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِکَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ". 1

" فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لا أُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْکُمْ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی بَعْضُکُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِینَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ أُوذُوا فِی سَبِیلِی وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُکَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ اللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ ". 2

الحدیث

6457. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ أوَّلَ ثُلَّةٍ تَدخُلُ الجَنَّةَ الفُقَراءُ المُهاجِرونَ الَّذینَ تُتَّقی بِهِمُ المَکارِهُ ؛ إذا امِروا سَمِعوا وأطاعوا ، وإن کانَت لِرَجُلٍ مِنهُم حاجَةٌ إلَی السُّلطانِ لَم تُقضَ لَهُ حَتّی یَموتَ وهِیَ فی صَدرِهِ ، وإنَّ اللّهَ تَعالی یَدعو یَومَ القِیامَةِ الجَنَّةَ فَتَأتی بِزُخرُفِها وریِّها (1)، فَیَقولُ :أینَ عِبادِیَ الَّذینَ قاتَلوا فی سَبیلِ اللّهِ ، وقُتِلوا فی سَبیلی ، واُوذوا فی سَبیلی ، وجاهَدوا فی سَبیلی ؟ ادخُلُوا الجَنَّةَ .فَیَدخُلونَها بِغَیرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ .

فَتَأتِی المَلائِکَةُ فَیَقولونَ :رَبَّنا نَحنُ نُسبِّحُ لَکَ اللَّیلَ وَالنَّهارَ ونُقَدِّسُ لَکَ ، مَن هؤُلاءِ الَّذینَ آثَرتَهُم عَلَینا؟ فَیَقولُ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی:هؤُلاءِ الَّذینَ قاتَلوا فی سَبیلی ، واُوذوا فی سَبیلی.

ص:613


1- (3) هکذا فی المصدر ، وفی المصادر الاُخری:"وزینتها".

فَتَدخُلُ عَلَیهِمُ المَلائِکَةُ مِن کُلِّ بابٍ : " سَلامٌ عَلَیْکُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدّارِ " (1). (2)

6458. عنه صلی اللّه علیه و آله: احتَمِلِ الأَذی عَمَّن هُوَ أکبَرُ مِنکَ وأصغَرُ مِنکَ ، وخَیرٌ مِنکَ وشَرٌّ مِنکَ ؛ فَإِنَّکَ إن کُنتَ کَذلِکَ تَلقَی اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ یُباهی بِکَ المَلائِکَةَ . (3)

6459. عنه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثٌ مِن أبوابِ البِرِّ:سَخاءُ النَّفسِ ، وطیبُ الکَلامِ ، وَالصَّبرُ عَلَی الأَذی. (4)

ص:614


1- (1) الرعد:24. [1]
2- (2) المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 81 ح 2393 عن عبداللّه بن عمرو.
3- (3) الدعوات:ص 295 ح 55 ،بحارالأنوار:ج 76 ص 275 ح 31. [2]
4- (4) تحف العقول:ص 8 ،بحارالأنوار:ج 71 ص 311 ح 7. [3]

الفصل السّادس: البخل

1/6 ذَمُّ البَخیلِ

6460. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أبعدُکُم بی شَبَها البخیلُ البَذِیُّ الفاحِشُ . (1)

6461. عنه صلی اللّه علیه و آله: تُکلِّمُ النّارُ یومَ القیامةِ ثلاثةً ...تقولُ للغنیِّ :یا مَن وَهبَهُ اللّهُ دُنیا کثیرةً واسعةً فَیْضا ، وسألَهُ الفَقِیرُ الیَسیرَ قَرْضا فأبی إلّا بُخْلاً! فَتَزْدَرِدُهُ . (2)

6462. عنه صلی اللّه علیه و آله: البخیلُ بَعیدٌ مِن اللّهِ ،بَعیدٌ مِن النّاسِ ، قَریبٌ مِن النّارِ. (3)

2/6 خَصائِصُ البَخیلِ

6463. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّما البَخیلُ حَقُّ البَخیلِ الّذی یَمنعُ الزَّکاةَ المَفروضةَ فی مالِهِ ، ویَمنعُ البائِنَةَ فی قومِهِ ، وهُو فیما سِوی ذلکَ یُبَذِّرُ. (4)

ص:615


1- (1) تحف العقول:ص 44 ،بحارالأنوار:ج 77 ص 147 ح 81. [1]
2- (2) الخصال:ص 111 ح 84 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 337 ح 7. [2]
3- (3) بحار الأنوار:ج 73 ص 308 ح 37 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
4- (4) معانی الأخبار:ص 245 ح 4 عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 73 ص 306 ح 30. [4]

6464. عنه صلی اللّه علیه و آله: البخیلُ حقّا مَن ذُکِرْتُ عِندَهُ فَلَم یُصَلِّ علَیَّ . (1)

6465. عنه صلی اللّه علیه و آله: الرِّجالُ أربعةٌ :سَخِیٌّ ، وکَریمٌ ، وبَخیلٌ ، ولَئیمٌ .فالسَّخِیُّ :الّذی یأکُلُ ویُعطی ، والکریمُ :الّذی لا یأکُلُ ویُعطی ، والبخیلُ :الّذی یأکلُ ولا یُعطی ، واللّئیمُ :الّذی لا یأکُلُ ولا یُعطی. (2)

3/6 قِلّةُ راحَةِ البَخیلِ

6466. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أقلُّ النّاسِ راحةً البخیلُ . (3)

4/6 أبخَلُ النّاسِ

6467. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أبْخَلُ النّاسِ مَن بَخِلَ بما افترَضَ اللّهُ علَیهِ . (4)

6468. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ أبخَلَ النّاسِ مَن بَخِلَ بالسَّلامِ . (5)

6469. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ أبخَلَ الناسِ مَن ذُکِرتُ عِندَهُ ولَم یُصَلِّ عَلَیَّ . (6)

ص:616


1- (1) معانی الأخبار:ص 246 ح 9 عن عبداللّه بن علی بن الحسین عن أبیه عن جدّه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 306 ح 28. [1]
2- (2) جامع الأخبار:ص 308 ح 846 ، [2]بحار الأنوار:ج 71 ص 356 ح 18. [3]
3- (3) معانی الأخبار:ص 195 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق عن أبیه عن جده عن الإمام الحسین علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 300 ح 2.
4- (4) معانی الأخبار:ص 195 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق عن أبیه عن جده عن الإمام الحسین علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 73 ص 300 ح 2. [4]
5- (5) الأمالی للمفید:ص 317 ح 2 عن أبی هریرة ،بحار الأنوار:ج 76 ص 4 ح 11. [5]
6- (6) کنز العمّال:ج 1 ص 489 ح 2144 نقلاً عن الحارث عن عوف بن مالک.

الفصل السّابع: البدعة

1/7 التَحذِیرُ مِنَ البِدعَةِ

6470. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اتَّبِعوا ولا تَبْتَدِعوا ، فقد کُفِیتُمْ . (1)

6471. عنه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکَ أنْ تَسُنَّ سُنّةَ بدعةٍ ؛ فإنَّ العبدَ إذا سَنَّ سُنّةً سیّئةً لَحِقَهُ وِزْرُها ووِزْرُ مَن عَمِلَ بها. (2)

6472. عنه صلی اللّه علیه و آله: شَرُّ الاُمورِ مُحْدَثاتُها ، ألَا وکُلُّ بِدعةٍ ضلالةٌ ، ألَا وکلُّ ضَلالةٍ ففی النّارِ. (3)

6473. عنه صلی اللّه علیه و آله وقد سُئلَ عمَّن أحْدثَ حَدَثا أوآوی مُحْدِثا: ما هُو ؟:مَنِ ابْتَدَعَ بِدعةً فی الإسلامِ ، أو مَثّلَ بغیرِ حَدٍّ ، أو مَنِ انْتَهبَ نُهْبَةً یرفعُ المسلِمونَ إلَیها أبْصارَهُم ، أو یَدفعُ عن صاحِبِ الحَدَثِ ، أو یَنصُرُهُ أو یُعینُهُ . (4)

ص:617


1- (1) کنز العمّال:ج 1 ص 221 ح 1112 نقلاً عن الطبرانی عن ابن مسعود.
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 353 ح 2660 [1]عن عبداللّه بن مسعود ،بحار الأنوار:ج 77 ص 104 ح 1. [2]
3- (3) الأمالی للمفید:ص 188 ح 14 عن منصور بن أبی یحیی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 2 ص 263 ح 12. [3]
4- (4) قرب الإسناد:ص 104 ح 349 [4] عن ابن علوان عن الإمام الصادق علیه السلام عن زید بن أسلم ،بحار الأنوار:ج 2 ص 299 ح 27. [5]
2/7 ذَمُّ أهلِ البِدَعِ

6474. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أهلُ البِدَعِ شَرُّ الخَلقِ والخَلِیقَةِ . (1)

6475. عنه صلی اللّه علیه و آله فی قولهِ تعالی: "إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَ کانُوا شِیَعاً" (2):هُمْ أصحابُ البِدَعِ وأصحابُ الأهواءِ ، لیسَ لَهُم تَوبةٌ ، أنا مِنهُم بَریءٌ وهُم مِنّی بُراءُ. (3)

6476. عنه صلی اللّه علیه و آله: أهلُ البِدَعِ کِلابُ أهلِ النّارِ. (4)

3/7 وُجُوبُ الإعراضِ عَن صاحِبِ البِدعَةِ

6477. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا رأیتُم صاحِبَ بِدعَةٍ فاکْفَهِرّوا فی وجهِهِ . (5)

6478. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أرْعَبَ صاحِبَ بِدعةٍ مَلأَ اللّهُ قلبَهُ أمْنا وإیمانا. (6)

6479. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أعرَضَ عن صاحِبِ بِدعةٍ ،بُغْضالَهُ ، مَلأ اللّهُ قلبَهُ أمْنا وإیمانا. (7)

6480. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أعرَضَ عن صاحِبِ بِدعةٍ ،بُغْضالَهُ ، مَلأ اللّهُ قلبَهُ یقینا ورِضا. (8)

6481. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أتی ذا بِدعةٍ فوَقّرَهُ فقد سَعی فیهَدمِ الإسلامِ . (9)

ص:618


1- (1) کنز العمّال:ج 1 ص 218 ح 1095 وص 223 ح 1126 کلاهما عن أنس.
2- (2) الأنعام:159. [1]
3- (3) کنز العمّال:ج 2 ص 22 ح 2986 عن عمر.
4- (4) کنز العمّال:ج 1 ص 223 ح 1125 عن أنس.
5- (5) کنز العمّال:ج 1 ص 388 ح 1676 عن أنس.
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 82 ح 5598 نقلاً عن ابن عساکر عن ابن عمر.
7- (7) کنز العمّال:ج 3 ص 82 ح 5599 عن ابن عمر.
8- (8) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 116. [2]
9- (9) بحار الأنوار:ج 72 ص 265 ح 1 [3] نقلاً عن العقائد.

6482. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا رأیتُم أهلَ الرِّیَبِ والبِدعِ من بَعدی فأظْهِروا البَراءةَ مِنهُم ، وأکْثِروا مِن سَبِّهِم ، والقَولِ فیهِم والوَقِیعةِ ، وناهِبُوهُم کَی لا یَطْمَعوا فی الفسادِ فی الإسلامِ ، وتَحْذرَهُم النّاسُ ولا یَتَعلّموا مِن بِدَعِهِم ، یَکتُبِ اللّهُ لکُم بذلکَ الحَسَناتِ ، وتُرفَعْ لکُم بها الدّرَجاتُ فی الآخِرَةِ . (1)

4/7 المُبتَدِعُ والعِبادَةُ

6483. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن عمِلَ فی بِدعةٍ خَلّاهُ الشّیطانُ والعِبادةَ ، وألْقی علیهِ الخُشوعَ والبُکاءَ. (2)

6484. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا تَمَّ فُجورُ العبدِ ملَکَ عینَیهِ فبکی مِنهُما متی شاءَ. (3)

6485. عنه صلی اللّه علیه و آله: بُکاءُ المؤمنِ مِن قلبِهِ ، وبُکاءُ المنافقِ مِن هامَتِهِ . (4)

5/7 بُطلانُ عَمَلِ المُبتَدِعِ

6486. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تعالی لایَقبَلُ لصاحِبِ بِدعةٍ صَوما ولا صَلاةً ولا صَدَقةً ولا حَجّا ولا عُمرةً ولا جِهادا ولا صَرْفا ولا عَدْلاً. (5)

6487. عنه صلی اللّه علیه و آله: عَملٌ قلیلٌ فی سُنّةٍ خیرٌ مِن عملٍ کثیرٍ فی بِدعةٍ . (6)

ص:619


1- (1) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 162 [1] عن الإمام الصادق علیه السلام.
2- (2) النوادر للراوندی:ص 131 ح 164 ، [2]بحار الأنوار:ج 72 ص 216 ح 8. [3]
3- (3) کنز العمّال:ج 1 ص 168 ح 847 عن عقبة بن عامر.
4- (4) کنز العمّال:ج 1 ص 169 ح 850 عن حذیفة.
5- (5) کنز العمّال:ج 1 ص 221 ح 1115 نقلاً عن الدیلمی عن أنس.
6- (6) الأمالی للطوسی:ص 385 ح 838 [4]عن الحسن ،بحارالأنوار:ج 2 ص 261 ح 1. [5]

6488. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یُقبَلُ قَولٌ إلّا بعملٍ ، ولا یُقبلُ قَولٌ ولا عملٌ إلّا بنِیّةٍ ، ولا یُقبلُ قَولٌ وعملٌ ونِیّةٌ إلّا بإصابَةِ السُّنّةِ . (1)

6/7 توبَةُ صاحِبِ البِدعَةِ

6489. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أبَی اللّهُ لصاحِبِ البِدعَةِ بالتَّوبَةِ . (2)

7/7 ما یَجِبُ عَلی العالِمِ عِندَ ظُهورِ البِدَعِ

6490. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فی امّتی فلْیُظهِرِ العالِمُ علمَهُ ، فمَن لَم یَفعلْ فعَلَیهِ لَعنةُ اللّهِ . (3)

6491. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ ولَعَنَ آخِرُ هذهِ الاُمّةِ أوَّلَها ، فمَن کانَ عندَهُ عِلمٌ فَلْیَنْشُرْهُ ، فإنَّ کاتِمَ العِلمِ یَومَئذٍ کَکاتِمِ ما أنْزلَ اللّهُ علی محمّدٍ. (4)

ص:620


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 386 ح 839 [1] عن أنس ،بحارالأنوار:ج 2 ص 261 ح 2. [2]
2- (2) النوادر للراوندی:ص 131 ح 165 ، [3]بحار الأنوار:ج 72 ص 216 ح 8. [4]
3- (3) الکافی:ج 1 ص 54 ح 2 ، [5]بحارالأنوار:ج 2 ص 72 ح 35. [6]
4- (4) کنز العمّال:ج 1 ص 178 ح 903 نقلاً عن ابن عساکر عن معاذ.

الفصل الثّامن: البطالة

1/8 ذَمُّ البِطالَة
الکتاب

" فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَ إِلی رَبِّکَ فَارْغَبْ ". 1

الحدیث

6492. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ یُبغِضُ الصَّحیحَ الفارِغَ ، لا فیشُغلِ الدنیا ولا فی شُغلِ الآخِرَةِ . (1)

6493. عنه صلی اللّه علیه و آله: خَلَّتانِ کثیرٌ مِن الناسِ فیهِما مَفتونٌ :الصِّحَّةُ والفَراغُ . (2)

2/8 خَطَرُ البِطالَة

6494. جامع الأخبار عن ابن عبّاس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إذا نَظَرَ إلَی الرَّجُلِ فَأَعجَبَهُ ، قالَ :

ص:621


1- (2) شرح نهج البلاغة:ج 17 ص 146.
2- (3) الکافی:ج 8 ص 152 ح 136 [1] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 140 ح 17. [2]

هَل لَهُ حِرفَةٌ ؟ فَإِن قالوا:لا.

قالَ :سَقَطَ مِن عَینی.

قیلَ :وکَیفَ ذلِکَ یا رَسولَ اللّهِ ؟! قالَ :لِأَنَّ المُؤمِنَ إذا لَم یَکُن لَهُ حِرفَةٌ یَعیشُ بِدینِهِ . (1)

ص:622


1- (1) جامع الأخبار:ص 390 ح 1084. [1]

الفصل التّاسع: البهتان

1/9 جَزاءُ البُهْتانُ
الکتاب

" وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَیْرِ مَا اکْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً ". 1

" وَ مَنْ یَکْسِبْ خَطِیئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ یَرْمِ بِهِ بَرِیئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً ". 2

الحدیث

6495. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن بَهَتَ مؤمنا أو مؤمنةً أو قالَ فیهِ ما لیسَ فیهِ أقامَهُ اللّهُ یومَ القیامةِ علی تَلٍّ مِن نارٍ حتّی یَخرُجَ مِمّا قالَهُ فیهِ . (1)

6496. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن قالَ فی امریءٍ مسلمٍ ما لیسَ فیهِ لِیؤذِیَهُ حَبَسهُ اللّهُ فی رَدْغَةِ الخَبالِ یومَ القیامةِ ، حتّی یَقضیَ بینَ النّاسِ . (2)

ص:623


1- (3) عیون اخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 33 ح 63 [1] عن داوود بن سلیمان الفراء عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 75 ص 194 ح 5. [2]
2- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 564 ح 7925 نقلاً عن ابن عساکر عن أبی الدرداء.

6497. عنه صلی اللّه علیه و آله: قَذفُ مُحصَنَةٍ یُحبِطُ عِبادَةَ مِئةِ سَنةٍ . (1)

2/9 مُجالَسَةُ أهلِ التُّهمَة

6498. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أولی النّاسِ بالتُّهْمةِ مَن جالَسَ أهلَ التُّهْمةِ . (2)

ص:624


1- (1) عوالی اللآلی:ج 3 ص 561 ح 57. [1]
2- (2) الأمالی للصدوق:ص 73 ح 41 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 112 ح 2. [2]

الفصل العاشر: تتبّع العیوب والتّعییرُ

1/10 التَّحذیرُ مِن تَتَبُّعِ العُیُوب

6499. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: حَسبُ ابنِ آدَمَ مِنَ الإثمِ أن یَرتَعَ فیعِرضِ أخیهِ المُسلِمِ . (1)

6500. عنه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظّنَّ أکْذَبُ الحَدیثِ ، ولا تَحَسَّسوا، ولا تَجَسَّسوا (2). (3)

6501. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّی لَم اؤمَرْ أنْ انقِّبَ عن قُلوبِ النّاسِ ولا أشُقَّ بطُونَهُم. (4)

6502. عنه صلی اللّه علیه و آله: یا معشرَ مَن أسلَمَ بلِسانِهِ ولَم یُسلِمْ بقلبِهِ ، لاتَتَبَّعوا عَثَراتِ المسلِمینَ ؛ فإنّه مَن تَتَبَّعَ عَثَراتِ المسلِمینَ تَتَبَّعَ اللّهُ عَثْرتَهُ ، ومَن تَتَبَّعَ اللّهُ عَثْرتَهُ یَفْضَحْهُ . (5)

6503. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَطلُبوا عَثَراتِ المؤمنینَ ؛ فإنّ مَن تَتَبّعَ عَثَراتِ أخیهِ تَتَبّعَ اللّهُ عَثَراتِهِ ، ومَن

ص:625


1- (1) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 122. [1]
2- (2) قال العلماء:التحسّس:الإستماع لحدیث القوم ، والتجسّس:البحث عن العورات ، وقیل:هو التفتیش عن بواطن الاُمور ، وأکثر ما یقال فی الشرّ ، والجاسوس صاحب سرّ الشرّ ، والناموس صاحب سرّ الخیر (هامش المصدر).
3- (3) صحیح مسلم:ج 4 ص 1985 ح 28 عن أبی هریرة.
4- (4) کنز العمّال:ج 11 ص 311 ح 31597 عن ابن جریر وج 6 ص 102 ح 15035 عن أبی سعید.
5- (5) الکافی:ج 2 ص 355 ح 4 [2] عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام.

تَتَبّعَ اللّهُ عَثَراتِهِ یَفْضَحْهُ ولو فی جَوفِ بَیتِهِ . (1)

6504. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تَسألوا الفاجِرَةَ :مَن فَجَرَ بِکِ ؟ فکما هانَ علَیها الفُجورُ ، یَهونُ علَیها أنْ تَرمیَ البَریءَ المسلِمَ . (2)

2/10 التَّحذیرُ مِن التَّعییرِ عَلَی العُیُوب

6505. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن عَیَّرَ أخاهُ بِذَنبٍ قَد تابَ مِنهُ لَم یَمُتْ حَتّی یَعمَلَهُ . (3)

6506. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أذاعَ فاحِشَةً کانَ کمُبتَدِئها ، ومَن عَیَّرَ مُؤمِنا بِشَیءٍ لَم یَمُتْ حَتّی یَرکَبَهُ . (4)

6507. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تُظهِرِ الشَّماتَةَ لِأخیکَ ؛ فیَرحَمَهُ اللّهُ ویَبتَلِیَکَ . (5)

6508. عنه صلی اللّه علیه و آله لِأعرابِیٍّ سَألَهُ أن یُوصِیَهُ : عَلَیکَ بِتَقوَی اللّهِ فإنِ امرُؤٌ عَیَّرَکَ بِشَیءٍ یَعلَمُهُ فیکَ فَلا تُعَیِّرْهُ بِشَیءٍ تَعلَمُهُ فیهِ ؛ یَکُنْ وَبالُهُ عَلَیهِ وأجرُهُ لَکَ . (6)

6509. سنن أبی داوود عن أبی جری جابِر بن سلیم: رَأیتُ رَجُلاً یَصدُرُ النّاسُ عَن رَأیِهِ ، لا یَقولُ شَیئا إلّا صَدَروا عَنهُ ، قُلتُ :مَن هذا ؟ قالوا:هذا رَسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله إلی أن قالَ :قُلتُ :اِعهَدْ إلَیَّ ، قالَ :لا تَسُبَّنَّ أحَدا ، قالَ :فَما سَبَبتُ بَعدَهُ حُرّا ولا عَبدا ولا بَعیرا ولا شاةً .قالَ :ولا تَحقِرَنَّ شَیئا مِنَ المَعروفِ ...وإنِ امرُؤٌ شَتَمَکَ وعَیَّرَکَ بِما یَعلَمُ فیکَ فَلا تُعَیِّرْهُ بِما تَعلَمُ فیهِ ؛ فإنَّماوَبالُ ذلکَ عَلَیهِ . (7)

ص:626


1- (1) الکافی:ج 2 ص 355 ح 5 [1] عن محمّد بن مسلم أو الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام.
2- (2) تهذیب الأحکام:ج 10 ص 48 ح 177 عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه عن الإمام علی علیهم السلام.
3- (3) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 113. [2]
4- (4) الکافی:ج 2 ص 356 ح 2 [3] عن اسحاق بن عمار عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 73 ص 384 ح 2. [4]
5- (5) مسند الشهاب:ج 2 ص 78 ح 919 عن واثلة بن الأسقع.
6- (6) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 110. [5]
7- (7) سنن أبی داوود:ج 4 ص 56 ح 4084.

6510. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ المُؤمِنَ مِن عَظَمَةِ جَلالِهِ وقُدرَتِهِ ، فمَن طَعَنَ عَلَیهِ أو رَدَّ عَلَیهِ قَولَهُ فقَد رَدَّ عَلَی اللّهِ عز و جل. (1)

3/10 الحَثُّ عَلَی سَترِ العُیُوب

6511. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن سَتَرَ عَلی مُؤمِنٍ فاحِشَهً فکأنَّما أحیا مَوؤودَةً . (2)

6512. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أطفَأ عَن مُؤمِنٍ سَیِّئَةً کانَ خَیرامِمَّن أحیا مَوؤودَةً . (3)

6513. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن عَلِمَ مِن أخیهِ سَیِّئَةً فسَتَرَها ، سَتَرَاللّهُ عَلَیهِ یَومَ القِیامَةِ . (4)

6514. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن سَتَرَ أخاهُ المُسلِمَ فی الدّنیا سَتَرَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ . (5)

6515. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن سَتَرَ أخاهُ فی فاحِشَةٍ رَآها عَلَیهِ سَتَرَهُ اللّهُ فی الدّنیا والآخِرَةِ . (6)

6516. عنه صلی اللّه علیه و آله وقَد قالَ لَهُ رَجُلٌ : احِبُّ أن یَستُرَ اللّهُ عَلَیَّ عُیوبی:اُستُرْ عُیوبَ إخوانِکَ یَستُرِ اللّهُ عَلَیکَ عُیوبَکَ . (7)

6517. عنه صلی اللّه علیه و آله: کانَ بِالمَدینَةِ أقوامٌ لَهُم عُیوبٌ فسَکَتوا عَن عُیوبِ النّاسِ ، فأسکَتَ اللّهُ عَن عُیوبِهِمُ النّاسَ ، فماتُوا ولا عُیوبَ لَهُم عِندَ النّاسِ ، وکانَ بِالمَدینَةِ أقوامٌ لا عُیوبَ لَهُم

ص:627


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 306 ح 614 [1] عن داوود بن کثیر الرقّی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 142 ح 1. [2]
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 249 ح 6388 نقلاً عن شعب الإیمان [3]عن أبی هریرة.
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 248 ح 6380 نقلاً عن شعب الإیمان [4]عن أبی هریرة.
4- (4) المعجم الکبیر:ج 19 ص 440.
5- (5) کنز العمّال:ج 3 ص 248 ح 6382 نقلاً عن مسند ابن حنبل.
6- (6) کنز العمّال:ج 3 ص 250 ح 6392 نقلاً عن صحیح ابن حبان عن عقبة بن عامر.
7- (7) کنز العمّال:ج 16 ص 129 ح 44154 عن خالد بن الولید.

فتَکَلَّموا فی عُیوبِ النّاسِ ، فأظهَرَ اللّهُ لَهُم عُیوبا لَم یَزالوا یُعرَفونَ بِها إلی أن ماتوا. (1)

4/10 مَدحُ مَن شَغَلَهُ عَیبُهُ عَن عُیوبِ النّاسِ

6518. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: طوبی لِمَن مَنَعَهُ عَیبُهُ عَن عُیوبِ المُؤمِنینَ مِن إخوانِهِ . (2)

6519. عنه صلی اللّه علیه و آله فی وَصِیَّتِهِ لِأبی ذَرٍّ: لِیَحجُزْکَ عَنِ النّاسِ ما تَعلَمُ مِن نَفسِکَ ، ولا تَجِدْ (3)عَلَیهِم فیما تَأتی مِثلَهُ . (4)

6520. عنه صلی اللّه علیه و آله: لِیَرُدَّکَ مِنَ النّاسِ ما تَعلَمُ مِن نَفسِکَ . (5)

6521. عنه صلی اللّه علیه و آله: ثَلاثُ خِصالٍ مَن کُنَّ فیهِ أو واحِدَةٌ مِنهُنَّ کانَ فی ظِلِّ عَرشِ اللّهِ عز و جلیَومَ القِیامَةِ یَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ :...رَجُلٌ لَم یَعِبْ أخاهُ المُسلِمَ بِعَیبٍ حَتّی یَنفِیَ ذلکَ العَیبَ مِن نَفسِهِ ؛ فإنَّهُ لا یَنفی مِنها عَیبا إلّا بَدا لَهُ عَیبٌ ، وکَفی بِالمَرءِ شُغلاً بِنَفسِهِ عَنِ النّاسِ . (6)

6522. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن مَقَتَ نَفسَهُ دُونَ مَقتِ النّاسِ آمَنَهُ اللّهُ مِن فَزَعِ یَومِ القِیامَةِ . (7)

5/10 ذَمُّ مَن یَری عُیُوب النّاسِ ولا یَری عَیبَ نَفسِهِ

6523. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یُبصِرُ أحَدُکُمُ القَذی فی عَینِ أخیهِ ، ویَنسی الجِذعَ أو قالَ :الجِذْلَ فی

ص:628


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 44 ح 49 [1]عن ابن عمر ،بحار الأنوار:ج 75 ص 213 ح 4. [2]
2- (2) بحار الأنوار:ج 77 ص 126 ح 32 [3] نقلاً عن تحف العقول.
3- (3) وَجَدتُ عَلَیه مَوجِدَةً :غَضِبتُ (المصباح المنیر:ص 648 "وجد").
4- (4) الخصال:ص 526 ح 13 عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 75 ص 47 ح 5. [4]
5- (5) کنز العمّال:ج 15 ص 802 ح 43183 عن الحسن.
6- (6) الخصال:ص 80 ح 3 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 46 ح 2. [5]
7- (7) ثواب الأعمال:ص 216 ح 1 عن عبیداللّه بن الحسن ،بحارالأنوار:ج 75 ص 48 ح 10. [6]

عَینِه ؟ ! (1)

6524. عنه صلی اللّه علیه و آله: کَفی بِالمَرءِ عَیبا أن یَنظُرَ مِنَ النّاسِ إلی ما یَعمی عَنهُ مِن نَفسِهِ ، ویُعَیِّرَ النّاسَ بِما لا یَستَطیعُ تَرکَهُ ، ویُؤذی جَلیسَهُ بِما لا یَعنیهِ . (2)

6525. عنه صلی اللّه علیه و آله: کَفی بِالمَرءِ عَیبا أن یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ :یَعرِفُ مِنَ النّاسِ مایَجهَلُ مِن نَفسِهِ ، ویَستَحیی لَهُم مِمّا هُوَ فیهِ ، ویُؤذی جَلیسَهُ بِما لا یَعنیهِ . (3)

ص:629


1- (1) کنز العمّال:ج 16 ص 122 ح 44141 نقلاً عن ابن المبارک عن أبی هریرة.
2- (2) الخصال:ص 110 ح 81 عن الحسین بن زید عن أبیه عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 47 ح 4. [1]
3- (3) الخصال:ص 526 ح 13 عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 73 ح 1. [2]

ص:630

الفصل الحادی عشر: الحرص

1/11 ذَمُّ الحِرصِ والحَریص

6526. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الحَریصُ مَحْرومٌ ، وهُو مَع حِرْمانِهِ مَذْمومٌ فی أیِّ شیءٍ کانَ ، و کیفَ لا یکونُ مَحروما و قَد فَرَّ مِن وَثاقِ اللّهِ ؟! (1)

2/11 الحرصُ لا یزیدُ فی الرِّزقِ

6527. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یُسْبَقُ بَطیءٌ بحَظِّهِ ولا یُدرِکُ حَریصٌ ما لَم یُقدَّرْ لَهُ . (2)

3/11 مادّةُ الحرصِ

6528. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اعْلَمْ یا علیُّ ، أنّ الجُبْنَ والبُخْلَ والحِرْصَ غَریزَةٌ واحِدَةٌ ، یَجْمَعُها

ص:631


1- (1) بحار الأنوار:ج 73 ص 165 ح 26. [1]
2- (2) الأمالی للطوسی:ص 527 ح 1162. [2]

سُوءُ الظَّنِّ . (1)

4/11 الإنسانُ حریصٌ علی ما مُنِعَ

6529. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ ابنَ آدمَ لَحَریصٌ علی ما مُنِعَ . (2)

6530. عنه صلی اللّه علیه و آله: لو بَعَثْتُ إلَیهِم فَنَهَیْتُهمْ أنْ یَأتوا الحَجونَ لَأتاهُ بَعضُهُم ، وإنْ لَم یَکُنْ لَهُ بهِ حاجَةٌ . (3)

ص:632


1- (1) علل الشرائع:ص 559 ح 1. [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 16 ص 113 ح 44095 عن ابن عمر.
3- (3) کنز العمّال:ج 16 ص 123 ح 44145 عن عبدة السوائی.

الفصل الثّانی عشر: الحرام

1/12 التَّحذیرُ مِن أکلِ الحَرامِ

6531. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن أکَلَ لُقْمَةً مِن حَرامٍ لَم تُقْبَلْ لَهُ صلاةٌ أرْبَعینَ لَیلةً . (1)

6532. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل حَرّمَ الجَنّةَ جَسَدا غُذِیَ بحَرامٍ . (2)

6533. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَدخُلُ الجَنّةَ منَ نَبَتَ لَحمُهُ مِن السُّحْتِ ، النّارُ أوْلی بهِ . (3)

6534. عنه صلی اللّه علیه و آله: إذا وَقَعتِ اللُّقْمَةُ مِن حَرامٍ فی جَوفِ العَبدِ لَعَنهُ کُلُّ مَلَکٍ فی السّماواتِ والأرضِ . (4)

6535. عنه صلی اللّه علیه و آله: العِبادَةُ مَع أکْلِ الحَرامِ کالبِناءِ علی الرَّمْلِ وقیلَ :علی الماءِ. (5)

6536. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَرَدُّ دانَقٍ من حَرامٍ یَعْدِلُ عندَ اللّهِ سُبحانَهُ سَبعینَ ألفَ حجّةٍ مَبْرورَةٍ . (6)

ص:633


1- (1) کنز العمّال:ج 4 ص 15 ح 9266 نقلاً عن الدیلمی عن ابن مسعود.
2- (2) کنز العمّال:ج 4 ص 14 ح 9261 عن أبی بکر ؛ تنبیه الخواطر:ج 1 ص 61 [1] نحوه.
3- (3) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 61. [2]
4- (4) مشکاة الأنوار:ص 543 ح 1819. [3]
5- (5) عدّة الداعی:ص 141. [4]
6- (6) الدعوات:ص 25 ح 36.

6537. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَرْکُ دانَقِ حَرامٍ أحَبُّ إلی اللّهِ تعالی مِن مائةِ حِجّةٍ من مالٍ حلالٍ . (1)

6538. عنه صلی اللّه علیه و آله: تَرْکُ لُقْمَةِ حَرامٍ أحَبُّ إلی اللّهِ من صلاةِ ألفَی رَکْعَةٍ تَطَوُّعا. (2)

2/12 ثوابُ مَن قَدَرَ علی حرامٍ فترکَهُ

6539. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن قَدرَ علی امرأةٍ أو جاریَةٍ حَراما فَتَرکَها مَخافَةَ اللّهِ حَرَّمَ اللّهُ عز و جلعلَیهِ النّارَ ، وآمَنَهُ اللّهُ تَعالی مِن الفَزَعِ الأکْبَرِ ، وأدْخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ . (3)

6540. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا یَقْدِرُ رَجُلٌ علی حَرامٍ ثُمَّ یَدَعُهُ ، لَیس بهِ إلّا مَخافَةُ اللّهِ ، إلّا أبْدَلَهُ اللّهُ فی عاجِلِ الدُّنیا قَبْلَ الآخِرَةِ ما هُو خَیرٌ لَهُ مِن ذلکَ . (4)

ص:634


1- (1) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 120. [1]
2- (2) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 120. [2]
3- (3) ثواب الأعمال:ص 334 ح 1.
4- (4) کنز العمّال:ج 15 ص 787 ح 43113 نقلاً عن ابن جریر عن قتادة.

الفصل الثّالث عشر: الحسد

1/13 ذَمُّ الحَسَدِ وَالحاسِد
الکتاب

" أَمْ یَحْسُدُونَ النّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ آتَیْناهُمْ مُلْکاً عَظِیماً ". 1

الحدیث

6541. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل لموسی بنِ عِمرانَ :یابنَ عِمرانَ ، لا تَحْسُدنَّ النّاسَ علی ما آتَیْتهُمْ مِن فَضْلی ، ولا تَمُدَّنَّ عینَیکَ إلی ذلکَ ، ولا تُتْبِعْهُ نَفْسَکَ ، فإنَّ الحاسِدَ ساخِطٌ لنِعَمی ، صادٌّ لقِسْمی الّذی قَسَمْتُ بینَ عِبادی. (1)

6542. شرح نهج البلاغة عن ابن مسعود عن النبیّ صلی اللّه علیه و آله: ألا لاتُعادُوا نِعَمَ اللّهِ .قیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، ومَنِ الّذی یُعادِی نِعَمَ اللّهِ ؟! قالَ :الّذینَ یَحْسُدونَ النّاسَ . (2)

ص:635


1- (2) الکافی:ج 2 ص 307 ح 6. [1]
2- (3) شرح نهج البلاغة:ج 1 ص 315.
2/13 الحسدُ آفَة الإیمان

6543. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألَا إنَّهُ قد دَبَّ إلَیکُم داءُ الاُمَمِ مِن قَبْلِکُم وهُو الحَسدُ ، لَیس بحالِقِ الشَّعْرِ ، لکنَّهُ حالِقُ الدِّینِ . (1)

6544. عنه صلی اللّه علیه و آله: إیَّاکُم والحَسدَ ؛ فإنَّهُ یَأکُلُ الحَسَناتِ کما تَأکُلُ النّارُ الحَطَبَ . (2)

3/13 خَطَرُ الحَسَد

6545. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کادَ الحَسدُ أنْ یَغلِبَ القَدَرَ. (3)

6546. عنه صلی اللّه علیه و آله: کادَ الحَسدُ أنْ یَسبِقَ القَدَرَ. (4)

4/13 کلُّ ذی نعمةٍ محسودٌ

6547. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: اسْتَعینوا علی قَضاءِ حَوائجِکُم بالکِتْمانِ ، فإنَّ کُلَّ ذی نِعمَةٍ مَحسودٌ. (5)

5/13 علامةُ الحاسدِ

6548. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أمّا عَلامةُ الحاسِدِ فأربعةٌ :الغِیبةُ والتَّمَلُّقُ والشَّماتَةُ بالمُصیبَةِ . (6)

ص:636


1- (1) الأمالی للطوسی:ص 117 ح 182. [1]
2- (2) جامع الأخبار:ص 451 ح 1266. [2]
3- (3) الکافی:ج 2 ص 307 ح 4. [3]
4- (4) عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 132 ح 16. [4]
5- (5) شرح نهج البلاغة:ج 1 ص 316.
6- (6) تحف العقول:ص 22.
6/13 ما یَجِبُ عَلَی الحاسِد

6549. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا تَطَیّرتَ فامْضِ ، وإذا ظَنَنْتَ فلا تَقْضِ ، وإذا حَسَدتَ فلا تَبْغِ . (1)

7/13 ما یَجوزُ الحَسَدُ فیهِ

6550. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا حَسَدَ إلّا فی اثنتَینِ :رجُلٍ آتاهُ اللّهُ مالاً فهُو یُنْفِقُ مِنهُ آناءَ اللّیلِ وآناءَ النّهارِ ، ورجُلٍ آتاهُ اللّهُ القُرآنَ فهُو یَقومُ بهِ آناءَ اللّیلِ وآناءَ النّهارِ (2).

ص:637


1- (1) تحف العقول:ص 50.
2- (2) الخصال:ص 76 ح 119 ،بحار الأنوار:ج 92 ص 198 ح 6. [1]

ص:638

الفصل الرابع عشر: الحقد

1/14 الحثُّ علی إجتِنابِ الحِقد
الکتاب

" وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ ". 1

الحدیث

6551. الإمام الصادق علیه السلام: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:أ لا أُخْبِرُکُمْ بِأبْعَدِکُمْ مِنِّی شَبَهاً؟ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللّهِ .قال:الفَاحِشُ المُتَفَحِّشُ البَذِیءُ البَخِیلُ المُخْتَالُ الحَقُودُ الحَسُودُ. (1)

2/14 ما یَطرُدُ الحِقدَ
الکتاب

" وَ الَّذِینَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی

ص:639


1- (2) الکافی:ج 2 ص 291 ح 9 [1] عن یونس عن بعض أصحابه.

قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّکَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ ". 1

الحدیث

6552. رسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله فی صِفةِ المؤمنِ : قلیلاً حِقْدُهُ . (1)

6553. رسول اللّهِ صلی اللّه علیه و آله: حُسنُ البِشْرِ یَذهَبُ بالسَّخیمَةِ . (2)

ص:640


1- (2) التمحیص:ص 75.
2- (3) تحف العقول:ص 45.

الفصل الخامس عشر: الحلف

1/15 النَّهیُ عنِ الحَلفِ باللّهِ مِن غَیرِ ضَرورَةِ
الکتاب

" وَ لا تَجْعَلُوا اللّهَ عُرْضَةً لِأَیْمانِکُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَ تَتَّقُوا وَ تُصْلِحُوا بَیْنَ النّاسِ وَ اللّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ ". 1

الحدیث

6554. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فی وَصِیَتِه لِعَلیٍّ علیه السلام: یا علیُّ ، لا تَحْلِفْ باللّهِ کاذِبا ولا صادِقا مِن غَیرِ ضَرورَةٍ ، ولا تَجْعَلِ اللّهَ عُرْضَةً لیَمینِکَ ؛ فإنّ اللّهَ لا یَرحَمُ ولا یَرعی مَن حَلفَ باسمِهِ کاذِبا. (1)

2/15 آثارُ الیمینِ الفاجرةِ

6555. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إیّاکُم والیَمینَ الفاجِرَةَ ؛ فإنَّها تَدَعُ الدِّیارَ بَلاقِعَ مِن أهلِها. (2)

ص:641


1- (2) تحف العقول:ص 14 ،بحار الأنوار:ج 77 ص 67 ح 6. [1]
2- (3) ثواب الأعمال:ص 270 ح 3 عن جابر بن یزید عن الإمام الباقر علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 209 ح 17. [2]

6556. عنه صلی اللّه علیه و آله: الیَمینُ الصَّبْرُ الفاجِرَةُ تَدَعُ الدِّیارَ بَلاقِعَ . (1)

6557. عنه صلی اللّه علیه و آله: الیَمینُ الکاذِبَةُ مَنْفَقَةٌ للسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ للکَسْبِ . (2)

ص:642


1- (1) ثواب الأعمال:ص 270 ح 4 عن عبداللّه بن میمون عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 104 ص 209 ح 18. [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 16 ص 696 ح 46381 عن ابن جریر.

الفصل السادس عشر: المخدّر

6558. سنن أبی داوود عن ام سلمة: نهی رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله عَن کُلِّ مُسکِرٍ ومُفَتِّرٍ. (1)

6559. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا إنَّ کُلَّ مُسکِرٍ حَرامٌ ، وکُلَّ مُخَدِّرٍ حَرامٌ ، وما أسکَرَ کثیرُهُ حَرامٌ قَلیلُهُ ، وما خَمَّرَ العَقلَ فَهُوَ حَرامٌ . (2)

6560. عنه صلی اللّه علیه و آله: سَیأتی زَمانٌ علی امَّتی یَأکُلونَ شَیئا اسْمُهُ البَنْجُ ، أنا بَریءٌ مِنهُم ، وهُم بَریئونَ مِنّی. (3)

6561. عنه صلی اللّه علیه و آله: سَلِّموا علی الیَهودِ والنَّصاری ولا تُسَلِّموا علی آکِلِ البَنْجِ . (4)

6562. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَنِ احْتَقَرَ ذَنْبَ البَنْجِ فَقد کَفَرَ. (5)

ص:643


1- (1) سنن أبی داوود:ج 3 ص 329 ح 3686.
2- (2) کنز العمّال:ج 5 ص 368 ح 13273 نقلاً عن أبی نعیم عن أنس بن حذیفة.
3- (3) مستدرک الوسائل:ج 17 ص 85 ح 20815 [1] نقلاً عن محمّد بن غیاث الدین منصور الدشتکی الشیرازی من رسالة قبائح الخمر روی عن طریق أهل البیت علیهم السلام.
4- (4) مستدرک الوسائل:ج 17 ص 86 ح 20815 [2] نقلاً عن محمّد بن غیاث الدین منصور الدشتکی الشیرازی من رسالة قبائح الخمر روی عن طریق أهل البیت علیهم السلام.
5- (5) مستدرک الوسائل:ج 17 ص 86 ح 20815 [3] نقلاً عن محمّد بن غیاث الدین منصور الدشتکی الشیرازی من رسالة قبائح الخمر روی عن طریق أهل البیت علیهم السلام.

ص:644

الفصل السابع عشر: شرب الخمر

1/17 حُرمَةُ شُربِ الخَمرِ
الکتاب

" وَ مِنْ ثَمَراتِ النَّخِیلِ وَ الْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَکَراً وَ رِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَةً لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ ". 1

" یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَیْسِرِ قُلْ فِیهِما إِثْمٌ کَبِیرٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ وَ إِثْمُهُما أَکْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَ یَسْئَلُونَکَ ما ذا یُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمُ الْآیاتِ لَعَلَّکُمْ تَتَفَکَّرُونَ ". 2

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَیْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّیْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ ". 3

الحدیث

6563. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا یُجْمَعُ الخَمرُ والإیمانُ فی جَوفِ أو قَلبِ رجُلٍ أبدا. (1)

ص:645


1- (4) جامع الأخبار:ص 429 ح 1199 ، [1]بحار الأنوار:ج 79 ص 152 ح 64. [2]
2/17 حُرمَةُ کُلِّ مُسکِر

6564. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ مُسکِرٍ حَرامٌ . (1)

6565. عنه صلی اللّه علیه و آله: احذَرُوا کُلَّ مُسکِرٍ ، فإنَّ کُلَّ مُسکِرٍ حَرامٌ . (2)

6566. عنه صلی اللّه علیه و آله: کُلُّ شَرابٍ مُسکِرٍ فهُو حَرامٌ . (3)

3/17 دَور الخَمرِ فی الفَواحِش

6567. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الخَمرُ امُّ الفَواحِشِ والکبائرِ. (4)

6568. عنه صلی اللّه علیه و آله: الخَمرُ امُّ الفَواحِشِ وأکْبَرُ الکَبائرِ. (5)

6569. عنه صلی اللّه علیه و آله: الخَمرُ امُّ الخَبائثِ . (6)

6570. عنه صلی اللّه علیه و آله: الخمرُ جِماعُ الإثْمِ ، واُمُّ الخَبائثِ ، ومِفْتاحُ الشَّرِّ. (7)

6571. عنه صلی اللّه علیه و آله: جُمِعَ الشَّرُّ کُلُّهُ فی بَیتٍ ، وجُعِلَ مِفْتاحُهُ شُرْبَ الخَمرِ. (8)

ص:646


1- (1) الکافی:ج 6 ص 409 ح 9 [1] عن الفضیل بن یسار عن الإمام الصادق علیه السلام.
2- (2) کنز العمّال:ج 5 ص 342 ح 13139 عن بریدة.
3- (3) کنز العمّال:ج 5 ص 511 ح 13764 عن عائشة.
4- (4) کنز العمّال:ج 5 ص 349 ح 13181 نقلاً عن الطبرانی عن ابن عبّاس.
5- (5) کنز العمّال:ج 5 ص 349 ح 13182 نقلاً عن الطبرانی عن ابن عمر.
6- (6) کنز العمّال:ج 5 ص 349 ح 13183 نقلاً عن الطبرانی عن ابن عمر.
7- (7) جامع الأخبار:ص 425 ح 1186 ، [2]بحار الأنوار:ج 79 ص 149 ح 64. [3]
8- (8) جامع الأخبار:ص 423 ح 1176 ،بحار الأنوار:ج 79 ص 148 ح 58. [4]
4/17 المَلعونُونَ فی الخَمرِ

6572. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لَعنَ اللّهُ الخَمرَ ، وعاصِرَها ، وغارِسَها ، وشارِبَها ، وساقِیَها ، وبائعَها ، ومُشْتَرِیَها ، وآکِلَ ثَمَنِها ، وحامِلَها ، والمَحْمولَةَ إلَیهِ . (1)

6573. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ لَعنَ الخَمرَ ، وعاصِرَها ، ومُعْتَصِرَها ، وشارِبَها ، وساقِیَها ، وحامِلَها ، والمَحْمولَةَ إلَیهِ ، وبائِعَها ، ومُشْتَرِیَها ، وآکِلَ ثَمَنِها. (2)

5/17 النَّهیُ عنِ الجُلوسِ علی مَوائدِ الخَمرِ

6574. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن کانَ یُؤمنُ باللّهِ والیَومِ الآخِرِ فلا یَجْلِسْ علی مائدَةٍ یُشْرَبُ علَیها الخَمرُ. (3)

6575. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَلْعونٌ مَن جَلسَ طائعا علی مائدَةٍ یُشرَبُ علَیها الخَمرُ. (4)

6/17 عاقِبةُ شُربِ الخَمرِ

6576. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: مَن شَرِبَ الخَمرَ لَم تُقْبَلْ مِنهُ (5)صَلاةٌ أربَعینَ لَیلَةً ، فإنْ عادَ فأربَعینَ لَیلَةً مِن یَومٍ شَرِبَها ، فإنْ ماتَ فی تِلکَ الأربَعینَ لیلةً مِن غَیرِ تَوبَةٍ ، سَقاهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ

ص:647


1- (1) الأمالی للصدوق:ص 511 ح 707 عن الحسین بن یزید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 76 ص 330 ح 1.
2- (2) کنز العمّال:ج 5 ص 350 ح 13191 عن ابن عمر.
3- (3) الخصال:ص 164 ح 215 عن أبی هریرة ،بحارالأنوار:ج 79 ص 129 ح 16. [1]
4- (4) المحاسن:ج 2 ص 414 ح 2453 ، [2]بحار الأنوار:ج 79 ص 141 ح 53. [3]
5- (5) فی المصدر "له" وما اثبتناه من بحار الأنوار. [4]

مِن طِینَةِ خَبالٍ . (1)

6577. عنه صلی اللّه علیه و آله: من باتَ سَکْرانا باتَ عَروسا للشَّیطانِ . (2)

7/17 مُعامَلَةُ شاربِ الخَمرِ

6578. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: شارِبُ الخَمرِ لا تُصَدِّقوهُ إذا حَدّثَ ، ولاتُزَوِّجوه إذا خَطَبَ ، ولا تَعودوهُ إذا مَرِضَ ، ولا تَحْضَروهُ إذا ماتَ ، ولا تأتَمِنوهُ علی أمانَةٍ . (3)

6579. عنه صلی اللّه علیه و آله: لا تجالِسوا مَع شارِبِ الخَمرِ ، ولا تَعودوا مَرْضاهُم ، ولا تُشَیِّعوا جَنائزَهُم ، ولا تُصَلّوا علی أمْواتِهِمْ ؛ فإنّهُم کِلابُ أهلِ النّارِ کما قالَ اللّهُ عز و جل: "اِخْسَؤُا فِیها وَ لا تُکَلِّمُونِ " (4). (5)

6580. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَثَلُ شارِبِ الخَمرِ کمَثَلِ الکِبْریتِ ، فاحْذَروهُ لا یُنْتِنْکُم کما یُنْتِنُ الکِبْریتُ ، فإنّ شارِبَ الخَمرِ یُصْبِحُ ویُمْسِی فی سَخَطِ اللّهِ . (6)

8/17 صِفَةُ حَشرِ شارِبِ الخَمرِ

6581. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یَجیءُ مُدمِنُ الخَمرِ یَومَ القِیامَةِ مُزْرَقَّةً عَیْناهُ ، مُسْوَدّا وَجهُهُ ، مائلاً شِقُّهُ ،

ص:648


1- (1) تفسیر القمی:ج 1 ص 180 ، [1]بحار الأنوار:ج 79 ص 131 ح 20. [2]
2- (2) جامع الأخبار:ص 423 ح 1174 ، [3]بحار الأنوار:ج 79 ص 148 ح 64. [4]
3- (3) تفسیر القمی:ج 1 ص 131 [5] عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحار الأنوار:ج 79 ص 127 ح 7. [6]
4- (4) المؤمنون:108. [7]
5- (5) جامع الأخبار:ص 424 ح 1181 ، [8]بحار الأنوار:ج 79 ص 148 ح 58. [9]
6- (6) جامع الأخبار:ص 427 ح 1191 و 1192 ، [10]بحار الأنوار:ج 79 ص 150 ح 64. [11]

یَسیلُ لُعابُهُ . (1)

6582. عنه صلی اللّه علیه و آله: یَخرُجُ الخَمّارُ مِن قَبرِهِ مَکْتوبٌ بَینَ عَینَیْهِ :آیِسٌ مِن رَحمَةِ اللّهِ . (2)

6583. عنه صلی اللّه علیه و آله: والّذی بَعثَنی بالحقِّ نَبیّا ، إنّ شارِبَ الخَمرِ یَأتی یَومَ القِیامَةِ مُسْوَدّا وَجْهُهُ ، یَضْرِبُ برَأسِهِ الأرضَ ویُنادی:واعَطَشاهْ ! (3)

9/17 الحثُّ علی ترکِ الخَمرِ ولو لِغَیرِ اللّهِ

6584. الإمام زین العابدین عن الإمام علیّ علیهماالسلام عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أنّه قال له: ...یا علیّ مَن تَرَکَ الخَمرَ لغَیرِ اللّهِ سَقاهُ اللّهُ مِن الرَّحیقِ المَخْتومِ ، فقالَ علیٌّ علیه السلام:لغَیرِ اللّهِ ؟! قالَ :نَعَم واللّهِ ، صِیانَةً لنفسهِ . (4)

ص:649


1- (1) ثواب الأعمال:ص 290 ح 4 عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 79 ص 139 ح 42. [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 16 ص 65 ح 43958 نقلاً عن الدیلمی عن ابن مسعود.
3- (3) تنبیه الخواطر:ج 2 ص 115. [2]
4- (4) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 353 ح 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبیه جمیعا عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحار الأنوار:ج 79 ص 150 ح 64. [3]

ص:650

الفصل الثامن عشر: الخیانة

1/18 ذَمُّ الخِیانَةِ
الکتاب

" یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِکُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ". 1

الحدیث

6585. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أربَعٌ لا تَدخُلُ بَیتا واحِدَةٌ مِنهُنَّ إلّا خَرِبَ ولَم یَعْمُرْ بِالبَرکَةِ :الخِیانَةُ ، والسَّرِقةُ ، وشُربُ الخَمرِ ، والزِّنا. (1)

6586. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَیسَ مِنّا مَن خَانَ بالأمانَةِ . (2)

6587. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَیسَ مِنّا مَن خانَ مُسلِما فی أهلِهِ ومالِهِ . (3)

ص:651


1- (2) الأمالی للصدوق:ص 482 ح 652 عن اسماعیل بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 75 ص 170 ح 2.
2- (3) مشکاة الأنوار:ص 108 ، [1]بحار الأنوار:ج 75 ص 172 ح 14. [2]
3- (4) الاختصاص:ص 248 ،بحارالأنوار:ج 75 ص 172 ح 13.

6588. عنه صلی اللّه علیه و آله: المَکْرُ والخَدِیعَةُ والخِیانَةُ فی النّارِ. (1)

2/18 النَّهیُ عَن الخِیانَةِ ولو بِالخائِنِ

6589. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: لا تَخُنْ مَن خانَکَ فتکونَ مِثلَهُ . (2)

3/18 عَلامَةُ الخائِنِ

6590. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أمّا علَامةُ الخائنِ فأربَعةٌ :عِصْیانُ الرَّحمنِ ، وأذی الجِیرانِ ، وبُغْضُ الأقْرانِ ، والقُرْبُ إلی الطُّغْیانِ . (3)

6591. عنه صلی اللّه علیه و آله: إفْشاءُ سِرِّ أخیکَ خِیانَةٌ ، فاجتَنِبْ ذلکَ . (4)

4/18 غایةُ الخِیانَةِ

6592. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: تَناصَحوا فی العِلمِ ، فإنّ خِیانَةَ أحَدِکُم فی عِلْمِه أشَدُّ مِن خِیانَتِهِ فی مالِهِ . (5)

ص:652


1- (1) الجعفریّات:ص 171 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام.
2- (2) النوادر للراوندی:ص 95 [1] عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 103 ص 175 ح 3. [2]
3- (3) تحف العقول:ص 22 ، [3]بحارالأنوار:ج 1 ص 122 ح 11. [4]
4- (4) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 379 ح 2661 [5] عن أبی ذرّ ،بحار الأنوار:ج 77 ص 89 ح 3. [6]
5- (5) الأمالی للطوسی:ص 126 ح 198 [7]عن ابن عبّاس ،بحار الأنوار:ج 2 ص 68 ح 17. [8]
5/18 ما لا یَغُلُّ علیه قلبُ المسلم

6593. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ثلاثٌ لایَغُلُّ (1)علَیهِنَّ قلبُ امرئٍمسلمٍ :إخلاصُ العَمَلِ للّهِ ، ومُناصَحَةُ وُلاةِ الأمرِ ، ولزومُ جَماعَةِ المُسلمینَ ؛ فإنَّ دَعوَتَهُم تُحیطُ مَن وَراءَهُم. (2)

6594. الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: خَطَبَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله الناسَ بِمِنی فی حِجّةِ الوَداعِ فی مَسجدِ الخَیفِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنی علَیهِ ، ثُمّ قالَ :...ثَلاثٌ لایَغُلُّ علَیهِنّ قَلبُ امرئٍ مُسلِمٍ :إخلاصُ العَمَلِ للّه ، والنَّصیحَةُ لِأئمّةِ المُسلمینَ ، واللُّزومُ لِجَماعَتِهِم ؛ فإنّ دَعوَتَهُم مُحیطَةٌ مَن وَرائَهُم. (3)

6/18 التَّحذیرُ من الغُلولُ
الکتاب

" وَ ما کانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَغُلَّ وَ مَنْ یَغْلُلْ یَأْتِ بِما غَلَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ ثُمَّ تُوَفّی کُلُّ نَفْسٍ ما کَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ ". 4

الحدیث

6595. الدرّ المنثور عن ابن عبّاس: نَزَلَت هذهِ الآیةُ : "وَ ما کانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَغُلَّ " فی قَطیفَةٍ حَمراءَ

ص:653


1- (1) قال ابن الأثیر:"ثلاث لا یغلّ علیهنّ قلب مؤمن" هو من الإغلال:الخیانة فیکلّ شیء.ویروی"یَغِلّ " بفتح الیاء ، من الغِلّ وهوالحقد والشحناء:أی لایدخله حقد یزیله عن الحقّ .ورُوی "یَغِلُ " بالتخفیف من الوغول:الدخول فی الشرّ ، والمعنی:أنّ هذه الخلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب ، فمن تمسّک بها طَهُر قلبه من الخیانه والدَّغَل والشرّ ، و"علیهنّ " فی موضع الحال، تقدیره لایغل کائنا علیهنّ قلب مؤمن.(النهایة:ج 3 ص 381). [1]
2- (2) کنز العمّال:ج 16 ص 230 ح 44272 نقلاً عن ابن النجّار عن أنس.
3- (3) الخصال:ص 149 ح 182 عن عبداللّه بن أبی یعفور عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 27 ص 67 ح 3. [2]

افتُقِدَتْ یَومَ بَدرٍ ، فقالَ بعضُ الناسِ :لَعَلَّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله أخَذَها ! فَأنزَلَ اللّهُ : "وَ ما کانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَغُلَّ ..." . (1)

6596. الترغیب والترهیب عن ابن عبّاس: لَمّا کانَ یومُ خَیبَرَ أقبَلَ نَفَرٌ مِن أصحابِ النبیِّ صلی اللّه علیه و آله فقالوا:فلانٌ شَهیدٌ ، وفلانٌ شَهیدٌ ، وفلانٌ شهیدٌ ، حتّی مَرُّوا علی رَجُلٍ فقالوا:فلانٌ شَهیدٌ ، فقالَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:کَلّا ، إنّی رَأیتُهُ فی النارِ فی بُردَةٍ غَلَّها ، أو عَباءَةٍ غَلَّها. (2)

6597. الترغیب والترهیب عن أبی حازم الأنصاری: اتِیَ النبیُّ صلی اللّه علیه و آله بِنَطْعٍ مِنَ الغَنیمَةِ ، فقیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، هذا لکَ تَستَظِلُّ بهِ مِنَ الشَّمسِ .قالَ :أتُحِبُّونَ أن یَستَظِلَّ نَبیُّکُم بِظِلٍّ مِن نارٍ ؟ ! (3)

6598. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا لم تَغُلَّ امَّتی لم یَقُمْ لَها عَدُوٌّأبَدا. (4)

ص:654


1- (1) الدرّ المنثور:ج 2 ص 361. [1]
2- (2) الترغیب والترهیب:ج 2 ص 307 ح 4.
3- (3) المعجم الأوسط :ج 7 ص 152.
4- (4) کنز العمّال:ج 4 ص 386 ح 11044 نقلاً عن الدیلمی عن أبی ذرّ.

الفصل التاسع عشر: الرّیاء

1/19 ذمُّ الرِّیاءِ والتَّحذِیرُ مِنهُ
الکتاب

" وَ لا تَکُونُوا کَالَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ بَطَراً وَ رِئاءَ النّاسِ وَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللّهِ وَ اللّهُ بِما یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ ". 1

الحدیث

6599. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یا أبا ذَرٍّ ، اتَّقِ اللّهَ ولا تُرِ الناسَ أنَّکَ تَخشَی اللّهَ فَیُکرِمُوکَ وقَلبُکَ فاجِرٌ. (1)

6600. عنه صلی اللّه علیه و آله: یابنَ مسعودٍ ، إیّاک أن تُظهِرَ مِن نفسِکَ الخُشوعَ والتواضُعَ للآدَمِیِّینَ وأنتَ فیما بَینَکَ وبَینَ ربِّکَ مُصِرٌّ علی المَعاصِی والذُّنوبِ یقولُ اللّهُ تعالی: "یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ" (2). (3)

ص:655


1- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 370 ح 2661 [1] عن أبی ذرّ ،بحارالأنوار:ج 77 ص 81 ح 3. [2]
2- (3) غافر:19. [3]
3- (4) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 360 ح 2660 [4]عن عبداللّه بن مسعود ،بحارالأنوار:ج 77 ص 109 ح 1. [5]

6601. عنه صلی اللّه علیه و آله: ویلٌ للذینَ یَجتَلِبُونَ الدنیا بالدِّینِ ، یَلبَسُونَ للناسِ جُلودَ الضَّأنِ مِن لِینِ ألسِنَتِهِم ، کلامُهُم أحلی مِن العَسَلِ وقُلوبُهُم قُلوبُ الذِئابِ ، یقولُ اللّهُ تعالی:أبی یَغتَرُّونَ ؟! (1)

6602. عنه صلی اللّه علیه و آله: أبغَضُ العِبادِ إلی اللّهِ تعالی مَن کانَ ثَوباهُ خَیرا مِن عَمَلِهِ ، أن تکونَ ثِیابُهُ ثِیابَ الأنبیاءِ وعَمَلُهُ عَمَلَ الجَبّارینَ . (2)

6603. عنه صلی اللّه علیه و آله: أشَدُّ الناسِ عَذابا یومَ القِیامةِ مَن یَری الناسُ أنَّ فیهِ خَیرا ولا خَیرَ فیهِ . (3)

2/19 عَمَلُ المُرائِی لا یَصعَدُ

6604. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ المَلَکَ لَیَصعَدُ بعَملِ العَبدِ مُبتَهِجا بهِ ، فإذا صَعِدَ بحَسَناتِهِ یقولُ اللّهُ عز و جل:اجعَلُوها فی سِجِّینٍ إنّهُ لَیسَ إیّایَ أرادَ بِها. (4)

6605. عنه صلی اللّه علیه و آله: وتَصعَدُ الحَفَظَةُ بعَملِ العَبدِ مبتَهِجا بهِ ...فَیَطَؤونَ الحُجُبَ کُلَّها حتّی یَقُومُوا بَینَ یَدَیهِ فَیَشهَدُوا لَهُ بِعَمَلٍ صالِحٍ ودُعاءٍ ، فیقولُ اللّهُ :أنتُم حَفَظَةُ عَمَلِ عَبدِی، وأنا رَقیبٌ علی ما فی نَفسِهِ ، لم یُرِدنی بهذا العَملِ ، علَیهِ لَعنَتِی. (5)

3/19 عَمَلُ المُرائی غَیرُ مَقبولٍ

6606. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ لا یَقبَلُ عَملاً فیهِ مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن ریاءٍ. (6)

ص:656


1- (1) أعلام الدین:ص 295 ، [1]بحارالأنوار:ج 77 ص 173 ح 8. [2]
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص ح 7483 عن عائشة.
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 473 ح 7485 نقلاً عن أبی عبد االرحمن السلمی فی الأربعین عن ابن عمر.
4- (4) الکافی:ج 2 ص 295 ح 7 [3] عن السکونیّ عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 72 ص 287 ح 7. [4]
5- (5) فلاح السائل:ص 123 [5] عن معاذ بن جبل ،بحارالأنوار:ج 70 ص 247 ح 20. [6]
6- (6) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 187 ، [7]بحارالأنوار:ج 72 ص 304 ح 51. [8]

6607. عنه صلی اللّه علیه و آله: یابنَ مسعودٍ ، إذا عَمِلتَ عَملاً مِن البِرِّ وأنتَ تُریدُ بذلکَ غَیرَ اللّهِ فلا تَرجُ بذلکَ مِنهُ ثَوابا فإنّهُ یقولُ : "فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً" (1). (2)

6608. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ المُرائیَ یُنادی یَومَ القِیامَةِ :یا فاجِرُ ! یا غادِرُ ! یا مُرائی ! ضَلَّ عَمَلُکَ ، وبَطَلَ أجرُکَ ، اذهَبْ فَخُذْ أجرَکَ مِمَّن کُنتَ تَعمَلُ لَهُ . (3)

6609. عنه صلی اللّه علیه و آله: یقولُ اللّهُ سبحانَهُ :إنّی أغنَی الشُّرَکاءِ فَمَن عَمِلَ عَمَلاً ثُمّ أشرَکَ فیهِ غَیرِی فأنا مِنهُ بَرِیءٌ، وهو لِلَّذِی أشرَکَ بهِ دُونی. (4)

4/19 حُرمَةُ الجَنَّةِ عَلَی المُرائی

6610. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ اللّهَ تعالی حَرَّمَ الجَنَّةَ علی کُلِّ مُراءٍ. (5)

6611. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ الجَنَّةَ تَکَلَّمَتْ وقالَت:إنّی حَرامٌ علی کُلِّ بَخیلٍ ومُراءٍ. (6)

5/19 طَریقُ النَّجاةِ

6612. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله حِینَ سَألَهُ رَجُلٌ : یا رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، فِیمَ النَّجاةُ ؟:ألّا یَعمَلَ العَبدُ بطاعَةِ اللّهِ یُریدُ بها الناسَ . (7)

ص:657


1- (1) الکهف:105. [1]
2- (2) مکارم الأخلاق:ج 2 ص 353 ح 2660 [2]عن عبداللّه بن مسعود ،بحارالأنوار:ج 77 ص 103 ح 1. [3]
3- (3) منیة المرید:ص 318 ، [4]بحارالأنوار:ج 72 ص 303 ح 50. [5]
4- (4) عدّة الداعی:ص 203 ، [6]بحارالأنوار:ج 72 ص 304 ح 51. [7]
5- (5) الجامع الصغیر:ج 1 ص 263 ح 1725.
6- (6) بحار الأنوار:ج 72 ص 305 ح 52 [8] نقلاً عن أسرار الصلاة.
7- (7) تنبیه الخواطر:ج 1 ص 186 ، [9]بحارالأنوار:ج 72 ص 304 ح 51. [10]

6613. الإمامُ الباقرُ علیه السلام: إنّ رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله سُئلَ :فیما النجاةُ غَدا ؟ فقالَ :إنّما النجاةُ فی أن لا تُخادِعُوا اللّهَ فَیَخدَعَکُم ، فإنَّه مَن یُخادِعِ اللّهَ یَخدَعْهُ ویَخلَعْ مِنهُ الإیمانَ ونَفسَهُ یَخدَعُ لو یَشعُرُ.فقیلَ لَهُ :وکیفَ یُخادِعُ اللّهَ ؟! قالَ :یَعمَلُ بِما أمَرَهُ اللّهُ ، ثُمّ یُرِیدُ بهِ غَیرَهُ . (1)

6/19 الرِّیاءُ والشِّرکُ
الکتاب

"قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُوحی إِلَیَّ أَنَّما إِلهُکُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا یُشْرِکْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً". 2

الحدیث

6614. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وقد رَآهُ شَدَّادُ بنُ أوسٍ یَبکی فَسَألَهُ عمّا یُبکِیهِ : إنّی تَخَوَّفتُ علی امَّتِی الشِّرکَ ، أما إنّهُم لا یَعبُدُونَ صَنَما ولا شَمسا ولا قَمَرا ولکنّهُم یُراؤونَ بأعمالِهِم. (2)

6615. عدّة الداعی: قالَ رَسولُ اللّهِ إنّ أخوَفَ ما أخافُ علَیکُمُ الشِّرکَ الأصغرَ.قالوا:وما الشِّرکُ الأصغَرُ یا رسولَ اللّهِ ؟ قالَ :الریاءُ. (3)

ص:658


1- (1) الأمالی للصدوق:ص 677 ح 921 [1] عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام ،بحارالأنوار:ج 84 ص 227. [2]
2- (3) شرح نهج البلاغة:ج 2 ص 179 عن شداد بن أوس.
3- (4) عدّة الداعی:ص 214 ، [3]بحارالأنوار:ج 72 ص 304 ح 51. [4]
7/19 سوءُ عاقِبَةِ أهلِ الرِّیاءِ

6616. مستدرک الوسائل: قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله:إنّ النارَ وأهلَها یَعِجُّونَ مِن أهلِ الریاءِ ، فقیلَ :یا رسولَ اللّهِ ، وکیفَ تَعِجُّ النارُ ؟! قالَ :مِن حَرِّ النارِ التی یُعَذَّبُونَ بها. (1)

6617. عنه صلی اللّه علیه و آله: ومَن قَرَأَ القرآنَ یُرِیدُ بهِ السُّمعَةَ والتِماسَ شَیءٍ لَقِیَ اللّهَ عز و جل یَومَ القِیامَةِ ووَجهُهُ عَظمٌ لَیسَ علَیهِ لَحمٌ ، وزَجَّ القرآنُ فی قَفاهُ حتّی یُدخِلَهُ النارَ ویَهوِی فیها مَع مَن یَهوِی. (2)

8/19 مُحاسَبةُ المُرائی

6618. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إنَّ أوَّلَ مَن یُدعی یَومَ القِیامةِ رَجُلٌ جَمَعَ القرآنَ ورَجُلٌ قُتِلَ فی سبیلِ اللّهِ ورجلٌ کثیرُ المالِ ، فیقولُ اللّهُ عز و جل للقارِی:ألَم اعَلِّمْکَ ما أنزَلتُ عَلی رَسُولی ؟ فیقولُ :بَلی یا ربِّ ، فیقولُ :ما عَمِلتَ فیما عَلِمتَ ؟ فیقولُ :یا ربِّ قُمتُ به فی آناءِ اللیلِ وأطرافِ النهارِ ، فیقولُ اللّهُ :کَذَبتَ وتقولُ الملائکةُ :کَذَبتَ ، ویقولُ اللّهُ تعالی:إنّما أرَدتَ أن یُقالَ :فُلانٌ قارِئٌ ، فقد قیلَ ذلکَ . (3)

6619. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ أوَّلَ الناسِ یُقضی یومَ القِیامةِ علَیهِ رَجُلٌ استُشْهِدَ فَاُتِیَ بهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها ، قالَ :فما عَمِلتَ فیها ؟قال:قاتَلتُ فیکَ حتّی استُشْهِدْتُ ، قالَ :کَذَبتَ ، ولکنّکَ قاتَلتَ لِیُقالَ جَرِیءٌ ! فقد قیلَ ذلکَ ، ثُمّ امِرَ بهِ فسُحِبَ علی

ص:659


1- (1) مستدرک الوسائل:ج 1 ص 107 ح 109 [1] نقلاً عن اسرار الصلاة.
2- (2) ثواب الأعمال:ص 337 ح 1 عن أبی هریرة وعبداللّه بن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 7 ص 215 ح 116. [2]
3- (3) بحار الأنوار:ج 72 ص 305 ح 52 [3] نقلاً عن اسرار الصلاة.

وَجهِهِ حتّی القِیَ فی النارِ. (1)

9/19 عَلاماتُ المُرائِی

6620. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أمّا علامةُ المُرائِی فَأربَعةٌ :یَحرِصُ فی العَمَلِ للّه إذا کانَ عِندَهُ أحَدٌ ویَکسَلُ إذا کانَ وَحدَهُ ، ویَحرِصُ فی کُلِّ أمرِهِ علی المَحمَدَةِ ، ویُحسِّنُ سَمتَهُ بِجُهدِهِ . (2)

10/19 ما لَیسَ مِنَ الرِّیاء

6621. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وقد قِیلَ لَهُ أرَأیتَ الرجُلَ یَعمَلُ العَمَلَ مِن الخیرِ ویَحمَدُهُ الناسُ علَیهِ : تلکَ عاجِلُ بُشرَی المؤمنِ ، یَعنِی البُشری المُعَجَّلَةَ لَهُ فی الدنیا، والبُشرَی الاُخری قولُهُ سبحانَهُ : "بُشْراکُمُ الْیَوْمَ جَنّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ" (3). (4)

6622. عدّة الداعی: جاءَ رجلٌ إلی النبیِّ صلی اللّه علیه و آله فقالَ :إنّی أتَصَدَّقُ وأصِلُ الرَّحِمَ ولا أصنَعُ ذلکَ إلّا للّه فَیُذکَرُ مِنّی واُحمَدُ علَیهِ فَیَسُرُّنی ذلکَ واُعجَبُ بهِ .فَسَکَتَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ولم یَقُلْ شیئا ، فَنَزَلَ قوله تعالی: "...فَمَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا یُشْرِکْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً" (5). (6)

ص:660


1- (1) منیة المرید:ص 134 ، [1]بحارالأنوار:ج 70 ص 249 ح 24. [2]
2- (2) تحف العقول:ص 22 ،بحارالأنوار:ج 1 ص 121 ح 11. [3]
3- (3) الحدید:12. [4]
4- (4) بحار الأنوار:ج 72 ص 294 ح 18 [5] نقلاً عن العامة عن أبی ذرّ.
5- (5) الکهف:110. [6]
6- (6) عدّة الداعی:ص 209 ، [7]بحارالأنوار:ج 84 ص 347. [8]
11/19 الوَسوَسَة فِی الرِّیاءِ

6623. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: إذا أتَی الشیطانُ أحَدَکُم وهُو فی صلاتِهِ فقالَ :إنّکَ مُراءٍ ، فَلیُطِلْ صلاتَهُ ما بَدا لَهُ ما لَم یَفُتهُ وَقتُ فَریضَةٍ ، وإذا کانَ علی شیءٍ مِن أمرِ الآخِرَةِ فَلْیَتَمَکَّثْ ما بَدا لَهُ ، وإذا کانَ علی شَیءٍ مِن أمرِ الدنیا فَلْیَبرَحْ . (1)

6624. الإمامُ علیٌّ علیه السلام: قُلنا:یا رسولَ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله ، الرَّجُلُ مِنَّا یَصومُ ویُصَلِّی فَیَأتِیهِ الشیطانُ فیقولُ :إنّکَ مُراءٍ ! فقال رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:فَلْیَقُلْ أحَدُکُم عندَ ذلکَ :أعُوذُ بکَ أن اشرِکَ بِکَ شَیئا ، وأنا أعلَمُ وأستَغفِرُکَ لِما لا أعلَمُ . (2)

12/19 عَظمةُ عِبادَةِ الخَفاءِ

6625. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: أعظَمُ العِبادَةِ أجرا أخفاها. (3)

6626. عنه صلی اللّه علیه و آله: السِّرُّ أفضَلُ مِن العَلانِیَةِ ، والعلانِیَةُ لِمَن أرادَ الاقتِداءَ. (4)

ص:661


1- (1) قرب الإسناد:ص 86 ح 281 [1] عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه ،بحارالأنوار:ج 72 ص 295 ح 20. [2]
2- (2) النوادر للراوندی:ص 238 [3] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام ،بحار الأنوار:ج 72 ص 303 ح 48. [4]
3- (3) قرب الإسناد:ص 135 ح 475 [5] عن أبی البختری عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 70 ص 251 ح 1. [6]
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 25 ح 5273 عن ابن عمر.

ص:662

الفصل العشرون: الرّبا

1/20 التَّحذیرُ مِن الرِّبا

6627. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: شَرُّ الکَسبِ ، کَسبُ الرِّبا. (1)

6628. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ اللّهَ عز و جل لَعَنَ آکِلَ الرِّبا ومُوکِلَهُ وکاتِبَهُ وشاهِدَیهِ . (2)

6629. عنه صلی اللّه علیه و آله: الآخِذُ والمُعطِی سَواءٌ فی الرِّبا. (3)

6630. عنه صلی اللّه علیه و آله: لَیَأتِیَنَّ علی الناسِ زَمانٌ لا یَبقی أحَدٌ إلّا أکَلَ الربا، فإن لَم یَأْکُلهُ أصابَهُ مِن بُخارِهِ (غُباره). (4)

ص:663


1- (1) الأمالی للصدوق:ص 577 ح 788 [1] عن أبی الصباح الکنانی عن الإمام الصادق علیه السلام ،بحارالأنوار:ج 77 ص 115 ح 8. [2]
2- (2) الأمالی للصدوق:ص 511 ح 707 عن الحسین بن یزید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 76 ص 330 ح 1.
3- (3) کنز العمّال:ج 4 ص 105 ح 9760 وص 110 ح 9784 کلاهما عن أبی سعید.
4- (4) سنن أبی داوود:ج 3 ص 244 ح 3331 عن أبی هریرة.
2/20 عَظمَةُ إثمِ الرِّبا

6631. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: الرِّبا ثلاثةٌ وسَبعونَ بابا أیسَرُها مِثلُ أن یَنکِحَ الرَّجُلُ امَّهُ ، وإنَّ أرْبی الرِّبا عِرضُ الرَّجُلِ المسلمِ . (1)

6632. عنه صلی اللّه علیه و آله: الرِّبا ثلاثةٌ وسَبعونَ بابا ، والشِّرکُ مِثلُ ذلکَ . (2)

6633. عنه صلی اللّه علیه و آله: الرِّبا سَبعونَ حُوبا ، وأیسَرُها کَنِکاحِ الرَّجُلِ امَّهُ . (3)

6634. عنه صلی اللّه علیه و آله: دِرهَمُ ربا أعظَمُ عِندَ اللّهِ عز و جل مِن سَبعینَ زَنیةً کلّها بِذاتِ مَحرمٍ فی بیتِ اللّهِ الحرامِ . (4)

3/20 صِفةُ حَشرِ آکِلِ الرِّبا
الکتاب

" الَّذِینَ یَأْکُلُونَ الرِّبا لا یَقُومُونَ إِلاّ کَما یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِکَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَیْعُ مِثْلُ الرِّبا وَ أَحَلَّ اللّهُ الْبَیْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهی فَلَهُ ما سَلَفَ وَ أَمْرُهُ إِلَی اللّهِ وَ مَنْ عادَ فَأُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ * یَمْحَقُ اللّهُ الرِّبا وَ یُرْبِی الصَّدَقاتِ وَ اللّهُ لا یُحِبُّ کُلَّ کَفّارٍ أَثِیمٍ ". 5

ص:664


1- (1) کنز العمّال:ج 4 ص 104 ح 9754 عن ابن مسعود.
2- (2) کنز العمّال:ج 4 ص 108 ح 9772 نقلاً عن ابن جریر عن أبی هریرة.
3- (3) کنز العمّال:ج 4 ص 108 ح 9773 نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی ذمّ الغیبة و ابن جریر عن أبی هریرة.
4- (4) کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 367 ح 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعا عن الإمام الصادق [1]عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 119 ح 22. [2]
الحدیث

6635. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: یَقومُ آکِلُ الرِّبا مِن قَبرِهِ مَکتوبٌ بینَ عَینَیهِ :لا حُجَّةَ لَهُ عندَ اللّهِ . (1)

6636. عنه صلی اللّه علیه و آله: مَن أکَلَ الرِّبا مَلأَ اللّهُ عز و جل بَطنَهُ مِن نارِ جَهَنَّمَ بقَدرِ ما أکَلَ ، وإنِ اکتَسَبَ مِنهُ مالاً لا یَقبَلُ اللّهُ تعالی مِنهُ شیئا مِن عَمَلِهِ ، ولَم یَزَلْ فی لَعنةِ اللّهِ والملائکةِ ما کانَ عِندَهُ مِنهُ قِیراطٌ واحِدٌ. (2)

6637. عنه صلی اللّه علیه و آله فی قولِهِ تعالی: "یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً" (3):یُحشَرُ عَشرَةُ أصنافٍ مِن امَّتِی أشْتاتا قَد مَیَّزَهُمُ اللّهُ مِنَ المسلمینَ ...وبَعضُهُم مُنَکَّسُونَ ؛ أرجُلُهم مِن فَوقُ ووجوهُهُم مِن تَحتُ ثُمّ یُسحَبُونَ علَیها...وأمّا المُنَکَّسُونَ علی رُؤوسِهِم فَآکِلَةُ الرِّبا. (4)

6638. عنه صلی اللّه علیه و آله: أتَیتُ لیلةَ اسرِیَ بِی علی قَومٍ بُطونُهُم کالبیوتِ فیها الحَیّاتُ تُری مِن خارجِ بُطونِهِم ، فقلتُ :مَن هؤلاءِ یا جَبرئیلُ ؟ قالَ :هؤلاءِ أکَلَةُ الرِّبا. (5)

6639. مستدرک الوسائل عن رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله: أنّهُ رَأی لیلةَ اسرِیَ بهِ رِجالاً بُطُونُهُم کالبیتِ الطَّحِمِ وهُم عَلی سابِلةِ آلِ فِرعَونَ ، فإذا أحَسُّوا بِهِم قاموا لِیَعتَزِلُوا عن طریقَتِهِم ، فَمالَ بکُلِّ واحِدٍ مِنهُم بَطنُهُ فَیَسقُطُ حتّی یَطَأَهُم آلُ فِرعَونَ مُقبِلِینَ ومُدبِرِینَ ، فقلتُ لِجَبرئیلَ :مَن هؤلاءِ؟ قالَ :أکَلَةُ الرِّبا. (6)

ص:665


1- (1) کنز العمّال:ج 16 ص 65 ح 43958 نقلاً عن الدیلمی عن ابن مسعود.
2- (2) ثواب الأعمال:ص 336 ح 1 عن أبی هریرة وعبداللّه بن عبّاس ،بحارالأنوار:ج 76 ص 364 ح 30. [1]
3- (3) النبأ:18. [2]
4- (4) مجمع البیان:ج 10 ص 642 عن البراء بن عازب ،بحارالأنوار:ج 7 ص 89. [3]
5- (5) کنز العمّال:ج 11 ص 399 ح 31857 عن أبی هریرة.
6- (6) مستدرک الوسائل:ج 13 ص 332 ح 15508 [4] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب وراجع تفسیر القرطبی:ج 3 ص 355. [5]

6640. الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: قالَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و آله:لَمّا اسرِیَ بِی إلی السماءِ رَأیتُ قَوما یُریدُ أحَدُهُم أن یَقومَ فلا یَقدِرُ أن یَقومَ مِن عِظَمِ بَطنِهِ ، فقلتُ :مَن هؤلاءِ یا جَبرئیلُ ؟! قال:هؤلاءِ الذینَ یَأکُلُونَ الرِّبا لا یَقُومُونَ إلّا کما یَقومُ الذی یَتَخَبَّطُهُ الشیطانُ مِن المَسِّ . (1)

4/20 أربَی الرِّبا

6641. رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله: ألا إنّ أربَی الرِّبا شَتمُ الأعراضِ ، وأشَدُّ الشَّتمِ الهِجاءُ ، والراوِیَةُ أحَدُ الشّاتِمَینِ . (2)

6642. عنه صلی اللّه علیه و آله: أربَی الرِّبا تَفضیلُ المَرءِ علی أخِیهِ بالشَّتمِ . (3)

6643. عنه صلی اللّه علیه و آله: إنّ أربَی الرِّبا الاستِطالَةُ فی عِرضِ المسلمِ بغَیرِ حقٍّ . (4)

ص:666


1- (1) تفسیر القمّی:ج 1 ص 93 [1] عن هشام ،بحارالأنوار:ج 103 ص 116 ح 11. [2]
2- (2) کنز العمّال:ج 3 ص 600 ح 8105 عن عمرو بن عثمان.
3- (3) کنز العمّال:ج 3 ص 600 ح 8106 نقلاً عن ابن أبی الدنیا فی الصمت عن أبی نجیح.
4- (4) کنز العمّال:ج 3 ص 600 ح 8107 عن سعید بن زید.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.