موسوعه معارف الکتاب و السنه المجلد 9

اشارة

سرشناسه:محمدی ری شهری، محمد، 1325 -

عنوان و نام پدیدآور:موسوعة معارف الکتاب والسنة [کتاب]/ محمد الری شهری، بمساعدة عدة من الفضلاء.

مشخصات نشر:قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 1432 ق. -= 1390 -

مشخصات ظاهری:10 ج.

فروست:مرکز بحوث دارالحدیث؛ 1/74.

شابک:1000000 ریال: دوره 978-964-493-574-9 : ؛ ج. 1 978-964-493-575-6 : ؛ ج. 2 978-964-493-576-3 : ؛ ج. 3 978-964-493-577-0 : ؛ ج.4 978-964-493-578-7 : ؛ ج. 5 978-964-493-579-4 : ؛ ج. 6 978-964-493-580-0 : ؛ ج. 7 978-964-493-581-7 : ؛ ج. 8 978-964-493-582-4 : ؛ ج. 9 978-964-493-583-1 : ؛ ج. 10 978-964-493-584-8 : ؛ ج.11 978-622-207-010-6 : ؛ ج.12 978-622-207-011-3 :

یادداشت:عربی.

یادداشت:بمساعدة عدة من الفضلاء رسول الموسوی، رضا الحسینی، عبدالهادی المسعودی، احمد الدیلمی، محمدرضا محسنی نیا، محمدرضا وهابی.

یادداشت:ج.11 -12 (چاپ اول: 1398) (فیپا) .

یادداشت:این کتاب با حمایت و مشارکت معاونت امور فرهنگی وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی منتشر شده است.

یادداشت:کتابنامه.

موضوع:قرآن -- کشف الآیات

موضوع:Qur'an -- Concordances

موضوع:احادیث -- فهرست مطالب

موضوع:Hadith -- Concordances

موضوع:احادیث شیعه -- قرن 14

موضوع:Hadith (Shiites) -- Texts -- 20th century

موضوع:احادیث اهل سنت -- قرن 14

موضوع:*Hadith (Sunnites) -- Texts -- 20th century

شناسه افزوده:موسسه علمی فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر

رده بندی کنگره:BP106/م3م8 1390

رده بندی دیویی:297/29

شماره کتابشناسی ملی:2737013

ص :1

اشارة

ص :2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص :3

ص :4

موسوعة معارف الکتاب والسنة

محمد الری شهری

بمساعدة عدة من الفضلاء

ص :5

ص :6

ص :7

ص :8

41.البُکاء

اشارة

41

البغی--< الظلم

ص:9

ص:10

المدخل

البکاء لغةً واصطلاحاً

کلمة«البکاء»مصدر من مادّة«ب ک ی»،یقول ابن منظور فی هذا المجال:

البُکاءُ یُقصَرُ ویُمَدُّ،قالَهُ الفَرّاءُ وغَیرُهُ،إذا مَدَدتَ أرَدتَ الصَّوتَ الَّذی یَکونُ مَعَ البُکاءِ،وإذا قَصَرتَ أرَدتَ الدُّموعَ وخُروجَها. (1)

واستناداً إلی هذا الرأی فإنّ البکاء-الممدود-بمعنی البکاء مع إصدار الصوت، والبکاء-المقصور-بمعنی البکاء دون صوت.

الاختلاف بین الدمع والبکاء

الملاحظة الملفتة للنظر هی أنّه لیس کلُّ دمعة بکاء،ومن أجل اتّضاح الاختلاف بین الدمع والبکاء،فإنّ من المفید أن نتعرّف علی أنواع الدموع.

أنواع الدمع

یقسم الدمع إلی ثلاثة أنواع:

1.الدمع القاعدی ( B te s ):

ص:11


1- (1) . لسان العرب:ج 14 ص 82« [1]بکی».

یتمّ ترطیب وتغذیة القرنیة بشکل دائم [24 ساعة] فی عیون الثدییات،من خلال الدموع القاعدیة.ویؤدّی هذا الدمع إلی انزلاق العیون وتنقیتها من الشوائب الخارجیة.ویضمّ سائل الدمع:الماء +الموسین +الدهنیات +اللییزوزیم + اللاکتوفرین +اللیبوکالین +الإیمنوغلو بولینات +الکولوکوز +صودیوم الکلوراید + کلوراید البوتاسیوم +مضادة الأکسدة +بعض الفیتامینات.

2.الدموع الانعکاسیة ( Rکlex te s ):

من شأن کلّ شیء یؤدّی إلی تحریک العین،أو جفافها،أن یزید إنتاج هذا النوع من الدمع.ویترشّح هذا النوع من الدمع بشکل غیر إرادی واستجابة للموادّ المحرّکة مثل:الذرّات الخارجیة،التراب والغبار،والموادّ المحرّکة الاُخری مثل:أبخرة البصل،الغاز المسیل للدموع وبودر الفلفل.وتعمل هذه الدموع علی أن تزیل هذه الموادّ المحرّکة والمؤذیة عن العیون.کما أنّ الریح الشدیدة وضوء الشمس المبهر من شأنه أیضاً أن یتسبّب فی إنتاج الدموع الانعکاسیة.

3.الدمع العاطفی،أو البکاء ( Emotion te s/Crying ):

یترشّح هذا الدمع عند الإثارة العاطفیة (التوتّر) أو الإحساس بالألم العضوی.

وأمّا المحرّکات المثیرة لهذا النوع من الدموع فهی عادةً الغضب،الحزن،الفرح، الخوف،المزاح والفشل.وتختلف الترکیبات الکیمیاویة لهذا النوع من الدمع عن ترکیبات النوعین السابقین.ویضمّ الدمع العاطفی نسبة أکبر من الهورمونات والبروتینات. (1)

ص:12


1- (1) .تشیر بعض التقاریر إلی أن أسباب البکاء لدی الکبار تشمل بشکل رئیس:الحزن (49%) الفرح والسرور (21%) الغضب (10%) التعاطف (7%)،الاضطراب (5%) والخوف (4%).

ومن البدیهی أنّ ما سنبحثُه فی هذا الموضوع هو الدمع بالمعنی الثالث؛أی الدمع العاطفی،أو البکاء.

البکاء فی الکتاب والسنة

اشارة

لم تستخدم کلمة«البکاء»فی الکتاب والسنّة فیما یتعلّق بالإنسان فحسب،بل وفیما یتعلّق أیضاً بالملائکة،الشیطان،الأرض،السماء،الجبال،الطیور وغیرها، وهو ما یدلّ علی أنّ مفهوم هذه الکلمة فی النصوص الإسلامیة أوسع من مفهومها اللغوی فیما یتعلّق بالإنسان.ومن أجل التعرّف علی موضوع البکاء من وجهة نظر الکتاب والسنة،من الضروری الالتفات إلی الملاحظات التالیة قبل طرح نصوص الآیات والروایات:

1.البکاء،حاجة فطریة

یعدّ البکاء من حاجات الإنسان الطبیعیة کالضحک،ویمتدّ جذوره فی خَلْق الإنسان وطبیعته،ولذلک فإنّ اللّه-تعالی-ینسب هاتین الظاهرتین إلیه بشکل مباشر:

«وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَکَ وَ أَبْکی» (1)

و هذا یعنی أنّ اللّه-تعالی-خلق الإنسان فی نظام التکوین بشکل بحیث یعبّر عن فرحه بالضحک وعن حزنه بالبکاء.وبناءً علی ذلک،فإنّ الإنسان بحاجة إلی البکاء کحاجته إلی الضحک،من أجل التمتّع بحیاة سلیمة وطبیعیة. (2)

وجاء فی روایة عن الإمام موسی بن جعفر علیه السلام:

ص:13


1- (1) .النجم:43. [1]
2- (2) .سیأتی فی فوائد البکاء أن«الضحک والبکاء أداتان فاعلتان فی التقلیل من التوتر والتحرر من المشاعر السلبیة».

کانَ یَحیَی بنُ زَکَرِیّا علیهما السلام یَبکی ولا یَضحَکُ،وکانَ عیسَی بنُ مَریَمَ علیهما السلام یَضحَکُ ویَبکی،وکانَ الَّذی یَصنَعُ عیسی علیه السلام أفضَلَ مِنَ الَّذی کان یَصنَعُ یَحیی علیه السلام. (1)

واستناداً إلی هذه الروایة،فإنّ البکاء من خوف اللّه مطلوب،إلّاأنّه یعتبر نوعاً من النقص إذا لم یقترن مع الضحک فی الحالات التی یجب فیها علی الإنسان أن یُظهر الفرح،وعکس ذلک صحیح أیضاً.

فالإنسان السویّ یجمع بین الضحک والبکاء فی الموضع المناسب،کما کان دیدن عیسی علیه السلام،والنبی الخاتم صلی الله علیه و آله وأهل بیته علیهم السلام.

2.فوائد البکاء

إذا أخذنا بنظر الاعتبار حاجة الإنسان الطبیعیة إلی البکاء،فمن البدیهی أنّ تأمین هذه الحاجة مفید وبنّاء للجسم والروح،ومع تطوّر العلم یتعرّف المجتمع البشری أکثر فأکثر علی فوائد تأمین هذه الحاجة،واستناداً إلی بعض التقاریر،فإنّ ما اکتُشف حتّی الآن فیما یتعلّق بفوائد البکاء هو:

أ-عندما یستولی علینا توتّر مثیر،فإنّ دماغنا وأجسامنا تبدأ بإنتاج ترکیبات کیمیاویة وهورمونات خاصّة،ویساعد البکاء علی إزالة هذه المرکّبات الکیمیاویة الزائدة التی لا حاجة إلیها،عن الجسم.

ب-الدموع العاطفیة تطرد فی الحقیقة المواد السامّة التی تتجمّع فی الدم علی إثر التوتّر.

ج-تقلّل الدموع العاطفیة من نسبة المنغنیز فی الجسم.فهذه الموادّ المعدنیة

ص:14


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 665 ح 20، [1]مشکاة الأنوار:ص 335 ح 1070 [2] وفیه«یضحک ولا یبکی»بدل«یضحک ویبکی»،قصص الانبیاء للراوندی:ص 273 ح 352 [3] عن الحسن بن الجهم عن الإمام الرضا علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 14 ص 188 ح 40. [4]

تؤثر بشکل مباشر علی أخلاق الإنسان وطبیعته.

د-یحتوی الدمع العاطفی علی نسبةٍ من بروتین الألبومین تفوق نسبته علی الدمع القاعدی والدمع الانعکاسی بمقدار 24%.

ه-یؤدّی البکاء إلی التخلّص من الموادّ السامّة وإفرازات الجسم الزائدة،کما هو الحال بالنسبة إلی الإدرار والعرق.

و-یُعدّ البکاء آلیّة مجّانیة طبیعیة وقویة للتعایش مع الألم والتوتّر والحزن.

ز-إنّ الهورمونات التی تتراکم فی الجسم بعد التوتّر تصل إلی مستوی الفعل السامّ،وتؤدّی إلی إضعاف نظام المناعة فی الجسم والعملیات البیولوجیة الاُخری.

وتعمل الدموع العاطفیة کصمّامِ أمانٍ للقلب.

ح-تخرج الترکیبات التی تتجمّع فی الجسم عند التوتّر بواسطة الدمع، ممّا یؤدّی إلی التقلیل من التوتّر.وتشمل هذه المواد:الأندروفین enil pekne-enicul )؛المؤثّر فی السیطرة علی الألم وتسکینه،البرولاکتین؛الذی یُسهم فی تنظیم إنتاج اللبن،والأدرنوکور تیکوتروبین ( HTC )؛الذی یُعدّ مؤشّراً مهمّاً للتوتّر.ویؤدّی کبت البکاء والدموع إلی زیادة التوتر.

ط-إنّ البکاء لا یؤدّی إلی ارتفاع مستوی سلامة الفرد وحسب،بل إنّه یُسهم أیضاً فی تعزیز الشعور بالانتماء إلی الجماعة ویؤدّی إلی زیادة تواجد الآخرین وتدخّلهم فی تأمین رفاهیة الفرد.وتُعتبر الدموع اسلوباً مؤثّراً فی إیجاد العلاقة، وهی تعمل علی إثارة الشعور بالتعاطف والشفقة بشکلٍ أسرع من أیّ أداةٍ اخری.

ویُعبّر البکاء بشکل مؤثّر عن أنّنا صادقون فیما یتعلّق بهاجس ما،وأنّنا مضطربون فی التعایش مع هذا الهاجس.

ی-البکاء فعل طبیعی،صحیح وعلاجی.

ص:15

ک-یلعب البکاء دوراً فی التقلیل من الأمراض ذات العلاقة بالتوتر والحیلولة دونها.

ل-الضحک والبکاء أداتان فاعلتان فی خفض التوتّر والتخلّص من الأحاسیس السلبیة.

م-عندما یُکبت البکاء،فإنّ الإثارات والتوتّرات لا تتحرّر،وتظهر السمات الهدّامة-کالسلوک الفَظّ-فی الشخصیّة.

ن-یری العلماء أنّ کبت البکاء لیس عملاً معقولاً،إلّاأنّ بعض الأشخاص الذین یبدؤون بالبکاء بمجرّد نقدهم،وتشاجرهم مع الأصدقاء،ومواجهة الإحباطات الصغیرة،علیهم أن یراجعوا متخصّصاً نفسیّاً؛ذلک لأنّ السبب الرئیس لهذا النوع من البکاء هو عادةً الثقة المتدنّیة بالنفس أو المشاکل النفسیة المزمنة فی الإنسان، فیجب أن یخضع هذا الشخص للعلاج.

س-یعتری البشرَ شعور أفضل بعد البکاء من الناحیتین الجسمیة والنفسیة، والباعث علی ذلک فی الحقیقة هو شعورهم بالراحة؛و ذلک بسبب طرد الموادّ المتراکمة کما أوضحنا.

ع-یعتبر البکاء أداةً لإقامة العلاقات،ولغة عالمیة لطلب المساعدة والحمایة الاجتماعیة.

ف-یساعد البکاء-من خلال تحریر الأندروفینات-علی جریان الدم.

والأندروفینات هی الترکیبات الکیمیاویة التی تؤدّی إلی تحسّن السلوک الأخلاقی وتسکین الآلام.

والجدیر بالذکر هو أنّ ما جاء فی بعض الروایات بشأن دور البکاء فی الاطمئنان النفسی للشخص المنکوب،یؤیّد هذا الرأی.

ص:16

والملاحظة الجدیرة بالاهتمام أنّ الإنسان لا یستطیع البکاء عندما یبلغ به الحزن غایته،کما جاء فی الحکَم المنسوبة إلی الإمام علی علیه السلام:

إذا تَناهَی الغَمُّ انقَطَعَ الدَّمعُ. (1)

وعلی هذا الأساس،فإنّ من الواجب الاستعانة بالبکاء-کعلاجٍ-للتقلیل من شدّة الحزن والوَجد قبل أن یبلغ هذه المرحلة الخطیرة،واستناداً إلی الروایة التی نقلها الکلینی رحمه الله عن منصور الصیقل حیث یقول:

شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وَجداً وَجَدتُهُ عَلَی ابنٍ لی هَلَکَ،حَتّی خِفتُ عَلی عَقلی.

فَقالَ:إذا أصابَکَ مِن هذا شَیءٌ فَأَفِض مِن دُموعِکَ؛فَإِنَّهُ یَسکُنُ عَنکَ. (2)

3.البکاء المفید والمطلوب

رغم أنّ البکاء حاجة طبیعیة إلّاأنّ هذا لا یعنی أنّ الإنسان له الحقّ فی أن یؤمّن هذه الحاجة بأیّ طریقة،کما هو الحال بالنسبة إلی تأمین الحاجات الاُخری.

ولذلک فإنّ الإسلام الذی هو دین الفطرة دلّ علی طریق تأمین هذه الحاجة کما حدّد الطرق المنحرفة.

وما جاء فی الفصل الأوّل من هذا الباب تحت عنوان«البکاء المذموم» (3)مثل:

البکاء الناجم عن الخدعة،الجهل والعجز وغیر ذلک،هو فی الحقیقة إشارة إلی نفس تلک الطرق المنحرفة،وما جاء فی الفصل الثانی تحت عنوان«البکاء الممدوح» (4)،مثل:البکاء علی نقاط الضعف والأخطاء،البکاء علی فقدان الأب،

ص:17


1- (1) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 295 ح 371. [1]
2- (2) .راجع:ص 41 ح 9974.
3- (3) .راجع:ص 21 ( الفصل الأوّل:البکاء المذموم ).
4- (4) .راجع:ص 25 ( الفصل الثانی:البکاء الممدوح ).

الاُمّ،الأولاد،الأصدقاء وغیرهم،هو إشارة إلی الطرق الصحیحة لاستغلال فوائد البکاء.وبذلک فإنّ أتباع الإسلام یتمتّعون ببرکات البکاء المعنویة والاُخرویة بالإضافة إلی فوائده المادیة والدنیویة.

4.منشأ البکاء المفید والبنّاء

یُعدّ العلم والإیمان منشأ البکاء المفید والبنّاء،فکلّما زادت معرفة الإنسان لحقائق الوجود وتعزّز إیمانه بعالَم ما بعد الموت،اکتسبت القیمة الأخلاقیة والعملیة فی الحیاة مکانة أعلی وتمتّعت الروح بلطافة أکثر.

وتمتدّ جذورُ بکاء أولیاء اللّه وعلی رأسهم خاتم الأنبیاء صلی الله علیه و آله، (1)فی العلم والإیمان ولطافة أرواحهم،کما جاء فی وصایا النبی صلی الله علیه و آله لأبی ذرّ:

یا أبا ذرٍّ،مَن اوتِیَ مِنَ العِلمِ ما لا یُبکیهِ،لَحَقیقٌ أن یَکونَ قَد اوتِیَ عِلماً لا یَنفَعُهُ، لِأَنَّ اللّهَ نَعَتَ العُلَماءَ فَقالَ عز و جل: «إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا یُتْلی عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً* وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً* وَ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ یَبْکُونَ وَ یَزِیدُهُمْ خُشُوعاً» . (2)

وهکذا،فإنّ لآلئ الدمع الجمیلة حارّها وباردها تتدحرج عند الفرح والحزن علی خدود الأشخاص الذین یتمتّعون بلطافة الروح.

5.منشأ البکاء المذموم

تمتدّ جذور البکاء المذموم،فی الجهل والذلّ وخنوع النفس والأرجاس الأخلاقیة والعملیة،والاُناس الملوّثون لا یمکنهم أن یبکوا بکاءً مفیداً بسبب ابتلائهم بمرض

ص:18


1- (1) .راجع:ص 96 ( بکاء رسول اللّه صلی الله علیه و آله ).
2- (2) .راجع:ص 45 ح 9983. [1]

قساوة القلب،والخدعة أو الإحباطات فی الحیاة هی وحدها التی یمکن أن تُسیل دموعهم.

6.علاج جفاف العین

قد یکون مصدر جفاف العین الأمراض الجسمیة،وفی هذه الحالة تجب مراجعة الطبیب لعلاج المریض.ولعلّ ما جاء فی بعض الروایات من أنّ تناول العدس مفید لعلاج جفاف العین،یُراد منه علاج هذا النوع من المَرضی.إلّاأنّه قد یکون سببه أحیاناً الانحرافات الأخلاقیة والسلوکیة،وفی هذه الحالة،تکون التوبة والاستغفار سبیل علاجه.

جدیر ذکره أنّ خدمة الخلق مفیدة أیضاً،بالإضافة إلی التوبة والاستغفار،فی لطافة الروح والتمتّع بالبکاء المفید والبنّاء،کما جاء فی روایة عن الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله:

مَن فَطَّرَ صائِماً فی رَمَضانَ مِن کَسبٍ حَلالٍ،صَلَّت عَلَیهِ المَلائِکَةُ لَیالِیَ رَمَضانَ کُلَّها،وصافَحَهُ جِبریلُ علیه السلام لَیلَةَ الفِطرِ،ومَن صافَحَهُ جِبریلُ تَکثُرُ دُموعُهُ ویَرِقُّ قَلبُهُ. (1)

والملاحظة الملفتة للنظر فی هذا الحدیث الشریف أنّ الدعاء وقرب الملائکة من الإنسان ومصافحة کبیر الملائکة جبرائیل له،من شأنها أن تلعب دوراً مؤثّراً فی لطافة الروح وجریان الدمع،والملاحظة المهمّة أنّ اقتراب الملائکة من الإنسان یکون بموازاة اقتراب الناس من بعضهم البعض فی شهر اللّه عز و جل.

ص:19


1- (1) .راجع:ص 60 ح 10027. [1]

ص:20

الفَصلُ الأَوَّل:البکاء المذموم

1/1 بُکاءُ الخادِعِ وَالمُنافِقِ

الکتاب

«وَ جاؤُ أَباهُمْ عِشاءً یَبْکُونَ» . (1)

الحدیث

9900. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: بُکاءُ المُؤمِنِ مِن قَلبِهِ،وبُکاءُ المُنافِقِ مِن هامَتِهِ (2). (3)

9901. عنه صلی الله علیه و آله: المُنافِقُ یَملِکُ عَینَیهِ،یَبکی کَما شاءَ. (4)

9902. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصفِ أهلِ النِّفاقِ-:...لَهُم بِکُلِّ طَریقٍ صَریعٌ،وإلی کُلِّ قَلبٍ

ص:21


1- (1) .یوسف:16. [1]
2- (2) .الهامَةُ:الرأس (الصحاح:ج 5 ص 2063« [2]هیم»).
3- (3) .المعجم الصغیر:ج 1 ص 263،حلیة الأولیاء:ج 4 ص 111،تاریخ أصبهان:ج 1 ص 265 الرقم 438 و ص 337 الرقم 701، [3]الفردوس:ج 2 ص 22 ح 2140 کلّها عن حذیفة،کنز العمّال:ج 1 ص 169 ح 850.
4- (4) .الفردوس:ج 4 ص 203 ح 6620 عن الإمام علی علیه السلام،کنز العمّال:ج 1 ص 169 ح 854.

شَفیعٌ،ولِکُلِّ شَجوٍ (1)دُموعٌ. (2)

2/1 بُکاءُ المُبتَدِعِ وَالفاجِرِ

9903. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن عَمِلَ فی بِدعَةٍ خَلّاهُ الشَّیطانُ وَالعِبادَةَ،وأَلقی عَلَیهِ الخُشوعَ وَالبُکاءَ. (3)

9904. عنه صلی الله علیه و آله: إذا تَمَّ فُجورُ العَبدِ مَلَکَ عَینَیهِ،فَبَکی مِنهُما ما شاءَ. (4)

3/1 بُکاءُ الکاذِبِ

9905. الإمام زین العابدین علیه السلام: لَیسَ الخَوفُ مَن بَکی وجَرَت دُموعُهُ،ما لَم یَکُن لَهُ وَرَعٌ (5)یَحجُزُهُ عَن مَعاصِی اللّهِ،وإنَّما ذلِکَ خَوفٌ کاذِبٌ. (6)

9906. عدّة الداعی: فیما أوحَی اللّهُ تَعالی إلی داوودَ علیه السلام:...کَم رَکعَةٍ طَویلَةٍ فیها بُکاءٌ بِخَشیَةٍ قَد صَلّاها صاحِبُها لاتُساوی عِندی فَتیلاً (7)؛حینَ نَظَرتُ فی قَلبِهِ فَوَجَدتُهُ إن سَلَّمَ

ص:22


1- (1) .الشَّجو:الحزن (النهایة:ج 2 ص 447«شجا»).
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 194، [1]بحار الأنوار:ج 72 ص 177 ح 6؛ [2]جواهر المطالب:ج 1 ص 311. [3]
3- (3) .النوادر للراوندی:ص 131 ح 164 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 72 ص 216 ح 8؛ [5]کنز العمّال:ج 1 ص 221 ح 1117 نقلا عن الدیلمی عن أنس.
4- (4) .کنز العمّال:ج 1 ص 168 ح 847 نقلاً عن الکامل فی ضعفاء الرجال عن عقبة بن عامر.
5- (5) .الورع:الکفّ عن المحارم والتحرّج منه (النهایة:ج 5 ص 174« [6]ورع»).
6- (6) .عدّة الداعی:ص 163، [7]بحار الأنوار:ج 93 ص 335 ح 25 [8] وفیه«لیس الخوف خوف من بکی».
7- (7) .الفَتیلُ:ما یکون فی شقّ النواة (الصحاح:ج 5 ص 1788« [9]فتل»).

مِنَ الصَّلاةِ وبَرَزَت لَهُ امرَأَةٌ وعَرَضَت عَلَیهِ نَفسَها أجابَها،وإن عامَلَهُ مُؤمِنٌ خاتَلَهُ (1). (2)

4/1 بُکاءُ المُدِلِّ

9907. الإمام الصادق علیه السلام: أتی عالِمٌ عابِداً فَقالَ لَهُ:کَیفَ صَلاتُکَ؟فَقالَ:مِثلی یُسأَلُ عَن صَلاتِهِ وأَنَا أعبُدُ اللّهَ مُنذُ کَذا وکَذا؟!

قالَ:فَکَیفَ بُکاؤُکَ؟قالَ:أبکی حَتّی تَجرِیَ دُموعی.

فَقالَ لَهُ العالِمُ:فَإِنَّ ضِحکَکَ وأَنتَ خائِفٌ أفضَلُ مِن بُکائِکَ وأَنتَ مُدِلٌّ (3)! إنَّ المُدِلَّ لا یَصعَدُ مِن عَمَلِهِ شَیءٌ. (4)

5/1 بُکاءُ الجاهِلِ

9908. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی جَوابِ شَمعونَ بنِ لاوِی بنِ یَهودا مِن حَوارِیِّ عیسی علیه السلام،حینَ قالَ لَهُ:أخبِرنی عَن أعلامِ الجاهِلِ-:...إن فَرِحَ أسرَفَ وطَغی،وإن حَزِنَ أیِسَ، وإن ضَحِکَ فَهِقَ (5)،وإن بَکی خارَ (6).یَقَعُ فِی الأَبرارِ،ولا یُحِبُّ اللّهَ ولا یُراقِبُهُ،ولا

ص:23


1- (1) .خَتَلَ الذئبُ الصَّیدَ:تخفّی له.وکلّ خادعٍ خاتِلٌ.والخَتل:الخدیعة (لسان العرب:ج 11 ص 200«ختل»).
2- (2) .عدّة الداعی:ص 31، [1]بحار الأنوار:ج 84 ص 257 ح 55. [2]
3- (3) .المُدِلٌّ:هو من أدَلَّ عَلَیه؛إذا اتّکَلَ علیه ظانّاً بأنّه هو الذی یُنجیه (مجمع البحرین:ج 2 ص 51« [3]دلل»).
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 313 ح 5، [4]الزهد للحسین بن سعید:ص 63 ح 168 [5] نحوه وکلاهما عن إسحاق بن عمار،بحار الأنوار:ج 72 ص 319 ح 31 [6]نقلاً عن الفقه المنسوب إلی الإمام الرضا علیه السلام. [7]
5- (5) .الفَهْقُ:الامتلاء والاتِّساع (النهایة:ج 3 ص 482«فهق»).
6- (6) .خارَ الثَّور:صاحَ.وخار الرجل:ضعف وانکَسَرَ (الصحاح:ج 2 ص 651« [8]خور»).

یَستَحیی مِنَ اللّهِ ولا یَذکُرُهُ. (1)

6/1 بُکاءُ طالِبِ الدُّنیا

9909. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حَرَّمَ اللّهُ عز و جل الفِردَوسَ عَلی عَینٍ بَکَت عَلَی الدُّنیا. (2)

9910. عنه صلی الله علیه و آله: مَن بَکی عَلَی الجَنَّةِ دَخَلَ الجَنَّةَ،ومَن بَکی عَلَی الدُّنیا دَخَلَ النّارَ؛یُرِی النّاسَ أنَّهُ یَبکی عَلَی الآخِرَةِ وهُوَ یَبکی عَلَی الدُّنیا. (3)

9911. الإمام زین العابدین علیه السلام -لَمّا نَظَرَ إلی سائِلٍ یَبکی-:لَو أنَّ الدُّنیا فی یَدِ هذا،ثُمَّ سَقَطَت مِنهُ،ما کانَ یَنبَغی أن یَبکِیَ عَلَیها. (4)

7/1 البُکاءُ الضّارُّ عَلی مَعنَوِیَّةِ الجَیشِ

9912. نهج البلاغة: لَمّا وَرَدَ [أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام ] الکوفَةَ قادِماً مِن صِفّینَ،مَرَّ بِالشِّبامِیّینَ فَسَمِعَ بُکاءَ النِّساءِ عَلی قَتلی صِفّینَ،وخَرَجَ إلَیهِ حَربُ بنُ شُرَحبیلَ الشِّبامِیُّ،وکانَ مِن وُجوِهِ قَومِهِ،فَقالَ علیه السلام لَهُ:أتَغلِبُکُم نِساؤُکُم عَلی ما أسمَعُ؟ألا تَنهَونَهُنَّ عَن هذَا الرَّنینِ؟ (5)

ص:24


1- (1) .تحف العقول:ص 18،بحار الأنوار:ج 1 ص 119 ح 11. [1]
2- (2) .الفردوس:ج 3 ص 48 ح 4125 عن أبی هریرة.
3- (3) .الفردوس:ج 3 ص 548 ح 5714 عن أبی هریرة،النوادر للراوندی:ص 107 ح 85، [2]الجعفریات:ص 192 [3] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهما السلام،ولیس فیهما ذیله:«یری الناس...الخ»،بحار الأنوار:ج 93 ص 333 ح 23. [4]
4- (4) .نثر الدرّ:ج 1 ص 338، [5]کشف الغمّة:ج 2 ص 318،بحار الأنوار:ج 78 ص 158 ح 10؛ [6]الفصول المهمّة:ص 203. [7]
5- (5) .نهج البلاغة:الحکمة 322، [8]بحار الأنوار:ج 32 ص 619 ح 487. [9]

الفَصلُ الثّانی:البکاء الممدوح

1/2 البُکاءُ عَلی تَفریطِ النَّفسِ

9913. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن دُعاءٍ عَلَّمَهُ لِسَلمانَ رضی الله عنه-:فَیا حَسرَتی،ویا نَدامَتا،عَلی ما فَرَّطتُ فی جَنبِ رَبّی،وکَیفَ أذکُرُ هذَا الأَمرَ ثُمَّ لا تَدمَعُ لَهُ عَینی،ولا یَفزَعُ لِذِکرِهِ قَلبی، ولا تَرعُدُ لَهُ فَرائِصی (1)،ولا أحمِلُ عَلی ثِقَلِهِ نَفسی،ولا أقصُرُ عَلی هَوایَ وشَهَواتی؟! (2)

9914. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن قَطرَةٍ أحَبَّ إلَی اللّهِ مِن قَطرَتَینِ:قَطرَةِ دَمٍ فی سَبیلِ اللّهِ،وقَطرَةِ دَمعٍ فی سَوادِ اللَّیلِ مِن خَشیَةِ اللّهِ. (3)

ص:25


1- (1) .الفریصة:اللّحمة التی بین جنب الدابّة وکتفها لا تزال ترعد،أو عصب الرقبة وعروقها لأنها هی التی تثور عند الغضب (النهایة:ج 3 ص 431« [1]فرض»).
2- (2) .مهج الدعوات:ص 377 [2]عن سلمان،بحار الأنوار:ج 95 ص 178 ح 23. [3]
3- (3) .الأمالی للمفید:ص 11 ح 8 عن أبی حمزة عن الإمام زین العابدین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 82 ص 138 ح 22؛ [4]سنن الترمذی:ج 4 ص 190 ح 1669 [5] عن أبی امامة عنه صلی الله علیه و آله،المصنّف لعبد الرزاق:ج 11 ص 188 ح 20289،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 141 ح 108،مسند الشهاب:ج 2 ص 256 ح 1308 الثلاثة الأخیرة عن الحسن عنه صلی الله علیه و آله وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 866 ح 43448.

9915. عنه صلی الله علیه و آله: خِیارُ امَّتی-فیما أنبَأَنِیَ المَلَأُ الأَعلی-قَومٌ یَضحَکونَ جَهراً فی سَعَةِ رَحمَةِ رَبِّهِم عز و جل،ویَبکونَ سِرّاً مِن خَوفِ شِدَّةِ عَذابِ رَبِّهِم عز و جل.... (1)

9916. عنه صلی الله علیه و آله: لَیسَ شَیءٌ إلّاولَهُ شَیءٌ یَعدِلُهُ،إلَّااللّهُ عز و جل فَإِنَّهُ لا یَعدِلُهُ شَیءٌ،و«لا إلهَ إلَّااللّهُ» فَإِنَّهُ لا یَعدِلُها شَیءٌ،ودَمعَةٌ مِن خَوفِ اللّهِ فَإِنَّهُ لَیسَ لَها مِثقالٌ (2)،فَإِن سالَت عَلی وَجهِهِ لَم یَرهَقهُ (3)قَتَرٌ (4)ولا ذِلَّةٌ بَعدَها أبدَاً. (5)

9917. عنه صلی الله علیه و آله: یُباهِی اللّهُ تَعالَی المَلائِکَةَ بِخَمسَةٍ:بِالمُجاهِدینَ،وَالفُقَراءِ،وَالَّذینَ یَتَواضَعونَ للّهِ ِ تَعالی،وَالغَنِیِّ الَّذی یُعطِی الفُقَراءَ کَثیراً ولا یَمُنُّ عَلَیهِم،ورَجُلٌ یَبکی فی خَلوَةٍ مِن خَشیَةِ اللّهِ عز و جل. (6)

9918. الإمام علیّ علیه السلام: إذا بَکی أحَدُکُم مِن خَشیَةِ اللّهِ فَلا یَمسَح دُموعَهُ،وَلیَدَعها تَسیلُ عَلی خَدَّیهِ یَلقَی اللّهَ بِها. (7)

9919. عنه علیه السلام: مِن کَرَمِ المَرءِ بُکاهُ عَلی ما مَضی مِن زَمانِهِ،وحَنینُهُ إلی أوطانِهِ،وحِفظُهُ قَدیمَ إخوانِهِ. (8)

ص:26


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 19 ح 4294،شعب الإیمان:ج 1 ص 478 ح 765، [1]الإصابة:ج 4 ص 627 الرقم 6149 [2] ولیس فیه«فی سعة رحمة ربّهم عزّوجلّ»وکلّها عن عیاض بن سلیمان،اُسد الغابة:ج 4 ص 313 الرقم 4154 عن مکحول نحوه،کنز العمّال:ج 1 ص 162 ح 815.
2- (2) .المثقال:فی الأصل من الوزن،أیّ شیء کان من قلیل أو کثیر (النهایة:ج 1 ص 216«ثقل»).
3- (3) .رهقه:غشیه ولحقه أو دنا منه (القاموس المحیط:ج 3 ص 239«رهقه»).
4- (4) .القَتَرُ:جمع القَتَرَةِ؛وهی الغَبَرَةُ،ومنه قوله تعالی: «وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ» (لسان العرب:ج 5 ص 71« [3]قتر»).
5- (5) .ثواب الأعمال:ص 17 ح 6 عن جابر بن یزید الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 93 ص 201 ح 36. [4]
6- (6) .جامع الأخبار:ص 258 ح 686 [5] عن أنس.
7- (7) .کنز العمّال:ج 3 ص 708 ح 8525 نقلاً عن شعب الإیمان. [6]
8- (8) .کنز الفوائد:ج 1 ص 94، [7]بحار الأنوار:ج 74 ص 264 ح 3؛ [8]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 274 ح 173. [9]

9920. عنه علیه السلام -مِن خُطبَتِهِ بَعدَما بویِعَ لَهُ بِخَمسَةِ أیّامٍ-:اِسمَعوا وَاعقِلوا وتوبوا،وَابکوا عَلی أنفُسِکُم،فَ «سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ» (1). (2)

9921. عنه علیه السلام -یُخاطِبُ الإِنسانَ-:أما تَرحَمُ مِن نَفسِکَ ما تَرحَمُ مِن غَیرِکَ،فَلَرُبَّما تَرَی الضّاحِیَ (3)مِن حَرِّ الشَّمسِ فَتُظِلُّهُ،أو تَرَی المُبتَلی بِأَلَمٍ یُمِضُّ جَسَدَهُ فَتَبکی رَحمَةً لَهُ،فَما صَبَّرَکَ عَلی دائِکَ،وجَلَّدَکَ عَلی مُصابِکَ،وعَزّاکَ عَنِ البُکاءِ عَلی نَفسِکَ؛ وهِیَ أعَزُّ الأَنفُسِ عَلَیکَ؟! (4)

9922. عنه علیه السلام: عَلَیکُم بِرَهبَةٍ تُسَکِّنُ قُلوبَکُم،وخَشیَةٍ تُذری دُموعَکُم،وتَقِیَّةٍ تُنجیکُم [قَبلَ] (5)یَومٍ یُذهِلُکُم ویُبلیکُم،یَومَ یَفوزُ فیهِ مَن ثَقُلَ وَزنُ حَسَنَتِهِ،وخَفَّ وَزنُ سَیِّئَتِهِ. (6)

9923. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ-:...فَرَحِمَ اللّهُ امرَأً راقَبَ رَبَّهُ،وتَنَکَّبَ ذَنبَهُ،وکابَرَ هَواهُ، وکَذَّبَ مُناهُ.اِمرَأً زَمَّ (7)نَفسَهُ مِنَ التَّقوی بِزِمامٍ،وأَلجَمَها عَنِ خَشیَةِ رَبِّها بِلِجامٍ،فَقادَها إلَی الطّاعَةِ بِزِمامِها،وقَدَعَها (8)عَنِ المَعصِیَةِ بِلِجامِها...خَشوعٌ فِی

ص:27


1- (1) .الشعراء:227. [1]
2- (2) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 384 [2] عن جمیل عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 32 ص 42 ح 27. [3]
3- (3) .ضحیت للشمس:إذا برزت وظهرت،والضّحاء هو إذا علت الشمس إلی ربع السّماء فما بعده (النهایة:ج 3 ص 76« [4]ضحا»).
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 223، [5]بحار الأنوار:ج 71 ص 192 ح 59. [6]
5- (5) .مابین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری.
6- (6) .المصباح للکفعمی:ص 969، [7]أعلام الدین:ص 72 [8] نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 341 ح 28؛ [9]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 19 ص 141، [10]کنز العمّال:ج 16 ص 210 ح 44234 نقلاً عن مشیخة ابن المبارک عن أبی صالح.
7- (7) .زَمَّ:أی شدّ.والزِّمام:المقود (تاج العروس:ج 16 ص 324«زمم»).
8- (8) .القَدع:الکفّ والمنع (النهایة:ج 4 ص 24«قدع»).

السِّرِّ لِرَبِّهِ،لَدَمعُهُ صَبیبٌ،ولَقَلبُهُ وَجیبٌ (1). (2)

9924. عنه علیه السلام: بُکاءُ المُؤمِنِ مِن خَشیَةِ اللّهِ قُرَّةُ عَینِهِ. (3)

9925. عنه علیه السلام: البُکاءُ سَجِیَّةُ المُشفِقینَ. (4)

9926. عنه علیه السلام: کَثرَةُ البُکاءِ زینَةُ الخَوفِ. (5)

9927. عنه علیه السلام -وقَد سُئِلَ عَنِ العُبودِیَّةِ فَقالَ-:العُبودِیَّةُ خَمسَةُ أشیاءَ:خَلاءُ البَطنِ،وقِراءَةُ القُرآنِ،وقِیامُ اللَّیلِ،وَالتَّضَرُّعُ عِندَ الصُّبحِ،وَالبُکاءُ مِن خَشیَةِ اللّهِ. (6)

9928. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن دَأبُهُمُ (7)الاِرتِیاحُ إلَیکَ وَالحَنینُ،ودَهرُهُمُ الزَّفرَةُ (8)وَالأَنینُ،جِباهُهُم ساجِدَةٌ لِعَظَمَتِکَ،وعُیونُهُم ساهِرَةٌ فی خِدمَتِکَ،ودُموعُهُم سائِلَةٌ مِن خَشیَتِکَ،وقُلوبُهُم مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِکَ،وأَفئِدَتُهُم مُنخَلِعَةٌ مِن مَهابَتِکَ. (9)

9929. الإمام الباقر علیه السلام: مَا اغرَورَقَت (10)عَینٌ بِمائِها مِن خَشیَةِ اللّهِ عز و جل إلّاحَرَّمَ اللّهُ جَسَدَها عَلَی النّارِ،ولا فاضَت دَمعَةٌ عَلی خَدِّ صاحِبِها فَرَهِقَ وَجهَهُ قَتَرٌ ولا ذِلَّةٌ یَومَ القِیامَةِ، وما مِن شَیءٍ مِن أعمالِ الخَیرِ إلّاولَهُ وَزنٌ أو أجرٌ إلَّاالدَّمعَةُ مِن خَشیَةِ اللّهِ؛فَإِنَّ

ص:28


1- (1) .وجب القلب وجیباً:إذا خفق (النهایة:ج 5 ص 154« [1]وجب»).
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 172 ح 193 [2] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 77 ص 349 ح 30.
3- (3) .المواعظ العددیّة:ص 54.
4- (4) .غرر الحکم:ج 1 ص 176 ح 669، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 24 ح 239.
5- (5) .کشف الغمّة:ج 3 ص 137 [4] عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 80 ح 65. [5]
6- (6) .جامع الأخبار:ص 505 ح 1397. [6]
7- (7) .الدّأبُ:العادة والشأن (النهایة:ج 2 ص 95«دأب»).
8- (8) .الزّفیر والزّفر:أن یملأ الرجل صدره غمّاً ثم هو یزفر به-یخرجه-(تاج العروس:ج 6 ص 446«زفر»).
9- (9) .بحار الأنوار:ج 94 ص 148 ح 21 [7] نقلاً عن بعض الکتب.
10- (10) .اغْرَورَقَت العینان:أی غرقتا بالدموع (النهایة:ج 3 ص 361« [8]غرق»).

اللّهَ یُطفِئُ بِالقَطرَةِ مِنها بِحاراً مِن نارٍ یَومَ القِیامَةِ،وإنَّ الباکِیَ لَیَبکی مِن خَشیَةِ اللّهِ فی امَّةٍ فَیَرحَمُ اللّهُ تِلکَ الاُمَّةَ بِبُکاءِ ذلِکَ المُؤمِنِ فیها. (1)

9930. الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعاءٍ أعطاهُ إلی عَبدِ الرَّحمنِ بنِ سَیابَةَ-:اللّهُمَّ یا ذَا الجودِ وَالمَجدِ،وَالثَّناءِ الجَمیلِ وَالحَمدِ،أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ مَن خَضَعَ لَکَ بِرَقَبَتِهِ،ورَغِمَ لَکَ أنفُهُ،وعَفَّرَ لَکَ وَجهَهُ،وذَلَّلَ لَکَ نَفسَهُ،وفاضَت مِن خَوفِکَ دُموعُهُ،وتَرَدَّدَت عَبرَتُهُ، وَاعتَرَفَ لَکَ بِذُنوبِهِ،وفَضَحَتهُ عِندَکَ خَطیئَتُهُ،وشانَتهُ (2)عِندَکَ جَریرَتُهُ (3)،وضَعُفَت عِندَ ذلِکَ قُوَّتُهُ،وقَلَّت حیلَتُهُ،وَانقَطَعَت عَنهُ أسبابُ خَدائِعِهِ،وَاضمَحَلَّ عَنهُ کُلُّ باطِلٍ،وأَلجَأَتهُ ذُنوبُهُ إلی ذُلِّ مَقامِهِ بَینَ یَدَیکَ،وخُضوعِهِ لَدَیکَ،وَابتِهالِهِ إلَیکَ. (4)

راجع:ص 107 ح 10177.

2/2 البُکاءُ عَلی خَطایَا النَّفسِ

9931. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ فیما أوحَی اللّهُ عز و جل إلی موسَی بنِ عِمرانَ علیه السلام:یا موسی...ولا تَضحَک مِن غَیرِ عَجَبٍ،وَابکِ عَلی خَطیئَتِکَ یَابنَ عِمرانَ. (5)

9932. الکافی عن علیّ بن أسباط عنهم علیهم السلام: فیما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عیسی علیه السلام:یا عیسی!...

ص:29


1- (1) .الأمالی للمفید:ص 143 ح 1 عن محمد بن مروان،الزهد للحسین بن سعید:ص 146 ح 209،الکافی:ج 2 ص 482 ح 2 [1] عن محمد بن مروان عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 93 ص 335 ح 29؛ [2]تنبیه الغافلین:ص 563 ح 913 [3] عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،شعب الإیمان:ج 1 ص 494 ح 811، [4]المصنّف لعبد الرزاق:ج 11 ص 189 ح 20292 کلاهما عن مسلم بن یسار عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 147 ح 5907.
2- (2) .الشَّینُ:العیبُ،وقد شانه یشینه (النهایة:ج 2 ص 531«شین»).
3- (3) .الجریرة:الجنایة والذَّنب (النهایة:ج 1 ص 258«جرر»).
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 590 ح 31 [5] عن عبد الرحمن بن سیابة وراجع:الإقبال:ص 215 (الطبعة القدیمة).
5- (5) .الأمالی للصدوق:ص 602 ح 835 [6] عن عبد اللّه بن سنان،بحار الأنوار:ج 13 ص 331 ح 10. [7]

افرَح بِالحَسَنَةِ فَإِنَّها لی رِضاً،وَابکِ عَلَی السَّیِّئَةِ فَإِنَّها شَینٌ (1). (2)

9933. الإمام علیّ علیه السلام: قالَ عیسَی بنُ مَریَمَ علیه السلام:طوبی لِمَن کانَ صَمتُهُ فِکراً،ونَظَرُهُ عِبَراً، ووَسِعَهُ بَیتُهُ،وبَکی عَلی خَطیئَتِهِ،وسَلِمَ النّاسُ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ. (3)

9934. عنه علیه السلام -فی ذِکرِ حَدیثِ مِعراجِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:قالَ اللّهُ عز و جل:...یا أحمَدُ،إنَّ أهلَ الآخِرَةِ لا یَهنَؤُهُمُ (4)الطَّعامُ مُنذُ عَرَفوا رَبَّهُم،ولا یَشغَلُهُم مُصیبَةٌ مُنذُ عَرَفوا سَیِّئاتِهِم،یَبکونَ عَلی خَطایاهُم...مُؤنِسُهُم دُموعُهُمُ الَّتی تَفیضُ عَلی خُدودِهِم. (5)

9935. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: طوبی لِشَخصٍ نَظَرَ إلَیهِ اللّهُ یَبکی عَلی ذَنبٍ مِن خَشیَةِ اللّهِ،لَم یَطَّلِع عَلی ذلِکَ الذَّنبِ غَیرُهُ. (6)

9936. عنه صلی الله علیه و آله: طوبی لِمَن مَلَکَ لِسانَهُ،ووَسِعَهُ بَیتُهُ،وبَکی عَلی خَطیئَتِهِ. (7)

9937. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَکمُلُ المُؤمِنُ إیمانُهُ حَتّی یَحتَوِیَ عَلی مِئَةٍ وثَلاثِ خِصالٍ:...ویَبکِی

ص:30


1- (1) .الشَّیْنُ:العَیْب (النهایة:ج 2 ص 521«شین»).
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 131-138 ح 103، [1]تحف العقول:ص 499 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،الأمالی للصدوق:ص 611 ح 842 عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه«لی سخط»بدل«شین»،بحار الأنوار:ج 14 ص 295 ح 14. [2]
3- (3) .الخصال:ص 295 ح 62 عن عبد اللّه بن میمون عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،الاختصاص:ص 232 عن الإمام الصادق عن أبیه عن عیسی علیهم السلام،الفقه المنسوب إلی الإمام الرضا علیه السلام:ص 380 ح 106، [3]بحار الأنوار:ج 69 ص 388 ح 57. [4]
4- (4) .فی المصدر:«یهناؤهم»وهو تصحیف.
5- (5) .بحار الأنوار:ج 77 ص 21-25 ح 6 [5] نقلاً عن إرشاد القلوب.
6- (6) .الأمالی للمفید:ص 67 ح 2 عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام،ثواب الأعمال:ص 200 ح 2 عن إسماعیل بن أبی زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،تحف العقول:ص 8 وفیهما«لصورة»بدل«لشخص»،بحار الأنوار:ج 93 ص 335 ح 26 [6] نقلاً عن الامامة والتبصرة.
7- (7) .المعجم الأوسط:ج 3 ص 21 ح 2340 عن ثوبان مولی رسول اللّه صلی الله علیه و آله،الزهد لابن المبارک:ص 41 ح 124 وفیه«خزن»بدل«ملک»عن سالم بن أبی الجعد عن عیسی علیه السلام،کنز العمّال:ج 15 ص 827 ح 43289.

اللَّیلَ عَلی خَطیئَتِهِ. (1)

9938. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مُنجِیاتٌ:تَکُفُّ لِسانَکَ،وتَبکی عَلی خَطیئَتِکَ،وتَلزَمُ بَیتَکَ. (2)

9939. مسند ابن حنبل عن عقبة بن عامر: لَقیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَابتَدَأتُهُ،فَأَخَذتُ بِیَدِهِ،قالَ:

فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ ما نَجاةُ المُؤمِنِ؟

قالَ:یا عُقبَةُ،احرُس لِسانَکَ،وَلیَسَعکَ بَیتُکَ،وَابکِ عَلی خَطیئَتِکَ. (3)

9940. الإمام علیّ علیه السلام: طوبی لِمَن لَزِمَ بَیتَهُ،وأَکَلَ قوتَهُ،وَاشتَغَلَ بِطاعَةِ رَبِّهِ،وبَکی عَلی خَطیئَتِهِ. (4)

9941. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ...یَبکی عَلَی الذُّنوبِ. (5)

9942. عنه علیه السلام: لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ مِمّا طُوِیَ عَنکُم غَیبُهُ،إذاً لَخَرَجتُم إلَی الصُّعُداتِ (6)؛ تَبکونَ عَلی أعمالِکُم وتَلتَدِمونَ (7)عَلی أنفُسِکُم،ولَتَرَکتُم أموالَکُم لا حارِسَ لَها ولا خالِفَ عَلَیها،ولَهَمَّت کُلَّ امرِئٍ مِنکُم نَفسُهُ،لا یَلتَفِتُ إلی غَیرِها! (8)

ص:31


1- (1) .التّمحیص:ص 74-75 ح 171،بحار الأنوار:ج 67 ص 310-311 ح 45. [1]
2- (2) .الخصال:ص 85 ح 13 عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،تحف العقول:ص 7،المحاسن:ج 1 ص 63 ح 5 [2] عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،وفیهما«یسعک»بدل«تلزم»،مشکاة الأنوار:ص 259 ح 762 [3] وفیه«وسعک»بدل«تلزم»وکلاهما عن الإمام علی علیه السلام،بحار الأنوار:ج 27 ص 68 ح 4.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 126 ح 17336، [4]سنن الترمذی:ج 4 ص 605 ح 2406،المعجم الکبیر:ج 17 ص 270 ح 741،مسند الشامیین:ج 1 ص 156 ح 253،تفسیر القرطبی:ج 10 ص 361 [5] کلها نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 551 ح 7855.
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 176، [6]المحاسن:ج 1 ص 63 ح 5 عن السّکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 67 ص 350 ح 52. [7]
5- (5) .جامع الأخبار:ص 215-216 ح 532. [8]
6- (6) .الصّعدات:هی الطرق (النهایة:ج 3 ص 29« [9]صعد»).
7- (7) .اللَّدْمُ:اللَّطْمُ والضرب بشیء ثقیل (القاموس المحیط:ج 4 ص 175«اللدم»).
8- (8) .نهج البلاغة:الخطبة 116، [10]بحارالأنوار:ج 34 ص 91 ح 941. [11]

9943. عنه علیه السلام: جُمِعَ الخَیرُ کُلُّهُ فی ثَلاثِ خِصالٍ:النَّظَرُ،وَالسُّکوتُ،وَالکَلامُ.فَکُلُّ نَظَرٍ لَیسَ فیهِ اعتِبارٌ فَهُوَ سَهوٌ،وکُلُّ کَلامٍ لَیسَ فیهِ ذِکرٌ فَهُوَ لَغوٌ،وکُلُّ سُکوتٍ لَیسَ فیهِ فِکرَةٌ فَهُوَ غَفلَةٌ.

فَطوبی لِمَن کانَ نَظَرُهُ عَبَراً،وسُکوتُهُ فِکراً،وکَلامُهُ ذِکراً،وبَکی عَلی خَطیئَتِهِ، وأَمِنَ النّاسُ شَرَّهُ. (1)

9944. الإمام زین العابدین علیه السلام: ثَلاثٌ مُنجِیاتٌ لِلمُؤمِنِ:کَفُّ لِسانِهِ عَنِ النّاسِ وَاغتِیابِهِم، وإشغالُهُ نَفسَهُ بِما یَنفَعُهُ لِآخِرَتِهِ ودُنیاهُ،وطولُ البُکاءِ عَلی خَطیئَتِهِ. (2)

9945. الإمام الصادق علیه السلام: رَبِّ،کَیفَ أطلُبُ شَهَواتِ الدُّنیا وأَبکی عَلی خَیبَتی فیها،ولا أبکی وتَشتَدُّ حَسَراتی عَلی عِصیانی وتَفریطی؟! (3)

9946. عنه علیه السلام: إنَّ لَیلَةَ الثّالِثِ وَالعِشرینَ مِن شَهرِ رَمَضانَ هِیَ لَیلَةُ الجُهَنِیِّ (4)،فیها یُفرَقُ کُلُّ أمرٍ حَکیمٍ،وفیها تُثبَتُ البَلایا وَالمَنایا وَالآجالُ وَالأَرزاقُ وَالقَضایا، وجَمیعُ ما یُحدِثُ اللّهُ عز و جل فیها إلی مِثلِها مِنَ الحَولِ،فَطوبی لِعَبدٍ أحیاها راکِعاً وساجِداً،ومَثَّلَ خَطایاهُ بَینَ عَینَیهِ ویَبکی عَلَیها،فَإِذا فَعَلَ ذلِکَ رَجَوتُ أن لا یَخیبُ إن شاءَ اللّهُ. (5)

ص:32


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 405 ح 5876،ثواب الأعمال:ص 212 ح 1،معانی الأخبار:ص 344 ح 1،الخصال:ص 98 ح 47 کلّها عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام،المحاسن:ج 1 ص 65 ح 10 [1] عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 71 ص 324 ح 15. [2]
2- (2) .تحف العقول:ص 282،معدن الجواهر:ص 34، [3]بحار الأنوار:ج 78 ص 140 ح 30. [4]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 591 ح 31 [5] عن عبد الرحمن بن سیابة،مصباح المتهجّد:ص 276 ح 383 [6] نحوه،بحار الأنوار:ج 89 ص 302 ح 10. [7]
4- (4) .الجهنی:لقب رجل صحابیّ،وحدیثه:أنّه قال لرسول اللّه صلی الله علیه و آله:إنّ منزلی ناءٍ عن المدینة فمرنی بلیلة أدخل فیها.فأمره بلیلة ثلاث وعشرین (مجمع البحرین:ج 1 ص 334« [8]جهن»).
5- (5) .الدعوات:ص 207 ح 561،بحار الأنوار:ج 97 ص 4 ح 5. [9]

9947. الإمام الباقر علیه السلام -فی قِصَّةِ موسی وَالخِضرِ علیهما السلام-:لَمّا فارَقَهُ موسی قالَ لَهُ موسی:

أوصِنی.فَقالَ الخِضرُ:...یَابنَ عِمرانَ،لا تُعَیِّرَنَّ (1)أحَداً بِخَطیئَةٍ،وَابکِ عَلی خَطیئَتِکَ. (2)

9948. الإمام الکاظم علیه السلام: إلهی! قَد وَعَدتَ المُحسِنَ ظَنَّهُ بِکَ ثَواباً،وأَوعَدتَ المُسیءَ ظَنَّهُ بِکَ عِقاباً،اللّهُمَّ وقَد أسبَلَ دَمعی حُسنُ ظَنّی بِکَ فی عِتقِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وتَغَمُّدِ زَلَلی، وإقالَةِ (3)عَثرَتی. (4)

9949. عیسی علیه السلام: لا تُحَدِّثوا أنفُسَکُم أنَّ آجالَکُم تَستَأخِرُ مِن أجلِ أنَّ المَوتَ لَم یَنزِل بِکُم، فَکَأَنَّهُ قَد حَلَّ بِکُم فَأَظعَنَکُم (5)،فَمِنَ الآنِ فَاجعَلُوا الدَّعوَةَ فی آذانِکُم،ومِنَ الآنِ فَنوحوا عَلی أنفُسِکُم،ومِنَ الآنِ فَابکوا عَلی خَطایاکُم،ومِنَ الآنِ فَتَجَهَّزوا وخُذوا اهبَتَکُم،وبادِرُوا التَّوبَةَ إلی رَبِّکُم. (6)

3/2 البُکاءُ لِعَدَمِ الاِستِعدادِ لِلمَوتِ

9950. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعاءِ أبی حَمزَةَ-:وَانقُلنی إلی دَرَجَةِ التَّوبَةِ إلَیکَ، وأَعِنّی بِالبُکاءِ عَلی نَفسی،فَقَد أفنَیتُ بِالتَّسویفِ (7)وَالآمالِ عُمری،وقَد نَزَلتُ مَنزِلَةَ

ص:33


1- (1) .تعایر القوم:عیّر بعضهم بعضاً،والمعایر:المعایب،یقال:عاره إذا عابه (لسان العرب:ج 4 ص 625« [1]عیر»).
2- (2) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 157 ح 171 [2] عن منذر،بحار الأنوار:ج 78 ص 449 ح 11. [3]
3- (3) .أقال اللّه عثرتک:أی صفح عنک (تاج العروس:ج 15 ص 644« [4]قیل»).
4- (4) .مهج الدعوات:ص 282 [5] عن علیّ بن مهزیار،بحار الأنوار:ج 94 ص 182 ح 11. [6]
5- (5) .أظعَنَهُ:سیّره (القاموس المحیط:ج 4 ص 245«ضعن»).
6- (6) .تحف العقول:ص 507،بحار الأنوار:ج 14 ص 310 ح 17. [7]
7- (7) .سوّفته:إذا قلت له مرّة بعد مرّة:سوف أفعل (تاج العروس:ج 12 ص 289« [8]سوف»).

الآیِسینَ مِن خَیری.

فَمَن یَکونُ أسوَأَ حالاً مِنّی إن أنَا نُقِلتُ عَلی مِثلِ حالی إلی قَبری (1)لَم امَهِّدهُ لِرَقدَتی،ولَم أفرُشهُ بِالعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجعَتی! وما لی لا أبکی وما أدری إلی ما یَکونُ مَصیری،وأَری نَفسی تُخادِعُنی،وأَیّامی تُخاتِلُنی (2)،وقَد خَفَقَت عِندَ رَأسی أجنِحَةُ المَوتِ،فَمالی لا أبکی؟!

أبکی لِخُروجِ نَفسی،أبکی لِظُلمَةِ قَبری،أبکی لِضیقِ لَحدی،أبکی لِسُؤالِ مُنکَرٍ ونَکیرٍ إیّایَ،أبکی لِخُروجی مِن قَبری عُریاناً ذَلیلاً حامِلاً ثِقلی عَلی ظَهری،أنظُرُ مَرَّةً عَن یَمینی واُخری عَن شِمالی،إذِ الخَلائِقُ فی شَأنٍ غَیرِ شَأنی «لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ* وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ* ضاحِکَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ* وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ* تَرْهَقُها قَتَرَةٌ» (3). (4)

4/2 البُکاءُ مِن خَوفِ المَحشَرِ

9951. الإمام علیّ علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ-:...بَقِیَ رِجالٌ غَضَّ أبصارَهُم ذِکرُ المَرجِعِ،وأَراقَ دُموعَهُم خَوفُ المَحشَرِ،فَهُم بَینَ شَریدٍ نادٍّ (5)،وخائِفٍ مَقموعٍ،وساکِتٍ مَکعومٍ (6)،

ص:34


1- (1) .فی الإقبال [1]والمصباح:« [2]إلی قبرٍ»،وهو الأنسب.
2- (2) .خَتَلَهُ یختِلُه:إذا خدعه ورواغه (النهایة:ج 2 ص 9« [3]ختل»).
3- (3) .عبس:37-41. [4]ورهقه الأمر:غشیه بقهر.والقَتَرَةُ:و ذلک شبه دخان یغشی الوجه من الکذب (مفردات ألفاظ القرآن:ص 367« [5]رهق»وص 655«قتر»).
4- (4) .مصباح المتهجّد:ص 591 ح 691، [6]الإقبال:ج 1 ص 167، [7]المصباح للکفعمی:ص 790، [8]بحار الأنوار:ج 98 ص 88 ح 2 [9] وراجع هذا الکتاب:ص 104 ( بکاء الإمام الحسن علیه السلام ).
5- (5) .ندّ:نفر وذهب علی وجهه شارداً (الصحاح:ج 2 ص 543« [10]ندد»).
6- (6) .کعمت البعیر:إذا شددت فمه،فهو مکعوم (الصحاح:ج 5 ص 2023« [11]کعم»).

وداعٍ مُخلِصٍ،وثَکلانَ موجَعٍ. (1)

9952. مسند ابن حنبل عن البراء بن عازب: بَینَما نَحنُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذ بَصُرَ بِجَماعَةٍ فَقالَ:عَلامَ اجتَمَعَ عَلَیهِ هؤُلاءِ؟قیلَ:عَلی قَبرٍ یَحفِرونَهُ،قالَ:فَفَزِعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَبَدَرَ بَینَ یَدَی أصحابِهِ مُسرِعاً حَتَّی انتَهی إلَی القَبرِ،فَجَثا عَلَیهِ،قالَ:فَاستَقبَلتُهُ مِن بَینِ یَدَیهِ لِأَنظُرَ ما یَصنَعُ،فَبَکی حَتّی بَلَّ الثَری مِن دُموعِهِ،ثُمَّ أقبَلَ عَلَینا قالَ:

أی إخوانی! لِمِثلِ الیَومِ فَأَعِدّوا. (2)

9953. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا أن حَضَرَتِ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام الوَفاةُ،بَکی بُکاءً شَدیداً، وقالَ:إنّی أقدَمُ عَلی أمرٍ عَظیمٍ وهَولٍ (3)لَم أقدَم عَلی مِثلِهِ قَطُّ. (4)

5/2 البُکاءُ لِمَصائِبِ أهلِ البَیتِ

9954. الإمام علیّ علیه السلام: دَخَلتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وهُوَ یَجودُ بِنَفسِهِ،فَبَکَیتُ ولَم أملِک نَفسی حینَ رَأَیتُهُ بِتِلکَ الحالِ یَجودُ بِنَفسِهِ،فَقالَ لی:

ما یُبکیکَ یا عَلِیُّ؟لَیسَ هذا أوانَ البُکاءِ،فَقَد حانَ الفِراقُ بَینی وبَینَکَ، فَأَستَودِعُکَ اللّهَ یا أخی،فَقَدِ اختارَ لی رَبّی ما عِندَهُ،وإنَّما بُکائی وغَمّی وحُزنی عَلَیکَ وعَلی هذِهِ [أی فاطِمَةَ] أن تُضَیَّعَ بَعدی،فَقَد أجمَعَ القَومُ عَلی ظُلمِکُم. (5)

ص:35


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 32، [1]بحارالأنوار:ج 34 ص 99 ح 943. [2]
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 427 ح 18624، [3]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1403 ح 4195 نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 544 ح 42103؛مسکّن الفؤاد:ص 97.
3- (3) .الهَوْلُ:الخوف والأمر الشدید (النهایة:ج 5 ص 283«هول»).
4- (4) .الخرائج والجرائح:ج 1 ص 242 ح 8،بحار الأنوار:ج 44 ص 154 ح 24. [4]
5- (5) .بحار الأنوار:ج 22 ص 490 ح 36 [5] نقلاً عن الطرف عن الإمام الکاظم عن أبیه علیهما السلام.

9955. عنه علیه السلام: بَینا أنَا وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَینُ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذِ التَفَتَ إلَینا فَبَکی، فَقُلتُ:ما یُبکیکَ یا رَسولَ اللّهِ؟...قالَ:أبکی مِن ضَربَتِکَ عَلَی القَرنِ (1)،ولَطمِ فاطِمَةَ خَدَّها،وطَعنَةِ الحَسَنِ فِی الفَخِذِ وَالسَّمِّ الَّذی یُسقی،وقَتلِ الحُسَینِ.

قالَ:فَبَکی أهلُ البَیتِ جَمیعاً،فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ما خَلَقَنا رَبُّنا إلّا لِلبَلاءِ. (2)

9956. الأمالی للطوسی عن ابن عبّاس: لَمّا حَضَرَت رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله الوَفاةُ بَکی حَتّی بَلَّت دُموعُهُ لِحیَتَهُ،فَقیلَ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ ما یُبکیکَ؟

فَقالَ:أبکی لِذُرِّیَّتی وما تَصنَعُ بِهِم شِرارُ امَّتی مِن بَعدی،کَأَنّی بِفاطِمَةَ ابنَتی وقَد ظُلِمَت بَعدی،وهِیَ تُنادی:«یا أبَتاه،یا أبَتاه»فَلا یُعینُها أحَدٌ مِن امَّتی. (3)

9957. الأمالی للصدوق عن ابن عباس: قالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّکَ لَتُحِبُّ عَقیلاً؟

قالَ صلی الله علیه و آله:إی وَاللّهِ،إنّی لَاُحِبُّهُ حُبَّینِ:حُبّاً لَهُ،وحُبّاً لِحُبِّ أبی طالِبٍ لَهُ،وإنَّ وَلَدَهُ لَمَقتولٌ فی مَحَبَّةِ وَلَدِکَ،فَتَدمَعُ عَلَیهِ عُیونُ المُؤمِنینَ،وتُصَلّی عَلَیهِ المَلائِکَةُ المُقَرَّبونَ.

ثُمَّ بَکی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتّی جَرَت دُموعُهُ عَلی صَدرِهِ،ثُمَّ قالَ:إلَی اللّهِ أشکو ما تَلقی عِترَتی مِن بَعدی. (4)

ص:36


1- (1) .القَرْنُ:جانب الرأس (الصحاح:ج 6 ص 2180« [1]قرن»).
2- (2) .الأمالی للصدوق:ص 197 ح 208 [2] عن محمّد بن عبد الرحمن عن أبیه،المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 209 [3] ولیس فیه ذیله من«قال:فبکی أهل البیت»،بحار الأنوار:ج 44 ص 149 ح 17. [4]
3- (3) .الأمالی للطوسی:ص 188 ح 316، [5]بحار الأنوار:ج 28 ص 41 ح 4. [6]
4- (4) .الأمالی للصدوق:ص 191 ح 200، [7]بحار الأنوار:ج 22 ص 288 ح 58. [8]

9958. الأمالی للطوسی عن أبی لیلی: دَفَعَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله الرّایَةَ یَومَ خَیبَرَ إلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام...وقالَ لَهُ:اِتَّقِ الضَّغائِنَ (1)الَّتی لَکَ فی صَدرِ مَن لا یُظهِرُها إلّابَعدَ مَوتی،أولئِکَ یَلعَنُهُمُ اللّهُ ویَلعَنُهُمُ اللّاعِنونَ.

ثُمَّ بَکَی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله،فَقیلَ:مِمَّ بُکاؤُکَ یا رَسولَ اللّهِ؟

قالَ:أخبَرَنی جَبرَئیلُ علیه السلام أنَّهُم یَظلِمونَهُ وَیمنَعونَهُ حَقَّهُ،ویُقاتِلونَهُ ویَقتُلونَ وُلدَهُ، ویَظلِمونَهُم بَعدَهُ،وأَخبَرَنی جَبرَئیلُ علیه السلام عَنِ اللّهِ عز و جل:أنَّ ذلِکَ یَزولُ إذا قامَ قائِمُهُم، وعَلَت کَلِمَتُهُم،وَاجتَمَعَتِ الاُمَّةُ عَلی مَحَبَّتِهِم. (2)

9959. الإمام علیّ علیه السلام: اعتَنَقَنِی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ثُمَّ أجهَشَ باکِیاً،قُلتُ:ما یُبکیکَ؟قالَ:ضَغائِنُ قَومٍ لا یُبدونَها لَکَ إلّامِن بَعدی. (3)

9960. عنه علیه السلام: بَینَما رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله آخِذٌ بِیَدی ونَحنُ نَمشی فی بَعضِ سِکَکِ (4)المَدینَةِ،إذ أتَینا عَلی حَدیقَةٍ،فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ما أحسَنَها مِن حَدیقَةٍ ! قالَ:لَکَ فِی الجَنَّةِ أحسَنُ مِنها.ثُمَّ مَرَرنا بِاُخری فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ما أحسَنَها مِن حَدیقَةٍ ! قالَ:لَکَ فِی الجَنَّةِ أحسَنُ مِنها،حَتّی مَرَرنا بِسَبعِ حَدائِقَ،کُلُّ ذلِکَ أقولُ:ما أحسَنَها ! ویَقولُ:

لَکَ فِی الجَنَّةِ أحسَنُ مِنها.

فَلَمّا خَلا لَهُ الطَّریقُ اعتَنَقَنی ثُمَّ أجهَشَ باکِیاً،قالَ:قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ، ما یُبکیکَ؟قالَ:ضَغائِنُ فی صُدورِ أقوامٍ لا یُبدونَها لَکَ إلّامِن بَعدی.قالَ:قُلتُ:

ص:37


1- (1) .الضِّغْنُ:الحِقْدُ والعَداوة والبغضاء،وکذلک الضّغینه،وجمعها الضَّغائن (النهایة:ج 3 ص 91« [1]ضغن»).
2- (2) .الأمالی للطوسی:ص 351 ح 726، [2]کشف الیقین:ص 457 ح 559، [3]الطرائف:ص 521، [4]بحار الأنوار:ج 28 ص 45 ح 8؛ [5]المناقب للخوارزمی:ص 61 ح 31.
3- (3) .نثر الدرّ:ج 1 ص 241. [6]
4- (4) .السکک:قیل للأزقّة السِّکک لاصطفاف الدّور فیها (النهایة:ج 2 ص 384« [7]سکک»).

یا رَسولَ اللّهِ،فی سَلامَةٍ مِن دینی؟قالَ:فی سَلامَةٍ مِن دینِکَ. (1)

9961. عنه علیه السلام: کُلُّ عَینٍ یَومَ القِیامَةِ باکِیَةٌ،وکُلُّ عَینٍ یَومَ القِیامَةِ ساهِرَةٌ،إلّاعَینَ مَنِ اختَصَّهُ اللّهُ بِکَرامَتِهِ،وبَکی عَلی ما یُنتَهَکُ مِنَ الحُسَینِ وآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام. (2)

9962. الإمام الحسین علیه السلام: ما مِن عَبدٍ قَطَرَت عَیناهُ فینا قَطرَةً،أو دَمَعَت عَیناهُ فینا دَمعَةً،إلّا بَوَّأَهُ (3)اللّهُ بِها فِی الجَنَّةِ حُقُباً (4). (5)

9963. الإمام الحسین علیه السلام: أنَا قَتیلُ العَبرَةِ (6)،لا یَذکُرُنی مُؤمِنٌ إلّابَکی. (7)

9964. کفایة الأثر عن الکمیت بن أبی المستهلّ: دَخَلتُ عَلی سَیِّدی أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الباقِرِ علیهما السلام،فَقُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنّی قَد قُلتُ فیکُم أبیاتاً،أفَتَأذَنُ لی فی إنشادِها؟

فَقالَ علیه السلام:إنَّها أیّامُ البیضِ،قُلتُ:فَهُوَ فیکُم خاصَّةً،قالَ علیه السلام:هاتِ،فَأَنشَأتُ

ص:38


1- (1) .مسند أبی یعلی:ج 1 ص 285 ح 561،تاریخ بغداد:ج 12 ص 398 الرقم 6859،تهذیب الکمال:ج 23 ص 239 الرقم 4741 کلاهما نحوه وکلّها عن أبی عثمان [النهدی]،کنز العمّال:ج 13 ص 176 ح 36523؛کشف الغمّة:ج 1 ص 98 [1] نحوه،بحار الأنوار:ج 28 ص 75 ح 33. [2]
2- (2) .الخصال:ص 625 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 10 ص 103 ح 1. [3]
3- (3) .بوّأه اللّه منزلاً:أی أسکنه إیّاه (النهایة:ج 1 ص 159« [4]بوأ»).
4- (4) .الحُقْبُ:الدهر والجمع أحقاب وضمّ القاف للإتباع لغة (المصباح المنیر:ص 143« [5]حقب»).
5- (5) .الأمالی للمفید:ص 341 ح 6،الأمالی للطوسی:ص 116 ح 181، [6]کامل الزیارات:ص 202 ح 288 [7] عن الإمام زین العابدین علیه السلام نحوه،بشارة المصطفی:ص 62 [8] کلّها عن الربیع عن المنذر عن أبیه،بحار الأنوار:ج 44 ص 279 ح 8. [9]
6- (6) .العَبْرَةُ:الدمعة،وقیل:هو أن ینهمل الدمع ولا یُسمع البکاء (تاج العروس:ج 7 ص 178« [10]عبر»).
7- (7) .کامل الزیارات:ص 216 ح 313 [11] عن هارون بن خارجة و ص 215 ح 310 عن أبی بصیر وکلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،الأمالی للصدوق:ص 200 ح 214 [12] عن أبی بصیر عن الإمام الصادق عن آبائه عنه علیهم السلام،روضة الواعظین:ص 188 [13] وفی الثلاثة الأخیرة«استعبر»بدل«بکی»،بحار الأنوار:ج 44 ص 279 ح 5. [14]

أقولُ:

أضحَکَنِی الدَّهرُ وأَبکانی وَالدَّهرُ ذو صَرفٍ (1)وأَلوانِ

لِتِسعَةٍ بِالطَّفِّ قَد غودِروا صاروا جَمیعاً رَهنَ أکفانِ

فَبَکی علیه السلام وبَکی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام،وسَمِعتُ جارِیَةً تَبکی مِن وَراءِ الخِباءِ،فَلَمّا بَلَغتُ إلی قَولی:

وسِتَّةٌ لا یُتَجازی بِهِم بَنو عَقیلٍ خَیرُ فِتیانِ

ثُمَّ عَلِیٌّ الخَیرُ مَولاهُمُ (2) ذِکرُهُم هَیَّجَ أحزانی

فَبَکی،ثُمَّ قالَ علیه السلام:ما مِن رَجُلٍ ذَکَرَنا أو ذُکِرنا عِندَهُ فَخَرَجَ مِن عَینَیهِ ماءٌ ولَو قَدرَ مِثلِ جَناحِ البَعوضَةِ،إلّابَنَی اللّهُ لَهُ بَیتاً فِی الجَنَّةِ،وجَعَلَ ذلِکَ (الدَّمعَ) (3)حِجاباً بَینَهُ وبَینَ النّارِ. (4)

9965. الإمام الصادق علیه السلام: مَن ذَکَرَنا أو ذُکِرنا عِندَهُ،فَخَرَجَ مِن عَینِهِ مِثلُ جَناحِ الذُّبابِ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ ولَو کانَت أکثَرَ مِن زَبَدِ البَحرِ. (5)

9966. عنه علیه السلام: مَن دَمَعَت عَینُهُ فینا دَمعَةً؛لِدَمٍ سُفِکَ لَنا،أو حَقٍّ نُقِصناهُ،أو عِرضٍ انتُهِکَ لَنا، أو لِأَحَدٍ من شیعَتِنا،بَوَّأَهُ اللّهُ تَعالی بِها فِی الجَنَّةِ حُقُباً. (6)

ص:39


1- (1) .صرفُ الدهر:حِدْثانه ونوائبه (القاموس المحیط:ج 3 ص 161«صرف»).
2- (2) .فی المصدر:«مولاکم»،والتصویب من بعض نسخ المصدر وبحار الأنوار. [1]
3- (3) .أثبتنا ما بین القوسین من بعض نسخ المصدر وبحار الأنوار. [2]
4- (4) .کفایة الأثر:ص 248، [3]بحار الأنوار:ج 36 ص 390 ح 2. [4]
5- (5) .ثواب الأعمال:ص 223 ح 1،قرب الإسناد:ص 36 ح 117، [5]مستطرفات السرائر:ص 125 ح 9 کلّها عن بکر بن محمّد الأزدی،کامل الزیارات:ص 207 ح 293 [6] عن فضیل بن یسار نحوه،بحار الأنوار:ج 44 ص 282 ح 14. [7]
6- (6) .الأمالی للمفید:ص 175 ح 5،الأمالی للطوسی:ص 194 ح 330، [8]بشارة المصطفی:ص 105 [9] کلّها عن محمّد بن أبی عمارة الکوفی،بحار الأنوار:ج 44 ص 279 ح 7. [10]

9967. عنه علیه السلام: إنَّ الأَرضَ وَالسَّماءَ لَتَبکی مُنذُ قُتِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام رَحمَةً لَنا،وما بَکی لَنا مِنَ المَلائِکَةِ أکثَرُ،وما رَقَأَت (1)دُموعُ المَلائِکَةِ مُنذُ قُتِلنا.وما بَکی أحَدٌ رَحمَةً لَنا ولِما لَقینا إلّارَحِمَهُ اللّهُ قَبلَ أن تَخرُجَ الدَّمعَةُ مِن عَینِهِ،فَإِذا سالَت دُموعُهُ عَلی خَدِّهِ،فَلَو أنَّ قَطرَةً مِن دُموعِهِ سَقَطَت فی جَهَنَّمَ،لَأَطفَأَت حَرَّها حَتّی لا یوجَدَ لَها حَرٌّ. (2)

9968. الإمام الرضا علیه السلام: مَن تَذَکَّرَ مُصابَنا فَبَکی وأَبکی،لَم تَبکِ عَینُهُ یَومَ تَبکِی العُیونُ. (3)

9969. عنه علیه السلام: یا دِعبِلُ،مَن بَکی وأَبکی عَلی مُصابِنا ولَو واحِداً،کانَ أجرُهُ عَلَی اللّهِ.یا دِعبِلُ،مَن ذَرَفَت عَیناهُ عَلی مُصابِنا وبَکی لِما أصابَنا مِن أعدائِنا،حَشَرَهُ اللّهُ مَعَنا فی زُمرَتِنا. (4)

راجع:موسوعة الإمام الحسین علیه السلام:ج 6 ص 101 (القسم الحادی عشر:إقامة مأتم الحسین علیه السلام

وذکر مصائبه والبکاء علیه).

6/2 البُکاءُ لِفَقدِ الصّالِحینَ

9970. الدّعوات: قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:یا رَبِّ،أیُّ عِبادِکَ أحَبُّ إلَیکَ؟قالَ:الَّذی یَبکی لِفَقدِ الصّالِحینَ،کَما یَبکِی الصَّبِیُّ عَلی فَقدِ أبَوَیهِ. (5)

9971. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا أتاهُ جَبرَئیلُ بِنَعیِ النَّجاشِیِّ،بَکی بُکاءَ حَزینٍ

ص:40


1- (1) .رقأ الدمع:إذا سکن وانقطع (النهایة:ج 2 ص 248«رقأ»).
2- (2) .کامل الزیارات:ص 204 ح 291 [1] عن مسمع بن عبد الملک کردین البصری،بحار الأنوار:ج 44 ص 290 ح 31. [2]
3- (3) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 294 ح 48، [3]الأمالی للصدوق:ص 131 ح 119 [4] وفیه«ذکّر بمصابنا»بدل«تذکّر مصابنا»وکلاهما عن الحسن بن علی بن فضّال،بحار الأنوار:ج 44 ص 278 ح 1. [5]
4- (4) .بحار الأنوار:ج 45 ص 257 ح 15 [6] نقلاً عن بعض مؤلفات المتأخرین عن دعبل.
5- (5) .الدّعوات:ص 241 ح 676،بحار الأنوار:ج 82 ص 172 ح 6. [7]

عَلَیهِ،وقالَ:إنَّ أخاکُم أصحَمَةَ-وهُوَ اسمُ النَّجاشِیِّ-ماتَ. (1)

9972. الإمام علیّ علیه السلام: خالِطُوا النّاسَ مُخالَطَةً إن مِتُّم مَعَها بَکَوا عَلَیکُم. (2)

9973. الکافی عن علیّ بن إبراهیم رفعه: لَمّا ماتَ ذَرُّ بنُ أبی ذَرٍّ،مَسَحَ أبو ذَرٍّ القَبرَ بِیَدِهِ ثُمَّ قالَ:رَحِمَکَ اللّهُ یا ذَرُّ،وَاللّهِ إن کُنتَ بی بارّاً،ولَقَد قُبِضتَ وإنّی عَنکَ لَراضٍ،أما وَاللّهِ ما بی فَقدُکَ (3)،وما عَلَیَّ مِن غَضاضَةٍ (4)،ومالی إلی أحَدٍ سِوَی اللّهِ مِن حاجَةٍ،ولَولا هَولُ المُطَّلَعِ لَسَرَّنی أن أکونَ مَکانَکَ،ولَقَد شَغَلَنِی الحُزنُ لَکَ عَنِ الحُزنِ عَلَیکَ،وَاللّهِ ما بَکَیتُ لَکَ ولکِن بَکَیتُ عَلَیکَ،فَلَیتَ شِعری ما ذا قُلتَ،وماذا قیلَ لَکَ؟

ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ إنّی قَد وَهَبتُ لَهُ مَا افتَرَضتَ عَلَیهِ مِن حَقّی،فَهَب لَهُ مَا افتَرَضتَ عَلَیهِ مِن حَقِّکَ،فَأَنتَ أحَقُّ بِالجودِ مِنّی. (5)

راجع:ص 142 ( بکاء الأرض و السماء ).

7/2 البُکاءُ فی شِدَّةِ المُصیبَةِ

9974. الکافی عن منصور الصیقل: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وَجداً (6)وَجَدتُهُ عَلَی ابنٍ لی

ص:41


1- (1) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 279 ح 19 [1] عن محمّد بن زیاد،الخصال:ص 360 ح 47 عن زیاد عن أبیه وکلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 18 ص 418 ح 3. [2]
2- (2) .نهج البلاغة:الحکمة 10، [3]الأمالی للطوسی:ص 595 ح 1232 [4] عن جابر بن یزید عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 75 [5] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 42 ص 247 ح 50. [6]
3- (3) .«ما بی فقدک»:أی لیس علیّ بأس أو حزنٌ من فقدک،وما أوقع بی فقدک مکروهاً (مرآة العقول:ج 14ص 237). [7]
4- (4) .غضاضة:ذلّة ومنقصة (الصحاح:ج 3 ص 1095«غضض»).
5- (5) .الکافی:ج 3 ص 250 ح 4،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 [8] ص 185 ح 558،مسکّن الفؤاد:ص 62 ولیس فیهما«علیّ بن إبراهیم رفعه»وزاد فی آخرهما«والکرم»،بحار الأنوار:ج 82 ص 142 ح 25. [9]
6- (6) .توجّدت لفلان:أی حزنت (لسان العرب:ج 3 ص 446« [10]وجد»).

هَلَکَ،حَتّی خِفتُ عَلی عَقلی.فَقالَ:

إذا أصابَکَ مِن هذا شَیءٌ فَأَفِض مِن دُموعِکَ؛فَإِنَّهُ یَسکُنُ عَنکَ. (1)

9975. الإمام الصادق علیه السلام: مَن خافَ عَلی نَفسِهِ مِن وَجدٍ بِمُصیبَةٍ فَلیُفِض مِن دُموعِهِ؛فَإِنَّهُ یَسکُنُ عَنهُ. (2)

8/2 البُکاءُ لِفِراقِ الأَحِبَّةِ

9976. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ سَلمانُ:عَجِبتُ بِسِتً ّ،ثَلاثٍ أضحَکَتنی وثَلاثٍ أبکَتنی؛فَأَمَّا الَّتی أبکَتنی:فَفِراقُ الأَحِبَّةِ مُحَمَّدٍ وحِزبِهِ،وهَولُ المُطَّلَعِ،وَالوُقوفُ بَینَ یَدَیِ اللّهِ عز و جل، وأَمَّا الَّتی أضحَکَتنی:فَطالِبُ الدُّنیا وَالمَوتُ یَطلُبُهُ،وغافِلٌ ولَیسَ بِمَغفولٍ عَنهُ، وضاحِکٌ مِلءَ فیهِ لا یَدری أرَضِیَ اللّهُ أم سَخِطَ. (3)

9977. نهج البلاغة عن نوف البکالی عن الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:أینَ إخوانِیَ الَّذینَ رَکِبُوا الطَّریقَ ومَضَوا عَلَی الحَقِّ؟أینَ عَمّارٌ؟وأَینَ ابنُ التَّیِّهانِ؟وأَینَ ذُو الشَّهادَتَینِ؟وأَینَ نُظَراؤُهُم مِن إخوانِهِمُ الَّذینَ تَعاقَدوا عَلَی المَنِیَّةِ،واُبرِدَ (4)بِرُؤوسِهِم إلَی الفَجَرَةِ؟

قالَ:ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلی لِحَیتِهِ الشَّریفَةِ الکَریمَةِ،فَأَطالَ البُکاءَ،ثُمَّ قالَ علیه السلام:

ص:42


1- (1) .الکافی:ج 3 ص 250 ح 3. [1]
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 187 ح 568،بحار الأنوار:ج 82 ص 105. [2]
3- (3) .الخصال:ص 326 ح 17 عن منذر الجوّان،الاختصاص:ص 230 وفیه«أرضی له ربه»بدل«أرضی اللّه»،المحاسن:ج 1 ص 63 ح 6 [3] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحارالأنوار:ج 78 ص 453 ح 24. [4]
4- (4) .أبرده:أرسله بریداً (تاج العروس:ج 4 ص 350« [5]برد»).

أوِّه عَلی إخوانِیَ الَّذینَ تَلَوُا القُرآنَ فَأَحکَموهُ،وتَدَبَّرُوا الفَرضَ فَأَقاموهُ،أحیَوُا السُّنَّةَ وأَماتُوا البِدعَةَ،دُعوا لِلجِهادِ فَأَجابوا،ووَثِقوا بِالقائِدِ فَاتَّبَعوهُ. (1)

9978. الأمالی للمفید عن أبی جهضم الأزدی عن أبیه -فی حَدیثِ إخراجِ عُثمانَ أبا ذَرٍّ إلَی الرَّبَذَةِ-:وتَقَدَّمَ أن لا یُشَیِّعَهُ أحَدٌ مِنَ النّاسِ،فَبَلَغَ ذلِکَ أمیرَ المُؤمِنینَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام،فَبَکی حَتّی بَلَّ لِحیَتَهُ بِدُموعِهِ،ثُمَّ قالَ علیه السلام:

أهکَذا یُصنَعُ بِصاحِبِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله؟! إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ.

ثُمَّ نَهَضَ ومَعَهُ الحَسَنُ وَالحُسَینُ علیهما السلام وعَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ وَالفَضلُ وقُثَمُ وعُبَیدُ اللّهِ،حَتّی لَحِقوا أبا ذَرٍّ فَشَیَّعوهُ،فَلَمّا بَصُرَ بِهِم أبو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللّهُ حَنَّ إلَیهِم وبَکی عَلَیهِم،وقالَ:بِأَبی وُجوهٌ إذا رَأَیتُها ذَکَرتُ بِها رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وشَمَلَتنِی البَرَکَةُ بِرُؤیَتِها....

فَوَدَّعَهُ القَومُ،ورَجَعوا وهُم یَبکونَ عَلی فِراقِهِ. (2)

9979. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ علیه السلام الوَفاةُ بَکی،فَقیلَ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،تَبکی ومَکانُکَ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله الَّذی أنتَ بِهِ،وقَد قالَ فیکَ ما قالَ،وقَد حَجَجتَ عِشرینَ حَجَّةً ماشِیاً،وقَد قاسَمتَ مالَکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ حَتَّی النَّعلَ بِالنَّعلِ؟!

فَقالَ:إنَّما أبکی لِخَصلَتَینِ:لِهَولِ المُطَّلَعِ،وفِراقِ الأَحِبَّةِ. (3)

9980. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ فی رِثاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:

ص:43


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 182. [1]
2- (2) .الأمالی للمفید:ص 165 ح 4،بحار الأنوار:ج 22 ص 397 ح 3. [2]
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 461 ح 1، [3]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 303 ح 62 [4] عن الحسن بن علیّ بن فضال عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام الحسین علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 94 ح 2266 [5]عن الإمام الصادق علیه السلام،الزهد للحسین بن سعید:ص 79 ح 213 [6] وزاد فیه«عشرین حجة راکباً»بعد«و قد حججت»،بحار الأنوار:ج 6 ص 159 ح 22. [7]

نَفسی عَلی زَفَراتِها مَحبوسَةٌ یا لَیتَها خَرَجَت مَعَ الزَّفَراتِ (1)

لا خَیرَ بَعدَکَ فِی الحَیاةِ وإنَّما أبکی مَخافَةَ أن تَطولَ حَیاتی (2)

9/2 البُکاءُ عَلی سوءِ الخاتِمَةِ

9981. صحیح البخاری عن ابن عمر: لَمّا مَرَّ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بِالحِجرِ قالَ:لا تَدخُلوا مَساکِنَ الَّذینَ ظَلَموا أنفُسَهُم،أن یُصیبَکُم ما أصابَهُم،إلّاأن تَکونوا باکینَ.

ثُمَّ قَنَّعَ رَأسَهُ،وأَسرَعَ السَّیرَ،حَتّی أجازَ الوادِیَ. (3)

10/2 البُکاءُ عَلَی الدّینِ إذا وَلِیَهُ غَیرُ أهلِهِ

9982. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَبکوا عَلَی الدّینِ إذا وَلِیَهُ أهلُهُ،ولکِنِ ابکوا عَلَیهِ إذا وَلِیَهُ غَیرُ أهلِهِ. (4)

ص:44


1- (1) .زفر زفیراً:أخرج نفسه بعد مدِّه إیّاه،والاسم الزفرة والجمع الزفرات (مجمع البحرین:ج 2 ص 774«زفر»).
2- (2) .الدیوان المنسوب إلی الإمام علیّ علیه السلام:ص 170،المناقب لابن شهر آشوب:ج 1 ص 240 [1] وفیه«أخشی»بدل«أبکی»،بحار الأنوار:ج 22 ص 547 ح 65. [2]
3- (3) .صحیح البخاری:ج 4 ص 1609 ح 4157 وج 3 ص 1237 ح 3200،صحیح مسلم:ج 4 ص 2285 ح 38 و 39،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 346 ح 5342 [3] وص 358 ح 5404،السنن الکبری:ج 2 ص 632 ح 4367 و 4368،کنز العمّال:ج 12 ص 310 ح 35163.
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 149 ح 23646، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 560 ح 8571،المعجم الکبیر:ج 4 ص 158 ح 3999 کلّها عن أبی أیّوب،کنز العمّال:ج 6 ص 88 ح 14967.

الفَصلُ الثّالِث:مبادئ البکاء الممدوح

1/3 العِلمُ

الکتاب

«إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا یُتْلی عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً* وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً* وَ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ یَبْکُونَ وَ یَزِیدُهُمْ خُشُوعاً» . (1)

الحدیث

9983. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا أبا ذَرٍّ،مَن اوتِیَ مِنَ العِلمِ ما لا یُبکیهِ،لَحَقیقٌ أن یَکونَ قَد اوتِیَ عِلماً لا یَنفَعُهُ؛لِأَنَّ اللّهَ نَعَتَ العُلَماءَ فَقالَ عز و جل: «إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا یُتْلی عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً* وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً* وَ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ یَبْکُونَ وَ یَزِیدُهُمْ خُشُوعاً» .

یا أبا ذَرٍّ،مَنِ استَطاعَ أن یَبکِیَ فَلیَبکِ،ومَن لَم یَستَطِع فَلیُشعِر قَلبَهُ الحُزنَ وَلیَتَباکَ. (2)

ص:45


1- (1) .الإسراء:107-109. [1]
2- (2) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 367 ح 2661، [2]الأمالی للطوسی:ص 529 ح 1162 [3] نحوه وکلاهما عن أبی ذرّ،بحار الأنوار:ج 77 ص 79 ح 3. [4]

9984. عنه صلی الله علیه و آله: إنّی أری ما لا تَرَونَ،وأَسمَعُ ما لا تَسمَعونَ؛أطَّتِ السَّماءُ (1)وحُقَّ لَها أن تَئِطَّ ! ما فیها مَوضِعُ أربَعِ أصابِعَ إلّاومَلَکٌ واضِعٌ جَبهَتَهُ ساجِداً للّهِ ِ،وَاللّهِ لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ،لَضَحِکتُم قَلیلاً ولَبَکَیتُم کَثیراً،وما تَلَذَّذتُم بِالنِّساءِ عَلَی الفُرُشِ،ولَخَرَجتُم إلَی الصُّعُداتِ (2)تَجأَرونَ إلَی اللّهِ. (3)

9985. عنه صلی الله علیه و آله: سُعِرَتِ (4)النّارُ لِأَهلِ النّارِ،وجاءَتِ الفِتَنُ کَقِطَعِ اللَّیلِ المُظلِمِ،لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لَضَحِکتُم قَلیلاً ولَبَکَیتُم کَثیراً. (5)

9986. عنه صلی الله علیه و آله: عُرِضَت عَلَیَّ الجَنَّةُ وَالنّارُ،فَلَم أرَ کَالیَومِ فِی الخَیرِ وَالشَّرِّ،ولَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لَضَحِکتُم قَلیلاً ولَبَکَیتُم کَثیراً. (6)

9987. صحیح مسلم عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: وَالَّذی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ! لَو رَأَیتُم ما رَأَیتُ لَضَحِکتُم قَلیلاً ولَبَکَیتُم کَثیراً.

ص:46


1- (1) .أطّت السماء:الأطیط صوت الأقتاب،وأطیط الإبل:أصواتها وحنینها؛أی أنّ کثرة ما فیها من الملائکة قد أثقلها حتّی أطّت (النهایة:ج 1 ص 54« [1]أطط»).
2- (2) .الصعدات:هی الطرق (النهایة:ج 3 ص 29« [2]صعد»).
3- (3) .سنن الترمذی:ج 4 ص 556 ح 2312،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1402 ح 4190،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 121 ح 21572، [3]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 554 ح 3883،السنن الکبری:ج 7 ص 83 ح 13337 [4] وفیه«موضع إصبع»بدل«موضع أربع أصابع»وکلّها عن أبی ذرّ،کنز العمّال:ج 10 ص 363 ح 29829؛بحار الأنوار:ج 59 ص 199 ح 69 [5]نقلاً عن الدرّ المنثور. [6]
4- (4) .سعرتُ النار والحرب:هیّجتُهما وألهبتهما (الصحاح:ج 2 ص 684« [7]سعر»).
5- (5) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 736 ح 6672،المعجم الأوسط:ج 1 ص 272 ح 887،اُسد الغابة:ج 4 ص 211 الرقم 3924 [8] کلّها عن ابن امّ مکتوم،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 604 ح 86 عن عبید بن عمیر ولیس فی الثلاثة الأخیرة«لأهل النار»،کنز العمّال:ج 11 ص 258 ح 31446.
6- (6) .صحیح مسلم:ج 4 ص 1832 ح 134،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 338 ح 11154 [9] کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 11 ص 408 ح 31910.

قالوا:وما رَأَیتَ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:رَأَیتُ الجَنَّةَ وَالنّارَ. (1)

9988. تاریخ دمشق عن أبی الدرداء: لَو تَعلَمونَ ما أنتُم لاقونَ بَعدَ المَوتِ،ما أکَلتُم طَعاماً، ولا شَرِبتُم شَراباً عَلی شَهوَةٍ أبَداً،ولا دَخَلتُم بَیتاً تَستَظِلّونَ فی ظِلِّهِ أبَداً،ولَبَرَزتُم إلَی الصُّعُداتِ تَلدِمونَ (2)صُدورَکُم،وتَبکونَ عَلی أنفُسِکُم. (3)

9989. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أیُّهَا النّاسُ! أظَلَّتکُمُ الفِتَنُ کَقِطَعِ اللَّیلِ المُظلِمِ.أیُّهَا النّاسُ! لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لَبَکَیتُم کَثیراً وضَحِکتُم قَلیلاً.أیُّهَا النّاسُ ! استَعیذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ؛فَإِنَّ عَذابَ القَبرِ حَقٌّ. (4)

9990. عنه صلی الله علیه و آله: یَنبَغی لِلعالِمِ أن یَکونَ قَلیلَ الضِّحکِ،کَثیرَ البُکاءِ. (5)

9991. الإمام الحسین علیه السلام: کُنّا جُلوساً فِی المَسجِدِ،إذ صَعِدَ المُؤَذِّنُ المَنارَةَ،فَقالَ:«اللّهُ أکبَرُ اللّهُ أکبَرُ»،فَبَکی أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام،وبَکَینا بِبُکائِهِ.فَلَمّا فَرَغَ المُؤَذِّنُ،قالَ:أتَدرونَ ما یَقولُ المُؤَذِّنُ؟قُلنا:اللّهُ ورَسولُهُ ووَصِیُّهُ أعلَمُ.فَقالَ:لَو تَعلَمونَ ما یَقولُ،لَضَحِکتُم قَلیلاً ولَبَکَیتُم کَثیراً. (6)

ص:47


1- (1) .صحیح مسلم:ج 1 ص 320 ح 112،سنن النسائی:ج 3 ص 83،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 206 ح 11997، [1]صحیح ابن خزیمة:ج 3 ص 47 ح 1602،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 100 ح 3944،کنز العمّال:ج 8 ص 278 ح 22911 نقلاً عن ابن النجّار.
2- (2) .اللَّدم:اللّطم،وأیضاً:الضرب مطلقاً أو بکلتا الیدین،أو بشیء ثقیل یسمع وقعه (تاج العروس:ج 17 ص 646« [2]لدم»).
3- (3) .تاریخ دمشق:ج 56 ص 268 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،کنز العمّال:ج 15 ص 640 ح 42525.
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 363 ح 24574 [3] عن عائشة،کنز العمّال:ج 11 ص 156 ح 31013.
5- (5) .الفردوس:ج 5 ص 500 ح 8885 عن ابی بن کعب،کنز العمّال:ج 10 ص 243 ح 29289.
6- (6) .التوحید:ص 238 ح 1،معانی الأخبار:ص 38 ح 1 کلاهما عن یزید بن الحسن،فلاح السائل:ص 262 ح 156 [4] عن أبی زید بن الحسن وکلها عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 84 ص 131 ح 24. [5]

9992. الإمام علیّ علیه السلام: البُکاءُ مِن خیفَةِ اللّهِ لِلبُعدِ عَنِ اللّهِ،عِبادَةُ العارِفینَ. (1)

2/3 الإِیمانُ

الکتاب

«وَ لا عَلَی الَّذِینَ إِذا ما أَتَوْکَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُکُمْ عَلَیْهِ تَوَلَّوْا وَ أَعْیُنُهُمْ تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاّ یَجِدُوا ما یُنْفِقُونَ» . (2)

الحدیث

9993. تفسیر القمّی: جاءَ البَکّاؤونَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُم سَبعَةٌ؛مِن بَنی عَمرِو بنِ عَوفٍ:

سالِمُ بنُ عُمَیرٍ،قَد شَهِدَ بَدراً لَااختِلافَ فیهِ.ومِن بَنی واقِفٍ:هَرَمِیُّ بنُ عُمَیرٍ.ومِن بَنی حارِثَةَ:عُلَیَّةُ بنُ زَیدٍ-وهُوَ الَّذی تَصَدَّقَ بِعِرضِهِ؛وذلِکَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله أمَرَ بِصَدَقَةٍ فَجَعَلَ النّاسُ یَأتونَ بِها،فَجاءَ عُلَیَّةُ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،وَاللّهِ ما عِندی ما أتَصَدَّقُ بِهِ،وقَد جَعَلتُ عِرضی (3)حِلّاً،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«قَد قَبِلَ اللّهُ صَدَقَتَکَ»-.ومِن بَنی مازِنِ بنِ النَّجّارِ:أبو لَیلی عَبدُ الرَّحمنِ بنُ کَعبٍ.ومِن بَنی سَلِمَةَ:عَمرُو بنُ غَنَمَةَ.ومِن بَنی زُرَیقٍ:سَلَمَةُ بنُ صَخرٍ.ومِن بَنِی العِرباضِ:ناصِرُ بنُ سارِیَةَ السُّلَمِیُّ.

هؤُلاءِ جاؤوا إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَبکونَ،فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،لَیسَ بِنا قُوَّةٌ أن

ص:48


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 49 ح 1791، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 53 ح 1386 وفیه«خوف البعد عن اللّه»بدل«خیفة اللّه للبعد عن اللّه».
2- (2) .التوبة:92. [2]
3- (3) .عرض الإنسان:هو جانبه الذی یصونه من نفسه وحسبه،ویحامی عنه أن ینتقص ویثلب.و«تصدّقت بعرضی»أی:تصدقت بعرضی علی من ذکرنی بما یرجع إلیّ عیبه (النهایة:ج 3 ص 209« [3]عرض»).

نَخرُجَ مَعَکَ ! فَأَنزَلَ اللّهُ فیهِم: «لَیْسَ عَلَی الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَی الْمَرْضی وَ لا عَلَی الَّذِینَ لا یَجِدُونَ ما یُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلّهِ وَ رَسُولِهِ ما عَلَی الْمُحْسِنِینَ مِنْ سَبِیلٍ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ* وَ لا عَلَی الَّذِینَ إِذا ما أَتَوْکَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُکُمْ عَلَیْهِ تَوَلَّوْا وَ أَعْیُنُهُمْ تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاّ یَجِدُوا ما یُنْفِقُونَ» (1)،قالَ وإنَّما سَأَلوا هؤُلاءِ البَکّاؤونَ نَعلاً یَلبَسونَها. (2)

9994. الدرّ المنثور عن الزهری و یزید بن یسار وعبد اللّه بن أبی بکر وعاصم بن عمرو بن قتادة وغیرهم: إنَّ رِجالاً مِنَ المُسلِمینَ أتَوا رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُمُ البَکّاؤونَ، وهُم سَبعَةُ نَفَرٍ مِنَ الأَنصارِ وغَیرِهِم؛مِن بَنی عَمرِو بنِ عَوفٍ:سالِمُ بنُ عُمَیرٍ.

ومِن بَنی حارِثَةَ:عُتبَةُ بنُ زَیدٍ.ومِن بَنی مازِنِ بنِ النَّجّارِ:أبو لَیلی عَبدُ الرَّحمنِ بنُ کَعبٍ.ومِن بَنی سَلِمَةَ:عَمرُو بنُ عَمرِو بنِ جهامِ بنِ الجمَوحِ.ومِن بَنی واقِفٍ:

هَرَمِیُّ بنُ عَمروٍ.ومِن بَنی مُزَینَةَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَعقِلٍ.ومِن بَنی فَزارَةَ:عِرباضُ بنُ سارِیَةَ.

فَاستَحمَلوا رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله و کانوا أهلَ حاجَةٍ،قالَ:«لا أجِدُ ما أحمِلُکُم عَلَیهِ». (3)

9995. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصفِ المُؤمِنینَ-:جَرَحَ طولُ الأَسی (4)قُلوبَهُم،وطولُ البُکاءِ عُیونَهُم. (5)

ص:49


1- (1) .التوبة:91 و 92. [1]
2- (2) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 293، [2]بحار الأنوار:ج 21 ص 214 ح 2، [3]وراجع:مجمع البیان:ج 5 ص 91.
3- (3) .الدرّ المنثور:ج 4 ص 264 [4] نقلاً عن ابن اسحاق وابن المنذر وأبی الشیخ وراجع:تاریخ الطبری:ج 3 ص 102. [5]
4- (4) .الأسی:الحُزن (النهایة:ج 1 ص 50«أسا»).
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 222، [6]بحار الأنوار:ج 69 ص 326 ح 39. [7]

9996. الفتوح: بَکَی الأَشتَرُ،فَقالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام:ما یُبکیکَ؟لا أبکَی اللّهُ عَینَیکَ (1)! فَقالَ:أبکی یا أمیرَ المُؤمِنینَ لِأَنّی أرَی النّاسَ یُقتَلونَ بَینَ یَدَیکَ وأَنَا لا ارزَقُ الشَّهادَةَ فَأَفوزَ بِها.

فَقالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام:أبشِر بِالخَیرِ یا مالِکُ ! (2)

9997. الإمام الصادق علیه السلام -ضِمنَ کَلامٍ لَهُ فی أوصافِ المُؤمِنینَ الکامِلینَ-:فَهُمُ الخَفِیُّ عَیشُهُم (3)،المُنتَقِلَةُ دِیارُهُم مِن أرضٍ إلی أرضٍ،الخَمیصَةُ بُطونُهُم مِنَ الصِّیامِ،الذُّبلَةُ شِفاهُهُم مِنَ التَّسبیحِ،العُمشُ (4)العُیونِ مِنَ البُکاءِ،الصُّفرُ الوُجوهِ مِنَ السَّهَرِ. (5)

9998. عنه علیه السلام -لَمّا قیلَ لَهُ:ما عَلاماتُ المُؤمِنِ؟-:أربَعَةٌ:نَومُهُ کَنَومِ الغَرقی،وأَکلُهُ کَأَکلِ المَرضی،وبُکاؤُهُ کَبُکاءِ الثَّکلی،وقُعودُهُ کَقُعودِ الواثِبِ (6). (7)

3/3 رَحمَةُ اللّهِ

9999. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: بُکاءُ العُیونِ،وخَشیَةُ القُلوبِ،مِن رَحمَةِ اللّهِ تَعالی. (8)

ص:50


1- (1) .فی المصدر:«عیناک»،وهو تصحیف.
2- (2) .الفتوح:ج 3 ص 179. [1]
3- (3) .فی المصدر:«الحَفِیُّ عَیشُهُم»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار، [2]قال فی شرحه:«الخفیّ عیشهم:أی یعیشون مختفین من الناس؛للخوف منهم أو لعدم موافقة طریقتهم لهم،وکذا الانتقال من أرض إلی اخری لذلک».
4- (4) .العمش فی العین:ضعف الرؤیة مع سَیَلان دمعها فی أکثر أوقاتها (الصحاح:ج 3 ص 1012« [3]عمش»).
5- (5) .الاُصول الستّة عشر:ص 128 ح 20 [4]عن زید الزرّاد،بحار الأنوار:ج 67 ص 351 ح 54. [5]
6- (6) .فی المصدر:«المواثب»،والتصویب من مستدرک الوسائل:ج 8 ص 410 ح 9797 [6] وجامع الأخبار.
7- (7) .صفات الشیعة:ص 105 ح 42 عن مسعدة بن صدقة،جامع الأخبار:ص 215 ح 531. [7]
8- (8) .جامع الأحادیث للقمی:ص 64،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 96 ح 2271 عن الإمام علی علیه السلام،جامع الأخبار:ص 259 ح 690 عن الإمام الحسین علیه السلام.

4/3 الرَّحمَةُ

10000. صحیح البخاری عن اسامة بن زید: أرسَلَتِ ابنَةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله إلَیهِ:إنَّ ابناً لی قُبِضَ فَائتِنا، فَأَرسَلَ یُقرِئُ السَّلامَ،ویَقولُ:إنَّ للّهِ ِ ما أخَذَ ولَهُ ما أعطی،وکُلٌّ عِندَهُ بِأَجَلٍ مُسَمّیً، فَلتَصبِر وَلتَحتَسِب.

فَأَرسَلَت إلَیهِ تُقسِمُ عَلَیهِ لَیَأتِیَنَّها،فَقامَ ومَعَهُ:سَعدُ بنُ عُبادَةَ،ومُعاذُ بنُ جَبَلٍ، واُبَیُّ بنُ کَعبٍ،وزَیدُ بنُ ثابِتٍ ورِجالٌ،فَرُفِعَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله الصَّبِیُّ ونَفسُهُ تَتَقَعقَعُ (1)،قالَ:حَسِبتُهُ أنَّهُ قالَ:کَأَنَّها شَنٌّ (2)،فَفاضَت عَیناهُ،فَقالَ سَعدٌ:یا رَسولَ اللّهِ، ما هذا؟

فَقالَ:هذِهِ رَحمَةٌ جَعَلَهَا اللّهُ فی قُلوبِ عِبادِهِ،وإنَّما یَرحَمُ اللّهُ مِن عِبادِهِ الرُّحَماءَ. (3)

10001. حلیة الأولیاء عن أنس: نَظَرَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلَی ابنِهِ إبراهیمَ وهُوَ فی حِجرِهِ یَموتُ،فَفاضَت عَیناهُ،فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ:أتَبکی یا رَسولَ اللّهِ وقَد نَهَیتَنا عَنِ البُکاءِ؟!

فَقالَ:إنّی لَم أنهَکُم عَن هذا،إنَّ هذا رَحمَةٌ،مَن لا یَرحَم لا یُرحَم. (4)

ص:51


1- (1) .تَقَعْقَعُ:أی تضطرب وتتحرّک (النهایة:ج 4 ص 88«قعقع»).
2- (2) .الشَّنُّ:القربة الخلق (الصحاح:ج 5 ص 2146« [1]شنن»).
3- (3) .صحیح البخاری:ج 1 ص 432 ح 1224 و ج 6 ص 2686 ح 2942،صحیح مسلم:ج 2 ص 635 ح 11،مسند ابن حنبل:ج 8 ص 184 ح 21848 [2] وص 186 ح 21858،السنن الکبری:ج 4 ص 114 ح 7149، [3]صحیح ابن حبان:ج 7 ص 429 ح 3158،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 266 ح 1،کنز العمّال:ج 15 ص 728 ح 42902؛مسکّن الفؤاد:ص 95 کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 82 ص 91 ح 43. [4]
4- (4) .حلیة الأولیاء:ج 6 ص 341،المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 552 ح 6672 عن مکحول؛الأمالی للطوسی:ص 388 ح 850 [5] عن عائشة وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 22 ص 151 ح 1. [6]

10002. المعجم الکبیر عن أبی امامة: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله حینَ تُوُفِّیَ إبراهیمُ وعَیناهُ تَدمَعانِ،فَقالَ:یا نَبِیَّ اللّهِ،تَبکی عَلی هذَا السَّخلِ (1)؟! وَالَّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ،لَقَد دَفَنتُ اثنَی عَشَرَ وَلَداً فِی الجاهِلِیَّةِ،کُلُّهُم آسَفُ مِنهُ،کُلُّهُم أدُسُّهُ فِی التُّرابِ أحیاءً !

فَقالَ نَبِیُّ اللّهِ صلی الله علیه و آله:فَما ذاکَ بِأَن کانَتِ الرَّحمَةُ ذَهَبَت مِنکَ؟یَحزَنُ القَلبُ وتَدمَعُ العَینُ عَلی إبراهیمَ،ولا نَقولُ ما یُسخِطُ الرَّبَّ،وإنّا عَلی إبراهیمَ لَمَحزونونَ. (2)

10003. صحیح البخاری عن أنس: دَخَلنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی أبی سَیفٍ القَینِ،وکانَ ظِئراً (3)لِإِبراهیمَ علیه السلام،فَأَخَذَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إبراهیمَ فَقَبَّلَهُ وشَمَّهُ،ثُمَّ دَخَلنا عَلَیهِ بَعدَ ذلِکَ وإبراهیمُ یَجودُ بِنَفسِهِ،فَجَعَلَت عَینا رَسولِ اللّه صلی الله علیه و آله تَذرِفانِ،فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ:وأَنتَ یا رَسولَ اللّهِ؟

فَقالَ:یَابنَ عَوفٍ،إنَّها رَحمَةٌ.ثُمَّ أتبَعَها بِاُخری،فَقالَ صلی الله علیه و آله:إنَّ العَینَ تَدمَعُ، وَالقَلبُ یَحزَنُ،ولا نَقولُ إلّاما یُرضی رَبَّنا،وإنّا بِفِراقِکَ-یا إبراهیمُ-لَمَحزونونَ. (4)

10004. المعجم الکبیر عن السائب بن یزید: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله لَمّا هَلَکَ ابنُهُ طاهِرٌ،ذَرَفَت عَینُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،بَکَیتَ؟!

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:إنَّ العَینَ تَذرِفُ،وإنَّ الدَّمعَ یَغلِبُ،وإنَّ القَلبَ یَحزَنُ،ولا نَعصِی اللّهَ عز و جل. (5)

ص:52


1- (1) .السَّخْلُ:المولود المحبّب إلی أبویه،وهو فی الأصل ولد الغنم (النهایة:ج 2 ص 350« [1]سخل»).
2- (2) .المعجم الکبیر:ج 8 ص 230 ح 7899؛مسکّن الفؤاد:ص 94.
3- (3) .ظئر إبراهیم:هو زوج مرضعته (النهایة:ج 3 ص 154« [2]ظأر»).
4- (4) .صحیح البخاری:ج 1 ص 439 ح 1241،السنن الکبری:ج 4 ص 115 ح 7150، [3]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 267 ح 4،تاریخ دمشق:ج 43 ص 559 ح 9404 عن عمران بن الحصین وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 727 ح 42898؛مسکّن الفؤاد:ص 93.
5- (5) .المعجم الکبیر:ج 7 ص 153 ح 6667،کنز العمّال:ج 15 ص 622 ح 42482؛مسکّن الفؤاد:ص 95.

5/3 المَحَبَّةُ

10005. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: بَکی شُعَیبٌ النَّبِیُّ علیه السلام مِن حُبِّ اللّهِ حَتّی عَمِیَ،فَرَدَّ اللّهُ إلَیهِ بَصَرَهُ وأَوحی إلَیهِ:

یا شُعَیبُ،ما هذَا البُکاءُ؛أشَوقاً إلَی الجَنَّةِ أم خَوفاً مِنَ النّارِ؟

قالَ:إلهی وسَیِّدی ! أنتَ تَعلَمُ،ما أبکی شَوقاً إلی جَنَّتِکَ ولا خَوفاً مِنَ النّارِ، ولکِنِّی اعتَدتُ حُبَّکَ بِقَلبی،فَإِذا نَظَرتُ إلَیکَ فَما ابالی مَا الَّذی یُصنَعُ بی.

فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا شُعَیبُ،إن یَکُ ذلِکَ حَقّاً فَهَنیئاً لَکَ لِقائی.یا شُعَیبُ،لِذلِکَ أخدَمتُکَ موسَی بنَ عِمرانَ کَلیمی. (1)

10006. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا جاءَهُ جَعفَرُ بنُ أبی طالِبٍ مِنَ الحَبَشَةِ (2)،قامَ إلَیهِ وَاستَقبَلَهُ اثنَتَی عَشرَةَ خُطوَةً،وعانَقَهُ وقَبَّلَ ما بَینَ عَینَیهِ وبَکی.

وقالَ:فَما أدری بِأَیِّهِما أنَا أشَدُّ سُروراً؛بِقُدومِکَ یا جَعفَرُ،أم بِفَتحِ اللّهِ عَلی یَدِ أخیکَ خَیبَرَ؟! وبَکی فَرَحاً بِرُؤیَتِهِ. (3)

10007. عنه علیه السلام: آخی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بَینَ أصحابِهِ،فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،آخَیتَ بَینَ أصحابِکَ وَتَرَکتَنی فَرداً لا أخَ لی !

فَقالَ:إنَّما أخَّرتُکَ لِنَفسی،أنتَ أخی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأَنتَ مِنّی بِمَنزِلَةِ

ص:53


1- (1) .تاریخ بغداد:ج 6 ص 315 الرقم 3362، [1]تاریخ دمشق:ج 23 ص 73 ح 5006 وفیه«اعتقدت»بدل«اعتدت»وکلاهما عن شدّاد بن أوس،کنز العمّال:ج 11 ص 498 ح 32339 وراجع:علل الشرائع:ص 57 ح 1. [2]
2- (2) .فی المصدر:«حبشة»،والتصویب من بحار الأنوار.
3- (3) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 254 ح 4، [3]الخصال:ص 484 ح 58 کلاهما عن محمّد بن زیاد عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 21 ص 24 ح 19. [4]

هارونَ مِن موسی.

فَقُمتُ وأَنَا أبکی مِنَ الجَذَلِ (1)وَالسُّرورِ،فَأَنشَأتُ أقولُ:

أقیکَ بِنَفسی أیُّهَا المُصطَفَی الَّذی هَدانا بِهِ الرَّحمنُ مِن عَمَهِ الجَهلِ

[إلی آخِرِ الأَبیاتِ]. (2)

10008. عنه علیه السلام: لَمَّا انهَزَمَ النّاسُ یَومَ احُدٍ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،لَحِقَنی مِنَ الجَزَعِ عَلَیهِ ما لَم أملِک نَفسی،وکُنتُ أمامَهُ أضرِبُ بِسَیفی بَینَ یَدَیهِ،فَرَجَعتُ أطلُبُهُ فَلَم أرَهُ،فَقُلتُ:

ما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِیَفِرَّ،وما رَأَیتُهُ فِی القَتلی،وأَظُنُّهُ رُفِعَ مِن بَینِنا إلَی السَّماءِ، فَکَسَرتُ جَفنَ (3)سَیفی،وقُلتُ فی نَفسی:لَاُقاتِلَنَّ بِهِ عَنهُ حَتّی اقتَلَ،وحَمَلتُ عَلَی القَومِ فَأَفرَجوا،فَإِذا أنَا بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَد وَقَعَ عَلَی الأَرضِ مَغشِیّاً عَلَیهِ،فَقُمتُ عَلی رَأسِهِ.

فَنَظَرَ إلَیَّ وقالَ:ما صَنَعَ النّاسُ یا عَلِیُّ؟فَقُلتُ:کَفَروا یا رَسولَ اللّهِ،ووَلَّوُا الدُّبُرَ مِنَ العَدُوِّ وأَسلَموکَ،فَنَظَرَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلی کَتیبَةٍ (4)قَد أقبَلَت إلَیهِ،فَقالَ لی:رُدَّ عَنّی یا عَلِیُّ هذِهِ الکَتیبَةَ،فَحَمَلتُ عَلَیها بِسَیفی أضرِبُها یَمیناً وشِمالاً حَتّی وَلَّوُا الأَدبارُ.

فَقالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:أما تَسمَعُ یا عَلِیُّ مَدیحَکَ فِی السَّماءِ؟إنَّ مَلَکاً یُقالُ لَهُ:

رِضوانُ،یُنادی:«لا سَیفَ إلّاذُو الفَقارِ ولا فَتی إلّاعَلِیٌّ»،فَبَکَیتُ سُروراً وحَمِدتُ اللّهَ سُبحانَهُ عَلی نِعمَتِهِ. (5)

ص:54


1- (1) .الجَذَلُ:الفَرَحُ (الصحاح:ج 4 ص 1654«جذل»).
2- (2) .کنز الفوائد:ج 2 ص 180 [1] عن سلیمان بن جعفر الهاشمی عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام،المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 186 [2]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 38 ص 338 ح 11. [3]
3- (3) .جفون السّیوف:أغمادها،واحدها جَفْن (النهایة:ج 1 ص 280« [4]جفن»).
4- (4) .الکتیبةُ:القِطْعَة العظیمة من الجیش (النهایة:ج 4 ص 148« [5]کتب»).
5- (5) .الإرشاد:ج 1 ص 86، [6]کشف الغمّة:ج 1 ص 194، [7]إعلام الوری:ج 1 ص 378 [8] کلّها عن عکرمة،بحار الأنوار:ج 20 ص 86 ح 17. [9]

10009. الإمام الباقر علیه السلام -فی غَزوَةِ خَیبَرَ-:خَرَجَ البَشیرُ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّ عَلِیّاً علیه السلام دَخَلَ الحِصنَ،فَأَقبَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَخَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام یَتَلَقّاهُ،فَقالَ صلی الله علیه و آله:قَد بَلَغَنی نَبَؤُکَ المَشکورُ،وصَنیعُکُ المَذکورُ،قَد رَضِیَ اللّهُ عَنکَ،ورَضیتُ أنَا عَنکَ.

فَبَکی عَلِیٌّ علیه السلام،فَقالَ لَهُ:ما یُبکیکَ یا عَلِیُّ؟فَقالَ:فَرَحاً بِأَنَّ اللّهَ ورَسولَهُ عَنّی راضِیانِ. (1)

10010. الهدایة الکبری عن عیسی بن مهدی الجوهری: خَرَجتُ أنَا وَالحَسَنُ بنُ مَسعودٍ وَالحُسَینُ بنُ إبراهیمَ وعَتّابٌ وطالِبٌ ابنا حاتِمٍ ومُحَمَّدُ بنُ سَعیدٍ وأَحمَدُ بنُ الخَصیبِ وأَحمَدُ بنُ جنانٍ،مِن جُنبُلا (2)إلی سامِرّا فی سَنَةِ سَبعٍ وخَمسینَ ومِئَتَینِ....

فَلَمّا دَخَلنا عَلی سَیِّدِنا أبی مُحَمَّدٍ الحَسَنِ علیه السلام بَدَأنا بِالبُکاءِ قَبلَ التَّهنِئَةِ،فَجَهَرنا بِالبُکاءِ بَینَ یَدَیهِ ونَحنُ ما یُنیفُ عَن سَبعینَ رَجُلاً مِن أهلِ السَّوادِ (3).

فَقالَ:إنَّ البُکاءَ مِنَ السُّرورِ بِنِعَمِ اللّهِ مِثلُ الشُّکرِ لَها،فَطیبوا نَفساً وقَرّوا عَیناً. (4)

10011. اُسد الغابة عن أبی رافع: أمَرَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَلِیّاً أن یَلحَقَهُ بِالمَدینَةَ،فَخَرَجَ عَلِیٌّ فی طَلَبِهِ بَعدَما أخرَجَ إلَیهِ أهلَهُ،یَمشِی اللَّیلَ ویَکمُنُ النَّهارَ،حَتّی قَدِمَ المَدینَةَ.فَلَمّا بَلَغَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قُدومُهُ،قالَ:اُدعوا لی عَلِیّاً.قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،لا یَقدِرُ أن یَمشِیَ.

فَأَتاهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله،فَلَمّا رَآهُ اعتَنَقَهُ وبَکی،رَحمَةً لِما بِقَدَمَیهِ مِنَ الوَرَمِ،وکانَتا تَقطُرانِ دَماً،فَتَفَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فی یَدَیهِ،ومَسَحَ بِهِما رِجلَیهِ،ودَعا لَهُ بِالعافِیَةِ،فَلَم

ص:55


1- (1) .إعلام الوری:ج 1 ص 208 [1] عن زرارة،بحار الأنوار:ج 21 ص 22 ح 17. [2]
2- (2) .جُنْبُلاءُ:هو منزل بین واسط والکوفة (معجم البلدان:ج 2 ص 168). [3]
3- (3) .السَّواد:رستاق العراق وضیاعها التی افتتحها المسلمون علی عهد عمر بن الخطّاب،سمّی بذلک لسواده بالزروع والنخیل والأشجار (معجم البلدان:ج 3 ص 272). [4]
4- (4) .الهدایة الکبری:ص 344، [5]بحار الأنوار:ج 81 ص 395 ح 62. [6]

یَشتَکِهِما حَتَّی استُشهِدَ علیه السلام. (1)

10012. الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام: خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وعَلَیهِ خَمیصَةٌ (2)قَدِ اشتَمَلَ بِها، فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ مَن کَساکَ هذِهِ الخَمیصَةَ؟

فَقالَ:کَسانی حَبیبی وصَفِیّی وخاصَّتی وخالِصَتی وَالمُؤَدّی عَنّی ووَصِیّی ووارِثی وأَخی،وأَوَّلُ المُؤمِنینَ إسلاماً،وأَخلَصُهُم إیماناً،وأَسمَحُ النّاسِ کَفّاً،سَیِّدُ النّاسِ بَعدی،قائِدُ الغُرِّ (3)المُحَجَّلینَ،إمامُ أهلِ الأَرضِ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ،فَلَم یَزَل یَبکی حَتَّی ابتَلَّ الحَصی مِن دُموعِهِ شَوقاً إلَیهِ. (4)

6/3 التَّقوی

10013. الإمام علیّ علیه السلام -فی بَیانِ مَا استَحَقَّ بِهِ المُتَّقونَ الجَنَّةَ-:الَّذینَ کانَت أعمالُهُم فِی الدُّنیا زاکِیَةً،وأَعیُنُهُم باکِیَةً،وکانَ لَیلُهُم فی دُنیاهُم نَهاراً تَخَشُّعاً وَاستِغفاراً،وکانَ نَهارُهُم لَیلاً تَوَحُشّاً وَانقِطاعاً،فَجَعَلَ اللّهُ لَهُمُ الجَنَّةَ مَآباً (5)،وَالجَزاءَ ثَواباً. (6)

10014. عنه علیه السلام: أیَّتُهَا النَّفسُ ! اخلِطی لَیلَکِ ونَهارَکِ بِالذّاکِرینَ،لَعَلَّکِ أن تَسکُنی رِیاضَ

ص:56


1- (1) .اُسد الغابة:ج 4 ص 92 الرقم 3789، [1]تاریخ دمشق:ج 42 ص 68 ح 8416؛المناقب للکوفی:ج 1 ص 365 ح 292 [2] وفیه«یلقاه»بدل«یلحقه»،إعلام الوری:ج 1 ص 375 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 19 ص 85 ح 35. [4]
2- (2) .الخمیصة:ثوب خزّ أو صوف مُعلَم،وقیل:لا تکون خمیصة،إلّاأن تکون سوداء مُعلَمة،وکانت من لباس الناس قدیماً (النهایة:ج 2 ص 81« [5]خمص»).
3- (3) .الغرّ المُحجّلون:أی بیض مواضع الوضوء من الأیدی والوجه والأقدام (النهایة:ج 1 ص 346« [6]حجل»).
4- (4) .الأمالی للصدوق:ص 250 ح 275 [7] عن الأعمش،بحار الأنوار:ج 38 ص 96 ح 13. [8]
5- (5) .المآبُ:المرجع (الصحاح:ج 1 ص 89« [9]أوب»).
6- (6) .نهج البلاغة:الخطبة 190، [10]بحار الأنوار:ج 7 ص 207 ح 95. [11]

الخُلدِ مَعَ المُتَّقینَ،وتَشَبَّهی بِنُفوسٍ قَد أقرَحَ السَّهَرُ رِقَّةَ جُفونِها،ودامَت فِی الخَلَواتِ شِدَّةُ حَنینِها،وأَبکَی المُستَمِعینَ عَولَةُ أنینِها،وأَلانَ قَسوَةَ الضَّمائِرِ ضَجَّةُ رَنینِها،فَإِنَّها نُفوسٌ قَد باعَت زینَةَ الدُّنیا،وآثَرَتِ الآخِرَةَ عَلَی الاوُلی، اولئِکَ وَفدُ الکَرامَةِ،یَومَ یَخسَرُ فیهِ المُبطِلونَ،ویُحشَرُ إلی رَبِّهِم بِالحُسنی وَالسُّرورِ المُتَّقونَ. (1)

7/3 الزُّهدُ

10015. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ الزّاهِدینَ فِی الدُّنیا تَبکی قُلوبُهُم وإن ضَحِکوا،ویَشتَدُّ حُزنُهُم وإن فَرِحوا،ویَکثُرُ مَقتُهُم أنفُسَهُم وإنِ اغتَبطَوا بِما رُزِقوا. (2)

8/3 اتِّباعُ أهلِ البَیتِ:

10016. الإمام الحسین علیه السلام: قالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِمَولاهُ نَوفٍ الشّامِیِّ:...هَل تَدری مَن شیعَتی؟قالَ:

لا وَاللّهِ.

قالَ:شیعَتی...تَجری دُموعُهُم عَلی خُدودِهِم،یَجأَرونَ إلَی اللّهِ فی فَکاکِ رِقابِهِم. (3)

10017. الإرشاد: إنَّهُ [أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام ] خَرَجَ ذاتَ لَیلَةٍ مِنَ المَسجِدِ،وکانَت لَیلَةً قَمراءَ،فَأَمَّ

ص:57


1- (1) .البلد الأمین:ص 318، [1]المصباح للکفعمی:ص 497 [2] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 94 ص 109 ح 14 [3] وفیه«اخلصی»بدل«اخلطی».
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 113، [4]مطالب السؤول:ص 52 [5] نحوه،بحار الأنوار:ج 78 ص 21 ح 82. [6]
3- (3) .کنز الفوائد:ج 1 ص 87 [7] عن سدیر عن الإمام الباقر عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 28 ح 95؛ [8]مطالب السؤول:ص 54. [9]

الجَبّانَةَ (1)،ولَحِقَهُ جَماعَةٌ یَقفونَ أثَرَهُ،فَوَقَفَ ثُمَّ قالَ:مَن أنتُم؟قالوا:نَحنُ شیعَتُکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ.

فَتَفَرَّسَ (2)فی وُجوهِهِم،ثُمَّ قالَ:فَما لی لا أری عَلَیکُم سیماءَ الشّیعَةِ؟قالوا:وما سیماءُ الشّیعَةِ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟

فَقالَ:صُفرُ الوُجوهِ مِنَ السَّهَرِ،عُمشُ (3)العُیونِ مِنَ البُکاءِ،حُدبُ الظُّهورِ مِنَ القِیامِ،خُمصُ البُطونِ مِنَ الصِّیامِ،ذُبلُ الشِّفاهِ مِنَ الدُّعاءِ،عَلَیهِم غَبَرَةُ الخاشِعینَ. (4)

10018. الإمام الباقر علیه السلام: یا أبَا المِقدامِ،إنَّما شیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام الشّاحِبونَ النّاحِلونَ الذّابِلونَ،ذابِلَةٌ شِفاهُهُم،خَمیصَةٌ بُطونُهُم،مُتَغَیِّرَةٌ ألوانُهُم،مُصفَرَّةٌ وُجوهُهُم،إذا جَنَّهُمُ (5)اللَّیلُ اتَّخَذُوا الأَرضَ فِراشاً،وَاستَقبَلُوا الأَرضَ بِجِباهِهِم،کَثیرٌ سُجودُهُم،کَثیرَةٌ دُموعُهُم،کَثیرٌ دُعاؤُهُم،کَثیرٌ بُکاوُهُم،یَفرَحُ النّاسُ وهُم یَحزَنونَ. (6)

ص:58


1- (1) .الجَبّانة:المقابر بلسان أهل الکوفة (راجع:معجم البلدان:ج 2 ص 99).
2- (2) .یتفرّس:أی یثبّت وینظر (الصحاح:ج 3 ص 958«فرس»).
3- (3) .العمش فی العین:ضعف الرؤیة مع سیلان دمعها (الصحاح:ج 3 ص 1012« [1]عمش»).
4- (4) .الإرشاد:ج 1 ص 237، [2]الأمالی للطوسی:ص 216 ح 377، [3]بحار الأنوار:ج 68 ص 150 ح 4 [4] وراجع:تاریخ دمشق:ج 42 ص 491.
5- (5) .جنّ علیه اللیل:أی ستره (النهایة:ج 1 ص 307« [5]جنن»).
6- (6) .الخصال:ص 444 ح 40،فلاح السائل:ص 468 ح 317، [6]صفات الشیعة:ص 88 ح 19 نحوه وکلّها عن أبی المقدام،مشکاة الأنوار:ص 150 ح 363، [7]بحار الأنوار:ج 68 ص 149 ح 2. [8]

الفَصلُ الرّابِعُ :جمود العین

1/4 عَوامِلُ جُمودِ العَینِ

10019. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ یا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا أجوَدَ مَن أعطی،حَوِّلنا مِمّا تَکرَهُ إلی ما تُحِبُّ وتَرضی،وإن کانَتِ القُلوبُ قاسِیَةً،وإن کانَتِ الأَعیُنُ جامِدَةً،وإن کُنّا أولی بِالعَذابِ،فَأَنتَ أولی بِالمَغفِرَةِ. (1)

10020. عنه صلی الله علیه و آله: ما جَفوَةُ العُیونِ إلّامِن کَثرَةِ الذُّنوبِ،وما کَثرَةُ الذُّنوبِ إلّامِن قِلَّةِ الوَرَعِ،وما قِلَّةُ الوَرَعِ إلّامِن کَثرَةِ الجَفاءِ،وما کَثرَةُ الجَفاءِ إلّامِن حُبِّ الدُّنیا. (2)

10021. الإمام علیّ علیه السلام: ما جَفَّتِ الدُّموعُ إلّالِقَسوَةِ القُلوبِ،وما قَسَتِ القُلوبُ إلّالِکَثرَةِ الذُّنوبِ. (3)

10022. عنه علیه السلام: سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ ! ما لِلعُیونِ لا تَبکی لِغَفلَةِ القُلوبِ إذا ذُکِرَت

ص:59


1- (1) .الدعوات:ص 161 ح 446،بحار الأنوار:ج 80 ص 344 ح 27. [1]
2- (2) .الفردوس:ج 4 ص 115 ح 6359 عن أنس؛مستدرک الوسائل:ج 12 ص 39 ح 13458 [2] نقلاً عن القطب الراوندی فی لبّ اللباب عن عیسی علیه السلام نحوه.
3- (3) .علل الشرائع:ص 81 ح 1 [3] عن الأصبغ بن نباتة،مشکاة الأنوار:ص 447 ح 1500، [4]بحار الأنوار:ج 70 ص 55 ح 24. [5]

مَخافَتُکَ؟ (1)

10023. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مِن عَلاماتِ الشَّقاءِ:جُمودُ العَینِ،وقَسوَةُ القَلبِ،وشِدَّةُ الحِرصِ فی طَلَبِ الدُّنیا،وَالإِصرارُ عَلَی الذَّنبِ. (2)

10024. عنه صلی الله علیه و آله: أربَعُ خِصالٍ مِنَ الشَّقاوَةِ:جُمودُ العَینِ،وقَساوَةُ القَلبِ،وبُعدُ الأَمَلِ،وحُبُّ البَقاءِ. (3)

10025. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی مُناجاةِ الشّاکِرینَ-:إلهی! أشکو إلَیکَ...عَیناً عَنِ البُکاءِ مِن خَوفِکَ جامِدَةً،وإلی ما یَسُرُّها طامِحَةً. (4)

10026. الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ-:أعوذُ بِکَ مِن قَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن عَینٍ لا تَدمَعُ. (5)

2/4 ما یُرَقِّقُ القَلبَ ویُکثِرُ الدَّمعَةَ

10027. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن فَطَّرَ صائِماً فی رَمَضانَ مِن کَسبٍ حَلالٍ،صَلَّت عَلَیهِ المَلائِکَةُ

ص:60


1- (1) .الدروع الواقیة:ص 196، [1]بحار الأنوار:ج 97 ص 199 ح 3 [2] نحوه.
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 290 ح 6 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،الخصال:ص 243 ح 96 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،مشکاة الأنوار:ص 447 ح 1496 [4] وفیهما«الرزق»بدل«الدنیا»،تحف العقول:ص 47 وزاد فی أوّله«أربع»،کنز الفوائد:ج 2 ص 10 [5] نحوه،بحار الأنوار:ج 70 ص 52 ح 11. [6]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 360 ح 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعاً،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 325 ح 2656 [7] کلاهما عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 12 وفیه«وحب الدنیا من الشقاء»بدل«وحب البقاء»،بحار الأنوار:ج 77 ص 52 ح 3؛ [8]حلیة الأولیاء:ج 6 ص 175،تفسیر القرطبی:ج 1 ص 463 کلاهما عن أنس نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 67 ح 43964.
4- (4) .بحار الأنوار:ج 94 ص 143 [9] نقلاً عن بعض کتب الأصحاب.
5- (5) .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 94 ح 253 عن مُعتِّب و ج 6 ص 37 ح 74 عن یونس بن ظبیان،المزار الکبیر:ص 239 ح 6،فلاح السائل:ص 426 ح 291 [10] کلاهما عن معاویة بن عمّار،بحار الأنوار:ج 98 ص 136.

لَیالِیَ رَمَضانَ کُلَّها،وصافَحَهُ جِبریلُ علیه السلام لَیلَةَ الفِطرِ،ومَن صافَحَهُ جِبریلُ تَکثُرُ دُموعُهُ ویَرِقُّ قَلبُهُ. (1)

10028. الإمام علیّ علیه السلام: أکلُ العَدَسِ یُرِقُّ القَلبَ،ویُکثِرُ الدَّمعَةَ. (2)

10029. الإمام الصادق علیه السلام: شَکا رَجُلٌ إلی نَبِیِّ اللّهِ صلی الله علیه و آله قَساوَةَ القَلبِ،فَقالَ لَهُ:عَلَیکَ بِالعَدَسِ، فَإِنَّهُ یُرِقُّ القَلبَ ویُسرِعُ الدَّمعَةَ. (3)

ص:61


1- (1) .شعب الإیمان:ج 3 ص 419 ح 3955 [1] عن سلمان،کنز العمّال:ج 8 ص 459 ح 23658.
2- (2) .الکافی:ج 6 ص 343 ح 1 [2] عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،المحاسن:ج 2 ص 306 ح 2017 [3] عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه عنه علیهم السلام وفیه«ویسرع»بدل«ویکثر»،بحار الأنوار:ج 66 ص 258 ح 3. [4]
3- (3) .الکافی:ج 6 ص 343 ح 3، [5]المحاسن:ج 2 ص 306 ح 2016 [6] وزاد فی آخره«و قد بارک علیه سبعون نبیاً»وکلاهما عن عبد الرحمن بن زید [بن أسلم]،بحار الأنوار:ج 66 ص 258 ح 2. [7]

ص:62

الفَصلُ الخامِس:آثار البکاء من خشیة اللّه

1/5 تَمحیصُ الذُّنوبِ

10030. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن بَکی مِن خَشیَةِ اللّهِ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ. (1)

10031. عنه صلی الله علیه و آله: مَن بَکی مِن ذَنبٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ،ومَن بَکی [مِن] (2)خَوفِ النّارِ أعاذَهُ اللّهُ مِنها. (3)

10032. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ العَبدَ لَیَمرَضُ المَرَضَ فَیَرِقُّ قَلبُهُ،فَیَذکُرُ بَعضَ ذُنوبِهِ الَّتی سَلَفَت مِنهُ، فَیَقطُرُ مِن عَینَیهِ مِثلُ الذُّبابِ مِنَ الدَّمعِ،فَیُطَهِّرُهُ اللّهُ عز و جل مِن ذُنوبِهِ،فَإِن بَعَثَهُ بَعَثَهُ مُطَهَّراً،وإن قَبَضَهُ قَبَضَهُ مُطَهَّراً. (4)

10033. جامع الأخبار عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن مُؤمِنٍ یَبکی مِن خَشیَةِ اللّهِ تَعالی إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ،وإن کانَت أکثَرَ مِن نُجومِ السَّماءِ،وعَدَدِ قَطَراتِ البِحارِ.ثُمَّ قَرَأَ:

ص:63


1- (1) .کنز العمّال:ج 3 ص 148 ح 5912 نقلاً عن الرافعی عن أنس.
2- (2) .ما بین المعقوفین أثبتناه من مستدرک الوسائل.
3- (3) .إرشاد القلوب:ص 97. [1]
4- (4) .معجم السفر:ص 387 ح 1309،الفردوس:ج 1 ص 196 ح 742 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 3 ص 312 ح 6710.

«فَلْیَضْحَکُوا قَلِیلاً وَ لْیَبْکُوا کَثِیراً جَزاءً بِما کانُوا یَکْسِبُونَ» (1). (2)

10034. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -حینَ سَأَلَهُ رَجُلٌ:مَا الَّذی یَمحو عَنِّی الخَطایا؟-:الدُّموعُ،وَالخُضوعُ، وَالأَمراضُ. (3)

10035. ربیع الأبرار: خَطَبَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله،فَبَکی رَجُلٌ بَینَ یَدَیهِ،فَقالَ:لَو شَهِدَکُم کُلُّ مُؤمِنٍ کانَ عَلَیهِ مِنَ الذُّنوبِ أمثالَ الجِبالِ الرَّواسی،لَغُفِرَ لَهُم بِبُکاءِ هذَا الرَّجُلِ؛وذلِکَ أنَّ المَلائِکَةَ لَهُ (4)تَدعو لَهُ رَحمَةَ اللّهِ،وتقَولُ:اللّهُمَّ شَفِّعِ البَکّائینَ فیمَن لا یَبکی. (5)

10036. الإمام علیّ علیه السلام: بُکاءُ العَبدِ مِن خَشیَةِ اللّهِ یُمَحِّصُ (6)ذُنوبَهُ. (7)

10037. الإمام الحسین علیه السلام: إذا بَکَی العَبدُ مِن خَشیَةِ اللّهِ تَعالی،تَحاتَّت (8)عَنهُ الذُّنوبُ کَما یَتَحاتُّ الوَرَقُ،فَیَبقی کَیَومَ وَلَدَتهُ امُّهُ. (9)

10038. الإمام زین العابدین علیه السلام: ما مِن مُؤمِنٍ ذَرَفَت عَیناهُ مِن خَشیَةِ اللّهِ،إلّاغَفَرَ اللّهُ لَهُ. (10)

10039. عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِستِقالَةِ-:أنتَ الَّذی سَمَّیتَ نَفسَکَ بِالعَفُوِّ فَاعفُ

ص:64


1- (1) .التوبة:82. [1]
2- (2) .جامع الأخبار:ص 259 ح 691. [2]
3- (3) .کنز العمّال:ج 16 ص 129 ح 44154 نقلاً عن الشیخ شمس الدین بن القماح فی مجموع له عن خالد بن الولید.
4- (4) .کذا فی المصدر والظاهر أنّ کلمة«له»زائدة من سهو النسّاخ.
5- (5) .ربیع الأبرار:ج 3 ص 410، [3]الإصابة:ج 6 ص 460 [4] عن الهیثم بن مالک.
6- (6) .تمحیص الذّنوب:أی إزالتها (النهایة:ج 4 ص 302« [5]محص»).
7- (7) .غرر الحکم:ج 3 ص 262 ح 4432 و ص 240 ح 4355 [6] نحوه،عیون الحکم والمواعظ:ص 186 ح 3776 وص 195 ح 3996.
8- (8) .تَحاتَتْ:أی تساقطت (النهایة:ج 1 ص 337«حت»).
9- (9) .إرشاد القلوب:ص 98. [7]
10- (10) .عوالی اللآلی:ج 4 ص 32 ح 113. [8]

عَنّی،قَد تَری یا إلهی فَیضَ دَمعی مِن خیفَتِکَ،ووَجیبَ قَلبی مِن خَشیَتِکَ. (1)

10040. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الرَّجُلَ لَیَکونُ بَینَهُ وبَینَ الجَنَّةِ أکثَرُ مِمّا بَینَ الثَّری وَالعَرشِ لِکَثرَةِ ذُنوبِهِ،فَما هُوَ إلّاأن یَبکِیَ مِن خَشیَةِ اللّهِ عز و جل نَدَماً عَلَیها،حَتّی یَصیرَ بَینَهُ وبَینَها أقرَبُ مِن جَفنِهِ إلی مُقلَتِهِ. (2)

10041. الإمام علیّ علیه السلام: البُکاءُ ثَلاثَةٌ:أحَدُها مِن خَوفِ اللّهِ،ومِن هَربِ الخَطیئَةِ،ومِن خَشیَةِ القَطیعَةِ؛فَأَمَّا الأَوَّلُ فَهُوَ کَفّارَةُ الذُّنوبِ،وَالثّانی فَهُوَ طَهارَةُ العُیوبِ،وَالثّالِثُ فَهُوَ الوِلایَةُ مَعَ رِضاءِ المَحبوبِ.

فَثَمَرَةُ کَفّارَةِ الذُّنوبِ النَّجاةُ مِنَ العُقوباتِ،وثَمَرَةُ طَهارَةِ العُیوبِ النَّعیمُ المُقیمُ، وَالدَّرَجَةُ العُلیا،وثَمَرَةُ الوِلایَةِ مَعَ رِضاءِ المَحبوبِ الرُّؤیَةُ وَالزِّیادَةُ. (3)

2/5 نورُ القَلبِ

10042. الإمام علیّ علیه السلام: البُکاءُ مِن خَشیَةِ اللّهِ یُنیرُ القَلبَ،ویَعصِمُ مِن مُعاوَدَةِ الذَّنبِ. (4)

10043. الإمام الصادق علیه السلام: طَلَبتُ نورَ القَلبِ فَوَجَدتُهُ فِی التَّفَکُّرِ وَالبُکاءِ. (5)

ص:65


1- (1) .الصحیفة السجادیة:ص 68 الدعاء 16، [1]المزار الکبیر:ص 157،مصباح الزائر:ص 76، [2]المزار للشهید الاوّل:ص 229 ولیس فیه صدره إلی«بالعفو»،بحار الأنوار:ج 100 ص 409 ح 66. [3]
2- (2) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 3 ح 4 [4] عن أحمد بن الحسن الحسینی عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،روضة الواعظین:ص 495، [5]بحار الأنوار:ج 93 ص 329 ح 4. [6]
3- (3) .المواعظ العددیة:ص 359.
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 111 ح 2016، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 21 ح 119.
5- (5) .مستدرک الوسائل:ج 12 ص 173 ح 13810 [8] نقلاً عن مجموعة الشهید.

3/5 رَحمَةُ اللّهِ

10044. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَو أنَّ باکِیاً بَکی فی امَّةٍ،لَرَحِمَ اللّهُ تِلکَ الاُمَّةَ لِبُکائِهِ. (1)

10045. عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءٍ عَلَّمَهُ عَلِیّاً علیه السلام-:یا مُنزِلَ البَرَکاتِ،یا راحِمَ العَبَراتِ،یا مُقیلَ العَثَراتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا وَلِیَّ الحَسَناتِ. (2)

10046. الإمام علیّ علیه السلام: البُکاءُ مِن خَشیَةِ اللّهِ مِفتاحُ الرَّحمَةِ. (3)

10047. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی زِیارَةِ قَبرِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-:اللّهُمَّ...وعَبرَةُ مَن بَکی مِن خَوفِکَ مَرحومَةٌ. (4)

10048. الإمام العسکری علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الصَّباحِ-:اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وعَجِّل فَرَجی،وأَقِل عَثرَتی،وَارحَم عَبرَتی. (5)

ص:66


1- (1) .إرشاد القلوب:ص 96، [1]الکافی:ج 2 ص 482 ح 2 [2] نحوه وص 481 ح 1،ثواب الأعمال:ص 200 ح 1 وفیهما«لرحموا»بدل«لرحم اللّه...»والثلاثة الأخیرة عن محمّد بن مروان عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 93 ص 331 ح 14، [3]شعب الإیمان:ج 1 ص 495 ح 811 [4] عن مسلم بن یسار وفیه«من الامم رحموا»بدل«لرحم اللّه...»،البدایة والنهایة:ج 9 ص 312 [5] عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 147 ح 5907.
2- (2) .مهج الدعوات:ص 195 [6]عن الإمام الحسین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 95 ص 399 ح 33. [7]
3- (3) .غرر الحکم:ج 2 ص 121 ح 2051. [8]
4- (4) .مصباح المتهجّد:ص 739 ح 830، [9]الإقبال:ج 2 ص 274 [10] کلاهما عن جابر الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام،کامل الزیارات:ص 93 ح 93 [11] عن علی بن مهدی بن صدقة الرقّی عن الإمام الرضا عن أبیه عن جدّه عنه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 100 ص 264 ح 2.
5- (5) .مهج الدعوات:ص 333، [12]مصباح المتهجّد:ص 230 ح 337، [13]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 63 کلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 101 ص 324 ح 8 [14] نقلاً عن المزار للمفید وکلاهما نحوه.

4/5 رِضوانُ اللّهِ

10049. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ إبراهیمَ النَّبِیَّ علیه السلام قالَ:إلهی! ما لِعَبدٍ بَلَّ وَجهَهُ بِالدُّموعِ مِن مَخافَتِکَ؟

قالَ اللّهُ تَعالی:جَزاؤُهُ مَغفِرَتی ورِضوانی یَومَ القِیامَةِ. (1)

5/5 حُبُّ اللّهِ

10050. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی یُحِبُّ کُلَّ باکٍ حَزینٍ. (2)

10051. مستدرک الوسائل: قالَ اللّهُ تَعالی لِداودَ علیه السلام:اُدعُنی بِهذَا الاِسمِ:یا حَبیبَ البَکّائینَ. (3)

10052. الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکرِ حَدیثِ مِعراجِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:قالَ اللّهُ تَعالی:...یا أحمَدُ،لَیسَ کُلُّ مَن قالَ:«اُحِبُّ اللّهَ»أحَبَّنی ! حَتّی یَأخُذَ قوتاً،ویَلبَسَ دوناً،ویَنامَ سُجوداً، ویُطیلَ قِیاماً،ویَلزَمَ صَمتاً،ویَتَوَکَّلَ عَلَیَّ،ویَبکِیَ کَثیراً،ویُقِلَّ ضِحکاً،ویُخالِفَ هَواهُ،ویَتَّخِذَ المَسجِدَ بَیتاً. (4)

10053. الکافی عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ [الرِّضا علیه السلام ]:جُعِلتُ فِداکَ، إنّی قَد سَأَلتُ اللّهَ حاجَةً مُنذُ کَذا وکَذا سَنَةً،وقَد دَخَلَ قَلبی مِن إبطائِها شَیءٌ.

ص:67


1- (1) .عدّة الداعی:ص 160، [1]الجعفریّات:ص 240 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 96 ح 2274 من دون اسناد إلی الإمام الباقر علیه السلام ولیس فیهما«یوم القیامة»،بحار الأنوار:ج 93 ص 334 ح 25؛الدعاء للطبرانی: [2]ص 370 ح 1227 عن امیة بن صفوان نحوه.
2- (2) .أعلام الدین:ص 146، [3]إرشاد القلوب:ص 96. [4]
3- (3) .مستدرک الوسائل:ج 11 ص 240 ح 12856 [5] نقلا عن القطب الراوندی فی لب اللّباب.
4- (4) .إرشاد القلوب:ص 199-205، [6]بحار الأنوار:ج 77 ص 30 ح 6. [7]

فَقالَ علیه السلام:یا أحمَدُ،إیّاکَ وَالشَّیطانَ أن یَکونَ لَهُ عَلَیکَ سَبیلٌ حَتّی یُقَنِّطَکَ (1)! إنَّ أبا جَعفَرٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،کانَ یَقولُ:«إنَّ المُؤمِنَ یَسأَلُ اللّهَ عز و جل حاجَةً،فَیُؤَخِّرُ عَنهُ تَعجیلَ إجابَتِهِ حُبّاً لِصَوتِهِ وَاستِماعِ نَحیبِهِ». (2)

10054. الإمام علیّ علیه السلام: یا أحنَفُ،إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ أحَبَّ أقواماً...قاموا إلی صَلاتِهِم مُعوِلینَ باکینَ تارَةً،واُخری مُسَبِّحینَ،یَبکونَ فی مَحاریبِهِم ویَرِنّونَ،یَصطَفّونَ لَیلَةً مُظلِمَةً بَهماءَ یَبکونَ. (3)

6/5 إجابَةُ الدُّعاءِ

10055. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: البُکاءُ مِن خَشیَةِ اللّهِ مِفتاحُ الرَّحمَةِ،وعَلامَةُ القَبولِ،وبابُ الإِجابَةِ. (4)

10056. عنه صلی الله علیه و آله: بُکاءُ العُیونِ وخَشیَةُ القُلوبِ بِرَحمَةِ اللّهِ عز و جل،فَإِذا وَجَدتُموها فَاغتَنِمُوا الدُّعاءَ. (5)

10057. الإمام الباقر علیه السلام: اطلُبِ الإِجابَةَ عِندَ اقشِعرارِ الجِلدِ،وعِندَ إفاضَةِ العَبرَةِ،وعِندَ قَطرِ المَطَرِ،وإذا کانَتِ الشَّمسُ فی کَبِدِ السَّماءِ أو قَد زاغَت (6). (7)

ص:68


1- (1) .القنوط:وهو أشدّ الیأس من الشیء (النهایة:ج 4 ص 113« [1]قنط»).
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 488 ح 1، [2]قرب الإسناد:ص 385 ح 1358، [3]عدّة الداعی:ص 187، [4]بحار الأنوار:ج 93 ص 367 ح 1. [5]
3- (3) .صفات الشیعة:ص 119 ح 63 عن محمّد بن الحنفیّة،بحار الأنوار:ج 7 ص 219 ح 132. [6]
4- (4) .إرشاد القلوب:ص 98. [7]
5- (5) .الفردوس:ج 2 ص 21 ح 2138؛مکارم الأخلاق:ج 2 ص 96 ح 2271 [8] کلاهما عن الإمام علی علیه السلام وفیه«من رحمة اللّه»بدل«برحمة اللّه»،بحار الأنوار:ج 93 ص 336 ح 30. [9]
6- (6) .زاغَت:أی مالت عن مکانها (النهایة:ج 2 ص 324« [10]زیغ»).
7- (7) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 96 ح 2275، [11]بحار الأنوار:ج 93 ص 346 ح 9. [12]

10058. عنه علیه السلام: إنَّ التَّضَرُّعَ (1)وَالصَّلاةَ مِنَ اللّهِ تَعالی بِمَکانٍ،إذا کانَ العَبدُ ساجِداً للّهِ ِ،فَإِن سالَت دُموعُهُ فَهُنالِکَ تَنزِلُ الرَّحمَةُ،فَاغتَنِموا فی تِلکَ السّاعَةِ المَسأَلَةَ وطَلَبَ الحاجَةِ،ولا تَستَکثِروا شَیئاً مِمّا تَطلُبونَ،فَما عِندَ اللّهِ أکثَرُ مِمّا تُقَدِّرونَ. (2)

10059. الکافی عن علیّ بن أبی حمزة: قالَ أبو عبد اللّه علیه السلام لِأَبی بَصیرٍ:إن خِفتَ أمراً یَکونُ، أو حاجَةً تُریدُها،فَابدَأ بِاللّهِ ومَجِّدهُ،وأَثنِ عَلَیهِ کَما هُوَ أهلُهُ،وصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله، وسَل حاجَتَکَ،وتَباکَ،ولَو مِثلَ رَأسِ الذُّبابِ؛إنَّ أبی علیه السلام کانَ یَقولُ:إنَّ أقرَبَ ما یَکونُ العَبدُ مِنَ الرَّبِّ عز و جل وَ هُوَ ساجِدٌ باکٍ. (3)

10060. الإمام الصادق علیه السلام: إذَا اقشَعَرَّ جِلدُکَ ودَمَعَت عَیناکَ،فَدونَکَ دونَکَ،فَقَد قُصِدَ قَصدُکَ. (4)

10061. الکافی عن إسحاق بن عمّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أکونُ أدعو فَأَشتَهِی البُکاءَ ولا یَجیؤُنی،ورُبَّما ذَکَرتُ بَعضَ مَن ماتَ مِن أهلی فَأَرِقُّ وأَبکی،فَهَل یَجوزُ ذلِکَ؟

فَقالَ:نَعَم فَتَذَکَّرهُم،فَإِذا رَقَقتَ فَابکِ وَادعُ رَبَّکَ تَبارَکَ وتَعالی. (5)

7/5 سُرورُ القِیامَةِ

10062. ربیع الأبرار عن أنس: ذَکَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله النّارَ وبَینَ یَدَیهِ حَبَشِیٌّ اشتَدَّ بُکاؤُهُ،فَنَزَلَ

ص:69


1- (1) .التّضرّع:التذلّل والمبالغة فی السؤال والرغبة (النهایة:ج 3 ص 85«ضرع»).
2- (2) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 97 ح 2275، [1]بحار الأنوار:ج 93 ص 346 ح 9. [2]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 483 ح 10، [3]عدّة الداعی:ص 161، [4]بحار الأنوار:ج 93 ص 334 ح 25. [5]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 478 ح 8، [6]الخصال:ص 82 ح 6،عدّة الداعی:ص 154 [7] وزاد فیه«ووجل قلبک»بعد«عیناک»،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 14 ح 2021 [8] وفیه«نجح»بدل«قصد»،بحار الأنوار:ج 93 ص 344 ح 5. [9]
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 483 ح 7، [10]عدّة الداعی:ص 160، [11]بحار الأنوار:ج 93 ص 334 ح 25. [12]

جِبریلُ فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ:وعِزَّتی وجَلالی وکَرَمی وسَعَةِ رَحمَتی،لا تَبکی عَینُ عَبدٍ فِی الدُّنیا إلّاأکثَرتُ ضِحکَهُ فِی الآخِرَةِ. (1)

10063. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کُلُّ عَینٍ باکِیَةٌ یَومَ القِیامَةِ إلّاثَلاثَ أعیُنٍ:عَینٌ بَکَت مِن خَشیَةِ اللّهِ، وعَینٌ غَضَّت عَن مَحارِمِ اللّهِ،وعَینٌ باتَت ساهِرَةً فی سَبیلِ اللّهِ. (2)

10064. الإمام الصادق علیه السلام: کُلُّ عَینٍ باکِیَةٌ یَومَ القِیامَةِ إلّاثَلاثَةً:عَینٌ غَضَّت عَن مَحارِمِ اللّهِ، وعَینٌ سَهَرَت فی طاعَةِ اللّهِ،وعَینٌ بَکَت فی جَوفِ اللَّیلِ مِن خَشیَةِ اللّهِ. (3)

10065. کشف الغمّة عن یوسف بن أسباط: حَدَّثَنی أبی قالَ:دَخَلتُ مَسجِدَ الکوفَةِ فَإِذا شابٌّ یُناجی رَبَّهُ،وهُوَ یَقولُ فی سُجودِهِ:سَجَدَ وَجهی مُتَعَفِّراً فِی التُّرابِ لِخالِقی وحُقَّ لَهُ.فَقُمتُ إلَیهِ فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ،فَلَمَّا انفَجَرَ الفَجرُ نَهَضتُ إلَیهِ فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،تُعَذِّبُ نَفسَکَ وقَد فَضَّلَکَ اللّهُ بِما فَضَّلَکَ؟!

فَبَکی،ثُمَّ قالَ:حَدَّثَنی عَمرُو بنُ عُثمانَ عَن اسامَةَ بنِ زَیدٍ قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:کُلُّ عَینٍ باکِیَةٌ یَومَ القِیامَةِ إلّاأربَعَ (4)أعیُنٍ:عَینٌ بَکَت مِن خَشیَةِ اللّهِ،وعَینٌ فُقِئَت فی سَبیلِ اللّهِ،وعَینٌ غَضَّت عَن مَحارِمِ اللّهِ،وعَینٌ باتَت ساهِرَةً ساجِدَةً، یُباهی بِهَا اللّهُ المَلائِکَةَ،یَقولُ:اُنظُروا إلی عَبدی! روحُهُ عِندی وجَسَدُهُ فی طاعَتی؛

ص:70


1- (1) .ربیع الأبرار:ج 3 ص 403. [1]
2- (2) .الخصال:ص 98 ح 46،ثواب الأعمال:ص 211 ح 1 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 318 ح 942 من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله،الکافی:ج 2 ص 80 ح 2 [2] عن ابراهیم بن عمر الیمانی عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 93 ص 329 ح 8؛ [3]حلیة الأولیاء:ج 3 ص 163 عن أبی هریرة نحوه.
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 482 ح 4 [4] عن صالح بن رزین و محمد بن مروان،الزهد للحسین بن سعید:ص 77 ح 206 [5] عن صالح بن رزین،عدّة الداعی:ص 157، [6]بحار الأنوار:ج 93 ص 332 ح 21. [7]
4- (4) .فی المصدر:«أربعة»،والصواب ما أثبتناه.

قَد جافی (1)بَدَنَهُ عَنِ المضَاجِعِ،یَدعونی خَوفاً مِن عَذابی،وطَمَعاً فی رَحمَتی، اشهَدوا أنّی قَد غَفَرتُ لَهُ. (2)

10066. الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن عَینٍ إلّاوهِیَ باکِیَةٌ یَومَ القِیامَةِ،إلّاعَیناً بَکَت مِن خَوفِ اللّهِ. (3)

10067. عنه علیه السلام: کَم مِمَّن کَثُرَ ضِحکُهُ لاعِباً یَکثُرُ یَومَ القِیامَةِ بُکاؤُهُ،وکَم مِمَّن کَثُرَ بُکاؤُهُ عَلی ذَنبِهِ خائِفاً یَکثُرُ یَومَ القِیامَةِ فِی الجَنَّةِ سُرورُهُ وضِحکُهُ. (4)

8/5 أمنُ القِیامَةِ

10068. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا کَلَّمَ اللّهُ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام،قالَ موسی:...إلهی ! ما جَزاءُ مَن دَمَعَت عَیناهُ مِن خشیَتِکَ؟

قالَ:یا موسی،آمَنُ وَجهَهُ مِن حَرِّ النّارِ،واُؤمِنُهُ (5)یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ. (6)

ص:71


1- (1) .الجَفَاءُ:البُعد عن الشیء،جفاه:بَعُدَ عنه (النهایة:ج 1 ص 280« [1]جفا»).
2- (2) .کشف الغمّة:ج 2 ص 311،بحار الأنوار:ج 46 ص 99 ح 88؛ [2]کنز العمّال:ج 15 ص 872 ح 43468 نقلاً عن الرافعی عن اسامة بن زید نحوه وفیه من«کلّ عین باکیة یوم القیامة...».
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 482 ح 2 [3] عن محمّد بن مروان،عدّة الداعی:ص 157، [4]وسائل الشیعة:ج 15 ص 227 ح 20344. [5]
4- (4) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 3 ح 6 [6] عن أحمد بن الحسن الحسینی عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 93 ص 329 ح 5. [7]
5- (5) .فی المصدر:«واومن»،والتصویب من الأمالی للصدوق ومکارم الأخلاق. [8]
6- (6) .فضائل الأشهر الثلاثة:ص 88 ح 68 [9] عن زیاد بن المنذر،الأمالی للصدوق:ص 277 ح 307 [10] عن عبد العظیم بن عبد اللّه الحسنی عن الإمام الهادی علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 94 ح 2265 [11] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،عدّة الداعی:ص 157 [12] عن الإمام علی علیه السلام وفی الثلاثة الأخیرة«أقی»بدل«آمن»،بحار الأنوار:ج 13 ص 328 ح 4. [13]

10069. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن خَرَجَ مِن عَینَیهِ مِثلُ الذُّبابِ مِنَ الدَّمعِ مِن خَشیَةِ اللّهِ،آمَنَهُ اللّهُ بِهِ یَومَ الفَزَعِ الأَکبَرِ. (1)

10070. عنه صلی الله علیه و آله: سَبعَةٌ یُظِلُّهُمُ اللّهُ عز و جل فی ظِلِّهِ یَومَ لا ظِلَّ إلّاظِلُّهُ...ورَجُلٌ ذَکَرَ اللّهَ عز و جل خالِیاً فَفاضَت عَیناهُ مِن خَشیَةِ اللّهِ عز و جل. (2)

10071. مستدرک الوسائل: فی بَعضِ الکُتُبِ-أیِ السَّماوِیَّةِ-:وعِزَّتی! لا یَبکِیَنَّ عَبدٌ مِن خَشیَتی،إلّاأجَرتُهُ (3)مِن نَقِمَتی وأَبدَلتُهُ ضِحکاً. (4)

9/5 إطفاءُ نارِ جَهَنَّمَ

10072. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن شَیءٍ إلّالَهُ مِقدارٌ و میزانٌ،إلَّاالدَّمعَةُ فَإِنَّهُ یُطفَأُ بِها بِحارٌ مِنَ النّارِ. (5)

10073. عنه صلی الله علیه و آله: البُکاءُ مِن خَشیَةِ اللّهِ یُطفِئُ بِحاراً مِن غَضَبِ اللّهِ. (6)

ص:72


1- (1) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 95 ح 2268، [1]جامع الأخبار:ص 261 ح 707؛ [2]کنز العمّال:ج 3 ص 148 ح 5910 نقلاً عن ابن النجّار عن أنس نحوه.
2- (2) .الخصال:ص 343 ح 7 عن أبی سعید الخدری أو أبی هریرة و ح 8 عن ابن عباس،بحار الأنوار:ج 26 ص 261 ح 41؛ [3]صحیح البخاری:ج 6 ص 2496 ح 6421،صحیح مسلم:ج 2 ص 715 ح 91،سنن الترمذی:ج 4 ص 598 ح 2391،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 440 ح 9671 [4] لیس فیها«من خشیة اللّه»وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 15 ص 904 ح 43561.
3- (3) .تُجِیرُه:أی تُؤمِّنهُ (النهایة:ج 1 ص 313«جور»).
4- (4) .مستدرک الوسائل:ج 11 ص 241 ح 12862 [5] نقلاً عن لبّ اللباب.
5- (5) .شعب الإیمان:ج 1 ص 495 ح 811، [6]المصنّف لعبد الرزاق:ج 11 ص 189 ح 20292 کلاهما عن مسلم بن یسار،کنز العمّال:ج 3 ص 147 ح 5907؛
6- (6) .إرشاد القلوب:ص 96، [7]فلاح السائل:ص 466 ح 315 عن حبّة العرنی عن الإمام علی علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 87 ص 201 ح 9.

10074. المواعظ العددیة: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:أتَأذَنُ لی أن أتَمَنِّیَ المَوتَ؟ فَقالَ صلی الله علیه و آله:المَوتُ شَیءٌ لا بُدَّ مِنهُ،وسَفَرٌ طَویلٌ یَنبَغی لِمَن أرادَهُ أن یَرفَعَ عَشرَ هَدایا -إلی أن قالَ صلی الله علیه و آله-:وهَدِیَّةُ مالِکٍ (1)أربَعَةُ أشیاءَ:البُکاءُ مِن خَشیَةِ اللّهِ،وصَدَقَةُ السِّرِّ، وتَرکُ المَعاصی،وبِرُّ الوالِدَینِ. (2)

10075. الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن شَیءٍ إلّاولَهُ کَیلٌ ووَزنٌ،إلَّاالدُّموعُ؛فَإِنَّ القَطرَةَ تُطفِئُ بِحاراً مِن نارٍ،فَإِذَا اغرَورَقَتِ العَینُ بِمائِها لَم یَرهَق (3)وَجهاً قَتَرٌ (4)ولا ذِلَّةٌ،فَإِذا فاضَت حَرَّمَهُ اللّهُ عَلَی النّارِ.ولَو أنَّ باکِیاً بَکی فی امَّةٍ لَرُحِموا. (5)

10076. عنه علیه السلام: ما مِن شَیءٍ إلّاولَهُ کَیلٌ ووَزنٌ،إلَّاالدَّمعَةُ؛فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یُطفِئُ بِالیَسیرِ مِنهَا البِحارَ مِنَ النّارِ،فَلَو أنَّ عَبداً بَکی فی امَّةٍ لَرَحِمَ اللّهُ عز و جل تِلکَ الاُمَّةَ بِبُکاءِ ذلِکَ العَبدِ. (6)

10077. الدر المنثور عن أبی حازم: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله نَزَلَ عَلَیهِ جِبریلُ وعِندَهُ رَجُلٌ یَبکی،فَقالَ:

مَن هذا؟قالَ:فُلانٌ.قالَ جِبریلُ:إنّا نَزِنُ أعمالَ بَنی آدَمَ کُلَّها إلَّاالبُکاءَ؛فَإِنَّ اللّهَ یُطفِئُ بِالدَّمعَةِ نُهوراً مِن نیرانِ جَهَنَّمَ. (7)

ص:73


1- (1) .أی خازن النار.
2- (2) .المواعظ العددیة:ص 366،مستدرک الوسائل:ج 7 ص 185 ح 7989. [1]
3- (3) .رهِقَهُ:أی غَشِیَهُ (النهایة:ج 2 ص 283«رهق»).
4- (4) .القَتْرُ:تقلیل النفقة،ومُقْتِرٌ:فقیر (مفردات ألفاظ القرآن:ص 655« [2]قتر»).
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 481 ح 1 و ص 482 ح 5، [3]ثواب الأعمال:ص 200 ح 1 کلّها عن محمد بن مروان،عدّة الداعی:ص 157، [4]بحار الأنوار:ج 93 ص 331 ح 14. [5]
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 482 ح 2 [6] عن محمّد بن مروان،عدّة الداعی:ص 158،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 317 [7] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 122 ح 16 [8] عن الإمام الباقر علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 93 ص 335 ح 28. [9]
7- (7) .الدرّ المنثور:ج 5 ص 347 [10] نقلاً عن أحمد فی الزهد. [11]

10078. مستدرک الوسائل: رُوِیَ أنَّ النّارَ تَزفِرُ (1)زَفرَةً یَومَ القِیامَةِ،یَجثُو الخَلائِقُ عَلی رُکبَتِهِم، فَیَجیءُ جَبرَئیلُ بِقَدَحٍ مِنَ الماءِ یَضرِبُهُ عَلی وَجهِها فَتَنصَرِفُ،فَیَقولُ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله:یا جَبرَئیلُ،مِن أینَ هذَا الماءُ؟قالَ:إنَّها مِن دُموعِ العُصاةِ. (2)

10079. مستدرک الوسائل: رُوِیَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله إذا رَأی بُروزَ جَهَنَّمَ یَقولُ:«یا رَبِّ! اصرِفِ النّارَ عَن امَّتی»،فَلا یُصرَفُ،حَتّی لَحِقَ بُکاءُ العاصینَ،فَیَرجِعُ أسرَعَ مِن طَرفَةِ عَینٍ. (3)

10/5 النَّجاةُ مِنَ النّارِ

10080. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: البُکاءُ مِن خَشیَةِ اللّهِ النَّجاةُ مِنَ النّارِ. (4)

10081. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ اغرَورَقَت عَیناهُ بِمائِها إلّاحَرَّمَ اللّهُ ذلِکَ الجَسَدَ عَلَی النّارِ،وما فاضَت عَینٌ مِن خَشیَةِ اللّهِ إلّالَم یَرهَق ذلِکَ الوَجهُ قَتَرٌ ولا ذِلَّةٌ. (5)

10082. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ یَخرُجُ مِن عَینَیهِ دُموعٌ،وإن کانَ مِثلَ رَأسِ الذُّبابِ مِن خَشیَةِ اللّهِ،ثُمَّ تُصیبُ شَیئاً مِن حُرِّ وَجهِهِ،إلّاحَرَّمَهُ اللّهُ عَلَی النّارِ. (6)

10083. عنه صلی الله علیه و آله: حُرِّمَتِ النّارُ عَلی عَینٍ دَمَعَت أو بَکَت مِن خَشیَةِ اللّهِ،وحُرِّمَتِ النّارُ

ص:74


1- (1) .زفرت النار:سمع لتوقّدها صوت وهو زفیرها (تاج العروس:ج 6 ص 465« [1]زفر»).
2- (2) .مستدرک الوسائل:ج 11 ص 241 ح 12865 [2] نقلاً عن لبّ اللباب.
3- (3) .مستدرک الوسائل:ج 11 ص 241 ح 12864 [3] نقلاً عن لبّ اللباب.
4- (4) .شعب الإیمان:ج 5 ص 388 ح 7040، [4]الفردوس:ج 4 ص 238 ح 6714 کلاهما عن عائشة،کنز العمّال:ج 16 ص 123 ح 4144؛جامع الأحادیث القمّی:ص 64،جامع الأخبار:ص 259 ح 689.
5- (5) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 121 ح 15، [5]مجمع البیان:ج 5 ص 158 کلاهما عن الفضیل بن یسار عن الإمام الباقر علیه السلام،الکافی:ج 2 ص 482 ح 2 [6] عن محمد بن مروان عن الإمام الصادق علیه السلام،الأمالی للمفید:ص 143 ح 1 عن محمد بن مروان عن الإمام الباقر علیه السلام وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 93 ص 335 ح 29. [7]
6- (6) .سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1404 ح 4197 تنبیه الغافلین:ص 563 ح 914، [8]حلیة الأولیاء:ج 4 ص 266 کلّها عن ابن مسعود؛إرشاد القلوب:ص 97 [9] کلّها نحوه.

عَلی عَینٍ سَهَرَت فی سَبیلِ اللّهِ. (1)

10084. عنه صلی الله علیه و آله: حُرِّمَ عَلی عَینَینِ أن تَنالَهُمَا النّارُ:عَینٌ بَکَت مِن خَشیَةِ اللّهِ،وعَینٌ باتَت تَحرُسُ الإِسلامَ وأَهلَهُ مِن أهلِ الکُفرِ. (2)

10085. عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثَةُ (3)أعیُنٍ لا تَمَسُّهَا النّارُ:عَینٌ فُقِئَت فی سَبیلِ اللّهِ،وعَینٌ حَرَسَت فی سَبیلِ اللّهِ،وعَینٌ بَکَت مِن خَشیَةِ اللّهِ. (4)

10086. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَرَی النّارَ عَینٌ بَکَت مِن خَشیَةِ اللّهِ،ولا عَینٌ سَهَرَت فی طاعَةِ اللّهِ،ولا عَینٌ غَضَّت عَن مَحارِمِ اللّهِ. (5)

10087. عنه صلی الله علیه و آله: مَن دَمَعَت عَیناهُ مِن خَشیَةِ اللّهِ،لَن یَلِجَ النّارَ أبَداً. (6)

10088. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَلِجُ النّارَ رَجُلٌ بَکی مِن خَشیَةِ اللّهِ،حَتّی یَعودَ اللَّبَنُ فِی الضَّرعِ. (7)

ص:75


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 99 ح 17213، [1]السنن الکبری للنسائی:ج 5 ص 273 ح 8869، [2]سنن الدارمی:ج 2 ص 648 ح 2311، [3]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 93 ح 2432 کلّها عن أبی ریحانة،کنز العمّال:ج 4 ص 297 ح 10575؛الأمان:ص 134 [4] عن أبی ریحانة،بحار الأنوار:ج 22 ص 117 ح 88. [5]
2- (2) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 92 ح 2431،التاریخ الکبیر:ج 8 ص 50 الرقم 436،المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 422 ح 1447 کلها عن أبی هریرة،سنن الترمذی:ج 4 ص 175 ح 1639 [6] عن ابن عباس نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 141 ح 5877.
3- (3) .هکذا فی المصدر،ولعلّها کانت فی الأصل:«ثلاث»وصحّفت.
4- (4) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 92 ح 2430 عن أبی هریرة،المعجم الکبیر:ج 19 ص 416 ح 1003 عن بهز بن حکیم عن أبیه عن جدّه نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 814 ح 43238.
5- (5) .إرشاد القلوب:ص 97؛ [7]تهذیب الکمال:ج 12 ص 525 الرقم 2751 عن ابن عبّاس نحوه.
6- (6) .اُسد الغابة:ج 2 ص 458 الرقم 2042، [8]المعجم الکبیر:ج 6 ص 57 ح 5502 وزاد فیه«لم یحل له أن»قبل«یلج النار»وزاد فی آخره«إلّا تحلة الرحمن»وکلاهما عن سعد بن المدحاس،کنز العمّال:ج 10 ص 216 ح 29145.
7- (7) .سنن الترمذی:ج 4 ص 171 ح 1633 و ص 555 ح 2311، [9]سنن النسائی:ج 6 ص 12،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 576 ح 10565 [10] کلّها عن أبی هریرة،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 289 ح 7667،کنز العمّال:ج 3 ص 143 ح 5887؛عدّة الداعی:ص 155. [11]

10089. تاریخ بغداد عن زید بن أرقم: إنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله:بِمَ أتَّقِی النّارَ؟قالَ:

بِدُموعِ عَینَیکَ؛فَإِنَّ عَیناً بَکَت مِن خَشیَةِ اللّهِ لا تَأکُلُهَا النّارُ. (1)

10090. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن ذَکَرَ اللّهَ فَفاضَت عَیناهُ مِن خَشیَةِ اللّهِ حَتّی یُصیبَ الأَرضَ مِن دُموعِهِ،لَم یُعَذِّبهُ اللّهُ تَعالی یَومَ القِیامَةِ. (2)

10091. عنه صلی الله علیه و آله: مَن بَکی عَلی ذَنبِهِ حَتّی تَسیلَ دُموعُهُ عَلی لِحیَتِهِ،حَرَّمَ اللّهُ دیباجَةَ (3)وَجهِهِ عَلَی النّارِ. (4)

10092. الأمالی للصدوق عن عبد الرحمن بن سمرة: کُنّا عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَوماً،فَقالَ:إنّی رَأَیتُ البارِحَةَ عَجائِبَ.قالَ:فَقُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،و ما رَأَیتَ؟! حَدِّثنا بِهِ فِداکَ أنفُسُنا وأَهلونا وأَولادُنا.

فَقالَ:...ورَأَیتُ رَجُلاً مِن امَّتی قَد هَوی فِی النّارِ،فَجاءَتهُ دُموعُهُ الَّتی بَکی مِن خَشیَةِ اللّهِ فَاستَخرَجَتهُ مِن ذلِکَ. (5)

10093. الإمام علیّ علیه السلام: لَمّا کَلَّمَ اللّهُ موسی علیه السلام قالَ:إلهی! ما جَزاءُ مَن دَمَعَت عَیناهُ مِن خَشیَتِکَ؟

ص:76


1- (1) .تاریخ بغداد:ج 8 ص 362 الرقم 4460، [1]کنز العمّال:ج 15 ص 795 ح 43158.
2- (2) .المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 289 ح 7668،المعجم الأوسط:ج 6 ص 196 ح 6171 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 1 ص 425 ح 1830.
3- (3) .دِیباجَةُ الوَجْه:حُسْنُ بَشَرَته (تاج العروس:ج 3 ص 358« [2]دبج»).
4- (4) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 95 ح 2267، [3]روضة الواعظین:ص 495، [4]بحار الأنوار:ج 93 ص 335 ح 30. [5]
5- (5) .الأمالی للصدوق:ص 301 ح 342، [6]فضائل الاشهر الثلاثة:ص 112 ح 107 [7] عن عبد الرحمن بن هبیرة،بحار الأنوار:ج 7 ص 290 ح 1؛ [8]تفسیر ابن کثیر:ج 4 ص 421، [9]کنز العمّال:ج 15 ص 926 ح 43592 نقلاً عن الحکیم و شعب الإیمان نحوه.

قالَ:یا موسی،أقی وَجهَهُ مِن حَرِّ النّارِ. (1)

11/5 دَرَجاتُ الجَنَّةِ

10094. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إنَّهُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ نادی مُنادٍ مِن بُطنانِ (2)العَرشِ:...أینَ المُتَحابّونَ فِی اللّهِ؟أینَ المُتَباذِلونَ فِی اللّهِ؟أینَ المُؤثِرونَ عَلی أنفُسِهِم؟...أینَ الَّذینَ یَبکونَ مِن خَشیَةِ اللّهِ؟ «لا خَوْفٌ عَلَیْکُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ» (3)،أینَ رُفَقاءُ النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله؟آمِنوا وقَرُّوا عَیناً «اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُکُمْ تُحْبَرُونَ» (4). (5)

10095. عنه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ عَلَیکَ بِالبُکاءِ مِن خَشیَةِ اللّهِ،یَبنی لَکَ بِکُلِّ قَطرَةٍ بَیتاً فِی الجَنَّةِ. (6)

10096. عنه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،اُوصیکَ فی نَفسِکَ بِخِصالٍ فَاحفَظها عَنّی،ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ أعِنهُ،أمَّا الاُولی:فَالصِّدقُ،ولا تَخرُجَنَّ مِن فیکَ کَذِبَةٌ أبَداً.وَالثّانِیَةُ:الوَرَعُ (7)،

ص:77


1- (1) .عدّة الداعی:ص 157، [1]الأمالی للصدوق:ص 277 ح 307 [2] عن عبد العظیم بن عبد اللّه الحسین عن الإمام الهادی علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 94 ح 2265 [3] من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام وفی أوّله«و قال موسی علیه السلام:یا إلهی ما جزاء...»،بحار الأنوار:ج 13 ص 328 ح 4؛ [4]الدر المنثور:ج 7 ص 173 [5] نقلاً عن أحمد عن أبی الجعد،کنز العمّال:ج 15 ص 871 ح 43466 نقلاً عن ابن عساکر والدیلمی عن ابن مسعود وکلاهما نحوه وفیهما«داود علیه السلام»بدل«موسی علیه السلام».
2- (2) .بُطنان العرش:أی من وسطه،وقیل من أصله (النهایة:ج 1 ص 137« [6]بطن»).
3- (3) .الأعراف:49. [7]
4- (4) .الزخرف:70. [8]ویُحْبَرُون:أی یفرحون (مفردات ألفاظ القرآن:ص 216«حبر»).
5- (5) .تفسیر فرات:ص 408 ح 547 [9] عن عبد اللّه بن الحسین عن أبیه عن جدّه عن الإمام علی علیه السلام،بحار الأنوار:ج 7 ص 211 ح 108. [10]
6- (6) .إرشاد القلوب:ص 96 [11] وص 154 وفی أوّله«علیکم بالبکاء...»وفیه«ألف بیت»بدل«بیتاً».
7- (7) .الوَرَعُ:الکفّ عن المحارم والتحرّج عنه (النهایة:ج 5 ص 174« [12]ورع»).

ولا تَجتَرِئ عَلی خِیانَةٍ أبَداً.وَالثّالِثَةُ:الخَوفُ مِنَ اللّهِ عَزَّ ذِکرُهُ کَأَنَّکَ تَراهُ.وَالرّابِعَةُ:

کَثرَةُ البُکاءِ مِن خَشیَةِ اللّهِ؛یُبنی لَکَ بِکُلِّ دَمعَةٍ ألفُ بَیتٍ فِی الجَنَّةِ. (1)

10097. عنه صلی الله علیه و آله: مَن ذَرَفَت عَیناهُ مِن خَشیَةِ اللّهِ،کانَ لَهُ بِکُلِّ قَطرَةٍ مِن دُموعِهِ مِثلُ جَبَلِ احُدٍ یَکونُ فی میزانِهِ،وکانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ بِکُلِّ قَطرَةٍ عَینٌ مِنَ الجَنَّةِ،عَلی حافَتَیها (2)مِنَ المَدائِنِ وَالقُصورِ ما لا عَینٌ رَأَت ولا اذُنٌ سَمِعَت ولا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ. (3)

10098. عنه صلی الله علیه و آله -مِن وَصایاهُ لِأَبی ذَرٍّ-:یا أبا ذَرٍّ،إنَّ ربّی تَبارَکَ اسمُهُ أخبَرَنی فَقالَ:وَعِزَّتی وجَلالی ! ما أدرَکَ العابِدونَ دَرکَ البُکاءِ عِندی شَیئاً،وإنّی لَأَبنی لَهُم فِی الرَّفیقِ الأَعلی قَصراً لایُشارِکُهُم فیهِ أحَدٌ. (4)

10099. عنه صلی الله علیه و آله: ألا ومَن ذَرَفَت عَیناهُ مِن خَشیَةِ اللّه عز و جل،کانَ لَهُ بِکُلِّ قَطرَةٍ قَطَرَت مِن دُموعِهِ قَصرٌ فِی الجَنَّةِ،مُکَلَّلاً (5)بِالدُّرِّ وَالجَوهَرِ،فیهِ ما لا عَینٌ رَأَت ولا اذُنٌ سَمِعَت ولا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ. (6)

ص:78


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 79 ح 33، [1]تهذیب الأحکام:ج 9 ص 175 ح 713 وفیه«البکاء للّه»بدل«البکاء من خشیة اللّه»وکلاهما عن معاویة بن عمار،المحاسن:ج 1 ص 81 ح 48 و [2]فیه«البکاء للّه»بدل«کثرة البکاء من خشیة اللّه»وکلّها عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 188 ح 5432 عن عمرو بن ثابت عن الإمام الباقر علیه السلام،تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 94 [3] وفی الثلاثة الأخیرة«بیت»بدل«ألف بیت»،بحار الأنوار:ج 69 ص 391 ح 68. [4]
2- (2) .فی المصدر:«حافیتها»،والتصویب من عدّة الداعی [5]وبحار الأنوار. [6]
3- (3) .ثواب الأعمال:ص 344 ح 1 عن أبی هریرة و ابن عبّاس،عدّة الداعی:ص 159 [7] وفیه«من الأجر»بعد«میزانه»ولیس فیه«بکلّ قطرة»،بحار الأنوار:ج 76 ص 371 ح 30. [8]
4- (4) .الأمالی للطوسی:ص 532 ح 1162، [9]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 370 ح 2661 [10] ولیس فیه«عندی شیئاً»وکلاهما عن أبی ذر،عدّة الداعی:ص 156 [11] نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 81 ح 3. [12]
5- (5) .تَکَلَّلهُ:أحاط به (لسان العرب:ج 11 ص 596«کلل»).
6- (6) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 17 ح 4968،الأمالی للصدوق:ص 517 ح 707 [13] کلاهما عن الحسین بن زید،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 317 ح 2655 [14] کلّها عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 336 ح 1. [15]

10100. الإمام الصادق علیه السلام: أوحَی اللّهُ عز و جل إلی موسی علیه السلام:إنَّ عِبادی لَم یَتَقَرَّبوا إلَیَّ بِشَیءٍ أحَبَّ إلَیَّ مِن ثَلاثِ خِصالٍ.قالَ موسی:یا رَبِّ وما هُنَّ؟

قالَ:یا موسَی! الزُّهدُ فِی الدُّنیا،وَالوَرَعُ عَنِ المَعاصی،وَالبُکاءُ مِن خَشیَتی.

قالَ موسی:یا رَبِّ! فَما لِمَن صَنَعَ ذا؟

فَأَوحَی اللّهُ عز و جل إلَیهِ:یا موسی! أمَّا الزّاهِدونَ فِی الدُّنیا فَفِی الجَنَّةِ،وأَمَّا البَکّاؤُونَ مِن خَشیَتی فَفِی الرَّفیعِ الأَعلی لا یُشارِکُهُم أحَدٌ،وأَمَّا الوَرِعونَ عَن مَعاصِیَّ فَإِنّی افَتِّشُ النّاسَ ولا افَتِّشُهُم. (1)

10101. مستدرک الوسائل: فِی التَّوراةِ:إذا دَمَعَت عَیناکَ فَلا تَمسَحهُما إلّابِکَفِّکَ عَلی وَجهِکَ فَإِنَّها رَحمَةٌ،ولا یَبکی عَبدی مِن خَشیَتی إلّاسَقَیتُهُ مِن رَحیقٍ (2)مَختومٍ. (3)

ص:79


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 482 ح 6، [1]ثواب الأعمال:ص 205 ح 1 [2] عن الوصّافی عن الإمام الباقر علیه السلام،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 95 ح 2269، [3]الزهد للحسین بن سعید:ص 77 ح 207، [4]إرشاد القلوب:ص 96 [5]عن الإمام علی علیه السلام،قصص الأنبیاء للراوندی:ص 162 ح 181 [6] عن حمزة بن حمران وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 13 ص 352 ح 46 [7] وراجع:المعجم الکبیر:ج 12 ص 94 ح 12650 والمعجم الأوسط:ج 4 ص 188 ح 3937،وکنز العمّال:ج 3 ص 723 ح 8578.
2- (2) .الرحیق:من أسماء الخمر؛یرید خمر الجنّة.والمختوم:المصون الذی لم یُبتذَل لأجل ختامه (النهایة:ج 2 ص 208« [8]رحق»).
3- (3) .مستدرک الوسائل:ج 11 ص 241 ح 12863 [9] نقلاً عن لب اللّباب.

ص:80

الفَصلُ السّادِس:ما ینبغی فیه البکاء أو التباکی من الأوقات والأحوال

1/6 سَوادُ اللَّیلِ

10102. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما یَقطُرُ فِی الأَرضِ قَطرَةٌ أحَبُّ إلَی اللّهِ مِن قَطرَةِ دَمعٍ فی سَوادِ اللَّیلِ مِن خَشیَتِهِ،لایَراهُ أحَدٌ إلَّااللّهُ عز و جل. (1)

10103. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن قَطرَةٍ أحَبَّ إلَی اللّهِ مِن قَطرَتَینِ:قَطرَةِ دَمٍ فی سَبیلِ اللّهِ،وقَطرَةِ دَمعٍ فی سَوادِ اللَّیلِ مِن خَشیَةِ اللّهِ. (2)

10104. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصفِهِ بَعضَ الخُلَّصِ منِ أصحابِهِ-:فَلَو رَأَیتَهُم فی لَیلَتِهِم،وقَد نامَتِ العُیونُ،وهَدَأَتِ الأَصواتُ،وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ مِنَ الطَّیرِ فِی الوُکورِ،وقَد نَهنَهَهُم (3)هَولُ یَومِ القِیامَةِ بِالوَعیدِ عَنِ الرُّقادِ،کَما قالَ سُبحانَهُ: «أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُری أَنْ

ص:81


1- (1) .جامع الأخبار:ص 260 ح 697؛ [1]الفردوس:ج 4 ص 65 ح 6205 نحوه و کلاهما عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 4 ص 411 ح 11155.
2- (2) .الأما لی للمفید:ص 11 ح 8 عن أبی حمزة عن الإمام زین العابدین علیه السلام،تحف العقول:ص 219 عن الإمام علی علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 78 ص 152 ح 13؛ [2]المصنّف لا بن أبی شیبة:ج 8 ص 141 ح 108 عن الحسن عنه صلی الله علیه و آله نحوه.
3- (3) .نهنهه:أی منعه و کفّه عن الوصول إلیه (النهایة:ج 5 ص 139«نهنه»).

یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ» (1)فَاستَیقَظوا إلَیها فَزِعینَ،وقاموا إلی صَلاتِهِم مُعوِلینَ، باکینَ تارَةً واُخری مُسَبِّحینَ،یَبکونَ فی مَحاریبِهِم ویَرِنّونَ،یَصطَفّونَ لَیلَةً مُظلِمَةً بَهماءَ (2)یَبکونَ. (3)

10105. الإمام الباقر علیه السلام: ما مِن قَطرَةٍ أحَبَّ إلَی اللّهِ عز و جل مِن قَطرَةِ دُموعٍ فی سَوادِ اللَّیلِ،مَخافَةً مِنَ اللّهِ لا یُرادُ بِها غَیرُهُ. (4)

2/6 الأَسحارُ

10106. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا کانَ أوَّلُ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ،أمَرَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی سَبعَةً مِنَ المَلائِکَةِ...مَعَ کُلِّ مَلَکٍ مِنهُم لِواءٌ مِن نورٍ...مَعَ جَبرَئیلَ لِواءٌ مِن نورٍ یُضرَبُ فِی السَّماءِ السّابِعَةِ،مَکتوبٌ عَلی ذلِکَ اللِّواءِ:لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،طوبی لِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ؛یُنادونَ بِالأَسحارِ بِالبُکاءِ وَالتَّضَرُّعِ،اُولئِکَ هُمُ الآمِنونَ یَومَ القِیامَةِ. (5)

10107. الإمام علیّ علیه السلام: احذَر دَمعَةَ المُؤمِنِ فِی السَّحَرِ،فَإِنَّها تَقصِفُ (6)مَن دَمَّعَها،وتُطفِئُ بُحورَ النِّیرانِ عَمَّن دَعا بِها. (7)

ص:82


1- (1) .الأعراف:97. [1]
2- (2) .البهیمُ من النِّعاج:السوداء التی لا بیاض فیها (لسان العرب:ج 12 ص 59« [2]بهم»).
3- (3) .صفات الشیعة:ص 120 ح 63 عن محمّد بن الحنفیّة،بحار الأنوار:ج 7 ص 219 ح 132. [3]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 482 ح 3، [4]عدّة الداعی:ص 158، [5]الزهد للحسین بن سعید:ص 76 ح 204 [6] کلّها عن أبی حمزة،معدن الجواهر:ص 27، [7]المحاسن:ج 1 ص 456 ح 1054 [8] عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق علیه السلام والثلاثة الأخیرة نحوه،بحار الأنوار:ج 93 ص 332 ح 19. [9]
5- (5) .بحار الأنوار:ج 96 ص 343 ح 7 [10] نقلاً عن النوادر للراوندی عن ابن عبّاس.
6- (6) .القَصْفُ:الکَسْر (الصحاح:ج 4 ص 1416«قصف»).
7- (7) .دستور معالم الحکم:ص 61؛ [11]دعائم الإسلام:ج 2 ص 535 ح 1899 [12] ولیس فیه«السحر».

3/6 عِندَ الصَّلاةِ

10108. الإمام علیّ علیه السلام -فی بَیانِ صِفَةِ صَلاةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:إنَّهُ کانَ إذا قامَ إلَی الصَّلاةِ،سُمِعَ لِصَدرِهِ وجَوفِهِ أزیزٌ (1)کَأَزیزِ المِرجَلِ (2)عَلَی الأَثافِیِّ (3)مِن شِدَّةِ البُکاءِ،وقَد آمَنَهُ اللّهُ عز و جل مِن عِقابِهِ،فَأَرادَ أن یَتَخَشَّعَ لِرَبِّهِ بِبُکائِهِ،ویَکونَ إماماً لِمَنِ اقتَدی بِهِ. (4)

10109. سنن أبی داود عن مُطَرِّف عن أبیه: رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُصَلّی،وفی صَدرِهِ أزیزٌ کَأَزیزِ الرَّحی مِنَ البُکاءِ،صلی الله علیه و آله. (5)

10110. مجمع الزوائد عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَبیتُ فَیُنادیهِ بِلالٌ بِالأَذانِ،فَیَقومُ فَیَغتَسِلُ،فَإِنّی لَأَرَی الماءَ یَنحَدِرُ عَلی خَدِّهِ وشَعرِهِ،ثُمَّ یَخرُجُ فَیُصَلّی فَأَسمَعُ بُکاءَهُ. (6)

10111. تهذیب الأحکام عن أبی حنیفة: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ البُکاءِ فِی الصَّلاةِ أیَقطَعُ الصَّلاةَ؟

ص:83


1- (1) .الأزیزُ:هو صوت البکاء.وقیل:هو أن یجیش جوفه ویغلی بالبکاء (النهایة:ج 1 ص 45« [1]أزز»)والمراد هنا الثانی کما یظهر.
2- (2) .المِرْجَلُ:قدر من نحاس (الصحاح:ج 4 ص 1705« [2]رجل»).
3- (3) .الاُثفیة:بالضم ویُکسر،الحجر الذی توضع علیه القِدر،والجمع أثافی (تاج العروس:ج 12 ص 77« [3]أثف»).
4- (4) .الاحتجاج:ج 1 ص 519 ح 127 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،الخرائج والجرائح:ج 2 ص 916 نحوه ولیس فیه ذیله«لربّه ببکائه...الخ»،بحار الأنوار:ج 10 ص 40 ح 1. [5]
5- (5) .سنن أبی داود:ج 1 ص 238 ح 904،السنن الکبری:ج 2 ص 357 ح 3356، [6]سنن النسائی:ج 3 ص 13،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 499 ح 16312 کلاهما نحوه،صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 31 ح 753،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 396 ح 971 وفی الأربعة الأخیرة«المرجل»بدل«الرجی».
6- (6) .مجمع الزوائد:ج 2 ص 247 ح 2486 نقلاً عن أبی یعلی.

قالَ:إن بَکی لِذِکرِ جَنَّةٍ أو نارٍ فَذلِکَ هُوَ أفضَلُ الأَعمالِ فِی الصَّلاةِ،وإن کانَ ذَکَرَ مَیِّتاً لَهُ فَصَلاتُهُ فاسِدَةٌ. (1)

10112. مسائل علیّ بن جعفر عن الإمام الکاظم علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَنِ الرَّجُلِ،یَصلُحُ لَهُ أن یَقرَأَ فِی الفَریضَةِ،فَیَمُرُّ بِالآیَةِ فیهَا التَّخویفُ فَیَبکی ویُرَدِّدُ الآیَةَ؟قالَ:یُرَدِّدُ القُرآنَ ما شاءَ،وإن جاءَهُ البُکاءُ فَلا بَأسَ. (2)

10113. الکافی عن سعید بیّاع السابری: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أیَتَباکَی الرَّجُلُ فِی الصَّلاةِ؟

فَقالَ علیه السلام:بَخٍ بَخٍ،ولَو مِثلَ رَأسِ الذُّبابِ. (3)

4/6 عِندَ السُّجودِ

الکتاب

«إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا یُتْلی عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً* وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً* وَ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ یَبْکُونَ وَ یَزِیدُهُمْ خُشُوعاً» . (4)

الحدیث

10114. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا قَطَرَت قَطرَتانِ أحَبُّ إلَی اللّهِ مِن قَطرَةِ دَمٍ فی سَبیلِ اللّهِ،وقَطرَةِ دَمعٍ فی سَوادِ اللَّیلِ وهُوَ ساجِدٌ ولا یَراهُ إلَّااللّهُ تَعالی. (5)

ص:84


1- (1) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 317 ح 1294،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 317 ح 941 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 84 ص 313. [1]
2- (2) .مسائل علی بن جعفر:ص 167 ح 276، [2]قرب الإسناد:ص 203 ح 786، [3]بحار الأنوار:ج 10 ص 276 ح 1. [4]
3- (3) .الکافی:ج 3 ص 301 ح 2، [5]تهذیب الأحکام:ج 2 ص 287 ح 1148،وسائل الشیعة:ج 7 ص 248 ح 9244. [6]
4- (4) .الإسراء:107-109. [7]
5- (5) .تنبیه الغافلین:ص 259 ح 345 [8] عن أنس.

10115. السنن الکبری عن ابن الشخیر عن أبیه: کانَ یُسمَعُ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أزیزٌ بِالدُّعاءِ-وهُوَ ساجِدٌ-کَأَزیزِ المِرجَلِ. (1)

10116. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أبی علیه السلام کانَ یَقولُ:إنَّ أقرَبَ ما یَکونُ العَبدُ مِنَ الرَّبِّ عز و جل وهُوَ ساجِدٌ باکٍ. (2)

5/6 عِندَ قِراءَةِ القُرآنِ

10117. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَینٍ فاضَت مِن قِراءَةِ القُرآنِ،إلّاقَرَّت (3)یَومَ القِیامَةِ. (4)

10118. عنه صلی الله علیه و آله: تَعَلَّمُوا القُرآنَ؛فَإِنَّهُ یَأتی یَومَ القِیامَةِ صاحِبَهُ فی صورَةِ شابٍّ جَمیلٍ شاحِبِ اللَّونِ،فَیَقولُ لَهُ القُرآنُ:أنَا الَّذی کُنتُ أسهَرتُ لَیلَکَ،وأَظمَأتُ هَواجِرَکَ (5)،وأَجفَفتُ ریقَکَ،وأَسَلتُ دَمعَتَکَ،أؤولُ (6)مَعَکَ حَیثُما التَ،وکُلُّ تاجِرٍ مِن وَراءِ تِجارَتِهِ. (7)

10119. عنه صلی الله علیه و آله: اقرَؤُوا القُرآنَ وَابکوا،فَإِن لَم تَبکوا فَتَباکَوا. (8)

ص:85


1- (1) .السنن الکبری للنسائی:ج 1 ص 195 ح 545، [1]مسند ابن حنبل:ج 5 ص 499 ح 16312،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 396 ح 971،صحیح ابن خزیمة:ج 2 ص 53 ح 900 کلّها نحوه.
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 483 ح 10 [2] عن علی بن أبی حمزة،کامل الزیارات:ص 277 ح 434 ولیس فیه«إنّ أبی کان یقول»،بحار الأنوار:ج 86 ص 203 ح 16. [3]
3- (3) .أقرّ اللّه عینیه:أی أعطاه حتّی تقرّ فلا تطمح إلی من هو فوقه (الصِّحاح:ج 2 ص 790« [4]قرر»).
4- (4) .الفردوس:ج 4 ص 31 ح 6095 و ص 51 ح 6163 کلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 1 ص 614 ح 2824.
5- (5) .الهَجیرُ والهاجرة:اشتداد الحرّ نصف النهار (النهایة:ج 5 ص 246« [5]هجر»).
6- (6) .آل یؤول:أی رجع وصار إلیه (النهایة:ج 1 ص 80«أول»).
7- (7) .الکافی:ج 2 ص 603 ح 3 [6] عن الفضیل بن یسار عن الإمام الصادق علیه السلام.
8- (8) .مسند الشهاب:ج 2 ص 208 ح 1198،کنز العمّال:ج 1 ص 609 ح 2794 نقلاً عن ابن نصر وکلاهما عن سعد بن أبی وقّاص.

10120. سنن ابن ماجة عن عبد الرحمن بن السائب: قَدِمَ عَلَینا سَعدُ بنُ أبی وَقّاصٍ وقَد کُفَّ بَصَرُهُ،فَسَلَّمتُ عَلَیهِ،فَقالَ:مَن أنتَ؟فَأَخبَرتُهُ،فَقالَ:مَرحَباً بِابنِ أخی،بَلَغَنی أنَّکَ حَسَنُ الصَّوتِ بِالقُرآنِ ! سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

«إنَّ هذَا القُرآنَ نَزَلَ بِحُزنٍ،فَإِذا قَرَأتُموهُ فَابکوا،فَإِن لَم تَبکوا فَتَباکَوا». (1)

10121. تفسیر القمّی عن حفص بن غیاث: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ [الصّادِقُ] علیه السلام:یا حَفصُ...إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی عَلِمَ مَا العِبادُ عامِلونَ،وإلی ما هُم صائِرونَ،فَحَلُمَ عَنهُم عِندَ أعمالِهِمُ السَّیِّئَةِ؛لِعِلمِهِ السّابِقِ فیهِم،فَلا یَغُرَّنَّکَ حُسنُ الطَّلَبِ مِمَّن لا یخافُ الفَوتَ.ثُمَّ تَلا قَولَهُ: «تِلْکَ الدّارُ الْآخِرَةُ..» (2)الآیَةَ،وجَعَلَ یَبکی ویَقولُ:ذَهَبَت-وَاللّهِ-الأَمانِیُّ عِندَ هذِهِ الآیَةِ. (3)

راجع:ص 105 ح 10172.

6/6 عِندَ سَماعِ قِراءَةِ القُرآنِ

10122. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنّی قارِئٌ عَلَیکُم سورَةً فَمَن بَکی فَلَهُ الجَنَّةُ،فَإِن لَم تَبکوا فَتَباکَوا. (4)

10123. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله أتی شَباباً مِنَ الأَنصارِ فَقالَ:إنّی اریدُ أن أقرَأَ

ص:86


1- (1) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 424 ح 1337،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 330 ح 685،السنن الکبری للبیهقی:ج 10 ص 391 ح 21058؛وفیهما«سعد بن مالک»،مجمع البیان:ج 1 ص 86،الأمالی للمرتضی:ج 1 ص 25 [1] کلّها نحوه.
2- (2) .الآیة 83 من سورة القصص؛ [2]قوله تعالی: «تِلْکَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ» .
3- (3) .تفسیر القمی:ج 2 ص 146، [3]سعد السعود:ص 87، [4]بحار الأنوار:ج 2 ص 27 ح 5. [5]
4- (4) .کنز العمّال:ج 1 ص 596 ح 2715 نقلاً عن شعب الإیمان [6]عن عبدالملک بن عمیر.

عَلَیکُم فَمَن بَکی فَلَهُ الجَنَّةُ.فَقَرَأَ آخِرَ الزُّمَرِ: «وَ سِیقَ الَّذِینَ کَفَرُوا إِلی جَهَنَّمَ زُمَراً» (1)إلی آخِرِ السّورَةِ،فَبَکَی القَومُ جَمیعاً إلّاشابٌّ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،قَد تَباکَیتُ فَما قَطَرَت عَینی !

فَقالَ:إنّی مُعیدٌ عَلَیکُم،مَن تَباکی فَلَهُ الجَنَّةُ.قالَ:وأَعادَ عَلَیهِم،فَبَکَی القَومُ وتَباکَی الفَتی؛فَدَخَلُوا الجَنَّةَ جَمیعاً. (2)

10124. المعجم الکبیر عن جریر: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِنَفَرٍ مِن أصحابِهِ:إنّی قارِئٌ عَلَیکُم آیاتٍ مِن آخِرِ الزُّمَرِ،فَمَن بَکی مِنکُم وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ.فَقَرَأَها مِن عِندِ «وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ»* (3)إلی آخِرِ السّورَةِ.فَمِنّا مَن بَکی ومِنّا مَن لَم یَبکِ،فَقالَ الَّذینَ لَم یَبکوا:

یا رَسولَ اللّهِ،لَقَد جَهَدنا أن نَبِکیَ فَلَم نَبکِ !

فَقالَ:إنّی سَأَقرَؤُها عَلَیکُم،فَمَن لَم یَبکِ فَلیَتَباکَ. (4)

10125. نوادر الاُصول عن جریر بن عبد اللّه: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنّی قارِئٌ عَلَیکُم سورَةَ «أَلْهاکُمُ التَّکاثُرُ» فَمَن بَکی فَلَهُ الجَنَّةُ.فَقَرَأَ،فَمِنّا مَن بَکی ومِنّا مَن لَم یَبکِ،فَقالَ الَّذینَ لَم یَبکوا:قَد جَهَدنا-یا رَسولَ اللّهِ-أن نَبکِیَ فَلَم نَقدِر عَلَیهِ !

فَقالَ:إنّی قارِئُها عَلَیکُم الثّانِیَةَ،فَمَن بَکی فَلَهُ الجَنَّةُ،ومَن لَم یَقدِر أن یَبکِیَ فَلیَتَباکَ. (5)

ص:87


1- (1) .الزمر:71. [1]
2- (2) .ثواب الأعمال:ص 192 ح 1،الأمالی للصدوق:ص 638 ح 860 [2] کلاهما عن سلیمان بن خالد،بحار الأنوار:ج 93 ص 328 ح 2. [3]
3- (3) .الزمر:67. [4]
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 2 ص 348 ح 2459،تفسیر ابن کثیر:ج 7 ص 106، [5]کنز العمّال:ج 1 ص 592 ح 2695.
5- (5) .نوادر الاُصول:ج 1 ص 408،کنز العمّال:ج 1 ص 596 ح 2716.

10126. الإمام الحسین علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله بَکی حینَ وَصَلَ فی قِراءَتِهِ: «فَکَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِکَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً» (1). (2)

10127. صحیح البخاری عن عبد اللّه [ بن مسعود ] : قالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اقرَأ عَلَیَّ.قُلتُ:أقرَأُ عَلَیکَ وعَلَیکَ انزِلَ؟قالَ:فَإِنّی احِبُّ أن أسمَعَهُ مِن غَیری.فَقَرَأتُ عَلَیهِ سورَةَ النِّساءِ،حَتّی بَلَغتُ: «فَکَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِکَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً» قالَ:

أمسِک،فَإِذا عَیناهُ تَذرِفانِ. (3)

10128. المناقب للخوارزمی عن زرّ بن حبیش: قَرَأتُ القُرآنَ مِن أوَّلِهِ إلی آخِرِهِ فِی المَسجِدِ الجامِعِ بِالکوفَةِ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام...فَلَمّا بَلَغتُ رَأسَ العِشرینَ (4)مِن حم عسق: «وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِی رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِیرُ» (5)بَکی حَتَّی ارتَفَعَ نَحیبُهُ. (6)

10129. الکافی عن أبی اسامة: زامَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ [الصّادِقَ] علیه السلام،قالَ:فَقالَ لی:اِقرَأ،قالَ:

فَافتَتَحتُ سورَةً مِنَ القُرآنِ فَقَرَأتُها،فَرَقَّ وبَکی. (7)

ص:88


1- (1) .النساء:41. [1]
2- (2) .إرشاد القلوب:ص 97، [2]مستدرک الوسائل:ج 11 ص 247 ح 12890. [3]
3- (3) .صحیح البخاری:ج 4 ص 1673 ح 4306 و ص 1925 ح 4763،صحیح مسلم:ج 1 ص 551 ح 247،سنن الترمذی:ج 5 ص 238 ح 3025، [4]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1403 ح 4194،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 6 ح 3551؛ [5]بحار الأنوار:ج 16 ص 294 ح 162 [6] نقلاً عن أسرار الصلاة وکلّها نحوه.
4- (4) .فی کنز العمّال:«رأس ثنتین وعشرین آیة»بدل«رأس العشرین».
5- (5) .الشوری:22. [7]
6- (6) .المناقب للخوارزمی:ص 86 ح 76،کنز العمّال:ج 2 ص 351 ح 4221 نقلاً عن ابن النجّار؛بحار الأنوار:ج 92 ص 206 ح 2 [8] نقلاً عن مصباح الأنوار.
7- (7) .الکافی:ج 8 ص 167 ح 188، [9]بحار الأنوار:ج 70 ص 59 ح 38. [10]

7/6 عِندَ الدُّعاءِ

10130. الکافی عن سعید بن یسار بیّاع السابری: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ [الصّادِقِ] علیه السلام:إنّی أتَباکی فِی الدُّعاءِ ولَیسَ لی بُکاءٌ؟

قالَ علیه السلام:نَعَم،ولَو مِثلَ رَأسِ الذُّبابِ. (1)

10131. الإمام الصادق علیه السلام: إن لَم یَجِئکَ البُکاءُ فَتَباکَ،فَإِن خَرَجَ مِنکَ مِثلُ رَأسِ الذُّبابِ فَبَخٍ بَخٍ (2). (3)

10132. عنه علیه السلام: إن لَم تَکُن بِکَ بُکاءٌ فَتَباکَ (4). (5)

راجع:ص 104 ح 10170 و 10171.

ص:89


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 483 ح 9، [1]عدّة الداعی:ص 160، [2]بحار الأنوار:ج 93 ص 334 ح 25. [3]
2- (2) .بَخٍ:هی کلمة تقال عند المدح والرضا بالشیء،وتُکَرَّر للمبالغة (النهایة:ج 1 ص 101«بخ»).
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 484 ح 11 [4] عن إسماعیل البجلی،عدّة الداعی:ص 161 [5] وفیه«یجبک»بدل«یجئک»،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 96 ح 2272 [6] عن الإمام علی علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 536 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 93 ص 334 ح 25. [7]
4- (4) .فی بعض النسخ:«إن لم تکن بکّاءً»،وفی بعضها:«إن لم تک بکّاءً».والتباکی:حمل النفس علی البکاء والسعی فی تحصیله (هامش المصدر).
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 483 ح 8 [8] عن عنبسة العابد،عدّة الداعی:ص 160، [9]وسائل الشیعة:ج 7 ص 74 ح 8765. [10]

ص:90

الفَصلُ السّابِع:بکاء الأنبیاء والأولیاء والمؤمنین

1/7 مَدحُ بُکاءِ الأَنبِیاءِ وَالحَثُّ عَلَیهِ

الکتاب

«أُولئِکَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ مِنْ ذُرِّیَّةِ آدَمَ وَ مِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَ مِنْ ذُرِّیَّةِ إِبْراهِیمَ وَ إِسْرائِیلَ وَ مِمَّنْ هَدَیْنا وَ اجْتَبَیْنا إِذا تُتْلی عَلَیْهِمْ آیاتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُکِیًّا» . (1)

الحدیث

10133. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ فیما ناجَی اللّهُ عز و جل بِهِ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام:یَابنَ عِمرانَ،هَب لی مِن قَلبِکَ الخُشوعَ،ومِن بَدَنِکَ الخُضوعَ،ومِن عَینَیکَ الدُّموعَ فی ظُلَمِ اللَّیلِ، وَادعُنی؛فَإِنَّکَ تَجِدُنی قَریباً مُجیباً. (2)

10134. الکافی عن علیّ بن عیسی رفعه: إنَّ موسی ناجاهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی،فَقالَ لَهُ فی

ص:91


1- (1) .مریم:58. [1]
2- (2) .الأمالی للصدوق:ص 438 ح 577 [2]عن المفضّل بن عمر،روضة الواعظین:ص 361، [3]بحار الأنوار:ج 13 ص 330 ح 7. [4]

مُناجاتِهِ:...وَابکِ عَلی نَفسِکَ ما دُمتَ فِی الدُّنیا،وتَخَوَّفِ العَطَبَ (1)وَالمَهالِکَ،ولا تَغُرَّنَّکَ زینَةُ الدُّنیا وزَهرَتُها. (2)

10135. الإمام الصادق علیه السلام: أوحَی اللّهُ تَعالی إلی عیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام:یا عیسی،هَب لی مِن عَینَیکَ الدُّموعَ،ومِن قَلبِکَ الخُشوعَ. (3)

10136. الکافی عن علیّ بن أسباط عنهم علیهم السلام: فیما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عیسی علیه السلام:یا عیسی...

صُبَّ لِیَ الدُّموعَ مِن عَینَیکَ،وَاخشَع لی بِقَلبِکَ. (4)

10137. الکافی عن علیّ بن أسباط عنهم علیهم السلام: فیما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عیسی علیه السلام:...یا عیسَی ابنَ البِکرِ البَتولِ،ابکِ عَلی نَفسِکَ بُکاءَ مَن وَدَّعَ الأَهلَ،وقَلَی (5)الدُّنیا وتَرَکَها لِأَهلِها، وصارَت رَغبَتُهُ فیما عِندَ إلهِهِ. (6)

10138. الکافی عن علیّ بن أسباط عنهم علیهم السلام: فیما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عیسی علیه السلام:...یا عیسَی،اِبکِ عَلی نَفسِکَ فِی الخَلَواتِ،وَانقُل قَدَمَیکَ إلی مَواقیتِ الصَّلَواتِ،وأَسمِعنی لَذاذَةَ

ص:92


1- (1) .العَطَبُ:الهلاک (الصحاح:ج 1 ص 184« [1]عطب»).
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 42-48 ح 8، [2]تحف العقول:ص 496،عدّة الداعی:ص 156، [3]بحار الأنوار:ج 13 ص 337 ح 13. [4]
3- (3) .الأمالی للمفید:ص 236 ح 7،الأمالی للطوسی:ص 12 ح 15 [5] کلاهما عن أبی بصیر،عدّة الداعی:ص 155، [6]قصص الأنبیاء:ص 272 ح 320 [7] عن ابن سنان وفیهما«الخشیة»بدل«الخشوع»،إرشاد القلوب:ص 95، [8]بحار الأنوار:ج 14 ص 320 ح 24. [9]
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 131-141 ح 103، [10]الأمالی للصدوق:ص 614 ح 842 [11] عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام،تحف العقول:ص 501 من دون إسنادٍ إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 14 ص 299 ح 14. [12]
5- (5) .القِلی:البُغضُ (النهایة:ج 4 ص 105«قلا»).
6- (6) .الکافی:ج 8 ص 131-132 ح 103، [13]الأمالی للصدوق:ص 607 ح 841 [14] عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام،عدّة الداعی:ص 156، [15]بحار الأنوار:ج 14 ص 290 ح 14. [16]

نُطقِکَ بِذِکری،فَإِنَّ صَنیعی إلَیکَ حَسَنٌ. (1)

2/7 بُکاءُ آدَمَ

10139. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ آدَمَ علیه السلام بَقِیَ عَلَی الصَّفا (2)أربَعینَ صَباحاً ساجِداً،یَبکی عَلَی الجَنَّةِ،وعَلی خُروجِهِ مِنَ الجَنَّةِ مِن جِوارِ اللّهِ عز و جل. (3)

10140. الإمام علیّ علیه السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی حَدیثِهِ حَولَ آدَمَ وحَوّاءَ علیهما السلام لَمّا اهبِطا إلَی الأَرضِ-:فَهَبَطَ بِهِما جَبرَئیلُ علیه السلام،فَأَلقی آدَمَ عَلَی الصَّفا وأَلقی حَوّاءَ عَلَی المَروَةِ، قالَ:فَلَمّا القِیا،قاما عَلی أرجُلِهِما ورَفَعا رُؤوسَهُما إلَی السَّماءِ،وضَجّا بِأَصواتِهِما بِالبُکاءِ إلَی اللّهِ،وخَضَعا بِأَعناقِهِما.

قالَ:فَهَتَفَ اللّهُ بِهِما:ما یُبکیکُما بَعدَ رِضایَ عَنکُما؟

قالَ:فَقالا:رَبَّنا! أبکَتنا خَطیئَتُنا،وهِیَ أخرَجَتنا مِن جِوارِ رَبِّنا. (4)

10141. الإمام الباقر علیه السلام: بَکی آدَمُ علیه السلام عَلی هابیلَ أربَعینَ لَیلَةً. (5)

راجع:ص 117 ( البکّاؤون ).

ص:93


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 131-133 ح 103، [1]الأمالی للصدوق:ص 608 ح 841 [2] عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه«مواضع»بدل«مواقیت»،تحف العقول:ص 497 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 14 ص 290 ح 14. [3]
2- (2) .الصَّفا:اسم أحد جبلی المسعی جمع صفاة وهی الصخرة والحجر الأملس (النهایة:ج 3 ص 41« [4]صفا»).
3- (3) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 44 [5]عن أبان بن عثمان،بحار الأنوار:ج 11 ص 178 ح 25. [6]
4- (4) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 36 ح 21 [7] عن عطاء عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 11 ص 183 ح 36. [8]
5- (5) .الکافی:ج 8 ص 114 ح 92، [9]کمال الدین:ص 214 ح 2، [10]تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 310 ح 78 [11] کلّها عن أبی حمزة [الثمالی]،بحار الأنوار:ج 23 ص 64 ح 3. [12]

3/7 بُکاءُ نوحٍ

10142. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ اسمُ نوحٍ عَبدَ الأَعلی،وإنَّما سُمِّیَ نوحاً لِأَنَّهُ بَکی خَمسَمِئَةِ عامٍ. (1)

4/7 بُکاءُ یَعقوبَ

الکتاب

«وَ تَوَلّی عَنْهُمْ وَ قالَ یا أَسَفی عَلی یُوسُفَ وَ ابْیَضَّتْ عَیْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ کَظِیمٌ» . (2)

الحدیث

10143. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کانَ لِیَعقوبَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أخٌ مُؤاخِیاً فِی اللّهِ،فَقالَ ذاتَ یَومٍ:یا یَعقوبُ،مَا الَّذی أذهَبَ بَصَرَکَ؟ومَا الَّذی قَوَّسَ ظَهرَکَ؟

فَقالَ:أمَّا الَّذی أذهَبَ بَصَری فَالبُکاءُ عَلی یوسُفَ،وأَمَّا الَّذی قَوَّسَ ظَهری فَالحُزنُ عَلَی ابنی یامینَ. (3)

10144. الإمام الباقر علیه السلام: لَمّا فَقَدَ یَعقوبُ یوسُفَ،اشتَدَّ حُزنُهُ عَلَیهِ وبُکاؤُهُ حَتَّی ابیَضَّت عَیناهُ مِنَ الحُزنِ. (4)

ص:94


1- (1) .علل الشرائع:ص 28 ح 3، [1]قصص الأنبیاء للراوندی:ص 84 ح 75 [2] عن حنّان بن سدیر،بحار الأنوار:ج 11 ص 287 ح 6. [3]
2- (2) .یوسف:84. [4]
3- (3) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 379 ح 3328،المعجم الأوسط:ج 6 ص 171 ح 6105،تفسیر ابن کثیر:ج 4 ص 330 [5] وفیهما«بنیامین»بدل«ابنی یامین»وکلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 6 ص 372 ح 16117.
4- (4) .تفسیر العیاشی:ج 2 ص 181 ح 42 [6]عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 12 ص 305 ح 114. [7]

10145. عنه علیه السلام -فی ذِکرِ کِتابِ یَعقوبَ علیه السلام إلی عَزیزِ مِصرَ-:فَکَتَبَ إلَیهِ یَعقوبُ علیه السلام:...إنَّهُ کانَ لی وَلَدٌ لَم یَکُن فِی الدُّنیا أحَدٌ أحَبَّ إلَیَّ مِنهُ،وکانَ قُرَّةَ عَینی وثَمَرَةَ فُؤادی، فَأَخرَجوهُ إخوَتُهُ ثُمَّ رَجَعوا إلَیَّ وزَعَموا أنَّ الذِّئبَ أکَلَهُ،فَاحدَودَبَ لِذلِکَ ظَهری، وذَهَبَ مِن کَثرَةِ البُکاءِ عَلَیهِ بَصَری. (1)

راجع:ص 117 ( البکّاؤون ).

5/7 بُکاءُ شُعَیبٍ

10146. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ شُیعَبٌ بَکّاءً. (2)

راجع:ص 53 ح 10005.

6/7 بُکاءُ داوُودَ

10147. بحار الأنوار عن وهب: إنَّ داوُدَ علیه السلام لَمّا تابَ اللّهُ عَلَیهِ،بَکی عَلی خَطیئَتِهِ ثَلاثینَ سَنَةً، لایَرقَأُ (3)لَهُ دَمعَةٌ لَیلاً ولا نَهاراً. (4)

10148. داود علیه السلام: إلهی! قَرِحَ الجَبینُ،وجَمَدَتِ العَینانِ (5)،مِن مَخافَةِ الحَریقِ عَلی جَسَدی. (6)

ص:95


1- (1) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 352 [1] عن سدیر،بحار الأنوار:ج 12 ص 245 ح 11. [2]
2- (2) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 145 ح 157 عن فضیل بن یسار،بحار الأنوار:ج 12 ص 385 ح 11. [3]
3- (3) .رقأ الدمع:إذا سکن وانقطع (النهایة:ج 2 ص 248«رقأ»).
4- (4) .بحار الأنوار:ج 14 ص 17 [4] نقلاً عن عرائس الثعلبی.
5- (5) .المقصود هو نفاد دموع العینین وجمودهما بعد البکاء الکثیر.
6- (6) .بحار الأنوار:ج 14 ص 28 [5] نقلاً عن عرائس الثّعلبی.

7/7 بُکاءُ رَسولِ اللّهِ

10149. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] یَبکی حَتّی یَبتَلُّ مُصَلّاهُ،خَشیَةً مِنَ اللّهِ عز و جل مِن غَیرِ جُرمٍ. (1)

10150. عنه علیه السلام -لَیلَةَ بَدرٍ-:لَقَد رَأَیتُنا وما فینا إلّانائِمٌ،إلّارَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،تَحتَ شَجَرَةٍ یُصَلّی ویَبکی حَتّی أصبَحَ. (2)

10151. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ صَلاةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:لَقَد کانَ یَبکی حَتّی یُغشی عَلَیهِ،فَقیلَ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ،ألَیسَ اللّهُ عز و جل قَد غَفَرَ لَکَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وما تَأَخَّرَ؟!

قالَ:بَلی،أفَلا أکونُ عَبداً شَکوراً؟! (3)

10152. صحیح ابن حبان عن عطاء: دَخَلتُ أنا وعُبَیدُ بنُ عُمَیرٍ عَلی عائِشَةَ...قالَ ابنُ عُمَیرٍ:

أخبِرینا بِأَعجَبِ شَیء رَأَیتِهِ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَسَکَتَت ثُمَّ قالَت:

لَمّا کانَ لَیلَةٌ مِنَ اللَّیالی قالَ:یا عائِشَةُ ذَرینی أتَعَبَّدِ اللَّیلَةَ لِرَبّی.قُلتُ:وَاللّهِ إنّی لَاُحِبُّ قُربَکَ،واُحِبُّ ما سَرَّکَ.

قالَت:فَقامَ فَتَطَهَّرَ،ثُمَّ قامَ یُصَلّی.قالَت:فَلَم یَزَل یَبکی حَتّی بَلَّ حِجرَهُ قالَت:

ثُمَّ بَکی،فَلَم یَزَل یَبکی حَتّی بَلَّ لِحیَتَهُ.قالَت:ثُمَّ بَکی،فَلَم یَزَل یَبکی حَتّی بَلَّ الأَرضَ.فَجاءَ بِلالٌ یُؤذِنُهُ بِالصَّلاةِ،فَلَمّا رَآهُ یَبکی،قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،لِمَ تَبکی

ص:96


1- (1) .الاحتجاج:ج 1 ص 528 ح 127 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 10 ص 45 ح 1. [2]
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 265 ح 1023، [3]صحیح ابن خزیمة:ج 2 ص 53 ح 899،صحیح ابن حبّان:ج6 ص32 ح2257،مسند أبی یعلی:ج1 ص175 ح275 وفیهما«قائم»بدل«إلّا نائم»وکلّها عن حارثة بن مضرب،کنز العمّال:ج 10 ص 397 ح 29944 وراجع:کنز الفوائد:ج 1 ص 296.
3- (3) .الاحتجاج:ج 1 ص 520 ح 127 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،الخرائج والجرائح:ج 2 ص 917 من دون إسناد إلی الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 10 ص 40 ح 1. [5]

وقَد غَفَرَ اللّهُ لَکَ ما تَقَدَّمَ وما تَأَخَّرَ؟!

قالَ:أفَلا أکونُ عَبداً شَکوراً؟! لَقَد نَزَلَت عَلَیَّ اللَّیلَةَ آیَةٌ،وَیلٌ لِمَن قَرأَها ولَم یَتَفَکَّر فیها: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»* (1)الآیَةَ کُلَّها. (2)

10153. سنن ابن ماجة عن البراء: کُنّا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی جَنازَةٍ،فَجَلَسَ عَلی شَفیرِ (3)القَبرِ، فَبَکی حَتّی بَلَّ الثَّری،ثُمَّ قالَ:یا إخوانی ! لِمِثلِ هذا فَأَعِدّوا. (4)

10154. المناقب لابن شهر آشوب عن ابن عبّاس والسدّی: لَمّا نَزَلَ قَولُهُ تَعالی: «إِنَّکَ مَیِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَیِّتُونَ» (5)قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لَیتَنی أعلَمُ مَتی یَکونُ ذلِکَ؟فَنَزَلَت سورَةُ النَّصرِ،فَکانَ یَسکُتُ بَینَ التَّکبیرِ وَالقِراءَةِ بَعدَ نُزولِها،فَیَقولُ:«سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،أستَغفِرُ اللّهَ وأَتوبُ إلَیهِ»،فَقیلَ لَهُ فی ذلِکَ،فَقالَ:أما إنَّ نَفسی نُعِیَت إلَیَّ،ثُمَّ بَکی بُکاءً شَدیداً.

فَقیلَ:یا رَسولَ اللّهِ،أوَ تَبکی مِنَ المَوتِ وقَد غَفَرَ اللّهُ لَکَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وما تَأَخَّرَ؟!

قالَ:فَأَینَ هَولُ (6)المُطَّلَعِ (7)؟وأَینَ ضیقَةُ القَبرِ،وظُلمَةُ اللَّحدِ؟وأَینَ القِیامَةُ

ص:97


1- (1) .آل عمران:190. [1]
2- (2) .صحیح ابن حبان:ج 2 ص 386 ح 620.
3- (3) .الشّفیر من الوادی:حرفه وجانبه،ومنه شفیر جهنم (تاج العروس:ج 7 ص 42« [2]شفر»).
4- (4) .سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1403 ح 4195،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 427 ح 18624، [3]السنن الکبری:ج 3 ص 517 ح 6515،المعجم الأوسط:ج 3 ص 92 ح 2588 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 544 ح 42103؛مسکّن الفؤاد:ص 97 نحوه.
5- (5) .الزمر:30. [4]
6- (6) .الهَوْلُ:هو الخوف والأمر الشدید (النهایة:ج 5 ص 283« [5]هول»).
7- (7) .المطّلع:یرید به الموقف یوم القیامة،أو ما یشرف علیه من أمر الآخرة عقیب الموت (النهایة:ج 3 ص 132« [6]طلع»).

وَالأَهوالُ؟!

فَعاشَ بَعدَ نُزولِ هذِهِ السّورَةِ عاماً. (1)

10155. المصنّف لعبد الرزاق عن عبد اللّه بن عتبة عن بعض أصحاب النبیّ صلی الله علیه و آله: جاءَت أختُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله السَّعدِیَّةُ إلَیهِ مَرجِعَهُ مِن حُنَینٍ،فَلَمّا رَآها رَحَّبَ بِها وبَسَطَ لَها رِداءً، لِأَن تَجلِسَ عَلَیهِ،فَأَعظَمَت ذلِکَ،فَعَزَمَ عَلَیها فَجَلَسَت،فَذَرَفَت عَینا رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتّی بَلَّت لِحیَتَهُ دُموعُهُ،فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ:أتَبکی یا رَسولَ اللّهِ؟

قالَ:نَعَم،لِرَحمَتِها وما دَخَلَ عَلَیها،لَو کانَ لِأَحَدِکُم احُدٌ ذَهَباً،فَأَعطاهُ فی حَقِّ رِضاعِهِ ما أدّی حَقَّها. (2)

10156. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ أرواحَ المُؤمِنینَ تَأتی کُلَّ جُمُعَةٍ إلَی السَّماءِ الدُّنیا بِحِذاءِ دورِهِم وبُیوتِهِم،یُنادی کُلُّ واحِدٍ مِنهُم بِصَوتٍ حَزینٍ باکینَ:یا أهلی،ویا وُلدی،ویا أبی، ویا امّی وأَقرِبائی،اِعطِفوا عَلَینا-یَرحَمُکُمُ اللّهُ-بِالَّذی کانَ فی أیدینا،وَالوَیلُ وَالحِسابُ عَلَینا وَالمَنفَعَةُ لِغَیرِنا.

ویُنادی کُلُّ واحِدٍ مِنهُم إلی أقرِبائِهِ:اِعطِفوا عَلَینا بِدِرهَمٍ أو بِرَغیفٍ أو بِکِسوَةٍ، یَکسوکُمُ اللّهُ مِن لِباسِ الجَنَّةِ.

ثُمَّ بَکَی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وبَکَینا مَعَهُ،فَلَم یَستَطِعِ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله أن یَتَکَلَّمَ مِن کَثرَةِ بُکائِهِ. (3)

10157. مکارم الأخلاق عن ابن مسعود: بَکی رَسولُ اللّهِ علیه السلام وبَکَینا لِبُکائِهِ،وقُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،ما یُبکیکَ؟

ص:98


1- (1) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 1 ص 234، [1]مجمع البیان:ج 2 ص 676 نحوه،بحار الأنوار:ج 22 ص 471 ح 20. [2]
2- (2) .المصنّف لعبد الرزاق:ج 7 ص 479 ح 13958،کنز العمّال:ج 10 ص 546 ح 30222.
3- (3) .جامع الأخبار:ص 482 ح 1348. [3]

فَقالَ:رَحمَةً لِلأَشقِیاءِ،یَقولُ اللّهُ تَعالی: «وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَکانٍ قَرِیبٍ» (1). (2)

10158. إرشاد القلوب عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ تَعالی:وعِزَّتی وجَلالی ! إنّی لَأَستَحی مِن عَبدی وأَمَتی یَشیبانِ فِی الإِسلامِ أن اعَذِّبَهُما.ثُمَّ بَکی صلی الله علیه و آله،فَقیلَ:مِمَّ تَبکی یا رَسولَ اللّهِ؟

فَقالَ:أبکی لِمَنِ استَحَی اللّهُ مِن عَذابِهِم،ولا یَستَحونَ مِن عِصیانِهِ. (3)

10159. الإمام علیّ علیه السلام: دَخَلتُ أنَا وفاطِمَةُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَوَجَدتُهُ یَبکی بُکاءً شَدیداً، فَقُلتُ:فِداکَ أبی واُمّی یا رَسولَ اللّهِ،مَا الَّذی أبکاکَ؟!

فَقالَ:یا عَلِیُّ،لَیلَةَ اسرِیَ بی إلَی السَّماءِ،رَأَیتُ نِساءً مِن امَّتی فی عَذابٍ شَدیدٍ، فَأَنکَرتُ شَأنَهُنَّ،فَبَکَیتُ لِما رَأَیتُ مِن شِدَّةِ عَذابِهِنَّ. (4)

10160. مستدرک الوسائل عن أنس: دَخَلتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وهُوَ نائِمٌ عَلی حَصیرٍ قَد أثَّرَ فی جَنبِهِ،قالَ:أمَعَکَ أحَدٌ غَیرُکَ؟قُلتُ:لا.

قالَ:اِعلَم أنَّهُ قَدِ اقتَرَبَ أجَلی،وطالَ شَوقی إلی لِقاءِ رَبّی،وإلی لِقاءِ إخوانِیَ الأَنبِیاءِ قَبلی،ثُمَّ قالَ:لَیسَ شَیءٌ أحَبَّ إلَیَّ مِنَ المَوتِ،ولَیسَ لِلمُؤمِنِ راحَةٌ دونَ لِقاءِ اللّهِ،ثُمَّ بَکی.

ص:99


1- (1) .سبأ:51. [1]
2- (2) .مکارم الأخلاق:ج 2 ص 347 ح 2660، [2]بحار الأنوار:ج 77 ص 99 ح 1؛ [3]المعجم الکبیر:ج 4 ص 246 ح 4270 عن رافع بن خدیج ولم تَرِد فیه الآیة الشریفة،کنز العمّال:ج 1 ص 361 ح 1596.
3- (3) .إرشاد القلوب:ص 41، [4]الجعفریات:ص 197 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام وفیه صدره فقط؛کنز العمّال:ج 15 ص 673 ح 42680 نقلاً عن الخلیلی والرافعی عن أنس نحوه.
4- (4) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 10 ح 24 [5] عن عبد العظیم الحسنی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 18 ص 351 ح 62. [6]

قُلتُ:لِمَ تَبکی؟

قالَ:وکَیفَ لا أبکی،وأَنَا أعلَمُ ما یَنزِلُ بِاُمَّتی مِن بَعدی ! قُلتُ:وما یَنزِلُ مِن بَعدِکَ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:الأَهواءُ. (1)

8/7 بُکاءُ الإِمامِ أمیرِ المُؤمِنینَ

10161. الإمام علیّ علیه السلام: وَایمُ اللّهِ-یمیناً أستَثنی فیها بِمَشیئَةِ اللّهِ-! لَأَروضَنَّ نَفسی رِیاضَةً تَهِشُّ (2)مَعَها إلَی القُرصِ إذا قَدَرَت عَلَیهِ مَطعوماً،وتَقنَعُ بِالمِلحِ مَأدوماً (3)،ولَأَدَعَنَّ مُقلَتی کَعَینِ ماءٍ نَضَبَ مَعینُها،مُستَفرِغَةً دُموعَها. (4)

10162. الإمام الحسن علیه السلام: ما دَخَلتُ عَلی أبی قَطُّ،إلّاوَجَدتُهُ باکِیاً. (5)

10163. الإمام الباقر علیه السلام: صَلّی أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام بِالنّاسِ الصُّبحَ بِالعِراقِ،فَلَمَّا انصَرَفَ وَعَظَهُم،فَبَکی وأَبکاهُم مِن خَوفِ اللّهِ. (6)

10164. نهج البلاغة: ومِن خَبَرِ ضِرارِ بنِ حَمزَةَ الضَّبائِیِّ (7)عِندَ دُخولِهِ عَلی مُعاوِیَةَ ومَسأَلَتِهِ لَهُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام،قالَ:فَأَشهَدُ لَقَد رَأَیتُهُ فی بَعضِ مَواقِفِهِ وقَد أرخَی

ص:100


1- (1) .مستدرک الوسائل:ج 12 ص 64 ح 13519 [1] نقلاً عن القطب الراوندی فی لب اللباب.
2- (2) .هشّ:إذا فرح به واستبشر وارتاح له وخفّ (النهایة:ج 5 ص 264«هشش»).
3- (3) .الأدْمُ:ما یؤکل مع الخبز،أیّ شیء کان (النهایة:ج 1 ص 31« [2]أدم»).
4- (4) .نهج البلاغة: [3]الکتاب 45،بحار الأنوار:ج 33 ص 475 ح 686؛ [4]جواهر المطالب:ج 1 ص 313. [5]
5- (5) .تنبیه الخواطر:ج 2 ص 199، [6]إرشاد القلوب:ص 97 [7] عن الإمام الحسین علیه السلام.
6- (6) .الکافی:ج 2 ص 236 ح 21، [8]الأمالی للطوسی:ص 102 ح 157 [9] کلاهما عن معروف بن خرّبوذ،بحار الأنوار:ج 22 ص 306 ح 5. [10]
7- (7) .الصواب«ضمرة»بدل«حمزة»کما فی جمیع المصادر،ففی خصائص الأئمّة:«ضرار بن ضمرة الضبابی»،وفی الأمالی للصدوق:«ضرار بن ضمرة النهشلی»،وفی کنز الفوائد:«ضرار بن ضمرة الکنانی»وذکره المامقانی فی تنقیح المقال:ج 2 ص 105 [11] بعنوان«ضرار بن ضمرة الضبابی».

اللَّیلُ سُدولَهُ،وهُوَ قائِمٌ فی مِحرابِهِ،قابِضٌ عَلی لِحیَتِهِ،یَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السَّلیمِ (1)، ویَبکی بُکاءَ الحَزینِ،ویَقولُ:

یا دُنیا،یا دُنیا! إلَیکِ عَنّی،أبی تَعَرَّضتِ،أم إلَیَّ تَشَوَّقتِ؟! لا حانَ حینُکِ، هَیهاتَ! غُرّی غَیری،لا حاجَةَ لی فیکِ،قَد طَلَّقتُکِ ثَلاثاً لا رَجعَةَ فیها؛فَعَیشُکِ قَصیرٌ،وخَطَرُکِ یَسیرٌ،وأَمَلُکِ حَقیرٌ.آهِ مِن قِلَّةِ الزّادِ،وطولِ الطَّریقِ،وبُعدِ السَّفَرِ، وعَظیمِ المَورِدِ. (2)

10165. فلاح السائل عن حبّة العرنی: بَینا أنَا ونَوفٌ نائِمَینِ فی رَحَبَةِ المَسجِدِ،إذ نَحنُ بِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی بَقِیَّةٍ مِنَ اللَّیلِ،واضِعاً یَدَهُ عَلَی الحائِطِ شِبهَ الوالِهِ (3)،وهُوَ یَقولُ: «إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»* (4)إلی آخِرِ الآیَةِ،ثُمَّ جَعَلَ یَقرَأُ هذِهِ الآیاتِ،ویَمُرُّ شِبهَ الطّائِرِ عَقلُهُ.

فَقالَ:أراقِدٌ أنتَ یا حَبَّةُ أم رامِقٌ (5)؟قالَ:قُلتُ:رامِقٌ،هذا أنتَ تَعمَلُ هذَا العَمَلَ، فَکَیفَ نَحنُ؟قالَ:فَأَرخی عَینَیهِ فَبَکی،ثُمَّ قالَ لی:

یا حَبَّةُ،إنَّ للّهِ ِ مَوقِفاً،ولَنا بَینَ یَدَیهِ مَوقِفٌ لا یَخفی عَلَیهِ شَیءٌ مِن أعمالِنا.

یا حَبَّةُ،إنَّ اللّهَ أقرَبُ إلَیَّ وإلَیکَ مِن حَبلِ الوَریدِ.یا حَبَّةُ،إنَّهُ لَن یَحجُبَنی ولا إیّاکَ عَنِ اللّهِ شَیءٌ.

ص:101


1- (1) .السَّلیمُ:اللّدیغُ،یقال:سَلَمَته الحیّةُ؛أی لَدَغَته (النهایة:ج 2 ص 396« [1]سلم»).
2- (2) .نهج البلاغة:الحکمة 77، [2]خصائص الأئمّة:ص 71، [3]الأمالی للصدوق:ص 724 ح 990، [4]کنز الفوائد:ج 2 ص 161 [5] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 40 ص 345 ح 28؛ [6]حلیة الأولیاء:ج 1 ص 85 [7] نحوه.
3- (3) .الوَلَهُ:ذهاب العقل،والتحیّر من شدّة الوجد (النهایة:ج 5 ص 227« [8]وله»).
4- (4) .آل عمران:190. [9]
5- (5) .الرَّمقُ:بقیّة الروح وقد یطلق علی القوّة (مجمع البحرین:ج 2 ص 734«رمق»).

قالَ:ثُمَّ قالَ:أراقِدٌ أنتَ یا نَوفُ؟قالَ:لا یا أمیرَ المُؤمِنینَ،ما أنَا بِراقِدٍ،ولَقَد أطَلتَ بُکائی هذِهِ اللَّیلَةَ !

فَقالَ:یا نَوفُ،إن طالَ بُکاؤُکَ فی هذَا اللَّیلِ مَخافَةً مِنَ اللّهِ عز و جل،قَرَّت عَیناکَ غَداً بَینَ یَدَیِ اللّهِ عز و جل.یا نَوفُ،إنَّهُ لَیسَ مِن قَطرَةٍ قَطَرَت مِن عَینِ رَجُلٍ مِن خَشیَةِ اللّهِ،إلّا أطَفَأَت بِحاراً مِنَ النّیرانِ.یا نَوفُ،إنَّهُ لَیسَ مِن رَجُلٍ أعظَمَ مَنزِلَةً عِندَ اللّهِ مِن رَجُلٍ بَکی مِن خَشیَةِ اللّهِ،وأَحَبَّ فِی اللّهِ،وأَبغَضَ فِی اللّهِ. (1)

راجع:موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 5 ص 291 ( القسم العاشر:خصائص الإمام علی علیه السلام/الخصائص العملیة/إمام العابدین/قصص من عبادته ).

9/7 بُکاءُ فاطِمَةَ

10166. صحیح البخاری عن عائشة: دَعَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فاطِمَةَ ابنَتَهُ فی شَکواهُ الَّتی قُبِضَ فیها، فَسارَّها بِشَیءٍ فَبَکَت،ثُمَّ دَعاها فَسارَّها فَضَحِکَت.فَسَأَلتُها عَن ذلِکَ،فَقالَت:

سارَّنِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَأَخبَرَنی أنَّهُ یُقبَضُ فی وَجَعِهِ الَّذی تُوُفِّیَ فیهِ،فَبَکَیتُ،ثُمَّ سارَّنی فَأَخبَرَنی أنّی أوَّلُ أهلِ بَیتِهِ أتبَعُهُ،فَضَحِکتُ. (2)

10167. کفایة الأثر عن عمّار: لَمّا حَضَرَت رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله الوَفاةُ،دَعا بِعَلِیٍّ علیه السلام فَسارَّهُ طَویلاً، ثُمَّ قالَ:

یا عَلِیُّ،أنتَ وَصِیّی ووارِثی،قَد أعطاکَ اللّهُ عِلمی وفَهمی،فَإِذا مِتُّ ظَهَرَت لَکَ

ص:102


1- (1) .فلاح السائل:ص 466 ح 315، [1]بحار الأنوار:ج 41 ص 22 ح 13. [2]
2- (2) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1327 ح 3427،صحیح مسلم:ج 4 ص 1904 ح 97،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 527 ح 2 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 13 ص 675 ح 37730؛الأمالی للصدوق:ص 692 ح 948، [3]الأمالی للطوسی:ص 400 ح 892 [4] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 43 ص 25 ح 22. [5]

ضَغائِنُ فی صُدورِ قَومٍ،غُصِبتَ عَلی حَقِّکَ (1).

فَبَکَت فاطِمَةُ علیها السلام،وبَکَی الحَسَنُ وَالحُسَینُ علیهما السلام.فَقالَ لِفاطِمَةَ:یا سَیِّدَةَ النِّسوانِ، مِمَّ بُکاؤُکِ؟قالَت:یا أبَتِ،أخشَی الضَّیعَةَ بَعدَکَ.

قالَ:أبشِری یا فاطِمَةُ،فَإِنَّکِ أوَّلُ مَن یَلحَقُنی مِن أهلِ بَیتی،ولا تَبکی ولا تَحزَنی فَإِنَّکِ سَیِّدَةُ نِساءِ أهلِ الجَنَّةِ،وأَباکِ سَیِّدُ الأَنبِیاءِ،وَابنُ عَمِّکِ خَیرُ الأَوصِیاءِ، وَابناکِ سَیِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ،ومِن صُلبِ الحُسَینِ یُخرِجُ اللّهُ الأَئِمَّةَ التِّسعَةَ، مُطَهَّرونَ مَعصومونَ،ومِنّا مَهدِیُّ هذِهِ الاُمَّةِ. (2)

10168. روضة الواعظین: رُوِیَ أنَّ فاطِمَةَ علیها السلام لازالَت بَعدَ النَّبِیِّ مُعَصَّبَةَ الرَّأسِ،ناحِلَةَ الجِسمِ،مُنهَدَّةَ الرُّکنِ مِنَ المُصیبَةِ بِمَوتِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وهِیَ مَهمومَةٌ،مَغمومَةٌ،مَحزونَةٌ، مَکروبَةٌ،کَئیبَةٌ،حَزینَةٌ،باکِیَةَ العَینِ،مُحتَرِقَةَ القَلبِ،یُغشی عَلَیها ساعَةً بَعدَ ساعَةٍ، فی کُلِّ ساعَةٍ وحینٍ تَذکُرُهُ وتَذکُرُ السّاعاتِ الَّتی کانَ یَدخُلُ فیها عَلَیها فَیَعظُمُ حُزنُها،وتَنظُرُ مَرَّةً إلَی الحَسَنِ علیه السلام ومَرَّةً إلَی الحُسَینِ علیه السلام وهُما بَینَ یَدَیها علیها السلام، فَتَقولُ:

أینَ أبوکُمَا الَّذی کانَ یُکرِمُکُما ویَحمِلُکُما مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ؟أینَ أبوکُمَا الَّذی کانَ أشَدَّ النّاسِ شَفَقَةً عَلَیکُما فَلا یَدَعُکُما تَمشِیانِ عَلَی الأَرضِ؟فَإِنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ. (3)

ص:103


1- (1) .فی المصدر:«غصب علی حقد»وما أثبتناه من نسخ اخری من المصدر،کما فی الهامش.
2- (2) .کفایة الأثر:ص 124، [1]بحار الأنوار:ج 22 ص 536 ح 38. [2]
3- (3) .روضة الواعظین:ص 167، [3]المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 362 [4] نحوه مختصراً،بحار الأنوار:ج 43 ص 181 ح 16. [5]

10/7 بُکاءُ الإِمامِ الحَسَنِ

10169. الإمام زین العابدین علیه السلام: إنَّ الحَسَنَ بنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام...کانَ إذا ذَکَرَ المَوتَ بَکی،وإذا ذَکَرَ القَبرَ بَکی،وإذا ذَکَرَ البَعثَ وَالنُّشورَ بَکی،وإذا ذَکَرَ المَمَرَّ عَلَی الصِّراطِ بَکی،وإذا ذَکَرَ العَرضَ عَلَی اللّهِ تَعالی ذِکرُهُ شَهِقَ شَهقَةً یُغشی عَلَیهِ مِنها. (1)

11/7 بُکاءُ الإِمامِ الحُسَینِ

10170. ربیع الأبرار: رُؤِیَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام یَطوفُ بِالبَیتِ،ثُمَّ صارَ إلَی المَقامِ (2)فَصَلّی،ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی المَقامِ فَجَعَلَ یَبکی ویَقولُ:«عُبَیدُکَ بِبابِکَ،سائِلُکَ بِبابِکَ،مِسکینُکَ بِبابِکَ»،یُرَدِّدُ ذلِکَ مِراراً،ثُمَّ انصَرَفَ علیه السلام. (3)

10171. البلد الأمین -فی ذِکرِ دُعاءِ عَرَفَةَ وبَیانِ حالاتِ بُکاءِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام خِلالَهُ، وَالَّذی أوَّلُهُ«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَیسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ...»-:ثُمَّ اندَفَعَ علیه السلام فِی المَسأَلَةِ، وَاجتَهَدَ فِی الدُّعاءِ،وقالَ وعَیناهُ تَکِفانِ (4)دُموعاً:اللّهُمَّ اجعَلنی أخشاکَ کَأَنّی أراکَ، وأَسعِدنی بِتَقواکَ،ولا تُشقِنی بِمَعصِیَتِکَ....

قالَ بِشرٌ وبَشیرٌ:ثُمَّ رَفَعَ علیه السلام صَوتَهُ وبَصَرَهُ إلَی السَّماءِ،وعَیناهُ قاطِرَتانِ کَأَنَّهُما

ص:104


1- (1) .الأمالی للصدوق:ص 244 ح 262، [1]فلاح السائل:ص 469 ح 318، [2]عدّة الداعی:ص 139 [3] ولیس فیه«و إذا ذکر القبر بکی»وکلّها عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 43 ص 331 ح 1. [4]
2- (2) .المقام:مقام إبراهیم علیه السلام،وهو الحجر الذی أثّر فیه قدمه،وموضعه أیضاً (مجمع البحرین:ج 3ص 1526«قوم»).
3- (3) .ربیع الأبرار:ج 2 ص 149. [5]
4- (4) .وَکَفَ الدَّمعُ:إذا تقاطر (النهایة:ج 5 ص 220« [6]وکف»).

مَزادَتانِ (1)،وقالَ:

یا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أبصَرَ النّاظِرینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ السّادَةِ المَیامینَ،وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ حاجَتِیَ الَّتی إن أعطَیتَنیها لَم یَضُرَّنی ما مَنَعتَنی،وإن مَنَعتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی،أسأَ لُکَ فِکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،لا إلهَ إلّاأنتَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،لَکَ المُلکُ ولَکَ الحَمدُ، وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا رَبِّ یا رَبِّ.

قالَ بِشرٌ وبَشیرٌ:فَلَم یَکُن لَهُ علیه السلام جَهدٌ إلّاقَولُهُ«یا رَبِّ یا رَبِّ»بَعدَ هذَا الدُّعاءِ، وشَغَلَ مَن حَضَرَ مِمَّن کانَ حَولَهُ وشَهِدَ ذلِکَ المَحضَرَ عَنِ الدُّعاءِ لِأَنفُسِهِم،وأَقبَلوا عَلَی الاِستِماعِ لَهُ علیه السلام وَالتَّأمینِ عَلی دُعائِهِ،قَدِ اقتَصَروا عَلی ذلِکَ لِأَنفُسِهِم،ثُمَّ عَلَت أصواتُهُم بِالبُکاءِ مَعَهُ،وغَرَبَتِ الشَّمسُ وأَفاضَ علیه السلام،وأَفاضَ النّاسُ مَعَهُ. (2)

10172. الطبقات الکبری (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن یزید الرشْک: حَدَّثَنی مَن شافَهَ الحُسَینَ علیه السلام قالَ:رَأَیتُ أبنِیَةً مَضروبَةً بِفَلاةٍ مِنَ الأَرضِ،فَقُلتُ:لِمَن هذِهِ؟قالوا:

هذِهِ لِحُسَینٍ.قالَ:فَأَتَیتُهُ فَإِذا شَیخٌ یَقرَأُ القُرآنَ-قالَ:-وَالدُّموعُ تَسیلُ عَلی خَدَّیهِ ولِحیَتِهِ !

قالَ:قُلتُ:بِأَبی واُمّی یَابنَ رَسولَ اللّهِ! ما أنزَلَکَ هذِهِ البِلادَ وَالفَلاةَ الَّتی لَیسَ بِها أحَدٌ؟

فَقالَ:هذِهِ کُتُبُ أهلِ الکوفَةِ إلَیَّ ولا أراهُم إلّاقاتِلِیَّ،فَإِذا فَعَلوا ذلِکَ لَم

ص:105


1- (1) .المَزادة:هو الظّرف الذی یحمل فیه الماء،کالراویة والقربة،والجمع المزاود (النهایة:ج 4 ص 324« [1]مزد»).
2- (2) .البلد الأمین:ص 253 و 258، [2]بحار الأنوار:ج 98 ص 213 ح 2. [3]

یَدَعوا للّهِ ِ حُرمَةً إلَّاانتَهَکوها،فَیُسَلِّطُ اللّهُ عَلَیهِم مَن یُذِلُّهُم حَتّی یَکونوا أذَلَّ مِن فَرَمِ الأَمَةِ-یَعنی مَقنَعَتَها- (1). (2)

راجع:موسوعة الإمام الحسین بن علی علیه السلام:ج 6 ص 222 (القسم الحادی عشر/الفصل الرابع/بکاء الحسین علیه السلام علی أهل بیته وأصحابه).

12/7 بُکاءُ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ

10173. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ جَدّی عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام...إذا صَلّی بَرَزَ إلی مَوضِعٍ خَشِنٍ فَیُصَلّی فیهِ ویَسجُدُ عَلَی الأَرضِ،فَأَتَی الجَبّانَ-وهُوَ جَبَلٌ بِالمَدینَةِ-یَوماً،ثُمَّ قامَ عَلی حِجارَةٍ خَشِنَةٍ مُحرِقَةٍ،فَأَقبَلَ یُصَلّی،وکانَ کَثیرَ البُکاءِ،فَرَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السُّجودِ وکَأَنَّما غُمِسَ فِی الماءِ مِن کَثرَةِ دُموعِهِ. (3)

10174. عنه علیه السلام -فی وَصفِ عِبادَةِ جَدِّهِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام-:لَقَد دَخَلَ أبو جَعفَرٍ ابنُهُ علیهما السلام عَلَیهِ،فَإِذا هُوَ قَد بَلَغَ مِنَ العِبادَةِ ما لَم یَبلُغهُ أحَدٌ،فَرَآهُ قَدِ اصفَرَّ لَونُهُ مِنَ السَّهَرِ، ورَمِصَت (4)عَیناهُ مِنَ البُکاءِ،ودَبِرَت (5)جَبهَتُهُ،وَانخَرَمَ أنفُهُ مِنَ السُّجودِ،

ص:106


1- (1) .فرم الأمة:فَسَّرَها بقوله:«مقنعتها»؛وهو ما تغطّی به المرأة رأسَها.وقال ابن الأثیر:قیل:هو خرقة الحیض (النهایة:ج 3 ص 441« [1]فرم»).
2- (2) .الطبقات الکبری (الطبقة الخامسة من الصحابة):ص 458 ح 441،سیر أعلام النبلاء:ج 3 ص 305 الرقم 48،تاریخ دمشق:ج 14 ص 216 الرقم 1566.
3- (3) .الدعوات للراوندی:ص 32 ح 68 عن الحسین بن کثیر الخزاز،نزهة الناظر:ص 94 ح 31،أعلام الدین:ص 300 [2] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 46 ص 108 ح 104. [3]
4- (4) .الرّمص:البیاض الذی یجتمع فی الموق.وقیل:صغر العین ولزوقها (راجع:تاج العروس:ج 9ص 292« [4]رمص»).
5- (5) .دَبِرَت:أی غلظت وتقرّحَت.والدَّبَر:الجُرح الذی یکون فی ظهر البعیر (راجع:النهایة:ج 2 ص 97« [5]دبر»).

ووَرِمَت ساقاهُ وقَدَماهُ مِنَ القِیامِ فِی الصَّلاةِ. (1)

10175. المناقب لابن شهرآشوب عن حمّاد بن حبیب الکوفی العطّار (2)-فی وَصفِ صَلاةِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام-:فَرَأَیتُهُ کُلَّما مَرَّ بِالآیَةِ الَّتی فیهَا الوَعدُ وَالوَعیدُ یُرَدِّدُها بِانتِحابٍ وحَنینٍ. (3)

10176. الملهوف -حَولَ عِبادَةِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام-:حَدَّثَ مَولًی لَهُ إنَّهُ علیه السلام بَرَزَ إلَی الصَّحراءِ یَوماً،قالَ:فَتَبِعتُهُ فَوَجَدتُهُ قَد سَجَدَ عَلی حِجارَةٍ خَشِنَةٍ،فَوَقَفتُ وأَنَا أسمَعُ شَهیقَهُ وبُکاءَهُ،وأَحصَیتُ عَلَیهِ ألفَ مَرَّةٍ یَقولُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ حَقّاً حَقّاً،لا إلهَ إلَّا اللّهُ تَعَبُّداً ورِقّاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ إیماناً وصِدقاً. (4)

10177. إرشاد القلوب عن یونس بن أبی فاخته: رَأَیتُ زَینَ العابِدینَ علیه السلام عِندَ بُلوغِهِ المَکانَ (5)، یَنتَحِبُ ویَبکی بُکاءَ الثَّکلی (6)،ویَقولُ:آهِ ثُمَّ آهِ عَلی عُمُری،کَیفَ ضَیَّعتُهُ فی غَیرِ عِبادَةِ اللّهِ وطاعَتِهِ لِأَکونَ مِنَ النّاجینَ الفائِزینَ! (7)

10178. الأمالی للصدوق عن الزهری: کُنتُ عِندَ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام فَجاءَهُ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ،فَقالَ لَهُ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام:ما خَبَرُکَ أیُّهَا الرَّجُلُ؟فَقالَ الرَّجُلُ:خَبَری

ص:107


1- (1) .الإرشاد:ج 2 ص 142 [1] عن سعید بن کلثوم،العدد القویّة:ص 59 ح 76، [2]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 97 ح 2276 [3] ولیس فیه«وانحزم أنفه من السجود»وکلاهما من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 46 ص 75 ح 65؛ [4]ینابیع المودّة:ج 1 ص 446 ح 12 [5] نحوه.
2- (2) .فی الخرائج والجرائح وبحار الأنوار«القطّان»بدل«العطّار».
3- (3) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 142، [6]الخرائج والجرائح:ج 1 ص 266 ح 9،بحار الأنوار:ج 87 ص 231 ح 43. [7]
4- (4) .الملهوف:ص 234،مسکّن الفؤاد:ص 92،بحار الأنوار:ج 45 ص 149. [8]
5- (5) .لا توجد إشارة إلی المکان فی الخبر.
6- (6) .الثُّکل:فقد الولد،امرأة ثاکل وثکلی (النهایة:ج 1 ص 217« [9]ثکل»).
7- (7) .إرشاد القلوب:ص 55. [10]

-یَابنَ رَسولِ اللّهِ-أنّی أصبَحتُ وعَلَیَّ أربَعُمِئَةِ دینارٍ دَینٌ لا قَضاءَ عِندی لَها،ولی عِیالٌ ثِقالٌ لَیسَ لی ما أعودُ عَلَیهِم بِهِ.

قالَ:فَبَکی عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام بُکاءً شَدیداً.فَقُلتُ لَهُ:ما یُبکیکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟

فَقالَ:وهَل یُعَدُّ البُکاءُ إلّالِلمَصائِبِ وَالمِحَنِ الکِبارِ؟قالوا:کَذلِکَ یَابنَ رَسولِ اللّهِ.

قالَ:فَأَیَّةُ مِحنَةٍ ومُصیبَةٍ أعظَمُ عَلی حُرِّ (1)مُؤمِنٍ مِن أن یَری بِأَخیهِ المُؤمِنِ خَلَّةً (2)فَلا یُمکِنَهُ سَدَّها،ویُشاهِدَهُ عَلی فاقَةٍ فَلا یُطیقَ رَفعَها؟! (3)

راجع:ص 181 ( البکّاؤون ).

موسوعة الإمام الحسین بن علی علیه السلام:ج 6 ص 228 (القسم الحادی عشر/الفصل الرابع:

البکاء والإبکاء علی سید الشهداء علیه السلام وأصحابه/بکاء الإمام زین العابدین علیه السلام ).

13/7 بُکاءُ الإِمامِ الباقِرِ

10179. تذکرة الخواصّ عن أفلح مولی الإمام الباقر علیه السلام: خَرَجتُ مَعَ مَولایَ حاجّاً،فَلَمّا دَخَلَ المَسجِدَ نَظَرَ إلَی البَیتِ فَبَکی حَتّی عَلا صَوتُهُ،فَقُلتُ:بِأَبی واُمّی،إنَّ النّاسَ یَنظُرونَ إلَیکَ،فَلَو رَفَّعتَ بِصَوتِکَ قَلیلاً.

فَبَکی وقالَ:وَیحَکَ! لِمَ لا أبکی؟لَعَلَّ اللّهَ أن یَنظُرَ إلَیَّ بِرَحمَةٍ مِنهُ فَأَفوزَ بِها

ص:108


1- (1) .فی المصدر«حرمة»،والتصویب من بحار الأنوار. [1]وحُرُّ الوَجهِ:الجزء الظاهر منه.
2- (2) .الخلّة:الحاجة والفقر (النهایة:ج 2 ص 72«خلل»).
3- (3) .الأمالی للصدوق:ص 537 ح 721، [2]المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 146 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 46 ص 20 ح 1. [4]

عِندَهُ.ثُمَّ طافَ بِالبَیتِ ورَکَعَ عِندَ المَقامِ،ورَفَعَ رَأسَهُ مِن سُجودِهِ فَإِذا مَوضِعُهُ مُبتَلٌّ مِن دُموعِهِ. (1)

14/7 بُکاءُ الإِمامِ الصّادِقِ

10180. الکافی عن ابن أبی یعفور: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ-وهُوَ رافِعٌ یَدَهُ إلَی السَّماءِ-:

رَبِّ لا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً،لا أقَلَّ مِن ذلِکَ ولا أکثَرَ.

فَما کانَ بِأَسرَعَ مِن أن تَحَدَّرَ الدُّموعُ مِن جَوانِبِ لِحیَتِهِ،ثُمَّ أقبَلَ عَلَیَّ فَقالَ:یَابنَ أبی یَعفورٍ،إنَّ یونُسَ بنَ مَتّی وَکَلَهُ اللّهُ عز و جل إلی نَفسِهِ أقَلَّ مِن طَرفَةِ عَینٍ فَأَحدَثَ ذلِکَ الذَّنبَ.

قُلتُ:فَبَلَغَ بِهِ کُفراً،أصلَحَکَ اللّهُ؟

قالَ:لا،ولکِنَّ المَوتَ عَلی تِلکَ الحالِ هَلاکٌ. (2)

10181. قرب الإسناد عن بکر بن محمّد: خَرَجتُ أطوفُ وأَنَا إلی جَنبِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام حَتّی فَرَغَ مِن طَوافِهِ،ثُمَّ مالَ فَصَلّی رَکعَتَینِ مَعَ رُکنِ البَیتِ وَالحَجَرِ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ ساجِداً:

«سَجَدَ وَجهی لَکَ تَعَبُّداً ورِقّاً،ولا إلهَ إلّاأنتَ حَقّاً حَقّاً،الأَوَّلُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ، وَالآخِرُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ.وها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،فَاغفِر لی إنَّهُ لا یَغفِرُ الذَّنبَ العَظیمَ غَیرُکَ،فَاغفِر لی فَإِنّی مُقِرٌّ بِذُنوبی عَلی نَفسی،ولا یَدفَعُ الذَّنبَ

ص:109


1- (1) .تذکرة الخواصّ:ص 339، [1]تاریخ دمشق:ج 54 ص 280 نحوه؛کشف الغمّة:ج 2 ص 329 و ص 360 [2] کلاهما نحوه وفیه«رفقت»بدل«رفعت»،بحار الأنوار:ج 46 ص 290 ح 14. [3]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 581 ح 15، [4]بحار الأنوار:ج 14 ص 387 ح 6. [5]

العَظیمَ غَیرُکَ».

ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ،ووَجهُهُ مِنَ البُکاءِ کَأَنَّما غُمِسَ فی الماءِ. (1)

10182. کمال الدین عن سدیر الصیرفی: دَخَلتُ أنَا وَالمُفَضَّلُ بنُ عُمَرَ،وأَبو بَصیرٍ،وأَبانُ بنُ تَغلِبَ عَلی مَولانا أبی عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ علیه السلام،فَرَأَیناهُ جالِساً عَلَی التُّرابِ وعَلَیهِ مِسحٌ (2)خَیبَرِیٌّ مُطَوَّقٌ بِلا جَیبٍ،مُقَصَّرُ الکُمَّینِ،وهُوَ یَبکی بُکاءَ الوالِهِ الثَّکلی،ذاتَ الکَبِدِ الحَرّی،قَد نالَ الحُزنُ مِن وَجنَتَیهِ،وشاعَ التَّغییرُ فی عارِضَیهِ،وأَبلی الدُّموعُ مَحجِرَیهِ،وهُوَ یَقولُ:

«سَیِّدی! غَیبَتُکَ نَفَت رُقادی،وضَیَّقَت عَلَیَّ مِهادی،وَابتَزَّت مِنّی راحَةَ فُؤادی.

سَیِّدی! غَیبَتُکَ أوصَلَت مُصابی بِفَجایِعِ الأَبَدِ،وفَقدُ الواحِدِ بَعدَ الواحِدِ یُفنِی الجَمعَ وَالعَدَدَ،فَما احِسُّ بِدَمعَةٍ تَرقی مِن عَینی،وأَنینُ ٍ یَفتُرُ مِن صَدری،عَن دَوارِجِ الرَّزایا وسَوالِفِ البَلایا،إلّامُثِّلَ بِعَینی عَن غَوابِرَ أعظَمِها وأَفظَعِها،وبَواقِیَ أشَدِّها وأَنکَرِها، ونَوائِبَ مَخلوطَةٍ بِغَضَبِکَ،ونَوازِلَ مَعجونَةٍ بِسَخَطِکَ».

قالَ سَدیرٌ:فَاستَطارَت عُقولُنا وَلَهاً،وتَصَدَّعَت قُلوبُنا جَزَعاً مِن ذلِکَ الخَطبِ الهائِلِ،والحادِثِ الغائِلِ،وظَنَنّا أنَّهُ سِمَةٌ لِمَکروهَةٍ قارِعَةٍ،أوحَلَّت بِهِ مِنَ الدَّهرِ بائِقَةٌ (3)،فَقُلنا:لا أبکَی اللّهُ-یَابنَ خَیرِ الوَری-عَینَیکَ مِن أیَّةِ حادِثَةٍ تَستنَزِفُ دَمعَتَکَ وتَستَمطِرُ عَبرَتَکَ،وأَیَّةُ حالَةٍ حَتَمَت عَلَیکَ هذَا المَأتَمَ؟

قالَ:فَزَفَرَ الصّادِقُ علیه السلام زَفرَةً انتَفَخَ مِنها جَوفُهُ،وَاشتَدَّ عَنها خَوفُهُ،وقالَ:

ص:110


1- (1) .قرب الإسناد:ص 39 ح 127، [1]بحار الأنوار:ج 99 ص 213 ح 1. [2]
2- (2) .المِسْحُ:ثوب من الشَعْرِ غلیظ (تاج العروس:ج 4 ص 205« [3]مسح»).
3- (3) .البوائق:الغوائل والشرور،واحدها بائقة وهی الداهیة (النهایة:ج 1 ص 162«بوق»).

وَیلَکُم! نَظَرتُ فی کِتابِ الجَفرِ صَبیحَةَ هذَا الیَومِ،وهُوَ الکِتابُ المُشتَمِلُ عَلی عِلمِ المَنایا وَالبَلایا وَالرَّزایا،وعِلمِ ما کانَ وما یَکونُ إلی یَومِ القِیامَةِ،الَّذی خَصَّ اللّهُ بِهِ مُحَمَّداً وَالأَئِمَّةَ مِن بَعدِهِ علیهم السلام،وتَأَمَّلتُ مِنهُ مَولِدَ قائِمِنا وغَیبَتَهُ وإبطاءَهُ وطولَ عُمُرِهِ، وبَلوَی المُؤمِنینَ فی ذلِکَ الزَّمانِ،وتَوَلُّدَ الشُّکوکِ فی قُلوبِهِم مِن طولِ غَیبَتِهِ،وَارتِدادَ أکثَرِهِم عَن دینِهِم،وخَلعَهُم رِبقَةَ الإِسلامِ مِن أعناقِهِم،الَّتی قالَ اللّهُ تَقَدَّسَ ذِکرُهُ:

«وَ کُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِی عُنُقِهِ» (1)-یَعنِی الوَلایَةَ-فَأَخَذَتنِی الرِّقَّةُ،وَاستَولَت عَلَیَّ الأَحزانُ. (2)

راجع:ص 88 ح 10129.

15/7 بُکاءُ الإِمامِ الکاظِمِ

10183. الإرشاد -فی وَصفِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام-:کانَ یَبکی مِن خَشیَةِ اللّهِ حَتّی تَخضَلَّ (3)لِحیَتُهُ بِالدُّموعِ. (4)

10184. تذکرة الخواص عن شقیق البلخی -فی ذِکرِ ما رَأی مِنَ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام فی طَریقِ الحَجِّ-:...فَلَمّا نَزَلنا واقِصَةَ (5)إذا بِهِ یُصَلّی وأَعضاؤُهُ تَضطَرِبُ ودُموعُهُ تَتَحادَرُ...

حَتّی دَخَلتُ مَکَّةَ فَرَأَیتُهُ لَیلَةً إلی جانِبِ قُبَّةِ الشَّرابِ نِصفَ اللَّیلِ،یُصَلّی بِخُشوعٍ

ص:111


1- (1) .الإسراء:13. [1]
2- (2) .کمال الدین:ص 352 ح 50، [2]بحار الأنوار:ج 51 ص 219 ح 9. [3]
3- (3) .اخضلّ:أی ابتلّ (الصّحاح:ج 4 ص 1685«خضل»).
4- (4) .الإرشاد:ج 2 ص 231، [4]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 97 ح 2278، [5]إعلام الوری:ج 2 ص 25، [6]بحار الأنوار:ج 48 ص 101 ح 5. [7]
5- (5) .واقِصَة:منزل بطریق مکّة بعد القرعاء نحو مکّة (معجم البلدان:ج 5 ص 354). [8]

وأَنینٍ وبُکاءٍ،فَلَم یَزَل کَذلِکَ حَتّی ذَهَبَ اللَّیلُ. (1)

16/7 بُکاءُ الإِمامِ الرِّضا

10185. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن رجاء بن أبی الضحّاک -فی بَیانِ عِبادَةِ الإِمامِ الرِّضا علیه السلام-:

کانَ یُکثِرُ بِاللَّیلِ فی فِراشِهِ مِن تِلاوَةِ القُرآنِ،فَإِذا مَرَّ بِآیَةٍ فیها ذِکرُ جَنَّةٍ أو نارٍ بَکی. (2)

10186. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن دعبل بن علیّ الخزاعی: أنشَدتُ مَولایَ الرِّضا علیه السلام قَصیدَتِیَ الَّتی أوَّلُها:

مَدارِسُ آیاتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ ومَنزِلُ وَحیٍ مُقفِرُ (3)العَرَصاتِ (4)

فَلَمَّا انتَهَیتُ إلی قَولی:

خُروجُ إمامٍ لا مَحالَةَ خارِجٌ یَقومُ عَلَی اسمِ اللّهِ وَالبَرَکاتِ

یُمَیِّزُ فینا کُلَّ حَقٍّ وباطِلٍ ویَجزی عَلَی النَّعماءِ وَالنَّقِماتِ

بَکَی الرِّضا علیه السلام بُکاءً شَدیداً،ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَیَّ فَقالَ لی:یا خُزاعِیُّ،نَطَقَ روحُ القُدُسِ عَلی لِسانِکَ بِهذَینِ البَیتَینِ،فَهَل تَدری مَن هذَا الإِمامُ؟ومَتی یَقومُ؟

فَقُلتُ:لا یا سَیِّدی،إلّاأنّی سَمِعتُ بِخُروجِ إمامٍ مِنکُم،یُطَهِّرُ الأَرضَ مِنَ الفَسادِ ویَملَؤُها عَدلاً. (5)

ص:112


1- (1) .تذکرة الخواصّ:ص 348.
2- (2) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 182 ح 5، [1]بحار الأنوار:ج 49 ص 94 ح 7. [2]
3- (3) .القَفْرُ:مفازةٌ لاماء فیها ولا نبات (الصِّحاح:ج 2 ص 797« [3]قفر»).
4- (4) .العرصةُ:کلّ بقعة بین الدور واسعة لیس فیها بناء (الصحاح:ج 3 ص 1044« [4]عرص»).
5- (5) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 265 ح 35، [5]کمال الدین:ص 372 ح 6، [6]بحار الأنوار:ج 49 ص 237 ح 6. [7]

17/7 بُکاءُ الإِمامِ الجَوادِ

10187. کمال الدین عن الصقر بن أبی دلف: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ الرِّضا علیه السلام یَقولُ:

إنَّ الإِمامَ بَعدِی ابنی عَلِیٌّ،أمرُهُ أمری،وقَولُهُ قَولی،وطاعَتُهُ طاعَتی،وَالإِمامَ بَعدَهُ ابنُهُ الحَسَنُ،أمرُهُ أمرُ أبیهِ،وقَولُهُ قَولُ أبیهِ،وطاعَتُهُ طاعَةُ أبیهِ،ثُمَّ سَکَتَ،فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،فَمَنِ الإِمامُ بَعدَ الحَسَنِ؟

فَبَکی علیه السلام بُکاءً شَدیداً،ثُمَّ قالَ:إنَّ مِن بَعدِ الحَسَنِ ابنَهُ القائِمَ بِالحَقِّ المُنتَظَرَ. (1)

18/7 بُکاءُ الإِمامِ المَهدِیِّ

10188. الإمام علیّ علیه السلام: یَبعَثُ اللّهُ لِلمَهدِیِّ أقواماً یَجتَمِعونَ مِن أطرافِ الأَرضِ قَزَعٌ (2)کَقَزَعِ الخَریفِ،وَاللّهِ إنّی لَأَعرِفُ أسماءَهُم وَاسمَ أمیرِهِم ومُناخَ رِکابِهِم،فَیَدخُلُ المَهدِیُّ الکَعبَةَ ویَبکی ویَتَضَرَّعُ،قالَ اللّهُ عز و جل: «أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُکُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ» (3). (4)

ص:113


1- (1) .کمال الدین:ص 378 ح 3، [1]بحار الأنوار:ج 51 ص 30 ح 4. [2]
2- (2) .القزع:القطع من السحاب المتفرّقة،وکلّ شیء یکون قطعاً متفرّقة فهو قزع (المصباح المنیر:ص 502« [3]فزع»).
3- (3) .النمل:62. [4]
4- (4) .کتاب سلیم بن قیس:ج 2 ص 775 ح 25 عن عمر بن أبی سلمة،بحار الأنوار:ج 33 ص 158 ح 421. [5]

19/7 بُکاءُ أصحابِ النِّبِیِّ

10189. شعب الإیمان عن أبی هریرة: لَمّا نَزَلَت «أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِیثِ تَعْجَبُونَ* وَ تَضْحَکُونَ وَ لا تَبْکُونَ» (1)بَکی أصحابُ الصُّفَّةِ (2)حَتّی جَرَت دُموعُهُم عَلی خُدودِهِم،فَلَمّا سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَنینَهُم بَکی مَعَهُم،فَبَکَینا بِبُکائِهِ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:لا یَلِجُ الّنارَ مَن بَکی مِن خَشیَةِ اللّهِ،ولا یَدخُلُ الجَنَّةَ مُصِرٌّ عَلی مَعصِیَةٍ،ولَو لَم تُذنِبوا لَجاءَ اللّهُ بِقَومٍ یُذنِبونَ فَیَغفِرُ لَهُم. (3)

10190. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:لَقَد کانوا یُصبِحونَ شُعثاً غُبراً، وقَد باتوا سُجَّداً وقِیاماً،یُراوِحونَ بَینَ جِباهِهِم وخُدودِهِم،ویَقِفونَ عَلی مِثلِ الجَمرِ مِن ذِکرِ مَعادِهِم،کَأَنَّ بَینَ أعیُنِهِم رُکَبَ المِعزی مِن طولِ سُجودِهِم؛إذا ذُکِرَ اللّهُ هَمَلَت أعیُنُهُم حَتّی تَبُلَّ جُیوبَهُم،ومادوا (4)کَما یَمیدُ الشَّجَرُ یَومَ الرِّیحِ العاصِفِ، خَوفاً مِنَ العِقابِ ورَجاءً لِلثَّوابِ. (5)

10191. عنه علیه السلام: أینَ القَومُ الَّذینَ دُعوا إلَی الإِسلامِ فَقَبِلوهُ،وقَرَؤُوا القُرآنَ فَأَحکَموهُ،وهِیجوا إلَی الجِهادِ فَوَلِهوا وَلَهَ (6)اللِّقاحِ (7)إلی أولادِها،وسَلَبُوا السُّیوفَ أغمادَها،

ص:114


1- (1) .النّجم:59 و 60. [1]
2- (2) .أهل الصّفّة:هم فقراء المهاجرین،ومن لم یکن له منهم منزل یسکنه،فکانوا یأوون إلی موضع مُظَلّل فی مسجد المدینة یسکنونه (النهایة:ج 3 ص 37« [2]صفف»).
3- (3) .شعب الإیمان:ج 1 ص 489 ح 798، [3]تفسیر القرطبی:ج 17 ص 122 [4] نحوه،کنزالعمّال:ج 3 ص 149 ح 5917.
4- (4) .مادَ یمید:إذا مال وتحرّک (النهایة:ج 4 ص 379« [5]مید»).
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 97، [6]بحار الأنوار:ج 69 ص 307 ح 29. [7]
6- (6) .الوَلَهُ:ذهاب العقل والتحیّر من شدّة الوجد (النهایة:ج 5 ص 227« [8]وله»).
7- (7) .اللِّقحَة:الناقة القریبة العهد بالنِّتاج (النهایة:ج 4 ص 262« [9]لقح»).

وأَخَذوا بِأَطرافِ الأَرضِ زَحفاً زَحفاً وصَفّاً صَفّاً.بَعضٌ هَلَکَ وبَعضٌ نَجا،لا یُبَشَّرونَ بِالأَحیاءِ،ولا یُعَزَّونَ عَنِ المَوتی،مُرهُ (1)العُیونِ مِنَ البُکاءِ،خُمصُ البُطونِ مِنَ الصِّیامِ، ذُبلُ الشِّفاهِ مِنَ الدُّعاءِ،صُفرُ الأَلوانِ مِنَ السَّهَرِ. (2)

10192. الإمام الصادق علیه السلام -فی وَصفِ أصحابِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:کانوا یَبکونَ اللَّیلَ وَالنَّهارَ، ویَقولونَ:اِقبِض أرواحَنا مِن قَبلِ أن نَأکُلَ خُبزَ الخَمیرِ (3). (4)

10193. المستدرک علی الصحیحین عن أبی سفیان عن أشیاخه: دَخَلَ سَعدٌ عَلی سَلمانَ یَعودُهُ،قالَ:فَبَکی،فَقالَ لَهُ سَعدٌ:ما یُبکیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ؟تُوُفِّیَ رَسولُ اللّهِ وهُوَ عَنکَ راضٍ،وتَرِدُ عَلَیهِ الحَوضَ وتَلقی أصحابَکَ.

قالَ:فَقالَ سَلمانُ:أما إنّی لا أبکی جَزَعاً مِنَ المَوتِ،ولا حِرصاً عَلَی الدُّنیا، ولکِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَهِدَ إلَینا عَهداً حَیّاً ومَیِّتاً،قالَ صلی الله علیه و آله:«لِتَکُن بُلغَةُ (5)أحَدِکُم مِنَ الدُّنیا مِثلَ زادِ الرّاکِبِ»،وحَولی هذِهِ الأَساوِدَةُ (6).

قالَ:فَإِنَّما حَولَهُ إجّانَةٌ وجَفنَةٌ ومِطهَرَةٌ! (7)

ص:115


1- (1) .المره:مرض فی العین لترک الکحل،ومنه حدیث علیّ علیه السلام...مره العیون من البکاء،وهو جمع الأمرَهِ؛أی أبیض لیس فیه شیء من السواد (لسان العرب:ج 13 ص 540« [1]مره»).
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 121، [2]بحار الأنوار:ج 33 ص 362 ح 597. [3]
3- (3) .الخمیر:هو ما یجعل فی العجین لیجود،وکأنّهم کانوا لایفعلون ذلک لعدم اعتنائهم بجودة الغذاء،ویؤیدّه ما رواه العامّة عن النبیّ صلی الله علیه و آله:«لا آکل الخمیر»قال الکرمانی:أی خبزاً جعل فی عجینه الخمیر (بحار الأنوار:ج 22 ص 305 ح 2). [4]
4- (4) .الخصال:ص 640 ح 15 عن هشام بن سالم،بحار الأنوار:ج 22 ص 305 ح 2. [5]
5- (5) .البُلغَة:الکفایة،وهو ما یکتفی به فی العیش (مجمع البحرین:ج 1 ص 187« [6]بلغ»).
6- (6) .الأساوِد:یرید الشُّخوصَ من المتاع الذی کان عنده،وکلُّ شخص من إنسان أو متاع أو غیره سَوادٌ،ویجوز أن یرید بالأساود الحَیّاتِ،جمعُ أسوَدَ،شبَّهَها بها لاستضراره بمکانها (النهایة:ج 2 ص 419« [7]سود»).
7- (7) .المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 353 ح 7891،الطبقات الکبری:ج 4 ص 90،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 126 ح 11،النهایة فی غریب الحدیث:ج 2 ص 418 کلاهما نحوه؛روضة الواعظین:ص 538،بحار الأنوار:ج 22 ص 381 ح 14. [8]

10194. الإمام الباقر علیه السلام: بَکی أبو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللّهُ مِن خَشیَةِ اللّهِ عز و جل حَتَّی اشتَکی بَصَرَهُ،فَقیلَ لَهُ:

یا أبا ذَرٍّ،لَو دَعَوتَ اللّهَ أن یَشفِیَ بَصَرَکَ.

فَقالَ:إنّی عَنهُ لَمَشغولٌ،وما هُوَ مِن أکبَرِ هَمّی.قالوا:وما یَشغَلُکَ عَنهُ؟قالَ:

العَظیمَتانِ:الجَنَّةُ وَالنّارُ. (1)

20/7 بُکاءُ المُؤمِنینَ وَالمُتَّقینَ

10195. الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکرِ حَدیثِ مِعراجِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:قالَ اللّهُ تَعالی:...یا أحمَدُ،إنَّ أهلَ الخَیرِ وأَهلَ الآخِرَةِ...تَنامُ أعیُنُهُم ولا تَنامُ قُلوبُهُم،أعیُنُهُم باکِیَةٌ وقُلوبُهُم ذاکِرَةٌ. (2)

10196. الإمام زین العابدین علیه السلام: ألا إنَّ للّهِ ِ عِباداً،کَمَن رَأی أهلَ الجَنَّةِ فِی الجَنَّةِ مُخَلَّدینَ، وکَمَن رَأی أهلَ النّارِ فِی النّارِ مُعَذَّبینَ،شُرُورُهُم مَأمونَةٌ،وقُلوبُهُم مَحزونَةٌ،أنفُسُهُم عَفیفَةٌ،وحَوائِجُهُم خَفیفَةٌ،صَبَروا أیّاماً قَلیلَةً،فَصاروا بِعُقبی (3)راحَةٍ طَویلَةٍ،أمَّا اللَّیلَ فَصافّونَ أقدامَهُم،تَجری دُموعُهُم عَلی خُدودِهِم،وهُم یَجأَرونَ (4)إلی رَبِّهِم یَسعَونَ فی فَکاکِ رِقابِهِم. (5)

ص:116


1- (1) .الخصال:ص 40 ح 25 عن إسماعیل بن أبی زیاد عن الإمام الصادق علیه السلام،الأمالی للطوسی:ص 702 ح 1500 [1] عن موسی بن بکر عن الإمام الکاظم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 22 ص 431 ح 40. [2]
2- (2) .إرشاد القلوب:ص 199 و 201، [3]بحار الأنوار:ج 77 ص 24 ح 6. [4]
3- (3) .العاقبة والعقبی:آخر کلّ شیء (تاج العروس:ج 2 ص 245«عقب»).
4- (4) .جأر:إذا أفرط فی الدعاء والتّضرّع (مفردات ألفاظ القرآن:ص 211« [5]جأر»).
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 132 ح 15 [6] عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام،عوالی اللآلی:ج 1 ص 72 ح 134 [7] عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 73 ص 43 ح 18؛ [8]عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 2 ص 353، [9]تاریخ دمشق:ج 42 ص 493 کلاهما عن أوفی بن دلهم عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 719 ح 8565.

10197. عیسی علیه السلام -فی وَصفِ أولِیاءِ اللّهِ-:کانَ یَسقی زُروعَهُم دُموعُ أعیُنِهِم حَتّی أنبَتوا، وأَدرَکُوا الحَصادَ یَومَ فَقرِهِم. (1)

21/7 البَکّاؤونَ

10198. الإمام الصادق علیه السلام: البَکّاؤونَ خَمسَةٌ:آدَمُ،ویَعقوبُ،ویوسُفُ،وفاطِمَةُ بِنتُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،وعَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهم السلام.

فَأَمّا آدَمُ،فَبَکی عَلَی الجَنَّةِ حَتّی صارَ فی خَدَّیهِ أمثالُ الأَودِیَةِ.

وأَمّا یَعقوبُ،فَبَکی عَلی یوسُفَ حَتّی ذَهَبَ بَصَرُهُ،وحَتّی قیلَ لَهُ: « قالُوا تَاللّهِ تَفْتَؤُا تَذْکُرُ یُوسُفَ حَتّی تَکُونَ حَرَضاً أَوْ تَکُونَ مِنَ الْهالِکِینَ» (2).

وأَمّا یوسُفُ،فَبَکی عَلی یَعقوبَ حَتّی تَأَذّی بِهِ أهلُ السِّجنِ،فَقالوا لَهُ:إمّا أن تَبکِیَ اللَّیلَ وَتسکُتَ بِالنَّهارِ،وإمّا أن تَبکِیَ النَّهارَ وتَسکُتَ بِاللَّیلِ،فَصالَحَهُم عَلی واحِدٍ مِنهُما.

أمّا فاطِمَةُ فَبَکَت عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتّی تَأَذّی بِها أهلُ المَدینَةِ،فَقالوا لَها:قَد آذَیتِنا بِکَثرَةِ بُکائِکِ،فَکانَت تَخرُجُ إلَی المَقابِرِ-مَقابِرِ الشُّهَداءِ-فَتَبکی حَتّی تَقضِیَ حاجَتَها ثُمَّ تَنصَرِفُ.

وأَمّا عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ،فَبَکی عَلَی الحُسَینِ علیه السلام عِشرینَ سَنَةً-أو أربَعینَ سَنَةً- (3)ما وُضِعَ بَینَ یَدَیهِ طَعامٌ إلّابَکی،حَتّی قالَ لَهُ مَولیً لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ یَابنَ

ص:117


1- (1) .ربیع الأبرار:ج 3 ص 403. [1]
2- (2) .یوسف:85. [2]
3- (3) .التردید من الراوی (هامش المصدر).

رَسولِ اللّهِ،إنّی أخافُ عَلَیکَ أن تَکونَ مِنَ الهالِکینَ.قالَ: «إِنَّما أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ» (1)،إنّی ما أذکُرُ مَصرَعَ بَنی فاطِمَةَ إلّاخَنَقَتنی لِذلِکَ عَبرَةٌ. (2)

10199. الإمام الباقر علیه السلام: ولَقَد کانَ بَکی [عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام ] عَلی أبیهِ الحُسَینِ علیه السلام عِشرینَ سَنَةً،وما وُضِعَ بَینَ یَدَیهِ طَعامٌ إلّابَکی،حَتّی قالَ لَهُ مَولیً لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،أما آنَ لِحُزنِکَ أن یَنقَضِیَ؟!

فَقالَ لَهُ:وَیحَکَ! إنَّ یَعقوبَ النَّبِیَّ علیه السلام کانَ لَهُ اثنا عَشَرَ ابناً،فَغَیَّبَ اللّهُ عَنهُ واحِداً مِنهُم فَابیَضَّت عَیناهُ مِن کَثرَةِ بُکائِهِ عَلَیهِ،وشابَ رَأسُهُ مِنَ الحُزنِ،وَاحدَودَبَ ظَهرُهُ مِنَ الغَمِّ،وکانَ ابنُهُ حَیّاً فِی الدُّنیا،وأَنَا نَظَرتُ إلی أبی وأَخی وعَمّی وسَبعَةَ عَشَرَ مِن أهلِ بَیتی مَقتولینَ حَولی،فَکَیفَ یَنقَضی حُزنی !؟ (3)

راجع:ص 106 ( بکاء الإمام زین العابدین علیه السلام ).

ص:118


1- (1) .یوسف:86. [1]
2- (2) .الخصال:ص 272 ح 15،الأمالی للصدوق:ص 204 ح 221،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 93 ح 2264، [2]بحار الأنوار:ج 43 ص 155 ح 1. [3]
3- (3) .الخصال:ص 518 ح 4 عن حمران بن أعین،بحار الأنوار:ج 46 ص 63 ح 19 [4] وراجع:مثیر الأحزان:ص 115.

الفَصلُ الثّامِن:البکاء علی الأموات

1/8 جَوازُ البُکاءِ عَلَی الأَمواتِ

10200. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی تَبیینِ بُکائِهِ عَلَی ابنِهِ إبراهیمَ-:تَدمَعُ العَینُ ویَحزَنُ القَلبُ،ولا یَکونُ عَلَی المُؤمِنِ فی ذلِکَ شَیءٌ. (1)

10201. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَخَّصَ فِی البُکاءِ عِندَ المُصیبَةِ،وقالَ:النَّفسُ مُصابَةٌ،وَالعَینُ دامِعَةٌ،وَالعَهدُ قَریبٌ،وقولوا ما أرضَی اللّهَ ولا تَقولوا الهُجرَ (2). (3)

10202. المستدرک علی الصحیحین عن قرظة بن کعب وأبی مسعود وزید بن ثابت: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله رَخَّصَ لَنا...فِی البُکاءِ عِندَ المَیِّتِ. (4)

ص:119


1- (1) .کنز العمّال:ج 15 ص 622 ح 42484 نقلاً عن المعجم الکبیر عن أبی موسی.
2- (2) .الهجر:الإفحاش فی المنطق،وَالخَنا (الصحاح:ج 2 ص 851«هجر»).
3- (3) .الجعفریات:ص 208 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 225، [2]بحار الأنوار:ج 82 ص 101 ح 48. [3]
4- (4) .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 183 ح 348،و ج 2 ص 201 ح 2751 وزاد فی آخره«من غیر نیاحة»،اُسد الغابة:ج 1 ص 460 الرقم 584، [4]المعجم الکبیر:ج 19 ص 39 ح 82،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 268 ح 5 وکلاهما نحوه من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج 15 ص 224 ح 40682 نقلاً عن أبی نعیم.

10203. صحیح مسلم عن جابر بن عبد اللّه: اصیبَ أبی یَومَ احُدٍ،فَجَعَلتُ أکشِفُ الثَّوبَ عَن وَجهِهِ وأَبکی،وجَعَلوا یَنهَونَنی ورَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لا یَنهانی.قالَ:وجَعَلَت فاطِمَةُ بِنتُ عَمرٍو تَبکیهِ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:تَبکیهِ أو لا تَبکیهِ،ما زالَتِ المَلائِکَةُ تُظِلُّهُ بِأَجنِحَتِها حَتّی رَفَعتُموهُ. (1)

10204. سنن النسائی عن أبی هریرة: ماتَ مَیِّتٌ مِن آلِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَاجتَمَعَ النِّساءُ یَبکینَ عَلَیهِ، فَقامَ عُمَرُ یَنهاهُنَّ ویَطرُدُهُنَّ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:دَعهُنَّ یا عُمَرُ،فَإِنَّ العَینَ دامِعَةٌ،وَالقَلبَ مُصابٌ،وَالعَهدَ قَریبٌ. (2)

10205. سنن أبی داود عن هشام بن عروة عن أبیه عن ابن عمر: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ المَیِّتَ لَیُعَذَّبُ بِبُکاءِ أهلِهِ عَلَیهِ.

فَذَکَرَ ذلِکَ لِعائِشَةَ،فَقالَت:وَهَلَ (3)-تَعنِی ابنَ عُمَرَ-،إنَّما مَرَّ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَلی قَبرٍ فَقالَ:إنَّ صاحِبَ هذا لَیُعَذَّبُ وأَهلُهُ یَبکونَ عَلَیهِ.ثُمَّ قَرَأَت: «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری» (4). (5)

ص:120


1- (1) .صحیح مسلم:ج 4 ص 1918 ح 130،سنن النسائی:ج 4 ص 13،السنن الکبری للنسائی:ج 1 ص 606 ح 1972، [1]مسند ابن الجعد:ص 252 ح 1666،الطبقات الکبری:ج 3 ص 561 [2] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 10 ص 378 ح 29880.
2- (2) .سنن النسائی:ج 4 ص 19،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 505 ح 1587،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 450 ح 9737، [3]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 537 ح 1406،صحیح ابن حبّان:ج 7 ص 428 ح 3157 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 620 ح 42475.
3- (3) .وَهَلَ:أی ذهب وَهمُهُ إلی ذلک.ویجوز أن یکون بمعنی سها وغلط (لسان العرب:ج 11 ص 737« [4]وهل»).
4- (4) .الأنعام:164، [5]فاطر:108.
5- (5) .سنن أبی داود:ج 3 ص 194 ح 3129، [6]صحیح البخاری:ج 4 ص 1462 ح 3759،صحیح مسلم:ج 2 ص 643 ح 26 کلاهما نحوه،سنن النسائی:ج 4 ص 17،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 282 ح 4959. [7]

10206. صحیح مسلم عن هشام بن عروة عن أبیه: ذُکِرَ عِندَ عائِشَةَ قَولُ ابنِ عُمَرَ:المَیِّتُ یُعَذَّبُ بِبُکاءِ أهلِهِ عَلَیهِ.

فَقالَت:رَحِمَ اللّهُ أبا عَبدِ الرَّحمنِ،سَمِعَ شَیئاً فَلَم یَحفَظهُ.إنَّما مَرَّت عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله جَنازَةُ یَهودِیٍّ وهُم یَبکونَ عَلَیهِ،فَقالَ:أنتُم تَبکونَ،وإنَّهُ لَیُعَذَّبُ. (1)

10207. مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس: ماتَت رُقَیَّةُ ابنَةُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:اِلحَقی بِسَلَفِنَا الخَیرِ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ.

قالَ:وبَکَتِ النِّساءُ،فَجَعَلَ عُمَرُ یَضرِبُهُنَّ بِسَوطِهِ،فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله لِعُمَرَ:دَعهُنَّ یَبکینَ،وإیّاکُنَّ ونَعیقَ (2)الشَّیطانِ.

ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَهما یَکُن مِنَ القَلبِ وَالعَینِ فَمِنَ اللّهِ وَالرَّحمَةِ،ومَهما کانَ مِنَ الیَدِ وَاللِّسانِ فَمِنَ الشَّیطانِ.

وقَعَدَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی شَفیرِ القَبرِ وفاطِمَةُ إلی جَنبِهِ تَبکی،فَجَعَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَمسَحُ عَینَ فاطِمَةَ بِثَوبِهِ رَحمَةً لَها. (3)

10208. سیر أعلام النبلاء عن ابن عبّاس: لَمّا ماتَ ابنُ مَظعونٍ...فَبَکَی النِّساءُ،فَجَعَلَ عُمَرُ یُسکِتُهُنَّ،فَقالَ صلی الله علیه و آله:مَهلاً یا عُمَرُ !

ثُمَّ قالَ:إیّاکُنَّ ونَعیقَ الشَّیطانِ،مَهما کانَ مِنَ العَینِ فَمِنَ اللّهِ ومِنَ الرَّحمَةِ،

ص:121


1- (1) .صحیح مسلم:ج 2 ص 642 ح 25،سنن الترمذی:ج 3 ص 327 ح 1004 عن یحیی بن عبد الرحمن،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 156 ح 26471 [1] عن القاسم بن محمّد بن أبی بکر وکلاهما نحوه.
2- (2) .النّعیق:یعنی الصِّیاح والنّوح (النهایة:ج 5 ص 82«نعق»).
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 718 ح 3103، [2]مسند الطیالسی:ص 351 ح 2694،الطبقات الکبری:ج 8 ص 37، [3]سیر أعلام النبلاء:ج 2 ص 251 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 621 ح 42476؛بشارة المصطفی:ص 273 [4] نحوه وفیه«زینب»بدل«رقیة».

وما کانَ مِنَ الیَدِ وَاللِّسانِ فَمِنَ الشَّیطانِ. (1)

10209. مسند ابن حنبل عن محمّد بن عمرو بن عطاء بن علقمة: إنَّهُ کانَ جالِساً مَعَ ابنِ عُمَرَ بِالسّوقِ،ومَعَهُ سَلِمَةُ بنُ الأَزرَقِ إلی جَنبِهِ،فَمُرَّ بِجَنازَةٍ یَتبَعُها بُکاءٌ،فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ:لَو تَرَکَ أهلُ هذَا المَیِّتِ البُکاءَ لَکانَ خَیراً لِمَیِّتِهِم.

فَقالَ سَلِمَةُ بنُ الأَزرَقِ:تَقولُ ذلِکَ یا أبا عَبدِ الرَّحمنِ؟قالَ:نَعَم أقولُهُ.

قالَ:إنّی سَمِعتُ أبا هُرَیرَةَ،وماتَ مَیِّتٌ مِن أهلِ مَروانَ،فَاجتَمَعَ النِّساءُ یَبکینَ عَلَیهِ،فَقالَ مَروانُ:قُم یا عَبدَ المَلِکِ فَانهَهُنَّ أن یَبکینَ،فَقال أبو هُرَیرَةَ:دَعهُنَّ،فَإِنَّهُ ماتَ مَیِّتٌ مِن آلِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَاجتَمَعَ النِّساءُ یَبکینَ عَلَیهِ،فَقامَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ یَنهاهُنَّ ویَطرُدُهُنَّ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«دَعهُنَّ یَابنَ الخَطّابِ،فَإِنَّ العَینَ دامِعَةٌ، وَالفُؤادَ مُصابٌ،وإنَّ العَهدَ حَدیثٌ».

فَقالَ ابنُ عُمَرَ:أنتَ سَمِعتَ هذا مِن أبی هُرَیرَةَ؟قالَ:نَعَم،قالَ:یَأثِرُهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله؟قالَ:نَعَم،قالَ:فَاللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ. (2)

10210. المستدرک علی الصحیحین عن أنس: لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أحدَقَ بِهِ أصحابُهُ، فَبَکَوا حَولَهُ. (3)

10211. الإمام الحسین علیه السلام: إنَّ فاطِمَةَ بِنتَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله کانَت تَزورُ قَبرَ عَمِّها حَمزَةَ کُلَّ جُمُعَةٍ،

ص:122


1- (1) .سیر أعلام النبلاء:ج 1 ص 156.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 443 ح 5895، [1]السنن الکبری:ج 4 ص 117 ح 7159، [2]المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 553 ح 6674 کلاهما نحوه وراجع:مسند الطیالسی:ص 339 ح 2598.
3- (3) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 60 ح 4392،دلائل النبوّة:ج 7 ص 269، [3]المعجم الأوسط:ج 8 ص 109 ح 8120 وفیه«قعد أصحابه حزان»بدل«وأحدق به أصحابه»،کتاب الدعاء للطبرانی:ص 366 ح 1217 وفیه«قعد أصحابه»بدل«أحدق به أصحابه»؛مسکّن الفؤاد:ص 109،بحار الأنوار:ج 82 ص 97 ح 47. [4]

فَتُصَلّی وتَبکی عِندَهُ. (1)

10212. صحیح البخاری عن عبد اللّه بن عبید اللّه بن أبی ملیکة: تُوُفِّیَتِ ابنَةٌ لِعُثمانَ بِمَکَّةَ، قالَ:وجِئنا لِنَشهَدَها،وحَضَرَهَا ابنُ عُمَرَ وَابنُ عَبّاسٍ،وإنّی لَجالِسٌ بَینَهُما،أو قالَ:

جَلَستُ إلی أحَدِهِما ثُمَّ جاءَ الآخَرُ فَجَلَسَ إلی جَنبی.

فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ لِعَمرِو بنِ عُثمانَ،ألا تَنهی عَنِ البُکاءِ؟فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:إنَّ المَیِّتَ لَیُعَذَّبُ بِبُکاءِ أهلِهِ عَلَیهِ.

فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ:قَد کانَ عُمَرُ یَقولُ بَعضَ ذلِکَ.ثُمَّ حَدَّثَ قالَ:

صَدَرتُ مَعَ عُمَرَ مِن مَکَّةَ،حَتّی إذا کُنّا بِالبَیداءِ إذا هُوَ بِرَکبٍ تَحتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ، فَقالَ:اِذهَب فَانظُر مَن هؤُلاءِ الرَّکبُ؟فَنَظَرتُ فَإِذا صُهَیبٌ،فَأَخبَرتُهُ.فَقالَ:اُدعُهُ لی.فَرَجَعتُ إلی صُهَیبٍ،فَقُلتُ:اِرتَحِل فَالحَق أمیرَ المُؤمِنینَ.

فَلَمّا اصیبَ عُمَرُ،دَخَلَ صُهَیبٌ یَبکی یَقولُ:وا أخاه ! وا صاحِباه ! فَقالَ عُمَرُ:یا صُهَیبُ ! أتبَکی عَلَیَّ؟وقَد قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ المَیِّتَ یُعَذَّبُ بِبَعضِ بُکاءِ أهلِهِ عَلَیهِ !

قالَ ابنُ عَبّاسٍ:فَلَمّا ماتَ عُمَرُ ذَکَرتُ ذلِکَ لِعائِشَةَ.فَقالَت:رَحِمَ اللّهُ عُمَرَ،وَاللّهِ ! ما حَدَّثَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ لَیُعَذِّبُ المُؤمِنَ بِبُکاءِ أهلِهِ عَلَیهِ،ولکِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:«إنَّ اللّهَ لَیَزیدُ الکافِرَ عَذاباً بِبُکاءِ أهلِهِ عَلَیهِ».

وقالَت:حَسبُکُمُ القُرآنُ: «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری»* .قالَ ابنُ عَبّاسٍ عِندَ ذلِکَ:

ص:123


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 533 ح 1396 عن سلیمان بن داود و ج 3 ص 30 ح 4319 عن سلیمان بن داود عن أبیه وفیه«فی الأیّام»بدل«کلّ جمعة»،السنن الکبری:ج 4 ص 131 ح 7208 [1] عن سلیمان بن داود وکلّها عن الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام؛کفایة الأثر:ص 198 [2] عن محمود بن لبید نحوه من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 36 ص 352 ح 224. [3]

وَاللّهُ «هُوَ أَضْحَکَ وَ أَبْکی» (1).قالَ ابنُ أبی مُلَیکَةَ:وَاللّهِ ما قالَ ابنُ عُمَرَ شَیئاً. (2)

10213. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الصَّبرُ عِندَ الصَّدمَةِ الاُولی،وَالعَبرَةُ لا یَملِکُهَا ابنُ آدَمَ؛صَبابَةُ (3)المَرءِ إلی أخیهِ. (4)

2/8 أمرُ النَّبِیِّ بِالبُکاءِ عَلی حَمزَةَ

10214. کتاب من لا یحضره الفقیه: لَمَّا انصَرَفَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن وَقعَةِ احُدٍ إلَی المَدینَةِ،سَمِعَ مِن کُلِّ دارٍ قُتِلَ مِن أهلِها قَتیلٌ نَوحاً وبُکاءً،ولَم یَسمَع مِن دارِ حَمزَةَ عَمِّهِ،فَقالَ صلی الله علیه و آله:

«لکِنَّ حَمزَةَ لا بَواکِیَ لَهُ!».

فَآلی أهلُ المَدینَةِ ألّا یَنوحوا عَلی مَیِّتٍ ولا یَبکوهُ حَتّی یَبدَؤوا بِحَمزَةَ فَیَنوحوا عَلَیهِ ویَبکوهُ،فَهُم إلَی الیَومِ عَلی ذلِکَ. (5)

10215. مسند ابن حنبل عن ابن عمر: إنَّ رَسولَ اللّهِ لَمّا رَجَعَ مِن احُدٍ،فَجَعَلَت نِساءُ الأَنصارِ یَبکینَ عَلی مَن قُتِلَ مِن أزواجِهِنَّ.

قالَ:فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«ولکِن حَمزَةُ لا بَواکِیَ لَهُ!».قالَ:ثُمَّ نامَ،فَاستَنبَهَ

ص:124


1- (1) .النجم:43. [1]
2- (2) .صحیح البخاری:ج 1 ص 432 ح 1226،صحیح مسلم:ج 2 ص 641 ح 23،سنن النسائی:ج 4 ص 18،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 95 ح 288، [2]صحیح ابن حبّان:ج 7 ص 405 ح 3136 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 610 ح 42425.
3- (3) .الصّبابة:الشوق،وقیل:رقّته وحرارته (لسان العرب:ج 1 ص 518« [3]صبا»).
4- (4) .المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 551 ح 6667،کنز العمّال:ج 3 ص 273 ح 6513 نقلاً عن سنن سعید بن منصور وفیه«أحد»بدل«ابن آدم»وکلاهما عن الحسن؛مسکّن الفؤاد:ص 97 وفیه«العبرة لا یملکها أحد صبابة المرء علی أخیه»فقط.
5- (5) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 183 ح 553،بحارالأنوار:ج 82 ص 105 ح 53؛ [4]المعجم الکبیر:ج 11 ص 310 ح 12096 عن ابن عباس،الطبقات الکبری:ج 2 ص 44 و ج 3 ص 11، [5]اُسد الغابة:ج 2 ص 69 الرقم 1251 وکلّها نحوه.

وهُنَّ یَبکینَ.

قالَ:فَهُنَّ الیَومَ إذا یَبکینَ یَندُبنَ بِحَمزَةَ. (1)

10216. مسکّن الفؤاد: لَمَّا انصَرَفَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله مِن احُدٍ راجِعاً إلَی المَدینَةِ...مَرَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی دارٍ مِن دورِ الأَنصارِ مِن بَنی عَبدِ الأَشهَلِ،فَسَمِعَ البُکاءَ وَالنَّوائِحَ عَلی قَتلاهُم، فَذَرَفَت عَیناهُ وَبکی،ثُمَّ قالَ:«لکِنَّ حَمزَةَ لا بَواکِیَ لَهُ!».

فَلَمّا رَجَعَ سَعدُ بنُ مُعاذٍ واُسَیدُ بنُ حُضَیرٍ إلی دارِ بَنی عَبدِ الأَشهَلِ،أمَرا نِساءَهُم أن یَذهَبنَ فَیَبکینَ عَلی عَمِّ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَلَمّا سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بُکاءَهُنَّ عَلی حَمزَةَ،خَرَجَ إلَیهِنَّ وهُنَّ عَلی بابِ مَسجِدِهِ یَبکینَ،فَقالَ لَهُنَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اِرجِعنَ -یَرحَمُکُنَّ اللّهُ-قَد واسَیتُنَّ بِأَنفُسِکُنَّ. (2)

10217. مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن عمر: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا رَجَعَ مِن احُدٍ سَمِعَ نِساءَ الأَنصارِ یَبکینَ عَلی أزواجِهِنَّ،فَقالَ:«لکِنَّ حَمزَةَ لا بَواکِیَ لَهُ!».

فَبَلَغَ ذلِکَ نِساءَ الأَنصارِ،فَجِئنَ یَبکینَ عَلی حَمزَةَ.قالَ:فَانتَبَهَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِنَ اللَّیلِ،فَسَمِعَهُنَّ وَهُنَّ یَبکینَ،فَقالَ:

وَیحَهُنَّ ! لَم یَزَلنَ یَبکینَ بَعدَ مُنذِ اللَّیلَةِ؟! مُروهُنَّ فَلیَرجِعنَ،ولا یَبکینَ عَلی هالِکٍ بَعدَ الیَومِ. (3)

ص:125


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 287 ح 4984، [1]البدایة والنهایة:ج 4 ص 48. [2]
2- (2) .مسکّن الفؤاد:ص 97،إعلام الوری:ج 1 ص 183 [3] نحوه،بحار الأنوار:ج 82 ص 92 ح 44؛ [4]تاریخ الطبری:ج 2 ص 532 [5] نحوه ولیس فیه ذیله من«فلما سمع رسول اللّه صلی الله علیه و آله...»وراجع:المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 561 ح 6694.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 385 ح 5567، [6]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 507 ح 1591،الطبقات الکبری:ج 3 ص 17، [7]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 267 ح 5،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 537 ح 1407 عن أنس وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 13 ص 335 ح 36945.

3/8 أمرُ النَّبِیِّ بِالبُکاءِ عَلی جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ

10218. الاستیعاب: لَمّا أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله نَعیُ جَعفَرٍ،أتَی امرَأَتَهُ أسماءَ بِنتَ عُمَیسِ فَعَزّاها فی زَوجِها جَعفَرٍ؛ودَخَلَت فاطِمَةُ علیها السلام وهِیَ تَبکی وتَقولُ:وا عَمّاه.فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

«عَلی مِثلِ جَعفَرٍ فَلتَبکِ البَواکی». (1)

4/8 بُکاءُ النَّبِیِّ عَلَی الأَمواتِ

أ-بُکاؤُهُ عَلی امِّهِ

10219. صحیح مسلم عن أبی هریرة: زارَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله قَبرَ امِّهِ،فَبَکی وأَبکی مَن حَولَهُ. (2)

10220. شعب الإیمان عن بریدة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله زارَ قَبرَ امِّهِ فی ألفِ مُقَنَّعٍ (3)یَومَ الفَتحِ،فَما رُئِیَ باکِیاً أکثَرَ مِن ذلِکَ الیَومِ. (4)

10221. بحار الأنوار عن ابن عبّاس: لَمّا مَرَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی عُمرَةِ الحُدَیبِیَةِ بِالأَبواءِ،قالَ:

ص:126


1- (1) .الاستیعاب:ج 1 ص 313 الرقم 331، [1]اُسد الغابة:ج 1 ص 544 الرقم 759، [2]المصنّف لعبد الرزاق:ج 3 ص 550 ح 6666،الطبقات الکبری:ج 8 ص 282 [3] کلاهما عن أسماء بنت عمیس نحوه،کنز العمّال:ج 11 ص 660 ح 33187 نقلاً عن ابن عساکر وفیه ذیله فقط«علی مثل جعفر فلتبک الباکیة»؛تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 65 [4] عن أسماء بنت عمیس نحوه،بحار الأنوار:ج 22 ص 276 ح 25. [5]
2- (2) .صحیح مسلم:ج 2 ص 671 ح 108،سنن النسائی:ج 4 ص 90،سنن أبی داود:ج 3 ص 218 ح 3234 [6] وفیه«أتی»بدل«زار»،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 501 ح 1572،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 444 ح 9694 [7] وفیه«وبکی من حوله»بدل«وأبکی من حوله»؛مسکّن الفؤاد:ص 95.
3- (3) .زار قبر امّه فی ألف مقنّع:أی فی ألف فارس مغطّی بالسّلاح (النهایة:ج 4 ص 114« [8]قنع»).
4- (4) .شعب الإیمان:ج 7 ص 15 ح 9290، [9]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 531 ح 1389 و ج 2 ص 661 ح 4192 ولیس فیهما«یوم الفتح»،کنز العمّال:ج 12 ص 442 ح 35514.

إنَّ اللّهَ قَد أذِنَ لی فی زِیارَةِ قَبرِ امّی.فَأَتاهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَأَصلَحَهُ،وبَکی عِندَهُ، وبَکَی المُسلِمونَ لِبُکاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.فَقیلَ لَهُ،فَقالَ:أدرَکَتنی رَحمَةُ رَحمَتِها فَبَکَیتُ. (1)

ب-بُکاؤُهُ عَلَی ابنِهِ

10222. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا ماتَ إبراهیمُ ابنُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،هَمَلَت عَینُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِالدُّموعِ،ثُمَّ قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:تَدمَعُ العَینُ ویَحزَنُ القَلبُ،ولا نَقولُ ما یُسخِطُ الرَّبَّ، وإنّا بِکَ یا إبراهیمُ لَمَحزونونَ. (2)

ج-بُکاؤُهُ عَلی عَمِّهِ حَمزَةَ

10223. سیر أعلام النبلاء عن جابر: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله لَمّا رَأی حَمزَةَ قَتیلاً بَکی،فَلَمّا رَأی ما مُثِّلَ بِهِ شَهِقَ. (3)

د-بُکاؤُهُ عَلی فاطِمَةَ بِنتِ أسَدٍ

10224. الإمام الصادق علیه السلام: بَینَما هُوَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] ذاتَ یَومٍ قاعِدٌ إذ أتاهُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام وهُوَ یَبکی،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما یُبکیکَ؟فَقالَ:ماتَت امّی فاطِمَةُ.

ص:127


1- (1) .بحار الأنوار:ج 15 ص 162 ح 93 [1] نقلاً عن صاحب المنتقی وراجع:الاُصول الستّة عشر:ص 159.
2- (2) .الکافی:ج 3 ص 262 ح 45 [2] عن ابن القدّاح،مسکّن الفؤاد:ص 93 عن أسماء ابنة زید نحوه،بحار الأنوار:ج 22 ص 157 ح 16؛ [3]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 506 ح 1589،المعجم الکبیر:ج 24 ص 171 ح 432،المعجم الأوسط:ج 8 ص 346 ح 8829 کلّها عن أسماء بنت یزید نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 621 ح 42478.
3- (3) .سیر أعلام النبلاء:ج 1 ص 184 الرقم 15،المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 219 ح 4900 وفیه«جبهته»بدل«حمزة قتیلاً»و ص 218 ح 4893،المعجم الکبیر:ج 3 ص 142 ح 2932 وکلاهما نحوه،اُسد الغابة:ج 2 ص 68 الرقم 1251، [4]کنز العمّال:ج 13 ص 333 ح 36938.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ:واُمّی وَاللّهِ،وقامَ مُسرِعاً حَتّی دَخَلَ فَنَظَرَ إلَیها وبَکی،ثُمَّ أمَرَ النِّساءَ أن یَغسِلنَها. (1)

ه-بُکاؤُهُ عَلی طائِفَةٍ مِن أصحابِهِ

10225. مسکّن الفؤاد: لَمّا اصیبَ جَعفَرُ بنُ أبی طالِبٍ رَضِیَ اللّهُ عَنهُ،أتی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أسماءَ رَضِیَ اللّهُ عَنها فَقالَ لَها:أخرِجی إلَیَّ وُلدَ جَعفَرٍ،فَخَرَجوا إلَیهِ،فَضَمَّهُم إلَیهِ وشَمَّهُم ودَمَعَت عَیناهُ.

فَقالَت:یا رَسولَ اللّهِ،اُصیبَ جَعفَرٌ؟قالَ:نَعَم،اُصیبَ الیَومَ. (2)

10226. مکارم الأخلاق عن خالد بن سلمة المخزومی: لَمّا اصیبَ زَیدُ بنُ حارِثَةَ،انطَلَقَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی مَنزِلِهِ،فَلَمّا رَأَتهُ ابنَتُهُ جَهَشَت (3)،فَانتَحَبَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله.

فَقالَ لَهُ بَعضُ أصحابِهِ:ما هذا یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:هذا شَوقُ الحَبیبِ إلَی الحَبیبِ. (4)

10227. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله حینَ جاءَتهُ وَفاةُ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ وزَیدِ بنِ حارِثَةَ،کانَ إذا دَخَلَ بَیتَهُ کَثُرَ بُکاؤُهُ عَلَیهِما جِدّاً،ویَقولُ:کانا یُحَدِّثانی

ص:128


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 453 ح 2. [1]
2- (2) .مسکّن الفؤاد:ص 96،بحار الأنوار:ج 82 ص 92 ح 44؛ [2]الطبقات الکبری:ج 8 ص 282، [3]اُسد الغابة:ج 1 ص 544 الرقم 759، [4]المغازی للواقدی:ج 2 ص 766 [5] والثلاثة الأخیرة عن أسماء بنت عمیس نحوه.
3- (3) .جهش إلیه:فزع إلیه باکیاً.
4- (4) .مکارم الأخلاق:ج 1 ص 59 ح 49، [6]مسکّن الفؤاد:ص 96 نحوه،بحار الأنوار:ج 16 ص 235 ح 35؛ [7]الطبقات الکبری:ج 3 ص 47 [8] عن خالد بن شمیر،الإخوان:ص 152 ح 88،سیر أعلام النبلاء:ج 1 ص 229 الرقم 36 وکلّها نحوه.

ویُؤانِسانی فَذَهَبا جَمیعاً. (1)

10228. صحیح البخاری عن أنس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله نَعی زَیداً وجَعفراً وَابنَ رَواحَةَ لِلنّاسِ قَبلَ أن یَأتِیَهُم خَبَرُهُم،فَقالَ:«أخَذَ الرّایَةَ زَیدٌ فَاُصیبَ،ثُمَّ أخَذَها جَعفَرٌ فَاُصیبَ،ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَواحَةَ فَاُصیبَ»،وعَیناهُ تَذرِفانِ. (2)

10229. المغازی: لَمّا اصیبَ حَمزَةُ،جاءَت صَفِیَّةُ بِنتُ عَبدِ المُطَّلِبِ تَطلُبُهُ،فَحالَت بَینَها وبَینَهُ الأَنصارُ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ:دَعوها ! فَجَلَسَت عِندَهُ،فَجَعَلَت إذا بَکَت بَکی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله، وإذا نَشَجَت (3)یَنشُجُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله.وکانَت فاطِمَةُ بِنتُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله تَبکی،وجَعَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا بَکَتَ بَکی. (4)

10230. سنن الترمذی عن القاسم بن محمّد عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قَبَّلَ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ وهُوَ مَیِّتٌ وهُوَ یَبکی،أو قالَ:عَیناهُ تَذرِفانِ. (5)

10231. مسکّن الفؤاد: رُوِیَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله لَمّا ماتَ عُثمانُ بنُ مَظعونٍ،کَشَفَ الثَّوبَ عَن وَجههِ، ثُمَّ قَبَّلَ ما بَینَ عَینَیهِ،ثُمَّ بَکی طَویلاً،فَلَمّا رُفِعَ السَّریرُ قالَ:

ص:129


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 177 ح 527،مسکّن الفؤاد:ص 96 عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 21 ص 55 ح 7. [1]
2- (2) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1372 ح 3547 و ص 1030 ح 2645 ولیس فیه صدره إلی«یأتیهم خبرهم»،السنن الکبری:ج 8 ص 266 ح 16597 [2] نحوه.
3- (3) .نشج الباکی:إذا غصّ بالبکاء فی حلقه من غیر انتحاب (الصّحاح:ج 1 ص 344« [3]نشج»).
4- (4) .المغازی:ج 1 ص 290، [4]شرح نهج البلاغة:ج 15 ص 17.
5- (5) .سنن الترمذی:ج 3 ص 314 ح 989، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 514 ح 1334 وفیه«تهرقان»بدل«تذرقان»،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 293 ح 24220، [6]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 468 ح 1456،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 259 ح 2 والثلاثة الأخیرة نحوه.

طوباکَ یا عُثمانُ ! لَم تَلبَسکَ الدُّنیا ولَم تَلبَسها. (1)

5/8 أدَبُ البُکاءِ عَلَی الأَمواتِ

اشارة

10232. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: البُکاءُ مِنَ الرَّحمَةِ،وَالصُّراخُ مِنَ الشَّیطانِ. (2)

10233. عنه صلی الله علیه و آله: بُکاءُ الکَبِدِ وَالعَینِ مِنَ اللّهِ عز و جل،وبُکاءُ البَدَنِ وَاللِّسانِ مِنَ الشَّیطانِ. (3)

10234. عنه صلی الله علیه و آله -یَومَ ماتَ وَلَدُهُ إبراهیمُ-:ما کانَ مِن حُزنٍ فِی القَلبِ أو فِی العَینِ فَإنَّما هُوَ رَحمَةٌ،وما کانَ مِن حُزنٍ بِاللِّسانِ وبِالیَدِ فَهُوَ مِنَ الشَّیطانِ. (4)

10235. الإمام علیّ علیه السلام: بَکی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عِندَ مَوتِ بَعضِ وُلدِهِ،فَقیلَ لَهُ:یا رَسولَ اللّهِ، تَبکی وأَنتَ تَنهانا عَنِ البُکاءِ؟

فَقالَ:لَم أنهَکُم عَنِ البُکاءِ،وإنَّما نَهَیتُکُم عَنِ النَّوحِ وَالعَویلِ،وإنَّما هذِهِ رِقَّةٌ ورَحمَةٌ یَجعَلُهَا اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی فی قَلبِ مَن شاءَ مِن خَلقِهِ،ویَرحَمُ اللّهُ مَن یَشاءُ، وإنَّما یَرحَمُ اللّهُ مِن عِبادِهِ الرُّحَماءَ. (5)

10236. الإمام الصادق علیه السلام -فی ذِکرِ استِشهادِ جَعفَرِ بنِ أبی طالِبٍ-:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله

ص:130


1- (1) .مسکّن الفؤاد:ص 95،بحار الأنوار:ج 82 ص 91 ح 43؛ [1]سیر أعلام النبلاء:ج 5 ص 481 الرقم 213 و ج 11 ص 131 الرقم 48،الفردوس:ج 2 ص 451 ح 3945 وفیه ذیله«طوبی لک یاعثمان»وکلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 13 ص 525 ح 37358.
2- (2) .الطبقات الکبری:ج 1 ص 139 عن بکیر بن عبد اللّه بن الأشبح،کنز العمّال:ج 15 ص 608 ح 42415.
3- (3) .الفردوس:ج 2 ص 21 ح 2139 عن ابن عبّاس.
4- (4) .مسکّن الفؤاد:ص 94،بحار الأنوار:ج 82 ص 91 ح 43. [2]
5- (5) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 225، [3]الجعفریّات:ص 208 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 82 ص 101 ح 48. [5]

لِفاطِمَةَ علیها السلام:اِذهَبی فَابکی عَلَی ابنِ عَمِّکِ،ولا تَدعی بِثُکلٍ (1)؛فَما قُلتِ فَقَد صَدَقتِ. (2)

10237. المصنّف لابن أبی شیبه عن جابر: أخَذَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بِیَدِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ فَخَرَجَ بِهِ إلَی النَّخلِ،فَاُتِیَ بِإِبراهیمَ وهُوَ یَجودُ بِنَفسِهِ،فَوُضِعَ فی حِجرِهِ،فَقالَ:«یا بُنَیَّ،لا أملِکُ لَکَ مِنَ اللّهِ شَیئاً»وذَرَفَت عَینُهُ،فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ:تَبکی یا رَسولَ اللّهِ ! أوَلَم تَنهَ عَنِ البُکاءِ؟

فَقالَ صلی الله علیه و آله:إنَّما نَهَیتُ عَنِ النَّوحِ،عَن صَوتَینِ أحمَقَینِ فاجِرَینِ:صَوتٍ عِندَ نَغمَةِ لَهوٍ ولَعِبٍ ومَزامیرِ شَیطانٍ،وصَوتٍ عِندَ مُصیبَةٍ؛خَمشِ (3)وُجوهٍ،وشَقِّ جُیوبٍ، ورَنَّةِ (4)شَیطانٍ.إنَّما هذِهِ رَحمَةٌ،ومَن لا یَرحَم لا یُرحَم.

یا إبراهیمُ ! لَولا أنَّهُ أمرٌ حَقٌّ ووَعدٌ صِدقٌ وسَبیلٌ مَأتِیَّةٌ،وإن اخِّرنا لَنَلحَقُ اولانا، لَحَزِنّا عَلَیکَ حُزناً أشَدَّ مِن هذا،وإنّا بِکَ لَمَحزونونَ،تَبکِی العَینُ ویَحزَنُ القَلبُ،ولا نَقولُ ما یُسخِطُ الرَّبَّ. (5)

10238. المستدرک علی الصحیحین عن أبی هریرة: لَمّا ماتَ إبراهیمُ ابنُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،صاحَ اسامَةُ بنُ زَیدٍ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لَیسَ هذا مِنّی،ولَیسَ بِصائِحِ حَقٍّ.القَلبُ یَحزُنُ،وَالعَینُ

ص:131


1- (1) .الثُّکل:الموت والهلاک وفقدان الحبیب أو الولد (تاج العروس:ج 14 ص 87« [1]ثکل»).
2- (2) .إعلام الوری:ج 1 ص 214، [2]بحار الأنوار:ج 21 ص 57 ح 8. [3]
3- (3) .خموشاً:أی خدوشاً (النهایة:ج 2 ص 79«خمش»).
4- (4) .الرّنّة:الصوت (الصحاح:ج 5 ص 2127«رنن»).
5- (5) .المصنّف لابن أبی شیبة:ج 3 ص 266 ح 2،السنن الکبری:ج 4 ص 115 ح 7151،منتخب مسند عبد بن حمید:ص 309 ح 1006،سنن الترمذی:ج 3 ص 328 ح 1005، [4]المستدرک علی الصّحیحین:ج 4 ص 43 ح 6825،الطبقات الکبری:ج 1 ص 138 [5] کلاهما عن عبد الرحمن بن عوف وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 616 ح 42450؛مسکّن الفؤاد:ص 93 نحوه،بحار الأنوار:ج 82 ص 90 ح 43. [6]

تَدمَعُ،ولا یُغضَبُ الرَّبُّ. (1)

10239. مسکّن الفؤاد: قیلَ:کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله تَذرِفُ عَیناهُ،ویَمسَحُ وَجهَهُ،ولا یُسمَعُ صَوتُهُ. (2)

10240. صحیح البخاری عن عبد اللّه بن عمر: اشتَکی سَعدُ بنُ عُبادَةَ شَکوی لَهُ،فَأَتاهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَعودُهُ مَعَ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ وسَعدِ بنِ أبی وَقّاصٍ وعَبدِ اللّهِ بنِ مَسعودٍ.فَلَمّا دَخَلَ عَلَیهِ فَوَجَدَهُ فی غاشِیَةِ (3)أهلِهِ،فَقالَ:قَد قَضی؟قالوا:لا یا رَسولَ اللّهِ ! فَبَکَی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله.فَلَمّا رَأَی القَومُ بُکاءَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله بَکَوا.

فَقالَ:ألا تَسمَعونَ؟إنَّ اللّهَ لا یُعَذِّبُ بِدَمعِ العَینِ،ولا بِحُزنِ القَلبِ،ولکِن یُعَذِّبُ بِهذا-وأَشارَ إلی لِسانِهِ-أو یَرحَمُ. (4)

10241. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أحسِنوا الکَفنَ،ولا تُؤذوا أمواتَکُم بِالعَویلِ،ولا بِتَزکِیَةٍ،ولا بِتَأخیرِ وَصِیَّةٍ،ولا بِقَطیعَةٍ،وعَجِّلوا قَضاءَ دَینِهِ،وَاعدِلوا عَن جیرانِ السّوءِ. (5)

راجع:کنز العمّال:ج 15 ص 608-625.

ص:132


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 538 ح 1410،صحیح ابن حبّان:ج 7 ص 433 ح 3160،حلیة الأولیاء:ج 6 ص 256 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 623 ح 42485.
2- (2) .مسکّن الفؤاد:ص 97.
3- (3) .الغاشیة:الدّاهیة من خیر أو شرّ أو مکروه،وأراد فی غشیة من غشیات الموت (النهایة:ج 3 ص 369« [1]غشا»).
4- (4) .صحیح البخاری:ج 1 ص 439 ح 1242،صحیح مسلم:ج 2 ص 636 ح 12،السنن الکبری:ج 4 ص 115 ح 7152،کنز العمّال:ج 15 ص 611 ح 42429؛مسکّن الفؤاد:ص 95 نحوه.
5- (5) .فردوس الأخبار:ج 1 ص 134 ح 317.
بَحثٌ حَولَ البُکاءِ عَلَی المَیِّتِ

تفید روایات هذا الباب بأنّ النبی صلی الله علیه و آله لم یکن یمنع أحداً من أقاربه وأصحابه المفجوعین عن البکاء ولم یذمّ سلوکهم،بل إنّه بکی هو نفسه علی فقدان بعض أصحابه؛مثل عثمان بن مظعون،وسعد بن معاذ،وکذلک أقاربه؛مثل حمزة سیّد الشهداء،وابنه إبراهیم،وابن عمّه جعفر بن أبی طالب،وابنه بالتبنّی زید بن حارثة، وفاطمة بنت أسد.

وتظهر الروایات التی نقلت زیارته صلی الله علیه و آله للأبواء أنّه بکی عند قبر والدته بعد مرور حوالی خمسین سنة علی وفاتها،وأبکی الآخرین.وتُفید بعض الروایات التاریخیة بأنّ النبی صلی الله علیه و آله دعا للبکاء علی حمزة سیّد الشهداء،واعتبر البکاء علیه وعلی أمثال جعفر بن أبی طالب فیما بعدُ عملاً صحیحاً وأمر به،بل إنّه صلی الله علیه و آله دعا الذین زجروا الباکین عن البکاء أن یکفّوا عن ذلک ویسمحوا للمفجوعین بالبکاء.

جدیر ذکره أنّ روایةً أو روایتین شاذّتین ومضطربتین (1)منسوبتین إلی عمر وأبی موسی الأشعری وغیرهما،تدلّان علی أنّ المیّت یُعذَّب ببکاء أهله علیه (2)،

ص:133


1- (1) .اضطراب الحدیث بلحاظ اختلاف التعبیر؛فقد عُبّر بالبکاء فی بعض الروایات،بینما عُبّر بالنیاحة فی قسم آخر منها وأنّها توجب عذاب المیّت،وهی الروایات الأکثر،وبناءً علی التعبیر الثانی فإنّها لا تخالف ما رأیناه.
2- (2) .راجع:مسند ابن حنبل:ج 1 ص 85 ح 248 [1] وج 7 ص 254 ح 20130 وصحیح البخاری:ج 1ص 433 ح 1228-1230 و...

من جانب آخر فقد رُدّت هذه الروایات من قبل بعض الصحابة والتابعین؛مثل عائشة واُسید بن أبی اسید (1)وأشاروا إلی مخالفتها الصریحة للآیة «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری»* (2).وأمّا الروایة الاُخری (3)والتی دلّت علی نهی النبی صلی الله علیه و آله عن البکاء علی حمزة فهی تعنی أنّه صلی الله علیه و آله نهی عن البکاء لفترة طویلة ولبضعة أیّام ولیال،وإلّا فإنّ النبی الأعظم صلی الله علیه و آله نفسه عاتب بشکل ما علی عدم البکاء علی حمزة،ومدح فی روایة اخری (4)النساءَ الباکیات علیه.

وعلی أساس هذه الروایات العدیدة التی ورد بعضها فی الکتب الأربعة للشیعة وصحاح أهل السنّة،أفتی الکثیر من فقهاء الشیعة وأهل السنّة بجواز البکاء علی المیّت (5)،والخلاف الوحید بین فقهاء أهل السنّة هو فی رفع الصوت بالبکاء.

جدیر ذکره أنّ فقهاء الشیعة،یرون أنّ البکاء المتعارف علیه إذا لم یقترن بکلامٍ یُغضب اللّه فهو جائزٌ،مهما کانت کیفیته،ویرون أنّ الإسلام لم یفرض قیداً علی ردّ فعل طبیعی یصدر من الإنسان.

راجع:الصحیح من سیرة النبی الأعظم صلی الله علیه و آله:ج 6 ص 269 (المنع من البکاء علی المیّت)

و حول البکاء علی المیّت لخلیفة عبید الکلبانی العمانی.

ص:134


1- (1) .راجع:مسند ابن حنبل:ج 9 ص 320 ح 24356 وج 7 ص 168 ح 19737 وصحیح البخاری:ج 1ص 432 ح 1226 و 1227 وج 4 ص 1462 ح 3759 وصحیح مسلم:ج 2 ص 441 ح 929.
2- (2) .الأنعام:164، [1]الإسراء:15. [2]
3- (3) .راجع:ص 125 ح 10217.
4- (4) .راجع:ص 125 ح 10216.
5- (5) .راجع:الشرح الکبیر لابن قدامة:ج 2 ص 429 والمحلی لابن حزم:ج 5 ص 146 وکشف القناع للبهوتی:ج 2 ص 88 ونیل الأوطار:ج 4 ص 159 وفتاوی اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء ج 9 ص 156.

الفَصلُ التّاسِع:بکاء الطفل

1/9 مَدحُ بُکاءِ الطِّفلِ

10242. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: احِبُّ الصِّبیانَ لِخَمسٍ:الأَوَّلُ:أنَّهُمُ البَکّاؤونَ،وَالثّانی:یَتَمَرَّغونَ بِالتُّرابِ،وَالثّالِثُ:یَختَصِمونَ مِن غَیرِ حِقدٍ،وَالرّابِعُ:لا یَدَّخِرونَ لِغَدٍ شَیئاً، وَالخامِسُ:یَعمُرونَ ثُمَّ یُخَرِّبونَ. (1)

2/9 فَضلُ الصَّبرِ عَلی بُکاءِ الطِّفلِ

10243. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَضرِبوا أطفالَکُم عَلی بُکائِهِم؛فَإِنَّ بُکاءَهُم:أربَعَةَ أشهُرٍ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَربَعَةَ أشهُرٍ الصَّلاةُ عَلَی النَّبِیِّ وآلِهِ صلی الله علیه و آله،وأَربَعَةَ أشهُرٍ الدُّعاءُ لِوالِدَیهِ. (2)

10244. عنه صلی الله علیه و آله: بُکاءُ الصَّبِیِّ لِشَهرَینِ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،ولِأَربَعَةِ أشهُرٍ الثِّقَةُ بِاللّهِ،

ص:135


1- (1) .المواعظ العددیّة:ص 259.
2- (2) .التوحید:ص 331 ح 10،علل الشرائع:ص 81 ح 1 [1] کلاهما عن ابن عمر،بحار الأنوار:ج 60 ص 381 ح 100. [2]

ولِسِتَّةِ أشهُرٍ الصَّلاةُ عَلی رَسولِ اللّهِ،ولِسَنَتَینِ استِغفارٌ لِوالِدَیهِ،فَإِذَا استَسقی أنَجَّ (1)اللّهُ لَهُ مِن صُدغِ (2)امِّهِ عَیناً مِنَ الجَنَّةِ،فَیَشرَبُ فَیُجزیهِ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ. (3)

10245. الکافی عن محمّد بن مسلم: کُنتُ جالِساً عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،إذ دَخَلَ یونُسُ بنُ یَعقوبَ،فَرَأَیتُهُ یَئِنُّ،فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ:ما لی أراکَ تَئِنُّ؟قالَ:طِفلٌ لی تَأَذَّیتُ بِهِ اللَّیلَ أجمَعَ.

فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ:یا یونُسُ،حَدَّثَنی أبی مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن جَدّی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أنَّ جَبرَئیلَ علیه السلام نَزَلَ عَلَیهِ ورَسولُ اللّهِ وعَلِیٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما یَئِنّانِ،فَقالَ جَبرَئیلُ علیه السلام:یا حَبیبَ اللّهِ ما لی أراکَ تَئِنُّ؟

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:طِفلانِ لَنا تَأَذَّینا بِبُکائِهِما.

فَقالَ جَبرَئیلُ:مَه (4)یا مُحَمَّدُ؟فَإِنَّهُ سَیُبعَثُ لِهؤُلاءِ القَومِ شیعَةٌ،إذا بَکی أحَدُهُم فَبُکاؤُهُ لا إلهَ إلَّااللّهُ،إلی أن یَأتِیَ عَلَیهِ سَبعُ سِنینَ،فَإِذا جازَ السَّبعَ فَبُکاؤُهُ استِغفارٌ لِوالِدَیهِ،إلی أن یَأتِیَ عَلَی الحَدِّ،فَإِذا جازَ الحَدَّ فَما أتی مِن حَسَنَةٍ فَلِوالِدَیهِ وما أتی مِن سَیِّئَةٍ فَلا عَلَیهِما. (5)

3/9 حِکمَةُ بُکاءِ الطِّفلِ

10246. الإمام الصادق علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ-:اِعرِف یا مُفَضَّلُ ما لِلأَطفالِ فِی البُکاءِ مِنَ

ص:136


1- (1) .نجّت القرحة:إذا رشحت،وقیل:سالت (تاج العروس:ج 3 ص 495« [1]نجج»).
2- (2) .الصّدْغ:وهو ما بین العین إلی شحمة الاُذن (النهایة:ج 3 ص 17« [2]صدغ»).
3- (3) .الفردوس:ج 2 ص 22 ح 2142 عن ابن عمر.
4- (4) .مَهْ:أی فماذا للإستفهام،فاُبدل الألف هاءً (النهایة:ج 4 ص 377« [3]مهه»).
5- (5) .الکافی:ج 6 ص 52 ح 5، [4]عوالی اللآلی:ج 3 ص 284 ح 23، [5]بحار الأنوار:ج 60 ص 334 ح 6. [6]

المَنفَعَةِ،وَاعلَم أنَّ فی أدمِغَةِ الأَطفالِ رُطوبَةً إن بَقِیَت فیها أحدَثَت عَلَیهِم أحداثاً جَلیلَةً وعِلَلاً عَظیمَةً؛مِن ذَهابِ البَصَرِ وغَیرِهِ،فَالبُکاءُ یُسیلُ تِلکَ الرُّطوبَةَ مِن رُؤوسِهِم،فَیُعقِبُهُم ذلِکَ الصِّحَّةَ فی أبدانِهِم،وَالسَّلامَةَ فی أبصارِهِم. (1)

4/9 عوذَةُ کَثرَةِ بُکاءِ الطِّفلِ

10247. الإمام علیّ علیه السلام: عوذَةٌ لِلصَّبِیِّ إذا کَثُرَ بُکاؤُهُ،ولِمَن یَفزَعُ بِاللَّیلِ،ولِلمَرأَةِ إذا سَهِرَت مِن وَجَعٍ: «فَضَرَبْنا عَلَی آذانِهِمْ فِی الْکَهْفِ سِنِینَ عَدَداً* ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَیُّ الْحِزْبَیْنِ أَحْصی لِما لَبِثُوا أَمَداً» (2). (3)

ص:137


1- (1) .بحار الأنوار:ج 60 ص 380 ح 98 [1]نقلاً عن توحید المفضّل [2]وراجع:تربیة الولد (ضرب الطفل).
2- (2) .الکهف:11 و 12. [3]
3- (3) .طبّ الأئمّة علیهم السلام [4]لابنی بسطام:ص 36 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 76 ص 194 ح 8. [5]

ص:138

الفَصلُ العاشِر:بکاء غیر الإنسان

1/10 بُکاءُ المَلائِکَةِ

10248. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی حَدیثِ المِعراجِ-:مَرَرنا بِمَلائِکَةٍ مِن مَلائِکَةِ اللّهِ عز و جل خَلَقَهُمُ اللّهُ کَیف شاءَ،ووَضَعَ وُجوهَهُم کَیفَ شاءَ،لَیسَ شَیءٌ مِن أطباقِ أجسادِهِم إلّاوهُوَ یُسَبِّحُ اللّهَ ویُحَمِّدُهُ مِن کُلِّ ناحِیَةٍ بِأَصواتٍ مُختَلِفَةٍ،أصواتُهُم مُرتَفِعَةٌ بِالتَّحمیدِ وَالبُکاءِ مِن خَشیَةِ اللّهِ. (1)

10249. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المَلائِکَةَ یَمُرّونَ عَلی حَلَقِ الذِّکرِ،فَیَقومونَ عَلی رُؤوسِهِم،ویَبکونَ لِبُکائِهِم،ویُؤَمِّنونَ (2)لِدُعائِهِم. (3)

10250. عنه صلی الله علیه و آله: مَنِ استَقبَلَ جَنازَةً أو رَآها فَقالَ:«اللّهُ أکبَرُ،هذا ما وَعَدَنَا اللّهُ ورَسولُهُ،

ص:139


1- (1) .تفسیر القمّی:ج 2 ص 7 [1] عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 18 ص 324 ح 34. [2]
2- (2) .فی المصدر:«ویأمنون»وهو تصحیف،والتصویب من إرشاد القلوب.یقال:أمّنت علی الدعاء:أی قلت عنده:«آمین»،وفلان یؤمّن علی دعائه (مجمع البحرین:ج 1 ص 83«أمن»).
3- (3) .عدّة الداعی:ص 241 [3] عن الحسن بن أبی الحسن الدیلمی،إرشاد القلوب:ص 61 [4] نحوه،بحار الأنوار:ج 75 ص 468 ح 20. [5]

وصَدَقَ اللّهُ ورَسولُهُ،اللّهُمَّ زِدنا إیماناً وتَسلیماً،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی تَعَزَّزَ بِالقُدرَةِ،وقَهَرَ العِبادَ بِالمَوتِ»لَم یَبقَ فِی السَّماءِ مَلَکٌ إلّابَکی رَحَمَةً لِصَوتِهِ. (1)

10251. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ للّهِ ِ تَعالی مَلائِکَةً فِی السَّماءِ السّابِعَةِ سُجوداً مُنذُ خَلَقَهُم إلی یَومِ القِیامَةِ، تَرعُدُ فَرائِصُهُم (2)مِن مَخافَةِ اللّهِ تَعالی،لا تَقطُرُ مِن دُموعِهِم قَطرَةٌ إلّاصارَت مَلَکاً، فَإِذا کانَ یَومُ القِیامَةِ،رَفَعوا رُؤوسَهُم وقالوا:ما عَبَدناکَ حَقَّ عِبادَتِکَ. (3)

10252. عنه صلی الله علیه و آله -فی حَدیثٍ طَویلٍ یَذکُرُ إخوانَهُ الَّذینَ یَأتونَ بَعدَهُ-:لَو أنَّ أحَداً مِنهُم وَضَعَ جَبینَهُ عَلَی الأَرضِ،ثُمَّ یَقولُ:«آهِ»،فَتَبکی مَلائِکَةُ السَّماواتِ السَّبعِ لِرَحمَتِهِم عَلَیهِ.

قالَ اللّهُ تَعالی:یا مَلائِکتَی،ما لَکُم تَبکونَ؟فَیَقولونَ:یا إلهَنا وسَیِّدَنا،وکَیفَ لا نَبکی.ووَلِیُّکَ عَلَی الأَرضِ یَقولُ فی وَجَعِهِ:آهِ؟!

فَیَقولُ اللّهُ:یا مَلائِکَتِی،اشهَدوا أنتُم أنّی راضٍ عَن عَبدی،بِالَّذی یَصبِرُ فِی الشِّدَّةِ ولا یَطلُبُ الرّاحَةَ.

فَتَقولُ المَلائِکَةُ:یا إلهَنا وسَیِّدَنا،لا تَضُرُّ الشِّدَّةُ بِعَبدِکَ ووَلِیِّکَ،بَعدَ أن تَقولَ هذَا القَولَ. (4)

10253. عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا عُرِجَ (5)بی إلَی السَّماءِ الرّابِعَةِ،سَمِعتُ بُکاءً،فَقُلتُ:یا جَبرَئیلُ،

ص:140


1- (1) .الکافی:ج 3 ص 167 ح 3، [1]تهذیب الأحکام:ج 1 ص 452 ح 1471 کلاهما عن عنبسة بن مصعب،الدعوات:ص 259 ح 739 کلّها عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 81 ص 266 ح 24. [2]
2- (2) .الفریصة:اللّحمة بین الجنب والکتف (الصحاح:ج 3 ص 1048« [3]فرص»).
3- (3) .مجمع البیان:ج 6 ص 562،بحار الأنوار:ج 70 ص 338. [4]
4- (4) .التحصین لابن فهد:ص 24 ح 40.
5- (5) .العُرُوج:الصعود (النهایة:ج 3 ص 203«عرج»).

ما هذا؟قالَ:هذا بُکاءُ الکَروبِیّینَ (1)عَلی أهلِ الذُّنوبِ. (2)

10254. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ آدَمَ لَمّا عَصی رَبَّهُ تَعالی،ناداهُ مُنادٍ مِن لَدُنِ العَرشِ:یا آدَمُ،اخرُج مِن جِواری؛فَإِنَّهُ لا یُجاوِرُنی أحَدٌ عَصانی.

فَبَکی وبَکَتِ المَلائِکَةُ،فَبَعَثَ اللّهُ عز و جل إلَیهِ جَبرَئیلَ فَأَهبَطَهُ إلَی الأَرضِ مُسوَدّاً، فَلَمّا رَأَتهُ المَلائِکَةُ ضَجَّت وبَکَت وَانتَحَبَت. (3)

10255. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن مُؤمِنٍ یَموتُ فی غُربَةٍ إلّابَکَتِ المَلائِکَةُ رَحمَةً لَهُ حَیثُ قَلَّت بَواکیهِ، وإلّا (4)فُسِحَ لَهُ فی قَبرِهِ بِنُورٍ یَتَلَألَأُ مِن حَیثُ دُفِنَ إلی مَسقَطِ رَأسِهِ. (5)

10256. الإمام الصادق علیه السلام -فِی التَّأکیدِ عَلی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السلام-:ما لَکُم لا تَأتونَهُ؟! فَإِنَّ أربَعَةَ آلافِ مَلَکٍ یَبکونَ عِندَ قَبرِهِ إلی یَومِ القِیامَةِ. (6)

10257. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِسَدیرٍ بِزِیارَةِ قَبرِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام-:أما عَلِمتَ أنَّ للّهِ ِ عز و جل ألفَی ألفِ مَلَکٍ،شُعثٍ غُبرٍ،یَبکونَ ویَزورونَ لا یَفتُرونَ؟! (7)

ص:141


1- (1) .الکرّوبیّون:سادة الملائکة،وهم المقرّبون (النهایة:ج 4 ص 161« [1]کرب»).
2- (2) .مستدرک الوسائل:ج 11 ص 240 ح 12859 [2] نقلاً عن لبّ اللباب.
3- (3) .علل الشرائع:ص 380 ح 1 [3]عن ابن مسعود،بحار الأنوار:ج 11 ص 171 ح 18؛ [4]تاریخ دمشق:ج 7 ص 420 الرقم 578 عن ابن مسعود من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله نحوه ولیس فیه من«فبکی وبکت»إلی«إلیه جبرئیل».
4- (4) .فی بحار الأنوار:«وفسح»بدل«وإلّا فسح».
5- (5) .الجعفریات:ص 192 [5] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 67 ص 200 ح 2 [6] نقلاً عن النوادر للراوندی.
6- (6) .کامل الزیارات:ص 171 ح 221 و ص 172 ح 223 [7] کلاهما عن الفضیل بن یسار،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 44 ح 159 [8] عن داود بن سلیمان الفراء عن الإمام الرضا عن ابیه عنه علیهم السلام نحوه وفیه«سبعین ألف ملک»بدل«أربعة آلاف ملک»،بحار الأنوار:ج 45 ص 222 ح 6. [9]
7- (7) .الکافی:ج 4 ص 589 ح 8، [10]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 116 ح 205،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 599 ح 3203 وفیهما«ألف ألف»بدل«ألفی ألف»وکلّها عن سدیر.

10258. الإمام الکاظم علیه السلام: إذا ماتَ المُؤمِنُ بَکَت عَلَیهِ المَلائِکَةُ وبِقاعُ الأَرضِ الَّتی کانَ یَعبُدُ اللّهَ عَلَیها،وأَبوابُ السَّماءِ الَّتی کانَ یُصعَدُ فیها بِأَعمالِهِ،وثُلِمَ فِی الإِسلامِ ثُلمَةٌ لا یَسُدُّها شَیءٌ؛لِأَنَّ المُؤمِنینَ الفُقَهاءَ حُصونُ الإِسلامِ کَحِصنِ سورِ المَدینَةِ لَها. (1)

2/10 بُکاءُ الأَرضِ وَالسَّماءِ

10259. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمّا عَمِلَ قَومُ لوطٍ ما عَمِلوا،بَکَتِ الأَرضُ إلی رَبِّها حَتّی بَلَغَت دُموعُها (إلَی) السَّماءِ،وبَکَتِ السَّماءُ حَتّی بَلَغَت دُموعُهَا العَرشَ،فَأَوحَی اللّهُ تَعالی إلَی السَّماءِ:أنِ احصِبیهِم (2)،وأَوحی إلَی الأَرضِ:أنِ اخسِفی بِهِم. (3)

10260. عنه صلی الله علیه و آله: إذا ماتَ المُؤمِنُ ثُلِمَ فِی الإِسلامِ ثُلمَةٌ لا یَسُدُّ مَکانَها شَیءٌ،وبَکَت عَلَیهِ بِقاعُ الأَرضِ الَّتی کانَ یَعبُدُ اللّهَ عز و جل فیها. (4)

10261. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن مُؤمِنٍ إلّاولَهُ بابانِ:بابٌ یَصعَدُ مِنهُ عَمَلُهُ،وبابٌ یَنزِلُ مِنهُ رِزقُهُ،فَإِذا ماتَ بَکَیا عَلَیهِ. (5)

ص:142


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 38 ح 3 [1] عن علی بن أبی حمزة و ج 3 ص 254 ح 13،علل الشرائع:ص 462 ح 2، [2]قرب الإسناد:ص 303 ح 1190 [3] کلّها عن علی بن رئاب،بحار الأنوار:ج 82 ص 177 ح 18. [4]
2- (2) .حَصَبَتهُم:أی رمَتهُم بالحصی.والحَصباء:الحَصی الصِّغار (راجع:النهایة:ج 1 ص 393«حصب»).
3- (3) .ثواب الأعمال:ص 314 ح 1،المحاسن:ج 1 ص 196 ح 341 [5] کلاهما عن إسماعیل بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 159 ح 60 [6] عن السکونی عن الإمام الباقر عن أبیه علیهما السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 79 ص 72 ح 26. [7]
4- (4) .الدعوات:ص 235 ح 649،بحار الأنوار:ج 82 ص 171 ح 6. [8]
5- (5) .سنن الترمذی:ج 5 ص 380 ح 3255، [9]مسند أبی یعلی:ج 4 ص 157 ح 4119 نحوه وکلاهما عن أنس،کنز العمّال:ج 2 ص 41 ح 3041؛الأمالی للسید المرتضی:ج 1 ص 39،مجمع البیان:ج 9 ص 98 کلاهما عن أنس،کنز الفوائد:ج 2 ص 200 [10] ولیس فی الثلاثة الأخیرة«بابان»،بحار الأنوار:ج 82 ص 181 ح 28. [11]

10262. تفسیر الطبری عن شریح بن عبید الحضرمی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ الإِسلامَ بَدَأَ غَریباً وسَیَعودُ غَریباً،ألا لا غُربَةَ عَلَی المُؤمِنِ،ما ماتَ مُؤمِنٌ فی غُربَةٍ غابَت عَنهُ فیها بَواکیهِ إلّابَکَت عَلَیهِ السَّماءُ وَالأَرضُ.ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله: «فَما بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ» (1)،ثُمَّ قالَ:إنَّهُما لا یَبکِیانِ عَلَی الکافِرِ. (2)

10263. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا أبا ذَرٍّ،إنَّ الأَرضَ لَتَبکی عَلَی المُؤمِنِ-إذا ماتَ-أربَعینَ صَباحاً. (3)

10264. عنه صلی الله علیه و آله -لِعَلِیٍّ علیه السلام-:إنَّ السَّماءَ وَالأَرضَ لَتَبکی عَلَی المُؤمِنِ إذا ماتَ أربَعینَ صَباحاً، وإنَّها لَتَبکی عَلَی العالِمِ إذا ماتَ أربَعینَ شَهراً،وإنَّ السَّماءَ وَالأَرضَ لَیَبکِیانِ عَلَی الرَّسولِ أربَعینَ سَنَةً،وإنَّ السَّماءَ وَالأَرضَ لَیَبکِیانِ عَلَیکَ-یا عَلِیُّ-إذا قُتِلتَ أربَعینَ سَنَةً. (4)

10265. تفسیر ابن کثیر عن عبّاد بن عبد اللّه: سَأَلَ رَجُلٌ عَلِیّاً علیه السلام:هَل تَبکِی السَّماءُ وَالأَرضُ عَلی أحَدٍ؟فَقالَ لَهُ:...إنَّهُ لَیسَ عَبدٌ إلّالَهُ مُصَلّیً فِی الأَرضِ ومَصعَدُ عَمَلِهِ مِنَ السَّماءِ،وإنَّ آلَ فِرعَونَ لَم یَکُن لَهُم عَمَلٌ صالِحٌ فِی الأَرضِ ولا عَمَلٌ یَصعَدُ فِی السَّماءِ.

ثُمَّ قَرَأَ عَلِیٌّ علیه السلام: «فَما بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما کانُوا مُنْظَرِینَ» . (5)

ص:143


1- (1) .الدخان:29. [1]
2- (2) .تفسیر الطبری:ج 13 الجزء 25 ص 125، [2]تفسیر ابن کثیر:ج 7 ص 239، [3]تفسیر القرطبی:ج 16 ص 140 [4] نحوه.
3- (3) .الأمالی للطوسی:ص 535 ح 1162، [5]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 373 ح 2661 [6] کلاهما عن أبی ذرّ،بحار الأنوار:ج 77 ص 84 ح 3؛ [7]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 198 ح 16 عن ابن عباس من دون إسناد إلیه صلی الله علیه و آله ولیس فیه«اذا مات».
4- (4) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 346 [8]عن ابن عباس،بحار الأنوار:ج 42 ص 308 ح 9. [9]
5- (5) .تفسیر ابن کثیر:ج 7 ص 240، [10]تفسیر ابن أبی حاتم:ج 10 ص 3289 ح 18551 [11] ولیس فیه ذیله من«ثمّ قرأ علی علیه السلام...»،کنز العمّال:ج 2 ص 501 ح 4599.

10266. الإمام علیّ علیه السلام: إذا ماتَ العَبدُ الصّالِحُ بَکی عَلَیهِ مُصَلّاهُ مِنَ الأَرضِ ومَصعَدُ عَمَلِهِ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ،-ثُمَّ قَرَأَ-: «فَما بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما کانُوا مُنْظَرِینَ» . (1)

10267. الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن مُؤمِنٍ یَموتُ فی أرضِ غُربَةٍ تَغیبُ عَنهُ فیها بَواکیهِ،إلّا بَکَتهُ بِقاعُ الأَرضِ الَّتی کانَ یَعبُدُ اللّهَ عز و جل عَلَیها،وبَکَتهُ أثوابُهُ،وبَکَتهُ أبوابُ السَّماءِ الَّتی کانَ یَصعَدُ فیها عَمَلُهُ،وبَکاهُ المَلَکانِ المُوَکَّلانِ بِهِ. (2)

10268. کامل الزیارات عن عبد اللّه بن هلال عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ السَّماءَ بَکَت عَلَی الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام ویَحیَی بنِ زَکَرِیّا علیه السلام،ولَم تَبکِ عَلی أحَدٍ غَیرِهِما.

قُلتُ:وما بُکاؤُها؟قالَ:مَکَثوا أربَعینَ یَوماً تَطلُعُ الشَّمسُ بِحُمرَةٍ وتَغیبُ بِحُمرَةٍ.

قُلتُ:فَذاکَ بُکاؤُها؟قالَ:نَعَم. (3)

راجع:موسوعة الإمام الحسین بن علی علیه السلام:ج 6 ص 244/القسم الحادی عشر/الفصل الرابع:

البکاء والإبکاء علی سید الشهداء وأصحابه/البکاء علی الإمام الحسین علیه السلام/بکاء السماء و الأرض وکلّ شیء).

3/10 بُکاءُ الجِبالِ وَالدَّوابِّ وَالطَّیرِ

10269. تفسیر البغوی عن وهب: إنَّ داوُدَ علیه السلام...قَسَّمَ الدَّهرَ بَعدَ الخَطیئَةِ عَلی أربَعَةِ أیّامٍ:یَومٍ

ص:144


1- (1) .الزهد لابن المبارک:ص 114 ح 336،مسند ابن الجعد:ص 335 ح 2305 کلاهما عن المسیّب بن رافع،ربیع الأبرار:ج 2 ص 116 [1] ولیس فیه ذیله من«ثمّ قرأ...»وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 747 ح 42966.
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 299 ح 2510،ثواب الأعمال:ص 202 ح 1،المحاسن:ج 2 ص 120 ح 1327 [2] کلّها عن أبی محمّد الوابشی،المؤمن:ص 36 ح 81، [3]بحار الأنوار:ج 67 ص 66 ح 24. [4]
3- (3) .کامل الزیارات:ص 186 ح 260، [5]مجمع البیان:ج 9 ص 98 و ج 6 ص 779،تفسیر جوامع الجامع:ج 2 ص 387 [6] والثلاثة الأخیرة عن زرارة بن أعین نحوه،بحار الأنوار:ج 45 ص 210 ح 18. [7]

لِلقَضاءِ بَینَ بَنی إسرائیلَ،ویَومٍ لِنِسائِهِ،ویَومٍ یُسَبِّحُ فِی الفَیافی (1)وَالجِبالِ وَالسَّواحِلِ،ویَومٍ یَخلو فی دارٍ لَهُ...فَإِذا کانَ یَومُ نِیاحَتِهِ یَخرُجُ فِی الفَیافی فَیَرفَعُ صَوتَهُ بِالمَزامیرِ،فَیَبکی ویَبکی مَعَهُ الشَّجَرُ وَالرِّمالُ وَالطَّیرُ وَالوَحشُ حَتّی یَسیلَ مِن دُموعِهِم مِثلُ الأَنهارِ،ثُمَّ یَجیءُ إلَی الجِبالِ فَیَرفَعُ صَوتَهُ بِالمَزامیرِ فَیَبکی ویَبکی مَعَهُ الجِبالُ وَالحِجارَةُ وَالدَّوابُّ وَالطَّیرُ حَتّی تَسیلَ مِن بُکائِهِمُ الأَودِیَةُ،ثُمَّ یَجیءُ إلَی السّاحِلِ فَیَرفَعُ صَوتَهُ بِالمَزامیرِ،فَیَبکی وتَبکی مَعَهُ الحیتانُ ودَوابُّ البَحرِ وطَیرُ الماءِ وَالسِّباعُ. (2)

10270. الکافی عن محمد بن الفیض عن الإمام الصادق علیه السلام: کُنتُ عِندَ أبی جَعفَرٍ-یَعنی أبَا الدَّوانیقِ- (3)فَجاءَتهُ خَریطَةٌ (4)فَحَلَّها ونَظَرَ فیها،فَأَخرَجَ مِنها شَیئاً فَقالَ:یا أبا عَبدِ اللّهِ أتَدری ما هذا؟قُلتُ:ما هُوَ؟قالَ:هذا شَیءٌ یُؤتی بِهِ مِن خَلفِ إفریقِیَةَ مِن طَنجَةَ (5)أو طُبنَةَ (6)-شَکَّ مُحَمَّدٌ-قُلتُ:ما هُوَ؟قالَ:جَبَلٌ هُناکَ یَقطُرُ مِنهُ فِی السَّنَةِ قَطَراتٌ فَتَجمُدُ،وهُوَ جَیِّدٌ لِلبَیاضِ یَکونُ فِی العَینِ،یُکتَحَلُ بِهذا فَیَذهَبُ بِإِذنِ اللّهِ عز و جل.

قُلتُ:نَعَم أعرِفُهُ،وإن شِئتَ أخبَرتُکَ بِاسمِهِ وحالِهِ؟قالَ:فَلَم یَسأَلنی عَنِ اسمِهِ، قالَ:وما حالُهُ؟

ص:145


1- (1) .الفیافی:البراری الواسعة،جمع فیفاء (النهایة:ج 3 ص 485« [1]فیف»).
2- (2) .تفسیر البغوی:ج 4 ص 57، [2]بحار الأنوار:ج 14 ص 17 [3] نقلاً عن عرائس الثعلبی نحوه.
3- (3) .الدانق-بفتح النون وکسرها-:سُدس الدینار والدرهم.والداونیقی:لقبٌ لأبی جعفر المنصور؛وهوالثانی من خلفاء بنی العبّاس،ویقال له أبو الدوانیق (مجمع البحرین:ج 1 ص 613«دنق»).
4- (4) .الخریطة:مثل الکیس من أدم أو خرق،ویتّخذ ما شبّه به لکتب العمّال فیبعث بها (تاج العروس:ج 10 ص 236« [4]خرط»).
5- (5) .طنجة:بلد علی ساحل بحر المغرب مقابل الجزیرة الخضراء وهو من البرّ الأعظم وبلاد البربر (معجم البلدان:ج 4 ص 43). [5]
6- (6) .طبنة:بلدة فی طرف أفریقیه ممّا یلی المغرب،فتحها موسی بن نصیر (معجم البلدان:ج 4 ص 21). [6]

فَقُلتُ:هذا جَبَلٌ کانَ عَلَیهِ نَبِیٌّ مِن أنبِیاءِ بَنی إسرائیلَ هارِباً مِن قَومِهِ یَعبُدُ اللّهَ عَلَیهِ،فَعَلِمَ بِهِ قَومُهُ فَقَتَلوهُ،فَهُوَ یَبکی عَلی ذلِکَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وهذِهِ القَطَراتُ مِن بُکائِهِ، ولَهُ مِنَ الجانِبِ الآخَرِ عَینٌ تَنبُعُ مِن ذلِکَ الماءِ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ،ولا یوصَلُ إلی تِلکَ العَینِ. (1)

10271. الخرائج والجرائح: ومِنها [أی مُعجِزاتِهِ صلی الله علیه و آله ]:أنَّهُ لَمّا غَزا تَبوکَ کانَ مَعَهُ مِنَ المُسلِمینَ خَمسَةٌ وعِشرونَ ألفاً سِوی خَدَمِهِم،فَمَرَّ صلی الله علیه و آله فی مَسیرِهِ بِجَبَلٍ یَرشَحُ الماءَ مِن أعلاهُ إلی أسفَلِهِ مِن غَیرِ سَیَلانٍ،فَقالوا:ما أعجَبَ رَشحَ هذَا الجَبَلِ !

فَقالَ صلی الله علیه و آله:إنَّهُ یَبکی،قالوا:وَالجَبَلُ یَبکی؟! قالَ صلی الله علیه و آله:أتُحِبّونَ أن تَعلَموا ذلِکَ؟ قالوا:نَعَم،قالَ:أیُّها الجَبَلُ مِمَّ بُکاؤُکَ؟

فَأَجابَهُ الجَبَلُ-وقَد سَمِعَهُ الجَماعَةُ-بِلِسانٍ فَصیحٍ:یا رَسولَ اللّهِ،مَرَّ بی عیسَی بنُ مَریَمَ وهُوَ یَتلو: «ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ» (2)فَأَنَا أبکی مُنذُ ذلِکَ الیَومِ خَوفاً مِن أن أکونَ مِن تِلکَ الحِجارَةِ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:اُسکُن مِن بُکائِکَ فَلَستَ مِنها،إنَّما تِلکَ الحِجارَةُ الکِبریتُ،فَجَفَّ ذلِکَ الرَّشحُ مِنَ الجَبَلِ فِی الوَقتِ،حَتّی لَم یُرَ شَیءٌ مِن ذلِکَ الرَّشحِ ومِن تِلکَ الرُّطوبَةِ الَّتی کانَت. (3)

10272. الخرائج والجرائح: ومِنها [أی مُعجِزاتِهِ صلی الله علیه و آله ]:أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ فی سَفَرٍ،إذ جاءَ بَعیرٌ

ص:146


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 383 ح 582، [1]المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 236 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 47 ص 136 ح 186. [3]
2- (2) .التحریم:6. [4]
3- (3) .الخرائج والجرائح:ج 1 ص 169 ح 259،بحار الأنوار:ج 8 ص 297 ح 50 [5] وراجع:إرشاد القلوب:ص 96. [6]

فَضَرَبَ الأَرضَ بِجِرانِهِ (1)،ثُمَّ بَکی حَتّی ابتَلَّ ما حَولَهُ مِن دُموعِهِ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:هَل تَدرونَ ما یَقولُ؟إنَّهُ یَزعُمُ أنَّ صاحِبَهُ یُریدُ نَحرَهُ غَداً.فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله لِصاحِبِهِ:تَبیعُهُ؟فَقالَ:ما لی مالٌ أحَبَّ إلَیَّ مِنهُ،فَاستَوصی بِهِ خَیراً. (2)

راجع:بحار الأنوار:ج 8 ص 297 ح 50 ( فی بکاء جبل مرّ به عیسی علیه السلام )

و الکافی:ج 8 ص 383 ح 582 ( فی بکاء جبل علی نبیّ قتلوه قومه )

و موسوعة الإمام الحسین بن علیّ علیه السلام:ج 6 ص 216 (القسم السادس/ الفصل الثانی:إنباء النبیّ بشهادة الحسین علیه السلام ).

4/10 بُکاءُ الحیطانِ وَالبُیوتِ

10273. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی فَضلِ الغُزاةِ-:إذا تَجَهَّزوا لِغَزوِهِم باهَی اللّهُ بِهِمُ المَلائِکَةَ،فَإِذا وَدَّعَهُم أهلوهُم بَکَت عَلَیهِمُ الحیطانُ وَالبُیوتُ. (3)

5/10 بُکاءِ الجِذعِ

10274. صحیح البخاری عن جابر بن عبد اللّه: إنَّ امرَأَةً مِنَ الأَنصارِ قالَت لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا رَسولَ اللّهِ،ألا أجعَلُ لَکَ شَیئاً تَقعُدُ عَلَیهِ؛فَإِنَّ لی غُلاماً نَجّاراً؟قالَ:إن شِئتِ.

قالَ:فَعَمِلَت لَهُ المِنبَرَ.

ص:147


1- (1) .جران البعیر:مقدّم عنقه (الصحاح:ج 5 ص 2091« [1]جرن»).
2- (2) .الخرائج والجرائح:ج 1 ص 37 ح 39،بحار الأنوار:ج 17 ص 407 ح 32 [2] وراجع:الثاقب فی المناقب:ص 76 ح 61.
3- (3) .مجمع البیان:ج 2 ص 884 عن الإمام الرضا عن الإمام الحسین عن الإمام علی علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 100 ص 12 ح 27 [3]نقلاً عن صحیفة الإمام الرضا [4]عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام زین العابدین عن الإمام علی علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله.

فَلَمّا کانَ یَومُ الجُمُعَةِ،قَعَدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَلَی المِنبَرِ الَّذی صُنِعَ،فَصاحَتِ النَّخلَةُ الَّتی کانَ یَخطُبُ عِندَها حَتّی کادَت أن تَنشَقَّ.

فَنَزَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله حَتّی أخَذَها فَضَمَّها إلَیهِ،فَجَعَلَت تَئِنُّ أنینَ الصَّبِیِّ الَّذی یُسَکَّتُ حَتَّی استَقَرَّت،قالَ:بَکَت عَلی ما کانَت تَسمَعُ مِنَ الذِّکرِ. (1)

6/10 بُکاءُ إبلیسَ

10275. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجدَةَ فَسَجَدَ،اعتَزَلَ الشَّیطانُ یَبکی،یَقولُ:یا وَیلَهُ، امِرَ ابنُ آدَمَ بِالسُّجودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ،واُمرِتُ بِالسُّجودِ فَأَبیَتُ فَلِیَ النّارُ. (2)

10276. عنه صلی الله علیه و آله: إذا سَلَّمَ المُؤمِنُ عَلی أخیهِ المُؤمِنِ فَیَبکی إبلیسُ-لَعَنَهُ اللّهُ تَعالی-ویَقولُ:یا وَیلَتاه! لَم یَفتَرِقا حَتّی غَفَرَ اللّهُ لَهُما. (3)

10277. الإمام الصادق علیه السلام: لَیسَ شَیءٌ مُباحٌ أحَبَّ إلَی اللّهِ مِنَ النِّکاحِ،فَإِذَا اغتَسَلَ المُؤمِنُ مِن حَلالِهِ،بَکی إبلیسُ وقالَ:یا وَیلَتاه! هذَا العَبدُ أطاعَ رَبَّهُ وغَفَرَ لَهُ ذَنبَهُ. (4)

ص:148


1- (1) .صحیح البخاری:ج 2 ص 738 ح 1989 وراجع:مسند ابن حنبل:ج 5 ص 22 ح 14210 [1] والمصنّف لابن أبی شیبة:ج 7 ص 433 ح 110 وصحیح ابن خزیمة:ج 3 ص 140 ح 1777 وکنز العمّال:ج 11 ص 371 ح 31783 وبحار الأنوار:ج 21 ص 47 ح 2. [2]
2- (2) .صحیح مسلم:ج 1 ص 87 ح 81،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 334 ح 1052،صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 276 ح 549،صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 465 ح 2759،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 448 ح 9719 [3] وفیه«فعصیت»بدل«فأبیت»وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 2 ص 57 ح 3108.
3- (3) .مستدرک الوسائل:ج 8 ص 360 ح 9669 [4] نقلاً عن تحفة الاخوان.
4- (4) .مستدرک الوسائل:ج 14 ص 154 ح 16354 [5] نقلاً عن تحفة الإخوان عن أبی بصیر.

کَلامٌ حَولَ بُکاءِ المَوجوداتِ مِن غَیرِ البَشَرِ

ورد فی روایات الفصل العاشر أنّ الملائکة،و الأرض،و السماء،و الجبال،والطیور، والدوابّ والشیطان قد تبکی فی أوقات خاصّة.وبشکل عامّ،فإنّ عدّة ملاحظات تلفت أنظارنا بشأن بکاء الموجودات من غیر البشر:

1.لیس هناک استحالة عقلیّة لبکاء موجود من غیر البشر.وبناءً علی هذا،فإنّه من الممکن إثبات وقوعه وفقاً للأدلّة النقلیة المعتبرة.وبطبیعة الحال فقد تختلف کیفیته بین الموجودات المختلفة.

2.یصرّح القرآن الکریم بعد إشارته إلی هلاک فرعون وأتباعه قائلاً:

«فَما بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما کانُوا مُنْظَرِینَ» . (1)

وتدلّ هذه الآیة بوضوح علی أنّه من الممکن أن تبکی الأرض و السماء بمصیبةٍ حلّت بقوم ما.وقد دلّت الروایات علی بکاء الأرض و السماء فی بعض الأوقات.

3.إنّ الروایات التی ورد فیها بکاء الموجودات من غیر البشر کثیرة للغایة، بحیث إنّ کلّ باحث منصف حینما یتأمّل فیها یثق بصدورها من قبل المعصومین علیهم السلام.

ص:149


1- (1) .الدخان:29. [1]

4.من الواضح أنّ الفرح والحزن والبکاء والضحک لدی غیر البشر لیس کما هو لدی الإنسان،ویمکن أن یکون نوعاً من التأثیر والتأثّر التکوینی.

وفیما یتعلّق بالحیوانات ینبغی أن نضیف هذه الملاحظة وهی أنّ الحیوانات تتمتّع بإدراک خاصٍّ استناداً إلی تعالیم الکتاب والسنّة،وأنّ قصّة الهدهد والنمل فی القرآن الکریم تدلّ علی الإدراک الرفیع للحیوانات.وبناءً علی هذا،فإنّ إدراکها وتأثّرها بالحوادث المختلفة هو ممکن جدّاً.

5.وقعت حوادث خارقة للعادة عقیب شهادة الإمام الحسین علیه السلام؛منها بکاء السماء دماً،بکاء الأرض و السماء... (1)،وکذلک بکاء الملائکة والجنّ والحیوانات (2).

وبطبیعة الحال،فإنّ الروایات وضّحت بأنّ لبکاء هذه الموجودات مفاهیم خاصّة.

ص:150


1- (1) .راجع:موسوعة الإمام الحسین بن علیّ علیه السلام:ج 5 ص 44 ( [1]القسم التاسع:بعد شهادة الإمام/الفصل الثانی:ما ظهر من الآیات/بکاء السماء والأرض).
2- (2) .راجع:موسوعة الإمام الحسین بن علیّ علیه السلام:ج 6 ص 241 ( [2]القسم الحادی عشر/الفصل الرابع:البکاء والإبکاء علی سید الشهداء وأصحابه/بکاء الملائکة) و ص 242 (بکاء الجن) و ص 243 (بکاء أنواع الحیوانات).

42

42.البَلَدُ

اشارة

ص:151

ص:152

المدخل

البَلَد لغة واصطلاحاً

کلمة«البَلَد»فی اللغة تعنی القطعة من الأرض،سواء کانت عامرة،أم غیر عامرة، آهلة،أم غیر آهلة،یقول ابن منظور:

البَلدَةُ وَالبَلَدُ:کُلُّ مَوضِعٍ أو قَطعَةٍ مُستَحیزَةٍ،عامِرَةً کانَت أو غَیرَ عامِرَةٍ.

الأَزهَرِیُّ:البَلَدُ کُلُّ مَوضِعٍ مُستَحیزٍ مِنَ الأَرضِ،عامِرٍ أو غَیرِ عامِرٍ،خالٍ أو مَسکونٍ. (1)

وعلی هذا الأساس فإنّ کلمة«البلد»تشمل من الناحیة اللغویة«المدینة» و«القریة»والمناطق غیر الأهلة أیضاً،ولکنّ الراغب ذکر فی بیان معنی«البلد»:

البلد:المَکانُ المُحیطُ المَحدودُ المُتَأَثِّرُ بِاجتِماعِ قُطّانِهِ وإقامَتِهِم فیهِ. (2)

ویجب القول:إن هذا المعنی فی الحقیقة من مصادیق کلمة«البلد»،ولیس معناه اللغوی.

«البلد»فی الکتاب والسنة

اشارة

تکررت کلمة«بلد»فی القرآن الکریم 9 مرات (3)،«بلدة»5 مرات (4)و«البلاد»

ص:153


1- (1) .لسان العرب:ج 3 ص 94« [1]بلد».
2- (2) .مفردات ألفاظ القرآن:ص 142« [2]بلد».
3- (3) .الأعراف:57 و 58،إبراهیم:35،النحل:7،فاطر:9،البلد:1 و 2،التین:3،البقرة:126.
4- (4) .الفرقان:49،النمل:91،سبأ:15،الزخرف:11،ق:11.

5 مرات (1)بمناسبات مختلفة.وقد استخدمت هذه الکلمة فی القرآن فی خمسة معان:

1.الأرض الخالیة من النبات،مثل:

«فَسُقْناهُ إِلی بَلَدٍ مَیِّتٍ» . (2)

وأیضاً:

«فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً» . (3)

2.الأرض ذات النبات،مثل:

«وَ الْبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ» . (4)

3.الإشارة إلی المناطق المسکونة،مثل:

«لا یَغُرَّنَّکَ تَقَلُّبُ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی الْبِلادِ» . (5)

4.مدینة أو بلد،مثل:

«لَقَدْ کانَ لِسَبَإٍ فِی مَسْکَنِهِمْ آیَةٌ جَنَّتانِ عَنْ یَمِینٍ وَ شِمالٍ کُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّکُمْ وَ اشْکُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَیِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ» . (6)

5.مدینة مکة،مثل:

«لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ» . (7)

ص:154


1- (1) .آل عمران:196،غافر:4،ق:36،الفجر:8 و 11.
2- (2) .فاطر:9. [1]
3- (3) .زخرف:11. [2]
4- (4) .اعراف:58. [3]
5- (5) .آل عمران:196. [4]
6- (6) .سبأ:15. [5]
7- (7) .البلد:1. [6]

وأیضاً:

«وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ» . (1)

والجدیر بالذکر هو أنّ موضوع هذا القسم،هو المناطق الآهلة بشکل مطلق من منظار الکتاب والسنة،ومن الضروری الالتفات إلی الملاحظات التالیة،قبل أن ندرج نصوص الآیات والروایات ذات العلاقة:

أولاً.تقییم الروایات الحاثّة علی سُکنی المدن
اشارة

الروایات التی جاءت فی الفصل الأول من هذا الباب حثّت الناس من جهةٍ علی الاستقرار،أو السکن فی المدن وخاصّة المدن الکبیرة،ومن جهة اخری ذمت بشدّة السکن فی الریف،وهناک ملاحظتان تستحقّان الاهتمام فی هذا المجال:

أ-تقییم سند الروایات

إنّ الروایات التی ذمّت السکن فی الریف،هی ضعیفة بشکل عامّ من حیث السند، وبناءً علی ذلک،لا یمکن نسبتها إلی أهل البیت علیهم السلام فی حالة عدم وجود قرینة علی صدورها.

ب-المعیار فی تقییم محلّ السکن

من خلال التأمّل فی ما ورد باعتباره حکمة أو علّة للسکنی فی المدن والنهی عن سکنی الریف،یتّضح أنّ معیار تقییم محلّ السکن،لیس هو اسم«المدینة»أو «القریة»أو کبر المحلّ وصغره،بل إنّ المعیار هو إمکانیّة التوصّل إلی القیم العلمیّة والأخلاقیة والعملیة وعدمه.

ص:155


1- (1) .التین:3. [1]

وقد ذمّ القرآن الکریم أعراب البادیة بسبب بعدهم عن القیم العلمیة والأخلاقیة والعملیة قائلاً:

«اَلْأَعْرابُ أَشَدُّ کُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلاّ یَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللّهُ عَلی رَسُولِهِ وَ اللّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ» . (1)

وجاء فی حدیثٍ نبویٍّ خاطَب فیه النبیُّ صلی الله علیه و آله الإمامَ علیّاً علیه السلام موضّحاً فیه أنّ سبب النهی عن السکن فی القری هو عدم إمکان تلقّی العلم والمحافظة علی القیم الأخلاقیة والعملیة:

لا تَسکُنِ الرُّستاقَ (2)؛فَإِنَّ شُیوخَهُم جَهَلَةٌ،وشُبّانَهُم عَرَمَةٌ (3)،ونِسوانَهُم کَشَفَةٌ، وَالعالِمَ بَینَهُم کَالجیفَةِ بَینَ الکِلابِ. (4)

کما یقول الإمام علیّ علیه السلام فی نهج البلاغة،فی بیان سبب التوصیة بالسکن فی المدن الکبیرة:

اُسکُنِ الأَمصارَ العِظامَ،فَإِنَّها جِماعُ المُسلِمینَ،وَاحذَر مَنازِلَ الغَفلَةِ وَالجَفاءِ وقِلَّةَ الأَعوانِ عَلی طاعَةِ اللّهِ. (5)

وجاء فی حدیث آخر أنّ سبب تفضیل السکن فی المدن،إمکانیة إقامة صلاة الجمعة والجماعة. (6)

وعلی هذا الأساس،فلا الروایات التی تشجع علی السکن فی المدن مطلقة ولا

ص:156


1- (1) .التوبة:97. [1]
2- (2) .الرستاق:فارسی معرّب،والجمع الرساتیق،وهی السواد...ویستعمل الرستاق فی الناحیة:طرف الإقلیم ( مجمع البحرین:ج 2 ص 698«رستق»).
3- (3) .عارم:أی خبیث شرّیر (النهایة:ج 3 ص 223«عرم»).
4- (4) .راجع:ص 170 ح 10281. [2]
5- (5) .راجع:ص 169 ح 10280. [3]
6- (6) .راجع:ص 169 ح 10278 و 10279. [4]

الروایات التی ذمّت السکن فی القری،بل إنّ کلتا المجموعتین مقیّدتان بإمکان الحصول علی القیم العلمیة والأخلاقیة والعملیة أو عدم إمکانه.ولذلک،فحینما لا تتوفّر إمکانیة المحافظة علی القیم فی المدینة،فقد اوصی بالسکن فی الریف،کما جاء فی روایة عن النبی صلی الله علیه و آله:

سَیَکونُ بَعدی فِتَنٌ شِدادٌ،خَیرُ النّاسِ فیها مُسلِمو أهلِ البَوادی،الَّذینَ لا یَندَونَ مِن دِماءِ النّاسِ ولا أموالِهِم شَیئاً. (1)

کما جاء فی روایةٍ اخری عنه صلی الله علیه و آله:

إذا کانَ فی آخِرِ الزَّمانَ وَاختَلَفَتِ الأَهواءُ فَعَلَیکُم بِدینِ أهلِ البادِیَةِ. (2)

وهکذا،فإن المعیار الرئیسی لاختیار المدینة أو القریة للسکن،هو دورهما فی إفادة الإنسان علمیاً وعملیاً،وقد وردت الإشارة إلی هذا المعنی فی حدیثٍ عن النبیّ صلی الله علیه و آله:

البِلادُ بِلادُ اللّهِ،وَالعِبادُ عِبادُ اللّهِ،فَحَیثُما أصَبتَ خَیراً فَأَقِم. (3)

کما جاء بیان هذا المعنی فی روایة عن الإمام علیّ علیه السلام کالتالی:

لَیسَ بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِکَ مِن بَلَدٍ،وخَیرُ البِلادِ ما حَمَلَکَ. (4)

ثانیاً.أهمّ الخصائص المطلوبة لمحلّ السکنی
اشارة

یجب توفّر بعض الخصائص فی المنطقة التی یسکنها الإنسان من أجل أن تهیّئ للإنسان إمکانیة الاستفادة العلمیة والأخلاقیة والعملیة،وأهمّها:

ص:157


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 22 ص 365 ح 914،اُسد الغابة:ج 6 ص 232 الرقم 6148 [1] کلاهما عن أبی الغادیة المزنی،کنز العمّال:ج 11 ص 146 ح 30974.
2- (2) .الفردوس:ج 1 ص 256 ح 996 [2] عن ابن عمر.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 350 ح 1420 [3] عن الزبیر بن العوام.
4- (4) .نهج البلاغة:الحکمة 442. [4]
أ-الأمن السیاسی والاجتماعی

یعدّ الأمن أهم خصوصیات محلّ استیطان الإنسان (1)،فقد جاء فی روایة عن الإمام علیّ علیه السلام:

شَرُّ الأَوطانِ ما لَم یَأمَن فیهِ القُطّانُ (2). (3)

ب-العدالة الشاملة

تعتبر العدالة السیاسیة والاجتماعیة من أهمّ الخصائص الاُخری للمنطقة التی یسکنها الإنسان،إلی جانب الأمن:

ما عُمِرَتِ البُلدانُ بِمِثلِ العَدلِ. (4)

و هذا یعنی أنّ عمران المدن لا یعتمد علی المادیة وبنیتها الظاهریة،بل إنّ القیم المعنویة وعلی رأسها العدالة الاجتماعیة تعتبر فی الإسلام من العناصر الرئیسیّة للعمران.

ج-إمکانیة العمل

من الخصوصیّات التی یجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار-من وجهة نظر الروایات-فی اختیار محلّ السکن هی إمکانیة الحصول علی العمل وتأمین الدخل،وقد اعتبرت هذه الخصوصیة فی بعض الروایات من علامات السعادة:

أربَعٌ مِن سَعادَةِ المَرءِ:زَوجَةٌ صالِحَةٌ،ووُلدٌ أبرارٌ،وخُلَطاءُ صالِحونَ،ومَعیشَةٌ فی بِلادِهِ. (5)

ص:158


1- (1) .راجع:ص 173 (ما ینبغی توفّره فی البلاد/الأمن) و هذه الموسوعة:ج 5 ص 101 (الأمن).
2- (2) .قَطَنَ بالمکانِ:أقام به فهو قاطن،والجمع قُطّان (المصباح المنیر:ص 509«قطن»).
3- (3) .راجع:ص 174 ح 10294. [1]
4- (4) .راجع:ص 175 ح 10300. [2]
5- (5) .راجع:ص 177 ح 10308. [3]
د-الخضرة والخصب

یعتبر القرآن الکریم أنّ الأرض الطیبة والطاهرة هی التی هیّأ لها ربّها الاستعداد اللازم لنموّ النباتات المفیدة والمبارکة:

«وَ الْبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ» . (1)

وجاء فی روایة عن الإمام علیّ علیه السلام أنّ الأرض الفاقدة للأمن والخضرة هی شرّ البلاد:

شَرُّ البِلادِ بَلَدٌ لا أمَنَ فیهِ ولا خِصبَ. (2)

و هذا یعنی أنّ حیویّة الوطن وخصبه،وأمنه السیاسی الاجتماعی،کلّ ذلک لازم وضروری للحیاة.

ه-السرور والحیویة

تعتبر الحیاة السعیدة من أهمّ الاُمور الاُخری التی یجب أخذها بنظر الاعتبار فی اختیار الوطن ومحلّ الإقامة،فقد جاء فی روایة عن النبی صلی الله علیه و آله أنّ السرور والحیویة یجب أخذهما بنظر الاعتبار فی اختیار الوطن کما یؤخذ الأمن السیاسی والاجتماعی بنظر الاعتبار،وأنّ الأرض التی لا یمکن العیش فیها بسرور،لیست مناسبة للحیاة:

لا خَیرَ...فِی الوَطَنِ إلّامَعَ الأَمنِ وَالسُّرورِ. (3)

ثالثاً.التخطیط لعمران البلاد الإسلامیة

إنّ التأمّل فی الروایات التی تبین الخصائص المطلوبة فی موضع السکن،وکذلک

ص:159


1- (1) .الاعراف:58. [1]
2- (2) .راجع:ص 176 ح 10306. [2]
3- (3) .راجع:ص 178 ح 10313. [3]

الروایات التی تکلّف المسؤولین التنفیذیّین فی النظام الإسلامی بعمران البلد والمحافظة علی موارده الطبیعیة،یظهر بوضوح أنّ الإسلام یطالب بالعمران المطلق للبلاد الإسلامیة،وعلی المسؤولین أن یخطّطوا للعمران المادّی والمعنوی للبلدان التی یتولّون زمام الاُمور فیها.

رابعاً.اُصول سیاسات تخطیط المدن
اشارة

رغم عدم وجود عنوان تخطیط المدن أو العمارة الإسلامیة فی النصوص الإسلامیة ولکن یمکن من خلال الاستلهام من القرآن الکریم وروایات أهل البیت علیهم السلام تقدیم اصول السیاسات والضوابط العامّة لبناء المدن والعمارة الإسلامیة (1)،وسنشیر هنا إلی بعض هذه الأسس:

أ-تأمین راحة المواطنین

یعدّ هدوء المناطق السکنیة للمواطنین أهمّ مبدأ یجب أن یؤخذ بنظر الاعتبار فی بناء المدن،حیث یقول القرآن الکریم فی هذا المجال:

«وَ اللّهُ جَعَلَ لَکُمْ مِنْ بُیُوتِکُمْ سَکَناً» . (2)

وتشیر هذه الآیة إلی أنّ مِن جملة الحکم فی إنشاء البیت فی نظام الخلیقة هی تأمین الطمأنینة والاستقرار فی حیاة الناس،وبناءً علی ذلک،فإنّ کلّ ما یسهم فی توفیر الهدوء للمناطق السکنیة سیکون فی اتّجاه ومسار هذه الحکمة،وکلّ ما یؤدّی إلی سلب الإنسان هدوءه واستقراره،فهو یتعارض مع هذه الحکمة.ولذلک فإنّ من اللازم اعتبار هدوء المناطق السکنیّة کسیاسة عامّة فی تخطیط المدن

ص:160


1- (1) .راجع:تخطیط المدن فی الإسلام،للسیّد جعفر مرتضی العاملی.
2- (2) .النحل:80. [1]

والعمارة الإسلامیة،ویجب أن تؤخذ هذه السیاسة بنظر الاعتبار فی اختیار الأرض،وکثافة المبانی،والشوارع الرئیسیة،والشوارع الفرعیة.

ب-اختیار المناطق ذات المناخ المعتدل

من السیاسات العامّة الاُخری فی تخطیط المدن،اختیار المناطق ذات المناخ المعتدل،فقد روی عن الإمام الصادق علیه السلام:

لا تَطیبُ السُّکنی إلّابِثَلاثٍ:الهَواءِ الطَّیِّبِ،وَالماءِ الغَزیرِ العَذبِ،وَالأَرضِ الخَوّارَةِ. (1)

ج-قوّة البناء

یتمثّل الأصل الثالث من الاُصول العامّة فی تخطیط المدن،فی التخطیط لتعزیز البناء،حیث جاء فی حدیث عن النبی صلی الله علیه و آله:

إنَّ اللّهَ یُحِبُّ إذا عَمِلَ أحَدُکُم عَمَلاً أن یُتقِنَهُ. (2)

إنّ هذه الروایة والروایات المشابهة (3)تبیّن فی الحقیقة السیاسة الإسلامیة العامّة فی جمیع إنتاجات المجتمع الإسلامی،وعلی أساس هذه السیاسة فإنّ أنواع منتجات المسلمین ومنها بناء البیوت،یجب أن تخلو من العیوب،و أن تکون فی غایة القوّة والمتانة.

وقد جاء فی حدیث أنّ رسول اللّه صلی الله علیه و آله تکفّل بنفسه دفنَ أحدِ کبار أصحابه؛وهو سعد بن معاذ،وکان الآخرون یساعدونه فی ذلک،وبعد أن وضعه فی القبر،قام

ص:161


1- (1) .راجع:ص 176 ح 10307. [1]
2- (2) .مسند أبی یعلی:ج 4 ص 253 ح 4369 عن عائشة.
3- (3) .راجع:هذه الموسوعة:العمل/إتقان العمل.

بتنضید لبن اللحد بشکل دقیق ومَلء الفراغات المتخلّلة بینها بالطین بدقّة،وکانت دقّته فی العمل بشکل بحیث إنّ الصحابة تعجّبوا-علی ما یبدو-متسائلین عن الداعی إلی کلّ هذه الدقّة فی بناء قبرٍ سوف یخرب بعد بضعة أیام !

فقال رسول اللّه صلی الله علیه و آله مبیّناً سبب قیامه بذلک:

إنّی لَأَعلَمُ أنَّهُ سَیَبلی،ویَصِلُ إلَیهِ البِلی،ولکِنَّ اللّهَ تَعالی یُحِبُّ عَبداً إذا عَمِلَ عَمَلاً فَأَحکَمَهُ. (1)

وفی الحقیقة فإنّ هذا الکلام یمثّل رسالة هامّة إلی الاُمّة الإسلامیة،وسیاسة إسلامیة عامّة توجب علی المسلمین أن یؤدّوا أعمالهم بکلّ دقّة وإحکام،حتّی وإن کان العمل الذی یقومون به بناء بیوتٍ للموتی! وعندما یکون الإتقان ضروریاً فی بناء القبور،فإنّ من البدیهی أنّ بیوت الأحیاء یجب أن تفوقها فی الدقة والإحکام. (2)

د-القلب فی تخطیط المدن الإسلامیة

یعتبر المسجد،قلب المجتمع الإسلامی وأهمّ قاعدة ثقافیة وسیاسیة للحکومة الدینیة الإسلامیة.ولذلک،فإنّ الروایات وَسَمَته بعناوین سامیة وتذکیریة،مثل:

«بیت اللّه» (3)«مجلس الأنبیاء» (4)،«بیت المتّقین» (5)«أفضل الأمکنة» (6)،و«روضة من

ص:162


1- (1) .علل الشرائع:ص 310 ح 4، [1]الأمالی للصدوق:ص 468 ح 623 [2] کلاهما عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام.
2- (2) .عندما رأیت خلال سفری إلی بعض البلدان الأوروبیة قبل فترة،بعض البنایات المستخدَمة أکثر من ثلاثمئة،أو أربعمئة سنة،وقارنتها مع البنایات فی بلادنا،حیث لا تتجاوز أعمارها خمسین عاماً علی ما یقال،تذکّرت هذه الروایات،وتأسّفت علی ذلک لأنّنا نعیش هذه الأوضاع رغم امتلاکنا لکلّ هذه الثروات الثقافیة الهائلة.
3- (3) .راجع:رسالة المسجد:ص19 ( [3] فضل المسجد/بیت اللّه ).
4- (4) .راجع:رسالة المسجد:ص20 ( [4] فضل المسجد/مجلس الأنبیاء ).
5- (5) .راجع:رسالة المسجد:ص20 ( [5] فضل المسجد/بیت کلّ تقی ).
6- (6) .راجع:رسالة المسجد:ص21 ( [6] فضل المسجد/خیر البقاع ).

ریاض الجنة» (1).وبذلک فقد حثّت المسلمین علی الارتباط بهذا المرکز الثقافی الذی یشعّ منه النور والهدایة،وتشجّع المسلمین علی توسیع نطاق الانتفاع من برکاته المادیة والمعنویة.

وبناءً علی ذلک،یجب تخصیص أفضل المواقع فی المدن والقری لبناء بیوت اللّه التی هی فی الحقیقة البیوت الروحیة للناس،بحیث یستطیع أهالی کلّ منطقة سکنیة أن یرتبطوا مع قلوبهم المعنویة بسهولة (2)،وبالإضافة إلی ذلک،فقد وردت التوصیة بتخصیص قسم من البیوت السکینة باعتباره«مسجداً داخل البیت» (3).

ه-تصمیم المراکز التعلیمیة إلی جوار المساجد

لا شکّ فی أنّه لا دین کالإسلام یولی الأهمیّة للعلم والمعرفة والوعی ویعطیها القیمة اللائقة بها،ولا یوجد أیّ دین کالإسلام حذّر من خطر الجهل.فالعلم من وجهة نظر الإسلام-هو أساس کلّ القیم،والجهل مصدر کلّ العیوب والمفاسد الفردیة والاجتماعیة (4)،ولذلک یجب أن یکون لمعتقدات الإنسان وأخلاقه وأعماله وکلّ حرکاته أساس علمی وعقلی.وعلی هذا الأساس،فإنّ الاهتمام بالمراکز العلمیة والثقافیة یتمتّع بأولویّة خاصّة فی تخطیط المدن الإسلامیة.

والملاحظة التی تستحقّ الاهتمام فی هذا المجال هی أنّ المسجد لم یکن فی صدر الإسلام وخاصّة فی حیاة النبی صلی الله علیه و آله،مکاناً للعبادة وحسب،بل إنّه کان مرکزاً للتعلیم والتربیة أیضاً،ورغم أنّ بالإمکان التوصیة بهذا العمل نظراً إلی إمکانیات

ص:163


1- (1) .راجع:رسالة المسجد:ص22 ( [1] فضل المسجد/روضة الجنّة ).
2- (2) .سوف نورد المزید من التوضیح حول بناء المساجد وعمارتها تحت عنوان«المسجد»من هذه الموسوعة،وبالإمکان الرجوع الآن إلی (رسالة المسجد).
3- (3) .راجع:رسالة المسجد:ص 129 ( الفصل الحادی عشر:مسجد البیت ).
4- (4) .راجع:العلم والحکمة فی الکتاب والسنة. [2]

ذلک العصر،وعدم اتّساع مجالات العلم،ولکن ونظراً إلی أنّ النبی صلی الله علیه و آله کان بإمکانه أن یعیّن مرکزاً آخر للتعلیم سوی المسجد،فإنّنا نستطیع القول بأنّ الإجراء المذکور یمثّل إشارة إلی قضیة مهمّة وهی الترابط بین العلم والدین،کما ورد فی روایة عن الإمام علی علیه السلام:

العِلمُ وَالإِیمانُ أخَوانِ تَوأَمانِ،ورَفیقانِ لا یَفتَرِقانِ. (1)

وعلی هذا الأساس،یمکن استنتاج إحدی السیاسات العامّة فی تخطیط المدن فی البلاد الإسلامیة،وهی أنّ المراکز التعلیمیة یجب أن یتمّ تصمیمها بشکل مناسب إلی جوار المساجد.

و-تصمیم المراکز الصحّیة إلی جوار المساجد

تُفید بعض المصادر التاریخیة بأنّ موضعاً فی مسجد النبی صلی الله علیه و آله کان قد عُیّن لعلاج المرضی والجرحی،وکان سعدُ بن معاذ قد رقد فی هذا الموضع،وکان النبیّ صلی الله علیه و آله یأتی لعیادته صباحاً ومساء. (2)ویمکننا أن نستنتج من الإجراء الذی کان معمولاً به فی عهد النبی صلی الله علیه و آله،هذه السیاسة فی تخطیط المدن الإسلامیة؛وهی أنّ من المناسب فی النظام الإسلامی بناء المراکز الصحّیة لعلاج الأمراض الجسمیة إلی جوار المساجد التی هی مراکز علاج الأمراض الروحیة.

ز-تصمیم مراکز العنایة بالمساکین الذین لا مأوی لهم والعجزة إلی جوار المساجد

تتمتّع العنایة بالمساکین والعجزة بأولویّة خاصّة فی النظام الإسلامی،فالروایات التی جاءت فی المصادر الإسلامیة تُفید بأنّ النبی صلی الله علیه و آله کان خصّص قسماً من مسجده

ص:164


1- (1) .راجع:موسوعة العقائد الإسلامیة [1] (المعرفة):ج 2 ص 55-56 ( آثار العلم/الإیمان ).
2- (2) .راجع:تخطیط المدن فی الاسلام:ص 168،نقلاً عن المفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام:ج 8ص 412 وسائر المصادر التاریخیة.

کی یستخدمه المساکین الذین لا مأوی لهم کمأوی وملجأ یلجؤون إلیه،وکان هذا القسم یسمی ب«الصُفَّة»،حیث یقول ابن حجر فی هذا المجال:

الصُّفَّةُ مَکانٌ فی مُؤَخَّرِ المَسجِدِ النَّبَوِیِّ،مُظَلَّلٌ اعِدَّ لنزول الغرباء فیه،ممّن لا مأوی له ولا أهلَ،و کانوا یَکثُرونَ فیه ویَقِلّون بحسب من یتزوَّج منهم أو یموت، أو یسافر. (1)

لا شکّ فی أنّ هذا الإجراء کان یؤمّن الدعم والرعایة لعموم المسلمین،وکان یُسهم فی إصلاح امور المساکین خلال فترة قصیرة.

ویمکننا أن نستنبط من هذا العمل الحکیم سیاسةً اخری فی تخطیط المدن الإسلامیّة؛وهی أنّ من المناسب تخصیص أماکن للعجزة و المساکین إلی جوار المساجد من أجل ألّایغفل الناس عن الاهتمام باُمور المحرومین والفقراء، وبهدف استقطاب مساعدات ودعم أبناء المجتمع لإنهاء مظاهر الحرمان الاجتماعی (2).

ح-المضایف فی المدن

الملاحظة الطریفة الاُخری التی نلاحظها فی سیرة تخطیط المدن فی عهد النبی صلی الله علیه و آله هی بناء موضع فی المدینة باسم«المضیف» (3).

وقد نقل فی روایة عن النبی صلی الله علیه و آله قوله:

إذا دَخَلَ رَجُلٌ بَلدَةً،فَهُوَ ضَیفٌ عَلی مَن بِها مِن إخوانِهِ وأَهلِ دینِهِ حَتّی یَرحَلَ عَنهُم. (4)

ص:165


1- (1) .وفاء الوفاء:ج 2 ص 453، [1]فتح الباری:ج 6 ص 436.
2- (2) .لاحظت خلال سفری إلی الهند،وجود مواقع لهؤلاء الأشخاص إلی جوار معابد السیخ.
3- (3) .راجع:تخطیط المدن فی الإسلام:ص 176 نقلاً عن التراتیب الإداریة:ج 1 ص 445 و 446.
4- (4) .راجع:ص 181 ح 10323. [2]
ط-بیوت المارّة

من الملاحظات الاُخری الملفتة للنظر فی سیاسة تخطیط المدن الإسلامیة هی بناء البیوت للمارّة وعابری السبیل،فقد جاء فی روایة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

مَن بَنی عَلی ظَهرِ الطَّریقِ ما یُؤوی عابِرَ سَبیلٍ بَعَثَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ عَلی نَجیبٍ (1)مِن دُرٍّ ووَجهُهُ یُضیءُ لِأَهلِ الجَنَّةِ نوراً. (2)

والجدیر بالذکر هو أنّ هذا الإجراء کان یتمتّع بأهمّیة من نوع خاصّ فی عهد النبی صلی الله علیه و آله نظراً إلی المشاکل التی کان یواجهها المسافرون وعابرو السبیل،إلّاأنّه مع ذلک لم یُفقد أهمّیته فی عصرنا الراهن،وما یزال قائماً فی بعض البلدان المتقدمّة.

ی-المراکز الترفیهیة والریاضیة

وردت التوصیة فی الروایات الإسلامیة بأنّ علی الإنسان أن یخطّط للترفیه عن نفسه واستراحته الروحیة،ویخصص جزءاً من وقته لذلک،بالإضافة إلی البرامج التی یجب أن یضعها لتلقیه العلم،وتأمین معاشه،وارتباطه باللّه (3)؛فقد روی عن سیرة بعض الأئمة علیهم السلام أنّهم کانوا یقومون أحیاناً بالرحلات إلی خارج المدینة للترفیه عن أنفسهم،فقد جاء فی روایة عن إبراهیم بن أبی محمود:

قالَ لَنَا الرِّضا علیه السلام:أیُّ الإِدامِ أحریَ؟فَقالَ بَعضُنا:اللَّحمُ،وقالَ بَعضُنا:الزَّیتُ، وقالَ بَعضُنا:اللَّبَنُ،فَقالَ هُوَ علیه السلام:لا،بَلِ المِلحُ،ولَقَد خَرَجنا إلی نُزهَةٍ لَنا ونَسِیَ بَعضُ الغِلمانِ المِلحَ فَذَبَحوا لَنا شاةً مِن أسمَنِ ما یَکونُ فَمَا انتَفَعنا بِشیءٍ حَتَّی انصَرَفنا. (4)

ص:166


1- (1) .النجیب:الفاضل من کلّ حیوان،والنجیب من الإبل:القوی الخفیف السریع (مجمع البحرین:ج 3ص 1749«نجب»).
2- (2) .راجع:ص256 ح8372.
3- (3) .راجع:هذه الموسوعة:المراقبة/تقسیم الساعات.
4- (4) .الکافی:ج 6 ص 326 ح 7. [1]

إنّ الروایات المذکورة یمکن أن تکون أساساً للتخطیط من أجل إنشاء المراکز الترفیهیة والریاضیة فی بناء المدن الإسلامیة،علماً أنّ علینا أن نأخذ بنظر الاعتبار أنّ الترفیه والریاضة إذا کانا هادفَین ومطلوبَین فإنّهما محمودان فی الإسلام (1)،ویجب أن تؤخذ هذه الملاحظة بنظر الاعتبار فی التخطیط للمراکز المذکورة.

ک-رعایة المصالح العامّة

إنّ ما جاء تحت عنوان«اُصول سیاسات تخطیط المدن»لا یمثّل-کما سبقت الإشارة-سوی قسماً من أصول وضوابط تخطیط المدن،المستلهمة من القرآن الکریم وروایات أهل البیت علیهم السلام والتی یمکننا بیانها الآن ولا شکّ فی أنّ ضوابط تخطیط المدن تتجاوز نطاق هذا البحث،وبشکلٍ عامّ فإنّ رعایة المصالح والمنافع العامة فی النظام الإسلامی تمثّل مبدأً عامّاً،وعلی هذا الأساس فإنّ ما هو لصالح عامّة المواطنین یجب أخذه بنظر الاعتبار فی وضع السیاسات والبرامج،وما یسبّب الضرر لهم یجب منعه؛ مثل:قطع الأشجار،تلویث البیئة،قطع الطرق،التعدّی علی الطرق والأماکن العامّة، صید الحیوانات دون ضوابط،وفتح النوافد علی بیوت الآخرین. (2)

خامساً.واجبات المواطنین تجاه عمران البلاد والمحافظة علیها

رغم أنّ الحفاظ علی البلاد الإسلامیة وإعمارها هما فی الأصل من مسؤولیة الحکومة، إلّا أنّ ممّا لا شکّ فیه أنّ الحکومة لا یمکنها أداء واجبها بالشکل المطلوب دون تعاون المواطنین معها،ولذلک فقد رغّبت الروایات الإسلامیة الناس علی حبّ مدنهم وأوطانهم،والتعاون مع الحکومة الإسلامیة فی الحفاظ علیها،والحرص علی نظافتها،وإیصال الخدمات إلی الجمیع،وإعمار الطرق وإصلاحها،وبناء المساجد،

ص:167


1- (1) .سوف نطرح إن شاء اللّه هذا الموضوع بشکل تفصیلی ضمن العناوین الخاصة به فی هذه الموسوعة.
2- (2) .جاءت هذه المباحث فی المصادر الإسلامیة بشکل مفصل.

والمآوی لعابری السبیل،وإطفاء الحرائق،واستضافة المسافرین،والدعاء لأبناء بلدهم (1).

سادساً.المدن الممدوحة والمذمومة

أشادت الروایات فی الفصل السادس من هذا الباب،بعدد من المدن؛مثل:مکّة، والمدینة،والکوفة وقم،وورد فی الفصل السابع ذمّ بعض المدن؛مثل:مصر،والبصرة وأصفهان،وسنتوقف فی هذا المجال عند ملاحظتین:

الملاحظة الاُولی:إنّ أکثر الروایات الوارده فی مدح المدن أو ذمّها ضعیفة سنداً، ولهذا لا یمکن نسبتها لأهل البیت علیهم السلام إذا لم تتوفّر القرائن الدالّة علی صدورها عنهم.

الملاحظة الثانیة:إن حُسن الأمکنة أو سوءها،هما کالأزمنة لیسا ذاتیّین،بل لارتباطها بالأحداث التی تقع فیها،أو الناس الذین یعیشون فیها.

وقد نقل الشیخ الصدوق عن الریّان بن الصلت أنّ الإمام الرضا علیه السلام أنشد الأبیات التالیة نقلاً عن عبد المطلب:

یَعِیبُ الناسُ کُلُّهُمُ زَمانا وما لِزَمانِنا عَیبٌ سِوانا

نَعِیبُ زَمانَنا وَالعَیبُ فِینا ولو نَطَقَ الزَّمانُ بِنا هَجانا. (2)

وبناءً علی ذلک،فإنّ مدح مدینة أو ذمّها لیسا مطلقین،بل یرتبطان بالناس الذین یعیشون فیها،ولذلک نری أنّ بعض الروایات ذمّت مصر،أو الشام،أو الکوفة فیما مدحتها بعض الروایات الاُخری (3)،ولا یوجد تعارض بین هذا النوع من الروایات،بل إنّ کلاًّ منها ناظر لعصر وزمان خاصٍّ من تاریخ هذه البلدان.

ص:168


1- (1) .راجع:ص 183 (الفصل الرابع:واجبات المسلمین تجاه بلدهم).
2- (2) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 177 ح 5، [1]الأمالی للصدوق:ص 243 ح 260 [2] کلاهما عن الریان بن الصلت.
3- (3) .راجع:ص 201 (الفصل السادس:البلاد المحمودة) و ص 219 (الفصل السابع:البلاد المذمومة).

الفصل الاوّل:الحثّ علی الإقامة فی المدن

1/1 فَضلُ الإِقامَةِ فِی المُدُنِ

10278. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: فَضَّلَ اللّهُ عز و جل أهلَ المُدُنِ عَلی أهلِ القُری،کَفَضلِ أهلِ السَّماءِ عَلی أهلِ الأَرضِ؛مِن أجلِ الجُمُعَةِ وَالجَماعَةِ. (1)

10279. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ أهلَ المُدُنِ یَدخُلونَ الجَنَّةَ قَبلَ أهلِ الرُّستاقِ (2)بِأَربَعینَ عاماً،بِفَضلِ المَدائِنِ وَالجَماعاتِ وَالجُمُعاتِ وحَلَقِ الذِّکرِ،وإذا کانَ بَلاءٌ خُصّوا بِهِ دونَهُم. (3)

2/1 الحَثُّ عَلَی السُّکنی فِی المُدُنِ الکَبیرَةِ

10280. الإمام علیّ علیه السلام -فیما کَتَبَ إلَی الحارِثِ الهَمدانِیِّ-:اُسکُنِ الأَمصارَ العِظامَ؛فَإِنَّها

ص:169


1- (1) .الفردوس:ج 3 ص 121 ح 4331 عن نبیط بن شریط.
2- (2) .الرستاق:فارسی معرّب،والجمع الرساتیق،وهی السواد...ویستعمل الرستاق فی الناحیة:طرف الإقلیم (مجمع البحرین:ج 2 ص 698«رستق»).
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 20 ص 77 ح 142،الفردوس:ج 5 ص 507 ح 8909 نحوه وکلاهما عن معاذ بن جبل،کنز العمّال:ج 6 ص 475 ح 16621.

جِماعُ المُسلِمینَ،وَاحذَر مَنازِلَ الغَفلَةِ وَالجَفاءِ وقِلَّةَ الأَعوانِ عَلی طاعَةِ اللّهِ. (1)

3/1 ذَمُّ السُّکنی فِی القُری وَالرَّساتیقِ

الکتاب

«اَلْأَعْرابُ أَشَدُّ کُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلاّ یَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللّهُ عَلی رَسُولِهِ» . (2)

الحدیث

10281. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فیما أوصی عَلِیّاً علیه السلام-:یا عَلِیُّ،لا تَسکُنِ الرُّستاقَ؛فَإِنَّ شُیوخَهُم جَهَلَةٌ، وشُبّانَهُم عَرَمَةٌ (3)،ونِسوانَهُم کَشَفَةٌ،وَالعالِمَ بَینَهُم کَالجیفَةِ بَینَ الکِلابِ. (4)

10282. عنه صلی الله علیه و آله: الرُّستاقُ حَظیرَةٌ مِنَ حَظائِرِ جَهَنَّمَ،لَیسَ فیها حَدٌّ ولا جُمُعَةٌ ولا جَماعَةٌ، صِبیانُهُم غارِمٌ (5)،ونِساؤُهُم شَیاطینُ،وشُیوخُهُم جُهّالٌ.المُؤمِنُ فیهم أنتَنُ مِنَ الجیفَةِ. (6)

10283. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل یُعَذِّبُ السِّتَّةَ بِالسِّتَّةِ...وأَهلَ الرَّساتیقِ بِالجَهلِ. (7)

10284. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: سِتَّةٌ یُدخِلُهُمُ اللّهُ النّارَ بِسِتَّةٍ (8)...وأَهلُ الرَّساتیقِ بِجَهلِهِم. (9)

ص:170


1- (1) .نهج البلاغة:الکتاب 69،بحار الأنوار:ج 33 ص 509 ح 707؛ [1]ینابیع المودّة:ج 3 ص 445 ح 14.
2- (2) .التوبة:97. [2]
3- (3) .عارم:أی خبیث شرّیر (النهایة:ج 3 ص 223«عرم»).
4- (4) .جامع الأخبار:ص 391 ح 1091، [3]بحار الأنوار:ج 76 ص 156 ح 1. [4]
5- (5) .الغَرامُ:الشرُّ الدائمُ،وقیل:الغَرامُ الهَلاکُ (الصحاح:ج 5 ص 1996« [5]غرم») وفی کنز العمّال:«صبیّهم عارِم».
6- (6) .الفردوس:ج 2 ص 283 ح 3310 عن الإمام علیّ علیه السلام،کنز العمّال:ج 14 ص 175 ح 38286.
7- (7) .الکافی:ج 8 ص 162 ح 170، [6]الخصال:ص 325 ح 14،تحف العقول:ص 220،المحاسن:ج 1 ص 73 ح 30، [7]بحار الأنوار:ج 2 ص 108 ح 10؛ [8]کنز العمّال:ج 16 ص 261 ح 44369 نقلاً عن ابن الجوزی عن عثمان عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله.
8- (8) .فی المصدر:«بتة»بدل«ستة»والصواب ما أثبتناه کما فی المصادر الاُخری.
9- (9) .تاریخ إصبهان:ج 1 ص 428 الرقم 825 [9] عن ابن عمر؛منیة المرید:ص 324،جامع الأخبار:ū ص 392 ح 1093،تنبیه الخواطر:ج 1 ص 127 کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 76 ص 156 ح 1.

10285. عنه صلی الله علیه و آله: مَن تَرَستَقَ شَهراً،یُمحَقُ دَهراً. (1)

10286. عنه صلی الله علیه و آله: مَن لَم یَتَوَرَّع فی دینِ اللّهِ تَعالی،ابتَلاهُ اللّهُ تَعالی بِثَلاثِ خِصالٍ:إمّا أن یُمیتَهُ شابّاً،أو یوقِعَهُ فی خِدمَةِ السُّلطانِ،أو یُسکِنَهُ فِی الرَّساتیقِ. (2)

10287. عنه صلی الله علیه و آله: مَن بَدا جَفا (3). (4)

10288. عنه صلی الله علیه و آله: مَن سَکَنَ البادِیَةَ جَفا. (5)

10289. عنه صلی الله علیه و آله: مَن بَدا أکثَرَ مِن شَهرَینِ فَهِیَ أعرابِیَّةٌ. (6)

10290. عنه صلی الله علیه و آله -لِثَوبانَ-:لا تَسکُنِ الکُفورَ (7)؛فَإِنَّ ساکِنَ الکُفورِ کَساکِنِ القُبورِ. (8)

ص:171


1- (1) .جامع الأخبار:ص 392 ح 1094. [1]
2- (2) .جامع الأخبار:ص 391 ح 1092، [2]بحار الأنوار:ج 76 ص 156 ح 1. [3]
3- (3) .من بَدا جَفا:أی مَن سَکَن البادیةَ غَلُظَ طَبعُهُ لِقِلَّةِ مخالطة الناس.والجَفاءُ:غِلَظُ الطَبعِ (النهایة:ج 1 ص 281« [4]جفا»).
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 304 ح 8845،السنن الکبری:ج 10 ص 173 ح 20255 کلاهما عن أبی هریرة،المعجم الکبیر:ج 11 ص 47 ح 11030 عن ابن عبّاس؛الأمالی للطوسی:ص 264 ح 483 عن أبی هریرة،الغارات:ج 2 ص 689، [5]بحار الأنوار:ج 65 ص 282 ح 35. [6]
5- (5) .سنن أبی داوود:ج 3 ص 111 ح 2859،سنن الترمذی:ج 4 ص 523 ح 2256،سنن النسائی:ج 7 ص 195،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 764 ح 3362 [7] کلّها عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 15 ص 406 ح 41588.
6- (6) .المراسیل لأبی داود:ص 175 ح 5 عن موسی بن شیبة،تهذیب الکمال:ج 29 ص 79 الرقم 6266.
7- (7) .الکُفور:ما بعُد من الأرض عن الناس،فلا یمرّ به أحد،وأهل الکفور عند أهل المدن،کالأموات عند الأحیاء،فکأنّهم فی القبور.وأهل الشام یسمّون القریة الکفر (النهایة:ج 4 ص 189« [8]کفر»).
8- (8) .الأدب المفرد:ص 175 ح 579، [9]شعب الإیمان:ج 6 ص 68 ح 7518، [10]مسند الشامیّین:ج 2 ص 100 ح 986 کلّها عن ثوبان،النهایة:ج 4 ص 189، [11]الفردوس:ج 5 ص 46 ح 7415 عن ثوبان،وفیه«ساکن القرور»بدل«کساکن القبور»کنز العمّال:ج 15 ص 407 ح 41589،نثر الدّر:ج 1 ص 163 نحوه وفیه ذیله.

ص:172

الفصل الثانی:ما ینبغی توفّره فی البلاد

1/2 الأَمنُ

10291. الإمام علیّ علیه السلام: أسکَنَ سُبحانَهُ آدَمَ داراً أرغَدَ فیها عَیشَهُ،وآمَنَ فیها مَحَلَّتَهُ. (1)

10292. عنه علیه السلام -فی عَهدِهِ الَّذی عَهِدَهُ لِلأَشتَرِ-:لا تَدفَعَنَّ صُلحاً دَعاکَ إلَیهِ عَدُوُّکَ وللّهِ ِ فیهِ رِضاً؛فَإِنَّ فِی الصُّلحِ دَعَةً (2)لِجُنودِکَ،وراحَةً مِن هُمومِکَ،وأَمناً لِبِلادِکَ. (3)

10293. مسند ابن حنبل عن عمرو بن عبسة السلمی: رَغِبتُ عَن آلِهَةِ قَومی فِی الجاهِلِیَّةِ...

حَتّی دَخَلتُ عَلَیهِ [أی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] فَسَلَّمتُ عَلَیهِ،فَقُلتُ لَهُ:ما أنتَ؟فَقالَ:نَبِیٌّ، فَقُلتُ:ومَا النَّبِیُّ؟فَقالَ:رَسولُ اللّهِ،فَقُلتُ:ومَن أرسَلَکَ؟قالَ:اللّهُ عز و جل،قُلتُ:بِماذا أرسَلَکَ؟

فَقالَ:بِأَن توصَلَ الأَرحامُ،وتُحقَنَ الدِّماءُ،وتُؤَمَّنَ السُّبُلُ،وتُکسَرَ الأَوثانُ،

ص:173


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 1، [1]بحار الأنوار:ج 63 ص 213 ح 48. [2]
2- (2) .الدَّعَةُ:الراحة (المصباح المنیر:ص 653«ودع»).
3- (3) .نهج البلاغة: [3]الکتاب 53،خصائص الأئمة:ص 123، [4]تحف العقول:ص 145،دعائم الإسلام:ج 1 ص 367 [5] نحوه،بحار الأنوار:ج 33 ص 610 ح 744. [6]

ویُعبَدَ اللّهُ وَحدَهُ لا یُشرَکُ بِهِ شَیءٌ. (1)

10294. الإمام علیّ علیه السلام: شَرُّ الأَوطانِ ما لَم یَأمَن فیهِ القُطّانُ (2). (3)

10295. عنه علیه السلام: لا بُدَّ لِلنّاسِ مِن أمیرٍ بَرٍّ أو فاجِرٍ؛یَعمَلُ فی إمرَتِهِ المُؤمِنُ،ویَستَمتِعُ فیهَا الکافِرُ،ویُبَلِّغُ اللّهُ فیهَا الأَجَلَ،ویُجمَعُ بِهِ الفَیءُ (4)،ویُقاتَلُ بِهِ العَدُوُّ،وتَأمَنُ بِهِ السُّبُلُ. (5)

10296. الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی أسحارِ شَهرِ رَمَضانَ-اللّهُمَّ أعطِنِی السَّعَةَ فِی الرِّزقِ،وَالأَمنَ فِی الوَطَنِ. (6)

10297. عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِأَهلِ الثُّغورِ (7)-:فَإِن خَتَمتَ لَهُ بِالسَّعادَةِ،وقَضَیتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ، فَبَعدَ أن یَجتاحَ عَدُوَّکَ بِالقَتلِ،وبَعدَ أن یَجهَدَ بِهِمُ الأَسرُ،وبَعدَ أن تَأمَنَ أطرافُ المُسلِمینَ،وبَعدَ أن یُوَلِّیَ عَدُوُّکَ مُدبِرینَ. (8)

ص:174


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 53 ح 17013، [1]مسند الشامیّین:ج 2 ص 30 ح 863،الطبقات الکبری:ج 4 ص 217،الإصابة:ج 4 ص 546 کلاهما نحوه،تاریخ دمشق:ج 46 ص 262.
2- (2) .قَطَنَ بالمکانِ:أقام به فهو قاطن،والجمع قُطّان (المصباح المنیر:ص 509«قطن»).
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 171 ح 5712، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 295 ح 5279.
4- (4) .الفَیءُ:هو ما حصل للمسلمین من أموال الکفّار من غیر حرب ولا جهاد (النهایة:ج 3 ص 482« [3]فیأ»).
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 40، [4]بحار الأنوار:ج 75 ص 358 ح 72؛ [5]شعب الإیمان:ج 6 ص 65 ح 7508 [6] عن لیث،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 741 ح 51 عن أبی البختری من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام و کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 5 ص 751 ح 14286.
6- (6) .مصباح المتهجّد:ص 595، [7]الإقبال:ج 1 ص 171، [8]البلد الأمین:ص 212 [9] کلّها عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 98 ص 91 ح 2. [10]
7- (7) .الثَّغْرُ:موضع المخافة الذی یُخاف منه هجوم العدوّ،والجمع:ثغور (مجمع البحرین:ج 1 ص 242«ثغر»).
8- (8) .الصحیفة السجّادیة:ص 115 الدعاء 27. [11]

10298. الإمام الرضا علیه السلام: إنَّ الإِمامَةَ زِمامُ الدّینِ،ونِظامُ المُسلِمینَ،وصَلاحُ الدُّنیا وعِزُّ المُؤمِنینَ...ومَنعُ الثُّغورِ وَالأَطرافِ. (1)

راجع:هذه الموسوعة:ج 5 ص 101 ( الأمن ).

2/2 العَدلُ

10299. الإمام الکاظم علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها»* (2)-:لَیسَ یُحییها بِالقَطرِ (3)، ولکِن یَبعَثُ اللّهُ رِجالاً فَیُحیونَ العَدلَ؛فَتُحیَا الأَرضُ لِإِحیاءِ العَدلِ. (4)

10300. الإمام علیّ علیه السلام: ما عُمِرَتِ البُلدانُ بِمِثلِ العَدلِ. (5)

10301. عنه علیه السلام: إنَّ أفضَلَ قُرَّةِ عَینِ الوُلاةِ استِقامَةُ العَدلِ فِی البِلادِ،وظُهورُ مَوَدَّةِ الرَّعِیَّةِ،وإنَّهُ لا تَظهَرُ مَوَدَّتُهُم إلّابِسَلامَةِ صُدورِهِم،ولا تَصِحُّ نَصیحَتُهُم إلّابِحیطَتِهِم عَلی وُلاةِ الاُمورِ،وقِلَّةِ استِثقالِ دُوَلِهِم،وتَرکِ استِبطاءِ انقِطاعِ مُدَّتِهِم. (6)

10302. عنه علیه السلام: إنَّ السُّلطانَ لَأَمینُ اللّهِ فِی الأَرضِ،ومُقیمُ العَدلِ فِی البِلادِ وَالعِبادِ،ووَزَعَتُهُ (7)فِی الأَرضِ. (8)

ص:175


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 200 ح 1، [1]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 218 ح 1، [2]تحف العقول:ص 438،الاحتجاج:ج 2 ص 441 ح 310، [3]الغیبة للنعمانی:ص 218 ح 6 و [4]کلّها عن عبد العزیز بن مسلم،بحار الأنوار:ج 25 ص 122 ح 4.
2- (2) .الروم:19. [5]
3- (3) .القَطرُ:المَطَرُ (المصباح المنیر:ص 508«قطر»).
4- (4) .الکافی:ج 7 ص 174 ح 2، [6]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 146 ح 578 کلاهما عن عبد الرحمن بن الحجّاج،وسائل الشیعة:ج 18 ص 308 ح 3. [7]
5- (5) .غرر الحکم:ج 6 ص 68 ح 9543، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 481 ح 8864.
6- (6) .نهج البلاغة: [9]الکتاب 53،بحار الأنوار:ج 33 ص 604. [10]
7- (7) .الوَزَعَةُ:جمع وازع،وهو الکافّ الدافع (مجمع البحرین:ج 3 ص 1930«وزع»).
8- (8) .غرر الحکم:ج 2 ص 604 ح 3634، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 158 ح 3426 وفیه«الخلق»بدل«الأرض»و«ظلّه»بدل«وزعته».

10303. عنه علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلَی الأَشتَرِ حینَ وَلّاهُ مِصرَ-:اُنظُر فی أمرِ الأَحکامِ بَینَ النّاسِ بِنِیَّةٍ صالِحَةٍ؛فَإِنَّ الحُکمَ فی إنصافِ المَظلومِ مِنَ الظّالِمِ،وَالأَخذِ لِلضَّعیفِ مِنَ القَوِیِّ، وإقامَةِ حُدودِ اللّهِ عَلی سُنَّتِها ومِنهاجِها،مِمّا یُصلِحُ عِبادَ اللّهِ وبِلادَهُ. (1)

10304. عنه علیه السلام: عَلَیکُم بِالإِحسانِ إلَی العِبادِ،وَالعَدلِ فِی البِلادِ؛تَأمَنوا عِندَ قِیامِ الأَشهادِ (2). (3)

10305. عنه علیه السلام: مَن عَدَلَ فِی البِلادِ،نَشَرَ اللّهُ عَلَیهِ الرَّحمَةَ. (4)

3/2 الخِصبُ

الکتاب

«وَ الْبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ الَّذِی خَبُثَ لا یَخْرُجُ إِلاّ نَکِداً کَذلِکَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَشْکُرُونَ» . (5)

الحدیث

10306. الإمام علیّ علیه السلام: شَرُّ البِلادِ بَلَدٌ لا أمَنَ فیهِ ولا خِصبَ. (6)

10307. الإمام الصادق علیه السلام: لا تَطیبُ السُّکنی إلّابِثَلاثٍ:الهَواءِ الطَّیِّبِ،وَالماءِ الغَزیرِ العَذبِ، وَالأَرضِ الخَوّارَةِ (7). (8)

ص:176


1- (1) .تحف العقول:ص 135.
2- (2) .قیل:إنّ الأشهاد هم الأنبیاء و المؤمنون (لسان العرب:ج 3 ص 241« [1]شهد»).
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 305 ح 6164، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 342 ح 5842.
4- (4) .غرر الحکم:ج 5 ص 337 ح 8638،عیون الحکم والمواعظ:ص 460 ح 8361.
5- (5) .الأعراف:58. [3]
6- (6) .غرر الحکم:ج 4 ص 165 ح 5684، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 294 ح 5253.
7- (7) .أرضٌ خَوّارَةٌ:لَیِّنَةٌ سَهلَةٌ (لسان العرب:ج 4 ص 262« [5]خور»).
8- (8) .تحف العقول:ص 320،بحار الأنوار:ج 75 ص 234 ح 46. [6]

4/2 الکَسبُ

10308. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ مِن سَعادَةِ المَرءِ:زَوجَةٌ صالِحَةٌ،ووُلدٌ أبرارٌ،وخُلَطاءُ صالِحونَ، ومَعیشَةٌ فی بِلادِهِ. (1)

10309. عنه صلی الله علیه و آله: خَمسَةٌ مِنَ السَّعادَةِ:الزَّوجَةٌ الصالِحَةٌ،وَالبَنونَ الأَبرارُ،وَالخُلَطاءُ الصّالِحونُ، ورِزقُ المَرءِ فی بَلَدِهِ،وَالحُبُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ. (2)

10310. عنه صلی الله علیه و آله: مَن اعطِیَ لَهُ خَمساً لَم یَکُن لَهُ عُذرٌ فی تَرکِ عَمَلِ الآخِرَةِ:زَوجَةٌ صالِحَةٌ تُعینُهُ عَلی أمرِ دُنیاهُ وآخِرَتِهِ،وبَنونَ أبرارٌ،ومَعیشَةٌ فی بَلَدِهِ،وحُسنُ خُلُقٍ یُداری بِهِ النّاسَ،وحُبُّ أهلِ بَیتی. (3)

10311. الإمام زین العابدین علیه السلام: إنَّ مِن سَعادَةِ المَرءِ أن یَکونَ مَتجَرُهُ فی بَلَدِهِ،ویَکونَ خُلَطاؤُهُ صالِحینَ،ویَکونَ لَهُ وُلدٌ یَستَعینُ بِهِم. (4)

10312. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ مِنَ السَّعادَةِ:الزَّوجَةُ المُؤاتِیَةُ،وَالأَولادُ البارّونَ،وَالرَّجُلُ یُرزَقُ مَعیشَتَهُ بِبَلَدِهِ؛یَغدو إلی أهلِهِ ویَروحُ. (5)

ص:177


1- (1) .جامع الأخبار:ص 285 ح 768. [1]
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 2 ص 195 ح 706، [2]عوالی اللآلی:ج 3 ص 293 ح 55، [3]مستدرک الوسائل:ج 13 ص 292 ح 15387. [4]
3- (3) .الدعوات:ص 40 ح 97،بحار الأنوار:ج 69 ص 408 ح 117. [5]
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 257 ح 1، [6]الخصال:ص 159 ح 207،مشکاة الأنوار:ص 458 ح 1533، [7]بحار الأنوار:ج 103 ص 7 ح 27. [8]
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 258 ح 2 [9] عن عبد اللّه بن عبد الکریم،تهذیب الأحکام:ج 7 ص 236 ح 1032 عن حمّاد بن عبد الکریم،الجعفریّات:ص 194 [10] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله نحوه،وسائل الشیعة:ج 12 ص 180 ح 3. [11]

5/2 السُّرورُ

10313. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،لا خَیرَ...فِی الوَطَنِ إلّامَعَ الأَمنِ وَالسُّرورِ. (1)

6/2 فقیهٌ وأمیرٌ وطبیب

10314. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَستَغنی أهلُ کُلِّ بَلَدٍ عَن ثَلاثَةٍ یُفزَعُ إلَیهِم فی أمرِ دُنیاهُم وآخِرَتِهِم،فَإِن عَدِموا ذلِکَ کانوا هَمَجاً (2):فَقیهٌ عالِمٌ وَرِعٌ،وأَمیرٌ خَیِّرٌ مُطاعٌ،وطَبیبٌ بَصیرٌ ثِقَةٌ. (3)

ص:178


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 369-370،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 333،الاختصاص:ص 244 عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه،مستطرفات السرائر:ص 118،بحار الأنوار:ج 69 ص 401 ح 98. [1]
2- (2) .الهَمَجُ:رُذالَةُ الناس (النهایة:ج 5 ص 273« [2]همج»).
3- (3) .تحف العقول:ص 321،بحار الأنوار:ج 78 ص 235 ح 59. [3]

الفصل الثالث:واجبات عمّال الحکومة الإسلامیّة

1/3 العُمرانُ

10315. الإمام علیّ علیه السلام -فی عَهدِهِ لِلأَشتَرِ حینَ وَلّاهُ مِصرَ-:وَلیَکُن نَظَرُکَ فی عِمارَةِ الأَرضِ أبلَغَ مِن نَظَرِکَ فِی استِجلابِ الخَراجِ؛لِأَنَّ ذلِکَ لا یُدرَکُ إلّابِالعِمارَةِ؛ومَن طَلَبَ الخَراجَ بِغَیرِ عِمارَةٍ أخرَبَ البِلادَ،وأَهلَکَ العِبادَ،و لَم یَستَقِم أمرُهُ إلّاقَلیلاً.

فَإِن شَکَوا ثِقَلاً أو عِلَّةً،أوِ انقِطاعَ شِربٍ أو بالَّةٍ (1)،أو إحالَةَ أرضٍ اغتَمَرَها غَرَقٌ،أو أجحَفَ (2)بِها عَطَشٌ،خَفَّفتَ عَنهُم بِما تَرجو أن یَصلُحَ بِهِ أمرُهُم.ولا یَثقُلَنَّ عَلَیکَ شَیءٌ خَفَّفتَ بِهِ المَؤونَةَ عَنهُم؛فَإِنَّهُ ذُخرٌ یَعودونَ بِهِ عَلَیکَ فی عِمارَةِ بِلادِکَ،وتَزیینِ وِلایَتِکَ،مَعَ استِجلابِکَ حُسنَ ثَنائِهِم،وتَبَجُّحِکَ بِاستِفاضَةِ العَدلِ فیهِم،مُعتَمِداً فَضلَ قُوَّتِهِم بِما ذَخَرتَ عِندَهُم مِن إجمامِکَ (3)لَهُم،وَالثِّقَةَ مِنهُم بِما عَوَّدتَهُم مِن عَدلِکَ عَلَیهِم ورِفقِکَ بِهِم،فَرُبَّما حَدَثَ مِنَ الاُمورِ ما إذا عَوَّلتَ فیهِ

ص:179


1- (1) .یُقال:لا تبلک عندی بالة:أی لا یصیبک منّی ندیً ولا خیْر (النهایة:ج 1 ص 154« [1]بلل»).
2- (2) .أجْحف به:أی ذهب به أو قاربه (الصحاح:ج 4 ص 1334« [2]جحف»).
3- (3) .الجَمام:الرّاحة (لسان العرب:ج 12 ص 105«جمم»).

عَلَیهِم مِن بَعدُ احتَمَلوهُ طَیِّبَةً أنفُسُهُم بِهِ؛فَإِنَّ العُمرانَ مُحتَمِلٌ ما حَمَّلتَهُ،وإنَّما یُؤتی خَرابُ الأَرضِ مِن إعوازِ أهلِها،وإنَّما یُعوِزُ أهلُها لِإِشرافِ أنفُسِ الوُلاةِ عَلَی الجَمعِ، وسوءِ ظَنِّهِم بِالبَقاءِ،وقِلَّةِ انتِفاعِهِم بِالعِبَرِ. (1)

10316. عنه علیه السلام: فَضیلَةُ السُّلطانِ عِمارَةُ البُلدانِ. (2)

10317. عنه علیه السلام -فی عَهدِهِ لِلأَشتَرِ حینَ وَلّاهُ مِصرَ-:أکثِر مُدارَسَةَ العُلَماءِ ومُناقَشَةَ الحُکَماءِ فی تَثبیتِ ما صَلَحَ عَلَیهِ أمرُ بِلادِکَ،وإقامَةِ مَا استَقامَ بِهِ النّاسُ قَبلَکَ. (3)

10318. عنه علیه السلام -مِن کَلامٍ لَهُ-:اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم یَکُنِ الَّذی کانَ مِنّا مُنافَسَةً فی سُلطانٍ،ولَا التِماسَ شَیءٍ مِن فُضولِ الحُطامِ،ولکِن لِنَرُدَّ المَعالِمَ مِن دینِکَ،ونُظهِرَ الإِصلاحَ فی بِلادِکَ؛فَیَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِکَ،وتُقامَ المُعَطَّلَةُ مِن حُدودِکَ. (4)

10319. عنه علیه السلام -فی عَهدِهِ لِلأَشتَرِ حینَ وَلّاهُ مِصرَ-:أنَا أسأَلُ اللّهَ بِسَعَةِ رَحمَتِهِ وعَظیمِ قُدرَتِهِ عَلی إعطاءِ کُلِّ رَغبَةٍ،أن یُوَفِّقَنی وإیّاکَ لِما فیهِ رِضاهُ مِنَ الإِقامَةِ عَلَی العُذرِ الواضِحِ إلَیهِ وإلی خَلقِهِ،مَعَ حُسنِ الثَّناءِ فِی العِبادِ،وجَمیلِ الأَثَرِ فِی البِلادِ،وتَمامِ النِّعمَةِ، وتَضعیفِ الکَرامَةِ،وأَن یَختِمَ لی ولَکَ بِالسَّعادَةِ وَالشَّهادَةِ،إنّا إلَیهِ راجِعونَ. (5)

2/3 الحِفاظُ عَلَی الثَّرَواتِ الطَّبیعِیَّةِ

10320. کتاب من لا یحضره الفقیه: نَهی أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام عَن صَیدِ الحَمامِ بِالأَمصارِ. (6)

ص:180


1- (1) .نهج البلاغة: [1]الکتاب 53،تحف العقول:ص 137 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 33 ص 606 ح 744. [3]
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 422 ح 6562، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 357 ح 6044.
3- (3) .نهج البلاغة: [5]الکتاب 53،تحف العقول:ص 131 نحوه،بحار الأنوار:ج 33 ص 603 ح 744. [6]
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 131، [7]تحف العقول:ص 239 عن الإمام الحسین علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 34 ص 111 ح 949؛ [8]تذکرة الخواص:ص 120 [9] عن عبد اللّه بن صالح العجلی.
5- (5) .نهج البلاغة: [10]الکتاب 53،تحف العقول:ص 148،بحار الأنوار:ج 33 ص 612 ح 744. [11]
6- (6) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 3 ص 321 ح 4145،دعائم الإسلام:ج 2 ص 168 ح 603، [12]ū وسائل الشیعة:ج 16 ص 245 ح 4.

10321. الإمام علیّ علیه السلام: اتَّقُوا اللّهَ فی عِبادِهِ وبِلادِهِ؛فَإِنَّکُم مَسؤولونَ حَتّی عَنِ البِقاعِ وَالبَهائِمِ.أطیعُوا اللّهَ ولا تَعصوهُ،وإذا رَأَیتُمُ الخَیرَ فَخُذوا بِهِ،وإذا رَأَیتُمُ الشَّرَّ فَأَعرِضوا عَنهُ. (1)

3/3 تَغییرُ الأَسماءِ القَبیحَةِ

10322. الإمام الباقر علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُغَیِّرُ الأَسماءَ القَبیحَةَ فِی الرِّجالِ وَالبُلدانِ. (2)

4/3 استِضافَةُ مَن یَأتی إلَی البَلدَةِ مِنَ المُسافِرینَ

اشارة

10323. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا دَخَلَ رَجُلٌ بَلدَةً،فَهُوَ ضَیفٌ عَلی مَن بِها مِن إخوانِهِ وأَهلِ دینِهِ حَتّی یَرحَلَ عَنهُم. (3)

ملاحظة

یبدو أنّ المراد هو أنّ المسافرین إلی المدن الاُخری،هم ضیوف جمیع أهالی المدینة التی یأتونها،فلذا ینبغی علی مسؤولی المدینة-الذین هم فی الحقیقة ممثّلو أهالیها-أن یوفِّروا الأرضیّة لراحتهم،ویستضیفوهم بالشکل المناسب.

ص:181


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 167، [1]بحار الأنوار:ج 32 ص 9؛ [2]تاریخ الطبری:ج 4 ص 436، [3]البدایة والنهایة:ج 7 ص 227 [4] وفیهما«فدعوه»بدل«فأعرضوا عنه».
2- (2) .قرب الإسناد:ص 93 ح 310، [5]بحار الأنوار:ج 104 ص 127 ح 4. [6]
3- (3) .الکافی:ج 6 ص 282 ح 1 و ج 4 ص 151 ح 3 [7] ولیس فیه«إخوانه»،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 154 ح 2013،علل الشرائع:ص 384 ح 2 [8] کلّها عن الفضیل بن یسار عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 75 ص 462 ح 1. [9]

ص:182

الفصل الرابع:واجبات المسلمین تجاه بلدهم

1/4 حُبُّ البَلَدِ

10324. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -وهُوَ واقِفٌ بِالحَزوَرَةِ فی سوقِ مَکَّةَ یَقولُ لِمَکَّةَ-:وَاللّهِ! إنَّکِ لَخَیرُ أرضِ اللّهِ،وأَحَبُّ أرضِ اللّهِ إلَیَّ.وَاللّهِ! لَولا أنّی اخرِجتُ مِنکِ ما خَرَجتُ. (1)

10325. تنبیه الخواطر: قَدِمَ أبانُ بنُ سَعیدٍ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا أبانُ،کَیفَ تَرَکتَ أهلَ مَکَّةَ؟فَقالَ:تَرَکتُهُم وقَد جیدوا،وتَرَکتُ الإِذخِرَ (2)وقَد أعذَقَ،وتَرَکتُ الثُّمامَ (3)وقَد خاصَ.فَاغرَورَقَت عَینا رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وصَحبِهِ. (4)

10326. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ إنَّ إبراهیمَ خَلیلَکَ وعَبدَکَ ونَبِیَّکَ دَعاکَ لِأَهلِ مَکَّةَ،وأَنَا مُحَمَّدٌ عَبدُکَ ونَبِیُّکَ ورَسولُکَ،أدعوکَ لِأَهلِ المَدینَةِ مِثلَ ما دَعاکَ بِهِ إبراهیمُ لِأَهلِ مَکَّةَ،

ص:183


1- (1) .سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1037 ح 3108،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 449 ح 18741، [1]السنن الکبری للنسائی:ج 2 ص 479 ح 4252، [2]سنن الترمذی:ج 5 ص 722 ح 3925،المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 8 ح 4270 وفیها«إلَی اللّهِ عز و جل»بدل«إلَیَّ»،کنز العمّال:ج 12 ص 200 ح 34658.
2- (2) .الإذخَرُ:حشیش طَیِّبُ الریح،یُطحَنُ فیدخل فی الطیب (لسان العرب:ج 4 ص 303« [3]ذخر»).
3- (3) .الثُمامُ:نبت ضعیف له خوص أو شبیه بالخوص (الصحاح:ج 5 ص 1881« [4]ثمم»).
4- (4) .تنبیه الخواطر:ج 1 ص 38. [5]

نَدعوکَ أن تُبارِکَ لَهُم فی صاعِهِم و مُدِّهِم وثِمارِهِم،اللّهُمَّ حَبِّب إلَینَا المَدینَةَ کَما حَبَّبتَ إلَینا مَکَّةَ. (1)

10327. عنه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ حَبِّب إلَینَا المَدینَةَ کَحُبِّنا مَکَّةَ أو أشَدَّ،اللّهُمَّ بارِک لَنا فی صاعِنا وفی مُدِّنا وصَحِّحها لَنا. (2)

10328. صحیح البخاری عن أنس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ فَنَظَرَ إلی جُدُراتِ المَدینَةِ أوضَعَ (3)راحِلَتَهُ،وإن کانَ عَلی دابَّةٍ حَرَّکَها؛مِن حُبِّها. (4)

10329. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قَد عَلِمتُ أنَّ أحَبُّ البِلادِ إلَی اللّهِ عز و جل مَکَّةَ،ولَولا أنَّ قَومی أخرَجونی ما خَرَجتُ،اللّهُمَّ اجعَل فی قُلوبِنا مِن حُبِّ المَدینَةِ مِثلَ ما جَعَلتَ فی قُلوبِنا مِن حُبِّ مَکَّةَ. (5)

10330. المناقب لابن شهر آشوب: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَهتَمُّ لِعَشَرَةِ أشیاءَ،فَآمَنَهُ اللّهُ مِنها وبَشَّرَهُ بِها:

لِفِراقِهِ وَطَنَهُ؛فَأَنزَلَ اللّهُ: «إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لَرادُّکَ إِلی مَعادٍ» (6).... (7)

ص:184


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 8 ص 384 ح 22693 [1] عن أبی قتادة،کنز العمّال:ج 12 ص 244 ح 34875.
2- (2) .صحیح البخاری:ج 2 ص 667 ح 1790 و ج 3 ص 1429 ح 3711،صحیح مسلم:ج 2 ص 1003 ح 480،الموطّأ لابن مالک:ج 2 ص 891 ح 14، [2]السنن الکبری للنسائی:ج 2 ص 484 ح 4272 [3] کلّها عن عائشة نحوه،کنز العمّال:ج 12 ص 245 ح 34881؛کتاب من لایحضره الفقیه:ج 2 ص 564 ح 3155،الخرائج و الجرائح:ج 1 ص 49 ح 66،بحار الأنوار:ج 18 ص 9 ح 15. [4]
3- (3) .الإیضاع أن یعدی بعیره ویحمله علی العدْوِ الحثیث (لسان العرب:ج 8 ص 398«وضع»).
4- (4) .صحیح البخاری:ج 2 ص 666 ح 1787،سنن الترمذی:ج 5 ص 499 ح 3441،السنن الکبری للنسائی:ج 2 ص 478 ح 4248، [5]مسند ابن حنبل:ج 4 ص 319 ح 12623، [6]صحیح ابن حبّان:ج 6 ص 427 ح 2710.
5- (5) .المعجم الکبیر:ج 12 ص 277 ح 13347 عن ابن عمر.
6- (6) .القصص:85. [7]
7- (7) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 321، [8]بحار الأنوار:ج 43 ص 34 ح 39. [9]

10331. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حُبُّ الوَطنِ مِنَ الإِیمانِ. (1)

10332. الإمام علیّ علیه السلام: عُمِّرَتِ البُلدانُ بِحُبِّ الأَوطانِ. (2)

10333. عنه علیه السلام: مِن کَرَمِ المَرءِ بُکاهُ عَلی ما مَضی مِن زَمانِهِ،وحَنینُهُ إلی أوطانِهِ،وحِفظُهُ قَدیمَ إخوانِهِ. (3)

10334. عنه علیه السلام -فی وَصفِ الأَمواتِ-:لا یَستَأنِسونَ بِالأَوطانِ،ولا یَتَواصَلونَ تَواصُلَ الجیرانِ. (4)

راجع:هذه الموسوعة:حرف الثاء:(الثغر).

2/4 الدِّفاعُ عَنِ البِلادِ

10335. الإمام علیّ علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ علیه السلام یَستَنهِضُ بِهَا النّاسَ حینَ وَرَدَ خَبَرُ غَزوِ الأَنبارِ بِجَیشِ مُعاوِیَةَ فَلَم یَنهَضوا-:ألا وإنّی قَد دَعَوتُکُم إلی قِتالِ هؤُلاءِ القَومِ لَیلاً ونَهاراً وسِرّاً وإعلاناً،وقُلتُ لَکُم:اُغزوهُم قَبلَ أن یَغزوکُم،فَوَاللّهِ ما غُزِیَ قَومٌ قَطّ فی عُقرِ دارِهِم إلّا ذَلّوا،فَتَواکَلتُم وتَخاذَلتُم،حَتّی شُنَّت عَلَیکُمُ الغاراتُ ومُلِکَت عَلَیکُمُ الأَوطانُ. (5)

10336. عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ علیه السلام بَعدَ غارَةِ الضَّحّاکِ بنِ قَیسٍ صاحِبِ مُعاوِیَةَ عَلَی الحاجِّ بَعدَ قِصَّةِ الحَکَمَینِ،وفیها یَستَنهِضُ أصحابَهُ لِما حَدَثَ فِی الأَطرافِ-:...أیَّ دارٍ بَعدَ

ص:185


1- (1) .کشف الخفاء:ج 1 ص 345 ح 1102.
2- (2) .تحف العقول:ص 207،بحار الأنوار:ج 78 ص 45 ح 50. [1]
3- (3) .کنز الفوائد:ج 1 ص 94، [2]أعلام الدین:ص 179، [3]بحار الأنوار:ج 74 ص 264 ح 3؛ [4]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 274 ح 173. [5]
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 226، [6]بحار الأنوار:ج 73 ص 82 ح 45. [7]
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 4 ح 6 [8]عن أبی عبد الرحمن السلمی،نهج البلاغة:الخطبة 27، [9]الإرشاد:ج 1 ص 281، [10]الاحتجاج:ج 1 ص 413 ح 89، [11]الغارات:ج 2 ص 475 [12] عن محمّد بن مخنف والثلاثة الأخیرة نحوه،بحار الأنوار:ج 34 ص 64 ح 931. [13]

دارِکُم تَمنَعونَ؟ومَعَ أیِّ إمامٍ بَعدی تُقاتِلونَ؟ (1)

10337. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ لِأَهلِ الثُّغورِ-:اللّهُمَّ وقَوِّ بِذلِکَ مِحالَ أهلِ الإِسلامِ،وحَصِّن بِهِ دِیارَهُم،وثَمِّر بِهِ أموالَهُم. (2)

3/4 فَضلُ خِدمَةِ النّاسِ

10338. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: خَیرُ النّاسِ مَنِ انتَفَعَ بِهِ النّاسُ. (3)

10339.کنز العمّال عن خالد بن الولید: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:...اُحِبُّ أن أکونَ خَیرَ النّاسِ،فَقالَ:خَیرُ النّاسِ مَن یَنفَعُ النّاسَ،فَکُن نافِعاً لَهُم. (4)

10340. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی قَولِ عیسی علیه السلام فِی الآیَةِ: «وَ جَعَلَنِی مُبارَکاً أَیْنَ ما کُنْتُ» -:جَعَلَنی نَفّاعاً أینَ اتَّجَهتُ. (5)

ص:186


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 29، [1]الإرشاد:ج 1 ص 273، [2]الاحتجاج:ج 1 ص 412 ح 89، [3]الغارات:ج 2 ص 483 [4] عن إسماعیل بن رجاء الزبیدی،الأمالی للطوسی:ص 180 ح 302 [5] عن جندب بن عبد اللّه الأزدی،بحار الأنوار:ج 34 ص 70 ح 933.
2- (2) .الصحیفة السجّادیة:ص 112 الدعاء 27. [6]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 396 ح 5840 عن یونس بن ظبیان عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،الأربعون حدیثاً للشهید الأوّل:ص 56 ح 24 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز الفوائد:ج 1 ص 301 [7] عن الإمام الصّادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الاختصاص:ص 243،بحارالأنوار:ج 75 ص 23 ح 1؛مسند الشهاب:ج 2 ص 223 ح 1234 عن جابر نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 777 ح 43065.
4- (4) .کنز العمّال:ج 16 ص 128 ح 44154 نقلاً عن السیوطی عن شمس الدین بن القماح فی مجموع له.
5- (5) .حلیة الأولیاء:ج 3 ص 25،زاد المسیر:ج 5 ص 161، [8]الدرّ المنثور:ج 5 ص 509 [9] نحوه نقلاً عن ابن لال فی مکارم الأخلاق وکلّها عن أبی هریرة؛الکافی:ج 2 ص 165 ح 11، [10]معانی الأخبار:ص 212 ح 1،تفسیر القمّی:ج 2 ص 50 [11] عن الإمام الصادق علیه السلام ولیس فیها«أین اتّجهت»،بحار الأنوار:ج 14 ص 210 ح 6. [12]

10341. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّما مُسلِمٍ خَدَمَ قَوماً مِنَ المُسلِمینَ،إلّاأعطاهُ اللّهُ مِثلَ عَدَدِهِم خُدّاماً فِی الجَنَّةِ. (1)

10342. عنه صلی الله علیه و آله: خِدمَةُ المُؤمِنِ لِأَخیهِ المُؤمِنِ،دَرَجَةٌ لا یُدرَکُ فَضلُها إلّابِمِثلِها. (2)

10343. الکافی عن جمیل عن الإمام الصادق علیه السلام،قالَ: سَمِعتُهُ یَقولُ:المُؤمِنونَ خَدَمٌ بَعضُهُم لِبَعضٍ.قُلتُ:وکَیفَ یَکونونَ خَدَماً بَعضُهُم لِبَعضٍ؟قالَ:یُفیدُ بَعضُهُم بَعضاً. (3)

10344. إثبات الوصیّة: رُوِیَ أنَّهُ تَعالی أوحی إلی داوودَ علیه السلام:ما لی أراکَ مُنتَبِذاً؟! قالَ:أعیَتنِی الخَلیقَةُ فیکَ.قالَ:فَماذا تُحِبُّ؟قالَ:مَحَبَّتَکَ.

قالَ:مِن مَحَبَّتِی التَّجاوُزُ عَن عِبادی،فَإِذا رَأَیتَ لی مُریداً فَکُن لَهُ خادِماً. (4)

4/4 عِمارَةُ الطُّرُقِ وإصلاحُها

10345. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: انظُر ما یُؤذِی النّاسَ فَاعزِلهُ عَن طَریقِهِم. (5)

10346. عنه صلی الله علیه و آله: أمِطِ الأَذی عَن طَریقِ المُسلِمینَ؛تَکثُر حَسَناتُکَ. (6)

10347. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أماطَ (7)عَن طَریقِ المُسلِمینَ ما یُؤذیهِم،کَتَبَ اللّهُ لَهُ أجرَ قِراءَةِ

ص:187


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 207 ح 1 [1] عن أبی المعتمر عن الإمام علی علیه السلام،بحارالأنوار:ج 74 ص 357 ح 3. [2]
2- (2) .مستدرک الوسائل:ج 12 ص 429 ح 14524 [3] نقلاً عن أبی القاسم الکوفی فی کتاب الأخلاق.
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 167 ح 9، [4]مصادقة الإخوان:ص 152 ح 1، [5]مستطرفات السرائر:ص 141 ح 3 وفیه«نَفَقَهُم»بدل«یفید»،بحارالأنوار:ج 74 ص 226 ح 19. [6]
4- (4) .إثبات الوصیّة:ص 75، [7]مستدرک الوسائل:ج 12 ص 428 ح 14520 [8] وراجع:قصص الأنبیاء للراوندی:ص 199 ح 253 [9] وتاریخ دمشق:ج 36 ص 335 والبحر المحیط:ج 2 ص 460.
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 7 ص 185 ح 19810 [10] عن أبی هریرة،تاریخ دمشق:ج 62 ص 84 ح 12720 نحوه عن أبی برزة،کنز العمّال:ج 6 ص 430 ح 16403.
6- (6) .مسند الشهاب:ج 1 ص 430 ح 489 عن أنس.
7- (7) .فی الطبعة المعتمدة:«أحاط»،والتصویب من بحار الأنوار.

أربَعِمِئَةِ آیَةٍ،کُلُّ حَرفٍ مِنها بِعَشرِ حَسَناتٍ. (1)

10348. عنه صلی الله علیه و آله: مَن رَفَعَ حَجَراً مِنَ الطَّریقِ کُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ،ومَن کانَت لَهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الجَنَّةَ. (2)

10349. عنه صلی الله علیه و آله: بَینَما رَجُلٌ یَمشی بِطَریقٍ،وَجَدَ غُصنَ شَوکٍ عَلَی الطَّریقِ فَأَخَّرَهُ،فَشَکَرَ اللّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ. (3)

10350. عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ بِضعٌ وسَبعونَ باباً؛أدناها إماطَةُ الأَذی عَنِ الطَّریقِ،وأَرفَعُها قَولُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ. (4)

10351. مسند إسحاق بن راهویه عن أبی هریرة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: عَلی کُلِّ مُسلِمٍ فی کُلِّ یَومٍ صَدَقَةٌ.قالوا:یا رَسولَ اللّهِ ومَن یُطیقُ ذلِکَ؟!

قالَ:إماطَتُکَ الأَذی عَنِ الطَّریقِ صَدَقَةٌ،و.... (5)

ص:188


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص 183 ح 306 [1] عن أبی قلابة،بحار الأنوار:ج 75 ص 50 ح 3.
2- (2) .المعجم الکبیر:ج 20 ص 102 ح 198،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 218 ح 4 کلاهما عن معاذ،الأدب المفرد:ص 180 ح 593 [2] عن معاویة بن قرّة،تهذیب الکمال:ج 8 ص 334 الرقم 1726 عن معقل بن یسار وفی الثلاثة الأخیرة«من أماط أذی»بدل«من رفع حجراً»،کنز العمّال:ج 15 ص 782 ح 43091.
3- (3) .صحیح البخاری:ج 1 ص 233 ح 624 وج 2 ص 874 ح 2340،صحیح مسلم:ج 3 ص 1521 ح 164،سنن الترمذی:ج 4 ص 341 ح 1958 [3] کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 6 ص 420 ح 16352.
4- (4) .سنن الترمذی:ج 5 ص 10 ح 2614،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 22 ح 57 کلاهما عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 1 ص 36 ح 56؛مشکاة الأنوار:ص 86 ح 170 [4] عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،جامع الأخبار:ص 104 ح 174 [5] نحوه وفیه«فی ذکر خصال الإیمان»بدل«الإیمان بضع وسبعون باباً».
5- (5) .مسند إسحاق بن راهویه:ج 1 ص 274 ح 245،تاریخ بغداد:ج 9 ص 104 الرقم 4698 [6]عن أبی مسعود،تاریخ أصبهان:ج 1 ص 324 الرقم 581 [7] عن عبداللّه،کنز العمّال:ج 6 ص 593 ح 17038؛الدّعوات:ص 98 ح 230،عوالی اللآلی:ج 1 ص 369 ح 72،بحارالأنوار:ج 75 ص 50 ح 4. [8]

10352. صحیح مسلم عن أبی برزة: قُلتُ:یا نَبِیَّ اللّهِ،عَلِّمنی شَیئاً أنتَفِع بِهِ.قالَ:اِعزِلِ الأَذی عَن طَریقِ المُسلِمینَ. (1)

10353. مسند ابن حنبل عن أنس: کانَت شَجَرَةٌ فی طَریقِ النّاسِ تُؤذِی النّاسَ،فَأَتاها رَجُلٌ فَعَزَلَها عَن طَریقِ النّاسِ.قالَ:قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:فَلَقَد رَأَیتُهُ یَتَقَلَّبُ فی ظِلِّها فِی الجَنَّةِ. (2)

10354. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: نَظَرتُ مِنَ الجَنَّةِ فَإِذا فیها عَبدٌ لَم یَعمَل مِنَ الخَیرِ شَیئاً،فَقُلتُ:فی ما شَکَرَ اللّهُ لِهذَا العَبدِ حَتّی أدخَلَهُ الجَنَّةَ؟فَقیلَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ هذا کانَ یَرفَعُ الأَذی عَن طَریقِ المُسلِمینَ یُریدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ،فَشَکَرَ اللّهُ ذلِکَ لَهُ وأَدخَلَهُ الجَنَّةَ. (3)

10355. عنه صلی الله علیه و آله: مَرَّ عیسَی بنُ مَریَمَ علیه السلام بِقَبرٍ یُعَذَّبُ صاحِبُهُ،ثُمَّ مَرَّ بِهِ مِن قابِلٍ فَإِذا هُوَ لا یُعَذَّبُ،فَقالَ:یا رَبِّ،مَرَرتُ بِهذَا القَبرِ عامَ أوَّلَ فَکانَ یُعَذَّبُ،ومَرَرتُ بِهِ العامَ فَإِذا هُوَ لَیسَ یُعَذَّبُ؟! فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:إنَّهُ أدرَکَ لَهُ وَلَدٌ صالِحٌ؛فَأَصلَحَ طَریقاً وآوی یَتیماً،فَلِهذا غَفَرتُ لَهُ بِما فَعَلَ ابنُهُ. (4)

10356. المناقب لابن شهر آشوب -فی إنجازاتِ أمیرِ المُومِنینَ علیه السلام-:وعَمَّرَ طَریقَ مَکَّةَ. (5)

10357. الإمام الصادق علیه السلام: لَقَد کانَ [عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام ] یَمُرُّ عَلَی المَدَرَةِ (6)فی وَسَطِ

ص:189


1- (1) .صحیح مسلم:ج 4 ص 2021 ح 131،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1214 ح 3681 نحوه،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 180 ح 19789، [1]کنزالعمّال:ج 15 ص 768 ح 43012.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص 309 ح 12572، [2]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 218 ح 5،مسند أبی یعلی:ج 3 ص 267 ح 3048،فتح الباری:ج 5 ص 118،کنز العمّال:ج 6 ص 430 ح 16404.
3- (3) .الفردوس:ج 4 ص 281 ح 6830 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 6 ص 429 ح 16402.
4- (4) .الکافی:ج 6 ص 3 ح 12، [3]عدة الداعی:ص 77 [4] کلاهما عن الفضل بن أبی قرّة عن الإمام الصادق علیه السلام،الأمالی للصدوق:ص 603 ح 837 [5] عن إبراهیم بن محمد عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 6 ص 220 ح 15. [6]
5- (5) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 2 ص 123، [7]بحار الأنوار:ج 41 ص 17 ح 10. [8]
6- (6) .المَدَرُ:الطینُ المتماسک (النهایة:ج 4 ص 309«مدر»).

الطَّریقِ،فَیَنزِلُ عَن دابَّتِهِ حَتّی یُنَحِّیَها بِیَدِهِ عَنِ الطّریقِ. (1)

5/4 نَظافَةُ البَلَدِ

10358. تحف العقول عن أبی حنیفة: حَجَجتُ فی أیّامِ أبی عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ علیه السلام،فَلَمّا أتَیتُ المَدینَةَ دَخَلتُ دارَهُ،فَجَلَستُ فِی الدِّهلیزِ أنتَظِرُ إذنَهُ،إذ خَرَجَ صَبِیٌّ یَدرُجُ،فَقُلتُ:

یا غُلامُ،أینَ یَضَعُ الغَریبُ الغائِطَ مِن بَلَدِکُم؟

قالَ:عَلی رِسلِکَ،ثُمَّ جَلَسَ مُستَنِداً إلَی الحائِطِ ثُمَّ قالَ:تَوَقَّ شُطوطَ الأَنهارِ، ومَساقِطَ الثِّمارِ،وأَفنِیَةَ المَساجِدِ،وقارِعَةَ الطَّریقِ،وتَوارَ خَلفَ جِدارٍ،وشُل (2)ثَوبَکَ ولا تَستَقبِلِ القِبلَةَ ولا تَستَدبِرها،وضَع حَیثُ شِئتَ.

فَأَعجَبَنی ما سَمِعتُ مِنَ الصَّبِیِّ،فَقُلتُ لَهُ:مَا اسمُکَ؟

فَقالَ:أنَا موسَی بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهم السلام. (3)

10359. الکافی عن علیّ بن إبراهیم رفعه: خَرَجَ أبو حَنیفَةَ مِن عِندِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،وأَبُو الحَسَنِ موسی علیه السلام قائِمٌ وهُوَ غُلامٌ،فَقالَ لَهُ أبو حَنیفَةَ:یا غُلامُ،أینَ یَضَعُ الغَریبُ بِبَلَدِکُم؟

فَقالَ:اِجتَنِب أفنِیَةَ المَساجِدِ،وشُطوطَ الأَنهارِ،ومَساقِطَ الثِّمارِ،ومَنازِلَ النُّزّالِ،

ص:190


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص 673 ح 1419 [1] عن أبی أسامة،المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 162، [2]بحارالأنوار:ج 46 ص 93 ح 82. [3]
2- (2) .شالتِ الناقةُ بِذَنَبها تَشولُهُ:أی رَفَعَتهُ (لسان العرب:ج 11 ص 374« [4]شول»).
3- (3) .تحف العقول:ص 411، [5]بحار الأنوار:ج 10 ص 247 ح 16. [6]

ولا تَستَقبِلِ القِبلَةَ بِغائِطٍ ولا بَولٍ،وَارفَع ثَوبَکَ وضَع حَیثُ شِئتَ. (1)

6/4 بِناءُ المَساجِدِ

10360. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن بَنی مَسجِداً للّهِ ِ کَمَفحَصِ قَطاةٍ (2)أو أصغَرَ،بَنَی اللّهُ لَهُ بَیتاً فِی الجَنَّةِ. (3)

10361. المعجم الکبیر عن أبی قرصافة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ابنُوا المَساجِدَ وأَخرِجُوا القُمامَةَ مِنها؛فَمَن بَنی للّهِ ِ مَسجِداً بَنَی اللّهُ لَهُ بَیتاً فِی الجَنَّةِ.

قالَ رَجُلٌ:یا رَسولَ اللّهِ،وهذِهِ المَساجِدُ الَّتی تُبنی فِی الطَّریقِ؟قالَ:نَعَم.... (4)

10362. سنن أبی داود: عَن سُلَیمانَ بنِ سَمُرَةَ،عَن أبیهِ سَمُرَةَ،أنَّهُ کَتَبَ إلَی ابنِهِ:أمّا بَعدُ،فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَأمُرُنا بِالمَساجِدِ أن نَصنَعَها فی دِیارِنا،ونُصلِحَ صَنعَتَها، ونُطَهِّرَها. (5)

ص:191


1- (1) .الکافی:ج 3 ص 16 ح 5، [1]تهذیب الأحکام:ج 1 ص 30 ح 79،عوالی اللآلی:ج 2 ص 186 ح 64 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 48 ص 114 ح 23. [3]
2- (2) .القطا:ضرب من الحمام.الواحدة قطاة (المصباح المنیر:ص 510«قطا»).
3- (3) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 244 ح 738 عن جابر بن عبداللّه،صحیح ابن حبّان:ج 4 ص 490 ح 1610 عن أبی ذر ولیس فیه«أو أصغر»،کنز العمّال:ج 8 ص 314 ح 23077؛الأمالی للطّوسی:ص 183 ح 306 [4] عن أبی قلابة،المحاسن:ج 1 ص 127 ح 147 [5] عن أبی الصّباح الکنانی عن الإمام الصّادق علیه السلام ولیس فیهما«أو أصغر»،بحارالأنوار:ج 84 ص 4 ح 76. [6]
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 3 ص 19 ح 2521،تاریخ دمشق:ج 5 ص 110 ح 1204،الدّرّ المنثور:ج 4 ص 144 [7] نقلاً عن أبی بکر الشافعی فی رباعیاته وکلاهما عن أبی قرضافة وفیهما«وهذه المساجد الّتی تُبنی فی الطرق»بدل«نعم»،کنز العمّال:ج 7 ص 655 ح 20766.
5- (5) .سنن أبی داود:ج 1 ص 125 ح 456،مسند ابن حنبل:ج 9 ص 52 ح 23207، [8]السنن الکبری:ج 2 ص 617 ح 4309،مجمع الزّوائد:ج 2 ص 117 ح 1963.

7/4 بِناءُ المَأوی لِلعابِرِ

10363. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن بَنی عَلی ظَهرِ الطَّریقِ ما یُؤوی عابِرَ سَبیلٍ،بَعَثَهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ عَلی نَجیبٍ (1)مِن دُرٍّ،ووَجهُهُ یُضیءُ لِأَهلِ الجَنَّةِ نوراً،حَتّی یُزاحِمَ إبراهیمَ خَلیلَ الرَّحمنِ علیه السلام فی قُبَّتِهِ،فَیَقولُ أهلُ الجَمعِ:هذا مَلَکٌ مِنَ المَلائِکَةِ لَم یُرَ مِثلُهُ قَطُّ، ودَخَلَ فی شَفاعَتِهِ الجَنَّةَ أربَعونَ ألفَ ألفِ رَجُلٍ. (2)

8/4 إحداثُ الحَدائِقِ وَالمُنتَزَهاتِ

الکتاب

«أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَنْزَلَ لَکُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما کانَ لَکُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ یَعْدِلُونَ » (3).

الحدیث

10364 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أحیا أرضاً مَیتَةً فَلَهُ مِنها أجرٌ،وما أکَلَتِ العَوافی (4)مِنها فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ. (5)

ص:192


1- (1) .النجیب:الفاضل من کلّ حیوان،والنجیب من الإبل:القوی الخفیف السریع (مجمع البحرین:ج 3ص 1749«نجب»).
2- (2) .ثواب الأعمال:ص 343 ح 1 عن أبی هریرة وعبد اللّه بن عباس،الرسالة السعدیة:ص 151، [1]أعلام الدّین:ص 423، [2]عوالی اللآلی:ج 1 ص 365 ح 58، [3]بحارالأنوار:ج 76 ص 370 ح 30. [4]
3- (3) .النمل:60. [5]
4- (4) .العافیة:طُلّاب الرزق من الإنس والدواب والطیر (لسان العرب:ج 15 ص 74« [6]عفا»).
5- (5) .السنن الکبری للنسائی:ج 3 ص 404 ح 5758 وح 5757، [7]مسند ابن حنبل:ج 5 ص 76 ح 14507، [8]سنن الدّارمی:ج 2 ص 719 ح 2509 [9] کلّها عن جابر بن عبداللّه،کنز العمّال:ج 3 ص 891 ح 9052؛مستدرک الوسائل:ج 17 ص 112 ح 20907 [10] نقلاً عن درر اللآلی.

10365. عنه صلی الله علیه و آله: إن قامَتِ السّاعةُ وبِیَدِ أحَدِکُم فَسیلَةٌ (1)،فَإِنِ استَطاعَ ألّایَقومَ حَتّی یَغرِسَها فَلیَفعَل. (2)

10366. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن مُسلِمٍ یَغرِسُ غَرساً،أو یَزرَعُ زَرعاً؛فَیَأکُلُ مِنهُ طَیرٌ أو إنسانٌ أو بَهیمَةٌ، إلّا کانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ. (3)

10367. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن رَجُلٍ یَغرِسُ غَرساً،إلّاکَتَبَ اللّهُ عز و جل لَهُ مِنَ الأَجرِ قَدرَ ما یَخرُجُ مِن ثَمَرِ ذلِکَ الغِراسِ. (4)

10368. عنه صلی الله علیه و آله: مَن بَنی بُنیاناً مِن غَیرِ ظُلمٍ ولَا اعتِداءٍ،أو غَرَسَ غَرساً فی غَیرِ ظُلمٍ ولَا اعتِداءٍ،کانَ لَهُ أجرٌ جارٍ مَا انتَفَعَ بِهِ مِن خَلقِ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی. (5)

10369. عنه صلی الله علیه و آله: مَن نَصَبَ شَجَرَةً فَصَبَرَ عَلی حِفظِها وَالقِیامِ عَلَیها حَتّی تُثمِرَ،کانَ لَهُ فی کُلِّ شَیءٍ یُصابُ مِن ثَمَرَتِها صَدَقَةٌ عِندَ اللّهِ عز و جل. (6)

ص:193


1- (1) .الفسیلة:الصغیرة من النخل،والجمع فسائل (لسان العرب:ج 11 ص 519« [1]فسل»).
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص 380 ح 12980، [2]الأدب المفرد:ص 146 ح 479، [3]المنتخب من مسند عبد بن حمید:ص 366 ح 1216 وفیهما«فلیغرس»بدل«فلیفعل»،مسند الطیالسی:ص 275 ح 2068 کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 3 ص 892 ح 9056.
3- (3) .صحیح البخاری:ج 2 ص 817 ح 2195،صحیح مسلم:ج 3 ص 1189 ح 12،سنن الترمذی:ج 3 ص 666 ح 1382 [4] کلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 3 ص 891 ح 9051؛مستدرک الوسائل:ج 13 ص 26 ح 14642 [5] نقلاً عن أبی الفتوح فی تفسیره.
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 9 ص 136 ح 23579، [6]المعجم الکبیر:ج 4 ص 148 ح 3968 کلاهما عن أبی أیّوب الأنصاری،کنز العمّال:ج 3 ص 892 ح 9057؛مستدرک الوسائل:ج 13 ص 460 ح 15893 [7] نقلاً عن درر اللآلی.
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 309 ح 15616، [8]المعجم الکبیر:ج 20 ص 187 ح 410،مشکل الآثار:ج 1 ص 416 کلّها عن معاذ؛مستدرک الوسائل:ج 13 ص 460 ح 15895 [9] نقلاً عن درر اللآلی.
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 575 ح 16586، [10]الإصابة:ج 5 ص 298 الرّقم 7043، [11]اُسد الغابة:ج 4 ص352 الرّقم 4243 [12] نحوه،الوافی بالوفیات:ج24 ص68،مجمع الزّوائد:ج4 ص118 ح6268.

10370. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئلَ عن کَراهَةِ الزِّراعَةِ-:اِزرَعوا وَاغرِسوا،فَلا وَاللّهِ! ما عَمِلَ النّاسُ عَمَلاً أحَلَّ ولا أطیَبَ مِنهُ.وَاللّهِ! لَیَزرَعُنَّ الزَّرعَ ولَیَغرِسُنَّ النَخلَ بَعدَ خُروجِ الدَّجّالِ. (1)

10371. عنه علیه السلام: سِتَّةٌ تَلحَقُ المُؤمِنَ بَعدَ وَفاتِهِ:وَلَدٌ یَستَغفِرُ لَهُ،ومُصحَفٌ یُخلِفُهُ،وغَرسٌ یَغرِسُهُ،وقَلیبٌ (2)یَحفِرُهُ،وصَدَقَةٌ یُجریها،و سُنَّةٌ یُؤخَذُ بِها مِن بَعدِهِ. (3)

9/4 إطفاءُ الحَریقِ

10372. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن رَدَّ عَن قَومٍ مِنَ المُسلِمینَ عادِیَةَ ماءٍ أو نارٍ،وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ. (4)

10373. الإمام علیّ علیه السلام: مَن رَدَّ عَنِ (5)المُسلِمینَ عادِیَةَ ماءٍ أو عادِیَةَ نارٍ أو عادِیَةَ عَدُوٍّ مُکابِرٍ لِلمُسلِمینَ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذَنبَهُ. (6)

ص:194


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 260 ح 3، [1]تهذیب الأحکام:ج 7 ص 236 ح 1033 کلاهما عن سیابة،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 250 ح 3907 عن سیابة،بحارالأنوار:ج 103 ص 68 ح 24. [2]
2- (2) .القلیب:البئر التی لم تُطوَ (النهایة:ج 4 ص 98« [3]قلب»).
3- (3) .الکافی:ج 7 ص 57 ح 5، [4]مشکاة الأنوار:ص 263 ح 781 [5] کلاهما عن أبی کهمس،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 185 ح 555،عوالی اللآلی:ج 3 ص 260 ح 3، [6]بحارالأنوار:ج 6 ص 293 ح 2. [7]
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 55 ح 3 [8] عن فطر بن خلیفة عن الإمام الباقر عن آبائه علیهم السلام وج 2 ص 164 ح 8 عن عمر بن علی بن الحسین عن أبیه علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،مشکاة الأنوار:ص 319 ح 1012، [9]إرشاد القلوب:ص 175 [10] عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحارالأنوار:ج 74 ص 340 ح 123؛ [11]الجامع الصغیر:ج 2 ص 604 ح 8700 نقلاً عن النرسی فی قضاء الحوائج عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه.
5- (5) .فی الطبعة المعتمدة:«علی»،والتصویب من بحارالأنوار. [12]
6- (6) .قرب الإسناد:ص 132 ح 463 [13] عن أبی البختری عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحارالأنوار:ج 75 ص 20 ح 14. [14]

10/4 الدُّعاءُ لِأَهلِ البَلَدِ

الکتاب

«وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَ مَنْ کَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلی عَذابِ النّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ» . (1)

«وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ» . (2)

الحدیث

10374. الإمام علیّ علیه السلام: خَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،حَتّی إذا کانَ بِالحَرَّةِ بِالسُّقیَا الَّتی کانَت لِسَعدِ بنِ أبی وَقّاصٍ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:آتونی بِوَضوءٍ،فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قامَ فَاستَقبَلَ القِبلَةَ،ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إنَّ إبراهیمَ کانَ عَبدَکَ وخَلیلَکَ دَعَا لِأَهلِ مَکَّةَ بِالبَرَکَةِ،وأَنَا مُحَمَّدٌ عَبدُکَ ورَسولُکَ،أدعوکَ لِأَهلِ المَدینَةِ أن تُبارِکَ لَهُم فی مُدِّهِم وصاعِهِم مِثلَی ما بارَکتَ لِأَهلِ مَکَّةَ،مَعَ البَرَکَةِ بَرَکَتَینِ. (3)

10375. عنه علیه السلام -فِی الاِستِسقاءِ-:اللّهُمَّ...وَانشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِالسَّحابِ المُنساقِ،وَالنَّباتِ المونِقِ،وَامنُن عَلی عِبادِکَ بِتَنویعِ الثَّمَرَةِ،وأَحیِ بِلادَکَ بِبُلوغِ الزَّهَرَةِ. (4)

ص:195


1- (1) .البقرة:126. [1]
2- (2) .ابراهیم:35. [2]
3- (3) .السنن الکبری للنسائی:ج 2 ص 484 ح 4270، [3]مسند ابن حنبل:ج 1 ص 246 ح 936، [4]صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص 106 ح 209،صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 61 ح 3746 کلّها عن عاصم بن عمرو،کنز العمّال:ج 14 ص 127 ح 38130.
4- (4) .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 152 ح 328،کتاب من لایحضره الفقیه:ج 1 ص 530 ح 1501،مصباح المتهجّد:ص 528 ح 611 [5] وفیهما«المتئق»بدل«المنساق»،الجعفریات:ص 49 [6] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 294 ح 2. [7]

10376. الإمام زین العابدین علیه السلام: اللّهُمَّ اسقِنَا الغَیثَ،وَانشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِغَیثِکَ المُغدِقِ مِنَ السَّحابِ المُنساقِ لِنَباتِ أرضِکَ،المونِقِ فی جَمیعِ الآفاقِ،وَامنُن عَلی عِبادِکَ بِإِیناعِ الثَّمَرَةِ،وأَحیِ بِلادَکَ بِبُلوغِ الزَّهَرَةِ. (1)

ص:196


1- (1) .الصحیفة السجّادیة:ص 79 الدعاء 19، [1]المصباح للکفعمی:ص 548. [2]

الفصل الخامس:النّهی عن الإضرار بالمنافع العامّة

1/5 الإِضرارُ فِی الطَّریقِ

10377. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن أخرَجَ میزاباً أو کَنیفاً،أو أوتَدَ وَتِداً،أو أوثَقَ دابَّةً،أو حَفَرَ بِئراً فی طَریقِ المُسلِمینَ،فَأَصابَ شَیئاً فَعَطِبَ،فَهُوَ لَهُ ضامِنٌ. (1)

10378. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أخَذَ مِن طَریقِ المُسلِمینَ شِبراً،جاءَ بِهِ (2)یَحمِلُهُ مِن سَبعِ أرَضینَ. (3)

10379. عنه صلی الله علیه و آله: مَن آذَی المُسلِمینَ فی طُرُقِهِم،وَجَبَت عَلَیهِ لَعنَتُهُم. (4)

ص:197


1- (1) .الکافی:ج 7 ص 350 ح 8، [1]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 230 ح 908 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 154 ح 5343،وسائل الشیعة:ج 19 ص 182 ح 35522. [2]
2- (2) .فیما عدا المعجم الکبیر من المصادر:«جاءَ به یوم القیامة...».
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 3 ص 215 ح 3172،المعجم الصغیر:ج 2 ص 153،تاریخ بغداد:ج 14 ص 441 الرّقم 7814 [3] وفیهما«طوقه اللّه یوم القیامة»بدل«جاء به یحمله»وکلّها عن الحکم بن الحارث السلمی،کنز العمّال:ج 3 ص 503 ح 7621.
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 3 ص 179 ح 3050 عن حذیفة بن أسید،تاریخ أصبهان:ج 2 ص 93 الرقم 1193، [4]تاریخ دمشق:ج 36 ص 137 ح 7284 کلاهما عن أبی ذرّ وفیهما«أصابته»بدل«وجبت علیه»،کنز العمّال:ج 9 ص 365 ح 26486.

10380. الإمام الصادق علیه السلام: مَن أضَرَّ بِشَیءٍ مِن طَریقِ المُسلِمینَ،فَهُوَ لَهُ ضامِنٌ. (1)

10381. الکافی عن الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَنِ الشَّیءِ یوضَعُ عَلَی الطَّریقِ،فَتَمُرُّ الدّابَّةُ فَتَنفِرُ بِصاحِبِها فَتَعقِرُهُ.

فَقالَ:کُلُّ شَیءٍ یَضُرُّ بِطَریقِ المُسلِمینَ،فَصاحِبُهُ ضامِنٌ لِما یُصیبُهُ. (2)

10382. الکافی عن سماعة: سَأَلتُهُ [الإِمامَ الصّادِقَ علیه السلام ] عَنِ الرَّجُلِ یَحفِرُ البِئرَ فی دارِهِ أو فی أرضِهِ؟فَقالَ:أمّا ما حَفَرَ فی مِلکِهِ فَلَیسَ عَلَیهِ ضَمانٌ،وأَمّا ما حَفَرَ فِی الطَّریقِ أو فی غَیرِ ما یَملِکُهُ،فَهُوَ ضامِنٌ لِما یَسقُطُ فیهِ. (3)

2/5 سَدُّ الطَّریقِ

10383. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ مَلعونٌ مَن فَعَلَهُنَّ:المُتَغَوِّطُ فی ظِلِّ النُّزّالِ (4)،وَالمانِعُ الماءَ المُنتابَ،وَالسّادُ الطَّریقَ المَسلوکَ. (5)

ص:198


1- (1) .الکافی:ج 7 ص 350 ح 3، [1]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 230 ح 905،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 155 ح 5346 کلّها عن أبی الصباح الکنانی،وسائل الشیعة:ج 19 ص 180 ح 25515. [2]
2- (2) .الکافی:ج 7 ص 350 ح 2، [3]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 224 ح 878،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 155 ح 5347،وسائل الشیعة:ج 19 ص 181 ح 25518. [4]
3- (3) .الکافی:ج 7 ص 349 ح 1، [5]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 229 ح 903،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 153 ح 5341،وسائل الشیعة:ج 19 ص 180 ح 256516 [6] وراجع:الموطأ:ج 2 ص 869. [7]
4- (4) .النُّزّال:المسافرون (مجمع البحرین:ج 3 ص 1774«نزل»).
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 292 ح 12 و ح 11 [8] وفیه«المعربة»بدل«المسلوک»وکلاهما عن إبراهیم بن زیاد الکرخی عن الإمام الصّادق علیه السلام،تهذیب الأحکام:ج 1 ص 30 ح 80 عن إبراهیم بن أبی زیاد الکرخی عن الإمام الصّادق علیه السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 25 ح 45 نحوه،بحارالأنوار:ج 104 ص 255 ح 10 [9] وراجع:کنز العمّال:ج 16 ص 99 ح 44057.

10384. المصنّف لعبد الرزاق عن الشعبی: إنَّ عَلِیّاً کانَ یَأمُرُ بِالمَثاعِبِ (1)وَالکُنُفِ (2)تُقطَعُ عَن طَریقِ المُسلِمینَ. (3)

10385. الإمام زین العابدین علیه السلام: الذُّنوبُ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ:قَطیعَةُ الرَّحِمِ...وسَدُّ طُرُقِ المُسلِمینَ. (4)

3/5 قَطعُ الشَّجَرِ

10386. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنّی احَرِّمُ ما بَینَ لابَتَیِ (5)المَدینَةِ؛أن یُقطَعَ عِضاهُها (6)،أو یُقتَلَ صَیدُها. (7)

10387. عنه صلی الله علیه و آله: لا تُحرِقُوا النَّخلَ ولا تُغرِقوهُ بِالماءِ،ولا تَقطَعوا شَجَرَةً مُثمِرَةً،ولا تُحرِقوا زَرعاً. (8)

10388. سنن أبی داود عن مولی لسعد: إنَّ سَعداً وَجَدَ عَبیداً مِن عَبیدِ المَدینَةِ یَقطَعونَ مِن شَجَرِ المَدینَةِ،فَأَخَذَ مَتاعَهُم،وقالَ-یَعنی لِمَوالیهِم-:سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَنهی أن

ص:199


1- (1) .ثَعَب وانثعبَ:جَری وسال.ومنه اشتُقَّ مَثعَبُ المطر (المیزاب) والجمع:المثاعب (راجع:لسان العرب:ج 1 ص 236« [1]ثعب»).
2- (2) .الکنیف:الکُنَّة [أی الظُلّة والسقیفة] تُشرَعُ فوق باب الدار (لسان العرب:ج 9 ص 310« [2]کنف»).
3- (3) .المصنّف لعبد الرزّاق:ج 10 ص 72 ح 18399،کنز العمال:ج 5 ص 816 ح 14469.
4- (4) .معانی الأخبار:ص 271 ح 2 عن أبی خالد الکابلی،عدّة الدّاعی:ص 199، [3]بحارالأنوار:ج 73 ص 375 ح 12. [4]
5- (5) .لابتا المدینة:حرّتان عظیمتان یکتنفانها (مجمع البحرین:ج 3 ص 1654«لوب»).
6- (6) .العضاهُ:شجر امّ غیلان،وکلّ شجرٍ عظیمٍ لَه شوک (النهایة:ج 3 ص 255« [5]عضه»).
7- (7) .صحیح مسلم:ج 2 ص 992 ح 459،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 384 ح 1573، [6]السنن الکبری:ج 5 ص 323 ح 9961 [7] کلّها عن عامر بن سعد عن أبیه،کنز العمال:ج 12 ص 242 ح 34862.
8- (8) .الکافی:ج 5 ص 29 ح 8، [8]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 138 ح 232 کلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصّادق علیه السلام،بحارالأنوار:ج 19 ص 179 ح 27 [9] وراجع:السنن الکبری:ج 9 ص 153 ح 18150 والمصنّف لعبد الرّزّاق:ج 5 ص 199 ح 9375 وکنز العمّال:ج 4 ص 474.

یُقطَعَ مِن شَجَرِ المَدینَةِ شَیءٌ،وقالَ:مَن قَطَعَ مِنهُ شَیئاً فَلِمَن أخَذَهُ سَلَبُهُ. (1)

10389. معجم البلدان: حَرَّمَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله شَجَرَ المَدینَةِ بَریداً (2)فی بَریدٍ مِن کُلِّ ناحِیَةٍ. (3)

10390. الإمام الصادق علیه السلام: لا تَقطَعُوا الثِّمارَ فَیَبعَثُ اللّهُ عَلیکُمُ العَذابَ صَبّاً. (4)

10391. عنه علیه السلام: مَکروهٌ قَطعُ النَّخلِ. (5)

10392. الإمام الرّضا علیه السلام -وقَد سَأَلَهُ أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبی نَصرٍ عَن قَطعِ السِّدْرِ-:سَأَلَنی رَجُلٌ مِن أصحابِکَ عَنهُ فَکَتَبتُ إلَیهِ:قَد قَطَعَ أبُو الحَسنِ علیه السلام سِدراً وغَرَسَ مَکانَهُ عِنَباً. (6)

ص:200


1- (1) .سنن أبی داود:ج 2 ص 217 ح 2038، [1]السنن الکبری:ج 5 ص 327 ح 9974 نحوه.
2- (2) .البرید:أربعة فراسخ،اثنا عشر میلاً (مجمع البحرین:ج 1 ص 136«برد»).
3- (3) .معجم البلدان:ج 5 ص 84. [2]
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 264 ح 9 [3] عن ابن مضارب،وسائل الشیعة:ج 13 ص 198 ح 24103. [4]
5- (5) .الکافی:ج 5 ص 264 ح 8 [5]عن عمّار بن موسی،وسائل الشیعة:ج 13 ص 198 ح 24105. [6]
6- (6) .الکافی:ج 5 ص 263 ح 7، [7]قرب الإسناد:ص 368 ح 1317 [8] کلاهما عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر،بحارالأنوار:ج 103 ص 66 ح 12. [9]

الفصل السادس:البلاد المحمودة

1/6 مَکَّةُ

الکتاب

«وَ قالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدی مَعَکَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَ وَ لَمْ نُمَکِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً یُجْبی إِلَیْهِ ثَمَراتُ کُلِّ شَیْ ءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنّا وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ » . (1)

«رَبَّنا إِنِّی أَسْکَنْتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِیُقِیمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ » . (2)

«إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ 3 إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِی حَرَّمَها وَ لَهُ کُلُّ شَیْ ءٍ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَکُونَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ» . (3)

الحدیث

10393. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ مَکَّةَ بَلَدٌ عَظَّمَهُ اللّهُ وعَظَّمَ حُرمَتَهُ،خَلَقَ مَکَّةَ وحَفَّها

ص:201


1- (1) .القصص:57. [1]
2- (2) .إبراهیم:37. [2]
3- (4) .النمل:91. [3]

بِالمَلائِکَةِ قَبلَ أن یَخلُقَ شَیئاً مِنَ الأَرضِ یَومَئِذٍ کُلِّها بِأَلفِ عامٍ،[ثُمَّ وَصَلَها بِالمَدینَةِ] (1)،ووَصَلَ المَدینَةَ بِبَیتِ المَقدِسِ،ثُمَّ خَلَقَ الأَرضَ کُلَّها بَعدَ ألفِ عامٍ خَلقاً واحِداً. (2)

10394. عنه صلی الله علیه و آله -مُخاطِباً مَکَّةَ-:إنّی لَأَعلَمُ أنَّکِ حَرَمُ اللّهِ وأَمنُهُ،وأَحَبُّ البُلدانِ إلَی اللّهِ تَعالی. (3)

10395. عنه صلی الله علیه و آله -وهُوَ واقِفٌ عَلَی الحَزوَرَةِ (4)فی سوقِ مَکَّةَ-:وَاللّهِ! إنَّکِ لَخَیرُ أرضِ اللّهِ، وأَحَبُّ أرضِ اللّهِ إلَی اللّهِ،ولَولا أنّی اخرِجتُ مِنکِ ما خَرَجتُ. (5)

10396. عنه صلی الله علیه و آله -لِمَکَّةَ-:ما أطیَبَکِ مِن بَلَدٍ وأَحَبَّکِ إلَیَّ،ولَولا أنَّ قَومی أخرَجونی مِنکِ ما سَکَنتُ غَیرَکِ. (6)

10397. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَقَفَ بِمِنیً حینَ قَضی مَناسِکَها فی حَجَّةِ الوَداعِ، فَقالَ:أیُّهَا النّاسُ! اسمَعوا ما أقولُ لَکُم وَاعقِلوهُ عَنّی،فَإِنّی لا أدری لَعَلّی لا ألقاکُم فی هذَا المَوقِفِ بَعدَ عامِنا هذا.

ثُمَّ قالَ:أیُّ یَومٍ أعظَمُ حُرمَةً؟قالوا:هذَا الیَومُ.قالَ:فَأَیُّ شَهرٍ أعظَمُ حُرمَةً؟

ص:202


1- (1) .سقط ما بین القوسین من المصدر وأثبتناه من المصادر الاُخری.وقال مؤلف الکتاب فی ذیل الحدیث:«والصواب:ووصلها بالمدینة ووصل المدینة ببیت المقدس...».
2- (2) .فضائل بیت المقدس:ص 48 ح 14،الفردوس:ج 2 ص 185 ح 2928 ولیس فیه صدره وکلاهما عن عائشة،کنز العمّال:ج 12 ص 211 ح 30710.
3- (3) .أخبار مکّة للفاکهی:ج 2 ص 261 ح 1478 [1] عن الزهری،کنز العمّال:ج 10 ص 500 ح 30164.
4- (4) .الحَزورَةُ:التَلُّ الصَغیرُ (الصحاح:ج 2 ص 629«حزر»).
5- (5) .سنن الترمذی:ج 5 ص 722 ح 3925،السنن الکبری للنسائی:ج 2 ص 479 ح 4252، [2]مسند ابن حنبل:ج 6 ص 449 ح 18740 [3] وکلّها عن عبداللّه بن عدیّ الزهری،کنز العمّال:ج 12 ص 200 ح 34658.
6- (6) .سنن الترمذی:ج 5 ص 723 ح 3926، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 661 ح 1787،صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 23 ح 3709 کلّها عن ابن عبّاس،عوالی اللآلی:ج 1 ص 186 ح 260. [5]

قالوا:هذَا الشَّهرُ.قالَ:فَأَیُّ بَلَدٍ أعظَمُ حُرمَةً؟قالوا:هذَا البَلَدُ... (1).

10398. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَقولُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی کُلَّ یَومٍ مِئَةَ رَحمَةٍ؛سِتّینَ مِنهَا عَلَی الطّائِفینَ بِالبَیتِ،وعِشرینَ عَلی أهلِ مَکَّةَ،وعِشرینَ عَلی سائِرِ النّاسِ. (2)

10399. الإمام زین العابدین علیه السلام: النّائِمُ بِمَکَّةَ کَالمُتَشَحِّطِ (3)فِی البُلدانِ. (4)

10400. الإمام الباقر علیه السلام: مَن جاوَرَ سَنَةً بِمَکَّةَ،غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذَنبَهُ ولِأَهلِ بَیتِهِ ولِکُلِّ مَنِ استَغفَرَ لَهُ ولِعَشیرَتِهِ ولِجیرانِهِ ذُنوبَ تِسعِ سنینَ وقَد مَضَت،وعُصِموا مِن کُلِّ سوءٍ أربَعینَ ومِئَةَ سَنَةٍ. (5)

10401. المحاسن عن میسّر النخعی: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا مُیَسِّرُ،أیُّ البُلدانِ أعظَمُ حُرمَةً؟قالَ:فَما کانَ مِنّا أحَدٌ یُجیبُهُ حَتّی کانَ الرادَّ عَلی نَفسِهِ،فَقالَ:مَکَّةُ.

فَقالَ:أیُّ بِقاعِها أعظَمُ حُرمَةً؟قالَ:فَما کانَ مِنّا أحَدٌ یُجیبُهُ حَتّی کانَ الرّادَ عَلی نَفسِهِ،فَقالَ:ما بَینَ الرُّکنِ إلَی الحِجرِ. (6)

10402. الإمام الصادق علیه السلام: أحَبُّ الأَرضِ إلَی اللّهِ تَعالی مَکَّةُ،ما تُربَةٌ أحَبُّ إلَی اللّهِ عز و جل مِن

ص:203


1- (1) .الکافی:ج 7 ص 273 ح 12 [1] عن زید الشّحام و ص 275 ح 5،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 92 ح 5151 کلاهما عن سماعة،وسائل الشیعة:ج 19 ص 3 ح 34998. [2]
2- (2) .شعب الإیمان:ج 3 ص 455 ح 4051، [3]تاریخ بغداد:ج 6 ص 27 الرقم 3058 [4] کلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمال:ج 5 ص 53 ح 12018.
3- (3) .التَّشَحُّط:الاضطراب فی الدم.تشحّط المقتول بدمه:أی اضطرب فیه (لسان العرب:ج 7 ص 327« [5]شحط»).
4- (4) .المحاسن:ج 1 ص 144 ح 197 [6] عن خالد القلانسی،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 228 ح 2261 وفیه«کالمتهجّد»بدل«کالمتشحّط»من دون إسنادٍ إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام،بحارالأنوار:ج 99 ص 82 ح 35. [7]
5- (5) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 227 ح 2260،وسائل الشیعة:ج 9 ص 340 ح 17623. [8]
6- (6) .المحاسن:ج 1 ص 271 ح 528، [9]بحارالأنوار:ج 27 ص 185 ح 44. [10]

تُربَتِها،ولا حَجَرٌ أحَبُّ إلَی اللّهِ عز و جل مِن حَجَرِها،ولا شَجَرٌ أحَبُّ إلَی اللّهِ عز و جل مِن شَجَرِها،ولا جِبالٌ أحَبُّ إلَی اللّهِ عز و جل مِن جِبالِها،ولا ماءٌ أحَبُّ إلَی اللّهِ عز و جل مِن مائِها. (1)

10403. عنه علیه السلام: مَن أماطَ (2)أذیً عَن طَریقِ مَکَّةَ کَتَبَ اللّهُ لَهُ حَسَنَةً،ومَن کَتَبَ لَهُ حَسَنَةً لَم یُعَذِّبهُ. (3)

10404. الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ إبراهیمَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ لَمّا أسکَنَ إسماعیلَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وهاجَرَ مَکَّةَ،وَدَّعَهُما لِیَنصَرِفَ عَنهُما؛بَکَیا،فَقالَ لَهُما إبراهیمُ:ما یُبکیکُما؟فَقَد خَلَّفتُکُما فی أحَبِّ الأَرضِ إلَی اللّهِ،وفی حَرَمِ اللّهِ!

فَقالَت لَهُ هاجَرُ:یا إبراهیمُ،ما کُنتُ أری أنَّ نَبِیّاً مِثلَکَ یَفعَلُ ما فَعَلتَ!

قالَ:وما فَعَلتُ؟

فَقالَت:إنَّکَ خَلَّفتَ امرَأَةً ضَعیفَةً وغُلاماً ضَعیفاً لا حیلَةَ لَهُما،بِلا أنیسٍ مِن بَشَرٍ، ولا ماءٍ یَظهَرُ،ولا زَرعٍ قَد بَلَغَ،ولا ضَرعٍ یُحلَبُ؟!

قالَ:فَرَقَّ إبراهیمُ ودَمَعَت عَیناهُ عِندَما سَمِعَ مِنها،فَأَقبَلَ حَتَّی انتَهی إلی بابِ بَیتِ اللّهِ الحَرامِ،فَأَخَذَ بِعِضادَتَیِ الکَعبَةِ،ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ « رَبَّنا إِنِّی أَسْکَنْتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِیُقِیمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ » . (4)

ص:204


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 243 ح 2304 عن سعید بن عبداللّه الأعرج،وسائل الشیعة:ج 9 ص 349 ح 17655. [1]
2- (2) .ماطَ الأذی وأماطه:نَحّاهُ ودَفَعَهُ (لسان العرب:ج 7 ص 409«میط»).
3- (3) .الکافی:ج 4 ص 547 ح 34 [2] عن إسحاق بن عمّار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 228 ح 2267،وسائل الشیعة:ج 9 ص 385 ح 17778. [3]
4- (4) .تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 232 ح 37 [4] عن الفضل بن موسی الکاتب،بحارالأنوار:ج 12 ص 114 ح 47. [5]

10405. تهذیب الأحکام عن علیّ بن مهزیار: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام:المُقامُ أفضَلُ بِمَکَّةَ،أوِ الخُروجُ إلی بَعضِ الأَمصارِ؟

فَکَتَبَ علیه السلام:المُقامُ عِندَ بَیتِ اللّهِ أفضَلُ. (1)

10406. الإمام الحسن علیه السلام -مِن خُطبَتِهِ لَمّا طَلَبَ مِنهُ مُعاوِیَةُ أن یَصعَدَ المِنبَرَ ویَنتَسِبَ-:أیُّهَا النّاسُ! مَن عَرَفَنی فَقَد عَرَفَنی،ومَن لَم یَعرِفنی فَسَاُبَیِّنُ لَهُ نَفسی:بَلَدی مَکَّةُ ومِنیً، وأَنَا ابنُ المَروَةِ وَالصَّفا.... (2)

10407. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی مَجلِسِ یَزیدَ-:أیُّهَا النّاسُ! مَن عَرَفَنی فَقَد عَرَفَنی، ومَن لَم یَعرِفنی فَأَنَا اعَرِّفُهُ بِنَفسی:أنَا ابنُ مَکَّةَ ومِنیً،أنَا ابنُ المَروَةِ وَالصَّفا.... (3)

2/6 المَدینَةُ

10408. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لِکُلِّ نَبِیٍّ حَرَمٌ،وحَرَمِی المَدینَةُ. (4)

10409. تاریخ أصبهان عن ابن عمر: ما طَلَعَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَلَی المَدینَةِ قافِلاً (5)مِن سَفَرٍ قَطُّ إلّا قالَ:یا طیبَةُ! یا سَیِّدَةَ البُلدانِ. (6)

10410. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ إنَّهُم أخرَجونی مِن أحَبِّ البِقاعِ إلَیَّ،فَأَسکِنّی أحَبَّ البِقاعِ إلَیکَ. (7)

ص:205


1- (1) .تهذیب الأحکام:ج 5 ص 476 ح 1681،وسائل الشیعة:ج 9 ص 341 ح 17625. [1]
2- (2) .المناقب لابن شهرآشوب:ج 4 ص 12 [2] عن المنهال بن عمرو،بحارالأنوار:ج 43 ص 356 ح 34. [3]
3- (3) .الاحتجاج:ج 2 ص 133 ح 175؛ [4]الفتوح:ج 5 ص 133 [5] نحوه.
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 682 ح 2923، [6]سیر أعلام النبلاء:ج 4 ص 377 کلاهما عن ابن عبّاس،المعجم الأوسط:ج 6 ص 356 ح 6607 عن أبی جحیفة،کنز العمّال:ج 12 ص 237 ح 34831.
5- (5) .قَفَلَ:أی رَجَعَ (المصباح المنیر:ص 511«قفل»).
6- (6) .تاریخ أصبهان:ج 2 ص 234 الرقم 1545، [7]کنز العمّال:ج 12 ص 259 ح 34941.
7- (7) .عوالی اللآلی:ج 1 ص 428 ح 120. [8]

10411. صحیح مسلم عن سهل بن حنیف: أهوی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِیَدِهِ إلَی المَدینَةِ،فَقالَ:إنَّها حَرَمٌ آمِنٌ. (1)

10412. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ إبراهیمَ حَرَّمَ مَکَّةَ ودَعا لَها،وحَرَّمتُ المَدینَةَ کَما حَرَّمَ إبراهیمُ مَکَّةَ، ودَعَوتُ لَها فی مُدِّها وصاعِها مِثلَ ما دَعا إبراهیمُ علیه السلام لِمَکَّةَ. (2)

10413. عنه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ إنَّ إبراهیمَ حَرَّمَ مَکَّةَ فَجَعَلَها حَرَماً،وإنّی حَرَّمتُ المَدینَةَ حَراماً ما بَینَ مَأزِمَیها (3)؛أن لا یُهَراقَ فیها دَمٌ،ولا یُحمَلَ فیها سِلاحٌ لِقِتالٍ،ولا یُخبَطَ (4)فیها شَجَرَةٌ إلّا لِعَلَفٍ.

اللّهُمَّ بارِک لَنا فی مَدینَتِنا،اللّهُمَّ بارِک لَنا فی صاعِنا،اللّهُمَّ بارِک لَنا فی مُدِّنا، اللّهُمَّ بارِک لَنا فی صاعِنا،اللّهُمَّ بارِک لَنا فی مُدِّنا،اللّهُمَّ بارِک لَنا فی مَدینَتِنا،اللّهُمَّ اجعَل مَعَ البَرَکَةِ بَرَکَتَینِ.

وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ ! ما مِنَ المَدینَةِ شِعبٌ ولا نَقبٌ إلّاعَلَیهِ مَلَکانِ یَحرُسانِها حَتّی تَقدَموا إلَیها. (5)

10414. عنه صلی الله علیه و آله: افتُتِحَتِ القُری بِالسَّیفِ،وَافتُتِحَتِ المَدینَةُ بِالقُرآنِ. (6)

ص:206


1- (1) .صحیح مسلم:ج 2 ص 1003 ح 479،السنن الکبری:ج 5 ص 324 ح 9965، [1]المصنف لابن أبی شیبة،ج 7 ص 551 ح 11،کنز العمّال:ج 12 ص 238 ح 34845.
2- (2) .صحیح البخاری:ج 2 ص 749 ح 2022،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 533 ح 16446، [2]السنن الکبری:ج 5 ص 322 ح 9955 [3] وکلّها عن عبداللّه بن زید.
3- (3) .المَأزِمُ:المَضیقُ فی الجبال حتّی یلتقی بعضها ببعض ویتَّسع ما وراءه (لسان العرب:ج 12 ص 17« [4]أزم»).
4- (4) .خَبَطتُ الوَرَقَ:أسقَطتُه (مجمع البحرین:ج 1 ص 491«خبط»).
5- (5) .صحیح مسلم:ج 2 ص 1001 ح 475،السنن الکبری:ج 5 ص 329 ح 9982 [5] کلاهما عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 12 ص 232 ح 34811.
6- (6) .شعب الإیمان:ج 2 ص 145 ح 1407 [6] عن عائشة،کنز العمّال:ج 12 ص 230 ح 34803.

10415. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ الإِیمانَ لَیَأرِزُ إلَی المَدینَةِ،کَما تَأرِزُ الحَیَّةُ إلی جُحرِها (1). (2)

10416. عنه صلی الله علیه و آله: رَمَضانٌ بِالمَدینَةِ خَیرٌ مِن ألفِ رَمَضانَ فیما سِواها مِنَ البُلدانِ،وجُمُعَةٌ بِالمَدینَةِ خَیرٌ مِن ألفِ جُمُعَةٍ فیما سِواها مِنَ البُلدانِ. (3)

10417. عنه صلی الله علیه و آله: المَدینَةُ قُبَّةُ الإِسلامِ،ودارُ الإِیمانِ،وأَرضُ الهِجرَةِ،ومُبَوَّأُ (4)الحَلالِ وَالحَرامِ. (5)

10418. الإمام علیّ علیه السلام: مَکَّةُ حَرَمُ اللّهِ،وَالمَدینَةُ حَرَمُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (6)

10419. الإمام الصادق علیه السلام: مَکَّةُ حَرَمُ إبراهیمَ علیه السلام،وَالمَدینَةُ حَرَمُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (7)

10420. الکافی عن مرازم: دَخَلتُ أنَا وعَمّارٌ وجَماعَةٌ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام بِالمَدینَةِ،فَقالَ:

ص:207


1- (1) .قال الشریف الرضی قدس سره:هذه استعارة،والمراد أنّ الإسلام لیأوی إلی المدینة کما تأوی الحیّة إلی جحرها،وأصل ذلک مأخوذ من التقبّض والاجتماع؛یقال:أرز اروزاً:إذا کان منه ذلک،فجعل علیه الصلاة والسلام المدینة کالوجار [أی الحِجر] للإسلام یتقلّص إلیها وینضمّ إلی حماها لأنّها قطب مداره ونقطة ارتکازه (المجازات النّبویّة:ص 114). [1]
2- (2) .صحیح البخاری:ج 2 ص 664 ح 1777،صحیح مسلم:ج 1 ص 131 ح 233،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1038 ح 3111 وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 1 ص 239 ح 1197؛المجازات النبویّة:ص 114 الرقم 75 [2] وفیه«الإسلام»بدل«الإیمان»،عوالی اللآلی:ج 1 ص 429 ح 122. [3]
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 1 ص 372 ح 1144،تاریخ دمشق:ج 27 ص 38 ح 5724 کلاهما عن بلال بن الحارث،تاریخ أصبهان:ج 2 ص 315 ح 1831 [4] عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 12 ص 234 ح 34818.
4- (4) .یَتَبَوَّأ:یَنزِلُ،المُبوَّأُ:المَنزِلُ (النهایة:ج 1 ص 159« [5]بوأ»).
5- (5) .المعجم الأوسط:ج 5 ص 380 ح 5618 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 12 ص 230 ح 34802.
6- (6) .الکافی:ج 4 ص 563 ح 1، [6]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 12 ح 21 کلاهما عن حسان بن مهران عن الإمام الصادق علیه السلام،روضة الواعظین:ص 447،بحارالأنوار:ج 100 ص 399 ح 43. [7]
7- (7) .الأمالی للطوسی:ص 672 ح 1416 [8] عن عاصم بن عبدالواحد المدائنی،بحارالأنوار:ج 99 ص 85 ح 46؛تاریخ دمشق:ج 1 ص 297 عن سعید بن الولید الهجری.

ما مُقامُکُم؟فَقالَ عَمّارٌ:قَد سَرَّحنا ظَهرَنا (1)،وأَمَرنا أن نُؤتی بِهِ إلی خَمسَةَ عَشَرَ یَوماً.

فَقالَ:أصَبتُمُ المُقامَ فی بَلَدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَالصَّلاةَ فی مَسجِدِهِ،وَاعمَلوا لِآخِرَتِکُم وأَکثِروا لِأَنفُسِکُم،إنَّ الرَّجُلَ قَد یَکونُ کَیِّساً فِی الدُّنیا فَیُقالُ:ما أکیَسَ فُلاناً! وإنَّمَا الکَیِّسُ کَیِّسُ الآخِرَةِ. (2)

10421. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَنِ استَطاعَ أن یَموتَ بِالمَدینَةِ فَلیَفعَل،فَإِنّی أشفَعُ لِمَن ماتَ بِها. (3)

10422. الإمام علیّ علیه السلام: مَن خَرَجَ مِنَ المَدینَةِ رَغبَةً عَنها،أبدَلَهُ اللّهُ شَرّاً مِنها. (4)

10423. صحیح ابن حبّان عن أبی هریرة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یَخرُجُ مِنها أحَدٌ-یَعنِی المَدینَةَ-رَغبَةً عَنها،إلّاأبدَلَهَا اللّهُ ما هُوَ خَیرٌ لَها مِنهُ.وَالمَدینَةُ خَیرٌ لَهُم لَو کانوا یَعلَمونَ. (5)

ص:208


1- (1) .الظهر:الإبل التی یحمل علیها ویرکب،جمعه:ظهران (لسان العرب:ج 4 ص 522« [1]ظهر»).
2- (2) .الکافی:ج 4 ص 557 ح 2، [2]وسائل الشیعة:ج 10 ص 272 ح 19366. [3]
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 363 ح 5438 [4] عن ابن عمر،فتح الباری:ج 11 ص 428،کنز العمّال:ج 12 ص 238 ح 34840.
4- (4) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 296، [5]بحارالأنوار:ج 99 ص 378 ح 12. [6]
5- (5) .صحیح ابن حبّان:ج 9 ص 51 ح 3733،المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 501 ح 8400 عن جابر بن عبداللّه،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 9 ص 265 ح 17160 عن عروة بن الزبیر،کنز العمّال:ج 12 ص 252 ح 34909.

بحث حول الإقامة فی مکّة والمدینة

تمّت الإشادة فی الروایات السابقة بمکّة والمدینة،وتضمّن البعض منها الترغیب فی الإقامة فیهما (1)،وأنّها أفضل من الإقامة فی المناطق الاُخری.کما أنّ طائفة من الروایات صرّحت بأن ثواب بعض الطاعات فی هذین البلدین أکثر من الأماکن الاُخری بمرّات عدیدة؛مثل قراءة القرآن (2)،والصیام (3)،والصلاة. (4)

وفی مقابل هذه الروایات،توجد روایات اخری (5)نهت عن الإقامة فی مکة،وبه یحصل التعارض بینها فی الوهلة الاُولی،ونحن مضطرّون إلی الجمع الدلالی،لا الترجیح السندی؛لوجود روایة أو روایتین صحیحتین فی کلا جانبی التعارض.

ص:209


1- (1) .راجع:ص 202 ح 10395 و 10396 و ص 203 ح 10398-10400 و ص 205 ح 10405و ح 10410 و ص 207 ح 10420.
2- (2) .راجع:الحج والعمرة فی الکتاب والسنّة:ص 32 ( ما ینبغی فعله فیها [ مکة ]/ختم القرآن ).
3- (3) .راجع:ص 207 ح 10416 و الحج والعمرة فی الکتاب والسنة:ص 32 ( ما ینبغی فعله فیها [ مکة ]/الصیام ).
4- (4) .راجع:الحج والعمرة فی الکتاب والسنة:ص 31 ( ما ینبغی فعله فیها [ مکة ]/الصلاة ) و ص 51 ( فضل الصلاة فی المسجد الحرام ) وص 288 ( مسجد النبیّ صلی الله علیه و آله/فضل الصلاة فیه ).
5- (5) .کهذا الحدیث:الکافی [1]عن محمد بن مسلم عن أبی جعفر علیه السلام،قالَ:لا یَنبَغی لِلرَّجُلِ أن یُقیمَ بِمَکَّةَ سَنَةً،قُلتُ:کَیفَ یَصنَعُ؟قالَ:یَتَحَوَّلُ عَنها...ورُوِیَ:أنَّ المُقامَ بِمَکَّةَ یُقسِی القُلوبَ (الکافی:ج 4 ص 230 ح 1،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 [2] ص 254 ح 2338 وراجع:وسائل الشیعة:ج 13 ص 231« [3]أبواب مقدّمات الطواف/الباب 16/باب کراهة سکنی مکّة والحرم سنة إلّاأن یتحوّل فی أثنائها فتستحبّ المجاورة»).

من جانب آخر فإنّ معظم فقهاء الشیعة البارزین لم یفهموا الوجوب والحرمة من هاتین المجموعتین،بل رأوا أنّ مدلول کلتا المجموعتین هو الاستحباب والکراهة،ثمّ قدّموا جانب النهی وأفتوا بکراهة الإقامة فی مکّة،ویمکن بطریق الأولویة اعتبار الاستیطان والحضور الدائم فیها مکروهاً.وممّا یجدر ذکره أنّ هذا هو الحکم الأوّلی والعادی للمسألة،وإلّا فقد تکون الهجرة من مکّة واجبة بسبب وجوب نصرة النبی صلی الله علیه و آله فی المدینة،أو تکون الإقامة الطویلة واجبة علی بعض الأفراد للمحافظة علی بیت اللّه وإقامة شعائر الحجّ بشکل مهیب،ویمکن تعزیز الحکم المشهور للفقهاء بالاعتبارات العُقلائیة والاستدلال بأنه لو قصدت نسبة واحد بالمئة من المسلمین الحالیّین فقط الإقامة والتوطّن فی مکة،فسوف لا یبقی مکان لإقامة الحجّاج ولتحوّلت مدینة مکّة-التی ینبغی لها أن تکون رمزاً لعظمة الإسلام-إلی مدینة کبیرة مزدحمة وغیر منظّمة.

وفی قبال الرأی المشهور بین الفقهاء،رجّح بعض الفقهاء المتأخّرین-کالمحقّق الأردبیلی-جانب الاستحباب علی جانب الکراهة،وحدّدوا إطلاق الکراهة بأوضاع خاصّة.وقد اعتبروا الإقامة الطویلة الأمد،أو الإقامة التی تحطّ من مکانة الحرم المکّی لدی المقیم،بحیث لا تمنعه من ارتکاب الحرام عند بیت اللّه، مکروهَین.ونظراً للتعلیلات المذکورة فی الروایات؛مثل تسبّب الإقامة فی قساوة القلب،فإنّهم لا یرون الإقامة مکروهة لجمیع الأفراد.

ویمکننا الإجابة بالقول بأنّ الالتزام بهذه القیود یضیّق من الدائرة إلی درجة بحیث لا یمکن رعایتها إلا من قبل أشخاص قلائل،ولذا فإنّ الحکم العامّ والأصل الأوّلی هو کراهة الإقامة الطویلة والاستیطان فی مکّة.

ونذکّر هنا بأنّ التعارض بین الروایات یقتصر علی الإقامة فی مکّة،وأمّا المدینة

ص:210

فإنّ الروایات الواصلة إلینا لم تعتبر الإقامة فی المدینة مکروهة،رغم أنّ الوجوه الاعتباریة والعقلائیة جاریة بشأنها أیضاً،وأنّ بعض التعلیلات والتحلیلات تصدق أیضاً علی الإقامة التی تؤدّی إلی هتک الحرمة فی المدینة،وتشمل أیضاً الإقامة المؤدّیة إلی قساوة القلب بدلاً من التلطیف الروحی وإیجاد الأُنس مع اللّه وأولیائه.

وفضلاً عن ذلک،فإنّ بالإمکان القول هنا إنّ العودة من المدینة بعد أداء الزیارات الخاصة بها محبّذٌ أیضاً؛نظراً إلی الروایات التی نهت عن الاستیطان فی کربلاء -رغم کلّ تلک القیمة العظیمة لزیارة الإمام الحسین علیه السلام-وأمرت زائر الحرم الحسینی بالعودة بعد الزیارة. (1)

ص:211


1- (1) .راجع:الکافی:ج 4 ص 587 ح 2، [1]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 76 ح 151،ثواب الأعمال:ص 114 ح 21.

3/6 الکوفَةُ

10424. الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن بَلدَةٍ مِنَ البُلدانِ أکثَرُ مُحِبّاً لَنا مِن أهلِ الکوفَةِ. (1)

10425. تفسیر فرات عن عبداللّه بن الولید: دَخَلنا عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقالَ لَنا:مِمَّن أنتُم؟ فَقُلنا لَهُ:مِن أهلِ الکوفَةِ.

فَقالَ لَنا:إنَّهُ لَیسَ بَلَدٌ مِنَ البُلدانِ ولا مِصرٌ مِنَ الأَمصارِ،أکثَرَ مُحِبّاً لَنا مِن أهلِ الکوفَةِ. (2)

10426. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل عَرَضَ وِلایَتَنا عَلی أهلِ الأَمصارِ،فَلَم یَقبَلها إلّاأهلُ الکوفَةِ. (3)

10427. عنه علیه السلام: إنَّ وِلایَتَنا وِلایَةُ اللّهِ عز و جل الَّتی لَم یُبعَث نَبِیٌّ قَطُّ إلّابِها،إنَّ اللّهَ عَزَّ اسمُهُ عَرَضَ وِلایَتَنا عَلَی السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ وَالأَمصارِ فَلَم یَقبَلها قَبولَ أهلِ الکوفَةِ، وإنَّ إلی جانِبِهِم لَقَبراً ما أتاهُ (4)مَکروبٌ إلّانَفَّسَ اللّهُ کُربَتَهُ،وأَجابَ دَعوَتَهُ،وقَلَبَهُ إلی أهلِهِ مَسروراً. (5)

ص:212


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 81 ح 38، [1]الأمالی للطوسی:ص 144 ح 234، [2]بشارة المصطفی:ص 82 [3] کلاهما نحوه وکلّها عن عبداللّه بن الولید،بحارالأنوار:ج 100 ص 399 ح 44. [4]
2- (2) .تفسیر فرات:ص 217 ح 291، [5]بحارالأنوار:ج 25 ص 215 ح 8. [6]
3- (3) .کامل الزیارات:ص 313 ح 530، [7]بصائر الدرجات:ص 76 ح 1 [8] کلاهما عن محمد الحلبی،بحارالأنوار:ج 23 ص 281 ح 25. [9]
4- (4) .فی المصدر:«لقاه»،وما أثبتناه من بحار الأنوار. [10]
5- (5) .الأمالی للمفید:ص 142 ح 9 عن أبی بصیر،بحارالأنوار:ج 100 ص 262 ح 15. [11]

4/6 قُمُّ

10428. الإمام الصادق علیه السلام: إذا عَمَّتِ البُلدانَ الفِتَنُ فَعَلَیکُم بِقُمَّ وحَوالَیها ونواحِیَها؛فَإِنَّ البَلاءَ مَدفوعٌ عَنها. (1)

10429. الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ لِلجَنَّةِ ثَمانِیَةَ أبوابٍ،وواحِدٌ مِنها لِأَهلِ قُمَّ،وهُم خِیارُ شیعَتِنا مِن بَینِ سائِرِ البِلادِ،خَمَّرَ اللّهُ تَعالی وِلایَتَنا فی طینَتِهِم. (2)

10430. بحارالأنوار عن محمّد بن الفضیل عن عدّة من أصحابه عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ لَعَلی قُمَّ مَلَکاً رَفرَفَ عَلَیها بِجَناحَیهِ،لا یُریدُها جَبّارٌ بِسوءٍ إلّاأذابَهُ اللّهُ کَذَوبِ المِلحِ فِی الماءِ.

ثُمَّ أشارَ إلی عیسَی بنِ عَبدِ اللّهِ فَقالَ:سَلامُ اللّهِ عَلی أهلِ قُمَّ،یَسقِی اللّهُ بِلادَهُمُ الغَیثَ،ویُنزِلُ اللّهُ عَلَیهِمُ البَرَکاتِ،ویُبَدِّلُ اللّهُ سَیِّئاتِهِم حَسَناتٍ،هُم أهلُ رُکوعٍ وسُجودٍ وقِیامٍ وقُعودٍ،هُمُ الفُقَهاءُ العُلَماءُ الفُهَماءُ،هُم أهلُ الدِّرایَةِ وَالرِّوایَةِ وحُسنِ العِبادَةِ. (3)

10431. الإمام الصادق علیه السلام: سَتَخلو کوفَةُ مِنَ المُؤمِنینَ،ویَأرِزُ (4)عَنهَا العِلمُ کَما تَأرِزُ الحَیَّةُ فی جُحرِها،ثُمَّ یَظهَرُ العِلمُ بِبَلدَةٍ یُقالُ لَها:«قُمُّ»وتَصیرُ مَعدِناً لِلعِلمِ وَالفَضلِ،حَتّی لا یَبقی فِی الأَرضِ مُستَضعَفٌ فِی الدّینِ،حَتَّی المُخَدَّراتِ فِی الحِجالِ،وذلِکَ عِندَ قُربِ ظُهورِ قائِمِنا،فَیَجعَلُ اللّهُ قُمَّ وأَهلَهُ قائِمینَ مَقامَ الحُجَّةِ،ولَولا ذلِکَ لَساخَتِ

ص:213


1- (1) .تاریخ قم:ص 271، [1]بحارالأنوار:ج 60 ص 214 ح 26. [2]
2- (2) .بحارالأنوار:ج 60 ص 216 ح 39 [3] نقلاً عن کتاب تاریخ قمّ عن صفوان بن یحیی بیّاع السابری.
3- (3) .بحارالأنوار:ج 60 ص 217 ح 46 [4] نقلاً عن کتاب تاریخ قمّ.
4- (4) .فی المصدر:«یأزر»وکذا فی الموضع الآخر،والصحیح ما أثبتناه.وأرِزَ العِلمُ:أی تَقَبَّضَ وتجمّعَ،وأرِزَت الحَیَّةُ:أی لاذت بحجرها ورجعت إلیه (لسان العرب:ج 5 ص 305« [5]أرز»).

الأَرضُ بِأَهلِها ولَم یَبقَ فِی الأَرضِ حُجَّةٌ،فَیُفیضُ العِلمُ مِنهُ إلی سائِرِ البِلادِ فِی المَشرِقِ وَالمَغرِبِ،فَیَتِمُّ حُجَّةُ اللّهِ عَلَی الخَلقِ،حَتّی لا یَبقی أحَدٌ عَلَی الأَرضِ لَم یَبلُغ إلَیهِ الدّینُ وَالعِلمُ،ثُمَّ یَظهَرُ القائِمُ علیه السلام ویَسیرُ (1)سَبباً لِنَقِمَةِ اللّهِ وسَخَطِهِ عَلَی العِبادِ؛لِأَنَّ اللّهَ لا یَنتَقِمُ مِنَ العِبادِ إلّابَعدَ إنکارِهِم حُجَّةً. (2)

10432. بحارالأنوار عن سلیمان بن صالح: کُنّا ذاتَ یَومٍ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَذَکَرَ فِتَنَ بَنی عَبّاسٍ وما یُصیبُ النّاسَ مِنهُم،فَقُلنا:جُعِلنا فِداکَ ! فَأَینَ المَفزَعُ وَالمَفَرُّ فی ذلِکَ الزَّمانِ؟

فَقالَ:إلَی الکوفَةِ وحَوالَیها،وإلی قُمَّ ونَواحیها.ثُمَّ قالَ:فی قُمَّ شیعَتُنا ومَوالینا، وتَکثُرُ فیهَا العِمارَةُ ویَقصِدُهُ النّاسُ ویَجتَمِعونَ فیهِ،حَتّی یَکونَ الجَمرُ (3)بَینَ بَلدَتِهِم. (4)

10433. بحارالأنوار: رُوِیَ عَن عِدَّةٍ مِن أهلِ الرَّیِّ أنَّهُم دَخَلوا عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وقالوا:نَحنُ مِن أهلِ الرَّیِّ،فَقالَ:مَرحَباً بِإِخوانِنا مِن أهلِ قُمَّ،فَقالوا:نَحنُ مِن أهلِ الرَّیِّ! فَأَعادَ الکَلامَ،قالوا ذلِکَ مِراراً وأَجابَهُم بِمِثلِ ما أجابَ بِهِ أوَّلاً.

فَقالَ:إنَّ للّهِ ِ حَرَماً وهُوَ مَکَّةُ،وإنَّ لِلرَّسولِ حَرَماً وهُوَ المَدینَةُ،وإنَّ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ حَرَماً وهُوَ الکوفَةُ،وإنَّ لَنا حَرَماً وهُوَ بَلدَةُ قُمَّ،وسَتُدفَنُ فیهَا امرَأَةٌ مِن أولادی تُسَمّی فاطِمَةَ،فَمن زارَها وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ.

قالَ الرّاوی:وکانَ هذَا الکَلامُ مِنهُ قَبلَ أن یولَدَ الکاظِمُ علیه السلام. (5)

10434. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ احتَجَّ بِالکوفَةِ عَلی سائِرِ البِلادِ،وبِالمُؤمِنینَ مِن أهلِها عَلی

ص:214


1- (1) .کذا فی المصدر،والظاهر«ویصیر».
2- (2) .بحارالأنوار:ج 60 ص 213 ح 23 [1] نقلاً عن کتاب تاریخ قمّ.
3- (3) .الجمر:نهرٌ معروف کان خارج مدینة قم سابقاً،وهو جافٌّ الآن،سوی ما یجری فیه من میاه السیول.ویمرّ الیوم وسط المدینة ویقسمها إلی نصفین.
4- (4) .بحارالأنوار:ج 60 ص 215 ح 35 [2] نقلاً عن کتاب تاریخ قمّ.
5- (5) .بحارالأنوار:ج 60 ص 216 ح 41 [3] نقلاً عن کتاب تاریخ قم.

غَیرِهِم مِن أهلِ البِلادِ،وَاحتَجَّ بِبَلدَةِ قُمَّ عَلی سائِرِ البِلادِ،وبِأَهلِها عَلی جَمیعِ أهلِ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،ولَم یَدَعِ اللّهُ قُمَّ وأَهلَهُ مُستَضعَفاً بَل وَفَّقَهُم وأَیَّدَهُم.

-ثُمَّ قالَ-:إنَّ الدّینَ وأَهلَهُ بِقُمَّ ذَلیلٌ،ولَولا ذلِکَ لَأَسرَعَ النّاسُ إلَیهِ فَخَرِبَ قُمُّ وبَطَلَ أهلُهُ،فَلَم یَکُن حُجَّةً عَلی سائِرِ البِلادِ،وإذا کانَ کَذلِکَ لَم تَستَقِرَّ السَّماءُ وَالأَرضُ،ولَم یُنظَروا طَرفَةَ عَینٍ،وإنَّ البَلایا مَدفوعَةٌ عَن قُمَّ وأَهلِهِ،وسَیَأتی زَمانٌ تَکونُ بَلدَةُ قُمَّ وأَهلُها حُجَّةً عَلَی الخَلائِقِ،وذلِکَ فی زَمانِ غَیبَةِ قائِمِنا علیه السلام إلی ظُهورِهِ،ولَولا ذلِکَ لَساخَتِ الأَرضُ بِأَهلِها،وإنَّ المَلائِکَةَ لَتَدفَعُ البَلایا عَن قُمَّ وأَهلِهِ،وما قَصَدَهُ جَبّارٌ بِسوءٍ إلّاقَصَمَهُ قاصِمُ الجَبّارینَ،وشَغَلَهُ عَنهُم بِداهِیَةٍ أو مُصیبَةٍ أو عَدُوٍّ،ویُنسِی اللّهُ الجَبّارینَ فی دَولَتِهِم ذِکرَ قُمَّ وأَهلِهِ کَما نَسوا ذِکرَ اللّهِ. (1)

5/6 الشّامُ

الکتاب

«وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِینَ کانُوا یُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ 2وَ مَغارِبَهَا الَّتِی بارَکْنا فِیها» . (2)

ص:215


1- (1) .بحارالأنوار:ج 60 ص 213 ح 22 [1] نقلاً عن کتاب تاریخ قمّ.
2- (3) .الأعراف:137. [2]

الحدیث

10435. تفسیر العیّاشی عن داود الرقّی عن الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام یَقولُ:نِعمَ الأَرضُ الشّامُ،وبِئسَ القَومُ أهلُهَا.وبِئسَ البِلادُ مِصرُ،أما إنَّها سِجنُ مَن سَخِطَ اللّهُ عَلَیهِ،ولَم یَکُن دُخولُ بَنی إسرائیلَ مِصرَ إلّامِن سَخَطِهِ ومَعصِیَتِهِ مِنهُم للّهِ ِ (1)؛لِأَنَّ اللّهَ عز و جل قالَ: «اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی کَتَبَ اللّهُ لَکُمْ» (2)یَعنِی الشّامَ،فَأَبَوا أن یَدخُلوها، فَتاهوا فِی الأَرضِ أربَعینَ سَنَةً فی مِصرَ وفَیافیها،ثُمَّ دَخَلوها بَعدَ أربَعینَ سَنَةً.قالَ:

وما کانَ خُروجُهُم مِن مِصرَ ودُخولُهُمُ الشّامَ إلّامِن بَعدِ تَوبَتِهِم ورِضَا اللّهِ عَنهُم.

وقالَ:إنّی لَأَکرَهُ أن آکُلَ مِن شَیءٍ طُبِخَ فی فَخّارِها،وما احِبُّ أن أغسِلَ رَأسی مِن طینِها؛مَخافَةَ أن یورِثَنی تُربَتُهَا الذُّلَّ ویَذهَبَ بِغَیرَتی. (3)

6/6 القُدسُ

الکتاب

«سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِی بارَکْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ » . (4)

«وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ* وَ طُورِ سِینِینَ* وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ» . (5)

ص:216


1- (1) .فی بحارالأنوار:« [1]إلّا من سخطٍ ومعصیةٍ منهم للّه»،وهو الأنسب للسیاق.
2- (2) .المائدة:21. [2]
3- (3) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 305 ح 75، [3]بحارالأنوار:ج 13 ص 181 ح 16. [4]
4- (4) .الإسراء:1. [5]
5- (5) .التین:1-3. [6]

الحدیث

10436. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی...اختارَ مِنَ البُلدانِ أربَعَةً،فَقالَ عز و جل: «وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ* وَ طُورِ سِینِینَ* وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ» فَالتّینُ المَدینَةُ،وَالزَّیتونُ بَیتُ المَقدِسِ، وطورُ سینینَ الکوفَةُ،وهذَا البَلَدُ الأَمینُ مَکَّةُ. (1)

10437. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ للّهِ ِ عز و جل خِیاراً مِن کُلِّ ما خَلَقَهُ...فَأَمّا خِیارُهُ مِنَ البِقاعِ:فَمَکَّةُ،وَالمَدینَةُ، وبَیتُ المَقدِسِ. (2)

7/6 قَزوینُ

10438. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قَزوینُ بابٌ مِن أبوابِ الجَنَّةِ. (3)

10439. عنه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ ارحَم إخوانی بِقَزوینَ...قَزوینُ بابٌ مِن أبوابِ الجَنَّةِ،یُقاتِلونَ الدَّیلَمَ، الشُّهَداءُ فیهِم کَشُهَداءِ بَدرٍ. (4)

10440. عنه صلی الله علیه و آله: إنّی لَأَعرِفُ أقواماً یَکونونَ فی آخِرِ الزَّمانِ قَدِ اختَلَطَ الإِیمانُ بِلُحومِهِم ودِمائِهِم،یُقاتِلونَ فی بَلدَةٍ یُقالُ لَها قَزوینُ،تَشتاقُ إلَیهِمُ الجَنَّةُ وتَحِنُّ کَما تَحِنُّ النّاقَةُ

ص:217


1- (1) .الخصال:ص 225 ح 58 عن موسی بن بکر عن الإمام الکاظم علیه السلام،معانی الأخبار:ص 365 ح 1 عن موسی بن بکر عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،روضة الواعظین:ص 444، [1]بحارالأنوار:ج 60 ص 204 ح 2. [2]
2- (2) .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 661 ح 374 [3]عن الإمام علیّ علیه السلام،بحارالأنوار:ج 96 ص 373 ح 61. [4]
3- (3) .مسند الشامیّین:ج 4 ص 380 ح 3605 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 12 ص 294 ح 35095؛جامع الأحادیث للقمّی:ص 107،بحارالأنوار:ج 60 ص 229 ح 57. [5]
4- (4) .التدوین فی أخبار قزوین:ج 1 ص 19 [6] عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 12 ص 294 ح 35096 نقلاً عن الحافظ أبی العلاء العطّار فی فضائل قزوین عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه.

إلی وَلَدِها. (1)

10441. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن قَومٍ أحَبُّ إلَی اللّهِ تَعالی مِن قَومٍ حَمَلُوا القُرآنَ،ورَکِبوا إلَی التِّجارَةِ الَّتی ذَکَرَ اللّهُ تَعالی: «تُنْجِیکُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ» (2)،وقَرَؤُوا القُرآنَ،وشَهَرُوا السُّیوفَ؛یَسکُنونَ بَلَدَةً یُقالُ لَها:«قَزوینُ»،یَأتونَ یَومَ القِیامَةِ وأَوداجُهُم تَقطُرُ دَماً،یُحِبُّهُمُ اللّهُ ویُحِبّونَهُ [تُفتَحُ] (3)لَهُم ثَمانِیَةُ أبوابِ الجَنَّةِ،فَیُقالُ لَهُم:اُدخُلوا مِن أیِّها شِئتُم. (4)

8/6 تِفلیسُ

10442. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ اختارَ مِن جَمیعِ البِلادِ کوفَةَ وقُمَّ وتِفلیسَ (5). (6)

ص:218


1- (1) .التدوین فی أخبار قزوین:ج 1 ص 10 [1] عن جابر،کنز العمّال:ج 12 ص 293 ح 35092.
2- (2) .الصف:10. [2]
3- (3) .لم یرد ما بین المعقوفین فی المصدر،وأثبتناه من کنز العمّال.
4- (4) .التدوین فی أخبار قزوین:ج 1 ص 10 [3] عن جابر بن عبداللّه الأنصاری،کنز العمّال:ج 12 ص 297 ح 35105 نقلاً عن الخلیلی فی فضائل قزوین.
5- (5) .تفلیس:مدینة کانت تابعة لإیران لفترة طویلة.وهی الآن عاصمة دولة گرجستان من دول الاتحاد السوفیتی السابق.
6- (6) .تاریخ قم:ص 271،بحارالأنوار:ج 60 ص 214 ح 25 کلاهما عن خالد بن یزید.

الفصل السابع:البلاد المذمومة

1/7 مِصرُ

اشارة

10443. الکافی عن علیّ بن أسباط عن رَجل: ذَکَرتُ لَهُ [الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام ] مِصرَ،فَقالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:«اُطلُبوا بِهَا الرِّزقَ،ولا تُطیلوا بِهَا المَکثَ».

ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مِصرُ الحُتوفِ (1)تُقَیَّضُ لَها قَصیرَةُ الأَعمارِ (2). (3)

10444. قصص الأنبیاء للراوندی عن یحیی بن عبداللّه بن الحسن رفعه عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

انتَحوا مِصرَ ولا تَطلُبُوا المَکثَ فیها-ولا أحسَبُهُ إلّاقالَ:-وهُوَ یورِثُ الدِّیاثَةَ (4). (5)

10445. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی ذِکرِ مِصرَ-:لا تَأکُلوا فی فَخّارِها،ولا تَغسِلوا رُؤوسَکُم بِطینِها؛ فَإِنَّهُ یَذهَبُ بِالغَیرَةِ،ویورِثُ الدِّیاثَةَ. (6)

ص:219


1- (1) .الحَتفُ:المَوتُ،والجمع:الحُتوفُ (مجمع البحرین:ج 1 ص 358«حتف»).
2- (2) .أی یُساقُ إلیها أقصَرُ الناسِ أعماراً.
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 318 ح 58، [1]وسائل الشیعة:ج 12 ص 342 ح 23003. [2]
4- (4) .الدیّوث:مَن لا غَیرةَ له علی أهله،ویُقال:هو الذی یُدخِلُ الرجال علی زوجته (مجمع البحرین:ج 1 ص 623« [3]دیث»).
5- (5) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 186 ح 232، [4]بحارالأنوار:ج 60 ص 211 ح 15. [5]
6- (6) .الکافی:ج 6 ص 386 ح 9، [6]تفسیر القمی:ج 2 ص 282، [7]تفسیر العیاشی:ج 1 ص 305 [8] ح 73 ū کلّها عن علیّ بن أسباط عن الإمام الرضا علیه السلام،قصص الأنبیاء للراوندی:ص 186 ح 233 [9] عن علیّ بن أسباط عن الإمام الکاظم علیه السلام وکلها نحوه،بحارالأنوار:ج 60 ص 211 ح 16. [10]

10446. تفسیر العیّاشی عن علیّ بن أسباط: قُلتُ لَهُ [الإِمامِ الرِّضا علیه السلام ]:إنَّ أهلَ مِصرَ یَزعُمونَ أنَّ بِلادَهُم مُقَدَّسَةٌ.قالَ:وکَیفَ ذلِکَ؟قُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ،یَزعُمونَ أنَّهُ یُحشَرُ فی جیلِهِم سَبعونَ ألفاً یَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَیرِ حِسابٍ!

قالَ:لا،لَعَمری ما ذاکَ کَذاکَ،وما غَضِبَ اللّهُ عَلی بَنی إسرائیلَ إلّاأدخَلَهُم مِصرَ، ولا رَضِیَ عَنهُم إلّاأخرَجَهُم مِنها إلی غَیرِها.ولَقَد أوحَی اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی إلی موسی علیه السلام أن یُخرِجَ عِظامَ یوسُفَ مِنها،فَاستَدَلَّ موسی عَلی مَن یَعرِفُ مَوضِعَ القَبرِ، فَدُلَّ عَلَی امرَأَةٍ عَمیاءَ زَمِنَةٍ (1)،فَسَأَلَها موسی أن تَدُلَّهُ عَلَیهِ،فَأَبَت إلّاعَلی خَصلَتَینِ:

یَدعُو اللّهَ فَیَذهَبَ بِزَمانَتِها،ویُصَیِّرَها مَعَهُ فِی الجَنَّةِ فِی الدَّرَجَةِ الَّتی هُوَ فیها.فَأَعظَمَ ذلِکَ موسی.فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:وما یَعظُمُ عَلَیکَ مِن هذا؟أعطِها ما سَأَلَت.فَفَعَلَ، فَتَوَعَّدَتهُ طُلوعَ القَمَرِ،فَحَبَسَ اللّهُ طُلوعَ القَمَرِ حَتّی جاءَ موسی لِمَوعِدِهِ،فَأَخرَجَتهُ مِنَ النّیلِ فی سَفَطٍ (2)مَرمَرٍ،فَحَمَلَهُ موسی علیه السلام.

ثُمَّ قالَ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:لا تَأکُلوا فی فَخّارِها،ولا تَغسِلوا رُؤوسَکُم بِطینِها؛ فَإِنَّهُ یورِثُ الذِّلَّةَ،ویَذهَبُ بِالغَیرَةِ. (3)

10447. قصص الأنبیاء للراوندی عن أبی إبراهیم الموصلیّ: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ نَفسی تُنازِعُنی مِصرَ.فَقالَ:ما لَکَ ومِصرَ؟أما عَلِمتَ أنَّها مِصرُ الحُتوفِ؟!-ولا أحسَبُهُ إلّا قالَ:-یُساقُ إلَیها أقصَرُ النّاسِ أعماراً. (4)

ص:220


1- (1) .الزمانَةُ:العاهَةُ:وزَمِنَ أی مرض مرضاً یدوم زماناً طویلاً (مجمع البحرین:ج 2 ص 782«زمن»).
2- (2) .السَّفَطُ:التابوت الصغیر (مجمع البحرین:ج 2 ص 851«سفط»).
3- (3) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 304 ح 73، [1]قرب الإسناد:ص 375 ح 1330 [2]عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر،بحارالأنوار:ج 60 ص 208 ح 9. [3]
4- (4) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 186 ح 231، [4]بحارالأنوار:ج 60 ص 211 ح 14. [5]
بیان

یمکن الجمع بین الآیات والأخبار الواردة فی مدح الشام ومصر وذمّه،بما أومأنا إلیه سابقاً من اختلاف أحوال أهله فی الأزمان؛فإنّه کان فی أوّل الزمان محلّ الأنبیاء والصلحاء فکان من البلاد المبارکة الشریفة،فلمّا صار أهله من أشقی الناس وأکفرهم صار من شرّ البلاد،کما أنّ یوم عاشوراء کان من الأیّام المتبرّکة-کما یظهر من بعض الأخبار-فلمّا قتل فیه الحسین علیه السلام صار من أنحس الأیّام. (1)

راجع:ص 215 ( البلاد المحمودة/الشام ).

2/7 البَصرَةُ

10448. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمّا أرادَ الخُروجَ مِنَ البَصرَةِ،قامَ عَلی أطرافِها ثُمَّ قالَ:

لَعَنَکِ اللّهُ یا أنتَنَ الأَرضِ تُراباً،وأَسرَعَها خَراباً،وأَشَدَّها عَذاباً،فیکِ الدّاءُ الدَّوِیُّ!

قیلَ:وما هُوَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟

قالَ:کَلامُ القَدَرِ الَّذی فیهِ الفِریَةُ عَلَی اللّهِ،وبُغضُنا أهلَ البَیتِ وفیهِ سَخَطُ اللّهِ [وسَخَطُ] (2)نَبِیِّهِ علیه السلام،وکَذِبُهُم عَلَینا أهلَ البَیتِ،وَاستِحلالُهُمُ الکَذِبَ عَلَینا. (3)

10449. الإمام علیّ علیه السلام -فی ذَمِّ أهلِ البَصرَةِ-:إنَّ لِلبَصرَةِ ثَلاثَةَ أسماءٍ سِوَی البَصرَةِ فِی الزُّبُرِ الاُوَلِ،لا یَعلَمُها إلَّاالعُلَماءُ:مِنها الخَریبَةُ،ومِنها تَدمُرُ،ومِنهَا المُؤتَفِکَةُ....

إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ لی یَوماً ولَیسَ مَعَهُ غَیری:«إنَّ جَبرَئیلَ الرّوحَ الأَمینَ حَمَلَنی عَلی مَنکِبِهِ الأَیمَنِ حَتّی أرانِیَ الأَرضَ ومَن عَلَیها،وأَعطانی أقالیدَها،وعَلَّمَنی

ص:221


1- (1) .بحارالأنوار:ج 57 ص 208. [1]
2- (2) .لم یرد ما بین المعقوفین فی المصدر،وأثبتناه من بحارالأنوار.
3- (3) .رجال الکشّی:ج 2 ص 700 ح 741 [2]عن میمون بن عبداللّه،بحارالأنوار:ج 60 ص 204. [3]

ما فیها وما قَد کانَ عَلی ظَهرِها،وما یَکونُ إلی یَومِ القِیامَةِ،ولَم یَکبُر ذلِکَ عَلَیَّ کَما لم یَکبُر عَلی أبی آدَمَ؛عَلَّمَهُ الأَسماءَ کُلَّها ولَم تَعلَمهَا المَلائِکَةُ المُقَرَّبونَ،وإنّی رَأَیتُ بُقعَةً عَلی شاطِئِ البَحرِ تُسَمَّی البَصرَةَ،فَإِذا هِیَ أبعَدُ الأَرضِ مِنَ السَّماءِ وأَقرَبُها مِنَ الماءِ، وأَنَّها لَأَسرَعُ الأَرضِ خَراباً،وأَخشَنُها تُراباً،وأَشَدُّها عَذاباً،ولَقَد خُسِفَ بِها فِی القُرونِ الخالِیَةِ مِراراً،ولَیَأتِیَنَّ عَلَیها زَمانٌ».

وإنَّ لَکُم-یا أهلَ البَصرَةِ-وما حَولَکُم مِنَ القُری مِنَ الماءِ لَیَوماً عَظیماً بَلاؤُهُ،وإنّی لَأَعلَمُ مَوضِعَ مُنفَجَرِهِ مِن قَریَتِکُم هذِهِ،ثُمَّ امورٌ قَبلَ ذلِکَ تَدهَمُکُم عَظیمَةٌ اخفِیَت عَنکُم وعَلِمناها،فَمَن خَرَجَ عَنها عِندَ دُنُوِّ غَرَقِها فَبِرَحمَةٍ مِنَ اللّهِ سَبَقَت لَهُ،ومَن بَقِیَ فیها غَیرَ مُرابِطٍ بِها فَبِذَنبِهِ،ومَا اللّهُ بِظَّلامِ لِلعَبیدِ. (1)

10450. عنه علیه السلام -فی ذَمِّ أهلِ البَصرَةِ بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ-:أرضُکُم قَریبَةٌ مِنَ الماءِ،بَعیدَةٌ مِنَ السَّماءِ،خَفَّت عُقولُکُم،وسَفِهَت حُلومُکُم،فَأَنتُم غَرَضٌ لِنابلٍ،واُکلَةٌ لِآکِلٍ،وفَریسَةٌ لِصائِلِ (2). (3)

ص:222


1- (1) .بحارالأنوار:ج 60 ص 225 ح 58 [1]نقلاً عن شرح نهج البلاغة لابن میثم. [2]
2- (2) .قال ابن أبی الحدید:فأمّا قوله:«أرضکم قریبة من الماء بعیدة من السماء»فقد قدّمنا معنی قوله«قریبة من الماء»وذکرنا غَرَقها من بحر فارس دَفعتین،ومراده علیه السلام بقوله:«قریبة من الماء»،أی قریبة من الغَرَق بالماء.وأما«بعیدة من السماء»؛فإنّ أربابَ علم الهیئة وصناعة التّنجیم یذکرون أنّ أبعدَ موضع فی الأرض عن السماء الأبلّة،و ذلک موافق لقوله علیه السلام. ومعنی البعد عن السماء هاهنا هو بعد تلک الأرض المخصوصة عن دائرة معدّل النهار والبقاع،والبلاد تختلف فی ذلک.وقد دلّت الأرصاد والآلات النُّجومیّة علی أن أبعد موضع فی المعمورة عن دائرة معدّل النهار هو الأُبلّة،والأبلّة هی قصبة البصرة. و هذا الموضع من خصائص أمیرالمؤمنین علیه السلام،لأنّه أخبر عن أمر لا تعرفه العرب،ولا تهتدی إلیه،وهو مخصوص بالمدقّقین من الحکماء.و هذا من أسراره وغرائبه البدیعة.(شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 1 ص 268) [3] ویحتمل أن یکون المراد ببعدها من السماء البعد من سماء الرحمة والاستعداد لنزول العذاب.(راجع:بحار الأنوار:ج 32 ص 247). [4]
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 14، [5]الجمل:ص 407 [6] عن الحارث بن سریع نحوه،بحارالأنوار:ج 32 ص 246 ح 194. [7]

10451. عنه علیه السلام -مِن کَلامٍ لَهُ فی ذَمِّ أهلِ البَصرَةِ بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ-:بِلادُکُم أنتَنُ بِلادِ اللّهِ تُربَةً، أقرَبُها مِنَ الماءِ وأَبعَدُها مِنَ السَّماءِ،وبِها تِسعَةُ أعشارِ الشَّرِّ.المُحتَبَسُ فیها بِذَنبِهِ، وَالخارِجُ بِعَفوِ اللّهِ.کَأَنّی أنظُرُ إلی قَریَتِکُم هذِهِ قَد طَبَّقَهَا الماءُ حَتّی ما یُری مِنها إلّا شُرَفُ المَسجِدِ،کَأَنَّهُ جُؤجُؤُ (1)طَیرٍ فی لُجَّةِ بَحرٍ. (2)

3/7 أصبَهانُ

اشارة

10452. الخرائج والجرائح عن ابن مسعود: کُنتُ قاعِداً عِندَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،إذ نادی رَجُلٌ:مَن یَدُلُّنی عَلی مَن آخُذُ مِنهُ عِلماً؟ومَرَّ.

فَقُلتُ لَهُ:یا هذا،هَل سَمِعتَ قَولَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:أنَا مَدینَةُ العِلمِ وعَلِیٌّ بابُها؟فَقالَ:

نَعَم،قُلتُ:وأَینَ تَذهَبُ وهذا عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ؟فَانصَرَفَ الرَّجُلُ وجَثا بَینَ یَدَیهِ.

فَقالَ علیه السلام لَهُ:مِن أیِّ بِلادِ اللّهِ أنتَ؟قالَ:مِن أصفَهانَ،قالَ لَهُ:اُکتُب:

أملی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:إنَّ أهلَ أصفَهانَ لا یَکونُ فیهِم خَمسُ خِصالٍ:

السَّخاوَةُ،وَالشَّجاعَةُ،وَالأَمانَةُ،وَالغَیرَةُ،وحُبُّنا أهلَ البَیتِ.

قالَ:زِدنی یا أمیرَ المُؤمِنینَ.

قالَ بِاللِّسانِ الأَصفَهانِیِّ:اروت این وس.یَعنِی:الیَومَ حَسبُکَ هذا. (3)

ص:223


1- (1) .الجؤجؤ:الصدر (النهایة:ج 1 ص 232«جؤجؤ»).
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 13، [1]بحارالأنوار:ج 60 ص 224 ح 58. [2]
3- (3) .الخرائج والجرائح:ج 2 ص 545 ح 7،بحارالأنوار:ج 41 ص 301 ح 32. [3]
بیان

قال العلّامة المجلسی قدس سره ذیل الحدیث:کان أهل أصفهان فی ذلک الزمان إلی أوّل استیلاء الدولة القاهرة الصفویّة-أدام اللّه برکاتهم-من أشدّ النواصب،والحمد للّه الذی جعلهم أشدّ الناس حبّاً لأهل البیت علیهم السلام،وأطوعهم لأمرهم،وأوعاهم لعلمهم،وأشدّهم انتظاراً لفرجهم،حتّی أنّه لا یکاد یوجد من یتّهم بالخلاف فی البلد ولا فی شیء من قراه القریبة أو البعیدة،وببرکة ذلک تبدّلت الخصال الأربع أیضاً فیهم،رزقنا اللّه وسائر أهل هذه البلاد نصر قائم آل محمد صلی الله علیه و آله والشهادة تحت لوائه،وحشرنا معهم فی الدنیا و الآخرة. (1)

ص:224


1- (1) .بحارالأنوار:ج 41 ص 302. [1]

43

43.البُلُوغُ

اشارة

ص:225

ص:226

المدخل

«البلوغ»لغة واصطلاحاً

البلوغ من مادة«بلغ»بمعنی الوصول إلی الشیء،وبلوغ أقصی المقصد،أو الاقتراب من أقصاه،یقول ابن فارس:

الباءُ وَاللّامُ وَالغَینُ أصلٌ واحِدٌ،وهُوَ الوُصولُ إلَی الشَّیءِ.تَقولُ:بَلَغتُ المَکانَ؛إذا وَصَلتَ إلَیهِ وقَد تُسَمَّی المُشارَفَةُ بُلوغاً بِحَقِّ المُقارَبَةِ. (1)

وذکر ابن منظور فی هذا المجال قائلاً:

بَلَغَ الشَّیءُ یَبلُغُ بُلوغاً وبَلاغاً:وَصَلَ وَانتَهی...وبَلَغَ الغُلامُ:اِحتَلَمَ کَأَنَّهُ بَلَغَ وَقتُ الکِتابِ عَلَیهِ وَالتَّکلیفِ...بَلَغَ الصَّبِیُّ وَالجارِیَةُ:إذا أدرَکا وهُما بالِغانِ. (2)

کما فسّر الراغب کلمة البلوغ کالتالی:

البُلوغُ وَالبَلاغُ:الاِنتِهاءُ إلی أقصَی المَقصَدِ وَالمُنتَهی،مَکاناً کانَ أو زَماناً أو أمراً مِنَ الاُمورِ المُقَدَّرَةِ،ورُبَّما یُعَبَّرُ بِهِ عَنِ المُشارَفَةِ عَلَیهِ وإن لَم یَنتَهِ إلَیهِ. (3)

وعلی هذا الأساس،فإنّ وصول الطفل إلی مرحلة طبیعیة من الحیاة تتفتّح فیها

ص:227


1- (1) .معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 301« [1]بلغ».
2- (2) .لسان العرب:ج 8 ص 419 و 420« [2]بلغ».
3- (3) .مفردات ألفاظ القرآن:ص 144« [3]بلغ».

الغریزة الجنسیة وتظهر علیه بعض التغیّرات من النواحی الجسمیة والروحیة والإدراکیة،یسمّی«البلوغ».

«البلوغ»فی القرآن

اشارة

استُخدمت فی القرآن الکریم ثلاثة تعابیر،لبیان المراحل الطبیعیة لنمو الطفل، وهی:«بلوغ النکاح»،«بلوغ الحُلُم»و«بلوغ الأشُدّ»،وسنقدّم إیضاحاً مختصراً لکلٍّ منها:

1-بلوغ النکاح

المراد من«بلوغ النکاح»الفترة التی یصل فیها الطفل إلی مرحلة من النمو الطبیعی بحیث یکتسب القدرة علی الزواج من الناحیة الجنسیة.

ویعتبر القرآن الکریم الوصول إلی هذه المرحلة من شروط الاستقلال القانونی للطفل:

«وَ ابْتَلُوا الْیَتامی حَتّی إِذا بَلَغُوا النِّکاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ » . (1)

وتشیر هذه الآیة إلی هذه الحقیقة؛وهی أنّ البلوغ لیس له معنی واحد فی کلّ المواضع،من وجهة نظر القرآن،فقد یکون الشخص بالغاً من الناحیة الجنسیة، ولکنّه لیس بالغاً من الناحیة القانونیة.

2.بلوغ الحُلُم

یبدو أنّ المراد من«بلوغ الحلم»،البلوغ الجنسی أیضاً (2)،فقد أمر القرآن الکریم

ص:228


1- (1) .النساء:6. [1]
2- (2) .ورد فی لسان العرب ج 12 ص 145:« [2]الحُلْمُ وَالاِحتِلامُ:الجِماعُ ونَحوُهُ فِی النَّومِ،وَالاِسمُ الحُلُمُ.ūوفی التنزیل العزیز:«لَمْ یَبْلُغُواْ الْحُلُمَ»».رأی البعض أنّ المراد من«الحلم»هنا هو العقل ولکن یبدو أنّه من غیر الصحیح تعلیق الحکم الشرعی علی صیرورة الطفل عاقلاً،للأسباب التالیة:أولاً:إنّ الطفولة لا تتنافی مع العقل،ثانیاً:لا یمکن تعیین ضابطة لصیرورة الطفل عاقلاً،ثالثاً:عدم وجود تناسب بین الحکم والموضوع.

الأطفال الذین نضجوا جنسیاً بأن یستأذنوا دوماً عند دخول الغرفة التی یستریح فیها الوالدان،إلّاأنّ الاستئذان ثلاث مرات یکفی بالنسبة إلی الأطفال الممیّزین الذین لم یبلغوا جنسیّاً (1).

3.بلوغ الأشُدّ
اشارة

طرح مفهوم«بلوغ الأشدّ»بتعابیر مختلفة فی ثمانی آیات،ویمکن تصنیف هذه الآیات تحت أربعة عناوین:

أ-البلوغ الجنسی

استخدم تعبیر«بلوغ الأشد»فی مقابل مرحلة الطفولة فی آیتین:

«ثُمَّ نُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ» . (2)

وبناءً علی ذلک،فإنّ المراد من«بلوغ الأشدّ»فی هذا النوع هو مرحلة ما بعد مرحلة الطفولة،ولکن متی تبدأ هذه المرحلة،وما هی علاماتها؟فقد أغمضت الآیة الشریفة عن تحدیدهما،ولذلک،یمکن الرجوع إلی روایات أهل البیت علیهم السلام أو إلی العرف للإجابة علی هذا السؤال.

ص:229


1- (1) . «ثِیابَکُمْ مِنَ الظَّهِیرَةِ وَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَکُمْ لَیْسَ عَلَیْکُمْ وَ لا عَلَیْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوّافُونَ عَلَیْکُمْ بَعْضُکُمْ عَلی بَعْضٍ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمُ الْآیاتِ وَ اللّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ وَ إِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْکُمُ الْحُلُمَ فَلْیَسْتَأْذِنُوا کَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ آیاتِهِ وَ اللّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ» (النور:58 و 59). [1]
2- (2) .الحجّ:5. [2]وجاء فی آیة اخری: «ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ» (غافر:67). [3]

الجدیر بالذکر هو أنّ هناک روایة عن الإمام الصادق علیه السلام یقول فیها:

اِنقِطاعُ یُتمِ الیَتیمِ بِالاِحتِلامِ وهُوَ أشُدُّهُ،وإنِ احتَلَمَ ولَم یُؤنَس مِنهُ رُشدٌ وکانَ سَفیهاً أو ضَعیفاً فَلیُمسِک عَنهُ وَلِیُّهُ مالَهُ. (1)

واستناداً إلی هذه الروایة والروایتین المشابهتین لها (2)،فإنّ«بلوغ الأشد»یبدأ بتفتّح الغریزة الجنسیة والاحتلام حتی وإن لم یبلغ الطفل النموّ العقلی.

ب-البلوغ القانونی

اتّخذ«بلوغ الأشد»فی آیتین موضوع حکم رفع الحَجر عن الأیتام:

«وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلاّ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ»* . (3)

الجدیر بالذکر هو أنّ بإمکاننا من خلال جعل هذه الآیة إلی جانب الآیة السادسة من سورة النساء أن نصل إلی هذه النتیجة؛وهی أنّ المراد من«بلوغ الأشدّ»المؤدّی إلی رفع الحجر،هو البلوغ الجنسی المقترن مع النمو العقلی،کما أنّ«بلوغ الأشد» فی الآیة 87 من سورة الکهف التی تطرح البلوغ العقلی للیتیمین لاستخراج الکنز المتعلّق بهما،قد یکون المراد منه هذا المعنی نفسه.

ج-البلوغ الإداری والقیادی

هناک آیتان ورد فیهما«بلوغ الأشدّ»وأشارتا من خلاله إلی أنّ بعض الأناس الصالحین یکتسبون الاستعداد لتسلّم منصب الرسالة الإلهیة وإدارة المجتمع وقیادته،کما یقول القرآن بشأن النبی موسی علیه السلام:

«وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوی آتَیْناهُ حُکْماً وَ عِلْماً وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ» . (4)

ص:230


1- (1) .راجع:ص 254 ح 10483. [1]
2- (2) .الخصال:ص 235 ح 75،تهذیب الأحکام:ج 2 ص 285.
3- (3) .الأنعام:152، [2]الإسراء:34. [3]
4- (4) .القصص:14. [4]

أو کما یقول حول یوسف علیه السلام:

«وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَیْناهُ حُکْماً وَ عِلْماً وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ» . (1)

وقد روی عن الإمام الصادق علیه السلام فی بیان«بلوغ الأشدّ»فی الآیة الاُولی قوله:

أشُدُّهُ:ثَمانَ عَشرَةَ سَنَةً،وَاستَوی:اِلتَحی. (2)

الجدیر بالذکر هو أنّ العمر لیس شرطاً لبلوغ النبوّة والإمامة والقیادة الإلهیة،فقد بلغ یحیی علیه السلام النبوّة فی طفولته:

«وَ آتَیْناهُ الْحُکْمَ صَبِیًّا» . (3)

کما أنّ بعض أئمّة أهل البیت علیهم السلام-کالإمام الجواد علیه السلام-بلغوا الإمامة فی طفولتهم.و هذا یعنی أنّ«بلوغ الأشدّ»الذی یمثل مرحلة ما بعد الطفولة،رغم أنّه یمّهد الطریق بشکل طبیعی للإدارة والقیادة،إلا أن اللّه عز و جل واستناداً إلی حکمته البالغة منح فی بعض الظروف السیاسیة الاجتماعیة الخاصّة،قدرة قیادة المجتمع وتوجیهه لبعض الأشخاص الذین کانوا یتمتّعون بالکفاءة اللازمة و ذلک فی سنوات الطفولة، وفی الحقیقة فإن«بلوغ الأشد»بالمفهوم المذکور،یحدث فی هذا النوع من الحالات وبشکل استثنائی لبعض الأشخاص قبل الموعد الطبیعی.

د-کمال البلوغ

ورد«بلوغ الأشد»فی إحدی الآیات إلی جانب بلوغ سنّ الأربعین:

«حَتّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً» . (4)

وتشیر هذه الآیة إلی أن«بلوغ الأشد»الذی یمثّل مرحلة کمال الإنسان وقوّته

ص:231


1- (1) .یوسف:22. [1]
2- (2) .ص 247 ح 10460. [2]
3- (3) .مریم:12. [3]
4- (4) .الأحقاف:15. [4]

تنتهی فی سنّ الأربعین،کما نقل فی روایة عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام:

إذا بَلَغَ العَبدُ ثَلاثاً وثَلاثینَ سَنَةً فَقَد بَلَغَ أشُدَّهُ وإذا بَلَغَ أربَعینَ سَنَةً فَقَدِ انتَهی مُنتَهاهُ،وإذا بَلَغَ إحدی وأَربَعینَ فَهُوَ فِی النُّقصانِ. (1)

واستناداً إلی هاتین الروایتین،فإنّ مرحلة«بلوغ الأشد»تبدأ ب«الاحتلام» (2)وتبلغ ذروتها فی سن الثالثة والثلاثین،وکمالها فی سن الأربعین،ولعلّ الحکمة منها أنّ خاتم الأنبیاء صلی الله علیه و آله بعث بالرسالة فی سنّ الأربعین لأنه صلی الله علیه و آله کان یتمتّع فی هذا العمر بالحدّ الأقصی من الاستعداد لأداء المسؤولیة الثقیلة المتمثلة فی إدارة المجتمع وتوجیهه وقیادته.

نتیجة دراسة آیات البلوغ

یمکننا التوصل إلی النتائج التالیة من خلال التأمّل فی الآیات التی طرح فیها موضوع البلوغ:

1.لم یفرّق القرآن بین بلوغ الصبیة وبلوغ الصبی.

2.لم یطرح عمراً خاصّاً للبلوغ،بل تمّ الاستناد إلی علاماته الطبیعة مثل:

البلوغ الجنسی والرشد العقلی.

3.لیس للبلوغ فی القرآن معنی واحداً فی جمیع المواضع،بل قد یأتی أحیاناً بمعنی البلوغ الجنسی،وأحیاناً بمعنی البلوغ القانونی،واُخری بمعنی البلوغ الإداری.

ص:232


1- (1) .تفسیر العیاشی:ج 2 ص 292 ح 72، [1]الخصال:ص 545 ح 23،بحار الأنوار:ج 6 ص 120 ح 7. [2]
2- (2) .یجدر ذکره أنه قد جاء فی روایة بسند صحیح عن الإمام الصادق علیه السلام:«إذا بلغ أشده ثلاث عشرة سنة ودخل فی الأربع عشرة،وجب علیه ما وجب علی المحتلمین احتلم أو لم یحتلم...(الکافی:ج 7 ص 69 ح 7)» [3]وحسب هذه الروایة فإن«بلوغ الأشد»یبدأ فی سن الثالثة عشرة،إلا أن الفقهاء لم یفتوا بهذا الحکم لتعارض هذه الروایة مع روایات اخری مشهورةً.

4.اعتبر البلوغ الجنسی فی القرآن الکریم مجرّد مبدأ أحد الأحکام الواضحة وهو وجوب الاستئذان فی دخول غرفة استراحة الوالدین.

البلوغ فی الأحادیث

اشارة

هناک موضوعان حظیا باهتمام الأحادیث بشکل مفصّل فیما یتعلّق بالبلوغ:

1.دور البلوغ فی الأحکام التکلیفیة والوضعیة

ورد التأکید فی عدد من الروایات علی أنّ الطفل لا یکلّف قبل الوصول إلی مرحلة البلوغ بأداء الواجبات الإلهیة وترک المحرمات،وإذا ما ارتکب عملاً قبیحاً،فإنّه لا یعتبر مذنباً،کما روی عن النبی صلی الله علیه و آله:

إنَّ الصَّبِیَّ لا یَجری عَلَیهِ القَلَمُ حَتّی یَبلُغَ. (1)

وعلی هذا الأساس،فإن ارتکب الطفل ذنباً،فإن الإسلام لم یقرّر له عقوبة خاصة،مثل:السرقة،فلا تجری عقوبتها علیه،علماً أنّ من الضروری القیام ببعض الإجراءات لتأدیبه.

کما لا تجری الأحکام الوضعیة بشأن الطفل،مثل عدم نفوذ الطلاق والوصیة.

2.علامات البلوغ
اشارة

العلامات التی ذکرت فی الروایات للبلوغ هی:

أ-الاحتلام

اعتبر«الاحتلام»الذی هو علامة البلوغ الجنسی،فی الروایات،باعتباره إحدی علامات البلوغ التکلیفیة والقانونیة للصبیان.

وقد أوضحنا فیما سبق أن القرآن الکریم أشار بشکل إجمالی إلی تکلیف

ص:233


1- (1) .راجع:ص 249 ح 10465. [1]

الأطفال الذین بلغوا مرحلة البلوغ الجنسی.وبناءً علی ذلک،یمکن القول إنّ تکلیف الأطفال الذین بلغوا جنسیاً متّفق علیه فی الکتاب والسنة،ولذلک فإنه لا یوجد اختلاف بین الفقهاء فی هذا المجال.

ب-الحیض

تعتبر رؤیة دم«الحیض»من وجهة نظر الروایات،العلامة الأکیدة علی بلوغ الفتیات،ولیس هناک اختلاف فی هذا المجال.

ج-نمو شعر العانة

اعتبر نمو الشعر الخشن علی العانة،علامة بلوغ الصبیان،فی عدد من الروایات، ویری الکثیر من الفقهاء،أنّ هذه العلامة مشترکة بین الفتیات والفتیان مستدلّین علی ذلک بأن نمو هذا الشعر هو علامة البلوغ الطبیعیة (1).

د.سن البلوغ

اختلفت الروایات فی بیان سن البلوغ:

فقد ذکرت بعض الروایات أن سن بلوغ الفتیان خمسة عشر عاماً (2)،فیما ذکرت روایات اخری أنّه ثلاث عشرة سنة (3)،وفی بعضها أنّه عشر سنوات (4)،وفی رابع أنّه

ص:234


1- (1) .نعم قد یشکل عمومه للإناث بظهور النصوص فی الذکور خاصة،بل قد یظهر من بعض الأصحاب اختصاصها بهم وإن لم یعرف نقل الخلاف فی ذلک،لکن قد عرفت العموم فی معقد إجماعی الخلاف والتذکرة،بل صرّحا به وإن لم یکن فی العقد المزبور مؤیداً بتتبع أکثر العبارات وبأنّ الإنبات أمارة طبیعیة اعتبرها الشارع لکشفه عن تحقّق الإدراک فلا یختلف (جواهر الکلام:ج 26 ص 7). [1]
2- (2) .راجع:ص 256 ح 265.
3- (3) .تهذیب الأحکام:ج 6 ص 310 ح 856 وج 9 ص 183 ح 739،الکافی:ج 7 ص 69 ح 7،کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 [2] ص 221 ح 5519،وسائل الشیعة:ج 15 ص 432 ح 24774.
4- (4) .الکافی:ج 6 ص 124 ح 5 وج 7 ص 29 ح 4،تهذیب الأحکام:ج 8 ص 76 ح 254 وج 9 ū ص 182 ح 732،الاستبصار:ج 3 ص 302 ح 1072،کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 197 ح 5452،وسائل الشیعة:ج 15 ص 324 ح 28067 وج 13 ص 428 ح 24761.

تسع سنوات، (1)وفی آخر أنّه ثمانی سنوات. (2)

وأمّا فیما یتعلّق بالفتیات،فإنّ الغالبیة العظمی من الروایات ذکرت أنّ سنّ بلوغهنّ تسع سنین. (3)وهناک روایة ذکرت أنّ سنّ بلوغهنّ ثلاث عشرة سنة، (4)فیما تشیر روایة اخری إلی أنه عشر سنوات. (5)

سنّ البلوغ فی آثار الفقهاء المتقدّمین

لا نری فی آثار الفقهاء القدامی،مثل الشیخ الصدوق (ت 381 ه.ق) والسید المرتضی (355-436 ه.ق)،حدیثاً عن سنّ البلوغ،بل إنّهم یؤکدون علی علامات البلوغ الطبیعیة (الاحتلام عند الفتیان،والعادة الشهریّة عند الفتیات).

یقول الشیخ الصدوق فی بیان حد وجوب الصیام علی الأطفال بعد نقل الروایات ذات العلاقة بهذا الموضوع:

وهذه الأخبار کلّها متّفقة المعانی،یؤخذ الصبیّ بالصیام إذا بلغ تسع سنین إلی أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة وإلی الاِحتلام،وکذلک المرأة إلی الحیض، ووجوب الصوم علیهما بعد الاِحتلام والحیض،وما قبل ذلک تأدیب. (6)

ص:235


1- (1) .الکافی:ج 7 ص 233 ح 9،تهذیب الأحکام:ج 10 ص 120 ح 479،وسائل الشیعة:ج 18 ص 525 ح 34784.
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 9 ص 183 ح 736 وج 10 ص 120 ح 481،الاستبصار:ج 4 ص 249 ح 945،وسائل الشیعة:ج 18 ص 526 ح 34787 وج 13 ص 322 ح 24451.
3- (3) .راجع:ص 322 ح 8505 و 8506.
4- (4) .تهذیب الأحکام:ج 2 ص 380 ح 1588،الاستبصار:ج 1 ص 408 ح 1560،وسائل الشیعة:ج 1 ص 32 ح 82.
5- (5) .تهذیب الأحکام:ج 7 ص 255 ح 1099،کتاب من لایحضره الفقیه:ج 3 ص 461 ح 4591،وسائل الشیعة:ج 14 ص 461 ح 26465.
6- (6) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 122.

کما یصرّح فی کتاب المقنع:

اعلم أنّ الغلام یؤخذ بالصیام إذا بلغ تسع سنین علی قدر ما یطیقه،فإن أطاق إلی الظهر أو بعده صام إلی ذلک الوقت،فإذا غلب علیه الجوع والعطش أفطر،وإذا صام ثلاثة أیّام وُلّاءً اخِذ بصوم الشهر کلّه.وروی أنّ الغلام یؤخذ بالصوم ما بین أربع عشرة سنة إلی خمس عشرة سنة إلاّ أن یقوی قبل ذلک،وروی عن أبی عبد اللّه أنّه قال:«عَلَی الصَّبِیِ ّ إذا احتَلَمَ الصِّیامُ،وعَلَی المَرأَةِ إذا حاضَتِ الصِّیامُ والخِمارُ». (1)

ویؤکد الشریف المرتضی رحمه الله قائلاً:

إذا أسلم الکافر قبل استهلال الشهر کان علیه صیامه کلّه،وإن کان إسلامه وقد مضت منه أیّامٌ صام المستقبل ولا قضاء علیه فی الفائت،وکذلک الغلام إذا احتلم والجاریة إذا بلغت المحیض. (2)

ویحتمل أن یکون مراد هؤلاء الفقهاء هو أنّ السنّ لیس أمارةً تعبّدیةً للبلوغ،بل إنّ معیار البلوغ عند الفتیان الاحتلام،وعند الفتیات العادة الشهریّة.

رأی مشهور الفقهاء حول سنّ البلوغ

أفتی مشهور الفقهاء استناداً إلی الروایات التی ذکرت أن سنّ بلوغ الفتیان خمس عشرة سنة وسنّ بلوغ الفتیات تسع سنوات،واستناداً إلی هذا الرأی فإن سنّ البلوغ هو أمر تعبّدی عیّنه الشارع إلی جانب العلامات الطبیعیة الاُخری.والجدیر بالذکر هو أنّنا سوف لا نذکر فی هذا الباب سوی الروایات الدالة علی هذا المعنی،آخذین بنظر الاعتبار رأی مشهور الفقهاء.

رأی الفیض الکاشانی

اشارة

یری المحدّث والمحقّق الجلیل الملّا محسن الفیض رحمه الله أنّ اختلاف الروایات یقتضی

ص:236


1- (1) .المقنع:ص 195. [1]
2- (2) .رسائل المرتضی:ج 3 ص 57.

اختلاف سنّ البلوغ فیما یتعلّق بأنواع التکلیف.وبعبارة اخری؛فإنّ للبلوغ معانٍ ومراتب مختلفة،و هذا هو نصّ ما ذکره:

والتوفیق بین الأخبار یقتضی اختلاف معنی البلوغ بحسب السنّ بالإضافة إلی أنواع التکالیف،کما یظهر ممّا روی فی باب الصیام أنّه لا یجب علی الاُنثی قبل إکمالها الثلاث عشر سنة إلّاإذا حاضت قبل ذلک،وما روی فی باب الحدود أنّ الاُنثی تؤاخذ بها وهی تؤخذ لها إذا کملت تسع سنین،إلی غیر ذلک ممّا ورد فی الوصیة والعتق ونحوهما أنّها تصحّ من ذی العشر (1). (2)

وقد أخذ بعض الباحثین المعاصرین بهذا الرأی وقالوا:إنّ للبلوغ مراتب وکلّ مرتبة منه موضوع أحکام خاصة،مثل:

1.البلوغ العقائدی

یکفی-فیما یتعلّق بالعقائد-النطق بالشهادتین فی إسلام الطفل الکافر إذا ما کان هذا النطق قائماً علی المعرفة والوعی،حتی وإن لم یبلغ عمر الصبی خمس عشرة

ص:237


1- (1) .مفاتیح الشرایع:ج 1 ص 14. [1]
2- (2) .و مما یجدر ذکره أن رأی الفیض تمّ دحضه فی جواهر الکلام بهذا الاستدلال علی أنّه مخالف للإجماع،و هذا نصّ الجواهر:«فما تفرّد به الفاضل الکاشانی-من أنّ التحدید بالسنّ مختلف فی التکلیفات،وأنّ الحدّ فی کلّ شیء هو التحدید الوارد فیه،ظنّاً منه أنّ التوفیق بین النصوص الواردة فی السنّ إنّما یحصل بذلک-واضح الفساد،لمخالفته إجماع الإمامیة بل المسلمین کافّة،فإنّ العلماء مع اختلافهم فی حدّ البلوغ بالسنّ مجمعون علی أنّ البلوغ الرافع للحجر هو الذی یثبت به التکلیف،وأنّ الذی یثبت به التکلیف فی العبادات هو الذی یثبت به التکلیف فی غیرها،وأنّه لا فرق بین الصلاة وغیرها من العبادات فیه.بل هو أمر ظاهر فی الشریعة،معلوم من طریقة فقهاء الفریقین،وعمل المسلمین فی الأعصار والأمصار من غیر نکیر،ولم یسمع من أحد منهم تقسیم الصبیان بحسب اختلاف مراتب السنّ،بأن یکون بعضهم بالغاً فی الصلاة مثلاً غیر بالغ فی الزکاة،أو بالغاً فی العبادات دون المعاملات،أو بالغاً فیها غیر بالغ فی الحدود،وما ذاک إلّالکون البلوغ بالسنّ أمراً متحداً غیر قابل للتجزیة والتنویع»(جواهر الکلام:ج 26 ص 41). [2]

سنة ولم یبلغ عمر الفتاة تسع سنوات،و مثل هذا الطفل تجری علیه أحکام الإسلام ویخرج عن التبعیة للوالدین الکافرین.

2.البلوغ القانونی

فیما یخصّ العقود والمعاملات مثل:البیع،الإجارة،الرهن،الوصیة والطلاق؛فإنّه یکفی بلوغ سن العاشرة من العمر.وبطبیعة الحال شریطة بلوغه النمو العقلی.

3.بلوغ إجراء الحدود والتعزیرات

بالنسبة إلی إجراء الحدود والتعزیرات یکفی بلوغ الفتاة مبلغ النساء واستعدادها للزواج وقدرتها الجسمیة،حتّی وإن لم تبلغ العاشرة.

4.البلوغ العبادی

هناک أمران یکفی تحقق أحدهما فی تحقّق البلوغ فی مجال العبادات:العادة الشهریة،أو سنّ الثالثة عشرة،وخاصّة فیما یتعلّق بالصیام. (1)

وعلی أیّ حال،یمکن القول إنّ الرأی الأخیر ینسجم مع ما طرح فی معنی البلوغ من وجهة نظر القرآن،وکذلک مع رأی علماء النفس حول البلوغ،والذی سنأتی علی ذکره.وبالطبع فإنّ علینا أن نأخذ بنظر الاعتبار-کما سبقت الإشارة (2)- أنّ هناک إشکالات طرحت فیما یتعلّق بهذا الرأی،ویمکن طرحها فی المباحث الفقهیة التفصیلیة،وما طُرح هنا،لم یکن سوی إشارة للآراء الفقهیة حول علامات البلوغ. (3)

ص:238


1- (1) .کاوشی در فقه/کتاب اول (بالفارسیة):ص 251.
2- (2) .راجع:ص 234 الهامش 1.
3- (3) .علی أساس ما ورد فی«دائرة المعارف بزرگ إسلامی-بالفارسیة-»:«أن بعض الروایات التی ū وصلتنا من القرن الأول الهجری تدلّ علی أنّ مجرّد ظهور العلامات الجسمیة،اعتبر تحقّقاً للبلوغ والمبدأ الزمانی للتکلیف (الصنعانی،عبد الرزاق:ج 4 ص 153 وسعید بن منصور:ج 3 (1) ص 152 وابن أبی شیبة:ج 6 ص 221 و الحر العاملی:ج 11 ص 45 و أیضاً راجع:ابن قاسم:ج 16 ص 217 والبخاری:ج 2 ص 947). ومنذ أواخر القرن الأول وخلال القرن الهجری الثانی وردت إلی جانب تأکید بعض الفقهاء علی العلامات الجسمیة (راجع:الطحاوی:ج 3 ص 217،وأیضاً:ابن أبی شیبة:ج 5 ص 480)،واعتبر آخرون بلوغ عمر خاص من علامات البلوغ أیضاً) (راجع:سعید بن منصور:ج 3 (3) ص 382 والبخاری:ج 2 ص 947). وتبنی غالبیة الفقهاء من أصحاب الحدیث وبعض الفقهاء المالکیین والحنفیین وعموم الفقهاء الشافعیین والزیدیین،سن الخامسة عشرة باعتباره سن البلوغ عند الفتیات والفتیان معاً (راجع:الشافعی:ج 3 ص 220 والطحاوی-نفس المتقدم-والجصاص:ج 3 ص 625 وأبو إسحاق:ج 1 ص 330 وابن العربی،عارضة...ج 6 ص 116،أحکام....؛ج 1 ص 320؛ابن قدامة:ج 4 ث 514؛النووی،ج 13 ص 19 وص 21؛ابن المرتضی:ج 1 ص 150؛المرداوی:ص 320؛الغنیمی:ج 2 ص 71). ولکن رأی أبی حنیفة یستحق التأمل حیث إنّه کان یعتبر سن البلوغ عند الفتیان 18 عاماً (روایة أبی یوسف والحسن بن زیاد) أو 19 عاماً (روایة محمد بن الحسن) وبلوغ الفتیات 17 عاماً (الجصاص.نفس المصدر السابق). وفی القرن الثالث/9م،اعتبر داود الإصفهانی-مؤسّس المذهب الظاهری-أنّ اتّخاذ العمر معیاراً لتحقق البلوغ یخالف مضمون الروایات الدالّة علی«رفع القلم عن الصبی».وهو یری أنّ الشخص لا یعتبر بالغاً ما لم تظهر علیه علامات البلوغ،مهما بلغ عمره ابن قدامة:نفس المتقدم،النووی:ج 13 ص 22 (دائرة المعارف بزرگ إسلامی:ج 12 ص 528).

البلوغ من وجهة نظر علماء النفس

اشارة

قام علماء النفس بدراسات واسعة حول البلوغ،وسنتطرّق هنا أولاً إلی تعریفهم للبلوغ ثم نتناول علامات البلوغ وننتهی بالعوامل المؤثّرة فی البلوغ من وجهة نظر علماء النفس:

أ-تعریف البلوغ

یری علماء النفس أنّ البلوغ مرحلة من العمر تقترن ببعض التغیّرات فی جسم

ص:239

الطفل وأحاسیسه وأفکاره،وتبدأ هذه المرحلة بتفتح الغریزة الجنسیة.ویؤدّی البلوغ إلی تغیّر شعور الشخص،وتتغیر نظرته إلی العالم.ویتغیّر تعامله مع الآخرین ومع نفسه. (1)

کما قُدّمت تعاریفُ اخری،ولا مجال لذکرها کلّها هنا. (2)

ب-العلامات الخارجیة والغالبیة للبلوغ

یری علماء النفس أنّ البلوغ یقترن مع تغییرات مختلفة:بعضها ظاهر وبعضها خفیّ.

جاء فی کتاب روانشناسی رشد کودک و نوجوان (علم نفس الطفولة والمراهقة):

تتمثّل أهمّ التحوّلات الجسمیة فی مرحلة الشباب،فی ظهور الخصائص الأوّلیة والخصائص الثانویة.والمراد من الخصائص الأوّلیة،تکامل الأعضاء التناسلیة والقدرة علی التناسل،وأما الخصائص الثانویة فهی نمو اللحیة والشارب وتغیر الصوت لدی الفتیان،ونمو الثدیین والحوض لدی الفتیات.وبعد العادة الشهریة عند الفتیات والانتصاب والإنزال عند الفتیان،تظهر قابلیة التناسل.ومن العلامات المهمة للبلوغ عند الفتیات،زیادة طول القامة،وکبر الثدیین والحوض، أخیراً والعادة الشهریة.وتدلّ کلّ هذه العلامات علی أنّ الفتاة الیافعة قادرة علی التناسل.وتعتبر العادة الشهریة إیذاناً بنهایة النمو الجسدی السریع للفتیات ویختلف زمان بدایتها...ویتراوح مسار البلوغ الجنسی لدی الفتیات بین 9- 18 سنة. (3)

وجاء فیما یتعلّق بعلامات البلوغ عند الذکور:

ص:240


1- (1) .روان شناسی بلوغ (بالفارسیة)،مؤسسة ولیام ألنسون فایت فی علم النفس والتحلیل النفسانی،طهران:نشر حسام.
2- (2) .راجع:روانشناسی رشد کودک و نوجوان (بالفارسیة):ص 22.
3- (3) .روانشناسی رشد کودک ونوجوان (بالفارسیة):ص 219.

تتمثّل أهمّ آثار البلوغ الجنسی عند الفتیان فی خشونة الصوت وصغر العجز، وضحامة أسفل الرقبة شیئا ما،فیما یزداد عرض الصدر والکتفین،وتنبت اللحیة والشارب بعد سنتین من بلوغهم.ومن الآثار الأخری للبلوغ لدی الفتیان والفتیات ارتفاع ضغط الدم وازدیاد خفقان القلب.ویتراوح مسار البلوغ الجنسی لدی الفتیان بین 11 إلی 18 سنة؛أی إنّه متأخّر عن بلوغ الفتیات بسنتین. (1)

وکتب موریس دبس قائلاً:

الخصائص الجسمیة والنفسیة فی هذه المرحلة (البلوغ):نحن نعلم أنّ النموّ الطبیعی للجسم یتجلّی علی شکل ثلاث سلاسل من الظواهر،حیث یحدث علی إثر عمل الغدد الصماء الداخلیة.ویمکن أن نذکر من جملة ذلک:آخِرَ نموٍّ للقامة والوزن والذی یحدث لدی الفتیات بشکل مبکّر قیاساً إلی الفتیان.والاُخری:

ظهور الصفات الجنسیة الفرعیة-أو الثانویة-والتی تعدّ بحد ذاتها علامة علی ظاهرة رئیسة.والثالثة:نموّ الجهاز التناسلی،حیث تعتبر العادة الشهریة عند الفتیات،والاحتلام الأوّل لدی الفتیان من آثاره. (2)

ویری إف کی شارتل ورث أن:

یتراوح السن التقریبی لظهور الحیض من 9 إلی 17 عاماً،ویبلغ معدّله العمری ثلاث عشرة سنة.والحیض قبل التاسعة وبعد الثامنة عشرة نادر للغایة (سوی فی الحالات التی تصاب فیها الفتیات باختلال عمل الغدد).ویحدث أوّل حیض لدی حوالی ثلاثة أرباع الفتیات فی سن الثانیة عشرة،الثالثة عشرة والرابعة عشرة. (3)

ج-العوامل المؤثّرة فی البلوغ

ظهور علامات البلوغ لدی الفتیات والفتیان،له ارتباط تامّ بالمناخ،والتغذیة،

ص:241


1- (1) .المصدر السابق:ص 220.
2- (2) .مراحل تربیت،موریس وبس (بالفارسیة):ص 15.
3- (3) .روانشناسی رشد کودک و نوجوان (بالفارسیة):ص 220.

والثقافة وما إلی ذلک.نعم لا تتّفق الآراء بشأن مدی تأثیر هذه العوامل.

یقول أحد الباحثین فی هذا المجال:

للعِرق والتغذیة والعوامل الفیزیائیة والنفسیة السائدة فی بیئة الحیاة الأثر فی تعیین زمان ظهور البلوغ ومستوی ترشّح الهورمونات ذات العلاقة.وعلی سبیل المثال فإنّ الفیتامین یعدّ من جملة العوامل الغذائیة المؤثرة.کما أنّ العِرق والعوامل الفیزیائیة فی البیئة الجغرافیة لبعض شعوب المناطق الحارّة القریبة من خطّ الاستواء،تؤدّی إلی البلوغ المبکّر.

وعلی سبیل المثال فإنّ علامات البلوغ الجسمی لدی الفتیات فی الحبشة التی تعتبر من البلدان الأفریقیة الشدیدة الحرارة،تظهر فی التاسعة أو العاشرة من العمر؛فی حین أنّ البلوغ فی لابونی،فی أقصی شمال أوروبا،وفی شبه الجزیرة الإسکندنافیة یکون فی سنّ الثامنة عشرة.

کما أنّ الفساد الأخلاقی فی المجتمعات المنحلّة یؤدّی هو الآخر إلی البلوغ المبکّر فی تلک المجتمعات.

ویختلف سنّ البلوغ فی الأعراق المختلفة،وتلعب العوامل البیئیة،والثقافیة، والوراثیة والغذائیة دورها فی ظهور البلوغ.

وعلی سبیل المثال:فإنّ سنّ البلوغ عند الفتیات فی الهند متأخّر عنه فی الفتیات البریطانیات والأمیرکیات،بل قدّر بعض الباحثین تقدّم بلوغ الفتیات فی البلدان الأوروبیة بحدود ثلاثة أشهر إلی أربعة أشهر فی کلّ عشر سنوات بالقیاس للسنوات السابقة علیها.کما تشیر الدراسات الإحصائیة فی إیران من خلال المقارنة بین سنّ الحیض عند الفتیات والأُمهات وجدّاتهنّ إلی انخفاض سنّ الحیض بمرور الزمان. (1)

ص:242


1- (1) .بلوغ (بالفارسیة)،دکتور احمد صبور اردوبادی،ص 149-150.

الفَصلُ الأَوَّل:أصناف البلوغ

1/1 بُلوغُ الحُلُمِ

الکتاب

« یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِیَسْتَأْذِنْکُمُ الَّذِینَ مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ وَ الَّذِینَ لَمْ یَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْکُمْ ثَلاثَ مَرّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَ حِینَ تَضَعُونَ ثِیابَکُمْ مِنَ الظَّهِیرَةِ وَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَکُمْ لَیْسَ عَلَیْکُمْ وَ لا عَلَیْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوّافُونَ عَلَیْکُمْ بَعْضُکُمْ عَلی بَعْضٍ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمُ الْآیاتِ وَ اللّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ وَ إِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْکُمُ الْحُلُمَ فَلْیَسْتَأْذِنُوا کَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ آیاتِهِ وَ اللّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ » . (1)

الحدیث

10453. الکافی عن زرارة عن الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «اَلَّذِینَ مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ» قالَ-:

هِیَ خاصَّةٌ فِی الرِّجالِ دونَ النِّساءِ.قُلتُ:فَالنِّساءُ یَستَأذِنَّ فی هذِهِ الثَّلاثِ ساعاتٍ؟ قالَ:لا،ولکِن یَدخُلنَ ویَخرُجنَ. «وَ الَّذِینَ لَمْ یَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْکُمْ» قالَ:مِن

ص:243


1- (1) .النور:58 و 59. [1]

أنفُسِکُم،قالَ:عَلَیکُمُ (1)استِئذانٌ کَاستِئذانِ مَن قَد بَلَغَ فی هذِهِ الثَّلاثِ ساعاتٍ. (2)

10454. الکافی عن جرّاح المدائنیّ: عَن أبی عَبدِ اللّهِ [الإِمامِ الصّادِقِ] علیه السلام،قالَ:لِیَستَأذِنِ الَّذینَ مَلَکَت أیمانُکُم وَالَّذینَ لَم یَبلُغُوا الحُلُمَ مِنکُم ثَلاثَ مَرّاتٍ کَما أمَرَکُمُ اللّهُ عز و جل،ومَن بَلَغَ الحُلُمَ فَلا یَلِجُ عَلی امِّهِ،ولا عَلی اختِهِ،ولا عَلی خالَتِهِ،ولا عَلی سِوی ذلِکَ إلّا بِإِذنٍ،فَلا تَأذَنوا حَتّی یُسَلِّمَ،وَالسَّلامُ طاعَةٌ للّهِ ِ عز و جل.

قالَ:وقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لِیَستَأذِن عَلَیکَ خادِمُکَ إذا بَلَغَ الحُلُمَ فی ثَلاثِ عَوراتٍ إذا دَخَلَ فی شَیءٍ مِنهُنَّ ولَو کانَ بَیتُهُ فی بَیتِکَ.

قالَ:ولیَستَأذِن عَلَیکَ بَعدَ العِشاءِ الَّتی تُسَمَّی«العَتَمَةَ»،وحینَ تُصبِحُ،وحینَ تَضَعونَ ثِیابَکُم مِنَ الظَّهیرَةِ،إنَّما أمَرَ اللّهُ عز و جل بِذلِکَ لِلخَلوَةِ؛فَإِنَّها ساعَةُ غِرَّةٍ وخَلوَةٍ. (3)

2/1 بُلوغُ النِّکاحِ وَالرُّشدِ

الکتاب

« وَ ابْتَلُوا الْیَتامی حَتّی إِذا بَلَغُوا النِّکاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَ لا تَأْکُلُوها إِسْرافاً وَ بِداراً أَنْ یَکْبَرُوا وَ مَنْ کانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ کانَ فَقِیراً فَلْیَأْکُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَیْهِمْ وَ کَفی بِاللّهِ حَسِیباً » . (4)

ص:244


1- (1) .قال المجلسی قدس سره:قوله علیه السلام:«علیکم»:کذا فی النسخ،والظاهر:«علیهم»،ولعلّ المعنی کأنّه تعالی وجّه الخطاب إلی الأطفال هکذا،أو أنّهم لمّا کانوا غیر مکلّفین فعلیکم أن تأمروهم بالاستئذان (مرآة العقول:ج 20 ص 366). [1]
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 529 ح 2. [2]
3- (3) .الکافی:ج 5 ص 529 ح 1 [3] وص 530 ح 3 عن محمّد بن قیس عن الإمام الباقر علیه السلام وح 4 عن الفضیل بن یسار عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه.
4- (4) .النساء:6. [4]

الحدیث

10455. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ » -:إیناسُ الرُّشدِ حِفظُ المالِ. (1)

10456. تفسیر العیاشی عن یونس بن یعقوب: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:قَولُ اللّهِ: «فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ» أیُّ شَیءٍ الرُّشدُ الَّذی یُؤنَسُ مِنهُم؟

قالَ:حِفظُ مالِهِ. (2)

10457. تفسیر القمّی: أمّا قَولُهُ: «وَ ابْتَلُوا الْیَتامی حَتّی إِذا بَلَغُوا النِّکاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَ لا تَأْکُلُوها إِسْرافاً وَ بِداراً أَنْ یَکْبَرُوا قالَ:مَن کانَ فی یَدِهِ مالُ الیَتامی فَلا یَجوزُ لَهُ أن یُعطِیَهُ (3)حَتّی یَبلُغَ النِّکاحَ [ویَحتَلِمَ] (4)،فَإِذَا احتَلَمَ وَجَبَ عَلَیهِ الحُدودُ وإقامَةُ الفَرائِضِ،ولا یَکونُ مُضَیِّعاً ولا شارِبَ خَمرٍ ولا زانِیاً،فَإِذا آنَسَ مِنهُ الرُّشدَ دَفَعَ إلَیهِ المالَ وأَشهَدَ عَلَیهِ.وإن کانوا لا یَعلَمونَ أنَّهُ قَد بَلَغَ فَإِنَّهُ یُمتَحَنُ بِریحِ إبطِهِ أو نَبتِ عانَتِهِ،فَإِذا کانَ ذلِکَ فَقَد بَلَغَ فَیَدفَعُ إلَیهِ مالَهُ إذا کانَ رَشیداً،ولا یَجوزُ أن یَحبِسَ عَلَیهِ مالَهُ ویُعَلِّلَ أنَّهُ لَم یَکبَر. (5)

10458. صحیح مسلم عن ابن عباس -فی جَوابِ نَجدَةَ بنِ عامِرٍ-:سَأَلتَ عَنِ الیَتیمِ مَتی یَنقَضی یُتمُهُ؟وإنَّهُ إذا بَلَغَ النِّکاحَ،واُونِسَ مِنهُ رُشدٌ،ودُفِعَ إلَیهِ مالُهُ؛

ص:245


1- (1) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 222 ح 5523،تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 221 ح 26 [1] عن یونس بن یعقوب نحوه،وسائل الشیعة:ج 13 ص 143 ح 23948. [2]
2- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 221 ح 26، [3]بحار الأنوار:ج 75 ص 6 ح 16. [4]
3- (3) .فی بحارالأنوار:« [5]أن یُؤتِیَهُ»،وهو الأصحّ.
4- (4) .ما بین المعقوفین أثبتناه من بحارالأنوار. [6]
5- (5) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 131، [7]بحار الأنوار:ج 103 ص 163 ح 10. [8]

فَقَدِ انقَضی یُتمُهُ. (1)

10459. الإمام الصادق علیه السلام -فی تَفسیرِ قَولِ اللّهِ عز و جل: « فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ» -:إذا رَأَیتُموهُم یُحِبّونَ آلَ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَارفَعوهُم دَرَجَةً (2). (3)

3/1 بُلوغُ الأَشُدِّ

الکتاب

«وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلاّ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُوا الْکَیْلَ وَ الْمِیزانَ بِالْقِسْطِ لا نُکَلِّفُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها وَ إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ کانَ ذا قُرْبی وَ بِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُوا ذلِکُمْ وَصّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ» . (4)

« وَ قالَ الَّذِی اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَکْرِمِی مَثْواهُ عَسی أَنْ یَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَ کَذلِکَ مَکَّنّا لِیُوسُفَ فِی الْأَرْضِ وَ لِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ وَ اللّهُ غالِبٌ عَلی أَمْرِهِ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لا یَعْلَمُونَ وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَیْناهُ حُکْماً وَ عِلْماً وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ» . (5)

«یا أَیُّهَا النّاسُ إِنْ کُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنّا خَلَقْناکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَکُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی ثُمَّ نُخْرِجُکُمْ

ص:246


1- (1) .صحیح مسلم:ج 3 ص 1446 ح 140،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 535 ح 2235، [1]السنن الکبری:ج 9 ص 91 ح 17966، [2]المعجم الکبیر:ج 10 ص 335 ح 10830 کلاهما نحوه.
2- (2) .فی المصدر-تعقیباً علی هذا الحدیث-:قال مصنّف هذا الکتاب:هذا الحدیث غیر مخالف لما تقدّم؛و ذلک أنّه إذا اونس منه الرشد وهو حفظ المال دفع إلیه ماله،وکذلک إذا اونس منه الرشد فی قبول الحقّ اختبر به،وقد تنزل الآیة فی شیء وتجری فی غیره.
3- (3) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 222 ح 5524،تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 221 ح 27 [3] عن عبد اللّه بن المغیرة،بحار الأنوار:ج 75 ص 6 ح 17. [4]
4- (4) .الأنعام:152 [5] وراجع:الإسراء:34. [6]
5- (5) .یوسف:21 و 22. [7]

طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ» . (1)

«هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً» . (2)

«وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ کُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی إِنِّی تُبْتُ إِلَیْکَ وَ إِنِّی مِنَ الْمُسْلِمِینَ» . (3)

«وَ أَمَّا الْجِدارُ فَکانَ لِغُلامَیْنِ یَتِیمَیْنِ فِی الْمَدِینَةِ وَ کانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُما وَ کانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّکَ أَنْ یَبْلُغا أَشُدَّهُما وَ یَسْتَخْرِجا کَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّکَ وَ ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِی ذلِکَ تَأْوِیلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَیْهِ صَبْراً» . (4)

«وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوی آتَیْناهُ حُکْماً وَ عِلْماً وَ کَذلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ» . (5)

الحدیث

10460. الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ تَعالی: «وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوی آتَیْناهُ حُکْماً وَ عِلْماً» -:

أشُدُّهُ:ثَمانَ عَشرَةَ سَنَةً.وَاستَوی:اِلتَحی. (6)

10461. الخصال عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلَهُ أبی وأَنَا حاضِرٌ عَنِ الیَتیمِ مَتی یَجوزُ أمرُهُ؟قالَ:حَتّی یَبلُغَ أشُدَّهُ،قالَ:وما أشُدُّهُ؟قالَ:الاِحتِلامُ،قالَ:

قُلتُ:قَد یَکونُ الغُلامُ ابنَ ثَمانَ عَشرَةَ سَنَةً أو أقَلَّ أو أکثَرَ ولا یَحتَلِمُ !

ص:247


1- (1) .الحجّ:5. [1]
2- (2) .غافر:67. [2]
3- (3) .الأحقاف:15. [3]
4- (4) .الکهف:82. [4]
5- (5) .القصص:14. [5]
6- (6) .معانی الأخبار:ص 226 ح 1 عن محمّد بن النعمان الأحول،بحار الأنوار:ج 12 ص 284 ح 68. [6]

قالَ:إذا بَلَغَ وکُتِبَ عَلَیهِ الشَّیءُ جازَ أمرُهُ،إلّاأن یَکونَ سَفیهاً أو ضَعیفاً. (1)

10462. تهذیب الأحکام عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلَهُ أبی وأَنَا حاضِرٌ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «حَتّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ» ،قالَ:الاِحتِلامُ.قالَ:فَقالَ:یَحتَلِمُ فی سِتَّ عَشرَةَ وسَبعَ عَشرَةَ ونَحوِها ! (فَقالَ:إذا أتَت عَلَیهِ ثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً ونَحوُها) (2)فَقالَ:

لا،إذا أتَت عَلَیهِ ثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً کُتِبَت لَهُ الحَسَناتُ وکُتِبَت عَلَیهِ السَّیِّئاتُ،وجازَ أمرُهُ؛إلّاأن یَکونَ سَفیهاً أو ضَعیفاً.

فَقالَ:ومَا السَّفیهُ؟فَقالَ:الَّذی یَشتَرِی الدِّرهَمَ بِأَضعافِهِ،قالَ:ومَا الضَّعیفُ؟ قالَ:الأَبلَهُ. (3)

10463. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ نَجدَةَ الحَرورِیَّ کَتَبَ إلَی ابنِ عَبّاسٍ یَسأَ لُهُ عَن أربَعَةِ أشیاءَ...

عَنِ الیَتیمِ مَتی یَنقَطِعُ یُتمُهُ؟

فَکتَبَ إلَیهِ ابنُ عَبّاسٍ:...أمَّا الیَتیمُ فَانقِطاعُ یُتمِهِ أشُدُّهُ؛وهُوَ الاِحتِلامُ. (4)

10464. مجمع البیان: «فَأَرادَ رَبُّکَ أَنْ یَبْلُغا أَشُدَّهُما» أی:یَنتَهِیا إلَی الوَقتِ الَّذی یَعرِفانِ فیهِ نَفعَ أنفُسِهِما،وحِفظَ مالِهِما،وهُوَ أن یَکبَرا ویَعقِلا. (5)

ص:248


1- (1) .الخصال:ص 495 ح 3،بحار الأنوار:ج 103 ص 165 ح 16. [1]
2- (2) .مابین القوسین لم یرد فی وسائل الشیعة. [2]
3- (3) .تهذیب الأحکام:ج 9 ص 182 ح 731،وسائل الشیعة:ج 13 ص 430 ح 24767. [3]
4- (4) .الخصال:ص 235 ح 75 عن عبید اللّه بن علیّ الحلبی،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 291 ح 70 [4] عن عبد اللّه بن سنان،بحار الأنوار:ج 103 ص 165 ح 15. [5]
5- (5) .مجمع البیان:ج 6 ص 754.

الفَصل الثّانی:آثار عدم البلوغ

1/2 عَدَمُ التَّکلیف

10465. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ الصَّبِیَّ لا یَجری عَلَیهِ القَلَمُ حَتّی یَبلُغَ. (1)

10466. عنه صلی الله علیه و آله: رُفِعَ القَلَمُ عَن ثَلاثَةٍ:عَنِ النّائِمِ حَتّی یَستَیقِظَ،وعَنِ الطِّفلِ حَتّی یَحتَلِمَ،وعَنِ المَجنونِ حَتّی یَبرَأَ أو یَعقِلَ. (2)

2/2 عَدَمُ نُفوذِ الطَّلاقِ

10467. الإمام الصادق علیه السلام: لَیسَ طَلاقُ الصَّبِیِّ بِشَیءٍ. (3)

ص:249


1- (1) .فضائل الأشهر الثلاثة:ص 55 ح 33 و ص 116 ح 111 [1] کلاهما عن سلیمان المروزی عن الإمام الرضا علیه السلام،والأخیر من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 97 ص 81 ح 49. [2]
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 295 ح 1183 [3] عن الحسن عن الإمام علیّ علیه السلام،سنن أبی داود:ج 4 ص 140 ح 4401 [4] عن ابن عباس عن الإمام علیّ علیه السلام و ح 4403 عن أبی الضحی عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،سنن الدارمی:ج 2 ص 613 ح 2211، [5]صحیح ابن حبّان:ج 1 ص 355 ح 142،مسند أبی یعلی:ج 4 ص 258 ح 4383 کلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 4 ص 236 ح 10322 وص 233 ح 10309؛الطرائف:ص 473 [6] عن الحسن البصری عن الإمام علیّ علیه السلام،دعائم الاسلام:ج 1 ص 194 [7] عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 88 ص 134 ح 5. [8]
3- (3) .الکافی:ج 6 ص124 ح2، [9]تهذیب الأحکام:ج 8 ص76 ح256 کلاهما عن أبی الصباح الکنانی،ū وسائل الشیعة:ج 15 ص 324 ح 28066.

10468. عنه علیه السلام: لا یَجوزُ طَلاقُ الصَّبِیِّ ولَا السَّکرانِ. (1)

10469. الإمام علیّ علیه السلام: لا یَجوزُ طَلاقُ المَعتوهِ...ولا صَبِیٍّ حَتّی یَحتَلِمَ. (2)

3/2 عَدَمُ التَّحلیلِ إذا صارَ مُحَلِّلاً

10470. الکافی عن علیّ بن الفضل الواسطی: کَتَبتُ إلَی الرِّضا علیه السلام:رَجَلٌ طَلَّقَ امرَأَتَهُ الطَّلاقَ الَّذی لا تَحِلُّ لَهُ حَتّی تَنکِحَ زَوجاً غَیرَهُ،فَتَزَوَّجَها غُلامٌ لَم یَحتَلِم،قالَ:لا،حَتّی یَبلُغَ.فَکَتَبتُ إلَیهِ:ما حَدُّ البُلوغِ؟فَقالَ:ما أوجَبَ عَلَی المُؤمِنینَ الحُدودَ. (3)

4/2 عَدَمُ إجراءِ الحُدودِ

10471. الکافی عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام،قال: سَأَلتُهُ عَنِ الصَّبِیِّ یَسرِقُ،قالَ:إذا سَرَقَ مَرَّةً وهُوَ صَغیرٌ عُفِیَ عَنهُ،فَإِن عادَ عُفِیَ عَنهُ،فَإِن عادَ قُطِعَ بَنانُهُ،فَإِن عادَ قُطِعَ أسفَلُ مِن ذلِکَ. (4)

10472. الإمام الصادق علیه السلام: لا یُحَدُّ الصَّبِیُّ إذا وَقَعَ عَلَی امرَأَةٍ،ویُحَدُّ الرَّجُلُ إذا وَقَعَ عَلَی

ص:250


1- (1) .الکافی:ج 6 ص 124 ح 3 [1]عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 15 ص 324 ح 28069. [2]
2- (2) .الجعفریّات:ص 112، [3]النوادر للراوندی:ص 225 ح 458 [4] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 104 ص 159 ح 88.
3- (3) .الکافی:ج 6 ص 76 ح 6، [5]تهذیب الأحکام:ج 8 ص 33 ح 100،الإستبصار:ج 3 ص 274 ح 975،وسائل الشیعة:ج 15 ص 367 ح 28195. [6]
4- (4) .الکافی:ج 7 ص 232 ح 2، [7]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 119 ح 474 نحوه،مسائل علیّ بن جعفر:ص 168 ح 280 [8] عن علیّ بن جعفر عن أخیه الإمام الکاظم علیه السلام،بحار الأنوار:ج 10 ص 277 ح 1. [9]

الصَّبِیَّةِ. (1)

10473. الکافی عن عبد اللّه بن سنان: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الصَّبِیِّ یَسرِقُ؟قالَ:یُعفی عَنهُ مَرَّةً ومَرَّتَینِ،ویُعَزَّرُ (2)فِی الثّالِثَةِ،فَإِن عادَ قُطِعَت أطرافُ أصابِعِهِ،فَإِن عادَ قُطِعَ أسفَلُ مِن ذلِکَ. (3)

ص:251


1- (1) .الکافی:ج 7 ص 180 ح 3 [1] عن أبان،تهذیب الأحکام:ج 10 ص 17 ح 46 عن أبی العبّاس،وسائل الشیعة:ج 14 ص 241 ح 25721. [2]
2- (2) .التعزیرُ:التأدیبُ دونَ الحَدِّ (المصباح المنیر:ص 407«عزر»).
3- (3) .الکافی:ج 7 ص 232 ح 1 و ح 4، [3]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 119 ح 472 کلاهما عن الحلبی نحوه و ح 473،وسائل الشیعة:ج 18 ص 522 ح 34775. [4]

ص:252

الفصل الثالث:علامة بلوغ الصبی

1/3 الاِحتِلامُ

10474. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُتمَ بَعدَ احتِلامٍ. (1)

10475. عنه صلی الله علیه و آله: لا یُتمَ بَعدَ حُلُمٍ. (2)

10476. الخصال عن أبی ظبیان: اتِیَ عُمَرُ بِامرَأَةٍ مَجنونَةٍ قَد فَجَرَت،فَأَمَرَ بِرَجمِها،فَمَرّوا بِها عَلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام،فَقالَ:ما هذِهِ؟قالوا:مَجنونَةٌ فَجَرَت فَأَمَرَ بِها عُمَرُ أن تُرجَمَ.

فَقالَ:لا تَعجَلوا.فَأَتی عُمَرَ فَقالَ لَهُ:أما عَلِمتَ أنَّ القَلَمَ رُفِعَ عَن ثَلاثَةٍ:عَنِ

ص:253


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 443 ح 5، [1]الأمالی للصدوق:ص 461 ح 614 [2] کلاهما عن منصور بن حازم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،کتاب من لایحضره الفقیه:ج 3 ص 360 ح 4273 عن منصور بن حازم عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وج 4 ص 361 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعاً عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،سنن أبی داود:ج 3 ص 115 ح 2873، [3]السنن الکبری:ج 6 ص 95 ح 11309 [4] کلاهما عن عبد اللّه بن أبی أحمد عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله.
2- (2) .النوادر للراوندی:ص 223 ح 453 [5] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 103 ص 165 ح 18؛ [6]المصنّف لعبد الرزاق:ج 6 ص 416 ح 11451 عن النزّال بن سبرة عن الإمام علی علیه السلام،کنز العمّال:ج 3 ص 178 ح 6045.

الصَّبِیِّ حَتّی یَحتَلِمَ،وعَنِ المَجنونِ حَتّی یُفیقَ،وعَنِ النّائِمِ حَتّی یَستَیقِظَ؟ (1)

10477. الإمام علیّ علیه السلام: عَلِّموا صِبیانَکُمُ الصَّلاةَ،وخُذوهُم بِها إذا بَلَغُوا الحُلُمَ. (2)

10478. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أولادَ المُسلِمینَ مَوسومونَ عِندَ اللّهِ:شافِعٌ ومُشَفَّعٌ،فَإِذا بَلَغُوا اثنَتَی عَشرَةَ سَنَةً کانَت لَهُمُ الحَسَناتُ،فَإِذا بَلَغُوا الحُلُمَ کُتِبَت عَلَیهِمُ السَّیِّئاتُ. (3)

10479. عنه علیه السلام: لَو أنَّ غُلاماً حَجَّ عَشرَ حِجَجٍ ثُمَّ احتَلَمَ،کانَت عَلَیهِ فَریضَةُ الإِسلامِ. (4)

10480. الخصال عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلَهُ أبی وأَنَا حاضِرٌ عَنِ الیَتیمِ مَتی یَجوزُ أمرُهُ؟قالَ:حَتّی یَبلُغَ أشُدَّهُ،قالَ:وما أشُدُّهُ؟قالَ:الاِحتِلامُ. (5)

10481. الإمام الصادق علیه السلام: عَلَی الصَّبِیِّ إذَا احتَلَمَ الصِّیامُ. (6)

10482. الکافی عن شهاب عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ عَنِ ابنِ عَشرِ سِنینَ یَحُجُّ،قالَ:

عَلَیهِ حَجَّةُ الإِسلامِ إذَا احتَلَمَ،وکَذلِکَ الجارِیَةُ عَلَیهَا الحَجُّ إذا طَمِثَت. (7)

10483. الإمام الصادق علیه السلام: انقِطاعُ یُتمِ الیَتیمِ بِالاِحتِلامِ وهُوَ أشُدُّهُ،وإنِ احتَلَمَ ولَم یُؤنَس مِنهُ

ص:254


1- (1) .الخصال:ص 94 ح 40 و ص 175 ح 233،بحار الأنوار:ج 5 ص 303 ح 13؛ [1]المصنّف لعبد الرزّاق:ج 7 ص 80 ح 12288 عن ابن عبّاس نحوه،کنز العمّال:ج 5 ص 451 ح 13584.
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 353 ح 6305. [2]
3- (3) .الکافی:ج 6 ص 3 ح 8 [3] عن طلحة بن زید،التوحید:ص 392 ح 3 عن طلحة بن زید عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،وسائل الشیعة:ج 1 ص 30 ح 71. [4]
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 278 ح 18، [5]تهذیب الأحکام:ج 5 ص 6 ح 15،الإستبصار:ج 2 ص 141 ح 459 و ص 146 ح 477 کلّها عن مسمع بن عبد الملک،وسائل الشیعة:ج 8 ص 30 ح 14204. [6]
5- (5) .الخصال:ص 495 ح 3،تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 291 ح 71، [7]بحار الأنوار:ج 103 ص 165 ح 16. [8]
6- (6) .تهذیب الأحکام:ج 4 ص 327 ح 1015 و ص 281 ح 851،الإستبصار:ج 2 ص 123 ح 398 کلّها عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 3 ص 297 ح 5554. [9]
7- (7) .الکافی:ج 4 ص 276 ح 8، [10]تهذیب الأحکام:ج 5 ص 6 ح 14،کتاب من لایحضره الفقیه:ج 2 ص 435 ح 2898 عن إسحاق بن عمّار،وسائل الشیعة:ج 8 ص 30 ح 14201. [11]

رُشدٌ وکانَ سَفیهاً أو ضَعیفاً فَلیُمسِک عَنهُ وَلِیُّهُ مالَهُ. (1)

10484. الکافی عن ابن بکیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فی آخِرِ ما لَقیتُهُ،عَن غُلامٍ لَم یَبلُغِ الحُلُمَ وَقَعَ عَلَی امرَأَةٍ أو فَجَرَ بِامرَأَةٍ،أیُّ شَیءٍ یُصنَعُ بِهِما؟قالَ:یُضرَبُ الغُلامُ دونَ الحَدِّ، ویُقامُ عَلَی المَرأَةِ الحَدُّ.قُلتُ:جارِیَةٌ لَم تَبلُغ وُجِدَت مَعَ رَجُلٍ یَفجُرُ بِها؟قالَ:

تُضرَبُ الجارِیَةُ دونَ الحَدِّ،ویُقامُ عَلَی الرَّجُلِ الحَدُّ الکامِلُ. (2)

10485. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ نَجدَةَ الحَرورِیَّ کَتَبَ إلَی ابنِ عَبّاسٍ یَسأَ لُهُ عَن أربَعَةِ أشیاءَ:...

و عَنِ الیَتیمِ مَتی یَنقَطِعُ یُتمُهُ؟...فَکَتَبَ إلَیهِ ابنُ عَبّاسٍ:...أمَّا الیَتیمُ فَانقِطاعُ یُتمِهِ أشُدُّهُ؛وهُوَ الاِحتِلامُ. (3)

10486. الإمام الرضا علیه السلام: یُؤخَذُ الغُلامُ بِالصَّلاةِ وهُوَ ابنُ سَبعِ سِنینَ،ولا تُغَطِّی المَرأَةُ شَعرَها مِنهُ حَتّی یَحتَلِمَ. (4)

2/3 إنباتُ الشَّعرِ عَلَی العانَةِ

.(5) 7

10487. الإمام الباقر علیه السلام -فی بَیانِ عَلاماتِ بُلوغِ الصَّبِیِّ-:إذَا احتَلَمَ،أو بَلَغَ خَمسَ عَشرَةَ

ص:255


1- (1) .الکافی:ج 7 ص 68 ح 2، [1]تهذیب الأحکام:ج 9 ص 183 ح 737،کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 220 ح 5517 کلّها عن هشام بن سالم،وسائل الشیعة:ج 12 ص 268 ح 22751. [2]
2- (2) .الکافی:ج 7 ص 180 ح 2، [3]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 17 ح 45،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 27 ح 5006 عن أبی مریم،وسائل الشیعة:ج 18 ص 362 ح 34241. [4]
3- (3) .الخصال:ص 235 ح 75 عن عبید اللّه بن علی الحلبی،بحار الأنوار:ج 103 ص 165 ح 15. [5]
4- (4) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 3 ص 436 ح 4507 عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر،وسائل الشیعة:ج 14 ص 169 ح 25497. [6]
5- (5) .یجدر ذکره أنّ الکثیر من الفقهاء،یعتبرون نموّ شعر العانة لدی الفتاة علامة علی البلوغ کما هو الحال بالنسبة إلی الفتی،رغم عدم تصریح الروایات بذلک.

سَنَةً،أو أشعَرَ أو أنبَتَ قَبلَ ذلِکَ. (1)

10488. عنه علیه السلام -أیضاً-:إنَّ الغُلامَ إذا زَوَّجَهُ أبوهُ ولَم یُدرِک؛کانَ لَهُ الخِیارُ إذا أدرَکَ وبَلَغَ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،أو یُشعِرُ فی وَجهِهِ،أو یُنبِتُ فی عانَتِهِ قَبلَ ذلِکَ. (2)

3/3 بُلوغُ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً

10489. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا بَلَغَ المَولودُ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،کُتِبَ ما لَهُ وما عَلَیهِ،واُقیمَت عَلَیهِ الحُدودُ. (3)

راجع:ص 259 ( جوامع علامات البلوغ ).

ص:256


1- (1) .الکافی:ج 7 ص 197 ح 1، [1]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 37 ح 132،وسائل الشیعة:ج 1 ص 30 ح 72. [2]
2- (2) .تهذیب الأحکام:ج 7 ص 382 ح 1544 عن یزید الکناسی،وسائل الشیعة:ج 14 ص 209 ح 25626 [3] وراجع:سنن النسائی:ج 6 ص 155 ومسند ابن حنبل:ج 7 ص 21 ح 19024 والمستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 37 ح 4333 والسنن الکبری:ج 6 ص 96 ح 11317 وتهذیب الأحکام:ج 6 ص 173 ح 339 وقرب الإسناد:ص 133 ح 467.
3- (3) .عوالی اللآلی:ج 2 ص 118 ح 328. [4]

الفصل الرابع:علامة بلوغ الصبیّة

1/4 الحَیضُ

10490. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یُتمَ بَعدَ احتِلامٍ،ولا یُتمَ عَلی جارِیَةٍ إذا هِیَ حاضَت. (1)

10491. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَقبَلُ اللّهُ صَلاةَ حائِضٍ إلّابِخِمارٍ. (2)

10492. الإمام علیّ علیه السلام: إذا حاضَتِ الجارِیَةُ فَلا تُصَلّی إلّابِخِمارٍ. (3)

10493. الإمام الصادق علیه السلام: اتِیَ عَلِیٌّ علیه السلام بِجارِیَةٍ لَم تَحِض قَد سَرَقَت،فَضَرَبَها أسواطاً ولَم یَقطَعها. (4)

10494. عنه علیه السلام: عَلَی الصَّبِیِّ إذَا احتَلَمَ الصِّیامُ،وعَلَی الجارِیَةِ إذا حاضَتِ الصِّیامُ

ص:257


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 4 ص 14 ح 3502،مجمع الزوائد:ج 4 ص 411 ح 7154 کلاهما عن حنظلة،اُسد الغابة:ج 1 ص 523 الرقم 713 [1] عن جذیة،کنز العمّال:ج 3 ص 178 ح 6046.
2- (2) .سنن أبی داود:ج 1 ص 173 ح 641،سنن الترمذی:ج 2 ص 215 ح 377،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 215 ح 655 کلّها عن عائشة،کنز العمّال:ج 7 ص 331 ح 19114.
3- (3) .قرب الإسناد:ص 141 ح 506 [2] عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحارالأنوار:ج 88 ص 125 ح 1.
4- (4) .الکافی:ج 7 ص 232 ح 5 [3] عن السکونی،تهذیب الأحکام:ج 10 ص 121 ح 485 عن إسماعیل بن أبی زیاد عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر علیهما السلام،وسائل الشیعة:ج 18 ص 524 ح 34780. [4]

وَالخِمارُ. (1)

10495. کتاب من لایحضره الفقیه: فی خَبَرٍ آخَرَ:عَلَی الصَّبِیِّ إذَا احتَلَمَ الصِّیامُ،وعَلَی المَرأَةِ إذا حاضَتِ الصِّیامُ. (2)

2/4 تِسعُ سِنینَ

10496. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أتی عَلَی الجارِیَةِ تِسعُ سِنینَ فَهِیَ امرَأَةٌ. (3)

10497. الإمام الصادق علیه السلام: حَدُّ بُلوغِ المَرأَةِ تِسعُ سِنینَ. (4)

ص:258


1- (1) .تهذیب الأحکام:ج 4 ص 281 ح 851 و ص 327 ح 1015،الإستبصار:ج 2 ص 123 ح 398 کلّها عن أبی بصیر،وسائل الشیعة:ج 3 ص 297 ح 5554. [1]
2- (2) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 2 ص 122 ح 1907،وسائل الشیعة:ج 1 ص 32 ح 10. [2]
3- (3) .تاریخ أصبهان:ج 2 ص 243 ح 1571، [3]تاریخ دمشق:ج 37 ص 174 ح 7447 کلاهما عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 16 ص 449 ح 45375.
4- (4) .الخصال:ص 421 ح 17،بحار الأنوار:ج 103 ص 162 ح 4.

الفصل الخامس:جوامع علامات البلوغ

10498. الکافی عن حمران: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام قُلتُ لَهُ:مَتی یَجِبُ عَلَی الغُلامِ أن یُؤخَذَ بِالحُدودِ التّامَّةِ وتُقامُ عَلَیهِ ویُؤخَذُ بِها؟

فَقالَ:إذا خَرَجَ عَنهُ الیُتمُ وأَدرَکَ.

قُلتُ:فَلِذلِکَ حَدٌّ یُعرَفُ بِهِ؟

فَقالَ:إذَا احتَلَمَ،أو بَلَغَ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،أو أشعَرَ أو أنبَتَ قَبلَ ذلِکَ؛اُقیمَت عَلَیهِ الحُدودُ التّامَّةُ واُخِذَ بِها واُخِذَت لَهُ.

قُلتُ:فَالجارِیَةُ مَتی تَجِبُ عَلَیهَا الحُدودُ التّامَّةُ وتُؤخَذُ لَها و یُؤخَذُ بِها؟

قالَ:إنَّ الجارِیَةَ لَیسَت مِثلَ الغُلامِ،إنَّ الجارِیَةَ إذا تَزَوَّجَت ودُخِلَ بِها ولَها تِسعُ سِنینَ ذَهَبَ عَنهَا الیُتمُ،ودُفِعَ إلَیها مالُها وجازَ أمرُها فِی الشِّراءِ وَالبَیعِ،واُقیمَت عَلَیهَا الحُدودُ التّامَّةُ واُخِذَ لَها بِها.

قالَ:وَالغُلامُ لا یَجوزُ أمرُهُ فِی الشِّراءِ وَالبَیعِ ولا یَخرُجُ مِنَ الیُتمِ حَتّی یَبلُغَ

ص:259

خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،أو یَحتَلِمَ أو یُشعِرَ أو یُنبِتَ قَبلَ ذلِکَ. (1)

10499. تهذیب الأحکام عن یزید الکناسی: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:مَتی یَجوزُ لِلأَبِ أن یُزَوِّجَ ابنَتَهُ ولا یَستَأمِرَها؟قالَ:إذا جازَت تِسعَ سِنینَ...قُلتُ:فَإِن زَوَّجَها أبوها ولَم تَبلُغ تِسعَ سِنینَ فَبَلَغَها ذلِکَ فَسَکَتَت ولَم تَأبَ ذلِکَ،أیَجوزُ عَلَیها؟

قالَ:لا،لَیسَ یَجوزُ عَلَیها رِضاً فی نَفسِها،ولا یَجوزُ لَها تَأَبٍّ ولا سَخَطٌ فی نَفسِها حَتّی تَستَکمِلَ تِسعَ سِنینَ،وإذا بَلَغَت تِسعَ سِنینَ جازَ لَهَا القَولُ فی نَفسِها بِالرِّضا وَالتَّأَبّی،وجازَ عَلَیها بَعدَ ذلِکَ وإن لَم تَکُن أدرَکَت مُدرَکَ النِّساءِ.

قُلتُ:أفَیُقامُ عَلَیهَا الحُدودُ وتُؤخَذُ بِها وهِیَ فی تِلکَ الحالِ،وإنَّما لَها تِسعُ سِنینَ ولَم تُدرِک مُدرَکَ النِّساءِ فِی الحَیضِ؟

قالَ:نَعَم،إذا دَخَلَت عَلی زَوجِها ولَها تِسعُ سِنینَ ذَهَبَ عَنهَا الیُتمُ،ودُفِعَ إلَیها مالُها واُقیمَتِ الحُدودُ التّامَّةُ عَلَیها ولَها.

قُلتُ:فَالغُلامُ یَجری فی ذلِکَ مَجرَی الجارِیَةِ؟

فَقالَ:یا أبا خالِدٍ ! إنَّ الغُلامَ إذا زَوَّجَهُ أبوهُ ولَم یُدرِک کانَ لَهُ الخِیارُ إذا أدرَکَ وبَلَغَ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً،أو یُشعِرُ فی وَجهِهِ أو یُنبِتُ فی عانَتِهِ قَبلَ ذلِکَ.

قُلتُ:فَإِن ادخِلَت عَلَیهِ امرَأَتُهُ قَبلَ أن یُدرِکَ فَمَکَثَ مَعَها ما شاءَ اللّهُ،ثُمَّ أدرَکَ بَعدُ فَکَرِهَها وتَأَبّاها؟

ص:260


1- (1) .الکافی:ج 7 ص 197 ح 1، [1]تهذیب الأحکام:ج 10 ص 37 ح 132،عوالی اللآلی:ج 3 ص 593 ح 48 [2] عن حمزة بن حمران،وسائل الشیعة:ج 1 ص 30 ح 72. [3]

قالَ:إذا کانَ أبوهُ الَّذی زَوَّجَهُ ودَخَلَ بِها ولَذَّ مِنها وأَقامَ مَعَها سَنَةً فَلا خِیارَ لَهُ إذا أدرَکَ،ولا یَنبَغی لَهُ أن یَرُدَّ عَلی أبیهِ ما صَنَعَ ولا یَحِلُّ لَهُ ذلِکَ.

قُلتُ لَهُ:فَإِن زَوَّجَهُ أبوهُ ودَخَلَ بِها وهُوَ غَیرُ مُدرِکٍ،أتُقامُ عَلَیهِ الحُدودُ وهُوَ فی تِلکَ الحالِ؟

قالَ:أمَّا الحُدودُ الکامِلَةُ الَّتی یُؤخَذُ بِهَا الرَّجُلُ فَلا،ولکِن یُجلَدُ فِی الحُدودِ کُلِّها عَلی قَدرِ مَبلَغِ سِنِّهِ،فَیُؤخَذُ بِذلِکَ ما بَینَهُ وبَینَ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً فَلا تَبطُلُ حُدودُ اللّهِ فی خَلقِهِ،ولا تَبطُلُ حُقوقُ المُسلِمینَ بَینَهُم. (1)

ص:261


1- (1) .تهذیب الأحکام:ج 7 ص 382 ح 1544،وسائل الشیعة:ج 14 ص 209 ح 25626. [1]

ص:262

44

44.البَلاغَةُ والفَصاحَةُ

اشارة

ص:263

ص:264

المدخل

البلاغة والفصاحة لغة

البلاغة فی اللغة مصدر من المادة«ب ل غ»بمعنی بلوغ غایة الشیء ونهایته، ولذلک یطلق علی الشخص الذی بإمکانه أن یعبّر عمّا فی قلبه بکلام فصیح -یتوصّل من خلاله إلی بیان مقصوده بشکل کامل-بلیغاً،حیث یقول ابن فارس فی هذا المجال:

الباءُ وَاللّامُ وَالغَینُ أصلٌ واحِدٌ وهُوَ الوُصولُ إلَی الشَّیءِ...وَالبُلغَةُ ما یُتَبَلَّغُ بِهِ مِن عَیشٍ...وکَذلِکَ البَلاغَةُ الَّتی یُمدَحُ بِهَا الفَصیحُ اللِّسانِ لِأَنَّهُ یَبلُغُ بِها ما یُریدُهُ. (1)

کما ذکر ابن منظور:

بَلَغَ الشَّیءُ...وَصَلَ وَانتَهی...وَالبَلاغَةُ:الفَصاحَةُ.وَالبَلغُ،وَالبِلغُ:البَلیغُ مِنَ الرِّجالِ.رَجُلٌ بَلیغٌ وبَلغٌ وبِلغٌ:حَسَنُ الکَلامِ،فَصیحُهُ یُبلِغُ بِعِبارَةِ لِسانِهِ کُنهَ ما فی قَلبِهِ. (2)

ص:265


1- (1) .معجم مقاییس اللغة:ج 1 ص 201« [1]بلغ».
2- (2) .لسان العرب:ج 8 ص 419« [2]بلغ».

و یقول أیضاً فی بیان معنی الفصاحة:

الفَصاحَةُ:البَیانُ...تَقولُ:رَجُلٌ فَصیحٌ،وکَلامٌ فَصیحٌ أی بَلیغٌ. (1)

البلاغة والفصاحة اصطلاحاً

کما لاحظنا فی بیان المعنی اللغوی لکلمتی«الفصاحة»و«البلاغة»،فإنّ کلّ واحدة منهما استخدمت فی موضع الاُخری،ولذلک فإنّ هاتین الکلمتین لهما مفهوم متقارب من الناحیة اللغویة،ولکنّ البلاغة تعنی من الناحیة الاصطلاحیة:البلاغة فی الکلام ومطابقته لمقتضی الحال،مع فصاحته،وأمّا الفصاحة فهی سلاسة الکلام ووضوحه وخلوّه من ضعف الترکیب و تنافر الکلمات والتعقید.

وللفصاحة ثلاثة فروع فی علم البلاغة:الفصاحة فی المفرد،والفصاحة فی الکلام والفصاحة فی المتکلّم،وأمّا البلاغة فهی إمّا فی الکلام أو فی المتکلّم،ولیس للبلاغة استعمال فی المفرد،أی لیس من الصحیح أن نقول:کلمة بلیغة،إلا إذا استخدمت «الکلمة»بمعنی الکلام.

البلاغة والفصاحة فی الکتاب والسنة

لمشتقّات مادّة«بلغ»استخدامات کثیرة فی القرآن الکریم،مثل بلاغ،بالغ و...،ولا نجد فیه استخدام البلاغة بالمفهوم الذی نحن بصدد دراسته فی هذا الباب،نعم ذکر موضوع الفصاحة مرة واحدة خلال نقل قصّة إرسال موسی علیه السلام لدعوة فرعون وملئه إلی التوحید؛فنراه یطلب من اللّه تعالی أن یؤازره أخوه هارون الذی هو أکثر فصاحة منه،فی أمر الرسالة:

«وَ أَخِی هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّی لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِی رِدْءاً یُصَدِّقُنِی إِنِّی أَخافُ أَنْ یُکَذِّبُونِ» . (2)

ص:266


1- (1) .لسان العرب:ج 2 ص 544« [1]فصح».
2- (2) .القصص:34. [2]

وقد تمّ تعریف البلاغة فی روایات أهل البیت علیهم السلام بأشکال مختلفة،مثل:

البَلاغَةُ ما سَهُلَ عَلَی المَنطِقِ،وخَفَّ عَلَی الفِطنَةِ. (1)

وکذلک:

البَلاغَةُ أن تُجیبَ فَلا تُبطِئَ،وتُصیبَ فَلا تُخطِئَ. (2)

کما ورد فی روایة أن الإمام علیاً علیه السلام قال فی بیان خصائص أفصح الناس:

المُجیبُ المُسکِتُ عِندَ بَدیهَةِ السُّؤالِ. (3)

ومن خلال التأمّل فی الروایات التی جاءت فی تعریف البلاغة،ووصف الشخص البلیغ والفصیح،وبیان خصوصیّات الکلام البلیغ والفصیح،یتّضح أنّ التعریف الجامع للبلاغة والفصاحة من وجهة نظر الروایات هو نفس ما ذکرناه فی الدراسة اللغویة لهاتین الکلمتین،وأنّ ما جاء فی هذه الروایات،هو فی الحقیقة بیان أبعاد الفصاحة والبلاغة وآثارهما ومراتبهما.وسنلقی فیما یلی نظرة إجمالیة إلی روایات هذا الباب وتقییمها:

نظرة عامة إلی أحادیث الفصاحة والبلاغة

اشارة

من خلال إلقاء نظرة عامّة علی أحادیث الفصاحة والبلاغة،یمکن تقسیم هذه الروایات إلی قسمین:

1.الإشادة بالفصاحة والبلاغة

المجموعة الاُولی:الأحادیث التی تَعتبر الفصاحة والبلاغة زینة الإنسان وکمال المؤمن،وتعتبرهما من خصوصیات کلام اللّه وأولیائه؛مثل ما روی عن

ص:267


1- (1) .راجع:ص 279 ( تفسیر البلاغة ).
2- (2) .راجع:ص 279 ( تفسیر البلاغة ).
3- (3) .راجع:ص 280 ( صفة البلیغ والفصیح ).

رسول اللّه صلی الله علیه و آله:

جَمالُ الرَّجُلِ فَصاحَةُ لِسانِهِ. (1)

کما روی عن الإمام الباقر علیه السلام:

إنَّ اللّهَ تَعالی أعطَی المُؤمِنَ (2)البَدَنَ الصَّحیحَ،وَاللِّسانَ الفَصیحَ.... (3)

وروی عن الإمام علی علیه السلام أنه قال:

إنّا لَأُمراءُ الکَلامِ،وفینا تَنَشَّبَت عُروقُهُ،وعَلَینا تَهَدَّلَت غُصونُهُ. (4)

2.ذمّ الفصاحة والبلاغة

المجموعة الثانیة:الأحادیث التی تذمّ الفصاحة والبلاغة بشدّة،وتُشید بفقدان هذه الصفة،مثل ما روی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله أنّه قال:

إنَّ اللّهَ عز و جل یُبغِضُ البَلیغَ مِنَ الرِّجالِ،الَّذی یَتَخَلَّلُ بِلِسانِهِ تَخَلُّلَ الباقِرَةِ بِلِسانِها. (5)

أو ما قاله مخاطباً عبداللّه بن رواحة:

کُفَّ عَنِ السَّجعِ؛فَما اعطِیَ عَبدٌ شَیئاً شَرّاً مِن طَلاقَةٍ فی لِسانِهِ. (6)

أو ما نقل عنه فی الإشادة بالعجز عن الکلام:

الحَیاءُ وَالعِیُّ (7)شُعبَتانِ مِنَ الإِیمانِ،وَالبَذاءُ وَالبَیانُ (8)شُعبَتانِ مِنَ النِّفاقِ. (9)

ص:268


1- (1) .راجع:ص 274 ح 10503. [1]
2- (2) .یحتمل أن یکون المراد من المؤمن فی هذه الروایة هو أهل البیت علیهم السلام.
3- (3) .راجع:ص 275 ح 10510. [2]
4- (4) .راجع:ص 298 ح 10592. [3]
5- (5) .راجع:ص 287 ح 10551. [4]
6- (6) .راجع:ص 290 ح 10559. [5]
7- (7) .العِیُّ:عَجزٌ یلحق مِن تولّی الأمر والکلام ( مفردات ألفاظ القرآن:ص 600« [6]عیی»).
8- (8) .البَیانُ:التعمُّق فی النطق والتفاصح وإظهار التقدّم فیه علی الناس،وکأنَّهُ نوع من العُجبِ والکِبر ( النهایة:ج 1 ص 175«بین»).
9- (9) .سنن الترمذی:ج 4 ص 375 ح 2027، [7]مسند ابن حنبل:ج 8 ص 308 ح 22375، [8]المستدرک ū علی الصحیحین:ج 1 ص 51 ح 17،شعب الإیمان:ج 6 ص 133 ح 7606، [9]مسند ابن الجعد:ص 433 ح 2949،کنز العمّال:ج 3 ص 120 ح 5765 وراجع:سنن الدارمی:ج 1 ص 136 ح 515،المصنّف لعبد الرزاق:ج 11 ص 142 ح 20147،المصنّف لابن أبی شیبة:ج 8 ص 303 ح 53،السنن الکبری:ج 10 ص 328 ح 20808،المعجم الکبیر:ج 19 ص 30 ح 63.

کما روی عن الإمام الصادق علیه السلام قوله:

إنَّ الحَیاءَ وَالعَفافَ وَالعِیَّ-عِیَّ اللِّسانِ لا عِیَّ القَلبِ-مِنَ الإِیمانِ،وَالفُحشَ وَالبَذاءَ وَالسَّلاطَةَ (1)مِنَ النِّفاقِ. (2)

تقییم أحادیث الفصاحة والبلاغة

بغضّ النظر عن إسناد هاتین المجموعتین من الأحادیث،إلّاأنّ بإمکاننا القول فی الاستنتاج منها وتقییمها إنّها لا تتعارض مع بعضها البعض،علماً أنّ الفصاحة والبلاغة هما فی الحقیقة عبارة عن فنّ التحدّث بشکل جید،و هذا الفنّ من شأنه -کأیّ فنٍّ آخر-أن یکون من القِیَم أو أن یتنافی مع القِیَم.فإذا ما وُظّف هذا الفنّ فی خدمة الإنسان والقِیَم الأخلاقیة والإنسانیة،فإنه سیکون کمالاً وقَیّماً للغایة،وإذا ما وُظّف فی اتّجاهٍ معاکسٍ للقیم الأخلاقیة والإنسانیة،فإنّه یکون نقصاً ومذموماً للغایة.

وعلی هذا الأساس،فإنّ المراد من الروایات التی تعتبر الفصاحة والبلاغة من القِیَم،المواضع التی یوظَّف فیها هذا الفنّ باتّجاه الأهداف الإنسانیة والإلهیة الصحیحة،وأما الروایات التی تذمّهما فإنّها تعنی المواضع التی یوظَّف فیها هذا الفنّ باتّجاه الأهداف غیر المشروعة والمناهِضة للقیم؛مثل ما نُقل فی کتاب سعد السعود

ص:269


1- (1) .السلاطة:حِدَّةُ اللسان ( مجمع البحرین:ج 2 ص 865«سلط»).
2- (2) .الزهد للحسین بن سعید:ص 70 ح 21، [1]الکافی:ج 2 ص 106 ح 2 [2] ولیس فیه ذیله من«والفحش»وص 325 ح 10 ولیس فیه صدره إلی«من الإیمان»وکلّها عن الحسن الصیقل،بحار الأنوار:ج 71 ص 289 ح 56. [3]

من«الزبور»عن اللّه تعالی:

أفصَحتُم فِی الخُطبَةِ وقَصَّرتُم فِی العَمَلِ،فَلَو أفصَحتُم فِی العَمَلِ وقَصَّرتُم فِی الخُطبَةِ لَکانَت أرجی لَکُم،ولکِنَّکُم عَمَدتُم إلی آیاتی فَاتَّخَذتُموها هُزُواً،وإلی مَظالِمی فَاشتَهَرتُم بِها. (1)

حِکمٌ تخصّ الخطباء

1.الصمت والسلامة

نذکر فی الختام بعض الملاحظات للأشخاص الذین یتمتّعون بنعمة الفصاحة والبلاغة:

الاُولی:ینبغی للخطیب ألّا یستخدم قدرته البیانیّة فی کلّ مکان،بل علیه أن یأخذ آفات الکلام بنظر الاعتبار فیقلّل من کلامه،بل علیه ألّایتکلّم ما لم تستوجب الضرورة:

إن کانَ فِی الکَلامِ البَلاغَةُ فَفِی الصَّمتِ السَّلامَةُ مِنَ العِثارِ. (2)

2.أفضل من البلاغة

الملاحظة الثانیة:إنّ الکلام لا یکون مؤثّراً فی کلّ المواضع،بل إنّ الصمت قد یکون مؤثّراً أکثر من الکلام:

أحمَدُ مِنَ البَلاغَةِ الصَّمتُ حینَ لا یَنبَغِی الکَلامُ. (3)

3.أکثر عبرةً من الواعظ البلیغ

الملاحظة الثالثة:إنّ التأمّل فی الحوادث الملهمة للدروس والعبر من شأنه أن یعلّم

ص:270


1- (1) .راجع:ص 294 ح 10576. [1]
2- (2) .راجع:ص 282 ح 10538. [2]
3- (3) .راجع:ص 282 ح 10539. [3]

الإنسان أکثر من أیّ خطیب قدیر:

...لِیَعِظَکُم هُدُوّی،وخُفوتُ إطراقی،وسُکونُ أطرافی؛فَإِنَّهُ أوعَظُ لَکُم مِنَ النّاطِقِ البَلیغِ. (1)

وعلی هذا الأساس،فإنّ البلیغ الحکیم هو الذی لا یستخدم قدرتَه فی کلّ مکان،بل هو الذی یوظّف قدرتَه فی إیصال رسالته حسب ما تقتضیه الحکمة.

ص:271


1- (1) .راجع:ص 283 ح 10540. [1]

ص:272

الفصل الأوّل:فضل البلاغة والفصاحة

1/1 دَورُ الفَصاحَةِ وَالبَلاغَةِ فی إبلاغِ الوَحیِ

الکتاب

«فَهَلْ عَلَی الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِینُ» . (1)

«وَ أَخِی هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّی لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِی رِدْءاً یُصَدِّقُنِی إِنِّی أَخافُ أَنْ یُکَذِّبُونِ» . (2)

«وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی* یَفْقَهُوا قَوْلِی» . (3)

«وَ أَطِیعُوا اللّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ احْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّیْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلی رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِینُ » . (4)

«فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَیْکَ الْبَلاغُ الْمُبِینُ» . (5)

الحدیث

10500. الإمام الباقر علیه السلام -خِطاباً لِرَجُلٍ قَد کَلَّمَهُ بِکَلامٍ کَثیرٍ-:أیُّهَا الرَّجُلُ،تَحتَقِرُ الکَلامَ

ص:273


1- (1) .النحل:35. [1]
2- (2) .القصص:34. [2]
3- (3) .طه:27 و 28. [3]
4- (4) .المائدة:92. [4]
5- (5) .النحل:82. [5]

وتَستَصغِرُهُ ! اعلَم أنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَبعَث رُسُلَهُ حیثُ بَعَثَها ومَعَها ذَهَبٌ ولا فِضَّةٌ،ولکِن بَعَثَها بِالکَلامِ،وإنَّما عَرَّفَ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ نَفسَهُ إلی خَلقِهِ بِالکَلامِ وَالدَّلالاتِ عَلَیهِ وَالأَعلامِ. (1)

10501. البدایة والنهایة: أمَّا العَرَبُ المُستَعرِبَةُ فَهُم مِن وُلد إسماعیلَ بنِ إبراهیمَ الخَلیلِ، وکانَ إسماعیلُ بنُ إبراهیمَ علیه السلام أوَّلَ مَن تَکَلَّمَ بِالعَرَبِیَّةِ الفَصیحَةِ البَلیغَةِ،وکانَ قَد أخَذَ کَلامَ العَرَبِ مِن جُرهُمَ الَّذینَ نَزَلوا عِندَ امِّهِ هاجَرَ بِالحَرَمِ...ولکِن أنطَقَهُ اللّهُ بِها فی غایَةِ الفَصاحَةِ وَالبَیانِ،وکَذلِکَ کانَ یَتَلَفَّظُ بِها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (2)

2/1 دَورُ الفَصاحَةِ وَالبَلاغَةِ فی کَمالِ الإِنسانِ

10502. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الجَمالُ فِی اللِّسانِ. (3)

10503. عنه صلی الله علیه و آله: جَمالُ الرَّجُلِ فَصاحَةُ لِسانِهِ. (4)

10504. عنه صلی الله علیه و آله: الفَصاحَةُ زینَةُ الکَلامِ. (5)

ص:274


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 148 ح 128 [1] عن مسعدة عن الإمام الصادق علیه السلام،وسائل الشیعة:ج 8 ص 533 ح 1609. [2]
2- (2) .البدایة والنهایة:ج 1 ص 121. [3]
3- (3) .تحف العقول:ص 37،کنز الفوائد:ج 1 ص 200، [4]کشف الغمّة:ج 3 ص 137 [5] کلاهما عن الإمام علی علیه السلام،بحار الأنوار:ج 74 ص 141 ح 24؛ [6]ربیع الأبرار:ج 4 ص 251،الفصول المهمّة:ص 270 [7] عن الإمام الجواد علیه السلام.
4- (4) .مسند الشهاب:ج 1 ص 165 ح 233،الفردوس:ج 2 ص 110 ح 2583 کلاهما عن جابر بن عبد اللّه،صفة الصفوة:ج 1 ص 213،کنز العمّال:ج10 ص 152 ح 28775.
5- (5) .جامع الأخبار:ص 337 ح 947، [8]کنز الفوائد:ج 1 ص 299، [9]أعلام الدین:ص 321 [10] کلاهما عن الإمام علی علیه السلام،کشف الغمّة:ج 3 ص 137 [11] عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 77 ص 131 ح 4. [12]

10505. الإمام علی علیه السلام: کَمالُ الرَّجُلِ بِسِتِّ خِصالٍ:بِأَصغَرَیهِ وأَکبَرَیهِ وهَیئَتَیهِ.فَأَمّا أصغَراهُ فَقَلبُهُ ولِسانُهُ؛إن قاتَلَ قاتَلَ بِجَنانٍ،وإن تَکَلَّمَ تَکَلَّمَ بِبَیانٍ.وأَمّا أکبراهُ فَعَقلُهُ وهِمَّتُهُ.

وأَمّا هَیئَتاهُ فَمالُهُ وجَمالُهُ. (1)

10506. عنه علیه السلام: بَیانُ الرَّجُلِ یُنبِئُ عَن قُوَّةِ جَنانِهِ. (2)

10507. عنه علیه السلام: یُنبِئُ عَن عَقلِ کُلِّ امرِیً لِسانُهُ،ویَدُلُّ عَلی فَضلِهِ بَیانُهُ. (3)

10508. عنه علیه السلام: بَخٍ بَخٍ (4)لِعالِمٍ عَلِمَ فَکَفَّ،وخافَ البَیاتَ فَأَعَدَّ وَاستَعَدَّ،إن سُئِلَ أفصَحَ،وإن تُرِکَ سَکَتَ،کَلامُهُ صَوابٌ،وسُکوتُهُ عَن غَیرِ عِیٍّ (5)عَنِ الجَوابِ. (6)

10509. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثُ خِصالٍ مَن رُزِقَها کانَ کامِلاً:العَقلُ،وَالجَمالُ،وَالفَصاحَةُ. (7)

3/1 دَورُ الفَصاحَةِ وَالبَلاغَةِ فی کَمالِ المُؤمِنِ

10510. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی أعطَی المُؤمِنَ البَدَنَ الصَّحیحَ،وَاللِّسانَ الفَصیحَ،

ص:275


1- (1) .الخصال:ص 338 ح 42،معانی الأخبار:ص 150 ح 1،روضة الواعظین:ص 319، [1]غرر الحکم:ج 2 ص 133 ح 2089 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 70 ص 4 ح 1؛ [3]تاریخ دمشق:ج 50 ص 84 من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه وراجع:المغنی لابن قدامة:ج 9 ص 604.
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 261 ح 4429. [4]
3- (3) .غرر الحکم:ج 6 ص 492 ح 11046، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 554 ح 10213 وفیه«علم»بدل«عقل»وبزیادة«حُسنُ»قبل«بیانه».
4- (4) .بَخٍ بَخٍ:کَلمة تُقالُ عند المدح والرضی بالشیء،وتکرّر للمبالغة،وربّما شدّدت ( النهایة:ج 1 ص 101«بخ»).
5- (5) .العیّ:خلاف البَیان،وقد عَیَّ فی منطقه وعَیِیَ أیضاً (الصحاح:ج 6 ص 2442« [6]عیی»).والعِیّ-أیضاً-:الجهل (النهایة:ج 3 ص 334«عیا»).
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 265 ح 4443، [7]عیون الحکم والمواعظ:ص 196 ح 4013.
7- (7) .تحف العقول:ص 320،بحار الأنوار:ج 78 ص 234 ح 50. [8]

وَالقَلبَ الصَّریحَ،وکَلَّفَ کُلَّ عُضوٍ مِنها طاعَةً لِذاتِهِ ولِنَبِیِّهِ ولِخُلَفائِهِ.

فَمِنَ البَدَنِ الخِدمَةُ لَهُ ولَهُم،ومِنَ اللِّسانِ الشَّهادَةُ بِهِ وبِهِم،ومِنَ القَلبِ الطُّمَأنینَةُ بِذِکرِهِ وبِذِکرِهِم،فَمَن شَهِدَ بِاللِّسانِ،وَاطمَأَنَّ بِالجَنانِ،وعَمِلَ بِالأَرکانِ،أنزَلَهُ اللّهُ الجِنانَ. (1)

10511. عنه علیه السلام -فی صِفاتِ المُؤمِنینَ-:إنَّهُم لَأَکیاسٌ،فُصَحاءُ،حُلَماءُ، حُکَماءُ. (2)

4/1 آثارُ البَلاغَةِ وَالفَصاحَةِ

10512. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِنَ البَیانِ سِحراً،وإنَّ مِنَ العِلمِ جَهلاً،وإنَّ مِنَ الشِّعرِ حُکماً،وإنَّ مِنَ القَولِ عِیالاً (3). (4)

10513. عنه صلی الله علیه و آله -لِحَسّانٍ-:قُل؛فَوَاللّهِ لَقَولُکَ أشَدُّ عَلَیهِم مِن وَقعِ السِّهامِ فی غَلَسِ (5)الظِّلامِ. (6)

ص:276


1- (1) .المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 180، [1]بحار الأنوار:ج 67 ص 303 ح 33. [2]
2- (2) .الاُصول الستة عشر:ص 129 ح 20 [3]عن زید الزراد،بحار الأنوار:ج 67 ص 252 ح 54. [4]
3- (3) .وإن من القول عیالاً:أی عرضک کلامک وحدیثک علی من لیس من شأنه ولا یریده ( المصدر ).
4- (4) .سنن أبی داود:ج 4 ص 303 ح 5012، [5]تاریخ دمشق:ج 24 ص 83،کلاهما عن بریدة،الصمت وحفظ اللسان:ص 92 ح 151 عن أبی جعفر النحوی،مسند الشهاب:ج 2 ص 98 ح 61 وفیه«طلب العلم»بدل«العلم»عن صعصعة بن صوحان عن الإمام علی علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،کنز العمّال:ج3 ص579 ح 7986،الجعفریات:ص 230، [6]النوادر للراوندی:ص 155 ح 225 [7] کلاهم عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 57 ولیس فیه«و من الشعر حکماً»وفی الثلاثة الأخیرة«عیّاً»بدل«عیالاً»،بحار الأنوار:ج 1 ص 218 ح 39. [8]
5- (5) .الغَلَس:ظلام آخر اللیل (لسان العرب:ج 6 ص 156« [9]غلس»).
6- (6) .ربیع الأبرار:ج 4 ص 252. [10]

10514. الإمام علی علیه السلام: رُبَّ قَولٍ أنفَذُ مِن صَولٍ (1). (2)

10515. عنه علیه السلام: رُبَّ کَلامٍ أنفَذُ مِن سِهامٍ. (3)

10516. عنه علیه السلام: رُبَّ کَلامٍ کَالحُسامِ. (4)

10517. عنه علیه السلام: رُبَّ کَلامٍ کَلّامٌ (5). (6)

ص:277


1- (1) .صالَ علی قِرنِهِ صَولاً:سَطا.وصالَ علیه-أیضاً-:إذا استطال.وصال علیه:وَثَبَ (لسان العرب:ج 11 ص 387« [1]صول»).
2- (2) .نهج البلاغة:الحکمة 394،غرر الحکم:ج 4 ص 60 ح 5292 وفیه«أشد»بدل«أنفذ»،بحار الأنوار:ج 71 ص 291 ح 62. [2]
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 69 ح 5322، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 267 ح 4892.
4- (4) .غرر الحکم:ج 4 ص 56 ح 5273، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 266 ح 4860.
5- (5) .الکَلمُ:الجَرحُ ( النهایة:ج 4 ص 198«کلم»).
6- (6) .غرر الحکم:ج 4 ص 56 ح 5272، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 266 ح 4859.

ص:278

الفصل الثانی:نهج البلاغة

1/2 تَفسیرُ البَلاغَةِ

10518. الإمام علی علیه السلام: البَلاغَةُ ما سَهُلَ عَلَی المَنطِقِ،وخَفَّ عَلَی الفِطنَةِ. (1)

10519. عنه علیه السلام: البَلاغَةُ أن تُجیبَ فَلا تُبطِئَ،وتُصیبَ فَلا تُخطِئَ. (2)

10520. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:البَلاغَةُ البَصَرُ (3)بِالحُجَّةِ،وَالمَعرِفَةُ بِمَواضِعِ الفُرصَةِ، ومِنَ البَصَرِ بِالحُجَّةِ أن تَدَعَ الإِفصاحَ بِها إلَی الکِنایَةِ عَنها إذا کانَ الإِفصاحُ أوعَرَ طَریقَةً، وکانَتِ الکِنایَةُ أبلَغَ فِی الدَّرکِ وأَحَقَّ بِالظَّفَرِ. (4)

10521. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ فیهِنَّ البَلاغَةُ:التَّقَرُّبُ مِن مَعنَی البُغیَةِ،وَالتَّبَعُّدُ مِن حَشوِ الکَلامِ،وَالدَّلالَةُ بِالقَلیلِ عَلَی الکَثیرِ. (5)

ص:279


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 70 ح 1881، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 56 ح 1444 وفیه«النطق»بدل«المنطق».
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 152 ح 2150،عیون الحکم والمواعظ:ص 67 ح 1711.
3- (3) .فی المصدر:«النصر»،والصحیح ما أثبتناه کما فی البیان والتبیین. [2]
4- (4) .شرح نهج البلاغة:ج 20 ص 265 ح 91،البیان والتبیین:ج 1 ص 88 [3] من دون إسناد إلی أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام.
5- (5) .تحف العقول:ص 317،بحار الأنوار:ج 78 ص 230 ح 19؛ [4]وفیات الأعیان:ج 3 ص 478 الرقم 507 [5] نحوه من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.

10522. عنه علیه السلام: لَیسَتِ البَلاغَةُ بِحِدَّةِ اللِّسانِ ولا بِکَثرَةِ الهَذَیانِ،ولکِنَّها إصابَةُ المَعنی وقَصدُ الحُجَّةِ. (1)

2/2 صِفَةُ البَلیغِ وَالفَصیحِ

10523. الإمام علی علیه السلام: مَن قامَ بِفَتقِ القَولِ ورَتقِهِ (2)،فَقَد حازَ البَلاغَةَ. (3)

10524. عنه علیه السلام: آیَةُ (4)البَلاغَةِ قَلبٌ عَقولٌ،ولِسانٌ قائِلٌ. (5)

10525. عنه علیه السلام: قَد یُکتَفی مِنَ البَلاغَةِ بِالإِیجازِ. (6)

10526. عنه علیه السلام: أبلَغُ البَلاغَةِ ما سَهُلَ فِی الصَّوابِ مَجازُهُ،وحَسُنَ إیجازُهُ. (7)

10527. الإمام زین العابدین علیه السلام: سُئِلَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:مَن أفصَحُ النّاسِ؟قالَ:

المُجیبُ المُسکِتُ عِندَ بَدیهَةِ السُّؤالِ. (8)

10528. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ:مَا البَلاغَةُ؟-:مَن عَرَفَ شَیئاً قَلَّ کَلامُهُ فیهِ،وإنَّما سُمِّیَ البَلیغَ لِأَنَّهُ یَبلُغُ حاجَتَهُ بِأَهوَنِ سَعیِهِ. (9)

ص:280


1- (1) .تحف العقول:ص 312،بحار الأنوار:ج 78 ص 292 ح 3؛ [1]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 7 ص 88 [2] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.
2- (2) .الرِتقُ:ضِدُّ الفَتقِ وهو الالتئام ( مجمع البحرین:ج 2 ص 672«رتق»).
3- (3) .غرر الحکم:ج 5 ص 429 ح 9045، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 464 ح 8445.
4- (4) .وفی نسخة اخری:«آلة»،ولعلّها الصواب.
5- (5) .غرر الحکم:ج 1 ص 386 ح 1493. [4]
6- (6) .غرر الحکم:ج 4 ص 474 ح 6666، [5]عیون الکلم والمواعظ:ص 368 ح 6194.
7- (7) .غرر الحکم:ج 2 ص 464 ح 3307، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 124 ح 2838.
8- (8) .الأمالی للطوسی:ص 703 ح 1506 [7]عن زید بن علی،بحار الأنوار:ج 2 ص 56 ح 31. [8]
9- (9) .تحف العقول:ص 359،بحار الأنوار:ج 78 ص 241 ح 28. [9]

3/2 خَصائِصُ الکَلامِ البَلیغِ

10529. الإمام الحسن علیه السلام -عَن هِندِ بنِ أبی هالَةَ التَّمیمِیِّ فی وَصفِهِ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله...طَویلَ السَّکتِ،لا یَتَکَلَّمُ فی غَیرِ حاجَةٍ،یَفتَتِحُ الکَلامَ ویَختِمُهُ بِأَشداقِهِ (1)،یَتَکَلَّمُ بِجَوامِعِ الکَلِمِ فَصلاً،لا فُضولَ فیهِ ولا تَقصیرَ. (2)

10530. سنن أبی داود عن عائشة: کانَ کَلامُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلاماً فَصلاً؛یَفهَمُهُ کُلُّ مَن سَمِعَهُ. (3)

10531. مسند ابن حنبل عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لا یَسرُدُ سَردَکُم هذا؛یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ بَینَهُ فَصلٌ،یَحفَظُهُ مَن سَمِعَهُ. (4)

10532. صحیح البخاری عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یُحَدِّثُ حَدیثاً،لَو عَدَّهُ العادُّ لَأَحصاهُ. (5)

ص:281


1- (1) .الأشداقُ:جوانب الفم،والعرب تمتدح بذلک ( النهایة:ج 2 ص 453« [1]شدق»).
2- (2) .معانی الأخبار:ص 81 عن علی بن موسی بن جعفر عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 43 ح 1، [2]المناقب للکوفی:ج 1 ص 20 ح 1 [3] وفیه«فصولاً»بدل«فضول»،بحار الأنوار:ج 16 ص 150؛ [4]صفة الصفوة:ج 1 ص 156، [5]شعب الإیمان:ج 2 ص 155 ح 1430، [6]تاریخ دمشق:ج 3 ص 339 عن علیّ بن جعفر عن الإمام الکاظم عن آبائه عنه علیهم السلام.
3- (3) .سنن أبی داود:ج 4 ص 261 ح 4839، [7]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص210 ح 3،المغنی عن حمل الأسفار:ج 1 ص 637،الأذکار للنووی:ص 286،إمتاع الأسماع:ج 2 ص 260، [8]کنز العمال:ج 7 ص 145 ح 18433.
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 10 ص 115 ح 26269، [9]سنن الترمذی:ج 5 ص 600 ح 3639،وفیه«جلس إلیه»بدل«سمعه»،السنن الکبری للنسائی:ج 6 ص 109 ح 10246 [10] وفیه«یبیّنه»بدل«بینه فصل»،سیر أعلام النبلاء:ج 17 ص 386 الرقم 245،الطبقات الکبری:ج 1 ص 375. [11]
5- (5) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1307 ح 3374،صحیح مسلم:ج 4 ص 2298 ح 71،سنن أبی داود:ج 3 ص 320 ح 3654،مسند الحمیدی:ج 1 ص 120 ح 247،کنز العمّال:ج 7 ص 146 ح 18438.

10533. الإمام علی علیه السلام: خیرُ الکَلامِ ما لا یُمِلُّ ولا یَقِلُّ. (1)

10534. عنه علیه السلام: اختَصِر مِن کَلامِکَ مَا استَحسَنتَهُ؛فَإِنَّهُ بِکَ أجمَلُ،وعَلی فَضلِکَ أدَلُّ. (2)

10535. عنه علیه السلام: جَودَةُ الکَلامِ فِی الاِختِصارِ. (3)

10536. عنه علیه السلام: أحسَنُ الکَلامِ ما لا تَمُجُّهُ الآذانُ،ولا یُتعِبُ فَهمُهُ الأَفهامَ. (4)

10537. عنه علیه السلام: أحسَنُ الکَلامِ ما زانَهُ حُسنُ النِّظامِ،وفَهِمَهُ الخاصُّ وَالعامُّ. (5)

4/2 أحمَدُ مِنَ البَلاغَةِ وأَوعَظُ مِنَ البَلیغِ

10538. الإمام علی علیه السلام: إن کانَ فِی الکَلامِ البَلاغَةُ،فَفِی الصَّمتِ السَّلامَةُ مِنَ العِثارِ. (6)

10539. عنه علیه السلام: أحمَدُ مِنَ البَلاغَةِ الصَّمتُ حینَ لا یَنبَغِی الکَلامُ. (7)

10540. الکافی عن إبراهیم بن إسحاق الأحمریّ رفعه: لَمّا ضُرِبَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام حَفَّ بِهِ العُوّادُ،وقیلَ لَهُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ أوصِ،فَقالَ:اِثنوا لی وِسادَةً،ثُمَّ قالَ:

الحَمدُ للّهِ ِ حَقَّ قَدرِهِ،مُتَّبِعینَ أمرَهُ،وأَحمَدُهُ کَما أحَبَّ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ کَمَا انتَسَبَ،أیُّهَا النّاسُ...أنَا بِالأَمسِ صاحِبُکُم،وأَنَا الیَومَ عِبرَةٌ لَکُم،وغَداً مُفارِقُکُم،إن تَثبُتِ الوَطأَةُ فی هذِهِ المَزَلَّةِ (8)فَذاکَ المُرادُ،وإن تَدحَضِ

ص:282


1- (1) .غرر الحکم:ج 3 ص 424 ح 4969، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 239 ح 4558.
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 320 ح 2735، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 100 ح 2293.
3- (3) .المواعظ العددیّة:ص 55.
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 485 ح 3371. [3]
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 463 ح 3304، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 124 ح 2836.
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 5 ح 3714. [5]
7- (7) .غرر الحکم:ج 2 ص 447 ح 3245، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 122 ح 2787.
8- (8) .المَزَلَّةُ:مفعلة مِن زَلَّ؛إذا زَلَقَ ( النهایة:ج 2 ص 310« [7]زلل»).

القَدَمُ،فَإِنّا کُنّا فی أفیاءِ أغصانٍ وذَری رِیاحٍ،وتَحتَ ظِلِّ غَمامَةٍ اضمَحَلَّ فِی الجَوِّ مُتَلَفِّقُها،وعَفا فِی الأَرضِ مَحَطُّها،وإنَّما کُنتُ جاراً جاوَرَکُم بَدَنی أیّاماً وسَتَعقِبونَ مِنّی جُثَّةً خَلاءً،ساکِنَةً بَعدَ حَرَکَةٍ،وکاظِمَةً بَعدَ نُطقٍ،لِیَعِظَکُم هُدُوّی وخُفوتُ إطراقی،وسُکونُ أطرافی،فَإِنَّهُ أوعَظُ لَکُم مِنَ النّاطِقِ البَلیغِ. (1)

10541. الإمام علی علیه السلام: الضَّمائِرُ الصِّحاحُ،أصدَقُ شَهادَةً مِنَ الأَلسُنِ الفِصاحِ. (2)

10542. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا قُتِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام،قالَ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ:

ألا مَن لی بِنَشرِکَ یا اخیّا ومَن لی أن أبُثَّکَ ما ارَیّا

طَوَتکَ خُطوبُ دَهرٍ قَد تَوَلّی کَذاکَ خُطوبُهُ نَشراً وطَیّا

وکانَت فی حَیاتِکَ لی عِظاتٌ وأَنتَ الیَومَ أوعَظُ مِنکَ حَیّا (3)

ص:283


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 299 ح 6، [1]نهج البلاغة:الخطبة 149 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 42 ص 206 ح 11. [3]
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 160 ح 2186، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 67 ح 1696.
3- (3) .روضة الواعظین:ص 153 [5] وراجع:المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 314، [6]بحار الأنوار:ج 42 ص 242. [7]

ص:284

الفصل الثالث:العیّ

1/3 ذَمُّ العِیِّ

10543. الإمام علی علیه السلام: الخَرَسُ خَیرٌ مِنَ العِیِّ. (1)

10544. عنه علیه السلام: لا بَیانَ مَعَ عِیٍّ. (2)

2/3 عَلامَةُ العِیِّ

10545. الإمام علی علیه السلام: عَلامَةُ العِیِّ تَکرارُ الکَلامِ عِندَ المُناظَرَةِ،وکَثرَةُ التَّبَجُّحِ (3)عِندَ المُحاوَرَةِ. (4)

10546. الإمام الحسن علیه السلام -لَمّا سُئِلَ:مَا العِیُّ-:العَبَثُ بِاللِّحیَةِ،وکَثرَةُ التَّنَحنُحِ عِندَ المَنطِقِ. (5)

ص:285


1- (1) .غرر الحکم:ج 1 ص 136 ح 505. [1]
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 358 ح 10510، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 536 ح 9852.
3- (3) .یتبجَّح:أی یفتخر ویباهی ( لسان العرب:ج 2 ص 406« [3]بجح»).وفی بعض النسخ:«التنحنح».
4- (4) .غرر الحکم:ج 4 ص 364 ح 6336. [4]
5- (5) .تحف العقول:ص 226،بحار الأنوار:ج 78 ص 104. [5]

10547. عنه علیه السلام -لَمّا سَأَلَهُ الإِمامُ عَلِیٌّ علیه السلام:فَمَا العِیُّ؟-:العَبَثُ بِاللِّحیَةِ،وکَثرَةُ البَزقِ عِندَ المُخاطَبَةِ. (1)

3/3 تَفسیرُ البَیانِ وَالعِیِّ

10548. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَیسَ البَیانُ کَثرَةَ الکَلامِ؛ولکِن فَصلٌ فیما یُحِبُّ اللّهُ عز و جل ورَسولُهُ.ولَیسَ العِیُّ عِیَّ اللِّسانِ؛ولکِن قِلَّةُ المَعرِفَةِ بِالحَقِّ. (2)

10549. عنه صلی الله علیه و آله: البَیانُ مِنَ اللّهِ،وَالعِیُّ مِنَ الشَّیطانِ.ولَیسَ البَیانُ کَثرَةَ الکَلامِ؛ولکِنَّ البَیانَ الفَصلُ فِی الحَقِّ.ولَیسَ العِیُّ قِلَّةَ الکَلامِ؛ولکِن مَن سَفِهَ الحَقَّ. (3)

4/3 أقبَحُ مِنَ العِیِّ

10550. الإمام علی علیه السلام: أقبَحُ مِنَ العِیِّ،الزِّیادَةُ عَلَی المَنطَقِ عَن مَوضِعِ الحاجَةِ. (4)

ص:286


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 3 ص 69 ح 2688،حلیة الأولیاء:ج 2 ص 36 [1] کلاهما عن الحارث،مطالب السؤول:ج 2 ص 32، [2]تهذیب الکمال:ج 6 ص 241 الرقم 1248 عن شعبة،دستور معالم الحکم:ص 83 [3] وفیهما«التبزق عند المنطق»بدل«البزق عند المخاطبة»؛کشف الغمّة:ج 2 ص 195 وفیه«النزق»بدل«البزق».
2- (2) .فردوس الأخبار:ج 3 ص 445 ح 5256 عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 10 ص 192 ح 29010.
3- (3) .صحیح ابن حبّان:ج 13 ص 113 ح 5796،موارد الظمآن:ص 492 ح 2010،الفردوس:ج 3 ص 399 ح 5215 نحوه وکلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 10 ص 192 ح 29010.
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 447 ح 3244. [4]

الفصل الرابع:آفات البلاغة

1/4 اللَّعِبُ بِالأَلفاظِ

10551. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عز و جل یُبغِضُ البَلیغَ مِنَ الرِّجالِ الَّذی یَتَخَلَّلُ بِلِسانِهِ تَخَلُّلَ الباقِرَةِ (1)بِلِسانِها. (2)

10552. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّی یَخرُجَ قَومٌ یَأکُلونَ بِأَلسِنَتِهِم کَما یَأکُلُ البَقَرُ بِأَلسِنَتِها. (3)

10553. عدّة الداعی: فیما أوحَی اللّهُ تَعالی إلی داودَ علیه السلام:...یا داودُ...لَو رَأَیتَ الَّذینَ یَأکُلونَ النّاسَ بِأَلسِنَتِهِم،وقَد بَسَطتُها بَسطَ الأَدیمِ (4)،وضَرَبتُ نَواحِیَ ألسِنَتِهِم بِمَقامِعَ مِن نارٍ،ثُمَّ سَلَّطتُ عَلَیهِم مُوَبِّخاً لَهُم یَقولُ:یا أهلَ النّارِ ! هذا فُلانٌ السَّلیطُ (5)

ص:287


1- (1) .فی سنن الترمذی:«البقرة».
2- (2) .سنن أبی داود:ج 4 ص 302 ح 5005، [1]سنن الترمذی:ج 5 ص 141 ح 2853،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 565 ح 6554، [2]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 211 ح 4،المعجم الأوسط:ج 5 ص 205 ح 5091 کلّها عن عبداللّه بن عمر،معرفة علوم الحدیث:ص 102،کنز العمّال:ج 3 ص 563 ح 7918 نقلاً عن أبی نصر السنجری فی«الإبانة»وص 562 ح 7917.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 389 ح 1597، [3]تاریخ دمشق:ج 45 ص 47 ح 9854،المصنّف لعبد الرزّاق:ج 11 ص 459 ح 21002،مسند البزّار:ج4 ص 48 ح 1212،البیان والتبیین:ج 1 ص 172 والثلاثة الأخیرة نحوه وکلّها عن سعد بن أبی وقاص،کنز العمّال:ج 3 ص 837 ح 8899.
4- (4) .الأدیمُ:الجلد المدبوغ ( مجمع البحرین:ج 1 ص 300«أدم»).
5- (5) .السلیطُ:الصخّابُ بذیء اللسان ( مجمع البحرین:ج 2 ص 865«سلط»).

فَاعرِفوهُ. (1)

10554. المعجم الکبیر عن واثلة بن الأسقع: کُنتُ فی أصحابِ الصُّفَّةِ (2)،فَلَقَد رَأَیتُنا وما مِنّا إنسانٌ عَلَیهِ ثَوبٌ تامٌّ،وأَخَذَ العَرَقُ فی جُلودِنا طَرَفاً مِنَ الغُبارِ وَالوَسَخِ،إذ خَرَجَ عَلَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:لِیُبشِر فُقَراءُ المُهاجِرینَ.

إذ أقبَلَ رَجُلٌ عَلَیهِ شارَةٌ حَسَنَةٌ،فَجَعَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله لا یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ إلّاکَلَّفَتهُ نَفسُهُ یَأتی بِکَلامٍ یَعلو کَلامَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ:

إنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ هذا وضَربَهُ (3)؛یَلوونَ ألسِنَتَهُم لِلنّاسِ لَیَّ البَقَرَةِ لِسانَها بِالمَرعی، کَذلِکَ یَلوِی اللّهُ ألسِنَتَهُم ووُجوهَهُم فِی النّارِ. (4)

2/4 تَشقیقُ الکَلامِ

10555. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَعَنَ اللّهُ الَّذینَ یُشَقِّقونَ الکَلامَ تَشقیقَ الشَّعرِ (5). (6)

ص:288


1- (1) .عدّة الداعی:ص 31، [1]إرشاد القلوب:ص 153، [2]بحار الأنوار:ج 14 ص 43 ح 34. [3]
2- (2) .أصحاب الصُّفَّة: [4]هم فقراء المهاجرین،ومن لم یکن له منهم منزلٌ یسکنه،فکانوا یأوون إلی موضع مظلَّلٍ فی مسجد المدینة یسکنونه (النهایة:ج 3 ص 37« [5]صفف»).
3- (3) .فی المصدر:«صَونَه».وفی مسند الشامیین:«صَوتَه».والصواب ما أثبتناه کما فی تاریخ دمشق.والضرب:الصنف من الأشیاء.یقال:هذا من ضرب ذلک أی من نحوه وصنفه ( لسان العرب:ج 1 ص 549« [6]ضرب»).
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 22 ص 70 ح 170،مسند الشامیین:ج 2 ص 210 ح 1204،تاریخ دمشق:ج 62 ص 359 ح 12867 کلاهما نحوه.
5- (5) .قال الشریف الرضی-رضوان اللّه تعالی علیه-:و هذا القول مجاز،والمراد:الذین یتصرّفون فی الکلام فیدقّقون فیه ویتعمّقون فی معانیه.وشبّه علیه الصلاة والسلام فعلهم ذلک بتشقیق الشعر؛لأنّ طاقات الشعر مستدقّة فی نفوسها،وإذا تعاطی الإنسان تشقیقها،انتهت من الدقة إلی غایة لا زیادة وراءها.و هذا اللعن فی الخبر إنّما یتناول من بلغ فی تدقیق الکلام إلی ذلک الحدّ لیشتبه الباطل بالحق ویجوز الغیّ بالرشد ( المجازات النبویّة:ص374 ح338 ). [7]
6- (6) .المجازات النبویة:ص 374 ح 338؛ [8]مسند ابن حنبل:ج 6 ص 26 ح 16900، [9]المعجم الکبیر:ū ج 19 ص 361 ح 848 کلاهما عن معاویة وفیهما:«لعن رسول اللّه صلی الله علیه و آله...»،کنز العمّال:ج 3 ص 562 ح 7916.

10556. عنه صلی الله علیه و آله: عَلَیکُم بِقِلَّةِ الکَلامِ،ولا یَستَهوِیَنَّکُمُ الشَّیطانُ؛فَإِنَّ تَشقیقَ الکَلامِ مِن شَقائِقِ (1)الشَّیطانِ. (2)

10557. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ لَم یَبعَث نَبِیّاً إلّامُبَلِّغاً،وإنَّ تَشقیقَ الکَلامِ مِنَ الشَّیطانِ. (3)

10558. مسند ابن حنبل عن ابن عمر: قَدِمَ رَجُلانِ مِنَ المَشرِقِ خَطیبانِ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقاما فَتَکَلَّما ثُمَّ قَعَدا،وقامَ ثابِتُ بنُ قَیسٍ خَطیبُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَتَکَلَّمَ ثُمَّ قَعَدَ،فَعَجِبَ النّاسُ مِن کَلامِهِم.

فَقامَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:یا أیُّهَا النّاسُ! قولوا بِقَولِکُم،فَإِنَّما تَشقیقُ الکَلامِ مِنَ الشَّیطانِ.

قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله (4):إنَّ مِنَ البَیانِ سِحراً (5). (6)

ص:289


1- (1) .الظاهر«شقاشق»کما فی الإصابة و کنز العمّال،وکما فی حدیثٍ یأتی لاحقاً.والشقشقة:الجلدة الحمراء التی یخرجها الجمل العربی من جوفه ینفخ فیها فتظهر من شدقه،ونسبها إلی الشیطان لما یدخل فیه من الکذب والباطل ( النهایة:ج 2 ص 489« [1]شقشق»).
2- (2) .اُسد الغابة:ج 1 ص 491 الرقم 643، [2]الإصابة:ج 1 ص 544 الرقم 1024 [3] نحوه وکلاهما عن جابر بن طارق،کنز العمّال:ج 3 ص 552 ح 7863.
3- (3) .المصنّف لعبد الرزّاق:ج 11 ص 163 ح 20209 عن مجاهد،نثر الدّر:ج 1 ص 258 [4] بزیادة«والخطب»بعد«الکلام».
4- (4) .فی الأدب المفرد:« [5]ثمّ قال رسول اللّه صلی الله علیه و آله...».
5- (5) .قال الشریف الرضی-رضوان اللّه تعالی علیه-:و هذا القول مجاز،والمراد به أنّ البیان قد یخدع بتزویقه وزخارفه و حسن معارضه ومطالعه،حتی یستزل الإنسان من حال الغضب،والمخاشنة إلی حال الرضا والملاینة،وینزع حمات السخائم،ویفسخ عقود العزائم،ویکبح الجامح حتی یرجع ویسفّ بالمحلّق حتی یقع ویعود بالخصم الضالع موافقاً وبالضدّ الأبعد مقارباً (المجازات النبویة:ص 120 ذیل ح 82). [6]
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 2 ص 408 ح 5691، [7]الأدب المفرد:ص 258 ح 875، [8]صحیح ابن حبّان:ū ج 13 ص 26 ح 5718،التمهید لابن عبدالبر:ج3 ص250 کلاهما نحوه وکلّها عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 3 ص 579 ح 7984،وراجع:المجازات النبویة:ص 120 ح 82. [9]

10559. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِعَبدِ اللّهِ بنِ رَواحَةَ-:کُفَّ عَنِ السَّجعِ (1)؛فَما اعطِیَ عَبدٌ شَیئاً شَرّاً مِن طَلاقَةٍ فی لِسانِهِ. (2)

10560. الإمام علی علیه السلام: إنَّ کَثیراً مِنَ الخُطَبِ مِن شَقاشِقِ الشَّیطانِ. (3)

10561. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: شِرارُ امَّتی الثَّرثارونَ (4)المُتَشَدِّقونَ (5)المُتَفَیهِقونَ (6).وخِیارُ امَّتی أحاسِنُهُم أخلاقاً. (7)

10562. مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ألا ا نَبِّئُکُم بِشِرارِکُم؟-فَقالَ:-هُمُ الثَّرثارونَ المُتَشَدِّقونَ.ألا ا نَبِّئُکُم بِخِیارِکُم؟أحاسِنُکُم أخلاقاً. (8)

ص:290


1- (1) .الظاهر أن المراد من«السجع»المنهیّ عنه فی الحدیث لیس مطلق السجع،بل المراد منه ما استُخدِم فی الباطل.
2- (2) .تفسیر القرطبی:ج 12 ص 281، [1]الفردوس:ج 4 ص 120 ح 6373 عن ابن عبّاس ولیس فیه«کُفّ عن السجع»،کنز العمّال:ج3 ص556 ح7892.
3- (3) .النهایة:ج 2 ص 489، [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 12 ص 135، [3]الأدب المفرد:ص 258 ح 876، [4]جامع بیان العلم وفضله:ج 2 ص 113 کلاهما نحوه من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 2 ص 61. [5]
4- (4) .الثرثارون:هم الذین یکثرون الکلام تکلّفاً وخروجاً عن الحقّ،والثرثرة:کثرة الکلام وتردیده( النهایة:ج 1 ص 209« [6]ثرثر»).
5- (5) .المتشدّقون:هم المتوسّعون فی الکلام من غیر احتیاط واحتراز،وقیل:أراد بالمتشدّق:المستهزئ بالناس،یلوی شدقه بهم وعلیهم ( النهایة:ج 2 ص 453« [7]شدق»).
6- (6) .المتفیهقون:هم الذین یتوسّعون فی الکلام ویفتحون به أفواههم؛مأخوذ من الفهق وهو الامتلاء والاتّساع ( النهایة:ج 3 ص 482« [8]فهق»).
7- (7) .الأدب المفرد:ص 378 ح 1308، [9]کنز العمّال:ج 3 ص 561 ح 7910 نقلاً عن حلیة الأولیاء وکلاهما عن أبی هریرة.
8- (8) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 301 ح 8830، [10]السنن الکبری:ج 10 ص 326 ح 20800،سیر أعلام النبلاء:ج 14 ص 388،تهذیب الکمال:ج 4 ص40 الرقم 651 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 556 ح 7890.

10563. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ أبغَضَکُم إلَیَّ وأَبعَدَکُم مِنّی مَجلِساً یَومَ القِیامَةِ،الثَّرثارونَ وَالمُتَشَدِّقونَ وَالمُتَفَیهِقونَ. (1)

10564. عنه صلی الله علیه و آله: سَیَکونُ رِجالٌ مِن امَّتی یَأکُلونَ ألوانَ الطَّعامِ،ویَشرَبونَ ألوانَ الشَّرابِ، ویَلبَسونَ ألوانَ اللِّباسِ،ویَتَشَدَّقونَ فِی الکَلامِ،فَاُولئِکَ شِرارُ امَّتی. (2)

10565. عنه صلی الله علیه و آله: شِرارُ امَّتِی الَّذینَ غُذّوا فِی النَّعیمِ؛الَّذینَ یَأکُلونَ [ ألوانَ ] (3)الطَّعامِ،ویَلبَسونَ ألوانَ الثِّیابِ،ویَتَشَدَّقونَ فِی الکَلامِ. (4)

10566. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ المُتَشَدِّقینَ فِی النّارِ. (5)

3/4 تَزیینُ الکَلامِ

10567. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن تَعَلَّمَ صَرفَ الکَلامِ لِیَسبِیَ بِهِ قُلوبَ الرِّجالِ أوِ النّاسِ،لَم یَقبَلِ اللّهُ

ص:291


1- (1) .سنن الترمذی:ج 4 ص 370 ح 2018، [1]تاریخ بغداد:ج 4 ص 61 الرقم 1680، [2]تفسیر القرطبی:ج 18 ص 228 [3] کلّها عن جابر بن عبداللّه،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 220 ح 17747 عن أبی ثعلبة الخشنی نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 10 ح 5181؛المجازات النبویّة:ص 374 ح 338، [4]تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 91 [5] ولیس فیه«المتشدّقون»،تنبیه الخواطر:ج 1 ص 198 [6] نحوه،عوالی اللآلی:ج 1 ص 72 ح 135 [7] ولیس فیه«وأبعدکم...القیامة»،بحار الأنوار:ج 71 ص 385 ح 26. [8]
2- (2) .المعجم الکبیر:ج 8 ص 107 ح 7512،مسند الشامیین:ج 2 ص 342 ح 1458،حلیة الأولیاء:ج 6 ص 90،الفردوس:ج 5 ص 455 ح 8728 کلّها عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 3 ص 561 ح 7911.
3- (3) .ما بین المعقوفین أثبتناه من المصادر الاُخری،والظاهر أنّها سقطت من المصدر؛فهی ممّا یقتضیه السیاق.
4- (4) .شعب الإیمان:ج 5 ص 33 ح 5669، [9]الصمت وحفظ اللسان:ص 92 ح 50،تاریخ دمشق:ج 27 ص 366 ح 5837 کلّها عن فاطمة علیها السلام،کنز العمّال:ج 3 ص 561 ح 7912.
5- (5) .المعجم الکبیر:ج 8 ص 166 ح 7696 عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 3 ص 561 ح 7915.

مِنهُ یَومَ القِیامَةِ صَرفاً (1)ولا عَدلاً. (2)

10568. الإمام الصادق علیه السلام: تَجِدُ الرَّجُلَ لا یُخطِئُ بِلامٍ ولا واوٍ خَطیباً مِصقَعاً (3)،ولَقَلبُهُ أشَدُّ ظُلمَةً مِنَ اللَّیلِ المُظلِمِ.وتَجِدُ الرَّجُلَ لا یَستَطیعُ یُعَبِّرُ عَمّا فی قَلبِهِ بِلِسانِهِ،وقَلبُهُ یَزهَرُ کَما یَزهَرُ المِصباحُ. (4)

10569. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:آفَةُ العُلَماءِ عَشَرَةُ أشیاءَ:...

وَالتَّکَلُّفُ فی تَزیینِ الکَلامِ بِزَوائِدِ الأَلفاظِ. (5)

4/4 کُفرانُ المُعَلِّمِ

10570. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَجعَلَنَّ ذَرَبَ (6)لِسانِکَ عَلی مَن أنطَقَکَ،وبَلاغَةَ قَولِکَ عَلی مَن سَدَّدَکَ. (7)

5/4 خِداعُ النّاسِ

10571. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أسعَدُ النّاسِ فِی الفِتَنِ کُلُّ خَفِیٍّ نَقِیٍّ؛إن ظَهَرَ لَم یُعرَف،وإن غابَ لَم

ص:292


1- (1) .قال العلّامة المجلسی قدس سره:اختُلِف فی معناه؛قال الحسن:الصَّرف:العمل،والعدل:الفدیة.وقال الأصمعی:الصَّرف:التطوّع،والعدل:الفریضة.وقال أبو عبیدة:الصرف:الحیلة،والعدل:الفدیة.وقال الکلبی:الصرف:الفدیة،والعدل:رجل مکانه ( بحارالأنوار:ج 8 ص 31 ). [1]
2- (2) .سنن أبی داود:ج 4 ص 302 ح 5006، [2]شعب الإیمان:ج 4 ص 252 ح 4974، [3]تفسیر الثعالبی:ج 4 ص 299 [4] کلّها عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج10 ص 194 ح 29022.
3- (3) .الخطیب المِصقَع:أی البلیغ الماهر فی خطبته ( النهایة:ج 3 ص 42« [5]صقع»).
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 422 ح 1 [6]عن عمرو،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 210. [7]
5- (5) .مصباح الشریعة:ص 366، [8]بحار الأنوار:ج 2 ص 52 ح 18. [9]
6- (6) .ذَربَ لِسانَهُ:إذا کان حادّ اللسان لا یُبالی ( النهایة:ج 2 ص 156« [10]ذرب»).
7- (7) .نهج البلاغة:الحکمة 411، [11]غرر الحکم:ج 6 ص 323 ح 10385، [12]عیون الحکم والمواعظ:ص 524 ح 9550،بحار الأنوار:ج 2 ص 44 ح 17. [13]

یُفتَقَد.وأَشقَی النّاسِ فیها کُلُّ خَطیبٍ مِصقَعٍ (1)،أو راکِبٍ موضِعٍ.لا یَخلُصُ مِن شَدِّها إلّا مَن أخلَصَ الدُّعاءَ؛کَدُعاءِ الغَرِقِ فِی البَحرِ. (2)

10572. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ تعالی قالَ:لَقَد خَلَقتُ خَلقاً ألسِنَتُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ،وقُلوبُهُم أمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ (3)،فَبی حَلَفتُ لَاُتیحَنَّهُم فِتنَةً تَدَعُ الحَلیمَ مِنهُم حَیرانَ ! فَبی یَغتَرّونَ؟! أم عَلَیَّ یَجتَرِئونَ؟! (4)

10573. عنه صلی الله علیه و آله: وَیلٌ لِلَّذینَ یَجتَلِبونَ الدُّنیا بِالدّینِ،یَلبَسونَ لِلنّاسِ جُلودَ الضَّأنِ مِن لینِ ألسِنَتِهِم،[ کَلامُهُم ] (5)أحلی مِنَ العَسَلِ،وقُلوبُهُم قُلوبُ الذِّئابِ،یَقولُ اللّهُ تَعالی:أفَبی یَغتَرّونَ،أم عَلَیَّ یَجتَرِئونَ؟! فَوَعِزَّتی،لَأَبعَثَنَّ عَلی أولئِکَ فِتنَةً تَذَرُ الحَلیمَ مِنهُم حَیرانَ. (6)

10574. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی أنزَلَ عَلی نَبِیٍّ مِن أنبِیائِهِ:إنَّهُ سَیَکونُ خَلقٌ مِن خَلقی یَخلِطونَ (7)الدُّنیا بِالدّینِ؛یَلبَسونَ لِلنّاسِ مُسوکَ الضَّأنِ عَلی قُلوبٍ کَقُلوبِ الذِّئابِ أشَدُّ

ص:293


1- (1) .فی المصدر«مسقع»،وما أثبتناه من المصادر الاُخری وهو الصحیح.والمِصقَع:أی البلیغ الماهر فی خطبتهِ،الداعی إلی الفتن،الذی یحرّض الناس علیها ( النهایة:ج 3 ص 42« [1]صقع»).
2- (2) .الفتن:ج 1 ص 255 ح 720 [2] عن أبی هریرة،کنز العمّال:ج 11 ص 244 ح 31389 و راجع:المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 575 ح 8612 و تفسیر الثعلبی:ج 4 ص 345 و [3]مجمع البیان:ج 4 ص 821.
3- (3) .الصَّبِرُ:الدواءُ المُرُّ ( مجمع البحرین:ج 2 ص 1005«صبر»).
4- (4) .سنن الترمذی:ج 4 ص 605 ح 2405،المعجم الأوسط:ج 8 ص 379 ح 8931،مشکاة المصابیح:ج 2 ص 685 ح 5324،وفیه«السکر»بدل«العسل»کلّها عن ابن عمر،الفردوس:ج 3 ص 175 ح 4473،کنز العمّال:ج 10 ص 201 ح 29055.
5- (5) .مابین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار. [4]
6- (6) .نزهة الناظر:ص 50 ح 93،أعلام الدین:ص 295، [5]بحار الأنوار:ج 77 ص 173 ح 8؛ [6]سنن الترمذی:ج 4 ص 604 ح 2404 نحوه،الزهد لابن السری:ج 2 ص 437 ح 860،الزهد لابن المبارک:ص 17 ح 50 وفیهما«السکر»بدل«العسل»وکلّها عن أبی هریرة،مشکاة المصابیح:ج 2 ص684 ح 5323،کنز العمّال:ج 14 ص 214 ح 38443.
7- (7) .فی بحار الأنوار:«یلحسون»بدل«یخلطون».

مِرارَةً مِنَ الصَّبِرِ،وأَلسِنَتُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ،وأَعمالُهُمُ الباطِنَةُ أنتَنُ مِنَ الجِیَفِ.

أبی یَغتَرّونَ؟أم إیّایَ یُخادِعونَ؟أم عَلَیَّ یَجتَرونَ؟! فَبِعِزَّتی حَلَفتُ ! لَأَبعَثَنَّ عَلَیهِم فِتنَةً تَطَأُ فی خِطامِها (1)حَتّی تَبلُغَ أطرافَ الأَرضِ،تَترُکُ الحَلیمَ فیها حَیرانَ،واُلبِسُهُم شِیَعاً،واُذیقُ بَعضَهُم بَأسَ بَعضٍ،أنتَقِمُ مِن أعدائی بِأَعدائی. (2)

10575. عنه صلی الله علیه و آله: أنزَلَ اللّهُ فی بَعضِ الکُتُبِ-أو أوحی إلی بَعضِ الأَنبِیاءِ-:قُل لِلَّذینَ یَتَفَقَّهونَ لِغَیرِ الدّینِ،ویَتَعَلَّمونَ لِغَیرِ العَمَلِ،ویَطلُبونَ الدُّنیا بِعَمَلِ الآخِرَةِ؛یَلبَسونَ لِلنّاسِ مُسوکَ (3)الکِباشِ،وقُلوبُهُم کَقُلوبِ الذِّئابِ،ألسِنَتُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ،وقُلوبُهُم أمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ:إیّایَ یُخادِعونَ؟! وبی یَستَهزِئونَ ! لَاُتیحَنَّ لَهُم فِتنَةً تَذَرُ الحَلیمَ فیهِم حَیرانَ. (4)

10576. سعد السعود -فی ذِکرِ ما وَرَدَ فِی السّورَةِ الخامِسَةِ وَالسِّتّینَ مِنَ الزَّبورِ-:أفصَحتُم فِی الخُطبَةِ وقَصَّرتُم فِی العَمَلِ،فَلَو أفصَحتُم (5)فِی العَمَلِ وقَصَّرتُم فِی الخُطبَةِ لَکانَت أرجی لَکُم،ولکِنَّکُم عَمَدتُم إلی آیاتی فَاتَّخَذتُموها هُزُواً،وإلی مَظالِمی فَاشتَهَرتُم بِها. (6)

ص:294


1- (1) .الخِطامُ:هو الحبل الذی یقاد به البعیر ( النهایة:ج 2 ص 50«خطم»).
2- (2) .أعلام الدین:ص 407، [1]ثواب الأعمال:ص 304 ح 2،قرب الإسناد:ص 28 ح 93 [2] نحوه وکلاهما عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 72 ص 298 ح 30؛ [3]تفسیر ابن أبی حاتم:ج 2 ص 364 ح 912 [4] عن محمّد بن کعب القرظی نحوه.
3- (3) .مَسک:جِلد ( النهایة:ج 4 ص 331«مسک»).
4- (4) .تفسیر القرطبی:ج 1 ص 19، [5]جامع بیان العلم وفضله:ج 1 ص 189 [6] کلاهما عن أبی الدرداء،کنز العمّال:ج 10 ص 200 ح 29054؛عدّة الداعی:ص70، [7]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 213، [8]إرشاد القلوب:ص 14 [9] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 1 ص 224 ح 15. [10]
5- (5) .فی المصدر:«نصحتم»بدل«أفصحتم»،وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار [11]وهو الأصحّ.
6- (6) .سعد السعود:ص 51، [12]بحار الأنوار:ج 14 ص 48. [13]

الفصل الخامس:أبلغ الکلام وأفصحه

1/5 کَلامُ اللّهِ

10577. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أحسَنُ الکَلامِ کَلامُ اللّهِ. (1)

10578. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی لَم یَجعَلنی لَحّاناً،اختارَ لی خَیرَ الکَلامِ:کِتابَهُ القُرآنَ. (2)

10579. الإمام علی علیه السلام: إنَّ أحسَنَ الحَدیثِ وأَبلَغَ المَوعِظَةِ کِتابُ اللّهِ عز و جل. (3)

10580. عنه علیه السلام: تَدَبَّروا آیاتِ القُرآنِ وَاعتَبِروا بِهِ،فَإِنَّهُ أبلَغُ العِبَرِ. (4)

10581. عنه علیه السلام: یا أیُّهَا النّاسُ ! إنَّهُ لَم یَکُن للّهِ ِ سُبحانَهُ حُجَّةٌ فی أرضِهِ أوکَدُ مِن نَبِیِّنا مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله،ولا حِکمَةٌ أبلَغُ مِن کِتابِهِ القُرآنِ العَظیمِ. (5)

ص:295


1- (1) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 18 ح 46،المصنّف لعبد الرزاق:ج 11 ص 116 ح 20076،المعجم الکبیر:ج 9 ص 96 ح 8518 کلّها عن عبداللّه بن مسعود،سنن النسائی:ج 3 ص 58 عن جابر،کنز العمّال:ج 15 ص 923 ح 43589.
2- (2) .کنز العمّال:ج 11 ص 425 ح 31990 نقلاً عن الشیرازی فی الألقاب عن أبی هریرة.
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 431 ح 1263،مصباح المتهجّد:ص 382، [1]تحف العقول:ص 150 نحوه،بحار الأنوار:ج 91 ص 31 ح 5.
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 284 ح 4493، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 200 ح 4056.
5- (5) .غرر الحکم:ج 6 ص 468 ح 11004، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 557 ح 10253.

2/5 کَلامُ النَّبِیِّ

الکتاب

«أُولئِکَ الَّذِینَ یَعْلَمُ اللّهُ ما فِی قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ عِظْهُمْ وَ قُلْ لَهُمْ فِی أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِیغاً» . (1)

الحدیث

10582. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أنَا أفصَحُ العَرَبِ وَالعَجَمِ. (2)

10583. عنه صلی الله علیه و آله: أنَا أفصَحُ العَرَبِ،وأَنزَلَ اللّهُ القُرآنَ بِلُغَتی وهِیَ أفضَلُ اللُّغاتِ،بَیْدَ أنّی رُبّیتُ فی بَنی سَعدِ بنِ بَکرٍ. (3)

10584. معانی الأخبار عن محمّد بن إبراهیم التمیمی: کُنّا عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَنَشَأَت سَحابَةٌ فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،هذِهِ سَحابَةٌ ناشِئَةٌ.

فَقالَ:کَیفَ تَرَونَ قَواعِدَها؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،ما أحسَنَها وأَشَدَّ تَمَکُّنَها !

قالَ:کَیفَ تَرَونَ بَواسِقَها؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،ما أحسَنَها وأَشَدَّ تَراکُمَها !

قالَ:کَیفَ تَرَونَ جَونَها؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،ما أحسَنَهُ وأشَدَّ سَوادَهُ !

قالَ:فَکَیفَ تَرَونَ رَحاها؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،ما أحسَنَها وأَشَدَّ استِدارَتَها !

ص:296


1- (1) .النساء:63. [1]
2- (2) .عوالی اللآلی:ج 4 ص 120 ح 193،الاختصاص:ص 187،الاستغاثة:ج 1 ص 46،المسترشد:ص 140 [2] ولیس فیها«والعجم»،بحار الأنوار:ج 17 ص 158 ح 2؛ [3]المعارف لابن قتیبة:ص 132، [4]النهایة:ج 1 ص 171 [5] ولیس فیهما«والعجم».
3- (3) .الاختصاص:ص 187،بحارالأنوار:ج 17 ص 158 ح 2. [6]

قالَ:فَکَیفَ تَرَونَ بَرقَها؛أخَفواً أم وَمیضاً أم یَشُقُّ شَقّاً؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،بَل یَشُقُّ شَقّاً.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:الحَیا.فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،ما أفصَحَکَ ! وما رَأَینَا الَّذی هُوَ أفصَحُ مِنکَ.

فَقالَ:وما یَمنَعُنی مِن ذلِکَ،وبِلِسانی نَزَلَ القُرآنُ «بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ» (1)؟! (2)

10585. الإمام علی علیه السلام -فی وَصفِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:قَولُهُ الفَصلُ...کَلامُهُ بَیانٌ،وصَمتُهُ أفصَحُ لِسانٍ. (3)

10586. الإمام الحسن علیه السلام -فی وَصفِ رَسولِ اللّهِ-:حَسَنُ الکَلامِ،فَصیحُ اللِّسانِ. (4)

10587. المغنی: کانَ [ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] أبلَغَ النّاسِ مِن غَیرِ تَطویلٍ. (5)

10588. إمتاع الأسماع عن بریدة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن أفصَحِ النّاسِ؛کانَ یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ لا یَدرونَ ما هُوَ حَتّی یُخبِرَهُم. (6)

10589. ربیع الأبرار: ولَمّا رَدَّتهُ [ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] حَلیمَةُ السَّعدِیَّةُ إلی مَکَّةَ،نَظَرَ إلَیهِ عَبدُ المُطَّلِبِ وقَد نَما نُمُوَّ الهِلالِ،وهُوَ یَتَکَلَّمُ بِفَصاحَةٍ،فَامتَلَأَ سُروراً وقالَ:جَمالُ قُرَیشٍ،وفَصاحَةُ سَعدٍ،وحَلاوَةُ یَثرِبَ. (7)

ص:297


1- (1) .الشعراء:195. [1]
2- (2) .معانی الأخبار:ص 319 ح 1،بحارالأنوار:ج 17 ص 156 ح 1. [2]
3- (3) .غرر الحکم:ج 4 ص 154 ح 5648،نهج البلاغة:الخطبة 96 وفیه«کلامه بیان وصمته لسان»فقط،بحار الأنوار:ج 16 ص 380 ح 92. [3]
4- (4) .تفسیر القمی:ج 2 ص 271، [4]بحار الأنوار:ج 33 ص 236. [5]
5- (5) .المغنی عن حمل الأسفار:ج 1 ص 615 ح 2329.
6- (6) .إمتاع الاسماع:ج 2 ص 262. [6]
7- (7) .ربیع الأبرار:ج 4 ص 251. [7]

3/5 کَلامُ أَهلِ البَیتِ

10590. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: اعطینا أهلَ البَیتِ سَبعَةً لَم یُعطَهُنَّ أحَدٌ قَبلَنا،ولا یُعطاها أحَدٌ بَعدَنا:

الصَّباحَةَ،وَالفَصاحَةَ،وَالسَّماحَةَ،وَالشَّجاعَةَ،وَالحِلمَ،وَالعِلمَ،وَالمَحَبَّةَ مِنَ (1)النِّساءِ. (2)

10591. الإمام علی علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن قُرَیشٍ-:أمّا بَنو مَخزومٍ فَرَیحانَةُ قُرَیشٍ،نُحِبُّ حَدیثَ رِجالِهِم وَالنِّکاحَ فی نِسائِهِم.

وأَمّا بَنو عَبدِ شَمسٍ فَأَبعَدُها رَأیاً،وأَمنَعُها لِما وَراءَ ظُهورِها.

وأَمّا نَحنُ فَأَبذَلُ لِما فی أیدینا،وأَسمَحُ عِندَ المَوتِ بِنُفوسِنا.وهُم أکثَرُ وأَمکَرُ وأَنکَرُ،ونَحنُ أفصَحُ وأَنصَحُ وأَصبَحُ. (3)

10592. عنه علیه السلام: إنّا لَأُمراءُ الکَلامِ،وفینا تَنَشَّبَت عُروقُهُ،وعَلَینا تَهَدَّلَت غُصونُهُ. (4)

10593. الخصال عن عامر الشعبی: تَکَلَّمَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام بِتِسعِ کَلِماتٍ ارتَجَلَهُنَّ ارتِجالاً،فَقأَنَ عُیونَ البَلاغَةِ،وأَیتَمنَ جَواهِرَ الحِکمَةِ،وقَطَعنَ جَمیعَ الأَنامِ

ص:298


1- (1) .فی النوادر للراوندی:«للنساء»،وفی بحار الأنوار [1]نقلاً عن النوادر:«فی النساءِ».
2- (2) .الجعفریات:ص 182،النوادر للراوندی:ص 123 ح 138 کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 26 ص 265 ح 51؛ [2]المناقب لابن المغازلی:ص 295 ح 337 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وراجع:الخصال:ص 286 ح 40 وعیون الأخبار لابن قتیبة:ج 4 ص 25.
3- (3) .نهج البلاغة:الحکمة 120، [3]بحار الأنوار:ج 34 ص 343 ح 1163. [4]
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 233، [5]أعلام الدین:ص321، [6]غرر الحکم:ج2 ص336 ح2774 وفیه«تشّبثت فروعه»بدل«تنشّبت عروقه»،الأمالی للمرتضی:ج 4 ص19 [7] وفیه«منّا تفرّعت فروعه»بدل«فینا تنشّبت عروقه»من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 292 ح 62. [8]

عَنِ اللِّحاقِ بِواحِدَةٍ مِنهُنَّ؛ثَلاثٌ مِنها فِی المُناجاةِ،وثَلاثٌ مِنها فِی الحِکمَةِ، وثَلاثٌ مِنها فِی الأَدَبِ.

فَأَمَّا اللّاتی فِی المُناجاةِ،فَقالَ:إلهی ! کَفی لی (1)عِزّاً أن أکونَ لَکَ عَبداً،وکَفی بی فَخراً أن تَکونَ لی رَبّاً،أنتَ کَما احِبُّ فَاجعَلنی کَما تُحِبُّ.

وأَمَّا اللّاتی فِی الحِکمَةِ،فَقالَ:قیمَةُ کُلِّ امرِیٍ ما یُحسِنُهُ،وما هَلَکَ امرُؤٌ عَرَفَ قَدرَهُ،وَالمَرءُ مَخبوءٌ تَحتَ لِسانِهِ.

وأَمَّا اللّاتی فِی الأَدَبِ،فَقالَ:اُمنُن عَلی مِن شِئتَ تَکُن أمیرَهُ،وَاحتَج إلی مَن شِئتَ تَکُن أسیرَهُ،وَاستَغنِ عَمَّن شِئتَ تَکُن نَظیرَهُ. (2)

10594. الإمام الصادق علیه السلام -بَعدَ نَقلِهِ کَلامَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فی صِفَةِ المُؤمِنِ مُخاطِباً لِهَمّامٍ-:

...فَصاحَ هَمّامٌ صَیحَةً ثُمَّ وَقَعَ مَغشِیّاً عَلَیهِ،فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:أما وَاللّهِ لَقَد کُنتُ أخافُها عَلَیهِ.وقالَ:هکَذا تَصنَعُ المَوعِظَةُ البالِغَةُ بِأَهلِها. (3)

10595. الإمام زین العابدین علیه السلام: اعطینا سِتّاً،وفُضِّلنا بِسَبعٍ:اُعطینَا العِلمَ،وَالحِلمَ، وَالسَّماحَةَ،وَالفَصاحَةَ،وَالشَّجاعَةَ،وَالمَحَبَّةَ فی قُلوبِ المُؤمِنینَ... (4)

ص:299


1- (1) .فیما عدا الخصال من المصادر التی ذکرت فی الهامش وما لم تُذکر:«بی»بدل«لی».
2- (2) .الخصال:ص 420 ح 14،روضة الواعظین:ص 123، [1]معدن الجواهر:ص 67 [2] عن معمر بن المثنی نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 400 ح 23. [3]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 230 ح 1 [4] عن عبداللّه بن یونس،صفات الشیعة:ص 101 ح 35 عن عبدالرحمن بن کثیر الهاشمی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام نحوه،نهج البلاغة:الخطبة 193، [5]مکارم الأخلاق:ج 2 ص 393 ح 2663، [6]کنز الفوائد:ج 1 ص 92 [7] والثلاثة الأخیرة من دون إسناد إلی الإمام الصادق علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 67 ص 317 ح 50. [8]
4- (4) .مقتل الحسین علیه السلام للخوارزمی:ج 2 ص 69؛بحار الأنوار:ج 45 ص 138، [9]وراجع:المناقب لابن شهر آشوب:ج 4 ص 168. [10]

10596. الإمام الصادق علیه السلام: أعرِبوا (1)حَدیثَنا فَإِنّا قَومٌ فُصَحاءُ. (2)

10597. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام-:جَعَلَهُمُ اللّهُ حَیاةً لِلأَنامِ،ومَصابیحَ لِلظَّلامِ،ومَفاتیحَ لِلکَلامِ. (3)

10598. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن أبی الحسین بن محمد بن أبی عباد -وکانَ یَکتُبُ لِلرِّضا علیه السلام،ضَمَّهُ إلَیهِ الفَضلُ بنُ سَهلٍ،قالَ:-ما کانَ علیه السلام یَذکُرُ مُحَمَّداً ابنَهُ علیه السلام إلّا بِکُنیَتِهِ یَقولُ:کَتَبَ إلَیَّ أبو جَعفَرٍ،وکُنتُ أکتُبُ إلی أبی جَعفَرٍ وهُوَ صَبِیٌّ بِالمَدینَةِ، فَیُخاطِبُهُ بِالتَّعظیمِ،وتَرِدُ کُتُبُ أبی جَعفَرٍ علیه السلام فی نِهایَةِ البَلاغَةِ وَالحُسنِ،فَسَمِعتُهُ یَقولُ:أبو جَعفَرٍ وَصِیِّی،وخَلیفَتی فی أهلی مِن بَعدی. (4)

4/5 النَّوادِرُ

10599. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ العَرَبِیَّةَ لَیسَت بأَبٍ والِدٍ،ولکِنَّها لِسانٌ ناطِقٌ،فَمَن قَصَرَ بِهِ عَمَلُهُ لَم یُبلِغهُ حَسَبُهُ. (5)

ص:300


1- (1) .الإعرابُ:الإبانَةُ والإیضاحُ ( مجمع البحرین:ج 2 ص 1186«عرب»).
2- (2) .الکافی:ج 1 ص 52 ح 13، [1]منیة المرید:ص 353 [2] کلاهما عن جمیل بن درّاج،الفصول المختارة:ص 91، [3]مشکاة الأنوار:ص 250 ح 729، [4]الدرّة الباهرة:ص 30 وفیه«کلامنا»بدل«حدیثنا»،عدّة الداعی:ص 18 نحوه،بحار الأنوار:ج 2 ص 151 ح 28. [5]
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 204 ح 2 [6] عن إسحاق بن غالب.
4- (4) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 240 ح 1، [7]بحار الأنوار:ج 50 ص 18 ح 2. [8]
5- (5) .الکافی:ج 8 ص 246 ح 342، [9]معانی الأخبار:ص 207 ح 1 کلاهما عن حنان عن أبیه،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 363 ح 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبیه عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الزهد للحسین بن سعید:ص 56 ح 150 [10] عن أبی عبیدة الحذاء عن الإمام الباقر علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،تفسیر القمی:ج 2 ص 322 [11] والثلاثة الأخیرة نحوه؛کنز العمّال:ج 1 ص 257 وص 402.

10600. ربیع الأبرار: سَمِعَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله مِن عَمِّهِ العَبّاسِ (1)،فَقالَ لَهُ:«بارَکَ اللّهُ لَکَ یا عَمِّ فی جَمالِکَ»؛أی فی فَصاحَتِکَ. (2)

10601. تفسیر الثعلبی عن منصور: کانَ یُقالُ:کانَ سُلَیمانُ أبلَغَ النّاسِ فی کِتابِهِ وأَقَلَّهُ إملاءً (3).

ثُمَّ قَرَأَ: «إِنَّهُ مِنْ سُلَیْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ» (4).

قالَ قَتادَةُ:وکَذلِکَ الأَنبِیاءُ علیهم السلام،کانَت تَکتُبُ جُمَلاً لا یُطیلونَ ولا یُکثِرونَ. (5)

ص:301


1- (1) .أی:سمع منه کلاماً بلیغاً.
2- (2) .ربیع الأبرار:ج 4 ص 251. [1]
3- (3) .أی لا یُملی الکثیر فی کتابه،بل یکتفی بقلیل من الکلام البلیغ.
4- (4) .النمل:30. [2]
5- (5) .تفسیر الثعلبی:ج 7 ص 205، [3]تفسیر ابن أبی حاتم:ج 9 ص 2874 ح 16314 [4] عن سفیان بن منصور نحوه،الدرّ المنثور:ج 6 ص 354 نقلاً عن عبد ابن حمید.

ص:302

45

45.التَّبلیغُ

اشارة

ص:303

ص:304

المدخل

التبلیغ لغةً

لفظ«التبلیغ»مشتقّ من کلمة«البلوغ»و«البلاغ» (1)؛بمعنی الإیصال التامّ الکامل للرسالة أو الخبر أو الفکرة أو الکلام إلی الطرف الآخر.

والمبلِّغ:هو من یسعی بکلّ جهده لإیصال مادّة التبلیغ إلی مقصدها النهائی الذی هو فکر المخاطب وقلبه.

وقد جاءت کلمة التبلیغ ومشتقّاتها فی القرآن الکریم 28 مرّة. (2)وتوجد هناک، بطبیعة الحال،مصطلحات اخری-کالهدایة،والدعوة،والموعظة،والتبشیر، والتخویف،والإنذار،والأمر بالمعروف،والنهی عن المنکر-ذات صلة وثیقة بمعنی التبلیغ،إلّاأنّ أیّاً منها لا یحمل ذات المغزی الثقافی لکلمة التبلیغ فی ما تعنیه من

ص:305


1- (1) .البلوغ والبلاغ:الانتهاء إلی أقصی المقصد والمنتهی؛مکاناً کان أو زماناً أو أمراً من الاُمور المقدّرة.وربما یعبّر به عن المشارفة إلیه وإن لم ینته إلیه (مفردات ألفاظ القرآن:ص 144« [1]بلغ»).
2- (2) .آل عمران:20،النساء:63،المائدة:67 [مرّتین] و 92 و 99،الأنعام:149،الأعراف:62 و 68و 79 و93،هود:57،الرعد:40،إبراهیم:52،النحل:35 و 82،الأنبیاء:106،النور:54،العنکبوت:18،الأحزاب:39،یس:17،الشوری:48،الأحقاف:23 و 35،القمر:5،التغابن:12،الجنّ:23 و 28.

نقل الرسالة إلی المخاطب.

ویُعتبر تبلیغ رسالات اللّه سبحانه وترسیخها فی قلوب الناس وعقولهم من أهمّ واجبات الأنبیاء ومن یضطلعون بمهمّة مواصلة نهجهم،وأداء هذه الرسالة علی درجة بالغة من الأهمّیة،بحیث أکّد القرآن الکریم فی خطابه للرسول صلی الله علیه و آله بالقول:

«إِنْ عَلَیْکَ إِلاَّ الْبَلاغُ» . (1)

فکان رسول اللّه صلی الله علیه و آله یصف نفسه بالمبلِّغ قائلاً:

إنَّما أنَا مُبَلِّغٌ. (2)

عوامل نجاح المبلّغ

إنّ نجاح أو فشل المبلّغین والمعنیّین بوضع الخطط التبلیغیّة فی تحقیق أهدافهم، یتوقّف علی العوامل الخمسة التالیة:

1.دافع المبلِّغ.

2.المادّة التبلیغیّة.

3.خصائص المبلِّغ.

4.وسائل التبلیغ.

5.اُسلوب التبلیغ.

وجمیع هذه العوامل تحظی فی الدین الإسلامی بالرعایة والاهتمام.

ویهدف هذا العنوان من خلال الاستلهام من القرآن والحدیث-علاوةً علی تقویة دافع التبلیغ-إلی توعیة المبلّغ وتعریفه بأهمّ ماینبغی إیصاله إلی المخاطب،وبالصفات والخصائص الضروریّة التی تضمن نجاح المبلّغ فی أداء

ص:306


1- (1) .الشوری:48. [1]
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 33 ح 16934،المعجم الکبیر:ج 19 ص 389 ح 914 وص 390 ح 915،کنز العمّال:ج 6 ص 350 ح 16010.

مهمّته،بالإضافة إلی تعریفه بوسائل التبلیغ والأسالیب المؤثّرة فی نجاح المبلّغ.

وفی مایلی نقدّم نبذة موجزة عن النصوص الإسلامیّة الواردة بشأن عوامل نجاح المبلّغ:

دافع المبلّغ

لا شکّ أنّ الدافع الذی یسعی إلیه المبلّغ هو الذی یضمن-قبل أیّ شیء آخر- نجاحَ المبلّغ والخطّة التبلیغیّة.وکلّما کان الدافع أقوی،کان الأمل بالنجاح أکبر.

والتأمّل فی النصوص الواردة بشأن مکانة التبلیغ والمبلّغ فی الإسلام یساعد علی تقویة دافع کلٍّ من المبلّغ والمکلّف بوضع الخطّة التبلیغیّة.

وتتحدّث هذه النصوص عن التبلیغ کواجب إلهی ورسالة دینیّة،وتؤکّد علی معطیاته وبرکاته علی المبلّغ من جهة،وعلی عموم المجتمع من جهة اخری، وتصف التبلیغ بأنّه قاعدة لإحیاء الناس معنویّاً،وأنّه نصرة للّه. (1)

کما اعتبرت المبلّغ مندوباً عن اللّه،ومبعوثاً عن الرسول،وممثّلاً لکتاب اللّه، وحجّةً للّه علی خلقه. (2)

وأنّه ترجمان الحقّ،وسفیر الخالق،وداعی الناس إلی اللّه. (3)

وأنّه مجاهد یهبّ لنصرة اللّه بسلاح القول والقلم؛أی إنّه ینهض بمهمّة الذود عن القیم الإنسانیّة ومکافحة الرذائل،ویدعو الاُمّة إلی السیر نحو الغایة العلیا للإنسانیّة. (4)

وهکذا یتّضح لنا أنّ المبلّغ أفضل من آلاف العبّاد؛و ذلک لأنّ العابد همّه نجاة

ص:307


1- (1) .راجع:ص 316 ( إحیاء الناس ) و ص 318 ( نصرة اللّه عز و جل ).
2- (2) .راجع:ص 321 ( فضل المبلّغ ).
3- (3) .راجع:ص 322 ح 10625 و 10626.
4- (4) .راجع:ص 429 ( الفصل الخامس:وسائل التبلیغ ).

نفسه،وهمّ المبلّغ نجاة الناس وخدمة الخلق.ولذلک یُقال للعابد یوم القیامة:

اِنطَلِق إلَی الجَنَّةِ. (1)

بینما یقال للمبلّغ:

قِف ! تَشفَع لِلنّاسِ بِحُسنِ تَأدیبِکَ لَهُم. (2)

وهذه الفضائل ینالها کلّ مبلّغ تتوفّر فیه شروط المبلّغ الصالح،إلّاأنّ للمبلّغین الذین یقدّمون جهداً وإبداعاً أکثر فی هدایة الناس درجاتٍ من الکمال أکبر.والمبلّغ الذی یوافیه الأجل فی أثناء أدائه لمهمّة تبلیغ الإسلام فی بلاد الشرک والکفر، یُحشر یوم القیامة کإبراهیم الخلیل؛اُمّة واحدة. (3)

وعلاوةً علی ذلک،فإنّ ما ورد فی النصوص الإسلامیّة بشأن حقوق المبلّغ وثواب التبلیغ إنّما جاء بصدد تقویة دوافع المبلّغین والمعنیّین بوضع الخطط التبلیغیّة. (4)

ومن المؤکّد أنّ المکانة الرفیعة للمبلّغ تُلقی علی کاهله مسؤولیّة ثقیلة جدّاً، والنصوص الواردة فی هذا المجال (5)وفی ما یخصّ المبلّغ المثالی،فیها من التحذیر الشدید للمبلّغین. (6)

رسالة المبلّغ

یُعتبر محتوی التبلیغ رکناً آخر من أرکان نجاحه،فکلّما کان محتوی التبلیغ أکثر

ص:308


1- (1) .راجع:ص 332 ح 10666. [1]
2- (2) .راجع:ص 332 ح 10666. [2]
3- (3) .راجع:ص 323 ( المبلّغ الذی یحشر امة واحدة ).
4- (4) .راجع:ص 326 ( حقوق المبلّغ )،ص 327 ( ثواب المبلّغ ).
5- (5) .راجع:ص 324 ( مسؤولیّة المبلّغ ).
6- (6) .راجع:ص 332 ( المبلّغ المثالی ).

انسجاماً مع الموازین العقلیّة والفطریّة،وکلّما کان یتمتع بثروة أکبر من الناحیة الثقافیّة والفکریّة،فإنّ مدی نجاحه وتأثیره فی النفوس سیکون أکبر.

وما جاء فی الفصل الثالث تحت عنوان«رسالة المبلّغ»فهو-إلی جانب تعریف المبلّغ بأهمّ واجباته التبلیغیّة والاتّجاهات الصحیحة فی إبلاغ رسالته-یعکس ثراء الثقافة الإسلامیّة،وانسجامها مع المعاییر الفطریّة والعقلیّة.

صفات المبلّغ

الرکن الثالث من أرکان نجاح المبلّغ هو صفاته وخصائصه الذاتیّة؛فالمبلّغ یستطیع أن یتبوّأ مکانته الحقیقیّة کامتداد لطریق الأنبیاء والذود عن القیم الدینیّة فیما لو توفّرت فیه الشروط العلمیّة والأخلاقیّة والعملیّة التی یری الإسلام ضرورة توفّرها فی الدعاة إلی طریق اللّه والقیم الإنسانیّة والإسلامیّة.وسیأتی تفصیل هذه الصفات فی الفصل الرابع من هذا العنوان.

وإذا لم یتوفّر فی المبلّغ الحدّ الأدنی من هذه الصفات،فإنّ جهوده التبلیغیّة سوف لا تعطی أیّة ثمرة،بل تنعکس علیه وعلی المجتمع بأضرار ومخاطر جمّة.

وسائل التبلیغ

إلی جانب الدافع القوی،والرسالة الثقافیّة الثرّة،والصفات الذاتیّة،التی یجب أن تتوفّر فی المبلّغ،فهو یحتاج إلی الوسیلة من أجل النجاح فی هذه المهمّة.والکلام أهمّ وسائل التبلیغ،وهو-بمفهومه العام-الوسیلة التبلیغیّة الوحیدة علی امتداد التاریخ،وبواسطته ینقل المبلّغ رسالته إلی مخاطبیه علی شکل موعظة،أو خطبة، أو مناظرة،أو نثر،أو نظم.

والمثیر فی هذا المجال هو أنّ الأحادیث الشریفة عدّت الکتابة من مصادیق الکلام،معتبرةً الخطّ لسان الید.وعلی هذا الأساس،فإنّ وسائل الإعلام الحدیثة،

ص:309

کالسینما والمسرح،تدخل أیضاً فی عداد الأشکال المختلفة للکلام.

ویرکّز الفصل الخامس من هذا العنوان علی القدرة الخارقة والسحریّة للکلام، ولوسائل الإعلام،ولأسالیب مخاطبة الناس.

وأهمّ نقطة فی هذا الفصل هی أنّ الکلام یعتبر من وجهة نظر الأحادیث الشریفة أقوی وسیلة لتحقیق الأهداف الثقافیّة،والسیاسیّة،والاجتماعیّة،والاقتصادیّة، والعسکریّة.

إنّ وسائل الإعلام وشبکات الاتّصال الثقافی والمعرفی تعدّ الیوم أکثر تأثیراً وأمضی سلاحاً من تأثیر الآلات والمعدّات العسکریّة والاقتصادیّة،وقوّتها تفوق القوّة العسکریّة والاقتصادیّة.و هذا الأمر علی درجة عالیة من الأهمّیة،وهو جدیر بالالتفات إلیه وأخذه بنظر الاعتبار من قِبل دعاة الإسلام،والمعنیّین منهم بالدراسة والتخطیط للعمل التبلیغی،ودوائرِ الإعلام بصورة عامّة.ولکن ممّا یؤسف له أنّ هذا الأمر لم یحْظَ لحدّ الآن بالاهتمام المطلوب،و الیوم یستخدم أعداء الإسلام هذا السلاح أکثر ممّا یستخدمه دعاة الإسلام.

یقول الإمام الخمینی-رضوان اللّه علیه-فی هذا المجال:

الإعلام مسألة حسّاسة،وهو ذو أهمّیة بالغة؛أی إنّ العالم کلّه یسیر بالإعلام.

وأعداؤنا لا یستغلّون شیئاً کاستغلالهم لسلاح الإعلام،ونحن یجب علینا أن نعطی هذا الجانب اهتماماً فائقاً،ونهتمّ به أکثر من اهتمامنا بأیّ شیء آخر. (1)

الشیء المهمّ الیوم بالنسبة للمبلّغین والحوزات العلمیّة ودوائر الإعلام الإسلامی-إضافة إلی استخدام الأسالیب التقلیدیّة فی التبلیغ-هو مواکبة الزمن،وعدم تجاهل الأنماط الجدیدة فی التبلیغ والإعلام،والتسلّح بالوسائل

ص:310


1- (1) .صحیفۀ نور (بالفارسیة):ج 17 ص 157.

الحدیثة فی حقل الإعلام. (1)

اُسلوب التبلیغ

و هذا هو الرکن الخامس من أرکان نجاح عمل المبلّغ؛فالتبلیغ فنّ باهر،والمبلّغ الکامل فنّان بارع.ومن هنا یجب علی المبلّغ-إضافةً إلی الاهتمام بالعناصر الأربعة التی سبق ذکرها-الاهتمام بهذا العنصر الخامس؛وهو اسلوب التبلیغ،وإلّا فهو غیر جدیر بحمل هذا العنوان.

فنّ التبلیغ معناه:استخدام الأسالیب الفاعلة والمؤثّرة وتجنّبُ الأسالیب العقیمة فی إیصال الرسالة المطلوبة إلی ذهن المخاطب.وسیأتی شرح هذا المعنی بالتفصیل فی الفصلین السادس والسابع من هذا العنوان.

أهمّ ملاحظة تبلیغیّة

وفی الختام،فإنّ أهمّ ملاحظة یجب أن یهتمّ بها المبلّغون،هی أنّ فاعلیّة الکلام لا تکاد تمثّل شیئاً فی إبلاغ الرسالة الربّانیّة فی مقابل فاعلیّة العمل؛فالکلام ذو طابع سحری،بید أنّ للعمل مسحة إعجازیّة.وانطلاقاً من هذا الفهم کان أئمّة أهل البیت علیهم السلام وکبار أعلام الإسلام یؤکّدون علی التبلیغ بالعمل أکثر من التبلیغ بالقول. (2)وقد جاءت فی الفصل الثامن من هذا العنوان أمثلة من التأثیرات ذات الطابع الإعجازی للعمل فی اجتذاب الناس نحو الإسلام والقیم الإسلامیّة.

ص:311


1- (1) .راجع:ص 398 ( دور الزمان والمکان فی التبلیغ ).
2- (2) .راجع:هذه الموسوعة:ج 10 ص 43 ( [1] الفصل الثامن/آثار التبلیغ العملی ).

ص:312

الفصل الأوّل:مکانة التّبلیغ

1/1 وُجوبُ التَّبلیغِ

الکتاب

«وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ» . (1)

«وَ لْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . (2)

«یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ» . (3)

«فَذَکِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَکِّرٌ» . (4)

«وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ» . (5)

ص:313


1- (1) .التوبة:122. [1]
2- (2) .آل عمران:104. [2]
3- (3) .المائدة:67. [3]
4- (4) .الغاشیة:21. [4]
5- (5) .الذاریات:55. [5]

« قُلْ أَیُّ شَیْ ءٍ أَکْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللّهُ شَهِیدٌ بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ وَ أُوحِیَ إِلَیَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَکُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ أَ إِنَّکُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْری قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إِنَّنِی بَرِیءٌ مِمّا تُشْرِکُونَ » . (1)

«قالَ رَبِّ إِنِّی دَعَوْتُ قَوْمِی لَیْلاً وَ نَهاراً» . (2)

الحدیث

10602. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا وإنّی اجَدِّدُ القَولَ:ألا فَأَقیمُوا الصَّلاةَ،وآتُوا الزَّکاةَ،وَأمُروا بِالمَعروفِ،وَانهَوا عَنِ المُنکَرِ.ألا وإنَّ رَأسَ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ أن تَنتَهوا إلی قَولی،وتُبَلِّغوهُ مَن لَم یَحضُر،وتَأمُروهُ بِقَبولِهِ،وتَنهَوهُ عَن مُخالَفَتِهِ؛فَإِنَّهُ أمرٌ مِنَ اللّهِ عز و جل ومِنّی. (3)

10603. الإمام علیّ علیه السلام: وَاصطَفی سُبحانَهُ مِن وَلَدِهِ [أی آدَمَ علیه السلام ] أنبِیاءَ،أخَذَ عَلَی الوَحیِ میثاقَهُم،وعَلی تَبلیغِ الرِّسالَةِ أمانَتَهُم. (4)

10604. عنه علیه السلام: أعِن أخاکَ عَلی هِدایَتِهِ. (5)

2/1 أهَمِّیَّةُ التَّبلیغِ

10605. إرشاد القلوب: رُوِیَ أنَّ داودَ علیه السلام خَرَجَ مُصحِراً مُنفَرِداً،فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا داودُ،ما لی أراکَ وَحدانِیّاً؟فَقالَ:إلهِی ! اشتَدَّ الشَّوقُ مِنّی إلی لِقائِکَ،فَحالَ بَینی وبَینَکَ

ص:314


1- (1) .الأنعام:19. [1]
2- (2) .نوح:5. [2]
3- (3) .الاحتجاج:ج 1 ص 157 ح 32 [3]عن علقمة بن محمّد الحضرمی،روضة الواعظین:ص 111 [4] کلاهما عن الإمام الباقر علیه السلام ولیس فیه«والنّهی عن المنکر»،بحار الأنوار:ج 37 ص 215 ح 86. [5]
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 1، [6]بحار الأنوار:ج 11 ص 60 ح 70. [7]
5- (5) .غررالحکم:ج 2 ص 178 ح 2281، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 76 ح 1834.

خَلقُکَ.فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:اِرجِع إلَیهِم؛فَإِنَّکَ إن تَأتِنی بِعَبدٍ آبِقٍ اثبِتکَ فِی اللَّوحِ جَمیلاً. (1)

10606. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،لأََن یَهدِیَ اللّهُ عَلی یَدَیکَ رَجُلاً خَیرٌ لَکَ مِمّا طَلَعَت عَلَیهِ الشَّمسُ. (2)

10607. المطالب العالیة عن عبد الرحمن بن عائذ: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا بَعَثَ بَعثاً قالَ:تَأَلَّفُوا النّاسَ،وتَأَنَّوا بِهِم،ولا تُغیروا عَلَیهِم حَتّی تَدعوهُم؛فَما عَلَی الأَرضِ مِن أهلِ بَیتِ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلّاوإن تَأتونی بِهِم [مُسلِمینَ] أحَبُّ إلَیَّ مِن أن تَقتُلوا رِجالَهُم وتَأتونی بِنِسائِهِم. (3)

10608. الإمام علیّ علیه السلام: لَمّا وَجَّهَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلَی الیَمَنِ قالَ:یا عَلِیُّ،لا تُقاتِل أحَداً حتَّی تَدعُوَهُ إلَی الإِسلامِ؛وَایمُ اللّهِ،لَأَن یَهدِیَ اللّهُ عَلی یَدَیکَ رَجُلاً خَیرٌ لَکَ مِمّا طَلَعَت عَلَیهِ الشَّمسُ وغَرَبَت،ولَکَ وِلاؤُهُ یا عَلِیُّ. (4)

10609. عنه علیه السلام: نِعمَ الهَدِیَّةُ المَوعِظَةُ. (5)

ص:315


1- (1) .إرشاد القلوب:ص 171، [1]بحار الأنوار:ج 14 ص 40 ح 26. [2]
2- (2) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 691 ح 6537،المعجم الکبیر:ج 1 ص332 ح994 و ص 315 ح 930 کلّها عن أبی رافع،کنز العمّال:ج 13 ص 107 ح 36350؛مجمع البیان:ج 5 ص 113 وفیه«نسمة»بدل«رجلاً»،الإقبال:ج 2 ص 58 [3] بزیادة«إلی الإسلام»بعد«رجلاً»،الأمالی للشجری:ج 1 ص 48 [4] عن أبی رافع.
3- (3) .المطالب العالیة:ج 2 ص 166 ح 1962،اُسد الغابة:ج 3 ص 460 الرقم 3339، [5]تاریخ دمشق:ج 34 ص 450 ح 7058 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 4 ص 469 ح 11396.
4- (4) .الکافی:ج 5 ص 36 ح 2 [6] عن مسمع بن عبد الملک عن الإمام الصادق علیه السلام و ص 28 ح 4،تهذیب الأحکام:ج 6 ص 141 ح 240 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،الجعفریّات:ص 77، [7]النوادر للراوندی:ص 139 ح 187 [8] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،مشکاة الأنوار:ص 193 ح 508 [9] کلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 21 ص 361 ح 3. [10]
5- (5) .غررالحکم:ج 6 ص 157 ح 9884، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 494 ح 9129.

10610. عنه علیه السلام: مَن وَعَظَکَ أحسَنَ إلَیکَ. (1)

10611. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید عن الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:

لَیسَ کُلُّ ذی عَینٍ یُبصِرُ،ولا کُلُّ ذی اذُنٍ یَسمَعُ.فَتَصَدَّقوا عَلی اولِی العُقولِ الزَّمِنَةِ (2)وَالأَلبابِ الحائِرَةِ بِالعُلومِ الَّتی هِیَ أفضَلُ صَدَقاتِکُم.

ثُمَّ تَلا: «إِنَّ الَّذِینَ یَکْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدی مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنّاهُ لِلنّاسِ فِی الْکِتابِ أُولئِکَ یَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَ یَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ » (3). (4)

3/1 إحیاءُ النّاسِ

الکتاب

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاکُمْ لِما یُحْیِیکُمْ» . (5)

«مِنْ أَجْلِ ذلِکَ کَتَبْنا عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النّاسَ جَمِیعاً وَ لَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَیِّناتِ ثُمَّ إِنَّ کَثِیراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِکَ فِی الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» . (6)

الحدیث

10612. الإمام علیّ علیه السلام -فِی احتِجاجِهِ عَلَی الزِّندیقِ-:... «مِنْ أَجْلِ ذلِکَ کَتَبْنا عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ

ص:316


1- (1) .غررالحکم:ج 5 ص 190 ح 7924، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 424 ح 175 وفیه«أشفق علیک»بدل«أحسن إلیک».
2- (2) .الزَّمانة:العاهة (لسان العرب:ج 13 ص 199« [2]زمن»).
3- (3) .البقرة:159. [3]
4- (4) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 267 ح 104. [4]
5- (5) .الأنفال:24. [5]
6- (6) .المائدة:32. [6]

أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النّاسَ جَمِیعاً» ،ولِلإِحیاءِ فی هذَا المَوضِعِ تَأویلٌ فِی الباطِنِ لَیسَ کَظاهِرِهِ،وهُوَ «مَن هَداها»؛لأَِنَّ الهِدایَةَ هِیَ حَیاةُ الأَبَدِ،ومَن سَمّاهُ اللّهُ حَیّاً لَم یَمُت أبَداً،إنَّما یَنقُلُهُ مِن دارِ مِحنَةٍ إلی دارِ راحَةٍ ومِنحَةٍ. (1)

10613. تفسیر العیّاشی عن أبی بصیر عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: سَأَلتُهُ: «وَ مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النّاسَ جَمِیعاً» ؟قالَ:مَنِ استَخرَجَها مِنَ الکُفرِ إلَی الإِیمانِ. (2)

10614. الکافی عن فضیل بن یسار: قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام:قَولُ اللّهِ عز و جل فی کِتابِهِ: «وَ مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النّاسَ جَمِیعاً» ؟قالَ:مِن حَرقٍ أو غَرَقٍ.قُلتُ:فَمَن أخرَجَها مِن ضَلالٍ إلی هُدیً؟قالَ:ذاکَ تَأویلُهَا الأَعظَمُ. (3)

10615. الإمام العسکریّ علیه السلام -فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ-:قالَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ-صَلواتُ اللّهِ عَلَیهِما-لِرَجُلٍ:أیُّهُما أحَبُّ إلَیکَ:رَجُلٌ یَرومُ قَتلَ مِسکینٍ قَد ضَعُفَ،أتُنقِذُهُ مِن یَدِهِ؟أو ناصِبٌ یُریدُ إضلالَ مِسکینٍ مُؤمِنٍ مِن ضُعَفاءِ شیعَتِنا،تَفتَحُ عَلَیهِ ما یَمتَنِعُ المِسکینُ بِهِ مِنهُ ویُفحِمُهُ ویَکسِرُهُ بِحُجَجِ اللّهِ تَعالی؟

قالَ:بَل إنقاذُ هذَا المِسکینِ المُؤمِنِ مِن یَدِ هذَا النّاصِبِ؛إنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: «مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النّاسَ جَمِیعاً» ؛أی:ومَن أحیَاها وأَرشَدَها مِن کُفرٍ إلی إیمانٍ فَکَأَ نَّما أحیا النّاسَ جَمیعاً،مِن قَبلِ أن یَقتُلَهُم بِسُیوفِ الحَدیدِ. (4)

ص:317


1- (1) .الاحتجاج:ج 1 ص 592 ح 137، [1]بحار الأنوار:ج 93 ص 117 ح 1. [2]
2- (2) .تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 313 ح 88، [3]بحار الأنوار:ج 2 ص 21 ح 61. [4]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 210 ح 2، [5]المحاسن:ج 1 ص 363 ح 782، [6]بحارالأنوار:ج 2 ص 20 ح 57. [7]
4- (4) .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 348 ح 231، [8]بحارالأنوار:ج 2 ص 9 ح 17. [9]

4/1 نُصرَةُ اللّهِ

الکتاب

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ یَنْصُرْکُمْ وَ یُثَبِّتْ أَقْدامَکُمْ» . (1)

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا أَنْصارَ اللّهِ کَما قالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِلْحَوارِیِّینَ مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ وَ کَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَیَّدْنَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلی عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِینَ» . (2)

راجع:آل عمران:52.

الحدیث

10616. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن نَبِیٍّ بَعَثَهُ اللّهُ فی امَّةٍ قَبلی إلّاکانَ لَهُ مِن امَّتِهِ حَوارِیّونَ وأَصحابٌ،یَأخُذونَ بِسُنَّتِهِ،ویَقتَدونَ بِأَمرِهِ.ثُمَّ إنَّها تَخلُفُ مِن بَعدِهِم خُلوفٌ؛ یَقولونَ ما لا یَفعَلونَ،ویَفعَلونَ ما لا یُؤمَرونَ.فَمَن جاهَدَهُم بِیَدِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ،ومَن جاهَدَهُم بِلِسانِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ،ومَن جاهَدَهُم بِقَلبِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ؛لَیسَ وَراءَ ذلِکَ مِنَ الإِیمانِ حَبَّةُ خَردَلٍ. (3)

10617. الإمام علیّ علیه السلام: انصُرِ اللّهَ بِقَلبِکَ ولِسانِکَ ویَدِکَ؛فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ قَد تَکَفَّلَ بِنُصرَةِ

ص:318


1- (1) .محمّد:7. [1]
2- (2) .الصفّ:14. [2]
3- (3) .صحیح مسلم:ج 1 ص 70 ح 80،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 181 ح 4379 [3] ولیس فیه ذیله من«فمن جاهدهم بیده...»،السنن الکبری:ج 10 ص 154 ح 20178 [4] کلّها عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 3 ص 69 ح 5532.

مَن یَنصُرُهُ. (1)

10618. الإمام الباقر علیه السلام: مَن أعانَنا بِلِسانِهِ عَلی عَدُوِّنا أنطَقَهُ اللّهُ بِحُجَّتِهِ یَومَ مَوقِفِهِ بَینَ یَدَیهِ عز و جل. (2)

راجع:هذه الموسوعة:الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر/أدنی مراتب النهی عن المنکر.

ص:319


1- (1) .غرر الحکم:ج 2 ص 208 ح 2382. [1]
2- (2) .الأمالی للمفید:ص 33 ح 7 عن الحسین بن زید عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 2 ص 135 ح 36. [2]

ص:320

الفصل الثانی:مکانة المبلّغ

1/2 فَضلُ المُبَلِّغِ

الکتاب

«وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَی اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ» . (1)

الحدیث

10619. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: نَضَّرَ اللّهُ عَبداً سَمِعَ مَقالَتی فَوَعاها وحَفِظَها،وبَلَّغَها مَن لَم یَسمَعها. (2)

10620. عنه صلی الله علیه و آله: نَضَّرَ اللّهُ امرَأً سَمِعَ مِنّا شَیئاً فَبَلَّغَهُ کَما سَمِعَ؛فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أوعی مِن سامِعٍ. (3)

ص:321


1- (1) .فصّلت:33. [1]
2- (2) .الکافی:ج 1 ص 403 ح 1، [2]الخصال:ص 149 ح 182 کلاهما عن عبد اللّه بن أبی یعفور عن الإمام الصادق علیه السلام،الأمالی للمفید:ص 186 ح 13 عن أبی خالد القمّاط عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 2 ص 148 ح 22؛ [3]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 86 ح 236 عن أنس،مسند ابن حنبل:ج 5 ص 615 ح 16738، [4]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 162 ح 294 کلاهما عن جبیر بن مطعم،کنز العمّال:ج 10 ص 220 ح 29164.
3- (3) .سنن الترمذی:ج 5 ص 34 ح 2657،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 85 ح 232،مسند ابن حنبل:ج 2 ص 136 ح 4157 [5] کلّها عن عبد اللّه بن مسعود،کنز العمّال:ج 10 ص 221 ح 29166؛کنز الفوائد:ج 2 ص 31 [6] وفیه«فأدّاه»بدل«فبلّغه»،بحارالأنوار:ج 2 ص 160 ح 11. [7]

10621. عنه صلی الله علیه و آله: لا خَیرَ فِی العَیشِ إلّالِمُستَمِعٍ واعٍ،أو عالِمٍ ناطِقٍ. (1)

10622. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أمَرَ بِالمَعروفِ ونَهی عَنِ المُنکَرِ فَهُوَ خَلیفَةُ اللّهِ فی أرضِهِ،وخَلیفَةُ رَسولِ اللّهِ،وخَلیفَةُ کِتابِهِ. (2)

10623. عنه صلی الله علیه و آله: خِیارُ امَّتی مَن دَعا إلَی اللّهِ تَعالی،وحَبَّبَ عِبادَهُ إلَیهِ. (3)

10624. الإمام علیّ علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ ارحَم خُلَفائی،قیلَ:یا رَسولَ اللّهِ ومَن خُلَفاؤُکَ؟قالَ:الَّذینَ یَأتونَ مِن بَعدی،یَرْوونَ حَدیثی وسُنَّتی. (4)

10625. عنه علیه السلام: رُسُلُ اللّهِ سُبحانَهُ تَراجِمَةُ الحَقِّ،وَالسُّفَراءُ بَینَ الخالِقِ وَالخَلقِ. (5)

10626. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ لِنَفسِهِ وخاصَّتِهِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاجعَلنا مِن دُعاتِکَ الدّاعینَ إلَیکَ،وهُداتِکَ الدّالّینَ عَلَیکَ،ومِن خاصَّتِکَ الخاصّینَ لَدَیکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (6)

ص:322


1- (1) .النوادر للراوندی:ص 132 ح 166 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،الأمالی للطوسی:ص 369 ح 791 عن علیّ بن علیّ بن رزین عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«علم»بدل«العیش»،تحف العقول:ص 397 عن الإمام الکاظم علیهم السلام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 81 [2] عن الإمام الصادق عن أبیه عن الإمام علی علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله وفیه«راحة»بدل«خیر»،بحار الأنوار:ج 1 ص 154 ح 30؛ [3]کنز العمّال:ج 2 ص 288 ح 4027 عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله.
2- (2) .مجمع البیان:ج 2 ص 807 عن الحسن؛الفردوس:ج 3 ص 586 ح 5834 عن ثوبان،کنزالعمّال:ج 3 ص 75 ح 5564.
3- (3) .کنز العمّال:ج 10 ص 152 ح 28779 نقلاً عن ابن النجّار عن أبی هریرة.
4- (4) .کتاب من لایحضره الفقیه:ج 4 ص 420 ح 5919،معانی الأخبار:ص 375 ح 1 عن محمّد بن عمر عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 37 ح 94 [4] عن عامر بن سلیمان الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله نحوه،بحار الأنوار:ج 2 ص 144 ح 4؛ [5]المعجم الأوسط:ج 6 ص 77 ح 5846 عن ابن عبّاس عنه صلی الله علیه و آله،تاریخ أصبهان:ج 1 ص 111 ح 29 [6] عن ابن عبّاس عن الإمام علی علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 10 ص 221 ح 29167.
5- (5) .غرر الحکم:ج 4 ص 99 ح 5433. [7]
6- (6) .الصحیفة السجّادیة:ص 37 الدعاء 5. [8]

10627. الإمام الباقر علیه السلام -فی کِتابِهِ إلی سَعدِ الخَیرِ-:یا أخی،إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ فی کُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ بَقایا مِن أهلِ العِلمِ،یَدعونَ مَن ضَلَّ إلَی الهُدی،ویَصبِرونَ مَعَهُم عَلَی الأَذی، یُجیبونَ داعِیَ اللّهِ،ویَدعونَ إلَی اللّهِ.فَأَبصِرهُم،رَحِمَکَ اللّهُ !فَإِنَّهُم فی مَنزِلَةٍ رَفیعَةٍ وإن أصابَتهُم فِی الدُّنیا وَضیعَةٌ.إنَّهُم یُحیونَ بِکِتابِ اللّهِ المَوتی،ویُبَصِّرونَ بِنورِ اللّهِ مِنَ العَمی.کَم مِن قَتیلٍ لإِِبلیسَ قَد أحیَوهُ ! وکَم مِن تائِهٍ ضالٍّ قَد هَدَوهُ ! یَبذُلونَ دِماءَهُم دونَ هَلَکَةِ العِبادِ.وما أحسَنَ أثَرَهُم عَلَی العِبادِ ! وأَقبَحَ آثارَ العِبادِ عَلَیهِم ! (1)

10628. الإمام الکاظم علیه السلام: فَقیهٌ واحِدٌ یُنقِذُ یَتیماً مِن أیتامِنَا-المُنقَطِعینَ عَنّا وعَن مُشاهَدَتِنا- بِتَعلیمِ ما هُوَ مُحتاجٌ إلَیهِ،أشَدُّ عَلی إبلیسَ مِن ألفِ عابِدٍ؛لأَِنَّ العابِدَ هَمُّهُ ذاتُ نَفسِهِ فَقَط،وهذا هَمُّهُ مَعَ ذاتِ نَفسِهِ ذاتُ عِبادِ اللّهِ وإمائِهِ؛لِیُنقِذَهُم مِن یَدِ إبلیسَ ومَرَدَتِهِ، فَلِذلِکَ هُوَ أفضَلُ عِندَ اللّهِ مِن ألفِ ألفِ عابِدٍ وأَلفِ ألفِ عابِدَةٍ. (2)

2/2 المُبَلِّغُ الَّذی یُحشَرُ امَّةً واحِدَةً

10629. الأمالی للطوسی عن شریف بن سابق التّفلیسیّ عن حمّاد السّمدریّ: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام:إنّی أدخُلُ بِلادَ الشِّرکِ،وإنَّ مَن عِندَنا یَقولُ:

إن مِتَّ ثَمَّ حُشِرتَ مَعَهُم؟قالَ:فَقالَ لی:یا حَمّادُ،إذا کُنتَ ثَمَّ،تَذکُرُ أمرَنا وتَدعو إلَیهِ؟قالَ:قُلتُ:نَعَم.قالَ:فَإِذا کُنتَ فی هذِهِ المُدُنِ-مُدُنِ الإِسلامِ- تَذکُرُ أمرَنا وتَدعو إلَیهِ؟قالَ:قُلتُ:لا.فَقالَ لی:إنَّکَ إن مِتَّ ثَمَّ حُشِرتَ

ص:323


1- (1) .الکافی:ج 8 ص 56 ح 17 [1] عن حمزة بن بزیع،بحار الأنوار:ج 78 ص 363 ح 3. [2]
2- (2) .الاحتجاج:ج 1 ص 13 ح 8 [3] عن یوسف بن محمّد بن زیاد وعلیّ بن محمّد بن سیّار عن الإمام العسکری علیه السلام،التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 343 ح 222، [4]بحار الأنوار:ج 2 ص 5 ح 10. [5]

امَّةً وَحدَکَ،وسَعی نورُکَ بَینَ یَدَیکَ. (1)

3/2 مَسؤولِیَّةُ المُبَلِّغِ

الکتاب

«فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِینَ» . (2)

«ما عَلَی الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَ اللّهُ یَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما تَکْتُمُونَ» . (3)

«فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناکَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً إِنْ عَلَیْکَ إِلاَّ الْبَلاغُ...» . (4)

الحدیث

10630. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا مَعاشِرَ قُرّاءِ القُرآنِ،اِتَّقُوا اللّهَ عز و جل فی ما حَمَّلَکُم مِن کِتابِهِ؛فَإِنّی مَسؤولٌ وإنَّکُم مَسؤولونَ؛إنّی مَسؤولٌ عَن تَبلیغِ الرِّسالَةِ،وأَمّا أنتُم فَتُسأَلونَ عَمّا حُمِّلتُم مِن کِتابِ اللّهِ وسُنَّتی. (5)

10631. سنن الترمذی: قالَ رَسولُ اللّهِ:ما مِن داعٍ دَعا إلی شَیءٍ إلّاکانَ مَوقوفاً یَومَ القِیامَةِ، لازِماً بِهِ لا یُفارِقُهُ،وإن دَعا رَجُلٌ رَجُلاً.

ثُمَّ قَرَأَ قَولَ اللّهِ: «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ* ما لَکُمْ لا تَناصَرُونَ» (6). (7)

ص:324


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص 46 ح 54، [1]رجال الکشّی:ج 2 ص 634 ح 635 [2] وفیه«السمندری»بدل«السمدری»،بشارة المصطفی:ص 68، [3]بحار الأنوار:ج 68 ص 129 ح 60. [4]
2- (2) .الأعراف:6. [5]
3- (3) .المائدة:99. [6]
4- (4) .الشوری:48. [7]
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 606 ح 9 [8] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،بحار الأنوار:ج 7 ص 283 ح 8. [9]
6- (6) .الصافّات:24 و 25. [10]
7- (7) .سنن الترمذی:ج 5 ص 364 ح 3228،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 467 ح 3610 و ح 3611 نحوه وکلّها عن أنس،کنز العمّال:ج 1 ص 220 ح 1110.

10632. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّما أنَا مُبَلِّغٌ،وَاللّهُ یَهدی. (1)

10633. عنه صلی الله علیه و آله: بُعِثتُ داعِیاً ومُبَلِّغاً،ولَیسَ إلَیَّ مِنَ الهُدی شَیءٌ.وخُلِقَ إبلیسُ مُزَیِّناً،ولَیسَ إلَیهِ مِنَ الضَّلالَةِ شَیءٌ. (2)

10634. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی یَسأَلُ العَبدَ عَن فَضلِ عِلمِهِ کَما یَسأَلُهُ عَن فَضلِ مالِهِ. (3)

10635. عنه صلی الله علیه و آله: ما أخَذَ اللّهُ المیثاقَ عَلَی الخَلقِ أن یَتَعَلَّموا حَتّی أخَذَ عَلَی العُلَماءِ أن یُعَلِّموا. (4)

10636. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَنبَغی لِلعالِمِ أن یَسکُتَ عَلی عِلمِهِ،ولا یَنبَغی لِلجاهِلِ أن یَسکُتَ عَلی جَهلِهِ؛قالَ اللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ»* (5). (6)

10637. الإمام علیّ علیه السلام: مِنَ المَفروضِ عَلی کُلِّ عالِمٍ أن یَصونَ بِالوَرَعِ جانِبَهُ،وأَن یَبذُلَ عِلمَهُ لِطالِبِهِ. (7)

راجع:العلم والحکمة فی الکتاب والسنّة:ص 327 ( القسم السادس/الفصل الأوّل:وجوب التعلیم ).

ص:325


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 33 ح 16934،المعجم الکبیر:ج 19 ص 389 ح 914،الفردوس:ج 1 ص 42 ح 100 کلّها عن معاویة بن أبی سفیان،کنز العمّال:ج 6 ص 350 ح 16010.
2- (2) .معجم السفر:ص 320 ح 1079،الفردوس:ج 2 ص 11 ح 2094 کلاهما عن عمر بن الخطّاب،کنز العمّال:ج 1 ص 116 ح 546.
3- (3) .الجامع الصغیر:ج 1 ص 291 ح 1911،کنزالعمّال:ج 10 ص 188 ح 28983 کلاهما نقلاً عن الطبرانی فی الأوسط عن ابن عمر.
4- (4) .أعلام الدین:ص 80 [1] وراجع:الفردوس:ج 4 ص 84 ح 6262.
5- (5) .النحل:43. [2]
6- (6) .المعجم الأوسط:ج 5 ص 298 ح 5365 عن جابر،کنز العمّال:ج 10 ص 238 ح 29264.
7- (7) .غرر الحکم:ج 6 ص 31 ح 9365. [3]

4/2 حُقوقُ المُبَلِّغِ

10638. سنن أبی داود عن قبیصة بن ذؤیب: عَن تَمیمٍ الدّارِیِّ أنَّهُ قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،مَا السُّنَّةُ فِی الرَّجُلِ یُسلِمُ عَلی یَدَیِ الرَّجُلِ مِنَ المُسلِمینَ؟قالَ:هُوَ أولَی النّاسِ بِمَحیاهُ ومَماتِهِ. (1)

10639. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن تَعَلَّمتَ مِنهُ حَرفاً صِرتَ لَهُ عَبداً. (2)

10640. منیة المرید: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن عَلَّمَ أحَداً مَسأَ لَةً مَلَکَ رِقَّهُ.قیلَ:أیَبیعُهُ ویَشتَریهِ؟قالَ:لا،بَل یَأمُرُهُ ویَنهاهُ. (3)

10641. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: المُعَلِّمونَ خَیرُ النّاسِ؛کُلَّما (4)أخلَقَ الذِّکرُ جَدَّدوهُ.أعطوهُم،ولا تَستَأجِروهُم فَتُحرِجوهُم؛فَإِنَّ المُعَلِّمَ إذا قالَ لِلصَّبِیِّ:قُل:«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ»،فَقالَ،کَتَبَ اللّهُ بَراءَةً لِلصَّبِیِّ،وبَراءَةً لِلمُعَلِّمِ،وبَراءَةً لِأَبَوَیهِ مِنَ النّارِ. (5)

10642. الإمام علیّ علیه السلام: أنَا عَبدُ مَن عَلَّمَنی حَرفاً واحِداً؛إن شاءَ باعَ،وإن شاءَ أعتَقَ،وإن شاءَ استَرَقَّ. (6)

10643. المناقب لابن شهرآشوب: إنَّ عَبدَ الرَّحمنِ السُّلَمِیَّ عَلَّمَ وَلَدَ الحُسَینِ الحَمدَ،فَلَمّا

ص:326


1- (1) .سنن أبی داود:ج 3 ص 127 ح 2918، [1]سنن ابن ماجة:ج 2 ص 919 ح 2752،مسند ابن حنبل:ج 6 ص 35 ح 16945 [2] وفیهما بزیادة«من أهل الکتاب»بعد«فی الرجل»،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 239 ح 2869،السنن الکبری:ج 10 ص 500 ح 21458 [3] بزیادة«من أهل الکفر»بعد«یسلم»،کنز العمّال:ج 11 ص 83 ح 30707.
2- (2) .عوالی اللآلی:ج 1 ص 292 ح 163، [4]بحار الأنوار:ج 77 ص 165 ح 2. [5]
3- (3) .منیة المرید:ص 243، [6]عوالی اللآلی:ج 4 ص 71 ح 43 نحوه،بحار الأنوار:ج 108 ص 16. [7]
4- (4) .فی الطبعة المعتمدة:«کما»،والصحیح ما أثبتناه.
5- (5) .الفردوس:ج 4 ص 193 ح 6597 عن ابن عبّاس.
6- (6) .آداب المتعلّمین:ص 74 بهامشه نقلاً عن تعلیم المتعلّم طریقَ التعلُّم للزرنوجی.

قَرَأَها عَلی أبیهِ أعطاهُ ألفَ دینارٍ،وأَلفَ حُلَّةٍ،وحَشا فاهُ دُرّاً.فَقیلَ لَهُ فی ذلِکَ، قالَ:وأَینَ یَقَعُ هذا مِن عَطائِهِ؟! یَعنی تَعلیمَهُ.وأَنشَدَ الحُسَینُ علیه السلام:

إذا جادَتِ الدُّنیا عَلَیکَ فَجُد بِها عَلَی النّاسِ طُرّاً قَبلَ أن تَتَفَلَّتِ

فَلَا الجودُ یُفنیها إذا هِیَ أقبَلَت ولَا البُخلُ یُبقیها إذا ما تَوَلَّتِ (1)

10644. الکافی عن الفضل بن أبی قرّة: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هؤُلاءِ یَقولونَ:إنَّ کَسبَ المُعَلِّمِ سُحتٌ؟! فَقالَ:کَذَبوا أعداءُ اللّهِ،إنَّما أرادوا ألّا یُعَلِّمُوا القُرآنَ،ولَو أنَّ المُعَلِّمَ أعطاهُ رَجُلٌ دِیَةَ وَلَدِهِ لَکانَ لِلمُعَلِّمِ مُباحاً. (2)

10645. معانی الأخبار عن حمزة بن حمران: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:مَنِ استَأکَلَ بِعِلمِهِ افتَقَرَ.فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ ! إنَّ فی شیعَتِکَ ومَوالیکَ قَوماً یَتَحَمَّلونَ عُلومَکُم ویَبُثّونَها فی شیعَتِکُم،فَلا یَعدَمونَ عَلی ذلِکَ مِنهُمُ البِرَّ وَالصِّلَةَ وَالإِکرامَ ! فَقالَ علیه السلام:

لَیسَ اولئِکَ بِمُستَأکِلینَ؛إنَّمَا المُستَأکِلُ بِعِلمِهِ:الَّذی یُفتی بِغَیرِ عِلمٍ ولا هُدیً مِنَ اللّهِ عز و جل؛لِیُبطِلَ بِهِ الحُقوقَ؛طَمَعاً فی حُطامِ الدُّنیا. (3)

راجع:هذه الموسوعة:ج 10 ص 29 ( سؤال الأجر ).

5/2 ثَوابُ المُبَلِّغِ

10646. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: حَبِّبُوا اللّهَ إلی عِبادِهِ یُحِبَّکُمُ اللّهُ. (4)

ص:327


1- (1) .المناقب لابن شهرآشوب:ج 4 ص 66، [1]الدیوان المنسوب إلی الإمام علیّ علیه السلام:ص 72 نحوه وفیه الشعر فقط،بحارالأنوار:ج 44 ص 191 ح 3. [2]
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 121 ح 2، [3]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 365 ح 1046،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 3 ص 163 ح 3597 بزیادة«أولادهم»قبل«القرآن»،وسائل الشیعة:ج 12 ص 112 ح 22225. [4]
3- (3) .معانی الأخبار:ص 181 ح 1،بحار الأنوار:ج 2 ص 117 ح 14. [5]
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 8 ص 91 ح 7461 عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 15 ص 777 ح 43064.

10647. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أسلَمَ عَلی یَدَیهِ رَجُلٌ وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ. (1)

10648. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أدّی إلی امَّتی حَدیثاً یُقیمُ بِهِ سُنَّةً أو یَثلِمُ بِهِ بِدعَةً،فَلَهُ الجَنَّةُ. (2)

10649. مشکاة الأنوار: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ألا احَدِّثُکُم عَن أقوامٍ لَیسوا بِأَنبِیاءَ ولا شُهَداءَ، یَغبِطُهُم یَومَ القِیامَةِ الأَنبِیاءُ وَالشُّهَداءُ بِمَنازِلِهِم مِنَ اللّهِ،عَلی مَنابِرَ مِن نورٍ؟قیلَ:مَن هُم یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:هُمُ الذَّینَ یُحَبِّبونَ عِبادَ اللّهِ إلَی اللّهِ،ویُحَبِّبونَ اللّهَ إلی عِبادِهِ.

قُلنا:هذا حَبَّبُوا اللّهَ إلی عِبادِهِ،فَکَیفَ یُحَبِّبونَ عِبادَ اللّهِ إلَی اللّهِ؟قالَ:یَأمُرونَهُم بِما یُحِبُّ اللّهُ،ویَنهَونَهُم عَمّا یَکرَهُ اللّهُ،فَإِذا أطاعوهُم أحَبَّهُمُ اللّهُ. (3)

10650. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَجیءُ الرَّجُلُ یَومَ القِیامَةِ ولَهُ مِنَ الحَسَناتِ کَالسَّحابِ الرُّکامِ أو کَالجِبالِ الرَّواسی،فَیَقولُ:یا رَبِّ،أنّی لی هذا ولَم أعمَلها؟! فَیَقولُ:هذا عِلمُکَ الَّذی عَلَّمتَهُ النّاسَ یُعمَلُ بِهِ مِن بَعدِکَ. (4)

10651. عنه صلی الله علیه و آله: مَن عَلَّمَ عِلماً فَلَهُ أجرُ مَن عَمِلَ بِهِ،لا یَنقُصُ مِن أجرِ العامِلِ. (5)

10652. عنه صلی الله علیه و آله: ما مِن داعٍ یَدعو إلی هُدیً إلّاکانَ لَهُ مِثلُ أجرِ مَنِ اتَّبَعَهُ،لا یَنقُصُ ذلِکَ

ص:328


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 17 ص 285 ح 786،تاریخ بغداد:ج 3 ص 271 الرقم 1361 [1] کلاهما عن عقبة بن عامر،کنز العمّال:ج 4 ص 306 ح 10629.
2- (2) .حلیة الأولیاء:ج 10 ص 44 الرقم 468 عن ابن عبّاس؛منیة المرید:ص 371، [2]بحار الأنوار:ج 2 ص 152 ح 43. [3]
3- (3) .مشکاة الأنوار:ص 240 ح 692، [4]روضة الواعظین:ص 17، [5]بحار الأنوار:ج 2 ص 24 ح 73؛ [6]شعب الإیمان:ج 1 ص367 ح409 [7] عن أنس نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 75 ح 5565.
4- (4) .بصائر الدرجات:ص 5 ح 16 [8] عن الحمّاد الحارثی عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 2 ص 18 ح 44. [9]
5- (5) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 88ح 240 عن معاذ بن أنس،کنز العمّال:ج 10 ص 139ح 28703؛إرشاد القلوب:ص 14 [10] وفیه«إلی یوم القیامة»بدل«لا ینقص من أجر العامل».

مِن اجورِهِم شَیئاً. (1)

10653. عنه صلی الله علیه و آله: أیُّما داعٍ دَعا إلَی الهُدی فَاتُّبِعَ فَلَهُ مِثلُ اجورِهِم،مِن غَیرِ أن یَنقُصَ مِن اجورِهِم شَیءٌ. (2)

10654. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ الرَّجُلَ لَیَتَکَلَّمُ بِالکَلِمَةِ مِن رِضوانِ اللّهِ عز و جل ما یَظُنُّ أن تَبلُغَ ما بَلَغَت،یَکتُبُ اللّهُ عز و جل لَهُ بِها رِضوانَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ.وإنَّ الرَّجُلَ لَیَتَکَلَّمُ بِالکَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللّهِ عز و جل ما یَظُنُّ أن تَبلُغَ ما بَلَغَت،یَکتُبُ اللّهُ عز و جل بِها عَلَیهِ سَخَطَهُ إلی یَومِ القِیامَةِ. (3)

10655. عنه صلی الله علیه و آله: مَن دَعا عَبداً مِن شِرکٍ إلَی الإِسلامِ،کانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ کَعِتقِ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ إسماعیلَ. (4)

10656. عنه صلی الله علیه و آله -فی وَصِیَّتِهِ إلی رَجُلٍ مِن أهلِهِ-:أبلِغ مَن لَقیتَ مِنَ المُسلِمینَ عَنِّی السَّلامَ، وَادعُ النّاسَ إلَی الإِسلامِ،وأَیقِن أنَّ لَکَ بِکُلِّ مَن أجابَکَ عِتقَ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ یَعقوبَ. (5)

10657. عنه صلی الله علیه و آله: الآمِرُ بِالمَعروفِ کَفاعِلِهِ. (6)

ص:329


1- (1) .الموطّأ:ج 1 ص 218 ح 41، [1]صحیح مسلم:ج 4 ص 2060 ح 2674،سنن ابن ماجة:ج 1 ص 75 ح 206،حلیة الأولیاء:ج 9 ص 305 الرقم 458 کلّها عن أبی هریرة نحوه،کنز العمّال:ج 15 ص 788 ح 43121.
2- (2) .التبیان فی تفسیر القرآن:ج 6 ص 372، [2]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 127؛ [3]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 75 ح 205 عن أنس نحوه.
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 375 ح 15852، [4]سنن الترمذی:ج 4 ص 559 ح 2319،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1313 ح 3969 کلاهما نحوه وکلّها عن بلال بن الحارث المزنی،کنز العمّال:ج 3 ص 551 ح 7856 وراجع:الأمالی للطوسی:ص 536 ح1162. [5]
4- (4) .مسند زید:ص 390 عن الإمام زین العابدین عن أبیه عن جدّه الإمام علیّ علیهم السلام.
5- (5) .الزهد للحسین بن سعید:ص 81 ح 45 [6] عن زید بن علیّ عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام،بحارالأنوار:ج 77 ص134 ح44. [7]
6- (6) .کنز العمّال:ج 3 ص 73 ح 5552 نقلاً عن یعقوب بن سفیان فی مشیخته والفردوس عن عبد اللّه بن جراد.

10658. عنه صلی الله علیه و آله: الدّالُّ عَلَی الخَیرِ کَفاعِلِهِ. (1)

10659. عنه صلی الله علیه و آله: مَن أمَرَ بِمَعروفٍ،أو نَهی عَن مُنکَرٍ،أو دَلَّ عَلی خَیرٍ،أو أشارَ بِهِ،فَهُوَ شَریکٌ.ومَن أمَرَ بِسوءٍ،أو دَلَّ عَلَیهِ،أو أشارَ بِهِ،فَهُوَ شَریکٌ. (2)

10660. عنه صلی الله علیه و آله: أشَدُّ مِن یُتمِ الیَتیمِ الَّذِی انقَطَعَ عَن امِّهِ وأَبیهِ یُتمُ یَتیمٍ انقَطَعَ عَن إمامِهِ،ولا یَقدِرُ عَلَی الوُصولِ إلَیهِ،ولا یَدری کَیفَ حُکمُهُ فی ما یُبتَلی بِهِ مِن شَرائِعِ دینِهِ.ألا فَمَن کانَ مِن شیعَتِنا عالِماً بِعُلومِنا،وهذَا الجاهِلُ بِشَریعَتِنا المُنقَطِعُ عَن مُشاهَدَتِنا یَتیمٌ فی حِجرِهِ؛ألا فَمَن هَداهُ وأَرشَدَهُ وعَلَّمَهُ شَریعَتَنا کانَ مَعَنا فِی الرَّفیقِ الأَعلی. (3)

10661. الإمام علیّ علیه السلام: مَن کانَ مِن شیعَتِنا عالِماً بِشَریعَتِنا،فَأَخرَجَ ضُعَفاءَ شیعَتِنا مِن ظُلمَةِ جَهلِهِم إلی نورِ العِلمِ الَّذی حَبَوناهُ بِهِ،جاءَ یَومَ القِیامَةِ وعَلی رَأسِهِ تاجٌ مِن نورٍ یُضیءُ لأَِهلِ جَمیعِ العَرَصاتِ،وحُلَّةٌ لا یُقَوَّمُ لِأَقَلِّ سِلکٍ مِنهَا الدُّنیا بِحَذافیرِها.

ص:330


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 27 ح 4، [1]الخصال:ص 134 ح 145 کلاهما عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 380 ح 813،الجعفریّات:ص 171 [2] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 71 ص 16 ح 28؛ [3]مسند ابن حنبل:ج 8 ص 319 ح 22423 [4] عن شاذان،المعجم الأوسط:ج 3 ص 34 ح 2384 عن سهل بن سعد،کنز العمّال:ج 6 ص 359 ح 16052.
2- (2) .الخصال:ج 138 ح 156 عن السکونی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،السرائر:ج 3 ص 643 عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،الجعفریّات:ص 89 [5] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،النوادر للراوندی:ص 143 ح 196 [6] کلّها بزیادة«مَن شفَع شفاعة حسنة»فی أوّله،بحار الأنوار:ج 100 ص 76 ح 24. [7]
3- (3) .الاحتجاج:ج 1 ص 9 ح 2 [8] عن یوسف بن محمّد بن زیاد وعلیّ بن محمّد بن سیّار عن الإمام العسکریّ عن آبائه علیهم السلام،التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 339 ح 214 [9] عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 2 ص 2 ح 1. [10]

ثُمَّ یُنادی مُنادٍ:یا عِبادَ اللّهِ،هذا عالِمٌ،مِن تَلامِذَةِ بَعضِ عُلَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ،ألا فَمَن أخرَجَهُ فِی الدُّنیا مِن حَیرَةِ جَهلِهِ فَلیَتَشَبَّث بِنورِهِ لِیُخرِجَهُ مِن حَیرَةِ ظُلمَةِ هذِهِ العَرَصاتِ إلی نُزَهِ الجِنانِ.فَیَخرُجُ کُلُّ مَن کانَ عَلَّمَهُ فِی الدُّنیا خَیراً،أو فَتَحَ عَن قَلبِهِ مِنَ الجَهلِ قُفلاً،أو أوضَحَ لَهُ عَن شُبهَةٍ. (1)

10662. الإمام الحسین علیه السلام: مَن دَعا عَبداً مِن ضَلالَةٍ إلی مَعرِفَةِ حَقٍّ فَأَجابَهُ،کانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ کَعِتقِ نَسَمَةٍ. (2)

10663. الإمام الباقر علیه السلام: مَن عَلَّمَ بابَ هُدیً فَلَهُ مِثلُ أجرِ مَن عَمِلَ بِهِ،ولا یَنقُصُ اولئِکَ مِن اجورِهِم شَیئاً.ومَن عَلَّمَ بابَ ضَلالٍ کانَ عَلَیهِ مِثلُ أوزارِ مَن عَمِلَ بِهِ،ولا یَنقُصُ اولئِکَ مِن أوزارِهِم شَیئاً. (3)

10664. عنه علیه السلام: لَمّا کَلَّمَ اللّهُ موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام،قالَ موسی:...إلهی،فَما جَزاءُ مَن دَعا نَفساً کافِرَةً إلَی الإِسلامِ؟قالَ:یا موسی،اُذِنَ یَومَ القِیامَةِ فِی الشَّفاعَةِ لِمَن یُریدُ.

قالَ:إلهی،فَما جَزاءُ مَن دَعا نَفساً مُسلِمَةً إلی طاعَتِکَ،ونَهاها عَن مَعصِیَتِکَ؟قالَ:

یا موسی،أحشُرُهُ یَومَ القِیامَةِ فی زُمرَةِ المُتَّقینَ. (4)

10665. الإمام الصادق علیه السلام: لا یَتَکَلَّمُ الرَّجُلُ بِکَلِمَةِ حَقٍّ فَاُخِذَ بِها،إلّاکانَ لَهُ مِثلُ أجرِ مَن

ص:331


1- (1) .الاحتجاج:ج 1 ص 10 ح 3 [1] عن یوسف بن محمّد بن زیاد وعلیّ بن محمّد بن سیار عن الإمام العسکریّ علیه السلام،التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:339 ح 215 [2] عن الإمام العسکری عنه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 2 ص 2 ح 2 [3] وراجع:عوالی اللآلی:ج 1 ص 17 ح 2.
2- (2) .مسند زید:ص 391 عن الإمام زین العابدین عن آبائه علیهم السلام.
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 35 ح 4 [4] عن أبی عبیدة الحذّاء،تحف العقول:ص 297،المحاسن:ج 1 ص 96 ح 60 [5]عن محمّد بن مسلم،منیة المرید:ص 111، [6]بحار الأنوار:ج 2 ص 19 ح 53. [7]
4- (4) .فضائل الأشهر الثلاثة:ص 89 ح 68 [8] عن زیاد بن المنذر،الأمالی للصدوق:ص 277 ح 307 [9] عن عبد العظیم الحسنی عن الإمام الهادی علیه السلام وفیه صدره،بحار الأنوار:ج 69 ص 413 ح 131. [10]

أخَذَ بِها،ولا یَتَکَلَّمُ بِکَلِمَةِ ضَلالٍ یُؤخَذُ بِها إلّاکانَ عَلَیهِ مِثلُ وِزرِ مَن أخَذَ بِها. (1)

10666. عنه علیه السلام: إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ بَعَثَ اللّهُ عز و جل العالِمَ وَالعابِدَ،فَإِذا وَقَفا بَینَ یَدَیِ اللّهِ عز و جل قیلَ لِلعابِدِ:اِنطَلِق إلَی الجَنَّةِ،وقیلَ لِلعالِمِ:قِف ! تَشفَع لِلنّاسِ بِحُسنِ تَأدیبِکَ لَهُم. (2)

10667. عنه علیه السلام: إنَّ الرَّجُلَ لَیَتَکَلَّمُ بِالکَلِمَةِ فَیَکتُبُ اللّهُ بِها إیماناً فی قَلبِ آخَرَ،فَیَغفِرُ لَهُما جَمیعاً. (3)

راجع:العلم والحکمة فی الکتاب والسنّة:ص 333 (القسم السادس/الفصل الثانی:فضل التعلیم).

6/2 المُبَلِّغُ المِثالِیُّ

الکتاب

«لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلی قَوْمِهِ فَقالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ إِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنّا لَنَراکَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ قالَ یا قَوْمِ لَیْسَ بِی ضَلالَةٌ وَ لکِنِّی رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنْصَحُ لَکُمْ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ » . (4)

«وَ إِلی عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنّا لَنَراکَ فِی سَفاهَةٍ وَ إِنّا لَنَظُنُّکَ مِنَ الْکاذِبِینَ قالَ یا قَوْمِ لَیْسَ بِی سَفاهَةٌ

ص:332


1- (1) .ثواب الأعمال:ص 160 ح 1 عن عبد الرحمن بن أبی عبد الله،الاختصاص:ص 250،تحف العقول:ص 375 کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 2 ص 19 ح 52. [1]
2- (2) .علل الشرائع:ص 394 ح 11، [2]بصائر الدرجات:ص 7 ح 7، [3]بحارالأنوار:ج 2 ص 16 ح 36. [4]
3- (3) .المحاسن:ج 1 ص 361 ح 778 [5]عن أبی بکر الحضرمی،مشکاة الأنوار:ص 193 ح 509 و [6]فیه«العبد»بدل«الرجل»،بحار الأنوار:ج 2 ص 73 ح 38. [7]
4- (4) .الأعراف:59-62. [8]

وَ لکِنِّی رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنَا لَکُمْ ناصِحٌ أَمِینٌ» . (1)

«وَ إِلی ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ قَدْ جاءَتْکُمْ بَیِّنَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ هذِهِ ناقَةُ اللّهِ لَکُمْ آیَةً فَذَرُوها تَأْکُلْ فِی أَرْضِ اللّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَیَأْخُذَکُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ وَ اذْکُرُوا إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَ بَوَّأَکُمْ فِی الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَ تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُیُوتاً فَاذْکُرُوا آلاءَ اللّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قالَ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا إِنّا بِالَّذِی آمَنْتُمْ بِهِ کافِرُونَ فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَ قالُوا یا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ کُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِی دارِهِمْ جاثِمِینَ فَتَوَلّی عَنْهُمْ وَ قالَ یا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُکُمْ رِسالَةَ رَبِّی وَ نَصَحْتُ لَکُمْ وَ لکِنْ لا تُحِبُّونَ النّاصِحِینَ» . (2)

«وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْیَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَیْهِمُ اثْنَیْنِ فَکَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَیْکُمْ مُرْسَلُونَ قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَ ما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَیْ ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَکْذِبُونَ قالُوا رَبُّنا یَعْلَمُ إِنّا إِلَیْکُمْ لَمُرْسَلُونَ وَ ما عَلَیْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِینُ قالُوا إِنّا تَطَیَّرْنا بِکُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّکُمْ وَ لَیَمَسَّنَّکُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِیمٌ قالُوا طائِرُکُمْ مَعَکُمْ أَ إِنْ ذُکِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِینَةِ رَجُلٌ یَسْعی قالَ یا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ اتَّبِعُوا مَنْ لا یَسْئَلُکُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ وَ ما لِیَ لا أَعْبُدُ الَّذِی فَطَرَنِی وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ یُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّی شَفاعَتُهُمْ شَیْئاً وَ لا یُنْقِذُونِ إِنِّی إِذاً لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ إِنِّی آمَنْتُ بِرَبِّکُمْ فَاسْمَعُونِ قِیلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ یا لَیْتَ قَوْمِی یَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِی رَبِّی وَ جَعَلَنِی مِنَ الْمُکْرَمِینَ» . (3)

«وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللّهُ وَ قَدْ جاءَکُمْ

ص:333


1- (1) .الأعراف:65-68. [1]
2- (2) .الأعراف:73-79. [2]
3- (3) .یس:13-27. [3]

بِالْبَیِّناتِ مِنْ رَبِّکُمْ وَ إِنْ یَکُ کاذِباً فَعَلَیْهِ کَذِبُهُ وَ إِنْ یَکُ صادِقاً یُصِبْکُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُکُمْ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ کَذّابٌ یا قَوْمِ لَکُمُ الْمُلْکُ الْیَوْمَ ظاهِرِینَ فِی الْأَرْضِ فَمَنْ یَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِیکُمْ إِلاّ ما أَری وَ ما أَهْدِیکُمْ إِلاّ سَبِیلَ الرَّشادِ وَ قالَ الَّذِی آمَنَ یا قَوْمِ إِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ مِثْلَ یَوْمِ الْأَحْزابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِینَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَ مَا اللّهُ یُرِیدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ وَ یا قَوْمِ إِنِّی أَخافُ عَلَیْکُمْ یَوْمَ التَّنادِ یَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِینَ ما لَکُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَ لَقَدْ جاءَکُمْ یُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَیِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِی شَکٍّ مِمّا جاءَکُمْ بِهِ حَتّی إِذا هَلَکَ قُلْتُمْ لَنْ یَبْعَثَ اللّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً کَذلِکَ یُضِلُّ اللّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ » . (1)

راجع:هود:57،آل عمران:20،المائدة:92-99،الرعد:40،

النمل:35-38،النور:54،العنکبوت:18،التغابن:12،الجنّ:

23.

الحدیث

10668. الخصال عن عبد اللّه بن عمر عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله-فی حَجَّةِ الوَداعِ-:إنَّ اللّهَ عز و جل حَرَّمَ عَلَیکُم دِماءَکُم وأَموالَکُم وأَعراضَکُم،کَحُرمَةِ یَومِکُم هذا فی شَهرِکُم هذا فی بَلَدِکُم هذا،إلی یَومِ تَلقَونَهُ.ألا فَلیُبَلِّغ شاهِدُکُم غائِبَکُم؛لا نَبِیَّ بَعدی،ولا امَّةَ بَعدَکُم.

ثُمَّ رَفَعَ یَدَیهِ حَتّی إنَّهُ لَیُری بَیاضُ إبطَیهِ،ثُمَّ قالَ:اللّهُمَّ اشهَد أنّی قَد بَلَّغتُ. (2)

10669. بحار الأنوار عن زید بن أرقم: خَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله حُجّاجاً،حَتّی إذا کُنّا بِالجُحفَةِ بِغَدیرِ خُمٍّ صَلَّی الظُّهرَ،ثُمَّ قامَ خَطیباً فینا،فَقالَ:أیُّهَا النّاسُ،هَل تَسمَعونَ؟إنّی رَسولُ اللّهِ إلَیکُم؛إنّی اوشِکُ أن ادعی،وإنّی مَسؤولٌ،وإنَّکُم

ص:334


1- (1) .غافر:28-34. [1]
2- (2) .الخصال:ص 487 ح 63،بحارالأنوار:ج 21 ص 381 ح 8 [2] وراجع:الکافی:ج 7 ص 273 ح 12 [3] وکتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 93 ح 5151 و مسند ابن حنبل:ج 7 ص 376 ح 20720 [4] وکنز العمّال:ج 5 ص 293 ح 12919.

مَسؤولونَ.إنّی مَسؤولٌ؛هَل بَلَّغتُکُم؟وأَنتُم مَسؤولونَ؛هَل بُلِّغتُم؟فَماذا أنتُم قائِلونَ؟قالَ:قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،بَلَّغتَ وجَهَدتَ.قالَ:اللّهُمَّ اشهَد،وأَنَا مِنَ الشّاهِدینَ. (1)

10670. مسند ابن حنبل عن سمرة بن جندب: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أیُّهَا النّاسُ ! أنشُدُکُم بِاللّهِ إن کُنتُم تَعلَمونَ أنّی قَصَّرتُ عَن شَیءٍ مِن تَبلیغِ رِسالاتِ رَبّی عز و جل لَمّا أخبَرتُمونی ذاکَ؛ فَبَلَّغتُ رِسالاتِ رَبّی کَما یَنبَغی لَها أن تُبَلَّغَ،وإن کُنتُم تَعلَمونَ أنّی بَلَّغتُ رِسالاتِ رَبّی لَمّا أخبَرتُمونی ذاکَ.قالَ:فَقامَ رِجالٌ فَقالوا:نَشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّکَ،ونَصَحتَ لاُِمَّتِکَ،وقَضَیتَ الَّذی عَلَیکَ. (2)

10671. المستدرک علی الصحیحین عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ آخِرُ ما تَکَلَّمَ بِهِ:«جَلالَ رَبِّی الرَّفیعَ فَقَد بَلَّغتُ»،ثُمَّ قَضی صلی الله علیه و آله. (3)

10672. الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:...وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ...صَدَعَ بِما أمَرَهُ رَبُّهُ،وبَلَّغَ ما حَمَّلَهُ،حَتّی أفصَحَ بِالتَّوحیدِ دَعوَتَهُ،وأَظهَرَ فِی الخَلقِ أن«لا إلهَ إلَّا اللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ»حَتّی خَلَصَت لَهُ الوَحدانِیَّةُ،وصَفَت لَهُ الرُّبوبِیَّةُ،وأَظهَرَ اللّهُ بِالتَّوحیدِ حُجَّتَهُ،وأَعلی بِالإِسلامِ دَرَجَتَهُ. (4)

10673. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً-صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ-مِن کُلِّ کَرامَةٍ أفضَلَ تِلکَ

ص:335


1- (1) .بحار الأنوار:ج 37 ص 191 [1] نقلاً عن کتاب منقبة المطهرین.
2- (2) .مسند ابن حنبل:ج 7 ص 265 ح 20198، [2]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 479 ح 1230،السنن الکبری:ج 3 ص 471 ح 6361 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 14 ص 323 ح 38818.
3- (3) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 59 ح 4387،کنز العمّال:ج 7 ص 147 ح 18445.
4- (4) .التوحید:ص 72 ح 26،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 123 ح 15 [3] کلاهما عن الهیثم بن عبد اللّه الرمّانی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 4 ص 223 ح 2. [4]

الکَرامَةِ...نَشهَدُ أنَّهُ قَد بَلَّغَ الرِّسالَةَ،وأَدَّی النَّصیحَةَ،وَاجتَهَدَ لِلاُمَّةِ. (1)

10674. الإمام الباقر علیه السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاریّ: نَزَلَ جَبرَئیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله...فَقالَ:

یا مُحَمَّدُ،إنَّ اللّهَ یَقرَؤُکَ السَّلامَ ویَقولُ لَکَ:جَزاکَ اللّهُ عَن تَبلیغِکَ خَیراً؛فَقَد بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّکَ،ونَصَحتَ لاُِمَّتِکَ،وأَرضَیتَ المُؤمِنینَ،وأَرغَمتَ الکافِرینَ. (2)

10675. عنه علیه السلام -فی بَیانِ أحوالِ یَومِ الحِسابِ-:...فَیَقولُ اللّهُ لِمُحَمَّدٍ:هَل بَلَّغتَ امَّتَکَ ما بَلَّغَکَ جَبرَئیلُ مِن کِتابی وحِکمَتی وعِلمی؟فَیَقولُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:نَعَم،یا رَبِّ،قَد بَلَّغتُ امَّتی ما اوحِیَ إلَیَّ مِن کِتابِکَ وحِکمَتِکَ وعِلمِکَ،وجاهَدتُ فی سَبیلِکَ.فَیَقولُ اللّهُ لِمُحَمَّدٍ:

فَمَن یَشهَدُ لَکَ بِذلِکَ؟فَیَقولُ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله:یا رَبِّ،أنتَ الشّاهِدُ لی بِتَبلیغِ الرِّسالَةِ، ومَلائِکَتُکَ،وَالأَبرارُ مِن امَّتی،وکَفی بِکَ شَهیداً.

فَیُدعی بِالمَلائِکَةِ،فَیَشهَدونَ لِمُحَمَّدٍ بِتَبلیغِ الرِّسالَةِ.ثُمَّ یُدعی بِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَیُسأَلونَ:هَل بَلَّغَکُم مُحَمَّدٌ رِسالَتی وکِتابی وحِکمَتی وعِلمی،وعَلَّمَکُم ذلِکَ؟ فَیَشهَدونَ لِمُحَمَّدٍ بِتَبلیغِ الرِّسالَةِ،وَالحکمَةِ،وَالعِلمِ. (3)

10676. الإمام الصادق علیه السلام -فی زِیارَةِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:أشهَدُ أنَّکَ رَسولُ اللّهِ،وأَشهَدُ أنَّکَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ،وأشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّکَ،ونَصَحتَ لِاُمَّتِکَ،وجاهَدتَ فی سَبیلِ اللّهِ. (4)

ص:336


1- (1) .تهذیب الأحکام:ج 3 ص 83 ح 239 عن علیّ بن عبد اللّه عن أبیه عن جدّه عن الإمام الحسین علیه السلام،مصباح المتهجّد:ج 557 ح 651 من دون إسناد إلی احد من اهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 98 ص 127 ح 3. [1]
2- (2) .الأمالی للمفید:ص 78 ح 2،الأمالی للطوسی:ص 119 ح 185، [2]بشارة المصطفی:ص 65، [3]الفضائل:ص 7 [4] کلّها عن جابر الجعفی،بحار الأنوار:ج 38 ص 114 ح 51. [5]
3- (3) .تفسیر القمّی:ج 1 ص 192 [6] عن ضریس،بحار الأنوار:ج 7 ص 281 ح 3. [7]
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 550 ح 1، [8]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 5 ح 8،کامل الزیارات:ص 48 ح 27 [9] کلّها عن معاویة بن عمّار،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 567 ح 3157،بحار الأنوار:ج 100 ص 150 ح 17. [10]

10677. عنه علیه السلام -فی زِیارَة الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام-:أشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ ونَصَحتَ،ووَفَیتَ وأَوفَیتَ، وجاهَدتَ فی سَبیلِ اللّهِ،ومَضَیتَ لِلَّذی کُنتَ عَلَیهِ شَهیداً ومُستَشهِداً وشاهِداً ومَشهوداً. (1)

10678. عنه علیه السلام -أیضاً-:صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،أشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ عَنِ اللّهِ عز و جل ما امِرتَ بِهِ،ولَم تَخشَ أحَداً غَیرَهُ،وجاهَدتَ فی سَبیلِهِ،وعَبَدتَهُ صادِقاً حَتّی أتاکَ الیَقینُ...أشهَدُ أنَّکُم قَد بَلَّغتُم عَنِ اللّهِ ما أمَرَکُم بِهِ،ولَم (2)تَخشَوا أحَداً غَیرَهُ...صَلَّی اللّهُ عَلَیکَ،أشهَدُ أنَّکَ عَبدُ اللّهِ وأَمینُهُ،بَلَّغتَ ناصِحاً،وأَدَّیتَ أمیناً،وقُتِلتَ صِدّیقاً،ومَضَیتَ عَلی یَقینٍ،لَم تُؤثِر عَمیً عَلی هُدیً،ولَم تَمِل مِن حَقٍّ إلی باطِلٍ. (3)

10679. عنه علیه السلام -أیضاً-:أشهَدُ أنَّکَ وِترُ اللّهِ المَوتورُ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،وأَشهَدُ أنَّکَ قَد بَلَّغتَ ونَصَحتَ. (4)

10680. کامل الزیارات عن عمرو بن هاشم عن رجل من أصحابنا عن أحدهم علیهم السلام -فی زِیارَةِ أئِمَّةِ البَقیعِ علیهم السلام-:السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا الحُجَجُ عَلی أهلِ الدُّنیا،السَّلامُ عَلَیکُم أیُّهَا القُوّامُ فِی البَرِیَّةِ بِالقِسطِ،السَّلامُ عَلَیکُم أهلَ الصَّفوَةِ،السَّلامُ عَلَیکُم آلَ رَسولِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکُم أهلَ النَّجوی،أشهَدُ أنَّکُم قَد بَلَّغتُم،ونَصَحتُم،وصَبَرتُم فی ذاتِ اللّهِ،وکُذِّبتُم،واُسِیءَ إلَیکُم فَغَفَرتُم. (5)

ص:337


1- (1) .الکافی:ج 4 ص 576 ح 2، [1]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 55 ح 131،کامل الزیارات:ص 365 ح 618 [2] کلّها عن الحسین بن ثویر،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 595 ح 3199،بحار الأنوار:ج 101 ص 152 ح 3. [3]
2- (2) .فی الطبعة المعتمدة«و لن»وهو تصحیف،والتصحیح من سائر المصادر.
3- (3) .الکافی:ج 4 ص 573 ح 1 [4] عن یونس الکناسی،کامل الزیارات:ص 369 ح619 [5] عن یوسف الکناسی نحوه،بحار الأنوار:ج 101 ص158 ح5. [6]
4- (4) .الکافی:ج 4 ص 576 ح 2، [7]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 55 ح 131 بزیادة«وابن وتره»بعد«وتر اللّه»،کامل الزیارات:ص 365 ح 618 [8] کلّها عن الحسین بن ثویر،بحار الأنوار:ج 101 ص 152 ح 3. [9]
5- (5) .کامل الزیارات:ص 118 ح 130، [10]الکافی:ج 4 ص 559، [11]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 79 وفیهما«فعفوتم»بدل«فغفرتم»،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 575،مصباح المتهجّد:ص 713 ح 797 [12] کلّها من دون إسناد الی أحد من أهل البیت علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 100 ص 203 ح 1. [13]

ص:338

الفصل الثّالث:رسالة المبلّغ

1/3 إثارَةُ الفِطرَةِ وَالعَقلِ

الکتاب

«وَ أَنْزَلْنا إِلَیْکَ الذِّکْرَ لِتُبَیِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَیْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ» . (1)

الحدیث

10681. الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:فَبَعَثَ فیهِم رُسُلَهُ وواتَرَ إلَیهِم أنبِیاءَهُ؛لِیَستَأدوهُم میثاقَ فِطرَتِهِ،ویُذَکِّروهُم مَنسِیَّ نِعمَتِهِ،ویَحتَجُّوا عَلَیهِم بِالتَّبلیغِ،ویُثیروا لَهُم دَفائِنَ العُقولِ،ویُروهُم آیاتِ المَقدِرَةِ. (2)

10682. عنه علیه السلام -فی ذِکرِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:طَبیبٌ دَوّارٌ بِطِبِّهِ،قَد أحکَمَ مَراهِمَهُ،وأَحمَی مَواسِمَهُ.

یَضَعُ ذلِکَ حَیثُ الحاجَةُ إلَیهِ،مِن قُلوبٍ عُمیٍ،وآذانٍ صُمٍّ،وأَلسِنَةٍ بُکمٍ.مُتَتَبِّعٌ بِدَوائِهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ،ومَواطِنَ الحَیرَةِ. (3)

ص:339


1- (1) .النحل:44. [1]
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 1، [2]بحار الأنوار:ج 11 ص 60 ح 70. [3]
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 108، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 319 ح 5564.

10683. الإمام الکاظم علیه السلام -لِهِشامِ بنِ الحَکَمِ-:ما بَعَثَ اللّهُ أنبِیاءَهُ ورُسُلَهُ إلی عِبادِهِ إلّالِیَعقِلوا عَنِ اللّهِ؛فَأَحسَنُهُمُ استِجابَةً أحسَنُهُم مَعرِفَةً،وأَعلَمُهُم بِأَمرِ اللّهِ أحسَنُهُم عَقلاً، وأَکمَلُهُم عَقلاً أرفَعُهُم دَرَجَةً فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)

راجع:کتاب العقل والجهل:الفصل الثالث:التعقّل

2/3 إخراجُ النّاسِ مِنَ الظُّلُماتِ إلَی النُّورِ

الکتاب

« وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسی بِآیاتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَکَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ ذَکِّرْهُمْ بِأَیّامِ اللّهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِکُلِّ صَبّارٍ شَکُورٍ» . (2)

«کِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَیْکَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلی صِراطِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ» . (3)

«یَهْدِی بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ بِإِذْنِهِ وَ یَهْدِیهِمْ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ » . (4)

الحدیث

10684. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:اِختارَهُ مِن شَجَرَةِ الأَنبِیاءِ،ومِشکاةِ الضِّیاءِ، وذُؤابَةِ العَلیاءِ،وسُرَّةِ البَطحاءِ،ومَصابیحِ الظُّلمَةِ،ویَنابیعِ الحِکمَةِ. (5)

ص:340


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 16 ح 12 [1] عن هشام بن الحکم،تحف العقول:ص 386،بحار الأنوار:ج 1 ص 132 ح 30. [2]
2- (2) .إبراهیم:5. [3]
3- (3) .إبراهیم:1. [4]
4- (4) .المائدة:16. [5]
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 108، [6]المناقب لابن شهرآشوب:ج 1 ص 136، [7]بحار الأنوار:ج 16 ص 381 ح 94. [8]

3/3 الدَّعوَةُ إلی مَصالِحِ الدّینِ وَالدُّنیا

الکتاب

«مَنْ کانَ یُرِیدُ ثَوابَ الدُّنْیا فَعِنْدَ اللّهِ ثَوابُ الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ کانَ اللّهُ سَمِیعاً بَصِیراً» . (1)

راجع:آل عمران:148،یونس:26،النحل:98،العنکبوت:27.

الحدیث

10685. الإرشاد: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله جَمَعَ خاصَّةَ أهلِهِ وعَشیرَتِهِ فِی ابتِداءِ الدَّعوَةِ إلَی الإِسلامِ فَعَرَضَ عَلَیهِمُ الإِیمانَ...ثُمَّ قالَ...:یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ،إنَّ اللّهَ بَعَثَنی إلَی الخَلقِ کافَّةً،وبَعَثَنی إلَیکُم خاصَّةً،فَقالَ عز و جل: «وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ» ،وأَنَا أدعوکُم إلی کَلِمَتَینِ خَفیفَتَینِ عَلَی اللِّسانِ،ثَقیلَتَینِ فِی المیزانِ،تَملِکونَ بِهِمَا العَرَبَ وَالعَجَمَ، وتَنقادُ لَکُم بِهِمَا الاُمَمُ،وتَدخُلونَ بِهِمَا الجَنَّةَ،وتَنجونَ بِهِما مِنَ النّارِ:شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأَ نّی رَسولُ اللّهِ. (2)

10686. الإمام علیّ علیه السلام: إعلَموا عِبادَ اللّهِ أنَّ المُتَّقینَ ذَهَبوا بِعاجِلِ الدُّنیا وآجِلِ الآخِرَةِ، فَشارَکوا أهلَ الدُّنیا فی دُنیاهُم،ولَم یُشارِکوا أهلَ الدُّنیا فی آخِرَتِهِم،سَکَنُوا الدُّنیا بِأَفضَلِ ما سُکِنَت،وأَکَلوها بِأَفضَلِ ما اکِلَت فَحَظوا مِنَ الدُّنیا بِما حَظِیَ بِهِ المُترَفونَ، وأَخَذوا مِنها ما أخَذَهُ الجَبابِرَةُ المُتَکَبِّرونَ،ثُمَّ انقَلَبوا عَنها بِالزّادِ المُبَلِّغِ وَالمَتجَرِ الرّابِحِ المُربِحِ،أصابوا لَذَّةَ زُهدِ الدُّنیا فی دُنیاهُم،وتَیَقَّنوا أ نَّهُم جیرانُ اللّهِ غَداً فی آخِرَتِهِم،لا تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ،ولا یَنقُصُ لَهُم نَصیبٌ مِن لَذَّةٍ. (3)

ص:341


1- (1) .النساء:134. [1]
2- (2) .الإرشاد:ج 1 ص 48، [2]کشف الیقین:ص 49 ح 26، [3]إعلام الوری:ج 1 ص 322. [4]
3- (3) .نهج البلاغة: [5]الکتاب 27،بحارالأنوار:ج 33 ص 581 ح 726 [6] وراجع:الأمالی للمفید:ص 263 ح 3 والأمالی للصدوق:ص 26 ح 31 و تحف العقول:ص 178 و الغارات:ج 1 ص 235. [7]

10687. عنه علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی: «وَ آتَیْناهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِینَ» -:فَمَن عَمِلَ لِلّهِ تَعالی أعطاهُ أجرَهُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وکَفاهُ المُهِمَّ فیهِما. (1)

10688. عنه علیه السلام: اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم یَکُنِ الَّذی کانَ مِنّا مُنافَسَةً فی سُلطانٍ،ولَا التِماسَ شَیءٍ مِن فُضولِ الحُطامِ،ولکِن لِنَرُدَّ المَعالِمَ مِن دینِکَ،ونُظهِرَ الإِصلاحَ فی بِلادِکَ؛فَیَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِکَ،وتُقامَ المُعَطَّلَةُ مِن حُدودِکَ. (2)

10689. الإمام الرضا علیه السلام -فی بَیانِ الحِکمَةِ مِن خُطبَةِ یَومِ الجُمُعَةِ-:الجُمُعَةُ مَشهَدٌ عامٌّ،فَأَرادَ أن یَکونَ لِلإِمامِ سَبَبٌ إلی مَوعِظَتِهِم وتَرغیبِهِم فِی الطّاعَةِ،وتَرهیبِهِم مِنَ المَعصِیَةِ وفِعلِهِم وتَوقیفِهِم عَلی ما أرادوا مِن مَصلَحَةِ دینِهِم ودُنیاهُم،ویُخبِرَهُم بِما وَرَدَ عَلَیهِم مِنَ الآفاتِ ومِنَ الأَحوالِ الَّتی لَهُم فیهَا المَضَرَّةُ وَالمَنفَعَةُ. (3)

4/3 الدَّعوَةُ إلَی الإِیمانِ بِالغَیبِ

«اَلَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ» . (4)

«...إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَیْبِ...» . (5)

ص:342


1- (1) .الأمالی للمفید:ص 262 ح 3،الأمالی للصدوق:ص 26 ح 31،بشارة المصطفی:ص 44 [1] کلّها عن أبی إسحاق الهمدانی،بحارالأنوار:ج 7 ص 260 ح 9. [2]
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 131، [3]تحف العقول:ص 239 عن الإمام الحسین علیه السلام نحوه،بحار الأنوار:ج 77 ص 295 ح 3؛ [4]تذکرة الخواصّ:ص 120 [5] عن عبد اللّه بن صالح العجلی.
3- (3) .علل الشرائع:ص 265 ح 9، [6]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 111 ح 1 [7] کلاهما عن الفضل بن شاذان،بحار الأنوار:ج 6 ص 73 ح 1. [8]
4- (4) .البقرة:3. [9]
5- (5) .فاطر:18. [10]

«...وَ لِیَعْلَمَ اللّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ بِالْغَیْبِ...» . (1)

«تِلْکَ مِنْ أَنْباءِ الْغَیْبِ نُوحِیها إِلَیْکَ ما کُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَ لا قَوْمُکَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِینَ » . (2)

راجع:المائدة:94،یوسف:102،الأنبیاء:49،یس:11،ق:33،الملک:12.

5/3 الدَّعوَةُ إلَی الإِیمانِ بِالتَّوحیدِ

الکتاب

«وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ» . (3)

«وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِی کُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَی اللّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ» . (4)

راجع:هود:50-52 و 61 و 84-86،الأعراف:65.

الحدیث

10690. الکافی عن الزّهریّ: دَخَلَ رِجالٌ مِن قُرَیشٍ عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما-فَسَأَلوهُ:کَیفَ الدَّعوَةُ إلَی الدّینِ؟قالَ:تَقولُ:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ، أدعوکُم إلَی اللّهِ عز و جل،وإلی دینِهِ.وجِماعُهُ أمرانِ:أحَدُهُما:مَعرِفَةُ اللّهِ عز و جل،وَالآخَرُ:

العَمَلُ بِرِضوانِهِ.

وإنَّ مَعرِفَةَ اللّهِ عز و جل:أن یُعرَفَ بِالوَحدانِیَّةِ،وَالرَّأفَةِ،وَالرَّحمَةِ،وَالعِزَّةِ،وَالعِلمِ،

ص:343


1- (1) .الحدید:25. [1]
2- (2) .هود:49. [2]
3- (3) .الأنبیاء:25. [3]
4- (4) .النحل:36. [4]

وَالقُدرَةِ،وَالعُلُوِّ عَلی کُلِّ شَیءٍ،وأَنَّهُ النّافِعُ الضّارُّ،القاهِرُ لِکُلِّ شَیءٍ،الَّذی لا تُدرِکُهُ الأَبصارُ،وهُوَ یُدرِکُ الأَبصارَ،وهُوَ اللَّطیفُ الخَبیرُ.وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،وأَنَّ ما جاءَ بِهِ هُوَ الحَقُّ مِن عِندِ اللّهِ عز و جل،وما سِواهُ هُوَ الباطِلُ.

فَإِذا أجابوا إلی ذلِکَ فَلَهُم ما لِلمُسلِمینَ،وعَلَیهِم ما عَلَی المُسلِمینَ. (1)

6/3 الدَّعوَةُ إلَی الإِیمانِ بِالنُّبُوَّةِ

الکتاب

«وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ عَلی بَشَرٍ مِنْ شَیْ ءٍ...» . (2)

الحدیث

10691. الإمام الصادق علیه السلام -فی جَوابِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَ لَهُ:مِن أینَ أثبَتَّ الأَنبِیاءَ وَالرُّسُلَ؟-:إنّا لَمّا أثبَتنا أنَّ لَنا خالِقاً صانِعاً مُتَعالِیاً عَنّا وعَن جَمیعِ ما خَلَقَ،وکانَ ذلِکَ الصّانِعُ حَکیماً مُتَعالِیاً لَم یَجُز أن یُشاهِدَهُ خَلقُهُ،ولا یُلامِسوهُ،فَیُباشِرَهُم ویُباشِروهُ،ویُحاجَّهُم ویُحاجّوهُ،ثَبَتَ أنَّ لَهُ سُفَراءَ فی خَلقِهِ یُعَبِّرونَ عَنهُ إلی خَلقِهِ وعِبادِهِ،ویَدُلّونَهُم عَلی مَصالِحِهِم ومَنافِعِهِم،وما بِهِ بَقاؤُهُم وفی تَرکِهِ فَناؤُهُم.

فَثَبَتَ الآمِرونَ وَالنّاهونَ عَنِ الحَکیمِ العَلیمِ فی خَلقِهِ وَالمُعَبِّرونَ عَنهُ جَلَّ وعَزَّ، وهُمُ الأَنبِیاءُ علیهم السلام وصَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ،حُکَماءُ؛مُؤَدَّبینَ بِالحِکمَةِ،مَبعوثینَ بِها،غَیرَ مُشارِکینَ لِلنّاسِ-عَلی مُشارَکَتِهِم لَهُم فِی الخَلقِ وَالتَّرکیبِ-فی شَیءٍ مِن أحوالِهِم،

ص:344


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 36 ح 1، [1]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 141 ح 239،وسائل الشیعة:ج 11 ص 31 ح 1. [2]
2- (2) .الأنعام:91. [3]

مُؤَیَّدینَ مِن عِندِ الحَکیمِ العَلیمِ بِالحِکمَةِ. (1)

10692. الإمام الرضا علیه السلام -فی عِلَّةِ وُجوبِ مَعرِفَةِ الرُّسُلِ وَالإِقرارِ بِهِم وَالإِذعانِ لَهُم بِالطّاعَةِ-:لِأَ نَّهُ لَمّا لَم یَکُن فی خَلقِهِم وقُواهُم ما یُکمِلونَ (2)بِهِ مَصالِحَهُم،وکانَ الصّانِعُ مُتَعالِیاً عَن أن یُری،وکانَ ضَعفُهُم وعَجزُهُم عَن إدراکِهِ ظاهِراً؛لَم یَکُن بُدٌّ لَهُم مِن رَسولٍ بَینَهُ وبَینَهُم،مَعصومٍ،یُؤَدّی إلَیهِم أمرَهُ ونَهیَهُ وأَدَبَهُ،ویَقِفُهُم عَلی ما یَکونُ بِهِ اجتِرارُ مَنافِعِهِم ودَفعُ مَضارِّهِم،إذ لَم یَکُن فی خَلقِهِم ما یَعرِفونَ بِهِ ما یَحتاجونَ إلَیهِ مِن مَنافِعِهِم ومَضارِّهِم.

فَلَو لَم یَجِب عَلَیهِم مَعرِفَتُهُ وطاعَتُهُ،لَم یَکُن لَهُم فی مَجیءِ الرَّسولِ مَنفَعَةٌ ولا سَدُّ حاجَةٍ،ولَکانَ یَکونُ إتیانُهُ عَبَثاً لِغَیرِ مَنفَعَةٍ ولا صَلاحٍ،ولَیسَ هذا مِن صِفَةِ الحَکیمِ الَّذی أتقَنَ کُلَّ شَیءٍ. (3)

7/3 الدَّعوَةُ إلَی الإِیمانِ بِالمَعادِ

الکتاب

«أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَ أَنَّکُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ» . (4)

الحدیث

10693. لقمان علیه السلام -لِابنِهِ وهُوَ یَعِظُهُ-:یا بُنَیَّ،إن تَکُ فی شَکٍّ مِنَ المَوتِ فَارفَع عَن نَفسِکَ

ص:345


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 168 ح 1، [1]التوحید:ص 249 ح 1،علل الشرائع:ص 120 ح 3 [2] کلّها عن هشام بن الحکم،الاحتجاج:ج 2 ص 213 ح 223، [3]بحارالأنوار:ج 11 ص 29 ح 20. [4]
2- (2) .فی الطبعة المعتمدة«یکملوا»،وهو تصحیف.
3- (3) .عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 2 ص 100 ح 1، [5]علل الشرائع:ص 253 ح 9 [6] نحوه وکلاهما عن الفضل بن شاذان،بحارالأنوار:ج 11 ص 40 ح 40. [7]
4- (4) .المؤمنون:115. [8]

النَّومَ؛ولَن تَستَطیعَ ذلِکَ،وإن کُنتَ فی شَکٍّ مِنَ البَعثِ فَادفَع عَن نَفسِکَ الاِنتِباهَ؛ولَن تَستَطیعَ ذلِکَ. (1)

10694. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ،إنَّ الرّائِدَ لا یَکذِبُ أهلَهُ،وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ لَتَموتُنَّ کَما تَنامونَ،ولَتُبعَثُنَّ کَما تَستَیقِظونَ،وما بَعدَ المَوتِ دارٌ إلّاجَنَّةٌ أو نارٌ، وخَلقُ جَمیعِ الخَلقِ وبَعثُهُم عَلَی اللّهِ عز و جل کَخَلقِ نَفسٍ واحِدَةٍ وبَعثِها؛قالَ اللّهُ تَعالی:

«ما خَلْقُکُمْ وَ لا بَعْثُکُمْ إِلاّ کَنَفْسٍ واحِدَةٍ» . (2)

10695. الإمام الصادق عن أبیه عن جدّه علیهم السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا خَطَبَ حَمِدَ اللّهَ وأَثنی عَلَیهِ،ثُمَّ قالَ:«أمّا بَعدُ،فَإِنَّ أصدَقَ الحَدیثِ کِتابُ اللّهِ،وأَفضَلَ الهُدی هُدی مُحَمَّدٍ، وشَرَّ الاُمورِ مُحدَثاتُها،وکُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ»،ویَرفَعُ صَوتَهُ،وتَحمارُّ وَجنَتاهُ،ویُذَکِّرُ السّاعَةَ وقِیامَها،حَتّی کَأَنَّهُ مُنذِرُ جَیشٍ؛یَقولُ:«صَبَّحَتکُمُ السّاعَةُ،مَسَّتکُمُ السّاعَةُ»،ثُمَّ یَقولُ:«بُعِثتُ أنَا وَالسّاعَةُ کَهاتَینِ-ویَجمَعُ بَینَ سَبّابَتَیهِ-مَن تَرَکَ مالاً فَلِأَهلِهِ،ومَن تَرَکَ دَیناً فَعَلَیَّ وإلَیَّ». (3)

8/3 الدَّعوَةُ إلَی الاُلفَةِ وَاجتِنابِ الفُرقَةِ

الکتاب

«إِنَّ هذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّکُمْ فَاعْبُدُونِ» . (4)

ص:346


1- (1) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص190 ح239 [1] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،بحارالأنوار:ج7 ص42 ح13. [2]
2- (2) .الاعتقادات للصدوق:ص 64 ح 19، [3]بحارالأنوار:ج 7 ص 47 ح 31. [4]
3- (3) .الأمالی للمفید:ص 211 ح 1 عن غیاث بن إبراهیم،الأمالی للطوسی:ص 337 ح 686 [5] عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام،جامع الأحادیث للقمّی:ص 180 عن جابر وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 16 ص 256 ح 36؛ [6]صحیح مسلم:ج 2 ص 592 ح 43 مسند ابن حنبل:ج 5 ص 44 ح 14340 [7] کلاهما عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام عن جابر نحوه،کنز العمّال:ج 11 ص10 ح 30405.
4- (4) .الأنبیاء:92. [8]

«وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْکُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ کُنْتُمْ عَلی شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْها کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ آیاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ» . (1)

راجع:البقرة:213.

الحدیث

10696. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَا اختَلَفَت امَّةٌ بَعدَ نَبِیِّها إلّاظَهَرَ أهلُ باطِلِها عَلی أهلِ حَقِّها. (2)

10697. الإمام علیّ علیه السلام: وَایمُ اللّهِ،مَا اختَلَفَت امَّةٌ بَعدَ نَبِیِّها إلّاظَهَرَ باطِلُها عَلی حَقِّها،إلّاما شاءَ اللّهُ. (3)

10698. عنه علیه السلام: احذَروا ما نَزَلَ بِالاُمَمِ قَبلَکُم مِنَ المَثُلاتِ بِسوءِ الأَفعالِ وذَمیمِ الأَعمالِ، فَتَذَکَّروا فِی الخَیرِ وَالشَّرِّ أحوالَهُم،وَاحذَروا أن تَکونوا أمثالَهُم.

فَإِذا تَفَکَّرتُم فی تَفاوُتِ حالَیهِم فَالزَموا کُلَّ أمرٍ لَزِمَتِ العِزَّةُ بِهِ شَأنَهُم (حالَهُم)، وزاحَتِ الأَعداءُ لَهُ عَنهُم،ومُدَّتِ العافِیَةُ بِهِ عَلَیهِم،وَانقادَتِ النِّعمَةُ لَهُ مَعَهُم، ووَصَلَتِ الکَرامَةُ عَلَیهِ حَبلَهُم:مِنَ الاِجتِنابِ لِلفُرقَةِ،وَاللُّزومِ لِلاُلفَةِ،وَالتَّحاضِّ عَلَیها،وَالتَّواصی بِها.وَاجتَنِبوا کُلَّ أمرٍ کَسَرَ فِقرَتَهُم،وأَوهَنَ مُنَّتَهُم:مِن تَضاغُنِ القُلوبِ،وتَشاحُنِ الصُّدورِ،وتَدابُرِ النُّفوسِ،وتَخاذُلِ الأیدی.وتَدَبَّروا أحوالَ

ص:347


1- (1) .آل عمران:103. [1]
2- (2) .المعجم الأوسط:ج 7 ص 370 ح 7754 عن ابن عمر،کنزالعمّال:ج 1 ص 183 ح 929؛کتاب سلیم بن قیس الهلالی:ج 2 ص570 ح2 عن الإمام علیّ علیه السلام،شرح الأخبار:ج 2 ص 158 ح 486،بحارالأنوار:ج 32 ص 270 ح 534. [2]
3- (3) .الأمالی للمفید:ص 235 ح 5،الأمالی للطوسی:ص 11 ح 13، [3]کشف الغمّة:ج 2 ص 5 [4] کلّها عن الأصبغ بن نباتة،وقعة صفین:ص 224 [5] عن أبی سنان الأسلمی بزیادة«أهل»قبل«باطلها»،بحارالأنوار:ج 32 ص 464 ح 402؛ [6]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 5 ص 181 [7] عن أبی سنان عن أبیه بزیادة«أهل»قبل«باطلها»وقبل«حقها».

الماضینَ مِنَ المُؤمِنینَ قَبلَکُم...فَانظُروا کَیفَ کانوا حَیثُ کانَتِ الأَملاءُ مُجتَمِعَةً، وَالأَهواءُ مُؤتَلِفَةً (مُتَّفِقَةً)،وَالقُلوبُ مُعتَدِلَةً،وَالأَیدی مُتَرادِفَةً (مُتَرافِدَةً)،وَالسُّیوفُ مُتَناصِرَةً،وَالبَصائِرُ نافِذَةً،وَالعَزائِمُ واحِدَةً.ألَم یَکونوا أرباباً فی أقطارِ الأَرَضینَ، ومُلوکاً عَلی رِقابِ العالَمینَ؟! فَانظُروا إلی ما صاروا إلَیهِ فی آخِرِ امورِهِم،حینَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ،وتَشَتَّتَتِ الاُلفَةُ،وَاختَلَفَتِ الکَلِمَةُ وَالأَفئِدَةُ،وتَشَعَّبوا مُختَلِفینَ، وتَفَرَّقوا مُتَحارِبینَ (مُتَحازِبینَ)،قَد خَلَعَ اللّهُ عَنهُم لِباسَ کَرامَتِهِ،وسَلَبَهُم غَضارَةَ نِعمَتِهِ،وبَقِیَ قَصَصُ أخبارِهِم فیکُم عِبَراً للمُعتَبِرینَ. (1)

10699. عنه علیه السلام: إنَّما أنتُم إخوانٌ عَلی دینِ اللّهِ،ما فَرَّقَ بَینَکُم إلّاخُبثُ السَّرائِرِ،وسوءُ الضَّمائِرِ؛فَلا تَوازَرونَ (تَأزِرونَ) ولا تَناصَحونَ،ولا تَباذَلونَ ولا تَوادّونَ. (2)

9/3 الدَّعوَةُ إلَی القِیامِ بِالقِسطِ

الکتاب

«لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْکِتابَ وَ الْمِیزانَ لِیَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ وَ لِیَعْلَمَ اللّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ بِالْغَیْبِ إِنَّ اللّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ» . (3)

الحدیث

10700. الإمام علیّ علیه السلام -فی صِفَةِ أهلِ الذِّکرِ-:یَأمُرونَ بِالقِسطِ ویَأتَمِرونَ بِهِ،ویَنهَونَ عَنِ

ص:348


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 192، [1]بحارالأنوار:ج 14 ص 472 ح 37. [2]
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 113. [3]
3- (3) .الحدید:25. [4]

المُنکَرِ ویَتَناهَونَ عَنهُ. (1)

10/3 الدَّعوَةُ إلی قِیادَةِ الإِمامِ العادِلِ

الکتاب

«یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ» . (2)

«...اَلْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً...» . (3)

الحدیث

10701. الإمام الباقر علیه السلام: بُنِیَ الإِسلامُ عَلی خَمسٍ:عَلَی الصَّلاةِ،وَالزَّکاةِ،وَالصَّومِ،وَالحَجِّ، وَالوَلایَةِ.ولَم یُنادَ بِشَیءٍ کَما نودِیَ بِالوَلایَةِ. (4)

10702. الکافی عن حریز بن عبد اللّه عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام: بُنِیَ الإِسلامُ عَلی خَمسَةِ أشیاءَ:عَلَی الصَّلاةِ،وَالزَّکاةِ،وَالحَجِّ،وَالصَّومِ،وَالوَلایَةِ.

قالَ زُرارَةُ:فَقُلتُ:وأَیُّ شَیءٍ مِن ذلِکَ أفضَلُ؟فَقالَ:الوَلایَةُ أفضَلُ؛لِأَ نَّها مِفتاحُهُنَّ،وَالوالی هُوَ الدَّلیلُ عَلَیهِنَّ. (5)

ص:349


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 222، [1]الاحتجاج:ج 1 ص 480 ح 117، [2]بحارالأنوار:ج 4 ص 261 ح 9. [3]
2- (2) .المائدة:67. [4]
3- (3) .المائدة:3. [5]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 18 ح 1، [6]المحاسن:ج 1 ص 445 ح 1033، [7]الخصال:ص 278 ح 21 کلّها عن أبی حمزة الثمالی،الأمالی للصدوق:ص 340 ح 404 [8] عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق علیه السلام وکلاهما نحوه،بحارالأنوار:ج 68 ص 329 ح 1. [9]
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 18 ح 5، [10]المحاسن:ج 1 ص 446 ح 1034، [11]تفسیر العیاشی:ج 1 ص 191 ح 109، [12]بحارالأنوار:ج 68 ص 332 ح 10. [13]

10703. الإمام الصادق علیه السلام: رَحِمَ اللّهُ عَبداً حَبَّبَنا إلَی النّاسِ ولَم یُبَغِّضنا إلَیهِم ! (1)

10704. الإمام العسکریّ علیه السلام: اتَّقوا اللّهَ،وکونوا زَیناً ولا تَکونوا شَیناً.جُرّوا إلَینا کُلَّ مَوَدَّةٍ وَادفَعوا عَنّا کُلَّ قَبیحٍ. (2)

راجع:موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام:ج 1 ص 511 ( القسم الثالث/الفصل العاشر:حدیث الغدیر )

وهذ الکتاب:ج 6 ص 393 (عناوین حقوقهم/الولایة).

11/3 الدَّعوَةُ إلَی الحُرِّیَّةِ الهادِفَةِ

الکتاب

«قُلْ یا أَهْلَ الْکِتابِ تَعالَوْا إِلی کَلِمَةٍ سَواءٍ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَ لا نُشْرِکَ بِهِ شَیْئاً وَ لا یَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ» . (3)

«...وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی کانَتْ عَلَیْهِمْ...» . (4)

راجع:الشعراء:19،18-22.

الحدیث

10705. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -مِن کِتابِهِ إلی أهالی نَجرانَ-:بِسمِ إلهِ إبراهیمَ وإسحاقَ ویَعقوبَ.مِن مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی اسقُفِّ نَجرانَ وأَهلِ نَجرانَ،إن أسلَمتُم فَإِنّی أحمَدُ إلَیکُمُ اللّهَ إلهَ إبراهیمَ وإسحاقَ ویَعقوبَ.أمّا بَعدُ،فَإِنّی أدعوکُم إلی عِبادَةِ اللّهِ مِن

ص:350


1- (1) .الکافی:ج 8 ص229 ح293 [1] عن أبی بصیر،الاعتقادات للصدوق:ص 109،الأمالی للمفید:ص 31 ح 4 عن محمّد بن سوید الأشعری وفیه«یکرهنا»بدل«یبغضنا»،مشکاة الأنوار:ص 317 ح 1002 [2] عن علیّ بن أبی حمزة،بحارالأنوار:ج 52 ص 347 ح 96. [3]
2- (2) .تحف العقول:ص 488،بحارالأنوار:ج 78 ص 372 ح 12. [4]
3- (3) .آل عمران:64. [5]
4- (4) .الأعراف:157. [6]

عِبادَةِ العِبادِ،وأَدعوکُم إلی وَلایَةِ اللّهِ مِن وَلایَةِ العِبادِ. (1)

10706. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ عِبادِهِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن عُهودِ عِبادِهِ إلی عُهودِهِ،ومِن طاعَةِ عِبادِهِ إلی طاعَتِهِ،ومِن وَلایَةِ عِبادِهِ إلی وَلایَتِهِ. (2)

10707. عنه علیه السلام -فی بَیانِ الغایَةِ مِنَ البِعثَةِ-:فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ،لِیُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ الأَوثانِ إلی عِبادَتِهِ،ومِن طاعَةِ الشَّیطانِ إلی طاعَتِهِ،بِقُرآنٍ قَد بَیَّنَهُ وأَحکَمَهُ؛ لِیَعلَمَ العِبادُ رَبَّهُم إذ جَهِلوهُ،ولِیُقِرّوا بِهِ بَعدَ إذ جَحَدوهُ،ولِیُثبِتوهُ بَعدَ إذ أنکَروهُ. (3)

10708. عنه علیه السلام: لا تَکُن عَبدَ غَیرِکَ وقَد جَعَلَکَ اللّهُ حُرّاً،وما خَیرُ خَیرٍ لا یُنالُ إلّابِشَرٍّ،ویُسرٍ لا یُنالُ إلّابعُسرٍ؟! (4)

10709. عنه علیه السلام: ألا حُرٌّ یَدَعُ هذِهِ اللُّماظَةَ لِأَهلِها؟! إنَّهُ لَیسَ لِأَنفُسِکُم ثَمَنٌ إلَّاالجَنَّةَ،فَلا تَبیعوها إلّابِها. (5)

10710. الإمام الباقر علیه السلام -فی رِسالَتِهِ إلی بَعضِ خُلَفاءِ بَنی امَیَّةَ-:ومِن ذلِکَ ما ضُیِّعَ الجِهادُ الَّذی فَضَّلَهُ اللّهُ عز و جل عَلَی الأَعمالِ وفَضَّلَ عامِلَهُ عَلَی العُمّالِ؛تَفضیلاً فِی الدَّرَجاتِ وَالمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ؛لِأَنَّهُ ظَهَرَ بِهِ الدّینُ وبِهِ یُدفَعُ عَنِ الدّینِ،وبِهِ اشتَرَی اللّهُ مِنَ

ص:351


1- (1) .دلائل النبوّة للبیهقی:ج 5 ص 385 [1]عن یونس؛تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 81 [2] نحوه،بحارالأنوار:ج 21 ص 285. [3]
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 386 ح 586 [4] عن محمّد بن الحسین عن أبیه عن جدّه عن أبیه،فلاح السائل:ص 372 ح 248، [5]بحارالأنوار:ج 77 ص 365 ح 34. [6]
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 147، [7]بحارالأنوار:ج 18 ص 221 ح 55. [8]
4- (4) .نهج البلاغة: [9]الکتاب 31،تحف العقول:ص 77،عیون الحکم والمواعظ:ص 526 ح 9579،بحارالأنوار:ج 77 ص 214 ح 1. [10]
5- (5) .نهج البلاغة:الحکمة 456، [11]تحف العقول:ص 391 عن الإمام الکاظم علیه السلام نحوه،عیون الحکم والمواعظ:ص 108 ح 3381 و 2382،بحار الأنوار:ج 73 ص 132 ح 136. [12]

المُؤمِنینَ أنفُسَهُم وأَموالَهُم بِالجَنَّةِ بَیعاً مُفلِحاً مُنجِحاً اشتَرَطَ عَلَیهِم فیهِ حِفظَ الحُدودِ،وأَوَّلُ ذلِکَ الدُّعاءُ إلی طاعَةِ اللّهِ مِن طاعَةِ العِبادِ،وإلی عِبادَةِ اللّهِ مِن عِبادَةِ العِبادِ،وإلی وَلایَةِ اللّهِ مِن وَلایَةِ العِبادِ. (1)

10711. الإمام الصادق علیه السلام: خَمسُ خِصالٍ مَن لَم تَکُن فیهِ خَصلَةٌ مِنها فَلَیسَ فیهِ کَثیرُ مُستَمتَعٍ،أوَّلُهَا:الوَفاءُ،وَالثّانِیَةُ:التَّدبیرُ،وَالثّالِثَةُ:الحَیاءُ،وَالرّابِعَةُ:حُسنُ الخُلقِ، وَالخامِسَةُ-وهِیَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ-:الحُرِّیَّةُ. (2)

12/3 الدَّعوَةُ إلی مَعرِفَةِ أهلِ الحَقِّ بِالحَقِّ

الکتاب

«بَلْ قالُوا إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلی أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلی آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ وَ کَذلِکَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ فِی قَرْیَةٍ مِنْ نَذِیرٍ إِلاّ قالَ مُتْرَفُوها إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلی أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلی آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ قالَ أَ وَ لَوْ جِئْتُکُمْ بِأَهْدی مِمّا وَجَدْتُمْ عَلَیْهِ آباءَکُمْ قالُوا إِنّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ کافِرُونَ» . (3)

راجع:المائدة:104،یونس:78،الأنبیاء:53،الشعراء:74،لقمان:21.

الحدیث

10712. الأمالی للمفید عن الأصبغ بن نباتة: دَخَلَ الحارِثُ الهَمدانِیُّ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام فی نَفَرٍ مِنَ الشّیعَةِ وکُنتُ فیهِم،فَجَعَلَ الحارِثُ یَتَأَوَّدُ فی

ص:352


1- (1) .الکافی:ج 5 ص 3 ح 4. [1]
2- (2) .الخصال:ص 284 ح 33 عن أبی خالد السجستانی وص 298 ح 69 عن أبی خالد العجمی،مشکاة الأنوار:ص 435 ح 1456 کلاهما نحوه وفیهما«الدین والعقل والأدب»بدل«الوفاء والتدبیر والحیاء»،بحارالأنوار:ج 69 ص387 ح52. [2]
3- (3) .الزخرف:22-24. [3]

مِشیَتِهِ،ویَخبِطُ (1)الأَرضَ بِمِحجَنِهِ (2)،وکانَ مَریضاً،فَأَقبَلَ عَلَیهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام- وکانَت لَهُ مِنهُ مَنزِلَةٌ-فَقالَ:کَیفَ تَجِدُکَ یا حارِثُ؟فَقالَ:نالَ الدَّهرُ،یا أمیرَ المُؤمِنینَ، مِنّی،وزادَنی اواراً (3)وغَلیلاً اختِصامُ أصحابِکَ بِبابِکَ.قالَ:وفیمَ خُصومَتُهُم؟قالَ:فیکَ وفِی الثَّلاثَةِ مِن قَبلِکَ؛فَمِن مُفرِطٍ مِنهُم غالٍ،ومُقتَصِدٍ تالٍ،ومِن مُتَرَدِّدٍ مُرتابٍ،لا یَدری أیُقدِمُ أم یُحجِمُ.

فَقالَ:حَسبُکَ یا أخا هَمدانَ،ألا إنَّ خَیرَ شیعَتِی النَّمَطُ الأَوسَطُ؛إلَیهِم یَرجِعُ الغالی، وبِهِم یَلحَقُ التّالی.

فَقالَ لَهُ الحارِثُ:لَو کَشَفتَ-فِداکَ أبی واُمّی-الرَّینَ عَن قُلوبِنا،وجَعَلتَنا فی ذلِکَ عَلی بَصیرَةٍ مِن أمرِنا.قالَ علیه السلام:قَدکَ (4)فَإِنَّکَ امرُؤٌ مَلبوسٌ عَلَیکَ؛إنَّ دینَ اللّهِ لا یُعرَفُ بِالرِّجالِ،بَل بِآیَةِ الحَقِّ،فَاعرِفِ الحَقَّ تَعرِف أهلَهُ.

یا حارِثُ،إنَّ الحَقَّ أحسَنُ الحَدیثِ،وَالصّادِعُ بِهِ مُجاهِدٌ. (5)

10713. البیان والتبیین: نَهَضَ الحارِثُ بنُ حَوطٍ اللَّیثِیُّ إلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ،وهُوَ عَلَی المِنبَرِ،فَقالَ:أتَظُنُّ أنّا نَظُنُّ أنَّ طَلحَةَ وَالزُّبَیرَ کانا عَلی ضَلالٍ؟

قالَ:یا حارِ،إنَّهُ مَلبوسٌ عَلَیکَ،إنَّ الحَقَّ لا یُعرَفُ بِالرِّجالِ؛فَاعرِفِ الحَقَّ تَعرِف أهلَهُ. (6)

ص:353


1- (1) .الخَبْط:الضرْب (المصباح المنیر:163«خبط»).
2- (2) .المِحْجَن:عصاً مُعقَّفة الرأس کالصَّولَجان،والمیم زائدة (النهایة:1 ص 347« [1]حجن»).
3- (3) .الاُوار-بالضمّ-:حرارة النار والشمس والعطش (النهایة:1 ص 80« [2]أور»).
4- (4) .قَدْ:بمعنی حَسْب،ویقال للمخاطب:قَدْکَ؛أی حَسْبُکَ (النهایة:4 ص 19«قد»).
5- (5) .الأمالی للمفید:ص 3 ح 3،الأمالی للطوسی:ص 625 ح 1292 [3] وفیه«فی شأنک والبلیّة»بدل«فیک وفی الثلاثة»و«قالٍ»بدل«تالٍ»،بشارة المصطفی:ص 4 [4] وفیه«والٍ»بدل«تالٍ»،تأویل الآیات الظاهرة:ج 2 ص 649 ح 11،کشف الغمّة:ج 2 ص 37 کلاهما نحوه،بحارالأنوار:ج 6 ص 178 ح 7.
6- (6) .البیان والتبیین:ج 3 ص211؛ [5]نثر الدرّ:ج 1 ص 273، [6]تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 210 [7] نحوه وراجع:نهج البلاغة:الحکمة 262 [8] وروضة الواعظین:ص 39. [9]

10714. الإمام علیّ علیه السلام -مِن کِتابِهِ إلی أهلِ مِصرَ،لَمّا وَلّی عَلَیهِمُ الأَشتَرَ-:أمّا بَعدُ،فَقَد بَعَثتُ إلَیکُم عَبداً مِن عِبادِ اللّهِ،لا یَنامُ أیّامَ الخَوفِ،ولا یَنکِلُ عَنِ الأَعداءِ ساعاتِ الرَّوعِ، أشَدُّ عَلَی الفُجّارِ مِن حَریقِ النّارِ؛وهُوَ مالِکُ بنُ الحارِثِ أخو مَذحِجٍ،فَاسمَعوا لَهُ وأَطیعوا أمرَهُ فی ما طابَقَ الحَقَّ. (1)

13/3 الدَّعوَةُ إلَی التَّقوی وَالوَرَعِ

الکتاب

«إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَ لا تَتَّقُونَ إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ» . (2)

«کَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِینَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَ لا تَتَّقُونَ» . (3)

«إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَ لا تَتَّقُونَ إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ» . (4)

«کَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِینَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَ لا تَتَّقُونَ إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ» . (5)

«کَذَّبَ أَصْحابُ الْأَیْکَةِ الْمُرْسَلِینَ إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَیْبٌ أَ لا تَتَّقُونَ إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِیعُونِ» . (6)

الحدیث

10715. المراسیل عن هشام عن أبیه: أکثَرُ ما کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا قَعَدَ عَلَی المِنبَرِ یَقولُ:

ص:354


1- (1) .نهج البلاغة: [1]الکتاب 38،بحار الأنوار:ج 33 ص 595 ح 741 [2] وراجع:الأمالی للمفید:ص 81 ح4 والاختصاص:ص 80.
2- (2) .الشعراء:105 و 106. [3]
3- (3) .الشعراء:123 و 124. [4]
4- (4) .الشعراء:142-144. [5]
5- (5) .الشعراء:160-162. [6]
6- (6) .الشعراء:176-179. [7]

«اِتَّقُوا اللّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِیداً» (1). (2)

10716. الإمام الباقر علیه السلام -لِفُضَیلٍ-:یا فُضَیلُ،بَلِّغ مَن لَقیتَ مِن مَوالینا عَنَّا السَّلامَ،وقُل لَهُم:

أنّی أقولُ:إنّی لا اغنی عَنهُم مِنَ اللّهِ شَیئاً إلّابِوَرَعٍ؛فَاحفَظوا ألسِنَتَکُم،وکُفّوا أیدِیَکُم،وعَلَیکُم بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ؛فَإِنَّ اللّهَ تَعالی قالَ: «اِسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِینَ» (3). (4)

10717. ثواب الأعمال عن الوصّافی عن الإمام الباقر علیه السلام: کانَ فی ما ناجی بِهِ اللّهُ موسی علیه السلام عَلَی الطّورِ:أن یا موسی،أبلِغ قَومَکَ أنَّهُ ما یَتَقَرَّبُ إلَیَّ المُتَقَرِّبونَ بِمِثلِ البُکاءِ مِن خَشیَتی،وما تَعَبَّدَ لِیَ المُتَعَبِّدونَ بِمِثلِ الوَرَعِ عَن مَحارِمی،ولا تَزَیَّنَ لِیَ المُتَزَیِّنونَ بِمِثلِ الزُّهدِ فِی الدُّنیا عَمّا بِهِمُ الغِنی عَنهُ.

قالَ:فَقالَ موسی علیه السلام:یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،فَماذا أثَبتَهُم عَلی ذلِکَ؟

فَقالَ:یا موسی،أمَّا المُتَقَرِّبونَ إلَیَّ بِالبُکاءِ مِن خَشیَتی فَهُم فِی الرَّفیقِ الأَعلی، لا یَشرَکُهُم فیهِ أحَدٌ.وأَمَّا المُتَعَبِّدونَ لی بِالوَرَعِ عَن مَحارِمی فَإِنّی افَتِّشُ النّاسَ عَن أعمالِهِم ولا افَتِّشُهُم؛حَیاءً مِنهُم.وأَمَّا المُتَقَرِّبونَ إلَیَّ بِالزُّهدِ فِی الدُّنیا فَإِنّی أمنَحُهُمُ الجَنَّةَ بِحَذافیرِها،یَتَبَوَّؤونَ مِنها حَیثُ یَشاؤونَ. (5)

ص:355


1- (1) .الأحزاب:70. [1]
2- (2) .المراسیل مع الأسانید:ص 93 ح 9،الزهد الکبیر:ص 350 ح 960،تفسیر ابن کثیر:ج 6 ص 476 [2] کلاهما عن عائشة نحوه.
3- (3) .البقرة:153. [3]
4- (4) .مستطرفات السرائر:ص 74 ح 17،تفسیر العیّاشی:ج 1 ص 68 ح 123، [4]مشکاة الأنوار:ص 94 ح 203 [5] کلّها عن الفضیل،دعائم الإسلام:ج 1 ص 133 [6]عن الإمام الباقر [7]علیه السلام وفی الثلاثة الأخیرة «إِنَّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِینَ» بدل الآیة،بحار الأنوار:ج 70 ص 308 ح 36. [8]
5- (5) .ثواب الأعمال:ص 205 ح1،بحارالأنوار:ج 70 ص 313 ح17 [9] وراجع:المعجم الکبیر:ج 12 ص 94 ح 12650.

10718. الإمام الصادق علیه السلام: مَن أمَرَ بِالتَّقوی فَقَد أفلَحَ (1)المَوعِظَةَ. (2)

10719. عنه علیه السلام: -فی وَصِیَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ-:یَابنَ جُندَبٍ،بَلِّغ مَعاشِرَ شیعَتِنا وقُل لَهُم:

لا تَذهَبَنَّ بِکُمُ المَذاهِبُ،فَوَاللّهِ لا تُنالُ وَلایَتُنا إلّابِالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ فِی الدُّنیا (3)، ومُواساةِ الإِخوانِ فِی اللّهِ،ولَیسَ مِن شیعَتِنا مَن یَظلِمُ النّاسَ. (4)

14/3 الدَّعوَةُ إلی مَکارِمِ الأَخلاقِ

10720. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: بُعِثتُ بِمَکارِمِ الأَخلاقِ ومَحاسِنِها. (5)

10721. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّما بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ مَکارِمَ الأَخلاقِ. (6)

10722. عنه صلی الله علیه و آله: بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ حُسنَ الأَخلاقِ. (7)

10723. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّما بُعِثتُ لِاُتَمِّمَ صالِحَ الأَخلاقِ. (8)

ص:356


1- (1) .فی بحار الأنوار:« [1]أبلَغَ»،وهو الأنسب.
2- (2) .بصائر الدرجات:ص 526 ح 1 [2] عن المفضّل،بحار الأنوار:ج 24 ص 286 ح 1. [3]
3- (3) .أی بالورع والاجتهاد حالَ الدنیا.ویحتمل سقوط کلمة«والزهد»قبل قوله:«فی الدنیا»،ویؤیّده تکرّر مجیئها فی مواضع عدیدة ذُکرت فی أبوابها.
4- (4) .تحف العقول:ص 303،بحار الأنوار:ج 78 ص 281 ح 1. [4]
5- (5) .الأمالی للطوسی:ص 596 ح 1234 [5] عن إسحاق بن جعفر عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،مشکاة الأنوار:ص 425 ح 1423 عن الإمام زین العابدین علیه السلام،بحارالأنوار:ج 16 ص 287 ح 142.
6- (6) .السنن الکبری:ج 10 ص 323 ح 20782،مسند الشهاب:ج 2 ص 192 ح 1165 کلاهما عن أبی هریرة،کنزالعمّال:ج 11 ص 420 ح 31969؛مکارم الأخلاق:ص 36، [6]بحارالأنوار:ج 16 ص 210. [7]
7- (7) .الموطأ:ج 2 ص 904 ح 8، [8]الطبقات الکبری:ج 1 ص 193 [9] کلاهما عن مالک،کنزالعمّال:ج 3 ص 16 ح 5218.
8- (8) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 323 ح 8961، [10]المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 670 ح 4221،السنن الکبری:ج 10 ص 323 ح 20782 کلّها عن أبی هریرة،کنزالعمّال:ج 11 ص 425 ح 31996.

10724. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ بَعَثَنی بِتَمامِ مَکارِمِ الأَخلاقِ،وکَمالِ مَحاسِنِ الأَفعالِ. (1)

10725. عنه صلی الله علیه و آله -لِمُعاذٍ لَمّا بَعَثَهُ إلَی الیَمَنِ-:یا مُعاذُ،عَلِّمهُم کِتابَ اللّهِ،وأَحسِن أدَبَهُم عَلَی الأَخلاقِ الصّالِحَةِ. (2)

10726. مسند ابن حنبل عن أنس: ما خَطَبَنا نَبِیُّ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلّاقالَ:لا إیمانَ لِمَن لا أمانَةَ لَهُ،ولا دینَ لِمَن لا عَهدَ لَهُ. (3)

10727. الإمام زین العابدین علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی آخِرِ خُطبَتِهِ:طوبی لِمَن طابَ خُلقُهُ،وطَهُرَت سَجِیَّتُهُ،وصَلُحَت سَریرَتُهُ،وحَسُنَت عَلانِیَتُهُ،وأَنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ،وأَمسَکَ الفَضلَ مِن قَولِهِ،وأَنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ. (4)

10728. الإمام الرضا علیه السلام -لِعَبدِ العَظیمِ الحَسَنِیِّ-:یا عَبدَ العَظیمِ،أبلِغ عَنّی أولِیائِی السَّلامَ، وقُل لَهُم:أن لا یَجعَلوا لِلشَّیطانِ عَلی أنفُسِهِم سَبیلاً،ومُرهُم بِالصِّدقِ فِی الحَدیثِ، وأَداءِ الأَمانَةِ،ومُرهُم بِالسُّکوتِ،وتَرکِ الجِدالِ فی ما لا یَعنیهِم،وإقبالِ بَعضِهِم عَلی بَعضٍ،وَالمُزاوَرَةِ؛فَإِنَّ ذلِکَ قُربَةٌ إلَیَّ،ولا یَشغَلوا (5)أنفُسَهُم بِتَمزیقِ بَعضِهِم بَعضاً؛ فَإِنّی آلَیتُ عَلی نَفسی أنَّهُ مَن فَعَلَ ذلِکَ وأَسخَطَ وَلِیّاً مِن أولِیائی دَعَوتُ اللّهَ لِیُعَذِّبَهُ فِی الدُّنیا أشَدَّ العَذابِ،وکانَ فِی الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرینَ.

ص:357


1- (1) .المعجم الأوسط:ج 7 ص 74 ح 6895 عن جابر بن عبداللّه،تفسیر القرطبی:ج 18 ص 227 وفیه«لاُتمم»بدل«بتمام»،کنزالعمّال:ج 11 ص 415 ح 31947.
2- (2) .تحف العقول:ج 25، [1]بحار الأنوار:ج 77 ص 126 ح 33. [2]
3- (3) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص271 ح12386، [3]صحیح ابن حبّان:ج 1 ص 423 ح 194،السنن الکبری:ج 6 ص471 ح12690،المعجم الأوسط:ج 3 ص 98 ح 2606،مسند أبی یعلی:ج 3 ص 387 ح 3432،کنز العمّال:ج 3 ص 62 ح 5503.
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 144 ح 1، [4]عن أبی حمزة الثمالی،الاختصاص:ص 228،جامع الأحادیث للقمّی:ص 97،بحارالأنوار:ج 75 ص 30 ح 22. [5]
5- (5) .فی الطبعة المعتمدة«یشتغلوا»،والتصویب من بحارالأنوار. [6]

وعَرِّفهُم أنَّ اللّهَ قَد غَفَرَ لِمُحسِنِهِم،وتَجاوَزَ عَن مُسیئِهِم إلّامَن أشرَکَ بِهِ،أو آذی وَلِیّاً مِن أولِیائی،أو أضمَرَ لَهُ سوءاً؛فَإِنَّ اللّهَ لا یَغفِرُ لَهُ حَتّی یَرجِعَ عَنهُ،فَإِن رَجَعَ وإلّا نَزَعَ روحَ الإِیمانِ عَن قَلبِهِ،وخَرَجَ عَن وَلایَتی،ولَم یَکُن لَهُ نَصیبٌ (1)فی وَلایَتِنا،وأَعوذُ بِاللّهِ مِن ذلِکَ ! (2)

15/3 الدَّعوَةُ إلی مَحاسِنِ الأَعمالِ

الکتاب

«مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ» . (3)

الحدیث

10729. سنن الدّارمیّ عن عمران بن حصین: ما خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلّاأمَرَنا فیها بِالصَّدَقَةِ، ونَهانا عَنِ المُثلَةِ. (4)

10730. الإمام الباقر علیه السلام -لِخَیثَمَةَ-:أبلِغ شیعَتَنا أنَّهُ لا یُنالُ ما عِندَ اللّهِ إلّابِالعَمَلِ.وأَبلِغ شیعَتَنا أنَّ أعظَمَ النّاسِ حَسرَةً یَومَ القِیامَةِ مَن وَصَفَ عَدلاً ثُمَّ خالَفَهُ إلی غَیرِهِ.

ص:358


1- (1) .فی الطبعة المعتمدة«نصیباً»،والتصویب من بحارالأنوار. [1]
2- (2) .الاختصاص:ص 247 عن عبد العظیم،بحار الأنوار:ج 74 ص 230 ح 27. [2]
3- (3) .النحل:97. [3]
4- (4) .سنن الدارمی:ج 1 ص 418 ح 1611، [4]مسند ابن حنبل:ج 7 ص 199 ح 19878، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 340 ح 7843،المعجم الأوسط:ج 6 ص 185 ح 6138 وج 7 ص 376 ح 7769 عن سمرة بن جندب،کنز العمّال:ج 6 ص 570 ح 16970؛الأمالی للطوسی:ص 359 ح 747، [6]بحارالأنوار:ج 104 ص 216 ح 4. [7]

وأَبلِغ شیعَتَنا أنَّهُم إذا قاموا بِما امِروا أنَّهُم هُمُ الفائِزونَ یَومَ القِیامَةِ. (1)

10731. عنه علیه السلام -أیضاً-:یا خَیثَمَةُ،أبلِغ مَن تَری مِن مَوالینَا السَّلامَ،وأَوصِهِم بِتَقوَی اللّهِ العَظیمِ،وأَن یَعودَ غَنِیُّهُم عَلی فَقیرِهِم،وقَوِیُّهُم عَلی ضَعیفِهِم،وأَن یَشهَدَ حَیُّهُم جَنازَةَ مَیِّتِهِم،وأَن یَتَلاقَوا فی بُیوتِهِم؛فَإِنَّ لُقیا بَعضِهِم بَعضاً حَیاةٌ لِأَمرِنا،رَحِمَ اللّهُ عَبداً أحیا أمرَنا !

یا خَیثَمَةُ،أبلِغ مَوالینا أنّا لا نُغنی عَنهُم مِنَ اللّهِ شَیئاً إلّابِعَمَلٍ،وأَنَّهُم لَن یَنالوا وَلایَتَنا إلّابِالوَرَعِ،وأَنَّ أشَدَّ النّاسِ حَسرَةً یَومَ القِیامَةِ مَن وَصَفَ عَدلاً ثُمَّ خالَفَهُ إلی غَیرِهِ. (2)

10732. عنه علیه السلام -لِجابِرِ بنِ یَزیدَ الجُعفِیِّ-:یا جابِرُ،بَلِّغ شیعَتی عَنِّی السَّلامَ،وأَعلِمهُم أنَّهُ لا قَرابَةَ بَینَنا وبَینَ اللّهِ عز و جل،ولا یُتَقَرَّبُ إلَیهِ إلّابِالطّاعَةِ لَهُ.

یا جابِرُ،مَن أطاعَ اللّهَ وأَحَبَّنا فَهُوَ وَلِیُّنا،ومَن عَصَی اللّهَ لَم یَنفَعهُ حُبُّنا. (3)

10733. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی أوحی إلی داودَ علیه السلام:أن بَلِّغ قَومَکَ أنَّهُ لَیسَ عَبدٌ مِنهُم آمُرُهُ بِطاعَتی فَیُطیعَنی،إلّاکانَ حَقّاً عَلَیَّ أن اطیعَهُ واُعینَهُ عَلی طاعَتی،وإن سَأَلَنی

ص:359


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص 370 ح 796 [1] عن علیّ بن علیّ ابن رزین عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،الکافی:ج 2 ص 300 ح 5 [2] عن خیثمة عن الإمام الصادق علیه السلام ولیس فیه ذیله من«وأبلغ شیعتنا أنّهم إذا...»،بحارالأنوار:ج 2 ص 29 ح 12. [3]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 175 ح 2، [4]الاُصول الستّة عشر:ص 79 کلاهما عن خیثمة،مصادقة الإخوان:ص 136 ح 6 [5] وفیه«بالعمل»بدل«بالورع»،أعلام الدین:ص 83 [6] نحوه وکلاهما عن خیثمة عن الإمام الصادق علیه السلام،قرب الإسناد:ص 33 ح 106 [7] عن بکر بن محمّد عن الإمام الصادق [8]علیه السلام وفیه ذیله،بحار الأنوار:ج 74 ص 343 ح 2. [9]
3- (3) .الأمالی للطوسی:ص 296 ح 582، [10]بشارة المصطفی:ص 189 [11] کلاهما عن جابر بن یزید الجعفی،الفضائل:ص 7 [12] عن جابر بن یزید الجعفی عن الإمام زین العابدین علیه السلام،بحار الأنوار:ج 71 ص 179 ح 28. [13]

أعطَیتُهُ،وإن دَعانی أجَبتُهُ،وإنِ اعتَصَمَ بی عَصَمتُهُ،وإنِ استَکفانی کَفَیتُهُ،وإن تَوَکَّلَ عَلَیَّ حَفِظتُهُ مِن وَراءِ عَوراتِهِ،وإن کادَهُ جَمیعُ خَلقی کُنتُ دونَهُ. (1)

16/3 الدَّعوَةُ إلی عِبادَةِ اللّهِ

الکتاب

«وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ» . (2)

«یا أَیُّهَا النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ» . (3)

الحدیث

10734. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أفضَلُ النّاسِ مَن عَشِقَ العِبادَةَ فَعانَقَها،وأَحَبَّها بِقَلبِهِ،وباشَرَها بِجَسَدِهِ، وتَفَرَّغَ لَها،فَهُو لا یُبالی عَلی ما أصبَحَ مِنَ الدُّنیا؛عَلی عُسرٍ أم عَلی یُسرٍ. (4)

10735. الإمام علیّ علیه السلام: التَّفَکُّرُ فی مَلَکوتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ عِبادَةُ المُخلِصینَ. (5)

10736. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن حَقیقَةِ العُبودِیَّةِ-:ثَلاثَةُ أشیاءَ:أن لا یَرَی العَبدُ لِنَفسِهِ فی ما خَوَّلَهُ اللّهُ إلَیهِ مُلکاً؛لِأَنَّ العَبیدَ لا یَکونُ لَهُم مُلکٌ،یَرَونَ المالَ مالَ اللّهِ یَضَعونَهُ حَیثُ أمَرَهُمُ اللّهُ تَعالی بِهِ،ولا یُدَبِّرُ العَبدُ لِنَفسِهِ تَدبیراً،وجُملَةُ اشتِغالِهِ فی ما أمَرَهُ اللّهُ تَعالی بِهِ ونَهاهُ عَنهُ...فَهذا أوَّلُ دَرَجَةِ المُتَّقینَ. (6)

10737. عنه علیه السلام: إنَّ العُبّادَ ثَلاثَةٌ:قَومٌ عَبَدُوا اللّهَ عز و جل خَوفاً فَتِلکَ عِبادَةُ العَبیدِ،وقَومٌ عَبَدُوا اللّهَ

ص:360


1- (1) .عدّة الداعی:ص 292، [1]قصص الأنبیاء للراوندی:ص 198 ح 251 [2] عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 14 ص 37 ح 13. [3]
2- (2) .الذاریات:56. [4]
3- (3) .البقرة:21. [5]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 83 ح 3 [6] عن عمرو بن جمیع عن الإمام الصادق علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 203 ح 541 [7]عن الإمام الصادق [8]علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،الجعفریّات:ص 232 [9] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،بحارالأنوار:ج 70 ص 253 ح 10. [10]
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 49 ح 1792، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 53 ح 1387.
6- (6) .مشکاة الأنوار:ص 563 ح 1901 [12] عن عنوان البصری،بحارالأنوار:ج 1 ص 225 ح 17. [13]

-تَبارَکَ وتَعالی-طَلَبَ الثَّوابِ فَتِلکَ عِبادَةُ الاُجَراءِ،وقَومٌ عَبَدُوا اللّهَ عز و جل حُبّاً لَهُ فَتِلکَ عِبادَةُ الأَحرارِ،وهِیَ أفضَلُ العِبادَةِ. (1)

10738. الإمام الرضا علیه السلام -فی بَیانِ عِلَّةِ العِبادَةِ-:لِئَلّا یَکونوا ناسینَ لِذِکرِهِ،ولاتارِکینَ لِأَدَبِهِ، ولا لاهینَ عَن أمرِهِ ونَهیِهِ،إذا کانَ فیهِ صَلاحُهُم وقِوامُهُم،فَلَو تُرِکوا بِغَیرِ تَعَبُّدٍ لَطالَ عَلَیهِمُ الأَمَدُ؛فَقَسَت قُلوبُهُم. (2)

10739. عنه علیه السلام: أوَّلُ عِبادَةِ اللّهِ مَعرِفَتُهُ. (3)

17/3 الدَّعوَةُ إلی مَحَبَّةِ اللّهِ

الکتاب

«وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللّهِ أَنْداداً یُحِبُّونَهُمْ کَحُبِّ اللّهِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّهِ» . (4)

« قُلْ إِنْ کانَ آباؤُکُمْ وَ أَبْناؤُکُمْ وَ إِخْوانُکُمْ وَ أَزْواجُکُمْ وَ عَشِیرَتُکُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ کَسادَها وَ مَساکِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَیْکُمْ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِی سَبِیلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتّی یَأْتِیَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ » . (5)

راجع:آل عمران:31،المائدة:20-57،التوبة:25،الشعراء:77-81،الجمعة:6.

ص:361


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 84 ح 5 [1] عن هارون بن خارجة،بحار الأنوار:ج 70 ص 255 ح 12. [2]
2- (2) .عیون أخبار الرِّضا علیه السلام:ج 2 ص 103 ح 1، [3]علل الشرائع:ص 256 ح 9 [4] بزیادة«وفسادهم»بعد«صلاحهم»وکلاهما عن الفضل بن شاذان،بحار الأنوار:ج 6 ص 63 ح 1. [5]
3- (3) .التوحید:ص 34 ح 2، [6]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 150 ح 51 [7] کلاهما عن محمّد بن یحیی بن عمر بن علیّ ابن أبی طالب علیه السلام،الأمالی للمفید:ص 253 ح 4 عن محمّد بن زید الطبری،الإرشاد:ج 1 ص 223 [8] عن صالح بن کیسان عن الإمام علیّ علیه السلام،الاحتجاج:ج 1 ص 475 ح 114، [9]تحف العقول:ص 61 کلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام،بحار الأنوار:ج 49 ص 128 ح 2. [10]
4- (4) .البقرة:165. [11]
5- (5) .التوبة:24. [12]

الحدیث

10740. إرشاد القلوب: أوحَی اللّهُ إلی موسی:ذَکِّر خَلقی نَعمائی،وأَحسِن إلَیهِم،وحَبِّبنی إلَیهِم؛فَإِنَّهُم لا یُحِبّونَ إلّامَن أحسَنَ إلَیهِم. (1)

10741. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوحَی اللّهُ إلی نَجِیِّهِ موسَی بنِ عِمرانَ علیه السلام:یا موسی،أحبِبنی،وحَبِّبنی إلی خَلقی.قالَ:یا رَبَّ،إنّی احِبُّکَ،فَکَیفَ احَبِّبُکَ إلی خَلقِکَ؟

قالَ:اُذکُر لَهُم نَعمائی عَلَیهِم وبَلائی عِندَهُم؛فَإِنَّهُم لا یَذکُرونَ؛إذ لا یَعرِفونَ مِنّی إلّا کُلَّ خَیرٍ. (2)

10742. الإمام زین العابدین علیه السلام: أوحَی اللّهُ عز و جل إلی موسی علیه السلام:حَبِّبنی إلی خَلقی،وحَبِّبِ خَلقی إلَیَّ.قالَ:یا رَبِّ،کَیفَ أفعَلُ؟

قالَ:ذَکِّرهُم آلائی ونَعمائی لِیُحِبّونی،فَلَأَن تَرُدَّ آبِقاً عَن بابی أو ضالّاً عَن فِنائی،أفضَلُ لَکَ مِن عِبادَةِ مِائَةِ سَنَةٍ بِصِیامِ نَهارِها وقِیامِ لَیلِها. (3)

10743. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ داودَ علیه السلام قالَ فی ما یُخاطِبُ رَبَّهُ عز و جل:یا رَبِّ،أیُّ عِبادِکَ أحَبُّ إلَیکَ، احِبُّهُ بِحُبِّکَ؟قالَ:یا داودُ،أحَبُّ عِبادی إلَیَّ:نَقِیُّ القَلبِ،نَقِیُّ الکَفَّینِ،لا یَأتی إلی أحَدٍ سوءاً،ولا یَمشی بِالنَّمیمَةِ،تَزولُ الجِبالُ ولا یَزولُ،وأَحَبَّنی،وأَحَبَّ مَن یُحِبُّنی،وحَبَّبَنی إلی عِبادی.

قالَ:یا رَبِّ،إنَّکَ لَتَعلَمُ أنّی احِبُّکَ،واُحِبُّ مَن یُحِبُّکَ،فَکَیفَ احَبِّبُکَ إلی

ص:362


1- (1) .إرشاد القلوب:ص 116. [1]
2- (2) .الأمالی للطوسی:ص 484 ح 1058 [2] عن أیّوب بن نوح عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 176، [3]بحار الأنوار:ج 70 ص 18 ح 12. [4]
3- (3) .منیة المرید:ص 116، [5]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 108، [6]التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 342 ح 219، [7]بحارالأنوار:ج 2 ص 4 ح 6. [8]

عِبادِکَ؟قالَ:ذَکِّرهُم بِآیاتی وبَلائی ونَعمائی. (1)

10744. عنه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل لِداودَ علیه السلام:أحبِبنی،وحَبِّبنی إلی خَلقی.قالَ:یا رَبِّ،نَعَم أنَا احِبُّکَ،فَکَیفَ احَبِّبُکَ إلی خَلقِکَ؟

قالَ:اُذکُر أیادِیَّ عِندَهُم؛فَإِنَّکَ إذا ذَکَرتَ لَهُم ذلِکَ أحَبّونی. (2)

10745. عنه صلی الله علیه و آله: حَبِّبُوا اللّهَ إلی عِبادِهِ یُحِبَّکُمُ اللّهُ. (3)

18/3 التَّذکیرُ بِأَیّامِ اللّهِ

الکتاب

« وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسی بِآیاتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَکَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ ذَکِّرْهُمْ بِأَیّامِ اللّهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِکُلِّ صَبّارٍ شَکُورٍ» . (4)

الحدیث

10746. الإمام علیّ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَخطُبُنا،فَیُذَکِّرُنا بِأَیّامِ اللّهِ،حَتّی نَعرِفَ ذلِکَ فی وَجهِهِ،وکَأَ نَّهُ نَذیرُ قَومٍ یُصَبِّحُهُمُ الأَمرُ غُدوَةً.وکانَ إذا کانَ حَدیثَ عَهدٍ بِجِبریلَ لَم یَتَبَسَّم ضاحِکاً حَتّی یَرتَفِعَ عَنهُ. (5)

ص:363


1- (1) .شعب الإیمان:ج 6 ص 119 ح 7668، [1]الفردوس:ج 3 ص 195 ح 4543 کلاهما عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 15 ص 872 ح 43467.
2- (2) .قصص الأنبیاء للراوندی:ص 205 ح 266، [2]بحارالأنوار:ج 14 ص 37 ح 16. [3]
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 8 ص 91 ح 7461 عن أبی امامة،کنز العمّال:ج 15 ص 777 ح 43064.
4- (4) .إبراهیم:5. [4]
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 1 ص 354 ح 1437، [5]المعجم الأوسط:ج 3 ص 109 ح 2634 وفیه«رجل یخاف»بدل«نذیر قوم»وکلاهما عن عبد اللّه بن سلمة،مسند أبی یعلی:ج 1 ص 324 ح 673 عن الزبیر من دون إسناد إلیه علیه السلام وفیه«منذر جیش»بدل«نذیر قوم»کنز العمّال:ج 12 ص 420 ح 35469.

19/3 التَّعلیمُ وَالتَّزکِیَةُ

الکتاب

«رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِکَ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ یُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ » . (1)

«هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ» . (2)

«کَما أَرْسَلْنا فِیکُمْ رَسُولاً مِنْکُمْ یَتْلُوا عَلَیْکُمْ آیاتِنا وَ یُزَکِّیکُمْ وَ یُعَلِّمُکُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ یُعَلِّمُکُمْ ما لَمْ تَکُونُوا تَعْلَمُونَ» . (3)

الحدیث

10747.إرشاد القلوب: رُوِیَ فی قَولِهِ تَعالی: «إِنَّ إِبْراهِیمَ کانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِیفاً وَ لَمْ یَکُ مِنَ الْمُشْرِکِینَ» (4)أنَّهُ کانَ یُعَلِّمُ الخَیرَ. (5)

10748. سنن ابن ماجة عن عبد اللّه بن عمرو: خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ذاتَ یَومٍ مِن بَعضِ حُجَرِهِ فَدَخَلَ المَسجِدَ فَإِذا هُوَ بِحَلقَتَینِ:إحداهُما یَقرَؤونَ القُرآنَ ویَدعونَ اللّهَ،وَالاُخری یَتَعَلَّمونَ ویُعَلِّمونَ.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:کُلٌّ عَلی خَیرٍ؛هؤُلاءِ یَقرَؤونَ القُرآنَ ویَدعونَ اللّهَ، فَإِن شاءَ أعطاهُم وإن شاءَ مَنَعَهُم،وهؤُلاءِ یَتَعَلَّمونَ ویُعَلِّمونَ،وإنَّما بُعِثتُ مُعَلِّماً.

ص:364


1- (1) .البقرة:129. [1]
2- (2) .الجمعة:2. [2]
3- (3) .البقرة:151. [3]
4- (4) .النحل:120. [4]
5- (5) .إرشاد القلوب:ص 14؛ [5]وراجع:المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 305 ح 4188.

فَجَلَسَ مَعَهُم. (1)

20/3 الأَمرُ بِالمَعروفِ وَالنَّهیُ عَنِ المُنکَرِ

الکتاب

«وَ لْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . (2)

«لَوْ لا یَنْهاهُمُ الرَّبّانِیُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَ أَکْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما کانُوا یَصْنَعُونَ» . (3)

راجع:آل عمران:110،لقمان:17،التوبة:71،هود:116،المائدة:79.

الحدیث

10749. الإمام الحسین علیه السلام -فِی الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ-:اِعتَبِروا أیُّهَا النّاسُ بِما وَعَظَ اللّهُ بِهِ أولِیاءَهُ مِن سوءِ ثَنائِهِ عَلَی الأَحبارِ إذ یَقولُ: «لَوْ لا یَنْهاهُمُ الرَّبّانِیُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ» ،وقالَ: «لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ -إلی قوله- لَبِئْسَ ما کانُوا یَفْعَلُونَ» (4).وإنَّما عابَ اللّهُ ذلِکَ عَلَیهِم لِأَنَّهُم کانوا یَرَونَ مِنَ الظَّلَمَةِ الَّذینَ بَینَ أظهُرِهِمُ المُنکَرَ وَالفَسادَ فَلا یَنهَونَهُم عَن ذلِکَ؛رَغبَةً فی

ص:365


1- (1) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 83 ح 229،مسند الدارمی:ج 1 ص 105 ح 355، [1]مسند الطیالسی:ص 298 ح 2251،جامع بیان العلم:ج 1 ص 50 وکلّها نحوه،کنزالعمّال:ج 10 ص 147 ح 28751؛منیة المرید:ص 106 نحوه.
2- (2) .آل عمران:104. [2]
3- (3) .المائدة:63. [3]
4- (4) .المائدة:78 و 79. [4]

ما کانوا یَنالونَ مِنهُم،ورَهبَةً مِمّا یَحذَرونَ،وَاللّهُ یَقولُ: «فَلا تَخْشَوُا النّاسَ وَ اخْشَوْنِ» (1)، وقالَ: «وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ» . (2)

فَبَدَأَ اللّهُ بِالأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ فَریضَةً مِنهُ؛لِعِلمِهِ بِأَنَّها إذا ادِّیَت واُقیمَتِ استَقامَتِ الفَرائِضُ کُلُّها هَیِّنُها وصَعبُها؛وذلِکَ أنَّ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهیَ عَنِ المُنکَرِ دُعاءٌ إلَی الإِسلامِ مَعَ رَدِّ المَظالِمِ،ومُخالَفَةِ الظّالِمِ،وقِسمَةِ الفَیءِ، والغَنائِمِ،وأَخذِ الصَّدَقاتِ مِن مَواضِعِها،ووَضعِها فی حَقِّها.

ثُمَّ أنتُم،أیَّتُهَا العِصابَةُ،عِصابَةٌ بِالعِلمِ مَشهورَةٌ،وبِالخَیرِ مَذکورَةٌ،وبِالنَّصیحَةِ مَعروفَةٌ،وبِاللّهِ فی أنفُسِ النّاسِ مُهابَةٌ،یَهابُکُمُ الشَّریفُ،ویُکرِمُکُمُ الضَّعیفُ، ویُؤثِرُکُم مَن لا فَضلَ لَکُم عَلَیهِ ولا یَدَ لَکُم عِندَهُ،تَشفَعونَ فِی الحَوائِجِ إذَا امتَنَعَت مِن طُلّابِها،وتَمشونَ فِی الطَّریقِ بِهَیبَةِ المُلوکِ وکَرامَةِ الأَکابِرِ.ألَیسَ کُلُّ ذلِکَ إنَّما نِلتُموهُ بِما یُرجی عِندَکُم مِنَ القِیامِ بِحَقِّ اللّهِ وإن کُنتُم عَن أکثَرِ حَقِّهِ تُقَصِّرونَ؟! فَاستَخفَفتُم بِحَقِّ الأَئِمَّةِ،فَأَمّا حَقُّ الضُّعَفاءِ فَضَیَّعتُم،وأَمّا حَقُّکُم بِزَعمِکُم فَطَلَبتُم.

فَلا مالاً بَذَلتُموهُ،ولا نَفساً خاطَرتُم بِها لِلَّذی خَلَقَها،ولا عَشیرَةً عادَیتُموها فی ذاتِ اللّهِ،أنتُم تَتَمَنَّونَ عَلَی اللّهِ جَنَّتَهُ ومُجاوَرَةَ رُسُلِهِ وأَماناً مِن عَذابِهِ !

لَقَد خَشیتُ عَلَیکُم،أیُّهَا المُتَمَنّونَ عَلَی اللّهِ،أن تَحِلَّ بِکُم نَقِمَةٌ مِن نَقِماتِهِ؛ لِأَنَّکُم بَلَغتُم مِن کَرامَةِ اللّهِ مَنزِلَةً فُضِّلتُم بِها،ومَن یُعرَفُ بِاللّهِ لا تُکرِمونَ،وأَنتُم بِاللّهِ فی عِبادِهِ تُکرَمونَ ! وقَد تَرَونَ عُهودَ اللّهِ مَنقوضَةً فَلا تَفزَعونَ،وأَنتُم لِبَعضِ

ص:366


1- (1) .المائدة:44. [1]
2- (2) .التوبة:71. [2]

ذِمَمِ آبائِکُم تَفزَعونَ،وذِمَّةُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَحقورَةٌ !وَالعُمیُ وَالبُکمُ وَالزَّمنی فِی المَدائِنِ مُهمَلَةٌ لا تَرحَمونَ،ولا فی مَنزِلَتِکُم تَعمَلونَ،ولا مَن عَمِلَ فیها تُعینونَ، وبِالإِدهانِ وَالمُصانَعَةِ عِندَ الظَّلَمَةِ تَأمَنونَ !

کُلُّ ذلِکَ مِمّا أمَرَکُمُ اللّهُ بِهِ مِنَ النَّهیِ وَالتَّناهی،وأَنتُم عَنهُ غافِلونَ !

وأَنتُم أعظَمُ النّاسِ مُصیبَةً؛لِما غُلِبتُم عَلَیهِ مِن مَنازِلِ العُلَماءِ،لَو کُنتُم تَشعُرونَ ! ذلِکَ بِأَنَّ مَجارِیَ الاُمورِ وَالأَحکامِ عَلی أیدِی العُلَماءِ بِاللّهِ الاُمَناءِ عَلی حَلالِهِ وحَرامِهِ،فَأَنتُمُ المَسلوبونَ تِلکَ المَنزِلَةَ،وما سُلِبتُم ذلِکَ إلّابِتَفَرُّقِکُم عَنِ الحَقِّ، وَاختِلافِکُم فِی السُّنَّةِ بَعدَ البَیِّنَةِ الواضِحَةِ !

ولَو صَبَرتُم عَلَی الأَذی وتَحَمَّلتُمُ المَؤونَةَ فی ذاتِ اللّهِ،کانَت امورُ اللّهِ عَلَیکُم تَرِدُ،وعَنکُم تَصدُرُ،وإلَیکُم تَرجِعُ؛ولکِنَّکُم مَکَّنتُمُ الظَّلَمَةَ مِن مَنزِلَتِکُم،وَاستَسلَمتُم امورَ اللّهِ فی أیدیهِم ! یَعمَلونَ بِالشُّبُهاتِ،ویَسیرونَ فِی الشَّهَواتِ،سَلَّطَهُم عَلی ذلِکَ فِرارُکُم مِنَ المَوتِ،وإعجابُکُم بِالحَیاةِ الَّتی هِیَ مُفارِقَتُکُم،فَأَسلَمتُمُ الضُّعَفاءَ فی أیدیهِم؛فَمِن بَینِ مُستَعبَدٍ مَقهورٍ،وبَینِ مُستَضعَفٍ عَلی مَعیشَتِهِ مَغلوبٍ،یَتَقَلَّبونَ فِی المُلکِ بِآرائِهِم،ویَستَشعِرونَ الخِزیَ بِأَهوائِهِمُ؛اقتِداءً بِالأَشرارِ وجُرأَةً عَلَی الجَبّارِ، فی کُلِّ بَلَدٍ مِنهُم عَلی مِنبَرِهِ خَطیبٌ یَصقَعُ.

فَالأَرضُ لَهُم شاغِرَةٌ،وأَیدیهِم فیها مَبسوطَةٌ،وَالنّاسُ لَهُم خَوَلٌ (1)،لا یَدفَعونَ یَدَ لامِسٍ،فَمِن بَینِ جَبّارٍ عَنیدٍ،وذی سَطوَةٍ عَلَی الضَّعَفَةِ شَدیدٍ،مُطاعٍ لا یَعرِفُ

ص:367


1- (1) .الخَوَل:حَشَم الرجُل وأتباعه،واحدهم خائِل (النهایة:2 ص 88«خول»).

المُبدِئَ المُعیدَ،فَیا عَجَباً ! وما لی لا أعجَبُ وَالأَرضُ مِن غاشٍّ غَشومٍ،ومُتَصَدِّقٍ ظَلومٍ،وعامِلٍ عَلَی المُؤمِنینَ بِهِم غَیرِ رَحیمٍ ! فَاللّهُ الحاکِمُ فی ما فیهِ تَنازَعنا، وَالقاضی بِحُکمِهِ فی ما شَجَرَ بَینَنا !

اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم یَکُن ما کانَ مِنّا تَنافُساً فی سُلطانٍ،ولَا التِماساً مِن فُضولِ الحُطامِ،ولکِن لِنُرِیَ المَعالِمَ مِن دینِکَ،ونُظهِرَ الإِصلاحَ فی بِلادِکَ،ویَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِکَ،ویُعمَلَ بِفَرائِضِکَ وسُنَنِکَ وأَحکامِکَ،فَإِن لَم تَنصُرونا وتُنصِفونا قَوِیَ الظَّلَمَةُ عَلَیکُم،وعَمِلوا فی إطفاءِ نورِ نَبِیِّکُم.وحَسبُنَا اللّهُ،وعَلَیهِ تَوَکَّلنا،وإلَیهِ أنَبنا،وإلَیهِ المَصیرُ. (1)

21/3 مُکافَحَةُ البِدَعِ

10750. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فی امَّتی فَلیُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ،فَمَن لَم یَفعَل فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ. (2)

10751. عنه صلی الله علیه و آله: إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ ولَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها،فَمَن کانَ عِندَهُ عِلمٌ فَلیَنشُرهُ؛ فَإِنَّ کاتِمَ العِلمِ یَومَئِذٍ کَکاتِمِ ما أنزَلَ اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (3)

10752. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ لِلّهِ عِندَ کُلِّ بِدعَةٍ تَکیدُ الإِسلامَ وأَهلَهُ مَن یَذُبُّ عَنهُ،ویَتَکَلَّمُ بِعَلاماتِهِ،

ص:368


1- (1) .تحف العقول:ص 237-239،بحار الأنوار:ج 100 ص 79 ح 37. [1]
2- (2) .الکافی:ج 1 ص 54 ح 2، [2]المحاسن:ج 1 ص 361 ح 776، [3]دعائم الإسلام:ج 1 ص 2، [4]عوالی اللآلی:ج 4 ص 70 ح 39، [5]بحارالأنوار:ج 57 ص 234؛ [6]الفردوس:ج 1 ص 321 ح 1271 عن أبی هریرة.
3- (3) .تاریخ دمشق:ج 54 ص 80 ح 11366 عن معاذ بن جبل،کنزالعمّال:ج 1 ص 179 ح 903 و ج 10 ص 216 ح 29140.

فَاغتَنِموا تِلکَ المَجالِسَ بِالذَّبِّ عَنِ الضُّعَفاءِ،وتَوَکَّلوا عَلَی اللّهِ،وکَفی بِاللّهِ وَکیلاً. (1)

10753. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ فی کُلِّ خَلَفٍ مِن امَّتی عَدلاً مِن أهلِ بَیتی؛یَنفی عَن هذَا الدّینِ تَحریفَ الغالینَ،وَانتِحالَ المُبطِلینَ،وَتَأویلَ الجاهِلینَ. (2)

10754. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ فینا أهلَ البَیتِ فی کُلِّ خَلَفٍ عُدولاً؛یَنفونَ عَنهُ تَحریفَ الغالینَ،وَانتِحالَ المُبطِلینَ،وتَأویلَ الجاهِلینَ. (3)

10755. علل الشرائع عن یونس بن عبد الرّحمن: رُوّینا عَنِ الصّادِقینَ علیهم السلام أنَّهُم قالوا:إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فَعَلَی العالِمِ أن یُظهِرَ عِلمَهُ؛فَإِن لَم یَفعَل سُلِبَ مِنهُ نورُ الإِیمانِ. (4)

راجع:هذه الموسوعة:ج 10 ص 24 ( کتمان العلم ).

22/3 التَّبشیرُ وَالإِنذارُ

الکتاب

«یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنّا أَرْسَلْناکَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً وَ داعِیاً إِلَی اللّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِیراً . (5)

ص:369


1- (1) .حلیة الأولیاء:ج 10 ص 400 الرقم 691 عن أبی هریرة،کنزالعمّال:ج 12 ص 193 ح 34624.
2- (2) .کمال الدین:ج 1 ص 221 ح 7 [1] عن أبی الحسین اللیثی عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،قرب الإسناد:ص 77 ح 250 [2] عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه و آله،الفصول المختارة:ص 325، [3]المناقب لابن شهرآشوب:ج 1 ص 245، [4]بحارالأنوار:ج 23 ص 30 ح 46؛ [5]تاریخ دمشق:ج 7 ص 38 ح 1596 عن إبراهیم بن عبد الرحمن العذری نحوه،کنزالعمّال:ج 10 ص 176 ح 28919.
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 32 ح 2، [6]الاختصاص:ص 4 کلاهما عن أبی البختری،منیة المرید:ص 372، [7]بحارالأنوار:ج 2 ص92 ح21. [8]
4- (4) .علل الشرائع:ص 236 ح 1، [9]عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 113 ح 2، [10]الغیبة للطوسی:ص 64 ح 66،رجال الکشّی:ج 2 ص 786 ح 946، [11]بحارالأنوار:ج 48 ص 252 ح 1. [12]
5- (5) .الأحزاب:45 و 46. [13]

«وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللّهِ فَضْلاً کَبِیراً» . (1)

«وَ ما أَرْسَلْناکَ إِلاّ کَافَّةً لِلنّاسِ بَشِیراً وَ نَذِیراً وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لا یَعْلَمُونَ» . (2)

راجع:البقرة:119،النساء:165،الأنعام:48،یونس:2،هود:2 و 3 و 25،الإسراء:

105، الأنبیاء:45،الحجّ:49،الفرقان:56،الأحزاب:45 و 46،فاطر:23.

الحدیث

10756. سنن الدّارمیّ عن النّعمان بن بشیر: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَخطُبُ فَقالَ:أنذَرتُکُمُ النّارَ ! أنذَرتُکُمُ النّارَ ! أنذَرتُکُمُ النّارَ ! فَما زالَ یَقولُها حَتّی لَو کانَ فی مَقامی هذا لَسَمِعَهُ أهلُ السّوقِ،وحَتّی سَقَطَت خَمیصَةٌ (3)کانَت عَلَیهِ عِندَ رِجلَیهِ. (4)

10757. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصفِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:أمینُ وَحیِهِ،وخاتَمُ رُسُلِهِ،وبَشیرُ رَحمَتِهِ،ونَذیرُ نِقمَتِهِ. (5)

10758. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله نَذیراً لِلعالَمینَ. (6)

10759. عنه علیه السلام -فی ذِکرِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:بَلَّغَ عَن رَبِّهِ مُعذِراً،ونَصَحَ لِاُمَّتِهِ مُنذِراً،ودَعا إلَی الجَنَّةِ مُبَشِّراً،وخَوَّفَ مِنَ النّارِ مُحَذِّراً. (7)

ص:370


1- (1) .الأحزاب:47. [1]
2- (2) .سبأ:28. [2]
3- (3) .الخَمیصَةُ:کساء أسود مُعلَمُ الطرفین،ویکون من خزٍّ أو صوف (المصباح المنیر:ص 182« [3]خمص»).
4- (4) .سنن الدارمی:ج 2 ص 786 ح 2708، [4]مسند ابن حنبل:ج 6 ص 383 ح 18426، [5]المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 424 ح 1058،السنن الکبری:ج 3 ص 293 ح 5756 [6] کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 12 ح 43715.
5- (5) .نهج البلاغة:الخطبة 173، [7]بحار الأنوار:ج 34 ص 249 ح 1000.
6- (6) .نهج البلاغة:الخطبة 26، [8]بحار الأنوار:ج 18 ص 226 ح 68. [9]
7- (7) .نهج البلاغة:الخطبة 109، [10]غرر الحکم:ج 3 ص 270 ح 4457 [11] وفیه صدره إلی:«مبشّراً».

10760. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ جَعَلَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَلَماً لِلسّاعَةِ،ومُبَشِّراً بِالجَنَّةِ،ومُنذِراً بِالعُقوبَةِ. (1)

10761. عنه علیه السلام: ألا اخبِرُکُم بِالفَقیهِ حَقِّ الفَقیه؟مَن لَم یُقَنِّطِ النّاسَ مِن رَحمَةِ اللّهِ،ولَم یُؤَمِّنهُم مِن عَذابِ اللّهِ،ولَم یُرَخِّص لَهُم فی مَعاصِی اللّهِ. (2)

23/3 إقامَةُ الحُجَّةِ

الکتاب

«رُسُلاً مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ لِئَلاّ یَکُونَ لِلنّاسِ عَلَی اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ کانَ اللّهُ عَزِیزاً حَکِیماً» . (3)

«وَ لَوْ أَنّا أَهْلَکْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَیْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آیاتِکَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزی » . (4)

راجع:القصص:47،الأنعام:130،الملک:8-10.

الحدیث

10762. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی خُطبَةٍ لَهُ-:بَعَثَ إلَیهِمُ الرُّسُلَ لِتَکونَ لَهُ الحُجَّةُ البالِغَةُ عَلی خَلقِهِ، ویَکونَ رُسُلُهُ إلَیهِم شُهَداءَ عَلَیهِم،وَابتَعَثَ فیهِمُ النَّبِیّینَ مُبَشِّرینَ ومُنذِرینَ؛لِیَهلِکَ مَن هَلَکَ عَن بَیِّنَةٍ،ویَحیا مَن حَیَّ عَن بَیِّنَةٍ،ولِیَعقِلَ العِبادُ عَن رَبِّهِم ما جَهِلوهُ؛فَیَعرِفوهُ

ص:371


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 160، [1]بحار الأنوار:ج 16 ص 285 ح 136. [2]
2- (2) .الکافی:ج 1 ص 36 ح 3، [3]منیة المرید:ص 162 [4] کلاهما عن الحلبی عن الإمام الصادق علیه السلام،معانی الأخبار:ص 226 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام،نهج البلاغة:الحکمة 90، [5]نثر الدرّ:ج 1 ص 318 [6] کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 2 ص48 ح8؛ [7]سنن الدارمی:ج 1 ص 95 ح 303 [8] عن یحیی بن عباد،کنز العمّال:ج 10 ص 181 ح 28943 نقلاً عن ابن لال فی مکارم الأخلاق نحوه.
3- (3) .النساء:165. [9]
4- (4) .طه:134. [10]

بِرُبوبِیَّتِهِ بَعدَ ما أنکَروا،ویُوَحِّدوهُ بِالإِلهِیَّةِ بَعدَ ما عَضَدوا. (1)

10763. الإمام علیّ علیه السلام: بَعَثَ اللّهُ رُسُلَهُ بِما خَصَّهُم بِهِ مِن وَحیِهِ،وجَعَلَهُم حُجَّةً لَهُ عَلی خَلقِهِ؛لِئَلّا تَجِبَ الحُجَّةُ لَهُم بِتَرکِ الإِعذارِ إلَیهِم،فَدَعاهُم بِلِسانِ الصِّدقِ إلی سَبیلِ الحَقِّ. (2)

10764. الإمام الصادق علیه السلام -لَمّا سُئِلَ عَن حِکمَةِ النُّبُوَّةِ-:لِئَلّا یَکونَ لِلنّاسِ عَلَی اللّهِ حُجَّةٌ مِن بَعدِ الرُّسُلِ،ولِئَلّا یَقولوا:ما جاءَنا مِن بَشیرٍ ولا نَذیرٍ،ولِتَکونَ حُجَّةُ اللّهِ عَلَیهِم.ألا تَسمَعُ اللّهَ عز و جل یَقولُ-حِکایَةً عَن خَزَنَةِ جَهَنَّمَ وَاحتِجاجِهِم عَلی أهلِ النّارِ بِالأَنبِیاءِ وَالرُّسُلِ-: «أَ لَمْ یَأْتِکُمْ نَذِیرٌ...» الآیَة؟! (3)

24/3 دَعوَةُ الأَقرِباءِ قَبلَ دَعوَةِ الآخَرینَ

الکتاب

«وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها» . (4)

«وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ» . (5)

«یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْواجِکَ إِنْ کُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَیاةَ الدُّنْیا وَ زِینَتَها فَتَعالَیْنَ أُمَتِّعْکُنَّ وَ أُسَرِّحْکُنَّ سَراحاً جَمِیلاً» . (6)

ص:372


1- (1) .التوحید:ص 45 ح 4 عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 4 ص 287 ح 19. [1]
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 144، [2]بحار الأنوار:ج 5 ص 315 ح 11. [3]
3- (3) .علل الشرائع:ص 121 ح 4 [4]عن أبی بصیر،بحار الأنوار:ج 11 ص 39 ح 37. [5]
4- (4) .طه:132. [6]
5- (5) .الشعراء:214. [7]
6- (6) .الأحزاب:28. [8]

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَیْها مَلائِکَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا یَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ » . (1)

«وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ کانَ رَسُولاً نَبِیًّا* وَ کانَ یَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّکاةِ وَ کانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِیًّا» . (2)

الحدیث

10765. صحیح البخاری عن ابن عبّاس: لَمّا انزِلَت: «وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ» صَعِدَ النَّبیُّ صلی الله علیه و آله عَلَی الصَّفا،فَجَعَلَ یُنادی:«یا بَنی فِهرٍ،یا بَنی عَدِیٍّ»لِبُطونِ قُرَیشٍ،حَتَّی اجتَمَعوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذا لَم یَستَطِع أن یَخرُجَ أرسَلَ رَسولاً لِیَنظُرَ ما هُوَ فَجاءَ أبو لَهَبٍ وقُرَیشٌ،فَقالَ:«أرَأَیتَکُم لَو أخبَرتُکُم أنَّ خَیلاً بِالوادی تُریدُ أن تُغیرَ عَلَیکُم أکُنتُم مُصَدِّقِیَّ».قالوا:نَعَم،ما جَرَّبنا عَلَیکَ إلّاصِدقاً.قالَ:«فَإِنّی نَذیرٌ لَکُم بَینَ یَدَی عَذابٍ شَدیدٍ».فَقالَ أبو لَهَبٍ:تَبّاً لَکَ سائِرَ الیَومِ ! ألِهذا جَمَعتَنا؟! فَنَزَلَت: «تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ وَ تَبَّ* ما أَغْنی عَنْهُ مالُهُ وَ ما کَسَبَ» (3). (4)

10766. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآیَةُ «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً» قالَ النّاسُ:یا رَسولَ اللّهِ،کَیفَ نَقی أنفُسَنا وأَهلینا؟

قالَ:اِعمَلُوا الخَیرَ،وذَکِّروا بِهِ أهلیکُم؛فَأَدِّبوهُم عَلی طاعَةِ اللّهِ.

ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ:ألا تَری أنَّ اللّهَ یَقولُ لِنَبِیِّهِ: «وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ

ص:373


1- (1) .التحریم:6. [1]
2- (2) .مریم:54 و 55. [2]
3- (3) .المسد:1 و 2. [3]
4- (4) .صحیح البخاری:ج 4 ص 1787 ح 4492،صحیح مسلم:ج 1 ص 193 ح 208،مسند ابن حنبل:ج 1 ص 602 ح 2544، [4]سنن الترمذی:ج 5 ص 451 ح 3363، [5]الطبقات الکبری:ج 1 ص 200 [6] کلّها نحوه.

عَلَیْها» ،وقالَ: «وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ کانَ رَسُولاً نَبِیًّا* وَ کانَ یَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّکاةِ وَ کانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِیًّا» ؟! (1)

10767. الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآیَةُ «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً» ، جَلَسَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمینَ یَبکی وقالَ:أنَا عَجَزتُ عَن نَفسی کُلِّفتُ أهلی ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:حَسبُکَ أن تَأمُرَهُم بِما تَأمُرُ بِهِ نَفسَکَ وتَنهاهُم عَمّا تَنهی عَنهُ نَفسَکَ. (2)

10768. الزّهد للحسین بن سعید عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ تَعالی: «قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ» فَقُلتُ:هذِهِ نَفسی أقیها،فَکَیفَ أقی أهلی؟فَقالَ:تَأمُرُهُم بِما أمَرَهُمُ اللّهُ بِهِ،وتَنهاهُم عَمّا نَهاهُمُ اللّهُ عَنهُ؛فَإِن أطاعوکَ کُنتَ قَد وَقَیتَهُم،وإن عَصَوکَ کُنتَ قَد قَضَیتَ ما عَلَیکَ. (3)

10769. الإمام علیّ علیه السلام -فی قَولِهِ تَعالی «قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً» (4)-:عَلِّموا أنفُسَکُم وأَهلیکُمُ الخَیرَ. (5)

10770. الکافی عن سلیمان بن خالد: قُلتُ لأَِبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ لی أهلَ بَیتٍ وهُم یَسمَعونَ مِنّی،أفَأَدعوهُم إلی هذَا الأَمرِ؟فَقالَ:نَعَم؛إنَّ اللّهَ یَقولُ فی کِتابِهِ: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ

ص:374


1- (1) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 82. [1]
2- (2) .الکافی:ج 5 ص 62 ح 1 [2] عن عبد الأعلی مولی آل سام،مشکاة الأنوار:ص 455 ح 1527، [3]بحار الأنوار:ج 100 ص 92 ح 83. [4]
3- (3) .الزهد للحسین بن سعید:ص 77 ح 36، [5]تفسیر القمّی:ج 2 ص 377، [6]الکافی:ج 5 ص 62 ح 2، [7]تهذیب الأحکام:ج 6 ص 179 ح 365،الفقه المنسوب إلی الإمام الرضا علیه السلام:ص 375 [8]عن الإمام الرضا علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 455 ح 1526 و [9]الأربعة الأخیرة نحوه،بحارالأنوار:ج 100 ص 74 ح 12. [10]
4- (4) .التحریم:6. [11]
5- (5) .المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 536 ح 3826 عن ربعی،المصنف لعبد الرزاق:ج 3 ص 49 ح 4741،کنز العمّال:ج 2 ص 539 ح 4676.

آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ» (1). (2)

10771. الإمام الصادق علیه السلام: دَخَلَ عَلی أبی علیه السلام رَجُلٌ فَقالَ:رَحِمَکَ اللّهُ ! احَدِّثُ أهلی؟قالَ:

نَعَم،إنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَکُمْ وَ أَهْلِیکُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ» ،وقالَ: «وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها» . (3)

10772. عنه علیه السلام: لا یَزالُ العَبدُ المُؤمِنُ یورِثُ أهلَ بَیتِهِ العِلمَ وَالأَدَبَ الصّالِحَ حَتّی یُدخِلَهُمُ الجَنَّةَ جَمیعاً،حَتّی لا یَفقِدَ مِنهُم صَغیراً ولا کَبیراً ولا خادِماً ولا جاراً.ولا یَزالُ العَبدُ العاصی یورِثُ أهلَ بَیتِهِ الأَدَبَ السَّیِّئَ حَتّی یُدخِلَهُمُ النّارَ جَمیعاً حَتّی لا یَفقِدَ فیها مِن أهلِ بَیتِهِ صَغیراً ولا کَبیراً ولا خادِماً ولا جاراً. (4)

ص:375


1- (1) .التحریم:6. [1]
2- (2) .الکافی:ج 2 ص 211 ح1، [2]المحاسن:ج 1 ص 362 ح 780، [3]بحار الأنوار:ج 2 ص 20 ح 55. [4]
3- (3) .الاُصول الستة عشر:ص 232 ح 265 [5]عن جابر،بحار الأنوار:ج 2 ص 25 ح 92. [6]
4- (4) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 82. [7]

ص:376

أهمّ واجبات المبلّغ

اشارة

إنّ واجبات المبلّغ،فی الحقیقة،هی ذات واجبات الأنبیاء الإلهیّین التی یسمّیها القرآن«إبلاغ رسالات اللّه»،مع فارق أنّ الأنبیاء کانوا یتلقّون رسالتهم عن طریق الوحی،بینما یتلقّی المبلّغ رسالته عن طریق الأنبیاء وأوصیائهم.

وعلی هذا الأساس،فإنّ واجب المبلّغ هو إیصال الرسالة العقیدیّة والأخلاقیّة والعملیّة الّتی جاء بها الأنبیاء إلی الناس،وإرشادهم إلی جمیع السبل التی شرعها اللّه لهدایة العباد نحو التکامل المادّی والمعنوی.

طرح البحوث التبلیغیّة بشکل متسلسل

اشارة

لغرض أداء هذه الرسالة الخطیرة،یجب علی المبلّغ-إلی جانب السعی لإحراز شروط التبلیغ وتهیئة الأجواء الملائمة لتحقیق أرکانه العلمیّة والأخلاقیّة والعملیّة فی مهمّته التبلیغیّة-أن یجید الأسالیب الصحیحة فی عرض البحوث والموضوعات التبلیغیّة،وسَلْسَلتها حسب أهمّیتها.إنّ علی المبلّغ أن یعلم ماذا یجب علیه أن یطرحه ویبیّنه للناس-وخاصّة الشباب-فی ما یرتبط بشؤون الدین،ومن أین یبتدئ الکلام،والجهة التی یسوق فیها مسار البحث.وما جاء فی الفصل الثالث من هذا العنوان هو،فی الحقیقة،إجابة عن هذه التساؤلات،وفیه أیضاً إشارة إلی ضرورة رعایة التسلسل فی عرض الموادّ التبلیغیّة وبیانها وفقاً لأهمّیة مضامینها.

ص:377

ویتعیّن علی المبلّغ فی الخطوة الاُولی التی یخطوها علی طریق تعریف الناس بمدرسة الأنبیاء،أن یرکّز خطّته أوّلاً علی إیقاظ ضمیر المخاطب وفطرته،ثمّ العمل بما من شأنه أن یدفعه نحو التفکیر والتأمّل. (1)

وإذا تسنّی للإنسان العودة إلی فطرته،وفُتحت أمامه سبل التعقّل والتفکیر،فإنّه یخرج عندئذٍ من ظلمات الجهل إلی نور الفطرة والعقل،وتتوفّر له،فی ضوء ذلک، معرفة الحقائق التی جاء بها الأنبیاء لهدایة بنی الإنسان. (2)

بعد إعداد المخاطب لتقبّل الرسالة الإلهیّة،ینبغی أن تکون أوّل رسالة تُنقل إلیه هی أنّ منهج التکامل الإنسانی الذی بعثه اللّه مع الأنبیاء لا یقتصر علی المصالح المعنویّة والاُخرویّة،بل یضمن أیضاً مصالحه المادیّة والدنیویّة.وفی حالة تحقّق المجتمع الإنسانی الذی کان ینشده الأنبیاء،یعیش المرء أطیب حیاة فی الدنیا والآخرة. (3)

إنّ الإنسان کائن مجهول،وعلی الرغم ممّا أحرزه العلم من تقدّم فی جمیع المیادین،إلّاأنّه لم یتمکّن إلی الآن من کشف الأسرار الخفیّة الکامنة فی هذا المخلوق المعقّد البناء.ومن هنا،فإنّ العقل البشری عاجز عن رسم طریق تکامله المادّی والمعنوی،وتبقی معرفة هذا الطریق غیر ممکنة إلّامن خلال الارتباط بعالم الغیب،ومعرفة ذلک العالم،والإیمان به،ولا یمکن إیجاد مثل هذا الارتباط إلّاعن طریق الأنبیاء. (4)

ص:378


1- (1) .راجع:ص 339 (الفصل الثالث:رسالة المبلّغ/إثارة الفطرة والعقل).
2- (2) .راجع:ص 340 ( [1]إخراج الناس من الظلمات إلی النور).
3- (3) .راجع:ص 341 (الدعوة إلی مصالح الدین والدنیا).
4- (4) .راجع:ص 342 (الدعوة إلی الإیمان بالغیب) و ص 344 (الدعوة إلی الإیمان بالنبوّة) و ص 345 (الدعوة إلی الإیمان بالمعاد).

إنّ أوّل رسالة تکاملیّة للأنبیاء تتلخّص فیها کلّ أهدافهم هی التوحید. (1)

وأوّل رسالة اجتماعیّة لأصل التوحید هی النهوص لتحقیق العدالة الاجتماعیّة، ولا یمکن تحقیق هذا الهدف السامی إلّامن خلال تلاحم الجماهیر واتّحادها والتفافها حول إمام عادل. (2)

إنّ إقامة العدالة ودوام نفوذها وانبساطها فی المجتمع رهینة بتوفیر الحرّیات المشروعة والبنّاءة لأبناء الاُمّة واختیارهم الواعی،والمبلّغ مکلّف بالسعی لإشاعة هذا النوع من الحرّیات. (3)

وإحدی المسائل المهمّة التی توفّر أجواء بسط العدالة الاجتماعیّة ودیمومتها تتجسّد فی مقدرة جماهیر الشعب علی تحلیل المسائل الثقافیّة والسیاسیّة والاجتماعیّة واستیعابها.ویجب علی المبلّغ أن یوجّه الناس لیکونوا من أنصار الحقّ لا من أنصار نزعة المطلق،ویحذّرهم من الانقیاد الأعمی للأشخاص،وأن یکون مقیاسهم فی اتّباع الشخصیّات والأحزاب هو الحقّ ولیس الشخصیّات العظیمة والمبجّلة،ویرشدهم إلی معرفة الحقّ بمعیار الحقّ لا بمعیار الشخصیّات، و ذلک أنّ الشخصیّات نفسها یجب أن تقاس بمعیار الحقّ. (4)

إنّ العدالة الاجتماعیّة فی مدرسة الأنبیاء مقدّمة تمهیدیّة لازدهار الطاقات البشریّة وبلوغ الإنسان الغایة العلیا للإنسانیّة.والذی یقرّب الإنسان من هذا الهدف هو اجتناب الرذائل،والتحلّی بالفضائل ومکارم الأخلاق ومحاسن الأعمال. (5)

ص:379


1- (1) .راجع:ص 343 (الدعوة إلی الإیمان بالتوحید).
2- (2) .راجع:ص 346 (الدعوة إلی الاُلفة واجتناب الفرقة) ص و 348 (الدعوة إلی القیام بالقسط) و ص 349 (الدعوة إلی قیادة الإمام العادل).
3- (3) .راجع:ص 350 (الدعوة إلی الحریة الهادفة).
4- (4) .راجع:ص 352 (الدعوة إلی معرفة أهل الحق بالحق).
5- (5) .راجع:ص 354 (الدعوة إلی التقوی واالورع) و ص 356 (الدعوة إلی مکارم الأخلاق) و ص 358 ū (الدعوة إلی محاسن الأعمال).

وکلّ مایقرّب الإنسان إلی اللّه ویسوقه نحو التکامل المادّی والمعنوی،یسمّی فی قاموس الأنبیاء:عبادة. (1)

أهمّ رسالة یحملها المبلّغ

إنّ ما یحظی بأهمّیة تفوق أیّ شیء آخر فی مجال تأثیر الإعلام فی بناء الإنسان هو الوجهة والهدف الذی یرمی إلیه العمل الإعلامی والتبلیغی.و هذا ما یوجب علی المبلّغ أن یستهدف فی عمله النقطة التی لها الحظّ الأوفر من الآثار والبرکات لأجل تزکیة الإنسان،وتقریبه من الکمال المطلق،و ذلک الهدف هو محبّة اللّه. (2)

محبّة اللّه هی العنصر الجوهری فی بناء الذات وبناء الغیر.ومحبّة اللّه تعالج -بعبارةٍ واحدة-جمیعَ القبائح الأخلاقیّة والعملیّة،وتجود علیه بجمیع الفضائل جملةً واحدة. (3)

وعلی هذا،فإنّ أهمّ رسالة تقع علی عاتق المبلّغ هی أن یصنع من الإنسان إنساناً عاشقاً،ولیس إنساناً یحترف التقدیس.ولأجل بلوغ هذه الغایة لابدّ أن تکون کلّ الموضوعات التی یتناولها فی عمله التبلیغی مطعّمة بعنصر المحبّة.ولکی یتیح المبلّغ للمخاطب نیل کیمیاء المحبّة،یجب علیه أن یوجِّه جمیع ما لدیه من الأسباب والوسائل الإعلامیّة باتّجاه هذه الغرض؛أی یجب أن تکون کلّ خطاباته، وکتاباته الإعلامیّة،ومواعظه،وإرشاداته،وخطبه،وأعماله التعلیمیّة والتربویّة، وأمره بالمعروف،ونهیه عن المنکر،ومکافحته للبدع،والإنذار،والتبشیر،موجّهةً

ص:380


1- (1) .راجع:ص 360 (الدعوة إلی عبادة اللّه عز و جل ).
2- (2) .راجع:ص 361 (الدعوة إلی محبّة اللّه عز و جل ).
3- (3) .راجع:المحبّة فی الکتاب والسنّة،وکیمیاء المحبّة (للمؤلّف).

بأجمعها نحو المحبّة،و أن تکون معطّرة بأریج المحبّة الفوّاح. (1)

أفضل أسالیب نفوذ التبلیغ فی القلب

و هذا الاُسلوب فی العمل التبلیغی (أی استخدام عنصر المحبّة) هو أفضل أسالیب إنفاذ الخطاب الإلهی عبر حدود الحسّ والعقل،وإیصاله إلی أعماق النفوس.

فالخطاب الإلهی یجب أن ینفذ إلی أعماق القلوب کما ینفذ فی العقول،یجب أن یتغلغل فی أعماق الروح لکی یُهیمن علی جمیع قوی الإنسان. (2)

یستطیع المبلّغ من خلال الاستناد إلی اسلوب«المحبّة»فی التبلیغ أن یؤدّی هذه المهمّة بکلّ بساطة،و أن یغیّر الإنسان عبر غرس الخطاب الإلهی فی أعماق روحه، ووضعه علی مسار بلوغ المُثُل العلیا للإنسانیّة وللمجتمع الإنسانی الأمثل.

أفضل ثواب المبلّغ

إنّ الانعکاسات الإیجابیّة لهذا الاُسلوب التبلیغی تعود بالخیر علی المبلّغ نفسه أکثر ممّا تعود علی المخاطب؛لأنّ اللّه تعالی یحبّ المبلّغ الذی یصنع الإنسان العاشق للّه. (3)والذی یعشق اللّه یصطبغ بصبغة إلهیّة؛حیث ورد فی حدیث التقرّب بالنوافل:

فَإِذا أحبَبتُهُ کُنتُ سَمعَهُ الَّذی یَسمَعُ بِهِ،وبَصَرَهُ الَّذی یُبصِرُ بِهِ،ولِسانَهُ الَّذی یَنطِقُ بِهِ،ویَدَهُ الَّتی یَبطِشُ بِها؛إن دَعانی أجَبتُهُ،وإن سَأَلَنی أعطَیتُهُ. (4)

ص:381


1- (1) .راجع:ص 364 (التعلیم والتزکیة) و ص 365 (الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر) و ص 368 (مکافحة البدع) و ص 369 (التبشیر والإنذار) و ص 371 (إقامة الحجّة).
2- (2) .راجع:تبلیغ ومبلّغ در آثار شهید مطهّری (بالفارسیّة).
3- (3) .راجع:ص 327 ح 10646.
4- (4) .راجع:المحبّة فی الکتاب والسنّة:( [1]القسم الثانی/الفصل السابع:آثار محبّة اللّه عز و جل ).
إلقاء الحجّة

إنّ ما سبقت إلیه الإشارة-لحدّ الآن-بشأن واجبات المبلّغ إنّما یصدق فی ما إذا کان لدی المخاطب استعداد لقبول الحقّ،والسیر علی الصراط المستقیم فی الحیاة.

وأمّا مسؤولیّة المبلّغ فی حالة توفّر مثل هذا الاستعداد فی المخاطب فهی إلقاء الحجّة علیه،لکی لا تبقی لدیه ذریعة یتذرّع بها،وحتّی لا یستطیع الاعتراض علی اللّه و یقول: «وَ لَوْ أَنّا أَهْلَکْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَیْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آیاتِکَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزی» (1). (2)

دعوة الأقارب

و آخر ما ینبغی الإشارة إلیه بشأن واجبات المبلّغ؛هو أن یتأسّی فی أداء رسالته التبلیغیّة بالرسول صلی الله علیه و آله،ویبدأ دعوته للقیم الدینیّة بأقاربه؛إذ أنّه فی مثل هذه الحالة سیحالفه نصیب أکبر من النجاح فی هدایة الآخرین.

ص:382


1- (1) .طه:134. [1]
2- (2) .راجع:ص 371 (إقامة الحجة).

الفصل الرابع:خصائص المبلّغ

1/4 الخَصائِصُ العِلمِیَّةُ

أ-الفِقهُ فِی الدّینِ

الکتاب

«وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ» . (1)

«قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی وَ سُبْحانَ اللّهِ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِکِینَ» . (2)

الحدیث

10773. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَأمُر بِالمَعروفِ ولا تَنهَ عَنِ المُنکَرِ حَتّی تَکونَ عالِماً،وتَعلَمَ ما تَأمُرُ. (3)

راجع:ص 418 ح 10853 و ص 421 ح 10861.

ص:383


1- (1) .التوبة:122. [1]
2- (2) .یوسف:108. [2]
3- (3) .الفردوس:ج 5 ص 69 ح 7486 عن ابن عمر،کنز العمّال:ج 3 ص 74 ح 5560.
ب-الإِحاطَةُ بِالدّینِ مِن جَمیعِ جَوانِبِهِ

10774. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ دینَ اللّهِ لَن یَنصُرَهُ إلّامَن حاطَهُ مِن جَمیعِ جَوانِبِهِ. (1)

10775. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَقومُ بِدینِ اللّهِ إلّامَن حاطَهُ مِن جَمیعِ جَوانِبِهِ. (2)

10776. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّمَا المُستَحفَظونَ لِدینِ اللّهِ هُمُ الَّذینَ أقامُوا الدّینَ ونَصَروهُ،وحاطوهُ مِن جَمیعِ جَوانِبِهِ،وحَفِظوهُ عَلی عِبادِ اللّهِ ورَعَوهُ. (3)

ج-الاِستِنادُ إلی کَلامِ أهلِ البَیتِ علیهم السلام

10777. الإمام الصادق علیه السلام: رَحِمَ اللّهُ عَبداً حَبَّبَنا إلَی النّاسِ ولَم یُبَغِّضنا إلَیهِم ! أمَا وَاللّهِ لَو یَروونَ مَحاسِنَ کَلامِنا لَکانوا بِهِ أعَزَّ،ومَا استَطاعَ أحَدٌ أن یَتَعَلَّقَ عَلَیهِم بِشَیءٍ، ولکِنَّ أحَدَهُم یَسمَعُ الکَلِمَةَ فَیَحُطُّ إلَیها عَشراً. (4)

10778. معانی الأخبار عن عبد السّلام بن صالح الهرویّ: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام یَقولُ:

رَحِمَ اللّهُ عَبداً أحیا أمرَنا ! فَقُلتُ لَهُ:فَکَیفَ یُحیی أمرَکُم؟قالَ:یَتَعَلَّمُ عُلومَنا ویُعَلِّمُهَا النّاسَ؛فَإِنَّ النّاسَ لَو عَلِموا مَحاسِنَ کَلامِنا لَاتَّبَعونا. (5)

ص:384


1- (1) .دلائل النبوة للبیهقی:ج 2 ص 426، [1]تاریخ دمشق:ج 17 ص 296 کلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام،الفردوس:ج 1 ص 234 ح 897 عن ابن عبّاس،کنز العمّال:ج 10 ص 171 ح 28886.
2- (2) .السیرة النبویة لابن کثیر:ج 2 ص 168،تاریخ دمشق:ج 17 ص 299،الفردوس:ج 5 ص 190 ح 7920،کنزالعمّال:ج 3 ص 84 ح 5612 نقلاً عن أبی نعیم وکلّها عن الإمام علیّ علیه السلام؛شرح الأخبار:ج 2 ص 389.
3- (3) .غرر الحکم:ج 3 ص 95 ح 3912. [2]
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 229 ح 293 [3]عن أبی بصیر،مشکاة الأنوار:ص 317 ح 1002 [4] عن علی بن أبی حمزة،دعائم الإسلام:ج 1 ص 61 [5] عن الإمام الباقر علیه السلام کلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 78 ص 348 ح 5. [6]
5- (5) .معانی الأخبار:ص 180 ح 1،عیون أخبار الرضا علیه السلام:ج 1 ص 307 ح 69، [7]بحار الأنوار:ج 2 ص 30 ح 13. [8]
د-مَعرِفَةُ النّاسِ

الکتاب

«ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ» . (1)

«...إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظّالِمِینَ» . (2)

«...إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ» . (3)

«...إِنَّ اللّهَ لا یَهْدِی مَنْ هُوَ کاذِبٌ کَفّارٌ» . (4)

راجع:الأنعام:36 و 51،الرعد:21،الأحقاف:12،مریم:97،الروم:52 و 53 الأنبیاء:45- 49، النور:51،فاطر:18،یس:6-11،یونس:101،الزمر:23،النازعات:45،الأعلی:10.

الحدیث

10779. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تَجِدونَ النّاسَ مَعادِنَ؛فَخِیارُهُم فِی الجاهِلِیَّةِ خِیارُهُم فی الإِسلامِ إذا فَقِهوا،وتَجِدونَ مِن خَیرِ النّاسِ فی هذَا الأَمرِ أکرَهَهُم لَهُ قَبلَ أن یَقَعَ فیهِ،وتَجِدونَ مِن شِرارِ النّاسِ ذا الوَجهَینِ. (5)

10780. الأمالی للمفید عن کمیل بن زیاد النخعیّ: کُنتُ مَعَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام فی مَسجِدِ الکوفَةِ وقَد صَلَّینَا العِشاءَ الآخِرَةَ،فَأَخَذَ بِیَدی حَتّی خَرَجنا مِنَ المَسجِدِ،فَمَشی حَتّی خَرَجَ إلی ظَهرِ الکوفَةِ لا یُکَلِّمُنی بِکَلِمَةٍ،فَلَمّا أصحَرَ تَنَفَّسَ ثُمَّ قالَ:

یا کُمَیلُ،إنَّ هذِهِ القُلوبَ أوعِیَةٌ؛فَخَیرُها أوعاها.اِحفَظ عَنّی ما أقولُ؛النّاسُ

ص:385


1- (1) .البقرة:2. [1]
2- (2) .الأحقاف:10. [2]
3- (3) .المنافقون:6. [3]
4- (4) .الزمر:3. [4]
5- (5) .صحیح مسلم:ج 4 ص1958 ح 199،صحیح البخاری:ج 3 ص1288 ح3304،مسند ابن حنبل:ج 3 ص 616 ح 10795 [5] کلاهما نحوه وکلّها عن أبی هریرة،کنزالعمّال:ج 10 ص 153 ح 28781.

ثَلاثَةٌ:عالِمٌ رَبّانِیٌّ،ومُتَعَلِّمٌ عَلی سَبیلِ نَجاةٍ،وهَمَجٌ رَعاعٌ،أتباعُ کُلِّ ناعِقٍ،یَمیلونَ مَعَ کُلِّ ریحٍ،لَم یَستَضیؤوا بِنورِ العِلمِ،ولَم یَلجَؤوا إلی رُکنٍ وَثیقٍ....

هاه ! هاه ! إنَّ هاهُنا-وأَشارَ بِیَدِهِ إلی صَدرِهِ-لَعِلماً جَمّاً،لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً ! بَلی،اُصیبُ لَهُ لَقِناً غَیرَ مَأمونٍ،یَستَعمِلُ آلَةَ الدّینِ فِی الدُّنیا،ویَستَظهِرُ بِحُجَجِ اللّهِ عَلی خَلقِهِ وبِنِعَمِهِ عَلی عِبادِهِ؛لِیَتَّخِذَهُ الضُّعَفاءُ وَلیجَةً دونَ وَلِیِّ الحَقِّ،أو مُنقاداً للحِکمَةِ لا بَصیرَةَ لَهُ فی أحنائِهِ،فَقَدَحَ الشَّکُّ فی قَلبِهِ بِأَوَّلِ عارِضٍ مِن شُبهَةٍ،ألا لا ذا ولا ذاکَ.فَمَنهومٌ بِاللَّذّاتِ،سَلِسُ القِیادِ لِلشَّهَواتِ،مُغریً بِالجَمعِ وَالاِدِّخارِ،لَیسَ مِن رُعاةِ الدّینِ،أقرَبُ شَبَهاً بِهؤُلاءِ الأَنعامُ السّائِمَةُ،کَذلِکَ یَموتُ العِلمُ بِمَوتِ حامِلیهِ.

اللّهُمَّ بَلی،لا تُخلَی الأَرضُ مِن قائِمٍ بِحُجَّةٍ ظاهِرٍ مَشهورٍ،أو مُستَتِرٍ مَغمورٍ؛لِئَلّا تَبطُلَ حُجَجُ اللّهِ وبَیِّناتُهُ،فَإِنَّ اولئِکَ الأَقَلّونَ عَدَداً،الأَعظَمونَ خَطَراً. (1)

10781. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:إنَّما قَلبُ الحَدَثِ کَالأَرضِ الخالِیَةِ؛ما القِیَ فیها مِن شَیءٍ قَبِلَتهُ.فَبادَرتُکَ بِالأَدَبِ قَبلَ أن یَقسُوَ قَلبُکَ ویَشتَغِلَ لُبُّکَ. (2)

10782. عنه علیه السلام: الرِّجالُ ثَلاثَةٌ:عاقِلٌ،وأَحمَقُ،وفاجِرٌ؛فَالعاقِلُ الدّینُ شَریعَتُهُ،وَالحِلمُ طَبیعَتُهُ،وَالرَّأیُ سَجِیَّتُهُ؛إن سُئِلَ أجابَ،وإن تَکَلَّمَ أصابَ،وإن سَمِعَ وَعی،وإن حَدَّثَ صَدَقَ،وإنِ اطمَأَنَّ إلَیهِ أحَدٌ وَفی.وَالأَحمَقُ إنِ استُنبِهَ بِجَمیلٍ غَفَلَ،وإنِ استُنزِلَ عَن حَسَنٍ نَزَلَ،وإن حُمِلَ عَلی جَهلٍ جَهِلَ،وإن حَدَّثَ کَذَبَ.لا یَفقَهُ،وإن

ص:386


1- (1) .الأمالی للمفید:ص 247 ح 3،الإرشاد:ج 1 ص 227، [1]الخصال:ص 186 ح 257،کمال الدین:ص 290 ح 2، [2]تحف العقول:ص 169 [3] کلّها نحوه،بحارالأنوار:ج 1 ص 187 ح 4؛ [4]کنزالعمّال:ج 10 ص 262 ح 29391.
2- (2) .نهج البلاغة: [5]الکتاب 31،خصائص الأئمّة:ص 116، [6]تحف العقول:ص 70،کشف المحجّة:ص 161، [7]بحار الأنوار:ج 1 ص 223 ح 12؛ [8]جواهر المطالب:ج 2 ص 157 ح 114 [9] نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 169 ح 44215 نقلاً عن وکیع والعسکری فی المواعظ.

فُقِّهَ لا یَتَفَقَّهُ.والفاجِرُ إنِ ائتَمَنتَهُ خانَکَ،وإن صاحَبتَهُ شانَکَ،وإن وَثِقتَ بِهِ لَم یَنصَحکَ. (1)

10783. الإمام الصادق علیه السلام: النّاسُ مَعادِنُ کمَعادِنِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ؛فَمَن کانَ لَهُ فِی الجاهِلِیَّةِ أصلٌ فَلَهُ فِی الإِسلامِ أصلٌ. (2)

10784. الکافی عن إسماعیل بن عبد الخالق: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ لِأَبی جَعفَرٍ الأَحوَلِ -وأَنَا أسمَعُ-:أتَیتَ البَصرَةَ؟فَقالَ:نَعَم.قالَ:کَیفَ رَأَیتَ مُسارَعَةَ النّاسِ إلی هذَا الأَمرِ ودُخولَهُم فیهِ؟قالَ:وَاللّهِ إنَّهُم لَقَلیلٌ،ولَقَد فَعَلوا،وإنَّ ذلِکَ لَقَلیلٌ.فَقالَ:عَلَیکَ بِالأَحداثِ؛فَإِنَّهُم أسرَعُ إلی کُلِّ خَیرٍ. (3)

10785. الإمام الصادق علیه السلام: النّاسُ ثَلاثَةٌ:جاهِلٌ یَأبی أن یَتَعَلَّمَ،وعالِمٌ قَد شَفَّهُ عِلمُهُ،وعاقِلٌ یَعمَلُ لِدُنیاهُ وآخِرَتِهِ. (4)

10786. عوالی اللآلی: رُوِیَ عَن بَعضِهِم علیهم السلام:النّاسُ أربَعَةٌ:رَجُلٌ یَعلَمُ ویَعلَمُ أ نَّهُ یَعلَمُ، فَذاکَ عالِمٌ فَاتَّبِعوهُ،ورَجُلٌ یَعلَمُ ولا یَعلَمُ أ نَّهُ یَعلَمُ،فَذاکَ غافِلٌ فَأَیقِظوهُ،ورَجُلٌ لا یَعلَمُ ویَعلَمُ أ نَّهُ لا یَعلَمُ،فَذاکَ جاهِلٌ فَعَلِّموهُ،ورَجُلٌ لا یَعلَمُ ویَعلَمُ أ نَّهُ یَعلَمُ، فَذاکَ ضالٌّ فَأَرشِدوهُ. (5)

راجع:ص 445 ( آداب التبلیغ/مراعاة أهلیة المخاطب ) و ص 447 (مراعاة طاقة المخاطب ).

ص:387


1- (1) .الخصال:ص 116 ح 96 عن ثعلبة بن میمون عن الإمام الصادق علیه السلام،بحارالأنوار:ج 70 ص 9 ح 6 [1] وراجع:تحف العقول:ص 323. [2]
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 177 ح 197، [3]مشکاة الأنوار:ص 455 ح 1522، [4]بحار الأنوار:ج 67 ص 121 [5] نحوه.
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 93 ح 66، [6]قرب الإسناد:ص 128 ح 450، [7]بحار الأنوار:ج 23 ص 236 ح 2. [8]
4- (4) .تحف العقول:ص 324،بحارالأنوار:ج 78 ص 238 ح 78. [9]
5- (5) .عوالی اللآلی:ج 4 ص 79 ح 74، [10]بحارالأنوار:ج 1 ص 195 ح 15 [11] وراجع:معدن الجواهر:ص 41. [12]

ص:388

معرفة المخاطب فی التبلیغ

اشارة

تُعتبر معرفة الجانب النفسی للمخاطب أهمّ رکن فی التبلیغ من بعد معرفة الإسلام، وفیها یکمن سرّ نجاح المبلّغ.فإذا لم یعرف المبلّغ مخاطبه ولم یکن علی بیّنة ممّا لدیه من قدرات وحاجات تبلیغیّة،فلا شکّ فی أنّه یفشل فی تحقیق أهدافه التبلیغیّة.

إنّ لمعرفة المخاطب دوراً أساسیّاً فی:وضع الخطّة التبلیغیّة الصحیحة،وعدم الاصطدام مع رغبات الناس الفطریّة،وکذلک الاهتمام الخاصّ بالشباب عند التخطیط للتبلیغ.

1.الخطّة التبلیغیّة الصحیحة
اشارة

الحاجة الأساسیّة التی تسبق أیّة خطّة تبلیغیّة هی معرفة المخاطب؛فإن لم یکن المبلّغ علی معرفة بمدی الاستیعاب الفکری والنفسی للمخاطب،ولم تکن لدیه معلومات کافیة عن حالته الذهنیّة والنفسیّة،ومدی تأثّره،والحواجز التی تحول دون تقبّله لکلام المبلّغ،فلا یمکن أن تکون لدیه خطّة صحیحة حول التبلیغ.

مدی تأثّر المخاطب

إحدی الملاحظات المهمّة التی یؤکّد علیها القرآن والحدیث الشریف فی ما یخصّ معرفة المخاطب هی التفاوت القائم بین الناس فی القابلیّة والاستیعاب الطبیعی

ص:389

والاکتسابی،ومدی استجابتهم للتبلیغ المفید والبنّاء.وإذا أخذنا هذا التفاوت بنظر الاعتبار،نفهم أنّه لیس کلّ کلام یفید أیّ شخص؛فقد یکون ثمّة نمط من التبلیغ مفیداً لفرد أو جماعة ما؛ولکنّه غیر مفید لفرد آخر أو جماعة اخری،بل ربّما کان مضرّاً لهم.ومن هنا کان الأنبیاء یؤمَرون بأخذ المقدرة الفکریّة والنفسیّة للناس بنظر الاعتبار. (1)

الاختلاف فی القابلیّات الطبیعیّة

یختلف الناس-من وجهة نظر الأحادیث الشریفة (2)-فی قدراتهم الذاتیّة کاختلاف معادن الأرض؛فبعضهم کالذهب یتّصف بقدرة عالیة؛وبعضهم الآخر کالفضّة..

وهکذا.وکما أنّ أنواع المعادن مفیدة للناس إلّاأنّ استثمارها یتطلّب معرفة وتخطیطاً،فکذلک أنواع القابلیّات الفطریّة للناس مفیدة لإدارة المجتمع الإنسانی، إلّا أنّ کیفیّة استثمارها تستلزم معرفة صحیحة وبرمجة دقیقة لها.

الاختلاف فی القابلیّات الاکتسابیّة

تختلف قابلیّات الناس الاکتسابیّة کاختلاف قابلیّاتهم الذاتیّة.وقد قسّمت النصوص الإسلامیّة،بشکل عامّ،الناس من حیث مدی تأثّرهم بالتبلیغ البنّاء إلی ثلاث مجموعات:

المجموعة الاُولی:هم الذین لم یدنّسوا فطرتهم الإنسانیّة النقیّة بالأعمال القبیحة،وخاصّة الظلم.فهؤلاء لدیهم تقوی عقلیّة،ویتّصفون بقابلیّة مناسبة علی قبول التبلیغ المفید والبنّاء.وقد وصفت الأحادیث الشریفة کلّ واحد من أفراد هذه

ص:390


1- (1) .راجع:ص 447 ( [1]مراعاة طاقة المخاطب).
2- (2) .راجع:ص 386 ح 10781 و ص 387 ح 10785.

المجموعة من الناس ب«العاقل»و«المتعلّم علی سبیل النجاة».

وهذه المجموعة هی المخاطب الأصلی للإعلام الإسلامی،ولجمیع جهود الأنبیاء.وکلمة«المتّقین»الواردة فی الآیة الثانیة من سورة البقرة «ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ» تشیر إلی هذه المجموعة.والشابّ بما أنّه فی مقتبل حیاته ولم تتدنّس فطرته الإنسانیّة،فهو أکثر تقبّلاً للإعلام البنّاء الهادف؛ولهذا السبب یشکّل الشباب الصفّ المتقدّم بین مخاطَبی الأنبیاء.وقد أکّدت الأحادیث الشریفة علی المبلّغین أن یعیروا أهمّیة خاصّة للشباب. (1)

المجموعة الثانیة:هم الذین دنّسوا فطرتهم الإنسانیّة بالرذائل ولا یتّصفون بالتقوی العقلیّة،إلّاأنّ تلوّثهم بدنس المعاصی لم یصل إلی مرحلة خطیرة یستعصی عندها العلاج.

وهذه المجموعة من المخاطبین مصابة-من وجهة نظر الأنبیاء-بمرض حُجُب المعرفة؛بید أنّ مرضهم هذا قابل للمعالجة والشفاء.وهذه الحالة توجب علی المبلّغ-انطلاقاً من المسؤولیّة الملقاة علی عاتقه من قبل اللّه تعالی-أن یکون کالطبیب الحاذق الذی یتجوّل بحثاً عن مرضاه؛لیقتلع من قلوبهم وأذهانهم موانع المعرفة من خلال خطّة متقَنة یستخدم فیها اسلوب اللِّین تارة واُسلوب الشدّة تارة اخری؛لینقلهم بذلک من مخاطبی المجموعة الثانیة إلی حیّز مخاطبی المجموعة الاُولی.وقد وصف الإمام علی علیه السلام الرسول صلی الله علیه و آله بأنّه کان یتقن هذا النمط من فنّ التبلیغ بقوله:

طَبیبٌ یُداوِی النّاسَ بِطِبِّهِ،قَد أحکَمَ مَراهِمَهُ،وأَحمی مَواسِمَهُ،یَضَعُ ذلِکَ حَیثُ

ص:391


1- (1) .راجع:ص 387 ح 10786.

الحاجَةُ إلَیهِ مِن قُلوبٍ عُمیٍ،وآذانٍ صُمٍّ،وأَلسِنَةٍ بُکمٍ،مُتَتَبِّعٌ بِدَوائِهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ ومَواطِنَ الحَیرَةِ. (1)

وللشهید مرتضی المطهّری-رضوان اللّه علیه-توضیح شائق حول هذا الکلام، فی ما یلی نصّه:

کانت لدی الرسول صلی الله علیه و آله أدوات ووسائل؛فکان فی بعض المواضع یستخدم القوّة والمیسم،ویستخدم المرهم فی موضع آخر،وکان فی بعض المواقف یتّبع اسلوب الشدّة والعنف،وفی مواضع اخری اسلوب اللِّین والمرونة،إلّاأنّه کان یجید معرفة کلّ موضع،فکان یستخدم هذه الأسالیب فی کلّ موطن لغرض توعیة الناس وإیقاظهم؛فکان یضرب بالسیف فی تلک المواطن التی یوقظ فیها الناس،ولیس فی ما یفضی إلی سباتهم،وکان یستخدم اسلوب المداراة الأخلاقیّة فی ما یکون سبباً لتوعیة الناس،وکان یستخدم السیف حینما یؤدّی إلی تبصیر القلوب العمیاء،ویکون سبباً ینتهی بالآذان الصمّ إلی السماع،وإلی شفاء الأعین العمی، وإلی إنطاق الألسن البکم.أی إنّ جمیع الأسالیب التی کان یستخدمها الرسول صلی الله علیه و آله کانت من أجل إیقاظ الناس. (2)

المجموعة الثالثة:هم الذین وصل بهم التلوّث المکتسب إلی مرحلة خطیرة وغیر قابلة للعلاج.والفرد فی هذه المجموعة یُعتبر فی مدرسة الأنبیاء«میّت الأحیاء»،ویوصف بالمیّت روحیّاً وفکریّاً؛و ذلک لأنّ صدأ الرذائل قد رانَ علی أذهانهم ونفوسهم بحیث لا یستطیعون قبول الحقائق المفیدة والبنّاءة،ومن هنا فإنّ التبلیغ لا یکاد یجدی فیهم نفعاً.و هذا ما جعل القرآن یعکس هذا المعنی بقوله:

«إِنَّما یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ یَسْمَعُونَ وَ الْمَوْتی یَبْعَثُهُمُ اللّهُ» . (3)

ص:392


1- (1) .راجع:ص 339 ح 10682. [1]
2- (2) .تبلیغ ومبلّغ در آثار شهید مطهّری (بالفارسیّة):ص 186.
3- (3) .الأنعام:36. [2]

«إِنَّکَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتی وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِینَ وَ ما أَنْتَ بِهادِی الْعُمْیِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ» . (1)

وهکذا،فإنّ المصابین بموت الروح بسبب کثرة الذنوب لا یمکنهم الاستفادة من عنصر التبلیغ.

المسألة الجدیرة بالتأمّل فی هذا المجال؛هی أنّ الإنسان المصاب بموت الروح والفکر علی أثر اقتراف الرذائل،یدرک الحقیقة إلّاأنّه لا یتقبّلها.و مثل هذا الشخص یصفه القرآن فیقول:

«أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَکَّرُونَ » . (2)

فحینما تستحوذ النزوات علی الإنسان وتصبح علی شکل صنم یعبده نتیجة لتراکم الآثام علی قلبه،عند ذلک لا یکون ثمّة أمل فی هدایته؛لا بسبب عدم معرفته للحقّ،ولکن بسبب عدم قدرته علی الامتثال للحقّ،ومن هنا یمکن وصفه بأنّه ضالّ یعرف الطریق !

المسألة الاُخری هی أنّ عدم جدوی التبلیغ فی شأن أمثال هؤلاء الناس لا یسقط المسؤولیّة التبلیغیّة للمبلّغ،والقرآن یری أنّ المبلّغ مکلّف بإعداد خطّة تبلیغیّة لمثل هذه المجموعة من الناس،لا لأنّ هناک أملاً فی هدایتهم،بل لأجل إتمام الحجّة علیهم؛لکی لا یحتجّوا علی اللّه عندما یذوقون وبال استغلالهم الحرّیّة الممنوحة لهم،ویقولوا:ربّنا لولا أرسلتَ إلینا هادیاً. (3)

ص:393


1- (1) .النمل:80 و 81. [1]
2- (2) .الجاثیة:23. [2]
3- (3) .راجع:ص 371 (إقامة الحجّة).
مسؤولیّة التخطیط للتبلیغ

یتّضح،من خلال التأمّل فی میزان تأثّر المخاطبین واختلافهم فی درجات الاستیعاب الذاتی والاکتسابی،مدی أهمّیة وضع خطّة تبلیغیّة صحیحة وصعوبتها.

و هذا،فی الحقیقة،یُلقی مسؤولیّة مضاعفة علی عاتق المبلّغین والمؤسّسات الإعلامیّة والمراکز الثقافیّة،خاصّة الإذاعة والتلفزیون فی النظام الإسلامی، ویدعوها إلی وضع الخطط الإعلامیّة المناسبة والمفیدة.

2.عدم الاصطدام مع الرغبات الفطریّة للناس

أحد العیوب التی ترافق عملیّة التبلیغ،بشکل عامّ،هو تحویل التبلیغ إلی عملٍ مضادّ للذات من قبل المبلّغ نفسه.وکثیراً ما یقع فی مجالات الإعلام السیاسی والاجتماعی والثقافی أن ینجم عن الإعلام تأثیر معاکس،ویعزی أحد أسباب هذه الظاهرة إلی عدم أخذ الجانب النفسی بنظر الاعتبار؛فیجیء العمل التبلیغی أو الإعلامی متعارضاً مع الحاجات الفطریّة والطبیعیّة للناس.یقول الاُستاذ المطهّری فی هذا المجال:

أحد موجبات التخلّف الدینی،من زاویة علم النفس الدینی،أن یخلق المتصدّون لشؤون الدین تعارضاً بین الدین وإحدی الحاجات الطبیعیّة،خاصّة إذا کانت تلک الحاجة ظاهرة علی صعید الرأی العامّ وتهمّ المجتمع بأسره. (1)

إذا حصل نوع من التضادّ فی خطّة التبلیغ الدینی بین الدین وحقوق الناس السیاسیّة أو الاجتماعیّة أو الفردیّة،فإنّ العمل التبلیغی سیکون مآله إلی الفشل،بل أکثر من ذلک سیتحوّل إلی عملٍ مضادّ للتبلیغ.وانطلاقاً من هذه الرؤیة،فإنّ الذین

ص:394


1- (1) .راجع:سیری در نهج البلاغة (بالفارسیّة):ص 119.

یفسّرون التدیّن بمعنی عدم احترام الحقوق السیاسیّة للشعب،والحجر علی الحریّة الفکریّة،والإعراض عن الدنیا،والمعارضة للفرح والبهجة،والانزواء عن الناس، والامتناع عن الزواج،فإنّهم،فی الحقیقة،یمارسون عملاً إعلامیّاً مضادّاً للدین.

ویضیف الاُستاذ المطهّری قائلاً:

عندما بلغ الکبت والاستبداد ذروته فی اوربا،کان الناس یفکّرون فی حقوقهم فی الحکم،وکانت تُنشَر فی مقابل ذلک،من قِبل الکنیسة أو مؤیّدیها أو من خلال الاستناد إلی أفکارها،آراء تفید بأنّ الشعب ملزَم ومکلّف أمام الحکم فقط،ولیس له أیّ حقّ فی الحکم.وکان هذا کافیاً لإثارة المجتمع المتعطّش إلی الدیمقراطیّة والحرّیّة فی الحکم،ضدّ الکنیسة. (1)

إنّ إحدی خصائص الإسلام الأصیل هی أنّه یأخذ جمیع المیول الفطریّة للإنسان بنظر الاعتبار.وتعنی طبیعة الدین الفطریّة،أساساً،أنّ کلّ مُثُله (علی صعید المعتقدات والأخلاق والأعمال) لها جذور متأصّلة فی فطرة الإنسان.ومن هنا فإنّ المبلّغ إذا کان عارفاً حقّ المعرفة بالإسلام وکان خبیراً بالحاجات الفطریّة للمخاطب،فإنّه لا یأتی أبداً،باسم الدین وبهدف تبلیغ الإسلام،بما یتعارض وحاجات الناس الفطریّة وحقوقهم الطبیعیّة.

ص:395


1- (1) .المصدر السابق.
ه-مَعرِفَةُ الزَّمانِ
اشارة

10787. الإمام علیّ علیه السلام: النّاسُ بِزَمانِهِم أشبَهُ مِنهُم بِآبائِهِم. (1)

10788. عنه علیه السلام: حَسبُ المَرءِ...مِن عِرفانِهِ عِلمُهُ بِزَمانِهِ. (2)

10789. عنه علیه السلام: مَن عانَدَ الزَّمانَ أرغَمَهُ،ومَنِ استَسلَمَ إلَیهِ لَم یَسلَم. (3)

10790. الإمام الصادق علیه السلام: العالِمُ بِزَمانِهِ لا تَهجُمُ عَلَیهِ اللَّوابِسُ. (4)

10791. الإمام الهادی علیه السلام -فی جَوابِ ابنِ السِّکّیتِ عَن عِلَّةِ بَعثِ موسی بِالعَصا ویَدِهِ البَیضاءِ وآلَةِ السِّحرِ،وبَعثِ عیسی بِآلَةِ الطِّبِّ،وبَعثِ مُحَمَّدٍ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وعَلی جَمیعِ الأَنبِیاءِ،بِالکَلامِ وَالخُطَبِ-:إنَّ اللّهَ لَمّا بَعَثَ موسی علیه السلام کانَ الغالِبُ عَلی أهلِ عَصرِهِ السِّحرَ،فَأَتاهُم مِن عِندِ اللّهِ بِما لَم یَکُن فی وُسعِهِم مِثلُهُ،وما أبطَلَ بِهِ سِحرَهُم،وأَثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَیهِم.وإنَّ اللّهَ بَعَثَ عیسی علیه السلام فی وَقتٍ قَد ظَهَرَت فیهِ الزَّماناتُ وَاحتاجَ النّاسُ إلَی الطِّبِّ،فَأَتاهُم مِن عِندِ اللّهِ بِما لَم یَکُن عِندَهُم مِثلُهُ، وبِما أحیا لَهُمُ المَوتی،وأَبرَأَ الأَکمَهَ وَالأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ،وأَثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَیهِم.

وإنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله فی وَقتٍ کانَ الغالِبُ عَلی أهلِ عَصرِهِ الخُطَبَ وَالکَلامَ -وأَظُنُّهُ قالَ:والشِّعرَ-فَأَتاهُم مِن عِندِ اللّهِ مِن مَواعِظِهِ وحِکَمِهِ ما أبطَلَ بِهِ قَولَهُم،

ص:396


1- (1) .خصائص الأئمّة علیهم السلام:ص 115، [1]مسکّن الفؤاد:ص 21،عیون الحکم والمواعظ:ص 66 ح 1674؛المناقب للخوارزمی:ص 374 ح 395 عن الجاحظ.
2- (2) .کشف الغمّة:ج 3 ح 138 [2] عن أحمد بن علیّ بن ثابت عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص80 ح66. [3]
3- (3) .غرر الحکم:ج 5 ص 432 ح 9054. [4]
4- (4) .الکافی:ج 1 ص 27 ح 29 [5] عن مفضّل بن عمر،تحف العقول:ص 356،بحار الأنوار:ج 78 ص 269 ح 109. [6]

وأَثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَیهِم. (1)

10792. الإمام المهدیّ علیه السلام: وأَمَّا الحَوادِثُ الواقِعَةُ فَارجِعوا فیها إلی رُواةِ حَدیثِنا؛فَإِنَّهُم حُجَّتی عَلَیکُم وأَنَا حُجَّةُ اللّهِ عَلَیهِم. (2)

ص:397


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 24 ح 20 [1]عن أبی یعقوب البغدادی،بحار الأنوار:ج 17 ص 210 ح 15. [2]
2- (2) .کمال الدین:ص 484 ح 4، [3]الغیبة للطوسی:ص 290 ح 247، [4]الاحتجاج:ج 2 ص 542 ح 344، [5]الخرائج والجرائح:ج 3 ص 1114 ح 30 کلّها عن إسحاق بن یعقوب،بحار الأنوار:ج 53 ص 181 ح 10. [6]
دور الزّمان والمکان فی التّبلیغ

تُعتبر معرفة مقتضیات الظرف الزمانی والمکانی-کما هو الحال بالنسبة لمعرفة المخاطب-من الأرکان العلمیّة للتبلیغ.و هذا یعنی أنّ المبلّغ لا یستطیع بدون هذه المعرفة وضع خطّة صحیحة تلبّی متطلّبات التبلیغ الناجح؛و ذلک لأنّه کما یختلف الناس فی قدراتهم الطبیعیّة والاکتسابیّة ولا یمکن وضع خطّة ناجحة فی التبلیغ مالم تؤخذ تلک الاختلافات بنظر الاعتبار،فکذلک تختلف متطلّبات التبلیغ تبعاً لاختلاف الزمان والمکان،ولا یتسنّی وضع خطّة صحیحة فی التبلیغ بدون أخذ متطلّبات الزمان والمکان بنظر الاعتبار.

دور الزمان فی التبلیغ

إنّ المعرفة بالزمان وتشخیص متطلّباته،تتیح للمکلّفین بوضع خطط التبلیغ إمکانیّةَ المواکبة مع الزمان،وتوفّر لهم قدرة تغییر أسالیب التبلیغ ووسائله تبعاً لمتطلّبات کلّ زمان.

ومن المعلوم أنّ الاُسلوب الذی اتّبعه الأنبیاء العظام فی استخدام سلاح التبلیغ طبقاً لمتطلّبات کلّ زمان،له دروس وفوائد کبیرة للمضطلعین بالخطط الإعلامیّة والتبلیغیّة.

ففی العصر الذی یکون فیه القول الفصل للسحر فی مجال الإعلام،تصبح أهمّ

ص:398

وسیلة إعلامیّة بید النبیّ موسی علیه السلام هی تحویل العصا إلی حیّة وإظهار الید البیضاء.

وفی العهد الذی کان فیه الناس بحاجة إلی علاج لآلامهم،کان أهمّ سلاح إعلامی بید النبیّ عیسی علیه السلام هو معالجة المصابین بأمراض مزمنة وإحیاء الموتی.وفی العصر الذی یکون فیه للکلام أکبر تأثیر ثقافی،یأتی القرآن-بما یمثّله من معجزة ثقافیّة-کأکبر سلاح إعلامی بید رسول الإسلام صلی الله علیه و آله. (1)

وفی وقتنا الحاضر أیضاً یجب علی المعنیّین بالإعداد والتخطیط للإعلام الإسلامی أن یستخدموا-بقدر الإمکان-أحدث الوسائل والأسالیب الإعلامیّة بما یتناسب ومتطلّبات العصر لغرض بناء المجتمع الإسلامی الأمثل.إنّ الخطبة والکتاب والمسجد والمنبر کان لها فی یوم من الأیّام الکلمة الاُولی والأخیرة فی الإعلام،أمّا الیوم فإنّ التأثیر الإعلامی-وخاصّة فی جیل الشباب-یأتی بالدرجة الاُولی عن طریق الفلم والمسرح والسینما والصحف والمجلّات،وأخیراً الانترنیت.

و هذا لا یعنی،طبعاً،أنّ المسجد والمنبر فقدا أهمّیتهما فی المیدان الإعلامی،بل المراد أنّ التخطیط للإعلام الإسلامی یجب أن یتطوّر بما یتناسب ومتطلّبات العصر، إضافةً إلی أنّ التجدید فی الأسالیب والوسائل الإعلامیّة القدیمة یساهم فی زیادة فاعلیّتها وجذّابیّتها.نشیر-علی سبیل المثال-إلی أنّ المناظرة واحدة من الأسالیب الإعلامیّة القدیمة،إلّاأنّ طرحها فی قالب جدید تحت عنوان«حوار الحضارات»جعلها تحظی باستقبال هائل من قبل شعوب العالم إلی درجة أنّ عام (2001 م) سمّی«عام حوار الحضارات». (2)

ص:399


1- (1) .راجع:ص 396 ح 10791.
2- (2) .راجع:الحوار بین الحضارات فی الکتاب والسنّة (للمؤلف).
دور المکان فی التبلیغ

إنّ رعایة المتطلّبات المکانیّة ضروریّة-کرعایة المتطلّبات الزمانیّة-لنجاح العمل التبلیغی أو الإعلامی عموماً.فخطط التبلیغ فی المساجد،وفی صلاة الجمعة،وفی عیدی الفطر والأضحی،وخطط التبلیغ الخاصّة بالحجّ،وإبلاغ رسالة البراءة من المشرکین فی عرفات ومنی،والتوجیهات الإعلامیّة التی کان الرسول صلی الله علیه و آله یقدّمها لمبعوثیه لمهمّة التبلیغ،تعتبر أمثلة من اهتمام قادة الإسلام بدور المکان فی تطویر الأهداف الإعلامیّة.

تحدیث مضامین الإعلام

لا ینحصر تأثیر الزمان والمکان فی التطویر والتجدید فی الوسائل والأسالیب الإعلامیّة،بل یتعدّاهما إلی المضمون؛وسبب ذلک هو أنّ الکثیر من الأحکام الإسلامیّة قد شُرّعت لزمان ومکان خاصّ.یقول الإمام الخمینی قدس سره فی هذا المجال:

الزمان والمکان عنصران فاعلان فی الاجتهاد،فالمسألة التی کان لها فی القدیم حکم معیّن،قد تتّخذ فی ضوء العلاقات السائدة فی میادین السیاسة والاجتماع والاقتصاد حکماً جدیداً؛بمعنی أنّ المعرفة الدقیقة للعلاقات الاقتصادیّة والاجتماعیّة والسیاسیّة تجعل الموضوع الأوّل،الذی یبدو فی الظاهر وکأنّه لا یختلف عن الموضوع القدیم،موضوعاً جدیداً یتطلّب لزاماً حکماً جدیداً. (1)

ومن هنا،فإنّ التبلیغ یستلزم التفقّه فی الدین،والمبلّغ الکامل هو الذی یلائم بین

ص:400


1- (1) .صحیفۀ نور (بالفارسیة):ج 21،ص 98،من بیان الإمام الخمینی إلی مراجع الإسلام فی أنحاء البلاد.

ما یدعو إلیه والأحکام التابعة للظروف الزمانیّة والمکانیّة الخاصّة.ولهذا السبب فإنّ الناس مکلّفون بالرجوع إلی الفقهاء فی المسائل المستحدثة،وهؤلاء الفقهاء یمکنهم-فی ضوء ما لدیهم من معرفة بالإسلام علی أساس التوجیهات المستقاة من أهل البیت علیهم السلام ومع أخذ عنصر الزمان والمکان بنظر الاعتبار-تقدیم إرشاداتهم للناس فی مواجهة الشبهات والمستجدّات الاجتماعیّة والثقافیّة والسیاسیّة. (1)

ص:401


1- (1) .راجع:ص 397 ح 10792.
و-زِیادَةُ العِلمِ عَلَی النُّطقِ

10793. الإمام علیّ علیه السلام: یَنبَغی أن یَکونَ عِلمُ الرَّجُلِ زائِداً عَلی نُطقِهِ،وعَقلُهُ غالِباً عَلی لِسانِهِ. (1)

10794. عنه علیه السلام: لا تَتَکَلَّم بِکُلِّ ما تَعلَمُ،فَکَفی بِذلِکَ جَهلًا. (2)

ز-الوُقوفُ عِندَ حَدِّ العِلمِ

الکتاب

«وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ کُلُّ أُولئِکَ کانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً» . (3)

الحدیث

10795. الإمام علیّ علیه السلام: لا تُخبِر بِما لَم تُحِط بِهِ عِلماً. (4)

10796. عنه علیه السلام: رَحِمَ اللّهُ امرَأً عَرَفَ قَدرَهُ،ولَم یَتَعَدَّ طَورَهُ. (5)

10797. عنه علیه السلام: مَن وَقَفَ عِندَ قَدرِهِ أکرَمَهُ النّاسُ. (6)

10798. عنه علیه السلام: مَن تَعَدّی حَدَّهُ أهانَهُ النّاسُ. (7)

10799. الکافی عن زرارة بن أعین: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام:ما حَقُّ اللّهِ عَلَی العِبادِ؟

ص:402


1- (1) .غرر الحکم:ج 6 ص 445 ح 10946، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 553 ح 10189.
2- (2) .غرر الحکم:ج 6 ص 266 ح 10187، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 518 ح 9398.
3- (3) .الإسراء:36. [3]
4- (4) .غرر الحکم:ج 6 ص 265 ح 10179، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 520 ح 9455.
5- (5) .المناقب للخوارزمی:ص 375 ح 395 عن أحمد بن أبی طاهر،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 16 ص 118، [5]شرح ابن میثم علی المئة کلمة:ص 59،مطلوب کلّ طالب:ص 19،عیون الحکم والمواعظ:ص 261 ح 4762.
6- (6) .غرر الحکم:ج 5 ص 333 ح 8617، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 460 ح 8341.
7- (7) .غرر الحکم:ج 5 ص 333 ح 8618. [7]

قالَ:أن یَقولوا ما یَعلَمونَ،ویَقِفوا عِندَ ما لا یَعلَمونَ. (1)

راجع:العلم والحکمة فی الکتاب والسنة:ص 421 (آداب العالم/التوقّف عند الجهل).

2/4 الخَصائِصُ الأَخلاقِیَّةُ

أ-الإِخلاصُ

10800. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما ِمن عَبدٍ یَخطُبُ خُطبَةً إلَّااللّهُ سائِلُهُ عَنها ما أرادَ بِها. (2)

10801. عنه صلی الله علیه و آله: یا أبا ذَرٍّ،ما مِن خَطیبٍ إلّاعُرِضَت عَلَیهِ خُطبَتُهُ یَومَ القِیامَةِ،وما أرادَ بِها. (3)

10802. عنه صلی الله علیه و آله: مَن قامَ بِخُطبَةٍ لا یَلتَمِسُ بِها إلّارِیاءً،أوقَفَهُ اللّهُ عز و جل یَومَ القِیامَةِ مَوقِفَ رِیاءٍ وسُمعَةٍ. (4)

ب-الشَّجاعَةُ

الکتاب

«اَلَّذِینَ یُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللّهِ وَ یَخْشَوْنَهُ وَ لا یَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللّهَ وَ کَفی بِاللّهِ حَسِیباً . (5)

ص:403


1- (1) .الکافی:ج 1 ص 43 ح 7، [1]التوحید:ص 459 ح 27 وفیه«حجّة اللّه»بدل«حقّ اللّه»،الأمالی للصدوق:ص 506 ح 701،منیة المرید:ص 215، [2]روضة الواعظین:ص 513، [3]بحار الأنوار:ج 2 ص 113 ح 2. [4]
2- (2) .الزهد لابن حنبل:ص 391 [5]عن الحسن،شعب الإیمان:ج 2 ص 287 ح 1787، [6]کنز العمّال:ج 10 ص 192 ح 29012.
3- (3) .الأمالی للطوسی:ص 530 ح 1162، [7]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 55، [8]أعلام الدین:ص 193 [9] کلّها عن أبی ذر؛شعب الإیمان:ج 4 ص 250 ح 4968 [10] عن عامر نحوه.
4- (4) .مسند ابن حنبل:ج 5 ص 438 ح 16073، [11]الثقات لابن حبّان:ج 3 ص 31،الطبقات الکبری:ج 7 ص 429، [12]التاریخ الصغیر:ج 1 ص 188 کلّها عن بشیر بن عقربة الجهنی،کنز العمّال:ج 3 ص 483 ح 7532.
5- (5) .الأحزاب:39. [13]

« یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْکافِرِینَ یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ لا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِکَ فَضْلُ اللّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ » . (1)

راجع:یس:13-27.

الحدیث

10803. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا أعرِفَنَّ (2)رَجُلاً مِنکُم عَلِمَ عِلماً فَکَتَمَهُ فَرَقاً (3)مِنَ النّاسِ. (4)

10804. سنن ابن ماجة عن أبی سعید: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا یُحَقِّر أحَدُکُم نَفسَهُ.قالوا:

یا رَسولَ اللّهِ،کَیفَ یُحَقِّرُ أحَدُنا نَفسَهُ؟! قالَ:یَری أمراً للّهِ ِ عَلَیهِ فیهِ مَقالٌ ثُمَّ لا یَقولُ فیهِ،فَیَقولُ اللّهُ عز و جل لَهُ یَومَ القِیامَةِ:ما مَنَعَکَ أن تَقولَ فِیَّ کَذا وکَذا؟فَیَقولُ:خَشیَةُ النّاسِ.فَیَقولُ:فَإِیّایَ کُنتَ أحَقَّ أن تَخشی ! (5)

10805. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَمنَعَنَّ أحَدَکُم رَهبَةُ النّاسِ أن یَقولَ بِحَقٍّ إذا رَآهُ أو شَهِدَهُ؛فَإِنَّهُ لا یُقَرِّبُ مِن أجَلٍ،ولا یُباعِدُ مِن رِزقٍ أن یَقولَ بِحَقٍّ،أو یُذَکِّرَ بِعَظیمٍ. (6)

ص:404


1- (1) .المائدة:54، [1]وراجع:یس:13-27. [2]
2- (2) .فی الطبعة المتداولة:«لأعرفنّ»،وما اثبتناه من«کنزالعمّال».
3- (3) .الفَرَق-بالتحریک-:الخوف (الصحاح:4 ص 1541«فرق»).
4- (4) .تاریخ دمشق:ج 20 ص 377 عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 10 ص 217 ح 29152 وص 306 ح 29532.
5- (5) .سنن ابن ماجة:ج 2 ص1328 ح4008،مسند ابن حنبل:ج 4 ص146 ح11699، [3]السنن الکبری:ج 10 ص155 ح20184 کلاهما نحوه وکلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 3 ص 69 ح 5534؛عوالی اللآلی:ج 1 ص 115 ح 34 [4] عن أبی سعید الخدری نحوه.
6- (6) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص 102 ح 11474، [5]المعجم الأوسط:ج 3 ص 162 ح 2804 وفیه«یذکّر بعظیم»بدل«شهده»،مسند أبی یعلی:ج 2 ص 72 ح 1207 نحوه،تفسیر ابن کثیر:ج 3 ص 128 [6] کلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 3 ص 75 ح 5567؛تنبیه الخواطر:ج 1 ص 3 [7] نحوه.

10806. عنه صلی الله علیه و آله: لا یَمنَعَنَّ أحَدَکُم مَخافَةُ النّاسِ أن یَتَکَلَّمَ بِحَقٍّ إذا عَلِمَهُ. (1)

10807. عنه صلی الله علیه و آله -لِعُمّالِهِ إلَی الیَمَنِ-:تَعَهَّدُوا النّاسَ بِالتَّذکِرَةِ وَالمَوعِظَةِ،وأَتبِعُوا المَوعِظَةَ المَوعِظَةَ،وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذی أنتُم إلَیهِ راجِعونَ،ولا تَخافوا فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ. (2)

10808. عنه صلی الله علیه و آله: قُلِ الحَقَّ،ولا تَأخُذکَ فِی اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ. (3)

10809. الخصال عن أبی ذرّ رحمه الله: أوصانی رَسولُ اللّهِ بِسَبعٍ:أوصانی أن أنظُرَ إلی مَن هُوَ دونی، ولا أنظُرَ إلی مَن هُوَ فَوقی،وأَوصانی بِحُبِّ المَساکینِ وَالدُّنُوِّ مِنهُم،وأَوصانی أن أقولَ الحَقَّ وإن کانَ مُرّاً،وأَوصانی أن أصِلَ رَحِمی وإن أدبَرَت،وأَوصانی ألّا أخافَ فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ،وأَوصانی أن أستَکثِرَ مِن قَولِ:«لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ (العَلِیِّ العَظیمِ)»؛فَإِنَّها مِن کُنوزِ الجَنَّةِ. (4)

ج-شَرحُ الصَّدرِ

الکتاب

«قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی* وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی* وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی* یَفْقَهُوا قَوْلِی» . (5)

«أَ لَمْ نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَکَ» . (6)

ص:405


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 4 ص182 ح11869، [1]السنن الکبری:ج 10 ص 154 ح 20180،سنن الترمذی:ج 4 ص483 ح2191،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1328 ح 4007 کلاهما نحوه وکلّها عن أبی سعید الخدری،کنز العمّال:ج 3 ص 76 ح 5568.
2- (2) .اُسد الغابة:ج 3 ص 14 الرّقم 2494، [2]الفردوس:ج 2 ص 44 ح 2252 نحوه وکلاهما عن عبید بن صخر بن لوذان،کنز العمّال:ج 15 ص 857 ح 43410.
3- (3) .حلیة الأولیاء:ج 1 ص 241 [3] عن ابن عمر.
4- (4) .الخصال:ص 345 ح 12،بحارالأنوار:ج 70 ص 107 ح 3؛ [4]مسند ابن حنبل:ج 8 ص 95 ح 21472، [5]صحیح ابن حبّان:ج 2 ص 194 ح 449،المعجم الکبیر:ج 2 ص 156 ح 1649 کلّها نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 245 ح 44319.
5- (5) .طه:25-28. [6]
6- (6) .الشرح:1.

الحدیث

10810. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أکثَرُ دُعائی ودُعاءِ الأَنبِیاءِ قَبلی بِعَرَفَةَ...:اللّهُمَّ اجعَل فی قَلبی نوراً، وفی سَمعی نوراً،وفی بَصَری نوراً.اللّهُمَّ اشرَح لی صَدری،ویَسِّر لی أمری. (1)

د-الصِّدقُ

10811. الإمام علیّ علیه السلام: إذا نَطَقتَ فَاصدُق. (2)

10812. عنه علیه السلام: قَلَّما یُنصِفُکَ اللِّسانُ فی نَشرِ قَبیحٍ أو إحسانٍ. (3)

10813. الکافی عن عمرو بن أبی المقدام: قالَ لی أبو جَعفَرٍ علیه السلام-فی أوَّلِ دَخلَةٍ دَخَلتُ عَلَیهِ-:تَعَلَّمُوا الصِّدقَ قَبلَ الحَدیثِ. (4)

10814. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَبعَث نَبِیّاً إلّابِصِدقِ الحَدیثِ،وأَداءِ الأَمانَةِ إلَی البَرِّ وَالفاجِرِ. (5)

10815. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:أحسَنُ المَواعِظِ ما لا یُجاوِزُ القَولُ حَدَّ الصِّدقِ،وَالفِعلُ حَدَّ الإِخلاصِ. (6)

ص:406


1- (1) .السنن الکبری:ج 5 ص 190 ح 9475، [1]المصنف لابن أبی شیبة:ج 4 ص 473 ح 3 کلاهما عن عبد اللّه بن عبیدة عن الإمام علیّ علیه السلام،کنزالعمّال:ج 5 ص 190 ح 12567.
2- (2) .غرر الحکم:ج 3 ص 114 و 117 ح 3973 و 3989 [2] وفیه«حدّثت»بدل«نطقت»،عیون الحکم والمواعظ:ص 133 ح 2997.
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 23 ح 4 [3] عن جابر بن یزید عن الإمام الباقر علیه السلام،غررالحکم:ج 4 ص 495 ح 6724، [4]عیون الحکم والمواعظ:ح 369 ح6219؛دستور معالم الحکم:ص 24. [5]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 104 ح 4، [6]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 188، [7]بحار الأنوار:ج 71 ص 3 ح 4. [8]
5- (5) .الکافی:ج 2 ص 104 ح 1، [9]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 188 [10] کلاهما عن الحسین بن أبی العلاء،مشکاة الأنوار:ص 96 ح 213 [11] بزیادة«فإنّ الأمانة مؤدّاة»بعد«أداء الأمانة»،بحار الأنوار:ج 71 ص 2 ح 1. [12]
6- (6) .مصباح الشریعة:ص 395، [13]بحار الأنوار:ج 100 ص 84 ح 53. [14]
ه-الصَّبرُ

الکتاب

«فَاصْبِرْ لِحُکْمِ رَبِّکَ وَ لا تَکُنْ کَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادی وَ هُوَ مَکْظُومٌ» . (1)

«فَاصْبِرْ کَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ کَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ یُهْلَکُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ » . (2)

«وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ کانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ» . (3)

«یا بُنَیَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ اصْبِرْ عَلی ما أَصابَکَ إِنَّ ذلِکَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» . (4)

«فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَ لا یَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِینَ لا یُوقِنُونَ» . (5)

«وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُکَ إِلاّ بِاللّهِ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ لا تَکُ فِی ضَیْقٍ مِمّا یَمْکُرُونَ» . (6)

«وَ لَقَدْ کُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِکَ فَصَبَرُوا عَلی ما کُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتّی أَتاهُمْ نَصْرُنا وَ لا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِ اللّهِ وَ لَقَدْ جاءَکَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِینَ » . (7)

راجع:المائدة:41،یونس:65،الأعراف:60 و 61-67.

الحدیث

10816. رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لَمَّا اتُّهِمَ بِأَنَّهُ لَم یَعدِل فِی القِسمَةِ-:فَمَن یَعدِلُ إذاً إذا لَم یَعدِلِ اللّهُ

ص:407


1- (1) .القلم:48. [1]
2- (2) .الأحقاف:35. [2]
3- (3) .السجدة:24. [3]
4- (4) .لقمان:17. [4]
5- (5) .الروم:60. [5]
6- (6) .النحل:127. [6]
7- (7) .الأنعام:34. [7]

ورَسولُهُ؟! رَحِمَ اللّهُ موسی ! قَد اوذِیَ بِأَکثَرَ مِن هذا فَصَبَرَ. (1)

10817. الشفا عن عائشة -فی ذِکرِ خَصائِصِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:ولَقَد کُنتُ أبکی لَهُ رَحمَةً مِمّا أری بِهِ...وأَقولُ:نَفسی لَکَ الفِداءُ،لَو تَبَلَّغتَ مِنَ الدُّنیا بِما یَقوتُکَ! فَیَقولُ:یا عائِشَةُ مالی وللدنیا؟إخوانی مِن اولِی العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ صَبَروا عَلی ما هُوَ أشَدُّ مِن هذا، فَمَضَوا عَلی حالِهِم،فَقَدِموا عَلی رَبِّهِم،فَأَکرَمَ مَآبَهُم،وأَجزَلَ ثَوابَهُم.فَأَجِدُنی أستَحیی إن تَرَفَّهتُ فی مَعیشَتی أن یُقَصَّرَ بی غَداً دونَهُم؛وما مِن شَیءٍ أحَبُّ إلَیَّ مِنَ اللُّحوقِ بِإِخوانی وأَخِلّائی.

قالَت:فَما أقامَ بَعدُ إلّاشَهراً حَتّی تُوُفِّیَ صلی الله علیه و آله. (2)

10818. الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةِ الجُمُعَةِ-:...ونَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،أرسَلَهُ بِالحَقِّ داعِیاً إلَی الحَقِّ،وشاهِداً عَلَی الخَلقِ،فَبَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ کَما أمَرَهُ...ونَصَحَ لَهُ فی عِبادِهِ صابِراً مُحتَسِباً. (3)

10819. الإمام الصادق علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:فَبَلَّغَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ما ارسِلَ بِهِ،وصَدَعَ بِما امِرَ، وأَدّی ما حُمِّلَ مِن أثقالِ النُّبُوَّةِ،وصَبَرَ لِرَبِّهِ. (4)

10820. الإمام الباقر علیه السلام: أبَی اللّهُ عز و جل أن یُطلِعَ عَلی عِلمِهِ إلّاممتَحَناً لِلإِیمانِ بِهِ،کَما قَضی عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أن یَصبِرَ عَلی أذی قَومِهِ،ولا یُجاهِدَهُم إلّابِأَمرِهِ،فَکَم مِنِ

ص:408


1- (1) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1148 ح 2981،صحیح مسلم:ج 2 ص 739 ح 140،صحیح ابن حبّان:ج 11 ص 160 ح 4829 کلّها عن عبداللّه،کنزالعمّال:ج 11 ص 505 ح 32362؛تفسیر العیّاشی:ج 2 ص 92 ح 72 [1] نحوه،بحارالأنوار:ج 21 ص 178 ح 13. [2]
2- (2) .الشفا:ج 1 ص 143،تفسیر الثعالبی:ج 5 ص 332؛ [3]تنبیه الخواطر:ج 1 ص 102 کلاهما نحوه،بحارالأنوار:ج 73 ص 209. [4]
3- (3) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 428 ح 1263،مصباح المتهجّد:ص 381 ح 508 [5]عن زید بن وهب،بحارالأنوار:ج 89 ص 237؛ [6]جواهر المطالب:ج 1 ص 318. [7]
4- (4) .الکافی:ج 1 ص 445 ح 17، [8]بحار الأنوار:ج 16 ص 369 ح 80. [9]

اکتِتامٍ قَدِ اکتَتَمَ بِهِ؛حَتّی قیلَ لَهُ: «فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِکِینَ» (1).وَایمُ اللّهِ أن لَو صَدَعَ قَبلَ ذلِکَ لَکانَ آمِناً،ولکِنَّهُ إنَّما نَظَرَ فِی الطّاعَةِ،وخافَ الخِلافَ فَلِذلِکَ؛ کَفَّ. (2)

10821. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ یُوشَعَ بنَ نونَ قامَ بِالأَمرِ بَعدَ موسی صابِراً مِنَ الطَّواغیتِ عَلَی اللَّأواءِ (3)وَالضَّرّاءِ وَالجَهدِ وَالبَلاءِ،حَتّی مَضی مِنهُم ثَلاثُ طَواغیتَ،فَقَوِیَ بَعدَهُم أمرُهُ. (4)

و-الاِستِقامَةُ

الکتاب

« فَلِذلِکَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللّهُ مِنْ کِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَکُمُ اللّهُ رَبُّنا وَ رَبُّکُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ لا حُجَّةَ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ اللّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ » . (5)

«فَاسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَکَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ» . (6)

الحدیث

10822. السّیرة النّبویّة لابن هشام عن ابن إسحاق -فی ذِکرِ مُواجَهَةِ مُشرِکی قُرَیشٍ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فی بِدایَةِ الدَّعوَةِ-:قالوا:یا أبا طالِبٍ،إنَّ ابنَ أخیکَ قَد سَبَّ آلِهَتَنا،وعابَ دینَنا،

ص:409


1- (1) .الحجر:94. [1]
2- (2) .الکافی:ج 1 ص 243 ح 1 [2] عن الحسن بن العباس بن الحریش عن الإمام الجواد عن الإمام الصادق علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 13 ص 398 ح 4. [3]
3- (3) .اللَّأْواء:الشدّة وضِیق المعیشة (النهایة:4 ص 221«لأو»).
4- (4) .کمال الدین:ص 154 ح 17، [4]قصص الأنبیاء للراوندی:ص 179 ح 207 [5] کلاهما عن محمّد بن عمارة،بحار الأنوار:ج 13 ص 445 ح 10. [6]
5- (5) .الشوری:15. [7]
6- (6) .هود:112. [8]

وسَفَّهَ أحلامَنا،وضَلَّلَ آباءَنا؛فَإِمّا أن تَکُفَّهُ عَنّا،وإمّا أن تُخَلِّیَ بَینَنا وبَینَهُ؛فَإِنَّکَ عَلی مِثلِ ما نَحنُ عَلَیهِ مِن خِلافِهِ فَنَکفیکَهُ.فَقالَ لَهُم أبو طالِبٍ قَولاً رَفیقاً،ورَدَّهُم رَدّاً جَمیلاً،فَانصَرَفوا عَنهُ.ومَضی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی ما هُوَ عَلَیهِ؛یُظهِرُ دینَ اللّهِ ویَدعو إلَیهِ،ثُمَّ شَرَی (1)الأَمرُ بَینَهُ وبَینَهُم حَتّی تَباعَدَ الرِّجالُ وَتَضاغَنوا،وأَکثَرَت قُرَیشٌ ذِکرَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بَینَها،فَتَذامَروا فیهِ،وحَضَّ بَعضُهُم بَعضاً عَلَیهِ.ثُمَّ إنَّهُم مَشَوا إلی أبی طالِبٍ مَرَّةً اخری،فَقالوا لَهُ:یا أبا طالِبٍ،إنَّ لَکَ سِنّاً وشَرَفاً ومَنزِلَةً فینا،وإنّا قَدِ استَنهَیناکَ مِنِ ابنِ أخیکَ فَلَم تَنهَهُ عَنّا،وإنّا وَاللّهِ لا نَصبِرُ عَلی هذا مِن شَتمِ آبائِنا،وتَسفیهِ أحلامِنا،وعَیبِ آلِهَتِنا،حَتّی تَکُفَّهُ عَنّا،أو نُنازِلَهُ وإیّاکَ فی ذلِکَ حَتّی یَهلِکَ أحَدُ الفَریقَینِ...إنَّ قُرَیشاً حینَ قالوا لِأَبی طالِبٍ هذِهِ المَقالَةَ،بَعَثَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:یَا بنَ أخی،إنَّ قَومَکَ قَد جاؤونی،فَقالوا لی کَذا وکَذا...فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عَمِّ،وَاللّهِ لَو وَضَعُوا الشَّمسَ فی یَمینی وَالقَمَرَ فی یَساری عَلی أن أترُکَ هذَا الأَمرَ حَتّی یُظهِرَهُ اللّهُ أو أهلِکَ فیهِ،ما تَرَکتُهُ.قالَ:ثُمَّ استَعبَرَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَبَکی،ثُمَّ قامَ،فَلَمّا وَلّی ناداهُ أبو طالِبٍ،فَقالَ:أقبِل یَا بنَ أخی.قالَ:فَأَقبَلَ عَلَیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:اِذهَب یَا بنَ أخی فَقُل ما أحبَبتَ،فَوَاللّهِ لا اسلِمُکَ لِشَیءٍ أبَداً. (2)

10823. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما اوذِیَ أحَدٌ مِثلَ ما اوذیتُ فِی اللّهِ. (3)

ص:410


1- (1) .شَرَی:أی عَظُمَ وتَفاقَمَ (لسان العرب:ج 14 ص 430«شری»).
2- (2) .السیرة النبویّة لابن هشام:ج 1 ص 283، [1]تاریخ الطبری:ج 2 ص 325 [2] نحوه،الکامل فی التاریخ:ج 1 ص 489؛ [3]تفسیر القمی:ج 2 ص 228، [4]المناقب لابن شهر آشوب:ج 1 ص 58 [5] کلاهما نحوه،بحارالأنوار:ج 35 ص 86 ح 31.
3- (3) .حلیة الأولیاء:ج 6 ص 333 عن أنس،تفسیر الفخر الرّازی:ج 4 ص 172 وفیه«ما اوذیَ نبیٌ مثلَ ما اوذیتْ»،کنزالعمّال:ج 3 ص 130 ح 5818؛التمحیص:ص 4،کشف الغمّة:ج 3 ص 327، [6]المناقب لابن شهر آشوب:ج 3 ص 247 [7] وفیهما«ما اوذیَ نبیٌ مثلَ ما اوذیت»،بحارالأنوار:ج 39 ص 56. [8]

10824. عنه صلی الله علیه و آله: لَقَد اخِفتُ فِی اللّهِ وما یُخافُ أحَدٌ.ولَقَد اوذیتُ فِی اللّهِ وما یُؤذی أحَدٌ.ولَقَد أتَت عَلَیَّ ثَلاثونَ مِن یَومٍ ولَیلَةٍ وما لی ولِبِلالٍ طَعامٌ یَأکُلُهُ ذو کَبِدٍ إلّاشَیءٌ یُواریهِ إبطُ بِلالٍ ! (1)

10825. الطّبقات الکبری عن إسماعیل بن عیّاش: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أصبَرَ النّاسِ عَلی أوزارِ النّاسِ. (2)

10826. صحیح ابن خزیمة عن طارق المحاربیّ: رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ فی سُوقِ ذِی المَجازِ وعَلَیهِ حُلَّةٌ حَمراءُ،وهُوَ یَقولُ:«یا أیُّهَا النّاسُ،قولوا:لا إلهَ إلَّااللّهُ تُفلِحوا»، ورَجُلٌ یَرمیهِ بِالحِجارَةِ وقَد أدمی کَعبَیهِ وعُرقُوبَیهِ (3)،وهُوَ یَقولُ:یا أیُّها النّاسُ، لا تُطیعوهُ فَإِنَّهُ کَذّابٌ !

فَقُلتُ:مَن هذا؟قالوا:غُلامُ بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ.فَقُلتُ:مَن هذَا الَّذی یَتبَعُهُ یَرمیهِ بِالحِجارَةِ؟قالوا:هذا عَبدُ العُزّی أبو لَهَبٍ. (4)

10827. المعجم الکبیر عن منیب الأزدی: رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِی الجاهِلِیَّةِ وهُوَ یَقولُ لِلنّاسِ:قُولوا:«لا إلهَ إلَّااللّهُ»تُفلِحوا،فَمِنهُم مَن تَفَلَ فی وَجهِهِ،ومِنهُم مَن حَثا عَلَیهِ التُّرابَ،ومِنهُم مَن سَبَّهُ،حَتَّی انتَصَفَ النَّهارُ،فَأَقبَلَت جارِیَةٌ بِعُسٍّ مِن ماءٍ

ص:411


1- (1) .سنن الترمذی:4 ص645 ح2472،سنن ابن ماجة:1 ص54 ح151،مسند ابن حنبل:ج 4 ص242 ح12213، [1]وفی الأخیرین«ثلاثة»بدل«ثلاثون»وکلّها عن أنس،کنزالعمّال:ج 6 ص 491 ح 16678.
2- (2) .الطبقات الکبری:ج 1 ص 378، [2]سبل الهدی والرشاد:ج 1 ص 477 [3] وفیه«أقذار»بدل«أوزار»،کنز العمّال:ج 7 ص 1781835.
3- (3) .العُرْقُوب:عَصَبٌ مُوَثق خلف الکعبین (المصباح المنیر:ص 405«عرقب»).
4- (4) .صحیح ابن خزیمة:ج 1 ص82 ح159،سنن الدار قطنی:ج 3 ص 44 ح 186،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 21 ح 19026 عن ربیعة بن عباد وکلاهما نحوه،کنزالعمّال:ج 12 ص 449 ح 35538؛المناقب لابن شهر آشوب:ج 1 ص 56 [4] نحوه،بحارالأنوار:ج 18 ص 202. [5]

فَغَسَلَ وَجهَهُ أو یَدَیهِ وقالَ:یا بُنَیَّةُ،لا تَخشَی عَلی أبیکِ عَیلَةً ولا ذِلَّةً.

فَقُلتُ:مَن هذِهِ؟قالوا:زَینَبُ بِنتُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وهِیَ جارِیَةٌ وَضیئَةٌ. (1)

10828. صحیح البخاری عن عبد اللّه: کَأَنّی أنظُرُ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَحکی نَبِیّاً مِنَ الأَنبِیاءِ،ضَرَبَهُ قَومُهُ فَأَدمَوهُ،وهُو یَمسَحُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ویَقولُ:اللّهُمَّ اغفِر لِقَومی فَإِنَّهُم لا یَعلَمونَ ! (2)

ز-النُّصحُ

الکتاب

«أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنَا لَکُمْ ناصِحٌ أَمِینٌ» . (3)

«أُبَلِّغُکُمْ رِسالاتِ رَبِّی وَ أَنْصَحُ لَکُمْ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ» . (4)

«فَتَوَلّی عَنْهُمْ وَ قالَ یا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُکُمْ رِسالَةَ رَبِّی وَ نَصَحْتُ لَکُمْ وَ لکِنْ لا تُحِبُّونَ النّاصِحِینَ» . (5)

الحدیث

10829. الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکرِ فَضیلَةِ الرَّسولِ الکَریمِ-:بَعَثَهُ وَالنّاسُ ضُلّالٌ فی حَیرَةٍ، وحاطِبونَ فی فِتنَةٍ...فَبالَغَ صلی الله علیه و آله فِی النَّصیحَةِ،ومَضی عَلَی الطَّریقَةِ،ودَعا إلَی الحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ. (6)

ص:412


1- (1) .المعجم الکبیر:ج 20 ص 343 ح 805،التاریخ الکبیر:ج 8 ص 14 الرقم 1977،تاریخ دمشق:ج 57 ص 188،اُسد الغابة:ج 5 ص 264 الرقم 5131،الإصابة:ج 6 ص 179 الرقم 8268 [1] کلّها نحوه،کنزالعمّال:ج 12 ص 451 ح 35541.
2- (2) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1282 ح 3290،صحیح مسلم:ج 3 ص 1417 ح 1792،سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1335 ح 4025 وراجع:الإقبال:ج 1 ص 385 [2] وبحارالأنوار:ج 98 ص 167.
3- (3) .الأعراف:68. [3]
4- (4) .الأعراف:62. [4]
5- (5) .الأعراف:79. [5]
6- (6) .نهج البلاغة:الخطبة 95، [6]بحار الأنوار:ج 18 ص 219 ح 51. [7]
ح-الرِّفقُ

الکتاب

«فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ کُنْتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ» . (1)

«اِذْهَبا إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی* فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشی» . (2)

الحدیث

10830. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یَسِّروا ولا تُعَسِّروا،وسَکِّنوا ولا تُنَفِّروا. (3)

10831. صحیح مسلم عن أبی موسی: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا بَعَثَ أحَداً مِن أصحابِهِ فی بَعضِ أمرِهِ قالَ:بَشِّروا ولا تُنَفِّروا،ویَسِّروا ولا تُعَسِّروا. (4)

10832. صحیح مسلم عن أبی بردة عن أبیه: بَعَثَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ومُعاذاً إلَی الیَمَنِ،فَقالَ:

ادعُوَا النّاسَ،وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا،ویَسِّرا ولا تُعَسِّرا. (5)

10833. صحیح البخاری عن أبی بردة عن أبیه: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله بَعَثَ مُعاذاً وأَبا موسی إلَی

ص:413


1- (1) .آل عمران:159. [1]
2- (2) .طه:43 و 44. [2]
3- (3) .صحیح البخاری:ج 5 ص 2269 ح 5774،صحیح مسلم:ج 3 ص 1359 ح 8،مسند ابن حنبل:ج 4 ص 263 ح 12335، [3]مسند أبی یعلی:ج 4 ص 173 ح 4157 کلّها عن أنس بن مالک،کنز العمّال:ج 3 ص49 ح5429؛رسائل الشریف المرتضی:ج 2 ص 246 [4] وفیه«أسکنو»بدل«سکنوا»،عوالی اللآلی:ج 1 ص 381 ح 5 [5] وفیه«بشّروا»بدل«سکّنوا».
4- (4) .صحیح مسلم:ج 3 ص1358 ح6،سنن أبی داود:ج 4 ص260 ح4835، [6]مسند ابن حنبل:ج 7 ص139 ح19589، [7]کنزالعمّال:ج 7 ص 94 ح 18127.
5- (5) .صحیح مسلم:ج 3 ص 1587 ح 71،صحیح ابن حبّان:ج 12 ص 197 ح 5376،السنن الکبری:ج 8 ص 506 ح 17363 کلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 29 ح 5306.

الیَمَنِ،قالَ:یَسِّرا ولا تُعَسِّرا،وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا،وتَطاوَعا ولا تَختَلِفا. (1)

10834. المعجم الکبیر عن ابن عبّاس: لَمّا نَزَلَت «یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنّا أَرْسَلْناکَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً (2)،دَعَا النَّبِیُّ عَلِیّاً ومُعاذاً-وقَد کانَ أمَرَهُما أن یَخرُجا إلَی الیَمَنِ- فَقالَ:اِنطَلِقا،وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا،ویَسِّرا ولا تُعَسِّرا؛فَإِنَّهُ قَد انزِلَت عَلَیَّ: «یا أَیُّهَا النَّبِیُّ...» . (3)

10835. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: امِرتُ بِمُداراةِ النّاسِ کَما امِرتُ بِتَبلیغِ الرِّسالَةِ. (4)

10836. عنه صلی الله علیه و آله -فی ما وَصّی بِهِ عَمرَو بنَ مُرَّةَ لَمّا بَعَثَهُ إلی قَومِهِ-:عَلَیکَ بِالرِّفقِ،وَالقَولِ السَّدیدِ،ولا تَکُ فَظّاً،ولا غَلیظاً،ولا مُستَکبِراً،ولا حَسوداً. (5)

10837. الإمام علیّ علیه السلام: لینُ الکَلامِ قَیدُ القَلبِ. (6)

10838. عنه علیه السلام: إنَّ مِنَ الکَرَمِ لینَ الکَلامِ. (7)

ص:414


1- (1) .صحیح البخاری:ج 3 ص 1104 ح 2873،صحیح مسلم:ج 3 ص 1359 ح 7،مسند ابن حنبل:ج 7 ص 165 ح 19719، [1]السنن الکبری:ج 10 ص 147 ح 20150، [2]کنز العمّال:ج 3 ص 33 ح 5326.
2- (2) .الأحزاب:45. [3]
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 11 ص 247 ح 11841،الدرّ المنثور:ج 6 ص 624 [4] نقلاً عن ابن أبی حاتم وابن عساکر،کنز العمّال:ج 3 ص 33 ح 5326.
4- (4) .تحف العقول:ص 48،مشکاة الأنوار:ص 311 ح 973، [5]بحار الأنوار:ج 77 ص 151 ح 97. [6]
5- (5) .کنز الفوائد:ج 1 ص 210، [7]بحار الأنوار:ج 18 ص 104 ح 4؛ [8]تاریخ دمشق:ج 46 ص 345 ولیس فیه«و لا غلیظاً»،السیرة النبویة لابن کثیر:ج 1 ص 315،إمتاع الأسماع:ج 4 ص 11 [9] وفی الأخیرین«متکبّراً»بدل«مستکبراً»،کنز العمّال:ج 13 ص 500 ح 37292.
6- (6) .المواعظ العددیّة:ص 60.
7- (7) .الکافی:ج 8 ص 24 ح 4 [10] عن جابر بن یزید الجعفی عن الإمام الباقر علیه السلام،تحف العقول:ص 98،بحار الأنوار:ج 77 ص287 ح 1. [11]

10839. عنه علیه السلام: لا تُکثِرِ العِتابَ؛فَإِنَّهُ یورِثُ الضَّغینَةَ،ویَجُرُّ إلَی البِغضَةِ.وَاستَعتِب مَن رَجَوتَ إعتابَهُ. (1)

10840. الإمام زین العابدین علیه السلام: حَقُّ المُستَنصِحِ أن تُؤَدِّیَ إلَیهِ النَّصیحَةَ،وَلیَکُن مَذهَبُکَ الرَّحمَةَ لَهُ،وَالرِّفقَ بِهِ. (2)

10841. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ-صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ-یَقولُ:لِیَجتَمِع فی قَلبِکَ الاِفتِقارُ إلَی النّاسِ وَالاِستِغناءُ عَنهُم؛فَیَکونَ افتِقارُکَ إلَیهِم فی لینِ کَلامِکَ وحُسنِ بِشرِکَ،ویَکونَ استِغناؤُکَ عَنهُم فی نَزاهَةِ عِرضِکَ وبَقاءِ عِزِّکَ. (3)

10842. عنه علیه السلام -لِعُمَرَ بنِ حَنظَلَةَ-:یا عُمَرُ،لا تُحَمِّلوا عَلی شیعَتِنا،وَارفُقوا بِهِم؛فَإِنَّ النّاسَ لا یَحتَمِلونَ ما تَحمِلونَ. (4)

10843. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:کُن رَفیقاً فی أمرِکَ بِالمَعروفِ، وشَفیقاً فی نَهیِکَ عَنِ المُنکَرِ،ولا تَدَعِ النَّصیحَةَ فی کُلِّ حالٍ. (5)

10844. الإمام العسکری علیه السلام -فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ-:قالَ الصّادِقُ علیه السلام: «وَ قُولُوا لِلنّاسِ» کُلِّهِم «حُسْناً» (6)مُؤمِنِهِم ومُخالِفِهِم؛أمَّا المُؤمِنونَ فَیَبسُطُ لَهُم وَجهَهُ وبِشرَهُ،وأَمَّا

ص:415


1- (1) .تحف العقول:ص 84،کنز الفوائد:ج 1 ص 92، [1]کشف المحجّة (طبعة مطبعة الحیدریة نجف):ص 170 کلاهما نحوه،عیون الحکم والمواعظ:ص 519 ح 9424،بحار الأنوار:ج 77 ص 231 ح 2؛ [2]دستور معالم الحکم:ص 63 [3] نحوه،کنز العمّال:ج 16 ص 181 ح 44215.
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص624 ح3214،الخصال:ص 570 ح1،مکارم الأخلاق:ج 2 ص 304 [4] کلّها عن أبی حمزة الثمالی،بحار الأنوار:ج 74 ص8 ح 1 [5] وراجع:تحف العقول:ص 269.
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 149 ح 7 [6] عن عمّار الساباطی،معانی الأخبار:ص 267 ح 1 عن یحیی بن عمران،تحف العقول:ص 204 عن الإمام علیّ علیه السلام،مشکاة الأنوار:ص 226 ح 625، [7]بحار الأنوار:ج 74 ص 158 ح 9. [8]
4- (4) .الکافی:ج 8 ص 334 ح 522، [9]وسائل الشیعة:ج 11 ص 426 ح 1. [10]
5- (5) .مصباح الشریعة:ص 256، [11]بحار الأنوار:ج 74 ص 160 ح 17. [12]
6- (6) .البقرة:83. [13]

المُخالِفونَ فَیُکَلِّمُهُم بِالمُداراةِ لِاجتِذابِهِم إلَی الإِیمانِ. (1)

ط-الأَدَبُ

10845. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ آمِراً بِمَعروفٍ؛فَلیَکُن أمرُهُ ذلِکَ بِمَعروفٍ. (2)

10846. عنه صلی الله علیه و آله: إیّاکَ أن...تَتَکَلَّمَ فی غَیرِ أدَبٍ. (3)

10847. الإمام علیّ علیه السلام: الأَدَبُ هُوَ...زینَةُ اللِّسانِ. (4)

10848. عنه علیه السلام: إیّاکَ وما یُستَهجَنُ مِنَ الکَلامِ؛فَإِنَّهُ یَحبِسُ عَلَیکَ اللِّئامَ،ویُنَفِّرُ عَنکَ الکِرامَ. (5)

10849. تحف العقول: قیلَ [لِلحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام ]:فَمَا العِیُّ؟قالَ:العَبَثُ بِاللِّحیَةِ،وکَثرَةُ التَّنَحنُحِ عِندَ المنَطِقِ. (6)

10850. الإمام زین العابدین علیه السلام: وحَقُّ اللِّسانِ:إکرامُهُ عَنِ الخَنا (7)،وتَعویدُهُ الخَیرَ. (8)

ص:416


1- (1) .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 353 ح 240، [1]بحار الأنوار:ج 75 ص 401 ح 42. [2]
2- (2) .مسند الشهاب:ج 1 ص 285 ح 465 عن أبی برزة،شعب الإیمان:ج 6 ص 99 ح 7603 [3] عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جدّه،الفردوس:ج 3 ص 585 ح 5833 عن عبد اللّه بن عمرو وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 3 ص 66 ح 5523.
3- (3) .أعلام الدین:ص 273. [4]
4- (4) .أعلام الدین:ص 84. [5]
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 314 ح 2722، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 99 ح 285.
6- (6) .تحف العقول:ص 226،کشف الغمّة:ج 2 ص 195 وفیه«النزق عند المخاطبة»بدل«کثرة التنحنح عند المنطق»،بحارالأنوار:ج 78 ص 104 ح 2؛ [7]المعجم الکبیر:ج 3 ص 69 ح 2688،حلیة الاولیاء:ج 2 ص 36 [8] کلاهما عن الحارث وفیهما«البزق عند المخاطبة»بدل«کثرة التنحنح عند المنطق».
7- (7) .الخَنا:الفُحش فی القول (النهایة:ج 2 ص 86« [9]خنا»).
8- (8) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 2 ص 619 ح 3214،الخصال:ص 566 ح 1 کلاهما عن أبی حمزة الثمالی،تحف العقول:ص 256 [10] بزیادة«وحَمْلُه علَی الأدب»فی آخره،مشکاة الأنوار:ص 301 ح 932 وفیه«الزامه»بدل«اکرامه»،بحار الأنوار:ج 74 ص 211. [11]
ی-التَّواضُعُ

الکتاب

«وَ اخْفِضْ جَناحَکَ لِمَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ» . (1)

«وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ یَأْکُلُ الطَّعامَ وَ یَمْشِی فِی الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَیْهِ مَلَکٌ فَیَکُونَ مَعَهُ نَذِیراً » . (2)

الحدیث

10851. تنبیه الخواطر: صَنَعَ عیسی علیه السلام لِلحَوارِیّینَ طَعاماً،فَلَمّا أکَلوا وَضَّأَهُم بِنَفسِهِ، وقالوا:یا روحَ اللّهِ،نَحنُ أولی أن نَفعَلَهُ مِنکَ ! قالَ:إنَّما فَعَلتُ هذا لِتَفعَلوهُ بِمَن تُعَلِّمونَ. (3)

10852. الکافی عن محمّد بن سنان رفعه: قالَ عیسی بنُ مَریَمَ علیه السلام:یا مَعشَرَ الحَوارِیّینَ،لی إلَیکُم حاجَةٌ،اِقضوها لی.قالوا:قُضِیَت حاجَتُکَ یا روحَ اللّهِ،فَقامَ فَغَسَلَ أقدامَهُم، فَقالوا:کُنّا نَحنُ أحَقَّ بِهذا یا روحَ اللّهِ ! فَقالَ:إنَّ أحَقَّ النّاسِ بِالخِدمَةِ العالِمُ؛إنَّما تَواضَعتُ هکَذا لِکَیما تَتَواضَعوا بَعدی فِی النّاسِ کَتَواضُعی لَکُم.بِالتَّواضُعِ تَعمُرُ الحِکمَةُ لا بِالتَّکَبُّرِ،وکَذلِکَ فِی السَّهلِ یَنبُتُ الزَّرعُ لا فِی الجَبَلِ. (4)

ک-جَوامِعُ ما یَنبَغی لِلمُبَلِّغِ

الکتاب

«لَقَدْ جاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ» . (5)

ص:417


1- (1) .الشعراء:215. [1]
2- (2) .الفرقان:7. [2]
3- (3) .تنبیه الخواطر:ج 1 ص 83، [3]بحار الأنوار:ج 14 ص 326 ح 43. [4]
4- (4) .الکافی:ج 1 ص 37 ح 6، [5]منیة المرید:ص 183، [6]بحارالأنوار:ج 2 ص 62 ح 5. [7]
5- (5) .التوبة:128. [8]

الحدیث

10853. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا یَأمُرُ بِالمَعروفِ ولا یَنهی عَنِ المُنکَرِ إلّامَن کانَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ:

رَفیقٌ بِما یَأمُرُ بِهِ،رَفیقٌ بِما یَنهی عَنهُ؛عَدلٌ فی ما یَأمُرُهُ،عَدلٌ فی ما یَنهی عَنهُ؛ عالِمٌ بِما یَأمُرُ بِهِ،عالِمٌ بِما یَنهی عَنهُ. (1)

10854. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصفِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:أرسَلَهُ داعِیاً إلَی الحَقِّ،وشاهِداً عَلَی الخَلقِ؛ فَبَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ غَیرَ وانٍ ولا مُقَصِّرٍ،وجاهَدَ فِی اللّهِ أعداءَهُ غَیرَ واهِنٍ ولا مُعَذِّرٍ.

إمامُ مَنِ اتَّقی،وبَصَرُ مَنِ اهتَدی. (2)

10855. عنه علیه السلام -فی صِفَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وأَهلِ بَیتِهِ-:اِبتَعَثَهُ بِالنّورِ المُضیءِ،وَالبُرهانِ الجَلِیِّ، وَالمِنهاجِ البادی،وَالکِتابِ الهادی.اُسرَتُهُ خَیرُ اسرَةٍ،وشَجَرَتُهُ خَیرُ شَجَرَةٍ، أغصانُها مُعتَدِلَةٌ،وثِمارُها مُتَهَدِّلَةٌ.مَولِدُهُ بِمَکَّةَ،وهِجرَتُهُ بِطَیبَةَ.عَلا بِها ذِکرُهُ،وَامتَدَّ مِنها صَوتُهُ.أرسَلَهُ بِحُجَّةٍ کافِیَةٍ،ومَوعِظَةٍ شافِیَةٍ،ودَعوَةٍ مُتَلافِیَةٍ.أظهَرَ بِهِ الشَّرائِعَ المَجهولَةَ،وقَمَعَ بِهِ البِدَعَ المَدخولَةَ،وبَیَّنَ بِهِ الأَحکامَ المَفصولَةَ. (3)

10856. عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ-سُبحانَهُ وتَعالی-جَعَلَ الذِّکرَ جِلاءً لِلقُلوبِ؛تَسمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَةِ، وتُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةِ،وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعانَدَةِ.وما بَرِحَ للّهِ ِ-عَزَّت آلاؤُهُ-فِی البُرهَةِ بَعدَ البُرهَةِ،وفی أزمانِ الفَتَراتِ،عِبادٌ ناجاهُم فی فِکرِهِم،وکَلَّمَهُم فی ذاتِ

ص:418


1- (1) .النوادر للراوندی:ص 143 ح 195، [1]الجعفریّات:ص 88 [2] کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،تحف العقول:ص 358 عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه،دعائم الإسلام:ج 1 ص 368 [3] عن الإمام علیّ علیه السلام عنه صلی الله علیه و آله،بحار الأنوار:ج 100 ص 87 ح 64؛ [4]الفردوس:ج 5 ص 137 ح 7741 عن أنس بن مالک نحوه،کنزالعمّال:ج 3 ص 74 ح 5561.
2- (2) .نهج البلاغة:الخطبة 116، [5]المناقب لابن شهرآشوب:ج 1 ص 158، [6]مصباح المتهجّد:ص 381 ص 508 [7] عن زید بن وهب نحوه،بحارالأنوار:ج 18 ص 220 ح 53. [8]
3- (3) .نهج البلاغة:الخطبة 161، [9]بحار الأنوار:ج 18 ص 222 ح 58؛ [10]ینابیع المودّة:ج 3 ص 451 ح 9. [11]

عُقولِهِم،فَاستَصبَحوا بِنورِ یَقَظَةٍ فِی الأَبصارِ وَالأَسماعِ وَالأَفئِدَةِ،یُذَکِّرونَ بِأَیّامِ اللّهِ، ویُخَوِّفونَ مَقامَهُ،بِمَنزِلَةِ الأَدِلَّةِ فِی الفَلَواتِ.مَن أخَذَ القَصدَ حَمِدوا إلَیهِ طَریقَهُ، وبَشَّروهُ بِالنَّجاةِ،ومَن أخَذَ یَمیناً وشِمالاً ذَمّوا إلَیهِ الطَّریقَ،وحَذَّروهُ مِنَ الهَلَکَةِ، و کانوا کَذلِکَ مَصابیحَ تِلکَ الظُّلُماتِ،وأَدِلَّةَ تِلکَ الشُّبُهاتِ. (1)

10857. الإمام الصادق علیه السلام: ...فَبَلَّغَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ما ارسِلَ بِهِ،وصَدَعَ بِما امِرَ،وأَدّی ما حُمِّلَ مِن أثقالِ النُّبُوَّةِ،وصَبَرَ لِرَبِّهِ،وجاهَدَ فی سَبیلِهِ،ونَصَحَ لِاُمَّتِهِ،ودَعاهُم إلَی النَّجاةِ، وحَثَّهُم عَلَی الذِّکرِ،ودَلَّهُم عَلی سَبیلِ الهُدی بِمَناهِجَ ودَواعٍ أسَّسَ لِلعِبادِ أساسَها، ومَنارٍ رَفَعَ لَهُم أعلامَها؛کَیلا یَضِلّوا مِن بَعدِهِ،وکانَ بِهِم رَؤوفاً رَحیماً. (2)

10858. الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ فَصَلَّ عَلی مُحَمَّدٍ أمینِکَ عَلی وَحیِکَ، ونَجیبِکَ مِن خَلقِکَ،وصَفِیِّکَ مِن عِبادِکَ،إمامِ الرَّحمَةِ،وقائِدِ الخَیرِ،ومِفتاحِ البَرَکَةِ، کَما نَصَبَ لِأَمرِکَ نَفسَهُ،وعَرَّضَ فیکَ لِلمَکروهِ بَدَنَهُ،وکاشَفَ فِی الدُّعاءِ إلَیکَ حامَّتَهُ،وحارَبَ فی رِضاکَ اسرَتَهُ،وقَطَعَ فی إحیاءِ دینِکَ رَحِمَهُ،وأَقصَی الأَدنَینَ عَلی جُحودِهِم،وقَرَّبَ الأَقصَینَ عَلَی استِجابَتِهِم لَکَ،ووالی فیکَ الأَبعَدینَ، وعادی فیکَ الأَقرَبینَ،وأَدأَبَ نَفسَهُ فی تَبلیغِ رِسالَتِکَ،وأَتعَبَها بِالدُّعاءِ إلی مِلَّتِکَ، وشَغَلَها بِالنُّصحِ لِأَهلِ دَعوَتِکَ،وهاجَرَ إلی بِلادِ الغُربَةِ ومَحَلِّ النَّأیِ عَن مَوطِنِ رَحلِهِ،ومَوضِعِ رِجلِهِ،ومَسقَطِ رَأسِهِ،ومَأنَسِ نَفسِهِ؛إرادَةً مِنهُ لِإِعزازِ دینِکَ، وَاستِنصاراً عَلی أهلِ الکُفرِ بِکَ،حَتَّی استَتَبَّ لَهُ ما حاوَلَ فی أعدائِکَ،وَاستَتَمَّ لَهُ ما دَبَّرَ فی أولِیائِکَ،فَنَهَدَ إلَیهِم مُستَفتِحاً بِعَونِکَ،ومُتَقَوِّیاً عَلی ضَعفِهِ بِنَصرِکَ،

ص:419


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 222، [1]إرشاد القلوب:ص 59 [2] نحوه،عیون الحکم والمواعظ:ص 157 ح 3405 وفیه صدره إلی«المعاندة»،بحار الأنوار:ج 69 ص 325 ح 39. [3]
2- (2) .الکافی:ج 1 ص 445 ح 17 [4]عن إسحاق بن غالب،بحار الأنوار:ج 16 ص 369 ح 80. [5]

فَغَزاهُم فی عُقرِ دِیارِهِم،وهَجَمَ عَلَیهِم فی بُحبوحَةِ قَرارِهِم،حَتّی ظَهَرَ أمرُکَ، وعَلَت کَلِمَتُکَ،ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ. (1)

10859. الإمام الباقر علیه السلام: شیعَتُنَا المُنذِرونَ فِی الأَرضِ،سُرُجٌ وعَلاماتٌ ونورٌ لِمَن طَلَبَ ما طَلَبوا،وقادَةٌ لِأَهلِ طاعَةِ اللّهِ،شُهَداءُ عَلی مَن خالَفَهُم مِمَّنِ ادَّعی دَعواهُم،سَکَنٌ لِمَن أتاهُم،لُطَفاءُ بِمَن والاهُم،سُمَحاءُ،أعِفّاءُ،رُحَماءُ.فَذلِکَ صِفَتُهُم فِی التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالقُرآنِ العَظیمِ. (2)

10860. الإمام الصّادق علیه السلام -فی کِتابِهِ الَّذی دَفَعَهُ إلی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ-:اللّهُمَّ إنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله کَما وَصَفتَهُ فی کِتابِکَ؛حَیثُ قُلتَ-وقَولُکَ الحَقُّ-: «لَقَدْ جاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ» (3)،فَأَشهَدُ أنَّهُ کَذلِکَ...اللّهُمَّ إنِّی ابتَدَأتُ لَهُ الشَّهادَةَ،ثُمَّ الصَّلاةَ عَلَیهِ،وإن کُنتُ لا أبلُغُ مِن ذلِکَ رِضا نَفسی،ولا یُعَبِّرُهُ لِسانی عَن ضَمیری،ولا أبنِ إلّاعَلَی التَّقصیرِ مِنّی،فَأَشهَدُ لَهُ-وَالشَّهادَةُ مِنّی دُعائی،وحَقٌّ عَلَیَّ،وأَداءٌ لِمَا افتَرَضتَ لی-أن قَد بَلَّغَ رِسالَتَکَ غَیرَ مُفَرِّطٍ فی ما أمَرتَ،ولا مُقَصِّرٍ عَمّا أرَدتَ،ولا مُتَجاوِزٍ لِما نَهَیتَ عَنهُ،ولا مُعتَدٍ لِما رَضیتَ لَهُ.

فَتَلا آیاتِکَ عَلی ما نَزَلَ بِهِ إلَیهِ وَحیُکَ،وجاهَدَ فی سَبیلِکَ مُقبِلاً عَلی عَدُوِّکَ غَیرَ مُدبِرٍ،ووَفی بِعَهدِکَ،وصَدَعَ بِأَمرِکَ،لا تَأخُذُهُ فیکَ لَومَةُ لائِمٍ،وباعَدَ فیکَ الأَقرَبینَ،وقَرَّبَ فیکَ الأَبعَدینَ،وأَمَرَ بِطاعَتِکَ وَائتَمَرَ بِها،ونَهی عَن مَعصِیَتِکَ وَانتَهی عَنها،سِرّاً وعَلانِیَةً،ودَلَّ عَلی مَحاسِنِ الأَخلاقِ وأَخَذَ بِها،ونَهی عَن

ص:420


1- (1) .الصحیفة السجّادیة:ص 25 الدعاء 2، [1]بحارالأنوار:ج 100 ص 178 وراجع:المزار الکبیر:ص 67 و شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 6 ص 186. [2]
2- (2) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 65. [3]
3- (3) .التوبة:128. [4]

مَساوِئِ الأَخلاقِ ورَغِبَ عَنها،ووالی أولِیاءَکَ بِالَّذی تُحِبُّ أن تُوالَوا (1)بِهِ قَولاً وعَمَلاً،ودَعا إلی سَبیلِکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ،وعَبَدَکَ مُخلِصاً حَتّی أتاهُ الیَقینُ،فَقَبَضتَهُ إلَیکَ نَقِیّاً تَقِیّاً زَکِیّاً،قَد أکمَلتَ بِهِ الدّینَ.... (2)

10861. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:صاحِبُ الأَمرِ بِالمَعروفِ یَحتاجُ أن یَکونَ عالِماً بِالحَلالِ وَالحَرامِ،فارِغاً مِن خاصَّةِ نَفسِهِ مِمّا یَأمُرُهُم بِهِ ویَنهاهُم عَنهُ،ناصِحاً لِلخَلقِ،رَحیماً بِهِم،رَفیقاً،داعِیاً لَهُم بِاللُّطفِ وحُسنِ البَیانِ، عارِفاً بِتَفاوُتِ أحلامِهِم؛لِیُنزِلَ کُلاًّ مَنزِلَتَهُ،بَصیراً بِمَکرِ النَّفسِ ومَکایِدِ الشَّیطانِ، صابِراً عَلی ما یَلحَقُهُ،لا یُکافِئُهُم بِها،ولا یَشکو مِنهُم،ولا یَستَعمِلُ الحَمِیَّةَ، ولا یَتَغَلَّظُ لِنَفسِهِ،مُجَرِّداً بِنِیَّتِهِ للّهِ ِ تَعالی،مُستَعیناً بِهِ،ومُبتَغِیاً لِثَوابِهِ،فَإِن خالَفوهُ وجَفَوهُ صَبَرَ،وإن وافَقوهُ وقَبِلوا مِنهُ شَکَرَ،مُفَوِّضاً أمرَهُ إلَی اللّهِ تَعالی،ناظِراً إلی عَیبِهِ. (3)

3/4 الخَصائِصُ العَمَلِیَّةُ

أ-تَطابُقُ القَلبِ وَاللِّسانِ

10862. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ تَعالی قالَ:لَقَد خَلَقتُ خَلقاً ألسِنَتُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ، وقُلوبُهُم أمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ،فَبی حَلَفتُ لَاُتیحَنَّهُم فِتنَةً تَدَعُ الحَلیمَ مِنهُم حَیرانَ ! فَبی

ص:421


1- (1) .لعلّ المناسب للسیاق أن یقال:«یُوالَوا».
2- (2) .بحار الأنوار:ج 94 ص 43 ح 26 [1] وراجع:مصباح المتهجّد:ص 387 ح 517.
3- (3) .مصباح الشریعة:ص 362، [2]بحار الأنوار:ج 100 ص 83 ح 52. [3]

یَغتَرّونَ؟! أم عَلَیَّ یَجتَرِئونَ؟! (1)

10863. عنه صلی الله علیه و آله: أوحَی اللّهُ إلی بَعضِ أنبِیائِهِ:قُل لِلَّذینَ یَتَفَقَّهونَ لِغَیرِ الدّینِ،ویَتَعَلَّمونَ لِغَیرِ العَمَلِ،ویَطلُبونَ الدُّنیا لِغَیرِ الآخِرَةِ؛یَلبَسونَ لِلنّاسِ مُسوکَ الکِباشِ وقُلوبُهُم کَقُلوبِ الذِّئابِ،ألسِنَتُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ،وأَعمالُهُم أمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ:إیّایَ یُخادِعونَ؟! لَاُتیحَنَّ لَهُم (2)فِتنَةً تَذَرُ الحَکیمَ حَیرناً. (3)

10864. الإمام علیّ علیه السلام: إذا طابَقَ الکَلامُ نِیَّةَ المُتَکَلِّمِ قَبِلَهُ السّامِعُ،وإذا خالَفَ نِیَّتَهُ لَم یَحسُن مَوقِعُهُ مِن قَلبِهِ. (4)

10865. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الکَلِمَةُ إذا خَرَجَت مِنَ القَلبِ وَقَعَت فِی القَلبِ، وإذا خَرَجَت مِنَ اللِّسانِ لَم تَجاوَزِ الآذانَ. (5)

10866. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل أنزَلَ کِتاباً مِن کُتُبِهِ عَلی نَبِیٍّ مِنَ الأَنبِیاءِ،وفیهِ:أن یَکونَ خَلقٌ مِن خَلقی یَختَتِلونَ الدُّنیا بِالدّینِ؛یَلبَسونَ مُسوکَ الضَّأنِ عَلی قُلوبٍ کَقُلوبِ الذِّئابِ،أشَدَّ مَرارَةً مِنَ الصَّبِرِ،وأَلسِنَتُهُم أحلی مِنَ العَسَلِ،وأَعمالُهُم الباطِنَةُ أنتَنُ مِنَ الجِیَفِ.فَبی یَغتَرّونَ؟! أم إیّایَ یُخادِعونَ؟! أم عَلَیَّ یَجتَرِئونَ؟!

ص:422


1- (1) .سنن الترمذی:ج 4 ص605 ح2405،المعجم الأوسط:ج 8 ص 379 ح 8931 نحوه،مشکاة المصابیح:ج 2 ص685 ح5324 وفیه«السکر»بدل«العسل»،الفردوس:ج 3 ص 175 ح 4473 کلّها عن ابن عمر،الجامع الصغیر:ج 1 ص 268 ح 1753.
2- (2) .فی الطبعة المعتمدة من المصدر:«ولاُتیحنّ لکم»،والتصویب من بحارالأنوار. [1]
3- (3) .عدّة الدّاعی:ص 70، [2]إرشاد القلوب:ص 14، [3]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 213 [4] کلاهما نحوه،بحارالأنوار:ج 1 ص 224 ح 15؛ [5]جامع بیان العلم:ج 1 ص 189، [6]تفسیر القرطبی:ج 1 ص 19 [7] کلاهما نحوه،کنزالعمّال:ج 10 ص 200 ح 29054.
4- (4) .غرر الحکم:ج 3 ص 193 ح 4173، [8]عیون الحکم والمواعظ:ص 131 ح 2954 وفیه«لم یقع موقعه»بدل«لم یحسن موقعه من قلبه».
5- (5) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 287 ح 279. [9]

فَبِعِزَّتی حَلَفتُ،لَأَبعَثَنَّ عَلَیهِم فِتنَةً تَطَأُ فی خِطامِها حَتّی تَبلُغَ أطرافَ الأَرضِ، تَترُکُ الحَکیمَ مِنها حَیرانَ،[یَبطُلُ] (1)فیها رَأیُ ذِی الرَّأیِ وحِکمَةُ الحَکیمِ،اُلبِسُهُم شِیعاً،واُذیقُ بَعضَهُم بَأسَ بَعضٍ،أنتَقِمُ مِن أعدائی بِأَعدائی،فَلا ابالی (بِما اعَذِّبُهُم جَمیعاً،ولا ابالی !). (2)

10867. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:أدنی حَدِّ الصِّدقِ ألّا یُخالِفَ اللِّسانُ القَلبَ،ولَا القَلبُ اللِّسانَ. (3)

ب-الدَّعوَةُ بِالعَمَلِ قَبلَ اللِّسانِ

10868. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَتِ الحَوارِیّونَ لِعیسی:یا روحَ اللّهِ،مَن نُجالِسُ؟قالَ:مَن یُذَکِّرُکُمُ اللّهَ رُؤیَتُهُ،ویَزیدُ فی عِلمِکُم مَنطِقُهُ،ویُرَغِّبُکُم فِی الآخِرَةِ عَمَلُهُ. (4)

10869. الإمام علیّ علیه السلام: مَن نَصَبَ نَفسَهُ لِلنّاسِ إماماً،فَلیَبدَأ بِتَعلیمِ نَفسِهِ قَبلَ تَعلیمِ غَیرِهِ، وَلیَکُن تَأدیبُهُ بِسیرَتِهِ قَبلَ تَأدیبِهِ بِلِسانِهِ؛ومُعَلِّمُ نَفسِهِ ومُؤَدِّبُها أحَقُّ بِالإِجلالِ مِن مُعَلِّمِ النّاسِ ومُؤَدِّبِهِم. (5)

ص:423


1- (1) .سقط ما بین المعقوفین من الطبعة المعتمدة،وأثبتناه من بحار الأنوار. [1]
2- (2) .ثواب الأعمال:ص 304 ح 2،قرب الإسناد:ص 28 ح 93 [2] نحوه وکلاهما عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصّادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 72 ص 298 ص 30؛ [3]تفسیر الطبری:ج 2 الجزء الثانی ص 313،تفسیر ابن کثیر:ج 1 ص 359 کلاهما عن نوف،تفسیر القرطبی:ج 3 ص 15 نقلاً عن الترمذی وکلّها نحوه،کنز العمّال:ج 10 ص 201 ح 29055.
3- (3) .مصباح الشریعة:ص 411، [4]بحار الأنوار:ج 71 ص 11 ح 18. [5]
4- (4) .الکافی:ج 1 ص 39 [6] عن الفضل بن أبی قرة عن الإمام الصادق علیه السلام،تحف العقول:ص 44،عدّة الدّاعی:ص 111، [7]بحارالأنوار:ج 1 ص 203 ح 18؛ [8]تاریخ دمشق:ج 47 ص 453 عن مالک بن أنس،شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 325 ح 722 [9] عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه،کنزالعمّال:ج 9 ص 178 ح 25588.
5- (5) .نهج البلاغة:الحکمة 73، [10]أعلام الدّین:ص 92، [11]بحار الأنوار:ج 2 ص 56 ح 33. [12]

10870. عنه علیه السلام: إنَّ لِلذِّکرِ لَأَهلاً أخَذوهُ مِنَ الدُّنیا بَدَلاً،فَلَم تَشغَلهُم تِجارَةٌ ولا بَیعٌ عَنهُ، یَقطَعونَ بِهِ أیّامَ الحَیاةِ،ویَهتِفونَ بِالزَّواجِرِ عَن مَحارِمِ اللّهِ فی أسماعِ الغافِلینَ، ویَأمُرونَ بِالقِسطِ ویَأتَمِرونَ بِهِ،ویَنهَونَ عَنِ المُنکَرِ ویَتَناهَونَ عَنهُ. (1)

10871. عنه علیه السلام: إنَّ الوَعظَ الَّذی لا یَمُجُّهُ سَمعٌ ولا یَعدِلُهُ نَفعٌ:ما سَکَتَ عَنهُ لِسانُ القَولِ،ونَطَقَ بِهِ لِسانُ الفِعلِ. (2)

10872. عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لَمّا ضُرِبَ-:وإنَّما کُنتُ جاراً جاوَرَکُم بَدَنی أیّاماً،وسَتُعقَبونَ مِنّی جُثَّةً خَلاءً،ساکِنَةً بَعدَ حَرَکَةٍ،وکاظِمَةً بَعدَ نُطقٍ،لِیَعِظَکُم هُدُوّی وخُفوتُ إطراقی،وسُکونُ أطرافی،فَإِنَّهُ أوعَظُ لَکُم مِنَ النّاطِقِ البَلیغِ. (3)

10873. عنه علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:أیُّهَا النّاسُ ! إنّی وَاللّهِ ما أحُثُّکُم عَلی طاعَةٍ إلّاوأَسبِقُکُم إلَیها،ولا أنهاکُم عَن مَعصِیَةٍ إلّاوأَتَناهی قَبلَکُم عَنها. (4)

10874. عنه علیه السلام -فی بَیانِ صِفاتِ المُتَّقینَ-:قَد خَلَعَ سَرابیلَ الشَّهَواتِ،وتَخَلّی مِنَ الهُمومِ إلّا هَمّاً واحِداً انفَرَدَ بِهِ،فَخَرَجَ مِن صِفَةِ العَمی ومُشارَکَةِ أهلِ الهَوی،وصارَ مِن مَفاتیحِ أبوابِ الهُدی ومَغالیقِ أبوابِ الرَّدی.

قَد أبصَرَ طَریقَهُ،وسَلَکَ سَبیلَهُ،وعَرَفَ مَنارَهُ،وقَطَعَ غِمارَهُ،وَاستَمسَکَ مِنَ العُری بِأَوثَقِها،ومِنَ الحِبالِ بِأَمتَنِها،فَهُوَ مِنَ الیَقینِ عَلی مِثلِ ضَوءِ الشَّمسِ.

ص:424


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 222، [1]غرر الحکم:ج 2 ص 559 ح 3575 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 69 ص 325 ح 39. [3]
2- (2) .غررالحکم:ج 2 ص 540 ح 3538، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 155 ح 3372،تنبیه الخواطر:ج 2 ص 131 [5] من دون إسناد إلی أحد من أهل البیت علیهم السلام.
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 299 ح 6، [6]نهج البلاغة:الخطبة 149 [7] وفیه«فإنه أوعظ للمعتبرین من المنطق البلیغ والقول المسموع»بدل ذیله،بحارالأنوار:ج 42 ص 207 ح 11. [8]
4- (4) .نهج البلاغة:الخطبة 175، [9]الطرائف:ص 509، [10]غرر الحکم:ج 3 ص 45 ح 3781، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 169 ح 3559 کلاهما نحوه،بحارالأنوار:ج 40 ص 191 ح 75؛ [12]ینابیع المودّة:ج 1 ص 208 ح 8. [13]

قَد نَصَبَ نَفسَهُ للّهِ ِ سُبحانَهُ فی أرفَعِ الاُمورِ؛مِن إصدارِ کُلِّ وارِدٍ عَلَیهِ،وتَصییرِ کُلِّ فَرعٍ إلی أصلِهِ.مِصباحُ ظُلُماتٍ،کَشّافُ عَشَواتٍ،مِفتاحُ مُبهَماتٍ،دَفّاعُ مُعضِلاتٍ،دَلیلُ فَلَواتٍ.یَقولُ فَیُفهِمُ،ویَسکُتُ فَیَسلَمُ.

قَد أخلَصَ للّهِ ِ فَاستَخلَصَهُ،فَهُوَ مِن مَعادِنِ دینِهِ وأَوتادِ أرضِهِ.

قَد ألزَمَ نَفسَهُ العَدلَ،فَکانَ أوَّلَ عَدلِهِ نَفیُ الهَوی عَن نَفسِهِ.یَصِفُ الحَقَّ ویَعمَلُ بِهِ. (1)

10875. عنه علیه السلام: أصلِحِ المُسیءَ بِحُسنِ فِعالِکَ،ودُلَّ عَلَی الخَیرِ بِجَمیلِ مَقالِکَ. (2)

10876. عنه علیه السلام: کونوا مَصابیحَ الهُدی،ولا تَکونوا أعلامَ ضَلالَةٍ،وَاکرَهُوا المِزاحَ بِما یُسخِطُ اللّهَ،وَلیَهُن عَلَیکُمُ الذَّمُّ فی ما یُرضِی اللّهَ.عَلِّمُوا النّاسَ الخَیرَ بِعَبَرِ ألسِنَتِکُم،وکونوا دُعاةً لَهُم بِفِعلِکُم.وَالزَمُوا الصِّدقَ وَالوَرَعَ. (3)

10877. الإمام الصادق علیه السلام: کونوا دُعاةً لِلنّاسِ بِالخَیرِ بِغَیرِ ألسِنَتِکُم؛لِیَرَوا مِنکُمُ الاِجتِهادَ وَالصِّدقَ وَالوَرَعَ. (4)

10878. عنه علیه السلام: کونوا دُعاةَ النّاسِ بِأَعمالِکُم،ولا تَکونوا دُعاةً بِأَلسِنَتِکُم. (5)

10879. عنه علیه السلام: رَحِمَ اللّهُ قَوماً کانوا سِراجاً ومَناراً؛کانوا دُعاةً إلَینا بِأَعمالِهِم ومَجهودِ

ص:425


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 87، [1]أعلام الدین:ص 128 [2] نحوه،بحار الأنوار:ج 2 ص 56 ح 36؛ [3]دستور معالم الحکم:ص 116 نحوه،ینابیع المودّة:ج 3 ص 431 ح 1. [4]
2- (2) .غرر الحکم:ج 2 ص 182 ح 2304، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 82 ح 1974 وفیه«الجمیل»بدل«الخیر».
3- (3) .تاریخ الیعقوبی:ج 2 ص 210. [6]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 105 ح 10 و ص 78 ح 14 [7] نحوه،الاُصول الستّة عشر:ص 359 ح 602 [8] ولیس فیه«بالخیر»،تنبیه الخواطر:ج 1 ص 12 [9] کلّها عن عبد اللّه بن أبی یعفور،مشکاة الأنوار:ص 300 ح 926، [10]بحار الأنوار:ج 71 ص 7 ح 8. [11]
5- (5) .قرب الإسناد:ص 77 ح 251 [12] عن مسعدة بن صدقة،بحار الأنوار:ج 5 ص 198 ح 19. [13]

طاقَتِهِم. (1)

10880. عنه علیه السلام: قالَ أبی علیه السلام:کونوا مِنَ السّابِقینَ بِالخَیراتِ،وکونوا وَرَقاً لا شَوکَ فیهِ؛فَإِنَّ مَن کانَ قَبلَکُم کانوا وَرَقاً لا شَوکَ فیهِ،وقَد خِفتُ أن تَکونوا شَوکاً لا وَرَقَ فیهِ،وکونوا دُعاةً إلی رَبِّکُم،وأدخِلُوا النّاسَ فِی الإِسلامِ ولا تُخرِجوهُم مِنهُ،وکَذلِکَ مَن کانَ قَبلَکُم؛یُدخِلونَ النّاسَ فِی الإِسلامِ ولا یُخرِجونَهُم مِنهُ. (2)

10881. عنه علیه السلام: عَلَیکَ بِتَقوَی اللّهِ،وَالوَرَعِ،وَالاِجتِهادِ،وصِدقِ الحَدیثِ،وأَداءِ الأَمانَةِ، وحُسنِ الخُلقِ،وحُسنِ الجِوارِ،وکونوا دُعاةً إلی أنفُسِکُم بِغَیرِ ألسِنَتِکُم،وکونوا زَیناً ولا تَکونوا شَیناً،وعَلَیکُم بِطولِ الرُّکوعِ وَالسُّجودِ؛فَإِنَّ أحَدَکُم إذا أطالَ (3)الرُّکوعَ وَالسُّجودَ هَتَفَ إبلیسُ مِن خَلفِهِ وقالَ:یا وَیلَهُ ! أطاعَ وعَصَیتُ،وسَجَدَ وأَبَیتُ. (4)

10882. عنه علیه السلام: إنّی لَاُحَدِّثُ الرَّجُلَ بِحَدیثٍ وأَنهاهُ عَنِ الجِدالِ وَالمِراءِ فی دینِ اللّهِ تَعالی، وأَنهاهُ عَنِ القِیاسِ،فَیَخرُجُ مِن عِندی فَیَتَأَوَّلُ حَدیثی عَلی غَیرِ تَأویلِهِ !...إنَّ أصحابَ أبی کانوا زَیناً أحیاءً وأَمواتاً؛أعنی زُرارَةَ،ومُحَمَّدَ بنَ مُسلِمٍ،ومِنهُم لَیثٌ المُرادِیُّ،وبُرَیدٌ العِجلِیُّ؛هؤُلاءِ القَوّامونَ بِالقِسطِ،هؤُلاءِ القائِلونَ بِالصِّدقِ،هؤُلاءِ السّابِقونَ السّابِقونَ اولئِکَ المُقَرَّبونَ. (5)

10883. عنه علیه السلام -لِلمُفَضَّلِ-:أی مُفَضَّلُ،قُل لِشیعَتِنا:کونوا دُعاةً إلَینا؛بِالکَفِّ عَن مَحارِمِ اللّهِ،

ص:426


1- (1) .تحف العقول:ص 301،بحار الأنوار:ج 78 ص 280 ح 1. [1]
2- (2) .الاُصول الستة عشر:ص 231 ح 260 [2]عن جابر،مستدرک الوسائل:ج 12 ص 241 ح 13997. [3]
3- (3) .فی الطبعة المعتمدة«طال»،والتصویب من طبعة مرکز بحوث دارالحدیث وبحارالأنوار.
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 77 ح 9، [4]المحاسن:ج 1 ص 83 ح 50 [5] نحوه وکلاهما عن أبی اسامة،بحارالأنوار:ج 70 ص 299 ح 9 [6] وراجع:الزهد للحسین بن سعید:ص 80 ح 43 وتحف العقول:ص 26 و [7]مشکاة الأنوار:ص 255 ح 752 ونزهة الناظر:ص 48 ح 92.
5- (5) .رجال الکشّی:ج 2 ص 508 ح 433 و ج 1 ص 399 ح 287 [8] ولیس فیه«هؤلاء القوّامون بالصّدق»وکلاهما عن داوود بن سرحان،بحار الأنوار:ج 2 ص 309 ح 73. [9]

وَاجتِنابِ مَعاصیهِ،وَاتِّباعِ رِضوانِ اللّهِ؛فَإِنَّهُم إذا کانوا کَذلِکَ کانَ النّاسُ إلَینا مُسارِعینَ. (1)

10884. عنه علیه السلام: خالِقُوا النّاسَ بِأَخلاقِهِم،صَلّوا فی مَساجِدِهِم،وعودوا مَرضاهُم،وَاشهَدوا جَنائِزَهُم،وإنِ استَطَعتُم أن تَکونُوا الأَئِمَّةَ وَالمُؤَذِّنینَ فَافعَلوا؛فَإِنَّکُم إذا فَعَلتُم ذلِکَ قالوا:هؤُلاءِ الجَعفَرِیَّةُ؛رَحِمَ اللّهُ جَعفَراً ما کانَ أحسَنَ ما یُؤَدِّبُ أصحابَهُ ! (2)

10885. عنه علیه السلام: صِلوا عَشائِرَکُم،وَاشهَدوا جَنائِزَهُم،وعودوا مَرضاهُم،وأدّوا حُقوقَهُم؛فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنکُم إذا وَرِعَ فی دینِهِ وصَدَقَ الحَدیثَ وأدَّی الأَمانَةَ وحَسُنَ خُلقُهُ مَعَ النّاسِ،قیلَ:هذا جَعفَرِیٌّ؛فَیَسُرُّنی ذلِکَ،ویَدخُلُ عَلَیَّ مِنهُ السُّرورُ،وقیلَ:هذا أدَبُ جَعفَرٍ.وإذا کانَ عَلی غَیرِ ذلِکَ دَخَلَ عَلَیَّ بَلاؤُهُ وعارُهُ،وقیلَ:هذا أدَبُ جَعفَرٍ.

فَوَاللّهِ لَحَدَّثَنی أبی علیه السلام أنَّ الرَّجُلَ کانَ یَکونُ فِی القَبیلَةِ مِن شیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَیَکونُ زَینَها؛آداهُم لِلأَمانَةِ،وأَقضاهُم لِلحُقوقِ،وأَصدَقَهُم لِلحَدیثِ،إلَیهِ وَصایاهُم ووَدائِعُهُم،تُسأَلُ العَشیرَةُ عَنهُ فَتَقولُ:مَن مِثلُ فُلانٍ ! إنَّهُ لآَدانا لِلأَمانَةِ وأَصدَقُنا لِلحَدیثِ. (3)

10886. دعائم الإسلام: رُوّینا عَن أبی عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام:أنَّ نَفَراً أتَوهُ مِنَ الکوفَةِ مِن شیعَتِهِ؛یَسمَعونَ مِنهُ،ویَأخُذونَ عَنهُ،فَأَقاموا بِالمَدینَةِ-ما أمکَنَهُمُ المُقامُ-وهُم

ص:427


1- (1) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 58، [1]شرح الأخبار:ج 3 ص 506 ح 1453،بحار الأنوار:ج 2 ص 309 ح 73.
2- (2) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 1 ص 383 ح 1128 عن زید الشحّام،دعائم الإسلام:ج 1 ص 66 [2] وفیه«بأحسن أخلاقهم...هؤلاء الفلانیّة،رحم اللّه...فلاناً»بدل«بأخلاقهم...هؤلاء الجعفریّة،رحم اللّه جعفراً»،وسائل الشیعة:ج 5 ص 477 ح 1. [3]
3- (3) .الکافی:ج 2 ص 636 ح 5، [4]مشکاة الأنوار:ص 132 ح 301 [5] نحوه وکلاهما عن أبی اسامة زید الشحام،وسائل الشیعة:ج 8 ص 398 ح 2 [6] وراجع:الحکایات (المطبوعة فی المجلّد 10 من کتب المؤتمر):ص 93 وتحف العقول:ص 488 و بشارة المصطفی:ص 222. [7]

یَختَلِفونَ إلَیهِ،ویَتَرَدَّدونَ عَلَیهِ،ویَسمَعونَ مِنهُ،ویَأخُذونَ عَنهُ.فَلَمّا حَضَرَهُمُ الاِنصِرافُ ووَدَّعوهُ،قالَ لَهُ بَعضُهُم:أوصِنا یَا بنَ رَسولِ اللّهِ.

فَقالَ:اُوصیکُم بِتَقَوی اللّهِ،وَالعَمَلِ بِطاعَتِهِ،وَاجتِنابِ مَعاصیهِ،وأَداءِ الأَمانَةِ لِمَنِ ائتَمَنَکُم،وحُسنِ الصَّحابَةِ لِمَن صَحِبتُموهُ،وأَن تَکونوا لَنا دُعاةً صامِتینَ.

فَقالوا:یَا بنَ رَسولِ اللّهِ،وکَیفَ نَدعو إلَیکُم ونَحنُ صُموتٌ؟!

قالَ:تَعمَلونَ ما أمَرناکُم بِهِ مِنَ العَمَلِ بِطاعَةِ اللّهِ،وتَتَناهَونَ عَمّا نَهَیناکُم عَنهُ مِنِ ارتِکابِ مَحارِمِ اللّهِ،وتُعامِلونَ النّاسَ بِالصِّدقِ وَالعَدلِ،وتُؤَدّونَ الأَمانَةَ،وتَأمُرونَ بِالمَعروفِ،وتَنهَونَ عَنِ المُنکَرِ،ولا یَطَّلِعُ النّاسُ مِنکُم إلّاعَلی خَیرٍ؛فَإِذا رَأَوا ما أنتُم عَلَیهِ قالوا:هؤُلاءِ الفُلانِیَّةُ،رَحِمَ اللّهُ فُلاناً ما کانَ أحسَنَ ما یُؤَدِّبُ أصحابَهُ ! وعَلِموا فَضلَ ما کانَ عِندَنا فَسارَعوا إلَیهِ.

أشهَدُ عَلی أبی؛مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ-رِضوانُ اللّهِ عَلَیهِ ورَحمَتُهُ وبَرَکاتُهُ-لَقَد سَمِعتُهُ یَقولُ:کانَ أولِیاؤُنا وشیعَتُنا فی ما مَضی خَیرَ مَن کانوا فیهِ؛إن کانَ إمامُ مَسجِدٍ فِی الحَیِّ کانَ مِنهُم،وإن کانَ مُؤَذِّنٌ فِی القَبیلَةِ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ وَدیعَةٍ کانَ مِنهُم،وإن کانَ صاحِبُ أمانَةٍ کانَ مِنهُم،وإن کانَ عالِمٌ مِنَ النّاسِ یَقصُدونَهُ لِدینِهِم ومَصالِحِ امورِهِم کانَ مِنهُم.فَکونوا أنتُم کَذلِکَ؛حَبِّبونا إلَی النّاسِ،ولا تُبَغِّضونا إلَیهِم. (1)

راجع:ص 421 ( تطابق القلب واللسان ) و هذه الموسوعة:ج 10 ص 7 ( مخالفة الفعل للقول ) وص 43 ( آثار التبلیغ العملیّ ).

ص:428


1- (1) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 56، [1]مستدرک الوسائل:ج 8 ص 310 ح 9521 [2] وراجع:صفات الشیعة:ص 102 ح 39 و مشکاة الأنوار:ص 255 ح 753 [3] وشرح الأخبار:ج 3 ص 506 ح 1452 وبحارالأنوار:ج 74 ص 162 ح 25.

الفصل الخامس:وسائل التّبلیغ

1/5 دَورُ الکَلامِ فِی التَّبلیغِ

10887. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِنَ البَیانِ سِحراً،ومِنَ العِلمِ جَهلاً،ومِنَ الشِّعرِ حُکماً،ومِنَ القَولِ عِیّاً. (1)

10888. الإمام علیّ علیه السلام: رُبَّ کَلامٍ أنفَذُ مِن سِهامٍ. (2)

10889. عنه علیه السلام: رُبَّ قَولٍ أنفَذُ مِن صَولٍ. (3)

10890. عنه علیه السلام: رُبَّ کَلامٍ کَلّامٌ (4). (5)

ص:429


1- (1) .الجعفریّات:ص 230 [1] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام،کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 379 ح 5805 وفیه«إنّ من الشعر لحکمة،وإنّ من البیان لسحراً»،تحف العقول:ص 57 ولیس فیه«و من الشعر حکماً»،النوادر للراوندی:ص 155 ح 225 [2] عن الإمام الکاظم عنه صلی الله علیه و آله وفیه«عیالاً»بدل«عیّاً»،بحار الأنوار:ج 1 ص 218 ح 39؛ [3]سنن أبی داود:ج 4 ص303 ح5012 [4] عن بریدة نحوه،وفیه«عیالاً»بدل«عیّاً»،کنز العمّال:ج 3 ص 579 ح 7986.
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 69 ح 5322، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 267 ح 4892.
3- (3) .نهج البلاغة:الحکمة 394، [6]غرر الحکم:ج 4 ص 60 ح 5292 [7] وفیه«أشدّ»بدل«أنفذ»،عیون الحکم والمواعظ:ص 266 ح 4883،بحارالأنوار:ج 71 ص 291 ح 62. [8]
4- (4) .التکلیم:التجریح.کَلَمَه کَلماً:جَرَحَهُ.والتکلیم:التجریح (لسان العرب:ج 12 ص 522«کلم»).
5- (5) .غرر الحکم:ج 4 ص 56 ح 5272، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 266 ح 4859.

10891. عنه علیه السلام: رُبَّ کَلامٍ کَالحُسامِ. (1)

10892. الکافی عن مسعدة عن أبی عبد اللّه [ عن أبیه ] علیهما السلام : أنَّهُ قالَ لِرَجُلٍ-وقَد کَلَّمَهُ بِکَلامٍ کَثیرٍ،فَقالَ-:أیُّهَا الرَّجُلُ،تَحتَقِرُ الکَلامَ وتَستَصغِرُهُ! اعلَم أنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَبعَث رُسُلَهُ- حَیثُ بَعَثَها-ومَعَها ذَهَبٌ ولا فِضَّةٌ،ولکِن بَعَثَها بِالکَلامِ؛وإنَّما عَرَّفَ اللّهُ-جَلَّ وعَزَّ- نَفسَهُ إلی خَلقِهِ بِالکَلامِ وَالدَّلالاتِ عَلَیهِ وَالأَعلامِ. (2)

10893. مصباح الشریعة -فیما نَسَبَهُ إلَی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-:لَیسَ عَلَی الجَوارِحِ عِبادَةٌ أخَفُّ مَؤونَةً وأَفضَلُ مَنزِلَةً وأَعظَمُ قَدراً عِندَ اللّهِ مِنَ الکَلامِ فی رِضَا اللّهِ ولِوَجهِهِ ونَشرِ آلائِهِ ونَعمائِهِ فی عِبادِهِ؛ألا تَری أنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَجعَل فی ما بَینَهُ وبَینَ رُسُلِهِ مَعنیً یَکشِفُ ما أسَرَّ إلَیهِم مِن مَکنوناتِ عِلمِهِ ومَخزوناتِ وَحیِهِ غَیرَ الکَلامِ ! وکَذلِکَ بَینَ الرُّسُلِ وَالاُمَمِ.فَثَبَتَ بِهذا أنَّهُ أفضَلُ الوَسائِلِ،وأَلطَفُ العِبادَةِ. (3)

2/5 المَوعِظَةُ

الکتاب

«یا أَیُّهَا النّاسُ قَدْ جاءَتْکُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ شِفاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ وَ هُدیً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِینَ» . (4)

ص:430


1- (1) .غرر الحکم:ج 4 ص 56 ح 5273، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 266 ح 4860.
2- (2) .الکافی:ج 8 ص 148 ح 128، [2]وسائل الشیعة:ج 8 ص 533 ح 5. [3]
3- (3) .مصباح الشریعة:ص 260،بحار الأنوار:ج 71 ص 285 ح 39. [4]
4- (4) .یونس:57. [5]

الحدیث

10894. عیسی علیه السلام: قَد أبلَغَ مَن وَعَظَ،وأَفلَحَ مَنِ اتَّعَظَ. (1)

10895. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ وهُوَ یَعِظُهُ-:أحیِ قَلبَکَ بِالمَوعِظَةِ. (2)

10896. عنه علیه السلام: المَواعِظُ حَیاةُ القُلوبِ. (3)

10897. عنه علیه السلام: المَواعِظُ صِقالُ النُّفوسِ،وجِلاءُ القُلوبِ. (4)

10898. عنه علیه السلام: بِالمَواعِظِ تَنجَلِی الغَفلَةُ. (5)

10899. عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ الوَعظِ الاِنتِباهُ. (6)

10900. الإمام الصّادق علیه السلام: قامَ رَجُلٌ یُقالُ لَهُ:هَمّامٌ-وکانَ عابِداً ناسِکاً مُجتَهِداً-إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام وهُوَ یَخطُبُ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،صِف لَنا صِفَةَ المُؤمِنِ کَأَنَّنا نَنظُرُ إلَیهِ،فَقالَ[ علیه السلام ]:....

فَصاحَ هَمّامٌ صَیحَةً،ثُمَّ وَقَعَ مَغشِیّاً عَلَیهِ.فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام:أمَا وَاللّهِ لَقَد کُنتُ أخافُها عَلَیهِ ! وقالَ:هکَذا تَصنَعُ المَوعِظَةُ البالِغَةُ بِأَهلِها ! (7)

راجع:هذه الموسوعة:الموعظة.

ص:431


1- (1) .الأمالی للصدوق:ص 650 ح 884 عن منصور بن حازم،روضة الواعظین:ص 490 کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام،بحارالأنوار:ج 73 ص 121 ح 110.
2- (2) .نهج البلاغة:الکتاب 31،تحف العقول:ص 69،کشف المحجّه:ص 221 [1] عن عمر بن أبی المقدام عن الإمام الباقر عنه علیهما السلام،نزهة النّاظر:ص 96 ح 171 عن ابن عبّاس،عیون الحکم والمواعظ:ص 85 ح 2046،بحارالأنوار:ج 77 ص 217 ح 2؛ [2]کنزالعمّال:ج 16 ص 168 ح 44215 نقلاً عن وکیع.
3- (3) .غرر الحکم:ج 1 ص 85 ح 321، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 17 ح 2.
4- (4) .غرر الحکم:ج 1 ص 357 ح 1354. [4]
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 200 ح 4191، [5]عیون الحکم والمواعظ:ص 187 ح 3807.
6- (6) .غرر الحکم:ج 3 ص 322 ح 4588، [6]عیون الحکم والمواعظ:ص 208 ح 4164.
7- (7) .الکافی:ج 2 ص 226 و 230 ح 1 [7] عن عبداللّه بن یونس،نهج البلاغة:الخطبة 193 [8] من دون إسنادٍ إلی الإمام الصّادق علیه السلام،صفات الشیعة:ص 101 عن عبدالرحمن بن کثیر الهاشمی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهما السلام،بحارالأنوار:ج 67 ص 314 ح 49. [9]

3/5 الخُطبَةُ

.(1)

الکتاب

«وَ شَدَدْنا مُلْکَهُ وَ آتَیْناهُ الْحِکْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ» . (2)

الحدیث

10901. الإمام الرضا علیه السلام -فی بَیانِ الحِکمَةِ مِن خُطبَةِ یَومِ الجُمُعَةِ-:لِأَنَّ الجُمُعَةَ مَشهَدٌ عامٌّ، فَأَرادَ أن یَکونَ لِلإِمامِ سَبَبٌ لِمَوعِظَتِهِم،وتَرغیبِهِم فِی الطّاعَةِ،وتَرهیبِهِم عَنِ المَعصِیَةِ،وتَوقیفِهِم عَلی ما أرادَ مِن مَصلَحَةِ دینِهِم ودُنیاهُم،ویُخبِرَهُم بِما وَرَدَ

ص:432


1- (1) .یوجد ثمّة اختلاف بین الموعظة والخطبة؛فالخطبة لها طابع فنّی،مضافاً إلی أنّ غایتها إثارة المشاعر وإلهاب العواطف بنحو أو آخر.فی حین أنّ الغایة من الموعظة هی تسکین الشهوات والأهواء النفسانیة،وأکثر ما یکون مدارها حول المنع والردع.وإذا اعتبرنا هدف الخطبة هو مطلق الإقناع،یکون الوعظ والموعظة عندئذٍ قسماً من الخطبة.وعلی کلّ حال،فإنّ الموعظة تطلق علی الکلام الذی یلقیه الواعظ علی مسامع مخاطبیه بهدف الزجر والردع،أو بهدف تسکین الشهوة والغضب فیهم عند الاقتضاء. یقول الراغب الأصفهانی:«الوعظ زجرٌ مقترن بتخویف»؛أی التخویف من مغبّة العمل.ثمّ نَقَل عن اللغوی المعروف الخلیل بن أحمد قوله:«هو التذکیر بالخیر فی ما یرِقّ له القلب». وکلّ کلامٍ فیه زجرٌ للناس عن اتّباع الهوی والشهوة وأکل الربا والمراءاة وفیه تذکیرٌ بالموت والقیامة وعواقب الأعمال فی الدنیا والآخرة،یقال له:وعظ. أمّا الخطبة فلها أقسام:فهی إمّا حماسیّة غایتها التحریض علی القتال،أو سیاسیّة،أو قضائیّة،أو دینیّة،أو أخلاقیّة.وقد یکون الهدف منها تارةً إثارة روح البسالة والإقدام،وتُلقی عادةً فی میادین القتال وسوح الوغی.واُخری قد یُهدَف منها تعریف الناس بحقوقهم السیاسیّة والاجتماعیّة.وثالثةً قد یُقصَد منها استدرار الشفقة والرأفة،کتلک التی یلقیها أحیاناً المحامون فی المرافعات القضائیّة لاستدرار شفقة القضاة علی المتّهمین؛إمّا تخفیفاً من شدّة العقوبات الصادرة فی حقّهم،أو تقلیلاً من أهمیّة الجرم وإثارة عواطف الرحمة.ورابعةً قد تکون الغایة منها-فی مواطن اخری-إثارة المشاعر الدینیّة والأخلاقیّة والفطریّة للشعب (ده گفتار«بالفارسیّة»:237 و238).
2- (2) .ص:20.

عَلَیهِم مِنَ الأَوقاتِ ومِنَ الأَحوالِ الَّتی لَهُم فیهَا المَضَرَّةُ وَالمَنفَعَةُ. (1)

راجع:ص 456:( مراعاةُ الاختصار ) وهذه الموسوعة:ج 10 ص 25 ( التکلّف ) و ص 27 ( الإطالة ).

4/5 الشِّعرُ

10902. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ مِنَ البَیانِ سِحراً،وإنَّ مِنَ الشِّعرِ حِکَماً. (2)

10903. السنن الکبری عن عبد الرحمن بن کعب بن مالک عن أبیه: أنَّهُ قالَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:إنَّ اللّهَ عز و جل قَد أنزَلَ فِی الشِّعرِ ما أنزَلَ ! (3)قالَ:إنَّ المُؤمِنَ یُجاهِدُ بِسَیفِهِ ولِسانِهِ،وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ ! لَکَأَنَّ ما تَرمونَهُم بِهِ نَضحُ النَّبلِ. (4)

10904. المستدرک علی الصّحیحین عن البراء بن عازب: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله اتِیَ فَقیلَ:

یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ أبا سُفیانَ بنَ الحارِثِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ یَهجوکَ.فَقامَ ابنُ رَواحَةَ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،اِیذَن لی فیهِ.

قالَ:أنتَ الَّذی تَقولُ:ثَبَّتَ اللّهُ؟قالَ:نَعَم قُلتُ یا رَسولَ اللّهِ:

فَثَبَّتَ اللّهُ ما أعطاکَ مِن حَسَنٍ تَثبیتَ موسی ونَصراً مِثلَ ما نُصِروا

ص:433


1- (1) .عیون أخبار الرِّضا علیه السلام:ج 2 ص111 ح 1، [1]علل الشرائع:ص 265 [2] نحوه وکلاهما عن الفضل بن شاذان،بحار الأنوار:ج 6 ص 73.
2- (2) .سنن أبی داود:ج 4 ص 303 ح 5011 [3] عن ابن عبّاس،المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 711 ح 6569،المعجم الأوسط:ج 7 ص 341 ح 7671 کلاهما عن أبی بکرة،کنزالعمّال:ج 3 ص 582 ح 8003؛الأمالی للصدوق:ص 718 ح987 [4]عن عبد اللّه بن زهیر،بحارالأنوار:ج 71 ص 415 ح 36. [5]
3- (3) .یوجد فی بعض المصادر هنا هذه الزیادة:«فکیف تری فیه».
4- (4) .السنن الکبری:ج 10 ص 404 ح 21108، [6]مسند ابن حنبل:ج 10 ص 335 ح 27244 [7] نحوه،المصنّف لعبد الرزاق:ج 11 ص 263 ح 20500 وفیه«بنفسه»بدل«بسیفه»،کنزالعمّال:ج 3 ص 862 ح 8964؛مجمع البیان:ج 7 ص 326 عن عبد الرحمن بن کعب نحوه.

قالَ:وأَنتَ یَفعَلُ اللّهُ بِکَ خَیراً مِثلَ ذلِکَ.

قال:ثُمَّ وَثَبَ کَعبٌ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،اِیذَن لی فیهِ.

فَقالَ:أنتَ الَّذی تَقولُ:هَمَّت؟قالَ:نَعَم قُلتُ یا رَسولَ اللّهِ:

هَمَّت سَخینَةُ أن تُغالِبَ رَبَّها فَلَیُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ

قالَ:أما انَّ اللّهَ لَم یَنسَ ذلِکَ لَکَ. (1)

10905. الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ فینا بَیتَ شِعرٍ،بَنَی اللّهُ تَعالی لَهُ بَیتاً فِی الجَنَّةِ. (2)

10906. عنه علیه السلام: ما قالَ فینا قائِلٌ بَیتاً مِنَ الشِّعرِ حَتّی یُؤَیَّدَ بِروحِ القُدُسِ. (3)

5/5 الحِوارُ

10907. رجال الکشّی عن أبی خالد الکابلیّ: رَأَیتُ أبا جَعفَرٍ صاحِبَ الطّاقِ،وهُوَ قاعِدٌ فِی الرَّوضَةِ قَد قَطَعَ أهلُ المَدینَةِ أزرارَهُ،وهُوَ دائِبٌ یُجیبُهُم ویَسأَلونَهُ،فَدَنَوتُ مِنهُ، فَقُلتُ:إنَّ أباعَبدِ اللّهِ علیه السلام نَهانا عَنِ الکَلامِ،فَقالَ:أمَرَکَ أن تَقولَ لی؟فَقُلتُ:لا،ولکِنَّهُ أمَرَنی ألّا اکَلِّمَ أحَداً.قالَ:فَاذهَب فَأَطِعهُ فی ما أمَرَکَ.

فَدَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَأَخبَرتُهُ بِقِصَّةِ صاحِبِ الطّاقِ وما قُلتُ لَهُ وقَولِهِ لی:«اِذهَب وأَطِعهُ فی ما أمَرَکَ».

ص:434


1- (1) .المستدرک علی الصحیحین:ج 3 ص 556 ح 6065،تاریخ دمشق:ج 12 ص 405،الدرّ المنثور:ج 6 ص 336 [1] نقلاً عن ابن سعد وکلاهما نحوه.
2- (2) .عیون أخبار الرِّضا علیه السلام:ج 1 ص 7 ح 1، [2]بشارة المصطفی:ص 208 [3] کلاهما عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمی،بحارالأنوار:ج 26 ص 231 ح 3. [4]
3- (3) .عیون أخبار الرِّضا علیه السلام:ج 1 ص 7 ح 2 [5] عن علی بن سالم عن أبیه،بحار الأنوار:ج 26 ص 231 ح 4. [6]

فَتَبَسَّمَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام وقالَ:یا أبا خالِدٍ،إنَّ صاحِبَ الطّاقِ یُکَلِّمُ النّاسَ فَیَطیرُ ویَنقَضُّ،وأَنتَ إن قَصّوکَ لَن تَطیرَ ! (1)

10908. رجال الکشّی عن عبد الأعلی: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّ النّاسَ یَعتُبونَ عَلَیَّ بِالکَلامِ،وأَنَا اکَلِّمُ النّاسَ.فَقالَ:أمّا مِثلُکَ مَن یَقَعُ ثُمَّ یَطیرُ فَنَعَم،وأَمّا مَن یَقَعُ ثُمَّ لا یَطیرُ فَلا. (2)

10909. رجال الکشّی عن الطّیّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:بَلَغَنی أنَّکَ کَرِهتَ مِنّا مُناظَرَةَ النّاسِ، وکَرِهتَ الخُصومَةَ؟فَقالَ:أمّا کَلامُ مِثلِکَ لِلنّاسِ فَلا نَکرَهُهُ؛مَن إذا طارَ أحسَنَ أن یَقَعَ وإن وَقَعَ یُحسِنُ أن یَطیرَ،فَمَن کانَ هکَذا فَلانَکرَهُ کَلامَهُ. (3)

6/5 القَلَمُ

الکتاب

«اَلَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ» . (4)

«ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ» . (5)

الحدیث

10910. المعجم الأوسط عن ابن عبّاس -فی قَولِهِ تَعالی: «أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ» -:جَودَةُ الخَطِّ. (6)

ص:435


1- (1) .رجال الکشّی:ج 2 ص 424 ح 327. [1]
2- (2) .رجال الکشّی:ج 2 ص 610 ح 578، [2]بحارالأنوار:ج 73 ص 404. [3]
3- (3) .رجال الکشّی:ج 2 ص 638 ح 650، [4]بحارالأنوار:ج 2 ص 136 ح 39. [5]
4- (4) .العلق:4. [6]
5- (5) .القلم:1. [7]
6- (6) .المعجم الأوسط:ج 1 ص 151 ح 472،المستدرک علی الصحیحین:ج 2 ص 493 ح 3695،فتح الباری:ج 8 ص 576،الدر المنثور:ج 7 ص 434. [8]

10911. الدّرّ المنثور عن عطاء بن یسار: سُئِلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَنِ الخَطِّ،فَقالَ:عُلِّمَهُ نَبِیٌّ، ومَن کانَ وافَقَهُ عُلِّمَ. (1)

10912. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألِقِ الدَّواةَ (2)،وحَرِّفِ القَلَمَ،وَانصِبِ الباءَ،وفَرِّقِ السّینَ،ولا تُعَوِّرِ المیمَ،وحَسِّنِ اللّهَ،ومُدَّ الرَّحمنَ،وجَوِّدِ الرَّحیمَ. (3)

10913. عنه صلی الله علیه و آله: یُؤتی بِصاحِبِ القَلَمِ یَومَ القِیامَةِ فی تابوتٍ مِن نارٍ مُقفَلٍ عَلَیهِ بِأَقفالٍ مِن نارٍ، فَیُنظَرُ قَلَمُهُ فیمَ أجراهُ؛فَإِن کانَ أجراهُ فی طاعَةِ اللّهِ ورِضوانِهِ فُکَّ عَنهُ التّابوتُ،وإن کانَ أجراهُ فی مَعصِیَةِ اللّهِ هَوی بِهِ التّابوتُ سَبعین خَریفاً. (4)

10914. الإمام علیّ علیه السلام: الخَطُّ لِسانُ الیَدِ. (5)

10915. عنه علیه السلام -فی ما قالَ لِکاتِبهِ عُبَیدِ اللّهِ بنِ أبی رافعٍ-:ألِق دَواتَکَ،وأَطِل جِلفَةَ (6)قَلَمِکَ، وفَرِّج بَینَ السُّطورِ،وقَرمِط (7)بَینَ الحُروفِ؛فَإِنَّ ذلِکَ أجدَرُ بِصَباحَةِ الخَطِّ. (8)

ص:436


1- (1) .الدرّ المنثور:ج 7 ص 434 [1]نقلاً عن سعید بن منصور،سبل الهدی والرشاد:ج 6 ص 266 [2] نحوه.
2- (2) .لاقَ الدواةَ وألاقَها:أصلح مدادَها (تاج العروس:ج 13 ص 433« [3]لیق»).
3- (3) .منیة المرید:ص 350، [4]بحارالأنوار:ج 2 ص 152 ح 41؛ [5]تفسیر القرطبی:ج 13 ص 353، [6]الشفا:ج 1 ص 358، [7]الفردوس:ج 5 ص 394 ح 8533 کلّها عن معاویة بن أبی سفیان،أدب الإملاء:ص 188 [8] عن مکحول،کنزالعمّال:ج 10 ص 314 ح 29566.
4- (4) .المعجم الکبیر:ج 11 ص 151 ح 11450،المعجم الأوسط:ج 2 ص 260 ح 1922 کلاهما عن ابن عبّاس،کنزالعمّال:ج 6 ص 86 ح 14957.
5- (5) .غرر الحکم:ج 1 ص 186 ح 706، [9]عیون الحکم والمواعظ:ص 50 ح 1298.
6- (6) .جِلْفَة القَلَم:سِنانه (مجمع البحرین:ج 1 ص 306«جلف»).
7- (7) .القَرْمَطَة فی الخطّ:دِقّة الکتابة وتَدانِی الحروف ( لسان العرب:7 ص 377«قرمط»).
8- (8) .نهج البلاغة:الحکمة 315، [10]غرر الحکم:ج 2 ص 232 ح 2459، [11]بحارالأنوار:ج 34 ص 320 ح 1094؛ [12]کنزالعمّال:ج 10 ص 312 ح 29563 نقلاً عن تاریخ بغداد نحوه.

10916. عنه علیه السلام: عُقولُ الفُضَلاءِ فی أطرافِ أقلامِها. (1)

10917. عنه علیه السلام: رَسولُکَ میزانُ نُبلِکَ،وقَلَمُکَ أبلَغُ مَن یَنطِقُ عَنکَ. (2)

راجع:ص 398 ( دور الزمان والمکان فی التبلیغ ).

ص:437


1- (1) .غرر الحکم:ج 4 ص 365 ح 6339، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 343 ح 5856 وفیه«الرجال»بدل«الفضلاء».
2- (2) .غرر الحکم:ج 4 ص 100 ح 5437، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 269 ح 4948.

ص:438

الفصل السّادس:آداب التّبلیغ

1/6 الاِفتِتاحُ بِالبَسمَلَةِ

10918. مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:کُلُّ کَلامٍ أو أمرٍ ذی بالٍ لا یُفتَحُ بِذِکرِ اللّهِ عز و جل فَهُوَ أبتَرُ-أو قالَ:أقطَعُ-. (1)

10919. الإمام علیّ علیه السلام: قولوا عِندَ افتِتاحِ کُلِّ أمرٍ صَغیرٍ أو عَظیمٍ:بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ. (2)

10920. عنه علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَدَّثَنی عَنِ اللّهِ عز و جل أنَّهُ قالَ:کُلُّ أمرٍ ذی بالٍ لَم یُذکَر«بِسمِ اللّهِ»فیهِ فَهُوَ أبتَرُ. (3)

ص:439


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 3 ص 281 ح 8720. [1]
2- (2) .التوحید:ص 232 ح 5 عن محمّد بن زیاد ومحمّد بن سیّار،التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 28 ح 9 [2] کلاهما عن الإمام العسکری عن آبائه علیهم السلام،بحار الأنوار:ج 92 ص 233 ح 14. [3]
3- (3) .التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام:ص 25 ح 7، [4]بحار الأنوار:ج 92 ص 242 ح 48؛ [5]الدرّ المنثور:ج 1 ص 26 نقلاً عن عبد القادر الرهاوی فی الأربعین عن أبی هریرة نحوه،کنز العمّال:ج 1 ص 555 ح 2491.

10921. الإمام الصادق علیه السلام: لا تَدَع«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ»وإن کانَ بَعدَهُ شِعرٌ. (1)

2/6 التَّحمیدُ للّهِ ِ وَالصَّلاةُ عَلی رَسولِ اللّهِ

اشارة

10922. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کُلُّ کَلامٍ لا یُبدَأُ فیهِ بِالحَمدِ للّهِ ِ فَهُوَ أجذَمُ (2). (3)

10923. عنه صلی الله علیه و آله: کُلُّ أمرٍ ذی بالٍ لا یُبدَأُ فیهِ بِحَمدِ اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَیَّ فَهُوَ أقطَعُ أبتَرُ،مَمحوقٌ مِن کُلِّ بَرَکَةٍ. (4)

فائدة

قال ابن قتیبة:تَتّبعت خطب رسول اللّه صلی الله علیه و آله،فوجدت أوائل أکثرها:«الحَمدُ للّهِ ِ، نَحمَدُهُ ونَستَعینُهُ،ونُؤمِنُ بِهِ،ونَتَوَکَّلُ عَلَیهِ،ونَستَغفِرُهُ،ونَتوبُ إلَیهِ،ونَعوذُ بِاللّهِ مِن

ص:440


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 672 ح 1 [1] عن جمیل بن درّاج،مشکاة الأنوار:ص 250 ح 733 [2] نحوه،وسائل الشیعة:ج 8 ص 495. [3]
2- (2) .قال الشریف الرضیّ رحمه الله:هذا القول مجاز،وإنّما شبّه-علیه الصلاة والسلام-الأمر الذی تَهُمّ الإفاضة فیه وتمسّ الحاجة إلی الکلام علیه،إذا لم ینظر فیه حمد اللّه سبحانه وتعالی،بالأقطع الید من حیث کان قالصاً عن السُّبوغ،وناقصاً عن البلوغ. وممّا یقوّی ذلک ما رواه أبو هریرة أیضاً قال:قال علیه الصلاة والسلام:«الخطبة التی لیس فیها شهادة کالید الجذماء».فأقام-علیه الصلاة والسلام-نقصان الخطبة مقام نقصان الخلقة. وممّا یشبه هذا الخبر الحدیثُ الآخر الذی ذکره أبو عبید القاسم بن سلّام فی کتابه«غریب الحدیث»،وهو قوله علیه الصلاة والسلام:«مَن تعلّم القرآن ثمّ نسیه لقی اللّه سبحانه وهو أجذم»قال:والأجذم:المقطوع الید (المجازات النبویّة:ص 244 ح 197). [4]
3- (3) .سنن أبی داود:ج 4 ص 261 ح 4840، [5]سنن ابن ماجة:ج 1 ص 610 ح 1894،السنن الکبری:ج 3 ص 296 ح 5768 [6] کلّها عن أبی هریرة وکلاهما نحوه،کنز العمّال:ج 1 ص 558 ح 2509؛عدّة الداعی:ص 245، [7]تنبیه الخواطر:ج 2 ص 31 [8] وفیهما«أقطع»بدل«أجذم»،بحار الأنوار:ج 93 ص 216 ح 21. [9]
4- (4) .کنز العمّال:ج 1 ص 558 ح 2510 نقلاً عن الرهاوی عن أبی هریرة.

شُرورِ أنفُسِنا،ومِن سَیِّئاتِ أعمالِنا.مَن یَهدِهِ اللّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ،ومَن یُضلِل فَلا هادِیَ لَهُ.وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ».

ووجدت فی بعضها:«اُوصیکُم عِبادَ اللّهِ بِتَقوَی اللّهِ،وأَحُثُّکُم عَلی طاعَتِهِ».

ووجدت فی خطبة له-بعد حمد اللّه والثّناء علیه-:«أیُّهَا النّاسُ،إنَّ لَکُم مَعالِمَ فَانتَهوا إلی مَعالِمِکُم،وإنَّ لَکُم نِهایَةً فَانتَهوا إلی نِهایَتِکُم.إنَّ المُؤمِنَ بَینَ مَخافَتَینِ:

بَینَ أجَلٍ قَد مَضی لا یَدری مَا اللّهُ صانِعٌ بِهِ،وبَینَ أجَلٍ قَد بَقِیَ لا یَدری مَا اللّهُ قاضٍ فیهِ؛فَلیَأخُذِ العَبدُ لِنَفسِهِ مِن نَفسِهِ،ومِن دُنیاهُ لِآخِرَتِهِ،ومِنَ الشَّبیبَةِ قَبلَ الکِبَرِ،ومِنَ الحَیاةِ قَبلَ المَوتِ.وَالَّذی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ،ما بَعدَ المَوتِ مُستَعتَبٌ،ولا بَعدَ الدُّنیا دارٌ إلَّاالجَنَّةَ أوِ النّارَ».

ووجدت کلّ خطبة مفتاحها«الحمد»إلّاخطبة العید؛فإنّ مفتاحها«التّکبیر». (1)

3/6 الوُضوحُ فِی الکَلامِ

الکتاب

«وَ أَطِیعُوا اللّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ احْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّیْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلی رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِینُ» . (2)

«وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِیُبَیِّنَ لَهُمْ فَیُضِلُّ اللّهُ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ» . (3)

«فَهَلْ عَلَی الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِینُ» . (4)

ص:441


1- (1) .عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 2 ص 231 [1] وراجع:نثر الدرّ:ج 1 ص 151. [2]
2- (2) .المائدة:92. [3]
3- (3) .إبراهیم:4. [4]
4- (4) .النحل:35. [5]

«فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَیْکَ الْبَلاغُ الْمُبِینُ» . (1)

«فَإِنَّما یَسَّرْناهُ بِلِسانِکَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِینَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا» . (2)

«وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی* یَفْقَهُوا قَوْلِی» . (3)

الحدیث

10924. صحیح البخاری عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یُحَدِّثُ حَدیثاً،لَو عَدَّهُ العادُّ لَأَحصاهُ. (4)

10925. مسند ابن حنبل عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لا یَسرُدُ سَردَکُم هذا؛یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ بَینَهُ فَصلٌ،یَحفَظُهُ مَن سَمِعَهُ. (5)

10926. سنن أبی داود عن عائشة: کانَ کَلامُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلاماً فَصلاً؛یَفهَمُهُ کُلُّ مَن سَمِعَهُ. (6)

10927. الإمام الحسن علیه السلام عَن هِندِ بنِ أبی هالَةَ التَّمیمِیِّ-وکانَ وَصّافاً لِحِلیَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله...یَتَکَلَّمُ بِجَوامِعِ الکَلِمِ فَصلاً،لا فُضولَ فیهِ ولا تَقصیرَ. (7)

ص:442


1- (1) .النحل:82. [1]
2- (2) .مریم:97. [2]
3- (3) .طه:27 و 28. [3]
4- (4) .صحیح البخاری:ج 3 ص1307 ح3374،صحیح مسلم:ج 4 ص2298 ح71،سنن أبی داود:ج 3 ص 320 ح 3654 [4] نحوه،کنز العمّال:ج 7 ص 146 ح 18438.
5- (5) .مسند ابن حنبل:ج 10 ص 115 ح 26269، [5]سنن الترمذی:ج 5 ص 600 ح 3639 نحوه،الطبقات الکبری:ج 1 ص 375 [6] ولیس فیه«بینه»،مسند إسحاق بن راهویه:ج 3 ص 983 ح 1705 نحوه.
6- (6) .سنن أبی داود:ج 4 ص 261 ح 4839، [7]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 210 ح 3،الأذکار المنتخبة:ص 286،ریاض الصّالحین:ص 307، [8]کنز العمّال:ج 7 ص 145 ح 18433.
7- (7) .معانی الأخبار:ص 81 ح 1،مکارم الأخلاق:ج 1 ص 43 ح 1، [9]بحارالأنوار:ج 16 ص 150 ح 4؛ [10]المعجم الکبیر:ج 22 ص 156 ح 414،الشمائل المحمّدیّة:ص 109 ح 226، [11]شعب الإیمان:ج 2 ص 155 ح 1430. [12]

4/6 السَّدادُ فِی القَولِ

الکتاب

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِیداً» . (1)

«اُدْعُ إِلی سَبِیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِیلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ » . (2)

الحدیث

10928. الإمام علیّ علیه السلام: مَن سَدَّدَ مَقالَهُ،بَرهَنَ عَن غَزارَةِ فَضلِهِ. (3)

10929. عنه علیه السلام: أحسَنُ القَولِ السَّدادُ. (4)

10930. عنه علیه السلام: أحسَنُ الکَلامِ ما زانَهُ حُسنُ النِّظامِ،وفَهِمَهُ الخاصُّ وَالعامُّ. (5)

10931. عنه علیه السلام: أحسَنُ الکَلامِ ما لا تَمُجُّهُ الآذانُ،ولا یُتعِبُ فَهمُهُ الأَفهامَ. (6)

راجع:ص 414 ح 10836.

5/6 التَّلویحُ فی ما لا یَنبَغِی التَّصریحُ بِهِ

10932. سنن أبی داود عن عائشة: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّیءُ لَم یَقُل:«ما بالُ

ص:443


1- (1) .الأحزاب:70. [1]
2- (2) .النحل:125. [2]
3- (3) .غرر الحکم:ج 5 ص 291 ح 8419، [3]عیون الحکم والمواعظ:ص 448 ح 7946.
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 374 ح 2865، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 117 ح 2605.
5- (5) .غرر الحکم:ج 2 ص 463 ح 3304. [5]
6- (6) .غرر الحکم:ج 2 ص 485 ح 3371. [6]

فُلانٍ یَقولُ؟!»،ولکِن یَقولُ:«ما بالُ أقوامٍ یَقولونَ کَذا وکَذا؟!». (1)

10933. المعجم الکبیر عن خوّات بن جبیر: نَزَلنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ الظَّهرانِ،فَخَرَجتُ مِن خِبائی،فَإِذا أنَا بِنِسوَةٍ یَتَحَدَّثنَ فَأَعجَبنَنی،فَرَجَعتُ فَاستَخرَجتُ عَیبَتی، فَاستَخرَجتُ مِنها حُلَّةً فَلَبِستُها وجِئتُ فَجَلَستُ مَعَهُنَّ،وخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن قُبَّتِهِ فَقالَ:أبا عَبدِ اللّهِ،ما یُجلِسُکَ مَعَهُنَّ؟فَلَمّا رَأَیتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله هِبتُهُ وَاختَلَطتُ، قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ جَمَلٌ لی شَرَدَ،فَأَنَا أبتَغی لَهُ قَیداً،فَمَضی...وتَوَضَّأَ فَأَقبَلَ وَالماءُ یَسیلُ مِن لِحیَتِهِ عَلی صَدرِهِ-أو قالَ:یَقطُرُ مِن لِحیَتِهِ عَلی صَدرِهِ-فَقالَ:أبا عَبدِ اللّهِ،ما فَعَلَ شِرادُ جَمَلِکَ؟ثُمَّ ارتَحَلنا،فَجَعَلَ لا یَلحَقُنی فِی المَسیرِ إلّاقالَ:السَّلامُ عَلَیکَ أبا عَبدِ اللّهِ،ما فَعَلَ شِرادُ ذلِکَ الجَمَلِ؟فَلَمّا رَأَیتُ ذلِکَ تَعَجَّلتُ إلَی المَدینَةِ وَاجتَنَبتُ المَسجِدَ وَالمُجالَسَةَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَلَمّا طالَ ذلِکَ تَحَیَّنتُ ساعَةَ خَلوَةِ المَسجِدِ،فَأَتَیتُ المَسجِدَ فَقُمتُ اصَلّی،وخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن بَعضِ حُجَرِهِ فَجأَةً،فَصَلّی رَکعَتَینِ خَفیفَتَینِ،وطَوَّلتُ رَجاءَ أن یَذهَبَ ویَدَعَنی،فَقالَ:طَوِّل أبا عَبدِ اللّهِ ما شِئتَ أن تُطَوِّلَ؛فَلَستُ قائِماً حَتّی تَنصَرِفَ.فَقُلتُ فی نَفسی:وَاللّهِ لَأَ عتَذِرَنَّ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ولَاُ برِئَنَّ صَدرَهُ.فَلَمّا قالَ:السَّلامُ عَلَیکَ أبا عَبدِ اللّهِ،ما فَعَلَ شِرادُ ذلِکَ الجَمَلِ؟فَقُلتُ:وَالَّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ،ما شَرَدَ ذلِکَ الجَمَلُ مُنذُ أسلَمَ (2).

فَقالَ:رَحِمَکَ اللّهُ !-ثَلاثاً-ثُمَّ لَم یَعُد لِشَیءٍ مِمّا کانَ. (3)

ص:444


1- (1) .سنن أبی داود:ج 4 ص 250 ح 4788، [1]البدایة النهایة:ج 6 ص 38، [2]شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 9 ص 68، [3]سبل الهدی والرّشاد:ج 7 ص 23، [4]کنز العمّال:ج 7 ص 137 ح 18383.
2- (2) .کذا فی الطبعة المعتمدة،وفی کنز العمّال:«أسلمتُ».
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 4 ص 203 ح 4146،تهذیب الکمال:ج 8 ص 348 الرقم 1734،اُسد الغابة:ج 2 ص 190 الرقم 1489،کنزالعمّال:ج 7 ص 210 ح 18664 وراجع:تاریخ الإسلام للذهبی:ج 3 ص 620 والإصابة:ج 2 ص 292 الرقم 2303.

6/6 مُراعاةُ أهلِیَّةِ المُخاطَبِ

10934. عیسی علیه السلام: یا مَعشَرَ الحَوارِیّینَ،لا تُلقُوا اللُّؤلُؤَ لِلخِنزیرِ؛فَإِنَّهُ لا یَصنَعُ بِهِ شَیئاً.ولا تُعطُوا الحِکمَةَ مَن لا یُریدُها؛فَإِنَّ الحِکمَةَ أحسَنُ مِنَ اللُّؤلُؤِ،ومَن لا یُریدُها أشَرُّ مِنَ الخِنزیرِ. (1)

10935. عنه علیه السلام: لا تَطرَحُوا الدُّرَّ تَحتَ أرجُلِ الخَنازیرِ. (2)

10936. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ المَسیحُ علیه السلام یَقولُ:إنَّ التّارِکَ شِفاءَ المَجروحِ مِن جُرحِهِ شَریکٌ لِجارِحِهِ لا مَحالَةَ؛وذلِکَ أنَّ الجارِحَ أرادَ فَسادَ المَجروحِ،وَالتّارِکَ لِإِشفائِهِ لَم یَشَأ صَلاحَهُ،فَإِذا لَم یَشَأ صَلاحُهُ فَقَد شاءَ فَسادَهُ اضطِراراً.فَکَذلِکَ لا تُحَدِّثوا بِالحِکمَةِ غَیرَ أهلِها فَتَجهَلوا،ولا تَمنَعوها أهلَها فَتَأثَموا.وَلیَکُن أحَدُکُم بِمَنزِلَةِ الطَّبیبِ المُداوی؛إن رَأی مَوضِعاً لِدَوائِهِ،وإلّا أمسَکَ. (3)

10937. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: آفَةُ العِلمِ النِّسیانُ،وإضاعَتُهُ أن تُحَدِّثَ بِهِ غَیرَ أهلِهِ. (4)

10938. عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ عیسَی بنَ مَریَمَ علیه السلام قامَ فی بَنی إسرائیلَ،فَقالَ:یا بَنی إسرائیلَ،لا تُحَدِّثوا

ص:445


1- (1) .الزهد لابن حنبل:ص 118 [1] عن عکرمة،عیون الأخبار لابن قتیبة:ج 2 ص 124 [2] وفیه«بنی إسرائیل»بدل«الحواریّین»،الدرّ المنثور:ج 2 ص 214 [3] نقلاً عن ابن عساکر عن عکرمة.
2- (2) .ربیع الأبرار:ج 3 ص 219. [4]
3- (3) .الکافی:ج 8 ص 345 ح 545 [5] عن أبان بن تغلب،وسائل الشیعة:ج 11 ص 401 ح 5 [6] وراجع:حلیة الأولیاء:ج 7 ص 273.
4- (4) .سنن الدارمی:ج 1 ص 158 ح 629، [7]المصنّف لابن أبی شیبة:ج 6 ص 190 ح 7،مشکاة المصابیح:ج 1 ص 88 ح 265،جامع بیان العلم:ج 1 ص 108 [8] کلّها عن الأعمش،کنز العمّال:ج 10 ص 184 ح 28960 و راجع:التبیان فی تفسیر القرآن:ج 1 ص 198 [9] والإجازات للمجلسی (المطبوعة فی ج 108 من بحارالأنوار): [10]ص 16.

بِالحِکمَةِ الجُهّالَ فَتَظلِموها،ولا تَمنَعوها أهلَها فَتَظلِموهُم. (1)

10939. عنه صلی الله علیه و آله: واضِعُ العِلمِ عِندَ غَیرِ أهلِهِ،کَمُقَلِّدِ الخَنازیرِ الجَوهَرَ وَاللُّؤلُؤَ وَالذَّهَبَ. (2)

10940. عنه صلی الله علیه و آله: لا تُعَلِّقُوا الدُّرَّ فی أعناقِ الخَنازیرِ. (3)

10941. عنه صلی الله علیه و آله: لا تَطرَحُوا الدُّرَّ فی أفواهِ الکِلابِ. (4)

10942. الإمام علیّ علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِلحَسَنِ علیه السلام-:مِن صِفَةِ العالِمِ ألّا یَعِظَ إلّامَن یَقبَلُ عِظَتَهُ، ولا یَنصَحَ مُعجَباً بِرَأیِهِ،ولا یُخبِرَ بِما یَخافُ إذاعَتَهُ. (5)

10943. عنه علیه السلام: واضِعُ العِلمِ عِندَ غَیرِ أهلِهِ ظالِمٌ لَهُ. (6)

10944. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:نَقلُ الصُّخورِ مِن مَواضِعِها أهوَنُ مِن تَفهیمِ مَن لا یَفهَمُ. (7)

ص:446


1- (1) .کتاب من لا یحضره الفقیه:ج 4 ص 400 ح 5858،معانی الأخبار:ص 196 ح2 کلاهما عن جمیل بن صالح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،الکافی:ج 1 ص 42 ح 4 [1]عن الإمام الصادق علیه السلام،بحار الأنوار:ج 2 ص 66 ح 7؛ [2]المستدرک علی الصحیحین:ج 4 ص 301 ح 7707 عن محمّد بن کعب القرظی نحوه،الدرّ المنثور:ج 2 ص 213 نقلاً عن ابن عساکر عن ابن عبّاس وفیه«غیر أهلها»بدل«الجهّال»و«یا معشر الحواریّین»بدل«یا بنی إسرائیل».
2- (2) .سنن ابن ماجة:ج 1 ص 81 ح 224،مشکاة المصابیح:ج 1 ص 76 ح 218،تهذیب الکمال:ج 24 ص 127،جامع بیان العالم:ج 1 ص 111،تاریخ دمشق:ج 43 ص 141 الرقم 5010 والثلاثة الأخیرة نحوه وکلّها عن أنس بن مالک،کنز العمّال:ج 10 ص 131 ح 28652؛بحار الأنوار:ج 65 ص 241. [3]
3- (3) .تاریخ بغداد:ج 9 ص 350 الرقم 4907 [4] عن أنس،تفسیر القرطبی:ج 2 ص 185؛ [5]منیة المرید:ص 184 [6] عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه.
4- (4) .تاریخ بغداد:ج 11 ص 310 الرقم 6107، [7]أمثال الحدیث للرامهرمزی:ص 122 ح 86 کلاهما عن أنس بن مالک،کنز العمّال:ج 10 ص 247 ح 29320؛عوالی اللآلی:ج 1 ص 269 ح 76. [8]
5- (5) .العدد القویّة:ص 358 ح 22، [9]بحار الأنوار:ج 77 ص 235 ح 3. [10]
6- (6) .غرر الحکم:ج 6 ص 241 ح 10127، [11]عیون الحکم والمواعظ:ص 504 ح 9228.
7- (7) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 326 ح 732. [12]

10945. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:اِحذَر کَلامَ مَن لا یَفهَمُ عَنکَ؛فَإِنَّهُ یُضجِرُکَ. (1)

10946. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:لا تُحَدِّث بِالعِلمِ السُّفَهاءَ فَیُکَذِّبوکَ،ولَا الجُهّالَ فَیَستَثقِلوکَ،ولکِن حَدِّث بِهِ مَن یَتَلَقّاهُ مِن أهلِهِ بِقَبولٍ وفَهمٍ؛یَفهَمُ عَنکَ ما تَقولُ، ویَکتُمُ عَلَیکَ ما یَسمَعُ؛فَإِنَّ لِعِلمِکَ عَلَیکَ حَقّاً کَما أنَّ عَلَیکَ فی مالِکَ حَقّاً؛بَذلُهُ لِمُستَحِقِّهِ،ومَنعُهُ عَن غَیرِ مُستَحِقِّهِ. (2)

10947. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:اِحتَرِس مِن ذِکرِ العِلمِ عِندَ مَن لا یَرغَبُ فیهِ، ومِن ذِکرِ قَدیمِ الشَّرَفِ عِندَ مَن لا قَدیمَ لَهُ؛فَإِنَّ ذلِکَ مِمّا یُحقِدُهُما عَلَیکَ. (3)

10948. عنه علیه السلام: إنَّ الحُکَماءَ ضَیَّعُوا الحِکمَةَ لَمّا وَضَعوها عِندَ غَیرِ أهلِها. (4)

7/6 مُراعاةُ طاقَةِ المُخاطَبِ

10949. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تُحَدِّثُوا النّاسَ بِما لا یَعرِفونَ؛أتُحِبّونَ أن یُکَذَّبَ اللّهُ ورَسولُهُ؟! (5)

10950. الإمام علیّ علیه السلام: أیُّهَا النّاسُ! أتُحِبّونَ أن یُکَذَّبَ اللّهُ ورَسولُهُ؟! حَدِّثُوا النّاسَ بِما یَعرِفونَ،ودَعوا ما یُنکِرونَ. (6)

ص:447


1- (1) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 282 ح 231. [1]
2- (2) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 273 ح 155 [2] وراجع:غرر الحکم:ج 6 ص 316 ح 10367. [3]
3- (3) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 322 ح 696. [4]
4- (4) .قصص الأنبیاء للرّاوندی:ص 160 ح 176 [5] عن محمّد بن عبیدة عن الإمام الرضا علیه السلام،بحار الأنوار:ج 78 ص 345 ح 3. [6]
5- (5) .الغیبة للنعمانی:ص 34 ح 2 [7] عن أنس،بحارالأنوار:ج 2 ص 77 ح 61؛ [8]صحیح البخاری:ج 1 ص 59 ح 127،تفسیر ابن کثیر:ج 8 ص 402،الأذکار للنووی:ص 283 کلّها عن الإمام علیّ علیه السلام نحوه.
6- (6) .تهذیب الکمال:ج 28 ص 265 الرقم 6086 عن أبی الطفیل،سیر أعلام النبلاء:ج 2 ص 597،کنزالعمّال:ج 10 ص 304 ح 29523؛الاصول الستة عشر:ص 331 ح 549، [9]الغیبة للنعمانی:ص 34 ح 1 [10] کلاهما عن أبی الطفیل نحوه،بحارالأنوار:ج 2 ص 77 ح 60. [11]

10951. دعائم الإسلام: عَنهُ [الإِمامِ الصّادِقِ] علیه السلام قالَ لِأَصحابٍ لَهُ اجتَمَعوا إلَیهِ وتَذاکَروا ما یَتَکَلَّمونَ بِهِ عِندَهُ،فَقالَ لَهُم:حَدِّثُوا النّاسَ بِما یَعرِفونَ،ودَعوا ما یُنکِرونَ؛أتُحِبّونَ أن یُسَبَّ اللّهُ ورَسولُهُ؟! قالوا:وکَیفَ یُسَبُّ اللّهُ ورَسولُهُ؟قالَ:یَقولونَ إذا حَدَّثتُموهُم بِما یُنکِرونَ:«لَعَنَ اللّهُ قائِلَ هذا»،وقَد قالَهُ اللّهُ عز و جل ورَسولُهُ صلی الله علیه و آله ! (1)

10952. عنه علیه السلام: ما کَلَّمَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله العِبادَ بِکُنهِ عَقلِهِ قَطُّ.قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:إنّا مَعاشِرَ الأَنبِیاءِ امِرنا أن نُکَلِّمَ النّاسَ عَلی قَدرِ عُقولِهِم. (2)

10953. الإمام علیّ علیه السلام: لَیسَ کُلُّ العِلمِ یَستَطیعُ صاحِبُ العِلمِ أن یُفَسِّرَهُ لِکُلِّ النّاسِ؛لِأَنَّ مِنهُمُ القَوِیَّ وَالضَّعیفَ،ولِأَنَّ مِنهُ ما یُطاقُ حَملُهُ ومِنهُ ما لا یُطاقُ حَملُهُ،إلّامَن یُسَهِّلُ اللّهُ لَهُ حَملَهُ وأَعانَهُ عَلَیهِ مِن خاصَّةِ أولِیائِهِ. (3)

10954. عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:لا تُعامِلِ العامَّةَ فی ما انعِمَ بِهِ عَلَیکَ مِنَ العِلمِ کَما تُعامِلُ الخاصَّةَ.وَاعلَم أنَّ للّهِ ِ سُبحانَهُ رِجالاً أودَعَهُم أسراراً خَفِیَّةً،ومَنَعَهُم عَن إشاعَتِها.وَاذکُر قَولَ العَبدِ الصّالِحِ لِموسی-وقَد قالَ لَهُ: «هَلْ أَتَّبِعُکَ عَلی أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ رُشْداً» (4)،قالَ: «إِنَّکَ لَنْ تَسْتَطِیعَ مَعِیَ صَبْراً* وَ کَیْفَ تَصْبِرُ عَلی ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً» (5). (6)

ص:448


1- (1) .دعائم الإسلام:ج 1 ص 60، [1]مستدرک الوسائل:ج 12 ص 292 ح 14116. [2]
2- (2) .الکافی:ج 1 ص 23 ح 15، [3]الأمالی للطوسی:ص 481 ح 1050 [4] عن عبد العظیم الحسنی عن الإمام الجواد عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله ولیس فیه صدره،تحف العقول:ص 37،المحاسن:ج 1 ص 310 ح 615 [5] کلاهما عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله نحوه،بحارالأنوار:ج 1 ص 106 ح 4؛ [6]الفردوس:ج 1 ص 398 ح 1611 عن ابن عبّاس نحوه،کنز العمّال:ج 10 ص 242 ح 29282.
3- (3) .التوحید:ص 268 عن أبی معمر السعدانی،بحار الأنوار:ج 6 ص 142 ح 6. [7]
4- (4) .الکهف:66. [8]
5- (5) .الکهف:67 و 68. [9]
6- (6) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 345 ح 968 [10] وراجع:منیة المرید:ص 179. [11]

10955. عنه علیه السلام: خالِطُوا النّاسَ بِما یَعرِفونَ،ودَعوهُم مِمّا یُنکِرونَ،ولا تَحمِلوهُم عَلی أنفُسِکِم وعَلَینا؛إنَّ أمرَنا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لا یَحتَمِلُهُ إلّامَلَکٌ مُقَرَّبٌ،أو نَبِیٌّ مُرسَلٌ،أو عَبدٌ قَدِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِیمانِ. (1)

10956. الإمام زین العابدین علیه السلام: أمّا حَقُّ المُستَنصِحِ:فَإِنَّ حَقَّهُ أن...تُکَلِّمَهُ مِنَ الکَلامِ بِما یُطیقُهُ عَقلُهُ؛فَإِنَّ لِکُلِّ عَقلٍ طَبَقَةً مِنَ الکَلامِ یَعرِفُهُ ویَجتَنِبُهُ. (2)

10957. الإمام الصادق علیه السلام: ذَکَرتُ التَّقِیَّةَ یَوماً عِندَ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهما السلام،فَقالَ:وَاللّهِ،لَو عَلِمَ أبو ذَرٍّ ما فی قَلبِ سَلمانَ لَقَتَلَهُ ! (3)

10958. الکافی عن عبد العزیز القراطیسیّ: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا عَبدَ العَزیزِ،إنَّ الإِیمانَ عَشرُ دَرَجاتٍ؛بِمَنزِلَةِ السُّلَّمِ،یُصعَدُ مِنهُ مِرقاةً بَعدَ مِرقاةٍ،فَلا یَقولَنَّ صاحِبُ الاِثنَینِ لِصاحِبِ الواحِدِ:«لَستَ عَلی شَیءٍ»،حَتّی یَنتَهِیَ إلَی العاشِرِ؛فَلا تُسقِط مَن هُوَ دونَکَ فَیُسقِطَکَ مَن هُوَ فَوقَکَ.وإذا رَأَیتَ مَن هُوَ أسفَلُ مِنکَ بِدَرَجَةٍ فَارفَعهُ إلَیکَ بِرِفقٍ،ولا تُحَمِّلَنَّ عَلَیهِ ما لا یُطیقُ فَتَکسِرَهُ؛فَإِنَّ مَن کَسَرَ مُؤمِناً فَعَلَیهِ جَبرُهُ. (4)

10959. الکافی عن عبد الأعلی: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:إنَّهُ لَیسَ مِنِ احتِمالِ أمرِنَا التَّصدیقُ لَهُ وَالقَبولُ فَقَط.مِنِ احتِمالِ أمرِنا سَترُهُ وصِیانَتُه مِن غَیرِ أهلِهِ.

ص:449


1- (1) .الخصال:ص 624 ح10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام،بصائر الدرجات:ص 26 ح2، [1]الخرائج والجرائح:ج 2 ص 794 ح 3 کلاهما عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق علیه السلام وفیهما«عبد مؤمن»،غرر الحکم:ج 3 ص 443 ح 5051، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 241 ح 4601 ولیس فیهما ذیله من«لا یحتمله»،بحار الأنوار:ج 10 ص 102 ح 1. [3]
2- (2) .تحف العقول:ص 269 ح 41،بحار الأنوار:ج 74 ص 19 ح 2. [4]
3- (3) .الکافی:ج 1 ص 401 ح 2 [5] عن مسعدة بن صدقة،رجال الکشّی:1 ص 70 ح 40، [6]مختصر بصائر الدرجات:ص 124 کلاهما عن مسعدة بن صدقة عنه عن الإمام الباقر علیهما السلام،بحار الأنوار:ج 2 ص 190 ح 25. [7]
4- (4) .الکافی:ج 2 ص 45 ح 2، [8]الخصال:ص 447 ح 48 نحوه،بحار الأنوار:ج 69 ص 165 ح 4. [9]

فَاقرَأهُمُ السَّلامَ وقُل لَهُم:رَحِمَ اللّهُ عَبداً اجتَرَّ مَوَدَّةَ النّاسِ إلی نَفسِهِ.حَدِّثوهُم بِما یَعرِفونَ،وَاستُروا عَنهُم ما یُنکِرونَ. (1)

10960. الإمام الصادق علیه السلام: رَحِمَ اللّهُ عَبداً اجتَرَّ مَوَدَّةَ النّاسِ إلی نَفسِهِ؛فَحَدَّثَهُم بِما یَعرِفونَ وتَرَکَ ما یُنکِرونَ. (2)

10961. التّوحید عن محمّد بن عبید: دَخَلتُ عَلَی الرِّضا علیه السلام،فَقالَ لی:قُل لِلعَبّاسِیِّ یَکُفَّ عَنِ الکَلامِ فِی التَّوحیدِ وغَیرِهِ،ویُکَلِّمَ النّاسَ بِما یَعرِفونَ،ویَکُفَّ عَمّا یُنکِرونَ.

وإذا سَأَلوکَ عَنِ التَّوحیدِ،فَقُل کَما قالَ اللّهُ عز و جل: «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اَللّهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ» . (3)

وإذا سَأَلوکَ عَنِ الکَیفِیَّةِ،فَقُل کَما قالَ اللّهُ عز و جل: «لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ» . (4)

وإذا سَأَلوکَ عَنِ السَّمعِ،فَقُل کَما قالَ اللّهُ عز و جل: «هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ» (5).فَکَلِّمِ النّاسَ بِما یَعرِفونَ. (6)

10962. الکافی عن یعقوب بن الضّحّاک عن رجل من أصحابنا سرّاجٍ -وکانَ خادِماً

ص:450


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 222 ح 5 [1] بزیادة«-یعنی الشیعة-»قبل«و قل لهم»الأمالی للطوسی:ص 86 ح 131 [2] وفیه«اقرأ أصحابنا»بدل«فاقرأهم»،بشارة المصطفی:ص 97 [3] کلاهما عن مدرک بن زهیر،الغیبة للنعمانی:ص 34 ح 3، [4]دعائم الإسلام:ج 1 ص 61 [5] بزیادة«إلیناوَ»بعد«الناس»وکلّها نحوه،بحار الأنوار:ج 47 ص 371 ح 92. [6]
2- (2) .الخصال:ص 25 ح 89،الأمالی للصدوق:ص 159 ح 156 [7] کلاهما عن مدرک بن الهزهاز،الأمالی للطوسی:ص 86 ح 131، [8]بشارة المصطفی:ص 15 [9] کلاهما عن مدرک بن زهیر وفی الثلاثة الأخیرة«إلینا»بدل«إلی نفسه»،روضة الواعظین:ص 404، [10]بحارالأنوار:ج 2 ص 65 ح 4. [11]
3- (3) .الإخلاص:1-4. [12]
4- (4) .الشوری:11. [13]
5- (5) .البقرة:137. [14]
6- (6) .التوحید:ص 95 ح 14،بحار الأنوار:ج 4 ص 297 ح 25. [15]

لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام-:بَعَثَنی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام فی حاجَةٍ-وهُوَ بِالحیرَةِ-أنَا وجَماعَةً مِن مَوالیهِ.قالَ:فَانطَلَقنا فیها،ثُمَّ رَجَعنا مُغتَمّینَ.

قالَ:وکانَ فِراشی فِی الحائِرِ الَّذی کُنّا فیهِ نُزولاً،فَجِئتُ وأَنَا بِحالٍ،فَرَمَیتُ بِنَفسی،فَبَینا أنَا کَذلِکَ إذا أنَا بِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام قَد أقبَلَ.قالَ:فَقالَ:قَد أتَیناکَ-أو قالَ:جِئناکَ-فَاستَوَیتُ جالِساً،وجَلَسَ عَلی صَدرِ فِراشی،فَسَأَلَنی عَمّا بَعَثَنی لَهُ، فَأَخبَرتُهُ،فَحَمِدَ اللّهَ.

ثُمَّ جَری ذِکرُ قَومٍ،فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ ! إنّا نَبرَأُ مِنهُم؛إنَّهُم لا یَقولونَ ما نَقولُ.

قالَ:فَقالَ:یَتَوَلَّونا ولا یَقولونَ ما تَقولونَ؛تَبرَؤونَ مِنهُم؟! قالَ:قُلتُ:نَعَم.قالَ:

فَهُوَ ذا عِندَنا ما لَیسَ عِندَکُم،فَیَنبَغی لَنا أن نَبرَأَ مِنکُم؟!قالَ:قُلتُ:لا،جُعِلتُ فِداکَ ! قالَ:وهُوَ ذا عِندَ اللّهِ ما لَیسَ عِندَنا،أفَتَراهُ اطَّرَحَنا؟! قالَ:قُلتُ:لا وَاللّهِ، جُعِلتُ فِداکَ ! ما نَفعَلُ؟قالَ:فَتَوَلَّوهُم،ولا تَبرَؤوا مِنهُم؛إنَّ مِنَ المُسلِمینَ مَن لَهُ سَهمٌ،ومِنهُم مَن لَهُ سَهمانِ،ومِنهُم مَن لَهُ ثَلاثَةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ أربَعَةُ أسهُمٍ، ومِنهُم مَن لَهُ خَمسَةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ سِتَّةُ أسهُمٍ،ومِنهُم مَن لَهُ سَبعَةُ أسهُمٍ؛ فَلَیسَ یَنبَغی أن یُحمَلَ صاحِبُ السَّهمِ عَلی ما هُوَ عَلَیهِ صاحبُ السَّهمَینِ،ولا صاحِبُ السَّهمَینِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الثَّلاثَةِ،ولا صاحِبُ الثَّلاثَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الأَربَعَةِ،ولا صاحِبُ الأَربَعَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الخَمسَةِ،ولا صاحِبُ الخَمسَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السِّتَّةِ،ولا صاحِبُ السِّتَّةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السَّبعَةِ.

وسَأَضرِبُ لَکَ مَثَلاً:إنَّ رَجُلاً کانَ لَهُ جارٌ-وکانَ نَصرانِیّاً-فَدَعاهُ إلَی الإِسلامِ وزَیَّنَهُ لَهُ،فَأَجابَهُ،فَأَتاهُ سَحیراً فَقَرَعَ عَلَیهِ البابَ،فَقالَ لَهُ:مَن هذا؟قالَ:أنَا فُلانٌ.

قالَ:وما حاجَتُکَ؟فَقالَ:تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَیکَ،ومُرَّ بِنا إلَی الصَّلاةِ.قالَ:

ص:451

فَتَوَضَّأَ ولَبِسَ ثَوبَیهِ وخَرَجَ مَعَهُ.قالَ:فَصَلَّیا ما شاءَ اللّهُ،ثُمَّ صَلَّیَا الفَجرَ،ثُمَّ مَکَثا حَتّی أصبَحا.فَقامَ الَّذی کانَ نَصرانِیّاً یُریدُ مَنزِلَهُ،فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ:أینَ تَذهَبُ ! النَّهارُ قَصیرٌ، وَالَّذی بَینَکَ وبَینَ الظُّهرِ قَلیلٌ؟قالَ:فَجَلَسَ مَعَهُ إلی أن صَلَّی الظُّهرَ.

ثُمَّ قالَ:وما بَینَ الظُّهرِ وَالعَصرِ قَلیلٌ.فاحتَبَسَهُ حَتّی صَلَّی العَصرَ.قالَ:ثُمَّ قامَ وأَرادَ أن یَنصَرِفَ إلی مَنزِلِهِ،فَقالَ لَهُ:إنَّ هذا آخِرُ النَّهارِ،وأَقَلُّ مِن أوَّلِهِ.فَاحتَبَسَهُ حَتّی صَلَّی المَغرِبَ.ثُمَّ أرادَ أن یَنصَرِفَ إلی مَنزِلِهِ،فَقالَ لَهُ:إنَّما بَقِیَت صَلاةٌ واحِدَةٌ.قالَ:

فَمَکَثَ حَتّی صَلَّی العِشاءَ الآخِرَةَ،ثُمَّ تَفَرَّقا.

فَلَمّا کانَ سَحیراً،غَدا عَلَیهِ فَضَرَبَ عَلَیهِ البابَ،فَقالَ:مَن هذا؟قالَ:أنَا فُلانٌ.

قالَ:وما حاجَتُکَ؟قالَ:تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَیکَ وَاخرُج بِنا فَصَلِّ،قالَ:اُطلُب لِهذَا الدّینِ مَن هُوَ أفرَغُ مِنّی؛أنَا إنسانٌ مِسکینٌ،وعَلَیَّ عِیالٌ.

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أدخَلَهُ فی شَیءٍ أخرَجَهُ مِنهُ !-أو قالَ:أدخَلَهُ مِن مِثلِ ذِه وأَخرَجَهُ مِن مِثلِ هذا ! (1)

8/6 مُراعاةُ نَشاطِ المُخاطَبِ

10963. رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنّی لَأَتَخَوَّلُکُم (2)بِالمَوعِظَةِ تَخَوُّلاً؛مَخافَةَ السَّأمَةِ عَلَیکُم. (3)

ص:452


1- (1) .الکافی:ج 2 ص 42 ح 2، [1]الخصال:ص 354 ح 35 عن عمّار بن أبی الأحوص،مشکاة الأنوار:ص 164 ح 428 عن عمّار بن الأحوص وکلاهما نحوه،بحار الأنوار:ج 69 ص 161 ح 2. [2]
2- (2) .قال ابن الأثیر:یتخوّلنا بالموعظة:أی یتعهّدنا...وقال أبو عمرو:الصواب:یَتَحَوَّلُنا،بالحاء؛أی:یطلب الحال التی ینشطون فیها للموعظة فیعظهم فیها،ولا یکثر علیهم فیملّوا (النهایة:2 ص 88« [3]خول»).
3- (3) .الأمالی للطوسی:ص 491 ح 1077 [4] عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عن جابر بن عبداللّه الأنصاری،مجمع البیان:ج 8 ص 765،بحار الأنوار:ج 70 ص 20 ح 17؛ [5]صحیح البخاری:ج 1 ص 38 ح 68،صحیح مسلم:ج 4 ص 2173 ح 83 کلاهما عن عبداللّه بن مسعود نحوه.

10964. مسند ابن حنبل عن قیس بن أبی حازم عن أبیه: رَآنِی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وهُوَ یَخطُبُ وأَنَا فِی الشَّمسِ،فَأَمَرَنی فَحَوَّلتُ إلَی الظِّلِّ. (1)

10965. صحیح البخاری عن عکرمة عن ابن عبّاس: حَدِّثِ النّاسَ کُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً،فَإِن أبَیتَ فَمَرَّتَینِ،فَإِن أکثَرتَ فَثَلاثَ مِرارٍ.ولا تُمِلَّ النّاسَ هذَا القُرآنَ.و لا الفِیَنَّکَ تَأتِی القَومَ وهُم فی حَدیثٍ مِن حَدیثِهِم فَتَقُصُّ عَلَیهِم،فَتَقطَعُ عَلَیهِم حَدیثَهُم فَتُمِلُّهُم؛ولکِن أنصِت،فَإِذا أمَروکَ فَحَدِّثهُم وهُم یَشتَهونَهُ،فَانظُرِ السَّجعَ مِنَ الدُّعاءِ فَاجتَنِبهُ؛فَإِنّی عَهِدتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله وأَصحابَهُ لا یَفعَلونَ إلّاذلِکَ. (2)

10966. الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:مَن لَم یَنشَط لِحَدیثِکَ فَارفَع عَنهُ مُؤنَةَ الاِستِماعِ مِنکَ. (3)

10967. عنه علیه السلام: إنَّ لِلقُلوبِ شَهوَةً وإقبالاً وإدباراً،فَائتوها مِن قِبَلِ شَهوَتِها وإقبالِها؛فَإِنَّ القَلبَ إذا اکرِهَ عَمِیَ. (4)

9/6 مُراعاةُ مُقتَضَی الحالِ

10968. الإمام علیّ علیه السلام -فی ذِکرِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:طَبیبٌ دَوّارٌ بِطِبِّهِ،قَد أحکَم مَراهِمَهُ،وأَحمی

ص:453


1- (1) .مسند ابن حنبل:ج 6 ص 362 ح 18333 و ج 5 ص 285 ح 15518 [1] ولیس فیه«و أنا فی الشمس»،صحیح ابن خزیمة:ج 2 ص 353 ح 1453،المعجم الکبیر:ج 8 ص 26 ح 7281،الطبقات الکبری:ج 6 ص 36 [2] کلّها نحوه.
2- (2) .صحیح البخاری:ج 5 ص 2334 ح 5978،مسند ابن حنبل:ج 10 ص 39 ح 25878 [3] عن عائشة،صحیح ابن حبّان:ج 3 ص 258 ح 978 عن ابن أبی سائب عن عائشة وکلاهما نحوه.
3- (3) .شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:ج 20 ص 314 ح 609. [4]
4- (4) .نهج البلاغة:الحکمة 193، [5]خصائص الأئمّة:ص 112، [6]نزهة النّاظر:ص 74 ح 145،غرر الحکم:ج 2 ص 602 ح 3631 [7] نحوه،بحارالأنوار:ج 70 ص 61 ح 41. [8]

مَواسِمَهُ،یَضَعُ ذلِکَ حَیثُ الحاجَةُ إلَیهِ؛مِن قُلوبٍ عُمیٍ،وآذانٍ صُمٍّ،وأَلسِنَةٍ بُکمٍ، مُتَتَبِّعٌ بِدَوائِهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ ومَواطِنَ الحَیرَةِ. (1)

10969. زاد المعاد لابن قیّم الجوزیّة: کانَ [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] یَخطُبُ فی کُلِّ وَقتٍ بِما تَقتَضیهِ حاجَةُ المُخاطَبینَ ومَصلَحَتُهُم. (2)

10970. عنه علیه السلام: لا تَتَکَلَّمَنَّ إذا لَم تَجِد لِلکَلامِ مَوقِعاً. (3)

10971. عنه علیه السلام: کُن کَالطَّبیبِ الرَّفیقِ؛الَّذی یَضَعُ الدَّواءَ بِحَیثُ یَنفَعُ. (4)

10972. الإمام الحسین علیه السلام -لِابنِ عَبّاسٍ-:یَا بنَ عَبّاسٍ،لا تَکَلَّمَنَّ فی ما لا یَعنیکَ؛فَإِنَّنی أخافُ عَلَیکَ فیهِ الوِزرَ.ولا تَکَلَّمَنَّ فی ما یَعنیکَ حَتّی تَری لِلکَلامِ مَوضِعاً؛فَرُبَّ مُتَکَلِّمٍ قَد تَکَلَّمَ بِالحَقِّ فَعیبَ. (5)

10973. الإمام الصادق علیه السلام: لا تَکَلَّم بِما لا یَعنیکَ،ودَع کَثیراً مِنَ الکَلامِ فی ما یَعنیکَ حَتّی تَجِدَ لَهُ مَوضِعاً؛فَرُبَّ مُتَکَلِّمٍ تَکَلَّمَ بِالحَقِّ بِما یَعنیهِ فی غَیرِ مَوضِعِهِ فَتَعِبَ. (6)

10974. عنه علیه السلام -لِأَصحابِهِ-:اِسمَعوا مِنّی کَلاماً هُوَ خَیرٌ لَکُم مِنَ الدُّهمِ (7)المُوَقَّفَةِ:لا یَتَکَلَّم أحَدُکُم بِما لا یَعنیهِ،وَلیَدَع کَثیراً مِنَ الکَلامِ فی ما یَعنیهِ حَتّی یَجِدَ لَهُ مَوضِعاً؛

ص:454


1- (1) .نهج البلاغة:الخطبة 108، [1]غرر الحکم:ج 4 ص 260 ح 6033، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 319 ح 5564،بحار الأنوار:ج 34 ص 240 ح 999. [3]
2- (2) .زاد المعاد لابن قیّم:ص 61.
3- (3) .غرر الحکم:ج 6 ص 286 ح 10274، [4]عیون الحکم والمواعظ:ص 522 ح 9508.
4- (4) .مصباح الشریعة:ص 370، [5]بحار الأنوار:ج 2 ص 53 ح 21 [6] وراجع:منیة المرید:ص 198.
5- (5) .کنز الفوائد:ج 2 ص 32، [7]بحار الأنوار:ج 78 ص 127 ح 10. [8]
6- (6) .تحف العقول:ص 379،الاختصاص:ص 231 نحوه،بحار الأنوار:ج 78 ص 265 ح 176. [9]
7- (7) .الأدْهَم:الأسود،یکون فی الخَیْل والإبِل وغیرهِما.والعرب تقول:مُلوک الخَیل دُهْمُها.والدُّهْمة من ألوان الإبل:أن تشتدّ الوُرْقَةُ حتّی یذهب البیاضُ.والدَّهماء من الضَّأن:الحمراء الخالصة الحُمرة.ودابّة موقَّفة:فی قوائمها خُطوطٌ سودٌ ( لسان العرب:ج12 ص209 و210 و [10]ج9 ص362 ).

فَرُبَّ مُتَکَلِّمٍ فی غَیرِ مَوضِعِهِ جَنی عَلی نَفسِهِ بِکَلامِهِ. (1)

10/6 مُراعاةُ الأَهَمِّ فَالأَهَمِّ

10975. صحیح البخاری عن ابن عبّاس: لَمّا بَعَثَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله مُعاذَ بنَ جَبَلٍ إلی نَحوِ أهلِ الیَمَنِ، قالَ لَهُ:إنَّکَ تَقدَمُ عَلی قَومٍ مِن أهلِ الکِتابِ،فَلیَکُن أوَّلَ ما تَدعوهُم إلی أن یُوَحِّدُوا اللّهَ تَعالی،فَإِذا عَرَفوا ذلِکَ فَأَخبِرهُم أنَّ اللّهَ فَرَضَ عَلَیهِم خَمسَ صَلَواتٍ فی یَومِهِم ولَیلَتِهِم،فَإِذا صَلَّوا فَأَخبِرهُم أنَّ اللّهَ افتَرَضَ عَلَیهِم زَکاةً فی أموالِهِم تُؤخَذُ مِن غَنِیِّهِم فَتُرَدُّ عَلی فَقیرِهِم،فَإِذا أقَرّوا بِذلِکَ فَخُذ مِنهُم،وتَوَقَّ کَرائِمَ أموالِ النّاسِ. (2)

10976. التّوحید عن ابن عبّاس: جاءَ أعرابِیٌّ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،عَلِّمنی مِن غَرائِبِ العِلمِ.قالَ:ما صَنَعتَ فی رَأسِ العِلمِ حَتّی تَسأَلَ عَن غَرائِبِهِ؟!قالَ الرَّجُلُ:

ما رَأسُ العِلمِ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ.قالَ الأَعرابِیُّ:وما مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ؟قالَ:تَعرِفُهُ بِلا مِثلٍ ولا شِبهٍ ولا نِدٍّ،وأَنَّهُ واحِدٌ أحَدٌ ظاهِرٌ باطِنٌ أوَّلٌ آخِرٌ،لا کُفوَ لَهُ ولا نَظیرَ،فَذلِکَ حَقُّ مَعرِفَتِهِ. (3)

10977. تنبیه الغافلین عن عبد اللّه بن مسوّر الهاشمیّ: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وقالَ:جِئتُکَ لِتُعَلِّمَنی مِن غَرائِبِ العِلمِ.قالَ:ما صَنَعتَ فی رَأسِ العِلمِ؟قالَ:وما رَأسُ العِلمِ؟ قالَ:هَل عَرَفتَ الرَّبَّ عز و جل؟قالَ:نَعَم.قالَ:فَماذا فَعَلتَ فی حَقِّهِ؟قالَ:ما شاءَ اللّهُ.

ص:455


1- (1) .الأمالی للطوسی:ص 225 ح 391 [1] عن عبیداللّه بن عبد اللّه،بحار الأنوار:ج 78 ص 196 ح 17 وراجع:الصّمت وآداب اللّسان:ص 75 ح 114.
2- (2) .صحیح البخاری:ج 6 ص 2685 ح 6937،صحیح مسلم:ج 1 ص 51 ح 31 نحوه،السنن الکبری:ج 7 ص 3 ح1312، [2]کنز العمّال:ج 6 ص 295 ح 15772.
3- (3) .التوحید:ص 284 ح 5،مشکاة الأنوار:ص 40 ح 10، [3]منیة المرید:ص 366، [4]بحار الأنوار:ج 3 ص 269 ح 4. [5]

قالَ:وهَل عَرَفتَ المَوتَ؟قالَ:نَعَم.قالَ:فَماذا أعدَدتَ لَهُ؟قالَ:ما شاءَ اللّهُ.قالَ:

اذهَب فَاحکُم بِها هُناکَ،ثُمَّ تَعالَ حَتّی اعَلِّمَکَ مِن غَرائِبِ العِلمِ.

فَلَمّا جاءَهُ بَعدَ سِنینَ،قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ضَع یَدَکَ عَلی قَلبِکَ،فَما لا تَرضی لِنَفسِکَ لا تَرضاهُ لِأَخیکَ المُسلِمِ،وما رَضیتَهُ لِنَفسِکَ فَارضَهُ لِأَخیکَ المُسلِمِ،وهُوَ مِن غَرائِبِ العِلمِ. (1)

10978. الإمام علیّ علیه السلام -مِن وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:وأجمَعتُ عَلَیهِ مِن أدَبِکَ...أَن أبتَدِئَکَ بِتَعلیمِ کِتابِ اللّهِ عز و جل وتَأویلِهِ،وشَرائِعِ الإِسلامِ وأَحکامِهِ،وحَلالِهِ وحَرامِهِ،لا اجاوِزُ ذلِکَ بِکَ إلی غَیرِهِ. (2)

11/6 مُراعاةُ الاِختِصارِ

10979. المعجم الکبیر عن أبی امامة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا بَعَثَ أمیراً قالَ:أقصِرِ الخُطبَةَ، وأَقِلَّ الکَلامَ. (3)

10980. سنن أبی داود عن عمّار بن یاسر: أمَرَنا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِإِقصارِ الخُطَبِ. (4)

10981. سنن أبی داود عن جابر بن سمرة السّوائیّ: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لا یُطیلُ المَوعِظَةَ یَومَ

ص:456


1- (1) .تنبیه الغافلین:ص 36 ح 20، [1]جامع بیان العلم:ج 2 ص 5،حلیة الأولیاء:ج 1 ص 24 [2] کلاهما نحوه ولیس فیهما ذیله من«فلمّا جاءه»وراجع:روضة الواعظین:ص 537.
2- (2) .نهج البلاغة: [3]الکتاب 31،تحف العقول:ص 71،بحار الأنوار:ج 1 ص 219 ح 48؛ [4]ینابیع المودّة:ج 3 ص 439 ح 10. [5]
3- (3) .المعجم الکبیر:ج 8 ص 144 ح 7640 و ص 154 ح 7662 بزیادة«فإنّ من الکلام سحراً»فی آخره،کنز العمّال:ج 7 ص 94 ح 18126.
4- (4) .سنن أبی داود:ج 1 ص 289 ح 1106،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 426 ح 1066،السنن الکبری:ج 3 ص 295 ح 5766.

الجُمُعَةِ،إنَّما هُنَّ کَلِماتٌ یَسیراتٌ. (1)

10982. الإمام علیّ علیه السلام: جَودَةُ الکَلامِ فِی الاِختِصارِ. (2)

10983. عنه علیه السلام: الکَلامُ کَالدَّواءِ؛قَلیلُهُ یَنفَعُ،وکَثیرُهُ قاتِلٌ. (3)

10984. عنه علیه السلام: اختَصِر مِن کَلامِکَ مَا استَحسَنتَهُ؛فَإِنَّهُ بِکَ أجمَلُ،وعَلی فَضلِکَ أدَلُّ. (4)

10985. عنه علیه السلام: خَیرُ الکَلامِ ما لا یُمِلُّ ولا یَقِلُّ. (5)

10986. الإمام الصادق علیه السلام -حینَ قیلَ لَهُ:مَا البَلاغَةُ؟-:مَن عَرَفَ شَیئاً قَلَّ کَلامُهُ فیهِ.وإنَّما سُمِّیَ البَلیغُ؛لِأَنَّهُ یُبلِغُ حاجَتَهُ بِأَهوَنِ سَعیِهِ. (6)

راجع:هذه الموسوعة:ج 10 ص 27 (الإطالة).

ص:457


1- (1) .سنن أبی داود:ج 1 ص 289 ح 1107،المستدرک علی الصحیحین:ج 1 ص 427 ح 1067،السنن الکبری:ج 3 ص 294 ح 5762،کنزالعمّال:ج 7 ص 63 ح 17969.
2- (2) .المواعظ العددیّة:ص 55.
3- (3) .غرر الحکم:ج 3 ص 159 ح 2182، [1]عیون الحکم والمواعظ:ص 67 ح 1692.
4- (4) .غرر الحکم:ج 2 ص 320 ح 2735، [2]عیون الحکم والمواعظ:ص 100 ح 2293.
5- (5) .غرر الحکم:ج 3 ص 424 ح 4969. [3]
6- (6) .تحف العقول:ص 359،بحار الأنوار:ج 78 ص 241 ح 28. [4]

ص:458

الفهارس

اشارة

1.فهرس الآیات الکریمة 461

2.فهرس الأعلام 477

3.فهرس البلدان والأماکن 482

4.فهرس الأشعار 483

5.فهرس الجماعات والقبائل 484

6.فهرس الحوادث والوقائع والأیّام والأزمنة 486

7.فهرس المفردات اللغویة (المشروحة فی الهامش) 487

ص:459

ص:460

(1)فهرس الآیات الکریمة

الآیة-رقم الآیة الصفحة

البقرة

«ذلک الکتاب لا ریب فیه هدی للمتقین»2 391،385

«الذین یؤمنون بالغیب و یقیمون الصلاة...»......342......3

«یا أیها الناس اعبدوا ربکم الذی خلقکم...»......360......21

«و قولوا للناس...»......415......83

«و إذ قال إبراهیم رب اجعل هذا بلدا آمنا...»......195......126

«ربنا و ابعث فیهم رسولا منهم یتلوا...»......364......129

«هو السمیع العلیم»......450......137

«کما أرسلنا فیکم رسولا منکم یتلوا...»......364......151

«استعینوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرین»......355......153

«إن الذین یکتمون ما أنزلنا من البیّنات و الهدی...»......316......159

«و من الناس من یتخذ من دون الله أندادا...»......361......165

آل عمران

«قل یا أهل الکتاب تعالوا إلی کلمة...»......350......64

«و اعتصموا بحبل الله جمیعا و لا تفرقوا...»......347......103

ص:461

«و لتکن مّنکم أمة یدعون إلی الخیر و یأمرون...»......365،313......104

«فبما رحمة من الله لنت لهم و لو کنت فظا...»......413......159

«إن فی خلق السماوات و الأرض»......101،97......190

«لا یغرنک تقلب الذین کفروا فی البلاد»......154......196

النساء

«و ابتلوا الیتامی حتی إذا بلغوا النّکاح فإن...»......244،228......6

«فکیف إذا جئنا من کلّ أمة بشهید...»......88......41

«أولئک الذین یعلم الله ما فی قلوبهم...»......296......63

«من کان یرید ثواب الدنیا فعند الله ثواب...»......341......134

«رسلا مبشرین و منذرین لئلا یکون للناس...»......371......165

المائدة

«...الیوم أکملت لکم دینکم و أتممت علیکم...»......349......3

«یهدی به الله من اتبع رضوانه سبل السلم...»......340......16

«ادخلوا الأرض المقدسة التی کتب الله لکم»......216......21

«من أجل ذلک کتبنا علی بنی إسرائیل...»......317،316......32

«فلا تخشوا الناس و اخشون»......366......44

«یا أیها الذین آمنوا من یرتد منکم...»......404......54

«لو لا ینهاهم الربانیون و الأحبار عن قولهم...»......365......63

«یا أیها الرسول بلّغ ما أنزل إلیک من ربّک...»......349،313......67

«لعن الذین کفروا من بنی إسرائیل...»......365......78

«لبئس ما کانوا یفعلون»......365......79

«و أطیعوا الله و أطیعوا الرسول و احذروا...»......441،273......92

«ما علی الرسول إلا البلاغ و الله یعلم ما تبدون...»......324......99

ص:462

الأنعام

«قل أی شیء أکبر شهادة قل الله شهید...»......314......19

«و لقد کذبت رسل من قبلک فصبروا علی ما کذبوا...»......407......34

«إنما یستجیب الذین یسمعون و الموتی...»......392......36

«و ما قدروا الله حق قدره إذ قالوا...»......344......91

«و لا تقربوا مال الیتیم إلا بالتی هی أحسن...»......230......152

«و لا تزر وازرة وزر أخری»......134،123،120......164

الأعراف

«فلنسئلن الذین أرسل إلیهم و لنسئلن...»......324......6

«لا خوف علیکم و لا أنتم تحزنون»......77......49

«و البلد الطیّب یخرج نباته بإذن ربّه»......176،159،154......58

«لقد أرسلنا نوحا إلی قومه فقال یا قوم...»......332......59

«قال الملأ من قومه إنا لنراک فی ضلال مبین»......332......60

«قال یا قوم لیس بی ضللة و لکنّی رسول من...»......332......61

«أبلّغکم رسلت ربّی و أنصح لکم و أعلم...»......412،332......62

«و إلی عاد أخاهم هودا قال یا قوم اعبدوا...»......332......65

«قال الملأ الذین کفروا من قومه...»......332......66

«قال یا قوم لیس بی سفاهة...»......333،332......67

«أ بلغکم رسالات ربی و أنا لکم ناصح أمین...»......412،333......68

«و إلی ثمود أخاهم صالحا قال یا قوم...»......333......73

«و اذکروا إذ جعلکم خلفاء من بعد عاد...»......333......74

«قال الملأ الذین استکبروا من قومه للذین استضعفوا...»......333......75

«قال الذین استکبروا إنا بالذی آمنتم به کافرون»......333......76

«فعقروا الناقة و عتوا عن أمر ربّهم و قالوا...»......333......77

ص:463

«فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فی دارهم جاثمین»......333......78

«فتولی عنهم و قال یا قوم لقد أبلغتکم رسالة...»......412،333......79

«أ فأمن أهل القری أن...»......82،81......97

«وأورثنا القوم الذین کانوا یستضعفون مشرق...»......215......137

«...و یضع عنهم إصرهم و الأغلال التی کانت...»......350......157

الأنفال

«یا أیها الذین آمنوا استجیبوا لله و للرسول...»......316......24

التوبة

«قل إن کان آباؤکم و أبناؤکم و إخو نکم...»......361......24

«و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولیاء...»......366......71

«فلیضحکوا قلیلا و لیبکوا کثیرا جزاء...»......64......82

«لیس علی الضعفاء و لا علی المرضی...»......49......91

«و لا علی الذین إذا ما أتوک لتحملهم قلت لا أجد...»......49،48......92

«الأعراب أشد کفرا و نفاقا و أجدر ألا یعلموا...»......170،156......97

«و ما کان المؤمنون لینفروا کافة فلو لا نفر...»......383،313......122

«لقد جاءکم رسول من أنفسکم عزیز علیه...»......420،417......128

یونس

«یا أیها الناس قد جاءتکم موعظة من ربکم...»......430......57

هود

«فاستقم کما أمرت و من تاب معک و لا تطغوا...»......409......112

«تلک من أنباء الغیب نوحیها إلیک ما کنت تعلمها...»......343......49

ص:464

یوسف

«و جاؤ أباهم عشاء یبکون»......21......16

«و لما بلغ أشده آتیناه حکما و علما...»......231......22

«وتولی عنهم و قال یا أسفی علی یوسف و ابیضت...»......94......84

«تالله تفتؤا تذکر یوسف حتی تکون حرضا...»......117......85

«إنما أشکوا بثّی و حزنی إلی الله و أعلم من الله»......118......86

«قل هذه سبیلی أدعوا إلی الله علی بصیرة...»......383......108

إبراهیم

«کتاب أنزلناه إلیک لتخرج الناس من الظلمت...»......340......1

«و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه لیبین لهم...»......441......4

«و لقد أرسلنا موسی بآیاتنا أن أخرج قومک...»......363،340......5

«و إذ قال إبراهیم رب اجعل هذا البلد آمنا...»......195......35

«ربنا إنّی أسکنت من ذرّیتی بواد غیر ذی زرع...»......204،201......37

الحجر

«فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشرکین»......409......94

النحل

«فهل علی الرسل إلا البلاغ المبین»......441،273......35

«و لقد بعثنا فی کل أمة رسولا أن اعبدوا...»......343......36

«فسئلوا أهل الذّکر إن کنتم لا تعلمون»......325......43

«و أنزلنا إلیک الذکر لتبین للناس ما نزل...»......339......44

«و الله جعل لکم من بیوتکم سکنا»......160......80

«فإن تولوا فإنما علیک البلاغ المبین»......442،273......82

ص:465

«من عمل صالحا من ذکر أو أنثی و هو مؤمن...»......358......97

«إن إبراهیم کان امة قانتا لله حنیفا و لم یک...»......364......120

«ادع إلی سبیل ربک بالحکمة و الموعظة الحسنة...»......443......125

«و اصبر و ما صبرک إلا بالله و لا تحزن علیهم...»......407......127

الإسراء

«سبحان الذی أسری بعبده لیلا من المسجد الحرام...»......216......1

«و کل إنسان ألزمناه طائره فی عنقه»......111......13

«و لا تزر وازرة وزر أخری...»......134......15

«و لا تقف ما لیس لک به علم إن السمع و البصر...»......402......36

«و لا تقربوا مال الیتیم إلا بالتی هی أحسن...»......230......34

«إن الذین أوتوا العلم من قبله إذا یتلی...»......84،45،18......107

«و یقولون سبحان ربّنا إن کان وعد ربّنا...»......45،18......108 108،84

«و یخرون للأذقان یبکون و یزیدهم خشوعا»......84،45،18......109

الکهف

«فضربنا علی آذانهم فی الکهف سنین عددا»......137......11

«ثم بعثناهم لنعلم أی الحزبین أحصی...»......137......12

«هل أتبعک علی أن تعلمن مما علمت رشدا»......448......66

«إنک لن تستطیع معی صبرا»......448......67

«و کیف تصبر علی ما لم تحط به خبرا»......448......68

مریم

«و آتیناه الحکم صبیا»......231......12

«و جعلنی مبارکا أین ما کنت»......186......31

ص:466

«و اذکر فی الکتاب إسماعیل إنه کان صادق...»......374،373......54

«و کان یأمر أهله بالصلاة و الزکاة...»......374،373......55

«أولئک الذین أنعم الله علیهم من النبیّین...»......91......58

«فإنما یسرناه بلسانک لتبشر به المتقین...»......442......97

طه

«قال رب اشرح لی صدری»......405......25

«و یسر لی أمری»......405......26

«و احلل عقدة من لّسانی»......442،405،273......27

«یفقهوا قولی»......442،405،273......28

«اذهبا إلی فرعون إنه طغی»......413......43

«فقولا له قولا لینا لعله یتذکر أو یخشی»......413......44

«و أمر أهلک بالصلاة و اصطبر علیها»......375،374،373،372......132

«و لو أنا أهلکناهم بعذاب من قبله لقالوا...»......382،371......134

الأنبیاء

«و ما أرسلنا من قبلک من رسول إلا نوحی...»......343......25

«إن هذه أمتکم أمة واحدة...»......346......92

الحجّ

«ثم نخرجکم طفلا ثم لتبلغوا أشدکم»......229......5

المؤمنون

«أ فحسبتم أنما خلقناکم عبثا و أنکم إلینا...»......345......115

ص:467

النور

«یا أیها الذین آمنوا لیستأذنکم الذین ملکت...»......243......58

«و إذا بلغ الأطفل منکم الحلم فلیستأذنوا...»......243......59

الفرقان

«و قالوا ما لهذا الرسول یأکل الطعام و یمشی...»......417......7

الشعراء

«إذ قال لهم أخوهم نوح أ لا تتقون»......354......105

«إنی لکم رسول أمین»......354......106

«کذبت عاد المرسلین»......354......123

«إذ قال لهم أخوهم هود أ لا تتقون»......354......124

«إذ قال لهم أخوهم صلح ألا تتقون»......354......142

«إنی لکم رسول أمین»......354......143

«فاتقوا الله و أطیعون»......354......144

«کذبت قوم لوط المرسلین»......354......160

«إذ قال لهم أخوهم لوط أ لا تتقون»......354......161

«إنی لکم رسول أمین»......354......162

«کذب أصحاب الایکة المرسلین»......354......176

«إذ قال لهم شعیب أ لا تتقون»......354......177

«إنی لکم رسول أمین»......354......178

«فاتقوا الله و أطیعون»......354......179

«بلسان عربیّ مبین»......297......195

«و أنذر عشیرتک الأقربین»......373،372،341......214

«و اخفض جناحک لمن اتبعک من المؤمنین»......417......215

«سیعلم الذین ظلموا أی منقلب ینقلبون»......27......227

ص:468

النمل

«إنه من سلیمان و إنه بسم الله الرحمن الرحیم»......301......30

«أمن خلق السماوات و الأرض و أنزل لکم من السماء...»......192......60

«أمن یجیب المضطر إذا دعاه و یکشف السوء و یجعلکم...»......113......62

«إنک لا تسمع الموتی و لا تسمع الصم الدعاء...»......393......80

«و ما أنت بهدی العمی عن ضللتهم»......393......81

«إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة...»......201......91

القصص

«و لما بلغ أشده و استوی آتیناه حکما و علما...»......230......14

«و أخی هارون هو أفصح منّی لسانا فأرسله...»......273،266......34

«و قالوا إن نتبع الهدی معک نتخطف من أرضنا أ و لم...»......201......57

«تلک الدار الآخرة..»......86......83

«إن الذی فرض علیک القرآن لرادک إلی معاد»......184......85

العنکبوت

«و آتیناه أجره فی الدنیا و إنه فی الآخرة لمن الصالحین»......342......27

الروم

«یحی الأرض بعد موتها»......175......19

«فاصبر إن وعد الله حق و لا یستخفنک...»......407......60

لقمان

«یا بنی أقم الصلاة و أمر بالمعروف و انه عن المنکر...»......407......17

«و ما خلقکم و لا بعثکم إلّاکنفس واحدة»......346......28

ص:469

السجدة

«و جعلنا منهم أئمة یهدون بأمرنا...»......407......24

الأحزاب

«یا أیها النبی قل لا زو جک إن کنتن تردن...»......372......28

«الذین یبلغون رسلت الله و یخشونه و لا یخشون...»......403......39

«یا أیها النبی إنا أرسلناک شهدا و مبشرا و نذیرا»......414،369......45

«و داعیا إلی الله بإذنه و سراجا منیرا»......369......46

«و بشر المؤمنین بأن لهم من الله فضلا کبیرا»......370......47

«یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله و قولوا...»......443،355......70

سبأ

«لقد کان لسبإ فی مسکنهم آیة جنتان عن یمین...»......154......15

«و ما أرسلناک إلا کافة للناس بشیرا و نذیرا...»......370......28

«و لو تری إذ فزعوا فلا فوت و أخذوا من...»......99......51

فاطر

«فسقنه إلی بلد میّت»......154......9

«و لا تزر وازرة وزر أخری...»......342،120......18

یس

«و اضرب لهم مثلا أصحاب القریة إذ جاءها المرسلون»......333......13

«إذ أرسلنا إلیهم اثنین فکذبوهما فعززنا بثالث فقالوا...»......333......14

«قالوا ما أنتم إلا بشر مّثلنا و ما أنزل الرحمن من شیء...»......333......15

«قالوا ربنا یعلم إنا إلیکم لمرسلون»......333......16

ص:470

«و ما علینا إلا البلاغ المبین»......333......17

«قالوا إنا تطیرنا بکم لئن لم تنتهوا لنرجمنکم...»......333......18

«قالوا طائرکم معکم ألن ذکّرتم بل أنتم قوم مسرفون»......333......19

«و جاء من أقصا المدینة رجل یسعی قال یا قوم...»......333......20

«اتبعوا من لا یسئلکم أجرا و هم مهتدون»......333......21

«و ما لی لا أعبد الذی فطرنی و إلیه ترجعون»......333......22

«أ أتخذ من دونه آلهة إن یردن الرحمن بضر لا تغن عنّی...»......333......23

«إنّی إذا لفی ضلال مبین»......333......24

«إنّی آمنت بربّکم فاسمعون»......333......25

«قیل ادخل الجنة قال یا لیت قومی یعلمون»......333......26

«بما غفر لی ربّی و جعلنی من المکرمین»......333......27

الصافّات

«و قفوهم إنهم مسولون»......324......24

«ما لکم لا تناصرون»......324......25

ص

«و شددنا ملکه و آتیناه الحکمة و فصل الخطاب»......432......20

الزمر

«...إن الله لا یهدی من هو کاذب کفار»......385......3

«إنک میّت و إنهم میّتون»......97......30

«و ما قدروا الله حق قدره»......87......67

«و سیق الذین کفروا إلی جهنم زمرا»......87......71

ص:471

غافر

«و قال رجل مؤمن من آل فرعون...»......334،333......28

«یقوم لکم الملک الیوم ظهرین فی الأرض...»......334......29

«و قال الذی آمن یقوم إنّی أخاف علیکم مّثل یوم الأحزاب»......334......30

«مثل دأب قوم نوح و عاد و ثمود و الذین من بعدهم...»......334......31

«و یقوم إنّی أخاف علیکم یوم التناد»......334......32

«یوم تولون مدبرین ما لکم من الله من عاصم و من یضلل...»......334......33

«و لقد جاءکم یوسف من قبل بالبیّنات فما زلتم فی شک...»......334......33

فصّلت

«و من أحسن قولا مّمن دعا إلی الله و عمل صلحا...»......321......33

الشوری

«لیس کمثله شیء»......450......11

«فلذلک فادع و استقم کما أمرت...»......409......15

«و الذین آمنوا و عملوا الصالحات فی روضات الجنات...»......88......22

«إن علیک إلا البلاغ»......306......48

«فإن أعرضوا فما أرسلناک علیهم حفیظا...»......324......48

الزخرف

«فأنشرنا به بلدة میتا»......154......11

«بل قالوا إنا وجدناء اباءنا علی أمة...»......352......22

«و کذلک ما أرسلنا من قبلک فی قریة من نذیر...»......352......23

«قل ا و لو جئتکم بأهدی مما وجدتم علیه آباءکم...»......352......24

«ادخلوا الجنة أنتم و أزو جکم تحبرون»......77......70

ص:472

الدخان

«فما بکت علیهم السماء و الأرض»......143......29

«فما بکت علیهم السماء و الأرض...»......149،144......29

الجاثیة

«أ فرأیت من اتخذ إلهه هوله و أضله الله...»......393......23

الأحقاف

«أو أثارة من علم»......435......4

«...إن الله لا یهدی القوم الظالمین»......385......10

«حتی إذا بلغ أشده و بلغ أربعین سنة»......231......15

«فاصبر کما صبر أولوا العزم من الرسل...»......407......35

محمّد

«یا أیها الذین آمنوا إن تنصروا الله ینصرکم...»......318......7

الذاریات

«و ذکّر فإن الذّکری تنفع المؤمنین»......313......55

«و ما خلقت الجن و الإنس إلا لیعبدون»......360......56

النجم

«و أنه هو أضحک و أبکی»......13......43

«هو أضحک و أبکی»......124......43

«ا فمن هذا الحدیث تعجبون»......114......59

«و تضحکون و لا تبکون»......114......60

ص:473

الحدید

«لقد أرسلنا رسلنا بالبینات و أنزلنا معهم...»......348،343......25

الصّف

«تنجیکم من عذاب ألیم»......218......10

«یا أیها الذین آمنوا کونوا أنصار الله...»......318......14

الجمعة

«هو الذی بعث فی الأمیین رسولا منهم یتلوا...»......364......2

المنافقون

«...إن الله لا یهدی القوم الفاسقین»......385......6

التحریم

«یا أیها الذین آمنوا قوا أنفسکم و أهلیکم...»......375،374،373،146......6

الملک

«أ لم یأتکم نذیر...»......372......8

القلم

«ن و القلم و ما یسطرون»......435......1

«فاصبر لحکم ربک و لا تکن کصاحب الحوت...»......407......48

نوح

«قال ربّ إنّی دعوت قومی لیلا و نهارا»......314......5

ص:474

عبس

«لکلّ امری منهم یومئذ شأن یغنیه»......34......37

«وجوه یومئذ مسفرة»......34......38

«ضاحکة مستبشرة»......34......39

«و وجوه یومئذ علیها غبرة»......34......40

«ترهقها قترة»......34......41

الغاشیة

«فذکّر إنما أنت مذکّر»......313......21

البلد

«لا أقسم بهذا البلد»......154......1

الشرح

«أ لم نشرح لک صدرک»......405......1

التّین

«و التّین و الزیتون»......217،216......1

«و طور سینین»......217،216......2

«و هذا البلد الأمین»......217،216،155......3

العلق

«الذی علم بالقلم»......435......4

التکاثر

«ألهلکم»......87......1

ص:475

المسد

«تبت یدا أبی لهب و تب»......373......1

«ما أغنی عنه ماله و ما کسب»......373......2

الإخلاص

«قل هو الله أحد»......450......1

«الله الصمد»......450......2

«لم یلد و لم یولد»......450......3

«و لم یکن له کفوا أحد»......450......4

ص:476

(2)فهرس الأعلام

آدم علیه السلام 314،173،117،93

أبان بن تغلب110

أبان بن سعید183

إبراهیم علیه السلام 204،195،192،183،67، 350،308،207،206،206

إبراهیم ابن رسول صلی الله علیه و آله 127،119،52،51، 133،131،130

إبراهیم بن أبی محمود166

إبلیس426،325،323،148

ابن أبی ملیکة124

ابن أبی یعفور109

ابن التّیّهان42

ابن رواحة433،129

ابن السّکّیت396

ابن عمر124،121،120

ابن فارس265،227

ابن قتیبة440

ابن منظور265،227،153،11

ابنی یامین94

أبو بصیر232،110،69

أبو جعفر علیه السلام 259،216،106،68،38، 406،402،317

أبو جعفر الأحول387

أبو جعفر الدوانیقی145

أبو جعفر صاحب الطّاق434

أبو جعفر محمّد بن علیّ الرّضا علیه السلام 300،113

أبو الحسن علیه السلام 205،200

أبو الحسن موسی علیه السلام 190

أبو حمزة33

أبو حنیفة190

أبو خالد الکابلی435،260

أبو الدّوانیق145

أبو ذرّ143،116،78،45،43،41،18، 449،403

أبو سفیان بن الحارث بن عبد المطّلب433

أبو طالب410

أبو عبد الرّحمن122،121

أبو عبد اللّه علیه السلام 86،84،83،69،41،39،17، 145،136،115،110،109،89،88، 220،219،214،212،207،203،190، 327،323،260،255،251،244،236، 444،435،434،427،387،374،373، 452،451،449

أبو لهب411،373

ص:477

أبو لیلی عبد الرّحمن بن کعب49،48

أبو محمّد الحسن علیه السلام 55

أبو المقدام58

أبو موسی الأشعری413،133

أبو هریرة122

ابی بن کعب51

أحمد بن جنان55

أحمد بن الخصیب55

الأردبیلی210

اسامة بن زید131،70

إسحاق علیه السلام 350

اسقف نجران350

إسماعیل علیه السلام 329،274،204

أسماء بنت عمیس126

اسید بن أبی اسید134

اسید بن حضیر125

الأشتر50

الأصفهانی223

إف کی شارتل241

أمیر المؤمنین علیه السلام 66،57،47،43،40،24، 189،180،127،102،101،100،88، 299،298،283،282،223،221،214، 431،415،353

الباقر علیه السلام 268

برید العجلی426

البشیر55

تمیم الدّاری326

ثابت بن قیس289

جابر بن یزید الجعفی359

جبرئیل علیه السلام 74،73،70،61،40،37،19، 363،336،221،141،140،136،93

جعفر بن أبی طالب129،128،126،53، 133،130

جعفر بن محمّد بن الأشعث420

الجواد علیه السلام 231

الحارث بن حوط اللّیثیّ 353

الحارث الهمدانیّ 353،352،169

حبّة العرنی101

الحجر44

حرب بن شرحبیل الشّبامی24

الحسن علیه السلام 386،104،103،43،36،35، 456،446،416

الحسن علیه السلام 113

الحسن بن مسعود55

الحسین علیه السلام 105،104،103،43،38،36، 221،211،150،144،141،118،117، 337،327،317

الحسین بن إبراهیم55

حفص بن غیاث86

حلیمة السّعدیّة297

حمزة سیّد الشهداء علیه السلام 125،124،122، 133،129،127

حوّاء93

خاتم الأنبیاء صلی الله علیه و آله 18

الخضر علیه السلام 33

الخمینی400،310

الخیثمة359،358

داود علیه السلام 287،187،144،95،67،22، 362،359،314

الدّجّال194

ص:478

دعبل40

ذرّ بن أبی ذرّ41

ذو الشّهادتین42

الراغب227،153

رسول اللّه صلی الله علیه و آله 43،40،37،36،35،31،19، 69،56،55،54،53،52،51،49،48، 98،97،96،87،86،83،82،76،70، 120،119،117،115،114،102،99، 127،126،125،124،123،122،121، 147،136،132،131،130،129،128، 184،183،181،173،166،162،161، 208،207،206،202،195،191،188، 288،281،274،268،221،220،219، 322،315،306،297،296،290،289، 346،336،335،334،328،326،324، 367،364،363،358،357،354،350، 400،399،392،391،382،374،370، 419،413،412،411،410،408،404، 448،444،442،440،439،436،433، 456،454،453

الرّضا علیه السلام 250،220،168،166،112،67، 450،384،300

رقیّة ابنة رسول اللّه صلی الله علیه و آله 121

روح القدس علیه السلام 434

الریّان بن الصلت168

الزّبیر353

زرارة349

زید بن ثابت51

زید بن حارثة129،128

زین العابدین علیه السلام 107،106

زینب بنت رسول اللّه صلی الله علیه و آله 412

سالم بن عمیر49،48

سدیر141

سعد297،115

سعد الخیر323

سعد بن أبی وقّاص195،132،86

سعد بن بکر296

سعد بن عبادة132،51

سعد بن معاذ161،133،125

سلمان رضی الله عنه 449،115،42،25

سلمة بن الأزرق122

سلمة بن صخر48

سلیمان علیه السلام 301

سلیمان بن سمرة191

سمرة191

سیف القین52

الشریف المرتضی236،235

شعیب علیه السلام 95،53

شمعون بن لاوی بن یهودا23

الشیطان131،130،122،121،22،13، 351،289،149،148

الصّادق علیه السلام 230،219،198،161،110، 421،415،406،292،269،232،231، 448،430،423

الصدوق235،168

صعصعة بن صوحان283

صهیب123

ضرار بن حمزة الضّبائی100

طالب بن حاتم55

طلحة353

ص:479

عائشة134،123،121،96

العبّاس301

عبد اللّه بن العبّاس454،255،123،43

عبد اللّه بن جندب356

عبداللّه بن رواحة290،268

عبد اللّه بن عمر123،122

عبد اللّه بن مسعود132

عبد اللّه بن معقل49

عبد الرّحمن السّلمی326

عبد الرّحمن بن سیابة29

عبد الرّحمن بن عوف132،131،52

عبد العزیز449

عبد العظیم الحسنی357

عبد المطلب297،168

عبد الملک122

عبید اللّه43

عبید اللّه بن أبی رافع436

عبید بن عمیر96

عتّاب بن حاتم55

عتبة بن زید49

عثمان123،43

عثمان بن مظعون130،133،129،121

عرباض بن ساریة49

عزیز مصر95

علیّ علیه السلام 58،57،56،55،50،37،36،17، 157،156،143،102،99،77،66، 253،223،221،170،164،159،158، 353،352،286،280،268،267،257، 427،391،385

علیّ بن الحسین علیه السلام 108،107،106،70، 449،343،189،118،117

علیّة بن زید48

عمّار207

عمر بن حنظلة415

عمر بن الخطّاب123،122،121،120، 253،189،133

عمرو بن عثمان123،70

عمرو بن عمرو بن جهام بن الجموح49

عمرو بن غنمة48

عمرو بن مرّة414

عیسی علیه السلام 186،146،92،30،29،23،14، 445،423،417،399،396،189

عیسی بن عبد اللّه213

غلام بنی عبد المطّلب411

فاطمة علیها السلام 103،103،102،99،36،35، 131،129،126،122،121،117

فاطمة بنت أسد133،127

فاطمة بنت عمرو120

فاطمة بنت موسی بن جعفر علیه السلام 214

فرعون266،149

الفضل بن سهل300،43

فضیل355

الفیض الکاشانی236

القائم علیه السلام 224،214،113

قثم43

الکاظم علیه السلام 214،111

کعب434

الکلینی17

کمیل بن زیاد النخعی385

لیث المرادی426

ص:480

مالک الأشتر354،180،179،176،173

مالک بن الحارث354

المجلسی قدس سره 224

محمّد صلی الله علیه و آله 368،336،295،207،77،74، 420،396،371،370

محمّد بن سعید55

محمّد بن علیّ علیه السلام 136

محمّد بن علیّ 428

محمّد بن مسلم426

مذحج354

مرتضی المطهّری395،394،392

مروان122

المسیح علیه السلام 445

معاذ بن جبل455،413،357،51

معاویة205،185،100

المفضّل بن عمر426،136،110

موریس دبس241

موسی علیه السلام 77،76،71،54،53،33،29، 355،331،266،230،220،91،79، 409،408،399،396،362

موسی بن جعفر علیه السلام 190،13

مهدیّ علیه السلام 113

ناصر بن ساریة السّلمی48

النّبی صلی الله علیه و آله 44،43،40،37،35،30،18،14، 73،69،67،64،61،55،54،52،51، 103،102،99،98،88،85،77،74، 127،126،125،122،121،120،116، 146،134،133،132،131،129،128، 163،161،159،157،156،148،147، 205،189،186،184،166،165،164، 289،288،281،233،223،212،210، 364،341،340،339،336،315،301، 433،418،414،412،409،373،370، 456،455،453،444،443،442

النّجاشی41،40

نوح علیه السلام 94

نوف102،101

نوف الشّامی57

هابیل93

هاجر204

هارون266،54

هرمیّ بن عمرو49

هرمیّ بن عمیر48

هشام بن الحکم340

همّام431،299

هند بن أبی هالة التّمیمی442،281

یحیی بن زکریّا علیهما السلام 231،144،14

یزید205

یعقوب علیه السلام 350،118،117،95،94

یوسف علیه السلام 231،220،117،94

یوشع بن نون409

یونس بن متّی 109

یونس بن یعقوب علیه السلام 136

ص:481

(3)فهرس البلدان والأماکن

الأبواء126

أصفهان223،168

البصرة387،222،221،168

بیت اللّه الحرام210،204

بیت المقدس217،202

تفلیس218

الجبّان106

الحبشة53

الحصن55

دار بنی عبد الأشهل125

الدّیلم217

الرّبذة43

سامرّاء55

سوق ذی المجاز411

سوق مکّة202،183

الشام221،216،215،168

شبه الجزیرة242

الصّفا205

صفّین24

العراق100

غدیر خمّ 334

قبر الحسین علیه السلام 141

قبّة الشّراب111

القدس216

قزوین218،217

قمّ 218،215،214،213،168

کربلاء211

الکعبة411،204،113

الکوفة217،214،213،212،168،24، 427،385،218

المدائن78

المدینة165،125،124،106،55،37، 206،205،202،190،184،168،166، 217،214،211،210،209،208،207، 444،427،300

المروة205

المسجد الجامع بالکوفة88

مسجد الکوفة385،70

مسجد النّبی صلی الله علیه و آله 164،125

مسجد رسول اللّه صلی الله علیه و آله 223

مصر216،212،180،179،176،168، 221،220،219

مقابر الشّهداء117

مکّة183،168،154،123،111،210، 205،204،203،202،201،189،184، 297،217،214،210،209،207،206، 418

منی205،202

یثرب297

الیمن414،413،405،357،315

ص:482

(4)فهرس الأشعار

یعیب الناس کلّهم زمانا وما لزماننا عیب سوانا

168

همّت سخینة أن تغالب ربّها فلیغلبنّ مغالب الغلّاب

434

فثبّت اللّه ما أعطاک من حسنٍ تثبیت موسی ونصراً مثل ما نصروا

433

ألا من لی بنشرک یا اخیّا ومن لی أن أبثّک ما اریّا

283

إذا جادت الدّنیا علیّاً فجد بها علی النّاس طرّاً قبل أن تتفلّت

327

خروج إمامٍ لا محالة خارج یقوم علی اسم اللّه والبرکات

112

مدارس آیاتٍ خلت من تلاوةٍ ومنزل وحیٍ مقفر العرصات

112

نفسی علی زفراتها محبوسة یا لیتها خرجت مع الزّفرات

44

أقیک بنفسی أیّها المصطفی الّذی هدانا به الرّحمن من عمه الجهل

54

أضحکنی الدّهر وأبکانی والدّهر ذو صرفٍ وألوان

39

وستّة لا یتجازی بهم بنو عقیلٍ خیر فتیان

39

ص:483

(5)فهرس الجماعات والقبائل

آل النّبی صلی الله علیه و آله 122

آل رسول اللّه صلی الله علیه و آله 337،120

آل محمّد علیهم السلام 177،38

الأئمّة علیهم السلام 427،311،300،166،111

أئمّة البقیع علیهم السلام 337

الأبرار336،23

أصحاب الصّفّة288،114

أصحاب النّبی صلی الله علیه و آله 115

الأنبیاء علیهم السلام 294،232،221،103،99، 344،340،328،314،309،306،301، 391،390،380،379،378،377،372، 448،422،412،406،398،396

أنبیاء بنی إسرائیل146

الإنس215

الأنصار147،125،86،49

الأوصیاء103

اولی العزم408

أهالی نجران350

أهل الإسلام،186

أهل أصفهان224،223

أهل الأمصار212

أهل البصرة223،222،221

أهل البیت علیهم السلام 118،103،102،36،14، 229،224،223،221،167،160،155، 374،369،315،311،298،267،231، 418،401،384

أهل الثّغور186

أهل الرّیّ 214

أهل السّجن117

أهل السّواد55

أهل السّوق370

أهل العلم323

أهل قمّ 214،213

أهل الکتاب455

أهل الکفر75

أهل الکوفة212،105

أهل المدینة434،195،183،124،117

أهل مروان122

أهل المشرق215

أهل مصر354،220

أهل المغرب215

أهل مکّة203،195،183

أهل نجران350

أهل الیمن455

ص:484

البکّاؤون135،117،79،49

بنو إسرائیل445،220،216،145

بنو العرباض48

بنو حارثة49،48

بنو زریق48

بنو سلمة49،48

بنو عبّاس214

بنو عبد الأشهل125

بنو عبد المطّلب346،341

بنو عبد شمس298

بنو عدیّ 373

بنو عمرو بن عوف49،48

بنو فاطمة118

بنو فزارة49

بنو فهر373

بنو مازن بن النّجّار49،48

بنو مخزوم298

بنو مزینة49

بنو واقف49،48

الجنّ 215،150

الحکماء276،180

الحواریّون445،423،417،318

خلفاء بنی امیّة351

الرّسل408،372،371،345،344،340

الزّاهدون79

الشّبامیّون24

الشّهداء328

شهداء بدر217

الصّالحون177

الصلحاء221

العجم341،296

العرب341،296،274

العلماء239،221،213،180،45،18، 325،240

فقراء المهاجرین288

الفقهاء236،234،213،210،142

فقهاء الشیعة210،134

فقهاء أهل السنّة134

قریش410،373،343،298،297

قوم لوط 142

الکافرون238

المبلّغون 311،310،308،306

المسلمون161،156،146،127،49، 187،175،174،170،165،163،162، 326،261،254،210،197،194،189، 451،374،344،329

المعصومون149،103

الملائکة70،64،60،40،36،26،19،13، 147،142،141،140،139،120،82، 336،222،215،202،192،150،149

نساء الأنصار125،124

ص:485

(6)فهرس الحوادث والوقائع والأیّام والأزمنة

احد125،124

أوّل لیلة من شهر رمضان82

أیّام البیض38

بدر48

حجّة الوداع202

سنة سبع وخمسین ومئتین للهجرة55

صلاة الجمعة156

عمرة الحدیبیة126

غارة الضّحّاک بن قیس185

غزوة خیبر55

قصّة الحکمین185

لیلة اسری بی إلی السّماء99

لیلة بدر96

لیلة الثّالث والعشرین من شهر رمضان32

لیلة الجهنیّ 32

لیلة الفطر61

لیلة قمراء57

وقعة احد124

وقعة الجمل223،222

یوم احد120

یوم الجمعة432،342،148

یوم الحساب336

یوم خیبر37

یوم الرّیح العاصف114

یوم عاشوراء221

یوم الفتح126

یوم الفزع الأکبر72،71

یوم القیامة74،71،70،67،38،29،28، 166،141،140،85،82،81،77،76، 328،324،308،291،222،218،192، 404،403،359،358،332،331،329، 436

ص:486

(7)فهرس المفردات اللغویة (المشروحة فی الهامش)

ابرد42

أجحف179

أجرته72

إجمامک179

احصبیهم142

الادیم287

أزیز83

الاسی 49

الاشهاد176

أصبهان223

أطّت السّماء46

أعربوا300

اغرورقت28

إقالة33

أماط 204،187

أنجّ 136

اوارا353

أوضع184

أؤول85

أشداقه281

بائقة110

الباقرة287

بالّة179

بستّة170

البصر279

بطنان77

بوّأه38

بهماء82

البیان268

التّبجّح285

تتقعقع51

تحاتّت64

تخاتلنی34

تخضلّ 111

تخوّلکم452

تزفر74

التّسویف33

التشحّط 203

التّضرّع69

تعیّرنّ 33

تقصف82

تکفان104

تلتدمون31

تلدمون47

تهشّ 100

الثّرثارون290

الثّغور174

ثکل131

الثّکلی 107

الثّمام183

جافی71

الجبّانة58

الجذل54

جرانه147

جریرته29

جفا171

جفن54

جلفة436

الجمر214

جنبلا55

جنّهم58

جهشت128

الجهنی32

جؤجؤ223

الحتوف219

حرّ108

الحزورة202

حقباً38

خاتله23

خار23

خریطة145

خطامها294

ص:487

خطیباً مصقعا292

خلّة108

خمش131

الخمیر115

خمیصة370،56

الخنا416

الخوّارة176

خول367

دأبهم28

دبرت106

دعة173

الدّوانیق145

الدّواة436

الدّهم454

الدّیاثة219

دیباجة76

ذرب292

رامق101

رتقه280

رحیق79

الرّستاق169،156

رقأت40

رمصت106

زار قبر امّه فی ألف مقنّع126

زاغت68

الزّفرة28

زمّ 27

الزّمنة316

زمنة220

السّخل52

سعرت46

سفط 220

سکک37

السّلاطة269

السّلیط 287

السّلیم101

السّواد55

شانته29

شجو22

شری410

شفیر97

شل190

شنّ 51

شین30

صبابة124

الصّبر293

صدغ136

الصّعدات46

الصّفا93

الصّفّة114

صول277

الضّاحی27

الضّغائن37

طبنة145

ظئرا52

ظلّ 198

ظهرنا208

العبرة38

عرضی48

عرقوبیه411

عرمة170،156

العطب92

عقبی 116

العمش50

عمش58

العوافی192

العیّ 268

عیّ 275

عیالا276

غارم170

غاشیة132

الغرّ56

غضاضة41

غلس276

فأظعنکم33

فتفرّس58

فتیلا22

فرائصهم140

فرائصی25

فرقا404

فرم الأمة106

فسیلة193

فقدک41

فهق23

الفیافی145

الفیء174

قافلا205

قتر73،26

قدعها27

قدک353

قرّت85

قرمط 436

قزع113

القطّان174

قطاة191

القطر175

ص:488

قلی92

قلیب194

کتیبة54

الکروبیّین141

الکفور171

کلّام429،277

الکنف199

لابتی199

اللَّأواء409

اللّقاح114

مآبا56

مادوا114

مالک73

مأدوما100

مأزمیها206

مبوّأ207

المتشدّقون290

المثاعب199

مثقال26

محجنه353

المدرة189

مدلّ 23

المرجل83

مره115

مزادتان105

مسح110

مسوک294

المطّلع97

المقام104

مکعوم34

مکلّلا78

مه136

نادّ34

نجیب192،166

نشجت129

نعیق121

نهنههم81

واقصة111

الواله101

وجدا41

وجیب28

ورع22

وزعته175

وله114

وهل120

هامته21

الهجر119

همجا178

هواجرک85

هول97،35

یأرز213

یجأرون116

یخبط 353،206

یرقأ95

یرهق73

یرهقه26

یعزّر251

یقنّطک68

یمحّص64

ص:489

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.